فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة

هوية الکتاب

المؤلف: السيد مرتضى الفيروزآبادي

الناشر: منشورات فيروزآبادي

المطبعة: مطبعة الأمير

الطبعة: 2

الموضوع : الحديث وعلومه

تاريخ النشر : 1424 ه-.ق

ISBN (ردمك): 964-6406-18-1

فضائل الخمسة

المکتبة الإسلامية

ص: 1

المجلد 1

اشارة

ص: 2

منشورات فيروز آبادي

(هوية الکتاب)

اسم الکتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة

المؤلف: آية الله العظمی السيد مرتضی الفيروزآبادي قدس سره

الناشر: منشورات فيروزآبادي - قم، تلفن 7741545

تاريخ النشر: شوال 1424 ه ق - 1382 ه ش

الطبعة: الثانية

المطبعة: امير

الصفحات: 1360 صفحة (ثلاث مجلدات)

الکمية: 1000 نسخة

رقم الشابک: 1-18-6406-964 ISBN

حقوق الطبع والتقليد محفوظة للناشر، لايجوز للغير.

ص: 3

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

وغيرها من الکتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة

تأليف: العلامة السيد مرتضی الحسيني الفيروزآبادي

الجزء الأول

منشورات فيروزآبادي

تلفن: 7741545-0251

ص: 4

المقدمة

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

الحمد للّه كثيراً ، وسبحان اللّه بكرة واصيلا ، والصلاة والسلام على من أرسله اللّه مبشراً ونذيرا ، محمد وأهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، سيما ابن عمه المنصوب علماً واميراً ، واللعنة على اعدائهم ومن عادى أولياءهم ، ووالى اعداءهم الذي أعد اللّه لهم سعيراً ، إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظاً وزفيراً.

(اما بعد) فهذه نبذة من فضائل الخمسة - عليهم السلام.

وقد أخذتها من الصحاح الستة وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنّة والجماعة فجمعتها وأودعتها في هذه الكراريس رجاء أن ينتفع بها المسلمون عامة ، فان كان الناظر فيها من أهل الخلاف اهتدى بها إن شاء اللّه تعالى ، وان كان من أهل الهدى والايمان زادته هذه ايماناً ، واللّه ولي التوفيق ، وقد رتبت الكتاب على خمسة مقاصد وخاتمة.

ص: 5

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

1402 ه - 1982 م

ص: 6

المقصد الأول : في فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه ابواب

اشارة

ص: 7

ص: 8

باب : في نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانه لم يخرج من سفاح من لدن آدم عليه السلام

[كنز العمال ج 6 ص 300] قال : عن ابن عباس قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله يقول : أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لوى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد ابن أدد بن الهميسع بن يشحب بن نبت بن حميل بن قيدار بن اسماعيل ابن ابراهيم بن تارخ بن ناحور بن اشوع بن ارعوس بن فالغ بن عابر - وهو هود النبي - بن شانح بن ارفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ - وهو ادريس - بن يرد بن قينان بن انوش بن شيث ابن آدم عليه السلام ، قال اخرجه الديلمى.

[كنز العمال ج 6 ص 106] قال كنت وآدم في الجنة في صلبه ، وركب بى السفينة في صلب ابي نوح ، وقذف بي في النار في صلب ابراهيم ، لم يلتق أبواي قط على سفاح ، ولم يزل اللّه ينقلني من الاصلاب الحسنة الى الأرحام الطاهرة ، صفي مهدي ، لا ينشعب

ص: 9

شعبتان إلا كنت في خيرهما ، قد أخذ اللّه بالنبوة ميثاقي ، وبالاسلام عهدي ، ونشر في التوراة والانجيل ذكري وبيّن كل نبي صفتي ، تشرق الأرض بنوري ، والغمام لوجهي ، وعلمني كتابه ، ورقاني في سمائه ، وشق لي اسماً من أسمائه ، فذو العرش محمود وأنا محمد ، وعدني ان يحبوني بالحوض والكوثر ، وان يجعلني أول شافع ، واول مشفع ، ثم أخرجني من خير قرن لامتي ، وهم الحمادون ، يأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، (قال) أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[طبقات ابن سعد - وهو الكتاب المعروف بالطبقات الكبرى - ج 1 القسم 1 ص 31] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي بن الحسين ان النبي صلى الله عليه وآله قال إنما خرجت من نكاح ، ولم اخرج من سفاح من لدن آدم ، لم يصبني من سفاح أهل الجاهلية شيء ، لم أخرج إلا من طهره (اقول) والاخبار في خروجه (صلی الله عليه وآله وسلم) من نكاح وعدم خروجه من سفاح من لدن آدم كثيرة قد اكتفينا منها بالخبرين المذكورين.

