سرشناسه : محمدي ري شهري، محمد، 1325 -
عنوان و نام پديدآور : تربيه الطفل في الاسلام/ المولف محمد الريشهري ؛ التحقيق دارالحديث.
مشخصات نشر : قم: دارالحديث، سازمان چاپ و نشر، 1379.
مشخصات ظاهري : ص 193
يادداشت : كتابنامه
موضوع : كودكان -- سرپرستي -- جنبه هاي مذهبي -- اسلام
شناسه افزوده : بدران، اميه فارس ، Badran, Umayyah
رده بندي كنگره : BP230/18/ع8ت4 1379
ص: 1
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
المقدّمة «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّ_تِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» . (1) الولد الصالح ، هو المطلب الطبيعي والفطري لجميع البشر ، فالجميع يتمنّون أن يكون لهم أبناء سالمون وصالحون ، أبناء يكونون قرّة عين ومصدر سرور لهم ، و حتّى البشر غير الصالحين يحبّون أيضا أن يكون أولادهم صالحين. ولكن هّمة الذين تربّوا في مدرسة القرآن تتجاوز هذا المطلب الطبيعي، فهم لا يريدون أن يكون أولادهم جيّدين وصالحين فحسب، بل يأملون أن يكون أولادهم قادة واُسوة للأناس الصالحين إلى جانب اُسرهم ، فهم يدعون اللّه قائلين: «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّ_تِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» والمسألة المهمّة هي : كيف يمكن الوصول إلى هذه الاُمنية السامية وتهيئة الأرضية لإجابة هذا الدعاء، فيما يتعلّق بالأولاد؟ الجواب: أنّ تربية الولد الصالح تعتمد على ثلاثة أركان أساسية، وهي : 1 . الاُسرة الصالحة . 2 . رعاية حقوق الطفل . 3 . شعور الطفل بالمسؤولية . ويستعرض كتاب تربية الطفل، إرشادات القرآن وأئمة الإسلام حول هذه الأركان في ثلاثة أقسام. يضمّ القسم الأوّل أربعة فصول، ويدور الحديث فيه حول مسؤولية المجتمع المسلم في تنظيم الاُسَر الصالحة، ودور الوراثة في سعادة الأولاد ، ودور تغذية الوالدين في سلامة الأولاد وسعادتهم، ودور كيفيّة انعقاد النطفة في مستقبل الأولاد، على لسان أئمة الإسلام. واستعرضنا في القسم الثاني حقوق الطفل من وجهة نظر الإسلام، في ستّة فصول: الفصل الأوّل: حول حقوق المولود، وهي: 1 . تكريم الولادة، 2 . غسل الولادة، 3 . قراءة الأذان في الاُذن اليمنى والإقامة في الاُذن اليسرى، 4 . التحنيك بماء الفرات وتربة سيّد الشهداء، 5 . اختيار الاسم الحسن، 6 _ حلق شعر الرأس والتصدّق بوزنه ذهبا أو فضة، 7 . العقيقة، 8 . الختان . ويدور الفصل الثاني: حول حقوق الطفل الرضيع، ويبين هذا الفصل إرشادات أئمة الإسلام حول تغذية الطفل من لبن الاُم ، أو من المرضع الصالحة وضرورة احترام مشاعره . وبحثنا فيه الفصل الثالث: موضوع تعليم الطفل وتربيته، باعتباره أهمّ حقوق الأطفال، وتمّ فيه استعراض ملاحظات مهمّة حول أهمّية تعليم الطفل وتربيته والمسؤولية الّتي تتحملها الحكومة الإسلامية والاُسر في هذا المجال، والأهّم من كلّ ذلك الاُسلوب التربوي في الإسلام . وطرحت في الفصل الرابع: الأخلاق التربوية، مثل: التعامل بالعطف والحنان مع الطفل، احترام الطفل، التسليم عليه، العدالة في التعامل مع الأولاد، الوفاء بالوعد للطفل وإدخال السرور عليه، باعتبار ذلك يمثل الحقوق التربوية للأطفال. وفي الفصل الخامس: ألفتنا انتباه التربويين إلى دور الزينة وإشباع حاجة الطفل إلى الجمال، وكذالك دور اللّعب في نمو الطفل. وفي الفصل السادس: ذكرنا أنّ التأكيد على الدعاء للأولاد والنهي عن الدعاء عليهم يبيّن الدور التربوي للدعاء إلى جانب التخطيط والسعي ، ولذلك ذكرناه باعتباره أحد حقوق الطفل. ويعدّ دعاء الإمام السجاد عليه السلام لأولاده والّذي جاء في ختام هذا الفصل، إرشادا قيّما لجميع الاُسر المسلمة . وخصصنا القسم الثالث لواجبات الطفل، وممّا ينبغي على التربوي الصالح، بالإضافة إلى أداء الواجبات الّتي ذكرت في القسمين الأوّل والثاني من هذه المجموعة، أن يهيئ الأرضية المناسبة لخلق الشعور بالمسؤولية لدى الطفل. ويقدّم هذا القسم، في أربعة فصول، هي إرشادات في مجال واجبات الطفل الشخصية ، واجباته أمام الأب، الاُم، المعلّم، الذين هم أكبر منه سنا، والأصدقاء . وممّا يجدر ذكره أنّ المخاطب بهذا الكتاب هم : العوائل، التربويون، الباحثون في مجال تعليم الطفل وتربيته . وبناء على ذلك، فإنّ الكتاب لا يخاطب الأطفال بشكل مباشر . وقد سعينا لأن يكون هذا الكتاب جامعا لنصوص أهمّ إرشادات القرآن والأحاديث الإسلامية في مجال تعليم الطفل وتربيته، وأضفنا إليه التحليلات والإيضاحات اللازمة . ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ شرح هذه الإرشادات بحاجة إلى تأليف كتب مستقلة في المجالات المختلفة للقضايا التربوية للأطفال ، ولذلك فإنّ هذا الكتاب من شأنه أن يكون ذخيرة ثقافية قيّمة لمؤلّفي الكتب الخاصّة بتعليم وتربية الأطفال . وهنا اُقدّم شكري وتقديري الخالصين إلى جميع الزملاء الأعزاء و الأفاضل في «مركز دراسات علوم ومعارف الحديث» الذين آزروني في تأليف هذا الأثر المفيد والقيّم، خاصّة فضيلة الشيخ عبّاس پسنديده، الّذي أخذ على عاتقه تقديم العون والمساعدة لي في تدوينها وأسأل اللّه _ تعالى _ لهم جميعا الأجر الّذي يليق بفضله جلّ جلاله . ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم محمّد محمّدي الرَّيشهري 17 جمادى الاُولى 1426 ه .ق
.
ص: 8
. .
ص: 9
. .
ص: 10
. .
ص: 11
القسم الأوّل : اُسس تربية الطفلالفصل الأول:الأُسرةالفصل الثاني: الوراثةالفصل الثالث: طعام الوالدينالفصل الرابع: كيفيّة انعقاد النّطفة
.
ص: 12
. .
ص: 13
المدخلتمثّل الاُسرة أوّل ركن أساسي في تربية الأطفال الصالحين. فأساس شخصية الطفل يتشكّل في الاُسرة، ولذلك تقسم حقوق الطفل على الاُسرة إلى قسمين: الحقوق قبل الولادة، والحقوق بعد الولادة . وعلى هذا الأساس، فإنّ مسؤولية الوالدين تجاه الأولاد تبدأ من منظار الإسلام قبل الولادة، فللطفل حقوق على والديه قبل أن يولد، وإذا لم تراع هذه الحقوق، فإنّ آثار تعليمه وتربيته سوف تنحسر وتقلّ . وقد جاءت إرشادات أئمة الإسلام في هذا المجال في القسم الأوّل من كتاب تربية الطفل في الإسلام في أربعة فصول:
1 . تنظيم الاُسرة الصالحةتمّ التأكيد في الفصل الأوّل، خلال بيان قيمة طلب الولد وأهمّية تكوين الاُسرة، على أنّ جنس الولد ليس مهمّا سواء كان ذكرا أم اُنثى، فالمهم هو سلامة الولد وكونه صالحا، وبما أنّ البنات كنّ يتعرّضن للقسوة والجفاء، فقد أوصى أئمة الإسلام كثيرا بمحبّتهم والتعامل معهم بالحنان. ويصرّح القرآن الكريم بأنّ أطفال أهل الإيمان، يلتحقون باُسرهم في جنّة الخلد، وبذلك تحظى الاُسر المربية للأولاد الصالحين بالتقدير والتشجيع. وفي المقابل حذرت الروايات الإسلامية بشدّة من خطر الأولاد غير الصالحين، وذكرتهم باعتبارهم من أدهى المصائب الّتي تنزل على الاُسرة .
.
ص: 14
تحديد النسل من منظار الإسلاميتّضح من خلال التأمّل فيما سبق، أنّ المراد من الأحاديث الّتي تشجع المسلمين على كثرة الأولاد، هو التخطيط لتربية أكبر عدد ممكن من الأولاد السالمين والصالحين وبناء المجتمع النموذجي، وفي هذه الحالة فإنّ الإسلام لا يعارض تحديد النسل فحسب، بل إنّه يشجع على ازدياد أفراد المجتمع الإلهي؛ ولكن كثرة الأولاد لا تعدّ مطلوبة في ظلّ الظروف الّتي لا تمتلك فيها الاُسرة القدرة على تربية الأولاد الصالحين بسبب المشاكل الاقتصادية والمفاسد الثقافية، وعندها تبدو الحاجة إلى التخطيط لتحديد النسل. وبناء على ذلك، فإنّ إرشادات أئمة الإسلام وتوجيهاتهم، تفيد بأنّ على الحكومة الإسلامية والاُسر المسلمة أن تخططا لزيادة أفراد المجتمع الإسلامي مع الأخذ بنظر الاعتبار القدرة الاقتصادية والثقافية، وإذا ما تعارضت تربية الأفراد الصالحين مع زيادة السكان لأي سبب، فإنّ عليهما أن تحولا دون نمو السكان.
2 . دور الوراثةبينّا في الفصل الثاني من كتاب تربية الطفل في الإسلام، الدور الإيجابي أو السلبي للوراثة في بناء شخصية الطفل، على لسان أئمة المسلمين، فالطفل لايرث الخصائص الظاهرية والجسمية للوالدين فحسب، بل إنّ خصائصهم الروحية والباطنية، مثل: الشجاعة، السخاء و حُسن الخلق تنتقل إلى الأولاد أيضا . والملاحظة الملفتة للنظر أنّ الروايات الإسلامية ترى أنّ الدور الوراثي للاُم في الولد يفوق دور الأب، و من هنا فعلى الذين يريدون أن يكون لهم أولاد سالمين أقوياء، وجميلون وصالحون أن يبدو الدقّة في اختيار الزوجة .
.
ص: 15
3 . دور طعام الوالدينيختصّ الفصل الثالث من كتاب تربية الطفل في الإسلام ببيان دور طعام الوالدين في مستقبل الطفل، وأهمّ إرشادات أئمة المسلمين في هذا المجال وتحذيراتهم، فيما يتعلّق بالدور المخرب للأكل الحرام. فالنطفة الّتي تتشكل من الطعام الحرام تهيئ الأرضية للكثير من السلوكيات المنحرفة لدى الطفل، والاُسر الّتي ترغب في أن يكون أولادها سعداء، عليها أن تتجنب الطعام الحرام؛ وخاصّة الاُمهات في فترة الحمل، فإنّ عليهنّ أن يحرصن على طعامهنّ أكثر وألاّ يشاركن في الولائم الّتي تحوم الشبهات حولها . بالإضافة إلى ذلك، فقد ورد التأكيد على تناول بعض الفواكه والأطعمة قبل انعقاد النطفة بالنسبة إلى الآباء، وفي فترة الحمل والنفاس بالنسبة إلى الاُمهات، وقد ذكرنا هذه النصوص في متن الكتاب .
4 . دور كيفية الجماعإنّ لحلية الجماع وحرمته دور أساسي في تكوين الخصائص الإيجابية، أو السلبية للطفل من وجهة نظر الإسلام. والنعمة الإلهيّة الاُولى للإنسان من منظار الإسلام هي طيب الولادة، فالكثير من المفاسد الاجتماعية هي حصيلة السلوك الإجرامي والمنحرف للاولاد غير الشرعيين ، وبالطبع فإنّ هذا لا يعني أنّ الأولاد غير الشرعيين، لا يمكنهم أن يختاروا الطريق الصحيح في الحياة ؛ ولكن ممّا لا شكّ فيه أنّ من الصعب عليهم اختيار الطريق الصحيح في الحياة . و يستعرض الفصل الرابع من هذا القسم الآثار الإيجابية لطيب الولادة في تكوين شخصية الطفل، ويحذر من الولادة غير الشرعية، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّه يوصي الآباء والاُمهات ألاّ يغفلوا عنه عند المضاجعة من أجل ضمان سعادته . كما سنذكر في ختام هذا الفصل بعض الروايات حول دور الحالات والأوقات الخاصّة بالجماع في مستقبل الطفل . (1)
.
ص: 16
. .
ص: 17
الفَصلُ الأَوَّلُ: الأُسرة1 / 1بِناءُ الأُسرَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما يَمنَعُ المُؤمِنَ أَن يَتَّخِذَ أهلاً ، لَعَلَّ اللّه َ أن يَرزُقَهُ نَسَمةً (1) تُثقِلُ الأَرضَ بِلا إلهَ إلاَّ اللّه ُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :خِيارُ اُمَّتِي المُتَأَهِّلونَ ، و شِرارُ اُمَّتِي العُزّابُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما بُنِيَ بِناءٌ فِي الإِسلامِ أحَبُّ إلَى اللّه ِ تَعالى مِنَ التَّزويجِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اِتَّخِذُوا الأَهلَ ؛ فَإِنَّهُ أَرزَقُ لَكُم . (5)
.
ص: 18
1 / 2طَلَبُ الوَلَدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُطلُبُوا الوَلَدَ وَ التَمِسوهُ ؛ فَإنَّهُ قُرَّةُ العَينِ، و رَيحانَةُ القَلبِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَدَع أحَدُكُم طَلَبَ الوَلَدِ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إذا ماتَ و لَيسَ لَهُ وَلَدٌ انقَطَعَ اسمُهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :بَيتٌ لا صِبيانَ فيهِ لا بَرَكَةَ فيهِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما وُلِدَ في أهلِ بَيتٍ غُلامٌ إلاّ أصبَحَ فيهِم عِزٌّ لَم يَكُن. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ريحُ الوَلَدِ مِن ريحِ الجَنَّةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :الوَلَدُ للوالِدِ رَيحانَةٌ مِنَ اللّه ِ يَشَمُّها، (قَسَّمَها) بَينَ عِبادِهِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :الوَلَدُ ثَمَرُ القَلبِ، و إنَّهُ مَجبَنَةٌ مَبخَلَةٌ مَحزَنَةٌ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ شَى ءٍ ثَمَرَةً، و ثَمَرَةَ القَلبِ الوَلَدُ. (8)
مسند ابن حنبل عن الأشعث ابن قيس :قَدِمتُ عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في وَفدِ كِندَةَ، فَقالَ لي : هَل لَكَ مِن وَلَدٍ ؟ قُلتُ : غُلامٌ وُلِدَ لِي في مَخرَجي إلَيكَ مِن ابنَةِ جَدٍّ، (9) و لَوَدِدتُ أنَّ مَكانَهُ شِبعُ القَومِ ! قالَ صلى الله عليه و آله : لا تَقولَنَّ ذلِكَ، فَإِنَّ فيهِم قُرَّةَ عَينٍ وأجرا إذا قُبِضوا ثَمَّ، و لَئِن قُلتَ ذاكَ إنَّهُم لَمَجبَنَةٌ مَح_زَنَةٌ، إنَّهُم لَمَجبَنَةٌ مَحزَنَةٌ. (10)
.
ص: 19
الإمام زين العابدين عليه السلام :مِن سَعادَةِ الرَّجُلِ أن يَكونَ لَهُ وُلدٌ يَستَعينُ بِهِم. (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :سَعَدَ امرُؤٌ لَم يَمُت حَتَّى يَرى خَلَفا مِن نَفسِهِ . (2)
الكافي عن بكر بن صالح :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام : إنِّي اجتَنَبتُ طَلَبَ الوَلَدِ مُنذُ خَمسِ سِنينَ، و ذلِكَ أنَّ أهلي كَرِهَت ذلِكَ و قالَت : إنَّهُ يَشتَدُّ عَلَيَ تَربِيَتُهُم ؛ لِقِلَّةِ الشَّيءِ، فَما تَرى ؟ فَكَتَبَ عليه السلام إلَيَ : اُطلُبِ الوَلَدَ ؛ فَإِنَّ اللّه َ عز و جل يَرزُقُهُم. (3)
الإمام الرضا(4) عليه السلام : إنَّ اللّه َ تَبارَكَ و تَعالى إذا أَرادَ بِعَبدٍ خَيرا لَم يُمِتهُ حَتّى يُرِيَهُ الخَلَفَ. (5)
1 / 3فَضلُ الوَلَدِ الصّالِحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن سَعادَةِ الرَّجُلِ الوَلَدُ الصّالِحُ . (6)
.
ص: 20
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الوَلَدَ الصّالِحَ رَيحانَةٌ مِن رَياحينِ الجَنَّةِ. 1
عنه صلى الله عليه و آله :الوَلَدُ الصّالِحُ رَيحانَةٌ مِنَ اللّه ِ قَسَمَها بَينَ عِبادِهِ، وَإِنَّ رَيحانَتَيَ مِنَ الدُّنيا الحَسَنُ والحُسَينُ، سَمَّيتُهُما بِاسمِ سِبطَينِ مِن بَني إسرائِيلَ : شَبَّرا و شَبيرا (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مِن نِعمَةِ اللّه ِ عَلَى الرَّجُلِ أن يُشبِهَهُ وَلَدُهُ. (3)
الكافي عن محمّد بن سنان عمّن حدثه :كانَ عَلِيُ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا بُشِّرَ بِالوَلَدِ لَم يَسأَل أذَكَرٌ هُوَ أم اُنثى حَتّى يَقولَ : أسَوِيٌ؟ فَإن كانَ سَوِيّا قالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي لَم يَخلُق مِنِّي شَيئا مُشَوَّها. (4)
الإمام الباقر عليه السلام :مِن سَعادَةِ الرَّجُلِ أن يَكونَ لَهُ الوَلَدُ يُعرَفُ فيهِ شِبهُهُ، خَلقُهُ و خُلُقُهُ و شَمائِلُهُ. (5)
1 / 4إلحاقُ ذُرِّيَّةِ المُؤمِنينَ بِهِم فِي الجَنَّةِالكتاب«وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَ_نٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ مَا أَلَتْنَ_هُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْ ءٍ كُلُّ امْرِىءِ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ». (6)
.
ص: 21
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّه ِ عز و جل : «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَ_نٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» _: قَصَرَتِ الأبناءُ عَن عَمَلِ الآباءِ، فألحَقُوا الأبناءَ بِالآباءِ لِتَقَرَّ بِذلِكَ أعيُنُهُم. (1)
1 / 5فَضلُ تَحَمُّلِ أذَى الطِّفلِالكافي عن محمّد بن مسلم :كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام إذ دَخَلَ يونسُ بنُ يَعقوبَ فَرَأيتُهُ يَئِنُّ ، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : ما لي أراكَ تَئِنُّ ؟ قالَ : ط_ِفلٌ لي ت_َأَذَّيتُ بِهِ اللَّيلَ أجمَعَ. فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : يا يونُسُ، حَدَّثَني أبي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍ، عَن آبائِهِ عليهم السلام، عَن جَدّي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أنَّ جَبرَئيلَ نَزَلَ عَلَيهِ و رَسولُ اللّه ِ وَ عَلِيٌ صَلواتُ اللّه ِ عَلَيهِما يئِنّانِ، فَقالَ جَبرَئيلُ عليه السلام : يا حَبيبَ اللّه ِ، ما لي أراكَ تَئِنُّ؟ فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : طِفلانِ لَنا تَأَذَّينا بِبُكائِهِما. فَقالَ جَبرَئيلُ : مَه يا مُحَمَّدُ، فإِنَّهُ سَيُبعَثُ لِهؤلاءِ القَومِ شيعَةٌ إذا بَكى أحَدُهُم فَبُكاؤُهُ «لا إله إِلاَّ اللّه ُ» إلى أن يَأتِيَ عَلَيهِ سَبعُ سِنينَ، فَإِذا جازَ السَّبعَ فَبُكاؤُهُ استِغفارٌ لِوالِدَيهِ إلى أن يأتِيَ عَلَى الحَدِّ، فَإِذا جازَ الحَدَّ فَما أتى مِن حَسَنَةٍ فَلِوالِدَيهِ، و ما أتى مِن سَيِّئَةٍ فَلا عَلَيهِما. (2)
.
ص: 22
1 / 6كَثْرَةُ الأَولادِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَزَوَّجوا بِكرا وَلودا، و لا تَزَوَّجوا حَسناءَ جَميلَةً عاقِرا ؛ فَإنِّي اُباهي بِكُمُ الاُمَمَ يَومَ القِيامَةِ. 1
عنه صلى الله عليه و آله :تَزَوَّجُوا الوَدودَ الوَلودَ ؛ فَإنّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الاُمَمَ يَومَ القِيامَةِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :دَعُوا الحَسناءَ العاقِرَ ، و تَزَوَّجُوا السَّوداءَ الوَلودَ ؛ فَإنِّي اُكاثِرُ بِكُمُ الاُمَمَ يَومَ القِيامَةِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِرُوا الوَلَدَ اُكاثِر بِكُمُ الاُمَمَ غَدا. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا لَقِيَ يوسُفُ أخاهُ قالَ لَهُ : يا أَخي كَيفَ استَطَعتَ أن تَتَزوَّجَ النِّساءَ بَعدي؟ قالَ : إنَّ أبي أمَرَني و قالَ : إنِ استَطَعتَ أن تَكونَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ تُثقِلُ الأَرضَ بِالتَّسبيحِ فَافعَل . (4)
1 / 7فَضلُ البَناتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن يُمنِ المَرأةِ أن يَكونَ بِكرُها جارِيَةً. (5)
.
ص: 23
عنه صلى الله عليه و آله :ريحُ الوَلَدِ مِن ريحِ الجَنَّةِ ، و لا يُحِبُّ البَناتَ إلاّ مُؤمِنٌ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :البَنونَ نَعيمٌ ، وَ البَناتُ حَسَناتٌ، وَ اللّه ُ يَسألُ عَنِ النَّعيمِ ، و يُثيبُ عَلَى الحَسَناتِ (2) . (3)
1 / 8ثَوابُ تَربِيَةِ البَناتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ الوَلَدُ البَناتُ المُخَدَّراتُ، مَن كانَت عِندَهُ واحِدَةٌ جَعَلَهَا اللّه ُ سِترا لَهُ مِنَ النّارِ، وَ مَن كانَت عِندَهُ اثنَتانِ أَدخَلَهُ اللّه ُ بِهِمَا الجَنَّةَ، وَ إِن كُنَّ ثَلاثا أو مِثلَهُنَّ مِنَ الأخَواتِ ، وَضَعَ عَنهُ الجِهادَ وَ الصَّدَقَةَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :البَناتُ هُنَّ المُشفِقاتُ المُجَهِّزاتُ المُبارَكاتُ، مَن كانَت لَهُ ابنَةٌ واحِدَةٌ جَعَلَهَا اللّه ُ لَهُ سِترا مِنَ النّارِ، و مَن كانَت عِندَهُ ابنَتانِ اُدخِلَ الجَنَّةَ بِهِما، و مَن كانَت عِندَهُ ثَلاثُ بَناتٍ أو مِثلُهُنَّ مِنَ الأخَواتِ وُضِعَ عَنهُ الجِهادُ وَ الصَّدَقَةُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عالَ جَارِيَتَينِ حَتَّى تُدرِكا دَخ_َلتُ الجَنَّةَ أنا وَ هُوَ كَهاتَينِ _ وَأشارَ بِإصبَعَيهِ السَّبّابَةِ وَالوُسطى _ . (6)
.
ص: 24
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عالَ ثَلاثَ بَناتٍ حَتّى يُبنيهُنَّ ، كُنَّ لَهُ حِجابا مِنَ النّارِ. (1)
1 / 9رِعايَةُ الإِناثِ مِنَ الأولادِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن دَخَلَ السّوقَ فَاشتَرى تُحفَةً ، فحَمَلَها إلى عِيالِهِ، كانَ كَحامِلِ صَدَقَةٍ إلى قَومٍ مَحاويجَ، و ليَ_بدَأ بِالإِناثِ قَبلَ الذُّكورِ ؛ فَإنَّهُ مَن فَرَّحَ اُنثى فَكَأنَّما عَتَقَ رَقَبَةً مِن وُلدِ اسماعيلَ، و مَن أقَرَّ بِعَينِ ابنٍ فَكَأنَّما بَكى مِن خَشيَةِ اللّه ِ، وَ مَن بَكى مِن خَشيَةِ اللّه ِ أدخَلَهُ اللّه ُ جَنّاتِ النَّعيمِ. (2)
1 / 10ذَمُّ كَراهَةِ البَناتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَكرَهُوا البَناتِ ؛ فَإنَّهُنَّ المُؤنِساتُ الغالِياتُ. (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه :بُشِّرَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله بِابنَةٍ فَنَظَرَ في وُجوهِ أصحابِهِ، فَرَاَى الكَرَاهَةَ فيهِم، فَقالَ : ما لَكُم؟ رَيحانَةٌ أشَمُّها ، وَ رِزقُها عَلَى اللّه ِ عز و جل. (4)
الكافي عن الجارود بن المنذر :قالَ لي أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : بَلَغَني أنَّهُ وُلِدَ لَكَ ابنَةٌ فَتَسخَطُها ! وَما عَلَيكَ مِنها؟! رَيحانَةٌ تَشَمُّها، وَقَد كُفِيتَ رِزقَها، و قَد كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أبا بَناتٍ . (5)
.
ص: 25
الكافي عن إبراهيم الكرخي عن ثقة حدّثه من أصحابنا :تَزَوَّجتُ بِالمَدينَةِ ، فَقالَ لي أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : كَيفَ رَأيتَ؟ قُلتُ : ما رَأى رَجُلٌ مِنْ خَيرٍ في امرَأَةٍ إلاّ وَقَد رَأيتُهُ فيها، ولكِن خانَتني! فَقالَ : وَما هُوَ؟ قُلتُ : وَلَدَت جَارِيَةً. قالَ : لَعَلَّكَ كَرِهتَها، إنَّ اللّه َ عز و جل يَقولُ : «ءَابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا» (1) . (2)
كشف الغمّة عن أيُّوب بن نوح :كانَ لِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا حَملٌ ، فَكَتَبَ إلَيهِ [أي إلَى الإِمامِ الهادي عليه السلام ] : إنَّ لي حَملاً فَادعُ اللّه َ أن يَرزُقَني ابنا. فَكَتَبَ إلَيهِ : رُبَّ ابنَةٍ خَيرٌ مِن ابنٍ، فَوُلِدَت لَهُ ابنةٌ. (3)
1 / 11ذَمُّ الوَلَدِ السّوءِالإمام عليّ عليه السلام :وَلَدُ السّوءِ يَهدِمُ الشَّرَفَ ، وَ يَشينُ السَّلَفَ. (4)
عنه عليه السلام :وَلَدُ السّوءِ يَعِرُّ (5) السَّلَفَ ، و يُفسِدُ الخَلَفَ. (6)
.
ص: 26
عنه عليه السلام :وَلَدٌ عَقُوقٌ مِحنَةٌ وشُؤمٌ. (1)
عنه عليه السلام :أشَدُّ المَصائِبِ سوءُ الخَلَفِ. (2)
عنه عليه السلام :شَرُّ الأولادِ العاقُّ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إيّاكُم أن تَعمَلوا عَمَلاً يُعيِّرونا بِهِ ، فَإِنَّ وَلَدَ السَّوءِ يُعَيَّرُ والِدُهُ بِعَمَلِهِ . (4)
1 / 12طَلَبُ الاُسرَةِ الصّالِحَةِ مِنَ اللّهالكافي عن أبي بصير :قالَ لي أبو عَبدِ اللّه عليه السلام : إذا تَزَوَّجَ أحدُكُم كَيفَ يَصنَعُ؟ قُلتُ : لا أدري . قالَ : إذا هَمَّ بِذلِكَ فَليُصَلِّ رَكعتَينِ ، ويَحمَدِ اللّه َ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنِّي اُريدُ أن أتَزَوَّجَ فَقَدِّر لِي مِنَ النِّساءِ أَعَفَّهُنَّ فَرجا، و أحفَظَهُنَّ لي في نَفسِها و في مالي، وأوسَعَهُنَّ رِزقا ، وأعظَمَهُنَّ بَرَكَةً، و قَدِّر لي وَلَدا طَيِّبا تَجعَلُهُ خَلَفا صَالِحا فِي حَياتي وَبَعدَ مَماتِي. (5)
.
ص: 27
الفصل الثاني: الوراثة2 / 1العِرقُ دَسّاسٌّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُنظُر في أيِ نِصابٍ (1) تَضَعُ وَلَدَكَ ؛ فَإِنَّ العِرقَ دَسَّاسٌ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :النّاسُ مَعادِنُ، وَ العِرقُ دَسّاسٌ، (4) وأدَبُ السّوءِ كَعِرقِ السّوءِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :تَزَوَّجُوا في الحِجرِ الصّالِحِ ؛ فَإِنَّ العِرقَ دَسّاسٌ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :تَخَي_َّروا لِنُط_َفِكُم ؛ فَإِنَّ النِّساءَ يَلِدنَ أشباهَ إخوانِهِنَّ وأخَواتِهِنَّ. (7)
.
ص: 28
الإمام عليّ عليه السلام :إيّاكُم و تَزويجَ الحَمقاءِ ؛ فَإِنَّ صُحبَتَها بَلاءٌ، و وُلدَها ضَياعٌ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :تَجِبُ لِلوَلَدِ عَلى والِدِهِ ثَلاثُ خِصالٍ : اختِيارُهُ لِوالِدَتِهِ، و تَحسينُ اسمِهِ، وَ المُبالَغَةُ في تَأديبِهِ. (2)
2 / 2دَورُ الوِرَاثَةِ في خَلقِ المَولودِالإمام عليّ عليه السلام :مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى أشبَهِ النّاسِ بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ما بَينَ عُنُقِهِ إلى وَجهِهِ، فَليَنظُر إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍ. ومَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى أشبَهِ النّاسِ بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ما بَينَ عُنُقِهِ إلى كَعبِهِ خَلقا و لَونا، فَليَنظُر إلَى الحُسَينِ بنِ عليٍ. (3)
عنه عليه السلام :مَن أرادَ أن يَنظُرَ إلى وَجهِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مِن رأسِهِ إلى عُنُقِهِ، فَليَنظُر إلَى الحَسَنِ، و مَن أرادَ أن يَنظُرَ إلى ما لَدُن عُنُقِهِ إلى رِجلِهِ، فَليَنظُر إلَى الحُسَينِ، اقتَسَماهُ. (4)
عنه عليه السلام :أقبَلَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ِ، هذِهِ بِنتُ عَمِّي، و أَنَا فُلانُ ابنُ فُلانٍ، حَتّى عَدَّ عَشَرَةَ آباءٍ ، و هِيَ فُلانَةُ بِنتُ فُلانٍ حَتّى عَدَّ عَشَرَةَ آباءٍ، لَيسَ في حَسَبي ولا حَسَبِها حَبَشِيٌ، و إنَّها وَضَعَت هذَا الحَبَشِيَ ! فَأطرَقَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله طَويلاً، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : إنَّ لَكَ تِسعَةً وَ تِسعينَ عِرقا، و لَها تِسعَةً وَ تِسعينَ عِرقا، فَإِذَا اشتَمَلتَ اضطَرَبَتِ العُروقُ، و سَألَ اللّه َ عز و جل كُلُّ عِرقٍ مِنها أن يُذهِبَ الشَّبَهَ إلَيهِ، قُم فَإِنَّهُ وَلَدُكَ، و لَم يَأتِكَ إلاّ مِن عِرقٍ مِنكَ أو عِرقٍ مِنها . قالَ : فَقامَ الرَّجُلُ و أخَذَ بِيَدِ امرَأَتِهِ، و ازدادَ بِها و بِوَلَدِها عُجبا. (5)
.
ص: 29
الإمام الباقر عليه السلام :أتى رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : هذهِ ابنَةُ عَمِّي وامرَأتي لا أعلَمُ إلاّ خَيرا، وَ قَد أتَتني بِوَلَدٍ شَديدِ السَّوادِ، مُنتَشِرِ المِنخِرَينِ، جَعدٍ، (1) قَطَطٍ ، (2) أفطَسِ (3) الأنفِ، لا أعرِفُ شِبهَهُ في أخوالي ولا في أجدادي ! فَقالَ لاِمرَأَتِهِ: ما تَقولينَ؟ قالَت: لا وَ الّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيّا، ما أقعَدتُ مَقعَدَهُ مِنّي مُنذُ مَلَكَني أحَدا غَيرَهُ. قال : فَنَكَسَ رَسولُ اللّه ِ بِرَأسِهِ مَلِيّا ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى الرَّجُلِ فَقالَ : يا هذا، إنَّهُ لَيسَ مِن أحَدٍ إلاّ بَينَهُ و بَينَ آدمَ تِسعَةٌ و تِسعونَ عِرقا، كُلُّها تَضرِبُ فِي النَّسَبِ، فَإِذا وَقَعَتِ النُّطفَةُ فِي الرَّحِمِ اضطَربَت تِلكَ العُروقُ ؛ تَسأَلُ اللّه َ الشُّبهَةَ (4) لَها، فَهذا مِن تِلكَ العُروقِ الَّتي لَم يُدرِكها أجدادُكَ و لا أجدادُ أجدادِكَ، خُذ إلَيكَ ابنَكَ . فَقالَتِ المَرأَةُ : فَرَّجتَ عَنّي يا رَسُولَ اللّه ِ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّه َ عز و جل خَلَقَ لِلرَّحِمِ أربَعَةَ أوعِيَةٍ، فَما كانَ فِي الأوَّلِ فَلِلأبِ، وما كانَ فِي الثّاني فَلِلاُمِّ ، و ما كانَ فِي الثّالِثِ فَلِلعُمومَةِ، وَ ما كانَ فِي الرّابِعِ فَلِلخُؤُولَةِ. (6)
.
