قزوینی عبد الكريم ، 1317ه_ . ش .
التشيع هو المذهب الرسمى للاسلام / تأليف عبد الكريم قزوینی
امیر کلام شابک : 19 - 111-918711-600-978
88 ص ، چاپ اول
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیبا
1. التشيع ، القرآن ، احادیث نبوى 2 . الشيعه . بعد الهجره
67/1/30 / 4215 297 /773
التشيّع هو المذهب الرسمي للإسلام
المؤلف : عبد الكريم الحسيني القزويني
الناشر : امير الكلام
الطبعة الثالثة : 1389
الكمية : 3000 نسخة
المطبعة : الستاره
الشابک : 9-1-91871-600-978
جميع حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
سایت مؤلف http://www.qazvini.org
قم - خیابان شهدا - کوی 23 - پلاک 1 25 - تلفن 7744125
محرر الرقمي: علي رضا حقاني فر
ص: 1
المفاهيم 5
التشيع
هو المذهب الرسمى للإسلام
بالنصّ القرآني والنبوي
تأليف
عبد الكريم الحسيني القزويني
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد
و آله الطيّبين الطاهرين
ص: 3
مذهب من القرآن الكريم والسنّة النبويّة
بعد عملية الاحصاء والاستقراء للنصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة
يُكتشف لنا ان اعتناق مذهب أهل البيت والتشيّع له فريضة اسلاميّة
لا مذهبيّة بالنص القرآني والنبوي فمن أراد التمسّك بالقرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة لابدّ له أن يسير على هدى هذا المذهب ويتبع
تعاليمه ونهجه لأنّه مطلب قرآني ونبوي
يوزع هذا الكتاب مجّاناً وثوابه إلى روح المرحوم عبدالكريم حسين ورحم الله من قرأ له فاتحة
ص: 4
ظهرت فى الآونة الأخيرة من على شاشة تلفزيون المستقلّة وغيرها أصوات وأبواق مليئة بالتّهم والافتراء على الذين يؤمنون بالله ورسوله ، من أمثال صوت عثمان خميس ونظائره من مرضى القلوب الذين يرغبون إشاعة المنكر والتّهم والافتراء على الذين آمنوا وقد عبّر القرآن الكريم عن هؤلاء المرضى بقوله تعالى :
﴿وإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (1)
ولهذا أُقدّم هذا الكرّاس الذي فيه دراسة مختصرة وواضحة عن مذهب أهل البيت والتشيّع له وأنّه هو المذهب الرسمي للإسلام لأنّه فريضة إسلامية كالفرائض الواجبة من صلاة وزكاة وصيام وحجّ ، والإنسان المسلم هو طالب للحقيقة والواقع وهي ضالّته كما في الحديث الشريف :
ص: 5
« الحقيقة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقّ بها» (1)
وهي شعار المؤمنين وصفتهم التي عناهم الله بها بقوله :
﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللهُ وَأَوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾(2).
وانطلاقاً من هذا المفهوم لابدّ للمسلم أن يتحرّى في اعتقاداته وتعبّده النصّ الشرعي من قرآن وسنّة في ذلك ولذا يتجه السؤال إلينا كمسلمين :
كيف تتعبّدون في عباداتكم وعلى أي سند تستندون ولماذا انتميتم لمذهب أهل البيت وتركتم بقيّة المذاهب الأخرى ؟
والجواب على ذلك ما يلي :
1 - مذهب أهل البيت فريضة إسلامية لا مذهبية فكما أنّ الله تعالى فرض علينا الصلاة والزكاة والصوم والحج فرض علينا مودّة أهل البيت بقوله :
﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾(3).
ص: 6
وسئل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من هم قرابتك الذين أوجب الله علينا محبّتهم ومودّتهم فقال(صلی الله علیه وآله وسلم):
«هم علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)» .
2 - روى الحاكم في مستدركه باسناده عن حنش الكناني :
قال سمعت أبا ذرّ(رضی الله عنه) يقول وهو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من عرفنى، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول :
«ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من قومه ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(1).
فالنبي(صلی الله علیه وآله وسلم)هنا يبيّن لنا أنّ اتِّباع مذهب أهل البيت هو واجب على كلپ مسلم ومسلمة لأنّه (صلی الله علیه وآله وسلم):
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾(2).
ولأنّ النجاة فى اتّباع تعاليمه فإذا كانت المذاهب الإسلامية تابعة المذهب أهل البيت وموافقة له فلا ضير في ذلك ، وإنّما الانحراف هو عدم المتابعة والمخالفة لمذهب أهل البيت لأنّ النبي نهى عن ذلك وعبّر بقوله :
« ومن تخلّف عنها غرق » .
ص: 7
فلا يجوز للمسلم أن يخالف مذهب أهل البيت في تعبّده ومعاملاته واعتقاداته وجميع التعاليم الإسلامية الأُخرى لأنّ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قوله قول الله ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ فنراه(صلی الله علیه وآله وسلم)يحثّ المسلمين على اتّباع تعاليم هذا المذهب ويحذّر من مخالفته والتخلّف عنه لأنّه غرق وضلال .
3- مذهب أهل البيت هو المذهب الرسمي للإسلام لأنّه تمتدّ جذوره إلى زمن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)وهو الذي غرسه بيده ، ولا يوجد أيّ مذهب من المذاهب الإسلامية له جذوره هذه لأنّها جميعاً استحدثت فى أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العبّاسية.
ومن هذا الاستعراض نعلم بأنّ هذه المذاهب الموجودة في الساحة استحدثت بعد وفاة الرسول (صلی الله علیه وآله وسلم) بينما المذهب الوحيد الذي أسسه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في زمانه وأكّد عليه في حياته كما يروي لنا ذلك الإمام السيوطي في تفسيره الدرّ المنثور في تفسير هذه الآية : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة﴾(1).
فسئل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من هم خير البرية فقال (صلی الله علیه وآله وسلم):
ص: 8
« على وشيعته »(1).
وبعد كلّ هذه الأدلّة القرآنية والنبوية الصريحة الواضحة نرى بعض العقول ترفضها وتضربها عرض الجدار وتخلق أساطير من أوهام ومنامات لبعض أصحاب المذاهب المتواجدة بالساحة الإسلامية وتجعلها أدلّة شرعية لأتباعها وإيجاد المبررات لها و ترفض قول الله ورسوله.
وبهذه الوريقات ستجد الدراسة الوافية والبحث الموضو. للإجابة على هذا السؤال لماذا اخترتم مذهب أهل البيت ؟ والإجابة هذه واضحة مختصرة ومبسطة عسى أن تكون علاجاً لأُولئك المرضى في عقولهم وقلوبهم وننصحهم بما يلي .
أولاً : الالتزام بالقرآن والسنّة له شرائطه وأحكامه وليس الالتزام بهما يعني فقط تطويل اللحى ولبس الملابس القصيرة بل لابد للإنسان المسلم الالتزام الكامل بالواجبات وترك المحرمات وألا ينطبق عليهم قوله تعالى :
﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ
ص: 9
الْقِيَامَةِ ﴾(1).
ثانياً : إنّ من المسلّمات البديهية فى الإسلام أنّ الافتراء على المؤمنين ونسبة التّهم والأباطيل إليهم هو من المحرّمات الأكيدة في الإسلام وقد نهى الله عن ذلك في آيات كثيرة منها قوله :
﴿ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾(2).
وقال تعالى أيضاً معبّراً عن هؤلاء المفترين بقوله :
﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ﴾(3).
فكيف يجوز لهؤلاء أن يفتروا الكذب على المؤمنين في حين إنهم براء مما يفترون فهذه كتبهم وعقائدهم تدلّ على صدق إيمانهم وإسلامهم .
وهم يقرّون ويفتخرون بذلك وأنتم تكفّرونهم وتفترون عليهم البهتان وقد نهاكم الله عن ذلك وأنتم تصرّون على رفض كلام الله حيث يقول:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً﴾(4).
ص: 10
وهذا هو العناد لله ولرسوله بغير سلطان والله يقول في كتابه :
﴿ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾(1).
ثالثاً : إنّني طالما التقيت مع رجال من هؤلاء في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي وإذا بهم يصرخون بأنّكم شيعة كفرة مشركين تعبدون قبور أئمّتكم وهذا الافتراء مكذوب وواضح البطلان لو كانوا يعقلون وهو محرّم شرعاً في الأماكن العادية فكيف في بيت الله الحرام والمسجد النبوي اللذين هما مصدر الوحدة والاتّحاد والإيمان .
رابعاً: راجياً من هؤلاء الإصغاء للحقيقة والواقع ولو لفترة زمنية قصيرة وبقراءة هذا الكرّاس قراءة تفهم ووعى ثمّ لهم الحقّ في الحكم لنا أو علينا ولكن بدليل وبرهان لأنّ هذا الكرّاس هو إجابة على أنّ التشيّع هو المذهب الرسمي للإسلام وقد بحثت هذا الموضوع بحثاً موضوعياً مستدلاً بالكتاب والسنة.
فإذا كانوا يرغبون الاتّصال بنا عن طريق المراسلة والانترنيت بهذا العنوان : WWW.Qazvini.Org.
ص: 11
فنحن على أتمّ الاستعداد للإجابة على أسئلتهم أو أيّ شبهة تبدوا لهم حتّى يعرفوا الحقّ وأهله إذا كانوا يحبّون الإسلام ويدعون إليه ويهتّمون بمعرفة الحقيقة والواقع والمسلم الحقيقي هو الذي يتحرّى الواقع وينجذب إليه.
والقرأن الكريم يدعو غير المسلمين للمباحثة ومعرفة الحقيقة فكيف بالمسلمين فيما بينهم والله يقول :
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾(1).
عبد الكريم الحسيني القزويني
ص: 12
للإسلام أُسلوب خاص ومنفرد يربّي به أتباعه والمؤمنين برسالته وهو طلب الحقيقة واستهداف الواقع وهذا الأُسلوب هو الذي يوصل الإنسان إلى الواقع وهو الذي يجرّده من رواسبه المذهبية والقومية والاقليمية ، وإذا تجرّد الإنسان من هذه الرواسب بلغ قمة الفضيلة والواقعية وأصبح الإنسان يعيش بعقله لا برواسبه وميوله والوصول إلى الحقيقة والواقع يتطلّب ما يلي :
آ: أن يتجرّد من تحكّمات ميوله ورواسبه النفسية والفكرية وغيرهما .
ب :أن ينظر إلى الموضوع الذي يريد أن يبحثه بروح موضوعية صرفة حتّى يتوصّل إلى الحقيقة ويصل إلى الواقع .
ج: أن لا يحكم على شيء من مذهب أو فكرة إلّا بعد الإطّلاع على أُسسه ومفاهيمه التي يؤمن بها ومن ثمّ يحكم له أو عليه وهذه النقاط الثلاثة التي هي من أبرز الحقائق الأصيلة التي
ص: 13
توصل الباحث إلى الحقّ والواقع والمفروض بالإنسان المسلم أن يتحلّى بها وينطلق في الحكم على الشيء من خلالها ولهذا نرى الله تعالى يخاطب نبيّه الكريم بقوله :
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (1).
