قبسات من حياه الائمه الهداه عليهم السلام

اشارة

سرشناسه : هادي، جعفر

عنوان و نام پديدآور : قبسات من حياه الائمه الهداه عليهم السلام/بقلم جعفر الهادي.

مشخصات نشر : تهران: مشعر، 1387.

مشخصات ظاهري : 48 ص.؛.م س 17×11

شابك : 3000 ريال:978-964-540-093-2

وضعيت فهرست نويسي : فيپا

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس.

موضوع : ائمه اثنا عشر -- سرگذشتنامه.

رده بندي كنگره : BP36/5/ھ17ق2 1387

رده بندي ديويي : 297/95

شماره كتابشناسي ملي : 1210233

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص:4

مقدمة

ص:5

عن رسول الله (ص) قال:

«من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية» «(1)»

هذا الحديث النبوي الشريف الذي ينقله جمع كبير من علماء الامّة يؤكد على حقيقتين:

الأولى: أَن على الأُمّة أن تتبع إماماً يهديها إلى الهدى ويحفظها من الجاهلية وعقائدها وعاداتها.

الثانية: أَن مثل هذا الإمام ينبغي أن يكون في جميع العصور حتى يتمكن المسلمون من مبايعته وأتباعه.

و يُستنبط من هاتين الحقيقتين أمرٌ ثالث وهو أن التعرف على مثل هؤلاء الأئمة أمر غير ممكن لأنه يفترض في مثل هذا النوع من الأئمة أن يكونوا معصومين


1- مسند أحمد بن حنبل، ج 4،ص 86.

ص: 6

ومنزهين عن أدران الجاهلية حتى يمكنهم إنقاذ الأُمّة والفرد معاً من حكم الجاهلية.

فلابدّ من تعيين هؤلاء من جانب الله تعالى والتعريف بهم من قِبَل الرسول (ص).

فهل نَصَب الله أحداً لإمامة الأُمّة أم تركها لحالها؟

كيف يتركهم وقد طلب منهم أن لا يموتوا من دون أن تكون في عنقهم بيعة لإمام حق؟

الجواب الصحيح هو: نعم .. فلقد عيّن الله أشخاصاً منزّهين لقيادة هذه الأُمّة من بعده وأمر نبيه الكريم بأن يعرِّف بهم.

وإليك أيها القارى ء الكريم أسماء هؤلاء الأئمة، وشيئاً من حياتهم و هم اثنا عشر شخصاً وهو العدد الذي أشار إليه رسول الله (ص) في الحديث الذي ورد مكرراً، فيصحيح البخاري (كتاب الأحكام) وصحيح مسلم (كتاب الإمارة) وغيرهما من الصحاح و السنن والمسانيد.

جعفر الهادي

ص: 7

الإمام الاول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

اشارة

وُلد الإمام الأول عليُّ بن أبي طالب (ع) في اليوم الثالث عشر من شهر رجب، بعد ثلاثين سنة من عام الفيل في داخل الكعبة المعظمة بمكة المكرمة «(1)».

إسم والده: أبوطالب.

و إسم أُمِّهِ: فاطمة بنت أسد.

وكنيته: أبوتراب، و أبوالحسن، و أبوالحسين، و أبوالسبطين، و أبوالريحانتين.

وألقابه هي: أمير المؤمنين، و سيد المسلمين، و إمام المتقين، و سيد الأوصياء.

ولقد انتقل الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في السادسة


1- المستدرك على الصحيحين، ج 3،ص 550 طبعة دار الكتب العلميّة بيروت.

ص: 8

من عُمُره من بيت والده أبي طالب إلى بيت النبي الكريم (ص) وباقتراح وطلب من النبي (ص) ووقع منذئذ تحت كفالته، وتولى النبيُ الأكرم (ص) تربيته.

كان عليٌ (ع) في هذه الفترة يتلقي الدرس تلو الدرس من أخلاق النبي (ص) ومن سلوكه العظيم ويتبعه إتباع الفصيل أثر أُمه كما قال.

وكان يرافق رسول الله (ص) غالباً، عندما يعتكف في غار حِراء ويرى آثار الوحي والنبوة.

كان أول رجل أسلم وأول منصلّى مع رسول الله (ص) وكان آنئذ في العاشرة من عمره تقريباً «(1)».

وكان في خدمة النبي الأَكرم (ص) وكان أفضل نصير ومساعد له في جميع الحوادث وفي جميع اللحظات العصيبة والصعبة بدءاً من انطلاق رسالته ومبدأ نبوته وكان إلى جنبه في سنوات الحصار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي ضربه المشركون على رسول الله (ص) ومن


1- سيرة ابن هشام، ج 1، ص 245.

ص: 9

معه في شعب أبي طالب، أيضاً.

و عندما تعرّضت حياة النبي (ص) للخطر من قبل الأعداء، وتقرر أن يهاجر إلى المدينة المنورة، نام عليٌّ (ع) في فراش رسول (ص) وفداه بنفسه وسمِّيت تلك الليلة ب- «ليلة المبيت».

كما كُلّف من قِبَل النبي (ص) بأن يقوم بإنجاز بعض ما لم يمكن لرسول الله (ص) إنجازه ثم هاجر برفقة جماعة من النساء إلى المدينة ليلتحق برسول الله (ص).

ولقد آخى رسول الله (ص) عليّاً (ع) في المدينة.

و في العام الثاني من الهجرة حظي الإمام عليّ (ع) بمصاهرة النبي الأكرم (ص) إذ تزوج أفضل نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء (س).