ص: 30
عنه عليه السلام :إنَّ اللّه َ تبارَكَ وتعالى إذا أرادَ أن يَخلُقَ خَلقا جَمَعَ كُلَّ صورَةٍ بَينَهُ و بَينَ آدَمَ ، ثُمَّ خَلَقَهُ عَلى صُورَةِ إحداهُنَّ، فَلا يَقولَنَّ أحَدٌ لِوَلَدِهِ : هذا لا يُشبِهُني ولا يُشبِهُ شَيئا مِن آبائي. (1)
2 / 3دَورُ الوِرَاثَةِ في خُلُقِ المَولودِالإمام عليّ عليه السلام :حُسنُ الأخلاقِ بُرهانُ كَرَمِ الأَعراقِ . (2)
عنه عليه السلام :إذا كَرُمَ أصلُ الرَّجُلِ كَرُمَ مَغيبُهُ و مَحضَرُهُ. (3)
عنه عليه السلام :عَلَيكُم في طَلَبِ الحَوائِجِ بِشِرافِ النُّفوسِ، ذَوي الاُصولِ الطَّيِّبَةِ ؛ فَإِنَّها عِندَهُم أقضَى، و هِيَ لَدَيكُم أَزْكى. (4)
عنه عليه السلام :عَلَيكُم في قَضاءِ حَوائِجِكُم بِكِرامِ الأنفُسِ و الاُصولِ ، تُنجَح لَكُم عِندَهُم مِن غَيرِ مِطالٍ و لا مَنٍّ . (5)
مروج الذهب_ في ذِكرِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ في أزمَةِ حَربِ الجَمَلِ لَمّا وَقَفَ حينَ واجَهَتهُ الرِّماحُ وََالنُّشّابُ _: فَأَتاهُ عَلِيٌ عليه السلام : فَضَرَبَهُ بِقائِمِ سَيفِهِ وقالَ : أَدرَكَكَ عِرقٌ مِن اُمِّكَ. (6)
.
ص: 31
الإمام الصادق عليه السلام_ في زِيارَةِ الأَربَعينَ _: بِأَبي أنتَ و اُمِّي يَا ابنَ رَسولِ اللّه ِ، أشهَدُ أنَّكَ كُنتَ نُورا فِي الأصلابِ الشّامِخَةِ وَ الأرحامِ الطّاهِرَةِ، لَم تُنَجِّسكَ الجاهِلِيَّةُ بِأنجاسِها، و لَم تُلبِسكَ المُدلَهِمَّاتِ (1) مِن ثِيابِها. (2)
عنه عليه السلام :قامَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله خَطيبا فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ، إيّاكُم و خَضراءَ الدِّمَنِ . قيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، و ما خَضراءُ الدِّمَنِ؟ قالَ : المَرأَةُ الحَسناءُ في مَنبَتِ السَّوءِ . (3)
2 / 4دَورُ زَواجِ الأقارِبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِغتَرِبوا ؛ لا تُضووا (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَنكِحُوا القَرابَةَ القَريبَةَ ؛ فَإِنَّ الوَلَدَ يُخلَقُ ضاوِيا . (6)
.
ص: 32
. .
ص: 33
الفصل الثالث: طعام الوالدين3 / 1دَورُ الطَّعامِ الحَرامِ فِي المَولودِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَا ابنَ مَسعودٍ : لا تَأكُلِ الحَرامَ، و لا تَلبَسِ الحَرامَ، و لا تَأخُذ مِنَ الحَرامِ، و لا تَعصِ اللّه َ ؛ لِأَنَّ اللّه َ تَعالى يَقولُ لاِءِبليسَ : «وَ اسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ وَعِدْهُمْ وَ مَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَ_نُ إِلاَّ غُرُورًا » (1) . (2)
تفسير العيّاشي عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن شِركِ الشَّيطانِ ؛ قَولِهِ : «وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ» ، قالَ : ما كانَ مِن مالٍ حَرامٍ فَهُوَ شَريكُ الشَّيطانِ . قالَ : و يَكونُ مَعَ الرَّجُلِ حَتّى يُجامِعَ ، فَيَكونَ مِن نُطفَتِهِ وَنُطفَةِ الرَّجُل إذا كانَ حَراما. (3)
.
ص: 34
تفسير العيّاشي عن محمّد عن أحدهما عليهماالسلام :شِركُ الشَّيطانِ ما كانَ مِن مالٍ حَرامٍ فَهُوَ مِن شِركَةِ الشَّيطان، و يَكونُ مَعَ الرَّجُلِ حِينَ يُجامِعُ ، فَيَكونُ نُطفَتُهُ مَعَ نُطفَتِهِ إذا كانَ حَراما، قالَ : كِلتَيهِما جَميعا مُختَلِطَينِ ، و قالَ : رُبَّما خُلِقَ مِن واحِدَةٍ ، و رُبَّما خُلِقَ مِنهُما جَميعا. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كَسبُ الحَرام يَبينُ فِي الذُّرِيَّةِ. (2)
3 / 2دَورُ غِذاءِ الوالِدِ فِي الوَلَدِالإمام الصادق عليه السلام :مَن أكَلَ سَفَرجَلَةً عَلَى الرِّيقِ طابَ ماؤُهُ ، و حَسُنَ وَلَدُهُ. (3)
طبّ الأئمّة عن بكير بن محمّد :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه ِ الصّادِقِ عليه السلام فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا ابنَ رَسولِ اللّه ِ، يولَدُ الوَلَدُ فَيَكونُ فِيهِ البَلَهُ و الضَّعفُ؟ فَقالَ : ما يَمنَعُكَ مِنَ السَّويقِ؟ (4) اِشرَبهُ وَمُر أهلَكَ بِهِ ؛ فَإِنَّهُ يُنبِتُ اللَّحمَ، ويَشُدُّ العَظمَ، ولا يولَدُ لَكُم إلاَّ القَوِيُ. (5)
الإمام الكاظم عليه السلام :مَن أكَلَ البَيضَ و البَصَلَ وَ الزَّيتَ زادَ في جُماعِهِ، ومَن أكَلَ اللّحمَ بِالبَيضِ كَبُرَ عَظمُ وَلَدِهِ. (6)
.
ص: 35
الكافي عن عمرو بن إبراهيم عن الخراساني :(1) أكلُ الرُّمّانِ الحُلوِ يَزيدُ في ماءِ الرَّجُلِ و يُحَسِّنُ الوَلَدَ. (2)
3 / 3دَورُ غِذاءِ الحامِلِ فِي الجَنينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أطعِمُوا المَرأةَ فِي شَهرِها الَّذي تَلِدُ فيهِ التَّمرَ ؛ فَإنَّ وَلَدَها يَكونُ حَليما نَقِيّا. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أطعِموا حَبالاكُمُ اللُّبانَ ؛ فَإِنَّ الصَّبِيَ إذا غُذِّيَ في بَطنِ اُمِّهِ بِاللُّبانِ (4) اشتَدَّ قَلبُهُ، وَ زِيدَ في عَقلِهِ، فَإِن يَكُ ذَكَرا كانَ شُجاعَا، و إن وُلِدَت اُنثى عَظُمَت عَجيزَتُها (5) فَتَحظّى بِذلِكَ عِندَ زَوجِها. (6)
الإمام الرضا عليه السلام :أطعِمُوا حَبالاكُم ذَكَرَ اللُّبان، فَإِن يَكُ في بَطنِها غُلامٌ خَرَجَ ذَكِيَ القَلبِ ، عَالِما، شُجاعا، و إن تَكُ جارِيَةً حَسُنَ خَلقُها و خُلُقُها، و عَظُمَت عَجيزَتُها، و حَظِيَت عِندَ زَوجِها. (7)
.
ص: 36
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أطعِموا نِساءَكُم الحَوامِلَ اللُّبانَ ؛ فَإنَّهُ يَزيدُ في عَقلِ الصَّبِيِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن امرَأَةٍ حامِلَةٍ أكَلَت البِطِّيخَ بِالجُبنِ إلاّ يَكونُ مَولودُها حَسَنَ الوَجهِ و الخُلُقِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أَطعِموا حَبالاكُمُ السَّفَرجَلَ ؛ فَإِنَّه يُحَسِّنُ أخلاقَ أولادِكُم. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :رائِحَةُ الأَنبِياءِ عليهم السلام رائِحَةُ السَّفَرجَلِ، و رائِحَةُ الحورِ العينِ رائِحَةُ الآسِ، (4) و رائِحَةُ المَلائِكَةِ رائِحَةُ الوَردِ، و رائِحَةُ ابنَتي فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامرائِحَةُ السَّفَرجَلِ وَ الآسِ وَ الوَردِ، و لا بَعَثَ اللّه ُ نَبِيّا و لا وَصِيّا إلاّ وُجِدَ مِنهُ رائِحَةُ السَّفَرجَلِ ؛ فَكُلوها ، وَأَطعِمُوا حَبالاكُم ؛ يَحسُنَ أولادُكُم. (5)
مكارم الأخلاق عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُوا السَّفرجَلَ و تَهادَوهُ بَينَكُم ؛ فَإِنَّهُ يَجلُو البَصَرَ ، و يُنبِتُ المَوَدَّةَ فِي القَلبِ، وأطعِموهُ حَبالاكُم ؛ فَإِنَّهُ يُحَسِّنُ أولادَكُم. وفي رواية : يُحَسِّنُ أخلاقَ أولادِكُم. (6)
الإمام الصادق عليه السلام لَمّا نَظَرَ إلى غُلامٍ جَميلٍ _ :يَنبَغي أن يَكونَ أبو هذَا الغُلامِ أكَلَ السَّفَرجَلَ . (7)
.
ص: 37
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بالهِندَباءِ ؛ (1) فَإِنَّهُ يَزيدُ فِي الماءِ ، وَ يُحَسِّنُ الوَلَدَ، و هُوَ حارٌّ لَيِّنٌ، يَزيدُ فِي الوَلَدِ الذُّكورَةَ. (2)
الكافي عن شرحبيل بن مسلم :أنَّهُ 3 قالَ فِي المَرأَةِ الحامِلِ: تَأكُلُ السَّفَرجَلَ؛ فَإِنَّ الوَلَدَ يَكونُ أطيَبَ ريحا وَ أَصفَى لَونا. (3)
3 / 4دَورُ غِذاءِ النُّفَساءِ في المَولودِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : لِيَكُن أوَّلُ ما تَأكُلُ النُّفَسَاءُ الرُّطَبَ ؛ فَإنَّ اللّه َ تَعالى قالَ لِمَريَمَ : «وَ هُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْع النَّخْلَة تُسَ_قِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا » . (4) قيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ، فإن لَم يَكُن أوانُ الرُّطَبِ؟ قالَ : سَبعُ تَمراتٍ مِن تَمرِ المَدينَةِ، فإن لَم يَكُن فَسَبعُ تَمراتٍ مِن تَمرِ أمصارِكُم ؛ فَإِنَّ اللّه َ عز و جل يَقولُ : و عِزَّتي و جَلالِي و عَظَمَتي وَ ارتِفاعِ مَكاني لا تَأكُلُ نُفَساءُ يَومَ تَلِدُ الرُّطَبَ فَيَكونُ غُلاما إلاّ كانَ حَليما، و إن كانت جارِيَةً كانَت حَليمَةً. (5)
عنه عليه السلام :خَيرُ تُمورِكُم البَرنيّ، (6) فأطعِموا النّسَاءَ في نِفاسِهِنَّ يَخرُج أولادُكُم حُكَمَاءَ . (7)
.
ص: 38
الإمام الصادق عليه السلام :أطعِمُوا البَرنِيَ نِساءَكُم في نِفاسِهِنَّ تَحلُمُ أولادُكُم. (1)
.
ص: 39
الفصل الرابع: كيفيّة انعقاد النطفة4 / 1آثارُ طيبِ الوِلادَةِمعاني الأخبار عن الحسين بن زيد، عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مَن أحَبَّنا أَهلَ البَيتِ، فَليَحمَدِ اللّه َ تَعالى عَلى أوَّلِ النِّعَمِ. قيلَ : و ما أوَّلُ النِّعَمِ؟ قالَ : طيبُ الوِلادَةِ، و لا يُحِبُّنا إلاّ مَن طابَت وِلادَتُهُ ، وَ لا يُبغِضُنا إلاّ مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ . (1)
علل الشرائع :أبو أيّوبَ الأنصارِيُ : اعرِضوا حُبَّ عَلِيٍ عَلى أولادِكُم، فَمَن أحَبَّهُ فَهُوَ مِنكُم، وَ مَن لَم يُحِبَّهُ فَاسأَلوا اُمَّهُ مِن أينَ جَاءَت بِهِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ لِعَلِيِ بنِ أبي طالِبٍ : «لا يُحِبُّكَ إلاّ مُؤمِنٌ، ولا يُبْغِضُكَ إلاّ مُنافِقٌ أو وَلَدُ زِنيَةٍ ، أو حَمَلَتهُ اُمُّهُ وَ هِيَ طامِثٌ» . 2
.
ص: 40
الإمام عليّ عليه السلام :جَميلُ المَقصَدِ يَدُلُّ عَلى طَهارَةِ المَولِدِ. (1)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن طَهُرَت وِلادَتُهُ دَخَلَ الجَنَّةَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّه َ تَعالى خَلَقَ الجَنَّةَ طاهِرَةً مُطَهَّرَةً، فلا يَدخُلُها إلاّ مَن طابَت وِلادَتُهُ. (3)
عنه عليه السلام :مَن وَجَدَ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ فَليُكثِرِ الدُّعاءَ لاُِمِّهِ ؛ فَإِنَّها لَم تَخُن أباهُ . (4)
المحاسن عن أبي عبداللّه المدائني :قالَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : إذا بَرَدَ عَلى قَلبِ أحَدِكُم حُبُّنا فَليَحمَدِ اللّه َ عَلى اُولَى النِّعَمِ. قُلتُ : عَلى فِطرَةِ الإسلامِ؟ قالَ : لا، ولكِن عَلى طيبِ المَولِدِ، إنَّهُ لا يُحِبُّنا إلاّ مَن طابَت وِلادَتُهُ، و لا يُبغِضُنا إلاَّ المُلزَقُ الَّذي تَأتي بِهِ اُمُّهُ مِن رَجُلٍ آخَرَ فَتُلزِمُهُ زَوجَها، فَيَطَّلِعُ عَلى عَوراتِهِم و يَرِثُهُم أموالَهُم ، فَلا يُحِبُّنا ذلِكَ أبَدا، و لا يُحِبُّنا إلاّ مَن كانَ صَفوَةً مِن أيِ الجيلِ كانَ. (5)
4 / 2آثارُ خُبثِ الوِلادَةِالكتاب«وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ». (6)
.
ص: 41
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الخُلُقُ الحَسَنُ لا يُنزَعُ إلاّ مِن وَلَدِ حَيضَةٍ، أو وَلَدِ زِنيَةٍ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَليٍ عليه السلام _: لا يُبغِضُكُم إلاّ ثَلاثَةٌ: وَلَدُ زِنا، وَ مُنافِقٌ، وَ مَن حَمَلَت بِهِ اُمُّهُ و هِيَ حائِضٌ. (2)
كنز العمّال عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ يُشارِكُهُمُ الشَّياطِينُ في أولادِهِم. قيلَ : و كائِنٌ ذلِكَ يا رَسولَ اللّه ِ؟ قالَ : نَعَم. قالوا : و كَيفَ نَعرِفُ أولادَنا مِن أولادِهِم؟ قالَ : بِقِلَّةِ الحَياءِ ، و قِلَّةِ الرَّحمَةِ. (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَستَحِ فيما قالَ، أو قيلَ لَهُ فَهُوَ لِغَيرِ رِشَدَةٍ، أو حَمَلَت بِهِ اُمُّهُ عَلى غَيرِ طُهرٍ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّه َ حَرَّمَ الجَنَّةَ عَلى كُلِّ فَحّاشٍ بَذيءٍ قَليلِ الحَياءِ، لا يُبالي ما قالَ، و لا ما قيلَ لَهُ ؛ فَإِنَّكَ إن فَتَّشتَهُ لَم تَجِدهُ إلاّ لِغَيَّةٍ (5) أو شِركَ شَيطانٍ . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ، و في النّاسِ شِركُ شَيطانٍ؟! فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أما تَقرَأُ قَولَ اللّه ِ عز و جل : «وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ» . (6)
عنه عليه السلام :مَن لَؤُمَ ساءَ ميلادُهُ. (7)
.
ص: 42
الإمام الباقر عليه السلام :إذا زَنَى الرَّجُلُ أدخَلَ الشَّيطانُ ذَكَرَهُ فَعَمِلا جَميعا، و كانَتِ النُّطفَةُ واحِدَةً، وَ خُلِقَ مِنهُمَا الوَلَدُ، ويَكونُ شِركَ شَيطانٍ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يُبغِضُنا إلاّ مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ، أو حَمَلَت بِهِ اُمُّهُ في حَيضِها. (2)
4 / 3مَضَارٌّ وَط ءِ الحائِضِالكتاب«وَيَسْ_لُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِى الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّ بِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ». (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن جامَعَ امرَأَتَهُ وهِيَ حائِضٌ فَخَرَجَ الوَلَدُ مَجذوما أو أبرَصَ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ تَبارَكَ و تَعالى كَرِه لَكُم _ أيَّتُها الاُمَّةُ _ أربَعا وعِشرينَ خَصلَةً ، و نَهاكُم عَنها : ... كَرِهَ لِلرَّجُلِ أن يَغشَى امرَأَتَهُ و هِيَ حائِضٌ، فَإِن غَشِيَها فَخَرَجَ الوَلَدُ مَجذوما أو أبرَصَ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن وَطِئَ امرَأتَهُ و هِيَ حائِضٌ فَقُضِيَ بَينَهُما وَلَدٌ فأصابَهُ جُذامٌ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. (6)
.
ص: 43
الكافي عن عذافر الصيرفي :قالَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : تَرى هؤُلاءِ المُشَوَّهينَ خَلقُهُم؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم. قالَ : هؤُلاءِ الَّذينَ آباؤهُم يَأتونَ نِساءَهُم فِي الطَّمَثِ 1 . (1)
4 / 4بَرَكاتُ الدُّعاءِ عِندَ الجِماعِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أما لَو أنَّ أحَدَهُم يَقولُ حِينَ يَأتي أهلَهُ : «بِسمِ اللّه ِ، اللّهمَّ جَنِّبني الشَّيطانَ، و جَنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزَقتَنا» ثُمَّ قُدِّرَ بَينَهما فِي ذلِكَ _ أو قُضِيَ وَلَدٌ _ (2) لَم يَضُرَّهُ شَيطانٌ أبَدا. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُ، إذا جامَعتَ فَقُل : «بِسمِ اللّه ِ، اللّهُمَّ جَنِّبنَا الشَّيطانَ و جَنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزَقتَني»، فَإِن قُضِيَ أن يَكونَ بَينَكُما وَلَدٌ لَم يَضُرَّهُ الشَّيطانُ أبَدا. (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُم مُجامَعَةَ زَوجَتِهِ فَليَقُل : اللّهُمَّ إنّي استَحلَلتُ فَرجَها بِأَمرِكَ، و قَبِلتُها بِأَمانَتِكَ ، فَإِن قَضَيتَ لي مِنها وَلَدا فَاجعَلهُ ذَكَرا سَوِيّا، و لا تَجعَل لِلشَّيطانِ فيهِ نَصيبا و لا شَريكا. (5)
.
ص: 44
الإمام الباقر عليه السلام :إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَقُل عِندَ الجِماعِ : اللّهُمَّ ارزُقني وَلَدا، وَ اجَعَلهُ تَقِيّا لَيسَ في خَلقِهِ زِيادَةٌ و لا نُقصانٌ، وَ اجعَل عاقِبَتَهُ إلى خَيرٍ. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن أرادَ أن يُحبَلَ لَهُ فَليُصَلِّ رَكعَتَينِ بَعدَ الجُمعَةِ ، يُطيلُ فيهِمَا الرُّكوعَ وَ السُّجودَ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أَسأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ زَكرِيّا، يا رَبِّ لا تَذَرنِي فَردا و أنتَ خَيرُ الوارِثينَ، اللّهُمَّ هَب لي مِن لَدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً، إنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، اللّهُمَّ بِاسمِكَ استَحلَلتُها، و في أمانَتِكَ أخَذتُها، فَإِن قَضَيتَ في رَحِمِها وَلَدا فَاجعَلهُ غُلاما مُبارَكا زَكِيّا، و لا تَجعَل لِلشَّيطانِ فيهِ شِركا و لا نَصيبا. (2)
تفسير العيّاشي عن سليمان بن خالد :قُلتُ لِأبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : ما قَولُ اللّه ِ : «شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ» ؟ قالَ : فَقالَ : قُل في ذلِكَ قَولاً : أَعوذُ بِاللّه ِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ. (3)
4 / 5دَورُ الأَحوالِ و الأَوقاتِ فِي انعِقادِ النُّطفَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُكرَهُ أن يَغشَى الرَّجُلُ المَرأَةَ و قَدِ احتَلَمَ حَتّى يَغتَسِلَ مِنِ احتِلامِهِ الَّذي رَأى، فَإن فَعَلَ و خَرَجَ الوَلَدُ مَجنونا فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. (4)
.
ص: 45
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أتى أحَدُكُم أهلَهُ فَليَستَتِر ؛ فَإِنَّهُ إذا لَم يَستَتِر استَحيَتِ المَلائِكَةُ و خَرَجَت، و حَضَرَهُ الشَّيطانُ، فَإذا كانَ بَينَهُما وَلَدٌ كانَ الشَّيطانُ فيهِ شَريكا (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله في وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍ عليه السلام _ :يا عَلِيُ، لا تُجامِع امرَأتَكَ في أوَّلِ الشَّهرِ و وَسَطِهِ و آخِرِهِ ؛ فَإِنَّ الجُنونَ وَ الجُذامَ وَ الخَبَلَ لَيُسرِعُ إلَيها و إلى وَلَدِها. يا عَلِيُ، لا تُجامِع امرَأَتَكَ بَعدَ الظُّهرِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ في ذلِكَ الوَقتِ يَكونُ أحوَلَ، و الشَّيطانُ يَفرَحُ بِالحَوَلِ فِي الإنسانِ. يا عَلِيُ ، لا تَتَكَلَّم عِنْدَ الجِماعِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ لا يُؤمَنُ أن يَكونَ أخرَسَ، و لا يَنظُرَنَّ أحَدٌ إلى فَرْجِ امرَأتِهِ، و ليَغُضَّ بَصَرَهُ عِندَ الجِماعِ، فَإِنَّ النَّظَرَ إلَى الفَرجِ يورِثُ العَمى فِي الوَلَدِ. يا عَلِيُّ ، لا تُج_امِعِ امرَأَتَكَ بِشَهوَةِ امرَأَةِ غَيرِكَ ؛ فَإِنِّي أخشى إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ أن يَكونَ مُخَنَّثا أو مُؤَنَّثا مُخبَّلاً ... . يا عَلِيُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَكَ مِن قِيامٍ، فَإِنَّ ذلِكَ مِن فِعلِ الحَميرِ ، فَإِن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ كانَ بَوّالاً فِي الفِراشِ ، كالحَمير البَوّالَةِ في كُلِّ مَكانٍ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَكَ فِي لَيلَةِ الأضحى فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَيْنَكُما وَلَدٌ يَكونُ لَهُ سِتُّ أصابِعَ أو أربَعُ أصابِعَ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَكَ تَحتَ شَجَرَةٍ مُثمِرَةٍ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ جَلاَّدا قَتَّالاً أو عَريفا 3 . يا عَلِيُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَكَ في وَجهِ الشَّمسِ وتَلَألُئِها إلاّ أن تُرخِيَ سِترا فَيَستُرَكُما؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ لا يَزالُ في بُؤسٍ وفَقرٍ حَتَّى يَموتَ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِعِ امرَأتَكَ بَينَ الأذانِ وَالإِقامَةِ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ حَريصا عَلى إهراقِ الدِّماءِ. يا عَلِيُ ، إذا حَمَلَتِ امرَأتُكَ فَلا تُجامِعها إلاّ و أنتَ عَلى وُضوءٍ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ أعمَى القَلبِ بَخيلَ اليَدِ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِع أهلَكَ فِي النِّصفِ مِن شَعبانَ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ مَشؤوما، ذا شأمَةٍ في وَجهِهِ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِع أهلَكَ في آخِرِ دَرَجَةٍ مِنهُ إذا بَقِيَ يَومانِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ عَشّارا (3) أو عَونا لِلظّالِمينَ، وَيَكونُ هَلاكُ فِئامٍ (4) مِنَ النّاسِ عَلى يَدَيهِ. يا عَلِيُ ، لا تُجامِع أهلَكَ عَلى سُقوفِ البُنيانِ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ مُنافِقا مُرائِيا مُبتَدِعا. يا عَلِيُ ، إذا خَرَجتَ في سَفَرٍ فَلا تُجامِع أهلَكَ مِنْ تِلكَ اللَّيلَةِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يُنفِقُ مالَهُ في غَيرِ حَقٍّ، وقَرَأَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَ نَ الشَّيَ_طِينِ» (5) . يا عَلِيُ ، لا تُجامِع أهلَكَ إذا خَرَجتَ إلى سَفَرٍ مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ و لَياليهِنَّ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ عَونا لِكُلِّ ظالِمٍ عَلَيكَ ... . يا عَلِيُ ، لا تُجامِع أهلَكَ في أوَّلِ ساعَةٍ مِنَ اللَّيلِ ؛ فَإِنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ لا يُؤمَنُ أن يَكونَ ساحِرا مُؤثِرا للدُنيا عَلَى الآخِرَةِ. (6)
.
ص: 46
. .
ص: 47
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍ عليه السلام _: يا عَلِيُ ، عَلَيكَ بالجِماعِ لَيلَةَ الإثنَينِ ؛ فَإنَّهُ إن قُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ يَكونُ حافِظا لِكِتابِ اللّه ِ، راضِيا بِما قَسَمَ اللّه ُ عز و جل . يا عَلِيُ ، إن جامَعتَ أهلَكَ في لَيلَةِ الثُّلاثاءِ فَقُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ يُرزَقُ الشَّهادَةَ بَعدَ شَهادَةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ و أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه ِ، و لا يُعذِّبُهُ اللّه ُ مَعَ المُشرِكينَ ، و يَكونُ طَيِّبَ النَّكهَةِ وَ الفَمِ، رَحيمَ القَلبِ، سَخِيَ اليَدِ، طاهِرَ اللِّسانِ مِنَ الغيبَةِ وَ الكِذبِ وَ البُهتانِ . يا عَلِيُ ، إن جامَعتَ أهْلَكَ لَيلَةَ الخَميسِ فَقُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ يَكونُ حاكِما مِنَ الحُكّامِ ، أو عالِما مِنَ العُلَماءِ . و إن جامَعتَها يَومَ الخَميسِ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ عَن كَبِدِ السَّماءِ فَقُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ ، فَإِنَّ الشَّيطانَ لا يَقرَبُهُ حَتّى يَشيبَ ، و يَكونُ قَيِّما ، (1) و يرزُقُهُ اللّه ُ عز و جل السَّلامَةَ فِي الدِّينِ وَ الدُّنيا. يا عَلِيُ ، وَ إن جامَعتَها لَيلَةَ الجُمُعَةِ و كانَ بَينَكُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ يَكونُ خَطيبا قَوّالاً مُفَوَّها، وَ إن جامَعتَها يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ العَصرِ فَقُضِيَ بَينَكُما وَلَدٌ ؛ فَإِنَّهُ يَكونُ مَعروفا مَشهورا عَالِما، و إن جامَعتَها في لَيلَةِ الجُمُعَةِ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ يُرجى أن يَكونَ الوَلَدُ مِنَ الأبدالِ (2) إن شاءَ اللّه ُ تَعالى . (3)
.
ص: 48
الإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُم أن يَأتِيَ أهلَهُ فَليَتَوَقَّ أوَّلَ الأهِلَّةِ و أَنصافَ الشُّهورِ ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ يَطلُبُ الوَلَدَ في هذَينِ الوَقتَينِ، وَ الشَّياطينُ يَطلُبونَ الشِّركَ فيهِما ، فَيَجيؤونَ و يُحبِلونَ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :الجِماعُ بَعدَ الجِماعِ مِن غَيرِ أن يَكونَ بَينَهُما غُسلٌ يُورِثُ لِلوَلَدِ الجُنونَ. (2)
عنه عليه السلام :لا تَقرَبِ النِّساءَ في أوَّلِ اللَّيلِ لا شِتاءً و لا صَيفا، و ذلِكَ أنَّ المَعِدَةَ وَ العُروقَ تَكونُ مُمتَلِئَةً و هُوَ غَيرُ مَحمودٍ ، يُتَخَوَّفُ مِنهُ القولَنجُ (3) وَ الفالِجُ ، و اللَّقوَةُ ، (4) و النِّقرِسُ ، (5) و الحَصاةُ ، و التَّقطِيرُ ، وَ الفَتقُ وَ ضَعفُ البَصَرِ و الدِّماغِ. فَإِذا أُريدَ ذلِكَ فَليَكُن في آخِرِ اللَّيلِ ؛ فَإِنَّهُ أصَحُّ لِلبَدَنِ ، و أرجى لِلوَلَدِ ، وَ أذكى لِلعَقلِ فِي الوَلَدِ الَّذي يُقضى بَينهُما. (6)
.
ص: 49
القسم الثاني : حقوق الطّفلالمدخلالفصل الأول: حقوق الوليدالفصل الثاني: حقوق الرّضيعالفصل الثالث: التّعليم و التّربيةالفصل الرابع: أخلاق التربيةالفصل الخامس: التّزيين و اللّعبالفصل السادس: الدّعاء
.
ص: 50
. .
ص: 51
المدخلتظهر دراسة في إرشادات أئمة الإسلام حول حقوق المولود أنّ له عند ولادته ثمانية حقوق على عائلته، وهي:
1 . تعظيم الميلادإنّ اليوم الّذي يتفضّل فيه اللّه _ تعالى _ بنعمه على الإنسان هو عيد 1 و يوم مبارك، والوليد هو نعمة كبيرة للاُسرة، وتعظيم الميلاد هو في الحقيقة احتفال شكر على هذه النعمة الإلهيّة الكبيرة، ومن المناسب تقديم التهاني وإقامة الوليمة بمناسبتها. إنّ تعظيم الميلاد، هو تكريم اليوم الّذي تغمر فيه الإنسان أوّل النعم الإلهيّة وتبصر عيناه النور بكلّ عزة وكرامة. سأل رسول اللّه صلى الله عليه و آله الإمام عليّا عليه السلام : «قل ما أوّل نعمة أبلاك اللّه عز و جلوأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني _ جلّ ثناؤه _ و لم أك شيئا مذكورا». وبناء على ذلك، فإنّ من المناسب والحَسَن، تكرار تعظيم الميلاد سنويا بهدف الشكر على أوّل نعمة إلهيّة، رغم عدم وجود دليل خاصّ يثبت استحباب هذا الاحتفال، مثل الاحتفال ببلوغ سن التكليف.
.
ص: 52
2 . الغسل (1)هناك بعض الملاحظات الملفتة للنظر فيما يتعلّق بغسل الوليد: أ _ ليس المراد من هذا الغُسل ، غَسل الوليد، بل المراد هو الغُسل بمفهومه الشرعي . وعلى هذا، فإنّ على الشخص الّذي يغسل الوليد، أن يراعي أحكام الغسل (مثل: قصد القربة والترتيب) . ب _ استحباب هذا الغسل مشروط بعدم الإضرار بالطفل. (2) ج _ استحباب غسل الوليد يختصّ بوقت الولادة، ولا مانع من تأخيره ليومين، أو ثلاثة أيّام. (3) د _ أوجب بعض الفقهاء المتقدّمين غسل الوليد. (4)
3 . الأذان و الإقامة في اُذن الوليدنذكر فيما يلي الملاحظات الّتي تسترعي الاهتمام فيما يتعلّق بهذا العمل: أ _ يجب أن يقرأ الأذان في اُذن الوليد اليمنى، والإقامة في اُذنه اليسرى. (5) ب _ وقت قراءة الأذان والإقامة في اُذن الوليد بعد ارتفاع صوت الطفل، كما في بعض الروايات، وقبل سقوط صرّته، كما في البعض الآخر . (6) ج _ تدلّ هذه السنّة الإسلامية على دور أوّل الأصوات في طبيعة الطفل وتأثيره في تربيته ومصيره .
.
ص: 53
4 . تحنيك الطفلالمراد من هذا العمل، تحنيك الطفل بشيء من تربة سيّد الشّهداء عليه السلام وماء الفرات. (1) والحكمة من هذا العمل، أن تنفذ في نفس الطفل وفي بداية حياته النزعة إلى الحقّ والعدالة وحبّ أهل البيت عليهم السلام ، كما وردت الإشارة إلى ذلك في بعض الروايات. (2) كما ورد في عدد من الروايات التوصية بتحنيك الطفل بماء المطر، والماء الدافئ والتمر والعسل، ولذلك فإنّ الأفضل في صورة الإمكان، أن يمزج مقدار من العسل والتمر مع قليل من ماء الفرات أو ماء المطر ، ثمّ يُحنَّك به الطفل. (3) و هذا الإرشاد يدلّ أيضا على دور الطعام والشراب الأوّل في مستقبل الطفل ومصيره .
.