ص: 10

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً

[صحيح الترمذي ج 2 ص 269] روى بسنده عن المطلب ابن ابي وداعة قال جاء العباس الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فكأنه سمع شيئا فقام النبي صلى الله عليه وآله على المنبر فقال من أنا؟ فقالوا أنت رسول اللّه ، قال أنا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ، ان اللّه خلق الخلق فجعلني من خيرهم فرقة ، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتاً ، وخيرهم نسباً.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 73] روى بسنده عن عبد اللّه ابن عمر قال بينا نحن جلوس بفناء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال ابو سفيان ان مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط التبن ، فانطلقت المرأة فاخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعرف الغضب في وجهه ، فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ، ان اللّه تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار

ص: 11

العليا فاسكنها من شاء من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضراً ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فانا من بني هاشم من خيار الى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.

[ذخائر العقبى ص 10] قال عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ان اللّه اصطفى من ولد آدم ابراهيم واتخذه خليلاً واصطفى من ولد ابراهيم اسماعيل ، ثم اصطفى من ولد اسماعيل نزاراً ، ثم اصطفى من ولد نزار مضراً ، ثم اصطفى من مضر كنانة ، ثم اصطفى من كنانة قريشاً ، ثم اصطفى من قريش بني هاشم ، ثم اصطفى من بني هاشم بني عبد المطلب ، ثم اصطفانى من عبد المطلب (ثم قال) اخرجه بهذا السياق ابو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، واخرجه مسلم والترمذي وأبو حاتم مختصرا.

[كنز العمال ج 6 ص 108] ولفظه : انا أشرف الناس حسباً ولا فخر وأكرم الناس قدراً ولا فخر ، أيها الناس من أتانا أتيناه ، ومن أكرمنا أكرمناه ، ومن كاتبنا كاتبناه ، ومن شيع موتانا شيعنا موتاه ، ومن قام بحقنا قمنا بحقه ، ايها الناس حاسبوا الناس على قدر أحسابهم ، وخالطوا الناس على قدر أديانهم ، وأنزلوا الناس على قدر مرواتهم ، وداروا الناس يغفر لكم (قال) أخرجه الديلمي عن جابر يعني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الاحزاب (قال) واخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وابو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس (رضی الله عنه) قال : قال رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ان اللّه قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً ، فذاك قوله : (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ) فانا من أصحاب اليمين

ص: 12

وانا خير أصحاب اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثاً فجعلني في خيرها ثلثاً ، فذلك قوله : ( فَأَصْحٰابُ اَلْمَيْمَنَةِ مٰا أَصْحٰابُ اَلْمَيْمَنَةِ وأَصْحٰابُ اَلْمَشْئَمَةِ مٰا أَصْحٰابُ اَلْمَشْئَمَةِ واَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ) فانا من السابقين ، وانا خير السابقين ، ثم جعل الاثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة ، وذلك قوله : ( وجَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وقَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ) وأنا أتقى ولد آدم واكرمهم على اللّه ولا فخر ، ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً ، فذلك قوله : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فانا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.

ص: 13

باب : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد

[صحيح الترمذي ج 2 ص 282] روى بسنده عن ابي هريرة (قال) قالوا يا رسول اللّه متى وجبت لك النبوة. (قال) وآدم بين الروح والجسد.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 600] روى بسنده عن العرباض (ابن سارية) السلمى (قال) سمعت النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول اني عند اللّه في أول الكتاب لخاتم النبيين وان آدم لمنجدل في طينته ... (الحديث).

[حلية الأولياء ج 7 ص 122] روى بسنده عن ميسرة الفخر (قال) قلت يا رسول اللّه متى كتبت؟ (قال) فقال الناس مه ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعوه كتبت نبياً وآدم بين الروح والجسد.

[تاريخ بغداد ج 3 ص 70] روى بسنده عن أبي هريرة (قال) سئل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم متى وجبت لك النبوة؟ (قال) بين خلق آدم ونفخ الروح فيه.