فإذا كان هذا الخطاب موجه لرسوله العظيم المعصم من الخطأ فكيف بالإنسان المسلم غير المعصوم ، فالأولى لنا أن لا نقول شيئاً من دون علم ولا نحكم على شيء بدون إطلاع فإنّ مقتضى الإيمان هو التقيّد بهذا الأسلوب والالتزام بهذا المنهج .
ص: 14
وانطلاقاً من هذه المقدّمة نبحث الآن فكرة التشيّع في الإسلام وهل أنّ هذه الفكرة هي طارئة في الإسلام ؟وهل أنّها هي جسم غريب عن الإسلام؟ أم أنّها هي من صميم الإسلام ؟ وجزء لا يتجزّأ ولا ينفصل عنه بحال من الأحوال لأنّه فريضة إسلامية لا مذهبية وهذا ما سنبحثه بأسلوب مختصر وبيان واضح لا لبس فيه ولا غموض من خمسة جهات :
نبحث كلمة شيعة من ناحيتين لغوية وإصطلاحية .
فأنّها تأتي بمعنى المشايعة والمتابعة كما ذهب إلى هذا المعنى صاحب القاموس حيث قال : شيعة الرجل أتباعه وأنصاره(1).
ص: 15
وجاء في القرآن الكريم بهذا المعنى قوله تعالى:
﴿ وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾(1).
فقد ذكر الزمخشري في تفسيره : أي ممّا شايعه على أصول الدين أو شايعه على التصلب في دين الله ومصابرة الكذّابين(2).
فإنّ كلمة شيعة صارت وشاعت علماً واسماً خاصّاً لمن يتابع علياً ويو ويواليه ويشايعه ويناصره ولهذا تطلق كلمة شيعة على معنيين :
أ : تطلق ويراد بها المحبّة والمودّة والولاء وهذا المعنى فرض إسلامي ومطلب قرآني على كلّ المسلمين ، فكما جاء في النص القرآني بقوله تعالى :
﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾(3).
ونحن نتساءل هل هناك قريب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقرب من علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)؟
فالمحبّة والمودّة والولاء لأهل البيت التي هي من معاني التشيّع تكون مفروضة بالنصّ القرآني كما ذكرنا ذلك ونقل البيضاوي في تفسیره ما نصّه :
ص: 16
روى لما نزلت هذه الآية - آية المودّة - قيل يارسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم علينا قال (صلى الله عليه وآله وسلم):
« على وفاطمة وأبنائهما »(1).
ب: تطلق كلمة شيعة ويراد بها معنى المتابعة والمسايرة لأهل البيت والأخذ بأقوالهم وتعاليمهم وذلك أيضاً هو فرض إسلامي قد فرضه النبي الكريم على جميع المسلمين وألزمهم بذلك كما جاء في الحديث النبوي الشريف المعروف بحديث السفينة وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«مثل أهل بيتى فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق »(2).
فإنّ هذا الحديث المتفق عليه بين المذاهب الإسلامية قد ألزم المسلمين جميعاً بالأخذ بأقوالهم والالتزام بتعاليمهم حتى ينجوا من الضلال والإنحراف وهنا يحق لنا أن نتساءل هل هناك من أهل
ص: 17
البيت من هو أقرب وأعلم من علي حتّى نأخذ بقوله ونسير على هديه وتعاليمه فننجوا من الضلال والغرق ثمّ إنّ هذا الحديث أليس هو منحصر بعلي وفاطمة وأولادهما ؟
والنبي الكريم حينما يأمر بالأخذ بأقوال أهل بيته يعني أنّه فرض واجب على كلّ المسلمين لأنّ النبي قوله وفعله وتقريره حجّة الزامية على الجميع لأنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) كما عبّر عنه القرآن الكريم بقوله :
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (1).
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ (2) .
ويتّضح من هذه الفكرة الأرقام التالية :
1-إنّ الرجوع والأخذ بآراء فقهاء أهل البيت واجب ومفروض بالإسلام وذلك بمقتضى النصّ النبوي الشريف المتقدّم بينما الرجوع إلى الفقهاء الآخرين ليس بفرض لأنّه لم يؤيّد بنصّ نبوي على ذلك ولا سيّما عند تعارض الآراء واختلافها .
2 -وإذا سلّمنا وقلنا بالرجوع إلى العلماء ففقهاء أهل البيت هم في طليعتهم لأنهم الفرد الممتاز كما دلّت شواهد التاريخ لأئمّة أهل البيت على ذلك بالاضافة إلى النصّ النبوي الشريف الذي يؤكّد
ص: 18
الأخذ بأقوالهم كما هو واضح من حديث السفينة .
3- في صورة الاختلاف والتعارض بين القولين - أى قول الفقيه من أهل البيت وبين قول الفقيه من غيرهم فالواجب بمقتضى الشرع والعقل الأخذ بقول فقيه أهل البيت لأنّه فيه اليقين باصابة الحكم الواقعي والبعد عن الضلال وذلك بتأييد وتأكيد النصّ النبوى في حديث السفينة بينما العمل بقول الفقيه من غير أهل البيت يبقى الإنسان شاكّاً هل أصاب الواقع أم لا ؟ وذلك لعدم وجود النصّ النبوي فيه .
والإنسان المسلم الواقعي لا يترك اليقين ويذهب إلى الشكّ بل العكس هو المطلوب العمل باليقين وترك المشكوك .
4۔ نحن نتساءل هنا لماذا نطق الرسول الكريم بهذا الحديث الشريف وما الفائدة من ذلك ؟ وهل نطق بهذا الحديث من باب العشوائية في الحديث والعياذ بالله أم أنّه لا ينطق عن الهوى ﴿ما يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾أم أراد لأمته النجاة من الانحراف والضلال فنطق به، إذاً فلماذا لا يعمل الكثير من المسلمين بهذا الحديث ولا سيّما عند الاختلاف في الآراء حتّى ينجوا من الضلال كما صرّح النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)في حديثه هذا ؟!
5- إن عدم الأخذ بقول فقهاء أهل البيت ولا سيّما في
ص: 19
صورة التعارض والاختلاف إنّما يعنى هو الإصرار على الانحراف والبقاء في الضلال وذلك كما نص عليه الرسول الكريم في حديث السفينة السابق الذكر : « ومن تخلّف عنها غرق »
6- إنّ الأخذ بأقوال الأئمة من أهل البيت هو مصداق من مصاديق المودة والمحبّة المفروضة بالنص القرآني :
﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾.
وعدم الأخذ بقولهم هو يعني التجافي وعدم الاعتناء والاكتراث بهم وهو لون من ألوان الجفاء بحقّهم وهذا ما ينافي آية المودّة المذكورة أعلاه بالاضافة إلى الضلال والضياع كما صرّح الرسول الكريم في حديث السفينة كما ذكرنا ذلك .
لندرس ظاهرة نشوء التشيّع وتاريخه حتى نحكم له أو عليه من خلال تاریخ تأسسه سیسه و نشوئه ولو تفحّصنا النظريات القائلة بنشوء التشيّع لوجدناها كما يلى :
1- نشأ في عهد رسول الله والرسول(صلی الله علیه وآله وسلم) هو بانيه وغارسه .
ص: 20
2- نشأ بعد وفاة الرسول(صلی الله علیه وآله وسلم) وذلك في سقيفة بني ساعدة حيث وقف جماعة من المهاجرين والأنصار إلى جانب على(عليه السلام) وامتنعوا عن البيعة لغيره.
3- نشأ بعد حرب الجمل حيث وقف جل الصحابة إلى صفّ علي وقاتلوا معه .
4- نشأ بعد مقتل الحسين وقيام ثورة التوابين والمختار .
5- نشأ في عصر التمذهب وذلك في زمن العبّاسيين أو بعده حيث نشأت المذاهب الفقهية كالمذهب الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي فنشأ المذهب الجعفري الشيعي أيضاً.
6 - نشأ في العصور المتأخرة من قبل الفرس في حين أنّنا لو لاحظنا لوجدنا أنّ علاقة غالبية الفرس بالتشيّع لم تكن موجودة بل كان جُلّهم يتمذهبون بالمذاهب السنية حتى القرن السادس الهجري وأنّ أبا حنيفة رئيس مذهب الأحناف هو من الفرس .
هذه خلاصة الأقوال في نشوء التشيّع ولكن الشخص الدارس والطالب للحقيقة والواقع يجد أنّ هناك أقدم نصّ تاريخي يصرّح بلفظة شيعة لعلي(عليه السلام)هو النصّ النبوي وذلك كما جاء في كتب الحديث والسير والتفاسير كما روي ذلك عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) حينما نزلت
ص: 21
هذه الآية :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة﴾ (1).
فسئل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من هم خير البرية ؟ فأشار إلى على(عليه السلام) قائلاً :
«هذا وشيعته ».
ونحن هنا نورد عدة روايات عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عن طريق اخواننا أهل السنّة التي تنصّ على كلمة شيعة لعلي(عليه السلام)وهي كما
يلي :
1- فقد جاء في تفسير الدرّ المنثور للسيوطي ما نصّه :
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبى(صلی الله علیه وآله وسلم) فأقبل على فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) :
«والذي نفسي بيده أنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»(2).
ونزلت :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ (3).
ص: 22
فكان أصحاب النبى(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا أقبل علي قالوا جاء خير البرية .
2- وذكر السيوطي في تفسيره أيضاً ما نصّه (1).
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة﴾ (2).
قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) لعلي :
« هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين »
3 - ذكر الطبري في تفسيره ما نصّه :
عن أبي الجارود عن محمّد بن علي ﴿أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ فقال : قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم):
« أنت ياعلى وشيعتك »(3) .
4- وروى الخوارزمي في مناقبه بقوله :
عن طريق الحافظ ابن مردويه عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي(عليه السلام) قال : سمعت علياً يقول : حدّثني رسول الله وأنا
ص: 23
مسنده إلى صدري فقال :
«أي علي ؟ ألم تسمع قول الله تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تُدعون غر محجلين »(1).
5-وذكر صاحب كتاب الغدير ما نصّه :
أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس « رضي الله عنهما » : إنّ هذه الآية لما نزلت قال(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي :
« هو أنت وشيعتك ، تأتى أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتى عدوّك غضاباً مقحّمين ، قال ومَن عدوّى ؟
قال(صلی الله علیه وآله وسلم): من تبرأ منك ولعنك ثم قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مَن قال: رحم الله علياً ، رحمه الله »(2) .
6- فقد ذكر البغدادي في تاريخه :
ص: 24
«إنّ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لعلى : أنت وشيعتك في الجنّة»(1).
7- وجاء في كتاب مروج الذهب قول النبي (صلی الله علیه وآله وسلم):
« إذا كان يوم القيامة دُعى الناس بأسمائهم وأسماء أُمّهاتهم إلّا هذا يعنى علياً وشيعته فإنّهم يُدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم لصحة وولادتهم »(2) .
8-وذكر صاحب الصواعق :
إن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال لعلى : يا علي إنّ الله غفر لك ولذرّيتك ولولدك ولأهلك وشيعتك ولمحبّي شيعتك»(3).