ص: 54
5 . اختيار الاسم الحَسَناعتبرت الروايات الإسلامية اختيار الاسم الحسن للوليد، أوّل إحسان من الاُسرة تجاه الوليد، فمن المناسب أن تختار الاُسر المسلمة أفضل الأسماء لأولادها من خلال الاسترشاد بتوجيهات أئمتها، وهي : أ _ بإمكان الاُسرة أن تختار أي اسم جميل لطفلها . ب _ أصدق الأسماء تلك الّتي تدلّ على عبودية الإنسان وارتباطه بخالقه. ج _ أفضل الأسماء، أسماء الأنبياء وأئمة الدين وأفضلها جميعا اسم محمّد صلى الله عليه و آله . د _ يكره للأشخاص الذين رزقهم اللّه _ تعالى _ أربعة أولاد ذكور، ألاّ يسمّوا أحدهم محمّدا . ه_ _ أن يختار الاسم للوليد قبل ولادته، وإن لم يعلم جنس الجنين أذكر هو أم اُنثى، اختير الاسم الّذي يناسبهما معا. (1) ولا مانع _ طبعا _ من تغيير الاسم بعد الولادة. و _ تسمية الصبي باسم «محمّد» سبعة أيّام، وتغييره بعد مرور هذه المدّة، إن شاؤوا ذلك . ز _ لبعض الأسماء، مثل: محمّد وفاطمة قدسيّة خاصّة يجب أن تراعى بسبب ارتباطها بالشّخصيات الإسلامية الكبيرة. ح _ تكره أسماء، مثل : شهاب، حريق، حباب، كلب، فرار، حرب، ظالم والدالّة على الشرّ والأشرار. ط _ من المذموم التسمية بالأسماء الدالّة على مدح النفس أو الّتي يتشاءم منها في حالة نفيها، مثل: مبارك . ي _ ينبغي عدم التسمية بالأسماء الخاصّة باللّه _ تعالى _ ، مثل: القدوس، الحَكَم، والخالق، بل إنّ البعض حرّمها . (2)
.
ص: 55
6 . حلق رأس الوليدمن المستحبّ أن يحلق شعر رأس الوليد في اليوم السّابع من الولادة ويتصدّق بوزنه ذهبا أو فضّة . ولا فرق في ذلك بين الذكر والاُنثى .
7 . العق عن الوليدالعقيقة هي ذبح الشاة (1) عند الولادة للإطعام (2) . وأمّا الملاحظات الّتي يجب الالتفات إليها في هذا المجال ، فهي : أ _ العق عن الوليد ، مستحبّ مؤكّد ، بل أوجبه بعض الفقهاء . (3) ب _ من المستحبّ أن يعق بالذكر عن الذكر وبالاُنثى عن الاُنثى . ج _ وقت العقيقة هو اليوم السابع من الولادة ، ولا يسقط استحبابها بالتأخير ، بل لو لم يعق الوالدان عن الولد استحبّ له أن يعق عن نفسه بعد البلوغ . د _ يستحبّ تقسيم لحم العقيقة بين المؤمنين وأن يطلب منهم الدعاء للوليد ، ولكن من الأفضل أن تطبخ العقيقة ويدعى لتناولها عشرة من أهل الإيمان على الأقلّ ، كي يأكلوا منها ويدعوا للوليد . ه_ _ يستحبّ ألاّ تكسر عظام العقيقة عند تقسيم لحمها وأن يبعث فخذها، بل ربعها للقابلة . و _ يكره لوالدي المولود وعائلة الأب أن يأكلوا من عقيقة وليدهم ، وتشتدّ هذه الكراهة بالنسبة إلى اُمّ الوليد . (4) ز _ يستحبّ الدعاء عند ذبح العقيقة ، والأدعية الّتي وردت في هذا المجال عن أهل البيت عليهم السلام كثيرة . (5)
.
ص: 56
8 . ختان الوليديستحبّ في اليوم السابع من الولادة ختن الذكر ويجوز تأخيره حتّى البلوغ . والأحوط أن يختنه أولياؤه قبل البلوغ ، فإذا بلغ كان الختان واجبا فوريا لا يجوز تأخيره . وتستحبّ قراءة الدعاء المأثور عند ختان الصبي .
.
ص: 57
الفصل الأوّل: حقوق الوليد1 / 1تَعْظِيم الميلادِالكتاب«وَ سَلَ_مٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ». (1)
«وَالسَّلَ_مُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ». (2)
الحديثالإمام الباقر عليه السلام :يَا ابنَ الأيّامِ الثَّلاثِ، يَومُكَ الَّذي وُلِدتَ فيهِ، و يَومُكَ الَّذي تَنزِلُ فيهِ قَبرَكَ ، ويَومُكَ الَّذي تَخرُجُ فيهِ إِلى رَبِّكَ، فَيَا لَهُ مِن يَومٍ عَظيمٍ. (3)
عنه عليه السلام_ في تَهنِئَتِهِ لِرَجُلٍ بِمَولودٍ _: أَسأَلُ اللّه َ أن يَجعَلَهُ خَلَفا مَعَكَ ، وَ خَلَفا بَعدَكَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُخلِفُ أَباهُ فِي حَياتِهِ و مَوتِهِ. (4)
.
ص: 58
الإمام الصادق عليه السلام :أكبَرُ ما يَكونُ الإِنسانُ يَومَ يولَدُ، و أصغَرُ ما يَكونُ يَومَ يَموتُ. (1)
عنه عليه السلام :هَنَّأَ رَجُلٌ رَجُلاً أصابَ ابنا فَقالَ : يُهنِئُكَ الفارِسُ . فَقالَ لَهُ الحَسَنُ عليه السلام : ما عِلمُكَ يَكونُ فارِسا أو راجِلاً؟ قَالَ : جُعِلتُ فِداكَ فَما أَقولُ؟ قال : تَقولُ : شَكَرتَ الواهِبَ ، و بورِكَ لَكَ فِي المَوهوبِ ، و بَلَغَ أَشُدَّه ، و رَزَقَكَ بِرَّهُ. (2)
الكافي عن عليّ بن الحكم عن بعض أصحابنا :أولَمَ أبُو الحَسَنِ مُوسى عليه السلام وَليمَةً عَلى بَعضِ وُلدِهِ ، فَأَطعَمَ أهلَ المَدينَةِ ثَلاثَةَ أيّامٍ الفالوذَجاتِ (3) في الجِفانِ فِي المَساجِدِ وَ الأزِقَّةِ . (4)
1 / 2غَسلُ المَولودِالإمام الصادق عليه السلام :غَسلُ المَولودِ واجِبٌ. (5)
1 / 3الأذانُ وَ الإِقامَةُ في أُذُنِ الوَليدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن وُلِدَ لَهُ فَأَذَّنَ في أُذُنِهِ اليُمنى و أَقامَ في أُذُنِهِ اليُسرى ، لَم يَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبيانِ (6) . (7)
.
ص: 59
عنه صلى الله عليه و آله :مَن وُلِدَ لَهُ مَولودٌ فَليُؤَذِّن في اُذُنِهِ اليُمنى بِأَذانِ الصَّلاةِ ، وَليُقِم فِي اليُسرى ؛ فَإِنَّها عِصمَةٌ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ. (1)
سنن أبي داود عن أبي رافع :رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أذَّنَ في اُذُنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍ حِينَ وَلَدَتهُ فاطِمَةُ بِالصَّلاةِ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا حَضَرَت وِلادَةُ فاطِمَةَ عليهاالسلام، قال رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِأَسماءَ بِنتِ عُمَيسٍ و اُمِّ سَلَمَةَ: اِحضَراها، فإِذا وَقَعَ وَلَدُها واستَهَلَّ فَأَذِّنا في اُذُنِهِ اليُمنى وأَقِيما في اُذُنِهِ اليُسرى؛ فَإِنَّهُ لا يُفعَلُ ذلِكَ بِمِثلِهِ إلاّ عُصِمَ مِنَ الشَّيطانِ ، و لا تُحدِثا شَيئا حَتّى آتِيَكُما. فَلَمَّا وَلَدَت فَعَلَتا ذلِكَ ، فَأتاهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله فَسَرَّهُ وَ لَبَّأهُ (3) بِريقِهِ ، و قالَ : اللّهُمَّ إنِّي اُعيذُهُ بِكَ و وُلدَهُ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُفعَلُ بِالمَولودِ إذا وُلِدَ _: مُرُوا القابِلَةَ أو بَعضَ مَن يَليهِ أن تُقيمَ الصَّلاةَ في اُذُنِهِ اليُمنى ؛ فَلا يُصيبُهُ لَمَمٌ (5) و لا تابِعَةٌ (6) أبَدا. (7)
.
ص: 60
عنه عليه السلام_ أيضا _: و أذِّن في اُذُنِهِ اليُمنى و أقِم فِي اليُسرى ، تَفعَلُ بِهِ ذلِكَ قَبلَ أن تَقطَعَ سُرَّتَهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يَفزَعُ أبَدا ، و لا تُصيبُهُ اُمُّ الصِّبيانِ . (1)
1 / 4التَّحنيكُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُحَنَّكُ (2) المَولودُ بِالماءِ السُّخنِ. (3)
مسند أبي يعلى عن أبي موسى :وُلِدَ لي غُلامٌ فَأتَيتُ بِهِ رَسولَ اللّه صلى الله عليه و آله ، فَسَمَّاهُ إبراهيمَ و حَنَّكَهُ بِتَمرَةٍ ، و دَعا لَهُ بالبَرَكَةِ ، و دَفَعَهُ إلَيَ. (4)
صحيح مسلم عن عائشة :أنّ رسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ يُؤتى بالصّبيانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيهِم و يُحَنِّكُهُم. (5)
الإمام عليّ عليه السلام :حَنِّكوا أولادَكُم بالتَّمرِ، هكَذا فَعَلَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله بِالحَسَنِ والحُسَينِ عليهماالسلام . (6)
عنه عليه السلام :أما إنَّ أهلَ الكوفَةِ لو حَنَّكوا أولادَهُم بِماءِ الفُراتِ لَكانوا شيعَةً لَنا. (7)
الكافي عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام :يُحَنَّكُ المَولودُ بِماءِ الفُراتِ ، و يُقامُ في أُذنِهِ. وفي رِوايةٍ اُخرى : حَنِّكُوا أولادَكُم بِماءِ الفُراتِ و بِتُربَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَإن لَم يَكُن فَبِماءِ السَّماءِ. (8)
.
ص: 61
الإمام الصادق عليه السلام :حَنِّكوا أولادَكُم بِتُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام ؛ فَإِنَّها أمانٌ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام_ فِي الفِقهِ المَنسوبِ إلَيهِ _: وحَنِّكهُ بِماءِ الفُراتِ إن قَدَرتَ عَلَيهِ أو بِالعَسَلِ ساعَةَ يولَدُ . (2)
1 / 5التَّسمِيَةُأ _ تَحسينُ الاِسمِالإمام الكاظم عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، ما حَقُّ ابنِي هذا؟ قالَ : تُحْسِنُ اسمَهُ و أدَبَهُ ، وَضَعهُ مَوضِعَا حَسَنا. (3)
عنه عليه السلام :أَوَّلُ ما يَبَرُّ الرَّجُلُ وَلَدَهُ أَن يُسَمِّيَهُ بِاسمٍ حَسَنٍ، فَليُحْسِن أَحَدُكُم اسمَ وَلَدِهِ. (4)
ب _ تَسمِيَةُ الوَلَدِ قَبلَ أَن يولَدَالإمام عليّ عليه السلام :سَمّوا أَولادَكُم قَبلَ أَن يولَدوا ، فَإن لَم تَدروا أَذَكَرٌ أَم اُنثى فَسَمُّوهُم بِالأَسماءِ الَّتي تَكُونُ لِلذَّكَرِ وَ الاُنثى ؛ فَإِنَّ أَسقاطَكم إذا لَقوكُم يَومَ القِيامَةِ و لَم تُسَمُّوهُم يَقولُ السِّقطُ لِأَبيهِ : ألاّ سَمَّيتَني ؟ و قَد سَمَّى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مُحسِنا قَبلَ أَن يولَدَ ! (5)
.
ص: 62
ج _ سُنَّةُ أَهلِ البَيتِ فِي التَّسمِيَةِسنن الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه :أَنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه و آله أَمَرَ بِتَسمِيَةِ المَولودِ يَومَ سابِعِهِ ، و وَضعِ الأَذى عَنهُ ، وَالعَقِّ. (1)
د _ أفضَلُ الأَسماءِ و حَقُّ بَعضِهارسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ الأَسماءُ : عَبدُ اللّه ِ و عَبدُ الرَّحمنِ ؛ الأَسماءُ المُعَبَّدَةُ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا إِنّ خَيرَ الأَسماءِ : عَبدُ اللّه ِ و عَبدُ الرَّحمنِ و حارِثَةُ و هَمّامٌ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :«إِذا سَمَّيتُمُ الوَلَدَ مُحَمَّدا فَأَكرِمُوه ، و أَوسِعوا لَه فِي المَجلِسِ ، و لا تُقَبِّحوا لَهُ وَجها. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إِذا سَمَّيتُم مُحَمَّدا فلا تُقَبِّحوهُ، و لا تَجبَهوهُ، (5) و لا تَضرِبوهُ، بورِكَ لِبَيتٍ فيهِ مُحَمَّدٌ، و مَجلِسٍ فيهِ مُحَمَّدٌ، و رِفقَةٍ فيها مُحَمَّدٌ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن بَيتٍ فيهِ اسمُ مُحَمَّدٍ الاّ أَوسَعَ اللّه ُ عَلَيهِمُ الرِّزقَ ، فَإِذا سَمَّيتُموهُم فَلا تَضرِبوهُم ، و لا تَشتِموهُم. (7)
.
ص: 63
عنه صلى الله عليه و آله :تُسَمُّونَ مُحَمَّدا ثُمَّ تَسُبّونَهُ ! (1)
الكافي عَنِ السَّكونِي :دَخَلتُ عَلى أَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام و أَنَا مَغمومٌ مَكروبٌ ، فَقالَ لي : يا سَكونِيُ مِمّا غَمُّكَ؟ قُلتُ : وُلِدَت لي ابنَةٌ! فَقالَ : يا سَكونِيُ ، عَلَى الأَرضِ ثِقلُها، وعَلَى اللّه ِ رِزقُها، تَعيشُ في غَيرِ أَجَلِكَ، و تَأكُلُ مِن غَيرِ رِزقِكَ . فَسُرِّيَ وَ اللّه ِ عَنِّي. فَقالَ لِي : ما سَمَّيتَها؟ قُلتُ : فاطِمَةَ. قالَ : آهٍ آهٍ ! ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى جَبهَتِهِ فَقالَ : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : «حَقُّ الوَلَدِ عَلى والِدِهِ إِذا كانَ ذَكَرا أَن يَستَفرِهَ (2) أُمَّهُ ، و يَستَحسِنَ اسمَهُ ، و يُعَلِّمَهُ كِتابَ اللّه ِ ، و يُطَهِّرَهُ ، و يُعَلِّمَهُ السِّباحَةَ ، و إِذا كَانَت اُنثى أَن يَستَفرِهَ أُمَّها ، و يَستَحسِنَ اسمَها ، و يُعَلِّمَها سورَةَ النّورِ ، و لا يُعَلِّمها سورَةَ يوسُفَ ، و لا يُنزِلَهَا الغُرَفَ (3) ، و يُعَجِّلَ سَراحَها إِلى بَيتِ زَوجِها». أَما إِذا سَمَّيتَها فاطِمَةَ فَلا تَسُبَّها ، و لا تَلْعَنها و لا تَضرِبها. (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن وُلِدَ لَهُ أَربَعَةُ أَولادٍ لَم يُسَمِّ أَحَدَهُم بِاسمي ، فَقَد جَفاني. (5)
.
ص: 64
عنه صلى الله عليه و آله :تَسَمَّوا بِأَسماءِ الأَنبِياءِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن أَهلِ بَيتٍ فيهِم اسمُ نَبِيٍ إلاّ بَعَثَ اللّه ُ عز و جل إِلَيهِم مَلَكا يُقَدِّسُهُم مِن صَلاةِ الغَداةِ إلَى العِشاءِ. (2)
الإمام الباقر عليه السلام :أَصدَقُ الأَسماءِ ما سُمِّيَ بِالعُبودِيَّةِ (3) ، و أَفضَلُها أَسماءُ الأَنبِياءِ. (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يولَدُ لَنا وَلَدٌ إلاّ سَمَّيناهُ مُحَمَّدا ، فَإِذا مَضى لَنا سَبعَةُ أَيّامٍ فَإِن شِئنا غَيَّرنا ، و إِن شِئنا تَرَكنا. (5)
عنه عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، وُلِدَ لي غُلامٌ فَماذا اُسَمِّيهِ؟ قالَ : سَمِّهِ بِأَحَبِّ الأَسماءِ إلَيَ : حَمزَةَ. (6)
الكافي عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ مُحمَّد العَزرمِيّ :استَعمَلَ مُعاوِيَةُ مَروانَ بنَ الحَكَمِ عَلَى المَدينَةِ ، و أمَرَهُ أَن يَفرِضَ لِشَبابِ قُرَيشٍ ، فَفَرَضَ لَهُم. فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : فَأَتَيتُهُ فَقالَ : مَا اسمُكَ؟ فَقُلتُ عَليُ بنُ الحُسَينِ. فَقالَ ما اسمُ أَخيكَ؟ فَقُلتُ : عَلِيٌ. قالَ: عَلِيٌ و عَلِيٌ ! ما يُريدُ أَبوكَ أَن يَدَعَ أَحَدا مِن وُلدِهِ إلاّ سَمّاهُ عَلِيَّا ؟ ثُمَّ فَرَضَ لي، فَرَجَعتُ إِلى أَبي فَأَخبَرتُهُ. فَقالَ : وَيلي عَلَى ابنِ الزَّرقاءِ دَبّاغَةِ (7) الأدَمِ، لَو وُلِدَ لي مِئَةٌ لأََحبَبتُ أَن لا اُسَمِّيَ أَحَدا مِنهُم إِلاّ عَلِيّا. (8)
.
ص: 65
تفسير العياشي عن ربعي بن عبداللّه :قيلَ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ إِنّا نُسَمِّي بِأَسمائِكُم و أَسماءِ آبائِكُم ، فَيَنفَعُنا ذلِكَ؟ فَقالَ : إِي وَ اللّه ِ ، و هَلِ الدّينُ إلاَّ الحُبُّ؟ قالَ اللّه ُ : «إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ» (1) . (2)
الكافي عن ابنِ مَيَّاحٍ ، عَن فُلانِ بنِ حَميدٍ :أَنَّهُ سَأَلَ أَبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام و شاوَرَهُ فِي اسمِ وَلَدِهِ، فَقالَ : سَمِّهِ بِأَسماءٍ مِنَ العُبُودِيَّةِ . فَقالَ : أَيُ الأَسماءِ هُوَ؟ فَقالَ : عَبدُ الرَّحمنِ . (3)
الإمام الكاظم عليه السلام :لا يَدخُلُ الفَقرُ بَيتا فيهِ اسمُ مُحَمَّدٍ أَو أَحمَدَ أَو عَلِيٍ أَوِ الحَسَنِ أَوِ الحُسَينِ أَو جَعفَرٍ أَو طالِبٍ أَو عَبدِ اللّه ِ، أَو فاطِمَةَ مِنَ النِّساءِ. (4)
الإمام العسكري عليه السلام_ لِجَعفَرِ بنِ الشَّريفِ الجُرجانِيِ _: شَكَرَ اللّه ُ لِأَبي إِسحاقَ إِبراهيمَ بنِ إسماعيلَ صَنيعَتَهُ إِلى شيعَتِنا، و غَفَرَ لَهُ ذُنوبَهُ ، و رَزَقَهُ ذَكَرا سَوِيّا قائِلاً بِالحَقِّ، فَقُل لَهُ : يَقولُ لَكَ الحَسَنُ بنُ عَليٍ : سَمِّ ابنَكَ أَحمَدَ. (5)
كَشفُ الغمّة عن جعفر بن محمد القلانِسيِ :كَتَبَ مُحَمَّدٌ أَخي إِلى أَبي مُحَمَّدٍ عليه السلام _ وَ امرَأَتُهُ حامِلٌ مُقرِبٌ _ أَن يَدعُوَ اللّه َ أَن يُخَلِّصَها و يَرزُقَهُ ذَكَرا ، و يُسَمِّيَهُ . فَكَتَبَ يَدعُو اللّه َ بِالصَّلاحِ وَ يَقولُ : رَزَقَكَ اللّه ُ ذَكَرا سَوِيّا، و نِعمَ الاِسمُ مُحَمَّدٌ و عَبدُ الرَّحمنِ. فَوَلَدَت اثنَين ... فَسَمَّى واحِدا مُحَمَّدا، وَ الآخَرَ ... عَبدَ الرَّحمنِ. (6)
.
ص: 66
ه _ الأسماءُ المَذمومَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُسَمّوا أَولادَكُم الحَكَمَ، و لا أَبَا الحَكَمِ ؛ فَإِنَّ اللّه َ هُوَ الحَكَمُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تُسَمُّوا شِهابَ فَإِنَّ شِهابَ اسمٌ مِن أَسماءِ النّارِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تُسَمِّيَنَّ غُلامَكَ يَسارا ، و لا رَباحا ، و لا نَجيحا ، و لا أفلَحَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :شَرُّ الأَسماءِ : ضِرارٌ، و مُرَّةُ، و حَربٌ، و ظالِمٌ. (4)
مجمع الزوائد عن عبد الرحمن بن أبي سبرة :دَخَلتُ أنَا وَ أَبي عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لِأَبي : هذا ابنُكَ؟ قُلتُ : نَعَم. قالَ : مَا اسمُهُ؟ قالَ : الحُبابُ. قالَ : لا تُسَمِّهِ الحُبابَ ؛ فَإِنَّ الحُبابَ شَيطانٌ ، وَ لكِن هُوَ عَبدُ الرَّحمنِ. (5)
المعجم الكبير عن ابن بريدة عن أبيه :نَهى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أَن يُسَمَّى كَلبٌ أَو كُلَيبٌ. (6)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أَبغَضَ الأسماءِ إلَى اللّه ِ عز و جل : حارِثٌ و مالِكٌ و خالِدٌ. (7)
.
ص: 67
و _ سَبَبُ النَّهيِ عَن بَعضِ الأَسماءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أَكرَهُ «مُبارَكٌ» و «نافِعٌ» و «بَشيرٌ» و «مَيمونٌ» ؛ (1) لِئَلاّ يُقالَ : ثَمَّ مُبارَكٌ، ثَمَّ بَشيرٌ، ثَمَّ مَيمُونٌ ؟ فَيُقالُ : لا. (2)
سنن أبي داود :عن مُحَمَّدَ بنِ عَمرو بنِ عَطاءٍ : أنَّ زَينَبَ بِنتَ أبي سَلمَةَ سَأَلَتهُ : ما سَمَّيتَ أبنَتَكَ؟ قالَ سَمَّيتُها بَرَّةً. (3) قالَت : إِنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَد نَهى عَن هذَا الاِسمِ، سُمِّيتُ بَرَّةً ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : لا تُزَكُّوا أَنفُسَكُم، اللّه ُ أَعلَمُ بِأَهلِ البِرِّ مِنكُم . فَقالوا : ما نُسَمِّيها؟ قالَ : سَمُّوها زَينَبَ. (4)
1 / 6حَلقُ الرَّأسِالإمام الصادق عليه السلام_ و سُئِلَ عَن عِلَّةِ حَلقِ رَأسِ المَولودِ فَقالَ _: تَطهيرُهُ مِن شَعرِ الرَّحِمِ. (5)
الكافي عن عليّ بن جعفر عن الإمام الكاظم عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَن مَولودٍ يُحلَقُ رَأسُهُ بَعدَ يَومِ السّابِعِ؟ فَقالَ : إِذا مَضى سَبعَةُ أَيامٍ فَلَيسَ عَلَيهِ حَلقٌ. (6)
.
ص: 68
1 / 7العَقيقَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ غُلامٍ رَهينَةٌ بِعَقيقَتِهِ ، يُذبَحُ عَنهُ يَومَ سابِعِهِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إِذا كانَ يَومُ السّابِعِ وقَد وُلِدَ لأَِحَدِكُم غُلامٌ أو جارِيَةٌ فَليَعُقَّ عَنهُ كَبشا ؛ عَنِ الذَّكَرِ ذَكَرا، و عَنِ الاُنثى مِثلَ ذلِكَ ، عُقّوا عَنهُ و أطعِمُوا القابِلَةَ مِنَ العَقيقَةِ ، و سَمّوهُ يَومَ السّابِعِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :المَولودُ إِذا وُلِدَ عُقَّ عَنهُ و حُلِقَ رَأسُهُ ، و تُصُدِّقَ بِوَزنِ شَعرِهِ وَرِقا ، (3) و اُهدِيَ إِلَى القابِلَةِ الرِّجلُ و الوَرِكُ، (4) و يُدعَى نَفَرٌ مِنَ المُسلِمينَ فَيَأكُلونَ و يَدعون لِلغُلامِ، و يُسَمّى يَومَ السّابِعِ. (5)
عنه عليه السلام :كُلُّ مَولودٍ مُرتَهَنٌ بِالعَقيقَةِ . (6)
عنه عليه السلام :العَقيقَةُ يَومَ السابِعِ ، و تُعطَى (7) القابِلَةُ الرِّجلَ مَعَ الوَرِكِ ، ولا يُكسَرُ العَظمُ . (8)
عنه عليه السلام :تَقولُ عَلَى العَقِيقَةِ إذا عَقَقتَ : «بِسمِ اللّه ِ و بِاللّه ِ ، اللّهُمَّ عَقيقَةٌ عَن فُلانٍ ، لَحمُها بِلَحمِهِ ، و دَمُها بِدَمِهِ ، و عَظمُها بِعَظمِهِ ، اَللّهُمَّ اجعَلهُ وِقاءً لآِلِ مُحمّدٍ صَلَّى اللّه ُ عَليهِ و عَلَيهِم» . (9)
.
ص: 69
الكافي عن عمّار بن موسى عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ العَقيقَةِ عَنِ المَولودِ كَيفَ هِيَ ؟ قالَ : . . . يُعطَى القابِلَةَ رُبعُها ، وإن لَم تَكُن قابِلَةٌ فَلاُِمِّهِ تُعطيها مَن شاءَت ، وتُطعِمُ مِنهُ عَشَرَةً مِنَ المُسلِمينَ ، فَإِن زادوا فَهُوَ أفضَلُ . (1)
الكافي عَن أبي الصّباح الكناني :سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عَنِ الصَّبِيِ المَولُودِ ، مَتى يُذبَحُ عَنهُ ، و يُحلَقُ رَأسُهُ ، و يُتَصَدَّقُ بِوَزنِ شَعرِهِ ، وَيُسَمّى؟ قالَ : كُلُّ ذلِكَ فِي اليَومِ السّابِعِ. (2)
الكافي عن جميل بن درّاج :سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عَن العَقيقَةِ وَ الحَلقِ وَ التَّسمِيَةِ بِأَيِّها يُبدَأُ؟ قالَ : يُصنَعُ ذلِكَ كُلُّه في ساعَةٍ واحِدَةٍ، يُحلَقُ و يُذبَحُ و يُسَمّى، ثُمَّ ذَكَرَ ما صَنَعَت فاطِمَةُ عليهاالسلاملِوُلدِها. ثُمَّ قالَ : يوزَنُ الشَّعرُ، و يُتَصَدَّقُ بِوَزنِهِ فِضَّةً. (3)
الكافي عن إسحاق بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام_ فِي العَقِّ عَنِ المَولود و حَلِقِهِ وَ التَّصَدُّقِ عَنهُ _قالَ : قُلتُ لَهُ : بِأَيِ ذلِكَ نَبدَأُ؟ قالَ : تَحلِقُ رَأسَهُ ، وتَعِقُّ عَنهُ ، و تَصَّدَّقُ بِوَزنِ شَعرِهِ فِضَّةً ، و يَكونُ ذلِكَ في مَكانٍ واحِدٍ. (4)
1 / 8الخِتانُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :طَهِّروا أَولادَكُم يَومَ السّابِعِ ؛ فَإِنَّهُ أَطيَبُ و أَطهَرُ و أَسرَعُ لِنَباتِ اللَّحمِ، و إِنَّ الأَرضَ تَنجُسُ مِن بَولِ الأَغلَفِ أَربَعينَ صَباحا (5) . (6)
.
ص: 70
الإمام الصادق عليه السلام :اِختِنوا أَولادَكُم لِسَبعَةِ أَيّامٍ ؛ فَإِنَّه أَطهَرُ و أَسرعُ لِنَباتِ اللَّحمِ ، وإِنَّ الأَرضَ لَتَكرَهُ بَولَ الأَغلَفِ. (1)
عنه عليه السلام :خِتانُ الغُلامِ مِنَ السُّنَّةِ، و خفضُ الجَوارِي لَيسَ مِنَ السُّنَّةِ . (2)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن مرازم بن حكيم الازديّ عن الإمام الصادق عليه السلام_ فِي الصَّبِيِّ إِذا خُتِنَ ، قالَ _: يَقولُ : اللّهُمَّ هذِهِ سُنَّتُكَ ، و سُنَّةُ نَبِيِّكَ صَلواتُكَ عَلَيهِ و آلِهِ ، وَ اتِّباعٌ مِنَّا لَكَ و لِنَبِيِّكَ ، بِمَشِيَّتِكَ و بِإِرادَتِكَ و قَضائِكَ ؛ لأَِمرٍ أنتَ أرَدتَهُ ، و قَضاءٍ حَتَمتَهُ ، و أمرٍ أنفَذتَهُ ، فَأَذَقتُهُ حَرَّ الحَديدِ في خِتانِهِ و حِجامَتِهِ لِأمرٍ أنتَ أعرَفُ بِهِ مِنِّي ، اللّهُمَّ فَطَهِّرهُ مِنَ الذُّنوبِ ، و زِد في عُمُرِهِ ، وَ ادفَعِ الآفاتِ عَن بَدَنِهِ ، وَ الأَوجاعَ عَن جِسمِهِ ، و زِدهُ مِنَ الغِنى ، وَ ادفَع عَنهُ الفَقرَ ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ و لا نَعلَمُ . و قالَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : أيُّ رَجُلٍ لَم يَقُلها عِندَ خِتانِ وَلَدِهِ فَليَقُلها عَلَيهِ مِن قَبلِ أَن يَحتَلِمَ ، فَإِن قالَها كُفِيَ حَرَّ الحَديدِ مِن قَتلٍ أو غَيرِهِ . (3)
الكافي عن عليّ بن يقطين :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام عَن خِتانِ الصَّبِيِّ لِسَبعَةِ أيّامٍ ؛ مِنَ السُّنَّةِ هُوَ أو يُؤَخَّرُ ؟ وأَيُّهُما أفضَلُ ؟ قالَ : لِسَبعَةِ أيّامٍ مِنَ السُّنَّةِ ، وإِن أُخِّرَ فَلا بَأسَ . (4)
.
ص: 71
الفصل الثاني: حقوق الرّضيعللطفل في فترة الرضاعة حقّان أساسيان :1 . الغذاء المناسبيُعدّ حليب الاُمّ أفضل غذاء للطفل ، ولا يقوم مقامه أي غذاء آخر على ما وردت به توجيهات وتعاليم المعصومين عليهم السلام . وعلى هذا الأساس فإنّ من حقوق الطفل التغذي من حليب الاُم في صورة الإمكان . والاُمهات اللائي يرغبن في العمل بوظيفتهن وارضاع أولادهن فإنّ القرآن يصرّح بأنّ زمان رضاعه عامان ، وأن حقّ الطفل في الرضاعة هو 21 شهراً كما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ، وما قل عن ذلك فهو ظلم للطفل . وأمّا إذا لم يرضع الطفل من اُمّه _ لأيّ سبب _ فإنّ على الأب اختيار مرضعة صالحة لولده تتمتع بجمال ظاهري وباطني ، وذلك لتأثير لبن المرضعة في جسم الطفل وروحه ، ولذا حذّرت الروايات الإسلامية من اختيار المرضعة المنحرفة عقائدياً أو عملياً أو أخلاقياً أو المصابة بمرض .
.
ص: 72
2 . احترام المشاعرالملاحظة المهمّة الاُخرى والملفتة للنظر في سيرة النبيّ صلى الله عليه و آله المتعلّقة برعاية حقوق الأطفال الرضّع ، والّذي يبدو عجيباً هو احترامه لمشاعرهم ، فقد ورد أنّه كان يصلّي ذات يوم جماعة فأسرع في صلاته على خلاف عادته حتّى ظنّ المسلمون أنّه نزل عليه الوحي بأمر جديد من اللّه تعالى ، فلمّا سألوه عن ذلك قال : «أما سمعتم صوت بكاء الصبي؟» وبهذا يعلم أنّ سبب تخفيف النبيّ صلى الله عليه و آله للصلاة هو بكاء الصبي الّذي كان إلى جانب المصلّين ، فلأجل إسكاته أسرع في الصلاة . وقد تكرّر مراراً أنه يؤتى إليه بالصبي ليدعو له ، فيضعه في حجره ويدعو له فإذا بالصبي يبول في هذه الحال على ثياب النبيّ صلى الله عليه و آله فيحاولون أن يأخذوا الطفل من النبيّ صلى الله عليه و آله لئلاّ ينجس ثيابه أكثر من ذلك ، فيمنعهم النبيّ صلى الله عليه و آله عن ذلك . إنّ النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله من خلال هذا التعامل الحكيم في الوقت الّذي يؤكد فيه تعاطفه مع اُسرة الطفل فإنّه يجتنب جرح مشاعره واحساساته ، وذلك لما يترتّب على جرح مشاعره من آثار سلبية على مستقبله .
2 / 1الرَّضاعُ مِن الاُمِّ إن أمكَنَأ _ فَضلُ إرضاعِ الوَلَدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا حَمَلَتِ المَرأَةُ كانَت بِمَنزِلَةِ الصّائِمِ القائِم ، المُجاهِدِ بِنَفسِهِ و مالِهِ في سَبِيلِ اللّه ِ ، فَإِذا وَضَعَت كانَ لَها مِنَ الأَجرِ ما لا تَدري ما هُوَ لِعِظَمِهِ ، فَإذا أرضَعَت كانَ لَها بِكُلِّ مَصَّةٍ كَعِدلِ عِتقِ مُحَرَّرٍ مِن وُلدِ إسماعيلَ ، فَإِذا فَرَغَت مِن رَضاعِهِ ضَرَبَ مَلَكٌ عَلى جَنبِها ، و قالَ : اِستَأنِفِي العَمَلَ ؛ فَقَد غُفِرَ لَكِ . (1)
.