ص: 14

باب : في تولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 63] روى بأسناد متعددة ان آمنة بنت وهب قالت لقد علقت به - تعني رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فما وجدت له مشقة حتى وضعته ، فلما فصل مني خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق الى المغرب ثم وقع على الارض معتمداً على يديه ، ثم أخذ قبضة من تراب فقبضها ورفع رأسه الى السماء (وقال بعضهم) وقع جاثياً على ركبتيه رافعاً رأسه الى السماء وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رأيت اعناق الابل ببصري.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 64] روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه العباس بن عبد المطلب (قال) ولد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مختوناً مسروراً وأعجب ذلك عبد المطلب وحظى عنده ، وقال ليكونن لابني هذا شأن فكان له شأن.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 220] قال : وعن عثمان بن أبي العاص (قال) اخبرتني امي قالت شهدت آمنة لما ولدت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل حتى اني أقول لتقعن

ص: 15

عليّ ، فلما ولدت خرج لها نور اضاء له البيت الذي نحن فيه والدار ، فما شيء أنظر اليه إلا نور (قال) رواه الطبراني.

[تاريخ بغداد ج 1 ص 329] روى بسنده عن انس (قال) قال رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) من كرامتي اني ولدت مختوناً ولم ير أحد سوأتي.

ص: 16

باب : في صفة خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 120] روى بسنده عن رجل من الانصار انه سأل علياً - وهو محتب بحمائل سيفه في مسجد الكوفة - عن نعت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) وصفته (قال) كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ابيض اللون مشربا حمرة ادعج العين سبط الشعركث اللحية سهل الخد ، ذا وفرة دقيق المسربة ، كأن عنقه ابريق فضة ، له شعر من لبته الى سرته ، تجري كالقضيب ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره ، شئن الكف والقدم ، اذا مشى كأنما ينحدر من صبب ، واذا مشى كأنما يتقلع من صخر ، إذا التفت التفت جميعاً كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ ، ولريح عرقه اطيب من المسك الاذفر ، ليس بالقصير ، ولا بالطويل ، ولا بالعاجز ، ولا اللئيم ، لم ار قبله ولا بعده مثله.

[كنز العمال ج 4 ص 34] قال عن أبي هريرة (قال) توفي رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول فلما كان صبيحة الخميس اذا نحن بشيخ قد جاء فقال انا حبر من احبار بيت المقدس ، فقال يا علي صف لنا صفات رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم)

ص: 17

كأني انظر اليه فقال : بأبي وامي لم يكن بالطويل الذاهب ، ولا بالقصير ، كان ربعة من الرجال ، ابيض مشرباً حمرة ، جعد المفرق ، شعره الى شحمة اذنيه ، صلت الجبين ، واضح الخدين مقرون الحاجبين ، ادعج العينين ، سبط الاشفار ، اقنى الانف ، دقيق المسربة ، مفلج الثنايا ، كث اللحية ، كأن عنقه ابريق فضة ، كأن الذهب يجري في تراقيه ، عرقه في وجهه كاللؤلؤ ، شئن الكفين والقدمين ، له شعرات ما بين لبته الى صدره تجري كالقضيب لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها ، يفوح منه ريح المسك اذا قام غمر الناس واذا مشى فكأنما يتقلع من صخرة اذا التفت التفت جميعاً واذا انحدر فكأنما ينحدر في صبب اطهر الناس خلقاً واشجع الناس قلباً واسخى الناس كفاً لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبداً (قال) الحبر يا عليّ أني أصبت في التوراة هذه الصفة ، ايقنت ان لا إله الا اللّه وان محمداً رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) قال اخرجه ابن عساكر (اقول) : وذكر المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 195) حديثاً عن ابن عمر أن اليهود جاءوا الى ابي بكر فقالوا صف لنا صاحبك فاحالهم على علي بن ابي طالب (عليه السلام) فوصفه لهم بما يقرب مما ذكر في حديث ابي هريرة وسيأتي ذكره ان شاء اللّه تعالى في باب رجوع ابي بكر الى علي (عليه السلام) فانتظر.