9- وجاء في مجمع الزوائد :
«إنّ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)قال لعلي : أنت أوّل داخل الجنّة من أمّتى ، وإنّ شيعتك على منابر من نور مسرورون مبيضّة وجوههم حولي .أشفع لهم فيكونون غداً في الجنّة جيران »(4).
ص: 25
10 - وذكر الحاكم في المستدرك : فإنه ذكر عن رسول الله أنه قال :
« أنا الشجرة ، وفاطمة فرعها ، وعلىُّ لقاحها ، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنّة»(1).
11- وجاء في تاريخ ابن عساكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي :
«يا على إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرارينا ، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا »(2)
وجاء في تاريخ الخطيب انّ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال :
«شفاعتي لأمتي من أحبّ أهل بيتي وهم شیعتی» (3).
ص: 26
13 - وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد في خطبة لرسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
« أيّها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً ، فقال جابر بن عبدالله : يارسول وإن صام وصلّى ؟ قال : وإن صام وصلّى وزعم أنّه أسلم، احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدّى الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ، مثل لي أُمّتي في الطين فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته» (1).
وروي عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)أيضاً أنه قال : :
« ألا وإنّ مثل أمتي في الطين وعلّمني أسمائهم كما علّم آدم الأسماء كلّها ، فمرّ بي أصحاب الديانات فاستغفرت لعلى وشيعته »(2).
14 - ذكر الإمام الحنبلي في مسنده :
روى الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الفضائل بسنده عن عمرو ابن موسى عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن علي ابن أبي طالب(عليه السلام) قال :
ص: 27
« شكوت إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حسد الناس إيّاي فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة أوّل من يدخل الجنّة : أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وعن شمائلنا ، وذرارينا خلف أزواجنا ، وشيعتنا من ورائنا »(1).
15- وحدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي بالبصرة قال : حدّثني أبي سنة ستين ومائتين قال : حدّثني علي بن موسى الرضا(عليه السلام) السنة أربع وتسعين ومائة عن آبائه عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
«ياعلي إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحُجزة الله ،عزّوجلّ، وأخذت أنت بحُجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ،وأخذت شيعة ولدك بحجزتهم ، أفَتَرى أين يؤمر
بنا»(2).
16- قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لعلي(عليه السلام):
«إنّ الله قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك ومحبّي محبّى شيعتك فابشر فإنّك الأنزع
ص: 28
البطين »(1).
17- وروى ابن عساكر في تاريخه ما نصّه :
أخبرنا أبو الحسن الفقيه السلمي ، أنبأنا عبدالعزيز الكتاني ، أنبأنا أبو نضر بن الجبان ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الطرسوسي، أنبأنا أبو الفضل العباس بن أحمد الخواتيمى - بطرسوس - أنبأنا الحسين بن إدريس التستري ، أنبأنا أبو عثمان الجحدري طالوت ابن عباد ، عن فضال عن جبير ، عن أبي أمامة الباهلي ، قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
«إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني وعلياً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلى فرعها ، والحسن والحسين ثمارها ، وأشياعنا أوراقها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجا ومن زاغ هوى»(2).
18 - وجاء أيضاً في شواهد التنزيل للحسكاني : أخبرنا أبو عثمان الخيري ، قال : حدثنا أبو الحسن محمّد بن منصور النوشري ، قال : حدّثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن عمران
ص: 29
البلخي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبّاد - بصنعاء اليمن - قال : حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرني أبي ، عن مينا مولى عبدالرحمن بن عوف ، قال : حدّثني مولاي عبدالرحمن بن عوف بحديث ، وذكر أنه سمع من النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) سمعته يقول : سمعت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يقول :
« أنا الشجرة ، وعلى القلب ، وفاطمة اللقاح ، والحسن والحسين الثمر ، وشيعتنا الورق ، وحيث ينبت الشجر تساقط ورقها ،- ثمّ قال : - فى جنة عدن والذي بعثني بالحق»(1).
وروى الذهبي في الاعتدال ما مضمونه : أنبأنا علي بن أبي علي ، أنبأنا محمد بن المظفر الحافظ لفظاً أنبأنا محمّد بن الحسن الخثعمي ، أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا يحيى ابن بشار الكندي ، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي وعن عاصم بن ضمرة عن علي ، قال : قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) :
«شجرة أنا أصلها وعلى فرعها ، والحسن والحسين ثمرها ، والشيعة ،ورقها ، فهل يخرج من الطيب إلّا
ص: 30
الطيب !؟! ... »(1).
20 - وذكر الخوارزمي في مقتله ما نصّه :
ذكر ابن شاذان ، حدثنا أبو الطيّب محمّد بن الحسين التيملي ، عن مطير بن محمّد عبدالله عن يحيى الحماني عن هشيم ، عن أبى هارون العبدى ، عن أبى سعيد الخدري قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم).
« ما مررت ليلة أسري بي بشيء من ملكوت السماء وعلى شيء من ملكوت الحجب فوقها إلا وجدتها مشحونة بكرام ملائكة الله تعالى يناجوننى : هنيئاً لك يا محمّد فقد أُعطيت ما لم يعطه أحد قبلك ، ولايعطاه أحد بعدك ، أعطيت علي بن أبي طالب أخاً وفاطمة زوجته ابنة ، والحسن والحسين ومحبّيهم
شيعة .
يا محمّد إنّك أفضل النبيين ، وعلياً أفضل الوصيين ، وفاطمة سيّدة نساء العالمين ، والحسن والحسين أكرم من دخل الجنان من أولاد المرسلين ، وشيعتهم أفضل من تضمّنته عرصات القيامة ، واشتملت عليه غرف الجنان وقصورها ومنتزهاتها . فلم يزالوا
ص: 31
يقولون : ذلك»(1).
وممّا ذكرنا يتّضح أنّ الغارس لبذرة التشيّع هو النبي الكريم لأنّه أوّل من نطق وصدع وتلفّظ بلفظة شيعة هو نبيّنا محمّد(صلی الله علیه وآله وسلم) فهو الغارس الأوّل لبذرة التشيّع والساعي لها والداعي إليها والله سبحانه وتعالى يقول :
﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(2).
فعلى المسلم المؤمن أن يأخذ بقول الرسول الكريم إذا أراد الوصول إلى الحقيقة والواقع لان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) :
﴿مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
وعلى هذا الأساس يتضح لنا أنّ الإسلام هو مهد التشيّع وأنّه هو النبع الصافي للإسلام ، وأنه المذهب الرسمي له .
إن التشيع هو النبع الصافي والطبيعي للإسلام لأنه المذهب الذي استند إلى نص إسلامي في تسميته ونشوءه وتعدّد أئمته ودليلنا على
ص: 32
ذلك ما يلي :
المذهب الوحيد الذي استند في تسميته إلى نصّ نبوي صريح هو مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وهذا ما ذكرته كتب اخواننا أهل السنّة كما
ورد في تفسير الدر المنثور للإمام الحافظ السيوطي ما نصّه :
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال كنّا عند النبى(صلی الله علیه وآله وسلم) فأقبل على فقال النبي :
« والذي نفسي بيده أنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت هذه الآية : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ »(1).
فكان أصحاب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية . وذكر العلّامة المجلسي في موسوعة بحار الأنوار ما يلي :
قال أبو سعيد الخدري : كان رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ذات يوم جالساً وعنده نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب(عليه السلام) إذ قال (صلی الله علیه وآله وسلم) :
« مَن قال لا إله إلّا الله دخل الجنّة .
فقال رجلان من أصحابه : فنحن نقول لا إله إلا الله ، فقال رسول
ص: 33
الله (صلی الله علیه وآله وسلم):
إنّما تقبل شهادة أن لا إله إلا الله من هذا وشيعته الذين أخذ ربنا ميثاقهم »(1).
وأشار إلى علي بن أبي طالب(عليه السلام).
التشيع هو المذهب الوحيد الذي التزم بسنة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)حرفياً بعد أن رأينا أن الرسول الأعظم(صلی الله علیه وآله وسلم) هو الذي سمّانا شيعة لأنّ التشيّع هو المذهب الوحيد الذي التزم بسنّة رسول الله له حرفياً حتى في تسميته وفي تعدّد أئمّته فقد قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ما
نصّه :
وأخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن الشعبي عن مسروق قال : كنّا جلوس عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن ، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله كم تملك الأمّة من خليفة ؟ فقال عبدالله بن مسعود : ما سألني أحد منذ قدمت العراق
ص: 34
قبلك ، ثمّ قال : نعم ولقد سألنا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) فقال :
« إثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل »(1).
وروى الحموئي في فرائد السمطين ما هو نصّه :
أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي الغنائم بن الجهم الحلّى إجازة ، قال : أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمّد بن الحسين بن عبدالجبّار الطوسى ، عن عمّه زين الدين عبدالجبّار ، عن أبيه ، عن الصفي أبي تراب بن الداعي ، عن أبي محمّد جعفر بن محمّد الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد ابن النعمان الحارثي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(2)، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن ، عن المعلى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبدالله بن الحكيم ، عن أبيه ، عن سعيد
ابن جبير ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر : أوّلهم أخى ، وآخرهم ولدي ، قيل : يارسول الله ، ومن أخوك ؟ قال : علي بن أبي طالب.
ص: 35
قيل : فمن ولدك ؟ قال : المهدي الذي يملأها قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً ... »(1).
وقال الحموئي أيضاً : بالإسناد المتقدّم ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثنا الفضل بن الصقر العبدي ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي ، عن عبدالله ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم):
« أنا سيّد المرسلين ، وعلي بن أبي طالب سيّد الوصيين ، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر : أوّلهم علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم[ المهدي ] »(2).
وليراجع الباب العاشر : الأئمة الاثنا عشر(عليهم السلام) بأسمائهم .
وهنا نرى عدد الخلفاء الذين توصلوا إلى منصب الخلافة ما هو عددهم وإليك ذلك :... عددهم
الخلفاء الراشدين مع خلافة الإمام الحسن (عليه السلام)..5
الخلفاء من بني أُميّة ...14
ص: 36
الخلفاء من بني العبّاس ...46
المجموع ...65
والنبي(صلی الله علیه وآله وسلم) في هذا الحديث المذكور يؤكّد ويقول :
« لا يزال هذا الدين قائماً حتّى تقوم الساعة أو يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش»(1).
وفي صحيح مسلم سبعة أحاديث عن النبي بهذا المعنى .
فإنّ هذه الرواية عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لا تنسجم إلا على وفق مذهب أهل البيت وهو المذهب الوحيد الذي التزم حرفياً بسنة النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ولم يلتزم غيره حتى في التسمية ولهذا نرى الشيعة سمّوا أنفسهم بتسمية رسول الله لهم بشيعة اثنى عشرية وإذا أردت تفصيل هذا البحث فراجع كتاب نظرية النبوة والإمامة والخلافة(2) فإذا كان التشيع هو مستوحى من الكتاب والسنّة وهو المذهب الوحيد الذي التزم حرفيّاً بهما حتى فى تسميته وتعدّد أئمته فهو بحق المذهب الرسمي للإسلام .