ص: 73
عنه صلى الله عليه و آله :حامِلاتٌ والِداتٌ مُرضِعاتٌ رَحيماتٌ ، لو لا ما يَأتينَ إلى بُعولَتِهِنَّ ما دَخَلَت مُصَلِّيَةٌ مِنهُنَّ النّارَ . (1)
ب _ بَرَكَةُ لَبَنِ الأُمِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ لِلصَّبِيِ لَبَنٌ خَيرٌ مِن لَبَنِ اُمِّهِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :ما مِن لَبَنٍ يُرضَعُ بِهِ الصَّبِيُ أَعظَمُ بَرَكَةً عَلَيهِ مِن لَبَنِ اُمِّهِ . (3)
ج _ مُدَّةُ الإِرضاعِالكتاب«وَالْوَ لِدَ تُ يُرْضِعْنَ أَوْلَ_دَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ». (4)
«وَ وَصَّيْنَا الاْءِنسَ_نَ بِوَ لِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَ فِصَ__لُهُ فِى عَامَيْنِ...». (5)
.
ص: 74
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :الرَّضاعُ واحِدٌ و عِشرونَ شَهرا، فَما نَقَصَ فَهُوَ جَورٌ عَلَى الصَّبِيِ. (1)
2 / 2اِستِرضاعُ المُرضِعَةِ الصّالِحَةِالإمام عليّ عليه السلام :تَخَيَّروا لِلرَّضاعِ كَما تَتَخَيَّرونَ لِلنِّكاحِ ؛ فَإِنَّ الرَّضاعَ يُغَيِّرُ الطِّباعَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اُنظُروا مَن تُرضِعُ أَولادَكُم ؛ فَإِنَّ الوَلَدَ يَشِبُّ عَلَيهِ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :اِستَرضِع لِوَلَدِكَ بِلَبَنِ الحِسانِ، وإيَّاكَ وَ القِباحَ ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ قَد يُعدي . (4)
عنه عليه السلام :عَلَيكُم بِالوِضاءِ (5) مِن الظُّؤورَةِ (6) ؛ فإنَّ اللَّبَنَ يُعدِي . (7)
.
ص: 75
2 / 3مَن لا يَنبَغِي استِرضاعُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَوَقَّوا عَلى أولادِكُم لَبَنَ البَغِيِ (1) مِنَ النِّساءِ والمَجنونَةِ ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ يُعدِي . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ ولاَ العَمشاءَ (3) ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ يُعدِي . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَستَرضِعُوا الحَمقاءَ؛ فَإِنَّ اللَّبَنَ يُعدي، وإنَّ الغُلامَ يَنزَعُ (5) إلَى اللَّبَنِ ؛ يَعني إلَى الظِّئرِ فِي الرُّعونَةِ (6) وَالحُمق . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :لا تُستَرضَعُ لِلصَّبيِ المَجوسِيَّةُ، و تُستَرضَعُ لَهُ اليَهودِيَّةُ وَالنَّصرانِيَّةُ، ولا يَشرَبنَ الخَمرَ يُمنَعنَ مِن ذلِكَ، ويُكرَهُ لَبَنُ الحَمقاءِ وقَبيحَةِ الوَجهِ، ويُستَحَبُّ لَبَنُ الوِضاءِ مِنَ النِّساءِ. (8)
الكافي عن عبيد اللّه الحلبي :قُلتُ لِأبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : امرَأَةٌ وُلِدَت مِنَ الزِّنا، أتَّخِذُها ظِئرا؟ قالَ : لا تَستَرضِعها، ولاَ ابنَتَها. (9)
.
ص: 76
2 / 4إطعامُ الأغذِيَةِ النّافِعَةِالإمام عليّ عليه السلام :أَطعِموا صِبيانَكُم الرُّمّانَ ؛ فَإنَّهُ أسرَعُ لِألسِنَتِهِم. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :أَطعِموا صِبيانَكُم الرُّمّانَ ؛ فَإنَّهُ أسرَعُ لِشَبابِهِم. (2)
المحاسن عن خضر :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام ، فَأتاهُ رَجُلٌ مِن أصحابِنا فَقالَ لَهُ : يولَدُ لَنَا المَولودُ فَيَكونُ مِنهُ القِلَّةُ (3) وَالضَّعفُ، فَقالَ : ما يَمنَعُكَ مِنَ السَّويقِ (4) فَإِنَّهُ يَشُدُّ العَظمَ، ويُنبِتُ اللَّحمَ؟ (5)
2 / 5احتِرامُ شُعورِ الرَّضيعِالإمام الصادق عليه السلام :صَلَّى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله الظُّهرَ وَالعَصرَ فَخَفَّفَ الصَّلاةَ فِي الرَّكعَتَينِ، فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ لَهُ النّاسُ : يا رسولَ اللّه ِ أحَدَثَ فِي الصَّلاةِ شَيءٌ؟ قالَ : وما ذاكَ؟ قالوا : خَفَّفتَ فِي الرَّكعَتَينِ الأَخيرَتَينِ! فَقالَ لَهُم : أمَا سَمِعتُم صُراخَ الصَّبِيِ؟!. (6)
.
ص: 77
المناقب لابن شهر آشوب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى :كُنَّا جُلوسا عِندَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إذ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام فَجَعَلَ يَنزو عَلى ظَهرِ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله وعَلى بَطنِهِ، فَبالَ، فَقالَ : دَعوهُ. أبو عُبَيدٍ فِي غَريبِ الحَديثِ أنَّهُ قالَ صلى الله عليه و آله : لا تُزْرِمُوا ابنِي: أي لا تَقطَعُوا عَلَيهِ بَولَهُ _ ثُمَّ دَعا بِماءٍ فَصَبَّهُ عَلى بَولِهِ (1) . (2)
مسند ابن حنبل عن عيسى بن عبد الرحمن عن جدّه :كُنَّا عِندَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله فَجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍ يَحبُو حَتَّى صَعِدَ عَلى صَدرِهِ، فَبالَ عَلَيهِ، فَابتَدَرناهُ لِنَأخُذَهُ، فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : ابني ابني، قالَ : ثُمَّ دَعا بِماءٍ فَصَبَّهُ عَلَيهِ. (3)
مكارم الأخلاق :كانَ صلى الله عليه و آله يُؤتى بِالصَّبِيِ الصَّغيرِ لِيَدعُوَ لَهُ بِالبَرَكَةِ أو يُسَمِّيَهُ، فَيَأخُذُهُ فَيَضَعُهُ في حِجرِهِ ؛ تَكرِمَةً لِأَهلِهِ، فَرُبَّما بالَ الصَّبِيُ عَلَيهِ، فَيَصيحُ بَعضُ مَن رَآهُ حينَ بالَ، فَيقولُ صلى الله عليه و آله : لا تُزرِموا بالصَّبِيِ، فَيَدَعُهُ حَتَّى يَقضِيَ بَولَهُ، ثُمَّ يُفرِغُ لَهُ مِن دُعائِهِ أو تَسمِيَتِهِ، ويَبلُغُ سُرورُ أهلِهِ فيهِ، ولا يَرَونَ أَنَّهُ يَتَأذَّى بِبَولِ صَبِيِّهِم، فَإِذا انصَرَفوا غَسَلَ ثَوبَهُ بَعدُ. (4)
مسند ابن حنبل عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُؤتى بِالصِّبيانِ فَيَدعُو لَهُم، وإنَّهُ أُتِيَ بِصَبِيٍ فَبالَ عَلَيهِ، فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : صُبُّوا عَلَيهِ الماءَ صَبّا. (5)
.
ص: 78
. .
ص: 79
الفصل الثالث: التعليم والتربيةالتعليم في الإسلام أساس التربية ، والعلم مقرون بالتهذيب وبناء الذات وفترة الطفولة كما تدلّ تعاليم الدين أفضل برهة تعليم والتربية ، ولذا فإنّ أهمّ حقوق الطفل تهيئة الأرضية المناسبة لتعليمه وتربيته ، بل إنّ جميع الحقوق المذكورة سابقا ويأتي ذكره لاحقا مقدّمة لموضوع التعليم والتربية . نستعرض في هذا الفصل التعاليم الواردة عن المعصومين عليهم السلامفي تربية وتعليم الطفل .
3 / 1قِيمَةُ طَلَبِ العِلمِ فِي الصِّغَرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ الَّذي يَتَعلَّمُ في صِغَرِهِ كَالنَّقشِ فِي الحَجَرِ، ومَثَلُ الَّذي يَتَعلَّمُ في كِبَرِهِ كَالَّذي يَكتُبُ عَلَى الماءِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مُروا أولادَكُم بِطَلَبِ العِلمِ. (2)
.
ص: 80
عنه عليه السلام :مَن سَألَ في صِغَرِهِ أجابَ في كِبَرِهِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن لَم يَتَعَلَّم فِي الصِّغَرِ لَم يَتَقَدَّم فِي الكِبَرِ . (2)
سنن الدارمي عن شرحبيل بن سعد :دَعَا الحَسَنُ عليه السلام بَنيهِ و بَني أخيهِ فَقالَ : يا بَنِيَ و بَنِي أخي، إنَّكُم صِغارُ قَومٍ يوشَكُ أن تَكونوا كِبارَ آخَرينَ، فَتَعَلَّمُوا العِلمَ، فَمَن لَم يَستَطِع مِنكُم أن يَروِيَهُ _ أو قالَ : يَحفَظَهُ _ فَليَكتُبهُ، و ليَضَعهُ في بَيتِهِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام : حَرِّض بَنيكَ عَلَى الآدابِ في الصِّغَرِكَي ما تَقَرَّ بِهِم عَيناكَ فِي الكِبَرِ و إنَّما مَثَلُ الآدابِ تَجمَعُهافي عُنفُوانِ الصِّبا كالنَّقشِ فِي الحَجَرِ هِيَ الكُنوزُ الّتي تَنمو ذَخائِرُهاو لا يُخافُ عَلَيها حادِثُ الغِيَرِ (4) 3 / 2
قيمَةُ التَّربِيَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حَقُّ الوَلَدِ عَلى والدِهِ أن يُحسِنَ اسمَهُ، وَ يُحسِنَ مِن مُرضِعِهِ، و يُحسِنَ أدَبَهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما وَرَّثَ والِدٌ وَلَدا خيرا مِن أدَبٍ حَسَنٍ . (6)
.
ص: 81
عنه صلى الله عليه و آله :ما نَحَلَ والِدٌ وَلَدا مِن نُحلٍ (1) أفضَلَ مِن أدَبٍ حَسَنٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أكرِموا أولادَكُم، وأحسِنوا أدَبَهُم ؛ يُغفَر لَكُم. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مِن حَقِّ الوَلَدِ عَلى والِدِهِ أن يُحسِنَ أدَبَهُ، و ألاّ يَجحَدَ نَسَبَهُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ خَيرَ ما وَرَّثَ الآباءُ لِأَبنائِهِم الأَدَبُ لاَ المالُ ؛ فَإِنَّ المالَ يَذهبُ ، و الأَدَبَ يَبقى. (5)
عنه عليه السلام :لا يَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ يُوَرِّثُ أهلَ بَيتِهِ العِلمَ وَ الأَدَبَ الصّالِحَ، حَتّى يُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَميعا، حتّى لا يَفقِدَ مِنهُم صَغيرا و لا كَبيرا و لا خادِما و لا جارا، و لا يَزالُ العَبدُ العاصِي يُوَرِّثُ أهلَ بَيتِهِ الأدَبَ السَّيِّئَ حَتّى يُدخِلَهُمُ النّارَ جَميعا، حَتّى لا يَفقِدَ فيها مِن اهلِ بَيتِهِ صَغيرا و لا كَبيرا و لا خادِما و لا جارا. (6)
عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ : يا بُنَيَ إن تَأدَّبتَ صَغيرا انتَفَعتَ بِهِ كَبيرا، و مَن عَنا بِالأَدَبِ اهتَمَّ بِهِ، و مَنِ اهتَمَّ بِهِ تَكَلَّفَ عِلمَهُ، و مَن تَكَلَّفَ عِلمَهُ اشتَدَّ لَهُ طَلَبُهُ، ومَنِ اشتَدَّ لَهُ طَلَبُهُ أدرَكَ بِهِ مَنفَعَةً (7) . (8)
.
ص: 82
3 / 3مَسؤولِيَّةُ التَّعليمِ و التَّربِيَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا كُلُّكُم راعٍ و كُلُّكُم مَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِه ؛ فَالأَميرُ الَّذي عَلَى النّاسِ راعٍ و هُوَ مَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ راعٍ عَلى أَهلِ بَيتِهِ و هُوَ مَسؤولٌ عَنهُم ، وَ المرأةُ راعِيةٌ عَلى بَيتِ بَعلِها و وُلدِهِ و هِيَ مَسؤولَةٌ عَنهُم ، وَ العَبدُ راعٍ عَلى مالِ سَيِّدِهِ و هُو مَسؤولٌ عَنهُ ، ألا فَكُلُّكُم راعٍ و كُلُّكُم مَسؤولٌ عَن رَعِيَّتِهِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَى الإمامِ أَن يعلِّمَ أهلَ وِلايَتِهِ حُدودَ الإسلامِ وَالإيمانِ . (2)
عنه عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ لي عَلَيكُم حَقّا ، و لَكُم عَلَيَّ حَقٌّ ؛ فَأَمّا حَقُّكُم عَلَيَّ فَالنَّصيحَةُ لَكُم ، و تَوفِيرُ فَيئِكُم عَلَيكُم ، و تعليمُكُم كَي لا تَجهَلوا ، و تأديبُكُم كَيما تَعلَمُوا . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في بيان الحقوق _: و أمّا حَقُّ وَلَدِكَ فَأن تَعلَمَ أنَّهُ مِنكَ ، و مُضافٌ إلَيكَ في عاجِلِ الدُّنيا بِخَيرِهِ وَشَرِّهِ ، وأَنَّكَ مَسؤولٌ عَمّا وَليتَهُ مِن حُسنِ الأَدَبِ وَالدِّلالَةِ عَلى رَبِّهِ، عز و جل وَالمَعونَةِ عَلى طاعَتِهِ ، فَاعمَل في أمرِهِ عَمَلَ مَن يَعلَمُ أنَّهُ مُثابٌ عَلَى الإِحسانِ إلَيهِ ، مُعاقَبٌ عَلَى الإِساءَةِ إلَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :وأمّا حَقُّ وَلَدِكَ فَتَعَلَمَ أَنَّهُ مِنكَ ، ومُضافٌ إِلَيكَ في عاجِلِ الدُّنيا بِخَيرِهِ وشَرِّهِ ، وأَنَّكَ مَسؤولٌ عَمّا وَلِيتَهُ مِن حُسنِ الأَدَبِ وَالدِّلالَةِ عَلى رَبِّهِ، وَالمَعونَةِ لَهُ عَلى طاعَتِهِ فيكَ وفي نَفسِهِ ، فَمُثابٌ عَلى ذلِكَ ومُعاقَبٌ ، فَاعمَلْ فِي أمرِهِ عَمَلَ المُتَزَيِّنِ بِحُسنِ أثَرِهِ عَلَيهِ في عاجِلِ الدُّنيا ، المُعذِرِ إلى رَبِّهِ فيما بَينَكَ وبَينَهُ بِحُسنِ القِيامِ عَلَيهِ وَالأَخذِ لَهُ مِنهُ ، ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ِ . (5)
.
ص: 83
3 / 4أهَمُّ ما يَجِبُ تَعليمُهُأ _ العَقائِدُ الإِسلامِيَّةُ ولا سِيَّما التَّوحيدُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَبَّى صَغيرا حَتَّى يَقولَ : «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ» لَم يُحاسِبهُ اللّه ُ عز و جل . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أفصَحَ أولادُكُم فَعَلِّموهُم «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ»، ثُمَّ لا تُبالوا مَتى ماتوا، وَإذا اثَّغَروا (2) فَمُروهُم بِالصَّلاةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اِفتَحوا عَلى صِبيانِكُم أوَّلَ كَلِمَةٍ ب «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ»، ولَقِّنوهُم عِندَ المَوتِ «لا إلهَ إلاَّ اللّه ُ»؛، فَإِنَّهُ مَن كانَ أوَّلُ كَلامِهِ «لا إلهَ إلاّ اللّه ُ» وَآخِرُ كلامِهِ «لا إله إلاَّ اللّه ُ» ثُمَّ عاشَ ألفَ سَنَةٍ، ما سُئِلَ عَن ذَنبٍ واحِدٍ. (4)
الكافي عن سليمان بن خالد :قُلتُ لِأبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : إنَّ لي أهلَ بَيتٍ وهُم يَسمَعونَ مِنِّي، أفَأَدعوهم إلى هذَا الأمرِ؟ فَقالَ : نَعَم، إنَّ اللّه َ عز و جل يَقولُ في كِتابِهِ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ» (5) . (6)
.
ص: 84
ب _ حُبُّ النَّبِيِ وأهلِ بَيتِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أدِّبوا أولادَكُم عَلى ثَلاثِ خِصالٍ : حُبِّ نَبِيِّكُم، وحُبِّ أهلِ بَيتِهِ، وعَلى قِراءَةِ القُرآنِ . (1)
ج _ الفَرائِضُ ولاسِيَّما الصَّلاةُ والصَّومُالكتاب«وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْ_لُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعَ_قِبَةُ لِلتَّقْوَى ». (2)
«وَ اذْكُرْ فِى الْكِتَ_بِ إِسْمَ_عِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَ كَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا * وَ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَوةِ وَ الزَّكَوةِ وَ كَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ». (3)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مُنصِبا (4) لِنَفسِهِ بَعدَ البُشرى لَهُ بِالجَنَّةِ مِن رَبِّهِ، فَقالَ عز و جل : «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا...» الآية ، فَكانَ يَأمُرُ بِها أهلَهُ ، و يُصَبِّرُ عَلَيها نَفسَهُ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :دَخَلَ عَلى أبي عليه السلام رَجُلٌ فَقالَ : رَحِمَكَ اللّه ُ ، اُحَدِّثُ أهلِي؟ قالَ نَعَم، إنَّ اللّه َ يَقولُ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ» ، وَقالَ : «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا» . (6)
الإمام عليّ عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا» _: عَلِّموا أنفُسَكُم و أهليكُمُ الخَيرَ. (7)
.
ص: 85
عنه عليه السلام_ ايضا _مَعناهُ : عَلِّموهُم ما يَنجونَ بِهِ مِنَ النّارِ. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَنِ الصَّبِيِ مَتى يُصَلّي؟ _: إذا عَرَفَ يَمينَهُ مِن شِمالِهِ فَمُروهُ بِالصَّلاةِ. (2)
جامع الأخبار :رُوِيَ عَنِ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ نَظَرَ إلى بَعضِ الأطفالِ فَقالَ : وَيلٌ لِأَولادِ آخِرِ الزَّمانِ مِن آبائِهِم. فَقيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ، مِن آبائِهِمُ المُشرِكينَ؟ فَقالَ : لا، مِن آبائِهِمُ المُؤمِنينَ ؛ لا يُعَلِّمونَهُم شَيئا مِنَ الفَرائِضِ، و إذا تَعلَّموا أولادُهُم مَنَعوهُم، و رَضوا عَنهُم بِعَرَضٍ يَسيرٍ مِنَ الدُّنيا، فَأنا مِنهُم بَرِي ، و هُم مِنِّي بُرآءٌ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا عَقَلَ الغُلامُ و قَرَأ شَيئا مِنَ القُرآنِ عُلِّمَ الصَّلاةَ. (4)
عنه عليه السلام :عَلِّموا صِبيانَكُم الصَّلاةَ، و خُذوهُم بِها إذا بَلَغوا الحُلُمَ. (5)
عنه عليه السلام :عَلِّموا صِبيانَكُم الصَّلاةَ، و خُذوهُم بِها إذا بَلَغوا ثَمانَ سِنينَ. (6)
عنه عليه السلام :يُؤمَرُ الصَّبِيُ بِالصَّلاةِ إذا عَقَلَ، و بِالصَّومِ إِذا أطاقَ . (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام :أمَّا صَومُ التَّأديبِ فَأَن يُؤخَذَ الصَّبِيُ إذا رَاهَقَ بِالصَّومِ، تَأديبا و لَيسَ بِفَرضٍ . (8)
.
ص: 86
الإمام الباقر عليه السلام :إنّا نَأمُرُ صِبيانَنا بِالصَّلاةِ إذا كانوا بَني خَمسِ سِنينَ ، فَمُروا صِبيانَكُم بِالصَّلاةِ إذا كانوا بَني سَبعِ سِنينَ، و نَحنُ نَأمُرُ صِبيانَنا بِالصَّومِ إذا كانوا بَني سَبعِ سِنينَ بِما أطاقوا مِن صِيامِ اليَومِ إن كانَ إلى نِصفِ النَّهارِ أو أكثَرَ مِن ذلِكَ أو أقَلَّ، فَإِذا غَلَبَهُمُ العَطَشُ و الغَرَثُ (1) أفطَروا، حَتّى يَتَعَوَّدُوا الصَّومَ و يُطيقوهُ، فَمُروا صِبيانَكُم إذا كانوا بَني تِسعِ سِنينَ بِالصَّومِ مَا استَطاعوا مِن صِيامِ اليَومِ، فَإذا غَلَبَهُمُ العَطَشُ أفطَروا. (2)
الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهماالسلام :إذا بَلَغَ الغُلامُ ثَلاثَ سِنينَ، يُقالُ لَهُ : قُل لا إلهَ إلاَّ اللّه سَبْعَ مَرّاتٍ . ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ ثَلاثُ سِنينَ و سَبعَةُ أشهُرٍ و عِشرونَ يَوما، فَيُقالُ لَهُ : قُل : «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ِ» سَبعَ مَرّاتٍ . و يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ أربَعُ سِنينَ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ قُل : سَبعَ مَرّاتٍ : «صَلَّى اللّه ُ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِهِ». ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ خَمسُ سِنينَ ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ : أيُّهُما يَمينُكَ و أيَّهُما شِمالُكَ ؟ فَإِذا عَرَفَ ذلِكَ حُوِّلَ وَجهُهُ إلى القِبلَةِ و يُقالُ لَهُ : أسجُد. ثُمَّ يُترَكُ حَتَّى يَتِمَّ لَهُ سَبعُ سِنينَ، فَإِذا تَمَّ لَهُ سَبعُ سِنينَ قيلَ لَهُ : اغسِل وَجهَكَ و كَفّيكَ، فَإِذا غَسَلَهُما قيلَ لَهُ : صَلِّ . ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ تِسعُ سِنينَ ، فَإِذا تَمَّت لَهُ عُلِّمَ الوُضوءَ، و ضُرِبَ عَلَيهِ، و اُمِرَ بِالصَّلاةِ، و ضُرِبَ عَلَيها . فَإِذا تَعَلَّمَ الوُضوءَ وَالصَّلاةَ غَفَرَ اللّه ُ عز و جل لَهُ و لِوَالِدَيهِ إن شاءَ اللّه ُ. (3)
دعائم الإسلام :رُوّينا عَن جَعفَر بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام : أنَّهُ كانَ يَأمُرُ الصَّبِيَ بِالصَّومِ في شَهرِ رَمَضانَ بَعضَ النَّهارِ، فَإِذا رَأَى الجُوعَ و العَطَشَ غَلَبَ عَلَيهِ، أمَرَهُ فَأَفطَرَ. (4)
.
ص: 87
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّا نَأمُرُ صِبيانَنا بِالصَّلاةِ وَ الصِّيامِ ما أطاقوا، إذا كانوا أبناءَ سَبعِ سِنينَ. (1)
عنه عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ : مَتى تَجِبُ الصَّلاةُ عَلَى الصَّبِيِ (2) ؟ _: إذا كانَ ابنَ سِتِّ سِنينَ، وَالصِّيامُ إذا أطاقَهُ . (3)
تهذيب الأحكام عن معاوية بن وهب :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : في كَم يُؤخَذُ الصَّبِيُ بِالصَّلاةِ؟ فَقالَ : فيما بَينَ سَبعِ سِنينَ و سِتِّ سِنينَ . قُلْتُ : في كَم يُؤخَذُ بِالصِّيامِ؟ فَقالَ : فيما بَينَ خَمسَ عَشرَةَ أو أربَعَ عَشرَةَ، وإن صامَ قَبلَ ذلِكَ فَدَعهُ، فَقَد صامَ ابني فُلانٌ قَبلَ ذلِكَ و تَرَكتُهُ . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن الحسن بن قارن :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام _ أو سُئِلَ و أنا أسمَعُ _ عَنِ الرَّجُلِ يَخْتِن وَلَدَهُ و هُوَ لا يُصَلِّي اليَومَ و اليَومَينِ ، فَقالَ : و كَم أتى عَلَى الغُلامِ؟ فَقالَ ثَمانِي سِنينَ. فَقالَ : سُبحانَ اللّه ِ يَترُكُ الصَّلاةَ؟ قالَ : قُلتُ : يُصيبُهُ الوَجَعُ. قالَ : يُصَلّي عَلى نَحوِ ما يَقدِرُ. (5)
د _ القُرآنُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ القُرآنَ قَبلَ أن يَحتَلِمَ فَقَد اُوتِي الحُكمَ صَبِيّا. (6)
.
ص: 88
عنه صلى الله عليه و آله :خِيارُكُم مَن تَعَلَّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن رَجُلٍ عَلَّمَ وَلَدَهُ القُرآنَ إلاّ تُوِّجَ أبَواهُ يَومَ القِيامَةِ بِتاجِ المُلكِ، وكُسِيَ حُلَّتَينِ لَم يَرَ النّاسُ مِثلَهُما. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :سورَةُ الواقِعَةِ سورَةُ الغِنى، فَاقرَؤوها، و عَلِّموها أولادَكُم. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أحَبَّ أحَدُكُم أن يُحَدِّثَ رَبَّهُ فَليَقرَأِ القُرآنَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أعطاهُ اللّه ُ حِفظَ كِتابِهِ لَو ظَنَّ ، أنَّ أحَدا اُوتِيَ أفضَلَ مِمّا اُوتِىَ فَقَد غَمَطَ (5) أعظَمَ النِّعَمِ . (6)
شرح نهج البلاغة :وَفَدَ غالِبُ بنُ صَعصَعَةَ عَلى عَلِيٍّ عليه السلام و مَعهُ ابنُهُ الفَرَزدَقُ (7) ، فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟ فَقالَ : غالِبُ بنُ صَعصَعَةَ المُجاشِعِيُّ . . . . قالَ : يا أبَا الأَخطَلِ ، مَن هذَا الغُلامُ مَعَكَ ؟ قالَ : اِبني ، و هُوَ شَاعِرٌ . قالَ : عَلِّمهُ القُرآنَ ؛ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ مِنَ الشِّعرِ . (8)
الإمام عليّ عليه السلام :حَقُّ الوَلَدِ عَلَى الوالِدِ أن يُحسِنَ اسمَهُ، و يُحسِنَ أدَبَهُ، و يُعَلِّمَهُ القُرآنَ . (9)
.
ص: 89
الإمام الصادق عليه السلام :الحافِظُ لِلقُرآنِ العامِلُ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ (1) الكِرامِ البَرَرَةِ . (2)
ه _ المَعارِفُ الدّينِيَّةُالإمام عليّ عليه السلام :عَلِّموا صِبيانَكُم ما يَنفَعُهُمُ اللّه ُ بِهِ ، لا تَغلِب عَلَيهِمُ المُرجِئَةُ بِرَأيِها. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :بادِروا أحداثَكُم بِالحَديثِ قَبلَ أن تَسبِقَكُم إلَيهِمُ المُرجِئَةُ (4) . (5)
و _ الكتابةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حَقُّ الوَلَدِ عَلَى الوالِدِ أن يُعَلِّمَهُ الكِتابَةَ وَ السِّباحَةَ وَالرَّميَ ، و أن يُوَرِّثَهُ طيِّبا. (6)
ز _ المَسائِلُ الصِّحِّيّةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ حيلَةٌ ، وحيلَةُ الصِّحَّةِ فِي الدُّنيا أربَعُ خِصالٍ : قِلَّةُ الكَلامِ ، و قِلَّةُ المَنامِ ، و قِلَّةُ المَشيِ ، و قِلَّةُ الطَّعامِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اُمُّ جَميعِ الأَدوِيَةِ قِلَّةُ الأَكلِ . (8)
عنه صلى الله عليه و آله :المَعِدَةُ بَيتُ كُلِّ داءٍ ، وَالحِميَةُ رأسُ كُلِّ دَواءٍ . (9)
.
ص: 90
الإمام عليّ عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ فَقيلَ : إنَّ فِي القُرآنِ كُلَّ عِلمٍ إلاَّ الطِّبَّ؟ _: أما إنَّ فِي القُرآنِ لاَيَةً تَجمَعُ الطِّبَّ كُلَّهُ : « وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ » (1) . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: لا تَطلُبِ الحَياةَ لِتَأكُلَ ، بَلِ اطلُبِ الأَكلَ لِتَحيا . (3)
عنه عليه السلام_ أيضا _: يَنبَغي لِلعاقِلِ أن يَتَذَكَّرَ عِندَ حَلاوَةِ الغِذاءِ مَرارَةَ الدَّواءِ . (4)
الخصال :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام لِلحَسَنِ ابنِهِ عليه السلام : يا بُنَيَّ ، ألا اُعَلِّمُكَ أربَعَ خِصالٍ تَستَغني بِها عَنِ الطِّبِّ؟ فَقالَ : بَلى ، يا أميرَالمُؤمِنينَ . قالَ : لا تَجلِس عَلَى الطَّعامِ إلاّ و أنتَ جائِعٌ ، ولا تَقُم عَنِ الطَّعامِ إلاّ و أنتَ تَشتَهيهِ ، و جَوِّدِ المَضغَ ، و إذا نِمتَ فَاعرِض نَفسَكَ عَلَى الخَلاءِ (5) . فَإِذَا استَعمَلتَ هذَا استَغنَيتَ عَنِ الطِّبِّ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :قِلَّةُ الأَكلِ يَمنَعُ كَثيراً مِن أعلالِ الجِسمِ . (7)
عنه عليه السلام :مَن غَرَسَ في نَفسِهِ مَحَبَّةَ أنواعِ الطَّعامِ ، اِجتَنى ثِمارَ فُنونِ الأَسقامِ . (8)
عنه عليه السلام :كَم مِن أكلَةٍ مَنَعَت أكَلاتٍ . (9)
.
ص: 91
ح _ الحِكَمُ الأَخلاقِيَّةُمعاني الأخبار عن شريح بن هانئ :سَأَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ابنَهُ الحَسَنَ بنَ عَليٍ، فَقالَ : يا بُنَيَ مَا العَقلُ؟ قالَ : حِفظُ قَلبِكَ مَا استُودِعتَهُ. قالَ : فَمَا الحَزمُ؟ قالَ : أن تَنتَظِرَ فُرصَتَكَ ، وتُعاجِلَ ما أمكَنَكَ . قالَ : فَمَا المَجدُ؟ قالَ : حَملُ المَغارِمِ ، وَابتِناءُ المَكارِمِ. قالَ : فَمَا السَّماحَةُ؟ قالَ : إجابَةُ السّائِلِ ، و بَذلُ النّائِلِ. قالَ : فَمَا الشُّحُّ؟ قالَ : أن تَرَى القَلِيلَ سَرَفا ، و مَا أنفَقتَ تَلَفا. قالَ : فَمَا الرِّقَّةُ؟ قالَ : طَلَبُ اليَسيرِ ، و مَنعُ الحَقيرِ. قالَ : فَمَا الكُلفَةُ؟ قالَ : التَّمَسُّكُ بِمَن لا يُؤَمِّنُكَ ، و النَّظَرُ فيما لا يَعنيكَ. قالَ : فَمَا الجَهلُ؟ قالَ : سُرعَةُ الوُثوبِ عَلَى الفُرصَةِ قَبل الاستِمكانِ مِنها، و الامتِناعُ عَنِ الجَوابِ. و نِعمَ العَونُ الصَّمتُ فِي مَواطِنَ كَثيرَةٍ و إن كُنتَ فَصيحا. ثُمَّ أقبَلَ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ عَلَى الحُسَينِ ابنِهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَ ما السُّؤدَدُ؟ قالَ : اصطِناعُ العَشيرَةِ ، وَ احتِمالُ الجَريرَةِ. قالَ : فَمَا الغِنى؟ قالَ : قِلَّةُ أمانِيكَ ، وَ الرِّضى بِما يَكفيكَ. قالَ : فَمَا الفَقرُ؟ قالَ : الطَّمَعُ ، و شِدَّةُ القُنوطِ . قالَ : فَمَا اللُّؤمُ؟ قالَ : إحرازُ المَرءِ نَفسَهُ ، وَإسلامُهُ عِرسَهُ . قالَ : فَمَا الخُرقُ؟ قالَ : مُعاداتُكَ أميرَكَ و مَن يَقدِرُ عَلى ضَرِّكَ و نَفعِكَ . ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحارِثِ الأعوَرِ فَقالَ : يا حارِثُ، عَلِّموا هذِهِ الحِكَمَ أولادَكُم ؛ فَإنَّها زِيادَةٌ فِي العَقلِ وَ الحَزمِ وَالرَّأيِ . (1)
.
ص: 92
تحف العقول عن سفيان الثوري :دَخَلتُ عَلَى الصّادِقِ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : أوصِني ... . فَقالَ عليه السلام : يا سُفيانُ، أدَّبَني أبي عليه السلام بِثَلاثٍ، و نَهاني عَن ثَلاثٍ ؛ فَأمَّا اللَّواتي أدَّبَني بِهِنَّ فَإنَّهُ قالَ لي : يا بُنَيَ ، مَن يَصحَب صاحِبَ السَّوءِ لا يَسلَمُ، و مَن لا يُقيِّد ألفاظَهُ يَندَم، و مَن يَدخُل مَداخِلَ السّوءِ يُتَّهَم. قُلتُ : يَا ابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ، فَمَا الثَّلاثُ اللَّواتِي نَهاكَ عَنهُنَّ؟ قالَ عليه السلام : نَهاني أن اُصاحِبَ حاسِدَ نِعمَةٍ، و شامِتا بِمُصيبَةٍ، أو حامِلَ نَميمَةٍ . (1)
ط _ الأشعارُ النّافِعَةُالإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يُعجِبُهُ أن يُروى شِعرُ أبي طالِبٍ ، و أن يُدَوَّنَ، و قالَ : تَعَلَّموهُ و عَلِّموهُ أولادَكُم، فَإِنَّهُ كانَ عَلى دينِ اللّه ِ، و فيهِ عِلمٌ كَثيرٌ. (2)
عنه عليه السلام :يا مَعشَرَ الشّيعَةِ عَلِّموا أولادَكُم شِعرَ العَبدِيِ 3 ، فَإِنَّهُ عَلى دينِ اللّه ِ . (3)
.
