سرشناسه : محمدي ري شهري، محمد، 1325 -
عنوان و نام پديدآور : نهج الذكر/ محمد محمدي ري شهري، بمساعده رسول افقي.
مشخصات نشر : قم: موسسه علمي و فرهنگي دارالحديث، سازمان چاپ و نشر ٬ 1428ق.= 1386 -
مشخصات ظاهري : ج.
فروست : مركز بحوث دارالحديث؛ 150.
شابك : 12000 ريال: دوره : 978-964-493-302-8 ؛ ج.1 978-964-493-274-8 :
وضعيت فهرست نويسي : برونسپاري
يادداشت : عربي.
يادداشت : كتابنامه.
موضوع : ذكر -- احاديث
موضوع : احاديث شيعه -- قرن 14
موضوع : احاديث اهل سنت -- قرن 14
شناسه افزوده : افقي، رسول، 1345 -
شناسه افزوده : موسسه علمي - فرهنگي دارالحديث. سازمان چاپ و نشر
رده بندي كنگره : BP141/5 /ذ8 م3 1386
رده بندي ديويي : 297/218
شماره كتابشناسي ملي : 1520656
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
تمهيدذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . وبعبارة مختصرة : إِنَّ ذكر اللّه ، هو ذكر النفس ، والغفلة عنه غفلة عنها . ومن أجل استغلال هذه الثروة العظيمة ، فإنّ من الضروري معرفة قيمتها وأهميتها ، ومعرفة مبادئها ، وآدابها ، وآفاتها وآثارها من منظار القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام . وقد بذلت جهود قيّمة كثيرة من أجل تأمين المعرفة الضرورية في هذا المجال ، لكن كما أكدت في مقدمة كتاب «نهج الدعاء» نظرا إلى الحاجة المتزايدة للمتعطشين إلى معارف الإسلام الأصيلة ، خاصة المراكز البحثية والباحثين في العلوم الإسلامية ، فإنّ المجال مفتوح لبذل جهود أكبر وتقديم موسوعات تهتم أكثر بالجانب العملي والتطبيقي . إنّ «نهج الذكر» يُمثل حركة جديدة للوصول إلى هذه الغاية الرفيعة ، حيث وضعناه تحت اختيار المثقفين والمتعطشين إلى المعارف الإسلامية الخالصة بنظام حديث يمكن الاستفادة منه بسهولة ومداخل وتحليلات مكتملة ، ضمن عشرة أقسام . وسنقدّم في هذا الكتاب بشكل مفصّل ، المواضيع المتعلّقة بعشرة عناوين هي من أبرز مصاديق الذكر في القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ، فضلاً عن بيان القضايا
.
ص: 8
العامة المرتبطة بذكر اللّه . وهذه الأذكار هي : «البسملة» ، «التسبيح» ، «التحميد» ، «التهليل» ، «التكبير» ، «الحوقلة» ، «الاستثناء» ، «الاستعاذة» ، «الاستغفار» و «الصلوات على النبي وأهل بيته صلى الله عليه و آله » .
منهج إعداد الكتاب وتدوينهإنّ منهجنا في البحث والتحقيق والتوثيق في هذه الموسوعة ، يستند إلى العناصر التالية : 1 . إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول اللّه _ صلوات اللّه عليهم أجمعين _ من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، كما قال الإمام عليُّ بن موسى الرضا عليهماالسلام : « إنّا عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ » . (1) وكما قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام : « حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام ، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ قَولُ اللّهِ عز و جل » . (2) فلذا من هذا المنظار كان اعتمادنا في هذا الكتاب على كلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل بيته عليهم السلامعلى حدّ سواء . 2 . لقد بذلنا ما بوسعنا لجمع الروايات المتعلّقة بكلّ موضوع من مختلف المصادر الروائية الشيعية والسنّية ، ثُمَّ عمدنا إلى تصنيفها من خلال المطالعة
.
ص: 9
المباشرة ، وعبر الاستعانة بجهاز الحاسوب الآلي ، وتوزيعها على بطاقاتها الخاصّة ؛ ليصار بعدئذٍ إلى انتخاب أشملها وأوثقها وأقدمها مصدرا ، أمّا بشأن الأدعية الّتي لا تستند إلى أهل البيت عليهم السلام ، فقد أغضينا الطرف عنها ولم نستفد منها إلّا في موارد محدودة . 3 . حاولنا اجتناب تكرار الروايات ، إلّا في الحالات التالية : أ _ عند وجود نكتة مهمّة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات . ب _ إذا كان هناك اختلاف في الألفاظ بين النصوص الحديثية الشيعية والسنّية . ج _ إذا كان نصّ الرواية متعلقا ببابين ، بشرط ألّا يزيد على سطر واحد . 4 . في حال تعدّد النصوص على النحو الّذي بعضها عن النَّبي صلى الله عليه و آله وبعضها عن الأئمّة عليهم السلام يأخذ حديث النَّبي صلى الله عليه و آله موقعه في المتن ، ثُمَّ نحيل إلى عناوين روايات بقيّة أهل البيت عليهم السلام ونوثّق لها في الهامش ، ما عدا إذا انطوت الرواية على عنصر جديد فحينئذٍ تأخذ موقعها في المتن أيضا . 5 . بعد ذكر آيات الباب وما يرتبط بكلّ موضوع ، نذكر الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام على التوالي ، ابتداءً من النَّبي صلى الله عليه و آله وانتهاءً بالإمام المهدي عليه السلام ، إلّا إذا وُجِدَت هناك رواية مفسّرة لآيات الباب ، فهي تقدَّم على سائر الروايات ، أو أن يستلزم التناسب الموضوعي بين النصوص الروائية ترتيبا آخر . 6 . نثبّت في مطلع كلّ رواية اسم النَّبي صلى الله عليه و آله ، أو الإمام الّذي ننقل عنه وحسب ، ما خلا الحالات الّتي ينقل فيها الراوي فعل الإمام ، أو هناك سؤال وجواب ، أو الراوي قد أورد في المتن قولاً لا يدخل ضمن كلام المروي عنه . 7 . بسبب تعدّد ألقاب أهل البيت عليهم السلاموالأسماء الّتي تستعمل في الدلالة عليهم ، بادرنا إلى انتخاب اسم واحد يعبر عن صيغة ثابتة في الدلالة على الإمام ، يجيء في أوّل الرواية .
.
ص: 10
8 . تمَّ تثبيت مصادر الروايات والتوثيق لها في الهوامش ، تبعا لترتيب يقدَّم المصدر الأكثر اعتبارا ، ثُمَّ الّذي يليه بدرجة الاعتبار وهكذا ، ولكن ربّما لم نراعِ هذا الترتيب بعد ذكر المصدر الأوّل لمقتضيات لا تخفى على أهل التحقيق ؛ منها احتراز عدم تكرار ذكر اختلاف المصادر ، ولعدم تكرار الراوي أو المروي عنه أيضا . 9 . عند توفّر المصادر الأوّلية ينقل الحديث منها مباشرةً ، ثُمَّ يضاف إليها في الهامش « بحار الأنوار » في أحاديث الشيعة و « كنز العمّال » في أحاديث أهل السنّة ، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين . 10 . بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا إحالة على مصادر اُخرى اُشير إليها بكلمة : «راجع » ؛ ممّا يعني في نسق هذه المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول ، والنصّ المُحال عليه ، وإن كان للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث . 11 . تأتي الإحالات إلى أبواب اُخرى من هذا الكتاب ، تبعا لوجود الارتباط بينها ، بما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين رواياتها . 12 . تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها ، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم ذلك الفصل أو الباب ، وقد تنهض أحيانا بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات وما يعتورها من غموض . 13 . على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه المنهجية ، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع ، لتوفير ضرب من التوثيق الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم ، ولو من حيث المجموع ، عن طريق دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب ، بالقرائن العقلية والنقلية . 14 . تنبيه هامّ : إنّ من الآداب المهمة في نقل الحديث، هي كيفية نسبة الحديث
.
ص: 11
لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام ، فقد روى الشيخ الكليني رحمه اللهعن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : إذا حَدَّثتُم بِحَديثٍ فَأَسنِدوهُ إلَى الَّذي حَدَّثَكُم ؛ فَإن كانَ حَقّا فَلَكُم وإن كانَ كَذِبا فَعَلَيهِ . (1) على هذا الأساس ، لأجل رعاية الاحتياط ، نوصّي القرّاء الأعزاء الذين يريدون رواية حديثٍ عن هذا الكتاب أو غيره من كتب الحديث، أن لا يُسندوه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام مباشرة، وإنّما يُسندوه لمصدره أوّلاً ثمّ إليهم عليهم السلام ، وبعبارة اُخرى : لا يقولنّ الناقل : «قال النبيّ صلى الله عليه و آله كذا» ، أو : «قال الإمام عليه السلام كذا» ؛ بل يقول : «روي في الكتاب الفلاني عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذا» أو : «روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كذا» .
شكر وتقديرأحمد اللّه المنّان الذي وفّقنا لإعداد هذه المجموعة المباركة ، كما أتقدّم بشكري الخالص إلى جميع الزملاء الأعزاء والفضلاء الكرام في مركز بحوث علوم الحديث والذين أسهموا في إعدادها ، كتابةً ، تقييما ، تحقيقا ، تنقيحا ، ونشرا ، وخاصة الفاضلين المحترمين الشيخ رسول الاُفقي الذي صدر هذا الكتاب بجهوده الميمونة ، والشيخ إحسان سرخئي الذي أعاننا في إعداد نصوصها الأوليّة . أسأل اللّه _ تعالى _ أن يمنّ عليهم بفضله وجوده بالأجر الجزيل . رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليم وَاجعَل ألسِنَتَنا بِذِكرِكَ لَهِجَةً وقُلوبَنا بِحُبِّكَ مُتَيَّمَة محمّدي الرَّيشهرى ¨ 8 / 5 / 1385 4 رجب 1427
.
ص: 12
. .
ص: 13
القِسمُ الأَوَّل:ُ ذكر اللّه ونسيانهالمدخلالفصل الأوّل : الحثّ على ذكر اللّهالفصل الثّاني : خصائص الذّكرالفصل الثّالث : تفسير الذّكرالفصل الرّابع : أقسام الذّكرالفصل الخامس : أسباب الذّكرالفصل السّادس : آفات الذّكرالفصل السّابع : آداب الذّكرالفصل الثّامن : أهمّ مواطن الذّكرالفصل التّاسع : بركات الذّكرالفصل العاشر : مضارّ النّسيان
.
ص: 14
. .
ص: 15
المدخلالذكر؛ لغةً واصطلاحاذكر علماء اللغة معنيين لمادة «ذ ك ر» : أحدهما «الذكر» في مقابل «النسيان» ، والآخر «الذكورة» مقابل «الأُنوثة» . يصرّح ابن فارس في هذا المجال : الذال والكاف والراء أصلان عنهما يتفرّع كلم الباب . المُذكِر : التي ولدت ذكرا . . . . وذكور البقل : ما غلظ منه كالخزامى . . . والأصل الآخر : ذكرت الشيء خلاف نسيته ثم حمل عليه الذّكر باللسان ، ويقولون : اجعله منك على ذُكر _ بضمّ الذّال _ أي لا تنسَهُ . . . (1) . وقال الراغب الأصفهاني في بيان معنى «الذكر» في مقابل النسيان : الذكر : تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه ، والذكر يقال اعتبارا باستحضاره ، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول ، ولذلك قيل الذكر ذكران : ذكر بالقلب وذكر باللسان ، وكل واحد منهما ضربان ، ذكر عن نسيان وذكر
.
ص: 16
لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ . وكل قول يقال له ذكر . (1) إنّ التأمّل في جذور هذه المادة يُظهرُ لنا أنّ الأصل في معناها هو «الذكر» في مقابل «النسيان» وأنّ استعمالها في المعاني الاُخرى لمناسبة هي أنّ لموضع استعمالها خصوصية تستوجب ذكر الإنسان وانتباهه ، فقد قيل للابن «ذَكَرا» و «مذكّرا» لأنّه يستلزم إحياء ذكر أبيه واسمه وبقاءَهما .
«الذكر» في القرآن والسنّةلكلمة «الذكر» في القرآن والسنّة استعمالات كثيرة 2 ، ولكن ما سنبحثه هنا هو «ذكر
.
ص: 17
اللّه _ تعالى _» في مقابل نسيانه أو الغفلة عنه . واستنادا إلى الآيات والروايات التي سنذكرها في هذا القسم ، فإنّ ذكر اللّه يمثل الهدف من جميع العبادات (1) ، والهدف من كل برامج الإسلام التكاملية ، وأفضل أعمال الإنسان الجارحية والجانحية وأكثرها بنّائية كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّه لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ تَعالى ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّهِ . (2) وعلى هذا الأساس فإنّ ذكر اللّه هو العبادة الوحيدة التي لم يعين لها حد في أحكام الدين ؛ بل هي مطلوبة في كل زمان وكل مكان وكلّما زادت كان ذلك أفضل للإنسان كما يقول الإمام الصادق عليه السلام : ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ إلَا الذِّكرَ ؛ فَلَيسَ لَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ، فَرَضَ اللّهُ عز و جلالفَرائِضَ فَمَن أدّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ ، وشَهرَ رَمضانَ فَمَن صامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ ، والحَجَّ فَمَن حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ ، إلَا الذِّكرَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جللَم يَرضَ مِنه بِالقَليلِ ، ولَم يَجعَل لَهُ حَدّا يَنتَهي إلَيهِ. ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (3)
.
ص: 18
فَقالَ : لَم يَجعَلِ اللّهُ عزّوجلّ لَهُ حدّا يَنتهيَ إلَيهِ . قالَ : وكانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وكانَ يَجمَعُنا فَيَأمُرُنا بِالذِّكرِ حتّى تَطلُعَ الشَّمسُ . ويَأمُرُ بِالقِراءَةِ مَن كانَ يَقرأُ مِنّا ومَن كانَ لا يَقرَأُ مِنّا أَمرَهُ بِالذِّكرِ . (1)
معنى الذكرإنّ حقيقة الذكر هي توجه القلب إلى خالق العالم والإحساس بأن العالم في محضر اللّه وأن الإنسان في حضوره . وهذا المعنى لا يتحقق إلّا بشرطين هما المعرفة الحقيقية للّه _ تعالى _ والتوجّه إليه . بعبارة أوضح ، فإن الإنسان ما لم يعرف الخالق الحقيقي للعالم فإنه لا يستطيع أن يذكره ، وعلى هذا الأساس فإن الذين يعبدون شيئا غير المعبود الحقيقي ، فإنّهم لا يذكرونه في الحقيقة ، بل يذكرون ظنونهم : «إِنْ هِىَ إِلَا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَ ءَابَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَ_نٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَا الظَّنَّ وَ مَا تَهْوَى الْأَنفُسُ» . (2) فعندما يعرف الإنسان إلهه الحقيقي ، ويرى نفسه في محضره ، فإنّ أوّل آثار ذكر اللّه _ تعالى _ هو طاعته ولذلك ، فكلما زادت معرفة الإنسان وذكره لخالقه ، ازدادت طاعته له . على هذا ، فإنّ أداء الواجبات الإلهيّة وترك المحرّمات ، هما علامة المعرفة
.
ص: 19
الحقيقية والذكر الحقيقي ، واما الذي يذكر اللّه بلسانه ، ولكن فعله لا ينسجم مع قوله فإنّه يعد غافلاً وناسيا لا ذاكرا ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مَن أطاعَ اللّهَ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ ، وإن قَلَّت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ . ومَن عَصَى اللّهَ فَقَد نَسِيَ اللّهَ ، وإن كَثُرَت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ لِلقُرآنِ . (1) إنَّ هذا التفسير للذكر يوضح لنا أنّ حقيقة الذكر هي التوجه القلبي الصادر عن المعرفة الحقيقية للّه المقترن بالاحساس بالمسؤولية .
أصعب الفرائضإنّ الملاحظة التي تستحقّ التأمّل هيَ أنّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام تعتبر الذكر بالمفهوم الذي ذكرناه أصعب فريضة (2) ، فأداؤها ضروري في كل حال بمعنى أنّ المؤمن يجب أن يربي نفسه بشكل بحيث يصبح الذكر ملكة لديه ، أي أن ينفذ ذكر اللّه بشكل في روحه بحيث يمنعه ذكر اللّه من ارتكاب الذنب الذي يعرض له ، وأنواع الذكر هي مقدمة لحصول هذه الحالة المعنوية .
أنواع الذكريمكن تقسيم الذكر باعتبارات مختلفة فينقسم إلى ذكر اللسان وذكر القلب وذكر النفس وذكر الروح وذكر العقل وذكر المعرفة وذكر السرّ ، كلّ ذلك باعتبار آلته وما يتحقّق به . كما ينقسم إلى «الذكر الخالص» _ وهو ما كان القلب موافقا للسان في الذكر _ و «الذكر الصارف» الذي ينفي ذكر الأغيار ولا يرسخ ذكر اللّه في أعماق
.
ص: 20
القلب . 1 وينقسم أحيانا باعتبار موضع الذكر إلى ذكر اللّه عند أداء الواجبات ، وذكر اللّه عند ترك المحرّمات ، وذكر اللّه عند المصائب ومشاكل الحياة (1) ، وذكر اللّه عند الغضب وذكر اللّه عند الفرح وغير ذلك . وينقسم أحيانا باعتبار اطلاع الآخرين عليه إلى الذكر الجليّ (2) والذكر الخفيّ . (3)
عوامل الذكرإنّ أهم موضوع في هذا القسم هو معرفة أسباب الذكر وعوامل استمراره في الحياة ، وما يمكننا قوله في بيان هذا الموضوع استنادا إلى الكتاب والسنّة هو إنّ أهم عوامل ذكر اللّه واستمراره هي :
1. مكافحة موانع ذكر اللّهإنّ أوّل خطوة لاكتساب الذكر واستمراره هو القضاء على آفات ذكر اللّه ومحاربة موانعه ، واستنادا إلى إرشادات الكتاب والسنّة فإن كل عمل يضعف قدرة
.
ص: 21
التعقّل لدى الإنسان ويشُلُّها _ مثل الانكباب على الدنيا وشرب الخمرة والقمار والملاهي غير المشروعة وطول الأمل والبطنة ، كلُّ ذلكَ يؤدي إلى تسلّط الشيطان على قنوات الإدراك لدى الإنسان ويمنعه من ذكر اللّه . (1)
2. تعزيز معرفة اللّهبعد القضاء على آفات ذكر اللّه ، فإنّ كل خطوة تؤدي إلى تعزيز بنية معرفة اللّه لدى الإنسان ، تساعد على استمرار ذكره ، لأنّ اللّه _ تعالى _ هو الكمال والجمال المطلقان ، لذلك فكلما ازدادت معرفة الإنسان به ازدادت محبّته له ، وكلّما ازداد حبّه له زاد ذكره له . مَن أحَبَّ شَيئا لَهِجَ بِذِكرِهِ . (2) فالعاشق لا يمكنه أن ينسى معشوقه ، لذلك فإنّ حلاوة ذكر المحبوب في مذاق أهل المعرفة أحلى من النوم : سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ (3) المُقَرَّبينَ . (4) كما جاء في الحديث القدسي : كَذِبَ مَن زَعَمَ أنَّهُ يُحِبُّني فَإِذا جَنَّهُ اللَّيلُ نامَ عَنّي ؛ ألَيسَ كُلُّ مُحِبٍّ يُحِبُّ خَلوَةَ حَبيبِهِ ؟! (5)
.
ص: 22
3. ذكر الموتإلى جانب إزالة آفات ذكر اللّه وتعزيز بنية معرفة اللّه ، فإن ذكر الموت وتبعاته من شأنه أن يؤثر في توجه الإنسان أكثر إلى اللّه _ تعالى _ . (1)
4. الدعاء لإلهام الإنسان الذكرإنّ الإلهام من أهم عوامل الذكر ، فإلهام القلب ذكر اللّه ، أكبر نعمة إلهية كما عبر عن ذلك الحديث النبوي : ما مَنَّ اللّهُ تَعالى عَلى عِبادِهِ بِمِثلِ أن يُلهِمَهُم ذِكرَهُ . (2) فقد كان أحد كبار أهل المعرفة يقول : «اسعوا لأن يلهمكم اللّه _ تعالى _ ذكره ، وإلهام الذكر يقترن بجميع لوازمه ، ومنها استمرار الذكر» . ووفقا لتعاليم أهل البيت عليهم السلام فإن الدعاء هو أكثر المساعي تأثيرا للحصول على إلهام الذكر وتذوّق حلاوته ، لذلك فإن أئمة الإسلام يطلبون من اللّه مرارا خلال دعائهم أن يلهمهم ذكره كما ورد ذلك في رواية عن الإمام علي عليه السلام : إلهي ، وألهِمني وَلَها بِذِكرِكَ إلى ذِكرِكَ . (3)
آداب الذكرلذكر اللّه آداب من الضروري الالتزام بها كي يتمتع الإنسان أكثر ببركات الذكر ، وأهم هذه الآداب هي : الطهارة والخشوع والخلوص والتعظيم والنشاط ونسيان الأهواء النفسية والشوق القلبي للقاء اللّه والأهم من كل ذلك تجنّب الذنوب . (4)
.
ص: 23
أهمّ مواضع الذكرإنّ حسن ذكر اللّه لا يقتصر على زمان ومكان وحال معين ، بل إنّ الذكر حسن على كل حال ، مع ذلك فقد ورد تأكيد ذكر اللّه في مواضع وحالات خاصّة فهذا يعني أنّ ذكر اللّه له ضرورة أكبر في هذه الحالات وأنّ آثاره وبركاته أكثر لحياة الإنسان الفردية والإجتماعية ، وهذه المواضع هي : 1 . عند الصباح والمساء 2 . في شهر ذي الحجة حتى اليوم الثالث عشر 3 . في شهر رمضان 4 . يوم الجمعة 5 . عند الحرب 6 . عند الحكم في القضاء والقسمة 7 . عند الصاعقة 8 . حين غفلة الناس 9 . عند الوحدة 10 . عند بدء الكلام 11 . عند الأكل 12 . عند النوم 13 . في جوف الليل 14 . عند النهوض 15 . في المسجد 16 . في مكة 17 . في البيت 18 . في السوق 19 . في السفر 20 . مع كل شخص يذكر اللّه .
آثار الذكر وبركاته فرديا واجتماعياإنّ لذكر اللّه آثارا وبركات غزيرة لحياة الإنسان الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . وقد استعرضنا في الفصل التاسع من هذا القسم خمسة وثلاثين أثرا بارزا من آثار ذكر اللّه يختص سبعةٌ وعشرون منها ببيان آثار ذكر اللّه على النطاق الفردي (1) ، وثمانية آثار لبركات الذكر الجماعي (2) ، ولأهمّية هذا الموضوع ، سوف نتناول بالبحث والدراسة في نهاية هذا القسم آثار الذكر وبركاته وكذلك مضار النسيان بشكل مستقل . (3)
.
ص: 24
. .
ص: 25
الفَصلُ الأَوَّلُ : الحثّ على ذكر اللّه1 / 1الحَثُّ عَلى كَثرَةِ الذِّكرِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (1)
«وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً» . (2)
«فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوةُ فَانتَشِرُواْ فِى الْأَرْضِ وَ ابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَ اذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . (3)
«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَ_ثَةَ أَيَّامٍ إِلَا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (4)
«قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَ يَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَ اجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَ_رُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَ أَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَك
.
ص: 26
كَثِيرًا * وَ نَذْكُرَكَ كَثِيرًا» . (1)
«وَ الشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُ نَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ* إِلَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ وَ ذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُ_لِمُواْ وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ أَىَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» . (2)
«إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ يُخَ_دِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَ_دِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلَوةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَا قَلِيلاً» . (3)
الحديثسنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري :إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُئِلَ : أيُّ العِبادِ أفضَلُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ : «وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» (4) . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ ، فَقَد بَرِئَ مِنَ النِّفاقِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يُكثِر ذِكرَ اللّهِ ، فَقَد بَرِئَ مِنَ الإِيمانِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ عَلَمُ الإِيمانِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النِّفاقِ ، وحِصنٌ مِنَ الشَّيطانِ ، وحِرزٌ مِنَ النّارِ . (8)
.
ص: 27
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا كُتِبَت لَهُ بَراءَتانِ : بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النِّفاقِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :أربَعٌ لا تَصيرُ إلّا لِلعَجَبِ : طولُ الصَّمتِ إلّا مِن خَيرٍ ، وقِلَّةُ الشَّيءِ ، وَالتَّواضُعُ ، وذِكرُ اللّهِ عز و جلكَثيرا ؛ فَإِنَّهُ مَن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا كَتَبَ اللّهُ لهُ تَعالى بَراءَةً مِنَ النّارِ ، وبَراءَةً مِنَ النِّفاقِ . (2)
عنه عليه السلام :أفيضوا في ذِكرِ اللّهِ جَلَّ ذِكرُهُ ؛ فَإِنَّهُ أحسَنُ الذِّكرِ ، وهُوَ أمانٌ مِنَ النِّفاقِ ، وبَراءَةٌ مِنَ النّارِ ، وتَذكيرٌ لِصاحِبِهِ عِندَ كُلِّ خَيرٍ يَقسِمُهُ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ ، ولَهُ دَوِيٌّ تَحتَ العَرشِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عَجَزَ مِنكُم عَنِ اللَّيلِ أن يُكابِدَهُ (4) ، وبَخِلَ بِالمالِ أن يُنفِقَهُ ، وجَبُنَ عَنِ العَدُوِّ أن يُجاهِدَهُ ، فَليُكثِر مِن ذِكرِ اللّهِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ ، أظَلَّهُ اللّهُ في جَنَّتِهِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل ، حَتّى يَقولَ المُنافِقونَ : إنَّكُم مُراؤونَ . (7)
.
ص: 28
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَلَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ ولا أنجى لِعَبدِهِ مِن ذِكرِ اللّهِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)
مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَكثِروا مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قيلَ : وما هِيَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : المِلَّةُ . قيل : وما هِيَ يا رَسولَ اللّهِ؟ . . . . قالَ : التَّكبيرُ ، وَالتَّهليلُ ، وَالتَّسبيحُ ، وَالتَّحميدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
المعجم الكبير عن مربع عن اُمّ أنس _ أنَّها قالَت لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ :يا رَسولَ اللّهِ أوصِني! قالَ : اُهجُرِي المَعاصِيَ فَإِنَّها أفضَلُ الهِجرَةِ ، وحافِظي عَلَى الفَرائِضِ فَإِنَّها أفضَلُ الجِهادِ ، وأكثِري مِن ذِكرِ اللّهِ فَإِنَّكِ لا تَأتينَ (3) اللّهَ بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيهِ مِن كَثرَةِ ذِكرِهِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ يَقبَلُ تَوبَةَ عَبدِهِ ما لَم يُغَرغِر (5) . توبوا إلى رَبِّكُم قَبلَ أن تَموتوا ، وبادِروا بِالأَعمالِ الزّاكِيَةِ قَبلَ أن تُشغَلوا ، وصِلوا الَّذي بَينَكُم وبَينَهُ بِكَثرَةِ ذِكرِكُم إيّاهُ . (6)
.
ص: 29
تهذيب الكمال عن سعيد بن المسيّب :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ، أخبِرني بِجُلَساءِ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ ، قالَ : هُمُ الخائِفونَ ، الخاضِعونَ ، المُتَواضِعونَ ، الذّاكِرونَ اللّهَ كَثيرا . (1)
مسند ابن حنبل عن معاذ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، قال :إنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقالَ : أيُّ المُجاهِدينَ أعظَمُ أجرا ؟ قالَ : أكثَرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . قالَ : فَأَيُّ الصائِمينَ أعظَمُ أجرا؟ قالَ : أكثَرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . ثُمَّ ذَكَرَ لَنَا الصَّلاةَ ، وَالزَّكاةَ ، وَالحَجَّ ، وَالصَّدَقَةَ ، كُلُّ ذلِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أكَثرُهُم للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى ذِكرا . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكُم بِخَيرِ أعمالِكُم لَكُم ، وأرفَعِها في دَرَجاتِكُم ، وأزكاها عِندَ مَليكِكُم ، وخَيرٍ لَكُم مِنَ الدِّينارِ والدِّرهَمِ ، وخَيرٍ لَكُم مِن أن تَلقَوا عَدُوَّكُم فَتَقتُلوهُم ويَقتُلوكُم؟ فَقالوا : بَلى ! فَقالَ : ذِكرُ اللّهِ عز و جل كَثيرا . (3)
عنه عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : مَن خَيرُ أهلِ المَسجِدِ ؟ فَقالَ : أكثَرُهُم للّهِِ ذِكرا . (4)
.
ص: 30
الإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ الجِهادَ الأَكبَرَ جِهادُ النَّفسِ ، فَاشتَغِلوا بِجِهادِ أنفُسِكُم تَسعَدوا ، وَارفُضُوا القالَ وَالقيلَ تَسلَموا ، وأكثِروا ذِكرَ اللّهِ تَغنَموا . (1)
عنه عليه السلام :قَد أبلَغَ اللّهُ عز و جل إلَيكُم بِالوَعدِ ، وفَصَّلَ لَكُمُ القَولَ ، وعَلَّمَكُمُ السُّنَّةَ ، وشَرَحَ لَكُمُ المَناهِجَ ؛ لِيُزيحَ العِلَّةَ ، وحَثَّ عَلَى الذِّكرِ ، ودَلَّ عَلَى النَّجاةِ ، وإنَّهُ مَنِ انتَصَحَ للّهِِ وَاتَّخَذَ قَولَهُ دَليلاً هَداهُ لِلَّتي هِيَ أقوَمُ ، ووَفَّقَهُ لِلرَّشادِ ، وسَدَّدَهُ ويَسَّرَهُ لِلحُسنى ، فَإِنَّ جارَ اللّهِ آمِنٌ مَحفوظٌ ، وعَدُوَّهُ خائِفٌ مَغرورٌ ، فَاحتَرِسوا مِنَ اللّهِ عز و جلبِكَثرَةِ الذِّكرِ . (2)
عنه عليه السلام _ مِن كِتابِهِ إلى مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ _ :فَإِنَّ أحَبَّ إخواني إليَّ أكثَرُهُم للّهِِ ذِكرا ، وأشَدُّهُم مِنهُ خَوفا . وأنَا أرجو أن تَكونَ مِنهُم إن شاءَ اللّهُ . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ أولِياءَ اللّهِ لَأَكثرُ النّاسِ لَهُ ذِكرا ، وأدوَمُهُم لَهُ شُكرا ، وأعظَمُهُم عَلى بَلائِهِ صَبرا . (4)
عنه عليه السلام :إنَّ مِن أحَبِّ عِبادِ اللّهِ إلَيهِ عَبدا أعانَهُ اللّهُ عَلى نَفسِهِ ، فَاستَشعَرَ (5) الحُزنَ ، وتَجَلبَبَ (6) الخَوفَ ، فَزَهَرَ مِصباحُ الهُدى في قَلبِهِ ، وأعَدَّ القِرى لِيَومِهِ النّازِلِ بِهِ ،
.
ص: 31
فَقَرَّبَ عَلى نَفسِهِ البَعيدَ ، وهَوَّنَ الشَّديدَ ، نَظَرَ فَأَبصَرَ ، وذَكَرَ فَاستَكثَرَ . (1)
عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _ :اللّهُمَّ اجعَلني مِمَّن يُكثِرُ ذِكرَكَ ، ويُتابِعُ شُكرَكَ ، ويَلزَمُ عِبادَتَكَ . (2)
عنه عليه السلام _ في صِفَةِ المُؤمنِ _ :خاشِعا قَلبُهُ ، ذاكِرا رَبَّهُ . . . مُحكَما أمرُهُ ، كَثيرا ذِكرُهُ . (3)
عنه عليه السلام :المُؤمِنُ . . . وَقورٌ ذَكورٌ . (4)
عنه عليه السلام _ مِمّا كانَ يوصي بِهِ أصحابَهُ _ :اُوصيكُم بِالخَشيَةِ مِنَ اللّهِ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . . . وَليَكُن نَظَرُكُم عِبَرا ، وصَمتُكُم فِكرا ، وقَولُكُم ذِكرا . (5)
الإمام الباقر عليه السلام _ في ذِكرِ صِفاتِ شيعَةِ أهلِ البَيتِ عليهم السلام _ :ما كانوا يُعرَفونَ . . . إلّا بِالتَّواضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالأَمانَةِ ، وكَثرَةِ ذِكرِ اللّهِ . (6)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :أكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَب
.
ص: 32
إلَى اللّهِ عز و جل مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام _ لَمّا قيلَ لَهُ مَن أكرَمُ الخَلقِ عَلَى اللّهِ ؟ _ :أكثَرُهُم ذِكرا للّهِِ ، وأعمَلُهُم بِطاعَتِهِ . (2)
الكافي عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ إلَا الذِّكرَ ؛ فَلَيسَ لَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ، فَرَضَ اللّهُ عز و جل الفَرائِضَ فَمَن أدّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ ، وشَهرَ رَمضانَ فَمَن صامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ ، والحَجَّ فَمَن حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ ، إلَا الذِّكرَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل لَم يَرضَ مِنه بِالقَليلِ ، ولَم يَجعَل لَهُ حَدّا يَنتَهي إلَيهِ. ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» (3) . فَقالَ : لَم يَجعَلِ اللّهُ عز و جل لَهُ حَدّا يَنتَهي إِلَيهِ . قالَ : وكانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحَدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وكانَ يَجمَعُنا فَيَأمُرُنا بِالذِّكرِ حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ . ويَأمُرُ بِالقِراءَةِ مَن كانَ يَقرَأُ مِنّا ومَن كانَ لا يَقرَأُ مِنّا أَمَرَهُ بِالذِّكرِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :أنصِفِ النّاسَ مِن نَفسِكَ ، وواسِهِم في مالِكَ ، وَارضَ لَهُم بِما تَرضى لِنَفسِكَ ، وَاذكُرِ اللّهَ كَثيرا ، وإيّاكَ وَالكَسَلَ والضَّجَرَ . (5)
.
ص: 33
عنه عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل لِموسى عليه السلام : اِجعَل لِسانَكَ مِن وَراءِ قَلبِكَ تَسلَم ، وأكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ . (1)
الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى ، فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : يا موسى . . . أكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ تَغنَم . (2)
إرشاد القلوب :كانَ مِمّا ناجى بِهِ الباري تَعالى داوودَ عليه السلام : . . . يا داوودُ! إذا جَنَّ عَلَيكَ اللَّيلُ فَانظُر إلَى ارتِفاعِ النُّجومِ فِي السَّماءِ ، وسَبِّحني وأكثِر مِن ذِكري ، حَتّى أذكُرَكَ . (3)
راجع : ج 1 ص 69 (من يعدّ كثير الذكر) . ج 1 ص 61 (أفضل الأعمال) .
1 / 2الحَثُّ عَلى ذِكرِ اللّهِ في كُلِّ حالٍالكتاب«إِنَّ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَ_فِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَايَ_تٍ لِّأُوْلِى الْأَلْبَ_بِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَ_ذَا بَ_طِلاً سُبْحَ_نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» . (4)
.
ص: 34
«فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَوةَ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَ_بًا مَّوْقُوتًا» . (1)
الحديثمعاني الأخبار عن أبي بصير :سَأَلتُ أَبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» (2) ، قالَ : يُطاعُ فَلا يُعصى ، ويُذكَرُ فَلا يُنسى ، ويُشكَرُ فَلا يُكفَرُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَأَلَ مُوسى عليه السلام رَبَّهُ . . . قالَ : يا رَبِّ ، أيُّ عِبادِكَ أتقى ؟ قالَ : الَّذي يَذكُرُ ولا يَنسى . (4)
عدّة الداعي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ لا يُصيبُهُنَّ إلّا مؤمِنٌ : الصَّمتُ ؛ وهُوَ أوَّلُ العِبادَةِ ، وَالتَّواضُعُ للّهِِ سُبحانَهُ وتَعالى ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وقِلَّةُ الشَّيءِ _ يَعني قِلَّةَ المالِ _ . (5)
تاريخ الطبري عن ابن عبّاس :سَأَلَ موسى عليه السلام رَبَّهُ عز و جل فَقالَ : أي رَبِّ ، أيُّ عِبادِكَ أحَبُّ إلَيكَ ؟ قالَ : الَّذي يَذكُرُني ولا يَنساني . (6)
الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمدُ ،
.
ص: 35
إن أحبَبتَ أن تَكونَ أورَعَ النّاسِ فَازهَد فِي الدُّنيا وَارغَب فِي الآخِرَةِ . فَقالَ : إلهي ، كَيفَ أزهَدُ فِي الدُّنيا؟ فَقالَ : خُذ مِنَ الدُّنيا حَفنا مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ وَاللِّباسِ ، ولا تَدَّخِر لِغَدٍ ، ودُم عَلى ذِكري . قالَ اللّهُ عز و جل : . . . يا أحمَدُ ، هَل تَدري أيُّ عَيشٍ أهنَأُ وأيُّ حَياةٍ أبقى ؟ قالَ : اللّهُمَّ لا . قالَ : أمَّا العَيشُ الهَنِيءُ فَهُوَ الَّذي لا يَفتُرُ صاحِبُهُ عَن ذِكري ، ولا يَنسى نِعمَتي ، ولا يَجهَلُ حَقّي ، يَطلُبُ رِضايَ لَيلَهُ ونَهارَهُ . (1)
عنه عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _ :كُن للّهِِ ذاكِرا عَلى كُلِّ حالٍ . (2)
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِلُزومِ الحَلالِ ، وحُسنِ البِرِّ بِالعِيالِ ، وذِكرِ اللّهِ في كُلِّ حالٍ . (3)
عنه عليه السلام :المُؤمِنُ دائِمُ الذِّكرِ ، كَثيرُ الفِكرِ ، عَلَى النَّعماءِ شاكِرٌ ، وفِي البَلاءِ صابِرٌ . (4)
عنه عليه السلام :بِدَوامِ ذِكرِ اللّهِ تَنجابُ (5) الغَفلَةُ . (6)
عنه عليه السلام :مُداوَمَةُ الذِّكرِ خُلصانُ الأَولِياءِ (7) . (8)
.
ص: 36
عنه عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _ :يا كُمَيلُ ، إنَّ ذُنوبَكَ أكثَرُ مِن حَسَناتِكَ ، وغَفلَتَكَ أكثَرُ مِن ذِكرِكَ ، ونِعَمَ اللّهِ عَلَيكَ أكثَرُ مِن عَمَلِكَ . يا كُمَيلُ ، إنَّكَ لا تَخلو مِن نِعَمِ اللّهِ عِندَكَ وعافِيَتِهِ إيّاكَ ، فَلا تَخلُ مِن تَحميدِهِ ، وتَمجيدِهِ ، وتَسبيحِهِ ، وتَقديسِهِ ، وشُكرِهِ ، وذِكرِهِ عَلى كُلِّ حالٍ . (1)
عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بدُعاءِ كُمَيلٍ _ :يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أسأَ لُكَ بِحَقِّكَ وقُدسِكَ ، وأعظَمِ صِفاتِكَ وأسمائِكَ ، أن تَجعَلَ أوقاتي مِنَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِذِكرِكَ مَعمورَةً ، وبِخِدمَتِكَ مَوصولَةً ، وأعمالي عِندَك مَقبولَةً ، حَتّى تَكونَ أعمالي وأورادي كُلُّها وِردا واحِدا ، وحالي في خِدمَتِكَ سَرمَدا . يا سَيِّدي يا مَن عَلَيهِ مُعَوَّلي ، يا مَن إلَيهِ شَكَوتُ أحوالي ، يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشدُد عَلَى العَزيمَةِ جَوانِحي ، وهَب لِيَ الجِدَّ في خَشيَتِكَ ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدمَتِكَ ، حَتّى أسرَحَ إلَيكَ في مَيادينِ السّابِقينَ ، واُسرِعَ إلَيكَ فِي البارِزينَ ، وأَشتاقَ إلى قُربِكَ فِي المُشتاقينَ ، وأَدنُوَ مِنكَ دُنُوَّ المُخلِصينَ ، وأَخافَكَ مَخافَةَ الموقِنينَ ، وأجتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ المُؤمِنينَ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِيَكُن أحَدُكُم رَطبا مِن ذِكرِ رَبِّهِ ، فَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ . (3)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن بسر :أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أعرابِيّانِ ، فَقالَ أحَدُهُما : مَن خَيرُ الرِّجالِ يا مُحَمَّدُ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : مَن طالَ عُمرُهُ، وحَسُنَ عَمَلُهُ . وقالَ الآخَرُ : إنَّ شَرائِعَ الإسلامِ قَد كَثُرَت عَلَينا ، فَبابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامِعٌ .
.
ص: 37
قالَ : لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (1)
كنز العمّال عن معاذ :آخِرُ كَلامٍ فارَقتُ عَلَيهِ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ العَمَلِ خَيرٌ وأقرَبُ إلَى اللّهِ؟ قالَ : أن تُمسِيَ وتُصِبحَ ولِسانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (2)
الزهد عن عبد اللّه بن بسر :قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ! أيُّ العَمَلِ أفضَلُ؟ قالَ : لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَرَرتُ لَيلَةَ اُسرِيَ بي بِرَجُلٍ مَغيبٍ في نورِ العَرشِ ؛ فَقُلتُ : مَن هذا! مَلَكٌ؟ قيلَ : لا ، قُلتُ : نَبِيٌّ؟ قيلَ : لا ، قُلتُ : مَن هُوَ؟ قالَ : هذا رَجُلٌ كانَ فِي الدُّنيا لِسانُهُ رَطبا مِن ذِكرِ اللّهِ ، وقَلبُهُ مُعَلَّقا بِالمَساجِدِ ، ولَم يَستَسِبَّ (4) لِوالِدَيهِ قَطُّ . (5)
صحيح ابن حبّان عن معاذ بن جبل :سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّ الأَعمالِ أحَبُّ إلَى اللّهِ ؟ قالَ : أن تَموتَ ولِسانُكَ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ . (6)
.
ص: 38
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الَّذينَ لا تَزالُ ألسِنَتُهُم رَطبَةً مِن ذِكرِ اللّهِ ، يَدخُلُ أحَدُهُمُ الجَنَّةَ وهَوُ يَضحَكُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَنزِل بِأَحَدِكُمُ المَوتُ إلّا وفُوهُ رَطبٌ مِن ذِكرِ اللّهِ ، لا يَخلُوَنَّ قَلبُ أحَدِكُم أبَدا مِن ذِكرِ اللّهِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :أفضَلُ الأَعمالِ أن تَموتَ ولِسانُكَ رَطبٌ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (3)
عنه عليه السلام :لِسانُ البَرِّ مُستَهتَرٌ (4) بِدَوامِ الذِّكرِ . (5)
عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :مُخُّ الإيمانِ التَّقوى وَالوَرَعُ ، وهُما مِن أفعالِ القُلوبِ ، وأَحسَنُ أفعالِ الجَوارِحِ ألّا تَزالَ مالِئا فاكَ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (6)
عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ يُسَبِّحونَ لَكَ آناءَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ لا يَفتُرونَ . (7) اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ لا يَمَلّونَ ذِكرَكَ، ولا يَسأَمونَ عَن عِبادَتِكَ، ويُسَبِّحون
.
ص: 39
لَكَ ولَكَ يَسجُدونَ . اللّهُمَّ وَاجعَلني مِنَ الَّذينَ يَذكُرونَكَ قِياما وقُعودا وعَلى جُنوبِهِم . (1)
الزهد عن عبد اللّه بن سلام :إِنَّ مُوسى صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ قالَ لِرَبِّهِ عز و جل : يا رَبِّ! مَا الشُّكرُ الَّذِي يَنبَغي لَكَ ؟ قال : يا مُوسى ! لا يَزالُ لِسانُكَ رَطبا مِن ذِكري . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :إِنَّ أَبناءَ الآخِرَةِ . . . لا يَمَلّونَ مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :أَفضَلُ الوَصايا وأَلزَمُها أن لا تَنسى رَبَّكَ، وأَن تَذكُرَهُ دائِما ، ولا تَعصِيَهُ، وتَعبُدَهُ قاعِدا وقائِما ، ولا تَغتَرَّ بِنِعمَتِهِ ، وَاشكُرهُ أبَدا . (4)
1 / 3الحَثُّ عَلى ذِكرِ اللّهِ في كُلِّ مَكانٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ حَيثُما كُنتَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِمَعاذِ بنِ جَبَلٍ _ :اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ ، وصِدقِ الحَديثِ ، وَالوَفاءِ بِالعَهدِ . . . وَاذكُر رَبَّكَ عِندَ كُلِّ شَجَرٍ وحَجَرٍ . (6)
.
ص: 40
عنه صلى الله عليه و آله _ لِمِخنَفِ بنِ يَزيدٍ _ :يا مِخنَفُ . . . اُذكُرِ اللّهَ عِندَ كُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ (1) ، يَشهَدُ لَكَ يَومَ القِيامَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :يا أبا بَكرٍ ، إذا رَأَيتَ النّاسَ يُسارِعونَ فِي الدُّنيا فَعَلَيكَ بِالآخِرَةِ ، وَاذكُرِ اللّهَ عِندَ كُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ يَدعوكَ (3) إذا ذَكَرتَهُ ، ولا تُحَقِّرَنَّ أحَدا مِنَ المُسلِمينَ ؛ فَإِنَّ صَغِيرَ المُسلِمينَ عِندَ اللّهِ كَبيرٌ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :اُذكُرُوا اللّهَ في كُلِّ مَكانٍ فَإِنَّهُ مَعَكُم . (5)
لقمان عليه السلام _ لِابنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ _ :يا بُنَيَّ ، أقِلَّ الكَلامَ ، وَاذكُرِ اللّهَ عز و جل في كُلِّ مَكانٍ ؛ فَإِنَّهُ قَد أنذَرَكَ ، وحَذَّرَكَ ، وبَصَّرَكَ ، وعَلَّمَكَ . (6)
1 / 4ذِكرُ اللّهِ حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍالإمام الباقر عليه السلام :مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ الَّتي لَم تُغَيَّر أنَّ موسى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقالَ : إلهي إنَّهُ يَأتي عَلَيَّ مَجالِسُ اُعِزُّكَ واُجِلُّكَ أن أذكُرَكَ فيها!
.
ص: 41
فَقالَ : يا موسى ، إنَّ ذِكري حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍ . (1)
عنه عليه السلام _ لِمُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ _ :يا مُحَمَّدَ بنَ مُسلِمٍ ، لا تَدَعَنَّ ذِكرَ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ولَو سَمِعتَ المُنادِيَ يُنادي بِالأَذانِ وأنتَ عَلَى الخَلاءِ ، فَاذكُرِ اللّهَ عز و جل وقُل كَما يَقولُ المُؤَذِّنُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لا بَأسَ بِذِكرِ اللّهِ وأنتَ تَبولُ ؛ فَإِنَّ ذِكرَ اللّهِ عز و جل حَسَنٌ عَلى كُلِّ حالٍ ، فَلا تَسأَم مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)
تهذيب الأحكام عن زرارة ومحمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ : الحائِضُ وَالجُنُبُ يَقرَآنِ شَيئا؟ قالَ : نَعَم ، ما شاءا إلَا السَّجدَةَ ، ويَذكُرانِ اللّهَ تَعالى عَلى كُلِّ حالٍ . (4)
راجع : ج 1 ص 33 (الحث على ذكر اللّه في كلّ حال) .
1 / 5فَضلُ الذّاكِرِالكتاب«إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَ_تِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ الْقَ_نِتِينَ وَ الْقَ_نِتَ_تِ وَ الصَّ_دِقِين
.
ص: 42
وَ الصَّ_دِقَ_تِ وَ الصَّ_بِرِينَ وَالصَّ_بِرَ تِ وَ الْخَ_شِعِينَ وَ الْخَ_شِعَ_تِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَ_تِ وَ الصَّ_ئمِينَ وَالصَّ_ئمَ_تِ وَ الْحَ_فِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَ_فِظَ_تِ وَ الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِيمًا» . (1)
«الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِأَبي رَزينٍ _ :يا أبا رَزينٍ ، إذا خَلَوتَ فَحَرِّك لِسانَكَ بِذِكرِ اللّهِ عز و جل ، فَإِنَّكَ لا تَزالُ في صَلاةٍ ما ذَكَرتَ رَبَّكَ ؛ إن كُنتَ في عَلانِيَةٍ فَكَصَلاةِ العَلانِيَةِ ، وإن كُنتَ خالِيا فَكَصَلاةِ الخَلوَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَزالُ مُصَلِّيا قانِتا ما ذَكَرتَ اللّهَ قائِما وقاعِدا ، أو في سوقِكَ ، أو في ناديكَ (4) ، أو حَيثُ كُنتَ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :لا يَزالُ المُؤمِنُ في صَلاةٍ ما كانَ في ذِكرِ اللّهِ عز و جل ؛ قائِما كانَ أو جالِسا أو مُضطَجِعا ، إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَ_مًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَ_ذَا بَ_طِلاً سُبْحَ_نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (6) . (7)
.
ص: 43
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : عَبدي ، أنَا عِندَ ظَنِّكَ بي ، وأنَا مَعَكَ إذا ذَكَرتَني . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : أنَا مَعَ عَبدي إذا هُوَ ذَكَرَني وتَحَرَّكَت بي شَفَتاهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَكتوبٌ فِي التَّوراةِ الَّتي لَم تُغَيَّر أنَّ موسى عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقالَ : يا رَبِّ ، أقَريبٌ أنتَ مِنّي فَاُناجِيَكَ ، أم بَعيدٌ فَاُنادِيَكَ ؟ فَأَوحى إلَيهِ : يا موسى ، أنَا جَليسُ مَن ذَكَرَني . فَقالَ موسى : فَمَن في سِترِكَ يَومَ لا سِترَ إلّا سِترُكَ؟ فَقالَ : الَّذينَ يَذكُروني فَأَذكُرُهُم ، ويَتَحابّونَ فِيَّ فَاُحِبُّهُم ، فَاُولئِكَ الَّذينَ إذا أرَدتُ أن اُصيبَ أهلَ الأَرضِ بِسوءٍ ذَكَرتُهُم فَدَفَعتُ عَنهُم بِهِم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام لَمّا ناجى رَبَّهُ قالَ : يا رَبِّ أبَعيدٌ أنتَ مِنّي فَاُنادِيَكَ ، أم قَريبٌ فاُناجِيَكَ ؟ فَأَوحَى اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ إلَيهِ : أنَا جَليسُ مَن ذَكَرَني . فَقالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ إنّي أكونُ في حالٍ اُجِلُّكَ أن أذكُرَكَ فيها ! فَقالَ : يا موسى ، اُذكُرني عَلى كُلِّ حالٍ . (4)
.
ص: 44
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، أقَريبٌ أنتَ [ فَ_ ] اُناجِيَكَ ، أم بَعيدٌ [ فَ_ ] (1) اُنادِيَكَ؟ فَإِنّي اُحِسُّ حِسَّ صَوتِكَ ولا أراكَ! فَأَينَ أنتَ؟ فَقالَ اللّهُ : خَلفَكَ ، وأَمامَكَ ، وعَن يَمينِكِ ، وعَن شِمالِكَ . يا موسى ! إنّي جَليسُ عَبدي حينَ يَذكُرُني ، وأَنَا مَعَهُ إذا دَعاني . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَعالى : يَابنَ آدَمَ ، إنَّكَ إذا ما ذَكَرتَني شَكَرتَني ، وإذا نَسيتَني كَفَرتَني . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَهُ فَقَد شَكَرَهُ ، ومَن كَتَمَهُ فَقَد كَفَرَهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقومُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرضِ يُريدُ الصَّلاةَ ، إلّا تَزَخرَفَت لَهُ الأَرضُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن صَباحٍ ولا رَواحٍ (6) إلّا وبِقاعُ الأَرضِ يُنادي بَعضُها بَعضا : يا جارَةُ ، هَل مَرَّ بِكِ اليَومَ ذاكِرٌ للّهِِ تَعالى ، أو عَبدٌ وَضَعَ جَبهَتَهُ عَلَيكِ ساجِدا للّهِِ؟ فَمِن قائِلَةٍ : لا ، ومِن قائِلَةٍ : نَعَم .
.
ص: 45
فَإِذا قالَت : نَعَم ، اِهتَزَّت وَانشَرَحَت ، وتَرى أنَّ لَها فَضلاً عَلى جارَتِها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلامَةُ حُبِّ اللّهِ حُبُّ ذِكرِ اللّهِ ، وعَلامَةُ بُغضِ اللّهِ بُغضُ ذِكرِ اللّهِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ _ سُبحانَهُ _ مُجالِسُهُ . (3)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ قُوتُ النُّفوسِ ، ومُجالَسَةُ المَحبوبِ . (4)
عدّة الداعي عنهم عليهم السلام :إنَّ فِي الجَنَّةِ قِيعانا (5) ، فَإِذا أخَذَ الذّاكرُ فِي الذِّكرِ أخَذَتِ المَلائِكَهُ في غَرسِ الأَشجارِ ، فَرُبَّما وَقَفَ بَعضُ المَلائِكَةِ ، فَيُقالُ لَهُ : لِمَ وَقَفتَ؟ فيقول : إنَّ صاحِبي قَد فَتَرَ _ يَعني عَنِ الذِّكرِ _ . (6)
إحياء علوم الدين :في أخبارِ داوودَ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَعالى قالَ : يا داوودُ ، أبلِغ أهلَ أرضي أنّي حَبيبٌ لِمَن أحَبَّني ، وجَليسٌ لِمَن جالَسَني ، ومُؤنِسٌ لِمَن أنِسَ بِذِكري ، وصاحِبٌ لِمَن صاحَبَني ، ومُختارٌ لِمَنِ اختارَني ، ومُطيعٌ لِمَن أطاعَني . (7)
شُعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ، أيُّ النّاسِ أعظَمُ دَرَجَةً ؟ قالَ :
.
ص: 46
الذّاكِرينَ اللّهَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ مِنَ الفائِزينَ . (2)
عنه عليه السلام :أهلُ الذِّكرِ ، أهلُ اللّهِ وخاصَّتُهُ . (3)
إرشاد القلوب :قالَ سُبحانَهُ في بَعضِ كُتُبِهِ : أهلُ ذِكري في ضِيافَتي . (4)
الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا مُحَمَّدُ ! وَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَحابّينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَعاطِفينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَواصِلينَ فِيَّ ، ووَجَبَت مَحَبَّتي لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيَّ . . . نَعيمُهُم فِي الدُّنيا ذِكري ومَحَبَّتي ورِضائي عَنهُم . (5)
مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ الرَّبُّ عز و جل : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أهلُ الكَرَمِ . فَقيلَ : ومَن أهلُ الكَرَمِ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : أهلُ الذِّكرِفِي المَساجِدِ . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خِيارُ اُمَّتي فيما أنبَأَنِيَ المَلَأُ الأَعلى : قَومٌ يَضحَكونَ جَهرا في سَعَةِ رَحمَةِ رَبِّهِم عز و جل ، ويَبكونَ سِرّا مِن خَوفِ شِدَّةِ عَذابِ رَبِّهِم عز و جل ، يَذكُرونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ فِي البُيوتِ الطَّيِّبَةِ المَساجِدِ ، ويَدعونَهُ بِأَلسِنَتِهِم رَغَبا ورَهَبا . (7)
.
ص: 47
الإمام عليّ عليه السلام _ في وَصفِ المُتَّقينَ _ :فَمِن عَلامَةِ أحَدِهِم أنَّك تَرى لَهُ قُوَّةً في دينٍ . . . يَعمَلُ الأَعمالَ الصّالِحَةَ وهُوَ عَلى وَجَلٍ ، يُمسي وهَمُّهُ الشُّكرُ ، ويُصبِحُ وهَمُّهُ الذِّكرُ . . . . إن كانَ فِي الغافِلينَ كُتِبَ فِي الذّاكرينَ ، وإن كانَ فِي الذّاكِرينَ لَم يُكتَب مِنَ الغافِلينَ . (1)
عنه عليه السلام _ في وَصفِ شيعَتِهِ _ :صُفرُ الوُجوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ ، عُمشُ (2) العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ مِنَ الذِّكرِ . (3)
عنه عليه السلام :المُؤمِنُ . . . حَيٌّ قَلبُهُ ، ذاكِرٌ لِسانُهُ . (4)
عنه عليه السلام _ في وَصفِ مَن هُوَ مِن شيعَتِهِ _ :يُصبِحُ وشُغلُهُ الذِّكرُ ، ويُمسي وهَمُّهُ الشُّكرُ . . . خاشِعا قَلبُهُ ، ذاكِرا رَبَّهُ . . . بَيِّنا صَبرُهُ ، كَثيرا ذِكرُهُ . (5)
عنه عليه السلام :طوبى لِنَفسٍ أدَّت إلى رَبِّها فَرضَها ، وعَرَكَت بِجَنبِها بُؤسَها (6) ، وهَجَرَت فِي اللَّيلِ غُمضَها (7) . . . في مَعشَرٍ أسهَرَ عُيونَهُم خَوفُ مَعادِهِم ، وتَجافَت عَن مَضاجِعِهِم
.
ص: 48
جُنوبُهُم ، وهَمهَمَت بِذِكرِ رَبِّهِم شِفاهُهُم ، وتَقَشَّعَت (1) بِطُولِ استِغفارِهِم ذُنوبُهُم ، «أُوْلَ_ئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (2) . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ أبناءَ الآخِرَةِ هُمُ المُؤمِنونَ ، العامِلونَ ، الزّاهِدونَ ، أهلُ العِلمِ وَالفِقهِ ، وأهلُ فِكرَةٍ وَاعتِبارٍ وَاختِبارٍ ، لا يَمَلّون مِن ذِكرِ اللّهِ . (4)
عنه عليه السلام :الآخِرَةُ دارُ قَرارٍ ، وَالدُّنيا دارُ فَناءٍ وزَوالٍ ، ولكِنَّ أهلَ الدُّنيا أهلُ غَفلَةٍ ، وكَأَنَّ المُؤمِنينَ هُمُ الفُقَهاءُ ؛ أهلُ فِكرَةٍ وعِبرَةٍ ، لَم يُصِمَّهُم عَن ذِكرِ اللّهِ جَلَّ اسمُهُ ما سَمِعوا بِآذانِهِم ، ولَم يُعمِهِم عَن ذِكرِ اللّهِ ما رَأَوا مِنَ الزِّينَةِ بِأَعيُنِهِم ، فَفازوا بِثَوابِ الآخِرَةِ ، كَما فازوا بِذلِكَ العِلمِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :اِتَّقوا اللّهَ _ عِبادَ اللّهِ _ تَقِيَّةَ ذي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلبَهُ ، وأَنصَبَ (6) الخَوفُ بَدَنَهُ ، وأسهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَومِهِ (7) ، وأظمَأَ الرَّجاءُ هَواجِرَ (8) يَومِهِ ، وظَلَفَ الزُّهدُ شَهَواتِهِ (9) ، وأوجَفَ الذِّكرُ بِلِسانِهِ (10) . (11)
.
ص: 49
الإمام زين العابدين عليه السلام :قالَ موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام : يا رَبِّ ، مَن أهلُكَ الَّذينَ تُظِلُّهُم في ظِلِّ عَرشِكَ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّكَ ؟ قالَ : فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ : الطّاهِرَةُ قُلوبُهُم ، وَالتَّرِبَةُ (1) أيديهِم ، الَّذينَ يَذكُرونَ جَلالي إذا ذَكَروا رَبَّهُم . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن صَمَتَ إلّا مِن ذِكرِ اللّهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام _ مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ أبا بَصيرٍ _ :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ قَولَ التَّوّابينَ وعَمَلَهُم . . . وعَمَلَ الذّاكِرينَ ويَقينَهُم . (4)
مستدرك الوسائل عن لبّ اللباب :قالَ موسى عليه السلام : إلهي مَن أهلُكَ؟ قالَ : المُتَحابّونَ فِي الدِّينِ ؛ يَعمُرونَ مَساجِدي، ويَستَغِفرونَ بِالأَسحارِ ، الَّذينَ إذا ذُكِرتُ ذَكَروا ، وَالَّذينَ يُنيبونَ (5) إلى ذِكري كَما تُنيبُ النُّسورُ إلى أوكارِها ، وَالَّذينَ إذَا استُحِلَّت مَحارِمي غَضِبوا . (6)
راجع : ج 1 ص 145 (بركات الذكر / نزول الملائكة) .
.
ص: 50
1 / 6رِجالُ الذِّكرِالكتاب«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَ_رُ» . (1)
الحديثحلية الأولياء عن عقبة بن عامر :كُنّا نَتَناوَبُ الرِّعيَةَ ، فَلَمّا كانَ نَوبَتي سَرَحتُ (2) إبِلي فَجِئتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ يَخطُبُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : يُجمَعُ النّاسُ في صَعيدٍ واحِدٍ ، يَنفُذُهُمُ (3) البَصَرُ ويُسمِعُهُمُ الدّاعي ، ثُمَّ ينادي مُنادٍ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ لِمَنِ العِزُّ وَالكَرَمُ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الَّذينَ كانَت «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَ طَمَعًا» (4) الآيَةَ . ثُمَّ يُنادي : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ لِمَنِ العِزُّ وَالكَرَمُ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الَّذينَ كانَت «لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . ثُمَّ يَقولُ : أينَ الحَمّادونَ الَّذينَ كانوا يَحمَدون اللّهَ ؟ (5)
.
ص: 51
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كَلامٍ قالَهُ عِندَ تِلاوَتِهِ : «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ : إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ (1) ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ (2) ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ. وما بَرِحَ للّهِِ _عَزَّت آلاؤُهُ _ فِي البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ ، وفي أزمانِ الفَتَراتِ (3) ، عِبادٌ ناجاهُم في فِكرِهِم ، وكَلَّمَهُم في ذاتِ عُقولِهِم ، فَاستَصبَحوا بِنورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبصارِ وَالأَسماعِ وَالأَفئِدَةِ ، يُذَكِّرونَ بِأَيّامِ اللّهِ ، ويُخَوِّفونَ مَقامَهُ ، بِمَنزِلَةِ الأَدِلَّةِ فِي الفَلَواتِ (4) ، مَن أخَذَ القَصدَ (5) حَمِدوا إلَيهِ طَريقَهُ ، وبَشَّروهُ بِالنَّجاةِ ، ومَن أخَذَ يَمينا وشِمالاً ذَمُّوا إلَيهِ الطَّريقَ ، وحَذَّروهُ مِنَ الهَلَكَةِ ، وكانوا كَذلِكَ مَصابِيحَ تِلكَ الظُّلُماتِ ، وأَدِلَّةَ تِلكَ الشُّبُهاتِ . وإنَّ لِلذِّكرِ لَأَهلاً، أخَذوهُ مِنَ الدُّنيا بَدَلاً ، فَلَم تَشغَلهُم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَنهُ ، يَقطَعونَ بِهِ أيّامَ الحَياةِ ، ويَهتِفونَ بِالزَّواجِرِ عَن مَحارِمِ اللّهِ في أسماعِ الغافِلينَ ، ويَأمُرونَ بِالقِسطِ ويَأتَمِرونَ بِهِ ، ويَنهَونَ عَنِ المُنكَر ويَتَناهَونَ عَنهُ ، فَكَأَنّما قَطَعوا الدُّنيا إلَى الآخِرَةِ وهُم فيها ، فَشاهَدوا ما وَراءَ ذلِكَ ، فَكَأَنَّمَا اطَّلَعوا غُيوبَ أهلِ البَرزَخِ في طُولِ الإِقامَةِ فيهِ ، وحَقَّقَتِ القِيامَةُ عَلَيهِم عِداتِها ، فَكَشَفوا غِطاءَ ذلِكَ لِأَهلِ الدُّنيا ، حَتّى كَأَنَّهُم يَرَونَ ما لا يَرَى النّاسُ ، ويَسمَعونَ ما لا يَسمَعونَ .
.
ص: 52
فَلَو مَثَّلتَهُم لِعَقلِكَ _ في مَقاوِمِهِمُ (1) المَحمودَةِ ، ومَجالِسِهِمُ المَشهودَةِ ، وقَد نَشَروا دَواوينَ أعمالِهِم ، وفَرَغوا لِمُحاسَبَةِ أنفُسِهِم عَلى كُلِّ صَغيرَةٍ وكَبيرَةٍ اُمِروا بها فَقَصَّروا عَنها ، أو نُهوا عَنها فَفَرَّطوا فيها ، وحَمَّلوا ثِقَلَ أوزارِهِم ظُهورَهُم ، فَضَعُفوا عَنِ الاِستِقلالِ بِها ، فَنَشَجوا (2) نَشيجا ، وتَجاوَبوا نَحيبا ، يَعِجّونَ إلى رَبِّهِم مِن مَقامِ نَدَمٍ وَاعتِرافٍ _ لَرَأَيتَ أعلامَ هُدىً ، ومَصابيحَ دُجىً ، قَد حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ ، وتَنَزَّلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وفُتِحَت لَهُم أبوابُ السَّماءِ ، واُعِدَّت لَهُم مَقاعِدُ الكَراماتِ ، في مَقعَدٍ اطَّلَعَ اللّهُ عَلَيهِم فيهِ ، فَرَضِيَ سَعيَهُم ، وحَمِدَ مَقامَهُم . يَتَنَسَّمونَ (3) بِدُعائِهِ رَوحَ (4) التَّجاوُزِ . رَهائِنُ فاقَةٍ إلى فَضلِهِ ، واُسارى ذِلَّةٍ لِعَظَمَتِهِ . جَرَحَ طُولُ الأَسى قُلوبَهُم ، وطُولُ البُكاءِ عُيونَهُم . لِكُلِّ بابِ رَغبَةٍ إلَى اللّهِ مِنهُم يَدٌ قارِعَةٌ ، يَسأَلونَ مَن لا تَضيقُ لَدَيهِ المَنادِحُ (5) ، ولا يَخيبُ عَلَيهِ الرّاغِبونَ . فَحاسِب نَفسَكَ لِنَفسِكَ ، فَإِنَّ غَيرَها مِنَ الأَنفُسِ لَها حَسيبٌ غَيرُكَ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _: هُمُ الرِّجالُ مِن بَينِ الرِّجالِ عَلَى الحَقيقَةِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ حَفِظَ سَرائِرَهُم عَنِ الرُّجوعِ إلى غَيرِهِ ، فَلا تَشغَلُهُمُ الدُّنيا وزَهرَتُها ، ولَا الآخِرَةُ ونَعيمُها عَنِ اللّهِ تَعالى ، لِأَنَّهُم
.
ص: 53
في بَساتينِ الاُنسِ . (1)
تنبيه الخواطر :جاءَ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «لا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» أَنَّهُم كانوا حَدّادينَ وخَرّازينَ ، فَكانَ أحَدُهُم إذا رَفَعَ المِطرَقَةَ أو غَرَزَ الإِشفى (2) فَيَسمَعُ الأَذانَ ، لَم يُخرِجِ الإشفى مِنَ المَغرَزِ ، ولَم يَضرِب بِالمِطرَقَةِ ورَمى بِها ، وقامَ إلَى الصَّلاةِ . (3)
الكافي عن الحسين بن بشّار عن رجل رفعه_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» قالَ _: هُمُ التُّجّارُ الَّذينَ لا تُلهيهِم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، إذا دَخَلَ مَواقيتُ الصَّلاةِ أدَّوا إلَى اللّهِ حَقَّهُ فيها . (4)
الكافي عن أسباط بن سالم :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَسَأَلَنا عَن عُمَرَ بنِ مُسلِمٍ ما فَعَلَ؟ فَقُلتُ : صالِحٌ ، ولكِنَّهُ قَد تَرَكَ التِّجارَةَ . فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : عَمَلُ الشَّيطانِ _ ثَلاثا _ أما عَلِمَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله اشتَرى عِيرا أتَت مِنَ الشّامِ فَاستَفضَلَ فيها ما قَضى دَينَهُ ، وقَسَّمَ في قَرابَتِهِ؟! يَقولُ اللّه عز و جل : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» _ إلى آخِرِ الآيَةِ _ يَقولُ القُصّاصُ : إنَّ القَومَ لَم يَكونوا يَتَّجِرونَ ، كَذَبوا! ولكِنَّهُم لَم يَكونوا يَدَعونَ الصَّلاةَ في ميقاتِها ، وهُوَ أفضَلُ مِمَّن حَضَرَ الصَّلاةَ ولَم يَتَّجِر . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إنَّ أولِيائي مِن عِبادي وأحِبّائي مِن خَلقِي الَّذينَ يُذكَرون
.
ص: 54
بِذِكري ، واُذكَرُ بِذِكرِهِم . (1)
الإمام الحسين عليه السلام :سَأَلتُ أبي عَن مَجلِسِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا يَجلِسُ ولا يَقومُ إلّا عَلى ذِكرٍ . (2)
مستدرك الوسائل عن أبي سعيد الخدريّ :لَمّا نَزَلَ قَولُهُ تُعالى : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (3) اِشتَغَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِذِكرِ اللّهِ تَعالى ، حَتّى قالَ الكُفّارُ : إنَّهُ جُنَّ . (4)
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَذكُرُ اللّهَ عَلى كُلِّ أحيانِهِ . (5)
الإمام الهادي عليه السلام _ في الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الكَبيرَةِ _ :وأذهَبَ عَنكُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَكُم تَطهيرا ، فَعَظَّمتُم جَلالَهُ ، وأكبَرتُم شَأنَهُ ، ومَجَّدتُم كَرَمَهُ ، وأدمَنتُم ذِكرَهُ . (6)
عدّة الداعي :يُروى عَن سَيِّدِنا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ لَمّا كانَ يَفرَغُ مِنَ الجِهادِ ، يَتَفَرَّغُ لِتَعليمِ النّاسِ وَالقَضاءِ بَينَهُم ، فَإِذا يَفرَغُ مِن ذلِكَ اشتَغَلَ في حائِطٍ (7) لَهُ يَعمَلُ فيهِ بِيَدِهِ ، وهُوَ مَعَ ذلِكَ ذاكِرٌ للّهِ جَلَّ جَلالُهُ . (8)
.
ص: 55
الإمام الرضا عليه السلام _ في زِيارَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام _ :السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكرِ اللّهِ . (1)
راجع : ج 1 ص 32 ح 31 .
1 / 7مَفاتيحُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِنَ النّاسِ مَفاتيحَ لِذِكرِ اللّهِ ؛ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لَا هُمْ يَحْزَنُونَ» (3) _: يُذكَرُ اللّهُ بِرُؤيَتِهِم . (4)
نوادر الاُصول عن ابن عبّاس :قيل : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن أولِياءُ اللّهِ؟ قالَ : الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُنَبِّئُكُم بِخِيارِكُم؟ . . . خِيارُكُمُ الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ عز و جل . (6)
نوادر الاُصول عن أنس :قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّنا أفضَلُ كَي نَتَّخِذَهُ جَليسا مُعَلِّما؟ قالَ :
.
ص: 56
الَّذينَ إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ لِرُؤيَتِهِم . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ عِبادا إذا رُؤوا ذُكِرَ اللّهُ تَعالى . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَتِ الحَوارِيّونَ لِعيسى عليه السلام : يا روحَ اللّه مَن نُجالِسُ ؟ قالَ : مَن يُذَكِّرُكُمُ اللّهَ رُؤيَتُهُ ، ويَزيدُ في عِلمِكُم مَنطِقُهُ ، ويُرَغِّبُكُم فِي الآخِرَةِ عَمَلُهُ . (3)
الأمالي عن ابن عبّاس :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الجُلَساءِ خَيرٌ؟ قالَ : مَن ذَكَّرَكُم بِاللّهِ رُؤيَتُهُ ، وزادَكُم في عِلمِكُم مَنطِقُهُ ، وذَكَّرَكُم بِالآخِرَةِ عَمَلُهُ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :قولوا الخَيرَ تُعرَفوا بِهِ ، وَاعمَلوا الخَيرَ تَكونوا مِن أهلِهِ ، ولا تَكونوا عُجُلاً (5) مَذاييعَ (6) ، فَإِنَّ خِيارَكُمُ الَّذينَ إذا نُظِرَ إلَيهِم ذُكِرَ اللّهُ ، وشِرارُكُمُ المَشّاؤونَ بِالنَّميمَةِ ، المُفَرِّقونَ بَينَ الأَحِبَّةِ ، المُبتَغونَ لِلبُرَآءِ المَعايِبَ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُسلِمَ إذا رَأى أخاهُ ، كانَ حَياةً لِدينِهِ إذا ذَكَرَ اللّهَ عز و جل (8) . (9)
.
ص: 57
الإمام الرضا عليه السلام :كانَ نَقشُ خاتَمِ عيسى عليه السلام حَرفَينِ اشتَقَّهُما مِنَ الإِنجيلِ : طوبى لِعَبدٍ ذُكِرَ اللّهُ مِن أجلِهِ ، ووَيلٌ لِعَبدٍ نُسِيَ اللّهُ مِن أجلِهِ . (1)
1 / 8النَّوادِرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ ساعاتِ المُؤمِنِ حينَ يَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (2)
عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصفِ أولِياءِ اللّهِ _ :تَنَعَّمَ النّاسُ بِالدُّنيا ، وتَنَعَّموا بِذِكرِ اللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ خِيارَ عِبادِ اللّهِ الَّذينَ يُراعونَ (4) الشَّمسَ ، وَالقَمَرَ ، وَالنُّجومَ ، وَالأَظِلَّةَ ؛ لِذِكرِ اللّهِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسلِمٌ المَساجِدَ لِلصَّلاةِ وَالذِّكرِ ، إلّا تَبَشبَشَ (6) اللّهُ لَهُ كَما يَتَبَشبَشُ أهلُ الغائِبِ بِغائِبِهِم إذا قَدِمَ عَلَيهِم . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ ساعٍ غايَةً ، وغايَةُ ابنِ آدَمَ المَوتُ ، فَعَلَيكُم بِذِكرِ اللّهِ فَإِنَّه
.
ص: 58
يُسَهِّلُكُم (1) ويُرَغِّبُكُم فِي الآخِرَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :تَحابّوا بِذِكرِ اللّهِ وروحِهِ (3) . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ أفضَلُ الغَنيمَتَينِ . (5)
عنه عليه السلام :كُن للّهِِ مُطيعا، وبِذِكرِهِ آنِسا ، وتَمَثَّل في حالِ تَوَلّيكَ عَنهُ إقبالَهُ عَلَيكَ ؛ يَدعوكَ إلى عَفوِهِ ، ويَتَغَمَّدُكَ بِفَضلِهِ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها حالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَالأَئِمَّةِ عليهم السلام _: فَبَلَّغَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما اُرسِلَ بِهِ ، وصَدَعَ (7) بما اُمِرَ ، وأَدّى ما حُمِّلَ مِن أثقالِ النُّبُوَّةِ ، وصَبَرَ لِرَبِّهِ، وجاهَدَ في سَبيلِهِ، ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ ، ودَعاهُم إلَى النَّجاةِ ، وحَثَّهُم عَلَى الذِّكرِ . (8)
.
ص: 59
الفَصلُ الثّاني : خصائص الذّكر2 / 1حِكمَةُ العِبادَةِالكتاب«وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ لِذِكْرِى» . (1)
«وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّما جُعِلَ الطَّوافُ بِالبَيتِ ، وبَينَ الصَّفا وَالمَروَةِ ، ورَميُ الجِمارِ ؛ لِاءِقامَةِ ذِكرِ اللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّما فُرِضَتِ الصَّلاةُ ، واُمِرَ بِالحَجِّ وَالطَّوافِ ، واُشعِرَتِ المَناسِكُ ؛ لِاءِقامَة
.
ص: 60
ذِكرِ اللّهِ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام _ فيما جَمَعَهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن كَلامِهِ في عِلَلِ الفَرائِضِ _ :إن قالَ قائِلٌ : لِمَ أمَرَ اللّهُ العِبادَ ونَهاهُم؟ قيلَ : لِأَنَّهُ لا يَكونُ بَقاؤُهُم وصَلاحُهُم إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، وَالمَنعِ عَنِ الفَسادِ وَالتَّغاصُبِ . فَإن قالَ قائِلٌ : لِمَ تَعَبَّدَهُم؟ قيلَ : لِئَلّا يَكونوا ناسينَ لِذِكرِهِ ، ولا تارِكينَ لِأَدَبِهِ ، ولا لاهينَ عَن أمرِهِ ونَهيِهِ ، إذ (2) كانَ فيهِ صَلاحُهُم وفَسادُهُم وقوِامُهُم ، فَلَو تُرِكوا بِغَيرِ تَعَبُّدٍ لَطالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ ، وقَسَت قُلوبُهُم . (3)
2 / 2فَريضَةٌ عَلَى القَلبِ وَاللِّسانِالإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّهُ [ اللّهَ] عز و جل لَن يَرضى عَنكُم بِشَيءٍ سَخِطَهُ عَلى مَن كانَ قَبلَكُم ، ولَن يَسخَطَ عَلَيكمُ بِشَيءٍ رَضِيَهُ مِمَّن كانَ قَبلَكُم ، وإنَّما تَسيرونَ في أَثَرٍ بَيِّنٍ ، وتَتَكَلَّمونَ بِرَجعِ قَولٍ قَد قالَهُ الرِّجالُ مِن قَبلِكُم ، قَد كَفاكُم مَؤونَةَ دُنياكُم ، وحَثَّكُم عَلَى الشُّكرِ ، وَافتَرَضَ مِن ألسِنَتِكُمُ الذِّكرَ . (4)
عنه عليه السلام _ في بَيانِ ما فَرَضَ اللّهُ سُبحانَهُ عَلى جَوارِحِ الإِنسانِ _ :فَأَمّا ما فَرَضَ عَلَى القَلبِ مِنَ الإِيمانِ : فَالإِقرارُ ، وَالمَعرِفَةُ ، وَالعَقدُ عَلَيهِ ، وَالرِّضا بِما فَرَضَهُ عَلَيهِ ، وَالتَّسليمُ لِأَمرِهِ ، وَالذِّكرُ ، وَالتَّفَكُّرُ . (5)
.
ص: 61
الإمام الحسن عليه السلام :اِعلَموا أنَّ اللّهَ لَم يَخلُقكُم عَبَثا ، ولَيسَ بتارِكِكُم سُدىً (1) . . . قَد كَفاكُم مَؤونَةَ الدُّنيا ، وفَرَّغَكُم لِعِبادَتِهِ ، وحَثَّكُم عَلَى الشُّكرِ ، وَافتَرَضَ عَلَيكُمُ الذِّكرَ . (2)
2 / 3فَريضَةٌ عَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :يا اللّهُ ، يا مَن وَجَبَ ذِكرُهُ عَلى أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ . (3)
2 / 4أفضَلُ الأَعمالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا إنَّ خَيرَ أعمالِكُم، وأذكاها عِندَ مَليكِكُم ، وأرفَعَها عِندَ رَبِّكُم في دَرَجاتِكُم ، وخَيرَ مَا اطَّلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ ؛ ذِكرُ اللّهِ سُبحانَهُ وتَعالى . (4)
سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُنَبِّئُكُم بِخَيرِ أعمالِكُم ، وأرضاها عِندَ مَليكِكُم ، وأرفَعَها في دَرَجاتِكُم ، وخَيرٍ لَكُم مِن إعطاءِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ (5) ، و مِن أن تَلقَوا عَدُوَّكُم فَتَضرِبوا أعناقَهُم ويَضرِبوا أعناقَكُم؟ قالوا : وما ذاكَ يا رَسولَ اللّهِ؟! قالَ : ذِكرُ اللّهِ . (6)
.
ص: 62
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :لا تَختَر عَلى ذِكرِ اللّهِ شَيئا ؛ فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» (1) ، ويَقولُ : «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَذِكرُ اللّهِ عز و جل بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، خَيرٌ مِن حَطمِ السُّيوفِ في سَبيل اللّهِ عز و جل (4) . (5)
كنز العمّال عن معاذ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّه لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ تَعالى ولا أنجى لِعَبدٍ مِن كُلِّ سَيِّئَةٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ مِن ذِكرِ اللّهِ . قيلَ : وَلَا القِتالُ في سَبيلِ اللّهِ ؟ قالَ : لَولا ذِكرُ اللّهِ لَم يُؤمَر بِالقِتالِ في سَبيلِ اللّهِ ، ولَوِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلى ما اُمِروا بِهِ مِن ذِكرِ اللّهِ تَعالى ما كَتَبَ اللّهُ القِتالَ عَلى عِبادِهِ ، فَإِنَّ ذِكرَ اللّه تَعالى لا يَمنَعُكُم مِنَ القِتالِ في سَبيلِهِ ، بَل هُوَ عَونٌ لَكُم عَلى ذلِكَ . . . .
.
ص: 63
قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، فَإِنَّ ذِكرَ اللّهِ لا يَكفينا مِنَ الجِهادِ ! قال : وَلَا الجِهادُ يَكفي مِن ذِكرِ اللّهِ ، ولا يَصلُحُ الجِهادُ إلّا بِذِكرِ اللّهِ ، وإنَّمَا الجِهادُ شُعبَةٌ مِن شُعَبِ ذِكرِ اللّهِ ، وطوبى لِمَن أكثَرَ فِي الجِهادِ مِن ذِكرِ اللّهِ ، وكُلُّ كَلِمَةٍ بِسَبعينَ ألفَ حَسَنَةٍ ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشرٍ ، وعِندَ اللّهِ مِن المَزيدِ ما لا يُحصيهِ غَيرُهُ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن شَيءٍ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِنَ الذِّكرِ وَالشُّكرِ . (2)
راجع : ج 1 ص 25 (الحثّ على كثرة الذكر) .
2 / 5أشرَفُ الحَديثِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أشرَفُ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أشرَفَ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ تَعالى ، ورَأسَ الحِكمَةِ طاعَتُهُ ، وأصدَقَ القَولِ وأبلَغَ المَوعِظَةِ وأحسَنَ القَصَصِ كِتابُ اللّهِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أحسَنَ الحَديثِ ذِكرُ اللّهِ . (5)
.
ص: 64
2 / 6نورُ الإِيمانِالإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ نورُ الإِيمانِ . (1)
2 / 7شِيمَةُ المُتَّقينَالإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ شِيمَةُ (2) المُتَّقينَ . (3)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ سَجِيَّةُ كُلِّ مُحسِنٍ ، وشِيمَةُ كُلِّ مُؤمِنٍ . (4)
2 / 8لَذَّةُ المُحِبّينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا مَن ذِكرُهُ حُلوٌ ، يا مَن فَضلُهُ عَميمٌ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ اجعَلنا مَشغولينَ بِأَمرِكَ . . . شاكِرينَ عَلى نَعمائِكَ ، مُتَلَذِّذينَ بِذِكرِكَ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ لَذَّةُ المُحِبّينَ . (7)
.
ص: 65
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ مَسَرَّةُ كُلِّ مُتَّقٍ ، ولَذَّةُ كُلِّ موقِنٍ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى داوودَ عليه السلام : يا داوودُ، بي فَافرَح ، وبِذِكري فَتَلَذَّذ ، وبِمُناجاتي فَتَنَعَّم ، فَعَن قَريبٍ اُخلِي الدّارَ مِنَ الفاسِقينَ ، وأجعَلُ لَعنَتي عَلَى الظّالِمينَ. (2)
.
ص: 66
. .
ص: 67
الفَصلُ الثّالِثُ : تفسير الذّكر3 / 1حَقيقَةُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أطاعَ اللّهَ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ ، وإن قَلَّت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ . ومَن عَصَى اللّهَ فَقَد نَسِيَ اللّهَ ، وإن كَثُرَت صَلاتُهُ وصِيامُهُ وتِلاوَتُهُ لِلقُرآنِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، ثَلاثٌ لا تُطيقُها هذِهِ الاُمَّةُ : المُواساةُ لِلأَخِ في مالِهِ ، وإنصافُ النّاسِ مِن نَفسِهِ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ولَيسَ هُوَ : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، ولكِن إذا وَرَدَ عَلى ما يَحرُمُ عَلَيهِ خافَ اللّهَ عز و جلعِندَهُ وتَرَكَهُ . (2)
.
ص: 68
معاني الأخبار عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام :مِن أشَدِّ ما عَمِلَ العِبادُ : إنصافُ المَرءِ مِن نَفسِهِ ، ومُواساةُ المَرءِ أخاهُ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ . قالَ : قُلتُ : أصلَحَكَ اللّهُ ، وما وَجهُ ذِكرِ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ؟ قالَ : يَذكُرُ اللّهَ عِندَ المَعصِيَةِ يَهُمُّ بِها، فَيَحولُ ذِكرُ اللّهِ بَينَهُ وبَينَ تِلكَ المَعصِيَةِ ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مِن أشَدِّ ما فَرَضَ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ذِكرُ اللّهِ كَثيرا _ ثُمّ قالَ _ : لا أعني : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» وإن كانَ مِنهُ ، ولكِن ذِكرَ اللّهِ عِندَ ما أحَلَّ وحَرَّمَ ؛ فَإِن كانَ طاعَةً عَمِلَ بِها، وإن كانَ مَعصِيَةً تَرَكَها . (3)
الكافي عن عبد الأعلى بن أعين :كَتَبَ بَعضُ أصحابِنا يَسأَلونَ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن أشياءَ ، وأَمَروني أن أَسأَلَهُ عَن حَقِّ المُسلِم عَلى أخيهِ ، فَسَأَلتُهُ فَلَم يُجِبني ، فَلَمّا جِئتُ لِاُوَدِّعَهُ ، فَقُلتُ : سَأَلتُكَ فَلَم تُجِبني؟! فَقالَ : إنّي أخافُ أن تَكفُروا ! (4) إنَّ مِن أشَدِّ مَا افتَرَضَ اللّهُ عَلى خَلقِهِ ثَلاثا : إنصافُ المَرءِ مِن نَفسِهِ حَتّى لا يَرضى لِأَخيهِ مِن نَفسِهِ إلّا بِما يَرضى لِنَفسِهِ مِنهُ ، ومُواساةُ الأَخِ فِي المالِ ، وذِكرُ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ ، لَيسَ «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ»،
.
ص: 69
ولكِن عِندَ ما حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ فَيَدَعُهُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :لا تَذكُرِ اللّهَ سُبحانَهُ ساهِيا ، ولا تَنسَهُ لاهيا ، وَاذكُرهُ كامِلاً يُوافِقُ فيهِ قَلبُكَ لِسانَكَ ، ويُطابِقُ إضمارُكَ إعلانَكَ ، ولَن تَذكُرَهُ حَقيقَةَ الذِّكرِ حَتّى تَنسى نَفسَكَ في ذِكرِكَ ، وتَفقِدَها في أمرِكَ . (2)
3 / 2مَن يُعَدُّ ذاكِراالإمام عليّ عليه السلام :سامِعُ ذِكرِ اللّهِ ذاكِرٌ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :أيُّما مُؤمِنٍ حافَظَ عَلى صَلاةِ الفَريضَةِ فَصَلّاها لِوَقتِها فَلَيسَ هُوَ مِنَ الغافِلينَ ، فَإِن قَرَأَ فيها بِمِئَةِ آيَةٍ فَهُوَ مِنَ الذّاكِرينَ . (4)
3 / 3مَن يُعَدُّ كَثيرَ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَيقَظَ مِنَ اللَّيلِ وأَيقَظَ امرَأَتَهُ فَصَلَّيا رَكعَتَينِ جَميعا ، كُتِبا مِنَ «الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» (5) . (6)
.
ص: 70
الإمام عليّ عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ عز و جل فِي السِّرِّ فَقَد ذَكَرَ اللّهَ كَثِيرا ، إنَّ المُنافِقينَ كانوا يَذكُرونَ اللّهَ عَلانِيَةً ولا يَذكُرونَهُ فِي السِّرِّ ، فَقالَ اللّهُ عز و جل : «يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَا قَلِيلاً» (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ حِينَ سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (3) ما هذَا الذِّكرُ الكَثيرُ؟ _: مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ عليهاالسلام فَقَد ذَكَرَ اللّهَ الذِّكرَ الكَثيرَ . (4)
عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام مِنَ الذِّكرِ الكَثيرِ الَّذِي قالَ اللّهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» . (5)
عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام مِن ذِكرِ اللّهِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عز و جل : «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» (6) . (7)
عنه عليه السلام :مَن باتَ عَلى تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام، كانَ مِنَ «الذَّ كِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّ كِرَ تِ» . (8)
.
ص: 71
تهذيب الأحكام عن ابن بكير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : قَولُ اللّهِ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» ماذَا الذِّكرُ الكَثيرُ؟ قالَ : أن يُسَبِّحَ في دُبُرِ المَكتوبَةِ ثَلاثينَ مَرَّةً . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» _: إذا ذَكَرَ العَبدُ رَبَّهُ فِي اليَومِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ ذلِكَ كَثيرا . (2)
راجع : ج 1 ص 25 (الحثّ على كثرة الذكر) .
3 / 4مَن ذِكرُهُ عِبادَةٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ عز و جل عِبادَةٌ ، وذِكري عِبادَةٌ ، وذِكرُ عَلِيٍّ عِبادَةٌ ، وذِكرُ الأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ عِبادَةٌ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ عَلِيٍّ عِبادَةٌ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ الأَنبِياءِ مِن العبادَةِ ، وذِكرُ الصّالِحينَ كَفّارَةٌ ، وذِكرُ المَوتِ صَدَقَةٌ ، وذِكرُ القَبرِ يُقَرِّبُكُم مِن الجَنَّةِ . (5)
.
ص: 72
عنه صلى الله عليه و آله :عِندَ ذِكرِ الصّالِحينَ تَنزِلُ (1) الرَّحمَةُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام _ مِن كِتابِهِ لِمُحَمَّدِ بنِ أبي بَكرٍ وأهلِ مِصرَ لَمّا وَلّاهُ عَلَيهم _ :يا عِبادَ اللّهِ ! إنِ اتَّقَيتُمُ اللّهَ، وحَفِظتُم نَبِيَّكُم في أهلِ بَيتِهِ ؛ فَقَد عَبَدتُموهُ بِأَفضَلِ ما عُبِدَ ، وذَكَرتُموهُ بِأَفضَلِ ما ذُكِرَ ، وشَكَرتُموهُ بِأَفضَلِ ما شُكِرَ ، وأَخَذتُم بِأَفضَلِ الصَّبرِ وَالشُّكرِ ، وَاجتَهَدتُم بِأَفضَلِ الاِجتِهادِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :شِيعَتُنَا الرُّحَماءُ بَينَهُم ، الَّذينَ إذا خَلَوا ذَكَرُوا اللّهَ ، (إنَّ ذِكرَنا مِن ذِكرِ اللّهِ) (4) إنّا إذا ذُكِرنا ذُكِرَ اللّهُ ، وإذا ذُكِرَ عَدُوُّنا ذُكِرَ الشَّيطانُ. (5)
عنه عليه السلام _ لِداوودَ بنِ سِرحانَ _ :يا داوودُ ، أبلِغ مَوالِيَّ عَنِّي السَّلامَ ، وأنِّي أقُولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبدا اجتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذاكَرا أمرَنا ، فَإِنَّ ثالِثَهُما مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُما ، ومَا اجتَمَعَ اثنانِ عَلى ذِكرِنا إلّا باهَى اللّهُ تَعالى بِهِمَا المَلائِكَةَ . فَإذَا اجتَمَعتُم فَاشتَغِلوا بِالذِّكرِ ؛ فَإِنَّ فِي اجتِماعِكُم ومُذاكَرَتِكُم إحياءَنا ، وخَيرُ النّاسِ مِن بَعدِنا مَن ذاكَرَ بِأَمرِنا ، ودَعا إلى ذِكرِنا . (6)
.
ص: 73
الفَصلُ الرّابِعُ : أقسام الذّكر4 / 1الذِّكرُ بِاللِّسانِ وَالذِّكرُ عِندَ المُصيبَةِ وعِندَ ما حَرَّمَ اللّهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرُ اللّهِ بِاللِّسانِ فَحَسَنٌ ، وذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ عَلَيكَ فَتُمسِكُ نَفسَكَ عَنهُ فَذلِكَ أفضَلُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرُ اللّهِ عز و جل عِندَ المُصيبَةِ ، وأَفضَلُ مِن ذلِكَ ذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ عَلَيكَ فَيَكونُ حاجِزا . (2)
عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :الذِّكرُ ذِكرانِ : أحَدُهُما ذِكرُ اللّهِ وتَحميدُهُ ، فَما أحسَنَهُ وأعظَمَ أجرَهُ ! وَالثّاني ذِكرُ اللّهِ عِندَ ما حَرَّمَ اللّهُ ، وهُوَ أفضَلُ مِنَ الأَوَّلِ . (3)
.
ص: 74
4 / 2ذِكرٌ خالِصٌ وذِكرٌ صارِفٌمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :الذِّكرُ ذِكرانِ : ذِكرٌ خالِصٌ بِمُوافَقَةِ القَلبِ ، وذِكرٌ صارِفٌ (1) يَنفي ذِكرَ غَيرِهِ . كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ؛ أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . فَرَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَجعَل لِذِكرِهِ مِقدارا عِندَ عِلمِهِ بِحَقيقَةِ سابِقَةِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل لَهُ مِن قَبلِ ذِكرِهِ لَهُ ، فَمَن دونَهُ أولى . فَمَن أرادَ أن يَذكُرَ اللّهَ ، فَليَعلَم أنَّهُ ما لَم يَذكُرِ اللّهُ العَبدَ بِالتَّوفيقِ لِذِكرِهِ ، لا يَقدِرُ العَبدُ عَلى ذِكرِهِ . (2)
4 / 3الأَذكارُ السَّبعَةُالخصال عن عبد اللّه بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام :الذِّكرُ مَقسومٌ عَلى سَبعَةِ أعضاءَ : اللِّسانِ ، وَالرُّوحِ ، وَالنَّفسِ ، وَالعَقلِ ، وَالمَعرِفَةِ ، وَالسِّرِّ ، وَالقَلبِ . وكُلُّ واحِدٍ مِنها يَحتاجُ إلَى الاِستِقامَةِ . فَأَمَّا استِقامَةُ اللِّسانِ فَصِدقُ الإِقرارِ ، وَاستِقامَةُ الرّوحِ صِدقُ الاِستِغفارِ ، وَاستِقامَةُ القَلبِ صِدقُ الاِعتِذارِ ، وَاستِقامَةُ العَقلِ صِدقُ الاِعتِبارِ ، وَاستِقامَةُ المَعرِفَةِ صِدقُ الاِفتِخارِ ، وَاستِقامَةُ السِّرِّ السُّرورُ بِعالَمِ الأَسرارِ ، وَاستِقامَةُ القَلبِ صِدقُ اليَقينِ ومَعرِفَةُ الجَبّارِ . فَذِكرُ اللِّسانِ الحَمدُ وَالثَّناءُ ، وذِكرُ النَّفسِ الجَهدُ وَالعَناءُ ، وذِكرُ الرُّوحِ الخَوف
.
ص: 75
وَالرَّجاءُ ، وذِكرُ القَلبِ الصِّدقُ وَالصَّفاءُ ، وذِكرُ العَقلِ التَّعظيمُ وَالحَياءُ ، وذِكرُ المَعرِفَةِ التَّسليمُ وَالرِّضاءُ ، وذِكرُ السِّرِّ عَلى رُؤيَةِ اللِّقاءِ (1) . (2)
4 / 4الذِّكرُ الخَفِيُّالكتاب«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (3)
الحديثالإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :لا يَكتُبُ المَلَكُ إلّا ما سَمِعَ ، وقالَ اللّهُ عز و جل : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً» فَلا يَعلَمُ ثَوابَ ذلِكَ الذِّكرِ في نَفسِ الرَّجُلِ غَيرُ اللّهِ عز و جللِعَظَمَتِهِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ» يَعني مُستَكينا «وَخِيفَةً» يَعني خَوفا مِن عَذابِهِ «وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ» يَعني دونَ الجَهرِ مِنَ القِراءَةِ «بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ» يَعني بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ . (5)
.
ص: 76
الكافي عن العلاء بن كامل :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : «وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ» عِندَ المَساءِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحَدهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» . قالَ : قُلتُ : بِيَدِهِ الخَيرُ ! قال : إنَّ بِيَدِهِ الخَيرَ ، ولكِن قُل كَما أقولُ لَكَ ، عَشرَ مَرّاتٍ ، و«أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ» حينَ تَطلُعُ الشَّمسُ وحينَ تَغرُبُ ، عَشرَ مَرّاتٍ . (1)
الأمالي عن أبي ذرّ :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أباذَرٍّ ، اُذكُرِ اللّهَ ذِكرا خامِلاً . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا الذِّكرُ الخامِلُ؟ قالَ : الذِّكرُ الخَفِيُّ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ الذِّكرِ الخَفِيُّ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :الذِّكرُ (4) الَّذي لا يَسمَعُهُ الحَفَظَةُ يَزيدُ عَلَى الذِّكرِ الَّذي يَسمَعُهُ الحَفَظَةُ سَبعينَ ضِعفا . (5)
مسند أبي يعلى عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُفَضِّلُ الذِّكرَ الخَفِيَّ الَّذي لا يَسمَعُه
.
ص: 77
الحَفَظَةُ سَبعينَ ضِعفا فَيَقولُ : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وجَمَعَ اللّهُ الخَلائِقَ لِحِسابِهِم ، وجاءَتِ الحَفَظَةُ بِما حَفِظوا وكَتَبوا ، قالَ اللّهُ لَهُم : اُنظُروا هَل بَقيَ لَهُ مِن شَيءٍ؟ فَيَقولونَ : رَبَّنا ما تَرَكنا شَيئا مِمّا عَلِمناهُ وحَفِظناهُ إلّا وقَد أَحصَيناهُ وكَتَبناهُ! فَيَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَهُ : إنَّ لَكَ عِندي خَبئا (1) لا تَعلَمُهُ وأنَا أجزيكَ بِهِ ؛ وهُوَ الذِّكرُ الخَفِيُّ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أولِياءَ اللّهِ سَكَتوا فَكانَ سُكوتُهُم ذِكرا ، ونَظَروا فَكانَ نَظَرُهُم عِبَرةً ، ونَطَقوا فَكانَ نُطقُهُم حِكمَةً . (3)
الإمام عليّ عليه السلام _ في صِفَةِ المُؤمِنِ _ :حُزنُهُ في قَلبِهِ ، وبِشرُهُ في وَجهِهِ . . . قَلبُهُ بِذِكرِ اللّهِ مَعمورٌ . (4)
راجع : ج 1 ص 109 (أهمّ مواطن الذكر / عند الخلوة). ج 1 ص 122 ح 355 _ 360 .
4 / 5الذِّكرُ الجَلِيُّالإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن شَغَلَ قَلبَهُ بِالفِكرِ ، ولِسانَهُ بِالذِّكرِ . (5)
عنه عليه السلام :اِشغَلوا أنفُسَكُمِ بِالطّاعَةِ ، وألسِنَتَكُم بِالذِّكرِ ، وقُلوبَكُم بِالرِّضا فيما أحبَبتُم
.
ص: 78
وكَرِهتُم . (1)
عنه عليه السلام :لِيَكُن جُلُّ كَلامِكُم ذِكرَ اللّهِ عز و جل . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا أدُلُّكُم عَلى أبخَلِ النّاسِ ، وأكسَلِ النّاسِ ، وأسرَقِ النّاسِ . . . . أمّا أكسَلُ النّاسِ : فَعَبدٌ صَحيحٌ فارِغٌ لا يَذكُرُ اللّهَ بِشَفَةٍ ولا بِلِسانٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عِيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام : . . . يا عيسى ، أحيِ ذِكري بِلِسانِكَ ، وَليَكُن وُدّي في قَلبِكَ . . . . يا عيسى ، اِبكِ عَلى نَفسِكَ فِي الصَّلاةِ ، وَانقُل قَدَمَيكَ إلى مَواضِعِ الصَّلَواتِ ، وأسمِعني لَذاذَةَ نُطقِكَ بِذِكري ، فَإِنَّ صَنيعي إلَيكَ حَسَنٌ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ _ :وَاجعَل لِساني بِذِكرِكَ لَهِجا (5) ، و قَلبي بِحُبِّكَ مُتَيَّما (6) . (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :وأنطِق بِحَمدِكَ وشُكرِكَ وذِكرِكَ وحُسنِ الثَّناء
.
ص: 79
عَلَيكَ لِساني . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلِ اليَقينَ في قَلبي ، وَالنّورَ في بَصَري ، وَالنَّصيحَةَ في صَدري ، وذِكرَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اجعَلِ النّورَ في بَصَري ، وَالبَصيرَةَ في ديني ، وَاليَقينَ في قَلبي ، وَالإِخلاصَ في عَمَلي ، وَالسَّعَةَ في رِزقي ، وذِكرَكَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ عَلى لِساني ، وَالشُّكرَ لَكَ أبَدا ما أبقَيتَني . (3)
راجع : ج 1 ص 33 (الحثّ على ذكر اللّه في كلّ حال) .
.
ص: 80
. .
ص: 81
الفَصلُ الخامِس : أسباب الذّكر5 / 1المَعرِفَةُالإمام عليّ عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ المُقَرَّبينَ . (1)
إرشاد القلوب :كانَ مِمّا ناجى بِهِ الباري تَعالى داوودَ عليه السلام : ... يا داوودُ ، إِنَّ العارِفينَ كَحَلوا أَعيُنَهُم بِمروَدِ (2) السَّهَرِ، وقاموا لَيلَهُم يَسهَرونَ يَطلُبونَ بِذلِكَ مَرضاتي. (3)
5 / 2المَحَبَّةُالإمام عليّ عليه السلام :مَن أحَبَّ شَيئا لَهِجَ بِذِكرِهِ . (4)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :حُبُّ اللّهِ إذا أضاءَ عَلى سِرِّ عَبدٍ أخلاهُ عَن كُلِّ شاغِلٍ ، وكُلُّ ذِكرٍ سِوَى اللّهِ تَعالى ظُلمَةٌ . (5)
.
ص: 82
5 / 3الإلهامُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن يَومٍ ولا لَيلَةٍ ولا ساعَةٍ إلّا وللّهِِ فيهِ صَدَقَةٌ يَمُنُّ بِها عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ ، وما مَنَّ اللّهُ تَعالى عَلى عِبادِهِ بِمِثلِ أن يُلهِمَهُم ذِكرَهُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ لَيسَ مِن مَراسِمِ اللِّسانِ ، ولا مِن مَناسِمِ 2 الفِكرِ ، ولكِنَّهُ أوَّلٌ مِنَ المَذكورِ ، وثانٍ مِنَ الذّاكِرِ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِذِكرِكَ ، وأستَشفِعُ بِكَ إلى نَفسِكَ ، وأسَأَ لُكَ بِجودِكَ أن تُدنِيَني مِن قُربِكَ ، وأن تُوزِعَني شُكرَكَ ، وأن تُلهِمَني ذِكرَكَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إلهي ، وألهِمني وَلَها بِذِكرِكَ إلى ذِكرِكَ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :سَيِّدي ، قَد ذَكَرتُكَ بِالذِّكرِ الَّذي ألهَمتَنيهِ . (5)
عنه عليه السلام :إلهي ، فَاجعَلنا مِمَّن . . . ألهَمتَهُ ذِكرَكَ ، وأوزَعتَهُ شُكرَكَ . (6)
.
ص: 83
عنه عليه السلام _ في مُناجاةِ الذّاكِرينَ _ :إلهي ، فَأَلهِمنا ذِكرَكَ فِي الخَلأِ (1) وَالمَلأِ ، وَاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وَالإِعلانِ وَالإِسرارِ ، وفِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ . (2)
عنه عليه السلام _ في مُناجاةِ العارِفينَ _ :إلهي ، ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِكرِكَ عَلَى القُلوبِ! (3)
عنه عليه السلام _ في زِيارَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام المَعروفَةِ بِزِيارَةِ أمينِ اللّهِ _ :اللّهُمَّ فَاجعَل نَفسي مُطمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، راضِيَةً بِقَضائِكَ ، مولَعَةً بِذِكرِكَ ودُعائِكَ . (4)
5 / 4ذِكرُ القَبرِسعد السعود :مِن زَبورِ داوودَ عليه السلام . . . : لَو تَفَكَّرتُم في خُشونَةِ الثَّرى (5) ، ووَحشَةِ القَبرِ وظُلمَتِهِ ، لَقَلَّ كَلامُكُم ، وكَثُرَ ذِكرُكُم وَاشتِغالُكُم لي . (6)
5 / 5العَمَلُ بِمَرضاةِ اللّهِالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ عز و جل : . . . مَن عَمِلَ بِرِضائى ¨
.
ص: 84
اُلزِمُهُ ثَلاثَ خِصالٍ : اُعَرِّفُهُ شُكرا لا يُخالِطُهُ الجَهلُ ، وذِكرا لا يُخالِطُهُ النِّسيانُ ، ومَحَبَّةً لا يُؤثِرُ عَلى مَحَبَّتي مَحَبَّةَ المَخلوقينَ . (1)
5 / 6تِلكَ الخِصالُالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَأَلَ رَبَّهُ سُبحانَهُ لَيلَةَ المِعراجِ فَقالَ : . . . إلهي كَيفَ أزهَدُ فِي الدُّنيا؟ فَقالَ : خُذ مِنَ الدُّنيا حَفنا (2) مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَاللِّباسِ، ولا تَدَّخِر لِغَدٍ ، ودُم عَلى ذِكري . فَقالَ : يا رَبِّ كَيفَ أدومُ عَلى ذِكرِكَ؟ فَقالَ : بِالخَلوَةِ عَنِ النّاسِ ، وبُغضِكَ الحُلوَ وَالحامِضَ ، وفَراغِ بَطنِكَ وبَيتِكَ مِنَ الدُّنيا . (3)
.
ص: 85
الفَصلُ السّادِسُ : آفات الذّكر6 / 1وَسوَسَةُ الشَّيطانِالكتاب«اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَ_نُ فَأَنسَ_هُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَ_ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَ_نِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَ_نِ هُمُ الْخَ_سِرُونَ» . (1)
«إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَ_نُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَ وَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَوةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ» . (2)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :كُلُّ ما ألهى عَن ذِكرِ اللّهِ فَهُوَ مِن إبليسَ . (3)
عنه عليه السلام :كُلُّ ما ألهى عَن ذِكرِ اللّهِ فَهُوَ مِنَ المَيسِرِ . (4)
.
ص: 86
الإمام الصادق عليه السلام :مَا اجتَمَعَ مِن أصحابِنا جَماعَةٌ في ذِكرِ اللّهِ أو في شَيءٍ مِن ذِكرِنا ، إلّا بَعَثَ إبليسُ شَيطانا في عُنُقِهِ شَريطٌ لِيُفَرِّقَ جَماعَتَهُم . (1)
عنه عليه السلام :ما قَعَدَ قَومٌ قَطُّ يَذكُرونَ اللّهَ تَعالى ، إلّا بَعَثَ إلَيهِم إبليسُ شَيطانا يَقطَعُ حَديثَهُم عَلَيهِم . (2)
6 / 2العالِمُ المَفتونُ بِالدُّنياالإمام الكاظم عليه السلام :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوودَ عليه السلام : قُل لِعِبادي لا يَجعَلوا بَيني وبَينَهُم عالِما مَفتونا بِالدُّنيا ؛ فَيَصُدَّهُم عَن ذِكري وعَن طَريقِ مَحَبَّتي ومُناجاتي ، اُولئِكَ قُطّاعُ الطَّريقِ مِن عِبادي ، إنَّ أدنى ما أنَا صانِعٌ بِهِم أن أنزِعَ حَلاوَةَ مَحَبَّتي ومُناجاتي مِن قُلوبِهِم . (3)
6 / 3حُبُّ الدُّنياالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَ لُكُمْ وَ لَا أَوْلَ_دُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ مَن يَفْعَلْ ذَ لِكَ فَأُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْخَ_سِرُونَ» . (4)
.
ص: 87
«فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَ لَمْ يُرِدْ إِلَا الْحَيَوةَ الدُّنْيَا» . (1)
راجع : سورة ص ، الآية 32 .
الحديثالإمام الصادق عليه السلام _ مِن دُعائِهِ عِندَ وَداعِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام _ :اللّهُمَّ لا تَشغَلني فِي الدُّنيا عَن شُكرِ نِعمَتِكَ ، ولا بِإِكثارٍ فيها فَتُلهِيَني عَجائِبُ بَهجَتِها ، وتَفتِنَني زَهرَتُها . (2)
6 / 4سوءُ العَمَلِالكتاب«كَلَا بَلْ (3) رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلَا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَ_ئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» . (4)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :مَن صَدِئَ بِالإِثمِ ، عَشا (5) عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (6)
.
ص: 88
6 / 5طولُ الأَمَلِالإمام عليّ عليه السلام :اِعلَموا أنَّ الأَمَلَ يُسهِي العَقلَ ، ويُنسِي الذِّكرَ . (1)
6 / 6اِتِّباعُ الشَّهوَةِالإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ فِي المَعاصي أشَدُّ مِنِ اتِّباعِ الشَّهوَةِ ، فَلا تُطيعوها فَيَشغَلَكُم عَنِ اللّهِ . (2)
6 / 7فُضولُ النَّظَرِالإمام عليّ عليه السلام :لَيسَ فِي البَدَنِ شَيءٌ أقَلُّ شُكرا مِنَ العَينِ ، فَلا تُعطُوها سُؤلَها فَتَشغَلَكُم عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (3)
6 / 8الاِشتِغالُ بِذِكرِ النّاسِالإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اشتَغَلَ بِذِكرِ النّاسِ ، قَطَعَهُ اللّهُ سُبحانَهُ عَن ذِكرِهِ . (4)
عنه عليه السلام :إذا رَأَيتَ اللّهَ يُؤنِسُكَ بِخَلقِهِ ، ويُوحِشُكَ مِن ذِكرِهِ ، فَقَد أبغَضَكَ . (5)
.
ص: 89
6 / 9الخُصومَةُالإمام الصادق عليه السلام :إيّاكُم وَالخُصومَةَ فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّها تَشغَلُ القَلبَ عَن ذِكرِ اللّهِ عز و جل . (1)
6 / 10عَدَمُ العَمَلِ بِالعِلمِعدّة الداعي :أوحَى اللّهُ إلى داوودَ عليه السلام : إنَّ أهوَنَ ما أنَا صانِعٌ بِعَبدٍ غَيرِ عامِلٍ بِعِلمِهِ ، مِن سَبعينَ عُقوبَةً باطِنِيَّةً ؛ أن اُخرِجَ مِن قَلبِهِ حَلاوَةَ ذِكري . (2)
6 / 11المَلاهيالإمام الصادق عليه السلام :المَلاهِي الَّتي تَصُدُّ عَن ذِكرِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى مَكروهَةٌ ؛ كَالغِناءِ وضَربِ الأَوتارِ . (3)
6 / 12الجَهلُتحف العقول _ في ذِكرِ مَسائِلِ شَمعونَ الرّاهِبِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ شَمعونُ : فَأَخبِرني عَن أعلامِ الجاهِلِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : . . . لا يُحِبُّ اللّهَ ولا يُراقِبُهُ ، ولا يَستَحيي مِنَ اللّه
.
ص: 90
ص: 91
الفَصلُ السّابِعُ : آداب الذّكر7 / 1الطَّهارَةُالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْجَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَ_مَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَ_كِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . (1)
«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْرَبُواْ الصَّلَوةَ وَأَنتُمْ سُكَ_رَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَاجُنُبًا إِلَا عَابِرِى سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْجَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَ_مَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا» . (2)
.
ص: 92
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي كَرِهتُ أن أذكُرَ اللّهَ عز و جل إلّا عَلى طُهرٍ . (1)
7 / 2الخُشوعُالكتاب«أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لَا يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَ_بَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَ_سِقُونَ» . (2)
«وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّ_بِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَ الْمُقِيمِ الصَّلَوةِ وَ مِمَّا رَزَقْنَ_هُمْ يُنفِقُونَ» . (3)
«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (4)
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَ_تُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَ_نًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . (5)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل لِموسى عليه السلام : أكثِر ذِكري بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وكُن عِندَ ذِكرى ¨
.
ص: 93
خاشِعا ، وعِندَ بَلائي صابِرا ، وَاطمَئِنَّ عِندَ ذِكري ، وَاعبُدني ولا تُشرِك بي شَيئا ، إليَّ المَصيرُ . (1)
الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام :فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : يا عيسى . . . اِعلَم أنَّ دُنياكَ مُؤَدِّيَتُكَ إلَيَّ ، وأنّي آخِذُكَ بِعِلمي ، فَكُن ذَليلَ النَّفسِ عِندَ ذِكري ، خاشِعَ القَلبِ حينَ تَذكُرُني ، يَقظانَ عِندَ نَومِ الغافِلينَ . (2)
7 / 3الخُلوصُالإمام عليّ عليه السلام :اُذكُروا اللّهَ ذِكرا خالِصا ؛ تَحيَوا بِهِ أفضَلَ الحَياةِ ، وتَسلُكوا بِهِ طَريقَ النَّجاةِ . (3)
7 / 4التَّقوىرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَقبَلُ اللّهُ ذِكرَهُ إلّا مِمَّنِ اتَّقى وطَهَّرَ قَلبَهُ ، وأكرِمُوا اللّهَ أن يَرى مِنكُم ما نَهاكُم عَنهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :وَيلٌ لِمَن يُكثِرُ ذِكرَ اللّهِ بِلِسانِهِ ، ويَعصِي اللّهَ في عَمَلِهِ . (5)
.
ص: 94
عنه صلى الله عليه و آله :الذّاكِرُ بِلا عَمَلٍ ، كَالرّامي بِلا وَتَرٍ . (1)
7 / 5التَّعظيمُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ _ :يا أبا ذَرٍّ ، لِيَعظُم جَلالُ اللّهِ في صَدرِكَ ، فَلا تَذكُرهُ كَما يَذكُرُهُ الجاهِلُ عِندَ الكَلبِ : «اللّهُمَّ أخزِهِ» ، وعِندَ الخِنزِيرِ : «اللّهُمَّ أخزِهِ» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله _ مِن دُعائِهِ عَقيبَ كُلِّ رَكعَتينِ مِن نَوافِلِ الزَّوالِ _ :وَارزُقنِي الرَّهبَةَ مِنكَ ، وَالرَّغبَةَ إلَيكَ ، وَالخُشوعَ لَكَ ، وَالوَقارَ والحَياءَ مِنكَ ، وَالتَّعظيمَ لِذِكرِكَ ، وَالتَّقديسَ لِمَجدِكَ أيّامَ حَياتي ، حَتّى تَتَوَفّاني وأنتَ عَنّي راضٍ . (3)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إنَّ العَبدَ إذا ذَكَرَ اللّهَ تَعالى بِالتَّعظيمِ خالِصا ؛ ارتَفَعَ كُلُّ حِجابٍ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ مِن قَبلِ ذلِكَ . . . وإذا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ ؛ كَيفَ تَراهُ بَعدَ ذلِكَ مَوقوفا مَحجوبا ، قَد قَسا وأظلَمَ مُنذُ فارَقَ نورَ التَّعظيمِ . (4)
7 / 6النَّشاطُالإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ صِفّينَ _ :وأسأَ لُكَ أن تَرزُقَني . . . قُوَّةً في عِبادَتِكَ ،
.
ص: 95
ونَشاطا لِذِكرِكَ مَا استَعمَرتَني في أرضِكَ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ الأَربِعاءِ _ :اِجعَل قُوَّتي في طاعَتِكَ ، ونَشاطي في عِبادَتِكَ ، ورَغبَتي في ثَوابِكَ . (2)
عنه عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :أسأَ لُكَ مِنَ الشَّهادَةِ أقسَطَها ، ومِنَ العِبادَةِ أنشَطَها . (3)
7 / 7نِسيانُ النَّفسِالإمام عليّ عليه السلام :لا تَذكُرِ اللّهَ سُبحانَهُ ساهِيا ، ولا تَنسَهُ لاهيا ، وَاذكُرهُ كامِلاً يُوافِقُ فيهِ قَلبُكَ لِسانَكَ ، ويُطابِقُ إضمارُكَ إعلانَكَ ، ولَن تَذكُرَهُ حَقيقَةَ الذِّكرِ حَتّى تَنسى نَفسَكَ في ذِكرِكَ ، وتَفقِدَها في أمرِكَ . (4)
7 / 8الشَّوقُ إلَى اللِّقاءِالإمام الرضا عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ وَلم يَشتَق إلى لِقائِهِ ، فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ . (5)
.
ص: 96
7 / 9النَّوادِرُالدرّ المنثور عن جابر :إنَّ رَجُلاً كانَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِالذِّكرِ ، فَقالَ رَجُلٌ : لَو أنَّ هذا خَفَضَ صَوتَهُ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : دَعهُ فَإِنَّهُ أوّاهٌ . (1)
مسند ابن حنبل عن عقبة بن عامر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ رَجُلاً كَثيرَ الذِّكرِ للّهِِ عز و جل فِي القُرآنِ ، ويَرفَعُ صَوتَهُ فِي الدُّعاءِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ جَوّالَ الفِكر ، جَهوَرِيَّ الذِّكرِ (3) . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى داوودَ عليه السلام أن قُل لِلظَّلَمَةِ لا يَذكُروني ، فَإِنّي أذكُرُ مَن ذَكَرَني ، وإنَّ ذِكري إيّاهُم أن ألعَنَهُم . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن أخلَصَ للّهِِ العِبادَةَ وَالدُّعاءَ ، ولَم يَشغَل قَلبَهُ بِما تَرى عَيناهُ ، ولَم يَنسَ ذِكرَ اللّهِ بِما تَسمَعُ اُذُناهُ ، ولَم يَحزُن صَدرَهُ بِما اُعطِيَ غَيرُهُ . (6)
.
ص: 97
المصنّف عن أبي قِلابة :ذُكِرَ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ (1) : «فيهِ خيرٌ» ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، خَرَجَ مَعَنا حاجّا ، فَإِذا نَزَلنا لَم يَزَل يُصَلّي حَتّى نَرتَحِلَ ، وإذَا ارتَحَلنا لَم يَزَل يَقرَأُ ويَذكُرُ حَتّى نَنزِلَ . قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَمَن كانَ يَكفيهِ عَلَفَ ناقِتِهِ وصُنعَ طَعامِهِ؟ قالوا : كُلُّنا! قالَ صلى الله عليه و آله : كُلُّكُم خَيرٌ مِنهُ . (2)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :مَن كانَ ذاكِرا للّهِِ عَلَى الحَقيقَةِ فَهُوَ مُطيعٌ ، ومَن كانَ غافِلاً عَنهُ فَهُوَ عاصٍ . وَالطّاعَةُ عَلامَةُ الهِدايَةِ ، وَالمَعصِيَةُ عَلامَةُ الضَّلالَةِ ، وأصلُهُما مِنَ الذِّكرِ وَالغَفلَةِ . فَاجعَل قَلبَكَ قِبلَةً لِلِسانِكَ ، لا تُحَرِّكهُ إلّا بِإِشارَةِ القَلبِ ، ومُوافَقَةِ العَقلِ ، ورِضَى الإيمانِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عالِمٌ بِسِرِّكَ وجَهرِكَ ، وهُوَ عالِمٌ بِما فِي الصُّدورِ فَضلاً عَن غَيرِهِ . وكُن كَالنّازِعِ روحَهُ أو كَالواقِفِ فِي العَرضِ الأَكبَرِ ، غَيرَ شاغِلٍ نَفسَكَ عَمّا عَناك مِمّا كَلَّفَكَ بِهِ رَبُّكَ ؛ في أمرِهِ ونَهيِهِ ووَعدِهِ ووَعيدِهِ . وَاغسِل قَلبَكَ بِماءِ الحُزنِ ، ولا تَشغَلها بِدونِ ما كَلَّفَكَ . وَاجعَل ذِكرَ اللّهِ مِن أجلِ ذِكرِهِ لَكَ ؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَك وهُوَ غَنِيٌّ عَنكَ، فَذِكرُهُ لَكَ أجَلُّ وأشهى وأتَمُّ مِن ذِكرِكَ لَهُ وأسبَقُ . ومَعرِفَتُكَ بِذِكرِهِ لَكَ يورِثُكَ الخُضوعَ، وَالاِستِحياءَ، وَالاِنكِسارَ ، ويَتَوَلَّدُ مِن ذلِكَ رُؤَيَةُ كَرَمِهِ وفَضلِهِ السّابِقِ ، وتَخلُصُ لِوَجهِهِ ، وتَصغُرُ عِندَ ذلِكَ طاعاتُكَ وإن كَثُرَت
.
ص: 98
في جَنبِ مِنَنِهِ . ورُؤيَتُكَ ذِكرَكَ لَهُ تورِثُكَ الرِّياءَ، وَالعُجبَ، وَالسَّفَهَ، وَالغِلظَةَ في خَلقِهِ ، وَاستِكثارَ الطّاعَةِ ، ونِسيانَ كَرَمِهِ وفَضلِهِ ، ولا يَزدادُ بذلِكَ مِنَ اللّهِ إلّا بُعدا ، ولا يَستَجلِبُ بِهِ عَلى مُضِيِّ الأَيّامِ إلّا وَحشَةً . وَالذِّكرُ ذِكرانِ ؛ ذِكرٌ خالِصٌ بِمُوافَقَةِ القَلبِ ، وذِكرٌ صارِفٌ (1) يَنفي ذِكرَ غَيرِهِ ، كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ؛ أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . فَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَجعَل لِذِكرِهِ مِقدارا عِندَ عِلمِهِ بِحَقيقَةِ سابِقَةِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل لَهُ مِن قَبلِ ذِكرِهِ لَهُ ، فَمَن دونَهُ أولى. فَمَن أرادَ أن يَذكُرَ اللّهَ ، فَليَعلَم أنَّهُ ما لَم يَذكُرِ اللّهُ العَبدَ بِالتَّوفيقِ لِذِكرِهِ ، لا يَقدِرُ العَبدُ عَلى ذِكرِهِ . (2)
.
ص: 99
الفَصلُ الثّامِنُ : أهمّ مواطن الذّكر8 / 1الغَداةُ وَالعَشِيُّالكتاب«وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» . (1)
«وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (2)
«وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْاصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَ_فِلِينَ» . (3)
«وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا وَ ظِ_لَ__لُهُم بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ» . (4)
راجع : ج 1 ص 275 (أوقات التسبيح / الصباح والمساء) .
.
ص: 100
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : يَابنَ آدَمَ ، اُذكُرني بَعدَ الفَجرِ ساعَةً ، وَاذكُرني بَعدَ العَصرِ ساعَةً ، أكفِكَ ما أهَمَّكَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أذكُرَ اللّهَ مَعَ قَومٍ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها . ولَأَن أذكُرَ اللّهَ مَعَ قَومٍ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ إلى أن تَغيبَ الشَّمسُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنيا وما فيها . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أجلِسَ مَعَ قَومٍ يَذكُرونَ اللّهَ بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ أحَبُّ إلَيَّ مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ ، أبلَغُ في طَلَبِ الرِّزقِ مِنَ الضَّربِ فِي الأَرضِ . (4)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ إبليسَ إنَّما يَبُثُّ جُنودَ اللَّيلِ مِن حينِ تَغيبُ الشَّمسُ إلى مَغيبِ الشَّفَقِ ، ويَبُثُّ جُنودَ النَّهارِ مِن حينِ يَطلُعُ الفَجرُ إلى
.
ص: 101
مَطلَعِ الشَّمسِ . وذَكَرَ أنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل في هاتَينِ السّاعَتَينِ ، وتَعَوَّذوا بِاللّهِ عز و جل مِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وعَوِّذوا صِغارَكُم في هاتَينِ السّاعَتَينِ ، فَإِنَّهُما ساعَتا غَفلَةٍ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا تَغَيَّرَتِ الشَّمسُ فَاذكُرِ اللّهَ عز و جل ، وإن كُنتَ مَعَ قَومٍ يَشغَلونَكَ فَقُم وَادعُ . (2)
راجع : نهج الدعاء / أدعية الصباح والمساء .
8 / 2ذُو الحِجَّةِ إلَى اليَومِ الثّالِثَ عَشَرَالكتاب«وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ اعْلَمُواْ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ» . (3)
«وَ أَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُواْ مَنَ_فِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَ_تٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَ_مِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَائِسَ الْفَقِيرَ» . (4)
.
ص: 102
«فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَ_سِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا ءَاتِنَا فِى الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِى الْاخِرَةِ مِنْ خَلَ_قٍ» . (1)
«لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَ_تٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ» . (2)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :قالَ أبي : قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اُذكُروا اللّهَ في أيّامٍ مَعلوماتٍ (3) ؛ قالَ : قالَ : عَشرُ ذِي الحِجَّةِ ، وأيّامٍ مَعدوداتٍ (4) ؛ قالَ : أيّامُ التَّشريقِ . (5)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ» _: هِيَ أيّامُ التَّشريقِ ؛ كانوا إذا أقاموا بِمِنى بَعدَ النَّحرِ تَفاخَروا ، فَقالَ الرَّجُلُ مِنهُم : كانَ أبي يَفعَلُ كَذا وكَذا ، فَقالَ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ : «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَ_تٍ [ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَ_سِكَكُمْ ] (6) فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» . قالَ : وَالتَّكبيرُ : «اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، وللّهِِ الحَمدُ ،
.
ص: 103
اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ» . (1)
مستطرفات السرائر عن الحلبي :سَأَلتُهُ [ الإِمامَ الصّادِقَ عليه السلام ] عَن قَولِ اللّهِ : «فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» ، قالَ عليه السلام : كانَ المُشرِكونَ يَفتَخِرونَ بِمِنى إذا كانَ أيّامُ التَّشريقِ ، فَيَقولونَ : كانَ أبونا كَذا ، وكانَ أبونا كَذا ، فَيَذكُرونَ فَضلَهُم ، فَقالَ : «فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا» . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن أيّامٍ أعظَمُ عِندَ اللّهِ ولا أحَبُّ إلَيهِ مِنَ العَمَلِ فيهِنَّ مِن هذِهِ الأَيّامِ العَشرِ ، فَأَكثِروا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن أيّامٍ أفضَلُ عِندَ اللّهِ ، ولَا العَمَلُ فيهِنَّ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جل مِن هذِهِ الأَيّامِ العَشرِ ، فَأَكثِروا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّها أيّامُ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وذِكرِ اللّهِ ، وإنَّ صِيامَ يَومٍ منها يَعدِلُ بِصِيامِ سَنَةٍ ، وَالعَمَلَ فيهِنَّ يُضاعَفُ سَبعَمِئَةِ ضِعفٍ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام _ في يَومِ النَّحرِ _ :إنَّ هذا يَومٌ حُرمَتُهُ عَظيمَةٌ ، وبَرَكَتُهُ مَأمولَةٌ ، وَالمَغفِرَةُ فيهِ مَرجُوَّةٌ ، فَأَكثِروا ذِكرَ اللّهِ تعالى ، وَاستَغفِروهُ وتوبوا إلَيهِ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (5)
.
ص: 104
8 / 3شَهرُ رَمَضانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ في رَمَضانَ مَغفورٌ لَهُ ، وسائِلُ اللّهِ فيهِ لا يُخَيَّبُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :رَمَضانُ شَهرُ اللّهِ _ تَبارَكَ وتَعالى _ اِستَكثِروا فيهِ مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّحميدِ وَالتَّمجيدِ وَالتَّسبيحِ . (2)
8 / 4يَومُ الجُمُعَةِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُواْ الْبَيْعَ ذَ لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَسبيحَةٌ في يَومِ الجُمُعَةِ ، أفضَلُ مِن ألفِ تَسبيحَةٍ في غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ . (4)
راجع : ج 2 ص 492 (قيمة الصلاة على النبي وآله يوم الجمعة وليلتها) .
.
ص: 105
8 / 5عِندَ القِتالِالكتاب«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» . (1)
الحديثسنن الترمذي عن عمارة بن زَعكَرة :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنَّ عَبدي كُلَّ عَبدي : الَّذي يَذكُرُني وهُوَ مُلاقٍ قِرنَهُ _ يَعني عِندَ القِتالِ _ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحَةُ مِنَ الغازي سَبعونَ ألفَ حَسَنَةٍ ، وَالحَسَنَةُ بِعَشرٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَبَّرَ تَكبيرَةً في سَبيلِ اللّهِ ، كانَت كَصَخرَةٍ في ميزانِهِ يَومَ القِيامَةِ أثقَلَ مِنَ السَّماواتِ وَالأَرضِ وما فيهِنَّ . ومَن قالَ في سَبيلِ اللّهِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» رافِعا صَوتَهُ بِها ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها رِضوانَهُ الأَكبَرَ ، ومَن يَكتُب لَهُ رِضوانَهُ الأَكبَرَ جَمَعَ اللّهُ بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ وإبراهيمَ وسائِرِ الأَنبِياءِ عليهم السلام . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا لَقيتُم عَدُوَّكُم فِي الحَربِ فَأَقِلُّوا الكَلامَ ، وَاذكُروا اللّهَ عز و جل ، ولا تُوَلُّوهُمُ الأَدبارَ فَتُسخِطُوا اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى ، وتَستَوجِبوا غَضَبَهُ . (5)
راجع : ج 1 ص 62 ح 153.
.
ص: 106
8 / 6عِندَ الهَمِّ وَالحُكومَةِ وَالقِسمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ عِندَ هَمِّكَ إذا هَمَمتَ ، وعِندَ لِسانِكَ إذا حَكَمتَ ، وعِندَ يَدِكَ إذا قَسَمتَ . (1)
8 / 7عِندَ الصّاعِقَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُمُ الرَّعدَ فَاذكُرُوا اللّهَ ، فَإِنَّهُ لا يُصيبُ ذاكِرا . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصّاعِقَةَ تُصيبُ المُؤمِنَ وَالكافِرَ ، ولا تُصيبُ ذاكِرا . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ الصّاعِقَةَ لا تُصيبُ ذاكِرا للّهِِ عز و جل . (4)
الكافي عن بريد بن معاوية عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الصَّواعِقَ لا تُصيبُ ذاكِرا . قالَ : قُلتُ : ومَا الذّاكِرُ؟ قالَ : مَن قَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :يَموتُ المُؤمِنُ بِكُلِّ ميتَةٍ إلَا الصّاعِقَةَ ، لا تَأخُذُهُ وهُوَ يَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (6)
الكافي عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن ميتَةِ المُؤمِنِ ، قالَ : يَموتُ المُؤمِنُ بِكُل
.
ص: 107
ميتَةٍ ؛ يَموتُ غَرَقا ، ويَموتُ بِالهَدمِ ، ويُبتَلى بِالسَّبُعِ ، ويَموتُ بِالصّاعِقَةِ ؛ ولا تُصيبُ ذاكِرَ اللّهِ عز و جل . (1)
8 / 8عِندَ غَفلَةِ النّاسِالمعجم الكبير عن عصمة بن مالك عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أحَبُّ العَمَلِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : القَومُ يَتَحَدَّثونَ وَالرَّجلُ يُسَبِّحُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ أحَبَّ السُّبحَةِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : يَكونُ النّاسُ في خَوضِها وباطِلِها ولَهوِها ، فَنِعمَ (3) الرَّجُلُ عِندَ ذلِكَ ، فَيَدعُو اللّهَ تَعالى ويَذكُرُهُ ويُسَبِّحُهُ . (4)
الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ أحَبَّ السُّبحةِ إلَى اللّهِ عز و جل سُبحَةُ الحَديثِ . . . قيل : يا رَسولَ اللّهِ ، وما سُبحَةُ الحَديثِ؟ قالَ : الرَّجُلُ يَسمَعُ حِرصَ الدُّنيا وباطِلَها فَيَغتَمُّ عِندَ ذلِكَ ، فَيَذكُرُ اللّهَ عز و جل . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ عز و جل فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ عَنِ الفارّينَ ، والمُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ لَه
.
ص: 108
الجَنَّةُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ بِمَنزِلَةِ الصّابِرِ فِي الفارّينَ . (2)
شعب الإيمان عن ابن عمر عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الَّذي يُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَطِ الشَّجَرِ الَّذي قَد تَحاتَّ (3) ؛ يَعني مِنَ الضَّريبِ (4) . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالمِصباحِ فِي البَيتِ المُظلِمِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يُعَرِّفُهُ اللّهُ مَقعَدَهُ ولا يُعَذِّبُ بَعدَهُ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ لَهُ مِنَ الأَجرِ بِعَدَدِ كُلِّ فَصيحٍ فِي السّوقِ وأعجَمِيٍّ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يَنظُرُ اللّهُ إلَيهِ نَظرَةً لا يُعَذِّبُهُ اللّهُ بَعدَها أبَدا ، وذاكِرُ اللّهِ فِي السّوقِ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ نورٌ يَومَ (6) يَلقَى اللّهَ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ كَالَّذي يُقاتِلُ عَنِ الفارّينَ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ المِصباحِ فِي البَيتِ المُظلِمِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ مِثلُ الشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَط
.
ص: 109
الشَّجَرِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يُعَرِّفُهُ اللّهُ مَقعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ، وذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلينَ يَغفِرُ اللّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ فَصيحٍ وأعجَمِيٍّ ، فَالفَصيحُ بَنو آدَمَ وَالأَعجَمِيُّ البَهائِمُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :ذاكِرُ اللّهِ فِي الغافِلين كَالشَّجَرَةِ الخَضراءِ في وَسَطِ الهَشيمِ (2) ، وكَالدّارِ العامِرَةِ بَينَ الرُّبوعِ الخَرِبَةِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :الذّاكِرُ للّهِِ عز و جل فِي الغافِلينَ كَالمُقاتِلِ فِي المُحارِبينَ (4) . (5)
عنه عليه السلام :يا أهلَ الإيمانِ ومَحَلَّ الكِتمانِ ، تَفَكَّروا وتَذَكَّروا عِندَ غَفلَةِ السّاهينَ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، إنَّ أهلَ الخَيرِ وأهلَ الآخِرَةِ . . . أعيُنُهُم باكِيَةٌ ، وقُلوبُهُم ذاكِرَةٌ ؛ إذا كُتِبَ النّاسُ مِنَ الغافِلينَ كُتِبوا مِنَ الذّاكِرينَ . (7)
راجع : ج 1 ص 117 (في السوق) .
8 / 9عِندَ الخَلوَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَلَوتَ فَأَكثِر ذِكرَ اللّهِ . (8)
.
ص: 110
عنه صلى الله عليه و آله :ذاكِرُ اللّهِ خالِيا، كَبارِزٍ إلَى الكافِرِ فِي الصُّفوفِ خالِيا (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :سَبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّهُ : . . . ورَجُلٌ ذَكَرَ اللّهَ خالِيا فَفاضَت عَيناهُ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :اِشحَنِ (4) الخَلوَةَ بِالذِّكرِ ، وَاصحَبِ النِّعَمَ بِالشُّكرِ . (5)
عنه عليه السلام :كُن فِي المَلَأِ وَقورا ، وكُن فِي الخَلَأِ (6) ذَكورا . (7)
الإمام الباقر عليه السلام :تَعَرَّض لِرِقَّةِ القَلبِ بِكَثرَةِ الذِّكرِ فِي الخَلَواتِ . (8)
الإمام الصادق عليه السلام :شيعَتُنَا الَّذينَ إذا خَلَوا ذَكَرُوا اللّهَ كَثيرا . (9)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ فِي التَّوراةِ مَكتوبا ، فيما ناجَى اللّهُ تَعالى بِهِ موسى عليه السلام أن قالَ لَهُ : يا موسى . . . اُذكُرني في خَلوَتِكَ وعِندَ سُرورِ لَذَّتِكَ ، أذكُركَ عِندَ غَفَلاتِكَ . (10)
.
ص: 111
الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام: فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : . . . يا عيسى ، أطِب لي قَلبَكَ ، وأكثِر ذِكري فِي الخَلَواتِ . (1)
راجع : ج 1 ص 75 (الذكر الخفيّ) . ج 1 ص 122 ح 355 _ 360 .
8 / 10عِندَ الكَلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ في أوَّلِهِ بِذِكرِ اللّهِ فَهُوَ أبتَرُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُذكَرُ اللّهُ فيهِ فَيُبدَأُ بِهِ ويُصَلّى عَلَيَّ فيهِ ، فَهُوَ أقطَعُ أكنَعُ (3) مَمحوقٌ (4) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِذِكرِ اللّهِ أقطَعُ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :أوصاني رَبّي بِتِسعٍ : . . . وأن يَكونَ صَمتي فِكرا ، ومَنطِقي ذِكرا ، ونَظَري عِبَرا . (7)
.
ص: 112
الإمام عليّ عليه السلام :المُؤمِنُ إذا نَظَرَ اعتَبَرَ ، وإذا سَكَتَ تَفَكَّرَ ، وإذا تَكَلَّمَ ذَكَرَ ، وإذا اُعطِيَ شَكَرَ ، وإذَا ابتُلِيَ صَبَرَ . (1)
عنه عليه السلام :العاقِلُ إذا سَكَتَ فَكَّرَ ، وإذا نَطَقَ ذَكَرَ ، وإذا نَظَرَ اعتَبَرَ . (2)
عنه عليه السلام :العاقِلُ مَن عَقَلَ (3) لِسانَهُ إلّا عَن ذِكرِ اللّهِ . (4)
عنه عليه السلام :كُلُّ قَولٍ لَيسَ للّهِِ فيهِ ذِكرٌ فَلَغوٌ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَفتِحُ مَقالي ، وبِشُكرِكَ أستَنجِحُ سُؤالي . (6)
8 / 11عِندَ الأَكلِالإمام عليّ عليه السلام :اُذكُروا اللّهَ عز و جل عَلَى الطَّعامِ ، ولا تَلغَطوا (7) ؛ فَإِنَّهُ نِعمَةٌ مِن نِعَمِ اللّهِ ، ورِزقٌ مِن رِزقِةِ ، يَجِبُ عَلَيكُم فيهِ شُكرُهُ وذِكرُهُ وحَمدُهُ . (8)
.
ص: 113
8 / 12عِندَ النَّومِمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :اِجعَل كُلَّ نَومِكَ آخِرَ عَهدِكَ مِنَ الدُّنيا ، وَاذكُرِ اللّهَ بِقَلبِكَ ولِسانِكَ ، وخَفِ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّكَ . (1)
8 / 13جَوفُ اللَّيلِالإمام عليّ عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ فُرصَةُ السُّعَداءِ ، ونُزهَةُ الأَولِياءِ . (2)
عنه عليه السلام :سَهَرُ اللَّيلِ بِذِكرِ اللّهِ غَنيمَةُ الأَولِياءِ ، وسَجِيَّةُ (3) الأَتقِياءِ . (4)
عنه عليه السلام :سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ خُلصانُ العارِفينَ ، وحُلوانُ (5) المُقَرَّبينَ . (6)
عنه عليه السلام :أفضَلُ العِبادَةِ سَهَرُ العُيونِ بِذِكرِ اللّهِ سُبحانَهُ . (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :إلهي ومَولايَ وغايَةَ رَجائي ، أشرَقتَ مِن عَرشِكَ عَلى أرَضيكَ ومَلائِكَتِكَ وسُكّانِ سَماواتِكَ ، وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ ، وسَكَنَتِ الحَرَكاتُ ، وَالأَحياءُ فِي المَضاجِعِ كَالأَمواتِ ، فَوَجَدتَ عِبادَكَ في شَتَّى الحالاتِ : فَمِنهُ خائِفٌ لَجَأَ إلَيكَ فَآمَنتَهُ . . . وناسِكٌ أفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ . . . إلهي فَبِحَقِّ الاِسمِ الَّذي إذا دُعيتَ بِهِ أجَبتَ ، وَالحَقِّ الَّذي إذا
.
ص: 114
اُقسِمتَ بِهِ أوجَبتَ ، وبِصَلَواتِ العِترَةِ الهادِيَةِ ، وَالمَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني مِمَّن خافَ فَآمَنتَهُ . . . وأفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ ، وبِالفَوزِ جازَيتَهُ . (1)
الكافي عن سليمان بن خالد عن الإمام الباقر عليه السلام :إن شِئتَ أخبَرتُكَ بِأَبوابِ الخَيرِ؟ قُلتُ : نَعَم ، جُعِلتُ فِداكَ ! قالَ : الصَّومُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تَذهَبُ بِالخَطيئَةِ ، وقِيامُ الرَّجُلِ في جَوفِ اللَّيلِ بِذِكرِ (2) اللّهِ . ثُمَّ قَرَأَ عليه السلام : «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» (3) . (4)
8 / 14عِندَ القِيامِسنن الترمذي عن ابن عمر :قَلَّما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقومُ مِن مَجلِسٍ حَتّى يَدعوَ بِهؤُلاءِ الدَّعَواتِ لِأَصحابِهِ : اللّهُمَّ اقسِم لَنا مِن خَشيَتِكَ ما يَحولُ بَينَنا وبَينَ مَعاصِيكَ ، ومِن طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ جَنَّتَكَ ، ومِنَ اليَقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ عَلَينا مُصيباتِ الدُّنيا ، ومَتِّعنا بِأَسماعِنا وأبصارِنا و قُوَّتِنا ما أحيَيتَنا ، وَاجعَلهُ الوارِثَ مِنّا ، وَاجعَل ثَأرَنا عَلى مَن ظَلَمَنا ، وَانصُرنا عَلى مَن عادانا ، ولا تَجعَل مُصيبَتَنا في دينِنا ، ولا تَجعَلِ الدُّنيا أكبَرَ هَمِّنا ، ولا مَبلَغَ عِلمِنا ،
.
ص: 115
ولا تُسَلِّط عَلَينا مَن لا يَرحَمُنا . (1)
منية المريد :إنَّهُ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن حَديثِهِ وأرادَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِهِ ، يَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا ما أخطَأنا وما تَعَمَّدنا ، وما أسرَرنا وما أعلَنّا ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يَكتالَ بِالمِكيالِ الأَوفى مِنَ الأَجرِ يَومَ القِيامَةِ ، فَليَكُن آخِرُ كَلامِهِ في مَجلِسِهِ : «سُبْحَ_نَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَ سَلَ_مٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)
راجع : ج 1 ص 285 ( أوقات التسبيح / عند القيام من المجلس) . ج 2 ص 389 ( ما ينبغي فيه الاستغفار من الأحوال / خِتام المجالس) .
8 / 15فِي المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لأَِبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ _ :يا أباذَرٍّ ، كُلُّ جُلوسٍ فِي المَسجِدِ لَغوٌ إلّا ثَلاثَةً : قِراءَةُ مُصَلٍّ ، أو ذِكرُ اللّهِ ، أو سائِلٌ عَن عِلمٍ . (5)
.
ص: 116
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (1)
الإمام الصادق والإمام العسكري عليهماالسلام _ فيما يُقالُ عِندَ دُخولِ المَسجِدِ _ :اللّهُمَّ افتَح مَسامِعَ قَلبي لِذِكرِكَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن دَخَلَ سوقا أو مَسجِدَ جَماعَةٍ فَقالَ مَرَّةً واحِدَةً : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، واللّهُ أكبَرُ كَبيرا ، وَالحَمدُ للّهِِ كَثيرا ، وسُبحانَ اللّهِ بُكرَةً وأصيلاً ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ» عَدَلَت لَهُ حَجَّةً مَبرورَةً . (3)
8 / 16في مَكَّةَالإمام زين العابدين عليه السلام :تَسبيحَةٌ بِمَكَّةَ ، أفضَلُ مِن خَراجِ العِراقَينِ يُنفَقُ في سَبيلِ اللّهِ . (4)
8 / 17فِي البَيتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَثَلُ البَيتِ الَّذي يُذكَرُ اللّهُ فيهِ ، وَالبَيتِ الَّذي لا يُذكَرُ اللّهُ فيهِ ، مَثَلُ الحَى ¨ِّ
.
ص: 117
وَالمَيِّتِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ البَيتَ الَّذي يُذكَرُ فيهِ اسمُ اللّهِ ، لَيُضيءُ لِأَهلِ السَّماءِ كما تُضيءُ النُّجومُ لِأَهلِ الأَرضِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :البَيتُ الَّذي يُقرَأُ فيهِ القُرآنُ ويُذكَرُ اللّهُ عز و جل فيهِ ، تَكثُرُ بَرَكَتُهُ ، وتَحضُرُهُ المَلائِكَةُ ، وتَهجُرُهُ الشَّياطينُ ، ويُضيءُ لِأَهلِ السَّماءِ كما تُضيءُ الكَواكِبُ لِأَهلِ الأَرضِ . وإنَّ البَيتَ الَّذي لا يُقرَأُ فيهِ القُرآنُ ، ولا يُذكَرُ اللّهُ عز و جل فيهِ ، تَقِلُّ بَرَكَتُهُ ، وتَهجُرُهُ المَلائِكَةُ ، وتَحضُرُهُ الشَّياطينُ . (3)
8 / 18فِي السُّوقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن ذَكَرَ اللّهَ فِي السّوقِ مُخلِصا عِندَ غَفلَةِ النّاسِ وشُغلِهِم بما هُم فيهِ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ، ويَغفِرُ اللّهُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ مَغفِرَةً لَم تَخطُر عَلى قَلبِ بَشَرٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن دَخَلَ السّوقَ فَقالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ألفَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ ألفِ دَرَجَةٍ . (5)
.
ص: 118
الإمام عليّ عليه السلام :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جل إذا دَخَلتُمُ الأَسواقَ عِندَ اشتِغالِ النّاسِ ؛ فَإِنَّهُ كَفّارَةٌ لِلذُّنوبِ ، وزِيادَةٌ فِي الحَسَناتِ ، ولا تُكتَبوا فِي الغافِلينَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّه عز و جل فِي الأَسواقِ ، غَفَرَ لَهُ بِعَدَدِ أهلِها . (2)
راجع : ج 1 ص 107 (عند غفلة الناس) . ج 1 ص 116 ح 337 .
8 / 19فِي الَّسفَرِالإمام عليّ عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _ :اِعلَم أنَّ مُروءَةَ المَرءِ المُسلِمِ مُروءَتانِ : مُروءَةٌ في حَضَرٍ ، ومُروءَةٌ في سَفَرٍ . . . وأمّا مُروءَةُ السَّفَرِ : فَبَذلُ الزّادِ ، وقِلَّةُ الخِلافِ عَلى مَن صَحِبَكَ ، وكَثرَةُ ذِكرِ اللّهِ عز و جلفي كُلِّ مَصعَدٍ ومَهبَطٍ ونُزولٍ وقِيامٍ وقُعودٍ . (3)
8 / 20عِندَ المُرورِ بِالجَبَلِ أو بِقاعِ الأَرضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ إذا مَرَّ بِالجَبَلِ فَذَكَرَ اللّهَ عِندَهُ ، شَمَخَ يَومَئِذٍ عَلَى الجِبالِ فَخرا حَيثُ يُذكَرُ اللّهُ عِنَدهُ . (4)
.
ص: 119
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن صَباحٍ ولارَواحٍ (1) إلّا وبِقاعُ الأَرض تُنادي بَعضُها بَعضا : يا جارَةُ هَل مَرَّ بِكِ اليَومَ عَبدٌ صالِحٌ صَلّى عَلَيكِ أو ذَكَرَ اللّهَ ؟ فَإِن قالَت : نَعَم! رَأَت لَها بِذلِكَ عَلَيها فَضلاً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ سَلَكَ وادِيا فَيَبسُطُ كَفَّيهِ فَيَذكُرُ اللّهَ ويَدعو ، إلّا مَلَأَ اللّهُ ذلِكَ الوادِيَ حَسَناتٍ ، فَليَعظُم ذلِكَ الوادي أو لِيَصغُر . (3)
8 / 21مَعَ كُلِّ ذاكِرٍعلل الشرايع عن زرارة :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : ما أقولُ إذا سَمِعتُ الأَذانَ ؟ قالَ : اُذكُرِ اللّهَ مَعَ كُلِّ ذاكِرٍ . (4)
.
ص: 120
. .
ص: 121
الفَصلُ التّاسِعُ : بركات الذّكر9 / 1ذِكرُ اللّهِ لِذاكِرِهِالكتاب«فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن اُعطِيَ أربَعا اُعطِيَ أربَعا ، وتَفسيرُ ذلِكَ في كِتابِ اللّهِ عز و جل : مَن اُعطِيَ الذِّكرَ ذَكَرَهُ اللّهُ ؛ لِأَنَّ اللّهَ يَقولُ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» . . . . (2)
عنه صلى الله عليه و آله : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» يَقولُ : اُذكُروني يا مَعشَرَ العِبادِ بِطاعَتي ، أذكُركُم بِمَغفِرَتي . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ : اُذكُرُوني بِطاعَتي أذكُركُم بِمَغفِرَتي ، فَمَن ذَكَرَني وهُوَ مُطيع
.
ص: 122
فَحَقٌّ عَلَيَّ أن أذكُرَهُ بِمَغفِرَتي ، ومَن ذَكَرَني وهُوَ لي عاصٍ فَحَقٌّ عَلَيَّ أن أذكُرَهُ بِمَقتٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ سُبحانَهُ : «فاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» بِنِعمَتي ، وَاذكُروني بِالطّاعَةِ وَالعِبادَةِ أذكُركُم بِالنِّعَمِ وَالإِحسانِ وَالرَّحمَةِ وَالرِّضوانِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إذا ذَكَرَني عَبدي خالِيا ذَكَرتُهُ خالِيا ، وإن ذَكَرَني في مَلَأٍ ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ خَيرٍ مِنَ المَلَأِ الَّذي ذَكَرَني فيهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : أنَا عِندَ ظَنِّ عَبدي بي ، وأنَا مَعَهُ إذا ذَكَرَني ؛ فَإِن ذَكَرَني في نَفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي ، وإن ذَكَرَني في مَلَأٍ ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ خَيرٍ مِنهُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ تَعالى : لا يَذكُرُني عَبدي في نَفسِهِ إلّا ذَكَرتُهُ في مَلَأٍ مِن مَلائِكَتي ، ولا يَذكُرُني في مَلَأٍ إلّا ذَكَرتُهُ فِي الرَّفيقِ الأَعلى . (5)
المحاسن عن بشير الدهّان عن الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ تَعالى : اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في نَفسِكَ أذكُركَ في نَفسي . اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في خَلاءٍ أذكُركَ في خَلاءٍ . اِبنَ آدَمَ ، اُذكُرني في مَلَأٍ أذكُركَ في مَلَأٍ خَيرٍ مِن مَلَئِكَ . وقالَ : ما مِن عَبدٍ يَذكُرُ اللّهَ في مَلَأٍ مِنَ النّاسِ ، إلّا ذَكَرَهُ اللّهُ في مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ . (6)
.
ص: 123
الكافي عن ابن فضّال رفعه ، قال :قالَ اللّهُ عز و جللِعيسى عليه السلام : يا عيسى ، اُذكُرني في نَفسِكَ أذكُركَ في نَفسي ، وَاذكُرني في مَلَأِ(كَ) أذكُركَ في مَلَأٍ خَيرٍ مِن مَلَأِ الآدَمِيِّينَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل : مَن ذَكَرني سِرّا ذَكَرتُهُ عَلانِيَةً . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» (3) ذِكرُ اللّهِ تَعالى إيّاكُم أكبَرُ مِن ذِكرِكُم إيّاهُ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» _: يَقولُ : ذِكرُ اللّهِ لِأَهلِ الصَّلاةِ أكبَرُ مِن ذِكرِهِم إيّاهُ ، ألا تَرى أنَّهُ يَقولُ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» ؟ (5)
مستدرك الوسائل :قالَ جَبرَئيلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : أعطَيتُ اُمَّتَكَ ما لم اُعطِهِ اُمَّةً مِنَ الاُمَمِ . فَقالَ : وما ذاكَ يا جَبرَئيلُ؟ قالَ : قَولُهُ تَعالى : «فاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» ، ولَم يَقُل هذِهِ لِأَحَدٍ مِنَ الاُمَمِ . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِقِسرَةَ بِنتِ رَواسٍ الكِندِيَّةِ _ :أيا قِسرَةُ ! اُذكُرِي اللّهَ عِندَ الخَطيئَةِ يَذكُركِ عِندَ المَغفِرَةِ ، وأطيعي زَوجَكِ يَكفِكِ شَرَّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وبِرِّي والِدَيكِ يَكثُر خَيرُ بَيتِكِ . (7)
.
ص: 124
عنه صلى الله عليه و آله :مَا اجتَمَعَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل ، إلّا ذَكَرَهُمُ اللّهُ فيمَن عِندَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ إذا أسكَنَ أهلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ . . . فَناداهُمُ الرَّبُّ : عِبادي ، اِرفَعوا رُؤوسَكُم فَإِنَّها لَيسَت بِدارِ عَمَلٍ ولا دارِ نَصَبٍ ، إنَّما هِيَ دارُ جَزاءٍ وثَوابٍ ، وعِزَّتي ما خَلَقتُها إلّا مِن أجلِكُم ، وما مِن ساعَةٍ ذَكَرتُموني فيها في دارِ الدُّنيا إلّا ذَكَرتُكُم فَوقَ عَرشي . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اِعلَموا أنَّ اللّهَ لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يَخذُلُ مَن نَصَرَهُ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ ذَكَرَهُ . (4)
عنه عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ في يَومِ الجُمُعَةِ _ :اُذكُرُوا اللّهَ يَذكُركُم ؛ فَإِنَّهُ ذاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ ، وَاسأَ لُوا اللّهَ مِن رَحمَتِهِ وفَضلِهِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَخيبُ عَلَيهِ داعٍ دَعاهُ . (5)
الإمام الحسن عليه السلام _ لِرَجُلٍ بَرِئَ مِن عِلَّةٍ كانَت بِهِ _ :إنَّ اللّهَ قَد ذَكَرَكَ فَاذكُرهُ ، وأقالَكَ فَاشكُرهُ . (6)
الإمام الحسين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _ :يا مَن ألبَسَ أولِياءَهُ مَلابِسَ هَيبَتِهِ فَقاموا بَينَ يَدَيهِ مُستَغفِرينَ ، أنتَ الذّاكِرُ قَبلَ الذّاكِرينَ . (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ لِوَداعِ شَهرِ رَمَضانَ _ :أنتَ الَّذي دَلَلتَهُم [ العِبادَ ]بِقَولِكَ مِن غَيبِكَ وتَرغيبِكَ الَّذي فيهِ حَظُّهُم ، عَلى ما لَو سَتَرتَهُ عَنهُم لَم تُدرِكه
.
ص: 125
أبصارُهُم ، ولَم تَعِهِ أسماعُهُم ، ولَم تَلحَقهُ أوهامُهُم ، فَقُلتَ : «اذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُواْ لِى وَ لَا تَكْفُرُونِ» ، وقُلتَ : «لَ_ئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَ_ئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» (1) . . . فَذَكَروكَ بِمَنِّكَ ، وشَكَروكَ بِفَضلِكَ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ قَبلَ الإِنشاءِ وَالإِحياءِ ، وَالآخِرِ بَعدَ فَناءِ الأَشياءِ ، العَليمِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يَنقُصُ مَن شَكَرَهُ ، ولا يُخَيِّبُ مَن دَعاهُ ، ولا يَقطَعُ رَجاءَ مَن رَجاهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ اللّهُ عز و جل : مَن ذَكَرَني في مَلأٍ مِنَ النّاس ذَكَرتُهُ في مَلاَ مِنَ المَلائِكَةِ . (4)
عنه عليه السلام :إنَّ فِي التَّوراةِ مَكتوبا : يَابنَ آدَمَ ، اُذكُرني حينَ تَغضَبُ أذكُركَ عِندَ غَضَبي ؛ فَلا أمحَقُكَ فيمَن أمحَقُ . وإذا ظُلِمتَ بِمَظلَمَةٍ فَارضَ بِانتِصاري لَكَ ؛ فإِنَّ انتِصاري لَكَ خَيرٌ مِنِ انتِصارِكِ لِنَفسِكَ . (5)
عنه عليه السلام _ في رِسالَتِهِ إلى جَماعَةٍ مِن شيعَتِهِ وأصحابِهِ _ :أكثِروا ذِكرَ اللّهِ مَا استَطَعتُم في كُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَإِنَّ اللّهَ أمَرَ بِكَثرَةِ الذِّكرِ لَهُ ، وَاللّهُ ذاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ مِنَ المُؤمِنينَ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لَم يَذكُرهُ أحَدٌ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ إلّا ذَكَرَهُ بِخَيرٍ . (6)
عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _ :وَاذكُرني يا رَبِّ بِرِضاكَ ، ولا تَنسَني حينَ تَنشُر
.
ص: 126
رَحمَتَكَ ، وأقبِل عَلَيَّ بِوَجهِكَ الكَريمِ . (1)
عنه عليه السلام _ كانَ يَقولُ _ :اللّهُمَّ اذكُرني بِرَحمَتِكَ ولا تَذكُرني بِخَطيئَتي ، وتَقَبَّل مِنّي ، وزِدني مِن فَضلِكَ ، إنّي إلَيكَ راغِبٌ . (2)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :اِجعَل ذِكرَ اللّهِ مِن أجلِ ذِكرِهِ لَكَ ؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَكَ وهُوَ غَنِيٌّ عَنكَ ، فَذِكرُهُ لَكَ أجَلُّ وأشهى وأتَمُّ مِن ذِكرِكَ لَهُ وأسبَقُ . ومَعرِفَتُكَ بِذِكرِهِ لَكَ يورِثُكَ الخُضوعَ، وَالاِستِحياءَ، وَالاِنكِسارَ ، ويَتَوَلَّدُ مِن ذلِكَ رُؤيَةُ كَرَمِهِ وفَضلِهِ السّابِقِ ، وتَخلُصُ لِوَجهِهِ ، وتَصغُرُ عِندَ ذلِكَ طاعاتُكَ وإن كَثُرَت في جَنبِ مِنَنِهِ . ورُؤيَتُكَ ذِكرَكَ لَهُ تورِثُكَ الرِّياءَ، وَالعُجبَ، وَالسَّفَهَ، وَالغِلظَةَ في خَلقِهِ ، وَاستِكثارَ الطّاعَةِ ونِسيانَ كَرَمِهِ وفَضلِهِ ، ولا يَزدادُ بِذلِكَ مِنَ اللّهِ إلّا بُعدا ، ولا يَستَجلِبُ بِهِ عَلى مُضِيِّ الأَيّامِ إلّا وَحشَةً . (3)
الزهد عن زيد بن عليّ :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى نَبِيِّهِ داوودَ عليه السلام : إذا ذَكَرَني عَبدي حينَ يَغضَبُ ، ذَكَرتُهُ يَومَ القِيامَةِ في جَميعِ خَلقي ، ولا أمحَقُهُ فيما أمحَقُ . (4)
الكافي عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم السلام :فيما وَعَظَ اللّهُ عز و جل بِهِ عيسى عليه السلام : . . . يا عيسى ، كُن رَحيما مُتَرَحِّما ، وكُن كَما تَشاءُ أن يَكونَ العِبادُ لَكَ ، وأكثِر ذِكرَ المَوتِ ومُفارَقَةَ الأَهلينَ ، ولا تَلهُ فَإِنَّ اللَّهوَ يُفسِدُ صاحِبَهُ ، ولا تَغفُل فَإِنَّ الغافِلَ مِنّي بَعيدٌ ، وَاذكُرني بِالصّالِحاتِ حَتّى أذكُرَكَ . (5)
.
ص: 127
جامع الأخبار :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام : يا عيسى ، إنّي لا أنسى مَن يَنساني ، فَكَيفَ أنسى مَن يَذكُرُني! أنَا لا أبخَلُ عَلى من عَصاني ، فَكَيفَ أبخَلُ عَلى مَن يُطيعُني! (1)
لقمان عليه السلام _ في مَواعِظِهِ لِابنِهِ _ :يا بُنَيَّ ، ومَن ذَا الَّذي ذَكَرَهُ فَلَم يَذكُرهُ! (2)
مسكّن الفؤاد :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى بَعضِ الصِّدِّيقينَ : إنَّ لي عِبادا مِن عِبادي يُحِبّوني واُحِبُّهُم ، ويَشتاقونَ إلَيَّ وأشتاقُ إلَيهِم ، ويَذكُروني وأذكُرُهُم ، فَإِن أخَذتَ طَريقَتَهُم أحبَبتُكَ ، وإن عَدَلتَ عَنهُم مَقَتُّكَ . (3)
9 / 2طَردُ الشَّيطانِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» . (4)
«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَ_حِشَةً أَوْظَ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» . (5)
الحديثتفسير العيّاشي عن عليّ بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ في قَولِ اللّهِ (6) : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ما ذلِكَ الطّائِفُ؟
.
ص: 128
فَقالَ : هُوَ السَّيِّئُ يَهُمُّ العَبدُ بِهِ ، ثُمَّ يَذكُرُ اللّهَ فَيُبصِرُ ويُقصِرُ (1) . (2)
الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ؟ قالَ : هُوَ العَبدُ يَهُمُّ بِالذَّنبِ ثُمَّ يَتَذَكَّرُ فَيُمسِكُ ، فَذلِكَ قَولُهُ : «تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» . (3)
تفسير القمّي : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ئِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» ؛قالَ : وإذا ذَكَّرَهُمُ الشَّيطانُ المَعاصِيَ وحَمَلَهُم عَلَيها ، يَذكُرونَ اللّهَ فإذا هُم مُبصِرونَ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعَ الشَّيطانُ ذِكرَ اللّهِ ، ذَهَبَ حَتّى يَكونَ كَمَكانِ الرَّوحاءِ (5) . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلى كُلِّ قَلبٍ جاثِمٌ (7) مِنَ الشَّيطانِ ، فإذا ذَكَرَ اسمَ اللّهِ خَنَسَ الشَّيطانُ وذابَ ، وإذا تَرَكَ الذِّكرَ التَقَمَهُ الشَّيطانُ فَجَذَبَهُ وأغواهُ واستَزَلَّهُ وأطغاهُ . (8)
.
ص: 129
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ واضِعٌ خَطمَهُ (1) عَلى قَلبِ ابنِ آدَمَ ، فَإِن ذَكَرَ اللّهَ خَنَسَ ، و إن نَسِيَ التَقَمَ قَلبَهُ ؛ فَذلِكَ الوَسواسُ الخَنّاسُ . (2)
علل الشرايع عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الخَنّاسِ ؟ قالَ : إنَّ إبليسَ يَلتَقِمُ القَلبَ ؛ فإذا ذُكِرَ اللّهُ خَنَسَ ، فَلِذلِكَ سُمِّيَ الخَنّاسُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا اجتَمَعَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ تَعالى ، اعتَزَلَ الشَّيطانُ وَالدُّنيا عَنهُم ، فَيَقولُ الشَّيطانُ لِلدُّنيا : ألا تَرَينَ ما يَصنَعونَ؟ فَتَقولُ الدُّنيا : دَعهُم ، فَلَو قَد تَفَرَّقوا أخَذتُ بِأَعناقِهِم . (4)
فضائل الأشهر الثلاثة عن عبد الرحمن بن هبيرة :كُنّا عِندَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَوما ، فَقالَ : رَأَيتُ البارِحَةَ عَجائِبَ! قالَ : فَقُلنا : يا رَسولَ اللّهِ وما رَأَيتَ ، حَدِّثنا فِداكَ أنفُسُنا و أهلونا وأولادُنا؟ فَقالَ : . . . رَأَيتُ رَجُلاً مِن اُمَّتي قَدِ احتَوَشَتهُ الشَّياطينُ ، فَجاءَهُ ذِكرُ اللّهِ عز و جل فَنَجّاهُ مِن بَينِهِم . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهُ ، فَذَكَرَ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ وعِندَ طَعامِهِ ، قالَ الشَّيطانُ : لا مَبيتَ لَكُم ولا عَشاءَ .
.
ص: 130
وإذا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللّهَ عِندَ دُخولِهِ ، قالَ الشَّيطانُ : أدرَكتُمُ المَبيتَ . وإذا لَم يَذكُرِ اللّهَ عِندَ طَعامِهِ ، قالَ : أدرَكتُمُ المَبيتَ وَالعَشاءَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ مَعصومونَ مِن إبليسَ وجُنودِهِ : الذّاكِرونَ للّهِِ ، وَالباكونَ مِن خَشيَةِ اللّهِ ، وَالمُستَغفِرونَ بِالأَسحارِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنّ اللّهَ أمَرَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّا بِخَمسِ كَلِماتٍ أن يَعمَلَ بِها ويَأمُرَ بَني إسرائيلَ أن يَعمَلوا بِها . . . فَقالَ : . . . آمُرُكُم أن تَذكُرُوا اللّهَ ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ في أثَرِهِ سِراعا ، حَتّى إذا أتى عَلى حِصنٍ حَصينٍ فَأَحرَزَ نَفسَهُ مِنهُم ؛ كَذلِكَ العَبدُ لا يُحرِزُ نَفسَهُ مِنَ الشَّيطانِ إلّا بِذِكرِ اللّهِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ مَطرَدَةُ الشَّيطانِ . (4)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ رَأسُ مالِ كُلِّ مُؤمِنٍ ، ورِبحُهُ السَّلامَةُ مِنَ الشَّيطانِ . (5)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ دِعامَةُ الإيمانِ ، وعِصمَةٌ مِنَ الشَّيطانِ . (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ بِذِكرِكَ أستَعيذُ وأعتَصِمُ ، وبِرُكنِكَ ألوذُ وأتَحَزَّمُ . (7)
.
ص: 131
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :لا يَتَمَكَّنُ الشَّيطانُ بِالوَسوَسَةِ مِنَ العَبدِ إلّا وقَد أعرَضَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وَاستَهانَ بِأَمرِهِ ، وأسكَنَ إلى نَهيِهِ ، ونَسِيَ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّهِ . (1)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إذا أتاكَ الشَّيطانُ مُوَسوِسا لِيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ الحَقِّ ويُنسيَكَ ذِكرَ اللّهِ ، فَاستَعِذ مِنهُ بِرَبِّكَ ورَبِّهِ ؛ فَإِنَّهُ يُؤَيِّدُ الحَقَّ عَلَى الباطِلِ ، ويَنصُرُ المَظلومَ ، بِقَولِهِ عز و جل : «إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (2) . ولَن تَقدِرَ عَلى هذا ومَعرِفَةِ إتيانِهِ ومَذاهِبِ وَسوَسَتِهِ إلّا بِدَوامِ المُراقَبَةِ وَالاِستِقامَةِ عَلى بِساطِ الخِدمَةِ وهَيبَةِ المُطَّلَعِ وكَثرَةِ الذِّكرِ ، وأمَّا المُهمِلُ لِأَوقاتِهِ فَهُوَ صَيدُ الشَّيطانِ . (3)
9 / 3اِطمِئنانُ القَلبِالكتاب«الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ تَطْمَ_ئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ئِنُّ الْقُلُوبُ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ . . . نُوديتُ : . . . يا مُحَمَّدُ ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ مِن اُمَّتِكَ فَليَدعُني سِرّا ، وَليَقُل : . . . وبِذِكرِكَ تَطمَئِنُّ القُلوبُ ، يا مُقَلِّبَ القُلوبِ وَالأَبصارِ قَلِّب قَلبي مِنَ الهُمومِ إلَى الرَّوحِ وَالدَّعَةِ ، ولا تَشغَلني عَن ذِكرِكَ بِتَركِكَ ما
.
ص: 132
بي مِنَ الهُمومِ ، إنّي إلَيكَ مُتَضَرِّعٌ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ_ئِنُّ الْقُلُوبُ» قالَ : ذاكَ مَن أحَبَّ اللّهَ ورَسولَهُ ، وأحَبَّ أهلَ بَيتي صادِقا غَيرَ كاذِبٍ ، وأحَبَّ المُؤمِنينَ شاهِدا وغائِبا ، ألا بِذِكرِ اللّهِ يَتَحابّونَ . (2)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ جِلاءُ الصُّدورِ ، وطُمَأنينَةُ القُلوبِ . (3)
9 / 4اِنشِراحُ القَلبِالكتاب«أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْاءِسْلَ_مِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَ_سِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَ_ئِكَ فِى ضَلَ_لٍ مُّبِينٍ» . (4)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ يَشرَحُ الصَّدرَ . (5)
9 / 5جِلاءُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ سَقالَةً (6) ، وإنَّ سَقالَةَ القُلوبِ ذِكرُ اللّهِ ، وما مِن شَيءٍ أنجى
.
ص: 133
مِن عَذابِ اللّهِ مِن ذِكرِ اللّهِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كَلامٍ لَهُ عِندَ تِلاوَتِهِ : «يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» (2) _: إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ وتَعالى جَعَلَ الذِّكرَ جِلاءً لِلقُلوبِ ، تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ ، وتُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ ، وتَنقادُ بِهِ بَعدَ المُعانَدَةِ . (3)
الكافي عن صباح الحذّاء عن أبي اُسامة :زامَلتُ (4) أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ لي : اِقرَأ ، قالَ : فَافتَتَحتُ سورَةً مِنَ القُرآنِ فَقَرأتُها ، فَرَقَّ وبَكى . ثُمَّ قالَ : يا أبا اُسامَةَ ، اِرعَوا قُلوبَكُم بِذِكرِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، وَاحذَرُوا النَّكتَ (5) ، فَإِنَّهُ يَأتي عَلَى القَلبِ تاراتٌ أو ساعاتٌ _ الشكُّ مِن صَباحٍ _ لَيسَ فيهِ إيمانٌ ولا كُفرٌ ، شِبهَ الخِرقَةِ البالِيَةِ أوِ العَظمِ النَّخِرِ . يا أبا اُسامَةَ ، ألَيسَ رُبَّما تَفَقَّدتَ قَلبَكَ فَلا تَذكُرُ بِهِ خَيرا ولا شَرّا ، ولا تَدري أينَ هُوَ؟ قُلتُ لَهُ : بَلى ، إنَّهُ لَيُصيبُني وأراهُ يُصيبُ النّاسَ! قالَ : أجَل ، لَيسَ يَعرى مِنهُ أحَدٌ ، قالَ : فَإِذا كانَ ذلِكَ فَاذكُرُوا اللّهَ عَزَّ وجَلَّ ، وَاحذَرُوا النَّكتَ ، فَإِنَّهُ إذا أرادَ بِعَبدٍ خَيرا نَكَتَ إيمانا ، وإذا أرادَ بِهِ غَيرَ ذلِكَ نَكَتَ غَيرَ ذلِكَ .
.
ص: 134
قُلتُ : ما غَيرُ ذلِكَ جُعِلتُ فِداكَ ، ما هُوَ؟ قالَ : إذا أرادَ كُفرا نَكَتَ كُفرا . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ جِلاءُ البَصائِرِ ، ونورُ السَّرائِرِ . (2)
9 / 6شِفاءُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ذِكرُ اللّهِ شِفاءُ القُلوبِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِذِكرِ اللّهِ فَإِنَّهُ شِفاءٌ ، وإيّاكُم وذِكرَ النّاسِ فَإِنَّهُ داءٌ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ ذِكرَ اللّهِ شِفاءٌ ، وإنَّ ذِكرَ النّاسِ داءٌ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ دَواءُ أعلالِ النُّفوسِ . (6)
عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ _ :يا مَنِ اسمُهُ دَواءٌ ، وذِكرُهُ شِفاءٌ . (7)
9 / 7صَلاحُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :أصلُ صَلاحِ القَلبِ اشتِغالُهُ بِذِكرِ اللّهِ . (8)
.
ص: 135
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَل سَلامَةَ قُلوبِنا في ذِكرِ عَظَمَتِكَ ، وفَراغَ أبدانِنا في شُكرِ نِعمَتِكَ ، وَانطِلاقَ ألسِنَتِنا في وَصفِ مِنَّتِكَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مُداوَمَةُ الذِّكرِ قوتُ الأَرواحِ ، ومِفتاحُ الصَّلاحِ . (2)
9 / 8حَياةُ القَلبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :بِذِكرِ اللّهِ تَحيَا القُلوبُ ، وبِنِسيانِهِ مَوتُها . (3)
عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _ :نَبِّه بِالذِّكرِ قَلبَكَ ، وجافِ (4) عَنِ النَّومِ جَنبَكَ ، وَاتَّقِ اللّهَ رَبَّكَ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :فِي الذِّكرِ حَياةُ القُلوبِ . (6)
عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ سُبحانَهُ أحيَا اللّهُ قَلبَهُ ، ونَوَّرَ عَقلَهُ ولُبَّهُ . (7)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ نورُ العَقلِ ، وحَياةُ النُّفوسِ ، وجِلاءُ الصُّدورِ . (8)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ في دُعاءِ أبي حَمزَةَ الثُّمالِيِّ _ :مَولايَ ، بِذِكرِكَ عاشَ قَلبي ، وبِمُناجاتِكَ بَرَّدتَ ألَمَ الخَوفِ عَنّي . (9)
.
ص: 136
الإمام الكاظم عليه السلام :اللّهُمَّ . . . صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأحيِ قُلوبَنا بِذِكرِكَ ، وَاجعَل ذُنوبَنا مَغفورَةً ، وعُيوبَنا مَستورَةً ، وفَرائِضَنا مَشكورَةً ، ونَوافِلَنا مَبرورَةً ، وقُلوبَنا بِذِكرِكَ مَعمورَةً . (1)
الإمام المهدي عليه السلام :إلهي وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ . . . أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . . . وتُغنِيَ فَقري ، وتَجبُرَ كَسري ، وتُحيِيَ فُؤادي بِذِكرِكَ . (2)
9 / 9عِمارَةُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام _ مِن وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _ :اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ _ أي بُنَيَّ _ ولُزومِ أمرِهِ ، وعِمارَةِ قَلبِكَ بِذِكرِهِ . (3)
عنه عليه السلام :إلهي . . . اُناديكَ بِقَلبٍ قَريحٍ ، واُناجيكَ بِدَمعٍ سَفوحٍ ، وأعوذُ بِكَ مِن قُوَّتي ، وأعوذُ بِكَ مِن جُرأَتي ، وأستَجيرُ بِكَ مِن جَهلي ، وأتَعَلَّقُ بِعُرى أسبابِكَ مِن ذَنبي ، وأعمُرُ بِذِكرِكَ قَلبي . (4)
9 / 10نورُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :اِستَديموا الذِّكرَ فَإِنَّهُ يُنيرُ القَلبَ ، وهُوَ أفضَلُ العِبادَةِ . (5)
.
ص: 137
عنه عليه السلام :دَوامُ الذِّكرِ يُنيرُ القَلبَ وَالفِكرَ . (1)
عنه عليه السلام :مَن كَثُرَ ذِكرُهُ استَنارَ لُبُّهُ . (2)
عنه عليه السلام :ثَمَرَةُ الذِّكرِ استِنارَةُ القُلوبِ . (3)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ نورٌ ورُشدٌ . النِّسيانُ ظُلمَةٌ وفَقدٌ . (4)
عنه عليه السلام :عَلَيكَ بِذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّهُ نورُ القَلبِ . (5)
عنه عليه السلام :الذِّكرُ يُؤنِسُ اللُّبَّ ، ويُنيرُ القَلبَ ، ويَستَنزِلُ الرَّحمَةَ . (6)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ يُنيرُ البَصائِرَ ، ويُؤنِسُ الضَّمائِرَ . (7)
9 / 11حِكمَةُ القَلبِالإمام عليّ عليه السلام :مَن ألزَمَ قَلبَهُ فِكرا ، ولِسانَهُ الذِّكرَ ، مَلَأَ اللّهُ قَلبَهُ إيمانا ورَحمَةً ، ونورا وحِكمَةً . (8)
الكافي عن السندي عن الإمام الباقر عليه السلام :ما أخلَصَ العَبدُ الإيمانَ بِاللّهِ عز و جل أربَعينَ يَوما _ أو قالَ : ما أجمَلَ عَبدٌ ذِكرَ اللّهِ عز و جل أربَعينَ يَوما _ إلّا زَهَّدَهُ اللّهُ عز و جل فِي الدُّنيا ، وبَصَّرَهُ داءَها
.
ص: 138
ودَواءَها ؛ فَأَثبَتَ الحِكمَةَ في قَلبِهِ ، وأنطَقَ بِها لِسانَهُ (1) . (2)
9 / 12هِدايَةُ العُقولِالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ هِدايَةُ العُقولِ ، وتَبصِرَةُ النُّفوسِ . (3)
عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ استَبصَرَ . (4)
عنه عليه السلام :لا هِدايَةَ كَالذِّكرِ . (5)
9 / 13نَجاحُ الاُمورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُذكُرِ اللّهَ ؛ فَإِنَّهُ عَونٌ لَكَ عَلى ما تَطلُبُ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :خَيرُ مَا استَنجَحتَ بِهِ الاُمورَ ذِكرُ اللّهِ سُبحانَهُ . (7)
عنه عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ تُستَنجَحُ بِهِ الاُمورُ ، وتَستَنيرُ بِهِ السَّرائِرُ . (8)
.
ص: 139
9 / 14الرِّزقُ بِغَيرِ بِضاعَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِتَّخِذوا ذِكرَ اللّهِ تِجارَةً ، يَأتِكُمُ الرِّزقُ بِغَيرِ بِضاعَةٍ (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ رَزَقَهُ اللّهُ . (3)
9 / 15النَّجاةُ مِنَ الشَّدائِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أحَدٍ يَموتُ عَطشانَ ، إلّا ذاكِرَ اللّهِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :ذِكرُ اللّهِ طارِدُ اللَأواءِ (5) وَالبُؤسِ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام ، قالَ موسى : . . . إلهي فَما جَزاءُ مَن لَم يَفتُر لِسانُهُ عَن ذِكرِكَ ، وَالتَّضَرُّعِ وَالاِستِعانَةِ لَكَ فِي الدُّنيا؟ قالَ : يا موسى ، اُعينُهُ عَلى شَدائِدِ الآخِرَةِ . (7)
الإمام الهادي عليه السلام :لَمّا كَلَّمَ اللّهُ عز و جل موسَى بنَ عِمرانَ عليه السلام ، قالَ موسى : . . . إلهي فَما جَزاءُ مَن ذَكَرَكَ بِلِسانِهِ وقَلبِهِ؟
.
ص: 140
قالَ : يا موسى ، اُظِلُّهُ يَومَ القِيامَةِ بِظِلِّ عَرشي ، وأجعَلُهُ في كَنَفي . (1)
عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :يا مَن تُحَلُّ بِأَسمائِهِ عُقَدُ المَكارِهِ ، ويا مَن يُفَلُّ بِذِكرِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ ، ويا مَن يُدعى بِأَسمائِهِ العِظامِ مِن ضيقِ المَخرَجِ إلى مَحَلِّ الفَرَجِ . (2)
راجع : ج 1 ص 62 ح 153 .
9 / 16حُسنُ الذِّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِذِكرِ اللّهِ وتِلاوَةِ القُرآنِ ؛ فَإِنَّهُ رَوحُكَ (3) فِي السَّماءِ ، وذِكرُكَ فِي الأَرضِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِتِلاوَةِ القُرآنِ وذِكرِ اللّهِ كَثيرا ؛ فَإِنَّهُ ذِكرٌ لَكَ فِي السَّماءِ ، ونورٌ لَكَ فِي الأَرضِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مَنِ اشتَغَلَ بِذِكرِ اللّهِ ، طَيَّبَ اللّهُ ذِكرَهُ . (6)
.
ص: 141
9 / 17حُسنُ العَمَلِالإمام عليّ عليه السلام :مَن عَمَرَ قَلبَهُ بِدَوامِ الذِّكرِ ، حَسُنَت أفعالُهُ فِي السِّرِّ وَالجَهرِ . (1)
9 / 18كَفّارَةُ السَّيِّئاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كابِدُوا (2) اللَّيلَ بِالصَّلاةِ ، وَاذكُرُوا اللّهَ كَثيرا ؛ يُكَفِّر عَنكُم سَيِّئاتِكُم . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :عَوِّد نَفسَكَ الاِستِهتارَ بِالذِّكرِ وَالاِستِغفارِ ، فَإِنَّهُ يَمحو عَنكَ الحَوبَةَ (4) ، ويُعَظِّمُ لَكَ المَثوبَةَ . (5)
9 / 19قُوَّةُ الإيمانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ! إنَّ القُرآنَ وَالذِّكرَ لَيُنبِتانِ الإِيمانَ فِي القَلبِ كما يُنبِتُ الماءُ العُشبَ . (6)
.
ص: 142
9 / 20التَّقَرُّبُ إلَى اللّهِكنز العمّال عن خالد بن الوليد :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : إنّي سائِلُكَ عَمّا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَقالَ لَهُ : سَل عَمّا بَدا لَكَ . . . قالَ : اُحِبُّ أن أكونَ أخَصَّ النّاسِ إلَى اللّهِ تَعالى . قالَ : أكثِر ذِكرَ اللّهِ ، تَكُن أخَصَّ العِبادِ إلَى اللّهِ تَعالى . (1)
مصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :إعرابُ القُلوبِ أربَعَةُ أنواعٍ : رَفعٌ وفَتحٌ وخَفضٌ ووَقفٌ . فَرَفعُ القَلبِ في ذِكرِ اللّهِ ، وفَتحُ القَلبِ فِي الرِّضا عَنِ اللّهِ ، وخَفضُ القَلبِ فِي الاِشتِغالِ بِغَيرِ اللّهِ ، ووَقفُ القَلبِ فِي الغَفلَةِ عَنِ اللّهِ . ألاتَرى أنَّ العَبدَ إذا ذَكَرَ اللّهَ تَعالى بِالتَّعظيمِ خالِصا ، ارتَفَعَ كُلُّ حِجابٍ بَينَهُ وبَينَ اللّهِ مِن قَبلِ ذلِكَ . . . وإذا غَفَلَ عَن ذِكرِ اللّهِ كَيفَ تَراهُ بَعدَ ذلِكَ مَوقوفا مَحجوبا ، قَد قَسا وأظلَمَ مُنذُ فارَقَ نورَ التَّعظيمِ . فَعَلامَةُ الرَّفعِ ثَلاثَةُ أشياءَ : وُجودُ المُوافَقَةِ ، وفَقدُ المُخالَفَةِ ، ودَوامُ الشَّوقِ . . . . وعَلامَةُ الوَقفِ ثَلاثَةُ أشياءَ : زَوالُ حَلاوَةِ الطّاعَةِ ، وعَدمُ مَرارَةِ المَعصِيَةِ ، وَالتِباسُ عِلمِ الحَلالِ بِالحَرامِ . (2)
.
ص: 143
9 / 21الاُنسُ بِاللّهِالإمام عليّ عليه السلام :الذِّكرُ مِفتاحُ الاُنسِ . (1)
عنه عليه السلام :ذاكِرُ اللّهِ مُؤانِسُهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا أنيسَ الذّاكِرينَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنَّكَ آنَسُ الآنِسِينَ لِأَولِيائِكَ ، وأحضَرُهُم بِالكِفايَةِ لِلمُتَوَكِّلينَ عَلَيكَ ، تُشاهِدُهُم في سَرائِرِهِم ، وتَطَّلِعُ عَلَيهِم في ضَمائِرِهِم ، وتَعلَمُ مَبلَغَ بَصائِرِهِم ، فَأَسرارُهُم لَكَ مَكشوفَةٌ ، وقُلوبُهُم إلَيكَ مَلهوفَةٌ ، إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِكرُكَ . (4)
عدّة الداعي :في بَعضِ الأَحادِيثِ القُدسِيَّةِ : أيُّما عَبدٍ اطَّلَعتُ عَلى قَلبِهِ فَرَأَيتُ الغالِبَ عَلَيهِ التَّمَسُّكَ بِذِكري ، تَوَلَّيتُ سِياسَتَهُ ، وكُنتُ جَليسَهُ ومُحادِثَهُ وأنيسَهُ . (5)
9 / 22حُبُّ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ ذِكرَ اللّهِ عز و جل أحَبَّهُ اللّهُ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله _ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _ :يا أبا ذَرٍّ ، إنَّ أحَبَّكُم إلَى اللّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ أكثَرُكُم
.
ص: 144
ذِكرا لَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أحَبُّهُم [ النّاسِ] إلَى اللّهِ أكثَرُهُم ذِكرا . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا رَأَيتَ اللّهَ سُبحانَهُ يُؤنِسُكَ بِذِكرِهِ ، فَقَد أحَبَّكَ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، وَدِدتُ أنّي أعلَمُ مَن تُحِبُّ مِن عِبادِكَ فَاُحِبَّهُ! قالَ : إذا رَأيتَ عَبدي يُكثِرُ مِن ذِكري ، فَأَنَا أذِنتُ لَهُ في ذلِكَ ، فَاُحِبُّهُ ، وإذا رَأَيتَ عَبدي لا يَذكُرُني ، فَأَنَا حَجَبتُهُ عَن ذلِكَ ، وأنَا اُبغِضُهُ . (4)
9 / 23لِقاءُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : إذا كانَ الغالِبُ عَلى عَبدِي الاِشتِغالَ بي جَعَلتُ نَعيمَهُ ولَذَّتَهُ في ذِكري ، فَإِذا جَعَلتُ نَعيمَهُ ولَذَّتَهُ في ذِكري عَشِقَني وعَشِقتُهُ ، فَإِذا عَشِقَني وعَشِقتُهُ رَفَعتُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَهُ ، وصِرتُ مَعالِما (5) بَينَ عَينَيهِ لا يَسهو إذا سَهَا النّاسُ ؛ اُولئِكَ كَلامُهُم كَلامُ الأَنبياءِ ، اُولئِكَ الأَبطالُ حَقّا ، اُولئِكَ الَّذينَ إذا أرَدتُ بِأَهلِ الأَرضِ عُقوبَةً وعَذابا ذَكَرتُهُم فَصَرَفتُ ذلِكَ عَنهُم . (6)
.
ص: 145
إحياء علوم الدين :في أخبارِ داوودَ عليه السلام : إنَّ اللّه تَعالى أوحى إلَيهِ . . . : يا داوودُ! إنّي خَلَقتُ قُلوبَ المُشتاقينَ مِن رِضواني ، ونَعَّمتُها بِنورِ وَجهي . . . . فَقالَ داوودُ عليه السلام : يا رَبِّ! بِمَ نالوا هذا مِنكَ؟ قالَ : بِحُسنِ الظَّنِّ ، وَالكَفِّ عَنِ الدُّنيا وأهلِها ، وَالخَلَواتِ بي ، ومُناجاتِهِم لي . وإنَّ هذا مَنزِلٌ لا يَنالُهُ إلّا مَن رَفَضَ الدُّنيا وأهلَها ، ولَم يَشتَغِل بِشَيءٍ مِن ذِكرِها ، وفَرَّغَ قَلبَهُ لي ، وَاختارَني عَلى جَميعِ خَلقي ، فَعِندَ ذلِكَ أعطِفُ عَلَيهِ واُفرِغُ نَفسَهُ ، وأكشِفُ الحِجابَ فيما بَيني وبَينَهُ ؛ حَتّى يَنظُرَ إلَيَّ نَظَرَ النّاظِرِ بِعَينِهِ إلَى الشَّيءِ . (1)
9 / 24العِصمَةُ مِنَ السَّهوِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : إذا عَلِمتُ أنَّ الغالِبَ عَلى عَبدِي الاِشتِغالُ بي ، نَقَلتُ شَهوَتَهُ في مَسأَلَتي ومُناجاتي ، فَإِذا كانَ عَبدي كَذلِكَ فَأَرادَ أن يَسهُوَ حُلتُ بَينَهُ وبَينَ أن يَسهُوَ ، اُولئِكَ أولِيائي حَقّا ، اُولئِكَ الأَبطالُ حَقّا . (2)
راجع : ج 1 ص 144 ح 471 .
9 / 25نُزولُ المَلائِكَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ مَلائِكَةً يَطوفونَ فِي الطُّرُقِ يَلتَمِسونَ أهلَ الذِّكرِ ، فَإِذا وَجَدوا قَوما يَذكُرونَ اللّهَ تَنادَوا : هَلُمُّوا إلى حاجَتِكُم . فَيَحُفُّونَهُم بِأَجنِحَتِهِم إلَى السَّماءِ الدُّنيا . فَيَسأَ لُهُم رَبُّهُم _ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم _ : ما يَقولُ عِبادي؟ تَقولُ : يُسَبِّحونَكَ ،
.
ص: 146
ويُكَبِّرونَكَ ، ويَحمَدونَكَ ، ويُمَجِّدونَكَ . فَيَقولُ : هَل رَأَوني؟ فَيَقولونَ : وَاللّهِ ما رَأَوكَ! فَيَقولُ : وكَيفَ لَو رَأَوني؟ يَقولونَ : لَو رَأَوكَ كانوا أشَدَّ لَكَ عِبادَةً ، وأشَدَّ لَكَ تَمجيدا ، وأكثَرَ لَكَ تَسبيحا . يَقولُ : فَما يَسأَلونَني؟ [ يَقولونَ] (1) يَسأَلونَكَ الجَنَّةَ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو أنَّهُم رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو أنَّهُم رَأَوها كانوا أشَدَّ عَلَيها حِرصا ، وأشَدَّ لَها طَلَبا ، وأعظَمَ فيها رَغبَةً . قال : فَمِمَّ يَتَعَوَّذونَ؟ يَقولونَ : مِنَ النَّارِ . يَقولُ : وهَل رَأَوها؟ يَقولونَ : لا وَاللّهِ يا رَبِّ ما رَأَوها . يَقولُ : فَكَيفَ لَو رَأَوها؟ يَقولونَ : لَو رَأَوها كانوا أشَدَّ مِنها فِرارا ، وأشَدَّ لَها مَخافَةً . فَيَقولُ : فَاُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم . يَقولُ مَلَكٌ مِنَ المَلائِكَةِ : فيهِم فُلانٌ لَيس مِنهُم ، إنَّما جاءَ لِحاجَةٍ! قالَ : هُمُ الجُلَساءُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (2)
المعجم الصغير عن ابن عبّاس :مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِعَبدِ اللّهِ بنِ رَواحَةَ الأَنصارِيِّ وهُوَ يُذَكِّرُ أصحابَهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أما إنَّكُمُ المَلَأُ الَّذينَ أمَرَنِي اللّهُ أن أصبِرَ نَفسي مَعَكُم ، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ» إلى قَولِهِ : «وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا» (3) ، أما إنَّهُ ما جَلَسَ عِدَّتُكُم إلّا جَلَسَ مَعَهُم عِدَّتُهم مِنَ المَلائِكَةِ ، إن سَبَّحُوا اللّهَ سَبَّحوهُ ، وإن حَمِدُوا اللّهَ حَمِدوهُ ، وإن كَبَّرُوا اللّهَ كَبَّروهُ ، ثُمَّ يَصعَدونَ إلَى
.
ص: 147
الرَّبِّ وهُوَ أعلَمُ مِنهُم ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا ، عِبادُكَ سَبَّحوكَ فَسَبَّحنا ، وكَبَّروكَ فَكَبَّرنا ، وحَمِدوكَ فَحَمِدنا . فَيَقولُ رَبُّنا : يا مَلائِكَتي ، اُشهِدُكُم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم . فَيَقولونَ : فيهِم فُلانٌ وفُلانٌ الخَطّاءُ! فَيَقولُ : هُمُ القَومُ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ يَمُرّونَ عَلى حَلَقِ الذِّكرِ ، فَيَقومونَ عَلى رُؤوسِهِم ، ويَبكونَ لِبُكائِهِم ، ويُؤمِّنونَ لِدُعائِهِم ، فَإِذا صَعِدوا [ إلَى] (2) السَّماءِ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : يا مَلائِكَتيأينَ كُنتُم؟ _ وهُوَ أعلَمُ _ فَيَقولونَ : يا رَبَّنا إنّا حَضَرنا مَجلِسا مِن مَجالِسِ الذِّكرِ ، فَرَأَينا أقواما يُسَبِّحونَكَ ويُمَجِّدونَكَ ويُقَدِّسونَكَ ، ويَخافونَ نارَكَ . فَيَقولُ اللّهُ سُبحانَهُ : يا مَلائِكَتي ، اِزوُوها عَنهُم واُشهِدُكم أنّي قَد غَفَرتُ لَهُم ، وآمَنتُهُم مِمّا يَخافونَ . فَيَقولونَ : رَبَّنا ، إنَّ فيهِم فُلانا وإنَّهُ لَم يَذكُركَ! فَيَقولُ : قَد غَفَرتُ لَهُ بِمُجالَسَتِهِ لَهُم ؛ فَإِنَّ الذّاكِرينَ مَن لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ لِمَلائِكَتِهِ عِندَ انصِرافِ أهلِ مَجالِسِ الذِّكرِ وَالعِلمِ إلى مَنازِلِهِم : اُكتُبوا ثَوابَ ما شاهَدتُموهُ مِن أعمالِهِم . فَيَكتُبونَ لِكُلِّ واحِدٍ ثَوابَ عَمَلِهِ ، ويَترُكونَ بَعضَ مَن حَضَرَ مَعَهُم فَلا يَكتُبونَهُ . فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : ما لَكُم لَم تَكتُبوا فُلانا ألَيسَ كانَ مَعَهُم ، وقَد شَهِدَهُم؟ فَيَقولونَ :
.
ص: 148
يا رَبِّ ، إنَّهُ لَم يَشرَك مَعَهُم بِحَرفٍ ، ولا تَكَلَّمَ مَعَهُم بِكَلِمَةٍ! فَيَقولُ الجَليلُ جَلَّ جَلالُهُ : ألَيسَ كانَ جَليسَهُم؟ فَيَقولونَ : بَلى يا رَبِّ . فَيَقولُ : اُكتُبوهُ مَعَهُم ، إنَّهُم قَومٌ لا يَشقى بِهِم جَليسُهُم . فَيَكتُبوهُ مَعَهُم . فَيَقولُ تَعالى : اُكتُبوا لَهُ ثَوابا مِثلَ ثَوابِ أحَدِهِم . (1)
الكافي عن عبّاد بن كثير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنّي مَرَرتُ بِقاصٍّ يَقُصُّ وهُوَ يَقولُ : هذَا المَجلِسُ الَّذي لا يَشقى بِهِ جَليسٌ . قالَ : فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَيهاتَ ، هَيهاتَ ، أخطَأَت أستاهُهُمُ الحُفرَةَ (2) . إنَّ للّهِِ مَلائِكَةً سَيّاحينَ سِوَى الكِرامِ الكاتِبينَ ، فَإِذا مَرُّوا بِقَومٍ يَذكُرونَ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، قالوا : قِفوا فَقَد أصَبتُم حاجَتَكُم ، فَيَجلِسونَ فَيَتَفَقَّهونَ مَعَهُم ، فَإِذا قاموا عادوا مَرضاهُم ، وشَهِدوا جَنائِزَهُم ، وتَعاهَدوا غائِبَهُم ، فَذلِكَ المَجلِسُ الَّذي لا يَشقى بِهِ جَليسٌ . (3)
9 / 26نُزولُ الرَّحمَةِالمستدرك عن أبي عثمان :كانَ سلمانُ في عِصابَةٍ (4) يَذكُرونَ اللّهَ، فَمَرَّ بِهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ،
.
ص: 149
فَجاءَهُم قاصِدا حَتّى دَنا مِنهُم ، فَكَفّوا عَنِ الحَديثِ إعظاما لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . فَقالَ : ما كُنتُم تَقولونَ؟ فَإِنّي رَأَيتُ الرَّحمَةَ تَنزِلُ عَلَيكُم ، فَأَحبَبتُ أن اُشارِكَكُم فيها! (1)
الإمام عليّ عليه السلام :بِذِكرِ اللّهِ تُستَنزَلُ الرَّحمَةُ . (2)
9 / 27نُزولُ السَّكينَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَقعُدُ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل إلّا حَفَّتهُمُ المَلائِكَةُ ، وغَشِيَتهُمُ الرَّحمَةُ ، ونَزَلَت عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وذَكَرَهُمُ اللّهُ فيمَن عِندَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَجالِسُ الذِّكرِ تَنزِلُ عَلَيهِمُ السَّكينَةُ ، وتَحُفُّ بِهِمُ المَلائِكَةُ ، وتَغشاهُمُ الرَّحمَةُ ، ويَذكُرُهُمُ الرَّبُّ تَعالى عَلى عَرشِهِ . (4)
9 / 28غُفرانُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَا اجتَمَعَ قَومٌ عَلى ذِكرٍ فَتَفَرَّقوا عَنهُ إلّا قيلَ لَهُم : قوموا
.
ص: 150
مَغفورا لَكُم . (1)
راجع : العنوان الآتي (تبديل السّيئات الحسنات) .
9 / 29تَبديلُ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا يَذكُرونَ اللّهَ عز و جل فيهِ فَيَقومونَ حَتّى يُقالَ لَهُم : قوموا ؛ قَد غَفَرَ اللّهُ لَكُم ذُنوبَكُم ، وبُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ اجتَمَعوا يَذكُرونَ اللّهَ لا يُريدونَ بِذلِكَ إلّا وَجهَهُ ، إلّا ناداهُم مُنادٍ مِنَ السَّماءِ أن قوموا مَغفورا لَكُم ، فَقَد بُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ يَذكُرونَ اللّهَ إلّا نادى بِهِم مُنادٍ مِنَ السَّماءِ : قوموا ؛ فَقَد بُدِّلَت سَيِّئاتُكُم حَسَناتٍ ، وغُفِرَ لَكُم جَميعا . وما قَعَدَ عِدَّةٌ مِن أهلِ الأَرضِ يَذكُرونَ اللّهَ ، إلّا قَعَدَ مَعَهُم عِدَّةٌ مِنَ المَلائِكَةِ . (4)
9 / 30مُباهاةُ اللّهِصحيح مسلم عن معاوية :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى حَلقَةٍ مِن أصحابِهِ فَقالَ : ما
.
ص: 151
أجلَسَكُم؟ قالوا : جَلَسنا نَذكُرُ اللّهَ ونَحمَدُهُ عَلى ما هَدانا لِلإِسلامِ ومَنَّ بِهِ عَلَينا . قالَ : آللّهِ ما أجلَسَكُم إلّا ذاكَ؟ قالوا : وَاللّهِ ما أجلَسَنا إلّا ذاكَ ! قالَ : أما إنّي لَم أستَحلِفكُم تُهمَةً لَكُم ، ولكِنَّهُ أتاني جِبريلُ فَأَخبَرَني أنَّ اللّهَ عز و جليُباهي بِكُمُ المَلائِكَةَ . (1)
9 / 31الدُّخولُ في رِياضِ الجَنَّةِسنن الترمذي عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرَرتُم بِرِياضِ الجَنَّةِ فَارتَعوا . قالَ : وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : حَلَقُ الذِّكرِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بادِروا إلى رِياضِ الجَنَّةِ . قالوا : وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : حَلَقُ الذِّكرِ . (3)
عدّة الداعي :رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَرَجَ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : اِرتَعوا في رِياضِ الجَنَّةِ ، قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : مَجالِسُ الذِّكرِ ، اُغدوا وروحوا
.
ص: 152
وَاذكُروا . (1)
المستدرك عن جابر بن عبد اللّه :خَرَجَ عَلَينَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ! إنَّ للّهِِ سَرايا مِنَ المَلائِكَةِ تَحُلُّ وتَقِفُ عَلى مِجالِسِ الذِّكرِ فِي الأَرضِ ، فَارتَعوا في رِياضِ الجَنَّةِ . قالوا : وأينَ رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : مَجالِسُ الذِّكرِ ، فَاغدوا وروحوا في ذِكرِ اللّهِ ، وذَكِّروهُ أنفُسَكُم . (2)
9 / 32نورُ يَومِ القِيامَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ ذاكِرَ اللّهِ يَجيءُ يَومَ القِيامَةِ ولَهُ نورٌ كَنورِ الشَّمسِ ، أو بُرهانٌ كَبُرهانِ الشَّمسِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَيَبعَثَنَّ اللّهُ أقواما يَومَ القِيامَةِ في وُجوهِهِمُ النّورُ عَلى مَنابِرِ اللُّؤلُؤِ ، يِغبِطُهُمُ النّاسُ ، لَيسوا بِأَنبِياءَ ولا شُهَداءَ ؛ هُمُ المُتَحابّونَ فِي اللّهِ مِن قَبائِلَ شَتّى وبِلادٍ شَتّى ، يَجتَمِعونَ عَلى ذِكرِ اللّهِ يَذكُرونَهُ . (4)
.
ص: 153
9 / 33سَبقُ يَومِ القِيامَةِسنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَبَقَ المُفَرِّدونَ ، قالوا : ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : المُستَهتَرونَ في ذِكرِ اللّهِ (1) ؛ يَضَعُ الذِّكرُ عَنهُم أثقالَهُم ، فَيَأتونَ يَومَ القِيامَةِ خِفافا . (2)
مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : سَبَقَ المُفَرِّدونَ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ومَنِ المُفَرِّدونَ؟ قالَ : الَّذينَ يُهتَرونَ في ذِكرِ اللّهِ . (3)
صحيح مسلم عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَسيرُ في طَريقِ مَكَّةَ ، فَمَرَّ عَلى جَبَلٍ يُقالُ لَهُ : جُمدانُ ، فَقالَ : سيروا ، هذا جُمدانُ ، سَبَقَ المُفَرِّدونَ . قالوا : ومَا المُفَرِّدونَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : الذّاكِرونَ اللّهَ كَثيرا وَالذّاكراتُ . (4)
9 / 34خَيرُالدّنيا وَالآخِرَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن اُعطِيَ لِسانا ذاكِرا ، فَقَد اُعطِيَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : إذا أرَدتُ أن أجمَعَ لِلمُسلِمِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، جَعَلتُ لَهُ قَلبا
.
ص: 154
خاشِعا ، ولِسانا ذاكِرا ، وجَسَدا عَلَى البَلاءِ صابِرا ، وزَوجَةً مُؤمِنَةً . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ونَبِّهني لِذِكرِكَ في أوقاتِ الغَفلَةِ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ في أيّام المُهلَةِ ، وَانهَج لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهلَةً ، أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثَةٌ لا يُصيبونَ إلّا خَيرا : اُولُو الصَّمتِ ، وتارِكُو الشَّرِّ ، وَالمُكِثرونَ ذِكرَ اللّهِ عز و جل . (3)
.
ص: 155
الفَصلُ العاشِرُ : مضارّ النّسيان10 / 1نِسيانُ اللّهِالكتاب«الْمُنَ_فِقُونَ وَالْمُنَ_فِقَ_تُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَ_فِقِينَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» _: إنَّما يَعني نَسُوا اللّهَ في دارِ الدُّنيا ، لَم يَعمَلوا بِطاعَتِهِ ، فَنَسِيَهُم فِي الآخِرَةِ ؛ أي لَم يَجعَل لَهُم في ثَوابِهِ شَيئا فَصاروا مَنسِيِّينَ مِنَ الخَيرِ . (2)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد العزيز بن مسلم :سَأَلتُ الرِّضا عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ» ، فَقالَ : إنَّ اللّهَ تَعالى لا يَنسى ولا يَسهو ، وإنَّما يَنسى ويَسهُو المَخلوق
.
ص: 156
المُحدَثُ ، ألا تَسمَعُهُ عز و جل يَقولُ : «وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» (1) ! وإنَّما يُجازي مَن نَسِيَهُ ونَسِيَ لِقاءَ يَومِهِ بِأَن يُنسِيَهُم أنفُسَهُم ، كَما قالَ اللّهُ عز و جل : «وَ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَ_اهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» ، وقالَ تَعالى : «فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَ_ذَا» (2) ؛ أي نَترُكُهُم كَما تَرَكُوا الاِستِعدادَ لِلِقاءِ يَومِهِم هذا . (3)
10 / 2نِسيانُ النَّفسِالكتاب«وَ لَا تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْفَ_سِقُونَ» . (4)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :مَن نَسِيَ اللّهَ سُبحانَهُ ، أنساهُ اللّهُ نَفسَهُ وأعمى قَلبَهُ . (5)
10 / 3سُلطَةُ الشَّيطانِالكتاب«وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَ_نًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَ__لَيْتَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَ لَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّ_لَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِى الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ» . (6)
.
ص: 157
الحديثمصباح الشريعة _ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _ :لا يَتَمَكَّنُ الشَّيطانُ بِالوَسوَسَةِ مِنَ العَبدِ إلّا وقَد أعرَضَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وَاستَهانَ بِأَمرِهِ ، وأسكَنَ (1) إلى نَهيِهِ ، ونَسِيَ اطِّلاعَهُ عَلى سِرِّهِ . (2)
10 / 4قَسوَةُ القَلبِالكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : . . . يا موسى ، لا تَنسَني عَلى كُلِّ حالٍ ، ولا تَفرَح بِكَثرَةِ المالِ ؛ فَإِنَّ نِسياني يُقسِي القُلوبَ ، ومَعَ كَثرَةِ المالِ كَثرَةُ الذُّنوبِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى موسى عليه السلام : يا موسى ، لا تَفرَح بِكَثرَةِ المالِ ، ولا تَدَع ذِكري عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ المالِ تُنسِي الذُّنوبَ ، وإنَّ تَركَ ذِكري يُقسِي القُلوبَ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُكثِرُوا الكَلامَ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ كَثرَةَ الكَلامِ بِغَيرِ ذِكرِ اللّهِ قَسوَة
.
ص: 158
لِلقَلبِ ، وإنَّ أبعَدَ النّاسِ مِنَ اللّهِ القَلبُ القاسي . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ المَسيحُ عليه السلام : يَقولُ : لا تُكثِرُوا الكَلامَ في غَيرِ ذِكرِ اللّهِ ، فَإِنَّ الَّذينَ يُكثِرونَ الكَلامَ في غَيرِ ذِكرِ اللّهِ قاسِيَةٌ قُلوبُهُم ولكِن لا يَعلَمونَ . (2)
10 / 5مَوتُ القَلبِالإمام الصادق عليه السلام :فيما ناجَى اللّهُ بِهِ موسى عليه السلام ، قالَ : يا موسى ، لا تَنسَني عَلى كُلِّ حالٍ ؛ فَإِنَّ نِسياني يُميتُ القَلبَ . (3)
10 / 6ضَنكُ المَعيشَةِ«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَى وَ قَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَ لِكَ أَتَتْكَ ءَايَ_تُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَ لِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَ كَذَ لِكَ نَجْزِى مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنم بِ_ئايَ_تِ رَبِّهِ وَ لَعَذَابُ الْاخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقَى» . 4
.
ص: 159
10 / 7شَرُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِالكتاب«قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَ__لِمُونَ * قَالَ اخْسَ_ئواْ فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَاوَ ارْحَمْنَا وَ أَنتَ خَيْرُ الرَّ حِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَ كُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ» . (1)
«قَالُواْ سُبْحَ_نَكَ مَا كَانَ يَن_بَغِى لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَ لَ_كِن مَّتَّعْتَهُمْ وَ ءَابَاءَهُمْ حَتَّى نَسُواْ الذِّكْرَ وَكَانُواْ قَوْمَا بُورًا» . (2)
«وَ عَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَ_ئِذٍ لِّلْكَ_فِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِى غِطَ_اءٍ عَن ذِكْرِى وَ كَانُواْ لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا» . (3)
«وَ أَمَّا الْقَ_سِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَ أَلَّوِ اسْتَقَ_مُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَ_هُم مَّاءً غَدَقًا *
.
ص: 160
لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ مَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا» . (1)
«قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَ_نِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن ساعَةٍ تَمُرُّ بِابنِ آدَمَ لَم يَذكُرِ اللّهَ فيها ، إلّا تَحَسَّرَ عَلَيها يَومَ القِيامَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام إلَيَّ ، وقالَ لي : يا مُحَمَّدُ ! رَبُّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : كُلُّ ساعَةٍ تَذكُرُني فيها فَهِيَ لَكَ عِندي مُدَّخَرَةٌ ، وكُلُّ ساعَةٍ لا تَذكُرُني فيها فَهِيَ مِنكَ ضائِعَةٌ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ يَتَحَسَّرُ أهلُ الجَنَّةِ كَتَحَسُّرِهِم عَلى ساعَةٍ مِن نَهارٍ مَضَت في دارِ الدُّنيا لَم يَذكُرُوا اللّهَ عز و جل . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ يَتَحَسَّرُ أهلُ الجَنَّةِ إلّا عَلى ساعَةٍ مَرَّت بِهِم لَم يَذكُروا فيها . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَعَدَ مَقعَدا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَت عَلَيهِ مِنَ اللّهِ تِرَةً (7) ، ومَنِ اضطَجَعَ مَضجَعا لا يَذكُرُ اللّهَ فيهِ كانَت عَلَيهِ مِنَ اللّهِ تِرَةً . (8)
.
ص: 161
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ اضطَجَعَ مَضجَعا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ ، ومَن جَلَسَ مَجلِسا لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ ، ومَن مَشى مَمشىً لَم يَذكُرِ اللّهَ فيهِ كانَ عَلَيهِ تِرَةً يَومَ القِيامَةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ اجتَمَعوا في مَجلِسٍ فَلَم يَذكُرُوا اسمَ اللّهِ عز و جل ، ولَم يُصَلُّوا عَلى نَبِيِّهِم ، إلّا كانَ ذلِكَ المَجلِسُ حَسرَةً ووَبالاً عَلَيهِم . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا لَم يَذكُرُوا اللّهَ فيهِ ولَم يُصَلُّوا عَلى نَبِيِّهِم إلّا كانَ عَلَيهِم تِرَةً ، فَإِن شاءَ عَذَّبَهُم وإن شاءَ غَفَرَ لَهُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن قَومٍ يَقومونَ مِن مَجلِسٍ لا يَذكُرونَ اللّهَ فيهِ ، إلّا قاموا عَن مِثلِ جِيفَةِ حِمارٍ ، وكانَ لَهُم حَسرَةً . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ مَجلِسا لا يَذكُرونَ اللّهَ فيهِ ، إلّا كانَ عَلَيهِم حَسرَةً يَومَ القِيامَةِ وإن كانوا مِن أهلِ الجَنَّةِ ، يَرَونَ ثَوابَ كُلِّ مَجلِسٍ ذَكَرُوا اللّهَ فيهِ ولا يَرَونَ ثَوابَ ذلِكَ المَجلِسِ ، فَيَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً . (5)
.
ص: 162
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن مَجلِسٍ يَجتَمِعُ فيهِ أبرارٌ وفُجّارٌ ، فَيَقومونَ عَلى غَيرِ ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، إلّا كانَ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيامَةِ . (1)
عنه عليه السلام :مَا اجتَمَعَ في مَجلِسٍ قَومٌ لَم يَذكُرُوا اللّهَ عز و جل ولَم يَذكُرونا ، إلّا كانَ ذلِكَ المَجلِسُ حَسرَةً عَلَيهِم يَومَ القِيامَةِ . _ ثُمَّ قالَ : _ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنَّ ذِكرَنا مِن ذِكرِ اللّهِ ، وذِكرَ عَدُوِّنا مِن ذِكرِ الشَّيطانِ . (2)
داوود عليه السلام _ في مُناجاتِهِ _ :إذا رَأَيتَني اُجاوِزُ مَجالِسَ الذّاكِرينَ إلى مَجالِسِ الغافِلينَ فَاكسِر رِجلي ؛ فَإِنَّها نِعمَةٌ تُنعِمُ بِها عَلَيَّ . (3)
الزهد عن حسّان بن عطيّة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :_ أو اُوحِيَ إلَيَّ _قيل لي : اِعلَم أنَّ السّاعَةَ الَّتي لا تَذكُرُني فيها لَيسَت لَكَ ، ولكِنَّها عَلَيكَ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ تَعالى إلى داوودَ عليه السلام : يا داوودُ ، كُلُّ ساعَةٍ لا تَذكُرُني فيها عَدِمتَها مِن ساعَةٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :بِئسَ العَبدُ عَبدٌ تَخَيَّلَ وَاختالَ ونَسِيَ الكَبيرَ المُتعالِ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ تَجَبَّرَ وَاعتَدى ونَسِيَ الجَبّارَ الأَعلى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ سَها ولَها ونَسِيَ المَقابِرَ والبِلى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ عَتا وطَغى ونَسِيَ المُبتَدا وَالمُنتَهى ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَختِلُ الدُّنيا
.
ص: 163
بِالدِّينِ (1) ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ يَختِلُ الدِّينَ بِالشُّبُهاتِ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ طَمَعٌ يَقودُهُ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ هَوىً يُضِلُّهُ ، بِئسَ العَبدُ عَبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّهُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إلهي إنَّهُ مَن لَم يَشغَلهُ الوُلوعُ بِذِكرِكَ ، ولَم يَزوِهِ السَّفَرُ بِقُربِكَ ، كانَت حَياتُهُ عَلَيهِ مِيتَةً ، ومِيتَتُهُ عَلَيهِ حَسرَةً . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، قالَ تَعالى : «وَ مَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَ_نِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَ_نًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَ إِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَ__لَيْتَ بَيْنِى وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ» . (4) يَابنَ مَسعودٍ ، إنّهم لَيَعيبونَ عَلى مَن يَقتَدي بِسُنَّتي وفَرائِضِ اللّهِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَ كُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ* إِنِّى جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُواْ أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ» (5) . (6)
علل الشرايع عن المفضّل بن عمر :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ عليه السلام عَنِ العِشقِ ، فَقالَ : قُلوبٌ خَلَت مِن ذِكرِ اللّهِ ، فَأَذاقَهَا اللّهُ حُبَّ غَيرِهِ . (7)
.
ص: 164
تَحليلٌ حَولَ بَرَكاتِ ذِكرِ اللّهِ وَمضارِ نِسيانِهِإنّ ذكر اللّه هو سر البناء الذاتي ، ومفتاح السمو إلى الكمالات والمراتب الانسانية . ذكر اللّه هو أفضل رأس مال لتأمين السعادة الفردية والاجتماعية ، المادية والمعنوية ، الدنيوية والأُخروية . بعبارة مختصرة فإن ذكر اللّه هو ذكر النفس ، ونسيانه ، هو نسيانها! ويمكن إيجاز ما جاء في الكتاب والسنّة لبيان هذه الحقيقة في عدد من العناوين :
1. أشمل بركات ذكر اللّهلقد أخذ اللّه على نفسه عهدا أكيدا بأن يذكر من يذكره، وهذه هيأشمل بركات الذكر: «فَاذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ» . (1) وقد لخصت جميع آثار الذكر وبركاته في جملة (أذكركم) ولا شك فإن ذكر اللّه _ تعالى _ لذاكره لا يعني التوجه العلمي إليه ، لأن توجهه العلمي متساوٍ لكل شيء
.
ص: 165
ولجميع البشر ، بل المراد هو الذكر بالنعمة والرحمة والإحسان والرضوان (1) ، وهكذا فإنّ مراتب النعمة والرحمة الإلهية المتبادلة بالنسبة إلى ذاكره تتناسب مع مراتب ذكره ، فكلّما كان الذكر أعمق وأوسع ، شملت البركات الإلهية الذاكر أكثر . على هذا الأساس فإنّ جميع آثار الذكر وبركاته التي ذكرناها في الباب الثاني ومايليه من الفصل التاسع هي في الحقيقة بيان لكيفية ذكر اللّه لذاكره وبيان للنعم التي تعود على الذاكر نتيجة للذكر .
2. دور ذكر اللّه في إزالة آفات الحياةإنّ جميع النصوص الدالّة على أنّ الذكر يبعد الشيطان عن الإنسان ويمحو الذنوب ، بل يبدلها حسنات ، ويعالج أمراض النفس ، ويطهّر القلب (2) ، تبين في الحقيقة دور الذكر في إزالة آفات الحياة .
3. دور ذكر اللّه في بناء الروحإنَّ بناء الروح وتربيتها من الآثار الاُخرى للذكر ، فالإنسان يطمئنّ في ظلّ ذكر اللّه ، وينشرح صدره ، وتصقل نفسه وتحيا روحه ويعمر قلبه (3) ، وبذلك ينال الكمالات المعنوية والمراتب الإنسانية الرفيعة .
4. دور ذكر اللّه في ظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنيةإنّ ذكر اللّه ينوّر القلب ، وفي ظل هذا النور يصل الإنسان إلى نور العلم والحكمة الحقيقية وبالتالي فإنّه سيتسلّح بقوّة البصيرة الإلهية ويدرك الحقائق التي لا يمكن
.
ص: 166
الوصول إليها من خلال قنوات التعليم والتعلّم ويتعزّز من خلال ذلك إيمانه بالحقائق الغيبية ويبلغ درجة اليقين ويقرّبه اليقين من حدود العصمة . (1)
5. دور الذكر في العمل الصالح والصيت الحسنعندما ينفذ ذكر اللّه في القلب تزول الأنانية التي هي _ كما قال السيّد الإمام الخميني قدس سره (2) _ أصل اُصول الفتن ومصدر الرذائل الخُلُقية لتحلّ محلّها إرادة اللّه وبذلك تصبح جميع أعمال الإنسان صالحة ويحسن صيت الإنسان الصالح في الدنيا والآخرة . (3)
6. دور الذكر في تأمين الرفاه المادي وحلّ مشاكل الحياةكما أنّ ذكر اللّه مفتاح الكمالات المعنوية كذلك هو مفتاح لتيسير الأمور وحل مشاكل الحياة وتأمين الحاجات المادية أيضا ، لأن الذكر يوجد التقوى وقد ضمن اللّه _ تعالى _ تأمين حاجات المتقين وحل مشاكلهم . (4) بعبارة أخرى فإن من مصاديق ذكر اللّه لذاكره ، تأمين حاجاته وحل مشاكله . (5)
7. دور الذكر في المحبّةتعتبر محبة اللّه من أكبر بركات ذكر اللّه وأهم ثماره . فالذكر يطهر _ في الخطوة
.
ص: 167
الأُولى _ الذاكر من الأرجاس الأخلاقية والعملية ويهيى ء الأرضية للاقتراب من بساط القرب الإلهي ويقرب الإنسان في الخطوة الثانية من ربّه ، فيأنس الإنسان إلى اللّه تدريجيا ويعشقه ، وفي الخطوة الثالثة تهيى ء المحبة الحقيقية أرضية المعرفة واللقاء القلبي للّه الذي هو غاية مقاصد العرفاء ، والذاكرون الذين بلغوا هذه الغاية هم طلائع الصالحين والأبرار في القيامة . (1)
8. دور الذكر في تأمين خير الدنيا والآخرةلقد أوضحنا في بداية هذا المقال أنّ أشمل بركات الذكر هو الذّكر المتبادل بينَ اللّهِ _ تعالى _ وذاكِرهِ وبالاستلهام من الكتاب وأحاديث أهل البيت ، فسَّرنا ذكر اللّه لذاكره بالقضاء على آفات الحياة وبناء الروح وظهور العلم والحكمة والعصمة الباطنية ، والعمل الصالح والذكر الحسن وتأمين الرفاه المادي ، وأخيرا الحصول على إكسير محبة اللّه والغاية الإنسانية العليا . والآن نقول إن أشمل تفسير لذكر اللّه المتبادل ، هو تأمين خير دنيا الذاكر وآخرته . وقد استلهمنا هذا التفسير من الكلام الدقيق الجميل للإمام زين العابدين عليه السلام _ في الصحيفة السجّادية _ في مقام الدعاء ، حيث يناجي اللّه _ تعالى _ في ختام دعاء مكارم الأخلاق وكأنه يقدم خلاصة مطالبه من اللّه _ سبحانه _ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ونَبِّهني لِذِكرِكَ في أوقاتِ الغَفلَةِ ، وَاستَعمِلني بِطاعَتِكَ في أيّام المُهلَةِ ، وَانهَج لي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهلَةً ، أكمِل لي بِها خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2) ويمكننا أن نستنبط من هذا الكلام الرائع أنه إذا ما تمت معالجة مرض الغفلة فى ¨
.
ص: 168
الإنسان واستمر ذكر اللّه في قلبه ، فإن الذكر الحقيقي للّه هو الممهد لطاعته المطلقة ، وبذلك يستطيع الإنسان بعون اللّه _ تعالى _ أن يصل بسهولة إلى إكسير محبته ، ويكمل بهذا الإكسير خير دنياه وآخرته . (1)
9. مضارّ الغفلة عن اللّهكما أن أشمل بركات ذكر اللّه هو ذكر اللّه المتبادل للذاكر ، فإن أخطر الآثار السلبية للغفلة عن اللّه _ تعالى _ ، هو نسيانه في مقابل الناسي ، ونسيان اللّه _ سبحانه _ يعني إيكال الإنسان إلى نفسه وقطع رحمته عنه . فعندما يوكل الإنسان إلى نفسه فإنه يبتلى بنسيان نفسه : «نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَ_اهُمْ أَنفُسَهُمْ» (2) . وفي هذه الحالة يسيطر الشيطان عليه ويدفعه إلى ارتكاب الأعمال القبيحة ، وتصدأ مرآة القلب على إثر الذنوب ، ويبتلى الإنسان بقساوة القلب ، وتصبح الحياة عسيرة ضيقة على مثل هذا الإنسان ، لتحيط به أخيرا أنواع شرور الدنيا والآخرة ومصائبهما وابتلاءاتهما . (3)
.
ص: 169
القِسمُ الثّاني: البسملةالمدخلالفصل الأوّل : تفسير البسملةالفصل الثّاني : خصائص البسملةالفصل الثّالث : مواضع البسملةالفصل الرّابع : آثار البسملةالفصل الخامس : آداب البسملة
.
ص: 170
. .
ص: 171
المدخلالبسملة لغةً واصطلاحاإنّ البسملة مصدر مصاغ من جملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ولذلك يقال إنّه مصدر صناعيٌّ منحوت مثل «الحوقلة» التي هي مصدر جعلي من «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » و«الهيللة» التي هي مصدر صناعيٌّ من «لا إله إلّا اللّه » . وعلى هذا فإن معنى كلمة «البسملة» هو قول أو كتابة جملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، يقول ابن السكّيت : يقال : قد أكثرتُ من البسملة ، إذا أكثر من قوله «بسم اللّه الرحمن الرحيم» (1) . وأمّا المراد من «البسملة» في عنوان القسم الثاني من هذا الكتاب فهو الإشارة إلى النصوص التي وردت حول تفسير «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وخصائص قول هذا الذكر المبارك وفضائله واستخداماته وآدابه ، ومن المفيد قبل ذلك الالتفات إلى الملاحظات التالية :
1. معنى «الاسم»إنّ هناك اختلافا في الآراء بشأن مادة «الاسم» : فقد رأى البعض أنه مشتق من «وسم» بمعنى العلامة ، واعتبره البعض مشتقا من «السموّ» بمعنى العلو والرفعة ،
.
ص: 172
ومع ذلك فإنهم يذعنون إلى أنه يعني العلامة من ناحية المعنى اللغوي . (1)
2. الفرق بين الاسم والصفةللصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبين إحدى صفات الموصوف . واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإن الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كل علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أن كل اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإن زيدا اسم ، وليس صفة ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .
3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّهللاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلق باللّه _ تعالى _ ، على سبيل المثال فإن «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث (2) ، فيما طرحا في أحاديث أخرى باعتبارهما اسمين (3) ، وتصرح بعض الأحاديث بأنه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام : إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . (4) كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام جوابا على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟
.
ص: 173
صِفَةٌ لِمَوصوفٍ (1) . (2) على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه . بعبارة أخرى يبدو أنّه ليس للّه _ تعالى _ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، وأنّ صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . (3)
4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّةالملاحظ البالغة الدقة التي أشير إليها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بيان معنى الأسماء والصفات الإلهيّة هي أنها لا هوية منفصلة لها عن الذات الإلهيّة المقدّسة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام : أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ، وذاتُهُ حَقيقَةٌ . (4) كما نقل عنه عليه السلام : الاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ . (5) على هذا ، فإنّ استعمال الأسماء الإلهيّة يجب أن لا يكون بشكل يفقد المفهوم
.
ص: 174
والمعنى من جهة كي يؤدي إلى تعطيل معرفة اللّه _ تعالى _ ، كما يجب _ من جهة أخرى _ أن لا نتصوّر لها مفهوما منفصلاً عن ذات البارئ _ تعالى _ حتى تنتهي إلى التشبيه والشرك بل إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة ليست سوى التعبير عن الذات المتمتعة بجميع الكمالات والفاقدة لجميع النقائص .
5. معنى ذكر «بسم اللّه »استنادا إلى ما رواه الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الذكر فإنّ ذكر «بسم اللّه » يعني في الحقيقة وسم عبودية اللّه وهذا هو نص الرواية : مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ . (1) ويعني هذا التفسير الجميل الدقيق أن الشخص الوحيد الذي يصدق في قول هذا الذكر عند القيام بالأعمال ، هو الذي لا يرى نفسه مستقلاً حقيقةً بل يرى نفسه عبد اللّه ، ذلك لأن هذا الذكر علامة العبوديّة . وبتعبير آخر ، فلا أحد يمكنه قول «بسم اللّه » صادقا إلّا إذا آمن أن «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » . ومثل هذا الشخص يمكنه أن يقول هذا الذكر حسب الرواية المنقولة عن أمير المؤمنين في تفسير «بسم اللّه » . بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ . (2) وأمّا الذي لا يرى للّهِِ _ تعالى _ دورا في عمله ، فليس من حقّه أن يسم نفسه بسمة العبودية وينطق بصدق الذكر الشريف «بسم اللّه » . ممّا يجدر ذكره أنه نقل في بعض المصادر عن الإمام علي عليه السلام في تفسير «بسم
.
ص: 175
اللّه » أنه قال : لَوشِئتُ لَأَوقَرتُ (1) سَبعينَ بَعيرا مِن باءِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» (2) . ولكن جاء في بعض الروايات «في تفسير فاتحة الكتاب» (3) بدلاً من «باء بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، وعليه فالرواية لا علاقة لها بالموضوع الذي نحن بصدده . ولكن كلا الروايتين تفتقران إلى سند معتبر ، وأضعف منهما ما نسب إلى الإمام عليّ عليه السلام : أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ المَبسوطَةِ . (4)
6. عظمة ذكر «بسم اللّه »لقد ذُكرت في الأحاديث الإسلامية ست خصوصيات بارزة ل «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وهي : أوّلاً _ إنها أقرب الأسماء الإلهيّة إلى الاسم الأعظم ، ثانيا _ إنّ بداية جميع الكتب السماوية بهذا الاسم ، ثالثا _ إنّها أوّل كلام نزل على النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، رابعا _ إنّها أعظم آية في القرآن ، خامسا _ إنّها تاج جميع سور القرآن (5) ، سادسا _ إنّها جزء من الصلاة . رغم أنّ حكمة هذه الخصائص وحقيقتها ليستا بمعلومتين تماما لنا إلّا أن هذه
.
ص: 176
الخصائص تدل دون شك على عظمة هذا الذكر ودوره المؤثر والمصيري في بناء النفس . كما أن آداب قول هذا الذكر (1) وكتابته وتأكيد التعامل باحترام مع كتابة هذا الذكر دليل آخر على أهميته .
7. فضيلة تعليم «بسم اللّه »إنّ عظمة هذا الذكر ودوره في بناء النفس وتقويمها تستوجب أن يتمتع تعليمه بفضيلة بالغة الأهمية ، لذلك فليس من العجب أن يُروى عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنَّ المُعَلِّمَ إذا قالَ لِلصَّبِيِّ : قُل : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، فَقالَ الصَّبِيُّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، كَتَبَ اللّهُ بَراءَةً لِلصَّبِيِّ ، وبَراءَةً لِلمُعَلِّمِ ، وبَراءَةً لِأَبَوَيهِ مِنَ النّارِ (2) .
8. بركات ذكر «بسم اللّه »كما أن ذكر «بسم اللّه » في بداية كل عمل هو علامة عبودية الذاكر للّه ، فإنّه يدل أيضا على صبغة العمل الإلهيّة ، بمعنى أن هذا الذكر يوجه العمل باتجاه الأهداف التي يرتضيها اللّه سبحانه ، لذلك فإنّ العمل الذي يبدأ ب «بسم اللّه » يكتسب الصبغة الإلهيّة ، وبما أن اللّه _ تعالى _ هو الباقي ومصدر البركات ، فإن ذلك العمل سيكون باقيا وسيكون منشأ البركة والفائدة ، كما جاء في الحديث القدسي : إذا قالَ العَبدُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : بَدَأَ عَبدي بِاسمي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُتَمِّمَ لَهُ اُمورَهُ ، واُبارِكَ لَهُ في أحوالِهِ . . . (3) .
.
ص: 177
على هذا الأساس فإن ما جاء في الفصل الرابع في بيان خواص «بسم اللّه » ، مثل الاستعاذة والعلاج وإجابة الدعاء وتسبيح الجبال مع الذاكر وحقارة الشيطان والتحصن من الأشرار والأمان من الغرق ودفع الخوف والبلاء وثقل ميزان العمل والخلاص من نار جهنم ، كل هذه الأمور هي في الحقيقية بيان وتفصيل لبركات هذا الذكر المبارك . فحَرِيٌّ بنا أن نلتفت إلى أن هذه البركات الّتي لا يمكن أن تتحقق إلّا إذا أتى الذاكر بهذا الذكر بصدق ، وكلما زاد صدقه في نطق هذا الذكر ، زاد نصيبه من بركاته .
9. الأعمال التي يجب ابتداؤها ب «بسم اللّه »استنادا إلى ما مرت الإشارة إليه في بيان بركات «بسم اللّه » ، فإن هذا الذكر حسن في بداية كل عمل كما روي عن الإمام علي عليه السلام : فَكُلُّ أمرٍ يَعمَلُهُ يَبدَأُ فيهِ ب «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَإِنَّهُ يُبارَكُ لَهُ فيهِ . (1) ولكن التفوّه بهذا الذكر يتمتع بأهميّة وبركة أكثر في حالات خاصّة وهي الحالات التي ستأتي بالتفصيل في الفصل الثالث .
.
ص: 178
. .
ص: 179
الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير البسملة1 / 1مَعنَى الاِسمِالكافي عن محمّد بن سنان عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الاِسمِ ما هُوَ؟ قالَ : صِفَةٌ لِمَوصوفٍ (1) . (2)
الكافي عن عبد الرحمن بن أبي نجران :كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام _ أو قُلتُ لَهُ _ : جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ! نَعبُدُ الرَّحمنَ الرَّحيمَ الواحِدَ الأَحَدَ الصَّمَدَ؟ قالَ : فَقالَ : إِنَّ مَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المُسَمّى بِالأَسماءِ أشرَكَ وكَفَرَ وجَحَدَ ولَم يَعبُد شَيئا ، بَلِ اعبُدِ اللّهَ الواحِدَ الأَحَدَ الصَّمَدَ المُسَمّى بِهذِهِ الأَسماءِ دونَ الأَسماءِ ، إِنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . (3)
الكافي عن هشام بن الحكم عن الإمام الرضا عليه السلام _ عِندَما سَأَلَهُ عَن أسماءِ اللّهِ وَاشتِقاقِها _ :
.
ص: 180
يا هِشامُ ، اللّهُ مُشتَقٌّ مِن إلهٍ ، وَالإِلهُ يَقتَضي مَألوها ، وَالاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر (1) وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ؟ قالَ : فَقُلتُ : زِدني ! قالَ : إنَّ للّهِِ تِسعَةً وتِسعينَ اسما ، فَلَو كانَ الاِسمُ هُوَ المُسَمّى لَكانَ كُلُّ اسمٍ مِنها إلها ، ولكِنَّ اللّهَ مَعنىً يُدَلُّ عَلَيهِ بِهذِهِ الأَسماءِ ، وكُلُّها غَيرُهُ . يا هِشامُ ، الخُبزُ اسمٌ لِلمَأكولِ ، وَالماءُ اسمٌ لِلمَشروبِ ، وَالثَّوبُ اسمٌ لِلمَلبوسِ ، وَالنّارُ اسمٌ لِلمُحرِقِ ، أفَهِمتَ يا هِشامُ فَهما تَدفَعُ بِهِ وتُناضِلُ (2) بِهِ أعداءَنا وَالمُتَّخِذينَ مَعَ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ غَيرَهُ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : فَقالَ : نَفَعَكَ اللّهُ بِهِ وثَبَّتَكَ يا هِشامُ . قالَ هِشامٌ : فَوَاللّهِ ما قَهَرَني أحَدٌ فِي التَّوحيدِ حَتّى قُمتُ مَقامي هذا . (3)
الكافي عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، السَّميعُ البَصيرُ ، الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ، لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، لَو كانَ كَما يَقولُ المُشَبِّهَةُ لَم يُعرَفِ الخالِقُ مِنَ المَخلوقِ ، ولَا المُنشِئُ مِنَ المُنشَإِ ، لكِنَّهُ المُنشِئُ ، فَرَّقَ بَينَ مَن جَسَّمَهُ وصَوَّرَهُ وأنشَأَهُ ، إذ كانَ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، ولا يُشبِهُ هُوَ شَيئا . قُلتُ : أجَل جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ ، لكِنَّكَ قُلتَ : الأَحَدُ الصَّمَدُ ، وقُلتَ : لا يُشبِهُه
.
ص: 181
شَيءٌ ، واللّهُ واحِدٌ وَالإِنسانُ واحِدٌ ، ألَيسَ قَد تَشابَهَتِ الوَحدانِيَّةُ؟ قالَ : يا فَتحُ ، أحَلتَ ثَبَّتَكَ اللّهُ! إنَّمَا التَّشبيهُ فِي المَعاني ، فَأَمّا فِي الأَسماءِ فَهِيَ واحِدَةٌ وهِيَ دالَّةٌ عَلَى المُسَمّى ، وذلِكَ أنَّ الإِنسانَ وإن قيلَ واحِدٌ فَإِنَّهُ يُخبَرُ أنَّهُ جُثَّةٌ واحِدَةٌ ولَيسَ بِاثنَينِ ، وَالإِنسانُ نَفسُهُ لَيسَ بِواحِدٍ ؛ لِأَنَّ أعضاءَهُ مُختَلِفَةٌ وألوانَهُ مُختَلِفَةٌ ، ومَن ألوانُهُ مُختَلِفَةٌ غَيرُ واحِدٍ ، وهُوَ أجزاءٌ مُجَزَّأَةٌ لَيسَت بِسَواءٍ ؛ دَمُهُ غَيرُ لَحمِهِ ، ولَحمُهُ غَيرُ دَمِهِ ، وعَصَبُهُ غَيرُ عُروقِهِ ، وشَعرُهُ غَيرُ بَشَرِهِ ، وسَوادُهُ غَيرُ بَياضِهِ ، وكَذلِكَ سائِرُ جَميعِ الخَلقِ ، فَالإِنسانُ واحِدٌ فِي الاِسمِ لا (1) واحِدٌ فِي المَعنى ، واللّهُ جَلَّ جَلالُهُ هُوَ واحِدٌ لا واحِدَ غَيرُهُ ، لَا اختِلافَ فيهِ ولا تَفاوُتَ ولا زِيادَةَ ولا نُقصانَ . . . (2)
الكافي عن ابن رئاب عن الإمام الصادق عليه السلام :مَن عَبَدَ اللّهَ بِالتَّوَهُّمِ فَقَدَ كَفَرَ ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَدَ كَفَرَ ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد أشرَكَ ، ومَن عَبَدَ المَعنى بِإِيقاعِ الأَسماءِ عَلَيهِ بِصِفاتِهِ الَّتي وَصَفَ بِها نَفسَهُ ، فَعَقَدَ عَلَيهِ قَلبَهُ ونَطَقَ بِهِ لِسانُهُ في سَرائِرِهِ وعَلانِيَتِهِ ؛ فَاُولئِكَ أصحابُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام حَقّا . _ وفي حَديثٍ آخَرَ _ : اُولئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقّا . (3)
الإمام الرضا عليه السلام _ مِن كَلامِهِ فِي التَّوحيدِ _ :أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ،
.
ص: 182
وذاتُهُ حَقيقَةٌ . (1)
1 / 2مَعنَى اللّهِالإمام الكاظم عليه السلام _ لَمّا سُئِلَ عَن مَعنَى اللّهِ _ :اِستَولى عَلى ما دَقَّ وجَلَّ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في جَوابِ الزِّنديقِ حينَ سَأَلَهُ : فَما هُوَ؟ _: هُوَ الرَّبُّ ، وهُوَ المَعبودُ ، وهُوَ اللّهُ ، ولَيسَ قَولي : «اللّهُ» إثباتَ هذِهِ الحُروفِ : ألِفٍ ولامٍ وهاءٍ ، ولا راءٍ ولا باءٍ ، ولكِن أرجِعُ (3) إلى مَعنىً وشَيءٍ خالِقِ الأَشياءِ وصانِعِها ، ونَعتِ هذِهِ الحُروفِ ، وهُوَ المَعنى سُمِّيَ بِهِ اللّهُ ، وَالرَّحمنُ ، وَالرَّحيمُ ، وَالعَزيزُ ، وأَشباهُ ذلِكَ مِن أسمائِهِ ، وهُوَ المَعبودُ جَلَّ وعَزَّ . (4)
الإمام العسكريّ عليه السلام _ في تَفسيرِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» _ :اللّهُ هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن كُلِّ مَن هُوَ دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن جَميعِ ما سِواهُ ، يَقولُ : بِسمِ اللّهِ ؛ أي أستَعينُ عَلى اُموري كُلِّها بِاللّهِ الَّذي لا تَحِقُّ العِبادَةُ إلّا لَهُ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، وَالمُجيبِ إذا دُعِيَ . وهُوَ ما قالَ رَجُلٌ لِلصّادقِ عليه السلام : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، دُلَّني عَلَى اللّهِ ما هُوَ؟ فَقَد أكثَرَ عَلَيَّ المُجادِلونَ وحَيَّروني!
.
ص: 183
فَقالَ لَهُ : يا عَبدَ اللّهِ ، هَل رَكِبتَ سَفينَةً قَطُّ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَهَل كُسِرَ بِكَ حَيثُ لا سَفينَةَ تُنجيكَ ولا سِباحَةَ تُغنيكَ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : فَهَل تَعَلَّقَ قَلبُكَ هُنالِكَ أنَّ شَيئا مِنَ الأَشياءِ قادِرٌ عَلى أن يُخَلِّصَكَ مِن وَرطَتِكَ؟ فَقالَ : نَعَم . قالَ الصّادِقُ عليه السلام : فَذلِكَ الشَّيءُ هُوَ اللّهُ القادِرُ عَلَى الإِنجاءِ حَيثُ لا مُنجِيَ ، وعَلَى الإِغاثَةِ حَيثُ لا مُغيثَ . ثُمَّ قالَ الصَادِقُ عليه السلام : ولَرُبَّما تَرَكَ بَعضُ شيعَتِنا فِي افتِتاحِ أمرِهِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَيَمتَحِنُهُ اللّهُ بِمَكروهٍ لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكرِ اللّهِ تبَارَكَ وتَعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ويَمحَقَ عَنهُ وَصمَةَ (1) تَقصيرِهِ عِندَ تَركِهِ قَولَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . قالَ : وقامَ رَجُلٌ إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أخبِرني ما مَعنى «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ»؟ فَقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن أخيهِ الحَسَنِ عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام أنَّ رَجُلاً قامَ إلَيهِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ما مَعناهُ؟ فَقالَ : إنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ عز و جل ؛ وهُوَ الاِسمُ الَّذي لا يَنبَغي أن يُسَمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ . فَقالَ الرَّجُلُ : فَما تَفسيرُ قَولِهِ : «اللّهُ»؟ قالَ : هُوَ الَّذي يَتَأَلَّهُ إلَيهِ عِندَ الحَوائِجِ وَالشَّدائِدِ كُلُّ مَخلوقٍ عِندَ انقِطاعِ الرَّجاءِ مِن جَميعِ مَن دونَهُ ، وتَقَطُّعِ الأَسبابِ مِن كُلِّ مَن سِواهُ ، وَذلِكَ أنَّ كُلَّ مُتَرَئِّسٍ فى ¨
.
ص: 184
هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها ، وإن عَظُمَ غِناؤُهُ وطُغيانُهُ ، وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دونَهُ إلَيهِ ، فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ . أما تَسمَعُ اللّهُ عز و جليَقولُ : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَ_اكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَاللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَ_دِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ» (1) . فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إليَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ، فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لمَ يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ، فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ . فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ؛ أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمِرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدِّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمييزِنا مِن أعدائِهِ . ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِه
.
ص: 185
فِي الدُّنيا ، وإِمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ . (1)
راجع : ح 540 و 541 . موسوعة العقائد الإسلامية : ج 3 ص 436 «معنى اللّه » .
1 / 3مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِالتوحيد عن الحسن بن عليّ بن فضّال :سَأَلتُ الرِّضا عَليَّ بنَ موسى عليه السلام عَن «بِسمِ اللّهِ» ، قالَ : مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ . قالَ : فَقُلتُ لَهُ : مَا السِّمَةُ؟ فَقالَ : العَلامَةُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لَقَد دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : . . . يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ قالَ عليه السلام : إنَّ العَبدَ إذا أرادَ أن يَقرَأَ أو يَعمَلَ عَمَلاً ويَقولُ «بِسمِ اللّهِ» : أي بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ ، فَكُلُّ أمرٍ يَعمَلُهُ يَبدَأُ فيهِ ب «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَإِنَّهُ يُبارَكُ لَهُ فيهِ . (3)
معاني الأخبار عن صفوان بن يحيى عمّن حدّثه عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ سُئِلَ عَن «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ فَقالَ : الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مُلكُ اللّهِ . قالَ :
.
ص: 186
قُلتُ : اللّهُ؟ قالَ : الأَلِفُ آلاءُ اللّهِ عَلى خَلقِهِ مِنَ النِّعَمِ بِوِلايَتِنا ، وَاللّامُ إلزامُ اللّهِ خَلقَهُ وِلايَتَنا . قُلتُ : فَالهاءُ؟ فَقالَ : هَوانٌ لِمَن خالَفَ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم . قُلتُ : الرَّحمنُ؟ قالَ : بِجَميعِ العالَمِ . قُلتُ : الرَّحيمُ؟ قالَ : بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً . (1)
الكافي عن عبد اللّه بن سنان :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن تَفسيرِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، قالَ : الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مَجدُ اللّهِ _ ورَوى بَعضُهُم : الميمُ مُلكُ اللّهِ _ ، وَاللّهُ إلهُ كُلِّ شَيءٍ ، الرَّحمنُ بِجَميعِ خَلقِهِ ، وَالرَّحيمُ بِالمُؤمِنينَ خاصَّةً 2 .
.
ص: 187
رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» سُنَّةُ اللّهِ ، سَبَقَت رَحمَةُ اللّهِ غَضَبَهُ . (1)
راجع : موسوعة العقائد الإسلامية ج 3 ص 421 «التعرّف على أسماء اللّه » .
.
ص: 188
. .
ص: 189
الفَصلُ الثّاني : خصائص البسملة2 / 1أقرَبُ شَيءٍ إلَى الاِسمِ الأَعظَمِالمستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :إنَّ عُثمانَ بنَ عَفّانٍ سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَقالَ : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّهِ ، وما بَينَهُ وبَينَ اسمِ اللّهِ الأَكبَرِ إلّا كَما بَينَ سَوادِ العَينِ وبَياضِها مِنَ القُربِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» أقرَبُ إلَى اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ مِن ناظِرِ العَينِ إلى بَياضِها . (2)
الإمام عليّ عليه السلام _ في مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ _ :إنَّ قَولَكَ «اللّهُ» أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ. . . (3)
.
ص: 190
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَ_كَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ» (1) _: «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» هُوَ اسمُ اللّهِ الأَكبَرُ ، وَالسَّبعُ المَثاني اُمُّ الكِتابِ ، يُثَنّى بِها في كُلِّ صَلاةٍ . (2)
مُهج الدعوات عن معاوية بن عمّار عن الإمام الصادق عليه السلام :«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» اسمُ اللّهِ الأكبَرُ _ أو قالَ _ : الأَعظَمُ . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أقرَبَ إلَى اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ مِن سَوادِ العَينِ إلى بَياضِها ، وإِنَّهُ دَخَلَ فيهَا اسمُ اللّهِ الأَعظَمُ . (4)
2 / 2مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ سَماوِيٍّرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :أوَّلُ كُلِّ كِتابٍ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَإِذا قَرَأتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَلا تُبالي أن لا تَستَعيذَ ، وإذا قَرَأتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمن
.
ص: 191
الرَّحيمِ» سَتَرَتكَ فيما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :ما نَزَلَ كِتابٌ مِنَ السَّماءِ إلّا وأوَّلُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)
عنه عليه السلام :ما أنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّماءِ كِتابا إلّا وفاتِحَتُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، وإنَّما كانَ يُعرَفُ انقِضاءُ السّورَةِ بِنُزولِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ابتِداءً لِلاُخرى . (3)
.
ص: 192
كَلامٌ حَولَ بَدءِ كُلِّ كِتابٍ سَماوِيٍّ بِالبَسمَلَةِيجب أن لا نشكّ على ما يبدو في أنّ جميع الكتب السماوية بدأت باسم اللّه ، ولكن هل اقترنت عبارة «بسم اللّه » في بداية الكتب السماوية بكلمتي «الرحمن الرحيم» أم لا؟ توجد في هذا المجال طائفتان من الروايات : الطائفة الاُولى : هي الروايات الّتي تصرّح بأنّ جميع الكتب السماوية بدأت بجملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، مثل الروايات الّتي لاحظناها . الطائفة الثانية : الروايات (1) الّتي تصرّح بأنّ آية «بسم اللّه الرحمن الرحيم» لم تنزل قبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أيِّ نبيّ سوى سيّدنا سليمان ، مثل الرواية التالية المنقولة عن الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ خَصَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله وَشَرَّفَهُ بِها وَلَم يُشرِك مَعَهُ فيها أحَدا مِن أنبيائِهِ ما خَلا سُلَيمانَ عليه السلام ، فَإِنَّه أعطاهُ مِنها بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَحكي عَن بِلقيسَ حينَ قالَت : «أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَ_بٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» (2) . (3)
.
ص: 193
وممّا يجدر ذكره أنّ كلا الطائفتين من الروايات ضعيفتان من حيث السند ، ولكن يمكن الجمع بينهما من حيث الدلالة ، بأن نقول : إن الإمام عليه السلام قال : «أَوّلُ كُلِّ كِتابٍ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ بِسمِ اللّهِ» ، ولكنّ الراوي ظنّ أنّ مراد الإمام آية «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» . ولكنّنا إذا أخذنا بعين الاعتبار تعدّد روايات الطائفة الاُولى ، يبدو من المستبعد أن يكون جميع الرواة قد وقعوا في مثل هذا الخطأ . وقد قُدّمت وجوه اُخرى للجمع بينهما من ناحية الدلالة ، ولكنّها أضعف من هذا الوجه ، والأمر سهل .
.
ص: 194
2 / 3أوَّلُ ما نَزَلَ عَلَى النَّبيِّخصائص البسملةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كانَ جَبرَئيلُ عليه السلام إذا جاءَني بِالوَحيِ أوَّلَ ما يُلقي عَلَيَّ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)
الدرّ المنثور عن ابن عبّاس :أوَّلُ ما نَزَلَ جِبريلُ عليه السلام عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قالَ لَهُ جِبريلُ عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ» يا مُحَمَّدُ ، يَقولُ : اِقرَأ بِذِكرِ اللّهِ ، وَ «اللَّهِ» ذُو الاُلوهِيَّةِ وَالمَعبودِيَّةِ عَلى خَلقِهِ أجمَعينَ ، وَ «الرَّحْمَ_نِ» الفَعلانِ مِنَ الرَّحمَةِ ، وَ «الرَّحِيمِ» الرَّفيقُ الرَّقيقُ بِمَن أحَبَّ أن يَرحَمَهُ ، وَالبَعيدُ الشَّديدُ عَلى مَن أحَبَّ أن يُضعِفَ عَلَيهِ العَذابَ . (2)
2 / 4أعظَمُ آيَةٍ في كِتابِ اللّهِتفسير العيّاشي عن سليمان الجعفري :سُئِلَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : أيُّ آيَةٍ أعَظَمُ في كِتابِ اللّهِ؟ فَقالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)
السنن الكبرى عن ابن عبّاس :إنَّ الشَّيطانَ استَرَقَ مِن أهلِ القُرآنِ أعظَمَ آيَةٍ فِي القُرآنِ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)
2 / 5تيجانُ السُّوَرِصحيح مسلم عن أنس :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اُنزِلَت عَلَيَّ آنِفا سُورَةٌ ، فَقَرَأَ : «بِسْمِ اللَّه
.
ص: 195
الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ . . . » . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قَرَأَ جِبريلُ عليه السلام «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِمتُ أنَّ السّورَةَ قَد خُتِمَت . (2)
المعجم الكبير عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَزَلَت عَلَيهِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِمَ أنَّ السّورَةَ قَد خُتِمَت ، وَاستَقبَلَ الاُخرى . (3)
المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله لا يَعلَمُ خَتمَ السّورَةِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)
المستدرك على الصحيحين عن ابن عبّاس :كانَ المُسلِمونَ لا يَعلَمونَ انقِضاءَ السّورَةِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، فَإِذا نَزَلَت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عَلِموا أنَّ السّورَةَ قَدِ انقَضَت . (5)
أسباب نزول القرآن عن عبد اللّه بن مسعود :كُنّا لا نَعلَمُ فَصلَ ما بَينَ السّورَتَينِ حَتّى تَنزِلَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)
.
ص: 196
أسباب نزول القرآن عن عبد اللّه بن عمر :نَزَلَت «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في كُلِّ سورَةٍ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» تيجانُ السُّوَرِ . (2)
2 / 6مُفتَتَحُ الصَّلاةِسنن الترمذي عن ابن عبّاس :كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله يَفتَتِحُ صَلاتَهُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)
الكشف والبيان عن أبي هريرة :كُنتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وَالنَّبيُّ صلى الله عليه و آله يُحَدِّثُ أصحابَهُ ، إذ دَخَلَ رَجُلٌ يُصَلّي ، وَافتَتَحَ الصَّلاةَ وتَعَوَّذَ ، ثُمَّ قالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَجُلُ! قَطَعتَ عَلى نَفسِكَ الصَّلاةَ ، أما عَلِمتَ أنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِنَ الحَمدِ ؛ فَمَن تَرَكَها فَقَد تَرَكَ آيَةً ، ومَن تَرَكَ آيَةً مِنهُ فَقَد قُطِعَت عَلَيهِ صَلاتُهُ؟! (4)
الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لي : كَيفَ تَقرَأُ إذا قُمتَ فِي الصَّلاةِ؟ قُلتُ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ، قالَ : قُل : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (5)
.
ص: 197
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قَرَأتُم «الحَمدُ للّهِِ» فَاقرَؤوا : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، إنَّها اُمُّ القُرآنِ ، واُمُّ الكِتابِ ، وَالسَّبعُ المَثاني ، وَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» إحداها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله _ كانَ يَقولُ _ :«الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» سَبعُ آياتٍ ، إحداهُنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وَهِيَ السَّبعُ المَثاني وَالقُرآنُ العَظيمُ ، وَهِيَ اُمُّ القُرآنِ ، وَهِيَ فاتِحَةُ الكِتابِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَرَكَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَقَد تَرَكَ آيَةً مِن كِتابِ اللّهِ . (3)
سنن الدارقطني عن أبي هريرة :إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا قَرَأَ وهُوَ يَؤُمُّ النّاسَ ، اِفتَتَحَ الصَّلاةَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (4)
المستدرك على الصحيحين عن اُمّ سلمة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَرَأَ فِي الصَّلاةِ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَعَدَّها آيَةً ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» آيَتَينِ ، «الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ثَلاثَ آياتٍ ، «مَ__لِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أربَعَ آياتٍ ، وقالَ هكَذا : «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» وجَمَعَ خَمسَ أصابِعِهِ . (5)
الدر المنثور عن اُمّ سلمة :قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ * الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ * مَ__لِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَ ط
.
ص: 198
الْمُسْتَقِيمَ * صِرَ طَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ» ، وقالَ : هِيَ سَبعٌ يا اُمَّ سَلَمَةَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» آيَةٌ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ ، وهِيَ سَبعُ آياتٍ تَمامُها «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)
الإمام الحسين عليه السلام :قيلَ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرنا عَن «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» أهِيَ مِن فاتِحَةِ الكِتابِ؟ فَقالَ : نَعَم ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقرَأُها ويَعُدُّها آيَةً مِنها ، ويَقولُ : فاتِحَةُ الكِتابِ هِيَ السَّبعُ المَثاني . (3)
سنن الدار قطني عن عبد خير :سُئِلَ عَليٌّ عليه السلام عَنِ السَّبعِ المَثاني ، فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، فَقيلَ لَهُ : إنَّما هِيَ سِتُّ آياتٍ ! فَقالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» آيَةٌ . (4)
السنن الكبرى عن سعيد بن جبير :عَنِ ابنِ عَبّاسٍ في قَولِهِ : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَ_كَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى» قالَ : فاتِحَةُ الكِتابِ . قيلَ لِابنِ عَبّاسٍ : فَأَينَ السّابِعَةُ؟ قالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (5)
.
ص: 199
الكافي عن معاوية بن عمّار :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليه السلام : إذا قُمتُ لِلصَّلاةِ أقرَأُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في فاتِحَةِ القُرآنِ؟ قالَ : نَعَم . قُلتُ : فَإِذا قَرَأتُ فاتِحَةَ القُرآنِ أقرَأُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مَعَ السّورَةِ؟ قالَ : نَعَم . (1)
.
ص: 200
. .
ص: 201
الفَصلُ الثّالِثُ : مواضع البسملة3 / 1الكِتابَةُالكتاب«إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» مِفتاحُ كُلِّ كِتابٍ . (2)
الدرّ المنثور عن الشعبيّ :كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يَكتُبونَ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أوَّلَ ما كَتَبَ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، حَتّى نَزَلَت : «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا» (3) فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ» . ثُمَّ نَزَلَت : «ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَ_نَ» (4) فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ» .
.
ص: 202
ثُمَّ اُنزِلَتِ الآيَةُ الَّتي في طس : «إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَكَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (1)
صحيح البخاري عن المسوّر بن مخرمة ومروان _ في ذِكرِ خَبرِ صُلحِ الحُدَيبِيَةِ _ :جاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو ، فَقالَ [ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ] : هاتِ اكتُب بَينَنا وبَينَكُم كِتابا ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله الكاتِبَ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . قالَ سُهَيلٌ : أمَّا الرَّحمنُ ، فَوَاللّهِ ما أدري ما هُوَ؟! ولكِنِ اكتُب «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» كَما كُنتَ تَكتُبُ . فَقالَ المُسلِمونَ : وَاللّهِ لا نَكتُبُها إلّا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اُكتُب «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» . (2)
المراسيل عن أبي مالك :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَكتُبُ «بِاسمِكَ اللّهُمَّ» ، فَلَمّا نَزَلَت : «إِنَّهُ مِن سُلَيْمَ_نَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» كَتَبَها . (3)
تحف العقول عن داوود الصرمي :أمَرَني سَيِّدي [ الإِمامُ الهادي عليه السلام ] بِحَوائِجَ كَثيرَةٍ ، فَقالَ عليه السلام لي : قُل : كَيفَ تَقولُ؟ فَلَم أحفَظ مِثلَما قالَ لي ، فَمَدَّ الدَّواةَ وكَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُهُ إن شاءَ اللّهُ ، وَالأَمرُ بِيَدِ اللّهِ» ، فَتَبَسَّمتُ . فَقالَ عليه السلام : ما لَكَ؟ قُلتُ : خَيرٌ . فَقالَ : أخبِرني؟ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، ذَكَرتُ حَديثا حَدَّثَني بِهِ رَجُلٌ مِن أصحابِنا عَن جَدِّكَ الرِّضا عليه السلام ، إذا أمَرَ بِحاجَةٍ كَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُ إن شاءَ اللّهُ»
.
ص: 203
فَتَبَسَّمتُ . (1)
تحف العقول :كانَ [ الإِمامُ الرِّضا] عليه السلام إذا أرادَ أن يَكتُبَ تَذَكُّراتِ حَوائِجِهِ ، كَتَبَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أذكُرُ إن شاءَ اللّهُ» ، ثُمَّ يَكتُبُ ما يُريدُ . (2)
كشف الغمّة :رُوِيَ عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ قالَ لِمَولاهُ نافِذٍ : إذا كَتَبتَ رُقعَةً أو كِتابا في حاجَةٍ ، فَأَرَدتَ أن تُنجِحَ حاجَتَكَ الَّتي تُريدُ ، فَاكتُب رَأسَ الرُّقعَةِ بِقَلَمٍ غَيرِ مَديدٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، إنَّ اللّهَ وَعَدَ الصّابِرينَ المَخرَجَ مِمّا يَكرَهونَ ، وَالرِّزقَ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبونَ ، جَعَلَنَا اللّهُ وَإيّاكُم مِنَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ» . قالَ نافِذٌ : فَكُنتُ أفعَلُ ذلِكَ فَتُنجِحُ حَوائِجي . (3)
مستدرك الوسائل عن بعض الرواة من أصحابنا :قالَ : مِن حَقِّ القَلَمِ عَلى مَن أخَذَهُ ، إذا كَتَبَ أن يَبدَأَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (4)
راجع : ج 1 ص 238 (آداب البسملة / تجويد الكتابة) .
3 / 2الصَّباحُ وَالمَساءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، اُغدُ بِاسمِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ بارَكَ لِاُمَّتي في بُكورِها . (5)
.
ص: 204
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَليَّ بنَ الحُسَينِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما كانَ إذا أصبَحَ قالَ : «أبتَدِئُ يَومي هذا بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ» ، فإذا فَعَلَ ذلِكَ العَبدُ أجزَأَهُ مِمّا نَسِيَ في يَومِهِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «أبتَدِئُ في يَومي هذا بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ» ، أجزَأَهُ عَلى ما نَسِيَ مِن طَعامٍ أو شَرابٍ . (2)
عنه عليه السلام :لا تَدَع أن تَقولَ : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ» في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ ، فَإِنَّ في ذلِكَ إصرافا لِكُلِّ سُوءٍ . (3)
3 / 3الخُروجُ مِنَ البَيتِ وَالدُّخولُ فيهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ الرَّجُلُ مِن بَيتِهِ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ لَهُ : سَلِمتَ . فَإذا قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، قالَت لَهُ المَلائِكَةُ : كُفيتَ . فَإِذا قالَ : «تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ لَهُ : وُقيتَ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ : «بِاسمِ اللّهِ ، حَسبِيَ اللّهُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ اُموري كُلِّها ، وأعوذُ بِكَ مِن خِزيِ الدُّنيا وعَذاب
.
ص: 205
الآخِرَةِ» ، كَفاهُ اللّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمرِ دُنياهُ وآخِرَتِهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ مَنزِلَكَ ، فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى أهلِ بَيتِهِ» ، وسَلِّم عَلى أهلِكَ . وإن لَم يَكُن فيهِ أحَدٌ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وسَلامٌ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ» ؛ فَإِذا قالَ ذلِكَ فَرَّ الشَّيطانُ مِن مَنزِلِهِ . (2)
الإمام الرضا عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قالَ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، خَرَجتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ ، لا بِحَولٍ مِنّي ولا قُوَّتي ، بَل بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ يا رَبِّ ، مُتَعَرِّضا لِرِزقِكَ ، فَأتِني بِهِ في عافِيَةٍ . (3)
راجع : ج 2 ص 88 (أهمّ مواضع الحوقلة / عند الخروج من البيت) .
3 / 4الوُضوءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا تَوَضَّأتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ تَمامَ الوُضوءِ ، وتَمامَ الصَّلاةِ ، وتَمامَ رِضوانِكَ ، وتَمامَ مَغفِرَتِكَ» ، فَهذا زَكاةُ الوُضوءِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إن قالَ [ العَبدُ] في أوَّلِ وُضوئِهِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، طَهُرَت أعضاؤُه
.
ص: 206
كُلُّها مِنَ الذُّنوبِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ بِاللَّيلِ مِن مَنامِكَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي لِأَحمَدَهُ وأعبُدَهُ . . . . ثُمَّ استَك وتَوَضَّأ ، فَإِذا وَضَعتَ يَدَكَ فِي الماءِ ، فَقُل : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ التَّوّابينَ ، وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ . فَإِذا فَرَغتَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَتَوَضَّأُ الرَّجُلُ حَتّى يُسَمِّيَ ؛ يَقولُ قَبلَ أن يَمَسَّ الماءَ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ التَّوّابينَ ، وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا تَوَضَّأَ أحَدُكُم ولَم يُسَمِّ ، كانَ لِلشَّيطانِ في وُضوئِهِ شِركٌ ، وإن أكَلَ أو شَرِبَ أو لَبِسَ ، وكُلُّ شَيءٍ صَنَعَهُ يَنبَغي لَهُ أن يُسَمِّيَ عَلَيهِ ، فَإِن لَم يَفعَل كانَ لِلشَّيطانِ فيهِ شِركٌ . (4)
3 / 5القِيامُ إلَى الصَّلاةِالإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ (5) إلى صَلاتِكَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وإلَى اللّهِ ، ومِنَ اللّهِ ، وما
.
ص: 207
شاءَ اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِن زُوّارِ بَيتِكَ ، وعُمّارِ مَساجِدِكَ ، وَافتَح لي بابَ تَوبَتِكَ، وأغلِق عَنّي بابَ مَعصِيَتِكَ وكُلِّ مَعصِيَةٍ، الحَمدُ للّهِِالَّذي جَعَلَني مِمَّن يُناجيهِ ، اللّهُمَّ أقبِل عَلَيَّ بِوَجهِكَ ، جَلَّ ثَناؤُكَ» ، ثُمَّ افتَتِحِ الصَّلاةَ بِالتَّكبيرِ . (1)
3 / 6دُخولُ المَسجِدِ وَالخُروجُ مِنهُفاطمة عليهاالسلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ . وإذا خَرَجَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَاغفِر ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . (2)
عنها عليهاالسلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ . وإذا خَرَجَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . (3)
المصنّف عن المطَّلب بن عبد اللّه بن حنطب :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ افتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ ، وسَهِّل لي أبوابَ رِزقِكَ . (4)
.
ص: 208
جامع الأخبار :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنى ويَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . و إذا خَرَجَ ، يَضَعُ رِجلَهُ اليُسرى ويَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام _ كانَ إذا دَخَلَ المَسجِدَ قالَ _ :بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا النَّبِيُّ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَينا وعَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ . (2)
تهذيب الأحكام عن سماعة :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، إنَّ اللّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، رَبِّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ . وإذا خَرَجتَ فَقُل مِثلَ ذلِكَ . (3)
3 / 7الذَّبحُالكتاب«فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُم بِ_ئايَ_تِهِ مُؤْمِنِينَ» . (4)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :إذا ذَبَحَ أحَدُكُم فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبرُ . (5)
.
ص: 209
3 / 8الأَكلُ وَالشُّربُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا أكَلتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ» ، وإذا فَرَغتَ فَقُل : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ فَإِنَّ حافِظَيكَ لا يَبرَحانِ يَكتُبانِ لَكَ الحَسَناتِ حَتّى تُبعِدَهُ عَنكَ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ الفاكِهَةَ وبَدَأَ بِبِاسمِ اللّهِ لَم تَضُرَّهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :زَيِّنوا مَوائِدَكُم بِالبَقلِ ؛ فَإِنَّها مَطرَدَةٌ لِلشَّياطينِ مَعَ التَّسمِيَةِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أكَلَ طَعاما فَسَمَّى اللّهَ عَلى أوَّلِهِ ، وحَمِدَ اللّهَ عَلى آخِرِهِ ، لَم يُسأَل عَن نَعيمِ ذلِكَ الطَّعامِ كائِنا ما كانَ . (4)
الكافي عن داوود بن فرقد :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : كَيفَ اُسَمّي عَلَى الطَّعامِ؟ فَقالَ : إذَا اختَلَفَتِ الآنِيَةُ ، فَسَمِّ عَلى كُلِّ إناءٍ . قُلتُ : فَإِن نَسيتُ أن اُسَمِّيَ؟ قالَ : تَقولُ : بِاسمِ اللّهِ عَلى أوَّلِهِ وآخِرِهِ . (5)
مكارم الأخلاق :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ بَدَأَ فَسَمّى وحَسا حَسوَةً وحَسوَتَينِ ، ثُمَّ يَقطَع
.
ص: 210
فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيُسَمّي ، ثُمَّ يَزيدُ فِي الثّالِثَةِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، فَكانَ لَهُ صلى الله عليه و آله في شُربِهِ ثَلاثُ تَسمِياتٍ وثَلاثُ تَحميداتٍ ، ويَمُصُّ الماءَ مَصّا ولا يَعُبُّهُ عَبّا (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا شَرِبَ أحَدُكُمُ الماءَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ثُمَّ شَرِبَ ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ شَرِبَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ شَرِبَ فَقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ثُمَّ قَطَعَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ سَبَّحَ ذلِكَ الماءُ لَهُ مادامَ في بَطنِهِ إلى أن يَخرُجَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ الرَّجُلَ مِنكُم لَيَشرَبُ الشَّربَةَ مِنَ الماءِ فَيوجِبُ اللّهُ لَهُ بِهَا الجَنَّةَ! _ ثُمَّ قالَ : _ إنَّهُ لَيَأخُذُ الإِناءَ فَيَضَعُهُ عَلى فيهِ فَيُسَمّي ثُمَّ يَشرَبُ ، فَيُنَحّيهِ وهُوَ يَشتَهيهِ ، فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ ، ثُمَّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيَشرَبُ ، ثُمَّ يُنَحّيهِ فَيَحمَدُ اللّهَ ؛ فَيوجِبُ اللّهُ عز و جل بِها لَهُ الجَنَّةَ . (4)
راجع : ج 1 ص 221 ح 653 .
3 / 9النَّومُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ عِندَ مَنامِهِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، يَقولُ اللّهُ : مَلائِكَتِي! اُكتُبوا بِالحَسَناتِ نَفَسَهُ إلَى الصَّباحِ . (5)
.
ص: 211
عنه صلى الله عليه و آله _ كانَ يَقولُ عِندَ مَنامِهِ _ :بِاسمِ اللّهِ أموتُ وأحيا وإلَى اللّهِ المَصيرُ ، اللّهُمَّ آمِن رَوعَتي ، وَاستُر عَورَتي ، وأدِّ عَنّي أمانَتي . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُمُ النَّومَ فَليَضَع يَدَهُ اليُمنى تَحتَ خَدِّهِ الأَيمَنِ ، وَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، وَضَعتُ جَنبي للّهِِ ، عَلى مِلَّةِ إبراهيمَ ودينِ مُحَمَّدٍ ووِلايَةِ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طاعَتَهُ ، ما شاءَ اللّهُ كانَ وما لَم يَشَأ لَم يَكُن» . فَمَن قالَ ذلِكَ عِندَ مَنامِهِ حُفِظَ مِنَ اللِّصِّ ، وَالمُغيرِ ، وَالهَدمِ ، وَاستَغفَرَت لَهُ المَلائِكَةُ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :إذا تَوَسَّدَ الرَّجُلُ يَمينَهُ ، فَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسلَمتُ نَفسي إلَيكَ ، ووَجَّهتُ وَجهي إلَيكَ ، وفَوَّضتُ أمري إلَيكَ ، وألجَأتُ ظَهري إلَيكَ ، تَوَكَّلتُ عَلَيكَ رَهبَةً مِنكَ ورغبَةً إلَيكَ ، لا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنكَ إلّا إلَيكَ ، آمَنتُ بِكِتابِكَ الَّذي أنزَلتَ ، وبِرَسولِكَ الَّذي أرسَلتَ» . ثُمَّ يُسَبِّحُ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام . (3)
3 / 10اللُّبسُالإمام الباقر عليه السلام _ حينَ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَلبَسُ الثَّوبَ الجَديدَ _ :يَقولُ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلهُ ثَوبَ يُمنٍ وتَقوى وبَرَكَةٍ ، اللّهُمَّ ارزُقني فيهِ حُسنَ عِبادَتِكَ ، وعَمَلاً بِطاعَتِكَ ، وأداءَ شُكرِ نِعمَتِكَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما اُواري بِهِ عَورَتي ، وأتَجَمَّلُ بِهِ فِي النّاسِ . (4)
.
ص: 212
3 / 11التَّخَلّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا انكَشَفَ أحَدُكُم لِبَولٍ أو غَيرِ ذلِكَ ، فَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ» ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ يَغُضُّ بَصَرَهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَخرَجَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الخَبيثِ المُخبِثِ ، الرِّجسِ النِّجسِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (2)
فلاح السائل عن أبي خديجة :إنَّ عَمرَو بنَ عُبيدٍ ، وواصِلَ بنَ عطاءٍ ، وبَشيرا الرَّحّالَ سَأَلوا أبا عَبدِ اللّه عليه السلام عَن حَدِّ الخَلاءِ إذا دَخَلَهُ الرَّجُلُ ، فَقالَ : إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، فَإِذا جَلَسَ يَقضي حاجَتَهُ قالَ : «اللّهُمَّ أذهِب عَنِّي الأَذى ، وهَنِّئني طَعامي» ، فَإِذا قَضى حاجَتَهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى ، وهَنَّأَني طَعامي» . (3)
3 / 12الجِماعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصاياهُ لِعَلِيٍّ عليه السلام _ :يا عَلِيُّ ، إذا جامَعتَ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُم
.
ص: 213
جَنِّبنَا الشَّيطانَ ، وجَنِّبِ الشَّيطانَ ما رَزَقتَني» ، فَإِن قَضى أن يَكونَ بَينَكُما وَلَدٌ ، لَم يَضُرَّهُ الشَّيطانُ أبَدا . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أرادَ الرَّجُلُ أن يُجامِعَ أهلَهُ ، فَليُسَمِّ اللّهَ ويَدعوهُ بِما قَدَرَ عَلَيهِ . . . (2)
تفسير العيّاشي عن سليمان الجعفري :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ : إذا أتى أحَدُكُم أهلَهُ فَليَكُن قَبلَ ذلِكَ مُلاطَفَةٌ ؛ فَإِنَّهُ أبَرُّ (3) لِقَلبِها ، وأسَلُّ (4) لِسَخيمَتِها (5) ، فَإِذا أفضى إلى حاجَتِهِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ثَلاثا ، فَإِن قَدَرَ أن يَقرَأَ أيَّ آيَةٍ حَضَرَتهُ مِنَ القُرآنِ فَعَلَ ، وإلّا قَد كَفَتهُ التَّسمِيَةُ . (6)
3 / 13أخذُ الشّارِبِالإمام الباقر عليه السلام :مَن أخَذَ مِن أظفارِهِ وشارِبِهِ كُلَّ جُمُعَةٍ وقالَ حينَ يَأخُذُ : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وعَلى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله » ، لَم يَسقُط مِنهُ قُلامَةٌ ولا جُزازَةٌ (7) إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها عِتقَ نَسَمَةٍ . (8)
.
ص: 214
مكارم الأخلاق :إذا أخَذَ الشّارِبَ يَقولُ (1) : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (2)
3 / 14الرُّكوبُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا رَكِبَ الدّابَّةَ : بِاسمِ اللّهِ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَ_ذَاوَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلآَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (3) و «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (4) ؛ حُفِظَت لَهُ نَفسُهُ ودابَّتُهُ حَتّى يَنزِلَ . (5)
الأمالي عن عليّ بن ربيعة الأسدي :رَكِبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، فَلَمَّا استَوَى عَلَى الدّابَّةِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا وحَمَلَنا فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، ورَزَقَنا مِنَ الطَّيِّباتِ ، وفَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» » . (6)
الأمان عن صفوان الجمّال :إنَّهُ [ أيِ الصّادِقَ] عليه السلام لَمّا رَكِبَ الجَمَلَ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّ_ا إِلَى رَبِّنَا
.
ص: 215
لَمُنقَلِبُونَ» . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ ، فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ . . . فَإِذا جَعَلتَ رِجلَكَ فِي الرِّكابِ فَقُل : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ . . . (2)
3 / 15السَّفَرُالمزار الكبير _ في ذِكرِ ما يُقالُ عِندَ الخُروجِ لِلسَّفَرِ _ :وتَقولُ أيضا ما رُوِيَ عَن سَيِّدِنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : جاءَني جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : رَبُّكَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : يا مُحَمَّدُ! مَن أرادَ مِن اُمَّتِكَ أن أحفَظَهُ في سَفَرِهِ ، واُؤَدِّيَهُ سالِما ، فَليَقُل : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ . . . . فَإِذا وَضَعتَ رِجلَكَ عَلى بابِكَ لِلخُروجِ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، آمَنتُ بِاللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ كانَ إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الغَرزِ (4) وهُوَ يُريدُ السَّفَرَ يَقولُ _: بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، اللّهُمَّ ازوِ لَنَا الأَرضَ ، وهَوِّن عَلَينَا السَّفَرَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ (5) ، ومِن كَآبَةِ المُنقَلَبِ ، ومِن سُوء
.
ص: 216
المَنظَرِ فِي المالِ وَالأَهلِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله _ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ _ :إذا تَوَجَّهتَ إلى سَبيلِ الحَجِّ ، ثُمَّ رَكِبتَ راحِلَتَكَ ، ثُمَّ قُلتَ : «بِاسمِ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ» ، ثُمَّ مَضَت راحِلَتُكَ ، لَم تَضَع خُفّا ولَم تَرفَع خُفّا إلّا كُتِبَ لَكَ حَسَنَةٌ ، ومُحِيَ عَنكَ سَيِّئَةٌ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ . . . ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ كُن لي جارا مِن كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، ومِن كُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ» ، ثُمَّ قُل : «بِاسمِ اللّهِ دَخَلتُ ، وبِاسمِ اللّهِ خَرَجتُ ، وفي سَبيلِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُقَدِّمُ بَينَ يَدَي نِسياني وعَجَلَتي بِاسمِ اللّهِ وما شاءَ اللّهُ في سَفَري هذا» . (3)
3 / 16كُلُّ أمرٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ ابتَدَأَ بِأَمرٍ وقالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِبِاسمِ اللّهِ فَهُو أجذَمُ (5) . (6)
.
ص: 217
الإمام الصادق عليه السلام :أغلِقوا أبوابَ المَعصِيَةِ بِالاِستِعاذَةِ ، وَافتَحوا أبوابَ الطّاعَةِ بِالتَّسمِيَةِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :قولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :لا تَدَع «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وإن كانَ بَعدَهُ شِعرٌ . (3)
عنه عليه السلام :لَرُبَّما تَرَكَ فِي افتِتاحِ أمرٍ بَعضُ شيعَتِنا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَيَمتَحِنُهُ اللّهُ بِمَكروهٍ ؛ لِيُنَبِّهَهُ عَلى شُكرِ اللّهِ تَعالى وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ويَمحُوَ عَنُه وَصمَةَ تَقصيرِهِ عِندَ تَركِهِ قَولَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . لَقَد دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وبَينَ يَدَيهِ كُرسِيٌّ ، فَأَمَرَهُ بِالجُلوسِ عَلَيهِ ، فَجَلَسَ ، فَمالَ بِهِ حَتّى سَقَطَ عَلى رَأسِهِ ، فَأَوضَحَ (4) عَن عَظمِ رَأسِهِ وسالَ الدَّمُ ، فَأَمَرَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِماءٍ فَغَسَلَ عَنهُ ذلِكَ الدَّمَ . ثُمَّ قالَ : اُدنُ مِنّي ، فَدَنا مِنهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى موضِحَتِهِ _ وقَد كانَ يَجِدُ مِن ألَمِها ما لا صَبرَ لَهُ مَعَهُ _ ومَسَحَ يَدَهُ عَلَيها ، وتَفَلَ فيها ، فَما هُوَ إلّا أن فَعَلَ ذلِكَ حَتَّى اندَمَلَ (5) ، وصارَ كَأَنَّهُ لَم يُصِبهُ شَيءٌ قَطُّ . ثُمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا عَبدَ اللّهِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ تَمحيصَ ذُنوبِ (6) شيعَتِنا فِي الدُّنيا بِمِحَنِهِم ، لِتَسلَمَ لَهُم طاعاتُهُم ويَستَحِقّوا عَلَيها ثَوابَها . . . .
.
ص: 218
فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، قَد أفَدتَني وعَلَّمتَني ، فَإِن رَأَيتَ أن تُعَرِّفَني ذَنبِيَ الَّذِي امتُحِنتُ بِهِ في هذَا المَجلِسِ حَتّى لا أعودَ إلى مِثلِهِ . قالَ : تَركُكَ حينَ جَلَستَ أن تَقولَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَجَعَلَ اللّهُ ذلِكَ لِسَهوِكَ عَمّا نُدِبتَ إلَيهِ تَمحيصا بِما أصابَكَ . أما عَلِمتَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَدَّثَني عَنِ اللّهِ عز و جل ، أنَّهُ قالَ : كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لَم يُذكَر «بِاسمِ اللّهِ» فيهِ فَهُوَ أبتَرُ؟! فَقُلتُ : بَلى بِأَبي أنتَ واُمّي ، لا أترُكُها بَعدَها . قالَ : إذَن تُحصَنَ بِذلِكَ وتَسعَدَ . (1)
راجع : ج 1 ص 182 ح 537 .
.
ص: 219
الفَصلُ الرّابِعُ : آثار البسملة4 / 1البَرَكَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : قَسَمتُ فاتِحَةَ الكِتابِ بَيني وبَينَ عَبدي ، فَنِصفُها لي ونِصفُها لِعَبدي ، ولِعَبدي ما سَأَلَ . إذا قالَ العَبدُ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : بَدَأَ عَبدي بِاسمي ، وحَقٌّ عَلَيَّ أن اُتَمِّمَ لَهُ اُمورَهُ ، واُبارِكَ لَهُ في أحوالِهِ . . . (1)
4 / 2الاِعتِصامُالإمام عليّ عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ _ :يا كُمَيلُ ، سَمِّ كُلَّ يَومٍ بِاسمِ اللّهِ ، وقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وتَوَكَّل عَلَى اللّهِ . (2)
.
ص: 220
عنه عليه السلام :إنَّ اسمَ اللّهِ فاتِقٌ لِلرُّتوقِ (1) ، وخائِطٌ لِلخُروقِ (2) ، ومُسَهِّلٌ لِلوُعورِ ، وجُنَّةٌ عَنِ الشُّرورِ ، وحِصنٌ مِن مِحَنِ الدُّهورِ ، وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ ، وأمانٌ يَومَ النُّشورِ . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ كَلِمَةِ المُعتَصِمينَ (4) ، ومَقالَةِ المُتَحَرِّزينَ . . . . (5)
عنه عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ استَعَنتُ ، وبِبِاسمِ اللّهِ استَجَرتُ ، وبِهِ اعتَصَمتُ ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ . (6)
الإمام العسكري عليه السلام :اِحتَجَبتُ بِحِجابِ اللّهِ . . . وَاحتَطتُ عَلى نَفسي وأهلي ووُلدي ومالي ومَا اشتَمَلَت عَلَيهِ عِنايتي بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (7)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اُعيذُ نَفسي وأهلي ومالي ووُلدي ، وجَميعَ ما تَلحَقُهُ عِنايتي ، وجَميعَ نِعَمِ اللّهِ عِندي ، بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (8)
عنه عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ خيرِ الأَسماءِ ، بِاسمِ اللّهِ رَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، أستَدفِعُ كُلَّ مَكروهٍ أوَّلُهُ سَخَطُهُ ، وأستَجلِبُ كُلَّ مَحبوبٍ أوَّلُهُ رِضاهُ ، وَاختِم (9) لي مِنكَ بِالغُفرانِ يا وليَّ الإِحسانِ . (10)
.
ص: 221
4 / 3الشِّفاءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو قَرَأتَ : «بِاسمِ اللّهِ» ؛ تَحفَظُكَ المَلائِكَةُ إلَى الجَنَّةِ ، وهُوَ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :«بِاسمِ اللّهِ» شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ ، وعَونٌ لِكُلِّ دَواءٍ . (2)
عنه عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ _ :يا كُمَيلُ ، إذا أكَلتَ الطَّعامَ فَسَمِّ بِاسمِ اللّهِ الَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ شَيءٌ ، وهُوَ الشِّفاءُ مِن جَميعِ الأَسواءِ . (3)
الإمام المهديّ عليه السلام _ في دُعاءٍ لَهُ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ دَواءٌ ، وَالحَمدُ للّهِِ شِفاءٌ . (4)
المصنّف عن أبيهريرة :دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأَنَا أشتَكي، فَقالَ : ألا أرقيكَ بِرُقيَةٍ (5) عَلَّمَنيها جِبريلُ عليه السلام : بِاسمِ اللّهِ أرقيكَ ، وَاللّهُ يَشفِيكَ مِن كُلِّ إربٍ (6) يُؤذيكَ ، ومِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي العُقَدِ (7) ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ . (8)
.
ص: 222
الإمام الصادق عليه السلام :حُمَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام فَعَوَّذَهُ ، فَقالَ : بِاسمِ اللّهِ أرقيكَ يا مُحَمَّدُ ، وبِاسمِ اللّهِ أشفيكَ ، وبِاسمِ اللّهِ مِن كُلِّ داءٍ يُعيِيكَ ، بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ شافيكَ ، بِاسمِ اللّهِ خُذها فَلتُهَنّيكَ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فَلا اُقسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ ، لَتَبرَأَنَّ بِإِذنِ اللّهِ . (1)
4 / 4الإِجابَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يُرَدُّ دُعاءٌ أوَّلُهُ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)
4 / 5تَسبيحُ الجِبالِ مَعَ مَن يَقرَأُهارسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» موقِنا سَبَّحَت مَعَهُ الجِبالُ ، إلّا أنَّهُ لا يُسمَعُ ذلِكَ مِنها . (3)
4 / 6تَصاغُرُ الشَّيطانِمسند ابن حنبلعن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف (4) النبيّ صلى الله عليه و آله : كُنتُ رَديفَهُ عَلى حِمار
.
ص: 223
فَعَثَرَ الحِمارُ ، فَقُلتُ : تَعِسَ الشَّيطانُ . فَقال لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لا تَقُل : تَعِسَ الشَّيطانُ ؛ فَإِنَّكَ إذا قُلتَ : تَعِسَ الشَّيطانُ تَعاظَمَ الشَّيطانُ في نَفسِهِ ، وقالَ : صَرَعتُهُ بِقُوَّتي ، فَإِذا قُلتَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، تَصاغَرَت إلَيهِ نَفسُهُ حَتّى يَكونَ أصغَرَ مِن ذُبابٍ . (1)
كنزالعمّال عن اُسامة بن زيد :بَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى بَغلَةٍ شَهباءَ (2) ، وأنَا رِدفُهُ ، إذ عَثَرَتِ البَغلَةُ ، فَقُلتُ : تَعِسَ إبليسُ ، فَضَرَبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلى مَنكِبي ، فَقالَ : يا اُسامَةُ ، لا تَقُل هكَذا ؛ فَإِنَّ لِاءِبليسَ عِندَ ذلِكَ نَخرَةً (3) ، يَقولُ : ذَكَرَني ونَسِيَ رَبَّهُ ، ولكِن قُل : بِاسمِ اللّهِ . (4)
4 / 7الاِحتِجازُ مِنَ الأَشرارِالإمام الصادق عليه السلام _ لِلمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ _ :يا مُفَضَّلُ ، اِحتَجِز مِنَ النّاسِ كُلِّهِم بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» وبِ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ، اِقرَأها عَن يَمينِكَ وعَن شِمالِكَ ومِن بَينِ يَدَيكَ ومِن خَلفِكَ ومِن فَوقِكَ ومِن تَحتِكَ ، فَإِذا دَخَلتَ عَلى سُلطانٍ جائِرٍ فَاقرَأها حينَ تَنظُرُ إلَيهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وَاعقِد بِيَدِكَ اليُسرى، ثُمَّ لا تُفارِقها حَتّى تَخرُجَ مِن عِندِهِ. (5)
الإمام الحسين عليه السلام :اِجعَلِني اللّهُمَّ في حِرزِكَ وفي حِزبِكَ . . . بِبِاسمِ اللّهِ استَشفَيتُ ، وبِاسم
.
ص: 224
اللّهِ استَكفَيتُ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، وبِهِ استَعَنتُ ، وإلَيهِ استَعدَيتُ عَلى كُلِّ ظالِمٍ ظَلَمَ ، وغاشِمٍ غَشَمَ ، وطارِقٍ طَرَقَ ، وزاجِرٍ زَجَرَ ، «فَاللَّهُ خَيْرٌ حَ_فِظًا وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ» (1) . (2)
4 / 8الأَمانُ مِنَ الغَرَقِالكتاب«وَ قَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الغَرَقِ إذا رَكِبوا فِي السَّفينَةِ أن يَقولوا : «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» ، «وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» (4) إلى آخِرِ الآيَةِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الغَرَقِ إذا هُم رَكِبُوا السُّفُنَ فَقَرَؤوا : بسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ السَّمَ_وَ تُ مَطْوِيَّ_تُ بِيَمِينِهِ سُبْحَ_نَهُ وَ تَعَ__لَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» ، «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراهَا وَ مُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (6)
.
ص: 225
4 / 9صَرفُ البَلاءِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، اُلا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ ؛ إذا وَقَعتَ في وَرطَةٍ أو بَلِيَّةٍ فَقُل : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل يَصرِفُ بِها عَنكَ ما يَشاءُ مِن أنواعِ البَلاءِ . (1)
4 / 10دَفعُ الوَحشَةِالكافي عن سليمان الجعفري :قُلتُ لَهُ [ أبِي الحَسَنِ عليه السلام ] : إنّي صاحِبُ صَيدِ السَّبُعِ (2) ، وأنَا أبيتُ فِي اللَّيلِ فِي الخَراباتِ وأتَوَحَّشُ ، فَقالَ لي : قُل إذا دَخَلتَ : «بِاسمِ اللّهِ أدخُلُ» وأدخِل رِجلَكَ اليُمنى ، وإذا خَرَجتَ فَأَخرِج رِجلَكَ اليُسرى ، وسَمِّ اللّهَ ؛ فَإِنَّكَ لا ترى مَكروها . (3)
4 / 11ثِقلُ الميزانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اُمَّتي يَأتونَ يَومَ القِيامَةِ وهُم يَقولونَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَتَثقُلُ حَسناتُهُم فِي الميزانِ ، فَتَقولُ الاُمَمُ : ما أرجَحَ مَوازينَ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟! فَتَقولُ الأَنبِياءُ : إنَّ ابتِداءَ كَلامِهِم ثَلاثَةُ أسماءٍ مِن أسماءِ اللّهِ ؛ لَو وُضِعَت في كَفَّة
.
ص: 226
الميزانِ ، ووُضِعَت سَيِّئاتُ الخَلقِ في كَفَّةٍ اُخرى ، لَرَجَحَت حَسَناتُهُم . (1)
4 / 12النَّجاةُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرَّ المُؤمِنُ عَلَى الصِّراطِ فَيَقولُ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» طَفِئَت لَهَبُ النّيرانِ ، وتَقولُ : جُز يا مُؤمِنُ ، فَإِنَّ نورَك قَد أطفَأَ لَهَبي! (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ أن يُنجِيَهُ اللّهُ مِنَ الزَّبانِيَةِ التِّسعَةَ عَشَرَ ، فَليَقرَأ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَإِنَّها تِسعَةَ عَشَرَ حَرفا ، لِيَجعَلَ اللّهُ كُلَّ حَرفٍ مِنها جُنَّةً (3) مِن واحِدٍ مِنهُم . (4)
.
ص: 227
الفَصلُ الخامِسُ : آداب البسملة5 / 1الإِجهارُأ _ أحَقُّ ما اُجهِرَ بِهِالإمام الصادق عليه السلام : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» أحَقُّ ما اُجهِرَ بِهِ (1) ، وهِيَ الآيَةُ الَّتي قالَ اللّهُ عز و جل : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» (2) . (3)
ب _ إجهارُ النَّبِيِّ بِها فِي القِراءَةِالإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا تَهَجَّدَ بِالقُرآنِ تَسمَعُ لَهُ قُرَيشٌ بِحُسنِ صَوتِهِ (4) ، وكانَ إذا قَرَأَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَرّوا عَنهُ . (5)
.
ص: 228
المستدرك عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» يَرفَعُ بِها صوتَهُ ، فَإِذا سَمِعَهَا المُشرِكونَ وَلَّوا مُدبِرينَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ جَلَّ ذِكرُهُ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (2)
تفسير العيّاشي عن زيد بن عليّ :دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَذَكَرَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَقالَ : تَدري ما نَزَلَ في «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ»؟ فَقُلتُ : لا! فَقالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ أحسَنَ النّاسِ صَوتا بِالقُرآنِ ، وكانَ يُصَلّي بِفِناءِ الكَعبَةِ فَرَفَعَ صَوتَهُ ، وكانَ عُتبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وشَيبَةُ بنُ رَبيعَةَ ، وأبو جَهلِ بنُ هِشامٍ ، وجَماعَةٌ مِنهُم يَستَمِعونَ قِراءَتَهُ . قالَ : وكانَ يُكثِرُ قِراءَةَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَيَرفَعُ بِها صَوتَهُ . قالَ : فَيَقولونَ : إنَّ مُحَمَّدا لَيُرَدِّدُ اسمَ رَبِّهِ تَردادا ، إنَّهُ لَيُحِبُّهُ! فَيَأمُرونَ مَن يَقومُ فَيَستَمِعُ عَلَيهِ ، ويَقولونَ : إذا جازَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فَأَعلِمنا حَتّى نَقومَ فَنَستَمِعَ قِراءَتَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ في ذلِكَ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ» بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ «وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :كَتَموا «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، فَنِعمَ _ وَاللّهِ _ الأَسماءُ كَتَموها ، كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ إلى مَنزِلِهِ وَاجتَمَعَت عَلَيهِ قُرَيشٌ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّه
.
ص: 229
الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ويَرفَعُ بِها صَوتَهُ ، فَتُوَلّي قُرَيشٌ فِرارا ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل في ذلِكَ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» . (1)
تفسير فرات عن عمرو بن شمر :سَأَلتُ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام : إنّي أؤُمُّ قَومي فَأَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، قالَ : نَعَم ، فَاجهَر بِها ؛ قد جَهَرَ بِها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . ثُمَّ قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ مِن أحسَنِ النّاسِ صَوتا بِالقُرآنِ ، فَإِذا قامَ مِنَ اللَّيلِ يُصَلّي جاءَ أبوجَهلٍ وَالمُشرِكونَ يَستَمِعونَ قِراءَتَهُ ، فَإِذا قالَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» وَضَعوا أصابِعَهُم في آذانِهِم وهَرَبوا ، فَإِذا فَرَغَ مِن ذلِكَ جاؤوا فَاستَمَعوا ، وكانَ أبو جَهلٍ يَقولُ : إنَّ ابنَ أبي كَبشَةَ لَيُرَدِّدُ اسمَ رَبِّهِ ، إنَّهُ لَيُحِبُّهُ! فَقالَ جَعفَرٌ عليه السلام : صَدَقَ وإن كانَ كَذوبا . قالَ : فَأَنزَلَ اللّهُ : «وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَ لَّوْاْ عَلَى أَدْبَ_رِهِمْ نُفُورًا» وهُوَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (2)
ج _ إجهارُ النَّبِيِّ بِها فِي الصَّلاةِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَجهَرُ فِي المَكتوباتِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)
عنه عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فِي السّورَتَينِ جَميعا . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمَّني جَبرَئيلُ عليه السلام عِندَ الكَعبَةِ ، فَجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (5)
.
ص: 230
سنن الدارقطني عن الحكم بن عمير :صَلَّيتُ خَلفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَجَهَر فِي الصَّلاةِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؛ في صَلاةِ اللَّيلِ ، وفي صَلاةِ الغَداةِ وصَلاةِ الجُمُعَةِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا صَلّى بِالنّاسِ جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)
المستدرك على الصحيحين عن أنس :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)
المغني :عَن أنسٍ أنَّهُ صَلّى وجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وقالَ : أقتَدي بِصَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :عَلَّمَني جَبرَئيلُ عليه السلام الصَّلاةَ ، فَقامَ فَكَبَّرَ لَنا ، ثُمَّ قَرَأَ : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فيما يُجهَرُ بِهِ في كُلِّ رَكعَةٍ . (5)
د _ إجهارُ أهلِ البَيتِ بِها فِي الصَّلاةِالسنن الكبرى عن الشعبي :رَأَيتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام وصَلَّيتُ وَراءَهُ ، فَسَمِعتُهُ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)
مسند زيد :زَيدُ بنُ عَليٍّ عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَن عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام أنَّهُ كانَ يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (7)
.
ص: 231
الكافي عن صفوان الجمّال :صَلَّيتُ خَلفَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أيّاما ، فَكانَ إذا كانَت صلاةٌ لا يُجهَرُ فيها ، جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وكانَ يَجهَرُ فِي السّورَتَينِ جَميعا . (1)
الأمالي عن أبي حفص الصائغ :صَلَّيتُ خَلفَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَجَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (2)
قرب الإسناد عن حنّان بن سدير :صَلَّيتُ خَلفَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام المَغرِبَ ، فَتَعَوَّذَ جِهارا : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وأعوذُ بِاللّهِ أن يَحضُرونِ ، ثُمَّ جَهَرَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :الإِجهارُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في جَميعِ الصَّلَواتِ سُنَّةٌ . (4)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك :بَعَثَنِي المَأمونُ في إِشخاصِ عَليِّ بنِ موسى عليه السلام مِنَ المَدينَةِ . . . فَكُنتُ مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ إلى مَروٍ ، فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ رَجُلاً كانَ أتقى للّهِِ تَعالى مِنهُ . . . وكانَ عليه السلام يَجهَرُ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» في جَميعِ صَلَواتِهِ ؛ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :اِجتَمَعَ آلُ مُحَمَّدٍ عليهم السلام عَلَى الجَهرِ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» . (6)
دعائم الإسلام :رُوّينا عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَن عَليٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَليِّ بنِ الحُسَينِ ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ أنَّهُم كانوا
.
ص: 232
يَجهَرونَ بِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» فيما يُجهَرُ فِيهِ بِالقِراءَةِ مِنَ الصَّلَواتِ في أوَّلِ فاتِحَةِ الكِتابِ وأوَّلِ السّورَةِ في كُلِّ رَكعَةٍ ، ويُخافِتونَ بِها فيما تُخافَتُ فيهِ تِلكَ القِراءَةُ مِنَ السّورَتَينِ جَميعا . وقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : اِجتَمَعنا وُلدَ فاطِمَةَ عليهاالسلام عَلى ذلِكَ (1) . (2)
ه _ الإِجهارُ بِها مِن عَلاماتِ الإِيمانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في حَديثٍ ذَكَرَ فيهِ أنَّ اللّهَ عز و جللَمّا خَلَقَ إبراهيمَ عليه السلام كَشَفَ لَهُ عَن بَصَرِهِ فَنَظَرَ إلى أنوارِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ عليهم السلام في جانِبِ العَرشِ ، إلى أن قالَ _ : قالَ [إبراهيمُ عليه السلام ] :إلهي وسَيِّدي ، وأرى عِدَّةَ أنوارٍ حَولَهُم لا يُحصي عِدَّتَهُم إلّا أنتَ! قالَ : يا إبراهيمُ ، هؤُلاءِ شيعَتُهُم ومُحِبُّوهُم . قالَ : إلهي وسَيِّدي ، بِمَ يُعرَفُ شيعَتُهُم ومُحِبُّوهُم؟ قالَ : يا إبراهيمُ ، بِصَلاةِ الإحدى وَالخَمسينَ ، وَالجَهرِ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» ، وَالقُنوتِ قَبلَ الرُّكوعِ ، وسَجدَتَيِ الشُّكرِ ، وَالتَّخَتُّمِ بِاليَمينِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ يُقبِلُ قَومٌ عَلى نَجائِبَ (4) مِن نورٍ يُنادونَ بِأَعلى
.
ص: 233
أصواتِهِم : الحَمدُ للّهِِ الَّذي صَدَقَنا وَعدَهُ ، وأورَثَنا أرضَهُ نَتَبَوَّأُ (1) مِنَ الجَنَّةِ حَيثُ نَشاءُ ، فَتَقولُ الخَلائِقُ : هذِهِ زُمرَةُ الأَنبِياءِ ، فَإِذَا النِّداءُ مِن قِبَلِ اللّهِ عز و جل : هؤُلاءِ شيعَةُ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَهُم (2) صَفوَتي مِن عِبادي ، وخِيَرَتي مِن بَرِيَّتي ، فَتَقولُ الخَلائِقُ : إلهَنا وسَيِّدَنا ، بِما نالوا هذِهِ الدَّرَجَةَ؟ فَإِذَا النِّداءُ مِن قِبَلِ اللّهِ : بِتَخَتُّمِهِم بِاليَمينِ ، وصَلاتِهِم إحدى وخَمسينَ ، وإطعامِهِمُ المِسكينَ ، وتَعفيرِهِمُ الجَبينَ ، وجَهرِهِم بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (3)
الإمام العسكريّ عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي خَصَصتُكَ وعَليّا وحُجَجي مِنهُ إلى يَومِ القِيامَةِ وشيعَتَكُم بِعَشرِ خِصالٍ _ إلى أن قالَ _ : وَالجَهرِ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (4)
الإمام العسكريّ عليه السلام :عَلاماتُ المُؤمِنِ خَمسٌ : صَلاةُ الخَمسينَ ، وزِيارَةُ الأَربَعينَ ، وَالتَّخَتُّمُ فِي اليَمينِ ، وتَعفيرُ الجَبينِ ، وَالجَهرُ بِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» . (5)
.
ص: 234
دراسة حول الجهر بالبسملة (1)فيما يتعلّق بالجهر ب «البسملة» في الصلاة بعض الملاحظات اللّافتة للنظر :
1 . الجهر بالبسملة في السنّة النبويّةالمستفاد من الروايات المستفيضة (2) والمسلّم بها للعامّة وشيعة أهل البيت عليهم السلام ، أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته كانوا يجهرون بالبسملة في الصلاة ، حتّى في الصلوات الإخفاتية . ولذلك يجمع فقهاء الإمامية على وجوب الجهر بالبسملة في صلاة الفجر والليل والجمعة ، واستحبابها في الصلوات الإخفاتية .
2 . سنّة الجهر بالبسملة في عمل الصحابةبل إنّ الصحابة الآخرين وحتّى الخلفاء الثلاثة كانوا يراعون هم أيضا هذه السنّة ، بالإضافة إلى أميرالمؤمنين عليه السلام . وقد جاء من النقول المعتبرة عن جمع من الصحابة والتابعين ، أنّ أبا بكر وعمر وعثمان صلّوا خلف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام ، وكانوا كلّهم يجهرون
.
ص: 235
بالبسملة . ومن جملة الصحابة الّذين روي عنهم في النقول القول بالجهر بالبسملة : عمّار بن ياسر ، أنس بن مالك ، عبداللّه بن مسعود ، عبداللّه بن عمر ، عبداللّه بن الزبير ، عائشة ، أبو بكر ، عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفّان ، الحكم بن عمير ، أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، النعمان بن بشير ، عبيد بن رفاعة ، أبو هريرة . ولكنّ بعض النقول الّتي نُسبت إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وأميرالمؤمنين عليه السلام وأنس والخلفاء الثلاثة وابن عبّاس ، تفيد بأنّهم كانوا يؤدّون الصلاة بدون البسملة أصلاً أو بالإخفات ، ويجب اعتبارها من المساعي المستميتة لبني اُميّة لتبرير بدعتهم ، كما سيتّضح ذلك خلال مواصلة هذا التحليل . بالإضافة إلى كثرة روايات الطائفة الاُولى وقوّتها غير القابلة للقياس ، فإنّ من جملة شواهد هذا القول الروايات الّتي تنقل الاعتراض العامّ لأهل المدينة على معاوية لتغييره سنّة الجهر وترك البسملة . فعندما أقدم معاوية في عهد حكمه على ترك هذه السنّة والسيرة ، واجه اعتراضا شاملاً من قبل الصحابة والتابعين المتواجدين في المدينة ، وقد نقل الشافعي في كتاب الاُمّ والدارقطني والبيهقي في سننه حول ترك معاوية لسنّة الجهر بالبسملة والاعتراض العام : إنّه قدم المدينة فصلّى بهم ولم يقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، ولم يكبّر إذا خفض وإذا رفع ، فناداه المهاجرون والأنصار حين سلّم : يا معاوية أسرقت صلاتك ؛ أين «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ؟ وأين التكبير ؟ فلمّا صلّى بعد ذلك قرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» لاُمّ القرآن وللسورة الّتي بعدها ، وكبّر حين يهوي ساجدا . (1)
.
ص: 236
وعدّ الحاكم النيسابوري هذه الرواية صحيحة بعد نقلها في مستدركه . (1) إنّنا نلاحظ أنّ الصحابة والتابعين أطلقوا صيحات الاعتراض بعد حذف البسملة من سور الصلاة ، وهذا يدلّ على أنّ الجهر بالبسملة كان يعتبر من السنّة المستمرّة ، فضلاً عن أنّ كون البسملة جزء من سورة الحمد والسور الاُخرى هو من المسلّمات لدى الصحابة ، فلو لم يكن الخلفاء السابقون ملتزمين بالجهر بالبسملة ، ولو كان هناك مستمسك للدفاع عن عمل معاوية ، لما واجه مثل هذا الاعتراض العام ، ولوجد مسندا لتبرير عمله هذا .
3 . تغيير سنّة الجهر بالبسملةكان الالتزام بالجهر بالبسملة مستمرّا حتّى أوائل عهد حكم بني اُميّة ، حسب نقل محدّثي الشيعة وأهل السنّة ، وقد ظهرت هذه البدعة في عهد حكم السلاطين الأمويين . وقد كان عمرو بن سعيد بن العاص والي الأمويين على المدينة ، أوّل من غيّر سنّة الجهر بالبسملة إلى الإخفات . ينقل البيهقي عن الزهري أنّه قال : مِن سنّة الصلاة أن يُقرأ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» ، وإنّ أوّل من أسرّ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ» عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة ، وكان رجلاً حييا . (2) وبالطبع فقد كان معاوية أوّل شخص أقدم على ترك البسملة كما علمنا من رواية الشافعي والدارقطني والبيهقي ، ولكنّه تراجع بعد مواجهته لاعتراض الصحابة والتابعين في المدينة ، ولكنّ أصل هذه السياسة تواصَل على يد الحكّام الأمويين .
.
ص: 237
يقول العلّامة الأميني _ بعد نقل الخبر السابق _ : تنمّ هذه الأحاديث عن أنّ البسملة لم تزل جزءا من السورة منذ نزول القرآن الكريم ، وعلى ذلك تمرّنت الاُمّة ، وانطوت الضمائر ، وتطامنت العقائد ، ولذلك قال المهاجرون والأنصار لمّا تركها معاوية : إنّه سرق ، ولم يتسنّ لمعاوية أن يعتذر لهم بعدم الجزئية حتّى التجأ إلى إعادة الصلاة مكلّلة سورتها بالبسملة ، أو أنّه التزم بها في بقية صلواته ، ولو كان هناك يومئذٍ قول بتجرّد السورة عنها لاحتجّ به معاوية ، لكنّه قول حادث ابتدعوه لتبرير عمل معاوية ونظرائه من الأمويين الّذين اتّبعوه بعد تبيّن الرشد من الغي . (1)
4 . محاربة أهل البيت عليهم السلام لهذه البدعةيتّضح من روايات أهل البيت عليهم السلام أنّهم كانوا يؤكّدون هذا الحكم ويُصرّون عليه بشكلٍ مضاعف لأداء واجبهم في تبيين الأحكام الإلهية ، وكذلك للمحافظة على السنّة النبويّة ومحاربة بدعة حذف البسملة أو الإخفات بها . وعلى أساس هذه التأكيدات فقد اعتبروا الجهر بالبسملة أحد شعارات أهل البيت عليهم السلاموأتباعهم ، بل اعتبروا وضوح سنّة الجهر _ في مقابل بدعة الحذف أو الإخفات بالبسملة _ في مستوى حكم حرمة الخمر والمسح على الخفّين ، ممّا لم يكونوا يرونها من مواضع التقيّة . (2)
.
ص: 238
5 / 2تَجويدُ الكِتابَةِآداب البسملةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كَتَبتَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَبَيِّنِ السّينَ فيهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله _ في بَيانِ آدابِ كِتابَةِ البَسمَلَةِ _ :لا تَمُدَّ الباءَ إلَى الميمِ حَتّى تَرفَعَ السّينَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اُكتُب «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» مِن أجَوَدِ كِتابِكَ ، ولا تَمُدَّ الباءَ حَتّى تَرفَعَ السّينَ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كَتَبَ أحَدُكُم «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَليَمُدَّ الرَّحمنَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَتَبَ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَجَوَّدَهُ تَعظيما للّهِِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :تَنَوَّقَ (6) رَجُلٌ في «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» فَغُفِرَ لَهُ . (7)
.
ص: 239
منية المريد :رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ لِبَعضِ كُتّابِهِ : ألِقِ (1) الدَّواةَ ، وحَرِّفِ (2) القَلَمَ ، وَانصِبِ الباءَ ، وفَرِّقِ السِّينَ ، ولا تُعَوِّرِ الميمَ ، وحَسِّنِ اللّهَ ، ومُدَّ الرَّحمنَ ، وجَوِّدِ الرَّحيمَ ، وضَع قَلَمَكَ عَلى اُذُنِكَ اليُسرى ؛ فَإِنَّهُ أذكَرُ لَكَ . (3)
5 / 3إكرامُ المَكتوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَفَعَ قِرطاسا مِنَ الأَرضِ مَكتوبا عَلَيهِ «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» إجلالاً للّهِِ ولِاسمِهِ عَن أن يُداسَ ، كانَ عِندَ اللّهِ مِنَ الصِّدّيقينَ ، وخُفِّفَ عَن والِدَيهِ وإن كانا مُشرِكَينِ . (4)
الدرّ المنثور عن عمر بن عبد العزيز :إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلى كِتابٍ فِي الأَرضِ ، فَقالَ لِفَتىً مَعَهُ : ما في هذا؟ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، قالَ : لُعِنَ مَن فَعَلَ هذا ، لا تَضَعوا «بِاسمِ اللّهِ» إلّا في مَوضِعِهِ . (5)
.
ص: 240
. .
ص: 241
القِسمُ الثّالِثُ: التّسبيحالمدخلالفصل الأوّل : تفسير التّسبيحالفصل الثّاني : خصائص التّسبيحالفصل الثّالث : الحثّ على التّسبيحالفصل الرّابع : بركات التّسبيحالفصل الخامس : أوقات التّسبيحالفصل السّادس : التّسبيحات الأربعةالفصل السابع : التّسبيحات المأثورةالفصل الثّامن : تسبيح فاطمةالفصل التّاسع : تسبيح الموجوداتالفصل العاشر : السّبحةالفصل الحادي عشر : ما فيه ثواب التّسبيح
.
ص: 242
. .
ص: 243
المدخلالتسبيح لغةً واصطلاحاإنّ «التسبيح» مصدر من مادة «س ب ح»، وهي تعني في الأصل الحركه السريعة في الماء ، وبما أنّ الحركة السريعة تستوجب الابتعاد عن مبدأ الحركة والاقتراب من الهدف استعملت أيضا في ابتعاد الشيء ، ومن هذا الباب استعمال «التسبيح» بشأن اللّه _ تعالى _ بمعنى تنزهه وابتعاده عن أنواع النقص وما لا ينبغي واقتراب المسبّح من اللّه _ تعالى _ وسهولة انقياده له ، يقول الراغب الأصفهاني في هذا المجال : السبح : المرّ السريع في الماء وفي الهواء ، يقال : سبح سبحاً وسباحة واستعير لمرّ النجوم في الفلك نحو «كُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ» (1) ولجرى الفرس نحو «وَ السَّ_بِحَ_تِ سَبْحًا» (2) ولسرعة الذهاب في العمل نحو «إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً» (3) والتسبيح تنزيه اللّه تعالى وأصله المرّ السريع في عبادة اللّه تعالى . (4) ويبدو أنّ كثرة استعمال التسبيح في تنزيه اللّه _ تعالى _ قد جعل هذه الكلمة حقيقة في هذا المعنى ، ولذلك فقد أرجع ابن فارس المعنى الأصلي لمادة «س ب ح» إلى أصلين :
.
ص: 244
السين و الباء والحاء اصلان : أحدهما جنس من العبادة ، والآخر جنس من السّعى . فالأوّل السّبحة ، وهى الصّلاة ، ويختصّ بذلك ما كان نفلاً غير فرض . يقول الفقهاء : يجمع المسافر بين الصّلاتين ولا يُسبّح بينهما ، أى لا يتنفّل بينهما بصلاةٍ . ومن الباب التّسبيح ، وهو تنزيه اللّه جلّ ثناؤه من كلّ سوء . والتّنزيه : التبعيد . والعرب تقول : سبحان من كذا ، أى ما أبعده . . . وقال قوم تأويله عجبا له إذا يفخر . وهذا قريب من ذاك لأنّه تبعيد له من الفخر . وفي صفات اللّه جلّ وعز : سبّوح . واشتقاقه من الذى ذكرناه أنّه تنزّه من كل شيء لا ينبغى له . والسّبحات الذى جاء في الحديث : جلال اللّه جلّ ثناؤه وعظمته . والأصل الآخر السّبح والسّباحة : العَوْم في الماء . (1) و«سبحان» علم جنس واسم مصدر بمعنى «التسبيح» ، يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي في بيان معنى «سبحان اللّه » : سبحان اللّه : تنزيه اللّه عن كلّ ما ينبغي أن يوصف به ، ونصبه في موضع فعل على معنى: تسبيحا للّه ، تريد بحث تسبيحا للّه [أي نزّهته تنزيها] . (2) وذكر الفيروزآبادي في القاموس : وسبحان اللّه : تنزيها للّه من الصحابه والد ، معرفة ، ونُصب على المصدر ، أي : أبرّى ء اللّه من السوء براءة أو معناه : السرعة إليه ، والتحفة في طاعته ، وسبحان من كذا : تعجب منه . (3)
«التسبيح» في القرآن والحديثلقد استعملت مادة «سبّح» في القرآن الكريم بمشتقاتها المختلفة 92 مرّة ، وقد استخدمت كلمة «التسبيح» في هذا الكتاب السماوي والأحاديث الإسلامية بمعنى
.
ص: 245
التنزيه ، يقول ابن الأثير : قد تكرّر في الحديث ذكر «التسبيح» على اختلاف تصرّف اللفظة ، واصل التسبيح : التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص ، ثم استعمل في مواضع تقرب منه اتساعا ... وقد يُطلق التسبيح على غيره من أنواع الذكر حجازا ، كالتحميد والتمجيد وغيرهما ، وقد يطلق لصلاة النافلة : سُبحة . يقال : قضيت سُبحتى (1) . . . وقد وردت الإشارة في أحاديث الفصل الأوّل من هذا القسم ، خلال تأييد المفهوم اللغوي للتسبيح ، إلى ملاحظات جديرة بالاهتمام في تفسير هذا الذكر ، مثل : 1 _ عَلِمَ اللّه عز و جل أنّ بني آدم يكذبون على اللّه عز و جل فقال : «سبحان اللّه » ، براءةً ممّا يقولون . (2) 2 _ «سبحان اللّه » أنفة للّه عز و جل ، أما ترى الرجل إذا عجب من الشيء قال : سبحان اللّه (3) . إذا قال العبد : «سبحان اللّه » فقد أنف للّه ، وحقّ على اللّه أن ينصره . (4) 4 . هو تعظيم جلال اللّه عز و جل وتنزيهه عمّا قال فيه كلّ مشرك ، فإذا قالها العبد صلّى عليه كلّ ملك . (5) 5 . إذا قلت : «سبحان اللّه وبحمده» رفعت اللّه تبارك وتعالى عمّا يقول العادلون به . (6)
.
ص: 246
إنّ ما جاء في هذه الأحاديث في بيان معنى «التسبيح» وتفسيره يدل عموما على أن مفهوم هذا الذكر ، هو التنزيه المقترن بتعظيم اللّه _ تعالى _ .
المسبّح الحقيقياستنادا إلى ما وردت الإشارة إليه في تفسير «التسبيح» ، فإنّ صفة «المسبّح» لا يستحقها كل من أتى بهذا الذكر ، فالمسبّح الحقيقي هو الذي آمن أنّ اللّه _ تعالى _ لا يعتريه أي نقص في الذات والصفات والأفعال وأدرك عظمة هذا المعنى ، وعلى هذا فإنّ الذي يعترض على التقديرات الإلهيّة حتى في قلبه ، لا يمكن أن يكون صادقا حينما ينطق بالتسبيح .
سرّ التلازم بين «التسبيح» و«التحميد»من خلال التأمّل في المفهوم الحقيقي ل «التسبيح» يتضح لنا سر التلازم بين هذا الذكر وذكر «التحميد» في القرآن (1) والأدعية الشريفة ولماذا تأتي الملائكة بحمد اللّه مع تسبيحه : «وَ تَرَى الْمَلَ_ئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» (2) . ويأمر اللّه _ تعالى _ النبيّ صلى الله عليه و آله قائلاً : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» (3) . ويقول أيضا : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» (4) . كما ذكر القرآن بشأن ذكر «الرعد» :
.
ص: 247
«وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ» (1) . بل إنّ كل الأشياء في عالم الخلق تحمد اللّه _ تعالى _ إلى جانب تسبيحه : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (2) . وتوضيح ذلك أن التسبيح هو تنزيه اللّه _ تعالى _ في الذات والصفات والأفعال من كل نقص والتحميد ، هو الثناء على اللّه _ تعالى لتمتعه بجميع الكمالات في الذات والصفات والأفعال ، ولا شك في أن وجود جميع الكمالات فيه _ سبحانه _ راجع إلى تنزيهه من جميع النقائص . على هذا ، فإنّ التحميد هو في الحقيقة نوع من التسبيح ، باختلاف في جهة واحدة وهي أنّ التسبيح ثناء على اللّه بصفات الجلال والتحميد ، ثناء عليه بصفات الجمال ، واقتران التسبيح بالتحميد ، يعني الثناء على اللّه _ تعالى _ بصفات الجلال والجمال معا . بعبارة اُخرى ، فإنّ التحميد ملازم للتسبيح كما أنّ الصفات الثبوتية للحق _ تعالى _ تستلزم صفاته السلبية وبذلك يتم اقتران تنزيه اللّه _ تعالى _ من جميع النقائص ووصفه بجميع الكمالات ، من خلال اقتران التحميد بالتسبيح . الملاحظة الأخرى هي أنّ التحميد ليس بمفرده نوعا خاصّا من التسبيح ، بل إنّ التهليل والتكبير نوعان من التسبيح أيضا ، لأنّ التهليل هو تنزيه الخالق _ سبحانه _ من الشرك ، والتكبير تنزيهه من وصف الجاهلين وتحديدهم له ، لذلك فقد سأل الإمام الصادق عليه السلام الشخص الذي كبّر في حضوره عليه السلام قائلاً : اللّهُ أكبَرُ مِن أيِّ شَيءٍ؟ فأجاب ذلك الشخص بقوله : من كلّ شيء . فقال الإمام : حَدَّدتَهُ . فقال الرجل : فكيف أقول؟
.
ص: 248
فقال الإمام : قُل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . (1) وعلى هذا ، فإنّ جذور التحميد والتهليل والتكبير تمتد في التسبيح ، ورغم أنّ هذه الأذكار مختلفة من حيث المفهوم ولكنّها تتمتع بالوحدة في المصداق ، لذلك يطلق على هذه الأذكار الأربعة في الصلاة مصطلح «التسبيحات الأربعة» (2) ، كما يسمى «التكبير» و«التحميد» بالتسبيح في تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام . (3)
أهمية ذكر «التسبيح»بالإضافة إلى ما مرّ في بيان حقيقة التسبيح ، فإنّ الآيات والأحاديث التي وردت حول فضيلة التسبيح (4) وأوقاته (5) وخصائصه (6) ، وخاصة الخصوصية المتمثلة في أن التسبيح هو جوهر الصلاة (7) وروحها ، وصلاة جميع الموجودات (8) ، تدل على الأهميّة والدور الخاص اللذين يؤديهما هذا الذكر في نظام الوجود وبناء الإنسان وتقريبه من خالق العالم . وتبلغ آثار هذا الذكر وبركاته حدّا بحيث بينت الأحاديث الإسلامية أهمّية جملة أمور وقيمتها مثل : تعليم العلم ، فضيلة الصيام ، الحزن لمصائب أهل البيت وغير ذلك من خلال تشبيهها بالتسبيح . (9)
.
ص: 249
الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير التّسبيحالكتاب«سُبْحَ_نَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» . (1)
«سُبْحَ_نَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ» . (2)
الحديثالمستدرك عن طلحة بن عبيد اللّه :سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن تَفسيرِ : «سُبحانَ اللّهِ» ، قالَ : هُوَ تَنزيهُ اللّهِ عَن كُلِّ سوءٍ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» فَقَد أنِفَ (4) للّهِِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يَنصُرَهُ . (5)
.
ص: 250
الإمام الحسن عليه السلام :جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم فَقالَ لَهُ : أخبِرني عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : عَلِمَ اللّهُ عز و جل أَنَّ بَني آدَمَ يَكذِبونَ عَلَى اللّهِ عز و جل ، فَقالَ : «سُبحانَ اللّهِ» ؛ بَراءَةً مِمّا يَقولونَ . وأمّا قَولُهُ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ فَإِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ العِبادَ لا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أن يَحمَدَهُ العِبادُ ، وهُوَ أوَّلُ كَلامٍ ، لَولا ذلِكَ لَما أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلى أحَدٍ بِنِعمَتِهِ . وقَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَعني وَحدانِيَّتَهُ ، لا يَقبَلُ الأَعمالَ إلّا بِها ، وهِيَ كَلِمَةُ التَّقوى ، يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوازينَ يَومَ القِيامَةِ . وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَهِيَ كَلِمَةٌ أعلَى الكَلِماتِ وأحَبُّها إلَى اللّهِ عز و جل؛ يَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبرَ مِنهُ ، ولا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلّا بِها لِكَرامَتِها عَلَى اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاِسمُ الأَعَزُّ الأَكرَمُ . قالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . فَما جَزاءُ قائِلِها؟ قالَ : إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» ، سَبَّحَ مَعَهُ ما دونَ العَرشِ ، فَيُعطى قائِلُها عَشرَ أمثالِها . وإذا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعَمِ الدُّنيا مَوصولاً بِنِعَمِ الآخِرَةِ ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي يَقولُها أهلُ الجَنَّةِ إذا دَخَلوها ، ويَنقَطِعُ الكَلامُ الَّذي يَقولونَهُ فِي الدُّنيا ما خَلَا الحَمدُ للّهِِ ؛ وذلِكَ قَولُهُ تَعالى : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (1) . وأمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَثَمَنُهَا الجَنَّةُ ؛ وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَ_نِ إِلَا الْاءِحْسَ_نُ» (2) قالَ : هَل جَزاءُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلَا الجَنَّةُ .
.
ص: 251
فَقالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام _ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى الرُّكوعِ _ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ؛ فَ «سُبحانَ اللّهِ» : أنَفَةٌ للّهِِ عز و جل ، و«رَبّي» : خالِقي ، وَ«العَظيمِ» : هُوَ العَظيمُ في نَفسِهِ ، غَيرُ مَوصوفٍ بِالصِّغَرِ ، وعَظيمٌ فِي مُلكِهِ وسُلطانِهِ ، وأعظَمُ مِن أن يوصَفَ ، تَعالَى اللّهُ . (2)
عنه عليه السلام _ بَعدَ أن بَيَّنَ مَعنَى السُّجودِ _ :ومَعنى قَولِهِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى» ؛ فَ «سُبحانَ» : أنَفَةٌ للّهِِ ، و«رَبِّي» : خالِقي ، وَ«الأَعلى» : أي عَلا وَارتَفَعَ في سَماواتِهِ حَتّى صارَ العِبادُ كُلُّهُم دونَهُ ، وقَهَرَهُم بِعِزَّتِهِ ، ومِن عِندِهِ التَّدبيرُ ، وإلَيهِ تَعرُجُ المَعارِجُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام _ لِهِشامِ بنِ الحَكَمِ وقَد سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ سُبحانَ اللّهِ _ :أنَفَةٌ للّهِِ ، أما تَرَى الرَّجُلَ إذا عَجِبَ مِنَ الشَّيءِ قالَ : سُبحانَ اللّهِ . (4)
التوحيد عن يزيد بن الأصمّ :سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟ قالَ : إنَّ في هذَا الحائِطِ رَجُلاً كانَ إذا سُئِلَ أنبَأَ ، وإِذا سكَتَ ابتَدَأَ . فَدَخَلَ الرَّجُلُ ؛ فَإِذا هُوَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ : يا أَبَا الحَسَنِ ، ما تَفسيرُ : سُبحانَ اللّهِ؟ قالَ : هُوَ تَعظيمُ جَلالِ اللّهِ عز و جل ، وتَنزيهُهُ عَمّا قالَ فيهِ كُلُّ مُشرِكٍ ، فَإِذا قالَهَا العَبد
.
ص: 252
صَلّى عَلَيهِ كُلُّ مَلَكٍ . (1)
الكافي عن هشام الجواليقي :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «سُبْحَانَ اللّهِ» (2) ما يَعني بِهِ؟ قالَ : تَنزيهَهُ . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» رَفَعتَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَمّا يَقولُ العادِلونَ بِهِ . (4)
تفسير القمّي عن إسماعيل الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام _ في وَصفِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :فَلَمَّا انتَهى بِهِ إلى سِدرَةِ المُنتَهى تَخَلَّفَ عَنهُ جَبرَئيلُ عليه السلام ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «يا جَبرَئيلُ ، في هذَا المَوضِعِ تَخذُلُني»؟! فَقالَ : تَقَدَّم أمامَك ، فَوَاللّهِ لَقَد بَلَغتَ مَبلَغا لَم يَبلُغهُ أحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ قَبلَكَ . «فَرَأَيتُ مِن نورِ رَبّي ، وحالَ بَيني وبَينَهُ السُّبحَةُ» . قُلتُ : ومَا السُّبحَةُ (5) جُعِلتُ فِداكَ؟ فَأَومَأَ بِوَجهِهِ إلَى الأَرضِ وأَومَأَ بِيَدِهِ إلَى السَّماءِ وهُوَ يَقولُ : جَلالُ رَبّي _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . (6)
.
ص: 253
الفَصلُ الثّاني : خصائص التّسبيح2 / 1اِسمٌ مِن أسماءِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ تَبارَكَ وتَعالى تِسعَةً وتِسعينَ اسما . . . وهِيَ : اللّهُ ، الإِلهُ . . . السُّبّوحُ (1) . (2)
تفسير العيّاشي عن زيد الشحّام عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ التَّسبيحِ ، فَقالَ : هُوَ اسمٌ مِن أسماءِ اللّهِ ، ودَعوى أهلِ الجَنَّةِ . 3
كنزالعمّال عن ابن عبّاس :قالَ عُمَرُ : أمَّا الحَمدُ فَقَد عَرَفناهُ ؛ فَقَد تَحمَدُ الخَلائِقُ بَعضُهُم
.
ص: 254
بَعضا ، وأمّا «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قَد عَرَفناها ؛ فَقَد عُبِدَتِ الآلِهَةُ مِن دونِ اللّهِ ، وأمّا «اللّهُ أكبَرُ» فَقَد يُكَبِّرُ المُصَلّي ، وأمّا «سُبحانَ اللّهِ» فَما هُوَ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : اللّهُ أعلَمُ ، فَقالَ عُمَرُ : قَد شَقِيَ عُمَرُ إن لَم يَكُن يَعلَم ، إنَّ اللّهَ أعلَمُ . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، اِسمٌ مَمنوعٌ أن يَنتَحِلَهُ أحَدٌ مِنَ الخَلائِقِ ، وإِلَيهِ مَفزَعُ الخَلقِ ، وأَحَبَّ أن يُقالَ لَهُ . فَقالَ عُمَرُ : هُوَ كَذلِكَ . (1)
2 / 2جَوهَرُ الصَّلاةِالمناقب عن أبي حازم :قالَ رَجُلٌ لِزَينِ العابِدينَ عليه السلام : تَعرِفُ الصَّلاةَ؟ فَحَمَلتُ عَلَيهِ ، فَقالَ عليه السلام : مَهلاً يا أبا حازِمٍ فَإِنَّ العُلَماءَ هُمُ الحُلَماءُ الرُّحَماءُ . ثُمَّ واجَهَ السّائِلَ فَقالَ : نَعَم أعرِفُها ! فَسَأَلَهُ عَن أفعالِها وتُروكِها وفَرائِضِها ونَوافِلِها ، حَتّى بَلَغَ قَولَهُ : مَا افتِتاحُها؟ قالَ : التَّكبيرُ ، قالَ : ما بُرهانُها؟ قالَ : القِراءَةُ ، قالَ : ما خُشوعُها؟ قالَ : النَّظَرُ إلى مَوضِعِ السُّجودِ ، قالَ : ما تَحريمُها؟ قالَ : التَّكبيرُ ، قالَ : ما تَحليلُها؟ قالَ : التَّسليمُ ، قالَ : ما جَوهَرُها؟ قالَ : التَّسبيحُ . (2)
2 / 3صَلاةُ كُلِّ شَيءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ نَبِيَّ اللّهِ نوحا عليه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ قالَ لِابنِهِ : إنّي قاصٌّ عَلَيك
.
ص: 255
الوَصِيَّةَ : آمُرُكَ بِاثنَتَينِ ، وأنهاكَ عَنِ اثنَتَينِ : آمُرُكَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ»؛ فَإِنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرضِينَ السَّبعَ لَو وُضِعَت في كَفَّةٍ ، ووُضِعَت «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، رَجَحَت بِهِنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» . ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرَضِينَ السَّبعَ كُنَّ حَلقَةً مُبهَمَةً ، قَصَمَتهُنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» . و «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ»؛ فَإِنَّها صَلاةُ كُلِّ شَيءٍ ، وبِها يُرزَقُ الخَلقُ . (1) وأنهاكَ عَنِ الشِّركِ ، وَالكِبرِ . (2)
2 / 4طَعامُ المَلائِكَةِالاختصاص عن ابن عبّاس _ في مَسائِلِ عَبدِ اللّهِ بنِ سَلّامٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ : فَأَخبِرني عَن جَبرَئيلَ في زِيِّ الإِناثِ أم في زِيِّ الذُّكورِ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : في زِيِّ الذُّكورِ لَيسَ في زِيِّ الإِناثِ . قالَ : فَأَخبِرني ما طَعامُهُ وشَرابُهُ؟ قال : طَعامُهُ التَّسبيحُ ، وشَرابُهُ التَّهليلُ (3) . قالَ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (4)
.
ص: 256
2 / 5دُعاءُ أهلِ الجَنَّةِالكتاب«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (1) . 2
.
ص: 257
الحديثالإمام عليّ عليه السلام _ فِي خُطبَةٍ لَهُ _ :جَعَلَ اللّهُ العاقِبَةَ لِلتَّقوى ، وَالجَنَّةَ لِأَهلِها مَأوىً ، دُعاؤُهُم فيها أحسَنُ الدُّعاءِ «سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ» ، دُعاؤُهُمُ المَولى عَلى ما آتاهُم «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ لَيَكونُ لَهُ مِنَ الجِنانِ ما أحَبَّ وَاشتَهى ، يَتَنَعَّمُ فيهِنَّ كَيفَ يَشاءُ ، وإِذا أرادَ المُؤمِنُ شَيئا أَوِ اشتَهى إنَّما دَعواهُ فِيها إذا أرادَ أن يَقولَ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ» ، فَإِذا قالَها تَبادَرَت إلَيهِ الخَدَمُ بِمَا اشتَهى مِن غَيرِ أن يَكونَ طَلَبَهُ مِنهُم أو أمَرَ بِهِ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ» يَعني الخُدّامَ ،
.
ص: 258
قالَ : «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أهلُ الجَنَّةِ . . . يُلهَمونَ التَّسبيحَ وَالتَّحميدَ كَما يُلهَمونَ النَّفَسَ . (2)
2 / 6اِلتِذاذُ أهلِ الجَنَّةِ بِتَسبيحِ الحَليِ عَلَيهِمالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ لَيَتَنَعَّمُ بِتَسبيحِ الحَليِ عَلَيهِ فِي الجَنَّةِ ، في كُلِّ مَفصَلٍ مِنَ المُؤمِنِ فِي الجَنَّةِ ثَلاثَةُ أساوِرَ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ولُؤلُؤٍ . (3)
2 / 7غِناءُ الجَنَّةِالإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي يُعجِبُنِي الصَّوتُ الحَسَنُ ، أفِي الجَنَّةِ الصَّوتُ الحَسَنُ؟ قالَ : نَعَم وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، إنَّ اللّهُ لَيَأمُرُ لِمَن أحَبَّ ذلِكَ مِنهُم بِشَجَرٍ يُسمِعُهُ صَوتا بِالتَّسبيحِ ، ما سَمِعَتِ الآذانُ بِأَحسَنَ مِنهُ قَطُّ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إنَّ فِي الجَنَّةِ لَشَجَرا يَتَصَفَّقُ بِالتَّسبيحِ بِصَوتٍ لَم يَسمَعِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ بِمِثلِهِ ، يُثمِرُ ثَمرا كَالرُّمّانِ . (5)
.
ص: 259
2 / 8ثِمارُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ إبراهيمَ خَليلَ الرَّحمنِ رَأَى الجَنَّةَ فيما يَرَى النّائِمُ ، فَأَصبَحَ فَقَصَّها عَلى قَومِهِ ، فَقالَ : يا قومُ! إنّي رَأَيتُ البارِحَةَ فيما يَرَى النّائِمُ جَنَّةً عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ اُعِدَّت لِمُحَمَّدٍ واُمَّتِهِ ، حَدائِقُها شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأشجارُها مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، وثِمارُها سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ . (1)
.
ص: 260
. .
ص: 261
الفَصلُ الثّالِثُ : الحثّ على التّسبيح3 / 1فَضلُ التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِن كَلامٍ لَهُ يَصِفُ فيهِ إخوانَهُ الَّذينَ يَأتونَ مِن بَعدِهِ _ :لَو أنَّ أحَدا مِنهُم يُسَبِّحُ تَسبيحَةً خَيرٌ لَهُ مِن أن يَصيرَ لَهُ جِبالُ الدُّنيا ذَهَبا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ تَسبيحَةً ، ومَنَحَ مِنحَةَ (2) لَبَنٍ ، أو هَدى زُقاقا (3) ، كانَ لَهُ كَعِدلِ نَسَمَةٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» ، قالَ اللّهُ : صَدَقَ عَبدي ، سُبحاني وبِحَمدي ، لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لي . (5)
.
ص: 262
الإمام الصادق عليه السلام :ما يَعلَمُ عِظَمَ ثَوابِ الدُّعاءِ وتَسبيحِ العَبدِ فيما بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ ، إلَا اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى . (1)
عنه عليه السلام :ما مِن كَلِمَةٍ أخَفُّ عَلَى اللِّسانِ مِنها ولا أبلَغُ مِن «سُبحانَ اللّهِ» . (2)
عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ النّاسِ ذلِكَ اليَومَ ، إلّا مَن قالَ مِثلَ قَولِهِ . (3)
عنه عليه السلام_ لَمّا قيلَ لَهُ : إنَّ مِن سَعادَةِ المَرءِ خِفَّةَ عارِضَيهِ (4) _: وما في هذا مِنَ السَّعادَةِ؟! إنَّمَا السَّعادَةُ خِفَّةُ ماضِغَيهِ (5) بِالتَّسبيحِ . (6)
عدّة الداعي _ فيما يُحكى عَن سُلَيمانَ بنِ داوودَ عليهماالسلام _ :إنَّهُ مَرَّ بِحَرّاثٍ فَقالَ : لَقَد اُوتِيَ ابنُ داوودَ مُلكا عَظيما! فَأَلقاهُ الرّيحُ في اُذُنِهِ ، فَنَزَلَ ومَشى إلَى الحَرّاثِ وقالَ : إنَّما مَشَيتُ إلَيكَ لِئَلّا تَتَمَنّى ما لا تَقدِرُ عَلَيهِ . ثُمَّ قالَ : لَتَسبيحَةٌ واحِدَةٌ يَقبَلُهَا اللّهُ تَعالى خَيرٌ مِمّا اُوتِيَ آلُ داوودَ . وفي حَديثٍ آخَرَ : لِأَنَّ ثَوابَ التَّسبيحَةِ يَبقى ، ومُلكَ سُلَيمانَ يَفنى . (7)
عنه عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام : . . . يا عيسى ، تَيَقَّظ ولا تَيأَس مِن رَوحي ، وسَبِّحني مَعَ مَن يُسَبِّحُني ، وبِطَيِّبِ الكَلام
.
ص: 263
فَقَدِّسني . (1)
بحار الأنوار :في صَحيفَةِ إدريسَ النَّبِيِّ عليه السلام : فَسُبحاني سُبحاني وطوبى لِمَن سَبَّحَني ، وقُدُّوسٌ أنَا وطوبى لِمَن قَدَّسَني . (2)
قصص الأنبياء _ في ذِكرِ العَشرِ الآياتِ الَّتي نَزَلَت عَلى موسى عليه السلام _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ : هذا كِتابٌ مِنَ اللّهِ المَلِكِ الجَبّارِ العَزيزِ القَهّارِ لِعَبدِهِ ورَسولِهِ موسَى بنِ عِمرانَ ، أن سَبِّحني وقَدِّسني ، لا إلهَ إلّا أنَا فَاعبُدني ، ولا تُشرِك بي شَيئا ، وَاشكُر لي ولِوالِدَيكَ إلَيَّ المَصيرُ . (3)
3 / 2كَثرَةُ التَّسبيحِالكتاب«وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» . (4)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام _ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ اللّهُ تَعالى : . . . يا أحمَدُ ، لَيسَ كُلُّ مَن قالَ : «اُحِبُّ اللّهَ» أحَبَّني ، حَتّى يَأخُذَ قُوتا . . . ويَشغَلَ بِذِكري اشتِغالاً ، ويُكثِرَ التَّسبيحَ دائِما (5) .
.
ص: 264
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّما شِيعَتُنا . . . خُمصُ (1) البُطونِ ، ذُبُلُ الشِّفاهِ ، قَد هَيَّجَتِ (2) العِبادَةُ وُجوهَهُم ، وأخلَقَ (3) سَهَرُ اللَّيالي وقَطعُ الهَواجِرِ جُثَثَهُم ، المُسَبِّحونَ إذا سَكَتَ النّاسُ ، وَالمُصَلّونَ إذا نامَ النّاسُ ، والمَحزونونَ إذا فَرِحَ النّاسُ . (4)
ثواب الأعمال عن يونس بن يعقوب :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهَ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ مِمَّن ذَكَرَ اللّهَ كَثيرا؟ قالَ : نَعَم . (5)
الإمام الصادق عليه السلام _ في أوصافِ المُؤمِنينَ الكامِلينَ _ :فَهُمُ الحَفِيُّ عَيشُهُم ، المُنتَقِلَةُ دِيارُهُم مِن أرضٍ إلى أرضٍ ، الخَميصَةُ بُطُونُهُم مِنَ الصِّيامِ ، الذُّبُلَةُ شِفاهُهُم مِنَ التَّسبيحِ ، العُمشُ (6) العُيونِ مِنَ البُكاءِ . (7)
عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ لِابنِهِ : . . . عَلَيكَ بِالتَّسبيحِ ما دُمتَ عامِلاً ، وعَلَيكَ بِالدُّعاءِ ما دُمتَ خالِيا . (8)
.
ص: 265
3 / 3التَّسبيحُ مَعَ التَّحميدِالكتاب«وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّ_جِدِينَ * وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» . (1)
«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» . (2)
«وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» . (3)
«إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِ_ئايَ_تِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّدًا وَ سَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ» . (4)
«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (5)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما اُوحِيَ إلَيَّ أن أجمَعَ المالَ وأكونَ مِنَ التّاجِرينَ ، ولكِن اُوحِيَ إلَيَّ أن : «سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّ_جِدِينَ * وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» . (6)
.
ص: 266
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِر مِن قَولِ القَرينَتَينِ : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ، حُطَّت خَطاياهُ وإن كانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَدَع رَجُلٌ مِنكُم أن يَفعَلَ للّهِِ عز و جلألفَ حَسَنَةٍ حينَ يُصبِحُ ؛ يَقُولُ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ فَإِنَّهُ ألفُ حَسَنَةٍ ، فَإِنَّهُ لَن يَعمَلَ إن شاءَ اللّهُ مِثلَ ذلِكَ في يَومٍ مِنَ الذُّنوبِ ، ويَكونُ ما عَمِلَ مِن خَيرٍ سِوى ذلِكَ وافِرا . (3)
المستدرك عن أبي طلحة الأنصاري :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ ، ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ . ومَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ وأربَعا وعِشرينَ حَسَنَةً . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إذا لا يَهلِكُ مِنّا أحَدٌ ! قالَ : بَلى ، إنَّ أحَدَكُم لَيَجيءُ بِالحَسَناتِ لَو وُضِعَت عَلى جَبَلٍ أثقَلَتهُ ، ثُمَّ تَجيءُ النِّعَمُ فَتَذهَبُ بِتِلكَ ، ثُمَّ يَتَطاوَلُ الرَّبُّ بَعدَ ذلِكَ بِرَحمَتِهِ . (4)
مسند ابن حنبل عن ربيعة بن كعب :كُنتُ أخدِمُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأقومُ لَهُ في حَوائِجِهِ نَهاري أجمَعَ ، حَتّى يُصَلِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله العِشاءَ الآخِرَةَ ، فَأَجلِسُ بِبابِهِ إذا دَخَلَ بَيتَهُ ،
.
ص: 267
أقولُ : لَعَلَّها أن تَحدُثَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حاجَةٌ ، فَما أزالُ أسمَعُهُ يَقولُ صلى الله عليه و آله : سُبحانَ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، حَتّى أمَلَّ فَأَرجِعَ أو تَغلِبَني عَيني ، فَأَرقُدَ . (1)
صحيح مسلم عن أبي ذرّ :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكَ بِأَحَبِّ الكَلامِ إلَى اللّهِ؟ قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ أخبِرني بِأَحَبِّ الكَلامِ إلَى اللّهِ ! فَقالَ : إنَّ أحَبَّ الكَلامِ إلَى اللّهِ : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (2)
سنن الترمذي عن أبي ذرّ _ أنَّهُ قالَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله _ :بِأَبي أنتَ يا رَسولَ اللّهِ ، أيُّ الكَلامِ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جل؟ قالَ : مَا اصطَفَى اللّهُ لِمَلائِكَتِهِ ؛ سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَلِمَتانِ خَفيفَتانِ عَلَى اللِّسانِ ، ثَقيلَتانِ فِي الميزانِ ، حَبيبَتانِ إلَى الرَّحمنِ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قولوا : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ؛ مَن قالَها مَرَّةً كُتِبَت لَهُ عَشرا ، ومَن قالَها عَشرا كُتِبَت لَهُ مِئَةً ، ومَن قالَها مِئَةً كُتِبَت لَهُ ألفا ، ومَن زادَ زادَهُ اللّهُ ، ومَنِ استَغفَرَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)
.
ص: 268
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ألفَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ ألفِ دَرَجَةٍ ، ومَن زادَ زادَهُ اللّهُ ، ومَنِ استَغفَرَ غَفَرَاللّهُ لَهُ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» مِن غَيرِ تَعَجُّبٍ ، كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَهُ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ ثَلاثَةَ آلافِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دَرَجَةٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ حَسَنَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ثَلاثَةَ آلافِ دَرَجَةٍ ، وخَلَقَ مِنها طائِرا فِي الجَنَّةِ يُسَبِّحُ اللّهَ وكانَ أجرُ تَسبيحِهِ لَهُ . (3)
عنه عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» مِن غَيرِ عَجَبٍ ، مَحَا اللّهُ عَنهُ ألفَ سَيِّئَةٍ ، وأثبَتَ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ ، وكَتَبَ لَهُ ألفَ شَفاعَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ ألفَ دَرَجَةٍ ، وخَلَقَ لَهُ مِن تِلكَ الكَلِمَةِ طائِرا أبيَضَ (يَطيرُ) ويَقولُ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» إلى يَومِ القِيامَةِ ، ويُكتَبُ لِقائِلِها . (4)
3 / 4الحَثُّ عَلى قِراءَةِ المُسَبِّحاتِالإمام الباقر عليه السلام :مَن قَرَأَ المُسَبِّحاتِ (5) كُلَّها قَبلَ أن يَنامَ لَم يَمُت حَتّى يُدرِكَ القائِمَ ، وإن ماتَ كانَ في جِوارِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (6)
.
ص: 269
سنن أبي داوود عن العرباض بن سارية :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقرَأُ المُسَبِّحاتِ قَبلَ أن يَرقُدَ . وقالَ : إنَّ فيهِنَّ آيَةً أَفضَلَ مِن ألفِ آيَةٍ . (1)
.
ص: 270
. .
ص: 271
الفَصلُ الرّابِعُ : بركات التّسبيح4 / 1زَوالُ الحُزنِالكتاب«فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» . 1
«وَ ذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَ_ضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَ_ادَى فِى الظُّ_لُمَ_تِ أَن لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَقَد كانَ دُعاءُ أخي يونُسَ عَجَبا أوَّلُهُ تَهليلٌ ، وأواسِطُهُ تَسبيحٌ ، وآخِرُه
.
ص: 272
إقرارٌ بِالذَّنبِ : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» . ما دَعا بِهِ مَهمومٌ ولا مَغمومٌ ولا مَكروبٌ ولا مَديونٌ في يَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ إلَا استُجيبَ لَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :هذِهِ الآيَةُ مَفزَعٌ لِلأَنبِياءِ «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» نادى بِها يونُسُ في ظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :أربَعٌ لِأَربَعٍ . . . وَالرّابِعَةُ لِلغَمِّ وَالهَمِّ : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» قالَ اللّهُ سُبحانَهُ : «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (3)
عنه عليه السلام :عَجِبتُ لِمَنِ اغتَمَّ كَيفَ لا يَفزَعُ إلى قَولِهِ تَعالى : «لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنتَ سُبْحَ_نَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» فَإِنّي سَمِعتُ اللّهَ يَقولُ : «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» . (4)
4 / 2زَوالُ الفَقرِالإمام عليّ عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ كُلَّ يَومٍ ثَلاثينَ مَرَّةً ، دَفَعَ اللّهُ عز و جل عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ؛ أيسَرُهَا الفَقرُ . (5)
.
ص: 273
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، اِستَقبَلَ الغِنى وَاستَدبَرَ الفَقرَ ، وقَرَعَ بابَ الجَنَّةِ . (1)
4 / 3غُفرانُ الذُّنوبِالإمام الصادق عليه السلام :مَن صَلّى صَلاةً مَكتوبَةً ، ثُمَّ سَبَّحَ في دُبُرِها ثَلاثينَ مَرَّةً ، لَم يَبقَ عَلى بَدَنِهِ شَيءٌ مِنَ الذُّنوبِ إلّا تَناثَرَ . (2)
4 / 4الجَنَّةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» غُرِسَت لَهُ نَخلَةٌ فِي الجَنَّةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ ولا مُؤمِنَةٍ إلّا ولَهُ وَكيلٌ فِي الجَنَّةِ ، إن قَرَأَ القُرآنَ بَنى لَهُ القُصورَ ، وإن سَبَّحَ غَرَسَ لَهُ الأَشجارَ ، وإن كَفَّ كَفَّ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : . . . إلهي اُريدُ مِن أشجارِ الجَنَّةِ وثِمارِها . قالَ : ذلِكَ لِمَن سَبَّحَ تَسبيحَةً في لَيلَةِ القَدرِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا عُرِجَ بي إلَى السَّماءِ السّابِعَةِ ، مَرَرتُ عَلى قَصرٍ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضاءَ ، فَقُلتُ :
.
ص: 274
لِمَن هذا يا حَبيبي جَبرَئيلُ؟ قالَ : لِمَن يَقرَأُ كُلَّ يَومٍ : «سُبحانَ اللّهِ بِعَدَدِ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ بِعَدَدِ ما هُوَ خالِقٌ إلى يَومِ القِيامَةِ» خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (1)
.
ص: 275
الفَصلُ الخامِسُ : أوقات التّسبيح5 / 1الصَّباحُ وَالمَساءُالكتاب«فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» . (1)
«فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَ عَشِيًّا» . (2)
«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» (3) . (4)
«فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْاصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوب
.
ص: 276
وَالْأَبْصَ_رُ» 1 . (1)
«يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» (2) . (3)
«إِنَّ_ا أَرْسَلْنَ_كَ شَ_هِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا * لِّتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» . (4)
«قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّى ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلَا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَ_ثَةَ أَيَّامٍ إِلَا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِىِّ وَالْاءِبْكَ_رِ» . (5)
«إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» . (6)
راجع : ج 1 ص 99 (أهمّ مواطن الذكر / الغداة والعشي) .
.
ص: 277
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، اصبِر مَعَ الَّذينَ يَذكُرونَ اللّهَ ويُسَبِّحونَهُ ويُهَلِّلونَهُ ويَحمَدونَهُ ويَعمَلونَ بِطاعَتِهِ ويَدعونَهُ بُكرَةً وعَشِيّا ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوةِ وَ الْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ» (1) «مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْ ءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْ ءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّ__لِمِينَ» (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ عِندَ غُروبِ الشَّمسِ سَبعينَ تَسبيحَةً ، غُفِرَ لَهُ سائِرُ عَمَلِهِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم لِمَ سَمَّى اللّهُ إبراهيمَ خَليلَهُ الَّذي وَفّى؟ لِأَنَّهُ كانَ يَقولُ كُلَّما أصبَحَ وأَمسى : «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ» حَتّى يُتِمَّ الآيَةَ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن قالَ حينَ يُمسي ثَلاثَ مَرّاتٍ : « فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» لَم يَفُتهُ خَيرٌ يَكونُ في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وصُرِفَ عَنهُ جَميعُ شَرِّها . ومَن قالَ مِثلَ ذلِكَ حينَ يُصبِحُ ، لَم يَفُتهُ خَيرٌ يَكونُ في ذلِكَ اليَومِ ، وصُرِفَ عَنهُ جَميعُ شَرِّهِ . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ ، ومِئَةً قَبل
.
ص: 278
غُروبِها ، كانَ أفضَلَ مِن مِئَةِ بَدَنَةٍ (1) . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمسي : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، لَم يَأتِ أحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بِأَفضَلَ مِمّا جاءَ بِهِ ، إلّا أحَدٌ قالَ مِثلَ ما قالَ أو زادَ عَلَيهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» ألفَ مَرَّةٍ ، فَقَدِ اشتَرى نَفسَهُ مِنَ اللّهِ ، وكانَ آخِرَ يَومِهِ عَتيقا مِنَ النّارِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظِيمِ» مَرَّةً إذا أصبَحَ ومَرَّةً إذا أمسى ، بَعَثَ اللّهُ مَلَكا إلَى الجَنَّةِ مَعَهُ مِكساحٌ (5) مِنَ الفِضَّةِ ، ويَكسَحُ لَهُ مِن طينِ الجَنَّةِ ، وهُوَ مِسكٌ أذفَرُ ، ثُمَّ يَغرِسُ لَهُ غَرسا ، ثُمَّ يُحيطُ عَلَيهِ حائِطا ، ثُمَّ يُبَوِّبُ عَلَيهِ بابا ، ثُمَّ يُغلِقُهُ ، ثُمَّ يَكتُبُ عَلَى البابِ : هذا بُستانُ فُلانِ بنِ فُلانٍ . (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقينَ مِن سوءِ الحِسابِ ، ورَجاءَ الواثِقينَ بِتَوفيرِ الثَّوابِ ، فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ ، ولا نُقَصِّرَ في صالِحِ الأَعمالِ ، ولا نَفتُرَ (7) مِنَ التَّسبيحِ بِحَمدِكِ فِي الغُدُوِّ وَالآصالِ . (8)
راجع : ج 1 ص 429 و 430 (قبل ط_لوع الشمس وقبل غروبها . وأيضا : الصباح والمساء) .
.
ص: 279
5 / 2آناءُ اللَّيلِ وأطرافُ النَّهارِالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» 1 . (1)
«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» . (2)
«فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لَا تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» 4 . (3)
.
ص: 280
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» _: قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ : صَلاةُ الصُّبحِ ، وقَبلَ الغُروبِ : صَلاةُ العَصرِ . (1)
الخصال عن إسماعيل بن الفضل :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا» ، فَقالَ : فَريضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ أن يَقولَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ عَشرَ مَرّاتٍ وقَبلَ غُروبِها عَشرَ مَرّاتٍ : لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . قالَ : فَقُلتُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي . فَقالَ : يا هذا ، لا شَكَّ في أنَّ اللّهَ يُحيي ويُميتُ ، ويُميتُ ويُحيي ، ولكِن قُل كَما أقولُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» _: تَقولُ حينَ تُصبِحُ وحينَ تُمسي عَشرَ (3) مَرّاتٍ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» _: أمَرَهُ أن يُصَلِّيَ في ساعاتٍ مِنَ اللَّيلِ ، فَفَعَلَ صلى الله عليه و آله . (5)
.
ص: 281
مجمع البيان_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» _: رُوِيَ عَنِ الرِّضا عليه السلام أنَّهُ سَأَلَهُ أحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ عَن هذِهِ الآيَةِ وقالَ : ما ذلِكَ التَّسبيحُ؟ قالَ : صَلاةُ اللَّيلِ . (1)
بحار الأنوار :في صُحُفِ إِدريسَ عليه السلام : سَأَلتَ يا اُخنوخُ عَمّا يُقَرِّبُكَ مِنَ اللّهِ ، ذلِكَ أن تُؤمِنَ بِرَبِّكَ مِن كُلِّ قَلبِكَ ، وتَبوءَ (2) بِذَنبِكَ ، وبَعدَ ذلِكَ تَلزَمَ رحمَةَ الخَلقِ ، وحُسنَ الخُلقِ ، وإيثارَ الصِّدقِ ، وأداءَ الحَقِّ ، وَالجودَ مَعَ الرِّضا بِما يَأتيكَ مِنَ الرِّزقِ ، وإكثارَ التَّسبيحِ بِالعَشايا وَالأَسحارِ وأَطرافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ . (3)
5 / 3إِدبارُ النُّجومِالكتاب«وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» 4 .
.
ص: 282
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : « وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» _: هُوَ الوَترُ مِن آخِرِ اللَّيلِ . (1)
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبَ_رَ النُّجُومِ» _: أَمَرَهُ أن يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيلِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إدبارُ النُّجومِ : الرَّكعتانِ قَبلَ الفَجرِ ، وإِدبارُ السُّجودِ : الرَّكعَتانِ بَعدَ المَغرِبِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :أوتَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أوَّلَ اللَّيلِ وأوسَطَ اللَّيلِ وآخِرَ اللَّيلِ ، فَثَبَتَ الأَمرُ وَاستَقَرَّ عَلى إِدبارِ النُّجومِ . (4)
.
ص: 283
5 / 4الرُّكوعُ وَالسُّجودُتهذيب الأحكام عن عقبة بن عامر الجهني :لَمّا نَزَلَت : «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» قالَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِجعَلوها في رُكوعِكُم ، فَلَمّا نَزَلَت «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الأعلى» قالَ لَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اِجعَلوها في سُجودِكُم . (1)
الدعاء للطبراني عن حذيفة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ في سُجودِهِ : سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى . (2)
صحيح مسلم عن عائشة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقول في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : سُبّوحٌ قُدّوسٌ ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ . (3)
سنن أبي داوود عن عوف بن مالك الأشجعي :قُمتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةً فَقامَ فَقَرَأَ سورَةَ البَقَرَةِ ؛ لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إلّا وَقَفَ فَسَأَلَ ، ولا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذابٍ إلّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ ، قالَ : ثُمَّ رَكَعَ بِقَدرِ قِيامِهِ ، يَقولُ فِي رُكوعِهِ : «سُبحانَ ذِي الجَبَروتِ وَالمَلَكوتِ وَالكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ» ، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدرِ قِيامِهِ ، ثُمَّ قالَ في سُجودِهِ مِثلَ ذلِكَ ، ثُمَّ قامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمرانَ ، ثُمَّ قَرَأَ سورَةً سورَةً . (4)
.
ص: 284
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أَمَرَني جَبرَئيلُ عليه السلام عَن رَبّي عز و جل أن أقرَأَ القُرآنَ قائِما ، وأن أحمَدَهُ راكِعا ، وأن اُسَبِّحَهُ ساجِدا ، وأن أدعُوَهُ جالِسا . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ العَزيزَ الجَبّارَ عَرَجَ بِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله إلى سَمائِهِ . . . فَقالَ اللّهُ : . . . طَأطِئ يَدَيكَ وَاجعَلها عَلى رُكبَتَيكَ فَانظُر إلى عَرشي . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَنَظَرتُ إلى عَظَمَةٍ ذَهَبَت لَها نَفسي وغُشِيَ عَلَيَّ ، فَاُلهِمتُ أن قُلتُ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» لِعِظَمِ ما رَأَيتُ ، فَلَمّا قُلتُ ذلِكَ تَجَلَّى الغَشيُ عَنّي ، حَتّى قُلتُها سَبعا اُلهَمُ ذلِكَ ، فَرَجَعَت إليَّ نَفسي كَما كانَت ، فَمِن أجلِ ذلِكَ صارَ فِي الرُّكوعِ : سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . فَقالَ : اِرفَع رَأسَكَ ، فَرَفَعتُ رَأسي فَنَظَرتُ إلى شَيءٍ ذَهَبَ مِنهُ عَقلي ، فَاستَقبَلتُ الأَرضَ بِوَجهي ويَدَيَّ ، فَاُلهِمتُ أن قُلتُ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» لِعُلُوِّ ما رَأَيتُ ، فَقُلتُها سَبعا فَرَجَعَت إليَّ نَفسي ، كُلَّما قُلتُ واحِدَةً مِنها تَجَلّى عَنِّي الغَشيُ فَقَعَدتُ . (2)
الكافي عن أبان بن تغلب :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ يُصَلّي ، فَعَدَدتُ لَهُ في الرُّكوعِ وَالسُّجودِ سِتّينَ تَسبيحَةً . (3)
الكافي عن أبي بكر الحضرمي :قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : تَدري أيُّ شَيءٍ حَدُّ الرُّكوعِ وَالسُّجودِ؟ قُلتُ : لا . قالَ : تُسَبِّحُ فِي الرُّكوعِ ثَلاثَ مَرّاتٍ «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، وفِي السُّجودِ «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَمَن نَقَصَ واحِدَةً نَقَصَ ثُلثَ صَلاتِهِ ،
.
ص: 285
ومَن نَقَصَ ثِنتَينِ نَقَصَ ثُلثَي صَلاتِهِ ، ومَن لَم يُسَبِّح فَلا صَلاةَ لَهُ . (1)
5 / 5أدبارُ السُّجودِالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» (2) . (3)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام_ لَمّا سُئِلَ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ أَدْبَ_رَ السُّجُودِ» _: هِيَ السُّنَّةُ بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ ، ولا تَدَعها فِي سَفَرٍ ولا حَضَرٍ . (4)
5 / 6عِندَ القِيامِ مِنَ المَجلِسِسنن أبي داوود عن أبي برزة الأسلمي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ بِأَخَرَةٍ (5) إذا أرادَ أن يَقوم
.
ص: 286
مِنَ المَجلِسِ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (1)
المستدرك عن عائشة :ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقومُ مِن مَجلِسٍ إلّا قالَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ رَبّي وبِحَمدِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ما أكثَرَ ما تَقولُ هؤُلاءِ الكَلِماتِ إذا قُمتَ! قالَ : لا يَقولُهُنَّ مِن أحَدٍ حينَ يَقومُ مِن مَجلِسِهِ ، إلّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ مِنهُ في ذلِكَ المَجلِسِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَفّارَةُ المَجلِسِ أن يَقولَ العَبدُ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ» فَقالَها في مَجلِسِ ذِكرٍ كانَت كَالطّابِعِ يُطبَعُ عَلَيهِ ، ومَن قالَها في مَجلِسِ لَغوٍ ، كانَت كَفّارَةً لَهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جَلَسَ فِي مَجلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغطُهُ (5) ، فَقالَ قَبلَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِه
.
ص: 287
ذلِكَ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ» ؛ إلّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مَجلِسِهِ ذلِكَ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :من أرادَ أن يَكتالَ بِالمِكيالِ الأَوفى ، فَليَقُل إذا أرادَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِهِ : سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)
5 / 7عِندَ الهُبوطِ فِي السَّفَرِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في سَفَرِهِ إذا هَبَطَ سَبَّحَ ، وإذا صَعِدَ كَبَّرَ . (3)
5 / 8عِندَ دُخولِ السّوقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :السّوقُ دارُ سَهوٍ وغَفلَةٍ ، فَمَن سَبَّحَ فيها تَسبيحَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» كانَ في جِوارِ اللّهِ حَتّى يُمسِيَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ السّوقَ فَقُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ ما يَنطِقونَ ، تَبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما يَلغونَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما
.
ص: 288
يَنطِقونَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما يَسومونَ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ» . (1)
5 / 9عِندَ سِماعِ الرَّعدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُمُ الرَّعدَ فَسَبِّحوا ولا تُكَبِّروا . (2)
الإمام عليّ عليه السلام _ كانَ إذا سَمِعَ الرَّعدَ قالَ _ :سُبحانَ مَن سَبَّحتَ لَهُ . (3)
شرح الأخبار عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر :كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَسَمِعَ الرَّعدَ ، فَقالَ : سُبحانَ مَن سَبَّحتَ لَهُ . (4)
تفسير العيّاشي عن يونس بن عبد الرحمن عن داوود :كُنّا عِندَهُ[ عليه السلام ] فَارتَعَدَتِ السَّماءُ فَقالَ هُوَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ (5) . (6)
كتاب من لا يحضره الفقيه :رُوِيَ : يَنبَغي لِمَن سَمِعَ صَوتَ الرَّعدِ أن يَقولَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ . (7)
.
ص: 289
الفَصلُ السّادِسُ : التّسبيحات الأربعة6 / 1الحَثُّ عَلَى التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما سَبَّحتُ ولا سَبَّحَ الأَنبِياءُ قَبلي بِأَفضَلَ مِن : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)
المعجم الكبير عن عمران بن الحصين :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أما يَستَطيعُ أحَدُكُم أن يَعمَلَ كُلَّ يَومٍ مِثلَ اُحُدٍ عَمَلاً؟ قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَن يَستَطيعُ أن يَعمَلَ كُلَّ يَومٍ مِثلَ اُحُدٍ عَمَلاً؟! قالَ : كُلُّكُم يَستَطيعُهُ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، ماذا؟ قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«الحَمدُ للّهِِ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ ، و«اللّهُ أكبَرُ» أعظَمُ مِن اُحُدٍ . (2)
مكارم الأخلاق عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَابنَ مَسعودٍ ، وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ مَن يَدَعُ الدُّنيا ويُقبِلُ عَلى تِجارَةِ الآخِرَةِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَتَّجِرُ لَهُ مِن وَراء
.
ص: 290
تِجارَتِهِ ، ويُربِحُ اللّهُ تِجارَتَهُ ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : «رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَ_رَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَوةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَ_رُ» (1) . فَقالَ ابنُ مَسعودٍ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ لي بِتِجارَةِ الآخِرَةِ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : لا تُريحَنَّ لِسانَكَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وذلِكَ أن تَقولَ : «سُبحانَ (2) اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ، فَهذِهِ التِّجارَةُ المُربِحَةُ . وقالَ اللّهُ تَعالى : «يَرْجُونَ تِجَ_رَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ» (3) . (4)
مسند ابن حنبل عن ابن أبي أوفى :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي لا أستَطيعُ أخذَ شَيءٍ مِنَ القُرآنِ ، فَعَلِّمني ما يُجزِئُني . قالَ : قُل : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا مَرَرتُم بِرِياضِ الجَنَّةِ فَارتَعُوا . (6) قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ وما رِياضُ الجَنَّةِ؟ قالَ : المَساجِدُ . قُلتُ : ومَا الرَّتعُ يا رَسولَ اللّهِ؟
.
ص: 291
قالَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قولوا : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، وقولوا : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ» ، وقولوا : «تَبارَكَ اللّهُ» ؛ فَإِنَّهُنَّ خَمسٌ لا يَعدِلُهُنَّ شَيءٌ ، عَلَيهِنَّ فَطَرَ اللّهُ مَلائِكَتَهُ ، ومِن أجلِهِنَّ رَفَعَ سَماءَهُ ، ودَحا أرضَهُ ، وبِهِنَّ جَبَلَ (2) إنسَهُ وجِنَّهُ ، وفَرَضَ عَلَيهِم فَرائِضَهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن بَخِلَ مِنكُم بِمالٍ أن يُنفِقَهُ ، وبِالجِهادِ أن يَحضُرَهُ ، وبِاللَّيلِ أن يُكابِدَهُ ، فَلا يَبخَل بِسُبحانَ اللّهِ ، [ وَالحَمدُ للّهِِ] (4) ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك _ في خَبرِ مَسيرِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلام إلى خُراسانَ _ :كانَ فِي الطَّريقِ يُصلّي فَرائِضَهُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إلَا المَغرِبَ . . . وكانَ يَقولُ بَعدَ كُلِّ صَلاةٍ يُقَصِّرُها : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، ويَقولُ : هذا تَمامُ الصَّلاةِ . (6)
الإمام العسكريّ عليه السلام :يَجِبُ (7) عَلَى المُسافِرِ أن يَقولَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ يُقَصِّرُ فِيها : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ؛ لِتَمامِ الصَّلاةِ . (8)
.
ص: 292
6 / 2فَضلُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الكَلامِ أربَعٌ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالَى اختارَ مِنَ الكَلامِ أربَعَةً ، ومِنَ المَلائِكَةِ أربَعَةً . . . فَأَمّا خِيَرَتُهُ مِنَ الكَلامِ : فَ«سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ، فَمَن قالَها عَقيبَ كُلِّ صَلاةٍ كَتَبَ اللّهُ لَهُ عَشرَ حَسَناتٍ ، ومَحا عَنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ ، ورَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجاتٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ اصطَفى مِنَ الكَلامِ أربَعا : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» ، فَمَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ عِشرينَ حَسَنَةً ، أو حَطَّ عَنهُ عِشرينَ سَيِّئَةً ، ومَن قالَ : «اللّهُ أكبَرُ» فَمِثلُ ذلِكَ ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَمِثلُ ذلِكَ ، ومَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» مِن قِبَلِ نَفسِهِ ، كُتِبَت لَهُ ثَلاثونَ حَسَنَةً ، وحُطَّ عَنهُ ثَلاثونَ سَيِّئَةً . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما سَبَّحتُ ولا سَبَّحَ الأَنبِياءُ قَبلي بِأَفضَلَ مِن : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :لَأَن أقولَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» أحَبُّ إلَيَّ مِمّا
.
ص: 293
طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، وَالتَّكبيرُ يَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ ما أثقَلَهُنَّ فِي الميزانِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالوَلَدُ الصّالِحُ يُتَوَفّى لِمُسلِمٍ فَيَصبِرُ ويَحتَسِبُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ مِئَةَ مَرَّةٍ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، وَلا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» كُتِبَ اسمُهُ في ديوانِ الصِّدّيقينَ ، ولَهُ ثَوابُ الصِّدِّيقينَ ، ولَهُ بِكُلِّ حَرفٍ نورٌ عَلَى الصِّراطِ ، ويَكونُ فِي الجَنَّةِ رَفيقَ الخِضرِ عليه السلام . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالَ اللّهٌ : أسلَمَ عَبدي وَاستَسلَمَ . (6)
.
ص: 294
الإمام الحسن عليه السلام _ في ذِكرِ أسئِلَةِ اليَهودِيِّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :قالَ : أخبِرني _ يا مُحَمَّدُ _ عَنِ الكَلِماتِ الَّتِي اختارَهُنَّ اللّهُ لِاءِبراهيمَ حَيثُ بَنَى البَيتَ؟ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : نَعَم ؛ سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)
علل الشرايع :رُوِيَ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ : لِمَ سُمِّيَتِ الكَعبَةُ كَعبَةً؟ قالَ : لِأَنَّها مُرَبَّعَةٌ . فَقيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَت مُرَبَّعَةً؟ قال : لِأَنَّها بِحِذاءِ البَيتِ المَعمورِ وهُوَ مُرَبَّعٌ . فَقيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَ البَيتُ المَعمورُ مُرَبَّعا؟ قالَ : لِأَنَّهُ بِحِذاءِ العَرشِ وهُوَ مُرَبَّعٌ . فَقِيلَ لَهُ : وَلِمَ صارَ العَرشُ مُرَبَّعا؟ قالَ : لِأَنَّ الكَلِماتِ الَّتي بُنِيَ عَلَيها الإِسلامُ أربَعٌ ، وهِيَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم عَن وَصِيَّةِ نوحٍ ابنَهُ حينَ حَضَرَهُ المَوتُ؟ قالَ : إنّي واهِبٌ لَكَ أربَعَ كَلِماتٍ ، هُنَّ قِيامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُنَّ أوَّلُ كَلِماتِ دُخولٍ عَلَى اللّهِ ، وآخِرُ كَلِماتِ خُروجٍ (3) مِن عِندِهِ ، ولَو وُزِنَ بِهِنَّ أعمالُ بَني آدَمَ لَوَزَنَتهُنَّ ، فَاعمَل بِهِنَّ ، وَاستَمسِك بِهِنَّ حَتّى تَلقاني : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . وَالَّذي يُقسِمُ بِهِ نوحٌ ، لَو أنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ وما فيهِنَّ وما تَحتَهُنَّ يوزَنُ بِهِنَّ هؤُلاءِ الكَلِماتُ لَوَزَنَتهُنَّ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ» فَقَد ذَكَرتَ اللّهَ فَذَكَرَكَ ، وإذا قُلتَ : «الحَمدُ للّهِِ» فَقَد شَكَرتَ اللّهَ فَزادَكَ ، وإذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَهِيَ كَلِمَةُ التَّوحيدِ الَّتي مَن قالَها غَير
.
ص: 295
شاكٍّ ولا مُرتابٍ ولا مُتَكَبِّرٍ ولا جَبّارٍ أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَلِماتٌ إذا قالَهُنَّ العَبدُ وَضَعَهُنَّ المَلَكُ في جَناحِهِ ثُمَّ عَرَجَ بِهِنَّ ، فَلا يَمُرُّ عَلى مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلّا صَلَّوا عَلَيهِنَّ وعَلى قائِلِهِنَّ ، حَتّى توضَعَ بَينَ يَدَيِ الرَّحمنِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلّا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . و«سُبحانَ اللّهِ» بَراءَةٌ عَنِ السُّوءِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» صَعِدَ بِها مَلَكٌ إلَى السَّماءِ ، فَلا يَمُرُّ بِها عَلى مَلَأٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلَا استَغفَروا لِقائِلِها ، حَتّى يَجيءَ بِها إلى رَبِّ العالَمينَ . (3)
شعب الإيمان عن أنس :جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ عَلِّمني خَيرا . فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِيَدِهِ فَقالَ : قُل : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . قالَ : فَعَقَدَ الأَعرابِيُّ عَلى يَدِهِ ومَضى ، فَتَفَكَّرَ ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، قالَ : تَفَكَّرَ البائِسُ فَجاءَ! فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ! «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» هذا للّهِِ ، فَما لي؟ فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا أعرابِيُّ ، إذا قُلتَ : «سُبحانَ اللّهِ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «الحَمدُ للّهِِ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «اللّهُ أكبَرُ» قالَ اللّهُ : صَدَقتَ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ اغفِر لي» قالَ اللّهُ : قَد فَعَلتُ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ ارحَمني» قالَ اللّهُ : فَعَلتُ . وإذا قُلتَ : «اللّهُمَّ ارزُقني» قالَ اللّهُ : قَد فَعَلتُ .
.
ص: 296
قالَ : فَعَقَدَ الأعرابِيُّ عَلى سَبعٍ في يَدِهِ ثُمَّ وَلّى . (1)
6 / 3بَرَكاتُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما عَلَى الأَرضِ رَجُلٌ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وسُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» إلّا كُفِّرَت عَنهُ ذُنوبُهُ ، ولَو كانَت أكثَرَ مِن زَبَدِ البَحرِ . (2)
سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عَلَيكَ بِ «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّها _ يَعني _ يَحطُطنَ (3) الخَطايا كَما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها . (4)
تاريخ دمشق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن :جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ فَأَخَذَ عُودا يابِسا فَحَطَّ وَرَقَهُ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ قَولَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ» تَحُطُّ الخَطايا كَما يُحَطُّ وَرَقُ هذِهِ الشَّجَرَةِ . خُذهُنَّ يا أبَا الدَّرداءِ قَبلَ أن يُحالُ بَينَكَ وبَينَهُنَّ ، فَإِنَّهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ ، وهُنَّ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ . (5)
مسند ابن حنبل عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أخَذَ غُصنا فَنَفَضَهُ فَلَم يَنتَفِض ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَلَم يَنتَفِض ، ثُمَّ نَفَضَهُ فَانتَفَضَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إله
.
ص: 297
إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» تَنفُضُ الخَطايا كَما تَنفُضُ الشَّجَرَةُ وَرَقَها . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» في ذَنبِ المُسلِمِ مِثلُ الأَكِلَةِ (2) فِي جَنبِ ابنِ آدَمَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَقِيتُ إبراهيمَ لَيلَةَ اُسرِيَ بي ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، أقرِئ اُمَّتَكَ مِنِّي السَّلامَ ، وأخبِرهُم أنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّربَةِ عَذبَةُ الماءِ ، وأنَّها قِيعانٌ (4) ، وأنَّ غِراسَها : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (5)
سنن ابن ماجة عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة :أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِهِ وهُوَ يَغرِسُ غَرسا ، فَقالَ : يا أبا هُرَيرَةَ! مَا الَّذي تَغرِسُ؟ قُلتُ : غِراسا لي ، قالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى غِراسٍ خَيرٍ لَكَ مِن هذا؟ قالَ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ! قالَ : قُل : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ» يُغرَس لَكَ بِكُلِّ واحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الجَنَّةِ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام :مَرَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِرَجُلٍ يَغرِسُ غَرسا في حائِطٍ لَهُ ، فَوَقَفَ لَهُ وقالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى غَرسٍ أثبَتَ أصلاً ، وأسرَعَ إيناعا ، وأطيَبَ ثَمَرا وأبقى؟ قالَ : بَلى ، فَدُلَّني يا رَسولَ اللّهِ !
.
ص: 298
فَقالَ : إذا أصبَحتَ وأمسيَتَ فَقُل : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّ لَكَ إن قُلتَهُ بِكُلِّ تَسبيحَةٍ عَشرَ شَجَراتٍ فِي الجَنَّةِ مِن أنواعِ الفاكِهَةِ ، وهُنَّ مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . (1)
عنه عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «الحَمد للّهِِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةَ فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، ومَن قالَ : «اللّهُ أكبَرُ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ . فَقالَ رَجُلٌ مِن قُرَيشٍ : يا رَسولَ اللّهِ إنَّ شَجَرَنا فِي الجَنَّةِ لَكَثيرٌ! قالَ : نَعَمَ ، ولكِن إيّاكُم أن تُرسِلوا عَلَيها نيرانا فَتُحرِقوها ، وذلِكَ أنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : «يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَ أَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَ لَا تُبْطِ_لُواْ أَعْمَ__لَكُمْ» (2) . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَبَّحَ للّهِِ عز و جل (4) تَسبيحَةً ، أو حَمِدَهُ تَحميدَةً ، أو هَلَّلَهُ تَهليلَةً ، أو كَبَّرَهُ تَكبيرا ، غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ ، أصلُها ياقُوتٌ أحمَرُ ، مُكَلَّلَةً بِالدُّرِّ ، طَلعُهاكَثَديِ الأَبكارِ ، أحلى مِنَ العَسَلِ وأليَنُ مِنَ الزُّبدِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ ، دَخَلَتُ الجَنَّةَ فَرَأَيتُ فيها قِيعانا يَقَقا (6) مِن مِسكٍ ، ورَأَيتُ فيها مَلائِكَةً يَبنونَ لَبِنَةً مِن ذَهَبٍ ولَبِنَةً مِن فِضَّةٍ ورُبَّما أمسَكوا .
.
ص: 299
فَقُلتُ لَهُم : ما لَكُم رُبَّما بَنَيتُم ورُبَّما أمسَكتُم؟ قالوا : حَتّى تَأتِيَنَا النَّفَقَةُ . قُلتُ : وما نَفَقَتُكُم؟ قالوا : قَولُ المُؤمِنِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ؛ فَإِذا قالَهُنَّ بَنَينا ، وإذا سَكَتَ وأمسَكَ أمسَكنا . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ دَخَلتُ الجَنَّةَ ، فَرَأَيتُ قَصرا مِن ياقُوتَةٍ حَمراءَ يُرى داخِلُها مِن خارِجِها ، وخارِجُها مِن داخِلِها ؛ مِن ضِيائِها ، وفيها بَيتانِ مِن دُرٍّ وزَبَرجَدٍ ، فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، لِمَن هذَا القَصرُ؟ فَقالَ : هذا لِمَن أطابَ الكَلامَ ، وأدامَ الصِّيامَ ، وأطعَمَ الطَّعامَ ، وتَهَجَّدَ بِاللَّيلِ وَالنّاسُ نِيامٌ . فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يا رَسولَ اللّهِ ، وفي اُمَّتِكَ مَن يُطيقُ هذا؟ فَقالَ : اُدنُ مِنّي يا عَلِيُّ ، فَدَنا مِنهُ ، فَقالَ : أتَدري ما إطابَةُ الكَلامِ؟ قالَ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ ، قالَ : مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (2)
6 / 4بَقاءُ التَّسبيحاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ »؛ فَإِنَّهُنَّ يَأتينَ يَومَ القِيامَةِ لَهُنَّ مُقَدَّماتٌ ومُؤَخَّراتٌ ومُعَقِّباتٌ ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ . (3)
.
ص: 300
المستدرك عن أبي سعيد الخدريّ :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : اِستَكثِروا مِنَ الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قيلَ : وما هُنَّ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : المِلَّةُ . قيلَ : وما هِيَ؟ قالَ : التَّكبيرُ ، وَالتَّهليلُ ، وَالتَّسبيحُ ، وَالتَّحميدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِأَصحابِهِ ذاتَ يَومٍ : أرَأَيتُم لَو جَمَعتُم ما عِندَكُم مِنَ الثِّيابِ وَالآنِيَةِ ، ثُمَّ وَضَعتُم بَعضَهُ عَلى بَعضٍ أكُنتُم تَرَونَهُ يَبلُغُ (2) السَّماءَ؟ قالوا : لا يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : ألا أدُلُّكُم عَلى شَيءٍ أصلُهُ فِي الأَرضِ وفَرعُهُ فِي السَّماءِ ؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ! قالَ : يَقولُ أحَدُكُم إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ الفَريضَةِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» ثَلاثينَ مَرَّةً ؛ فَإِنَّ أصلَهُنَّ فِي الأَرضِ وفَرعَهُنَّ فِي السَّماءِ ، وهُنَّ يَدفَعنَ الهَدمَ ، وَالحَرقَ ، وَالغَرَقَ ، وَالتَّرَدِّيَ فِي البِئرِ ، وأكلَ السَّبُعِ ، ومِيتَةَ السَّوءِ ، وَالبَلِيَّةَ الَّتي تَنزِلُ مِنَ السَّماءِ عَلَى العَبدِ في ذلِكَ اليَومِ ، وهُنَّ الباقِياتُ . (3)
المستدرك عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : خُذوا جُنَّتَكُم . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ مِن عُدُو
.
ص: 301
قَد حَضَرَ؟ قالَ : لا ، جُنَّتَكُم مِنَ النّارِ . قولوا : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ»؛ فَإِنَّهُنَّ (1) يَأتينَ يَومَ القِيامَةِ مُنجِياتٍ ومُقَدِّماتٍ ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتِ . (2)
.
ص: 302
. .
ص: 303
الفَصلُ السابِعُ : التّسبيحات المأثورة7 / 1التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهمسند ابن حنبل عن عبد اللّه :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ مِمّا يُكثِرُ أن يَقولَ : سُبحانَكَ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي . فَلَمّا نَزَلَت : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» (1) قالَ : سُبحانَكَ ربَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (2)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أهَمَّهُ الأَمرُ رَفَعَ رأسَهُ إلَى السَّماءِ ، فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ . (3)
كنزالعمّال عن عائشة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا عائِشَةُ ، ألا اُعَلِّمُكِ كَلِماتٍ تَعدِلُ أو أفضَلَ مِن تَسبيحِ أهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ؟ تَقولينَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، وأضعافَ ما يُسَبِّحُهُ جَميعُ خَلقِهِ ، كَما يُحِبُّ وكَما يَرضى وكَما يَنبَغي لَهُ . (4)
.
ص: 304
السنن الكبرى عن ربيعة بن كعب الأسلمي :كُنتُ أبيتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وآتيهِ بِوَضوئِهِ وحاجَتِهِ ، فَكانَ يَقومُ مِنَ اللَّيلِ ويَقولُ : «سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ رَبّي وبِحَمدِهِ» الهَوِيَّ (1) ، «سُبحانَ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ رَبِّ العالَمينَ» الهَوِيَّ . (2)
البلد الأمين عن الإمام الباقر عن الإمام عليّ عليهماالسلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ . . . نوديتُ . . . يا مُحَمَّدُ ، ومَن أرادَ مِن اُمَّتِكَ أن أرفَعَ صَلاتَهُ مُضاعَفَةً ، فَليَقُل خَلفَ كُلِّ صَلاةٍ افتُرِضَت عَلَيهِ : . . . وأنتَ وَلِيُّ التَّسبيحِ كُلِّهِ ، فَلا إلهَ إلّا أنتَ ، فَلَكَ التَّسبيحُ كُلُّهُ بِكُلِّ تَسبيحٍ أنتَ لَهُ وَلِيٌّ . (3)
حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن قرط :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ مِن المَسجِدِ الحَرامِ إلَى المَسجِدِ الأقصى ، وكانَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ ، وجِبريلُ عَن يَمينِهِ وميكائيلُ عَن يَسارِهِ ، وطارا بِهِ حَتّى بَلَغَ السَّماواتِ السَّبعَ ، فَلَمّا رَجَعَ قالَ : سَمِعتُ تَسبيحا فِي السَّماواتِ العُلى مِن ذِي المَهابَةِ (4) مُشفِقاتٍ لِذِي العُلى بِما عَلا ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى . (5)
ثواب الأعمال عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في ذِكر ما يَستَوجِبُ بِهِ العَبدُ ثَوابَ أعمالِ شَهرِ رَجَبٍ _ :يُسَبِّحُ اللّهَ كُلَّ يَومٍ مِن شَهرِ رَجَبٍ إلى تَمامِ ثَلاثينَ يَوما بِهذَا التَّسبيحِ مِئَةَ مَرَّةٍ : سُبحانَ الإِلهِ الجَليلِ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ،
.
ص: 305
سُبحانَ الأَعَزِّ الأَكرَمِ ، سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وهُوَ لَهُ أهلٌ . (1)
سنن أبي داوود عن سعد بن أبي وقّاص عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في بَيانِ أفضَلِ التَّسبيحِ _ :سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي السَّماءِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي الأَرضِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ بَينَ ذلِكَ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما هُوَ خالِقٌ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِثلَ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مِثلَ ذلِكَ . (2)
السنن الكبرى عن محمّد بن سعد بن زرارة عن أبي اُمامة الباهلي :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ بِهِ وهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ فَقالَ : ماذا تَقولُ يا أبا اُمامَةَ؟ قالَ : أذكُرُ رَبّي ، قالَ : ألا اُخبِرُكَ بِأَفضَلَ أو أكثَرَ مِن ذِكرِكَ اللَّيلَ مَعَ النَّهارِ وَالنَّهارَ مَعَ اللَّيلِ؟ أن تَقولَ : «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما فِي الأَرضِ وَالسَّماءِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما فِي السَّماءِ وَالأَرضِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ» ، وتَقولَ : الحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ . (3)
سنن النسائي عن ابن عبّاس عن جويريّة بنت الحارث :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مَرَّ عَلَيها وهِيَ فِي المَسجِدِ تَدعو ، ثُمَّ مَرَّ بِها قَريبا مِن نِصفِ النَّهارِ ، فَقالَ لَها : ما زِلتِ عَلى حالِكِ؟ قالَت : نَعَم ، قالَ : ألا اُعَلِّمُكِ _ يَعني _ كَلِماتٍ تَقولينَهُنَّ :
.
ص: 306
سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ . (1)
كنز العمّال عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصَلِّي الغَداةَ : «سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ» ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ؛ فَذلِكَ خَيرٌ لَهُ مِن أن يُجمَعَ لَهُ ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، ويَدأَبُ المَلائِكَةُ أيّاما يَكُتبونَ ، ولا يُحصونَ ما قالَ . (2)
مُهج الدعوات عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عن الإمام عليّ عليهم السلامعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : سُبحانَ اللّهِ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ عَلى جَميعِ نِعَمِهِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ مُنتَهى رِضاهُ في عِلمِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ وحَقٌّ لَهُ ذلِكَ . . . سُبحانَ اللّهِ تَسبيحا لا يُحصيهِ غَيرُهُ ، قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ومَعَ كُلِّ أحَدٍ ، وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ . (3)
كنز العمّال عن الإمام عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَرَّهُ أن يُنسَأَ (4) في عُمُرِهِ ، ويُنصَرَ عَلى عَدُوِّهِ ، ويُوَسَّعَ عَلَيهِ في رِزقِهِ ، ويُوقى ميتَةَ السَّوءِ ، فَليَقُل حينَ يُمسي وحينَ يُصبِح
.
ص: 307
ثَلاثَ مَرّاتٍ : سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِل ءَ الميزانِ ، ومُنتَهَى العِلمِ ، ومَبلَغَ الرِّضا ، وزِنَةَ العَرشِ . (1)
الكافي عن أحمد بن الحسن الميثمي رفعه ، قال :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ قالَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ ما أحسَنَ ما تَبتَلينا ، سُبحانَكَ ما أكثَرَ ما تُعطينا ، سُبحانَكَ ما أكثَرَ ما تُعافينا ، اللّهُمَّ أوسِع عَلَينا وعَلى فُقَراءِ المُؤمنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ . (2)
فلاح السائل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فيما عَلَّمَهُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لِحِفظِ ما يَسمَعُهُ _ :سُبحانَ مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَأخُذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ ، سُبحانَ الرَّؤوفِ الرَّحيمِ . (3)
البلد الأمين عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ مِمّا دَعا بِهِ اللَّيلَةَ التّاسِعَةَ عَشَرَ مِن شَهرِ رَمَضانَ _ :سُبحانَ مَن لا يَموتُ ، سُبحانَ مَن لا يَزولُ ، سُبحانَ مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ ، سُبحانَ مَن لا تَسقُطُ وَرَقَةٌ إلّا يَعلَمُها ، ولا حَبَّةٌ في ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٌ ولا يابِسٌ إلّا بِعِلمِهِ وقَدَرِهِ ، سُبحانَهُ _ سَبعا _ ما أعظَمَ شَأنَهُ وأجَلَّ سُلطانَهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَلنا مِن عُتَقائِكَ وسُعَداءِ خَلقِكَ بِمَغفِرَتِكَ ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (4)
.
ص: 308
سنن الترمذي عن ابن عبّاس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فيما كانَ يَدعو بِهِ بَعدَ الصَّلاةِ _ :سُبحانَ الَّذي تَعَطَّفَ العِزَّ وقالَ بِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَبِسَ المَجدَ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ الَّذي لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ ذِي الفَضلِ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي المَجدِ وَالكَرَمِ ، سُبحانَ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ . (1)
المعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن دَعا بِهذَا الدُّعاءِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ _ ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ ، أو قَطيعَةِ رَحِمٍ _ إلَا استُجيبَ لَهُ : سُبحانَ الَّذي فِي السَّماءِ عَرشُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الأَرضِ مُوطِئُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي البَحرِ سَبيلُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي القُبورِ قَضاؤُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الجَنَّةِ رَحمَتُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي النّارِ سُلطانُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الهَواءِ رَوحُهُ ، سُبحانَ الَّذي رَفَعَ السَّماءَ ، سُبحانَ الَّذي وَضَعَ الأَرضَ ، سُبحانَ الَّذي لا مَنجى مِنهُ إلّا إلَيهِ . (2)
المصباح عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءٍ مَأثورٍ اُمِرَ صلى الله عليه و آله أن يَدعُوَ بهِ بَعدَ صِيامِ الأَيّامِ البيضِ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المَلِكُ القُدّوسُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّلامُ المُؤمِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ المُهَيمِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الجَبّارُ المُتَكَبِّرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الخالِقُ البارِئُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُصَوِّرُ الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّميعُ العَليمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ البَصيرُ الصّادِقُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَيُّ القَيّومُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الواسِعُ اللَّطيفُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَلِيُّ الكَبيرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَفورُ الوَدودُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الشَّكور
.
ص: 309
الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَميدُ المَجيدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُبدِئُ المُعيدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الأَوَّلُ الآخِرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَفورُ الغافِرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَكيلُ الكافي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الكَريمُ العَظيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُغيثُ الدّائِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُتَعالِي الحَقُّ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الباعِثُ الوارِثُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الباقِي الرَّؤوفُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الحَميدُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَريبُ المُجيبُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القابِضُ الباسِطُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الشَّهيدُ المُنعِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القاهِرُ الرّازِقُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَسيبُ البارِئُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغَنِيُّ الوَفِيُّ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القادِرُ المُقتَدِرُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ التَّوّابُ الوَهّابُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُحيِي المُميتُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَديمُ الفَعّالُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ القَوِيُّ القائِمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَفِيُّ الكَريمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الفاطِرُ الخالِقُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الفَتّاحُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الدَّيّانُ الشَّكورُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ عَلّامُ الغُيوبِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الصّادِقُ العَدلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الطّاهِرُ الطُّهرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الرَّفيعُ الباقي . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَترُ الهادي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الوَلِيُّ النَّصيرُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الكَفيلُ المُستَعانُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الغالِبُ المُعطي ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العالِمُ المُعظِّمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُحسِنُ المُجمِلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ المُنعِمُ المُفضِلُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ الفاضِلُ الصّادِقُ .
.
ص: 310
سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الحاكِمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الفاصِلينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الوارِثينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ النّاصِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الغافِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الفاطِرينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ خَيرُ الرّازِقينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أسرَعُ الحاسِبينَ . سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ العَزيزُ الحَكيمُ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، سُبحانَكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِن الظّالِمينَ ، فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ . (1)
المصباح عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ المُسَمّى بِدُعاءِ المُجيرِ _ :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سُبحانَكَ يا اللّهُ تَعالَيتَ يا رَحمنُ (2) ، سُبحانَكَ يا رَحيمُ تَعالَيتَ يا كَريمُ ، سُبحانَكَ يا مَلِكُ تَعالَيتَ يا مالِكُ ، سُبحانَكَ يا قُدُّوسُ تَعالَيتَ يا سَلامُ ، سُبحانَكَ يا مُؤمِنُ تَعالَيتَ يا مُهَيمِنُ ، سُبحانَكَ يا عَزيزُ تَعالَيتَ يا جَبّارُ ، سُبحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ تَعالَيتَ يا مُتَجَبِّرُ . سُبحانَكَ يا خالِقُ تَعالَيتَ يا بارِئُ ، سُبحانَكَ يا مُصَوِّرُ تَعالَيتَ يا مُقَدِّرُ ، سُبحانَكَ يا هادي تَعالَيتَ يا باقي ، سُبحانَكَ يا وَهّابُ تَعالَيتَ يا تَوّابُ ، سُبحانَكَ يا فَتّاحُ تَعالَيتَ يا مُرتاحُ (3) ، سُبحانَكَ يا سَيِّدي تَعالَيتَ يا مَولايَ ، سبحانَكَ يا قَريبُ تَعالَيت
.
ص: 311
يا رَقيبُ ، سُبحانَكَ يا مُبدِئُ تَعالَيتَ يا مُعيدُ ، سُبحانَكَ يا حَميدُ تَعالَيتَ يا مَجيدُ ، سُبحانَكَ يا قَديمُ تَعالَيتَ يا عَظيمُ . سُبحانَكَ يا غَفورُ تَعالَيتَ يا شَكورُ ، سُبحانَكَ يا شاهِدُ تَعالَيتَ يا شَهيدُ ، سُبحانَكَ يا حَنّانُ تَعالَيتَ يا مَنّانُ ، سُبحانَكَ يا باعِثُ تَعالَيتَ يا وارِثُ ، سُبحانَكَ يا مُحيي تَعالَيتَ يا مُميتُ ، سُبحانَكَ يا شَفيقُ تَعالَيتَ يا رَفيقُ ، سُبحانَكَ يا أنيسُ تَعالَيتَ يا مُؤنِسُ ، سُبحانَكَ يا جَليلُ تَعالَيتَ يا جَميلُ ، سُبحانَكَ يا خَبيرُ تَعالَيتَ يا بَصيرُ ، سُبحانَكَ يا خَفِيُّ (1) تَعالَيتَ يا مَلِيُّ . (2) سُبحانَكَ يا مَعبودُ تَعالَيتَ يا مَوجودُ ، سُبحانَكَ يا غَفّارُ تَعالَيتَ يا قَهّارُ ، سُبحانَكَ يا مَذكورُ تَعالَيتَ يا مَشكورُ ، سُبحانَكَ يا جَوادُ تَعالَيتَ يا مَعاذُ ، سُبحانَكَ يا جَمالُ تَعالَيتَ يا جَلالُ ، سُبحانَكَ يا سابِقُ تَعالَيتَ يا رازِقُ ، سُبحانَكَ يا صادِقُ تَعالَيتَ يا خالِقُ . سُبحانَكَ يا سَميعُ تَعالَيتَ يا سَريعُ ، سُبحانَكَ يا رَفيعُ تَعالَيتَ يا بَديعُ ، سُبحانَكَ يا فَعّالُ تَعالَيتَ يا مُتَعالِ ، سُبحانَكَ يا قاضي تَعالَيتَ يا راضي ، سُبحانَكَ يا قاهِرُ تَعالَيتَ يا ظاهِرُ ، سُبحانَكَ يا عالِمُ تَعالَيتَ يا حاكِمُ ، سُبحانَكَ يا دائِمُ تَعالَيتَ يا قائِمُ . سُبحانَكَ يا عاصِمُ تَعالَيتَ يا قاسِمُ ، سُبحانَكَ يا غَنِيُّ تَعالَيتَ يا مُغني ، سُبحانَكَ يا وَفِيُّ تَعالَيتَ يا قَوِيُّ ، سُبحانَكَ يا كافي تَعالَيتَ يا شافي ، سُبحانَكَ يا مُقَدِّمُ تَعالَيتَ يا مُؤَخِّرُ ، سُبحانَكَ يا أوَّلُ تَعالَيتَ يا آخِرُ ، سُبحانَكَ يا ظاهِرُ تَعالَيتَ يا باطِنُ ، سُبحانَكَ يا رَجاءُ تَعالَيتَ يا مُرتَجى ، سُبحانك يا ذَا المَنِّ تَعالَيتَ يا ذَا الطَّولِ ، سُبحانَكَ يا حَيُّ تَعالَيتَ يا قَيّومُ .
.
ص: 312
سُبحانَكَ يا واحِدُ تَعالَيتَ يا أحَدُ ، سُبحانَكَ يا سَيِّدُ تَعالَيتَ يا صَمَدُ ، سُبحانَكَ يا قَديرُ تَعالَيتَ يا كَبيرُ ، سُبحانَكَ يا والي تَعالَيتَ يا مُتَعالي (1) ، سُبحانَكَ يا عَلِيُّ تَعالَيتَ يا أعلى ، سُبحانَكَ يا وَلِيُّ تَعالَيتَ يا مَولى ، سُبحانَكَ يا ذارِئُ (2) تَعالَيتَ يا بارِئُ ، سُبحانَكَ يا خافِضُ تَعالَيتَ يا رافِعُ ، سُبحانَكَ يا مُقسِطُ تَعالَيتَ يا جامِعُ ، سُبحانَكَ يا مُعِزُّ تَعالَيتَ يا مُذِلُّ . سُبحانَكَ يا حافِظُ تَعالَيتَ يا حَفيظُ ، سُبحانَكَ يا قادِرُ تَعالَيتَ يا مُقتَدِرُ ، سُبحانَكَ يا عَليمُ تَعالَيتَ يا حَليمُ ، سُبحانَكَ يا حَكَمُ تَعالَيتَ يا حَكيمُ ، سُبحانَكَ يا مُعطي تَعالَيتَ يا مانِعُ ، سُبحانَكَ يا ضارُّ تَعالَيتَ يا نافِعُ ، سُبحانَكَ يا مُجيبُ تَعالَيتَ يا حَسيبُ . سُبحانَكَ يا عادِلُ تَعالَيتَ يا فاضِلُ ، سُبحانَكَ يا لَطيفُ تَعالَيتَ يا شَريفُ ، سُبحانَكَ يا رَبُّ تَعالَيتَ يا حَقُّ ، سُبحانَكُ يا ماجِدُ تَعالَيتَ يا واحِدُ ، سُبحانَكَ يا عَفُوُّ تَعالَيتَ يا مُنتَقِمُ ، سُبحانَكَ يا واسِعُ تَعالَيتَ يا مُوسِعُ ، سُبحانَكَ يا رَؤوفُ تَعالَيتَ يا عَطوفُ ، سُبحانَكَ يا فَردُ تَعالَيتَ يا وَترُ . سُبحانَكَ يا مُقيتُ تَعالَيتَ يا مُحيطُ ، سُبحانَكَ يا وَكيلُ تَعالَيتَ يا عَدلُ ، سُبحانَكَ يا مُبينُ تَعالَيتَ يا مَتينُ ، سُبحانَكَ يا بَرُّ تَعالَيتَ يا وَدودُ ، سُبحانَكَ يا رَشيدُ تَعالَيتَ يا مُرشِدُ ، سُبحانَكَ يا نورُ تَعالَيتَ يا مُنَوِّرُ ، سُبحانَكَ يا نَصيرُ تَعالَيتَ يا ناصِرُ ، سُبحانَكَ يا صَبورُ تَعالَيتَ يا صابِرُ ، سُبحانَكَ يا مُحصي تَعالَيتَ يا مُنشي ، سُبحانَكَ يا سُبحانُ تَعالَيتَ يا دَيّانُ ، سُبحانَكَ يا مُغيثُ تَعالَيتَ يا غِياثُ ، سُبحانَكَ يا فاطِرُ تَعالَيتَ يا حاضِرُ ، أجِرنا مِنَ النّارِ يا مُجيرُ .
.
ص: 313
سُبحانَكَ يا ذَا العِزِّ وَالجَمالِ تَبارَكتَ يا ذَا الجَبَروتِ وَالجَلالِ ، سُبحانَكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، فَاستَجَبنا لَهُ ونَجَّيناهُ مِنَ الغَمِّ وكَذلِكَ نُنجِي المُؤمِنينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)
البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ؛ بَسمِل وقُل : . . . سُبحانَ اللّهِ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَسبيحٍ سَبَّحَهُ المُسَبِّحونَ . . . وسُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُقادِرُهُ (2) شَيءٌ ، سُبحانَ اللّهِ الحَكيمِ الكَبيرِ الخالِقِ ، سُبحانَ الحَنّانِ المَنّانِ ، سُبحانَ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ الخالِقِ البارِئِ ، سُبحانَ الصّادِقِ البادي ، سُبحانَ المُصَوِّرِ الكافي ، سُبحانَ الشّافي المُعافي ، سُبحانَ مَن لا يُعادِلُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُحادُّهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَعلَمُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يُغَيِّرُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَقهَرُهُ شَيءٌ في مُلكِهِ . سُبحانَ مَن لا يَحُدُّهُ الحادُّونَ ، سُبحانَ مَن لا يَصِفُهُ الواصِفونَ ، سُبحانَ مَن لا يُشَبِّهُهُ المُشَبِّهونَ ، سُبحانَ مَن لا أبَ لَهُ ، سُبحانَ مَن لا قَرينَ لَهُ ، سُبحانَ مَن لا شَبيهَ لَهُ ، سُبحانَ القادِرِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ العَلِيِّ المُتَعالِ ، سُبحانَ مَن لا يَفوتُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ ، سُبحانَ مَن لا تُدرِكُهُ العُيونُ ، سُبحانَ مَن لا تُخالِطُهُ الظُّنونُ ، سُبحانَ مُنشِئِ الأَشياءِ بِمَشِيَّتِهِ ، سُبحانَ المُدَبِّرِ بِتَدبيرِهِ ، سُبحانَ مَن جَلَّ عَنِ الأَشياءِ وَالعَرشِ بِإِنشائِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ السَّماواتِ العُلى ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ الحُجُبَ مِن غَيرِ أن يَستَعينَ بِأَحَدٍ ، سُبحانَ خالِقِ سورَةِ النّورِ ، سُبحانَ مَن أقامَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ ولا مُعينٍ ، سُبحانَ مَن خَلَق
.
ص: 314
العَرشَ وَانفَرَدَ بِتَقديرِ الأَشياءِ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ عَجائِبَ خَلقِهِ مِن غَيرِ شَريكٍ مَعَهُ ، وجَلَّ عَنِ الأَشياءِ فَلا يُدرِكُهُ شَيءٌ ، سُبحانَ الخالِقِ المُصَوِّرِ ، لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . سُبحانَ مَن أثبَتَ الأَرضَ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن خَلَقَ الخَلقَ بِعَظَمَتِهِ ، سُبحانَ مَن أنشَأَ الرِّياحَ ويُرسِلُها حَيثُ يَشاءُ ، سُبحانَ مَن لَم يَقطَع رِزقَهُ عَن أحَدٍ مِن خَلقِهِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ المَلائِكَةُ بِأَنواعِ اللُّغاتِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجَنَّةُ بِغَرائِبِ التَّسبيحِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ النّيرانُ بِأَغلالِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِبالُ بِأَكنافِها (1) ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الأَشجارُ عِندَ تَوريدِ أوراقِها ، سُبحانَهُ وتَعالى عَمّا يُشرِكونَ . يا رَبِّ _ ثَلاثا _ يا رَبَّ الأَربابُ ، ويا مُسَبِّبَ الأَسبابِ ، ويا مُعتِقَ الرِّقابِ مِنَ العَذابِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ البِحارُ عِندَ تَلاطُمِ أمواجِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الذَّرُّ في مَساكِنِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الرِّياحُ عِندَ هُبوبِ جَرَيانِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الحيتانُ في قَرارِ بِحارِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِنُّ بِلُغاتِها ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ بَنو آدَمَ عَلَى اختِلافِ لُغاتِها ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الجَليلِ الجَميلِ . يا عَلّامَ الغُيوبِ ، يا غَفّارَ الذُّنوبِ ، يا سَتّارَ العُيوبِ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ مَكانٌ ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، يا عَظيمَ الشَّأنِ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . يا دائِمُ ، يا قائِمُ ، يا قَديمُ ، يا مَلِكُ ، يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ ، يا مُؤمِنُ ، يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ ، يا جَبّارُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ ، يا بارِئُ ، يا مُصَوِّرُ ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ . (2)
.
ص: 315
مُهَج الدعوات عن الإمام عليّ عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعائِهِ لِلوِقايَةِ مِنَ المَحذوراتِ _ :سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ _ تَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ سُبحانَهُ مِن إلهٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَليكٍ ما أقدَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَديرٍ ما أعظَمَهُ ، وسُبحانَهَ مِن عَظيمٍ ما أجَلَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَليلٍ ما أمجَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن ماجِدٍ ما أرأَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَؤوفٍ ما أعَزَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَزيزٍ ما أكبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَبيرٍ ما أقدَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَديمٍ ما أعلاهُ ، وسُبحانَهُ مِن عالٍ ما أسناهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَنِيٍّ ما أبهاهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَهِيٍّ ما أنوَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنيرٍ ما أظهَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن ظاهِرٍ ما أخفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن خَفِيٍّ ما أعلَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَليمٍ ما أخبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن خَبيرٍ ما أكرَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَريمٍ ما ألطَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن لَطيفٍ ما أبصَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَصيرٍ ما أسمَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَميعٍ ما أحفَظَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَفيظٍ ما أملاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَلِيٍّ ما أوفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَفِيٍّ ما أغناهُ ، وسُبحانَهُ مِن غَنِيٍّ ما أعطاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُعطٍ ما أوسَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن واسِعٍ ما أجوَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَوادٍ ما أفضَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُفضِلٍ ما أنعَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنعِمٍ ما أسيَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَيِّدٍ ما أرحَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَحيمٍ ما أشَدَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَديدٍ ما أقواهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَوِيٍّ ما أحكَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَكيمٍ ما أبطَشَهُ ، وسُبحانَهُ مِن باطِشٍ ما أقوَمَهُ ، وسُبحانَهَ مِن قَيّومٍ ما أحمَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَميدٍ ما أدوَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن دائِمٍ ما أبقاهُ ، وسُبحانَهُ مِن باقٍ ما أفرَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن فَردٍ ما أوحَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن واحِدٍ ما أصمَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن صَمَدٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مالِكٍ ما أولاهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَلِيٍّ ما أعظَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَظيمٍ ما أكمَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كامِلٍ ما أتَمَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن تامٍّ ما أعجَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَجيبٍ ما أفخَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن فاخِرٍ ما أبعَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَعيدٍ ما أقرَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قَريبٍ ما أمنَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مانِعٍ ما أغلَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن غالِبٍ ما أعفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَفُوٍّ ما أحسَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُحسِن
.
ص: 316
ما أجمَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَميلٍ ما أقبَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قابِلٍ ما أشكَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَكورٍ ما أغفَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن غَفورٍ ما أكبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَبيرٍ ما أجبَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن جَبّارٍ ما أديَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن دَيّانٍ ما أقضاهُ ، وسُبحانَهُ مِن قاضٍ ما أمضاهُ ، وسُبحانَهُ مِن ماضٍ ما أنفَذَهُ ، وسُبحانَهُ مِن نافِذٍ ما أرحَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَحيمٍ ما أخلَقَهُ ، وسُبحانَهُ مِن خالِقٍ ما أقهَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قاهِرٍ ما أملَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مَليكٍ ما أقدَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قادِرٍ ما أرفَعَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رَفيعٍ ما أشرَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَريفٍ ما أرزَقَهُ ، وسُبحانَهُ مِن رازِقٍ ما أقبَضَهُ ، وسُبحانَهُ من قابِضٍ ما أبسَطَهُ ، وسُبحانَهُ مِن باسِطٍ ما أهداهُ ، وسُبحانَهُ مِن هادٍ ما أصدَقَهُ ، وسُبحانَهُ من صادِقٍ ما أبدَأَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بادِئٍ ما أقدَسَهُ ، وسُبحانَهُ مِن قُدّوسٍ ما أظهَرَهُ (ما أطهَرَهُ) ، وسُبحانَهُ من ظاهِرٍ (طاهِرٍ) ما أزكاهُ ، وسُبحانَهُ مِن زَكِيٍّ ما أبقاهُ ، وسُبحانَهُ مِن باقٍ ما أعوَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عَوّادٍ ما أفطَرَهُ ، وسُبحانَهُ من فاطِرٍ ما أرعاهُ ، وسُبحانَهُ مِن راعٍ ما أعوَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُعِينٍ ما أوهَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن وَهّابٍ ما أتوَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن تَوّابٍ ما أسخاهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَخِيٍّ ما أبصَرَهُ ، وسُبحانَهُ مِن بَصيرٍ ما أسلَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن سَليمٍ ما أشفاهُ ، وسُبحانَهُ مِن شافٍ ما أنجاهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُنجٍ ما أبَرَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن بارٍّ ما أطلَبَهُ ، وسُبحانَهُ مِن طالِبٍ ما أدرَكَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُدرِكٍ ما أشَدَّهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَديدٍ ما أعطَفَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُتَعَطِّفٍ ما أعدَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن عادِلٍ ما أتقَنَهُ ، وسُبحانَهُ مِن مُتقِنٍ ما أحكَمَهُ ، وسُبحانَهُ مِن حَكيمٍ ما أكفَلَهُ ، وسُبحانَهُ مِن كَفيلٍ ما أشهَدَهُ ، وسُبحانَهُ مِن شَهيدٍ ما أحمَدَهُ ، وسُبحانَهُ هُوَ اللّهُ العَظيمُ وبِحَمدِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ وَللّهِِ الحَمدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، دافِعِ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وهُوَ حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ . (1)
.
ص: 317
رجال الكشّي عن سعيد بن المسيّب :كانَ القَومُ لا يَخرُجونَ مِن مَكَّةَ ، حَتّى يَخرُجَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ سَيِّدُ العابِدينَ عليه السلام ، فَخَرَجَ وخَرَجتُ مَعَهُ ، فَنَزَلَ في بَعضِ المَنازِلِ فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَسَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ شَجَرٌ ولا مَدَرٌ إلّا سَبَّحوا مَعَهُ ، فَفَزِعنا ، فَرَفَعَ رَأسَهُ ، فَقالَ : يا سَعيدُ ، أفَزِعتَ؟ قُلتُ : نَعَم يَابنَ رَسولِ اللّهِ! فَقالَ : هذَا التَّسبيحُ الأَعظَمُ ، حَدَّثَني أبي ، عَن جَدّي ، عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَنَّهُ قالَ : لا يَبقَى الذُّنوبُ مَعَ هذَا التَّسبيحِ ، فَقُلتُ : عَلِّمنا . وفي رِوايَةِ عَلِيِّ بنِ زَيدٍ ، عَن سَعيدِ بنِ المُسَيَّبِ ، أنَّهُ الإِمامَ زَينَ العابِدينَ عليه السلام [سَبَّحَ في سُجودِهِ ، فَلَم يَبقَ حَولَهُ شَجَرَةٌ ولا مَدَرَةٌ إلّا سَبَّحَت بِتَسبيحِهِ ، فَفَزِعتُ مِن ذلِكَ وأصحابي ، ثُمَّ قالَ : يا سَعيدُ ، إنَّ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ لَمّا خَلَقَ جَبرَئيلَ ، ألهَمَهُ هذَا التَّسبيحَ ، فَسَبَّحَتِ السَّماواتُ ومَن فيهِنَّ لِتَسبيحِهِ الأَعظَمِ ، وهُوَ اسمُ اللّهِ عز و جلالأَكبَرُ . . . وَالتَّسبيحُ هُوَ هذا : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وحَنانَيكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وتَعالَيتَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعِزُّ إزارُكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالعَظَمَةُ رِداؤُكَ _ ويُقالُ سِربالُكَ _ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَالكِبرِياءُ سُلطانُكَ ، سُبحانَكَ مِن عَظيمٍ ما أعظَمَكَ ! سُبحانَكَ سُبِّحتَ فِي الأَعلى ، سُبحانَكَ تَسمَعُ وتَرى ما تَحتَ الثَّرى ، سُبحانَكَ أنتَ شاهِدُ كُلِّ نَجوى ، سُبحانَكَ مَوضِعُ كُلِّ نَجوى (1) ، سُبحانَكَ حاضِرُ كُلِّ مَلَأٍ ، سُبحانُكَ عَظيمُ الرَّجاءِ ، سُبحانَكَ تَرى ما في قَعرِ الماءِ ، سُبحانَكَ تَسمَعُ أنفاسَ الحيتانِ في قُعورِ البِحارِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ السَّماواتِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الأَرَضينَ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الشَّمسِ وَالقَمَرِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الظُّلمَةِ وَالنّورِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الفَيءِ وَالهَواءِ ، سُبحانَكَ تَعلَمُ وَزنَ الرّيحِ كَم هِيَ مِن مِثقالِ ذَرَّةٍ ، سُبحانَكَ قُدّوسٌ قُدّوسٌ قُدّوسٌ ، سُبحانَكَ عَجَبا
.
ص: 318
لِمَن عَرَفَكَ كَيفَ لا يَخافُكَ ، سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، سُبحانَ اللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)
مستدرك الوسائل عن النوفلي بإسناده عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في خَبَرِ المَلَكِ الَّذي يُسَبِّحُ اللّهَ كَثيرا ، إذ قالَ _ :أي رَبِّ ، هَل مِمَّن خَلَقتَ يُسبِّحُكَ تَسبيحي؟ قالَ : نَعَم _ يونُسُ . قالَ : فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله هَل هُو يونُسُ بنُ مَتّى؟ قالَ : لا ، ولكِن عَبدٌ يُقالُ لَهُ يونُسُ _ قالَ المَلَكُ : أي رَبِّ ائذَن لي في زِيارَتِهِ ولِقائِهِ . قالَ : نَعَم ، فَقَصَدَهُ المَلَكُ ، فَقالَ : إنّي مَعَ ما تَرى مِن كَثرَةِ خَلقي ، سَأَلتُ رَبّي هَل شَيءٌ يُسَبِّحُهُ تَسبيحي؟ قال : نَعَم ، يونُسُ ، فَما تَسبيحُكَ؟! قالَ : أقولُ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَيتُ عَشرَ مَرّاتٍ : الحَمدُ للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، أضعافَ ما حَمَّدَهُ وسَبَّحَهُ وهَلَّلَهُ وكَبَّرَهُ جَميعُ خَلقِهِ ، كَما يُحِبُّ ويَرضى ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ ، وعِزِّ جَلالِهِ ، ومِدادِ كَلِماتِهِ . (2)
7 / 2التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلاموقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ (3) ذِي الطَّولِ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالإِفضالِ . (4)
نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ خالِقا ومَعبودا بِحُسنِ بَلائِكَ عِندَ خَلقِكَ! (5)
إثبات الوصيّة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ مَلَأتَ كُلَّ شَيءٍ ، وبايَنتَ كُلَّ شَيءٍ ، فَأَنت
.
ص: 319
الَّذي لا يَفقِدُكُ شَيءٌ ، وأنتَ الفَعّالُ لِما تَشاءُ . (1)
الأمالي للطوسي عن زيد بن عليّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ مِن لَطيفٍ خَبيرٍ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (2)
كنز الفوائد عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ مَن إذا تَناهَتِ العُقولُ في وَصفِهِ كانَت حائِرَةً عَن دَركِ السَّبيلِ إلَيهِ ، وتَبارَكَ مَن إذا غَرِقَتِ الفِطَنُ في تَكييفِهِ لَم يَكُن لَها طَريقٌ إلَيهِ غَيرَ الدَّلالَةِ عَلَيهِ . (3)
نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ الَّذي بَهَرَ العُقولَ عَن وَصفِ خَلقٍ جَلّاهُ لِلعُيونِ ، فَأَدرَكَتهُ مُحدودا مُكَوَّنا ، ومُؤَلَّفا مُلَوَّنا ، وأعجَزَ الأَلسُنَ عَن تَلخيصِ صِفَتِهِ ، وقَعَدَ بِها عَن تَأدِيَةِ نَعتِهِ . وسُبحانَ مَن أدمَجَ قَوائِمَ الذَّرَّةِ (4) وَالهَمَجَةِ (5) إلى ما فَوقَهُما مِن خَلقِ الحيتانِ وَالفِيَلَةِ ، ووَأى (6) عَلى نَفسِهِ أن لا يَضطَرِبَ شَبَحٌ مِمّا أولَجَ فيهِ الرُّوحَ ، إلّا وجَعَلَ الحِمامَ مَوعِدَهُ ، وَالفَناءَ غايَتَهُ . (7)
العقد الفريد عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَهُ ما أجَلَّ شَأنَهُ وأعظَمَ سُلطانَهُ! تُسَبِّحُ لَه
.
ص: 320
السَّماواتُ العُلى ومَن فِي الأَرضِ السُّفلى ، لَهُ التَّسبيحُ وَالعَظَمَةُ ، وَالمُلكُ وَالقُدرَةُ ، وَالحَولُ وَالقُوَّةُ ، يَقضي بِعِلمٍ ، ويَعفو بِحِلمٍ ، قُوَّةُ كُلِّ ضَعيفٍ ، ومَفزَعُ كُلِّ مَلهوفٍ ، وعِزُّ كُلِّ ذَليلٍ ، وَوَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ، وكاشِفُ كُلِّ كُربَةٍ ، المُطَّلِعُ عَلى كُلِّ خَفِيَّةٍ ، المُحصي لِكُلِّ سَريرَةٍ ، يَعلَمُ ما تُكِنُّ الصُّدورُ ، وما تُرخى عَلَيهِ السُّتورُ . (1)
نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ ما أعظَمَ شَأنَكَ! سُبحانَكَ ما أعظَمَ ما نَرى مِن خَلقِكَ! وما أصغَرَ كُلَّ عَظيمَةٍ فِي جَنبِ قُدرَتِكَ! وما أهوَلَ ما نَرى مِن مَلَكوتِكَ! وما أحقَرَ ذلِكَ فيما غابَ عَنّا مِن سُلطانِكَ! وما أسبَغَ نِعَمَكَ فِي الدُّنيا! وما أصغَرَها فِي نِعَمِ الآخِرَةِ . (2)
مُهج الدعوات عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ما أعظَمَكَ وأحلَمَكَ وأكرَمَكَ! وَسِعَ _ بِفَضلِكَ _ حِلمُكَ تَمَرُّدَ المُستَكبِرينَ ، وَاستَغرَقَت نِعمَتُكَ شُكرَ الشّاكِرينَ ، وعَظُمَ حِلمُكَ عَن إحصاءِ المُحصينَ ، وجَلَّ طَولُكَ عَن وَصفِ الواصِفينَ . . . سُبحانَكَ! فَبِكَ أتَقَرَّبُ إلَيكَ ، وبِحَقِّكَ اُقسِمُ ، ومِنكَ أهرُبُ إلَيكَ ، بِنَفسِي استَخفَفتُ عِندَ مَعصِيَتي لا بِنَفسِكَ ، وبِجَهلِي اغتَرَرتُ لا بِحِلمِكَ ، وحَقّي أضَعتُ لا عَظيمَ حَقِّكَ ، ونَفسي ظَلَمتُ ، ولِرَحمَتِكَ الآنَ رَجَوتُ ، وبِكَ آمَنتُ وعَلَيكَ تَوَكَّلتُ ، وإلَيكَ أنَبتُ وتَضَرَّعتُ ، فَارحَم إلَيكَ فَقري وفاقَتي ، وكَبوَتي لِحُرِّ (3) وَجهي ، وحَيرَتي في سَوأَةِ ذُنوبي ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ . (4)
التوحيد عن الحصين بن عبد الرحمن عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلامعن الإمام عليّ عليه السلام : سُبحانَ الَّذي لا يَؤودُهُ خَلقُ مَا ابتَدَأَ ، ولا تَدبيرُ ما بَرَأَ ، ولا مِن عَجزٍ ولا فَترَة
.
ص: 321
بِما خَلَقَ اكتَفى . (1)
نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ في صِفَةِ الأَرضِ _ :سُبحانَ مَن أمسَكَها بَعدَ مَوَجانِ مِياهِها ، وأجمَدَها بَعدَ رُطوبَةِ أكنافِها ؛ فَجَعَلَها لِخَلقِهِ مِهادا ، وبَسَطَها لَهُم فِراشا ، فَوقَ بَحرٍ لُجِّيٍّ (2) راكِدٍ لا يَجري ، وقائِمٍ لا يَسري ، تُكَركِرُهُ (3) الرِّياحُ العَواصِفُ ، وتَمخَضُهُ (4) الغَمامُ الذَّوارِفُ (5) . (6)
شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :سُبحانَ مَن نَدعوهُ لِحَظِّنا فَيُسرِعُ ، ويَدعونا لِحَظِّنا فنُبطِئُ . خَيرُهُ إلَينا نازِلٌ ، وشَرُّنا إلَيهِ صاعِدٌ ، وهُوَ مالِكٌ قادِرٌ . (7)
شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام _ أيضا _ :سُبحانَ الواحِدِ الَّذي لَيسَ غَيرُهُ ، سُبحانَ الدّائِمِ الَّذي لا نَفادَ لَهُ ، سُبحانَ القَديمِ الَّذي لَا ابتِداءَ لَهُ ، سُبحانَ الغَنِيِّ عَن كُلِّ شَيءٍ ، ولا شَيءَ مِنَ الأَشياءِ يُغني عَنهُ! (8)
نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ سَوادُ غَسَقٍ (9) داجٍ (10) ، ولا لَيل
.
ص: 322
ساجٍ (1) ، فِي بِقاعِ الأَرَضينَ المُتَطَأطِئاتِ ، ولا في يَفاعِ السُّفعِ (2) المُتَجاوِراتِ ، وما يَتَجَلجَلُ (3) بِهِ الرَّعدُ في اُفُقِ السَّماءِ ، وما تَلاشَت عَنهُ بُروقُ الغَمامِ . (4)
مصباح المتهجّد عن الإمام الصادق عليه السلام _ في ذِكرِ تَسبيحِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بَعدَ صَلاتِهِ _ :سُبحانَ مَن لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ مَن لَا اضمِحلالَ لِفَخرِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَنفَدُ ما عِندَهُ ، سُبحانَ مَن لَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يُشارِكُ أحَدا في أمرِهِ ، سُبحانَ مَن لا إلهَ غَيرُهُ . (5)
كامل الزيارات عن أبي سعيد المدائني :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقُلتُ : . . . جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني تَسبيحَ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام . قالَ : نَعَم يا أبا سَعيدٍ ، تَسبيحُ عَلِيٍّ عليه السلام : سُبحانَ الَّذي لا تَنفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا يَفنى ما عِندَهُ ، سُبحانَ الَّذي لا يُشرِكُ أحَدا في حُكمِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَا اضمِحلالَ لِفَخرِهِ ، سُبحانَ الَّذي لَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبحانَ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ . (6)
فلاح السائل عن الإمام عليّ عليه السلام _ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _ :سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ *
.
ص: 323
وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ» (1) سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ اللّهِ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ . (2)
البلد الأمين عن الإمام عليّ عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا لِلفَناءِ وَالبُيودِ ، وَالآخِرَةَ لِلبَقاءِ وَالخُلودِ ، وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَنقُصُهُ ما أعطى فَأَسنى وإن جازَ المَدى فِي المُنى وبَلَغَ الغايَةَ القُصوى ، ولا يَجورُ في حُكمِهِ إذا قَضى ، وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَرُدُّ ما قَضى ، ولا يَصرِفُ ما أمضى ، ولا يَمنَعُ ما أعطى ، ولا يَهفو ولا يَنسى ولا يَعجَلُ ، بل يُمهِلُ ويَعفو ويَغفِرُ ويَرحَمُ ويَصبِرُ ، ولا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وهُم يُسأَلونَ . (3)
جمال الاُسبوع عن عبد اللّه بن عطاء عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم السلام عن الإمام عليّ عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وسُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، سُبحانَ اللّهِ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ ، سُبحانَ اللّهِ حينَ تُمسونَ وحينَ تُصبِحونَ ، ولَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وعَشِيّا وحينَ تُظهِرونَ ، يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، ويُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وكَذلِكَ تَخرُجونَ ، سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفونَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . سُبحانَ رَبِّكَ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحان
.
ص: 324
الَّذي لَهُ العِزَّةُ وَالكَرَمُ ، سُبحانَ الَّذي لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ يَومٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي الطَّولِ وَالفَضلِ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالكَرَمِ ، سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ المَلِكِ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ المَلِكِ الحَيِّ المُهَيمِنِ القُدّوسِ ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ اللّهِ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى ، سُبّوحٌ وقُدّوسٌ رَبُّنا ورَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ . سُبحانَ الدّائِمِ غَيرِ الغافِلِ ، سُبحانَ العالِمِ بِغَيرِ تَعليمٍ ، سُبحانَ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ الَّذي يُدرِكُ الأَبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ . (1)
7 / 3التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهفلاح السائل عن فاطمة عليهاالسلام _ مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _ :سُبحانَ مَن يَعلَمُ جَوارِحَ القُلوبِ ، سُبحانَ مَن يُحصي عَدَدَ الذُّنوبِ ، سُبحانَ مَن لا تَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ . (2)
فلاح السائل عن فاطمة عليهاالسلام _ مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _ :سُبحانَ مَن تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، سُبحانَ مَن ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، سُبحانَ مَن خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِأَمرِهِ ومُلكِهِ ، سُبحانَ مَنِ انقادَت لَهُ الاُمورُ بِأَزِمَّتِها (3) . (4)
.
ص: 325
كامل الزيارات عن أبي سعيد المدائني :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقُلتُ : . . . جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني تَسبيحَ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام . قالَ : نَعَم يا أبا سَعيدٍ . . . تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام : سُبحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ (1) العَظيمِ ، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخِ المُنيفِ (2) ، سُبحانَ ذِي المُلكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبحانَ ذِي البَهجَةِ وَالجَمالِ ، سُبحانَ مَن تَرَدّى بِالنّورِ وَالوَقارِ ، سُبحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا (3) ، ووَقعَ الطَّيرِ فِي الهَواءِ . (4)
راجع : ج 1 ص 343 (تسبيح فاطمة) .
7 / 4التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلامالإقبال عن الإمام الحسين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ _ :سُبحانَكَ سُبحانَكَ مِن مُبدِئٍ مُعيدٍ حَميدٍ مَجيدٍ ، وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ وعَظُمَت آلاؤُكَ ، فَأَيُّ أنعُمِكَ يا إلهي اُحصي عَدَدا أو ذِكرا . . . سُبحانَهُ سُبحانَهُ سُبحانَهُ لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إلَا اللّهُ لَفَسَدَتا وتَفَطَّرَتا ، فَسُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الحَقِّ الأَحَدِ الصَّمَدِ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ . . . . تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَالأَرضُ ومَن فيهِنَّ وإن مِن شَيءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِكَ . (5)
.
ص: 326
7 / 5التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامتحف العقول عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالنِّعمَةِ لَهُ حَمدا ، سُبحانَ مَن جَعَلَ الاِعتِرافَ بِالعَجزِ عَنِ الشُّكرِ شُكرا . (1)
الصحيفة السجّاديّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَكَ! أخشى خَلقِكَ لَكَ أعلَمُهُم بِكَ ، وأخضَعُهُم لَكَ أعمَلُهُم بِطاعَتِكَ ، وأهوَنُهُم عَلَيكَ مَن أنتَ تَرزُقُهُ وهُوَ يَعبُدُ غَيرَكَ . سُبحانَكَ! لا يَنقُصُ سُلطانَكَ مَن أشرَكَ بِكَ وكَذَّبَ رُسُلَكَ ، ولَيسَ يَستَطيعُ مَن كَرِهَ قَضاءَكَ أن يَرُدَّ أمرَكَ ، ولا يَمتَنِعُ مِنكَ مَن كَذَّبَ بِقُدرَتِكَ ، ولا يَفوتُكَ مَن عَبَدَ غَيرَكَ ، ولا يُعَمَّرُ فِي الدُّنيا مَن كَرِهَ لِقاءَكَ . سُبحانَكَ! ما أعظَمَ شَأنَكَ ، وأقهَرَ سُلطانَكَ ، وأشَدَّ قُوَّتَكَ ، وأنفَذَ أمرَكَ . سُبحانَكَ! قَضَيتَ عَلى جَميعِ خَلقِكَ المَوتَ ؛ مَن وَحَّدَكَ ومَن كَفَرَ بِكَ ، وكُلٌّ ذائِقُ المَوتِ ، وكُلٌّ صائِرٌ إلَيكَ . (2)
الصحيفة السجّاديّة عن الإمام زين العابدين عليه السلام :سُبحانَكَ! ما أجَلَّ شَأنَكَ ، وأسنى فِي الأَماكِنِ مَكانَكَ ، وأصدَعَ بِالحَقِّ فُرقانَكَ . (3) سُبحانَكَ مِن لَطيفٍ ما ألطَفَكَ ، ورَؤوفٍ ما أرأَفَكَ ، وحَكيمٍ ما أعرَفَكَ . سُبحانَكَ مِن مَليكٍ ما أمنَعَكَ ، وجَوادٍ ما أوسَعَكَ ، ورَفيعٍ ما أرفَعَكَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ ، وَالكبرِياءِ وَالحَمدِ . سُبحانَكَ! بَسَطتَ بِالخَيراتِ يَدَكَ ، وعُرِفَتِ الهِدايَةُ مِن عِندِكَ ، فَمَنِ التَمَسَكَ لِدين
.
ص: 327
أو دُنيا وَجَدَكَ . سُبحانَكَ! خَضَعَ لَكَ مَن جَرى في عِلمِكَ ، وخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ ما دونَ عَرشِكَ ، وَانقادَ لِلتَّسليمِ لَكَ كُلُّ خَلقِكَ . سُبحانَكَ! لا تُحَسُّ ولا تُجَسُّ ولا تُمَسُّ ، ولا تُكادُ ولا تُماطُ (1) ، ولا تُنازَعُ ولا تُجارى ولا تُمارى (2) ، ولا تُخادَعُ ولا تُماكَرُ . سُبحانَكَ! سَبيلُكَ جَدَدٌ (3) ، وأمرُكَ رَشَدٌ ، وأنتَ حَيٌّ صَمَدٌ . سُبحانَكَ! قَولُكَ حُكمٌ ، وقَضاؤُكَ حَتمٌ ، وإرادَتُكَ عَزمٌ . سُبحانَكَ! لا رادَّ لِمَشِيَّتِكَ ، ولا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ . سُبحانَكَ! باهِرَ الآياتِ ، فاطِرَ السَّماواتِ ، بارِئَ النَّسَماتِ . (4)
7 / 6التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلامالكافي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُسَبَّحَ . (5)
فلاح السائل عن الإمام الباقر عليه السلام _ مِمّا عَلَّمَهُ لِلإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام أن يَقولَ عَقيبَ الفَرائِضِ _ :سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحان
.
ص: 328
ذِي الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى ، سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . (1)
تفسير العيّاشي عن داوود :كُنّا عِندَهُ ] أيِ الإِمامِ الباقِرِ أوِ الإِمامِ الصّادِقِ عليهماالسلام [فَارتَعَدَتِ السَّماءُ فَقالَ هُوَ : سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ ، وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ . (2)
7 / 7التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالدعوات عن الإمام الصادق عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يَستَأنِسُ بِشَيءٍ أبقاهُ ، ولا يَستَوحِشُ مِن شَيءٍ أفناهُ . (3)
فلاح السائل عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق عليه السلام _ فيما يُقالُ بَينَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ _ :سُبحانَ مَن لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سُبحانَ مَن لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، سُبحانَ مَن لا يُخَيِّبُ سائِلَهُ ، سُبحانَ مَن لَيسَ لَهُ حاجِبُ يُغشى ، ولا بَوّابٌ (4) يُرشى ، ولا تَرجُمانٌ (5) يُناجى ، سُبحانَ مَنِ اختارَ لِنَفسِهِ أحسَنَ الأَسماءِ ، سُبحانَ مَن فَلَقَ (6) البَحرَ لِموسى ، سُبحانَ مَن لا يَزدادُ عَلى كَثرَةِ العَطاءِ إلّا كَرَما وجودا ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ . (7)
.
ص: 329
الكافي عن أبي سعيد المدائنيّ :قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ألا اُعَلِّمُكَ شَيئا تَقولُهُ في صَلاةِ جَعفَرٍ؟ فَقُلتُ : بَلى ، فَقالَ : إذا كُنتَ في آخِرِ سَجدَةٍ مِنَ الأَربَعِ رَكَعاتٍ ، فَقُل إذا فَرَغتَ مِن تَسبيحِكَ : سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ ، سُبحانَ مَن تَعَطَّفَ بِالمَجدِ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شَيءٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ وَالكَرَمِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وَاسمِكَ الأَعظَمِ وكَلِماتِكَ التّامَّةِ الّتي تَمَّت صِدقا وعَدلاً ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ وَافعَل بي كَذا وكَذا . (1)
جمال الاُسبوع عن أبان عن الإمام الصادق عليه السلام :يَقولُ ] أيِ المُصَلِّي] في آخِرِ رَكعَةٍ مِن صَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ : سُبحانَ اللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ ، سُبحانَ اللّهِ الأَحَدِ الصَّمَدِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، سُبحانَ مَن لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ ، سُبحانَ مَن تَعَظَّمَ بِالمَجدِ وتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شَيءٍ عِلمُهُ ، سُبحانَ ذِي الفَضلِ وَالطَّولِ ، سُبحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبحانَ ذِي القُدرَةِ والأَمرِ ، سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، سُبحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ . سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السَّماءُ بِأَكنافِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ الأَرَضونَ ومَن عَلَيها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ الطَّيرُ في أوكارِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ السِّباعُ فِي آجامِها ، سُبحانَ مَن سَبَّحَت لَهُ حيتانُ البَحرِ وهَوامُّهُ ، سُبحانَ مَن لا يَنبَغِي التَّسبيحُ إلّا لَهُ ، سُبحانَ مَن أحصى كُلَّ شيءٍ عِلمُهُ .
.
ص: 330
يا ذَا النِّعمَةِ وَالطَّولِ ، يا ذَا المَنِّ وَالفَضلِ ، يا ذَا القُوَّةِ والكَرَمِ ، أسأَ لُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وبِاسمِكَ الأَعظَمِ الأَعلى وكَلِماتِكَ التّامّاتِ كُلِّها ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا . (1)
الدروع الواقية عن الإمام الصادق عليه السلام _ في دُعاءِ اليَومِ الثّاني عَشَرَ مِن كُلِّ شَهرٍ _ :سُبحانَ الَّذي فِي السَّماواتِ عَرشُهُ ، سُبحانَ مَن فِي الأَرضِ بَطشُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي البَرِّ وَالبَحرِ سَبيلُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي السَّماءِ سَطَواتُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الأَرضِ شَأنُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي القُبور قَضاؤُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي النّارِ نِقمَتُهُ وعَذابُهُ ، سُبحانَ الَّذي فِي الجَنَّةِ رَحمَتُهُ . سُبحانَ الَّذي لا يَفوتُهُ هارِبٌ ، سُبحانَ الَّذي لا مَلجَأَ مِنهُ إلّا إلَيهِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ «فَسُبْحَ_نَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِيًّا وَ حِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ يُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَ يُحْىِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ كَذَ لِكَ تُخْرَجُونَ» (2) ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» (3) ، سُبحانَهُ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ أضعافا مُضاعَفَةً سَرمَدا أبَدا كَما يَنبَغي لِعَظَمَتِهِ ومَنِّهِ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ وبِحَمدِكَ . سُبحانَ اللّهِ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ اللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ مَن هُوَ الحَقُّ ، سُبحانَ القابِضِ الباسِطِ ، سُبحانَ الضّارِّ النّافِعِ ، سُبحانَ العَظيمِ الأَعظَمِ ، سُبحانَ القاضي بِالحَقِّ ، سُبحانَ الرَّفيعِ الأَعلى ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ، الأَوَّلِ الآخِرِ ، الظّاهِرِ الباطِنِ ، الَّذي هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وبِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، سُبحانَ الَّذي هُوَ هكَذا ولا هكَذا غَيرُهُ .
.
ص: 331
سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ شَديدٌ لا يَضعُفُ ، سُبحانَ مَن هُوَ رَقيبٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، سُبحانَ الدّائِمِ القائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ الَّذي لا تَأخُذُه سِنَةٌ ولا نَومٌ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الجِبالُ الرَّواسي بِأَصواتِها تَقولُ : سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ الأَشجارُ بِأُصولِها تَقولُ : سُبحانَ المَلِكِ الحَقِّ ، سُبحانَ مَن تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ يَقولونَ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ الحَيِّ الحَليمِ وبِحَمدِهِ . سُبحانَ مَنِ اعتَزَّ بِالعَظَمَةِ ، وَاحتَجَبَ بِالقُدرَةِ ، وَامتَنَّ بِالرَّحمَةِ ، وعَلا فِي الرِّفعَةِ ، ودَنا فِي الحَياةِ ، ولَم تَخفَ عَلَيهِ خافِياتُ السَّرائِرِ ، ولَم يُوارِ عَنهُ لَيلٌ داجٍ ، ولا بَحرٌ عَجّاجٌ ، ولا حُجُبٌ ولا أزواجٌ ، أحاطَ بِكُلِّ الكُلِّ عِلما ، ووَسِعَ المُذنِبينَ رَأفَةً وحِلما ، وأبدَعَ ما بَرَأَ إتقانا وصُنعا ، نَطَقَتِ الأَشياءُ المُبهَمَةُ عَن قُدرَتِهِ ، وشَهِدَت مُبدِعَةً بِوَحدانِيَّتِهِ . (1)
بحار الأنوار عن الإمام الصادق عليه السلام :سُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ خَلقُهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ عَرشُهُ ومَن تَحتَهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ مَلائِكَتُهُ . . . وسُبحانَ اللّهِ بِما سَبَّحَهُ بِهِ أهلُ الآخِرَةِ وَالدُّنيا وما فيها . . . وسُبحانَ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ جُملَةً لا تُحصى بِعَدَدٍ ولا بِقُوَّةٍ ولا بِحِسابٍ . . . سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ الحَصى وَالنَّوى وَالتُّرابِ وَالجِنِّ والإِنسِ . . . وسُبحانَ اللّهِ تَسبيحا لا يَكونُ بَعدَهُ في عِلمِهِ تَسبيحٌ . . . سُبحانَ اللّهِ أبَدَ الأَبَدِ ، وبَعدَ الأَبَدِ ، وقَبلَ الأَبَدِ . (2)
الإقبال عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :تُسَبِّحُ في كُلِّ يَومٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ (3) :
.
ص: 332
الأَوَّلُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ (1) ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ السَّميعِ الَّذي لَيسَ شَيءٌ أسمَعَ مِنهُ ، يَسمَعُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويَسمَعُ ما في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، ويَسمَعُ الأَنينَ وَالشَّكوى ، ويَسمَعُ السِّرَّ وأخفى ، ويَسمَعُ وَساوِسَ الصُّدورِ ، ولا يُصِمُّ سَمعَهُ صَوتٌ . الثّاني : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ البَصيرِ الَّذي لَيسَ شَيءٌ أبصَرَ مِنهُ ، يُبصِرُ مِن فَوقِ عَرشِهِ ما تَحتَ سَبعِ أرَضينَ ، ويُبصِرُ ما في ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحرِ ، لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ، ولا تَغشى بَصَرَهُ الظُّلمَةُ،ولا يُستَتَرُ مِنهُ بِستِرٍ ، ولا يُواري مِنهُ جِدارٌ ، ولا يَغيبُ عَنهُ بَرٌّ ولا بَحرٌ ، ولا يَكُنُّ (2) مِنهُ جَبَلٌ ما في أصلِهِ ، ولا قَلبٌ ما فيهِ ، ولا جَنبٌ ما في قَلبِهِ ، ولا يَستَتِرُ مِنهُ صَغيرٌ ولا كَبيرٌ ، ولا يَستَخفي مِنهُ صَغيرٌ لِصِغَرِهِ ، ولا يَخفى عَلَيهِ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، هُوَ الَّذي يُصَوِّرُكُم فِي الأَرحامِ كَيفَ يَشاءُ ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ . الثّالِثُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ،
.
ص: 333
سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُنشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ، ويُسَبِّحُ الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ، ويُرسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ ، ويُرسِلُ الرِّياحَ بُشرى بَينَ يَدَي رَحمَتِهِ ، ويُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِكَلِماتِهِ ، ويُنبِتُ النَّباتَ بِقُدرَتِهِ ، ويَبسُطُ الرِّزقَ بِعِلمِهِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَعزُبُ (1) عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ولا أصغَرُ مِن ذلِكَ ولا أكبَرُ إلّا فِي كِتابٍ مُبينٍ . الرابع : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما تَحمِلُ كُلُّ اُنثى وما تَغيضُ الأَرحامُ وما تَزدادُ ، وكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِمِقدارٍ ، عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الكَبيرِ المُتعالِ ، سَواءٌ مِنكُم مَن أسَرَّ القَولَ ومَن جَهَرَ بِهِ ، ومَن هُوَ مُستَخفٍ بِاللَّيلِ وسارِبٌ (2) بِالنَّهارِ ، لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أمرِ اللّهِ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى ويَعلَمُ ما تَنقُصُ الأَرضُ مِنهُم ، ويُقِرُّ (3) فِي الأَرحامِ ما يَشاءُ إلى أجَلٍ مُسَمّىً . الخامس : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ مالِكِ المُلكِ ، تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاء
.
ص: 334
وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ وتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ . السّادِسُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي عِندَهُ مَفاتِحُ الغَيبِ لا يَعلَمُها إلّا هُوَ ، ويَعلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلّا يَعلَمُها ، ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرضِ ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبينٍ . السابِعُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ ، ولا يَجزي بِآلائِهِ الشّاكِرونَ العابِدونَ ، وهُوَ كَما قالَ وفَوقَ ما نَقولُ ، وَاللّهُ سُبحانَهُ كَما أثنى عَلى نَفسِهِ ولا يُحيطونَ بِشَيءٍ مِن عِلمِهِ إلّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ولا يَؤودُهُ حِفظُهُما وهُوَ العَلِيُّ العَظيمُ . الثّامِنُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ولا يَشغَلُهُ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها
.
ص: 335
عَمّا يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ولا يَشغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها عَمّا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ولا يَشغَلُهُ عِلمُ شَيءٍ عَن عِلمِ شَيءٍ ، ولا يَشغَلُهُ خَلقُ شَيءٍ عَن خَلقِ شَيءٍ ، ولا حِفظُ شَيءٍ عَن حِفظِ شَيءٍ ، ولا يُساويهِ شَيءٌ ولا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . التّاسِعُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ «فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَ_ئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَ ثُلَ_ثَ وَ رُبَ_عَ يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ * مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَ مَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (1) . العاشِرُ : سُبحانَ اللّهِ بارِئِ النَّسَمِ ، سُبحانَ اللّهِ المُصَوِّرِ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ الأَزواجِ كُلِّها ، سُبحانَ اللّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ ، سُبحانَ اللّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ ، سُبحانَ اللّهِ خالِقِ ما يُرى وما لا يُرى ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، سُبحانَ اللّهِ الَّذي يَعلَمُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ ، ما يَكونُ مِن نَجوى ثَلاثَةٍ إلّا هُوَ رابِعُهُم ولا خَمسَةٍ إلّا هُوَ سادِسُهُم ولا أدنى مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ إلّا هُوَ مَعَهُم أينَما كانوا ، ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا يَومَ القِيامَةِ إنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ، سُبحانَ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (2)
.
ص: 336
7 / 8التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامالكافي عن هلقام بن أبي هلقام :أتَيتُ أبا إبراهيمَ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ عَلِّمني دُعاءً جامِعا لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ وأوجِز ، فَقالَ : قُل في دُبُرِ الفَجرِ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ . (1)
7 / 9التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلامالتوحيد عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا عليه السلام :سُبحانَ مَن خَلَقَ الخَلقَ بِقُدرَتِهِ ، وأتقَنَ ما خَلَقَ بِحِكمَتِهِ ، ووَضَعَ كُلَّ شَيءٍ مِنهُ مَوضِعَهُ بِعِلمِهِ ، سُبحانَ مَن يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ (2) وما تُخفِي الصُّدورُ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (3)
7 / 10التَّسبيحاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الهادي عليه السلامالتوحيد عن عن بشر بن بشّار الأسدي عن الإمام الهادي عليه السلام :سُبحانَ مَن لا يُحَدُّ ولا يوصَفُ ، ولا يُشبِهُهُ شَيءٌ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (4)
.
ص: 337
الكافي عن حمزة بن محمّد :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام أسأَلُهُ عَنِ الجِسمِ وَالصّورَةِ فَكَتَبَ : سُبحانَ مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ؛ لا جِسمٌ ولا صورَةٌ . (1)
7 / 11النَّوادِرُالكافي عن كثير بن كلثمة عن أحدهما عليهماالسلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَ_تٍ» (2) _: قالَ : لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وأنتَ خَيرُ الغافِرينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وَارحَمني وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (3)
الأمالي عن ابن عبّاس _ في حَديثٍ ذَكَرَ فِيهِ أنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا بَعَثَ عيسى عليه السلام تَعَرَّضَ لَهُ الشَّيطانُ فَوَسوَسَ لَهُ ، إلى أن قالَ _ :فَأَعظَمَ عيسى عليه السلام ذلِكَ مِن قَولِ إبليسَ الكافِرِ اللَّعينِ ، فَقالَ عيسى عليه السلام : سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ سَماواتِهِ وأَرَضيهِ ، ومِدادَ كَلِماتِهِ ، وزِنَةَ عَرشِهِ ، ورِضا نَفسِهِ . قالَ : فَلَمّا سَمِعَ إبليسُ لَعَنَهُ اللّهُ ذلِكَ ذَهَبَ عَلى وَجهِهِ لا يَملِكُ مِن نَفسِهِ شَيئا ، حَتّى وَقَعَ فِي اللُّجَّةِ الخَضراءِ . (4)
.
ص: 338
الدعوات :تَسابيحُ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَالأَئِمَّةِ عَلَيهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : تَسبيحُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الشَّهرِ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ رِضاهُ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ سَماواتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِل ءَ أرضِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِثلَ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِثلَ ذلِكَ . تَسبيحُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الثّاني : سُبحانَ مَن تَعالى جَدُّهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ ، سُبحانَ مَن هُوَ إلى غَيرِ غايَةٍ يَدومُ بَقاؤُهُ ، سُبحانَ مَنِ استَنارَ بِنورِ حِجابِهِ دونَ سَمائِهِ ، سُبحانَ مَن قامَت لَهُ السَّماواتُ بِلا عَمَدٍ ، سُبحانَ مَن تَعَظَّمَ بِالكِبرِياءِ وَالنّورِ سَناؤُهُ ، سُبحانَ مَن تَوَحَّدَ بِالوَحدانِيَّةِ فَلا إلهَ سِواهُ ، سُبحانَ مَن لَبِسَ (1) البَهاءَ وَالفَخرُ رِداؤُهُ ، سُبحانَ مَنِ استَوى عَلى عَرشِهِ بِوَحدانِيَّتِهِ . تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام فِي اليَومِ الثّالِثِ : سُبحانَ مَنِ استَنارَ بِالحَولِ وَالقُوَّةِ ، سُبحانَ مَنِ احتَجَبَ في سَبعِ سَماواتٍ فَلا عَينٌ تَراهُ ، سُبحانَ مَن أَذَلَّ الخَلائِقَ بِالمَوتِ وأَعَزَّ نَفسَهُ بِالحَياةِ ، سُبحانَ مَن يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ سِواهُ ، سُبحانَ مَنِ استَخلَصَ الحَمدَ لِنَفسِهِ وَارتَضاهُ ، سُبحانَ الحَيِّ العَليمِ ، سُبحانَ الحَليمِ الكَريمِ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ ، سُبحانَ العَلِيِّ العَظيمِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الرّابِعِ : سُبحانَ مَن هُوَ مُطَّلِعٌ عَلى خَوازِنِ القُلوبِ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحصي عَدَدِ الذُّنوبِ ، سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، سُبحانَ المُطَّلِعِ عَلَى السَّرائِرِ عالِمِ الخَفِيّاتِ ، سُبحانَ مَن لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، سُبحانَ مَنِ السَّرائِرُ عِندَهُ عَلانِيَةٌ ،
.