الشعر وأهل البيت(عليهم السلام)
وانطلاقاً من هذه الآيات الشريفة والأحاديث النبوية الكريمة
ص: 37
انطلق الشعراء في إظهار هذه الحقيقة بأشعارهم وهي كما يلي :
قال الحضرمي : وقد جعل الإمام الأعظم محمّد بن إدريس الشافعي حبّ أهل البيت - رضوان الله عليهم - موازياً ومعادلاً لمحلّ التوحيد والشريعة في القلب الذي هو موضع نظر ربِّه ، حيث قال :
لو شقّ قلبي لبدا وسطه *** سطران قد خطّا بلا كاتب
الشرع والتوحيد في جانب*** وحبّ أهل البيت في جانب(1)
الكنجي : وأنشد بعض مشايخنا ،وهو محمد بن العربي شيخ المحققين :
رأيت ولائى آل طه فريضة ***على رغم أهل البعد يورثني القربى
فما سأل المبعوث أجراً على الهدى ***بتبليغه إلّا المودّة في القربى(2)
وقال البيهقي : إنّ أبا الحسن محمّد بن شعيب الفقيه أنشد للإمام الشافعي :
آل النبی ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي
أرجو بهم أُعطي غداً*** بيدي اليمين صحيفتي(3)
ص: 38
وقال الهيثمي : قال الشافعي
قالوا ترفّضت قلت كلّا ***ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن تولّيتُ غير شكّ*** خير إمام وخيرَ عادي
إن كان حبّ الولىّ رفضاً*** فإنّني أرفض العباد (1)
وقال البدخشى : وكان الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي يعظّم أهل البيت كثيراً ، ويتقرّب بالإنفاق عليهم ، وهذه الأبيات منسوبة إليه :
حبّ اليهود لآل موسی ظاهر*** وولاؤهم لبني أخيه باد
وكذا النصارى يكرمون محبّة***لمسيحهم نجراً من الأعواد
فمتى يوالي آل أحمد مسلم*** قتلوه أو سمّوه بالإلحاد
لم يحفظوا حقّ النبي محمّد*** في آله والله بالمرصاد(2)
وقال الشبلنجي : قال الشيخ الشعراني : وما أحسن ما أورده الشيخ الأكبر في الفتوحات :
فلا تعدل بأهل البيت خلقاً ***فأهل البيت هم أهل السيادة
ص: 39
فبغضهم من الإنسان خسر*** حقيقي وحبّهم عبادة (1)
والهدار فى القول الفصل 18 / 93 ، قال : ولأبي تمّام :
بجدّكم نالوا علاها فأصبحوا*** يرون بها فخراً عليكم ومظهراً
وقال أيضاً:
ومن الحزامة أن تكون حزامة*** أن لا يؤخّر من به يتقدم (2)
وقال الشبلنجي في نور الأبصار ص 201 : ولأبي الحسن بن جبير :
أحبّ النبي المصطفى وابن عمّه ***عليّاً وسبطيه وفاطمة الزهرا
هم أهل بيت أذهب الرجس عنهمُ***وأطلعهم أُفق الهدى أنجماً زهرا
موالاتهم فرض على كلّ مسلم*** وحبّهم سني الذخائر للأُخرى
وما أنا للصحب الكرام بمبغض*** فإنّى أرى البغضاء في حنّهم كفرا
ص: 40
هم جاهدوا في الله حقّ جهاده ***وهم نصروا دين الهدى بالظبا نصرا
عليهم سلام الله ما دام ذكرهم*** لدى الملأ الأعلى وأكرم به ذكرا (1)
الإنسان المنتمي لمدرسة أهل البيت(عليهم السلام)والآخذ بتعاليمهم والسائر بسيرتهم والماشي على دربهم وهديهم لابد له أن يحمل هوية واضحة لا غموض فيها ، أما معالم هذه الهوية فإنّ الإمام محمّد الباقر ابن الإمام زين العابدين على ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب(عليهم السلام) يحدّد معالمها وذلك حينما سأله أحد أصحابه وهو جابر بن يزيد الجعفى عن شخصية الشيعي ، قائلاً : يابن رسول الله أيكفي من ينتحل التشيّع أن يقول بمحبتكم أهل البيت ؟ فأجابه الإمام بقوله :
« لا ياجابر فوالله ما شيعتنا إلّا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع والتخشع والإنابة
ص: 41
وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة وتلاوة القرآن والتعهّد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة وكانوا أُمناء عشائرهم في الأشياء.
فقال جابر : يابن رسول الله ما يعرف اليوم أحدٌ بهذه الصفات .
فقال الإمام :
ياجابر لا تذهبنّ بك المذاهب أفحسب الرجل أن يقول إنّى أحبّ علياً وأتولاه ثم لا يكون فعالاً فلو قال إنّى أحبّ رسول الله ورسول الله خير من علي ثم لا يعمل بسنّته ولا يتبع سيرته ما نفعه حبّه شيئاً اتقوا الله وأطيعوه وليس بين الله وبين أحد قرابة ، ألا من كان عاصياً الله فهو عدوّ لنا ومن كان مطيعاً الله فهو ولى لنا».
هذه الصفات هي بعض ملامح الإنسان المسلم الشيعي المنتمي المذهب أهل البيت(عليهم السلام) والذي ينبغى له أن يتحلّى بهذه الصفات حتى
يكون تلميذاً صادقاً وناجحاً في عمله وفعله .
أمّا مجرّد الانتماء وحمل الهوية بلا عمل والتزام فهو لا يجدي نفعاً ولا يكسب وداً ويصبح كما قال الشاعر :
كلُّ يدعى وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرّ لهم بذاكا
ص: 42
الانتماء لمذهب أهل البيت والتشيّع له هو ليس كبقية المذاهب المتواجدة على الساحة الإسلامية بل هو فريضة إسلامية كفريضة الصلاة والزكاة والصيام والحجّ وذلك للأدلة التالية :
وهنا آيات بينات من القرآن الكريم تدلّ على هذا المعنى وإليك ما يلي :
آ-: إن الله تعالى فرض علينا الصلاة والزكاة بقوله :
﴿أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾(1).
وكما فرض علينا الصيام بقوله تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (2).
وكما فرض علينا الحج بقوله تعالى :
﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ (3).
فرض علينا أيضاً مودّة أهل البيت والتشيّع لهم بقوله تعالى :
ص: 43
﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾(1).
فالنصّ الذي أوجب علينا الصلاة والزكاة والصيام والحجّ هو نفسه فَرَضَ علينا مودّة أهل البيت(عليه السلام)والتشيّع لهم كما رأينا ذلك بالنصّ القرآني .
ويحق لنا أن نتساءل هل هناك من هو أقرب إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)؟
من علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ وقد نص على ذلك النبي الكريم(صلی الله علیه وآله وسلم) حينما سئل مَن هم قرابتك الذين أوجب الله علينا
محبّتهم فقال (صلی الله علیه وآله وسلم):
«هم على وفاطمة وأبنائهما »(2).
فالمودّة تعني وجوب محبّتهم والبراءة من أعدائهم كما هي في الآية الكريمة فالمذهب الذي أوجب الله مودة قادته في محكم كتابه ومحبّة لرجاله وأهله هو المتعيّن فى الشريعة الإسلامية من وجوب اتّباعه والعمل على وفق تعاليمه بينما لا نجد هذا المعنى لسائر المذاهب الإسلامية المستحدثة ولهذا كان وجوب اتّباع تعاليم هذا المذهب فريضة إسلامية بالنصّ القرآني .
ص: 44
ب - :مذهب أهل البيت منصوص عليه دون غيره
الباحث المتتابع يرى بوضوح أنّ مذهب أهل البيت هو المنصوص عليه في القرآن والسنة وأنّ التشيع لهذا المذهب أيضاً منصوص عليه من قبل النبي الكريم الله دون غيره من المذاهب الموجودة في الساحة فهو المذهب الوحيد الذي أسسه رسول الله واعتبر المتمسّك به هو من خيرة المؤمنين كما ذكر ذلك الإمام السيوطي وهو من كبار علماء اخواننا أهل السنة والجماعة في تفسير هذه الآية :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة﴾(1).
فقد جاء في تفسير الدر المنثور للإمام السيوطي ما نصّه :
أخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال كنا عند النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) فأقبل علي فقال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) :
« والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ونزلت هذه الآية : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ﴾»(2).
ص: 45
فكان أصحاب النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) إذا أقبل علي قالوا : جاء خير البرية . وقال أيضاً في تفسيره لهذه الآية :
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال لما نزلت :﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾قال رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)لعلي :
« هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين»(1)
فبموجب هذا النصّ القرآني والنبوي يعتبر التشيع هو المذهب الوحيد الذي فيه إلزام من قبل الله ورسوله ومفروض على جميع المسلمين باتّباع أحكامه في الأمور العبادية وغيرها من الأحكام الشرعية ، بينما نجد بقية المذاهب المتواجدة في الساحة لا نصّ فيها ولا إلزام بل هى مذاهب صنعت وجعلت من قبل العلماء والسياسة في العصور المتأخّرة أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العبّاسية وإليك تاريخ مواليد ووفيات مؤسّسيها :
1 - أبو حنيفة : ولد 80 بعد الهجرة النبوية وتوفّي سنة 150 - وهو مؤسّس مذهب الأحناف (2).
2 - مالك بن أنس ولد 93 بعد الهجرة النبوية وتوفّى سنة 179 -
ص: 46
وهو مؤسّس مذهب المالكية .
3 - محمّد بن إدريس الشافعي ولد 150 بعد الهجرة النبوية وتوفّي سنة 204 - وهو مؤسس مذهب الشافعية .
4 - أحمد بن حنبل ولد 164 بعد الهجرة النبوية وتوفّى سنة 241 -وهو مؤسس مذهب الحنابلة .
فإذا تعارض مذهب من هذه المذاهب مع مذهب أهل البيت فلا يجوز للمؤمن أن يعمل بهذه المذاهب لأنه معارض للقرآن والسنّة وقد نهى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)عن مخالفة مذهب أهل البيت كما في حديثه :
«مثل أهل بيتى فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهلك »(1).
فالمذهب الذي فيه نصّ من قبل رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) مقدم على المذهب الذي لا نص فيه وجاء متأخّراً فى العهد الأموي والعبّاسي وهذه ميزة اختص بها مذهب أهل البيت دون غيره ولهذا وجبت متابعته والأخذ بتعاليمه لأنّ التشيّع فريضة إسلامية وواجب من واجباته وقد تنبه إلى هذا المعنى الأخ المتشيّع الفلسطيني الدكتور أسعد قاسم قائلاً ما نصّه :
ص: 47
فالتشيّع كما قلت هو الإسلام المأخوذ من المنبع الصافي وهو لا يزال الطرح الإلهي المثالي القادر وحده على الأخذ بيد الإنسانية إلى أسباب سعادتها في الدنيا والآخرة (1).
ج -: مذهب أهل البيت منزّه ومطّهر
من ميزات هذا المذهب أنّ الله سبحانه وتعالى قد نزّه قادته ورجاله من الرجس المادي والمعنوي وطهّرهم تطهيراً من الخبائث الظاهرية والباطنية دون غيرهم من أصحاب المذاهب المتواجدة بالساحة وهي خصوصية توجب اتّباع مذهب أهل البيت قولاً وعملاً لأنّ الله تعالى طهّرهم ونزّههم من الرجس بقوله تعالى :
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾(2).