ص: 93
دور الشعر في تعليم الطفل وتربيتهيدلّ تأكيد الإمام عليّ عليه السلام على تعليم شعر والده أبي طالب للأبناء وتوصية الإمام الصادق عليه السلام بتعليمهم شعر العبدي ، على أنّ للشعر _ من وجهة نظر أهل البيت عليهم السلام _ دورا أساسيا وساميا ليس في نطاق الثقافة والأدب فحسب ، بل وفي مجال التعليم والتربية أيضا ، خاصّة تربية الجيل الجديد ، واستنادا إلى هذا التوجيه، فإنّ من الواجب على الاُدباء والشعراء الملتزمين والمسلمين أن يخصصوا لشعر الأطفال فصلاً خاصّا في دواوينهم الشعرية . وممّا لا شكّ فيه أنّ نظم الشعر للأطفال وخاصّة الشعر المفيد والبنّاء الّذي بإمكانه أن يعرض المفاهيم العقائدية والأخلاقية والاجتماعية السامية بشكل مبسّط وسلس وجذاب ومتناسب مع ذهنية الطفل، هو عمل يتطلّب جهودا كبيرة ولا يمكن لأي شاعر القيام به . والملاحظة المهمّة الّتي وردت الإشارة إليها في الروايتين السابقتين ، أنّ الشعر التربوي فضلاً عن أنّه يجب أن يكون في مستوى ممتاز ومقبول من الناحية الأدبية ، ومن أجل أن يستطيع الجيل الجديد الانتفاع منه تربويا إلى الحدّ الأقصى ، ينبغي أن يشتمل على العناصر التالية : أوّلاً : أن يتمتّع ناظم الشعر بالالتزام الدِّيني ، فقد ورد التأكيد خلال التوصية بتعليم الأبناء شعر أبي طالب والعبدي ، على التزامهما الدِّيني . ثانيا : أن يتضمّن الشعر المعلومات الّتي يحتاجها الطفل في المجالات العقيدية الأخلاقية والعمليّة ، فنحن نلاحظ أن الإمام عليّا عليه السلام إنّما يؤكّد على تعليم شعر أبي طالب؛ لأنّه يتضمّن علما غزيرا ، فضلاً عن الالتزام الدِّيني للشاعر . ثالثا : نظرا إلى الدور المصيري للتعرّف على أهل البيت عليهم السلاموالإنس بهم _ بالنسبة إلى الطفل _ فإنّ من المناسب أن تتضمّن الأشعار والأناشيد معرفتهم ومحبّتهم . والهدف من تأكيد الإمام الصادق عليه السلام على تعليم الأولاد أشعار العبدي ، هو أنّ أشعاره تزخر بالمعارف المتعلّقة بأهل بيت الرسالة ، وفيما يلي نشير على سبيل المثال إلى بضعة أبيات من قصيدته الطويلة والجميلة . (1) هل في سؤالك رسم المنزل الخرببرء لقلبك من داء الهوى الوصب؟! أم حره يوم وشكّ البين يبردهما استحدثته النوى من دمعك السرب يا راكبا جسرة تطوي مناسمهاملاءة البيد بالتقريب والجنب بلغ سلامي قبرا بالغري حوىأوفى البرية من عجم ومن عرب واجعل شعارك اللّه الخشوع بهوناد خير وصي صنو خير نبي وكان عنها لهم في «خم» مزدجرلما رقى أحمد الهادي على قتب وقال والناس من دان إليه ومنثاوٍ لديه ومن مصغ ومرتقب قم يا علي فإنّي قد أمرت بأنأبلغ الناس والتبليغ أجدر بي إنّي نصبت عليا هاديا علمابعدي وإن عليا خير منتصب وزوج بضعته الزهراء يكنفهادون الورى وأبو أبنائه النجب من كلّ مجتهد في اللّه معتضدباللّه معتقد للّه محتسب هادين للرشد إنّ ليل الضلال دجاكانوا لطارقهم أهدى من الشُّهب صلاة ذي العرش تترى كلّ آونةعلى ابن فاطمة الكشاف للكرب وابنيه من هالك بالسم مخترمومن معفر خد في الثرى ترب والعابد الزاهد السجاد يتبعهوباقر العلم داني غاية الطلب وجعفر وابنه موسى ويتبعه البرالرضا والجواد العابد الدئب والعسكريين والمهدي قائمهمذو الأمر لابس أثواب الهدى القشب من يملأ الأرض عدلاً بعد ما ملأتجورا ويقمع أهل الزيغ والشغب يا صاحب الكوثر الرقراق زاخرهذُد النواصب عن سلساله العذب قارعت منهم كماة في هواك بماجردت من خاطر أو مقول ذرب حتّى لقد وسمت كلما جباههمخواطري بمضاء الشعر والخطب صحبت حبّك والتقوى وقد كثرتلي الصحاب فكانا خير مصطحب فاستجل من خاطر العبدي آنسةطابت ولو جاوزتك اليوم لم تطب جاءت تمايل في ثوبي حيا وهدىإليك حالية بالفضل والأدب أتعبت نفسي في مدحيك عارفةبأنّ راحتها في ذلك التعب
.
ص: 94
. .
ص: 95
. .
ص: 96
ي _ السِّباحَةُ وَالرِّمايَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلِّموا أولادَكُمُ السِّباحَةَ وَالرِّمايَةَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلِّموا أبناءَكُمُ السِّباحَةَ وَالرَّميَ، وَالمَرأةَ المِغزَلَ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلِّموا بَنيكُم الرَّميَ ؛ فَإنَّهُ نِكايَةُ العَدُوِّ. (4)
3 / 5وَقتُ تَربِيَةِ الطِّفلِ وتأديبه 5رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الوَلَدُ سَيِّدٌ سَبعَ سِنينَ، وعَبدٌ سَبعَ سِنينَ، ووَزيرٌ سَبعَ سِنينَ، (5) فَإِن رَضيتَ مُكانَفَتَهُ لاِءِحدى وعِشرينَ وإلاّ فَاضرِب عَلى جَنبِهِ ؛ فَقَدِ اعتَذَرتَ الَى اللّه ِ عز و جل . 7
.
ص: 97
الإمام عليّ عليه السلام :يُرَبَّى الصَّبِيُ سَبعا، ويُؤَدَّبُ سَبعا، ويُستَخدَمُ سَبعا، ومُنتَهى طولِهِ في ثَلاثٍ وعِشرينَ سَنَةً، وعَقلِهِ في خَمسٍ وثَلاثينَ سَنَةً ، وما كانَ بَعدَ ذلِكَ فَبِالتَّجارِبِ . (1)
عنه عليه السلام :وَلَدُكَ رَيحانَتُكَ سَبعا، وَخادِمُكَ سَبعا، ثُمَّ هُوَ عَدُوُّكَ أو صَديقُكَ. (2)
عنه عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ الحَسَنِ عليه السلام _: بادَرتُ بِوَصِيَّتي إلَيكَ، وأورَدتُ خِصالاً مِنها قَبلَ أن يَعجَلَ بي أجَلي دونَ أن اُفضِيَ إلَيكَ بِما في نَفسي، أو أن اُنقَصَ في رَأيي كَما نُقِصتُ في جِسمِي، أو يَسبِقَني إلَيكَ بَعضُ غَلَباتِ الهَوى وفِتَنِ الدُّنيا، فَتَكُونَ كَالصَّعبِ (3) النَّفورِ، وإنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأرضِ الخالِيَةِ ؛ ما اُلقِيَ فيها مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ ، فَبادَرتُكَ بِالأَدَبِ قَبلَ أن يَقسُوَ قَلبُكَ، ويَشتَغِلَ لُبُّكَ ... ورَأيتُ حَيثُ عَناني مِن أمرِكَ ما يَعنِي الوالِدُ الشَّفيقُ، وأجمَعتُ عَلَيهِ مِن أدَبِكَ أن يَكونَ ذلِكَ وأنتَ مُقبِلُ العُمُرِ ومُقتَبَلُ الدَّهرِ، ذو نِيَّةٍ سَليمَةٍ ، ونَفسٍ صافِيَةٍ، وأن أبتَدِئَكَ بِتَعليمِ كِتابِ اللّه ِ عز و جل وتَأويلِهِ، وشَرائِعِ الإِسلامِ وأحكامِهِ، وحَلالِهِ وحَرامِهِ. (4)
.
ص: 98
الإمام الصادق عليه السلام :أمهِل صَبِيَّكَ حَتّى يَأتِيَ لَهُ سِتُّ سِنينَ، ثُمَّ ضُمَّهُ إلَيكَ سَبعَ سِنينَ فَأدِّبهُ بِأدَبِكَ ، فَإِن قَبِلَ وصَلَحَ وإلاّ فَخَلِّ عَنهُ . (1)
عنه عليه السلام :الغُلامُ يَلعَبُ سَبعَ سِنينَ ، ويَتَعَلَّمُ الكِتابَ سَبعَ سِنينَ ، ويَتَعَلَّمُ الحَلالَ وَالحَرامَ سَبعَ سِنينَ . (2)
3 / 6المَنهَجُ التَّربَوِيُّ الإِسلامِيُّأ_ التَّكريمُ وَالرِّفقُ وَالرَّحمَةُ وَالمَحَبَّةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أَكرِموا أولادَكُم، وأحسِنوا أدَبَهُم. (3)
مسند ابن حنبل عن عمّ أبي رافع بن عمرو الغفاري :كُنتُ وأنا غُلامٌ أرمي نَخلاً لِلأَنصارِ، فَأتَى النَّبيُ صلى الله عليه و آله فَقيلَ : إنَّ هاهُنا غُلاما يَرمي نَخلَنا! فَاُتِيَ بي إلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا غُلامُ! لِمَ تَرمِي النَّخلَ؟ قالَ : قُلتُ : آكُلُ. قالَ : فَلا تَرمِ النَّخلَ وكُل ما يَسقُطُ في أسافِلِها. ثُمَّ مَسَحَ رَأسي وقالَ : اللّهُمَّ أشبِع بَطنَهُ. (4)
.
ص: 99
المعجم الكبير عن أسد بن وداعة :أنَّ رَجُلاً يُقالُ لهُ : «جُزءٌ» أتَى النَّبِيَ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ِ، إنَّ أهلي يُغضِبونّي فَبِمَ اُعاقِبُهُم؟ فَقالَ : تَعفو، ثُمَّ قالَ الثّانِيَة، حَتّى قالَها ثَلاثا، قالَ : فَإِن عاقَبتَ فَعاقِب بِقَدرِ الذَّنبِ ، وَاتَّقِ الوَجهَ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كُن كَالطَّبيبِ الرَّفيقِ الَّذي يَضَعُ الدَّواءَ بِحَيثُ يَنفَعُ. (2)
عنه عليه السلام :ازجُرِ المُسيءَ بِثَوابِ المُحسنِ. (3)
عنه عليه السلام :عُقوبَةُ العُقلاءِ التَّلويحُ، عُقوبَةُ الجُهَلاءِ التَّصريحُ. (4)
عنه عليه السلام :تَلويحُ زَلَّةِ العاقِلِ لَهُ مِن أمَضِّ (5) عِتابِهِ. (6)
عنه عليه السلام :التَّعريضُ (7) لِلعاقِلِ أشَدُّ عِتابِهِ. (8)
عنه عليه السلام :رُبَّ ذَنبٍ مِقدارُ العُقوبَةِ عَلَيهِ إعلامُ المُذنِبِ بِهِ. (9)
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ الصَّغيرِ رَحمَتُهُ في تَعليمِهِ، وَالعَفوُ عَنهُ وَالسِّترُ عَلَيهِ، وَالرِّفقُ بِهِ ، وَالمَعونَةُ لَهُ ... وحَقُّ أهلِ مِلَّتِكَ ... أن يَكونَ شُيوخُهُم بِمَنزِلَةِ أبيكَ، وشُبّانُهُم، بِمَنزِلَةِ إخوَتِكَ ، وعَجائِزُهُم بِمَنزِلَةِ اُمِّكَ، وَالصِّغارُ بِمَنزِلَةِ أولادِكَ. (10)
.
ص: 100
ب _ الصَّلابَةُ وعَدَمُ المُداهَنَةِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ». (1)
الحديثصحيح مسلم عن أبي هريرة :لَمَّا اُنزِلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَ أَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » (2) دَعا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قُرَيشا فَاجتَمَعوا ، فَعَمَّ وخَصَّ ، فَقالَ : يا بَني كَعبِ بنِ لُؤيٍ (3) ! أنقِذوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا بَني مُرَّةَ بنِ كَعبٍ (4) ! أنقِذوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا بَنِي عَبدِ شَمسٍ! أنقِذوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا بَني عَبدِ مَنافٍ (5) ! أنقِذُوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا بَني هاشِمٍ (6) ! أنقِذُوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا بَني عَبدِ المُطَّلِبِ! أنقِذوا أنفُسَكُم مِنَ النّارِ . يا فاطِمَةُ! أنقِذي نَفسَكِ مِنَ النّارِ؛ فَإِنّي لا أملِكُ لَكُم مِنَ اللّه ِ شَيئا ، غَيرَ أنَّ لَكُم رَحِما سَأَبُلُّها بِبِلالِها (7) . (8)
.
ص: 101
الدرّ المنثور عن زيد بن أسلم :تَلا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله هذِهِ الآيَةَ : «قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا» ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ِ، كَيفَ نَقِي أهلَنا نارا؟ قالَ : تَأمرونَهُم بِما يُحِبُّهُ اللّه ُ ، وتَنهَونَهُم عَمَّا يَكرَهُ اللّه ُ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي كِتابِهِ إلى بَعضِ عُمّالِهِ _: فَاتَّقِ اللّه َ وَاردُد إلى هؤلاءِ القَومِ أموالَهُم ، فَإِنَّكَ إن لَم تَفعَل ثُمَّ أمكَنَنِي اللّه ُ مِنكَ لاَُعذِرَنَّ إلَى اللّه ِ فيكَ ، ولَأَضرِبَنَّكَ بِسَيفِي الَّذي ما ضَرَبتُ بِهِ أحَدا إلاّ دَخَلَ النّارَ ، ووَاللّه ِ لَو أنَّ الحَسَنَ وَالحُسَينَ فَعَلا مِثلَ الَّذي فَعَلتَ ما كانَت لَهُما عِندي هَوادَةٌ ، ولا ظَفِرا مِنّي بِإِرادَةٍ حَتّى آخُذَ الحَقَّ مِنهُما ، واُزيحَ الباطِلَ عَن مَظلَمَتِهِما . (2)
الكافي عن أبي بصير :سَألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام في قَولِ اللّه ِ عز و جل : «قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا» : كَيفَ نَقي أهلَنا؟ قَالَ : تَأمرونَهُم وَتَنهَونَهُم. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :لَمَّا نَزَلَت هذهِ الآيَةُ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا» جَلَسَ رَجُلٌ مِنَ المُسلِمينَ يَبكي وقالَ : أنا عَجَزتُ عَن نَفسي، كُلِّفتُ أهلي؟! فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : حَسبُكَ أن تأمُرَهُم بِما تَأمُرُ بِهِ نَفسَكَ ، وتَنهاهُم عَمَّا تَنهى عَنهُ نَفسَكَ. (4)
.
ص: 102
الكافي عن أبي بصير_ في قَول اللّه ِ عز و جل : «قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا» _: قُلتُ : كَيفَ أقيهِم؟ قالَ : تَأمُرُهُم بِما أمَرَ اللّه ُ وتَنهاهُمُ عَمَّا نَهاهُمُ اللّه ُ، فَإن أطاعوكَ كُنتَ قَد وَقَيتَهُم، وإن عَصَوكَ كُنتَ قَد قَضَيتَ ما عَلَيكَ. (1)
ج _ التَّأديبُ العَمَلِيُالإمام عليّ عليه السلام :مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ إماما فَليَبدَأ بِتَعليمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعليمِ غَيرِهِ ، وليَكُن تَأديبُهُ بِسيرَتِهِ قَبلَ تَأديبِهِ بِلِسانِهِ . ومُعَلِّمُ نَفسِهِ ومُؤَدِّبُها أَحَقُّ بِالإِجلالِ مِن مُعَلِّمِ النّاسِ ومُؤَدِّبِهِم . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كونوا دُعاةً لِلنّاسِ بِغيرِ ألسِنَتِكُم ؛ لِيَرَوا مِنكُمُ الوَرَعَ وَالاجتِهادَ وَالصَّلاةَ وَالخَيرَ ، فَإِنَّ ذلِكَ داعِيَةٌ . (3)
.
ص: 103
تحليل حول أساليب تربية الطفلقدم بعض العلماء ، أربعة نماذج لتربية الطفل ويمكننا من خلال دراسة المصادر الإسلامية أن نقدّم نموذجا خامسا . وإليك تباعا دراسة هذه النماذج الخمسة :
1 . النموذج التربوي القائم على التشددهذا النموذج التربوي والّذي كان شائعا بين الجيل السابق في الغالب ، يربّي أطفالاً مبتلين من الناحية العاطفية والنفسية بالاضطراب والتوتر والكآبة وحتّى ينتهي بهم أحيانا إلى الانتحار؛ لأنّهم لم يكونوا يحاطون بالمحبّة والحنان ، ولكنّهم كانوا مثابرين ومتحملين للمسؤولية بسبب التشدد عليهم ، والسبب الّذي كان يدفع الآباء والاُمهات إلى ألاّ يحيطوهم بالمحبّة والعطف هو ألاّ يبتلى أطفالهم بما يسمّى ب «الدلال» فقد كانوا يرون أنّ تسليط الأضواء على الأطفال ومدحهم والثناء عليهم ، كلّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى دلالهم .
2 . النموذج التربوي القائم على المحبّة وعدم الصرامةيتخرج على ضوء هذا النموذج الّذي ظهر كرد فعل للنموذج الأوّل ، أطفال مدللون ، ضعفاء النفوس ، اتكاليّون ، كثيرو التوقّعات وذوو صفات طفولية من الناحية العاطفية ، ولا شكيبة لهم ولا صبر أمام المشاكل، وهم يواجهون المشاكل الحقيقية في حياتهم الاُسرية والاجتماعية، رغم أنّهم لا يشعرون بالنقص من الناحية العاطفية . وعلى ضوء هذا النموذج يرى الوالدان أنّ الحقّ في جانب الأولاد دوما ، ويجب أن يوفّر للطفل كلّ ما يريده وأن يحرص الوالدان على ألاّ يشعر بالانزعاج .
.
ص: 104
3 . النموذج التربوي القائم على عدم المحبّة وعدم الصرامةيتربّى بموجب هذا الاُسلوب التربوي أطفال مبتلون بالاختلالات من الناحية العاطفية، لعدم تعامل الوالدين معهم بمحبّة وحنان ، ويقعون في السلوك الإجرامي وارتكاب المخالفات؛ لأنهم لا يُعاملون بحزم وصلابة .
4 . النموذج التربوي القائم على المحبّة والصرامةعلى ضوء هذا النموذج التربوي ، يتمّ تأمين الجانب العاطفي للأطفال ، في الوقت الّذي يكونون على درجة عالية من المثابرة والصبر والشعور بالمسؤولية . ويعتبر العلماء هذا الاُسلوب ، أفضل أساليب تربية الطفل . (1) ولكن ما هو رأي الإسلام في هذا المجال؟ توجد في التعاليم الدينية مباحث كثيرة ومتفرقة في هذا المجال ، ولكن المهمّ أن نعرف النظام المهيمن عليها ونستخلص منها نموذجا تربويا . ويبدو أنّ النموذج الّذي نحصل عليه من مجموع نصوص القرآن والحديث ، هو النموذج الّذي سنتحدّث عنه في النموذج الخامس .
.
ص: 105
5 . النموذج التربوي القائم على المحبّة والصرامة والإكرامتعتبر المحبّة من منظار الإسلام أحد اُسس تربية الطفل، حيث ورد التأكيد الشديد عليها ، (1) فيما ورد في المقابل الذمّ الشديد لعدم المحبّة، (2) ولكن جاء في نفس الوقت النهي عن الإفراط في المحبّة، (3) ولذلك فقد حظيت الصرامة والدقّة في تربية الطفل بالاهتمام الأكيد إلى جانب المحبّة. (4) وعلى هذا الأساس ، فإنّ الطفل يحظى بالمحبّة والحنان وفي نفس الوقت لا يترك وشأنه من وجهة نظر الإسلام ، ومن جهة اُخرى ، فإنّه يجب أن يحظى بالحنان والمحبّة في نفس الوقت الّذي يتلقى فيه التربية، ولذلك فقد ورد النهي عن الإفراط في توجيه الملامة إليه واستعمال الخشونة معه، (5) واللذان يعتبران من الخصوصيات البارزة لنموذج التشدد. (6) على أنّ لنموذج الإسلام التربوي بُعدا ثالثا هو «التكريم» . والتكريم : هو احترام الطفل وإيلاء الأهمّية له ، فليس من الصحيح من وجهة نظر الإسلام ، استصغار الطفل باعتباره طفلاً ، وجعله يشعر بعدم القيمة أو قلتها . رغم أنّ الطفل يحتاج إلى المحبّة أكثر ، فيما يحتاج الكبير إلى الاحترام، (7) إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّنا يجب ألاّ نولي الاحترام لشخصية الطفل ، وفي ذات الوقت فإنّنا يجب ألاّ ننسى إحاطة كبار السنّ بالحنان والعطف . إنّ الطفل الّذي يعدّ على درجة من القيمة وتحترم شخصيته ، يظهر لديه الشعور بقيمة نفسه (العزّة وكرامة النفس) والشخص الّذي يرى قيمة لنفسه ، لا يمكن أن يلوث نفسه بالقبائح. (8) إنّ كرامة النفس ، هي المحور الأساس للأخلاق والتربية الإسلامية ، وأهمّ طرقها تكريم الإنسان وخاصّة في مرحلة الطفولة ، وبالطبع فإنّ قسما من التربية القائمة على التكريم يرتبط بتعليم مظاهر القبح والجمال ، ولكن التكريم يمتلك قيمة وأهمّية فائقتين . ومن أهمّ الملاحظات التربوية الّتي يجب أن تحظى بالاهتمام في تكريم شخصية الطفل التعامل بجدّية مع أحاسيسه في السنوات السبع الاُولى من بداية حياته ، وهذا الأمر يبلغ من الأهمّية، بحيث اعتبر في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
.
ص: 106
مرحلة سيادة الطفل : الوَلدُ سيّدٌ سَبعَ سِنين وتقتضي سيادة الطفل قيادته وطاعة الوالدين ، بمعنى أنّه يجب أن يمارس السيادة والقيادة في الاُسرة في السنوات السبع الاُولى من حياته ، ولذلك يجب أن يؤمّن له كلّ شيء شريطة ألاّ يكون مضرّا له وأن يكون بمقدور والديه إتيانه . وستكون النتيجة التربوية لقيادة الطفل في السنوات السبع الاُولى من حياته والانقياد الصحيح للوالدين له ، الانقياد المطلق المقترن بمحبّة الطفل في السنوات السبع التالية من حياته ، ولذلك فإنّ الحديث يمضي قائلاً : وعَبدٌ سَبعَ سِنين وحالة عبودية الطفل للوالدين ، هي نتيجة غاية الثقة الّتي حصلت لديه تجاههما في السنوات السبع الاُولى من حياته ، وظهور هذه الحالة لدى الطفل في السنوات السبع الثانية من حياته يلعب دورا بالغ الأهمّية في بناء شخصيته نظرا إلى أنّ هذه الفترة هي فترة تعليمه وتربيته . وبعد انقضاء السنوات السبع الثانية من حياة الطفل تحلّ فترة وزارته في الاُسرة ، كما نقرأ ذلك في بقية الحديث : ووزيرٌ سَبعَ سِنين (1) . وفي هذه الفترة لا يعود الطفل عبدا ومنقادا ، فتكريم شخصيته في هذه الفترة يستوجب أن يصبح وزير العائلة المستشار ، وأن توكّل إليه الأعمال الّتي هي في حدود استطاعته ، وبذلك تنتهي مسؤولية الاُسرة في تعليم الطفل وتربيته .
.
ص: 107
.
.
ص: 108
3 / 7آفاتُ التَّأديبِأ _ الإفراطُ فِي المَحَبَّةِالإمام الباقر عليه السلام :شَرُّ الآباءِ مَن دَعاهُ البِرُّ إلَى الإِفراطِ، وشَرُّ الأَبناءِ مَن دَعاهُ التَّقصيرُ إلَى العُقوقِ. (1)
ب _ الإفراطُ فِي المَلامَةِالإمام عليّ عليه السلام :الإِفراطُ فِي المَلامَةِ يَشُبُّ نيرانَ اللَّجاجِ. (2)
عنه عليه السلام :إيّاكَ أن تُكَرِّرَ العَتَبَ ؛ فَإِنَّ ذلكَ يُغري بِالذَّنبِ، ويُهَوِّنُ العُتبَ. (3)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إِلَيهِ _: إذا عاتَبتَ الحَدَثَ فَاترُك لَهُ مَوضِعا مِن ذَنبِهِ ؛ لَئِلاّ يَحمِلُهُ الإِخراج عَلَى المُكابَرَةِ. (4)
ج _ التَّأديبُ عِندَ الغَضَبِالكافي عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابنا ، قال(5) : نَهى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَنِ الأَدَبِ عِندَ الغَضَبِ. (6)
.
ص: 109
الإمام عليّ عليه السلام :لا أدَبَ مَعَ غَضَبٍ . (1)
د _ الخُشونَةُالكافي عن يونس بن رباط عن الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : رَحِمَ اللّه ُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلى بِرِّهِ. قالَ : قُلتُ : كَيفَ يُعينُهُ عَلى بِرِّهِ؟ قالَ : يَقبَلُ مَيسورَهُ، ويَتَجاوَزُ عَن مَعسورِهِ، ولا يُرهِقُهُ ، ولا يَخرَقُ بِهِ (2) ، فَلَيسَ بَينَهُ وبَينَ أن يَصيرَ في حَدٍّ مِن حُدودِ الكُفرِ إلاّ أن يَدخُلَ في عُقوقٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ . (3)
صحيح مسلم عن عائشة :ما ضَرَبَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله شَيئا قَطُّ بِيَدِهِ، ولاَ امرَأَةً وَلا خادِما، إلاّ أن يُجاهِدَ في سَبيلِ اللّه ِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: قَدِّمِ العَدلَ عَلَى البَطشِ تَظفَر بِالمَحَبَّةِ، ولا تَستَعمِل الفِعلَ حَيثُ يَنجَعُ (5) القَولُ. (6)
عدّة الداعي :قالَ بَعضُهُم : شَكَوتُ إلى أبِي الحَسَنِ موسى عليه السلام ابنا لي ، فَقالَ : لا تَضرِبهُ، وَاهجُرهُ ولا تُطِل . (7)
.
ص: 110
3 / 8التَّربِيَةُ الجِنسِيَّةُأ _ التَّفريقُ فِي المَضاجِعِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصَّبِيُ وَالصَّبِيُ، وَالصَّبِيُ وَالصَّبِيَّةُ، وَالصَّبِيَّةُ وَالصَّبِيَّةُ يُفرَّقُ بَينَهُم في المَضاجِعِ لِعَشرِ سِنينَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا بَلَغَ أولادُكُم سَبعَ سِنينَ فَفَرِّقوا بَينَ فُرُشِهِم. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :يَثَّغِرُ الصَّبِيُ لِسَبعٍ، ويُؤمَرُ بِالصَّلاةِ لِتِسعٍ، ويُفَرَّقُ بَينَهُم فِي المَضاجِعِ لِعَشرٍ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :يُفَرَّقُ بَينَ الغِلمانِ وَالنِّساءِ فِي المَضاجِعِ اذا بَلَغوا عَشرَ سِنينَ. (4)
ب _ النَّهيُ عَنِ النَّظَرِ اِلى عَورَةِ الطِّفلِ وبِالعَكسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ لِلوالِدَينِ أن يَنظُرا إلى عَورَةِ الوَلَدِ ، ولَيسَ لِلولَدِ أن يَنظُرَ إلى عَورَةِ الوَالِدِ. (5)
المستدرك على الصحيحين عن محمد بن بياض :رُفِعتُ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في صِغَري وعَلَيَ خِرقَةٌ وقَد كُشِفَت عَورَتي ، فَقالَ : غَطُّوا حُرمَةَ عَورَتِهِ ؛ فَإِنَّ حُرمَةَ عَورَةِ الصَّغيرِ كَحُرمَةِ عَورَةِ الكَبيرِ، ولا يَنظُرُ اللّه ُ إلى كاشِفِ عَورَةٍ. (6)
.
ص: 111
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلِيُ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا حَضَرَ وِلادَةُ المَرأةِ قالَ : أخرِجوا مَن فِي البَيتِ مِنَ النِّساءِ ؛ لا تَكونُ المَرأَةُ أوَّلَ ناظِرٍ إلى عَورَتِهِ (1) . (2)
ج _ النَّهيُ عَن مُباشَرَةِ المَرأةِ ابنَتَهاالإمام عليّ عليه السلام :مُباشَرَةُ المَرأَةِ ابنَتَها إِذا بَلَغَت سِتَّ سِنينَ شُعبَةٌ مِنَ الزِّنا. (3)
د _ حَدُّ جَوازِ تَقبيلِ الجارِيَةِ وَالغُلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا بَلَغَتِ الجارِيَةُ سِتَّ سِنينَ فَلا تُقَبِّلها ، وَالغُلامُ لا يُقَبِّلُ المَرأَةَ إذا جاوَزَ سَبعَ سِنينَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا بَلَغَتِ الجارِيَةُ الحُرَّةُ سِتَّ سِنينَ فلا يَنبَغي لَكَ أن تُقَبِّلَها . (5)
تهذيب الأحكام عن عليّ بن عقبة عن بعض أصحابنا :كانَ أبُو الحَسَنِ الماضي عليه السلام عِندَ مُحمَّدِ بنِ إبراهيمَ والي مَكَّةَ ، وهُو زَوجُ فاطِمَةَ بِنتِ أبي عَبدِ اللّه ِ ، وكانَت لِمُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ بِنتٌ تُلبِسُها الثِّيابَ وتَجيءُ إلَى الرِّجالِ فَيَأخُذُها الرَّجُلُ ويَضُمُّها إلَيهِ ، فَلَمّا تَناهَت إلى أبي الحَسَنِ عليه السلام أمسَكَها بِيَدَيهِ مَمدودَتَينِ ، قالَ : إذا أتَت عَلَى الجارِيَةِ سِتُّ سِنينَ لَم يَجُز أن يُقَبِّلَها رَجُلٌ لَيسَ هِيَ بِمَحرَمٍ لَهُ ، ولا يَضُمَّها إلَيهِ . (6)
.
ص: 112
ه _ الاِستِئذانُ لِلدُّخولِ إلَى الوالِدَينِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لِيَسْتَئذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَ_نُكُمْ وَ الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَ_ثَ مَرَّ تٍ مِّن قَبْلِ صَلَوةِ الْفَجْرِ وَ حِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَ مِن بَعْدِ صَلَوةِ الْعِشَاءِ ثَلَ_ثُ عَوْرَ تٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحُ بَعْدَهُنَّ طَوَّ فُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الاْيَ_تِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَ_لُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَئذِنُواْ كَمَا اسْتَئذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَ لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَ_تِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ». (1)
الحديثالسنن الكبرى عن عطاء بن يسار :أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقالَ : أستَأذِنُ يا رَسولَ اللّه ِ عَلى اُمِّي؟ فَقالَ : نَعَم. فَقالَ : إنِّي مَعَها فِي البَيتِ! فَقالَ : اِستَأذِن عَلَيها. فَقالَ الرَّجُلُ : إنّي خادِمُها! فَقالَ : أتحِبُّ أن تَراها عُريانَةً؟! قالَ : لا. قالَ : فَاستَأذِن عَلَيها. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :أتى رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : يا رَسولَ اللّه ِ، هَل أستَأذِنُ عَلى اُمّي إذا أرَدتُ الدُّخولَ عَلَيها؟ قالَ : نَعَم، أيَسُرُّكَ أن تَراها عُريانَةً؟! قالَ : لا . قالَ : فَاستَأذِن عَلَيها إذا . (3)
.
ص: 113
الإمام الصادق عليه السلام :يَستأذِنُ الرَّجُلُ إذا دَخَل عَلَى أبيهِ ، ولا يَستَأذِنُ الأَبُ عَلَى الابنِ. قالَ : ويَستأذِنُ الرَّجُلُ عَلَى ابنَتِهِ واُختِهِ إذا كانَتا مُتَزَوِّجَتَينِ . (1)
عنه عليه السلام :لِيَستَأذِنِ الَّذينَ مَلَكَت أيمانُكُم وَالَّذين لَم يَبلُغُوا الحُلُمَ مِنكُم ثَلاثَ مَرَّاتٍ كَما أمَرَكُمُ اللّه ُ عز و جل ، ومَن بَلَغَ الحُلُمَ فَلا يَلِجُ عَلى اُمِّهِ ولا عَلى اُختِهِ ولا عَلى خالَتِهِ ولا عَلى سِوى ذلِكَ إلاّ بإذنٍ، فَلا تَأذَنوا حَتّى يُسَلِّمَ. (2)
الكافي عن محمّد بن عليّ الحلبي :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : الرَّجُلُ يَستَأذِنُ عَلى أبيهِ؟ فَقالَ : نَعَم، قَد كُنتُ أستَأذِنُ عَلى أبي ولَيسَت اُمّي عِندَهُ، وإنَّما هِيَ امرَأَةُ أبي ، تُوُفِّيَت أُمِّي وأنا غُلامٌ ، وقَد يَكونُ مِن خَلوَتِهِما ما لا اُحِبُّ أن أفجَأَهُما عَلَيهِ، ولا يُحِبّانِ ذلِكَ مِنّي، وَالسَّلامُ أصوَبُ وأحسَنُ . (3)
و _ خَطَرُ نَظَرِ الأَطفالِ إلى وِقاعِ الوَالِدَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو أنَّ رَجُلاً غَشِيَ امرَأَتَهُ وفِي البَيتِ صَبِيٌ مُستَيقِظٌ يَراهُما ويَسمَعُ كَلامَهُما ونَفَسَهُما ما أفلَحَ أبَدا ؛ إذا كانَ غُلاما كانَ زانِيا ، أو جارِيَةً كانَت زانِيَةً . (4)
.