لقد كان الإمام علي (ع) آنذاك شاباً قوياً، ومجاهداً شجاعاً، مستعداً على الدوام للدفاع والجهاد، وقد شارك في جميع الغزوات و أكثر الحروب، وكان يقاتل بمنتهى البطولة والبسالة، ويردي أعداء الإسلام ويوردهم موارد

ص: 10

الموت والهلاك.

و لقد كان لعليٍّ (ع) أكبر الدور في انتصار الإسلام على الكفار والمشركين وقد حاز قصب السبق، وفاق الجميع في هذا المجال.

و لقد وضع رسول الله (ص) في عصر رسالته مسؤوليّتين عظيمتين ومهمتين على عاتق الإمام علي (ع) إحداهما: تدوين وكتابة الآيات والسور القرآنية وجمعها وتنظيمها.

والأخرى: حفظ العلوم والمعارف والأحكام والقوانين الدينية التي كانت توحي إلى النبي (ص).

ولقد نهض الإمام عليٌّ (ع) بهاتين المسؤوليتين المهمتين وقام بهما خير قيام بتأييد الله وتوفيقه، وتحت إشراف النبي الكريم (ص).

ورغم أنّ النبي (ص) نصبه للإمامة والخلافة من بعده في يوم الغدير «(1)» في السّنة الأخيرة من حياته (ص) إلّا أن جماعة استأثروا بالحكم ولم يتمكن الإمام من تسلم مقاليد الحكم


1- راجع موسوعة الغدير للأميني.

ص: 11

إلّابعد خمس وعشرين سنة حيث أقبل الناس عليه يطلبون منه بإصرار أن ياخذ بزمام الأمر ويمارس مهمة القيادة والزّعامة، فقبل بذلك ولمّا أراد أن يمارس الحكم ويطبق أحكام الإسلام بعدالة، وقف في وجهه فئات لم ترقهم العدالة، وأثاروا في وجهه حروباً عديدةً ذهب ضحيتها أناس كثيرون، ولكن رغم كلّ هذه العراقيل التي أثيرت فى وجه الإمام علي (ع) إلّا أنه استطاع في مدّة قليلة أن يسجلصفحات مشرقة و ساطعة في مجال تحقيق العدالة في القضاء والحكم وتقسيم الثروة والإدارة الصحيحة لشؤون البلاد والعباد.

وقد ضُرب بالسيف على رأسه ليلة التاسع عشر من شهر رمضان عام أربعين من الهجرة، عند أدائه لصلاة الفجر في محراب مسجد الكوفة بالعراق، على يد عبدالرحمن بن ملجم المرادي الخارجي، وحظّي بالشهادة في اليوم الحادي والعشرين من شهر رمضان من نفس العام و دُفن في ظهر الكوفة (النجف حالياً) حيث مرقده الآن.

ص: 12

وقد خلّف الإمام على (ع) ثروة علمية وفكرية شاملة لكل مناحي الحياة تتجلى في خطبه و رسائله السياسية والإدارية وحكمه و وصاياه و أقضيته و أحكامه (راجع نهج البلاغة و شروحه).

من كلماته:

«قِيمَةُ كُلِّ امْرِءٍ مَا يُحْسِنُه».

«التُّقَى رَئِيسُ الأَخْلاق».

«مَنْصَارَعَ الْحَقَّصَرَعَه».

«يَوْمُ الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُوم» «(1)»


1- نهج البلاغة، قصار الحكم، وراجع أيضاً غرر الحكم ودُرر الكلم للآمدي.

ص: 13

الإمام الثاني الإمام الحسن المجتبى (ع)

اشارة

وُلد الإمام الحسن (ع) في المدينة في منتصف شهر رمضان من العام الثالث من الهجرة.

والده: علي بن أبي طالب (ع)،

ووالدته: فاطمة (س) إبنة رسول الله (ص)،

وكنيته: أبو محمد.

وأشهر ألقابه: التقي، و الطيب، و الزكي، و السيد، و السبط، و الولي.

ولقد قال رسول الله (ص) لأسماء بنت عميس وأمّ سلمة عند ولادة الإمام الحسن (ع):

«احضروا عند فاطمة فإذا وقع ولدها واستهلّصارخاً فأذِّنا في أذنه اليمنى، و أَقيما في أُذُنه اليسرى، فإنّه لا يُفعل ذلك بمثله إلّا عُصم من

ص: 14

الشيطان ولا تحدثا شيئاً حتّى آتِيَكُما»

. ثمّ إن النبي (ص) قطع سرته وحنّكه وأطعمه بريقه الشريف، وضمه إلىصدره، ورفع يديه بالدعاءله: «اللّهمّ إنّي أعيذه بك، وذريته من الشيطان الرجيم ...» «(1)».

ثم سمّاه حسناً، و عقّ عنه بكبش واحد، و وزّع لحمه بين الفقراء، و لم يسرّ رسول الله (ص) والإمام علي (ع) والسيدة فاطمة (س) بهذا المولود المبارك بل سُرّ به كل أعضاء البيت النبويّ.

ولقد عاش الإمام الحسن (ع) مدة سبع سنوات وأشهراً مع جده رسول الله (ص)، وآل إليه أمر الإمامة بعد والده علي (ع) وكان له من العمر ثلاثٌ وثلاثون سنة، واستمرت خلافته (من بعد استشهاد والده أميرالمؤمنين وإلى يوم مصالحته لمعاوية) مدة ستة أشهر وثلاثة أيام.