ص: 339
وَالبَواطِنُ عِندَهُ ظَواهِرٌ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الخامِسِ : سُبحانَ الرَّفيعِ الأَعلى ، سُبحانَ العَظيمِ الأَعظَمِ ، سُبحانَ مَن هُوَ هكَذا ولا يَكونُ هكَذا غَيرُهُ ، ولا يَقدِرُ أحَدٌ قُدرَتَهُ ، سُبحانَ مَن أَوَّلُهُ عِلمٌ لا يوصَفُ ، وآخِرُهُ عِلمٌ لا يَبيدُ ، سُبحانَ مَن عَلا فَوقَ البَرِيّاتِ بِالإِلهِيَّةِ فَلا عَينٌ تُدرِكُهُ ، ولا عَقلٌ يُمَثِّلُهُ ، ولا وَهمٌ يُصَوِّرُهُ ، ولا لِسانٌ يَصِفُهُ بِغايَةِ ما لَهُ مِنَ الوَصفِ ، سُبحانَ مَن عَلا فِي الهَواءِ ، سُبحانَ مَن قَضَى المَوتَ عَلَى العِبادِ ، سُبحانَ المَلِكِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدُّوسِ ، سُبحانَ الباقي الدّائِمِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فِي اليَومِ السّادِسِ : سُبحانَ مَن أشرَقَ نورُهُ كُلَّ ظُلمَةٍ ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ بِقُدرَتِهِ كُلَّ قُدرَةٍ ، سُبحانَ مَنِ احتَجَبَ عَنِ العِبادِ بِطَرائِقِ نُفوسِهِم فَلا شَيءٌ يَحجُبُهُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ السّابِعِ : سُبحانَ الخالِقِ البارِىِ، سُبحانَ القادِرِ المُقتَدِرِ ، سُبحانَ (1) الباعِثِ الوارِثِ ، سُبحانَ مَن خَضَعَت لَهُ الأَشياءُ ، سُبحانَ مَن يُسَبِّحُ (2) الرَّعدُ بِحَمدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِن خيفَتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فِي اليَومِ الثّامِنِ : سُبحانَ مَن هُوَ عَظيمٌ لا يُرامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا يَنسى ، سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحيطٌ بِخَلقِهِ لا يَغيبُ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا يُرى ، سُبحانَ مَن استَتَرَ بِالضِّياءِ فَلا شَيءَ يُدرِكُهُ ، سُبحانَ مَنِ النّورُ مَنارُهُ ، وَالضِّياءُ بَهاؤُهُ ، وَالبَهجَةُ جَمالُهُ ، وَالجَلالُ عِزُّهُ ، وَالعِزَّةُ قُدرَتُهُ ، وَالقُدرَةُ صِفَتُهُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُوسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام فِي اليَومِ التّاسِعِ : سُبحانَ مَن مَلَأَ الدَّهرَ قُدسُهُ ، سُبحان
.
ص: 340
مَن لا يَغشَى الأَمَدَ نُورُهُ ، سُبحانَ مَن أَشرَقَ كُلَّ ظُلمَةٍ بِضَوئِهِ ، سُبحانَ مَن يَدينُ لِدينِهِ كُلُّ دينٍ ولا يُدانُ لِغَيرِ دينِهِ دينٌ ، سُبحانَ مَن قَدَّرَ كُلَّ شَيءٍ بِقُدرَتِهِ ، سُبحانَ مَن لَيسَ لِخالِقِيَّتِهِ حَدٌّ ، ولا لِقادِرِيَّتِهِ نَفادٌ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ مُوسى عليه السلام فِي اليَومِ العاشِرِ وَالحادِيَ عَشَرَ : سُبحانَ خالِقِ النّورِ ، سُبحانَ خالِقِ الظُّلمَةِ ، سُبحانَ خالِقِ المِياهِ ، سُبحانَ خالِقِ السَّماواتِ ، سُبحانَ خالِقِ الأَرَضينَ ، سُبحانَ خالِقِ الرِّياحِ وَالنَّباتِ ، سُبحانَ خالِقِ الحَياةِ وَالمَوتِ ، سُبحانَ خالِقِ الثَّرى وَالفَلَواتِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ الثّانِيَ عَشَرَ وَالثّالِثَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن لا يَعتَدي عَلى أهلِ مَملَكَتِهِ ، سُبحانَ مَن لا يُؤاخِذُ أهلَ الأَرضِ بِأَلوانِ العَذابِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ عليه السلام فِي اليَومِ الرّابِعَ عَشَرَ وَالخامِسَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ غَنِيٌّ لا يَفتَقِرُ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي اليَومِ السّادِسَ عَشَرَ وَالسّابِعَ عَشَرَ : سُبحانَ مَن هُو في عُلُوِّهِ دانٍ ، وفي دُنُوِّهِ عالٍ ، وفي إِشراقِهِ مُنيرٌ ، وفي سُلطانِهِ قَوِيٌّ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ . تَسبيحُ صاحِبِ الزَّمانِ عليه السلام فِي اليَومِ الثّامِنَ عَشَرَ إلى آخِرِ الشَّهرِ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ خَلقِهِ ، سُبحانَ اللّهِ رِضا نَفسِهِ ، سُبحانَ اللّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، سُبحانَ اللّهِ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ . (1)
المصباح عن ابن عبّاس يرفعه :مَن قالَ هذِهِ الكَلِماتِ كُلَّ يَومٍ مَرَّةً واحِدَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ مِنَ السَّيِّئاتِ ورَفَعَ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ ، وأَثبَتَ لَهُ مِن
.
ص: 341
الشَّفاعاتِ كَذلِكَ ، وهُوَ : سُبحانَ مَن هُوَ باقٍ لا يَفنى ، سُبحانَ مَن هُوَ عالِمٌ لا يَنسى ، سُبحانَ مَن هُوَ حافِظٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قَيّومٌ لا يَنامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ قائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ حَليمٌ لا يَلهو ، سُبحانَ مَن هُوَ مَلِكٌ لا يُرامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ عَزيزٌ لا يُضامُ ، سُبحانَ مَن هُوَ بَصيرٌ لا يَرتابُ ، سُبحانَ مَن هُوَ واسِعٌ لا يُكَلِّفٌ ، سُبحانَ مَن هُوَ مُحتَجِبٌ لا يُرى ، وصَلَّى اللّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وسَلَّمَ تَسليما . (1)
المصباح :قُل كُلَّ يَومٍ مَرَّةً (2) : سُبحانَ الدّائِمِ القائِمِ ، سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الواحِدِ الأَحَدِ ، سُبحانَ الفَردِ الصَّمَدِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ ، سُبحانَ رَبِّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى . (3)
كنز العمّال عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ مَرَّةً : «سُبحانَ القائِمِ الدّائِمِ ، سُبحانَ الحَيِّ القَيّومِ ، سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى ، سُبحانَهُ وتَعالى» لَم يَمُت حَتّى يَرى مَكانَهُ مِنَ الجَنَّةِ أو يُرى لَهُ . (4)
المصباح :يُستَحَبُّ أن يُصَلِّيَ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ رَكعَتَينِ ، بِالحَمدِ فيها وَالتَّوحيدِ ثَلاثا ، فَإِذا سَلَّمَ قالَ : «سُبحانَ مَن هُوَ حَفيظٌ لا يَغفُلُ ، سُبحانَ مَن هُو
.
ص: 342
رَحيمٌ لا يَعجَلُ ، سُبحانَ مَن هُو قائِمٌ لا يَسهو ، سُبحانَ مَن هُوَ دائِمٌ لا يَلهو» ثُمَّ يَقولُ التَّسبيحاتِ الأَربَعَ سَبعا ، ثُمَّ يَقولُ : «سُبحانَكَ سُبحانَكَ ، يا عَظيمُ اغفِر لِيَ الذَّنبَ العَظيمَ» ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيَّ وآلِهِ عليهم السلامعَشرا . مَن صَلّاها غَفَرَ اللّهُ لَهُ سَبعينَ ألفَ ذَنبٍ . (1)
الكافي عن محمّد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام_ في ذِكرِ أعمالِ العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: تَقولُ فِي اللَّيلَةِ العاشِرَةِ : الحَمدُ للّهِِ لا شَريكَ لَهُ ، الحَمدُ للّهِِ كَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ وكَما هُوَ أهلُهُ ، يا قُدّوسُ يا نورَ القُدسِ ، يا سُبّوحُ يا مُنتَهَى التَّسبيحِ . (2)
.
ص: 343
الفَصلُ الثّامِنُ : تسبيح فاطمة عليهاالسلام8 / 1فَضلُ تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلامالإمام الباقر عليه السلام :ما عُبِدَ اللّهُ بِشَيءٍ مِنَ التَّحميدِ أفضَلَ مِن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، ولَو كانَ شَيءٌ أفضَلَ مِنهُ لَنَحَلَهُ (1) رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فاطِمَةَ عليهاالسلام . (2)
الإمام الصادق عليه السلام _ لِأَبي هارونَ المَكفوفِ _ :يا أبا هارونَ ، إنّا نَأمُرُ صِبيانَنا بِتَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلامكَما نَأمُرُهُم بِالصَّلاةِ ، فَالزَمهُ ؛ فَإِنَّهُ لَم يَلزَمهُ عَبدٌ فَشَقِيَ . (3)
عنه عليه السلام :مَن باتَ عَلى تَسبيحِ فاطِمَ_ةَ عليهاالسلام ، كانَ مِنَ الذّاكِري_نَ اللّهَ كَثي_را وَالذّاكِراتِ (4) . (5)
.
ص: 344
عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام مِنَ الذِّكرِ الكَثيرِ الَّذي قالَ اللّهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» (1) . (2)
تأويل الآيات الظاهرة عن إسماعيل بن عمّار :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : قَولُهُ عز و جل : «اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» ما حَدُّهُ؟ قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَّمَ فاطِمَةَ عليهاالسلام أن تُكَبِّرَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وتُسَبِّحَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وتُحَمِّدَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، فَإِذا فَعَلَت ذلِكَ بِاللَّيلِ مَرَّةً وبِالنَّهارِ مَرَّةً ، فَقَد ذَكَرَتِ اللّهَ كَثيرا . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ عليهاالسلامفي دُبُرِ المَكتوبَةِ مِن قَبلِ أن يَبسُطَ رِجلَيهِ ، أوجَبَ اللّهُ لَهُ الجَنَّةَ . (4)
عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ اللّهَ في دُبُرِ الفَريضَةِ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام المِئَةَ مَرَّةٍ ، وأتبَعَها بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (5)
عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ تَسبيحَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامقَبلَ أن يَثنِيَ (6) رِجلَيهِ مِن صَلاةِ الفَريضَةِ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ، وَليَبدَأ بِالتَّكبيرِ . (7)
.
ص: 345
عنه عليه السلام :تَسبيحُ فاطِمَةَ عليهاالسلام في كُلِّ يَومٍ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ، أحَبُّ إلَيَّ مِن صَلاةِ ألفِ رَكعَةٍ في كُلِّ يَومٍ . (1)
مشكاة الأنوار :دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وكَلَّمَهُ فَلَم يَسمَع كَلامَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، وشَكا إلَيهِ ثِقلاً في اُذُنَيهِ ، فَقالَ لَهُ : ما يَمنَعُكَ _ أو أينَ أنتَ _ مِن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام؟ فَقالَ لَهُ : جُعلِتُ فِداكَ ، وما تَسبيحُ فاطِمَةَ؟ فَقالَ : تُكَبِّرُ اللّهَ أربَعا وثَلاثينَ ، وتُحَمِّدُ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وتُسَبِّحُ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، تَمامَ المِئَةِ . قالَ : فَما فَعَلتُ ذلِكَ إلّا يَسيرا ، حَتّى ذَهَبَ عَنّي ما كُنتُ أجِدُهُ . (2)
8 / 2بَدءُ تَشريعِهِالإمام عليّ عليه السلام _ لِرَجُلٍ مِن بَني سَعدٍ _ :ألا اُحَدِّثُكَ عَنِّي وعَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام؟ إنَّها كانَت عِندي فَاستَقَت بِالقِربَةِ حَتّى أثَّرَ في صَدرِها ، وطَحَنَت بِالرَّحى حَتّى مَجَلَت يَداها ، وكَسَحَتِ البَيتَ حَتَّى اغبَرَّت ثِيابُها ، وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّى دَكِنَت (3) ثِيابُها ، فَأَصابَها مِن ذلِكَ ضُرٌّ شَديدٌ . فَقُلتُ لَها : لَو أتَيتِ أباكِ فَسَأَلتِهِ خادِما يَكفيكِ حَرَّ (4) ما أنتِ فيهِ مِن هذَا العَمَلِ . فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَوَجَدَت عِندَهُ حُدّاثا (5) فَاستَحيَت فَانصَرَفَت ، فَعَلِمَ صلى الله عليه و آله أنَّها قَد
.
ص: 346
جاءَت لِحاجَةٍ ، فَغَدا عَلَينا . . . ثُمَّ قالَ : يا فاطِمَةُ ما كانَت حاجَتُكِ أمسِ عِندَ مُحَمَّدٍ؟... فَقُلتُ : أنَا وَاللّهِ اُخبِرُك يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّهَا استَقَت بِالقِرَبةِ حَتّى أَثَّرَ في صَدرِها ، وجَرَّت بِالرَّحى حَتّى مَجَلَت يَداها ، وكَسَحَتِ البَيتَ حَتَّى اغبَرَّت ثِيابُها ، وأوقَدَت تَحتَ القِدرِ حَتّى دَكِنَت ثِيابُها ، فَقُلتُ لَها : لَو أتَيتِ أباكِ فَسَأَلتِهِ خادِما يَكفيكِ حَرَّ ما أنتَ فِيهِ مِن هذَا العَمَلِ! قالَ : أفَلا اُعَلِّمُكُما ما هُوَ خَيرٌ لَكُما مِنَ الخادِمِ؟ إذا أخَذتُما مَنامَكُما فَكَبِّرا أربَعا وثَلاثينَ تَكبِيرَةً ، وسَبِّحا ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وَاحمَدا ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً . (1)
عنه عليه السلام :إنَّ فاطِمَةَ عليهاالسلام شَكَت ما تَلقى مِن أثَرِ الرَّحى ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله سَبيٌ ، فَانطَلَقَت فَلَم تَجِدهُ ، فَوَجَدَت عائِشَةَ فَأَخبَرَتها ، فَلَمّا جاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أخبَرَتهُ عائِشَةُ بِمَجيءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ، فَجاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَينا وقَد أخَذنا مَضاجِعَنا ، فَذَهَبتُ لِأَقومَ فَقالَ : عَلى مَكانِكُما ، فَقَعَدَ بَينَنا حَتّى وَجَدتُ بَردَ قَدَمَيهِ عَلى صَدري ، وقالَ : ألا اُعَلِّمُكُما خَيرا مِمّا سَأَلتُماني؟ إذا أخَذتُما مَضاجِعَكُما تُكَبِّرانِ أربَعا وثَلاثينَ ، وتُسَبِّحانِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وتُحَمِّدانِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، فَهُوَ خَيرٌ لَكُما مِن خادِمٍ . (2)
.
ص: 347
8 / 3كَيفِيَّتُهُالكافي عن محمّد بن عذافر :دَخَلتُ مَعَ أبي عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَسَأَلَهُ أبي عَن تَسبيحِ فاطِمَةَ عليهاالسلام . فَقالَ : «اللّهُ أكبَرُ» حَتّى أحصاها أربَعا وثَلاثينَ مَرَّةً ، ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» حَتّى بَلَغَ سَبعا وسِتِّينَ ، ثُمَّ قالَ : «سُبحانَ اللّهِ» حَتّى بَلَغَ مِئَةً ، يُحصيها بِيَدِهِ جُملَةً واحِدَةً . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :في تَسبيحِ فاطِمَةَ صَلَّى اللّهُ عَلَيها ، يُبدَأُ بِالتَّكبيرِ أربَعا وثَلاثينَ ، ثُمَّ التَّحميدِ ثَلاثا وثَلاثينَ ، ثُمَّ التَّسبيحِ ثَلاثا وثَلاثينَ . (2)
الكافي عن داوود بن فرقد عن أخيه :أنَّ شِهابَ بنَ عَبدِ رَبِّهِ سَأَلَهُ أن يَسأَلَ أبَا عَبدِ اللّهِ عليه السلام وقالَ : قُل لَهُ : إِنَّ امرَأَةً تُفزِعُني فِي المَنامِ بِاللَّيلِ . فَقالَ : قُل لَهُ : اجعَل مِسباحا (3) ، وكَبِّرِ اللّهَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وسَبِّحِ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وَاحمَدِ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ ، وقُل : لا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي ، بِيَدِهِ الخَيرُ ، ولَهُ اختِلافُ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ _ عَشرَ مَرّاتٍ _ . (4)
الكافي :عَن مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ عَمَّن ذَكَرَهُ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يُسَبِّحُ تَسبيحَ فاطِمَةَ صَلَّى اللّهُ عَلَيها ، فَيَصِلُهُ ولا يَقطَعُهُ . (5)
.
ص: 348
مسند ابن حنبل عن أبي الدرداء :أتَيتُ رَسولَ اللّهَ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ذَهَبَ الأَغنِياءُ بِالدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ نُصَلّي ويُصَلّونَ ، ونَصومُ ويَصومونَ ، ويَتَصَدَّقونَ ولا نَتَصَدَّقُ! قالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ إن أنتَ فَعَلتَهُ لَم يَسبِقكَ أحَدٌ كانَ قَبلَكَ ولَم يُدرِككَ أحَدٌ بَعدَكَ ، إلّا مَن فَعَلَ الَّذي تَفعَلُ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ ؟! ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، وأربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً (1) .
مسند ابن حنبل عن زيد بن ثابت :أمَرَنا [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] أن نُسَبِّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، ونُحَمِّدَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، ونُكَبِّرَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً . (2)
راجع : ج 1 ص 344 ح 933 و ص 345 ح 938 .
.
ص: 349
دراسة حول كيفية تسبيح الزهراء (1) عليهاالسلاملقد أكّدت الكثير من الروايات على استحباب تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، وهذه الروايات مستفيضة بين الشيعة وأهل السنّة وقد نقلت بطرق مختلفة . في كتب الشيعة الأربعة وبعض صحاح أهل السنّة ومسانيدهم المشهورة . وما نفهمه من هذه الروايات أنّ هذا التسبيح اعتبر من مصاديق الذكر الكثير (2) ولا ينحصر استحبابه في تعقيبات الصلوات الواجبة ، أو جميع الصلوات ، بل إنّه مفيد أيضا عند النوم ، أو لحل بعض من المشكلات . (3) وتتفق جميع هذه الأحاديث على أنّ هذا التسبيح مؤلّف من ثلاثة أذكار هي «اللّه أكبر» ، «الحمد للّه » و «سبحان اللّه » وهو الهدية القيّمة ل رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى ابنته الكريمة فاطمة عليهاالسلام . كما تتفق في العدد العام والخاص لكل من هذه الأذكار ، حيث اعتبرت جميع الروايات أنّ عدد ذكر «اللّه أكبر» 34 ، و«الحمد للّه » 33 ، و«سبحان اللّه » 33 مرّة ويبلغ مجموعها مئة . والاختلاف الجزئي الوحيد بينها إنّما هو في تسلسل هذه الأجزاء الثلاثة . فالروايات الشيعية أجمعت على أن «اللّه أكبر» هو الذكر الأوّل (4) ، واعتبرته بعض روايات أهل السنّة الذكر الختامي (5) في حين اتفق البعض الآخر _ والذي جاء فى ¨
.
ص: 350
مصادر أكثر اعتبارا _ مع روايات الشيعة في هذا القسم (1) . ولذلك يمكن حل هذا الختلاف بسهولة . والاختلاف الآخر ، في الروايات الشيعيّة ، في تسلسل «الحمد للّه » و «سبحان اللّه » . والمشهور فيها تقديم «الحمد للّه » على «سبحان اللّه » (2) فيما تذكر روايات معدودة عكس ذلك وعلى هذا الأساس ، فإن غالبية الفقهاء ، ذكروا التسلسل السائد والمتداول الحالي ، أي «اللّه أكبر» ، «الحمد للّه » ، «سبحان اللّه » ، وقال بعضهم بالتخيير واعتبر كلا التسلسلين جائزا .
الرأي المشهور : تقديم التحميد على التسبيحيقول العلّامة الحلّي في كتاب «المختلف» والذي يذكر فيه الاختلاف بين فتاوى فقهاء الشيعة : «المشهور في تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، تقديم التكبير ، ثمّ التحميد ، ثمّ التسبيح ، ذكره الشيخ في النهاية والمبسوط والمفيد في المقنعة وسلار وابن البراج وابن إدريس» (3) . والمراجعة المباشرة إلى الكتب الفقهية تتمخض عن هذه النتيجة أيضا (4) . كما اعتبرها الشيخ البهائي في مفتاح الفلاح مشهورة وقال : «فالمشهور الذي عليه العمل في التعقيبات ، تقديم التحميد على التسبيح» (5) .
.
ص: 351
وقد اعتبر المحدث البحراني في الحدائق الناضرة بعد ذكر جميع الروايات الواردة في ذلك والجمع بينها أن تقديم التحميد على التسبيح هو القول المشهور المعتضد بالأخبار (1) . وقال الشيخ الأجل محمد حسن النجفي رحمه اللهفي كتابه القيّم «جواهر الكلام» : «فالمشهور بين الأصحاب ، شهرة عظيمة ، بل في الوسائل عليه عمل الطائفة ، أربع وثلاثون تكبيرة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تحميدة ، ثمّ ثلاث وثلاثون تسبيحة ، بل لا خلاف أجده في الفتاوى والنصوص عدا خبر «العلل» الذي ستسمعه» (2) .
دليل الرأي المشهورإنّ دليل المشهور ، سهل وواضح . وتدل الروايات الكثيرة على مدعاهم ومن خلال إحصاء بسيط يمكن إظهار كثرتها . بالإضافة إلى ذلك ، فإن إسناد الروايات الدالّة على القول المشهور تتمتع بقوة أكثر قياسا إلى الروايات الأخرى لذلك فإننا حتى إذا اعتبرنا المجموعتين من الروايات متعارضتين _ وهما ليسا كذلك كما سنقرر _ فإنّ الترجيح سيكون مع القول المشهور بناء على الشهرة الروائية وقوّة السند (3) .
الرأي الثاني : تقديم التسبيح على التحميدإنّ دليل هذا القول أنّ بعض الفقهاء المتقدمين مثل الشيخ الصدوق ووالده ، وابن الجنيد والشيخ الطوسي في بعض كتبه ، عند بيان كيفية تسبيح الزهراء عليهاالسلام ، قدموا التسبيح على الحمد (4) ، نظرا إلى أن هؤلاء الفقهاء كانوا قريبين من عصر الأئمة عليهم السلام
.
ص: 352
وكانوا محدثين أيضا ، إذن يمكن اعتبار قولهم ردّا على القول المشهور . ومن أجل الإجابة على هذا القول ، يمكننا أن نذكر تصريح الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي اللذين جوزا كلا الشكلين والترتيبين المشهور وغير المشهور وكان قصدهما من ذكر الترتيب غير المشهور أن يقولا إنّ الترتيب المشهور لا يجب الالتزام به وإنّه ليس منحصرا فكلا الكيفيتين مشروعتان مسنونتان . ويرى بعض الفقهاء المتأخرين أيضا مثل صاحب الجواهر هذا الرأي بل إنّهم نسبوه إلى العلّامة الحلّي والفيض الكاشاني أيضا . (1) والدليل الذي اعتمده صاحب الجواهر هو أنّ الاختلاف بين الروايات في المسائل المستحبة لا يؤدي إلى التعارض كي تظهر الحاجة إلى الترجيح ، أو التخيير ، بل التأكيد على جانب في هذه المواضع ، هو بهدف التعريف بالفرد الأحسن والأكمل وليس بهدف نفي جواز الطرف الآخر ومشروعيّتهِ . يقول صاحب الجواهر : وربما يُشْعِر به قول الصادق عليه السلام : «وتبدأ بالتكبير» مع سكوته عن غيره . (2) أي إنّ المهمّ هو البدء بالتكبير ، ولما امتنع الإمام عليه السلام عن بيان الترتيب بين الحمد والتسبيح ، فإن ترتيبهما ليس مهما ، وما رواه محمّد بن عذافر من فعل الإمام الصادق عليه السلام بأنّه قدم التحميد على التسبيح 3 ، لا يثبت سوى الجواز والحد الأقصى لاستحبابه ولا يدل على حتميته ورفض الكيفية الأخرى .
الرأي الثالث : التفصيلممّا يجدر ذكره أن هناك رأيا آخر مطروحا في هذا المجال وهو التفصيل ، أى ¨
.
ص: 353
اختصاص الكيفية المشهورة «تقديم التحميد على التسبيح» بتعقيبات الصلاة واختصاص الكيفية غير المشهورة «تقديم التسبيح على التحميد» بالتسبيح عند النوم . وقد رد الشيخ البهائي هذا التفصيل مستندا إلى الإجماع المركب (1) ، وأمّا الفقهاء الآخرون مثل المحدث البحراني وصاحب الجواهر فلم يستحسنوا هذا الردّ ولم يعتبروا المسألة موضع تمسّك بهذا النوع من الأدلّة (2) . والدليل الأفضل في رد هذا التفصيل ، هو الرجوع إلى الروايات ، فبين الروايات المشهورة رواية تثبت الكيفية المشهورة لهذا الذكر قبل النوم وبين الروايات الدالة على الكيفية غير المشهورة رواية مختصة بتعقيب الصلاة . وبعبارة أخرى فإن هذا الجمع بين الروايات لا يمكن قبوله لعدم انطباقه على الروايات ، فالروايات المشهورة مطلقة وتشمل كلا الحالتين .
الرأي المختاريمكن القول استنادا إلى ما مضى ، إنّ الرأي الذي اتفق عليه علماء الشيعة من الابتداء بالتكبير والذي يستند إلى قول محدثين مشهورين مثل البخاري ، ومسلم النيسابوري وأبو داوود ، يرجح على رأي محدثي أهل السنّة الآخرين وهو الختم بالتكبير ، وأمّا فيما يتعلق بنقطة الخلاف الاخرى وهي تقديم التحميد على التسبيح ، فليست هناك ضرورة إلى الانحصار في الشكل والكيفيّة المشهورة فكلا الشكلين مشروعان ، رغم أن بالإمكان اعتبار الترتيب المشهور أفضل نظرا إلى كثرة الروايات وفتاوى الفقهاء .
.
ص: 354
. .
ص: 355
الفَصلُ التّاسِعُ : تسبيح الموجودات9 / 1ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ المَلائِكَةِالكتاب«وَ تَرَى الْمَلَ_ئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» . (1)
«تَكَادُ السَّمَ_وَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَ_ئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» . (2)
«فَإِنِ اسْتَكْبَرُواْ فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُمْ لَا يَسْ_ئمُونَ» . (3)
«إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ» (4) . (5)
.
ص: 356
«وَ لَهُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (1) . (2)
«وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَلَقَ اللّهُ تَعالى مَلَكا تَحتَ العَرشِ يُسَبِّحُهُ بِجَميعِ اللُّغاتِ المُختَلِفَةِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى اسمُهُ إذا قَضى أمرا سَبَّحَ حَمَلَةُ العَرشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أهلُ السَّماءِ الَّذينَ يَلونَهُم ، حَتّى يَبلُغَ التَّسبيحُ أهلَ هذِهِ السَّماءِ الدُّنيا . (5)
الإمام عليّ عليه السلام _ لِنَوفٍ البِكالِيِّ _ :اِنقَطِع إلَى اللّهِ سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : . . . جَعَلتُ آمالَ عِبادي مُتَّصِلَةً بي ، وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخورا لَهُم عِندي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا
.
ص: 357
يَمَلُّ تَسبيحي . (1)
عنه عليه السلام _ في خُطبَةٍ يَذكُرُ فيها خَلقَ المَلائِكَةِ _ :ثُمَّ فَتَقَ ما بَينَ السَّماواتِ العُلى ، فَمَلَأَهُنَّ أطوارا مِن مَلائِكَتِهِ ، مِنهُم سُجودٌ لا يَركَعونَ ، ورُكوعٌ لا يَنتَصِبونَ ، وصافّونَ لا يَتَزايَلونَ ، ومُسَبِّحونَ لا يَسأَمونَ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل خَلَقَ العَرشَ أرباعا لَم يَخلُق قَبلَهُ إلّا ثَلاثَةَ أشياءَ : الهَواءَ وَالقَلَمَ وَالنّورَ ، ثُمَّ خَلَقَهُ مِن أنوارٍ مُختَلِفَةٍ ، فَمِن ذلِكَ النّورِ نورٌ أخضَرُ اخضَرَّت مِنهُ الخُضرَةُ ، ونورٌ أصفَرُ اصفَرَّت مِنهُ الصُّفرَةُ ، ونورٌ أحمَرُ احمَرَّت مِنهُ الحُمرَةُ ، ونورٌ أبيَضُ وهُوَ نورُ الأَنوارِ ، ومِنهُ ضَوءُ النَّهارِ . ثُمَّ جَعَلَهُ سَبعينَ ألفَ طَبَقٍ ، غِلَظُ كُلِّ طَبَقٍ كَأَوَّلِ العَرشِ إلى أسفَلِ السّافِلينَ ، لَيسَ مِن ذلِكَ طَبَقٌ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِ رَبِّهِ ويُقَدِّسُهُ بِأَصواتٍ مُختَلِفَةٍ ، وألسِنَةٍ غَيرِ مُشتَبِهَةٍ ، ولَو اُذِنَ لِلِسانٍ مِنها فَأَسمَعَ شَيئا مِمّا تَحتَهُ لَهَدَمَ الجِبالَ وَالمَدائِنَ وَالحُصونَ ، ولَخَسَفَ البِحارَ ولَأَهلَكَ ما دونَهُ . لَهُ ثَمانِيةُ أركانٍ ، عَلى كُلِّ رُكنٍ مِنها مِنَ المَلائِكَةِ ما لا يُحصي عَدَدَهُم إلَا اللّهُ عز و جل ، يُسَبِّحونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لا يَفتُرونَ ، ولَو حَسَّ (3) شَيءٌ مِمّا فَوقَهُ ، ما قامَ لِذلِكَ طَرفَةَ عَينٍ بَينَهُ وبَينَ الإِحساسِ الجَبَروتُ وَالكِبرِياءُ وَالعَظَمَةُ وَالقُدسُ وَالرَّحمَةُ ثُمَّ العِلمُ ، ولَيسَ وَراءَ هذا مَقالٌ . (4)
عنه عليه السلام _ مِن دُعائِهِ فِي الصَّلاةِ عَلى حَمَلَةِ العَرشِ _ :فَصَلِّ عَلَيهِم ، وعَلَى
.
ص: 358
المَلائِكَةِ الَّذينَ مِن دونِهِم ؛ مِن سُكّانِ سَماواتِكَ ، وأَهلِ الأَمانَةِ عَلى رِسالاتِكَ ، وَالَّذينَ لا تَدخُلُهُم سَأَمَةٌ مِن دُؤوبٍ ، ولا إعياءٌ مِن لُغوبٍ ، ولا فُتورٌ ، ولا تَشغَلُهُم عَن تَسبيحِكَ الشَّهَواتُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :ما مِن ثَمَرَةٍ ولا شَجَرَةٍ ولا غَرسَةٍ ، إلّا ومَعَها مَلَكٌ يُسَبِّحُ اللّهَ ويُقَدِّسُهُ ويُهَلِّلُهُ . (2)
9 / 2الأَسماءُ الَّتي تُسَبِّحُ بِهَا المَلائِكَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الأَسماءِ الحُسنى _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ حَولَ العَرشِ وَالأَرَضينَ يا اللّهُ ، وأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِن ضِياءِ ذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ الرَّحمَةِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ الظُّلمَةِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ العَذابِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ البَردِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذين خَلَقتَهُم مِنَ الثَّلجِ وَالنّارِ ، وألَّفتَ بَينَهُم بِعَظَمَةِ ذلِكَ الاِسمِ ، لا تُذيبُ النّارُ الثَّلجَ ، ولا يُطفِئُ الثَّلجُ النّارَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ بِهِ المَلائِكَةُ الَّذينَ خَلَقتَهُم مِنَ النّورِ فَيَخرُجُ مِن أفواهِهِمُ النّورُ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي خَلَقتَهُ مِن تَسبيحِ ذلِكَ الاِسمِ وبِهِ يَخرُجُ مِن أفواهِهِم تَسبيحا تَخلُقُ مِنهُ مَلائِكَةً يُسَبِّحونَكَ ويُقَدِّسونَكَ ويُهَلِّلونَكَ ويُكَبِّرونَكَ ويُمَجِّدونَكَ بِذلِكَ الاِسمِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . (3)
.
ص: 359
عنه صلى الله عليه و آله _ أيضا _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي خَلَقتَ بِهِ إسرافيلَ وعَظَّمتَ خِلقَتَهُ بِذلِكَ الاِسمِ فَهُوَ يُسَبِّحُكَ بِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . . . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إسرافيلُ فَيَقطَعُ تَسبيحُهُ عَلى جَميعِ المَلائِكَةِ عِبادَتَهُم لِاستِماعِهِم إلى طيبِ صَوتِهِ وتَسبيحِهِ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ عَزرائيلُ في مَقامِهِ بَينَ يَدَيكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ جَبرَئيلُ في مَقامِهِ بَينَ يَدَيكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ إسرافيلُ فَتَخلُقُ مِن كُلِّ لَفظَةٍ مِن تَسبيحِهِ مَلَكا يُسَبِّحُكَ بِذلِكَ الاِسمِ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . (1)
9 / 3ذِكرُ المَلائِكَةِ فِي التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ في سَماءِ الدُّنيا مَلائِكَةً خُشوعا لا يَرفَعونَ رُؤوسَهُم حَتّى تَقومَ السّاعَةُ . . . . أمّا أهلُ السَّماءِ الدُّنيا فَيَقولونَ : سُبحانَ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ . وأمّا أهلُ السَّماءِ الثّانِيَةِ فَيَقولونَ : سُبحانَ الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ فِي السَّماءِ الرّابِعَةِ مَلَكٌ يَقولُ في تَسبيحِهِ : سُبحانَ مَن دَلَّ هذَا الخَلقَ القَليلَ [ أي أصحابَ اليَمينِ] مِن هذَا العالَمِ الكَثيرِ ، عَلى هذَا الفَضلِ الجَليلِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام _ لَمّا سُئِلَ عَنِ المَلَكَينِ هاروتَ وماروتَ ، وما يَقولُ النّاسُ بِأَنَّهُما يُعَلِّمانِ النّاسَ السِّحرَ _ :إنَّهُما مَوضِعُ ابتِلاءٍ ومَوقِفُ فِتنَةٍ ، تَسبيحُهُمَا اليَومَ : لَو فَعَل
.
ص: 360
الإِنسانُ كَذا وكَذا لَكانَ كَذا ، ولَو يُعالِجُ بِكَذا وكَذا لَصارَ كَذا . (1)
كمال الدين عن داوود بن فرقد :قالَ لي بَعضُ أصحابِنا : أخبِرني عَنِ المَلائِكَةِ أيَنامونَ؟ قُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : يَقولُ اللّهُ عز و جل : «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (2) . ثُمَّ قالَ : ألا اُطرِفُكَ عَن أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فيهِ بِشَيءٍ؟ فَقُلتُ : بَلى! فَقالَ : سُئِلَ عَن ذلِكَ فَقالَ : ما مِن حَيٍّ إلّا وهُوَ يَنامُ ما خَلَا اللّهَ وَحدَهُ عز و جل ، وَالمَلائِكَةُ يَنامونَ . فَقُلتُ : يَقولُ اللّهُ عز و جل « يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» ؟ فَقالَ : أنفاسُهُم تَسبيحٌ . (3)
9 / 4ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ كُلِّ حَيٍّالكتاب«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَ_فَّ_تٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيم بِمَا يَفْعَلُونَ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :حَصِّنوا أموالَكُم بِالزَّكاةِ ، فَإِنَّهُ ما يُصادُ ما صيدَ مِنَ الطَّيرِ إلّا بِتَضييعِهِمُ التَّسبيحَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما صيدَ صَيدٌ ولا قُطِعَت شَجَرَةٌ إلّا بِتَضييعٍ مِنَ التَّسبيحِ ، وكُلُّ شَيءٍ مِنَ الخَلق
.
ص: 361
يُسَبِّحُ حَتّى يَتَغَيَّرَ عَن أعلى خِلقَةٍ الَّتي خَلَقَهَا اللّهُ (1) ، وإن كُنتُم تَسمَعونَ نَقضَ جُدُرِكُم وسَقفِكُم فَإِنَّما هُوَ تَسبيحٌ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما صيدَ مَصيدٌ إلّا بِنَقصٍ مِن تَسبيحٍ . . . ولا عُضِدَ مِن شَجَرَةٍ وَشيجَةٌ _ يَعني شَجَرَةً تُقطَعُ _ إلّا بِنَقصٍ في تَسبيحٍ ، ولا دَخَلَ عَلَى امرِئٍ مَكروهٌ إلّا بِذَنبٍ ، وما عَفَا اللّهُ عَنهُ أكثَرُ . (3)
الدرّ المنثور عن عائشة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَوتُ الدّيكِ صَلاتُهُ ، وضَربُهُ بِجَناحَيهِ سُجودُهُ ورُكوعُهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (4) . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :آجالُ البَهائِمِ كُلِّها ، وخَشاشِ (6) الأَرضِ وَالدَّوابِّ كُلِّها فِي التَّسبيحِ ، فَإِذَا انقَضى تَسبيحُها قَبَضَ اللّهُ أرواحَها ، ولَيسَ إلى مَلَكِ المَوتِ في ذلِكَ شَيءٌ (7) . (8)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يُصادُ مِنَ الطَّيرِ إلّا ما ضَيَّعَ تَسبيحَهُ . (9)
.
ص: 362
عنه عليه السلام :اُقسِمُ بِالَّذي خَلَقَ الخَلقَ وبَسَطَ الرِّزقَ ، إنَّهُ ما ضاعَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلّا بِتَركِ الزَّكاةِ ، وما صيدَ صَيدٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلّا بِتَركِهِ التَّسبيحَ في ذلِكَ اليَومِ . (1)
عنه عليه السلام :ما مِن طَيرٍ يُصادُ فِي البَرِّ ولا فِي البَحرِ ، ولا يُصادُ شَيءٌ مِنَ الوَحشِ إلّا بِتَضييعِهِ التَّسبيحَ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو فَهَّمَهُمُ اللّهُ عز و جل تَسبيحَ الوُحوشِ وَالطُّيورِ وَالسِّباعِ وَالجِبالِ لَطارَتِ الأَفئِدَةُ ، ولكِن أكَنَّ (3) ذلِكَ عَنكُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ النَّملَ يُسَبِّحنَ . (5)
فاطمة عليهاالسلام _ في الدُّعاءِ _ :الحَمدُ للّهِِ . . . الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، وبِشُكرِهِ تُستَوجَبُ الزِّياداتُ ، وبِأَمرِهِ قامَتِ السَّماواتُ ، وبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرّاسِياتُ ، وسَبَّحَتِ الوُحوشُ فِي الفَلَواتِ ، وَالطَّيرُ فِي الوُكُناتِ (6) . (7)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَمّا أرادَ اللّهُ أن يَخلُقَ الخَيلَ قالَ : . . . إنّي سَأَجعَلُ عَلى ظَهرِكِ رِجالاً يُسَبِّحوني ويُحَمِّدوني ويُهَلِّلوني ويُكَبِّروني .
.
ص: 363
ثُمَّ قالَ صلى الله عليه و آله : ما مِن تَسبيحَةٍ وتَهليلَةٍ وتَكبيرَةٍ يُكَبِّرُها صاحِبُها فَتَسمَعُهُ ، إلّا تُجيبُهُ بِمِثلِها . (1)
الإمام الصادق عليه السلام _ فِي الدَّوابِّ _ :لاتُغَنُّوا عَلى ظُهورِها ، أما يَستَحيي أحَدُكُم أن يُغَنِّيَ عَلى ظَهرِ دابَّةٍ وهِيَ تُسَبِّحُ؟! (2)
عنه عليه السلام :لِلدّابَّةِ عَلى صاحِبِها سِتَّةُ حُقوقٍ : . . . ولا يَضرِبُها فِي وَجهِها فَإِنَّها تُسَبِّحُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَضرِبُوا الدَّوابَّ عَلى وُجوهِها؛ فَإِنَّها تُسَبِّحُ بِحَمدِ اللّهِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ اتَّخَذَ في بَيتِهِ طَيرا فَليَتَّخِذ وَرَشانا (5) ؛ فَإِنَّهُ أكثَرُ شيءٍ ذِكرا للّهِِ عز و جل (6) وأكثَرُ تَسبيحا ، وهُوَ طَيرٌ يُحِبُّنا أهلَ البَيتِ . (7)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَسُبُّوا الضُّفدَعَ ؛ فَإِنَّ صَوتَهُ تَسبيحٌ وتَقديسٌ وتَكبيرٌ . (8)
.
ص: 364
9 / 5ذِكرُ تَسبيحِ بَعضِ الحَيواناتِالمناقب عن محمّد بن وهبان والفتّاك :مَضَينا بِغابَةٍ فَإِذا بِأَسَدٍ بارِكٍ فِي الطَّريقِ وأشبالُهُ خَلفَهُ ، فَلَوَيتُ بِدابَّتي لِأَرجِعَ ، فَقالَ [ الإِمامُ عَلِيٌّ] عليه السلام : إلى أينَ؟ . . . فَإِذا بِالأَسَدِ قَد أقبَلَ نَحوَهُ فَتَبَصبَصَ (1) بِذَنَبِهِ وهُوَ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، يَابنَ عَمِّ رَسولِ اللّهِ . فَقالَ : وعَلَيكَ السَّلامُ يا أبَا الحارِثِ ، ما تَسبيحُكَ؟ فَقالَ : أقولُ : سُبحانَ مَن ألبَسَنِي المَهابَةَ ، وقَذَفَ في قُلوبِ عِبادِهِ مِنِّي المَخافَةَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إذَا التَقَى الجَمعانِ ، ومَشَى الرِّجالُ إلَى الرِّجالِ بِالسُّيوفِ ، يَرفَعُ الفَرَسُ رَأسَهُ فَيَقولُ : سُبحانَ المَلِكِ القُدّوسِ . ويَقولُ الحِمارُ في نَهيقِهِ : اللّهُمَّ العَنِ العَشّارينَ ، ويَقولُ الدِّيكُ في نَعيقِهِ بِالأَسحارِ : اُذكُرُوا اللّهَ يا غافِلينَ . ويَقولُ الضُّفدَعُ في نَقيقِهِ : سُبحانَ المَعبودِ في لُجَجِ البِحارِ . ويَقولُ الدُّرّاجُ في صِياحِهِ : الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى . وتَقولُ القُنبُرَةُ (3) في صَفيرِها : اللّهُمَّ العَن مُبغِضي آلِ مُحَمَّدٍ . (4)
الخرائج والجرائح عن محمّد بن إبراهيم التيمي عن الإمام الحسين عليه السلام :إذا صاحَ النَّسرُ فَإِنَّهُ يَقولُ : يَابنَ آدَمَ ، عِش ما شِئتَ فَآخِرُهُ المَوتُ . وإذا صاحَ البازي يَقولُ : يا عالِمَ الخَفِيّاتِ ويا كاشِفَ البَلِيّاتِ . وإذا صاحَ الطّاووسُ يَقولُ : مَولايَ ، ظَلَمتُ نَفسي وَاغتَرَرتُ بِزينَتي فَاغفِر لي . وإذا صاحَ الدُّرّاجُ يَقولُ : الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى .
.
ص: 365
وإذا صاحَ الدّيكُ يَقولُ : مَن عَرَفَ اللّهَ لَم يَنسَ ذِكرَهُ . وإذا قَرقَرَتِ الدَّجاجَةُ تَقولُ : يا إلهَ الحَقِّ أنتَ الحَقُّ ، وقَولُكَ الحَقُّ يا اللّهُ يا حَقُّ . وإذا صاحَ الباشِقُ (1) يَقولُ : آمَنتُ بِاللّهِ وَاليَومِ الآخِرِ . وإذا صاحَتِ الحِدَأَةُ (2) تَقولُ : تَوَكَّل عَلَى اللّهِ تُرزَق . وإذا صاحَ العُقابُ يَقولُ : مَن أطاعَ اللّهَ لَم يَشقَ . وإذا صاحَ الشّاهينُ (3) يَقولُ : سُبحانَ اللّهِ حَقّا حَقّا . وإذا صاحَتِ البومَةُ تَقولُ : البُعدُ مِنَ النّاسِ اُنسٌ . وإذا صاحَ الغُرابُ يَقولُ : يا رازِقُ ابعَث بِالرِّزقِ الحَلالِ . وإذا صاحَ الكُركِيُّ (4) يَقولُ : اللّهُمَّ احفَظني مِن عَدُوِّي . وإذا صاحَ اللَّقلَقُ يَقولُ : مَن تَخَلّى مِنَ النّاسِ نَجَا مِن أذاهُم . وإذا صاحَتِ البَطَّةُ تَقولُ : غُفرانَكَ يا اللّهُ غُفرانَكَ . وإذا صاحَ الهُدهُدُ يَقولُ : ما أشقى مَن عَصَى اللّهَ . وإذا صاحَ القُمرِيُّ (5) يَقولُ : يا عالِمَ السِّرِّ وَالنَّجوى يا اللّهُ . وإذا صاحَ الدُّبسِيُّ (6) يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ سِواكَ يا اللّهُ . وإذا صاحَ العَقعَقُ (7) يَقُولُ : سُبحانَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ خافِيَةٌ . وإذا صاحَ البَبغاءُ يَقولُ : مَن ذَكَرَ رَبَّهَ غَفَرَ ذَنبَهُ . وإذا صاحَ العُصفورُ : يَقولُ : أستَغفِرُ اللّهَ مِمّا يُسخِطُ اللّهَ . وإذا صاحَ البُلبُلُ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا . وإذا صاحَتِ القَبَجَةُ (8) تَقولُ : قَرُبَ الحَقُّ قَرُبَ . وإذا صاحَتِ السُّماناةُ (9) تَقولُ : يَابنَ آدَمَ ما أغفَلَكَ عَنِ المَوتِ . وإذا صاح
.
ص: 366
السَّوذَنيقُ (1) يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ، مُحَمَّدٌ وآلُهُ خِيَرَةُ اللّهِ . وإذا صاحَتِ الفاخِتَةُ تَقولُ : يا واحِدُ يا أحَدُ ، يا فَردُ يا صَمَدُ . وإذا صاحَ الشِّقِرّاقُ (2) يَقولُ : مَولايَ أعتِقني مِنَ النّارِ . وإذا صاحَتِ القُنبُرَةُ تَقولُ : مَولايَ تُب عَلى كُلِّ مُذنِبٍ مِنَ المُؤمِنينَ . وإذا صاحَ الوَرَشانُ يَقولُ : إن لَم تَغفِر ذَنبي شَقيتُ . وإذا صاحَ الشِّفنينُ (3) يَقولُ : لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . وإذا صاحَتِ النَّعامَةُ تَقولُ : لا مَعبودَ سِوَى اللّهِ . وإذا صاحَتِ الخُطّافَةُ (4) فَإِنَّها تَقرَأُ سورَةَ الحَمدِ وتَقُولُ : يا قابِلَ تَوبَةِ التَّوّابينَ يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَتِ الزَّرّافَةُ تَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ . وإذا صاحَ (5) الحَمَلُ يَقولُ : كَفى بِالمَوتِ واعِظا . وإذا صاحَ الجَديُ يَقولُ : عاجَلَنِي المَوتُ فَقَلَّ ذَنبي . وإذا زَأَرَ الأَسَدُ يَقولُ : أمرُ اللّهِ مُهِمٌّ مُهِمٌّ . وإذا صاحَ الثَّورُ يَقولُ : مَهلاً مَهلاً يَابنَ آدَمَ ، أنتَ بَينَ يَدَي مَن يَرى ولا يُرى وهُوَ اللّهُ . وإذا صاحَ الفيلُ يَقولُ : لا يُغني عَنِ المَوتِ قُوَّةٌ ولا حيلَةٌ . وإذا صاحَ الفَهدُ يَقولُ : يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا اللّهُ . وإذا صاحَ الجَمَلُ يَقولُ : سُبحانَ مُذِلِّ الجَبّارينَ سُبحانَهُ . وإذا صَهَلَ الفَرَسُ يَقولُ : سُبحانَ رَبِّنا سُبحانَهُ . وإذا صاحَ الذِّئبُ يَقولُ : ما حَفِظَ اللّهُ فَلَن يَضيعَ أبَدا . وإذا صاحَ ابنُ آوى يَقولُ : الوَيلُ الوَيلُ لِلمُذنِبِ المُصِرِّ . وإذا صاحَ الكَلبُ يَقولُ : كَفى بِالمَعاصي ذُلّاً . وإذا صاحَ الأَرنَبُ يَقولُ :
.
ص: 367
لا تُهلِكني يا اللّهُ لَكَ الحَمدُ . وإذا صاحَ الثَّعلَبُ يَقولُ : الدُّنيا دارُ غُرورٍ . وإذا صاحَ الغَزالُ يَقولُ : نَجِّني مِنَ الأَذى . وإذا صاحَ الكَركَدَّنُ يَقولُ : أغِثني وإلّا هَلَكتُ يا مَولايَ . وإذا صاحَ الإِيَّلُ يَقولُ : حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ حَسبِي . وإذا صاحَ النَّمِرُ يَقولُ : سُبحانَ مَن تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ سُبحانَهُ . وإذا سَبَّحَتِ الحَيَّةُ تَقولُ : ما أشقى مَن عَصاكَ يا رَحمنُ . وإذا سَبَّحَتِ العَقرَبُ تَقولُ : الشَّرُّ شَيءٌ وَحشٌ . ثُمَّ قالَ عليه السلام : ما خَلَقَ اللّهُ مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ تَسبيحٌ يَحمَدُ بِهِ رَبَّهُ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (1) . (2)
حلية الأولياء عن أبي حمزة الثمالي :قالَ لي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام _ وسَمِعَ عَصافيرَ يَصِحنَ فَقالَ _ : تَدري يا أبا حَمزَةَ ما يَقُلنَ؟ قُلتُ : لا! قالَ : يُسَبِّحنَ (3) رَبّي عز و جل ، ويَطلُبنَ قوتَ يَومِهِنَّ . (4)
تاريخ بغداد عن ثابت بن أبي صفيّة :كُنّا مَعَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام جُلوسا في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ مَرَّ بِنا عَصافيرُ يَصِحنَ ، فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أتَدرونَ ما تَقولُ هذِهِ العَصافيرُ؟ قُلنا : لا ! قالَ : أما إنّي ما أقولُ إنّي أعلَمُ الغَيبَ ، ولكِن سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «إنَّ الطَّيرَ إذا أصبَحَت سَبَّحَت رَبَّها ، وسَأَلَتهُ قُوتَ يَومِها»؛ وإنَّ هذِهِ تُسَبِّحُ رَبَّها ، وتَسأَ لُهُ قُوتَ يَومِها . (5)
.
ص: 368
9 / 6ما يَدُلُّ عَلى تَسبيحِ كُلِّ شَيءٍالكتاب«تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَ_وَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» . (1)
«سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» . (2)
«وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلَ_ئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّوَ عِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَ هُمْ يُجَ_دِلُونَ فِى اللَّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ» . (3)
الحديثالكافي عن عليّ بن عيسى رفعه :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : . . . يا مُوسى ، مَتى ما دَعَوتَني ورَجَوتَني فَإِنّي سَأَغفِرُ لَكَ عَلى ما كانَ مِنكَ ، السَّماءُ تُسَبِّحُ لي وَجَلاً ، وَالمَلائِكَةُ مِن مَخافَتي مُشفِقونَ ، وَالأَرضُ تُسَبِّحُ لي طَمَعا ، وكُلُّ الخَلقِ يُسَبِّحونَ لي داخِرونَ (4) . (5)
حلية الأولياء عن عبد الرحمن بن قرط :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ اُسرِيَ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إلَى المَسجِدِ الأَقصى وكانَ بَينَ زَمزَمَ وَالمَقامِ ، وجِبريلُ عَن يَمينِهِ وميكائيلُ عَن يَسارِهِ ، وطارا بِهِ حَتّى بَلَغَ السَّماواتِ السَّبعَ ، فَلَمّا رَجَعَ قالَ :
.
ص: 369
سَمِعتُ تَسبيحا فِي السَّماواتِ العُلى ، مِن ذِي المَهابَةِ مُشفِقاتٍ لِذِي العُلى بِما عَلا ، سُبحانَ العَلِيِّ الأَعلى سُبحانَهُ وتَعالى . (1)
بحار الأنوار عن ابن متّويه :وَجَدَتُ هذِهِ الصُّحُفَ بِالسّورِيَّةِ (2) مِمّا اُنزِلَت عَلى إدريسَ النَّبِيِّ أخنوخَ عليه السلام : . . . لَهُ سَبَّحَتِ السَّماواتُ العُلى ، وَالأَرَضُونَ السُّفلى ، وما بَينَهُما وما تَحتَ الثَّرى ، بِأَلسُنٍ فُصُحٍ وعُجمٍ ، وآثارٍ ناطِقَةٍ وبُكمٍ ، تَلوحُ لِلعارِفينَ مَواقِعُ تَسبيحِها ، ولا يَخفى عَلَى المُؤمِنينَ سَواطِعُ تَقديسِها . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ _ :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، الَّذي عَمَّ الخَلائِقَ جَدواهُ ، وتَمَّ حُكمُهُ فيمَن أضَلَّ مِنهُم وهَداهُ ، وأحاطَ عِلما بِمَن أطاعَهُ وعَصاهُ ، وَاستَولى عَلَى المُلكِ بِعِزٍّ أبَدٍ فَحَواهُ ، فَسَبَّحَت لَهُ السَّماواتُ وأكنافُها ، وَالأَرضُ وأطرافُها ، وَالجِبالُ وأعراقُها ، وَالشَّجَرُ وأغصانُها ، وَالبِحارُ وحيتانُها ، وَالنُّجومُ في مَطالِعِها ، وَالأَمطارُ في مَواقِعِها ، ووُحوشُ الأَرضِ وسِباعُها ، ومَدَدُ الأَنهارِ وأمواجُها ، وعَذبُ المِياهِ واُجاجُها ، وهُبوبُ الرِّيحِ وعَجاجُها ، وكُلُّ ما وَقَعَ عَلَيهِ وَصفٌ وتَسمِيَةٌ ، أو يُدرِكُهُ حَدٌّ يَحويهِ ، مِمّا يُتَصَوَّرُ فِي الفِكرِ ، أو يُتَمَثَّلُ بِجِسمٍ أو قَدَرٍ ، أو يُنسَبُ إلى عَرَضٍ أو جَوهَرٍ ، مِن صَغيرٍ حَقيرٍ أو خَطيرٍ كَبيرٍ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :يا مَن سَبَّحَ لَهُ ظُلمَةُ اللَّيلِ وضَوءُ النَّهارِ ، وما عَلَى الأَرضِ وقَعرِ البَحرِ . (5)
.
ص: 370
الإمام الباقر عليه السلام :إذا أخرَجَ أحَدُكُمُ الحَصاةَ مِنَ المَسجِدِ ، فَليَرُدَّها مَكانَها أو في مَسجِدٍ آخَرَ؛ فَإِنَّها تُسَبِّحُ . (1)
تاريخ بغداد عن عائشة :دَخَلَ عَليَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لي : يا عائِشَةُ اغسِلي هذَينِ البُردَينِ . (2) فَقُلتُ : بِأَبي واُمّي يا رَسولَ اللّهِ ، بِالأَمسِ غَسَلتُهُما! فَقالَ لي : أما عَلِمتِ أنَّ الثَّوبَ يُسَبِّحُ ، فَإِذَا اتَّسَخَ انقَطَعَ تَسبيحُهُ . (3)
الخرائج والجرائح عن عبد اللّه :لَقَد كُنّا نَأكُلُ الطَّعامَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ونَحنُ نَسمَعُ التَّسبيحَ مِنَ الطَّعامِ . (4)
المناقب عن ابن عبّاس :قَدِمَ مُلوكُ حَضرَموتَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالوا : كَيفَ نَعلَمُ أنَّكَ رَسولُ اللّهِ؟ فَأَخَذَ كَفّا مِن حَصىً فَقالَ : هذا يَشهَدُ أنّي رَسولُ اللّهِ ، فَسَبَّحَ الحَصى في يَدِهِ ، وشَهِدَ أنَّهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (5)
المناقب عن علقمة وابن مسعود :كُنّا نَجلِسُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ونَسمَعُ الطَّعامَ يُسَبِّحُ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَأكُلُ . وأتاهُ مِكرَزٌ العامِرِيُّ وسَأَلَهُ آيَةً ، فَدَعا تِسعَ حَصَياتٍ (6) فَسَبَّحنَ في يَدِهِ . (7)
.
ص: 371
دلائل النبوّة عن أبي ذرّ :كُنّا جُلوسا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَ حَصَياتٍ في كَفِّهِ فَسَبَّحنَ ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرضِ فَسَكَتنَ ، ثُمَّ أخَذَهُنَّ فَسَبَّحنَ . (1)
الخرائج والجرائح عن أنس :إنَّهُ صلى الله عليه و آله أخَذَ كَفّا مِنَ الحَصى فَسَبَّحنَ في يَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّهُنَّ في يَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَسَبَّحنَ في يَدِهِ حَتّى سَمِعنَا التَّسبيحَ في أيديهِما ، ثُمَّ صَبَّهُنَّ في أيدينا فَما سَبَّحَت في أيدينا . (2)
طبّ الأئمّة عن الحارث بن المغيرة :شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ثِقلاً أجِدُهُ في فُؤادي ، وكَثرَةَ التُّخَمَةِ مِن طَعامي . فَقالَ : تَناوَل مِن هذَا الرُّمّانِ الحُلوِ ، وكُلهُ بِشَحمِهِ فَإِنَّهُ يَدبَغُ المَعِدَةَ دَبغا ، ويَشفِي التُّخَمَةَ ، ويَهضِمُ الطَّعامَ ، ويُسَبِّحُ (3) فِي الجَوفِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في فَضلِ التَّمرِ البَرنِيِّ (5) _: مَن باتَ وفي جَوفِهِ مِنهُ واحِدَةٌ ، سَبَّحَت سَبعَ مَرّاتٍ . (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ في مُناجاتِهِ _ :أنتَ المُسَبَّحُ في كُلِّ مَكانٍ ، وَالمَعبودُ في كُلِّ زَمانٍ . (7)
9 / 7الأَسماءُ الَّتي تُسَبِّحُ الأَشياءُ بِهارسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الأَسماءِ الحُسنى _ :أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ كُل
.
ص: 372
شَيءٍ بِلُغاتٍ مُختَلِفَةٍ يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ البَرقُ الخاطِفُ وَالصَّواعِقُ القاصِفَةُ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بهِ الرِّياحُ العاصِفاتُ في مَجاريها يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يَنزِلُ بِهِ مَعَ كُلِّ قَطرَةٍ مَلَكٌ مِنَ السَّماءِ يُسَبِّحُكَ بِهِ ولا يَرجِعُ إلى يَومِ القِيامَةِ يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي تُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الضَّفادِعُ فِي البِحارِ وَالأَنهارِ وَالغُدرانِ بِأَلوانِ صِفاتِها وَاختِلافِ لُغاتِها يا اللّهُ . . . أسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَخزونِ المَكنونِ الَّذي لا يَعرِفُهُ أحَدٌ إلّا بِالآياتِ الواضِحاتِ ، وَالدَّلالاتِ البَيِّناتِ ، وَالعَلاماتِ الظّاهِراتِ ، مِن عَجائِبِ الخَلقِ مِنَ النَّارِ وَالنّورِ وَالظُّلُماتِ ، وَالسَّحابِ المُتَطابِقاتِ ، وَالرِّياحِ الذّارِياتِ ، وَالأَعيُنِ الجارِياتِ ، وَالنُّجومِ المُسَخَّراتِ ، وجَلاميدِ (1) الأَهوِيَةِ المُتَراكِماتِ بَينَ الأَرَضينَ وَالسَّماواتِ ، وَالعُيونِ المُنفَجِراتِ ، وَالأَنهارِ الجارِياتِ ، وَالبِحارِ وما فيهِنَّ مِنَ الاُمَمِ المُختَلِفاتِ ، كُلٌّ يُسَبِّحُ لَكَ بِذلِكَ الاِسمِ العَظيمِ ، الَّذي لا تُفنى عَجائِبُهُ لِما عَظَّمتَهُ وشَرَّفتَهُ وكَرَّمتَهُ وكَبَّرتَهُ . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا اللّهُ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الجِبالُ الرّاسِياتُ بِأَمرِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الأَنهارُ الجارِياتُ بِأَمرِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ البِحارُ الزّاخِراتُ الَّتي هِيَ بِالأَرضِ مُحيطاتٌ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ الأَشجارُ المُخضَرّاتُ النَّضِراتُ ، وَالأَوراقُ الزّاهِراتُ وَالأَغصانُ المُثمِراتُ وَالثَّمَراتُ الطَّيِّباتُ ، كُلٌّ يُسَبِّحُ لَكَ بِذلِكَ الاِسمِ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ العُيونُ الواقِفاتُ بِقُدرَتِكَ يا اللّهُ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَك
.
ص: 373
بِهِ النَّخلُ الباسِقاتُ يا اللّهُ . . . وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي يُسَبِّحُ لَكَ بِهِ النُّجومُ بِعَظَمَتِكَ يا اللّهُ . (1)
9 / 8تَسبيحُ الأَشياءِ مَعَ الإِنسانِالكتاب«وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ * وَ الطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ» . (2)
«فَفَهَّمْنَ_هَا سُلَيْمَ_نَ وَ كُلاًّ ءَاتَيْنَا حُكْمًا وَ عِلْمًا وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ وَ كُنَّا فَ_عِلِينَ» . (3)
«وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ وَ الطَّيْرَ وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ» . (4)
الحديثتفسير القمّي : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُ» أي سَبِّحي للّهِِ «وَ الطَّيْرَ . . .» قالَ : كانَ داوودُ إذا مَرَّ فِي البَراري يَقرَأُ الزَّبورَ تُسَبِّحُ الجِبالُ وَالطَّيرُ وَالوُحوشُ مَعَهُ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام _ فِي ذِكرِ داوودَ عليه السلام _ :أنزَلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى عَلَيهِ الزَّبورَ ، وعَلَّمَهُ صَنعَةَ الحَديدِ فَلَيَّنَهُ لَهُ ، وأمَرَ الجِبالَ وَالطَّيرَّ أن تُسَبِّحَ مَعَهُ ، وأعطاهُ صَوتا لَم يُسمَع بِمِثلِهِ حُسنا . (6)
.
ص: 374
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ الإِنسانَ إذا كانَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ جَسَدَهُ وثِيابَهُ وكُلَّ شَيءٍ حَولَهُ يُسَبِّحُ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ كُلَّ شَيءٍ عَلَيكَ تُصَلِّي فيهِ يُسَبِّحُ مَعَكَ ، وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا اُقيمَتِ الصَّلاةُ لَبِسَ نَعلَيهِ وصَلّى فيهِما . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن مَشى إلَى المَسجِدِ ، لَم يَضَع رِجلاً عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا سَبَّحَت لَهُ الأَرضُ إلَى الأَرضِ السّابِعَةِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ لِبِلالٍ _ :يا بِلالُ! إنَّ الصّائِمَ تُسَبِّحُ عِظامُهُ وتَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ ما اُكِلَ عِندَهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن شَرِبَ شَربَةً مِن ماءٍ فَتَجَرَّعَهُ في ثَلاثِ جُرَعٍ ؛ يُسَمِّي اللّهَ تَعالى في أوَّلِهِ ويَحمَدُهُ في آخرِهِ ، لَم يَزَلِ الماءُ يُسَبِّحُ في بَطنِهِ حَتّى يَخرُجَ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ طالِبَ العِلمِ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ ، لَم يَضَع رِجلَهُ عَلى رَطبٍ ولا يابِسٍ مِنَ الأَرضِ ، إلّا سَبَّحَت لَهُ إلَى الأَرَضينَ السّابِعَةِ . (6)
راجع : ج 1 ص 222 (تسبيح الجبال مع من يقرؤها) .
.
ص: 375
9 / 9أوقاتُ تَسبيحِ الأَشياءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ قَبلَ الظُّهرِ بَعدَ الزَّوالِ تُحسَبُ بِمِثلِهِنَّ في صَلاةِ السَّحَرِ ، ولَيسَ مِن شَيءٍ إلّا ويُسَبِّحُ اللّهَ تِلكَ السّاعَةَ . (1)
الإمام الحسن عليه السلام :جاءَ نَفَرٌ مِنَ اليَهودِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَسَأَلَهُ أعلَمُهُم عَن مَسائِلَ ، فَكانَ مِمّا سَأَلَهُ أَنّهُ قالَ : أخبِرني عَنِ اللّهِ عز و جل لِأَيِّ شَيءٍ فَرَضَ اللّهُ عز و جل هذِهِ الخَمسَ الصَّلواتِ في خَمسِ مَواقيتَ عَلى اُمَّتِكَ في ساعاتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنَّ الشَّمسَ عِندَ الزَّوالِ لَها حَلقَةٌ تَدخُلُ فيها ، فَإِذا دَخَلَت فيها زالَتِ الشَّمسُ ، فَيُسَبِّحُ كُلُّ شَيءٍ دونَ العَرشِ بِحَمدِ رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، وهِيَ السَّاعَةُ الَّتي يُصَلّي عَلَيَّ فيها رَبّي جَلَّ جَلالُهُ ، فَفَرَضَ اللّهُ عَلَيَّ وعَلى اُمَّتي فيهَا الصَّلاةَ . . . . (2)
حلية الأولياء عن عمرو بن عبسة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما تَستَقِلُّ (3) الشَّمسُ فَيَبقى شَيءٌ مِن خَلقِ اللّهِ إلّا سَبَّحَ اللّهَ بِحَمدِهِ ، إلّا ما كانَ مِنَ الشَّيطانِ وأغبِياءِ بَني آدَمَ . قالَ : فَسَأَلتُهُ عَن أغبِياءِ بَني آدَمَ . قالَ : الكُفّارُ شِرارُ الخَلقِ ، أو شِرارُ خَلقِ اللّهِ . (4)
9 / 10مَعنى تَسبيحِ الأَشياءِتفسير العيّاشي عن زرارة :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّح
.
ص: 376
بِحَمْدِهِ» فَقالَ : إنّا نَرى (1) أنَّ تَنَقُّضَ الحيطانِ تَسبيحُها . (2)
الكافي عن داوود الرقّي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» قالَ : تَنَقُّضُ الجُدُرِ تَسبيحُها . (3)
الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام :أنَّهُ دَخَلَ عَلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي ، إنّي أجِدُ اللّهَ يَقولُ فِي كِتابِهِ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» ! فَقالَ لَهُ : هُوَ كَما قالَ (4) ، فَقالَ لَهُ : أتُسَبِّحُ الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ؟ فَقالَ : نَعَم ، أما سَمِعَت خَشَبَ البَيتِ كَيفَ يُنقِضُ (5) ؟ وذلِكَ تَسبيحُهُ ، فَسُبحانَ اللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ . (6)
تفسير القمّي :وقَولُهُ : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» ؛ فَحَرَكَةُ كُلِّ شَيءٍ تَسبيحُ اللّهِ عز و جل . (7)
بحار الأنوار عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم في كتاب العلل :بُكاءُ السَّماءِ احمِرارُها مِن غَيرِ غَيمٍ ، وبُكاءُ الأَرضِ زَلازِلُها ، وتَسبيحُ الشَّجَرِ حَرَكَتُها مِن غَيرِ ريحٍ ، وتَسبيحُ البِحارِ زِيادَتُها ونُقصانُها ، وتَسبيحُ الشَّجَرِ نُمُوُّهُ ونُشوؤُهُ . وقالَ أيضا : ظِلُّهُ يُسَبِّحُ اللّهَ . (8)
.
ص: 377
بَحثٌ حَولَ التَّسبيحِ العامِّ لِلمَخلوقاتِلقد أكّد القرآن والأحاديث الإسلامية بشكل متكرّر تسبيح مخلوقات العالم ، واستنادا إلى النصوص الّتي مرّت في الفصل التاسع فإنّ بالإمكان تقسيم الآيات والروايات التي وردت في هذا المجال إلى خمس مجموعات:
1 . تسبيح الملائكةالمجموعة الاُولى: الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الملائكة . وممّا يجدر ذكره أنّ التوضيح الوحيد الّذي جاء في القرآن حول تسبيح الملائكة هو أنّها منشغلة دوما بتسبيح اللّه _ تعالى _ دون أن يعتريها الفتور والنصب، ولكنّنا نطالع في الروايات إيضاحات أكثر ، مثل أنّ بعضها يسبّح اللّه بجميع اللغات، أو أنّ عددا منها يسبّح اللّه بأصوات متنوّعة ولغات مختلفة، كما وردت الإشارة إلى الأسماء الّتي تسبّح الملائكة بها اللّه ، كما تمّ تعيين الأذكار الخاصّة لبعض الملائكة. (1)
2 . تسبيح الكائنات الحيّةالمجموعة الثانية: النصوص الدالّة على تسبيح الكائنات الحيّة، حيث تدلّ الروايات الّتي وصلتنا في هذا المجال على أنّ لأنواع البهائم، وجميع الدواب ، وأنواع الأشجار تسبيحا إذا تركته أو ضيّعته فإنّها سوف تواجه المشاكل في مواصلة
.
ص: 378
حياتها، فكلّ صيد وقع في شباك الصياد، وكلّ شجرة تُقطع، إنّما هو بسبب تضييعه للتسبيح. كما أنّ حياة أنواع البهائم وكلّ دواب الأرض إنّما هي رهن تسبيحها ، وعندما ينتهي تسبيحها يقبض اللّه أرواحها ، وليس لملك الموت دور في قبض أرواحها. وبالطبع فإنّ ذلك لا يعني أنّ إرادة الإنسان لا تأثير لها في إنهاء حياة الكائنات الحيّة ، بل _ في حالة صحّة هذه الروايات _ يبدو أنّ المراد هو أنّ مواصلة التسبيح أو تضييعه ، هو من العوامل المؤثّرة في مصيرها.
3 . تسبيح جميع المخلوقاتالمجموعة الثالثة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الكائنات الحية ليست هي وحدها الّتي تسبّح لخالق العالم ، بل إنّ الجمادات وجميع المخلوقات تسبّحه أيضا. وتُعدّ الآية الكريمة التالية أوضح الآيات الّتي دلّت على هذا المعنى بصراحة : «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» (1) . وقد قدّمت روايات أهل البيت عليهم السلام _ في معرض بيانها وتأكيدها لما جاء في هذه الآية _ إيضاحات حول تسبيح عدد من الجمادات والأسماء الّتي تسبّح بها، كما ذكرت بعض الروايات أوقاتا خاصّة للتسبيح العام للكائنات.
4 . تسبيح الجمادات والحيوانات مع الإنسانالمجموعة الرابعة: الآيات والروايات الدالّة على أنّ الجمادات وبعض الحيوانات تسبّح اللّه مع تسبيح بعض الناس له، مثل تسبيح الجبال والطير مع النبيّ داوود عليه السلام ،
.
ص: 379
وتسبيح الجسم والثياب مع المصلّي.
5 . تفسير تسبيح الموجوداتالمجموعة الخامسة: الأحاديث الّتي ورد فيها تفسير تسبيح بعض الموجودات، مثل الأحاديث التي فسّرت تسبيح عدد من الحيوانات (1) ، أو الأحاديث الّتي بيّنت ذكر الحصى في يد النبيّ صلى الله عليه و آله (2) ، أو الأحاديث الّتي وردت بشأن تسبيح الجدران والخشب وتسبيح الشجر . (3) وبناء على هذه الروايات فإنّ ذكر اللّه يعمّ جميع أرجاء عالم الخلق، وأنّ جميع المخلوقات سواء الملائكة أو السماوات أو المجرّات أو النجوم، والأرض والسماء ما فيهنّ منشغل كلّ منها بحمد الخالق وتسبيحه بشكلٍ من الأشكال.
المراد من التسبيح والتحميد العامّين للموجودات:إنّ الموضوع المهمّ والرئيس يتمثّل في تعيين المراد من تسبيح كلّ الموجودات وتحميدها ، فهل تمتلك الحيوانات والنباتات والجمادات الشعور وتعرف خالقها كي تسبّحه؟ أم أنّ القصد من التسبيح العامّ للموجودات شيء غير مفهومه الظاهري؟ وبعبارة اُخرى: هل نسبة التسبيح والتحميد إلى جميع الموجودات حقيقي ، أم من باب المجاز؟ في جواب هذا السؤال توجد وجهتا نظر:
1 . تأويل الآيات والرواياتعمد فريق إلى تأويل ظواهر الآيات والروايات الدالّة على تسبيح الموجودات
.
ص: 380
وتحميدها مستبعدا أن تتمتّع كلّ الموجودات بالشعور والمعرفة، وقالوا : إنّ المقصود منها هو لسان «حالها» لا «قولها». يؤكد أمين الدين الطبرسي في تفسير الآية 44 من سورة الإسراء قائلاً: معنى التسبيح هاهنا الدلالة على توحيد اللّه وعدله وأنه لا شريك له في الإلهية وجرى ذلك مجرى التسبيح باللفظ وربما يكون التسبيح من طريق الدلالة أقوى لأنّه يؤدي الى العلم «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» أي ليس شيء من الموجودات إلّا ويسبّح بحمد اللّه تعالى من جهة خلقته إذ كلّ موجود سوى القديم حادث يدعو إلى تعظيمه لحاجته إلى صانع غير مصنوع صنعه أو صنع من صنعه فهو يدعو إلى تثبيت قديم غنيّ بنفسه عن كلّ شيء سواه ولا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات. (1)
2 . الأخذ بظاهر مفاد الآيات والرواياتأخذ فريق من الباحثين بظاهر مفاد الآيات والروايات (2) في معرض ردّهم استبعاد أصحاب التأويل، وهم يرون أنّ جميع الموجودات تتمتّع بمرتبة من الشعور والمعرفة ، وأنّها كلّها تسبّح خالقها وتحمّده من باب الحقيقة، يقول العلّامة الطباطبائي في تفسير الآية المُشار إليها: «والتسبيح تنزيه قولي كلامي وحقيقة الكلام الكشف عمّا في الضمير بنوع من الإشارة إليه والدلالة عليه غير أنّ الإنسان لمّا لم يجد إلى إرادة كلّ ما يريد الإشارة إليه من طريق التكوين طريقا التجأ إلى استعمال الألفاظ وهي الأصوات الموضوعة للمعاني، ودلّ بها على ما في ضميره، وجرت على ذلك سنة التفهيم
.
ص: 381
والتفهم، وربما استعان على بعض مقاصده بالإشارة بيده أو رأسه أو غيرهما، وربما استعان على ذلك بكتابة أو نصب علامة . وبالجملة فالذي يكشف به عن معنى مقصود قول وكلام وقيام الشيء بهذا الكشف قول منه وتكليم وإن لم يكن بصوت مقروع ولفظ موضوع، ومن الدليل عليه ما ينسبه القرآن إليه تعالى من الكلام والقول والأمر والوحي ونحو ذلك ممّا فيه معنى الكشف عن المقاصد ليس من قبيل القول والكلام المعهود عندنا معشر المتلسنين باللغات وقد سمّاه اللّه سبحانه قولاً وكلاما . وعند هذه الموجودات المشهودة من السماء والأرض ومن فيهما ما يكشف كشفا صريحا عن وحدانية ربها في ربوبيّته وينزهه تعالى عن كلّ نقص وشين فهي تسبّح اللّه سبحانه. وذلك أنّها ليست لها في أنفسها إلّا محض الحاجة وصرف الفاقة إليه في ذاتها وصفاتها وأحوالها. والحاجة أقوى كاشف عمّا إليه الحاجة لا يستقلّ المحتاج دونه ولا ينفك عنه فكلّ من هذه الموجودات يكشف بحاجته في وجوده ونقصه في ذاته عن موجده الغني في وجوده التام الكامل في ذاته وبارتباطه بسائر الموجودات التي يستعين بها على تكميل وجوده ورفع نقائصه في ذاته أن موجده وهو ربّه المتصرّف في كل شيء المدبّر لأمره ... فإن قلت: مجرد الكشف عن التنزّه لا يسمّى تسبيحا حتّى يقارن القصد والقصد ممّا يتوقّف على الحياة وأغلب هذه الموجودات عادمة للحياة كالأرض والسماء وأنواع الجمادات فلا مخلص من حمل التسبيح على المجاز فتسبيحها دلالتها بحسب وجودها على تنزّه ربّها. قلت: كلامه تعالى مشعر بأنّ العلم سار في الموجودات مع سريان الخلقة فلكلّ منها حظ من العلم على مقدار حظه من الوجود، وليس لازم ذلك أن يتساوى الجميع من حيث العلم أو يتحد من حيث جنسه ونوعه أو يكون عند كلّ ما
.
ص: 382
عند الإنسان من ذلك أو أن يفقه الإنسان بما عندها من العلم قال تعالى حكاية عن أعضاء الإنسان : «قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْ ءٍ» (1) . وقال «فَقَالَ لَهَا وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَ_آئِعِينَ» (2) والآيات في هذا المعنى كثيرة . وإذا كان كذلك فما من موجود مخلوق إلّا وهو يشعر بنفسه بعض الشعور وهو يريد بوجوده إظهار نفسه المحتاجة الناقصة الّتي يحيط بها غنى ربّه وكماله لا ربّ غيره فهو يسبّح ربّه وينزهه عن الشريك وعن كلّ نقص ينسب إليه . وبذلك يظهر أن لا وجه لحمل التسبيح في الآية على مطلق الدلالة مجازا بالمجاز لا يصار إليه إلّا مع امتناع الحمل على الحقيقة. ونظيره قول بعضهم: إن تسبيح بعض هذه الموجودات قالي حقيقي كتسبيح الملائكة والمؤمنين من الإنسان وتسبيح بعضها حالي مجازي كدلالة الجمادات بوجودها عليه تعالى و لفظ التسبيح مستعمل في الآية على سبيل عموم المجاز، وقد عرفت ضعفه آنفا. والحقّ أنّ التسبيح في الجميع حقيقي قالي غير أن كونه قاليا لا يستلزم أن يكون بألفاظ موضوعة وأصوات مقروعة كما تقدّمت الإشارة إليه وقد تقدّم في آخر الجزء الثاني من الكتاب كلام في الكلام نافع في المقام . فقوله تعالى: «تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَ_وَ تُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَن فِيهِنَّ» يثبت لها تسبيحا حقيقيا وهو تكلمها بوجودها وما له من الارتباط بسائر الموجودات الكائنة وبيانها تنزّه ربها عمّا ينسب إليه المشركون من الشكراء وجهات النقص .
.
ص: 383
وقوله: «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» تعميم التسبيح لكلّ شيء وقد كانت الجملة السابقة عدت السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ، وتزيد عليها بذكر الحمد مع التسبيح فتفيد أن كلّ شيء كما يسبّحه تعالى كذلك يحمده بالثناء عليه بجميل صفاته وأفعاله . وكذلك أنّه كما أنَّ عندَ كلّ من هذه الأشياء شيئا من الحاجة والنقص عائدا إلى نفسه كذلك عنده من جميل صنعه ونعمته تعالى شيء راجع إليه تعالى موهوب من لدنه، وكما أن إظهار هذه الأشياء لنفسها في الوجود إظهار لحاجتها ونقصها وكشف عن تنزّه ربّها عن الحاجة والنقص، وهو تسبيحها كذلك إبرازها لنفسها إبراز لما عندها من جميل فعل ربّها الّذي وراءه جميل صفاته تعالى فهو حمدها فليس الحمد إلّا الثناء على الجميل الاختياري فهي تحمد ربّها كما تسبحه وهو قوله : «وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ» ... وهذا نعم الشاهد على أنّ المراد بالتسبيح في الآية ليس مجرد دلالتها عليه تعالى بنفي الشريك وجهات النقص فإنّ الخطاب في قوله : «وَ لَ_كِن لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» إما للمشركين وإما للناس أعمّ من المؤمن والمشرك وهم على أي حال يفقهون دلالة الأشياء على صانعها مع أنّ الآية تنفي عنهم الفقه . ولا يصغي إلى قول من قال: إنّ الخطاب للمشركين وهم لعدم تدبّرهم فيها وقلّة انتفاعهم بها كان فهمهم بمنزلة العدم، ولا إلى دعوى من يدعي أنّهم لعدم فهمهم بعض المراد من التسبيح جعلوا ممّن لا يفقه الجميع تغليبا . وذلك لأنّ تنزيل الفهم منزلة العدم أو جعل البعض كالجميع لا يلائم مقام الاحتجاج وهو سبحانه يخاطبهم في سابق الآية بالحجّة على التنزيه على أنّ هذا النوع من المسامحة بالتغليب ونحوه لا يحتمله كلامه تعالى ... فالحقّ أنّ التسبيح الّذي تثبته الآية لكلّ شيء هو التسبيح بمعناه الحقيقي وقد تكرّر في كلامه تعالى إثباته للسماوات والأرض ومن فيهنّ وما فيهنّ وفيهاموارد
.
ص: 384
لا تحتمل إلّا الحقيقة كقوله تعالى: «وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَ الطَّيْرَ» (1) ، وقوله : «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» (2) ، ويقرب منه قوله : «يَ_جِبَالُ أَوِّبِى مَعَهُو وَ الطَّيْرَ» (3) . فلا معنى لحملها على التسبيح بلسان الحال . وقوله : «إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» أي يمهل فلا يعاجل بالعقوبة ويغفر من تاب ورجع إليه، وفي الوصفين دلالة على تنزّهه تعالى عن كل نقص فإنّ لازم الحلم أن لا يخاف الفوت، ولازم المغفرة أن لا يتضرّر بالمغفرة ولا بإفاضة الرحمة فملكه وربوبيّته لا يقبل نقصا ولا زوالاً . وقد قيل في وجه هذا التذييل إنّه إشارة إلى أنّ الإنسان في قصوره عن فهم هذا التسبيح الّذي لا يزال كلّ شيء مشتغلاً به حتّى نفسه بجميع أركان وجوده بأبلغ بيان، مخطئ من حقّه أن يؤاخذ به لكنّ اللّه سبحانه بحلمه ومغفرته لا يعاجله ويعفو عن ذلك إن شاء . وهو وجه حسن ولازمه أن يكون الإنسان في وسعه أن يفقه هذا التسبيح من نفسه ومن غيره ... (4) كما يصرّح في بيان الروايات الّتي جاءت حول نصّ تسبيح الأشياء قائلاً : والروايات في تسبيح الأشياء على اختلاف أنواعها كثيرة جدّا، وربّما اشتبه أمرها على بعضهم فزعم أنّ هذا التسبيح العام من قبيل الأصوات، وأنّ لعامة الأشياء لغة أو لغات ذات كلمات موضوعة لمعان نظير ما للإنسان مستعملة للكشف عمّا في الضمير غير أن حواسنا مصروفة عنها وهو كما ترى .
.
ص: 385
والذي تحصل من البحث المتقدّم في ذيل الآية الكريمة أنّ لها تسبيحا هو كلام بحقيقة معنى الكلام وهو إظهارها تنزّه ربّها بإظهارها نقص ذاتها وصفاتها وأفعالها عن علم منها بذلك . (1) وقد جاءت خلاصة المواضيع الّتي مرّت في بيان التسبيح الحقيقي للأشياء، باُسلوب جميل باللغة الفارسية في الأبيات التالية الّتي ترجمناها إلى العربية: لو انفَتَحت لك عَينٌ مِنَ الغيبِلَشارَكَتكَ ذَرّاتُ العالم في الأسرارِ فَحواسُّ أهلِ القَلبِ تَحسُّبِنِطقِ الماءِ والتُرابِ والطينِ جَميعُ الذرّاتِ في العالمِ تُردِّدُمَعكَ في عالمِ الغَيبِ لَيلاً وَنهارا نحن سَميعاتٌ وبَصيرات ولنا الوعيُ والشعورُوصامتاتٌ مَعكُم أيُّها الأجانبُ انتقلوا من حالة الجماد إلى الرُّوحِاسمعوا تَمتمَةَ أجزاءِ العالمِ سوف يفشى لك تسبيحُ الجماداتِوَتزيل عَنكَ وَسوَسةُ التأويلاتِ
دوام تسبيح الموجودات، أو انقطاعهوأمّا الملاحظة الأخيرة فهي أنّ بعض آيات القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام، تصرّح بأنّ لتسبيح بعض الأشياء وقتا خاصّا ، على سبيل المثال فقد كانت الجبال تسبّح
.
ص: 386
اللّه تعالى مع داوود عليه السلام ليلاً وعند بزوغ الشمس: «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِشْرَاقِ» . (1) كما أنّ هناك روايات تدلّ على أنّ وقت الظهر هو اللحظة الّتي تسبّح فيها جميع الأشياء للّه _ سبحانه تعالى _ . (2) وجاء أيضا في رواية اُخرى أنّ اللباس ينقطع تسبيحه عند الاتّساخ. وقد تشير هذه الروايات والروايات المشابهة لها إلى أن تسبيح الأشياء ليس دائميا، ولكن من المحتمل أيضا أن تكون للموجودات عدّة أنواع من التسبيح، حيث يكون البعض منها دائما والبعض الآخر غير دائم.
.
ص: 387
الفَصلُ العاشِرُ : السّبحة10 / 1اِستِعمالُ السُّبحَةِ فِي التَّسبيحِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ المُذَكِّرُ السُّبحَةُ ، وإنَّ أفضَلَ ما يُسجَدُ عَلَيهِ الأَرضُ وما أنبَتَتهُ الأَرضُ . (1)
الأمالي عن أنس :رَكِبَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ بَغلَتَهُ ، فَانطَلَقَ إلى جَبَلِ آلِ فُلانٍ ، وقالَ : يا أنَسُ خُذِ البَغلَةَ وَانطَلِق إلى مَوضِعِ كَذا وكَذا ، تَجِدْ عَلِيّا جالِسا يُسَبِّحُ بِالحَصى ، فَأَقرِئهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَاحمِلهُ عَلَى البَغلَةِ وأتِ بِهِ إلَيَّ . فَذَهَبتُ فَوَجَدتُ عَلِيّا عليه السلام كَما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَحَمَلتُهُ عَلَى البَغلَةِ فَأَتَيتُ بِهِ إلَيهِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَت سُبحَتُها مِن خَيطِ صُوفٍ مُفَتَّلٍ مَعقودٍ ، عَلَيهِ عَدَدُ التَّكبيراتِ ، وكانَت عليهاالسلام تُديرُها بِيَدِها تُكَبِّرُ وتُسَبِّحُ ، حَتّى قُتِل
.
ص: 388
حَمزَةُ بنُ عَبدِالمُطَّلِبِ رضى الله عنه ، فَاستَعمَلَت تُربَتَهُ ، وعَمِلَتِ التَّسابيحَ فَاستَعمَلَهَا النّاسُ . فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، وجَدَّدَ عَلى قاتِلِهِ العَذابَ _ عُدِلَ بِالأَمرِ إلَيهِ فَاستَعمَلوا تُربَتَهُ ؛ لِما فيها مِنَ الفَضلِ وَالمَزِيَّةِ . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :لا تَستَغني شيعَتُنا عَن أربَعٍ : خُمرَةٍ (2) يُصَلّي عَلَيها ، وخاتَمٍ يَتَخَتَّمُ بِهِ ، وسِواكٍ يَستاكُ بِهِ ، وسُبحَةٍ مِن طينِ قَبرِ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فيها ثَلاثٌ وثَلاثونَ حَبَّةً ؛ مَتى قَلَّبَها ذاكِرا للّهِِ ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ أربَعونَ حَسَنَةً ، وإذا قَلَّبَها ساهِيا يَعبَثُ بِها ، كُتِبَ لَهُ عِشرونَ حَسَنَةً . (3)
عنه عليه السلام :لا يَخلُو المُؤمِنُ مِن خَمسَةٍ : سِواكٍ ، ومِشطٍ ، وسَجّادَةٍ (4) ، وسُبحَةٍ فيها أربَعٌ وثَلاثُونَ حَبَّةً ، وخاتَمِ عَقيقٍ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :تَكونُ السُّبحَةُ بِخُيوطٍ زُرقٍ ، أربَعا وثَلاثينَ خَرَزَةً (6) ، وهِيَ سُبحَةُ! مَولاتِنا فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ، لَمّا قُتِلَ حَمزَةُ عليه السلام عَمِلَت مِن طينِ قَبرِهِ سُبحَةً تُسَبِّحُ بِها بَعدَ كُلِّ صَلاةٍ . (7)
.
ص: 389
عنه عليه السلام :السُّبَحُ الزُّرقُ (1) في أيدي شيعَتِنا مِثلُ الخُيوطِ الزُّرقِ في أكسِيَةِ بَني إسرائيلَ ، إنَّ اللّهَ عز و جل أوحى إلى موسى عليه السلام أن مُر بَني إسرائيلَ أن يَجعَلوا في أربَعَةِ جَوانِبِ أكسِيَتِهِمُ الخُيوطَ الزُّرقَ ، ويَذكُرونَ بِها إلهَ السَّماءِ . (2)
الحاوي :عَن جابِرٍ ، عَنِ امرَأَةٍ حَدَّثَتهُ عَن فاطِمَةَ بِنتِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّها كانَت تُسَبِّحُ بِخَيطٍ مَعقودٍ فيها . (3)
البداية والنهاية :عَن أبي صَفِيَّةَ مَولَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ كانَ يوضَعُ لَهُ نَطعٌ (4) ويُجاءُ بِزَبيلٍ فيهِ حَصىً فَيُسَبِّحُ بِهِ إلى نِصفِ النَّهارِ ثُمَّ يُرفَعُ ، فَإِذا صَلَّى الاُولى سَبَّحَ حَتّى يُمسِيَ . (5)
الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن :كانَ لِأَبِي الدَّرداءِ نَوىً مِن نَوَى العَجوَةِ (6) . . . في كيسٍ ، وكانَ إذا صَلَّى الغَداةَ أقعى عَلى فِراشِهِ ، فَأَخَذَ الكيسَ فَأَخرَجَهُنَّ واحِدَةً واحِدَةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ ، فَإِذا نَفِدنَ أعادَهُنَّ واحِدَةً واحِدَةً كُلُّ ذلِكَ يُسَبِّحُ بِهِنَّ . (7)
الدعوات :رُوِيَ أنَّهُ لَمّا حُمِلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلى يَزيدَ عَلَيهِ اللَّعنَةُ هَمَّ بِضَربِ عُنُقِهِ ، فَوَقَّفَهُ بَينَ يَدَيهِ وهُوَ يُكَلِّمُهُ لِيَستَنطِقَهُ بِكَلِمَةٍ يوجِبُ بِها قَتلَهُ ، وعَلِيٌّ عليه السلام يُجيبُهُ حَسَبَ ما يُكَلِّمُهُ ، وفي يَدِهِ سُبحَةٌ صَغيرَةٌ يُديرُها بِأَصابِعِهِ وهُوَ يَتَكَلَّمُ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ _ عَلَيه
.
ص: 390
ما يَستَحِقُّهُ _ : أنَا اُكَلِّمُكَ وأنتَ تُجيبُني وتُديرُ أصابِعَكَ بِسُبحَةٍ في يَدِكَ ، فَكَيفَ يَجوزُ ذلِكَ؟! فَقالَ عليه السلام : حَدَّثَني أبي عَن جَدّي صلى الله عليه و آله أنَّهُ كانَ إذا صَلَّى الغَداةَ وَانفَتَلَ (1) لا يَتَكَلَّمُ حَتّى يَأخُذَ سُبحَةً بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ اُسَبِّحُكَ ، وأُحَمِّدُكَ ، واُهَلِّلُكَ ، واُكَبِّرُكَ ، واُمَجِّدُكَ بِعَدَدِ ما اُديرُ بِهِ سُبحَتي» ويَأخُذُ السُّبحَةَ في يَدِهِ ويُديرُها وهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما يُريدُ مِن غَيرِ أن يَتَكَلَّمَ بِالتَّسبيحِ ، وذَكَرَ أنَّ ذلِكَ مُحتَسَبٌ لَهُ وهُوَ حِرزٌ إلى أن يَأوِيَ إلى فِراشِهِ ، فَإِذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ مِثلَ ذلِكَ القَولِ ، ووَضَعَ سُبحَتَهُ تَحتَ رَأسِهِ ، فَهِيَ مَحسوبَةٌ لَهُ مِنَ الوَقتِ إلَى الوَقتِ ، فَفَعَلتُ هذَا اقتِداءً بِجَدِّي صلى الله عليه و آله . فَقالَ لَهُ يَزيدُ عَلَيهِ اللَّعنَةُ مَرَّةً بَعدَ اُخرى : لَستُ اُكَلِّمُ أحَدا مِنكُم إلّا ويُجيبُني بِما يَفوزُ بِهِ! وعَفا عَنهُ ووَصَلَهُ وأمَرَ بِإِطلاقِهِ . (2)
10 / 2فَضلُ السُّبحَةِ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِالإمام الصادق عليه السلام :مَن سَبَّحَ بِسُبحَةٍ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام تَسبيحَةً ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ أربَعَمِئَةِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ أربَعَمِئَةِ سَيِّئَةٍ ، وقُضِيَت لَهُ أربَعُمِئَةِ حاجَةٍ ، ورُفِعَ لَهُ أربَعُمِئَةِ دَرَجَةٍ . (3)
عنه عليه السلام :مَن أدارَ الحُجَيرَ (4) مِن تُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام فَاستَغفَرَ بِهِ مَرَّةً واحِدَةً ، كُتِبَ لَه
.
ص: 391
بِالواحِدَةِ سَبعونَ مَرَّةً ، وإن أمسَكَ السُّبحَةَ في يَدِهِ ولَم يُسَبِّح بِها فَفي كُلِّ حَبَّةٍ سَبعُ مَرّاتٍ . (1)
عنه عليه السلام :مَنِ اتَّخَذَ سُبحَةً مِن تُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام ، إن سَبَّحَ بِها وإلّا سَبَّحَت في كَفِّهِ ، وإذا حَرَّكَها وهُوَ ساهٍ كُتِبَ لَهُ تَسبيحَةٌ ، وإذا حَرَّكَها وهُوَ ذاكِرُ اللّهِ تَعالى كَتَبَ لَهُ أربَعينَ تَسبيحَةً . (2)
عنه عليه السلام _ وقَد سُئِلَ عَنِ استِعمالِ التُّربَتَينِ مِن طينِ قَبرِ حَمزَةَ وقَبرِ الحُسَينِ عليه السلام وَالتَّفاضُلِ بَينَهُما _ :السُّبحَةُ الَّتي هِيَ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام تُسَبِّحُ بِيَدِ الرَّجُلِ مِن غَيرِ أن يُسَبِّحَ . (3)
تهذيب الأحكام عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري :كَتَبتُ إلَى الفَقيهِ عليه السلام أسأَ لُهُ : هَل يَجوزُ أن يُسَبِّحَ الرَّجُلُ بِطينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام وهَل فيهِ فَضلٌ؟ فَأَجابَ وقَرَأتُ التَّوقيعَ ، ومِنهُ نَسَختُ : يُسَبِّحُ بِهِ ، فَما في شَيءٍ مِنَ التَّسبيحِ أفضَلُ مِنهُ ، ومِن فَضلِهِ أنَّ المُسَبِّحَ يَنسَى التَّسبيحَ ويُديرُ السُّبحَةَ فَيُكتَبُ لَهُ ذلِكَ التَّسبيحُ . (4)
مكارم الأخلاق :رُوِيَ أنَّ الحورَ العينَ إذا أبصَرنَ بِواحِدٍ مِنَ الأَملاكِ يَهبِطُ إلَى الأَرضِ لِأَمرٍ ما ، يَستَهدينَ مِنهُ السُّبَحَ وَالتُّرَبَ مِن طينِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام . (5)
.
ص: 392
الإمام الرضا عليه السلام :مَن أدارَ الطّينَ مِنَ التُّربَةِ فَقالَ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ» مَعَ كُلِّ حَبَّةٍ مِنها ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها سِتَّةَ آلافِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ سِتَّةَ آلافِ سَيِّئَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ سِتَّةَ آلافِ دَرَجَةٍ ، وأثبَتَ لَهُ مِنَ الشَّفاعَةِ مِثلَها . (1)
الاحتجاج _ في ذِكرِ مَسائِلِ الحِمَيرِيِّ لِلإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلام :وسَأَلَ : هَل يَجوزُ أن يُديرَ السُّبحَةَ بِيَدِهِ اليَسارِ إذا سَبَّحَ ، أو لا يَجوزُ؟ فَأَجابَ عليه السلام : يَجوزُ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)
.
ص: 393
الفَصلُ الحادي عَشَرَ : ما فيه ثواب التّسبيح11 / 1مُدارَسَةُ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَلَّمُوا العِلمَ ؛ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ ، ومُدارَسَتَهُ تَسبيحٌ ، وَالبَحثَ عَنهُ جِهادٌ . (1)
11 / 2نَفَسُ الصّائِمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصِّيامُ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ ، ونَومُ الصّائِمِ عِبادَةٌ ، ونَفَسُهُ تَسبيحٌ ، ومَن أصبَحَ صائِما سَبَّحَت لَهُ أعضاؤُهُ ، وأضاءَت لَهُ السَّماواتُ نورا ، وَاستَغفَرَ لَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، فَإِن سَبَّحَ أو هَلَّلَ تَلَقّاها سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَكتُبونَها إلى أن تَوارَت بِالحِجابِ (2) . (3)
.
ص: 394
عنه صلى الله عليه و آله :صَمتُ الصّائِمِ تَسبيحٌ ، ونَومُهُ عِبادَةٌ ، ودُعاؤُهُ مُستَجابٌ ، وعَمَلُهُ مُضاعَفٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ أصبَحَ صائِما ، إلّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، وسَبَّحَت أعضاؤُهُ ، وَاستَغفَرَ لَهُ أهلُ السَّماءِ الدُّنيا ، إلى أن يُوارى بِالحِجابِ . (2)
11 / 3نَفَسُ المَهمومِ لِأَهلِ البَيتِالإمام الصادق عليه السلام :نَفَسُ المَهمومِ لَنَا المُغتَمِّ لِظُلمِنا تَسبيحٌ ، وهَمُّهُ لِأَمرِنا عِبادَةٌ ، وكتِمانُهُ لِسِرِّنا جِهادٌ في سَبيلِ اللّهِ . (3)
11 / 4نَفَسُ النّائِمِ النّاوي لِصَلاةِ اللَّيلِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ العَبدَ لَيَنوي مِن نَهارِهِ أن يُصَلِّيَ بِاللَّيلِ فَتَغلِبُهُ عَينُهُ فَيَنامُ ، فَيُثبِتُ اللّهُ لَهُ صَلاتَهُ ، ويَكتُبُ نَفَسَهُ تَسبيحا ، ويَجعَلُ نَومَهُ عَلَيهِ صَدَقَةً . (4)
.
ص: 395
11 / 5هَمُّ مَن كانَ هَواهُ في رِضَا اللّهِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنّي لَستُ كُلَّ كَلامِ الحَكيمِ أتَقَبَّلُ ، إنَّما أتَقَبَّلُ هَواهُ وهَمَّهُ ؛ فَإِن كانَ هَواهُ وهَمُّهُ في رِضايَ ، جَعَلتُ هَمَّهُ تَقديسا وتَسبيحا . (1)
11 / 6أنينُ المُؤمِنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنينُ المُؤمِنِ تَسبيحٌ ، وصِياحُهُ تَهليلٌ ، ونَومُهُ عَلَى الفِراشِ عِبادَةٌ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ إذا حُمَّ حُمّى واحِدَةً تَناثَرَتِ الذُّنوبُ مِنهُ كَوَرَقِ الشَّجَرِ فَإِن أنَّ عَلى فِراشِهِ فَأَنينُهُ تَسبيحٌ وصِياحُهُ تَهليلٌ وتَقَلُّبُهُ عَلى فِراشِهِ كَمَن يَضرِبُ بِسَيفِهِ في سَبيلِ اللّهِ . (3)
.
ص: 396
. .
ص: 397
القِسمُ الرّابِعُ: التّحميدالمدخلالفصل الأوّل : تفسير الحمدالفصل الثّاني : الحثّ على التّحميدالفصل الثّالث : بركات الحمدالفصل الرّابع : مواضع الحمدالفصل الخامس : المحامد المأثورة
.
ص: 398
. .
ص: 399
المدخل«الحمد» و«التحميد» لغة واصطلاحا«التحميد» من مادة «حمد» بمعنى المدح مقابل الذم ، وعندما تنقل هذه المادة إلى باب التفعيل فإنّها تدل عادة على المبالغة ، ولذلك فإن الاسم «محمّد» يعني المحمود كثيرا . وقد يأتي باب التفعيل بمعنى النسبة أيضا ، والتحميد يعني الحمد وقول الحمد أي نسبة الحمد والثناء إلى اللّه . ويفسّر الخليل بن أحمد الفراهيدي «الحمد» و«التحميد» كالتالي : الحمد : نقيض الذمّ ، يقال : بلوته فأحمدته أي وجدته حميدا محمود الفعال . وحمدته على ذلك . . . والتحميد : كثرة حمد اللّه بحسن المحامد . . . والحمد : الثناء . (1) كما يصرّح ابن فارس في بيان معنى «الحمد» : الحاء والميم والدال كلمة واحدة وأصل واحد يدلّ على خلاف الذّم ، يقال : حمدت فلانا أحمده ، ورجل محمود ومحمّد ، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة . . . ولهذا الذي ذكرنا سمّي نبيّنا محمّدا صلى الله عليه و آله . (2) وقال بعض علماء اللغة حول الفرق بين الحمد والمدح : الحمد أخصّ من المدح
.
ص: 400
لأنّ المدح يشمل الجميل الاختياري وغير الاختياري ولكن الحمد يشمل الجميل الاختياري فقط . (1) إنّ الراغب الأصفهاني يذكر في إيضاح الفرق بين الحمد والمدح والشكر : الحمد للّه تعالى : الثناء عليه بالفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر ، فإنّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ، وممّا يقال منه وفيه بالتسخير ، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه ، والحمد يكون في الثاني دون الأوّل . والشكر لا يقال إلّا في مقابلة نعمة فكلّ شكر حمد وليس كلّ حمد شكرا ، وكلّ حمد مدح وليس كلّ مدح حمدا . (2) وممّا يجدر ذكره أنه لا يوجد اتّفاق في الرأي بشأن وجود فرق بين معنى الحمد والمدح ، أو عدمه ، ويمكن للراغبين في البحث في هذا المجال الرجوع إلى المصادر اللغوية والتفسيرية . (3)
«الحمد» و«التحميد» في الكتاب والسنّةلقد ورد الاهتمام بمدح اللّه وتأكيده في القرآن الكريم في 43 آية بأشكال مختلفة ، فقد مدح اللّه _ تعالى _ نفسه في 14 آية (4) ، وأمر بحمده والثناء عليه في 13
.
ص: 401
آية (1) (6 مرات من دون تسبيح و7 مرّات مع التسبيح) ، ونقل في 16 آية حمد اللّه _ تعالى _ على لسان الأنبياء (2) ، والملائكة (3) ، وأهل الجنّة (4) ، وأهل القيامة (5) ، والرعد (6) وجميع الأشياء (7) . بالإضافة إلى ذلك فقد وصف اللّه _ سبحانه _ ب «الحميد» في سبع عشرة آية . (8) وممّا يجدر ذكره أن كلمة «التحميد» لم تستعمل في القرآن ، ولكن ورد استعمالها في الأحاديث الإسلامية رغم أنّه لا يرقى إلى كثرة استعمال «الحمد» .
ملاحظات حول معنى «الحمد»هناكَ ملاحظات تستحق الاهتمام فيما يتعلق بمعنى «الحمد» في الكتاب والسنّة : 1 . لقد استعملت هذه اللفظة في الكتاب والسنّة في فضيلة اللّه الذاتية ، مثل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ في الملك...» (9) . 2 . إنّ مدح اللّه _ تعالى _ ، ينبثق من معرفته ، ولذلك فإنّ لحقيقة الحمد الإلهي وكماله علاقة مباشرة بمستوى معرفته ؛ فكلما ازدادت المعرفة بجمال الحق _ تعالى _ وكماله ، ازداد كمال مدح المادح .
.
ص: 402
بناء على ذلك فإن أكمل وأفضل مادح للّه _ تعالى _ ، هو اللّه نفسه ذلك لعدم وجود أي أحد يعرف ذاته المقدّسة مثله ، ولذلك فإنّ اللّه _ عزّ وجلّ _ ليس الأحق بالمدح فحسب ، بل هو أيضا أفضل مادح لنفسه ، كما نقرأ في الدعاء : «يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ» (1) . 3 . إنّ تفسير الحمد بالشكر والمفاهيم المشابهة له في الروايات هو تفسير بالأعم ، وممّا لا نشكّ فيه أنّ هذا التفسير لا يعني أن من غير الممكن مدح اللّه دون أخذ نعمه بنظر الاعتبار . 4 . إنّ الأحاديث التي فسّرت «الحمد» ب «حق الشكر» أو «تمام الشكر» أو «وفاء الشكر» ، تريد من ذلك الشكر باللسان بمعنى أنّ كلمة «الحمد» إذا جرت على اللسان من منطلق المعرفة ، فإنّ اللسان يكون قد أدّى واجبه في الشكر حقيقةً وبناء على ذلك ، فإن التفسير المذكور لا ينفي ضرورة الشكر العملي على النعم الإلهيّة والذي ورد التأكيد عليه في الروايات الأخرى ، بل إن الحمد الصادق يستوجب أن يكون الحامد شاكرا من الناحية العملية أيضا على النعم الإلهيّة .
الحدّ بين الإنسان والحيوانلقد ذكرت في الكتاب والسنّة ، ملاحظات بالغة الأهمية حول حمد اللّه _ تعالى _ ومدحه وآثارهما وبركاتهما وهي جميعا دالّة على أهمية هذا الذكر ودوره البنّاء في بناء الإنسان ، سوف نستعرض هذه الملاحظات في خمسة فصول ، ونكتفي هنا بالإشارة إلى ملاحظة دقيقة للغاية في دعاء الإمام السجاد عليه السلام وهي أن «الحمد» هو الحد بين الإنسان والحيوان ، وإذا ما أزيل هذا الحاجز ، خرج الإنسان من حد الإنسانية ودخل في نطاق البهائم ، وقد جاء دعاؤه عليه السلام في أوّل الصحيفة السجّادية
.
ص: 403
وهو : وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلى ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ ، وأسبَغَ عَليهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ ؛ لَتَصَرَّفوا في مِنَنِهِ فَلَم يَحمَدوهُ ، وتَوَسَّعوا في رِزقِهِ فَلَم يَشكُروهُ ، ولَو كَانوا كَذلِكَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِيَّةِ إلى حَدِّ البَهيمِيَّةِ ، فَكانوا كَما وَصَفَ في مُحكَمِ كِتابِهِ : «إِنْ هُمْ إِلَا كَالْأَنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (1) . (2) بعبارة اُخرى فإنّ الشكر من جنود العقل والكفران من جنود الجهل ، كما نقل عن الإمام الصادق عليه السلام في بيان جنود العقل والجهل : وَالشُّكرُ وضِدُّهُ الكُفرانُ . (3) فالبهائم لا تدرك الشكر لأنها لا تمتلك العقل ، فالحمار لا يشكرك مهما أنعمت عليه أو قدمت له من خدمة ، ولكن العقل يدعو الإنسان إلى شكر ولي نعمته ، ولا شك في أن كل نعمة تصيب الإنسان ، هي من جانب اللّه . «وَ مَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ» . (4) على هذا الأساس فإنّ العقل يحكم بعدم وجود أحد يستحق الحمد والشكر أكثر من اللّه . ولذلك يؤكّد الإمام علي عليه السلام قائلاً : لَو لَم يَتَوَعَّدِ اللّهُ عَلى مَعصِيَةٍ لَكانَ يَجِبُ ألّا يُعصى شُكرا لِنِعَمِهِ . (5) بناء على ذلك ، فكلّما ازداد نصيب الإنسان من العقل وابتعد أكثر عن حدود
.
ص: 404
الحيوانية ازداد حمده للّه _ تعالى _ وشكره له بلسانه وعمله ، وكلما اقترب أكثر من حد البهيمية ، قلّ حمده وشكره .
سرّ محبّة اللّه للحمدمن خلال التأمّل في الملاحظة السابقة ، يتضح لنا سرّ حبّ اللّه _ سبحانه _ للحمد ، فقد ورد التأكيد في عدد من الأحاديث أنه _ تعالى _ يحب أن يمدح بل إنّ مدحه أحب شيء له (1) . كما يعرف بذلك الجواب على السؤال التالي : لماذا يحب اللّه أن يمدح ، مع أنه غني بالذات ولا يحتاج إلى مدح الآخرين؟ إنّ سرّ حبّ اللّه _ تعالى _ للحمد هو أنّه يريد أن يوظف البشر عقولهم ما استطاعوا وأن يبتعدوا عن البهائم ، وبذلك يقتربون من هدف خلقهم ، ولا شك في أن وصول الإنسان إلى هذا الهدف لا يتحقق إلّا من خلال الشكر اللساني والعملي لخالقهم والمنعم الحقيقي عليهم .
.
ص: 405
الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير الحمد1 / 1شُكرُ النِّعَمِالإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :الحَمدُ شُكرٌ . (1)
عنه عليه السلام _ في كِتابِهِ إلى مَلِكِ الرّومِ حينَ سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ فاتِحَةِ الكِتابِ _ :أمّا قَولُهُ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » فَذلِكَ ثَناءٌ مِنّا عَلى رَبِّنا تَبارَكَ وتَعالى بِما أنعَمَ عَلَينا . . . . (2)
الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ قَولَهُ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» إنَّما هُوَ أداءٌ لِما أوجَبَ اللّهُ عز و جل عَلى خَلقِهِ مِنَ الشُّكرِ ، وشُكرٌ لِما وَفَّقَ عَبدَهُ مِنَ الخَيرِ . (3)
الإمام الجواد عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلَى الرِّضا عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أخبِرني عَن قَول
.
ص: 406
اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» ما تَفسيرُهُ؟ فَقالَ : لَقَد حَدَّثَني أبي عَن جَدّي عَنِ الباقِرِ عَن زَينِ العابِدينَ عَن أبيهِ عليهم السلام : إنَّ رَجُلاً جاءَ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » ما تَفسيرُهُ؟ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» هُوَ أن عَرَّفَ عِبادَهُ بَعضَ نِعَمِهِ عَلَيهِم جُمَلاً؛ إذ لا يَقدِرونَ عَلى مَعرِفَةِ جَميعِها بِالتَّفصيلِ ؛ لِأَنَّها أكثَرُ مِن أن تُحصى أو تُعرَفَ ، فَقالَ لَهُم : قولوا : الحَمدُ للّهِِ عَلى ما أنعَمَ بِهِ عَلَينا رَبُّ العالَمينَ ، وهُمُ الجَماعاتُ مِن كُلِّ مَخلوقٍ مِنَ الجَماداتِ وَالحَيَواناتِ؛ وأمَّا الحَيَواناتُ فَهُوَ يُقَلِّبُها (1) في قُدرَتِهِ ، ويَغذوها مِن رِزقِهِ ، ويَحوطُها بِكَنَفِهِ ، ويُدَبِّرُ كُلّاً مِنها بِمَصلَحَتِهِ . وأمَّا الجَماداتُ فَهُوَ يُمسِكُها بِقُدرَتِهِ؛ ويُمسِكُ المُتَّصِلَ مِنها أن يَتَهافَتَ ، ويُمسِكُ المُتَهافِتَ مِنها أن يَتَلاصَقَ ، ويُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، ويُمسِكُ الأَرضَ أن تَنخَسِفَ إلّا بِأَمرِهِ ، إنَّهُ بِعِبادِهِ رَؤوفٌ رَحيمٌ . (2)
1 / 2رَأسُ الشُّكرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«الحَمدُ للّهِِ» رَأسُ الشُّكرِ ، ما شَكَرَ اللّهَ عَبدٌ لا يَحمَدُهُ . (3)
.
ص: 407
1 / 3حَقُّ الشُّكرِالإمام عليّ عليه السلام :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَرِيَّةً (1) فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّ لَكَ عَلَيَّ إن رَدَدتَهُم سالِمينَ غانِمينَ أن أشكُرَكَ أحَقَّ الشُّكرِ . قالَ : فَما لَبِثوا أن جاؤوا كَذلِكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ عَلى سابِغِ نِعَمِ اللّهِ . (2)
كتاب الشكر عن كعب بن عجرة :بَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعثا مِنَ الأَنصارِ وقالَ : إن سَلَّمَهُمُ اللّهُ جَلَّ وعَزَّ وغَنَّمَهُم فَإِنَّ للّهِِ عَلَيَّ في ذلِكَ شُكرا . قالَ : فَلَم يَلبَثوا أَن غَنِموا وسَلِموا ، فَقالَ بَعضُ أَصحابِهِ : سَمِعناكَ تَقولُ : إن سَلَّمَهُمُ اللّهُ وغَنَّمَهُم فَإِنَّ عَلَيَّ في ذلِكَ شُكرا للّهِِ جَلَّ وعَزَّ! قالَ : قَد فَعَلتُ؛ قَد قُلتُ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ شُكرا ، ولَكَ المَنُّ فَضلاً . (3)
مكارم الأخلاق :نَفَرَت بَغلَةٌ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام فيما بَينَ مَكّةَ وَالمَدينَةِ ، فَقالَ : لَئِن رَدَّهَا اللّهُ عَلَيَّ لَأَشكُرَنَّهُ حَقَّ شُكرِهِ . فَلَّما أخَذَها قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «شُكرا للّهِِ» . (4)
الكافي عن حمّاد بن عثمان :خَرَجَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام مِنَ المَسجِدِ وقَد ضاعَت دابَّتُهُ ، فَقالَ :
.
ص: 408
لَئِن رَدَّهَا اللّهُ عَلَيَّ لَأَشكُرَنَّ اللّهَ حَقَّ شُكرِهِ . قالَ : فَما لَبِثَ أن اُتِيَ بِها ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ . فَقالَ لَهُ قائِلٌ : جُعِلتُ فِداكَ ، ألَيسَ قُلتَ : لَأَشكُرَنَّ اللّهَ حقَّ شُكرِهِ؟! فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ألَم تَسمَعني قُلتُ : الحَمدُ للّهِِ؟ (1)
الكافي عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : هَل لِلشُّكرِ حَدٌّ إذا فَعَلَهُ العَبدُ كانَ شاكِرا؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : ما هُوَ؟ قالَ : يَحمَدُ اللّهَ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ عَلَيهِ في أهلٍ ومالٍ ، وإن كانَ فيما أنعَمَ عَلَيهِ في مالِهِ حَقٌّ أدّاهُ . (2)
1 / 4وَفاءُ الشُّكرِ وتَمامُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّوحيدُ ثَمَنُ الجَنَّةِ ، وَالحَمدُ للّهِِ وَفاءُ شُكرِ كُلِّ نِعمَةٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :شُكرُ النِّعمَةِ اجتِنابُ المَحارِمِ ، وتَمامُ الشُّكرِ قَولُ الرَّجُلِ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» فَقَد أدّى شُكرَ كُلِّ نِعمَةٍ للّهِِ عز و جل عَلَيهِ . (5)
.
ص: 409
الإمام الصادق عليه السلام :شُكرُ كُلِّ نِعمَةٍ وإن عَظُمَت أن تَحمَدَ اللّهَ عز و جل عَلَيها . (1)
عنه عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ _ صَغُرَت أو كَبُرَت _ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا أدّى شُكرَها . (2)
عنه عليه السلام :مَن قالَ أربَعَ مَرّاتٍ إذا أصبَحَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» فَقَد أدّى شُكرَ يَومِهِ ، ومَن قالَها إذا أمسى فَقَد أدّى شُكرَ لَيلَتِهِ . (3)
عنه عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ سَبعَ مَرّاتٍ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ كانَت أو هِيَ كائِنَةٌ» ، فَقَد أدّى شُكرَ ما مَضى وشُكرَ ما بَقِيَ . (4)
1 / 5مِفتاحُ الشُّكرِ وخاتَمُهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ إبراهيمَ عليه السلام سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل قالَ : يا رَبِّ ما جَزاءُ مَن حَمِدَكَ؟ قالَ : الحَمدُ مِفتاحُ الشُّكرِ وخاتَمُ الشُّكرِ ، وَالحَمدُ يُعرَجُ بِهِ إلى عَرشِ رَبِّ العالَمينَ . (5)
.
ص: 410
. .
ص: 411
الفَصلُ الثّاني : الحثّ على التّحميد2 / 1خَيرُ حامِدٍ ومَحمودٍالكتاب«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» . (1)
«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» . (2)
«وَ هُوَ اللَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْأُولَى وَ الْاخِرَةِ وَ لَهُ الْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» . (3)
راجع : الفاتحة:1،النحل:75،الكهف:1،فاطر:1،الصافّات: 182،الزمر:21،غافر:65،الروم:18،التغابن:1،الجاثية:36.
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :يا خَيرَ حامِدٍ ومَحمودٍ ، يا خَيرَ شاهِد
.
ص: 412
ومَشهودٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله _ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _ :اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا أحَدُ يا واحِدُ ، يا شاهِدُ يا ماجِدُ يا حامِدُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إنّ اللّهَ ولَهُ الحَمدُ افتَتَحَ الحَمدَ لِنَفسِهِ ، وخَتَمَ أمرَ الدُّنيا ومَحَلَّ الآخِرَةِ بِالحَمدِ لِنَفسِهِ ، فَقالَ : «وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَ قِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى يُمهِلُ الظّالِمَ حَتّى يَقولَ : أهمَلَني ، ثُمَّ إذا أخَذَهُ أخَذَهُ أخذَةً رابِيَةً ... إنَّ اللّهَ تَعالى حَمِدَ نَفسَهُ عِندَ هَلاكِ الظّالِمينَ ، فَقالَ : «فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (5) . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن أحَبَّ بَقاءَ الظّالِمينَ فَقَد أحَبَّ أن يُعصَى اللّهُ ، إنَّ اللّهَ تَعالى حَمِدَ نَفسَهُ على هَلاكِ الظّالِمينَ ، فَقالَ : «فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَ_لَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (7)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في جَوابِ اليَهودِيِّ الَّذي سَأَلَهُ عَن تَفسيرِ «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ...» _ :أمّا قَولُهُ «الحَمدُ للّهِِ» فَإِنَّهُ عَلِمَ أنَّ العِبادَ لا يُؤَدّونَ شُكرَ نِعمَتِهِ فَحَمِدَ نَفسَهُ قَبلَ أن
.
ص: 413
يَحمَدوهُ وهُوَ أوَّلُ الكَلامِ ، لَولا ذلِكَ لَما أنعَمَ اللّهُ عَلى أحَدٍ بِنِعمَتِهِ . (1)
2 / 2أحَقُّ مَن حُمِدَالكتاب«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (2)
«فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَ_وَ تِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (3)
«وَ لَ_ئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ» . (4)
«وَ لَ_ئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» . (5)
«وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» . (6)
«وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَ_تِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَ مَا رَبُّكَ بِغَ_فِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» . (7)
«دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (8)
.
ص: 414
«وَ قَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَ_مِلِينَ» . (1)
«وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَ_ذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ رِداءُ الرَّحمنِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يا مَن شُكرُهُ فَوزٌ لِلشّاكِرينَ ، يا مَن حَمدُهُ عِزٌّ لِلحامِدينَ . . . يا أجَلَّ مَشكورٍ شُكِرَ ، يا أعَزَّ مَذكورٍ ذُكِرَ ، يا أعلى مَحمودٍ حُمِدَ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :لا يَحمَد حامِدٌ إلّا رَبَّهُ ، ولا يَلُم لائِمٌ إلّا نَفسَهُ . (5)
الإمام الحسن عليه السلام _ في وَصِيَّتِهِ _ :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ . . . وإِنَّهُ أولى مَن عُبِدَ وأَحَقُّ مَن حُمِدَ . (6)
2 / 3أحَبُّ الأَشياءِ إلَى اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن شَيءٍ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِنَ الحَمدِ . (7)
.
ص: 415
عنه صلى الله عليه و آله :لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَيهِ الحَمدُ مِنَ اللّهِ تَعالى ، ولِذلِكَ أثنى عَلى نِفسِهِ فَقالَ : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أحَدٌ أحَبُّ إلَيهِ الحَمدُ مِنَ اللّهِ عز و جل . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يُحِبُّ أن يُحمَدَ . (3)
مسند ابن حنبل عن الأسود بن سريع :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ألا اُنشِدُكَ مَحامِدَ حَمِدتُ بِها رَبّي تَبارَكَ وتَعالى؟ قالَ : أما إنَّ ربَّكَ عز و جل يُحِبُّ الحَمدَ . (4)
تفسير ابن كثير عن ابن عبّاس :قالَ عُمَرُ : قَد عَلِمنا سُبحانَ اللّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَمَا الحَمدُ للّهِِ؟ فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : كَلِمَةٌ رَضِيَهَا اللّهُ لِنَفسِهِ . (5)
2 / 4أحَقُّ مَا ابتُدِئَ بِهِالإمام عليّ عليه السلام :إنَّ أحَقَّ مَا ابتَدَأَ بِهِ المُبتَدِئونَ ، ونَطَقَ بِهِ النّاطِقونَ ، وتَفَوَّهَ بِهِ القائِلونَ :
.
ص: 416
حَمدُ اللّهِ وثَناءٌ عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، وَالصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ فيِهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أجذَمُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيه بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَيَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ (3) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (4)
2 / 5مِفتاحُ القُرآنِالإمام الرضا عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي حَمِدَ فِي الكِتابِ نَفسَهُ ، وَافتَتَحَ بِالحَمدِ كِتابَهُ ، وجَعَلَ الحَمدَ أوَّلَ جَزاءِ مَحَلِّ نِعمَتِهِ ، وآخِرَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ . (5)
2 / 6مِفتاحُ الذِّكرِالإمام عليّ عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ مِفتاحا لِذِكرِهِ ، وسَبَبا لِلمَزيدِ مِن فَضلِهِ ، ودَليلاً عَلى آلائِهِ وعَظَمَتِهِ . (6)
.
ص: 417
2 / 7يَملَأُ الميزانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» نِصفُ الميزانِ ، وَ«الحَمدُ للّهِِ» تَملَؤُهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، وَالتَّكبيرُ يَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (2)
تفسير القمّي عن سليمان بن داوود رفعه قال :جاءَ رَجُلٌ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَسَأَلَهُ عَن مَسائِلَ . . . فَقالَ الرَّجُلُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : وأنَا أقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَإِذا قالَ أحَدُكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ»؛ فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «هُوَ الْحَىُّ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ فَ_ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (3) . (4)
2 / 8دَعوى أهلِ الجَنَّةِالكتاب«إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّ__لِحَ_تِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَ_نِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَ_رُ فِى جَنَّ_تِ النَّعِيمِ * دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّه
.
ص: 418
رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن جَزاءِ مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ . . . _: إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» سَبَّحَ مَعَهُ ما دونَ العَرشِ ، فَيُعطى قائِلُها عَشرَ أمثالِها ، وإذا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعَمِ الدُّنيا مَوصولاً بِنِعَمِ الآخِرَةِ ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتي يَقولُها أهلُ الجَنَّةِ إذا دَخَلوها ، ويَنقَطِعُ الكَلامُ الَّذي يَقولونَهُ فِي الدُّنيا ما خَلَا الحَمدُ للّهِِ؛ وذلِكَ قَولُهُ تَعالى : « دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَ_نَكَ اللَّهُمَّ وَ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَ_مٌ وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ » . (2)
الإمام عليّ عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :مِن شَرَفِ هذِهِ الكَلِمَةِ _ وهِيَ الحَمدُ للّهِِ _ أنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَها فاتِحَةَ كِتابِهِ ، وجَعَلَها خاتِمَةَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ؛ فَقالَ : «وَ ءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» . (3)
2 / 9أفضَلُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ الحَمدُ للّهِِ . (4)
.
ص: 419
الكافي عن المفضّل :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني دُعاءً جامِعا ، فَقالَ لي : اِحمَدِ اللّهَ فَإِنَّهُ لايَبقى أحَدٌ يُصَلّي إلّا دَعا لَكَ ، يَقولُ : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ . (1)
2 / 10ثَمَنُ كُلِّ نِعمَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ ثَمَنُ كُلِّ نِعمَةٍ . (2)
2 / 11أفضَلُ مِنَ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يُنعِمُ [ اللّهُ] عَلَيهِ نِعمَةً إلّا كانَ الحَمدُ أفضَلَ مِنها . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ فَحَمِدَ اللّهَ عَلَيها ، إلّا كانَ ذلِكَ الحَمدُ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ وإن عَظُمَت . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ نِعمَةً فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا كانَ الَّذي أعطاهُ أفضَلَ مِمّا أخَذَ . (5)
.
ص: 420
الإمام الصادق عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ بالِغَةً ما بَلَغَت فَحَمِدَ اللّهَ عَلَيها ، إلّا كانَ حَمدُهُ للّهِِ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ وأعظَمَ وأوزَنَ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :مَن حَمِدَ اللّهَ عَلى النِّعمَةِ فَقَد شَكَرَهُ ، وكانَ الحَمدُ أفضَلَ مِن تِلكَ النِّعمَةِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو أنَّ الدُّنيا كُلَّها لُقمَةٌ واحِدَةٌ ، فَأَكَلَهَا العَبدُ المُسلِمُ ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، لَكانَ قَولُهُ ذلِكَ خَيرا لَهٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لو أنَّ الدُّنيا كُلَّها بِحَذافيرِها (4) في يَدِ رَجُلٍ مِن اُمَّتي ، ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، لَكانَ الحَمدُ للّهِِ أفضَلَ مِن ذلِكَ . (5)
2 / 12كَثرَةُ الحَمدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ أفضَلَ عِبادِ اللّهِ يَومَ القِيامَةِ الحَمّادونَ . (6)
.
ص: 421
عنه صلى الله عليه و آله :يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ في صَعيدٍ واحِدٍ فَيُسمِعُهُمُ الدّاعي وتُبعِدُهُمُ (1) البَصَرُ ، ثُمَّ يَقومُ مُنادٍ فَيُنادي يَقولُ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أولى بِالكَرَمِ . فَيَقولُ : أينَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ؟ فَيَقومونَ وهُم قَليلونَ فَيَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اُوصيكُم أيُّهَا النّاسُ بِتَقوَى اللّهِ ، وكَثرَةِ حَمدِهِ عَلى آلائِهِ إلَيكُم ، ونَعمائِهِ عَلَيكُم ، وبَلائِهِ لَدَيكُم . (3)
تهذيب الكمال عن معاوية بن قرّة :ما سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حامِدا للّهِِ إلّا مادَّهُ (4) الحَمدَ . (5)
2 / 13صِفَةُ اُمَّةِ مُحَمَّدٍالكتاب«التَّ_ئِبُونَ الْعَ_بِدُونَ الْحَ_مِدُونَ السَّ_ئِحُونَ الرَّ كِعُونَ السَّ_جِدُونَ الْامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ الْحَ_فِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» . (6)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ بَعدَ أن ذَكَرَ أنَّ اللّهَ عز و جل أنزَلَ عَلى رَسولِهِ قَولَهُ : «التَّ_ئِبُونَ الْعَ_بِدُون
.
ص: 422
الْحَ_مِدُونَ . . .» _: فَبَشَّرَ (1) النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله المُجاهِدينَ مِنَ المُؤمِنينَ الَّذينَ هذِهِ صِفَتُهُم وحِليَتُهُم بِالشَّهادَةِ وَالجَنَّةِ ، وقالَ : «التَّ_ئِبُونَ» مِنَ الذُّنوبِ ، «الْعَ_بِدُونَ» الَّذينَ لا يَعبُدونَ إلَا اللّهَ ولا يُشرِكونَ بِهِ شَيئا ، «الْحَ_مِدُونَ» الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلى كُلِّ حالٍ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في جَوابِ حِبرٍ (3) مِن أحبارِ اليَهودِ لَمّا سَأَلَهُ : أخبِرني عَمّا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَلى سائِرِ الاُمَمِ _: لَقَد فَضَّلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى اُمَّتَهُ عَلى سائِرِ الاُمَمِ بِأَشياءَ كَثيرَةٍ . . . مِنها أنَّهُ يُقالُ يَومَ القِيامَةِ : لِيَتَقَدَّمِ (4) الحامِدونَ ، فَتُقَدَّمُ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قَبلَ الاُمَمِ ، وهُوَ مَكتوبٌ : اُمَّةُ مُحَمَّدٍ هُمُ الحامِدونَ ؛ يَحمَدونَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى عَلى كُلِّ مَنزِلَةٍ ، [ و] (5) يُكَبِّرونَهُ عَلى كُلِّ حالٍ ، مُناديهِم في جَوفِ السَّماءِ ، لَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ . (6)
بحار الأنوار عن كعب :نَجِدُ مَكتوبا [ أي فِي التَّوراةِ] : مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، لا فَظٌّ ولا غَليظٌ ، ولا صَخّابٌ (7) بِالأَسواقِ ، ولا يَجزي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، ولكِن يَعفو ويَغفِرُ ، اُمَّتُهُ الحامِدونَ ، يُكَبِّرونَ اللّهَ عَلى كُلِّ نَجدٍ (8) ، ويَحمَدونَهُ فِي كُلِّ مَنزِلٍ . (9)
.
ص: 423
وقعة صفّين عن حبّة العرني _ عَن كِتابٍ كَتَبَهُ أصحابُ عيسى عليه السلام ، عَرَضَهُ راهِبُ بَليخٍ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ في صِفَةِ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ _ :اُمَّتُهُ الحَمّادونَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلى كُلِّ نَشزٍ (1) ، وفي كُلِّ صَعودٍ وهَبوطٍ ، تَذِلُّ ألسِنَتُهُم بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّسبيحِ ، ويَنصُرُهُ اللّهُ عَلى مَن ناواهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أخَذَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِالنُّبُوَّةِ ميثاقي . . . وشَقَّ لِي اسما مِن أسمائِهِ ، فَذُو العَرشِ مَحمودٌ وأنَا مُحَمَّدٌ ، ووَعَدَني يَحبوني بِالحَوضِ وَالكَوثَرِ ، وأن يَجعَلَني أوَّلَ شافِعٍ وأوَّلَ مُشَفَّعٍ ، ثُمَّ أخرَجَني مِن خَيرِ قَرنٍ لِاُمَّتي وهُمُ الحَمّادونَ ، يَأمُرونَ بِالمَعروفِ ويَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ . (3)
.
ص: 424
. .
ص: 425
الفَصلُ الثّالِثُ : بركات الحمد3 / 1دَوامُ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ عَلَى النِّعمَةِ أمانٌ لِزَوالِها . (1)
الإمام الصادق عليه السلام _ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _ :يا سُفيانُ ، إذا أنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَأَحبَبتَ بَقاءَها ودَوامَها فَأَكثِر مِنَ الحَمدِ وَالشُّكرِ عَلَيها؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل قالَ في كِتابِهِ : «لَ_ئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (2) . (3)
3 / 2كَمالُ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : . . . «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» قالَ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : حَمِدَنى ¨
.
ص: 426
عَبدي وعَلِمَ أنَّ النِّعَمَ الَّتي لَهُ مِن عِندي ، وأنَّ البَلايَا الَّتي دَفَعتُ عَنهُ فَبِطَولي (1) ، اُشهِدُكُم أنّي اُضيفُ لَهُ إلى نِعَمِ الدُّنيا نِعَمَ الآخِرَةِ ، وأدفَعُ عَنهُ بَلايَا الآخِرَةِ كما دَفَعتُ عَنهُ بَلايَا الدُّنيا . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ مِن نِعمَةٍ فَعَرَفَها بِقَلبِهِ ، وحَمِدَ اللّهَ ظاهِرا بِلِسانِهِ ، فَتَمَّ كَلامُهُ؛ حَتّى يُؤمَرَ لَهُ بِالمَزيدِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن جَعَل الحَمدَ خِتامَ النِّعمَةِ ، جَعَلَهُ اللّهُ سُبحانَهُ مِفتاحَ المَزيدِ . (4)
عنه عليه السلام _ في خُطبَةٍ لَهُ _ :أحمَدُهُ استِتماما لِنِعمَتِهِ ، وَاستِسلاما لِعِزَّتِهِ ، وَاستِعصاما مِن مَعصِيَتِهِ . . . فَإِنَّهُ أرجَحُ ما وُزِنَ ، وأفضَلُ ما خُزِنَ . (5)
3 / 3إجابَةُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَعا أحَدُكُم فَليَبدَأ بِتَحميدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ثُمَّ يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ لِيَدعُ بِما شاءَ . (6)
.
ص: 427
الإمام عليّ عليه السلام :السُّؤالُ بَعدَ المَدحِ ، فَامدَحُوا اللّهَ عز و جل ثُمَّ اسأَ لُوا الحَوائِجَ ، أَثنوا عَلَى اللّهِ عز و جلوَامدَحوه قَبلَ طَلَبِ الحَوائِجِ . (1)
كتاب الدعاء المأثور :رُوِيَ أَنَّ رَجُلاً قالَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليه السلام : عَلِّمني دُعاءً أرجو إجابَتَهُ . قال : أكثِر مِن حَمدِ اللّهِ سُبحانَهُ ، وَادعُهُ بِما شِئتَ . فَقالَ الرَّجُلُ : ومَا الحَمدُ مِنَ الدُّعاءِ؟ فَقالَ : إنَّ جَميعَ مَن فِي الأَرضِ مِنَ المُسلِمينَ يَدعونَ لَيلَهُم ونَهارَهُم أن يَستَجيبَ لِلحامِدينَ ، فَما ظَنُّكَ بِمَن يَشفَعُ لَهُ عِندَ اللّهِ جَميعُ المُسلِمينَ؟ قالَ : وكَيفَ ذلِكَ؟ قال : ألَيسَ يَقولونَ في كُلِّ رَكعَةٍ يَركَعونَها : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ؟ فَعَلَيكَ بِحَمدِ اللّهِ عز و جليَستَجِبِ اللّهُ دُعاءَكَ . (2)
3 / 4غَرسُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ» غَرَسَ اللّهُ لَهُ بِها شَجَرَةً فِي الجَنَّةِ . (3)
.
ص: 428
. .
ص: 429
الفَصلُ الرّابِعُ : مواضع الحمد4 / 1قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِهاالكتاب«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» . (1)
«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُ_لُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ» . (2)
الحديثالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقِفُ عِندَ طُلوعِ كُلِّ فَجرٍ عَلى بابِ عَلِيٍّوفاطِمَةَ عليهماالسلامفَيَقولُ : الحَمدُ للّهِِ المُحسِنِ المُجمِلِ المُنعِمِ المُفضِلِ ، الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، سَمِعَ سامِعٌ بِحَمدِ اللّهِ ونعِمَتِهِ وحُسنِ بَلائِهِ عِندَنا . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَطلُعُ الفَجرُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلك
.
ص: 430
ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، و«صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» عَشرَ مَرّاتٍ ، وسَبَّحَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً ، وهلَّلَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً ، وحَمِدَ اللّهَ خَمسا وثَلاثينَ مَرَّةً؛ لَم يُكتَب في ذلِكَ الصَّباحِ مِنَ الغافِلينَ ، وإذا قالَها فِي المَساءِ لَم يُكتَب في تِلكَ اللَّيلَةِ مِنَ الغافِلينَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ إذا طَلَعَ الفَجرُ : الحَمدُ للّهِِ فالِقِ الإِصباحِ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ المَساءِ وَالصَّباحِ ، اللّهُمَّ صَبِّح آلَ مُحَمَّدٍ بِبَرَكَةٍ وعافِيَةٍ وسُرورٍ وقُرَّةِ عَينٍ ، اللّهُمَّ إنَّكَ تُنزِلُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ما تَشاءُ ، فَأَنزِل عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي مِن بَرَكَةِ السَّماواتِ وَالأَرضِ رِزقا حَلالاً طَيِّبا واسِعا تُغنيني بِهِ عَن جَميعِ خَلقِكَ . (2)
4 / 2الصَّباحُ وَالمَساءُالكتاب«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ» ، كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ . (4)
.
ص: 431
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ إذا أصبَحَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبّي لا اُشرِكُ بِهِ شَيئا ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا ظَلَّ يُغفَرُ لَهُ ذُنوبُهُ حَتّى يُمسِيَ ، وإن قالَها إذا أمسى باتَ يُغفَرُ لَهُ ذُنوبُهُ حَتّى يُصبِحَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في كُلِّ يَومٍ إذا أصبَحَ وطَلَعَتِ الشَّمسُ يَقولُ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا طَيِّبا عَلى كُلِّ حالٍ» يَقولُ (2) ثَلاثَمِئَةٍ وسِتّينَ مَرَّةً شُكرا . (3)
عنه عليه السلام :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ المَساءِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ المَبيتِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُسنِ الصَّباحِ» ، فَقَد أدّى شُكرَ لَيلَتِهِ ويَومِهِ . (4)
4 / 3عِندَ النِّعمَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلَيهِ نِعمَةً فَليَحمَدِ اللّهَ تَعالى ، ومَنِ استَبطَأَ عَلَيهِ الرِّزقَ فَليَستَغفِرِ اللّهَ ، ومَن حَزَنَهُ أمرٌ فَليَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ مِن نِعمَةٍ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» إلّا وقَد أدّى شُكرَها ، فَإِن
.
ص: 432
قالَها الثّانِيَةَ جَدَّدَ اللّهُ لَهُ ثَوابَها ، فَإِن قالَها الثّالِثَةَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :_ وإن تَقادَمَ عَهدُها _ما مِن نِعمَةٍ تَذَكَّرَها العَبدُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، إلّا جَدَّدَ اللّهُ لَهُ ثَوابَهُ كَيَومَ وَجَدَها . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ظَهَرَت عَلَيهِ النِّعمَةُ ، فَليُكثِر ذِكرَ : الحَمدُ للّهِِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَظاهَرَت عَلَيهِ النِّعَمُ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أربَعٌ مَن كُنَّ فيهِ كانَ في نورِ اللّهِ عز و جلالأَعظَمِ : . . . ومَن إذا أصابَ خَيرا قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :عَجِبتُ لِلمُسلِمِ إذا أصابَهُ خَيرٌ حَمِدَ اللّهَ وشَكَرَ ، وإذا أصابَتهُ مُصيبَةٌ احتَسَبَ وصَبَرَ ، المُسلِمُ يُؤجَرُ في كُلِّ شَيءٍ ، حَتّى فِي اللُّقمَةِ يَرفَعُها إلى فيهِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أصبَحَ ولا يَذكُرُ أربَعَةَ أشياءَ أخافُ عَلَيهِ زَوالَ النِّعمَةِ ، أوَّلُها أن يَقولَ:
.
ص: 433
الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَرَّفَني نَفسَهُ ولَم يَترُكني عُميانَ القَلبِ . وَالثّاني يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . وَالثّالِثُ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ رِزقي في يَدَيهِ ، ولَم يَجعَل رِزقي في أيدِي النّاسِ . وَالرّابِعُ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَتَرَ ذُنوبي وعُيوبي ولَم يَفضَحني بَينَ النّاسِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :يا كُمَيلُ ، قُل عِندَ كُلِّ شِدَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» تُكفَها ، وقُل عِندَ كُلِّ نِعمَةٍ : «الحَمدُ للّهِِ» تَزدَد مِنها . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :أحسِن صُحبَةَ نِعمَةِ اللّهِ بِحَمدِ اللّهِ عَلَيها عَلى كُلِّ حالٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أنعَمَ اللّهُ عَلى أَحَدٍ بِنِعمَةٍ فَليَحمَدِ اللّهَ عز و جل . (4)
عنه عليه السلام _ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _ :يا سُفيانُ ، إذا جاءَكَ ما تُحِبُّ فأَكثِر مِنَ «الحَمدُ للّهِِ» ، وإذا جاءَكَ ما تَكرَهُ فأَكثِر مِن «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بَاللّهِ» ، وإذَا استَبطَأتَ الرِّزقَ فَأَكثِر مِنَ الاِستِغفارِ . (5)
مكارم الأخلاق عن إسحاق بن عمّار :خَرَجتُ مَعَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ ، ثُمَّ استَقبَلَ القِبلَةَ فَسَجَدَ طَويلاً ، ثُمَّ ألزَقَ خَدَّهُ الأَيمَنَ بِالتُّرابِ طَويلاً ، قالَ : ثُمَّ مَسَحَ وَجهَهُ ثُمَّ رَكِبَ ، فَقُلتُ لَهُ : بَأَبي أنتَ واُمّي لَقَد صَنَعتَ شَيئا ما رَأَيتُهُ قَطُّ .
.
ص: 434
قالَ : يا إسحاقُ إنّي ذَكَرتُ نِعمَةً مِن نِعَمِ اللّهِ عز و جل عَلَيَّ فَأَحبَبتُ أن اُذَلِّلَ نَفسي . ثُمَّ قالَ : يا إسحاقُ ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ بِنِعمَةٍ فَشَكَرَها بِسَجدَةٍ يَحمَدُ اللّهَ فيها فَفَرَغَ مِنها (1) ، حَتّى يُؤمَرَ (2) لَهُ بِالمَزيدِ مِنَ الدّارَينِ . (3)
الكافي عن عليّ بن الحكم عن دعبل بن عليّ :أنَّهُ دَخَلَ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام ، وأمَرَ لَهُ بِشَيءٍ فَأَخَذَهُ ولَم يَحمَدِ اللّهَ ، قالَ : فَقالَ لَهُ : لِمَ لَم تَحمَدِ اللّهَ؟! قالَ : ثُمَّ دَخَلتُ بَعدُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، وأمَرَ لي بِشَيءٍ فَقُلتُ : «الحَمدُ للّهِِ» ، فَقالَ لي : تَأَدَّبتَ . (4)
راجع : ج 1 ص 408 ح 1051 .
4 / 4عَلى مَحاسِنِ الأَخلاقِ وَالأَفعالِالكتاب«وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدَ وَ سُلَيْمَ_نَ عِلْمًا وَ قَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ» . (5)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَحمَدِ اللّهَ عَلى ما عَمِلَ مِن عَمَلٍ صالِحٍ وحَمِدَ نَفسَهُ ، قَلَّ شُكرُهُ وحَبَطَ عَمَلُهُ . (6)
.
ص: 435
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلشَّيطانِ لَمَّةً بِابنِ آدَمَ ولِلمَلَكِ لَمَّةً ، فَأَمّا لَمَّةُ الشَّيطانِ فَايعادٌ بِالشَّرِّ وتَكذيبٌ بِالحَقِّ ، وأمّا لَمَّةُ المَلَكِ فَإِيعادٌ بِالخَيرِ وتَصديقٌ بِالحَقِّ ، فَمَن وَجَدَ ذلِكَ فَليَعلَم أنَّهُ مِنَ اللّهِ فَليَحمَدِ اللّهَ ، ومَن وَجَدَ الاُخرى فَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أحسَنتُم فَاحمَدُوا اللّهَ ، وإذا أسَأتُم فَاستَغفِرُوا اللّهَ . (2)
الكافي عن عبد اللّه بن بكير عن الإمام الصادق عليه السلام :إنّا لَنُحِبُّ مَن كانَ عاقِلاً فَهِما فَقيها حَليما مُدارِيا صَبورا صَدوقا وَفِيّا ، إنَّ اللّهَ عز و جل خَصَّ الأَنبِياءَ عليهم السلامبِمَكارِمِ الأَخلاقِ ، فَمَن كانَت فيهِ فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى ذلِكَ ، ومَن لَم تَكُن فيهِ فَليَتَضَرَّع إلَى اللّهِ عز و جلوَليَسأَلهُ إيّاها . قالَ : قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ وما هُنَّ؟ قالَ : هُنَّ الوَرَعُ ، وَالقَناعَةُ، وَالصَّبرُ ، وَالشُّكرُ ، وَالحِلمُ ، وَالحَياءُ ، وَالسَّخاءُ ، وَالشَّجاعَةُ ، وَالغَيرَةُ ، وَالبِرُّ ، وصِدقُ الحَديثِ ، وأداءُ الأَمانَةِ . (3)
4 / 5عَلى حُبِّ أهلِ البَيتِالإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن أحَبَّنا أهلَ البَيتِ فَليَحمَدِ اللّهَ تَعالى عَلى أوَّلِ النِّعَمِ . قيلَ : وما أوَّلُ النِّعَمِ ؟ قالَ : طيبُ الوِلادَةِ ؛ ولا يُحِبُّنا إلا
.
ص: 436
مَن طابَت وِلادَتُهُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، مَن أحَبَّني وأحَبَّكَ وأحَبَّ الأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى طيبِ مَولِدِهِ ، فَإِنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مُؤمِنٌ طابَت وِلادَتُهُ ، ولا يُبغِضُنا إلّا مَن خَبُثَت وِلادَتُهُ . (2)
معاني الأخبار عن أبي محمّد الأنصاري عن الإمام الباقر عليه السلام :مَن أصبَحَ يَجِدُ بَردَ حُبِّنا عَلى قَلبِهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى بادِئِ النِّعَمِ ، قيلَ : وما بادِئُ النِّعَمِ؟ قالَ : طيبُ المَولِدِ . (3)
المحاسن عن أبي عبد اللّه المدائني :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إذا بَرُدَ عَلى قَلبِ أحَدِكُم حُبُّنا فَليَحمَدِ اللّهَ عَلى اُولى النِّعَمِ ، قُلتُ : عَلى فِطرَةِ الإِسلامِ؟ قال : لا ، ولكِن عَلى طيبِ المَولِدِ ؛ إنَّهُ لا يُحِبُّنا إلّا مَن طابَت وِلادَتُهُ . (4)
4 / 6عَلى سَلامَةِ المَولودِالكافي عن محمّد بن سنان عمّن حدّثه ، قال :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا بُشِّرَ بِالوَلَدِ لَم يَسأَل أذَكَرٌ هُوَ أم اُنثى حَتّى يَقولَ : أسَوِيٌّ؟ فَإِن كانَ سَوِيّا قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخلُق مِنّي شَيئا مُشَوَّها . (5)
.
ص: 437
4 / 7عِندَ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا مَرِضَ العَبدُ بَعَثَ اللّهُ تَعالى إلَيهِ مَلَكَينِ فَقالَ : اُنظُرا ماذا يَقولُ لِعُوّادِهِ ، فَإِن هُوَ إذا جاؤوهُ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ رَفَعا ذلِكَ إلَى اللّهِ عز و جل ، وهُوَ أعلَمُ . فَيَقولُ : لِعَبدي عَلَيَّ ، إن تَوَفَّيتُهُ أن اُدخِلَهُ الجَنَّةَ ، وإن أنَا شَفَيتُهُ أن اُبدِلَ لَهُ لَحما خَيرا مِن لَحمِهِ ، ودَما خَيرا مِن دَمِهِ ، وأن اُكَفِّرَ عَنهُ سَيِّئاتِهِ . (1)
الكافي عن العزرمي عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ اشتَكى لَيلَةً فَقَبِلَها بِقَبولِها ، وأدّى إلَى اللّهِ شُكرَها ، كانَت كَعِبادَةِ سِتّينَ سَنَةً . قالَ أبي : فَقُلتُ لَهُ : ما قَبولُها؟ قالَ : يَصبِرُ عَلَيها ولا يُخبِرُ بِما كانَ فيها ، فَإِذا أصبَحَ حَمِدَ اللّهَ عَلى ما كانَ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ لِلمَلائِكَةِ : اِنطَلِقوا إلى عَبدي فَصُبّوا عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا ، فَيَأتونَهُ فَيَصُبّونَ عَلَيهِ البَلاءَ ، فَيَحمَدُ اللّهَ فَيَرجِعونَ ، فَيَقولونَ : يا رَبَّنا صَبَبنا عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا كَما أمَرتَنا ، فَيَقولُ : اِرجِعوا فَإِنّي اُحِبُّ أن أسمَعَ صَوتَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ : إنَّ عَبدِيَ المُؤمِنَ عِندي بِمَنزِلَةِ كُلِّ خَيرٍ؛ يَحمَدُني وأنَا أنزِعُ نَفسَهُ مِن بَينِ جَنبَيهِ . (4)
.
ص: 438
الكافي عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المُؤمِنَ مِنَ اللّهِ عز و جل لَبِأَفضَلِ مَكانٍ _ ثَلاثا _ إِنَّهُ لَيَبتَليهِ بِالبَلاءِ ثُمَّ يَنزِعُ نَفسَهُ عُضوا عُضوا مِن جَسَدِهِ ، وهُوَ يَحمَدُ اللّهَ عَلى ذلِكَ . (1)
الإمام الصادق أو الإمام الكاظم عليهماالسلام :إنَّ اللّهَ عز و جللَيَعجَبُ مِنَ الرَّجُلِ يَموتُ وَلَدُهُ وهُوَ يَحمَدُ اللّهَ ، فَيَقولُ : يا مَلائِكَتي ، عَبدي أخَذتُ نَفسَهُ وهُوَ يَحمَدُني . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا قُبِضَ وَلَدُ المُؤمِنُ _ وَاللّهُ أعلَمُ (3) بِما قالَ العَبدُ _ قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِمَلائِكَتِهِ : قَبَضتُم وَلَدَ فُلانٍ؟ فَيَقولونَ : نَعَم رَبَّنا ، قالَ : فَيَقولُ : فَما قالَ عَبدي؟ قالوا : حَمِدَكَ وَاستَرجَعَ ، فَيَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : أخَذتُم ثَمَرَةَ قَلبِهِ وقُرَّةَ عَينِهِ فَحَمِدَني وَاستَرجَعَ! اِبنوا لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ وسَمّوهُ بَيتَ الحَمدِ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام _ مِن دُعائِهِ عِندَ المَرَضِ _ :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما لَم أَزَل أَتَصَرَّفُ فيهِ مِن سَلامَةِ بَدَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما أحدَثتَ بي مِن عِلَّةٍ في جَسَدي ، فَما أدري يا إلهي أيُّ الحالَينِ أحَقُّ بِالشُّكرِ لَكَ ، وأيُّ الوَقتَينِ أولى بِالحَمدِ لَكَ . (5)
.
ص: 439
الإمام الصادق عليه السلام :مَن ذَكَرَ مُصيبَتَهُ ولَو بَعدَ حينٍ ، فَقالَ : «إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ آجِرني عَلى مُصيبَتي ، وأخلِف عَلَيَّ أفضَلَ مِنها» ، كانَ لَهُ مِنَ الأَجرِ مِثلُ ما كانَ عِندَ أوَّلِ صَدمَةٍ . (1)
عنه عليه السلام _ مِمّا كانَ يَقولُهُ عِندَ المُصيبَةِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَل مُصيبَتي في ديني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو شاءَ أن يَجعَلَ مُصيبَتي أعظَمَ مِمّا كانَت ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلَى الأَمرِ الَّذي شاءَ أن يَكونَ فَكانَ . (2)
4 / 8عِندَ رُؤيَةِ المُبتَلىرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأَيتُم أهلَ البَلاءِ فَاحمَدُوا اللّهَ ، ولا تُسمِعوهُم فَإِنَّ ذلِكَ يَحزُنُهُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى صاحِبَ بَلاءٍ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ وفَضَّلَني عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً» إلّا عوفِيَ مِن ذلِكَ البَلاءِ كائِنا ما كانَ ما عاشَ . (4)
.
ص: 440
الإمام الباقر عليه السلام :تَقولُ ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا نَظَرتَ إلَى المُبتَلى مِن غَيرِ أن تُسمِعَهُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ولَو شاءَ فَعَلَ . (1)
4 / 9عِندَ رُؤيَةِ الجَنازَةِالكافي عن أبي حمزة :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا رَأى جِنازَةً قَد أقبَلَت ، قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني مِنَ السَّوادِ المُختَرَمِ (2) . (3)
راجع : ج 2 ص 36 (رؤية الجنازة) .
4 / 10عِندَ الهَمِّ وَالحُزنِالإمام عليّ عليه السلام :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَزَلَ بي كَربٌ أن أقولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ وتَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (4)
.
ص: 441
4 / 11فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أوَّلُ مَن يُدعى إلَى الجَنَّةِ الحَمّادونَ؛ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أتاهُ أمرٌ يَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ» ، وإذا أتاهُ أمرٌ يَكرَهُهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أتاهُ ما يُحِبُّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ المُحسِنِ المُجمِلِ» ، وإذا أتاهُ ما يَكرَهُهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى هذِهِ الحالِ» . (3)
عنه عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا وَرَدَ عَلَيهِ أمرٌ يَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى هذِهِ النِّعمَةِ» ، وإذا وَرَدَ عَلَيهِ أمرٌ يَغتَمُّ بِهِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (4)
الإمام الحسين عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ يَومَ تاسوعاءَ _ :اُثني عَلَى اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ ، وأَحمَدُه
.
ص: 442
عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ. . . . (1)
4 / 12عِندَ دُخولِ المَسجِدِالإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَسجِدَ فَاحمَدِ اللّهَ وأَثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . (2)
4 / 13عَقيبَ الصَّلَواتِوقعة صفّين عن عمر بن سعد _ في ذِكرِ خُروجِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام إلى صِفّينَ _ :ثُمَّ خَرَجَ حَتّى نَزَلَ عَلى شاطِئِ نَرسٍ بَينَ مَوضِعِ حَمّامِ أبي بَردَةَ وحَمّامِ عُمَرَ ، فَصَلّى بِالنّاسِ المَغرِبَ ، فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، ويولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما وَقَبَ لَيلٌ وغَسَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ إذا صَلَّى المَغرِبَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ» اُعطِيَ خَيرا كَثيرا . (4)
مصباح المتهجّد عن معاوية بن عمّار (5) :مصباح المتهجّد عن معاوية بن عمّار 6 : تَقولُ بَعدَ الفَجرِ : ... الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا كَما هُوَ أهلُهُ ومُستَحِقُّهُ ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وعِزِّ جَلالِهِ ، عَلى إدبارِ اللَّيلِ وإقبال
.
ص: 443
النَّهارِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَهَبَ بِاللَّيلِ مُظلِما بَقُدرَتِهِ وجاءَ بِالنَّهار مُبصِرا بِرَحمَتِهِ . (1)
4 / 14فِي السُّجُودِفلاح السائل :إنَّ مَولانا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ كانَ يَقولُ _ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما _ إذا سَجَدَ ، يَقولُ مِئَةَ مَرَّةٍ : «الحَمدُ للّهِِ شُكرا» ، وكُلَّما قالَ عَشرَ مَرّاتٍ قالَ : «شُكرا لِلمُجيبِ» ، ثُمَّ يَقولُ : «يا ذَا المَنِّ الدّائِمِ الَّذي لا يَنقَطِعُ أبَدا ، ولا يُحصيه غَيرُهُ ، ويا ذَا المَعروفِ الَّذي لا يَنَفدُ أبَدا ، يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ» . (2)
4 / 15بَعدَ قِراءَةِ الفاتِحَةِ فِي الصَّلاةِالإمام الصادق عليه السلام :إذا قَرَأتَ الفاتِحَةَ فَفَرَغتَ مِن قِراءَتِها فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)
4 / 16بَعدَ قِراءَةِ الحَواميمِالإمام الصادق عليه السلام :الحَواميمُ رَياحينُ القُرآنِ ، فَإِذا قَرَأتُموها فَاحمَدُوا اللّهَ وَاشكُروهُ كَثيرا لِحِفظِها وتِلاوَتِها ، إنَّ العَبدَ لَيَقومُ ويَقرَأُ الحَواميمَ ، فَيَخرُجُ مِن فيهِ أطيَبُ مِنَ المِسكِ الأَذفَرِ وَالعَنبَرِ ، وإنَّ اللّهَ عز و جل لَيَرحَمُ تالِيَها وقارِئَها . (4)
.
ص: 444
4 / 17عِندَ خَتمِ القُرآنِالإمام زين العابدين عليه السلام :كانَ [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] إذا خَتَمَ القُرآنَ حَمِدَ اللّهَ بِمَحامِدَ وهُوَ قائِمٌ ، ثُمَّ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» (1) ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وكَذَبَ العادِلونَ باللّهِ ، وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وكَذَبَ المُشرِكونَ بِاللّهِ مِنَ العَرَب وَالمَجوسِ وَاليَهودِ وَالنَّصارى وَالصّابِئينَ ، ومَنِ ادَّعى للّهِِ وَلَدا أو صاحِبَةً أو نِدّا أو شَبيها أو مِثلاً أو سَمِيّا أو عِدلاً ، فَأَنتَ رَبُّنا أعظَمُ مِن أن تَتَّخِذَ شَريكا فيما خَلَقتَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ وكَبِّرهُ تَكبيرا ، اللّهُ أكبَرُ كَبيرا وَالحَمدُ للّهِِ كَثيرا وسُبحانَ اللّهِ بُكرَةً وأصيلاً ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَ_بَ وَ لَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا» قَرَأَها إلى قَولِهِ «إِن يَقُولُونَ إِلَا كَذِبًا» (2) ، «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْضِ» (3) الآيَةَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ» (4) الآيَتَينِ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلَ_مٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ءَاللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» (5) ، بَلِ اللّهُ خَيرٌ وأَبقى وأَحكَمُ وأكبَرُ وأجَلُّ وأعظَمُ مِمّا يُشرِكُونَ ، وَ «الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» (6) ، صَدَقَ اللّهُ وبَلَّغَت رُسُلُهُ وأنَا عَلى ذلِكُم مِنَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَميعِ المَلائِكَةِ وَالمُرسَلينَ ، وَارحَم عِبادَكَ المُؤمِنين ، مِن أهل
.
ص: 445
السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَاختِم لَنا بِخَيرٍ وَافتَح لَنا بِخَيرٍ وبارِك لَنا فِي القُرآنِ العَظيمِ ، وَانفَعنا بِالآياتِ وَالذِّكرِ الحَكيمِ ، رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (1)
4 / 18بَدءُ الكَلامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أقطَعُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ كَلامٍ لا يُبدَأُ فيِهِ بِالحَمدِ للّهِِ فَهُوَ أجذَمُ . (3)
4 / 19بَعدَ الأَكلِ وَالشُّربِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ لَيَشبَعُ مِنَ الطَّعامِ وَالشَّرابِ فَيَحمَدُ اللّهَ؛ فَيُعطيهِ اللّهُ مِنَ الأَجرِ ما لا يُعطِي الصّائِمَ ، إنَّ اللّهَ شاكِرٌ عَليمٌ يُحِبُّ أن يُحمَدَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لَيَرضى عَنِ العَبدِ أن يَأكُلَ الأَكلَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيها ، أو يَشرَبَ الشَّربَةَ فَيَحمَدَهُ عَلَيها . (5)
.
ص: 446
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ لَيُدخِلُ العَبدَ الجنَّةَ بِالأَكلَةِ أوِ الشَّربَةِ يَحمَدُهُ عَلَيها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ طَعاما ثُمَّ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني هذا مِن رِزقِهِ مِن غَيرِ حَولٍ مِنّي وقُوَّةٍ» ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشكورَةً . (3)
الإقبال :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَحمَدُ اللّهَ بَينَ كُلِّ لُقمَتَينِ . (4)
سنن الترمذي عن أبي اُمامة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رُفِعَتِ المائِدَةُ مِن بَينِ يَدَيهِ ، يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ . (5)
سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مُسلِمينَ . (6)
صحيح البخاري عن أبي اُمامة :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا رُفِعَت مائِدَتُهُ قالَ : الحَمدُ للّهِِ كَثيرا
.
ص: 447
طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، غَيرَ مَكفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستَغنىً عَنهُ ، رَبُّنا . (1)
مسند ابن حنبل عن نعيم بن سلامة عن رجل من بني سليم _ وكانَت لَهُ صُحبَةٌ _ :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن طَعامِهِ قالَ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ، أطعَمتَ وسَقَيتَ وأشبَعتَ وأروَيتَ ، فَلَكَ الحَمدُ غَيرَ مَكفورِ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُستَغنىً عَنكَ . (2)
مكارم الأخلاق :كانَ صلى الله عليه و آله إذا وُضِعَتِ المائِدَةُ بَينَ يَدَيهِ ، قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اجعَلها نِعمَةً مَشكورَةً نَصِلُ بِها نِعمَةَ الجَنَّةِ . (3)
سنن أبي داوود عن أبي أيّوب الأنصاري :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أكَلَ أو شَرِبَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَ وسَقى وسَوَّغَهُ ، وجَعَلَ لَهُ مَخرَجا . (4)
الشكر عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أكَلَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني وسَقاني وهَداني ، وكُلُّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلاني ، الحَمدُ للّهِِ الرَّزّاقِ ذِي القُوَّةِ المَتينِ ، اللّهُمَّ لا تَنزِع مِنّا صالِحا أعطَيتَنا ، ولا صالِحا رَزَقتَنا ، وَاجعَلنا لَكَ مِنَ الشّاكِرينَ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اِللّه صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ الماءَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَقانا عَذبا زُلالاً
.
ص: 448
بِرَحمَتِهِ ، ولَم يسقِنا مِلحا اُجاجا (1) بِذُنوبِنا . (2)
مكارم الأخلاق :كانَ صلى الله عليه و آله إذا شَرِبَ بَدأَ فَسَمّى ، وحَسا حَسوَةً وحَسوَتَينِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، ثُمَّ يَعودُ فَيُسَمّي ، ثُمَّ يَزيدُ فِي الثّالِثَةِ ، ثُمَّ يَقطَعُ فَيَحمَدُ اللّهَ ، فَكانَ لَهُ صلى الله عليه و آله في شُربِهِ ثَلاثُ تَسمِياتٍ ، وثَلاثُ تَحميداتٍ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه :عَن أبي حَمزَةَ عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا طَعِمَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وأيَّدَنا وآوانا وأنعَمَ عَلَينا وأفضَلَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ . (4)
المحاسن عن أبي بصير :تَغَدَّيتُ مَعَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَلَمّا وُضِعَتِ المائِدَةُ قالَ : بِاسمِ اللّهِ . فَلَمَّا فَرَغَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا ، ورَزَقَنا وعافانا ، ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وجَعَلَنا مُسلِمينَ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام جالِسا ، إذا أتاهُ أخوهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَلِيٍّ يَستَأذِنُ لِعَمرِو بنِ عُبَيدٍ وبَشيرٍ الرَّحّالِ وواصِلٍ ، فَدَخَلوا عَلَيهِ فَجَلَسوا ، فَقالوا : يا أبا جَعفَرٍ ، لِكُلِّ شَيءٍ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، ما مِن شَيءٍ إلّا ولَهُ حَدٌّ يَنتَهي إلَيهِ .
.
ص: 449
قالَ : فَدَعا بِالماءِ فَاُتِيَ بِكوزٍ ، فَقالوا : يا أبا جَعفَرٍ هذا الكوزُ مِن شَيءٍ ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقالوا : ما حَدُّهُ؟ قالَ : إذا شَرِبَهُ الرَّجُلُ تَنَفَّسَ عَلَيهِ ثَلاثَةَ أنفاسٍ ، كُلَّما تَنَفَّسَ حَمِدَ اللّهَ ... ثُمَّ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَقاني ماءً عَذبا فُراتا بِرَحمَتِهِ ، ولَم يَجعَلهُ مِلحا اُجاجا بِذُنوبي . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :يا سِنانُ ، مَن قُدِّمَ إلَيهِ طَعامٌ فَأَكَلَهُ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَزَقَنيهِ بِلا حَولٍ ولا قُوَّةٍ مِنّي» غُفِرَ لَهُ قَبلَ أن يَقومَ ، أو قالَ : قَبلَ أن يُرفَعَ طَعامُهُ . (2)
الكافي عن داوود بن كثير :تَعَشَّيتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَتَمَةً ، فَلَمّا فَرَغَ مِن عَشائِهِ حَمِدَ اللّهَ . (3)
الكافي عن عبيد بن زرارة :أكَلتُ مَعَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام طَعاما فَما اُحصي كَم مَرَّةً قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني أشتَهيهِ . (4)
كنز الفوائد :ذَكَروا أنَّ أبا حَنيفَةَ أكَلَ طَعاما مَعَ الإِمامِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَلَمّا رَفَعَ الصّادِقُ عليه السلام يَدَهُ مِن أكلِهِ ، قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ هذا مِنكَ ومِن رَسولِكَ صلى الله عليه و آله . فَقالَ أبو حَنيفَةَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ أجَعَلتَ مَعَ اللّهِ شَريكا؟ فَقالَ لَهُ : وَيلَكَ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ في كِتابِهِ : «وَمَا نَقَمُواْ إِلَا أَنْ أَغْنَ_اهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ» (5) ، ويَقولُ في مَوضِعٍ آخَرَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُواْ مَا ءَاتَ_اهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن
.
ص: 450
فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ» (1) . فَقالَ أبو حَنيفَةَ : وَاللّهِ لَكَأَنّي ما قَرَأتُهُما قَطُّ . (2)
راجع : ج 1 ص 467 ح 1258.
4 / 20عِندَ النَّومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أوى إلى فِراشِهِ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَفاني وآواني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَني وسَقاني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفضَلَ ، اللّهُمَّ! إنّي أسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن تُنجِيَني مِنَ النّارِ» فَقَد حَمِدَ اللّهَ بِجَميعِ مَحامِدِ الخَلقِ كُلِّهِم . (3)
صحيح مسلم عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَنا وسَقانا وكَفانا وآوانا ، فَكَم مِمَّن لا كافِيَ لَهُ ولا مُؤوِيَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أوى إلى فِراشِهِ ، قالَ : «اللّهُمَّ بِاسمِكَ أحيا وبِاسمِكِ أموتُ» ، فَإِذا قامَ مِن نَومِهِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحياني بَعدَما أماتَني ، و إلَيهِ النُّشورُ». (5)
.
ص: 451
الإمام الباقر عليه السلام :إذا قُمتَ بِاللَّيلِ مِن مَنامِكَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي لِأَحمَدَهَ وأعبُدَهُ . (1)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي عبيدة الحذّاء عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ إن أنَا قُمتُ في آخِرِ اللَّيلِ أيَّ شَيءٍ أقولُ إذا قُمتُ؟ فَقالَ : قُل : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وإلهِ المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُحيِي المَوتى ويَبعَثُ مَن فِي القُبورِ» ؛ فَإِنَّكَ إذا قُلتَها ذَهَبَ عَنكَ رِجزُ الشَّيطانِ ووَسواسُهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (2)
4 / 21عِندَ الاِستيقاظِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا استَيقَظَ أحَدُكُم فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَدَّ عَلَيَّ روحي ، وعافاني في جَسَدي ، وأذِنَ لي بِذِكرِهِ . (3)
مكارم الأخلاق :كانَ مِمّا يَقولُ صلى الله عليه و آله إذَا استَيقَظَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحياني بَعدَ مَوتي ، إنَّ رَبّي لَغَفورٌ شَكورٌ . (4)
راجع : ج 1 ص 466 ح 1255 .
.
ص: 452
4 / 22عِندَ رُؤيَةِ الرُّؤيَا الحَسَنَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُمُ الرُّؤيا يُحِبُّها ، فَإِنَّها مِنَ اللّهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ عَلَيها وَليُحَدِّث بِها ، وإذا رَأى غَيرَ ذلِكَ مِمّا يَكرَهُ ، فَإِنَّما هِيَ مِنَ الشَّيطانِ، فَليَستَعِذ مِن شَرِّها ، ولا يَذكُرها لِأَحَدٍ فَإِنَّها لَن تَضُرَّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى في مَنامِهِ خَيرا فَليَحمَدِ اللّهَ وَليَشكُرهُ ، ومَن رَأى غَيرَ ذلِكَ فَليَستَعِذ بِاللّهِ فَلا يَذكُرها فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ . (2)
4 / 23بَعدَ العَطسَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه السلام ونَفَخَ فيهِ الرُّوحَ ، عَطَسَ آدَمُ عليه السلام فَأُلهِمَ أن قالَ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَحَمِدَ اللّهَ فَشَمِّتوهُ (4) ، وإن لَم يَحمَدِ اللّهَ عز و جل فَلا تُشَمِّتوهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أَحدُكُم فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ»، وَليَقُلِ الَّذي يَرُدُّ عَلَيهِ :
.
ص: 453
«يَرحَمُكَ اللّهُ»، وَليَقُل هُوَ : «يَهديكُمُ اللّهُ ويُصلِحُ بالَكُم» . (1)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن جعفر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا عَطَسَ حَمِدَ اللّهَ ، فَيُقالُ لَهُ : «يَرحَمُكَ اللّهُ» ، فَيقولُ : «يَهديكُمُ اللّهُ ويُصلِحُ بالَكُم». (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ أحَدُكُم فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِذا قالَ : «رَبِّ العالَمينَ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «رَحِمَكَ اللّهُ». (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا عَطَسَ المَرءُ المُسلِمُ ثُمَّ سَكَتَ لِعِلَّةٍ تَكونُ بِهِ ، قالَتِ المَلائِكَةُ عَنهُ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، قالَتِ المَلائِكَةُ : «يَغفِرُ اللّهُ لَكَ». (4)
مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :عَطَسَ رَجُلانِ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أحَدُهُما أشرَفُ مِنَ الآخَرِ ، فَعَطَس الشَّريفُ فَلَم يَحمَدِ اللّهَ ، فَلَم يُشَمِّتهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، وعَطَسَ الآخَرُ فَحَمِدَ اللّهَ فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . قالَ : فَقالَ الشَّريفُ : عَطَستُ عِندَكَ فَلَم تُشَمِّتني ، وعَطَسَ هذا عِندَكَ فَشَمَّتَّهُ ! قالَ : فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ هذا ذَكَرَ اللّهَ فَذَكَرتُهُ ، وإنَّكَ نَسيتَ اللّهَ فَنَسيتُكُ. (5)
.
ص: 454
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ إذا سَمِعَ عاطِسا : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، ما كانَ مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ» ، لَم يَرَ في فَمِهِ سُوءا . (1)
عنه عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَقولُ : إذا عَطَسَ أحَدُكُم وهُوَ عَلى خَلاءٍ فَليَحمَدِ اللّهَ في نَفسِهِ . (2)
4 / 24عِندَ لُبسِ الثَّوبِ الجَديدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لَبِسَ ثَوبا جَديدا فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما اُواري بِهِ عَورَتي ، وأَتَجَمَّلُ بِهِ في حَياتي» ... كانَ في كَنَفِ اللّهِ (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن اُمَّتي مَن يَأتِي السُّوقَ فَيَبتاعُ القَميصَ بِنِصفِ دينارٍ أو ثُلُثِ دينارٍ فَيَحمَدُ اللّهَ إذا لَبِسَهُ ، فَلا يَبلُغُ رُكبَتَيهِ حَتّى يُغفَرَ لَهُ . (4)
تاريخ بغداد عن ابن عبّاس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . إذا لَبِسَ ثَوبا جَديدا حَمِدَ اللّهَ وصَلّى رَكعَتَينِ ، وكَسَا الخَلِقَ . (5)
مكارم الأخلاق :كانَ [ رَسولُ اللّهِ] صلى الله عليه و آله إذا لَبِسَ ثَوبا جَديدا قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي كَساني ما يُواري عَورَتي ، وأتَجَمَّلُ بِهِ فِي النّاسِ» ، وكانَ إذا نَزَعَهُ نَزَعَ مِن مَياسِرِهِ أوَّلاً ، وكان
.
ص: 455
مِن فِعلِهِ صلى الله عليه و آله إذا لَبِسَ الثَّوبَ الجَديدَ حَمدَ اللّهِ . (1)
الأمالي عن أبي مطر :كُنتُ بِالكوفَةِ ، فَمَرَّ عَلَيَّ رَجُلٌ فَقالوا : هذا أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، فَتَبِعتُهُ فَوَقَفَ عَلى خَيّاطٍ فَاشتَرى مِنهُ قَميصا بِثَلاثَةِ دَراهِمَ فَلَبِسَهُ ، فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَتَرَ عَورَتي ، وكَسانِي الرِّياشَ ، ثُمَّ قالَ : هكَذا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا لَبِسَ قَميصا . (2)
4 / 25عِندَ النَّظَرِ فِي المِرآةِالشكر عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا نَظَرَ وَجهَهُ فِي المِرآةِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي سَوّى خَلقي فَعَدَّلَهُ ، وكَرَّمَ صورَةَ وَجهي وحَسَّنَها ، وجَعَلَني مِنَ المُسلِمينَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا نَظَرَ أحَدُكُم فِي المِرآةِ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَني فَأَحسَنَ خَلقي ، وصَوَّرَني فَأَحسَنَ صورَتي ، وزانَ مِنّي ما شان مِن غَيري ، وأكرَمَني بِالإِسلامِ . (4)
4 / 26عِندَ التَّخَلِّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ أحَدُكُم مِنَ الخَلاءِ فَليَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذهَبَ عَنّي ما يُؤذيني ، وأمسَكَ عَلَيَّ ما يَنفَعُني . (5)
.
ص: 456
سنن ابن ماجة عن أنس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذهَبَ عَنِّي الأَذى وعافاني . (1)
عمل اليوم والليلة عن أنس :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا خَرَجَ مِنَ الغائِطِ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحسَنَ إلَيَّ في أوَّلِهِ وآخِرِهِ . (2)
عمل اليوم والليلة عن ابن عمر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَّبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، وإذا خَرَجَ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ [ الَّذي] (3) أذاقَني لَذَّتَهُ ، وأبقى فِيَّ قُوَّتَهُ ، وأذهَبَ عَنّي أذاهُ» . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ نوحا عليه السلام لَم يَقُم مِن خَلاءٍ قَطُّ إلّا قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أذاقَني لَذَّتَهُ، وأبقى مَنفَعَتَهُ في جَسَدي ، وأخرَجَ عَنّي أذاهُ . (5)
دعائم الإسلام :رُوِّينا عَن عَلِيٍّ عليه السلام أنَّهُ كانَ إذا دَخَلَ المَخرَجَ لِقَضاءِ الحاجَةِ ، قالَ : «بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَبيثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ»، فَإِذا خَرَجَ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني في جَسَدي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى» . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا دَخَلتَ المَخرَجَ : فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ الخَبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، اللّهُمَّ كَما أطعَمتَنيهِ في عافِيَةٍ فَأَخرِجهُ مِنّي في عافِيَةٍ» فَإِذا فَرَغتَ فَقُل : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أماطَ عَنِّي الأَذى ، وهَنَّأَني مَساغ
.
ص: 457
طَعامي وشَرابي» . (1)
4 / 27عِندَ السَّفَرِ وعِندَ الرُّكوبِكنزالعمّال عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا أرادَ سَفَرا تَوَضَّأَ فَأَسبَغَ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، ويَقولُ في مَجلِسِهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَني ولَم أكُ شَيئا ، رَبِّ أعِنّي عَلى أهوالِ الدَّهرِ وبَوائِقِ الدَّهرِ وكُرُباتِ الآخِرَةِ ومُصيباتِ اللَّيالِي وَالأَيّامِ. رَبِّ ، في سَفَري فَاحفَظني ، [ و]في أهلي فَاخلُفني ، وفيما رَزَقتَني فَبارِك في ذلِكَ . (2)
الأمالي عن علي بن ربيعة الأسدي :رَكِبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» فَلَمَّا استَوى عَلَى الدّابَّةِ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَنا وحَمَلَنا فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، ورَزَقَنا مِنَ الطَّيِّباتِ ، وفَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (3) » ثُمَّ سَبَّحَ اللّهَ ثَلاثا ، وحَمِدَ اللّهَ ثَلاثا، وكَبَّرَ اللّهَ ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ : «رَبِّ اغفِر لي فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ»، ثُمَّ قالَ : فَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله هذا وأنَا رَديفُهُ . (4)
كنزالعمّال عن هلال بن خبّاب :إنَّ عَلِيّا اُتِيَ بِدابَّةٍ فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ»، فَلَمَّا استَوى عَلى ظَهرِها قالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِلإِسلامِ وعَلَّمَنَا القُرآنَ ،
.
ص: 458
ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وجَعَلَنا في خَيرِ اُمَّةٍ اُخرِجَت لِلنّاسِ. اللّهُمَّ لاطَيرَ إلّا طَيرُكَ ، ولا خَيرَ إلّا خَيرُكَ ، ولا إلهَ إلّا أنتَ». (1)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا أرادَ الخُروجَ إلى بَعضِ أموالِهِ ، اِشتَرَى السَّلامَةَ مِنَ اللّهِ عز و جل بِما تَيَسَّرَ لَهُ ، ويَكونُ ذلِكَ إذا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ ، فَإِذا سَلَّمَهُ اللّهُ عز و جل وَانصَرَفَ ، حَمِدَ اللّهَ تَعالى وشَكَرَهُ ، وتَصَدَّقَ بِما تَيَسَّرَ لَهُ . (2)
عنه عليه السلام _ عِندَ الرُّكوبِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِلإِسلامِ ، وعَلَّمَنَا القُرآنَ ، ومَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي سَخَّرَ لَنا هذا وما كُنّا لَهُ مُقرِنينَ ، وإنّا إلى رَبِّنا لَمُنقَلِبونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (3)
4 / 28عِندَ رُؤيَةِ الهِلالِعمل اليوم والليلة عن عبد اللّه بن مطرف :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله . . . إذا رَأَى الهِلالَ قالَ : هِلالُ خَيرٍ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَهَبَ بِشَهرِ كَذا وكَذا ، وجاءَ بِشَهرِ كَذا وكَذا . (4)
.
ص: 459
4 / 29عِندَ الإِفطارِعمل اليوم والليلة عن معاذ :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أفطَرَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَني فَصُمتُ ، ورَزَقَني فَأَفطَرتُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ عِندَ الإِفطارِ إلى آخِرِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي أعانَنا فَصُمنا ، ورَزَقَنا فَأَفطَرنا ، اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّا ، وأَعِنّا عَلَيهِ ، وسَلِّمنا فيهِ ، وتَسَلَّمهُ مِنّا في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي قَضى عَنّا يَوما مِن شَهرِ رَمَضانَ . (2)
4 / 30عِندَ المَوقِفِالإمام الصادق عليه السلام :إذا أتَيتَ المَوقِفَ فَاستَقبِلِ البَيتَ . . . ثُمَّ تَحمَدُ اللّهَ عز و جل عَلى كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمَ عَلَيكَ ، وتَذكُرُ أنعُمَهُ واحِدَةً واحِدَةً ما أحصَيتَ مِنها ، وتَحمَدُهُ عَلى ما أنعَمَ عَلَيكَ مِن أهلٍ أو مالٍ ، وتَحمَدُ اللّهَ عز و جلعَلى ما أبلاكَ ، وتَقولُ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى نَعمائِكَ الَّتي لا تُحصى بِعَدَدٍ ولا تُكافى بِعَمَلٍ . (3)
4 / 31عِندَ الإِجابَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا عَرَفَ الإِجابَةَ مِن نَفسِهِ ، فَشُفِيَ مِن مَرَضٍ أو قَدِمَ مِن
.
ص: 460
سَفَرٍ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)
راجع : ج 1 ص 462 ح 1246 .
4 / 32عِندَ الخَطابَةِالإمام زين العابدين عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا خَطَبَ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ. (2)
4 / 33عِندَ خُطبَةِ التَّزويجِالكافي عن ابن العزرميّ عن أبيه :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إذا أرادَ أن يُزَوِّجَ قالَ : الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ وأستَعينُهُ واُؤمِنُ بِهِ وأَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ . . . فَإِنَّ اللّهَ لَهُ الحَمدُ عَلى غابِرِ ما يَكونُ وماضيهِ ، ولَهُ الحَمدُ مُفرَدا وَالثَّناءُ مُخلَصا بِما مِنهُ كانَت لَنا نِعمَةً مونِقَةً وعَلَينا مُجَلِّلَةً وإلَينا مُتَزَيِّنَةً . (3)
4 / 34عِندَ التَّبَخُّرِ وَالتَّعَطُّرِالأمان :رُوِيَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ عِندَ بُخورِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِم
.
ص: 461
الصّالِحاتُ ، اللّهُمَّ طَيِّب عَرفَنا ، وذَكِّ رَوائِحَنا ، وأحسِن مُنقَلَبَنا ، وَاجعَلِ التَّقوى زادَنا، وَالجَنَّةَ مَعادَنا ، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَ عافِيَتِكَ إيّانا وكَرامَتِكَ لَنا، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (1)
4 / 35كُلُّ أمرٍ ذي بالٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيهِ بِحَمدِ اللّهِ فَهُوَ أقطَعُ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبدَأُ فيه بِحَمدِ اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَيَّ فَهُوَ أقطَعُ أبتَرُ ، مَمحوقٌ (4) مِن كُلِّ بَرَكَةٍ . (5)
.
ص: 462
4 / 36عَلى كُلِّ حالٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ في صَعيدٍ واحِدٍ فَيُسمِعُهُمُ الدّاعي وتُبعِدُهُمُ (1) البَصَرُ ، ثُمَّ يَقومُ مُنادٍ فَيُنادي يَقولُ : سَيَعلَمُ أهلُ الجَمعِ اليَومَ مَن أولى بِالكَرَمِ . فَيَقولُ : أينَ الَّذينَ يَحمَدونَ اللّهَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ؟ فَيَقومونَ وهُم قَليلونَ فَيَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . (2)
الاحتجاج عن ابن عبّاس _ في خَبرِ احتِجاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مَعَ أربَعينَ رَجُلاً مِنَ اليَهودِ _ :قالوا [ اليَهودُ] : إبراهيمُ عليه السلام خَيرٌ مِنكَ! قالَ : ولِمَ ذاكَ؟ قالوا : لِأَنَّ اللّهَ اتَّخَذَهُ خَليلاً! قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إن كانَ إبراهيمُ عليه السلام خَليلَهُ ، فَأَنَا مُحَمَّدٌ حَبيبُهُ . قالوا : وَلِمَ سُمّيتَ مُحَمَّدا؟ قالَ : سَمّانِي اللّهُ مُحَمَّدا وشَقَّ اسمي مِنِ اسمِهِ؛ هُوَ المَحمودُ وأنَا مُحَمَّدٌ ، واُمَّتِي الحامِدونَ عَلى كُلِّ حالٍ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَأَلَ أحَدُكُم رَبَّهُ مَسأَلَةً فَتَعَرَّفَ الاِستِجابَةَ فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ»، ومَن أبطَأَ عَنهُ مِن ذلِكَ شَيءٌ فَليَقُل : «الحَمدُ للّهِِ عَلى
.
ص: 463
كُلِّ حالٍ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله _ فِي الدُّعاءِ _ :اللّهُمَّ انفَعني بِما عَلَّمتَني ، وعَلِّمني ما يَنفَعُني ، وزِدني عِلما . الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن حالِ أهلِ النّارِ . (2)
الدعاء للطبراني عن حبيب بن أبي ثابت :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا جاءَ الأَمرُ يُعجِبُهُ وَيَسُرُّهُ قالَ : «الحَمدُ للّهِِ المُنعِمِ المُفضِلِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ»، وكانَ يَقولُ فيما يَكرَهُهُ : «الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ» . (3)
راجع : ج 1 ص 441 (في السرّاء والضرّاء) . ج 1 ص 445 (بدء الكلام) .
.
ص: 464
. .
ص: 465
الفَصلُ الخامِسُ : المحامد المأثورة5 / 1المَحامِدُ المَأثورَةُ عَن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» أربَعَ مَرّاتٍ ، قالَ اللّهُ عز و جل : سَل تُعطَهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَحمَدُ اللّهَ في كُلِّ يَومٍ ثَلاثَمِئَةِ مَرَّةٍ وسِتّينَ مَرَّةً ، عَدَدَ عُروقِ الجَسَدِ ، يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ كَثيرا عَلى كُلِّ حالٍ . (2)
عمل اليوم والليلة عن أنس :كُنتُ جالِسا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي الحَلقَةِ ، إذ جاءَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وعَلَى القَومِ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم ، فَرَدَّ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وعَلَيكُمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . فَلَمّا جَلَسَ الرَّجُلُ قالَ : الحَمدُ للّهِِ حَمدا كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما يُحِبُّ رَبُّنا ويَرضى . فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَيفَ قُلتَ؟ فَرَدَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله كَما قالَ .
.
ص: 466
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَقَدِ ابتَدَرَها (1) عَشَرَةُ أملاكٍ كُلُّهُم حَريصٌ عَلى أن يَكتُبوها ، فَبادَروا كَيفَ يَكتُبونَها حَتّى رَفَعوهُ إلى ذِي العِزَّةِ ، فَقالَ : اُكتُبوها كَما قالَ عَبدي . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ كَما هُوَ أهلُهُ» فَقَد شَغَلَ كُتّابَ السَّماواتِ ، فَيَقولونَ : اللّهُمَّ لا نَعلَمُ الغَيبَ! فَيَقولُ اللّهُ : اُكتُبوها كَما قالَها عَبدي ، وعَلَيَّ ثَوابُها . (3)
البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيُّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ . . . وَالحَمدُ للّهِِ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَحميدٍ حَمِدَهُ الحامِدونَ . . . وَالحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ عِندَ انقِطاعِ الأَحوالِ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِعَدَدِ كُلِّ مَن حَمِدَهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ بِعَدَدِ مَن لَم يَحمَدهُ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «الحَمدُ للّهِِ بِمَحامِدِهِ كُلِّها ما عَلِمنا مِنها وما لَم نَعلَم ، عَلى كُلِّ حالٍ ، حَمدا يُوازي نِعَمَهُ ويُكافِئُ مَزيدَهُ ، عَلَيَّ وعَلى جَميعِ خَلقِهِ» ، قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : بالَغَ عَبدي في رِضايَ ، وأنَا مُبَلِّغُ عَبدي رِضاهُ مِنَ الجَنَّةِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ حينَ يَستَيقِظُ مِن مَنامِهِ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَعَثَني مِن مَرقَدي هذا ، ولَو شاءَ لَجَعَلَهُ إِلى يَومِ القِيامَةِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أرادَ أن يَذَّكَّرَ أو أرادَ شُكورا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ لِباسا وَالنَّوم
.
ص: 467
سُباتا وجَعَلَ النَّهارَ نُشورا ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُجِنُّ (1) مِنهُ البُحورُ ، ولا تَكُنُّ (2) مِنهُ السُّتورُ ، ولا يَخفى عَلَيهِ ما فِي الصُّدورِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى يَهودِيّا أو نَصرانِيّا أو مَجوسِيّا أو أحَدا عَلى غَيرِ مِلَّةِ الإِسلامِ فَقالَ : «الحَمدُ للّهِِ الَّذي فَضَّلَني عَلَيكَ بِالإِسلامِ دينا ، وبِالقُرآنِ كِتابا ، وبِمُحَمَّدٍنَبِيّا ، وبِعَلِيٍّ إماما ، وبِالمُؤمِنينَ إخوانا ، وبِالكَعبَةِ قِبلَةً» ، لَم يَجمَعِ اللّهُ بَينَهُ وبَينَهُ فِي النّار أبَدا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ، اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ ، وأنشَأَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ بِشَيءٍ مِمّا خَلَقَ . (5)
المستدرك عن أبي هريرة :دَعا رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مِن أهلِ قُباءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَانطَلَقنا مَعَهُ ، فَلَمّا طَعِمَ وغَسَلَ يَدَيهِ _ أو قالَ يَدَهُ _ قالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، مَنَّ عَلَينا فَهَدانا ، وأطعَمَنا وسَقانا ، وكُلَّ بَلاءٍ حَسَنٍ أبلانا ، الحَمدُ للّهِِ غَيرَ مُوَدَّعٍ ولا مُكافَأٍ ، ولا مَكفورٍ ولا مُستَغنىً عَنهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أطعَمَ مِنَ الطَّعامِ ، وسَقى مِنَ الشَّرابِ ، وكَسا مِنَ العُريِ ، وهَدى مِنَ الضَّلالَةِ ، وبَصَّرَ مِنَ العَمايَةِ ، وفَضَّلَ عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً ، الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (6)
.
ص: 468
مسند الروياني عن أبي اُمامة الباهلي :رَآنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وأنَا اُحَرِّكُ شَفَتَيَّ ، فَقالَ : لِمَ تُحَرِّكُ شَفَتَيكَ؟ فَقُلتُ : أذكُرُ اللّهَ . قالَ : أفَلا أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ هُوَ أكثَرُ مِن ذِكرِكَ اللَّيلَ مَعَ النَّهارِ وَالنَّهارَ مَعَ اللَّيلِ؟ قالَ : قُلتُ : بَلى ، يا نَبِيَّ اللّهِ . قالَ : قُل : الحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ كُلِّ شَيءٍ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ كُلِّ شَيءٍ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى آلائِهِ ، وأحمَدُهُ عَلى نَعمائِهِ ، وأشكُرُهُ عَلى بَلائِهِ ، واُؤمِنُ بِقَضائِهِ ، الَّذي لا هادِيَ لِمَن أضَلَّ ، ولا خاذِلَ لِمَن نَصَرَ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ المُصطَفى وأمينُهُ المُرتَضى ، اِنتَجَبَهُ وحَباهُ ، وَاختارَهُ وَارتَضاهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ إيمانا صادِقا لَيسَ بَعدَهُ كُفرٌ ، ورَحمَةً أنالُ بِها شَرَفَ كَرامَتِكَ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، تَبارَكتَ رَبَّنا وتَعالَيتَ ، تَمَّ نورُكَ رَبّي فَهَدَيتَ ، وعَظُمَ حِلمُكَ رَبّي فَعَفَوتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وَجهُكَ أكرَمُ الوُجوهِ وجاهُكَ أفضَلُ الجاهِ ، وعَطِيَّتُكَ أرفَعُ العَطايا (2) وأهنَؤُها ، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشكُرُ ، وتُعصى رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن تَشاءُ ، تُجيبُ دَعوَةَ المُضطَرِّ إذا دَعاكَ ، وتَكشِف
.
ص: 469
الضُّرَّ ، وتَشفِي السَّقيمَ ، وتَغفِرُ الذَّنبَ العَظيمَ ، لا يُحصي نَعماءَكَ أحَدٌ ، رَبَّنا فَلَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا لا يُحصى عَدَدُهُ ، ولا يَضمَحِلُّ سَرمَدُهُ ، حَمدا كَما حَمِدَ الحامِدونَ مِن عِبادِكَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى سابِغِ (2) نِعَمِ اللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ عَلى ما أولى وأبلى ، ولَهُ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، وَاللّهِ لَو تَقَطَّعَت أعضائي ، وسالَت مُقلَتايَ عَلى صَدري ، لَن أقومَ للّهِِ عز و جل بِشُكرِ عُشرِ العَشيرِ مِن نِعمَةٍ واحِدَةٍ مِن جَميع نِعَمِهِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ ، ولا يَبلُغُ حَدَّ نِعمَةٍ مِنها عَلَيَّ جَميعُ حَمدِ الحامِدينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، الحَمدُ للّهِِ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، الحَمدُ للّهِِ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ . . . الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ عَلى جَميعِ نِعَمِهِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ مُنتَهى رِضاهُ في عِلمِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ وحَقٌّ لَهُ ذلِكَ . . . الحَمدُ للّهِِ تَحميدا لا يُحصيهِ غَيرُهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ تَمجيدا لا يُحصيهِ غَيرُهُ ، قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَعَا اللّهَ عز و جليَومَ الأَحزابِ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ وَحدَه
.
ص: 470
لا شَريكَ لَهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ فَيُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئا حينَ يَدعوني ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي أسأَ لُهُ فَيُعطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرِضُني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أستَعفيهِ فَيُعافيني وإن كُنتُ مُتَعَرِّضا لِلَّذي نَهاني عَنهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أخلو بِهِ كُلَّما شِئتُ في سِرِّي ، وأضَعُ عِندَهُ ما شِئتُ مِن أمري مِن غَيرِ شَفيعٍ ، فَيَقضي لي رَبّي حاجَتي . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ مِل ءَ السَّماواتِ ومِل ءَ الأَرضِ ، ومِل ءَ ما شِئتَ مِن شَيءٍ بَعدُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :قامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَصَلّى رَكعَتَينِ ، فَلَمّا قالَ : سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ ، قالَ : اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ _ ورَفَعَ صَوتَهُ يُسمِعُهُم _ مِل ءَ السَّماواتِ ومِل ءَ الأَرضِ ، ومِل ءَ ما بَينَهُما ، أهلَ المَجدِ وَالثَّناءِ ، اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، ولا يَنفَعُ ذَا الجَدِّ (3) مِنكَ الجَدُّ . (4)
صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي :كُنّا يَوما نُصَلّي وَراءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكعَةِ ، قالَ : «سَمِعَ اللّهُ لِمَن حَمِدَهُ» ، قالَ رَجُلٌ وَراءَهُ : رَبَّنا ولَكَ الحَمدُ حَمدا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ . فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ : مَنِ المُتَكَلِّمُ؟ قالَ : أنَا ، قالَ : رَأَيتُ بِضعَةً وثَلاثينَ مَلَكا
.
ص: 471
يَبتَدِرونَها ، أيُّهُم يَكتُبُها أوَّلُ . (1)
جمال الاُسبوع :عَن مُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ العَلَوِيِّ العَريضِيِّ عَن أبيهِ عَن جَدِّهِ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليهماالسلام : كانَ لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سِرٌّ قَلَّ ما عُثِرَ عَلَيهِ _ وذَكَرَ تَمامَ الحَديثِ وفيهِ _ : يا مُحَمَّدُ! ومَن أحَبَّ مِن اُمَّتِكَ رَحمَتي وبَرَكاتي ورِضواني وتَعَطُّفي وقَبولي ووِلايَتي وإجابَتي ، فَليَقُل حينَ تَزولُ الشَّمسُ أو يَزولُ اللَّيلُ : «اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، جُملَتُهُ وتَفسيرُهُ ، كَمَا استَحمَدتَ فيهِ إِلى أهلِهِ الَّذينَ خَلَقتَهُم لَهُ وألهَمتَهُم ذلِكَ الحَمدَ كُلَّهُ ، اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّه كَما جَعَلتَ الحَمدَ رِضاكَ عَمَّن بِالحَمدِ رَضيتَ عَنهُ لِيَشكُرَ ما بِهِ مِن نِعمَتِكَ ، اللّهُمَّ رَبَّنا لَكَ الحَمدُ كُلُّه كَما رَضيتَ بِهِ لِنَفسِكَ وقَضَيتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ ، حَمدا مَرعوبا (2) عِندَ أهلِ الخَوفِ مِنكَ لِمَهابَتِكَ ، ومَرهوبا عِندَ أهلِ العِزَّةِ بِكَ لِسَطَواتِكَ ، ومَشكورا عِندَ أهلِ الإِنعامِ مِنكَ لِاءِنعامِكَ ، سُبحانَكَ رَبَّنا مُتَكَبِّرا في مَنزِلَةٍ قَد تَدَهدَهَت (3) أبصارُ النّاظِرينَ ، وتَحَيَّرَت عُقُولُهُم عَن بُلُوغِ عِلمِ جَلالِها ، تَبارَكتَ في مَنازِلِكَ العُلى كُلِّها ، وتَقَدَّستَ فِي الآلاءِ الَّتي أنتَ فيها ، يا أهلَ الكِبرِياءِ يا لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ ، لِلفَناءِ خَلَقتَنا وأنتَ الكائِنُ لِلبَقاءِ ، فَلا تُفنى ونَحنُ لا نَبقى ، وأنتَ العالِمُ بِنا ونَحنُ أهلُ الغِرَّةِ بِكَ وَالغَفلَةِ عَن شَأنِكَ ، فَأَنتَ الَّذي لا تَغفَلُ ولا تَأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، بِحَقِّكَ يا سَيِّدي ، أجِرني مِن تَحويلِ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ فِي الدّينِ وَالدُّنيا يا كَريمُ» ، فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِكَ كَفَيتُهُ كُلَّ الَّذي أكفي عِبادِيَ الصّالِحينَ . (4)
.
ص: 472
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ . . . لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لا أستَطيعُ ثَناءً عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، ولكِن أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (2)
الكافي عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه :أتى جَبرَئيلُ عليه السلام إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ لَهُ : إنَّ رَبَّكَ يَقولُ لَكَ : إذا أرَدتَ أن تَعبُدَني يَوما ولَيلَةً حَقَّ عِبادَتي فَارفَع يَدَيكَ إلَيَّ وقُل : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا مَعَ خُلودِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا مُنتَهى لَهُ دونَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أمَدَ لَهُ دُونَ مَشيئَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا جَزاءَ لِقائِلِهِ إلّا رِضاكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المَنُّ كُلُّهُ ، ولَكَ الفَخرُ كُلُّهُ ، ولَكَ البَهاءُ كُلُّهُ ، ولَكَ النّورُ كُلُّهُ ، ولَكَ العِزَّةُ كُلُّها ، ولَكَ الجَبَروتُ كُلُّها ، ولَكَ العَظَمَةُ كُلُّها ، ولَكَ الدُّنيا كُلُّها ، ولَكَ الآخِرَةُ كُلُّها ، ولَكَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ كُلُّهُ ، ولَكَ الخَلقُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا ، أنتَ حَسَنُ البَلاءِ ، جَليلُ الثَّناءِ ، سابِغُ النَّعماءِ ، عَدلُ القَضاءِ ، جَزيلُ العَطاءِ ، حَسَنُ الآلاءِ ، إلهُ مَن فِي الأَرضِ وإلهُ مَن فِي السَّماءِ .
.
ص: 473
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي السَّبعِ الشِّدادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الأَرضِ المِهادِ ، ولَكَ الحَمدُ طاقَةَ العِبادِ ، ولَكَ الحَمدُ سَعَةَ البِلادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الجِبالِ الأَوتادِ ، ولَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجلّى ، ولَكَ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، ولَكَ الحَمدُ فِي المَثاني وَالقُرآنِ العَظيمِ ، وسُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، «وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَ_مَةِ وَ السَّمَ_وَ تُ مَطْوِيَّ_تُ بِيَمِينِهِ سُبْحَ_نَهُ وَ تَعَ__لَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (1) . سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَهُ ، سُبحانَكَ رَبَّنا وتَعالَيتَ ، وتَبارَكتَ وتَقَدَّستَ ، خَلَقتَ كُلَّ شَيءٍ بِقُدرَتِكَ ، وقَهَرتَ كُلَّ شَيءٍ بِعِزَّتِكَ ، وعَلَوتَ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ بِارتِفاعِكَ ، وغَلَبتَ كُلَّ شَيءٍ بِقُوَّتِكَ ، وَابتَدَعتَ كُلَّ شَيءٍ بِحِكمَتِكَ وعِلمِكَ ، وبَعَثتَ الرُّسُلَ بِكُتُبِكَ ، وهَدَيتَ الصّالِحينَ بِإِذنِكَ ، وأيَّدتَ المُؤمِنينَ بِنَصرِكَ ، وقَهَرتَ الخَلقَ بِسُلطانِكَ . لا إلهَ إلّا أنتَ ، وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، لا نَعبُدُ غَيرَكَ ، ولا نَسأَلُ إلّا إيّاكَ ، ولا نَرغَبُ إلّا إلَيكَ ، أنتَ مَوضِعُ شَكوانا ، ومُنتَهى رَغبَتِنا ، وإلهُنا ومَليكُنا . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى حُسنِ بَلائِكَ وصُنعِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى الإِسلامِ وَالسُّنَّةِ ، يا رَبِّ كَما هَدَيتَهُم لِدينِكَ وعَلَّمتَهُم كِتابَكَ فَاهدِنا وعَلِّمنا ، ولَكَ الحَمدُ عَلى حُسنِ بَلائِكَ وصُنعِكَ عِندي خاصَّةً ، كَما خَلَقتَني فَأَحسَنتَ خَلقي ، وعَلَّمتَني فَأَحسَنتَ تَعليمي ، وهَدَيتَني فَأَحسَنتَ هِدايَتي ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى إنعامِكَ عَلَيَّ قَديما وحَديثا . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى مَرَدِّ نَوازِلِ البَلاءِ ، وتَوالي سُبوغِ النَّعماءِ ، ومُلِمّاتِ (4)
.
ص: 474
الضَّرّاءِ وكَشفِ نَوائِبِ اللَأواءِ (1) ، ولَكَ الحَمدُ عَلى هَنيءِ عَطائِكَ ومَحمودِ بَلائِكَ وجَليلِ آلائِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى إحسانِكَ الكَثيرِ وخَيرِكَ العَزيزِ وتَكليفِكَ اليَسيرِ ودَفعِ العَسيرِ ، ولَكَ الحَمدُ يا رَبِّ عَلى تَثميرِكَ قَليلَ الشُّكرِ ، وإِعطائِكَ وافِرَ الأَجرِ ، وحَطِّكَ مُثقِلَ الوِزرِ ، وقَبولِكَ ضيقَ العُذرِ ، ووَضعِكَ باهِظَ (2) الإِصرِ (3) ، وتَسهيلِكَ مَوضِعَ الوَعرِ ، ومَنعِكَ مُفظِعَ الأَمرِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى البَلاءِ المَصروفِ ، ووافِرِ المَعروفِ ، ودَفعِ المَخوفِ ، وإِذلالِ العَسوفِ (4) ، ولَكَ الحَمدُ عَلَى قِلَّةِ التَّكليفِ ، وكَثرَةِ التَّخفيفِ ، وتَقوِيَةِ الضَّعيفِ ، وإغاثَةِ اللَّهيفِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى سَعَةِ إمهالِكَ ، ودَوامِ إفضالِكَ ، وصَرفِ إمحالِكَ (5) ، وحَميدِ أفعالِكَ ، وتَوالي نَوالِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى تَأخيرِ مُعاجَلَةِ العِقابِ ، وتَركِ مُغافَصَةِ (6) العَذابِ ، وتَسهيلِ طَريقِ المَآبِ ، وإنزالِ غَيثِ السَّحابِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى خَلقِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى أهلِ بُيوتِنا . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في بَلائِكَ وصَنيعِكَ إلى أنفُسِنا خاصَّةً . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِما هَدَيتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِما أكرَمتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِما سَتَرتَنا ، ولَكَ الحَمدُ بِالقُرآنِ ، ولَكَ الحَمدُ بِالأَهلِ وَالمالِ ، ولَكَ الحَمدُ بِالمُعافاةِ ، ولَكَ الحَمدُ حَتّى تَرضى ، ولَكَ الحَمدُ إذا رَضيتَ يا أهلَ التَّقوى ويا أهلَ المَغفِرَةِ .
.
ص: 475
اللّهُمَّ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذابَ النّارِ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ ومَغفِرَتَكَ ورِضوانَكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :رَبَّنا فَلَكَ الحَمدُ حَمدا أبَدا لا يُحصى عَدَدُهُ ، ولا يَضمَحِلُّ (2) سَرمَدُهُ (3) ، حَمدا كَما حَمِدَ الحامِدونَ مِن عِبادِكَ الأَوّلينَ وَالآخِرينَ . (4)
5 / 2المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ قَبلَ كُلِّ أوَّلٍ ، وَالآخِرِ بَعدَ كُلِّ آخِرٍ ، وبِأَوَّلِيَّتِهِ وَجَبَ أن لا أوَّلَ لَهُ ، وبِآخِرِيَّتِهِ وَجَبَ أن لا آخِرَ لَهُ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ فَلا شَيءَ قَبلَهُ ، وَالآخِرِ فَلا شَيءَ بَعدَهُ ، وَالظّاهِرِ فَلا شَيءَ فَوقَهُ ، وَالباطِنِ فَلا شَيءَ دونَهُ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أوَّلَ مَحمودٍ ، وآخِرَ مَعبودٍ ، وأقرَبَ مَوجودٍ ، البَديءِ (7) بِلا مَعلومٍ لاِزَلِيَّتِهِ ولا آخِرٍ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، وَالكائِنِ قَبلَ الكَونِ بِغَيرِ كِيانٍ ، وَالمَوجودِ في كُلِّ مَكانٍ بِغَيرِ عَيانٍ ، وَالقَريبِ مِن كُلِّ نَجوى بِغَيرِ تَدانٍ. (8)
.
ص: 476
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أحَقَّ مَحمودٍ بِالحَمدِ وأولاهُ بِالمَجدِ ، إلها واحِدا صَمَدا ، أقامَ أركانَ العَرشِ فَأَشرَقَ بِضَوئِهِ شُعاعُ الشَّمسِ ، خَلَقَ فَأَتقَنَ ، وأقامَ فَذَلَّت لَهُ وَطأَةُ المُستَمكِنِ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أحَقَّ مَن خُشِيَ وحُمِدَ ، وأفضَلَ مَنِ اتُّقِيَ وعُبِدَ ، وأولى مَن عُظِّمَ ومُجِّدَ ، نَحمَدُهُ لِعَظيمِ غَنائِهِ ، وجَزيلِ عَطائِهِ ، وتَظاهُرِ نَعمائِهِ ، وحُسنِ بَلائِهِ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ أهلِ الحَمدِ ووَليِّهِ ، وَمُنتَهَى الحَمدِ ومَحَلِّهِ ، البَديءِ البَديعِ (3) ، الأَجَلِّ الأَعظَمِ ، الأَعَزِّ الأَكرَمِ ، المُتَوَحِّدِ بِالكِبرِياءِ ، وَالمُتَفَرِّدِ بِالآلاءِ ، القاهِرِ بِعِزِّهِ ، وَالمُسَلِّطِ بِقَهرِهِ ، المُمتَنِعِ بِقُوَّتِهِ ، المُهَيمِنِ (4) بِقُدرَتِهِ ، وَالمُتَعالي فَوقَ كُلِّ شَيءٍ بِجَبَروتِهِ ، المَحمودِ بِامتِنانِهِ وبِإِحسانِهِ ، المُتَفَضِّلِ بِعَطائِهِ وجَزيلِ فَوائِدِهِ ، المُوَسِّعِ بِرِزقِهِ ، المُسبِغِ بِنِعَمِهِ . نَحمَدُهُ عَلى آلائِهِ وتَظاهُرِ (5) نَعمائِهِ ، حَمدا يَزِنُ عَظَمَةَ جَلالِهِ ، ويَملَأُ قَدرَ آلائِهِ وكِبرِيائِهِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ حَقَّ قَدرِهِ ، مُتَّبِعينَ أمرَهُ ، وأحمَدُهُ كَما أحَبَّ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ كَمَا انتَسَبَ . (7)
.
ص: 477
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الخافِضِ الرّافِعِ ، الضّارِّ النّافِعِ ، الجَوادِ الواسِعِ ، الجَليلِ ثَناؤُهُ ، الصّادِقَةِ أسماؤُهُ ، المُحيطِ بِالغُيوبِ وما يَخطُرُ عَلَى القُلوبِ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ خالِقِ العِبادِ ، وساطِحِ المِهادِ (2) ، ومُسيلِ الوِهادِ (3) ، ومُخصِبِ النِّجادِ (4) ؛ لَيسَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ابتِداءٌ ، ولا لِأَزَلِيَّتِهِ انقِضاءٌ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ ذِي القُدرَةِ وَالسُّلطانِ ، وَالرَّأفَةِ وَالاِمتِنانِ ، أحمَدُهُ عَلى تَتابُعِ النِّعَمِ ، وأعوذُ بِهِ مِنَ العَذابِ وَالنِّقَمِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أحمَدُهُ وأستَعينُهُ وأستَهديهِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، مَن يَهدِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِل فَلا هادِيَ لَهُ . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أظهَرَ مِن آثارِ سُلطانِهِ وجَلالِ كِبرِيائِهِ ما حَيَّرَ مُقَلَ (8) العُقولِ مِن عَجائِبِ قُدرَتِهِ ، ورَدَعَ خَطَراتِ هَماهِمِ (9) النُّفوسِ عَن عِرفانِ كُنهِ (10) صِفَتِهِ . (11)
.
ص: 478
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أنعَمَ عَلَيَّ بِالإِسلامِ ، وعَلَّمَنِي القُرآنَ ، وحَبَّبني إلى خَيرِ البَرِيَّةِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وسَيِّدِ المُرسَلينَ؛ إحسانا مِنهُ [ إلَيَّ] (1) ، وفَضلاً مِنهُ عَلَيَّ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَخلَصَ (3) الحَمدَ لِنَفسِهِ ، وَاستَوجَبَهُ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، الَّذي ناصِيَةُ كُلِّ شَيءٍ بِيَدِهِ ، ومَصيرُ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي إلَيهِ مَصائِرُ الخَلقِ ، وعَواقِبُ الأَمرِ ، نَحمَدُهُ عَلى عَظيمِ إحسانِهِ ، ونَيِّرِ بُرهانِهِ ، ونَوامي (5) فَضلِهِ وَامتِنانِهِ ؛ حَمدا يَكونُ لِحَقِّهِ قَضاءً ، ولِشُكرِهِ أداءً ، وإلى ثَوابِهِ مُقَرِّبا ، ولِحُسنِ مَزيدِهِ مُوجِبا . ونَستَعينُ بِهِ استِعانَةَ راجٍ لِفَضلِهِ ، مُؤَمِّلٍ لِنَفعِهِ ، واثقٍ بِدَفعِهِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذِي انحَسَرَتِ الأَوصافُ عَن كُنهِ مَعرِفَتِهِ ، ورَدَعَت عَظَمَتُهُ العُقولَ فَلَم تَجِد مَساغا إلى بُلوغِ غايَةِ مَلَكوتِهِ . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ خَفِيّاتِ الاُمورِ ، ودَلَّت عَلَيهِ أعلامُ الظُّهورِ ، وَامتَنَعَ عَلى عَينِ البَصيرِ ، فَلا عَينُ مَن لَم يَرَهُ تُنكِرُهُ ، ولا قَلبُ مَن أثبَتَهُ يُبصِرُهُ . (8)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَوَحَّدَ بِصُنعِ الأَشياءِ ، وفَطَرَ أجناسَ البَرايا عَلى غَيرِ مِثال
.
ص: 479
سَبَقَهُ في إنشائِها ، ولا إعانَةِ مُعينٍ عَلَى ابتِداعِها . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الأَرضَ كِفاتا (2) ، أحياءً وَأمواتا ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِنها خَلقَنا ، وفيها يُعيدُنا ، وعَلَيها يَحشُرُنا . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ مِفتاحا لِذِكرِهِ ، وسَبَبا لِلمَزيدِ مِن فَضلِهِ ، ودَليلاً عَلى آلائِهِ وعَظَمَتِهِ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ الحَمدَ _ مِن غَيرِ حاجَةٍ مِنهُ إلى حامِديهِ _ طَريقا مِن طُرُقِ الاِعتِرافِ بِلاهوتِيَّتِهِ وصَمَدانِيَّتِهِ ورَبّانِيَّتِهِ وفَردانِيَّتِهِ ، وسَبَبا إلَى المَزيدِ مِن رَحمَتِهِ ، ومَحَجَّةً لِلطّالِبِ مِن فَضلِهِ ، وكَمَّنَ في إبطانِ اللَّفظِ حَقيقَةَ الاِعتِرافِ لَهُ بِأَنَّهُ المُنعِمُ عَلى كُلِّ حَمدٍ بِاللَّفظِ وإن عَظُمَ . (5)
عنه عليه السلام : «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّ_لُمَ_تِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ» (6) ، لا نُشرِكُ بِاللّهِ شَيئا ، ولا نَتَّخِذُ مِن دونِهِ وَلِيّا . «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى الْأَرْض
.
ص: 480
وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ» (1) . كَذلِكَ اللّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ إلَيهِ المَصيرُ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإذنِهِ إنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤوفٌ رَحيمٌ (2) . . . نَحمَدُهُ كَما حَمِدَ نَفسَهُ وكَما هُوَ أهلُهُ ، ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي دَنا في عُلُوِّهِ ، وعَلا في دُنُوِّهِ ، وتَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِجَلالِهِ ، وَاستَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، وخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ . وأحمَدُهُ مُقَصِّرا عَن كُنهِ شُكرِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ إذعانا لِرُبوبِيَّتِهِ . وأستَعينُهُ طالِبا لِعِصمَتِهِ. وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ مُفَوِّضا إلَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي شَرَعَ الإِسلامَ فَسَهَّلَ شَرائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ ، وأعَزَّ أركانَهُ عَلى مَن غالَبَهُ ، فَجَعَلَهُ أمنا لِمَن عَلِقَهُ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا بِحَولِهِ ، ودَنا بِطَولِهِ ، مانِحِ كُلِّ غَنيمَةٍ وفَضلٍ ، وكاشِفِ كُلِّ عَظيمَةٍ وأَزلٍ (6) ، أحمَدُهُ عَلى عَواطِفِ كَرَمِهِ ، وسَوابِغِ نِعَمِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ أوَّلاً بادِيا ، وأستَهديهِ قَريبا هادِيا ، وأستَعينُهُ قاهِرا قادِرا ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ كافِيا ناصِرا . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، كانَ حَيّا بِلا كَيفٍ ، ولَم يَكُن لَهُ كانَ ، ولا
.
ص: 481
كانَ لِكانِهِ كَيفٌ ، ولا كانَ لَهُ أينٌ ، ولا كانَ في شَيءٍ، ولا كانَ عَلى شَيءٍ ، ولَا ابتَدَعَ لِكانِهِ مَكانا . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُدرِكُهُ الشَّواهِدُ ، ولا تَحويهِ المَشاهِدُ ، ولا تَراهُ النَّواظِرُ ، ولا تَحجُبُهُ السَّواتِرُ ، الدّالِّ عَلى قِدَمِهِ بِحُدوثِ خَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى وُجودِهِ ، وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شَبَهَ لَهُ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا تُواري عَنهُ سَماءٌ سَماءً ، ولا أرضٌ أرضا . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مِن شَيءٍ كانَ ، ولا مِن شَيءٍ كَوَّنَ ما قَد كانَ ، المُستَشهَدِ بِحُدوثِ الأَشياءِ عَلى أزَلِيَّتِهِ ، وبِما وَسَمَها بِهِ مِنَ العَجزِ عَلى قُدرَتِهِ ، وبِمَا اضطَرَّها إلَيهِ مِنَ الفَناءِ عَلى دَوامِهِ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُبرَمُ (5) ما نَقَضَ ، ولا يُنقَضُ ما أبرَمَ ، ولَو شاءَ مَا اختَلَفَ اثنانِ مِن هذِهِ الاُمَّةِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَبلُغُ مِدحَتَهُ القائِلونَ ، ولا يُحصي نَعماءَهُ العادّونَ ، ولا يُؤَدّي حَقَّهُ المُجتَهِدونَ ، الَّذي لا يُدرِكُهُ بُعدُ الهِمَمِ ، ولا يَنالُهُ غَوصُ الفِطَنِ ، الَّذي لَيسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحدودٌ ، ولا نَعتٌ مَوجودٌ ، ولا وَقتٌ مَعدودٌ ، ولا أجَلٌ مَمدودٌ ، فَطَر
.
ص: 482
الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، ونَشَرَ الرِّياحَ بِرَحمَتِهِ ، ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَيَدانَ (1) أرضِهِ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَحويهِ مَكانٌ ولا يَحُدُّهُ زَمانٌ ، عَلا بِطَولِهِ ودَنا بِحَولِهِ ، سابِقِ كُلِّ غَنيمَةٍ وفَضلٍ ، وكاشِفِ كُلِّ عَظيمَةٍ وأزلٍ . أحمَدُهُ عَلى جودِ كَرَمِهِ وسُبوغِ نِعَمِهِ ، وأستَعينُهُ عَلى بُلوغِ رِضاهُ وَالرِّضا بِما قَضاهُ ، واُؤمِنُ بِهِ إيمانا ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ إيقانا . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَفِرُهُ (4) المَنعُ وَالجُمودُ ، ولا يُكديهِ (5) الإِعطاءُ وَالجودُ ، إذ كُلُّ مُعطٍ مُنتَقِصٌ سِواهُ ، وكُلُّ مانِعٍ مَذمومٌ ما خَلاهُ ، وهُوَ المَنّانُ بِفَوائِدِ النِّعَمِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَموتُ ولا تَنقَضي عَجائِبُهُ ، لِأَنَّهُ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ مِن إحداثِ بَديعٍ لَم يَكُن . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَبِسَ العِزَّ وَالكِبرِياءَ واختارَهُما لِنَفسِهِ دونَ خَلقِهِ ، وجَعَلَهُما حِمىً (8) وحَرَما عَلى غَيرِهِ ، وَاصطَفاهُما لِجَلالِهِ ، وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلى مَن نازَعَهُ فيهِما مِن عِبادِهِ . (9)
.
ص: 483
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم أكُن عِندَهُ مَنسِيّا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي أثبَتَني عِندَهُ في صَحيفَةِ الأَبرارِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم تَسبِق لَهُ حالٌ حالاً ، فَيَكونَ أوَّلاً قَبلَ أن يَكونَ آخِرا ، ويَكونَ ظاهِرا قَبلَ أن يَكونَ باطِنا . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخلُ مِن فَضلِهِ المُقيمونَ عَلى مَعصِيَتِهِ ، ولَم يُجازِهِ لِأَصغَرِ نِعَمِهِ المُجتَهِدونَ في طاعَتِهِ ، الغَنِيِّ الَّذي لا يَضَنُّ بِرِزقِهِ عَلى جاحِدِهِ ، ولا يَنقُصُ عَطاياهُ أرزاقَ خَلقِهِ. (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَعَ الأَوهامَ أن تَنالَ إلّا وُجودَهُ ، وحَجَبَ العُقولَ أن تَتَخَيَّلَ ذاتَهُ؛ لِامتِناعِها مِنَ الشَّبَهِ وَالتَّشاكُلِ ، بَل هُوَ الَّذي لا يَتَفاوَتُ في ذاتِهِ ، ولا يَتَبَعَّضُ بِتَجزِئَةِ العَدَدِ في كَمالِهِ . . . نَحمَدُهُ بِالحَمدِ الَّذِي ارتَضاهُ مِن خَلقِهِ ، وأوجَبَ قَبولَهُ عَلى نَفسِهِ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي نَصَرَ وَلِيَّهُ ، وخَذَلَ عَدُوَّهُ ، وأعَزَّ الصّادِقَ المُحِقَّ ، وأذَلَّ الكاذِبَ المُبطِلَ . (5)
.
ص: 484
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي وَقَّتَ الآجالَ ، وقَدَّرَ أرزاقَ العِبادِ ، وجَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرا . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا مِنَ الضَّلالَةِ ، وبَصَّرَنا مِنَ العَمى ، ومَنَّ عَلَينا بِالإِسلامِ ، وجَعَلَ فينَا النُّبُوَّةَ ، وجَعَلَنَا النُّجَباءَ (2) . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هُوَ أوَّلُ كُلِّ شَيءٍ وبَدِيُّهُ ، ومُنتَهى كُلِّ شَيءٍ ووَلِيُّهُ ، وكُلُّ شَيءٍ خاشِعٌ لَهُ ، وكُلُّ شَيءٍ قائِمٌ بِهِ ، وكُلُّ شَيءٍ ضارِعٌ إلَيهِ ، وكُلُّ شَيءٍ مُستَكينٌ لَهُ . خَشَعَت لَهُ الأَصواتُ ، وكَلَّت دونَهُ الصِّفاتُ ، وضَلَّت دونَهُ الأَوهامُ ، وحارَت دونَهُ الأَحلامُ ، وَانحَسَرَت دونَهُ الأَبصارُ ، لا يَقضي فِي الاُمورِ غَيرُهُ ، ولا يَتِمُّ شَيءٌ مِنها دونَهُ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هُوَ أوَّلٌ بِلا بَديءٍ مِمّا (5) ، ولا باطِنٍ فيما ، ولا يَزالُ مَهما (6) ، ولا مُمازِجٍ مَعَ ما ، ولا خَيالٍ وَهما ، لَيسَ بِشَبَحٍ فَيُرى ، ولا بِجِسمٍ فَيَتَجَزَّأَ ، ولا بِذي غايَةٍ فَيَتَناهى ، ولا بِمُحدَثٍ فَيُبصَرَ ، ولا بِمُستَتِرٍ فَيُكشَفَ ، ولا بِذي حُجُبٍ فَيُحوى ، كانَ ولا أماكِنَ تَحمِلُهُ أكنافُها (7) ، ولا حَمَلَةَ تَرفَعُهُ بِقُوَّتِها ، ولا كانَ بَعدَ أن لَم يَكُن . (8)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي يولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، ويولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما
.
ص: 485
وَقَبَ (1) لَيلٌ وغَسَقَ (2) ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، الَّذي لَم يَضُرَّهُ بِالمَعصِيَةِ المُتَكَبِّرونَ ، ولَم يَنفَعهُ بِالطّاعَةِ المُتَعَبِّدونَ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ سابِغِ النِّعَمِ ومُفَرِّجِ الهَمِّ وبارِئِ النَّسَمِ ، الَّذي جَعَلَ السَّماواتِ لِكُرسِيِّهِ عِمادا ، وَالجِبالَ لِلأَرضِ أوتادا ، وَالأَرضَ لِلعِبادِ مِهادا . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَلى نِعَمِهِ الفاضِلَةِ عَلى جَميعِ خَلقِهِ؛ البَرِّ وَالفاجِرِ ، وعَلى حُجَجِهِ البالِغَةِ عَلى خَلقِهِ؛ مَن عَصاهُ وأطاعَهُ ، وإن يَعفُ فَبِفَضلٍ مِنهُ ، وإن يُعَذِّب فَبِما قَدَّمَت أيديهِم ، ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ . أحمَدُهُ عَلى حُسنِ البَلاءِ ، وتَظاهُرِ النَّعماءِ ، وأستَعينُهُ عَلى ما نابَنا (6) مِن أمرِ دينِنا ، واُؤمِنُ بِهِ وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وكَفى بِاللّهِ وَكيلاً . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العَلِيِّ عَن شَبَهِ المَخلوقينَ ، الغالِبِ لِمَقالِ الواصِفينَ ، الظّاهِرِ بِعَجائِبِ تَدبيرِهِ لِلنّاظِرِينَ ، الباطِنِ بِجَلالِ عِزَّتِهِ عَن فِكرِ المُتَوَهِّمينَ . (8)
.
ص: 486
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ غَيرَ مَقنوطٍ مِن رَحمَتِهِ ، ولا مَخلُوٍّ مِن نِعمَتِهِ ، ولا مَأيوسٍ مِن مَغفِرَتِهِ ، ولا مُستَنكَفِ عَن عِبادَتِهِ ، الَّذي لا تَبرَحُ مِنهُ رَحمَةٌ ، ولا تُفقَدُ لَهُ نِعمَةٌ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ حَمدُهُ ، وَالغالِبِ جُندُهُ ، وَالمُتَعالي جَدُّهُ . (2) أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ التُّؤامِ (3) وآلائِهِ العِظامِ . الَّذي عَظُمَ حِلمُهُ فَعَفا ، وعَدَلَ في كُلِّ ما قَضى ، وعَلِمَ ما يَمضي وما مَضى ، مُبتَدِعِ الخَلائِقِ بِعِلمِهِ ، ومُنشِئِهِم بِحُكمِهِ ، بِلَا اقتِداءٍ ولا تَعليمٍ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ فاطِرِ الخَلقِ ، وخالِقِ (5) الإِصباحِ ، ومُنشِرِ (6) المَوتى ، وباعِثِ مَن فِي القُبورِ . (7)
عنه عليه السلام _ لَمّا بَلَغَهُ عَن أهلِ الشّامِ ما يُؤذيهِ مِنَ الكَلامِ _ :الحَمدُ للّهِِ ، قَديما وحَديثا ما عادانِي الفاسِقونَ فَعاداهُمُ اللّهُ . (8)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الكائِنِ قَبلَ أن يَكونَ كُرسِيٌّ أو عَرشٌ أو سَماءٌ أو أرضٌ أو جانٌّ أو إنسٌ ، لا يُدرَكُ بِوَهمٍ ، ولا يُقَدَّرُ بِفَهمٍ ، ولا يَشغَلُهُ سائِلٌ ، ولا يَنقُصُهُ نائِلٌ ، ولا يُنظَرُ بِعَينٍ ، ولا يُحَدُّ بِأَينٍ ، ولا يوصَفُ بِالأَزواجِ ، ولا يُخلَقُ بِعِلاجٍ ، ولا يُدرَك
.