ففى هذه الآية نقاط توضيحية :
1 -﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ ﴾فيها أداة حصر لهؤلاء النفر من آل البيت دون غيرهم .
2 - إنّ الله حصرهم وأذهب عنهم الرجس بكل أشكاله وألوانه
ص: 48
وأطيافه .
3 - إنّ الله أكّد على طهارتهم وتطهيرهم من كلّ أشكال الرجس المادّي والمعنوي .
ممّا يكشف عن قدسية هذه الذوات الطاهرة لقادة هذا المذهب وهم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) .
والغريب من بعض المفسّرين الذين يحاولون تعميم هذه الآية إلى أزواج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ونسائه في حين أنهم اعترفوا وقالوا أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)والقول بالتعميم إلى أزواج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) مخالف لقول الله وقول رسوله ويتضح ذلك فيما يلي :
1 - القول بالتعميم مخالف للآية الكريمة التي تخاطب نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بقوله تعالى :
﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْن وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً ﴾(1).
إنّ هذه الآية ذكرت أن نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) لديهنّ الاستعداد للإتيان بالفاحشة والمنكر والمعصية ولسن معصومات من الذنب بينما آية التطهير تذكر أنّ الله خصّ أهل البيت بالعصمة من الذنب وأذهب عنهم الرجس المادّي والمعنوي وليس لديهم أي استعداد لارتكاب
ص: 49
صلى الله
الذنب والمعصية واتيان الفاحشة فلو كان نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)داخلات أيضاً في آية التطهير لحصل التناقض في القرآن وآياته وهذا محال على الله لأنه نزهه وتعهد بحفظه بقوله:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(1).
2 - إن الآيات تخاطب نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) بلسان المؤنث بينما الخطاب الموجه لأهل البيت خطاب بالتذكير : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ وهذا ينافي البلاغة القرآنية إذا كان الخطاب موجه لنساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) المؤنّثات وإنما جاء التذكير بأهل البيت حتى يخرجهم من الآيات النازلة بنساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) وإليك الكلمات التي جاءت في هذه الآيات بالتأنيث والجمع لنساء النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) :
﴿وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ﴾ ﴿ فَتَعَالَيْنَ﴾ ﴿أُمَتِّعْكُنَّ ﴾
﴿وَأُسَرِّحْكُنَّ﴾ ﴿مِنْكُنّ﴾ ﴿وَلَسْتُنَّ﴾
﴿اتَّقَیتُنَّ﴾ ﴿تَخْضَعْنَ﴾ ﴿وَقُلْنَ﴾
﴿وَقَرْنَ﴾ ﴿تَبَرَّجْنَ ﴾ ﴿وَأَقِمْنَ ﴾
﴿وآتين ﴾ ﴿وَأَطِعْنَ﴾ ﴿وَاذْكُرْنَ ﴾ ﴿بُيُوتِكُنَّ﴾
فكلّ هذه الكلمات جاءت بالتأنيث والجمع لتبيّن وتخرج آية
ص: 50
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾من آيات نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم).
3- إنّ الخطاب الموجّه في الآيات الكريمة لبيوت نساء النبي الله بلسان الجمع قوله : قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ وقوله : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ وقد تكرّر هذا الخطاب الجمعي للبيوت بينما في آية التطهير انفرد الخطاب لبيت مفرد واحد بقوله : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ ليخرج هذا البيت من الخطاب الجمعي لبيوت نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) وليميّزه ويفرده حتّى يكون مميّزة عن تلكم البيوت بذهاب الرجس والتطهير من الرجس المادّي والمعنوي وهذا البيت المفرد الممتاز المطّهر من الرجس المادّي والمعنوي هو البيت الذي يضمّ : وفاطمة وابنيهما بيت العصمة والطهارة .
ولهذا أفرده الله ليميزه عن بيوت نساء النبي (صلی الله علیه وآله وسلم)ولو كان عطفاً على بيوت نساء النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كما يقولون لجمعه . وإلا فيكون شاذاً في اللغة العربية لأنّ عطف المفرد على الجمع شاذ إذا أريد به الجمع وهو على خلاف البلاغة العربية والقرآن تؤخذ منه البلاغة .
4 - من المعلوم وهو ما ذكرته المصادر والتفاسير أنّ القرآن نزل على شكل النجوم آية آية وقد تكون الآية النازلة في القرآن ليس
ص: 51
لها أي ارتباط بالآية المجاورة لها لأنه كما قيل أن آيات القرآن نزلت على شكل النجوم والنتيجة يعلم أن آية التطهير أنها نزلت في بيت علي وفاطمة والحسن والحسين كما هو الواضح من الآية المذكورة .
5- النبي الكريم يؤكد أن آية التطهير نزلت في على وفاطمة والحسن والحسين ، بالاضافة ما ذكرناه من الآية الكريمة التي استكشفنا منها أنها نزلت في بيت علي وفاطمة وابنيهما وانحصار آية التطهير فيهم دون غيرهم وهذا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يؤيد هذا المعنى في أقواله وأفعاله ويؤكّده بروايات متعدّدة تثبت هذا المعنى فقد جاء في كثير من التفاسير فهذا ابن كثير الدمشقي في تفسيره والإمام السيوطي أيضاً يذكرانه ويؤكدان عليه وإليك ما جاء في تفسيريهما ، ومن الأحاديث :
قال الإمام أحمد حدّثنا عبد الله بن نمير حدّثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح حدّثني من سمع أمّ سلمة رضي الله عنها تذكر أنّ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)كان في بيتها فأتته فاطمة رضى الله عنها ببرمة فيها خزيرة فدخلت عليه بها فقال(صلی الله علیه وآله وسلم) لها «ادعى زوجك وابنيك » قالت فجاء على وحسن
ص: 52
وحسين رضي الله عنهم فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له وكان تحته (صلی الله علیه وآله وسلم)كساء خيبري قالت وأنا في الحجرة أُصلّي فأنزل الله عزّوجلّ هذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، قالت رضي الله عنها فأخذ النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) فضل الكساء فغطّاهم به ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال :
« اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».
قالت فأدخلت رأسى فقلت وأنا معكم يارسول الله ؟ فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)« إِنَّكَ إلى خير إنّك إلى خير».
(طريق أُخرى) قال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدّثنا مصعب بن المقدام حدثنا سعيد بن زربي عن محمّد ابن سيرين عن أبي هريرة عن أُمّ سلمة رضي الله عنها قالت جاءت فاطمة رضى الله عنها إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق فوضعتها بين يديه الله فقال « أين ابن عمّك وابناك ؟ » فقالت رضى الله عنها في البيت فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)
ص: 53
«ادعيهم » فجاءت إلى على(رضی الله عنه) فقالت أجب رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أنت وابناك قالت أم سلمة رضى الله تعالى عنها فلمّا رآهم مقبلين مدّ (صلی الله علیه وآله وسلم) يده إلى كساء كان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه ثمّ أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربّه فقال :
« اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».
(طريق أُخرى) قال ابن أبي حاتم حدّثنا أبي حدّثنا شريح بن يونس أبو الحارث حدّثنا محمّد بن يزيد عن العوّام يعني ابن حوشب رضي الله عنه عن عمّ له قال دخلت مع أبى على عائشة (رضی الله عنه) سألتها عن علي(عليه السلام) فقالت(رضی الله عنه) : تسألني عن رجل كان من أحبّ الناس إلى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) وكانت تحته ابنته وأحبّ الناس إليه ؟ لقد رأيت رسول الله دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضى الله عنهم فألقى ثوباً فقال :
« اللهم هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس
ص: 54
وطهّرهم تطهيراً».
قالت : فدنوت منهم فقلت يارسول الله وأنا من أهل بيتك ؟ فقال(صلی الله علیه وآله وسلم)« تنحى فإنّك على خير».
(حدیث آخر) قال جرير حدّثنا ابن المثنّى حدثنا بكر ابن يحيى بن زبان العنزي حدثنا مندل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد(رضی الله عنه)قال قال رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) : «نزلت هذه الآية فى خمسة فى وفى على وحسن وحسين وفاطمة (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )(1).
صلى الله كلّ هذه الروايات الأربعة عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) تصرّح بأنها نزلت في علي وفاطمة وابنيهما وتحصرها فيهم وتنفي وتبعد زوجات النبی(صلی الله علیه وآله وسلم) عنها بقوله لبعضهنّ « تنحّي إنك على خير » ، أنظر تفصيل ذلك في تفسير ابن كثير الدمشقي : ج 3 ص 485 ، وتفسير الدرّ المنثور ، للإمام السيوطي : ج 5 ص 198 .
6 - وذكر الترمذي في صحيحه ما نصّه :
ص: 55
عن أنس بن مالك أنّ رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر ويقول :
«الصلاة يا أهل البيت ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾»(1)
7 - وجاء في كتاب شواهد التنزيل ورواه الثعلبي والحسكاني :
أخبرني الحسين بن محمّد الثقفي ، حدثنا الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ، قال : أخبرني أبو القاسم المقرئ ، أخبرني أبو زرعة ، حدثني عبدالرحمن بن عبدالملك بن شيبة ، أخبرني بن أبي فديك ، حدثني ابن أبي مليكة ، عن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الطيار ، عن أبيه ، قال :
« لمّا نظر رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) إلى الرحمة هابطة من السماء قال : من يدعو ؟ قالها - مرّتين - فقالت زينب : أنا يارسول الله ، فقال : ادعي لي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، قال : فجعل حسناً عن يمناه ، وحسيناً عن يسراه وعلياً وفاطمة وجاهه، ثمّ غشاهم كساءً خيبرياً ، ثمّ قال اللهم لكلّ نبي أهل - وهؤلاء أهلي ، فأنزل - عزّوجل -﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ
ص: 56
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ الآية .
فقالت زينب : يارسول الله ، ألا أدخل معكم ؟ فقال رسول الله مكانك ، فإنّك إلى خير إن شاء الله »(1) .
8- وذكر البيهقي : قيل : وسألت عائشة عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، فقالت : وما عسيت أن أقول فيه ، وهو أحبّ الناس إلى رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) ؟ ؟ لقد رأيت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) قد جمع شملته على علي وفاطمة والحسن والحسين ، وقال :
« هؤلاء أهل بيتى ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقيل لها : كيف سرت إليه - أي خرجت عليه فى واقعة الجمل - ؟ قالت أنا نادمة ، وكان ذلك قدراً مقدوراً»(2).
9 - وذكر الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء أنه قال:
«وفي فاطمة وزوجها وبنيها نزلت آية التطهير ﴿إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً﴾ »(3)
وذكرت هذا المعنى عدة كتب منها شواهد التنزيل 2 / 61(682) وكتاب فرائد السمطين 1 / 367 - 368 (396) للحموئي وكتاب
ص: 57
المستدرك 3 / 47014 / 307) و تفسير ابن كثير 456/5 ذيل آية التطهير ومن أراد التوسعة فى ذلك يراجع موسوعة الإمامة في نصوص أهل السنّة - مجلّد 3 ص 122 .