ففي السنة الواحدة والأربعين من الهجرة اضطر الإمام الحسن (ع) للتصالح مع معاوية الذي عارض خلافة الإمام


1- كنزالعمال، المتقى الهندي، 13، ص 686.

ص: 15

رغم أنها كانت منصوصة عليها من جانب النّبي (ص).

ثم عاد الإمام الحسن (ع) إلى المدينة من الكوفة، ومكث في المدينة عشر سنوات ثم استشهد في اليوم الثامن والعشرين من شهرصفر، عام خمسين هجرية.

وكان سبب استشهاده (ع) أن معاوية أرسل مبلغ مائة ألف درهما إلى جعدةبنت الأشعث (زوجة الإمام) مع سمّ قاتل لتسمم به الإمامَ، ووعدها بأن تزوجه من ابنه يزيد، وفعلت ما طلبه منها.

هذا و يظهر من الأحاديث الوافرة أنّ رسول الله (ص) كان يُظهر حباً شديداً لابنته فاطمة الزهراء وولديه الحسن والحسين (ع).

فعن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسن بن علي (ع) إلّا فاضت عيناي دموعاً رحمة، وذاك أن رسول الله (ص) خرج يوماً فوجدني في المسجد، فأخذ بيدي فاتكأ عليّ ثم انطلقت معه حتى جئنا سوق بني قينقاع فما كلّمني فطاف فيه ونظر ثم رجع و رجعت معه فجلس في المسجد

ص: 16

فاحتبى ثم قال: «ادع لي لكاع» فأتى حسن يشتدّ حتى وقع في حجره فجعل يدخل يده في لحية رسول اللهصلى الله عليه [و آله]، وجعل رسول اللهصلى الله عليه [و آله] يفتح فمه ويدخل فمه في فمه ويقول:

«اللّهم إنّي أُحبه فأحبه وأحبَّ من يحبُه»

ثلاثاً «(1)».

وعن أبي هريرة أيضا قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:

«مَنْ أحبّ الحسن و الحسين فقد أحبّني، و من أبغضهما فقد أبغضني»

. ولقد ترك الإمام الحسن بن علي سجلًا حافلًا بصور الشجاعة والسماحة والسخاء والكرم والتقى والعبادة والأخلاق النبيلة و الأعمال الجليلة بالإضافة إلى التراث العلمي والفكري الزاخر.

وهو (ع) مدفون بالبقيع في المدينة المنورة إلى جانب أئمة ثلاث آخرين هم الإمام السجاد والإمام الباقر والإمام جعفر الصادق (ع).


1- تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج 13، ص 193.

ص: 17

من كلماته:

«لَا أَدَبَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ وَ لَا مُرُوَّةَ لِمَنْ لَا هِمَّةَ لَهُ وَلَا حَيَاءَ لِمَنْ لَا دِينَ لَهُ وَ رَأسُ الْعَقْلِ مُعَاشَرَةُ النَّاسِ بِالْجَمِيلِ وَ بِالْعَقْلِ تُدْرَكُ سَعادَةُ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً وَ مَنْ حَرُمَ مِنَ الْعَقْلِ حَرُمَهُمَا جَمِيعاً

» «(1)».


1- حياة الإمام حسن للقرشي، ج 1، ص 346.

ص: 18

الإمام الثالث الإمام الحسين (ع)

اشارة

وُلد الإمام الحسين (ع) بالمدينة في اليوم الثالث من شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة النبوية الشريفة.

والده: عليّ بن أبي طالب (ع)،

وامّه: فاطمة بنت رسول الله (ص)

وكنيته: أبوعبدالله.

و كان من ألقابه: الرضيّ و الرشيد و الطيّب و السيّد و السبط و الوفيّ و المبارك.

ولقد نزل جبرئيلُ من جانب الله تعالى على رسولِ الله (ص) مبشراً إيّاه بميلاده طالباً منه أن يسمّيه حسيناً.

وقد أذّن النبي (ص) في أذنه اليمنى و أقام في أذنه اليسرى. وعقَّ عنه في اليوم السابع من ولادته بكبشين، و

ص: 19

فرّق لحمهما على الفقراء و المساكين.

عاش الإمام الحسين (ع) ستاً و خمسين سنة، و أشهراً، ستة أعوام و أشهراً قضاها مع جده رسول الله (ص) و ثلاثين سنة بعد جده مع والده علي (ع) و عشر سنوات بعد والده مع أخيه و عشر سنوات بعد أخيه.

و قد استُشهد (ع) في يوم عاشوراء عام 61 هجرية في كربلاء بالعراق، و دفن جثمانه الطاهر في نفس تلك الأرض، التي استُشهِد فيها.

وكان السبب في استشهاده أنّه ثار ضد طاغية زمانه يزيد ابن معاوية الذي عبث بالإسلام وكان فاسقاً فاجراً لايصلح لقيادة الأمة الإسلامية، ثم توجه نحو العراق ليلبيّ نداءات أهله الذين استغاثوا به وطلبوا منه أن يقدم إليهم ويقيم الحكومة الإسلامية ويطبق أحكام الدين بعد طول إهمال للشريعة، فبعث إليه يزيد بجيش جرار مزود بتعليمات قاسية بقتله وقتل من معه وسحق حركته، والتنكيل به، و للأسف خانه من دعاه يومذاك من أهل

ص: 20

العراق، فقتل هو ورجاله وعددهم اثنان وسبعون، واحرقت خيامه، ونهبت أمواله، وسبيت نساؤه الزاكيات وحدث كل ذلك في اليوم العاشر من شهر محرم عام 61 هجرية «(1)».