ص: 487
بِالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كُلَّما وَقَبَ لَيلٌ وغَسَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ غَيرَ مَفقودِ الإِنعامِ ، ولا مُكافَإِ الإِفضالِ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ اللّابِسِ الكِبرِياءِ بِلا تَجَسُّدٍ . . . نَحمَدُهُ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نَعمائِهِ كُلِّها ، ونَستَهديهِ لِمَراشِدِ اُمورِنا ، ونَعوذُ بِهِ مِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، ونَستَغفِرُهُ لِلذُّنوبِ الَّتي سَلَفَت مِنّا . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُتَجَلّي لِخَلقِهِ بِخَلقِهِ ، وَالظّاهِرِ لِقُلوبِهِم بِحُجَّتِهِ ، خَلَقَ الخَلقَ مِن غَيرِ رَوِيَّةٍ (4) ، إذ كانَتِ الرَّوِيّاتُ لا تَليقُ إلّا بِذَوِي الضَّمائِرِ ، ولَيسَ بِذي ضَميرٍ في نَفسِهِ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُتَوَحِّدِ بِالقِدَمِ وَالأَزَلِيَّةِ ، الَّذي لَيسَ لَهُ غايَةٌ في دَوامِهِ ولا لَهُ أوَّلِيَّةٌ ، أنشَأَ ضُروبَ البَرِيَّةِ لا مِن اُصولٍ كانَت بَدِيَّةً (6) ، وَارتَفَعَ عَن مُشارَكَةِ الأَندادِ ، وتَعالى عَنِ اتِّخاذِ صاحِبَةٍ وأولادٍ ، هُوَ الباقي مِن غَيرِ مُدَّةٍ ، وَالمُنشِئُ لا بِأَعوانٍ . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُختَصِّ بِالتَّوحيدِ ، المُتَقَدِّمِ بِالوَعيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ ، المُحتَجِب
.
ص: 488
بِالنّورِ دونَ خَلقِهِ ، ذِي الاُفُقِ الطّامِحِ (1) ، وَالعِزِّ الشّامِخِ ، وَالمُلكِ الباذِخِ (2) ، المَعبودِ بِالآلاءِ ، رَبِّ الأَرضِ وَالسَّماءِ . أحمَدُهُ عَلى حُسنِ البَلاءِ ، وفَضلِ العَطاءِ ، وسَوابِغِ النَّعماءِ ، وعَلى ما يَدفَعُ رَبُّنا مِنَ البَلاءِ ، حَمدا يَستَهِلُّ لَهُ العِبادُ ، ويَنمو بِهِ البِلادُ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المَعروفِ مِن غَيرِ رُؤيَةٍ ، وَالخالِقِ مِن غَيرِ مَنصَبَةٍ . (4) خَلَقَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، وَاستَعبَدَ الأَربابَ بِعِزَّتِهِ ، وسادَ العُظَماءَ بِجودِهِ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُلهِمِ عِبادَهُ حَمدَهُ ، وفاطِرِهِم عَلى مَعرِفَةِ رُبوبِيَّتِهِ ، الدّالِّ عَلى وُجودِهِ بِخَلقِهِ ، وبِحُدوثِ خَلقِهِ عَلى أزَلِهِ ، وبِاشتِباهِهِم عَلى أن لا شِبهَ لَهُ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ النّاشِرِ فِي الخَلقِ فَضلَهُ ، وَالباسِطِ فيهِم بِالجودِ يَدَهُ ، نَحمَدُهُ في جَميعِ اُمورِهِ ، ونَستَعينُهُ عَلى رِعايَةِ حُقوقِهِ . (7)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ ، نَحمَدُهُ تَسبيحا ونُمَجِّدُهُ تَمجيدا ، نُكَبِّرُ عَظَمَتَهُ لِعِزِّ جَلالِ وَجهِهِ ، ونُهَلِّلُهُ تَهليلاً مُوَحِّدا مُخلِصا ، ونَشكُرُهُ في مُصانَعَةِ (8) الحُسنى ، أهلِ الحَمدِ وَالثَّناء
.
ص: 489
الأَعلى . (1)
عنه عليه السلام _ بَعدَ التَّحكيمِ وما بَلَغَهُ مِن أمرِ الحَكَمَينِ _ :الحَمدُ للّهِِ وإن أتَى الدَّهرُ بِالخَطبِ الفادِحِ ، وَالحَدَثِ الجَليلِ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ الفَردِ المُتَفَرِّدِ الَّذي لا مِن شَيءٍ كانَ ، ولا مِن شَيءٍ خَلَقَ ما كانَ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواصِلِ الحَمدَ بِالنِّعَمِ ، وَالنِّعَمَ بِالشُّكرِ . نَحمَدُهُ عَلى آلائِهِ ، كَما نَحمَدُهُ عَلى بَلائِهِ ، ونَستَعينُهُ عَلى هذِهِ النُّفوسِ البِطاءِ عَمّا اُمِرَت بِهِ ، السِّراعِ إلى ما نُهِيَت عَنهُ . ونَستَغفِرُهُ مِمّا أحاطَ بِهِ عِلمُهُ ، وأحصاهُ كِتابُهُ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ ومُنتَهَى الكَرَمِ ، لا تُدرِكُهُ الصِّفاتُ ، ولا يُحَدُّ بِاللُّغاتِ ، ولا يُعرَفُ بِالغاياتِ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الوَلِيِّ الحَميدِ الحَكيمِ المَجيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ ، عَلّامِ الغُيوبِ ، وسَتّارِ العُيوبِ ، خالِقِ الخَلقِ ، ومُنزِلِ القَطرِ ، ومُدَبِّرِ الأَمرِ ، رَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ . (6)
.
ص: 490
عنه عليه السلام _ في ذَمِّ العاصينَ مِن أصحابِهِ _ :أحمَدُ اللّهَ عَلى ما قَضى مِن أمرٍ ، وقَدَّرَ مِن فِعلٍ ، وعَلَى ابتِلائي بِكُم . (1)
عنه عليه السلام _ بَعدَ انصِرافِهِ مِن صِفّينَ _ :أحمَدُهُ استِتماما لِنِعمَتِهِ ، وَاستِسلاما لِعِزَّتِهِ ، وَاستِعصاما مِن مَعصِيَتِهِ ، وَأستَعينُهُ فاقَةً إلى كِفايَتِهِ ، إنَّهُ لا يَضِلُّ مَن هَداهُ . (2)
عنه عليه السلام :أحمَدُهُ بِخالِصِ حَمدِهِ المَخزونِ ، بِما حَمِدَهُ بِهِ المَلائِكَةُ وَالنَّبِيّونَ ، حَمدا لا يُحصى لَهُ عَدَدٌ ، ولا يَتَقَدَّمُهُ أمَدٌ ، ولا يَأتي بِمِثلِهِ أحَدٌ . اُؤمِنُ بِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ وأستَهديهِ وأستَكفيهِ . (3)
عنه عليه السلام :أحمَدُهُ حَمدا أستَزيدُهُ في نِعمَتِهِ ، وأستَجيرُ بِهِ مِن نِقمَتِهِ ، وأتَقَرَّبُ إلَيهِ بِالتَّصديقِ لِنَبِيِّهِ المُصطَفى لِوَحيِهِ ، المُتَخَيَّرِ لِرِسالَتِهِ ، المُختَصِّ بِشَفاعَتِهِ ، القائِمِ بِحَقِّهِ ، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وعَلى أصحابِهِ ، وعَلَى النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ وَالمَلائِكَةِ أجمَعينَ ، وسَلَّمَ تَسليما . (4)
عنه عليه السلام :أحمَدُهُ شُكرا لِاءِنعامِهِ ، وأستَعينُهُ عَلى وَظائِفِ حُقوقِهِ ، عَزيزَ الجُندِ ، عَظيمَ المَجدِ . (5)
عنه عليه السلام :أحمَدُهُ مُقَصِّرا عَن كُنهِ شُكرِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ إذعانا لِرُبوبِيَّتِهِ ، وأستَعينُهُ طالِبا لِعِصمَتِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ مُفَوِّضا (6) إلَيهِ . (7)
.
ص: 491
عنه عليه السلام :أحمَدُهُ وأستَعينُهُ عَلى ما أنعَمَ بِهِ مِمّا لا يَعرِفُ كُنهَهُ غَيرُهُ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ تَوَكُّلَ المُستَسلِمِ لِقُدرَتِهِ ، المُتَبَرّي مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا إلَيهِ . (1)
عنه عليه السلام :حَمِدتُ مَن عَظُمَت مِنَّتُهُ ، وسَبَغَت نِعمَتُهُ ، وسَبَقَت رَحمَتُهُ ، وتَمَّت كَلِمَتُهُ ، ونَفَذَت مَشِيَّتُهُ ، وبَلَغَت حُجَّتُهُ ، وعَدَلَت قَضِيَّتُهُ . حَمِدتُ حَمدَ مُقِرٍّ بِرُبوبِيَّتِهِ ، مُتَخَضِّعٍ لِعُبودِيَّتِهِ ، مُتَنَصِّلٍ مِن خَطيئَتِهِ ، مُعتَرِفٍ بِتَوحِيدِهِ مُستَعِيذٍ مِن وعيدِهِ مُؤَمِّلٍ مِن رَبِّهِ مَغفِرَةً تُنجيهِ يَومَ يُشغَلُ عَن فَصيلَتِهِ (2) وبَنِيهِ . ونَستَعينُهُ ونَستَرشِدُهُ (3) ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، وشَهِدتُ لَهُ بِضَميرٍ مُخلِصٍ مُوقِنٍ ، وفَرَّدتُهُ تَفريدَ مُؤمِنٍ مُتقِنٍ ، ووَحَّدتُهُ تَوحيدَ عَبدٍ مُذعِنٍ ، لَيسَ لَهُ شَريكٌ في مُلكِهِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ في صُنعِهِ ، جَلَّ عَن مُشيرٍ ووَزيرٍ ، وتَنَزَّهَ عَن مِثلٍ ونَظيرٍ . عَلِمَ فَسَتَرَ ، وبَطَنَ فَخَبَرَ ، ومَلَكَ فَقَهَرَ ، وعُصِيَ فَغَفَرَ ، وعُبِدَ فَشَكَرَ ، وحَكَمَ فَعَدَلَ ، وتَكَرَّمَ وتَفَضَّلَ ، لَم يَزَل ولا يَزولُ ، ولَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، وهُوَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ وبَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، رَبٌّ مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ ، مُتَمَلِّكٌ (4) بِقُوَّتِهِ ، مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ ، مُتَكَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ ، لَيسَ يُدرِكُهُ بَصَرٌ ، ولَم يُحِط بِهِ نَظَرٌ ، قَوِيٌّ مَنيعٌ ، بَصيرٌ سَميعٌ ، عَلِيٌّ حَكيمٌ ، رَؤُوفٌ رَحيمٌ ، عَزيزٌ عَليمٌ . عَجَزَ في وَصفِهِ مَن يَصِفُهُ ، وضَلَّ في نَعتِهِ مَن يَعرِفُهُ ، قَرُبَ فَبَعُد ، وبَعُدَ فَقَرُبَ ، يُجيبُ دَعوَةَ مَن يَدعوهُ ، ويَرزُقُ عَبدَهُ ويَحبوهُ . ذو لُطفٍ خَفِيٍّ ، وبَطشٍ قَوِيٍّ ، ورَحمَةٍ موسَعَةٍ ، وعُقوبَةٍ موجِعَةٍ ، رَحمَتُهُ جَنَّة
.
ص: 492
عَريضَةٌ مونِقَةٌ ، وعُقوبَتُهُ جَحيمٌ مُؤصَدَةٌ موبِقَةٌ (1) . (2)
عنه عليه السلام :نَحمَدُهُ عَلى ما أخَذَ وأعطى ، وعَلى ما أبلى وابتَلى ، الباطِنُ لِكُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَالحاضِرُ لِكُلِّ سَريرَةٍ ، العالِمُ بِما تُكِنُّ الصُّدورُ ، وما تَخونُ العُيونُ . (3)
عنه عليه السلام :نَحمَدُهُ عَلى ما وَفَّقَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ ، وذادَ (4) عَنهُ مِنَ المَعصِيَةِ ، ونَسأَ لُهُ لِمِنَّتِهِ تَماما ، وبِحَبلِهِ اعتِصاما . (5)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ، عَلى حُسنِ صُنعِكَ إلَيَّ وتَعَطُّفِكَ عَلَيَّ ، وعَلى ما وَصَلتَني بِهِ مِن نورِكَ ، وتَدارَكتَني بِهِ مِن رَحمَتِكَ ، وأسبَغتَ عَلَيَّ مِن نِعمَتِكَ . (6)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ، عَلى ما خَصَصتَني بِهِ مِن مَواهِبِ الرَّغائِبِ ، وما وَصَلَ إلَيَّ مِن فَضلِكَ السّابِغِ ، وما أولَيتَني بِهِ مِن إحسانِكَ إلَيَّ ، وبَوَّأتَني بِهِ مِن مَظَنَّةِ العَدلِ ، وأنَلتَني مِن مَنِّكَ الواصِلِ إلَيَّ ، ومِنَ الدِّفاعِ عَنّي ، وَالتَّوفيقِ لي ، وَالإِجابَةِ لِدُعائي حينَ اُناجيكَ داعِيا . (7)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ حَمدي لَكَ مُتَواصِلٌ ، وثَنائي عَلَيكَ دائِمٌ مِنَ الدَّهرِ إلَى الدَّهرِ ، بِأَلوانِ التَّسبيحِ وفُنونِ التَّقديسِ خالِصا لِذِكرِكَ ، ومَرضِيّا لَكَ ، بِناصِعِ التَّوحيد
.
ص: 493
ومَحضِ التَّحميدِ . . .. اللّهُمَّ فَلَكَ الحَمدُ حَمدا مُتَواتِرا مُتَوالِيا مُتَّسِقا مُستَوثِقا ، يَدومُ ولا يَبيدُ ، غَيرَ مَفقودٍ فِي المَلَكُوتِ ، ولا مَطموسٍ فِي العالَمِ ، ولا مُنتَقِصٍ فِي العِرفانِ ، فَلَكَ الحَمدُ حَمدا لا تُحصى مَكارِمُهُ ، فِي الَّليلِ إذا أدبَرَ ، وفِي الصُّبحِ إذا أسفَرَ (1) ، وفِي البَرِّ وفِي البَحرِ ، بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ، وَالعَشِيِّ وَالإِبكارِ ، وَالظَّهيرَةِ وَالأَسحارِ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا كَما أنتَ أهلُهُ ، حَمدا تَضَعُ لَهُ السَّماءُ كَنَفَيها ، وتُسَبِّحُ لَكَ الأَرضُ ومَن عَلَيها. (3) اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا يَزيدُ ولا يَبيدُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا سَرمَدا (4) دائِما أبَدا ، لَا انقِطاعَ لَهُ ولا نَفادَ ، ولَكَ يَنبَغي وإلَيكَ يَنتَهي ، حَمدا يَصعَدُ أوَّلُهُ ولا يَنفَدُ آخِرُهُ . اللّهُمَّ ولَكَ الحَمدُ عَلَيَّ وَمَعِيَ وفِيَّ وقَبلي وبَعدي وأمامي وفَوقي وتَحتي ولَدَيَّ ، وإذا مِتُّ وقُبِرتُ وبَقيتُ فَردا وَحيدا ثُمَّ فَنيتُ ، ولَكَ الحَمدُ إذا نُشِرتُ وبُعِثتُ يا مَولايَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ولَكَ الشُّكرُ بِجَميعِ مَحامِدِك كُلِّها عَلى جَميعِ نَعمائِكَ كُلِّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما تُحِبُّ وتَرضى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ عِرقٍ ساكِنٍ [ ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ عِرقٍ مُتَحَرِّكٍ] (5) ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ نَومَةٍ ويَقظَةٍ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ أكلَةٍ وشَربَةٍ ، ونَفَسٍ وبَطشَةٍ ،
.
ص: 494
وقَبضَةٍ وبَسطَةٍ ، ولَحظَةٍ وطَرفَةٍ ، وعَلى كُلِّ مَوضِعِ شَعرَةٍ وعَلى كُلِّ حالٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ الشُّكرُ كُلُّهُ ، ولَكَ المَجدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ ، ولَكَ الجودُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ ، وأنتَ مُنتَهَى الشَّأنِ كُلِّهِ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا مَعَ خُلودِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا مُنتَهى لَهُ دونَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أمَدَ لَهُ دونَ مَشِيَّتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا أجرَ لِقائِلِهِ إلّا رِضاكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى حِلمِكَ بَعدَ عِلمِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ باعِثَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ وارِثَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ بَديعَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُبتَدِعَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُنتَهَى الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُبتَدِئَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مُشتَرِيَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ وَلِيَّ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ مالِكَ الحَمدِ ، ولَكَ الحَمدُ قَديمَ الحَمدِ (1) ، ولَكَ الحَمدُ صادِقَ الوَعدِ ، وَفِيَّ العَهدِ ، عَزيزَ الجُندِ ، قائِمَ المَجدِ (2) ، ولَكَ الحَمدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، مُجيبَ الدَّعَواتِ ، مُنزِلَ الآياتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، عَظيمَ البَرَكاتِ ، مُخرِجَ النّورِ مِنَ الظُّلُماتِ ، ومُخرِجَ مَن فِي الظُّلُماتِ إلَى النِّورِ ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ ، وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ غافِرَ الذَّنبِ ، وقابِلَ التَّوبِ ، شَديدَ العِقابِ ، ذَا الطَّولِ لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ المَصيرُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، ولَكَ الحَمد
.
ص: 495
فِي الآخِرَةِ وَالاُولى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ نَجمٍ فِي السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ قَطرَةٍ نَزَلَت مِنَ السَّماءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ قَطرَةٍ فِي البِحارِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما في جَوفِ الأَرَضينَ وأوزانِ مِياهِ البِحارِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى عَدَدِ ما عَلى وَجهِ الأَرضِ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحصى كِتابُكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ الوَرَقِ وَالشَّجَرِ وَالحَصى وَالنَّوى وَالثَّرى ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ الإِنسِ وَالجِنِّ وَالبَهائِمِ وَالسِّباعِ وَالهَوامِّ ، حَمدا كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضى ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ مِنَ الحَمدِ مُبارَكا فيهِ أبَدا . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما تَأخُذُ وتُعطي ، وعَلى ما تُعافي وتَبتَلي ؛ حَمدا يَكونُ أرضَى الحَمدِ لَكَ ، وأحَبَّ الحَمدِ إلَيكَ ، وأفضَلَ الحَمدِ عِندَكَ ؛ حَمدا يَملَأُ ما خَلَقتَ ، ويَبلُغُ ما أرَدتَ ؛ حَمدا لا يُحجَبُ عَنكَ ، ولا يُقصَرُ دُونَكَ ؛ حَمدا لا يَنقَطِعُ عَدَدُهُ ، ولا يَفنى مَدَدُهُ . فَلَسنا نَعلَمُ كُنهَ عَظَمَتِكَ ، إلّا أنّا نَعلَمُ أنَّكَ حَيٌّ قَيّومٌ ، لا تَأخُذُكَ سِنَةٌ ولا نَومٌ . لَم يَنتَهِ إلَيكَ نَظَرٌ ، ولم يُدرِككَ بَصَرٌ . أدرَكتَ الأَبصارَ ، وأحصَيتَ الأعمالَ (2) ، وأخَذتَ بِالنَّواصي وَالأَقدامِ . ومَا الَّذي نَرى مِن خَلقِكَ ، ونَعجَبُ لَهُ مِن قُدرَتِكَ ، ونَصِفُهُ مِن عَظيمِ سُلطانِكَ ! وما تَغَيَّبَ عَنّا مِنهُ ، وقَصُرَت أبصارُنا عَنهُ ، وَانتَهَت عُقولُنا دونَهُ ، وحالَت سُتور
.
ص: 496
الغُيوبِ بَينَنا وبَينَهُ أعظَمُ . فَمَن فَرَّغَ قَلبَهُ وأعمَلَ فِكرَهُ ؛ لِيَعلَمَ كَيفَ أقَمتَ عَرشَكَ ، وكَيفَ ذَرَأتَ خَلقَكَ ، وكَيفَ عَلَّقتَ فِي الهَواءِ سَماواتِكَ ، وكَيفَ مَدَدتَ عَلى مَورِ (1) الماءِ أرضَكَ ، رَجَعَ طَرفُهُ حَسيرا (2) ، وعَقلُه مَبهورا ، وسَمعُهُ والِها ، وفِكرُهُ حائِرا . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ ، وبِيَدِكَ الخَيرُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ ، وأنتَ مُنتَهَى الشَّأنِ كُلِّهُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى عَفوِكَ بَعدَ قُدرَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى غُفرانِكَ بَعدَ غَضَبِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، مُجيبَ الدَّعَواتِ ، مُنزِلَ البَرَكاتِ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، مُعطِيَ السُّؤلاتِ (4) ، ومُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِالحَسناتِ ، وجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ ، وَالمُخرِجَ إلَى النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ ، غافِرَ الذَّنبِ ، وقابِلَ التَّوبِ ، شَديدَ العِقابِ ، ذَا الطَّولِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ وإلَيكَ المَصيرُ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، ولَكَ الحَمدُ فِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، ولَكَ الحَمدُ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي اللَّيلِ إذا عَسعَسَ ، ولَكَ الحَمدُ فِي الصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ ، ولَكَ الحَمدُ عِندَ طُلوعِ الشَّمسِ وغُروبِها ، ولَكَ الحَمدُ عَلى نِعَمِكَ الَّتي لا تُحصى عَدَدا ، ولا تَنقَضي مَدَدا سَرمَدا .
.
ص: 497
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فيما مَضى ، ولَكَ الحَمدُ فيما بَقِيَ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مِثلَ ما حَمِدتَ بِهِ نَفسَكَ ، وحَمِدَكَ بِهِ الحامِدونَ ، ومَجَّدَكَ بِهِ المُمَجِّدونَ ، وكَبَّرَكَ بِهِ المُكَبِّرونَ ، وعَظَّمَكَ بِهِ المُعَظِّمونَ ، حَتّى يَكونَ لَكَ مِنّي وَحدي في كُلِّ طَرفَةِ عَينٍ وأقَلَّ مِن ذلِكَ مِثلُ حَمدِ جَميعِ الحامِدينَ ، وتَوحيدِ أصنافِ المُوَحِّدينَ المُخلِصينَ ، وتَقديسِ أحِبّائِكَ العارِفينَ ، وثَناءِ جَميعِ المُهَلِّلينَ ، ومِثلُ ما أنتَ عارِفٌ بِهِ ومَحمودٌ بِهِ مِن جَميعِ خَلقِكَ مِنَ الحَيَوانِ وَالجَمادِ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ . . . وتَقاصَرَ وُسعُ قَدرِ العُقولِ عَنِ الثَّناءِ عَلَيكَ ، وَانقَطَعَتِ الأَلفاظُ عَن مِقدارِ مَحاسِنِكَ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن إحصاءِ نِعَمِكَ ، فَإِذا وَلَجَت بِطُرُقِ البَحثِ عَن نَعتِكَ بَهَرَتها (3) حَيرَةُ العَجزِ عَن إدراكِ وَصفِكَ ، فَهِيَ تَرَدَّدُ فِي التَّقصيرِ عَن مُجاوَزَةِ ما حَدَّدتَ لَها ؛ إذ لَيسَ لَها أن تَتَجاوَزَ ما أمَرتَها ، فَهِيَ بِالاِقتِدارِ عَلى ما مَكَّنتَها تَحمَدُكَ بِما أنهَيتَ إلَيها ، وَالأَلسُنُ مُنبَسِطَةٌ بِما تُملي عَلَيها ، ولَكَ عَلى كُلِّ مَنِ استَعبَدتَ مِن خَلقِكَ ألّا يَمَلُّوا مِن حَمدِكَ وإن قَصُرَتِ المَحامِدُ عَن شُكرِكَ عَلى ما أسدَيتَ (4) إلَيها مِن نِعَمِكَ ، فَحَمِدَكَ بِمَبلَغِ طاقَةِ جُهدِهِمُ الحامِدونَ ، وَاعتَصَمَ بِرَجاءِ عَفوِكَ المُقَصِّرُونَ ، وأوجَسَ (5) بِالرُّبوبِيَّةِ لَكَ الخائِفونَ ، وقَصَدَ بِالرَّغبَةِ إلَيكَ الطّالِبونَ ، وَانتَسَبَ إلى فَضلِكَ المُحسِنونَ ، وكُلٌّ يَتَفَيَّأُ في ظِلالِ تَأميلِ عَفوِكَ ، ويَتَضاءَلُ بِالذُّلِّ لِخَوفِكَ ، ويَعتَرِفُ بِالتَّقصيرِ فِي شُكرِكِ.
.
ص: 498
فَلَم يَمنَعكَ صُدوفُ مَن صَدَفَ (1) عَن طاعَتِكَ ، ولا عُكوفُ مَن عَكَفَ عَلى مَعصِيَتِكَ ، أن أسبَغتَ عَلَيهِمُ النِّعَمَ ، وأجزَلتَ لَهُمُ القِسَمَ ، وصَرَفتَ عَنهُمُ النِّقَمَ ، وخَوَّفتَهُم عَواقِبَ النَّدَمِ ، وضاعَفتَ لِمَن أحسَنَ ، وأوجَبتَ عَلَى المُحسِنينَ شُكرَ تَوفيقِكَ لِلإِحسانِ ، وعَلَى المُسيءِ شُكرَ تَعَطُّفِكَ بِالاِمتِنانِ ، ووَعَدتَ مُحسِنَهُم بِالزِّيادَةِ فِي الإِحسانِ مِنكَ . فَسُبحانَكَ تُثيبُ عَلى ما بَدؤُهُ مِنكَ ، وَانتِسابُهُ إلَيكَ ، وَالقُوَّةُ عَلَيهِ بِكَ ، وَالإِحسانُ فِيهِ مِنكَ ، وَالتَّوَكُّلُ فِي التَّوفيقِ لَهُ عَلَيكَ . فَلَكَ الحَمدُ حَمدَ مَن عَلِمَ أنَّ الحَمدَ لَكَ ، وأَنَّ بَدأَهُ مِنكَ ومَعادَهُ إلَيكَ ، حَمدا لا يَقصُرُ عَن بُلوغِ الرِّضا مِنكَ ، حَمدَ مَن قَصَدَكَ بِحَمدِهِ ، وَاستَحَقَّ المَزيدَ لَهُ مِنكَ في نِعَمِهِ ، ولَكَ مُؤَيِّداتٌ مِن عَونِكَ ، ورَحمَةٌ تَخُصُّ بِها مَن أحبَبتَ مِن خَلقِكَ . (2)
راجع : الدروع الواقية : ص 171 _ 258 أدعية الأيّام من اليوم الأوّل إلى اليوم الثلاثين للإمام عليّ عليه السلام .
5 / 3المَحامِدُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامفاطمة عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ بَلَغتُ ما بَلَغتُ مِنَ العِلمِ بِهِ وَالعَمَلِ لَهُ وَالرَّغبَةِ إلَيهِ وَالطّاعَةِ لِأَمرِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني جاحِدا لِشَيءٍ مِن كِتابِهِ ، ولا مُتَحَيِّرا في شَيءٍ مِن أمرِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي هَداني إلى دينِهِ ولَم يَجعَلني أعبُدُ شَيئا غَيرَهُ . (3)
عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُحصي نَعماءَه
.
ص: 499
العادّونَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجتَهِدونَ . . . . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُدرِكُ العالِمونَ عِلمَهُ ، ولا يَستَخِفُّ الجاهِلونَ حِلمَهُ ، ولا يَبلُغُ المادِحونَ مِدحَتَهُ ، ولا يَصِفُ الواصِفونَ صِفَتَهُ ، ولا يُحسِنُ الخَلقُ نَعتَهُ . وَالحَمدُ للّهِِ ذِي المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، وَالعَظَمَةِ وَالجَبَروتِ ، وَالعِزِّ وَالكِبرِياءِ ، وَالجَلالِ وَالبَهاءِ ، وَالمَهابَةِ وَالجَمالِ ، وَالعِزَّةِ وَالقُدرَةِ ، وَالحَولِ وَالقُوَّةِ ، وَالمِنَّةِ وَالغَلَبَةِ ، وَالفَضلِ وَالطَّولِ ، وَالعَدلِ وَالحَقِّ ، وَالعُلى وَالرِّفعَةِ وَالمَجدِ ، وَالفَضيلَةِ وَالحِكمَةِ ، وَالغَناءِ وَالسَّعَةِ ، وَالبَسطِ وَالقَبضِ ، وَالحِلمِ وَالعِلمِ ، وَالحُجَّةِ البالِغَةِ وَالنِّعمَةِ السّابِغَةِ ، وَالثَّناءِ الحَسَنِ الجَميلِ وَالآلاءِ الكَريمَةِ ، مَلِكِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَالجَنَّةِ وَالنّارِ وما فيهِنَّ تَبارَكَ وتَعالى . الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلِمَ أسرارَ الغُيوبِ ، وَاطَّلَعَ على ما تُجِنُّ (1) القُلوبُ ، فَلَيسَ عَنهُ مَذهَبٌ ولا مَهرَبٌ . الحَمدُ للّهِِ المُتَكَبِّرِ في سُلطانِهِ ، العَزيزِ في مَكانِهِ ، المُتَجَبِّرِ في مُلكِهِ ، القَوِيِّ في بَطشِهِ ، الرَّفيعِ فَوقَ عَرشِهِ ، المُطَّلِعِ عَلى خَلقِهِ ، وَالبالِغِ لِما أرادَ مِن عِلمِهِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِكَلِماتِهِ قامَتِ السَّماواتُ الشِّدادُ ، وثَبَتَتِ الأَرَضونَ المِهادُ ، وَانتَصَبَتِ الجِبالُ الرَّواسِي الأَوتادُ ، وجَرَتِ الرِّياحُ اللَّواقِحُ ، وسارَ في جَوِّ السَّماءِ السَّحابُ ، ووَقَفَت عَلى حُدودِهَا البِحارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن مَخافَتِهِ ، وَانقَمَعَتِ الأَربابُ لِرُبوبِيَّتِهِ . تَبارَكتَ يا مُحصِيَ قَطرِ المَطَرِ ووَرَقِ الشَّجَرِ ، ومُحيِيَ أجسادِ المَوتى لِلحَشرِ . (2)
عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُخَيِّبُ من دَعاهُ ، الحَمد
.
ص: 500
للّهِِ الَّذي مَن تَوَكَّلَ عَلَيهِ كَفاهُ ، الحَمدُ للّهِِ سامِكِ (1) السَّماءِ ، وساطِحِ الأَرضِ ، وحاصِرِ البِحارِ ، وناضِدِ الجِبالِ ، وبارِئِ الحَيَوانِ ، وخالِقِ الشَّجَرِ ، وفاتِحِ يَنابيعِ الأَرضِ ، ومُدَبِّرِ الاُمورِ ، ومُسَيِّرِ السَّحابِ ، ومُجرِي الرِّيحِ وَالماءِ وَالنّارِ مِن أغوارِ (2) الأَرضِ مُتَصاعِداتٍ فِي الهَواءِ ، ومُهبِطِ الحَرِّ وَالبَردِ ، الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ ، وبِشُكرِهِ نَستَوجِبُ الزِّياداتِ ، وبِأَمرِهِ قامَتِ السَّماواتُ ، وبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرّاسِياتُ (3) ، وسَبَّحَتِ الوُحوشُ فِي الفَلَواتِ (4) ، وَالطَّيرُ فِي الوُكُناتِ . (5) الحَمدُ للّهِِ رَفيعِ الدَّرَجاتِ ، مُنزِلِ الآياتِ ، واسِعِ البَرَكاتِ ، ساتِرِ العَوراتِ ، قابِلِ الحَسَناتِ ، مُقيلِ العَثَراتِ ، مُنَفِّسِ الكُرُباتِ ، مُنزِلِ البَرَكاتِ ، مُجيبِ الدَّعَواتِ ، مُحيِي الأَمواتِ ، إلهِ مَن فِي الأَرضِ وَالسَّماواتِ . الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ حَمدٍ وذِكرٍ وشُكرٍ وصَبرٍ ، وصَلاةٍ وزَكاةٍ وقِيامٍ وعِبادَةٍ ، وسَعادَةٍ وبَرَكَةٍ وزِيادَةٍ ، ورَحمَةٍ ونِعمَةٍ وكَرامَةٍ وفَريضَةٍ ، وسَرّاءٍ وضَرّاءٍ وشِدَّةٍ ورَخاءٍ ، ومُصيبَةٍ وبَلاءٍ ، وعُسرٍ ويُسرٍ وغَناءٍ وفَقرٍ ، وعَلى كُلِّ حالٍ وفي كُلِّ أوانٍ وزَمانٍ ، وكُلِّ مَثوىً ومُنقَلَبٍ ومُقامٍ . (6)
عنها عليهاالسلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني كافِرا لِأَنعُمِهِ ولا جاحِدا لِفَضلِهِ ، فَالخَيرُ مِنهُ وهُوَ أهلُهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى حُجَّتِهِ البالِغَةِ عَلى جَميعِ مَن خَلَقَ مِمَّن أطاعَهُ ومِمَّن عَصاهُ ، فَإِن رَحِمَ فَمِن مَنِّهِ ، وإن عاقَبَ فَبِما قَدَّمَت أيديهِم ، ومَا اللّهُ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ .
.
ص: 501
وَالحَمدُ للّهِِ العَلِيِّ المَكانِ ، الرَّفيعِ البُنيانِ ، الشَّديدِ الأَركانِ ، العَزيزِ السُّلطانِ ، العَظيمِ الشَّأنِ ، الواضِحِ البُرهانِ ، الرَّحيمِ الرَّحمنِ ، المُنعِمِ المَنّانِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذِي احتَجَبَ عَن كُلِّ مَخلوقٍ يَراهُ بِحَقيقَةِ الرُّبوبِيَّةِ وقُدرَةِ الوَحدانِيَّةِ ، فَلَم تُدرِكهُ الأبصارُ ، ولَم تُحِط بِهِ الأَخبارُ ، ولَم يَقِسهُ مِقدارٌ ، ولَم يَتَوَهَّمهُ اعتِبارٌ؛ لِأَنَّهُ المَلِكُ الجَبّارُ . . . . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ مِل ءَ السَّماواتِ السَّبعِ ومِل ءَ طِباقِهِنَّ ، ومِل ءَ الأَرَضينَ (1) السَّبعِ ، ومِل ءَ ما بَينَهُما ، ومِل ءَ عَرشِ رَبِّنَا الكَريمِ ، وميزانَ رَبِّنَا الغَفّارِ ، ومِدادَ كَلِماتِ رَبِّنَا القَهّارِ ، ومِل ءَ الجَنَّةِ ومِل ءَ النّارِ ، وعَدَدَ الثَّرى وَالماءِ ، وعَدَدَ ما يُرى وما لا يُرى . (2)
5 / 4المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ المُجتَبى عليه السلامالإمام الحسن عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ حامِدٌ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ كُلَّما شَهِدَ لَهُ شاهِدٌ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَن تَكَلَّمَ سَمِعَ كَلامَهُ ، ومَن سَكَتَ عَلِمَ ما في نَفسِهِ ، ومَن عاشَ فَعَلَيهِ رِزقُهُ ، ومَن ماتَ فَإِلَيهِ مَعادُهُ . (4)
عنه عليه السلام _ مِن كَلامٍ لَهُ في مَجلِسِ مُعاوِيَةَ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدى أوَّلَكُم بِأَوَّلِنا ،
.
ص: 502
وآخِرَكُم بِآخِرِنا ، وصَلَّى اللّهُ عَلى جَدّي مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ وسَلَّمَ . (1)
عنه عليه السلام _ أيضا _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدى بِنا أوَّلَكُم ، وحَقَنَ (2) بِنا دِماءَكُم . (3)
عنه عليه السلام _ من خُطبَةٍ لَهُ بَعدَ الصُّلحِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَوَحَّدَ في مُلكِهِ ، وتَفَرَّدَ في رُبوبِيَّتِهِ ، يُؤتِي المُلكَ مَن يَشاءُ ويَنزِعُهُ عَمَّن يَشاءُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أكرَمَ بِنا مُؤمِنَكُم ، وأخرَجَ مِنَ الشِّركِ أوَّلَكُم ، وحَقَنَ دِماءَ آخِرِكُم . (4)
عنه عليه السلام _ مِن خُطبَةٍ لَهُ عِندَ مَلِكِ الرُّومِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَجعَلني يَهودِيّا ولا نَصرانِيّا ولا مَجوسِيّا ، ولا عابِدا لِلشَّمسِ وَالقَمَرِ ، ولَا الصَّنَمِ وَالبَقَرِ ، وجَعَلَني حَنيفا (5) مُسلِما ولَم يَجعَلني مِنَ المُشرِكينَ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (6)
عنه عليه السلام _ في خُطبَتِهِ بَعدَ وَفاةِ أبيهِ عليه السلام _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ في أوَّلِيَّتِهِ وَحدانِيّا ، وفي أزَلِيَّتِهِ مُتَعَظِّما بِالإِلهِيَّةِ ، مُتَكَبِّرا بِكِبرِيائِهِ وجَبَروتِهِ ، خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ عَلى غَيرِ مِثالٍ كانَ سَبَقَ مِمّا خَلَقَ ، رَبُّنَا اللَّطيفُ بِلُطفِ رُبوبِيَّتِهِ ، وبِعِلمِ خَبَرِهِ (7) فَتَقَ ، وبِإِحكامِ قُدرَتِهِ خَلَقَ جَميعَ ما خَلَقَ ، ولا زَوالَ لِمُلكِهِ ولَا انقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، فَوقَ كُلِّ شَيءٍ عَلا، ومِن كُلِّ شَيءٍ دَنا ، فَتَجَلّى لِخَلقِهِ مِن غَيرِ أن يَكونَ يُرى ،
.
ص: 503
وهُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى . اِحتَجَبَ بِنورِهِ ، وسَما في عُلُوِّهِ ، وَاستَتَرَ عَن خَلقِهِ ، وبَعَثَ إلَيهِم شَهيدا عَلَيهِم ، وأبعَثَ (ابتَعَثَ) فيهِمُ النَّبِيّينَ مُبَشِّرينَ ومُنذِرينَ ، لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ ويَحيا مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ، ولِيَعقِلَ العِبادُ عَن رَبِّهِم ما جَهِلوهُ فَيَعرِفوهُ بِرُبوبِيَّتِهِ بَعدَما أنكَروهُ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أحسَنَ الخِلافَةَ عَلَينا أهلَ البَيتِ ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في خَيرِ الآباءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُ عَزاءَنا في أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام . (1)
التوحيد عن محمّد بن أحمد بن يحيى عن بعض أصحابنا رفعه ، قال :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ صِف لي رَبَّكَ حَتّى كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ ! فَأَطرَقَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام مَلِيّا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَكُن لَهُ أوَّلٌ مَعلومٌ ، ولا آخِرٌ مُتَناهٍ ، ولا قَبلٌ مُدرَكٌ ، ولا بَعدٌ مَحدودٌ ، ولا أمَدٌ بِحَتّى ، ولا شَخصٌ فَيَتَجَزَّأَ ، ولَا اختِلافُ صِفَةٍ فَيَتَناهى ، فَلا تُدرِكُ العُقولُ وأوهامُها ولَا الفِكَرُ وخَطَراتُها ولَا الأَلبابُ وأذهانُها صِفَتَهُ فَتَقولَ : مَتى ، ولا بُدِئَ مِمّا ، ولا ظاهِرٌ عَلى ما ، ولا باطِنٌ فيما ، ولا تارِكٌ فَهَلّا (2) ، خَلَقَ الخَلقَ فَكانَ بَديئا بَديعا ، اِبتَدَأَ مَا ابتَدَعَ وَابتَدَعَ مَا ابتَدَأَ ، وفَعَلَ ما أرادَ وأرادَ مَا استَزادَ ، ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . (3)
الإمام الحسن عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العَزيزِ الجَبّارِ ، الواحِدِ القَهّارِ ، الكَبيرِ المُتَعالِ «سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَن جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْف بِالَّيْلِ وَ سَارِب بِالنَّهَارِ» (4) ، أحمَدُهُ عَلى حُسن
.
ص: 504
البَلاءِ ، وتَظاهُرِ النَّعماءِ ، وعَلى ما أحبَبنا وكَرِهنا مِن شِدَّةٍ ورَخاءٍ . وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اِمتَنَّ عَلَينا بِنُبُوَّتِهِ ، وَاختَصَّهُ بِرِسالَتِهِ ، وأنزَلَ عَلَيهِ وَحيَهُ ، وَاصطَفاهُ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، وأرسَلَهُ إلَى الإِنسِ وَالجِنِّ ، حينَ عُبِدَتِ الأَوثانُ واُطيعَ الشَّيطانُ وجُحِدَ الرَّحمنُ ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وجَزاهُ أفضَلَ ما جَزَى المُرسَلينَ . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الغالِبِ عَلى أمرِهِ ، لَو أجمَعَ الخَلقُ جَميعا عَلى ألّا يَكونَ ما هُوَ كائِنٌ مَا استَطاعوا . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المُستَحمِدِ بِالآلاءِ وتَتابُعِ النَّعماءِ ، وصارِفِ الشَّدائِدِ وَالبَلاءِ عِندَ الفُهَماءِ وغَيرِ الفُهَماءِ ، المُذعِنينَ مِن عِبادِهِ لِامتِناعِهِ بِجَلالِهِ وكِبرِيائِهِ وعُلُوِّهِ عَن لُحوقِ الأَوهامِ بِبَقائِهِ ، المُرتَفِعِ عَن كُنهِ (3) ظِنانَةِ (4) المَخلوقينَ مِن أن تُحيطَ بِمَكنونِ غَيبِهِ رَوِيّاتُ (5) عُقولِ الرّائينَ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواحِدِ بِغَيرِ تَشبيهٍ ، الدّائِمِ بِغَيرِ تَكوينٍ ، القائِمِ بِغَيرِ كُلفَةٍ (7) ، الخالِقِ بِغَيرِ مَنصَبَةٍ ، المَوصوفِ بِغَيرِ غايَةٍ ، المَعروفِ بِغَيرِ مَحدودِيَّةٍ ، العَزيزِ لَم يَزَل
.
ص: 505
قَديما فِي القِدَمِ ، رُدِعَتِ القُلوبُ لِهَيبَتِهِ ، وذَهَلَتِ (1) العُقولُ لِعِزَّتِهِ ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِقُدرَتِهِ ، فَلَيسَ يَخطُرُ عَلى قَلبِ بَشَرٍ مَبلَغُ جَبَروتِهِ ، ولا يَبلُغُ النّاسُ كُنهَ جَلالِهِ ، ولا يُفصِحُ الواصِفونَ مِنهُم لِكُنهِ عَظَمَتِهِ . . . ولا تَبلُغُهُ العُلَماءُ بِأَلبابِها ، ولا أهلُ التَّفَكُّرِ بِتَدبيرِ اُمورِها ، أعلَمُ خَلقِهِ بِهِ الَّذي بِالحَدِّ لا يَصِفُهُ ، يُدرِكُ الأَبصارَ ولا تُدرِكُهُ الأَبصارُ ، وهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ لا إلهَ غَيرُهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، واُثني عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ . . . إنَّ مِمّا عَظَّمَ اللّهُ عَلَيكُم مِن حَقِّهِ ، وأسبَغَ عَلَيكُم مِن نِعَمِهِ ما لا يُحصى ذِكرُهُ ، ولا يُؤَدّى شُكرُهُ ، ولا يَبلُغُهُ صِفَةٌ ولا قَولٌ . (3)
5 / 5المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلامالإرشاد عن حميد بن مسلم :جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساءِ . قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ زَينُ العابِدينَ عليه السلام : فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ ما يَقولُ لَهُم وأنَا إذ ذاكَ مَريضٌ ، فَسَمِعتُ أبي يَقولُ لِأَصحابِهِ : اُثني عَلَى اللّهِ أحسَنَ الثَّناءِ ، وأحمَدُهُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، اللّهُمّ إنّي أحمَدُكَ عَلى أن أكرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ ، وعَلَّمتَنَا القُرآنَ ، وفَقَّهتَنا فِي الدّينِ ، وجَعَلتَ لَنا أسماعا
.
ص: 506
وأبصارا وأفئِدَةً ، فَاجعَلنا مِنَ الشّاكِرينَ . (1)
الإمام الحسين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ ، ولا لِعَطائِهِ مانِعٌ ، ولا كَصُنعِهِ صُنعُ صانِعٍ ، وهُوَ الجَوادُ الواسِعُ ، فَطَرَ أجناسَ البَدائِعِ ، وأتقَنَ بِحِكمَتِهِ الصَّنائِعَ ، لا يَخفى عَلَيهِ الطَّلائِعُ ، ولا تَضيعُ عِندَهُ الوَدائِعُ . . . . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني سَميعا بَصيرا ، ولَكَ الحَمدُ كَما خَلَقتَني فَجَعَلتَني حَيّا سَوِيّا رَحمَةً بي وكُنتَ عَن خَلقي غَنِيّا . . . تَبارَكتَ رَبّي وتَعالَيتَ ، فَلَكَ الحَمدُ دائِما ، ولَكَ الشُّكرُ واصِبا . . . (2) . اللّهُمَّ هذا ثَنائي عَلَيكَ مُمَجِّدا ، وإخلاصي لَكَ مُوَحِّدا ، وإقراري بِآلائِكَ مُعَدِّدا ، وإن كُنتُ مُقِرّا أنّي لا اُحصيها لِكَثرَتِها وسُبوغِها ، وتَظاهُرِها وتَقادُمِها ، إلى حادِثٍ ما لَم تَزَل تَتَغَمَّدُني بِهِ مَعَها مُذ خَلَقتَني وبَرَأتَني مِن أوَّلِ العُمُرِ؛ مِنَ الإِغناءِ بَعدَ الفَقرِ ، وكَشفِ الضُّرِّ ، وتَسبيبِ اليُسرِ ، ودَفعِ العُسرِ ، وتَفريجِ الكَربِ ، وَالعافِيَةِ فِي البَدَنِ ، وَالسَّلامَةِ فِي الدّينِ . ولَو رَفَدَني (3) عَلى قَدرِ ذكِرِ نِعَمِكَ عَلَيَّ جَميعُ العالَمينَ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، لَما قَدَرتُ ولا هُم عَلى ذلِكَ ، تَقَدَّستَ وتَعالَيتَ مِن رَبٍّ عَظيمٍ كَريمٍ رَحيمٍ ، لا تُحصى آلاؤُكَ ، ولا يُبلَغُ ثَناؤُكَ ، ولا تُكافى نَعماؤُكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأتمِم عَلَينا نِعمَتَكَ ، وأسعِدنا بِطاعَتِكَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ . . . تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ وَالأَرضُ ومَن فيهِنَّ ، وإن مِن شيَءٍ إلّا يُسَبِّحُ بِحَمدِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ وَالمَجدُ وعُلُوُّ الجَدِّ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (4)
.
ص: 507
5 / 6المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :أُثني عَلَيكَ يا سَيِّدي ، وما عَسى أن يَبلُغَ في مِدحَتِكَ ثَنائي مَعَ قِلَّةِ عَمَلي وقِصَرِ رَأيي ، وأنتَ يا رَبِّ ، الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ . . . يا حِرزَ (1) العارِفينَ وأمانَ الخائِفينَ . (2)
عنه عليه السلام :إلهي أحمَدُكَ _ وأنتَ لِلحَمدِ أهلٌ _ عَلى حُسنِ صَنيعِكَ إلَيَّ ، وسُبوغِ نَعمائِكَ عَلَيَّ ، وجَزيلِ عَطائِكَ عِندي ، وعَلى ما فَضَّلتَني بِهِ مِن رَحمَتِكَ ، وأسبَغتَ عَلَيَّ مِن نِعمَتِكَ ، فَقَدِ اصطنَعتَ عِندي ما يَعجِزُ عَنهُ شُكري . . . . فَأَنتَ عِندي مَحمودٌ ، وصَنيعُكَ لَدَيَّ مَبرورٌ (3) ، تَحمَدُكَ نَفسي ولِساني وعَقلي حَمدا يَبلُغُ الوَفاءَ وحَقيقَةَ الشُّكرِ ، حَمدا يَكونُ مَبلَغَ رِضاكَ عَنّي ، فَنَجِّني مِن سُخطِكَ . (4)
عنه عليه السلام :إلهي قَصُرَتِ الأَلسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ . (5)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاجعَل ثَنائي عَلَيكَ ومَدحي إيّاكَ وحَمدي لَكَ في كُلِّ حالاتي ، حَتّى لا أفرَحَ بِما آتَيتَني مِنَ الدُّنيا ، ولا أحزَنَ عَلى ما مَنَعتَني فيها . (6)
.
ص: 508
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ... فَلَكَ الحَمدُ عَلى ما وَقَيتَنا مِنَ البَلاءِ ، ولَكَ الشُّكرُ عَلى ما خَوَّلتَنا مِنَ النَّعماءِ حَمدا يُخَلِّفُ حَمدَ الحامِدينَ وَراءَهُ ، حَمدا يَملَأُ أرضَهُ وسَماءَهُ ، إنَّكَ المَنّانُ بِجَسيمِ المِنَنِ ، الوَهّابُ لِعَظيمِ النِّعَمِ ، القابِلُ يَسيرَ الحَمدِ ، الشّاكِرُ قَليلَ الشُّكرِ ، المُحسِنُ المُجمِلُ ذُوالطَّولِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ المَصيرُ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اجعَل ما يُلقِي الشَّيطانُ في رُوعي (2) مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالحَسَدِ ذِكرا لِعَظَمَتِكَ ، وتَفَكُّرا في قُدرَتِكَ ، وتَدبيرا عَلى عَدُوِّكَ ، وما أجرى عَلى لِساني مِن لَفظَةِ فُحشٍ أو هُجرٍ (3) ، أو شَتمِ عِرضٍ أو شَهادَةِ باطِلٍ ، أوِ اغتِيابِ مُؤمِنٍ غائِبٍ أو سَبِّ حاضِرٍ وما أشبَهَ ذلِكَ ، نُطقا بِالحَمدِ لَكَ وإغراقا فِي الثَّناءِ عَلَيكَ ، وذَهابا في تَمجيدِكَ وشُكرا لِنِعمَتِكَ ، وَاعتِرافا بِإِحسانِكَ وإحصاءً لِمِنَنِكَ . (4)
عنه عليه السلام _ فِي الدُّعاءِ _ :أنطِق بِحَمدِكَ وشُكرِكَ وذِكرِكَ وحُسنِ الثَّناءِ عَلَيكَ لِساني . (5)
عنه عليه السلام _ أيضا _ :تَشكُرُ مَن شَكَرَكَ وأنت ألهَمتَهُ شُكرَكَ! وتُكافِئُ مَن حَمِدَكَ وأنتَ عَلَّمتَهُ حَمدَكَ! . . . فَلَكَ الحَمدُ ما وُجِدَ في حَمدِكَ مَذهَبٌ ، وما بَقِيَ لِلحَمدِ لَفظٌ تُحمَدُ بِهِ ومَعنىً يَنصَرِفُ إلَيهِ . يا مَن تَحَمَّدَ إلى عِبادِهِ بِالإِحسانِ وَالفَضلِ ، وغَمَرَهُم بِالمَنِّ وَالطَّولِ (6) . (7)
.
ص: 509
عنه عليه السلام :حُجَّتُكَ أجَلُّ مِن أن توصَفَ بِكُلِّها ، ومَجدُكَ أرفَعُ مِن أن يُحَدَّ بِكُنهِهِ ، ونِعمَتُكَ أكثَرُ مِن أن تُحصى بِأَسرِها ، وإحسانُكَ أكثَرُ مِن أن تُشكَرَ عَلى أقَلِّهِ . وقَد قَصَّرَ بِيَ السُّكوتُ عَن تَحميدِكَ ، وفَهَّهَنِي (1) الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ ، وقُصارايَ الإِقرارُ بِالحُسورِ (2) لا رَغبَةً _ يا إلهي _ بَل عَجزا ، فَها أنَا ذا أؤُمُّكَ بِالوِفادَةِ (3) ، وأسأَ لُكَ حُسنَ الرِّفادَةِ (4) . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ لَكَ عَلى بَلائِكَ ، وَالشُّكرُ لَكَ عَلى نَعمائِكَ ، وذلِكَ ما تَكِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ ، وتَعجِزُ الأَبدانُ عَن أداءِ شُكرِهِ . (6)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي أدعوهُ فَيُجيبُني وإن كُنتُ بَطيئا حينَ يَدعُوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أسأَ لُهُ فَيُعطيني وإن كُنتُ بَخيلاً حينَ يَستَقرِضُني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي اُناديهِ كُلَّما شِئتُ لِحاجَتي ، وأخلو بِهِ حَيثُ شِئتُ لِسِرّي بِغَيرِ شَفيعٍ فَيَقضي لي حاجَتي . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أدعو (7) غَيرَهُ ، ولَو دَعَوتُ غَيرَهُ لَم يَستَجِب لي دُعائي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا أرجو (8) غَيرَهُ ، ولَو رَجَوتُ غَيرَهُ لَأَخلَفَ رَجائي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي وَكَلَنى ¨
.
ص: 510
إلَيهِ فَأَكرَمنَي وَلَم يَكِلني إلَى النّاسِ فَيُهينوني ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وهُوَ غَنيٌّ عَنّي ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَحلُمُ عَنّي حَتّى كَأَنّي لا ذَنبَ لي ، فَرَبّي أحمَدُ شَيءٍ عِندي وأحَقُّ بِحَمدي . (1)
عنه عليه السلام _ في دُعائِهِ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِحَمدِهِ ، وجَعَلَنا مِن أَهلِهِ ، لِنَكونَ لِاءِحسانِهِ مِنَ الشّاكِرينَ ، وَلِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَبانا (2) بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ ، وسَبَّلَنا (3) في سُبُلِ إحسانِهِ لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ، حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى بِهِ عَنّا . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ، شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وَشَهرَ التَّمحيصِ (4) ، وشَهرَ القِيامِ . (5)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بَديعَ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، رَبَّ الأَربابِ . . . . لَكَ الحَمدُ حَمدا يَدومُ بِدَوامِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا خالِدا بِنِعمَتِكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا يُوازي صُنعَكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا يَزيدُ عَلى رِضاكَ ، ولَكَ الحَمدُ حَمدا مَعَ حَمدِ كُلِّ حامِدٍ ، وشُكرا يَقصُرُ عَنهُ شُكرُ كُلِّ شاكِرٍ .
.
ص: 511
حَمدا لا يَنبَغي إلّا لَكَ ، ولا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلّا إلَيكِ . حَمدا يُستَدامُ بِهِ الأَوَّلُ ، ويُستَدعى بِهِ دَوامُ الآخِرِ . حَمدا يَتَضاعَفُ عَلى كُرورِ الأَزمِنَةِ ويَتَزايَدُ أضعافا مُتَرادِفَةً . حَمدا يَعجِزُ عَن إحصائِهِ الحَفَظَةُ ، ويَزيدُ عَلى ما أحصَتهُ في كِتابِكَ الكَتَبَةُ . حَمدا يُوازِنُ عَرشَكَ المَجيدَ ، ويُعادِلُ كُرسِيَّكَ الرَّفِيعَ . حَمدا يَكمُلُ لَدَيكَ ثَوابُهُ ، ويَستَغرِقُ كُلَّ جَزاءٍ جَزاؤُهُ . حَمدا ظاهِرُهُ وَفقٌ لِباطِنِهِ ، وباطِنُهُ وَفقٌ لِصِدقِ النِّيَّةِ . حَمدا لَم يَحمَدكَ خَلقٌ مِثلَهُ ، ولا يَعرِفُ أحَدٌ سِواكَ فَضلَهُ . حَمدا يُعانُ مَنِ اجتَهَدَ في تَعديدِهِ ، ويُؤَيَّدُ مَن أغرَقَ نَزعا (1) في تَوفِيَتِهِ . حَمدا يَجمَعُ ما خَلَقتَ مِنَ الحَمدِ ، ويَنتَظِمُ ما أنتَ خالِقُهُ مِن بَعدُ . حَمدا لا حَمدَ أقرَبُ إلى قَولِكَ مِنهُ ، ولا أحمَدَ مِمَّن يَحمَدُكَ بِهِ . حَمدا يوجِبُ بِكَرَمِكَ المَزيدَ بِوُفورِهِ ، وتَصِلُهُ بِمَزيدٍ بَعدَ مَزيدٍ طَولاً مِنكَ . حَمدا يَجِبُ لِكَرَمِ وَجهِكَ ، ويُقابِلُ عِزَّ جَلالِكَ . اللّهُمَّ . . . وأوزِعني (2) أن اُثنِيَ بِما أولَيتَنيهِ ، وأعتَرِفَ بِما أسدَيتَهُ (3) إلَيَّ ، وَاجعَل رَغبَتي إلَيكَ فَوقَ رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وحَمدي إيّاكَ فَوقَ حَمدِ الحامِدينَ . (4)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ المَذكورِ بِكُلِّ لِسانٍ ، المَشكورِ عَلى كُلِّ إحسانٍ ، المَعبودِ في كُلِّ مَكانٍ ، مُدَبِّرِ الاُمورِ ، ومُقَدِّرِ الدُّهورِ ، وَالعالِمِ بِما تُجِنُّهُ البُحورُ ، وتُكِنُّهُ الصُّدورُ، ويُخفيهِ (5) الظَّلامُ ، ويُبديهِ النّورُ. الَّذي حارَ في عِلمِهِ العُلَماءُ ، وسَلَّمَ لِحُكمِهِ الحُكَماءُ ، وتَواضَعَ لِعِزَّتِهِ العُظَماءُ ، وفاقَ بِسَعَةِ فَضلِهِ الكُرَماءُ ، وسادَ بِعَظيمِ حِلمِهِ الحُلَماءُ.
.
ص: 512
وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُخفَرُ (1) مَنِ انتَصَرَ بِذِمَّتِهِ ، ولا يُقهَرُ مَنِ استَتَرَ بِعَظَمَتِهِ ، ولا يُكدى (2) مَن أذاعَ شُكرَ نِعمَتِهِ ، ولا يَهلِكُ مَن تَغَمَّدَهُ بِرَحمَتِهِ ، ذِي المِنَنِ الَّتي لا يُحصيهَا العادّونَ ، وَالنِّعَمِ الَّتي لا يُجازيهَا المُجتَهِدونَ ، وَالصَّنائِعِ الَّتي لا يَستَطيعُ دَفعَهَا الجاحِدونَ ، وَالدَّلائِلِ الَّتي يَستَبصِرُ بِنورِهَا المَوجودونَ . أحمَدُهُ جاهِرا بِحَمدِهِ ، شاكِرا لِرِفدِهِ ، حَمدَ مُوَفَّقٍ لِرُشدِهِ ، واثِقٍ بِعَدلِهِ ، لَهُ الشُّكرُ الدّائِمُ ، وَالأَمرُ اللّازِمُ .... الحَمدُ للّهِِ خالِقِ أمشاجِ (3) النَّسَمِ ، ومولِجِ الأَنوارِ فِي الظُّلَمِ ، ومُخرِجِ المَوجودِ مِنَ العَدَمِ ، وَالسّابِقِ الأَزَلِيَّةِ بِالقِدَمِ ، وَالجَوادِ عَلَى الخَلقِ بِسَوابِقِ النِّعَمِ ، وَالعَوّادِ عَلَيهِم بِالفَضلِ وَالكَرَمِ ، الَّذي لا يُعجِزُهُ كَثرَةُ الإِنفاقِ ، ولا يُمسِكُ خَشيَةَ الإِملاقِ ، ولا يَنقُصُهُ إدرارُ الأَرزاقِ ، ولا يُدرَكُ بِأناسِيِّ (4) الأَحداقِ ، ولا يوصَفُ بِمُضامَّةٍ ولَا افتِراقٍ. أحمَدُهُ عَلى جَزيلِ إحسانِهِ ، وأعوذُ بِهِ مِن حُلولِ خِذلانِهِ ، وأستَهديهِ بِنورِ بُرهانِهِ ، واُؤمِنُ بِهِ حَقَّ إيمانِهِ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الأَوَّلِ بِلا أوَّلٍ كانَ قَبلَهُ ، وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ يَكونُ بَعدَهُ ، الَّذي قَصُرَت عَن رُؤيَتِهِ أبصارُ النّاظِرينَ ، وعَجَزَت عَن نَعتِهِ أوهامُ الواصِفينَ . اِبتَدَعَ بِقُدرَتِهِ الخَلقَ ابتِداعا ، وَاختَرَعَهُم عَلى مَشيَّتِهِ اختِراعا ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِم طَرِيقَ إرادَتِهِ ، وبَعَثَهُم في سَبيلِ مَحَبَّتِهِ ، لا يَملِكونَ تَأخيرا عَمّا قَدَّمَهُم إلَيهِ ، ولا يَستَطيعونَ تَقَدُّما إلى ما أخَّرَهُم عَنهُ . وجَعَلَ لِكُلِّ روحٍ مِنهُم قوتا مَعلوما مَقسوما
.
ص: 513
مِن رِزقِهِ ، لا يَنقُصُ مَن زادَهُ ناقِصٌ ، ولا يَزيدُ مَن نَقَصَ مِنهُم زائِدُ . ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الحَياةِ أجَلاً مَوقوتا ، ونَصَبَ لَهُ أمَدا مَحدودا يَتَخَطَّأُ (1) إلَيهِ بِأَيّامِ عُمُرِهِ ، ويَرهَقُهُ بِأَعوامِ دَهرِهِ ، حَتّى إذا بَلَغَ أقصى أَثَرِهِ وَاستَوعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ ، قَبَضَهُ إلى ما نَدَبَهُ إلَيهِ مِن مَوفورِ ثَوابِهِ أو مَحذورِ عِقابِهِ «لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَ__ئواْ بِمَا عَمِلُواْ وَ يَجْزِىَ الَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِالْحُسْنَى» (2) عَدلاً مِنهُ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وتَظاهَرَت آلاؤُهُ «لَا يُسْ_ئلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْ_ئلُونَ » (3) . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَو حَبَسَ عَن عِبادِهِ مَعرِفَةَ حَمدِهِ عَلى ما أبلاهُم مِن مِنَنِهِ المُتَتابِعَةِ ، وأسبَغَ عَليهِم مِن نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ ؛ لَتَصَرَّفوا في مِنَنِهِ فَلَم يَحمَدوهُ ، وتَوَسَّعوا في رِزقِهِ فَلَم يَشكُروهُ ، ولَو كَانوا كَذلِكَ لَخَرَجوا مِن حُدودِ الإِنسانِيَّةِ إلى حَدِّ البَهيمِيَّةِ (4) ، فَكانوا كَما وَصَفَ في مُحكَمِ كِتابِهِ : «إِنْ هُمْ إِلَا كَالْأَنْعَ_مِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (5) . وَالحَمدُ للّهِِ عَلى ما عَرَّفَنا مِن نَفسِهِ ، وألهَمَنا مِن شُكرِهِ ، وفَتَحَ لَنا مِن أبوابِ العِلمِ بِرُبوبِيَّتِهِ ، ودَلَّنا عَلَيهِ مِنَ الإِخلاصِ لَهُ في تَوحيدِهِ ، وجَنَّبَنا مِنَ الإِلحادِ وَالشَّكِّ في أمرِهِ ، حَمدا نُعَمَّرُ بِهِ فيمَن حَمِدَهُ مِن خَلقِهِ ، ونَسبِقُ بِهِ مَن سَبَقَ إلى رِضاهُ وعَفوِهِ ،
.
ص: 514
حَمدا يُضيءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ البَرزَخِ (1) ، ويُسَهِّلُ عَلَينا بِهِ سَبيلَ المَبعَثِ ، ويُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِندَ مَواقِفِ الأَشهادِ ، يَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمون (2) ، «يَوْمَ لَا يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْ_ئا وَ لَا هُمْ يُنصَرُونَ» (3) . حَمدا يَرتَفِعُ مِنّا إلى أعلى عِلِّيّينَ ، في كِتابٍ مَرقومٍ يَشهَدُهُ المُقَرَّبونَ . حَمدا تَقَرُّ بِهِ عُيونُنا إذا بَرِقَتِ الأَبصارُ ، وتَبيَضُّ بِهِ وُجوهُنا إذَا اسوَدَّتِ الأَبشارُ . حَمدا نُعتَقُ بِهِ مِن أليمِ نارِ اللّهِ إلى كَريمِ جِوارِ اللّهِ . حَمدا نُزاحِمُ بِهِ مَلائِكَتَهُ المُقَرَّبينَ ، ونُضامُّ (4) بِهِ أنبِياءَهُ المُرسَلينَ في دارِ المُقامَةِ الَّتي لا تَزولُ ، ومَحَلِّ كَرامَتِهِ الَّتي لا تَحولُ . (5) وَالحَمدُ للّهِِ الَّذِي اختارَ لَنا مَحاسِنَ الخَلقِ ، وأجرى عَلَينا طَيِّباتِ الرِّزقِ ، وجَعَلَ لَنَا الفَضيلَةَ بِالمَلَكَةِ عَلى جَميعِ الخَلقِ ، فَكُلُّ خَليقَتِهِ مُنقادَةٌ لَنا بِقُدرَتِهِ ، وصائِرَةٌ إلى طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي أغلَقَ عَنّا بابَ الحاجَةِ إلّا إلَيهِ ، فَكَيفَ نُطيقُ حَمدَهُ؟ أم مَتى نُؤَدّي شُكرَهُ؟ لا ، مَتى؟ وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي رَكَّبَ فينا آلاتِ البَسطِ ، وجَعَلَ لَنا أدَواتِ القَبضِ ، ومَتَّعَنا بِأَرواحِ الحَياةِ ، وأثبَتَ فينا جَوارِحَ الأَعمالِ ، وغَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزقِ ، وأَغنانا بِفَضلِهِ ، وأَقنانا (6) بِمَنِّهِ ، ثُمَّ أمَرَنا لِيَختَبِرَ طاعَتَنا ، ونَهانا لِيَبتَلِيَ شُكرَنا ، فَخالَفنا عَن طَريق
.
ص: 515
أمرِهِ ، ورَكِبنا مُتونَ زَجرِهِ ، فَلَم يَبتَدِرنا (1) بِعُقوبَتِهِ ، ولَم يُعاجِلنا بِنِقمَتِهِ ، بَل تَأَنّانا (2) بِرَحمَتِهِ تَكَرُّما ، وَانتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأفَتِهِ حِلما . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي دَلَّنا عَلَى التَّوبَةِ الَّتي لَم نُفِدها إلّا مِن فَضلِهِ ، فَلَو لَم نَعتَدِد مِن فَضلِهِ إلّا بِها ، لَقَد حَسُنَ بَلاؤُهُ عِندَنا ، وجَلَّ إحسانُهُ إلَينا ، وجَسُمَ فَضلُهُ عَلَينا ، فَما هكَذا كانَت سُنَّتُهُ فِي التَّوبَةِ لِمَن كانَ قَبلَنا ، لَقَد وَضَعَ عَنّا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ ، ولَم يُكَلِّفنا إلّا وُسعا ، ولَم يُجَشِّمنا (3) إلّا يُسرا ، ولَم يَدَع لِأَحَدٍ مِنّا حُجَّةً ولا عُذرا ، فَالهالِكُ مِنّا مَن هَلَكَ عَلَيهِ ، وَالسَّعيدُ مِنّا مَن رَغِبَ إلَيهِ . وَالحَمدُ للّهِِ بكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أدنى مَلائِكَتِهِ إلَيهِ ، وأكرَمُ خَليقَتِهِ عَلَيهِ ، وأرضى حامِديهِ لَدَيهِ ، حَمدا يَفضُلُ سائِرَ الحَمدِ ، كَفَضلِ رَبِّنا عَلى جَميعِ خَلقِهِ . ثُمَّ لَهُ الحَمدُ مَكانَ كُلِّ نِعمَةٍ لَهُ عَلَينا وعَلى جَميعِ عِبادِهِ الماضينَ وَالباقينَ ، عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُهُ مِن جَميعِ الأَشياءِ ، ومَكانَ كُلِّ واحِدَةٍ مِنها عَدَدُها أضعافا مُضاعَفَةً أبَدا سَرمَدا إلى يَومِ القِيامَةِ . حَمدا لا مُنتَهى لِحَدِّهِ ، ولا حِسابَ لِعَدَدِهِ ، ولا مَبلَغَ لِغايَتِهِ ، ولَا انقِطاعَ لِأَمَدِهِ. حَمدا يَكونُ وُصلَةً إلى طاعَتِهِ وعَفوِهِ ، وسَبَبا إلى رِضوانِهِ ، وذَريعَةً إلى مَغفِرَتِهِ ، وطَريقا إلى جَنَّتِهِ ، وخَفيرا (4) مِن نِقمَتِهِ ، وأمنا مِن غَضَبِهِ ، وظَهيرا عَلى طاعَتِهِ ، وحاجِزا عَن مَعصِيَتِهِ ، وعَونا عَلى تَأدِيَةِ حَقَّهِ ووَظائِفِهِ .
.
ص: 516
حَمدا نَسعَدُ بِهِ فِي السُّعَداءِ مِن أولِيائِهِ ، ونَصيرُ بِهِ في نَظمِ الشُّهَداءِ بِسُيوفِ أعدائِهِ ، إنَّهُ وَلِيٌّ حَميدٌ . (1)
5 / 7المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه السلامالإمام الباقر عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ ما خَلَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِدادَ كَلِماتِهِ (3) ، وَالحَمدُ للّهِِ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رِضا نَفسِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ وما بَينَهُما ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ . (4)
عنه عليه السلام :_ في بَيانِ الحَمدِ الَّذي يَكفي عَن كُلِّ حَمدٍ؟ _: اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِكَ كُلّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما
.
ص: 517
تُحِبُّ رَبَّنا وتَرضى . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ عليهم السلام حَمِدَ اللّهَ بِهذِهِ المَحامِدِ ، فَأَوحَى اللّهُ جَلَّت عَظَمَتُهُ إلَيهِ : لَقَد شَغَلتَ الكاتبينَ . قالَ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كَثيرا طَيِّبا مُبارَكا فيهِ ، كَما يَنبَغي لَكَ أن تُحمَدَ ، وكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِكَ وعِزِّ جَلالِكَ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وَالثَّناءُ وَالشُّكرُ . . . ولَكَ ما زَكا وطابَ وطَهُرَ مِنَ الثَّناءِ الطَّيِّبِ وَالمَديحِ الفاخِرِ وَالقَولِ الحَسَنِ الجَميلِ ، الَّذي تَرضى بِهِ عَن قائِلِهِ ويَرضى بِهِ قائِلُهُ وهُوَ رِضىً لَكَ . يَتَّصِلُ حَمدي بِحَمدِ أوَّلِ الحامِدينَ وثَنائي بِثَناءِ أوَّلِ المُثنينَ . (3)
عنه عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ يا رَبِّ ، أنتَ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ قِوامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ جَمالُ السَّماواتِ والأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ زَينُ السَّماواتِ وَالأَرضِ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ صَريخُ المُستَصرِخينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ غِياثُ المُستَغيثينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ مُجيبُ دَعوَةِ المُضطَرّينَ فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ الرّحمنُ الرَّحيمُ فَلَكَ الحَمدُ . (4)
.
ص: 518
5 / 8المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ بِمَحامِدِهِ كُلِّها عَلى نِعَمِهِ كُلِّها ، حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما يُحِبُّ رَبّي ويَرضى . (1)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا وكَما يَرضى كَثيرا طَيّبا . . . وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ عَلى عِلمِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى فَضلِهِ عَلَينا وعَلى جَميعِ خَلقِهِ ، وكانَ بِهِ كَرَمُ الفَضلِ في ذلِكَ مَا اللّهُ بِهِ عَليمٌ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ وأهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ ، أخلَصَ مَن وَحَّدَهُ ، وَاهتَدى مَن عَبَدَهُ ، وفازَ مَن أطاعَهُ ، وأمِنَ المُعتَصِمُ بِهِ ، اللّهُمَّ يا ذَا الجودِ وَالمَجدِ وَالثَّناءِ الجَميلِ وَالحَمدِ . (4)
الكافي عن عليّ بن حسّان عن بعض أصحابه :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه عليه السلام : ما أدنى ما يُجزي مِنَ التَّحميدِ؟ قالَ : تَقولُ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا فَقَهَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (5)
.
ص: 519
الإمام الصادق عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي عَلا فَقَهَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي مَلَكَ فَقَدَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي بَطَنَ فَخَبَرَ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يُحيِي المَوتى ويُميتُ الأَحياءَ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمَلَكَتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ . (1)
عنه عليه السلام _ مِن مَحامِدِهِ عِندَ تَجَدُّدِ الرِّزقِ _ :الحَمدُ للّهِِ الَّذي نِعَمُهُ تَغدو عَلَينا وتَروحُ ، ونَظَلُّ بِها نَهارا ونَبيتُ فيها لَيلاً ، فَنُصبِحُ فيها بِرَحمَتِهِ مُسلِمينَ ، ونُمسي فيها بِمِنَّتِهِ مُؤمِنينَ ، مِنَ البَلوى مُعافَينَ . الحَمدُ للّهِِ المُنعِمِ المُفضِلِ ، المُحسِنِ المُجمِلِ ، ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، ذِي الفَواضِلِ وَالنِّعَمِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَخذُلنا عِندَ شِدَّةٍ ، ولَم يَفضَحنا عِندَ سَريرَةٍ ، ولَم يُسلِمنا عِندَ جَريرَةٍ (2) . (3)
الكافي عن صفوان عمّن ذكره عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : عَلِّمني شَيئا أقولُهُ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَيتُ . فَقالَ : قُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَفعَلُ ما يَشاءُ ولا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ ، الحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ اللّهُ أن
.
ص: 520
يُحمَدَ ، الحَمدُ للّهِِ كَما هُوَ أهلُهُ ، اللّهُمَّ أدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجني مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)
الكافي عن علي بن حسّان عن بعض أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام :كُلُّ دُعاءٍ لا يَكونُ قَبلَهُ تَحميدٌ فَهُوَ أبتَرُ ، إنَّمَا التَّحميدُ ثُمَّ الثَّناءُ. قُلتُ : ما أدري ما يُجزي مِنَ التَّحميدِ وَالتَّمجيدِ؟ قالَ : يَقولُ : اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دونَكَ شَيءٌ ، وأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كُربَةٍ ، وأنتَ رَجائي في كُلِّ شِدَّةٍ ، وأنتَ لي في كُلِّ أمرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وعُدَّةٌ ، كَم مِن كَربٍ يَضعُفُ عَنهُ الفُؤادُ ، وتَقِلُّ فيهِ الحيلَةُ ، ويَخذُلُ عَنهُ القَريبُ وَالبَعيدُ ، ويَشمَتُ بِهِ العَدُوُّ ، وتُعنيني (3) فيهِ الاُمورُ ، أنزَلتُهُ بِكَ وشَكَوتُهُ إلَيكَ راغِبا فيهِ عَمَّن سِواكَ ، فَفَرَّجتَهُ وكَشَفتَهُ وكَفَيتَنيهِ ، فَأَنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حاجَةٍ ، ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، فَلَكَ الحَمدُ كَثيرا ولَكَ المَنُّ فاضِلاً . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي اُثني عَلَيكَ بِأَحسَنِ ما أقدِرُ عَلَيهِ ، وأشكُرُكَ بِما مَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ وعَلَّمتَني مِن شُكرِكَ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى نَعمائِكَ كُلِّها ، وعَلى جَميعِ خَلقِكَ حَتّى يَنتَهِيَ الحَمدُ إلى ما تُحِبُّ ربَّنا وتَرضى .
.
ص: 521
اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما خَلَقتَ وعَدَدَ ما ذَرَأتَ (1) ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما بَرَأتَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحصَيتَ ، ولَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، ولَكَ الحَمدُ مِل ءَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2)
مصباح المتهجّد عن المفضّل بن عمر :رَأَيتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام صَلّى صَلاةَ جَعفَرٍ ، ورَفَعَ يَدَيهِ ودَعا بِهذَا الدُّعاءِ : . . . اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ القَولَ بِحَمدِكَ ، وأنطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيكَ واُمَجِّدُكَ ولا غايةَ لِمَدحِكَ ، واُثني عَلَيكَ ، ومَن يَبلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ! واُمَجِّدُكَ ، وأنّى لِخَليقَتِكَ كُنهُ مَعرِفَةِ مَجدِكَ! وأيُّ زَمَنٍ لم تَكُن مَمدوحا بِفَضلِكَ ، مَوصوفا بِمَجدِكَ ، عَوّادا عَلَى المُذنِبينَ بِحِلمِكَ ! تَخَلَّفَ سُكّانُ أرضِكَ عَن طاعَتِكَ فَكُنتَ عَلَيهِم عَطوفا بِجودِكَ ، جَوادا بِفَضلِكَ ، عَوّادا بِكَرَمِكَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَنّانُ ذُوالجَلالِ وَالإِكرامِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام _ في دُعاءِ وَداعِ شَهرِ رَمضانَ _ :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أوَّلِها وآخِرِها ، ما قُلتَ لِنَفسِكَ مِنها وما قالَ الخَلائِقُ؛ الحامِدونَ المُجتَهِدونَ ، المَعدودونَ (4) المُوَقِّرونَ (5) ذِكرَكَ وَالشُّكرَ لَكَ ، الَّذينَ أعَنتَهُم عَلى أداءِ حَقِّكَ مِن أصنافِ خَلقِكَ؛ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ ، وَالنَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، وأصنافِ النّاطِقينَ وَالمُسَبِّحينَ لَكَ مِن جَميعِ العالَمينَ ، عَلى أنَّكَ بَلَّغتَنا شَهرَ رَمَضانَ وعَلَينا مِن نِعَمِكَ ، وعِندَنا مِن قِسَمِكَ وإحسانِكَ وتَظاهُرِ امتِنانِكَ ، فَبِذلِكَ لَكَ مُنتَهَى الحَمدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ المُخَلَّدِ السَّرمَدِ الَّذي لا يَنفَدُ طُولَ الأَبَدِ ، جَلَّ ثَناؤُكَ أعَنتَنا عَلَيهِ حَتّى قَضَينا صِيامَهُ وقِيامَه
.
ص: 522
مِن صَلاةٍ ، وما كانَ مِنّا فيهِ مِن بِرٍّ أو شُكرٍ أو ذِكرٍ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما رَزَقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما مَنَحتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما ألهَمتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما وَفَّقتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما شَفَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما عافَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ما هَدَيتَني ، ولَكَ الحَمدُ عَلىَ السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، ولَكَ الحَمدُ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ أنعَمتَ عَلَيَّ ظاهِرَةً وباطِنَةً ، حَمدا كَثيرا دائِما سَرمَدا أبَدا لا يَنقَطِعُ ولا يَفنى أبَدا ، حَمدا تَرضى بِحَمدِكَ عَنّا ، حَمدا يَصعَدُ أوَّلُهُ ولا يَفنى آخِرُهُ ، يَزيدُ ولا يَبيدُ . (2)
عنه عليه السلام :لا اُحصِي الثَّناءَ عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، وأنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ . (3)
عنه عليه السلام :لا إلهَ إلّا أنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا اُحصي مِدحَتَكَ ولَا الثَّناءَ عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، وفَوقَ ما يَقولُ القائِلونَ . (4)
عنه عليه السلام :لا يَبلُغُ مِدحَتَكَ قَولُ قائِلٍ ، أنتَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما نَقولُ . (5)
الكافي عن محمَّد بن مسلم :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ في كِتابِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام :
.
ص: 523
إنَّ المِدحَةَ قَبلَ المَسأَلَةِ ، فَإِذا دَعَوتَ اللّهَ عز و جلفَمَجِّدهُ . قالَ : قُلتُ : كَيفَ اُمَجِّدُهُ؟ قالَ : تَقولُ : يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا فَعّالاً لِما يُريدُ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ (1) ، يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ وَلِيَّ الحَمدِ ، ومُنتَهَى الحَمدِ ، وَفِيَّ الحَمدِ ، عَزيزَ الجُندِ ، قَديمَ المَجدِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي كانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ حينَ لا شَمسٌ تُضيءُ ، ولا قَمَرٌ يَسري ، ولا بَحرٌ يَجري ، ولا رِياحٌ تَذري (3) ، ولا سَماءٌ مَبنِيَّةٌ ، ولا أرضٌ مَدحِيَّةٌ ، ولا لَيلٌ تَجُنُّ (4) ، ولا نَهارٌ يُكِنُّ ، ولا عَينٌ تَنبَعُ ، ولا صَوتٌ يُسمَعُ ، ولا جَبَلٌ مَرسِيٌّ ، ولا سَحابٌ مُنشَأٌ ، ولا إنسٌ مَبرُوٌّ ، ولا جِنٌّ مَذرُوٌّ ، ولا مَلَكٌ كَريمٌ ، ولا شَيطانٌ رَجيمٌ ، ولا ظِلٌّ مَمدودٌ ، ولا شَيءٌ مَعدودٌ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي استَحمَدَ إلى مَنِ استَحمَدَهُ مِن أهلِ مَحامِدِهِ ، لِيَحمَدوهُ عَلى ما بَذَلَ مِن نَوافِلِهِ الَّتي فاقَ مَدحَ المادِحينَ مآثِرُ مَحامِدِهِ ، وعَدا وَصفَ الواصِفينَ هَيبَةُ جَلالِهِ ، هُوَ أهلٌ لِكُلِّ حَمدٍ ومُنتَهى كُلِّ رَغبَةٍ ، الواحِدُ الَّذي لا بَدءَ لَهُ ، المَلِكُ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ، الرَّفيعٌ الَّذي لَيسَ فَوقَهُ ناظِرٌ ، ذو (5) المَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ، المَحمودُ لِبَذلِ نَوائِلِهِ ، المَعبودُ بِهَيبَةِ جَلالِهِ ، المَذكورُ بِحُسنِ آلائِهِ ، المَنّانُ بِسَعَةِ فَواضِلِهِ ،
.
ص: 524
المَرغوبُ إلَيهِ في تَمامِ المَواهِبِ مِن خَزائِنِهِ ، العَظيمُ الشَّأنِ ، الكَريمُ في سُلطانِهِ ، العَلِيُّ في مَكانِهِ ، المُحسِنُ فِي امتِنانِهِ ، الجَوادُ في فَواضِلِهِ . الحَمدُ للّهِِ بارِئِ خَلقِ المَخلوقِينَ بِعِلمِهِ ، ومُصَوِّرِ أجسادِ العِبادِ بِقُدرَتِهِ ، ومُخالِفِ صُوَرِ مَن خَلَقَ مِن خَلقِهِ ، ونافِخِ الأَرواحِ في خَلقِهِ بِعِلمِهِ ، ومُعَلِّمِ مَن خَلَقَ مِن عِبادِهِ اسمَهُ ، وُمدَبِّرِ خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ بِعَظَمَتِهِ . الَّذي وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ خَلقُ كُرسِيِّهِ ، وعَلا بِعَظَمَتِهِ فَوقَ الأَعلَينَ ، وقَهَرَ المُلوكَ بِجَبَروتِهِ ، الجَبّارِ الأَعلى المَعبودِ في سُلطانِهِ ، المُتَسَلِّطِ بِقُوَّتِهِ ، المُتَعالي في دُنُوِّهِ ، المُتَداني كُلَّ شَيءٍ فِي ارتِفاعِهِ ، الَّذي نَفَذَ بَصَرُهُ في خَلقِهِ ، وحارَتِ الأَبصارُ بِشُعاعِ نورِهِ . الحَمدُ للّهِِ الحَليمِ الرَّشيدِ ، القَوِيِّ الشَّديدِ ، المُبدِئِ المُعيدِ ، الفَعّالِ لِما يُريدُ . الحَمدُ للّهِِ مُنزِلِ الآياتِ ، وكاشِفِ الكُرُباتِ ، ومُؤتِي السَّماواتِ . الحَمدُ للّهِِ في كُلِّ مَكانٍ ، وفي كُلِّ زَمانٍ ، وفي كُلِّ أوانٍ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يَنسى مَن ذَكَرَهُ ، ولا يُخَيِّبُ مَن دَعاهُ ، ولا يُذِلُّ مَن والاهُ ، الَّذي يَجزي بالإِحسانِ إحسانا ، وبِالصَّبرِ نَجاةً . «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ لَهُ الْحَمْدُ فِى الْاخِرَةِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» (1) . «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَ_ئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِى أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَ ثُلَ_ثَ وَ رُبَ_عَ يَزِيدُ فِى الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ قَدِيرٌ» (2) . (3)
.
ص: 525
5 / 9المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُوسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ عليه السلامقرب الإسناد عن عليّ بن جعفر عليه السلام :كانَ أخي عليه السلام يَقولُ كَثيرا : الحَمدُ للّهِِ الَّذي بِنِعمَتِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَصِفُ ولا يوصَفُ ، ويَعلَمُ ولا يُعلَمُ ، يَعلَمُ خائِنَةَ الأَعيُنِ وما تُخفِي الصُّدورُ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ما أصبَحتُ فيهِ مِن عافِيَةٍ في ديني ودُنيايَ ، فَأَنتَ الَّذي أعطَيتَني ورَزَقتَني ووَفَّقتَني لَهُ وسَتَرتَني ، فَلا حَمدَ لي يا إلهي فيما كانَ مِنّي مِن خَيرٍ ، ولا عُذرَ لي فيما كانَ مِنّي مِن شَرٍّ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَّكِلَ إلى ما لا حَمدَ لي فيهِ أو ما لا عُذرَ لي فيهِ . (3)
5 / 10المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ موُسَى الرِّضا عليه السلامالإمام الرضا عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي حَمِدَ فِي الكِتابِ نَفسَهُ ، وَافتَتَحَ بِالحَمدِ كِتابَهُ ، وجَعَلَ الحَمدَ أوَّلَ جَزاءِ مَحَلِّ نِعمَتِهِ ، وآخِرَ دَعوى أهلِ جَنَّتِهِ . (4)
.
ص: 526
الكافي عن محمّد بن أحمد عن بعض أصحابنا :كانَ الرِّضا عليه السلام يَخطُبُ فِي النِّكاحِ : الحَمدُ للّهِِ إجلالاً لِقُدرَتِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ خُضوعا لِعِزَّتِهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ عِندَ ذِكرِهِ ، إنَّ اللّهَ «خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَ صِهْرًا» إلى آخِرِ الآيَةِ (1) . (2)
5 / 11المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الجَوادِ عليه السلامالإمام الجواد عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ مُتِمِّ النِّعَمِ بِرَحمَتِهِ ، وَالهادي إلى شُكرِهِ بِمَنِّهِ . (3)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ إقرارا بِنِعمَتِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ إخلاصا لِوَحدانِيَّتِهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ بَرِيَّتِهِ ، وَالأَصفِياءِ مِن عِترَتِهِ . (4)
عنه عليه السلام :يُستَحَبُّ أن تُكثِرَ مِن أن تَقولَ في كُلِّ وَقتٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ مِن أوَّلِ الشَّهرِ [ أي شَهرِ رَمَضانَ] إلى آخِرِهِ : يا ذَا الَّذي كانَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ، ثُمَّ يَبقى ويَفنى كُلُّ شَيءٍ ، يا ذَا الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، ويا ذَا الَّذي لَيسَ فِي السَّماواتِ العُلى ولا فِي الأَرَضينَ السُّفلى ولا فَوقَهُنَّ ولا تَحتَهُنَّ ولا بَينَهُنَّ إلهٌ يُعبَدُ غَيرُهُ . لَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقوى
.
ص: 527
عَلى إحصائِهِ إلّا أنتَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها إلّا أنتَ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ بِلا أوَّلِيَّةٍ مَعدودَةٍ ، وَالآخِرُ بِلا آخِرِيَّةٍ مَحدودَةٍ ، أنشَأتَنا لا لِعِلَّةٍ اقتِسارا ، وَاختَرَعتَنا لا لِحاجَةٍ اقتِدارا ، وَابتَدَعتَنا بِحِكمَتِكَ اختِيارا ، وبَلَوتَنا بِأمرِكَ ونَهيِكَ اختِبارا ، وأيَّدتَنا بِالآلاتِ ومَنَحتَنا بِالأَدَواتِ ، وكَلَّفتَنَا الطّاقَةَ وجَشَمتَنَا (2) الطّاعَةَ ، فَأَمَرتَ تَخييرا ونَهَيتَ تَحذيرا ، وخَوَّلتَ كَثيرا وسَأَلتَ يَسيرا ، فَعُصِيَ أمرُكَ فَحَلُمتَ ، وجُهِلَ قَدرُكَ فَتَكَرَّمتَ . فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهاءِ ، وَالعَظَمَةِ وَالكِبرِياءِ ، وَالإِحسانِ وَالنَّعماءِ ، وَالمَنِّ وَالآلاءِ ، وَالمَنحِ وَالعَطاءِ ، وَالإِنجازِ وَالوَفاءِ ، ولا تُحيطُ القُلوبُ لَكَ بِكُنهٍ ، ولا تُدرِكُ الأَوهامُ لَكَ صِفَةً ، ولا يُشبِهُكَ شَيءٌ مِن خَلقِكَ ، ولا يُمَثَّلُ بِكَ شَيءٌ مِن صَنعَتِكَ ، تَبارَكتَ أن تُحَسَّ أو تُمَسَّ أو تُدرِكَكَ الحَواسُّ الخَمسُ ، وأنّى يُدرِكُ مَخلوقٌ خالِقَهُ؟! وتَعالَيتَ يا إلهي عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا ! (3)
5 / 12المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهادي عليه السلامالإمام الهادي عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَنا مِن أهلِ طاعَتِهِ ، ووَفَّقَنا لِلعَونِ عَلى عِبادَتِهِ . (4)
.
ص: 528
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ العالِمِ بِما هُوَ كائِنٌ مِن قَبلِ أن يَدينَ لَهُ مِن خَلقِه دائِنٌ ، فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، مُؤَلِّفِ الأَسبابِ بِما جَرَت بِهِ الأَقلامُ ومَضَت بِهِ الأَحتامُ (1) مِن سابِقِ عِلمِهِ ومُقَدَّرِ حُكمِهِ ، أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ وأعوذُ بِهِ مِن نِقَمِهِ ، وأَستَهدِي اللّهَ الهُدى وأعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى ، مَن يَهدِهِ اللّهُ فَقَدِ اهتَدى ، وسَلَكَ الطَّريقَةَ المُثلى ، وغَنِمَ الغَنيمَةَ العُظمى ؛ ومَن يُضلِلِ اللّهُ فَقَد حارَ (2) عَنِ الهُدى ، وهَوى إلَى الرَّدى . (3)
عنه عليه السلام :إلهي تاهَت أوهامُ المُتَوَهِّمينَ ، وقَصُرَ طَرفُ الطّارِفينَ ، وتَلاشَت أوصافُ الواصِفينَ ، وَاضمَحَلَّت أقاويلُ المُبطِلينَ عَنِ الدَّركِ لِعَجيبِ شَأنِكَ ، أوِ الوُقوعِ بِالبُلوغِ إلى عُلُوِّكَ ، فَأَنتَ فِي المَكانِ الَّذي لا يَتَناهى ، ولَم تَقَع عَلَيكَ عُيونٌ بِإِشارَةٍ ولا عِبارَةٍ ، هَيهاتَ ثُمَّ هَيهاتَ! يا أوَّلِيُّ يا وَحدانِيُّ يا فَردانِيُّ ، شَمَختَ (4) فِي العُلُوِّ بِعِزِّ الكِبرِ ، وَارتَفَعتَ مِن وَراءِ كُلِّ غَورَةٍ ونِهايَةٍ بِجَبَروتِ الفَخرِ (5) . (6)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ إذ جَعَلتَنا مِمَّن يَحمَدُكَ حَقّا . (7)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا يَكونُ أحَقَّ الحَمدِ بِكَ ، وأرضَى الحَمدِ لَكَ ، وأوجَب
.
ص: 529
الحَمدِ لَكَ ، وأحَبَّ الحَمدِ إلَيكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما أنتَ أهلُهُ ، وكَما رَضيتَ لِنَفسِكَ ، وكَما حَمِدَكَ مَن رَضيتَ حَمدَهُ مِن جَميعِ خَلقِكَ . ولَكَ الحَمدُ كَما حَمِدَكَ بِهِ جَميعُ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ومَلائِكَتِكَ ، وكَما يَنبَغي لِعِزِّكَ وكِبرِيائِكَ وعَظَمَتِكَ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا تَكِلُّ الأَلسُنُ عَن صِفَتِهِ ، ويَقِفُ القَولُ عَن مُنتَهاهُ . ولَكَ الحَمدُ حَمدا لا يَقصُرُ عَن رِضاكَ ، ولا يَفضُلُهُ شَيءٌ مِن مَحامِدِكَ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، وَالشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ ، وَالعافِيَةِ وَالبَلاءِ ، وَالسِّنينَ وَالدُّهورِ . ولَكَ الحَمدُ عَلى آلائِكَ وَنَعمائِكَ عَلَيَّ وعِندي ، وعَلى ما أولَيتَني وأبلَيتَني وعافَيتَني ورَزَقتَني وأعطَيتَني وفَضَّلتَني وشَرَّفتَني وكَرَّمتَني وهَدَيتَني لِدينِكَ ، حَمدا لا يَبلُغُهُ وَصفُ واصِفٍ ، ولا يُدرِكُهُ قَولُ قائِلٍ . اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ حَمدا فيما أتَيتَ إلى أحَدٍ مِن إحسانِكَ عِندي ، وإفضالِكَ عَلَيَّ ، وتَفضيلِكَ إيّايَ عَلى غَيري . ولَكَ الحَمدُ عَلى ما سَوَّيتَ مِن خَلقي وأدَّبتَني فَأَحسَنتَ أدَبي ، مَنّا مِنكَ عَلَيَّ لا لِسابِقَةٍ كانَت مِنّي . فَأَيُّ النِّعَمِ يا رَبِّ لَم تَتَّخِذ عِندي! وأيُّ شُكرٍ لَم تَستَوجِب مِنّي! رَضيتُ بِلُطفِكَ لُطفا ، وبِكِفايَتِكَ مِن جَميعِ الخَلقِ خَلَفا . (1) يا رَبِّ ، أنتَ المُنعِمُ عَلَيَّ ، المُحسِنُ المُتَفَضِّلُ المُجمِلُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَواضِلِ وَالنِّعَمِ العِظامِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ . (2)
.
ص: 530
5 / 13المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ العَسكَرِيِّ عليه السلامالإمام العسكري عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ شُكرا لِنَعمائِهِ ، وَاستِدعاءً لِمَزيدِهِ ، وَاستِخلاصا لَهُ وبِهِ (1) دونَ غَيرِهِ ، وعِياذا بِهِ مِن كُفرانِهِ وَالإِلحادِ في عَظَمَتِهِ وكِبرِيائِهِ ، حَمدَ مَن يَعلَمُ أنَّ ما بِهِ مِن نَعمائِهِ فَمِن عِندِ رَبِّهِ ، وما مَسَّهُ مِن عُقوبَةٍ فَبِسوءِ جِنايَةِ يَدِهِ . (2)
عنه عليه السلام _ في كِتابِهِ إلى إسحاقِ بنِ إسماعِيلَ النَّيسابورِيِّ _ :فَهِمتُ كِتابَكَ _ يَرحَمُكَ اللّهُ _ ونَحنُ بِحَمدِ اللّهِ ونِعمَتِهِ أهلُ بَيتٍ نَرِقُّ عَلى أولِيائِنا ، ونُسَرُّ بِتَتابُعِ إحسانِ اللّهِ إلَيهِم وفَضلِهِ لَدَيهِم . . . ولَيسَ مِن نِعمَةٍ _ وإن جَلَّ أمرُها وعَظُمَ خَطَرُها _ إلّا وَالحَمدُ للّهِِ _ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ _ عَلَيها مُؤَدٍّ شُكرَها ، وأنَا أقولُ : الحَمدُ للّهِِ أفضَلَ ما حَمِدَهُ حامِدُهُ إلى أبَدِ الأَبَدِ ، بما مَنَّ اللّهُ عَلَيكَ مِن رَحمَتِهِ ، ونَجّاكَ مِنَ الهَلَكَةِ ، وسَهَّلَ سَبيلَكَ عَلَى العَقَبَةِ . (3)
5 / 14المَحامِدُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلامالإمام المهدي عليه السلام :اللّهُمَّ يا ذَا المِنَنِ السّابِغَةِ ، وَالآلاءِ (4) الوازِعَةِ ، وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ ، وَالقُدرَةِ الجامِعَةِ ، وَالنِّعَمِ الجَسيمَةِ ، وَالمَواهِبِ العَظيمَةِ ، وَالأَيادِي الجَميلَةِ ، وَالعَطايَا الجَزيلَةِ . يا مَن لا يُنعَتُ بِتَمثيلٍ ، ولا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ ، ولا يُغلَبُ بِظَهيرٍ .
.
ص: 531
يا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ ، وألهَمَ فَأَنطَقَ ، وَابتَدَعَ فَشَرَعَ ، وعَلا فَارتَفَعَ ، وقَدَّرَ فَأَحسَنَ ، وصَوَّرَ فَأَتقَنَ ، وَاحتَجَّ فَأَبلَغَ ، وأنعَمَ فَأَسبَغَ ، وأعطى فَأَجزَلَ ، ومَنَحَ فَأَفضَلَ . يا مَن سَما فِي العِزِّ فَفاتَ خَواطِرَ الأَبصارِ ودَنا فِي اللُّطفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفكارِ . يا مَن تَوَحَّدَ بِالمُلكِ (فِي المُلكِ) فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكوتِ سُلطانِهِ ، وتَفَرَّدَ بِالكِبرِياءِ وَالآلاءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَروتِ شَأنِهِ . يا مَن حارَت في كِبرِياءِ هَيبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الأَوهامِ ، وَانحَسَرَت دونَ إدراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبصارِ الأَنامِ . يا مَن عَنَتِ الوُجوهُ لِهَيبَتِهِ ، وخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خيفَتِهِ ، أسأَ لُكَ بِهذِهِ المِدحَةِ الَّتي لا تَنبَغي إلّا لَكَ . . . . (1)
عنه عليه السلام :لَكَ الحَمدُ يا إلهي إذ خَلَقتَني بَشَرا سَوِيّا ، وجَعَلتَني غَنِيّا مَكفِيّا بَعدَما كُنتُ طِفلاً صَبِيّا ، تَقوتُني مِنَ الثَّديِ لَبَنا مَرِيئا ، وغَذَّيتَني غِذاءً طَيِّبا هَنيئا ، وجَعَلتَني ذَكَرا مِثالاً سَوِيّا . فَلَكَ الحَمدُ حَمدا إن عُدَّ لَم يُحصَ ، وإن وُضِعَ لَم يَتَّسِع لَهُ شَيءٌ ، حَمدا يَفوقُ عَلى جَميعِ حَمدِ الحامِدينَ ، ويَعلو عَلى حَمدِ كُلِّ شَيءٍ ، ويَفخَمُ ويعظُمُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وكُلَّما حَمِدَ اللّهَ شَيءٌ . وَالحَمدُ للّهِِ كَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُحمَدَ ، وَالحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ أجَلِّ ما خَلَقَ ، وزِنَةَ أخَفِّ ما خَلَقَ ، وبِعَدَدِ أكبَرِ ما خَلَقَ ، وبِعَدَدِ أصغَرِ ما خَلَقَ ،
.
ص: 532
وَالحَمدُ للّهِِ حَتّى يَرضى رَبُّنا وبَعدَ الرِّضا ، وأسأَ لُهُ أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَغفِرَ لي ذَنبي ، وأن يَحمَدَ لي أمري ، ويَتوبَ عَلَيَّ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (1)
الإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني :سَأَلتُ أبا بَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ ، أن يُخرِجَ إلَيَّ أدعِيَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتي كانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعيدِ العَمرِيُّ يَدعو بِها ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ ، فَنَسَختُ مِنهُ أدعِيَةً كَثيرَةً ، وكانَ مِن جُملَتِها : وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ في هذَا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِكَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ ، وهُوَ : اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ ، وأنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وأيقَنتُ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ في مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأشَدُّ المُعاقِبينَ في مَوضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وَأعظَمُ المُتَجَبِّرينَ في مَوضِعِ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ . . . . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا . الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلكِهِ ، ولا مُنازِعَ لَهُ في أمرِهِ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلقِهِ ولا شَبيهَ لَهُ في عَظَمَتِهِ . الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ ، الظّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ ، الباسِطِ بِالجودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، ولا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إلّا جودا وكَرَما إنَّهُ هُوَ العَزيز
.
ص: 533
الوَهّابُ . . . . الحَمدُ للّهِِ مالِكِ المُلكِ ، مُجرِي الفُلكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الإِصباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ العالَمينَ . الحَمدُ للّهِِ عَلى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى طولِ أناتِهِ (1) في غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلى ما يُريدُ . الحَمدُ للّهِِ خالِقِ الخَلقِ ، باسِطِ الرِّزقِ ، ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَضلِ وَالإِنعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوى ، تَبارَكَ وتَعالى . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، ولا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، ولا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ ، وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما يَشاءُ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، ويَستُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَةٍ وأنَا أعصيهِ ، ويُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ ، فَكَم مِن مَوهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَد أعطاني ، وعَظيمَةٍ مَخوفَةٍ قَد كَفاني ، وبَهجَةٍ مونِقَةٍ (2) قَد أراني ، فَاُثني عَلَيهِ حامِدا وأذكُرُه مُسَبِّحا . الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُهتَكُ حِجابُهُ ، ولا يُغلَقُ بابُهُ ، ولا يُرَدُّ سائِلُهُ ، ولا يُخَيَّبُ آمِلُهُ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ ، ويُنَجِّي الصّالِحينَ ، ويَرفَعُ المُستَضعَفينَ ، ويَضَعُ المُستَكبِرينَ ، ويُهلِكُ مُلوكا ويَستَخلِفُ آخَرِينَ . وَالحَمدُ للّهِِ قاصِمِ الجَبّارينَ ، مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدرِكِ الهارِبينَ ، نَكالِ الظّالِمينَ ، صَريخِ المُستَصرِخينَ ، مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ ، مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ . الحَمدُ للّهِِ الَّذي مِن خَشيَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُكّانُها ، وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها ،
.
ص: 534
وتَموجُ البِحارُ ومَن يَسبَحُ في غَمَراتِها. (الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أن هَدانَا اللّهُ). (1) الحَمدُ للّهِِ الَّذي يَخلُقُ ، ولَم يُخلَق ، ويَرزُقُ ولا يُرزَقُ (2) ، ويُطعِمُ ولا يُطعَمُ ، ويُميتُ الأَحياءَ ويُحيِي المَوتى وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)
.
ص: 535
القِسمُ الخامِسُ: التّهليلالمدخلالفصل الأوّل : الحثّ على التّهليلالفصل الثّاني : شروط التّهليلالفصل الثّالث : بركات التّهليلالفصل الرّابع : التّهليلات المأثورة
.
ص: 536
. .
ص: 537
المدخل«التهليل» لغةً واصطلاحاإنّ التهليل مصدر من مادة «ه ل ل» ، وتعني هذه الكلمة في الأصل رفع الصوت ، ثمّ حصل التوسّع فيه إلى ما يرفع الصوت به من ألفاظ تشتمل على الحرفين «ه ، ل» ، وفي توسّع آخر اُطلق على المعنى المشابه لهذا المعنى تهليل أيضا حتى وإن لم يرفع الصوت به ، ومن هذا الباب تسمّى كلمة التوحيد أي «لا إله إلّا اللّه » بالتهليل . وقد فسّر الخليل بن أحمد الفراهيدي التهليل كالتالي : التهليل : قول «لا إله إلّا اللّه » والاستهلال : الصوت ، وكلّ مُتَهَلِّل رافع الصوت أو خافضه فهو مُهِلّ ومُستَهِلّ . (1) وذكر ابن فارس في بيان المعنى الأصلي للتهليل : الهاء واللام أصل صحيح يدلّ على رفع صوت ، ثمّ يتوسّع فيه فيسمّى الشيء الذي يصوّت عنده ببعض ألفاظ الهاء واللام . ثم يشبّه بهذا المسمّى غيره فيسمّى به . (2) وقد يشار إلى كلمة التوحيد بالمصدر الصِّناعي «هيللة» ، ولهذا كتب الجوهريفي هذا المجال قائلاً :
.
ص: 538
هلّل الرجل ، أي قال : لا إله إلّا اللّه ، يقال : قد أكثرت من الهيللة ، أي من قول لا إله إلّا اللّه . (1)
«التهليل» في الكتاب والسنّةلقد استخدمت كلمة «التهليل» على نطاق واسع في الأحاديث الإسلامية ولكنّها لم تستعمل في القرآن ، ولكن تكرّرت في هذا الكتاب السماوي جملة «لا إله إلّا اللّه » مرّتين (2) ، وجملة «لا إله إلّا هو» 30 مرة (3) وجملة «لا إله إلّا أنا» 3 مرات (4) ، و«لا إله إلّا أنت» مرة واحدة . (5)
أهمية ذكر «التهليل»نظرا إلى أنّ ذكر «التهليل» هو اعتراف بوحدانية اللّه _ تعالى _ وأن الإيمان يبدأ (6) ويتجدد به (7) ، فقد اعتبر أهم من التسبيح والتحميد (8) بل هو سيّد كل الأذكار (9) وأفضل الأعمال (10) وأفضل الكلام (11) .
.
ص: 539
تدل العناوين الواردة في وصف التهليل والترغيب فيه نظير : كلمة التقوى (1) وأفضل العبادات (2) وأفضل العلم (3) ومفتاح السماوات (4) ، على الأهمية الفائقة لهذا الذكر ودوره الفَذّ في تربية الروح والسُّموِّ إلى ذروة الإنسانية . وإذا ماجرى هذا الذكر بصدق على اللسان فإنّه سيعود على الذاكر بآثار وبركات كثيرة : فيطهر الروح من الذنوب (5) ، ويصون النفس من آفات الشيطان (6) ، ويدفع البلاء عن الإنسان (7) ، ويخلصه من نار جهنّم (8) ويؤهله للدخول في الجنّة (9) ، وباختصار فإنّ ذكر التهليل يوفر العزّة (10) والفلاح (11) وخير الدنيا والآخرة (12) لا لشخص الذاكر فحسب ، بل للمجتمع الإسلامي أيضا .
شرط الانتفاع من بركات «التهليل»الملاحظة المهمة والملفتة للنظر أنّ أحاديث الفصل الثاني شرطت بركات «التهليل» بالإخلاص (13) ، وطاعة اللّه وال رّسول (14) ، ومحبّة أهل البيت وولايتهم (15) ، والعمل
.
ص: 540
الصالح (1) واجتناب المحرّمات (2) . ومن خلال التأمّل في هذه الشروط يتّضح أنّها جميعا تعود في الحقيقة إلى الشرط الأوّل ، أي الإخلاص في التهليل لذلك فقد فسرت غالبية الأحاديث الإخلاص بالشروط المذكورة . بعبارة أوضح : فإنّ الإخلاص في التهليل يعني اجتناب الشرك العقيدي والعملي وشرطه طاعة اللّه وال رّسول وشرط ذلك ولاية أهل البيت عليهم السلام وحبّهم والقيام بالأعمال الصالحة واجتناب الأعمال القبيحة .
.
ص: 541
الفَصلُ الأَوَّلُ : الحثّ على التّهليل1 / 1أوَّلُ الإِيمانِالكتاب«وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَا نُوحِى إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا أَنَا فَاعْبُدُونِ» . (1)
الحديثالإمام الرضا عليه السلام :إنَّ التَّهليلَ هُوَ إقرارٌ للّهِِ تَعالى بِالتَّوحيدِ ، وخَلعُ الأَندادِ مِن دونِ اللّهِ ، وهُوَ أوَّلُ الإِيمانِ ، وأعظَمُ مِنَ التَّسبيحِ وَالتَّحميدِ . (2)
1 / 2تَجديدُ الإِيمانِمسند ابن حنبل عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : جَدِّدوا إيمانَكُم . قيلَ : يا رَسولَ اللّه
.
ص: 542
وكَيفَ نُجَدِّدُ إيمانَنا؟ قالَ : أكثِروا مِن قَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)
1 / 3اِسمٌ مِن أسماءِ اللّهِالإمام الرضا عليه السلام _ في بَيانِ حِكمَةِ جُمَلِ الأَذانِ _ :فَإِن قالَ قائِلٌ : فَلِمَ جُعِلَ آخِرُهَا التَّهليلَ ولَم يُجعَل آخِرُهَا التَّكبيرَ كَما جُعِلَ في أوَّلِهَا التَّكبيرُ ؟ قيلَ : لِأَنَّ التَّهليلَ اسمُ اللّهِ في آخِرِهِ فَأَحَبَّ اللّهُ تَعالى أن يَختِمَ الكَلامَ بِاسمِهِ كَما فَتَحَهُ بِاسمِهِ . (2)
1 / 4كَلِمَةُ التَّقوىالكتاب«وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَ كَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا» . (3)
الحديثسنن الترمذي عن كعب عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ المُرادِ مِن قَولِهِ تَعالى : «وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى» ، قالَ _: لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)
.
ص: 543
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ _: . . . وقَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَعني وَحدانِيَّتَهُ ، لا يَقبَلُ الأَعمالَ إلّا بِها ، وهِيَ كَلِمَةُ التَّقوى ، يُثقِلُ اللّهُ بِهَا المَوازينَ يَومَ القِيامَةِ . (1)
1 / 5سَيِّدُ الأَذكارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :سَيِّدُ القَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، وخَيرُ العِبادَةِ الاِستِغفارُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الذِّكرِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِنَ الذِّكرِ شَيءٌ أفضَلُ مِن قَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما قُلتُ ولا قالَ القائِلونَ قَبلي مِثلَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (6)
.
ص: 544
الإمام الصادق عليه السلام :سَيِّدُ كَلامِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)
عنه عليه السلام :قَولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» سَيِّدُ الكَلامِ . (2)
1 / 6أفضَلُ الأَعمالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إِلهَ إِلَا اللّهُ» ، لا يَسبِقُها عَمَلٌ ، ولا تَترُكُ ذَنبا . (3)
1 / 7أفضَلُ العِلمِالكتاب«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ العِلمِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأفضَلُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ . (5)
.
ص: 545
1 / 8أفضَلُ الكَلامِالإمام عليّ عليه السلام :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أفضَلُ الكَلامِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأفضَلُ الخَلقِ أوَّلُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَن أوَّلُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ قالَ : أنَا ، وأنَا نورٌ بَينَ يَدَيِ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ ، اُوَحِّدُهُ واُسَبِّحُهُ واُكَبِّرُهُ واُقدِّسُهُ واُمَجِّدُهُ ، ويَتلوني نورٌ شاهِدٌ مِنّي . فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَنِ الشّاهِدُ مِنكَ؟ فَقالَ : عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . (1)
1 / 9أصدَقُ الأَقوالِالإمام عليّ عليه السلام_ حينَ سُئِلَ : أيُّ القَولِ أصدَقُ؟ _: شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ . (2)
1 / 10خَيرُ العِبادَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ العِبادَةِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)
.
ص: 546
الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أفضَلُ العِبادَةِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وخَيرُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ . ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ» (1) . (2)
مسند ابن حنبل عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ! أوصِني . قالَ : إذا عَمِلتَ سَيِّئَةً ، فَأَتبِعها حَسَنَةً تَمحُها . قالَ : قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أمِنَ الحَسَناتِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ»؟ قالَ : هِيَ أفضَلُ الحَسَناتِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ الفُقَراءُ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ الأَغنِياءَ لَهُم ما يُعتِقونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يَحُجّونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يَتَصَدَّقونَ ولَيسَ لَنا ، ولَهُم ما يُجاهِدونَ ولَيسَ لَنا . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن كَبَّرَ اللّهَ عز و جل مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن عِتقِ مِئَةِ رَقَبَةٍ ، ومَن سَبَّحَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن سِياقِ مِئَةِ بَدَنَةٍ ، ومَن حَمِدَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ مِن حُملانِ مِئَةِ فَرَسٍ في سَبيلِ اللّهِ بسُرُجِها ولُجُمِها ورُكُبِها ، ومَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ كانَ أفضَلَ النّاسِ عَمَلاً ذلِكَ اليَومِ إلّا مَن زادَ . قالَ : فَبَلَغَ ذلِكَ الأَغنِياءَ فَصَنَعوهُ . قالَ : فَعادَ الفُقَراءُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ قَد بَلَغَ الأَغنِياءَ ما قُلتَ ، فَصَنَعوهُ!
.
ص: 547
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ذلِكَ فَضلُ اللّهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ . (1)
1 / 11اُنسُ المُؤمِنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» اُنسُ المُؤمِنِ في حَياتِهِ ، وعِندَ مَوتِهِ ، وحينَ يُبعَثُ . (2)
1 / 12مِفتاحُ السَّماواتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ مِفتاحٌ ، ومِفتاحُ السَّماواتِ قَولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما قالَ عَبدٌ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» قَطُّ مُخلِصا ، إلّا فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ حَتّى تُفضِيَ (4) إلَى العَرشِ ، مَا اجتَنَبَ الكَبائِرَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ ، ومَن تَلاها بِ «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله » تَهَلَّلَ وَجهُ الحَقِّ سُبحانَهُ وتَعالى فَاستَبشَرَ بِذلِكَ ، ومَن تَلاها بِ «عَلِي¨ٌّ وَلِيُّ اللّهِ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ولَو كانَت بِعَدَدِ قَطرِ المَطَرِ . (6)
.
ص: 548
1 / 13شِعارُ المُسلِمينَ عَلَى الصِّراطِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :شِعارُ المُسلِمينَ عَلَى الصِّراطِ يَومَ القِيامَةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وعَلَى اللّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ . (1)
1 / 14لا يَعدِلُهُ شَيءٌرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَيسَ شَيءٌ إلّا ولَهُ شَيءٌ يَعدِلُهُ ، إلَا اللّهَ عز و جل فَإِنَّهُ لا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ لا يَعدِلُها شَيءٌ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :ما مِن شَيءٍ أعظَمُ ثَوابا مِن شَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، إنَّ اللّهَ عز و جل لا يَعدِلُهُ شَيءٌ ، ولا يَشرَكُهُ فِي الاُمُورِ أحَدٌ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :الأَعمالُ كُلُّها توزَنُ ، إلّا قَولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما قالَ القائِلونَ _ أنَا ومَن سِوايَ؛ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالأنبِياءُ المُرسَلونَ ، وَالعِبادُ الصّالحِونَ _ كَلِمَةً أحَبَّ إلَى اللّهِ ولا أثقَلَ فِي الميزانِ مِن : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ عَلِّمني شَيئا أذكُرُكَ بِهِ وأدعوكَ بِهِ .
.
ص: 549
قالَ : يا موسى ، قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ موسى : يا رَبِّ كُلُّ عِبادِكَ يَقولُ هذا! قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : لا إلهَ إلّا أنتَ ، إنَّما اُريدُ شَيئا تَخُصُّني بِهِ ! قالَ : يا موسى ، لَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وعامِرَهُنَّ _ غَيري _ وَالأَرَضينَ السَّبعَ في كَفَّةٍ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، مالَت بِهِنَّ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)
مستدرك الوسائل :قالَ موسى عليه السلام : يا رَبِّ ، دُلَّنِي عَلى عَمَلٍ أدخُلُ بِهِ الجَنَّةَ . فَقالَ : قُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّهُ لَو وُضِعَت عَلَى السَّماواتِ لَقَمَصَتهُنَّ (2) . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ موسى عليه السلام كانَ فيما يُناجي رَبَّهُ قالَ : رَبِّ كَيفَ المَعرِفَةُ بِكَ فَعَلِّمني؟ قالَ : تَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا رَبِّ كَيفَ الصَّلاةُ؟ قالَ لِموسى عليه السلام : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا رَبِّ فَأَينَ الصَّلاةُ؟ قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وكَذلِكَ يَقولُها عِبادي إلى يَومِ القِيامَةِ ، مَن قالَها : فَلَو وُضِعَتِ السَّماواتُ وَالأَرَضونَ السَّبعُ في كَفَّةٍ ، ووُضِعَ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ اُخرى لَرَجَحَت بِهِنَّ ، ولَو وُضِعَت عَلَيهِنَّ أمثالُها . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ نَبِيَّ اللّهِ نوحا عليه السلام لَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ قالَ لِابنِهِ : إنّي قاصٌّ عَلَيكَ الوَصِيَّةَ : آمُرُكَ بِاثنَتَينِ وأنهاكَ عَنِ اثنَتَينِ : آمُرُكَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ؛ فَإِنَّ السَّماواتِ السَّبع
.
ص: 550
وَالأَرَضينَ السَّبعَ لَو وُضِعَت في كَفَّةٍ ووُضِعَت «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في كَفَّةٍ ، رَجَحَت بِهِنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ وَالأَرَضينَ السَّبعَ كُنَّ حَلقَةً مُبهَمَةً ، قَصَمَتهُنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ». و«سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» ؛ فَإِنَّها صَلاةُ كُلِّ شَيءٍ ، وبِها يُرزَقُ الخَلقُ . (1)
1 / 15النَّوادِرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، و«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ للّهِِ تَملَؤُهُ . (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :إنّ نوحا عليه السلام لَمّا رَكِبَ السَّفينَةَ أوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : يا نوحُ ، إن خِفتَ الغَرَقَ فَهَلِّلني ألفا ثُمَّ سَلنِي النَّجاةَ ، اُنجِكَ مِنَ الغَرَقِ ومَن آمَنَ مَعَكَ . قالَ : فَلَمَّا استَوى نوحٌ ومَن مَعَهُ فِي السَّفينَةِ ، وعَصَفَت عَلَيهِمُ الرّيحُ ، فَلَم يَأمَن نوحٌ مِنَ الغَرَقِ ، فَأَعجَلَتهُ الرّيحُ فَلَم يُدرِك أن يُهَلِّلَ ألفا ، فَقالَ بِالسُّريانِيَّةِ : «هَلولِيا ألفا ألفا ، يا ماريا أتقِن» ، قالَ : فَاستَوَى القَلسُ ، وَاستَمَرَّتِ السَّفينَةُ . فَقالَ نوحٌ عليه السلام : إنَّ كَلاما نَجّانِيَ اللّهُ بِهِ مِنَ الغَرَقِ لَحَقيقٌ ألّا يُفارِقَني ، فَنَقَشَ فى ¨
.
ص: 551
خاتَمِهِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ألفَ مَرَّةٍ _ يا رَبِّ أصلِحني . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، خَرَقَت سُقوفَ السَّماءِ ، حَتّى تَصيرَ مِثلَ القَمَرِ ، وأعمالُهُ حَولَها مِثلُ الكَواكِبِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» نَفَعَتهُ يَوما مِن دَهرِهِ ، أصابَهُ قَبلَ ذلِكَ ما أصابَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، إلّا بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل يَومَ القِيامَةِ ووَجهُهُ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدرِ ، ولَم يُرفَع لِأَحَدٍ يَومَئِذٍ عَمَلٌ أفضَلُ مِن عَمَلِهِ ، إلّا مَن قالَ مِثلَ قَولِهِ أو زادَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام كَثيرَ الذِّكرِ ، لَقَد كُنتُ أمشي مَعَهُ وإِنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، وآكُلُ مَعَهُ الطَّعامَ وإِنَّهُ لَيَذكُرُ اللّهَ ، ولَقَد كانَ يُحَدِّثُ القَومَ وما يَشغَلُهُ ذلِكَ عَن ذِكرِ اللّهِ ، وكُنتُ أرى لِسانَهُ لازِقا بِحَنَكِهِ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (5)
عنه عليه السلام :مَن قالَ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ» ، أعاذَهُ اللّهُ العَزيزُ الجَبّارُ مِنَ الفَقرِ ، وآنَسَ وَحشَةَ قَبرِهِ ، وَاستَجلَبَ الغِنى ، وَاستَقرَعَ بابَ الجَنَّةِ . (6)
عنه عليه السلام :قالَ جَبرَئيلُ عليه السلام لِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : طُوبى لِمَن قالَ مِن اُمَّتِكَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ . (7)
.
ص: 552
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أفصَحَ أولادُكُم فَعَلِّموهُم لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ربّى صَغيرا حَتّى يَقولَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَم يُحاسِبهُ اللّهُ عز و جل . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اِفتَحوا عَلى صِبيانِكُم أوَّلَ كَلِمَةٍ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ولَقِّنوهُم عِندَ المَوتِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ؛ فَإِنَّهُ مَن كانَ أوَّلُ كَلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» وآخِرُ كَلامِهِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، ثُمَّ عاشَ ألفَ سَنَةٍ ، ما سُئِلَ عَن ذَنبٍ واحِدٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا فِي الجِنازَةِ قَولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الرّاياتِ إبراهيمُ عليه السلام [ عَلَيها] (5) : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ لِرَجُلٍ قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ _: وأنَا أقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَإِذا قالَ أحَدُكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَليَقُل : «وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : «فَ_ادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَ__لَمِينَ» (7) . (8)
.
ص: 553
الفَصلُ الثّاني : شروط التّهليل2 / 1الإِخلاصُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أسعَدُ النّاسِ بِشَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» خالِصا مِن قَلبِهِ أو نَفسِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لَيسَ لَها دونَ اللّهِ حِجابٌ حَتّى تَخلُصَ إلَيهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» كَلِمَةٌ عَظيمَةٌ كَريمَةٌ عَلَى اللّهِ عز و جل ، مَن قالَها مُخلِصا استَوجَبَ الجَنَّةَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ مُبارَكَةٌ ، مَن قالَها مُخلِصا نَجا مِنّي ودَخَلَ الجَنَّةَ . (4)
.
ص: 554
2 / 2الوِلايَةُالتوحيد عن إسحاق بن راهويه :لَمّا وافى أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام بِنيسابورَ ، وأرادَ أن يَخرُجَ مِنها إلَى المَأمونِ ، اِجتَمَعَ إلَيهِ أصحابُ الحَديثِ ، فَقالوا لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ تَرحَلُ عَنّا ولا تُحَدِّثُنا بِحَديثٍ فَنَستَفيدَهُ مِنكَ؟ وكانَ قَد قَعَدَ فِي العَمّارِيَّةِ (1) ، فَأَطلَعَ رَأسَهُ وقالَ : سَمِعتُ أبي موسَى بنَ جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبِيَ الحُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ أبي أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : سَمِعتُ جَبرَئيلَ عليه السلام يَقولُ : سَمِعتُ اللّهَ جَلَّ جَلالُهُ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حِصني ؛ فَمَن دَخَلَ حِصني أمِنَ مِن عَذابي . قالَ : فَلَمّا مَرَّتِ الرّاحِلَةُ نادانا : بِشُروطِها وأنَا مِن شُروطِها . (2)
الأمالي عن أبي الصلت الهروي :كُنتُ مَعَ الرِّضا عليه السلام لَمّا دَخَلَ نَيسابورَ وهُوَ راكِبٌ بَغلَة
.
ص: 555
شَهباءَ (1) ، وقَد خَرَجَ عُلَماءُ نَيسابورَ فِي استِقبالِهِ ، فَلَمّا سارَ (2) إلَى المرتعة 3 تَعَلَّقوا بِلِجامِ بَغلَتِهِ وقالوا : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، حَدِّثنا بِحَقِّ آبائِكَ الطّاهِرينَ ، حَدِّثنا (3) عَن آبائِكَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ . فَأَخرَجَ رَأسَهُ مِنَ الهَودَجِ وعَلَيهِ مِطرَفُ (4) خَزٍّ ، فَقالَ : حَدَّثَني أبي موسَى بنُ جَعفَرٍ ، عَن أبيهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عن أبيهِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ، عَن أبيهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، عَن أبيهِ الحُسَينِ سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، عَن أبيهِ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : أخبَرَني جَبرَئيلُ الرُّوحُ الأَمينُ ، عَنِ اللّهِ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ وجَلَّ وَجهُهُ قالَ : إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا وَحدي ، عِبادي فَاعبُدوني ، وَليَعلَم مَن لَقِيَني مِنكُم بِشَهادَةِ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ مُخلِصا بِها أنَّهُ قَد دَخَلَ حِصني ، ومَن دَخَلَ حِصني أمِنَ عَذابي . قالوا : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، وما إخلاصُ الشَّهادَةِ للّهِِ؟ قالَ : طاعَةُ اللّهِ ورَسولِهِ ووِلايَةُ أهلِ بَيتِهِ عليهم السلام . (5)
.
ص: 556
الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :جاءَ أعرابِيٌّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، هَل لِلجَنَّةِ مِن ثَمَنٍ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : ما ثَمَنُها؟ قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، يَقولُهَا العَبدُ الصّالِحُ مُخلِصا بِها . قالَ : وما إخلاصُها؟ قالَ : العَمَلُ بِما بُعِثتُ بِهِ في حَقِّهِ ، وحُبُّ أهلِ بَيتي . قالَ : وحُبُّ أهلِ بَيتِكِ لَمِن حَقِّها؟ قالَ : أجَل ، إنَّ حُبَّهُم لَأَعظَمُ حَقِّها . (1)
2 / 3العَمَلُ الصّالِحُرسول اللّه صلى الله عليه و آله _ في مَوعِظَتِهِ لِابنِ مَسعودٍ _ :يَابنَ مَسعودٍ ، إذا تَكَلَّمتَ بِ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ولَم تَعرِف حَقَّها فَإِنَّهُ مَردودٌ عَلَيكَ ، ولا يَزالُ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَرُدُّ غَضَبَ اللّهِ عَنِ العِبادِ ، حَتّى إذا لَم يُبالوا ما يَنقُصُ مِن دينِهِم بَعدَ إذ سَلِمَت دُنياهُم ، يَقولُ اللّهُ تَعالى : كَذَبتُم كَذَبتُم لَستُم بِها بِصادِقينَ فَإِنَّهُ يَقولُ اللّهُ تَعالى : «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّ__لِحُ يَرْفَعُهُ» (2) . (3)
.
ص: 557
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَلَن يَلِجَ مَلَكوتَ السَّماءِ حَتّى يُتِمَّ قَولَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ . (1)
2 / 4اِجتِنابُ المَحارِمُالمعجم الأوسط عن زيد بن أرقم :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا دَخَلَ الجَنَّةَ . قيلَ : وما إخلاصُها؟ قالَ : أن تَحجُزَهُ عَن مَحارِمِ اللّهِ عز و جل . (2)
.
ص: 558
. .
ص: 559
الفَصلُ الثّالِثُ : بركات التّهليل3 / 1هَدمُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، قالَ اللّهُ تَعالى : يا مَلائِكَتي ، عَلِمَ عَبدي أنَّهُ لَيسَ لَهُ رَبٌّ غَيري ، اُشهِدُكُم أنّي غَفَرتُ لَهُ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَقِّنوا مَوتاكُم : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَإِنَّها تَهدِمُ الذُّنوبَ . فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، فَمَن قالَ في صِحَّتِهِ؟ فَقالَ : ذاكَ أهدَمُ وأهدَمُ وأهدَمُ ، إنَّ «لا إلهَ إلَا اللّهُ» اُنسُ المُؤمِنِ في حَياتِهِ ، وعِندَ مَوتِهِ ، وحينَ يُبعَثُ . وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قالَ جَبرَئيلُ : يا مُحَمَّدُ ، لَو تَراهُم حينَ يُبعَثونَ ؛ هذا مُبيَضٌّ وَجهُهُ يُنادي : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ، وهذا مُسوَدٌّ وَجهُهُ يُنادي : يا وَيلاهُ يا ثَبوراهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» لا يَسبِقُها عَمَلٌ ، ولا تَترُكُ ذَنبا . (3)
.
ص: 560
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» في ساعَةٍ مِن لَيلٍ أو نَهارٍ ، طَلَسَت (1) ما في صَحيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» طَمَسَت ما قَبلَها مِنَ السَّيِّئاتِ ، يَقولُ [ اللّهُ] (3) : لا إلهَ إلَا اللّهُ حِصني ، مَن دَخَلَ حِصني أمِنَ عَذابي . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ غُدوَةً وعَشيّا : «لا إلهَ إلّا أنتَ» ، ضَمِنَت (5) إحداهُما إلَى الاُخرى ، ويُمحى ما بَينَهُما مِنَ الذُّنوبِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِنَ الكَلامِ كَلِمَةٌ أحَبُّ إلَى اللّهِ عز و جلمِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، وما مِن عَبدٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» يَمُدُّ بِها صَوتَهُ فَيَفرَغُ ، إلّا تَناثَرَت ذُنوبُهُ تَحتَ قَدَمَيهِ كَما يَتَناثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ تَحتَها . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا مُحِيَت ما في صَحيفَتِهِ مِن سَيِّئاتٍ حَتّى تَنتَهِيَ إلى مِثلِها مِن حَسَناتٍ . (8)
الاحتجاج عن الأصبغ بن نباتة :خَطَبَنا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ ، فَحَمِدَ اللّه
.
ص: 561
وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، سَلوني فَإنَّ بَينَ جَوانِحي عِلما جَمّا . فَقامَ إلَيهِ ابنُ الكَوّاءِ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ . . . كَم بَينَ مَوضِعِ قَدَمِك إلى عَرشِ رَبِّكَ؟ قالَ : ثَكِلَتكَ اُمُّكَ يَابنَ الكَوّاءِ! سَل مُتَعَلِّما ولا تَسأَل مُتَعَنِّتا ، مِن مَوضِعِ قَدَمي إلى عَرشِ رَبّي أن يَقولَ قائِلٌ مُخلِصا : لا إلهَ إلَا اللّهُ . قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، فَما ثَوابُ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ قالَ : مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا طُمِسَت ذُنوبُهُ ، كَما يُطمَسُ الحَرفُ الأَسوَدُ مِنَ الرَّقِّ الأَبيَضِ . فَإِن قالَ ثانِيَةً : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا خَرَقَت أبوابَ السَّماواتِ وصُفوفَ المَلائِكَةِ ، حَتّى يَقولَ المَلائِكَةُ بَعضُها لِبَعضٍ : اِخشَعوا لِعَظَمَةِ اللّهِ . فَإِذا قالَ ثالِثَةً : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مُخلِصا [ لَم] (1) تَنَهنَه دونَ العَرشِ ، فَيَقولُ الجَليلُ : اُسكُني ، فَوَعِزَّتي وجَلالي لَأَغفِرَنَّ لِقائِلِكَ بِما كانَ فِيهِ . ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّ__لِحُ يَرْفَعُهُ» (2) يَعني إذا كانَ عَمَلُهُ صالِحا ارتَفَعَ قَولُهُ وكَلامُهُ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :ما مِن عَبدٍ مُسلِمٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلّا صَعِدَت تَخرُقُ كُلَّ سَقفٍ ، لا تَمُرُّ بِشَيءٍ مِن سَيِّئاتِهِ إلّا طَلَسَتها ، حَتّى تَنتَهِيَ إلى مِثلِها مِنَ الحَسَناتِ فَتَقِفُ . (4)
.
ص: 562
3 / 2العِصمَةُ مِنَ الشَّيطانِالإمام عليّ عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهادةً مُمتَحَنا إخلاصُها ، مُعتَقَدا مُصاصُها (1) ، نَتَمَسَّكُ بِها أبَدا ما أبقانا ، ونَدَّخِرُها لِأَهاويلِ ما يَلقانا ، فَإِنَّها عَزيمَةُ الإِيمانِ ، وفاتِحَةُ الإِحسانِ ، ومَرضاةُ الرَّحمنِ ، ومَدحَرَةُ الشَّيطانِ . (2)
عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :لَيسَ شَيءٌ أقطَعَ لِظَهرِ إبليسَ مِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، كَلِمَةِ التَّقوى . (3)
3 / 3دَفعُ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :«لا إلهَ إلَا اللّهُ» تَدفَعُ عَن قائِلِها تِسعَةً وتِسعينَ بابا مِنَ البَلاءِ أدناهَا الهَمُّ . (4)
3 / 4الأمانُ مِنَ الذُّلِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» وَالاِستِغفارِ ؛ فَإِنَّهُما أمانٌ فِي الدُّنيا مِنَ الذُّلِّ ، وفِي الآخِرَةِ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ . (5)
.
ص: 563
3 / 5النَّجاةُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَأَعلَمُ كَلِمَةً لا يَقولُها عَبدٌ حَقّا مِن قَلبِهِ فَيَموتُ عَلى ذلِكَ ، إلّا حَرَّمَهُ اللّهُ عَلَى النّار : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ قَد حَرَّمَ عَلَى النّارِ مَن قالَ : «لا إلهَ إلاَّ اللّهُ» يَبتَغي بِذلِكَ وَجهَ اللّهِ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إذا قُلتَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ» فَهِيَ كَلِمَةُ الإِخلاصِ الَّتي لا يَقولُها عَبدٌ إلّا أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ ، إلَا المُستَكبِرينَ وَالجَبّارينَ . (3)
3 / 6دُخولُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ آخِرُ كَلامِهِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن شَهِدَ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ عِندَ مَوتِهِ ، دَخَلَ الجَنَّةَ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَمَنُ الجَنَّةِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، مِفتاحُ الجَنَّةِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، نَجا
.
ص: 564
صاحِبُ هذِهِ الشَّهادَةِ ، فَيَقولُ اللّهُ : عَبدي عَهِدَ إلَيَّ فَأَنَا أحَقُّ مَن وَفى بِالعَهدِ ، أدخِلوا عَبدِيَ الجَنَّةَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سَأَلَهُ يَهودِيٌّ عَن جَزاءِ مَن قالَ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ _: أمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» فَثَمَنُهَا الجَنَّةُ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «هَلْ جَزَاءُ الْاءِحْسَ_نِ إِلَا الْاءِحْسَ_نُ» (2) قالَ : هَل جَزاءُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» إلَا الجَنَّةُ . فَقالَ اليَهودِيُّ : صَدَقتَ يا مُحَمَّدُ . (3)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في جَوابِ راهِبٍ قالَ لَهُ : مَفاتيحُ الجَنَّةِ مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ؟ _: مِفتاحُ الجَنَّةِ لِسانُ العَبدِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :رَأَيتُ البارِحَةَ عَجَبا ، رَأَيتُ رَجُلاً مِن اُمَّتِي انتَهى إلى أبوابِ الجَنَّةِ ، فَغُلِّقَتِ الأَبوابُ دونَهُ ، فَجاءَتهُ شَهادَةُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، فَفُتِحَت لَهُ الأَبوابُ واُدخِلَ الجَنَّةَ . (5)
التوحيد عن زيد بن خالد :أرسَلَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ لي : بَشِّرِ النّاسَ أَنَّهُ مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ» فَلَهُ الجَنَّةُ . (6)
.
ص: 565
المستدرك عن أبي طلحة الأنصاري :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : منَ قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» دَخَلَ الجَنَّةَ ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ ، ومَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ ألفَ حَسَنَةٍ وأربَعا وعِشرينَ حَسَنَةً . قالُوا : يا رَسولَ اللّهِ إذا لا يَهلِكُ مِنّا أحَدٌ! قالَ : بَلى ، إنَّ أحَدَكُم لَيَجيءُ بِالحَسَناتِ لَو وُضِعَت عَلى جَبَلٍ أثقَلَتهُ ، ثُمَّ تَجيءُ النِّعَمُ فَتَذهَبُ بِتِلكَ ، ثُمَّ يَتَطاوَلُ الرَّبُّ بَعدَ ذلِكَ بِرَحمَتِهِ . (1)
3 / 7العِزَّةُالإمام الباقر عليه السلام :«لا إله إلَا اللّهُ» إعزازٌ لِأَهلِ دَعوَتِهِ ، الصَّلاةُ تَثبيتٌ لِلإِخلاصِ وتَنزيهٌ عَنِ الكِبرِ . (2)
3 / 8الفَلاحُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قولوا: «لا إِلهَ إِلَا اللّهُ» تُفلِحوا . (3)
.
ص: 566
3 / 9خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِالمحاسن عن سعيد بن المسيّب عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا اُخبِرُكُم بِما يَكونُ بِهِ خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإذا كَرِبتُم وَاغتَمَمتُم (1) دَعَوتُمُ اللّهَ بِهِ فَفَرَّجَ عَنكُم؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قولوا : «لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّنا لا نُشرِكُ بِهِ شَيئا» ثُمَّ ادعوا بِما بَدا لَكُم . (2)
راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج 3 ص 359 (قيمة التوحيد) .
.
ص: 567
الفَصلُ الرّابِعُ : التّهليلات المأثورة4 / 1التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَن مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آلهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أفضَلَ النّاسِ عَمَلاً ذلِكَ اليَومَ ، إلّا مَن زادَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ» استَجلَبَ بِهِ الغِنى ، وَاستَدفَعَ بِهِ الفَقرَ ، وسَدَّ عَنهُ بابَ النّارِ ، وَاستَفتَحَ بِهِ بابَ الجَنَّةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «حَسبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلَا هُوَ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ» قال
.
ص: 568
اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : لَأَكفِيَنَّ عَبدي صادِقا كانَ أو كاذِبا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ ، أَعَزَّ جُندَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، فَلا شَيءَ بَعدَهُ . (2)
البلد الأمين :دُعاءُ الَّتهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَهليلٍ هَلَّلَهُ المُهَلِّلونَ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفضَلُ الدُّعاءِ دُعاءُ يَومِ عَرَفَةَ ، وأفضَلُ قَولي وقَولِ الأَنبِياءِ قَبلي : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، بِيَدهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ إذا قُلتَهُنَّ غَفَرَ اللّهُ لَكَ ، وإن كُنتَ مَغفورا لَكَ؟ قالَ : قُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ العَليُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ العَرشِ العَظيمِ . (5)
السنن الكبرى عن ابن عبّاس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا حَزَبَهُ أمرٌ (6) قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّه
.
ص: 569
الحَليمُ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ العرشِ الكَريمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّ السَّماواتِ ورَبُّ الأَرضِ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ» . ثُمَّ يَدعو . (1)
الدعاء للطبراني عن جابر :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن أقولَ خَلفَ كُلِّ صَلاةٍ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، وما أبدَيتُ وما أخفَيتُ ، أنتَ إلهي لا إلهَ إلّا أنتَ . (2)
مسند الشافعي عن عبد اللّه بن الزبير :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا سَلَّمَ مِن صَلاتِهِ ، يَقولُ بِصَوتِهِ الأَعلى : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، [ لا إلهَ إلَا اللّهُ] (3) ولا نَعبُدُ إلّا إيّاهُ ، لَهُ النِّعمَةُ ولَهُ الفَضلُ ولَهُ الثَّناءُ الحَسَنُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ ولَو كَرِهَ الكافِرونَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله دَخَلَ عَلى رَجُلٍ مِن بَني هاشِمٍ وهُوَ يَقضي (5) ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : قُل : «لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضينَ السَّبعِ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ، فَقالَها .
.
ص: 570
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِِ الَّذِي استَنقَذَهُ مِنَ النّارِ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام _ مِمّا نَقَلَهُ عَن جابِرٍ الأَنصارِيِّ في صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _ :. . . فَبَدَأَ بِالصَّفا فَرَقِيَ عَلَيهِ حَتّى رَأَى البَيتَ ، فَاستَقبَلَ القِبلَةَ فَوَحَّدَ اللّهَ وكَبَّرَهُ ، وقالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ونَصَرَ عَبدَهُ وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ» ، ثُمَّ دَعا بَينَ ذلِكَ . (2)
الدعاء للطبراني عن أبي شبل عن جدّه :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِمَعاذِ بنِ جَبَلٍ : كَم تَذكُرُ رَبَّكَ عزَّ وجلَّ كُلَّ يَومٍ؟ تَذكُرُهُ عَشَرَةَ آلافِ مَرَّةٍ؟ قالَ : كُلَّ ذلِكَ أفعَلُ . قالَ : أفَلا أدُلُّكَ عَلى كَلِماتٍ هُنَّ أهوَنُ عَلَيكَ ، هُنَّ أكثَرُ مِن عَشَرَةِ آلافٍ وعَشَرَةِ آلافٍ وعَشَرَةِ آلافٍ؟ أن تَقولَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ حَصاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ كَلِماتِهِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ خَلقِهِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ مَعَهُ ، لا يُحصيهِ مُحصي مَلَكٌ ولا غَيرُهُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا إلهَ إلَا اللّهُ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ . . . . لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ نور
.
ص: 571
السَّماواتِ السَّبعِ ونورُ الأَرَضينَ السَّبعِ ونورُ العَرشِ العَظيمِ . لا إلهَ إلَا اللّهُ تَهليلاً لا يُحصيهِ غَيرُهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ ومَعَ كُلِّ أحَدٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ المَلِكُ المُبينُ ، المُدَبِّرُ بِلا وَزيرٍ ، ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ يَستَشيرُ ، الأَوَّلُ غَيرُ مَصروفٍ ، وَالباقي بَعدَ فَناءِ الخَلقِ . . . فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ، ولا مانِعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، كُنتَ إذ لَم تَكُن سَماءٌ مَبنِيَّةٌ ، ولا أرضٌ مَدحِيَّةٌ . . . كُنتَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وكَوَّنتَ كُلَّ شَيءٍ ، وقَدَرتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، وَابتَدَعتَ كُلَّ شَيءٍ ، وأغنَيتَ وأفقَرتَ ، وأمَتَّ وأحيَيتَ ، وأضحَكتَ وأبكَيتَ ، وعَلَى العَرشِ استَوَيتَ ، فَتَبارَكتَ يا اللّهُ وتَعالَيتَ . أنتَ اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، الخَلّاقُ المُعينُ ، أمرُكَ غالِبٌ ، وعِلمُكَ نافِذٌ . . . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ ، وأنتَ المالِكُ وأنَا المَملوكُ ، وأنتَ الرَّبُّ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ الرّازِقُ وأنَا المَرزوقُ . . . . وأنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، المُعطي عِبادَكَ بِلا سُؤالٍ ، وأشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ الواحِدُ الأَحَدُ ، المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ ، وإلَيكَ المَصيرُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كانَت لَهُ حاجَةٌ فَليَصُم ثَلاثَةً آخِرُهَا الجُمُعَةُ ، فَإِذا كانَ يَومُ الجُمُعَة
.
ص: 572
تَطَهَّرَ وراحَ (1) ، وتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ قَلَّت أو كَثُرَت ؛ بِالرَّغيفِ إلى ما دونَ ذلِكَ ، فَإِذا صَلَّى الجُمُعَةَ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَومٌ ، الَّذي مَلَأَت عَظَمَتُهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ ، وأسأَ لُكَ بِاسمِكَ بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، الَّذي عَنَت لَهُ الوُجوهُ وخَشَعَت لَهُ الأَبصارُ ، ووَجِلَتِ القُلوبُ مِن خَشيَتِهِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَقضِيَ حاجَتي في كَذا وكَذا . (2)
عنه صلى الله عليه و آله _ مِن دُعائِهِ يَومَ المُباهَلَةِ _ :اللّهُمَّ وإنّي أسأَ لُكَ بِما تُجيبُني بِهِ حينَ أسأَ لُكَ ، يا اللّهُ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِبَهاءِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِجَلالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِجَمالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعَظَمَةِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِكَمالِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِقَولِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِشَرَفِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعَلاءِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِكَلِماتِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِعِزَّةِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، أسأَ لُكَ بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، يا اللّهُ يا رَبّاهُ _ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ _ . (3)
.
ص: 573
4 / 2التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الشّاكِرُ لِلمُطيعِ لَهُ ، المُملي (1) لِلمُشرِكِ بِهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ عَلى حالِ بُعدِهِ ، وَالبَرُّ الرَّحيمُ بِمَن لَجَأَ إلى ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُجيبُ لِمَن ناداهُ بِأَخفَضِ صَوتِهِ ، السَّميعُ لِمَن ناجاهُ لِأَغمَضِ سِرِّهِ ، الرَّؤوفُ بِمَن رَجاهُ لِتَفريجِ هَمِّهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ لِتَنفيسِ كَربِهِ وغَمِّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ عَمَّن أَلحَدَ في آياتِهِ ، وَانحَرَفَ عَن بَيِّناتِهِ ، ودانَ بِالجُحودِ في كُلِّ حالاتِهِ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ، وأنتَ الآخِرُ الَّذي لا يَهلِكُ ، وأنتَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، وَالخالِقُ الَّذي لا يَعجِزُ . . . لا إلهَ إلّا أنتَ الحَقُّ الَّذي لا يُغَيِّرُكَ الأَزمِنَةُ ، ولا يُحيطُ بِكَ الأَمكِنَةُ ، ولا يَأخُذُكَ نَومٌ ولا سِنَةٌ (3) ، ولا يُشبِهُكَ شَيءٌ ، وكَيفَ لا يَكونُ كَذلِكَ وأنتَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ، لا إلهَ إلّا أنتَ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَكَ الكَريمَ . . . أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ الحَنّانُ المَنّانُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، أنتَ الرَّبُّ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ المالِكُ وأنَا المَملوكُ . . . لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ . (4)
عنه عليه السلام :نَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، يَعلَمُ ما تُخفِي النُّفوسُ ، وما
.
ص: 574
تُجِنُّ (1) البِحارُ ، وما تُواري مِنهُ ظُلمَةٌ ، ولا تَغيبُ عَنهُ غائِبَةٌ ، وما تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ مِن شَجَرَةٍ ولا حَبَّةٍ في ظُلُماتٍ إلّا يَعلَمُها ، لا إلهَ إلّا هُوَ ، ولا رَطبٍ ولا يابِسٍ إلّا في كِتابٍ مُبينٍ ، ويَعلَمُ ما يَعمَلُ العامِلونَ ، وأيَّ مَجرىً يَجرونَ ، وإلى أيِّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبونَ ، ونَستَهدِي اللّهَ بِالهُدى . (2)
عنه عليه السلام _ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _ :اللّهُمَّ إن كُنّا قَد قَصَّرنا عَن بُلوغِ طاعَتِكَ ، فَقَد تَمَسَّكنا مِن طاعَتِكَ بِأَحَبِّها إلَيكَ : لا إلهَ إلّا أنتَ ، جاءَت بِالحَقِّ مِن عِندِكَ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه :رُوِيَ أنَّهُ [ عَلِيّا عليه السلام ]يَقولُ في سَجدَةِ العَزائِمِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وتَصديقا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عُبودِيَّةً ورِقّا ، سَجدتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّدا ورِقّا ، لا مُستَنكِفا ولا مُستَكبِرا ، بَل أنَا عَبدٌ ذَليلٌ خائِفٌ مُستَجيرٌ» ، ثُمَّ يَرفَعُ رَأسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام _ مِن قَولِهِ في كُلِّ يَومٍ مِن أيّامِ العَشرِ مِن ذِي الحِجَّةِ _ :لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ اللَّيالي وَالدُّهورِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ أمواجِ البُحورِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ورَحمَتُهُ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الشَّوكِ وَالشَّجَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الشَّعرِ وَالوَبَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الحَجَرِ وَالمَدَرِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ لَمحِ العُيونِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ فِي اللَّيلِ إذا عَسعَسَ وفِي الصُّبحِ إذا تَنَفَّسَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَراري وَالصُّخورِ ، لا
.
ص: 575
إلهَ إلَا اللّهُ مِنَ اليَومِ إلى يَومِ يُنفَخُ فِي الصّورِ (1) . (2)
مستدرك الوسائل عن لبّ اللباب :رُوِيَ أنَّ عَليّا عليه السلام مَرَّ بِمَقبَرَةٍ ، فَقالَ : السَّلامُ عَلى أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مِن أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، يا أهلَ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، كَيفَ وَجدَتُم كَلِمَةَ لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ فَهَتَفَ هاتِفٌ : وَجَدناهَا المُنجِيَةَ مِن كُلِّ هَلَكَةٍ . (3)
جامع الأخبار عن أصبغ بن نباتة :كُنتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام فَمَرَّ بِالمَقابِرِ ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : السَّلامُ عَلى أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، مِن أهلِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، يا أهلَ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، كَيفَ وَجَدتُم كَلِمَةَ لا إلهَ إلَا اللّهُ؟ يا لا إلهَ إلَا اللّهُ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، اِغفِر لِمَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاحشُرنا في زُمرَةِ مَن قالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ . وقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن قالَها إذا مَرَّ بِالمَقابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنوبُ خَمسينَ سَنَةً . فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، مَن لَم يَكُن لَهُ ذُنوبُ خَمسينَ سَنَةً؟ قالَ : لِوالِدَيهِ وإخوانِهِ ولِعامَّةِ المُسلِمين . (4)
الإمام عليّ عليه السلام _ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ _ :ألا أحبوكَ (5) كَلِماتٍ وَاللّهِ ما حَدَّثتُ بِها حَسَنا ولا
.
ص: 576
حُسَينا؟ إذا كانَت لَكَ إلَى اللّهِ حاجَةٌ تُحِبُّ قَضاها فَقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ مُقتَدِرٌ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ما تَشاءُ مِن كُلِّ شَيءٍ يَكونُ» ، ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَكَ . (1)
4 / 3التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامفاطمة عليهاالسلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الظّاهِرُ وَالباطِنُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُحيِي المُميتُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ذُو الطَّولِ ، وَاللّهُ أكبَرُ ذُو البَقاءِ الدّائِمِ . (2)
عنها عليهاالسلام :اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مَلائِكَتَكَ وحَمَلَةَ عَرشِكَ ، واُشهِدُ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرضِ أنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُكَ ورَسولُكُ صلى الله عليه و آله ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، يا كائِنُ قَبلَ أن يَكُونَ شَيءٌ ، وَالمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيءٍ ، وَالكائِنُ بَعدَما لا يَكونُ شَيءٌ . (3)
4 / 4التَّهليلُ المَأثورُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلامالإمام الحسن عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ في رُبوبِيَّتِهِ ووُجودِهِ ووَحدانِيَّتِهِ ، صَمَدا لا
.
ص: 577
شَريكَ لَهُ ، فَردا لا ظَهيرَ (1) لَهُ . (2)
4 / 5التَّهليلاتُ المَأثورةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلامالإمام الحسين عليه السلام :اللّهُمَّ مِنكَ البَدءُ ولَكَ المَشِيَّةُ ، ولَكَ الحَولُ ولَكَ القُوَّةُ ، وأنتَ اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، جَعَلتَ قُلوبَ أولِيائِكَ مَسكَنا لِمَشِيَّتِكَ ومَكمَنا لِاءِرادَتِكَ ، وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِرِكَ ونَواهِيكَ . (3)
عنه عليه السلام :لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُستَغفِرينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُوَحِّدينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الوَجِلينَ (4) ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الرّاجينَ الرّاغِبينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ السّائِلينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ المُهَلِّلينَ المُسَبِّحينَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ رَبّي ورَبُّ آبائِيَ الأَوَّلينَ . (5)
4 / 6التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام :تَبارَكتَ وتَعالَيتَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، آمَنتُ بِكَ، وصَدَّقتُ رُسُلَكَ ، وقَبِلتُ كِتابَكَ ، وكَفَرتُ بِكُلِّ مَعبودٍ غَيرِكَ ، وبَرِئتُ مِمَّن
.
ص: 578
عَبَدَ سِواكَ . (1)
عنه عليه السلام :أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَحَدُ المُتَوَحِّدُ ، الفَردُ المُتَفَرِّدُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَريمُ المُتَكَرِّمُ ، العَظيمُ المُتَعَظِّمُ ، الكَبيرُ المُتَكَبِّرُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، العَلِيُّ المُتعالِ ، الشَّديدُ المِحالِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، العَليمُ الحَكيمُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، السَّميعُ البَصيرُ ، القَديمُ الخَبيرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الكَريمُ الأَكرَمُ ، الدّائِمُ الأَدوَمُ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ عَدَدٍ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الدّاني في عُلُوِّهِ ، وَالعالي في دُنُوِّهِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، ذُو البَهاءِ وَالمَجدِ ، وَالكِبرِياءِ وَالحَمدِ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، الَّذي أنشَأتَ الأَشياءَ مِن غَيرِ سِنخٍ (2) ، وصَوَّرتَ ما صَوَّرتَ مِن غَيرِ مِثالٍ ، وَابتَدَعتَ المُبتَدَعاتِ بِلَا احتِذاءٍ (3) . (4)
عنه عليه السلام :لا إله إلّا أنتَ ، تَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الظّالِمونَ عُلُوّا كَبيرا . اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ وأنتَ أقرَبُ الشّاهِدينَ ، واُشهِدُ مَن حَضَرَني مِن مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، أنّي أشهَدُ بِسَريرَةٍ زَكِيَّةٍ ، وبَصيرَةٍ مِنَ الشَّكِّ بَريئَةٍ ، شَهادَةً أعتَقِدُها بِإِخلاصٍ وإيقانٍ ، واُعِدُّها طَمَعا فِي الخَلاصِ وَالأَمانِ ، اُسِرُّها تَصديقا بِرُبوبِيَّتِكَ ، واُظهِرُها تَحقيقا لِوَحدانِيَّتِكَ ، ولا أصُدُّ عَن سَبيلِها ، ولا اُلحِدُ في تَأويلِها ، أنَّكَ أنتَ اللّهُ رَبّي لا اُشرِكُ بِكَ أحَدا ، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَدا . (5) لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، الواحِدُ الَّذي لا يَدخُلُ في عَدَدٍ ، وَالفَردُ الَّذي لا
.
ص: 579
يُقاسُ بِأَحَدٍ ، عَلا عَنِ المُشاكَلَةِ وَالمُناسَبَةِ ، وخَلا مِن الأَولادِ وَالصّاحِبَةِ (1)
الملهوف _ في ذِكرِ أحوالِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلام _ :حَدَّثَ مَولًى لَهُ عليه السلام أَنَّهُ بَرَزَ إلَى الصَّحراءِ يَوما ، قالَ : فَتَبِعتُهُ ، فَوَجَدتُهُ قَد سَجَدَ عَلى حِجارَةٍ خَشِنَةٍ ، فَوَقَفتُ وأنَا أسمَعُ شَهيقَهُ وبُكاءَهُ ، وأحصَيتُ عَلَيهِ ألفَ مَرَّةٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ تَعَبُّدا ورِقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا» . ثُمَّ رَفَعَ رأسَهُ مِن سُجودِهِ ، وإنَّ لِحيَتَهُ ووَجهَهُ قَد غُمِرا مِنَ الدُّموعِ . (2)
4 / 7التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلامالإمام الباقر عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُهَلَّلَ . (3)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَعالى أهدى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليه السلام خَمسَ دَعَواتٍ جاءَ بِها جَبرَئيلُ عليه السلام في أيّامِ العَشرِ فَقالَ : يا عيسى ، اُدعُ بِهذِهِ الخَمسِ الدَّعَواتِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَت عِبادَةٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ مِن عِبادَتِهِ في أيّامِ العَشرِ _ يَعني عَشرَ ذِي الحِجَّةِ _ : أوَّلُهُنَّ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالثّانِيَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، أحَدا صَمَدا لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا .
.
ص: 580
وَالثّالِثَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، أحَدا صَمَدا لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ . وَالرّابِعَةُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ وهُوَ حَيٌّ لا يَموتُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . وَالخامِسَةُ : حَسبِيَ اللّهُ وكَفى ، سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا ، لَيسَ وَراءَ اللّهِ مُنتَهىً ، أشهَدُ للّهِِ بِما دَعا ، وأَنَّهُ بَريءٌ مِمَّن تَبَرّى ، وأنَّ للّهِِ الآخِرَةَ وَالاُولى . (1)
4 / 8التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الرَّحمنُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُفضِلُ المَنّانُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ذُو الطَّولِ وإلَيهِ المَصيرُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الظّاهِرُ الباطِنُ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أشهَدُ أَنَّكَ كَما تَقولُ وفَوقَ ما يَقولُ القائِلونَ ، وأشهَدُ أنَّكَ كَما شَهِدتَ لِنَفسِكَ وشَهِدَت لَكَ مَلائِكَتُكَ واُولُو العِلمِ ، بِأَنَّكَ قائِمٌ بِالقِسطِ لا إلهَ إلّا أنتَ ، وكَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ . (3)
عنه عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ عُبودِيَّةً ورِقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا» أقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِوَجهِهِ ، ولَم يَصرِف وَجهَهُ عَنهُ حَتّى يَدخُلَ الجَنَّةَ . (4)
.
ص: 581
عنه عليه السلام :ما مِن أحَدٍ يَحضُرُهُ المَوتُ إلّا وُكِّلَ بِهِ شَيطانٌ مِن شَياطينِهِ يَأمُرُهُ بِالكُفرِ ويُشَكِّكُهُ في أمرِهِ ودينِهِ ، حَتّى تَخرُجَ نَفسُهُ ، فَمَن كانَ مُؤمِنا مُوَحِّدا مُستَبصِرا لَم يَقدِر عَلَيهِ ، ومَن كانَ ضَعيفا في دينِهِ شَكَّكَهُ في أمرِهِ ودينِهِ . فَإِذا حَضَرتُم مَوتاكُم فَلَقِّنوهُم كَلِمَةَ الإِخلاصِ ، وهِيَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمِ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبعِ ورَبِّ الأَرَضينَ السَّبعِ وما فيهِنَّ وما بَينَهُنَّ وما تَحتَهُنَّ ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (1)
عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يُمَجِّدُ نَفسَهُ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَمَن مَجَّدَ اللّهَ بِما مَجَّدَ بِهِ نَفسَهُ ثُمَّ كانَ في حالِ شِقوَةٍ حَوَّلَهُ اللّهُ عز و جلإلى سَعادَةٍ ، يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ (العَلِيُّ) الكَبيرُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مالِكُ يَومِ الدِّينِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مِنكَ بَدءُ الخَلقِ وإلَيكَ يَعودُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لَم تَزَل ولا تَزالُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ الخَيرِ وَالشَّرِّ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ أحَدٌ صَمَدٌ لَم يَلِد ولَم يُولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ «الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَ_مُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَ_نَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَ__لِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِى السَّمَ_وَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (2) ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ وَالكِبرِياءُ رِداؤُكَ . (3)
.
ص: 582
الكافي عن عمرو بن أبي المقدام :أملى عَلَيَّ هذَا الدُّعاءَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام وهُوَ جامِعٌ لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ : تَقولُ بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ : اللّهُمَّ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَليمُ الكَريمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الواحِدُ القَهّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ المَلِكُ الجَبّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحيمُ الغَفّارُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ شَديدُ المِحالِ (1) ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الكَبيرُ المُتعالُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ السَّميعُ البَصيرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ المَنيعُ القَديرُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الشَّكورُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَميدُ المَجيدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغَفورُ الوَدودُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَنّانُ المَنّانُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَليمُ الدَّيّانُ (2) ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الجَوادُ الماجِدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الواحِدُ الأَحَدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الغائِبُ الشّاهِدُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الظّاهِرُ الباطِنُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ . تَمَّ نورُكَ فَهَدَيتَ ، وبَسَطتَ يَدَكَ فَأَعطَيتَ ، رَبَّنا وَجهُكَ أكرَمُ الوُجوهِ ، وجَهَتُكَ خَيرُ الجِهاتِ ، وعَطِيَّتُكَ أفضَلُ العَطايا وأهنَؤُها ، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشكُرُ ، وتُعصى رَبَّنا فَتَغفِرُ لِمَن شِئتَ ، تُجيبُ المُضطَرَّ ، وتَكشِفُ السّوءَ ، وتَقبَلُ التَّوبَةَ ، وتَعفو عَنِ الذُّنوبِ ، لا تُجازى أياديكَ ، ولا تُحصى نِعَمُكَ ، ولا يَبلُغُ مِدحَتَكَ قَولُ قائِلٍ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَجِّل فَرَجَهُم وروحَهُم وراحَتَهُم وسُرورَهُم ، وأذِقني طَعمَ فَرَجِهِم ، وأهلِك أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَة
.
ص: 583
وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ ، وَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ ، وَاجعَلني مِنَ الَّذين صَبَروا وعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ ، وثَبِّتني بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وفِي الآخِرَةِ ، وبارِك لي فِي المَحيا وَالمَماتِ ، وَالمَوقِفِ وَالنُّشورِ ، وَالحِسابِ وَالميزانِ ، وأهوالِ يَومِ القِيامَةِ ، وسَلِّمني عَلَى الصِّراطِ ، وأجِزني عَلَيهِ ، وَارزُقني عِلما نافِعا ، ويَقينا صادِقا ، وتُقىً وبِرّا ووَرَعا وخَوفا مِنكَ ، وفَرَقا يُبَلِّغُني مِنكَ زُلفى (1) ، ولا يُباعِدُني عَنكَ ، وأحبِبني ولا تُبغِضني ، وتَوَلَّني ولا تَخذُلني ، وأعطِني من جَميعِ خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأجِرني مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ بِحَذافيرِهِ (2) ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم . (3)
4 / 9التّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامفلاح السائل عن يحيى بن الفضل النوفلي :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام بِبَغدادَ حينَ فَرَغَ مِن صَلاةِ العَصرِ ، فَرَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وسَمِعتُهُ يَقولُ : أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلَا أنتَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ إلَيكَ زيادَةُ الأَشياءِ ونُقصانُها ، وأنتَ اللّهُ لا إله إلّا أنتَ خَلَقتَ الخَلقَ بِغَيرِ مَعونَةٍ مِن غَيرِكَ ولا حاجَةٍ إلَيهِم ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ مِنكَ المَشيئَةُ وإلَيكَ البَدءُ . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ قَبلَ القَبلِ وخالِقُ القَبلِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ بَعدَ البَعدِ وخالِقُ البَعدِ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ وعنِدَكَ اُمُّ الكِتابِ ، أنت
.
ص: 584
اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ غايَةُ كُلِّ شَيءٍ ووارِثُهُ ، أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لا يَعزُبُ (1) عَنكَ الدَّقيقُ ولَا الجَليلُ . أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ لا تَخفى عَلَيكَ اللُّغاتُ ولا تَتَشابَهُ عَلَيكَ الأَصواتُ ، كُلَّ يَومٍ أنتَ في شَأنٍ ، لا يَشغَلُكَ شَأنٌ عَن شَأنٍ ، عالِمُ الغَيبِ وأخفى ، دَيّانُ يَومِ الدّينِ ، مُدَبِّرُ الاُمورِ ، باعِثُ مَن فِي القُبورِ ، مُحيِي العِظامَ وهِيَ رَميمٌ ، أسأَ لُكَ بِاسمِكَ المَكنونِ المَخزونِ الحَيِّ القَيّومِ الَّذي لا يَخيبُ مَن سَأَلَكَ بِهِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتَقِمِ لَكَ مِن أعدائِكَ ، وأنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (2)
الإمام الكاظم عليه السلام _ في كِتابٍ كَتَبَهُ لِلحُسَينِ بنِ خالِدٍ لَمّا شَكا إلَيهِ دَينا عَلَيهِ _ :قُل في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَرحَمَني بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَرضى عَنّي بِلا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا لا إلهَ إلّا أنتَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، أن تَغفِرَ لي بِلا إلهَ إلّا أنتَ . (3)
4 / 10التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلامالإمام الرضا عليه السلام _ بَعدَ أن عَلَّمَ هِشاما صَلاةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، قالَ _ :وَالدُّعاءُ بَعدَها : لا إلهَ إلَا اللّهُ رَبُّنا ورَبُّ آبائِنَا الأَوَّلينَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إلها واحِدا ونَحنُ لَهُ مُسلِمونَ ،
.
ص: 585
لا إلهَ إلَا اللّهُ لا نَعبُدُ إلّا إيّاهُ مُخلِصينَ لَهُ الدِّينَ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وأعَزَّ جُندَهُ ، وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، فَلَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ أنت نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فيهِنَّ ، فَلَكَ الحَمدُ ، وأنتَ قِيامُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ومَن فيهِنَّ ، فَلَكَ الحَمدُ . . . أنتَ إلهي لا إلهَ إلّا أنتَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمِّدٍ ، وَاغفِر لي وَارحَمني وتُب عَلَيَّ إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (1)
4 / 11التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ العَسكَرِيِّ عليه السلامالإمام العسكري عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ البَديءُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وأنتَ الحَيُّ القَيّومُ ، ولا إلهَ إلّا أنتَ الَّذي لا يُذِلُّكَ شَيءٌ وأنتَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، لا إلهَ إلّا أنتَ خالِقُ ما يُرى وما لا يُرى ، العالِمُ بِكُلِّ شَيءٍ بِغَيرِ تَعليمٍ ، أسأَ لُكَ بِآلائِكَ ونَعمائِكَ بِأَنَّكَ اللّهُ الرَّبُّ الواحِدُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الوِترُ الفَردُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ، القائِمُ عَلى كُلِّ نَفسٍ بِما كَسَبَت ، الرَّقيبُ الحَفيظُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ اللّهُ الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالباطِنُ دونَ كُلِّ شَيءٍ ، الضّارُّ النّافِعُ ، الحَكيمُ العَليمُ ، وأسأَ لُكَ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ الحَيُّ القَيّومُ ، الباعِثُ الوارِثُ ، الحَنّانُ المَنّانُ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وذُو الطَّولِ وذوُ العِزَّةِ وذُو السُّلطانِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ،
.
ص: 586
أحَطتَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما وأحصَيتَ كُلَّ شَيءٍ عَدَدا ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)
4 / 12التَّهليلاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام _ في صِفَةِ القائِمِ عليه السلام _ :كَأَنَّني بِهِ قَد عَبَرَ مِن وادِي السَّلامِ إلى مَسيلِ السَّهلَةِ عَلى فَرَسٍ مُحَجَّلٍ لَهُ شِمراخٌ (2) يَزهَرُ ، يَدعو ويَقولُ في دُعائِهِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ حَقّا حَقّا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ إيمانا وصِدقا ، لا إلهَ إلَا اللّهُ تَعَبُّدا ورِقّا ، اللّهُمَّ مُعِزَّ كُلِّ مُؤمِنٍ وَحيدٍ ، ومُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، أنتَ كَنَفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ ، وتَضيقُ عَلَيَّ الأَرضُ بِما رَحُبَت . اللّهُمَّ خَلَقتَني وكُنتَ غَنِيّا عَن خَلقي ، ولَولا نَصرُكَ إيّايَ لَكُنتُ مِنَ المَغلوبينَ؛ يا مُنشِرَ الرَّحمَةِ مِن مَواضِعِها ، ومُخرِجَ البَرَكاتِ مِن مَعادِنِها ، ويا مَن خَصَّ نَفسَهُ بِشُموخِ الرِّفعَةِ فَأَولِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزونَ ، يا مَن وَضَعَت لَهُ المُلوكُ نيرَ (3) المَذَلَّةِ عَلى أعناقِهِم فَهُم مِن سَطوَتِهِ خائِفونَ ، أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي فَطَرتَ بِهِ خَلقَكَ فَكُلٌّ لَكَ مُذعِنونَ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُنجِزَ لي أمري ، وتُعَجِّلَهُ لي فِي الفَرَجِ ، وتَكفِيَني ، وتُعافِيَني ، وتَقضِيَ حَوائِجي ، السّاعَةَ السّاعَةَ ، اللَّيلَةَ اللَّيلَةَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (4)
.
ص: 587
الفهرس التفصيلي .
ص: 588
. .
ص: 589
. .
ص: 590
. .
ص: 591
. .
ص: 592
. .
ص: 593
. .
ص: 594
. .
ص: 595
. .
ص: 596
. .
ص: 597
. .
ص: 598
. .
ص: 599
. .
ص: 600
. .
ص: 601
. .
ص: 602
. .
ص: 603
. .
ص: 604
. .
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
ص: 6
ص: 7
القِسمُ السّادِسُ: التّكبيرالمدخلالفصل الأوّل : تفسير التّكبيرالفصل الثّاني : فضل التّكبير والحثّ عليهالفصل الثّالث : مواضع التّكبيرالفصل الرّابع : أدب التّكبير في الصّلاةالفصل الخامس : التّكبيرات المأثورة
.
ص: 8
. .
ص: 9
المدخل«التكبير» لغةً واصطلاحاإنّ كلمة «التكبير» مصدر من مادة «ك ب ر» . وتعني هذه المادة العظم المادي والمعنوي (1) ، وعندما تنقل هذه المادة إلى باب الإفعال ، أو التفعيل ، أو الاستفعال فإنّها تستعمل بمعنى الإكبار ، والاستعظام ، والاستكبار ، والذكر بالكبر . ذكر ابن فارس في هذا المجال : الكاف والباء والراء أصل صحيح يدلّ على خلاف الصِّغَر . . . ومن الباب الكبر ، وهو الهرم . الكبر : العظمة . . . ويقال : أكبرتُ الشيء : استعظمتُه . (2) وقال ابن منظور : استكبر الشيء : رآه كبيرا وعظم عنده . . . وكبّر الأمر : جعله كبيرا . . . والتكبير : التعظيم . (3) كما صرّح الراغب في المفردات : أكبرت الشيء : رأيته كبيرا . قال تعالى : «فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ» (4) والتكبير يقال
.
ص: 10
لذلك ، ولتعظيم اللّه تعالى بقولهم : اللّه أكبر ، ولعبادته واستشعار تعظيمه (1) .
«التكبير» في الكتاب والسنّةاستعملت كلمة «التكبير» في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط : «وَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى الْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرَا» (2) . وقد جاءت هذه الكلمة في القرآن والسنّة بمعناها اللغوي ، أي ذكر اللّه _ تعالى _ بالكبر والعظمة ، وكذلك قول «اللّه أكبر» .
تفسير «التكبير»يمكن تقسيم الأحاديث التي فسّرت «التكبير» إلى أربع مجموعات : 1 . الأحاديث التي اكتفت في تفسير هذا الذكر بالإشارة إلى وحدانية اللّه _ تعالى _ في العظمة مثل ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله في معنى التكبير : يَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبَرَ مِنهُ . (3) 2 . الأحاديث التي تعتبر كبر اللّه بمعنى كونه أكبر من أن يوصف . وهذه الأحاديث هي في الحقيقة تأكيد على أنّ اللّه _ عزّوجلّ _ لا يمكن قياسه مع أيّ شيء آخر (سواء كان مادّيا ، أم معنويّا) لأنّ كل شيء محدود سوى اللّه _ جلّ وعلا _ ، كما قال الإمام الصادق عليه السلام لشخص فسّر في حضوره «أكبر» ب «أكبر من كلّ شيء» ، فقال عليه السلام : «حَدَّدْتَهُ» ، أي أنّ هذا التفسير يعني تحديد اللّه _ تعالى _ ، وعندما سأل الرجل عن التفسير الصحيح ل «اللّه أكبر» قال عليه السلام :
.
ص: 11
قل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يُوصَفَ . (1) 3 . الأحاديث التي فسّرت «التكبير» بتنزيه اللّه _ سبحانه _ من الصفات السلبية ، مثل الرواية التي نقلت عن الإمام عليّ عليه السلام في تفسير التكبير : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ بِقِيامٍ أو قُعود أن يوصَفَ بِحَرَكَةٍ أو جُمود أن يوصَفَ بِجِسمٍ أو يُشَبَّهَ بِشِبهٍ أو يُقاسَ بِقِياس أن تَحُلَّهُ الأَعراضُ أو تُؤلِمَهُ الأَمراض أن يوصَفَ بِجَوهَرٍ أو بِعَرَضٍ أو يَحُلَّ شَيئاً أو يُحَلَّ فيه شَيء أن يَجوزَ عَلَيهِ ما يَجوزُ عَلَى المُحدَثينَ مِنَ الزَّوالِ وَالاِنتِقالِ وَالتَّغَيُّرِ مِنَ حالٍ إلى حال أن تَحُلَّهُ الحَواسُّ الخَمسُ . (2) 4 . الأحاديث التي فسّرت «التكبير» بوصف اللّه _ جلّ وعلا _ بالصفات الثبوتية ، مثل ما صرّح به الإمام عليّ عليه السلام في تفسير آخر لهذا الذكر قائلاً : «اللّهُ أكبَرُ» : أي العَليمُ الخَبيرُ ، عَلِمَ ما كانَ وما يَكونُ قَبلَ أن يَكونَ . «اللّهُ أكبَرُ» أي القادِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، يَقدِرُ عَلى ما يَشاءُ ، القَوِيُّ لِقُدرَتِهِ ، المُقتَدِرُ عَلى خَلقِهِ ، القَوِيُّ لِذاتِهِ ، قُدرَتُهُ قائِمَةٌ عَلَى الأَشياءِ كُلِّها ، إذا قَضى أمراً فَإِنَّما يَقولُ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ . (3) ويدلّ التأمّل في هذه الأحاديث على أنّ «التكبير» هو في الحقيقة تجلّي جلال اللّه _ تعالى _ وجماله في قلب الذاكر ، ولذلك فكلّما تجلّى جلال اللّه _ سبحانه _
.
ص: 12
وجماله في القلب أكثر ، فسوف يكون الذكر اللساني أكثر كمالاً .
أهمية ذكر «التكبير»يكفي في أهمية هذا الذكر أنّ أكبر مصاديق الذكر وهو «الصّلاة» تبدأ بالتكبير وتنتهي به ، وبالإضافة إلى ذلك فقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : لِكُلِّ شَيءٍ صَفوَةٌ ، وَصَفوَةُ الصَّلاةِ التَّكبيرَةُ الاُولى . (1) وهذا الحديث يعني أن التوجّه إلى عظمة الجلال والجمال الإلهيين في بداية الصلاة ، هما عصارة الصلاة وحلاوتها ، فإذا ما اقترن ذلك بذكر التكبير على لسان المصلّي ، فإنّه يجعله خاضعا وخاشعا أمام اللّه _ تعالى _ ويهيّئ الأرضية لحضور القلب في الصلاة . كما أنّ تصريح عدد من الأحاديث بتساوي «التهليل» و «التكبير» من حيث القيمة ، هو قرينة اُخرى على الأهمية الكبرى لهذا الذكر ، كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام في تفسير «كَلِمَةَ التَّقْوَى» (2) . لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ . (3) وروي عن الإمام الصادق عليه السلام : ثَمَنُ الجَنَّةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ . (4) وروي عنه عليه السلام أو عن الإمام الباقر عليه السلام : أكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ، فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ عز و جل مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (5)
.
ص: 13
منزلة التكبيررغم أنّ «التكبير» وذكر اللّه _ سبحانه _ بالعظمة والكبر مطلوبان في كل حال وفي كل المواضع إلّا أن التأمّل في النصوص الإسلامية يدل على أنّ قول هذا الذكر عندما يصادف الإنسان اُمورا تذكّر بعظمة اللّه ، أو تؤدي دورا خاصّا في التوجّه إلى العظمة الإلهيّة ، يتمتّع بأهمية أكبر ، وعلى سبيل المثال فإنّ التوجّه لعظمة اللّه عند الأذان والصلاة يوجب حضور قلبه و خضوعه وخشوعه في الصلاة ، والتوجّه للعظمة الإلهيّة في حال الجهاد يبثّ روح المقاومة في المقاتل والتوجّه إلى العظمة الإلهيّة عند النصر ، يحول دون آفات الغرور . واستحضار العظمة الإلهيّة عند الزفاف والأعياد يؤدي إلى أن لا تؤدي المسرّات إلى الغفلة . من هذا الباب ، استحصار العظمة الإلهيّة عند رؤية الهلال ، حيث إنّ النظام الحكيم الذي يحكم دوران القمر والأرض هو إحدى الآيات الكبيرة لعظمة الخالق الحكيم العالم . وهكذا الحال بالنسبة إلى المواضع الاُخرى التي وردت التوصية فيها بذكر «التكبير» ، فلكل منها حكمته الخاصة به ، وهذه الحكمة يمكن فهمها عبر التأمّل والتفكّر .
.
ص: 14
. .
ص: 15
الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير التّكبيررسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سُئِلَ عَن تَفسيرِ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ _: ، . . . وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَهِيَ كَلِمَةٌ أعلَى الكَلِماتِ وأحَبُّها إلَى اللّهِ ، عز و جليَعني أنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أكبَرَ مِنهُ ، ولا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلّا بِها لِكَرامَتِها عَلَى اللّهِ عز و جلوهُوَ الاِسمُ الأَعَزُّ الأَكرَمُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ في بَيانِ مَعنى «اللّهُ أكبَرُ» فِي الأَذانِ _: فَمَعنى «اللّهُ» : أنَّهُ يُخرِجُ الشَّيءَ مِن حَدِّ العَدَمِ إلى حَدِّ الوُجودِ ، ويَختَرِعُ الأَشياءَ لا مِن شَيءٍ ، وكُلُّ مَخلوقٍ دونَهُ يَختَرِعُ الأَشياءَ مِن شَيءٍ إلَا اللّهَ ، فَهذا مَعنى «اللّهُ» ، وذلِكَ فَرقٌ بَينَهُ وبَينَ المُحدَثِ. ومَعنى «أكبَرُ» : أي أكبَرُ من أن يوصَفَ فِي الأَوَّلِ ، وأكبَرُ مِن كُلِّ شَيءٍ لَمّا خَلَقَ الشَّيءَ . (2)
بحار الأنوار عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ :كُنتُ مَعَ مَولانا أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَرَأى رَجُلاً قائِما يُصَلّي ، فَقالَ لَهُ : يا هذا أتَعرِفُ تَأويلَ الصَّلاةِ؟
.
ص: 16
فَقالَ : يا مَولايَ؟ وهَل لِلصَّلاةِ تَأويلٌ غَيرُ العِبادَةِ؟ فَقالَ : إي وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالنُّبُوَّةِ ، وما بَعَثَ اللّهُ نَبِيَّهُ بِأَمرٍ مِنَ الاُمورِ إلّا ولَهُ تَشابُهٌ وتَأويلٌ وتَنزيلٌ ، وكُلُّ ذلِكَ يَدُلُّ عَلَى التَّعَبُّدِ . فَقالَ لَهُ : عَلِّمني ما هُوَ يا مَولايَ؟ فَقالَ عليه السلام : تَأويلُ تَكبيرَتِكَ الاُولى إلى إحرامِكَ أن تُخطِرَ في نَفسِكَ إذا قُلتَ : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ بِقِيامٍ أو قُعودٍ ، وفِي الثّانِيَةِ : أن يوصَفَ بِحَرَكَةٍ أو جُمودٍ ، وفِي الثّالِثَةِ : أن يوصَفَ بِجِسمٍ أو يُشَبَّهَ بِشِبهٍ أو يُقاسَ بِقِياسٍ ، وتُخطِرَ فِي الرّابِعَةِ : أن تَحُلَّهُ الأَعراضُ أو تُؤلِمَهُ الأَمراضُ ، وتُخطِرَ فِي الخامِسَةِ : أن يوصَفَ بِجَوهَرٍ أو بِعَرَضٍ أو يَحُلَّ شَيئا أو يُحَلَّ فيهِ شَيءٌ ، وتُخطِرَ فِي السّادِسَةِ : أن يَجوزَ عَلَيهِ ما يَجوزُ عَلَى المُحدَثينَ مِنَ الزَّوالِ وَالاِنتِقالِ وَالتَّغَيُّرِ مِنَ حالٍ إلى حالٍ ، وتُخطِرَ فِي السّابِعَةِ : أن تَحُلَّهُ الحَواسُّ الخَمسُ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ في بَيانِ مَعنى «اللّهُ أكبَرُ» في تَكبيرَةِ الاِفتِتاحِ _: هُوَ أكبَرُ مِن أن يُلمَسَ بِالأَخماسِ ، ويُدرَكَ بِالحَواسِّ . ومَعنَى «اللّهُ» : هُوَ الَّذي ذَكَرناهُ أَنَّهُ يُخرِجُ الشَّيءَ مِن حَدِّ العَدَمِ إلَى الوُجودِ . و«أكبَرُ» : أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . (2)
الإمام الحسين عليه السلام :كُنّا جُلوسا فِي المَسجِدِ ، إذ (3) صَعِدَ المُؤَذِّنُ المَنارَةَ ، فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، فَبَكى أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وبَكَينا بِبُكائِهِ ، فَلَمّا فَرَغَ المُؤَذِّنُ قالَ : أتَدرونَ ما يَقولُ المُؤَذِّنُ؟ قُلنا : اللّهُ ورَسولُهُ ووَصِيُّهُ أعلَمُ! فَقالَ : لَو تَعلَمونَ ما يَقولُ لَضَحِكتُم قَليلاً ولَبَكَيتُم كَثيرا ، فَلِقَولِهِ : «اللّهُ أكبَرُ» مَعان
.
ص: 17
كَثيرةٌ ، مِنها : إنَّ قَولَ المُؤَذِّنِ : «اللّهُ أكبَرُ» يَقَعُ عَلى قِدَمِهِ ، وأزَلِيَّتِهِ ، وأبَدِيَّتِهِ ، وعِلمِهِ ، وقُوَّتِهِ ، وقُدرَتِهِ ، وحِلمِهِ ، وكَرَمِهِ ، وجودِهِ ، وعَطائِهِ ، وكِبرِيائِهِ . فَإِذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ الَّذي لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، وبِمَشِيَّتِهِ كانَ الخَلقُ ، ومِنهُ كانَ كُلُّ شَيءٍ لِلخَلقِ ، وإلَيهِ يَرجِعُ الخَلقُ ، وهُوَ الأَوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ لَم يَزَل ، وَالآخِرُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ لا يَزالُ ، وَالظّاهِرُ فَوقَ كُلِّ شَيءٍ لا يُدرَكُ ، وَالباطِنُ دونَ كُلِّ شَيءٍ لا يُحَدُّ ، فَهُوَ الباقي وكُلُّ شَيءٍ دونَهُ فانٍ . وَالمَعنَى الثّاني «اللّهُ أكبَرُ» : أي العَليمُ الخَبيرُ ، عَلِمَ ما كانَ وما يَكونُ قَبلَ أن يَكونَ . وَالثّالِثُ : «اللّهُ أكبَرُ» أي القادِرُ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، يَقدِرُ عَلى ما يَشاءُ ، القَوِيُّ لِقُدرَتِهِ ، المُقتَدِرُ عَلى خَلقِهِ ، القَوِيُّ لِذاتِهِ ، قُدرَتُهُ قائِمَةٌ عَلَى الأَشياءِ كُلِّها ، إذا قَضى أمرا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ . وَالرّابِعُ : «اللّهُ أكبَرُ» عَلى مَعنى حِلمِهِ ، وكَرَمِهِ ، يَحلُمُ كَأَنَّهُ لا يَعلَمُ ، ويَصفَحُ كَأَنَّهُ لا يَرى ، ويَستُرُ كَأَنَّهُ لا يُعصى ، لا يَعجَلُ بِالعُقوبَةِ كَرَما وصَفحا وحِلما . وَالوَجهُ الآخَرُ في مَعنى «اللّهُ أكبَرُ» : أيِ الجَوادُ ، جَزيلُ العَطاءِ ، كَريمُ الفَعالِ . وَالوَجهُ الآخَرُ : «اللّهُ أكبَرُ» فيهِ نَفيُ كَيفِيَّتِهِ (1) ، كَأَنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أجَلُّ مِن أن يُدرِكَ الواصِفونَ قَدرَ صِفَتِهِ الَّتي هُوَ مَوصوفٌ بِها ، وإنَّما يَصِفُهُ الواصِفونَ عَلى قَدرِهِم لا عَلى قَدرِ عَظَمَتِهِ وجَلالِهِ ، تَعالَى اللّهُ عَن أن يُدرِكَ الواصِفونَ صِفَتَهُ عُلُوّا كَبيرا . وَالوَجهُ الآخَرُ : «اللّهُ أكبَرُ» كَأَنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أعلى وأجَلُّ ، وهُوَ الغَنِيُّ عَن عِبادِهِ ، لا حاجَةَ بِهِ إلى أعمالِ خَلقِهِ . . . وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» (2) ، فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أعلى وأجَلُّ مِن أن يَعلَمَ أحَدٌ مِن خَلقِهِ ما
.
ص: 18
عِندَهُ مِنَ الكَرامَةِ لِعَبدٍ أجابَهُ وأطاعَهُ وأطاعَ وُلاةَ أمرِهِ ، وعَرَفَهُ وعَبَدَهُ وَاشتَغَلَ بِهِ وبِذِكرِهِ ، وأحَبَّهُ وأنِسَ بِهِ ، وَاطمَأَنَّ إلَيهِ ووَثِقَ بِهِ ، وخافَهُ ورَجاهُ وَاشتاقَ إلَيهِ ، ووافَقَهُ في حُكمِهِ وقَضائِهِ ورَضِيَ بِهِ . وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أكبَرُ وأعلى وأجَلُّ مِن أن يَعلَمَ أحَدٌ مَبلَغَ كَرامَتِهِ لِأَولِيائِهِ ، وعُقوبَتِهِ لِأَعدائِهِ ، ومَبلَغَ عَفوِهِ وغُفرانِهِ ونِعمَتِهِ لِمَن أجابَهُ وأجابَ رَسولَهُ ، ومَبلَغَ عَذابِهِ ونَكالِهِ وهَوانِهِ لِمَن أنكَرَهُ وجَحَدَهُ . (1)
الكافي عن ابن محبوب عمّن ذكره عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قالَ رَجُلٌ عِندَهُ : «اللّهُ أكبَرُ» ، فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ مِن أيِّ شَيءٍ؟ فَقالَ : مِن كُلِّ شَيءٍ . فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : حَدَّدتَهُ! فَقالَ الرُّجُلُ : كَيفَ أقولُ؟ قالَ : قُل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . (2)
الكافي عن جميع بن عمير :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أيُّ شَيءٍ «اللّهُ أكبَرُ»؟ فَقُلتُ : اللّهُ أكبَرُ مِن كُلِّ شَيءٍ . فَقالَ : وكانَ ثَمَّ شَيءٌ فَيَكونُ أكبَرَ مِنهُ؟ فَقُلتُ : وما هُوَ؟ قالَ : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . (3)
.
ص: 19
الفَصلُ الثّاني: فضل التّكبير والحثّ عليهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنَّ عَلَيَّ رَبّي وقالَ : يا مُحَمَّدُ . . . جَعَلتُ لَكَ ولِاُمَّتِكَ الأَرضَ كُلَّها مَسجِدا ، وتُرابَها طَهورا ، وأعطَيتُ لَكَ ولِاُمَّتِكَ التَّكبيرَ ، وقَرَنتُ ذِكرَكَ بِذِكري ، حَتّى لا يَذكُرَني أحَدٌ مِن اُمَّتِكَ إلّا ذَكَرَكَ مَعَ ذِكري ، طوبى لَكَ يا مُحَمَّدُ ولِاُمَّتِكَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كَبَّرَ تَكبيرَةً عِندَ غُروبِ الشَّمسِ عَلى ساحِلِ البَحرِ رافِعا صَوتَهُ ، أعطاهُ اللّهُ مِن الأَجرِ بِعَدَدِ كُلِّ قَطرَةٍ فِي البَحرِ عَشرَ حَسَناتٍ ، ومَحا عَنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ ، ورَفَعَ لَهُ عَشرَ دَرَجاتٍ ، ما بَينَ الدَّرَجَتَينِ مَسيرَةُ مِئَةِ عامٍ بِالفَرَسِ المُسرِعِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن هَبَطَ وادِيا فَقالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» مَلَأَ اللّهُ الوادِيَ حَسَناتٍ ، فَليَعظُمِ الوادي بُعدا أو لِيَصغُر . (3)
المستدرك على الصحيحين عن أبي سعيد الخدريّ :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : اِستَكثِروا مِن
.
ص: 20
الباقِياتِ الصّالِحاتِ . قيلَ : وما هُنَّ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : المِلَّةُ . قيلَ : وما هِيَ؟ قالَ : التَّكبيرُ ، وَالتَّهليلُ ، وَالتَّسبيحُ ، وَالتَّحميدُ ، و«لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما كَبَّرَ مُكَبِّرٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ ، إلّامَلَأَ تَكبيرُهُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كَبَّرَ العَبدُ سَتَرَت تَكبيرَتُهُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ مِن شَيءٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :كَلِمَتانِ إحداهُما لَيسَ لَها نِهايَةٌ دونَ العَرشِ ، وَالاُخرى تَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :التَّسبيحُ نِصفُ الميزانِ ، وَالحَمدُ يَملَؤُهُ ، وَالتَّكبيرُ يَملَأُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وَالصَّومُ نِصفُ الصَّبرِ ، وَالطَّهورُ نِصفُ الإِيمانِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ» ، يَقولُ اللّهُ عز و جل : صَدَقَ عَبدي ، لا إلهَ إلّا أنَا وأنَا أكبَرُ . (6)
.
ص: 21
المعجم الأوسط عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما أهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إلّا بُشِّرَ ، ولا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطٌّ إلّا بُشِّرَ . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، بِالجَنَّةِ؟ قالَ : نَعَم . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما كَبَّرَ الحاجُّ مِن تَكبيرَةٍ ولا هَلَّلَ مِن تَهليلَةٍ ، إلّا بُشِّرَ بِها تَبشِرَةً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» إلّا أعتَقَ اللّهُ رُبعَهُ مِنَ النّارِ ، فَإِن قالَها مَرَّتَينِ أعتَقَ اللّهُ شَطرَهُ مِنَ النّارِ ، فَإِن قالَها ثَلاثا أعتَقَ اللّهُ ثَلاثَةَ أرباعِهِ مِنَ النّارِ ، فَإِن قالَها أربَعا أعتَقَهُ اللّهُ مِنَ النّارِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في قَولِهِ عز و جل : « وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى » (4) ، قالَ _: لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ . (5)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :أكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ ، فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّهِ عز و جلمِنَ التَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَمَنُ الجَنَّةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ . (7)
.
ص: 22
. .
ص: 23
الفَصلُ الثّالِثُ: مواضع التّكبير3 / 1الأَذانُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لَمّا سَأَلَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام عَن تَفسيرِ الأَذانِ _: يا عَلِيُّ ، الأَذانُ حُجَّةٌ عَلى اُمَّتي ، وتَفسيرُهُ : إذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُمَّ أنتَ الشّاهِدُ عَلى ما أقولُ ، يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ قَد حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَتَهَيَّؤُوا ، ودَعوا عَنكُم شُغُلَ الدُّنيا . (1)
راجع : موسوعة ميزان الحكمة : (الأذان) .
3 / 2الصَّلاةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ شَيءٍ صَفوَةٌ ، وَصَفوَةُ الصَّلاةِ التَّكبيرَةُ الاُولى . (2)
.
ص: 24
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِكُلِّ شَيءٍ أنفَةً (1) ، وإنَّ أنفَةَ الصَّلاةِ التَّكبيرَةُ الاُولى ، فَحافِظوا عَلَيها . (2)
علل الشرايع عن هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : لِأَيِّ عِلَّةٍ صارَ التَّكبيرُ فِي الاِفتِتاحِ سَبعَ تَكبيراتٍ أفضَلَ؟ ولِأَيِّ عِلَّةٍ يُقالُ فِي الرُّكوعِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، ويُقالُ فِي السُّجودِ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وَبِحَمدِهِ»؟ قال : يا هِشامُ ، إنَّ اللّهَ تَباركَ وتَعالى خَلَقَ السَّماواتِ سَبعا ، وَالأَرَضينَ سَبعا ، وَالحُجُبَ سَبعا ، فَلَمّا أُسرِيَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه و آله وكانَ مِن رَبِّهِ كَقابِ قَوسَينِ أو أدنى ، رُفِعَ لَهُ حِجابٌ مِن حُجُبِهِ ، فَكَبَّرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وجَعَلَ يَقولُ الكَلِماتِ الَّتي تُقالُ فِي الاِفتِتاحِ ، فَلَمّا رُفِعَ لَهُ الثّاني كَبَّرَ ، فَلَم يَزَل كَذلِكَ حَتّى بَلَغَ سَبعَ (3) حُجُبٍ ، وكَبَّرَ سَبعَ تَكبيراتٍ ، لِتِلكَ العِلَّةِ يُكَبَّرُ فِي الاِفتِتاِح فِي الصَّلاةِ سَبعَ تَكبيراتٍ . فَلَمّا ذَكَرَ ما رَأى مِن عَظَمَةِ اللّهِ ارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَابتَرَكَ عَلى رُكبَتَيهِ وأخَذَ يَقولُ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ» ، فَلَمَّا اعتَدَلَ مِن رُكوعِهِ قائِما نَظَرَ إلَيهِ في مَوضِعٍ أعلى مِن ذلِكَ المَوضِعِ ، خَرَّ عَلى وَجهِهِ وجَعَلَ يَقولُ : «سُبحانَ رَبِّيَ الأَعلى وبِحَمدِهِ» ، فَلَمّا قالَ سَبعَ مَرّاتٍ سَكَنَ ذلِكَ الرُّعبُ ، فَلِذلِكَ جَرَت بِهِ السُّنَّةُ . (4)
الإمام الرضا عليه السلام_ فيما رَواهُ عَنهُ الفَضلُ بنُ شاذانَ مِن عِلَلِ الفَرائِضِ _: إن قالَ [ قائِلٌ] : فَلِمَ جُعِلَتِ التَّكبيرُ فِي الاِستِفتاحِ سَبعَ تَكبيراتٍ؟ قيلَ : إنَّما جُعِلَ ذلِكَ لِأَنَّ التَّكبيرَ فِي الرَّكعَةِ الاُولَى الَّتي هِيَ الأَصلُ سَبعُ تَكبيراتٍ : تَكبيرَةُ الاِستِفتاحِ ، وتَكبيرَةُ الرُّكوعِ ، وتَكبيرَتانِ لِلسُّجودِ ، وتَكبيرَةٌ أيضا لِلرُّكوعِ ، وتَكبيرَتانِ لِلسُّجودِ ؛ فَإِذا كَبَّر
.
ص: 25
الإِنسانُ أوَّلَ الصَّلاةِ سَبعَ تَكبيراتٍ فَقدَ أحرَزَ التَّكبيرَ كُلَّهُ ، فَإِن سَها في شَيءٍ مِنها أو تَرَكَها لَم يَدخُل عَلَيهِ نَقصٌ في صَلاتِهِ . . . فَإِن قالَ : فَلِمَ يَرفَعُ اليَدَينِ فِي التَّكبيرِ؟ قيلَ : لِأَنَّ رَفَعَ اليَدَينِ هُوَ ضَربٌ مِنَ الاِبتِهالِ وَالتَّبَتُّلِ وَالتَّضَرُّعِ ، فَأَحَبَّ اللّهُ عز و جل أن يَكونَ العَبدُ في وَقتِ ذِكرِهِ لَهُ مُتَبَتِّلاً مُتَضَرِّعا مُبتَهِلاً ، ولِأَنَّ في رَفعِ اليَدَينِ إحضارَ النِّيَّةِ ، وإقبالَ القَلبِ عَلى ما قالَ وقَصَدَهُ . (1)
سنن الدارمي عن عبد اللّه بن مسعود :رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُكَبِّرُ في كُلِّ رَفعٍ ووَضعٍ ، وقِيامٍ وقُعودٍ . (2)
3 / 3الجِهادُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةُ أصواتٍ يُباهِي اللّهُ بِهِنَّ المَلائِكَةَ : الأَذانُ ، وَالتَّكبيرُ في سَبيلِ اللّهِ ، ورَفعُ الصَّوتِ بِالتَّلبِيَةِ . (3)
المناقب عن ابن عبّاس :كانَ جَبرَئيلُ عليه السلام جالِسا عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله عَن يَمينِهِ إذ أقبَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَضَحِكَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، هذا عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ قَد أقبَلَ . قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ، وأهلُ السَّماواتِ يَعرِفونَهُ؟ قالَ : يا مُحَمَّدُ ، وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ نَبِيّا ، إنَّ أهلَ السَّماواتِ لَأَشَدُّ مَعرِفَةً لَهُ مِن
.
ص: 26
أهلِ الأَرضِ ، ما كَبَّرَ تَكبيرَةً في غَزوَةٍ إلّا كَبَّرنا مَعَهُ ، ولا حَمَلَ حَملَةً إلّا حَمَلنا مَعَهُ ، ولا ضَرَبَ بِسَيفٍ إلّا ضَرَبنا مَعَهُ . (1)
المناقب عن ابن عبّاس_ في نَقلِ ما رَأى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةَ المِعراجِ _: ثُمَّ دَخَلَ الجَنَّةَ ورَأى ما فيها ، وسَمِعَ صَوتا : آمَنّا بِرَبِّ العالَمينَ ، قالَ : هؤُلاءِ سَحَرَةُ فِرعَونَ . وسَمِعَ : لَبَّيكَ اللّهُمَّ لَبَّيكَ ، قالَ : هؤُلاءِ الحُجّاجُ . وسَمِعَ التَّكبيرَ ، فَقالَ : هؤُلاءِ الغُزاةُ . وسَمِعَ التَّسبيحَ ، قالَ : هؤُلاءِ الأَنبِياءُ . (2)
3 / 4الظَّفَرُالمغازي_ في أخبارِ غَزوَةِ اُحُدٍ _: وصاحَ طَلحَةُ بنُ أبي طَلحَةَ : مَن يُبارِزُ؟ فَقالَ عَليٌّ عليه السلام : هَل لَكَ فِي البِرازِ؟ قالَ طَلحَةُ : نَعَم . فَبَرَزا بَينَ الصَّفَّينِ ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله جالِسٌ تَحتَ الرّايَةِ ؛ عَليَهِ دِرعانِ ومِغفَرٌ وبَيضَةٌ ، فَالتَقَيا ، فَبَدرَهُ عَليٌّ عليه السلام فَضَرَبَهُ عَلى رَأسِهِ ، فَمَضَى السَّيفُ حَتّى فَلَقَ هامَتَهُ حَتَّى انتَهى إلى لِحيَتِهِ ، فَوَقَعَ طَلحَةُ وَانصَرَفَ عَلِيٌّ عليه السلام . فَقيلَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : ألا ذَفَّفتَ (3) عَلَيهِ؟ قالَ : إنَّهُ لَمّا صُرِعَ استَقبَلَتني عَورَتُهُ ، فَعَطَفَني عَلَيهِ الرَّحمُ ، وقَد عَلِمتُ أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى سَيَقتُلُهُ ؛ هُوَ كَبشُ الكَتيبَةِ . . . فَلَمّا قُتِلَ طَلحَةُ سُرَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأظهَرَ التَّكبيرَ ، وكَبَّرَ المُسلِمونَ . (4)
مجمع البيان :قالَ الزُّهرِيُّ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حينَ سَأَلوهُ [ بَنو قُرَيظَةَ ] أن يُحَكِّمَ فيهِم رَجُلاً : اِختاروا مَن شِئتُم مِن أصحابي ، فَاختاروا سَعدَ بنَ مَعاذٍ ، فَرَضِيَ بِذلِك
.
ص: 27
رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ فَنَزَلوا عَلى حُكمِ سَعدِ بنِ مَعاذٍ . فَأَمَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسِلاحِهِم فَجُعِلَ في قُبَّةٍ ، وأمَرَ بِهِم فَكُتِّفوا واُوثِقوا وجُعِلوا في دارِ اُسامَةَ ، وبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى سَعدِ بنِ مَعاذٍ فَجِيءَ بِهِ ، فَحَكَمَ فيهِم بِأن يَقتُلَ مُقاتِليهِم ، وتُسبى ذَرارِيُّهُم ونِساؤُهُم ، وتُغنَمَ أموالُهُم ، وأنَّ عِقارَهُم لِلمُهاجِرينَ دونَ الأَنصارِ ، وقالَ لِلأَنصارِ : إِنَّكُم ذَوو عِقارٍ ولَيسَ لِلمُهاجِرينَ عِقارٌ . فَكَبَّرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقالَ لِسَعدٍ : لَقَد حَكَمتَ فيهِم بِحُكمِ اللّهِ عز و جل . (1)
3 / 5لَيلَةُ الزِّفافِكتاب من لا يحضره الفقيه عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :لَمّا زَوَّجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فاطِمَةَ مِن عَلِيٍّ عليهماالسلام . . . فَلَمّا كانَت لَيلَةُ الزِّفافِ أتَي النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بِبَغلَتِهِ الشَّهباءِ ، وثَنى عَلَيها قَطيفَةً (2) ، وقالَ لِفاطِمَةَ عليهاالسلام : اِركَبي ، وأمَرَ سَلمانَ أن يَقودَها ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَسوقُها ، فَبَينا هُوَ في بَعضِ الطَّريقِ ، إذ سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وَجبَةً (3) ؛ فَإِذا هُوَ بِجَبرَئيلَ عليه السلام في سَبعينَ ألفا ، وميكائيلَ في سَبعينَ ألفا . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ما أهبَطَكُم إلَى الأَرضِ؟ قالوا : جِئنا نَزُفُّ فاطِمَةَ عليهاالسلامإلى زَوجِها ، وكَبَّرَ جَبرَئيلُ عليه السلام ، وكَبَّرَ ميكائيلُ عليه السلام ، وكَبَّرَتِ المَلائِكَةُ ، وكَبَّرَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، فَوُضِعَ التَّكبيرُ عَلَى العَرائِسِ مِن تِلكَ اللَّيلَةِ . (4)
.
ص: 28
الإمام الباقر عليه السلام :حَدَّثَني جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ ، قالَ : لَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي أهدى فيها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فاطِمَةَ عليهاالسلام إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، دَعا بِعَلِيٍّ عليه السلام فَأَجلَسَهُ عَن يَمينِهِ ، ودَعا بِها عليهاالسلامفَأَجلَسَها عَن شِمالِهِ ، ثُمَّ جَمَعَ رَأسَيهِما ، ثُمَّ قامَ وقاما وهُوَ بَينَهُما يُريدُ مَنزِلَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَكَبَّرَ جَبرَئيلُ فِي المَلائِكَةِ ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله التَّكبيرَ فَكَبَّرَ ، وكَبَّرَ المُسلِمونَ ، وهُوَ أوَّلُ تَكبيرٍ كانَ في زِفافٍ ، فَصارَت سُنَّةً . (1)
3 / 6الأَعيادُالكتاب«وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» . (2)
الحديثالكافي عن سعيد النقّاش :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام لي : أما إنَّ فِي الفِطرِ تَكبيرا ولكِنَّهُ مَستورٌ ، قالَ : قُلتُ : وأينَ هُوَ؟ قالَ : في لَيلَةِ الفِطرِ فِي المَغرِبِ وَالعِشاءِ الآخِرَةِ ، وفي صَلاةِ الفَجرِ ، وفي صَلاةِ العيدِ ، ثُمَّ يُقطَعُ . قالَ : قُلتُ : كَيفَ أقولُ؟ قالَ : تَقولُ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِِ الحَمدُ ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا» ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : « وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ » يَعنِي الصِّيامَ « وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ » . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :زَيِّنوا أعيادَكُم بِالتَّكبيرِ . (4)
.
ص: 29
عنه صلى الله عليه و آله :زَيِّنُوا العيدَينِ بِالتَّهليلِ وَالتَّقديسِ وَالتَّحميدِ وَالتَّكبيرِ . (1)
سنن ابن ماجة عن سعد المؤذّن :كانَ النَّبيُّ صلى الله عليه و آله يُكَبِّرُ بَينَ أضعافِ (2) الخُطبَةِ ، يُكثِرُ التَّكبيرَ في خُطبَةِ العيدَينِ . (3)
شعب الإيمان عن عبد اللّه :إنّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَخرُجُ مِنَ العيدَينِ رافِعا صَوتَهُ بِالتَّهليلِ وَالتَّكبيرِ . (4)
المستدرك على الصحيحين عن عبد اللّه بن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يُكَبِّرُ يَومَ الفِطرِ مِن حينَ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ حَتّى يَأتِيَ المُصَلّى . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ عَليٌّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ يُكَبِّرُ لَيلَةَ الفِطرِ إلى أن يَرِدَ المُصَلّى . (6)
كتاب من لا يحضره الفقيه :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام في عيدِ الأَضحى ، فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِِ الحَمدُ ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا ، ولَهُ الشُّكرُ فيما أولانا ، وَالحَمدُ للّهِِ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ . وكانَ عَليٌّ عليه السلام يَبدَأُ بِالتَّكبيرِ إذا صَلَّى الظُّهرَ مِن يَومِ النَّحرِ ، وكانَ يَقطَعُ التَّكبيرَ آخِرَ أيّامِ التَّشريقِ عِندَ الغَداةِ ، وكانَ يُكَبِّرُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ فَيَقولُ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ واللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِِ الحَمدُ .
.
ص: 30
فَإِذَا انتَهى إلَى المُصَلّى تَقَدَّمَ فَصَلّى بِالنّاسِ بِغَيرِ أذانٍ ولا إقامَةٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ صَعِدَ المِنبَرَ ، ثُمَّ بَدَأَ فَقالَ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ زِنَةَ عَرشِهِ ورِضى نَفسِهِ ، وعَدَدَ قَطرِ سَمائِهِ وبِحارِهِ ، لَهُ الأَسماءُ الحُسنى ، وَالحَمدُ للّهِِ حَتّى يَرضى ، وهُوَ العَزيزُ الغَفورُ ، اللّهُ أكبَرُ كَبيرا مُتَكَبِّرا ، وإلها مُتَعَزِّزا ، ورَحيما مُتَحَنِّنا ، يَعفو بَعدَ القُدرَةِ ، ولا يَقنَطُ مِن رَحمَتِهِ إلَا الضّالّونَ ، اللّهُ أكبَرُ كَبيرا ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ كثَيرا ، وسُبحانَ اللّهِ حَنّانا قَديرا . (1)
الكافي عن زرارة :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : التَّكبيرُ في أيّامِ التَّشريقِ في دُبُرِ الصَّلَواتِ؟ فَقالَ : التَّكبيرُ بِمِنى في دُبُرِ خَمسَ عَشرَةَ (2) صَلاةً ، وفي سائِرِ الأَمصارِ في دُبُرِ عَشرِ صَلَواتٍ ، وأوَّلُ التَّكبيرِ في دُبُرِ صَلاةِ الظُّهرِ يَومَ النَّحرِ ؛ يَقولُ فيهِ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِِ الحَمدُ ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا من بَهيمَةِ الأَنعامِ . (3)
تهذيب الأحكام عن أبي الصباح :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه عليه السلام عَنِ التَّكبيرِ فِي العيدَينِ ، فَقالَ : اِثنَتا عَشرَةَ؛ سَبعٌ فِي الاُولى وخَمسٌ فِي الأَخيرَةِ ، فَإِذا قُمتَ فِي الصَّلاةِ فَكَبِّر واحِدَةً ، تَقولُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، وأهلُ الجودِ وَالجَبَروتِ ، وَالقُدرَةِ وَالسُّلطانِ وَالعِزَّةِ ، أسأَ لُكَ في هذَا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيدا ، وَلِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِه
.
ص: 31
ذُخرا ومَزيدا ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُصَلِّيَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وأنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وأن تَغفِرَ لَنا ولِجَميعِ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ المُرسَلونَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عاذَ مِنهُ (1) عِبادُكَ المُخلِصونَ . اللّهُ أكبَرُ ، أوَّلُ كُلِّ شَيءٍ وآخِرُهُ ، وبَديعُ كُلِّ شَيءٍ ومُنتَهاهُ ، وعالِمُ كُلِّ شَيءٍ ومَعادُهُ ، ومَصيرُ كُلِّ شَيءٍ إلَيهِ ومَرَدُّهُ ، ومُدَبِّرُ الاُمورِ ، وباعِثُ مَن فِي القُبورِ ، قابِلُ الأَعمالِ ، مُبدِي الخَفِيّاتِ ، مُعلِنُ السَّرائِرِ . اللّهُ أكبَرُ ، عَظيمُ المَلَكوتِ ، شَديدُ الجَبَروتِ ، حَيٌّ لا يَموتُ ، دائِمٌ لا يَزولُ ، إذا قَضى أمرا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ . اللّهُ أكبَرُ ، خَشَعَت لَكَ الأَصواتُ ، وعَنَت (2) لَكَ الوُجوهُ ، وحارَت دونَكَ الأَبصارُ ، وكَلَّتِ الأَلسُنُ عَن عَظَمَتِكَ ، وَالنَّواصي كُلُّها بِيَدِكَ ، ومَقاديرُ الاُمورِ كُلُّها إلَيكَ ، لا يَقضي فيها غَيرُكَ ، ولا يَتِمُّ مِنها شَيءٌ دونَكَ . اللّهُ أكبَرُ ، أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ حِفظُكَ ، وقَهَرَ كُلَّ شَيءٍ عِزُّكَ ، ونَفَذَ كُلَّ شَيءٍ أمرُكَ ، وقامَ كُلُّ شَيءِ بِكَ ، وتَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِكَ ، وذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِكَ ، وَاستَسلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدرَتِكَ ، وخَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِمُلكِكَ . اللّهُ أكبَرُ . ويَقرَأُ الحَمدَ و«سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلى» ، ويُكَبِّرُ السّابِعَةَ ويَركَعُ ويَسجُدُ ، ويَقومُ ويَقرَأُ الحَمدَ و«الشَّمسِ وضُحاها» ، ويَقولُ : اللّهُ أكبَرُ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمَّ أنتَ أهلُ الكِبرِياءِ _ تُتِمُّهُ كُلَّهُ كَما قُلتَ أوَّلَ التَّكبيرِ _ يَكونُ هذا القَولُ في كُل
.
ص: 32
تَكبيرَةٍ حَتّى يَتِمَّ خَمسُ تَكبيراتٍ . (1)
3 / 7رُؤيَةُ الهِلالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن وَصِيَّتِهِ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام _: يا عَليُّ ، إذا رَأَيتَ الهِلالَ فَكَبِّر ثَلاثا وقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَني وخَلَقَكَ ، وقَدَّرَكَ مَنازِلَ ، وجَعَلَكَ آيَةً لِلعالَمينَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ كانَ إذا رَأَى الهِلالَ قالَ _: اللّهُ أكبَرُ ، الحَمدُ للّهِِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا الشَّهرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ القَدَرِ ومِن سُوءِ الحَشرِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ أيضا _: اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا الشَّهرِ وفَتحَهُ ونَصرَهُ ونورَهُ ورِزقَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ . (4)
3 / 8الرُّكوبُصحيح مسلم عن ابن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذَا استَوى عَلى بَعيرِهِ خارِجا إلى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاثا ، ثُمَّ قالَ : « سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّ_ا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ » . . . (5) . (6)
.
ص: 33
الإمام الصادق عليه السلام :إذا جَعَلتَ رِجلَكَ فِي الرِّكابِ فَقُل : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ . (1)
3 / 9الصُّعودُالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في سَفَرِهِ إذا هَبَطَ سَبَّحَ ، وإذا صَعِدَ كَبَّرَ . (2)
المعجم الكبير عن سعيد بن العاص :إنَّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، اِئذَن لي فِي الاِختِصاءِ ، فَقالَ لَهُ : يا عُثمانُ ، إنَّ اللّهَ قَد أبدَلَنا بِالرَّهبانِيَّةِ الحَنيفِيَّةَ (3) السَّمحَةَ وَالتَّكبيرَ عَلى كُلِّ شَرَفٍ (4) ، فَإِن كُنتَ مِنّا فَاصنَع كَما نَصنَعُ . (5)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي اُريدُ أن اُسافِرَ فَأَوصِني ، قالَ : عَلَيكَ بِتَقوَى اللّهِ ، وَالتكبيرِ عَلى كُلِّ شَرَفٍ . (6)
صحيح البخاري عن عبد اللّه بن عمر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا قَفَلَ (7) مِن غَزوٍ أو حَجٍّ أو
.
ص: 34
عُمرَةٍ يُكَبِّرُ عَلى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرضِ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ يَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، آيِبونَ تائِبونَ عابِدونَ ساجِدونَ لِرَبِّنا حامِدونَ ، صَدَقَ اللّهُ وَعدَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَالَّذي نَفسُ أبِي القاسِمِ بِيَدِهِ ، ما هَلَّلَ اللّهَ مُهَلِّلٌ ، ولا كَبَّرَ اللّهَ مُكَبِّرٌ عَلى شَرَفٍ مِنَ الأَشرافِ ، إلّا هَلَّلَ ما خَلفَهُ وكَبَّرَ ما بَينَ يَدَيهِ بِتَهليلِهِ وتَكبيرِهِ حَتّى يَبلُغَ مَقطَعَ التُّرابِ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :الحُجّاجُ وَالعُمّارُ وَفدُ اللّهِ ، إن سَأَلوا اُعطوا ، وإن دَعَوا اُجيبوا ، وإن أنفَقوا اُخلِفَ لَهُم ، وَالَّذي نَفسُ أبِي القاسِمِ بِيَدِهِ ، ما كَبَّرَ مُكَبِّرٌ عَلى نَشَزٍ (4) ولا أهَلَّ مُهِلٌّ عَلى شَرَفٍ مِنَ الأَشرافِ ، إلّا أهَلَّ ما بَينَ يَدَيهِ وكَبَّرَ حَتّى يَنقَطِعَ بِهِ مُنقَطَعُ التُّرابِ . (5)
3 / 10رَميُ الجِمارِالكافي عن يعقوب بن شعيب :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الجِمارِ (6) ، فَقالَ : قُم عِندَ الجَمرَتَين
.
ص: 35
ولا تَقُم عِندَ جَمرَةِ العَقَبَةِ ، قُلتُ : هذا مِنَ السُّنَّةِ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : ما أقولُ إذا رَمَيتُ؟ فَقالَ : كَبِّر مَعَ كُلِّ حَصاةٍ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كَبِّر مَعَ كُلِّ حَصاةٍ تَكبيرَةً إذا رَمَيتَها ، ولا تُقَدِّم جَمرَةً عَلى جَمرَةٍ ، وقِف بَعدَ الفَراغِ مِنَ الرَّميِ وَادعُ بِما قُسِمَ لَكَ . (2)
3 / 11أيّامُ التَّشريقِالإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : « وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَّعْدُودَ تٍ » (3) _: هِيَ أيّامُ التَّشريقِ (4) ، كانوا إذا أقاموا بِمنى بَعدَ النَّحرِ تَفاخَروا ، فَقالَ الرَّجُلُ مِنهُم : كانَ أبي يَفعَلُ كَذا وكَذا ، فَقالَ اللّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ : « فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَ_تٍ ... فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا » (5) ، قالَ : وَالتَّكبيرُ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وللّهِِ الحَمدُ ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما هَدانا ، اللّهُ أكبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِن بَهيمَةِ الأَنعامِ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ [ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ] يُكَبِّرُ مِن يَومِ عَرَفَةَ صَلاةَ الغَداةِ ، ويَقطَعُها صَلاةَ العَصرِ آخِرَ أيّامِ التَّشريقِ . (7)
.
ص: 36
صحيح البخاري عن مالك عن محمّد بن أبي بكر الثقفي :أنَّهُ سَأَلَ أنَسَ بنَ مالِكٍ وهُما غادِيانِ مِن مِنى إلى عَرَفَةَ : كَيفَ كُنتُم تَصنَعونَ في هذَا اليَومِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : كانَ يُهِلُّ مِنَّا المُهِلُّ فَلا يُنكِرُ عَلَيهِ ، ويُكَبِّرُ مِنَّا المُكَبِّرُ فَلا يُنكِرُ عَلَيهِ . (1)
كنز العمّال عن عبيدة :قَدِمَ عَلَينا عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام فَكَبَّرَ يَومَ عَرَفَةَ مِن صَلاةِ الغَداةِ إلى صَلاةِ العَصرِ مِن آخِرِ أيّامِ التَّشريقِ ، يَقولُ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ وَللّهِِ الحَمدُ . (2)
مستطرفات السرائر عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام :كَبِّر أيّامَ التَّشريقِ عِندَ كُلِّ صَلاةٍ . قُلتُ لَهُ : كَم؟ قالَ : كَم شِئتَ ، إنَّهُ لَيسَ بِمَفروضٍ . (3)
3 / 12رُؤيَةُ الجِنازَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَقبَلَ جِنازَةً أو رَآها فَقالَ : «اللّهُ أكبَرُ ، هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ ورَسولُهُ ، وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمَّ زِدنا إيمانا وتَسليما ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي تَعَزَّزَ بِالقُدرَةِ ، وقَهَرَ العِبادَ بِالمَوتِ» ، لَم يَبقَ فِي السَّماءِ مَلَكٌ إلّا بَكى رَحمَةً لِصَوتِهِ . (4)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا رَأَيتَ الجِنازَةَ فَقُل : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، هذا ما وَعَدَنَا اللّهُ ورَسولُهُ ، وصَدَقَ اللّهُ ورَسولُهُ ، كُلُّ نَفسٍ ذائِقَةُ المَوتِ ، هذا سَبيلٌ لابُدَّ مِنهُ ، إنّا للّه
.
ص: 37
وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، تَسليما لِأَمرِهِ ، ورِضاءً بِقَضائِهِ ، وَاحتِسابا لِحُكمِهِ ، وصَبرا لِما قَد جَرى عَلَينا مِن حُكمِهِ ، اللّهُمَّ اجعَلهُ لَنا خَيرَ غائِبٍ نَنتَظِرُهُ . (1)
3 / 13الخَوفُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا وَقَعَت كَبيرَةٌ (2) أو هاجَت ريحٌ مُظلِمَةٌ فَعَلَيكُم بِالتَّكبيرِ ؛ فَإِنَّهُ يُجلي العَجاجَ الأَسوَدَ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن كامل بن العلاء :كُنتُ مَعَ أبي جَعفَرٍ عليه السلام بِالعُرَيضِ (4) فَهَبَّت ريحٌ شَديدَةٌ ، فَجَعَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام يُكَبِّرُ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ التَّكبيرَ يَرُدُّ الرّيحَ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :ما بَعَثَ اللّهُ عز و جل ريحا إلّا رَحمَةً أو عَذابا ، فَإِذا رَأَيتُموها فَقولوا : «اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ خَيرَها وخَيرَ ما اُرسِلَت لَهُ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما اُرسِلَت لَهُ» ، وكَبِّروا وَارفَعوا أصواتَكُم بِالتَّكبيرِ فَإِنَّهُ يَكسِرُها . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِعَليٍّ عليه السلام _: يا علَيُّ ، إذا رَأَيتَ أسَدا وَاشتَدَّ بِكَ الأَمرُ فَكَبِّر ثَلاثا ، وقُل : «اللّهُ أكبَرُ وأجَلُّ وأعظَمُ مِن كُلِّ شَيءٍ ، وأكبَرُ وأعَزُّ مِن خَلقِهِ وأقدَرُ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ» ، تُكفَ شَرَّهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (7)
.
ص: 38
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا رَأَيتَ الأَسَدَ فَكَبِّر في وَجهِهِ ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، وقُل : «اللّهُ أعَزُّ وأكبَرُ وأجَلُّ مِن كُلِّ شَيءٍ أعوذُ بِاللّهِ مِمّا أخافُ وأحذَرُ» . (1)
3 / 14زِيارَةُ مَراقِدِ أهلِ البَيتِتهذيب الأحكام عن موسى بن عبد اللّه النخعي :قُلتُ لِعَليِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ موسَى بنِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهم السلام : عَلِّمني يَابنَ رَسولِ اللّهِ قَولاً أقولُهُ بَليغا كامِلاً إذا زُرتُ واحِدا مِنكُم . فَقالَ : إذا صِرتَ إلَى البابِ فَقِف وَاشهَدِ الشَّهادَتيَنِ وأنتَ عَلى غُسلٍ ، فَإِذا دَخَلتَ فَقِف وقُل : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ثَلاثينَ مَرَّةً ، ثُمَّ امشِ قَليلاً ، وعَلَيكَ السَّكينَةُ وَالوَقارُ ، وقارِب بَينَ خُطاكَ ، ثُمَّ قِف وكَبِّرِ اللّهَ عز و جلثَلاثينَ مَرَّةً ، ثُمَّ ادنُ مِنَ القَبرِ وكَبِّرِ اللّهَ أربَعينَ تَكبيرَةً ؛ تَمامَ المِئَةِ تَكبيرَةٍ ، ثُمَّ قُل : السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ... . (2)
3 / 15الإِعجابُالإمام الصادق عليه السلام :مَن أعجَبَهُ شَيءٌ مِن أخيهِ المُؤمِنِ فَليُكَبِّر عَلَيهِ ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ . (3)
راجع : ص 76 (الفصل الثالث : بركات الحوقلة / دفع العين) .
.
ص: 39
3 / 16النَّظَرُ فِي المِرآةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن وَصِيَّةٍ أوصى بِها عَلِيّا عليه السلام _: يا عَليُّ ، إذا نَظَرتَ فِي مِرآةٍ فَكَبِّر ثَلاثا وقُل : اللّهُمَّ كَما حَسَّنتَ خَلقي فَحَسِّن خُلقي . (1)
3 / 17شِراءُ المَتاعِالإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :إذَا اشتَرَيتَ مَتاعا فَكَبِّرِ اللّهَ ثَلاثا ، ثُمَّ قُل : «اللّهُمَّ إنِّي اشتَرَيتُهُ ألتَمِسُ فيهِ مِن خَيرِكَ فَاجعَل لي فيهِ خَيرا ، اللّهُمَّ إنِّي اشتَرَيتُهُ ألتَمِسُ فيهِ مِن فَضلِكَ فَاجعَل لي فيهِ فَضلاً ، اللّهُمَّ إنِّي اشتَرَيتُهُ ألتَمِسُ فيهِ مِن رِزقِكَ فَاجعَل لي فيهِ رِزقا» ، ثُمَّ أعِد كُلَّ واحِدَةٍ مِنها ثَلاثَ مَرّاتٍ . (2)
3 / 18الخُروجُ مِنَ المَنزِلِالكافي عن أبي حمزة :رَأَيتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ حينَ أرادَ أن يَخرُجَ وهُوَ قائِمٌ عَلَى البابِ ، فَقُلتُ : إنّي رَأَيتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيكَ حينَ خَرَجتَ ، فَهَل قُلتَ شَيئا؟ قالَ : نَعَم ، إنَّ الإِنسانَ إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قالَ حينَ يُريدُ أن يَخرُجَ : «اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ _ ثَلاثا _ بِاللّهِ أخرُجُ وبِاللّهِ أدخُلُ وعَلَى اللّهِ أتَوَكَّلُ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ اللّهُمَّ افتَح لي في وَجهي هذا بِخَيرٍ وَاختِم لي بِخَيرٍ ، وقِني شَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» لَم يَزَل في ضَمانِ اللّهِ عز و جل حَتّى يَرُدَّهُ اللّهُ إلَى المَكانِ الَّذي كانَ فيهِ . (3)
.