والغريب من بعض المفسّرين الذين اعترفوا بأن آية التطهير نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ويستندون على ذلك بروايات عديدة عن النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) ومن طرق مختلفة ولكن المستغرب منهم مع كلّ هذه الأدلّة التي ذكروها من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة فإنّهم يضربونها عرض الجدار ؟ ويعتمدون على رواية عكرمة الذي يصرّح بأنّها نازلة في أزواج النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)ويصرّ على قوله هذا مخالفاً للقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة .
د- قادة المذهب هم نفس النبي وأبنائه وأهله
مذهب أهل البيت هو المذهب الوحيد الذي يتمتع بخصوصية ينفرد بها عن سائر المذاهب المستحدثة في الساحة هو أن قادة هذا المذهب يتمتعون بالنص القرآني هم نفس الرسول وأبنائه ونسائه وأهله وذلك كما قال تعالى :
﴿ قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ (1).
ص: 58
فبهذا النصّ القرآني جعل الله أهل هذا المذهب هم علي كنفس رسول الله والحسن والحسين أبناء رسول الله وفاطمة الزهراء هي بنته وأخص أهل بيته وقد باهى الله بهم نصارى نجران حينما طلبوا منه المباهلة فلم يجد من هو أشرف وأتقى على وجه الأرض منهم .
ولهذا بادر للمباهلة بهم فهذه ميزة لا تتوفّر في بقية أصحاب المذاهب الإسلامية المستحدثة في الساحة وإن كان أهل هذا المذهب ولا سيما مولانا أمير المؤمنين الذي هو نفس النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) بالنصّ القرآني ومبناه وهدفه ونفسه ولهذا آخاه النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) من بين
سائر المسلمين حينما آخى بينهم وادّخر علياً أخاً قائلاً له :
« ياعلى : أنت أخى فى الدنيا والآخرة »(1).
وذكر صاحب حلية الأولياء عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أنّه قال:
«مكتوب على باب الجنّة لا إله إلّا الله محمّد رسول الله على أخو رسول الله »(2).
ص: 59
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي :
قول على لأهل الشورى :
«أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) بينه وبينه وهل إنّه آخى بين المسلمين غيري» قالوا: اللهمّ لا (1).
فكيف بعد كل هذا يجوز لنا أن نتعبّد بغير هذا المذهب ؟ مع وجود هذه الميزة له فبهذا النص القرآني نكتفي بالآيات التي ذكرناها .
فإذا كان التشيّع بمعنى المودّة والمحبّة لأهل البيت فهو فريضة إسلامية بالنص القرآني، وإذا كان بمعنى المتابعة لأقوال وتعاليم أهل البيت فهو أيضاً فريضة إسلامية بالنص النبوي وإليك بعض النصوص النبوية التي تدل على ذلك بما يلي :
عن رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) أنه قال :
«إنّ مثلي ومثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهلك » .
روى هذا الحديث البغدادي في تاريخه والحاكم في
ص: 60
مستدرکه (1).
فإذا كانت المذاهب الإسلامية المتواجدة بالساحة موافقة لمذهب أهل البيت فلا ضير في ذلك.
وأمّا إذا كانت مخالفة لمذهب أهل البيت فلا يجوز للإنسان المسلم المتعبّد بالكتاب والسنة أن يخالف أو يتبع غير مذهب أهل البيت لأن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) قال ومن تخلّف عنها غرق وهوى ، فمن هذا الحديث ومن الآيات القرآنية التي سبقت نستظهر وجوب المتابعة لمذهب أهل البيت لأنه فريضة إسلامية لا فريضة مذهبية .
ب - :على مع الحق والحق مع على
النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)لا يقول إلا الحقّ لأنّه﴿ مَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ فهو يعلم أنّ على بن أبى طالب(عليه السلام)لا يحيد عن الحق والصواب ولهذا عبّر(صلی الله علیه وآله وسلم) بقوله :
« علي مع الحق والحق مع على يدور معه أينما دار»(2)
ص: 61
وجاء في مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ما نصه: ذكر أبو سعيد الواعظ في شرف النبي(صلی الله علیه وآله وسلم): انه قال(صلی الله علیه وآله وسلم) :
«لولا أنى أخاف أن يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملأ من المسلمين إلّا أخذوا تراب نعليك وفضل وضوئك
يستشفون به، ولكن حسبك ان تكون منى وأنا منك ترثنى وأرثك».
ورواه أبو بصير عن الصادق (1)أيضاً.
وذكر أيضاً صاحب كنز العمّال بحديث رقم 32972 عن النبى(صلی الله علیه وآله وسلم) قال لعمّار بن ياسر :
« ياعمّار إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غير ما سلك على فاسلك مع علي ... ودع الناس إنّه لن يدلّك على ردى ولن يخرجك من الهدى »(2).
وبهذه الأحاديث ينكشف لنا أن الحق مع على ومن أراد أن يسير مع الحق لابد أن يتبع نهج على ويأخذ تعاليمه وأفكاره فإنّه يوصل ذلك فلابد أن يسير
سالكه إلى الحق والهدى كما عبّر النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) عن ذلک فلابدّ أن یسیر
ص: 62
الإنسان المسلم على وفق مذهب الحق لأنّه المذهب الذي يريده الله ورسوله .
من
ج -: في زمان الفتنة الزموا علياً تنجوا
الفتن كثيرة في كل عصر وزمان والإنسان المؤمن لابدّ له أن يفرّ الفتنة كفراره من الأسد لأنّها توقعه في هلاك ودمار ويصبح الإنسان يسير على غير هدى ولهذا أعطى النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) دواء لهذه الحالة المرضية وطلب من المسلمين أن يلتزموا به ویسیروا على نهجه حتّى ينجوا من الضلال والضياع فقال(صلی الله علیه وآله وسلم):
« تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق » يعنى علياً(1).
ويقول(صلی الله علیه وآله وسلم)أيضاً :
« سيكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا على بن أبى طالب فإنّه الفاروق بين الحق والباطل »(2).
وكلّ هذه الأحاديث تدلّ على أنّ الحق والهدى مع علي(عليه السلام) والضلال والهلكة في مخالفته واتّباع علي(عليه السلام)في مذهبه وتعاليمه هو
ص: 63
الذي يوجب الاطمئنان واليقين ويبعد الإنسان عن الشكّ ، ومخالفته والسير على غير نهجه ومذهبه يكون ابتعاداً عن اليقين والسير نحو الشكّ والضلال .
والنتيجة أنّ اتباع مذهب أهل البيت هو واجب شرعي بالنصّ القرآني والنبوي كما رأينا لأنّه اتّباع للحقّ والحقيقة فعلى المسلم أن يتمذهب بمذهب الحق كما قال الشاعر:
وما لى إلّا آل أحمد شيعة*** ومالي إلّا مذهب الحقّ مذهبُ
د-: مذهب أهل البيت(عليهم السلام) الأمان من الاختلاف والضلال
النبي الكريم(صلی الله علیه وآله وسلم) أعطانا أماناً من الاختلاف والفرقة واعتبر التمسّك بأهل البيت هو رمز الوحدة والاتحاد بين المسلمين لو أخذوا بقوله (صلی الله علیه وآله وسلم):
«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأُمّتى من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة اختلفوا فصاروا من حزب إبليس ؟! »(1).
فاتّباع هذا المذهب يحقّق الانشودة القرآنية والوحدة الربّانية التي عناها الله بقوله تعالى :
﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ (2).
ص: 64
ه_ : التمسّك بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) يصون الإسلام من التلاعب به
فهذا رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) يعطينا ضماناً وصيانة من تلاعب المغالين والمبطلين والمنحرفين لو تمسّك المسلمون بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) فإنّه يصون الإسلام من التلاعب به كما قال النبي(صلی الله علیه وآله وسلم):
« فى كلّ خلوف من أُمّتى عدول من أهل بيتى ينفون من هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، ألا إنّ أئمتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ ، فانظروا بمن تفدون»(1).
و-: التمسّك بمذهب أهل البيت لا نجاة والبعد عنه انحراف وضلال
النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يبين لنا هذا المعنى ويؤكده بقوله(صلی الله علیه وآله وسلم) :
«إنّى تارك أو مخلف فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض » (2).
ص: 65
فهنا يبين لنا النبي الأعظم(صلی الله علیه وآله وسلم) بصراحة لا غُمضَ فيه ولا لبوس النقاط التالية :
1 - أنّ التمسك بمذهب أهل البيت هو النجاة .
2 - الابتعاد عن مذهب أهل البيت هو الضلال.
3 - إنّ في كلّ زمان إمام من أهل البيت ينفى عن هذا الدين الانحراف والبدع - وفي زماننا هذا هو الإمام صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) .
وأمّا الحديث المروي بالآحاد من طرق أهل السنة عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) القائل :
«إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي »
فهو على فرض صحته لا تنافي بين هذين الحديثين وإنّ بعضهما يسند الآخ لأنّ الحديث النبوي وعترتي فهو أيضاً من السنة النبوية التي توجب التمسك به بموجب حديث وسنّتي فلا تنافي ولا تعارض بينهما كما يريد أن يريد أن يصوّره البعض من المغرضين فانتبه !؟
وقال الإمام الزرقاني المالكي كما حكي في شرح المواهب عن العلّامة السمهودي أنه قال :
هذا الخبر يفهم منه وجود من يكون أهلاً للتمسّك به من عترته
ص: 66
في كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحثّ المذكور على التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذا كانوا أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض (1).
ز-: الصلاة عليهم واجبة في الصلوات
إنّ الله سبحانه وتعالى أوجب الصلاة عليهم في كلّ صلاة واجبة ومستحبّة وهو فرض واجب على جميع المسلمين في كلّ تشهّد وتسليم في الصلاة ولن تقبل صلاة من دون الصلاة عليهم ، كما قال النووي في شرح صحيح مسلم : ذهب الشافعي ، وأحمد إلى أنّها واجبة لو تركت لم تصح الصلاة وهو المروي عن عمر وابنه عبد الله(2).
وهذه ميزة انفرد بها هذا المذهب وذلك للقدسية التي يتمتّع بها قادته، وهذه الخصوصية امتاز بها هذا المذهب دون غيره من المذاهب المتأخّرة عن عهد صاحب الرسالة كما قال إمام مذهب الشافعية بقوله :
یا أهل بيتِ رسول الله حبّكم ***فرض من الله في القرآن أنزلهُ
ص: 67
كفاكُمُ من عظيم القدر أنكُمُ ***من لم يصل عليكم لا صلاة له (1)
وقال الشاعر :
مطهّرون نقيّات ثيابهم *** تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
و هم كما جاء في الموطأ للإمام المالكي : عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله أن نصلّي عليك يارسول الله ، فكيف نصلّي عليك ؟ قال فسكت رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) حتى تمنينا أنه لم يسأل ، ثمّ قال :
« قولوا : اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت وباركت على إبراهيم ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم في
العالمين إنّك حميد مجيد »(2).