ويسمى يوم مصرعه و مصرع أصحابه (يوم عاشوراء) الذي الّفت حوله آلاف الكتب المختصرة والمفصلة، وانشدت حوله آلاف القصائد القصيرة، والمطولة، مشيدةً بما أبرز فيها الحسين وأصحابه الشهداء من بطولة وبسالة ومروءة وإنسانية و شجاعة.

ولقدصرّح رسولُ الله (ص) في أحاديث كثيرة بإمامة الحسَن و الحسين (ع)

فقد قال النبي (ص) للحسن والحسين: «هذان ابناي إمامان قاما أو قعدا».

هذا مضافاً إلى أنّ الإمام الحسن (ع) عرّف به على أنّه الإمام من بعد وذلك قبل وفاته (ع).


1- بحار الأنوار للمجلسي، ج 44، ص 194- 386.

ص: 21

وعن الإمام الصادق (ع) قال- في حديث-:

«لمّا حضرت الحسنَ الوفاةُ دعا محمد بن علي- يعنى ابن الحنفية فقال له- بعد كلام: «يا محمدَ بنَ عليّ أما علمت أن الحُسينَ بْنَ عَليّ بعد وفاة نفسي و مفارقة روحي جسمي إمامٌ من بعدي وعندالله في الكتاب الماضي وراثة النبي أصابها في وراثة أبيه و أمه فعلم الله أنكم خير خلقه فاصطفى منكم محمداً و اختار محمداً (ص) و اختار محمدٌ علياً و اختارني علي للإمامة و اخترت أنا الحسين»

. فقال له محمد بن الحنفية: أنت إمامي وسيدي وأنت وسيلتي إلى محمد (ص) «(1)».

من كلماته:

«أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ قلَّ ذَلَّ وَ مَنْ جَادَ سَادَ وَ مَنْ بَخِلَ رَذُلَ وَ إِنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَى مَنْ لا يَرْجُوهُ وَ إِنَّ أَعْفَى النَّاسِ مَنْ عَفَا عَنْ قُدْرَةٍ وَ إِنَّ أَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ


1- اثبات الهداة، ج 5، ص 134- 171.

ص: 22

وَصَلَ مَنْ قَطَعَه ...».

«إِيَّاكَ وَ مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُسِي ءُ وَ لَا يَعْتَذِرُ وَ الْمُنَافِقُ كُلَّ يَوْمٍ يُسِي ءُ وَ يَعْتَذِر» «(1)».


1- تحف العقول، ص 171- 180 و موسوعة كلمات الامام الحسين 7.

ص: 23

الإمام الرابع الإمام زين العابدين (ع)

اشارة

وُلد عليّ بن الحسين (ع) في اليوم الخامس من شهر شعبان، عام ثمان وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة الشريفة في المدينة المنورة.

والده: الإمام الحسين بن على (ع)،

وامّه: شهربانو بنت يزدجرد،

وكنيته: ابو الحسن وأبوالقاسم وأبو محمد.

وأشهر القابه: زين العابدين، و سيد العابدين، و زين الصالحين، و السجاد.

استشهد الإمام زين العابدين (ع) في المدينة (مسموماً) في اليوم الثاني عشر من شهر محرم الحرام عام أربعة وتسعين من الهجرة ودفن في البقيع.

ص: 24

عاش (ع) في هذه الحياة سبعة وخمسين عاماً وكان عمره سنتين عندما استشهد جدّه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأدر ك عشر سنوات من فترة إمامة عمّه الإمام الحسن بن علي وعشر سنوات من فترة إمامة والده الإمام الحسين (ع) وكان عمره يوم عاشوراء عام واحد وستين من الهجرة اثنتين وعشرين سنة حيث رافق والده الشهيد في حركته الإصلاحية وشهد من كثب ماجرى في ذلك اليوم الرهيب، وعاش بعد والده خمسا وثلاثين سنة هي كل فترة إمامته.

ولقد نص والده الإمام الحسين بن علي (ع) على إمامته في روايات كثيرة منها ما عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله (ع) قال: إِن الحسين (ع) لماصار إلى العراق استودع أمّ سلمة رضي الله عنها الكتب والوصية فلما رجع عليُّ بن الحسين (ع) دفعتها إليه» «(1)».

وقد نقل الإمام السجاد جانباً كبيراً من حادثة


1- اثبات الهداة، ج 5، ص 134- 171.

ص: 25

عاشوراء الأليمة وحافظ عليها من الضياع لما فيها من الدروس و العبر والمناهج كما خلف ثروة علمية كبيرة مما ورثه من آبائه وأجداده الطاهرين وأبرز ما تركه من تركة علمية رسالة في الحقوق وكتاب مفصل في الدعاء اسمه (الصحيفة السجادية).

من أدعيته:

«اللَّهُمَّصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ سَدِّدْنِي لأَنْ أُعَارِضَ مَنْ غَشَّنِي بِالنُّصْحِ، وَ أَجْزِيَ مَنْ هَجَرَنِي بِالْبِرِّ، وَ أُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالْبَذْلِ، وَ أُكَافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ، وَ أُخَالِفَ مَنِ اغْتَابَنِي إِلَى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَ أَنْ أَشْكُرَ الْحَسَنَةَ، وَ أُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ» «(1)»


1- الدعاء رقم 20 من الصحيفة السجادية.