ص: 40
. .
ص: 41
الفَصلُ الرّابِعُ: أدب التّكبير في الصّلاةالإمام عليّ عليه السلام :لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : « إِنَّ_ا أَعْطَيْنَ_كَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ » (1) قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا جَبرَئيلُ ما هذِهِ النَّحيرَةُ الَّتي أمَرَني بِها رَبّي؟ قالَ : إنَّها لَيسَت بِنَحيرَةٍ ، ولكِنَّهُ يَأمُرُكَ إذا تَحَرَّمتَ لِلصَّلاةِ أن تَرفَعَ يَدَيكَ إذا كَبَّرتَ وإذا رَكَعتَ وإذا رَفَعتَ رَأسَكَ مِنَ الرُّكوعِ؛ فَإِنَّها صَلاتُنا وصَلاةُ المَلائِكَهِ الَّذينِ فِي السَّماواتِ السَّبعِ . قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : رَفعُ الأَيدي مِنَ الاِستِكانَةِ الَّتي قالَ اللّهُ عز و جل : « فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ » (2) . (3)
سنن ابن ماجة عن أبي حُمَيد الساعدي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا قامَ إلَى الصَّلاةِ استَقبَلَ القِبلَةَ ، ورَفَعَ يَدَيهِ وقالَ : اللّهُ أكبَرُ . (4)
.
ص: 42
الاُصول الستّة عشر :عَن زَيدٍ عَن أبِي الحَسَنِ الأَوَّلِ عليه السلام أنَّهُ رآهُ يُصَلّي ، فَكانَ إذا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ ألزَقَ أصابِعَ يَدَيهِ : الإِبهامَ وَالسَّبّابَة وَالوُسطى وَالَّتي تَليها ، وفَرَّجَ بَينَها وبَينَ الخِنصَرِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ بِالتَّكبيرِ قُبالَةَ وَجهِهِ ، ثُمَّ يَلقُمُ رُكبَتَيهِ كَفَّيهِ ، ويُفَرِّجُ بَينَ الأَصابِعِ . . . . (1)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا كَبَّرَ لِلصَّلاةِ نَشَرَ أصابِعَهُ . (2)
علل الشرايع عن المفضّل بن عمر :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : لِأَيِّ عِلَّةٍ يُكَبِّرُ المُصَلّي بَعدَ التَّسليمِ ثَلاثا يَرفَعُ بِها يَدَيهِ؟ فَقالَ : لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله لَمّا فَتَحَ مَكَّةَ صَلّى بِأَصحابِهِ الظُّهرَ عِندَ الحَجَرِ الأَسوَدِ ، فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ يَدَيهِ وكَبَّرَ ثَلاثا وقالَ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ وَحدَهُ ، أنجَزَ وَعدَهُ ، ونَصَرَ عَبدَهُ ، وأَعزَّ جُندَهُ ، وغَلَبَ الأَحزابَ وَحدَهُ ، فَلَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . ثُمَّ أقبَلَ عَلى أصحابِهِ فَقالَ : لا تَدَعوا هذَا التَّكبيرَ وهذَا القَولَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكتوبَةٍ ، فَإِنَّ مَن فَعَلَ ذلِكَ بَعدَ التَّسليمِ ، وقالَ هذَا القَولَ ، كانَ قَد أدّى ما يَجِبُ عَلَيهِ مِن شُكرِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ عَلى تَقوِيَةِ الإِسلامِ وجُندِهِ . (3)
تهذيب الأحكام عن صفوان الجمّال :رَأَيتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام إذا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ يَرفَعُ يَدِيهِ حَتّى تَكادَ تَبلُغُ اُذُنَيهِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذَا افتَتَحتَ الصَّلاةَ فَارفَع كَفَّيكَ ، ولا تُجاوِز بِهِما اُذُنَيكَ ، وَابسُطهُما
.
ص: 43
بَسطا ثُمَّ كَبِّر . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَرفَعُ يَدَيهِ حينَ يُكَبِّرُ تَكبيرَةَ الإِحرامِ حِذاءَ اُذُنَيهِ ، وحينَ يُكَبِّرُ لِلرُّكوعِ ، وحينَ يَرفَعُ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ . (2)
الاُصول الستّة عشر عن أبي بصير :رَأَيتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يُصَلّي ، فَإِذا رَفَعَ يَدَيهِ بِالتَّكبيرِ لِلاِفتِتاحِ وَالرُّكوعِ وَالسُّجودِ يَرفَعُها قُبالَةَ وَجهِهِ أو دونَ ذلِكَ بِقَليلٍ . (3)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا كُنتَ إماما فَكَبِّر واحِدَةً تَجهَرُ فيها ، وتُسِرُّ السِّتَّةَ . (4)
.
ص: 44
. .
ص: 45
الفَصلُ الخامِسُ: التّكبيرات المأثورةالبلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ . . . وَاللّهُ أكبَرُ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ كُلِّ تَكبيرٍ كَبَّرَهُ المُكَبِّرونَ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُ أكبَرُ في عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، اللّهُ أكبَرُ بَعدَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ ، اللّهُ أكبَرُ مَعَ عِلمِهِ مُنتَهى رِضاهُ . . . وَاللّهُ أكبَرُ تَكبيرا لا يُحصيهِ غَيرُهُ قَبلَ كُلِّ أحَدٍ ، ومَعَ كُلِّ أحَدٍ ، وبَعدَ كُلِّ أحَدٍ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُ أكبَرُ القاهِرُ لِلأَضدادِ ، المُتعالي عَنِ الأَندادِ ، المُتَفَرِّدُ بِالمِنَّةِ عَلى جَميعِ العِبادِ ، وَاللّهُ أكبَرُ المُحتَجِبُ بِالمَلَكوتِ وَالعِزَّةِ ، المُتَوَحِّدُ بِالجَبَروتِ وَالقُدرَةِ ، المُتَرَدّي بِالكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، وَاللّهُ أكبَرُ المُتَقَدِّسُ بِدَوامِ السُّلطانِ ، وَالغالِبُ بِالحُجَّةِ وَالبُرهانِ ، ونَفاذِ المَشِيَّةِ في كُلِّ حينٍ وأوانٍ . (3)
كنزالعمّال عن عبد اللّه بن يسار :كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ قالَ : اللّهُ أكبَرُ
.
ص: 46
أهلٌ أن يُكَبَّرَ ، وأهلٌ أن يُذكَرَ ، وأهلٌ أن يُشكَرَ ، مَن نَفعُهُ نَفعٌ وضَرُّهُ ضَرٌّ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :اللّهُ أكبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللّهَ شَيءٌ ، وكَما يُحِبُّ اللّهُ أن يُكَبَّرَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُ أكبَرُ مِدادَ كَلِماتِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِل ءَ عَرشِهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ عَدَدَ ما أحصى كِتابُهُ . (3)
الكافي عن محمّد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه رفعه ، قال :تَقولُ بَعدَ الفَجرِ قَبلَ أن تَتَكَلَّمَ : الحَمدُ للّهِِ مِل ءَ الميزانِ ومُنتَهَى الرِّضا وزِنَةَ العَرشِ ، وسُبحانَ اللّهِ مِل ءَ الميزانِ ومُنتَهَى الرِّضا وزِنَةَ العَرشِ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِل ءَ الميزانِ ومُنتَهَى الرِّضا وزِنَةَ العَرشِ . . . . (4)
بحار الأنوار_ مِن دُعاءِ الإِخلاصِ _: اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ أهلُ الجَبَروتِ وَالعِزَّةِ ، اللّهُ أكبَرُ وَلِيُّ الغَيثِ وَالرَّحمَةِ ، اللّهُ أكبَرُ مَلِكُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُ أكبَرُ عَظيمُ المَلَكوتِ ، اللّهُ أكبَرُ شَديدُ الجَبَروتِ ، اللّهُ أكبَرُ عَزيزُ القُدرَةِ لَطيفٌ لِما يَشاءُ ، اللّهُ أكبَرُ مُدَبِّرُ الاُمورِ ، اللّهُ أكبَرُ يُحيِي العِظامَ وهِيَ رَميمٌ ، اللّهُ أكبَرُ مُبدِئُ الخَفِيّاتِ ، اللّهُ أكبَرُ مُعلِنُ السَّرائِرِ . اللّهُ أكبَرُ أوَّلُ كُلِّ شيَءٍ وآخِرُهُ ، اللّهُ أكبَرُ بَديعُ كُلِّ شَيءٍ ومُنتَهاهُ ، اللّهُ أكبَرُ مُدرِكُ كُلِّ شَيءٍ ومَصيرُهُ إلَيهِ ، اللّهُ أكبَرُ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ومَولاهُ ، اللّهُ أكبَرُ أمامَ كُلِّ شَيءٍ وخَلفَ كُلِّ شَيءٍ ، اللّهُ أكبَرُ مُبتَدِئُ كُلِّ شَيءٍ ووارِثُهُ ، اللّهُ أكبَرُ بَدءُ كُلِّ شَيءٍ ومُعيدُهُ ، اللّهُ أكبَرُ رازِقُ كُلِّ شَيءٍ ومُغيثُهُ ، اللّهُ أكبَرُ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ ومُحصيهِ ، اللّهُ أكبَرُ رَبُّ كُل
.
ص: 47
شَيءٍ ومُنجيهِ ، اللّهُ أكبَرُ لَم يَكُ قَبلَهُ شَيءٌ ، اللّهُ أكبَرُ كُلُّ شَيءٍ بِيَدِهِ ، اللّهُ أكبَرُ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلّا وَجهَهُ ، اللّهُ أكبَرُ لا يَفعَلُ ما يَشاءُ غَيرُهُ ، اللّهُ أكبَرُ لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا . اللّهُ أكبَرُ لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، اللّهُ أكبَرُ مُكَبَّرا مُعَظَّما مُقَدَّسا كَبيرا ، اللّهُ أكبَرُ ولا شَريكَ لَهُ في تَكبيري إيّاهُ ، بَل أقولُ مُخلِصا : وَجَّهتُ وَجهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنيفا مُسلِما وما أنَا مِنَ المُشرِكينَ ، اللّهُ أكبَرُ لا نِدَّ لَهُ ولا ضِدَّ ، ولا شَبيهَ لَهُ ولا شَريكَ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)
راجع : ص 28 (الفصل الثالث : مواضع التكبير / الأعياد) .
.
ص: 48
. .
ص: 49
القِسمُ السّابِعُ: الحوقَلة والاستثناء بمشيّة اللّهالمدخلالفصل الأوّل : تفسير الحوقلةالفصل الثّاني : خصائص الحوقلةالفصل الثّالث : بركات الحوقلةالفصل الرّابع : خطر البراءة من حول اللّه وقوّتهالفصل الخامس : أهمّ مواضع الحوقلةالفصل السّادس : الحوقلات المأثورةالفصل السّابع : الحثّ على الاستثناء بمشيّة اللّهالفصل الثّامن : التّراخي في الاستثناء مع النّسيانالفصل التّاسع : النّوادر
.
ص: 50
. .
ص: 51
المدخل«الحوقلة» لغةً واصطلاحاإنّ كلمة «الحوقلة» تعني قول عبارة «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » أو كتابتها وقد تأتي بمعنى اسم المصدر ، أي نفس هذا الذكر الشريف . وتسمّى هذه الكلمة وأمثالها مثل : «البسملة» و«الحمدلة» في اصطلاح علوم العربية بالمصدر الصناعيّ أو المنحوت . وممّا يجدر ذكره أنّ معظم علماء اللغة يعتبرون «الحوقلة» المصدر الصناعيّ لعبارة «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » ، إلّا أنّ البعض منهم اعتبر «الحولقة» المصدر الصناعيّ لهذا الذكر . (1)
«الحوقلة» في الكتاب والسنّةلم يرد ذكر «الحوقلة» في القرآن الكريم ، والوارد فيه هو عبارة : «مَا شَآءَ اللَّهُ لَا قُوَّهَ إِلَابِاللَّهِ» (2) ، و أمّا في الأحاديث الإسلامية فقد اُضيفت كلمة «لا حول» في الغالب إلى جملة «لا قوّة إلّا باللّه » ، وفي الحقيقة فإنّ كلمة «لا حول» هي تأكيد لعبارة «لا قوّة» التي جاءت في القرآن ، وهناك بعض الملاحظات التي تستحقّ الاهتمام فيما يتعلّق بالأحاديث الواردة في هذا القسم :
.
ص: 52
1 . معاني «الحوقلة»لقد فسّر هذا الذكر في الأحاديث بثلاثة أشكال : التفسير الأوّل يتمثّل في أنّ اللّه هو مصدر قدرة الإنسان وقوته وأنّه لا يستطيع دون المساعدة الإلهيّة أن يمتنع عن معصية اللّه _ سبحانه _ ولا يستطيع أيضا أن يطيع أوامره ، وهذا هو نص الحديث النبوي في هذا المجال : لا حَولَ (1) عَن مَعصِيَةِ اللّهِ إلّا بِقُوَّةِ اللّهِ ، ولا قُوَّةَ عَلى طاعَةِ اللّهِ إلّا بِعَونِ اللّهِ . (2) التفسير الثاني ل «الحوقلة» هو سلب الملكية العرضية عن الإنسان في جميع الاُمور سواء الأفعال ، أم الأملاك ، بمعنى أنّ ملكية الإنسان هي في طول ملكية اللّه _ تعالى _ لا في عرضها ، وهو في الملكية الطولية أولى بالملكية من الإنسان ، لأنّ ملكية الإنسان مرتبطة بالمشيئة الإلهيّة حدوثا و بقاءً ، كما روي عن الإمام علي عليه السلام في بيان معنى «الحوقلة» : إنّا لا نَملِكُ مَعَ اللّهِ شَيئا ، ولا نَملِكُ إلّا ما مَلَّكَنا ، فَمَتى مَلَّكَنا ما هُوَ أملَكُ بِهِ مِنّا كَلَّفَنا ، ومَتى أخَذَهُ مِنّا وَضَعَ تَكليفَهُ عَنّا . (3) وأمّا التفسير الثالث فهو تفسير باللازم ، بمعنى أنّ الإنسان عندما يؤمن بأنّ قدرته وملكيته في طول القدرة والملكية الإلهيّة وأنّه لا يقدر أحد فعل أي شيء من دون الإرادة التكوينية للّه _ عزّوجلّ _ ، وأنّ اللّه أقوى وأحسن فاعل ، فإنّه سيوكل كلّ أعماله إليه كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا قالَ العَبدُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَقَد فَوَّضَ أمرَهُ إلَى اللّهِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن
.
ص: 53
يَكفِيَهُ . (1) وعلى هذا فإنّ الشخص الوحيد الذي يُجري هذا الذكر الشريف على لسانه بشكل حقيقي هو الذي يوظف جميع قدرته في السبيل الذي يريده اللّه _ سبحانه _ ، على أن يكون اللّه معتمَدَه الأصلي في الوصول إلى الهدف ، لأنّه المدبّر الحقيقي ومسبّب الأسباب . وبعبارة اُخرى ، فإنّ الشخص الوحيد الذي يليق به قول «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » هو الذي بلغ مرتبة التوحيد الأفعالي ، فما لم يصل هذه الدرجة من التوحيد لا يمكنه أن يسلب عن نفسه القدرة بشكل مطلق وينسبها إلى اللّه _ جلّ وعلا _ .
2 . الاستثناء (2) بالمشيئة الإلهيّةالشخص الذي بلغ مرحلة التوحيد الأفعالي يرى القيام بأيّ عمل رهينا بالإرادة والمشيئة الإلهيتين ، لذلك يقتضي أدب العبودية أن ينيط الشخص الموحّد القيام بالعمل بالمشيئة الإلهيّة عندما يريد أن يخبر بأنّه ينوي القيام به وقد وردت الإشارة إلى هذا الأدب في القرآن الكريم : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَآءَ اللَّهُ» (3) . كما يرى رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلحاق الاستثناء بمطلق الكلام علامة على كمال الإيمان ، وهو التوحيد في الأفعال ، حيث نقل عنه صلى الله عليه و آله : إنَّ مِن إتمامِ إيمانِ العَبدِ أن يَستَثنِيَ في كُلِّ حَديثٍ . (4) وقد ورد فيأحاديث أهل البيت عليهم السلام تأكيدُ إلحاق الاستثناء في الكتابة أيضا . (5)
.
ص: 54
3 . دور ذكر «الحوقلة» في الحياةلهذا الذكر المبارك بركات كثيرة في حياة الإنسان المادية والمعنوية ، ومن أهم بركات هذا الذكر التي تمّ التصريح بها في أحاديث الفصل الثالث : دوام النعم الإلهيّة وزوال الفقر والطهارة من الذنوب ودفع الوسوسة وفتور الغضب والحيلولة عن الحزن ودفع الحسد وأنواع البلايا . ومن البديهي أنّ قول هذا الذكر كلّما اقترن أكثر بحقيقته التي هي التوحيد في الأفعال فإنّه سيتمخّض عن بركات أكثر في الحياة . وبسبب أهمية هذا الذكر ودوره المؤثّر والبنّاء ، فقد رغّبت الأحاديث الإسلامية المسلمين في التمتّع ببركاته من خلال وصفه بأوصاف مثل : كنز الكلام ، كنز الجنّة ، كنز العرش ، تسبيح حملة العرش وكلام أهل السماوات . كما تؤكّد على ترديد هذا الذكر عند سماع الحيّعلات في الأذان وبعد صلاة الفجر وعند الخروج من البيت وعند دخول المسجد والسوق .
4 . خطر البراءة من الحول والقوّة الإلهيينإنّ النقطة المقابلة ل «الحوقلة» التي تجسّد التوحيد في الأفعال ولها بركات كثيرة في حياة الإنسان المادية والمعنوية ، هي إظهار البراءة من الحول والقوّة الإلهيين والتي تمثّل خطرا بالغا ، لذلك فقد هلك الرجل من فوره دون أن يستطيع أن يكمل كلامه خلال حادثة اتّهام الإمام الصادق عليه السلام عندما قال هذا الشخص المتّهم كذبا : أبرَأُ إلَى اللّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ ، وألجَأُ إلى حَولي وقُوَّتي أنّي لَصادِقٌ بَرٌّ في ما أقولُ . (1)
.
ص: 55
الفَصلُ الأَوَّلُ: تفسير الحوقلة1 / 1لا حَولَ عَنِ المَعصِيَةِ ولا قُوَّةَ عَلَى الطّاعَةِ إلّا بِاللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِمَعاذٍ _: يا مَعاذُ ، أتَدري ما تَفسيرُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ؟ لا حَولَ عَن مَعصِيَةِ اللّهِ إلّا بِقُوَّةِ اللّهِ ، ولا قُوَّةَ عَلى طاعَةِ اللّهِ إلّا بِعَونِ اللّهِ . (1)
مجمع الزوائد عن عبد اللّه بن مسعود :كُنتُ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَدري ما تَفسيرُها؟ قُلتُ : اللّهُ ورَسولُهُ أعلَمُ! قالَ : لا حَولَ عَن مَعصِيَةِ اللّهِ إلّا بِعِصمَةِ اللّهِ ، ولا قُوَّةَ عَلى طاعَةِ اللّهِ إلّا بِعَونِ اللّهِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ حينَ سُئِلَ عَن تَأويلِ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ _: لا حَولَ لَنا عَن مَعاصِي اللّهِ إلّا بِعِصمَةِ اللّهِ ، ولا قُوَّةَ لَنا عَلى طاعَةِ اللّهِ إلّا بِعَونِ اللّهِ . (3)
.
ص: 56
تاريخ دمشق عن الحارث :جاءَ رَجُلٌ إلى عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَنِ القَدَرِ ، قالَ : . . . أيُّهَا السّائِلُ ، ألَستَ تَسأَلُ رَبَّكَ العافِيَةَ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَمِن أيِّ شَيءٍ تَسأَ لُهُ العافِيَةَ؟ أمِنَ البَلاءِ الَّذِي ابتَلاكَ بِهِ غَيرُهُ؟ قالَ : مِنَ البَلاءِ الَّذِي ابتَلاني بِهِ . قالَ : أيُّهَا السّائِلُ ، تَقولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِمَن؟ قالَ : إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . قالَ : فَتَعلَمُ ما تَفسيرُها؟ قالَ : تُعَلِّمُني مِمّا عَلَّمَكَ اللّهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ . قالَ : إنَّ تَفسيرَها : لا يَقدِرُ (1) عَلى طاعَةِ اللّهِ ، ولا تَكونُ لَهُ قُوَّةٌ في مَعصِيَةٍ فِي الأَمرَينِ جَميعا إلّا بِاللّهِ . (2)
التوحيد عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن مَعنى : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَقالَ : مَعناهُ لا حَولَ لَنا عَن مَعصِيَةِ اللّهِ إلّا بِعَونِ اللّهِ ، ولا قُوَّةَ لَنا عَلى طاعَةِ اللّهِ إلّا بِتَوفيقِ اللّهِ عز و جل . (3)
المحاسن عن الحسين بن علوان الكلبي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَألَتُهُ عَن تَفسيرِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، قالَ : لا يَحولُ بَينَنا وبَينَ المعاصي إلَا اللّهُ ، ولا يُقَوّينا عَلى أداءِ الطّاعَةِ وَالفَرائِضِ إلَا اللّهُ . (4)
.
ص: 57
1 / 2لا نَملِكُ مَعَ اللّهِ إلّا ما مَلَّكَناالإمام عليّ عليه السلام_ وقَد سُئِلَ عَن مَعنى : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ _: إنّا لا نَملِكُ مَعَ اللّهِ شَيئا ، ولا نَملِكُ إلّا ما مَلَّكَنا ، فَمَتى مَلَّكَنا ما هُوَ أملَكُ بِهِ مِنّا كَلَّفَنا ، ومَتى أخَذَهُ مِنّا وَضَعَ تَكليفَهُ عَنّا . (1)
1 / 3تَفويضُ الأَمرِ إلَى اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَقَد فَوَّضَ أمرَهُ إلَى اللّهِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يَكفِيَهُ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَوَّضَ الأَمرَ إلَى اللّهِ عز و جل . (3)
.
ص: 58
. .
ص: 59
الفَصلُ الثّاني: خصائص الحوقلة2 / 1كَنزُ الحَديثِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَ كَنزَ الحديثِ فَعَلَيهِ بِ «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أحَبُّ الكَلامِ إلَى اللّهِ : سُبحانَ اللّهِ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ وبِحَمدِهِ . (2)
2 / 2كَلامُ أهلِ السَّماواتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَلامُ أهلِ السَّماواتِ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
.
ص: 60
عنه صلى الله عليه و آله :ما نَزَلَ مِنَ السَّماءِ مَلَكٌ ولا صَعِدَ إلَى السَّماءِ مَلَكٌ حَتّى يَقولَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
2 / 3بابٌ مِن أبوابِ الجَنَّةِسنن الترمذي عن قيس بن سعد بن عبادة :مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله . . . وقالَ : ألا أدُلُّكَ عَلى بابٍ مِن أبوابِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلى ، قالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
2 / 4غَرسٌ مِن غِراسِ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا خَلَقَ الجَنَّةَ جَعَلَ غَرسَها : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي مَرَرتُ بِإِبراهيمَ عليه السلام ، فَقالَ لِجَبرَئيلَ عليه السلام : مَن هذا؟ قالَ : مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، فَرَحَّبَ بي وسَلَّمَ عَلَيَّ ، وقالَ : مُر اُمَّتَكَ يُكثِروا مِن غِراسِ الجَنَّةِ ، فَإِنَّ تُربَتَها طَيِّبَةٌ ، وأرضَها واسِعَةٌ _ قالَ : _ قُلتُ : وما غِراسُ الجَنَّةِ؟ قالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (4)
.
ص: 61
2 / 5كَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أربَعَةٌ مِن كَنزِ الجَنَّةِ : إخفاءُ الصَّدَقَةِ ، وكِتمانُ المُصيبَةِ ، وصِلَةُ الرَّحِمِ ، وقَولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَإِنَّها كَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن ذِكرِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَإِنَّها مِن كَنزِ الجَنَّةِ ، ومَن أكثَرَ مِنهُ نَظَرَ اللّهُ إلَيهِ ، ومَن نَظَرَ اللّهُ إلَيهِ فَقَد أصابَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، ألا أدُلُّكَ عَلى كَنزٍ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (4)
مستطرفات السرائر عن سلمان الفارسيّ :أوصاني خَليلي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسَبعٍ لا أدَعُهُنَّ عَلى كُلِّ حالٍ . . . أوصاني أن اُكثِرَ مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» فَإِنَّها كَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (5)
.
ص: 62
الخصال عن أبي ذرّ :أوصاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِسَبعٍ : . . . أوصاني أن أستَكثِرَ مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» فَإِنَّها مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (1)
مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :كُنتُ أمشي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في نَخلٍ لِبَعضِ أهلِ المَدينَةِ . . . فَقالَ : يا أبا هُرَيرَةَ ، ألا أدُلُّكَ عَلى كَنزٍ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ؟ فَقُلتُ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : قُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، ولا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إلّا إلَيهِ . (2)
المستدرك على الصحيحين عن أبي هريرة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : ألا اُعَلِّمُكَ _ أو قالَ : ألا أدُلُّكَ _ عَلى كَلِمَةٍ مِن تَحتِ العَرشِ مِن كَنزِ الجَنَّةِ؟ تَقولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، فَيَقولُ اللّهُ عز و جل : أسلَمَ عَبدي وَاستَسلَمَ . (3)
عدّة الداعي :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ألا أُعَلِّمُكُم خَمسَ كَلِماتٍ ، خَفيفاتٍ عَلَى اللِّسانِ ثَقيلاتٍ فِي الميزانِ ، يُرضينَ الرَّحمنَ ويَطرُدنَ الشَّيطانَ ، وهُنَّ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ مِن تَحتِ العَرشِ ، وهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ : قولوا : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . وقالَ صلى الله عليه و آله : خَمسٌ بَخٍ بَخٍ لَهُنَّ ، ما أثقَلَهُنَّ فِي الميزانِ . (4)
المحاسن عن الحسن البصري عن الإمام الباقر عليه السلام :ألا اُخبِرُكُم بِخَمسِ خِصالٍ هِيَ مِنَ البِرِّ ،
.
ص: 63
وَالبِرُّ يَدعو إلَى الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلى! قالَ : . . . وَالإِكثارُ مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» فَإِنَّهُ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (1)
2 / 6كَنزٌ مِن كُنوزِ العَرشِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا فَرَغتُ مِمّا أمَرَنِيَ اللّهُ بِهِ مِن أمرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، قُلتُ : يا رَبِّ ، إنَّهُ لَم يَكُن نَبِيٌّ قَبلي إلّا وقَد كَرَّمتَهُ ؛ جَعَلتَ إبراهيمَ خَليلاً ، وموسى كَليما ، وسَخَّرتَ لِداوُدَ الجِبالَ ، ولِسُلَيمانَ الرّيحَ وَالشَّياطينَ ، وأحيَيتَ لِعيسَى المَوتى ، فَما جَعَلتَ لي؟ قاَل : أوَلَيسَ قَد أعطَيتُكَ أفضَلَ مِن ذلِكَ كُلِّهِ؟ أنّي لا اُذكَرُ إلّا ذُكِرتَ مَعِيَ ، وجَعَلتُ صُدورَ اُمَّتِكَ أناجيلَ يَقرَؤونَ القُرآنَ ظاهِرا ، ولَم اُعطِها اُمَّةً ، وأعطَيتُكَ كَنزا مِن كُنوزِ عَرشي : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (2)
الدرّ المنثور عن أبي هريرة :سُئِلَ عُثمانُ بنُ عَفّانٍ عَن مَقاليدِ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، فَقالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» مِن كُنوزِ العَرشِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام_ في ذِكرِ حَديثِ مِعراجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا رَبِّ ، أعطَيتَ أنبِياءَكَ فَضائِلَ فَأَعطِني . فَقالَ اللّهُ : قَد أعطَيتُكَ فيما أعطَيتُكَ كَلِمَتَينِ مِن تَحتِ عَرشي : «لا حَولَ ولا قُوَّة
.
ص: 64
إلّا بِاللّهِ» و«لا مَنجى مِنكَ إلّا إلَيكَ» . (1)
راجع : ص 73 (الفصل الثالث : بركات الحوقلة / أمان من الهمّ) .
2 / 7تَسبيحُ حَمَلَةِ العَرشِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ وقَد تَلا هذِهِ الآيَةَ : «الرَّحْمَ_نُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» (2) _: ما تَحمِلُهُ الأَملاكُ إلّا بِقَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ حَمَلَةَ العَرشِ لَمّا ذَهَبوا يَنهَضونَ بِالعَرشِ لَم يَستَقِلّوهُ (4) ، فَأَلهَمَهُمُ اللّهُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَنَهَضوا بِهِ . (5)
2 / 8النَّوادِرُالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في مَلَأٍ مِن أصحابِهِ فَقالَ : خُذوا جُنَّتَكُم . (6) فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ حَضَرَ عَدُوٌّ؟ قالَ : لا ، جُنَّتَكُم مِنَ النّارِ . قالَ : قولوا : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا
.
ص: 65
قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» فَإِنَّهُنَّ يَومَ القِيامَةِ مُقَدِّماتٌ مُنجِياتٌ ومُعَقِّباتٌ ، وهُنَّ عِندَ اللّهِ الصّالِحاتُ الباقِياتُ . (1)
عنه عليه السلام :مَن بَخِلَ مِنكُم بِمالٍ أن يُنفِقَهُ ، وبِالجِهادِ أن يَحضُرَهُ ، وبِاللَّيلِ أن يُكابِدَهُ ، فلا يَبخَل بِ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
تفسير فرات عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا عن الحسين بن عبد اللّه بن جندب ، قال :أخرَجَ إلَينا صَحيفَةً ، فَذَكَرَ أنَّ أباهُ كَتَبَ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ إنّي قَد كَبِرتُ وضَعُفتُ وعَجَزتُ عَن كَثيرٍ مِمّا كُنتُ أقوى عَلَيهِ ، فَاُحِبُّ _ جُعِلتُ فِداكَ _ أن تُعَلِّمَني كَلاما يُقَرِّبُني مِن رَبّي ، ويَزيدُني فَهما وعِلما . فَكَتَبَ إلَيهِ : قَد بَعَثتُ إلَيكَ بِكِتابٍ فَاقرَأهُ وتَفَهَّمهُ ، فَإِنَّ فيهِ شِفاءً لِمَن أرادَ اللّهُ شِفاهُ ، وهُدىً لِمَن أرادَ اللّهُ هُداهُ ، فَأَكثِر مِن ذِكرِ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (3)
.
ص: 66
. .
ص: 67
الفَصلُ الثّالِثُ: بركات الحوقلة3 / 1بَقاءُ النِّعَمِالكتاب«وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَ وَلَدًا» . (1)
الحديثالمعجم الكبير عن عقبة بن عامر :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ بِنِعمَةٍ فَأَرادَ بَقاءَها ، فَليُكثِر مِن قَولِ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ» . (2)
المعجم الصغير عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ عَلى عَبدٍ نِعمَةً في مالٍ أو أهلٍ أو وَلَدٍ ، فَقالَ : «ما شاءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَيَرى فيها آفَةً دونَ المَوتِ . وقَرَأَ : «لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ» . (3)
.
ص: 68
الإمام الصادق عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن أرادَ الدُّنيا وزينَتَها كَيفَ لا يَفزَعُ إلى قَولِهِ تَعالى : «مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ» ؟ فَإِنّي سَمِعتُ اللّهَ عز و جليَقولُ بِعَقِبِها : «إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَ وَلَدًا * فَعَسَى رَبِّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ» الآيَةَ ، و«عَسى» مُوجِبَةٌ . (1)
تفسير القمّي :قَولُهُ : «وَ اضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَ_بٍ وَ حَفَفْنَ_هُمَا بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا» (2) ، قالَ : نَزَلَت في رَجُلٍ كانَ لَهُ بُستانانِ كَبيرانِ عَظيمانِ كَثيرَا الثِّمارِ _ كَما حَكَى اللّهُ عز و جل _ وفيهِما نَخلٌ وزَرعٌ ، وكانَ لَهُ جارٌ فَقيرٌ ، فَافتَخَرَ الغَنِيُّ عَلى ذلِكَ الفَقيرِ ، وقالَ لَهُ : «أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَ أَعَزُّ نَفَرًا * وَ دَخَلَ جَنَّتَهُ» أي بُستانَهُ وقالَ : «مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَ_ذِهِ أَبَدًا * وَ مَا أَظُنُّ السَّ_اعَةَ قَائِمَةً وَ لَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْرًامِّنْهَا مُنقَلَبًا» ، فَقالَ لَهُ الفَقيرُ : «أَكَفَرْتَ بِالَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّ_كِنَّاْ هُوَ اللَّهُ رَبِّى وَ لَا أُشْرِكُ بِرَبِّى أَحَدًا» . ثُمَّ قالَ الفَقيرُ لِلغَنِيِّ : «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاأَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَ وَلَدًا» ، ثُمَّ قالَ الفَقيرُ : «فَعَسَى رَبِّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَ يُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا» أي مُحتَرِقا «أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَ_لَبًا» ، فَوَقَعَ فيها ما قالَ الفَقيرُ في تِلكَ اللَّيلَةِ ، وأصبَحَ الغَنِيُّ «يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَ يَقُولُ يَ__لَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا * وَ لَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَ مَا كَانَ مُنتَصِرًا» (3) ، فَهذِهِ عُقوبَةُ البَغيِ (4) . (5)
.
ص: 69
3 / 2غُفرانُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ»؛ فَإِنَّهُنَّ الباقِياتُ الصّالِحاتُ ، وهُنَّ يَحطُطنَ الخَطايا كَما تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَها ، وهُنَّ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» خَرَجَ مِن ذُنوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ ، ووُقِيَ سَبعينَ بابا مِنَ الفَقرِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ ، وقَضى لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ ، وبَنى لَهُ فِي الجَنَّةِ مِئَةَ قَصرٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما عَلَى الأَرضِ أحَدٌ يَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» إلّا كُفِّرَت عَنهُ خَطاياهُ ، ولَو كانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يَنصَرِفُ مِن صَلاتِهِ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، قامَ مَغفورا لَهُ . (6)
سنن الترمذي عن أبي سعيد وأبي هريرة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» صَدَّقَهُ رَبُّهُ . . . وإذا قالَ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالَ عز و جل :
.
ص: 70
لا إلهَ إلّا أنَا ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بي . وكانَ يَقولُ : مَن قالَها في مَرَضِهِ ثُمَّ ماتَ ، لَم تَطعَمهُ النّارُ . (1)
3 / 3قَضاءُ الحَوائِجِالإمام الصادق عليه السلام :إذا قالَ العَبدُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالَ اللّهُ عز و جل لِلمَلائِكَةِ : اِستَسلَمَ عَبدي ، اِقضوا حاجَتَهُ . (2)
عنه عليه السلام :إذا دَعَا الرَّجُلُ فَقالَ بَعدَما دَعا : «ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالَ اللّهُ عز و جل : اِستَبسَلَ (3) عَبدي وَاستَسلَمَ لِأَمري ، اِقضوا حاجَتَهُ . (4)
عنه عليه السلام :ما مِن رَجُلٍ دَعا فَخَتَمَ بِقَولِ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» إلّا اُجيبَت حاجَتُهُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن دَعا بِهؤُلاءِ الكَلِماتِ الخَمسِ لَم يَسأَلِ اللّهَ شَيئا إلّا أعطاهُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، لا إلهَ إلَا اللّهُ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (6)
راجع : ص 69 ح 1707 .
.
ص: 71
3 / 4دَفعُ الوَسوَسَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ آدَمَ شَكا إلَى اللّهِ عز و جل ما يَلقى مِن حَديثِ النَّفسِ وَالحُزنِ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ لَهُ : يا آدَمُ قُل : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، فَقالَها فَذَهَبَ عَنهُ الوَسوَسَةُ وَالحُزنُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا فَاذكُروا يا اُمَّةَ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدا وآلَهُ عِندَ نَوائِبِكُم وشَدائِدِكُم ، لِيَنصُرَ اللّهُ بِهِ مَلائِكَتَكُم عَلَى الشَّياطينِ الَّذينَ يَصُدُّونَكُم ؛ فَإِنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم مَعَهُ مَلَكٌ عَن يَمينِهِ يَكتُبُ حَسَناتِهِ ، ومَلَكٌ عَن يَسارِهِ يَكتُبُ سَيِّئاتِهِ ، ومَعَهُ شَيطانانِ من عِندِ إبليسَ يُغوِيانِهِ ، فَإِذا وَسوَسا في قَلبِهِ ، ذَكَرَ اللّهَ وقالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ» خَنَسَ الشَّيطانانِ ، ثُمَّ صارا إلى إبليسَ فَشَكَواهُ وقالا لَهُ : قَد أعيانا أمرُهُ ، فَأَمدِدنا بِالمَرَدَةِ! فَلا يَزالُ يُمِدُّهُما ، حَتّى يُمِدَّهُما بِأَلفِ ماردٍ فَيَأتونَهُ ، فَكُلَّما راموهُ (2) ذَكَرَ اللّهَ وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ ، لَم يَجِدوا عَلَيهِ طَريقا ولا مَنفَذا . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ اثنانِ : شَيطانُ الجِنِّ ؛ ويُبعَدُ بِ «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ، وشَيطانُ الإِنسِ ؛ ويُبعَدُ بِالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ آدَمَ عليه السلام شَكا إلى رَبِّهِ حَديثَ النَّفسِ ، فَقالَ : أكثِر مِن قَولِ : لا حَول
.
ص: 72
ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
الكافي عن حمّاد بن عثمان :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَكَلَّمَهُ شَيخٌ مِن أهلِ العِراقِ ، فَقالَ لَهُ : مالي أرى كَلامَكَ مُتَغَيِّرا؟ فَقالَ لَهُ : سَقَطَت مَقاديمُ فَمي فَنَقَصَ كَلامي . فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وأنَا أيضا قَد سَقَطَ بَعضُ أسناني ، حَتّى أنَّهُ لَيُوَسوِسُ إلَيَّ الشَّيطانُ فَيَقولُ لي : إذا ذَهَبَتِ البَقِيَّةُ فَبِأَيِّ شَيءٍ تَأكُلُ؟ فَأَقولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
الكافي عن عليّ بن مهزيار :كَتَبَ رَجُلٌ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام يَشكو إلَيهِ لَمَما يَخطِرُ عَلى بالِهِ ، فَأَجابَهُ في بَعضِ كَلامِهِ : إنَّ اللّهَ عز و جل إن شاءَ ثَبَّتَكَ فَلا يَجعَلُ لِاءِبليسَ عَلَيكَ طَريقا ، قَد شَكا قَومٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لَمَما يَعرِضُ لَهُم ؛ لَأَن تَهوِيَ بِهِمُ الرّيحُ أو يُقَطَّعوا أحَبُّ إلَيهِم مِن أن يَتَكَلَّموا بِهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أتَجِدونَ ذلِكَ؟ قالوا : نَعَم . فَقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ إِنَّ ذلِكَ لَصَريحُ الإِيمانِ (3) ، فَإِذا وَجَدتُموهُ فَقولوا : آمَنّا بِاللّهِ ورَسولِهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (4)
3 / 5تَسكينُ الغَضَبِمستدرك الوسائل :في حَديثٍ أنَّ إبليسَ قالَ لِموسى عليه السلام : وإيّاكَ وَالغَضَبَ ، وإذا غَضِبت
.
ص: 73
فَقُل : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» يَسكُنُ غَضَبُكَ . (1)
3 / 6أمانٌ مِنَ الهَمِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن حَزَنَهُ أمرٌ فَليَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _: يا سُفيانُ ، إذا حَزَنَكَ أمرٌ مِن سُلطانٍ أو غَيرِهِ ، فَأَكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَإِنَّها مِفتاحُ الفَرَجِ ، وكَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن وَصِيَّةٍ لَهُ أوصى بِها عَلِيّا عليه السلام _: يا عَلِيُّ : أمانٌ لِاُمَّتي مِنَ الهَمِّ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، لا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنَ اللّهِ إلّا إلَيهِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَإِنَّها تَدفَعُ تِسعَةً وتِسعينَ بابا مِنَ الضُّرِّ ؛ أدناهَا الهَمُّ . (5)
.
ص: 74
عنه صلى الله عليه و آله :قَولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» كَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ ، وهِيَ شِفاءٌ مِن تِسعَةٍ وتِسعينَ داءً أدناهُ الهَمُّ . (1)
تيسير المطالب عن أبي ذرّ :أوصاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن اُكثِرَ مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» فَإِنَّها كَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ ، ويَدفَعُ اللّهُ بِها تِسعا وتِسعينَ بابا مِن أبوابِ البَلاءِ ، أدناها وأيسَرُهَا الهَمُّ وَالحُزنُ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» دَفَعَ اللّهُ بِها عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ ؛ أيسَرُهَا الهَمُّ . (3)
عنه عليه السلام :إذا تَوالَت عَلَيكَ الهُمومُ فَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (4)
عنه عليه السلام_ في أحوالِ آدَمَ عليه السلام _: كانَ إذا لَم يَأتِهِ جَبرَئيلُ اغتَمَّ وحَزَنَ ، فَشَكا ذلِكَ إلى جَبرَئيلَ ، فَقالَ : إذا وَجَدتَ شَيئا مِنَ الحُزنِ فَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (5)
الدعوات عن ابن عبّاس :جاءَ عَونُ بنُ مالِكٍ الأَشجَعِيُّ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ ابني قَد أسَرَهُ العَدُوُّ ، وقَدِ اشتَدَّ غَمّي وعيلَ صَبري ، فَما تَأمُرُني؟ قالَ : آمُرُكَ أن تُكثِرَ مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ في كُلِّ حالٍ» . فَانصَرَفَ وهُوَ يَقولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عَلى كُلِّ حالٍ» ، فَبَينا هُوَ كَذلِكَ إذ أتاهُ ابنُهُ ، مَعَهُ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ غَفَلَ عَنهَا المُشرِكونَ فَاستاقَها .
.
ص: 75
فَأَتَى الأَشجَعِيُّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَذَكَرَ لَهُ ذلِكَ ، فَنَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» (1) . (2)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا حَزَنَكَ أمرٌ فَقُل سَبعَ مَرّاتٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ، فَإِن كُفيتَ وإلّا أتمَمتَ سَبعينَ مَرَّةً . (3)
3 / 7نَفيُ الفَقرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن ظَهَرَت عَلَيهِ النِّعمَةُ فَليُكثِر ذِكرَ : «الحَمدُ للّهِِ» ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ فَعَلَيهِ بِالاِستِغفارِ ، ومَن ألَحَّ عَليَهِ الفَقرُ فَليُكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ»؛ يَنفِي اللّهُ عَنهُ الفَقرَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قَولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» يَذهَبُ بِالفَقرِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :فَقَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ فَقالَ : ما غَيَّبَكَ عَنّا؟ فَقالَ : الفَقرُ يا رَسولَ اللّهِ ، وطولُ السُّقمِ . فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا أُعَلِّمُكَ كَلاما إذا قُلتَهُ ذَهَبَ عَنكَ الفَقرُ وَالسُّقمُ؟ فَقالَ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ .
.
ص: 76
فَقالَ : إذا أصبَحتَ وأمسَيتَ فَقُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا . فَقالَ الرَّجُلُ : فَوَاللّهِ ما قُلتُهُ إلّا ثَلاثَةَ أيّامٍ ، حَتّى ذَهَبَ عَنِّي الفَقرُ وَالسُّقمُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ: «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، لَم يُصِبهُ فَقرٌ أبَدا . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ ألفَ مَرَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» رَزَقَهُ اللّهُ الحَجَّ ، فَإِن كانَ قَدِ اقتَرَبَ أجَلُهُ أخَّرَ اللّهُ في أجَلِهِ حَتّى رَزَقَهُ الحَجَّ . (3)
3 / 8دَفعُ العَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى شَيئا يُعجِبُهُ فَقالَ : «اللّهُ ، اللّهُ ، ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» لَم يَضُرَّ شَيئا . (4)
عمل اليوم والليلة عن أنس عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى شَيئا فَأَعجَبَهُ فَقالَ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» لَم يَضُرَّهُ العَينُ _ يَعني لا يُصيبُهُ العَينُ _ . (5)
.
ص: 77
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلى عَبدٍ نِعمَةً في أهلٍ ومالٍ ووَلَدٍ فَأَعجَبَهُ ، فَقالَ إذا رَأى ذلِكَ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» إلّا رَفَعَ اللّهُ تَعالى عَنهُ كُلَّ آفَةٍ حَتّى تَأتِيَهُ مَنِيَّتُهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :العَينُ حَقٌّ ، ولَيسَ تَأمَنُها مِنكَ عَلى نَفسِكَ ولا مِنكَ عَلى غَيرِكَ ، فَإِذا خِفتَ شَيئا مِن ذلِكَ فَقُل : ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ _ ثَلاثا _ . (2)
3 / 9صَرفُ أنواعِ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، كَفاهُ اللّهُ عز و جل تِسعَةً وتِسعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أيسَرُهُنَّ الخَنقُ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _: يا كُمَيلُ ، قُل عِندَ كُلِّ شِدَّةٍ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ»؛ تُكفَها . وقُل عِندَ كُلِّ نِعمَةٍ : «الحَمدُ للّهِِ» ؛ تَزدَد مِنها . وإذا أبطَأَتِ الأَرزاقُ عَلَيكَ ، فَاستَغفِرِ اللّهَ؛ يُوَسَّع عَلَيكَ فيها . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، صَرَفَ عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أيسَرُ ذلِكَ الخَنقُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لعليّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، ألا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ إذا وَقَعتَ في وَرطَةٍ أو بَلِيَّةٍ فَقُل :
.
ص: 78
«بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جليَصرِفُ بِها عَنكَ ما يَشاءُ مِن أنواعِ البَلاءِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ عز و جل : قُل لِاُمَّتِكَ يَقولوا : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» عَشرا عِندَ الصُّبحِ ، وعَشرا عِندَ المَساءِ ، وعَشرا عِندَ النَّومِ ؛ يَدفَعُ عَنهُم عِندَ النَّومِ بَلوَى الدُّنيا ، وعِندَ المَساءِ مُكايَدَةَ الشَّيطانِ ، وعِندَ الصُّبحِ مِن غَضَبي . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِشَيبَةَ الهُذَيلِ (3) _: إذا صَلَّيتَ الصُّبحَ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» ؛ فَإِنَّ اللّهَ يُعافيكَ بِذلِكَ مِنَ العَمى وَالجُنونِ وَالجُذامِ وَالفَقرِ وَالهَرَمِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِقَبيصَةَ بنِ مُخارِقٍ الهِلالِيِّ _: قُل ثَلاثَ مَرّاتٍ إذا صَلَّيتَ الغَداةَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ؛ فَإِنَّكَ إذا قُلتَهُنَّ أمِنتَ مِن عَمىً وجُذامٍ وبَرَصٍ وفالِجٍ . (5)
.
ص: 79
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يُصَلِّي الفَجرَ ثُمَّ يَقولُ حينَ يَنصَرِفُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، ولا حَياةَ ولَا احتِيالَ ولا مَنجى ولا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ ، إلّا إلَيهِ» سَبعَ مَرّاتٍ ، إلّا رُفِعَ عَنهُ سَبعونَ نَوعا مِنَ البَلاءِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ (2) إلّا بِاللّهِ ، أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» ، رُزِقَ خَيرَ ذلِكَ اليَومِ وصُرِفَ عَنهُ شَرُّهُ . ومَن قالَها مِنَ اللَّيلِ رُزِقَ خَيرَ تِلكَ اللَّيلَةِ ، وصُرِفَ عَنهُ شَرُّها . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن قالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» سَبعَ مَرّاتٍ وهُوَ ثاني رِجلِهِ بَعدَ المَغرِبِ قَبلَ أن يَتَكَلَّمَ ، وبَعدَ الصُّبحِ قَبلَ أن يَتَكَلَّمَ ، صَرَفَ اللّهُ تَعالى عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أدناهَا الجُذامُ والبَرَصُ وَالسُّلطانُ وَالشَّيطانُ . (4)
عنه عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _: يا كُمَيلُ ، سَمِّ كُلَّ يَومٍ بِاسمِ اللّهِ ، وقُل : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» . . . تُكفَ شَرَّ ذلِكَ اليَومِ إن شاءَ اللّهُ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ ثَلاثينَ مَرَّةً : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، تَبارَكَ اللّهُ أحسَنُ الخالِقينَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» دَفَعَ اللّهُ عَنهُ تِسعَةً وتِسعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ ؛ أهوَنُهَا الجُذامُ . (6)
عنه عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الصُّبحِ قَبلَ أن يَتَكَلَّمَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَول
.
ص: 80
ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» يُعيدُها سَبعَ مَرّاتٍ ، دَفَعَ اللّهُ عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أهوَنُهَا الجُذامُ وَالبَرَصُ . (1)
عنه عليه السلام :مَن قالَ في دُبُرِ صَلاةِ الفَجرِ ودُبُرِ صَلاةِ المَغرِبِ سَبعَ مَرّاتٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» دَفَعَ اللّهُ عز و جل عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أهوَنُهَا الرّيحُ وَالبَرَصُ وَالجُنونُ ، وإن كانَ شَقِيّا مُحِيَ مِنَ الشَّقاءِ وكُتِبَ فِي السُّعَداءِ . (2)
عنه عليه السلام :إذا صَلَّيتَ المَغرِبَ وَالغَداةَ فَقُل : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» سَبعَ مَرّاتٍ ؛ فَإِنَّهُ مَن قالَها لَم يُصِبهُ جُذامٌ ولا بَرَصٌ ولا جُنونٌ ، ولا سَبعونَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ . (3)
الإمام الكاظم عليه السلام :قَولُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» يَدفَعُ أنواعَ البَلاءِ . (4)
عنه عليه السلام :مَن قالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ حينَ يُصبِحُ ، وثَلاثَ مَرّاتٍ حينَ يُمسي ، لَم يَخَف شَيطانا ولا سُلطانا ولا جُذاما ولا بَرَصا . وأنَا أقولُها مِئَةَ مَرَّةٍ . (5)
الكافي عن سعد بن زيد عن أبي الحسن عليه السلام :إذا صَلَّيتَ المَغرِبَ فَلا تَبسُط رِجلَكَ ولا تُكَلِّم أحَدا حَتّى تَقولَ مِئَةَ مَرَّةٍ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلى ¨ِّ
.
ص: 81
العَظيمِ» ، ومِئَةَ مَرَّةٍ فِي الغَداةِ ، فَمَن قالَها دَفَعَ اللّهُ عَنهُ مِئَةَ نَوعٍ مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أدنى نَوعٍ مِنهَا البَرَصُ وَالجُذامُ وَالشَّيطانُ وَالسُّلطانُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في حِرزٍ استَخرَجَهُ مِن كِتابِ اللّهِ العَزيزِ _: تَحَصَّنتُ بِاللّهِ العَظيمِ ، وَاستَعصَمتُ بِالحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، ورَمَيتُ كُلَّ عَدُوٍّ لَنا بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن حِرزِهِ في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ _: بِاسمِ اللّهِ ، تَحَصَّنتُ بِالحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ ، ورَمَيتُ مَن يُريدُ بي سُوءا أو مَكروها مِن بَينِ يَدَيَّ بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ . (3)
الكافي عن جميل عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : مَن قالَ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، صَرَفَ عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِن أنواعِ البَلاءِ ؛ أيسَرُ ذلِكَ الخَنقُ . قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ومَا الخَنقُ؟ قالَ : لا يَعتَلُّ بِالجُنونِ فَيُخنَقَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام_ في دُعاءِ الاِستِخارَةِ _: اللّهُمَّ . . . وأبرِم مِن قُدرَتِكَ كُلَّ نَحسٍ يَعرِضُ بِحاجِزٍ حَتمٍ مِن قَضائِكَ يَحولُ بَيني وبَينَهُ ، ويُباعِدُهُ مِنّي ويُباعِدُني مِنهُ ، في ديني ونَفسي ومالي ووُلدي وإخواني ، وأعِذني مِنَ الأَولادِ وَالأَموالِ وَالبَهائِمِ وَالأَعراضِ (5) ، وما أحضُرُهُ وما أغيبُ عَنهُ ، وما أستَصحِبُهُ وما اُخَلِّفُهُ ، وحَصِّنّي مِن كُلِّ ذلِكَ بِعِياذِكَ مِنَ الآفاتِ وَالعاهاتِ وَالبَلِيّاتِ ، ومِنَ التَّغييرِ وَالتَّبديلِ ، وَالنَّقِمات
.
ص: 82
وَالمَثُلاتِ (1) ، ومِن كَلِمَتِكَ الحالِقَةِ (2) ، ومِن جَميعِ المَخوفاتِ ، ومِن سوءِ القَضاءِ ، ومِن دَركِ الشَّقاءِ ، ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ ، ومِنَ الخَطَأِ وَالزَّلَلِ في قَولي وفِعلي ، ومَلِّكنِي الصَّوابَ فيهِما ؛ بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ ، بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ حِرزي وعَسكَري ، بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ سُلطاني ومَقدُرَتي ، بِلا حَولَ ولا قُوَّة إلّا بِاللّهِ عِزّي ومَنَعَتي . (3)
.
ص: 83
الفَصلُ الرّابِعُ: خطر البراءة من حول اللّه وقوّتهمهج الدعوات عن صفوان بن مهران الجمّال :رَفَعَ رَجُلٌ مِن قُرَيشِ المَدينَةِ مِن بَني مَخزومٍ إلى أبي جَعفَرٍ المَنصورِ _ وذلِكَ بَعدَ قَتلِهِ لِمُحَمَّدٍ وإبراهيمَ ابنَي عَبدِ اللّهِ بنِ الحَسَنِ _ : أنَّ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام بَعَثَ مَولاهُ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ لِجِبايَةِ الأَموالِ مِن شيعَتِهِ ، وأنَّهُ كانَ يُمِدُّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ ، فَكادَ المَنصورُ أن يَأكُلَ كَفَّهُ عَلى جَعفَرٍ عليه السلام غَيظا ، وكَتَبَ إلى عَمِّهِ داوودَ بنِ عَلِيٍّ _ وداوودُ إذ ذاكَ أميرُ المَدينَةِ _ أن يُسَيِّرَ إلَيهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام ولا يُرَخِّصَ لَهُ فِي التَّلَوُّمِ (1) وَالمُقامِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ داوودُبِكِتابِ المَنصورِ وقالَ لَهُ : اِعمِد عَلَى المَسيرِ إلى أميرِ المُؤمِنينَ في غَدٍ ولا تَتَأَخَّر . قالَ صَفوانُ : وكُنتُ بِالمَدينَةِ يَومَئِذٍ فَأَنفَذَ إلَيَّ جَعفَرٌ عليه السلام فَصِرتُ إلَيهِ ، فَقالَ لي : تَعَهَّد راحِلَتَنا فَإِنّا غادونَ في غَدٍ إن شاءَ اللّهُ إلَى العِراقِ ، ونَهَضَ عَن وَقتِهِ وأنَا مَعَهُ إلى مَسجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وكانَ ذلِكَ بَينَ الاُولى وَالعَصرِ ، فَرَكَعَ فيهِ رَكَعاتٍ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ فَحَفِظتُ يَومَئِذٍ مِن دُعائِهِ (2) :
.
ص: 84
يا مَن لَيسَ لَهُ ابتِداءٌ ولَا انقِضاءٌ ، يا مَن. . . (1) قالَ صَفوانُ : سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ الصّادِقَ عليه السلام بِأَن يُعيدَ الدُّعاءَ عَلَيَّ فَأَعادَهُ وكَتَبتُهُ ، فَلَمّا أصبَحَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام رَحَلتُ لَهُ النّاقَةَ ، وسارَ مُتَوَجِّها إلَى العِراقِ حَتّى قَدِمَ مَدينَهَ أبي جَعفَرٍ ، وأقبَلَ حَتَّى استَأذَنَ فَأَذِنَ لَهُ . قالَ صَفوانُ : فَأَخبَرَني بَعضُ مَن شَهِدَهُ عِندَ أبي جَعفَرٍ ، قالَ : فَلَمّا رَآهُ أبو جَعفَرٍ قَرَّبَهُ وأدناهُ ، ثُمَّ استَدعى (2) قِصَّةَ الرّافِعِ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام _ يَقولُ في قِصَّتِهِ : إنَّ مُعَلَّى بَنَ خُنَيسٍ مَولى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ يَجبي لَهُ الأَموالَ مِن جَميعِ الآفاقِ ، وإنَّهُ مَدَّ بِها مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ _ فَدَفَعَ إلَيهِ القِصَّةَ فَقَرَأَها أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، فَأَقبَلَ عَلَيهِ المَنصورُ فَقالَ : يا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ ، ما هذِهِ الأَموالُ الَّتي يَجبيها لَكَ مُعَلَّى بنُ خُنَيسٍ ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : مَعاذَ اللّهِ مِن ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ! قالَ لَهُ : تَحلِفُ عَلى بَراءَتِكَ مِن ذلِكَ ؟ قالَ عليه السلام : نَعَم ، أحلِفُ بِاللّهِ أنَّهُ ما كانَ مِن ذلِكَ شَيءٌ. قالَ أبو جَعفَرٍ : لا ، بَل تَحلِفُ بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ. فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أما تَرضى يَميني بِاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلا هُوَ ؟ قالَ أبو جَعفَرٍ : فَلا تَتَفَقَّه عَلَيَّ. فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : فَأَينَ تَذهَبُ بِالفِقهِ مِنّي يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ لَهُ : دَع عَنكَ هذا ، فَإِنّي أجمَعُ السّاعَةَ بَينَكَ وبَينَ الرَّجُلِ الَّذي رَفَعَ عَنكَ حَتّى
.
ص: 85
يُواجِهَكَ . فَأَتَوا بِالرَّجُلِ وسَأَلوهُ بِحَضرَةِ جَعفَرٍ عليه السلام ، فَقالَ : نَعَم هذا صَحيحٌ ، هذا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ وَالَّذي قُلتُ فيهِ كَما قُلتُ . فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : تَحلِفُ أيُّها الرَّجُلُ إنَّ هذَا الَّذي رَفَعتَهُ صَحيحٌ ؟ قالَ : نَعَم ؛ ثُمَّ ابتَدَأَ الرَّجُلُ بِاليَمينِ فَقالَ : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الطّالِبُ الغالِبُ الحَيُّ القَيُّومُ . فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : لا تَعجَل في يَمينِكَ فَإِنّي أنَا أستَحلِفُ . قالَ المَنصورُ : وما أنكَرتَ مِن هذِهِ اليَمينِ ؟ قالَ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَعالى حَيِيٌّ (1) كَريمٌ ، يَستَحيي مِن عَبدِهِ إذا أثنى عَلَيهِ أن يُعاجِلَهُ بِالعُقوبَةِ لِمَدحِهِ لَهُ ، ولكِن قُل يا أيُّها الرَّجُلُ : أبرَأُ إلَى اللّهِ مِن حَولِهِ وقُوَّتِهِ ، وألجَأُ إلى حَولي وقُوَّتي أنّي لَصادِقٌ بَرٌّ في ما أقولُ . فَقالَ المَنصورُ لِلقُرَشِيِّ : اِحلِف بِمَا استَحلَفَكَ بِهِ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام . فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهذِهِ اليَمينِ ، فَلَم يَستَتِمَّ الكَلامَ حَتّى أجذَمَ وخَرَّ مَيِّتا. فَراعَ أبا جَعفَرٍ (2) ذلِكَ وَارتَعَدَت فَرائِصُهُ ، فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، سِر مِن غَدٍ إلى حَرَمِ جَدِّكَ إنِ اختَرتَ ذلِكَ ، وإنِ اختَرتَ المُقامَ عِندَنا لَم نَألُ في إكرامِكَ وبِرِّكَ ، فَوَ اللّهِ لا قَبِلتُ عَلَيكَ قَولَ أحَدٍ بَعدَها أبَدا . (3)
.
ص: 86
. .
ص: 87
الفَصلُ الخامِسُ: أهمّ مواضع الحوقلة5 / 1عِندَ الأَذانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ مِثلَ ما يَقولُ ، فَقالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» مُخلِصا ، دَخَلَ الجَنَّةَ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ إذا سَمِعَ المُؤَذِّنَ قالَ كَما يَقولُ ، فَإِذا قالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ ، قالَ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (2)
5 / 2بَعدَ صَلاةِ الفَجرِالإمام الرضا عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّة
.
ص: 88
إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، كانَ أقرَبَ إلَى اسمِ اللّهِ الأَعظَمِ مِن سَوادِ العَينِ إلى بَياضِها ، وإنَّهُ دَخَلَ فيهَا اسمُ اللّهِ الأَعظَمُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «ما شاءَ اللّهُ كانَ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ» مِئَةَ مَرَّةٍ حينَ يُصَلِّي الفَجرَ ، لَم يَرَ يَومَهُ ذلِكَ شَيئا يَكرَهُهُ . (2)
5 / 3عِندَ الخُروجِ مِنَ البَيتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا خَرَجَ مِن بَيتِهِ : «بِاسمِ اللّهِ» قالَ المَلَكانِ : هُديتَ . فَإِن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» قالا : وُقيتَ . فَإِن قالَ : «تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ» قالا : كُفيتَ . فَيَقولُ الشَّيطانُ : كَيفَ لي بِعَبدٍ هُدِيَ ووُقِيَ وكُفِيَ؟! (3)
سنن ابن ماجة عن أبي هريرة :إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، التُّكلانُ عَلَى اللّهِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا خَرَجَ أحَدُكُم مِن بَيتِهِ فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، ماشاءَ اللّهُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ . (5)
الكافي عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عليه السلام :أنَّهُ كانَ إذا خَرَجَ مِنَ البَيتِ قالَ : بِاسمِ اللّه
.
ص: 89
خَرَجتُ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن يَخرُجُ في سَفَرٍ وَحدَهُ فَليَقُل : ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ آنِس وَحشَتي ، وأعِنّي عَلى وَحدَتي ، وأدِّ غَيبَتي (2) . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام إذا خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ قالَ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، خَرَجتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ لا بِحَولٍ مِنّي (4) ولا قُوَّتي ، بَل بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ يا رَبِّ ، مُتَعَرِّضا لِرِزقِكَ ، فَأتِني بِهِ في عافِيَةٍ . (5)
عنه عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِكَ في سَفَرٍ أو حَضَرٍ ، فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، آمَنتُ بِاللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، فَتَلَقّاهُ (6) الشَّياطينُ فَتَنصَرِفُ ، وتَضرِبُ المَلائِكَةُ وُجوهَها ، وتَقولُ : ما سَبيلُكُم عَلَيهِ وقَد سَمَّى اللّهَ ، وآمَنَ بِهِ ، وتَوَكَّلَ عَلَيهِ ، وقالَ : ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ؟ (7)
.
ص: 90
5 / 4عِندَ دُخولِ المَسجِدِجامع الأخبار :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنى ويَقولُ : بِاسمِ اللّهِ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . . . . (1)
5 / 5السّوقُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :السّوقُ دارُ سَهوٍ وغَفلَةٍ ، فَمَن سَبَّحَ فيها تَسبيحَةً كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها ألفَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَن قالَ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» كانَ في جِوارِ اللّهِ تَعالى عز و جل حَتّى يُمسِيَ . (2)
.
ص: 91
الفَصلُ السّادِسُ: الحوقلات المأثورةرسول اللّه صلى الله عليه و آله :بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ عَن يَميني ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ عَن شِمالي ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ بَينَ يَدَيَّ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ مِن خَلفي ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ قابِضٌ عَلى ناصِيَتي ، أعوذُ بِاللّهِ وبِعَظَمَتِهِ ، وبِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ ، وبِعِزِّ اللّهِ وسُلطانِهِ ، وبِعِزِّ جَلالِ اللّهِ ، وبِعِزِّ عِزِّ اللّهِ ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وَبَرأَ ، ومِن شَرِّ ما تَحتَ الثَّرى ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمِ . لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، قُوَّةُ كُلِّ ضَعيفٍ وعَونُ كُلِّ فَقيرٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ ، مَلجَأُ كُلِّ هارِبٍ ومَأوى كُلِّ خائِفٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ ، غِياثُ كُلِّ مَلهوفٍ ورَجاءُ كُلِّ مُضطَرٍّ . لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أقي بِها نَفسي وديني وأهلي ومالي وجَميعَ نِعَمِ إلهي ومَولايَ وسَيِّدي عِندي ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أنجو بِها مِن إبليسَ وخَيلِهِ ورَجِلِهِ (1) وشَياطينِهِ ومَرَدَتِهِ وأعوانِهِ وجَميعِ الإِنسِ وَالجِنِّ وشُرورِهِم ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أمتَنِعُ بِها مِن ظُلمِ مَن أرادَ ظُلمي مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّة
.
ص: 92
إلّا بِاللّهِ ، اُتعِسُ (1) بِها جَدَّ مَن بَغى عَلَيَّ مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أكُفُّ بِها عُدوانَ مَنِ اعتَدى عَلَيَّ مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ اُضعِفُ بِها كَيدَ مَن كادَني مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُزيلُ بِها مَكرَ مَن مَكَرَني مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُبطِلُ بِها سَعيَ مَن سَعى عَلَيَّ مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُذِلُّ بِها جَميعَ مَن تَعَزَّزَ عَلَيَّ مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُوهِنُ بِها مُستَوهِني مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أقصِمُ بِها ظالِمي مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أقدِرُ بِها عَلى ذَوِي القُدرَةِ عَلَيَّ مِن جَميعِ خَلقِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أدفَعُ بِها شَرَّ مَن أرادَني مِن جَميعِ خَلقِ اللّه ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، استِعانَةً بِعِزَّةِ اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، استِجارَةً بِقُدرَةِ اللّهِ . لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَعينُ بِها عَلى مَحيايَ ومَماتي وعِندَ نُزولِ المَوتِ ومُعالَجَةِ سَكَراتِهِ وغَمَراتِهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُحَصِّنُ بِها روحي وأعضائي وشَعري وبَشَري إذا دَخَلتُ قَبري فَريدا وَحيدا خالِيا بِعَمَلي ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَعينُ بِها عَلى مَحشَري إذا نُشِرَت لي صَحيفَتي ورَأَيتُ ذُنوبي وخَطايايَ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، إذا طالَ فِي القِيامَةِ وُقوفي وَاشتَدَّ عَطَشي ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اُثقِلُ بِهَا الميزانَ عِندَ الجَزاءِ إذَا اشتَدَّ خَوفي ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أجوزُ بِهَا الصِّراطَ مَعَ الأَولِياءِ واُثَبِّتَ بِها قَدَمي . لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَقِرُّ بِها في دارِ القَرارِ مَعَ الأَبرارِ ، عَدَدَ ما قالَها وما يَقولُهَا القائِلونَ مُنذُ أوَّلِ الدَّهرِ إلى آخِرِهِ ، وعَدَدَ ما أحصاهُ كِتابُهُ وأحاطَ بِهِ عِلمُهُ ، وأضعافَ ذلِكَ أضعافا مُضاعَفَةً ، وكُلُّ ضِعفٍ يَتَضاعَفُ أضعافَ ذلِكَ أضعافا
.
ص: 93
مُضاعَفَةً أبَدَ الآبِدينَ ، ومُنتَهَى العَدَدِ بِلا أمَدٍ ، عَدَدا لا يُحصيهِ إلّا هُوَ ، ولا يُحيطُ بِهِ إلّا عِلمُهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ . (1)
البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ ، مَروِيٌّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ . . . ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ ما قالَهُ القائِلونَ . . . (2)
سنن أبي داوود عن عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص عن أبيها :أنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى امرَأَةٍ وبَينَ يَدَيها نَوىً أو حَصىً تُسَبِّحُ بِهِ ، فَقالَ : اُخبِرُكِ بِما هُوَ أيسَرُ عَليكِ مِن هذا أو أفضَلُ . فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي السَّماءِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ فِي الأَرضِ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ بَينَ ذلِكَ ، وسُبحانَ اللّهِ عَدَدَ ما هُوَ خالِقٌ ، وَاللّهُ أكبَرُ مِثلَ ذلِكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ذلِكَ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ مِثلَ ذلِكَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مِثلَ ذلِكَ . (3)
الكافي عن ابن الطيّار :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّهُ كانَ في يَدي شَيءٌ تَفَرَّقَ وضِقتُ ضيقا شَديدا . فَقالَ لي ألَكَ حانوتٌ فِي السُّوقِ؟ قُلتُ : نَعَم ، وقَد تَرَكتُهُ . فَقالَ : إذا رَجَعتَ إلَى الكوفَةِ فَاقعُد في حانوتِكَ وَاكنُسهُ ، فَإِذا أرَدتَ أن تَخرُجَ إلى سوقِكَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، ثُمَّ قُل في دُبُرِ صَلاتِكَ : تَوَجَّهتُ بِلا حَولٍ مِنّي ولا قُوَّةٍ ولكِن بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا بِكَ ، فَأَنتَ حَولي ومِنكَ قُوَّتي . (4)
.
ص: 94
الإمام الرضا عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ، فَلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أرَدتَ التَّوَجُّهَ في يَومٍ قَد حُذِّرتَ فيهِ 2 ، فَقَدِّم أمامَ تَوَجُّهِكَ «الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» وَالمُعَوِّذَتَينِ و . . . قُل : اللّهُمَّ بِكَ يَصولُ الصّائِلُ ، وبِقُدرَتِكَ يَطولُ الطائِلُ ، ولا حَولَ لِكُلِّ ذي حَولٍ إلّا بِكَ ، ولا قُوَّةَ يَمتازُها (2) ذو قُوَّةٍ إلّا مِنكَ . (3)
الإقبال_ في دُعاءِ يَومِ عَرَفَةَ _: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ قُوَّةِ كُلِّ ضَعيفٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عِزِّ كُلِّ ذَليلٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ غِنى كُلِّ فَقيرٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عَونِ كُلِّ مَظلومٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مونِسِ كُلِّ وَحيدٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ فَكاكِ كُلِّ أسيرٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مَلجَأِ كُلِّ مَهمومٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ دافِعِ كُلِّ سَيِّئَةٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ كاشِفِ كُلِّ كُربَةٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ صاحِبِ كُلِّ سَريرَةٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّه
.
ص: 95
مَوضِعِ كُلِّ رَزِيَّةٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ الفَعّالِ لِما يُريدُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ رازِقِ العِبادِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عَدَدَ ما خَلَقَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ غَايَةِ كُلِّ طالِبٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ سَرمَدا أبَدا لا يَنقَطِعُ أبَدا ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عَدَدَ الشَّفعِ وَالوَترِ . (1)
بحار الأنوار_ في دُعاءِ الإِخلاصِ _: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ قُوَّةِ كُلِّ ضَعيفٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ عِزِّ كُلِّ ذَليلٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ غِنى كُلِّ فَقيرٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ فَرَجِ كُلِّ مَكروبٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ وَلِيِّ كُلِّ نِعمَةٍ وصاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ ، لا حَول ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ كاشِفِ كُلِّ كُربَةٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ المُطَّلِعِ عَلى كُلِّ خَفِيَّةٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ المُحيطِ بِكُلِّ سَريرَةٍ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ الشّاهِدِ لِكُلِّ نَجوى ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ اللَّطيفِ بِعِبادِهِ عَلى فَقرِهِم وغِناهُ عَنهُم ومَلَكَتِهِ إيّاهُم ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ تَفويضا إلَى اللّهِ ولَجأً إلَيهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ اعتِزازا وتُوَكُّلاً عَلَيهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ استِغاثَةً بِاللّهِ وغِناءً عَن كُلِّ أحَدٍ سِواهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ تَمَسُّكا بِاللّهِ وَاعتِصاما بِحَبلِهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَليِّ العَظيمِ ، الحَليمِ الكَريمِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وهُوَ السَّميعُ البَصيرُ . (2)
.
ص: 96
. .
ص: 97
الفَصلُ السّابِعُ: الحثّ على الاستثناء بمشيّة اللّه7 / 1الاِستِثناءُ فِي الكَلامِالكتاب«وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَ قُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّى لِأَقْرَبَ مِنْ هَ_ذَا رَشَدًا» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن إتمامِ إيمانِ العَبدِ أن يَستَثنِيَ (2) في كُلِّ حَديثٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَتِمُّ إيمانُ عَبدٍ حَتّى يَستَثنِيَ في كُلِّ حَديثِهِ أو كَلامِهِ . (4)
الدرّ المنثور عن ابن عبّاس :إنَّ قُرَيشا بَعَثوا خَمسَةَ رَهطٍ _ مِنهُم عُقبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ وَالنَّضرُ بنُ الحارِثِ _ إلَى المَدينَةِ ، يَسأَلونُ اليَهودَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ووَصَفوا لَهُم صِفَتَهُ ، فَقالوا لَهُم : نَجِدُ نَعتَهُ وصِفَتَهُ ومَبعَثَهُ فِي التَّوراةِ ، فَإِن كانَ كَما وَصَفتُم لَنا فَهُو
.
ص: 98
نَبِيٌّ مُرسَلٌ وأمرُهُ حَقٌّ فَاتَّبِعوهُ ، ولكِن سَلوهُ عَن ثَلاثِ خِصالٍ ، فَإِنَّهُ يُخبِرُكُم بِخَصلَتَينِ ولا يُخبِرُكُم بِالثّالِثَةِ إن كانَ نَبِيّا ، فَإِنّا قَد سَأَلنا مُسَيلَمَةَ الكَذّابَ عَن هؤُلاءِ الثَّلاثِ فَلَم يَدرِ ما هِيَ . فَرَجَعَتِ الرُّسُلُ إلى قُرَيشٍ بِهذَا الخَبَرِ مِنَ اليَهودِ ، فَأَتَوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالوا : يا مُحَمَّدُ ، أخبِرنا عَن ذِي القَرنَينِ الَّذي كانَ بَلَغَ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ ، وأخبِرنا عَنِ الرُّوحِ ، وأخبِرنا عَن أصحابِ الكَهفِ . فَقالَ : اُخبِرُكُم بِذلِكَ غَدا . ولَم يَقُل : إن شاءَ اللّهُ . فَأَبطَأَ عَلَيهِ جِبريلُ عليه السلام خَمسَةَ عَشَرَ يَوما فَلَم يَأتِهِ لِتَركِ الاِستِثناءِ ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام بِما سَأَلوهُ ، فَقالَ : يا جِبريلُ ، أبطَأتَ عَلَيَّ ! فَقالَ : بِتَركِكَ الاِستِثناءَ ، ألا تَقولُ : إن شاءَ اللّهُ ، قالَ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ» ثُمَّ أخبَرَهُ بِخَبَرِ ذِي القَرنَينِ وخَبَرِ الرّوحِ وأصحابِ الكَهفِ . ثُمَّ أرسَلَ إلى قُرَيشٍ فَأَتَوهُ فَأَخبَرَهُم عَن حَديثِ ذِي القَرنَينِ ، وقالَ لَهُم : الرّوحُ مِن أمرِ رَبّي ، يَقُولُ : مِن عِلمِ رَبّي لا عِلمَ لي بِهِ . فَلَمّا وافَقَ قَولَ اليَهودِ أَنَّهُ لا يُخبِرُكُم بِالثّالِثِ «قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَ_هَرَا» تَعاوَنا _ يَعنونَ التَّوراةَ وَالفُرقانَ _ «وَ قَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَ_فِرُونَ» (1) . وحَدَّثَهُم بِحَديثِ أصحابِ الكَهفِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَولا أنَّ بَني إسرائيلَ قالوا : «وَ إِنَّ_ا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ» (3) ما اُعطوا أبَدا . (4)
سنن ابن ماجة عن اُسامة بن زيد :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ لِأَصحابِهِ : ألا مُشَمِّرٌ لِلجَنَّةِ؟
.
ص: 99
فَإِنَّ الجَنَّةَ لا خَطَرَ لَها (1) ، هِيَ ورَبِّ الكَعبَةِ نورٌ يَتَلَألَأُ ، ورَيحانَةٌ تَهتَزُّ ، وقَصرٌ مَشيدٌ ، ونَهرٌ مُطَّرِدٌ ، وفاكِهَةٌ كَثيرَةٌ نَضيجَةٌ ، وزَوجَةٌ حَسناءُ جَميلَةٌ ، وحُلَلٌ كَثيرةٌ في مَقامٍ أبَدا ، في حَبرَةٍ ونَظرَةٍ ، في دورٍ عالِيَةٍ سَليمَةٍ بَهِيَّةٍ . قالوا : نَحنُ المُشَمِّرونَ لَها يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قولوا : إن شاءَ اللّهُ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله سائِلٌ يَسأَ لُهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هَل مِن أحَدٍ عِندَهُ سَلَفٌ؟ فَقامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مِن بَنِي الحُبلى (3) فَقالَ : عِندي يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَأَعطِ هذَا السّائِلَ أربَعَةَ أوساقِ (4) تَمرٍ ، قالَ : فَأَعطاهُ . قالَ : ثُمَّ جاءَ الأَنصارِيُّ بَعدُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يَتَقاضاهُ ، فَقالَ لَهُ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ عادَ إلَيهِ الثّانِيةَ ، فَقالَ لَهُ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ عادَ إلَيهِ الثّالِثَةَ ، فَقالَ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . فَقالَ : قَد أكثَرتَ يا رَسولَ اللّهِ مِن قَولِ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ! قالَ : فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ ، وقالَ : هَل مِن رَجُلٍ عِندَهُ سَلَفٌ؟ قالَ : فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ : عِندي يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : وكَم عِندَكَ! قالَ : ما شِئتَ . قالَ : فَأَعطِ هذا ثَمانِيَةَ أوسُقٍ مِن تَمرٍ ، فَقالَ الأَنصارِيُّ : إنَّما لي أربَعَةٌ يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : وأربَعَةٌ أيضا . (5)
.
ص: 100
الإمام الصادق عليه السلام :ما سُئِلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله شَيئا قَطُّ فَقالَ : لا ؛ إن كانَ عِندَهُ أعطاهُ ، وإن لَم يَكُن عِندَهُ قالَ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . (1)
رجال الكشّي عن داوود الرقّي :قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّهُ وَاللّهِ ما يَلِجُ في صَدري مِن أمرِكَ شَيءٌ ، إلّا حَديثا سَمِعتُهُ مِن ذَريحٍ يَرويهِ عَن أبي جَعفَرٍ عليه السلام . قالَ لي : وما هُوَ؟ قالَ : سَمِعتُهُ يَقُولُ : سابِعُنا قائِمُنا إن شاءَ اللّهُ! قالَ : صَدَقتَ ، وصَدَقَ ذَريحٌ ، وصَدَقَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام . فَازدَدتُ وَاللّهِ شَكّا . ثُمَّ قالَ : يا داوودَ بنَ أبي خالِدٍ ، أما وَاللّهِ لَولا أنَّ موسى عليه السلام قالَ لِلعالِمِ : «سَتَجِدُنِى إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا» (2) ما سَأَلَهُ عَن شَيءٍ ، وكَذلِكَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام ، لَولا أن قالَ : «إن شاءَ اللّهُ» لكَانَ كَما قالَ . قالَ : فَقَطَعتُ عَلَيهِ . (3)
7 / 2الاِستِثناءُ فِي الكِتابِالكافي عن مرازم بن حكيم :أمَرَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام بِكِتابٍ في حاجَةٍ ، فَكُتِبَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيهِ ولَم يَكُن فيهِ استِثناءٌ ، فَقالَ : كَيفَ رَجَوتُم أن يَتِمَّ هذا ولَيسَ فيهِ استِثناءٌ؟ اُنظُروا كُلَّ مَوضِعٍ لا يَكونُ فيهِ استِثناءٌ فَاستَثنوا فيهِ . (4)
تهذيب الأحكام عن مرازم :دَخَلَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَوما إلى مَنزِلِ مُعَتِّبٍ وهُوَ يُريدُ العُمرَةَ ، فَتَناوَلَ لَوحا فيهِ كِتابٌ ، فيهِ تَسمِيَةُ أرزاقِ العِيالِ وما يُخرِجُ لَهُم ، فَإِذا فيهِ : لِفُلانٍ وفُلانٍ وفُلانٍ ، ولَيسَ فيهِ استِثناءٌ .
.
ص: 101
فَقالَ : مَن كَتَبَ هذَا الكِتابَ ولَم يَستَثنِ فيهِ؟ كَيفَ ظَنَّ أنَّهُ يَتِمُّ؟! ثُمَّ دَعا بِالدَّواةِ ، فَقالَ : ألحِق فيهِ «إن شاءَ اللّهُ» ، فَاُلحِقَ فيهِ في كُلِّ اسمٍ «إن شاءَ اللّهُ» . (1)
7 / 3ذَمُّ تَركِ الاِستِثناءِالإمام الباقر عليه السلام :إنَّ آدَمَ عليه السلام لَمّا أسكَنَهُ اللّهُ الجَنَّةَ ، فَقالَ لَهُ : يا آدَمُ ، لا تَقرَب هذِهِ الشَّجَرَةَ ، فَقالَ : نَعَم يا رَبِّ ، ولَم يَستَثنِ ، فَأَمَرَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله فَقالَ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» (2) ولَو بَعدَ سَنَةٍ . (3)
عنه عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَ لَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِىَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا» (4) _: إنَّ اللّهَ عز و جل لَمّا قالَ لِادَمَ عليه السلام : اُدخُلِ الجَنَّةَ ، قالَ لَهُ : يا آدَمُ ، لا تَقرَب هذِهِ الشَّجَرَةَ . قالَ : وأراهُ إيّاها ، فَقالَ آدَمُ عليه السلام لِرَبِّهِ : كَيفَ أقرَبُها وقَد نَهَيتَني عَنها أنَا وزَوجَتي؟! فَقالَ لَهُما : لا تَقرَباها يَعني لا تَأكُلا مِنها . فَقالَ آدَمُ وزَوجَتُهُ : نَعَم يا رَبَّنا لا نَقرَبُها ولا نَأكُلُ مِنها ، ولَم يَستَثنِيا في قَولِهِما : نَعَم . فَوَكَلَهُمَا اللّهُ في ذلِكَ إلى أنفُسِهِما وإلى ذِكرِهِما . وقَد قالَ اللّهُ عز و جل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله فِي الكِتابِ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ» ألّا أفعَلَهُ ، فَتَسبِقَ مَشِيئَةُ اللّهِ في ألّا أفعَلَهُ فَلا أقدِرَ عَلى أن أفعَلَهُ . فَلِذلِكَ قالَ اللّهُ عز و جل : أيِ استَثنِ مَشِيئَةَ اللّهِ في فِعلِكَ . (5)
.
ص: 102
. .
ص: 103
الفَصلُ الثّامِنُ: التّراخي في الاستثناء مع النّسيانالسنن الكبرى عن ابن عبّاس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ : وَاللّهِ لَأَغزُوَنَّ قُرَيشا ، وَاللّهِ لَأَغزُوَنَّ قُرَيشا ، ثُمَّ سَكَتَ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : إن شاءَ اللّهُ . (1)
تفسير العيّاشي عن حمزة بن حمران :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» فَقالَ : أن تَستَثنِيَ (2) ، ثُمَّ ذَكَرتَ بَعدُ ، فَاستَثنِ حينَ تَذكُرُ . (3)
الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام_ في قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» _: إذا حَلَفَ الرَّجُلُ فَنَسِيَ أن يَستَثنِيَ ، فَليَستَثنِ إذا ذَكَرَ . (4)
الكافي عن حمزة بن حمران :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» ، قالَ : ذلِكَ فِي اليَمينِ ؛ إذا قُلتَ : وَاللّهِ لا أفعَلُ كَذا وكَذا ، فَإِذا ذَكَرتَ أَنَّكَ لَم تَستَثن
.
ص: 104
فَقُل : إن شاءَ اللّهُ . (1)
الكافي عن الحسين بن زرارة :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» فَقالَ : إذا حَلَفتَ عَلى يَمينٍ ونَسيتَ أن تَستَثنِيَ ، فَاستَثنِ إذا ذَكَرتَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا حَلَفَ الرَّجُلُ بِاللّهِ فَلَهُ ثُنياها إلى أربَعينَ يَوما ، وذلِكَ أنَّ قَوما مِنَ اليَهودِ سَأَ لُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله عَن شَيءٍ ، فَقالَ : اِيتوني غَدا _ ولَم يَستَثنِ _ حَتّى اُخبِرَكُم ، فَاحتَبَسَ عَنهُ جَبرَئيلُ عليه السلام أربَعينَ يَوما ، ثُمَّ أتاهُ ، وقالَ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :لِلعَبدِ أن يَستَثنِيَ ما بَينَهُ وبَينَ أربَعينَ يَوما إذا نَسِيَ ، إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أتاهُ ناسٌ مِنَ اليَهودِ فَسَأَلوهُ عَن أشياءَ ، فَقالَ لَهُم : تَعالَوا غَدا اُحَدِّثكُم ، ولَم يَستَثنِ ، فَاحتَبَسَ جَبرَئيلُ عليه السلام عَنهُ أربَعينَ يَوما ، ثُمَّ أتاهُ فَقالَ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» . (4)
الدرّ المنثور عن ابن عبّاس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله حَلَفَ عَلى يَمينٍ فَمَضى لَهُ أربَعونَ لَيلَةً ، فَأَنزَلَ اللّهُ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ» ، وَاستَثنَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله بَعدَ أربَعينَ لَيلَةً . (5)
.
ص: 105
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : الاِستِثناءُ فِي اليَمينِ مَتى ما ذَكَرَ وإن كانَ بَعدَ أربَعينَ صَباحا ، ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» . (1)
عنه عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» _: أن تَقُولَ : «إلّا» مِن بَعدِ الأَربَعينَ ، فَلِلعَبدِ الاِستِثناءُ فِي اليَمينِ ما بَينَهُ وبَينَ الأَربَعينَ يَوما إذا نَسِيَ . (2)
عنه عليه السلام :الاِستِثناءُ جائِزٌ بَعدَ أربَعينَ يَوما ، أو بَعدَ السَّنَةِ . (3)
.
ص: 106
. .
ص: 107
الفَصلُ التّاسِعُ: النّوادرالكافي عن يونس بن عبد الرحمن :سَأَلتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام عَن نَقشِ خاتَمِهِ وخاتَمِ أبيهِ عليهماالسلام ، قالَ : نَقشُ خاتَمي : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، ونَقشُ خاتَمِ أبي «حَسبِيَ اللّهُ» . (1)
الخصال عن عبد خير :كانَ لِعَليٍّ عليه السلام أربَعَةُ خَواتيمَ يَتَخَتَّمُ بِها : ياقوتٌ لِنُبلِهِ ، وفيروزَجٌ لِنُصرَتِهِ ، وَالحَديدُ الصّينِيُّ لِقُوَّتِهِ ، وعَقيقٌ لِحِرزِهِ . وكانَ نَقشُ الياقوتِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبينُ» ، ونَقشُ الفيروزَج : «اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ» ، ونَقشُ الحَديدِ الصّينِيِّ : «العِزَّةُ للّهِِ جَميعا» ، ونَقشُ العَقيقِ ثَلاثَةُ أسطُرٍ : «ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ» . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن أرادَ أن يَكثُرَ مالُهُ ووَلَدُهُ ويُوَسَّعَ رِزقُهُ عَلَيهِ ، فَليَتَّخِذ فَصّا مِن
.
ص: 108
عَقيقٍ ، وَليَنقُش عَلَيهِ : «مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَ وَلَدًا» (1) ، ويَقرَأُ : و «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» (2) . (3)
عنه عليه السلام :مَن كَتَبَ عَلى خاتَمِهِ : «ماشاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ» ، أمِنَ مِنَ الفَقرِ المُدقِعِ (4) . (5)
عنه عليه السلام :بَعَثَ اللّهُ نَبِيّا إلى قَومٍ وأمَرَهُ أن يُقاتِلَهُم ، فَشَكا إلَى اللّهِ الضَّعفَ . . . فَأَوحَى اللّهُ عز و جل : إنَّ النَّصرَ يَأتيكَ بَعدَ خَمسَ عَشرَةَ (6) سَنَةً . فَقالَ لِأَصحابِهِ : إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَني بِقِتالِ بَني فُلانٍ فَشَكَوتُ إلَيهِ الضَّعفَ! فَقالوا : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . فَقالَ لَهُم : إنَّ اللّهَ قَد أوحى إلَيَّ أنَّ النَّصرَ يَأتيني بَعدَ خَمسَ عَشَرةَ سَنَةً! فَقالوا : ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . قالَ : فَأَتاهُمُ اللّهُ بِالنَّصرِ في سَنَتِهِم تِلكَ ، لِتَفويضِهِم إلَى اللّهِ ، وقَولِهِم : ما شاءَ اللّهُ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (7)
عنه عليه السلام :أربَعٌ لِأَربَعٍ ، فَواحِدَةٌ لِلقَتلِ وَالهَزيمَةِ : حَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ ؛ إنَّ اللّهَ يَقولُ : «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَ_نًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّه
.
ص: 109
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» (1) . وَالاُخرى لِلمَكرِ وَالسّوءِ : «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ» (2) ، وفَوَّضتُ أمري إلَى اللّهِ ؛ قالَ اللّهُ عز و جل : «فَوَقَ_اهُ اللَّهُ سَيِّ_ئاتِ مَا مَكَرُواْ وَ حَاقَ بِ_ئالِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ» (3) . وَالثّالِثَةُ لِلحَرَقِ وَالغَرَقِ : ما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ؛ وذلِكَ أنَّهُ يَقولُ : «وَ لَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ» (4) . وَالرّابِعَةُ لِلغَمِّ وَالهَمِّ : لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ إنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ ؛ قالَ اللّه سُبحانَهُ : «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَ_هُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَ لِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ» (5) . (6)
.
ص: 110
. .
ص: 111
القِسمُ الثّامِنُ: الاستعاذةالمدخلالفصل الأوّل : الحثّ على الاستعاذة باللّه والالتجاء إليهالفصل الثّاني : آداب الاستعاذةالفصل الثّالث : بركات الاستعاذةالفصل الرّابع : ما ينبغي الاستعاذة منهالفصل الخامس : مواطن الاستعاذةالفصل السّادس : الاستعاذات المأثورة
.
ص: 112
. .
ص: 113
المدخل«الاستعاذة» لغةً واصطلاحااشتقّت الاستعاذة من مادة «ع و ذ» بمعنى الالتجاء ، وعندما تنقل هذه المادة إلى باب الاستفعال فإنّها تعني طلب اللجوء وتعني أيضا قول «أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم» . يذكر ابن فارس في هذا المجال : العين والواو والذّال أصل صحيح يدلّ على معنىً واحد ، وهو الالتجاء إلى الشيء ، ثمّ يُحمل عليه كلّ شيء لصق بشيء أو لازَمَه . قال الخليل : تقول : أعوذ باللّه ، جلّ ثناؤه ، أي : ألجأ إليه تبارك وتعالى ، عَوْذا أو عياذا . (1) يصرّح ابن منظور في بيان معنى «العوذ» و «الاستعاذة» : عاذ به يعوذ عوذا وعياذا ومعاذا : لاذ به ولجأ إليه واعتصم . . . واستعذت به أي لجأت اليه . وقولهم : معاذ اللّه أي أعوذ باللّه معاذا . . . وفي التنزيل : «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (2) معناه إذا أردت قراءة القرآن فقل : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم ووسوسته . (3)
.
ص: 114
الاستعاذة في الكتاب والسنّةلقد وردت مادة «عوذ» في القرآن الكريم سبع عشرة مرة بأشكال مختلفة . فقد أكّد هذا الكتاب السماوي على التمتّع ببركات ذكر «الاستعاذة» في أربع آيات بجملة «قل . . .» (1) وفي أربع آيات بجملة «فاستعذ باللّه » (2) . إنّ الاستعاذة في الكتاب والسنّة هي في الحقيقة نوع من استعانة الإنسان بخالق العالم لمواجهة الآفات و الأخطار والأعداء الداخليين والخارجيين . وقد تكون الاستعاذة أحيانا ، استعانة ببعض صفات اللّه _ تعالى _ للتحصن من آثار بعض صفاته الاُخرى مثل ما نقل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله مخاطبا اللّه _ عزّ و جلّ _ : أعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِرَحمَتِكَ مِن نَقِمَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ . (3) ومن الضروري هنا الالتفات إلى ثلاث ملاحظات قبل ملاحظة ما جاء في هذا القسم حول الاستعاذة :
1 . حقيقة الاستعاذةالاستعاذة في حقيقتها أن نجعل أنفسنا في ملجأ المستعاذ به . وهذه الاستعاذة قد تكون مادية و قد تكون معنوية . فعندما يرتدي الإنسان في ساحة الحرب درعا واقيا من الرصاص للحفاظ على حياته ، أو عندما يدخل الخندق ، فإنّه بذلك قد جعل نفسه في حمى الدرع والخندق ، وهذه هي الاستعاذة المادية . وأمّا الاستعاذة المعنوية فهي حالة نفسيّة خاصّة تجعل الإنسان في حمى اللّه
.
ص: 115
_ تعالى _ وتحفظه من الآفات التي تهدّده ، وجملة «أعوذ باللّه » هي في الحقيقة المجسّدة لتلك الحالة النفسيّة . على هذا الأساس ، فمن أجل حدوث هذه الحالة النفسية ، تجب في الخطوة الأُولى إزالة موانعها . وهذه الموانع متباينة حسب الحالات المختلفة ، وعلى سبيل المثال فإنّ الذي يلجأ إلى اللّه من شرّ المخلوقات المؤذية ، لا يمكنه أن يدخل يده في حجر الحيّة ثمّ يقرأ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ» ! و بناءً على ذلك فإنّ الشرط الأوّل لتحقّق حقيقة الاستعاذة تجنّب موانع الالتجاء ، ولنعم ما قيل : إنّما الاستعاذة باللسان ماوافق الجوارح والأركان لا القول «أعوذ باللّه » باللسان والإسراع خلف الأهواء والشيطان لا القول «أعوذ باللّه » وفي الأفعال يقتفي البزيئان إذا لم تنته عن الرذائل لم تك«أعوذ» منك «أعوذ بالرحمن» وإنّما هي عند أهل العرفان«أعوذ بالشيطان» لا بالرحمن تقول باللفظ «أعوذ» واُخرى«لا حول» تُجري على اللسان في فيك سمّ قاتل وتدّعيبالقول أنّك محتمٍ عن الرَّدي لكنّ أفعالك تحكي غيرهُوتُكذِبُ ذَا القولَ باللسان متى تبقى بهذي الحلية والتلبيسبيت الشيطان وسُخرة إبليس قد ساق إبليس بكلّ سرعة إلى نفسكوهو يجري الاستفاذة على لسانك فهل تكون إلّا كالذيفي نهب داره لصّا أعان ثمّ باللهفة نادى والعويلاقبضوا اللصّ قبل الروغان (1) بعد اجتناب موانع الاستعاذة كلّما سمت معرفة الإنسان باللّه سبحانه وازداد إحساسه بالخطر في الاُمور التي تهدّده كلّما تحقّقت الاستعاذة فيه بشكلٍ أجلى .
.
ص: 116
2 . دور الاستعاذة في الحياةإنّ دور الاستعاذة في الحياة كدور الخندق في ميدان الحرب ، فإذا ما اقترن هذا الذكر بالحقيقة فإنّه يدخل الإنسان في الحصن الإلهي الحصين ، ويبعد الشيطان عنه ، ويغلق عنه أبواب معصية اللّه ، ويفشل مؤامرات الأعداد في حقّه ، ويخمد غضبه ، ويزيل عنه البلاء والمرض والغم ، وبالتالي فإنّه يحفظ الإنسان من أنواع الآفات والشرور والأهم من كل ذلك أنّه يحفظه من نار جهنّم ، ويمتعه بالرحمة الإلهيّة (1) ، ويجب الالتفات إلى أنّ الاستعاذة دعاء ، والدعاء في الثقافة الإسلامية يقف إلى جانب المسؤولية لا في مواجهتها ، لذلك لا يمكن التخلّي بحجّة الاستعاذة عن المسؤوليات العملية لمحاربة الأخطار والآفات . إنّ الاستمداد من اللّه _ تعالى _ إلى جانب الشعور بالمسؤولية ، يمتع الإنسان بالإمدادات الغيبية في المواضع التي لا تنفع فيها الوسائل والأسباب الطبيعية ، فضلاً عن أنّها ترفع معنويات الإنسان وهو يواجه الآفات .
3 . أهم آداب الاستعاذةتعتبر المعرفة أهم آداب الاستعاذة ، وهي معرفة حقيقة أنّ اللّه _ تعالى _ يمثّل القلعة الحصينة الوحيدة التي تحفظ الإنسان من أنواع الآفات والمخاطر في الدنيا والآخرة ، وأنّه لا ملجأ سواه ، وأنّ من التجأ إلى غيره في خسران مبين . وهذه المعرفة توفّر بشكل طبيعي أرضية الرغبة في الاستفادة من الملجأ الإلهي وهو الأدب الثاني ، والسعي من أجل التمتّع بحماه وهو الأدب الثالث . رعاية هذه الآداب تستلزم ترك الميول التي تمنع ظهور حقيقة الاستعاذة وهو
.
ص: 117
الأدب الرابع . وبعد حدوث حال الاستعاذة وحقيقتها ، يعتبر التوسّل بالأسماء والصفات الإلهيّة المناسبة مع الالتجاء مثل : «الربّ» و «العزّة الإلهيّة» و «نور القدس الإلهي» وأمثالها ، أدبا آخر وردت الإشارة إليه في الكتاب والسنّة . كما أنّ الاجتماع في الاستعاذة يعدّ مفيدا مؤثّرا في الالتجاء من الأخطار التي تهدّد المجتمع . (1)
.
ص: 118
. .
ص: 119
الفَصلُ الأَوَّلُ: الحثّ على الاستعاذة باللّه والالتجاء إليه1 / 1الاِستِعاذَةُ لِلنَّفسِالكتاب«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَ مِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَ مِن شَرِّ النَّفَّ_ثَ_تِ فِى الْعُقَدِ * وَ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» . (1)
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَ_هِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ» . (2)
«وَ قُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَ تِ الشَّيَ_طِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ» . (3)
«وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» . (4)
«وَ إِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» . (5)
.
ص: 120
«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِفزَعوا إلَى اللّهِ في حَوائِجِكُم ، وَالجَؤوا إلَيهِ في مُلِمّاتِكُم (2) ، وتَضَرَّعوا إلَيهِ وَادعوهُ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ مُخُّ العِبادَةِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن آمَنَ بِاللّهِ لَجَأَ إلَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :ألجِئ نَفسَكَ فِي الاُمورِ كُلِّها إلَى اللّهِ الواحِدِ القَهّارِ ، فَإِنَّكَ تُلجِئُها إلى كَهفٍ حَصينٍ ، وحِرزٍ حَريزٍ ، ومانِعٍ عَزيزٍ . (5)
عنه عليه السلام :تَوَقَّ سَخَطَ مَن لا يُنجيكَ إلّا طَاعَتُهُ ، ولا يُرديكَ (6) إلّا مَعصِيَتُهُ ، ولا يَسَعُكَ إلّا رَحمَتُهُ ، وَالتَجِئ إلَيهِ وتَوَكَّل عَلَيهِ . (7)
الإمام الحسين عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: اللّهُمَّ مَن أوى إلى مَأوىً فَأَنتَ مَأوايَ ، ومَن لَجَأَ إلى مَلجَأٍ فَأَنتَ مَلجَئي . (8)
عنه عليه السلام_ فيما نُسِبَ إلَيهِ مِن دُعاءِ عَرَفَةَ _: إلهي ... وأنتَ الَّذي أزَلتَ الأَغيارَ عَن قُلوب
.
ص: 121
أحِبّائِكَ حَتّى لَم يُحِبّوا سِواكَ ، ولَم يَلجَؤوا إلى غَيرِكَ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في مُناجاةِ التَّوّابينَ _: إلهي ... فَإِن طَرَدتَني مِن بابِكَ فَبِمَن ألوذُ ؟ ! وإن رَدَدتَني عَن جَنابِكَ فَبِمَن أعوذُ ؟! (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في عَرَفَةَ _: ها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ ، صاغِرا ذَليلاً خاضِعا خاشِعا خائِفا ، مُعتَرِفا بِعَظيمٍ مِنَ الذُّنوبِ تَحَمَّلتُهُ ، وجَليلٍ مِنَ الخَطايَا اجتَرَمتُهُ ، مُستَجيرا بِصَفحِكَ (3) ، لائِذا بِرَحمَتِكَ ، موقِنا أنَّهُ لا يُجيرُني مِنكَ مُجيرٌ ، ولا يَمنَعُني مِنكَ مانِعٌ . (4)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ لِوُلدِهِ عليهم السلام _: وَاجعَلني في جَميعِ ذلِكَ مِنَ المُصلِحينَ بِسُؤالي إيّاكَ ، المُنجِحينَ بِالطَّلَبِ إلَيكَ ، غَيرِ المَمنوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ ، المُعَوَّدينَ (5) بِالتَّعَوُّذِ بِكَ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام :إلهي ... أنتَ رَبّي وسَيِّدي ، ومَفزَعي ومَلجَئي ، وَالحافِظُ لي ، وَالذّابُّ (7) عَنّي ، وَالرَّحيمُ بي ، وَالمُتَكَفِّلُ بِرِزقي . (8)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ _: ألوذُ بِعِزَّتِكَ ، وأستَظِلُّ بِفِنائِكَ ، وأستَجيرُ بِقُدرَتِكَ ، وأستَغيثُ بِرَحمَتِكَ ، وأعتَصِمُ بِحَبلِكَ ، ولا أثِقُ إلّا بِكَ ، ولا ألجَأُ إلّا إلَيكَ ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ ، يا كاشِفَ البَلاءِ ، ويا أحَقَّ مَن تَجاوَزَ وعَفا .
.
ص: 122
اللّهُمَّ إنَّ ظُلمي مُستَجيرٌ بِعَفوِكَ ، وخَوفي مُستَجيرٌ بِأَمانِكَ ، وفَقري مُستَجيرٌ بِغِناكَ ، ووَجهِيَ البالِي الفاني مُستَجيرٌ بِوَجهِكَ الدّائِمِ الباقِي الَّذي لا يَفنى ولا يَزولُ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في حِجابِهِ _: مَولايَ استَسلَمتُ إلَيكَ فَلا تُسلِمني ، وتَوَكَّلتُ عَلَيكَ فَلا تَخذُلني ، ولَجَأتُ إلى ظِلِّكَ البَسيطِ (2) فَلا تَطرَحني ، أنتَ المَطلَبُ ، وإلَيكَ المَهرَبُ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ مَلاذي فَبِكَ ألوذُ ، وأنتَ مَعاذي فَبِكَ أعوذُ . (4)
عنه عليه السلام_ في دُعاءِ الجَوشَنِ _: فَبِمَن أعوذُ يا رَبِّ وبِمَن ألوذُ ؟! لا أحَدَ لي إلّا أنتَ ، أفَتَرُدُّني وأنتَ مُعَوَّلي (5) ، وعَلَيكَ مُعتَمَدي ؟! (6)
الإمام الرضا عليه السلام_ مِن دُعاءٍ يُدعى بِهِ لَيلَةَ السَّبتِ ، لِدَفعِ العَدُوِّ الحاسِدِ ، وكَيدِ السُّلطانِ _: . . . فَإِنّي بِكَ اللّهُمَّ أعوذُ وألوذُ ، وبِكَ أثِقُ وعَلَيكَ أعتَمِدُ وأتَوَكَّلُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصرِفهُ عَنّي ، فَإِنَّكَ غِياثُ المُستَغيثينَ ، وجارُ المُستَجيرينَ ، ولَجَأُ اللّاجِئينَ ، وأرحَمُ الرّاحِمينَ . (7)
عنه عليه السلام_ في دُعاءٍ كانَ يَدعو بِهِ بَعدَ الثَّماني رَكَعاتٍ مِن صَلاةِ اللَّيلِ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحُرمَةِ مَن عاذَ بِكَ مِنكَ ، ولَجَأَ إلى عِزِّكَ ، وَاستَظَلَّ بِفَيئِكَ ، وَاعتَصَمَ بِحَبلِكَ ،
.
ص: 123
ولَم يَثِق إلّا بِكَ ، يا جَزيلَ العَطايا ، يا مُطلِقَ الاُسارى ، يا مَن سَمّى نَفسَهُ مِن جودِهِ وَهّابا ، أدعوكَ رَغَبا ورَهَبا ، وخَوفا وطَمَعا ، وإلحاحا وإلحافا (1) ، وتَضَرُّعا وتَمَلُّقا ، وقائِما وقاعِدا، وراكِعا وساجِدا، وراكِبا وماشِيا، وذاهِبا وجائِيا، وفي كُلِّ حالاتي، وأسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا . (2)
الإمام الهادي عليه السلام_ في دُعاءٍ لَهُ _: أنتَ ثِقَتي ورَجائي ، وإلَيكَ مَهرَبي ومَلجَئي ، وعَلَيكَ تَوَكُّلي ، وبِكَ اعتِصامي وعِياذي . (3)
1 / 2الاِستِعاذَةُ لِلآخَرينَالأمالي عن عبد اللّه بن الحارث :قُلتُ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : أخبِرني بِأَفضَلِ مَنزِلَتِكَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ قالَ : نَعَم . قالَ : بَينا أنَا نائِمٌ عِندَهُ وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ قالَ : يا عَلِيُّ ! ما سَأَلتُ اللّهَ مِنَ الخَيرِ إلّا سَأَلتُ لَكَ مِثلَهُ ، ومَا استَعَذتُ اللّهَ مِنَ الشَّرِّ إلَا استَعَذتُ لَكَ مِثلَهُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :حَصِّنوا أموالَكُم وأهليكُم وأحرِزوهُم بِهذِهِ ، وقولوها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ : «اُعيذُ نَفسي وذُرِّيَّتي وأهلَ بَيتي ومالي بِكَلِماتِ اللّهِ التّامَّةِ ، مِن كُل
.
ص: 124
شَيطانٍ وهامَّةٍ ، ومِن كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ» ، وهِيَ العوذَةُ الَّتي عَوَّذَ بِها (1) جَبرَئيلُ عليه السلام الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام . (2)
سنن أبي داوود عن ابن عبّاس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام : «اُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللّهِ التّامَّةِ ، مِن كُلِّ شَيطانٍ وهامَّةٍ ، ومِن كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ» ، ثُمَّ يَقولُ : كانَ أبوكُم (3) يُعَوِّذُ بِهِما إسماعيلَ وإسحاقَ عليهم السلام . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام بِهذِهِ العوذَةِ ، وكانَ يَأمُرُ بِذلِكَ أصحابَهُ ، وهُوَ هذا : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اُعيذُ نَفسي وديني وأهلي ومالي ووُلدي وخَواتيمَ عَمَلي وما رَزَقَني رَبّي وخَوَّلَني ، بِعِزَّةِ اللّهِ ، وعَظَمَةِ اللّهِ ، وجَبَروتِ اللّهِ ، وسُلطانِ اللّهِ ، ورَحمَةِ اللّهِ ، ورَأفَةِ اللّهِ ، وغُفرانِ اللّهِ ، وقُوَّةِ اللّهِ ، وقُدرَةِ اللّهِ ، وبِآلاءِ اللّهِ ، وبِصُنعِ اللّهِ ، وبِأَركانِ اللّهِ ، وبِجَمعِ اللّهِ عز و جل ، وبِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وقُدرَةِ اللّهِ عَلى ما يَشاءُ ، مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ، ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ ما دَبَّ فِي الأَرضِ ، ومِن شَرِّ ما يَخرُجُ مِنها ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ . (5)
.
ص: 125
المعجم الكبير عن بلال بن سعد عن أبيه :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أينَ بَنوكَ ؟ قُلتُ : ها هُم اُولاءِ ، قالَ : فَائتِني بِهِم . فَأَمَرتُ أهلي فَأَلبَستَهُم قُمُصا بَيضاءَ ، ثُمَّ أتَيتُهُ بِهِم ، فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي اُعيذُهُم بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالضَّلالَةِ ، ومِنَ الفَقرِ الَّذي يُصيبُ بَني آدَمَ . (1)
.
ص: 126
. .
ص: 127
الفَصلُ الثّاني: آداب الاستعاذة2 / 1مَعرِفَةُ المُستَعاذِ وَالمُلتَجَإِأ _ اللّهُ حِصنُ اللّاجينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا اللّهُ ، يا مَن هُوَ حِصنٌ لِأَهلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في مُناجاةِ المُعتَصِمينَ _: اللّهُمَّ يا مَلاذَ اللّائِذينَ ، ويا مَعاذَ العائِذينَ . . . ويا حِصنَ اللّاجينَ ، إن لَم أعُذ بِعِزَّتِكَ فَبِمَن أعوذُ ؟ وإن لَم ألُذ بِقُدرَتِكَ فَبِمَن ألوذُ ؟! (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في دُعاءِ اليَومِ العِشرينَ مِنَ الشَّهرِ _: أنتَ جارُ المُستَجيرينَ ، ولَجَأُ اللّاجِئينَ . (3)
عنه عليه السلام_ في عَمَلِ لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ _: يا مَن إلَيهِ مَلجَأُ العِباد
.
ص: 128
فِي المُهِمّاتِ . (1)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ عِندَ شَهرِ رَمَضانَ _: يا مَن لَم يَلُذِ اللّائِذوَنَ بِمِثلِهِ . (2)
الإمام الهادي عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَعالى عَلِمَ مِنّا أنّا لا نَلجَأُ فِي المُهِمّاتِ إلّا إلَيهِ ... وَعوَّدَنا إذا سَأَلنَا الإِجابَةَ . (3)
ب _ مَلجَأُ المُضطَرّينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _: يا مَلجَئي عِندَ اضطِراري ، يا مُعيني عِندَ مَفزَعي ... يا مَن إلَيهِ يَلجَأُ المُتَحَيِّرونَ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ إيّاهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله _: يا مَلجَأَ كُلِّ طَريدٍ ، يا مَأوى كُلِّ شَريدٍ . (5)
عنه عليه السلام :اُوصيكُم بِتَقوَى اللّهِ ؛ فَإِنَّها غِبطَةٌ لِلطّالِبِ الرّاجي ، وثِقَةٌ لِلهارِبِ اللّاجي . (6)
عنه عليه السلام :إلهي إن كُنتَ لا تَرحَمُ إلَا المُجِدّينَ في طاعَتِكَ ، فَإِلى مَن يَفزَعُ المُقَصِّرونَ ؟ وإن كُنتَ لا تَقبَلُ إلّا مِنَ المُجتَهِدينَ ، فَإِلى مَن يَلتَجِئُ المُفَرِّطونَ (7) ؟! (8)
.
ص: 129
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ... أنتَ مَلجَأُ الخائِفِ الغَريقِ ، وأرأَفُ مِن كُلِّ شَفيقٍ ، إلَيكَ قَصَدتُ سَيِّدي ، وأنتَ مُنتَهَى القَصدِ لِلقاصِدينَ . (1)
الإمام الحسن عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: يا حاضِرَ كُلِّ غَيبٍ ، وعالِمَ كُلِّ سِرٍّ ، ومَلجَأَ كُلِّ مُضطَرٍّ ، ضَلَّت فيكَ الفُهومُ ، وتَقَطَّعَت دونَكَ العُلومُ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ سُؤالَ الخاضِعِ الذَّليلِ ، وأسأَ لُكَ سُؤالَ العائِذِ المُستَقيلِ (3) . (4)
عنه عليه السلام_ في دُعاءٍ لَهُ _: يا مَن كُلُّ هارِبٍ إلَيهِ يَلتَجِئُ ، وكُلُّ طالِبٍ إيّاهُ يَرتَجي . (5)
عنه عليه السلام_ أيضا _: بارِك لي فيما رَزَقتَني ، وفيما خَوَّلتَني ، وفيما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَاجعَلني في كُلِّ حالاتي مَحفوظا ، مَكلوءا (6) ، مَستورا ، مَمنوعا (7) ، مُعاذا ، مُجارا . (8)
الإمام الصادق عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: أستَخيرُكَ اللّهُمَّ بِعِلمِكَ ، وأستَقدِرُكَ بِقُدرَتِكَ ، وأسأَ لُكَ مِن فَضلِكَ ، وألجَأُ إلَيكَ في كُلِّ اُموري ، وأبرَأُ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ إلّا بِكَ ، وأتَوَكَّل
.
ص: 130
عَلَيكَ ، وأنتَ حَسبي ونِعمَ الوَكيلُ . (1)
عنه عليه السلام_ أيضا _: سَيِّدي إلَيكَ يَلجَأُ الهارِبُ ، ومِنكَ يَلتَمِسُ الطّالِبُ ، وعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ المُستَقيلُ التّائِبُ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن حِرزٍ لَهُ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ يا مُدرِكَ الهارِبينَ ، ويا مَلجَأَ الخائِفينَ ... . (3)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: فَمَعاذُ المَظلومِ مِنّا بِكَ ، وتَوَكُّلُ المَقهورِ مِنّا عَلَيكَ ، ورُجوعُهُ إلَيكَ ، ويَستَغيثُ بِكَ إذا خَذَلَهُ المُغيثُ ، ويَستَصرِخُكَ إذا قَعَدَ عَنهُ النَّصيرُ ، ويَلوذُ بِكَ إذا نَفَتهُ الأَفنِيَةُ ، ويَطرُقُ بابَكَ (4) إذا اُغلِقَت عَنهُ الأَبوابُ المُرتَجَةُ (5) ، ويَصِلُ إلَيكَ إذَا احتَجَبَت (6) عَنهُ المُلوكُ الغافِلَةُ . (7)
عنه عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: يا مَفزَعَ الفازِعِ ، ومَأمَنَ الهالِعِ (8) ، ومَطمَعَ الطّامِعِ ، ومَلجَأَ الضّارِعِ (9) . (10)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ فِي السّاعَةِ السّابِعَةِ مِنَ النَّهارِ _: يا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ ، ولَجَأ
.
ص: 131
إلَيهِ الخائِفونَ ، وسَأَلَهُ المُؤمِنونَ ، وَعَبَدَهُ الشّاكِرونَ ، وحَمِدَهُ المُخلِصونَ . (1)
ج _ لا مَلجَأَ إلَا اللّهُالكتاب«وَ عَلَى الثَّلَ_ثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَ ظَنُّواْ أَن لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إلّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» . (2)
«اسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَ_ئِذٍ وَ مَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ» . (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه السلام أن قالَ لَهُ : ... يا عيسى أنتَ المَسيحُ (4) بِأَمري ، وأنتَ تَخلُقُ مِنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ بِإِذني ، وأنتَ تُحيِي المَوتى بِكَلامي ، فَكُن إلَيَّ راغِبا ، ومِنّي راهِبا ؛ فَإِنَّكَ لَن تَجِدَ مِنّي مَلجَأً إلّا إلَيَّ . (5)
مسند ابن حنبل عن أبي هريرة :كُنتُ أمشي مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في نَخلٍ لِبَعضِ أهل
.
ص: 132
المَدينَةِ ... فَقالَ صلى الله عليه و آله : يا أبا هُرَيرَةَ ، ألا أدُلُّكَ عَلى كَنزٍ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ ؟ فَقُلتُ : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قُل : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، ولا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إلّا إلَيهِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ ... لَكَ الحَمدُ في كُلِّ ما قَضَيتَ ، ولا مَلجَأَ مِنكَ إلّا إلَيكَ ، يا واسِعَ النَّعماءِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أنَا سَيِّدُ النّاسِ يَومَ القِيامَةِ ، يَدعوني رَبّي فَأَقولُ : لَبَّيكَ وسَعدَيكَ ، تَبارَكتَ لَبَّيكَ وحَنانَيكَ ، وَالمَهدِيُّ مَن هَدَيتَ ، وعَبدُكَ بَينَ يَدَيكَ ، لا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنكَ إلّا إلَيكَ ، تَبارَكتَ رَبَّ البَيتِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يُصَلِّي الفَجرَ ، ثُمَّ يَقولُ حينَ يَنصَرِفُ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باِللّهِ ، لا حيلَةَ ولَا احتِيالَ ولا مَلجَأَ ولا مَنجى مِنَ اللّهِ إلّا إلَيهِ» سَبعَ مَرّاتٍ ، إلّا دَفَعَ اللّهُ تَعالى عَنهُ سَبعينَ نَوعا مِنَ البَلاءِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :تَحَرَّ (5) رِضَى اللّهِ وَتجَنَّب سَخَطَهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدَ لَكَ بِنَقِمَتِهِ ، ولا غِنى بِكَ عَن مَغفِرَتِهِ ، ولا مَلجَأَ لَكَ مِنهُ إلّا إلَيهِ . (6)
عنه عليه السلام_ في تَفسيرِ «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» _: أشهَدُ أنَّهُ لا مَلجَأَ مِنَ اللّهِ إلّا إلَيهِ ، ولا
.
ص: 133
مَنجى مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وفِتنَةِ كُلِّ ذي فِتنَةٍ ، إلّا بِاللّهِ . (1)
عنه عليه السلام :هَل مِن مَناصٍ أو خَلاصٍ ، أو مَعاذٍ أو مَلاذٍ ، أو فِرارٍ أو مَحارٍ (2) . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ فَلَو كانَ لي مَهرَبٌ لَهَرَبتُ ، ولَو كانَ لي مَصعَدٌ فِي السَّماءِ أو مَسلَكٌ فِي الأَرضِ لَسَلَكتُ ، ولكِنَّهُ لا مَهرَبَ لي ولا مَلجَأَ ولا مَنجى ولا مَأوى مِنكَ إلّا إلَيكَ . (4)
د _ خُسرُ مَنِ استَعاذَ بِغَيرِ اللّهِالكتاب«وَ أَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْاءِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا» . (5)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: يا مَأمَنَ الخائِفِ ، وكَهفَ اللّاهِفِ (6) ، وجُنَّةَ العائِذِ ، وغَوثَ اللّائِذِ ، خابَ مَنِ اعتَمَدَ سِواكَ ، وخَسِرَ مَن لَجَأَ إلى دونِكَ . (7)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءٍ يُدعى بِهِ بَعدَ زِيارَةِ عاشوراءَ _: وَاكفِني يا كافِيَ ما لا
.
ص: 134
يَكفي سِواكَ ، فَإِنَّكَ الكافي لا كافِيَ سِواكَ ، ومُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ ، ومُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ ، وجارٌ لا جارَ سِواكَ ، خابَ مَن كانَ جارُهُ سِواكَ ، ومُغيثُهُ سِواكَ ، ومَفزَعُهُ إلى سِواكَ ، وَمهرَبُهُ إلى سِواكَ ، ومَلجَؤُهُ إلى غَيرِكَ ، ومَنجاهُ مِن مَخلوقٍ غَيرِكَ ، فَأَنتَ ثِقَتي ورَجائي ، وَمفزَعي ، وَمهرَبي ، وَملجَئي ومَنجايَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ بَعدَ الفَراغِ مِنَ الاِستِخارَةِ _: اللّهُمَّ إنَّكَ خَلَقتَ أقواما يَلجَؤونَ إلى مَطالِعِ النُّجومِ لِأَوقاتِ حَرَكاتِهِم وسُكونِهِم وتَصَرُّفِهِم وعَقدِهِم وحَلِّهِم ، وخَلَقتَني أبرَأُ إلَيكَ مِنَ اللَّجَأِ إلَيها ، ومِن طَلَبِ الاِختِياراتِ بِها ، وأتَيَقَّنُ (2) أَنّكَ لَم تُطلِع أحَدا عَلى غَيبِكَ في مَواقِعِها ، ولَم تُسَهِّل لَهُ السَّبيلَ إلى تَحصيلِ أفاعيلِها ، وأنَّكَ قادِرٌ عَلى نَقلِها في مَداراتِها في مَسيرِها عَنِ السُّعودِ العامَّةِ وَالخاصَّةِ إلَى النُّحوسِ ، ومِنَ النُّحوسِ الشّامِلَةِ وَالمُفرَدَةِ إلَى السُّعودِ ، لِأَنَّكَ تَمحو ما تَشاءُ وتُثبِتُ ، وعِندَكَ اُمُّ الكِتابِ (3) . (4)
2 / 2الرَّغبَةُ وَالاِجتِهادُالإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي إلَيهِ مَصائِرُ الخَلقِ ، وعَواقِبُ الأَمرِ ، نَحمَدُهُ عَلى عَظيمِ إحسانِهِ ... ونُؤمِنُ بِهِ إيمانَ مَن رَجاهُ موقِنا ... ولاذَ بِهِ راغِبا مُجتَهِدا . (5)
مصباح الزائر_ فيما يُدعى بِهِ بَعدَ زِيارَةِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحُرمَة
.
ص: 135
مَن عاذَ بِكَ مِنكَ ، ولَجَأَ إلى عِزِّكَ ... أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ولا تَرُدَّني مِن هذَا المَقامِ خائِبا ، فَإِنَّ هذا مَقامٌ تُغفَرُ فيهِ الذُّنوبُ العِظامُ ، وتُرجى فيهِ الرَّحمَةُ مِنَ الكَريمِ العَلّامِ ، مَقامٌ لا يَخيبُ فيهِ السّائِلونَ ، ولا يُجبَهُ بِالرَّدِّ الرّاغِبونَ ، مَقامُ مَن لاذَ بِمَولاهُ رَغبَةً ، وَتَبَتَّلَ إلَيهِ رَهبَةً . (1)
2 / 3تَركُ الشَّهوَةِالإمام الرضا عليه السلام :مَن تَعَوَّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ولَم يَترُكِ الشَّهَواتِ ، فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ . (2)
2 / 4التَّوَسُّلُ بِتِلكَ الأَسماءِالكتاب«وَ إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَ رَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ» . (3)
«قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَ_نِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا» . (4)
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَ_هِ النَّاسِ» . (5)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ أنَّهُ كانَ يَقولُ _: أعوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، الَّذي لا يَموتُ ،
.
ص: 136
وَالجِنُّ وَالإِنسُ يَموتونَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِنورِ قُدسِكَ ، وعَظَمَةِ طَهارَتِكَ ، وبَرَكَةِ جَلالِكَ ، مِن كُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ ، ومِن طَوارِقِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ ... . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ . . . أعوذُ بِنورِ وَجهِكَ الَّذي أشرَقَت لَهُ الظُّلُماتُ وصَلَحَ عَلَيهِ أمرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ أن تُنزِلَ بي غَضَبَكَ ، أو تُحِلَّ عَلَيَّ سَخَطَكَ ، لَكَ العُتبى (3) حَتّى تَرضى ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ . (4)
صحيح البخاري عن جابر بن عبد اللّه :لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ» قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أعوذُ بِوَجهِكَ ، فَقالَ : «أَوْمِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ» فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أعوذُ بِوَجهِكَ ، قالَ : «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا» (5) فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : هذا أيسَرُ . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :رَقَى النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله حَسَنا وحُسَينا فَقالَ : اُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ،
.
ص: 137
وأسمائِهِ الحُسنى كُلِّها عامَّةً ، مِن شَرِّ السّامَّةِ (1) وَالهامَّةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ . ثُمَّ التَفَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إلَينا فَقالَ : هكَذا كانَ يُعَوِّذُ إبراهيمُ إسماعيلَ وإسحاقَ عليهم السلام . (2)
عنه عليه السلام_ في خُطبَةٍ لَهُ _: نَعوذُ بِرَبٍّ قَديرٍ مِن شَرِّ كُلِّ مَصيرٍ ... عُذتُ بِرَبٍّ رَحيمٍ مِن شَرِّ كُلِّ رَجيمٍ . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ _: . . . فَإِن يَكُ ذلِكَ يا إلهي مِن سَخَطِكَ عَلَيَّ ، فَأَعوذُ بِحِلمِكَ مِن سَخَطِكَ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ ، اللّائِذِ بِعَفوِكَ ، المُستَجيرِ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَد رَأى أعلامَ قُدرَتِكَ ، فَأَرِهِ آثارَ رَحمَتِكَ . (5)
عنه عليه السلام_ لِأَبي بَصيرٍ _: قُل أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَلالِ اللّهِ ، وأعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِعَفوِ اللّهِ ، وأعوذُ بِمَغفِرَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِرَحمَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ الَّذي هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وأعوذُ بِكَرَمِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَمعِ اللّهِ ، مِن شَرِّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، وكُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ ، وشَرِّ كُلِّ قَريبٍ أو بَعيدٍ أو ضَعيفٍ أو شَديدٍ ، ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعامَّةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ صَغيرَةٍ أو كَبيرَةٍ ، بِلَيلٍ أو نَهارٍ ، ومِن شَر
.
ص: 138
فُسّاقِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنسِ . (1)
موسى عليه السلام_ لَمّا وَقَفَ عَلى فِرعَونَ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِخَيرِكَ مِن شَرِّهِ ، وأسأَ لُكَ بِخَيرِكَ مِن خَيرِهِ . (2)
المصنّف عن زيد العمي :لَمّا رَأى يوسُفُ عليه السلام عَزيزَ (3) مِصرَ ، قالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِخَيرِكَ مِن خَيرِهِ ، وأعوذُ بِقُوَّتِكَ مِن شَرِّهِ . (4)
2 / 5الاِجتِماعُالإمام الصادق عليه السلام :مَا اجتَمَعَ ثَلاثَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ فَصاعِدا ، إلّا حَضَرَ مِنَ المَلائِكَةِ مِثلُهُم ؛ فَإِن دَعَوا بِخَيرٍ أمَّنوا ، وإنِ استَعاذوا مِن شَرٍّ دَعَوُا اللّهَ لِيَصرِفَهُ عَنهُم ، وإن سَأَلوا حاجَةً تَشَفَّعوا إلَى اللّهِ وسَأَلوهُ قَضاها . (5)
2 / 6صيغَةُ الاِستِعاذَةِعوالي اللآلي عن عبد اللّه بن مسعود :قَرَأتُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ ، فَقالَ لي : يَابنَ اُمِّ عَبدٍ ، قُل : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، هكَذا أقرَأَنيه
.
ص: 139
جَبرَئيلُ . (1)
تفسير العيّاشي عن سماعة عن الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ : «فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» (2) _: قُلتُ : كَيفَ أقولُ ؟ قالَ : تَقولُ : «أستَعيذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» . (3)
2 / 7هَيئَةُ الاِستِعاذَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَأَلتُمُ اللّهَ عز و جل ، فَاسأَلوهُ بِباطِنِ الكَفَّينِ ، وإذَا استَعَذتُموهُ ، فَاستَعيذوهُ بِظاهِرِهِما . (4)
مسند ابن حنبل عن خلّاد بن السائب الأنصاري :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا سَأَلَ جَعَلَ باطِنَ كَفَّيهِ إلَيهِ ، وإذَا استَعاذَ جَعَلَ ظاهِرَهُما إلَيهِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا سَأَلتَ اللّهَ فَاسأَلهُ بِبَطنِ كَفَّيكَ ، وإذا تَعَوَّذتَ فَبِظَهرِ كَفَّيكَ ، وإذا دَعوَتَ فَبِإِصبَعَيكَ . (6)
الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الدُّعاءِ ورَفعِ اليَدَينِ ، فَقالَ : عَلى أربَعَةِ أوجُهٍ : أمَّا التَّعَوُّذُ فَتَستَقبِلُ القِبلَةَ بِباطِنِ كَفَّيكَ ، وأمَّا الدُّعاءُ فِي الرِّزقِ فَتَبسُط
.
ص: 140
كَفَّيكَ وتُفضي بِباطِنِهِما إلَى السَّماءِ ، وأمَّا التَّبَتُّلُ (1) فَإِيماءٌ بِإِصبَعِكَ السَّبّابَةِ ، وأمَّا الاِبتِهالُ (2) فَرَفعُ يَدَيكَ تُجاوِزُ بِهِما رَأسَكَ ، ودُعاءُ التَّضَرُّعِ أن تُحَرِّكَ إصبَعَكَ السَّبّابَةَ مِمّا يَلي وَجهَكَ ، وهُوَ دُعاءُ الخيفَةِ . (3)
الكافي عن محمّد بن مسلم وزرارة :قُلنا لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : كَيفَ المَسأَلَةُ إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى ؟ قالَ : تَبسُطُ كَفَّيكَ . قُلنا : كَيفَ الاِستِعاذَةُ ؟ قالَ : تُفضي بِكَفَّيكَ . وَالتَّبَتُّلُ الإِيماءُ بِالإِصبَعِ ، وَالتَّضَرُّعُ تَحريكُ الإِصبَعِ ، وَالاِبتِهالُ أن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعا . (4)
راجع : نهج الدعاء : ص 221 (توضيح حول الأحوال المتناسبة للدعاء) .
.
ص: 141
الفَصلُ الثّالِثُ: بركات الاستعاذة3 / 1التَّحَصُّنُ في حِصنِ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ عز و جل قالَ : مَن عادى لي وَلِيّا فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبدي بِشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ ، ولا يَزالُ عَبدي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوافِلِ حَتّى اُحِبَّهُ ، فَإِذا أحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذي يَسمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذي يُبصِرُ بِهِ ، ويَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بِها ، ورِجلَهُ الَّتي يَمشي بِها ، وإن سَأَلَني لَاُعطِيَنَّهُ ، ولَئِنِ استَعاذَني لَاُعيذَنَّهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إلهي ، مَن ذَا الَّذِي استَصرَخَكَ فَلَم تُصرِخهُ ! إلهي ، مَنِ الَّذِي استَغفَرَكَ فَلَم تَغفِر لَهُ ! إلهي ، مَنِ الَّذِي استَعاذَ بِكَ فَلَم تُعِذهُ ! (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعاءٍ عَلَّمَهُ لِلإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام _: . . . وأنتَ جارُ مَن لاذَ بِكَ وتَضَرَّعَ إلَيكَ ، عِصمَةُ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ . (3)
.
ص: 142
عنه صلى الله عليه و آله :قَضَى اللّهُ عَلى نَفسِهِ أنَّهُ مَن آمَنَ بِهِ هَداهُ ... ومَنِ التَجَأَ إلَيهِ آواهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ _: يا غايَةَ الطّالِبينَ ، يا ظَهرَ اللّاجِئينَ ، يا مُدرِكَ الهارِبينَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِمَّا استَعاذَ بِهِ في يَومِ وادِي القُرى _: لا يَذِلُّ مَنِ اعتَمَدَ عَلَيكَ ، ولا يُضامُ (3) مَن لَجَأَ إلَيكَ ، ولا يَفتَقِرُ سائِلُكَ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعاءٍ كانَ يَدعو بِهِ بَعدَ الفَجرِ وفِي المُهِمّاتِ _: يا يَدَ الواثِقينَ ، يا ظَهرَ اللّاجينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، ويا جارَ المُستَجيرينَ . (5)
عنه عليه السلام :إنَّ لُقمانَ الحَكيمَ قالَ لِابنِهِ وهُوَ يَعِظُهُ : يا بُنَيَّ مَنِ الَّذِي ابتَغَى اللّهَ عز و جل فَلَم يَجِدهُ ؟! ومَن ذَا الَّذي لَجَأَ إلَى اللّهِ فَلَم يُدافِع عَنهُ ؟! (6)
عنه عليه السلام_ في حِرزٍ لَهُ _: رَبِّ وأعِذني بِعِياذِكَ ، بِكَ امتَنَعَ (7) عائِذُكَ . (8)
عنه عليه السلام_ في حِجابِهِ عليه السلام _: أمِنَ مَنِ استَجارَ بِاللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (9)
.
ص: 143
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ عليه السلام عِندَ الشَّدائِدِ ونُزولِ الحَوادِثِ _: لا تَقرَعُ (1) القَوارِعُ (2) مَن لَجَأَ إلى مَعقِلِ (3) الاِنتِصارِ بِكَ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عليه السلام فِي المَوقِفِ _: يا ... ظَهرَ اللّاجِئينَ ، وجارَ المُستَجيرينَ ، وطالِبَ الغادِرينَ . (5)
عنه عليه السلام_ في دُعاءٍ لَهُ _: يا مَن قَصَدَهُ الضّالّونَ فَأَصابوهُ مُرِشدا ، وأمَّهُ الخائِفونَ فَوَجَدوهُ مَعقِلاً ، ولَجَأَ إلَيهِ العائِدونَ (6) فَوَجَدوهُ مَوئِلاً (7) . (8)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ في دَفعِ كَيدِ الأَعداءِ _: نادَيتُكَ _ يا إلهي _ مُستَغيثا بِكَ ، واثِقا بِسُرعَةِ إجابَتِكَ ، عالِما أنَّهُ لا يُضطَهَدُ مَن أوى إلى ظِلِّ كَنَفِكَ (9) ، ولا يَفزَعُ مَن لَجَأَ إلى مَعقِلِ انتِصارِكَ ، فَحَصَّنتَني مِن بَأسِهِ بِقُدرَتِكَ . (10)
عنه عليه السلام_ في مُناجاةٍ لَهُ _: سَيِّدي ... أعلَمُ أنَّكَ لا تَكِلُ اللّاجينَ إلَيكَ إلى غَيرِكَ ، ولا تُخلِي الرّاجينَ لِحُسنِ تَطَوُّلِكَ مِن نَوافِلِ بِرِّكَ . (11)
.
ص: 144
عنه عليه السلام :إلهي ومَولايَ وغايَةَ رَجائي ، أشرَقتَ مِن عَرشِكَ عَلى أرَضيكَ ومَلائِكَتِكَ وسُكّانِ سَماواتِكَ ، وقَدِ انقَطَعَتِ الأَصواتُ وسَكَنَتِ الحَرَكاتُ ، وَالأَحياءُ فِي المَضاجِعِ كَالأَمواتِ ، فَوَجَدتَ عِبادَكَ في شَتَّى الحالاتِ : فَمِنهُ (1) خائِفٌ لَجَأَ إلَيكَ فَآمَنتَهُ ، ومُذنِبٌ دَعاكَ لِلمَغفِرَةِ فَأَجَبتَهُ ، وراقِدٌ استَودَعَكَ نَفسَهُ فَحَفِظتَهُ ، وضالٌّ استَرشَدَكَ فَأَرشَدتَهُ ، ومُسافِرٌ لاذَ بِكَنَفِكَ فَآوَيتَهُ ، وذو (2) حاجَةٍ ناداكَ لَها فَلَبَّيتَهُ، وناسِكٌ (3) أفنى بِذِكرِكَ لَيلَهُ فَأَحظَيتَهُ (4) وبِالفَوزِ جازَيتَهُ ، وجاهِلٌ ضَلَّ عَنِ الرُّشدِ وعَوَّلَ عَلَى الجَلَدِ (5) مِن نَفسِهِ فَخَلَّيتَهُ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ فِي القُنوتِ _: يا مَأمَنَ الخائِفِ ، وكَهفَ اللّاهِفِ ، وجُنَّةَ العائِذِ ، وغَوثَ اللّائِذِ ، خابَ مَنِ اعتَمَدَ سوِاكَ ، وخَسِرَ مَن لَجَأَ إلى دونِكَ . (7)
الكافي عن عبد اللّه بن أبان :دَخَلنا عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَسَأَلَنا : أفيكُم أحَدٌ عِندَهُ عِلمُ عَمّي زَيدِ بنِ عَلِيٍّ ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : أنَا عِندي عِلمٌ مِن عِلمِ عَمِّكَ ؛ كُنّا عِندَهُ ذاتَ لَيلَةٍ في دارِ مُعاوِيَةَ بنِ إسحاقَ الأَنصارِيِّ إذ قالَ : اِنطَلِقوا بِنا نُصَلّي في مَسجِدِ السَّهلَةِ . فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : وفَعَلَ ؟ فَقالَ : لا ، جاءَهُ أمرٌ فَشَغَلَهُ عَنِ الذَّهابِ .
.
ص: 145
فَقالَ عليه السلام : أما وَاللّهِ لَو أعاذَ (1) اللّهَ بِهِ حَولاً لَأَعاذَهُ . (2)
الإمام الهادي عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: أنتَ اللّهُمَّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَكّارِ (3) ، اللّهُمَّ وغَيرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهالِ ، وَاللاّئِذُ بِكَ آمِنٌ ، وَالرّاغِبُ إلَيكَ غانِمٌ ، وَالقاصِدُ اللّهُمَّ لِبابِكَ سالِمٌ . (4)
عنه عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: يا مَن دَعاهُ المُضطَرّونَ فَأَجابَهُم ، ولَجَأَ إلَيهِ الخائِفونَ فَآمَنَهُم . (5)
3 / 2التَّنَعُّمُ بِرَحمَةِ اللّهِالإمام عليّ عليه السلام :لا إلهَ إلَا اللّهُ الشّاكِرُ لِلمُطيعِ لَهُ ، المُملي لِلمُشرِكِ بِهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ عَلى حالِ بُعدِهِ ، وَالبَرُّ الرَّحيمُ بِمَن لَجَأَ إلى ظِلِّهِ ، وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ . (6)
عنه عليه السلام :إلهي ، إنَّ مَن تَعَرَّفَ بِكَ غَيرُ مَجهولٍ ، ومَن لاذَ بِكَ غَيرُ مَخذولٍ ، ومَن أقبَلتَ عَلَيهِ غَيرُ مَملولٍ . (7) إلهي إنَّ مَنِ انتَهَجَ بِكَ لَمُستَنيرٌ ، وإنَّ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ لَمُستَجيرٌ ، وقَد لُذتُ بِكَ يا إلهي فَلا تُخَيِّب ظَنّي مِن رَحمَتِكَ ، ولا تَحجُبني عَن رَأفَتِكَ . (8)
.
ص: 146
الإمام زين العابدين عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: يا راحِمَ رَنَّةِ (1) العَليلِ ... أنتَ مُجيبُ مَن دَعا وراحِمُ مَن لاذَ بِكَ وشَكا ، أستَعطِفُكَ عَلَيَّ ، وأطلُبُ رَحمَتَكَ لِفاقَتي ، فَقَد غَلَبَتِ الاُمورُ قِلَّةَ حيلَتي . (2)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: يا خَيرَ مَن رَجاهُ الرّاجونَ ، وأرأَفَ مَن لَجَأَ إلَيهِ اللّاجونَ ، وأكرَمَ مَن قَصَدَهُ المُحتاجونَ ، ارحَمني إذَا انقَطَعَ مَعلومُ عُمُري . (3)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: إذا عَلِمَ اللّهُ عز و جل مِن قَلبِكَ صِدقَ الاِلتِجاءِ إلَيهِ ، نَظَرَ إلَيكَ بِعَينِ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ وَاللُّطفِ ، ووَفَّقَكَ لِما يُحِبُّ ويَرضى . (4)
الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه ، قال :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : يا موسى ، مُر عِبادي يَدعوني عَلى ما كانَ ، بَعدَ أن يُقِرّوا لي أنَّي أرحَمُ الرّاحِمينَ ... . فَمَن لَجَأَ إلَيكَ وَانضَوى إلَيكَ مِنَ الخاطِئينَ فَقُل : أهلاً وسَهلاً ، يا رَحبَ الفِناءِ (5) بِفِناءِ رَبِّ العالَمينَ ، وَاستَغفِر لَهُم ، وكُن لَهُم كَأَحَدِهِم ، وَلا تَستَطِل عَلَيهِم بِما أنَا أعطَيتُكَ فَضلَهُ . (6)
3 / 3السَّلامَةُ مِنَ الشَّيطانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، فَإِنَّ مَن تَعَوَّذَ بِاللّهِ مِنهُ أعاذَهُ اللّهُ ،
.
ص: 147
وتَعَوَّذوا مِن هَمَزاتِهِ (1) ونَفَخاتِهِ ونَفَثاتِهِ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا لُعِنَ الشَّيطانُ قالَ : لَعَنتَ مَلعونا ، وإذَا استَعَذتَ اللّهَ مِنهُ قالَ : كَسَرتَ ظَهري . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن تَعَوَّذَ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قَرَأَ آخِرَ سورَةِ الحَشرِ ، بَعَثَ اللّهُ إلَيهِ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ يَطرُدونَ عَنهُ شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ ، إن كانَ لَيلاً حَتّى يُصبِحَ ، وإن كانَ نَهارا حَتّى يُمسِيَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَعاذَ بِاللّهِ في كُلِّ يَومٍ عَشرَ مَرّاتٍ ، وَكَّلَ اللّهُ تَبارَكَ وتعالى بِهِ مَلَكا يَذُبُّ (6) عَنهُ الشَّيطانَ ، كَما يَذُبُّ أحَدُكُمُ الغَريبَ مِنَ الإِ بِلِ عَنِ الحَوضِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن رَجُلٍ يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في أوَّلِ لَيلِهِ وأوَّلِ نَهارِهِ ، إلّا عَصَمَهُ اللّهُ مِن إبليسَ وجُنودِهِ : بِاسمِ اللّهِ ذِي الشَّأنِ ، عَظيمِ البُرهانِ ، شَديدِ السُّلطانِ ، ما شاءَ اللّهُ كانَ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (8)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» اُجيرَ مِن
.
ص: 148
الشَّيطانِ حَتّى يُمسِيَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن تَعَوَّذَ مِنَ الشَّيطانِ عَشرَ مَرّاتٍ في دُبُرِ صَلاةِ الغَداةِ ، بَعَثَ اللّهُ إلَيهِ مَلَكَينِ يَحرُسانِ بَيتَهُ حَتّى يُمسِيَ ، ومَن قالَها بَعدَ المَغرِبِ ، فَمِثلُها حَتّى يُصبِحَ . (2)
تفسير الطبري عن يزيد بن قسيط :كانَتِ الأَنبِياءُ لَهُم مَساجِدُ خارِجَةٌ مِن قُراهُم ، فَإِذا أرادَ النَّبِيُّ أن يَستَنبِئَ رَبَّهُ عَن شَيءٍ ، خَرَجَ إلى مَسجِدِهِ فَصَلّى ما كَتَبَ اللّهُ لَهُ ، ثُمَّ سَأَلَ ما بَدا لَهُ ، فَبَينَما نَبِيٌّ في مَسجِدِهِ ، إذ جاءَ عَدُوُّ اللّهِ حَتّى جَلَسَ بَينَهُ وبَينَ القِبلَةِ ، فَقالَ النَّبِيٌّ عليه السلام : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» . فَقالَ عَدُوُّ اللّهِ : أرَأَيتَ الَّذي تَعوذُ مِنهُ ، فَهُوَ هُوَ . فَقالَ النَّبِيُّ عليه السلام : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، فَرَدَّدَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ . فَقالَ عَدُوُّ اللّهِ : أخبِرني بِأَيِّ شَيءٍ تَنجو مِنّي ؟ فَقالَ النَّبِيُّ عليه السلام : بَل أخبِرني بِأَيِّ شَيءٍ تَغلِبُ ابنَ آدَمَ ؟ مَرَّتَينِ ، فَأَخَذَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما عَلى صاحِبِهِ . فَقالَ النَّبِيُّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَعالى ذِكرُهُ يَقولُ : «إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَ_نٌ إِلَا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ» (3) . قالَ عَدُوُّ اللّهِ : قَد سَمِعتُ هذا قَبلَ أن تولَدَ ! قالَ النَّبِيُّ عليه السلام : ويَقولُ اللّهُ تَعالى ذِكرُهُ : «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (4) ، وإنّي وَاللّهِ ما أحسَستُ بِكَ قَطُّ إلَا استَعَذتُ بِاللّهِ مِنكَ . فَقالَ عَدُوُّ اللّهِ : صَدَقتَ ، بِهذا تَنجو مِنّي . فَقالَ النَّبِيُّ عليه السلام : فَأَخبِرني بِأَيِّ شَيءٍ تَغلِبُ ابنَ آدَمَ ؟ قالَ : آخُذُهُ عِندَ الغَضَبِ ،
.
ص: 149
وعِندَ الهَوى . (1)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: إذا أتاكَ الشَّيطانُ مُوَسوِسا لِيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ الحَقِّ ، ويُنسِيَكَ ذِكرَ اللّهِ ، فَاستَعِذ مِنهُ بِرَبِّكَ ورَبِّهِ ، فَإِنَّهُ يُؤَيِّدُ الحَقَّ عَلَى الباطِلِ ، ويَنصُرُ المَظلومَ بِقَولِهِ عز و جل : «إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (2) ، ولَن تَقدِرَ عَلى هذا ومَعرِفَةِ إتيانِهِ ومَذاهِبِ وَسوَسَتِهِ إلّا بِدَوامِ المُراقَبَةِ وَالاِستِقامَةِ عَلى بِساطِ الخِدمَةِ ، وهَيبَةِ المُطَّلَعِ ، وكَثرَةِ الذِّكرِ . وأمَّا المُهمِلُ لِأَوقاتِهِ فَهُوَ صَيدُ الشَّيطانِ ، وَاعتَبِر بِما فَعَلَ بِنَفسِهِ مِنَ الإِغواءِ وَالاِستِكبارِ ، حَيثُ غَرَّهُ وأعجَبَهُ عَمَلُهُ وعِبادَتُهُ وبَصيرَتُهُ وجُرأَتُهُ عَلَيهِ ، قَد أورَثَهُ عَمَلُهُ ومَعرِفَتُهُ وَاستِدلالُهُ بِمَعقولِهِ اللَّعنَةَ عَلَيهِ إلَى الأَبَدِ ، فَما ظَنُّكَ بِنَصيحَتِهِ ودَعوَتِهِ غَيرَهُ . فَاعتَصِم بِحَبلِ اللّهِ الأَوثَقِ ، وهُوَ الاِلتِجاءُ وَالاِضطِرارُ بِصِحَّةِ الاِفتِقارِ إلَى اللّهِ في كُلِّ نَفَسٍ ، ولا يَغُرَّنَّكَ تَزيينُهُ الطّاعاتِ عَلَيكَ ، فَإِنَّهُ يَفتَحُ لَكَ تِسعَةً وتِسعينَ بابا مِنَ الخَيرِ ، لِيَظفَرَ بِكَ عِندَ تَمامِ المِئَةِ ، فَقابِلهُ بِالخِلافِ وَالصَّدِّ عَن سَبيلِهِ ، وَالمُضادَّةِ بِأَهوائِهِ . (3)
راجع : ص 163 (الفصل الرابع : ما ينبغي الاستعاذة منه / الشيطان) .
3 / 4إغلاقُ أبوابِ المَعصِيَةِالإمام الصادق عليه السلام :أغلِقوا أبوابَ المَعصِيَةِ بِالاِستِعاذَةِ ، وَافتَحوا أبوابَ الطّاعَةِ بِالتَّسمِيَةِ . (4)
.
ص: 150
3 / 5الصِّيانَةُ مِن كَيدِ الأَعداءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أرادَهُ إنسانٌ بِسوءٍ ، فَأَرادَ أن يَحجُزَ اللّهُ بَينَهُ وبَينَهُ ، فَليَقُل حينَ يَراهُ : «أعوذُ بِحَولِ (1) اللّهِ وقُوَّتِهِ ، مِن حَولِ خَلقِهِ وقُوَّتِهِم ، وأعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ» ، ثُمَّ يَقولُ ما قالَ اللّهُ عز و جل لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» (2) ؛ صَرَفَ اللّهُ عَنهُ كَيدَ كُلِّ كائِدٍ ، ومَكرَ كُلِّ ماكِرٍ ، وحَسَدَ كُلِّ حاسِدٍ ، ولا يَقولَنَّ هذِهِ الكَلِماتِ إلّا في وَجهِهِ ، فَإِنَّ اللّهَ يَكفيهِ بِحَولِهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِزَيدِ بنِ أرقَمَ ، فِي الاِستِعاذَةِ مِنَ الأَعداءِ _: إن أرَدتَ ألّا يُصيبَكَ شَرُّهُم ، ولا يَنالَكَ مَكرُهُم ، فَقُل إذا أصبَحتَ : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ؛ فَإِنَّ اللّهَ يُعيذُكَ مِن شَرِّهِم . (4)
الأمان عن ابن عبّاس :قُلتُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام لَيلَةَ صِفّينَ : أما تَرَى الأَعداءَ قَد أحدَقوا بِنا ؟ فَقالَ : وقَد راعَكَ هذا ؟ قُلتُ : نَعَم . فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُضامَ في سُلطانِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أضِلَّ في هُداكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أضيعَ في سَلامَتِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُغلَبَ وَالأَمرُ لَكَ .
.
ص: 151
أقولُ أنَا : فَكَفاهُ اللّهُ _ جَلَّ جَلالُهُ _ أمرَهُم . (1)
راجع : ص 189 (ما ينبغي الاستعاذة منه / شرّ كلّ ذي شرّ / شرّ الأعداء) .
3 / 6دَفعُ البَلاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَم يَبقَ مِنَ الدُّنيا إلّا بَلاءٌ وفِتنَةٌ ، وما نَجا مَن نَجا إلّا بِصِدقِ الاِلتِجاءِ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _: وإذا أرَدتَ بِقَومٍ فِتنَةً أو سوءا فَنَجِّني مِنها لِواذا (3) بِكَ ، وإذ لَم تُقِمني مَقامَ فَضيحَةٍ في دُنياكَ فَلا تُقِمني مِثلَهُ في آخِرَتِكَ . (4)
3 / 7كَظمُ الغَيظِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَو يَقولُ أحَدُكُم إذا غَضِبَ «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ذَهَبَ عَنهُ غَضَبُهُ . (5)
سنن الترمذي عن معاذ بن جبل :اِستَبَّ رَجُلانِ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله حَتّى عُرِفَ الغَضَبُ في وَجهِ أحَدِهِما . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنّي لَأَعلَمُ كَلِمَةً لَو قالَها لَذَهَبَ غَضَبُهُ : أعوذُ بِاللّهِ مِن
.
ص: 152
الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)
صحيح البخاري عن سليمان بن صرد :كُنتُ جالِسا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ورَجُلانِ يَستَبّانِ ، فَأَحَدُهُمَا احمَرَّ وَجهُهُ وَانتَفَخَت أوداجُهُ (2) ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : إنّي لَأَعلَمُ كَلِمَةً لَو قالَها ذَهَبَ عَنهُ ما يَجِدُ ، لَو قالَ : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ» ذَهَبَ عَنهُ ما يَجِدُ . (3)
3 / 8ذَهابُ الحُزنِالإمام الصادق عليه السلام :دَعا أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَومَ الهَريرِ (4) _ حينَ اشتَدَّ عَلى أولِيائِهِ الأَمرُ _ دُعاءَ الكَربِ ، مَن دَعا بِهِ وهُوَ في أمرٍ قَد كَرَبَهُ وغَمَّهُ نَجّاهُ اللّهُ مِنهُ ، وهُوَ : اللّهُمَّ لا تُحَبِّب إلَيَّ ما أبغَضتَ ، ولا تُبَغِّض إلَيَّ ما أحبَبتَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أرضى سَخَطَكَ ، أو أسخَطَ رِضاكَ ، أو أرُدَّ قَضاءَكَ ، أو أعدُوَ قَولَكَ ، أو اُناصِحَ أعداءَكَ ، أو أعدُوَ أمرَكَ فيهِم ، اللّهُمَّ ما كانَ مِن عَمَلٍ أو قَولٍ يُقَرِّبُني مِن رِضوانِكَ ، ويُباعِدُني مِن سَخَطِكَ ، فَصَبِّرني لَهُ وَاحمِلني عَلَيهِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (5)
.
ص: 153
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي التَّضَرُّعِ وَالاِستِكانَةِ _: لَبَّيكَ لَبَّيكَ ، تَسمَعُ مَن شَكا إلَيكَ ، وتَلقى مَن تَوَكَّلَ عَلَيكَ ، وتُخَلِّصُ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ ، وتُفَرِّجُ عَمَّن لاذَ بِكَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ في أسحارِ شَهرِ رَمَضانَ _: سَيِّدي فَبِمَن أستَغيثُ إن لَم تُقِلني عَثرَتي ! وإلى (2) مَن أفزَعُ إن فَقَدتُ عِنايَتَكَ في ضَجعَتي ! وإلى مَن ألتَجِئُ إن لَم تُنَفِّس كُربَتي ! (3)
3 / 9دَفعُ الأَمراضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مَريضٍ لَم يَحضُر أجَلُهُ ، تَعَوَّذَ بِهذِهِ الكَلِماتِ ، إلّا خَفَّ عَنهُ : «بِاسمِ اللّهِ العَظيمِ ، أسأَلُ اللّهَ العَظيمَ ، رَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، أن يَشفِيَهُ» سَبعَ مَرّاتٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :هؤُلاءِ الكَلِماتُ دَواءٌ مِن كُلِّ داءٍ : أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، وأسمائِهِ كُلِّها عامَّةً ، مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ، ومِن شَرِّ العَينِ اللّامَّةِ (5) ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ ، ومِن شَرِّ أبي قِترَةَ (6) وما وَلَدَ . (7)
.
ص: 154
سنن ابن ماجة عن عثمان بن أبي العاص :قَدِمتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وبي وَجَعٌ قَد كادَ يُبطِلُني ، فَقالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : اِجعَل يَدَكَ اليُمنى عَلَيهِ وقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ ، مِن شَرِّ ما أجِدُ واُحاذِرُ» سَبعَ مَرّاتٍ . فَقُلتُ ذلِكَ ، فَشَفانِيَ اللّهُ . (1)
تاريخ بغداد عن عثمان بن عفّان :مَرِضتُ مَرَضا وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَعودُني ، فَعَوَّذَني يَوما فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اُعَوِّذُكَ بِالأَحَدِ الصَّمَدِ (2) ، الَّذي لَم يَلدِ ولَم يولَد ، ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، مِن شَرِّ ما تَجِدُ» ، فَبَرِئتُ فَشَفانِيَ اللّهُ . فَلَمّا شَفاني ، قالَ لي : يا عُثمانُ تَعَوَّذ بِهِنَّ ، فَما تَعَوَّذتُم بِمِثلِهِنَّ . (3)
المعجم الأوسط عن عثمان :بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وَفدا إلَى اليَمَنِ ، فَأَمَّرَ عَلَيهِم أميرا مِنهُم وهُوَ أصغَرُهُم ، فَمَكَثَ أيّاما لَم يَسِر . فَلَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله رَجُلاً مِنهُم فَقالَ : يا فُلانُ ما لَكَ ، أمَا انطَلَقتَ ؟ قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أميرُنا يَشتَكي رِجلَهُ . فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذ نَفَثَ عَلَيهِ : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ ، مِن شَرِّ ما فيها» سَبعَ مَرّاتٍ ، فَبَرَأَ الرَّجُلُ . (4)
سنن ابن ماجة عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ بِهؤُلاءِ الكَلِماتِ : أذهِبِ البَأسَ رَبَّ النّاسِ ، وَاشفِ أنتَ الشّافي لا شِفاءَ إلّا شِفاؤُكَ ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَما .
.
ص: 155
فَلَمّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في مَرَضِهِ الَّذي ماتَ فيهِ ، أخَذتُ بِيَدِهِ فَجَعَلتُ أمسَحُهُ وأقولُها ، فَنَزَعَ يَدَهُ مِن يَدي ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لي وألحِقني بِالرَّفيقِ الأَعلى . قالَت : فَكانَ هذا آخِرَ ما سَمِعتُ مِن كَلامِهِ صلى الله عليه و آله . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن أصابَهُ ألَمٌ في جَسَدِهِ فَليُعَوِّذ نَفسَهُ ، وَليَقُل : «أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ عَلَى الأَشياءِ ، اُعيذُ نَفسي بِجَبّارِ السَّماءِ، اُعيذُ نَفسي بِمَن لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ داءٌ ، اُعيذُ نَفسي بِالَّذِي اسمُهُ بَرَكَةٌ وشِفاءٌ» ؛ فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِكَ لَم يَضُرَّهُ ألَمٌ ولا داءٌ . (2)
طبّ الأئمّة عن الحارث الأعور :شَكَوتُ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ألَما ووَجَعا في جَسَدي ، فَقالَ : إذَا اشتَكى أحَدُكُم فَليَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى رَسولِ اللّهِ وآلِهِ ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ عَلى ما يَشاءُ مِن شَرِّ ما أجِدُ» ؛ فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِكَ ، صَرَفَ اللّهُ عَنهُ الأَذى إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :مَنِ اشتَكى رَأسَهُ فَليَمسَحهُ بِيَدِهِ ، وَليَقُل : «أعوذُ بِاللّهِ الَّذي سَكَنَ لَهُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ ، وما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُوَ السَّميعُ العَليمُ» سَبعَ مَرّاتٍ ؛ فَإِنَّهُ يُرفَعُ عَنهُ الوَجَعُ . (4)
طبّ الأئمّة عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :شَكَوتُ إلَيهِ وَجَعا في اُذُني ، فَقالَ : ضَع يَدَكَ عَلَيهِ وقُل : «أعوذُ بِاللّهِ الَّذي سَكَنَ لَهُ ما فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَالسَّماوات
.
ص: 156
وَالأَرضِ ، وهُوَ السَّميعُ العَليمُ» سَبعَ مَرّاتٍ ؛ فَإِنَّهُ يَبرَأُ بِإِذنِ اللّهِ تَعالى . (1)
طبّ الأئمّة عن حريز عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام :ما مِن مُؤمِنٍ عادَ أخاهُ المُؤمِنَ _ وهُوَ شاكٍ _ فَقالَ لَهُ : «اُعيذُكَ بِاللّهِ العَظيمِ ، رَبِّ العَرشِ الكَريمِ، مِن شَرِّ كُلِّ عِرقٍ نَفّارٍ ، ومِن شَرِّ حَرِّ النّارِ» فَكانَ في أجَلِهِ تَأخيرٌ ، إلّا خَفَّفَ اللّهُ عَنهُ . (2)
الكافي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن رجل :دَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَشَكَوتُ إلَيهِ وَجَعا بي ، فَقالَ : قُل : «بِاسمِ اللّهِ» ثُمَّ امسَح يَدَكَ عَلَيهِ وقُل : «أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَلالِ اللّهِ ، وأعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَمعِ اللّهِ ، وأعوذُ بِرَسولِ اللّهِ ، وأعوذُ بِأَسماءِ اللّهِ ، مِن شَرِّ ما أحذَرُ ، ومِن شَرِّ ما أخافُ عَلى نَفسي» تَقولُها سَبعَ مَرّاتٍ . قالَ : فَفَعَلتُ فَأَذهَبَ اللّهُ عز و جل بِهَا الوَجَعَ عَنّي . (3)
طبّ الأئمّة عن داوود الرقّي عن الإمام الكاظم عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، لا أزالُ أجِدُ في رَأسي شَكاةً ، ورُبَّما أسهَرَتني وشَغَلَتني عَنِ الصَّلاةِ بِاللَّيلِ . قالَ : يا داوود ، إذا أحسَستَ بِشَيءٍ مِن ذلِكَ فَامسَح يَدَكَ عَلَيهِ ، وقُل : «أعوذُ بِاللّهِ ، واُعيذُ نَفسي مِن جَميعِ مَا اعتَراني بِاسمِ اللّهِ العَظيمِ ، وكَلِماتِهِ التّامّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، اُعيذُ نَفسي بِاللّهِ عَزَّ وجَلَّ ، وبِرَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ الطّاهِرينَ الأَخيارِ ، اللّهُمَّ بِحَقِّهِم عَلَيكَ ، إلّا أجَرتَني مِن شَكاتي هذِهِ» ؛ فَإِنَّها لا تَضُرُّكَ بَعدُ . (4)
طبّ الأئمّة عن خالد العبسي :عَلَّمَني عَلِيُّ بنُ موسى عليه السلام هذِهِ العوذَةَ ، وقالَ : عَلِّمها إخوانَكَ
.
ص: 157
مِنَ المُؤمِنينَ ؛ فَإِنَّها لِكُلِّ ألَمٍ ، وهِيَ : اُعيذُ نَفسي بِرَبِّ الأَرضِ ورَبِّ السَّماءِ ، اُعيذُ نَفسي بِالَّذي لا يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ داءٌ ، اُعيذُ نَفسي بِالَّذِي اسمُهُ بَرَكَةٌ وشِفاءٌ . (1)
راجع : ص 251 (مواطن الاستعاذة / تلك الحالات / المرض) .
3 / 10دَفعُ شَرِّ الهَوامِّ وَالدَّوابِّ وَالسِّباعِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ» (2) لَم يَضُرَّهُ عَقرَبٌ حَتّى يُمسِيَ . ومَن قالَها حينَ يُمسي لَم يَضُرَّهُ حَتّى يُصبِحَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ وبَرَأَ وذَرَأَ» إلّا عُصِمَ مِن شَرِّ الثَّقَلَينِ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وإن لُدِغَ لَم يَضُرَّهُ شَيءٌ حَتّى يُمسِيَ ، وإن قالَها حينَ يُمسِيَ كانَ كَذلِكَ حَتّى يُصبِحَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، إذا رَأَيتَ أسَدا وَاشتَدَّ بِكَ الأَمرُ ، فَكَبِّر ثَلاثا وقُل : اللّهُ أكبَرُ وأجَلُّ وأعظَمُ مِن كُلِّ شَيءٍ ، وأكبَرُ وأعَزُّ مِن خَلقِهِ وأقدَرُ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن نَزَلَ مَنزِلاً يَتَخَوَّفُ فيهِ السَّبُعَ ، فَقالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذ
.
ص: 158
بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ سَبُعٍ» إلّا أمِنَ مِن شَرِّ ذلِكَ السَّبُعِ حَتّى يَرحَلَ مِن ذلِكَ المَنزِلِ ، إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (1)
صحيح مسلم عن أبي هريرة :جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما لَقيتُ مِن عَقرَبٍ لَدَغَتنِي البارِحَةَ ! قالَ صلى الله عليه و آله : أما لَو قُلتَ حينَ أمسَيتَ : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ» لَم تَضُرَّكَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا لَقيتَ السَّبُعَ فَقُل : أعوذُ بِرَبِّ دانيالَ (3) وَالجُبِّ ، مِن شَرِّ كُلِّ أسَدٍ مُستَأسِدٍ (4) . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :أتى رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَومٌ يَشكونَ العَقارِبَ وما يَلقَونَ مِنها ، فَقالَ : قولوا إذا أصبَحتُم وإذا أمسَيتُم : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ كُلِّهَا ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، الَّذي لا يُخفَرُ (6) جارُهُ ، مِن شَرِّ ما ذَرَأَ ، ومِن شَرِّ ما بَرَأَ ، ومِن شَرِّ الشَّيطان
.
ص: 159
وشَرَكِهِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» سَبعَ مَرّاتٍ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :عَوِّذ نَفسَكَ مِنَ الهَوامِّ بِهذِهِ الكَلِماتِ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، أعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ عَلى ما يَشاءُ ، مِن شَرِّ كُلِّ هامَّةٍ تَدُبُّ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (2)
عنه عليه السلام :مَن قالَ هذِهِ الكَلِماتِ ، فَأَنَا ضامِنٌ ألّا يُصيبَهُ عَقرَبٌ ولا هامَّةٌ حَتّى يُصبِحَ : أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِن شَرِّ ما ذَرَأَ ، ومِن شَرِّ ما بَرَأَ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَمّا اُسرِيَ بي إلَى السَّماءِ فَانتَهَيتُ إلَى السَّماءِ السّابِعَةِ . . . نوديتُ : يا مُحَمَّدُ . . . ومَن خافَ شَيئا مِمّا فِي الأَرضِ مِن سَبُعٍ أو هامَّةٍ ، فَليَقُل فِي المَكانِ الَّذي يَخافُ ذلِكَ فيهِ : «يا ذارِئَ ما فِي الأَرضِ كُلِّها بِعِلمِهِ ، بِعِلمِكَ يَكونُ ما يَكونُ مِمّا ذَرَأتَ ، لَكَ السُّلطانُ عَلى ما ذَرَأتَ ، ولَكَ السُّلطانُ القاهِرُ عِلى كُلِّ شَيءٍ دونَكَ ، يا عَزيزُ يا مَنيعُ ، إنّي أعوذُ بِكَ وبِقُدرَتِكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، مِن كُلِّ شِيءٍ يَضُرُّ ، مِن سَبُعٍ أو هامَّةٍ أو عارِضٍ مِن سائِرِ الدَّوابِّ ، يا خالِقَها بِفِطرَتِهِ ادرَأها عَنّي ، وَاحجُزها ولا تُسَلِّطها عَلَيَّ ، وعافِني مِن شَرِّها وبَأسِها ، يا اللّهُ ذَا العِلمِ العَظيمِ ، حُطني بِحِفظِكَ مِن
.
ص: 160
مَخاوِفي يا رَحيمُ» ، فَإِنَّهُ إذا قالَ ذلِكَ ، لَم تَضُرَّهُ دَوابُّ الأَرضِ الَّتي تُرى وَالَّتي لا تُرى . (1)
3 / 11دَفعُ الفَزَعِ وَالأَرَقِالمعجم الأوسط عن خالد بن الوليد :كُنتُ أفزَعُ بِاللَّيلِ ، فَأَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : إنّي أفزَعُ بِاللَّيلِ ، فَآخُذُ سَيفي فَلا ألقى شَيئا إلّا ضَرَبتُهُ بِسَيفي . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ألا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنِي الرّوحُ الأَمينُ . فَقُلتُ : بَلى . فَقالَ : قُل : أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ فِتَنِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، ومِن كُلِّ طارِقٍ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا فَزِعَ أحَدُكُم فِي النَّومِ فَليَقُل : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، مِن غَضَبِهِ وعِقابِهِ وشَرِّ عِبادِهِ ، ومِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ وأن يَحضُرونِ» فَإِنَّها لَن تَضُرَّهُ . (3)
طبُّ الأئمّة عن الحلبي :قالَ رَجُلٌ لِأَبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عليه السلام : إنّي إذا خَلَوتُ بِنَفسي تَداخَلَني وَحشَةٌ وهَمٌّ ، وإذا خالَطتُ النّاسَ لا اُحِسُّ بِشَيءٍ مِن ذلِكَ .
.
ص: 161
فَقالَ : ضَع يَدَكَ عَلى فُؤادِكَ وقُل : «بِاسمِ اللّهِ ، بِاسمِ اللّهِ ، بِاسمِ اللّهِ» ثُمَّ امسَح يَدَكَ عَلى فُؤادِكَ وقُل : «أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَلالِ اللّهِ ، وأعوذُ بِعَظَمَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَمعِ اللّهِ ، وأعوذُ بِرَسولِ اللّهِ ، وأعوذُ بِأَسماءِ اللّهِ ، مِن شَرِّ ما أحذَرُ ، ومِن شَرِّ ما أخافُ عَلى نَفسي» تَقولُ ذلِكَ سَبعَ مَرّاتٍ . قالَ : فَفَعَلتُ ذلِكَ ، فَأَذهَبَ اللّهُ عَنِّي الوَحشَةَ ، وأبدَلَنِي الاُنسَ وَالأَمنَ . (1)
3 / 12دَفعُ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّالمعجم الأوسط عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أمسَينا وأمسَى المُلكُ للّهِِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، أعوذُ بِاللّهِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ» مَن قالَهُنَّ عُصِمَ مِن كُلِّ ساحِرٍ ، وكاهِنٍ ، وشَيطانٍ ، وحاسِدٍ . (2)
عدّة الداعي :رُوِيَ عَنِ ابنِ الدَّرداءِ أنَّهُ قيلَ لَهُ ذاتَ يَومٍ : احتَرَقَت دارُكَ ، فَقالَ : لَم تُحرَق . فَجاءَهُ مُخبِرٌ آخَرُ فَقالَ : اِحتَرَقَت دارُكَ ، فَقالَ : لَم تُحرَق . فَجاءَهُ ثالِثٌ فَأَجابَهُ بِذلِكَ ، ثُمَّ انكَشَفَ الأَمرُ عَنِ احتِراقِ جَميعِ ما حَولَها سِواها ! فَقيلَ لَهُ : بِما عَلِمتَ بِذلِكَ ؟ قالَ : سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن قالَ هذِهِ الكَلِماتِ صَبيحَةَ يَومِهِ لَم يُصِبهُ سوءٌ فيهِ ، ومَن قالَها في مَساءِ لَيلَتِهِ لَم يُصِبهُ سوءٌ فيها ، وقَد قُلتُها ، وهِيَ هذِهِ : اللّهُمَّ أنتَ رَبّي لا إلهَ إلّا أنتَ ، عَلَيكَ تَوَكَّلتُ وأنتَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، ما شاءَ اللّهُ كانَ وما لَم يَشَأ لَم يَكُن ، أعلَمُ أنَّ اللّهَ عَلى
.
ص: 162
كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وأنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، ومِن شَرِّ قَضاءِ السّوءِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ في ذِمَّتِكَ وجِوارِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ ديني ونَفسي ودُنيايَ وآخِرَتي وأهلي ومالي ، وأعوذُ بِكَ يا عَظيمُ مِن شَرِّ خَلقِكَ جَميعا ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما يُبلِسُ (2) بِهِ إِبليسُ وجُنودُهُ» ، إذا قالَ هذَا الكَلامَ ، لَم يَضُرَّهُ يَومَهُ ذلِكَ شَيءٌ ، وإذا أمسى فَقالَهُ ، لَم يَضُرَّهُ تِلكَ اللَّيلَةَ شَيءٌ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (3)
3 / 13النَّجاةُ مِنَ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَعالى : اُنظُروا في ديوانِ عَبدي ، فَمَن رَأَيتُموهُ سَأَلَنِي الجَنَّةَ أعطَيتُهُ ، ومَنِ استَعاذَني مِنَ النّار أعَذتُهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ كُلَّ يَومٍ سَبعَ مَرّاتٍ : «أسأَلُ اللّهَ الجَنَّةَ وأعوذُ بِهِ مِنَ النّارِ» إلّا قالَتِ النّارُ : يا رَبِّ أعِذهُ مِنّي . (5)
راجع : ص 214 (الفصل الرابع : ما ينبغي الاستعاذة منه / عذاب النار) .
.
ص: 163
الفَصلُ الرّابِعُ: ما ينبغي الاستعاذة منه4 / 1الشَّيطانُالكتاب«وَ إِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» . (1)
«وَ قُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَ تِ الشَّيَ_طِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ» . (2)
«وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَ_نِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَ_ائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَ_نِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ» . (3)
«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَ_نٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» . (4)
«إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ نَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَر
.
ص: 164
كَالْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (1)
الحديثتفسير القمّي_ في قَولِهِ تَعالى : «وَ قُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَ تِ الشَّيَ_طِينِ» _: قالَ : ما يَقَعُ في قَلبِكَ مِن وَسوَسَةِ الشَّياطينِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَسُبُّوا الشَّيطانَ ، وتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن شَرِّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أزهَدَ النّاسِ فِي العالِمِ أهلُهُ حَتّى يُفارِقَهُم ، وإنَّهُ يَشفَعُ في أهلِهِ وجيرانِهِ ، فَإِذا ماتَ خَلا عَنهُم مِن مَرَدَةِ (4) الشَّياطينِ أكثَرُ مِن عَدَدِ رَبيعَةَ ومُضَرَ ، قَد كانوا مُشتَغِلينَ بِهِ ، فَأَكثِرُوا التَّعَوُّذَ بِاللّهِ مِنهُم . (5)
سنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ كَبَّرَ ثُمَّ يَقولُ : . . . أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ ونَفثِهِ . (6)
مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة الباهلي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ مِنَ اللَّيلِ كَبَّرَ ثَلاثا ، وسَبَّحَ ثَلاثا ، وهَلَّلَ ثَلاثا ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ وشِركِهِ . (7)
.
ص: 165
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَأتِي الشَّيطانُ أحَدَكُم فَيَقولُ : مَن خَلَقَ كَذا ؟ مَن خَلَقَ كَذا ؟ حَتّى يَقولَ : مَن خَلَقَ رَبَّكَ ؟ فَإِذا بَلَغَهُ ، فَليَستَعِذ بِاللّهِ وَليَنتَهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :يوشِكُ النّاسُ أن يَتَساءَلوا بَينَهُم ، حَتّى يَقولَ قائِلُهُم : هذَا اللّهُ خَلَقَ الخَلقَ ، فَمَن خَلَقَ اللّهَ ؟ فَإِذا قالوا ذلِكَ فَقولوا : «اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ» (2) ، ثُمَّ لِيَتفُل عَن يَسارِهِ ثَلاثا ، وَليَستَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلشَّيطانِ لَمَّةً (4) بِابنِ آدَمَ ، ولِلمَلَكِ لَمَّةً ؛ فَأَمّا لَمَّةُ الشَّيطانِ فَإِيعادٌ بِالشَّرِّ وتَكذيبٌ بِالحَقِّ ، وأمّا لَمَّةُ المَلَكِ فَإِيعادٌ بِالخَيرِ وتَصديقٌ بِالحَقِّ ، فَمَن وَجَدَ ذلِكَ فَليَعلَم أنَّهُ مِنَ اللّهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ ، ومَن وَجَدَ الاُخرى ، فَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، الرَّجُلُ مِنّا يَصومُ ويُصَلّي فَيَأتيهِ الشَّيطانُ ، فَيَقولُ : إنَّكَ مُراءٍ ! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَليَقُل أحَدُكُم عِندَ ذلِكَ : أعوذُ بِكَ أن اُشرِكَ بِكَ شَيئا وأنَا أعلَمُ ، وأستَغفِرُكَ لِما لا أعلَمُ . (6)
.
ص: 166
عنه عليه السلام :إذا وَسوَسَ الشَّيطانُ إلى أحَدِكُم فَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ ، وَليَقُل : آمَنتُ بِاللّهِ وبِرَسولِهِ مُخلِصا لَهُ الدّينَ . (1)
عنه عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلٍ _: يا كُمَيلُ ، إذا وَسوَسَ الشَّيطانُ في صَدرِكَ ، فَقُل : «أعوذُ بِاللّهِ القَوِيِّ ، مِنَ الشَّيطانِ الغَوِيِّ (2) ، وأعوذُ بِمُحَمَّدٍ الرَّضِيِّ ، مِن شَرِّ ما قُدِّرَ وقُضِيَ ، وأعوذُ بِإِلهِ النّاسِ ، مِن شَرِّ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ» ؛ وسَلِّم ، تُكفَ مَؤونَةَ (3) إبليسَ وَالشَّياطينِ مَعَهُ ، ولَو أنَّهُم كُلَّهُم أبالِسَةٌ مِثلُهُ . (4)
عنه عليه السلام :عَلَّمَني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلتُ الكَنيفَ أن أقولَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الخَبيثِ المُخبِثِ ، النِّجسِ الرِّجسِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
عنه عليه السلام_ في وَصفِ المُؤمِنينَ _: مِن عَلامَةِ أحَدِهِم (6) أن يَكونَ لَهُ حَزمٌ في لينٍ ، وإيمانٌ في يَقينٍ ، وحِرصٌ في تَقوى ... وَاعتِصامٌ بِاللّهِ مِن مُتابَعَةِ الشَّهَواتِ ، وَاستِعاذَةٌ بِهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (7)
.
ص: 167
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بِالعافِيَةِ _: وأعِذني وذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمَّ أعِذني فيهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وهَمزِهِ ولَمزِهِ ، ونَفثِهِ ونَفخِهِ ، ووَسواسِهِ وكَيدِهِ ، ومَكرِهِ وحِيَلِهِ ، وأمانِيِّهِ وخُدَعِهِ ، وغُرورِهِ وفِتنَتِهِ ، ورَجِلِهِ (2) وشَرَكِهِ ، وأعوانِهِ وأتباعِهِ ، وأخدانِهِ (3) وأشياعِهِ ، وأولِيائِهِ وشُرَكائِهِ ، وجَميعِ كَيدِهِم . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لَيسَ مِن مُؤمِنٍ يَمُرُّ عَلَيهِ أربَعونَ صَباحا ، إلّا حَدَّثَ (5) نَفسَهُ ، فَليُصَلِّ رَكعَتَينِ ، وَليَستَعِذ بِاللّهِ مِن ذلِكَ . (6)
4 / 2شَياطينُ الإِنسِ وَالجِنِّالكتاب«وَكَذَ لِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَ_طِينَ الْاءِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ» . (7)
.
ص: 168
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَ_هِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ» . (1)
الحديثمسند ابن حنبل عن أبي اُمامة_ في ذِكرِ حَديثِ أبي ذَرٍّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: . . . فَقالَ[ صلى الله عليه و آله ] يا أبا ذَرٍّ ، تَعَوَّذ مِن شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالإِنسِ . قالَ : يا نَبِيَّ اللّهِ وهَل لِلإِنسِ شَياطينُ ؟! قالَ : نَعَم ، شَياطينُ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورا . (2)
تنبيه الغافلين عن أبي ذرّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا أبا ذَرٍّ ، استَعِذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ومِن شَرِّ شَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ . فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أوَ مِنَ الإِنسِ شَياطينُ ؟ قالَ : أما تَسمَعُ قَولَهُ تَعالى : «شَيَ_طِينَ الْاءِنسِ وَالْجِنِّ» ثُمَّ سَكَتَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ نافِلَةِ الفَجرِ _: اِستَمسَكتُ بِعُروَةِ اللّهِ الوُثقَى الَّتي لَا انفِصامَ لَها ، وَاعتَصَمتُ بِحَبلِ اللّهِ المَتينِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ شياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ . (4)
.
ص: 169
4 / 3النَّفسُ الأَمّارَةُ بِالسّوءِالكتاب«إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَة بِالسُّوءِ إِلَا مَا رَحِمَ رَبِّى» . (1)
«وَ رَ وَدَتْهُ الَّتِى هُوَ فِى بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوَ بَ وَ قَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّى أَحْسَنَ مَثْوَاىَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّ__لِمُونَ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِحُصَينٍ لَمّا أسلَمَ وقالَ لَهُ : عَلِّمنِي الكَلِمَتَينِ اللَّتَينِ وَعَدتَني ! _: قُل : اللّهُمَّ ألهِمني رُشدي ، وأعِذني مِن شَرِّ نَفسي . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي وخَطَئي وعَمدي . . . اللّهُمَّ أستَهديكَ لِأَرشَدِ أمري ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي . (4)
السنن الكبرى عن عمران بن حصين :جاءَ حُصَينٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله قَبلَ أن يُسلِمَ ... ثُمَّ إنَّ حُصَينا قالَ : يا مُحَمَّدُ ، ماذا تَأمُرُني أن أقولَ ؟ قالَ : تَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، وأسأَ لُكَ أن تَعزِمَ (5) لي عَلى
.
ص: 170
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :«اللّهُمَّ . . . أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، وشَرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ» ، قُلها إذا أصبَحتَ ، وإذا أمسَيتَ ، وإذا أخَذتَ مَضجَعَكَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ في خُطبَةِ حَجَّةَ الوَداعِ _: الحَمدُ للّهِِ ، نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَتوبُ إلَيهِ ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ، ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهدِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِل فَلا هادِيَ لَهُ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ يَومَ الثُّلاثاءِ _: الحَمدُ للّهِِ ، وَالحَمدُ حَقُّهُ كَما يَستَحِقُّه
.
ص: 171
حَمدا كَثيرا ، وأعوذُ بِهِ مِن شَرِّ نَفسي ، إنَّ النَّفسَ لَأَمّارَةٌ بِالسّوءِ إلّا ما رَحِمَ رَبّي ، وأعوذُ بِهِ مِن شَرِّ الشَّيطانِ الَّذي يَزيدُني ذَنبا إلى ذَنبي ، وأحتَرِزُ بِهِ مِن كُلِّ جَبّارٍ فاجِرٍ ، وسُلطانٍ جائِرٍ ، وعَدُوٍّ قاهِرٍ . (1)
4 / 4أئِمَّةُ الجَورِالكتاب«وَ قَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِى أَقْتُلْ مُوسَى وَ لْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّى أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى الْأَرْضِ الْفَسَادَ * وَ قَالَ مُوسَى إِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَ رَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ» . (2)
«إِنَّ الَّذِينَ يُجَ_دِلُونَ فِى ءَايَ_تِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَ_نٍ أَتَ_اهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلَا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَ__لِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» . (3)
الحديثالإمام الحسين عليه السلام_ يَومَ الطَّفِّ _: . . . إنّي عُذتُ بِرَبِّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أئِمَّةِ الحَرَجِ (5) ، الَّذينَ يُحرِجونَ اُمَّتي إلَى الظُّلمِ . (6)
.
ص: 172
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _: يا كُمَيلُ ، إيّاكَ وَالتَّطَرُّقَ إلى أبوابِ الظّالِمينَ ، وَالاِختِلاطَ بِهِم ، وَالاِكتِسابَ مِنهُم ... . يا كُمَيلُ ، إنِ اضطُرِرتَ إلى حُضورِها ، فَداوِم ذِكرَ اللّهِ تَعالى وَالتَّوَكُّلَ عَلَيهِ ، وَاستَعِذ بِاللّهِ مِن شَرِّهِم ، وأطرِق (1) عَنهُم ، وأنكِر بِقَلبِكَ فِعلَهُم ... . يا كُمَيلُ سَخَطُ اللّهِ تَعالى مُحيطٌ بِمَن لَم يَحتَرِز مِنهُم بِاسمِهِ ونَبِيِّهِ ، وجَميعِ عَزائِمِهِ (2) وعَوذِهِ جَلَّ وعَزَّ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى نَبِيِّهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ . (3)
الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا دَخَلتَ عَلى سُلطانٍ تَخافُ شَرَّهُ ، فَقُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ فُلانٍ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأسأَ لُكَ بَرَكَتَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَتِهِ ، اللّهُمَّ اجعَل حاجَتي أوَّلَها صَلاحا ، وأوسَطَها فَلاحا ، وآخِرَها نَجاحا . (4)
الأدب المفرد عن ابن عبّاس :إذا أتَيتَ سُلطانا مَهيبا تَخافُ أن يَسطُوَ بِكَ ، فَقُل : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أعَزُّ مِن خَلقِهِ جَميعا ، اللّهُ أعَزُّ مِمّا أخافُ وأحذَرُ ، وأعوذُ بِاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، المُمسِكُ السَّماواتِ السَّبعَ أن يَقَعنَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، مِن شَرِّ عَبدِكَ فُلانٍ ، وجُنودِهِ وأتباعِهِ وأشياعِهِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، اللّهُمَّ كُن لي جارا مِن شَرِّهِم ، جَلَّ ثَناؤُكَ ، وعَزَّ جارُكَ ، وتبارَكَ اسمُكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . (5)
.
ص: 173
4 / 5الجَهلُالكتاب«قَالَ يَ_نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَ__لِحٍ فَلَا تَسْ_ئلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَ_هِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْ_ئلَكَ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ وَ إِلَا تَغْفِرْ لِى وَ تَرْحَمْنِى أَكُن مِّنَ الْخَ_سِرِينَ» . (1)
«وَ إِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَ_هِلِينَ» . (2)
الحديثسنن النسائي عن اُمِّ سلمة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِن أن أزِلَّ ، أو أضِلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعائِهِ يَومَ الهَريرِ بِصِفّينَ _: اللّهُمَّ إنّي ... أعوذُ بِكَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ ، ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ . (4)
عنه عليه السلام :إلهي ... أعوذُ بِكَ مِن قُوَّتي ، وألوذُ بِكَ مِن جُرأَتي ، وأستَجيرُ بِكَ مِن جَهلي ، وأتَعَلَّقُ بِعُرى أسبابِكَ مِن ذَنبي . (5)
.
ص: 174
عنه عليه السلام :أعوذُ بِكَ رَبّي أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ كَمَا اشتَرى غَيري ، أوِ السَّفَهَ بِالحِلمِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُدعى بِهِ فِي الصَّباحِ وَالمَساءِ _: اللّهُمَّ بِكَ نُمسي وبِكَ نُصبِحُ ، وبِكَ نَحيا ، وبِكَ نَموتُ ، وإلَيكَ نَصيرُ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أذِلَّ أو اُذِلَّ ، أو أضِلَّ أو اُضِلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ . (2)
الكافي عن عبد الرّحمن بن سيابة :أعطاني أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام هذَا الدُّعاءَ : الحَمدُ للّهِِ وَلِيِّ الحَمدِ وأهلِهِ ومُنتَهاهُ ومَحَلِّهِ ... وأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ ، وَالجَفاءَ بِالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ . (3)
4 / 6عِلمٌ لا يَنفَعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ عِلما نافِعا ، وأعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ . (4)
مسند ابن حنبل عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ ، وعَمَلٍ لا يُرفَعُ ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ ، وقَولٍ لا يُسمَعُ . (5)
مصباح الشريعة_ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام _: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «نَعوذُ بِاللّهِ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ» ، وهُوَ العِلمُ الَّذي يُضادُّ العَمَلَ بِالإِخلاصِ ، وَاعلَم أنَّ قَليلَ العِلمِ يَحتاجُ إلى
.
ص: 175
كَثيرِ العَمَلِ ، لِأَنَّ عِلمَ ساعَةٍ يُلزِمُ صاحِبَهُ استِعمالَهُ طولَ عُمُرِهِ (1) . (2)
4 / 7الشِّركُمسند ابن حنبل عن أبي موسى الأشعري :خَطَبَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، اتَّقوا هذَا الشِّركَ ، فَإِنَّهُ أخفى مِن دَبيبِ النَّملِ . فَقالَ لَهُ مَن شاءَ اللّهُ أن يَقولَ : وكَيفَ نَتَّقيهِ وهُوَ أخفى مِن دَبيبِ النَّملِ ، يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : قولوا : اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن أن نُشرِكَ بِكَ شَيئا نَعلَمُهُ ، ونَستَغفِرُكَ لِما لا نَعلَمُ . (3)
4 / 8مُضِلّاتُ الفِتَنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعاءٍ كانَ يَدعو بِهِ _: أعوذُ بِكَ مِنَ ضَرّاءَ مُضِرَّةٍ ، وفِتنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللّهُمَّ زَيِّنّا بِزينَةِ الإِيمانِ ، وَاجعَلنا هُداةً مُهتَدينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجّالِ (5) ،
.
ص: 176
وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَحيا وفِتنَةِ المَماتِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ وَالمَغرَمِ (1) . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إلهي أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ مَن يَعرِفُكَ كُنهَ مَعرِفَتِكَ ، مِن كُلِّ خَيرٍ يَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَسلُكَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَرٍّ وفِتنَةٍ أعَذتَ بِها أحِبّاءَكَ مِن خَلقِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)
عنه عليه السلام :نَعوذُ بِاللّهِ مِن سوءِ كُلِّ الرَّيبِ (4) ، وظُلَمِ الفِتَنِ ، ونَستَغفِرُهُ مِن مَكاسِبِ الذُّنوبِ ، ونَستَعصِمُهُ مِن مَساوِي الأَعمالِ ، ومَكارِهِ الآمالِ . (5)
عنه عليه السلام :نَعوذُ بِاللّهِ مِن مُضيقِ مَضايِقِ السُّبُلِ عَلى أهلِها بَعدَ اتِّساعِ مَناهِجِ الحَقِّ ، لِطَمسِ آياتِ مُنيرِ الهُدى ، بِلُبسِ ثِيابِ مُضِلّاتِ الفِتَنِ (6) . (7)
عنه عليه السلام :لا يَقولَنَّ أحَدُكُم : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنَةِ» ؛ لِأَنَّهُ لَيسَ أحَدٌ إلّا وهُوَ مُشتَمِلٌ عَلى فِتنَةٍ ، ولكِن مَنِ استَعاذَ فَليَستَعِذ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ يَقولُ : «وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَ لُكُمْ وَأَوْلَ_دُكُمْ فِتْنَةٌ» (8) . (9)
.
ص: 177
الإمام الصادق عليه السلام :سَمِعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام رَجُلاً يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنَةِ . قالَ : أراكَ تَتَعَوَّذُ مِن مالِكَ ووَلَدِكَ ؛ يَقولُ اللّهُ تَعالى : «إَنَّمَا أَمْوَ لُكُمْ وَأَوْلَ_دُكُمْ فِتْنَةٌ» (1) ! ولكِن قُل : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ، ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وَالإِثمِ وَالبَغيِ بِغَيرِ الحَقِّ ، وأن اُشرِكَ بِكَ ما لَم تُنَزِّل بِهِ سُلطانا ، وأن أقولَ عَلَيكَ ما لا أعلَمُ... وأعوذُ بِدِرعِكَ الحَصينَةِ الَّتي لا تُرامُ (3) . (4)
الإمام الكاظم عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مالٍ يَكونُ عَلَيَّ فِتنَةً ، ومِن وَلَدٍ يَكونُ لي عَدُوّا . (5)
4 / 9الضَّلالَةُ بَعدَ الهِدايَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِعِزَّتِكَ لا إلهَ إلّا أنتَ أن تُضِلَّني ، أنتَ الحَيُّ الَّذي لا يَموتُ ، وَالجِنُّ وَالإِنسُ يَموتونَ . (6)
.
ص: 178
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ . . . وأعِذنا أن نَرجِعَ بَعدَ إذ هَدَيتَنا ضالّينَ مُضِلّينَ ، وأجِرنا مِنَ الحَيرَةِ فِي الدّينِ ، وتَوَفَّنا مُسلِمينَ ، وألحِقنا بِالصّالِحينَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ في خُطبَةِ يَومِ الفِطرِ _: نَستَهدِي اللّهَ بِالهُدى ، ونَعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في جَوابِ خُطبَةِ النِّكاحِ _: ونَعوذُ بِاللّهِ مِنَ العَمى بَعدَ الهُدى ، وَالعَمَلِ في مَضَلّاتِ الهَوى . (3)
4 / 10مَساوِئُ الأَخلاقِأ _ الكِبرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ آفَةِ الكِبرِ _: أعوذُ بِكَ مِن نَفخَةِ الكِبرِياءِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن خُطبَتِهِ فِي التَّحذيرِ مِن إبليسَ لَعَنَهُ اللّهُ _: اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن لَواقِحِ الكِبرِ ، كَما تَستَعيذونَهُ مِن طَوارِقِ الدَّهرِ . (5)
ب _ الرِّياءُشعب الإيمان عن أبي بكر :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن خُشوعِ النِّفاقِ . قالوا :
.
ص: 179
يا رَسولَ اللّهِ ، وما خُشوعُ النِّفاقِ ؟ قالَ : خُشوعُ البَدَنِ ونِفاقُ القَلبِ . (1)
منية المريد :قالَ صلى الله عليه و آله : اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن جُبِّ (2) الخِزيِ ، قيلَ : وما هُوَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : وادٍ في جَهَنَّمَ اُعِدَّ لِلمُرائينَ . (3)
سنن الترمذي عن أبي هريرة :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن جُبِّ الحُزنِ . قالوا : يا رَسولَ اللّهِ وما جُبُّ الحُزنِ ؟ قالَ : وادٍ في جَهَنَّمَ ، تَتَعَوَّذُ مِنهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَن يَدخُلُهُ ؟ قالَ : القُرّاءُ المُراؤونَ بِأَعمالِهِم . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تَحسُنَ في لامِعَةِ العُيونِ عَلانِيَتي ، وتَقبُحَ فيما اُبطِنُ لَكَ سَريرَتي ، مُحافِظا عَلى رِئاءِ (5) النّاسِ مِن نَفسي بِجَميعِ ما أنتَ مُطَّلِعٌ عَلَيهِ مِنّي ، فَاُبدِيَ لِلنّاسِ حُسنَ ظاهِري ، واُفضِيَ إلَيكَ بِسوءِ عَمَلي ، تَقَرُّبا إلى عِبادِكَ ، وتَباعُدا مِن مَرضاتِكَ . (6)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في دُعاءِ يَومِ عَرَفَةَ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تَحسُنَ في رامِقَةِ العُيونِ عَلانِيَتي، وتَفتَحَ (7) فيما أخلو لَكَ سَريرَتي، مُحافِظا عَلى رِئاءِ النّاسِ مِن نَفسي، مُضَيِّعا ما أنتَ مُطَّلِعٌ عَلَيهِ مِنّي ، فَاُبدِيَ لَكَ بِأَحسَنِ أمري ، وأخلُوَ لَكَ بِشَرِّ فِعلي ،
.
ص: 180
تَقَرُّبا إلَى المَخلوقينَ بِحَسَناتي ، وفِرارا مِنهُم إلَيكَ بِسَيِّئاتي ، حَتّى كَأَنَّ الثَّوابَ لَيسَ مِنكَ ، وكَأَنَّ العِقابَ لَيسَ إلَيكَ ، قَسوَةً مِن مَخافَتِكَ مِن قَلبي ، وزَلَلاً عَن قُدرَتِكَ مِن جَهلي ، فَيَحُلَّ بي غَضَبُكَ ، ويَنالَني مَقتُكَ (1) ، فَأَعِذني مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، وقِني بِوِقايَتِكَ الَّتي وَقَيتَ بِها عِبادَكَ الصّالِحينَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أعمَلَ مِن طاعَتِكَ قَليلاً أو كَثيرا اُريدُ بِهِ أحَدا غَيرَكَ ، أو أعمَلَ عَمَلاً يُخالِطُهُ رِياءٌ . (3)
ج _ الحِرصُ وَالطَّمَعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِنَ الرُّغبِ (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن طَمَعٍ يَهدي إلى طَبَعٍ (6) ، ومِن طَمَعٍ يَهدي إلى غَيرِ مَطمَعٍ ، ومِن طَمَعٍ حَيثُ لا طَمَعَ . (7)
.
ص: 181
الإمام عليّ عليه السلام :نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ المَطامِعِ الدَّنِيَّةِ ، وَالهِمَمِ الغَيرِ المَرضِيَّةِ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الظُّلاماتِ _: صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأيِّدني مِنكَ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ ، وصَبرٍ دائِمٍ ، وأعِذني مِن سوءِ الرَّغبَةِ ، وهَلَعِ (2) أهلِ الحِرصِ . (3)
د _ البُخلُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ البُخلِ . (4)
علل الشرايع عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِنَ البُخلِ ؟ فَقالَ : نَعَم يا أبا مُحَمَّدٍ ، في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ ، ونَحنُ نَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ البُخلِ ، يَقولُ اللّهُ عز و جل : «وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَ_ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (5) . (6)
المصنّف عن أنس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ ، ومِن فِتنَةِ المَحيا وَالمَماتِ ، ومِن عَذابِ القَبرِ . (7)
ه _ سَكرَةُ الغِنىالإمام عليّ عليه السلام :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن سَكرَةِ الغِنى ؛ فَإِنَّ لَهُ سَكرَةً بَعيدَةَ الإِفاقَةِ . (8)
.
ص: 182
و _ عَداوَةُ أولِياءِ اللّهِ ووِلايَةُ أعدائِهِالإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُعادِيَ لَكَ وَلِيّا ، أو اُوالِيَ لَكَ عَدُوّا ، أو أرضى لَكَ سَخَطا أبَدا . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن مَحَبَّةِ أعدائِنا ، وعَداوَةِ أولِيائِنا ، فَتُعاذوا مِن بُغضِنا وعَداوَتِنا ؛ فَإِنَّهُ مَن أحَبَّ أعداءَنا فَقَد عادانا ، ونَحنُ مِنهُ بُراءٌ ، وَاللّهُ عز و جلمِنهُ بَريءٌ . (2)
مصباح المتهجّد عن الشيخ أبي عمرو العمري_ فيما يُدعى بِهِ في غَيبَةِ القائِمِ عليه السلام _: اللّهُمَّ ولا تَجعَلني مِن خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، ولا تَجعَلني مِن أعداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، ولا تَجعَلني مِن أهلِ الحَنَقِ وَالغَيظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام ، فَإِنّي أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ فَأَعِذني ، وأستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني . (3)
ز _ تِلكَ الخِصالُالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ في كُلِّ يَومٍ مِن سِتِّ خِصالٍ : مِنَ الشَّكِّ وَالشِّركِ ، وَالحَمِيَّةِ 4 وَالغَضَبِ ، وَالبَغيِ وَالحَسَدِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُنكَراتِ الأَخلاقِ وَالأَعمالِ وَالأَهواءِ . (5)
.
ص: 183
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وسوءِ الأَخلاقِ . (1)
مجمع الزوائد عن قطبة :أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِنَ الأَسواءِ وَالأَهواءِ . (2)
4 / 11مَساوِئُ الأَعمالِأ _ الظُّلمُالكتاب«قَالُواْ يَ_أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَا مَن وَجَدْنَا مَتَ_عَنَا عِندَهُ إِنَّ_ا إِذًا لَّظَ__لِمُونَ» . (3)
الحديثالإمام الباقر عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُ في سُجودِهِ _: يا كَريمُ يا جَبّارُ ، أعوذُ بِكَ مِن أن أخيبَ أو أحمِلَ ظُلما . (4)
ب _ أنواعُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَمنَعُ إجابَتَكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَمنَعُ رِزقَكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُحِل
.
ص: 184
النِّقَمَ . (1)
مسند ابن حنبل عن عائشة_ وقَد سُئِلَت عَن دُعاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عَمِلَتهُ نَفسي . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ ... وأعوذُ بِكَ عِندَ ذلِكَ مِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ . (3)
الكافي عن أبي حمزة الثمالي :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام في خُطبَتِهِ : أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بِنُ الكَوّاءِ اليَشكُرِيُّ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ : أوَ تَكونُ ذُنوبٌ تُعَجِّلُ الفَناءَ ؟ فَقالَ : نَعَم وَيلَكَ ؛ قَطيعَةُ الرَّحِمِ ، إنَّ أهلَ البَيتِ لَيَجتَمِعونَ ويَتَواسَونَ وهُم فَجَرَةٌ فَيَرزُقُهُمُ اللّهُ عز و جل ، وإنَّ أهلَ البَيتِ لَيَتَفَرَّقونَ ويَقطَعُ بَعضُهُم بَعضا فَيَحرِمُهُمُ اللّهُ وهُم أتقِياءُ . (4)
الدعوات :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إذا أعطى ما في بَيتِ المالِ أمَرَ بِهِ فَكُنِسَ ، ثُمَّ صَلّى فيهِ ، ثُمَّ يَدعو فَيَقولُ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يُحبِطُ العَمَلَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يُعَجِّلُ النِّقَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَمنَعُ الرِّزقَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَمنَعُ الدُّعاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَمنَعُ التَّوبَةَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَهتِك
.
ص: 185
العِصمَةَ (1) ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يورِثُ النَّدَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَحبِسُ القِسَمَ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي التَّضَرُّعِ وَالاِستِكانَةِ _: أتَنَصَّلُ إلَيكَ مِن ذُنوبِيَ الَّتي قَد أوبَقَتني (3) ، وأحاطَت بي فَأَهلَكَتني ، مِنها فَرَرتُ إلَيكَ رَبِّ تائِبا فَتُب عَلَيَّ ، مُتَعَوِّذا فَأَعِذني ، مُستَجيرا فَلا تَخذُلني . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَقولُ : نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وتُقَرِّبُ الآجالَ ، وتُخلِي الدِّيارَ ؛ وهِيَ قَطيعَةُ الرَّحِمِ ، وَالعُقوقُ ، وتَركُ البِرِّ . (5)
تهذيب الأحكام_ فيما يُقالُ بَعدَ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ _: أعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُحدِثُ النِّقَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ القِسَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَمنَعُ القَضاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُديلُ (6) الأَعداءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تورِثُ الشَّقاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تُظلِمُ الهَواءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الذُّنوبِ الَّتي تَحبِسُ غَيثَ السَّماءِ . (7)
.
ص: 186
ج : الإِصرارُ عَلَى الذَّنبِالإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الاِعتِرافِ _: إنَّ أحَبَّ عِبادِكَ إلَيكَ ، مَن تَرَكَ الاِستِكبارَ عَلَيكَ ، وجانَبَ الإِصرارَ ، ولَزِمَ الاِستِغفارَ ، وأنَا أبرَأُ إلَيكَ مِن أن أستَكبِرَ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن اُصِرَّ ، وأستَغفِرُكَ لِما قَصَّرتُ فيهِ . (1)
4 / 12عَدَمُ الاِنتِفاعِ بِصالِحِ الأَعمالِسنن أبي داوود عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ. (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن عِلمٍ لا يَنفَعُ ، أعوذُ بِكَ مِن هؤُلاءِ الأَربَعِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ ... وصَلاةٍ لا تُرفَعُ ، وعَمَلٍ لا يَنفَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ . (4)
.
ص: 187
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كِتابِهِ لِأَحَدِ أصحابِهِ _: نَعوذُ بِاللّهِ مِمّا نَعِظُ بِهِ ثُمَّ نُقَصِّرُ عَنهُ . (1)
4 / 13شَرُّ كُلِّ ذي شَرٍّأ _ خَليلُ السَّوءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ ... مِن خَليلٍ (2) ماكِرٍ ، عَيناهُ تَراني ، وقَلبُهُ يَرعاني ، إن رَأى خَيرا دَفَنَهُ ، وإن رَأى شَرّا أذاعَهُ . (3)
الزهد لابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن صاحِبِ غَفلَةٍ ، وقَرينِ سَوءٍ ، وزَوجٍ آذى (4) . (5)
ب _ جارُ السَّوءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أعوذُ بِاللّهِ مِن جارِ السَّوءِ في دارِ إقامَةٍ ، تَراكَ عَيناهُ ويَرعاكَ قَلبُهُ ، إن رَآكَ بِخَيرٍ ساءَهُ ، وإن رَآكَ بِشَرٍّ سَرَّهُ . (6)
.
ص: 188
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن جارِ السَّوءِ في دارِ المُقامَةِ ، فَإِنَّ جارَ البادِيَةِ يَتَحَوَّلُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن شَرِّ جارِ المُقامِ ، فَإِنَّ جارَ المُسافِرِ إذا شاءَ أن يُزالَ زالَ . (2)
الدرّ المنثور عن سعيد بن أبي سعيد :كانَ مِن دُعاءِ داوودَ عليه السلام : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الجارِ السَّوءِ . (3)
ج _ زَوجَةُ السَّوءِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أعوذُ بِكَ مِنِ امرَأَةٍ تُشَيِّبُني قَبلَ مَشيبي . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ النِّساءِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن طالِحاتِ (6) نِسائِكُم . (7)
د _ جَورُ كُلِّ جائِرٍالإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الثَّباتَ فِي الأَمرِ ، وَالعَزيمَةَ عَلَى الرُّشدِ ، وَالشُّكرَ عَلى
.
ص: 189
نِعمَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن جَورِ كُلِّ جائِرٍ ، وبَغيِ كُلِّ باغٍ ، وحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ ، بِكَ أصولُ عَلَى الأَعداءِ ، وبِكَ أرجو وِلايَةَ الأَحِبّاءِ (1) . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :بِاسمِ اللّهِ كَلِمَةِ المُعتَصِمينَ ، ومَقالَةِ المُتَحَرِّزينَ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن جَورِ الجائِرينَ ، وكَيدِ الحاسِدينَ ، وبَغيِ الطّاغينَ ، وأحمَدُهُ فَوقَ حَمدِ الحامِدينَ . (3)
ه _ شَرُّ الأَعداءِسنن أبي داوود عن عبد اللّه بن قيس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا خافَ قَوما قالَ : اللّهُمَّ إنّا نَجعَلُكَ في نُحورِهِم ، ونَعوذُ بِكَ مِن شُرورِهِم . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ فيما عَلَّمَهُ عَلِيّا عِندَ النّائِبَةِ _: اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ (5) بِكَ في نَحرِهِ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِ ، يا كافي يا شافي يا مُعافِي ، اكفِني كُلَّ شَيءٍ ، حَتّى لا أخافَ مَعَكَ شَيئا . (6)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعاءٍ طَويلٍ لِجَميعِ الحَوائِجِ _: اللّهُمَّ اطمِس عَلى أبصارِ أعدائِنا كُلِّهِم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وَاجعَل عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً ... . اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِ ، فَاكفِنيه
.
ص: 190
كَيفَ شِئتَ ، وأنّى (1) شِئتَ . (2)
الإمام الحسن عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ عَلى مُعاوِيَةَ وأصحابِهِ _: اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ بِكَ في نُحورِهِم ، وأعوذُ بِكَ مِن شُرورِهِم ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِم ، فَاكفِنيهِم بِما شِئتَ ، وأنّى شِئتَ ، مِن حَولِكَ وقُوَّتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ . . . أدرَأُ بِكَ في نُحورِ أعدائي ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِم ، وأعوذُ بِكَ مِن شُرورِهِم ، وألجَأُ إلَيكَ فيما أشفَقتُ عَلَيهِ مِنهُم ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأجِرني مِنهُم يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (4)
عنه عليه السلام_ فيما دَعا بِهِ حينَ بَلَغَهُ تَوَجُّهُ مُسرِفِ بنِ عُقبَةَ إلَى المَدينَةِ _: يا ذَا النَّعماءِ الَّتي لا تُحصى عَدَدا ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَادفَع عَنّي شَرَّهُ ، فَإِنّي أدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن شَرِّهِ . (5)
الكافي عن معاوية بن عمّار والعلاء بن سيّابة وظريف بن ناصح :لَمّا بَعَثَ أبُو الدَّوانيقِ (6) إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام ، رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّكَ حَفِظتَ الغُلامَينِ بِصَلاحِ أبَوَيهِما ، فَاحفَظني بِصَلاحِ آبائي مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ومُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ . اللّهُمَّ إنّي أدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ،
.
ص: 191
وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ دُخولِهِ عَلَى المَنصورِ _: اللّهُمَّ أنتَ أكبَرُ وأجَلُّ مِمّا أخافُ وأحذَرُ ، اللّهُمَّ بِكَ أدفَعُ في نَحرِهِ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن شَرِّهِ . (2)
عنه عليه السلام_ حينَ دَخَلَ عَلَى المَهدِيِّ العَبّاسِيِّ _: اِمتَنَعتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِكَ وقُوَّتِكَ ، وأعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ ، وأقولُ ما شاءَ اللّهُ كانَ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (3)
عنه عليه السلام :اِتَّخِذ مَسجِدا في بَيتِكَ ، فَإذا خِفتَ شَيئا ، فَالبَس ثَوبَينِ غَليظَينِ مِن أغلَظِ ثِيابِكَ ، وصَلِّ فيهِما ، ثُمَّ اجثُ عَلى رُكبَتَيكَ فَاصرُخ إلَى اللّهِ ، وسَلهُ الجَنَّةَ ، وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِن شَرِّ الَّذي تَخافُهُ . وإيّاكَ أن يَسمَعَ اللّهُ مِنكَ كَلِمَةَ بَغيٍ (4) ، وإن أعجَبَتكَ نَفسَكَ (5) وعَشيرَتَكَ . (6)
الإمام الكاظم عليه السلام_ مِن دُعائِهِ لِلنَّجاةِ مِن كَيدِ هارونَ _: يا ذَا النِّعَمِ الَّتي لا تُحصى عَدَدا ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهُمَّ بِكَ أدفَعُ وأدرَأُ في نَحرِهِ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن شَرِّهِ ... .
.
ص: 192
وأسأَ لُكَ أن تَجعَلَني في كَنَفِكَ (1) وفي جِوارِكَ ، وفي حِفظِكَ وحِرزِكَ (2) وعِياذِكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وجَلَّ ثَناؤُكَ ، ولا إلهَ غَيرُكَ ... . رَبِّ فَأَعِذني بِعِياذِكَ ، فَبِعِياذِكَ امتَنَعَ عائِذُكَ ، وأدخِلني في جِوارِكَ ، عَزَّ جارُكَ ، وجَلَّ ثَناؤُكَ ... . اُعيذُ نَفسي وديني وأهلي ومالي ووُلدي ، ومَن يَلحَقُهُ عِنايَتي ، وجَميعَ نِعَمِ اللّهِ عِندي ، بِبِاسمِ اللّهِ الَّذي خَضَعَت لَهُ الرِّقابُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي خافَتهُ الصُّدورُ ، ووَجِلَت مِنهُ النُّفوسُ ، وبِالاِسمِ الَّذي نَفَّسَ عَن داوود كُربَتَهُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي قالَ لِلنّارِ كوني بَردا وسَلاما عَلى إبراهيمَ ، وأرادوا بِهِ كَيدا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ ، وبِعَزيمَةِ اللّهِ الَّتي لا تُحصى ، وبِقُدرَةِ اللّهِ المُستَطيلَةِ عَلى جَميعِ خَلقِهِ ، مِن شَرِّ فُلانٍ ، ومِن شَرِّ ما خَلَقَهُ الرَّحمنُ ، ومِن شَرِّ مَكرِهِم وكَيدِهِم ، وحَولِهِم وقُوَّتِهِم وحيلَتِهِم ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)
الإمام الرضا عليه السلام_ مِن حِجابِهِ _: اِخبَأْنِي اللّهُمَّ في سِترِكَ عَن شِرارِ خَلقِكَ ، وَاعصِمني مِن كُلِّ أذىً وسوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِني شَرَّ كُلِّ ذي شَرٍّ بِقُدرَتِكَ ، اللّهُمَّ مَن كادَني أو أرادَني فَإِنّي أدرَأُ بِكَ في نَحرِهِ ، وأستَعينُ بِكَ مِنهُ ، وأستَعيذُ مِنهُ بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ . (4)
و _ شَرُّ العِبادِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءٍ عَلَّمَهُ عَلِيّا عليه السلام _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ عِبادِكَ . (5)
.
ص: 193
ز _ شَرُّ العَينِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَعيذوا بِاللّهِ تَعالى مِنَ العَينِ (1) ، فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :العَينُ وَالنَّفسُ (3) كادا يَسبِقانِ القَدَرَ ، فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ العَينِ وَالنَّفسِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ جِبريلَ أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَوافَقَهُ مُغتَمّا ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، ما هذَا الغَمُّ الَّذي أراهُ في وَجهِكَ ؟ قالَ : الحَسَنُ وَالحُسَينُ أصابَتهُما عَينٌ . قالَ : صَدِّق بِالعَينِ ؛ فَإِنَّ العَينَ حَقٌّ ، أفَلا عَوَّذتَهُما بِهؤُلاءِ الكَلِماتِ ؟ قالَ : وما هُنَّ يا جِبريلُ ؟ قالَ : قُل : اللّهُمَّ يا ذَا السُّلطانِ العَظيمِ ، ذَا المَنِّ القَديمِ ، ذَا الوَجهِ الكَريمِ ، وَلِيَّ الكَلِماتِ التّامّاتِ وَالدَّعَواتِ المُستَجاباتِ ، عافِ الحَسَنَ وَالحُسَينَ مِن أنفُسِ الجِنِّ وأعيُنِ الإِنسِ . فَقالَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَقاما يَلعَبانِ بَينَ يَدَيهِ . فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : عَوِّذوا أنفُسَكُم ونِساءَكُم وأولادَكُم بِهذَا التَّعويذِ ، فَإِنَّهُ لَم يَتَعَوَّذِ المُتَعَوِّذونَ بِمِثلِهِ . (5)
مجمع البيان :رُوِيَ أنَّ بَني جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ كانوا غِلمانا بيضا ، فَقالَت أسماءُ بِنتُ عُمَيسٍ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ العَينَ إلَيهِم سَريعَةٌ ، أفَأَستَرقي لَهُم مِنَ العَينِ ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : نَعَم .
.
ص: 194
ورُوِيَ أنَّ جَبرائيلَ عليه السلام رَقى رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلَّمَهُ الرُّقيَةَ ، وهِيَ : بِاسمِ اللّهِ أرقيكَ ، مِن كُلِّ عَينٍ حاسِدٍ ، اللّهُ يَشفيكَ . ورُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : لَو كانَ [ شَيءٌ] (1) يَسبِقُ القَدَرَ لَسَبَقَتهُ العَينُ . (2)
ح _ شَرُّ الأَعضاءِ وَالجَوارِحِسنن الترمذي عن ابن حميد :أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ عَلِّمني تَعَوُّذا أتَعَوَّذُ بِهِ . قالَ : فَأَخَذَ بِكَتِفي فَقالَ : قُل : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ سَمعي ، ومِن شَرِّ بَصَري ، ومِن شَرِّ لِساني ، ومِن شَرِّ قَلبي ، ومِن شَرِّ مَنِيّي _ يَعني فَرجَهُ _ . (3)
ط _ شَرُّ دَوابِّ الأَرضِ وهَوامِّهارسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى بَطنِهِ ، ومِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى رِجلَينِ ، ومِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى أربَعٍ . (4)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا غَزا أو سافَرَ فَأَدرَكَهُ اللَّيلُ ، قالَ : يا أرضُ ، رَبّي ورَبُّكِ اللّهُ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّكِ ، وشَرِّ ما خَلَقَ فيكِ ، وشَرِّ ما فيكِ ، وشَرِّ ما دَبَّ عَلَيكِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ساكِنِ البَلَدِ ، ومِن شَرِّ والِدٍ وما
.
ص: 195
وَلَدَ ، ومِن شَرِّ أسَدٍ وأسوَدَ ، وحَيَّةٍ وعَقرَبٍ . (1)
راجع : ص 157 (بركات الاستعاذة / دفع شرّ الهوام والدوابّ والسباع) .
ي _ شَرُّ الدُّنيارسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الدُّنيا ، فَإِنَّ الدُّنيا تَمنَعُ الآخِرَةَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن دُنيا تَمنَعُ خَيرَ الآخِرَةَ ، ومِن حَياةٍ تَمنَعُ خَيرَ المَماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِن أمَلٍ يَمنَعُ خَيرَ العَمَلِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اللّهُمَّ لا تَجعَلِ الدُّنيا لي سِجنا ، ولا فِراقَها عَلَيَّ حُزنا ؛ أعوذُ بِكَ مِن دُنيا تَحرِمُنِي الآخِرَةَ ، ومِن أمَلٍ يَحرِمُنِي العَمَلَ ، ومِن حَياةٍ تَحرِمُني خَيرَ المَماتِ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ _: أعوذُ بِكَ يا إلهي مِن شَرِّ الدُّنيا وشَرِّ ما فيها ، لا تَجعَلِ الدُّنيا عَلَيَّ سِجنا ، ولا فِراقَها عَلَيَّ حُزنا ، أخرِجني مِن فِتنَتِها مَرضِيّا عَنّي ، مَقبولاً فيها عَمَلي ، إلى دارِ الحَيَوانِ ومَساكِنِ الأَخيارِ ، وأبدِلني بِالدُّنيا الفانِيَةِ نَعيمَ الدّارِ الباقِيَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أزلِها (5) وزِلزالِها ، وسَطَواتِ شَياطينِها وسَلاطينِها
.
ص: 196
ونَكالِها (1) ، ومِن بَغيِ مَن بَغى عَلَيَّ فيها . (2)
عنه عليه السلام_ في مُناجاةِ الزّاهِدينَ _: إلهي أسكَنتَنا دارا حَفَرَت لَنا حُفَرَ مَكرِها ، وعَلَّقتَنا بِأَيدِي المَنايا في حَبائِلِ غَدرِها ، فَإِلَيكَ نَلتَجِئُ مِن مَكائِدِ خُدَعِها ، وبِكَ نَعتَصِمُ مِنَ الاِغتِرارِ بِزَخارِفِ زينَتِها . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن دُنيا تَمنَعُ خَيرَ الآخِرَةِ ، ومِن عاجِلٍ يَمنَعُ خَيرَ الآجِلِ ، وحَياةٍ تَمنَعُ خَيرَ المَماتِ ، وأمَلٍ يَمنَعُ خَيرَ العَمَلِ . (4)
ك _ مَساوِئُ الأَسقامِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ (5) وَالجُنونِ وَالجُذامِ (6) ، ومِن سَيِّئِ الأَسقامِ . (7)
الكافي عن عليّ بن مهزيار :كَتَبَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام : إن رَأَيتَ يا سَيِّدي أن تُعَلِّمَني دُعاءً أدعو بِهِ في دُبُرِ صَلَواتي ، يَجمَعُ اللّهُ لي بِهِ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَة
.
ص: 197
فَكَتَبَ عليه السلام : تَقولُ : أعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ ، وعِزَّتِكَ الَّتي لا تُرامُ ، وقُدرَتِكَ الَّتي لا يَمتَنِعُ مِنها شَيءٌ ، مِن شَرِّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ومِن شَرِّ الأَوجاعِ كُلِّها . (1)
راجع : ص 251 (مواطن الاستعاذة / تلك الحالات / المرض) . ص 153 (بركات الاستعاذة / دفع الأمراض) .
ل _ جَهدُ البَلاءِمجمع البيان عن الحسن :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا ذُكِرَ أمامَهُ أصحابُ الاُخدودِ (2) ، تَعَوَّذَ بِاللّهِ مِن جَهدِ البَلاءِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن جَهدِ البَلاءِ (4) ، ودَركِ الشَّقاءِ ، وسوءِ القَضاءِ ، وشَماتَةِ الأَعداءِ . (5)
م _ الحَرَبُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يُصبِحُ المُؤمِنُ أو يُمسي عَلى ثُكلٍ (6) ، خَيرٌ لَهُ مِن أن يُصبِحَ أو يُمسِيَ عَلى
.
ص: 198
حَرَبٍ (1) ، فَنَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الحَرَبِ . (2)
ن _ الفَقرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ ، وَاسمِكَ العَظيمِ ، مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ . (3)
سنن النسائي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنَّهُ كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ . فَقالَ رَجُلٌ : ويَعدِلانِ ؟ قالَ : نَعَم . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الفَقرِ وَالقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وأن تَظلِمَ أو تُظلَمَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ إلّا إلَيكَ ، ومِنَ الذُّلِّ إلّا لَكَ . (7)
كنز الفوائد :قالَ صلى الله عليه و آله : ألا اُخبِرُكُم بِأَشقَى الأَشقِياءِ ؟ قالوا : بَلى يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : مَنِ اجتَمَعَ عَلَيهِ فَقرُ الدُّنيا ، وعَذابُ الآخِرَةِ ، نَعوذُ بِاللّهِ مِن ذلِكَ . (8)
.
ص: 199
كنز العمّال عن أبي هريرة :جاءَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله تَسأَ لُهُ خادِما ، فَقالَ : ألا أدُلُّكِ عَلى ما هُوَ خَيرٌ لَكِ مِن خادِمٍ ؟ تُسَبِّحينَ اللّهَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَسبيحَةً ، وتُكَبِّرينَ أربَعا وثَلاثينَ تَكبيرَةً ، وتُحَمِّدينَ ثَلاثا وثَلاثينَ تَحميدَةً ، وتَقولينَ : اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، رَبَّنا ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ ، مُنزِلَ التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ ، اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دونَكَ شَيءٌ ، اقضِ عَنِّي الدَّينَ ، وأعِذني مِنَ الفَقرِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وقَنِّعني بِحَلالِكَ عَن حَرامِكَ ، وأعِذني مِنَ الفَقرِ . (2)
عنه عليه السلام_ لِابنِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _: يا بُنَيَّ ، إنّي أخافُ عَلَيكَ الفَقرَ ، فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنهُ ؛ فَإِنَّ الفَقرَ مَنقَصَةٌ لِلدِّينِ ، مَدهَشَةٌ (3) لِلعَقلِ ، داعِيَةٌ لِلمَقتِ (4) . (5)
عنه عليه السلام :مَنِ ابتُلِيَ بِالفَقرِ فَقَدِ ابتُلِيَ بِأَربَعِ خِصالٍ : بِالضَّعفِ في يَقينِهِ، وَالنُّقصانِ في عَقلِهِ ، وَالرِّقَّةِ في دينِهِ ، وقِلَّةِ الحَياءِ في وَجهِهِ ، فَنَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الفَقرِ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الفَقرِ . (7)
.
ص: 200
س _ غَلَبَةُ الدَّينِالخصال عن أبي سعيد الخدري :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الكُفرِ وَالدَّينِ» ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أيَعدِلُ الدَّينُ بِالكُفرِ ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : نَعَم . (1)
صحيح البخاري عن عائشة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَدعو فِي الصَّلاةِ ويَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ وَالمَغرَمِ (2) » ، فَقالَ لَهُ قائِلٌ : ما أكثَرَ ما تَستَعيذُ _ يا رَسولَ اللّهِ _ مِنَ المَغرَمِ ؟ قالَ : إنَّ الرَّجُلَ إذا غَرِمَ ، حَدَّثَ فَكَذَبَ ، ووَعَدَ فَأَخلَفَ . (3)
سنن النسائي عن عبد اللّه بن عمرو :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَدعو بِهؤُلاءِ الكَلِماتِ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ ، وشَماتَةِ (4) الأَعداءِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :اِستَعيذوا بِاللّهِ عز و جل مِن غَلَبَةِ الدَّينِ . (6)
عنه عليه السلام :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن ضَلَعِ (7) الدَّينِ ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ . (8)
.
ص: 201
الإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي المَعونَةِ عَلى قَضاءِ الدَّينِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وهَب لِيَ العافِيَةَ مِن دَينٍ تُخلِقُ (1) بِهِ وَجهي ، ويَحارُ فيهِ ذِهني ، ويَتَشَعَّبُ لَهُ فِكري ، ويَطولُ بِمُمارَسَتِهِ شُغلي . وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ مِن هَمِّ الدَّينِ وفِكرِهِ ، وشُغلِ الدَّينِ وسَهَرِهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأعِذني مِنهُ ، وأستَجيرُ بِكَ يا رَبِّ مِن ذِلَّتِهِ فِي الحَياةِ ، ومِن تَبِعَتِهِ بَعدَ الوَفاةِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِمّا عَلَّمَهُ عَبدَ اللّهِ بنَ سِنانٍ لِقَضاءِ دَينِهِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ البُؤسِ وَالفَقرِ ، ومِن غَلَبَةِ الدَّينِ وَالسُّقمِ ، وأسأَ لُكَ أن تُعينَني عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيكَ وإلَى النّاسِ . (3)
عنه عليه السلام :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ ، وبَوارِ الأَيِّمِ (4) . (5)
ع _ الذِّلَّةُ وَالخِزيُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِمّا عَلَّمَهُ إيّاهُ جَبرَئيلُ _: رَبِّ أعوذُ بِكَ أن أذِلَّ أو أخزى . (6)
الإمام الحسين عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُهُ في قُنوتِ الوَترِ _: اللّهُمَّ إنَّكَ تَرى ولا تُرى ، وأنت
.