وذكر الشعراني في كتابه كشف الغمة ما يلي :
قال قال رسول الله :
ص: 68
« لا تصلّوا علىّ الصلاة البتراء فقيل له وما الصلاة البتراء ؟ قال الله : تقولون اللهمّ صلّ على محمّد وتمسكون بل قولوا اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ،
فقيل من أهلك يارسول الله ؟ قال : على وفاطمة والحسن والحسين »(1).
وجاء في كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر ما نصّه:
روي عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أنه قال:
« لا تصلّوا على الصلاة البتراء، فقالوا وما الصلاة البتراء، فقال تقولون اللهم صل على محمّد وتمسكو ،بل قولوا اللّهم صل على محمّد وآل محمّد»(2).
وذكر أيضاً ذلك الديلمي في كتابه (3).
وقال ابن أبي الحديد المعتزلي :
« إنّ أكثر أصحاب الشافعى على وجوب الصلاة على الآل في الصلاة »(4).
ص: 69
فبموجب هذين النصّين وغيرهما أوجب الإسلام التمسّك بالتشيّع والمتمسّك به يستحقّ كل تقدير وتكريم وتقديس كما جاء على لسان النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)الكريم عله الا الله وذكر ذلك الزمخشري في تفسيره عن النبي بقوله(صلی الله علیه وآله وسلم) ما يلي :
1 - « ألا من مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان».
2 - « ألا من مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة ثمّ منكر ونكير».
3 - « ألا من مات على حبّ آل محمّد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها » .
4 - « ألا من مات على حبّ آل محمّد فتح في قبره بابان إلى الجنّة».
5 - « ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله مزاره ملائكة الرحمة » .
6 - « ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنة والجماعة».
7 - « ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله » .
ص: 70
8 - « ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشمّ رائحة الجنّة»(1)
9 - وذكر الثعالبي في تفسيره لآية المودّة ما نصّه :
لقد روي عن النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) أنه قال : « من مات على حبّ آل محمّد مات شهيداً ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة (2).
10 - هذا ما ذكره الزمخشري فى تفسيره ولو ذكرت الروايات المذكورة لأي مذهب من المذاهب المتواجدة بالساحة لاستحقت المتابعة والانتماء إليها ولكن قد اختصها الله ورسوله بمذهب أهل البيت(عليه السلام).
وبعد كلّ هذه الأدلّة القرآنية والنبوية الصريحة الواضحة نرى بعض العقول ترفضها وتضربها عرض الجدار وتخلق أساطير من أوهام ومنامات لبعض أصحاب المذاهب المتواجدة بالساحة الإسلامية وتجعلها أدلّة شرعية لأتباعها وإيجاد المبرّرات لها و ترفض قول الله ورسوله .
ومن المؤسف جدّاً في الأونة الأخيرة ، أخذ بعض الكتّاب
ص: 71
والمؤلّفين يتفلسفون ويتمشدقون في أقوالهم محاولين تمزيق وتقسيم التشيّع إلى تشيّع صفوي وتشيّع علوي ممّا يدلّ على ضيق افقهم وقلّة فهمهم وعدم اطّلاعهم وهم بطرح هذه الفكرة وهذا التقسيم يهدفون إلى إيجاد الاختلاف في الصف الشيعي الواحد من حيث يشعرون أو لا يشعرون ولكنهم مع كل هذا وقعوا في أخطاء عديدة وهي كما يلي :
أولاً : أنّ التشيّع ظهر وتأسس على عهد رسول الله محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) فهو باذر لشجرة التشيّع وغارس لها والداعي إليها في مواطن كثيرة منها حينما نزلت هذه الآية وهى قوله تعالى :
إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)
فسئل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم)من هم خير البرية ؟ فأشار إلى علي قائلاً :
«هذا وشيعته»(1).
وذكر هذا المعنى الإمام السيوطي في تفسيره والبيضاني أيضاً في تفسير هذه الآية ، فإذا كان التشيّع بذره رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) وغرسه بيده فكيف يقول هؤلاء بالتشيّع الصفوي ؟ ومن أين ابتدعوا هذه الفكرة ؟ ثانياً : نقول لهؤلاء المدّعين بالتشيّع الصفوي هل إنّ الصفوية كانت في عهد رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم)؟ أو فى عهد أمير المؤمنين(عليه السلام)أو فى عهد الإمام الحسن(عليه السلام)أو في عهد الإمام الحسين(عليه السلام)أو في عهد
ص: 72
قيام التّوابين أو فى عهد ثورة المختار الثقفى على الحكم الأموي أو في عهد قيام الدولة الفاطمية في مصر أو في عهد الحمدانيين في حلب والموصل أو في عهد قيام الدولة البويهية في بغداد ؟ وهكذا قل فهل هذه الثورات وقيام هذه الدول كانت بعد تاريخ مجيء الصفوية أم قبلها ؟ وكلّ هذه الأسئلة هي ردّ واضح وبين على بطلان ما يدعونه من أباطيل وخرافات.
ثالثاً : إنّهم يدّعون أنّ بعض الشكليات والأعراف والمراسيم جاءت من عهد الصفوية وهذه الدعوى أيضاً باطلة كسابقتها لأنّ بعض هذه الشكليات قام بها التوابون من قبل عهد الصفوية وهذه الدعوى أيضاً باطلة كسابقتها لأن بعض هذه الشكليات قام بها التوابون بعد مقتل الإمام الحسين(عليه السلام)بأشهر قليلة من مقتله (عليه السلام) حيث إنّهم جاؤوا إلى كربلاء وأقاموا التعزية والنواحي على قبره الشريف ثلاثة أيام وكانت أيضاً في عهد الفاطميين والبويهيين قبل قيام دولة الصفوية بسنوات وسنوات .
رابعاً : رأينا هذا الادعاء الباطل من أساسه ولكنّى مستغرب كيف تسنّى لهم هذا الادعاء الأهوج وهذا القول الأجوف العاري من الصحّة والبعيد عن الحقيقة والواقع وإنّي أرى من إدّعائهم هذا بثّ روح التفرقة والاختلاف ما بين المسلمين من حيث يشعرون أو لا يشعرون .
خامساً : الطقوس والشعارات والممارسات إنّما هی تقاليد شعبية تعبّر عن الأحزان والأفراح للشعوب والإسلام يحترم
ص: 73
عواطف الإنسان ومشاعره وتعبيره عن الحزن والفرح باسلوب خاص لكل شعب من هذه الشعوب ولهذا ترى أعرافاً وتقاليداً لكلّ شعب ولكل قومية ، فالإسلام يقف منها موقفاً محايداً إلا إذا اصطدمت وخالفت عقائده وتعاليمه ولا يعتبرها تقاليد إسلامية أو مذهبية يجب الاتيان بها وأيضاً لا يجوز أن تعتبر هذه الشعارات جزءاً من عقيدتها والإنسان الذي لا يمارسها ولا يأتي بها هو خارج عن الدين والمذهب ولكل عصر له شعاره وطقوسه تعبّر الأمّة به عن أفراحها وأحزانها فهو لا يحسب على الدين أو المذهب فالشعائر والطقوس التي تقام في مختلف العصور للتعبير عن أفراح الأمّة وأحزانها لا يمكن لنا أن نطلق عليها اسم المذهب فلا يقال التشيع العلوي أو الحسني أو الحسيني أو الفاطمي أو البويهي أو الصفوي وإنّما التشيّع قائم بنفسه يستلم تعاليمه من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة ، فالقول بالتشيّع الصفوي تعبير غير صحيح وباطل من أساسه، لأن هذا القول يستدعي عدم الفهم والتمييز والتفريق بين العادات المذهبية والعادات الشعبية التي تعبر عن الفرح والحزن والخلط بينهما موجب لعدم الفهم لهذه العادات لأن لكل قوم عاداتهم ولكل زمان له أسلوبه الخاص للتعبير عن الحزن والفرح، بينما العادات المذهبية واحدة لا تختلف من قوم إلى قوم ومن زمان إلى زمان ومن هذا المنطلق ينكشف بطلان القول بالتشيع الصفوي والتشيع العلوي وإنما هى عادات شعبية تمثل الدور الصفوي للتعبير عن الحزن والفرح بهذا الشكل.
ص: 74
سادساً : ا ننصح هؤلاء المؤلفين الذين يقولون بهذه المقالة أن يعودوا إلى رشدهم وإنصافهم وإلا يكونوا من الذين يروّجون الإشاعات والاختلافات بين الأمة الواحدة ونقول لهم افصحوا عن هويتكم ونيّاتكم كما قال الشاعر :
كفاكم هذا التفاوت بيننا*** وكلّ إناء بالذي فيه ينضح
والنتيجة من بحثنا هذا حول التشيع والبحوث الأُخرى إن أثرت في نفوس الكثيرين من المسلمين الصادقين في إيمانهم والطالبين للحقيقة والواقع وتشيّع المئات وألوف من مختلف البلدان الإسلامية كاندونسيا والأردن و تایلند وتونس والجزائر والسودان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب والفوا عشرات الكتب بل المئات من علماء وأطبّاء ومهندسين ومثقفين لأنهم طالبين الحق وأتباع القرآن والسنّة ولهذا السبب لبّوا النداء القرآني والنبوي ومن مجموع هذه الآيات القرآنية والروايات الشريفة يكتشف لنا أنّ التشيّع هو المذهب الرسمي للإسلام بالنص القرآني والنبوي .
من مجموع هذه الآيات القرآنية الكريمة والروايات الشريفة يكتشف وجوب التمسك والتعبّد بمذهب أهل البيت(عليه السلام) لورود النص القرآني والنص النبوي فيه فهما يوجبان الالتزام والتعبّد والتمسك فيه دون بقية المذاهب الأخرى التي لم يرد فيها نص قرآني ولا نص نبوي لأنها نشأت في العهد الأموي والعباسى والمذهب الذي فيه نص قرآني ونبوي مقدّم على المذاهب التي
ص: 75
ليست فيها نص قرآني ولا نبوي.
ومن هذا المنطلق فقد لبى هذا النداء القرآني والنبوى ، أُلوف من الناس الذين استجاب الله دعائهم في صلواتهم وفرائضهم اليومية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وتمسكوا بمذهب أهل البيت وانتقلوا إليه وتعبدوا على وفق تعاليمه ونهجوا بذلك منهج الحقيقة والواقع والصراط المستقيم ولهذا صار التشيّع لمذهب أهل البيت ظاهرة شعبية اجتماعية في كثير من عالمنا الإسلامي كمصر والجزائر والمغرب وتونس والأردن وماليزيا وأندونيسيا وتايلند وغيرها من المدن والدول الأخرى وإليك نماذج ممّن الف ونشر من هؤلاء الذين هداهم الله لمذهب أهل البيت وهذه قائمة ببعض أسمائهم:
الأردن -: وقد تشيّع كثير من أهالي البلد منهم الأستاذ الكبير المحامي أحمد حسين يعقوب وألف عدة كتب قيمة منها :
المواجهة مع رسول الله وآله
نظرية عدالة الصحابة
الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية کربلا بين الثورة والمأساة الخ .
وكذا الأخ الشاب الأردني مروان خليفات وكتابه القيّم وركبت السفينة وكتابه النبي ومستقبل الدعوة وكتابه أكرمتني السماء .