ص: 26

الإمام الخامس الإمام محمد الباقر (ع)

اشارة

وُلد محمد بن علي في المدينة في الأول من شهر رجب عام سبعة وخمسين أو تسعة وخمسين للهجرة.

والده: علي بن الحسين (ع)،

وامّه: فاطمة أمّ عبدالله بنت الإمام الحسن المجتبى (ع)،

و كنيته: ابو جعفر.

ولقبه: باقرالعلوم، و الشاكر، و الهادي.

عاش سبعة وخمسين عاماً و استشهد (مسموماً) في اليوم السابع من ذي الحجة سنة مائة وأربعة عشر من الهجرة النبوية وذلك في المدينة المنورة ودفن جسده الطاهر في مقبرة البقيع في المدينة نفسها.

و تدل على إمامته النصوص التيصرّح فيها والده

ص: 27

عليّ بن الحسين (ع) بإمامته وأوصى بها إليه.

فعن أبي جعفر الباقر (ع) قال: «لمّا حضرت علي بن الحسين 8 الوفاة أخرج سفطاً أوصُندوقاً عنده فقال: يا محمد احْمل هذا الصندوق قال: فحمل بين أربعة، فلمّا توفّي جاء إخوته يدَّعون في الصندوق سهماً قال: و الله ما لكم فيه شي ء و لو كان لكم فيه شي ء ما دفعه إليّ و كان في الصندوق سلاح رسول الله (ص) وكُتُبه «(1)».

وعن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جدّه قال: الْتَفَتَ علي بن الحسين إلى ولده و هو مشرفٌ على الموت و هم مجتمعون عنده ثمّ التفت إلى محمد بن عليّ ابنِهِ فقال: يا محمد هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك، ثمّ قال: أما إنّه لم يكن فيه دينار و لا درهم و لكنه كان مملوءاً علماً «(2)».

ولقد أخبر رسول الله (ص) أصحابه بحفيده هذا وما يتحقق على يديه من إنجازات علمية كبرى بما يظهره من


1- إثبات الهداة، ج 5، ص 261
2- المصدر السابق، ص 262.

ص: 28

المعارف المختلفة وما يتم على يده من نشر للحقائق في مختلف الأصعدة كالتفسير والعقيدة والموعظة وعلوم الطبيعة، و كان (ص) هو الذي سماه بالباقر، لأنّه يبقر العلم بقراً، ويستخرج كنوز المعرفة.

من كلماته:

«مَا شِيبَ شَيْ ءٌ بِشَيْ ءٍ أَحْسَنَ مِنْ حِلْمٍ بِعِلْمٍ».

«الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ وَ تَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ».

«لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِمَعْرِفَةٍ وَ لَا مَعْرِفَةَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَ مَنْ عَرَفَ دَلَّتْهُ مَعْرِفَتُهُ عَلَى الْعَمَلِ وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ فَلَا عَمَلَ لَه»

«(1)».


1- تحف العقول: ص 206- 220.

ص: 29

الإمام السادس الإمام جعفر الصادق (ع)

اشارة

وُلد الإمام جعفر الصادق (ع) بالمدينة يوم الإثنين، السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين هجرية.

والده: الاما م محمد الباقر (ع)،

وأُمّه: فاطمة المكناة بأم فروة وهي ابنة القاسم بن محمد.

لقبه: الصادق، والفاضل، والطاهر، والقائم، والكافل، والمنجي، والصابر.

وكنيته: ابوعبد الله وابوموسى.

استشهد (مسموماً كأبيه) في اليوم الخامس والعشرين من شهر شوال، سنة مائة وثمانية وأربعين من الهجرة و له من العمر ثمان و ستون سنة، و دفن جسمه الشريف في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.

ص: 30

أقام مع جدّه الإمام السجاد (ع) خمس عشرة سنة، و مع أبيه الإمام الباقر (ع) تسع عشرة سنة و كانت أيام إمامته أربعاً و ثلاثين سنة.

ولقد كان الإمام جعفر الصادق (ع) أبرز شخصيات عصره وأكثرهم شهرة من حيث العلم والفقه والحسب والنسب والعبادة ومكارم الأخلاق وقد شهد بذلك جمع كبير من العلماء، منهم: مالك بن أنس فقيه المدينة وإمام المذهب المالكي ومؤسسه حيث قال في حقه: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد (ع) فيقدم لي مِخَدّة و يعرف لي قدراً و يقول: يا مالك إنّي أحبّك فكنت أسَرُّ بذلك و أحمد الله عليه.

وقال عنه أيضا: و كان (ع) رجلًا لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إمّاصائماً و إمّا قائماً و إمّا ذاكراً و كان من عظماء العبْاد و أكابر الزهاد الذين يخشون الله عزّ و جلّ و كان كثير الحديث طيّب المجالسة كثير الفوائد.

فإذا قال: قال رسول الله (ص): اخضرّ مرّة و اصفرَّ

ص: 31

أخرى حتى ينكره من كان يعرفه.

و لقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد أن يَخِرَّ من راحلته فقلت: قل يا ابن رسول الله و لابدّ لك من أن تقول.