ص: 202
بِالمَنظَرِ الأَعلى ، وإنَّ إلَيكَ الرُّجعى ، وإنَّ لَكَ الآخِرَةَ وَالاُولى ، اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن أن نَذِلَّ ونَخزى . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُقالُ عِندَ الحَجَرِ الأَسوَدِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ ، ومَواقِفِ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (2)
ف _ تِلكَ الاُمورُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستَعيذوا بِاللّهِ مِنَ المَفاقِرِ : الإِمامِ الجائِرِ ؛ الَّذي إذا أحسَنتَ لَم يَقبَل ، وإذا أسَأتَ لَم يَتَجاوَز . ومِن جارِ السَّوءِ ؛ الَّذي عَينُهُ تَراكَ وقَلبُهُ يَرعاكَ ، إن رَأى خَيرا أذَمَّهُ (3) ، وإن رَأى شَرّا أذاعَهُ . ومِنَ المَشيبِ ؛ زَوجَةِ السَّوءِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن ثَلاثِ فَواقِرَ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن مُجاوَرَةِ جارِ سَوءٍ ؛ إن رَأى خَيرا كَتَمَهُ وإن رَأى شَرّا أذاعَهُ . وتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن زَوجَةِ سَوءٍ ؛ إن دَخَلتَ عَلَيها لَسَنَتكَ (5) _ كَذا قالَ _ وإن غِبتَ عَنها خانَتكَ . وتَعَوّذوا بِاللّهِ مِن إمامِ سَوءٍ ؛ إن أحسَنتَ (6) لَم يَقبَل ، وإن أسَأتَ لَم يَغفِر . (7)
.
ص: 203
عنه صلى الله عليه و آله_ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ _: أفَلا اُعَلِّمُكَ كَلاما إذا أنتَ قُلتَهُ أذهَبَ اللّهُ عز و جلهَمَّكَ ، وقَضى عَنكَ دَينَكَ ؟... قُل إذا أصبَحتَ وإذا أمسَيتَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحُزنِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ وَالكَسَلِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ وَالبُخلِ ، وأعوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ وقَهرِ الرِّجالِ . (1)
تيسير المطالب عن عبد اللّه بن مسعود :عَلَّمَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سِتَّ دَعَواتٍ ، قالَ : عَلِّموهُنَّ أنفُسَكُم وأزواجَكُم وأولادَكُم : أعوذُ بِاللّهِ مِن صاحِبٍ يُغوي (2) ، وهَوىً يُردي ، وعَمَلٍ يُخزي ، وفَقرٍ يُنسي ، وغِنىً يُطغي ، وجارٍ يُؤذي . (3)
المصنّف عن زيد بن ثابت عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :«تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ النّارِ» _ ثَلاثا _ ، قُلنا : نَعوذُ بِاللّهِ مِن عَذابِ النّارِ . «وتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ ، ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ» . قُلنا : نَعوذُ بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَمسٌ إن أدرَكتُموهُنَّ فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنهُنَّ : لَم تَظهَرِ الفاحِشَةُ في قَومٍ قَطُّ حَتّى يُعلِنوها ، إلّا ظَهَرَ فيهِمُ الطّاعونُ وَالأَوجاعُ الَّتي لَم تَكُن في أسلافِهِمُ الَّذين مَضَوا . ولَم يَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إلّا اُخِذوا بِالسِّنينَ (5) ، وشِدَّةِ المَؤونَةِ ، وجَور
.
ص: 204
السُّلطانِ . ولَم يَمنَعُوا الزَّكاةَ إلّا مُنِعُوا القَطرَ مِنَ السَّماءِ ، ولَولَا البَهائِمُ لَم يُمطَروا . ولَم يَنقُضوا عَهدَ اللّهِ وعَهدَ رَسولِهِ إلّا سَلَّطَ اللّهُ عَلَيهِم عَدُوَّهُم ، وأخَذوا بَعضَ ما في أيديهِم . ولَم يَحكُموا بِغَيرِ ما أنزَلَ اللّهُ عز و جل إلّا جَعَلَ اللّهُ عز و جلبَأسَهُم بَينَهُم . (1)
معاني الأخبار عن سليمان بن خالد عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ سُئِلَ عَن قَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعامَّةِ وَاللّامَّةِ» ، فَقالَ : السّامَّةُ القَرابَةُ ، وَالهامَّةُ هَوامُّ الأَرضِ ، وَاللّامَّةُ لَمَمُ الشَّياطينِ ، وَالعامَّةُ عامَّةُ النّاسِ . (2)
الإقبال_ مِن دُعاءِ إدريسَ عليه السلام _: أعوذُ بِكَ مِن سُقمٍ مُصرِعٍ ، وفَقرٍ مُدقِعٍ (3) ، ومِنَ الذُّلِّ . (4)
ص _ شَرُّ عاقِبَةِ الاُمورِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أسأَلُ اللّهَ الإِيمانَ وَالتَّقوى ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ عاقِبَةِ الاُمورِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كِتابِهِ لِمالِكٍ الأَشتَرِ _: تَعَوَّذ بِاللّهِ مِن دَركِ (6) الشَّقاءِ . (7)
.
ص: 205
عنه عليه السلام_ عِندَ طَوافِهِ عَلَى القَتلى في وَقعَةِ الجَمَلِ _: أعوذُ بِاللّهِ مِن سوءِ المَصرَعِ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن كِتابٍ لَهُ _: مَتى كُنتُم _ يا مُعاوِيَةُ _ ساسَةَ الرَّعِيَّةِ ، ووُلاةَ أمرِ الاُمَّةِ ؟! بِغَيرِ قَدَمٍ سابِقٍ ، ولا شَرَفٍ باسِقٍ (2) ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن لُزومِ سَوابِقِ الشَّقاءِ ، واُحَذِّرُكَ أن تَكونَ مُتَمادِيا في غِرَّةِ (3) الاُمنِيَّةِ ، مُختَلِفَ العَلانِيَةِ وَالسَّريرَةِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأعِذنا أن تَخيبَ آمالُنا ، وتَحبَطَ أعمالُنا . (5)
الإمام الهادي عليه السلام_ في قُنوتِهِ _: اللّهُمَّ أسعِدنا بِالشُّكرِ ، وَامنَحنَا النَّصرَ ، وأعِذنا مِن سوءِ البِدارِ (6) وَالعاقِبَةِ وَالخَترِ (7) . (8)
ق _ الشَّرُّ كُلُّهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : إنَّ خَيرَ الدُّعاءِ أن تَقولَ فِي الصَّلاةِ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ كُلُّهُ ، ولَكَ المُلكُ كُلُّهُ ، ولَكَ الخَلقُ كُلُّهُ ، وإلَيكَ يَرجِعُ الأَمرُ كُلُّهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ . (9)
.
ص: 206
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم . (1)
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ [ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ]يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عَمِلتُ ، ومِن شَرِّ ما لَم أعمَل . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَقولُهُ إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ _: أسأَ لُكَ خَيرَ ما تَعلَمُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ ولا نَعلَمُ ، وأنتَ عَلّامُ الغُيوبِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعائِهِ بَعدَ التَّشَهُّدِ فِي الفَريضَةِ _: اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمنا مِنهُ وما لَم نَعلَم ، ونَعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ ، عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمنا مِنهُ وما لَم نَعلَم ، اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ ما سَأَلَكَ مِنهُ عِبادُكَ الصّالِحونَ ، ونَستَعيذُ بِكَ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ عِبادُكَ الصّالِحونَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن كُلِّ خَيرٍ خَزائِنُهُ بِيَدِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَرٍّ خَزائِنُهُ بِيَدِكَ . (5)
.
ص: 207
عنه صلى الله عليه و آله :أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى بَطنِهِ ، ومِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى رِجلَينِ ، ومِن شَرِّ مَن يَمشي عَلى أربَعٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (2)
بحار الأنوار :رُوِيَ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ رَأى رَجُلاً يَدعو مِن دَفتَرٍ دُعاءً طَويلاً ، فَقالَ لَهُ : يا هذَا الرَّجُلُ ، إنَّ الَّذي يَسمَعُ الكَثيرَ هُوَ يُجيبُ عَنِ القَليلِ . فَقالَ الرَّجُلُ : يا مَولايَ ، فَما أصنَعُ ؟ قالَ : قُل : الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ ، وأسأَلُ اللّهَ مِن كُلِّ خَيرٍ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن كُلِّ شَرٍّ ، وأستَغفِرُ اللّهَ مِن كُلِّ ذَنبٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ . (4)
عنه عليه السلام_ فيما يُقالُ في زِيارَةِ الحُسَينِ عليه السلام _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ ... مِن شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ مَن يَنصِبُ لِأَولِياءِ اللّهِ العَداوَةَ ، ومِن أن يَفرُطوا (5) عَلَيَّ أو أن
.
ص: 208
يَطغَوا وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ عُيونِ الظَّلَمَةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ . (1)
عنه عليه السلام_ لِزَيدٍ الزَّرّادِ _: إذا نَظَرتَ إلَى السَّماءِ فَقُل : . . . وأعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ ، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ (2) فِي الأَرضِ ، ومِن شَرِّ ما خَرَجَ مِنها ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي اليَومِ السّادِسِ وَالعِشرينَ مِنَ الشَّهرِ _: أسأَ لُكَ اللّهُمَّ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ؛ ما أدعو وما لَم أدعُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما أحذَرُ . (4)
تهذيب الأحكام عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَكَ وخَيرَ ما أرجو ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما أحذَرُ ومِن شَرِّ ما لا أحذَرُ . (5)
الإمام الجواد عليه السلام_ مِن حِرزٍ لَهُ _: أسأَ لُكَ مِن خَيرِكَ خَيرا مِمّا أرجو ، وأعوذُ بِعِزَّتِكَ وقُدرَتِكَ مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ وما لا أحذَرُ . (6)
4 / 14سَخَطُ اللّهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ أعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وبِمُعافاتِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (7)
.
ص: 209
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِنورِ وَجهِكَ الَّذي أشرَقَت لَهُ السَّماواتُ وَالأَرضُ ، وتَشَعَّبَت بِهِ الظُّلُماتُ ، وَصَلَحَ بِهِ أمرُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، أن تُحلِلَ عَلَيَّ غَضَبَكَ ، أو تُنزِلَ عَلَيَّ سَخَطَكَ ، أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، وفُجاءَةِ نَقِمَتِكَ ، وتَحويلِ عافِيَتِكَ ، وجَميعِ سَخَطِكَ ، لَكَ العُتبى (1) فيمَا استَطَعتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِكَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إلهي ، أعوذُ بِكَ مِن غَضَبِكَ ، وحُلولِ سَخَطِكَ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ الخَيرِ ؛ رِضوانَكَ وَالجَنَّةَ ، وأعوذُ مِنكَ مِن شَرِّ الشَّرِّ ؛ سَخَطِكَ وَالنّارِ . (4)
الإمام زين العابدين عليه السلام :أعوذُ بِكَ اللّهُمَّ اليَومَ مِن غَضَبِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأعِذني ، وأستَجيرُ بِكَ اليَومَ مِن سَخَطِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وأجِرني . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن سَطَواتِكَ (6) ، وأعوذُ بِكَ مِن جَميعِ غَضَبِكَ وسَخَطِكَ ، سُبحانَكَ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ . (7)
.
ص: 210
الكافي عن أبي اُسامة عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن سَطَواتِ اللّهِ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ . قالَ : قُلتُ لَهُ : وما سَطَواتُ اللّهِ ؟ قالَ : الأَخذُ عَلَى المَعاصي . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ رِضوانَكَ وَالجَنَّةَ ، وأعوذُ بِكَ مِن سَخَطِكَ وَالنّارِ . (2)
4 / 15ميتَةُ السَّوءِالمعجم الكبير عن أبي اُمامة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِن مَوتِ الفَجأَةِ ، وكانَ يُعجِبُهُ أن يَمرَضَ قَبلَ أن يَموتَ . (3)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن عمرو :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله استَعاذَ مِن سَبعِ مَوتاتٍ : مَوتِ الفَجأَةِ ، ومِن لَدغِ الحَيَّةِ ، ومِنَ السَّبُعِ ، ومِنَ الحَرَقِ ، ومِنَ الغَرَقِ ، ومِن أن يَخِرَّ عَلى شَيءٍ أو يَخِرَّ عَلَيهِ شَيءٌ ، ومِنَ القَتلِ عِندَ فِرارِ الزَّحفِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أموتَ غَمّا أو هَمّا ، أو أن أموتَ غَرَقا ، أو أن يَتَخَبَّطَنِي (5) الشَّيطانُ عِندَ المَوتِ ، أو أن أموتَ لَديغا . (6)
.
ص: 211
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَدمِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدّي (1) ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ ، وأعوذُ بِكَ أن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطانُ عِندَ المَوتِ ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في سَبيلِكَ مُدبِرا ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لَديغا . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِدِرعِكَ الحَصينَةِ ، وأعوذُ بِجَمعِكَ ، أن تُميتَني غَرَقا ، أو حَرَقا ، أو شَرَقا (3) ، أو قَوَدا (4) ، أو صَبرا ، أو مَسَمّا ، أو تَرَدِّيا في بِئرٍ ، أو أكيلَ السَّبُعِ ، أو مَوتَ الفَجأَةِ ، أو بِشَيءٍ مِن ميتاتِ السَّوءِ ، ولكِن أمِتني عَلى فِراشي في طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ صلى الله عليه و آله ، مُصيبا لِلحَقِّ غَيرَ مُخطِئٍ ، أو فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّهُم في كِتابِكَ : «كَأَنَّهُم بُنْيَ_نٌ مَّرْصُوصٌ» (5) . (6)
4 / 16عَذابُ القَبرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أيُّهَا النّاسُ ! أظَلَّتكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ . أيُّهَا النّاسُ ! لَو تَعلَمونَ ما
.
ص: 212
أعلَمُ لَبَكَيتُم كَثيرا وضَحِكتُم قَليلاً . أيُّهَا النّاسُ ! اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، فَإِنَّ عَذابَ القَبرِ حَقٌّ . (1)
شعب الإيمان عن ميمونة_ مَولاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا مَيمونَةُ ، تَعَوَّذي بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، وإنَّهُ لَحَقٌّ ؟ قالَ : نَعَم يا مَيمونَةُ ، وإنَّ مِن أشَدِّ عَذابِ القَبرِ يا مَيمونَةُ ، الغيبَةَ وَالبَولَ . (2)
مسند ابن حنبل عن اُمّ مبشّر :دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأنَا في حائِطٍ مِن حَوائِطِ بَنِي النَّجّارِ ، فيه قُبورٌ مِنهُم قَد ماتوا فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَسَمِعَهُم وهُم يُعَذَّبونَ ، فَخَرَجَ وهُوَ يَقولُ : اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ . قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، وإنَّهُم لَيُعَذَّبونَ في قُبورِهِم ؟ قالَ : نَعَم ، عَذابا تَسمَعُهُ البَهائِمُ . (3)
بحار الأنوار :كانَ صلى الله عليه و آله يَقولُ في آخِرِ صَلاتِهِ : وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ (4) . (5)
.
ص: 213
صحيح البخاري عن اُمِّ خالد بنت خالد :سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِن عَذابِ القَبرِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :عوذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ اللّهِ ، عوذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، عوذوا بِاللّهِ مِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجّالِ ، عوذوا بِاللّهِ مِن فِتنَةِ المَحيا وَالمَماتِ . (2)
صحيح مسلم عن زيد بن ثابت :بَينَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في حائِطٍ لِبَنِي النَّجّارِ . . . وإذا أقبُرٌ سِتَّةٌ . . . فَقالَ : إنَّ هذِهِ الاُمَّةَ تُبتَلى في قُبورِها ، فَلَولا ألّا تَدافَنوا (3) لَدَعَوتُ اللّهَ أن يُسمِعَكُم مِن عَذابِ القَبرِ الَّذي أسمَعُ مِنهُ . ثُمَّ أقَبَل عَلَينا بِوَجهِهِ ، فَقالَ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ النّارِ ، قالوا : نَعوذُ بِاللّهِ مِن عَذابِ النّارِ ، فَقالَ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، قالوا : نَعوذُ بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، قالَ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، قالوا : نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، قالَ : تَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ ، قالوا : نَعوذُ بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ . (4)
الكافي عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : أيُفلِتُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ أحَدٌ ؟ فَقالَ : نَعوذُ بِاللّهِ مِنها ، ما أقَلَّ مَن يُفلِتُ مِن ضَغطَةِ القَبرِ . (5)
.
ص: 214
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُقالُ عَلَى الصَّفا _: اللّهُمَّ بارِك لي فِي المَوتِ ، وفي ما بَعدَ المَوتِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن ظُلمَةِ القَبرِ ووَحشَتِهِ ، اللّهُمَّ أظِلَّني في ظِلِّ عَرشِكَ يَومَ لا ظِلَّ إلّا ظِلُّكَ . (1)
4 / 17عَذابُ النّارِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أعوذُ بِاللّهِ مِن حالِ أهلِ النّارِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَقولُهُ عِندَ كُلِّ فَجرٍ على بابِ عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام _: نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، نَعوذُ بِاللّهِ مِن صَباحِ النّارِ ، نَعوذُ بِاللّهِ مِن مَساءِ النّارِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ رَبَّ جَبرائيلَ وميكائيلَ ، ورَبَّ إسرافيلَ ، أعوذُ بِكَ مِن حَرِّ النّارِ ، ومِن عَذابِ القَبرِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ يَعجَبُ مِن سائِلٍ يَسأَلُ غَيرَ الجَنَّةِ ، ومِن مُعطٍ يُعطي لِغَيرِ اللّهِ ، ومِن مُتَعَوِّذٍ يَتَعَوَّذُ مِن غَيرِ النّارِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صَلَّى العَبدُ ، ولَم يَسأَلِ اللّهَ تَعالَى الجَنَّةَ ، ولَم يَستَعِذهُ مِنَ النّارِ ، قالَت
.
ص: 215
المَلائِكَةُ : أغفَلَ العَظيمَتَينِ : الجَنَّةَ ، وَالنّارَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صَلَّى العَبدُ فَلَم يَسأَلِ اللّهَ الجَنَّةَ ، قالَتِ الجَنَّةُ : يا وَيحَ (2) هذا ، أما كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَسأَلَ رَبَّهُ الجَنَّةَ ؟! فَإِذا لَم يَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، قالَتِ النّارُ : يا وَيحَ هذا ، أما كانَ يَنبَغي لَهُ أن يَتَعَوَّذَ بِاللّهِ مِنّي ؟! (3)
الإمام عليّ عليه السلام :أعاذَنَا اللّهُ وإيّاكُم مِنَ النّارِ ، ورَزَقَنا وإيّاكُم مُرافَقَةَ الأَبرارِ ، وغَفَرَلَنا ولَكُم جَميعا ، إنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (4)
فاطمة عليهاالسلام_ مِن دُعائِها بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _: رَبِّ أستَجيرُكَ مِنَ النّارِ فَأَجِرني ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، رَبِّ أفزَعُ إلَيكَ مِنَ النّارِ فَأَبعِدني . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام :إنَّ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام ... كانَ إذا قامَ في صَلاتِهِ تَرتَعِدُ فرائِصُهُ (6) بَينَ يَدَي رَبِّهِ عز و جل ، وكانَ إذا ذَكَرَ الجَنَّةَ وَالنّارَ اضطَرَبَ اضطِرابَ السَّليمِ (7) ، وسَأَلَ اللّهَ تَعالَى الجَنَّةَ ، وتَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النّارِ . (8)
.
ص: 216
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ ... وأعِذنا مِن عَذابِ السَّعيرِ . (1)
الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام : لا تَنسَوُا الموجِبَتَينِ_ أو قالَ : عَلَيكُم بِالموجِبَتَينِ _الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام : لا تَنسَوُا الموجِبَتَينِ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ . قُلتُ : ومَا الموجِبَتانِ ؟ قالَ : تَسأَلُ اللّهَ الجَنَّةَ ، وتَعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ وقَد سُئِلَ عَن صَومِ يَومِ عاشوراءَ _: ... النّارُ ، أعاذَنَا اللّهُ مِنَ النّارِ ، ومِن عَمَلٍ يُقَرِّبُ مِنَ النّارِ . (3)
الكافي عن سليمان بن خالد :حَضَرتُ عَشاءَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فِي الصَّيفِ ، فَاُتِيَ بِخِوانٍ (4) عَلَيهِ خُبزٌ ، واُتِيَ بِقَصعَةِ ثَريدٍ ولَحمٍ ، فَقالَ : هَلُمَّ إلى هذَا الطَّعامِ ، فَدَنَوتُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ فيهِ ورَفَعَها وهُوَ يَقولُ : أستَجيرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، هذا ما لا نَصبِرُ عَلَيهِ فَكَيفَ النّارُ ؟ هذا ما لا (5) نَقوى عَلَيهِ فَكَيفَ النّارُ ؟ هذا ما لا نُطيقُهُ فَكَيفَ النّارُ ؟ قالَ : وكانَ عليه السلام يُكَرِّرُ ذلِكَ حَتّى أمكَنَ الطَّعامُ ، فَأَكَلَ وأكَلنا مَعَهُ . (6)
.
ص: 217
الكافي عن زياد بن مروان :كانَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ في سُجودِهِ : أعوذُ بِكَ مِن نارٍ حَرُّها لا يُطفَأُ ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ جَديدُها لا يَبلى ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ عَطشانُها لا يَروى ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ مَسلوبُها لا يُكسى . (1)
الإمام الكاظم عليه السلام_ مِمّا عَلَّمَهُ مُحَمَّدَ بنَ سِنانٍ لِيَومِ الجُمُعَةِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ وبِنورِ وَجهِكَ الكَريمِ أن تُشَوِّهَ خَلقي ، وأن تُرَدِّدَ روحي فِي العَذابِ . (2)
.
ص: 218
. .
ص: 219
الفَصلُ الخامِسُ: مواطن الاستعاذة5 / 1قِراءَةُ القُرآنِالكتاب«فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (1)
الحديثتفسير العيّاشي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ التَّعَوُّذِ مِنَ الشَّيطانِ عِندَ كُلِّ سورَةٍ نَفتَحُها ؟ قالَ : نَعَم ، فَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ _: اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِنَ الشِّقوَةِ في حَملِهِ ، وَالعَمى عَن عَمَلِهِ ، وَالجَورِ عَن حُكمِهِ ، وَالعُلُوِّ عَن قَصدِهِ ، وَالتَّقصيرِ دونَ حَقِّهِ ... . اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن تَخَلُّفِهِ في قُلوبِنا ، وتَوَسُّدِهِ عِندَ رُقادِنا ، ونَبذِهِ وَراءَ ظُهورِنا ،
.
ص: 220
ونَعوذُ بِكَ مِن قَساوَةِ قُلوبِنا لِما بِهِ وَعَظتَنا . (1)
تفسير الفخر الرازي :قالَ جَعفَرٌ الصّادِقُ عليه السلام : «إنَّهُ لا بُدَّ قَبلَ القِراءَةِ مِنَ التَّعَوُّذِ ، وأمّا سائِرُ الطّاعاتِ فَإِنَّهُ لا يَتَعَوَّذُ فيها» ، وَالحِكمَةُ فيهِ : أنَّ العَبدَ قَد يَنجَسُ لِسانُهُ بِالكَذِبِ وَالغيبَةِ وَالنَّميمَةِ ، فَأَمَرَ اللّهُ تَعالَى العَبدَ بِالتَّعَوُّذِ لِيَصيرَ لِسانُهُ طاهِرا ، فَيَقرَأَ بِلِسانٍ طاهِرٍ كَلاما اُنزِلَ مِن رَبٍّ طَيِّبٍ طاهِرٍ . (2)
5 / 2قِراءَةُ آياتِ العَذابِالمصنّف عن عبد اللّه :إذا مَرَّ أحَدُكُم فِي الصَّلاةِ بِذِكرِ النّارِ ، فَليَستَعِذ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، وإذا مَرَّ بِذِكرِ الجَنَّةِ ، فَليَسأَلِ اللّهَ الجَنَّةَ . (3)
السنن الكبرى عن عائشة :كُنتُ أقومُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي اللَّيلِ ، فَيَقرَأُ بِالبَقَرَةِ وآلِ عِمرانَ وَالنِّساءِ ، فَإِذا مَرَّ بِآيَةٍ فيهَا استِبشارٌ دَعا ورَغِبَ ، وإذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها تَخويفٌ دَعا وَاستَعاذَ . (4)
سنن أبي داوود عن عوف بن مالك الأشجعي :قُمتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيلَةً ، فَقامَ فَقَرَأَ سورَةَ البَقَرَةِ ، لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحمَةٍ إلّا وَقَفَ فَسَأَلَ ، ولا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذابٍ إلّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ . (5)
.
ص: 221
مسند ابن حنبل عن حذيفة :صَلَّيتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ... وكانَ إذا مَرَّ بِآيَةِ رَحمَةٍ سَأَلَ ، وإذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها عَذابٌ تَعَوَّذَ ، وإذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها تَنزيهٌ للّهِِ عز و جلسَبَّحَ . (1)
سنن ابن ماجة عن أبي ليلى : صَلَّيتُ إلى جَنبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله_ وهُوَ يُصَلّي مِنَ اللَّيلِ تَطَوُّعا _سنن ابن ماجة عن أبي ليلى : صَلَّيتُ إلى جَنبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَمَرَّ بِآيَةِ عَذابٍ فَقالَ : أعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، ووَيلٌ لِأَهلِ النّارِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ الجَنَّةِ فَاسأَلِ اللّهَ الجَنَّةَ ، وإذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ النّارِ فَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ النّارِ . (3)
عنه عليه السلام :يَنبَغي لِلعَبدِ إذا صَلّى أن يُرَتِّلَ (4) في قِراءَتِهِ ، فَإِذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ الجَنَّةِ وذِكرُ النّارِ ، سَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ ، وتَعَوَّذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ . (5)
عنه عليه السلام :إنَّ القُرآنَ لا يُقرَأُ هَذرَمَةً (6) ولكِن يُرَتَّلُ تَرتيلاً ، فَإِذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ الجَنَّةِ فَقِف عِندَها ، وسَلِ اللّهَ عز و جل الجَنَّةَ ، وإذا مَرَرتَ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ النّارِ فَقِف عِندَها ، وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ النّارِ . (7)
الكافي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَكونُ مَعَ الإِمامِ ، فَيَمُر
.
ص: 222
بِالمَسأَلَةِ ، أو بِآيَةٍ فيها ذِكرُ جَنَّةٍ أو نارٍ . قالَ : لا بَأسَ بِأَن يَسأَلَ عِندَ ذلِكَ ، ويَتَعَوَّذَ فِي الصَّلاةِ مِنَ النّارِ ، ويَسأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ» (2) _: إنَّ حَقَّ تِلاوَتِهِ هُوَ الوُقوفُ عِندَ ذِكرِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، يَسأَلُ فِي الاُولى ، ويَستَعيذُ مِنَ الاُخرى . (3)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك :كانَ الرِّضا عليه السلام في طَريقِ خُراسانَ ، يُكثِرُ بِاللَّيلِ في فِراشِهِ مِن تِلاوَةِ القُرآنِ ، فَإِذا مَرَّ بِآيَةٍ فيها ذِكرُ جَنَّةٍ أو نارٍ بَكى ، وسَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ وتَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النّارِ . (4)
5 / 3اِفتِتاحُ الصَّلاةِالمصنّف عن أبي سعيد الخدري :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ فَاستَفتَحَ صَلاتَهُ كَبَّرَ ، ... ثُمَّ يُهَلِّلُ ثَلاثا ، ويُكَبِّرُ ثَلاثا ، ثُمَّ يَقولُ : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة الباهلي :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ فِي الصَّلاةِ مِنَ اللَّيلِ كَبَّرَ ثَلاثا ، وسَبَّحَ ثَلاثا ، وهَلَّلَ ثَلاثا ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ،
.
ص: 223
مِن هَمزِهِ ونَفخِهِ وشِركِهِ . (1)
المستدرك عن جبير بن مُطعِم :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذَا افتَتَحَ الصَّلاةَ قالَ : اللّهُ أكبَرُ كَبيرا ، وَالحَمدُ للّهِِ كَثيرا ، وسُبحانَ اللّهِ بُكرَةً وأصيلاً (2) _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، مِن هَمزِهِ ونَفثِهِ ونَفخِهِ . (3)
مسند ابن حنبل عن ربيعة الجرشي :سَأَ لتُ عائِشَةَ فَقُلتُ : ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ ؟ وبِمَ كانَ يَستَفتِحُ ؟ قالَت : كانَ يُكَبِّرُ عَشرا ، ويُسَبِّحُ عَشرا ، ويُهَلِّلُ عَشرا ، ويَستَغفِرُ عَشرا ، ويَقولُ : «اللّهُمَّ اغفِر لي ، وَاهدِني ، وَارزُقني» عَشرا ، ويَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الضّيقِ يَومَ الحِسابِ» عَشرا . (4)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِرَجُلٍ _: تَعَوَّذ _ بَعدَ التَّوَجُّهِ _ مِنَ الشَّيطانِ ، تَقولُ : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
عنه عليه السلام :إذَا افتَتَحتَ الصَّلاةَ فَارفَع كَفَّيكَ ، ثُمَّ ابسُطهُما بَسطا ، ثُمَّ كَبِّر ثَلاثَ تَكبيراتٍ ، ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ أنتَ المَلِكُ ... ثُمَّ تُكَبِّرُ تَكبيرَتَينِ ، ثُمَّ قُل : لَبَّيكَ وسَعدَيكَ ... ثُمَّ تُكَبِّرُ تَكبيرَتَينِ ، ثُمَّ تَقولُ : وَجَّهتُ وَجهي ... ثُمَّ تَعَوَّذ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ثُمَّ اقرَأ فاتِحَة
.
ص: 224
الكِتابِ . (1)
تهذيب الأحكام عن حنّان بن سدير :صَلَّيتُ خَلفَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَتَعَوَّذَ بِإِجهارٍ ، ثُمَّ جَهَرَ بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (2)
تهذيب الأحكام عن عثمان بن عيسى عن سماعة :سَأَلتُهُ (3) عَنِ الرَّجُلِ يَقومُ فِي الصَّلاةِ فَيَنسى فاتِحَةَ الكِتابِ ، قالَ : فَليَقُل : أستَعيذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، إنَّ اللّهَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ ، ثُمَّ لِيَقرَأها . (4)
الإمام المهدي عليه السلام_ في جَوابِ الحِميَرِيِّ وقَد كَتَبَ يَسأَ لُهُ عَنِ التَّوَجُّهِ فِي الصَّلاةِ _: التَّوَجُّهُ كُلُّهُ لَيسَ بِفَريضَةٍ ، وَالسُّنَّةُ المُؤَكَّدَةُ فيهِ الَّتي هِيَ كَالإِجماعِ الَّذي لا خِلافَ فيهِ : وَجَّهتُ وَجهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرضَ حَنيفا مُسلِما ... أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . ثُمَّ تَقرَأُ الحَمدَ . (5)
5 / 4بَعدَ كُلِّ صَلاةٍمسند ابن حنبل عن أبي بكرة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ ، وَالفَقرِ ، وعَذابِ القَبرِ . (6)
.
ص: 225
مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس :إنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَتَعَوَّذُ في دُبُرِ صَلاتِهِ مِن أربَعٍ ، يَقولُ : أعوذُ بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن عَذابِ النّارِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن فِتنَةِ الأَعوَرِ الكَذّابِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في دُبُرِ الصَّلَواتِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ ، ونَفسٍ لا تَشبَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن اُولئِكَ الأَربَعِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صَلّى أحَدُكُم فَليَقُل : اللّهُمَّ باعِد بَيني وبَينَ خَطيئَتي كَما باعَدتَ بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، اللّهُمَّ أعوذُ بِكَ أن تَصُدَّ عَنّي وَجهَكَ يَومَ القِيامَةِ ، اللّهُمَّ نَقِّني مِن خَطيئَتي كَما نَقَّيتَ الثَّوبَ الأَبيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، اللّهُمَّ أحيِني مُسلِما وأمِتني مُسلِما . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :أقَلُّ ما يُجزِئُكَ مِنَ الدُّعاءِ بَعدَ الفَريضَةِ أن تَقولَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن كُلِّ خَيرٍ أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَرٍّ أحاطَ بِهِ عِلمُكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ عافِيَتَكَ في اُموري كُلِّها ، وأعوذُ بِكَ مِن خِزيِ الدُّنيا وعَذابِ الآخِرَةِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لا تَدَع في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ : اُعيذُ نَفسي وما رَزَقَني رَبّي بِاللّهِ الواحِد
.
ص: 226
الصَّمَدِ _ حَتّى تَختِمَها _ واُعيذُ نَفسي وما رَزَقَني رَبّي بِرَبِّ الفَلَقِ _ حَتّى تَختِمَها _ واُعيذُ نَفسي وما رَزَقَني رَبّي بِرَبِّ النّاسِ _ حَتّى تَختِمَها _ . (1)
عنه عليه السلام :إنَّ مِنَ الدُّعاءِ ما يَنبغي لِصاحِبِهِ إذا نَسِيَهُ أن يَقضِيَهُ ؛ يَقولُ بَعدَ الغَداةِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ... . ويَقولُ : «أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ» عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا نَسِيَ مِن ذلِكَ شَيئا كانَ عَلَيهِ قَضاؤُهُ . (2)
عنه عليه السلام :تَمسَحُ بِيَدِكَ اليُمنى عَلى جَبهَتِكَ ووَجهِكَ في دُبُرِ المَغرِبِ وَالصَّلَواتِ ، وتَقولُ : بِاسمِ اللّهِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ ، وَالسُّقمِ وَالعُدمِ ، وَالصَّغارِ وَالذُّلِّ ، وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ . (3)
عنه عليه السلام :إذا أمسَيتَ وأصبَحتَ ، فَقُل في دُبُرِ الفَريضَةِ فِي صَلاةِ المَغرِبِ وصَلاةِ الفَجرِ : «أستَعيذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» عَشرَ مَرّاتٍ ... . أستَعيذُ بِاللّهِ في لَيلَتي هذِهِ ويَومي هذا ، مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالأَوصِياءُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِم ، وأرغَبُ إلَى اللّهِ فيما رَغِبوا فيهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (4)
.
ص: 227
عنه عليه السلام_ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ _: ... أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ومِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ ، وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحضُرونِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ... . وأعوذُ بِكَ مِن يَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ ، وأوسَطُهُ جَزَعٌ ، وآخِرُهُ وَجَعٌ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَارزُقني خَيرَ يَومي هذا وخَيرَ ما فيهِ ، وخَيرَ ما قَبلَهُ وخَيرَ ما بَعدَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما فيهِ ، وشَرِّ ما قَبلَهُ وشَرِّ ما بَعدَهُ . (1)
راجع : ص 196 ح 2100 .
5 / 5قُنوتُ صَلاةِ الوَترِالإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَستَغفِرُ اللّهَ فِي الوَترِ سَبعينَ مَرَّةً ، ويَقولُ : «هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ» سَبعَ مَرّاتٍ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ في وَترِهِ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِمُعافاتِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، لا اُحصي ثَناءً عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ . (3)
الإمام الباقر عليه السلام_ بَعدَ دُعاءٍ ذَكَرَهُ لِقُنوتِ الوَترِ _: ثُمَّ تَقولُ في قُنوتِ الوَترِ بَعدَ هذا :
.
ص: 228
«أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، وتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ كَثيرا . (1)
5 / 6قُنوتُ صَلاةِ العيدَينِالإمام الصادق عليه السلام_ في قُنوتِ صَلاةِ العيدِ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصّالِحونَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عاذَ مِنهُ عِبادُكَ المُخلِصونَ . (2)
5 / 7الفَراغُ مِنَ التَّلبِيَةِالسنن الكبرى عن خزيمة بن ثابت :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن تَلبِيَتِهِ ، سَأَلَ اللّهَ رِضوانَهُ ومَغفِرَتَهُ ، وَاستَعاذَ بِرَحمَتِهِ مِنَ النّارِ . (3)
5 / 8زِيارَةُ أهلِ البَيتِالإمام الباقر عليه السلام :كانَ أبي عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَقِفُ عَلَى قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَيُسَلِّمُ عَلَيهِ ، ويَشهَدُ لَهُ بِالبَلاغِ ، ويَدعو بِما حَضَرَهُ ... ويُسنِدُ ظَهرَهُ إلَى القَبرِ ويَستَقبِلُ القِبلَةَ فَيَقولُ : اللّهُمَّ إلَيكَ ألجَأتُ ظَهري ، وإلى قَبرِ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسنَدتُ ظَهري . . . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبَدِّلَ اسمي ، أو تُغَيِّرَ جِسمي ، أو تُزيلَ نِعمَتَك
.
ص: 229
عَنّي ، اللّهُمَّ كَرِّمني بِالتَّقوى ، وجَمِّلني بِالنِّعَمِ ، وَاغمُرني بِالعافِيَةِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُقالُ فِي السَّفَرِ إلى زِيارَةِ الحُسَينِ عليه السلام _: إذا كُنتَ راكِبا أو ماشِيا فَقُل : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن سَطَواتِ (2) النَّكالِ (3) ، وعَواقِبِ الوَبالِ (4) ، وفِتنَةِ الضَّلالِ ، ومِن أن نَلقى بِمَكروهٍ . وأعوذُ بِكَ مِنَ الحَبسِ وَاللَّبسِ ، ومِن وَسوَسَةِ الشَّيطانِ ، وطَوارِقِ السَّوءِ ، وشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، ومِن شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ مَن يَنصِبُ لِأَولِياءِ اللّهِ العَداوَةَ ، ومِن أن يَفرُطوا عَلَيَّ أو أن يَطغَوا . وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ عُيونِ الظَّلَمَةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وشَرَكِ إبليسَ ، ومِن أن يَرُدَّ عَنِ الخَيرِ بِاللِّسانِ وَاليَدِ . (5)
5 / 9تِلكَ الأَفعالُأ _ الخُطبَةُالأمالي عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :أمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله مُنادِيا فَنادَى الصَّلاةَ جامِعَةً ، فَاجتَمَعَ النّاسُ وخَرَجَ حَتّى عَلَا المِنبَرَ ، وكانَ أوَّلُ ما تَكَلَّمَ بِهِ : أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (6)
.
ص: 230
الإمام عليّ عليه السلام_ في خُطبَةٍ طَويلَةٍ _: أستَعيذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن خُطبَتِهِ فِي الجُمُعَةِ بِالكوفَةِ وَالمَدينَةِ _: الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ وأستَعينُهُ وأستَهديهِ ، وأعوذُ بِاللّهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، مَن يَهدِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِل فَلا هادِيَ لَهُ . (2)
عنه عليه السلام_ في خُطبَةِ الجُمُعَةِ _: الحَمدُ للّهِِ ذِي القُدرَةِ وَالسُّلطانِ ، وَالرَّأفَةِ وَالاِمتِنانِ ، أحمَدُهُ عَلى تَتابُعِ النِّعَمِ ، وأعوذُ بِهِ مِنَ العَذابِ وَالنِّقَمِ . (3)
عنه عليه السلام_ في خُطبَةِ الجُمُعَةِ _: إنَّ أحسَنَ الحَديثِ ، وأبلَغَ المَوعِظَةِ ، كِتابُ اللّهِ عز و جل ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، إنَّ اللّهَ هُوَ الفَتّاحُ العَليمُ ، بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، ثُمَّ يَبدَأُ بَعدَ الحَمدِ بِ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» أو بِ «قُلْ يَ_أَيُّهَا الْكَ_فِرُونَ» أو ... . (4)
الكافي عن عبد العظيم بن عبد اللّه :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَخطُبُ بِهذِهِ الخُطبَةِ : ... أحمَدُهُ عَلى نِعَمِهِ ، وأعوذُ بِهِ مِن نِقَمِهِ ، وأستَهدِي اللّهَ الهُدى ، وأعوذُ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى (5) . (6)
.
ص: 231
ب _ شِراءُ الدّابَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ اشتَرى . . . دابَّةً فَليَضَع يَدَهُ عَلى ناصِيَتِها ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِها وخَيرِ ما جَبَلتَها (1) عَلَيهِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما جَبَلتَها عَلَيهِ . وإذَا اشتَرى بَعيرا فَليَضَع يَدَهُ عَلى ذِروَةِ سَنامِهِ ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِهِ وخَيرِ ما جَبَلتَهُ عَلَيهِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما جَبَلتَهُ عَلَيهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إذَا اشتَرى أحَدُكُم بَعيرا فَليَأخُذ بِذِروَةِ سَنامِهِ ، وَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (3)
ج _ دُخولُ السّوقِالإمام عليّ عليه السلام :إذَا اشتَرَيتُم ما تَحتاجونَ (4) إلَيهِ مِنَ السّوقِ ، فَقولوا حينَ تَدخُلونَ الأَسواقَ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن صَفقَةٍ خاسِرَةٍ ، ويَمينٍ فاجِرَةٍ ، وأعوذُ بِكَ مِن بَوارِ الأَيِّمِ (5) . (6)
.
ص: 232
د _ غَسلُ اليَدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا غَسَلتَ يَدَكَ بَعدَ الطَّعامِ فَامسَح وَجهَكَ وعَينَيكَ قَبلَ أن تَمسَحَ بِالمِنديلِ ، وتَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الزّينَةَ وَالمَحَبَّةَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ المَقتِ (1) وَالبِغضَةِ . (2)
ه _ التَّدهينُالإمام الصادق عليه السلام :إذا أخَذتَ الدُّهنَ عَلى راحَتِكَ فَقُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الزَّينَ وَالزّينَةَ وَالمَحَبَّةَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّينِ (3) وَالشَّنَآنِ (4) وَالمَقتِ . (5)
و _ الزَّواجُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في عَلِيٍّ وفاطِمَةَ عليهماالسلام عِندَ زَواجِهِما _: اللّهُمَّ إنّي اُعيذُها بِكَ وذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ... . اللّهُمَّ ! إنّي اُعيذُهُ بِكَ وذُرِّيَّتَهُ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ... . (6)
الإمام عليّ عليه السلام_ في حَديثِ تَزويجِ فاطِمَةَ عليهاالسلام _: ثُمَّ أتاني فَأَخَذَ بِيَدي فَقالَ : قُم بِاسمِ اللّهِ ، وقُل : عَلى بَرَكَةِ اللّهِ ، وما شاءَ اللّهُ ، لا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ .
.
ص: 233
ثُمَّ جاءَني حينَ أقعَدَني عِندَها عليهاالسلام ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّهُما أحَبُّ خَلقِكَ إلَيَّ ، فَأَحِبَّهُما وبارِك في ذُرِّيَّتِهِما ، وَاجعَل عَلَيهِما مِنكَ حافِظا ، وإنّي اُعيذُهُما وذُرِّيَّتَهُما بِكَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كُنتُ أرى أبي إذا زَوَّجَ أو تَزَوَّجَ يَقولُ : الحَمدُ للّهِِ ، نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ، ونَعوذُ بِهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ، مَن يَهدِهِ اللّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، ومَن يُضلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِن هادٍ . (2)
ز _ الجِماعُالكافي عن الحلبي ، قال :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام فِي الرَّجُلِ إذا أتى أهلَهُ فَخَشِيَ أن يُشارِكَهُ الشَّيطانُ ، قالَ : يَقولُ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ويَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (3)
تفسير العيّاشي عن سليمان بن خالد :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما قَولُ اللّهِ عز و جل : «وَ شَارِكْهُمْ فِى الْأَمْوَ لِ وَ الْأَوْلَ_دِ» (4) ؟ قالَ : فَقالَ : قُل في ذلِكَ قَولاً : أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
ح _ الوِلادَةُالكتاب«إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ نَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيع
.
ص: 234
الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مَولودٍ يولَدُ إلّا وقَد عَصَرَهُ الشَّيطانُ عَصرَةً أو عَصرَتَينِ ، إلّا عيسَى بنَ مَريَمَ ومَريَمَ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله «إِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :كُلُّ مَولودٍ مِن وُلدِ آدَمَ لَهُ طَعنَةٌ مِنَ الشَّيطانِ ، وبِها يَستَهِلُّ الصَّبِيُّ ، إلّا ما كانَ مِن مَريَمَ ابنَةِ عِمرانَ ووَلَدِها ، فَإِنَّ اُمَّها قالَت حينَ وَضَعَتها : «إِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَ_نِ الرَّجِيمِ» فَضُرِبَ دونَهُما حِجابٌ ، فَطَعَنَ فِي الحِجابِ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في ذِكرِ وِلادَةِ فاطِمَةَ عليهاالسلامالحَسَنَ عليه السلام _: فَأَتاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ... وقالَ : اللّهُمَّ إنّي اُعيذُهُ بِكَ ووُلدَهُ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (4)
ط _ العَقيقَةُالإمام الصادق عليه السلام :يُقالُ عِندَ العَقيقَةِ : «اللّهُمَّ مِنكَ ولَكَ ما وَهَبتَ وأنتَ أعطَيتَ ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّل مِنّا عَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله ، ونَستَعيذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، وتُسَمّي وتَذبَحُ وتَقولُ : «لَكَ سُفِكَتِ الدِّماءُ لا شَريكَ لَكَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ اخسَأِ (5)
.
ص: 235
الشَّيطانَ الرَّجيمَ» . (1)
ي _ لُبسُ الثَّوبِ الجَديدِسنن أبي داوود عن أبي سعيد الخدري :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذَا استَجَدَّ ثَوبا سَمّاهُ بِاسمِهِ ، إمّا قَميصا أو عِمامَةً ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ أنتَ كَسَوتَنيهِ ، أسأَ لُكَ مِن خَيرِهِ وخَيرِ ما صُنِعَ لَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ . (2)
ك _ الخُروجُ مِنَ البَيتِسنن الترمذي عن اُمّ سلمة :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا خَرَجَ مِن بَيتِهِ قالَ : بِاسمِ اللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن أن نَزِلَّ أو نَضِلَّ ، أو نَظلِمَ أو نُظلَمَ ، أو نَجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَينا . (3)
سنن أبي داوود عن اُمَّ سلمة :ما خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله مِن بَيتي قَطُّ إلّا رَفَعَ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أضِلَّ أو اُضَلَّ ، أو أزِلَّ أو اُزَلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ : «بِاسمِ اللّهِ ، حَسبِيَ اللّهُ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ اُموري كُلِّها ، وأعوذُ بِكَ مِن خِزيِ الدُّنيا وعَذابِ الآخِرَةِ»
.
ص: 236
كَفاهُ اللّهُ ما أهَمَّهُ مِن أمرِ دُنياهُ وآخِرَتِهِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَخرُجُ مِن بابِ دارِهِ : «أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِكَةُ اللّهِ (2) مِن شَرِّ هذَا اليَومِ الجَديدِ الَّذي إذا غابَت شَمسُهُ لَم تَعُد ، ومِن شَرِّ نَفسي ومِن شَرِّ غَيري ، ومِن شَرِّ الشَّياطينِ ، ومِن شَرِّ مَن نَصَبَ لِأَولِياءِ اللّهِ ، ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ السِّباعِ وَالهَوامِّ ، ومِن شَرِّ رُكوبِ المَحارِمِ كُلِّها ، اُجيرُ نَفسي بِاللّهِ مِن كُلِّ شَرٍّ» ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ وتابَ عَلَيهِ ، وكَفاهُ الهَمَّ ، وحَجَزَهُ عَنِ السّوءِ ، وعَصَمَهُ مِنَ الشَّرِّ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن مَنزِلِكَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، تَوَكَّلتُ عَلَى اللّهِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ ما خَرَجتُ لَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما خَرَجتُ لَهُ ، اللّهُمَّ أوسِع عَلَيَّ مِن فَضلِكَ ، وأتمِم عَلَيَّ نِعمَتَكَ ، وَاستَعمِلني في طاعَتِكَ ، وَاجعَل رَغبَتي فيما عِندَكَ ، وَتوَفَّني عَلى مِلَّتِكَ ومِلَّةِ رَسولِكَ صلى الله عليه و آله . (4)
عنه عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَخرُجُ مِن مَنزِلِهِ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ ، بِاسمِ اللّهِ دَخَلتُ وبِاسمِ اللّهِ خَرَجتُ ، وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، اللّهُمَّ افتَح لي في وَجهي هذا بِخَيرٍ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ومِن شَرِّ غَيري ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى
.
ص: 237
صِراطٍ مُستَقيمٍ» ، كانَ في ضَمانِ اللّهِ حَتّى يَرجِعَ إلى مَنزِلِهِ . (1)
ل _ الخُروجُ إلَى السَّفَرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعائِهِ إذا أرادَ سَفَرا _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ (2) السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ ، اللّهُمَّ اطوِ لَنَا الأَرضَ ، وهَوِّن عَلَينَا السَّفَرَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ إذا أرادَ أن يَخرُجَ في سَفَرٍ _: اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الضُّبنَةِ (4) فِي السَّفَرِ ، وَالكَآبَةِ فِي المُنقَلَبِ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن كَلامٍ لَهُ عِندَ عَزمِهِ عَلَى المَسيرِ إلَى الشّامِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ (6) فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ . اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وأنتَ الخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، ولا يَجمَعُهُما غَيرُكَ ، لِأَنَّ المُستَخلَفَ لا يَكونُ مُستَصحَبا وَالمُستَصحَبُ لا يَكونُ مُستَخلَفا . (7)
.
ص: 238
عنه عليه السلام_ في دُعائِهِ إذا بَرَزَ لِلسَّفَرِ _: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي هَدانا لِلإِسلامِ ، وجَعَلَنا مِن خَيرِ اُمَّةٍ اُخرِجَت لِلنّاسِ ، «سُبْحَ_نَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَ_ذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (1) . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ . اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، وَالمُستَعانُ عَلَى الأَمرِ ، اطوِ لَنَا البَعيدَ ، وسَهِّل لَنا الحُزونَةَ (2) وَاكفِنَا المُهِمَّ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا خَرَجتَ مِن بَيتِكَ تُريدُ الحَجَّ وَالعُمرَةَ إن شاءَ اللّهُ ، فَادعُ دُعاءَ الفَرَجِ وهُوَ : ... اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ ، اللّهُمَّ أنتَ عَضُدي وناصِري ، بِكَ أحُلُّ وبِكَ أسيرُ . (4)
م _ نُزولُ المُسافِرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا نَزَلَ أحَدُكُم مَنزِلاً فَليَقُل : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ» ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيءٌ حَتّى يَرتَحِلَ مِنهُ . (5)
الأمان :رَوَينا في كِتابِ مِصباحِ الزّائِرِ وجَناحِ المُسافِرِ وغَيرِهِ مِنَ النَّقلِ الظّاهِرِ أن
.
ص: 239
المُسافِرَ إذا نَزَلَ بِبَعضِ المَنازِلِ يَقولُ : «اللّهُمَّ أنزِلني مُنزَلاً مُبارَكا وأنتَ خَيرُ المُنزِلينَ» ، ويُصَلّي رَكعَتَينِ بِالحَمدِ وما يَشاءُ مِنَ السُّوَرِ القِصارِ ، ويَقولُ : «اللّهُمَّ ارزُقنا خَيرَ هذِهِ البُقعَةِ وأعِذنا مِن شَرِّها ، اللّهُمَّ أطعِمنا مِن جَناها ، وأعِذنا مِن وَباها (1) ، وحَبِّبنا إلى أهلِها ، وحَبِّب صالِحي أهلِها إلَينا» ، ويَقولُ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، وأنَّ عَلِيّا أميرَ المُؤمِنينَ وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِهِ أئِمَّةٌ ، أتَوَلّاهُم وأبرَأُ مِن أعدائِهِم . اللّهُمَّ إنِّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذِهِ البُقعَةِ وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها ، اللّهُمَّ اجعَل أوَّلَ دُخولِنا هذا صَلاحا ، وأوسَطَهُ فَلاحا ، وآخِرَهُ نَجاحا» . (2)
ن _ دُخولُ المُسافِرِ المَدينَةَ أوِ القَريَةَرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، إذا أرَدتَ مَدينَةً أو قَريَةً فَقُل حينَ تُعايِنُها : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها ، اللّهُمَّ حَبِّبنا إلى أهلِها وحَبِّب صالِحي أهلِها إلَينا . (3)
السنن الكبرى عن صهيب :إنَّ مُحَمَّدا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يَرَ قَريَةً يُريدُ دُخولَها إلّا قالَ حينَ يَراها : اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ ، ورَبَّ الأَرَضينَ السَّبعِ وما أقلَلنَ ، ورَبَّ الشَّياطينِ وما أضلَلنَ ، ورَبَّ الرِّياحِ وما ذَرَينَ (4) ، فَإِنّا نَسأَ لُكَ خَيرَ هذِهِ القَريَة
.
ص: 240
وخَيرَ أهلِها ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها وشَرِّ ما فيها . (1)
المعجم الكبير عن أبي معتب بن عمرو :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمّا أشرَفَ عَلى خَيبَرَ قالَ لِأَصحابِهِ _ وأنَا فيهِم _ : قِفوا ، ثُمَّ قالَ : «اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وما أظلَلنَ ، ورَبَّ الأَرَضينَ وما أقلَلنَ ، ورَبَّ الشَّياطينِ وما أضلَلنَ ، ورَبَّ الرِّياحِ وما ذَرَينَ ، أسأَ لُكَ خَيرَ هذِهِ القَريَةِ وخَيرَ أهلِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها وشَرِّ ما فيهَا ، اقدَموا (2) بِاسمِ اللّهِ» ، وكانَ يَقولُها لِكُلِّ قَريَةٍ يَدخُلُها . (3)
مروج الذهب عن المنذر بن الجارود :لَمّا قَدِمَ عَلِيٌّ عليه السلام البَصرَةَ ... فَساروا حَتّى نَزَلُوا المَوضِعَ المَعروفَ بِالزّاوِيَةِ ، فَصَلّى أربَعَ رَكَعاتٍ ، وعَفَّرَ خَدَّيهِ عَلَى التُّرابِ وقَد خالَطَ ذلِكَ دُموعَهُ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ يَدعو : اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وما أظَلَّت ، وَالأَرَضينَ وما أقَلَّت ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، هذِهِ البَصرَةُ ، أسأَ لُكَ مِن خَيرِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها ، اللّهُمَّ أنزِلنا فيها خَيرَ مُنزَلٍ وأنتَ خَيرُ المُنزِلينَ . (4)
س _ رُجوعُ المُسافِرِالمعجم الأوسط عن جابر بن عبد اللّه :قَفَلَ (5) النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا دَنا مِنَ المَدينَةِ قالَ : آئِبون
.
ص: 241
تائِبونَ عابِدونَ لِرَبِّنا حامِدونَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ . (1)
ع _ رُؤيَةُ الهِلالِمسند ابن حنبل عن عبادة بن الصامت :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رَأَى الهِلالَ قالَ : اللّهُ أكبَرُ ، الحَمدُ للّهِِ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا الشَّهرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ القَدَرِ ، ومِن سوءِ الحَشرِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا رَأَيتَ الهِلالَ فَلا تَبرَح (3) وقُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا الشَّهرِ وفَتحَهُ ونورَهُ ونَصرَهُ وبَرَكَتَهُ وطَهورَهُ ورِزقَهُ ، وأسأَ لُكَ خَيرَ ما فيهِ وخَيرَ ما بَعدَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما فيهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ ، اللّهُمَّ أدخِلهُ عَلَينا بِالأَمنِ وَالإِيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسلامِ وَالبَرَكَةِ وَالتَّوفيقِ لِما تُحِبُّ وتَرضى . (4)
عنه عليه السلام_ أنَّهُ كانَ يَقولُ إذا رَأَى الهِلالَ _: اللّهُمَّ ارزُقنا خَيرَهُ ونَصرَهُ ، وبَرَكَتَهُ ، وفَتحَهُ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ . (5)
.
ص: 242
ف _ رُؤيَةُ المُبتَلىالفقه المنسوب للإمام الرضا عليه السلام :إذا نَظَرتَ إلى أهلِ البَلاءِ فَقُل ثَلاثَ مَرّاتٍ : الحَمدُ للّهِِ الَّذي عافاني مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ولَو شاءَ لَفَعَلَ ، وأنَا أعوذُ بِاللّهِ مِنها ومِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي فَضَّلَني عَلى كَثيرٍ مِن خَلقِهِ . (1)
مشكاة الأنوار :عَنِ الباقِرِ عليه السلام أنَّهُ كانَ يَكرَهُ أن يُسمِعَ مِنَ المُبتَلَى التَّعَوُّذَ مِنَ البَلاءِ (2) . (3)
ص _ دَفنُ المَيِّتِسنن أبي داوود عن البراء بن عازب :خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في جِنازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنصارِ فَانتَهَينا إلَى القَبرِ ولَمّا يُلحَد ، فَجَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وجَلَسنا حَولَهُ كَأَنَّما عَلى رُؤوسِنَا الطَّيرُ ، وفي يَدِهِ عودٌ يَنكُتُ (4) بِهِ فِي الأَرضِ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : اِستَعيذوا بِاللّهِ مِن عَذابِ القَبرِ _ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا _ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا وَضَعتَهُ [ المَيِّتَ] في لَحدِهِ فَليَكُن أولَى النّاسِ بِهِ مِمّا يَلي رَأسَهُ ، لِيَذكُرَ اسمَ اللّهِ ويُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ويَتَعَوَّذَ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وَليَقرَأ فاتِحَةَ الكِتابِ ، وَالمُعَوِّذَتَينِ ، وقُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ ، وآيَةَ الكُرسِيِّ . (6)
الكافي عن عليّ بن يقطين :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ : لا تَنزِل فِي القَبرِ وعَلَيكَ العِمامَة
.
ص: 243
وَالقَلَنسُوَةُ ، ولَا الحِذاءُ ولَا الطَّيلَسانُ ، وحُلَّ أزرارَكَ ، وبِذلِكَ سُنَّةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَرَت ، وَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وَليَقرَأ فاتِحَةَ الكِتابِ ، وَالمُعَوِّذَتَينِ وقُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ ، وآيَةَ الكُرسِيِّ . (1)
5 / 10تِلكَ الحالاتُأ _ الغَضَبُالإمام الصادق عليه السلام :قُل عِندَ الغَضَبِ : اللّهُمَّ أذهِب عَنّي غَيظَ قَلبي ، وَاغفِر لي ذَنبي ، وأجِرني مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ، أسأَ لُكَ رِضاكَ وأعوذُ بِكَ مِن سَخَطِكَ ، أسأَ لُكَ جَنَّتَكَ وأعوذُ بِكَ مِن نارِكَ ، أسأَ لُكَ الخَيرَ كُلَّهُ وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَرِّ كُلِّهِ ، اللّهُمَّ ثَبِّتني عَلَى الهُدى وَالصَّوابِ ، وَاجعَلني راضِيا مَرضِيّا ، غَيرَ ضالٍّ ولا مُضِلٍّ . (2)
راجع : ص 151 (الفصل الثالث : بركات الاستعاذة / كظم الغيظ) .
ب _ النَّومُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أوَيتَ إلى فِراشِكَ، فَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِن شَرِّ يَومِ القِيامَةِ ، ومِن شَرِّ الحِسابِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أنتَ أوَيتَ إلى فِراشِكَ ، فَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِن كُرَبِ يَومِ القِيامَةِ وسوءِ الحِسابِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا أوَيتَ إلى فِراشِكَ فَقُل : الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفضَلَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَب
.
ص: 244
العالَمينَ ، رَبِّ كُلِّ شَيءٍ وإلهِ كُلِّ شَيءٍ ، أعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لِيَقُل أحَدُكُم حينَ يُريدُ أن يَنامَ : آمَنتُ بِاللّهِ وكَفَرتُ بِالطّاغوتِ (2) ، وَعدُ اللّهِ حَقٌّ وصَدَقَ المُرسَلونَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن طَوارِقِ هذَا اللَّيلِ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ [ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ] يَقولُ عِندَ مَضجَعِهِ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ ، وكَلِماتِكَ التّامَّةِ ، مِن شَرِّ ما أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ... . (4)
المعجم الصغير عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وَلوعا (5) ، ومِنَ الجوعِ ضَجيعا . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ إذا أوى إلى فِراشِهِ _: اللّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ ورَبَّ الأَرضِ ، ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ ، فالِقَ (7) الحَبِّ وَالنَّوى ، مُنَزِّلَ التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِهِ . (8)
.
ص: 245
المعجم الكبير عن جندب بن عبد اللّه :سافَرنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَفَرا فَأَتاهُ قَومٌ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، سَهَونا عَنِ الصَّلاةِ فَلَم نُصَلِّ حَتّى طَلَعَتِ الشَّمسُ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَوَضَّؤوا وصَلُّوا ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا لَيسَ بِالسَّهوِ إنَّ هذا مِنَ الشَّيطانِ ، إذا أخَذَ أحَدُكُم مَضجَعَهُ مِنَ اللَّيلِ فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُمُ النَّومَ فَلا يَضَعَنَّ جَنبَهُ عَلَى الأَرضِ حَتّى يَقولَ : اُعيذُ نَفسي وديني ، وأهلي ووُلدي ومالي ، وخَواتيمَ عَمَلي ، وما رَزَقَني رَبّي وخَوَّلَني ، بِعِزَّةِ اللّهِ ، وعَظَمَةِ اللّهِ ، وجَبَروتِ اللّهِ ، وسُلطانِ اللّهِ ، ورَحمَةِ اللّهِ ، ورَأفَةِ اللّهِ ، وغُفرانِ اللّهِ ، وقُوَّةِ اللّهِ ، وقُدرَةِ اللّهِ ، وجَلالِ اللّهِ ، وبِصُنعِ اللّهِ ، وأركانِ اللّهِ ، وبِجَمعِ اللّهِ ، وبِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وبِقُدرَةِ اللّهِ عَلى ما يَشاءُ ، مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ (2) ، ومِن شَرِّ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ ما يَدِبُّ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِن السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (3)
كنز العمّال عن أبي عبيد اللّه الجدلي :كانَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام إذا أوى إلى فِراشِهِ قالَ : «عُذتُ بِالَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ مِنَ الشَّيطان
.
ص: 246
الرَّجيمِ» سَبعَ مَرّاتٍ . (1)
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ إذا أوى إلى فِراشِهِ : «اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلا شَيءَ قَبلَكَ ... أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» نَفَى اللّهُ عَنهُ الفَقرَ ، وصَرَفَ عَنهُ شَرَّ كُلِّ دابَّةٍ . (2)
الكافي عن مفضّل بن عمر :قالَ لي أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنِ استَطَعتَ ألّا تَبيتَ لَيلَةً حَتّى تَعَوَّذَ بِأَحَدَ عَشَرَ حَرفا . قُلتُ : أخبِرني بِها ؟ قالَ : قُل : «أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَلالِ اللّهِ ، وأعوذُ بِسُلطانِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَمالِ اللّهِ ، وأعوذُ بِدَفعِ اللّهِ ، وأعوذُ بِمَنعِ اللّهِ ، وأعوذُ بِجَمعِ اللّهِ ، وأعوذُ بِمُلكِ اللّهِ ، وأعوذُ بِوَجهِ اللّهِ ، وأعوذُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ وبَرَأَ وذَرَأَ» ، وتَعَوَّذ بِهِ كُلَّما شِئتَ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام :لا يَدَعِ الرَّجُلُ أن يَقولَ عِندَ مَنامِهِ : «اُعيذُ نَفسي وذُرِّيَّتي ، وأهلَ بَيتي ومالي ، بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ ، مِن كُلِ شَيطانٍ وهامَّةٍ ، ومِن كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ» فَذلِكَ الَّذي عَوَّذَ بِهِ جَبرَئيلُ عليه السلام الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام . (4)
.
ص: 247
ج _ الاِستيقاظُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ _: أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، مِن هَمزِهِ (1) ونَفخِهِ ونَفثِهِ (2) . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ أنَّهُ كانَ يَقولُ إذَا استَيقَظَ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا اليَومِ ونورَهُ ، وهُداهُ وبَرَكَتَهُ ، وطَهورَهُ ومُعافاتِهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَهُ وخَيرَ ما فيهِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّهِ وشَرِّ ما بَعدَهُ . (4)
د _ الرُّؤيَا المَكروهَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن رَأى في مَنامِهِ خَيرا فَليَحمَدِ اللّهَ وَليَشكُرهُ ، ومَن رَأى غَيرَ ذلِكَ فَليَستَعِذ بِاللّهِ فَلا يَذكُرها ، فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُم في مَنامِهِ ما يَكرَهُ ، فَليَنفُث (6) عَن يَسارِهِ ثَلاثا ، وَليَستَعِذ بِاللّهِ مِمّا رَأى . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُم رُؤيا يَكرَهُها فَليَتَحَوَّل ، وَليَتفُل عَن يَسارِهِ ثَلاثا ، وَليَسأَلِ اللّه
.
ص: 248
مِن خَيرِها ، وَليَتَعَوَّذ مِن شَرِّها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُم رُؤيا يُحِبُّها فَإِنَّما هِيَ مِنَ اللّهِ ، فَليَحمَدِ اللّهَ عَلَيها وَليُحَدِّث بِها ، وإذا رَأى غَيرَ ذلِكَ مِمّا يَكرَهُ فَإِنَّما هِيَ مِنَ الشَّيطانِ ، فَليَستَعِذ مِن شَرِّها ولا يَذكُرها لِأَحَدٍ ، فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :الرُّؤيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللّهِ ، فَإِذا رَأى أحَدُكُم ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّث بِهِ إلّا مَن يُحِبُّ ، وإذا رَأى ما يَكرَهُ فَليَتَعَوَّذ بِاللّهِ مِن شَرِّها ومِن شَرِّ الشَّيطانِ ، وَليَتفُل ثَلاثا ، ولا يُحَدِّث بِها أحَدا ، فَإِنَّها لَن تَضُرَّهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُم رُؤيا يَكرَهُها فَليَتفُل عَن يَسارِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ لِيَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمِ (4) الشَّيطانِ ، وسَيِّئاتِ الأَحلامِ» ، فَإِنَّها لا تَكونُ شَيئا . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا رَأى أحَدُكُم في مَنامِهِ ما يَكرَهُ فَليَقُل : «أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِكَةُ اللّهِ ورُسُلُهُ مِمّا رَأَيتُ في مَنامي هذا ، أن يُصيبَني بَلاءٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ» ، وَليَتفُل عَن
.
ص: 249
شِمالِهِ ثَلاثا ، فَإِنَّها لا تَضُرُّهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِفاطِمَةَ عليهاالسلامفي رُؤياهَا الَّتي رَأَتها : قولي : «أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِكَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ ، وأنبِياؤُهُ المُرسَلونَ ، وعِبادُهُ الصّالِحونَ ، مِن شَرِّ ما رَأَيتُ في لَيلَتي هذِهِ ، أن يُصيبَني مِنهُ سوءٌ أو شَيءٌ أكرَهُهُ» ، ثُمَّ انقَلِبي (2) عَن يَسارِكِ ثَلاثَ مَرّاتٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ جَبرَئيلُ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : قُل يا مُحَمَّدُ إذا رَأَيتَ في مَنامِكَ شَيئا تَكرَهُهُ ، أو رَأى أحَدٌ مِنَ المُؤمِنينَ فَليَقُل : «أعوذُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِكَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ ، وأنبِياءُ اللّهِ المُرسَلونَ ، وعِبادُهُ الصّالِحونَ ، مِن شَرِّ ما رَأَيتُ مِن رُؤيايَ» ، وَيقرَأُ الحَمدَ ، وَالمُعَوِّذَتَينِ ، وقُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ ، ويَتفُلُ عَن يَسارِهِ ثَلاثَ تَفَلاتٍ ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ ما رَأى . (4)
عنه عليه السلام :إذا رَأَى الرَّجُلُ ما يَكرَهُ في مَنامِهِ فَليَتَحَوَّل عَن شِقِّهِ الَّذي كانَ عَلَيهِ نائِما وَليَقُل : «إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَ_نِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ لَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْ_ئا إِلَا بِإِذْنِ اللَّهِ» (5) ثُمَّ لِيَقُل : عُذتُ بِما عاذَت بِهِ مَلائِكَةُ اللّهِ المُقَرَّبونَ ، وأنبِياؤُهُ المُرسَلونَ ، وعِبادُهُ الصّالِحونَ ، مِن شَرِّ ما رَأَيتُ ، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (6)
.
ص: 250
ه _ الفَزَعُ والوَحشَةُمكارم الأخلاق :إن فَزِعتَ مِنَ اللَّيلِ فَقُل عَشرَ مَرّاتٍ : «أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ مِن غَضَبِهِ ، ومِن عِقابِهِ ، ومِن شَرِّ عِبادِهِ ، ومِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ [ وأعوذُ بِكَ رَبِّ] (1) أن يَحضُرونِ» فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَأمُرُ بِهِ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أصابَ أحَدا مِنكُم وَحشَةٌ ، أو نَزَلَ بِأَرضٍ مَجَنَّةٍ (3) فَليَقُل : أعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، مِن شَرِّ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن فِتَنِ اللَّيلِ ومِن طوارِقِ النَّهارِ إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ . (4)
و _ المُصيبَةُالإمام عليّ عليه السلام_ في دُعاءٍ يَلجَأُ فيهِ إلَى اللّهِ لِيَهدِيَهُ إلَى الرَّشادِ _: اللّهُمَّ إنَّكَ آنَسُ الآنِسينَ لِأَولِيائِكَ ... إن أوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِكرُكَ ، وإن صُبَّت عَلَيهِمُ المَصائِبُ لَجَؤوا إلَى الاِستِجارَةِ بِكَ ، عِلما بِأَنَّ أزِمَّةَ الاُمورِ بِيَدِكَ ، ومَصادِرَها عَن قَضائِكَ . (5)
عنه عليه السلام :إلهي ، كُلُّ مَكروبٍ إلَيكَ يَلتَجِئُ ، وكُلُّ مَحرومٍ لَكَ يَرتَجي . (6)
.
ص: 251
ز _ المَرَضُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ضَع يَدَكَ عَلَى الَّذي تَأَلَّمَ مِن جَسَدِكَ ، وقُل : «بِاسمِ اللّهِ» ثَلاثا ، وقُل سَبعَ مَرّاتٍ : «أعوذُ بِاللّهِ وقُدرَتِهِ مِن شَرِّ ما أجِدُ واُحاذِرُ» . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا وَجَدَ أحَدُكُم ألَما فَليَضَع يَدَهُ حيثُ يَجِدُ ألَمَهُ ، ثُمَّ لِيَقُل _ سَبعَ مَرّاتٍ _ : أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، مِن شَرِّ ما أجِدُ . (2)
مكارم الأخلاق :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا رَأى في جِسمِهِ بَثرَةً (3) عاذَ بِاللّهِ ، وَاستَكانَ لَهُ ، وجَأَرَ (4) إلَيهِ ، فَيُقالُ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ما هُوَ بَأسٌ ! فَيَقولُ : إنَّ اللّهَ إذا أرادَ أن يُعَظِّمَ صَغيرا عَظَّمَ ، وإذا أراد أن يُصَغِّرَ عَظيما صَغَّرَ . (5)
سنن الترمذي عن ابن عبّاس :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يُعَلِّمُهُم مِنَ الحُمّى ومِنَ الأَوجاعِ كُلِّها أن يَقولَ : بِاسمِ اللّهِ الكَبيرِ ، أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ ، مِن شَرِّ كُلِّ عِرقٍ نَعّارٍ (6) ، ومِن شَرِّ حَرِّ النّارِ . (7)
.
ص: 252
مكارم الأخلاق عن ابن عبّاس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُعَلِّمُنا مِنَ الأَوجاعِ كُلِّها وَالحُمّى وَالصُّداعِ : بِاسمِ اللّهِ الكَبيرِ ، أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ ، مِن شَرِّ كُلِّ عِرقٍ نَعّارٍ ، ومِن شرِّ حَرِّ النّارِ . وإذا رَفَعتَ يَدَكَ فَقُل : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ وقُدرَتِهِ عَلى ما يَشاءُ ، مِن شَرِّ ما أجِدُ . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :إذَا اشتَكَى الإِنسانُ فَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، ومُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ ، وأعوذُ بِقُدرَةِ اللّهِ عَلى ما يَشاءُ ، مِن شَرِّ ما أجِدُ . (2)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :إذا دَخَلتَ عَلى مَريضٍ فَقُل : «اُعيذُكَ بِاللّهِ العَظيمِ ، رَبِّ العَرشِ العَظيمِ ، مِن شَرِّ كُلِّ عِرقٍ نَفّارٍ (3) ، ومِن شَرِّ حَرِّ النّارِ» سَبعَ مَرّاتٍ . (4)
طبّ الأئمّة عن محمّد بن إبراهيم :دَخَلَ رَجُلٌ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام وقَد عَرَضَ لَهُ خَبلٌ (5) ، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ إذا أوَيتَ إلى فِراشِكَ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، آمَنتُ بِاللّهِ وكَفَرتُ بِالطّاغوتِ ، اللّهُمَّ احفَظني في مَنامي ويَقَظَتي ، أعوذُ بِعِزَّةِ اللّهِ وجَلالِهِ مِمّا أجِدُ وأحذَرُ . (6)
مكارم الأخلاق عن عثمان بن عيسى :شَكا رَجُلٌ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام : أنَّ بي زَحيرا (7) لا
.
ص: 253
يَسكُنُ ! فَقالَ : إذا فَرَغتَ مِن صَلاةِ اللَّيلِ فَقُل : اللّهُمَّ ما كانَ مِن خَيرٍ فَمِنكَ لا حَمدَ لي فيهِ ، وما عَمِلتُ مِن سوءٍ فَقَد حَذَّرتَنيهِ ولا عُذرَ لي فيهِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَّكِلَ عَلى ما لا حَمدَ لي فيهِ ، أو آمَنَ ما لا عُذرَ لي فيهِ . (1)
ح _ الاِحتِضارُطبّ الأئمّة عن حريز بن عبد اللّه عن الإمام الباقر عليه السلام :إذا دَخَلتَ عَلى مَريضٍ وهُوَ فِي النَّزعِ الشَّديدِ فَقُل لَهُ : اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ يُخَفِّفِ اللّهُ عَنكَ : «أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ ، رَبِّ العَرشِ الكَريمِ ، مِن كُلِّ عِرقٍ نَفّارٍ ومِن شَرِّ حَرِّ النّارِ» سَبعَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ لَقِّنهُ كَلِماتِ الفَرَجِ . (2)
5 / 11تِلكَ الأَوقاتُأ _ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ غُروبِهاالإمام الصادق عليه السلام :تَقولُ : «أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِن هَمَزاتِ الشَّياطينِ ، وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحضُرونِ ، إنَّ اللّهَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ» عَشرَ مَرّاتٍ ، قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقَبلَ الغُروبِ ، فَإِن نَسيتَ قَضَيتَ كَما تَقضِي الصَّلاةَ إذا نَسيتَها . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ إبليسَ إنَّما يَبُثُّ جُنودَ اللَّيلِ مِن
.
ص: 254
حينِ تَغيبُ الشَّمسُ إلى مَغيبِ الشَّفَقِ ، ويَبُثُّ جُنودَ النَّهارِ مِن حينِ يَطلُعُ الفَجرُ إلى مَطلَعِ الشَّمسِ . وذَكَرَ أنَّ نَبِيَّ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : أكثِروا ذِكرَ اللّهِ عز و جلفي هاتَينِ السّاعَتَينِ ، وتَعَوَّذوا بِاللّهِ عز و جل مِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وعَوِّذوا صِغارَكُم في هاتَينِ السّاعَتَينِ ؛ فَإِنَّهُما ساعَتا غَفلَةٍ . (1)
الكافي عن سليمان الجعفري :سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ : إذا أمسَيتَ فَنَظَرتَ إلَى الشَّمسِ في غُروبٍ وإدبارٍ فَقُل : «بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ... وأعوذُ بِوَجهِ اللّهِ الكَريمِ ، وبِاسمِ اللّهِ العَظيمِ ، مِن شَرِّ ما بَرَأَ وذَرَأَ، ومِن شَرِّ ما تَحتَ الثَّرى ، ومِن شَرِّ ما بَطَنَ وظَهَرَ ، ومِن شَرِّ ما وَصَفتُ وما لَم أصِف ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ» ذَكَرَ أنَّها أمانٌ مِن كُلِّ سَبُعٍ ، ومِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وذُرِّيَّتِهِ ، وكُلِّ ما عَضَّ أو لَسَعَ ، ولا يَخافُ صاحِبُها إذا تَكَلَّمَ بِها لِصّا ولا غولاً (2) . (3)
ب _ كُلُّ صَباحٍ ومَساءٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أصبَحَ أحَدُكُم فَليَقُل : «أصبَحنا وأصبَحَ المُلكُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذَا اليَومِ ، فَتحَهُ ونَصرَهُ ، ونورَهُ وبَرَكَتَهُ وهُداهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما فيهِ ، وشَرِّ ما بَعدَهُ» ، ثُمَّ إذا أمسى فَليَقُل مِثلَ ذلِكَ . (4)
.
ص: 255
المعجم الكبير عن البراء بن عازب :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا أصبَحَ وأمسى : أصبَحنا وأصبَحَ المُلكُ للّهِِ ، وَالحَمدُ للّهِِ لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ خَيرَ هذَا اليَومِ وخَيرَ ما بَعدَهُ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ هذَا اليَومِ وشَرِّ ما بَعدَهُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وسوءِ الكِبَرِ (1) ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ النّارِ . (2)
صحيح مسلم عن عبد اللّه [ بن مسعود] :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أمسى قالَ : أمسَينا وأمسَى المُلكُ للّهِِ ، وَالحَمدُ للّهِِ لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِ هذِهِ اللَّيلَةِ وخَيرِ ما فيها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ ، وسوءِ الكِبَرِ ، وفِتنَةِ الدُّنيا ، وعَذابِ القَبرِ . (3)
مسند أبي يعلى عن أنس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَدعو بِهذِهِ الدَّعَواتِ إذا أصبَحَ وإذا أمسى : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن فَجأَةِ الخَيرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فَجأَةِ الشَّرِّ» ، فَإِنَّ العَبدَ لا يدري ما يَفجَؤُهُ إذا أصبَحَ وإذا أمسى . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ فيما يُقالُ عِندَ الصَّباحِ وَالمَساءِ _: اللّهُمَّ ... فَإِنّا نَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ أنفُسِنا ، ومِن شَرِّ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وشِركِهِ ، وأن نَقتَرِفَ سوءا عَلى أنفُسِنا ، أو نَجُرَّهُ إلى مُسلِمٍ . (5)
.
ص: 256
سنن أبي داوود عن ابن عمر :لَم يَكُن رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَدَعُ هؤُلاءِ الدَّعَواتِ حينَ يُمسي وحينَ يُصبِحُ : ... اللّهُمَّ احفَظني مِن بَينِ يَدَيَّ ومِن خَلفي ، وعَن يَميني وعَن شِمالي ومِن فَوقي ، وأعوذُ بِعَظَمَتِكَ أن اُغتالَ مِن تَحتي _ يَعنِي الخَسفَ _ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ : «رَبِّيَ اللّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ ... أعوذُ بِاللّهِ الَّذي يُمسِكُ السَّماءَ أن تَقَعَ عَلَى الأَرضِ إلّا بِإِذنِهِ ، مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ» لَم يُصِبهُ في نَفسِهِ ولا أهلِهِ ولا مالِهِ شَيءٌ يَكرَهُهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «أعوذُ بِاللّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، وقَرَأَ ثَلاثَ آياتٍ مِن آخِرِ سورَةِ الحَشرِ ، وَكَّلَ اللّهُ بِهِ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ ، يُصَلّونَ عَلَيهِ حَتّى يُمسِيَ ، وإن ماتَ في ذلِكَ اليَومِ ماتَ شَهيدا . ومَن قالَها حينَ يُمسي ، كانَ بِتِلكَ المَنزِلَةِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَلِيّا صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ وآلِهِ ، كانَ يَقولُ إذا أصبَحَ : «سُبحانَ اللّهِ المَلِكِ القُدّوسِ» ثَلاثا ، «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، ومِن تَحويلِ عافِيَتِكَ ، ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِكَ ، ومِن دَركِ الشَّقاءِ ، ومِن شَرِّ ما سَبَقَ فِي اللَّيلِ ...» . (4)
عنه عليه السلام :إذا أصبَحتَ فَقُل : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ وذَرَأت
.
ص: 257
وبَرَأتَ في بِلادِكَ وعِبادِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِجَلالِكَ وجَمالِكَ ، وحِلمِكَ وكَرَمِكَ ، كَذا وكَذا . (1)
عنه عليه السلام :تَقولُ إذا أصبَحتَ وأمسَيتَ : اللّهُمَّ بِكَ نُمسي وبِكَ نُصبِحُ ، وبِك نَحيا وبِكَ نَموتُ وإلَيكَ نَصيرُ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أذِلَّ أو اُذَلَّ ، أو أضِلَّ أو اُضَلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ فيما يُقالُ كُلَّ يَومٍ عِندَ الصَّباحِ _: أعوذُ بِكَ اللّهُمَّ أن أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أعتَدِيَ أو يُعتَدى عَلَيَّ ، أو أكتَسِبَ خَطيئَةً مُحبِطَةً (3) أو ذَنبا لا يُغفَرُ . (4)
ج _ كُلُّ يَومٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تَقولُ كُلَّ يَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُشرِكَ وأنَا أعلَمُ ، وأستَغفِرُكَ لِما لا أعلَمُ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ يَقولُ كُلَّ يَومٍ سَبعَ مَرّاتٍ : «أسأَلُ اللّهَ الجَنَّةَ ، وأعوذُ بِهِ مِنَ النّارِ» إلّا قالَتِ النّارُ : يا رَبِّ أعِذهُ مِنّي . (6)
.
ص: 258
د _ يَومُ الجُمُعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في بَيانِ فَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ _: اليَومُ المَوعودُ يَومُ القِيامَةِ ، وَاليَومُ المَشهودُ يَومُ عَرَفَةَ ، وَالشّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ ، وما طَلَعَتِ الشَّمسُ ولا غَرَبَت عَلى يَومٍ أفضَلَ مِنهُ ، فيهِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُؤمِنٌ يَدعُو اللّهَ بِخَيرٍ إلَا استَجابَ اللّهُ لَهُ ، ولا يَستَعيذُ مِن شَرٍّ إلّا أعاذَهُ اللّهُ مِنهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ جَبرَئيلَ أتاني ... قالَ : هذِهِ الجُمُعَةُ ... لَكُم فيها ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّهَ مَسأَلَةً فيها وهِيَ لَهُ قِسمٌ فِي الدُّنيا إلّا أعطاها ، وإن لَم يَكُن لَهُ قِسمٌ فِي الدُّنيا ذُخِرَت لَهُ فِي الآخِرَةِ أفضَلَ مِنها ، وإن تَعَوَّذَ بِاللّهِ مِن شَرِّ ما هُوَ عَلَيهِ مَكتوبٌ صَرَفَ اللّهُ عَنهُ ما هُوَ أعظَمُ مِنهُ . (2)
ه _ لَيلَةُ السَّبتِالإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في لَيلَةِ السَّبتِ بَعدَما صَلّى ما شاءَ _: يا رَبِّ ، أعوذُ بِكَ في هذِهِ اللَّيلَةِ وفي هذَا اليَومِ ، مِن كُلِّ سوءٍ فَأَعِذني ، وأستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني ، وأستَتِرُ بِكَ مِن شَرِّ خَلقِكَ فَاستُرني ، وأستَغفِرُكَ مِن ذُنوبي فَاغفِر لي ، إنَّهُ لا يَغفِرُ العَظيمَ إلَا العَظيمُ ، وأنتَ العَظيمُ العَظيمُ العَظيمُ ، أعظَمُ مِن كُلِّ عَظيمٍ . (3)
و _ يَومُ الإِثنَينِالإمام زين العابدين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ الإِثنَينِ _: اللّهُمَّ اجعَل أَوَّلَ يَومي هذا
.
ص: 259
صَلاحا ، وأوسَطَهُ فَلاحا ، وآخِرَهُ نَجاحا ، وأعوذُ بِكَ مِن يَومٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ (1) ، وأوسَطُهُ جَزَعٌ (2) ، وآخِرُهُ وَجَعٌ . (3)
ز _ شَهرُ رَمَضانَالإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعاءٍ كانَ يَدعو بِهِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنَ العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: إلهي ، وأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ ، وبِجَلالِكَ العَظيمِ ، أن تَنقَضِيَ أيّامُ شَهرِ رَمَضانَ ولَياليهِ ، ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُؤاخِذُني بِهِ ، أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تَقتَصَّها مِنّي لَم تَغفِرها لي . (4)
عنه عليه السلام :تَقولُ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ في كُلِّ لَيلَةٍ : أعوذُ بِجَلالِ وَجهِكَ الكَريمِ أن يَنقَضِيَ عَنّي شَهرُ رَمَضانَ ، أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ ، ولَكَ قِبَلي ذَنبٌ أو تَبِعَةٌ تُعَذِّبُني عَلَيهِ . (5)
عنه عليه السلام :مَن وَدَّعَ شَهرَ رَمَضانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ ، وقالَ : «اللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن صِيامي لِشَهرِ رَمَضانَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَطلُعَ فَجرُ هذِهِ اللَّيلَةِ ، إلّا وقَد غَفَرتَ لي» غَفَرَ اللّهُ تَعالى لَهُ قَبلَ أن يُصبِحَ ، ورَزَقَهُ الإِنابَةَ إلَيهِ . (6)
عنه عليه السلام :إذا كانَت آخِرُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ فَقُل : اللّهُمَّ هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أنزَلتَ فيهِ القُرآنَ وقَد تَصَرَّمَ (7) ، وأعوذُ بِوَجهِكَ الكَريمِ يا رَبِّ ، أن يَطلُع
.
ص: 260
الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ ، أو يَتَصَرَّمَ شَهرُ رَمَضانَ ، ولَكَ قِبَلي تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ تُريدُ أن تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في فَضلِ شَهرِ رَمَضانَ _: أيُّهَا النّاسُ ... لا غِنى بِكُم عَن أربَعِ خِصالٍ ، خَصلَتَينِ تُرضونَ اللّهَ بِهِما ، وخَصلَتَينِ لا غِنى بِكُم عَنهُما ... وأمَّا اللَّتانِ لا غِنى بِكُم عَنهُما : فَتَسأَلونَ اللّهَ فيهِ حَوائِجَكُم وَالجَنَّةَ ، وتَسأَلونَ العافِيَةَ ، وتَعوذونَ بِهِ مِنَ النّارِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِهِ تَعالى : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (3) _: هِيَ لَيلَةُ القَدرِ ... وهِيَ فِي العَشرِ الأَواخِرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، فَمَن أدرَكَها _ أوقالَ شَهِدَها _ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، يُصَلّي عِندَهُ رَكعَتَينِ أو ما تَيَسَّرَ لَهُ ، وسَأَلَ اللّهَ تَعالَى الجَنَّةَ ، وَاستَعاذَ بِهِ مِنَ النّارِ ، آتاهُ اللّهُ تَعالى ما سَأَلَ ، وأعاذَهُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ . (4)
ح _ يَومُ عَرَفَةَالإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السلام : ألا اُعَلِّمُكَ دُعاءَ يَومِ عَرَفَةَ ، وهُوَ دُعاءُ مَن كانَ قَبلي مِنَ الأَنبِياءِ عليهم السلام ؟ قالَ : تَقولُ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ... اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ ، ومِن وَساوِسِ الصُّدورِ ، ومِن شَتاتِ الأَمرِ ، ومِن عَذابِ القَبرِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ الرِّياحِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما تَجيءُ بِهِ الرِّياحُ ، وأسأَ لُكَ خَيرَ اللَّيلِ وخَيرَ النَّهارِ . (5)
.
ص: 261
ط _ يَومُ القِتالِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعائِهِ يَومَ اُحُدٍ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ النَّعيمَ المُقيمَ الَّذي لا يَحولُ (1) ولا يَزولُ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ النَّعيمَ يَومَ العَيلَةِ (2) ، وَالأَمنَ يَومَ الخَوفِ ، اللّهُمَّ [إنّي] (3) عائِذٌ بِكَ مِن شَرِّ ما أعطَيتَنا وشَرِّ ما مَنَعتَنا ، اللّهُمَّ حَبِّب إلَينَا الإِيمانَ وزَيِّنهُ في قُلوبِنا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ في دُعائِهِ يَومَ الأَحزابِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِنورِ قُدسِكَ ، وعَظَمَةِ طَهارَتِكَ ، وبَرَكَةِ جَلالِكَ ، مِن كُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ . (5)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعائِهِ عِندَ القِتالِ _: اللّهُمَّ وأعوذُ بِكَ _ عِندَ ذلِكَ _ مِنَ الجُبنِ عِندَ مَوارِدِ الأَهوالِ ، ومِنَ الضَّعفِ عِندَ مُساوَرَةِ (6) الأَبطالِ ، ومِنَ الذَّنبِ المُحبِطِ لِلأَعمالِ فَاُحجِمَ مِن شَكٍّ ، أو أمضِيَ (7) بِغَيرِ يَقينٍ ، فَيَكونَ سَعيي في تَبابٍ (8) وعَمَلي غَيرَ مَقبولٍ . (9)
.
ص: 262
ي _ عِندَ هُبوبِ الرِّياحِ العاصِفَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَسُبُّوا الرّيحَ ، وعوذوا بِاللّهِ مِن شَرِّها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَسُبُّوا الرّيحَ ، فَإِذا رَأَيتُم ما تَكرَهونَ فَقولوا : اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ مِن خَيرِ هذِهِ الرّيحِ وخَيرِ ما فيها ، وخَيرِ ما اُمِرَت بِهِ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ هذِهِ الرّيحِ وشَرِّ ما فيها ، وشَرِّ ما اُمِرَت بِهِ . (2)
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا عَصَفَتِ الرّيحُ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَها وخَيرَ ما فيها وخَيرَ ما اُرسِلَت بِهِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها وشَرِّ ما اُرسِلَت بِهِ . (3)
الدعاء عن عثمان بن أبي العاص :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذَا اشتَدَّتِ الرّيحُ الشِّمالُ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما اُرسِلَت بِهِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ الرّيحِ ومِن شَرِّ ما تَجيءُ بِهِ الرّيحُ ، ومِن ريحِ الشِّمالِ فَإِنَّهَا الرّيحُ العَقيمُ (5) . (6)
.
ص: 263
المعجم الكبير عن ابن عبّاس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا هاجَت ريحٌ استَقبَلَها بِوَجهِهِ ، وجَثا عَلى رُكبَتَيهِ ، ومَدَّ بِيَدَيهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذِهِ الرّيحِ وخَيرَ ما اُرسِلَت بِهِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما اُرسِلَت بِهِ ، اللّهُمَّ اجعَلها رَحمَةً ولا تَجعَلها عَذابا ، اللّهُمَّ اجعَلها رِياحا (1) ولا تَجعَلها ريحا . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :الرِّياحُ خَمسَةٌ ، مِنهَا العَقيمُ ، فَنَعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّها . (3)
الإمام الباقر عليه السلام :ما بَعَثَ اللّهُ عز و جل ريحا إلّا رَحمَةً أو عَذابا ، فَإِذا رَأَيتُموها فَقولوا : «اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ خَيرَها وخَيرَ ما اُرسِلَت لَهُ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما اُرسِلَت لَهُ» ، وكَبِّروا ، وَارفَعوا أصواتَكُم بِالتَّكبيرِ فَإِنَّهُ يَكسِرُها . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا هَبَّتِ الرِّياحُ فَأَكثِر مِنَ التَّكبيرِ ، وقُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ ما هاجَت بِهِ الرِّياحُ وخَيرَ ما فيها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها ، اللّهُمَّ اجعَلها عَلَينا رَحمَةً وعَلَى الكافِرينَ عَذابا ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (5)
ك _ عِندَ سَماعِ صَوتِ بَعضِ الحَيَواناتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُم نُباحَ الكِلابِ ونَهيقَ الحُمُرِ بِاللَّيلِ ، فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَين
.
ص: 264
ما لا تَرَونَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُم نُباحَ الكَلبِ ونَهيقَ الحَميرِ ، فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، فَإِنَّهُم يَرَونَ ولا تَرَونَ ، فَافعَلوا ما تُؤمَرونَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إيّاكُم وَالسَمَرَ (3) بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، وإذا تَناهَقَتِ الحُمُرُ مِنَ اللَّيلِ ، فَاستَعيذوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا سَمِعتُم صِياحَ الدِّيَكَةِ ، فَاسأَ لُوا اللّهَ مِن فَضلِهِ ؛ فَإِنَّها رَأَت مَلَكا ، وإذا سَمِعتُم نَهيقَ الحِمارِ ، فَتَعَوَّذوا بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ ؛ فَإِنَّهُ رَأى شَيطانا . (5)
5 / 12تِلكَ الأَماكِنُأ _ عَرَفاتٌالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَقَفَ بِعَرَفاتٍ ، فَلَمّا هَمَّتِ الشَّمسُ أن تَغيبَ قَبلَ أن
.
ص: 265
تَندَفِعَ (1) قالَ (2) : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ ومِن تَشَتُّتِ الأَمرِ ، ومِن شَرِّ ما يَحدُثُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، أمسى ظُلمي مُستَجيرا بِعَفوِكَ ، وأمسى خَوفي مُستَجيرا بِأَمانِكَ ، وأمسى ذُلّي مُستَجيرا بِعِزِّكَ ، وأمسى وَجهِيَ الفاني مُستَجيرا بِوَجهِكَ الباقي ، يا خَيرَ مَن سُئِلَ ، ويا أجوَدَ مَن أعطى ، جَلِّلني بِرَحمَتِكَ ، وألبِسني عافِيَتَكَ ، وَاصرِف عَنّي شَرَّ جَميعِ خَلقِكَ . (3)
عنه عليه السلام :إذا وَقَفتَ بِعَرَفاتٍ ، فَاحمَدِ اللّهَ وهَلِّلهُ ، ومَجِّدهُ وأثنِ عَلَيهِ ، وكَبِّرهُ مِئَةَ تَكبيرَةٍ ، وَاقرَأ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، وتَخَيَّر لِنَفسِكَ مِنَ الدُّعاءِ ما أحبَبتَ ، وَاجتَهِد فَإِنَّهُ يَومُ دُعاءٍ ومَسأَلَةٍ ، وتَعَوَّذ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ ، فَإِنَّ الشَّيطانَ لَن يُذهِلَكَ (4) في مَوضِعٍ أحَبَّ إلَيهِ مِن أن يُذهِلَكَ في ذلِكَ المَوضِعِ . (5)
الكافي عن هارون بن خارجة ، قال :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ في آخِرِ كَلامِهِ حينَ أفاضَ (6) : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أقطَعَ رَحِما ، أو اُوذِيَ جارا . (7)
.
ص: 266
ب _ الكَعبَةُالإمام عليّ عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُهُ إذا مَرَّ بِالرُّكنِ اليَمانِيِّ _: بِاسمِ اللّهِ وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ وَالذُّلِّ ، ومَواقِفِ الخِزيِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الكَعبَةِ وهُوَ ساجِدٌ _: أعوذُ بِكَ اليَومَ فَأَعِذني ، وأستَجيرُ بِكَ فَأَجِرني ، وأستَعينُ بِكَ عَلَى الضَّرّاءِ فَأَعِنّي ، وأستَنصِرُكَ فَانصُرني ، وأتَوَكَّلُ عَلَيكَ فَاكفِني . (2)
عنه عليه السلام_ لِعَبدِ اللّهِ بنِ سِنانٍ _: إذا كُنتَ فِي الطَّوافِ السّابِعِ فَائتِ المُتَعَوَّذَ (3) ، وهُوَ إذا قُمتَ في دُبُرِ الكَعبَةِ حِذاءَ البابِ ، فَقُل : «اللّهُمَّ ، البَيتُ بَيتُكَ ، وَالعَبدُ عَبدُكَ ، وهذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ ، اللّهُمَّ مِن قِبَلِكَ الرَّوحُ (4) وَالفَرَجُ» ، ثُمَّ استَلِمِ الرُّكنَ اليَمانِيَّ ، ثُمَّ ائتِ الحَجَرَ فَاختِم بِهِ . (5)
عنه عليه السلام :إذا فَرَغتَ مِن طَوافِكَ ، وبَلَغتَ مُؤَخَّرَ الكَعبَةِ _ وهُوَ بِحِذاءِ المُستَجارِ دونَ الرُّكنِ اليَمانِيِّ بِقَليلٍ _ فَابسُط يَدَيكَ عَلَى البَيتِ ، وألصِق بَطنَكَ وخَدَّكَ بِالبَيتِ ، وقُل : «اللّهُمَّ ، البَيتُ بَيتُكَ ، وَالعَبدُ عَبدُكَ ، وهذا مَكانُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ» ، ثُمَّ أقِرَّ لِرَبِّكَ بِما عَمِلتَ ، فَإِنَّهُ لَيسَ مِن عَبدٍ مُؤمِنٍ يُقِرُّ لِرَبِّهِ بِذُنوبِهِ في هذَا المَكانِ ، إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ إن
.
ص: 267
شاءَ اللّهُ ... ثُمَّ تَستَجيرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ، وتَخَيَّرُ لِنَفسِكَ مِنَ الدُّعاءِ . (1)
ج _ المَسجِدُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ العَبدُ المَسجِدَ وقالَ : «أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» ، قالَ الشَّيطانُ الرَّجيمُ : كَسَرَ ظَهري ، وكَتَبَ اللّهُ لَهُ بِها عِبادَةَ سَنَةٍ . وإذا خَرَجَ مِنَ المَسجِدِ وقالَ مِثلَ ذلِكَ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعرَةٍ عَلى بَدَنِهِ مِئَةَ حَسَنَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ مِئَةَ دَرَجَةٍ . (2)
جامع الأخبار :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُمنى ويَقولُ : «بِاسمِ اللّهِ وعَلَى اللّهِ تَوَكَّلتُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، وإذا خَرَجَ يَضَعُ رِجلَهُ اليُسرى ويَقولُ : «بِاسمِ اللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» . ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ، مَن دَخَلَ المَسجِدَ وقالَ كَما قُلتُ ، تَقَبَّلَ اللّهُ [ صَلاتَهُ] (3) . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَقولُهُ إذا دَخَلَ المَسجِدَ _: أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ ، وبِوَجهِهِ الكَريمِ ، وسُلطانِهِ القَديمِ ، مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَدَكُم إذا أرادَ أن يَخرُجَ مِنَ المَسجِدِ تَداعَت (6) جُنودُ إبليسَ وأجلَبَت (7) ، وَاجتَمَعَت كَما تَجتَمِعُ النَّحلُ عَلى يَعسوبِها ، فَإِذا قامَ أحَدُكُم عَلى بابِ المَسجِدِ ، فَليَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن إبليسَ وجُنودِهِ» فَإِنَّهُ إذا قالَها لَم يَضُرَّهُ . (8)
.
ص: 268
د _ الحَمّامُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :نِعمَ البَيتُ يَدخُلُهُ المُسلِمُ بَيتُ الحَمّامِ ، وذاكَ أنَّهُ إذا دَخَلَهُ _ يَعني _ سَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ ، وَاستَعاذَ بِاللّهِ مِنَ النّارِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام_ فيما يُقالُ عِندَ دُخولِ الحَمّامِ _: إذا دَخَلتَ البَيتَ الأَوَّلَ فَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي وأستَعيذُ بِكَ مِن أذاهُ» ... وإذا دَخَلتَ البَيتَ الثّالِثَ فَقُل : «نَعوذُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ ونَسأَ لُهُ الجَنَّةَ» تُرَدِّدُها إلى وَقتِ خُروجِكَ . 2
ه _ السّوقُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَقولُهُ إذا دَخَلَ السّوقَ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِ هذَا السّوقِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالفُسوقِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ أيضا _: بِاسمِ اللّهِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ هذِهِ السّوقِ وخَيرَ ما فيها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ ما فيها ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُصيبَ فيها يَمينا فَاجِرَةً ، أو صَفقَة
.
ص: 269
خاسِرَةً . (1)
الغارات عن النعمان بن سعد :كانَ [ الإِمامُ عَلِيٌّ عليه السلام ] يَخرُجُ إلَى السّوقِ ومَعَهُ الدِّرَّةُ (2) ، فَيَقولُ : إنّي أعوذُ بِكَ مِن الفُسوقِ ، ومِن شَرِّ هذِهِ السّوقِ . (3)
كتاب من لا يحضره الفقيه عن سدير :قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : يا أبَا الفَضلِ ، أما لَكَ فِي السّوقِ مَكانٌ تَقعُدُ فيهِ تُعامِلُ النّاسَ ؟ قالَ : قُلتُ : بَلى . قالَ : اِعلَم أنَّهُ ما مِن رَجُلٍ يَغدو ويَروحُ إلى مَجلِسِهِ وسوقِهِ فَيَقولُ حينَ يَضَعُ رِجلَهُ فِي السّوقِ : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَها وخَيرَ أهلِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها» إلّا وَكَّلَ اللّهُ عز و جلبِهِ مَن يَحفَظُهُ ويَحفَظُ عَلَيهِ حَتّى يَرجِعَ إلى مَنزِلِهِ ، فَيَقولُ لَهُ : قَد أجَرتُكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها يَومَكَ هذا . فَإِذا جَلَسَ مَكانَهُ حينَ يَجلِسُ فَيَقولُ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن فَضلِكَ حَلالاً طَيِّبا ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أظلِمَ أو اُظلَمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن صَفقَةٍ خاسِرَةٍ ، ويَمينٍ كاذِبَةٍ» فَإِذا قالَ ذلِكَ ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ : أبشِر فَما في سوقِكَ اليَومَ أحَدٌ أوفَرُ نَصيبا مِنكَ ، وسَيَأتيكَ ما قَسَمَ اللّهُ لَكَ مُوَفَّرا حَلالاً طَيِّبا مُبارَكا فيهِ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن دَخَلَ سوقا فَقالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الظُّلمِ وَالمَأثَمِ وَالمَغرَمِ (5) » كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِنَ الحَسَنات
.
ص: 270
عَدَدَ مَن فيها مِن فَصيحٍ وأعجَمَ . (1)
عنه عليه السلام :إذا دَخَلتَ سوقَكَ فَقُل : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِها وخَيرِ أهلِها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّها وشَرِّ أهلِها ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أبغِيَ أو يُبغى عَلَيَّ ، أو أعتَدِيَ أو يُعتَدى عَلَيَّ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وشَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وحَسبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ . (2)
و _ الخَلاءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ هذِهِ الحُشوشَ (3) مُحتَضَرَةٌ ، فَإِذا أتى أحَدُكُمُ الخَلاءَ فَليَقُل : أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبائِثِ . (4)
صحيح البخاري عن أنس :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ الخَلاءَ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبائِثِ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَعجِز أحَدُكُم إذا دَخَلَ مِرفَقَهُ (6) أن يَقولَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ ، الخَبيثِ المُخبِثِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (7)
.
ص: 271
كتاب من لا يحضره الفقيه :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا أرادَ دُخولَ المُتَوَضَّأِ (1) قالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ ، الخَبيثِ المُخبِثِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، اللّهُمَّ أمِط (2) عَنِّي الأَذى ، وأعِذني مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (3)
الكافي عن أبي اُسامة :كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنَ المُغيرِيَّةِ (4) عَن شَيءٍ مِنَ السُّنَنِ فَقالَ : ما مِن شَيءٍ يَحتاجُ إلَيهِ أحَدٌ مِن وُلدِ آدَمَ إلّا وقَد جَرَت فيهِ مِنَ اللّهِ ومِن رَسولِهِ سُنَّةٌ ، عَرَفَها مَن عَرَفَها وأنكَرَها مَن أنكَرَها . فَقالَ رَجُلٌ : فَمَا السُّنَّةُ في دُخولِ الخَلاءِ ؟ قالَ : تَذكُرُ اللّهَ ، وتَتَعَوَّذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن كَثُرَ عَلَيهِ السَّهوُ فِي الصَّلاةِ ، فَليَقُل إذا دَخَلَ الخَلاءَ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الرِّجسِ النَّجِسِ ، الخَبيثِ المُخبِثِ ، الشَّيطانِ الرَّجيمِ . (6)
.
ص: 272
. .
ص: 273
الفَصلُ السّادِسُ: الاستعاذات المأثورة6 / 1الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عافِيَتِكَ ، وفُجاءَةِ نَقِمَتِكَ ، وجَميعِ سَخَطِكَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِمّا دَعا بِهِ فِي السُّجودِ لَيلاً _: أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِرَحمَتِكَ مِن نَقِمَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، لا أبلُغُ مَدحَكَ وَالثَّناءَ عَلَيكَ ، أنتَ كَما أثنَيتَ عَلى نَفسِكَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ ، وَالكَسَلِ ، وعَذابِ القَبرِ . (3)
.
ص: 274
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ ، وَالهَرَمِ ، وفِتنَةِ الصَّدرِ ، وعَذابِ القَبرِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ ، وَالهَرَمِ ، وَالجُبنِ ، وَالبُخلِ ، وفِتنَةِ الدَّجّالِ ، وعَذابِ القَبرِ . (2)
سنن النسائي عن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَتَعَوَّذُ مِن خَمسٍ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ ، وَالبُخلِ ، وسوءِ العُمُرِ ، وفِتنَةِ الصَّدرِ ، وعَذابِ القَبرِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالفَقرِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ ، وعَذابِ القَبرِ ، وفِتنَةِ المَحيا ، وفِتنَةِ المَماتِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ بَعدَ اليَقينِ ، وأعوذُ بِكَ مِن مُقارَنَةِ الشَّياطينِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ يَومِ الدّينِ . (6)
.
ص: 275
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ ، وشَماتَةِ (1) الأَعداءِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ ، ومِن بَوارِ الأَيِّمِ ، ومِنَ الجوعِ ؛ فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجيعُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الجوعِ ؛ فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجيعُ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الخِيانَةِ ؛ فَإِنَّها بِئسَتِ البِطانَةُ (4) . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ النّارِ ، وعَذابِ النّارِ ، ومِن شَرِّ الغِنى وَالفَقرِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عَذابِ جَهَنَّمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجّالِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَحيا وَالمَماتِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ ، وَالحَزَنِ ، وَالعَجزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبنِ ، وَالبُخلِ ،
.
ص: 276
وضَلَعِ الدَّينِ (1) ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن يَومِ السَّوءِ ، ومِن لَيلَةِ السَّوءِ ، ومِن ساعَةِ السَّوءِ ، ومِن صاحِبِ السَّوءِ ، ومِن جارِ السَّوءِ في دارِ المُقامَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن مُناجاتِهِ في طَلَبِ الحاجَةِ _: أعِذنِي اللّهُمَّ رَبِّ بِكَرَمِكَ مِنَ الخَيبَةِ (4) وَالقُنوطِ (5) ، وَالأَناةِ (6) وَالتَّثبيطِ (7) ، بِهَنيءِ إجابَتِكَ وسابِغِ مَوهِبَتِكَ ، إنَّكَ وَلِيٌّ ، وبِالمَنائِحِ الجَزيلَةِ مَلِيٌّ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وبِكُلِّ شَيءٍ مُحيطٌ . (8)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن حُلولِ البَلاءِ ، ومِن دَركِ (9) الشَّقاءِ ، وشَماتَةِ الأَعداءِ . (10)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن سوءِ القَضاءِ ، وسوءِ القَدَرِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِى ¨
.
ص: 277
الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ وَالقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أظلِمَ أو اُظلَمَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ البُخلِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الجُبنِ ، وأعوذُ بِكَ أن اُرَدَّ إلى أرذَلِ (3) العُمُرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ الدُّنيا ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبنِ ، وَالهَرَمِ ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَحيا وَالمَماتِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ ، وَالمَأثَمِ وَالمَغرَمِ ، ومِن فِتنَةِ القَبرِ وعَذابِ القَبرِ ، ومِن فِتنَةِ النّارِ وعَذابِ النّارِ ، ومِن شَرِّ فِتنَةِ الغِنى ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ الفَقرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ المَسيحِ الدَّجّالِ . (6)
.
ص: 278
عنه صلى الله عليه و آله_ أنَّهُ كانَ يَقولُ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبنِ ، وَالبُخلِ ، وَالهَرَمِ ، وعَذابِ القَبرِ ، اللّهُمَّ آتِ نَفسي تَقواها ، وزَكِّها أنتَ خَيرُ مَن زَكّاها ، أنتَ وَلِيُّها ومَولاها ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا يَنفَعُ ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن دَعوَةٍ لا يُستَجابُ لَها . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالبَكَمِ (2) ، وأعوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ وَالمَغرَمِ ، (3) وأعوذُ بِكَ مِنَ الجوعِ فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجيعُ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الخِيانَةِ فَإِنَّها بِئسَتِ البِطانَةُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ فِي الدُّعاءِ المَعروفِ بِدُعاءِ الأَمانِ _: أعوذُ بِاللّهِ وبِعَظَمَتِهِ ، وبِعِزَّةِ اللّهِ وقُدرَتِهِ ، وبِعِزِّ اللّهِ وسُلطانِهِ ، وبِعِزِّ جَلالِ اللّهِ ، وبِعِزِّ عِزِّ اللّهِ ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ ، ومِن شَرِّ ما تَحتَ الثَّرى ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، ومِن شَرِّ كُلِّ سُلطانٍ شَديدٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ (6) ، ومِن شَرِّ كُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ ، ومِن شَرِّ قَضاءِ السَّوءِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّة
.
ص: 279
أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ حَفيظٌ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن غِنىً يُطغيني ، وفَقرٍ يُنسيني ، وهَوىً يُرديني ، وعَمَلٍ يُخزيني ، وجارٍ يُؤذيني . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ عَمَلٍ يُخزيني ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ صاحِبٍ يُرديني ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ أمَلٍ يُلهيني ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ فَقرٍ يُنسيني ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ غِنىً يُطغيني . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَلَدٍ يَكونُ عَلَيَّ رَبّا (4) ، ومِن مالٍ يَكونُ عَلَيَّ ضَياعا ، ومِن زَوجَةٍ تُشيبُني قَبلَ أوانِ مَشيبي ، ومِن خَليلٍ ماكِرٍ عَيناهُ تَراني وقَلبُهُ يَرعاني ، إن رَأى خَيرا دَفَنَهُ وإن رَأى شَرّا أذاعَهُ ، وأعوذُ بِكَ مِن وَجَعِ البَطنِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ ، وَالبُخلِ وَالجُبنِ ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ ، وبَوارِ الأَيِّمِ ، وَالغَفلَةِ وَالذِّلَّةِ ، وَالقَسوَةِ وَالعَيلَةِ وَالمَسكَنَةِ ، وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن عَينٍ لا تَدمَعُ ، ومِن دُعاءٍ لا يُسمَعُ ، ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ ، وأعوذُ بِكَ مِنِ امرَأَةٍ تُشيبُني قَبلَ أوانِ مَشيبي ، وأعوذ
.
ص: 280
بِكَ مِن وَلَدٍ يَكونُ عَلَيَّ رَبّا (1) ، وأعوذُ بِكَ مِن مالٍ يَكونُ عَلَيَّ عَذابا ، وأعوذُ بِكَ مِن صاحِبِ خَديعَةٍ ، إن رَأى حَسَنَةً دَفَنَها ، وإن رَأى سَيِّئَةً أفشاها ، اللّهُمَّ لا تَجعَل لِفاجِرٍ عِندي يَدا ولا مِنَّةً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ ، وَالكَسَلِ ، وَالجُبنِ ، وَالبُخلِ ، وَالهَرَمِ ، وَالقَسوَةِ ، وَالغَفلَةِ ، وَالعَيلَةِ (3) ، وَالذِّلَّةِ ، وَالمَسكَنَةِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ ، وَالكُفرِ ، وَالفُسوقِ ، وَالشِّقاقِ ، وَالنِّفاقِ ، وَالسُّمعَةِ ، وَالرِّياءِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ ، وَالبَكَمِ ، وَالجُنونِ ، وَالجُذامِ ، وَالبَرَصِ ، وَسيِّئِ الأَسقامِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعاءٍ كانَ يَدعو بِهِ _: أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ ناصِيَتُها بِيَدِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الإِثمِ وَالكَسَلِ ، ومِن عَذابِ القَبرِ ، ومِن عَذابِ النّارِ ، ومِن فِتنَةِ الغِنى ، ومِن فِتنَةِ الفَقرِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ وَالمَغرَمِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن دُعائِهِ إذا سافَرَ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَعثاءِ السَّفَرِ (6) ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، ومِنَ الحَورِ 7 بَعدَ الكَورِ ، ودَعوَةِ المَظلومِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِى ¨
.
ص: 281
الأَهلِ وَالمالِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أعوذُ بِكَ يا رَبِّ أن تَبتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ تَحمِلُني ضَرورَتُها عَلَى التَّغَوُّثِ بِشَيءٍ مِن مَعاصيكَ ، وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ أن أكونَ في حالِ عُسرٍ أو يُسرٍ أظُنُّ (2) أنَّ معاصِيَكَ أنجَحُ في طَلِبَتي مِن طاعَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِن تَكَلُّفِ ما لَم تُقَدِّر (3) لي فيهِ رِزقا . وما قَدَّرتَ لي مِن رِزقٍ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وآتِني بِهِ في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ ، أو أضِلَّ في هُداكَ ، أو اُذَلَّ في عِزِّكَ ، أو اُضامَ (5) في سُلطانِكَ أو اُضطَهَدَ وَالأَمرُ إلَيكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أقولَ زورا (6) ، أو أغشى فُجورا ، أو أكونَ بِكَ مَغرورا . (7)
.
ص: 282
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن الهَدمِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدّي ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ ، وأعوذُ بِكَ أن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطانُ عِندَ المَوتِ ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ في سَبيلِكَ مُدبِرا ، وأعوذُ بِكَ أن أموتَ لَديغا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِنورِ قُدسِكَ ، وعَظَمَةِ طَهارَتِكَ ، وبَرَكَةِ جَلالِكَ ، مِن كُلِّ آفَةٍ وعاهَةٍ ، ومِن طَوارِقِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ . اللّهُمَّ أنتَ غِياثي فَبِكَ أستَغيثُ ، وأنتَ مَلاذي فَبِكَ ألوذُ ، وأنتَ مَعاذي فَبِكَ أعوذُ ، يا مَن ذَلَّت لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ ، وخَضَعَت لَهُ مَقاليدُ الفَراعِنَةِ ، أعوذُ بِكَ مِن خِزيِكَ ، ومِن كَشفِ سِترِكَ ، ومِن نِسيانِ ذِكرِكَ ، وَالاِنصِرافِ عَن شُكرِكَ . أنَا في حِرزِكَ (2) في لَيلي ونَهاري ، وظَعني (3) وأسفاري ، ونَومي وقَراري ، ذِكرُكَ شِعاري وثَناؤُكَ دِثاري ، لا إلهَ إلّا أنتَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُلِمّاتِ نَوازِلِ البَلاءِ ، وأهوالِ عظائِمِ الضَّرّاءِ ، فَأَعِذني رَبِّ مِن صَرعَةِ البَأساءِ ، وَاحجُبني عَن سَطَواتِ البَلاءِ ، ونَجِّني مِن مُفاجَآتِ النِّقَمِ ، وَاحرُسني مِن زَوالِ النِّعَمِ ، ومِن زَلَلِ القَدَمِ ، وَاجعَلنِي اللّهُمَّ رَبِّ في حِمى عِزِّكَ ، وحِياطَةِ حِرزِكَ ، مِن مُباغَتَةِ الدَّوائِرِ (5) ، ومُعاجَلَةِ البَوائِرِ . (6)
.
ص: 283
اللّهُمَّ رَبِّ وأرضُ البَلاءِ فَاخسِفها ، وجِبالُ السَّوءِ فَانسِفها ، وكُرَبُ الدَّهرِ فَاكشِفها ، وعَوائِقُ الاُمورِ فَاصرِفها ، وأورِدني حِياضَ السَّلامَةِ ، وَاحمِلني عَلى مَطايَا الكَرامَةِ ، وَاصحَبني إقالَةَ العَثرَةِ ، وَاشمُلني سَترَ العَورَةِ ، وجُد عَلَيَّ رَبِّ بِآلائِكَ ، وكَشفِ بَلائِكَ ، ودَفعِ ضَرّائِكَ ، وَادفَع عَنّي كَلاكِلَ عَذابِكَ ، وَاصرِف عَنّي أليمَ عِقابِكَ ، وأعِذني مِن بَوائِقِ (1) الدُّهورِ ، وأنقِذني مِن سوءِ عَواقِبِ الاُمورِ ، وَاحرُسني مِن جَميعِ المَحذورِ ، وَاصدَع صَفاةَ البَلاءِ عَن أمري ، وأشلِل يَدَهُ عَنّي مَدى عُمُري ، إنَّكَ الرَّبُّ المَجيدُ ، المُبدِئُ المُعيدُ ، الفَعّالُ لِما يُريدُ . (2)
المعجم الكبير عن عائشة بنت قدامة بن مظعون :سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ الأَعمَيَينِ ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَا الأَعمَيانِ ؟ قالَ : السَّيلُ وَالبَعيرُ الصَّؤولُ . (3)
6 / 2الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلامالإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أفتَقِرَ في غِناكَ ، أو أضِلَّ في هُداكَ ، أو اُضامَ في سُلطانِكَ ، أو اُضطَهَدَ وَالأَمرُ لَكَ . اللّهُمَّ اجعَل نَفسي أوَّلَ كَريمَةٍ تَنتَزِعُها مِن كَرائِمي (4) ، وأوَّلَ وَديعَةٍ تَرتَجِعُها مِن
.
ص: 284
وَدائِعِ نِعَمِكَ عِندي . اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ أن نَذهَبَ عَن قَولِكَ ، أو أن نَفتَتِنَ عَن دينِكَ ، أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَى الَّذي جاءَ مِن عِندِكَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في قُنوتِ الوَترِ _: يا مَن كَرَّمَني وشَرَّفَني ونَعَّمَني ، أعوذُ بِكَ مِنَ الزَّقّومِ (2) ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الحَميمِ (3) ، وأعوذُ بِكَ مِن مَقيلٍ فِي النّارِ بَينَ أطباقِ النّارِ ، في ظِلالِ النّارِ يَومَ النّارِ ، يا رَبَّ النّارِ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مَقيلاً فِي الجَنَّةِ ، بَينَ أنهارِها وأشجارِها ، وثِمارِها ورَيحانِها ، وخَدَمِها وأزواجِها ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ الخَيرِ : رِضوانَكَ وَالجَنَّةَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ الشَّرِّ : سَخَطِكَ وَالنّارِ ، هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ . (4)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن طَوارِقِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، ومِن جَورِ كُلِّ جائِرٍ ، وحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ ، وبَغيِ كُلِّ باغٍ ، اللّهُمَّ احفَظني في نَفسي وأهلي ومالي ، وجَميعِ ما خَوَّلتَني مِن نِعَمِكَ . (5)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أقولَ حَقّا لَيسَ فيهِ رِضاكَ ، ألتَمِسُ بِهِ أحَدا سِواكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أتَزَيَّنَ لِلنّاسِ بِشَيءٍ يَشينُني عِندَكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أكونَ عِبرَةً لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأعوذُ بِكَ أن يَكونَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أسعَدَ بِما عَلَّمتَني مِنّي . (6)
.
ص: 285
عنه عليه السلام_ قَبلَ رَفعِ المَصاحِفِ يَومَ صِفّينَ _: اللّهمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الغَمِّ وَالحَزَنِ ، وَالعَجزِ وَالكَسَلِ ، وَالجُبنِ وَالبُخلِ ، وسوءِ الخُلُقِ ، وضَلَعِ الدَّينِ ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ ، وغَلَبَةِ العَدُوِّ ، وتَوالِي الأَيّامِ ، ومِن شَرِّ ما يَعمَلُ الظّالِمونَ فِي الأَرضِ ، وبَلِيَّةٍ لا أستَطيعُ عَلَيها صَبرا ، وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَيءٍ زَحزَحَ بَيني وبَينَكَ ، أو باعَدَ مِنكَ ، أو صَرَفَ عَنّي وَجهَكَ ، أو نَقَصَ بِهِ مِن حَظّي عِندَكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تَحولَ خَطاياي أو ظُلمي أو إسرافي عَلى نَفسي ، وَاتِّباعُ هَوايَ ، وَاستِعمالُ شَهوَتي ، دُونَ رَحمَتِكَ وبِرِّكَ وفَضلِكَ وبَرَكاتِكَ ومَوعودِكَ عَلى نَفسِكَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن صاحِبِ سَوءٍ فِي المَغيبِ وَالمَحضَرِ ، فَإِنَّ قَلبَهُ يَرعاني ، وعَيناهُ تُبصِراني ، واُذُناهُ تَسمَعاني ، إن رَأى حَسَنَةً أطفاها (1) ، وإن رَأى سَيِّئَةً أبداها ، وأعوذُ بِكَ مِن طَمَعٍ يُدني إلى طَبَعٍ ، وأعوذُ بِكَ مِن ضَلالَةٍ تُرديني ، ومِن فِتنَةٍ تَعرِضُ لي ، ومِن خَطيئَةٍ لا تَوبَةَ مَعَها ، ومِن مَنظَرِ سَوءٍ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ ، وعِندَ غَضاضَةِ المَوتِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الكُفرِ وَالشَّكِّ ، وَالبَغيِ وَالحَمِيَّةِ وَالغَضَبِ ، وأعوذُ بِكَ مِن غِنىً يُطغيني ، ومِن فَقرٍ يُنسيني ، ومِن هَوىً يُرديني ، ومِن يَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ ، وآخِرُهُ جَزَعٌ ، تَسوَدُّ فيهِ الوُجوهُ ، وتَجِفُّ فيهِ الأَكبادُ ، وأعوذُ بِكَ أن أعمَلَ ذَنبا مُحبِطا لا تَغفِرُهُ أبَدا ، ومِن ذَنبٍ يَمنَعُ خَيرَ الآخِرَةِ ، ومِن أمَلٍ يَمنَعُ خَيرَ العَمَلِ ، وحَياةٍ تَمنَعُ خَيرَ المَماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الجَهلِ وَالهَزلِ ، ومِن شَرِّ القَولِ وَالفِعلِ ، ومِن سُقمٍ يَشغَلُني ، ومِن صِحَّةٍ تُلهيني ، وأعوذُ بِكَ مِنَ التَّعَبِ وَالنَّصَبِ ، وَالوَصَبِ وَالضَّيقِ وَالضَّنكِ ، وَالضَّلالَةِ وَالغائِلَةِ ، وَالذِّلَّةِ وَالمَسكَنَةِ ، وَالرِّياءِ وَالسُّمعَةِ ، وَالنَّدامَةِ وَالحَزَنِ ، وَالخُشوعِ وَالبَغيِ وَالفِتَنِ ، ومِن جَميعِ الآفاتِ وَالسَّيِّئاتِ ، وبَلاءِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وأعوذُ بِكَ مِن وَسوَسَةِ الأَنفُسِ مِمّا
.
ص: 286
لا تُحِبُّ (1) مِنَ القَولِ وَالفِعلِ وَالعَمَلِ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وَالحَسِّ وَاللَّبسِ ، ومِن طَوارِقِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وأنفُسِ الجِنِّ وأعيُنِ الإِنسِ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، ومِن شَرِّ لِساني ، ومِن شَرِّ سَمعي ، ومِن شَرِّ بَصَري ، وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن دُعاءٍ لا يُسمَعُ ، وصَلاةٍ لا تُرفَعُ ، اللّهُمَّ لا تَجعَلني في شَيءٍ مِن عَذابِكَ ، ولا تَرُدَّني في ضَلالَةٍ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ بِشِدَّةِ مُلكِكَ ، وعِزَّةِ قُدرَتِكَ ، وعَظَمَةِ سُلطانِكَ ، ومِن شَرِّ خَلقِكَ أجمَعينَ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في خُطبَةِ صَلاةِ الاِستِسقاءِ _: اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِنَ الشِّركِ وهَواديهِ ، وَالظُّلمِ ودَواهيهِ (3) ، وَالفَقرِ ودَواعيهِ . (4)
عنه عليه السلام_ أنَّهُ كانَ يَقولُ _: أعوذُ بِكَ مِن جَهدِ البَلاءِ ، ودَركِ الشَّقاءِ ، وشَماتَةِ الأَعداءِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ السِّجنِ وَالقَيدِ وَالسَّوطِ . (5)
عنه عليه السلام :نَعوذُ بِاللّهِ مِن سَيِّئاتِ الأَعمالِ . (6)
عنه عليه السلام_ مِن خُطبَةٍ لَهُ _: نَحمَدُهُ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نَعمائِهِ كُلِّها ، ونَستَهديهِ لِمَراشِدِ اُمورِنا ، ونَعوذُ بِهِ مِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، ونَستَغفِرُهُ لِلذُّنوبِ الَّتى ¨
.
ص: 287
سَبَقَت مِنّا . (1)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن بَياتِ غَفلَةٍ ، وصَباحِ نَدامَةٍ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَيءٍ زَحزَحَ بَيني وبَينَكَ ، أو صُرِفَ بِهِ عَنّي وَجهُكَ الكَريمُ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ أن نَذهَبَ عَن قَولِكَ ، أو أن نُفتَتَنَ عَن دينِكَ ، أو تَتابَعَ بِنا أهواؤُنا دونَ الهُدَى الَّذي جاءَ مِن عِندِكَ . (4)
عنه عليه السلام :نَعوذُ بِاللّهِ مِن سُباتِ (5) العَقلِ ، وقُبحِ الزَّلَلِ ، وبِهِ نَستَعينُ . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الاِحتِلامِ ، ومِن سوءِ الأَحلامِ ، وأن يَلعَبَ بِيَ الشَّيطانُ فِي اليَقَظَةِ وَالمَنامِ . (7)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ الأَمانِ _: أنا يا رَبِّ مُستَكينٌ مُتَضَرِّعٌ إلَيكَ ،
.
ص: 288
عائِذٌ بِكَ ، مُتَوَكِّلٌ عَلَيكَ ... لا تُهلِكني إن عُذتُ بِكَ ، ولُذتُ وأنَختُ بِفِنائِكَ ، وَاستَجَرتُ بِكَ ، إن دَعَوتُكَ يا مَولايَ فَبِذلِكَ أمَرتَني ، وأنتَ ضَمِنتَ لي ، وإن سَأَلتُكَ فَأَعطِني ، وإن طَلَبتُ مِنكَ فَلا تَحرِمني . (1)
6 / 3الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ عليهاالسلامفاطمة عليهاالسلام :اللّهُمَّ افتَح لَنا خَزائِنَ رَحمَتِكَ ، وهَب لَنَا اللّهُمَّ رَحمَةً لا تُعَذِّبُنا بَعدَها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَارزُقنا مِن فَضلِكَ الواسِعِ رِزقا حَلالاً طَيِّبا ، ولا تُحوِجنا ولا تُفقِرنا إلى أحَدٍ سِواكَ ، وزِدنا لَكَ (2) شُكرا ، وإلَيكَ فاقَةً وفَقرا ، وبِكَ عَمَّن سِواكَ غِنىً ويَقينا . اللّهُمَّ وَسِّع عَلَينا فِي الدُّنيا ، اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ أن تَزوِيَ (3) وَجهَكَ عَنّا في حالٍ ونَحنُ نَرغَبُ إلَيكَ فيهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأعطِنا ما تُحِبُّ وَاجعَلهُ لَنا قُوَّةً فيما تُحِبُّ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (4)
عنها عليهاالسلام_ فِي الدُّعاءِ _: رَبِّ أستَجيرُكَ مِنَ النّارِ فَأَجِرني ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، رَبِّ أفزَعُ إلَيكَ مِنَ النّارِ فَأَبعِدني ... أفِرُّ إلَيكَ هارِبا مِنَ الذُّنوبِ فَاقبَلني ، وألتَجِئُ مِن عَدلِكَ إلى مَغفِرَتِكَ فَأَدرِكني ، وألتاذُ (5) بِعَفوِكَ مِن بَطشِكَ فَامنَعني . (6)
.
ص: 289
عنها عليهاالسلام :أعوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنَ الحَورِ (1) بَعدَ الكَورِ . (2)
6 / 4الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام_ في مُناجاةِ العارِفينَ _: إلهي ما ألَذَّ خَواطِرَ الإِلهامِ بِذِكرِكَ عَلَى القُلوبِ ، وما أحلَى المَسيرَ إلَيكَ بِالأَوهامِ في مَسالِكِ الغُيوبِ ، وما أطيَبَ طَعمَ حُبِّكَ ، وما أعذَبَ شِربَ قُربِكَ ، فَأَعِذنا مِن طَردِكَ وإبعادِكَ ، وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفيكَ وأصلَحِ عِبادِكَ ، وأصدَقِ طائِعيكَ ، وأخلَصِ عُبّادِكَ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءِ الرِّزقِ _: اللّهُمَّ سَأَلتَ عِبادَكَ قَرضا مِمّا تَفَضَّلتَ بِهِ عَلَيهِم ، وضَمِنتَ لَهُم مِنهُ خَلَفا ، ووَعَدتَهُم عَلَيهِ وَعدا حَسَنا ، فَبَخِلوا عَنكَ ، فَكَيفَ بِمَن هُوَ دونَكَ إذا سَأَلَهُم ؟ فَالوَيلُ لِمَن كانَت حاجَتُهُ إلَيهِم ، فَأَعوذُ بِكَ يا سَيِّدي أن تَكِلَني إلى أحَدٍ مِنهُم ، فَإِنَّهُم لَو يَملِكونَ خَزائِنَ رَحمَتِكَ لَأَمسَكوا خَشيَةَ الإِنفاقِ بِما وَصَفتَهُم ، وكانَ الإِنسانُ قَتورا (4) . (5)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _: أعِذني مِمّا يُباعِدُني عَنكَ ، ويَحولُ بَيني وبَينَ حَظّي مِنكَ ، ويَصُدُّني عَمّا اُحاوِلُ لَدَيكَ ،وسَهِّل لي مَسلَكَ الخَيراتِ إلَيكَ ، وَالمُسابَقَةَ إلَيها مِن حَيثُ أمَرتَ . (6)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي المَوقِفِ _: هذا مَكانُ البائِسِ الفَقيرِ ، هذا مَكانُ المُضطَرِّ إلى
.
ص: 290
رَحمَتِكَ ، هذا مَكانُ المُستَجيرِ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، هذا مَكانُ العائِذِ بِكَ مِنكَ ، أعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِكَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بِالعافِيَةِ _: أعِذني وذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ، وَاللّامَّةِ وَالعامَّةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ شَيطانٍ مَريدٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ سُلطانٍ عَنيدٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ مُترَفٍ حَفيدٍ (2) ، ومِن شَرِّ كُلِّ ضَعيفٍ وشَديدٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ شَريفٍ ووَضيعٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ صَغيرٍ وكَبيرٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ قَريبٍ وبَعيدٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ مَن نَصَبَ لِرَسولِكَ ولِأَهلِ بَيتِهِ حَربا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _: أعِذني مِن شَماتَةِ الأَعداءِ ، ومِن حُلولِ البَلاءِ ، ومِنَ الذُّلِّ وَالعَناءِ ، [ و] (4) تَغَمَّدني فيمَا اطَّلَعتَ عَلَيهِ مِنّي بِما يَتَغَمَّدُ بِهِ القادِرُ عَلَى البَطشِ لَولا حِلمُهُ ، وَالآخِذُ عَلَى الجَريرَةِ (5) لَولا أناتُهُ ، وإذا أرَدتَ بِقَومٍ فِتنَةً أو سوءا فَنَجِّني مِنها لِواذا بِكَ ، وإذ لَم تُقِمني مَقامَ فَضيحَةٍ في دُنياكَ ، فَلا تُقِمني مِثلَهُ في آخِرَتِكَ . (6)
عنه عليه السلام_ مِن مُناجاتِهِ في أسحارِ شَهرِ رَمَضانَ _: أنَا يا سَيِّدي عائِذٌ بِفَضلِكَ ، هارِبٌ مِنكَ إلَيكَ ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدتَ مِنَ الصَّفحِ عَمَّن أحسَنَ بِكَ ظَنّا ... . اللّهُمَّ اشغَلنا بِذِكرِكَ ، وأعِذنا مِن سَخَطِكَ ، وأجِرنا مِن عَذابِكَ ، وَارزُقنا مِن
.
ص: 291
مَواهِبِكَ ، وأنعِم عَلَينا مِن فَضلِكَ ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ ، وَالهَمِّ وَالحَزَنِ ، وَالجُبنِ وَالبُخلِ ، وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ ، وَالذِّلَّةِ وَالمَسكَنَةِ ، وَالفَقرِ وَالفاقَةِ ، وَكُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَالفواحِشِ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ ، وبَطنٍ لا يَشبَعُ ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، وعَمَلٍ لا يَنفَعُ ، [ وصَلاةٍ لا تُرفَعُ] (1) ، وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفسي وديني ومالي ، وعَلى جَميعِ ما رَزَقتَني ، مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، إنَّكَ أنتَ السَّميعُ العَليمُ . (2)
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُ بَعدَ صَلاةِ اللَّيلِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن نارٍ تَغَلَّظتَ بِها عَلى مَن عَصاكَ ، وتَوَعَّدتَ بِها مَن صَدَفَ (3) عَن رِضاكَ ، ومِن نارٍ نورُها ظُلمَةٌ ، وهَيِّنُها أليمٌ ، وبَعيدُها قَريبٌ ، ومِن نارٍ يَأكُلُ بَعضَها بعضٌ ، ويَصولُ بَعضُها عَلى بَعضٍ ، ومِن نارٍ تَذَرُ العِظامَ رَميما (4) ، وتَسقي أهلَها حَميما ، ومِن نارٍ لا تُبقي عَلى مَن تَضَرَّعَ إلَيها ، ولا تَرحَمُ مَنِ استَعطَفَها ، ولا تَقدِرُ عَلَى التَّخفيفِ عَمَّن خَشَعَ لَها وَاستَسلَم إلَيها ، تَلقى سُكّانَها بِأَحَرِّ ما لَدَيها مِن أليمِ النَّكالِ (5) ، وشَديدِ الوَبالِ (6) ، وأعوذُ بِكَ مِن عَقارِبِهَا الفاغِرَةِ (7) أفواهُها ، وحَيّاتِهَا الصّالِقَةِ (8) بِأَنيابِها ، وشَرابِهَا الَّذي يُقَطِّعُ أمعاءَ وأفئِدَةَ سُكّانِها ويَنزِعُ قُلوبَهُم ، وأستَهديكَ لِما باعَدَ مِنها وأخَّرَ عَنها . (9)
.
ص: 292
عنه عليه السلام_ مِن مُناجاتِهِ _: رَبَّنا فَداوِنا قَبلَ التَّعَلُّلِ ، وَاستَعمِلنا بِطاعَتِكَ قَبلَ انصِرامِ (1) الأَجَلِ ، وَارحَمنا قَبلَ أن يُحجَبَ دُعاؤُنا فيما نَسأَلُ ، وَامنُن عَلَينا بِالنَّشاطِ ، وأعِذنا مِنَ الفَشَلِ وَالكَسَلِ ، وَالعَجزِ وَالعِلَلِ ، وَالضَّرَرِ وَالضَّجَرِ وَالمَلَلِ ، وَالرِّياءِ وَالسُّمعَةِ ، وَالهَوى وَالشَّهوَةِ ، وَالأَشَرِ (2) وَالبَطَرِ ، وَالمَرَحِ وَالخُيَلاءِ (3) ، وَالجِدالِ وَالمِراءِ (4) ، وَالسَّفَهِ وَالعُجبِ ، وَالطَّيشِ وسوءِ الخُلُقِ ، وَالغَدرِ ، وكَثرَةِ الكَلامِ فيما لا تُحِبُّ ، وَالتَّشاغُلِ بِما لا يَعودُ عَلَينا نَفعُهُ ، وطَهِّرنا مِنِ اتِّباعِ الهَوى ، ومُخالَطَةِ السُّفَهاءِ ، وعِصيانِ العُلَماءِ ، وَالرَّغبَةِ عَنِ القُرّاءِ ، ومُجالَسَةِ الدُّناةِ ... وأعِذنا مِنَ المَيلِ إلى أهلِ الدُّنيا ، وَالتَّصَنُّعِ لَهُم بِشَيءٍ مِنَ الأَشياءِ . (5)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الاِستِعاذَةِ مِنَ المَكارِهِ وسَيِّئِ الأَخلاقِ ومَذامِّ الأَفعالِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن هَيَجانِ الحِرصِ ، وسَورَةِ الغَضَبِ ، وغَلَبَةِ الحَسَدِ ، وضَعفِ الصَّبرِ ، وقِلَّةِ القَناعَةِ ، وشَكاسَةِ الخُلُقِ ، وإلحاحِ الشَّهوَةِ ، ومَلَكَةِ الحَمِيَّةِ ، ومُتابَعَةِ الهَوى ، ومُخالَفَةِ الهُدى ، وسِنَةِ الغَفلَةِ ، وتَعاطِي الكُلفَةِ ، وإيثارِ الباطِلِ عَلَى الحَقِّ ، وَالإِصرارِ عَلَى المَأثَمِ ، وَاستِصغارِ المَعصِيَةِ ، وَاستِكبارِ الطّاعَةِ ومُباهاةِ المُكثِرينَ وَالإِزراءِ بِالمُقِلِّينَ ، وسوءِ الوِلايَةِ لِمَن تَحتَ أيدينا ، وتَركِ الشُّكرِ لِمَنِ اصطَنَعَ العارِفَةَ (6) عِندَنا ، أو أن نَعضُدَ ظالِما ، أو نَخذُلَ مَلهوفا (7) ، أو نَرومَ ما لَيسَ لَنا بِحَقٍّ ، أو نَقولَ فِي العِلمِ بِغَيرِ عِلمٍ .
.
ص: 293
ونَعوذُ بِكَ أن نَنطَوِيَ عَلى غِشِّ أحَدٍ ، وأن نُعجَبَ بِأَعمالِنا ، ونُمَدَّ في آمالِنا ، ونَعوذُ بِكَ مِن سوءِ السَّريرَةِ ، وَاحتِقارِ الصَّغيرَةِ ، وأن يَستَحوِذَ عَلَينَا الشَّيطانُ ، أو يَنكُبَنَا الزَّمانُ ، أو يَتَهَضَّمَنَا (1) السُّلطانُ . ونَعوذُ بِكَ مِن تَناوُلِ الإِسرافِ ، ومِن فِقدانِ الكَفافِ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَماتَةِ الأَعداءِ ، ومِنَ الفَقرِ إلَى الأَكفاءِ ، ومِن مَعيشَةٍ في شِدَّةٍ ، وميتَةٍ عَلى غَيرِ عُدَّةٍ ، ونَعوذُ بِكَ مِنَ الحَسرَةِ العُظمى ، وَالمُصيبَةِ الكُبرى ، وأشقَى الشَّقاءِ ، وسوءِ المَآبِ ، وحِرمانِ الثَّوابِ ، وحُلولِ العِقابِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأعِذني مِن كُلِّ ذلِكَ بِرَحمَتِكَ ، وجَميعَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ لِلمُهِمّاتِ _: اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيكَ بِالمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفيعَةِ ، وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِالعَلَوِيَّةِ البَيضاءِ ، فَأَعِذني مِن شَرِّ ما خَلَقتَ ، وشَرِّ مَن يُريدُ بي سوءا ، فَإِنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُجدِكَ ، ولا يَتَكَأَّدُكَ (3) في قُدرَتِكَ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الرِّياءِ وَالسُّمعَةِ ، وَالكِبرِياءِ وَالتَّعَظُّمِ ، وَالخُيَلاءِ وَالفَخرِ ، وَالبَذَخِ وَالأَشَرِ وَالبَطَرِ ، وَالإِعجابِ بِنَفسي ، وَالجَبرِيَّةِ ، رَبِّ فَنَجِّني . وأعوذُ بِكَ مِنَ العَجزِ وَالبُخلِ ، وَالشُّحِّ وَالحَسَدِ ، وَالحِرصِ وَالمُنافَسَةِ وَالغِشِّ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الطَّمَعِ وَالطَّبَعِ (4) ، وَالهَلَعِ وَالجَزَعِ ، وَالزَّيغِ وَالقَمعِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ البَغيِ وَالظُّلمِ ، وَالاِعتِداءِ وَالفَسادِ ، وَالفُجورِ وَالفُسوقِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الخِيانَةِ وَالعُدوانِ وَالطُّغيانِ .
.
ص: 294
رَبِّ وأعوذُ بِكَ مِنَ المَعصِيَةِ وَالقَطيعَةِ وَالسَّيِّئَةِ ، وَالفَواحِشِ وَالذُّنوبِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الإِثمِ وَالمَأثَمِ ، وَالحَرامِ وَالمُحَرَّمِ ، وَالخَبَثِ وكُلِّ ما لا تُحِبُّ . رَبِّ وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ الشَّيطانِ ومَكرِهِ ، وبَغيِهِ وظُلمِهِ ، وعَداوَتِهِ وشَرَكِهِ ، وزَبانِيَتِهِ وجُندِهِ وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ مِن دابَّةٍ وهامَّةٍ ، أو جِنٍّ أو إنسٍ مِمّا يَتَحَرَّكُ . وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ ما ذَرَأَ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ كاهِنٍ وساحِرٍ وراكِزٍ (1) ، ونافِثٍ وراقٍ . رَبِّ وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ حاسِدٍ وطاغٍ ، وباغٍ ونافِسٍ (2) ، وظالِمٍ ومُعتَدٍ وجائِرٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ العَمى وَالصَّمَمِ ، وَالبَكَمِ وَالبَرَصِ وَالجُذامِ ، وَالشَّكِّ وَالرَّيبِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ ، وَالعَجزِ وَالتَّفريطِ ، وَالعَجَلَةِ وَالتَّضييعِ وَالتَّقصيرِ وَالإِبطاءِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما خَلَقتَ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وما بَينَهُما وما تَحتَ الثَّرى . رَبِّ وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ وَالحاجَةِ ، وَالفاقَةِ وَالمَسأَلَةِ ، وَالضَّيعَةِ وَالعائِلَةِ (3) . وأعوذُ بِكَ مِنَ القِلَّةِ وَالذِّلَّةِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الضّيقِ وَالشِّدَّةِ ، وَالقَيدِ وَالحَبسِ ، وَالوَثاقِ وَالسُّجونِ وَالبَلاءِ ، وكُلِّ مُصيبَةٍ لا صَبرَ لي عَلَيها ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمَّ أعطِنا كُلَّ الَّذي سَأَلناكَ ، وزِدنا مِن فَضلِكَ عَلى قَدرِ جَلالِكَ وعَظَمَتِكَ ، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ . (4)
.
ص: 295
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ إذا ذُكِرَ الشَّيطانُ فَاستَعاذَ مِنهُ ومِن عَداوَتِهِ وكَيدِهِ _: اللّهُمَّ إنّا نَعوذُ بِكَ مِن نَزَغاتِ (1) الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، وكَيدِهِ ومَكائِدِهِ ، ومِنَ الثِّقَةِ بِأَمانِيِّهِ ومَواعيدِهِ ، وغُرورِهِ ومَصائِدِهِ ، وأن يُطمِعَ نَفسَهُ في إضلالِنا عَن طاعَتِكَ ، وَامتِهانِنا بِمَعصِيَتِكَ ، أو أن يَحسُنَ عِندَنا ما حَسَّنَ لَنا ، أو أن يَثقُلَ عَلَينا ما كَرَّهَ إلَينا ، اللّهُمَّ اخسَأهُ (2) عَنّا بِعِبادَتِكَ ، وَاكبِتهُ بِدُؤوبِنا في مَحَبَّتِكَ ، وَاجعَل بَينَنا وبَينَهُ سِترا لا يَهتِكُهُ ، ورَدما مُصمِتا لا يَفتُقُهُ . . . وأعِذنا وأهالِيَنا وإخوانَنا وجَميعَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِمَّا استَعَذنا مِنهُ ، وأجِرنا مِمَّا استَجَرنا بِكَ مِن خَوفِهِ ، وَاسمَع لَنا ما دَعَونا بِهِ ، وأعطِنا ما أغفَلناهُ ، وَاحفَظ لَنا ما نَسيناهُ ، وصَيِّرنا بِذلِكَ في دَرَجاتِ الصّالِحينَ ومَراتِبِ المُؤمِنينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (3)
عنه عليه السلام_ في حِرزٍ مُستَخرَجٍ مِن كِتابِ اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الحِرزُ الكامِلُ الَّذي يُقرَأُ كُلَّ صَباحٍ ومَساءٍ _: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ ، وأعَزُّ وأجَلُّ وأعظَمُ مِمّا أخافُ وأحذَرُ ، أستَجيرُ بِاللّهِ ، عَزَّ جارُ اللّهِ ، وجَلَّ ثَناءُ اللّهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ كَثيرا . اللّهُمَّ بِكَ اُعيذُ نَفسي وديني ، وأهلي ومالي ، ووُلدي ومَن يَعنيني أمرُهُ ، اللّهُمَّ بِكَ أعوذُ ، وبِكَ ألوذُ ، وبِكَ أصولُ ، وإيّاكَ أعبُدُ وإيَّاكَ أستَعينُ ، وعَلَيكَ أتَوَكَّلُ ، وأدرَأُ بِكَ في نَحرِ أعدائي ، وأستَعينُ بِكَ عَلَيهِم ، وأستَكفيكَهُم فَاكفِنيهِم بِما شِئتَ ، وأنّى شِئتَ وكَيفَ شِئتَ ، وحَيثُ شِئتَ ، بِحَقِّكَ لا إلهَ إلّا أنتَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير
.
ص: 296
«فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (1) ، «قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَ_نًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِ_ئايَ_تِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَ__لِبُونَ» (2) ، «قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِى مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَى» (3) ، «قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَ_نِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا» (4) ، «اخْسَ_ئواْ فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ» (5) ... اللّهُمَّ احرُسنا بِعَينِكَ الَّتي لا تَنامُ ، وَاكنُفنا (6) بِرُكنِكَ الَّذي لا يُرامُ ، وأعِذنا بِسُلطانِكَ الَّذي لا يُضامُ ، وَارحَمنا بِقُدرَتِكَ يا رَحمنُ ، اللّهُمَّ لا تُهلِكنا وأنتَ حَسبُنا يا بَرُّ يا رَحمنُ ... . اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ في حِماكَ الَّذي لا يُستَباحُ ، وذِمَّتِكَ الَّتي لا تُخفَرُ (7) ، وجِوارِكَ الَّذي لا يُضامُ ، أسأَ لُكَ اللّهُمَّ بِقُدرَتِكَ وعِزَّتِكَ ، أن تَجعَلَني في حِرزِكَ وجِوارِكَ ، وأمنِكَ وعِياذِكَ ، وعُدَّتِكَ (8) وعَقدِكَ (9) ، وحِفظِكَ وأمانِكَ ، ومَنعِكَ الَّذي لا يُرامُ ، وعِزِّكَ الَّذي لا يُستَطاعُ ، مِن غَضَبِكَ وسوءِ عِقابِكَ ، وسوءِ أحداثِ النَّهارِ ، وطَوارِقِ اللَّيلِ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ . اللّهُمَّ يَدُكَ فَوقَ كُلِّ يَدٍ ، وعِزَّتُكَ أعَزُّ مِن كُلِّ عِزَّةٍ ، وقُوَّتُكَ أقوى مِن كُلِّ قُوَّةٍ ، وسُلطانُكَ أجَلُّ وأمنَعُ مِن كُلِّ سُلطانٍ ، أدرَأُ بِكَ في نُحورِ أعدائي ، وأستَعينُ بِك
.
ص: 297
عَلَيهِم ، وأعوذُ بِكَ مِن شُرورِهِم ، وألجَأُ إلَيكَ فيما أشفَقتُ عَلَيهِ مِنهُم ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأجِرني مِنهُم يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ... . اُعيذُ نَفسي وأهلي ومالي ووُلدي وجَميعَ ما تَلحَقُهُ عِنايتي ، وجَميعَ نِعَمِ اللّهِ عِندي ، بِبِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، بِاسمِ اللّهِ الَّذي خَضَعَت لَهُ الرِّقابُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي خافَتهُ الصُّدورُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي نَفَّسَ عَن داوود كُربَتَهُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي وَجِلَت مِنهُ النُّفوسُ ، وبِاسمِ اللّهِ الَّذي قالَ بِهِ لِلنّارِ كوني بَردا وسَلاما عَلى إبراهيمَ ، «وَ أَرَادُواْ بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَ_هُمُ الْأَخْسَرِينَ» (1) ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أضغاثِ (2) الأَحلامِ ، وأن يَلعَبَ بِيَ الشَّيطانُ فِي اليَقَظَةِ وَالمَنامِ ، بِاسمِ اللّهِ تَحَصَّنتُ بِالحَيِّ الَّذي لا يَموتُ ، مِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ ، ورَمَيتُ مَن يُريدُ بي سوءا أو مَكروها مِن بَينِ يَدَيَّ ، بِ «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» ، وأعوذُ بِاللّهِ مِن شَرِّكُم ، وشَرُّكُم تَحتَ أقدامِكُم ، وخَيرُكُم بَينَ أعيُنِكُم ، واُعيذُ نَفسي وما أعطاني رَبّي ، وما مَلَكَتهُ يَدي ، وذَوي عِنايَتي ، بِرُكنِ اللّهِ الأَشَدِّ ، وكُلُّ أركانِ رَبّي شِدادٌ . اللّهُمَّ تَوَسَّلتُ بِكَ إلَيكَ ، وتَحَمَّلتُ بِكَ عَلَيكَ ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ما عِندَكَ إلّا بِكَ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأن تَكفِيَني شَرَّ ما أحذَرُ ، وما لا يَبلُغُهُ حِذاري ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وهُوَ عَلَيكَ يَسيرٌ ، جَبرائيلُ عَن يَميني ، وميكائيلُ عَن شِمالي ، وإسرافيلُ أمامي ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (3)
.
ص: 298
6 / 5الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الباقِرِ عليه السلامالإمام الباقر عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ المُسَمّى بِالجامِعِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ وأنواعِ الفَواحِشِ كُلِّها ، ظاهِرِها وباطِنِها وغَفَلاتِها ، وجَميعِ ما يُريدُني بِهِ الشَّيطانُ الرَّجيمُ ، وما يُريدُني بِهِ السُّلطانُ العَنيدُ ، مِمّا أحَطتَ بِعِلمِهِ ، وأنتَ القادِرُ عَلى صَرفِهِ عَنّي . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن طَوارِقِ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وزَوابِعِهِم وبَوائِقِهِم ومَكائِدِهِم ، ومَشاهِدِ الفَسَقَةِ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ، وأن أُستَزَلَّ عَن ديني فَتَفسُدَ عَلَيَّ آخِرَتي ، وأن يَكونَ ذلِكَ مِنهُم ضَرَرا عَلَيَّ في مَعاشي ، أو يَعرِضَ بَلاءٌ يُصيبُني مِنهُم لا قُوَّةَ لي بِهِ ، ولا صَبرَ لي عَلَى احتِمالِهِ ، فَلا تَبتَلِني يا إلهي بِمُقاساتِهِ فَيَمنَعَني ذلِكَ عَن ذِكرِكَ ، ويَشغَلَني عَن عِبادَتِكَ ، أنتَ العاصِمُ المانِعُ الدّافِعُ الواقي مِن ذلِكَ كُلِّهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَخزُنُ هذَا الدُّعاءَ ويُخَبِّئُهُ ولا يُطلِعُ عَلَيهِ أحَدا «أعوذُ بِدِرعِ اللّهِ الحَصينَةِ الَّتي لا تُرامُ ، وأعوذُ بِجَمعِ اللّهِ مِن كَذا وكَذا» وقولوا : كَلِماتِ الفَرَجِ . (2)
عنه عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَقولُ إذا أصبَحَ : بِاسمِ اللّهِ وبِاللّهِ ، وإلَى اللّهِ وفي سَبيلِ اللّهِ ، وعَلى مِلَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ومِن ضَغطَةِ القَبرِ ومِن ضيقِ القَبرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن سَطَواتِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، اللّهُمَّ رَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ، ورَبَّ البَلَدِ الحَرامِ ، ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ ، أبلِغ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ عَنِّي السَّلامَ .
.
ص: 299
اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِدِرعِكَ الحَصينَةِ ، وأعوذُ بِجَمعِكَ ، أن تُميتَني غَرَقا أو حَرَقا أو شَرَقا ، أو قَوَدا (1) أو صَبرا (2) أو مَسَمّا (3) ، أو تَرَدِّيا في بِئرٍ ، أو أكيلَ السَّبُعِ ، أو مَوتَ الفَجأَةِ ، أو بِشَيءٍ مِن ميتاتِ السَّوءِ ، ولكِن أمِتني عَلى فِراشي في طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ صلى الله عليه و آله ، مُصيبا لِلحَقِّ غَيرَ مُخطِئٍ ، أو فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّهُم في كِتابِكَ : «كَأَنَّهُم بُنْيَ_نٌ مَّرْصُوصٌ» (4) . اُعيذُ (5) نَفسي ووُلدي وما رَزَقَني رَبّي بِ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» _ حَتّى يَختِمَ السّورَةَ _ ، واُعيذُ نَفسي ووُلدي وما رَزَقَني رَبّي بِ «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» _ حَتّى يَختِمَ السّورَةَ _ . ويَقولُ : الحَمدُ للّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ اللّهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِثلَ ما خَلَقَ [ اللّهُ] (6) ، وَالحَمدُ للّهِِ مِل ءَ ما خَلَقَ اللّهُ ، وَالحَمدُ للّهِِ مِدادَ كَلِماتِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ زِنَةَ عَرشِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ رِضا نَفسِهِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ الكَريمُ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ العَلِيُّ العَظيمُ ، سُبحانَ اللّهِ رَبِّ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، وما بَينَهُما ورَبِّ العَرشِ العَظيمِ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن دَركِ الشَّقاءِ ، ومِن شَماتَةِ الأَعداءِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ وَالوَقرِ (7) ، وأعوذُ بِكَ مِن سوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ . ويُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ
.
ص: 300
وآلِ مُحَمَّدٍ عَشرَ مَرّاتٍ . (1)
6 / 6الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ ، وَالجُبنِ وَالبُخلِ ، وَالغَفلَةِ وَالقَسوَةِ ، وَالفَترَةِ وَالمَسكَنَةِ ، وأعوذُ بِكَ يا رَبِّ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن دُعاءٍ لا يُسمَعُ ، ومِن صَلاةٍ لا تَنفَعُ ، واُعيذُ بِكَ نَفسي وأهلي وذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، اللّهُمَّ إنَّهُ لا يُجيرُني مِنكَ أحَدٌ ، ولا أجِدُ مِن دونِكَ مُلتَحَدا (2) . (3)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ _: أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، ومِن رَفيعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ ، ومِن شَرِّ ما أعلَمُ ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ ، وَالجَفاءَ بِالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ ، وَالجَزَعَ بِالصَّبرِ ، وَالهُدى بِالضَّلالَةِ ، وَالكُفرَ بِالإِيمانِ . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ لَولا رَجائي لِعَفوِكَ لَصَمَتُّ عَنِ الدُّعاءِ ، ولكِنَّكَ عَلى كُلِّ حالٍ يا إلهي غايَةُ الطّالِبينَ ، ومُنتَهى رَغبَةِ الرّاغِبينَ ، وَاستِعاذَةِ العائِذينَ ، اللّهُمَّ فَأَنَا أستَعيذُكَ مِن غَضَبِكَ ، وسوءِ سَخَطِكَ ، وعِقابِكَ ونَقِمَتِكَ ، ومِن شَرِّ نَفسي ، وشَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ،
.
ص: 301
وأستَغفِرُكَ مِن جَميعِ الذُّنوبِ ، وأسأَ لُكَ الغَنيمَةَ فيما بَقِيَ مِن عُمُري بِالعافِيَةِ ، أبَدا ما أبقَيتَني . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن دُنيا تَمنَعُ خَيرَ الآخِرَةِ ، ومِن عاجِلٍ يَمنَعُ خَيرَ الآجِلِ ، وحَياةٍ تَمنَعُ خَيرَ المَماتِ ، وأمَلٍ يَمنَعُ خَيرَ العَمَلِ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَقنَعُ ، وبَطنٍ لا يَشبَعُ ، وعَينٍ لا تَدمَعُ ، وقَلبٍ لا يَخشَعُ ، وصَلاةٍ لا تُرفَعُ ، وعَمَلٍ لا يَنفَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، وأعوذُ بِكَ مِن سوءِ القَضاءِ ، ودَركِ الشَّقاءِ ، وشَماتَةِ الأَعداءِ ، وجَهدِ البَلاءِ ، ومِن عَمَلٍ لا يُرضى ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَقرِ وَالقَهرِ ، وَالكُفرِ وَالوَقرِ وَالغَدرِ ، وضيقِ الصَّدرِ ، وسوءِ الأَمرِ ، ومِن بَلاءٍ لَيسَ لي عَلَيهِ صَبرٌ ، ومِنَ الدّاءِ العُضالِ (3) ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ ، وخَيبَةِ المُنقَلَبِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي النَّفسِ وَالأَهلِ وَالمالِ وَالدّينِ وَالوَلَدِ ، وعِندَ مُعايَنَةِ مَلَكِ المَوتِ . وأعوذُ بِاللّهِ مِن إنسانِ سَوءٍ وجارِ سَوءٍ وقَرينِ سَوءٍ ويَومِ سَوءٍ وساعَةِ سَوءٍ ، ومِن شَرِّ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، وما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ طَوارِقِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، إلّا طارِقا يَطرُقُ بِخَيرٍ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» (4) ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي قَضى عَنّي صَلاةً كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابا مَوقوتا . (5)
.
ص: 302
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ حُسنَ الظَّنِّ بِكَ ، وَالصِّدقَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيكَ . وأعوذُ بِكَ أن تَبتَلِيَني بِبَلِيَّةٍ تَحمِلُني ضَرورَتُها عَلَى التَّعَوُّذِ بِشَيءٍ مِن مَعاصيكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تُدخِلَني في حالٍ _ كُنتُ أو أكونُ فيها في عُسرٍ أو يُسرٍ _ أظُنُّ أنَّ مَعاصِيَكَ أنجَحُ لي مِن طاعَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ أن أقولَ قَولاً حَقّا مِن طاعَتِكَ ألتَمِسُ بِهِ سِواكَ ، وأعوذُ بِكَ أن تَجعَلَني عِظَةً لِغَيري ، وأعوذُ بِكَ أن يَكونَ أحَدٌ أسعَدَ بِما آتَيتَني بِهِ مِنّي . وأعوذُ بِكَ أن أتَكَلَّفَ طَلَبَ ما لَم تَقسِم لي ، وما قَسَمتَ لي مِن قِسمٍ ، أو رَزَقتَني مِن رِزقٍ ، فَائتِني بِهِ في يُسرٍ مِنكَ وعافِيَةٍ ، حَلالاً طَيِّبا . وأعوذُ بِكَ مِن كُلِّ شَيءٍ زَحزَحَ بَيني وبَينَكَ ، وباعَدَ بَيني وبَينَكَ ، أو نَقَصَ بِهِ حَظَّي عِندَكَ ، أو صَرَفَ بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي . وأعوذُ بِكَ أن تَحولَ خَطيئَتي أو ظُلمي ، أو جُرمي وإسرافي عَلى نَفسي ، وَاتِّباعُ هَوايَ وَاستِعجالُ شَهوَتي ، دونَ مَغفِرَتِكَ ورِضوانِكَ ، وثَوابِكَ ونائِلِكَ ، وبَرَكاتِكَ ومَوعودِكَ الحَسَنِ الجَميلِ عَلى نَفسِكَ . (1)
عنه عليه السلام_ فيما يُقالُ فِي اليَومِ السّادِسِ وَالعِشرينَ مِن كُلِّ شَهرٍ _: أعوذُ بِكَ مِن نارِ جَهَنَّمَ ، وأعوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ المَحيا وَالمَماتِ ، وأعوذُ بِكَ مِن مَكارِهِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وأعوذُ بِكَ مِن فِتنَةِ الدَّجّالِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّكِّ وَالفُجورِ وَالكَسَلِ وَالعَجزِ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ البُخلِ وَالسَّرَفِ وَالهَرَمِ وَالفَقرِ ... . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ، عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأسأَ لُكَ اللّهُمَّ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ ما أدَعُ وما لَم أدَع ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ خَيرَ ما أرجو ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما
.
ص: 303
أحذَرُ ، وشَرِّ ما لا أحذَرُ ... . وأعوذُ بِكَ أن اُغتالَ مِن بَينِ يَدَيَّ أو مِن خَلفي ، أو عَن يَميني أو عَن شِمالي ، أو مِن فَوقي أو مِن تَحتي . (1)
عنه عليه السلام_ مِمّا يُقالُ عِندَ حُضورِ شَهرِ رَمَضانَ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ وبِوَجهِكَ الكَريمِ ومُلكِكَ العَظيمِ ، أن تَغرُبَ الشَّمسُ مِن يَومي هذا أو يَنقَضِيَ بَقِيَّةُ هذَا اليَومِ ، أو يَطلُعَ الفَجرُ مِن لَيلَتي هذِهِ أو يَخرُجَ هذَا الشَّهرُ ، ولَكَ قِبَلي مَعَهُ تَبِعَةٌ أو ذَنبٌ أو خَطيئَةٌ تُريدُ أن تُقايِسَني بِذلِكَ (2) ، أو تُؤاخِذَني بِهِ ، أو تَقِفَني بِهِ مَوقِفَ خِزيٍ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، أو تُعَذِّبَني بِهِ يَومَ ألقاكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن يَكونَ جَزاءُ إحسانِكَ الإِساءَةَ مِنّي ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُصلِحَ عَمَلي فيما بَيني وبَينَ النّاسِ واُفسِدَهُ فيما بَيني وبَينَكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن تَحولَ سَريرَتي بَيني وبَينَكَ أو تَكونَ مُخالِفَةً لِطاعَتِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن يَكونَ شَيءٌ مِنَ الأَشياءِ آثَرَ عِندي مِن طاعَتِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أعمَلَ مِن طاعَتِكَ قَليلاً أو كَثيرا اُريدُ بِهِ أحَدا غَيرَكَ ، أو أعمَلَ عَمَلاً يُخالِطُهُ رِياءٌ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن هَوىً يُردي مَن يَركَبُهُ ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أجعَلَ شَيئا مِن شُكري فيما أنعَمتَ بِهِ عَلَيَّ لِغَيرِكَ ، أطلُبُ بِهِ رِضا خَلقِكَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أتَعَدّى حَدّا مِن حُدودِكَ أتَزَيَّنُ بِذلِكَ لِلنّاسِ ، وأركَنُ بِهِ إلَى الدُّنيا ، اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذ
.
ص: 304
بِطاعَتِكَ مِن مَعصِيَتِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، جَلَّ ثَناءُ وَجهِكَ ، لا اُحصِي الثَّناءَ عَلَيكَ ولَو حَرَصتُ ، وأنتَ كَما أثَنيتَ عَلى نَفسِكَ سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ... . أعوذُ بِكَ مِن هَوىً قَد غَلَبَني ، ومِن عَدُوٍّ قَدِ استَكلَبَ عَلَيَّ ، ومِن دُنيا قَد تَزَيَّنَت لي ، ومِن نَفسٍ أمّارَةٍ بِالسّوءِ إلّا ما رَحِمَ رَبّي ، فَإِن كُنتَ سَيِّدي قَد رَحِمتَ مِثلي فَارحَمني ، وإن كُنتَ سَيِّدي قَد قَبِلتَ مِثلي فَاقبَلني . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ النِّسيانِ وَالكَسَلِ وَالتَّواني في طاعَتِكَ ، ومِن عِقابِكَ الأَدنى ، وعَذابِكَ الأَكبَرِ ، وأعوذُ بِكَ مِن دُنيا تَمنَعُ خَيرَ الآخِرَةِ ، ومِن حَياةٍ تَمنَعُ خَيرَ المَماتِ ، ومِن أمَلٍ يَمنَعُ خَيرَ العَمَلِ ، وأعوذُ بِكَ مِن نَفسٍ لا تَشبَعُ ، ومِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، ومِن دُعاءٍ لا يُرفَعُ ، ومِن صَلاةٍ لا تُقبَلُ ... . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاكفِني ما أهَمَّني وغَمَّني ، ولا تَكِلني إلى نَفسي ، وأعِذني مِن شَرِّ ما خَلَقتَ وذَرَأتَ وبَرَأتَ ، وألبِسني دِرعَكَ الحَصينَةَ مِن شَرِّ جَميعِ خَلقِكَ ، وَاقضِ عَنّي دَيني ، ووَفِّقني لِما يُرضيكَ عَنّي ، وَاحرُسني وذُرِّيَّتي وأهلي ، وقَراباتي وجَميعَ إخواني فيكَ ، وأهلَ حُزانَتي (2) ، مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، ومِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وشَياطينِ الإِنسِ وَالجِنِّ ، وَانصُرني عَلى مَن ظَلَمَني . (3)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ المَروِيِّ عَنهُ فِي الصَّباحِ _: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أصبَحتُ بِاللّهِ مُمتَنِعا ، وبِعِزَّتِهِ مُحتَجِبا ، وبِأَسمائِهِ عائِذا مِن شَرِّ الشَّيطانِ وَالسُّلطانِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ... . أعوذُ بِاللّهِ وبِما عاذَت بِهِ مَلائِكَتُهُ ورُسُلُهُ ، مِن شَرِّ هذَا اليَومِ وما يَأتي بَعدَهُ ،
.
ص: 305
ومِنَ الشَّيطانِ وَالسُّلطانِ ، ورُكوبِ الحَرامِ وَالآثامِ ، ومِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ، وَالعَينِ اللّامَّةِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . وأعوذُ بِاللّهِ وبِكَلِماتِهِ ، وعَظَمَتِهِ وحَولِهِ ، وقُوَّتِهِ وقُدرَتِهِ ، مِن غَضَبِهِ وسَخَطِهِ وعِقابِهِ ، وأخذِهِ وبَأسِهِ ، وسَطوَتِهِ ونَقِمَتِهِ ، ومِن جَميعِ مَكارِهِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَامتَنَعتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِ خَلقِهِ جَميعا وقُوَّتِهِم ، وبِرَبِّ الفَلَقِ (1) ، مِن شَرِّ ما خَلَقَ ، ومِن شَرِّ غاسِقٍ (2) إذا وَقَبَ (3) ، ومِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي العُقَدِ ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ ، وبِرَبِّ النّاسِ ، مَلِكِ النّاسِ ، إلهِ النّاسِ ، مِن شَرِّ الوَسواسِ الخَنّاسِ (4) ، الَّذي يُوَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ ، فَإِن تَوَلَّوا فَقُل حَسبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ ، وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ . (5)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ عَرَفَةَ _: يا رَبِّ أعوذُ بِكَ مِن هَولِ المُطَّلَعِ (6) ، ومِن شِدَّةِ المَوقِفِ يَومَ الدّينِ ، فَإِنَّكَ تُجيرُ ولا يُجارُ عَلَيكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، اللّهُمَّ لا تُعرِض عَنّي حينَ أدعوكَ ، ولا تَصرِف عَنّي وَجهَكَ حينَ أسأَ لُكَ ، فَلا رَبَّ لي سِواكَ ، وأعطِني مَسأَلَتي ، وآمِن خَوفي يَومَ ألقاكَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ فَأَعِذني ، فَإِنّي ضَعيفٌ خائِفٌ مُستَجيرٌ بائِسٌ فَقيرٌ ، يا رَبِّ يا
.
ص: 306
رَبِّ يا رَبِّ ، اللّهُمَّ اكشِف ضُرَّ مَا استَعَذتُكَ مِنهُ ، وألبِسني رَحمَتَكَ ، وجَلِّلني عافِيَتَكَ ، وآمِنّي بِرَحمَتِكَ ، فَإِنَّكَ تُجيرُ ولا يُجارُ عَلَيكَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن وَحشَةِ القَبرِ ومِن خَلوَتِهِ ، ومِن ظُلمَتِهِ وضيقِهِ وعَذابِهِ ، ومِن هَولِ ما أتَخَوَّفُ بَعدَهُ ، يا رَبَّ العالَمينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ... . اللّهُمَّ مَا استَعفَيتُكَ مِنهُ وما لَم أستَعفِكَ مِنهُ ، وتوجِبُ عَلَيَّ بِهِ النّارَ وسَخَطَكَ ، فَاعفُني مِنهُ ، وما عُذتُ مِنَ المَخازي يَومَ القِيامَةِ وسوءِ المُطَّلَعِ إلى ما فِي القُبورِ ، فَأَعِذني مِنهُ ... . وأعِذنا مِنَ الأَذى وَالعِدى وَالضُرِّ ، وسوءِ القَضاءِ وشَماتَةِ الأَعداءِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي المالِ وَالدّينِ ، وَالأَهلِ وَالوَلَدِ ، وعِندَ مُعايَنَةِ المَوتِ ... . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن اُوالِيَ لَكَ عَدُوّا ، أو اُعادِيَ لَكَ وَلِيّا ، أو أسخَطَ لَكَ رِضىً ، أو أرضى لَكَ سَخَطا ، أو أقولَ لِحَقٍّ هذا باطِلٌ ، أو أقولَ لِباطِلٍ هذا حَقٌّ ، أو أقولَ لِلَّذينَ كَفَروا هؤُلاءِ أهدى مِنَ الَّذينَ آمَنوا سَبيلاً . (1)
عنه عليه السلام_ مِن حِرزِهِ الجَليلِ الَّذي رَواهُ عَن آبائِهِ عليهم السلام _: اُعيذُ نَفسي وشَعري ، وبَشَري وديني ، وأهلي ومالي ، ووُلدي وذُرِّيَّتي ، ودُنيايَ وجَميعَ مَن أمرُهُ يَعنيني ، مِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ يُؤذيني . اُعيذُ نَفسي ، وجَميعَ ما رَزَقَني رَبّي ، وما اُغلِقَت عَلَيهِ أبوابي ، وأحاطَت بِهِ جُدراني ، وجَميعَ ما أتَقَلَّبُ فيهِ مِن نِعَمِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وإحسانِهِ ، وجَميعَ إخواني وأخَواتي مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، وبِأَسمائِهِ التّامَّةِ الكامِلَةِ ، المُتَعالِيَةِ المُنيفَةِ ، الشَّريفَةِ الشّافِيَةِ ، الكَريمَةِ الطَّيِّبَةِ ، الفاضِلَةِ المُبارَكَةِ ، الطّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ ، العَظيمَةِ المَخزونَةِ المَكنونَةِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجِرٌ ، وبِاُمِّ الكِتاب
.
ص: 307
وفاتِحَتِهِ ، وخاتِمَتِهِ وما بَينَهُما مِن سورَةٍ شَريفَةٍ ، وآيَةٍ مُحكَمَةٍ ، وشِفاءٍ ورَحمَةٍ ، وعوذَةٍ وبَرَكَةٍ ، وبِالتَّوراةِ وَالإِنجيلِ ، وَالزَّبورِ وَالقُرآنِ العَظيمِ ، وبِصُحُفِ إبراهيمَ وموسى ، وبِكُلِّ كِتابٍ أنزَلَهُ اللّهُ عز و جل ، وبِكُلِّ رَسولٍ أرسَلَهُ اللّهُ عز و جل ، وبِكُلِّ بُرهانٍ أظهَرَهُ اللّهُ عز و جل ، وبِآلاءِ اللّهِ ، وعِزَّةِ اللّهِ ، وقُدرَةِ اللّهِ ، وجَلالِ اللّهِ ، وقُوَّةِ اللّهِ ، وعَظَمَةِ اللّهِ ، وسُلطانِ اللّهِ ، ومَنَعَةِ اللّهِ ، ومَنِّ اللّهِ ، وحِلمِ اللّهِ ، وعَفوِ اللّهِ ، وغُفرانِ اللّهِ ، ومَلائِكَةِ اللّهِ ، وكُتُبِ اللّهِ ، وأنبِياءِ اللّهِ ، ورُسُلِ اللّهِ ، ومُحَمّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . وأعوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ وعِقابِهِ ، وسَخَطِ اللّهِ ونَكالِهِ (1) ، ومِن نَقِمَةِ اللّهِ وإعراضِهِ ، وصُدودِهِ وخِذلانِهِ ، ومِنَ الكُفرِ وَالنِّفاقِ ، وَالحَيرَةِ وَالشِّركِ ، وَالشَّكِّ في دينِ اللّهِ ، ومِن شَرِّ يَومِ الحَشرِ وَالنُّشورِ ، وَالمَوقِفِ وَالحِسابِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ كِتابٍ قَد سَبَقَ ، ومِن زَوالِ النِّعمَةِ ، وحُلولِ النَّقِمَةِ ، وتَحَوُّلِ العافِيَةِ ، وموجِباتِ الهَلَكَةِ ، ومَواقِفِ الخِزيِ وَالفَضيحَةِ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . وأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن هَوىً مُردٍ ، وقَرينِ سَوءٍ مُكدٍ ، وجارٍ مُؤذٍ ، وغِنىً مُطغٍ ، وفَقرٍ مُنسٍ ، وأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن قَلبٍ لا يَخشَعُ ، وصَلاةٍ لا تَنفَعُ ، ودُعاءٍ لا يُسمَعُ ، وعَينٍ لا تَدمَعُ ، وبَطنٍ لا يَشبَعُ ، ومِن نَصَبٍ وَاجتِهادٍ يُوجِبانِ العَذابَ ، ومِن مَرَدٍّ إلَى النّارِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي النَّفسِ وَالأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ ، وعِندَ مُعايَنَةِ مَلَكِ المَوتِ عليه السلام . وأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، ومِن شَرِّ ما أخافُ وأحذَرُ ، ومِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، ومِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنَّ وَالإِنسِ وَالشَّياطينِ ، ومِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وأشياعِهِ وأتباعِهِ ، ومِن شَرِّ السَّلاطينِ وأتباعِهِم ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وما يَعرُجُ فيها ، ومِن شَرِّ ما يَلِجُ فِي الأَرضِ وما يَخرُجُ مِنها ، ومِن شَرِّ كُلِّ سُقمٍ وآفَةٍ وغَمًّ وهَمًّ ، وفاقَةٍ وعُدمٍ ، ومِن شَرِّ ما فِي البَرِّ
.
ص: 308
وَالبَحرِ ، ومِن شَرِّ الفُسّاقِ وَالفُجّارِ ، وَالدُّعّارِ (1) وَالحُسّادِ وَالأَشرارِ وَالسُّرّاقِ وَاللُّصوصِ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . اللّهُمَّ إنّي أحتَجِزُ بِكَ مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ خَلَقتَهُ ، وأحتَرِسُ بِكَ مِنهُم ، وأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِنَ الحَرَقِ وَالغَرَقِ ، وَالشَّرَقِ وَالهَدمِ ، وَالخَسفِ وَالمَسخِ وَالجُنونِ ، وَالحِجارَةِ وَالصَّيحَةِ وَالزَّلازِلِ ، وَالفِتَنِ وَالعَينِ وَالصَّواعِقِ ، وَالجُذامِ وَالبَرَصِ ، وَالأَمراضِ وَالآفاتِ (2) ، وَالعاهاتِ وَالمُصيباتِ ، وأكلِ السَّبُعِ وميتَةِ السَّوءِ ، وجَميعِ أنواعِ البَلايا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . وأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالأَنبِياءُ المُرسَلونَ ، وخاصَّةً مِمَّا استَعاذَ مِنهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، أسأَ لُكَ أن تُعطِيَني مِن خَيرِ ما سَأَلوا ، وأن تُعيذَني مِن شَرِّ مَا استَعاذوا ، وأسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم . (3)
عنه عليه السلام_ فيما عَلَّمَهُ أبا يَحيى لِيَدعُوَ بِهِ في لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ _: اللّهُمَّ وَاخصُصني مِن كَرَمِكَ بِجَزيلِ قِسَمِكَ ، وأعوذُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وَاغفِر لِيَ الذَّنبَ الَّذي يَحبِسُ عَلَيَّ الخَلقَ ، ويُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزقَ ، حَتّى أقومَ بِصالِحِ رِضاكَ ، وأنعَمَ بِجَزيلِ عَطائِكَ ، وأسعَدَ بِسابِغِ نَعمائِكَ ، فَقَد لُذتُ بِحَرَمِكَ ، وتَعَرَّضتُ لِكَرَمِكَ ، وَاستَعَذتُ بِعَفوِكَ مِن عُقوبَتِكَ ، وبِحِلمِكَ مِن غَضَبِكَ ، فَجُد بِما سَأَلتُكَ ، وأنِل مَا التَمَستُ مِنكَ ، أسأَ لُكَ بِكَ لا بِشَيءٍ هُوَ أعظَمُ مِنكَ . (4)
.
ص: 309
6 / 7الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامالإمام الكاظم عليه السلام :اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ العَديلَةِ (1) عِندَ المَوتِ ، ومِن شَرِّ المَرجِعِ فِي القُبورِ ، ومِنَ النَّدامَةِ يَومَ الآزِفَةِ (2) . (3)
عنه عليه السلام_ فيما عَلَّمَهُ لِعَلِيِّ بنِ رِئابٍ أن يَدعُوَ بِهِ في شَهرِ رَمَضانَ مُستَقبِلاً دُخولَ السَّنَةِ _: أعوذُ بِكَ يا إلهي أن تُحيطَ بي (4) خَطيئَتي ، وظُلمي وإسرافي عَلى نَفسي ، وَاتِّباعي لِهَوايَ وَاشتِغالي بِشَهَواتي ، فَيَحولَ ذلِكَ بَيني وبَينَ رَحمَتِكَ ورِضوانِكَ ، فَأَكونَ مَنسِيّا عِندَكَ، مُتَعَرِّضا لِسَخَطِكَ ونَقِمَتِكَ . (5)
الكافي عن زياد بن مروان :كانَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام يَقولُ في سُجودِهِ : أعوذُ بِكَ مِن نارٍ حَرُّها لا يُطفَأُ ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ جَديدُها لا يَبلى ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ عَطشانُها لا يَروى ، وأعوذُ بِكَ مِن نارٍ مَسلوبُها لا يُكسى . (6)
الإمام الكاظم عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ الأَربِعاءِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ أن أضِلَّ أو اُضَلَّ ، أو أذِلَّ أو اُذَلَّ ، أو أظلِمَ أو اُظلَمَ ، أو أجهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ ، أو أجورَ أو يُجار
.
ص: 310
عَلَيَّ ، أخرِجني مِنَ الدُّنيا مَغفورا لي [ ذَنبي ، ومَقبولاً] (1) عَمَلي ، وأعطِني كِتابي بِيَميني ، وَاحشُرني في زُمرَةِ نَبِيّي مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّم كَثيرا ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في يَومِ الخَميسِ _: أصبَحتُ أعوذُ بِوَجهِ اللّهِ الكَريمِ ، وَاسمِ اللّهِ العَظيمِ ، وكَلِمَتِهِ التّامَّةِ ، مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ وَالعَينِ اللّامَّةِ ، ومِن شَرِّ ما خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن جَميعِ خَلقِكَ فَأَعِذني ، وأتَوَكَّلُ عَلَيكَ في جَميعِ اُموري فَاحفَظني مِن بَينِ يَدَيَّ ، ومِن خَلفي ، ومِن فَوقي ومِن تَحتي ، ولا تَكِلني في حَوائِجي إلى عَبدٍ مِن عِبادِكَ فَيَخذُلَني ، أنتَ مَولايَ وسَيِّدي ، فَلا تُخَيِّبني مِن رَحمَتِكَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ، وتَحويلِ عافِيَتِكَ ، استَعَنتُ بِحَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ مِن حَولِ خَلقِهِ وقُوَّتِهِم ، وأعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ ، حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ . (3)
6 / 8الاِستِعاذةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلامالإمام الرضا عليه السلام_ مِن دُعاءٍ كَتَبَهُ لِأَحَدِ أصحابِهِ _: اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن زَوالِ نِعمَتِكَ ،
.
ص: 311
وتَحويلِ عافِيَتِكَ ، ومِن فَجأَةِ نَقِمَتِكَ ، ومِن شَرِّ كِتابٍ قَد سَبَقَ . اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، وإنَّ اللّهَ قَد أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما ، وأحصى كُلَّ شَيءٍ عَدَدا . (1)
6 / 9الاِستِعاذاتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الجَوادِ عليه السلامالإمام الجواد عليه السلام :اُعيذُ نَفسي بِاللّهِ الَّذي «لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَافِى السَّمَ_وَ تِ وَمَا فِى الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَ_وَ تِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَ_ئودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ» (2) ... . اُعيذُ نَفسي ومَن يَعنيني أمرُهُ بِاللّهِ مالِكِ المُلكِ ، يُؤتِي المُلكَ مَن يَشاءُ ويَنزِعُ المُلكَ مِمَّن يَشاءُ ، ويُعِزُّ مَن يَشاءُ ويُذِلُّ مَن يَشاءُ ، بِيَدِهِ الخَيرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، ويولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، ويُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن عوذَتِهِ في يَومِ الإِثنَينِ _: اُعيذُ نَفسي بِرَبِّيَ الأَكبَرِ ، مِمّا يَخفى ومِمّا يَظهَرُ ، ومِن شَرِّ كُلِّ اُنثى وذَكَرٍ ، ومِن شَرِّ ما رَأَتِ الشَّمسُ وَالقَمَرُ ... . (4)
عنه عليه السلام_ مِن عوذَتِهِ فِي يَومِ الثُّلاثاءِ _: اُعيذُ نَفسي بِاللّهِ الأَكبَرِ، رَبِّ السَّماوات
.
ص: 312
القائِماتِ بِلا عَمَدٍ ، وبِالَّذي خَلَقَها في يَومَينِ وقَضى في كُلِّ سَماءٍ أمرَها ، وخَلَقَ الأَرضَ في يَومَينِ وقَدَّرَ فيها أقواتَها ، وجَعَلَ فيها جِبالاً أوتادا وجَعَلَها فِجاجا سُبُلاً ، وأنشَأَ السَّحابَ وسَخَّرَهُ ، وأجرَى الفُلكَ وسَخَّرَ البَحرَ ، وجَعَلَ فِي الأَرضِ رَواسِيَ وأنهارا ، مِن شَرِّ ما يَكونُ فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وتَعقِدُ عَلَيهِ القُلوبُ وتَراهُ العُيونُ مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ ... . (1)
عنه عليه السلام_ مِن عَوذَتِهِ في يَومِ الأَربِعاءِ _: اُعيذُ نَفسي بِالأَحَدِ الصَّمَدِ ، مِن شَرِّ النَّفّاثاتِ فِي العُقَدِ ، ومِن شَرِّ ابنِ قِترَةَ (2) وما وَلَدَ ، أستَعيذُ بِاللّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الأَعلى ، مِن شَرِّ ما رَأَت عَيني وما لَم تَرَهُ ، أستَعيذُ بِاللّهِ الواحِدِ الفَردِ ، الكَبيرِ الأَعلى ، مِن شَرِّ مَن أرادَني بِأَمرٍ عَسيرٍ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن عَوذَتِهِ في يَومِ الخَميسِ _: اُعيذُ نَفسي بِرَبِّ المَشارِقِ وَالمَغارِبِ ، مِن كُلِّ شَيطانٍ مارِدٍ ، وقائِمٍ وقاعِدٍ ، وعَدُوٍّ وحاسِدٍ ومُعانِدٍ . (4)
6 / 10الاِستِعاذةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الهادي عليه السلامالإمام الهادي عليه السلام_ مِمّا دَعا بِهِ في قُنوتِهِ _: يا مَن تَفَرَّدَ بِالرُّبوبِيَّةِ ، وتَوَحَّدَ بِالوَحدانِيَّةِ ... بِكَ اعتَصَمتُ وتَعَوَّذتُ مِن نَفَثاتِ العَنَدَةِ ورَصَداتِ المُلحِدَةِ ، الَّذين ألحَدوا فى ¨
.
ص: 313
أسمائِكَ ورَصَدوا بِالمَكارِهِ لِأَولِيائِكَ ، وأعانوا عَلى قَتلِ أنبِيائِكَ وأصفِيائِكَ ، وقَصَدوا لِاءِطفاءِ نورِكَ بِإِذاعَةِ سِرِّكَ ، وكَذَّبوا رُسُلَكَ ، وصَدّوا عَن آياتِكَ ، وَاتَّخَذوا مِن دونِكَ ودونِ رَسولِكَ ودونِ المُؤمِنينَ وَليجَةً (1) ، رَغبَةً عَنكَ ، وعَبَدوا طَواغيتَهُم وجَوابيتَهُم (2) بَدَلاً مِنكَ ... . أعوذُ بِكَ مِن كُلِّ لَبسِ مَلبوسٍ ، ومِن كُلِّ قَلبٍ عَن مَعرِفَتِكَ مَحبوسٍ ، ومِن كُلِّ نَفسٍ تَكفُرُ إذا أصابَها بُؤسٌ ، ومِن واصِفِ عَدلٍ عَمَلُهُ عَنِ العَدلِ مَعكوسٌ ، ومِن طالِبٍ لِلحَقِّ وهُوَ عَن صِفاتِ الحَقِّ مَنكوسٌ ، ومِن مُكتَسِبِ إثمٍ بِإِثمِهِ مَركوسٌ (3) ، ومِن وَجهٍ عِندَ تَتابُعِ النِّعَمِ عَلَيهِ عَبوسٌ ، أعوذُ بِكَ مِن ذلِكَ كُلِّهِ ، ومِن نَظيرِهِ وأشكالِهِ وأشباهِهِ وأمثالِهِ إنَّكَ عَلِيٌّ عَليمٌ حَكيمٌ . (4)
6 / 11الاِستِعاذةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه السلامالإمام المهدي عليه السلام_ مِمّا عَلَّمَهُ لِلعَلَوِيِّ المِصرِيِّ _: يا قَريبُ أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُعيذَني مِن شَرِّ خَلقِكَ ، وتُقَرِّبَني مِن عَفوِكَ ... . اللّهُمَّ بِكَ أعوذُ وبِكَ ألوذُ ، ولَكَ أعبُدُ وإيّاكَ أرجو ، وبِكَ أستَعينُ وبِكَ أستَكفي ، وبِكَ أستَغيثُ وبِكَ أستَنقِذُ ، ومِنكَ أسأَلُ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ... . إلهي وهذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ ، وَالهارِبِ مِنكَ إلَيكَ مِن ذُنوبٍ تَهَجَّمَتهُ ، وعُيوبٍ فَضَحَتهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانظُر إلَيَّ نَظرَةً رَحيمَةً أفوزُ بِها إلى
.
ص: 314
جَنَّتِكَ ، وَاعطِف عَلَيَّ عَطفَةً أنجو بِها مِن عِقابِكَ . (1)
6 / 12جَوامِعُ الاِستِعاذاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :قولوا : اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ مِمّا سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ عَبدُكَ ورَسولُكَ ، ونَستَعيذُ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ مُحَمَّدٌ عَبدُكَ ورَسولُكَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ بَعدَ أن دَعا بِدُعاءٍ طَويلٍ _: ألا أدُلُّكُم عَلى ما يَجمَعُ ذلِكَ كُلَّهُ ؟ نَقولُ : اللّهُمَّ إنّا نَسأَ لُكَ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ مِنهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ، ونَعوذُ بِكَ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ ، وأنتَ المُستَعانُ ، وعَلَيكَ البَلاغُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعائِشَةَ _: عَلَيكِ بِالكَوامِلِ ... قولي : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ ، عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم ، و أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ ، وأسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ ما سَأَلَكَ عَبدُكَ ورَسولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، وأستَعيذُكَ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، وأسأَ لُكَ ما قَضَيتَ لي مِن أمرٍ أن تَجعَلَ عاقِبَتَهُ رَشَدا . (4)
.
ص: 315
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :تَقولُ إذا أصبَحتَ : أصبَحتُ بِاللّهِ مُؤمِنا ، عَلى دينِ مُحَمَّدٍ وسُنَّتِهِ ، ودينِ عَلِيٍّ وسُنَّتِهِ ، ودينِ الأَوصِياءِ وسُنَّتِهِم ، آمَنتُ بِسِرِّهِم وعَلانِيَتِهِم ، وشاهِدِهِم وغائِبِهِم ، وأعوذُ بِاللّهِ مِمَّا استَعاذَ مِنهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعَلِيٌّ عليه السلام ، وَالأَوصِياءُ ، وأرغَبُ إلَى اللّهِ فيما رَغِبوا إلَيهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ الَّذي كانَ يَقرَؤُهُ عِندَ دُخولِهِ عَلَى المَنصورِ _: أعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن شَرِّ مَا استَعاذَ مِنهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالأَنبِياءُ المُرسَلونَ ، وخاصَّةً مِمَّا استَعاذَ مِنهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، أسأَ لُكَ أن تُعطِيَني مِن خَيرِ ما سَأَلوا ، وأن تُعيذَني مِن شَرِّ مَا استَعاذوا ، وأسأَ لُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وما لَم أعلَم . (2)
عنه عليه السلام_ فيما يُدعى بِهِ بَعدَ الفَراغِ مِن صَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ _: اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن كُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ مُحَمَّدٌ وآلُهُ ، وأستَعيذُ بِكَ مِن كُلِّ مَا استَعاذَ بِهِ مُحَمَّدٌ وآلُهُ ، اللّهُمَّ أعطِني مِن كُلِّ خَيرٍ خَيرا ، وَاصرِف عَنّي كُلَّما قَضَيتَ مِن شَرٍّ أو فِتنَةٍ . (3)
عنه عليه السلام :تَقولُ بَينَ كُلِّ تَكبيرَتَينِ في صَلاةِ العيدَينِ : اللّهُمَّ أهلَ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، وأهلَ الجودِ وَالجَبَروتِ ، وأهلَ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأهلَ التَّقوى وَالمَغفِرَةِ ، أسأَ لُكَ في هذَا اليَومِ الَّذي جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيدا ، ولِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ذُخرا ومَزيدا ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد
.
ص: 316
وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ عَلى عَبدٍ مِن عِبادِكَ ، وصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ورُسُلِكَ ، وَاغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ ، الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مِن خَيرِ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ المُرسَلونَ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما عاذَ بِكَ مِنهُ عِبادُكَ المُرسَلونَ . (1)
.
ص: 317
القِسمُ التّاسِعُ: الاستغفارالمدخلالفصل الأوّل : حقيقة الاستغفارالفصل الثّاني : الحثّ على الاستغفار والتّحذير من تركهالفصل الثّالث : خصائص الاستغفارالفصل الرابع : بركات الاستغفارالفصل الخامس : ما ينبغي فيه الاستغفار من الأوقاتالفصل السّادس : ما ينبغي فيه الاستغفار من الأحوالالفصل السّابع : ما ينبغي فيه الاستغفار من العباداتالفصل الثّامن : الاستغفار للآخرينالفصل التّاسع : الاستغفارات المأثورة
.
ص: 318
. .
ص: 319
المدخل«الاستغفار» لغةً واصطلاحا«الاستغفار» مصدر من مادة «غ ف ر» . وقد جاء أصل هذه المادة بمعنى التغطية والستر ولكنّه يستعمل أحيانا في المعاني القريبة منه والمتناسبة معه من باب التوسّع . على هذا فإنّ معنى «الاستغفار» هو طلب الستر . يقول ابن فارس في هذا المجال : الغين والفاء والراء عُظم بابه الستر ، ثمّ يشذّ عنه ما يُذكر . فالغفر : السّتر ، والغفران والغفر بمعنىً ، يقال : غفر اللّه ذنبه غفرا ومغفرةً وغُفرانا . . . والمِغْفَر معروف . (1) يذكر ابن منظور قائلاً : أصل الغفر : التغطية والستر ، وغفر اللّه ذنوبه أي سترها . . . وكلّ شيء سترتُهُ فقد غَفَرتَهُ . . . وكلّ ثوب يُغَطّى به شيءٌ فهو غِفارة . (2) ممّا يجدر ذكره أنّ دراسة موارد استعمال مادة «غفر» تظهر أنّ «الغفر» لا يطلق على كل نوع من الستر بل على الستر الذي فيه نوع من المصلحة ، مثل : «اغفر ثوبك في الوعاء» حيث تُلاحظ فيه مصلحة الثوب ، أو «اغفر لي ذنوبي» حيث أُخذت
.
ص: 320
بنظر الاعتبار هنا مصلحة المغفور له ، أو «قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ» (1) حيث لوحظت هنا مصلحة الغافر ، أو مصلحة الغافر والمغفور له معا . لعلّ الملاحظة التي سبقت الإشارة إليها هي التي دفعت الراغب في كتاب المفردات إلى أن يبني معنى مادة «غفر» كالتالي : الغفر : إلباس ما يصونه عن الدنس . ومنه قيل : اِغفر ثوبك في الوعاء واصبغ ثوبك فإنّه أغفر للوسخ ، والمغفرة من اللّه هو أن يصون العبد من أن يمسّه العذاب . . . وقد يقال غفر له إذا تجافى عنه في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن نحو : «قُل لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ» ، والاستغفار : طلب ذلك بالمقال والفعال . (2) مع الأخذ بنظر الاعتبار البحث السابق فإنّ مادة «غفر» و «الاستغفار» لا يختصّان من الناحية اللغوية بالمعصية رغم أنّ استخدامهما في هذا المجال له الحصّة الأكبر في الكتاب والسنّة .
الاستغفار في الكتاب والسنّةلقد تكرّرت مشتقّات مادة «غفر» في القرآن الكريم 234 مرّة . فقد رغّب هذا الكتاب السماوي أتباعه 7 مرّات (3) على طلب المغفرة بأشكال مختلفة ، وذكر اللّه _ تعالى _ 91 مرّة بصفة «الغفور» ، و 5 مرّات بصفة «الغفّار» (4) ومرّة واحدة بصفة «الغافر» (5) . ومن البديهي أنّ هذا النوع من التعامل مع المذنبين يدلّ على سعة الرأفة والرحمة الإلهيتين .
.
ص: 321
استنادا إلى ما ذكر في بيان معنى كلمة «الاستغفار» ، فإنّ هذه الكلمة تعني في الكتاب والسنّة طلب الستر وغفران الذنوب من اللّه _ سبحانه وتعالى _ ، وتطالعنا في هذه المجالات بعض الملاحظات التي تستحقّ الاهتمام :
1 . روح «الاستغفار»إنّ روح الاستغفار وحقيقته بالنسبة إلى النفس هي الندامة القلبية ، فما لم يندم الإنسان على معصيته لا يمكنه أن يطلب المغفرة من اللّه _ تعالى _ حقيقةً ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام : مَنِ استَغفَرَ بِلِسانِهِ ولَم يَندَم فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ . (1) على هذا الأساس ، فقد اعتبرت الندامة القلبية في رواية عن الإمام عليّ عليه السلام أحد أركان التوبة (2) . إنّ دور الندم في تحقّق الاستغفار الواقعي والتوبة يبلغ حدّا بحيث جاء في حديثٍ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : النَّدَمُ تَوبَةٌ . (3) كما ورد في رواية عن الإمام عليّ عليه السلام : النَّدَمُ استِغفارٌ . (4) يمكن القول إنّ هذا الكلام ليس مبالغا فيه ، لأنّ الندم الحقيقي سوف يستتبع التصميم على عدم معاودة الذنب وعلى تلافي ما مضى ، وبناءً على ذلك فإنّ جميع
.
ص: 322
الحدود الستّة التي بيّنها الإمام عليّ عليه السلام _ في الحديث المروي عنه (1) _ للاستغفار ، سوف تتحقّق مع روح الاستغفار والتوبة التي هي الندم الحقيقي ، هذا كلّه إذا طلب الإنسان المغفرة لنفسه ، أمّا إذا طلب المغفرة للآخرين (2) فإنّه يعني الاستغفار لهم من اللّه _ تعالى _ فحسب .
2 . معنى الغفران الإلهيلقد اتّضح لنا ممّا سبق أنّ المغفرة تعني الستر والتغطية ولكن يجب الانتباه إلى أنّ الستر والغفران الإلهيين للذنوب لا يختلفان عن الصفح والستر البشريين فحسب ، بل إنّهما غير قابلين للمقارنة . فستر اللّه _ تعالى _ للذنب ، يعني محو آثاره وتبعاته ، بل إنّ اللّه يستر المذنب _ ببعض الشروط _ من خلال تبديل الذنوب بالأعمال الصالحة! كما يقول _ عزّوجلّ _ مشيرا إلى بعض الذين ارتكبوا ذنوبا كبيرة واستحقّوا العذاب المضاعف في النار : «إِلَا مَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صَ__لِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّ_ئاتِهِمْ حَسَنَ_تٍ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» (3) . وهكذا فإنّ الستر والغفران المذكورين ، هما أسمى أنواع الستر والمغفرة يفوقان تصوّرنا ولا يصدران إلّا من خالق العالم!
3 . دور الاستغفار في الحياة المادية والمعنويةإنّ الاستغفار من منظار الكتاب والسنّة ، يبعد الشيطان عن الإنسان فضلاً عن أنّه يطهّر الذنوب ، ويجلو القلب ، ويقذف فيه نور العلم ، ويزيل الغمّ والحزن عنه ،
.
ص: 323
ويوسّع الرزق . وباختصار فإنّ الاستغفار يحول دون أنواع الآفات المادية والمعنوية ويجلب للإنسان أنواع البركات الدنيوية والأُخروية . (1) لذلك فقد وردت التوصية بترديد هذا الذكر بحضور قلب في كل فرصة تسنح لذلك ، خاصّة في اللحظات الحسّاسة المفعمة بالبركات مثل : الأسحار ، قنوت صلاة الوتر ، الثلث الأخير من الليل ، الخميس والجمعة ، قبل الغروب في صحراء عرفات ، يوم عيد الأضحى ، شهر رجب و شعبان ورمضان . (2) كما ورد التأكيد على ذكر الاستغفار قبل النوم وبعد الاستيقاظ وبداية خطبة صلاة الجمعة ، إلى جانب الملتزم وعند صعود جبل الصفا وعند النهوض من المجالس وعند مدح الآخرين للشخص وعند إحساس الشخص بالحسد وعند لقاء الإخوة في الدين ووداعهم وعند بداية السفر . (3) وقد وردت التوصية بتكرار ذكر الاستغفار أيضا عند الوضوء والانطلاق لصلاة الجماعة والدخول في المسجد والخروج منه وبداية الصلاة وأثناء الصلاة وفي السجود وبين السجدتين والقنوت وتعقيبات الصلوات الواجبة وبعد التسبيح وفي الحج والعمرة وفي صلاة الاستسقاء وعند زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله والطواف حول الكعبة والإفاضة من عرفات إلى المشعر والإفاضة من المشعر إلى منى . (4) إنّ التأمّل في الاستغفارات المأثورة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته: والتي جاءت في الفصل الثامن يظهر بوضوح اهتمامهم الكبير بهذا الذكر المبارك . (5)
.
ص: 324
. .
ص: 325
الفَصلُ الأَوَّلُ: حقيقة الاستغفار1 / 1حَدُّ الاِستِغفارِتحف العقول عن كميل بن زياد :قُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، العَبدُ يُصيبُ الذَّنبَ فَيَستَغفِرُ اللّهَ مِنهُ ، فَما حَدُّ الاِستِغفارِ ؟ قالَ : يَابنَ زِيادٍ : التَّوبَةُ ، قُلتُ : بَس (1) ؟ قالَ : لا ، قُلتُ : فَكَيفَ ؟ قالَ : إنَّ العَبدَ إذا أصابَ ذَنبا يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ» بِالتَّحريكِ ، قُلتُ : ومَا التَّحريكُ ؟ قالَ : الشَّفَتانِ وَاللِّسانُ ، يُريدُ أن يَتبَعَ ذلِكَ بِالحَقيقَةِ ، قُلتُ : ومَا الحَقيقَةُ ؟ قالَ : تَصديقٌ فِي القَلبِ ، وإضمارُ أن لا يَعودَ إلَى الذَّنبِ الَّذِي استَغفَرَ مِنهُ . قالَ كُمَيلٌ : فَإِذا فَعَلتُ ذلِكَ فَأَنَا مِنَ المُستَغفِرينَ ؟
.
ص: 326
قالَ : لا . قالَ كُمَيلٌ : فَكَيفَ ذاكَ ؟ قالَ : لِأَ نَّكَ لَم تَبلُغ إلَى الأَصلِ بَعدُ ، قالَ كُمَيلٌ : فَأَصلُ الاِستِغفارِ ما هُوَ ؟ قالَ : الرُّجوعُ إلَى التَّوبَةِ مِنَ الذَّنبِ الَّذِي استَغفَرتَ مِنهُ ، وهِيَ أوَّلُ دَرَجَةِ العابِدينَ ، وتَركُ الذَّنبِ ، وَالاِستِغفارُ اسمٌ واقِعٌ لِمَعانٍ سِتٍّ : أوَّلُها : النَّدَمُ عَلى ما مَضى ، وَالثاني : العَزمُ عَلى تَركِ العَودِ أبَدا ، وَالثّالِثُ : أن تُؤَدِّيَ حُقوقَ المَخلوقينَ الَّتي بَينَكَ وبَينَهُم ، وَالرّابِعُ : أن تُؤَدِّيَ حَقَّ اللّهِ في كُلِّ فَرضٍ ، وَالخامِسُ : أن تُذيبَ اللَّحمَ الَّذي نَبَتَ عَلَى السُّحتِ وَالحَرامِ حَتّى يَرجِعَ الجِلدُ إلى عَظمِهِ ، ثُمَّ تُنشِئَ فيما بَينَهُما لَحما جَديدا ، وَالسّادِسُ : أن تُذيقَ البَدَنَ ألَمَ الطّاعاتِ ، كَما أذَقتَهُ لَذّاتِ المَعاصي . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ لِقائِلٍ قالَ بِحَضرَتِهِ : أستَغفِرُ اللّهَ _: ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ، أتَدري مَا الاِستِغفارُ ؟ الاِستِغفارُ دَرَجَةُ العِلِّيّينَ . وهُوَ اسمٌ واقِعٌ عَلى سِتَّةِ مَعانٍ : أوَّلُها : النَّدَمُ عَلى ما مَضى . وَالثّاني : العَزمُ عَلى تَركِ العَودِ إلَيهِ أبَدا . وَالثّالِثُ : أن تُؤَدِّيَ إلَى المَخلوقينَ حُقوقَهُم حَتّى تَلقَى اللّهَ أملَسَ لَيسَ عَلَيكَ تَبِعَةٌ . وَالرّابِعُ : أن تَعمِدَ إلى كُلِّ فَريضَةٍ عَلَيكَ ضَيَّعتَها فَتُؤَدِّيَ حَقَّها . وَالخامِسُ : أن تَعمِدَ إلَى اللَّحمِ الَّذي نَبَتَ عَلَى السُّحتِ فَتُذيبَهُ بِالأَحزانِ حَتّى تُلصِقَ الجِلدَ بِالعَظمِ ، ويَنشَأَ بَينَهُما لَحمٌ جَديدٌ . وَالسّادِسُ : أن تُذيقَ الجِسمَ ألَمَ الطّاعَةِ ، كَما أذَقتَهُ حَلاوَةَ المَعصِيَةِ . فَعِندَ ذلِك
.
ص: 327
تَقولُ : أستَغفِرُ اللّهَ . (1)
1 / 2ذَمُّ الاِستِغفارِ بِلا حَقيقَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :المُستَغفِرُ بِاللِّسانِ دونَ القَلبِ كَالمُستَهزِئِ بِرَبِّهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :التّائِبُ مِنَ الذَّنبِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ ، وَالمُستَغفِرُ مِنَ الذَّنبِ وهُوَ مُقيمٌ عَلَيهِ كَالمُستَهزِئِ بِرَبِّهِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :... المُستَغفِرُ مِنَ الذَّنبِ وهُوَ مُقيمٌ عَلَيهِ كَالمُستَهزِئِ بِرَبِّهِ ، وإنَّ الرَّجُلَ إذا قالَ : أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ ، ثُمَّ عادَ فَقالَها ، ثُمَّ عادَ _ ثَلاثَ مَرّاتٍ _ كُتِبَ فِي الرّابِعَةِ مِنَ الكَذّابينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ فيما أوصى بِهِ عَلِيّا عليه السلام _: وأن لا تُصِرَّ عَلَى الذُّنوبِ مَعَ الاِستِغفارِ ، فَتَكونَ كَالمُستَهزِئِ بِاللّهِ وآياتِهِ ورُسُلِهِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :يُؤتى بِعِصابَةٍ مِن اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ _ وهُمُ القُرّاءُ _ فَيُقالُ لَهُم : مَن كُنتُم تَعبُدونَ ؟
.
ص: 328
قالوا : إيّاكَ رَبَّنا ، قالَ : فَمَن كُنتُم تَسأَلونَ ؟ قالوا : إيّاكَ رَبَّنا ، قالَ : فَمَن كُنتُم تَستَغفِرونَ ؟ قالوا : إيّاكَ رَبَّنا ، فَيَقولُ عز و جل : كَذَبتُم ، عَبَدتُموني بِالكَلامِ ، وَاستَغفَرتُموني بِالأَلسُنِ ، وفَرَرتُم مِنّي بِالقُلوبِ ؛ فَيُنظَمونَ في سِلسِلَةٍ ثُمَّ يُطافُ بِهِم عَلى رُؤوسِ الخَلائِقِ فَيُقالُ : هؤُلاءِ كَذّابو اُمَّةِ مُحَمَّدٍ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :الاِستِغفارُ مَعَ الإِصرارِ ذُنوبٌ مُجَدَّدَةٌ . (2)
عنه عليه السلام :مِنَ الغِرَّةِ بِاللّهِ أن يُصِرَّ العَبدُ (3) عَلَى المَعصِيَةِ ، ويَتَمَنّى عَلَى اللّهِ المَغفِرَةَ . (4)
الإمام الرضا عليه السلام :سَبعَةُ أشياءَ بِغَيرِ سَبعَةِ أشياءَ مِنَ الاِستِهزاءِ : مَنِ استَغفَرَ بِلِسانِهِ ولَم يَندَم فَقَدِ استَهزَأَ بِنَفسِهِ ... . (5)
.
ص: 329
الفَصلُ الثّاني: الحثّ على الاستغفار والتّحذير من تركه2 / 1الحَثُّ عَلَى الاِستِغفارِالكتاب«وَ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ» . (1)
«وَ اسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم» . (2)
«قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَ_هُكُمْ إِلَ_هٌ وَ حِدٌ فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ وَ وَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ» . (3)
«فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» . (4)
«إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا» . (5)
.
ص: 330
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن وَصِيَّتِهِ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: وعَلَيكَ بِالاِستِغفارِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ أيضا _: وعَلَيكَ بِالاِستِغفارِ فَإِنَّهَا المَنجاةُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :عَوِّدوا ألسِنَتَكُمُ الاِستِغفارَ ، فَإِنَّ اللّهَ لَم يُعَلِّمكُمُ الاِستِغفارَ إلّا وهُوَ يُريدُ أن يَغفِرَ لَكُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنِ استَطَعتُم أن تُكثِروا مِنَ الاِستِغفارِ فَافعَلوا ، فَإِنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أنجَحَ عِندَ اللّهِ ولا أحَبَّ إلَيهِ مِنهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا ماتَ أحَدُكُم فَقَد قامَت قِيامَتُهُ ، فَاعبُدُوا اللّهَ كَأَنَّكُم تَرَونَهُ ، وَاستَغفِروهُ كُلَّ ساعَةٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ أن تَسُرَّهُ صَحيفَتُهُ ، فَليُكثِر فيها مِنَ الاِستِغفارِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :الاِستِغفارُ فِي الصَّحيفَةِ يَتَلَألَأُ نورا . (7)
.
ص: 331
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكُم بِلا إلهَ إلَا اللّهُ وَالاِستِغفارِ ، فَأَكثِروا مِنهُما ؛ فَإِنَّ إبليسَ قالَ : أهلَكتُ النّاسَ بِالذُّنوبِ فَأَهلَكوني بِلا إلهَ إلَا اللّهُ وَالاِستِغفارِ ، فَلَمّا رَأَيتُ ذلِكَ ، أهلَكتُهُم بِالأَهواءِ ، وهُم يَحسَبونَ أنَّهُم مُهتَدونَ . (1)
مجمع الزوائد عن أنس :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي أذنَبتُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إذا أذنَبتَ فَاستَغفِر رَبَّكَ ، قالَ : فَإِنّي أستَغفِرُهُ ثُمَّ أعودُ فَاُذنِبُ ، قالَ : فَإِذا أذنَبتَ فَعُد فَاستَغفِر رَبَّكَ ، قالَ : فَإِنّي أستَغفِرُ ثُمَّ أعودُ فَاُذنِبُ ، قالَ : إذا أذنَبتَ فَعُد فَاستَغفِر رَبَّكَ ، فَقالَها فِي الرّابِعَةِ ، فَقالَ : إذا أذنَبتَ فَاستَغفِر رَبَّكَ حَتّى يَكونَ الشَّيطانُ هُوَ المَخسورُ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :عَجِبتُ لِمَن يَقنَطُ ومَعَهُ الاِستِغفارُ . (3)
الدعوات :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : العَجَبُ لِمَن يَهلِكُ وَالنَّجاةُ مَعَهُ ، قيلَ : وما هِيَ ؟ قالَ : الاِستِغفارُ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :الاِستِغفارُ أعظَمُ جَزاءً وأسرَعُ مَثوبَةً . (5)
عنه عليه السلام_ مِن مَواعِظِهِ عليه السلام _: أطِعِ اللّهَ سُبحانَهُ في كُلِّ حالٍ ، ولا تُخلِ قَلبَكَ مِن
.
ص: 332
خَوفِهِ ورَجائِهِ طَرفَةَ عَينٍ ، وَالزَمِ الاِستِغفارَ . (1)
عنه عليه السلام :ثَلاثٌ يُبلِغنَ بِالعَبدِ رِضوانَ اللّهِ : كَثرَةُ الاِستِغفارِ ، وخَفضُ الجانِبِ ، وكَثرَةُ الصَّدَقَةِ . (2)
عنه عليه السلام :التَّوبَةُ عَلى أربَعِ دَعائِمَ : نَدَمٍ بِالقَلبِ ، وَاستِغفارٍ بِاللِّسانِ وعَمَلٍ بِالجَوارِحِ ، وعَزمٍ أن لا يَعودَ . (3)
تحف العقول :قيلَ لَهُ [ لِلإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ] : مَا التَّوبَةُ النَّصوحُ ؟ فَقالَ عليه السلام : نَدَمٌ بِالقَلبِ ، وَاستِغفارٌ بِاللِّسانِ ، وَالقَصدُ عَلى أن لا يَعودَ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :النَّدَمُ استِغفارٌ . (5)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في ذِكرِ أحوالِ أبيهِ لَيلَةَ عاشوراءَ _: رَجَعَ عليه السلام إلى مَكانِهِ ، فَقامَ اللَّيلَ كُلَّهُ يُصَلّي ويَستَغفِرُ ويَدعو ويَتَضَرَّعُ ، وقامَ أصحابُهُ كَذلِكَ يُصَلّونَ ويَدعونَ ويَستَغفِرونَ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام_ في وَصِيَّتِهِ عليه السلام لِجابِرِ بنِ يَزيدَ الجُعفِيِّ _: وَاستَرجِع سالِفَ الذُّنوبِ بِشِدَّةِ النَّدَمِ وكَثرَةِ الاِستِغفارِ ، وتَعَرَّض لِلرَّحمَةِ وعَفوِ اللّهِ بِحُسنِ المُراجَعَةِ ، وَاستَعِن عَلى حُسنِ المُراجَعَةِ بِخالِصِ الدُّعاءِ وَالمُناجاةِ فِي الظُّلَمِ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام_ في ذِكرِ جُنودِ العَقلِ وَالجَهلِ _: ... وَالتَّوبَةُ وضِدُّهَا الإِصرارُ ، وَالاِستِغفارُ وضِدُّهُ الاِغتِرارُ . (8)
.
ص: 333
عنه عليه السلام :إذا أحسَنتُم فَاحمَدُوا اللّهَ ، وإذا أسَأتُم فَاستَغفِرُوا اللّهَ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ _: يَابنَ جُندَبٍ ، حَقٌّ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ يَعرِفُنا أن يَعرِضَ عَمَلَهُ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ عَلى نَفسِهِ ، فَيَكونَ مُحاسِبَ نَفسِهِ ، فَإِن رَأى حَسَنَةً استَزادَ مِنها ، وإن رَأى سَيِّئَةً استَغفَرَ مِنها ؛ لِئَلّا يَخزى يَومَ القِيامَةِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :ثَلاثٌ لا يَضُرُّ مَعَهُنَّ شَيءٌ : الدُّعاءُ عِندَ الكَربِ ، وَالاِستِغفارُ عِندَ الذَّنبِ ، وَالشُّكرُ عِندَ النِّعمَةِ . (3)
الإمام العسكري عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الصَّباحِ _: وأعِنّي عَلَى استِغفارِكَ وَاستِقالَتِكَ ، قَبلَ أن يَفنَى الأَجَلُ ، ويَنقَطِعَ الأَمَلُ . (4)
2 / 2الحَثُّ عَلى كَثرَةِ الاِستِغفارِأ _ كَثرَةُ استِغفارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آلهالسنن الكبرى عن أبي هريرة :ما رَأَيتُ أحَدا أكثَرَ أن يَقولَ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (5)
.
ص: 334
صحيح البخاري عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُكثِرُ أن يَقولَ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي . (1)
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُكثِرُ أن يَقولَ قَبلَ أن يَموتَ : سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنّي لَأَستَغفِرُ اللّهَ فِي اليَومِ سَبعينَ مَرَّةً . (3)
الكافي عن الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَستَغفِرُ اللّهَ عز و جلفي كُلِّ يَومٍ سَبعينَ مَرَّةً ، ويَتوبُ إلَى اللّهِ عز و جل سَبعينَ مَرَّةً . قالَ : قُلتُ : كانَ يَقولُ : أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ ؟ قالَ : كانَ يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ ، أستَغفِرُ اللّهَ» سَبعينَ مَرَّةً ، ويَقولُ : «وأتوبُ إلَى اللّهِ ، وأتوبُ إلَى اللّهِ» سَبعينَ مَرَّةً . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :وَاللّهِ ، إنّي لَأَستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ فِي اليَومِ أكثَرَ مِن سَبعينَ مَرَّةً . (5)
.
ص: 335
عنه صلى الله عليه و آله :إنّي لَأَستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ فِي اليَومِ مِئَةَ مَرَّةٍ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّهُ لَيُغانُ (2) عَلى قَلبي ، وإنّي لَأَستَغفِرُ اللّهَ فِي اليَومِ مِئَةَ مَرَّةٍ . (3)
السنن الكبرى عن حذيفة بن اليمان :قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي رَجُلٌ ذَرِبُ (4) اللِّسانِ ، وإنَّ عامَّةَ ذلِكَ عَلى أهلي ، قالَ : فَأَينَ أنتَ مِنَ الاِستِغفارِ ؟ إنّي لَأَستَغفِرُ اللّهَ فِي اليَومِ _ أو قالَ فِي اليَومِ وَاللَّيلَةِ _ مِئَةَ مَرَّةٍ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَتوبُ إلَى اللّهِ ويَستَغفِرُهُ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ مِن غَيرِ ذَنبٍ . (6)
.
ص: 336
ب _ كَثرَةُ استِغفارِ أبِي الحَسَنِ الكاظِمِ عليه السلامالزهد للحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد :قالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : إنّي أستَغفِرُ اللّهَ في كُلِّ يَومٍ خَمسَةَ آلافِ مَرَّةٍ . ثُمَّ قالَ لي : خَمسَةُ آلافٍ كَثيرٌ . (1)
2 / 3فَضلُ المُستَغفِرِالكتاب«وَ ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّ_هُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رَاكِعًا وَ أَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَ لِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَ_ئابٍ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أفلَحَ مَن وَجَدَ في صَحيفَتِهِ استِغفارا كَثيرا . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :طوبى لِمَن وَجَدَ في صَحيفَتِهِ استِغفارا كَثيرا . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :طوبى لِمَن وَجَدَ في صَحيفَةِ عَمَلِهِ يَومَ القِيامَةِ تَحتَ كُلِّ ذَنبٍ : أستَغفِرُ اللّهَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُؤمِنَ إذا أحسَنَ استَبشَرَ ، وإذا أساءَ استَغفَرَ . (6)
.
ص: 337
عنه صلى الله عليه و آله :خَيرُ اُمَّتِي الَّذينَ إذا أساؤُوا استَغفَروا ، وإذا أحسَنُوا استَبشَروا . (1)
سنن ابن ماجة عن عائشة :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ الَّذينَ إذا أحسَنُوا استَبشَروا ، وإذا أساؤُوا استَغفَروا . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ المُسلِمَ في ذِمَّةِ اللّهِ مِن يَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ إلى أن يَقومَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى ، فَإِن وافَى اللّهَ بِشَهادَةِ لا إلهَ إلَا اللّهُ صادِقا ، أو بِاستِغفارٍ صادِقا ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بَراءَةً مِنَ النّارِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن اُمَّتي _ أو هذِهِ الاُمَّةِ _ عَبدٌ يَعمَلُ حَسَنَةً فَيَعلَمُ أنَّها حَسَنَةٌ ، وأنَّ اللّهَ عز و جلجازيهِ بِها خَيرا ، ولا يَعمَلُ سَيِّئَةً فَيَعلَمُ أنَّها سَيِّئَةٌ ، وَاستَغفَرَ اللّهَ عز و جل مِنها ، ويَعلَمُ أنَّهُ لا يَغفِرُ إلّا هُوَ ، إلّا وهُوَ مُؤمِنٌ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :المُؤمِنُ مُنيبٌ مُستَغفِرٌ تَوّابٌ . (5)
عنه عليه السلام :إنَّمَا الكَيِّسُ (6) مَن إذا أساءَ استَغفَرَ ، وإذا أذنَبَ نَدِمَ . (7)
.
ص: 338
عنه عليه السلام :طوبى لِنَفسٍ أدَّت إلى رَبِّها فَرضَها ، وعَرَكَت بِجَنبِها بُؤسَها (1) ، وهَجَرَت فِي اللَّيلِ غُمضَها ، حَتّى إذا غَلَبَ الكَرى (2) عَلَيهَا افتَرَشَت أرضَها ، وتَوَسَّدَت كَفَّها ، في مَعشَرٍ أسهَرَ عُيونَهُم خَوفُ مَعادِهِم ، وتَجافَت عَن مَضاجِعِهِم جُنوبُهُم ، وهَمهَمَت بِذِكرِ رَبِّهِم شِفاهُهُم ، وتَقَشَّعَت بِطولِ استِغفارِهِم ذُنوبُهُم «أُوْلَ_ئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (3) . (4)
عنه عليه السلام_ في ذِكرِ أحوالِ أهلِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ _: «وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا» (5) قَد اُمِنَ العَذابُ ، وَانقَطَعَ العِتابُ ، وزُحزِحوا عَنِ النّارِ ، وَاطمَأَنَّت بِهِمُ الدّارُ ، ورَضُوا المَثوى وَالقَرارَ . الَّذينَ كانَت أعمالُهُم فِي الدُّنيا زاكِيَةً ، وأعيُنُهُم باكِيَةً . وكانَ لَيلُهُم في دُنياهُم نَهارا تَخَشُّعا وَاستِغفارا ، وكانَ نَهارُهُم لَيلاً تَوَحُّشا وَانقِطاعا ، فَجَعَلَ اللّهُ لَهُمُ الجَنَّةَ مَآبا ، وَالجَزاءَ ثَوابا ، وكانوا أحَقَّ بِها وأهلَها ، في مُلكٍ دائِمٍ ، ونَعيمٍ قائِمٍ . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى إذا رَأى أهلَ قَريَةٍ قَد أسرَفوا فِي المَعاصي ، وفيها ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِنَ المُؤمِنينَ ، ناداهُم جَلَّ جَلالُهُ وتَقَدَّسَت أسماؤُهُ : يا أهلَ مَعصِيَتي ، لَولا مَن فيكُم مِنَ المُؤمِنينَ المُتَحابّينَ بِجَلالي ، العامِرينَ بِصَلاتِهِم أرضي ومَساجِدي ، وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ خَوفا مِنّي ، لَأَنزَلتُ بِكُم عَذابي ثُمَّ لا اُبالي . (7)
.
ص: 339
الإمام زين العابدين عليه السلام :مَن قالَ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» فَلَيسَ بِمُستَكبِرٍ ولا جَبّارٍ ، إنَّ المُستَكبِرَ الَّذي يُصِرُّ عَلَى الذَّنبِ الَّذي قَد غَلَبَهُ هَواهُ فيهِ ، وآثَرَ دُنياهُ عَلى آخِرَتِهِ . (1)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ فِي الاِعتِرافِ _: وأنَّ أحَبَّ عِبادِكَ إلَيكَ مَن تَرَكَ الاِستِكبارَ عَلَيكَ ، وجانَبَ الإِصرارَ ، ولَزِمَ الاِستِغفارَ . وأنَا أبرَأُ إلَيكَ مِن أن أستَكبِرَ ، وأعوذُ بِكَ مِن أن اُصِرَّ ، وأستَغفِرُكَ لِما قَصَّرتُ فيهِ . (2)
عنه عليه السلام_ أيضا _: يا أرحَمَ مَنِ انتابَهُ المُستَرحِمونَ ، ويا أعطَفَ مَن أطافَ بِهِ المُستَغفِرونَ . (3)
عنه عليه السلام_ ومِن دُعائِهِ لِلعيدَينِ وَالجُمُعَةِ _: ولا يَشقى بِنَقِمَتِكَ المُستَغفِرونَ ، رِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ ، وحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ (4) ، عادَتُكَ الإِحسانُ إلَى المُسيئينَ ، وسُنَّتُكَ الإِبقاءُ عَلَى المُعتَدينَ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا أكثَرَ العَبدُ مِنَ الاِستِغفارِ ، رُفِعَت صَحيفَتُهُ وهِيَ تَتَلَألَأُ (6) . (7)
.