تونس -: وقد تشيّع المئات من أبناء هذا البلد منهم الدكتور محمد التيجانى السماوي وألف ما يقارب (10) كتب منها :
ثمّ اهتديت كونوا مع الصادقين
ص: 76
الشيعة هم أهل السنّة ... اعرف الحقّ وغيرها
فاسألوا أهل الذكر... من الكتب
وكذا الشاب التونسي الأسعد بن علي وكتابه التجديد الكلامي عند الشهيد الصدر ، وكذا الشاب التونسي الهاشمي بن علي وكتابه حوار مع صديقي الشيعي .
المغرب -: فقد تشيّع من أبنائها المثقف الأستاذ السيّد إدريس الحسيني الكاتب الصحفي وله كتب قيّمة منها :
الخلافة المغتصبة .... ولقد شيّعني الحسين(عليه السلام)
مصر :- وقد تشيّع المئات من رجالها ومفكّريها منهم الأستاذ المستشار الدمرداش بن زكي العقالي والعالم الديني الكبير الشيخ حسن شحّادة ، والأستاذ الباحث صالح الورداني وله مؤلفات عديدة منها:
كتاب الخدعة .....ودفاع عن الرسول
والإسلام والسيّف ...وفتاوی ابن باز
وفرق أهل السنّة ...وغيرها من كتبه
والأستاذ المصري سعيد أيّوب وكتابه معالم الفتن (2) جزئين والطريق إلى المهدي المنتظر والظل الممدود في الصلاة على النبي وأهل بيته الخ .
والأستاذ المصري السيّد حسين ضرغام والشيخ الدكتور أبو حسين، والدكتور الجامعي محمّد بيومي مهران أستاذ جامعة كلّية الآداب وله كتب كثيرة فى هذا المجال منها : الإمامة وأهل البيت (3) مجلّدات ، والدكتور أحمد راسم النفيس وله كتب رحلتي إلى مذهب
ص: 77
أهل البيت وعلى خطى الحسين ، والأخ محمّد عبدالحفيظ وكتابه لماذا أنا جعفري.
السودان -: وفيها العدد الكثير من المتشيّعين ولا سيّما الطبقة المثقفة منهم : الأستاذ الشيخ معتصم سيد أحمد وكتابه : الحقيقة الضائعة رحلتي نحو مذهب أهل البيت ، والأستاذ السوداني المحامي عبد المنعم حسن وكتابه اهتديت بنور فاطمة ، والمحامي محمّد على المتوكل وكتابه ودخلنا التشيّع سجّدا .
سوريا -: هي من السبّاقة لاعتناق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وقد كتب منهم الأستاذ الشيخ هشام آل قطيط الشيخ هشام آل قطيط موسوعة المتحوّلون (3) مجلدات والسيد عبدالمحسن السراوي له كتاب فاطمة الزهراء في الأحاديث النبوية وقطوف دانية في 16 مسألة خلافية ، والسيّد حسين الرجا له كتاب دفاع من وحي الشريعة ، والأُستاذ إدريس هانى وكتابه محنة التراث الآخر ، والأستاذة لمياء حمادة وكتابه أخيراً أشرقت الروح ، وسماحة الشيخ أحمد المرعي وأخيه الشيخ محمد المرعى وكتابه لماذا اخترت مذهب أهل البيت .
وهناك المئات من الذين انتموا لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) و هذه ما هي إلّا عينات صغيرة من ذلك الزخم الهائل المنتمي لمذهب أهل البيت(عليهم السلام) .
التشيّع ومشيخة الأزهر
وقد سبق لمشيخة الأزهر الشريف المتمثلة بالإمام محمود شلتوت فقد أصدر فتوى بتاريخ 17 شهر ربيع الأول سنة 1378ه_ بجواز الانتقال والانتماء لمذهب أهل البيت وإليك صورتها ونصّها :
ص: 78
دار التقريب بين المذاهب الاسلامية
ص: 79
قيل لفضيلته: إنّ بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية ولا الشيعة الزيدية ، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأى على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلاً ؟
نصّ الفتوى
التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر ، في شأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة الإمامية.
فأجاب فضيلته :
1 - إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه مذهب معيّن بل نقول إنّ لكلّ مسلم الحقّ في أن يقلّد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصّة ولمن قلّد مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أي مذهب كان - ولا حرج عليه في شيء من ذلك. 2 - إنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة .
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك ، وأن يتخلّصوا من العصبية بغير الحقّ لمذاهب معيّنة ، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة المذهب أو مقصورة على مذهب ، فالكلّ مجتهدون مقبولون عند الله
ص: 80
تعالى يجوز لمن ليس أهلاً للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقرّرونه في فقههم ، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات .
السيّد صاحب السماحة العلامة الجليل الأستاذ محمّد تقى القمي :
السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية :
سلام عليكم ورحمته أمّا بعد فسرّني أن أبعث إلى سماحتكم بصورة موقع عليها بإمضاء من الفتوى التي أصدرت في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية راجياً أن تحفظوها في سجلات دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها ووفقنا الله لتحقيق رسالتها والسلام عليكم ورحمة الله .
شيخ الجامع الأزهر محمد شلتوت
ص: 81
إلى السيّد مولانا عبدالكريم القزويني سلاماً واحتراماً
أمّا بعد فإنّي الممضي أسفله حمّودۀ تاج تونسى الجنسية لقد قرأت واطّلعت على كتاب التشيع للسيّد عبد الكريم القزويني الذي استفدت منه بحقيقة وصحة المذهب الشيعي والذي تيقّنت أنّه هو المذهب الإسلامي للدين الإسلامي القيّم والذي على كلّ مسلم ومسلمة إتّباعه والعمل على منهجيته الصحيحة ، حقّاً إنّي لفخور بأُطروحة السيّد عبد الكريم القزويني والتي من الواجب عليَّ ترويجها حتّى يعلم الجميع أنّ المذهب الشيعي هو المذهب الإسلامي المحمّدي الذي يجب حتماً اعتناقه وجوبياً إنِّي أُصرّح بذلك وأشهد الله ورسوله وآل بيته على ذلك صدقاً ومحبّة على ما قلته والله أسأل أن يجازي عنّي السيّد عبدالكريم القزويني لما أفادني بنور الشيعة المقدّسة والأنوار المحمّدية والحمد لله ربّ العالمين - والسلام .
حمّودة تاج - تونسي الجنسية
ص: 82
أصل الرسالة
ص: 83
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللهم صل على محمّد و آل محمّد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين، المبعوث رحمة للعالمين أبي القاسم محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، لا سيما بقية الله في أرضه صاحب العصر والزمان الحجة المنتظر المهدي أرواحنا له الفداء (عج) ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد ؛ إلى مكتب سماحة آية الله السيد عبد الكريم الحسيني القزويني أدام الله ظلكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والسلام كتبنا هذه الرسالة إلى سماحتكم الكريمة بعدما قرأت أحد مؤلفاتكم القيمة بنسبة لي وللعالم، وقد إستفدت بالكتاب المسمى ب- التشيع هو المذهب الرسمي للإسلام كثيراً، ومن هنا وجدت عنوانكم لشبكة الإنترنيت، لذا كتبت إليكم طلباً لمؤلفاتكم وكل ما يعيننا في العملية التبليغية، إذ ليس عندنا ما يكفينا لذلك، ونحن حديثى الاعتناق المذهب أهل البيت(عليهم السلام)لأجل ذلك نرجو أن تؤفروا نا بأشرطة لمحاضرات الإسلامية سواء مرئية أم الصوتية حتى سيديات نحن بحاجة إليها بحق دم الإمام الحسين(عليه السلام). ونرجو أن تأذن لنا ترجمة الكتاب أو مؤلفاتكم إلى لغتنا الهوسوية أن أنتم تقومون بطبعه عندكم ؟ أنتظر منكم الإجابة ودمتم في أمان الله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
محمد باقر الحاج غنا
المبلغ تحت منظمة أهل البيت(عليهم السلام) التبليغ الإسلام
ص: 84
التفاسير
1 - القرآن الكريم
2 - تفسير بن كثير الدمشقى
3 - تفسير الدر المنثور للامام السيوطي طبع مطبعه اليمنية القاهرة 1314ه_ .
4 - تفسير البيضاوى طبع دار الكتب العربيه الكبرى بمصر سنه 1330ه_.
5 - تفسير الكشاف للزمخشري
6 - تفسير الطبرى
كتب التاريخ و اللغة
7 - قاموس اللغة
8 - تاريخ البغدادي للخطيب البغدادى
9 - موسوعة الغدير للشيخ الاميني
10 - تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي
11 - تاریخ مروج الذهب للمسعودي
كتب الحديث
12 - ميزان الحكمه
13 - المستدرك للحاكم
14 - مناقب الخوارزمي
15 - الصواعق المحرقه لابن حجر
ص: 85
16 - مجمع الزوائد لابن هيثم
17 - كفاية الطالب
18 - الفصول المهمة لابن الصباغ
19 - تذكرة السبطين
20 - ربيع الابرار للزمخشري
21 - صحيفة الامام الرضا (عليه السلام)
22 - مسند احمد بن حنبل
23 - موسوعة بحار الانوار للعلامة المجلسي
24 - صحيح مسلم بشرح النووي
25 - نظرية النبوة والامامة و الخلافة للسيد عبد الكريم الحسينى القزويني
26 - كتاب المتحولون للشيخ المتشيع هشام قطيط السوري
27 - الجامع الصحيح للحافظ الترمذي
28 - تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي
29 - ينابيع المودة للقندوزي
30 - و فضائل الصحابة لابن حنبل
40- كنز العمال
41 - الاصابة لابن حجر العسقلاني
42 - ذخائر العقبى
43 - شرح المواهب
44 - الموطأ للامام المالكي
ص: 86
المقدمة .... 5
منهجية البحث في الإسلام ...13
التشيع والإسلام ...15
الجهة الأولى : التشيّع ومعناه.....15
أمّا من ناحية اللغوية ...15
وأمّا من الناحية الإصطلاحية ..... 16
الجهة الثانية : متى نشأ التشيع وفي أي زمن ؟ ...20
الجهة الثالثة : التشيّع هو النبع الصافي للإسلام....32
النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) نصّ على التشيّع ....33
الجهة الرابعة : النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) هو سمّانا شيعة اثني عشر...34
الجهة الخامسة : ما هي هوية الإنسان الشيعي ؟ ...41
الجهة السادسة : أدلّة وجوب التمسك بمذهب أهل البيت ..... 43
أولاً : التشيع فريضة إسلامية بالنص القرآني ....43
ثانياً : التشيّع فريضة إسلامية بالنص النبوي ...60
النبي الكريم يمنح الجائز للمتشيّع....70
نغمة التشيّع الصفوي والعلوي....71
نتائج البحث... 74
الخلاصة.... 75
تشیّع رجال من مختلف الدول الاسلامية من الاردن وسوريا والسودان وتونس ومصر وماليزيا واندونسيا ....76
وألفوا عدة كتب قيمة في ذلك ...76
فتوى مشيخة الازهر ...80
رسائل وصلت ...73
ثبت المصادر ... 85
الفهرس ....87
ص: 87
الصورة
ص: 88