فقال:

يا ابن أبي عامر كيف أجسُرُ أن أقول: «لبيّك اللّهم لبيك» و أخشى أن يقول عز و جل لي: لا لبيك و لا سعديك ( «(1)»

) ويعتبر الإمام جعفر الصادق (ع) بحق مجدد الدين الاسلامي ومحيي السنّة المحمدية الشريفة لما قام به من نشر الأحاديث النبوية الشريفة بشكل واسع لم يسبق له نظير وحتى أنّ بعض أصحابه حفظ ثلاثين ألف حديثاً كما أنّه ربى علماء وناظر وجادل في مجالات العقيدة والشريعة و ألّف كتباً كثيرة و قد وصل إِلينا منه الشى ء الكثير الكثير رغم ضياع أشياء نتيجة الأحداث.


1- بحار الأنوار، ج 47، ص 16.

ص: 32

من كلماته:

«الْعَدْلُ أَحْلَى مِنَ الْمَاءِ يُصِيبُهُ الظَّمْآن».

«مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ رُضِيَ بِهِ حَكَماً لِغَيْرِهِ».

«عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْخَلُ بِالدُّنْيَا وَ هِيَ مُقْبِلَةٌ عَلَيْهِ أَوْ يَبْخَلُ بِهَا وَ هِيَ مُدْبِرَةٌ عَنْهُ فَلَا الإِنْفَاقُ مَعَ الإِقْبَالِ يَضُرُّهُ وَ لَا الإِمْسَاكُ مَعَ الإِدْبَارِ يَنْفَعُه».

«لَا تُشْعِرُوا قُلُوبَكُمُ الاشْتِغَالَ بِمَا قَدْ فَاتَ فَتَشْغَلُوا أَذْهَانَكُمْ عَنِ الاسْتِعْدَادِ لِمَا لَمْ يَأْت»

«(1)».


1- اصول الكافي، ج 2، ص 335.

ص: 33

الإمام السابع الإمام موسى بن جعفر (ع)

اشارة

وُلد الإمام موسى بن جعفر (ع) فى اليوم السابع من شهرصفر عام 128 هجرية في قرية تسمى بالأبواء بين مكة والمدينة.

والده: الامام جعفر الصادق (ع)

وإسم أُمّه: حميدة،

وكنيته: أبوالحسن وأبوابراهيم وأبوعلى وأبواسماعيل.

وألقابه: العبد الصالح، و النفس الزكية، و زين المجتهدين والصابر، والأمين، والزاهد، والصالح،

وأشهر ألقابه: الكاظم.

استشهد في 25 رجب سنة 183 هجرية في سجن سندي بن شاهك في بغداد في عهد هارون الرشيد ودفن في مقبرة قريش في المكان المعروف بالكاظمية وقد قضى

ص: 34

من عمره يومئذ خمساً وخمسين سنة.

اتصف مثل آبائه وأجداده الذين سبق ذكرهم من الأئمة الهداة بأخلاق نبيلة أبرزها الصبر والحلم والسخاء والكرم، والخوف من الله والعبادة مضافاً إلى العلم والفهم.

ورغم أنّ هذا الإمام (ع) تعرض لسنوات عديدة من السجن تزيد على عشر سنوات فقدخلف تركه علمية وثقافية غنية في مجالات الحديث والسنة والمناظرات والأدعية.

من كلماته:

«مَنِ اقْتَصَدَ وَ قَنِعَ بَقِيَتْ عَلَيْهِ النِّعْمَةُ وَ مَنْ بَذَّرَ وَ أَسْرَفَ زَالَتْ عَنْهُ النِّعْمَةُ وَ أَدَاءُ الأَمَانَةِ وَ الصِّدْقُ يَجْلِبَانِ الرِّزْقَ وَ الْخِيَانَةُ وَ الْكَذِبُ يَجْلِبَانِ الْفَقْرَ وَ النِّفَاق».

«إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ فَتُنْفِقَ مِثْلَيْهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّه».

«الْمُؤْمِنُ مِثْلُ كَفَّتَيِ الْمِيزَانِ كُلَّمَا زِيدَ فِي إِيمَانِهِ زِيدَ فِي بَلائِهِ»

«(1)».


1- تحف العقول، ص 301- 305.

ص: 35

الإمام الثامن الإمام على بن موسى الرضا (ع)

اشارة

وُلد علي بن موسى (ع)، في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 148 هجرية في المدينة المنورة.

والده: موسى بن جعفر (ع)،

وامّه: أُمّ البنين أو نجمة.

اسمه: على،

وكنيته: ابو الحسن.

وألقابه: الرضا، والصابر، والرضي، والوفي، والزكي والولي.

واشهر ألقابه: الرضا.

وقد توفي شهيداً في آخرصفرسنة 203 هجرية في ولاية طوس في قرية سناباد بإيران في عصر المأمون العباسي.

ودفن في نفس المكان أيضاً ومرقده الآن يزار من قبل

ص: 36

المسلمين من كلّ مكان ومن كلّ مذهب و فرقة.

وكان مدة عمره الشريف- بناء على ذلك- خمساً وخمسين سنة قضى منها خمساً وثلاثين مع والده الكريم وكانت إمامته حوالي عشرين عاماً.

عرف الإمام الرضا مضافاً إلى الأخلاق والصفات النبيلة بالعلم وقد جمعت طائفة كبيرة من أحاديثه و كتبه و مناظراته في كتاب يسمى بعيون أخبار الرضا.

و لقد تطرق إلى علوم كثيرة منها الطب.