ص: 340
عنه عليه السلام :يَدخُلُ رَجُلانِ المَسجِدَ ، أحَدُهُما عابِدٌ وَالآخَرُ فاسِقٌ ، فَيَخرُجانِ مِنَ المَسجِدِ وَالفاسِقُ صِدِّيقٌ وَالعابِدُ فاسِقٌ ، وذلِكَ أنَّهُ يَدخُلُ العابِدُ المَسجِدَ وهُوَ مُدِلٌّ (1) بِعِبادَتِهِ وفِكرَتُهُ في ذلِكَ ، ويَكونُ فِكرَةُ الفاسِقِ فِي التَّنَدُّمِ عَلى فِسقِهِ ، فَيَستَغفِرُ اللّهَ مِن ذُنوبِهِ . (2)
2 / 4التَّحذيرُ مِن تَركِ الاِستِغفارِالكتاب«قَالَ يَ_قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن لا يَستَغفِرُ اللّهَ لا يَغفِرُ اللّهُ لَهُ ، ومَن لا يَتوبُ لا يَتوبُ (4) اللّهُ عَلَيهِ ، ومَن لا يَرحَمُ لا يَرحَمُهُ اللّهُ . (5)
الكافي عن سماعة بن مهران :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ» (6) ؟ قالَ : هُوَ العَبدُ يُذنِبُ الذَّنبَ فَتُجَدَّدُ لَهُ النِّعمَةُ مَعَهُ ، تُلهيهِ تِلكَ النِّعمَة
.
ص: 341
عَنِ الاِستِغفارِ مِن ذلِكَ الذَّنبِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ إذا أرادَ بِعَبدٍ خَيرا فَأَذنَبَ ذَنبا أتبَعَهُ بِنَقِمَةٍ ، ويُذَكِّرُهُ الاِستِغفارَ ، وإذا أرادَ بِعَبدٍ شَرّا فَأَذنَبَ ذَنبا أتبَعَهُ بِنِعمَةٍ لِيُنسِيَهُ الاِستِغفارَ ، ويَتَمادى بِها ، وهُوَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ» بِالنِّعَمِ عِندَ المَعاصي . (2)
عنه عليه السلام :لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَ_حِشَةً أَوْظَ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ» (3) صَعِدَ إبليسُ جَبَلاً بِمَكَّةَ يُقالُ لَهُ : ثَورٌ ، فَصَرَخَ بِأَعلى صَوتِهِ بِعَفاريتِهِ ، فَاجتَمَعوا إلَيهِ ، فَقالوا : يا سَيِّدَنا لِمَ دَعَوتَنا ؟ قالَ : نَزَلَت هذِهِ الآيَةُ ، فَمَن لَها ؟ فَقامَ عِفريتٌ مِنَ الشَّياطينِ فَقالَ : أنَا لَها بِكَذا وكَذا ، قالَ : لَستَ لَها ، فَقامَ آخَرُ فَقالَ : مِثلَ ذلِكَ ، فَقالَ : لَستَ لَها ، فَقالَ الوَسواسُ الخَنّاسُ : أنَا لَها ، قالَ : بِماذا ؟ قالَ : أعِدُهُم واُمَنّيهِم حَتّى يُواقِعُوا الخَطيئَةَ ، فَإِذا واقَعُوا الخَطيئَةَ أنسَيتُهُمُ الاِستِغفارَ ، فَقالَ : أنتَ لَها ، فَوَكَّلَهُ بِها إلى يَومِ القِيامَةِ . (4)
حياة الحيوان عن وهيب بن الورد :بَلَغَنا أنَّ إبليسَ تَمَثَّلَ لِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليه السلام فَقالَ لَهُ : أنصَحُكَ ؟ فَقالَ لَهُ : لا اُريدُ ذلِكَ ، ولكِن أخبِرني عَن بَني آدَمَ ، فَقالَ : هُم عِندَنا ثَلاثَةُ أصنافٍ : صِنفٌ مِنهُم هُم أشَدُّ الأَصنافِ عِندَنا ، نُقبِلُ عَلى أحَدِهِم حَتّى نَفتِنَهُ في دينِه
.
ص: 342
ونَتَمَكَّنَ مِنهُ ، فَيَفزَعُ إلَى الاِستِغفارِ وَالتَّوبَةِ فَيُفسِدُ عَلَينا كُلَّ شَيءٍ نُصيبُهُ مِنهُ ، ثُمَّ نَعودُ إلَيهِ فَيَعودُ ، فَلا نَحنُ نَيأَسُ مِنهُ ، ولا نَحنُ نُدرِكُ مِنهُ حاجَتَنا ، فَنَحنُ مَعَهُ في عَناءٍ . وصِنفٌ مِنهُم في أيدينا كَالكُرَةِ في أيدي صِبيانِكُم نَتَلَقَّفُهُم كَيفَ شِئنا ، قَد كَفَونا مُؤنَةَ (1) أنفُسِهِم . وصِنفٌ مِنهُم مِثلُكَ مَعصومونَ لا نَقدِرُ مِنهُم عَلى شَيءٍ . (2)
.
ص: 343
الفَصلُ الثّالِثُ: خصائص الاستغفار3 / 1خَيرُ العِبادَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ العِبادَةِ الاِستِغفارُ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل في كِتابِهِ : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ» (1) . (2)
3 / 2خَيرُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :خَيرُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ وخَيرُ العِبادَةِ قَولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» . (3)
.
ص: 344
المحاسن عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أفضَلُ العِبادَةِ قَولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، وخَيرُ الدُّعاءِ الاِستِغفارُ . ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ» . (1)
الدعوات :قالَ صلى الله عليه و آله : ما مِنَ الذِّكرِ شَيءٌ أفضَلُ مِن قَولِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» ، وما مِنَ الدُّعاءِ شَيءٌ أفضَلُ مِنَ الاِستِغفارِ . ثُمَّ تَلا : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ» . (2)
3 / 3أجمَعُ الدُّعاءِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ مِن أجمَعِ الدُّعاءِ الاِستغفارَ . (3)
3 / 4أفضَلُ التَّوَسُّلِالإمام عليّ عليه السلام :أفضَلُ التَّوَسُّلِ الاِستِغفارُ . (4)
عنه عليه السلام :نِعمَ الوَسيلَةُ الاِستِغفارُ . (5)
.
ص: 345
ص: 346
. .
ص: 347
الفَصلُ الرابِعُ: بركات الاستغفار4 / 1غُفرانُ اللّهِالكتاب«وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْ_لِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا» . (1)
«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَ_حِشَةً أَوْظَ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» . (2)
«وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا» . (3)
«وَ اسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم» . (4)
«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» . (5)
«أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (6)
.
ص: 348
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَغفَرَ غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ اللّهُ عز و جل : يَابنَ آدَمَ ، إنَّكَ ما دَعَوتَني ورَجَوتَني غَفَرتُ لَكَ عَلى ما كانَ فيكَ ولا اُبالي ، يَابنَ آدَمَ ، لَو بَلَغَت ذُنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ استَغفَرتَني غَفَرتُ لَكَ ، ولا اُبالي . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الشَّيطانَ قالَ : وعِزَّتِكَ يا رَبِّ ، لا أبرَحُ أغوي عِبادَكَ ما دامَت أرواحُهُم في أجسادِهِم . قالَ الرَّبُّ : وعِزَّتي وجَلالي ، لا أزالُ أغفِرُ لَهُم مَا استَغفَروني . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تعالى : يا عِبادي ... كُلُّكُم مُذنِبٌ إلّا مَن عافَيتُ ، فَمَن عَلِمَ مِنكُم أنّي ذو قُدرَةٍ عَلَى المَغفِرَةِ فَاستَغفَرَني ، غَفَرتُ لَهُ ولا اُبالي . (4)
صحيح مسلم :عَن أبي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فيما رَوى عَنِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى أنَّهُ قالَ : ... يا عِبادي ! إنَّكُم تُخطِئونَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وأنَا أغفِرُ الذُّنوبَ جَميعا ، فَاستَغفِرونى ¨
.
ص: 349
أغفِر لَكُم . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ لَيَقولُ : يا رَبِّ اغفِر لي _ وقَد أذنَبَ _ فَتَقولُ المَلائِكَةُ : يا رَبِّ ، إنَّهُ لَيسَ لِذلِكَ بِأَهلٍ ! قالَ اللّهُ تَعالى : لكِنّي أهلٌ أن أغفِرَ لَهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، إنَّ اللّهَ يَعجَبُ مِن عَبدِهِ إذا قالَ : «رَبِّ اغفِر لي فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ» يَقولُ : يا مَلائِكَتي ، عَبدي هذا قَد عَلِمَ أنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ غَيري ، اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :من اُعطِيَ الاِستِغفارَ اُعطِيَ المَغفِرَةَ ؛ لِأَنَّ اللّهَ يَقولُ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :مَنِ استَغفَرَ اللّهَ أصابَ المَغفِرَةَ . (5)
4 / 2عَدَمُ كِتابَةِ السَّيِّئاتِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ صاحِبَ الشِّمالِ لَيَرفَعُ القَلَمَ سِتَّ ساعاتٍ عَنِ العَبدِ المُسلِمِ المُخطِئِ أوِ المُسيءِ ، فَإِن نَدِمَ وَاستَغفَرَ اللّهَ مِنها ألقاها ، وإلّا كُتِبَت واحِدَةً . (6)
.
ص: 350
عنه صلى الله عليه و آله :المَلَكُ الَّذي عَلَى اليَمينِ أميرٌ عَلَى المَلَكِ الَّذي عَلَى الشِّمالِ ، فَإِذا عَمِلَ حَسَنَةً قالَ لِصاحِبِ الشِّمالِ : اُكتُبها ، وإذا عَمِلَ سَيِّئَةً ، قالَ لَهُ : دَعها لا تَكتُبها سَبعَ ساعاتٍ ، لَعَلَّهُ يَستَغفِرُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ في تَفسيرِ قَولِهِ تَعالى : «مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (2) _: صاحِبُ اليَمينِ أميرٌ عَلى صاحِبِ الشِّمالِ ، فَإِذا عَمِلَ حَسَنَةً كَتَبَها لَهُ صاحِبُ اليَمينِ بِعَشرِ أمثالِها ، وإذا عَمِلَ سَيِّئَةً فَأَرادَ صاحِبُ الشِّمالِ أن يَكتُبَها ، قالَ لَهُ صاحِبُ اليَمينِ : أمسِك ، فَيُمسِكُ عَنهُ سَبعَ ساعاتٍ ؛ فَإِنِ استَغفَرَ اللّهَ مِنها ، لَم يُكتَب عَلَيهِ شَيءٌ ، وإن لَم يَستَغفِرِ اللّهَ كُتِبَ لَهُ سَيِّئَةٌ واحِدَةٌ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن عَمِلَ سَيِّئَةً اُجِّلَ فيها سَبعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ ، فَإِن قالَ : «أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ وأتوبُ إلَيهِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، لَم تُكتَب عَلَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :إنَّ العَبدَ إذا أذنَبَ ذَنبا اُجِّلَ مِن غُدوَةٍ إلَى اللَّيلِ ، فَإِنِ استَغفَرَ اللّهَ لَم يُكتَب عَلَيهِ . (5)
عنه عليه السلام :إذا هَمَّ العَبدُ بِحَسَنَةٍ كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ ، فَإِذا عَمِلَها كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ ، وإذا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَم تُكتَب عَلَيهِ ، فَإِذا عَمِلَها اُجِّلَ تِسعَ (6) ساعاتٍ ، فَإِن نَدِمَ عَلَيها
.
ص: 351
وَاستَغفَرَ وتابَ لَم تُكتَب (1) عَلَيهِ ، وإن لَم يَندَم ولَم يَتُب مِنها كُتِبَت عَلَيهِ سَيِّئَةٌ واحِدَةٌ . (2)
الكافي عن حفص :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : ما مِن مُؤمِنٍ يُذنِبُ ذَنبا إلّا أجَّلَهُ اللّهُ عز و جلسَبعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ ، فَإِن هُوَ تابَ لَم يُكتَب عَلَيهِ شَيءٌ ، وإن هُوَ لَم يَفعَل كَتَبَ اللّهُ عَلَيهِ سَيِّئَةً . فَأَتاهُ عَبّادٌ البَصرِيُّ فَقالَ لَهُ : بَلَغَنا أنَّكَ قُلتَ : ما مِن عَبدٍ يُذنِبُ ذَنبا إلّا أجَّلَهُ اللّهُ عز و جلسَبعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ . فَقالَ : لَيسَ هكَذا قُلتُ ، ولكِنّي قُلتُ : ما مِن مُؤمِنٍ ، وكَذلِكَ كانَ قَولي . (3)
4 / 3تَمحيصُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الاِستِغفارُ مَمحاةٌ لِلذُّنوبِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :عَلَيكَ بِالاِستِغفارِ فَإِنَّها مَمحاةٌ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ ، ودَواءُ الذُّنوبِ الاِستِغفارُ . (6)
.
ص: 352
عنه صلى الله عليه و آله :ألا أدُلُّكُم عَلى دائِكُم ودَوائِكُم ، ألا إنَّ داءَكُمُ الذُّنوبُ ، ودَواءَكُمُ الاِستِغفارُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :لا تَنسَيَنَّ الاِستِغفارَ في صَلاتِكَ ؛ فَإِنَّها مَمحاةٌ لِلخَطايا بِرَحمَةِ اللّهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ظَلَمَ أحَدا فَفاتَهُ ، فَليَستَغفِرِ اللّهَ لَهُ فَإِنَّهُ كَفّارَةٌ لَهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما كَبيرَةٌ بِكَبيرَةٍ مَعَ الاِستِغفارِ ، ولا صَغيرَةٌ بِصَغيرَةٍ مَعَ الإِصرارِ . (4)
الإمام الباقر عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالاِستِغفارُ لَكُم حِصنَينِ حَصينَينِ مِنَ العَذابِ ، فَمَضى أكبَرُ الحِصنَينِ وبَقِيَ الاِستِغفارُ ، فَأَكثِروا مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ مَمحاةٌ لِلذُّنوبِ ، قالَ اللّهُ عز و جل : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (5) . (6)
الإمام عليّ عليه السلام :الاِستِغفارُ دَواءُ الذُّنوبِ . (7)
.
ص: 353
عنه عليه السلام :الذُّنوبُ الدّاءُ ، وَالدَّواءُ الاِستِغفارُ ، وَالشِّفاءُ ألّا تَعودَ . (1)
عنه عليه السلام :الاِستِغفارُ يَمحُو الأَوزارَ (2) . (3)
عنه عليه السلام :حُسنُ الاِستِغفارِ يُمَحِّصُ (4) الذُّنوبَ . (5)
عنه عليه السلام :يَسيرُ التَّوبَةِ وَالاِستِغفارِ ، يُمَحِّصُ المَعاصِيَ وَالإِصرارَ . (6)
عنه عليه السلام :عَوِّد نَفسَكَ الاِستِهتارَ (7) بِالذِّكرِ وَالاِستِغفارِ ، فَإِنَّهُ يَمحو عَنكَ الحَوبَةَ (8) ، ويُعَظِّمُ لَكَ المَثوبَةَ . (9)
عنه عليه السلام :تَعَطَّروا بِالاِستِغفارِ ، لا تَفضَحكُم رَوائِحُ الذُّنوبِ . (10)
الإمام الباقر عليه السلام :ألِحّوا فِي الاِستِغفارِ ، فَإِنَّهُ مَمحاةٌ لِلذُّنوبِ . (11)
.
ص: 354
4 / 4جَلاءُ القُلوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ لِلقُلوبِ صَدأً كَصَدإِ النُّحاسِ ، فَاجلوها بِالاِستِغفارِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ إذا أخطَأَ خَطيئَةً نُكِتَت في قَلبِهِ نُكتَةٌ سَوداءُ ، فَإِذا هُوَ نَزَعَ وَاستَغفَرَ وتابَ سُقِلَ (2) قَلبُهُ ، وإن عادَ زيدَ فيها حَتّى تَعلُوَ قَلبَهُ ، وهُوَ الرّانُ الَّذي ذَكَرَ اللّهُ «كَلَا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» (3) . (4)
4 / 5تَباعُدُ الشَّيطانِفضائل الأشهر الثلاثة عن يونس بن ظبيان :قُلتُ لِلصّادِقِ عليه السلام : مَا الَّذي يُباعِدُ عَنّا إبليسَ ؟ قالَ : الصَّومُ يُسَوِّدُ وَجهَهُ ... وَالاِستِغفارُ يَقطَعُ وَتينَهُ (5) . (6)
.
ص: 355
4 / 6الأَمنُ مِنَ العَذابِ وَالبَلاياالكتاب«وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» . (1)
«وَ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَ يَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلَا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ العَبدُ آمِنا مِن عَذابِ اللّهِ مَا استَغفَرَ اللّهَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءٍ لَهُ وقَدِ انكَسَفَتِ الشَّمسُ _: رَبِّ ! ألَم تَعِدني أن لا تُعَذِّبَهُم وأنَا فيِهم ؟ ألَم تَعِدني أن لا تُعَذِّبَهُم وهُم يَستَغفِرونَ ؟ (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِن قَولِ : لا إلهَ إلَا اللّهُ وَالاِستِغفارِ ؛ فَإِنَّهُما أمانٌ فِي الدُّنيا مِنَ الذُّلِّ ، وفِي الآخِرَةِ جُنَّةٌ مِنَ النّارِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :فِي الأَرضِ أمانانِ : أنَا أمانٌ ، وَالاِستِغفارُ أمانٌ ، وأنَا مَذهوبٌ بي ، ويَبقى أمانُ الاِستِغفارِ عِندَ كُلِّ حَدَثٍ وذَنبٍ . (6)
.
ص: 356
عنه صلى الله عليه و آله :أنزَلَ اللّهُ عَلَيَّ أمانَينِ لِاُمَّتي : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» ، فَإِذا (1) مَضَيتُ تَرَكتُ فيهِمُ الاِستِغفارَ إلى يَومِ القِيامَةِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :لَو أنَّ النّاسَ حينَ عَصَوا أنابوا وَاستَغفَروا ، لَم يُعَذَّبوا ولَم يُهلَكوا . (3)
عنه عليه السلام :كانَ فِي الأَرضِ أمانانِ مِن عَذابِ اللّهِ ، وقَد رُفِعَ أحَدُهُما فَدونَكُمُ الآخَرَ فَتَمَسَّكوا بِهِ . أمَّا الأَمانُ الَّذي رُفِعَ فَهُوَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأمَّا الأَمانُ الباقي فَالاِستِغفارُ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» . (4)
عنه عليه السلام :أربَعٌ لِلمَرءِ لا عَلَيهِ : الإِيمانُ ، وَالشُّكرُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ» (5) ، وَالاِستِغفارُ ؛ فَإِنَّهُ قالَ : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» ، والدُّعاءُ ؛ فَإِنَّهُ قالَ : «قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ» (6) . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :ما ضاعَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلّا بِتَضييعِ الزَّكاةِ ، فَحَصِّنوا أموالَكُم بِالزَّكاةِ ، وداووا مَرضاكُم بِالصَّدَقَةِ ، وَادفَعوا نَوائِبَ البَلايا بِالاِستِغفارِ . (8)
.
ص: 357
4 / 7دَفعُ الهُمومِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَبطَأَ الرِّزقَ فَليُكثِر مِنَ التَّكبيرِ ، ومَن كَثُرَ هَمُّهُ وغَمُّهُ فَليُكثِر مِنَ الاِستِغفارِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ظَهَرَت عَلَيهِ النِّعمَةُ فَليُكثِر ذِكرَ «الحَمدُ للّهِِ» ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ فَعَلَيهِ بِالاِستِغفارِ ، ومَن ألَحَّ عَلَيهِ الفَقرُ فَليُكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ» يَنفي عَنهُ الفَقرَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ألبَسَهُ اللّهُ نِعمَةً فَليُكثِر مِن : «الحَمدُ للّهِِ» ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ فَليَستَغفِرِ اللّهَ ، ومَن أبطَأَ عَنهُ رِزقُهُ فَليُكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، ومَن نَزَلَ مَعَ قَومٍ فَلا يَصومَنَّ إلّا بِإِذنِهِم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أكثَرَ مِنَ الاِستِغفارِ جَعَلَ اللّهُ لَهُ مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجا ، ومِن كُلِّ ضيقٍ مَخرَجا ، ويَرزُقُهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ . (4)
الدعوات عن محمّد بن الريّان :كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عليه السلام أسأَ لُهُ أن يُعَلِّمَني دُعاء
.
ص: 358
لِلشَّدائِدِ وَالنَّوازِلِ (1) وَالمُهِمّاتِ وقَضاءِ حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وأن يَخُصَّني كَما خَصَّ آباؤُهُ مَوالِيَهُم . فَكَتَبَ إلَيَّ : اِلزَمِ الاِستِغفارَ . (2)
4 / 8دَفعُ الشَّدائِدِالفرج بعد الشدّة :حَدَّثَني أيّوبُ بنُ العَبّاسِ بنِ الحَسَنِ بِإِسنادٍ كَثيرٍ ، أنَّ أعرابِيّا شَكى إلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام شَكوى لَحِقَتهُ ، وضيقا فِي الحالِ وكَثرَةً مِنَ العِيالِ ، فَقالَ لَهُ : عَلَيكَ بِالاِستِغفارِ ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جليَقولُ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» (3) الآياتِ . فَمَضَى الرَّجُلُ وعادَ إلَيهِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنّي قَدِ استَغفَرتُ اللّهَ كَثيرا ولَم أرَ فَرَجا مِمّا أنَا فيهِ ! فَقالَ لَهُ : لَعَلَّكَ لا تُحسِنُ الاِستِغفارَ . قالَ : عَلِّمني . فَقالَ : أخلِص نِيَّتَكَ ، وأطِع رَبَّكَ ، وقُل : اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ عَلَيهِ بَدَني بِعافِيَتِكَ ، أو نالَتهُ قُدرَتي بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، أو بَسَطتُ إلَيهِ يَدي بِسابِغِ رِزقِكَ ، وَاتَّكَلتُ فيهِ عِندَ خَوفي مِنهُ عَلى أمانِكَ ، ووَثِقتُ فيهِ بِحِلمِكَ ، وعَوَّلتُ فيهِ عَلى كَريمِ عَفوِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ خُنتُ (4) فيهِ أمانَتي ، أو بَخَستُ فيهِ نَفسي ، أو قَدَّمتُ فيهِ لَذَّتي ، أو آثَرتُ فيهِ شَهوَتي ، أو سَعَيتُ فيهِ لِغَيري ، أوِ استَغوَيتُ إلَيهِ مَن تَبِعَني ، أو غَلَبتُ فيهِ بِفَضلِ حيلَتي ، أو أحَلتُ فيهِ عَلى مَولاى ¨َ
.
ص: 359
فَلَم يُعاجِلني عَلى فِعلي ، إذ كُنتَ سُبحانَكَ كارِها لِمَعصِيَتي غَيرَ مُريدِها مِنّي ، لكِن سَبَقَ عِلمُكَ فِيَّ بِاختِياري وَاستِعمالِ مُرادي ، وإيثاري ، فَحَلُمتَ عَنّي ، ولَم تُدخِلني فيهِ جَبرا ولَم تَحمِلني عَلَيهِ قَهرا ، ولَم تَظلِمني عَلَيهِ شَيئا ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . يا صاحِبي في شِدَّتي ، يا مُؤنِسي في وَحدَتي ، يا حافِظي في غُربَتي ، يا وَلِيّي في نِعمَتي ، يا كاشِفَ كُربَتي ، يا مُستَمِعَ دَعوَتي ، يا راحِمَ عَبرَتي ، يا مُقيلَ عَثرَتي ، يا إلهي بِالتَّحقيقِ ، يا رُكنِيَ الوَثيقَ ، يا رَجائي لِلضّيقِ (1) ، يا مَولايَ الشَّفيقَ ، يا رَبَّ البَيتِ العَتيقِ ، أخرِجني مِن حَلَقِ المَضيقِ إلى سَعَةِ الطَّريقِ ، بِفَرَجٍ مِن عِندِكَ قَريبٍ وَثيقٍ ، وَاكشِف عَنّي كُلَّ شِدَّةٍ وضيقٍ ، وَاكفِني ما اُطيقُ وما لا اُطيقُ . اللّهُمَّ فَرِّج عَنّي كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ ، وأخرِجني مِن كُلِّ حُزنٍ وكَربٍ ، يا فارِجَ الهَمِّ ويا كاشِفَ الغَمِّ ، ويا مُنزِلَ القَطرِ ، ويا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرِّ ، يا رَحمنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ورَحيمَهُما ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وفَرِّج عَنّي ما ضاقَ بِهِ صَدري ، وعيلَ مَعَهُ صَبري ، وقَلَّت فيهِ حيلَتي ، وضَعُفَت لَهُ قُوَّتي ، يا كاشِفَ كُلِّ ضُرٍّ وبَلِيَّةٍ ، يا عالِمَ كُلِّ سِرٍّ وخَفِيَّةٍ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِير بِالْعِبَادِ» (2) ، وما تَوفيقي إلّا بِاللّهِ ، عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ . قالَ الأَعرابِيُّ : فَاستَغفَرتُ بِذلِكَ مِرارا فَكَشَفَ اللّهُ عَنِّي الغَمَّ وَالضِّيقَ ، ووَسَّعَ عَلَيَّ فِي الرِّزقِ ، وأزالَ المِحنَةَ . (3)
.
ص: 360
4 / 9سَعَةُ الرِّزقِالكتاب«وَ أَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَ_عًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُ وَ إِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» . (1)
«وَيَ_قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَ لَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ» . (2)
«وَ إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَ__لِحًا قَالَ يَ_قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَ_هٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ» . (3)
«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِرُوا الاِستِغفارَ ؛ فَإِنَّهَ يَجلِبُ الرِّزقَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أنعَمَ اللّهُ تَعالى عَلَيهِ نِعمَةً فَليَحمَدِ اللّهَ تَعالى ، ومَنِ استَبطَأَ (6) الرِّزق
.
ص: 361
فَليَستَغفِرِ اللّهَ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :اِستَغفِر تُرزَق . (2)
عنه عليه السلام :الاِستِغفارُ يَزيدُ فِي الرِّزقِ . (3)
عنه عليه السلام_ لِكُمَيلِ بنِ زِيادٍ _: إذا أبطَأَتِ الأَرزاقُ عَلَيكَ فَاستَغفِرِ اللّهَ ، يُوَسِّع عَلَيكَ فيها . (4)
عنه عليه السلام :قَد جَعَلَ اللّهُ سُبحانَهُ الاِستِغفارَ سَبَبا لِدُرورِ الرِّزقِ ، ورَحمَةِ الخَلقِ ، فَقالَ سُبحانَهُ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» (5) فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ ، وَاستَقالَ خَطيئَتَهُ ، وبادَرَ مَنِيَّتَهُ . (6)
الإمام الباقر عليه السلام :إذا أبطَأَ عَلَيكَ رِزقٌ فَقُل : أستَغفِرُ اللّهَ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِسُفيانَ الثَّورِيِّ _: يا سُفيانُ ، إذا أنعَمَ اللّهُ عَلَيكَ بِنِعمَةٍ فَأَحبَبت
.
ص: 362
بَقاءَها ، فَأَكثِر مِنَ الحَمدِ وَالشُّكرِ عَلَيها ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جلقالَ في كِتابِهِ العَزيزِ : «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (1) . وإذَا استَبطَأتَ الرِّزقَ فَأَكثِر مِنَ الاِستِغفارِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جليَقولُ في كِتابِهِ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ» يَعني فِي الدُّنيا «وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ» فِي الآخِرَةِ . يا سُفيانُ ، إذا حَزَنَكَ أمرٌ مِن سُلطانٍ أو غَيرِهِ ، فَأَكثِر مِن قَولِ : «لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ؛ فَإِنَّها مِفتاحُ الفَرَجِ ، وكَنزٌ مِن كُنوزِ الجَنَّةِ . (2)
الكافي عن إبراهيم بن صالح ، عن رجل من الجعفريّين :كانَ بِالمَدينَةِ عِندَنا رَجُلٌ يُكَنّى أبَا القَمقامِ ، وكانَ مُحارَفا (3) ، فَأَتى أبَا الحَسَنِ عليه السلام فَشَكا إلَيهِ حِرفَتَهُ ، وأخبَرَهُ أنَّهُ لا يَتَوَجَّهُ في حاجَةٍ فَتُقضى (4) لَهُ ! فَقالَ لَهُ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : قُل في آخِرِ دُعائِكَ مِن صَلاةِ الفَجرِ : «سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ» عَشرَ مَرّاتٍ . قالَ أبُو القَمقامِ : فَلَزِمتُ ذلِكَ ، فَوَاللّهِ ما لَبِثتُ إلّا قَليلاً حَتّى وَرَدَ عَلَيَّ قَومٌ مِنَ البادِيَةِ ، فَأَخبَروني أنَّ رَجُلاً مِن قَومي ماتَ ولَم يُعرَف لَهُ وارِثٌ غَيري ، فَانطَلَقتُ فَقَبَضتُ ميراثَهُ وأنَا مُستَغنٍ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في صَلاةِ الاِستِغفارِ _: إذا رَأَيتَ في مَعاشِكَ ضيقا ، وفي أمرِكَ التِياثا (6) ، فَأَنزِل حاجَتَكَ بِاللّهِ عز و جل ، ولا تَدَع صَلاةَ الاِستِغفارِ .
.
ص: 363
وهِيَ رَكعَتانِ : تَفتَتِحُ الصَّلاةَ وتَقرَأُ الحَمدَ و«إنّا أنزَلناهُ» مَرَّةً واحِدَةً في كُلِّ رَكعَةٍ ، ثُمَّ تَقولُ بَعدَ القِراءَةِ : «أستَغفِرُ اللّهَ» خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَركَعُ فَتَقولُها عَشرا ، عَلى هَيئَةِ صَلاةِ جَعفَرٍ رضى الله عنه ؛ يُصلِحُ اللّهُ لَكَ شَأنَكَ كُلَّهُ إن شاءَ اللّهُ تَعالى . (1)
راجع : ص 358 (الفصل الرابع : بركات الاستغفار / دفع الشدائد) .
4 / 10كَثرَةُ العِلمِ أوِ المالِالإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ أربَعَمِئَةِ مَرَّةٍ مُدَّةَ شَهرَينِ مُتَتابِعَينِ ، رُزِقَ كَنزا مِن عِلمٍ أو كَنزا مِن مالٍ ، وهُوَ : أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، الحَيُّ القَيّومُ ، بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ، مِن جَميعِ جُرمي وظُلمي وإسرافي عَلى نَفسي ، وأتوبُ إلَيهِ . (2)
4 / 11قَضاءُ الدَّينِالكافي عن إسماعيل بن سهل :كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ (صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ) : إنّي قَد لَزِمَني دَينٌ فادِحٌ ، فَكَتَبَ : أكثِر مِنَ الاِستِغفارِ ، ورَطِّب لِسانَكَ بِقِراءَةِ «إنّ_ا أنزَلناهُ» . (3)
.
ص: 364
4 / 12إفادَةُ الوَلَدِالكتاب«فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :إذا أرَدتَ الوَلَدَ فَتَوَضَّأ وُضوءا سابِغا ، وصَلِّ رَكعَتَينِ ، وحَسِّنهُما ، وَاسجُد بَعدَهُما سَجدَةً ، وقُل : «أستَغفِرُ اللّهَ» إحدى وسَبعينَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَغَشَّ امرَأَتَكَ وقُل : «اللّهُمَّ إن تَرزُقني وَلَدا لَاُسَمِّيَنَّهُ بِاسمِ نَبِيِّكَ» فَإِنَّ اللّهَ يَفعَلُ ذلِكَ ؛ فَإِنّي أمَرتُكَ بِالطَّهورِ ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ» (2) ، وأمَرتُكَ بِالصَّلاةِ ، وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «أقرَبُ ما يَكونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ إذا رَآهُ ساجِدا وراكِعا» ، وأمَرتُكَ بِالاِستِغفارِ ، وقَد قالَ اللّهُ تَعالى : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ» ، وقالَ تَعالى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ» (3) فَأَمَرتُكَ أن تَزيدَ عَلَى السَّبعينَ . (4)
مكارم الأخلاق عن الإمام الحسن عليه السلام :أنَّهُ وَفَدَ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَلَمّا خَرَجَ تَبِعَهُ بَعضُ حُجّابِهِ وقالَ : إنّي رَجُلٌ ذو مالٍ ولا يولَدُ لي ، فَعَلِّمني شَيئا لَعَلَّ اللّهَ يَرزُقُني وَلَدا . فَقالَ : عَلَيكَ بِالاِستِغفارِ . فَكانَ يُكثِرُ الاِستِغفارَ ، حَتّى رُبَّمَا استَغفَرَ فِي اليَوم
.
ص: 365
سَبعَمِئَةِ مَرَّةٍ ، فَوُلِدَ لَهُ عَشَرَةُ بَنينَ . فَبَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ فَقالَ : هَلّا سَأَلتَهُ مِمَّ قالَ ذلِكَ ؟ فَوَفَدَهُ وَفدَةً اُخرى ، فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ فَقالَ : ألَم تَسمَع قَولَ اللّهِ عَزَّ اسمُهُ في قِصَّةِ هودٍ عليه السلام : «وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ» (1) ، وفي قِصَّةِ نوحٍ عليه السلام : «وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ» (2) . (3)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ لِبَعضِ أصحابِهِ _: قُل في طَلَبِ الوَلَدِ : « «رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَ أَنتَ خَيْرُ الْوَ رِثِينَ» ، وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ وَلِيّا يَرِثُني في حَياتي ، ويَستَغفِرُ لي بَعدَ مَوتي ، وَاجعَلهُ لي خَلقا سَوِيّا ، ولا تَجعَل لِلشَّيطانِ فيهِ نَصيبا ، اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ ، إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ» سَبعينَ مَرَّةً . فَإِنَّهُ مَن أكثَرَ مِن هذَا القَولِ ، رَزَقَهُ اللّهُ تَعالى ما تَمَنّى مِن مالٍ ووَلَدٍ ، ومِن خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَإِنَّهُ يَقولُ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» (4) . (5)
الكافي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه :شَكَا الأَبرَشُ الكَلبِيُّ إلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام أنَّهُ لا يولَدُ لَهُ ، فَقالَ لَهُ : عَلِّمني شَيئا . قالَ : اِستَغفِرِ اللّهَ في كُلِّ يَومٍ و (6) في كُلِّ لَيلَةٍ مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «اسْتَغْفِرُوا
.
ص: 366
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» إلى قَولِهِ : «وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ» . (1)
مجمع البيان عن محمّد بن يوسف عن أبيه :سَأَلَ رَجُلٌ أبا جَعفَرٍ عليه السلام _ وأنَا عِندَهُ _ فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنّي كَثيرُ المالِ ولَيسَ يولَدُ لي وَلَدٌ ، فَهَل مِن حيلَةٍ ؟ قالَ : نَعَم ، اِستَغفِر رَبَّكَ سَنَةً في آخِرِ اللَّيلِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِن ضَيَّعتَ ذلِكَ بِاللَّيلِ فَاقضِهِ بِالنَّهارِ ، فَإِنَّ اللّهَ يَقولُ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ» إلى آخِرِهِ . (2)
طبّ الأئمّة عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ رَجُلاً شَكا إلَيهِ قِلَّةَ الوَلَدَ ، وأنَّهُ يَطلُبُ الوَلَدَ مِنَ الإِماءِ وَالحَرايِرِ فَلا يُرزَقُ لَهُ ، وهُوَ ابنُ سِتّينَ سَنَةً ، فَقالَ عليه السلام : قُل ثَلاثَةَ أيّامٍ في دُبُرِ صَلاتِكَ المَكتوبَةِ ، صَلاةِ العِشاءِ الآخِرَةِ ، وفي دُبُرِ صَلاةِ الفَجرِ : «سُبحانَ اللّهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، و«أستَغفِرُ اللّهَ» سَبعينَ مَرَّةً ، وتَختِمُهُ بِقَولِ اللّهِ عز و جل : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» (3) . (4)
الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام :أنَّهُ وَفَدَ إلى هِشامِ بنِ عَبدِ المَلِكِ فَأَبطَأَ عَلَيهِ الإِذنُ حَتَّى اغتَمَّ ، وكانَ لَهُ حاجِبٌ كَثيرُ الدُّنيا ولا يولَدُ لَهُ ، فَدَنا مِنهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام فَقالَ لَهُ : هَل لَكَ أن توصِلَني إلى هِشامٍ واُعَلِّمُكَ دُعاءً يولَدُ لَكَ ؟ قالَ : نَعَم . فَأَوصَلَهُ إلى هِشامٍ وقَضى لَهُ جَميعَ حَوائِجِهِ ، قالَ : فَلَمّا فَرَغَ قالَ لَهُ الحاجِبُ : جُعِلتُ فِداكَ الدُّعاءَ الَّذي قُلتَ لي .
.
ص: 367
قالَ لَهُ [ الباقِرُ عليه السلام ] : نَعَم ، قُل في كُلِّ يَومٍ إذا أصبَحتَ وأمسَيتَ : «سُبحانَ اللّهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، وتَستَغفِرُ عَشرَ مَرّاتٍ ، وتُسَبِّحُ تِسعَ مَرّاتٍ ، وتَختِمُ العاشِرَةَ بِالاِستِغفارِ ، ثُمَّ تَقولُ قَولَ اللّهِ عز و جل : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَ يُمْدِدْكُم بِأَمْوَ لٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ_تٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَ_رًا» (1) . فَقالَهَا الحاجِبُ ، فَرُزِقَ ذُرِّيَّةً كَثيرَةً ، وكانَ بَعدَ ذلِكَ يَصِلُ أبا جَعفَرٍ وأبا عَبدِ اللّهِ عليهماالسلام . فَقالَ سُلَيمانُ : فَقُلتُها _ وقَد تَزَوَّجتُ ابنَةَ عَمٍّ لي فَأَبطَأَ عَلَيَّ الوَلَدُ مِنها _ وعَلَّمتُها أهلي ، فَرُزِقتُ وَلَدا . وزَعَمَتِ المَرأَةُ أنَّها مَتى تَشاءُ أن تَحمِلَ حَمَلَت إذا قالَتها ، وعَلَّمتُها غَيرَ واحِدٍ مِنَ الهاشِمِيّينَ مِمَّن لَم يَكُن يولَدُ لَهُم ، فَوُلِدَ لَهُم وَلَدٌ كَثيرٌ ، وَالحَمدُ للّهِِ . (2)
الكافي عن سعيد بن يسار :قالَ رَجُلٌ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : لا يولَدُ لي ، فَقالَ : اِستَغفِر رَبَّكَ فِي السَّحَرِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِن نَسيتَهُ فَاقضِهِ . (3)
الكافي عن عمر بن أبي حسنة الجمّال :شَكَوتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليه السلام قِلَّةَ الوَلَدِ ، فَقالَ لي : اِستَغفِرِ اللّهَ ، وكُلِ البَيضَ بِالبَصَلِ . (4)
4 / 13مُرافَقَةُ أهلِ البَيتِثواب الأعمال عن إسماعيل بن سهل :كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ الثّاني عليه السلام : عَلِّمني شَيئا إذا أنَا قُلتُه
.
ص: 368
كُنتُ مَعَكُم فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، قالَ : فَكَتَبَ بِخَطِّهِ أعرِفُهُ : أكثِر مِن تِلاوَةِ «إنّ_ا أنزَلناهُ» ، ورَطِّب شَفَتَيكَ بِالاِستِغفارِ . (1)
.
ص: 369
الفَصلُ الخامِسُ: ما ينبغي فيه الاستغفار من الأوقات5 / 1الأَسحارُالكتاب«الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءَامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّ_بِرِينَ وَالصَّ_دِقِينَ وَالْقَ_نِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» . (1)
«كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» . (2)
« . . . أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قَالُواْ يَ_أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَ_طِ_ئينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» . (3)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ أفضَلَ ما دَعَوتُمُ اللّهَ بِالأَسحارِ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» . (4)
.
ص: 370
تفسير العيّاشي عن مفضّل بن عمر :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، تَفوتُني صَلاةُ اللَّيلِ فَاُصَلِّي الفَجرَ ، فَلي أن اُصَلِّيَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ ما فاتَني مِنَ الصَّلاةِ ، وأنَا في صَلاةٍ (1) قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ ؟ فَقالَ : نَعَم ، ولكِن لا تُعلِم بِهِ أهلَكَ فَيَتَّخِذونَهُ (2) سُنَّةً ، فَيَبطُلَ قَولُ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» . (3)
أعلام الدين :سُئِلَ أبو جَعفَرٍ الباقِرُ عليه السلام عَن وَقتِ صَلاةِ اللَّيلِ ، فَقالَ : الوَقتُ الَّذي جاءَ عَن جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : فيهِ يُنادي مُنادِي اللّهِ عز و جل : هَل مِن داعٍ فَاُجيبَهُ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ قالَ السّائِلُ : وما هُوَ ؟ قالَ : الوَقتُ الَّذي وَعَدَ يَعقوبُ فيهِ بَنيهِ بِقَولِهِ : «أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى» (4) . قالَ : ما هُوَ ؟ قالَ : الوَقتُ الَّذي قالَ اللّهُ فيهِ : «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» . إنَّ صَلاةَ اللَّيلِ في آخِرِهِ أفضَلُ مِنها قَبلَ ذلِكَ ، وهُوَ وَقتُ الإِجابَةِ ، وهِيَ هَدِيَّةُ المُؤمِنِ إلى رَبِّهِ ، فَأَحسِنوا هَداياكُم إلى رَبِّكُم ، يُحسِنِ اللّهُ جَوائِزَكُم ؛ فَإِنَّهُ لا يُواظِبُ عَلَيها إلّا مُؤمِنٌ أو صِدِّيقٌ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : خَيرُ وَقتٍ دَعَوتُمُ اللّهَ عز و جلفيهِ الأَسحارُ ، وتَلا هذِهِ الآيَةَ في قَولِ يَعقوبَ عليه السلام : «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى» وقالَ : أخَّرَهُم إلَى السَّحَرِ . (6)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةٌ مَعصومونَ مِن شَرِّ إبليسَ وجُنودِهِ : الذّاكِرونَ اللّهَ كَثيرا بِاللَّيل
.
ص: 371
وَالنَّهارِ ، وَالمُستَغفِرونَ بِالأَسحارِ ، وَالباكونَ مِن خَشيَةِ اللّهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ثَلاثَةُ أصواتٍ يُحِبُّهَا اللّهُ عز و جل : صَوتُ الدِّيكِ ، وصَوتُ الَّذي يَقرَأُ القُرآنَ ، وصَوتُ المُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، صَلِّ مِنَ اللَّيلِ ولَو قَدرَ حَلبِ شاةٍ ، وبِالأَسحارِ فَادعُ ؛ لا تُرَدَّ لَكَ دَعوَةٌ ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» . (3)
عنه صلى الله عليه و آله _ مِن وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _ يا أبا ذَرٍّ ، يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى :_ مِن وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _عنه صلى الله عليه و آله يا أبا ذَرٍّ ، يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : إنَّ أحَبَّ العِبادِ إلَيَّ المُتَحابّونَ مِن أجلي ، المُتَعَلِّقَةُ قُلوبُهُم بِالمَساجِدِ ، وَالمُستَغفِرونَ بِالأَسحارِ ، اُولئِكَ إذا أرَدتُ بِأَهلِ الأَرضِ عُقوبَةً ذَكَرتُهُم فَصَرَفتُ العُقوبَةَ عَنهُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى ومَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى المُستَغفِرينَ وَالمُتَسَحِّرينَ بِالأَسحارِ ؛ فَليَتَسَحَّر أحَدُكُم ولَو بِشَربَةٍ مِن ماءٍ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :السَّحورُ بَرَكَةٌ ، وللّهِِ مَلائِكَةٌ يُصَلّونَ عَلَى المُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ ، وعَلَى المُتَسَحِّرينَ . (6)
عدّة الداعي عنهم عليهم السلام: ألا صَلَواتُ اللّهِ عَلَى المُتَسَحِّرينَ وَالمُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ . (7)
.
ص: 372
المعجم الأوسط عن أنس :أمَرَنا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن نَستَغفِرَ بِالأَسحارِ سَبعينَ مَرَّةً . (1)
الكافي عن أحمد بن عبد العزيز :حَدَّثَني بَعضُ أصحابِنا قالَ : كانَ أبُو الحَسَنِ الأَوَّلُ عليه السلام إذا رَفَعَ رَأسَهُ مِن آخِرِ رَكعَةِ الوَترِ قالَ : «هذا مَقامُ مَن حَسَناتُهُ نِعمَةٌ مِنكَ ، وشُكرُهُ ضَعيفٌ ، وذَنبُهُ عَظيمٌ ، ولَيسَ لَهُ إلّا دَفعُكَ ورَحمَتُكَ ، فَإِنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُنزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرسَلِ صلى الله عليه و آله : «كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (2) ، طالَ هُجوعي ، وقَلَّ قِيامي ، وهذَا السَّحَرُ ، وأنَا أستَغفِرُكَ لِذَنبِي استِغفارَ مَن لَم يَجِد لِنَفسِهِ ضَرّا ولا نَفعا ، ولا مَوتا ولا حَياةً ولا نُشورا» ، ثُمَّ يَخِرُّ ساجِدا صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . (3)
5 / 2قُنوتُ الوَترِكتاب من لا يحضره الفقيه :(4) كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَستَغفِرُ اللّهَ فِي الوَترِ سَبعينَ مَرَّةً ويَقولُ : «هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ» سَبعَ مَرّاتٍ . (5)
الإمام الباقر عليه السلام :مَن داوَمَ عَلى صَلاةِ اللَّيلِ وَالوَترِ ، وَاستَغفَرَ اللّهَ في كُلِّ وَترٍ سَبعينَ مَرَّةً ،
.
ص: 373
ثُمَّ واظَبَ عَلى ذلِكَ سَنَةً ، كُتِبَ مِنَ المُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ في وَترِهِ إذا أوتَرَ : «أستَغفِرُ اللّهَ رَبّي وأتوبُ إلَيهِ» سَبعينَ مَرَّةً ، وواظَبَ عَلى ذلِكَ حَتّى تَمضِيَ سَنَةٌ ، كَتَبَهُ اللّهُ عِندَهُ مِنَ المُستَغفِرينَ بِالأَسحارِ ، ووَجَبَت لَهُ الجَنَّةُ وَالمَغفِرَةُ مِنَ اللّهِ عز و جل . (2)
عنه عليه السلام :القُنوتُ فِي الوَترِ الاِستِغفارُ ، وفِي الفَريضَةِ الدُّعاءُ . (3)
تهذيب الأحكام عن أبي بصير ، قال :قُلتُ لَهُ عليه السلام : «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» . فَقالَ : اِستَغفَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في وَترِهِ سَبعينَ مَرَّةً . (4)
تهذيب الأحكام عن معاوية بن عمّار :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ في قَولِ اللّهِ عز و جل «وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» : فِي الوَترِ في آخِرِ اللَّيلِ سَبعينَ مَرَّةً . (5)
تهذيب الأحكام عن أبي بكر بن أبي سمّاك عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قالَ لي : في قُنوتِ الوَترِ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا ، وعافِنا وَاعفُ عَنّا ، فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (6)
.
ص: 374
5 / 3حينَ يَمضي ثُلُثُ اللَّيلِالإمام الباقر عليه السلام :يُنادي مُنادٍ حينَ يَمضي ثُلُثُ اللَّيلِ : «يا باغِيَ الخَيرِ أقبِل ، يا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر ، هَل مِن تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ يُغفَرُ لَهُ ؟ هَل مِن سائِلٍ فَيُعطى ؟» حَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ . (1)
5 / 4الثُّلُثُ الأَخيرُ مِن كُلِّ لَيلَةٍرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يُنزِلُ مَلَكا إلَى السَّماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلَةٍ فِي الثُّلُثِ الأَخيرِ ، ولَيلَةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ اللَّيلِ ، فَيَأمُرُهُ فَيُنادي : «هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ يا طالِبَ الخَيرِ أقبِل ، ويا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر (2) » ، فَلا يَزالُ يُنادي بِهذا حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ . (3)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك_ في ذِكرِ سيرَةِ الإِمامِ الرِّضا عليه السلام وهُوَ في طَريقِهِ إلى خُراسانَ _: فَإِذا كانَ الثُّلُثُ الأَخيرُ مِنَ اللَّيلِ ، قامَ مِن فِراشِهِ بِالتَّسبيحِ وَالتَّحميدِ وَالتَّكبيرِ وَالتَّهليلِ وَالاِستِغفارِ ، فَاستاكَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ قامَ إلى صَلاةِ اللَّيلِ ... ثُمَّ يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ التَّوبَةَ» سَبعينَ مَرَّةً ، فَإِذا سَلَّمَ جَلَسَ فِي التَّعقيبِ ما شاءَ اللّهُ ... .
.
ص: 375
وكانَ قُنوتُهُ في جَميعِ صَلَواتِهِ : رَبِّ اغفِر وَارحَم ، وتَجاوَز عَمّا تَعلَمُ ، إنَّكَ أنتَ الأَعَزُّ الأَجَلُّ الأَكرَمُ . (1)
5 / 5يَومُ الخَميسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى يَومَ الخَميسِ ما بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ رَكعَتَينِ ، يَقرَأُ في أوَّلِ رَكعَةٍ بِفاتِحَةِ الكِتابِ وآيَةِ الكُرسِيِّ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وفِي الرَّكعَةِ الثّانِيَةِ فاتِحَةَ الكِتابِ و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ استَغفَرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله مِئَةَ مَرَّةٍ ؛ لا يَقومُ مِن مَقامِهِ حَتّى يَغفِرَ اللّهُ لَهُ البَتَّةَ . (2)
5 / 6لَيلَةُ الجُمُعَةِالإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام :إذا كانَت لَيلَةُ الجُمُعَةِ أمَرَ اللّهُ عز و جلمَلَكا فَنادى مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ ، ويُنادي في كُلِّ لَيلَةٍ _ غَيرَ لَيلَةِ الجُمُعَةِ _ مِن ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ : هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ يا طالِبَ الخَيرِ أقبِل ، يا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر . (3)
.
ص: 376
5 / 7يَومُ الجُمُعَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ فِي الجُمُعَةِ ساعَةً لا يُوافِقُها عَبدٌ يَستَغفِرُ اللّهَ فيها إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (1)
المعجم الكبير عن سمرة بن جندب :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَستَغفِرُ لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، ولِلمُسلِمينَ ولِلمُسلِماتِ ، كُلَّ يَومِ جُمُعَةٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ بَينَ رَكعَتَيِ الفَجرِ إلَى الغَداةِ يَومَ الجُمُعَةِ : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ رَبّي وأتوبُ إلَيهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، بَنَى اللّهُ لَهُ مَسكَنا فِي الجَنَّةِ . (3)
عنه عليه السلام :مَن يَستَغفِرِ اللّهَ تَعالى يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ العَصرِ سَبعينَ مَرَّةً ، يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» غَفَرَ اللّهُ عز و جل لَهُ ذَنبَهُ فيما سَلَفَ ، وعَصَمَهُ فيما بَقِيَ ، فَإِن لَم يَكُن لَهُ ذَنبٌ ، غَفَرَ لَهُ ذُنوبَ والِدَيهِ . (4)
عنه عليه السلام :مِنَ السُّنَّةِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلاميَومَ الجُمُعَةِ ألفَ مَرَّةٍ ، وفي غَيرِ يَومِ الجُمُعَةِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، ومَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلامفي يَومِ جُمُعَةٍ مِئَةَ صَلاةٍ وَاستَغفَرَ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وقَرَأَ «قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، غُفِرَ لَهُ البَتَّةَ . (5)
جمال الاُسبوع :رُوِيَ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ أمَرَ رَجُلاً أن يُصَلِّيَ الضُّحى يَومَ الجُمُعَهِ أربَعَ رَكَعاتٍ : يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ عَشرَ مَرّاتٍ ، و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ»
.
ص: 377
عَشرَ مَرّاتٍ . ثُمَّ قالَ : فَإِذا سَلَّمتَ ، استَغفِرِ اللّهَ عز و جل سَبعينَ مَرَّةً ، وقُل : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . (1)
5 / 8قَبلَ الغُروبِ في عَرَفاتٍالإقبال عن حمّاد بن عبد اللّه :كُنتُ قَريبا مِن أبِي الحَسَنِ موسى عليه السلام بِالمَوقِفِ ، فَلَمّا هَمَّتِ الشَّمسُ لِلغُروبِ أخَذَ بِيَدِهِ اليُسرى بِمَجامِعِ ثَوبِهِ ثُمَّ قالَ : «اللّهُمَّ إنّي عَبدُكَ وَابنُ عَبدِكَ ، إن تُعَذِّبني فَبِاُمورٍ قَد سَلَفَت مِنّي ، وأنَا بَينَ يَدَيكَ بِرُمَّتي ، وإن تَعفُ عَنّي فَأَهلُ العَفوِ أنتَ يا أهلَ العَفوِ ، يا أحَقَّ مَن عَفَا ، اغفِر لي ولِأَصحابي» ، وحَرَّكَ دابَّتَهُ فَمَرَّ . (2)
5 / 9يَومُ النَّحرِالإمام عليّ عليه السلام _ في خُطبَتِهِ يَومَ النَّحرِ (3) _ :الإمام عليّ عليه السلام _ في خُطبَتِهِ يَومَ النَّحرِ (4) _ : إنَّ هذا يَومٌ حُرمَتُهُ عَظيمَةٌ ، وبَرَكَتُهُ مَأمولَةٌ ، وَالمَغفِرَةُ فيهِ مَرجُوَّةٌ ، فَأَكثِروا ذِكرَ اللّهِ تَعالى وَاستَغفِروهُ ، وتوبوا إلَيهِ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . 5
.
ص: 378
5 / 10الصَّباحُ وَالمَساءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن صَباحٍ إلّا ومَلَكانِ يُنادِيانِ يَقولانِ : «يا باغِيَ الخَيرِ هَلُمَّ ، ويا باغِيَ الشَّرِّ انتَهِ ، هَل مِن داعٍ فَيُستَجابَ لَهُ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَيُغفَرَ لَهُ ؟ هَل مِن تائِبٍ فَيُتابَ عَلَيهِ ؟ هَل مِن مَغمومٍ فَيُنَفَّسَ عَنهُ غَمُّهُ ؟ اللّهُمَّ عَجِّل لِلمُنفِقِ مالَهُ خَلَفا ، ولِلمُمسِكِ تَلَفا» ، فَهذا دُعاؤُهُما حَتّى تَغرُبَ الشَّمسُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :ما أصبَحتُ غَداةً قَطُّ ، إلَا استَغفَرتُ اللّهَ فيها مِئَةَ مَرَّةٍ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَغفَرَ إذا وَجَبَتِ (3) الشَّمسُ سَبعينَ مَرَّةً غَفَرَ اللّهُ لَهُ سَبعَمِئَةِ ذَنبٍ ، ولا يُذنِبُ مُؤمِنٌ إن شاءَ اللّهُ في يَومِهِ ولَيلَتِهِ سَبعَمِئَةِ ذَنبٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن عَبدٍ خَتَمَ صَحيفَتَهُ عِندَ مَغيبِ الشَّمسِ بِالاِستِغفارِ ، إلّا مَحا ما دونَها . (5)
عنه عليه السلام :مَهما تَرَكتَ مِن شَيءٍ فَلا تَترُك أن تَقولَ في كُلِّ صَباحٍ ومَساءٍ : اللّهُمَّ إنّي أصبَحتُ أستَغفِرُكَ في هذَا الصَّباحِ وفي هذَا اليَومِ لِأَهلِ رَحمَتِكَ ، وأبرَأُ إلَيكَ مِن أهلِ لَعنَتِكَ ... .
.
ص: 379
اللّهُمَّ اغفِر لي ولِوالِدَيَّ وَارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرا ، اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ ، الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ مُنقَلَبَهُم ومَثواهُم . (1)
5 / 11شَهرُ رَجَبٍ ولا سِيَّما لَيلَةِ النِّصفِ مِنهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِنَ الاِستِغفارِ في شَهرِ رَجَبٍ ، فَإِنَّ للّهِِ في كُلِّ ساعَةٍ مِنهُ عُتَقاءَ (2) مِنَ النّارِ ، وإنَّ للّهِِ مَدائِنَ لا يَدخُلُها إلّا مَن صامَ [ شَهرَ] (3) رَجَبٍ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :رَجَبٌ شَهرُ الاِستِغفارِ لِاُمَّتي ، أكثِروا فيهِ الاِستِغفارَ ، فَإِنَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ ، وشَعبانُ شَهرِي ، استَكثِروا في رَجَبٍ مِن قَولِ : «أستَغفِرُ اللّهَ» ، وَاسأَ لُوا اللّهَ الإِقالَةَ وَالتَّوبَةَ فيما مَضى ، وَالعِصمَةَ فيما بَقِيَ مِن آجالِكُم . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ أيّامَ البيضِ مِن رَجَبٍ أو قامَ (6) لَيالِيَها ، ويُصَلّي لَيلَةَ النِّصفِ مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ «قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِن هذِهِ الصَّلاةِ استَغفَرَ سَبعينَ مَرَّةً ، رُفِعَ عَنهُ شَرُّ أهلِ السَّماءِ ، وشَرُّ أهلِ الأَرضِ ، وشَرُّ إبليسَ وجُنودِهِ ، وإن ماتَ في هذَا الشَّهرِ ماتَ [ شَهيدا] (7) ، ويَقضِي اللّهُ لَهُ ألفَ حاجَةٍ . (8)
.
ص: 380
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى لَيلَةَ النِّصفِ مِن رَجَبٍ عَشرَ رَكَعاتٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً ، و«قُل هُوَ اللّهُ أحَدٌ» ثَلاثينَ مَرَّةً ، فَإِذَا استَغفَرَ اللّهَ وسَجَدَ وسَبَّحَهُ ومَجَّدَهُ وكَبَّرَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ ، لَم يُكتَب عَلَيهِ خَطيئَةٌ إلى مِثلِها مِنَ القابِلِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ تَعالى نَصَبَ فِي السَّماءِ السّابِعَةِ مَلَكا يُقالُ لَهُ : الدّاعي ، فَإِذا دَخَلَ شَهرُ رَجَبٍ يُنادي ذلِكَ المَلَكُ كُلَّ لَيلَةٍ مِنهُ إلَى الصَّباحِ : طوبى لِلذّاكِرينَ ، طوبى لِلطائِعينَ . ويَقولُ اللّهُ تَعالى : أنَا جَليسُ مَن جالَسَني ، ومُطيعُ مَن أطاعَني ، وغافِرُ مَنِ استَغفَرَني . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا إنَّ في شَهرِ رَجَبٍ لَيلَةً ، مَن حَرَّمَ النَّومَ عَلى نَفسِهِ وقامَ فيها حَرَّمَ اللّهُ جَسَدَهُ عَلَى النّارِ ، وصافَحَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ إلى يَومٍ مِثلِهِ ، فَإِن عادَ عادَتِ المَلائِكَةُ . (3)
5 / 12شَهرُ شَعبانَ ولا سِيَّما لَيلَةِ النِّصفِ مِنهُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ نادى مُنادٍ (4) : هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ ؟ فَلا يَسأَلُ أحَدٌ إلّا اُعطِيَ ، إلّا زانِيَةٌ بِفَرجِها أو مُشرِكٌ . (5)
.
ص: 381
عنه صلى الله عليه و آله :إذا كانَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ فَقوموا لَيلَتَها ، وصوموا يَومَها ، فَإِنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : ألا مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ ألا مِن مُستَرزِقٍ فَأَرزُقَهُ ؛ ألا مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ ؟ ألا كَذا ؟ حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ . (1)
مصباح المتهجّد عن زيد بن عليّ :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام يَجمَعُنا جَميعا لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، ثُمَّ يُجَزِّئُ اللَّيلَ أجزاءً ثَلاثَةً ، فَيُصَلّي بِنا جُزءا ، ثُمَّ يَدعو ونُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ ، ثُمَّ يَستَغفِرُ اللّهَ ونَستَغفِرُهُ ونَسأَ لُهُ الجَنَّةَ حَتّى يَنفَجِرَ الصُّبحُ . (2)
مصباح المتهجّد عن محمّد بن أبي حمزة عن الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ مِن شَعبانَ سَبعينَ مَرَّةً : أستَغفِرُ اللّهَ الَّذِي لا إلهَ إلّا هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ الحَيُّ القَيّومُ وأتوبُ إلَيهِ ، كَتَبَهُ اللّهُ تَعالى فِي الاُفُقِ المُبينِ . قُلتُ : ومَا الاُفُقُ المُبينُ ؟ قالَ : قاعٌ بَينَ يَدَيِ العَرشِ ، فيهِ أنهارٌ تَطَّرِدُ فيهِ مِنَ القِدحانِ عَدَدَ النُّجومِ . (3)
الإمام الرضا عليه السلام :مَنِ استَغفَرَ اللّهَ في كُلِّ يَومٍ مِن شَعبانَ سَبعينَ مَرَّةً ، حُشِرَ يَومَ القِيامَةِ في زُمرَةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ووَجَبَت لَهُ مِنَ اللّهِ الكَرامَةُ . (4)
.
ص: 382
عنه عليه السلام :مَن قالَ في كُلِّ يَومٍ مِن شَعبانَ سَبعينَ مَرَّةً : «أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ التَّوبَةَ» كَتَبَ اللّهُ تَعالى لَهُ بَراءَةً مِنَ النّارِ ، وجَوازا عَلَى الصِّراطِ ، وأحَلَّهُ دارَ القَرارِ . (1)
فضائل الأشهر الثلاثة عن إبراهيم بن ميمون :قُلتُ [ لَهُ عليه السلام ] : فَما أفضَلُ الدُّعاءِ فِي هذَا الشَّهرِ ؟ فَقالَ : الاِستِغفارُ ، إنَّ مَنِ استَغفَرَ في شَعبانَ كُلَّ يَومٍ سَبعينَ مَرَّةً ، كانَ كَمَنِ استَغفَرَ في غَيرِهِ مِنَ الشُّهورِ سَبعينَ ألفَ مَرَّةٍ . قُلتُ : فَكَيفَ أقولُ ؟ قالَ : قُل : أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ التَّوبَةَ . (2)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد السلام بن صالح الهروي :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا عليه السلام في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ لي : يا أبَا الصَّلتِ ، إنَّ شَعبانَ قَد مَضى أكثَرُهُ ، وهذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنهُ ، فَتَدارَكَ فيما بَقِيَ مِنهُ تَقصيرَكَ فيما مَضى مِنهُ ، وعَلَيكَ بِالإِقبالِ عَلى ما يَعنيكَ وتَركِ ما لا يَعنيكَ ، وأكثِر مِنَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ وتِلاوَةِ القُرآنِ ، وتُب إلَى اللّهِ مِن ذُنوبِكَ لِيُقبِلَ شَهرُ اللّهِ إلَيكَ وأنتَ مُخلِصٌ للّهِِ عز و جل . (3)
5 / 13شَهرُ رَمَضانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :تُفتَحُ أبوابُ الجَنَّةِ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَمَضانَ إلى آخِرِ لَيلَةٍ ، وتُغَلُّ فيه
.
ص: 383
مَرَدَةُ الشَّياطينِ ، ويَبعَثُ اللّهُ مُنادِيا يُنادي : يا باغِيَ الخَيرِ هَلُمَّ ، هَل مِن داعٍ يُستَجابُ لَهُ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ يُغفَرُ لَهُ ؟ هَل مِن تائِبٍ يُتابُ عَلَيهِ ؟ (1)
عنه صلى الله عليه و آله :يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ سُؤلَهُ ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ ؟ (2)
عنه صلى الله عليه و آله :شَهرُ رَمَضانَ لَيسَ كَالشُّهورِ ؛ لِما تُضاعَفُ فيهِ مِن الاُجورِ ، هُوَ شَهرُ الصِّيامِ ، وشَهرُ القِيامِ ، وشَهرُ التَّوبَةِ وَالاِستِغفارِ ... . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أيُّهَا النّاسُ ! إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللّهِ بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ ... . يا أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ أنفُسَكُم مَرهونَةٌ بِأَعمالِكُم فَفُكّوها بِاستِغفارِكُم ، وظُهورَكُم ثَقيلَةٌ مِن أوزارِكُم (4) فَخَفِّفوا عَنها بِطولِ سُجودِكُم . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :عَلَيكُم في شَهرِ رَمَضانَ بِكَثرَةِ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ ؛ فَأَمَّا الدُّعاءُ فَيُدفَعُ بِه
.
ص: 384
عَنكُمُ البَلاءُ ، وأمَّا الاِستِغفارُ فَيَمحى (1) ذُنوبَكُم . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :قالَ موسى عليه السلام : ... إلهي اُريدُ النَّجاةَ مِنَ النّارِ . قالَ : ذلِكَ لِمَنِ استَغفَرَ في لَيلَةِ القَدرِ . (3)
.
ص: 385
الفَصلُ السّادِسُ: ما ينبغي فيه الاستغفار من الأحوال6 / 1قَبلَ النَّومِالإمام عليّ عليه السلام :دَعاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا عَلِيُّ ، إذا أخَذتَ مَضجَعَكَ فَعَلَيكَ بِالاِستِغفارِ ، وَالصَّلاةِ عَلَيَّ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا أوَيتَ إلى فِراشِكَ قُل : بِاسمِكَ اللّهُمَّ وَضَعتُ جَنبي ، طَهِّر (2) لي قَلبي ، وطَيِّب كَسبي ، وَاغفِر ذَنبي . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يَأوي إلى فِراشِهِ : «أستَغفِرُ اللّهَ العَظيمَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ وأتوبُ إلَيهِ» ثَلاثَ مَرّاتٍ ، غَفَرَ اللّهُ ذُنوبَهُ وإن كانَت مِثلَ زَبَدِ البَحرِ . (4)
السنن الكبرى عن عبد اللّه بن عمرو عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أنَّهُ كانَ إذَا اضطَجَعَ لِلنَّومِ يَقولُ : اللّهُم
.
ص: 386
بِاسمِكَ رَبِّ وَضَعتُ جَنبي ، فَاغفِر لي ذَنبي . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ خَلَقتَ نَفسي وأنتَ تَوَفّاها ، لَكَ مَماتُها ومَحياها ، إن أحيَيتَها فَاحفَظها ، وإن أمَتَّها فَاغفِر لَها ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ العافِيَةَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ استَغفَرَ اللّهَ مِئَةَ مَرَّةٍ حينَ يَنامُ ، باتَ وقَد تَحاتَّتِ (3) الذُّنوبُ كُلُّها عَنهُ ، كَما يَتَحاتُّ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ ، ويُصبِحُ ولَيسَ عَلَيهِ ذَنبٌ . (4)
عنه عليه السلام :مَن قالَ حينَ يَأوي إلى فِراشِهِ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، بَنَى اللّهُ لَهُ بَيتا فِي الجَنَّةِ . ومَنِ استَغفَرَ اللّهَ حينَ يَأوي إلى فِراشِهِ مِئةَ مَرَّةٍ ، تَحاتَّت ذُنوبُهُ كَما يَسقُطُ وَرَقُ الشَّجَرَةِ . (5)
6 / 2بَعدَ الاِستيقاظِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا رَدَّ اللّهُ عز و جل إلَى العَبدِ المُسلِمِ نَفسَهُ مِنَ اللَّيلِ ، فَسَبَّحَهُ وَاستَغفَرَهُ ودَعاهُ ، تَقَبَّلَ مِنهُ . (6)
.
ص: 387
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُسلِمٍ يَتَعارُّ (1) مِنَ اللَّيلِ فَيَقولُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وَاللّهُ أكبَرُ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، وسُبحانَ اللّهِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي» إلّا غَفَرَ لَهُ ، فَإِن هُوَ عَزَمَ فَقامَ فَتَوَضَّأَ فَدَعَا اللّهَ استَجابَ لَهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُسلِمٍ يَتَعارُّ مِن جَوفِ اللَّيلِ فَيَقولُ : «اللّهُ أكبَرُ وسُبحانَ اللّهِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، لَهُ المُلكُ ولَهُ الحَمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ الغَفورَ الرَّحيمَ» إلّا سَلَخَهُ اللّهُ مِن ذُنوبِهِ كَيَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (3)
مسند ابن حنبل عن ربيعة الجرشي :سَأَلتُ عائِشَةَ فَقُلتُ : ما كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ ؟ وبِمَ كانَ يَستَفتِحُ ؟ قالَت : كانَ يُكَبِّرُ عَشرا ، ويُسَبِّحُ عَشرا ، ويُهَلِّلُ عَشرا ، ويَستَغفِرُ عَشرا ، ويَقولُ : «اللّهُمَّ اغفِر لي وَاهدِني وَارزُقني» عَشرا ، ويَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الضّيقِ يَومَ الحِسابِ» عَشرا . (4)
6 / 3بَدءُ الخُطبَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في خُطبَةِ صَلاةِ الجُمُعَةِ _: الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ وأستَعينُهُ ، وأستَغفِرُهُ وأستَهديهِ ، واُؤمِنُ بِهِ ولا أكفُرُهُ . (5)
.
ص: 388
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن خُطبَتِهِ في حَجَّةِ الوَداعِ _: الحَمدُ للّهِِ ، نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ، ونَستَغفِرُهُ ونَتوبُ إلَيهِ ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ، ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا . (1)
الإمام الباقر عليه السلام :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِهذِهِ الخُطبَةِ فَقالَ : الحَمدُ للّهِِ ، أحمَدُهُ وأستَعينُهُ ، وأستَغفِرُهُ وأستَهديهِ ، واُؤمِنُ بِهِ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الواصِلِ الحَمدَ بِالنِّعَمِ ، وَالنِّعَمَ بِالشُّكرِ ... ونَستَغفِرُهُ مِمّا أحاطَ بِهِ عِلمُهُ ، وأحصاهُ كِتابُهُ ، عِلمٌ غَيرُ قاصِرٍ ، وكِتابٌ غَيرُ مُغادِرٍ . (3)
6 / 4عِندَ المُلتَزَمِالإمام عليّ عليه السلام :أقِرّوا عِندَ المُلتَزَمِ (4) بِما حَفِظتُم مِن ذُنوبِكُم ، وما لَم تَحفَظوا فَقولوا : «وما حَفِظَتهُ عَلَينا حَفَظَتُكَ ونَسيناهُ فَاغفِرهُ لَنا» ؛ فَإِنَّهُ مَن أقَرَّ بِذَنبِهِ في ذلِكَ المَوضِعِ وعَدَّهُ وذَكَرَهُ وَاستَغفَرَ اللّهَ مِنهُ ، كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ عز و جل أن يَغفِرَهُ لَهُ . (5)
الكافي عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد اللّه عليه السلام_ أنَّهُ كانَ إذَا انتَهى إلَى المُلتَزَمِ قالَ لِمَواليهِ _: أميطوا عَنّي حَتّى اُقِرَّ لِرَبّي بِذُنوبي في هذَا المَكانِ ، فَإِنَّ هذا مَكانٌ لَم يُقِرَّ عَبدٌ لِرَبِّه
.
ص: 389
بِذُنوبِهِ ، ثُمَّ استَغفَرَ اللّهَ ، إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا طافَ آدَمُ بِالبَيتِ ، وَانتَهى إلَى المُلتَزَمِ ، قالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليه السلام : يا آدَمُ ، أقِرَّ لِرَبِّكَ بِذُنوبِكَ في هذَا المَكانِ ، قالَ : فَوَقَفَ آدَمُ عليه السلام فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ لِكُلِّ عامِلٍ أجرا ، وقَد عَمِلتُ فَما أجري ؟ فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : يا آدَمُ قَد غَفَرتُ ذَنبَكَ . قالَ : يا رَبِّ ، ولِوُلدي أو لِذُرِّيَّتي ؟ فَأَوحَى اللّهُ عز و جل إلَيهِ : يا آدَمُ ، مَن جاءَ مِن ذُرِّيَّتِكَ إلى هذَا المَكانِ ، وأقَرَّ بِذُنوبِهِ ، وتابَ كَما تُبتَ ، ثُمَّ استَغفَرَ ، غَفَرتُ لَهُ . (2)
6 / 5عِندَ صُعودِ الصَّفاالكافي عن عليّ بن النعمان يرفعه :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إذا صَعِدَ الصَّفَا استَقبَلَ الكَعبَةَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيهِ ، ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ قَطُّ ، فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَيَّ بِالمَغفِرَةِ ، فَإِنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (3)
6 / 6خِتامُ المَجالِسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما جَلَسَ قَومٌ في مَجلِسٍ ، فَخاضوا (4) في حَديثٍ ، وَاستَغفَرُوا اللّهَ عز و جلقَبل
.
ص: 390
أن يَتَفَرَّقوا ، إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُم ماخاضوا فيهِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :كَفّارَةُ المَجلِسِ أن يَقولَ العَبدُ بَعدَ أن يَقومَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن جَلَسَ في مَجلِسٍ كَثُرَ فيه لَغطُهُ (3) فَقالَ قَبلَ أن يَقومَ : «سُبحانَكَ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ ثُمَّ أتوبُ إلَيكَ» إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ما كانَ في مَجلِسِهِ ذلِكَ . (4)
عمل اليوم والليلة عن أبي اُمامة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا جَلَسَ فَأَرادَ أن يَقومَ استَغفَرَ اللّهَ عَشرا إلى خَمسَ عَشرَةَ . (5)
عمل اليوم والليلة عن عبد اللّه الحضرمي :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا قامَ مِنَ المَجلِسِ استَغفَرَ عِشرينَ مَرَّةً فَأَعلى . (6)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ عليه السلام كانَ لا يَقومُ مِن مَجلِسٍ _ وإن خَفَّ _ حَتّى يَستَغفِرَ اللّهَ عز و جلخَمسا وعِشرينَ مَرَّةً . (7)
.
ص: 391
المعجم الأوسط عن رافع بن خديج :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لا يَقومُ مِن مَجلِسٍ حَتّى يَقولَ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ» ثُمَّ يَقولُ : إنَّها كَفّارَةٌ لِما يَكونُ فِي المَجلِسِ . (1)
سنن الترمذي عن ابن عمر :كانَ يُعَدُّ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِي المَجلِسِ الواحِدِ مِئَةَ مَرَّةٍ مِن قَبلِ أن يَقومَ : رَبِّ اغفِر لي وتُب عَلَيَّ ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ . (2)
منية المريد :[ رُوِيَ] أنَّهُ صلى الله عليه و آله كانَ إذا فَرَغَ مِن حَديثِهِ وأرادَ أن يَقومَ مِن مَجلِسِهِ ، يَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا ما أخطَأنا وما تَعَمَّدنا ، وما أسرَرنا وما أعلَنّا ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّا ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلّا أنتَ . (3)
راجع : ج 1 ص 114 (أهمّ مواطن الذكر / عند القيام) .
6 / 7تَزكِيَةُ النّاسِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِعَلِيٍّ عليه السلام _: يا عَلِيُّ ، إذا اُثنِيَ عَلَيكَ في وَجهِكَ فَقُل : اللّهُمَّ اجعَلني خَيرا مِمّا يَظُنّونَ ، وَاغفِر لي ما لا يَعلَمونَ ، ولا تُؤاخِذني بِما يَقولونَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :قالَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام لِيَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليه السلام : إذا قيلَ فيكَ ما فيكَ ، فَاعلَم
.
ص: 392
أنَّهُ ذَنبٌ ذُكِّرتَهُ فَاستَغفِرِ اللّهَ مِنهُ ، وإن قيلَ فيكَ ما لَيسَ فيكَ ، فَاعلَم أنَّهُ حَسَنَةٌ كُتِبَت لَكَ لَم تَتعَب فيها . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن خُطبَتِهِ في وَصفِ المُتَّقينَ _: إن زُكِّيَ أحَدُهُم خافَ مِمّا يَقولونَ ، ويَستَغفِرُ اللّهَ مِمّا لا يَعلَمونَ ، وقالَ : أنَا أعلَمُ بِنَفسي مِن غَيري ، ورَبّي أعلَمُ مِنّي بِنَفسي ، اللّهُمَّ لا تُؤاخِذني بِما يَقولونَ ، وَاجعَلني خَيرا مِمّا يَظُنّونَ ، وَاغفِر لي ما لا يَعلَمونَ ، فَإِنَّكَ عَلّامُ الغُيوبِ ، وساتِرُ العُيوبِ . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام_ في وَصفِ المُؤمِنِ _: إن زُكِّيَ خافَ مِمّا يَقولونَ ، ويَستَغفِرُ اللّهَ لِما لا يَعلَمونَ ، لا يَغُرُّهُ قَولُ مَن جَهِلَهُ ، ويَخافُ إحصاءَ ما عَمِلَهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أبي عليه السلام يَقولُ في سُجودِهِ : اللّهُمَّ إنَّ ظَنَّ النّاسِ بي حَسَنٌ فَاغفِر لي ما لا يَعلَمونَ ، ولا تُؤاخِذني بِما يَقولونَ ، وأنتَ عَلّامُ الغُيوبِ . (4)
6 / 8الحَسَدُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا حَسَدتَ فَاستَغفِرِ اللّهَ . (5)
.
ص: 393
6 / 9الاِلتِقاءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا التَقَى المُسلِمانِ فَتَصافَحا ، وحَمِدَا اللّهَ عز و جلوَاستَغفَراهُ ، غَفَرَ لَهُما . (1)
6 / 10الوَداعُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذَا التَقَيتُم فَتَلاقَوا بِالتَّسليمِ وَالتَّصافُحِ ، وإذا تَفَرَّقتُم فَتَفَرَّقوا بِالاِستِغفارِ . (2)
6 / 11الخُروجُ إلَى السَّفَرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُّ ، إنَّهُ لَيسَ مِن أحَدٍ يَركَبُ ما أنعَمَ اللّهُ عَلَيهِ ، ثُمَّ يَقرَأُ آيَةَ السُّخرَةِ (3) ، ثُمَّ يَقولُ : «أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ وأتوبُ إلَيهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ» إلّا قالَ السَّيِّدُ الكَريمُ : يا مَلائِكَتي ، عَبدي يَعلَمُ أنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ غَيري ، اِشهَدوا أنّي قَد غَفَرتُ لَهُ ذُنوبَهُ . (4)
السنن الكبرى عن أنس :لَم يُرِد رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله سَفَرا إلّا قالَ حينَ يَنهَضُ مِن جُلوسِهِ :
.
ص: 394
«اللّهُمَّ ، بِكَ انتَشَرتُ ، وإلَيكَ تَوَجَّهتُ ... اللّهُمَّ زَوِّدنِي التَّقوى ، وَاغفِر لي ذَنبي ، ووَجِّهني إلَى الخَيرِ حَيثُ ما تَوَجَّهتُ» ثُمَّ يَخرُجُ . (1)
الأمالي عن عليّ بن ربيعة الأسدي :رَكِبَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ» ، ... ثُمَّ سَبَّحَ اللّهَ ثَلاثا ، وحَمَّدَ اللّهَ ثَلاثا ، وكَبَّرَ اللّهَ ثَلاثا . ثُمَّ قالَ : «رَبِّ اغفِر لي فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ» ، ثُمَّ قالَ : فَعَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله هذا وأنَا رَديفُهُ . (2)
.
ص: 395
الفَصلُ السّابِعُ: ما ينبغي فيه الاستغفار من العبادات7 / 1الوُضوءُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُسلِمٍ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَقولُ عِندَ فَراغِهِ مِن وُضوئِهِ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا أنتَ ، أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِنَ التَّوّابينَ وَاجعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ ، وَاغفِر لي إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» إلّا كُتِبَت في رِقٍّ ثُمَّ خُتِمَ عَلَيها ، ثُمَّ وُضِعَت تَحتَ العَرشِ ، حَتّى تُدفَعَ إلَيهِ بِخاتَمِها يَومَ القِيامَةِ . (1)
7 / 2الخُروجُ إلَى الصَّلاةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ إلَى الصَّلاةِ فَقالَ : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ السّائِلينَ عَلَيكَ ، وأسأَ لُكَ بِحَقِّ مَمشايَ هذا ، فَإِنّي لَم أخرُج أشَرا ولا بَطَرا ، ولا رِياء
.
ص: 396
ولا سُمعَةً ، وخَرَجتُ اتِّقاءَ سَخَطِكَ ، وَابتِغاءَ مَرضاتِكَ ، فَأَسأَ لُكَ أن تُعيذَني مِنَ النّارِ ، وأن تَغفِرَ لي ذُنوبي ، إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ» أقبَلَ اللّهُ عَلَيهِ بِوَجهِهِ ، وَاستَغفَرَ لَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ . (1)
7 / 3دُخولُ المَسجِدِ وَالخُروجُ مِنهُالمعجم الأوسط عن ابن عمر :عَلَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ إذا دَخَلَ المَسجِدَ ، أن يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ويَقولَ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا ذُنوبَنا ، وَافتَح لَنا أبوابَ رَحمَتِكَ . (2)
فاطمة عليهاالسلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا دَخَلَ المَسجِدَ يَقولُ : «بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ . وإذا خَرَجَ قالَ : «بِاسمِ اللّهِ ، وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّهِ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي ، وَافتَح لي أبوابَ فَضلِكَ» . (3)
7 / 4اِفتِتاحُ الصَّلاةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِاُمِّ رافِعٍ لَمّا قالَت لَهُ : دُلَّني عَلى عَمَلٍ يَأجُرُنِيَ اللّهُ عز و جل عَلَيهِ _: يا اُمَّ رافِعٍ ،
.
ص: 397
إذا قُمتِ إلَى الصَّلاةِ فَسَبِّحِي اللّهَ عَشرا ، وهَلِّليهِ عَشرا ، وَاحمَديهِ عَشرا ، وكَبِّريهِ عَشرا ، وَاستَغفِريهِ عَشرا . فَإِنَّكِ إذا سَبَّحتِ عَشرا ، قالَ : هذا لي . وإذا هَلَّلتِ ، قالَ : هذا لي ، وإذا حَمِدتِ ، قالَ : هذا لي . وإذا كَبَّرتِ ، قالَ : هذا لي . وإذَا استَغفَرتِ ، قالَ : قَد غَفَرتُ لَكِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِبُرَيدَةَ _: يا بُرَيدَةُ ، إذا كانَ حينَ تَفتَتِحُ الصَّلاةَ فَقُل : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، لا إلهَ إلّا أنتَ ، ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي ، إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذَا استَفتَحَ الصَّلاةَ قالَ : لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ ، ظَلَمتُ نَفسي وعَمِلتُ سوءً ، فَاغفِر لي ، إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ . (3)
7 / 5أثناءُ الصَّلاةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يُنسِيَنَّكَ (4) الاِستِغفارَ في صَلاةٍ فَإِنَّها مَمحاةٌ لِلخَطايا بِرَحمَةِ اللّهِ تَعالى. (5)
مسند ابن حنبل عن زاذان عن رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله من الأنصار :أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله في صَلاةٍ وهُوَ يَقولُ : «رَبِّ اغفِر لي» _ قالَ شُعبَةُ : أو قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لي _ «وتُب عَلَيَّ ،
.
ص: 398
إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ» مِئَةَ مَرَّةٍ . (1)
تهذيب الأحكام عن عبيد بن زرارة :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الرَّكعَتَينِ الأَخيرَتَينِ مِنَ الظُّهرِ . قالَ : تُسَبِّحُ وتُحَمِّدُ اللّهَ وتَستَغفِرُ لِذَنبِكَ ، وإن شِئتَ فاتِحَةَ الكِتابِ ، فَإِنَّها تَحميدٌ ودُعاءٌ . (2)
7 / 6فِي السَّجدَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ وهُوَ ساجِدٌ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «رَبِّ اغفِر لي» لَم يَرفَع رَأسَهُ حَتّى يَغفِرَ لَهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ إذا وَضَعَ وَجهَهُ لِلسُّجودِ : اللّهُمَّ مَغفِرَتُكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي ، ورَحمَتُكَ أرجى عِندي مِن عَمَلي ، فَاغفِر لي ذُنوبي يا حَيُّ لا يَموتُ . (4)
الأمالي عن الأصبغ بن نباتة :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ في سُجودِهِ : اُناجيكَ يا سَيِّدي كَما يُناجِي العَبدُ الذَّليلُ مَولاهُ ، وأطلُبُ إلَيكَ طَلَبَ مَن يَعلَمُ أنَّكَ تُعطي ولا يَنقُصُ مِمّا عِندَكَ شَيءٌ ، وأستَغفِرُكَ استِغفارَ مَن يَعلَمُ أنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ ، وأتَوَكَّلُ عَلَيكَ تَوَكُّلَ مَن يَعلَمُ أنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (5)
الإمام الكاظم عليه السلام_ في سُجودِهِ _: يا مَن عَلا فَلا شَيءَ فَوقَهُ ، يا مَن دَنا فَلا شَيءَ دونَهُ ،
.
ص: 399
اغفِر لي ولِأَصحابي . (1)
7 / 7بَينَ السَّجدَتَينِالإمام الصادق عليه السلام_ عِندَ القُعودِ مِنَ السُّجودِ _: أستَغفِرُ اللّهَ رَبّي وأتوبُ إلَيهِ . (2)
سنن أبي داوود عن ابن عبّاس :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ بَينَ السَّجدَتَينِ : اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني ، وعافِني وَاهدِني وَارزُقني . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا رَفَعتَ رَأسَكَ فَقُل بَينَ السَّجدَتَينِ : اللّهُمَّ اغفِر لي ، وَارحَمني ، وأجِرني وَادفَع عَنّي ، إنّي لِما أنزَلتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ فَقيرٌ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ . (4)
7 / 8القُنوتُكتاب من لا يحضره الفقيه :سَأَلَ الحَلَبِيُّ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ القُنوتِ ، فيهِ قَولٌ مَعلومٌ ؟ فَقالَ : أثنِ عَلى رَبِّكَ ، وصَلِّ عَلى نَبِيِّكَ ، وَاستَغفِر لِذَنبِكَ . (5)
السنن الكبرى عن عبد الرحمن بن سويد الكاهلي :كَأَنّي أسمَعُ عَلِيّا عليه السلام فِي الفَجرِ حينَ قَنَتَ،
.
ص: 400
وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّا نَستَعينُكَ ونَستَغفِرُكَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :يُجزِئُكَ فِي القُنوتِ : اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا ، وعافِنا وَاعفُ عَنّا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (2)
7 / 9عَقيبَ الصَّلَواتِالسنن الكبرى للنسائي عن زاذان :حَدَّثَني رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ قالَ : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ في دُبُرِ الصَّلاةِ : «اللّهُمَّ اغفِر لي ، وتُب عَلَيَّ ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الغَفورُ» حَتّى بَلَغَ مِئَةَ مَرَّةٍ . (3)
صحيح مسلم عن ثوبان :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذَا انصَرَفَ مِن صَلاتِهِ استَغفَرَ ثَلاثا ، وقالَ : اللّهُمَّ أنتَ السَّلامُ ، ومِنكَ السَّلامُ ، تَبارَكتَ ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَغفَرَ اللّهَ بَعدَ العَصرِ سَبعينَ مَرَّةً ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ سَبعينَ سَنَةً . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ في كُلِّ يَومٍ مَرَّةً واحِدَةً : «أستَغفِرُ اللّه الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، ذُوالجَلالِ وَالإِكرامِ ، وأسأَ لُهُ أن
.
ص: 401
يَتوبَ عَلَيَّ تَوبَةَ عَبدٍ ذَليلٍ ، خاضِعٍ فَقيرٍ بائِسٍ مِسكينٍ مُستَكينٍ مُستَجيرٍ ، لا يَملِكُ لِنَفسِهِ نَفعا ولا ضَرّا ، ولا مَوتا ولا حَياةً ولا نُشورا» . أمَرَ اللّهُ تَعالَى المَلَكَينِ بِتَخريقِ صَحيفَتِهِ كائِنَةً ما كانَت . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : يا رَسولَ اللّهِ ، عَلِّمني عَمَلاً لا يُحالُ بَينَهُ وبَينَ الجَنَّةِ ؟ قالَ : لا تَغضَب ، ولا تَسأَلِ النّاسَ شَيئا ، وَارضَ لِلنّاسِ ما تَرضى لِنَفسِكَ . فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، زِدني . قالَ : إذا صَلَّيتَ العَصرَ فَاستَغفِرِ اللّهَ سَبعا وسَبعينَ مَرَّةً ؛ تَحُطُّ عَنكَ عَمَلَ سَبعٍ وسَبعينَ سَنَةً . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ استَغفَرَ اللّهَ عز و جل بَعدَ العَصرِ سَبعينَ مَرَّةً ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذلِكَ اليَومَ سَبعَمِئَةِ ذَنبٍ ، فَإِن لَم يَكُن لَهُ فَلِأَبيهِ ، فَإِن لَم يَكُن لِأَبيهِ فَلِاُمِّهِ ، فَإِن لَم يَكُن لِاُمِّهِ فَلِأَخيهِ ، فَإِن لَم يَكُن لِأَخيهِ فَلِاُختِهِ ، فَإِن لَم يَكُن لِاُختِهِ فَلِلأَقرَبِ فَالأَقرَبِ . (3)
7 / 10عَقيبَ التَّسبيحِالكتاب«فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا» (4) .
راجع : الأعراف : 143 والأنبياء : 87. 5
.
ص: 402
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» إلّا كُتِبَت كَما قالَها ، ثُمَّ عُلِّقَت بِالعَرشِ ، لا يَمحوها ذَنبٌ عَمِلَهُ صاحِبُها حَتّى يَلقَى اللّهَ ، وهِيَ مَختومَةٌ كَما قالَها . (1)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ مِمّا يُكثِرُ أن يَقولَ : «سُبحانَكَ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي» . قالَ : فَلَمّا نَزَلَت : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» (2) قالَ : «سُبحانَكَ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ، إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ» . (3)
صحيح البخاري عن عائشة :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يُكثِرُ أن يَقولَ في رُكوعِهِ وسُجودِهِ : «سُبحانَكَ اللّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمدِكَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي» ، يَتَأَوَّلُ القُرآنَ . (4)
.
ص: 403
صحيح مسلم عن عائشة :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُكثِرُ مِن قَولِ «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ» . قالَت : فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أراكَ تُكثِرُ مِن قَولِ «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ ؟» . فَقالَ : خَبَّرَني رَبّي أنّي سَأَرى عَلامَةً في اُمَّتي ، فَإِذا رَأَيتُها أكثَرتُ مِن قَولِ : سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأتوبُ إلَيهِ ، فَقَد رَأَيتُها : «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ» فَتحُ مَكَّةَ ، «وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا» (1) . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ ثَلاثا : «سُبحانَ رَبِّيَ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ رَبّي وأتوبُ إلَيهِ» قَرَعَتِ العَرشَ كَما تَقرَعُ السِّلسِلَةُ الطَّشتَ (3) . (4)
الكافي عن هلقام بن أبي هلقام :أتَيتُ أبا إبراهيمَ عليه السلام فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، عَلِّمني دُعاءً جامِعا لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ وأوجِز . فَقالَ : قُل في دُبُرِ الفَجرِ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ وبِحَمدِهِ ، أستَغفِرُ اللّهَ وأسأَ لُهُ مِن فَضلِهِ . (5)
.
ص: 404
الإمام الباقر عليه السلام :الكَلِماتُ الَّتي تَلَقّاهُنَّ آدَمُ مِن رَبِّهِ فَتابَ عَلَيهِ (1) وهَدى ، قالَ : سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحَمدِكَ إنّي عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي إنَّكَ خَيرُ الغافِرينَ ، اللّهُمَّ إنَّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ سُبحانَكَ وبِحَمدِكَ ، إنّي عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي ، فَاغفِر لي إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (2)
عنه عليه السلام :مَن سَبَّحَ تَسبيحَ الزَّهراءِ عليهاالسلام ثُمَّ استَغفَرَ غُفِرَ لَهُ ، وهِيَ مِئَةٌ بِاللِّسانِ ، وألفٌ فِي الميزانِ ، وتَطرُدُ الشَّيطانَ ، وتُرضِي الرَّحمنَ . (3)
7 / 11الحَجُّ وَالعُمرَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الحُجّاجُ وَالعُمّارُ وَفدُ اللّهِ ، إن دَعَوهُ أجابَهُم ، وإنِ استَغفَروهُ غَفَرَ لَهُم . (4)
7 / 12صَلاةُ الاِستِسقاءِالمعجم الكبير عن الشفاء بنت خلف :أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله استَسقى يَومَ الجُمُعَةِ فِي المَسجِدِ ، ورَفَعَ يَدَيهِ وقالَ : «اِستَغفِروا رَبَّكُم إنَّهُ كانَ غَفّارا» وحَوَّلَ رِداءَهُ . (5)
.
ص: 405
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ صاحَت (1) بِلادُنا ، وَاغبَرَّت أرضُنا ، وهامَت دَوابُّنا ، اللّهُمَّ مُنزِلَ البَرَكاتِ مِن أماكِنِها ، وناشِرَ الرَّحمَةِ مِن مَعادِنِها بِالغَيثِ المُغيثِ ، أنتَ المُستَغفَرُ لِلآثامِ ، فَنَستَغفِرُكَ لِلجَمّاتِ (2) مِن ذُنوبنا ، ونَتوبُ إلَيكَ مِن عَظيمِ خَطايانا ، اللّهُمَّ أرسِلِ السَّماءَ عَلَينا مِدرارا ... . (3)
الإمام عليّ عليه السلام_ في خُطبَةِ صَلاةِ الاِستِسقاءِ _: يا مُعطِيَ الخَيراتِ مِن أماثِلِها ، ومُرسِلَ البَرَكاتِ مِن مَعادِنِها ، مِنكَ الغَيثُ المُغيثُ ، وأنتَ الغِياثُ المُستَغاثُ ، ونَحنُ الخاطِئونَ وأهلُ الذُّنوبِ ، وأنتَ المُستَغفَرُ الغَفّارُ ، نَستَغفِرُكَ لِلجَهالاتِ مِن ذُنوبِنا ، ونَتوبُ إلَيكَ مِن عَوامِّ خَطايانا ... . (4)
راجع : المصباح للكفعمي : ص 548 والبلد الأمين : ص 166 .
7 / 13زِيارَةُ قَبرِ النَّبِيِّالكتاب«وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّه
.
ص: 406
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» . (1)
الحديثالإمام عليّ عليه السلام :قَدِمَ عَلَينا أعرابِيٌّ بَعدَما دَفَنّا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِثَلاثَةِ أيّامٍ ، فَرَمى بِنَفسِهِ عَلى قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَثا عَلى رَأسِهِ مِن تُرابِهِ ؛ فَقالَ : قُلتَ يا رَسولَ اللّهِ فَسَمِعنا قَولَكَ ، وَوعَيتَ عَنِ اللّهِ فَوَعَينا عَنكَ ، وكانَ فيما أنزَلَ اللّهُ عَلَيكَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ» الآيَةَ ، وقَد ظَلَمتُ نَفسي ، وجِئتُكَ تَستَغفِرُ لي . فَنودِيَ مِنَ القَبرِ : إنَّهُ قَد غُفِرَ لَكَ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ مِمّا أمَرَ بِهِ أن يُقالَ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله _: اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» ، وإنّي أتَيتُ نَبِيَّكَ مُستَغفِرا تائِبا مِن ذُنوبي ، وإنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللّهِ رَبّي ورَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنوبي . (3)
7 / 14طَوافُ البَيتِكنز العمّال عن عبد الأعلى التميمي :قالَت خَديجَةُ بِنتُ خُوَيلِدٍ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما أقولُ وأنَا أطوفُ بِالبَيتِ ؟
.
ص: 407
قالَ : قولي : اللّهُمَّ اغفِر لي ذُنوبي وخَطايايَ ، وعَمدي وإسرافي في أمري ، إنَّكَ إن لا تَغفِر لي تُهلِكني . (1)
7 / 15الإِفاضَةُ مِن عَرَفاتٍ إلَى المَشعَرِالكتاب«ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (2)
الحديثالإمام الصادق عليه السلام :إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ فَأَفِض مَعَ النّاسِ وعَلَيكَ السَّكينَةُ وَالوَقارُ ، وأفِض بِالاِستِغفارِ ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جليَقولُ : «ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (3)
7 / 16الإِفاضَةُ مِنَ المَشعَرِ إلى مِنىًالإمام الصادق عليه السلام_ في ذِكرِ الإِفاضَةِ مِنَ المَشعَرِ _: كانَ أهلُ الجاهِلِيَّةِ يَقولونَ : أشرِق ثَبيرُ _ يَعنونَ الشَّمسَ _ كَيما نُغيرَ . (4)
.
ص: 408
وإنَّما أفاضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خِلافَ أهلِ الجاهِلِيَّةِ ، كانوا يُفيضونَ بِإِيجافِ الخَيلِ وإيضاعِ الإِبِلِ ، فَأَفاضَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله خِلافَ ذلِكَ ؛ بِالسَّكينَةِ وَالوَقارِ وَالدَّعَةِ ، فَأَفِض بِذِكرِ اللّهِ وَالاِستِغفارِ ، وحَرِّك بِهِ لِسانَكَ . (1)
.
ص: 409
الفَصلُ الثّامِنُ: الاستغفار للآخرين8 / 1مَن يَنبَغِي الاِستِغفارُ لَهُأ _ الوالِدانِالكتاب«رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ» . (1)
«رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَ لِوَ لِدَىَّ وَ لِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ» . (2)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِستِغفارُ الوَلَدِ لِأَبيهِ مِن بَعدِ المَوتِ مِنَ البِرِّ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الرَّجُلَ لَتُرفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الجَنَّةِ فَيَقولُ : أنّى هذا ؟ فَيُقالُ : بِاستِغفارِ وَلَدِكَ لَكَ . (4)
.
ص: 410
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ الرَّجُلَ يَموتُ والِداهُ أو أحَدُهُما ، وإنَّهُ لَعاقٌّ لَهُما ، فَلا يَزالُ يَدعو لَهُما ، ويَستَغفِرُ لَهُما ، حَتّى يَكتُبَهُ اللّهُ بَرّا . (1)
المعجم الكبير عن أبي كاهل :قالَ لي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : . . . اِعلَمَنَّ يا أبا كاهِلٍ ؛ أنَّهُ مَن بَرَّ والِدَيهِ حَيّا ومَيِّتا كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يُرضِيَهُ يَومَ القِيامَةِ . قالَ : قُلتُ : كَيفَ يَبَرُّ والِدَيهِ إذا كانا مَيِّتَينِ ؟ قالَ : بِرُّهُما أن يَستَغفِرَ لِوالِدَيهِ ، ولا يَسُبَّ والِدَي أحَدٍ فَيَسُبَّ والِدَيهِ . (2)
الإمام الباقر عليه السلام :إنَّ العَبدَ لَيَكونُ بارّا بِوالِدَيهِ في حَياتِهِما ، ثُمَّ يَموتانِ فَلا يَقضي عَنهُما دُيونَهُما ، ولا يَستَغفِرُ لَهُما ، فَيَكتُبُهُ اللّهُ عاقّا . وإنَّهُ لَيَكونُ عاقّا لَهُما في حَياتِهِما ، غَيرَ بارٍّ بِهِما ، فَإِذا ماتا قَضى دَينَهُما وَاستَغفَرَ لَهُما ، فَيَكتُبُهُ اللّهُ عز و جل بارّا . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :ميراثُ اللّهِ مِن عَبدِهِ المُؤمِنِ ، الوَلَدُ الصّالِحُ يَستَغفِرُ لَهُ . (4)
ب _ المُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُالكتاب«فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ» . (5)
.
ص: 411
«رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِاءِخْوَ نِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْاءِيمَ_نِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَغفَرَ لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ حَسَنَةً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُؤمِنٍ أو مُؤمِنَةٍ مَضى مِن أوَّلِ الدَّهرِ ، أو هُوَ آتٍ إلى يَومِ القِيامَةِ ، إلّا وهُم شُفَعاءُ لِمَن يَقولُ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ . وإنَّ العَبدَ لَيُؤمَرُ بِهِ إِلَى النّارِ يَومَ القِيامَةِ فَيُسحَبُ ، فَيَقولُ المُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ : يا رَبَّنا هذَا الَّذي كانَ يَدعو لَنا فَشَفِّعنا فيهِ ، فَيُشَفِّعُهُمُ اللّهُ فيهِ فَيَنجو . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن لَم يَكُن عِندَهُ مالٌ يَتَصَدَّقُ بِهِ ، فَليَستَغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، فَإِنَّها صَدَقَةٌ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَنِ استَغفَرَ لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ كُلَّ يَومٍ سَبعا وعِشرينَ مَرَّةً ، كانَ مِنَ الَّذينَ يُستَجابُ لَهُم ، ويُرزَقُ بِهِم أهلُ الأَرضِ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ كُلَّ يَومٍ خَمسا وعِشرينَ مَرَّةً : «اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ» كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤمِنٍ مَضى ، وكُلِّ مُؤمِنٍ ومُؤمِنَةٍ بَقِيَ إلى يَومِ القِيامَةِ حَسَنَةً ، ومَحا عَنهُ سَيِّئَةً ، ورَفَعَ لَهُ دَرَجَةً . (6)
.
ص: 412
عنه عليه السلام :إذا قالَ الرَّجُلُ : «اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ ، الأَحياءِ مِنهُم وجَميعِ الأَمواتِ» رَدَّ اللّهُ عَلَيهِ بِعَدَدِ مَن مَضى ومَن بَقِيَ مِن كُلِّ إنسانٍ دَعوَةً . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُسلِمٍ يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ فَيَقولُ : «اللّهُمَّ ، أخي فُلانٌ فَاغفِر لَهُ» إلّا قالَتِ المَلائِكَةُ : آمينَ ، ولَكَ بِمِثلٍ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :يَنبَغي لِلإِمامِ الَّذي يَخطُبُ النّاسَ يَومَ الجُمُعَةِ أن ... يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وعَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ ، ويَستَغفِرَ لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ . (3)
ج _ المُذنِبُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَلزَمُ الحَقُّ لِاُمَّتي في أربَعٍ : يُحِبّونَ التّائِبَ ، ويَرحَمونَ الضَّعيفَ ، ويُعينونَ المُحسِنَ ، ويَستَغفِرونَ لِلمُذنِبِ . (4)
المعجم الأوسط عن ابن عمر :كُنّا نُمسِكُ عَنِ الاِستِغفارِ لِأَهلِ الكَبائِرِ ، حَتّى سَمِعنا نَبِيَّنا صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنِّي ادَّخَرتُ شَفاعَتي لِأَهلِ الكَبائِرِ مِن اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ ، فَأَمسَكنا عَن كَثيرٍ مِمّا كانَ في أنفُسِنا ، ورَجَونا لَهُم . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :مَنِ اطَّلَعَ مِن مُؤمِنٍ عَلى ذَنبٍ أو سَيِّئَةٍ ، فَأَفشى ذلِكَ عَلَيهِ ولَم
.
ص: 413
يَكتُمها ، ولَم يَستَغفِرِ اللّهَ لَهُ ، كانَ عِندَ اللّهِ كَعامِلِها ، وعَلَيهِ وِزرُ ذلِكَ الَّذي أفشاهُ عَلَيهِ ، وكانَ مَغفورا لِعامِلِها ، وكانَ عِقابُهُ ما أفشى عَلَيهِ فِي الدُّنيا ، مَستورٌ عَلَيهِ فِي الآخِرَةِ ، ثُمَّ يَجِدُ اللّهَ أكرَمَ مِن أن يُثَنِّيَ عَلَيهِ عِقابا فِي الآخِرَةِ . (1)
د _ المُغتابُالإمام الصادق عليه السلام :سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : ما كَفّارَةُ الاِغتِيابِ ؟ قالَ : تَستَغفِرُ اللّهَ لِمَنِ اغتَبتَهُ كُلَّما ذَكَرتَهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :كَفّارَةُ الاِغتِيابِ أن تَستَغفِرَ لِمَنِ اغتَبتَهُ . (3)
ه _ المُحتَضَرُ وَالمَيِّتُمسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري :لَمّا قَدِمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كُنّا نُؤذِنُهُ (4) لِمَن حَضَرَ مِن مَوتانا ، فَيَأتيهِ قَبلَ أن يَموتَ ، فَيَحضُرُهُ ويَستَغفِرُ لَهُ ويَنتَظِرُ مَوتَهُ . قالَ : فَكانَ ذلِكَ رُبَّما حَبَسَهُ الحَبسَ الطَّويلَ ، فَشَقَّ عَلَيهِ ، قالَ : فَقُلنا : إنَّهُ أرفَقُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ألّا نُؤذِنَهُ بِالمَيِّتِ حَتّى يَموتَ ، قالَ : فَكُنّا إذا ماتَ مِنَّا المَيِّتُ آذَنّاهُ بِهِ ، فَجاءَ في أهلِهِ فَاستَغفَرَ لَهُ ، وصَلّى عَلَيهِ ، ثُمَّ إن بَدا لَهُ أن يَشهَدَهُ انتَظَرَ شُهودَهُ ، وإن بَدا لَهُ أن يَنصَرِفَ انصَرَفَ . قالَ : فَكُنّا عَلى ذلِكَ طَبَقَةً اُخرى ، قالَ فَقُلنا : إنَّهُ أرفَقُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أن نَحمِل
.
ص: 414
مَوتانا إلى بَيتِهِ ، ولا نُشخِصَهُ ولا نُعَنّيهِ . قالَ : فَفَعَلنا ذلِكَ فَكانَ الأَمرُ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَا المَيِّتُ في قَبرِهِ إلّا يُشبِهُ الغَريقَ المُتَهَوِّبَ (2) ، يَنتَظِرُ دَعوَةً مِن أبٍ أو اُمٍّ أو وَلَدٍ أو صَديقٍ ثِقَةٍ ، فَإِذا لَحِقَتهُ كانَت أحَبَّ إلَيهِ مِنَ الدُّنيا وما فيها . وإنَّ اللّهَ عز و جل لَيُدخِلُ عَلى أهلِ القُبورِ مِن دُعاءِ أهلِ الوُدِّ أمثالَ الجِبالِ ، وإنَّ هَدِيَّةَ الأَحياءِ لِلأَمواتِ الاِستِغفارُ لَهُم ، وَالصَّدَقَةُ عَنهُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أوَّلَ ما يُبَشَّرُ بِهِ المُؤمِنُ أن يُقالَ لَهُ : قَدِمتَ خَيرَ مَقدَمٍ ، قَد غَفَرَ اللّهُ لِمَن شَيَّعَكَ ، وَاستَجابَ لِمَنِ استَغفَرَ لَكَ ، وقَبِلَ مِمَّن شَهِدَ لَكَ . (4)
سنن أبي داوود عن عثمان بن عفّان :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ ، وَقَفَ عَلَيهِ فَقالَ : اِستَغفِروا لِأَخيكُم وسَلوا لَهُ بِالتَّثبيتِ ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسأَلُ . (5)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما صَلّى ثَلاثَةُ صُفوفٍ مِنَ المُسلِمينَ عَلى رَجُلٍ مُسلِمٍ ، يَستَغفِرونَ لَهُ ، إلّا أوجَبَ (6) . (7)
عنه صلى الله عليه و آله_ إنَّهُ كانَ يَخرُجُ إلَى البَقيعِ لَيلاً ، فَيَقولُ _: السَّلامُ عَلَيكُم دارَ قَومٍ مُؤمِنينَ ! وآتاكُم ما توعَدونَ غَدا مُؤَجَّلونَ ، وإنّا إن شاءَ اللّهُ بِكُم لاحِقونَ ، اللّهُمَّ اغفِر لِأَهل
.
ص: 415
بَقيعِ الغَرقَدِ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام_ وقَد مَرَّ بِبَعضِ القُبورِ عِندَ مُنصَرَفِهِ مِن صِفّينَ _: السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدِّيارِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، أنتُم لَنا سَلَفٌ فارِطٌ (2) ، ونَحنُ لَكُم تَبَعٌ عَمّا قَليلٍ لاحِقٌ . اللّهُمَّ اغفِر لَنا ولَهُم ، وتَجاوَز بِعَفوِكَ عَنّا وعَنهُم . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ المَيِّتَ لَيَفرَحُ بِالتَّرَحُّمِ عَلَيهِ ، وَالاِستِغفارِ لَهُ ، كَما يَفرَحُ الحَيُّ بِالهَدِيَّةِ تُهدى إلَيهِ . (4)
8 / 2مَن لا يَنبَغِي الاِستِغفارُ لَهُأ _ المُشرِكُ وَالكافِرُالكتاب«مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَ_بُ الْجَحِيمِ * وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلَا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ» . (5)
.
ص: 416
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اُوحِيَ إلَيَّ كَلِماتٌ فَدَخَلنَ في اُذُني ، ووَقَرنَ في قَلبي : اُمِرتُ ألّا أستَغفِرَ لِمَن ماتَ مُشرِكا ، ومَن أعطى فَضلَ مالِهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ ، ومَن أمسَكَ فَهُوَ شَرٌّ لَهُ ، ولا يَلومُ اللّهُ عَلى كَفافٍ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :سَمِعتُ رَجُلاً يَستَغفِرُ لِأَبَوَيهِ وهُما مُشرِكانِ ، فَقُلتُ لَهُ : أتَستَغفِرُ لِأَبَوَيكَ وهُما مُشرِكانِ ؟ فَقالَ : أوَ لَيسَ استَغفَرَ إبراهيمُ لِأَبيهِ ؟ وهُوَ مُشرِكٌ ، فَذَكَرتُ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَنَزَلَت : «مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ» (2) . (3)
تفسير العيّاشي عن أبي إسحاق الهمداني ، عن رجل :صَلّى رَجُلٌ إلى جَنبي فَاستَغفَرَ لِأَبَوَيهِ _ وكانا ماتا فِي الجاهِلِيَّةِ ، فَقُلتُ : تَستَغفِرُ لِأَبَوَيكَ وقَد ماتا فِي الجاهِلِيَّةِ ؟ فَقالَ : قَدِ استَغفَرَ إبراهيمُ لِأَبيهِ ! فَلَم أدرِ ما أرُدُّ عَلَيهِ . فَذَكَرتُ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَنزَلَ اللّهُ «وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلَا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ» (4) ، قالَ : لَمّا ماتَ تَبَيَّنَ أنَّهُ عَدُوٌّ للّهِِ ، فَلَم يَستَغفِر لَهُ . (5)
تفسير العيّاشي عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن بعض أصحابه :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما يَقول
.
ص: 417
النّاسُ في قَولِ اللّهِ : «وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلَا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ» ؟ قُلتُ : يَقولونَ : إنَّ إبراهيمَ وَعَدَ أباهُ لِيَستَغفِرَ لَهُ . قالَ : لَيسَ هُوَ هكَذا ، إنَّ إبراهيمَ وَعَدَهُ أن يُسلِمَ فَاستَغفَرَ لَهُ ، «فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ» . (1)
قرب الإسناد عن عليّ بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ عَن رَجُلٍ مُسلِمٍ وأبَواهُ كافِرانِ ، هَل يَصلُحُ أن يَستَغفِرَ لَهُما فِي الصَّلاةِ ؟ قالَ : إن كانَ فارَقَهُما وهُوَ صَغيرٌ لا يَدري أسلَما أم لا ؟ فَلا بَأسَ ، وإن عَرَفَ كُفرَهُما فَلا يَستَغفِر لَهُما ، وإن لَم يَعرِف فَليَدعُ لَهُما . (2)
ب _ المُنافِقُالكتاب« وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُم مُّسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَ_سِقِينَ» . (3)
«اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَ_سِقِينَ» . (4)
الحديثالإمام الرضا عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَعالى قالَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : «إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّه
.
ص: 418
لَهُمْ» فَاستَغفَرَ لَهُم مِئَةَ مَرَّةٍ لِيَغفِرَ لَهُم ، فَأَنزَلَ اللّهُ : «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ» ، وقالَ : «وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ» (1) ، فَلَم يَستَغفِر لَهُم بَعدَ ذلِكَ ، ولَم يَقُم عَلى قَبرِ أحَدٍ مِنهُم . (2)
8 / 3مَن يَنبَغي طَلَبُ الاِستِغفارِ مِنهُأ _ النَّبِيُّالكتاب«وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» . (3)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ لِحَرمَلَةَ بنِ زَيدٍ وقَد عَرَضَ عَلَى النَّبِيِّ أن يَدُلَّهُ عَلَى المُنافِقينَ مِن قَومِهِ _: لا ، مَن جاءَنا كَما جِئتَنَا استَغفَرنا لَهُ كَمَا استَغفَرنا لَكَ ، ومَن أصَرَّ عَلى ذَنبِهِ فَاللّهُ أولى بِهِ ، ولا تَخرِق عَلى أحَدٍ سِترا . (4)
كنز العمّال عن يزيد بن الأسود :إنَّ أحَدَ الرَّجُلَينِ اللَّذَينِ صَلَّيا في رِحالِهِما قالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : يا رَسولَ اللّهِ ، استَغفِرِ اللّهَ لي .
.
ص: 419
قالَ صلى الله عليه و آله : غَفَرَ اللّهُ لَكَ ! قالَ : وأخَذَ بِيَدِهِ فَوَضَعَها في صَدري ، فَوَجَدتُ بَردَها في ظَهري ، قالَ : ما شَمَمتُ ريحا قَطُّ أطيَبَ مِن يَدِهِ ، ولَقَد كانَت أبرَدَ مِنَ الثَّلجِ . (1)
راجع : نهج الدعاء : (الفصل الرابع / الباب الرابع : من دعا له النبيّ) .
ب _ الأَبُالكتاب«قَالُواْ يَ_أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَ_طِ_ئينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» . (2)
الحديثعلل الشرايع عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي :قُلتُ لِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام : أخبِرني عَن يَعقوبَ عليه السلام لَمّا قالَ لَهُ بَنوهُ : «يَ_أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَ_طِ_ئينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى» فَأَخَّرَ الاِستِغفارَ لَهُم ! ويوسُفَ عليه السلام لَمّا قالوا لَهُ : «تَاللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَ_طِ_ئينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَ هُوَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ» (3) ! قالَ : لِأَنَّ قَلبَ الشّابِّ أرَقُّ مِن قَلبِ الشَّيخِ ، وكانَت جِنايَةُ وُلدِ يَعقوبَ عَلى يوسُفَ ، وجِنايَتُهُم عَلى يَعقوبَ إنَّما كانَت بِجِنايَتِهِم عَلى يوسُفَ ، فَبادَرَ يوسُفُ إلَى العَفوِ عَن حَقِّهِ ، وأخَّرَ يَعقوبُ العَفوَ لِأَنَّ عَفوَهُ إنَّما كانَ عَن حَقِّ غَيرِهِ ، فَأَخَّرَهُم إلَى السَّحَرِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ . (4)
.
ص: 420
ج _ المُؤمِنُ التَّقِيُّ الخَفِيُّالإمام عليّ عليه السلام_ في وَصفِ المُؤمِنينَ _: المُؤمِنونَ هُمُ الَّذينَ عَرَفوا ما أمامَهُم ، فَذَبَلَت شِفاهُم ، وغَشِيَت عُيونُهُم ، وشَحَبَت ألوانُهُم ، حَتّى عُرِفَت في وُجوهِهِم غَبرَةُ الخاشِعينَ . فَهُم عِبادُ اللّهِ الَّذينَ مَشَوا عَلَى الأَرضِ هَونا ، وَاتَّخَذوها بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، فَرَفَضُوا الدُّنيا ، وأقبَلوا عَلَى الآخِرَةِ ، عَلى مِنهاجِ المَسيحِ بنِ مَريَمَ ، إن شَهِدوا لَم يُعرَفوا ، وإن غابوا لَم يُفتَقَدوا ، وإن مَرِضوا لَم يُعادوا ، صُوّامُ الهَواجِرِ (1) ، قُوّامُ الدَّياجِرِ (2) يَضمَحِلُّ عِندَهم كُلُّ فِتنَةٍ ، ويَنجَلي عَنهُم كُلُّ شُبهَةٍ ، اُولئِكَ أصحابي ، فَاطلُبوهُم في أطرافِ الأَرَضينَ ، فَإِن لَقيتُم مِنهُم أحَدا فَاسأَلوهُ أن يَستَغفِرَ لَكُم . (3)
د _ الحاجُّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا لَقيتَ الحاجَّ فَسَلِّم عَلَيهِ ، وصافِحهُ ، ومُرهُ أن يَستَغفِرَ لَكَ قَبلَ أن يَدخُلَ بَيتَهُ ؛ فَإِنَّهُ مَغفورٌ لَهُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل لَيَغفِرُ لِلحاجِّ ولِأَهلِ بَيتِ الحاجِّ ، ولِعَشيرَةِ الحاجِّ ، ولِمَن يَستَغفِرُ لَهُ الحاجُّ ، بَقِيَّةَ ذِيالحِجَّةِ ، وَالمُحَرَّمِ ، وصَفَرٍ ، وشَهرِ رَبيعِ الأَوَّلِ ، وعَشر
.
ص: 421
مِن رَبيعِ الآخَرِ . (1)
8 / 4مَن يَستَغفِرُ لَهُ النَّبِيُّ وأهلُ بَيتِهِأ _ المُسلِمونَالكتاب«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» . (2)
«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذَا كَانُواْ مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُواْ حَتَّى يَسْتَ_ئذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَ_ئذِنُونَكَ أُوْلَ_ئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَ_ئذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (3)
«يَ_أَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَ_تُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْ_ئا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَ_دَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَ_نٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» . (4)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ مِن خُطبَةٍ لَهُ _: أستَغفِرُ اللّهَ تَعالى لي ولَكُم . (5)
.
ص: 422
عنه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لي ولِاُمَّتي ، اللّهُمَّ اغفِر لي ولِاُمَّتي ، أستَغفِرُ اللّهَ لي ولَكُم . (1)
عنه صلى الله عليه و آله_ لِأَصحابِهِ _: حَياتي خَيرٌ لَكُم ، تُحَدِّثونَ ونُحَدِّثُ لَكُم ، ومَماتي خَيرٌ لَكُم ، تُعرَضُ عَلَيَّ أعمالُكُم ، فَإِن رَأَيتُ حَسَنا جَميلاً حَمِدتُ اللّهَ عَلى ذلِكَ ، وإن رَأَيتُ غَيرَ ذلِكَ استَغفَرتُ اللّهَ لَكُم . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في نِهايَةِ خُطبَةٍ _: أستَغفِرُ اللّهَ لي ولَكُم . (3)
الإمام الهادي عليه السلام_ في آخِرِ خُطبَةٍ لَهُ _: أستَغفِرُ اللّهَ لي ولَكُم ، ولِجَميعِ المُسلِمينَ . (4)
ب _ شيعَةُ الإِمامِ عَلِيٍّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ مَثَّلَ لي اُمَّتي فِي الطّينِ ، وعَلَّمَني أسماءَهُم كَما عَلَّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلَّها ، فَمَرَّ بي أصحابُ الرّاياتِ ، فَاستَغفَرتُ لِعَلِيٍّ وشيعَتِهِ . (5)
ج _ المُؤَذِّنُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الإِمامُ ضامِنٌ ، وَالمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ ، اللّهُمَّ أرشِدِ الأَئِمَّةَ ، وَاغفِر لِلمُؤَذِّنينَ. (6)
.
ص: 423
د _ الحاجُّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لِلحاجِّ ، ولِمَنِ استَغفَرَ لَهُ الحاجُّ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَومَ الحُدَيبِيَةِ : «اللّهُمَّ اغفِر لِلمُحَلِّقينَ» مَرَّتَينِ . قيلَ : ولِلمُقَصِّرينَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : «ولِلمُقَصِّرينَ» . (2)
ه _ زُوّارُ قَبرِ الحُسَينِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ فاطِمَةَ بِنتَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله تَحضُرُ لِزُوّارِ قَبرِ ابنِهَا الحُسَينِ عليه السلام ، فَتَستَغفِرُ لَهُم ذُنوبَهُم . (3)
8 / 5مَن يَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُأ _ مَن فِي الأَرضِ مِنَ المُؤمِنينَالكتاب«تَكَادُ السَّمَ_وَ تُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَ_ئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» . (4)
.
ص: 424
«الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْ ءٍ رَّحْمَةً وَ عِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَ اتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ» . (1)
الحديثرسول اللّه صلى الله عليه و آله :أخبَرَني جَبرَئيلُ عَن رَبّي أنَّهُ قالَ : ما أمَرتُ أحَدا مِن مَلائِكَتي أن يَستَغفِروا لِأَحَدٍ مِن خَلقي ، إلَا استَجَبتُ لَهُم فيهِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :لَقَد صَلَّتِ المَلائِكَةُ عَلَيَّ وعَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ سَبعَ سِنينَ ، وذلِكَ أنَّهُ لَم يُؤمِن بي ذَكَرٌ قَبلَهُ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِرَبِّهِمْ» (3) «وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ» (4) . (5)
الإمام عليّ عليه السلام :لَقَد مَكَثَتِ المَلائِكَةُ سِنينَ لا تَستَغفِرُ إلّا لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ولي . وفينا نَزَلَت : «وَالْمَلَ_ئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» «وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَ امَنُواْ رَبَّنَا _ إلى قَولِهِ _ : الْحَكِيمُ» (6) . (7)
.
ص: 425
تفسير القمّي عن حمّاد عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ سُئِلَ : هَلِ المَلائِكَةُ أكثَرُ ، أم بَنو آدَمَ ؟ فَقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَعَدَدُ مَلائِكَةِ اللّهِ فِي السَّماواتِ أكثَرُ مِن عَدَدِ التُّرابِ فِي الأَرضِ ، وما فِي السَّماءِ مَوضِعُ قَدَمٍ إلّا وفيها مَلَكٌ يُسَبِّحُهُ ويُقَدِّسُهُ ، ولا فِي الأَرضِ شَجَرَةٌ ولا مَدَرٌ إلّا وفيها مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِها ، يَأتِي اللّهَ كُلَّ يَومٍ بِعَمَلِها ، وَاللّهُ أعلَمُ بِها . وما مِنهُم أحَدٌ إلّا ويَتَقَرَّبُ كُلَّ يَومٍ إلَى اللّهِ بِوِلايَتِنا أهلَ البَيتِ ، ويَستَغفِرُ لِمُحِبّينا ، ويَلعَنُ أعداءَنا ، ويَسأَلُ اللّهَ أن يُرسِلَ عَلَيهِمُ العَذابَ إرسالاً . (1)
ب _ طالِبُ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ طالِبَ العِلمِ تَبسُطُ لَهُ المَلائِكَةُ أجنِحَتَها ، وتَستَغفِرُ لَهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ يَطلُبُ عِلما ، شَيَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَستَغفِرونَ لَهُ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :طالِبُ العِلمِ تَستَغفِرُ لَهُ المَلائِكَةُ ، وتَدعو لَهُ (4) فِي السَّماءِ وَالأَرضِ . (5)
ج _ المُؤَذِّنُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ألا وإنَّ المُؤَذِّنَ إذا قالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» صَلّى عَلَيهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ ، وكانَ يَومَ القِيامَةِ في ظِلِّ العَرشِ ، حَتّى يَفرُغَ اللّهُ مِن حِسابِ الخَلائِقِ . (6)
.
ص: 426
عنه صلى الله عليه و آله_ في فَضلِ مُؤَذِّنِ المَسجِدِ _: إذا أذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقالَ : «أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ» اكتَنَفَهُ أربَعونَ ألفَ ألفِ مَلَكٍ ، كُلُّهُم يُصَلّونَ عَلَيهِ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ ، وكانَ في ظِلِّ اللّهِ حَتّى يَفرُغَ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ المَلائِكَةَ إذا سَمِعُوا الأَذانَ مِن أهلِ الأَرضِ قالوا : هذِهِ أصواتُ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِتَوحيدِ اللّهِ عز و جل ، ويَستَغفِرونَ لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله حَتّى يَفرُغوا مِن تِلكَ الصَّلاةِ . (2)
د _ خادِمُ المَسجِدِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أسرَجَ في مَسجِدٍ مِن مَساجِدِ اللّهِ سِراجا ، لَم تَزَلِ المَلائِكَةُ وحَمَلَةُ العَرشِ يَستَغفِرونَ لَهُ ، مادامَ فِي المَسجِدِ ضَوءٌ مِن ذلِكَ السِّراجِ . (3)
ه _ مَن شَهِدَ شَهرَ رَمَضانَ مِنَ المُسلِمينَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ ، أمَرَ اللّهُ حَمَلَةَ العَرشِ أن يَكُفّوا عَنِ التَّسبيحِ ، ويَستَغفِروا لِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَالمُؤمِنينَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله_ مِن خُطبَةٍ لَهُ في بَيانِ فَضلِ اللَّيلَةِ الاُولى مِن شَهرِ رَمَضانَ _: مَن شَهِدَ رَمَضانَ استَغفَرَ لَهُ كُلَّ يَومٍ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، مِن صَلاةِ الغَداةِ إلى أن تَوارى بِالحِجابِ (5) . (6)
.
ص: 427
و _ الصّائِمُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما مِن صائِمٍ يَحضُرُ قَوما يَطعَمونَ إلّا سَبَّحَت لَهُ أعضاؤُهُ ، وكانَت صَلاةُ المَلائِكَةِ عَلَيهِ ، وكانَت صَلاتُهُمُ استِغفارا . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أصبَحَ صائِما سَبَّحَت لَهُ أعضاؤُهُ ، وأضاءَت لَهُ السَّماواتُ نورا ، وَاستَغفَرَ لَهُ كُلُّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، فَإِن سَبَّحَ أو هَلَّلَ تَلَقّاها سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، يَكتُبونَها إلى أن تَوارَت بِالحِجابِ . (2)
ز _ المُصَلّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أجابَ داعِيَ اللّهِ استَغفَرَت لَهُ المَلائِكَةُ، ويَدخُلُ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ. (3)
عنه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ العَبدُ في صَلاةٍ ما كانَ في مُصَلّاهُ يَنتَظِرُ الصَّلاةَ ، وتَقولُ المَلائِكَةُ : «اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ » ، حَتّى يَنصَرِفَ أو يُحدِثَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ إذا جَلَسَ في مُصَلّاهُ بَعدَ الصَّلاةِ ، صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ ، وصَلاتُهُم عَلَيهِ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ . وإن جَلَسَ يَنتَظِرُ الصَّلاةَ صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ ، وصَلاتُهُم عَلَيهِ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ،
.
ص: 428
اللّهُمَّ ارحَمهُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلَّى الفَجرَ ثُمَّ جَلَسَ في مُصَلّاهُ ، صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ . وصَلاتُهُم عَلَيهِ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلَّى الفَجرَ في جَماعَةٍ ، وقَعَدَ في مُصَلّاهُ ، وقَرَأَ ثَلاثَ آياتٍ مِن أوَّلِ سورَةِ الأَنعامِ ، وَكَّلَ اللّهُ بِهِ سَبعينَ مَلَكا ، يُسَبِّحونَ اللّهَ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا ومَن مَشى إلى مَسجِدٍ يَطلُبُ فيهِ الجَماعَةَ ، كانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ سَبعونَ ألفَ حَسَنَةٍ ، ويُرفَعُ لَهُ مِنَ الدَّرَجاتِ مِثلُ ذلِكَ . فَإِن ماتَ وهُوَ عَلى ذلِكَ ، وَكَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ ، يَعودونَهُ في قَبرِهِ ، ويُبَشِّرونَهُ ويُؤنِسونَهُ في وَحدَتِهِ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ حَتّى يُبعَثَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ أحَدَكُم إذا دَخَلَ المَسجِدَ كانَ في صَلاةٍ ما كانَتِ الصَّلاةُ تَحبِسُهُ ، وَالمَلائِكَةُ يُصَلّونَ عَلى أحَدِكُم ما دامَ في مَجلِسِهِ الَّذي صَلّى فيهِ ، يَقولونَ : «اللّهُمَّ اغفِرلَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ ، اللّهُمَّ تُب عَلَيهِ» ، ما لَم يُحدِث فيهِ ، ما لَم يُؤذِ فيهِ . (5)
.
ص: 429
عنه صلى الله عليه و آله :ألا أدُلُّكُم عَلى ما يُكَفِّرُ اللّهُ بِهِ الخَطايا ، ويَزيدُ بِهِ فِي الحَسَناتِ ؟! ... إسباغُ الوُضوءِ عَلَى المَكارِهِ ، وكَثرَةُ الخُطى إلى هذِهِ المَساجِدِ ، وَانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ . ما مِنكُم مِن رَجُلٍ يَخرُجُ مِن بَيتِهِ مُتَطَهِّرا ، فَيُصَلّي مَعَ المُسلِمينَ الصَّلاةَ ، ثُمَّ يَجلِسُ فِي المَسجِدِ (1) يَنتَظِرُ الصَّلاةَ الاُخرى ، [إلّا] (2) أنَّ المَلائِكَةَ تَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لَهُ ، اللّهُمَّ ارحَمهُ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله_ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ _: يا أبا ذَرٍّ ، إنَّ رَبَّكَ عز و جليُباهِي المَلائِكَةَ بِثَلاثَةِ نَفَرٍ : رَجُلٍ يُصبِحُ فِي الأَرضِ فَردا ، فَيُؤَذِّنُ ثُمَّ يُصَلّي ، فَيَقولُ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ : اُنظُروا إلى عَبدي ، يُصَلّي ولا يَراهُ أحَدٌ غَيري ، فَيَنزِلُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يُصَلّونَ وَراءَهُ ، ويَستَغفِرونَ لَهُ إلَى الغَدِ مِن ذلِكَ اليَومِ ... . (4)
ح _ المُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ في كِتابٍ ، لَم تَزَلِ المَلائِكَةُ تَستَغفِرُ لَهُ مادامَ اسمي في ذلِكَ الكِتابِ . (5)
.
ص: 430
الإمام الصادق عليه السلام :الصَّدَقَةُ لَيلَةَ الجُمُعَةِ ويَومَها بِأَلفٍ ، وَالصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ لَيلَةَ الجُمُعَةِ بِأَلفٍ مِنَ الحَسَناتِ ، ويَحُطُّ اللّهُ فيها ألفا مِنَ السَّيِّئاتِ ، ويَرفَعُ فيها ألفا مِنَ الدَّرَجاتِ . وإنَّ المُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ في لَيلَةِ الجُمُعَةِ يَزهَرُ نورُهُ فِي السَّماواتِ إلى يَومِ السّاعَةِ ، وإنَّ مَلائِكَةَ اللّهِ عز و جلفِي السَّماواتِ لَيَستَغفِرونَ لَهُ ، ويَستَغفِرُ لَهُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِقَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى أن تَقومَ السّاعَةُ . (1)
ط _ زائِرُ أميرِ المُؤمِنينَالإمام الصادق عليه السلام :مَن زارَ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام عارِفا بِحَقِّهِ ، غَيرَ مُتَجَبِّرٍ ولا مُتَكَبِّرٍ ، كَتَبَ اللّهُ لَهُ أجرَ مِئَةِ ألفِ شَهيدٍ ... وَاستَقبَلَتهُ المَلائِكَةُ ، فَإِذَا انصَرَفَ شَيَّعَتهُ إلى مَنزِلِهِ ، فَإِن مَرِضَ عادوهُ ، وإن ماتَ تَبِعوهُ بِالاِستِغفارِ إلى قَبرِهِ . (2)
ي _ زائِرُ الإِمامِ الحُسَينِالإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ وَكَّلَ بِالحُسَينِ عليه السلام مَلَكا في أربَعَةِ آلافِ مَلَكٍ يَبكونَهُ ، ويَستَغفِرونَ لِزُوّارِهِ ، ويَدعونَ اللّهَ لَهُم . (3)
عنه عليه السلام :وَكَّلَ اللّهُ بِقَبرِ الحُسَينِ عليه السلام أربَعَةَ آلافِ مَلَكٍ ، شُعثٍ غُبرٍ يَبكونَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَمَن زارَهُ عارِفا بِحَقِّهِ شَيَّعوهُ حَتّى يُبلِغوهُ مَأمَنَهُ ، وإن مَرِضَ عادوهُ ، غُدوَةً وعَشِيَّةً ، وإن ماتَ شَهِدوا جِنازَتَهُ ، وَاستَغفَروا لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ . (4)
.
ص: 431
ك _ ذاكِرُ أمرِ الإِمامَةِالأمالي عن معتب مولى الإمام الصادق عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ لِداوود بنِ سِرحانَ : يا داوودُ ، أبلِغ مَوالِيَّ عَنِّي السَّلامَ وأنّي أقولُ : رَحِمَ اللّهُ عَبدا اجتَمَعَ مَعَ آخَرَ فَتَذاكَرا أمرَنا ، فَإِنَّ ثالِثَهُما مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُما ومَا اجتَمَعَ اثنانِ عَلى ذِكرِنا ، إلّا باهَى اللّهُ تَعالى بِهِمَا المَلائِكَةَ . فَإِذَا اجتَمَعتُم فَاشتَغِلوا بِالذِّكرِ ، فَإِنَّ فِي اجتِماعِكُم ومُذاكَرَتِكُم إحياءَنا ، وخَيرُ النّاسِ مِن بَعدِنا مَن ذاكَرَ بِأَمرِنا ، ودَعا إلى ذِكرِنا . (1)
ل _ شيعَةُ عَلِيٍّ ومُحِبّيهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا عَلِيُّ ، إنَّ الجَنَّةَ مُشتاقَةٌ إلَيكَ وإلى شيعَتِكَ ، وإنَّ مَلائِكَةَ العَرشِ المُقَرَّبينَ يَفرَحونَ بِقُدومِهِم ، وَالمَلائِكَةُ تَستَغفِرُ لَهُم . يا عَلِيُّ ، شيعَتُكَ الَّذينَ يَخافونَ اللّهَ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ألا ومَن أحَبَّ عَلِيّا استَغفَرَت لَهُ المَلائِكَةُ ، وفُتِحَت لَهُ أبوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ ، يَدخُلُها مِن أيِّ بابٍ شاءَ بِغَيرِ حِسابٍ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام_ لِقَومٍ مِن شيعَتِهِ _: إنَّ للّهِِ عز و جلمَلائِكَةً يَستَغفِرونَ لَكُم ، حَتّى تَتَساقَط
.
ص: 432
ذُنوبُكُم ؛ كَما يَتَساقَطُ وَرَقُ الشَّجَرِ في يَومِ ريحٍ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ تَعالى : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ» (1) هُم شيعَتُنا ، وهِيَ وَاللّهِ لَهُم . (2)
م _ قاضي حاجَةِ المُؤمِنِالإمام الصادق عليه السلام :تَنافَسوا فِي المَعروفِ لِاءِخوانِكُم ، وكونوا مِن أهلِهِ ، فَإِنَّ لِلجَنَّةِ بابا يُقالُ لَهُ : «المَعروفُ» ، لا يَدخُلُهُ إلّا مَنِ اصطَنَعَ المَعروفَ فِي الحَياةِ الدُّنيا . فَإِنَّ العَبدَ لَيَمشي في حاجَةِ أخيهِ المُؤمِنِ ، فَيُوَكِّلُ اللّهُ عز و جلبِهِ مَلَكَينِ : واحِدا عَن يَمينِهِ ، وآخَرَ عَن شِمالِهِ ، يَستَغفِرانِ لَهُ رَبَّهُ ، ويَدعُوانِ بِقَضاءِ حاجَتِهِ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن كَسا أحَدا مِن فُقَراءِ المُسلِمينَ ثَوبا مِن عُريٍ ، أو أعانَهُ بِشَيءٍ مِمّا يَقوتُهُ مِن مَعيشَتِهِ ، وَكَّلَ اللّهُ عز و جلبِهِ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ مِنَ المَلائِكَةِ ، يَستَغفِرونَ (4) لِكُلِّ ذَنبٍ عَمِلَهُ ، إلى أن يُنفَخَ فِي الصُّورِ . (5)
كنز العمّال عن أنس :لَقِيَ اُبَيُّ بنُ كَعبٍ البَراءَ بنَ مالِكٍ ، فَقالَ : يا أخي ما تَشتَهي ؟ قالَ : سَويقا وتَمرا ، فَجاءَ فَأَكَلَ حَتّى شَبِعَ ، فَذَكَرَ البَراءُ بنُ مالِكٍ ذلِكَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : اِعلَم يا بَراءُ ، أنَّ المَرءَ إذا فَعَلَ ذلِكَ بِأَخيهِ لِوَجهِ اللّهِ ، لا يُريدُ بِذلِكَ جَزاءً ولا شُكورا ، بَعَثَ اللّهُ إلى مَنزِلِهِ عَشَرَةً مِنَ المَلائِكَةِ يُقَدِّسونَ اللّهَ ويُهَلِّلونَهُ ويُكَبِّرونَهُ ويَستَغفِرونَ لَهُ حَولاً ، فَإِذا كانَ الحَولُ ، كُتِبَ لَهُ مِثلُ عِبادَةِ اُولئِكَ المَلائِكَةِ ، وحَق
.
ص: 433
عَلَى اللّهِ أن يُطعِمَهُم مِن طَيِّباتِ الجَنَّةِ ، في جَنَّةِ الخُلدِ ومُلكٍ لا يَبيدُ . (1)
ن _ مُدخِلُ السُّرورِ عَلى أهلِ بَيتِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أدخَلَ عَلى أهلِ بَيتِهِ سُرورا ، خَلَقَ اللّهُ مِن ذلِكَ السُّرورِ خَلقا يَستَغفِرُ لَهُ إلى يومِ القِيامَةِ . (2)
س _ عائِدُ المَريضِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن عادَ مَريضا مَشى في خِرافِ (3) الجَنَّةِ ، فَإِذا جَلَسَ عِندَهُ استَنقَعَ فِي الرَّحمَةِ ، فَإِذا خَرَجَ مِن عِندِهِ وُكِّلَ بِهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يَستَغفِرونَ لَهُ ذلِكَ اليَومَ . (4)
مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن نافع :عادَ أبو موسَى الأَشعَرِيُّ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : أعائِدا جِئتَ أم زائِرا ؟ فَقالَ أبو موسى : بَل جِئتُ عائِدا . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن عادَ مَريضا بَكَرا (5) ؛ شَيَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ كُلُّهُم يَستَغفِرُ لَهُ حَتّى يُمسِيَ ، وكانَ لَهُ خَريفٌ (6) فِي الجَنَّةِ . وإن عادَهُ مَساءً ؛ شَيَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، كُلُّهُم يَستَغفِرُ لَهُ حَتّى يُصبِحَ ، وكانَ لَهُ خَريفٌ فِي الجَنَّةِ . (7)
.
ص: 434
الإمام الباقر عليه السلام :أيُّما مُؤمِنٍ عادَ مُؤمِنا خاضَ فِي الرَّحمَةِ خَوضا ، فَإِذا جَلَسَ غَمَرَتهُ الرَّحمَةُ ، فَإِذَا انصَرَفَ وَكَّلَ اللّهُ بِهِ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ يَستَغفِرونَ لَهُ ، ويَستَرحِمونَ عَلَيهِ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :أيُّما مُؤمِنٍ عادَ مُؤمِنا فِي اللّهِ عز و جلفي مَرَضِهِ ، وَكَّلَ اللّهُ بِهِ مَلَكا مِنَ العُوّادِ يَعودُهُ في قَبرِهِ ، ويَستَغفِرُ لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ . (2)
ع _ مُشَيِّعُ جِنازَةِ المُؤمِنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن شَيَّعَ جِنازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ _ حَتّى يَرجِعَ إلى مَنزِلِهِ _ مِئَةُ ألفِ ألفِ حَسَنَةٍ ، ويُمحى عَنهُ مِئَةُ ألفِ ألفِ سَيِّئَةٍ ، ويُرفَعُ لَهُ مِئَةُ ألفِ ألفِ دَرَجَةٍ ، فَإِن صَلّى عَلَيها شَيَّعَهُ في جِنازَتِهِ مِئَةُ ألفٍ كُلُّهُم يَستَغفِرونَ لَهُ حَتّى يَرجِعَ ، فَإِن شَهِدَ دَفنَها وَكَّلَ اللّهُ بِهِ ألفَ مَلَكٍ كُلُّهُم يَستَغفِرونَ لَهُ ، حَتّى يُبعَثَ مِن قَبرِهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن شَيَّعَ جِنازَةَ مُؤمِنٍ حَتّى يُدفَنَ في قَبرِهِ ، وَكَّلَ اللّهُ عز و جل بِهِ سَبعينَ مَلَكا مِنَ المُشَيِّعينَ ، يُشَيِّعونَهُ ويَستَغفِرونَ لَهُ إذا خَرَجَ مِن قَبرِهِ إلَى المَوقِفِ . (4)
ف _ قارِئُ القُرآنِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ عِندَ مَنامِهِ : «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَ_هُكُمْ إِلَ_ه
.
ص: 435
وَ حِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَ__لِحًا وَ لَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا» (1) سَطَعَ لَهُ نورٌ إلَى المَسجِدِ الحَرامِ ، حَشوُ ذلِكَ النّورِ مَلائِكَةٌ يَستَغفِرونَ لَهُ حَتّى يُصبِحَ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قَرَأَ «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ وَالْمَلَ_ئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَا بِالْقِسْطِ لَا إِلَ_هَ إِلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (3) عِندَ مَنامِهِ ، خَلَقَ اللّهُ لَهُ سَبعينَ ألفَ مَلَكٍ يَستَغفِرونَ لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ . (4)
ص _ ذاكِرُ اللّهِ عِندَ النَّومِالإمام عليّ عليه السلام :إذا أرادَ أحَدُكُمُ النَّومَ فَليَضَع يَدَهُ اليُمنى تَحتَ خَدِّهِ الأَيمَنِ ، وَليَقُل : بِاسمِ اللّهِ ، وَضَعتُ جَنبي للّهِِ (5) ، عَلى مِلَّةِ إبراهيمَ ، ودينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ووِلايَةِ مَنِ افتَرَضَ اللّهُ طاعَتَهُ ، ما شاءَ اللّهُ كانَ ، وما لَم يَشَأ لَم يَكُن . فَمَن قالَ ذلِكَ عِندَ مَنامِهِ ، حُفِظَ مِنَ اللِّصِّ ، وَالمُغيرِ (6) ، وَالهَدمِ ، وَاستَغفَرَت لَهُ المَلائِكَةُ . (7)
ق _ مَن باتَ مُتَطَهِّرارسول اللّه صلى الله عليه و آله :طَهِّروا هذِهِ الأَجسادَ طَهَّرَكُمُ اللّهُ ، فَإِنَّهُ لَيسَ عَبدٌ يَبيتُ طاهِرا إلّا باتَ مَعَه
.
ص: 436
مَلَكٌ في شِعارِهِ (1) ، لا يَنقَلِبُ ساعَةً مِنَ اللَّيلِ إلّا قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِعَبدِكَ ، فَإِنَّهُ باتَ طاهِرا . (2)
ر _ مَن أكَلَ الحَلالَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن أكَلَ الحَلالَ ، قامَ عَلى رَأسِهِ مَلَكٌ يَستَغفِرُ لَهُ حَتّى يَفرُغَ مِن أكلِهِ . (3)
ش _ مَن قَلَّمَ أظافيرَهُ يَومَ الجُمُعَةِ و ...رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن قَلَّمَ أظافيرَهُ يَومَ الجُمُعَةِ ، وأخَذَ مِن شارِبِهِ ، وَاستاكَ ، وأفرَغَ عَلى رَأسِهِ مِنَ الماءِ حينَ يَروحُ إلَى (4) الجُمُعَةِ ، شَيَّعَهُ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، كُلُّهُم يَستَغفِرونَ لَهُ ، ويَشفَعونَ لَهُ . (5)
8 / 6مَن يَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍأ _ طالِبُ العِلمِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ طالِبَ العِلمِ لَيَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، حَتّى حيتانُ البَحرِ ، وهَوامُّ الأَرضِ ، وسِباعُ البَرِّ وأنعامُهُ ؛ فَاطلُبُوا العِلمَ فَإِنَّهُ السَّبَبُ بَينَكُم وبَينَ اللّهِ عز و جل . (6)
.
ص: 437
عنه صلى الله عليه و آله :مَن سَلَكَ طَريقا يَطلُبُ فيهِ عِلما ، سَلَكَ اللّهُ بِهِ طَريقا إلَى الجَنَّةِ ، وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ رِضا بِهِ ، وإنَّهُ يَستَغفِرُ لِطالِبِ العِلمِ مَن فِي السَّماءِ ومَن فِي الأَرضِ حَتَّى الحوتُ فِي البَحرِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى عُتَقاءِ اللّهِ مِنَ النّارِ ، فَليَنظُر إلَى المُتَعَلِّمينَ ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، ما مِن مُتَعَلِّمٍ يَختَلِفُ إلى بابِ العالِمِ ، إلّا كَتَبَ اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ عِبادَةَ سَنَةٍ ، وبَنَى اللّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ مَدينَةً فِي الجَنَّةِ ، ويَمشي عَلَى الأَرضِ وهِيَ تَستَغفِرُ لَهُ ، ويُمسي ويُصبِحُ مَغفورا لَهُ ، وشَهِدَتِ المَلائِكَةُ أنَّهُم عُتَقاءُ اللّهِ مِنَ النّارِ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ مِن وَصِيَّتِهِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ _: وَاعلَم أنَّ طالِبَ العِلمِ يَستَغفِرُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، حَتَّى الطَّيرُ في جَوِّ السَّماءِ ، وَالحوتُ فِي البَحرِ . (3)
ب _ العالِمُ العامِلُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صاحِبُ العِلمِ يَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، حَتَّى الحوتُ فِي البَحرِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :العُلَماءُ وَرَثَةُ الأَنبِياءِ ، يُحِبُّهُم أهلُ السَّماءِ ، ويَستَغفِرُ لَهُمُ الحيتانُ فِي البَحرِ إذا ماتوا ، إلى يَومِ القِيامَةِ . (5)
.
ص: 438
عنه صلى الله عليه و آله :عُلَماءُ هذِهِ الاُمَّةِ رَجُلانِ : رَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما ، فَبَذَلَهُ لِلنّاسِ ولَم يَأخُذ عَلَيهِ طَمَعا (1) ، ولَم يَشتَرِ بِهِ ثَمَنا ، فَذلِكَ تَستَغفِرُ لَهُ حيتانُ البَحرِ ، ودَوابُّ البَرِّ ، وَالطَّيرُ في جَوِّ السَّماءِ ، ويَقدَمُ عَلَى اللّهِ سَيِّدا شَريفا ، حَتّى يُرافِقَ المُرسَلينَ . ورَجُلٌ آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ ، وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعا ، وَاشتَرى بِهِ ثَمَنا ، فَذاكَ يُلجَمُ يَومَ القِيامَةِ بِلِجامٍ مِن نارٍ ، ويُنادي مُنادٍ : هذَا الَّذي آتاهُ اللّهُ عِلما فَبَخِلَ بِهِ عَن عِبادِ اللّهِ ، وأخَذَ عَلَيهِ طَمَعا ، وَاشتَرى بِهِ ثَمَنا ، وكَذلِكَ حَتّى يُفرَغَ مِنَ الحِسابِ . (2)
ج _ مُعَلِّمُ الخَيرِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مُعَلِّمَ الخَيرِ يَستَغفِرُ لَهُ دَوابُّ الأَرضِ ، وحيتانُ البَحرِ ، وكُلُّ ذي روحٍ فِي الهَواءِ ، وجَميعُ أهلِ السَّماءِ وَالأَرضِ . (3)
د _ المُؤَذِّنُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَغفِرُ اللّهُ لِلمُؤَذِّنِ مُنتَهى أذانِهِ ، ويَستَغفِرُ لَهُ كُلُّ رَطبٍ ويابِسٍ سَمِعَ صَوتَهُ . (4)
.
ص: 439
ه _ مَن صامَ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوما مِن شَعبانَرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صامَ ثَلاثَةَ عَشَرَ يَوما مِن شَعبانَ ، استَغفَرَت لَهُ مَلائِكَةُ سَبعِ سَماواتٍ ، ومَن صامَ أربَعَةَ عَشَرَ يَوما مِن شَعبانَ ، اُلهِمَتِ الدَّوابُّ وَالسِّباعُ _ حَتَّى الحيتانُ فِي البُحورِ _ أن يَستَغفِروا لَهُ . (1)
.
ص: 440
. .
ص: 441
الفَصلُ التّاسِعُ: الاستغفارات المأثورة9 / 1الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبِيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي كُلَّهُ ، دِقَّهُ وجِلَّهُ (1) ، وأوَّلَهُ وآخِرَهُ ، وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ . (2)
سنن النسائي عن عائشة :فَقَدتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَظَنَنتُ أنَّهُ أتى بَعضَ جَواريهِ ، فَطَلَبتُهُ ، فَإِذا هُوَ ساجِدٌ يَقولُ : رَبِّ اغفِر لي ما أسرَرتُ وما أعلَنتُ . (3)
مسند ابن حنبل عن عمران بن حصين :كانَ عامَّةُ دُعاءِ نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اللّهُمَّ اغفِر لي ما أخطَأتُ وما تَعَمَّدتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، وما جَهِلتُ وما عَلِمتُ (4) . (5)
.
ص: 442
الإمام الجواد عليه السلام :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقولُ إذا فَرَغَ مِن صَلاتِهِ : اللّهُمَّ اغفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، وإسرافي عَلى نَفسي ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ... . وأسأَ لُكَ يا رَبِّ قَلبا سَليما ، ولِسانا صادِقا ، وأستَغفِرُكَ لِما تَعلَمُ ، وأسأَ لُكَ خَيرَ ما تَعلَمُ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما تَعلَمُ ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ ولا نَعلَمُ ، وأنتَ عَلّامُ الغُيوبِ . (1)
صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعريّ عن النبيّ صلى الله عليه و آله_ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ صلى الله عليه و آله _: رَبِّ اغفِر لي خَطيئَتي وجَهلي ، وإسرافي في أمري كُلِّهِ ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي . اللّهُمَّ اغفِر لي خَطايايَ وعَمدي وجَهلي ، وهَزلي (2) ، وكُلُّ ذلِكَ عِندي . اللّهُمَّ اغفِر لي ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (3)
مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة الباهلي :خَرَجَ عَلَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ... فَكَأَنَّا اشتَهَينا أن يَدعُوَ اللّهَ لَنا ، فَقالَ : «اللّهُمَّ اغفِر لَنا وَارحَمنا ، وَارضَ عَنّا وتَقَبَّل مِنّا ، وأدخِلنَا الجَنَّةَ ونَجِّنا مِنَ النّارِ ، وأصلِح لَنا شَأنَنا كُلَّهُ» ، فَكَأَنَّا اشتَهَينا أن يَزيدَنا ، فَقالَ : قَد جَمَعتُ لَكُمُ الأَمرَ . (4)
الإمام الحسن عليه السلام :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَدعو بِهذَا الدُّعاءِ بَينَ كُلِّ رَكعَتَينِ مِن صَلاةِ الزَّوالِ ،
.
ص: 443
الرَّكعَتانِ الاُولَيانِ (1) : اللّهُمَّ ... لَكَ عِندي طَلِباتٌ مِن ذُنوبٍ أنَا بها مُرتَهَنٌ ، وقَد أوقَرَت (2) ظَهري وأوبَقَتني (3) ، وإلّا تَرحَمني وتَغفِر لي أكُن مِنَ الخاسِرينَ . اللّهُمَّ اعتَمَدتُكَ فيها تائِبا إلَيكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي ذُنوبي كُلَّها ، قَديمَها وحَديثَها ، سِرَّها وعَلانِيَتَها ، خَطَأَها وعَمدَها ، صَغيرَها وكَبيرَها ، وكُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ وأنَا مُذنِبُهُ ، مَغفِرَةً عَزما جَزما لا تُغادِرُ ذَنبا واحِدا ، ولا أكتَسِبُ بَعدَها مُحَرَّما أبَدا ، وَاقبَل مِنِّي اليَسيرَ مِن طاعَتِكَ ، وتَجاوَز لي عَنِ الكثَيرِ مِن مَعصِيَتِكَ ، يا عَظيمُ ، إنَّهُ لا يَغفِرُ الذَّنبَ العَظيمَ إلَا العَظيمُ ... . (4)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ ، إنَّكَ أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (5)
9 / 2الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍأ _ مِن كَلِماتٍ كانَ يَدعو بِهاالإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ اغفِر لي ما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَيَّ بِالمَغفِرَةِ . اللّهُم
.
ص: 444
اغفِر لي ما وَأَيتُ (1) مِن نَفسي ولَم تَجِد لَهُ وَفاءً عِندي . اللّهُمَّ اغفِر لي ما تَقَرَّبتُ بِهِ إلَيكَ بِلِساني ثُمَّ خالَفَهُ قَلبي . اللّهُمَّ اغفِر لي رَمَزاتِ (2) الأَلحاظِ ، وسَقَطاتِ الأَلفاظِ ، وشَهَواتِ الجَنانِ ، وهَفَواتِ اللِّسانِ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ أنتَ رَبّي وأنَا عَبدُكَ ، آمَنتُ بِكَ مُخلِصا لَكَ عَلى عَهدِكَ ووَعدِكَ مَا استَطَعتُ ، أتوبُ إلَيكَ مِن سوءِ عَمَلي ، وأستَغفِرُكَ لِذُنوبِي الَّتي لا يَغفِرُها غَيرُكَ ... . (4)
ب _ مِنِ استِغفارِهِ فِي السَّحَرِالإمام عليّ عليه السلام_ مِمّا كانَ يَدعو بِهِ في سَحَرِ كُلِّ لَيلَةٍ بِعَقِبِ رَكعَتَيِ الفَجرِ _: اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ جَرى بِهِ عِلمُكَ فِيَّ وعَلَيَّ إلى آخِرِ عُمُري ، بِجَميعِ ذُنوبي لِأَوَّلِها وآخِرِها ، وعَمدِها وخَطَئِها ، وقَليلِها وكَثيرِها ، ودَقيقِها وجَليلِها ، وقَديمِها وحَديثِها ، وسِرِّها وعَلانِيَتِها ، وجَميعِ ما أنَا مُذنِبُهُ ، وأتوبُ إلَيكَ . وأسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي جَميعَ ما أحصَيتَ مِن مَظالِمِ العِبادِ قِبَلي ، فَإِنَّ لِعِبادِكَ عَلَيَّ حُقوقا أنَا مُرتَهَنٌ بِها ، تَغفِرُها لي كَيفَ شِئتَ ، وأنّى شِئتَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (5)
.
ص: 445
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُهُ في سَحَرِ كُلِّ لَيلَةٍ وبَعدَ رَكعَتَيِ الفَجرِ _: اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِمّا تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، وأستَغفِرُكَ لِما أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَني فيهِ ما لَيسَ لَكَ ، وأستَغفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتي مَنَنتَ بِها عَلَيَّ فَقَويتُ بِها عَلى معاصيكَ ، أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ، عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، لِكُلِّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، ولِكُلِّ مَعصِيَةٍ ارتَكَبتُها . اللّهُمَّ ارزُقني عَقلاً كامِلاً ، وعَزما ثاقِبا (1) ، ولُبّا (2) راجِحا ، وقَلبا زَكِيّا (3) ، وعِلما كَثيرا ، وأدَبا بارِعا ، وَاجعَل ذلِكَ كُلَّهُ لي ، ولا تَجعَلهُ عَلَيَّ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (4)
البلد الأمين :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَستَغفِرُ سَبعينَ مَرَّةً في سَحَرِ كُلِّ لَيلَةٍ بِعَقِبِ رَكعَتَيِ الفَجرِ : [ 1.] اللّهُمَّ إنّي اُثني عَلَيكَ بِمَعونَتِكَ عَلى ما نِلتُ بِهِ الثَّناءَ عَلَيكَ ، واُقِرُّ لَكَ عَلى نَفسي بِما أنتَ أهلُهُ ، وَالمُستَوجِبُ لَهُ في قَدرِ فَسادِ نِيَّتي وضَعفِ يَقيني . اللّهُمَّ نِعمَ الإِلهُ أنتَ ، ونِعمَ الرَّبُّ أنتَ ، وبِئسَ المَربوبُ أنَا ، ونِعمَ المَولى أنتَ ، وبِئسَ العَبدُ أنَا ، ونِعمَ المالِكُ أنتَ ، وبِئسَ المَملوكُ أنَا ، فَكَم قَد أذنَبتُ فَعَفَوتَ عَن ذَنبي ، وكَم قَد أجرَمتُ فَصَفَحتَ عَن جُرمي ، وكَم قَد أخطَأتُ فَلَم تُؤاخِذني ، وكَم قَد تَعَمَّدتُ فَتَجاوَزتَ عَنّي ، وكَم قَد عَثَرتُ فَأَقَلتَني عَثرَتي ولَم تَأخُذني عَلى غِرَّتي ، فَأَنَا الظّالِمُ لِنَفسي ، المُقِرُّ بِذَنبي ، المُعتَرِفُ بِخَطيئَتي ، فَيا غافِرَ الذُّنوبِ أستَغفِرُكَ لِذَنبي ، وأستَقيلُكَ لِعَثرَتي ، فَأَحسِن إجابَتي ، فَإِنَّكَ أهلُ الإِجابَةِ ، وأهلُ التَّقوى ،
.
ص: 446
وأهلُ المَغفِرَةِ . [ 2.] اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ بَدَني عَلَيهِ بِعافِيَتِكَ ، أو نالَتهُ قُدرَتي بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، أو بَسَطتُ إلَيهِ يَدي بِتَوسِعَةِ رِزقِكَ ، أوِ احتَجَبتُ فيهِ مِنَ النّاسِ بِسِترِكَ ، أوِ اتَّكَلتُ فيهِ عِندَ خَوفي مِنهُ عَلى أناتِكَ ، ووَثِقتُ مِن سَطوَتِكَ عَلَيَّ فيهِ بِحِلمِكَ ، وعَوَّلتُ فيهِ عَلى كَرَمِ عَفوِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 3.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَدعو إلى غَضَبِكَ ، أو يُدني مِن سَخَطِكَ ، أو يَميلُ بي إلى ما نَهَيتَني عَنهُ ، أو يَنأى بي (1) عَمّا دَعَوتَني إلَيهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 4.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ استَمَلتُ إلَيهِ أحَدا مِن خَلقِكَ بِغَوايَتي ، أو خَدَعتُهُ بِحيلَتي ، فَعَلَّمتُهُ مِنهُ ما جَهِلَ ، وعَمَّيتُ عَلَيهِ مِنهُ ما عَلِمَ ، ولَقيتُكَ غَدا بِأَوزاري وأوزارٍ مَعَ أوزاري ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 5.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَدعو إلَى الغَيِّ (2) ، ويُضِلُّ عَنِ الرُّشدِ ، ويُقِلُّ الرِّزقَ ، ويَمحَقُ التَّلدَ (3) ، ويُخمِلُ الذِّكرَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 6.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ أتعَبتُ فيهِ جَوارِحي في لَيلي ونَهاري ، وقَدِ استَتَرتُ مِن عِبادِكَ بِسِتري ، ولا سِترَ إلّا ما سَتَرتَني ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 447
[ 7.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ رَصَدَني فيهِ أعدائي لِهَتكي ، فَصَرَفتَ كَيدَهُم عَنّي ، ولَم تُعِنهُم عَلى فَضيحَتي ، كَأَنّي لَكَ وَلِيٌّ ، فَنَصَرتَني ، وإلى مَتى يا رَبِّ أعصي فَتُمهِلُني ، وطالَما عَصَيتُكَ فَلَم تُؤاخِذني ، وسَأَلتُكَ عَلى سوءِ فِعلي فَأَعطَيتَني ، فَأَيُّ شُكرٍ يَقومُ عِندَكَ بِنِعمَةٍ مِن نِعَمِكَ عَلَيَّ ! فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 8.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ إلَيكَ فيهِ تَوبَتي ، ثُمَّ واجَهتُ بِتَكَرُّمِ قَسَمي بِكَ (1) ، وأشهَدتُ عَلى نَفسي بِذلِكَ أولِياءَكَ مِن عِبادِكَ أنّي غَيرُ عائِدٍ إلى مَعصِيَتِكَ ، فَلَمّا قَصَدَني بِكَيدِهِ الشَّيطانُ ، ومالَ بي إلَيهِ (2) الخِذلانُ ، ودَعَتني نَفسي إلَى العِصيانِ ، استَتَرتُ حَياءً مِن عِبادِكَ ، جُرأَةً مِنّي عَلَيكَ ، وأنَا أعلَمُ أنَّهُ لا يَكُنُّني مِنكَ سِترٌ ولا بابٌ ، ولا يَحجُبُ نَظَرَكَ إلَيَّ حِجابٌ ، فَخالَفتُكَ فِي المَعصِيَةِ إلى ما نَهَيتَني عَنهُ ، ثُمَّ كَشَفتَ السِّترَ عَنّي ، وساوَيتُ أولِياءَكَ كَأَنّي لَم أزَل لَكَ طائِعا ، وإلى أمرِكَ مُسارِعا ، ومِن وَعيدِكَ فازِعا ، فَلَبَّستُ عَلى عِبادِكَ ، ولا يَعرِفُ بِسيرَتي غَيرُكَ ، فَلَم تَسِمني بِغَيرِ سِمَتِهِم ، بَل أسبَغتَ عَلَيَّ مِثلَ نِعَمِهِم ، ثُمَّ فَضَّلتَني في ذلِكَ عَلَيهِم ، كَأَنّي عِندَكَ في دَرَجَتِهِم ، وما ذلِكَ إلّا بِحِلمِكَ وفَضلِ نِعمَتِكَ ، فَلَكَ الحَمدُ مَولايَ ، فَأَسأَ لُكَ يا اللّهُ كَما سَتَرتَهُ عَلَيَّ فِي الدُّنيا ، ألّا تَفضَحَني بِهِ فِي القِيامَةِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . [ 9.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ سَهِرتُ لَهُ لَيلي فِي التَّأَنّي لِاءِتيانِهِ ، وَالتَّخَلُّصِ إلى وُجودِهِ ، حَتّى إذا أصبَحتُ تَخَطَّأتُ إلَيكَ بِحِليَةِ الصّالِحينَ ، وأنَا مُضمِرٌ خِلافَ رِضاك
.
ص: 448
يا رَبَّ العالَمينَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 10.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ ظَلَمتُ بِسَبَبِهِ وَلِيّا مِن أولِيائِكَ ، أو نَصَرتُ بِهِ عَدُوّا مِن أعدائِكَ ، أو تَكَلَّمتُ فيهِ بِغَيرِ مَحَبَّتِكَ ، أو نَهَضتُ فيهِ إلى غَيرِ طاعَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 11.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ نَهَيتَني عَنهُ فَخالَفتُكَ إلَيهِ ، أو حَذَّرتَني إيّاهُ فَأَقَمتُ عَلَيهِ ، أو قَبَّحتَهُ لي فَزَيَّنتُهُ لِنَفسي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 12.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ نَسيتُهُ فَأَحصَيتَهُ ، وتَهاوَنتُ بِهِ فَأَثبَتَّهُ ، وجاهَرتُكَ (1) فيهِ فَسَتَرتَهُ عَلَيَّ ، ولَو تُبتُ إلَيكَ مِنهُ لَغَفَرتَهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 13.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ تَوَقَّعتُ فيهِ قَبلَ انقِضائِهِ تَعجيلَ العُقوبَةِ ، فَأَمهَلتَني وأدلَيتَ عَلَيَّ سِترا ، فَلَم آلُ (2) في هَتكِهِ عَنّي جَهدا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 14.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَصرِفُ عَنّي رَحمَتَكَ ، أو يُحِلُّ بي نَقِمَتَكَ ، أو يَحرِمُني كَرامَتَكَ ، أو يُزيلُ عَنّي نِعمَتَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 15.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يورِثُ الفَناءَ ، أو يُحِلُّ البَلاءَ ، أو يُشمِتُ الأَعداءَ ، أو يَكشِفُ الغِطاءَ ، أو يَحبِسُ قَطرَ السَّماءِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 449
[ 16.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ عَيَّرتُ بِهِ أحَدا مِن خَلقِكَ ، أو قَبَّحتُهُ مِن فِعلِ أحَدٍ مِن بَرِيَّتِكَ ، ثُمَّ تَقَحَّمتُ عَلَيهِ وَانتَهَكتُهُ ، جُرأَةً مِنّي عَلى مَعصِيَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 17.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ، وأقدَمتُ عَلى فِعلِهِ ، فَاستَحيَيتُ مِنكَ وأنَا عَلَيهِ ، ورَهِبتُكَ وأنَا فيهِ ، ثُمَّ استَقَلتُكَ مِنهُ وعُدتُ إلَيهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 18.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ ثَوَّرَكَ عَلَيَّ (1) ، ووَجَبَ في فِعلي بِسَبَبِ عَهدٍ عاهَدتُكَ عَلَيهِ ، أو عَقدٍ عَقَدتُهُ لَكَ ، أو ذِمَّةٍ آلَيتُ بِها مِن أجلِكَ لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، ثُمَّ نَقَضتُ ذلِكَ مِن غَيرِ ضَرورَةٍ لِرَغبَتي فيهِ ، بَلِ استَزَلَّني عَنِ الوَفاءِ بِهِ البَطَرُ (2) ، وَاستَحَطَّني عَن رِعايَتِهِ الأَشَرُ (3) ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 19.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ لَحِقَني بِسَبَبِ نِعمَةٍ أنعَمتَ بِها عَلَيَّ ، فَقَويتُ بِها عَلى مَعصِيَتِكَ ، وخالَفتُ بِها أمرَكَ ، وقَدِمتُ بِها عَلى وَعيدِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 20.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ قَدَّمتُ فيهِ شَهوَتي عَلى طاعَتِكَ ، وآثَرتُ فيهِ مَحَبَّتي عَلى أمرِكَ ، وأرضَيتُ نَفسي فيهِ بِسَخَطِكَ ، إذ رَهَّبتَني مِنهُ بِنَهيِكَ ، وقَدَّمتَ إلَيَّ فيهِ بِإِعذارِكَ ، وَاحتَجَجتَ عَلَيَّ فيهِ بِوَعيدِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 450
[ 21.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ عَلِمتُهُ مِن نَفسي ، أو نَسيتُهُ أو ذَكَرتُهُ ، أو تَعَمَّدتُهُ أو أخطَأتُ ، فيما لا أشُكُّ أنَّكَ سائِلي عَنهُ ، وأنَّ نَفسي بِهِ مُرتَهَنَةٌ لَدَيكَ ، وإن كُنتُ قَد نَسيتُهُ وغَفَلتُ عَنهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 22.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ واجَهتُكَ بِهِ ، وقَد أيقَنتُ أنَّكَ تَراني عَلَيهِ ، واُغفِلتُ أن أتوبَ إلَيكَ مِنهُ ، واُنسيتُ أن أستَغفِرَكَ لَهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 23.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ دَخَلتُ فيهِ بِحُسنِ ظَنّي بِكَ ألّا تُعَذِّبَني عَلَيهِ ، ورَجَوتُكَ لِمَغفِرَتِهِ فَأَقدَمتُ عَلَيهِ ، وقَد عَوَّلَت نَفسي عَلى مَعرِفَتي بِكَرَمِكَ ، ألّا تَفضَحَني بَعدَ أن سَتَرتَهُ عَلَيَّ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 24.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ استَوجَبتُ مِنكَ بِهِ رَدَّ الدُّعاءِ ، وحِرمانَ الإِجابَةِ ، وخَيبَةَ الطَّمَعِ ، وَانفِساخَ الرَّجاءِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 25.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُعقِبُ الحَسرَةَ ، ويورِثُ النَّدامَةَ ، ويَحبِسُ الرِّزقَ ، ويَرُدُّ الدُّعاءَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 26.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يورِثُ الأَسقامَ وَالفَناءَ ، ويوجِبُ النِّقَمَ وَالبَلاءَ ، ويَكونُ فِي القِيامَةِ حَسرَةً ونَدامَةً ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 27.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِساني ، أو أضمَرَهُ جَناني ، أو هَشَّت (1) إلَيهِ نَفسي ، أو أتَيتُهُ بِفَعالي ، أو كَتَبتُهُ بِيَدي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لى ¨
.
ص: 451
يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 28.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ خَلَوتُ بِهِ في لَيلٍ أو نَهارٍ ، وأرخَيتَ عَلَيَّ فيهِ الأَستارَ ، حَيثُ لا يَراني إلّا أنتَ يا جَبّارُ ، فَارتابَت فيهِ نَفسي ، ومَيَّزتُ بَينَ تَركِهِ لِخَوفِكَ وَانتِهاكِهِ لِحُسنِ الظَّنِّ بِكَ ، فَسَوَّلَت لي نَفسِيَ الإِقدامَ عَلَيهِ ، فَواقَعتُهُ وأنَا عارِفٌ بِمَعصِيَتي فيهِ لَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 29.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ استَقلَلتُهُ أوِ استَكثَرتُهُ ، أوِ استَعظَمتُهُ أوِ استَصغَرتُهُ ، أو وَرَّطَني جَهلي فيهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 30.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ مالَأتُ (1) فيهِ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، أو أسَأتُ بِسَبَبِهِ إلى أحَدٍ مِن بَرِيَّتِكَ ، أو زَيَّنَتهُ لي نَفسي ، أو أشَرتُ بِهِ إلى غَيري ، أو دَلَلتُ عَلَيهِ سِوايَ ، أو أصرَرتُ عَلَيهِ بِعَمدي ، أو أقَمتُ عَلَيهِ بِجَهلي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 31.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ خُنتُ فيهِ أمانَتي ، أو بَخَستُ بِفِعلِهِ نَفسي ، أو أخطَأتُ بِهِ عَلى بَدَني ، أو آثَرتُ فيهِ شَهَواتي ، أو قَدَّمتُ فيهِ لَذّاتي ، أو سَعَيتُ فيهِ لِغَيري ، أوِ استَغوَيتُ إلَيهِ مَن تابَعَني ، أو كاثَرتُ فيهِ مَن مَنَعَني ، أو قَهَرتُ عَلَيهِ مَن غالَبَني ، أو غَلَبتُ عَلَيهِ بِحيلَتي ، أوِ استَزَلَّني إلَيهِ مَيلي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 32.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ استَعَنتُ عَلَيهِ بِحيلَةٍ تُدني مِن غَضَبِكَ ، أوِ استَظهَرتُ بِنَيلِهِ عَلى أهلِ طاعَتِكَ ، أوِ استَمَلتُ بِهِ أحَدا إلى مَعصِيَتِكَ ، أو راءَيتُ فيهِ عِبادَكَ ، أو لَبَّستُ عَلَيهِم بِفِعالي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَير
.
ص: 452
الغافِرينَ . [ 33.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ كَتَبتَهُ عَلَيَّ بِسَبَبِ عُجبٍ كانَ مِنّي بِنَفسي ، أو رِياءٍ ، أو سُمعَةٍ ، أو خُيَلاءَ ، أو فَرَحٍ ، أو حِقدٍ ، أو مَرَحٍ ، أو أشَرٍ ، أو بَطَرٍ ، أو حَمِيَّةٍ ، أو عَصَبِيَّةٍ ، أو رِضا ، أو سَخَطٍ ، أو سَخاءٍ ، أو شُحٍّ ، أو ظُلمٍ ، أو خِيانَةٍ ، أو سَرِقَةٍ ، أو كَذِبٍ ، أو نَميمَةٍ ، أو لَهوٍ ، أو لَعِبٍ ، أو نَوعٍ مِمّا يُكتَسَبُ بِمِثلِهِ الذُّنوبُ ، ويَكونُ فِي اجتِراحِهِ العَطَبُ (1) ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 34.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ سَبَقَ في عِلمِكَ أنّي فاعِلُهُ ، بِقُدرَتِكَ الَّتي قَدَرتَ بِها عَلى كُلِّ شَيءٍ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 35.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ رَهِبتُ فيهِ سِواكَ ، أو عادَيتُ فيهِ أولِياءَكَ ، أو والَيتُ فيهِ أعداءَكَ ، أو خَذَلتُ فيهِ أحِبّاءَكَ ، أو تَعَرَّضتُ فيهِ لِشَيءٍ مِن غَضَبِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 36.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ، ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، ونَقَضتُ العَهدَ فيما بَيني وبَينَكَ جُرأَةً مِنّي عَلَيكَ ، لِمَعرِفَتي بِكَرَمِكَ وعَفوِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 37.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ أدناني مِن عَذابِكَ ، أو نَآني (2) عَن ثَوابِكَ ، أو حَجَبَ عَنّي رَحمَتَكَ ، أو كَدَّرَ عَلَيَّ نِعمَتَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 38.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ حَلَلتُ بِهِ عَقدا شَدَدتَهُ ، أو حَرَمتُ بِهِ نَفسي خَيرا وَعَدتَني بِهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 453
[ 39.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ ارتَكَبتُهُ بِشُمولِ عافِيَتِكَ ، أو تَمَكَّنتُ مِنهُ بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، أو قَويتُ عَلَيهِ بِسابِغِ رِزقِكَ ، أو خَيرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ ، فَخالَطَني فيهِ وشارَكَ فِعلي ما لا يَخلُصُ لَكَ ، أو وَجَبَ عَلَيَّ ما أرَدتُ بِهِ سِواكَ ، فَكَثيرٌ ما يَكونُ كَذلِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 40.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ دَعَتنِي الرُّخصَةُ فَحَلَّلتُهُ لِنَفسي ، وهُوَ فيما عِندَكَ مُحَرَّمٌ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 41.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ خَفِيَ عَن خَلقِكَ ، ولَم يَعزُب عَنكَ ، فَاستَقَلتُكَ مِنهُ فَأَقَلتَني ، ثُمَّ عُدتُ فيهِ فَسَتَرتَهُ عَلَيَّ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 42.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ خَطَوتُ إلَيهِ بِرِجلي ، أو مَدَدتُ إلَيهِ يَدي ، أو تَأَمَّلَهُ بَصري ، أو أصغَيتُ إلَيهِ بِسَمعي ، أو نَطَقَ بِهِ لِساني ، أو أنفَقتُ فيهِ ما رَزَقتَني ، ثُمَّ استَرزَقتُكَ عَلى عِصياني فَرَزَقتَني ، ثُمَّ استَعَنتُ بِرِزقِكَ عَلى مَعصِيَتِكَ فَسَتَرتَ عَلَيَّ ، ثُمَّ سَأَلتُكَ الزِّيادَةَ فَلَم تُخَيِّبني ، وجاهَرتُكَ فيهِ فَلَم تَفضَحني ، فَلا أزالُ مُصِرّا عَلى مَعصِيَتِكَ ، ولا تَزالُ عائِدا عَلَيَّ بِحِلمِكَ ومَغفِرَتِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 43.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يوجِبُ عَلَيَّ صَغيرُهُ أليمَ عَذابِكَ ، ويُحِلُّ بي كَبيرُهُ شَديدَ عِقابِكَ ، وفي إتيانِهِ تَعجيلُ نَقِمَتِكَ ، وفِي الإِصرارِ عَلَيهِ زَوالُ نِعمَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 44.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ لَم يَطَّلِع عَلَيهِ أحَدٌ سِواكَ ، ولا عَلِمَهُ أحَدٌ غَيرُكَ ، ولا يُنجيني مِنهُ إلّا حِلمُكَ ، ولا يَسَعُهُ إلّا عَفوُكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 454
[ 45.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُزيلُ النِّعَمَ ، أو يُحِلُّ النِّقَمَ ، أو يُعَجِّلُ العَدَمَ ، أو يُكثِرُ النَّدَمَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 46.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَمحَقُ الحَسَناتِ ، ويُضاعِفُ السَّيِّئاتِ ، ويُعَجِّلُ النَّقِماتِ ، ويُغضِبُكَ يا رَبَّ السَّماواتِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 47.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ أنتَ أحَقُّ بِمَعرِفَتِهِ إذ كُنتَ أولى بِسُترَتِهِ ، فَإِنَّكَ أهلُ التَّقوى وأهلُ المَغفِرَةِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 48.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ تَجَهَّمتُ (1) فيهِ وَلِيّا مِن أولِيائِكَ ، مُساعَدَةً فيهِ لِأَعدائِكَ ، أو مَيلاً مَعَ أهلِ مَعصِيَتِكَ عَلى أهلِ طاعَتِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 49.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ ألبَسَني كِبرَةً (2) ، وَانهِماكي فيهِ ذِلَّةً ، أو آيَسَني مِن وُجودِ رَحمَتِكَ ، أو قَصَّرَ بِيَ اليَأسُ عَنِ الرُّجوعِ إلى طاعَتِكَ ، لِمَعرِفَتي بِعَظيمِ جُرمي وسوءِ ظَنّي بِنَفسي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 50.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ أورَدَنِي الهَلَكَةَ لَولا رَحمَتُكَ ، وأحَلَّني دارَ البَوارِ لَولا تَغَمُّدُكَ ، وسَلَكَ بي سَبيلَ الغَيِّ لَولا رُشدُكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 51.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ ألهاني عَمّا هَدَيتَني إلَيهِ ، أو أمَرتَني بِهِ أو نَهَيتَني عَنهُ ، أو دَلَلتَني عَلَيهِ فيما فيهِ الحَظُّ لي لِبُلوغِ رِضاكَ ، وإيثارِ مَحَبَّتِكَ ، وَالقُربِ مِنكَ ،
.
ص: 455
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 52.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَرُدُّ عَنكَ دُعائي ، أو يَقطَعُ مِنكَ رَجائي ، أو يُطيلُ في سَخَطِكَ عَنائي ، أو يُقَصِّرُ عِندَكَ أمَلي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 53.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُميتُ القَلبَ ، ويُشعِلُ الكَربَ (1) ، ويُرضِي الشَّيطانَ ، ويُسخِطُ الرَّحمنَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 54.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُعقِبُ اليَأسَ مِن رَحمَتِكَ ، وَالقُنوطَ مِن مَغفِرَتِكَ ، وَالحِرمانَ مِن سَعَةِ ما عِندَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 55.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ مَقَتُّ نَفسي عَلَيهِ إجلالاً لَكَ ، فَأَظهَرتُ لَكَ التَّوبَةَ فَقَبِلتَ ، وسَأَلتُكَ العَفوَ فَعَفَوتَ ، ثُمَّ مالَ بِيَ الهَوى إلى مُعاوَدَتِهِ طَمَعا في سَعَةِ رَحمَتِكَ وكَريمِ عَفوِكَ ، ناسِيا لِوَعيدِكَ ، راجِيا لِجَميلِ وَعدِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 56.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يورِثُ سَوادَ الوُجوهِ ، يَومَ تَبيَضُّ وُجوهُ أولِيائِكَ وتَسوَدُّ وُجوهُ أعدائِكَ ، إذ أقبَلَ «بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَ_وَمُونَ» (2) ، فَقيلَ لَهُم : «لَا تَخْتَصِمُواْ لَدَىَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ» (3) فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 456
[ 57.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَدعو إلَى الكُفرِ ، ويُطيلُ الفِكرَ ، ويورِثَ الفَقرَ ، ويَجلِبُ العُسرَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 58.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُدنِي الآجالَ ، ويَقطَعُ الآمالَ ، ويَبتُرُ الأَعمارَ ، فُهتُ بِهِ أو صَمَتُّ عَنهُ ، حَياءً مِنكَ عِندَ ذِكرِهِ ، أو أكنَنتُهُ في صَدري ، أو عَلِمتَهُ مِنّي ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ السِّرَّ وأخفى ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 59.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يَكونُ فِي اجتِراحِهِ قَطعُ الرِّزقِ ، ورَدُّ الدُّعاءِ ، وتَواتُرُ البَلاءِ ، ووُرودُ الهُمومِ ، وتَضاعُفُ الغُمومِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 60.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يُبَغِّضُني إلى عِبادِكَ ، ويُنَفِّرُ عَنّي أولِياءَكَ ، أو يوحِشُ مِنّي أهلَ طاعَتِكَ ، لِوَحشَةِ المَعاصي ، ورُكوبِ الحَوبِ (1) ، وكَآبَةِ الذُّنوبِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 61.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ دَلَّستُ بِهِ مِنّي ما أظهَرتَهُ ، أو كَشَفتُ عَنّي بِهِ ما سَتَرتَهُ ، أو قَبَّحتُ بِهِ مِنّي ما زَيَّنتَهُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 62.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ لا يُنالُ بِهِ عَهدُكَ ، ولا يُؤمَنُ مَعَهُ غَضَبُكَ ، ولا تَنزِلُ مَعَهُ رَحمَتُكَ ، ولا تَدومُ مَعَهُ نِعمَتُكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 63.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ استَخفَيتُ لَهُ ضَوءَ النَّهارِ مِن عِبادِكَ ، وبارَزتُ بِهِ في ظُلمَةِ اللَّيلِ جُرأَةً مِنّي عَلَيكَ ، عَلى أنّي أعلَمُ أنَّ السِّرَّ عِندَكَ عَلانِيَةٌ ، وأن
.
ص: 457
الخَفِيَّةَ عِندَكَ بارِزَةٌ ، وأنَّهُ لَن يَمنَعَني مِنكَ مانِعٌ ، ولا يَنفَعُني (1) عِندَكَ نافِعٌ ، مِن مالٍ وبَنينَ ، إلّا أن أتَيتُكَ بِقَلبٍ سَليمٍ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 64.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ يورِثُ النِّسيانَ لِذِكرِكَ ، ويُعقِبُ الغَفلَةَ عَن تَحذيرِكَ ، أو يُمادي فِي الأَمنِ مِن مَكرِكَ ، أو يُطمِعُ في طَلَبِ الرِّزقِ مِن عِندِ غَيرِكَ ، أو يُؤيِسُ مِن خَيرِ ما عِندَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 65.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ لَحِقَني بِسَبَبِ عَتبي عَلَيكَ فِي احتِباسِ الرِّزقِ عَنّي ، وإعراضي عَنكَ ومَيلي إلى عِبادِكَ بِالاِستِكانَةِ (2) لَهُم وَالتَّضَرُّعِ إلَيهِم ، وقَد أسمَعتَني قَولَكَ في مُحكَمِ كِتابِكَ «فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ» (3) ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 66.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ لَزِمَني بِسَبَبِ كُربَةٍ استَعَنتُ عِندَها بِغَيرِكَ ، أوِ استَبدَدتُ بِأَحَدٍ فيها دونَكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 67.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ حَمَلَني عَلَى الخَوفِ مِن غَيرِكَ ، أو دَعاني إلَى التَّواضُعِ لِأَحَدٍ مِن خَلقِكَ ، أوِ استَمالَني إلَيهِ الطَّمَعُ فيما عِندَهُ ، أو زَيَّنَ لي طاعَتَهُ في مَعصِيَتِكَ استِجرارا لِما في يَدِهِ ، وأنَا أعلَمُ بِحاجَتي إلَيكَ ، لا غِنى لي عَنكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ .
.
ص: 458
[ 68.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ مَدَحتُهُ بِلِساني ، أو هَشَّت إلَيهِ نَفسي ، أو حَسَّنتُهُ بِفَعالي ، أو حَثَثتُ عَلَيهِ بِمَقالي ، وهُوَ عِندَكَ قَبيحٌ تُعَذِّبُني عَلَيهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 69.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ مَثَّلَتهُ فِيَّ نَفسِي استِقلالاً لَهُ ، وصَوَّرَت لِي استِصغارَهُ ، وهَوَّنَت عَلَيَّ الاِستِخفافَ بِهِ حَتّى أورَطَتني (1) فيهِ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرهُ لي يا خَيرَ الغافِرينَ . [ 70.] اللّهُمَّ وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ ذَنبٍ جَرى بِهِ عِلمُكَ ، فِيَّ وعَلَيَّ إلى آخِرِ عُمُري بِجَميعِ ذُنوبي لِأَوَّلِها وآخِرِها ، وعَمدِها وخَطَئِها ، وقَليلِها وكَثيرِها ، ودَقيقِها وجَليلِها ، وقَديمِها وحَديثِها ، وسِرِّها وعَلانِيَتِها ، وجَميعِ ما أنَا مُذنِبُهُ ، وأتوبُ إلَيكَ ، وأسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي جَميعَ ما أحصَيتَ مِن مَظالِمِ العِبادِ قِبَلي ، فَإِنَّ لِعِبادِكَ عَلَيَّ حُقوقا أنَا مُرتَهَنٌ بِها ، تَغفِرُها لي كَيفَ شِئتَ وأنّى شِئتَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
ج _ مِن استِغفارِهِ في قُنوتِ الوَترِبحار الأنوار عن مصباح الكفعمي والبلد الأمين والاختيار لابن باقي :يُستَحَبُّ أن يَقولَ في قُنوتِ الوَترِ ما كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَقولُ فِي الاِستِغفارِ : اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في كِتابِكَ المُحكَمِ المُنزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرسَلِ ، وقَولُكَ الحَقُّ : «كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (3) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
.
ص: 459
غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (1) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «الصَّ_بِرِينَ وَالصَّ_دِقِينَ وَالْقَ_نِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» (2) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَ_حِشَةً أَوْظَ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» (3) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (4) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» (5) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْ_لِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا» (6) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (7) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (8) ، وأنَا أستَغفِرُك
.
ص: 460
وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ» (1) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَمَا كَانَ لِلنَّبِىِّ وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِى قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَ_بُ الْجَحِيمِ» (2) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ إِلَا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ» (3) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ أَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَ_عًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَ يُؤْتِ كُلَّ ذِى فَضْلٍ فَضْلَهُ» (4) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ» (5) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّى رَحِيمٌ وَدُودٌ» (6) وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَ لَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ» (7) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ .
.
ص: 461
وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ اسْتَغْفِرِى لِذَن_بِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِ_ئينَ» (1) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «يَ_أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَ_طِ_ئينَ» (2) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (3) وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَ يَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ» (4) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «سَلَ_مٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا» (5) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (6) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «يَ_قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (7) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ .
.
ص: 462
وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّ_هُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رَاكِعًا وَ أَنَابَ» (1) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ» (2) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِىِّ وَ الْاءِبْكَ_رِ» (3) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَاسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ وَ اسْتَغْفِرُوهُ» (4) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَالْمَلَ_ئكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِى الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (5) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ_هَ إِلَا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَ_تِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ» (6) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَ لُنَا وَ أَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا» (7) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَا قَوْلَ إِبْرَ هِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَك
.
ص: 463
وَ مَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (1) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (2) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْاْ رُءُوسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُم مُّسْتَكْبِرُونَ» (3) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ» (4) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا» (5) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «وَ مَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَ أَعْظَمَ أَجْرًا وَ اسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمُ» (6) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . وقُلتَ تَبارَكتَ وتَعالَيتَ : «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا» (7) ، وأنَا أستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ . (8)
.
ص: 464
د _ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِالإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ تَقَبَّل مِنّي ما كانَ صالِحا ، وأصلِح مِنّي ما كانَ فاسِدا . اللّهُمَّ لا تُسَلِّطني عَلى فَسادِ ما أصلَحتَ مِنّي ، وأصلِح لي ما أفسَدتُهُ مِن نَفسي . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ عَلَيهِ بَدَني بِعافِيَتِكَ ، ونالَتهُ يَدي بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، وبَسَطتُ إلَيهِ يَدي بِسَعَةِ رِزقِكَ ، وَاحتَجَبتُ فيهِ عَنِ النّاسِ بِسِترِكَ ، وَاتَّكَلتُ فيهِ عَلى كَريمِ عَفوِكَ . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ، ونَدِمتُ عَلى فِعلِهِ ، وَاستَحيَيتُ مِنكَ وأنَا عَلَيهِ ، ورَهِبتُكَ وأنَا فيهِ ، راجَعتُهُ وعُدتُ إلَيهِ . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ عَلِمتُهُ أو جَهِلتُهُ ، ذَكَرتُهُ أو نَسيتُهُ ، أخطَأتُهُ أو تَعَمَّدتُهُ ، هُوَ مِمّا لا أشُكُّ أنَّ نَفسي مُرتَهَنَةٌ بِهِ ، وإن كُنتُ نَسيتُهُ وغَفَلتُ عَنهُ . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ جَنَيتُهُ عَلَيَّ بِيَدي ، وآثَرتُ فيهِ شَهوَتي ، أو سَعَيتُ فيهِ لِغَيري ، أوِ استَغوَيتُ فيهِ مَن تابَعَني ، أو كابَرتُ فيهِ مَن مَنَعَني ، أو قَهَرتُهُ بِجَهلي ، أو لَطُفتُ فيهِ بِحيلَةٍ غَيري ، أوِ استَزَلَّني إلَيهِ مَيلي وهَوايَ . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ شَيءٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَني فيهِ ما لَيسَ لَكَ (1) ، وشارَكَني فيهِ ما لَم يَخلُص لَكَ ، وأستَغفِرُكَ بِما عَقَدتُهُ عَلى نَفسي ، ثُمَّ خالَفَهُ هَوايَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأعتِقني مِنَ النّارِ ، وجُد عَلَيَّ بِفَضلِكَ . اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِوَجهِكَ الكَريمِ الباقِي الدّائِمِ الَّذي أشرَقَت بِنورِهِ السَّماوات
.
ص: 465
وَالأَرضُ ، وكُشِفَت بِهِ ظُلُماتُ البَرِّ وَالبَحرِ ، ودُبِّرَت بِهِ اُمورُ الجِنِّ وَالإِنسِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُصلِحَ شَأني بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
ه _ مِن دُعائِهِ إذا حَزَبَهُ أمرٌالإمام عليّ عليه السلام_ كانَ إذا حَزَبَهُ (2) أمرٌ خَلا في بَيتٍ ويَقولُ _: يا كهيعص ، يا نورُ يا قُدّوسُ ، يا حَيُّ يا اللّهُ يا رَحمنُ _ ورَدَّدَها ثَلاثا _ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُحِلُّ النِّقَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ القِسَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ الأَعداءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُمسِكُ غَيثَ السَّماءِ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُظلِمُ الهَواءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ . (3)
9 / 3الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِفاطمة عليهاالسلام_ فِي الدُّعاءِ عَقيبَ العَصرِ _: أنتَ الرَّبُّ الجَوادُ بِالمَغفِرَةِ ، تَجِدُ مَن تُعَذِّبُ غَيري ولا أجِدُ مَن يَغفِرُ لي غَيرَكَ ، وأنتَ غَنِيٌّ عَن عَذابي وأنَا فَقيرٌ إلى رَحمَتِكَ ... . اللّهُمَّ إنّي أستَهديكَ لِاءِرشادِ أمري ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفسي .
.
ص: 466
اللّهُمَّ عَمِلتُ سوءا وظَلَمتُ نَفسي ، فَاغفِر لي إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ ... . اللّهُمَّ إلى رَحمَتِكَ رَفَعتُ بَصَري ، وإلى جودِكَ بَسَطتُ كَفّي ، فَلا تَحرِمني وأنَا أسأَ لُكَ ، فَلا تُعَذِّبني وأنَا أستَغفِرُكَ ، اللّهُمَّ فَاغفِر لي فَإِنَّكَ بي عالِمٌ ، ولا تُعَذِّبني فَإِنَّكَ عَلَيَّ قادِرٌ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
عنها عليهاالسلام_ في دُعائِها عَقيبَ صَلاةِ المَغرِبِ _: رَبِّ أستَجيرُكَ مِنَ النّارِ فَأَجِرني ، رَبِّ أعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، رَبِّ أفزَعُ إلَيكَ مِنَ النّارِ فَأَبعِدني ، رَبِّ أستَرحِمُكَ مَكروبا فَارحَمني ، رَبِّ أستَغفِرُكَ لِما جَهِلتُ فَاغفِر لي . (2)
9 / 4الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عليه السلامالإمام زين العابدين عليه السلام_ فِي المُناجاةِ المَعروفَةِ بِمُناجاةِ الذّاكِرينَ _: إلهي ... أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيرِ ذِكرِكَ ، ومِن كُلِّ راحَةٍ بِغَيرِ اُنسِكَ ، ومِن كُلِّ سُرورٍ بِغَيرِ قُربِكَ ، ومِن كُلِّ شُغُلٍ بِغَيرِ طاعَتِكَ . (3)
عنه عليه السلام_ في دُعائِهِ _: اللّهُمَّ إنَّ الاِستِغفارَ لَكَ مَعَ الإِصرارِ عَلَى الذَّنبِ لُؤمٌ ، وإنَّ تَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ عَجزٌ ، فَكَم تَتَحَبَّبُ إلَيَّ وأنتَ الغَنِيُّ عَنّي ، وكَم أتَبَغَّضُ إلَيكَ وأنَا الفَقيرُ إلَيكَ ، فَيا مَن إذا تَوَعَّدَ عَفا ، وإذا وَعَدَ وَفى ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَافعَل بي أولَى الأَمرَينِ بِكَ . (4)
.
ص: 467
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنَّ استِغفاري إيّاكَ وأنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيتَ قِلَّةُ حَياءٍ ، وتَركِيَ الاِستِغفارَ مَعَ عِلمي بِسَعَةِ حِلمِكَ (1) تَضييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ . اللّهُمَّ إنَّ ذُنوبي تُؤيِسُني أن أرجُوَكَ ، وإنَّ عِلمي بِسَعَةِ رَحمَتِكَ يُؤمِنُني أن أخشاكَ . فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وحَقِّق رَجائي لَكَ ، وكَذِّب خَوفي مِنكَ ، وكُن لي عِندَ أحسَنِ ظَنّي بِكَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، وأيِّدني بِالعِصمَةِ ، وأنطِق لِساني بِالحِكمَةِ ، وَاجعَلني مِمَّن يَندَمُ عَلى ما ضَيَّعَهُ في أمسِهِ ... . (2)
9 / 5الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلامالإمام الصادق عليه السلام :يا نورُ يا قُدّوسُ ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ويا آخِرَ الآخِرينَ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُحِلُّ النِّقَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ البَلاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ (3) الأَعداءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُظلِمُ الهَواءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ غَيثَ السَّماءِ . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ إنَّ مَغفِرَتَكَ أوسَعُ مِن ذُنوبي ، ورَحمَتَكَ أرجى عِندي مِن عَمَلي ، فَاغفِر
.
ص: 468
لي ، يا حَيُّ ومَن لا تَموتُ . (1)
عنه عليه السلام_ مِمّا كانَ يَقولُ في سُجودِهِ _: سَجَدَ وَجهِيَ البالي لِوَجهِكَ الباقِي الدّائِمِ العَظيمِ ، سَجَدَ وَجهِيَ الذَّليلُ لِوَجهِكَ العَزيزِ ، سَجَدَ وَجهِيَ الفَقيرُ لِوَجهِ رَبِّيَ الغَنِيِّ الكَريمِ العَلِيِّ العَظيمِ ، رَبِّ أستَغفِرُكَ مِمّا كانَ ، وأستَغفِرُكَ مِمّا يَكونُ . (2)
عنه عليه السلام_ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي مَغفِرَةً عَزما جَزما لا تُغادِرُ لي ذَنبا ولا خَطيئَةً ولا إثما . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، وأستَغفِرُكَ لِما أعطَيتُكَ مِن نَفسي ولَم أفِ لَكَ بِهِ ، وأستَغفِرُكَ لِما أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَهُ ما لَيسَ لَكَ . فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي يا رَبِّ ولِوالِدَيَّ وما وَلَدا وما وَلَدتُ وما تَوالَدوا مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، الأَحياءِ مِنهُم وَالأَمواتِ ، ولِاءِخوانِنَا الَّذينَ سَبَقونا بِالإِيمانِ ، ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلّاً لِلَّذينَ آمَنوا ، رَبَّنا إنَّكَ رَؤوفٌ رَحيمٌ . (3)
عنه عليه السلام_ في دُعاءِ يَومِ عَرَفَةَ _: ... صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي نَظَرَت إلَيها عَينايَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي نَطَقَ بِها لِساني . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتِي اكتَسَبَتها يَدي ، وَاغفِر لي ذُنوبِيَ الَّتي باشَرَها جِلدي ، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتِي احتَطَبتُ بِها عَلى بَدَني ، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتي قَدَّمَتها يَدايَ ، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتي أحصاها كِتابُكَ ، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنوبِيَ الَّتى ¨
.
ص: 469
سَتَرتُها مِنَ المَخلوقينَ ولَم أستُرها مِنكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ذُنوبي أوَّلَها وآخِرَها ، صَغيرَها وكَبيرَها ، دَقيقَها وجَليلَها ، ما أعرِفُ مِنها وما لا أعرِفُ . مَولايَ عَظُمَت ذُنوبي وجَلَّت ، وهِيَ صَغيرَةٌ في جَنبِ عَفوِكَ ، فَاعفُ عَنّي فَقَد قَيَّدَتني ، وَاشتَهَرَت عُيوبي ، وغَرَقَتني خَطايايَ ، وأسلَمَتني نَفسي إلَيكَ ، بَعدَما لَم أجِد مَلجَأً ولا مَنجا مِنكَ إلّا إلَيكَ . مَولايَ استَوجَبتُ أن أكونَ لِعُقوبَتِكَ غَرَضا ، ولِنَقِمَتِكَ مُستَحِقّا . إلهي قَد غُيِّرَ عَقلي فيما وَجِلتُ مِن مُباشَرَةِ عِصيانِكَ ، وبَقيتُ حَيرانا مُتَعَلِّقا بِعَمودِ عَفوِكَ ، فَأَقِلني يا مَولايَ وإلهي بِالاِعتِرافِ ، فَها أنَا ذا بَينَ يَدَيكَ عَبدٌ ذَليلٌ خاضِعٌ صاغِرٌ داخِرٌ (1) راغِمٌ ، إن تَرحَمني فَقَديما شَمِلَني عَفوُكَ ، وألبَستَني عافِيَتَكَ ، وإن تُعَذِّبني فَإِنّي لِذلِكَ أهلٌ ، وهُوَ مِنكَ يا رَبِّ عَدلٌ ... . اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ قَوِيَ عَلَيهِ بَدَني بِعافِيَتِكَ ، أو نالَتهُ قُدرَتي بِفَضلِ نِعمَتِكَ ، أو بَسَطتُ إلَيهِ يَدي بِسابِغِ رِزقِكَ ، أوِ اتَّكَلتُ عِندَ خَوفي مِنهُ عَلى أناتِكَ ، أو وَثِقتُ فيهِ بِحَولِكَ ، أو عَوَّلتُ فيهِ عَلى كَريمِ عَفوِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ مِن كُلِّ ذَنبٍ خُنتُ فيهِ أمانَتي ، أو نَحَّستُ بِفِعلِهِ نَفسي ، أوِ احتَطَبتُ بِهِ عَلى بَدَني ، أو قَدَّمتُ فيهِ لَذَّتي ، أو آثَرتُ فيهِ شَهَواتي ، أو سَعَيتُ فيهِ لِغَيري ، أوِ استَغوَيتُ فيهِ مَن تَبِعَني ، أو غَلَبتُ عَلَيهِ بِفَضلِ حيلَتي ، أوِ احتَلتُ عَلَيكَ فيهِ مَولايَ ، فَلَم تَغلِبني عَلى فِعلي ، إذ كُنتَ كارِها لِمَعصِيَتي ، لكِن سَبَقَ عِلمُكَ في فِعلي ، فَحَلُمتَ عَنّي ، لَم تُدخِلني يا رَبِّ فيهِ جَبرا، ولَم تَحمِلني عَلَيهِ قَهرا ، ولَم تَظلِمني فيهِ شَيئا . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن غَمَرَتهُ مَساغِبُ الإِساءَةِ ، فَأَيقَنَ مِن إلهِهِ بِالمُجازاةِ .
.
ص: 470
أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن تَهَوَّرَ تَهَوُّرا فِي الغَياهِبِ (1) ، وتَداحَضَ (2) لِلشِّقوَةِ فِي أوداءِ (3) المَذاهِبِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أورَطَهُ الإِفراطُ في مَآثِمِهِ ، وأوثَقَهُ الاِرتِباكُ في لُجَجِ جَرائِمِهِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أنافَ (4) عَلَى المَهالِكِ بِمَا اجتَرَمَ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن أوحَدَتهُ المَنِيَّةُ في حُفرَتِهِ ، فَأَوحَشَ بِمَا اقتَرَفَ مِن ذَنبٍ استَكفَفَ ، فَاستَرحَمَ هُنالِكَ رَبَّهُ وَاستَعطَفَ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم يَتَزَوَّد لِبُعدِ سَفَرِهِ زادا ، ولَم يُعِدَّ لِمَظاعِنِ تَرحالِهِ إعدادا . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن شَسَعَت (5) شُقَّتُهُ ، وقَلَّت عُدَّتُهُ ، فَغَشِيَتهُ هُنالِكَ كُربَتُهُ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن خالَطَ كَسبَهُ التَّدالُسَ (6) ، وقَرَنَ بِأَعمالِهِ التَّباخُسَ . (7) أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لا يَعلَمُ عَلى أيِّ مَنزِلَتِهِ هاجِمٌ ، أفِي النّارِ يُصلى ، أم فِي الجَنَّةِ ناعِمٌ يَحيا . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن غَرِقَ في لُجَجِ المَآثِمِ ، وتَقَلَّبَ في أظاليلِ مَقتِ المَحارِمِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن عَنَدَ عَن لَوائِحِ حَقِّ المَنهَجِ ، وسَلَكَ سَوادِفَ (8) سُبُلِ المُرتَتَجِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم يُهمِل شُكري ، ولَم يَضرِب عَنهُ صَفحا . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لَم يُنجِهِ المَفَرُّ مِن مُعاناةِ ضَنكِ المُنقَلَبِ ، ولَم يُجِرهُ المَهرَبُ مِن أهاويلِ عِب ءِ المَكسَبِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن تَمَرَّدَ في طُغيانِهِ عُدُوّا ، وبارَزَهُ بِالخَطيئَةِ عُتُوّا . أستَغفِرُ اللّه
.
ص: 471
استِغفارَ مَن أحصى عَلَيهِ كُرورَ لَوافِظِ ألسِنَتِهِ ، وزِنَةَ مَخانِقِ (1) الجَنَّةِ . أستَغفِرُ اللّهَ استِغفارَ مَن لا يَرجو سِواهُ . أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ مِمّا أحصاهُ العُقولُ ، وَالقَلبُ الجَهولُ ، وَاقتَرَفَتهُ الجَوارِحُ الخاطِئَةُ ، وَاكتَسَبَتهُ اليَدُ الباغِيَةُ . أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ بِمِقدارِ ومِقياسِ ومِكيالِ ومَبلَغِ ما أحصى وعَدِدِ ما خَلَقَ وما فَلَقَ ، وذَرَأَ وبَرَأَ وأنشَأَ وصَوَّرَ ودَوَّنَ . وأستَغفِرُ اللّهَ أضعافَ ذلِكَ ، وأضعافا مُضاعَفَةً ، وأمثالاً مُمَثَّلَةً ، حَتّى أبلُغَ رِضَا اللّهِ وأفوزَ بِعَفوِهِ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي هَداني لِدينِهِ الَّذي لا يَقبَلُ عَمَلاً إلّا بِهِ ، ولا يَغفِرُ ذَنبا إلّا لِأَهلِهِ . وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَني مُسلِما لَهُ ولِرَسولِهِ صلى الله عليه و آله فيما أمَرَ بِهِ ونَهى عَنهُ . (2)
9 / 6الاِستِغفاراتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلامالإمام الكاظم عليه السلام_ مِن دُعائِهِ في عَمَلِ أوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ وهُوَ ساجِدٌ بَعدَ فَراغِهِ مِن صَلاةِ اللَّيلِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الأَئِمَّةِ يَنابيعِ الحِكمَةِ ، واُولِي النِّعمَةِ ، ومَعادِنِ العِصمَةِ ، وَاعصِمني بِهِم مِن كُلِّ سوءٍ ، ولا تَأخُذني عَلى غِرَّةٍ ولا غَفلَةٍ ، ولا تَجعَل عَواقِبَ أعمالي حَسرَةً ، وَارضَ عَنّي فَإِنَّ مَغفِرَتَكَ لِلظّالِمينَ وأنَا مِنَ الظّالِمينَ ، اللّهُمَّ اغفِر لي ما لا يَضُرُّكَ ، وأعطِني ما لا يَنقُصُكَ ، فَإِنَّكَ الوَسيعُ رَحمَتُهُ ، البَديعُ حِكمَتُهُ . (3)
.
ص: 472
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ يَحبِسُ رِزقي ، ويَحجُبُ مَسأَلَتي ، أو يَقصُرُ بي عَن بُلوغِ مَسأَلَتي ، أو يَصُدُّ بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي . اللّهُمَّ اغفِر لي وَارزُقني وَارحَمني وَاجبُرني وعافِني وَاعفُ عَنّي ، وَارفَعني وَاهدِني وَانصُرني ، وألقِ في قَلبِي الصَّبرَ وَالنَّصرَ ، يا مالِكَ المُلكِ ، فَإِنَّهُ لا يَملِكُ ذلِكَ غَيرُكَ ... . (1)
9 / 7اِستِغفارُ الخِضرِكنز العمّال عن ابن عمر :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَثيرا ما يَقولُ لَنا : مَعاشِرَ أصحابي ، ما يَمنَعُكُم أن تُكَفِّروا ذُنوبَكُم بِكَلِماتٍ يَسيرَةٍ ؟ قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وما هِيَ ؟ قالَ : تَقولونَ مَقالَةَ أخِي الخِضرِ . قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ : ما كانَ يَقولُ ؟ قالَ : كانَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أستَغفِرُكَ لِما تُبتُ إلَيكَ مِنهُ ثُمَّ عُدتُ فيهِ ، وأستَغفِرُكَ لِما أعطَيتُكَ مِن نَفسي ثُمَّ لَم اُوفِ لَكَ بِهِ ، وأستَغفِرُكَ لِلنِّعَمِ الَّتي أنعَمتَ بِها عَلَيَّ فَتَقَوَّيتُ بِها عَلى مَعاصيكَ ، وأستَغفِرُكَ لِكُلِّ خَيرٍ أرَدتُ بِهِ وَجهَكَ فَخالَطَني فيهِ ما لَيسَ لَكَ ، اللّهُمَّ لا تُخزِني فَإِنَّكَ بي عالِمٌ ، ولا تُعَذِّبني فَإِنَّكَ عَلَيَّ قادِرٌ . (2)
9 / 8سَيِّدُ الاِستِغفارِصحيح البخاري عن شدّاد بن أوس عن النبيّ صلى الله عليه و آله :سَيِّدُ الاِستِغفارِ أن تَقولَ : اللّهُمَّ أنتَ رَبّى ¨
.
ص: 473
لا إلهَ إلّا أنتَ ، خَلَقتَني وأنَا عَبدُكَ وأنَا عَلى عَهدِكَ ووَعدِكَ مَا استَطَعتُ ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ ، أبوءُ لَكَ بِنِعمَتِكَ عَلَيَّ ، وأبوءُ لَكَ بِذَنبي ، فَاغفِر لي فَإِنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ . قالَ : ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ موقِنا بِها فَماتَ مِن يَومِهِ قَبلَ أن يُمسِيَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيلِ وهُوَ موقِنٌ بِها فَماتَ قَبلَ أن يُصبِحَ فَهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ . (1)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِر مِن قَولِ : «سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ» ، فَإِنَّها سَيِّدُ الاِستِغفارِ ، وإنَّها مَمحاةٌ لِلخَطايا _ أحسَبُهُ قالَ : _ موجِبَةٌ لِلجَنَّةِ . (2)
9 / 9النَّوادِرُرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في دُعاءِ اللَّيلَةِ العِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ _: أستَغفِرُ اللّهَ مِمّا مَضى مِن ذُنوبي فَاُنسيتُها وهِيَ مُثبَتَةٌ عَلَيَّ يُحصيها عَلَيَّ الكِرامُ الكاتِبونَ يَعلَمونَ ما أفعَلُ ، وأستَغفِرُ اللّهَ مِن موبِقاتِ الذُّنوبِ ، وأستَغفِرُهُ مِن مُفظِعاتِ (3) الذُّنوبِ ، وأستَغفِرُهُ مِمّا فَرَضَ عَلَيَّ فَتَوانَيتُ ، وأستَغفِرُهُ مِن نِسيانِ الشَّيءِ الَّذي باعَدَني مِن رَبّي . وأستَغفِرُهُ مِنَ الزَّلّاتِ (4) وَالضَّلالاتِ ومِمّا كَسَبَت يَدايَ ، واُؤمِنُ بِهِ وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ كَثيرا ، وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ وأستَغفِرُهُ ، فَصَلِّ
.
ص: 474
عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَعفُوَ عَنّي وتَغفِرَ لي ما سَلَفَ مِن ذُنوبي ، وَاستَجِب يا سَيِّدي دُعائي ، فَإِنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . (1)
صحيح البخاري عن أبي بكر :أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عَلِّمني دُعاءً أدعو بِهِ في صَلاتي . قالَ [ صلى الله عليه و آله ] : قُل : اللّهُمَّ إنّي ظَلَمتُ نَفسي ظُلما كَثيرا ولا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ ، فَاغفِر لي مَغفِرَةً مِن عِندِكَ ، وَارحَمني إنَّكَ أنتَ الغَفورُ الرَّحيمُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي وخَطَئي وعَمدي . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ في كُلِّ يَومٍ مَرَّةً واحِدَةً : «أستَغفِرُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وأسأَ لُهُ أن يَتوبَ عَلَيَّ تَوبَةَ عَبدٍ ذَليلٍ خاضِعٍ فَقيرٍ ، بائِسٍ مِسكينٍ مُستَكينٍ مُستَجيرٍ ، لا يَملِكُ لِنَفسِهِ نَفعا ولا ضَرّا ولا مَوتا ولا حَياةً ولا نُشورا» أمَرَ اللّهُ تَعالَى المَلَكَينِ بِتَخريقِ صَحيفَتِهِ كائِنَةً ما كانَت . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :مِن أحَبِّ الكَلامِ إلَى اللّهِ عز و جل أن يَقولَ العَبدُ وهُوَ ساجِدٌ : رَبِّ ظَلَمتُ نَفسى ¨
.
ص: 475
فَاغفِر لي . (1)
عنه عليه السلام :مِن كَلِماتٍ أحَبُّ إلَى اللّهِ أن يَقولَهُنَّ العَبدُ (2) : اللّهُمَّ لا إلهَ إلّا أنتَ ، اللّهُمَّ لا أعبُدُ إلّا إيّاكَ ، اللّهُمَّ لا اُشرِكُ بِكَ شَيئا ، اللّهُمَّ إنّي قَد ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي ذُنوبي ، إنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ . (3)
عنه عليه السلام_ مِن دُعاءِ الأَمانِ _: ... اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في مُحكَمِ كِتابِكَ النّاطِقِ ، عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ الصّادِقِ ، صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ : «فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَ مَا يَتَضَرَّعُونَ» (4) ، فَها أنَا يا رَبِّ مُستَكينٌ مُتَضَرِّعٌ إلَيكَ ، عائِذٌ بِكَ ، مُتَوَكِّلٌ عَلَيكَ . وقُلتَ يا سَيِّدي ومَولايَ : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» (5) ، وأنَا يا سَيِّدي أستَغفِرُكَ وأتوبُ وأبوءُ بِذَنبي ، وأعتَرِفُ بِخَطيئَتي ، وأستَقيلُكَ عَثرَتي ، فَهَب لي ما أنتَ بِهِ خَبيرٌ . وقُلتَ جَلَّ ثَناؤُكَ وتَقَدَّسَت أسماؤُكَ : «يَ_عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (6) ، فَلَبَّيكَ اللّهُمَّ لَبَّيكَ وسَعدَيكَ ، وَالخَيرُ في يَدَيكَ . أنَا يا سَيِّدِي المُسرِفُ عَلى نَفسي ، قَد وَقَفتُ مَوقِفَ الأَذِلّاءِ المُذنِبينَ العاصين
.
ص: 476
المُتَجَرِّئينَ عَلَيكَ ، المُستَخِفّينَ بِوَعدِكَ ووَعيدِكَ ، اللّاهينَ عَن طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسولِكَ ، فَأَيَّ جُرأَةٍ اجتَرَأتُ عَلَيكَ ! وأيَّ تَغَرُّرٍ غَرَرتُ بِنَفسي ! فَأَنَا المُقِرُّ بِذَنبي ، المُرتَهَنُ بِعَمَلي ، المُتَحَيِّرُ عَن قَصدي ، المُتَهَوِّرُ في خَطيئَتي ، الغَريقُ في بُحورِ ذُنوبي ، المُنقَطِعُ بي ، لا أجِدُ لِذُنوبي غافِرا ، ولا لِتَوبَتي قابِلاً ، ولا لِنِدائي سامِعا ، ولا لِعَثرَتي مُقيلاً ، ولا لِعَورَتي ساتِرا ، ولا لِدُعائي مُجيبا غَيرَكَ يا سَيِّدي ، فَلا تَحرِمني ما جُدتَ بِهِ عَلى مَن أسرَفَ عَلى نَفسِهِ وعَصاكَ ثُمَّ تَرَضّاكَ ، ولا تُهلِكني إن عُذتُ بِكَ ولُذتُ وأنَختُ بِفِنائِكَ وَاستَجَرتُ بِكَ . إن دَعَوتُكَ يا مَولايَ فَبِذلِكَ أمَرتَني وأنتَ ضَمِنتَ لي ، وإن سَأَلتُكَ فَأَعطِني ، وإن طَلَبتُ مِنكَ فَلا تَحرِمني ، إلهي ، اغفِر لي وتُب عَلَيَّ وَارضَ عَنّي ، وإن لَم تَرضَ عَنّي فَاعفُ عَنّي ، فَقَد لا يَرضَى المَولى عَن عَبدِهِ ثُمَّ يَعفو عَنهُ ، لَيسَ تُشبِهُ مَسأَلَتي مَسأَلَةَ السُّؤّالِ ؛ لِأَنَّ السّائِلَ إذا سَأَلَ ورُدَّ ومُنِعَ امتَنَعَ ورَجَعَ ، وأنَا أسأَ لُكَ واُلِحُّ عَلَيكَ بِكَرَمِكَ وجودِكَ وجَنابِكَ مِن رَدِّ سائِلٍ مُستَعطٍ ، يَتَعَرَّضُ لِمَعروفِكَ ، ويَلتَمِسُ صَدَقَتَكَ ، ويُنيخُ بِفِنائِكَ ، ويَطرُقُ بابَكَ . وعِزَّتِكَ وجَلالِكَ يا سَيِّدي ، لَو طَبَّقَت ذُنوبي بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ وخَرَقَتِ النُّجومَ ، وبَلَغَت أسفَلَ الثَّرى ، وجاوَزَتِ الأَرَضينَ السّابِعَةَ السُّفلى ، وأوفَت عَلَى الرَّملِ وَالحَصى ، ما رَدَّنِي اليَأسُ عَن تَوَقُّعِ غُفرانِكَ ، ولا صَرَفَنِي القُنوطُ عَنِ انتِظارِ رِضوانِكَ . إلهي وسَيِّدي دَلَلتَني عَلى سُؤالِ الجَنَّةِ ، وعَرَّفتَني فيهَا الوَسيلَةَ إلَيكَ ، وأنَا أتَوَسَّلُ إلَيكَ بِتِلكَ الوَسيلَةِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِم أجمَعينَ . أفَتَدُلُّ عَلى خَيرِكَ ونَوالِكَ السُّؤّالَ ثُمَّ تَمنَعُهُم ، وأنتَ الكَريمُ المَحمودُ في كُلِّ الأَفعالِ ! كَلّا وعِزَّتِكَ يا مَولايَ ، إنَّكَ أكرَمُ مِن ذلِكَ وأوسَعُ فَضلاً . اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني ، وَارضَ عَنّي وتُب عَلَيَّ ، وَاعصِمني وَاعفُ عَنّي ،
.
ص: 477
وسَدِّدني ووَفِّق لي وخِر لي ، وَاجعَل لي ذِمَّتَكَ ولا تُعَذِّبني ... . (1)
الإمام الباقر عليه السلام_ مِن دُعاءٍ كانَ عليه السلام يُسَمّيهِ الجامِعَ _: اللّهُمَّ ما قَدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وما أغفَلتُ وما تَعَمَّدتُ ، وما تَوانَيتُ وما أعلَنتُ وما أسرَرتُ ، فَاغفِرهُ لي يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلّا أنتَ ، المَنّانُ بَديعُ السَّماواتِ وَالأَرضِ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، إنّي سائِلٌ فَقيرٌ ، وخائِفٌ مُستَجيرٌ ، وتائِبٌ مُستَغفِرٌ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي ذُنوبي كُلَّها ، قَديمَها وحَديثَها ، وكُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، اللّهُمَّ لا تُجهِد بَلائي ، ولا تُشمِت بي أعدائي ، فَإِنَّهُ لا دافِعَ ولا مانِعَ إلّا أنتَ . (3)
الكافي عن عليّ بن رئاب عن الإمام الكاظم عليه السلام :اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ في شَهرِ رَمَضانَ مُستَقبِلَ (4) دُخولِ السَّنَةِ _ وذَكَرَ أنَّهُ مَن دَعا بِهِ مُحتَسِبا لَم تُصِبهُ في تلِكَ السَّنَةِ فِتنَةٌ ولا آفَةٌ يُضَرُّ بِها دينُهُ وبَدَنُهُ ، ووَقاهُ اللّهُ عَزَّ ذِكرُهُ شَرَّ ما يَأتي بِهِ تِلكَ السَّنَةَ _ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي دانَ (5) لَهُ كُلُّ شَيءٍ ، وبِرَحمَتِكَ الَّتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِزَّتِكَ الَّتي قَهَرتَ بِها كُلَّ شَيءٍ ، وبِعَظَمَتِكَ الَّتي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ ، وبِقُوَّتِكَ الَّتي خَضَعَ لَها كُل
.
ص: 478
شَيءٍ ، وبِجَبَروتِكَ الَّتي غَلَبَت كُلَّ شَيءٍ ، وبِعِلمِكَ الَّذي أحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ ، يا نورُ يا قُدّوسُ (1) ، يا أوَّلُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ويا باقي بَعدَ كُلِّ شَيءٍ . يا اللّهُ يا رَحمنُ يا اللّهُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُنزِلُ النِّقَمَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَقطَعُ الرَّجاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُديلُ الأَعداءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي يُستَحَقُّ بِها نُزولُ البَلاءِ (2) ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ غَيثَ السَّماءِ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَكشِفُ الغِطاءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تُعَجِّلُ الفَناءَ ، وَاغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تورِثُ النَّدَمَ ، وَاغفِر لي الذُّنوبَ الَّتي تَهتِكُ العِصَمَ ... . (3)
.
ص: 479
القِسمُ العاشِرُ: الصّلاة على النّبيّ وآله والأنبياءالمدخلالفصل الأوّل : تفسير الصّلاة على النّبيّالفصل الثّاني : فضل الصّلاة على النّبيّ وآله والحثّ عليهاالفصل الثّالث : أدب الصّلاة على رسول اللّهالفصل الرّابع : بركات الصّلاة على رسول اللّه وأهل بيتهالفصل الخامس : الصّلاة على الأنبياءالفصل السّادس : الصّلوات المأثورة عن رسول اللّه وأهل بيته
.
ص: 480
. .
ص: 481
المدخل«الصلاة» لغةً واصطلاحالقد ذكر بعض علماء اللغة معنيين لمادة «ص ل و / ي» ؛ الأوّل النار وما شابهها والآخر نوع من العبادات ، فقد صَرَّحَ ابن فارس في هذا المجال قائلاً : صلى : الصاد واللام والحرف المعتل أصلان : أحدهما : النار وما أشبهها من الحُمّى والآخر جنس من العبادة ، فأمّا الأوّل فقولهم : صَلَيْتُ العودَ بالنار . . . وأمّا الثاني : فالصلاة وهي الدّعاء ، وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إذا دُعِيَ أحَدُكُم إلى طَعامٍ فَليُجِب ، فإِن كانَ مُفطِرا فَليَأكُل وَإِن كانَ صائِما فَليُصَلِّ» أي فليدع لهم بالخير والبركة . . . والصلاة هي التي جاء بها الشرع من الركوع والسجود وسائر حدود الصّلاة ، فأمّا الصلاة من اللّه تعالى فالرحمة . . . (1) . وقد ذكر الراغب في بيان معنى الصلاة : قال كثير من أهل اللغة : هي الدعاء والتبريك والتمجيد ، يقال : صلّيت عليه أي دعوت له وزكّيت ، وقال عليه السلام : «إذا دُعِيَ أحَدُكُم إلى طَعامٍ فَليُجِب ، وَإن كانَ صائِما فَليُصَلِّ» أي ليدع لأهله «وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ» (2) «يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ» (3) وصلوات الرسول وصلاة اللّه للمسلمين
.
ص: 482
هو في التحقيق : تزكيته إيّاهم . وقال : «أُوْلَ_ئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ» (1) ومن الملائكة هي الدعاء والاستغفار كما هي من الناس ، قال تعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ» (2) والصلاة التي هي العبادة المخصوصة أصلها : الدعاء ، وسُمّيت هذه العبادة بها كتسمية الشيء باسم بعض ما يتضمّنه ، والصلاة من العبادات التي لم تنفك شريعة منها وإن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع . ولذلك قال : «إِنَّ الصَّلَوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَ_بًا مَّوْقُوتًا» (3) . وقال بعضهم : أصل الصلاة من الصلى ، قال : ومعنى صلّى الرجل أي أنّه ذاد وأزال عن نفسه بهذه العبادة الصُّلِّيَّ الذي هو نار اللّه الموقدة . وبناء صلّى كبناء مرض لإزالة المرض . (4) على هذا الأساس فإنّ المراد من «الصلاة على رسول اللّه وأهل بيته» الدعاء لهم .
«الصلاة» في الكتاب والسنّةإنّ دراسة موارد استعمال كلمة «الصّلاة» في الكتاب والسنّة تدلّ على أنّ المعنى الجامع لهذه الكلمة هو الالتفات المقترن بالمدح وإظهار التعظيم والتكريم ، حيث يؤكّد العلّامة الطباطبائي في هذا الصدد قائلاً : المعنى الجامع للصلاة على ما يستفاد من موارد استعمالها هو الانعطاف فيختلف باختلاف ما نسب إليه ولذلك قيل : إنّ الصلاة من اللّه الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الناس الدعاء ، لكن الذي نسب من الصلاة إلى اللّه سبحانه في القرآن هو الصلاة بمعنى الرحمة الخاصة بالمؤمنين ، وهي التي تترتّب عليها
.
ص: 483
سعادة العقبى والفلاح المؤبّد ، ولذلك علّل تصليته عليهم بقوله : «لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّ_لُمَ_تِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا» (1) . (2) إنّ ممّا يُلْفِتُ النَّظر قبل ملاحظة أحاديث هذا القسم ما يلي :
1 . معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه و آلهاستنادا إلى ما ذكر في بيان معنى «الصلاة» ، فإنّ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله تعني إظهار محبّته وتعظيمه وتكريمه ، لذلك فإنّ كلّاً ممّا ورد في الأحاديث في تفسير الصلاة عليه _ مثل : الرحمة (3) والثناء (4) والدعاء (5) وتنزيهه صلى الله عليه و آله من النقائص والآفات (6) والوفاء بالعهد الإلهي (7) في الإذعان بنبوّته _ هو في الحقيقة مصداق من المصاديق الجامعة للصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
2 . الرسالة السياسية للصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آلهيتّضح من خلال شيء من التأمّل في تأكيد الكتاب والسنّة وحثّهما على الصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله وخاصة الأحاديث التي وردت بشأن كيفية الصلاة عليه وأدبها _ أي الأحاديث التي تؤكد ضم أهل البيت عليهم السلام في الصلاة عليه _ أن هذا الذكر المبارك يشتمل على بعد سياسي وحكومي فضلاً عن البعد العقيدي والمعنوي ، بمعنى أنّ استمرار إظهار المحبّة الحقيقية من جانب الاُمّة الإسلامية لرسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام يمثّل أرضية استمرار سيادةِ الإسلام بقيادة أهل بيت الرسالة فى ¨
.