ص: 114
الإمام عليّ عليه السلام :نَهى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أن يُجامِعَ الرَّجُلُ امرَأَتَهُ وَالصَّبِيُ فِي المَهدِ يَنظُرُ إلَيهِما. (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يُجامِعِ الرَّجُلُ امرَأَتَهُ ولا جارِيَتَهُ وفِي البَيتِ صَبِيٌ ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يورِثُ الزِّنا. (2)
.
ص: 115
كلام حول التربية الجنسيةتحتاج الغريزة الجنسية ، كما هو الحال بالنسبة إلى جوانب الإنسان الاُخرى ، إلى «التربية» ، فكلّ ثقافة وفكرة تسلك نوعا خاصّا من التربية . والتربية الجنسية تعني من منظار الإسلام تهيئة أرضيات النمو وتربية الغريزة الجنسية، بحيث تتحصل كلّ من «العفة الجنسية» و «السلامة الجنسية» . وهذه من خصائص وجهة نظر الدين حيث يأخذ بنظر الاعتبار العفة الجنسية بالإضافة إلى السلامة الجنسية . والملاحظة المهمّة الاُخرى، هي أن السعي لتحقيق هذه الأهداف لا يتوقّف على حلول مرحلة البلوغ . فالتربية الجنسية _ من وجهة نظر الدِّين _ تبدأ قبل مرحلة البلوغ الجنسي ومنذ بداية الولادة تقريبا ، وهذه هي أيضا من خصائص رؤية الدِّين . وعلى هذا الأساس ، فإنّ تأمين هذه الأهداف في كلّ مرحلة من العمر بحاجة إلى إجراءات وتدابير خاصّة تناولتها النصوص الدِّينية وتعتبر الطفولة من أهمّ هذه المراحل ، وارتكاب الأخطاء في هذه المرحلة ستكون له تبعات وآثار لا يمكن تلافيها في المستقبل .
التدابير اللازمة للعفّة الجنسيةلا تتحرى بعض الاُسر الدقّة المطلوبة في قضايا الطفل الجنسية بسبب عدم بلوغ الأطفال ، في حين أنّ الكثير ممّا يراه الطفل أو يسمعه له دور مصيري في مستقبله الجنسي ، فالعفّة والانحراف الجنسي يتأسسان في مرحلة الطفولة ، ولا يجب أن ننسى أن التعلّم يترك تأثيرا كبيرا في الطفولة ، وكلّ ما يتعلّمه الطفل في الصغر فهو بمثابة النقش على الحجر لا يزول بسرعة، بل يبقى ثابتا . ومن جهة اُخرى: فإنّ الطفل يتقبل كلّ ما يقدّم له ، ولذلك فقد بذل الإسلام اهتماما خاصّا لهذه الفترة من حياة الطفل وقدم تعليمات تطبيقية مفيدة سنشير إليها فيما يأتي :
.
ص: 116
أ _ ستر العورةالنظر إلى عورة الطفل أو إلى عورة الكبير ، جانبان، فقهي وتربوي ، فالنظر ليس محرما فقهيا بالنسبة إلى الطفل، كما أنّه ليس محرما على الكبير أيضا مع عدم الرِّيبة . ولكنّنا لا يمكن أن نتجاهل الآثار التربوية للستر أو التعري ، فسواء كان الطفل هو الّذي ينظر إلى عورات الآخرين وسواء كان الأمر على العكس من ذلك ، فإنّ ذلك لا يزيل قبح هذا العمل ، وسيؤدي إلى اللامبالاة وعدم الحياء ويؤسّس الانفلات الخلقي والابتذال . وأمّا الأطفال الذين لم يواجهوا هذا النوع من الحالات ، فإنّ مقاومتهم إزاء الانحراف الجنسي ستكون أكثر وسيكون مستوى عفّتهم أعلى ، ولذلك فقد أوصت النصوص الدِّينية بألاّ ننظر لا إلى عورة الطفل ولا نسمح له بالنظر إلى عورات الآخرين ، وألاّ ندخل الأطفال إلى الحمام بشكل يؤدي إلى رؤية العورة. (1)
ب _ عدم تقبيل الطفل من قبل غير المحرمليست هناك حرمة فقهية تمنع تقبيل الشخص الأجنبي (غير المحرم) للطفل بشرط عدم الرِّيبة ، ولكن أثره السلبي على الطفل المميز غير خفي . إنّ اتّصال الشخص الأجنبي بالطفل من خلال التقبيل ، يترسخ في روح الطفل ويسهل عليه في المستقبل إقامة العلاقة مع غير المحارم، ويصعّب من سلوكية الحفاظ على العفّة . ولذلك فقد اُوصي غير المحارم بعدم تقبيل الأطفال. (2)
.
ص: 117
ج _ عدم اللّعب بالأعضاء الجنسية للطفلإنّ اللّعب بأعضاء الطفل الجنسية من شأنه أن يؤدي إلى الإثارة الجنسية وبلوغه المبكر ، ويعلم الطفل الشذوذ الجنسي ويتسبّب في انحرافه . وقد وصفت بعض الروايات هذا النوع من اللّعب بأنّه شعبة من الزنا ، وهذا التعبير دالّ على تأثيره السلبي في الطفل ، ولذلك فقد نهت النصوص الدِّينية عن هذا السلوك. (1)
د _ التفريق بين الأطفال في المضاجعإنّ نوم الأطفال الذين بلغوا سنّ التمييز على مضجع واحد من الممكن أن يؤدي إلى حدوث ملامسات جسمية غير صحيحة ، والإثارة الجنسية المبكرة، بل وحتّى العلاقات غير المشروعة ، ومن جملة تدابير الدِّين للحيلولة دون ذلك إلغاء إحدى أرضياته، أي فصل الأخوات والاُخوة عن بعضهم البعض.
ه_ _ كتمان الروابط الجنسية بين الوالدين.يعدّ اطّلاع الأولاد على العلاقات الجنسية بين الوالدين من العوامل البالغة التأثير في الانحراف الجنسي ، ولهذا العامل من وجهة نظر الروايات تأثير حتمي تقريبا ولا يمكن إنكاره ، وقد تمّ طرح سبيلين للتعامل معه من أجل الحيلولة دونه : الأوّل : استئذان الطفل للدخول على الوالدين في محل خلوتهما. (2) والثاني : ممارسة العلاقات الزوجية خارج مكان تواجد الطفل. (3)
.
ص: 118
. .
ص: 119
الفصل الرابع: أخلاق التربية4 / 1الحَثُّ عَلى حُبِّ الأَوْلادِ وَالشَّفَقَةِ بهمرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَبَّلَ وَلَدَهُ كَتَبَ اللّه ُ عز و جل لَهُ حَسَنَةً، ومَن فَرَّحَهُ فَرَّحَهُ اللّه ُ يَومَ القِيامَةِ، ومَن عَلَّمَهُ القُرآنَ دُعِيَ بِالأبَوَينِ فَيُكسَيانِ حُلَّتَينِ يُضيءُ مِن نورِهِما وُجوهُ أهلِ الجَنَّةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن بَكى صَبِيٌ لَهُ فَأرضاهُ حَتّى يُسَكِّنَهُ ، أعطاهُ اللّه ُ عز و جل مِنَ الجَنَّةِ حَتّى يَرضى. (2)
الطبقات الكبرى عن معاوية بن قرّة عن عمّه :أنَّهُ كانَ يَأتي النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِابنِهِ فَيُجلِسُهُ بَينَ يَدَيهِ . فَقالَ لَهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله تُحِبُّهُ؟ قالَ : نَعَم، حُبّا شَديدا. ثُمَّ إنَّ الغُلامَ ماتَ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : كَأَنَّكَ حَزِنتَ عَلَيهِ! قالَ : أجَل يا رسول اللّه . قالَ : أفَما يَسُرُّكَ إذا أدخَلَكَ اللّه ُ الجَنَّةَ أن تَجِدَهُ عَلى بابٍ مِن أبوابِها فَيَفتَحُهُ لَكَ؟ قالَ : بَلى . قالَ : فَإِنَّهُ كَذلِكَ إن شاءَ اللّه ُ . (3)
.
ص: 120
تاريخ دمشق عن واثلة بن الأسقع :أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى عُثمانَ بنِ مَظعونٍ ومَعَهُ صَبِيٌ لَهُ صَغيرٌ يَلثِمُهُ ، فَقالَ : أتُحِبُّهُ يا عُثمانُ؟! قالَ : إي وَاللّه ِ يا رَسولَ اللّه ِ، إنِّي لَأُحِبُّهُ قالَ : أفَلا أزِيدُكَ لَهُ حُبّا؟! قالَ : بَلى، فِداكَ أبي واُمِّي قالَ : إنَّهُ مَن تَرَضَّى لَهُ صَغيرا مِن نَسلِهِ حَتّى يَرضى ، تَرَضَّاهُ اللّه ُ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يَرضى . (1)
حلية الأولياء عن أنس :أنَّ امرَأَةً دَخَلَت عَلى عائِشَةَ ومَعَها صَبِيّانِ لَها، فَأَعطَتها عائِشَةُ ثَلاثَ تَمراتٍ ، فَأعطَت كُلَّ صَبِيٍ مِنهما تَمرَةً ، فَأكَلَ الصَّبِيّانِ تَمرَتَيهِما ثُمَّ نَظَرا إلى أُمِّهِما ، فَأَخَذَتِ التَّمرَةَ فَشَقَّتها نِصفَينِ فَأَعطَت ذا نِصفا وذا نِصفا . فَدَخَلَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله فَأَخَبَرَتهُ عائِشَةُ، فَقالَ لَها النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : ما أعجَبَكِ مِن ذلِكَ؟ فَإِنَّ اللّه َ قَد رَحِمَها بِرَحمَتِها صَبِيَّيها. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّه َ لَيَرحَمُ العَبدَ لِشِدَّةِ حُبِّهِ لِوَلَدِهِ. (3)
عنه عليه السلام :قالَ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام : يا رَبِّ، أيُ الأعمالِ أفضَلُ عِندَكَ ؟ فَقالَ : حُبُّ الأَطفالِ، فَإِنِّي فَطَرتُهُم عَلى تَوحيدي، فَإِن أَمَتُّهُم أدخَلتُهُم بِرَحمَتِي جَنَّتي. (4)
.
ص: 121
4 / 2سيرَةُ النَّبِيِ فِي الشَّفَقَةِ بالأطفال وتَكريمِهِممسند ابن حنبل عن الوليد بن عقبة :لَمّا فَتَحَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مَكَّةَ ، جَعَلَ أهلُ مَكَّةَ يَأتونَهُ بِصِبيانِهِم فَيَمسَحُ عَلى رُؤوسِهِم ويَدعو لَهُم . (1)
صحيح مسلم عن عمرو بن سعيد عن أنس :ما رَأيتُ أحَدا كانَ أرحَمَ بِالعِيالِ مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، قالَ : كانَ إبراهيمُ مُستَرضَعا لَهُ في عَوالي المَدينَةِ (2) ، فَكانَ يَنطَلِقُ ونَحنُ مَعَهُ فَيدخُلُ البَيتَ وإنَّهُ لَيُدَّخَنُ ، وكانَ ظِئرُهُ (3) قَينا (4) ، فَيَأخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرجِعُ . قالَ عَمرٌو : فَلَمّا تُوُفِّيَ إبراهيمُ ، قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : إنَّ إبراهيمَ ابني ، وإنَّه ماتَ في الثَّدي ، وإنَّ لَهُ لَظِئرَينِ تُكمِلانِ رَضاعَهُ فِي الجَنَّةِ . (5)
صحيح مسلم عن عبد اللّه بن جعفر :كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إذا قَدِمَ مِن سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِبيانِ أهلِ بَيتِهِ . (6)
.
ص: 122
مسند ابن حنبل عن عروة :كانَ [رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ] يُستَقبَلُ بالصِّبيانِ إِذا جاءَ مِن سَفَرٍ. (1)
المحجّة البيضاء :كانَ صلى الله عليه و آله يَقدِمُ مِنَ السَّفَرِ فَيَتَلَقّاهُ الصِّبيانُ فَيَقِفُ لَهُم ، ثُمَّ يَأمُرُ بِهِم فَيُرفَعونَ إِلَيهِ ، فَيَرفَعُ مِنهُم بَينَ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ ، ويَأمُرُ أصحابَهُ أن يَحمِلُوا بَعضَهُم، فَرُبَّما يَتَفاخَرُ الصِّبيانُ بَعدَ ذلِكَ فَيَقولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ : حَمَلَنِي رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَينَ يَدَيهِ ، وحَمَلَكَ أنتَ وَراءَهُ، ويَقولُ بَعضُهُم : أمَرَ أصحابَهُ أن يَحمِلوكَ وَراءَهُم. (2)
المناقب لابن شهر آشوب عن عبدالعزيز بإسناده عن النبيّ صلى الله عليه و آله :أنَّه كان جالسا فَأَقبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلامفَلَمّا رَآهُمَا النَّبِيُ صلى الله عليه و آله قامَ لَهُما وَاستَبطَأَ بُلوغَهُما إلَيهِ ، فَاستَقبَلَهُما وحَمَلَهُما عَلى كَتِفَيهِ وقالَ : نِعمَ المَطِيُّ مَطِيُّكُما ، ونِعمَ الرّاكِبانِ أَنتُما ، وأبوكُما خَيرٌ مِنكُما. (3)
4 / 3التَّسليمُ عَلَى الصِّبيانِكنز العمّال عن أنس :كانَ[ صلى الله عليه و آله ] يَمُرُّ بِالصِّبيانِ فَيُسَلِّمُ عَلَيهِم. (4)
سنن الترمذي عن أنس :كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَمَرَّ عَلَى صِبيانٍ فَسَلَّمَ عَلَيهِم. (5)
مكارم الأخلاق عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلَى صِبيانٍ فَسَلَّمَ عَلَيهِم وهُوَ مُغِذٌّ (6) . (7)
.
ص: 123
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ لا أدَعُهُنَّ حَتَّى المَماتِ : الأكلُ عَلَى الحَضيضِ (1) مَعَ العَبيدِ ، ورُكوبِيَ الحِمارَ مُؤَكَّفا (2) ، وحَلبُ العَنزِ بِيَدي، ولُبسُ الصّوفِ، وَالتَّسليمُ عَلَى الصِّبيانِ ؛ لِتَكونَ سُنَّةً مِن بَعدِي. (3)
صحيح ابن حبان عن أنس :أنَّ النبيّ صلى الله عليه و آله : كانَ يَزورُ الأنصارَ ويُسَلِّمُ عَلى صِبيانِهِم ويَمسَحُ رُؤوسَهُم. (4)
4 / 4ذَمُّ عَدَمِ المَحَبَّةِ لِلأَطفالِصحيح مسلم عن عائشة :قَدِمَ ناسٌ مِنَ الأعرابِ عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : أتُقَبِّلونَ صِبيانَكُم؟ فَقالوا : نَعَم، فَقالوا : لكِنَّا وَاللّه ِ ما نُقَبِّلُ. فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : وأملِكُ إن كانَ اللّه ُ نَزَعَ مِنكُمُ الرَّحمَةَ! (5)
الأدب المفرد عن أبي هريرة :قَبَّلَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَسَنَ بنَ عَلِيٍ عليه السلام ، وعِندَهُ الأَقرَعُ بنُ حابِسٍ التَّميميُ جالِسٌ . فَقالَ الأَقرَعُ : إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوُلدِ ما قَبَّلتُ مِنهُم أحَدا! فَنَظَرَ إلَيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ قَالَ : مَن لا يَرحَم لا يُرحَمُ. (6)
.
ص: 124
الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : ما قَبَّلتُ صَبِيّا قَطُّ. فَلَمّا وَلّى قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : هذا رَجُلٌ عِندِي أنَّهُ مِن أهلِ النّارِ. (1)
4 / 5نِطاقُ المَحَبَّةِ بالأَولادِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَ لاَ أَوْلَ_دُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَ_سِرُونَ ». (2)
«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوَ جِكُمْ وَ أَوْلَ_دِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَ إِن تَعْفُواْ وَ تَصْفَحُواْ وَ تَغْفِرُواْ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ». (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في مَوعِظَتِهِ لاِبنِ مَسعودٍ _: يَا ابنَ مَسعودٍ ، لا تَحمِلَنَّكَ الشَّفَقَةُ عَلى أهلِكَ ووُلدِكَ عَلَى الدُّخولِ فِي المَعاصِي وَالحَرامِ، فَإِنَّ اللّه َ تَعالى يَقولُ : «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ » (4) . (5)
سنن الترمذي عن ابن عبّاس_ لمّا سَألَهُ رَجُلٌ عَن هذه الآية: «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوَ جِكُمْ وَ أَوْلَ_دِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ» _ : هؤُلاءِ رِجالٌ أسلَموا مِن أهلِ مَكَّةَ وأرادوا أن يَأتُوا النَّبِيَ صلى الله عليه و آله ، فَأَبى أزواجُهُم وأولادُهُم أن يَدَعوهُم أن يَأتوا رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا أتَوا رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله رَأَوا النّاسَ قَد فَقِهوا فِي الدِّينِ هَمّوا أن يُعاقِبوهُم ، فَأنزَلَ اللّه ُ عز و جل : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ مِنْ أَزْوَ جِكُمْ وَ أَوْلَ_دِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ» . (6)
.
ص: 125
الإمام عليّ عليه السلام_ لبعض أصحابه _: لا تَجعَلَنَّ أكثَرَ شُغلِكَ بِأهلِكَ ووَلَدِكَ ، فَإِن يَكُن أهلُكَ ووَلَدُكَ أولِياءَ اللّه ِ فَإِنَّ اللّه َ لا يُضيعُ أولِياءَهُ ، وإن يَكونوا أعداءَ اللّه ِ فَمَا هَمُّكَ وشُغلُكَ بِأعداءِ اللّه ِ ! (1)
مستدرك الوسائل :قيلَ : لَما كانَ العَبّاسُ وزَينَبُ _ وَلَدَي عَلِىٍّ عليه السلام _ صَغيرَينِ ، قالَ عَلِيٌّ لِلعَبّاسِ : قُل : واحِدٌ، فَقال: واحِدٌ ، فَقالَ : قُل : اثنانِ، قالَ: أستَحي أن أقولَ بِاللِّسانِ الّذي قُلتُ واحِدٌ : اثنانِ . فَقَبَّلَ عَلِيٌ عليه السلام عَينَيهِ ، ثُمَّ التَفَت إلى زَينَبَ وكانَت عَلى يَسارِهِ وَالعبَّاسُ عَن يَمينِهِ ، فَقالَت : يا أَبَتاهُ أتُحِبُّنا؟ قالَ : نَعَم يا بُنيَ، أولادُنا أكبادُنا. فَقالَت: يا أبَتاهُ، حُبَّانِ لا يَجتَمِعانِ في قَلبِ المُؤمِنِ ، حُبُّ اللّه ِ وحُبُّ الأولادِ، وإن كانَ لابُدَّ لَنا فَالشَّفَقَةُ لَنا وَالحُبُّ للّه ِِ خالِصا. فَازدادَ عَلِيٌ عليه السلام بِهِما حُبَّا. (2)
مستدرك الوسائل :كانَ لِعَلِيِ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ابنٌ وبِنتٌ، فَقَبَّلَ الابنَ بَينَ يَدَي البِنتِ، فَقالَت : أتُحِبُّهُ يا أبَه؟ قالَ : بَلى ، قالَت : ظَنَنتُ أنَّكَ لا تُحِبُّ أحَدا مِن دونِ اللّه ِ. فَبَكى ، ثُمَّ قالَ : الحُبُّ للّه ِِ، وَالشَّفَقَةُ لِلأولادِ. (3)
.
ص: 126
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ والِدي عليه السلام : وَاللّه ِ إنِّي لاَُصانِعُ بَعضَ وُلدِي واُجلِسُهُ عَلى فَخِذِي واُكثِرُ لَهُ المَحَبَّةَ ، واُكثِرُ لَهُ الشُّكرَ، وإنَّ الحَقَّ لِغَيرِهِ مِن وُلدِي ، ولكِن مُحافَظَةً عَلَيهِ مِنهُ ومِن غَيرِهِ ؛ لِئَلاّ يَصنَعوا بِهِ ما فَعَلَ بِيوسُفَ (1) إخوَتُهُ، وما أنزَلَ اللّه ُ سورَةَ يوسُفَ إلاّ أمثالاً لِكَيلا يَحسُدَ بَعضُنا بَعضا كَما حَسَدَ بيوسُفَ (2) إخوَتُهُ وبَغَوا عَلَيهِ. (3)
4 / 6العَدلُ بَينَ الأَولادِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَوّوا بَينَ أولادِكُم فِي العَطِيَّةِ، فَلَو كُنتُ مُفَضِّلاً أحَدا لَفَضَّلتُ النِّساءَ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اِعدِلُوا بَينَ أولادِكُم فِي العَطِيَّةِ. (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اِعدِلُوا بَينَ أولادِكُم في النُّحلِ ، كَما تُحِبُّونَ أن يَعدِلوا بَينَكُم فِي البِرِّ وَاللُّطفِ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ تَعالى يُحِبُّ أن تَعدِلوا بَينَ أولادِكُم حَتّى فِي القُبَلِ. (7)
العيال عن الحسن :بَينا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُحَدِّثُ أصحابَهُ إذ جاءَ صَبِيٌ حَتَّى انتَهى إلى أبيهِ في ناحِيَةِ القَومِ ، فَمَسَحَ رَأسَهُ وأقعَدَهُ عَلى فَخِذِهِ اليُمنى . قالَ: فَلَبِثَ قَليلاً فَجاءَت ابنَةٌ لَهُ حَتَّى انتَهَت إلَيهِ ، فَمَسَحَ رَأسَها وأقعَدَها فِي الأرضِ . فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : فَهَلاّ عَلى فَخِذِكَ الاُخرى، فَحَمَلَها عَلى فَخِذِهِ الاُخرى، فَقالَ صلى الله عليه و آله : الآنَ عَدَلتَ (8) . (9)
.
ص: 127
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه و آله أبصَرَ رَجُلاً لَهُ وَلَدانِ (1) فَقَبَّلَ أحَدَهُما وتَرَكَ الآخَرَ . فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : فَهَلاّ واسَيتَ بَينَهُما. (2)
صحيح البخاري عن النعمان بن بشير :أعطاني أبي عَطِيَّةً ، فَقالَت عَمَرَةُ بِنتُ رَواحَةَ : لا أرضى حَتّى تُشهِدَ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . فأتى رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنِّي أعطَيتُ ابني مِن عَمَرَةَ بِنتِ رَواحَةَ عَطِيَّةً فَأمَرَتني أن اُشهِدَكَ يا رَسولَ اللّه ِ . قالَ : أعطَيتَ سائِرَ وُلدِكَ مِثلَ هذا؟ قالَ : لا . قالَ : فَاتَّقُوا اللّه َ وَاعدِلوا بَينَ أولادِكُم . قالَ : فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ . (3)
شرح نهج البلاغة :كانَ الحَسَنُ عليه السلام أكبَرَ وُلدِ عَلِيٍّ، وكانَ سَيِّدا سَخِيّا حَليما خَطيبا، وكانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُحِبُّهُ، سابَقَ يَوما بَينَ الحُسَينِ وبَينَهُ فَسَبَقَ الحَسَنُ، فَأجلَسَهُ عَلى فَخِذِهِ اليُمنى، ثُمَّ أجلَسَ الحُسَينَ عَلَى الفَخِذِ اليُسرى . (4)
.
ص: 128
. .
ص: 129
بحث حول توخي العدالة في التعامل مع الأولادمن المواضيع التربوية المهمّة ، توخي الوالدين للعدالة في إظهار المحبّة للأولاد وتوفير الإمكانيات المادية لهم . ويمكننا أن ندرس هذه القضية من منظارين : فقهي قانوني، 1 وتربوي. وما نعنيه هنا هو التعامل بعدل مع الأولاد من وجهة النظر الثانية ، فإنّ تحري العدل مع الأولاد ، من شأنه أن يستتبع آثارا تربوية مهمّة، وهي : 1 . إنّ الأولاد سيتعاملون بدورهم مع الوالدين باللطف والإحسان وسيرعون حقوقهم . 2 . وهم بدورهم سوف لا يتجاوزون حدود العدالة بالنسبة مع أولادهم . 3 . تحرّي العدالة مع الأولاد ، يحول دون حسدهم وحقدهم لبعضهم البعض . 4 . والأهمّ من ذلك أنّ الطفل سوف يتربّى منذ بدء حياته على روح العدالة، وسوف يهيئ السلوك العادل للاُسرة ، الأرضية لتأمين العدالة الاجتماعية . وعلى العكس من ذلك فإنّ انعدام العدالة والتفريق بين الأولاد ، لا يحرمان الوالدين من محبّتهم وحسب ، بل إنّهما يعرضان مستقبل الأولاد للمخاطر ، ولذلك يرى العلماء المتخصصون في التربية والتعليم في عصرنا الراهن ضرورة الالتزام بالعدل في التعامل مع الأولاد من أجل تربية الأفراد الصالحين ، ولكن الإسلام أكدّ منذ أربعة عشر قرنا على هذا الموضوع، وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوصي المسلمين أن يراعوا العدالة لا في توفير الإمكانيات وحسب ، بل وفي تقبيل الأولاد أيضا . ومن البديهي أنّ السلوك العادل ، لا يعني وحدة التعامل ، فما أكثر ما تستوجب العدالة أن يتحمّل الأب نفقات أكثر لبعض من أولاده ، بسبب الاختلاف في المواهب والاستعدادات ، أو بسبب المرض وما إلى ذلك ، فهذا لا يعني انعدام العدالة . نعم على الأب في مثل هذه الحالات أن يحيط أولاده الآخرين علما بعمله هذا . كما أنّ على الأب أن يغض النظر عن رعاية حقّ أحد الأولاد ، إذا ما أحسّ أن ذلك سيستتبع آثارا سلبية وخطيرة ، كما يقول الإمام الصادق عليه السلام : قال والدي عليه السلام : واللّه إنّي لأصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي وأكثر له المحبّة وأكثر له الشكر وإنّ الحقّ لغيره من ولدي ، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره ؛ لئلاّ يصنعوا به ما فعل بيوسف اُخوته (1) . وكما جاء في هذا الحديث ، فإنّ الإمام الباقر عليه السلام ومن أجل أن يحول دون أن يثير حسد بعض من أولاده والتبعات السيئة، لذلك فإنّه لا يكتفي بإظهار المحبّة للولد الّذي يجب أن يحاط بالمحبّة أكثر من الآخرين ، بل إنّه يغمر باللطف والمحبّة الولد الآخر الّذي يتعرّض لمرض الحسد كي يحفظ بذلك الابن الأفضل من خطر حسد أخيه ، وهذا ما يمثل درسا تربويا مهمّا للعاملين في مجال التربية والمتخصصين التربويين وخصوصا الآباء والاُمهات .
.
ص: 130
. .
ص: 131
. .
ص: 132
4 / 1الوَفاءُ بِالوَعدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أحِبُّوا الصِّبيانَ وَارحَموهُم ، وإذا وَعَدتُموهُم شَيئا فَفوا لَهُم ؛ فَإِنَّهُم لا يَدرونَ إلاّ أنَّكُم تَرزُقونَهُم. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا واعَدَ أحَدُكُم صَبِيَّهُ فَليُنجِز. (2)
السنن الكبرى عن عبداللّه بن عامر بن ربيعة :جاءَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَيتَنا وأنا صَبِيٌ صَغيرٌ ، فَذَهَبتُ ألعَبُ ، فَقالَت لي أُمِّي : يا عَبدَ اللّه ِ تَعالَ أُعطيكَ . فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : ما أَرَدتِ أن تُعطِيَهُ؟ قَالَت : أرَدتُ أن أُعطِيَهُ تَمرا ، قالَ : أما إنَّكِ لَو لَم تَفعَلي لَكُتِبَت عَلَيكِ كِذبَةٌ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَصلُحُ مِن الكَذِبِ جِدٌّ و لا هَزلٌ ، ولا أن يَعِدَ أَحَدُكُم صَبِيَّهُ ثُمَّ لا يَفي لَهُ ، إنَّ الكَذِبَ يَهدي إلَى الفُجورِ . (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :إذا وَعَدتُم الصِّبيانَ فَفوا لَهُم ؛ فَإِنَّهُم يَرَونَ أنَّكُم الّذينَ تَرزُقونَهُم ، إنَّ اللّه َ عز و جل لَيسَ يَغضَبُ لِشَيءٍ كَغَضَبِهِ لِلنِّساءِ وَالصِّبيانِ . (5)
.
ص: 133
دور الوفاء بالوعد في تربية الطفليواجّه الطفل بعض الوعود في تعامله مع الوالدين منذ أن يبلغ مرحلة الإدراك ، وقد تتحقّق هذه الوعود وقد لا تتحقّق ، إلاّ أنّها حظيت بالاهتمام في التعاليم الإسلامية ، فقد وردت التوصية الأكيدة بالوفاء بالعهد ، ويمكننا تحلل هذه التوصية وتبيينها من عدّة وجوه : الأوّل: هو الجانب الأخلاقي من المسألة ، فعدم الوفاء بالوعد من الأخلاق الذميمة، وهو صادق في كلّ مكان وبالنسبة إلى كلّ شخص ، والطفل هو أحد مصاديقه . الثاني: يتمثّل في طابعه التربوي السيّئ للطفل ، فرغم أنّ الشرع نهى نهيا عامّا عن خلف الوعد ، ولكنّه بالنسبة إلى الطفل يتمتّع بأهمّية خاصّة نظرا إلى ظروفه السنية والتربوية الخاصّة ، فالطفل يقتدي بسلوك الآخرين وخاصّة الوالدين، وهذا الاقتداء يترك تأثيرا راسخا وعميقا على شخصيته ، بحيث إنّ إصلاحه سيكون مستحيلاً أو صعبا للغاية . الجانب الثالث : أثره السلبي في المستقبل على علاقة الطفل باللّه ، فقد أظهرت بعض الدراسات أنّ نوع ارتباط الطفل باللّه _ سبحانه _ يخضع لتأثير كيفية ارتباط الوالدين بالطفل ، وقبل أن يتعرّف الطفل على مفهوم «اللّه » فإنّه يعتبر الوالدين وخاصّة الأب ربّه ومالك أمره ، وبعبارة اُخرى: فإنّه يرى له دورا إلهيّا. (ولذلك فإنّه يعتبر والديه منزّهين عن العيب والنقص ومتمتعين بجميع الكمالات والفضائل ، بل إنّه لا يتصوّر أنّهما يعانيان من العيب والنقص) . وإذا ما لم يفِ الوالدان بالوعود الّتي قطعوها للطفل ، فإنّه سيعمم خلف الوعد هذا إلى مفهوم الإلوهية وتتعرّض علاقته باللّه في المستقبل بشكل تلقائي للتأثير السلبي ، وقد ورد في الحديث الشريف تعليل يشير إلى هذه الحقيقة : «فإنّهم لا يدرون إلاّ أنّكم ترزقونهم». (1) إنّ ذلك المفهوم الّذي يمكن للطفل إدراكه عن الاُلوهية ، هو «تأمين الرزق» وتأمين الرزق هو في رأيه معادل للاُلوهية ، فإذا ما رأى خلف الوعد من «ربّ» طفولته ، فإنّه سيسئ الظنّ دوما فيما يتعلّق باللّه ومكانته ، والحديث الشريف : «الجنّة تحت أقدام الاُمهات» يمكن تحليله في هذا المجال ، فبالإضافة إلى الجهود الّتي تبذلها الاُمهات لتربية الأطفال دينيا ، فإنّ شكل علاقة الاُم بالطفل لها تأثير مهمّ في تكوين تصوّر الطفل عن اللّه ، وهذا ما يمكن أن يترك تأثيره في مستقبل الطفل .
.
ص: 134
. .
ص: 135
4 / 1إدخالُ السُّرورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ فِي الجَنَّةِ دارا يُقالُ لَهَا : الفَرَحُ، لا يَدخُلُها إلاّ مَن فَرَّحَ الصِّبيانَ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اِشتَروا لِصِبيانِكُمُ اللَّحمَ، وذَكِّروهُم يَومَ الجُمُعَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنّ فِي الجَنَّةِ دارا يُقالُ لَها : دارُ الفَرَحِ ، لايَدخُلُها إلاّ مَن فَرَّحَ يَتامَى المُؤمِنينَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن عالَ يَتيما حَتّى يَستَغنِيَ ، أوجَبَ اللّه ُ عز و جل لَهُ بِذلِكَ الجَنَّةَ ، كَما أوجَبَ لاِكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ (4) .
الكافي عن حبيب بن أبى ثابت :جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام عَسَلٌ وتينٌ مِن هَمَدانَ (5) وحُلوانَ (6) ، فَأَمَرَ العُرَفاءَ (7) أن يَأتوا بِاليَتامى ، فَأَمكَنَهُم مِن رُؤوسِ الأَزقاقِ (8) يَلعَقُونَها ، وهُوَ يُقَسِّمُها لِلنّاسِ قَدَحا قَدَحا ، فَقيلَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما لَهُم يَلعَقونَها ؟ فَقالَ : إنَّ الإمامَ أبُو اليَتامى ، وإنَّما ألعَقتُهُم هذا بِرِعايَةِ الآباءِ . (9)
.