من كلماته:

«مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ وَ مَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ وَ مَنْ خَافَ أَمِنَ وَ مَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ وَ مَنْ فَهِمَ عَلِمَ وَصَدِيقُ الْجَاهِلِ فِي تَعَب وَ أَفْضَلُ الْمَالِ مَا وُقِيَ بِهِ الْعِرْضُ وَ أَفْضَلُ الْعَقْلِ مَعْرِفَةُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ وَ الْمُؤْمِنُ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ عَنْ حَقٍّ وَ إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَأْخُذْ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّه»

«(1)».


1- بحار الأنوار، ج 78، ص 334- 358.

ص: 37

الإمام التاسع الإمام محمد الجواد (ع)

اشارة

وُلد الإمام محمد التقي (ع) في الخامس عشر أو التاسع عشر من شهر رجب المبارك سنة مائة وخمس وتسعين هجرية في المدينة المنورة.

اسم والده: عليّ بن موسى الرضا (ع)

واسم والدته: سبيكة أو خيزران.

كنيته: أبوجعفر

وألقابه: القانع، والمرتضى، والجواد، والتقي.

كان عمره سبعة أعوام وثمانية أشهر عندما استشهد والده، وكانت مدة إمامته سبعة عشراً عاماً.

استدعي هو و زوجته أمّ الفضل إلى بغداد من قبل الخليفة العباسى المعتصم فدخل بغداد في الثامن والعشرين من شهر محرم عام مائتين وعشرين وتوفي نفس ذلك العام

ص: 38

شهيداً ودفن في مقابر قريش عند قبر جده الإمام موسى بن جعفر (ع) ولم يمض من عمره إلّا خمسة وعشرون عاماً وعدة أشهر.

ورغم أن هذا الإمام العظيم لم يعش إلّا قصيراً إلّا أنّه استطاع إن يتحف الأمة الإسلامية بثروة حديثية وعلمية عظيمة أوصلها إلى الأمة عبر أصحابه ورواة أحاديثه ومن خلال الإجابات والمكاتبات الّتي قام بها، أغنت المكتبة الإسلامية.

من كلماته:

«مَنْ أَمَّلَ إِنْسَاناً فَقَدْ هَابَهُ وَ مَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَابَهُ وَ الْفُرْصَةُ خُلْسَةٌ وَ مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ سَقِمَ جَسَدُهُ وَ عُنْوَانُصَحِيفَةِ الْمُؤْمِنِ حُسْنُ خُلُقِه».

«فَسَادُ الأَخْلَاقِ بِمُعَاشَرَةِ السُّفَهَاءِ وَصَلاحُ الأَخْلاقِ بِمُنَافَسَةِ الْعُقَلاءِ وَ الْخَلْقُ أَشْكَالٌ فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه» «(1)»


1- الإمام الجواد من المهد إلى اللحد للقزويني، ص 365- 376.

ص: 39

الإمام العاشر الإمام الهادي (ع)

اشارة

وُلد الإمام عليّ النقي (ع) في منتصف شهر ذي الحجة، سنة مائتين و اثنى عشر من الهجرة في منطقة تدعى (صريا) قرب المدينة المنورة.

والده: الإمام محمد التقي (ع)

وامّه: سمانة.

كنيته: أبوالحسن

وألقابه: الهادي، والعالم، والفقيه، والأمين، والمؤتمن، والطيب، والمتوكل، والعسكري والنجيب وكان يدعى بأبي الحسن الثالث أيضاً.

التحق (ع) بربّه الكريم (شهيداً) في اليوم الثالث من شهر رجب، سنة مائتين و أربعة وخمسين بعد الهجرة بناء على بعض الأقوال و ذلك في مدينة سامراء ودفن في نفس ذلك

ص: 40

البلد، وكان قد قضى من عمره الشريف حوالي اثنين وأربعين عاماً قضى منها مع والده ثمان سنوات، وكانت مدة إمامته حوالي ثلاث و ثلاثين سنة.

ولقد نص على إمامته والده الإمام الجواد (ع) في روايات عديدة مذكورة في محلّها.

أغنى الإمام الهادي (ع) بما رواه ونقله من أحاديث كثيرة من آبائه وأجداده في شتى مجالات المعرفة وما بثه من العلوم في مختلف حقول الحياة، أغنى المكتبة الإسلامية وآثراها ممّا دفع بالعلماء إلى الإشادة بعلمه إلى جانب بقية أخلاقه العظيمة فقد قال ابن حجر الهيتمى عنه: كان علي الهادي وارث إبيه علماً وسخاءً «(1)».

من كلماته:

«إِيَّاكَ وَ الْحَسَدَ فَإِنَّهُ يَبِينُ فِيكَ وَ لا يَعْمَلُ فِي عَدُوِّك».


1- الصواعق المحرقة للهيتمي، ص 206.

ص: 41

«وَ الْعُجْبُصَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْم».

«الْجَاهِلُ أَسِيرُ لِسَانِه»

«(1)».


1- الإمام علي الهادي، باقر شريف القرشي، ص 156- 165.

ص: 42

الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري (ع)

اشارة

وُلد الإمام العسكري (ع) في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني من عام مائتين واثنين وثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة.

اسم والده: علي بن محمد

واسم أُمّه: حُدَيث أو سوسن.

كنيته: أبو محمد

وألقابه: الصامت، والهادي، والرفيق، والزكي، والنقي، والخالص، والعسكري.

توفي شهيداً في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني عام مائتين وستين ودفن جسمه الشريف عند قبر والده في مدينة سامراء بالعراق.