ص: 484
المجتمع ، لذلك فإنّ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله ليست عبادة فحسب بل إنّها شعار سياسي أيضا ، لذلك جاء في الحديث النبوي تأكيد رفع الصوت في ترديد هذا الذكر _ مثل كلّ الشعارات السياسية _ : اِرفَعوا أصواتَكُم بِالصَّلاةِ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّها تَذهَبُ بِالنِّفاقِ . (1) وهذا الحديث يعني أنّ المنافق لا يمكنه أن يردّد هذا الشعار السياسي بصوت عال دائما ، بل إنّ ترديد هذا الشعار بشكل علني وصوت مرتفع يؤدي إلى أن يُعالج مرض النفاق تدريجيا حتّى يصل الإنسان إلى الإيمان الحقيقي .
3 . رسالة الصلاة على جميع الأنبياء عليهم السلامرغم أنّ الصلاة على الأنبياء السابقين ، لا تتضمّن الرسالة السياسية للصلاة على نبينا صلى الله عليه و آله وآله عليهم السلام ، إلّا أنّها تشتمل على رسالة عقيدية اجتماعية مهمة ، لأنّ احترام جميع الأنبياء ، علامة اعتقاد المسلمين بصدقهم ، وممهّدٌ لطريق اقتراب أتباع الأديان أكثر فأكثر من بعضهم البعض .
4 . أهم بركات الصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آلهلقد ذكرت في الفصل الرابع آثار وبركات كثيرة للصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله مثل : غفران الذنوب والعافية واستجابة الدعاء وعلاج مرض النفاق والكفاية في الاُمور المادية والمعنوية وغير ذلك ، ولكن يبدو أنّ أهم آثار هذا الذكر المبارك ، هو صلاة اللّه _ عزّوجلّ _ وسلام خاتم الأنبياء ، وفي الحقيقة فإنّ البركات الاُخرى للصلاة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله تمتد جذورها في صلاة اللّه _ سبحانه _ وسلام رسوله صلى الله عليه و آله على المصلّي عليه .
.
ص: 485
الفَصلُ الأَوَّلُ: تفسير الصّلاة على النّبيّالكتاب«إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» . (1)
الحديثمعاني الأخبار عن أبي حمزة :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» فَقالَ : الصَّلاةُ مِنَ اللّهِ عز و جلرَحمَةٌ ، ومِنَ المَلائِكَةِ تَزكِيَةٌ ، ومِنَ النّاسِ دُعاءٌ . وأمّا قَولُهُ عز و جل : «وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» فَإِنَّهُ يَعنِي التَّسليمَ لَهُ فيما وَرَدَ عَنهُ . (2)
ثواب الأعمال عن ابن المغيرة عن أبي الحسن عليه السلام_ وقَد سُئِلَ عَن مَعنى صَلاةِ اللّهِ وصَلاةِ مَلائِكَتِهِ وصَلاةِ المُؤمِنينَ _: صَلاةُ اللّهِ رَحمَةٌ مِنَ اللّهِ (3) ، وصَلاةُ مَلائِكَتِهِ تَزكِيَةٌ مِنهُم لَهُ ، وصَلاةُ المُؤمِنينَ دُعاءٌ مِنهُم لَهُ . (4)
.
ص: 486
الإمام الصادق عليه السلام_ في قَولِ اللّهِ تَعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَاالَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» _: أثنوا عَلَيهِ وسَلِّموا لَهُ . (1)
جمال الاُسبوع عن عبد الرحمن بن كثير :سَأَلتُهُ (2) عَن قَولِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» ، فَقالَ : صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ تَزكِيَتُهُ لَهُ فِي السَّماءِ . قُلتُ : ما مَعنى تَزكِيَةِ اللّهِ إيّاهُ ؟ قال : زَكّاهُ بِأَن بَرَّأَهُ مِن كُلِّ نَقصٍ وآفَةٍ يَلزَمُ مَخلوقا . قُلتُ : فَصَلاةُ المُؤمِنينَ؟ قالَ : يُبَرِّؤونَهُ ويُعَرِّفونَهُ بِأَنَّ اللّهَ قَد بَرَّأَهُ مِن كُلِّ نَقصٍ هُوَ فِي المَخلوقينَ ، مِنَ الآفاتِ الَّتي تُصيبُهُم في بُنيَةِ خَلقِهِم ، فَمَن عَرَّفَهُ ووَصَفَهُ بِغَيرِ ذلِكَ فَما صَلّى عَلَيهِ . قُلتُ : فَكَيفَ نَقولُ نَحنُ إذا صَلَّينا عَلَيهِم؟ قالَ : تَقولونَ : اللّهُمَّ إنّا نُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما أمَرتَنا بِهِ ، وكَما صَلَّيتَ أنتَ عَلَيه ، فَكَذلِكَ صَلاتُنا عَلَيهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، فَمَعناهُ : إنّي أنَا عَلَى الميثاقِ وَالوَفاءِ الَّذي قَبِلتُ حينَ قَولِهِ : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى» (4) . (5)
.
ص: 487
الفَصلُ الثّاني: فضل الصّلاة على النّبيّ وآله والحثّ عليها2 / 1قيمَةُ الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ وآلِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن سَرَّهُ أن يَلقَى اللّهَ غَدا راضِيا فَليُكثِرِ الصَّلاةَ عَلَيَّ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أولَى النّاسِ بي في يَومِ القِيامَةِ أكثَرُهُم عَلَيَّ صَلاةً . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :صَلاتُكُم عَلَيَّ مُجَوِّزَةٌ لِدُعائِكُم ، ومَرضاةٌ لِرَبِّكُم ، وزَكاةٌ لِأَبدانِكُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن دُعاءٍ إلّا بَينَهُ وبَينَ السَّماءِ حِجابٌ حَتّى يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ خُرِقَ ذلِكَ الحِجابُ ودَخَلَ الدُّعاءُ ، فَإِذا لَم يَفعَل ذلِكَ رَجَعَ الدُّعاءُ . (4)
.
ص: 488
المصنّف عن يعقوب بن زيد التيمي :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أتاني آتٍ مِن رَبّي فَقالَ : لا يُصَلّي عَلَيكَ عَبدٌ صَلاةً إلّا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ عَشرا . فَقالَ رَجلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، ألا أجعَلُ نِصفَ دُعائي لَكَ؟ قالَ : إن شِئتَ . قالَ : ألا أجعَلُ كُلَّ دُعائي لَكَ؟ قالَ : إذا يَكفِيَكَ اللّهُ هَمَّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)
الكافي عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما مَعنى : أجعَلُ صَلَواتي كُلَّها لَكَ؟ فَقالَ : يُقَدِّمُهُ بَينَ يَدَي كُلِّ حاجَةٍ ، فَلا يَسأَلُ اللّهَ عز و جلشَيئا حَتّى يَبدَأَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه و آله فَيُصَلِّيَ عَلَيهِ ثُمَّ يَسأَلَ اللّهَ حَوائِجَهُ . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَقِيَني جَبرائيلُ عليه السلام فَبَشَّرَني ، قالَ : إنَّ اللّهَ عز و جليَقولُ : مَن صَلّى عَلَيكَ صَلَّيتُ عَلَيهِ ، ومَن سَلَّمَ عَلَيكَ سَلَّمتُ عَلَيهِ ، فَسَجَدتُ لِذلِكَ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :مَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله سَمِعَهُ النَّبيُّ ورُفِعَت دَعوَتُهُ . (4)
عنه عليه السلام :صَلّوا عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جليَقبَلُ دُعاءَكُم عِندَ ذِكرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ودُعائِكُم لَهُ وحِفظِكُم إيّاهُ صلى الله عليه و آله . (5)
.
ص: 489
عنه عليه السلام :إذا قَرَأتُم : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ» فَصَلّوا عَلَيهِ ؛ فِي الصَّلاةِ كُنتُم أو في غَيرِها . (1)
عنه عليه السلام :بِالشَّهادَتَينِ تَدخُلونَ الجَنَّةَ ، وبِالصَّلاةِ تَنالونَ الرَّحمَةَ ، أكثِروا مِنَ الصَّلاةِ عَلى نَبِيِّكُم «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» . (2)
عنه عليه السلام_ لِيَهودِيٍّ قالَ لَهُ : إنَّ آدَمَ عليه السلام أسجَدَ اللّهُ المَلائِكَةَ لَهُ ، فَهَل فَضلٌ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِمِثلِ ذلِكَ؟ _: قَد كانَ ذلِكَ ، ولَئِن أسجَدَ اللّهُ عز و جللِادَمَ مَلائِكَتَهُ ، فَإِنَّ ذلِكَ لِما أودَعَ اللّهُ عز و جلصُلبَهُ مِنَ الأَنوارِ وَالشَّرَفِ ، إذ كانَ هُوَ الوِعاءُ ، ولَم يَكُن سُجودُهُم عِبادَةً لَهُ ، وإنَّما كانَ سُجودُهُم طاعَةً لِأَمرِ اللّهِ وتَكرِمَةً وتَحِيَّةً ، مِثلَ السَّلامِ مِنَ الإِنسانِ عَلَى الإِنسانِ ، وَاعتِرافا لِادَمَ بِالفَضيلَةِ . ولَقَد أعطى مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله أفضَلَ مِن ذلِكَ؛ وهُوَ أنَّ اللّهَ تَعالى صَلّى عَلَيهِ وأمَرَ مَلائِكَتَهُ أن يُصَلّوا عَلَيهِ ، وأمَرَ جَميعَ خَلقِهِ بِالصَّلاةِ عَلَيهِ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَقالَ جَلَّ ثَناؤُهُ : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» فَلا يُصَلّي عَلَيهِ في حَياتِهِ أحَدٌ وبَعدَ وَفاتِهِ إلّا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ بِذلِكَ عَشرا ، وأعطاهُ مِنَ الحَسَناتِ عَشرا بِكُلِّ صَلاةٍ صَلّى عَلَيهِ ، ولا أحَدٌ يُصَلّي عَلَيهِ بَعدَ وَفاتِهِ إلّا وهُوَ يَعلَمُ بِذلِكَ ، ويَرُدُّ عَلَى المُصَلّي وَالمُسَلِّمِ مِثلَ ذلِكَ ، إنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ دُعاءَ اُمَّتِهِ فيما يَسأَلونَ رَبَّهُم جَلَّ ثَناؤُهُ مَرفوعا مِن إجابَتِهِ ، حَتّى يُصَلّوا فيهِ عَلَيهِ صلى الله عليه و آله ، فَهذا أكبَر
.
ص: 490
وأعظَمُ مِمّا أعطَى اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لِادَمَ عليه السلام . (1)
جمال الاُسبوع عن أبي عبد اللّه البرقي يرفعه :قالَ رَجُلٌ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى وما وَصَفَ مِنَ المَلائِكَةِ : «يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (2) ثُمَّ قالَ : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» ، كَيفَ لا يَفتُرونَ وهُم يُصَلّون عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَمّا خَلَقَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله أمَرَ المَلائِكَةَ فَقالَ : أنقِصوا مِن ذِكري بِمِقدارِ الصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ ، [ فَقَولُ الرَّجُلِ : صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ] (3) فِي الصَّلاةِ مِثلُ قَولِهِ : سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِِ ولا إلهَ إلَا اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :أفضَلُ الدُّعاءِ الصَّلاةُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله . (5)
عنه عليه السلام :مَن ذَكَرَ اللّهَ كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ ، ومَن ذَكَرَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كُتِبَت لَهُ عَشرُ حَسَناتٍ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَعالى قَرَنَ رَسولَهُ بِنَفسِهِ . (6)
الكافي عن عبد السلام بن نعيم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنّي دَخَلتُ البَيتَ ولَم يَحضُرني شَيءٌ مِنَ الدُّعاءِ إلَا الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . فَقالَ : أما إنَّهُ لَم يَخرُج أحَدٌ بِأَفضَلَ مِمّا خَرَجتَ بِهِ . (7)
.
ص: 491
تهذيب الأحكام عن أبي بصير :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : اُصَلّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وأنَا ساجِدٌ؟ فَقالَ : نَعَم ، هُوَ مِثلُ سُبحانَ اللّهِ ، وَاللّهُ أكبَرُ . (1)
الكافي عن عبد اللّه بن سليمان :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يَذكُرُ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله وهُوَ فِي الصَّلاةِ المَكتوبَةِ إمّا راكِعا وإمّا ساجِدا ، فَيُصَلّي عَلَيهِ وهُوَ عَلى تِلكَ الحالِ؟ فَقالَ : نَعَم ، إنَّ الصَّلاةَ عَلى نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَهَيئَةِ التَّكبيرِ وَالتَّسبيحِ ، وهِيَ عَشرُ حَسَناتٍ ، يَبتَدِرُها ثَمانِيَةَ عَشَرَ مَلَكا أيُّهُم يُبَلِّغُها إيّاهُ . (2)
الإمام الكاظم عليه السلام :أفضَلُ الدُّعاءِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِم ، ثُمَّ الدُّعاءُ لِلإِخوانِ ، ثُمَّ الدُّعاءُ لِنَفسِكَ فيما أحبَبتَ . (3)
الكافي عن عبيد اللّه بن عبد اللّه :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام فَقالَ لي : ما مَعنى قَولِهِ : «وَ ذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى» (4) ؟ قُلتُ : كُلَّما ذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ قامَ فَصَلّى . فَقالَ لي : لَقَد كَلَّفَ اللّهُ عز و جل هذا شَطَطا (5) ! فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ فَكَيفَ هُوَ؟ فَقالَ : كُلَّما ذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ . (6)
الإمام الرضا عليه السلام :الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ تَعدِلُ عِندَ اللّهِ عز و جلالتَّسبيحَ وَالتَّهليلَ وَالتَّكبيرَ. (7)
.
ص: 492
الإمام الهادي عليه السلام :إنَّمَا اتَّخَذَ اللّهُ عز و جل إبراهيمَ خَليلاً لِكَثرَةِ صَلاتِهِ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم . (1)
راجع : ج 2 ص 507 (بركات الصلاة على رسول اللّه وأهل بيته) .
2 / 2قيمَةُ الصَّلاةِ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ يَومَ الجُمُعَةِ ولَيلَتَهارسول اللّه صلى الله عليه و آله :أكثِروا عَلَيَّ الصَّلاةَ يَومَ الجُمُعَةِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ ولَيلَةَ الجُمُعَةِ ؛ فَمَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ عَشرا . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ في يَومِ الجُمُعَةِ ولَيلَةِ الجُمُعَةِ ؛ فَمَن فَعَلَ ذلِكَ كُنتُ لَهُ شَهيدا وشافِعا يَومَ القِيامَةِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ في كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ ؛ فَإنَّ صَلاةَ اُمَّتي تُعرَضُ عَلَيَّ في كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ ، فَمَن كانَ أكثَرَهُم عَلَيَّ صَلاةً كانَ أقرَبَهُم مِنّي مَنزِلَةً . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن أفضَلِ أيّامِكُم يَومَ الجُمُعَةِ ؛ فَأَكثِروا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فيهِ ، فَإِنَّ صَلاتَكُم
.
ص: 493
مَعروضَةٌ عَلَيَّ . (1)
الإمام عليّ عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أكثِروا مِنَ الصَّلاةِ عَليَّ يَومَ الجُمُعَةِ ؛ فَإِنَّهُ يَومٌ تُضاعَفُ فيهِ الأَعمالُ ، وَاسأَ لُوا اللّهَ تَعالى لِيَ الدَّرَجَةَ الوَسيلَةَ (2) مِنَ الجَنَّةِ . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، ومَا الدَّرَجَةُ الوَسيلَةُ مِنَ الجَنَّةِ؟ قالَ صلى الله عليه و آله : هِيَ أعلى دَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ لايَنالُها إلّا نَبِيٌّ ، وأرجو أن أكونَ أنَا هُوَ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ إيمانا وَاحتِسابا ، اِستَأنَفَ العَمَلَ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، جاءَ يَومَ القِيامَةِ ومَعَهُ نورٌ لَو قُسِّمَ ذلِكَ النُّورُ بَينَ الخَلقِ كُلِّهِم لَوَسِعَهُم . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ مِئَةَ مَرَّةٍ ، قَضَى اللّهُ لَهُ سِتّينَ حاجَةً ؛ ثَلاثونَ مِنها لِلدُّنيا ، وثَلاثونَ لِلآخِرَةِ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ ، كانَت شَفاعَةً لَهُ عِندي يَومَ القِيامَةِ . (7)
الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ مِنَ السُّنَّةِ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ في كُلِّ يَومِ جُمُعَة
.
ص: 494
ألفَ مَرَّةٍ ، وفي سائِرِ الأَيّامِ مِئَةَ مَرَّةٍ . (1)
عنه عليه السلام_ لِعُمَرَ بنِ يَزيدٍ _: يا عُمَرُ ، إنَّهُ إذا كانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ مَلائِكَةٌ بِعَدَدِ الذَّرِّ ، في أيديهِم أقلامُ الذَّهَبِ وقَراطيسُ الفِضَّةِ ، لا يَكتُبونَ (2) إلى لَيلَةِ السَّبتِ إلَا الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، فَأَكثِر مِنها . (3)
2 / 3قيمَةُ الصَّلاةِ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ عِندَ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تَجعَلوني كَقَدَحِ الرّاكِبِ 4 ؛ فَإِنَّ الرّاكِبَ يَملَأُ قَدَحَهُ فَيَشرَبُهُ إذا شاءَ . اِجعَلوني في أَوَّلِ الدُّعاءِ وفي آخِرِهِ وفي وَسَطِهِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :الدُّعاءُ مَحجوبٌ عَنِ اللّهِ حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ . (5)
الإمام الصادق عليه السلام :كُلُّ دُعاءٍ يُدعَى اللّهُ عز و جل بِهِ مَحجوبٌ عَنِ السَّماءِ ، حَتّى يُصَلّى عَلى
.
ص: 495
مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)
عنه عليه السلام :مَن كانَت لَهُ إلَى اللّهِ عز و جل حاجَةٌ فَليَبدَأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ثُمَّ يَسأَلُ حاجَتَهُ ، ثُمَّ يَختِمُ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل أكرَمُ مِن أن يَقبَلَ الطَّرَفَينِ ويَدَعَ الوَسَطَ ، إذا كانَتِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحجَبُ عَنهُ . (2)
عيون أخبار الرضا عليه السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك :كانَ [ الرِّضا] عليه السلام يَبدَأُ في دُعائِهِ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ويُكثِرُ مِن ذلِكَ فِي الصَّلاةِ وغَيرِها . (3)
راجع : ص 487 (قيمة الصلاة على النبيّ وآله) .
2 / 4قيمَةُ الصَّلاةِ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ فِي الكِتابَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ في كِتابِهِ ، لَم تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلّي عَلَيهِ مادامَ اسمي في ذلِكَ الكِتابِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ في كِتابٍ ، لَم تَزَلِ المَلائِكَةُ تَستَغفِرُ لَهُ مادام
.
ص: 496
اسمي في ذلِكَ الكِتابِ . (1)
2 / 5بُلوغُ صَلاةِ المُؤمِنينَ إلَى النَّبيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلّوا عَلَيَّ وسَلِّموا ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُم وسَلامَكُم يَبلُغُني أينَما كُنتُم . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :حَيثُما كُنتُم فَصَلّوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُم تَبلُغُني . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ عِندَ قَبري سَمِعتُهُ ، ومَن صَلّى عَلَيَّ نائِيا اُبلِغتُهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :إنَّ للّهِِ مَلائِكَةً سَيّاحينَ فِي الأَرضِ ، يُبَلِّغوني مِن اُمَّتِي السَّلامَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا عَلَيَّ الصَّلاةَ في يَومِ الجُمُعَةِ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ أحَدٌ يُصَلّي عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ إلّا عُرِضَت عَلَيَّ صَلاتُهُ . (6)
.
ص: 497
سنن ابن ماجة عن أبي الدرداء :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أكثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ يَومَ الجُمُعَةِ ؛ فَإِنَّهُ مَشهودٌ تَشهَدُهُ المَلائِكَةُ ، وإنَّ أحدا لَن يُصَلِّيَ عَلَيَّ إلّا عُرِضَت عَلَيَّ صَلاتُهُ حَتّى يَفرُغَ مِنها . قُلتُ : وبَعدَ المَوتِ؟ قالَ : وبَعدَ المَوتِ ، إنَّ اللّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرضِ أن تَأكُلَ أجسادَ الأَنبِياءِ ، فَنَبِيُّ اللّهِ حَيٌّ يُرزَقُ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :صَلّوا إلى جانِبِ قَبرِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، وإن كانَت صَلاةُ المُؤمِنينَ تَبلُغُهُ أينَما كانوا . (2)
عنه عليه السلام :مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ وآلِهِ مِئَةَ مَرَّةٍ في كُلِّ يَومٍ ، أسداها (3) سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ يُبَلِّغُها إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَبلَ صاحِبِهِ . (4)
راجع : ص 492 (قيمة الصلاة عليه وعلى آله يوم الجمعة وليلتها) .
2 / 6ذَمُّ تَركِ الصَّلاةِ عِندَ ذِكرِ النَّبِيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ البَخيلَ كُلَّ البَخيلِ الَّذي إذا ذُكِرتُ عِندَهُ لَم يُصَلِّ عَلَيَّ . (5)
.
ص: 498
عنه صلى الله عليه و آله :كَفى بِهِ شُحّا أن اُذكَرَ عِندَهُ ثُمَّ لا يُصَلّي عَلَيَّ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مِنَ الجَفاءِ أن اُذكَرَ عِندَ الرَّجُلِ فَلا يُصَلّي عَلَيَّ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله_ في حَديثٍ يَذكُرُ فيهِ أبخَلَ النّاسِ و . . . وأجفَى النّاسِ _: وأمّا أجفَى النّاسِ ، فَرَجُلٌ ذُكِرتُ بَينَ يَدَيهِ فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ ، دَخَلَ النّارَ فَأَبعَدَهُ اللّهُ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ناداني جِبريلُ مِن تِلقاءِ العَرشِ ، فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، الرَّحمنُ عز و جل يَقولُ لَكَ : مَن ذُكِرتَ بَينَ يَدَيهِ فَلَم يُصَلِّ عَلَيكَ دَخَلَ النّارَ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ ذُكِرتُ عِندَهُ فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ . (6)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذُكِرتُ عُندَهُ فَلَم يُصَلِّ عَلَيَّ ، أخطَأَ طَريقَ الجَنَّةِ . (7)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فَنَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ ، خُطِئَ بِهِ طَريقَ الجَنَّةِ . (8)
.
ص: 499
عنه صلى الله عليه و آله :يا عَليُّ ، مَن نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ فَقَد أخطَأَ طَريقَ الجَنَّةِ . (1)
2 / 7لا صَلاةَ لِمَن لَم يُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ وآلِهِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا صَلاةَ لِمَن لا يُصَلّي عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى صَلاةً لَم يُصَلِّ فيها عَلَيَّ ولا عَلى أهلِ بَيتي ، لَم تُقبَل مِنهُ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن صَلّى ولَم يُصَلِّ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله وتَرَكَ ذلِكَ مُتَعَمِّدا ، فَلا صَلاةَ لَهُ . (4)
عنه عليه السلام :إذا صَلّى أحَدُكُم ولَم يَذكُرِ النَّبيَّ وآلَهُ صلى الله عليه و آله في صَلاتِهِ ، يُسلَكُ بِصَلاتِهِ غَيرَ سَبيل
.
ص: 500
الجَنَّةِ . (1)
الصواعق المحرقة عن الشافعي : يا أهلَ بَيتِ رَسولِ اللّهِحُبُّكُمُفَرضٌ مِنَ اللّهِ فِي القُرآنِ أنزَلَهُ كَفاكُم مِن عَظيمِ القَدرِ أنَّكُمُمَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ . (2)
.
ص: 501
الفَصلُ الثّالِثُ: أدب الصّلاة على رسول اللّه3 / 1ضَمُّ آلِ النَّبِيِّ إلَيهِ فِي الصَّلاةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلّوا عَلَيَّ وَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ ، وقولوا : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (1)
صحيح البخاري عن كعب بن عجرة :قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أمَّا السَّلامُ عَلَيكَ فَقَد عَرَفناهُ ، فَكَيفَ الصَّلاةُ ؟ قالَ : قولوا : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ عَلى آلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، اللّهُمَّ بارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكتَ عَلى آلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (2)
.
ص: 502
صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدريّ :قُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، هذَا السَّلامُ عَلَيكَ ، فَكَيفَ نُصَلّي عَلَيكَ؟ قالَ : قولوا : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ كَما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ . (1)
صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى :لَقِيَني كَعبُ بنُ عُجرَةَ فَقالَ : ألا اُهدي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعتُها مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ؟ فَقُلتُ : بَلى ، فَأَهدِها لي . فَقالَ : سَأَلنا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقُلنا : يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ الصَّلاةُ عَلَيكُم أهلَ البَيتِ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد عَلَّمَنا كَيفَ نُسَلِّمُ عَلَيكُم ؟ قالَ : قولوا : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ بارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَما بارَكتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (2)
معاني الأخبار عن أبي حمزة :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام . . . فَقُلتُ لَهُ : فَكَيفَ نُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ؟
.
ص: 503
قالَ : تَقولونَ : صَلَواتُ اللّهِ وصَلَواتُ مَلائِكَتِهِ وأنبِيائِهِ ورُسُلِهِ وجَميعِ خَلقِهِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . قالَ : فَقُلتُ : فَما ثَوابُ مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ وآلِهِ بِهذِهِ الصَّلاةِ؟ قالَ : الخُروجُ مِنَ الذُّنوبِ _ وَاللّهِ _ كَهَيئَتِهِ يَومَ وَلَدَتهُ اُمُّهُ . (1)
قرب الإسناد عن بكر بن محمّد :سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ وقالَ بَعضُ أصحابِهِ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ ، فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : لا ، ولكِن : كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ (2) . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : ألا اُبَشِّرُكَ؟ قالَ : بَلى ، بِأَبي أنتَ واُمِّي! فَإِنَّكَ لَم تَزَل مُبَشِّرا بِكُلِّ خَيرٍ . فَقالَ : أخبَرَني جَبرَئيلُ آنِفا بِالعَجَبِ! فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : ومَا الَّذي أخبَرَكَ يا رَسولَ اللّهِ؟ فَقالَ : أخبَرَني أنَّ الرَّجُلَ مِن اُمَّتي إذا صَلّى عَلَيَّ ، وأتبَعَ بِالصَّلاةِ عَلى أهلِ بَيتي ، فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ وصَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ سَبعينَ صَلاةً . . . فَإِذا صَلّى عَلَيَّ ، ولَم يُتبِع بِالصَّلاةِ عَلى أهلِ بَيتي ، كانَ بَينَها وبَينَ السَّماءِ سَبعونَ حِجابا ، ويَقولُ اللّهُ جَلَّ جَلالُهُ : «لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ ، يا مَلائِكَتي ، لا تُصعِدوا دُعاءَه
.
ص: 504
إلّا أن يُلحِقَ بِالنَّبيِّ عِترَتَهُ» ، فَلا يَزالُ مَحجوبا حَتّى يُلحِقَ بي أهلَ بَيتي . (1)
الإمام الحسن عليه السلام_ مِن خُطبَةٍ لَهُ لَمّا عَزَمَ عَلَى الصُّلحِ _: وفَرَضَ اللّهُ عز و جل الصَّلاةَ عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله عَلى كافَّةِ المُؤمِنينَ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ الصَّلاةُ عَلَيكَ؟ فَقالَ : «قولوا : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» ، فَحَقٌّ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ أن يُصَلِّيَ عَلَينا مَعَ الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله فَريضَةً واجِبَةً . (2)
مسند زيد عن أبي خالد :عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ زَيدُ بنُ عَليٍّ ، وقالَ زَيدُ بنُ عَليٍّ : عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، وقالَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ الحُسَينُ بنُ عَليٍّ عليه السلام ، وقالَ الحُسَينُ بنُ عَليٍّ عليه السلام : عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ أميرُ المُؤمِنينَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وقالَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام : عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : عَدَّهُنَّ في يَدَيَّ جِبريلُ عليه السلام ، وقالَ جِبريلُ عليه السلام : هكَذا نَزَلتُ بِهِنَّ مِن عِندِ رَبِّ العِزَّةِ عز و جل : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . وتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما تَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . وتَحَنَّن عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما تَحَنَّنتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . وسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمتَ عَلى إبراهيمَ وعَلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
.
ص: 505
قالَ أبو خالِدٍ : عَدَّهُنَّ بِأَصابِعِ الكَفِّ مَضمومَةً ، واحِدَةً واحِدَةً مَعَ الإِبهامِ . (1)
3 / 2النَّهيُ عَنِ الصَّلاةِ البَتراءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا تُصَلّوا عَلَيَّ صَلاةً مَبتورَةً إذا صَلَّيتُم عَلَيَّ ، بَل صَلّوا عَلى أهلِ بَيتي ، ولا تَقطَعوهُم مِنّي ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنقَطِعٌ يَومَ القِيامَةِ إلّا سَبَبي ونَسَبي . (2)
الإمام الرضا عليه السلام :حَدَّثَني أبي عَن جَدِّهِ عليهماالسلام أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : . . . مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فَصَلّى عَلَيَّ ولَم يُغفَر لَهُ فَأَبعَدَهُ اللّهُ . قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، كَيفَ يُصَلّي عَلَيكَ ولَم يُغفَر لَهُ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ العَبدَ إذا صَلّى عَلَيَّ ولَم يُصَلِّ عَلى آلي ، لُفَّت تِلكَ الصَّلاةُ وضُرِبَ بِها وَجهُهُ ، وإذا صَلّى عَلَيَّ وعَلى آلي غُفِرَ لَهُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ ولَم يُصَلِّ عَلى آلي لَم يَجِد ريحَ الجَنَّةِ ، وإنَّ ريحَها لَيوجَدُ مِن مَسيرَةِ خَمسِمِئَةِ عامٍ . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :سَمِعَ أبي رَجُلاً مُتَعَلِّقا بِالبَيتِ ، وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ .
.
ص: 506
فَقالَ لَهُ أبي : يا عَبدَ اللّهِ لا تَبتُرها ، لا تَظلِمنا حَقَّنا ، قُل : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ . (1)
راجع : ص 499 (لا صلاة لمن لم يصلّ على النبي وآله) .
3 / 3رَفعُ الصَّوتِ بِالصَّلاةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِرفَعوا أصواتَكُم بِالصَّلاةِ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّها تَذهَبُ بِالنِّفاقِ . (2)
راجع : ص 515 (بركات الصلاة على رسول اللّه وأهل بيته / ذهاب النفاق) .
.
ص: 507
الفَصلُ الرّابِعُ: بركات الصّلاة على رسول اللّه وأهل بيته4 / 1صَلَواتُ اللّهِ عَلَى المُصَلّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ صَلاةً ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ بِها عَشرا . (1)
سنن النسائي عن أبي طلحة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله جَاءَ ذاتَ يَومٍ وَالبُشرى في وَجهِهِ ، فَقُلنا : إنّا لَنَرَى البُشرى في وَجهِكَ ! فَقالَ : إنَّهُ أتانِي المَلَكُ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ رَبَّكَ يَقولُ : أما يُرضيكَ أَنَّهُ لا يُصَلّي عَلَيكَ أحَدٌ إلّا صَلَّيتُ عَلَيهِ عَشرا ، ولا يُسَلِّمُ عَلَيكَ أحَدٌ إلّا سَلَّمتُ عَلَيهِ عَشرا؟ (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ اللّهَ أعطى مَلَكا مِنَ المَلائِكَةِ أسماءَ الخَلائِقِ كُلِّهِم وأسماءَ آبائِهِم ، فَهُو
.
ص: 508
قائِمٌ عَلى قَبري إذا مِتُّ إلى يَومِ القِيامَةِ ، فَلَيسَ أحَدٌ يُصَلّي عَلَيَّ صَلاةً إلّا قالَ : يا مُحَمَّدُ! صَلّى عَلَيكَ فُلانُ بنُ فُلانٍ بِكَذا وكَذا ، وإنَّ رَبّي كَفَلَ لي أن يُصَلِّيَ عَلى ذلِكَ العَبدِ بِكُلِّ واحِدَةٍ عَشرا . (1)
مسند ابن حنبل عن عبد الرحمن بن عوف :خَرَجَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَتَوَجَّهَ نَحوَ صَدَقَتِهِ ، فَدَخَلَ فَاستَقبَلَ القِبلَةَ ، فَخَرَّ ساجِدا ، فَأَطالَ السُّجودَ حَتّى ظَنَنتُ أنَّ اللّهَ عز و جلقَبَضَ نَفسَهُ فيها ، فَدَنَوتُ مِنهُ فَجَلَستُ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : مَن هذا؟ قُلتُ : عَبدُ الرَّحمنِ . قالَ : ما شَأنُكَ؟ قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، سَجَدتَ سَجدَةً خَشيتُ أن يَكونَ اللّهُ عز و جل قَد قَبَضَ نَفسَكَ فيها ! فَقالَ : إنَّ جَبرَئيلَ عليه السلام أتاني فَبَشَّرَني ، فَقالَ : إنَّ اللّهَ عز و جليَقولُ : مَن صَلّى عَلَيكَ صَلَّيتُ عَلَيهِ ، ومَن سَلَّمَ عَلَيكَ سَلَّمتُ عَلَيهِ . فَسَجَدتُ للّهِِ عز و جل شُكرا . (2)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :ما صَلّى عَلَيَّ عَبدٌ مِن اُمَّتي صَلاةً صادِقا بِها في قَلبِ نَفسِهِ ، إلّا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ بِها عَشرَ صَلَواتٍ ، وكَتَبَ لَهُ بِها عَشرَ حَسَناتٍ ، ورَفَعَ لَهُ بِها عَشرَ دَرَجاتٍ ، ومَحا عَنهُ بِها عَشرَ سَيِّئاتٍ . (3)
4 / 2سَلامُ النَّبِيِّالإمام الباقر عليه السلام :إنَّ مَلَكا مِنَ المَلائِكَةِ سَأَلَ اللّهَ أن يُعطِيَهُ سَمعَ العِبادِ ، فَأَعطاهُ اللّهُ ، فَذلِك
.
ص: 509
المَلَكُ قائِمٌ حَتّى تَقومَ السّاعَةُ لَيسَ أحَدٌ مِنَ المُؤمِنينَ يَقولُ : صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ ، إلّا قالَ المَلَكُ : وعَلَيكَ السَّلامُ ، ثُمَّ يَقولُ المَلَكُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ فُلانا يُقرِئُكَ السَّلامَ ، فَيَقولُ رَسولُ اللّهِ : وعَلَيهِ السَّلامُ . (1)
4 / 3صَلَواتُ المَلائِكَةِ وجَميعِ الخَلقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ ومَلائِكَتُهُ ، ومَن شاءَ فَليُقِلَّ ومَن شاءَ فَليُكثِر . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن مُسلِمٍ يُصَلّي عَلَيَّ إلّا صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ ما صَلّى عَلَيَّ ، فَليُقِلَّ العَبدُ مِن ذلِكَ أو لِيُكثِر . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :إذا ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَأَكثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيهِ ؛ فَإِنَّهُ مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله صَلاةً واحِدَةً صَلَّى اللّهُ عَلَيه ألفَ صَلاةٍ في ألفِ صَفٍّ مِنَ المَلائِكَةِ ، ولَم يَبقَ شَيءٌ مِمّا خَلَقَهُ اللّهُ إلّا صَلّى عَلَى العَبدِ لِصَلاةِ اللّهِ عَلَيهِ وصَلاةِ مَلائِكَتِهِ ، فَمَن لَم يَرغَب في هذا فَهُوَ جاهِلٌ مَغرورٌ قَد بَرِئَ اللّهُ مِنهُ ورَسولُهُ وأهلُ بَيتِهِ . (4)
عنه عليه السلام_ لِاءِسحاقَ بنِ فَرّوخٍ _: مَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَشرا صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ ومَلائِكَتُهُ مِئَةَ مَرَّةٍ ، ومَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ مِئَةَ مَرَّةٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيه
.
ص: 510
ومَلائِكَتُهُ ألفا ، أما تَسمَعُ قَولَ اللّهِ عز و جل : «هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَ مَلَ_ئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّ_لُمَ_تِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا» (1) ؟ (2)
4 / 4غُفرانُ الذُّنوبِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ كُلَّ يَومٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وكُلَّ لَيلَةٍ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، حُبّا بي وشَوقا إلَيَّ ، كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يَغفِرَ لَهُ ذُنوبَهُ تِلكَ اللَّيلَةَ وذلِكَ اليَومَ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِروا الصَّلاةَ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُم عَلَيَّ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِكُم ، وَاطلُبوا لِيَ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ ؛ فَإِنَّ وَسيلَتي عِندَ رَبّي شَفاعَةٌ لَكُم . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :ما مِن أحَدٍ مِن اُمَّتي يَذكُرُني ثُمَّ صَلّى عَلَيَّ إلّا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذُنوبَهُ وإن كانَ (5) أكثَرَ مِن رَملِ عالِجٍ (6) . (7)
الإمام الحسن عليه السلام :قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، أرَأَيتَ قَولَ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ» (8) ؟ قالَ : إنَّ هذا لَمِنَ المَكتومِ ، ولَولا أنَّكُم سَأَلتُموني عَنهُ ما أخبَرتُكُم . إنَّ اللّهَ عز و جلوَكَّلَ بي مَلَكَينِ ، لا اُذكَرُ عِندَ عَبدٍ مُسلِمٍ فَيُصَلِّيَ عَلَيَّ ، إلّا قالَ ذاناك
.
ص: 511
المَلَكانِ : غَفَرَ اللّهُ لَكَ ، وقالَ اللّهُ ومَلائِكَتُهُ جَوابا لِذَينِكَ المَلَكَينِ : آمينَ . (1)
الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام : ألا اُبَشِّرُكَ؟ قالَ : بَلى بِأَبي أنتَ واُمّي ، فَإِنَّكَ لَم تَزَل مُبَشِّرا بِكُلِّ خَيرٍ . فَقالَ : أخبَرَني جَبرائيلُ آنِفا بِالعَجَبِ . فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : ومَا الَّذي أخبَرَكَ يا رَسولَ اللّهِ؟ قالَ : أخبَرَني أنَّ الرَّجُلَ مِن اُمَّتي إذا صَلّى عَلَيَّ وأتبَعَ بِالصَّلاةِ عَلى أهلِ بَيتي ، فُتِحَت لَهُ أبوابُ السَّماءِ وصَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ سَبعينَ صَلاةً ، وإنَّهُ لَمُذنِبٌ وخَطّاءٌ (2) ، ثُمَّ تَحاتُّ عَنهُ الذُّنوبُ كَما يَتَحاتُّ الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ ، ويَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ عَبدي وسَعدَيكَ ، يا مَلائِكَتي أنتُم تُصَلّونَ عَلَيهِ سَبعينَ صَلاةً وأنَا اُصَلّي عَلَيهِ سَبعَمِئَةِ صَلاةٍ . (3)
الإمام عليّ عليه السلام :الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله أمحَقُ (4) لِلخَطايا مِنَ الماءِ لِلنّارِ ، وَالسَّلامُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله أفضَلُ مِن عِتقِ رِقابٍ . (5)
الإمام الرضا عليه السلام :مَن لَم يَقدِر عَلى ما يُكَفِّرُ بِهِ ذُنوبَهُ ، فَليُكثِر مِنَ الصَّلاةِ عَلى مُحَمَّد
.
ص: 512
وآلِهِ ؛ فَإِنَّها تَهدِمُ الذُّنوبَ هَدما . (1)
4 / 5العافِيَةُرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ مَرَّةً ، فَتَحَ اللّهُ عَلَيهِ بابا مِنَ العافِيَةِ . (2)
4 / 6زَكاةُ المُصَلّيرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلّوا عَليَّ فَإِنَّها زَكاةٌ لَكُم . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :أيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ لَم يَكُن عِندَهُ صَدَقَةٌ ، فَليَقُل في دُعائِهِ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وصَلِّ عَلَى المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وَالمُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ» ؛ فَإِنَّها لَهُ زَكاةٌ . (4)
4 / 7إجابَةُ الدُّعاءِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلاتُكُم عَلَيَّ إجابَةٌ لِدُعائِكُم ، وزَكاةٌ لِأَعمالِكُم . (5)
.
ص: 513
الإمام عليّ عليه السلام :مَن قالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» قَضَى اللّهُ حاجَتَهُ . (1)
مستدرك الوسائل عن تفسير أبي الفتوح الرازي :عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام أنَّهُ قالَ : لا تَدعُ بِدُعاءٍ إلّا أن تَقولَ في أوَّلِهِ : «صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافعَل بي كَذا وكَذا» . وكانَ عليه السلام يَفعَلُ كَذلِكَ ، فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ ، فَقالَ : الدُّعاءُ مَعَ الصَّلاةِ مَقرونٌ بِالإِجابَةِ ، وَاللّهُ تَعالى يَستَحي أن يَسأَلَ عَنهُ العَبدُ حاجَتَينِ يُجيبُ إحداهُما ويَرُدُّ الاُخرى . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :مَن دَعا ولَم يَذكُرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله رَفرَفَ الدُّعاءُ عَلى رَأسِهِ ، فَإِذا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله رُفِعَ الدُّعاءُ . (3)
رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لا يَزالُ الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي . (4)
الإمام الصادق عليه السلام :لا يَزالُ الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ . (5)
عنه عليه السلام :إذا دَعا أحَدُكُم فَليَبدَأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ويَقولُ : اِفعَل بي كَذا وكَذا؛ فَإِنَّ العَبدَ إذا قالَ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ» اِستَجابَ لَهُ ، فَإِذا قالَ : «اِفعَل بي كَذا وكَذا» كانَ أجوَدَ مِن أن يَرُدَّ بَعضا ويَستَجيبَ بَعضا . (6)
.
ص: 514
4 / 8قَضاءُ الحاجَةِالإمام الصادق عليه السلام :مَن قالَ : «يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، قُضِيَت لَهُ مِئَةُ حاجَةٍ ؛ ثَلاثونَ لِلدُّنيا وَالباقي لِلآخِرَةِ . (1)
عنه عليه السلام :مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ وآلِ النَّبِيِّ عليهم السلام مَرَّةً واحِدَةً بِنِيَّةٍ وإخلاصٍ مِن قَلبِهِ ، قَضَى اللّهُ سُبحانَهُ لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ ؛ مِنها ثَلاثونَ لِلدُّنيا وسَبعونَ لِلآخِرَةِ . (2)
4 / 9كِفايَةُ أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِالكافي عن مرازم :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : إنَّ رَجُلاً أتى رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ ثُلُثَ صَلَواتي لَكَ ، فَقالَ لَهُ خَيرا . فَقالَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ نِصفَ صَلَواتي لَكَ ، فَقالَ لَهُ : ذاكَ أفضَلُ . فَقالَ : إنّي جَعَلتُ كُلَّ صَلَواتي لَكَ ، فَقالَ : إذا يَكفِيَكَ اللّهُ عز و جل ما أهَمَّكَ مِن أمرِ دُنياكَ وآخِرَتِكَ . فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : أصلَحَكَ اللّهُ ، كَيفَ يَجعَلُ صَلاتَهُ لَهُ؟ فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : لا يَسأَلُ اللّهَ عز و جل شَيئا إلّا بَدَأَ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : أجعَلُ نِصفَ صَلَواتي لَكَ؟ قالَ : نَعَم . ثُمَّ قالَ : أجعَلُ صَلَواتي كُلَّها لَكَ؟ قالَ : نَعَم .
.
ص: 515
فَلَمّا مَضى قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كُفِيَ هَمَّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . (1)
مسند ابن حنبل عن اُبيّ بن كعب :قالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّهِ ، أرَأَيتَ إن جَعَلتُ صَلاتي كُلَّها عَلَيكَ؟ قالَ : إذا يَكفِيَكَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى ما أهَمَّكَ مِن دُنياكَ وآخِرَتِكَ . (2)
سنن الترمذي عن اُبيّ بن كعب :كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيلِ قامَ فَقالَ : يا أيُّها النّاسُ! اُذكُرُوا اللّهَ ، اُذكُرُوا اللّهَ ، جاءَتِ الرّاجِفَةُ تَتبَعُهَا الرّادِفَةُ ، جاءَ المَوتُ بِما فيهِ ، جاءَ المَوتُ بِما فيهِ . قالَ اُبَيٌّ : قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي اُكثِرُ الصَّلاةَ عَلَيكَ ، فَكَم أجعَلُ لَكَ مِن صَلاتي؟ فَقالَ : ما شِئتَ ، قالَ : قُلتُ : الرُّبعَ؟ قالَ : ما شِئتَ ، فَإِن زِدتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ . قُلتُ : النِّصفَ؟ قالَ : ما شِئتَ ، فَإِن زِدتَ فَهُوَ خَيرٌلَكَ . قالَ : قُلتُ : فَالثُّلُثَينِ؟ قالَ : ما شِئتَ ، فَإِن زِدتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ . قُلتُ : أجعَلُ لَكَ صَلاتي كُلَّها؟ قالَ : إذا تُكفى هَمَّكَ ، ويُغفَرَ لَكَ ذَنبُكَ . (3)
راجع : ص 488 ح 2943 و 2944 .
4 / 10ذَهابُ النِّفاقِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :الصَّلاةُ عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي تَذهَبُ بِالنِّفاقِ . (4)
راجع : ص 506 (أدب الصلاة على رسول اللّه / رفع الصوت بالصلاة) .
.
ص: 516
4 / 11نورُ يَومِ القِيامَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :زَيِّنوا مَجالِسَكُم بِالصَّلَواتِ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ صَلَواتِكُم عَلَيَّ نورٌ لَكُم يَومَ القِيامَةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :الصَّلاةُ عَلَيَّ نُورٌ عَلَى الصِّراطِ . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :أكثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ الصَّلاةَ عَلَيَّ نورٌ فِي القَبرِ ، ونورٌ عَلَى الصِّراطِ ، ونورٌ فِي الجَنَّةِ . (3)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ مَرَّةً ؛ خَلَقَ اللّهُ تَعالى يَومَ القِيامَةِ عَلى رَأسِهِ نورا ، وعَلى يَمينِهِ نورا ، وعَلى شِمالِهِ نورا ، ومِن فَوقِهِ نورا ، ومِن تَحتِهِ نورا ، وفي جَميعِ أعضائِهِ نورا . (4)
4 / 12النَّجاةُ مِن أهوالِ القِيامَةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :يا أيُّهَا النّاسُ! إنَّ أنجاكُم يَومَ القِيامَةِ مِن أهوالِها ومَواطِنِها ، أكثَرُكُم عَلَيَّ صَلاةً في دارِ الدُّنيا . (5)
.
ص: 517
4 / 13ثِقلُ الميزانِرسول اللّه صلى الله عليه و آله_ في فَضائِلِ شَهرِ رَمَضانَ _: مَن أكثَرَ فيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ ، ثَقَّلَ اللّهُ ميزانَهُ يوَمَ تَخِفُّ المَوازينُ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :أنَا عِندَ الميزانِ يَومَ القِيامَةِ ، فَمَن ثَقُلَت سَيِّئاتُهُ عَلى حَسَناتِهِ جِئتُ بِالصَّلاةِ عَلَيَّ حَتّى اُثقِلَ بِها حَسَناتِهِ . (2)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :ما فِي الميزانِ شَيءٌ أثقَلُ مِنَ الصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وإنَّ الرَّجُلَ لَتوضَعُ أعمالُهُ فِي الميزانِ فَتَميلُ بِهِ ، فَيُخرِجُ صلى الله عليه و آله الصَّلاةَ عَلَيهِ فَيَضَعُها في ميزانِهِ فَيُرَجَّحُ بِهِ . (3)
الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام :أثقَلُ ما يوضَعُ فِي الميزانِ يَومَ القِيامَةِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيتِهِ . (4)
4 / 14شَفاعَةُ النَّبِيِّرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ حين يُصبِحُ عَشرا ، وحينَ يُمسي عَشرا ؛ أدرَكَتهُ شَفاعتى ¨
.
ص: 518
يَومَ القِيامَةِ . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وقالَ : «اللّهُمَّ أنزِلهُ المَقعَدَ المُقَرَّبَ عِندَكَ يَومَ القِيامَةِ» وَجَبَت لَهُ شَفاعَتي . (2)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، وتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما تَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ» شَهِدتُ لَهُ يَومَ القِيامَةِ بِالشَّهادَةِ ، وشَفَعتُ لَهُ . (3)
4 / 15دُخولُ الجَنَّةِرسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن صَلّى عَلَيَّ في يَومٍ ألفَ مَرَّةٍ ، لَم يَمُت حَتّى يَرى مَقعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ . (4)
عنه صلى الله عليه و آله :جاءَني جَبرائيلُ وقالَ : إنَّهُ لا يُصَلّي عَلَيكَ أحَدٌ إلّا ويُصَلّي عَلَيهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ ، ومَن صَلّى عَلَيهِ سَبعونَ ألفَ مَلَكٍ كانَ مِن أهلِ الجَنَّةِ . (5)
عنه صلى الله عليه و آله :مَن كانَ آخِرُ كلامِهِ الصَّلاةَ عَلَيَّ وعَلى عَلِيٍّ ، دَخَلَ الجَنَّةَ . (6)
.
ص: 519
الفَصلُ الخامِسُ: الصّلاة على الأنبياءرسول اللّه صلى الله عليه و آله :صَلّوا عَلى أنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ بَعَثَهُم كَما بَعَثَني . (1)
عنه صلى الله عليه و آله :إذا صَلَّيتُم عَلَى المُرسَلينَ فَصَلّوا عَلَيَّ مَعَهُم ؛ فَإِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ . (2)
الإمام عليّ عليه السلام_ في كِتابٍ كَتَبَهُ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام _: ونَسأَ لُهُ أن يُصَلِّيَ عَنّا عَلى نَبِيِّنا صلى الله عليه و آله وعَلى أهلِ بَيتِهِ وعَلى أنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ ، بِصَلاةِ جَميعِ مَن صَلّى عَلَيهِ مِن خَلقِهِ . (3)
عنه عليه السلام_ فِي الدُّعاءِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وعَلى أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ أجمَعينَ . (4)
فاطمة عليهاالسلام_ مِن دُعاءٍ لَها بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وعَلى جَميعِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ ، وعَلَى المَلائِكَةِ أجمَعينَ . (5)
.
ص: 520
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وصَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وأنبِيائِكَ وَالصِّدّيقينَ ، واُولِي العَزمِ مِنَ المُرسَلينَ ، الَّذينَ اُوذوا في جَنبِكَ ، وجاهَدوا فيكَ حَقَّ جِهادِكَ ، وقاموا بِأَمرِكَ ووَحَّدوكَ وعَبَدوكَ حَتّى أتاهُمُ اليَقينُ . (1)
عنه عليه السلام_ فِي القُنوتِ _: اللّهُمَّ أنتَ المُبينُ البائِنُ ، وأنتَ المَكينُ الماكِنُ المُمَكِّنُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى آدَمَ بَديعِ فِطرَتِكَ ، ورُكنِ حُجَّتِكَ ، ولِسانِ قُدرَتِكَ ، وَالخَليفَةِ في بَسيطَتِكَ ، وأوَّلِ مُجتَبىً لِلنُّبُوَّةِ بِرَحمَتِكَ ، وساحِفِ (2) شَعرِ رَأسِهِ تَذَلُّلاً لَكَ في حَرَمِكَ لِعِزَّتِكَ ، ومُنشَأٍ مِنَ التُّرابِ نَطَقَ إعرابا بِوَحدانِيَّتِكَ ، وعَبدٍ لَكَ أنشَأتَهُ لِاُمَّتِكَ ، ومُستَعيذٍ بِكَ مِن مَسِّ عُقوبَتِكَ . وصَلِّ عَلَى ابنِهِ الخالِصِ مِن صَفوَتِكَ ، وَالفاحِصِ عَن مَعرِفَتِكَ ، وَالغائِصِ المَأمونِ عَن مَكنونِ سَريرَتِكَ ، بِما أولَيتَهُ مِن نِعَمِكَ ومَعونَتِكَ ، وعَلى مَن بَينَهُما مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ . (3)
عنه عليه السلام_ فِي الصَّلاةِ عَلى آدَمَ عليه السلام _: اللّهُمَّ وآدَمُ (4) بَديعُ فِطرَتِكَ ، وأوَّلُ مُعتَرِفٍ مِنَ الطّينِ بِرُبوبِيَّتِكَ ، وبِكرُ (5) حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وبَرِيَّتِكَ ، وَالدَّليلُ عَلَى الاِستِجارَةِ بِعَفوِكَ ، وَالنّاهِجُ سُبُلَ تَوبَتِكَ ، وَالوَسيلَةُ بَينَ الخَلقِ وبَينَ مَعرِفَتِكَ ، وَالَّذي لَقَّنتَهُ (6) ما رَضيتَ بِهِ عَنهُ بِمَنِّكَ عَلَيهِ ورَحمَتِكَ لَهُ ، وَالمُنيبُ الَّذي لَم يُصِرَّ عَلى مَعصِيَتِكَ ، وسابِقُ المُتَذَلِّلين
.
ص: 521
بِحَلقِ رَأسِهِ في حَرَمِكَ ، وَالمُتَوَسِّلُ بَعدَ المَعصِيَةِ بِالطّاعَةِ إلى عَفوِكَ ، وأبُو الأَنبِياءِ الَّذين اُوذوا في إجابَتِكَ ، وأكثَرُ ساكِني سُكّانِ الأَرضِ سَعيا [ و ]نَشاطا في طاعَتِكَ ، فَصَلِّ أنتَ عَلَيهِ يا رَحمنُ ومَلائِكَتُكَ وساكِنو سَماواتِكَ وأرضِكَ ، كَما عَظَّمَ حُرُماتِكَ ، ودَلَّنا عَلى سَبيلِ مَرضاتِكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (1)
الأمالي عن معاوية بن عمّار :ذَكَرتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عليه السلام بَعضَ الأَنبِياءِ فَصَلَّيتُ عَلَيهِ ، فَقالَ : إذا ذُكِرَ أحَدٌ مِنَ الأَنبِياءِ فَابدَأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ ثُمَّ عَلَيهِ ، صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعَلى جَميعِ الأَنبِياءِ . (2)
الإمام الصادق عليه السلام_ في دُعاءِ اُمِّ داوودَ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أبينا آدَمَ بَديعِ (3) فِطرَتِكَ ، الَّذي كَرَّمتَهُ بِسُجودِ مَلائِكَتِكَ وأبَحتَهُ جَنَّتَكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى اُمِّنا حَوّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجسِ ، المُصَفّاةِ مِنَ الدَّنَسِ ، المُفَضَّلَةِ مِنَ الإِنسِ ، المُتَرَدِّدَةِ بَينَ مَحالِّ القُدسِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابيلَ ، وشَيثٍ ، وإدريسَ ، ونوحٍ ، وهودٍ ، وصالِحٍ ، وإبراهيمَ ، وإسماعيلَ ، وإسحاقَ ، ويَعقوبَ ، ويوسُفَ ، وَالأَسباطِ ، ولوطٍ ، وشُعَيبٍ ، وأيّوبَ ، وموسى ، وهارونَ ، ويوشَعَ ، وميشا ، وَالخِضرِ ، وذِي القَرنَينِ ، ويونُسَ ، وإلياسَ ، واليَسَعِ ، وذِي الكِفلِ ، وطالوتَ ، وداوودَ ، وسُلَيمانَ ، وزَكَرِيّا ، وشَعيا ، ويَحيى ، وتورَخَ ، ومَتّى ، وأرمِيا ، وحَيقوقَ ، ودانِيالَ ، وعُزيرٍ ، وعِيسى ، وشَمعونَ ، وجِرجيسَ ، وَالحَوارِيّينَ ، وَالأَتباعِ ، وخالِدٍ ، وحَنظَلَة ، ولُقمانَ . (4)
.
ص: 522
عنه عليه السلام_ فيما يُقالُ عِندَ الاُسطُوانَةِ الخامِسَةِ مِن مَسجِدِ الكوفَةِ _: السَّلامُ عَلى أبينا آدَمَ واُمِّنا حَوّاءَ ، السَّلامُ عَلى هابيلَ المَقتولِ ظُلما وعُدوانا عَلى مَواهِبِ اللّهِ ورِضوانِهِ ، السَّلامُ عَلى شَيثٍ صَفوَةِ اللّهِ المُختارِ الأَمينِ وعَلَى الصَّفوَةِ الصّادقينَ مِن ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ أوَّلِهِم وآخِرِهِم ، السَّلامُ عَلى إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعقوبَ وعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ المُختارينَ ، السَّلامُ عَلى موسى كَليمِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلى عيسى_'feروحِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَى المُصطَفَينِ عَلَى العالَمينَ ، السَّلامُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ وذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكَ فِي الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، السَّلامُ عَلى الرَّقيبِ الشّاهِدِ عَلَى الاُمَمِ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكتُبني عِندَكَ مِنَ المَقبولينَ ، وَاجعَلني مِنَ الفائِزينَ المُطمَئِنّينَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ . (1)
الإمام الرضا عليه السلام :السَّلامُ عَلى أبَوَيَّ آدَمَ ونوحٍ ، السَّلامُ عَلى أبَوَيَّ إبراهيمَ وإسماعيلَ ، السَّلامُ عَلى أبَوَيَّ مُحَمَّدٍ وعَليٍّ ، السَّلامُ عَلى عِبادِ اللّهِ الصّالِحينَ . (2)
.
ص: 523
الفَصلُ السّادِسُ: الصّلوات المأثورة عَن رسول اللّه وأهل بيته6 / 1الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ النَّبيِّمسند ابن حنبل عن اُمّ سلمة :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِفاطِمَةَ عليهاالسلام : اِيتيني بِزَوجِكِ وَابنَيكِ ، فَجاءَت بِهِم ، فَأَلقى عَلَيهِم كِساءً فَدَكِيّا ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِم ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ آلُ مُحَمَّدٍ ، فَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (1)
البلد الأمين :دُعاءُ التَّهليلِ مَروِيٌّ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه و آله : بَسمِل وقُل : لا إلهَ إلَا اللّهُ _ ثَلاثا _ . . . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ _ ثَلاثا _ بِعَدَدِ ما صَلّى عَلَيهِ المُصَلّونَ . (2)
راجع : ص 501 (أدب الصّلاة على رسول اللّه / ضمّ آل النبيّ إليه في الصلاة) .
.
ص: 524
6 / 2الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍالإمام عليّ عليه السلام_ في دُعائِهِ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه و آله _: اللّهُمَّ اقسِم لَهُ مَقسَما مِن عَدلِكَ ، وَاجزِهِ مُضَعَّفاتِ الخَيرِ مِن فَضلِكَ . اللّهُمَّ أعلِ عَلى بِناءِ البانينَ بِناءَهُ ، وأكرِم لَدَيكَ نُزُلَهُ ، وشَرِّف عِندَكَ مَنزِلَهُ ، وآتِهِ الوَسيلَةَ وأعطِهِ السَّناءَ وَالفَضيلَةَ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ غَيرَ خَزايا ولا نادِمينَ ، ولا ناكِبينَ (1) ولا ناكِثينَ (2) ، ولا ضالّينَ ولا مُضِلّينَ ولا مَفتونينَ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ داحِيَ المَدحُوّاتِ (4) ، وداعِمَ المَسموكاتِ (5) ، وجابِلَ (6) القُلوبِ عَلى فِطرَتِها ؛ شَقِيِّها وسَعيدِها ، اِجعَل شَرائِفَ صَلَواتِكَ ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ (7) ، وَالمُعلِنِ الحَقَّ بِالحَقِّ ، وَالدّافِعِ جَيشاتِ (8) الأَباطيلِ ، وَالدّامِغِ صَولاتِ الأَضاليلِ كَما حُمِّلَ ، فَاضطَلَعَ قائِما بِأَمرِكَ ، مُستَوفِزا (9) في مَرضاتِكَ ، غَيرَ ناكِلٍ عَن قُدُمٍ ، ولا واهٍ في عَزمٍ ، واعِيا لِوَحيِكَ ، حافِظا لِعَهدِكَ ، ماضِيا عَلى نَفاذِ أمرِكَ ، حَتّى أورى قَبَسَ القابِسِ (10) ، وأضاءَ الطَّريق
.
ص: 525
لِلخابِطِ (1) ، وهُدِيَت بِهِ القُلوبُ بَعدَ خَوضاتِ الفِتَنِ وَالآثامِ ، وأقامَ بِموضِحاتِ الأَعلامِ ونَيِّراتِ الأَحكامِ . فَهُوَ أمينُكَ المَأمونُ ، وخازِنُ عِلمِكَ المَخزونِ ، وشَهيدُكَ (2) يَومَ الدِّينِ ، وبَعيثُكَ (3) بِالحَقِّ ، ورَسولُكَ إلَى الخَلقِ . اللّهُمَّ افسَح لَهُ مَفسَحا في ظِلِّكَ ، وَاجزِهِ مُضاعَفاتِ الخَيرِ مِن فَضلِكَ ، اللّهُمَّ وأعلِ عَلى بِناءِ البانينَ بِناءَهُ ، وأكرِم لَدَيكَ مَنزِلَتَهُ ، وأتمِم لَهُ نورَهُ ، وَاجزِهِ مِنِ ابتِعاثِكَ لَهُ مَقبولَ الشَّهادَةِ ، ومَرضِيَّ المَقالَةِ ، ذا مَنطقٍ عَدلٍ ، وخُطبَةٍ فَصلٍ . اللّهُمَّ اجمَع بَينَنا وبَينَهُ في بَردِ العَيشِ ، وقَرارِ النِّعمَةِ ، ومُنَى الشَّهَواتِ ، وأهواءِ اللَّذّاتِ ، ورَخاءِ الدَّعَةِ ، ومُنتَهَى الطُّمَأنينَةِ ، وتُحَفِ الكَرامَةِ . (4)
الإمام عليّ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً ، تَرفَعُ بِها دَرَجَتَهُ وتُبَيِّنُ بِها فَضلَهُ . وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (5)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وأعطِهِ اليَومَ أفضَلَ الوَسائِلِ، وأشرَفَ العَطاءِ وأعظَمَ الحِباءِ وَالمَنازِلِ ، وأسعَدَ الجُدودِ وأقَرَّ الأَعيُنِ .
.
ص: 526
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم ، وأذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ ألهَمتَهُم عِلمَكَ ، وَاستَحفَظتَهُم كُتُبَكَ، وَاستَرعَيتَهُم عِبادَكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وحَبيبِكَ وخَليلِكَ ، وسَيِّدِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ مِنَ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ وَالخَلقِ أجمَعينَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الَّذينَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم ، وأوجَبتَ عَلَينا حَقَّهُم ومَوَدَّتَهُم . (1)
عنه عليه السلام_ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كُلَّما ذَكَرَهُ الذّاكِرونَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كُلَّما غَفَلَ عَن ذِكرِهِ الغافِلونَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عَدَدَ كَلِماتِكَ وعَدَدَ مَعلوماتِكَ ، صَلاةً لا نِهايَةً لَها ولا غايَةَ لِأَمَدِها . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفيعَةِ ومَحَلَّتِكَ المَنيعَةِ ، وفَضلِكَ البالِغِ وسَبيلِكَ الواسِعِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كما دانَ لَكَ ودَعا إلى عِبادَتِكَ ، وأوفى بِعُهودِكَ وأنفَذَ أحكامَكَ وَاتَّبَعَ أعلامَكَ (3) ، عَبدِكَ ونَبِيِّكَ ، وأمينِكَ عَلى عَهدِكَ إلى عِبادِكَ ، القائِمِ بِأَحكامِكَ ، ومُؤَيِّدِ مَن أطاعَكَ ، وقاطِعِ عُذرِ مَن عَصاكَ . اللّهُمَّ فَاجعَل مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله أجزَلَ مَن جَعَلتَ لَهُ نَصيبا مِن رَحمَتِكَ ، وأنضَرَ مَن أشرَقَ وَجهُهُ بِسِجالِ (4) عَطِيَّتِكَ ، وأقرَبَ الأَنبِياءِ زُلفَةً (5) يَومَ القِيامَةِ عِندَكَ ، وأوفَرَهُم
.
ص: 527
حَظّا مِن رِضوانِكَ ، وأكثَرَهُم صُفوفَ اُمَّةٍ في جِنانِكَ ، كَما لَم يَسجُد لِلأَحجارِ ولَم يَعتَكِف لِلأَشجارِ ، ولَم يَستَحِلَّ السِّباءَ (1) ولَم يَشرَبِ الدِّماءَ . (2)
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى طَيِّبِ المُرسَلينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، المُنتَجَبِ الفاتِقِ الرّاتِقِ . (3) اللّهُمَّ فَخُصَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِالذِّكرِ المَحمودِ وَالحَوضِ المَورودِ ، اللّهُمَّ آتِ مُحَمَّدا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ الوَسيلَةَ وَالرِّفعَةَ والفَضيلَةَ ، وَاجعَل فِي المُصطَفَينَ مَحَبَّتَهُ ، وفِي العِلِّيّينَ دَرَجَتَهُ ، وفِي المُقَرَّبينَ كَرامَتَهُ . اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّدا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ مِن كُلِّ كَرامَةٍ أفضَلَ تِلكَ الكَرامَةِ ، ومِن كُلِّ نَعيمٍ أوسَعَ ذلِكَ النَّعيمِ ، ومِن كُلِّ عَطاءٍ أجزَلَ ذلِكَ العَطاءِ ، ومِن كُلِّ يُسرٍ أنضَرَ (4) ذلِكَ اليُسرِ ، ومِن كُلِّ قِسمٍ أوفَرَ ذلِكَ القِسمِ ، حَتّى لا يَكونَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ أقرَبَ مِنهُ مَجلِسا ، ولا أرفَعَ مِنهُ عِندَك ذِكرا ومَنزِلَةً ، ولا أعظَمَ عَلَيكَ حَقّا ، ولا أقرَبَ وَسيلَةً مِن مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ، إمامِ الخَيرِ وقائِدِهِ وَالدّاعي إلَيهِ ، وَالبَرَكَةِ عَلى جَميعِ العِبادِ وَالبِلادِ ، ورَحمَةٍ لِلعالَمينَ . اللّهُمَّ اجمَع بَينَنا وبَينَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ في بَردِ العَيشِ ، وتَرَوُّحِ (5) الرَّوحِ (6) ، وقَرارِ النِّعمَةِ ، وشَهوَةِ الأَنفُسِ ، ومُنَى الشَّهَواتِ ، ونِعَمِ اللَّذّاتِ ، ورَجاء
.
ص: 528
الفَضيلَةِ ، وشُهودِ الطُّمَأنينَةِ ، وسُؤدَدِ (1) الكَرامَةِ ، وقُرَّةِ العَينِ ، ونَضرَةِ النَّعيمِ ، وبَهجَةٍ لا تُشبِهُ بَهَجاتِ الدُّنيا ، نَشهَدُ أنَّهُ قَد بَلَّغَ الرِّسالَةَ ، وأدَّى النَّصيحَةَ ، وَاجتَهَدَ لِلاُمَّةِ ، واُوذِيَ في جَنبِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، وعَبَدَكَ حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ الطَّيِّبينَ . اللّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ ، ورَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ، ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ ، بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله عَنَّا السَّلامَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وعَلى أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ أجمَعينَ ، وصَلِّ اللّهُمَّ عَلَى الحَفَظَةِ الكِرامِ الكاتِبينَ ، وعَلى أهلِ طاعَتِكَ مِن أهلِ السَّماواتِ السَّبعِ وأهلِ الأَرَضينَ السَّبعِ مِنَ المُؤمِنينَ أجمَعينَ . (2)
عنه عليه السلام :فَصَلِّ عَلى خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ وصِفوَتِكَ مِن بَرِيَّتِكَ وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ بِأَفضَلِ الصَّلَواتِ ، وبارِك عَلَيهِ بِأَفضَلِ البَرَكاتِ ، بِما بَلَّغَ عَنكَ مِنَ الرِّسالاتِ وصَدَعَ بِأَمرِكَ ودَعا إلَيكَ ، وأفصَحَ بِالدَّلائِلِ عَلَيكَ بِالحَقِّ المُبينِ حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلَّى اللّهُ عَلَيهِ فِي الآخِرينَ ، وعَلى آلِهِ وأهلِ بَيتِهِ الطّاهرينَ ، وَاخلُفهُ فيهِم بِأَحسنِ ما خَلَفتَ بِهِ أحَدا مِنَ المُرسَلينَ بِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . . . فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ وصِلهَا اللّهُمَّ بِدَوامٍ وَابدَأها بِتَمامٍ ، إنَّكَ واسِعُ الحِباءِ (3) كَريمُ العَطاءِ . (4)
.
ص: 529
6 / 3الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِفاطمة عليهاالسلام_ مِن دُعاءٍ لَها بَعدَ صَلاةِ العَصرِ _: اللّهُمَّ ذَا الرَّحمَةِ الواسِعَةِ ، وَالصَّلاةِ النّافِعَةِ الرّافِعَةِ ، صَلِّ عَلى أكرَمِ خَلقِكَ عَلَيكَ ، وأحَبِّهِم إلَيكَ ، وأوجَهِهِم لَدَيكَ ؛ مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، المَخصوصِ بِفَضائِلِ الرَّسائِلِ ، أشرَفَ وأكرَمَ وأرفَعَ وأعظَمَ وأكمَلَ ما صَلَّيتَ عَلى مُبَلِّغٍ عَنكَ ومُؤتَمَنٍ عَلى وَحيِكَ . اللّهُمَّ كَما سَدَدتَ بِهِ العَمى وفَتَحتَ بِهِ الهُدى ، فَاجعَل مَناهِجَ سُبُلِهِ لَنا سُنَنا ، وحُجَجَ بُرهانِهِ لَنا سَبَبا ، نَأتَمُّ بِهِ إلَى القُدومِ عَلَيكَ . . . اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ ومَنَّكَ ومَغفِرَتَكَ ورَحمَتَكَ ورِضوانَكَ وفَضلَكَ وسَلامَتَكَ وذِكرَكَ ونورَكَ وشَرَفَكَ ونِعمَتَكَ وخِيَرَتَكَ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّدا الوَسيلَةَ العُظمى ، وكَريمَ جَزائِكَ فِي العُقبى ، حَتّى تُشَرِّفَهُ يَومَ القِيامَةِ يا إلهَ الهُدى . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وعَلى جَميعِ مَلائِكَتِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ، سَلامٌ عَلى جَبرَئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وحَمَلَةِ العَرشِ ومَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ والكِرامِ الكاتِبينَ وَالكَرّوبِيّينَ (1) ، وسَلامٌ عَلى مَلائِكَتِكَ أجمَعينَ ، وسَلامٌ عَلى أبينا آدَمَ وعَلى اُمِّنا حَوّاءَ ، وسَلامٌ عَلَى النَّبِيّينَ أجمَعينَ وَالصِّدّيقينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ أجمَعينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (2)
عنها عليهاالسلام_ مِن دُعاءٍ لَها بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ
.
ص: 530
وعَلى جَميعِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ وعَلَى المَلائِكَةِ أجمَعينَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وعَلى أئِمَّةِ الهُدى أجمَعينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما هَدَيتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما عَزَّزتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما فَضَّلتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَصَّرتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحمََّدٍ كَما أنقَذتَنا بِهِ مِن شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ . اللّهُمَّ بَيِّض وَجهَهُ ، وأعلِ كَعبَهُ (1) وأفلِج حُجَّتَهُ (2) ، وأتمِم نورَهُ ، وثَقِّل ميزانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ ، وَافسَح لَهُ حَتّى يَرضى ، وبَلِّغهُ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ ، وَابعَثهُ المَقامَ المَحمودَ الَّذي وَعَدتَهُ ، وَاجعَلهُ أفضَلَ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ عِندَكَ مَنزِلَةً ووَسيلَةً ، وَاقصُص بِنا أثَرَهُ ، وَاسقِنا بِكَأسِهِ ، وأورِدنا حَوضَهُ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وَاسلُك بِنا سَبيلَهُ ، وَاستَعمِلنا بِسُنَّتِهِ ، غَيرَ خَزايا ولا نادِمينَ ولا شاكّينَ ولا مُبَدِّلينَ . (3)
عنها عليهاالسلام_ مِن دُعاءٍ لَها بَعدَ صَلاةِ المَغرِبِ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً يَشهَدُ الأَوَّلونَ مَعَ الأَبرارِ ، وسَيِّدِ المُتَّقينَ وخاتَمِ النَّبِيّينَ ، وقائِدِ الخَيرِ ومِفتاحِ الرَّحمَةِ . اللّهُمَّ رَبَّ البَيتِ الحَرامِ وَالشَّهرِ الحَرامِ ، ورَبَّ المَشعَرِ الحَرامِ ، ورَبَّ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ ، بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ ، سَلامٌ عَلَيك
.
ص: 531
يا رَسولَ اللّهِ ، سَلامٌ عَلَيكَ يا أمينَ اللّهِ ، سَلامٌ عَلَيكَ يا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَهُوَ كَما وَصَفتَهُ بِالمُؤمِنينَ رَؤوفٌ رَحيمٌ ، اللّهُمَّ أعطِهِ ما سَأَلَكَ وأفضَلَ ما سُئِلتَ لَهُ وأفضَلَ ما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (1)
عنها عليهاالسلام_ مِن دُعاءٍ لَها بَعدَ صَلاةِ العِشاءِ _: صَلَّى اللّهُ عَلَى البَشيرِ النَّذيرِ ، وَالسِّراجِ المُنيرِ ، وعَلى جَميعِ المَلائِكَةِ وَالنَّبِيّينَ . اللّهُمَّ داحِيَ المَدحُوّاتِ ، وبارِئَ المَسموكاتِ ، وجَبّالَ القُلوبِ عَلى فِطرَتِها ؛ شَقِيِّها وسَعيدِها ، اِجعَل شَرائِفَ صَلَواتِكَ ، ونَوامِيَ بَرَكاتِكَ ، ورَأفَةَ تَحِيَّتِكَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ ، القائِمِ بِحُجَّتِكَ ، وَالذّابِّ عَن حَرَمِكَ ، وَالصّادِعِ بِأَمرِكَ ، وَالمُشَيِّدِ بِآياتِكَ ، وَالموفي لِنَذرِكَ . اللّهُمَّ فَأَعطِهِ بِكُلِّ فَضيلَةٍ مِن فَضائِلِهِ ، ونَقيبَةٍ مِن مَناقِبِهِ ، وحالٍ مِن أحوالِهِ ، ومَنزِلَةٍ مِن مَنازِلِهِ _ رَأَيتَ مُحَمَّدا لَكَ فيها ناصِرا ، وعَلى كُلِّ مَكروهِ بَلائِكَ صابِرا ، ولِمَن عاداكَ مُعادِيا ، ولِمَن والاكَ مُوالِيا ، وعَمّا كَرِهتَ نائِيا ، وإلى ما أحبَبتَ داعِيا _ فَضائِلَ مِن جَزائِكَ ، وخَصائِصَ مِن عَطائِكَ وحِبائِك ، تُسني (2) بِها أمرَهُ ، وتُعلي بِها دَرَجَتَهُ ، مَعَ القُوّامِ بِقِسطِكَ وَالذّابّينَ عَن حَرَمِكَ ، حَتّى لا يَبقى سَناءٌ ولا بَهاءٌ ولا رَحمَةٌ ولا كَرامَةٌ إلّا خَصَصتَ مُحَمَّدا بِذلِكَ ، وآتَيتَهُ مِنهُ الذُّرى (3) ، وبَلَّغتَهُ المَقاماتِ العُلى ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (4)
.
ص: 532
6 / 4الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ المُجتَبىالإمام الحسن عليه السلام_ مِن دُعاءٍ لَهُ في قُنوتِهِ _: أسأَ لُكَ بِمُغَيَّباتِ عِلمِكَ في بَواطِنِ أسرارِ سَرائِرِ المُسِرّينَ إلَيكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً يَسبِقُ بِها مَنِ اجتَهَدَ مِنَ المُتَقَدِّمينَ ، ويَتَجاوَزُ (1) فيها مَن يَجتَهِدُ مِنَ المُتَأَخِّرينَ . (2)
6 / 5الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحُسَينِ سَيِّدِ الشُّهَداءِالإمام الحسين عليه السلام_ مِن دُعائِهِ يَومَ عَرَفَةَ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ أجمَعينَ . . . اللّهُمَّ إنّا نَتَوَجَّهُ إلَيكَ في هذِهِ العَشِيَّةِ الَّتي شَرَّفتَها وعَظَّمتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ ورَسولِكَ وخِيَرَتِكَ وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى البَشيرِ النَّذيرِ السِّراجِ المُنيرِ ، الَّذي أنعَمتَ بِهِ عَلَى المُسلِمينَ وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما مُحَمَّدٌ أهلُ ذلِكَ يا عَظيمُ ، فَصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبينَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ أجمَعينَ . (3)
6 / 6الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَليِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَالإمام زين العابدين عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ الَّذي مَنَّ عَلَينا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله دونَ الاُمَمِ الماضِيَةِ وَالقُرونِ السّالِفَةِ ، بِقُدرَتِهِ الَّتي لا تَعجِزُ عَن شيءٍ وإن عَظُمَ ، ولا يَفوتُها شَيءٌ وإن
.
ص: 533
لَطُفَ (1) ، فَخَتَمَ بِنا عَلى جَميعِ مَن ذَرَأَ ، وجَعَلَنا شُهداءَ عَلى مَن جَحَدَ ، وكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلى مَن قَلَّ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ أمينِكَ عَلى وَحيِكَ ، ونَجيبِكَ مِن خَلقِكَ ، وصَفِيِّكَ مِن عِبادِكَ ، إمامِ الرَّحمَةِ ، وقائِدِ الخَيرِ ، ومِفتاحِ البَرَكَةِ ، كَما نَصَبَ لِأَمرِكَ نَفسَهُ ، وعَرَّضَ فيكَ لِلمَكروهِ بَدَنَهُ ، وكاشَفَ فِي الدُّعاءِ إلَيكَ حامَّتَهُ (2) ، وحارَبَ في رِضاكَ اُسرَتَهُ ، وقَطَعَ في إحياءِ دينِكَ رَحِمَهُ ، وأقصَى الأَدنَينَ عَلى جُحودِهِم ، وقَرَّبَ الأَقصَينَ عَلَى استِجابَتِهِم لَكَ ، ووالى فيكَ الأَبعَدينَ ، وعادى فيكَ الأَقرَبينَ ، وأدأَبَ (3) نَفسَهُ في تَبليغِ رِسالَتِكَ ، وأتعَبَها بِالدُّعاءِ إلى مِلَّتِكَ ، وشَغَلَها بِالنُّصحِ لِأَهلِ دَعوَتِكَ ، وهاجَرَ إلى بِلادِ الغُربَةِ ومَحَلِّ النَّأيِ (4) عَن مَوطِنِ رَحلِهِ ومَوضِعِ رِجلِهِ ، ومَسقَطِ رَأسِهِ ومَأنَسِ نَفسِهِ ، إرادةً مِنهُ لِاءِعزازِ دينِكَ ، وَاستِنصارا عَلى أهلِ الكُفرِ بِكَ ، حَتَّى استَتَبَّ لَهُ ما حاوَلَ في أعدائِكَ ، وَاستَتَمَّ لَهُ ما دَبَّرَ في أولِيائِكَ ، فَنَهَدَ (5) إلَيهِم مُستَفتِحا بِعَونِكَ ، ومُتَقَوِّيا عَلى ضَعفِهِ بِنَصرِكَ ، فَغَزاهُم في عُقرِ دِيارِهِم ، وهَجَمَ عَلَيهِم في بُحبوحَةِ (6) قَرارِهِم ، حَتّى ظَهَرَ أمرُكَ وعَلَت كَلِمَتُكَ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ . اللّهُمَّ فَارفَعهُ بِما كَدَحَ فيكَ إلَى الدَّرَجَةِ العُليا مِن جَنَّتِكَ ، حَتّى لا يُساوى في مَنزِلَةٍ ولا يُكافَأَ في مَرتَبَةٍ ، ولا يُوازِيَهُ لَدَيكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، وعَرِّفهُ في أهلِهِ الطّاهِرينَ واُمَّتِهِ المُؤمِنينَ مِن حُسنِ الشَّفاعَةِ أجَلَّ ما وَعَدتَهُ ، يا نافِذَ العِدَةِ ، يا
.
ص: 534
وافِيَ القَولِ ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ ، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ اجعَل أكمَلَ صَلَواتِكَ وأشرَفَها ، وأجمَلَ تَحِيّاتِكَ وألطَفَها ، وأشمَلَ بَرَكاتِكَ وأعطَفَها ، وأجَلَّ هِباتِكَ وأرأَفَها عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وأكرَمِ الاُمِّيّينَ ، وعَلى أهلِ بَيتِهِ الأَصفِياءِ الطّاهِرينَ ، وعِترَتِهِ النُّجَباءِ المُختارينَ ، وشيعَتِهِ الأَوفِياءِ المُوازِرينَ ، مِن أنصارِهِ وَالمُهاجِرينَ ، وأدخِلنا في شَفاعَتِهِ يَومَ الدَّينِ ، مَعَ مَن دَخَلَ في زُمرَتِهِ مِنَ المُوَحِّدينَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، ويا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلاةً عالِيَةً عَلَى الصَّلَواتِ ، مُشرِفَةً فَوقَ التَّحِيّاتِ ، صَلاةً لا يَنتَهي أمَدُها ولا يَنقَطِعُ عَدَدُها ، كَأَتَمِّ ما مَضى مِن صَلَواتِكَ عَلى أحَدٍ مِن أولِيائِكَ ، إنَّكَ المَنّانُ (3) الحَميدُ ، المُبدِئُ المُعيدُ ، الفَعّالُ لِما تُريدُ . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، ونَصَحَ لِعِبادِكَ ، اللّهُمَّ اجعَل نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ يَومَ القِيامَةِ أقرَبَ النَّبِيّينَ مِنكَ مَجلِسا ، وأمكَنَهُم مِنكَ شَفاعَةً ، وأجَلَّهُم عِندَكَ قَدرا ، وأوجَهَهُم عِندَك جاها . اللّهُمَّ صَلَّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وشَرِّف بُنيانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ ، وثَقِّل ميزانَهُ ، وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ ، وقَرِّب وَسيلَتَهُ ، وبَيِّض وَجهَهُ ، وأتِمَّ نورَهُ ، وَارفَع دَرَجَتَهُ ، وأحيِنا عَلى سُنَّتِهِ ، وتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وخُذ بِنا مِنهاجَهُ ، وَاسلُك بِنا سَبيلَهُ ، وَاجعَلنا مِن أهل
.
ص: 535
طاعَتِهِ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ ، وأورِدنا حَوضَهُ ، وَاسقِنا بِكَأسِهِ . وصَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِها أفضَلَ ما يَأمُلُ مِن خَيرِكَ وفَضلِكَ وكَرامَتِكَ ، إنَّكَ ذو رَحمَةٍ واسعَةٍ وفَضلٍ كَريمٍ . اللّهُمَّ اجزِهِ بِما بَلَّغَ مِن رِسالاتِكَ ، وأدّى مِن آياتِكَ ، ونَصَحَ لِعِبادِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، أفضَلَ ما جَزَيتَ أحَدا مِن مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وأنبِيائِكَ المُرسَلينَ المُصطَفَينَ ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، وعَلى عَليٍّ المُرتَضى ، وفاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وخَديجَةَ الكُبرى ، وَالحَسَنِ المُجتَبى ، وَالحُسَينِ الشَّهيدِ بِكَربَلاءَ ، وعَلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ زَينِ العابِدينَ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ الباقِرِ ، وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ ، وعَليِّ بنِ موسَى الرِّضا ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ التَّقِيِّ ، وعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ ، وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ العَسكَرِيِّ ، وَالحُجَّةِ القائِمِ المَهدِيِّ ابنِ الحَسَنِ ، الإِمامِ المُنتَظَرِ ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم أجمَعينَ . اللّهُمَّ والِ مَن والاهُم ، وعادِ مَن عاداهُم ، وَانصُر مَن نَصَرَهُم ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُم ، وَالعَن مَن ظَلَمَهُم ، وعَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَانصُر شيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأهلِك أعداءَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَارزُقني رُؤيَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجعَلني مِن أتباعِهِ وأشياعِهِ ، وَالرّاضينَ بِفِعلِهِ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وَصَلِّ عَلَيهِ وَآلِهِ كَما صَلَّيتَ عَلى
.
ص: 536
عِبادِكَ الصالِحينَ ، وَأفضَلَ مِن ذلِكَ يا رَبَّ العالَمينَ ، صَلاةً تَبلُغُنا بَرَكَتُها ، وَيَنالُنا نَفعُها ، وَيُستَجابُ لَها دُعاؤُنا ، إنَّكَ أكرَمُ مَن رُغِبَ إلَيهِ ، وَأكفى مَن تُوُكِّلَ عَلَيهِ ، وَأعطى مَن سُئِلَ مِن فَضلِهِ ، وَأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ ، كَصَلَواتِكَ وبَرَكاتِكَ وتَحِيّاتِكَ عَلى أصفِيائِكَ إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ ، وعَجَّلِ الفَرَجَ وَالرَّوحَ وَالنُّصرَةَ وَالتَّمكينَ وَالتَّأييدَ لَهُم . (2)
الإمام الصادق عليه السلام :كانَ عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا زالَتِ الشَّمسُ صَلّى ودَعا ، ثُمَّ صَلّى عَلَى النَّبيِّ وآلِهِ فَقالَ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ، ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ، ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ، ومَعدِنِ العِلمِ ، وأهلِ بَيتِ الوَحيِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الفُلكِ الجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ (3) الغامِرَةِ (4) ، يَأمَنُ مَن رَكِبَها ويَغرَقُ مَن تَرَكَها ، المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ (5) ، وَالمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ ، وَاللّازِمُ لَهُم لاحِقٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الكَهفِ الحَصينِ ، وغِياثِ المُضطَرّينَ ، ومَلجَأِ الهارِبينَ ، ومَنجَى الخائِفينَ ، وعِصمَةِ المُعتَصِمينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلاةً كَثيرةً تَكونُ لَهُم رِضىً ولِحَقِّ مُحَمَّد
.
ص: 537
وآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وقَضاءً ، بِحَولٍ مِنكَ وقُوَّةٍ يا رَبَّ العالَمينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذين أوجَبتَ حَقَّهُم ومَوَدَّتَهُم وفَرَضتَ طاعَتَهُم ووَلايَتَهُم . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاعمُر قَلبي بِطاعَتِكَ ولا تُخزِهِ بَمَعصِيَتِكَ ، وَارزُقني مُواساةَ مَن قَتَّرتَ عَلَيهِ مِن رِزقِكَ مِمّا وَسَّعتَ عَلَيَّ مِن فَضلِكَ . الحَمدُ للّهِِ عَلى كُلِّ نِعمَةٍ ، وأستَغفِرُ اللّهَ مِن كُلِّ ذَنبٍ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ مِن كُلِّ هَولٍ (1) . (2)
الإمام زين العابدين عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ إذا ذُكِرَ الأَبرارُ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ مَا اختَلَفَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، صَلاةً لا يَنقَطِعُ مَدَدُها ولا يُحصى عَدَدُها ، صَلاةً تَشحَنُ الهَواءَ ، وتَملَأُ الأَرضَ وَالسَّماءَ . صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ حَتّى يَرضى ، وصَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ بَعدَ الرِّضا ، صَلاةً لا حَدَّ لَها ولا مُنتَهى ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في كُلِّ وَقتٍ وكُلِّ أوانٍ وعَلى كُلِّ حالٍ ، عَدَدَ ما صَلَّيتَ عَلى مَن صَلَّيتَ عَلَيهِ ، وأضعافَ ذلِكَ كُلِّهِ بِالأَضعافِ الَّتي لا يُحصيها غَيرُكَ ، إنَّكَ فَعّالٌ لِما تُريدُ . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما هَدَيتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَمَا
.
ص: 538
استَنقَذتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تَشفَعُ لَنا يَومَ القِيامَةِ ويَومَ الفاقَةِ إلَيكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِ شَيءٍ قَديرٌ ، وهُوَ عَلَيكَ يَسيرٌ . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أكثَرَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وآتِهِ عَنّا أفضَلَ ما آتَيتَ أحَدا مِن عِبادِكَ ، وَاجزِهِ عَنّا أفضَلَ وأكرَمَ ما جَزَيتَ أحَدا مِن أنبِيائِكَ عَن اُمَّتِهِ ، إنَّكَ أنتَ المَنّانُ بِالجَسيمِ ، الغافِرِ لِلعَظيمِ ، وأنتَ أرحَمُ مِن كُلِّ رَحيمٍ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ الأَخيارِ الأَنجَبينَ . (2)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ قَبلَهُ ، وأنتَ مُصَلٍّ عَلى أحَدٍ بَعدَهُ ، وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا بِرَحمَتِكَ عَذابَ النّارِ . (3)
عنه عليه السلام :صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً دائِمَةً نامِيَةً ، لَا انقِطاعَ لِأَبَدِها ولا مُنتَهى لِأَمَدِها ، وَاجعَل ذلِكَ عَونا لي وسَبَبا لِنَجاحِ طَلِبَتي ، إنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ ، ومِن حاجَتي يا رَبِّ كَذا وكَذا . (4)
عنه عليه السلام :رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ المُصطَفَى المُكَرَّمِ المُقَرَّبِ أفضَلَ صَلَواتِكَ ، وبارِك عَلَيهِ أتَمَّ بَرَكاتِكَ ، وتَرَحَّم عَلَيهِ أمتَعَ رَحَماتِكَ . رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً زاكِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ أزكى مِنها ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً نامِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ أنمى مِنها ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً راضِيَةً لا تَكونُ صَلاةٌ فَوقَها . رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، صَلاةً تُرضيهِ وتَزيدُ عَلى رِضاهُ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاة
.
ص: 539
تُرضيكَ وتَزيدُ عَلى رِضاكَ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً تُرضيكَ وتَزيدُ عَلى رِضاكَ لَهُ ، وصَلِّ عَلَيهِ صَلاةً لا تَرضى لَهُ إلّا بِها ، ولاتَرى غَيرَهُ لَها أهلاً . رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تُجاوِزُ رِضوانَكَ ، ويَتَّصِلُ اتِّصالُها بِبَقائِكَ ، ولا يَنفَدُ كَما لا تَنفَدُ كَلِماتُكَ . رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تَنتَظِمُ صَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وأهلِ طاعَتِكَ ، وتَشتَمِلُ عَلى صَلَواتِ عِبادِكَ مِن جِنِّكَ وإِنسِكَ وأهلِ إجابَتِكَ ، وتَجتَمِعُ عَلى صَلاةِ كُلِّ مَن ذَرَأتَ وبَرَأتَ مِن أصنافِ خَلقِكَ . رَبِّ صَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ صَلاةً تُحيطُ بِكُلِّ صَلاةٍ سالِفَةٍ ومُستَأنَفَةٍ ، وصَلِّ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ صَلاةً مَرضِيَّةً لَكَ ولِمَن دونَكَ ، وتُنشِئُ مَعَ ذلِكَ صَلاةً تُضاعِفُ مَعَها تِلكَ الصَّلَواتِ عِندَها ، وتَزيدُها عَلى كُرورِ الأَيّامِ زِيادَةً في تَضاعيفَ لا يَعُدُّها غَيرُكَ . رَبِّ صَلِّ عَلى أطائِبِ أهلِ بَيتِهِ الَّذينَ اختَرتَهُم لِأَمرِكَ ، وجَعَلتَهُم خَزَنَةَ عِلمِكَ ، وحَفَظَةَ دينِكَ ، وخُلفاءَكَ في أرضِكَ ، وحُجَجَكَ عَلى عِبادِكَ ، وطَهَّرتَهُم مِنَ الرِّجسِ وَالدَّنَسِ تَطهيرا بِإِرادَتِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الوَسيلَةَ إلَيكَ ، وَالمَسلَكَ إلى جَنَّتِكَ . رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ صَلاةً تُجزِلُ لَهُم بِها مِن نِحَلِكَ (1) وكَرامَتِكَ ، وتُكمِلُ لَهُمُ الأَشياءَ مِن عَطاياكَ ونَوافِلِكَ (2) ، وتُوَفِّرُ عَلَيهِمُ الحَظَّ مِن عَوائِدِكَ وفَوائِدِكَ . رَبِّ صَلِّ عَلَيهِ وعَلَيهِم صَلاةً لا أمَدَ في أوَّلِها ، ولا غايَةَ لِأَمَدِها ، ولا نِهايَةَ لِاخِرِها . رَبِّ صَلِّ عَلَيهِم زِنَةَ عَرشِكَ وما دونَهُ ، ومِل ءَ سَماواتِكَ وما فَوقَهُنَّ ، وعَدَدَ أرَضيكَ وما تَحتَهُنَّ وما بَينَهُنَّ ، صَلاةً تُقَرِّبُهُم مِنكَ زُلفى ، وتَكونُ لَكَ ولَهُم رِضىً ،
.
ص: 540
ومُتَّصِلَةً بِنَظائِرِهِنَّ أبَدا . اللّهُمَّ إنَّكَ أيَّدتَ دينَكَ في كُلِّ أوانٍ ، بِإِمامٍ أقَمتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ ، ومَنارا في بِلادِكَ ، بَعدَ أن وَصَلتَ حَبلَهُ بِحَبلِكَ ، وجَعَلتَهُ الذَّريعَةَ إلى رِضوانِكَ ، وَافتَرَضتَ طاعَتَهُ ، وحَذَّرتَ مَعصِيَتَهُ ، وأمَرتَ بِامتِثالِ أوامِرِهِ ، وَالاِنتِهاءِ عِندَ نَهيِهِ ، وألّا يَتَقَدَّمَهُ مُتَقَدِّمٌ ، ولا يَتَأَخَّرَ عَنهُ مُتَأَخِّرٌ ، فَهُوَ عِصمَةُ الّلائِذينَ ، وكَهفُ المُؤمِنينَ ، وعُروَةُ المُتَمَسِّكينَ ، وبَهاءُ العالَمينَ . اللّهُمَّ فَأَوزِع (1) لِوَلِيِّكَ شُكرَ ما أنعَمتَ بِهِ عَلَيهِ ، وأوزِعنا مِثلَهُ فيهِ ، وآتِهِ مِن لَدُنكَ سُلطانا نَصيرا ، وَافتَح لَهُ فَتحا يَسيرا ، وأعِنهُ بِرُكنِكَ الأَعَزِّ ، وَاشدُد أزرَهُ ، وقَوِّ عَضُدَهُ ، وراعِهِ بِعَينِكَ ، وَاحمِهِ بِحِفظِكَ ، وَانصُرهُ بِمَلائِكَتِكَ ، وَأمدِدهُ بِجُندِكَ الأَغلَبِ ، وأقِم بِهِ كِتابَكَ وحُدودَكَ وشَرائِعَكَ وسُنَنَ رَسولِكَ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيهِ وآلِهِ ، وأحيِ بِهِ ما أماتَهُ الظّالِمونَ مِن مَعالِمِ دينِكَ ، وَاجلُ بِهِ صَدَأَ الجَورِ عَن طَريقَتِكَ ، وأبِن بِهِ الضَّرّاءَ مِن سَبيلِكَ ، وأزِل بِهِ النّاكِبينَ عَن صِراطِكَ ، وَامحَق بِهِ بُغاةَ قَصدِكَ عِوَجا ، وألِن جانِبَهُ لِأَولِيائِكَ ، وَابسُط يَدَهُ عَلى أعدائِكَ ، وهَب لَنا رَأفَتَهُ ورَحمَتَهُ وتَعَطُّفَهُ وتَحَنُّنَهُ ، وَاجعَلنا لَهُ سامِعينَ مُطيعينَ ، وفي رِضاهُ ساعينَ ، وإلى نُصرَتِهِ وَالمُدافَعَةِ عَنهُ مُكنِفينَ (2) ، وإلَيكَ وإلى رَسولِكَ صَلَواتُكَ اللّهُمَّ عَلَيهِ وآلِهِ بِذلِكَ مُتَقَرِّبينَ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى أولِيائِهِمُ المُعتَرِفينَ بِمَقامِهِم ، المُتَّبِعينَ مَنهَجَهُم ، المُقتَفينَ آثارَهُم ، المُستَمسِكينَ بِعُروَتِهِم ، المُتَمَسِّكينَ بِوِلايَتِهِم ، المُؤتَمّينَ بِإِمامَتِهِم ، المُسَلِّمينَ لِأَمرِهِم ، المُجتَهِدينَ في طاعَتِهِم ، المُنتَظِرينَ أيّامَهُم ، المادّينَ إلَيهِم
.
ص: 541
أعيُنَهُم ، [ وَاحفَظهُم بِ ] (1) الصَّلَواتِ المُبارَكاتِ الزّاكِياتِ النّامِياتِ الغادِياتِ الرّائِحاتِ ، وسَلِّم عَلَيهِم وعَلى أرواحِهِم ، وَاجمَع عَلَى التَّقوى أمرَهُم ، وأصلِح لَهُم شُؤونَهُم ، وتُب عَلَيهِم إنَّكَ أنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ وخَيرُ الغافِرينَ ، وَاجعَلنا مَعَهُم في دارِ السَّلامِ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
عنه عليه السلام :أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا نَبِيُّهُ المُرسَلُ ، ووَلِيُّهُ المُفَضَّلُ ، وشَهيدُهُ المُستَعدَلُ ، المُؤَيَّدُ بِالنّورِ المُضيءِ ، وَالمُسَدَّدُ بِالأَمرِ المَرضِيِّ ، بَعَثَهُ بِالأَوامِرِ الشّافِيَةِ ، وَالزَّواجِرِ النّاهِيَةِ ، وَالدَّلائِلِ الهادِيَةِ ، الَّتي أوضَحَ بُرهانَها ، وشَرَحَ بُنيانَها ، في كِتابٍ مُهَيمِنٍ عَلى كُلِّ كِتابٍ ، جامِعٍ لِكُلِّ رُشدٍ وصَوابٍ ، فيهِ نَبَأُ القُرونِ ، وتَفصيلُ الشُّؤونِ ، وفَرضُ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، وَالفَرقُ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ فَدَعا إلى خَيرِ سَبيلٍ ، وشَفى مِن هُيامِ الغَليلِ ، حَتّى عَلَا الحَقُّ وظَهَرَ ، وزَهَقَ الباطِلُ وَانحَسَرَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، صَلاةً دائِمَةً مُمَهَّدَةً لا تَنقَضي لَها مُدَّةٌ ، ولا يَنحَصِرُ لَها عِدَّةٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ما جَرَتِ النُّجومُ فِي الأَبراجِ ، وتَلاطَمَتِ (3) البُحورُ بِالأَمواجِ ، ومَا ادلَهَمَّ (4) لَيلٌ داجٍ ، وأشرَقَ نَهارٌ ذُو ابتِلاجٍ ، وصَلِّ عَلَيهِ وآلِهِ ما تَعاقَبَتِ الأَيّامُ ، وتَناوَبَتِ الأَعوامُ ، وما خَطَرَتِ الأَوهامُ ، وتَدَبَّرَتِ الأَفهامُ ، وما بَقِيَ الأَنامُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ الأَنبِياءِ ، وآلِهِ البَرَرَةِ الأَتقِياءِ ، وعَلى عِترَتِهِ النُّجَباءِ ، صَلاةً مَعروفَةً بِالتَّمامِ وَالنَّماءِ ، وباقِيَةً بِلا فَناءٍ وَانقِضاءٍ . (5)
.
ص: 542
6 / 7الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ الباقِرِالإمام الباقر عليه السلام :يا اللّهُ الَّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثيرَةً طَيِّبَةً مُبارَكَةً ، اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ جَميعَ الخَيرِ كُلِّهِ ، وَاصرِف عَن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ جَميعَ الشَّرِّ كُلِّهِ . (1)
عنه عليه السلام :إذا صَلَّيتَ العَصرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقُل : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَوصِياءِ المَرضِيّينَ بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ، وبارِك عَلَيهِم بأَفضَلِ بَرَكاتِكَ ، وعَلَيهِمُ السَّلامُ وعَلى أرواحِهِم وأجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ» . مَن قالَها في دُبُرِ العَصرِ كَتَبَ اللّهُ لَهُ مِئَةَ ألفِ حَسَنَةٍ ، ومَحا عَنهُ مِئَةَ ألفِ سَيِّئَةٍ ، وقَضى لَهُ مِئَةَ ألفِ حاجَةٍ ، ورَفَعَ لَهُ بِها مِئَةَ ألفِ دَرَجَةٍ . (2)
6 / 8الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِالإمام الصادق عليه السلام :إذا صَلَّيتَ العَصرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقُل : «اللّهُمَّ اجعَل صَلَواتِكَ وصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبيِّ الاُمِّيِّ وعَلى أهلِ بَيتِهِ ، وعَلَيهِمُ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ» مِئَةَ مَرَّةٍ . (3)
.
ص: 543
عنه عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ أو بَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ : «اللّهُمَّ اجعَل صَلَواتِكَ وصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ ورُسُلِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ» لَم يُكتَب عَلَيهِ ذَنبٌ سَنَةً . (1)
عنه عليه السلام :مَن قالَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ وبَعدَ صَلاةِ الظُّهرِ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهُم» لَم يَمُت حَتّى يُدرِكَ القائِمَ . (2)
عنه عليه السلام_ في فَضلِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ وآلِهِ عليهم السلام بَعدَ فَريضَةِ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ _: إذا كان يَومُ القِيامَةِ بَعَثَ اللّهُ تَعالَى الأَيّامَ ، ويَبعَثُ الجُمُعَةَ أمامَها . . . فَتَقِفُ عَلى بابِ الجَنَّةِ وَالأَيّامُ خَلفَها ، فَيَشفَعُ لِكُلِّ مَن أكثَرَ الصَّلاةَ فيها عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام . . . تَقولُ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهُم» مِئَةَ مَرَّةٍ . (3)
عنه عليه السلام :مَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ عَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ حينَ يُصَلِّي العَصرَ يَومَ الجُمُعَةِ قَبلَ أن يَنفَتِلَ مِن صَلاتِهِ (4) عَشرَ مَرّاتٍ ، يَقولُ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الأَوصِياءِ المَرضِيّينَ بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ، وبارِك عَلَيهِم بِأَفضَلِ بَرَكاتِكَ ، وعَلَيهِ وعَلَيهِمُ السَّلامُ وعَلى أرواحِهِم وأجسادِهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ» صَلَّت عَلَيهِ المَلائِكَةُ مِن تِلكَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ المُقبِلَةِ في تِلكَ السّاعَةِ . (5)
عنه عليه السلام :الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله بَعدَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ تَقولُ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وَارفَع مُحَمَّدا
.
ص: 544
وآلَ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . (1)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ ورَحِمتَ وبارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَوصِياءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَداء وأئِمَّةِ الهُدى ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَبدالِ (2) وَالأَوتادِ ، وَالسُّيّاحِ وَالعُبّادِ ، وَالمُخلِصينَ وَالزُّهّادِ ، وأهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ ، وَاخصُص مُحَمَّدا وأهلَ بَيتِهِ بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ، وأجزَلِ كَراماتِكَ ، وبَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ مِنّي تَحِيَّةً وسَلاما ، وزِدهُ فَضلاً وشَرَفا وإكراما ، حَتّى تُبَلِّغَهُ أعلى دَرَجاتِ أهلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ وَالأَفاضِلِ المُقَرَّبينَ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى مَن سَمَّيتُ ومَن لَم اُسَمِّ مِن مَلائِكَتِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وأهلِ طاعَتِكَ ، وأوصِل صَلَواتي إلَيهِم وإلى أرواحِهِم ، وَاجعَلهُم إخواني فيكَ وأعواني عَلى دُعائِكَ . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأدخِلني في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجني مِن كُلِّ سُوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ، وَالسَّلامُ عَلَيهِ وعَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ وسَلَّمَ كَثيرا . (4)
.
ص: 545
جمال الاُسبوع عن حريز :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، كَيفَ الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ؟ . . . فَقالَ لي : إنَّكَ لَحافِظٌ يا حَريزُ ، فَقُل كَما أقولُ لَكَ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الَّذينَ أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . . . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الَّذينَ ألهَمتَهُم عِلمَكَ وَاستَحفَظتَهُم كِتابَكَ وَاستَرعَيتَهُم عِبادَكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الَّذينَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم وأوجَبتَ حُبَّهُم ومَوَدَّتَهُم . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الَّذينَ جَعَلتَهُم وُلاةَ أمرِكَ بَعدَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلى أهلِ بَيتِهِ . (1)
تهذيب الأحكام عن عبيد اللّه الحلبي :قالَ (2) في قُنوتِ الجُمُعَةِ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ ، اللّهُمَّ اجعَلني مِمَّن خَلَقتَهُ لِدينِكَ ، ومِمَّن خَلَقتَهُ لِجَنَّتِكَ . قُلتُ : اُسَمِّي الأَئِمَّةَ؟ قالَ : سَمِّهِم جُملَةً . (3)
الإمام الصادق عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ البَشيرِ النَّذيرِ ، السِّراجِ المُنيرِ ، الطُّهرِ الطّاهِرِ ، الخَيِّرِ الفاضِلِ ، خاتَمِ أنبِيائِكَ ، وسَيِّدِ أصفِيائِكَ ، وخالِصِ أخِلّائِكَ ، ذِي الوَجهِ الجَميلِ ، وَالشَّرَفِ الأَصيلِ ، وَالمِنبَرِ النَّبيلِ ، وَالمَقامِ المَحمودِ ، وَالمَنهَلِ المَشهودِ ، وَالحَوضِ المَورودِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، ونَصَحَ لِاُمَّتِهِ ، وعَبَدَكَ حَتّى أتاهُ اليَقينُ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطّاهِرينَ الأَخيارِ ، الأَتقِياءِ الأَبرارِ ، الَّذينَ انتَجَبتَهُم لِدينِكَ ، وَاصطَفَيتَهُم مِن خَلقِكَ ، وَائتَمَنتَهُم عَلى وَحيِكَ ، وجَعَلتَهُم خُزّانَ عِلمِكَ ، وتَراجِمَةَ وَحيِكَ ، وأعلامَ نورِكَ ، وحَفَظَةَ سِرِّكَ ، وأذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا .
.
ص: 546
اللّهُمَّ انفَعنا بِحُبِّهِم ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِم وتَحتَ لِوائِهِم ، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَهُم ، وَاجعَلني بِهِم عِندَكَ وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ومِنَ المُقَرَّبينَ الَّذينَ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنونَ . (1)
عنه عليه السلام :إذا أرَدتَ أن تَخرُجَ مِن مَكَّةَ وتَأتِيَ أهلَكَ فَوَدِّعِ البَيتَ . . . وَاحمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، ونَبِيِّكَ وأمينِكَ ، وحَبيبِكَ ونَجِيِّكَ (2) وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، اللّهُمَّ كَما بَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وجاهَدَ في سَبيلِكَ ، وصَدَعَ بِأَمرِكَ ، واُوذِيَ في جَنبِكَ ، وعَبَدَكَ حَتّى أتاهُ اليَقينُ . . . . (3)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وصَفِيِّكَ ونَجِيِّكَ ودَليلِكَ ، وَالدّاعي إلى سَبيلِكَ ، وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ وَلِيِّكَ وخَليفَتِكَ مِن بَعدِ رَسولِكَ ، وعَلى أوصِيائِهِمَا المُستَحفَظينَ دينَكَ ، المُستَودَعينَ حَقَّكَ ، وَالمُستَرعَينَ خَلقَكَ ، وعَلَيهِم أجمَعينَ السَّلامُ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . (4)
عنه عليه السلام :اللّهُمَّ سامِكَ المَسموكاتِ ، وداحِيَ المَدحُوّاتِ ، خالِقَ الأَرضِ وَالسَّماواتِ ، أخَذتَ عَلَينا عَهدَكَ وَاعتَرَفنا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وأقرَرنا بِوِلايَةِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام فَسَمِعنا وأطَعنا ، وأمَرتَنا بِالصَّلاةِ عَلَيهِم فَعَلِمنا أنَّ ذلِكَ حَقٌّ فَاتَّبَعناهُ . اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ واُشهِدُ مُحَمَّدا وعَلِيّا وَالثَّمانِيَةَ حَمَلَةَ العَرشِ ، وَالأَربَعَةَ الأَملاك
.
ص: 547
خَزَنَةَ عِلمِكَ ، أنَّ فَرضَ صَلاتي لِوَجهِكَ ، ونَوافلي وزَكاتي وما طابَ لي مِن قَولٍ وعَمَلٍ عِندَكَ فَعَلى محمّدٍ وآلِ محمّدٍ . وأسأَ لُكَ اللّهُمَّ أن توصِلَني بِهِم وتُقَرِّبَني بِهِم لَدَيكَ ، كما أمَرتَني بِالصَّلاةِ عَلَيهِ ، واُشهِدُكَ أنّي مُسَلِّمٌ لَهُ ولِأَهلِ بَيتِهِ عليهم السلام ، غَيرَ مُستَنكِفٍ ولا مُستَكبِرٍ ، فَزَكِّنا بِصَلاتِكَ وصَلاةِ مَلائِكَتِكَ ، إنَّهُ في وَعدِكَ وقَولِكَ : «هُوَ الَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَ مَلَ_ئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّ_لُمَ_تِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَ_مٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا» (1) فَأَزلِفنا (2) بِتَحِيَّتِكَ وسَلامِكَ ، وَامنُن عَلَينا بِأَجرٍ كَريمٍ مِن رَحمَتِكَ ، وَاخصُصنا مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ، «وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَوتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ» (3) ، وزَكِّنا بِصَلاتِهِ وصَلَواتِ أهلِ بَيتِهِ ، فَاجعَل ما آتَيتَنا مِن عِلمِهِم ومَعرِفَتِهِم مُستَقَرّا عِندَكَ ، مَشفوعا لا مُستَودَعا يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (4)
عنه عليه السلام :تَقولُ وأنتَ عَلى بابِ المَسجِدِ [ الحَرامِ] : ... اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وعَلى إبراهيمَ خَليلِكَ ، وعَلى أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وسَلِّم عَلَيهِم ، وسَلامٌ عَلَى المُرسَلينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ . (5)
.
ص: 548
عنه عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وعَلى آلِهِ الطّاهِرينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي اللَّيلِ إذا يَغشى ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي النَّهارِ إذا تَجَلّى ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الآخِرَةِ وَالاُولى ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ما لاحَ الجَديدانِ (1) ، ومَا اطَّرَدَ الخافِقانِ (2) ، وما حَدَا الحادِيانِ (3) ، وما عَسعَسَ لَيلٌ (4) وَادلَهَمَّ ظَلامٌ ، وما تَنَفَّسَ صُبحٌ وما أضاءَ فَجرٌ . (5)
عنه عليه السلام :صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ الَّذي صَدَعَ بِأَمرِكَ ، وبالَغَ في إظهارِ دينِكَ ، وأكَّدَ ميثاقَكَ ، ونَصَحَ لِعِبادِكَ ، وبَذَلَ جُهدَهُ في مَرضاتِكَ ، اللّهُمَّ شَرِّف بُنيانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وُلاةِ الأَمرِ بَعدَ نَبِيِّكَ ، تَراجِمَةِ وَحيِكَ ، وخُزّانِ عِلمِكَ ، واُمَنائِكَ في بِلادِكَ ، الَّذينَ أمَرتَ بِمَوَدَّتِهِم ، وفَرَضتَ طاعَتَهُم عَلى بَرِيَّتِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِم صَلاةً دائِمَةً باقِيَةً . اللّهُمَّ وصَلَّ عَلَى السُّيّاحِ وَالعُبّادِ ، وأهلِ الجِدِّ وَالاِجتِهادِ . (6)
عنه عليه السلام :يا أسمَعَ السّامِعينَ ، ويا أبصَرَ النّاظِرينَ ، ويا أسرَعَ الحاسِبينَ ، (و) يا أجوَدَ الأَجوَدينَ ، ويا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ وأجزَلِ وأوفى وأحسَنِ وأجمَلِ وأكرَمِ وأطهَرِ وأزكى وأنوَرِ وأعلى وأبهى وأسنى وأنمى
.
ص: 549
وأدوَمِ وأعَمِّ وأبقى ما صَلَّيتَ وبارَكتَ ومَنَنتَ وسَلَّمتَ وتَرَحَّمتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ امنُن عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما مَنَنتَ عَلى موسى وهارونَ ، وسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمتَ عَلى نوحٍ فِي العالَمينَ ، اللّهُمَّ وأورِد عَلَيهِ مِن ذُرِّيَّتِهِ وأزواجِهِ وأهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ مَن تَقَرُّ بِهِ عَينُهُ ، وَاجعَلنا مِنهُم ومِمَّن تَسقيهِ بِكَأسِهِ وتورِدُهُ حَوضَهُ ، وَاحشُرنا في زُمرَتِهِ وَاجعَلنا تَحتَ لِوائِهِ ، وأدخِلنا في كُلِّ خَيرٍ أدخَلتَ فيهِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، وأخرِجنا مِن كُلِّ سوءٍ أخرَجتَ مِنهُ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، ولا تُفَرِّق بَينَنا وبَينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ طَرفَةَ عَينٍ أبدَا ، ولا أقَلَّ مِن ذلِكَ ولا أكثَرَ . (1)
عنه عليه السلام :يُستَحَبُّ أن يُصَلّى عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله بَعدَ العَصرِ يَومَ الجُمُعَةِ بِهذِهِ الصَّلاةِ : اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كَما وَصَفتَهُ في كِتابِكَ حَيثُ تَقولُ : «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ» (2) ، فَأَشهَدُ أنَّهُ كَذلِكَ ، وأنَّكَ لَم تَأمُر بِالصَّلاةِ عَلَيهِ إلّا بَعدَ أن صَلَّيتَ عَلَيهِ أنتَ ومَلائِكَتُكَ ، وأنزَلتَ في مُحكَمِ قُرآنِكَ : «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» (3) لا لِحاجَةٍ إلى صَلاةِ أحَدٍ مِنَ المَخلوقينَ بَعدَ صَلاتِكَ عَلَيهِ ، ولا إلى تَزكِيَتِهِم إيّاهُ بَعدَ تَزكِيَتِكَ ، بَلِ الخَلقُ جَميعا هُمُ المُحتاجونَ إلى ذلِكَ ؛ لِأَنَّكَ جَعَلتَهُ بابَكَ الَّذي لا تَقبَلُ لِمَن أتاكَ إلّا مِنهُ ، وجَعَلتَ الصَّلاةَ عَلَيهِ قُربَةً مِنكَ ووَسيلَةً إلَيك
.
ص: 550
وزُلفَةً عِندَكَ ، ودَلَلتَ المُؤمِنينَ عَلَيهِ ، وأمَرتَهُم بِالصَّلاةِ عَلَيهِ لِيَزدادوا بِها اُثرَةً (1) لَدَيكَ وكَرامَةً عَلَيكَ ، ووَكَّلتَ بِالمُصَلّينَ عَلَيهِ مَلائِكَتَكَ يُصَلّونَ عَلَيهِ ويُبَلِّغونَهُ صَلاتَهُم وتَسليمَهُم . . . اللّهُمَّ إنّي أبدَأُ بِالشَّهادَةِ لَهُ ثُمَّ بِالصَّلاةِ عَلَيهِ ، وإن كُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِكَ رِضى نَفسي ، ولا يُعَبِّرُهُ لِساني عَن ضَميري . . . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ ووَلِيِّكَ ونَجِيِّكَ وصَفِيِّكَ وصَفوَتِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، الَّذِي انتَجَبتَهُ لِرِسالاتِكَ ، وَاستَخلَصتَهُ لِدينِكَ ، وَاستَرعَيتَهُ عِبادَكَ ، وَائتَمَنتَهُ عَلى وَحيِكَ ، عَلَمِ الهُدى ، وبابِ التُّقى وَالنُّهى ، وَالعُروَةِ الوُثقى فيما بَينَكَ وبَينَ خَلقِكَ ، الشّاهِدِ لَهُمُ المُهَيمِنِ عَلَيهِم ، أشرَفَ وأفضَلَ وأزكى وأطهَرَ وأنمى وأطيَبَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ ، وأصفِيائِكَ وَالمُخلِصينَ مِن عِبادِكَ . اللّهُمَّ وَاجعَل صَلَواتِكَ وغُفرانَكَ ورِضوانَكَ ومُعافاتَكَ وكَرامَتَكَ ورَحمَتَكَ ومَنَّكَ وفَضلَكَ وسَلامَكَ وشَرَفَكَ وإعظامَكَ وتَبجيلَكَ ، وصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ ورُسُلِكَ وأنبِيائِكَ وَالأَوصِياءِ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدّيقينَ وعِبادِكَ الصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا ، وأهلِ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ وما بَينَهُما وما فَوقَهُما وما تَحتَهُما ، وما بَينَ الخافِقينَ وما بَينَ الهَواءِ وَالشَّمسِ وَالقَمَرِ وَالنُّجومِ وَالجِبالِ وَالشَّجَرِ وَالدَّوابِّ ، وما سَبَّحَ لَكَ فِي البَرِّ وَالبَحرِ وفِي الظُّلمَةِ وَالضِّياءِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ وفي آناءِ اللَّيلِ وأطرافِ النَّهارِ وساعاتِهِ ، عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، وخاتَمِ النَّبِيّينَ ، وإمامِ المُتَّقينَ ، ومَولَى المُؤمِنينَ ، ووَلِيِّ المُسلِمينَ ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ (2) ، ورَسولِ رَبِّ العالَمين
.
ص: 551
إلَى الجِنِّ وَالإِنسِ وَالأَعجَمينَ (1) ، وَالشّاهِدِ البَشيرِ الأَمينِ ، النَّذيرِ الدّاعي إلَيكَ بِإِذنِكَ السِّراجِ المُنيرِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأَوَّلينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الآخِرينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ يَومَ الدِّينِ ؛ يَومَ يَقومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما هَدَيتَنا بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَمَا استَنقَذتَنا بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَمَا أنعَشتَنا (2) بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أحيَيتَنا بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أعزَزتَنا بِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما فَضَّلتَنا بِهِ . . . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأعطِهِ مِنَ الوَسيلَةِ وَالفَضيلَةِ وَالشَّرَفِ وَالكَرامَةِ ما يَغبِطُهُ (3) بِهِ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالنَّبِيّونَ وَالمُرسَلونَ ، وَالخَلقُ أجمَعونَ . . . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارحَم مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ ورَحِمتَ وبارَكتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . اللّهُمَّ وَامنُن عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما مَنَنتَ عَلى موسى وهارونَ . اللّهُمَّ وسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما سَلَّمتَ عَلى نوحٍ فِي العالَمينَ .
.
ص: 552
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ ، الأَوَّلينَ مِنهُم وَالآخِرينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَلى إمامِ المُسلِمينَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ومِن فَوقِهِ ومِن تَحتِهِ ، وَافتَح لَهُ فَتحا يَسيرا ، وَانصُرهُ نَصرا عَزيزا ، وَاجعَل لَهُ مِن لَدُنكَ سُلطانا نَصيرا ، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأهلِك أعداءَهُم مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ وذُرِّيَّتِهِ وأزواجِهِ الطَّيِّبينَ الأَخيارِ ، الطّاهِرينَ المُطَهَّرينَ ، الهُداةِ المَهدِيّينَ ، غَيرِ الضّالّينَ ولَا المُضِلّينَ ، الَّذين أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الآخِرينَ ، وصَلِّ عَلَيهِم فِي المَلَأِ الأَعلى ، وصَلِّ عَلَيهِم أبَدَ الآبِدينَ ، صَلاةً لا مُنتَهى لَها ولا أمَدَ دونَ رِضاكَ ، آمينَ آمينَ رَبَّ العالَمينَ . . . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الوُلاةِ السّادَةِ الكُفاةِ (1) ، الكُهولِ (2) الكِرامِ ، القادَةِ القَماقِمِ (3) الضِّخامِ ، اللُّيوثِ الأَبطالِ ، عِصمَةً لِمَن اعتَصَمَ بِهِم ، وإجارَةً لِمَنِ استَجارَ بِهِم ، وَالكَهفِ الحَصينِ ، وَالفُلكِ الجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغامِرَةِ ، الرّاغِبُ عَنهُم مارِقٌ ، وَالمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ ، وَاللّازِمُ لَهُم لاحِقٌ ، رِماحِكَ في أرضِكَ ، وصَلِّ عَلى عِبادِك
.
ص: 553
في أرضِكَ الَّذين أنقَذتَ بِهِم مِنَ الهَلَكَةِ وأنَرتَ بِهِم مِنَ الظُّلمَةِ ، شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ومَوضِعِ الرِّسالَةِ ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ ومَعدِنِ العِلمِ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وعَلَيهِم أجمَعينَ ، آمينَ آمينَ رَبَّ العالَمينَ . (1)
6 / 9الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ موسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِالإمام الكاظم عليه السلام :مَن قالَ في دُبُرِ صَلاةِ الصُّبحِ وصَلاةِ المَغرِبِ قَبلَ أن يَثنِيَ (2) رِجلَيهِ أو يُكَلِّمَ أحَدا : « «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَ_ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَ_أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِيمًا» ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبيِّ وذُرِّيَّتِهِ» قَضَى اللّهُ لَهُ مِئَةَ حاجَةٍ ؛ سَبعونَ فِي الدُّنيا وثَلاثونَ فِي الآخَِرةِ . (3)
عنه عليه السلام :مِن سِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ وآلِهِ : «اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأَوَّلينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي الآخِرينَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي المَلَأِ الأَعلى ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ فِي المُرسَلينَ . اللّهُمَّ أعطِ مُحَمَّدا وآلَ مُحَمَّدٍ الوَسيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبيرَةَ ، اللّهُمَّ إنّي آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ولَم أرَهُ ، فَلا تَحرِمني يَومَ القِيامَةِ رُؤيَتَهُ ، وَارزُقني صُحبَتَهُ ، وتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِ ، وَاسقِني مِن حَوضِهِ مَشرَبا رَوِيّا سائِغا هَنيئا لا أظمَأُ بَعدَهُ أبَدا ،
.
ص: 554
إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ كَما آمَنتُ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ولَم أرَهُ فَعَرِّفني فِي الجِنانِ وَجهَهُ ، اللّهُمَّ بَلِّغ روحَ مُحَمَّدٍ عَنّي تَحِيَّةً كَثيرَةً وسَلاما» . فَإِنَّ مَن صَلّى عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله بِهذِهِ الصَّلَواتِ هُدِمَت ذُنوبُهُ ، ومُحِيَت خَطاياهُ ، ودامَ سُرورُهُ ، وَاستُجيبَ دُعاؤُهُ ، واُعطِيَ أمَلَهُ ، وبُسِطَ لَهُ في رِزقِهِ ، واُعينَ عَلى عَدُوِّهِ ، وهُيِّئَ لَهُ سَبَبُ أنواعِ الخَيرِ ، ويُجعَلُ مِن رُفَقاءِ نَبِيِّهِ فِي الجِنانِ الأَعلى . يَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ غُدوَةً ، وثَلاثَ مَرّاتٍ عَشِيَّةً . (1)
عنه عليه السلام :يا مَن لا تَخفى عَلَيهِ اللُّغاتُ ، ولا تَتَشابَهُ عَلَيهِ الأَصواتُ . . . أسأَ لُكَ بِغِناكَ عَن خَلقِكَ ، وبِحاجَتِهِم إلَيكَ ، وبِفَقرِهِم وفاقَتِهِم إلَيكَ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ وأهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبينَ الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ . . . أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ ، وخاصَّتِكَ وخالِصَتِكَ وصَفِيِّكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ ومَوضِعِ سِرِّكَ ، ورَسولِكَ الَّذي أرسَلتَهُ إلى عِبادِكَ وجَعَلتَهُ رَحمَةً لِلعالَمينَ ونورا استَضاءَ بِهِ المُؤمِنونَ؛ فَبَشَّرَ بِالجَزيلِ مِن ثَوابِكَ ، وأنذَرَ بِالأَليمِ مِن عِقابِكَ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ بِكُلِّ فَضيلَةٍ مِن فَضائِلِهِ ، وبِكُلِّ مَنقَبَةٍ مِن مَناقِبِهِ ، وبِكُلِّ حالٍ مِن حالاتِهِ ، وبِكُلِّ مَوقِفٍ مِن مَواقِفِهِ صَلاةً تُكَرِّمُ بِها وَجهَهُ ، وأعطِهِ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ وَالرِّفعَةَ وَالفَضيلَةَ . اللّهُمَّ شَرِّف فِي القِيامَةِ مَقامَهُ ، وعَظِّم بُنيانَهُ ، وأعلِ دَرَجَتَهُ ، وتَقَبَّل شَفاعَتَهُ في اُمَّتِهِ ، وأعطِهِ سُؤلَهُ ، وَارفَعهُ فِي الفَضيلَةِ إلى غايَتِها .
.
ص: 555
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أهلِ بَيتِهِ أئِمَّةِ الهُدى ومَصابيحِ الدُّجى ، واُمَنائِكَ في خَلقِكَ وأصفِيائِكَ مِن عِبادِكَ ، وحُجَجِكَ في أرضِكَ ومَنارِكَ في بِلادِكَ ، الصّابِرينَ عَلى بَلائِكَ ، الطّالِبينَ رِضاكَ الموفينَ بِوَعدِكَ ، غَيرَ شاكّينَ فيكَ ولا جاحِدينَ عِبادَتَكَ ، وأولِيائِكَ وسَلائِلِ أولِيائِكَ ، وخُزّانِ عِلمِكَ الَّذينَ جَعَلتَهُم مَفاتيحَ الهُدى ونورَ مَصابيحِ الدُّجى؛ صَلَواتُكَ عَلَيهِم ورَحمَتُكَ ورِضوانُكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى مَنارِكَ في عِبادِكَ الدّاعي إلَيكَ بِإِذنِكَ، القائِمِ بِأَمرِكَ المُؤَدّي عَن رَسولِكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ . اللّهُمَّ إذا أظهَرتَهُ فَأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ ، وسُق إلَيهِ أصحابَهُ ، وَانصُرهُ وقَوِّ ناصِريهِ ، وبَلِّغهُ أفضَلَ أمَلِهِ ، وأعطِهِ سُؤلَهُ، وجَدِّد بِهِ عَن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ بَعدَ الذُّلِّ الَّذي قَد نَزَلَ بِهِم بَعدَ نَبِيِّكَ؛ فَصاروا مَقتولينَ مَطرودينَ مُشَرَّدينَ خائِفينَ غَيرَ آمِنينَ ، لَقوا في جَنبِكَ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ وطاعَتِكَ الأَذى وَالتَّكذيبَ ، فَصَبَروا عَلى ما أصابَهُم فيكَ ، راضينَ بِذلِكَ مُسَلِّمينَ لَكَ في جَميعِ ما وَرَدَ عَلَيهِم وما يَرِدُ عَلَيهِم . اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ قائِمِهِم بِأَمرِكَ ، وَانصُرهُ وَانصُر بِهِ دينَكَ الَّذي غُيِّرَ وبُدِّلَ ، وجَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِنهُ وبُدِّلَ بَعدَ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَميعِ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ؛ الَّذين بَلَّغوا عَنكَ الهُدى وَاعتَقَدوا لَكَ المَواثيقَ بِالطّاعَةِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِم وعَلى أرواحِهِم وأجسادِهِم ، وَالسَّلامُ عَلَيهِم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، واُولِي العَزمِ مِن أنبِيائِكَ المُرسَلينَ ، وعِبادِكَ الصّالِحينَ أجمَعينَ . (1)
.
ص: 556
6 / 10الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَليِّ بنِ موسَى الرِّضاالإمام الرضا عليه السلام :أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، شَهادَةً اُخَلِّصُها لَهُ وأدَّخِرُها عِندَهُ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النُّبُوَّةِ وخَيرِ البَرِيَّةِ ، وعَلى آلِهِ آلِ الرَّحمَةِ وشَجَرَةِ النِّعمَةِ ومَعدِنِ الرِّسالَةِ ومُختَلَفِ المَلائِكَةِ . (1)
قرب الإسناد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه السلام ، قالَ :قُلتُ لَهُ : كَيفَ الصَّلاةُ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في دُبُرِ المَكتوبَةِ ، وكَيفَ السَّلامُ عَلَيهِ ؟ فَقالَ عليه السلام : تَقولُ : السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ ورَحمةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حَبيبَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفوَةَ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللّهِ ، أشهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللّهِ ، وأشهَدُ أنَّكَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ ، وأشهَدُ أنَّكَ قَد نَصَحتَ لِاُمَّتِكَ ، وجاهَدتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وعَبَدتَهُ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، فَجَزاكَ اللّهُ _ يا رَسولَ اللّهِ _ أفضَلَ ما جَزى نَبِيّا عَن اُمَّتِهِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ . (2)
6 / 11الصَّلاةُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ الجَوادِالإمام الجواد عليه السلام :الحَمدُ للّهِِ مُتِمِّ النِّعَمِ بِرَحمَتِهِ ، وَالهادي إلى شُكرِهِ بِمَنِّهِ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خَيرِ خَلقِهِ ؛ الَّذي جَمَعَ فيهِ مِنَ الفَضلِ ما فَرَّقَهُ فِي الرُّسُلِ قَبلَهُ ، وجَعَلَ تُراثَه
.
ص: 557
إلى مَن خَصَّهُ بِخِلافَتِهِ وسَلَّمَ تَسليما . (1)
6 / 12الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ الهاديالإمام الهادي عليه السلام :اللّهُمَّ وإنَّ أوَّلَ ما أسأَ لُكَ مِن حاجَتي ، وأطلُبُ إلَيكَ مِن رَغبَتي ، وأتَوَسَّلُ إلَيكَ بِهِ بَينَ يَدَي مَسأَلَتي ، وأتَقَرَّبُ بِهِ إلَيكَ بَينَ يَدَي طَلِبَتي ، الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلَيهِ وعَلَيهِم كَأَفضَلِ ما أمَرتَ أن يُصَلّى عَلَيهِم ، وكَأَفضَلِ ما سَأَلَكَ أحَدٌ مِن خَلقِكَ ، وكَما أنتَ مَسؤولٌ لَهُ ولَهُم إلى يَومِ القِيامَةِ . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِم بِعَدَدِ مَن صَلّى ، وبِعَدَدِ مَن لَم يُصَلِّ عَلَيهِم ، وبِعَدَدِ مَن لا يُصَلّي عَلَيهِم ، صَلاةً دائِمَةً تَصِلُها بِالوَسيلَةِ وَالرِّفعَةِ وَالفَضيلَةِ ، وصَلِّ عَلى جَميعِ أنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وعِبادِكَ الصّالِحينَ ، وصَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وسَلِّم عَلَيهِم تَسليما . اللّهُمَّ ومِن جودِكَ وكَرَمِكَ أنَّكَ لا تُخَيِّبُ مَن طَلَبَ إلَيكَ وسأَلَكَ ورَغِبَ فيما عِندَكَ ، وتُبغِضُ مَن لَم يَسأَلكَ ، ولَيسَ أحَدٌ كَذلِكَ غَيرُكَ ، وطَمَعي يا رَبِّ في رَحمَتِكَ ومَغفِرَتِكَ وثِقَتي بِإِحسانِكَ وفَضلِكَ حَداني عَلى دُعائِكَ وَالرَّغبَةِ إلَيكَ وإنزالِ حاجَتي بِكَ ، وقَد قَدَّمتُ أمامَ مَسأَلَتي التَّوَجُّهَ بِنَبِيِّكَ الَّذي جاءَ بِالحَقِّ وَالصِّدقِ مِن عِندِكَ ، ونورِكَ وصِراطِكَ المُستَقيمِ ؛ الَّذي هَدَيتَ بِهِ العِبادَ ، وأحيَيتَ بِنورِهِ البِلادَ، وخَصَصتَهُ بِالكَرامَةِ وأكرَمتَهُ بِالشَّهادَةِ ، وبَعَثتَهُ عَلى حينِ فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ . اللّهُمَّ وإنّي مُؤمِنٌ بِسِرِّهِ وعَلانِيَتِهِ ، وسِرِّ أهلِ بَيتِهِ _ الَّذين أذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا _ وعَلانِيَتِهِم ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ولا تَقطَع بَيني وبَينَهُم
.
ص: 558
فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَاجعَل عَمَلي بِهِم مُتَقَبَّلاً . (1)
عنه عليه السلام_ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ _: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، كَما شَهِدَ اللّهُ لِنَفسِهِ وشَهِدَت لَهُ مَلائِكَتُهُ واُولُو العِلمِ مِن خَلقِهِ ، لا إلهَ إلّا هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ المُنتَجَبُ ورَسولُهُ المُرتَضى ، أرسَلَهُ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ . اللّهُمَّ اجعَل أفضَلَ صَلَواتِكَ وأكمَلَها ، وأنمى بَرَكاتِكَ وأعَمَّها ، وأزكى تَحِيّاتِكَ وأتَمَّها عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ونَبِيِّكَ ونَجِيِّكَ ووَلِيِّكَ ورَضِيِّكَ وصَفِيِّكَ وخِيَرَتِكَ وخاصَّتِكَ وخالِصَتِكَ ، وأمينِكَ الشّاهِدِ لَكَ وَالدّالِّ عَلَيكَ ، وَالصّادِعِ بِأَمرِكَ وَالنّاصِحِ لَكَ ، وَالمُجاهِدِ في سَبيلِكَ وَالذّابِّ عَن دينِكَ ، وَالموضِحِ لِبَراهينِكَ وَالمَهدِيِّ إلى طاعَتِكَ ، وَالمُرشِدِ إلى مَرضاتِكَ وَالواعي لِوَحيِكَ ، وَالحافِظِ لِعَهدِكَ وَالماضي عَلى إنفاذِ أمرِكَ ، المُؤَيَّدِ بِالنّورِ المُضيءِ ، وَالمُسَدَّدِ بِالأَمرِ المَرضِيِّ ، المَعصومِ مِن كُلِّ خَطَأٍ وزَلَلٍ ، المُنَزَّهِ مِن كُلِّ دَنَسٍ وخَطَلٍ (2) ، وَالمَبعوثِ بِخَيرِ الأَديانِ وَالمِلَلِ ، مُقَوِّمِ المَيلِ والعِوَجِ ، ومُقيمِ البَيِّناتِ وَالحُجَجِ ، المَخصوصِ بِظُهورِ الفَلَجِ (3) وإيضاحِ المَنهَجِ ، المُظهِرِ مِن تَوحيدِكَ مَا استَتَرَ ، وَالمُحيي مِن عِبادَتِكَ ما دَثَرَ (4) ، وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِمَا انغَلَقَ ، المُجتَبى مِن خَلائِقِكَ وَالمُعتامِ (5) لِكَشفِ حَقائِقِكَ ، وَالموضَحَةِ بِه
.
ص: 559
أشراطُ الهُدى ، وَالمَجلُوِّ بِهِ غِربيبُ (1) العَمى ، دافِعِ جَيَشانِ الأَباطيلِ ، ودامِغِ (2) صَولاتِ الأَضاليلِ ، المُختارِ مِن طينَةِ الكَرَمِ وسُلالَةِ المَجدِ الأَقدَمِ ، ومَغرِسِ الفَخارِ المُعرِقِ (3) ، وفَرعِ العُلَا المُثمِرِ المورِقِ ، المُنتَجَبِ مِن شَجَرَةِ الأَصفِياءِ ومِشكاةِ الضِّياءِ وذُؤابَةِ (4) العَلياءِ وسُرَّةِ البَطحاءِ (5) ، بَعيثِكَ بِالحَقِّ وبُرهانِكَ عَلى جَميعِ الخَلقِ ، خاتِمِ أنبِيائِكَ وحُجَّتِكَ البالِغَةِ في أرضِكَ وسَمائِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ صَلاةً يَنغَمِرُ في جَنبِ انتِفاعِهِ بِها قَدرُ الاِنتِفاعِ ، ويَجوزُ (6) مِن بَرَكَةِ التَّعَلُّقِ بِسَبَبِها ما يَفوقُ قَدرَ المُتَعَلِّقينَ بِسَبَبِهِ ، وزِدهُ بَعدَ ذلِكَ مِنَ الإِكرامِ وَالإِجلالِ ما يَتَقاصَرُ عَنهُ فَسيحُ الآمالِ ، حَتّى يَعلُوَ مِن كَرَمِكَ أعلى مَحالِّ المَراتِبِ ، ويَرقى مِن نِعَمِكَ أسنى مَنازِلِ المَواهِبِ ، وخُذ لَهُ اللّهُمَّ بِحَقِّهِ وواجِبِهِ مِن ظالِميهِ وظالِمِي الصَّفوَةِ مِن أقارِبِهِ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ ودَيّانِ دينِكَ ، وَالقائِمِ بِالقِسطِ مِن بَعدِ نَبِيِّكَ ، عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ أميرِ المُؤمِنينَ وإمامِ المُتَّقينَ ، وسَيِّدِ الوَصِيّينَ ويَعسوبِ (7) الدّينِ ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، قِبلَةِ العارِفينَ وعَلَمِ المُهتَدينَ ، وعُروَتِكَ الوُثقى وحَبلِكَ المَتينِ ، وخَليفَة
.
ص: 560
رَسولِكَ عَلَى النّاسِ أجمَعينَ ، ووَصيِّهِ فِي الدُّنيا وَالدّينِ ، الصِّدّيقِ الأَكبَرِ فِي الأَنامِ ، وَالفاروقِ الأَزهَرِ بَينَ الحَلالِ وَالحَرامِ ، ناصِرِ الإِسلامِ ومُكَسِّرِ الأَصنامِ ، مُعِزِّ الدّينِ وحاميهِ ، وواقِي الرَّسولِ وكافيهِ ، المَخصوصِ بِمُؤاخاتِهِ يَومَ الإِخاءِ ، ومَن هُوَ مِنهُ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ، خامِسِ أصحابِ الكِساءِ ، وبَعلِ سَيِّدَةِ النِّساءِ ، المُؤثِرِ بِالقوتِ بَعدَ ضُرِّ الطَّوى (1) ، وَالمَشكورِ سَعيُهُ في «هَل أتى» ، مِصباحِ الهُدى ومَأوَى التُّقى ، ومَحَلِّ الحِجى (2) وطَودِ (3) النُّهى (4) ، الدّاعي إلَى المَحَجَّةِ العُظمى ، وَالظّاعِنِ (5) إلَى الغايَةِ القُصوى ، وَالسّامي إلَى المَجدِ وَالعُلى ، وَالعالِمِ بِالتَّأويلِ وَالذِّكرى ، الَّذي أخدَمتَهُ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ بِالطّاسِ وَالمِنديلِ حَتّى تَوَضَّأَ ، ورَدَدتَ عَلَيهِ الشَّمسَ بَعدَ دُنُوِّ غُروبِها حَتّى أدّى في أوَّلِ الوَقتِ لَكَ فَرضا ، وأطعَمتَهُ مِن طَعامِ أهلِ الجَنَّةِ حينَ مَنَحَ المِقدادَ قَرضا ، وباهَيتَ بِهِ خَواصَّ مَلائِكَتِكَ إذ شَرى نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِكَ لِتَرضى ، وجَعَلتَ وَلايَتَهُ إحدى فَرائِضِكَ فَالشَّقِيُّ مَن أقَرَّ بِبَعضٍ وأنكَرَ بَعضا . عُنصُرِ الأَبرارِ ومَعدِنِ الفَخارِ وقَسيمِ الجَنَّةِ وَالنّارِ ، صاحِبِ الأَعرافِ وأبِي الأَئِمَّةِ الأَشرافِ ، المَظلومِ المُغتَصَبِ وَالصّابِرِ المُحتَسِبِ ، وَالمَوتورِ (6) في نَفسِهِ وعِترَتِهِ ، المَقصودِ في رَهطِهِ (7) وأعِزَّتِهِ ، صَلاةً لَا انقِطاعَ لِمَزيدِها ولَا اتِّضاعَ لِمَشيدِها . اللّهُمَّ ألبِسهُ حُلَلَ الإِنعامِ ، وتَوِّجهُ تاجَ الإِكرامِ ، وَارفَعهُ إلى أعلى مَرتَبَةٍ ومَقامٍ ،
.
ص: 561
حَتّى يَلحَقَ نَبِيَّكَ عَلَيهِ وعَلى آلِهِ السَّلامُ ، وَاحكُم لَهُ اللّهُمَّ عَلى ظالِميهِ ، إنَّكَ العَدلُ فيما تَقضيهِ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الطّاهِرَةِ البَتولِ ، الزَّهراءِ ابنَةِ الرَّسولِ ، اُمِّ الأَئِمَّةِ الهادينَ ، وسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ ، وارِثَةِ خَيرِ الأَنبِياءِ ، وقَرينَةِ خَيرِ الأَوصِياءِ ، القادِمَةِ عَلَيكَ مُتَأَلِّمَةً مِن مُصابِها بِأَبيها ، مُتَظَلِّمَةً مِمّا حَلَّ بِها مِن غاصِبيها ، ساخِطَةً عَلى اُمَّةٍ لَم تَرعَ حَقَّكَ في نُصرَتِها ، بِدَليلِ دَفنِها لَيلاً في حُفرَتِها ، المُغتَصَبَةِ حَقُّها ، المُغَصَّصَةِ بِريقِها ، صَلاةً لا غايَةَ لِأَمَدِها ، ولا نِهايَةَ لِمَدَدِها ، ولَا انقِضاءَ لِعَدَدِها . اللّهُمَّ فَتَكَفَّل لَها عَن مَكارِهِ (1) دارِ الفَناءِ في دارِ البَقاءِ بَأَنفَسِ الأَعواضِ ، وأَنِلها مِمَّن عانَدَها نِهايَةَ الآمالِ وغايَةَ الأَغراضِ ، حَتّى لا يَبقى لَها وَليٌّ ساخِطٌ لِسَخَطِها إلّا وهُوَ راضٍ ، إنَّكَ أعَزُّ مَن أجابَ المَظلومينَ وأعدَلُ قاضٍ ، اللّهُمَّ ألحِقها فِي الإِكرامِ بِبَعلِها وأبيها وخُذ لَهَا الحَقَّ مِن ظالِميها . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلَى الأَئِمَّةِ الرّاشِدينَ ، وَالقادَةِ الهادينَ ، وَالسّادَةِ المَعصومينَ ، الأَتقِياءِ الأَبرارِ ، مَأوَى السَّكينَةِ وَالوَقارِ ، وخُزّانِ العِلمِ ومُنتَهَى الحِلمِ وَالفَخارِ ، وساسَةِ العِبادِ ، وأركانِ البِلادِ ، وأدِلَّةِ الرَّشادِ ، الأَلِبّاءِ (2) الأَمجادِ ، العُلَماءِ بِشَرعِكَ الزُّهّادِ ، مَصابيحِ الظُّلَمِ ، ويَنابيعِ الحِكَمِ ، وأولِياءِ النِّعَمِ ، وعِصَمِ الاُمَمِ ، قُرَناءِ التَّنزيلِ وآياتِهِ ، واُمَناءِ التَّأويلِ ووُلاتِهِ ، وتَراجِمَةِ الوَحيِ ودَلالاتِهِ . أئِمَّةِ الهُدى ، ومَنارِ الدُّجى ، وأعلامِ التُّقى ، وكُهوفِ الوَرى ، وحَفَظَةِ الإِسلامِ ، وحُجَجِكَ عَلى جَميعِ الأَنامِ : الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ وسِبطَي نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، وعَليِّ بنِ الحُسَينِ السَّجّادِ زَينِ العابِدينَ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ باقِرِ عِلمِ الدّينِ ،
.
ص: 562
وجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ الأَمينِ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ الكاظِمِ الحَليمِ ، وعَليِّ بنِ موسَى الرِّضا الوَفِيِّ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ البَرِّ التَّقِيِّ ، وعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ الزَّكِيِّ ، وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ الهادِي الرَّضِيِّ ، وَالحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ صاحِبِ العَصرِ وَالزَّمَنِ ، وَصِيِّ الأَوصِياءِ وبَقِيَّةِ الأَنبِياءِ ، المُستَتِرِ عَن خَلقِكَ وَالمُؤَمَّلِ لِاءِظهارِ حَقِّكَ ، المَهدِيِّ المُنتَظَرِوَالقائِمِ الَّذي بِهِ تَنتَصِرُ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِم أجمَعينَ صَلاةً باقِيَةً فِي العالَمينَ ، تُبَلِّغُهُم (1) بِها أفضَلَ مَحَلِّ المُكَرَّمينَ ، اللّهُمَّ ألحِقهُم فِي الإِكرامِ بِجَدِّهِم وأبيهِم ، وخُذ لَهُمُ الحَقَّ مِن ظالِميهِم _ إلى أن قالَ _ : اللّهُمَّ فَكما وَفَّقتَني لِلإِيمانِ بِنَبِيِّكَ وَالتَّصديقِ لِدَعوَتِهِ ، ومَنَنتَ عَلَيَّ بِطاعَتِهِ وَاتِّباعِ مِلَّتِهِ ، وهَدَيتَني إلى مَعرِفَتِهِ ومَعرِفَةِ الأَئِمَّةِ مِن ذُرِّيَّتِهِ ، وأكمَلتَ بِمَعرِفَتِهِمُ الإِيمانَ ، وقَبِلتَ بِوَلايَتِهِم وطاعَتِهِمُ الأَعمالَ ، وَاستَعبَدتَ بِالصَّلاةِ عَلَيهِم عِبادَكَ ، وجَعَلتَهُم مِفتاحا لِلدُّعاءِ وسَبَبا لِلإِجابَةِ ، فَصَلِّ عَلَيهِم أجمَعينَ ، وَاجعَلني بِهِم عِندَكَ وَجيها فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ومِنَ المُقَرَّبينَ . (2)
6 / 13الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ الحَسَنِ بنِ عَليٍّ العَسكَرِيِّالإمام العسكري عليه السلام :صَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِهِ ورَسولِهِ وخِيَرَتِهِ مِن خَلقِهِ ، وذَريعَةِ المُؤمِنينَ إلى رَحمَتِهِ وآلِهِ الطّاهِرينَ وُلاةِ أمرِهِ . (3)
مصباح المتهجّد عن أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد :سَأَلتُ مَولايَ أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بن
.
ص: 563
أ _ الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحيَكَ وبَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أحَلَّ حَلالَكَ وحَرَّمَ حَرامَكَ وعَلَّمَ كِتابَكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ودَعا إلى دينِكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعدِكَ وأشفَقَ مِن وَعيدِكَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرتَ بِهِ الذُّنوبَ وسَتَرتَ بِهِ العُيوبَ وفَرَّجتَ بِهِ الكُروبَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعتَ بِهِ الشَّقاءَ وكَشَفتَ بِهِ الغَمّاءَ (1) وأجَبتَ بِهِ الدُّعاءَ ونَجَّيتَ بِهِ مِنَ البَلاءِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمتَ بِهِ العِبادَ وأحيَيتَ بِهِ البِلادَ وقَصَمتَ بِهِ الجَبابِرَةَ وأهلَكتَ بِهِ الفَراعِنَةَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أضعَفتَ بِهِ الأَموالَ وأحرَزتَ (2) بِهِ مِنَ الأَهوالِ وكَسَّرتَ بِهِ الأَصنامَ ورَحِمتَ بِهِ الأَنامَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثتَهُ بِخَيرِ الأَديانِ ، وأعزَزتَ بِهِ الإِيمانَ ، وتَبَّرتَ (3) بِهِ الأَوثانَ ، وعَظَّمتَ بِهِ البَيتَ الحَرامَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ الأَخيارِ وسَلِّم تَسليما .
ب _ الصَّلاةُ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَليٍّ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ ، أخي نَبِيِّكَ ووَصِيِّهِ ووَلِيِّهِ وصَفِيِّهِ ووَزيرِهِ ، ومُستَودَعِ عِلمِهِ ومَوضِعِ سِرِّهِ وبابِ حِكمَتِهِ ، وَالنّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدّاعي إلى شَريعَتِهِ ، وخَليفَتِهِ في اُمَّتِهِ ومُفَرِّجِ الكَربِ عَن وَجهِهِ ، قاصِمِ الكَفَرَةِ ومُرغِمِ الفَجَرَةِ ،
.
ص: 564
الَّذي جَعَلتَهُ مِن نَبِيِّكَ بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى . اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، وَالعَن مَن نَصَبَ لَهُ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أوصِياءِ أنبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمينَ .
ج _ الصَّلاةُ عَلَى السَّيِّدَةِ فاطِمَةَ عليهاالسلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ ، حَبيبَةِ حَبيبِكَ ونَبيِّكَ ، واُمِّ أحِبّائِكَ وأصفِيائِكَ ، الَّتِي انتَجَبتَها وفَضَّلتَها وَاختَرتَها عَلى نِساءِ العالَمينَ . اللّهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّن ظَلَمَها وَاستَخَفَّ بِحَقِّها ، وكُنِ الثّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أولادِها . اللّهُمَّ وكَما جَعَلتَها اُمَّ أئِمَّةِ الهُدى ، وحَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ ، وَالكَريمَةَ عِندَ المَلَأِ الأَعلى ، فَصَلِّ عَلَيها وعَلى اُمِّها خَديجَةَ الكُبرى ، صَلاةً تُكَرِّمُ بِها وَجهَ أبيها مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وتُقِرُّ بِها أعيُنَ ذُرِّيَّتِها ، وأبلِغهُم عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ أفضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ .
د _ الصَّلاةُ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ عَبدَيكَ ووَلِيَّيكَ وَابنَي رَسولِكَ وسِبطَيِ الرَّحمَةِ وسَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولادِ النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ ابنِ سَيِّدِ النَّبِيّينَ ووَصِيِّ أميرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ سَيِّدِ الوَصِيّينَ ، أشهَدُ أنَّكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ أمينُ اللّهِ وابنُ أمينِهِ ، عِشتَ مَظلوما ومَضَيتَ شَهيدا ، وأشهَدُ أنَّكَ الإِمامُ الزَّكِيُّ الهادِي المَهدِيُّ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وبَلِّغ روحَهُ وجَسَدَهُ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ أفضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ .
.
ص: 565
اللّهُمَّ صَلِّ عَلىَ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ المَظلومِ الشَّهيدِ ، قَتيلِ الكَفَرَةِ وطَريحِ الفَجَرَةِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، أشهَدُ موقِنا أنَّكَ أمينُ اللّهِ وابنُ أمينِهِ ، قُتِلتَ مَظلوما ومَضَيتَ شَهيدا ، وأشهَدُ أنَّ اللّهَ تَعالَى الطّالِبُ بِثارِكَ ، ومُنجِزُ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصرِ وَالتَّأييدِ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وإظهارِ دَعوَتِكَ ، وأشهَدُ أنَّكَ وَفَيتَ بِعَهدِ اللّهِ ، وجاهَدتَ في سَبيلِ اللّهِ ، وعَبَدتَ اللّهَ مُخلِصا حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللّهُ اُمَّةً قَتَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّهُ اُمَّةً خَذَلَتكَ ، ولَعَنَ اللّهُ اُمَّةً ألَّبَت (1) عَلَيكَ ، وأبرَأُ إلَى اللّهِ تَعالى مِمَّن أكذَبَكَ وَاستَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاستَحَلَّ دَمَكَ ، بِأَبي أنتَ واُمّي يا أبا عَبدِ اللّهِ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ خاذِلَكَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَكَ (2) فَلَم يُجِبكَ ولَم يَنصُركَ ، ولَعَنَ اللّهُ مَن سَبى نِساءَكَ ، أنَا إلَى اللّهِ مِنهُم بَريءٌ ومِمَّن والاهُم ومالَأَهُم (3) وأعانَهُم عَلَيهِ ، أشهَدُ أنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِن وُلدِكَ كَلِمَةُ التَّقوى وبابُ الهُدى وَالعُروَةُ الوُثقى وَالحُجَّةُ عَلى أهلِ الدُّنيا ، وأشهَدُ أنّي بِكُم مُؤمِنٌ وبِمَنزِلَتِكُم موقِنٌ ، ولَكُم تابِعٌ بِذاتِ نَفسي وشَرائِعِ ديني وخَواتيمِ عَمَلي ومُنقَلَبي في دُنيايَ وآخِرَتي .
ه _ الصَّلاةُ عَلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ سَيِّدِ العابِدينَ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ سَيِّدِ العابِدينَ ، الَّذِي استَخلَصتَهُ لِنَفسِكَ وجَعَلتَ مِنهُ أئِمَّةَ الهُدى الَّذينَ يَهدونَ بِالحَقِّ وبِهِ يَعدِلونَ (4) ، الَّذِي اختَرتَهُ لِنَفسِكَ وطَهَّرتَهُ مِن
.
ص: 566
الرِّجسِ وَاصطَفَيتَهُ وجَعَلتَهُ هادِيا مَهدِيّا . اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن ذُرِّيَّةِ أنبِيائِكَ ، حَتّى يَبلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَينُهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، إنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .
و _ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ باقِرِ العِلمِ وإمامِ الهُدى ، وقائِدِ أهلِ التَّقوى ، وُالمُنتَجَبِ (1) مِن عِبادِكَ . اللّهُمَّ وكَما جَعَلتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ ، ومَنارا لِبِلادِكَ ، ومَستَودَعا لِحِكمَتِكَ ، ومُتَرجِما لِوَحيِكَ ، وأمَرتَ بِطاعَتِهِ وحَذَّرتَ عَن مَعصِيَتِهِ ، فَصَلِّ عَلَيهِ يا رَبِّ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن ذُرِّيَّةِ أنبِيائِكَ وأصفِيائِكَ ورُسُلِكَ واُمَنائِكَ ، يا رَبَّ العالَمينَ .
ز _ الصَّلاةُ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ ، خازِنِ العِلمِ ، الدّاعي إلَيكَ بِالحَقِّ ، النّورِ المُبينِ . اللّهُمَّ وكَما جَعَلتَهُ مَعدِنَ كَلامِكَ ووَحيِكَ ، وخازِنَ عِلمِكَ ولِسانَ تَوحيدِكَ ، ووَلِيَّ أمرِكَ ومُستَحفِظَ دينِكَ ، فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفِيائِكَ وحُجَجِكَ ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
ح _ الصَّلاةُ عَلى موسَى بنِ جَعفَرٍ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَمينِ المُؤتَمَنِ موسَى بنِ جَعفَرٍ ، البَرِّ الوَفِيِّ ، الطّاهِرِ الزَّكِيِّ ، النّورِ المُبينِ ، المُجتَهِدِ المُحتَسِبِ الصّابِرِ عَلَى الأَذى فيكَ .
.
ص: 567
اللّهُمَّ وكَما بَلَّغَ عَن آبائِهِ مَا استودِعَ مِن أمرِكَ ونَهيِكَ ، وحَمَلَ عَلَى المَحَجَّةِ (1) ، وكابَدَ (2) أهلَ العِزَّةِ (3) وَالشِّدَّةِ فيما كانَ يَلقى مِن جُهّالِ قَومِهِ ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ وأكمَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِمَّن أطاعَكَ ونَصَحَ لِعِبادِكَ ، إنَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ .
ط _ الصَّلاةُ عَلى عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بنِ موسَى الرِّضا ، الَّذِي ارتَضَيتَهُ ورَضِيتَ بِهِ مَن شِئتَ مِن خَلقِكَ . اللّهُمَّ وكَما جَعَلتَهُ حُجَّةً عَلى خَلقِكَ ، وقائِما بِأَمرِكَ ، وناصِرا لِدينِكَ ، وشاهِدا عَلى عِبادِكَ ، وكَما نَصَحَ لَهُم فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ ، ودَعا إلى سَبيلِكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولِيائِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .
ي _ الصَّلاةُ عَلى مُحَمّدِ بنِ عَليِّ بنِ موسى عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ بنِ موسى ، عَلَمِ التُّقى ، ونورِ الهُدى ، ومَعدِنِ الوَفاءِ ، وفَرعِ الأَزكِياءِ ، وخَليفَةِ الأَوصِياءِ ، وأمينِكَ عَلى وَحيِكَ . اللّهُمَّ وكَما هَدَيتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَاستَنقَذتَ بِهِ مِنَ الحَيرَةِ (4) ، وأرشَدتَ بِهِ مَنِ اهتَدى ، وزَكَّيتَ مَن تَزَكّى ، فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولِيائِكَ ، إنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ .
.
ص: 568
ك _ الصَّلاةُ عَلى عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأَوصِياءِ ، وإمامِ الأَتقِياءِ ، وخَلَفِ أئِمَّةِ الدّينِ ، وَالحُجَّةِ عَلَى الخَلائِقِ أجمَعينَ . اللّهُمَّ كَما جَعَلتَهُ نورا يَستَضيءُ بِهِ المُؤمِنونَ ، فَبَشَّرَ بِالجَزيلِ مِن ثَوابِكَ ، وأنذَرَ بِالأَليمِ مِن عِقابِكَ ، وحَذَّرَ بَأسَكَ وذَكَّرَ بِأَيّامِكَ (1) ، وأحَلَّ حَلالَكَ وحَرَّمَ حَرامَكَ ، وبَيَّنَ شَرائِعَكَ وفَرائِضَكَ ، وحَضَّ (2) عَلى عِبادَتِكَ ، وأمَرَ بِطاعَتِكَ ونَهى عَن مَعصِيَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَيهِ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أولِيائِكَ وذُرِّيَّةِ أنبِيائِكَ ، يا إلهَ العالَمينَ . قالَ أبو مُحَمَّدٍ اليَمَنِيُّ : فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَى الصَّلاةِ عَلَيهِ أمسَكَ ، فَقُلتُ لَهُ في ذلِكَ فَقالَ : لَولا أنَّهُ دينٌ أمَرَنَا اللّهُ تَعالى أن نَفعَلَهُ (3) ونُؤَدِّيَهُ إلى أهلِهِ لَأَحبَبتُ الإِمساكَ ، ولكِنَّهُ الدّينُ ، اُكتُب :
ل _ الصَّلاةُ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ ، البَرِّ التَّقِيِّ ، الصّادِقِ الوَفِيِّ ، النّورِ المُضيءِ ، خازِنِ عِلمِكَ ، وَالمُذَكِّرِ بِتَوحيدِكَ ، ووَلِيِّ أمرِكَ ، وخَلَفِ أئِمَّةِ الدّينِ الهدُاةِ الرّاشِدينَ ، وَالحُجَّةِ عَلى أهلِ الدُّنيا ، فَصَلِّ عَلَيهِ يا رَبِّ أفضَلَ ما صَلَّيتَ عَلى أحَدٍ مِن أصفِيائِكَ وحُجَجِكَ وأولادِ رُسُلِكَ يا إلهَ العالَمينَ .
م _ الصَّلاةُ عَلى وِليِّ الأَمرِ المُنتَظَرِ عليه السلام :اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابنِ أولِيائِكَ ، الَّذينَ فَرَضتَ طاعَتَهُم وأوجَبتَ حَقَّهُم وأذهَبت
.
ص: 569
عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . اللّهُمَّ انتَصِر بِهِ لِدينِكَ ، وَانصُر بِهِ أولِياءَكَ وأولِياءَهُ وشيعَتَهُ وأنصارَهُ وَاجعَلنا مِنهُم . اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ كُلِّ باغٍ وطاغٍ ، ومِن شَرِّ جَميعِ خَلقِكَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَاحرُسهُ وَامنَعهُ أن يوصَلَ إلَيهِ بِسوءٍ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآلَ رَسولِكَ ، وأظهِر بِهِ العَدلَ ، وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُر ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الكَفَرَةِ ، وَاقتُل بِهِ الكُفّارَ وَالمُنافِقينَ وجَميعَ المُلحِدينَ حَيثُ كانوا وأينَ كانوا مِن مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها وبَرِّها وبَحرِها ، وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً ، وأظهِر بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ، وَاجعَلني اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ وأتباعِهِ وشيعَتِهِ ، وأرِني في آلِ مُحَمَّدٍ ما يَأمُلونَ ، وفي عَدُوِّهِم ما يَحذَرونَ ، إلهَ الحَقِّ آمينَ . (1)
6 / 14الصَّلَواتُ المَأثورَةُ عَنِ الإِمامِ المَهدِيِّمصباح المتهجّد :دُعاءٌ آخَرُ مَروِيٌّ عَن صاحِبِ الزَّمانِ عليه السلام ، خَرَجَ إلى أبِي الحَسَنِ الضَّرّابِ الأَصفَهانِيِّ بِمَكَّةَ ، بِإِسنادٍ لَم نَذكُرهُ اختِصارا ، نُسخَتُهُ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، وخاتَمِ النَّبِيّينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ ، المُنتَجَبِ فِي الميثاقِ ، المُصطَفى فِي الظِّلالِ ، المُطَهَّرِ مِن كُلِّ آفَةٍ ، البَريءِ مِن كُلِّ عَيبٍ ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ ، المُرتَجى لِلشَّفاعَةِ ، المُفَوَّضِ إلَيهِ دينُ اللّهِ . اللّهُمَّ شَرِّف بُنيانَهُ ، وعَظِّم بُرهانَهُ ، وأفلِج حُجَّتَهُ ، وَارفَع دَرَجَتَهُ ، وأضِئ نورَهُ ، وبَيِّض وَجهَهُ ، وأعطِهِ الفَضَلَ وَالفَضيلَةَ ، وَالوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ ، وَابعَثهُ مَقاما
.
ص: 570
مَحمودا يَغبِطُهُ بِهِ الأَوَّلونَ وَالآخِرونَ . وصَلِّ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وسَيِّدِ الوَصِيّينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَليٍّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَليٍّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى موسَى بِن جَعفَرٍ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى عَليِّ بنِ مُوسى إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى عَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ .
.
ص: 571
وصَلِّ عَلَى الحَسَنِ بنِ عَليٍّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينِ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . وصَلِّ عَلَى الخَلَفِ الهادِي المَهدِيِّ إمامِ المُؤمِنينَ ، ووارِثِ المُرسَلينَ ، وحُجَّةِ رَبِّ العالَمينَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَئِمَّةِ الهادينَ [ المَهدِيّينَ] (1) ، العُلَماءِ الصّادِقينَ ، [ الأَوصِياءِ المَرضِيّينَ] (2) ، الأَبرارِ المُتَّقينَ ، دَعائِمِ دينِكَ ، وأركانِ تَوحيدِكَ ، وتَراجِمَةِ (3) وَحيِكَ ، وحُجَجِكَ عَلى خَلقِكَ ، وخُلَفائِكَ في أرضِكَ ، الَّذينَ اختَرتَهُم لِنَفسِكَ ، وَاصطَفَيتَهُم عَلى عِبادِكَ ، وَارتَضَيتَهُم لِدينِكَ ، وخَصَصتَهُم بِمَعرِفَتِكَ ، وجَلَّلتَهُم بِكَرامَتِكَ ، وغَشَّيتَهُم بِرَحمَتِكَ ، ورَبَّيتَهُم بِنِعمَتِكَ ، وغَذَّيتَهُم بِحِكمَتِكَ ، وألبَستَهُم نورَكَ ، ورَفَعتَهُم في مَلَكوتِكَ ، وحَفَفتَهُم بِمَلائِكَتِكَ وشَرَّفتَهُم بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ . اللّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلَيهِم صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً ، لا يُحيطُ بِها إلّا أنتَ ، ولا يَسَعُها إلّا عِلمُكَ ، ولا يُحصيها أحَدٌ غَيرُكَ . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحيي سُنَّتَكَ ، القائِمِ بِأَمرِكَ ، الدّاعي إلَيكَ ، الدَّليلِ عَلَيكَ ، حُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ ، وخَليفَتِكَ في أرضِكَ ، وشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ . اللّهُمَّ أعِزَّ نَصرَهُ ، ومُدَّ في عُمرِهِ ، وزَيِّنِ الأَرضَ بِطُولِ بَقائِهِ . اللّهُمَّ اكفِهِ بَغيَ الحاسِدينَ ، وأعِذهُ مِن شَرِّ الكائِدينَ ، وَازجُر (4) عَنهُ إرادَةَ الظّالِمينَ ،
.
ص: 572
وخَلِّصهُ مِن أيدِي الجَبّارينَ . اللّهُمَّ أعطِهِ في نَفسِهِ وذُرِّيَّتِهِ وشيعَتِهِ ورَعِيَّتِهِ وخاصَّتِهِ وعامَّتِهِ وعَدُوِّهِ وجَميعِ أهلِ الدُّنيا ما تُقِرُّ بِهِ عَينَهُ ، وتَسُرُّ بِهِ نَفسَهُ ، وبَلِّغهُ أفضَلَ ما أمَّلَهُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ جَدِّد بِهِ مَا امتَحى مِن دينِكَ ، وأحيِ به ما بُدِّلَ مِن كِتابِكَ ، وأظهِر بِهِ ما غُيِّرَ مِن حُكمِكَ ، حَتّى يَعودَ دينُكَ بِهِ وعَلى يَدَيهِ غَضّا جَديدا خالِصا مُخلَصا ، لا شَكَّ فيهِ ولا شُبهَةَ مَعَهُ ، ولا باطِلَ عِندَهُ ولا بِدعَةَ لَدَيهِ . اللّهُمَّ نَوِّر بِنورِهِ كُلَّ ظُلمَةٍ ، وهُدَّ بِرُكنِهِ كُلَّ بِدعَةٍ ، وَاهدِم بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلالَةٍ ، وَاقصِم بِهِ كُلَّ جَبّارٍ ، وأخمِد بِسَيفِهِ كُلَّ نارٍ ، وأهلِك بِعَدلِهِ كُلَّ جَورٍ ، وأجرِ حُكمَهُ عَلى كُلِّ حُكمٍ ، وأذِلَّ بِسُلطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ . اللّهُمَّ أذِلَّ كُلَّ مَن ناواهُ (1) ، وأهلِك كُلَّ مَن عاداهُ ، وَامكُر بِمَن كادَهُ ، وَاستَأصِل مَن جَحَدَهُ حَقَّهُ ، وَاستَهانَ بِأَمرِهِ ، وسَعى في إطفاءِ نورِهِ وأرادَ إخمادَ ذِكرِهِ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، وعَلِيٍّ المُرتَضى ، وفاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وَالحَسَنِ الرِّضا ، وَالحُسَينِ المُصَفّى ، وجَميعِ الأَوصِياءِ ، مَصابيحِ الدُّجى ، وأعلامِ الهُدى ، ومَنارِ التُّقى ، وَالعُروَةِ الوُثقى ، وَالحَبلِ المَتينِ ، وَالصِّراطِ المُستَقيمِ ، وصَلِّ عَلى وَليِّكَ ، ووُلاةِ عَهدِكَ ، وَالأَئِمَّةِ مِن وُلدِهِ ، ومُدَّ في أعمارِهِم ، وزِد في آجالِهِم ، وبَلِّغهُم أقصى آمالِهِم دينا ودُنيا وآخِرَةً ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . (2)
الإمام المهديّ عليه السلام :أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، فَصَل
.
ص: 573
عَلَيهِم بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ وصَلِّ عَلى جَميعِ النَّبيّينَ وَالمُرسَلينَ الَّذينَ بَلَّغوا عَنكَ الهُدى ، وأعقَدوا لَكَ المَواثيقَ بِالطّاعَةِ ، وصَلِّ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ . (1)
الإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني :سَأَلتُ أبا بَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ أن يُخرِجَ إلَيَّ أدعِيَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتي كانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعيدِ العَمرِيُّ يَدعو بِها ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ ، فَنَسَختُ مِنهُ أدعِيَةً كَثيرَةً ، وكانَ مِن جُملَتِها : وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ في هذَا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِكَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ ، وهُوَ : اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ وأنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ . . . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وأمينِكَ وصَفِيِّكَ وحَبيبِكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، وحافِظِ سِرِّكَ ومُبَلِّغِ رِسالاتِكَ ، أفضَلَ وأحسَنَ وأجمَلَ وأكمَلَ وأزكى وأنمى وأطيَبَ وأطهَرَ وأسنى وأكثَرَ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ وتَحَنَّنتَ وسَلَّمتَ على أحَدٍ مِن عِبادِكَ وأنبِيائِكَ ورُسُلِكَ وصَفوَتِكَ وأهلِ الكَرامَةِ عَلَيكَ مِن خَلقِكَ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ ووَصِيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، عَبدِكَ ووَليِّكَ وأخي رَسولِكَ وحُجَّتِكَ عَلى خَلقِكَ وآيَتِكَ الكُبرى وَالنَّبَأِ العَظيمِ . (2) وصَلِّ عَلى الصِّدّيقَةِ الطّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ . وصَلِّ عَلى سِبطَيِ الرَّحمَةِ وإمامَيِ الهُدَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ . وصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ : عَليِّ بنِ الحُسَينِ ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ ، وجَعفَرِ بن
.
ص: 574
مُحَمَّدٍ ، وموسَى بنِ جَعفَرٍ ، وعَليٍّ بنِ موسى ، ومُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ ، وعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ ، وَالخَلَفِ المَهدِيِّ (1) ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ واُمَنائِكَ في بِلادِكَ ، صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً . اللّهُمَّ وصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكَ القائِمِ المُؤَمَّلِ ، وَالعَدلِ المُنتَظَرِ ، وحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ . (2)
الاحتجاج عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري_ مِن تَوقيعٍ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ بَعدَ الزِّيارَةِ المَعروفَةِ بِزِيارَةِ آلِ ياسينَ _: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ (3) حُجَّتِكَ في أرضِكَ ، وخَليفَتِكَ في بِلادِكَ ، وَالدّاعي إلى سَبيلِكَ ، وَالقائِمِ بِقِسطِكَ ، وَالثّائِرِ بِأَمرِكَ ، وَليِّ المُؤمِنينَ ، وبَوارِ الكافِرينَ ، ومُجَلِّي الظُّلمَةِ ، ومُنيرِ الحَقِّ ، وَالسّاطِعِ بِالحِكمَةِ وَالصِّدقِ ، وكَلِمَتِكَ التّامَّةِ في أرضِكَ ، المُرتَقِبِ الخائِفِ ، وَالوَليِّ النّاصِحِ ، سَفينَةِ النَّجاةِ ، وعَلَمِ الهُدى ، ونورِ أبصارِ الوَرى ، وخَيرِ مَن تَقَمَّصَ وَارتَدى ، ومُجَلِّي العَمى ، الَّذي يَملَأُ الأَرضَ عَدلاً وقِسطا كَما مُلِئَت ظُلما وجَورا ، إنَّك عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وابنِ أولِيائِكَ ، الَّذينَ فَرَضتَ طاعَتَهُم وأوجَبتَ حَقَّهُم ، وأذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا . اللّهُمَّ انصُر[ هُ] وَانتَصِر بِهِ [ لِدينِكَ ، وَانصُر بِهِ] (4) أولِياءَكَ وأولِياءَهُ وشيعَتَهُ وأنصارَهُ وَاجعَلنا مِنهُم .
.
ص: 575
اللّهُمَّ أعِذهُ مِن شَرِّ كُلِّ باغٍ وطاغٍ ، ومِن شَرِّ جَميعِ خَلقِكَ ، وَاحفَظهُ مِن بَينِ يَدَيهِ ومِن خَلفِهِ وعَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ ، وَاحرُسهُ وَامنَعهُ مِن أن يوصَلَ إلَيهِ بِسوءٍ ، وَاحفَظ فيهِ رَسولَكَ وآلَ رسولِكَ ، وأظهِر بِهِ العَدلَ ، وأيِّدهُ بِالنَّصرِ ، وَانصُر ناصِريهِ ، وَاخذُل خاذِليهِ ، وَاقصِم بِهِ جَبابِرَةَ الكَفَرَةِ (1) ، وَاقتُل بِهِ الكُفّارَ وَالمُنافِقينَ وجَميعَ المُلحِدينَ حَيثُ كانوا في مَشارِقِ الأَرضِ ومَغارِبِها ، بَرِّها وبَحرِها ، وَاملَأ بِهِ الأَرضَ عَدلاً وأظهِر بِهِ دينَ نَبِيِّكَ ، وَاجعَلني اللّهُمَّ مِن أنصارِهِ وأعوانِهِ وأتباعِهِ وشيعَتِهِ ، وأرِني في آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلامما يَأمُلونَ ، وفي عَدُوِّهِم ما يَحذَرونَ ، إلهَ الحَقِّ آمينَ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ . (2)
.
ص: 576
. .
ص: 577
. .
ص: 578
. .
ص: 579
. .
ص: 580
. .
ص: 581
. .
ص: 582
. .
ص: 583
. .
ص: 584
. .
ص: 585
. .
ص: 586
. .
ص: 587
. .
ص: 588
. .
ص: 589
. .
ص: 590
. .
ص: 591
. .
ص: 592
. .
ص: 593
. .
ص: 594
. .
ص: 595
. .
ص: 596
. .
ص: 597
. .
ص: 598
. .
ص: 599
. .
ص: 600
. .
ص: 601
. .
ص: 602
. .
ص: 603
. .
ص: 604
. .
ص: 605
. .
ص: 606
. .
ص: 607
. .
ص: 608
. .
ص: 609
. .
ص: 610
. .
ص: 611
. .
ص: 612
. .
ص: 613
. .
ص: 614
. .
ص: 615
. .
ص: 616
. .
ص: 617
. .
ص: 618
. .
ص: 619
. .
ص: 620
. .
ص: 621
. .
ص: 622
. .
ص: 623
. .
ص: 624
. .
ص: 625
. .
ص: 626
. .
ص: 627
. .
ص: 628
. .
ص: 629
. .
ص: 630
. .
ص: 631
. .
ص: 632
. .
ص: 633
فهرس المنابع والمآخذالقرآن الكريم 1 . إثبات الوصيّة للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، المنسوب إلى أبي الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت 346 ه . ق) ، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الثانية ، 1409 ه . ق. 2 . الاحتجاج على أهل اللجاج ، أبو منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي (ت 620 ه . ق) ، تحقيق: إبراهيم البهادري ومحمّد هادي به، طهران : دار الاُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 3 . إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ، القاضي نور اللّه بن السيّد شريف الشوشتري (ت 1019 ه . ق) ، مع تعليقات شهاب الدين المرعشي ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق. 4 . إحياء علوم الدين ، أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي (ت 505 ه . ق) ، بيروت : دار الهادي ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 5 . الأخبار الطوال ، أبو حنيفة أحمد بن داوود الدينوريّ (ت 282 ه . ق) ، تحقيق : عبدالمنعم عامر ، قم : منشورات الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 6 . الاختصاص ، المنسوب إلى أبي عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الرابعة ، 1414 ه . ق . 7 . اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّي) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه . ق.
.
ص: 634
8 . أدب الإملاء والاستملاء ، أبو سعد عبد الكريم بن محمّد السمعاني (ت 562 ه . ق) ، بيروت: دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه . ق. 9 . الأدب المفرد ، أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه . ق) ، تحقيق : محمّد بن عبدالقادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 10 . الأذكار النووية ، محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي (ت 671 ه . ق) ، بيروت : دار الفكر . 11 . الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد ، أبو عبداللّه محمّدبن محمّدبن النعمان العكبريالبغدادي المعروف بالشيخ المفيد(ت 413 ه . ق) تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 12 . إرشاد القلوب ، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت 711 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الرابعة ، 1398 ه . ق. 13 . أسباب نزول القرآن ، أبو الحسن عليّ بن أحمد الواحديّ النيسابوريّ (ت 468 ه . ق) ، تحقيق : كمال بسيوني زغلول ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 14 . الاستبصار فيما اختلف من الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : حسن الموسوي الخرسان ، طهران : دار الكتب الإسلاميّة . 15 . اُسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن عزّالدين عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبدالكريم الشيباني المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 ه . ق) ، تحقيق : علي محمّد معوّض ، وعادل أحمد ، بيروت : دارالكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق. 16 . الأسماء والصفات ، أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي ، تحقيق : عبد اللّه بن محمّد الراشدي ، جدّة : مكتبة السوادي . 17 . الإصابة في تمييز الصحابة ، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن الحجر العسقلاني (ت 852 ه . ق) ، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود ، وعليّ محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق.
.
ص: 635
18 . إصلاح المنطق ، يعقوب بن إسحاق بن السكيت (ت 244 ه . ق) ، شرح و تحقيق : أحمد محمّد شاكر ، عبد السلام محمّد هارون ، القاهرة : دار المعارف ، 1349 ه . ق _ 1970 م . 19 . الاعتقادات وتصحيح الاعتقادات ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : عاصم عبدالسيّد ، قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 20 . أعلام الدين في صفات المؤمنين ، أبو محمّد الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت 711 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسسّة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الثانية ، 1414 ه . ق. 21 . إعلام الورى بأعلام الهدى ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : دارالمعرفة ، الطبعة الاُولى ، 1399 ه . ق. 22 . الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي الحسني المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، تحقيق: جواد القيّومي ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 23 . الآداب ، أحمد بن حسين البيهقي (ت 458 ه . ق) ، تعليق : أبو عبد اللّه السعيد المندوه ، بيروت : المؤسّسة الثقافية ، 1408 ه . ق _ 1998 م . 24 . الاُصول الستّة عشر ، نخبة من الرواة ، قم : دارالشبستري ، الطبعة الثانية ، 1405 ه . ق. 25 . الأمالي ، محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه . ق . 26 . الأمالي (الأمالي الخميسيّة) ، يحيى بن الحسين الشجري (ت 499 ه . ق) ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1403 ه . ق . 27 . الأمالي للطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : دارالثقافة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق.
.
ص: 636
28 . الأمالي للمحاملي ، حسين بن إسماعيل (ت 330 ه . ق) تحقيق : إبراهيم إبراهيم القيس ، الاردن : المكتبة الإسلامية ، 1412 ه . ق _ 1991 م . 29 . أمالي المفيد ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) ، تحقيق: حسين اُستاد ولي ، وعليّ أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه . ق. 30 . الأمان من أخطار الأسفار والأزمان ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلي الحسني (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام . 31 . الأولياء ، عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا (ت 308 ه . ق) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، 1413 ه . ق _ 1993 م . 32 . أهل البيت في الكتاب والسنّة ، محمّد المحمّدي الريشهري ، قم : دار الحديث ، 1375 ه . ش . 33 . بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت 1110 ه . ق) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 34 . البداية والنهاية ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه . ق) ، تحقيق : مكتبة المعارف ، بيروت : مكتبة المعارف . 35 . بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عليّ الطبري (ت 525 ه . ق) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الثانية ، 1383 ه . ق. 36 . بصائر الدرجات ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الصفّار القمّي المعروف بابن فروخ (ت 290 ه . ق) ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه . ق. 37 . البلد الأمين ، تقيّ الدين إبراهيم بن زين الدين الحارثي الهمداني المعروف بالكفعمي(ت 905 ه . ق) .
.
ص: 637
38 . تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّد بن محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205 ه . ق) ، تحقيق : عليّ الشيري ، بيروت : دار الفكر . 39 . تاريخ إصبهان ، أبو نعيم أحمد بن عبداللّه الإصفهاني (ت 430 ه . ق) ، تحقيق كسروي حسن ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 40 . تاريخ بغداد أو مدينة السلام ، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه . ق) ، المدينة المنورة : المكتبة السلفيّة . 41 . تاريخ دمشق الكبير ، أبو القاسم عليّ بن الحسين بن هبة اللّه المعروف بابن عساكر الدمشقيّ (ت 571 ه . ق) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق . 42 . تاريخ الطبريّ (تاريخ الاُمم والملوك) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ الإمامي (القرن الخامس) ، تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم ، بيروت : دار المعارف . 43 . التاريخ الكبير ، أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه . ق) ، بيروت : دار الفكر . 44 . تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّه النميري البصري (ت 262 ه . ق) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق. 45 . تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ، عليّ الغروي الحسيني الإسترآبادي ، تحقيق : حسين استاد ولي ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 46 . التحصين في صفات العارفين من العزلة والخمول ، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي (ت 841 ه . ق) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهديّ(عج) . 47 . تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه و آله ، أبو محمّد الحسن بن عليّ الحراني المعروف بابن شعبة (ت 381 ه . ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاري، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه . ق .
.
ص: 638
48 . تذكرة الخواصّ (تذكرة خواصّ الاُمّة في خصائص الأئمّة عليهم السلام) ، يوسف بن فُرغليّ بن عبداللّه المعروف بسبط ابن الجوزي (ت 654 ه . ق) ، تقديم : محمّد صادق بحر العلوم ، طهران : مكتبة نينوى الحديثة. 49 . الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبدالعظيم بن عبد القوي المنذري الشامي (ت 656 ه . ق) ، تحقيق : مصطفى محمّد عمارة ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثالثة ، 1388 ه . ق. 50 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه . ق) ، تحقيق : عبدالعظيم غيم ، ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب . 51 . تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم) ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الدمشقي (ت 774 ه . ق) ، تحقيق : عبدالعظيم غيم ، ومحمّد أحمد عاشور ، ومحمّد إبراهيم البنّا ، القاهرة : دار الشعب . 52 . تفسير البرهان (البرهان في تفسير القرآن) ، هاشم بن سليمان البحرانيّ (ت 1107 ه . ق) ، تحقيق : الموسويّ الزنديّ ، قم : مؤسّسة مطبوعات إسماعيليان ، الطبعة الثانية ، 1334 ه . ق. 53 . تفسير البيضاوي ، ناصر الدين أبي سعيد عبد اللّه بن عمر البيضاوي (ت 685 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، 1410 ه . ق _ 1990 م . 54 . تفسير الثعلبي (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) ، عبد الرحمن بن محمّد بن مخلوف أبي زيد الثعالبي ، تحقيق : علي محمّد معوض ، عادل أحمد عبد الموجود ، عبد الفتاح أبو سنه ، بيروت : دار إحياء التراث ، مؤسّسة التاريخ العربي ، 1418 ه . ق _ 1997 م . 55 . تفسير الطبريّ (جامع البيان في تفسير القرآن) ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ (310 ه . ق)، بيروت : دار الفكر .
.
ص: 639
56 . تفسير العيّاشي، أبو النضر محمّدبن مسعود السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت 320 ه . ق)، تحقيق : هاشم الرسولي المحلّاتي ، طهران : المكتبة العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1380 ه . ق . 57 . تفسير فرات الكوفي ، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (القرن الرابع) ، إعداد : محمّد كاظم المحمودي ، طهران : وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق. 58 . تفسير القرطبيّ (الجامع لأحكام القرآن) ، أبو عبداللّه محمّد بن أحمد الأنصاريّ القرطبيّ (ت 671 ه . ق) ، تحقيق : محمّد عبدالرحمن المرعشلي ، بيروت : دار إحياءالتراث العربيّ ، الطبعة الثانية ، 1405 ه . ق. 59 . تفسير القمّي ، علي بن إبراهيم القمّي (ت 307 ه . ق) ، تحقيق : الطيّب الموسوي الجزائري ، النجف الأشرف : مطبعة النجف الأشرف . 60 . التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي) ، محمّد بن عمر (الفخر الرازي) (ت 604 ه . ق) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق . 61 . التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 62 . تفسير الميزان (الميزان في تفسير القرآن) ، محمّد حسين الطباطبائيّ (1402 ه . ق) ، قم : طبع مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الثانية ، 1394 ه . ق 63 . تفسير نمونه ، ناصر مكارم الشيرازي ، طهران : دار الكتب الإسلامية ، 1361 ه . ش . 64 . تفسير نور الثقلين ، عبد عليّ بن جمعة العروسيّ الحويزيّ (ت 1112 ه . ق) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلّاتي ، قم : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1412 ه . ق. 65 . تلخيص الحبير ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه . ق) ، بيروت : دار المعرفة . 66 . التمحيص ، أبو عليّ محمّد بن همام الإسكافيّ المعروف بابن همام (ت 336 ه . ق) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهديّ(عج) ، قم : مدرسة الإمام المهديّ(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه . ق.
.
ص: 640
67 . تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام) ، أبو الحسين ورّام بن أبي فراس (ت 605 ه . ق) ، بيروت : دارالتعارف ودار صعب . 68 . تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام) ، أبو الحسين ورّام بن أبي فراس (ت 605 ه . ق) ، بيروت : دارالتعارف ودار صعب . 69 . تنبيه الغافلين ، أبو الليث نصر بن محمّد السمرقندي (ت 372 ه . ق) ، تحقيق: يوسف عليّ بديوي ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 70 . التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : هاشم الحسيني الطهراني ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه . ق . 71 . التهذيب (تهذيب الأحكام في شرح المقنعة) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه . ق) ، بيروت : دارالتعارف ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه . ق. 72 . تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، يونس بن عبدالرحمن المزّيّ (ت 742 ه . ق) ، تحقيق : بشّار عوّاد معروف ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 73 . تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ، أبو طالب يحيى بن الحسين (ت 384 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه . ق. 74 . ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : مكتبة الصدوق . 75 . جامع الأحاديث ، أبو محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّي (القرن الرابع) ، تحقيق: محمّد الحسيني النيسابوري ، مشهد : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة للحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 76 . جامع الأخبار أو معارج اليقين في اُصول الدين ، محمّد بن محمّد الشعيري السبزواري (القرن السابع) تحقيق: مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق.
.
ص: 641
77 . الجامع لأخلاق الراوي ، أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (ت 463 ه . ق) ، تصحيح: محمّد عجاج الخطيب ، بيروت : مؤسّسة الرسالة . 78 . الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه . ق) ، بيروت : دارالفكر . 79 . الجعفريّات = الأشعثيّات ، أبو الحسن محمّد بن محمّد بن الأشعث الكوفي (القرن الرابع) ، طهران : مكتبة نينوى ، طُبع في ضمن قرب الإسناد . 80 . جمال الاُسبوع بكمال العمل المشروع ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : جواد القيّومي ، قم : مؤسّسة الآفاق . 81 . الجمل والنصرة لسيّد العترة في حرب البصرة ، أبو عبداللّه محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) ، تحقيق : علي مير شريفي ، قم : المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 82 . جوامع الجامع ، الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه . ق) ، طهران: مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لجامعة طهران ، 1371 ه . ش . 83 . جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ، محمّد حسن النجفي (ت 1266 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة المرتضى العالمية . 84 . جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام (المناقب لابن الدمشقي) ، أبو البركات محمّد بن أحمد الباعوني (ت 871 ه . ق) ، تحقيق: محمّد باقر المحمودي ، قم : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق. 85 . الحاوي للفتاوي ، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه . ق) ، بيروت : دار الكتاب العربي . 86 . الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة ، يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 ه . ق) ، تحقيق : محمّدتقي الإيرواني ، النجف الأشرف : دارالكتب الإسلامية ، 1377 ه . ق .
.
ص: 642
87 . حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ، أبو نُعيم أحمد بن عبداللّه الأصبهاني (ت 430 ه . ق) ، بيروت : دارالكتاب العربي ، الطبعة الثانية ، 1387 ه . ق . 88 . حياة الحيوان الكبرى ، محمّد بن موسى الدميري (ت 808 ه . ق) ، بيروت : دار إحياء التراث العربي. 89 . الخرائج والجرائح ، أبو الحسين سعيد بن عبداللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 90 . الخصال ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق. 91 . دلائل الإمامة ، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ الإمامي (القرن الخامس) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قم : مؤسّسة البعثة . 92 . دلائل النبوّة ، الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبداللّه بن أحمد الأصبهانيّ (ت 430 ه . ق) تحقيق : محمّد روّاس قلعجي ، وعبدالبرّ عبّاس ، بيروت : دارالنفائس ، الطبعة الثانية ، 1406 ه . ق. 93 . الدُرّ المنثور في التفسير المأثور ، جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه . ق) ، بيروت : دارالفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق . 94 . الدروع الواقية ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 95 . دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم ، أبو عبد اللّه بن محمّد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه . ق) ، بيروت : دار الكتاب العربي ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه . ق. 96 . دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، أبو حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي المغربي (ت 363 ه . ق) ، تحقيق : آصف بن علي أصغر فيضي ، مصر : دارالمعارف ، الطبعة الثالثة ، 1389 ه . ق.
.
ص: 643
97 . الدعاء ، سليمان بن أحمد الطبراني (م 360 ه . ق) ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق . 98 . الدعاء المأثور وآدابه ، أبو بكر محمّد بن الوليد الفهري الطرطوشي الأندلسي ، تحقيق : محمّد رضوان الداية ، بيروت : دار الفكر المعاصر ، 1409 ه . ق _ 1998 م . 99 . الدعوات ، أبو الحسين سعيد بن عبداللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه . ق. 100 . الدعوات ، سعيد بن عبد اللّه الراوندي (قطب الدين الراوندي) (ت 573 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدى(عج) ، قمّ : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه . ق . 101 . ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، أبو العبّاس أحمد بن عبداللّه الطبريّ (ت 693 ه . ق) ، بيروت : دار المعرفة . 102 . ذم الدنيا ، عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا (ت 308 ه . ق) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، 1413 ه . ق _ 1993 م . 103 . ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه . ق) ، تحقيق : سليم النعيمي ، قم : منشورات الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق. 104 . روض الجنان و روح الجنان (تفسير أبي الفتوح الرازي) ، حسين بن علي الرازي (القرن السادس) ، مشهد : آستان قدس رضوي ، الطبعة الاُولى ، 1371 ه . ش . 105 . روضة المتّقين ، محمّد تقي المجلسي ، تصحيح : حسين الموسوي الكرماني ، وعليّ پناه الاشتهاردي ، طهران : بنياد فرهنگ اسلامي كوشان پور . 106 . روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن عليّ الفتّال النيسابوري (ت 508 ه . ق) ، تحقيق : حسين الأعلمي ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه . ق. 107 . رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين ، عليّ خان الحسيني المدني الشيرازي ، تصحيح : محسن الحسيني الأميني ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي .
.
ص: 644
108 . الزهد ، أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه . ق) ، بيروت : دار الكتب العلمية . 109 . الزهد ، أبو عبدالرحمن بن عبداللّه بن المبارك الحنظلي المروزي (ت 181 ه . ق) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 110 . الزهد ، أحمد بن محمّد الشيباني (ت 241 ه . ق) ، بيروت : دار الكتب العلمية . 111 . الزهد ، حسين بن سعيد الكوفي الأهوازي (القرن الثالث) ، قم : المطبعة العلمية . 112 . الزهد ، أبو محمّد الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي (ت 250 ه . ق) ، تحقيق : غلام رضا عرفانيان ، قم : حسينيان ، الطبعة الثانية ، 1402 ه . ق. 113 . سعد السعود ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، قم : مكتبة الرضي ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه . ق. ش . 114 . سنن ابن ماجة ، أبو عبداللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت 275 ه . ق) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبدالباقي ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه . ق . 115 . سنن أبي داوود ، أبو داوود سليمان بن أشعث السجستاني الأزدي (ت 275 ه . ق) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبدالحميد ، بيروت : دار إحياء السنّة النبويّة . 116 . سنن الترمذي (الجامع الصحيح) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي(ت 279 ه . ق) ، تحقيق : أحمد محمّد شاكر ، بيروت : دار احياء التراث . 117 . سنن الدارقطني ، أبو الحسن عليّ بن عمر البغدادي المعروف بالدارقطني (ت 285 ه . ق) ، تحقيق : أبو الطيّب محمّد آبادي ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الرابعة ، 1406 ه . ق. 118 . سنن الدارمي ، أبو محمّد عبداللّه بن عبدالرحمن الدارمي (ت 255 ه . ق) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار العلم . 119 . السنن الكبرى ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، تحقيق : عبد الغفّار سليمان البنداري، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق.
.
ص: 645
120 . السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقي (ت 458 ه . ق) ، تحقيق : محمّد عبدالقادر عطا ، بيروت : دارالكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 121 . سنن النسائي ، أبو بكر عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه . ق) ، بيروت : دارالمعرفة ، الطبعة الثالثة ، 1414 ه . ق. 122 . السنّة ، أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني (ت 278 ه . ق) ، بيروت : المكتب الإسلامي ، الطبعة الثالثة ، 1413 ه . ق. 123 . سير أعلام النبلاء ، أبو عبداللّه محمّد بن أحمد الذهبيّ (ت 748 ه . ق) ، تحقيق : شُعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة العاشرة ، 1414 ه . ق . 124 . سيرة ابن هشام (السيرة النبويّة) ، أبو محمّد عبدالملك بن هشام بن أيّوب الحميري (ت 218 ه . ق)، تحقيق : مصطفى سقا ، وإبراهيم الأنباري ، قم : مكتبة المصطفى ، الطبعة الاُولى ، 1355 ه . ق. 125 . شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ، أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد المصريّ (ت 363 ه . ق) ، تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 126 . شرح الأسماء الحسنى ، ملّا هادي السبزواري (ت 1289 ه . ق) ، قم : مكتبة بصيرتي ، الطبعة الاُولى ، 1267 ه . ق. 127 . شرح نهج البلاغة، كمال الدين ميثم بن عليّ بن ميثم البحراني ، تصحيح : عدّة من الأفاضل، بيروت : دارالآثار للنشر ودارالعالم الاسلامي ، 1402 ه . ق. 128 . شرح نهج البلاغة ، عزّ الدين عبدالحميد بن محمّد بن أبي الحديد المعتزلي المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه . ق) ، تحقيق : محمّد أبوالفضل إبراهيم ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الثانية ، 1387 ه . ق . 129 . شُعب الإيمان ، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه . ق) ، تحقيق : محمّد السعيد بسيوني زغلول ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق .
.
ص: 646
130 . الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ، عيّاض بن موسى اليحصبي (القاضي) (ت 544 ه . ق) ، بيروت : دارالكتب العلمية . 131 . الشكر ، عبد اللّه بن محمّد القرشي (ابن أبي الدنيا) (ت 281 ه . ق) ، تحقيق : طارق الطنطاوي ، القاهرة : مكتبة القرآن . 132 . شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ، أبو القاسم عبيداللّه بن عبداللّه النيسابوريّ المعروف بالحاكم الحسكانيّ (القرن الخامس) ، تحقيق : محمّد باقر المحموديّ ، طهران : مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق. 133 . الصحاح تاج اللغة وصحاح العربيّة ، أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت 398 ه . ق) ، تحقيق : أحمد بن عبد الغفور عطّار ، بيروت : دار العلم للملايين ، الطبعة الرابعة ، 1410 ه . ق. 134 . صحيح ابن حبّان ، عليّ بن بلبان الفارسي المعروف بابن بلبان (ت 739 ه . ق) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه . ق. 135 . صحيح ابن خزيمة ، أبو بكر محمّد بن إسحاق السلمي النيسابوري المعروف بابن خزيمة (ت 311 ه . ق) ، تحقيق : محمّد مصطفى أعظمي ، بيروت : المكتبة الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، 1412 ه . ق. 136 . صحيح البخاري ، أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه . ق) ، تحقيق : مصطفى ديب البغا ، بيروت : دار ابن كثير ، الطبعة الرابعة ، 1410 ه . ق . 137 . صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه . ق) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبدالباقي ، القاهرة : دارالحديث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق . 138 . صحيفة الإمام الرضا عليه السلام ، المنسوبة إلى الإمام الرضا عليه السلام ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 139 . الصحيفة السجّاديّة ، الإمام زين العابدين عليه السلام ، تحقيق : عليّ أنصاريان ، دمشق : المستشاريّة الثقافيّة .
.
ص: 647
140 . الصحيفة السجادية ، علي بن حسين (زين العابدين) (ت 64 ه . ق) تحقيق : كاظم مدير شانه چي ، مراجعة : محمّد علي فارابي ، مشهد : مجمع البحوث الإسلامية ، 1413 ه . ق . 141 . الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم ، زين الدين أبي محمّد عليّ بن يونس النباطيّ البياضيّ (ت 877 ه . ق) ، إعداد : محمّد باقر المحموديّ ، طهران : المكتبة المرتضويّة ، الطبعة الاُولى 1384 ه . ق. 142 . صفات الشيعة ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1310 ه . ق. 143 . صفة الصفوة ، أبو الفرج جمال الدين عبدالرحمن بن عليّ بن محمّد المعروف بابن الجوزيّ (ت 597 ه . ق) ، تحقيق : عبدالسلام محمّد هارون ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 144 . الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة ، أحمد بن حجر الهيثمي الكوفي (ت 974 ه . ق) ، إعداد : عبدالوهاب بن عبداللطيف ، مصر : مكتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ، 1385 ه . ق . 145 . طبّ الأئمّة عليهم السلام ، ابنا بسطام النيسابوريان ، تحقيق : محسن عقيل ، بيروت : دارالمحجّة البيضاء ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 146 . الطبقات الكبرى ، محمّد بن سعد كاتب الواقدي (ت 230 ه . ق) ، بيروت : دارصادر . 147 . طبّ النبيّ صلى الله عليه و آله ، أبو العبّاس جعفر المستغفري ، بيروت : مؤسّسة أهل البيت عليهم السلام . 148 . العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة ، جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن عليّ المطهّر الحلّي المعروف بالعلّامة (ت 726 ه . ق) ، تحقيق : مهدي الرجائي ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 149 . عدّة الداعي و نجاة الساعي ، أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي (ت 841 ه . ق) ، تحقيق : أحمد موحّدي ، طهران : مكتبة وجداني .
.
ص: 648
150 . العقد الفريد ، أبو عمر أحمد بن محمّد بن ربّه الأندلسي (ت 328 ه . ق) ، تحقيق : أحمد الزين ، وإبراهيم الأبياري ، بيروت : دار الأندلس . 151 . علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 152 . عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار (العمدة) ، يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي المعروف بابن البطريق (ت 600 ه . ق) ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه . ق. 153 . عمل اليوم والليلة ، أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه . ق) ، تحقيق : فاروق حمادة ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثالثة ، 1407 ه . ق . 154 . عمل اليوم والليلة ، أحمد بن محمّد الدينوري (ت 464 ه . ق) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافيّة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق . 155 . عوالي اللآلي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة ، محمّد بن عليّ بن إبراهيم الإحسائي المعروف بابن أبي جمهور (ت 940 ه . ق)، تحقيق : مجتبى العراقي ، قم : مطبعة سيّد الشهداء عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1403 ه . ق . 156 . العين ، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه . ق) ، تحقيق : مهديالمخزومي ، قم : دار الهجرة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 157 . عيون الأخبار ، أبو محمّد عبداللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوريّ (ت 276 ه . ق) ، القاهرة : دار الكتب المصريّة ، 1343 ه . ق. 158 . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : مهدي الحسينيّ اللاجورديّ ، طهران : منشورات جهان . 159 . عيون الحكم والمواعظ ، أبو الحسن عليّ بن محمّد الليثي الواسطي (القرن السادس) ، تحقيق : حسين الحسني البيرجندي ، قم : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1376 ه . ش .
.
ص: 649
160 . الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه . ق)، تحقيق : جلال الدين المحدّث الأرموي ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه . ق. 161 . الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبدالحسين أحمد الأمينيّ (ت 1390 ه . ق) ، بيروت : دار الكتاب العربيّ ، الطبعة الثالثة ، 1387 ه . ق . 162 . غرر الحكم ودرر الكلم ، عبدالواحد الآمدي التميمي (ت 550 ه . ق) ، تحقيق : جلال الدين محدّث الأرموي ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الثالثة ، 1360 ه . ش . 163 . الغيبة ، محمّد بن الحسن الطوسى (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : عباد اللّه الطهراني وعلي أحمد ناصح ، قم : مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق . 164 . فتح الأبواب ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحسني الحلّي (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : حامد الخفّاف ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 165 . الفرج بعد الشدّة ، أبو القاسم عليّ بن محمّد التنوخيّ (ت 384 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة النعمان ، الطبعة الاُولى 1410 ه . ق . 166 . فردوس الأخبار بمأثور الخطاب، شيروية بن شهردار بن شيروية الديلمي ، فواز أحمد الزمرلي ، بيروت : دارالكتاب العربي . 167 . الفردوس بمأثور الخطاب ، أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلميّ الهمدانيّ (ت 509 ه . ق) ، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول ، بيروت : دارالكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه . ق. 168 . فرهنگ فارسى ، محمّد معين (ت 1350 ه . ش) ، طهران : أمير كبير ، 1371 ه . ش . 169 . الفصول المختارة من العيون والمحاسن ، علي بن الحسين الموسوي (الشريف المرتضى) (ت 436 ه . ق) ، قم : المؤتمر العالمي بمناسبة ذكرى ألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه ق . 170 . الفضائل ، أبو الفضل سديد الدين شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل بن أبي طالب القمّيّ (ت 660 ه . ق) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدريّة ، الطبعة الاُولى ، 1338 ه . ق.
.
ص: 650
171 . فضائل الأشهر الثلاثة ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، قم : مطبعة الآداب، الطبعة الاُولى ، 1396 ه . ق. 172 . فضائل الأوقات ، أحمد بن حسين البيهقي (ت 458 ه . ق) ، تحقيق : عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي ، مكّة : مكتبة المنارة ، 1410 ه . ق _ 1990 م . 173 . فضائل الشيعة ، محمّد بن علي بن بابويه القمّي (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق . 174 . فضائل القرآن ، قاسم بن سلام (ت 224 ه . ق) ، تحقيق: مروان العطية ، محسن ضرابه ، وفاء تقي الدين ، دمشق : دار ابن كثير ، 1415 ه . ق _ 1995 م . 175 . فضل الصلاة على النبي ، إسماعيل بن إسحاق (ت 282 ه . ق) ، تحقيق : ناصر الدين الألباني ، بيروت : المكتب الإسلامي ، 1383 ه . ق . 176 . فقه الرضا (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ) . تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، مشهد : المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه . ق. 177 . الفقيه = كتاب من لايحضره الفقيه ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي . 178 . الفقيه والمتفقّه، أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي (ت 463 ه . ق) ، تحقيق : إسماعيل الأنصاري ، بيروت : دار الكتب العلمية . 179 . فلاح السائل ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي . 180 . فيض القدير ، محمّد عبد الرؤوف المناوي (القرن العاشر) ، بيروت : دار الفكر .
.
ص: 651
181 . القاموس المحيط ، أبو طاهر مجدالدين محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ه . ق) ، بيروت : دارالفكر ، الطبعة الاُولى ، 1403 ه . ق. 182 . قرب الإسناد ، أبو العبّاس عبداللّه بن جعفر الحميري القمّي (ت 304 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 183 . قصص الأنبياء ، أبو الحسين سعيد بن عبداللّه الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي (ت 573 ه . ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، مشهد : الحضرة الرضويّة المقدّسة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 184 . الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 329 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، طهران : دارالكتب الإسلامية ، الطبعة الثانية ، 1389 ه . ق. 185 . كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت 367 ه . ق) ، تحقيق : عبدالحسين الأميني التبريزي ، النجف الأشرف : المطبعة المرتضوية ، الطبعة الاُولى ، 1356 ه . ق. 186 . الكامل في التاريخ ، أبو الحسن عليّ بن محمّد الشيبانيّ الموصليّ المعروف بابن الأثير (ت 630 ه . ق) ، تحقيق : علي شيري ، بيروت : دار إحياء التراث العربيّ ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 187 . الكشّاف ، محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه . ق) ، بيروت : دار المعرفة . 188 . كشف الخفاء ومزيل الإلباس ، أبو الفداء إسماعيل بن محمّد العجلونيّ (ت 1162 ه . ق) ، بيروت : مكتبة دار التراث. 189 . كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ، عليّ بن عيسى الإربليّ (ت 687 ه . ق) ، تصحيح : هاشم الرسولي المحلّاتي ، بيروت : دارالكتاب الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه . ق. 190 . كشف المحجّة لثمرة المهجة ، أبو القاسم رضيّ الدين عليّ بن موسى بن طاووس الحسني (ت 664 ه . ق)، تحقيق: محمّد الحسّون ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق.
.
ص: 652
191 . الكشف والبيان ، أحمد بن محمّد الثعلبي (ت 427 ه . ق) ، دراسة وتحقيق : أبو محمّد بن عاشور ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، 1422 ه . ق _ 2002 م . 192 . كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر ، أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز القمّي (القرن الرابع) ، تحقيق: عبداللطيف الحسيني الكوه كمري ، قم : نشر بيدار ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه . ق. 193 . كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه . ق. 194 . كنزالعمّال في سنن الأقوال والأفعال، علاء الدين عليّ المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 ه . ق)، تصحيح: صفوة السقا، بيروت : مكتبة التراث الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1397 ه . ق . 195 . كنز الفوائد ، أبو الفتح الشيخ محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ه . ق) ، إعداد : عبداللّه نعمة ، قم : دار الذخائر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق. 196 . لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور المصري (ت 711 ه . ق) ، بيروت : دار صادر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه . ق . 197 . مئة منقبة من مناقب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب والأئمّة من ولده عليهم السلام ، أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن القمّيّ المعروف بابن شاذان (القرن الخامس) ، تحقيق : نبيل رضا علوان ، طهران : مكتبة الصدر. 198 . المبسوط في فقه الإماميّة ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسيّ (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : محمّد علي الكشفيّ ، طهران : المكتبة المرتضويّة ، الطبعة الثالثة ، 1387 ه . ق. 199 . مثير الأحزان ومنير سبل الأشجان ، أبو إبراهيم محمّد بن جعفر الحلّي المعروف بابن نما (ت 645 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) .
.
ص: 653
200 . المجازات النبويّة ، محمّد بن الحسين الموسوي (الشريف الرضي) (ت 406 ه . ق) ، تحقيق وشرح : طه محمّد الزيني ، قم : مكتبة بصيرتي . 201 . المجتنى من الدعاء المجتبى ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (ت 704 ه . ق) ، تحقيق : صفاء الدين البصري ، مشهد : مجمع البحوث الإسلاميّة ، 1413 ه . ق. 202 . مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي (ت 1085 ه . ق) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، طهران : مكتبة نشر الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ، 1408 ه . ق . 203 . مجمع البيان في تفسير القرآن ، أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت 548 ه . ق) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلّاتي وفضل اللّه اليزديّ الطباطبائيّ ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1408 ه . ق. 204 . مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه . ق) ، تحقيق : عبداللّه محمّد درويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 205 . محاسبة النفس ، عبد اللّه بن محمّد بن أبي الدنيا (ت 308 ه . ق) ، تحقيق : مجدي السيّد إبراهيم ، القاهرة : مكتبة القرآن . 206 . المحاسن ، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي (ت 280 ه . ق) ، تحقيق : مهدي الرجائي، قم : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 207 . المحبّة في الكتاب والسنّة ، محمّد الرَّيشَهري ، بمساعدة : محمّد التقديري ، بيروت : دار الحديث ، 1421 ه . ق. 208 . المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء ، محمّد بن المرتضى المدعو بالملّا محسن الفيض الكاشاني (ت 1091 ه . ق)، تحقيق: علي أكبر الغفّاري، قم : مؤسّسه النشر الإسلامي ، الطبعه الثالثة ، 1415 ه . ق. 209 . مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ، حسن بن يوسف الحلّي (ت 726 ه . ق) ، طهران : مكتبة نينوى الحديثة ، 1323 ه . ق .
.
ص: 654
210 . مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، محمّد باقر بن محمّد تقى المجلسي (العلّامة المجلسي) (ت 1111 ه . ق) ، تحقيق : هاشم الرسولي المحلاتي ، طهران : دار الكتب الإسلاميّة ، الطبعة الثالثة ، 1370 ه . ش . 211 . المراسيل ، سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه . ق) ، تحقيق: عبد العزيز عزّ الدين السيروان ، بيروت: دار القلم ، 1406 ه . ق . 212 . مروج الذهب ومعادن الجوهر ، أبو الحسن عليّ بن الحسين المسعودي (ت 346 ه . ق) ، تحقيق : محمّد محيي الدين عبدالحميد ، القاهرة : مطبعة السعادة ، الطبعة الرابعة ، 1384 ه . ق. 213 . المزار ، أبو عبد اللّه محمّد بن مكّي العاملي الجزيني المعروف بالشهيد الأوّل (ت 786 ه . ق) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مدرسة الإمام المهدي(عج) ، 1410 ه . ق. 214 . المزار ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري الحارثي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) ، تحقيق : محمّد باقر الأبطحي ، قم : المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 215 . المزار الكبير ، أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي (القرن السادس) ، تحقيق : جواد القيّومي الإصفهاني ، قم : نشر قيّوم ، الطبعة الاُولى ، 1419 ه . ق. 216 . المستدرك على الصحيحين ، أبو عبداللّه محمّد بن عبداللّه الحاكم النيسابوري (ت 405 ه . ق)، تحقيق : مصطفى عبدالقادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق . 217 . مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوري (ت 1320 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 218 . مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد ، زين الدين بن عليّ بن أحمد الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت 965 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الثالثة ، 1412 ه . ق .
.
ص: 655
219 . مسند ابن جعد ، علي بن الجعد الجوهري (ت 230 ه . ق) ، بيروت : مؤسّسة ناور ، 1410 ه . ق . 220 . مسند أبي داوود الطيالسي ، سليمان بن داوود الجارود البصري المعروف بأبي داوود الطيالسي (ت 204 ه . ق) ، بيروت : دار المعرفة . 221 . مسند أبي يعلى الموصلي ، أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنّى التميمي الموصلي (ت 307 ه . ق) ، تحقيق : إرشاد الحقّ الأثري ، جدّة : دار القبلة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 222 . مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه . ق) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه . ق . 223 . مسند إسحاق بن راهويه، أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي(ت 238 ه . ق)، تحقيق : عبدالغفور عبدالحقّ حسين البلوشي ، المدينة المنوّرة : مكتبة الإيمان ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 224 . مسند الإمام زيد ، المنسوب إلى زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام (ت 122 ه . ق) ، بيروت : منشورات دار مكتبة الحياة ، الطبعة الاُولى ، 1966 م . 225 . مسند أبى حنيفة ، أحمد بن عبد اللّه (أبو نُعيم) الإصفهاني (ت 430 ه . ق) ، القاهرة: مكتبة الآداب ، 1981 م . 226 . مسند أبي يعلى ، أحمد دبن علي بن يعلى الموطي (ت 307 ه . ق) ، دمشق : دار المأمون للتراث ، 1410 ه . ق _ 1989 م . 227 . مسند البزّار (البحر الزخّار) ، أبو بكر أحمد بن عمرو العتكي البزّار (ت 292 ه . ق) ، تحقيق : محفوظ الرحمن زين اللّه ، بيروت : مؤسّسة علوم القرآن ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 228 . مسند الحميديّ ، أبو بكر عبداللّه بن الزبير الحميديّ (ت 219 ه . ق) ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظميّ ، المدينة المنوّرة : المكتبة السلفيّة .
.
ص: 656
229 . مسند الرويانى ، محمّد بن هارون الروياني (ت 307 ه . ق) ، تحقيق : أيمن على أبويماني ، مصر : مؤسّسة قرطبة ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه . ق . 230 . مسند الشافعي ، محمّد بن إدريس الشافعي (ت 204 ه . ق) ، بيروت : دار الكتب العلمية . 231 . مسند الشاميّين ، أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب اللخميّ الطبراني (ت 360 ه . ق) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 232 . مسند الشهاب ، أبو عبداللّه محمّد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه . ق) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه . ق. 233 . مشارق أنوار اليقين في أسرار أميرالمؤمنين عليه السلام ، لرجب البرسيّ (القرن التاسع) ، قم : منشورات الشريف الرضيّ ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق. 234 . مشكاة الأنوار في غرر الأخبار ، أبو الفضل عليّ الطبرسي (القرن السابع) ، طهران : دارالكتب الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1385 ه . ق. 235 . مشكاة المصابيح ، محمّد بن عبد اللّه العمري الخطيب التبريزي (القرن الثامن) ، تحقيق: محمّد ناصر الدين الآلباني ، دمشق: المكتب الإسلامي . 236 . مصباح الزائر ، أبوالقاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بالسيّد ابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه . ق. 237 . مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة ، المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام ، الشارح : حسن المصطفوي ، طهران : انتشارات قلم ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه . ش . 238 . المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات ، تقي الدين إبراهيم بن زين الدين الحارثي الهمداني المعروف بالكفعمي (ت 905 ه . ق) ، قم : منشورات الرضي . 239 . المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات ، تقيّ الدين إبراهيم بن عليّ بن الحسن العاملي الكفعمي (ت 900 ه . ق)، تصحيح: الشيخ حسين الأعلمي ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق .
.
ص: 657
240 . مصباح المتهجّد ، أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطوسي (ت 460 ه . ق) ، تحقيق : عليّ أصغر مرواريد ، بيروت : مؤسّسة فقه الشيعة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق. 241 . المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي ، أحمد بن محمّد المقري الفيّومي (ت 770 ه . ق) ، قم : دار الهجرة ، الطبعة الثانية ، 1414 ه . ق. 242 . المصنّف ، أبو بكر عبدالرزّاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه . ق) ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ، بيروت : المجلس العلمي . 243 . المصنّف في الأحاديث والآثار ، أبو بكر عبداللّه بن محمّد بن أبي شيبة العبسي الكوفي (ت 235 ه . ق) ، تحقيق : سعيد محمّد اللّحام ، بيروت : دار الفكر . 244 . مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ، كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت 654 ه . ق) ، نسخة مخطوطة ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي . 245 . معاني الأخبار ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه . ق) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاري ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1361 ه . ش . 246 . المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخميّ الطبرانيّ (ت 360 ه . ق) ، تحقيق : طارق بن عوض اللّه ، وعبدالحسن بن إبراهيم الحسينيّ ، القاهرة : دار الحرمين ، الطبعة الاُولى ، 1415 ه . ق . 247 . معجم ألفاظ الفقه الجعفري 248 . معجم البلدان ، أبو عبداللّه شهاب الدين ياقوت بن عبداللّه الحمويّ الروميّ(ت 626 ه . ق) ، بيروت : دار إحياء التراث العربيّ ، الطبعة الاُولى ، 1399 ه . ق . 249 . معجم السفر ، أحمد بن محمّد بن إبراهيم الإصفهاني ، تحقيق : بهيجة الحسني ، بغداد : وزارة الثقافة والفنون . 250 . المعجم الصغير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه . ق) ، تحقيق : محمّد عثمان ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1401 ه . ق.
.
ص: 658
251 . معجم الفروق اللغويّة، أبو هلال العسكري ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، 1412 ه . ق. 252 . المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه . ق) ، تحقيق : حمدي عبدالمجيد السلفي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه . ق . 253 . معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس الرازي القزويني ، قم : مكتبة الإعلام الإسلامي . 254 . المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية في القاهرة ، طهران : انتشارات ناصر خسرو ، الطبعة الثانية (اُوفسيت) . 255 . معدن الجواهر ورياضة الخواطر ، أبو الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي (ت 449 ه . ق) ، تحقيق : أحمد الحسيني ، طهران : المكتبة المرتضوية ، الطبعة الثانية ، 1394 ه . ق. 256 . المغازي ، محمّد بن عمر الواقدي (ت 207 ه . ق) ، تحقيق : مارسدن جونس ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الثالثة ، 1404 ه . ق. 257 . المغني لابن قدامة ، عبد اللّه بن أحمد بن قدامة ، بيروت : دار الكتاب العربي . 258 . المغني عن حمل الأسفار ، عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806 ه . ق) ، تحقيق: أشرف بن عبد المقصود ، رياض: مكتبة دار طبرية ، 1415 ه . ق . 259 . مفتاح الفلاح في عمل اليوم واللّيلة ، محمّد حسين البهائي (ت 1030 ه . ق) ، تحقيق : مهدي رجائي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1415 ه . ق . 260 . مفردات ألفاظ القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمّد الراغب الإصفهاني (ت 502 ه . ق) ، تحقيق : صفوان عدنان داوودي ، دمشق : دار القلم ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق. 261 . المقنع في الإمامة ، عبيداللّه بن عبداللّه السدّ آبادي (القرن الخامس) ، تحقيق : شاكر شبع ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 262 . المقنعة ، أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1410 ه . ق.
.
ص: 659
263 . مكائد الشيطان ، عبد اللّه بن محمّد (ت 308 ه . ق) ، القاهرة : مكتبة القرآن . 264 . مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 ه . ق) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 265 . ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ، محمّد باقر بن محمّد تقيّ المجلسيّ (ت 1111 ه . ق) تحقيق : مهدي الرجائيّ ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشيّ النجفيّ ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه . ق. 266 . الملهوف على قتلى الطفوف ، أبو القاسم عليّ بن موسى بن طاووس الحسيني الحلّي (ت 664 ه . ق) ، تحقيق : فارس تبريزيان ، طهران : دار الاُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه . ق. 267 . مناقب آل أبى طالب (المناقب لابن شهر آشوب) ، محمّد بن على المازندراني (ابن شهرآشوب) (ت 588 ه . ق) ، قم : المطبعة العلميّة . 268 . مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (المناقب للكوفي) ، محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (ت 300 ه . ق) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، قم : مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه . ق . 269 . المناقب لابن المغازلي ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الشافعي المعروف بابن المغازلي (ت 483 ه . ق) ، إعداد : محمّد باقر البهبودي ، طهران : دار الكتب الإسلاميّة ، الطبعة الثانية ، 1402 ه . ق. 270 . المناقب (المناقب للخوارزمي) ، الحافظ الموفّق بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي (ت 568 ه . ق) تحقيق : مالك المحمودي ، قم : مؤسسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، 1414 ه . ق. 271 . المنتخب من مسند عبد بن حُميد ، أبو محمّد عبد بن حميد (ت 249 ه . ق) ، تحقيق : صبحي البدري السامرائي ومحمود محمّد خليل الصعيدي ، القاهرة : مكتبة السنّة ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 272 . المنتقى من أخبار المصطفى ، مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن تيمية الحراني (ت 652 ه . ق) تعليق وتصحيح : محمّد حامد الفقي ، بيروت : دار المعرفة .
.
ص: 660
273 . المنجد في اللغة ، لويس معلوف ، بيروت : دارالمشرق ، الطبعة الاُولى ، 1973م . 274 . منية المريد في آداب المفيد والمستفيد ، زين الدين بن عليّ الجبعي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت 965 ه . ق) ، تحقيق : رضا المختاري ، قم : مكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 275 . موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبّان ، نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثميّ (ت 807 ه . ق) ، تحقيق : عبدالرزّاق حمزة ، بيروت : دار الكتب العلميّة . 276 . موسوعة الإمام عليّ عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ ، محمّد الرَّيشَهري و آخرون، قم و بيروت : دار الحديث ، 1422 ه . ق. 277 . موسوعة العقائد الإسلامية ، محمّد الرّيشهري ، قم : دار الحديث ، الطبقة الاُولى ، 1425 ه . ق . 278 . الموطّأ ، أبو عبداللّه مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 ه . ق) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبدالباقي ، بيروت : دار إحياء التراث العربي . 279 . مهج الدعوات و منهج العبادات ، أبو القاسم عليّ بن موسى الحلّي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه . ق) ، قم : دارالذخائر ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه . ق. 280 . المهذّب ، عبد العزيز بن البرّاج الطرابلسي (ت 481 ه . ق) ، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، 1406 ه . ق . 281 . نثر الدرّ ، منصور بن حسين الآبي (ت 421 ه . ق) ، تحقيق : محمّد عليّ قرنة ، مصر : مركز تحقيق التراث ، الطبعة الاُولى ، 1981 م . 282 . نزهة الناظر وتنبيه الخواطر ، أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الحلواني (القرن الخامس) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 283 . النوادر ، أبو جعفر أحمد بن محمّد الأشعريّ القميّ (ت 280 ه . ق) ، تحقيق : مدرسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مدرسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق.
.
ص: 661
284 . نوادر الاُصول في معرفة أحاديث الرسول ، أبو عبداللّه محمّد بن عليّ بن سورة الترمذي (ت 320 ه . ق)، تحقيق : مصطفى عبدالقادر عطا، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه . ق. 285 . نوادر الراوندي ، فضل اللّه بن عليّ الحسيني الراوندي (ت 573 ه . ق) ، النجف الأشرف : المطبعة الحيدرية ، الطبعة الاُولى ، 1370 ه . ش . 286 . النوادر (مستطرفات السرائر) ، أبو عبداللّه محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت 598 ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، قم : مؤسّسة الإمام المهدي(عج) ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه . ق. 287 . نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار صلى الله عليه و آله ، مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجيّ (ت 1298 ه . ق) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى 1398 ه . ق. 288 . النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه . ق) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ، قم : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1367 ه . ش . 289 . النهاية في مجرد الفقه والفتاوى ، محمّد بن الحسن الطوسي (الشيخ الطوسي) (ت 460 ه . ق) ، بيروت : دار الكتاب العربى ، 1390 ق . 290 . وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104ه . ق) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، قم ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه . ق. 291 . وقعة صفّين ، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه . ق) ، تحقيق : عبدالسلام محمّد هارون ، قم : مكتبة آية اللّه المرعشي ، الطبعة الثانية ، 1382 ه . ق. 292 . الهداية ، محمّد بن علي بن بابويه المعروف بالصدوق (ت 381 ه . ق) ، قم و طهران : مؤسّسة المطبوعات الدينية ، المكتبة الإسلامية ، 1337 ه . ق . 293 . ينابيع المودّة لذوي القربى ، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه . ق) ، تحقيق : علي جمال أشرف الحسيني ، طهران : دارالاُسوة ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه . ق.
.
ص: 662
الفهرس التفصيلي .
ص: 663
.
.
ص: 664
. .
ص: 665
. .
ص: 666
. .
ص: 667
. .
ص: 668
. .
ص: 669
. .
ص: 670
. .
ص: 671
. .
ص: 672
. .
ص: 673
. .
ص: 674
. .
ص: 675
. .
ص: 676
. .
ص: 677
. .
ص: 678
. .
ص: 679
. .