ص: 136
ربيع الأبرار عن أبي الطفيل :رَأَيتُ عَلِيّا عليه السلام يَدعُو اليَتامى فَيُطعِمُهُمُ العَسَلَ ، حَتّى قالَ بَعضُ أصحابِهِ : لَودِدتُ أنّي كُنتُ يَتيما . (1)
المناقب لابن شهر آشوب :نَظَرَ عَلِيٌّ إلَى امرَأَةٍ عَلى كَتِفِها قِربَةُ ماءٍ ، فَأَخَذَ مِنهَا القِربَةَ فَحَمَلَها إلى مَوضِعِها ، وسَأَلَها عَن حالِها ، فَقالَت : بَعثَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ صاحِبي إلى بَعضِ الثُّغورِ فَقُتِلَ ، وتَرَكَ عَلَيَّ صِبيانا يَتامى ، ولَيسَ عِندي شَيءٌ ، فَقَد ألجَأَتنِي الضَّرورَةُ إلى خِدمَةِ النّاسِ . فَانصَرَفَ وباتَ لَيلَتَهُ قَلِقا . فَلَمّا أصبَحَ حَمَلَ زِنبيلاً فيه طَعامٌ ، فَقالَ بَعضُهُم : أعطِني أحمِلُهُ عَنكَ ، فَقالَ : مَن يَحمِلُ وِزري عَنّي يَومَ القِيامَةِ ؟! فَأَتى وقَرَعَ البابَ ، فَقالَت : مَن هذا ؟ قالَ : أنا ذلِكَ العَبدُ الَّذي حَمَلَ مَعكِ القِربَةَ ، فَافتَحي فَإِنَّ مَعي شَيئا لِلصِّبيانِ . فَقالَت : رَضِيَ اللّه ُ عَنكَ وحَكَمَ بَيني وبينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ! فَدَخَلَ وقالَ : إنّي أحبَبتُ اكتِسابَ الثَّوابِ ، فَاختاري بَينَ أن تَعجِنينَ (2) وتَخبِزينَ ، وبَينَ أن تُعَلِّلينَ (3) الصِّبيانَ لأَِخبِزَ أنا . فَقالَت : أنا بِالخَبزِ أبصَرُ وعَلَيهِ أقدَرُ ، ولكِن شَأنَكَ وَالصِّبيانَ فَعَلِّلهُم حَتّى أَفرُغَ مِنَ الخَبزِ . فَعَمَدَت إلَى الدَّقيقِ فَعَجَنَتهُ ، وعَمَدَ عَلِيٌّ عليه السلام إلَى اللَّحمِ فَطَبَخَهُ ، وجَعَلَ يُلقِمُ الصِّبيانَ مِن اللَّحمِ وَالتَّمرِ وغَيرِهِ ، فَكُلَّما ناوَلَ الصِّبيانَ مِن ذلِكَ شَيئا قالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، اجعَل عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ في حِلٍّ مِمّا مَرَّ في أمرِكَ . فَلَمَّا اختَمَرَ العَجينُ قالَت : يا عَبدَ اللّه ِ ، سَجِّرِ التَّنّورَ (4) . فَبادَرَ لِسَجرِهِ ، فَلَمّا أشعَلَهُ ولَفَحَ في وَجهِهِ جَعَلَ يَقولُ : ذُق يا عَلِيُّ ! هذا جَزاءُ مَن ضَيَّعَ الأَرامِلَ وَاليَتامى . فَرَأتهُ امرَأةٌ تَعرِفُهُ ، فَقالَت : وَيحَكِ ! هذا أميرُ المُؤمِنينَ . قالَ : فَبادَرَتِ المَرأةُ وهِيَ تَقولُ : وا حَيايَ مِنكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ! فَقالَ : بَل وا حَيايَ مِنكِ يا أمَةَ اللّه ِ فيما قَصَّرتُ في أمرِكِ ! (5)
.
ص: 137
كشف اليقين :رُوِيَ أنَّهُ [عَلِيّاً عليه السلام ] اجتازَ لَيلَةً عَلَى امرَأَةٍ مِسكينَةٍ لَها أطفالٌ صِغارٌ يَبكونَ مِنَ الجوعِ ، وهِيَ تُشاغِلُهُم وتُلهيهِم حَتّى يَناموا ، وكانَت قَد أشعَلَت نارا تَحتَ قِدرٍ فيها ماءٌ لا غَيرَ ، وأوهَمَتهُم أنَّ فيها طَعاما تَطبُخُهُ لَهُم . فَعَرَفَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام حالَها ، فَمَشى عليه السلام ومَعهُ قَنبَرٌ إلى مَنزِلِهِ ، فَأَخرَجَ قَوصَرَّةَ (1) تَمرٍ وجِرابَ (2) دَقيقٍ وشَيئا مِنَ الشَّحمِ وَالأَرُزِّ وَالخُبزِ ، وحَمَلَهُ عَلى كَتِفِهِ الشَّريفِ ، فَطَلَبَ قَنبَرٌ حَملَهُ ، فَلَم يَفعَل . فَلَمّا وَصَل إلى بابِ المَرأَةِ استَأذَنَ عَلَيها ، فَأَذِنَت لَهُ فِي الدُّخولِ . فَأَرمى شَيئا مِنَ الأَرُزِّ فِي القِدرِ ومَعَهُ شَيءٌ مِنَ الشَّحمِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن نَضجِهِ عَرَّفَهُ (قَرَّبَهُ) لِلصِّغارِ وأمَرَهم بِأكلِهِ . فَلَمّا شَبِعوا أخَذَ يَطوفُ بِالبَيتِ ويُبَعبِعُ لَهُم ، فَأَخَذوا فِي الضَّحِكِ . فَلَمّا خَرَجَ عليه السلام قالَ لَهُ قَنبَرٌ : يا مَولايَ ، رَأَيتُ اللَّيلَةَ شَيئا عَجيبا قَد عَلِمتُ سَبَبَ بَعضِهِ ؛ وهُوَ حَملُكَ لِلزّادِ طَلَبا لِلثَّوابِ ، أمّا طَوافُكَ بِالبَيتِ عَلى يَدَيكَ ورِجلَيكَ وَالبَعبَعَةُ فَما أدري سَبَبَ ذلِكَ ! فَقالَ عليه السلام : يا قَنبَرُ ، إنّي دَخَلتُ عَلى هؤُلاءِ الأَطفالِ وهُم يَبكونَ مِن شِدَّةِ الجوعِ ، فَأَحبَبتُ أن أخرُجَ عَنهُم وهُم يَضحَكونَ مَعَ الشِّبعِ ، فَلَم أجِد سَبَبا سِوى ما فَعَلتُ . (3)
.
ص: 138
. .
ص: 139
الفصل الخامس: التزيين واللّعب5 / 1تَزيينُ الأطفالِالكافي عن أبي الصّباح :سَألتُ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عَنِ الذَّهَبِ يُحَلَّى بِهِ الصِّبيانُ ، فَقالَ : كانَ عَلِيُ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يُحَلّي وُلدَهُ ونِساءَهُ بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ . (1)
الكافي عن الحسين بن خالد :سَألتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام عَنِ التَّهنِئَةِ بِالوَلَدِ مَتى؟ فَقالَ : إِنَّهُ قالَ : لَمَّا وُلِدَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام هَبَطَ جَبرَئيلُ بِالتَّهنِئَةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فِي اليَومِ السّابِعِ ، وأمَرَهُ أن يُسَمِّيَهُ ويُكَنِّيَهُ ويَحلِقَ رَأسَهُ ويَعُقَّ عَنهُ ويَثقُبَ أُذُنَهُ ، وكَذلِكَ كانَ حينَ وُلِدَ الحُسَينُ عليه السلام ، أتاهُ فِي اليَومِ السّابِعِ فَأَمَرَهُ بِمِثلِ ذلِكَ . قالَ : وكانَ لَهُما ذُوبَتانِ فِي القَرنِ الأيْسَرِ ، وكانَ الثَّقبُ فِي الأُذُنِ اليُمنى فِي شَحمَةِ الأُذُنِ ، وفِي اليُسرى فِي أعلَى الأُذُنِ ، فَالقُرطُ فِي اليُمنى وَالشَّنفُ (2) فِي اليُسرى . (3)
.
ص: 140
5 / 2مَدحُ عَرامَةِ الصَّبِيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَرامَةُ (1) الصَّبيِ في صِغَرِهِ زِيادَةٌ في عَقلِهِ في كِبَرِهِ (2) . (3)
الكافي عن صالح بن عقبة :سَمِعتُ العَبدَ الصّالِحَ عليه السلام يَقولُ : تُستَحَبُّ عَرامَةُ الصَّبِيِ فِي صِغَرِهِ لِيَكونَ حَليما في كِبَرِهِ، ثُمَّ قالَ : ما يَنبَغي أن يَكونَ إلاّ هكَذا. ورُوِيَ أنَّ أكيَسَ الصِّبيانِ أشَدُّهُم بُغضا لِلكُتّابِ (4) . (5)
5 / 3رُخصَةُ اللَّعِبِ لِلصَّبِيِالإمام الصادق عليه السلام :دَع ابنَكَ يَلعَبُ سَبعَ سِنينَ، ويُؤَدَّبُ سَبعَ سِنينَ، وألزِمهُ نَفسَكَ سَبعَ سِنينَ، فإن أفلَحَ، وإلاّ فَإنّهُ مِمَّن لا خَيرَ فيهِ. (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله لَهُما [لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام] : قُوما الآنَ فاصطَرعا، فَقاما لِيَصطَرِعا، وقَد خَرَجَت فاطِمَةُ عليهاالسلام في بَعضِ حاجَتِها، فَدَخَلَت فَسَمِعَتِ النَّبِيَ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَقولُ : إيهِ (7) يا حَسَنُ! شُدَّ عَلَى الحُسَينِ فَاصرَعهُ. فَقالَت لَهُ : يا أبَه، واعَجَباهُ! أتُشَجِّعُ هذا عَلى هذا، أتُشَجِّعُ الكَبيرَ عَلَى الصَّغيرِ؟! فَقالَ لَها : يا بُنَيَّةُ، أما تَرضَينَ أن أَقولَ أنا : يا حَسَنُ، شُدَّ عَلَى الحُسَينِ فَاصرَعهُ، وهذا حَبيبي جَبرَئيلُ يَقولُ : يا حُسَينُ، شُدَّ عَلَى الحَسَنِ فَاصرَعهُ؟ (8)
.
ص: 141
المعجم الكبير عن أبي أيّوب الأنصاريّ :دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام يَلعَبانِ بَينَ يَدَيهِ وفي حِجرِهِ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ أتُحِبُّهُما؟ قالَ : وكَيفَ لا أُحِبُّهُما وهُما رَيحانَتايَ مِنَ الدُّنيا أشَمُّهما! (1)
المعجم الكبير عن أبي سعيد :جاءَ الحُسَينُ عليه السلام ورَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُصَلّي ، فَالتَزَمَ عُنُقَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله ، فَقامَ بِهِ وأخَذَ بِيَدِهِ، فَلَم يَزَل مُمسِكَها حَتّى رَكَعَ. (2)
شرح الأخبار عن جعفر بن فروي بإسناده :أنّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ جالِسا مَعَ أصحابِهِ، إذ أقبَلَ إلَيهِ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام وَهُما صَغيرانِ، فَجَعَلا يَنزُوانِ (3) عَلَيهِ، فَمَرَّةً يَضَعُ لَهُما رَأسَهُ، ومَرَّةً يَأخُذُهُما إلَيهِ، فَقَبَّلَهُما، ورَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ يَنظُرُ إلَيهِ كَالمُتَعَجِّبِ مِن ذلِكَ ، ثُمَّ قالَ : يا رَسولَ اللّه ِ، ما أعلَمُ أنِّي قَبَّلتُ وَلَدا إلَيَ قَطُّ ! فَغَضِبَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله حَتَّى التَمَعَ لَونُهُ ، فَقالَ لِلرَّجُلِ : إن كانَ اللّه ُ عز و جل قَد نَزَعَ الرَّحمَةَ مِن قَلبِكَ فَما أصنَعُ بِكَ؟ مَن لَم يَرحَم صَغيرَنا ويُعَزِّز كَبيرَنا فَلَيسَ مِنَّا. (4)
.
ص: 142
سنن النسائي عن عبد اللّه بن شدّاد عن أبيه :خَرَجَ عَلَينا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في إحدى صَلاتَي العِشاءِ وهُوَ حامِلٌ حَسَنا أو حُسَينا، فَتَقَدَّمَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلاةِ فَصَلّى، فَسَجَدَ بَينَ ظَهرانَي صَلاتِهِ سَجدَةً أطالَها، قالَ أبي : رَفَعتُ رَأسي وإذا الصَّبِيُ عَلى ظَهرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وهُوَ ساجِدٌ، فَرَجَعتُ إلى سُجودِي . فَلَمّا قَضى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله الصَّلاةَ، قالَ النّاسُ : يا رَسولَ اللّه ِ، إنَّكَ سَجَدتَ بَينَ ظَهرانَي صَلاتِكَ سَجدَةً أطَلتَها حَتّى ظَنَنَّا قَد أنَّهُ حَدَثَ أمرٌ أو أنَّهُ يُوحى إلَيكَ . قالَ : كُلُّ ذلِكَ لَم يَكُن، ولكِنَّ ابني ارتَحَلَني فَكَرِهتُ أن اُعجِلَهُ حَتّى يَقضِيَ حاجَتَهُ . (1)
المناقب لابن شهر آشوب عن الليث بن سعد :أنَّ النَّبِيَ صلى الله عليه و آله كانَ يُصَلّي يَوما في فِئَةٍ وَالحُسَينُ عليه السلام صَغِيرٌ بِالقُربِ مِنهُ، وكانَ النَّبِيُ إذا سَجَدَ جاءَ الحُسَينُ عليه السلام فَرَكِبَ ظَهرَهُ ثُمَّ حَرَّكَ رِجلَيهِ، وقالَ : حِل حِل . وإذا أرادَ رَسولُ اللّه ِ أن يَرفَعَ رَأسَهُ أخَذَهُ فَوَضَعَهُ إلى جانِبِهِ، فَإذا سَجَدَ عادَ عَلى ظَهرِهِ، وقالَ : حِل حِل، فَلَم يَزَل يَفعَلُ ذلِكَ حَتّى فَرَغَ النَّبِيُ مِن صَلاتِهِ. فَقالَ يَهودِيٌ : يا مُحَمَّدُ، إنَّكُم لَتَفعَلونَ بِالصِّبيانِ شَيئا ما نَفعَلُهُ نَحنُ! فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : أما لَو كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ لَرَحِمتُمُ الصِّبيانَ. قالَ : فَإنِّي اُؤمِنُ بِاللّه ِ وبِرَسُولِهِ. فَأَسلَمَ لَمَّا رَأى كَرَمَهُ مِن (2) عِظَمِ قَدرِهِ. (3)
.
ص: 143
المستدرك على الصحيحين عن يعلى العامري :أنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلى طَعامٍ دُعوا لَهُ، قالَ : فَاستَقبَلَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أمامَ القَومِ وحُسَينٌ مَعَ الغِلمانِ يَلعَبُ، فَأرادَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله أن يَأخُذَهُ، فَطَفِقَ (1) الصَّبِيُ يَفِرُّ هاهُنا مَرَّةً وَهاهُنا مَرَّةً، فَجَعَلَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يُضاحِكُهُ حَتّى أخَذَهُ. قالَ : فَوَضَعَ إحدى يَدَيهِ تَحتَ قَفاهُ ، وَالاُخرى تَحتَ ذَقَنِهِ، فَوَضَعَ فاهُ عَلى فيهِ يُقَبِّلُهُ. فَقالَ : حُسَينٌ مِنِّي وأنا مِن حُسَينٍ، أحَبَّ اللّه ُ مَن أحَبَّ حُسَينا، حُسَينٌ سِبطٌ (2) مِنَ الأسباطِ . (3)
المناقب لابن شهر آشوب عن عبد اللّه بن شيبة عن أبيه :أنَّهُ دُعِيَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله إلى صَلاةٍ وَالحَسَنُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ ، فَوَضَعَهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله مُقابِلَ جَنبِهِ وصَلّى، فَلَمّا سَجَدَ أطالَ السُّجودَ ، فَرَفَعتُ رَأسي مِن بَينِ القَومِ فَاذا الحَسَنُ عَلى كَتِفِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا سَلَّم قالَ لَهُ القَومُ : يا رَسولَ اللّه ِ لَقَد سَجَدتَ في صَلاتِكَ هذِهِ سَجدَةً ما كُنتَ تَسجُدُها ، كَأنَّما يوحى إلَيكَ! فَقالَ[ صلى الله عليه و آله ] : لَم يُوحَ إلَيَ ، ولكنَّ ابني كانَ عَلَى كَتِفي فَكَرِهتُ أن اُعجِلَهُ حَتّى نَزَلَ. وفي رِوايَةِ عَبدِ اللّه ِ بنِ شَدّادٍ أنَّهُ صلى الله عليه و آله قَالَ : إنَّ ابنِي هذَا ارتَحَلَني فَكَرِهتُ أن اُعجِلَهُ حَتّى يَقضِيَ حاجَتَهُ . (4)
.
ص: 144
5 / 4التَّصابي لِلصَّبِيِّ وَاللَّعِبُ مَعَهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ عِندَهُ صَبِيٌ فَليَتَصابَ لَهُ 1 . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن كانَ لَهُ وَلَدٌ صَبا. (2)
كنز العمّال عن أنس :كانَ [رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ]يُلاعِبُ زَينَبَ (3) بِنتَ اُمِّ سَلَمَةَ ويَقولُ : يا زُوَينِبُ ، يا زُوَينِبُ مِرارا. (4)
سنن ابن ماجة عن سعيد بن أبي راشد :أنَّ يَعلَى بنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُم أنَّهُم خَرَجوا مَعَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله إلى طَعامٍ دُعوا لَهُ، فَإذا حُسَينٌ يَلعَبُ فِي السِّكَّةِ (5) ، قالَ : فَتَقَدَّمَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله أمامَ القَومِ وبَسَطَ يَدَيهِ، فَجَعَلَ الغُلامُ يَفِرُّ هاهُنا وهاهُنا، ويُضاحِكُهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله حَتّى أخَذَهُ، فَجَعَلَ إحدى يَدَيهِ تَحتَ ذَقَنِهِ، وَالاُخرى في فَأسِ (6) رَأسِهِ ، فَقَبَّلَهُ وقالَ : حُسَينٌ مِنِّي وأنا مِن حُسَينٍ، أحَبَّ اللّه ُ مَنْ أحَبَّ حُسَينا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنَ الأَسباطِ (7) . (8)
.
ص: 145
صحيح ابن حبّان عن أبي هريرة :كانَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله يَدلَعُ (1) لِسانَهُ لِلحُسَينِ، فَيَرى الصَّبِيُ حُمرَةَ لِسانِهِ، فَيَهِشُّ (2) إلَيهِ. فَقالَ لَهُ عُيَينَةُ بنُ بَدرٍ : ألا أراهُ يَصنَعُ هذا بِهذا، فواللّه إنَّهُ لَيَكونُ لِيَ الوَلَدُ قَد خَرَجَ وَجهُهُ وَما قَبَّلتُهُ قَطُّ ! فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : مَن لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ. (3)
المناقب لابن شهرآشوب عن ابن مهاد عن أبيه :[أنَّ] النَّبِيَ صلى الله عليه و آله بَرَكَ لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ فَحَمَلَهُما وخالَفَ بَينَ أيديهِما وأرجُلِهِما، وقالَ : نِعمَ الجَمَلُ جَمَلُكُما (4) . (5)
فضائل الصحابة عن أبي هريرة :رَأيتُ النَّبِيَ صلى الله عليه و آله وقَد أخَذَ بِيَدَي الحُسَينِ بنِ عَلِيٍ، وقَد وَضَعَ قَدَمَ الحُسَينِ عَلى ظَهرِ قَدَمَيهِ، وهُوَ يَقولُ : تَرَقّ عَينَ بَقَّه (6) ، تَرَقَّ عَينَ بَقَّه . (7)
كفاية الأثر عن أبي هريرة :كُنتُ عِندَ النَّبِيِ صلى الله عليه و آله وأبو بَكرٍ وعُمَرُ وَالفَضلُ بنُ العَبّاسِ وزَيدُ بنُ حارِثَةَ وعَبدُ اللّه ِ بنُ مَسعودٍ، إذ دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍ عليه السلام ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله وقَبَّلَهُ، ثُمَّ قالَ : حِبِقَّةٌ (8) حِبِقَّه، (9) تَرقَّ عَينَ بَقَّه (10) ، ووَضَعَ فَمَهُ عَلى فَمِهِ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي اُحِبُّهُ فَأحِبَّهُ ، وأحِبَّ مَن يُحِبُّهُ . (11)
.
ص: 146
5 / 5رَبيعُ الصِّبيانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ التُّرابَ رَبيعُ الصِّبيانِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اُحِبُّ الصِّبيانَ لِخَمسٍ : الأوَّلُ : أنَّهُم هُمُ البَكَّاؤونَ ، وَالثّاني : يَتَمرَّغونَ بِالتُّرابِ، وَالثّالِثُ : يَختَصِمونَ مِن غَيرِ حِقدٍ ، وَالرّابِعُ : لا يَدَّخِرونَ لِغَدٍ شَيئا، وَالخامِسُ : يُعَمِّرونَ ثُمَّ يُخَرِّبونَ. (2)
.
ص: 147
دور اللعب في نمو الطفليعدّ اللّعب أكثر شؤون الحياة جدّية بالنسبة إلى الطفل ، على أنّ كلمة اللّعب تعادل بالنسبة إلى الكبار إتلاف الوقت ، البطالة ، الغفلة ، وغير ذلك ممّا يحول دون التكامل والتسامي ، وبالنسبة إلى الطفل أرضية النموّ وبروز المواهب ، بل هي مرحلة ازدهار وتفتح مواهبه عن هذا الطريق ، ولذلك فقد أوصتنا الروايات بأن نسمح لأطفالنا باللّعب، (1) فالطفل العارم في اللّعب ، لابدّ وأن يكون ذكيا وصبورا في الكبر. (2) ويظهر الحديث الثاني الدور الأساسي للّعب في نمو شخصية الإنسان وتساميها ، فالطفل الّذي لم يشبع نفسه باللّعب في طفولته ، ستظهر منه في الكبر سلوكيات طفولية ، والتشبه بالأطفال من السلوكيات غير الصحيحة الّتي يبتلى بها بعض الأشخاص خلال سنين الشباب والكبر ، ومن بين أسباب هذه الظاهرة غير الصحيحة عدم إشباع الطفل في فترة الطفولة ، في حين أنّ هذا الإشباع إنّما يتمّ من خلال اللّعب .
.
ص: 148
قيمة اللّعب من منظار علم النفسإنّ لكلّ لعبة نافعة ينشغل بها الطفل قيما هامّة للغاية يمكن من خلال شيء من التأمّل إدراك دورها وأهمّيتها في نموّ نفس الطفل وشخصيته :
1 . القيمة الجسميةتتمتّع الألعاب المستلزمة للنشاط والحركة بأهمّية وقيمة فائقتين من حيث تكامل النمو العضلي لجسم الطفل وترويض أجزاء الجسم المختلفة ، ويمكن أن يكون النوع من الألعاب نافعا أيضا باعتباره موجبا لئن يحرر الطفل طاقته الإضافية ، وإذا ما لم تستهلك الطاقة الزائدة بشكل صحيح ، وخُزنت في جسم الطفل على شكل طاقة مكبوتة ، فإنّها سوف تجعل الطفل مضطربا وعصبيا وسيئ الخُلق .
2 . القيمة العلاجيةيتيح اللّعب للطفل الفرصة لئن يفرغ أحاسيسه ، فهو يستطيع من خلال اللّعب أن يفرغ طاقته المكبوتة ، وبمقدوره أن يعبّر عن أحاسيسه من قبيل : الخوف ، الألم ، القلق ، الفرح وغير ذلك، كما يشاء وفي قالب الشخصيات الّتي يميل إليها، وأن يزيل توتره الداخلي أيضا .
3 . القيمة التربويةتتشكّل الشخصية الحقيقية للأطفال خلال اللّعب فتحدث تغيرات ملفتة للنظر في خصوصياتهم النفسية، وهي تهيئة للسمو إلى مرحلة أعلى وتهيئ الأرضية المناسبة لتطوّر الأطفال ، ومن هنا تصبح الإمكانيات التربوية للّعب واضحة ومسلّما بها .
4 . القيمة الاجتماعيةيتعلّم الطفل خلال اللّعب كيف يقيم العلاقات الاجتماعية مع الشخص الغريب الّذي لا ينتمي إلى اُسرته، وكيف يعالج المشاكل والقضايا الناجمة عن هذا النوع من العلاقات ويتكيف اجتماعيا .
.
ص: 149
5 . القيمة التعليميةيتعلّم الطفل عن طريق اللّعب بالأدوات المختلفة على الألوان والأشكال والأحجام والأنواع والأشياء وأهمّية كلّ منها ، فاللّعب يساعد الطفل على أن يعرف الدنيا الّتي يعييش فيها ويفهمها ويلمسها، وأخيرا عليه أن يسيطر عليهاُ، ويفرّق بين الواقع والخيال .
6 . القيمة الأخلاقية (المعنوية)يتعلّم الطفل خلال اللّعب أن يميز بين ما هو جيّد وما هو سيئ ، فالطفل يدرك أنّه إذا أراد أن يُعَدّ شخصا مقبولاً في اللّعب ، فإنّ عليه أن يكون صادقا ، أمينا ، منضبطا ، طالبا للحقيقة ، مستقيما ، مسيطرا على نفسه وما إلى ذلك .
التحليل النفسي للّعبقدمت آراء ونظريات مختلفة من قبل علماء النفس في مجال تحليل لعب الأطفال وبيانه ، ومن هذه النظريات : نظرية الطاقة الزائدة ، نظرية إزالة التوتر (التنفيس) ، نظرية التجديد التكاملي، ونظرية التمرين والاستعداد المسبقين .
أ _ نظرية الطاقة الزائدةتفيد هذه النظرية بأنّ طاقة الجسم إذا تجاوزت حدّ التوازن وشعرت الآلية الحياتية بارتفاع الطاقة في ذاتها ، فإنّها سوف تبرز في اللّعب ، وهذه النظرية عاجزة عن تحليل الألعاب الهادئة والرمزية للأطفال، والّتي لا تحتاج إلى حركة ونشاط. (1)
.
ص: 150
ب _ نظرية إزالة التوتّر (إزالة التعب وتجديد النشاط)استنادا إلى هذه النظرية الّتي تفيد بأنّ اللّعب يعيد الطاقة المستهلكة مرّة اُخرى ، أي إنّ جسم الإنسان بحاجة بعد فترة من العمل والنشاط المتعب إلى نوع من النشاط يمكن بواسطته إزالة التوتر ، وعلى هذا فإنّ الحاجة إلى اللّعب تظهر عندما تكون طاقة الجسم قد وصلت إلى أدنى مستوى لها لا عندما تكون فيه طاقة زائدة . وهذه النظرية الّتي قدمها تشالر وموريس لازاروس (1) ، لا تبدي بيانا حول الألعاب الّتي يمارسها الأطفال بعد استراحتهم التامّة .
ج _ نظرية التجديد التكاملياستنادا إلى هذه النظرية الّتي طرحها استانلي هال، (2) يجدد الأطفال في ألعابهم ، مشاهد أجدادهم ونشاطاتهم حسب حاجات حياتهم ، وعلى سبيل المثال ، فإنّ الطفل يكرّر في ألعاب مثل: صيد السمك ، قيادة القوارب ، الصيد وغيرها حياة أجداده الذين كانوا يسكنون الكهوف .
د _ نظرية التمرين المسبقعلى ضوء هذه النظرية الّتي قدمها كارل غروس، (3) فإنّ اللّعب يعدّ نوعا من الاستعداد بالنسبة إلى الطفل لنشاطاته المستقبلية ، واستنادا إلى وجهة النظر هذه فإنّ مضمون اللّعب تشكله الأنشطة الّتي يجب أن يمارسها الطفل في مرحلة البلوغ والتقدّم في السنّ . ورغم أنّ هذه النظرية تشير إلى دور اللّعب في جعل الطفل اجتماعيا، حيث لم يرد ذلك في النظريات المذكورة سابقا ، إلاّ أنّها لا تستطيع تبرير جميع الألعاب الطفولية (مثل تقليد الحيوانات) (4) . (5)
.
ص: 151
سِنّ اللّعبتتمثّل القضية الاُخرى في سنّ اللّعب ، فقد جاء في الروايات أنّ علينا أن نسمح للطفل باللّعب لمدّة سبع سنوات . فهل هذا يعني أنّه لا يحقّ له اللّعب بعد هذا السنّ؟ اعتبرت الروايات السنوات السبع الاُولى ، سنّ اللّعب ، والسنوات السبع الثانية سنّ التأديب ، ولذلك فإنّها تستند في الغالب إلى أنّه لا يؤدّب في السنوات السبع الاُولى . وبالطبع فإنّ ممّا لا شكّ فيه أنّ الرواية تدلّ على أن السنوات السبع الاُولى تختصّ باللّعب، ويجب أن يؤذن للطفل باللّعب في هذه السنين . والسؤال المطروح الآن هو : هل اللّعب ممنوع تماما في السنوات السبع الثانية أم ورد النهي عن قصر هذه المرحلة على اللّعب ، أو أنّ اللّعب مسموح به حسب السنّ والظروف حتّى وإن بدأت مرحلة التأديب ؟ يبدو أنّ الوجه الثاني مناسب أكثر ، أي إنّ التأديب يبدأ في السنوات السبع الثانية، على أن يمارس الطفل اللّعب حسب ظروفه ، وبالطبع فإنّ هذا اللّعب ليس مطلقا ولا حدود له مثل السنوات السبع الاُولى ، فمن الممكن أن تفرض عليه بعض القيود حسب ما تقتضيه مرحلة التأديب ، ويمكن أن يخضع هذا الموضوع لدراسة أوسع في البحوث النفسية .
.
ص: 152
لعب الوالدين مع الطفلبالإضافة إلى سماح الوالدين للطفل باللّعب ، فإنّ لعب الوالدين معه بحدّ ذاته موضوع مهمّ آخر . فاللّعب من جهة هو الركن المهمّ في حياة الطفل ، والوالدان من جهة اُخرى ، يمثلان جزءا مهمّا من حياة الطفل حيث يتمتعان بمكانة خاصّة بالنسبة إليه ، ولذلك فإنّ من المهمّ جدّا للطفل أن يدخل الوالدان في حياته ، وهنا يكتسب اللّعب مع الطفل أهمّيته ، وبما أنّ الوالدين يمثلان أهمّ الأشخاص بالنسبة إلى الطفل ، فإنّ لعبهما مع الطفل سوف يؤدي إلى تكريم الطفل وتكريس عزّة النفس لديه ، ويخلق لديه الشعور بالقيمة الذاتية وكرامة النفس ، كما أنّه يعزز علاقة الطفل بالوالدين ، وله دور أساسي في جعل هذه العلاقة صميمية وحميمة (وهو من ضرورات العلاقة المطلوبة بين الوالدين والطفل) . إنّ شراء الألعاب المختلفة والمتطوّرة والثمينة لا يؤدي إلى شعور الطفل بالرضا عن علاقته بالوالدين ، فهو يرغب في أن يدرك الوالدان عالمه وأن يكونا معه . وعلى هذا الأساس ، فقد دخل موضوعان في التعاليم الدينية : الأوّل: لعب الوالدين مع الطفل (والّذي نراه كثيرا في سيرة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) . والآخر تشبه الوالدين بالصبيان عند اللّعب معهم (التصابي مع الصبي) ، فاللّعب مع الطفل بروح الكبار ودون تشبّه بأخلاقيات الطفل لا يعدّ ممتعا بالنسبة إلى الطفل ولا يلبّي حاجته ، والألعاب الطفولية هي الّتي ترضي الطفل وتربي شخصيته وتعلّمه مهارات الحياة ، ولذلك فقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يتصابى في اللّعب مع أولاده . والملاحظة المهمّة الاُخرى ، هي أنّ لعب الكبار مع الأطفال لا يعتبر لهوا ولعبا ، بل هو سلوك حكيم وعاقل ، ولا يعني الحطّ من شأنهم .
.
ص: 153
الفصل السادس: الدعاء6 / 1الحَثُّ عَلَى الدُّعاءِ لِلأولادِالكتاب«وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّ_تِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ». (1)
«رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوةِ وَ مِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَآءِ» (2) .
«رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلَى وَ لِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَ__لِحًا تَرْضَاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (3) .
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :دُعاءُ الوالِدِ لِلوَلَدِ كَالماءِ لِلزَّرعِ بِصَلاحِهِ . (4)
.