ص: 43

وكان عمره عند وفاته ثمانية وعشرين عاماً وكانت مدة إمامته حوالي ستة أعوام فقط.

وهذا الإمام رغم قصر عمره ورغم الظروف العسيرة التى عاصرها وعايشها نهض بأعباء ثقيلة فقد روي عن آبائه وأجداده أحاديث رواها عنه أكثر من مائتين من الرواة ورد على الكثير من الاستفسارات العلمية والفكرية ورعى أتباع أهل البيت في حقبة كانت تعد من أحلك الظروف وقام بتصريف شؤونهم المتنوعة في ظلّ أوضاع اقتصادية وسياسية معاكسة، وقارع الانحرافات العقائدية وناظر وحاضر فيها، ومهد الأرضية لتوجيه أنظار المجتمع إلى الإمام المهدي كأُخر امام من الأئمة الاثنى عشر، و الأعداد لطرح إمامته مع ما يكتنفها من خصوصيات تميز عن سائر الأئمة فهو الموعود به لإصلاح العالم في آخر الزمان وإقامة الحكومة الإسلامية العالمية وهو الذي سيملأ الله به الأرض قسطاً و عدلًا بعد إنْ مُلئَت ظلماً وجوراً. وكانت هذه وغيرها أعباء ينوء بحملها عظماء

ص: 44

الرجال ويعجز عن القيام بها المحترفون من القادة، ولكن الإمام قام بها وبغيرها بما أوتي من الشجاعة والجرأة، والعلم والحكمة وعظيم الصفات وكريم الخصال.

ولقد ترك الإمام كنزاً زاخراً بالعلوم والمعارف في شتى الحقول وخاصة في مجال التفسير ينبغي للمسلمين الاستفادة منه والاقتباس من أنواره.

من كلماته:

«لا يَشْغَلْكَ رِزْقٌ مَضْمُونٌ عَنْ عَمَلٍ مَفْرُوضٍ».

«خَصْلَتَانِ لَيْسَ فَوْقَهُمَا شَيْ ءٌ الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَ نَفْعُ الإِخْوَانِ».

«مَا مِنْ بَلِيَّةٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِيهَا نِعْمَةٌ تُحِيطُ بِهَا»

«(1)».


1- تحف العقول، ص 363- 364.

ص: 45

الإمام الثاني عشر الإمام المهدي عجل الله ظهوره المبارك

وُلد الإمام المهدي (ع) في منتصف شهر شعبان سنة مائتين وخمسة وخمسين هجرية في سامراء.

اسمه: اسم رسول الله (محمد)

وكنيته: كنية رسول الله (ابوالقاسم).

والده: الإمام الحسن العسكري،

واسم امّه: نرجس.

كان عمره عند وفاة والده: خمس سنوات وقد آلت الإمامة اليه في ذلك السن القليل وتمتع بالعلم والحكمة كما أوتي يحيى بن زكريا (ع) النبوة وهوصبي وكما كان عيسى (ع) نبياً وهو في المهد.

القابه: الحجة، والقائم، و المهدي، والخلف الصالح،

ص: 46

وصاحب الزمان، وصاحب الأمر.

ولقد رأى جماعة من خواص أصحاب الإمام الحسن العسكري (ع) الإمام المهدي بعد ولادته ويوم كانصغيراً، أو سمعوا أخبار ميلاده حين وقوعه.

فقد قالت السيدة حكيمة بنت محمد بن علي وعمة الإمام الحسن العسكري (ع): أنها رأت القائم (ع) ليلة مولده و بعد ذلك.

وعن فتح مولى الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه رآه و وصف له قده.

وعن عمرو الأهوازي قال: أرانيه أبو محمد و قال هذاصاحبكم «(1)».

والإمام المهدي (ع) هو الذي وعد الله فى آيات قرآنية عديدة، كما وعد النبي الكريم في مئات الأحاديث بظهوره واصلاح وضع العالم على يديه، وملئه قسطاً وعدلًا بعد


1- راجع إكمال الدين للصدوق والإرشاد للمفيد واعلام الورى للطبرسي وغيرهما.

ص: 47

أن تملأَ جوراً وظلماً، وهو الآن ينتظر الإذن الالهي ليظهر ويقوم بمهمته العظمى.

وقد قال رسول الله (ص) فى حديث يرويه اصحاب الصحاح والسنن والمسانيد:

(لولم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج (أو يملك أو يكون) رجل من ولدي (أو من عترتي أو من ذريتي) اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلًا بعد ان تملأ ظلماً وجورا)

«(1)» كما قال (ص):

(المهدي من ولد فاطمة) «(2)»

وقال:

(المهدي من ولد الحسين)

«(3)» راجع لمعرفة اوصافه وشمائله وعلائم ظهوره وملامح حكومته- مضافاً إلى الصواعق المحرقة لابن حجر و سير اعلام النبلاء للذهبى ونور الأبصار للشبلنجى والاتحاف


1- عقد الدرر للسلمي المقدسي، ص 25- 32
2- راجع عقد الدرر للسلمي المقدسي، طبعة دار الكتب العلمية بيروت ونور الأبصار للشبلنجي، والصواعق المحرقة، طبعة القاهرة
3- راجع المصادر السابقة.

ص: 48

بحب الاشراف للشبراوى وعقد الدرر للمقدسي- بحارالأنوار للمجلسي واكمال الدين للصدوق والغيبة للطوسى والغيبة للنعمانى ومنتخب الأثر للصافى من الامامية وغيرها.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.