ص: 154
عنه صلى الله عليه و آله :دُعاءُ الوالِدِ لِوَلَدِهِ مِثلُ دُعاءِ النَّبِيِّ لِأُمَّتِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :رَحِمَ اللّه ُ مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ ؛ وهُوَ أن يَعفُوَ عَن سَيِّئَتِهِ ، ويَدعُوَ لَهُ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّه ِ. (2)
6 / 2النَّهيُ عَنِ الدُّعاءِ عَلَى الأَولادِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَدعوا عَلى أنفُسِكُم ، ولا تَدعوا عَلى أولادِكُم ، ولا تَدعُوا عَلى أموالِكُم. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَدعوا عَلى أولادِكُم أن تُوافِقَ مِنَ اللّه ِ إجابَةً . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :أيُّما رَجُلٍ دَعا عَلى وَلَدِهِ أورَثَهُ اللّه ُ الفَقرَ. (5)
6 / 3دُعاءُ الإمامِ زَينِ العابِدينَ لِوُلدِهِالإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دعائِهِ لِوُلدِهِ _: اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَيَ بِبَقاءِ وُلدِي، وبِإصلاحِهِم لي، وبِإمتاعي بِهِم، إلهي امدُد لي في أعمارِهِم، وزِد لي في آجالِهِم، ورَبِّ لي صَغيرَهُم، وقَوِّ لي ضَعيفَهُم، وأصِحَّ لي أبدانَهُم وأديانَهُم وأخلاقَهُم، وعافِهِم في أنفُسِهِم وفي جَوارِحِهِم وفي كُلِّ ما عُنيتُ بِهِ مِن أمرِهِم، وأدرِر لي وعَلى يَدَيَ أرزَاقَهُم، وَاجعَلهُم أبرارا أتقياءَ بُصَراءَ سامِعينَ مُطيعينَ لَكَ، ولِأَولِيائِكَ مُحِبِّينَ مُناصِحينَ ، ولِجَميعِ أعدائِكَ مُعانِدينَ ومُبغِضينَ، آمينَ . اللّهمَّ اشدُد بِهِم عَضُدِي، وأقِم بِهِم أوَدي (6) ، وكَثِّر بِهِم عَدَدِي، وزَيِّن بِهِم مَحضَري، وأحيِ بِهِم ذِكري، وَاكفِنِي بِهِم في غَيبَتي، وأعِنّي بِهِم عَلى حاجَتي، وَاجعَلهُم لي مُحِبِّينَ، وعَلَيَّ حَدِبينَ (7) مُقبِلينَ مُستَقيمينَ لِي، مُطيعينَ غَيرَ عاصينَ ولا عاقّينَ ، ولا مُخالِفينَ ولا خاطِئينَ،وأعِنّي عَلى تَربِيَتِهِم وتَأديبِهِم وبِرِّهِم، وهَب لي مِن لَدُنكَ مَعَهُم أولادا ذُكورا، وَاجعَل ذلِكَ خَيرا لي، وَاجعَلهُم لي عَونا عَلى ما سَألتُكَ . وأعِذني وذُرِّيَتي مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم، فَإِنَّكَ خَلَقتَنا وأمَرتَنا ونَهَيتَنا، ورَغَّبتَنا في ثَوابِ ما أمَرتَنا، ورَهَّبتَنا عِقابَهُ، وجَعَلتَ لَنا عَدُوّا يَكيدُنا، سَلَّطتَهُ مِنّا عَلى ما لَم تُسَلِّطنا عَلَيهِ مِنهُ، أسكَنتَهُ صُدورَنا، وأجرَيتَهُ مَجارِيَ دِمائِنا، لا يَغفُلُ إن غَفَلنا، ولا يَنسى إن نَسينا، يُؤمِنُنا عِقابَكَ ويُخَوِّفُنا بِغَيرِكَ، إن هَمَمنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَيها ، وإن هَمَمنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا (8) عَنهُ، يَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ ، ويَنصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ، إن وَعَدَنا كَذَبَنا، وإن مَنّانا أخلَفَنا، وإلاّ تَصرِف عَنّا كَيدَهُ يُضِلَّنا، وإلاّ تَقِنا خَبالَهُ يَستَزِلَّنا . اللّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عَنّا بِسُلطانِكَ ، حَتّى تَحبِسَهُ عَنّا بِكَثرَةِ الدُّعاءِ لَكَ فَنُصبِحَ مِن كَيدِهِ فِي المَعصومينَ بِكَ . اللّهُمَّ أعطِني كُلَّ سُؤلي، وَاقضِ لي حَوائِجي، ولا تَمنَعنِي الإِجابَةَ وقَد ضَمِنتَها لي، ولا تَحجُب دُعائي عَنكَ وقَد أمَرتَني بِهِ، وَامنُن عَلَيَ بِكُلِّ ما يُصلِحُني في دُنيايَ وآخِرَتي ، ما ذَكَرتُ مِنهُ وما نَسيتُ ، أو أظهَرتُ أو أخفَيتُ، أو أعلَنتُ أو أسرَرتُ، وَاجعَلني في جَميعِ ذلِكَ مِنَ المُصلِحينَ بِسُؤالي إيّاكَ، المُنجِحينَ بِالطَّلَبِ إلَيكَ، غَيرِ المَمنوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ، المُعَوَّدينَ بِالتّعوُّذِ بِكَ، الرّابِحينَ فِي التِّجارَةِ عَلَيكَ، المُجارينَ بِعِزِّكَ، المُوسَّعِ عَلَيهِم الرِّزقُ الحَلالُ مِن فَضلِكَ الواسِعِ بِجودِكَ وكَرَمِكَ، المُعَزِّينَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ، وَالمُجارينَ مِنَ الظُّلمِ بِعَدلِكَ، وَالمُعافَينَ مِنَ البَلاءِ بِرَحمَتِكَ، وَالمُغنَينَ مِنَ الفَقرِ بِغِناكَ، وَالمَعصومينَ مِنَ الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطاءِ بِتَقواكَ، وَالمُوَفَّقينَ لِلخَيرِ وَالرُّشدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِكَ، وَالمُحالِ بَينَهُم وبَينَ الذُّنوبِ بِقُدرَتِكَ، التّارِكينَ لِكُلِّ مَعصِيَتِكَ، السّاكِنينَ في جِوارِكَ . اللّهُمَّ أعطِنا جَميعَ ذلِكَ بِتَوفيقِكَ ورَحمَتِكَ، وأعِذنا مِن عَذابِ السَّعيرِ، وأعطِ جَميعَ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِثلَ الّذي سَألتُكَ لِنَفسي ولِوُلدي في عاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ، إنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ سَميعٌ عَليمٌ ، عَفُوٌّ غَفورٌ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النَّارِ. (9)
.
ص: 155
. .
ص: 156
. .
ص: 157
صلاة الأب للابنوردت في كتاب مكارم الأخلاق للشيخ الطبرسي صلاة تحت عنوان: «صلاة الأب للابن» ، وقد أوصى بها بعض مراجع التقليد المعاصرين لإصلاح الأولاد، وقد نقل عنه بأنّه من الأفضل أن تصلّي الاُم هذه الصلاة أيضا . هذه الصلاة أربع ركعات : يقرأ في الركعة الاُولى سورة الحمد مرّة واحدة، والآية الكريمة التالية عشر مرّات : «رَبَّنَا وَ اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَ أَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَ تُبْ عَلَيْنآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» . (1) وفي الركعة الثانية : سورة الحمد مرّة واحدة، وعشر مرّات الآية التالية : «رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوةِ وَ مِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَ تَقَبَّلْ دُعَآءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ» . (2) وفي الركعة الثالثة : سورة الحمد مرّة واحدة، والآية التالية عشر مرّات : «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّ_تِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» . (3) وفي الركعة الرابعة : سورة الحمد مرّة واحدة، والآية التالية عشر مرّات : «رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلَى وَ لِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَ__لِحًا تَرْضَاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ» . (4) وبعد السلام من الركعة الرابعة يقرأ الآية الشريفة التالية عشر مرّات : «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَ جِنَا وَذُرِّيَّ_تِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» . (5)
.
ص: 158
. .
ص: 159
القسم الثالث : واجبات الصّبيّالفصل الأول: واجبات الصّبيّ الفرديّةالفصل الثاني: واجبات الصّبيّ أمام والديهالفصل الثالث: واجبات الصبيّ أمام معلّمهالفصل الرابع: واجبات الصبيّ أمام الكبير و الصّديق
.
ص: 160
. .
ص: 161
الفصل الأوّل: واجبات الصبي الفرديّة1 / 1النَّظمُ فِي الأُمورِالإمام عليّ عليه السلام_ مِن وَصِيَّةٍ لَهُ لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلاملَمّا ضَرَبَهُ ابنُ مُلجمٍ لَعَنهُ اللّه ُ _: أُوصيكُما _ وجَميعَ وُلدي وأهلي ومَن بَلَغَهُ كِتابي _ بِتَقوَى اللّه ِ ونَظمِ أمرِكُم. (1)
1 / 2النَّظافَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظيفٌ يُحِبُّ النَّظافَةَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :تَنَظَّفوا بِكُلِّ مَا استَطَعتُم ؛ فَإِنَّ اللّه َ تَعالى بَنَى الإِسلامَ عَلَى النَّظافَةِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الإِسلامَ نَظيفٌ فَتَنَظَّفوا؛ فَإِنَّهُ لا يَدخُلُ الجَنَّةَ إلاّ نَظيفٌ. (4)
.
ص: 162
عنه صلى الله عليه و آله :حَقٌّ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ أن يَغتَسِلَ في كُلِّ سَبعَةِ أيّامٍ يَوما ، يَغسِلُ فيهِ رَأسَهُ وجَسَدَهُ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ يُبغِضُ الوَسِخَ وَالشَّعِثَ (2) . (3)
كنز الفوائد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّه َ يُبغِضُ الرَّجُلَ القاذورَةَ. قيلَ : ومَا القاذورَةُ يا رَسولَ اللّه ِ؟ قالَ : الَّذي يَتأفَّفُ (4) بِهِ جَليسُهُ. (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ اتَّخَذَ ثَوبا فَليُنَظِّفهُ. (6)
عنه صلى الله عليه و آله :اغسِلُوا ثِيابَكُم ... وتَزَيَّنوا وتَنَظَّفوا. (7)
1 / 3غَسلُ اليَدَينِ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُالإمام عليّ عليه السلام :غَسلُ اليَدَينِ قَبلَ الطَّعامِ وبَعدَهُ زِيادَةٌ فِي العُمُرِ ... ويَجلُو البَصَرَ. (8)
.
ص: 163
1 / 4السِّواكَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستاكوا وتَنَظَّفوا. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِالسِّواكِ ، فَنِعمَ الشَّيءُ السِّواكُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مِنَ الفِطرَةِ المَضمَضَةُ وَالاستِنشاقُ وَالسِّواكُ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :نَظِّفوا لَثَّاتِكُم مِنَ الطَّعامِ وَاستاكوا ، ولا تَدخُلوا عَلَيَّ فُخرا (4) بُخرا (5) . (6)
1 / 5غَسلُ اليَدَينِ قَبلَ النَّومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن باتَ وفي يَدِهِ غَمَرٌ فَأَصابَهُ شَيءٌ ، فَلا يَلومَنَّ إلاّ نفسَهُ. (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اِذا نامَ أحَدُكُم وفي يَدِهِ ريحُ غَمَرٍ فَلَم يَغسِل يَدَهُ فَأَصابَهُ شَيءٌ ، فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. (8)
.
ص: 164
عنه صلى الله عليه و آله :ألا لا يَلومَنَ امرُؤٌ إلاّ نَفسَهُ، يَبيتُ وفي يَدِهِ ريحُ غَمَرٍ. (1)
1 / 6قَصُّ الأَظافيرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَقليمُ الأَظفارِ يَمنَعُ الدّاءَ الأَعظَمَ ، ويُدِرُّ الرِّزقَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قُصّوا أظافيرَكُم ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ يَجري ما بَينَ اللَّحمِ وَالظُّفرِ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :قُصَوا أظافيرَكُم ، وَادفُنوا قُلاماتِكُم ، ونَقّوا بَراجِمَكُم (4) . (5)
.
ص: 165
الفصل الثاني: واجبات الصّبيّ أمام والديه2 / 1أهَمِّيَّةُ حُقوقِ الوالِدَينِالكتاب«وَ وَصَّيْنَا الاْءِنسَ_نَ بِوَ لِدَيْهِ حُسْنًا وَ إِن جَ_هَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ». (1)
«وَ وَصَّيْنَا الاْءِنسَ_نَ بِوَ لِدَيْهِ إِحْسَ_نًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَ وَضَعَتْهُ كُرْهًا وَ حَمْلُهُ وَ فِصَ__لُهُ ثَلَ_ثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَ عَلَى وَ لِدَىَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صَ__لِحًا تَرْضَاهُ وَ أَصْلِحْ لِى فِى ذُرِّيَّتِى إِنِّى تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّى مِنَ الْمُسْلِمِينَ». (2)
«وَ وَصَّيْنَا الاْءِنسَ_نَ بِوَ لِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَ فِصَ__لُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَ لِوَ لِدَيْكَ إِلَىَّ الْمَصِيرُ». (3)
.
ص: 166
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن حَقِّ الوالِدَينِ عَلى وَلَدِهِما _: هُما جَنَّتُكَ ونارُكَ. (1)
صحيح البخاري عن عبد اللّه :سَأَلتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله : أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلَى اللّه ِ ؟ قالَ : الصَّلاةُ عَلى وَقتِها . قالَ : ثُمَّ أيُّ؟ قالَ : ثُمَّ بِرُّ الوالِدَينِ. (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رِضَا الرَّبِّ في رِضَا الوالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوالِدِ. (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ لِأَبَوَيهِ _: اللّهُمَّ اجعَلني أهابُهُما هَيبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ (4) ، وأبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ، وَاجعَل طاعَتي لِوالِدَيَ وبِرِّي بِهِما أقَرَّ لِعَينَيَ مِن رَقدَةِ الوَسنانِ، وأثلَجَ لِصَدري مِن شَربَةِ الظَّمآنِ ؛ حَتّى اُوثِرَ عَلى هَوايَ هَواهُما. (5)
الإمام الباقر عليه السلام :ثَلاثٌ لَم يَجعَلِ اللّه ُ عز و جل لِأَحَدٍ فيهِنَّ رُخصَةً : أداءُ الأَمانَةِ إلَى البَرِّ وَالفاجِرِ، وَالوَفاءُ بِالعَهدِ لِلبَرِّ وَالفاجِرِ، وبِرُّ الوالِدَينِ بَرَّينِ كانا أو فاجِرَينِ . (6)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ اللّه َ عز و جل ... أمَرَ بِالشُّكرِ لَهُ ولِلوالدَينِ، فَمَن لَم يَشكُر والِدَيهِ لَم يَشكُرِ اللّه َ. (7)
.
ص: 167
2 / 2حُقوقُ الوالِدَينِأ _ الإحسانُالكتاب«وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَ لاَ تَنْهَرْهُمَا وَ قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَ قُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا ». (1)
[نقلاً عن عيسى] «وَ بَرَّا بِوَ لِدَتِى وَ لَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَ_مُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ». (2)
[في صفة يحيى] «وَ بَرَّا بِوَ لِدَيْهِ وَ لَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا * وَ سَلَ_مٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ». (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تعالى : «وَبِالْوَ لِدَيْنِ إِحْسَ_نًا» _: الإحسانُ أن تُحسِنَ صُحبَتَهُما، وألاّ تُكَلِّفَهُما أن يَسألاكَ شَيئا مِمّا يَحتاجانِ إلَيهِ وإن كانا مُستَغنِيَينِ (4) . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :بِرُّ الوالِدَينِ أكبَرُ فَريضَةٍ . (6)
.
ص: 168
عنه عليه السلام :بِرُّ الوالِدَينِ مِن أكرَمِ الطَّبائِعِ. (1)
ب _ القِيامُ تَعظيماالإمام عليّ عليه السلام :قُم عَن مَجلِسِكَ لِأَبيكَ ومُعَلِّمِكَ وإن كُنتَ أميرا. (2)
ج _ الخُضوعُ عِندَ الغَضَبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن حَقِّ الوالِدِ على وَلَدِهِ أن يَخضَعَ لَهُ في الغَضَبِ وَالتَّعَبِ . (3)
د _ التَّجَنُّبُ مِنَ العُقوقِالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تعالى : «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ ...» _: إن أضجَراكَ فَلا تَقُل لَهُما : اُفٍّ، ولا تَنهَرهُما إن ضَرَباكَ. (4)
عنه عليه السلام :أدنَى العُقوقِ : «اُفٍّ»، ولَو عَلِمَ اللّه ُ عز و جلشَيئا أهوَنَ مِنهُ لَنَهى عَنهُ . (5)
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تعالى : «وَ اخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ» _: لا تَملَأ عَينَيكَ مِنَ النَّظَرِ إلَيهِما إلاّ بِرَحمَةٍ ورِقَّةٍ، ولا تَرفَع صَوتَكَ فَوقَ أصواتِهِما، ولا يَدَكَ فَوقَ أيديهِما، ولا تَقَدَّم قُدّامَهُما. (6)
.
ص: 169
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا » _: إن ضَرَباكَ فَقُل لَهُما : غَفَرَ اللّه ُ لَكُما. (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُقالُ لِلعاقِّ : اِعمَل ما شِئتَ مِنَ الطّاعَةِ فَإنّي لا أغفِرُ لَكَ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحزَنَ والِدَيهِ فَقَد عَقَّهُما. (3)
صحيح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص :أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : مِن الكَبائِرِ شَتمُ الرَّجُلِ والِدَيهِ . قالوا : يا رَسولَ اللّه ِ وهَل يَشتِمُ الرَّجُلُ والِدَيهِ؟ قالَ : نَعَم، يَسُبُّ أبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ اُمَّهُ فَيَسُبُّ اُمَّهُ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أبي نَظَرَ إلى رَجُلٍ ومَعَهُ ابنُهُ يَمشي ، وَالاِبنُ مُتَّكِئٌ عَلى ذِراعِ الأَبِ، قالَ : فَما كَلَّمَهُ أبي عليه السلام مَقتا لَهُ حَتّى فارَقَ الدُّنيا. (5)
الإمام العسكريّ عليه السلام :جُرأَةُ الوَلَدِ عَلى والِدِهِ في صِغَرِهِ ، تَدعو إلَى العُقوقِ في كِبَرِهِ. (6)
2 / 3جَوامِعُ حُقوقِ الوالِدَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئلَ عَن حَقِّ الوالِدِ عَلى وَلدِهِ _: لا يُسَمِّيهِ بِاسمِهِ، ولا يَمشِي بَينَ يَدَيهِ، ولا يَجلِسُ قَبلَهُ، ولا يَستَسِبُّ لَهُ (7) . (8)
.
ص: 170
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ لِلوَلَدِ عَلَى الوالِدِ حَقّا، وإنَّ لِلوالِدِ عَلَى الوَلَدِ حَقّا، فَحَقُّ الوالِدِ عَلَى الوَلَدِ أن يُطيعَهُ في كُلِّ شَيءٍ إلاّ في مَعصيَةِ اللّه ِ سُبحانَهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :يَجِبُ لِلوالِدَينِ عَلَى الوَلَدِ ثَلاثَةُ أشياءَ : شُكرُهُما عَلى كُلِّ حالٍ، وطاعَتُهُما فيما يَأمُرانِهِ ويَنهَيانِهِ عَنهُ في غَيرِ مَعصيَةِ اللّه ِ، ونَصيحَتُهُما فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . (2)
2 / 4بَرَكاتُ بِرِّ الوالِدَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَرَّهُ أن يُمَدَّ لَهُ في عُمُرِهِ ويُزادَ لَهُ في رِزقِهِ ؛ فَليَبَرَّ والِدَيهِ، وليَصِل رَحِمَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :سَيِّدُ الأبرارِ يَومَ القِيامَةِ رَجُلٌ بَرَّ والِدَيهِ بَعدَ مَوتِهِما. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن بَرَّ والِدَيهِ طوبى (5) لهُ، زادَ اللّه ُ عز و جل في عُمُرِهِ. (6)
الإمام الصادق عليه السلام :بَرُّوا آباءَكُم ؛ يَبَرَّكُم أبناؤُكُم. (7)
.
ص: 171
الفصل الثالث: واجبات الصبيّ أمام معلّمه3 / 1الإطاعَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَلَّمتَ مِنهُ حَرفا، صِرتَ لَهُ عَبدا. (1)
عوالي اللآلي :رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : مَن عَلَّمَ شَخصا مَسأَلَةً، فَقَد مَلَكَ رَقَبَتَهُ . فَقيلَ لَهُ يا رَسولَ اللّه ِ : أيَبيعُهُ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : لا، ولكِن يَأمُرُهُ ويَنهاهُ. (2)
3 / 2التّعظيمالإمام عليّ عليه السلام :أكرِم ضَيفَكَ وإن كانَ حَقيرا، وقُم عَن مَجلِسِكَ لِأَبيكَ ومُعَلِّمِكَ وإن كُنتَ أميرا. (3)
عنه عليه السلام :ثَلاثٌ لا يُستَحيى مِنهُنَّ : خِدمَةُ الرَّجُلِ ضَيفَهُ، وقِيامُهُ عَن مَجلِسِهِ لِأَبيهِ ومُعَلِّمِهِ، وطَلَبُ الحَقِّ وإن قَلَّ. (4)
.
ص: 172
الإمام زين العابدين عليه السلام :حَقُّ سائِسِكَ بِالعِلمِ التَّعظيمُ لَهُ ، وَالتَّوقيرُ لِمَجلِسِهِ ، وحُسنُ الاِستِماعِ إلَيهِ ، وَالإِقبالُ عَلَيهِ، وألاّ تَرفَعَ عَلَيهِ صَوتَكَ، ولا تُجيبَ أحَدا يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ حَتّى يَكونَ هُوَ الَّذي يُجيبُ، ولا تُحَدِّثَ في مَجلِسِهِ أحَدا، ولا تَغتابَ عِندَهُ أحَدا، وأن تَدفَعَ عَنهُ إذا ذُكِرَ عِندَكَ بِسوءٍ، وأن تَستُرَ عُيوبَهُ وتُظهِرَ مَناقِبَهُ، ولا تُجالِسَ لَهُ عَدُوّا ولا تُعادِيَ لَهُ وَلِيّا، فَإِذا فَعَلتَ ذلِكَ شَهِدَت لَكَ مَلائِكَةُ اللّه ِ عز و جل بِأَنَّكَ قَصَدتَهُ، وتَعَلَّمتَ عِلمَهُ للّه ِِ جَلَّ وعَزَّ اسمُهُ لا لِلنّاسِ . (1)
3 / 3غَضُّ الصَّوتِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَ تَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ». (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن غَضَّ صَوتَهُ عِندَ العُلَماءِ جاءَ يَومَ القِيامَةِ مَعَ الَّذينَ امتَحَنَ اللّه ُ قُلوبَهُم لِلتَّقوى مِن أصحابي، ولا خَيرَ فِي التَّمَلُّقِ وَالتَّواضُعِ إلاّ ما كانَ فِي اللّه ِ عز و جلفي طَلَبِ العِلمِ. (3)
.
ص: 173
3 / 4التَّجَنُّبُ عَنِ الاِستِخفافِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ لا يَستَخِفُّ بِهِم إلاّ مُنافِقٌ بَيِّنٌ نِفاقُهُ : ذو شَيبَةٍ فِي الإِسلامِ، ومُعَلِّمُ الخَيرِ، وإمامٌ عادِلٌ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ احتَقَرَ صاحِبَ العِلمِ فَقَدِ احتَقَرَني، ومَنِ احتَقَرَني فَهُوَ كافِرٌ. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَستَخِفُّ بِالعِلمِ وأهلِهِ إلاّ أحمَقُ جاهِلٌ. (3)
عنه عليه السلام :إيّاكَ أن تَستَخِفَّ بِالعُلَماءِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ يُزري بِكَ ، ويُسيءُ الظَّنَّ بِكَ وَالمَخيلَةَ فيكَ. (4)
عنه عليه السلام :لا تَجعَلَنَّ ذَرَبَ (5) لِسانِكَ عَلى مَن أنطَقَكَ، وبلاغَةَ قَولِكَ عَلى مَن سَدَّدَكَ. (6)
.
ص: 174
. .
ص: 175
الفصل الرابع: واجبات الصبي أمام الكبير و الصديق4 / 1البَدءُ بِالسَّلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُسَلِّمُ الصَّغيرُ عَلَى الكَبيرِ ، والمَارُّ عَلَى القاعِدِ ، وَالقَليلُ ، عَلَى الكَثيرِ. (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أولَى النّاسِ بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ مَن بَدَأ بِالسَّلامِ. (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أطوَعُكُم للّه ِِ الذي يَبدَأُ صاحِبَهُ بالسَّلامِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :لِلسّلامِ سَبعونَ حَسَنَةً ؛ تِسعٌ وَسِتُّونَ للمُبتَدِئ وواحِدَةٌ للرّادِ. (4)
.
ص: 176
. .
ص: 177
توضيح حول تسليم الطفل على الكباراستنادا إلى الأحاديث الّتي ذكرناها قبل ذلك خلال استعراض أساليب تربية الطفل ، (1) فقد كان التسليم على الأطفال من الأساليب التربوية الّتي كان يتبعها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وقد صرّح بأنّ الهدف من سلوكه هذا أن تستمرّ هذه السنّة من بعده في المجتمع المسلم : خمس لا أدعهنّ حتّى الممات ... والتسليم على الصبيان لتكون سنّة من بعدي . (2) ولكنّنا لاحظنا في روايات هذا الباب أنّ من واجب جميع المسلمين أن يتسابقوا في التسليم على بعضهم البعض وخاصة الصغار ، إذ يجب عليهم التسليم على الكبار . ومن خلال شيء من التأمّل يتّضح أنّ هذه الروايات لا تتنافى مع إحداها الاُخرى وحسب ، بل إنّها تكمل بعضها البعض والعمل بها كلّها حسن ، وهكذا فإنّ الواجب الأخلاقي على كلّ فرد من أفراد المجتمع الإسلامي أن يبادر ويستبق إلى التسليم على الآخرين ، ولكن الأدب يقضي أن يسلّم الصغار على الكبار ، ولكن إذا ما تأخّر الصغير أو تباطأ لأيّ سبب في التسليم على الكبير ، فإنّ من واجب الكبير تربويا أن يسلّم على الصغير، وبذلك يلفت انتباهه إلى قصوره أو تقصيره . ولهذا السلوك أثر تربوي كبير وخاصّة فيما يتعلّق بالأطفال ، ولذلك فقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله يسلّم على الأطفال كي يلفت انتباه أتباعه إلى الآثار التربوية لمنح الطفل الشخصية الّتي يستحقها واحترام مشاعره ، بالإضافة إلى أثره التربوي .
.
ص: 178
4 / 2رِعايَةُ الحُقوقِالإمام عليّ عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _: يا بُنَيَ ... لا تُضَيِّعَنَّ حَقَّ أخيكَ اتِّكالاً عَلى ما بَينَكَ وبَينَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لَكَ بِأَخٍ مَن أضَعتَ حَقَّهُ. (1)
عنه عليه السلام :ما أقبَحَ بِالرَّجُلِ أن يَعرِفَ أخوهُ حَقَّهُ، ولا يَعرِفَ حَقَّ أخيهِ! (2)
4 / 3التَّأَسي بِالأكابِرِالإمام عليّ عليه السلام :لِيَتَأَسَّ صَغيرُكُم بِكَبيرِكُم ، وَليَرأَف كَبيرُكُم بِصَغيرِكُم ، ولا تَكونوا كَجُفاةِ الجاهِلِيَّةِ ؛ لا فِي الدّينِ يَتَفَقَّهونَ ، ولا عَنِ اللّه ِ يَعقِلُونَ ، كَقَيضِ بَيضٍ في أداحٍ ؛ يَكونُ كَسرُها وِزرا ، وَيَخرُجُ حِضانُها شَرّا (3) . (4)
4 / 4قَضاءُ الحاجَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :المُؤمِنونَ إخوَةٌ، يَقضي بَعضُهُم حَوائِجَ بَعضٍ، فَبِقَضاءِ بَعضِهِم حَوائِجَ بَعضٍ يَقضِي اللّه ُ حَوائِجَهُم يَومَ القِيامَةِ . (5)
.
ص: 179
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ في حاجَةِ أخيهِ فَإِنَّ اللّه َ في حاجَتِهِ . (1)
الكافي عن صفوان الجمّال :كُنتُ جالِسا مَعَ أبي عَبدِ اللّه عليه السلام إذا دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ مَكَّةَ يُقالُ لَهُ «مَيمونٌ»، فَشَكا إلَيهِ تَعَذُّرَ الكِراءِ عَلَيهِ، فَقالَ لي : قُم فَأَعِن أخاكَ. فَقُمتُ مَعَهُ، فَيَسَّرَ اللّه ُ كِراهُ، فَرَجَعتُ إلى مَجلِسي . فَقالَ أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : ما صَنَعتَ في حاجَةِ أخيكَ؟ فَقُلتُ : قَضاهَا اللّه ُ بِأَبي أنتَ واُمّي. فَقالَ : أما إِنَّكَ أن تُعينَ أخاكَ المُسلِمَ أحَبُّ إلَيَ مِن طَوافِ اُسبوعٍ بالبَيتِ مُبتَدِئا. (2)
4 / 5الإِكرامُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكرَمَ أخاهُ فَإِنَّما يُكرِمُ اللّه َ، فَما ظَنُّكُم بِمَن يُكرِمُ اللّه َ بِأَن يُفعَلَ بِهِ؟! (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أكرِم مَن وَدَّكَ، وَاصفَح عَن عَدُوِّكَ؛ يَتِمَّ لَكَ الفَضلُ. (4)
4 / 6النُّصرَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن نَصَرَ أخاهُ المُسلِمَ وهُوَ يَستَطيعُ ذلِكَ ، نَصَرَهُ اللّه ُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (5)
.
ص: 180
عنه صلى الله عليه و آله :اللّه ُ في عَونِ العَبدِ ما كانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ. (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا نَبَتَ الوُدُّ ، وَجَبَ التَّرافُدُ (2) وَالتَّعاضُدُ. (3)
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مُؤمِنٍ يَخذُلُ أخاهُ وهُوَ يَقدِرُ عَلى نُصرَتِهِ ، إلاّ خَذَلَهُ اللّه ُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ. (4)
4 / 7المُواساةُ (5)الإمام عليّ عليه السلام :اِبذِل مالَكَ فِي الحُقوقِ، وواسِ بِهِ الصَّديقَ ؛ فَإِنَّ السَّخاءَ بِالحُرِّ أخلَقُ . (6)
عنه عليه السلام :ما حُفِظَتِ الاُخُوَّةُ بِمِثلِ المُواساةِ. (7)
عنه عليه السلام :إنَّ مُواساةَ الرِّفاقِ مِن كَرَمِ الأَعراقِ. (8)
4 / 8حِفظُ الوُدِّالإمام عليّ عليه السلام :كُن لِلوُدِّ حافِظا وإن لَم تَجِد مُحافِظا (9) . (10)
.
ص: 181
عنه عليه السلام :إنَّ اللّه َ جَلَّ ذِكرُهُ لَيَحفَظُ مَن يَحفَظُ صَديقَهُ . (1)
4 / 9حُسنُ المُواجَهَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِلقَ أخاكَ بِوَجهٍ مُنبَسِطٍ. (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ لِأَخيهِ المُؤمِنِ : «مَرحَبا»، كَتَبَ اللّه ُ تَعالى لَهُ مَرحَبا إلى يَومِ القِيامَةِ. (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا لَقيتُم إخوانَكُم فَتَصافَحوا وأظهِروا لَهُمُ البَشاشَةَ وَالبِشرَ ؛ تَتَفَرَّقوا وما عَلَيكُم مِنَ الأوزارِ قَد ذَهَبَ. (4)
عنه عليه السلام :البَشاشَةُ فَخُّ المَوَدَّةِ. (5)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّه َ عز و جل يُبغِضُ المُعَبِّسَ في وُجوهِ إخوانِهِ. (6)
4 / 10حُسنُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ ؛ حَيثُ يَغيبُ يَحفَظُهُ مِن وَرائِهِ، ويَكُفُّ عَنهُ ضَيعَتَهُ، وَالمُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ . (7)
.
ص: 182
عنه صلى الله عليه و آله :المُؤمِنُ مِرآةٌ لِأَ خيهِ المُؤمِنِ ؛ يَنصَحُهُ إذا غابَ عَنهُ، ويُميطُ (1) عَنهُ ما يَكرَهُ إذا شَهِدَ، ويُوَسِّعُ لَهُ فِي المَجلِسِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اُذكُروا أخاكُم إذا غابَ عَنكُم بِأَحسَنِ ما تُحِبّونَ أن تُذكَروا بِهِ إذا غِبتُم عَنهُ . (3)
4 / 11النَّصيحَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِيَنصَحِ الرَّجُلُ مِنكُم أخاهُ كَنَصيحَتِهِ لِنَفسِهِ. (4)
عنه صلى الله عليه و آله :المُؤمِنُ أخُو المُؤمِنِ ؛ لا يَدَعُ نَصيحَتَهُ عَلى كُلِّ حالٍ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :اِبذِل لِصَديقِكَ نُصحَكَ ، ولِمَعارِفِكَ مَعونَتَكَ ، ولِكافَّةِ (6) النّاسِ بِشرَكَ. (7)
عنه عليه السلام :النُّصحُ يُثمِرُ المَحَبَّةَ. (8)
.
ص: 183
عنه عليه السلام :المُؤمِنُ غَريزَتُهُ النُّصحُ. (1)
4 / 12إهداءُ العَيبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ إخوانِكُم مَن أهدى إلَيكُم عُيوبَكُم. (2)
الإمام عليّ عليه السلام :المُؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِنِ ؛ لِأَنَّهُ يَتَأَمَّلُهُ فَيَسُدُّ فاقَتَهُ، ويُجمِلُ حالَتَهُ . (3)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الاُخُوَّةِ حِفظُ الغَيبِ، وإهداءُ العَيبِ. (4)
عنه عليه السلام :مَن أبانَ لَكَ عَيبَكَ فَهُوَ وَدودُكَ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :أحَبُّ إخواني إلَيَ مَن أهدى إلَيَ عُيوبي. (6)
4 / 13الصَّفحُ عَنِ الزَّلاّتِالإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكَ بِمُداراةِ النّاسِ، وإكرامِ العُلَماءِ، وَالصَّفحِ عَن زَلاّتِ الإِخوانِ ؛ فَقَد أدَّبَكَ سَيِّدُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ بِقَولِهِ صلى الله عليه و آله : اُعفُ عَمَّن ظَلَمَكَ، وصِل مَن قَطَعَكَ، وأعطِ مَن حَرَمَكَ . (7)
.
ص: 184
عنه عليه السلام :اِحتَمِل زَلَّةَ وَلِيِّكَ لِوَقتِ وَثبَةِ عَدُوِّكَ. (1)
4 / 14تجَنُّبُ الطَّعنِالإمام الصادق عليه السلام :لا تَطعَنوا في عُيوبِ مَن أقبَلَ إلَيكُم بِمَوَدَّتِهِ، ولا توقِفوهُ عَلى سَيِّئَةٍ يَخضَعُ لَها ؛ فَإِنَّها لَيسَت مِن أخلاقِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ومِن أخلاقِ أولِيائِهِ . (2)
4 / 15تجَنُّبُ الإيذاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أذَلُّ النّاسِ مَن أهانَ النّاسَ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن آذى مُؤمِنا فَقَد آذاني، ومَن آذاني فَقَد آذَى اللّه َ عز و جل، ومَن آذَى اللّه َ فَهُوَ مَلعونٌ فِي التَّوراةِ وَالإنجيلِ وَالزَّبورِ وَالفُرقانِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ حُقوقِ الجارِ _: إِذَا اشتَريتَ فاكِهَةً فَاهدِ لَهُ ، فَإِن لَم تَفعَل فَأَدخِلها سِرّا ، ولا يَخرُج بِها وَلَدُكَ لِيَغيظَ بِها وَلَدَهُ. (5)
الإمام الصادق عليه السلام :فازَ وَاللّه ِ الأبرارُ ، أتَدري مَن هُم؟ هُمُ الَّذينَ لا يُؤذونَ الذَّرَّ (6) . (7)
.
ص: 185
الفهرس التفصيلي .
ص: 186
. .
ص: 187
. .
ص: 188
. .
ص: 189
. .
ص: 190
. .
ص: 191
. .
ص: 192
. .