ص: 18

باب : في صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والانجيل

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 2 ص 174] روى بسنده عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد اللّه بن عمرو بن العاص فقلت أخبرني عن صفة رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) في التوراة ، فقال اجل واللّه انه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن ( يٰا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً) وحرزاً للأُميين وانت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، لست بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالاسواق ، (قال) يونس : ولا صخاب في الاسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بان يقولوا لا إله إلا اللّه ، فيفتح بها اعيناً عمياً ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا (قال عطاء) لقيت كعبا فسألته فما اختلفا في حروف إلا أن كعبا يقول بلغته : أعيناً عمومي ، وآذاناً صمومي ، وقلوباً غلوفي ، قال يونس غلفاً.

[حلية الأولياء ج 5 ص 386] روى بسنده عن ابن اخي كعب (قال) قال كعب : انا لنجد نعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) في سطر من كتاب اللّه نجده في سطر محمد رسول اللّه ، وأُمته الحمادون يحمدون اللّه على كل

ص: 19

حال ، ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس ، يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة ، يأتزرون على أوساطهم ، ويوضؤن أطرافهم ، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل ، ونجده في سطر آخر محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة ، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 89] روى بسنده عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل مريس وانه كان يتيما في حجر امه وعمه وانه كان يقرأ الانجيل (قال) فاخذت مصحفا لعمي فقرأته حتى مرت بي ورقة فانكرت كتابتها حين مرت بي ومسستها بيدي (قال) فنظرت فاذا فصول الورقة ملصق بغراء قال ففتقتها فوجدت فيها نعت محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) انه لا قصير ولا طويل ، ابيض ، ذو ضفيرتين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ، ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ، ويلبس قميصاً مرقوعاً ومن فعل ذلك فقد بريء من الكبر ، وهو يفعل ذلك ، وهو من ذرية اسماعيل اسمه احمد (قال سهل) فلما انتهيت الى هذا من ذكر محمد (صلی الله عليه وآله وسلم) جاء عمي فلما رأى الورقة ضربني وقال ما لَكَ وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت فيها نعت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) احمد فقال انه لم يأت بعد.

ص: 20

باب : في ان هدى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أحسن الهدى

[صحيح مسلم في كتاب الجمعة في باب تخفيف الصلاة والجمعة] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبد اللّه (قال) كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) اذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش (يقول) صبحكم ومساكم (ويقول) بعثت انا والساعة كهاتين - ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى - (ويقول) أما بعد : فان خير الحديث كتاب اللّه وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (ثم يقول) انا اولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالاً فلأهله ومن ترك ديناً أو ضياعا فإليّ وعليّ وانا وليّ المؤمنين.

[صحيح النسائي ج 1 ص 234] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه (قال) كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول في خطبته يحمد اللّه ويثنى عليه بما هو اهله (ثم يقول) من يهده اللّه فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، ان اصدق الحديث كتاب اللّه ، وأحسن الهدى هدى محمد ، وشر الامور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ،

ص: 21

وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار (الحديث).

[صحيح النسائي ج 1 ص 193] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر ان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) كان يقول : - في صلاته بعد التشهد - احسن الكلام كلام اللّه ، واحسن الهدى هدى محمد (صلی الله عليه وآله وسلم).

ص: 22

باب : في اسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى ( من بعدي اسمه احمد) في سورة الصف (روى) بسنده عن محمد بن جبير ابن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يقول : ان لي أسماء أنا محمد ، وأنا احمد ، وانا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر ، وانا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب (اقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل في باب اسمائه (صلی الله عليه وآله وسلم) (وقال) وانا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 4 ص 404] روى بسنده عن ابي موسى قال سمي لنا رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) نفسه اسماء ، منها ما حفظنا ، ومنها ما لم نحفظ (فقال) انا محمد ، وانا احمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة ونبي الملحمة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 5 ص 405] روى بسنده عن حذيفة (قال) بينما أنا امشي في طريق المدينة ، قال إذاً رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) يمشي فسمعته يقول : أنا محمد ، وأنا أحمد ، ونبي الرحمة ،

ص: 23

ونبي التوبة ، والحاشر ، والمقفي ونبي الملاحم.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 273] روى بسنده عن نافع بن جبير انه دخل على عبد الملك بن مروان فقال أتحصى أسماء رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) التي كان جبير بن مطعم يعدها؟ (قال) : نعم هي ست ، محمد ، واحمد ، وخاتم وحاشر ، وعاقب ، وماح. فاما حاشر فيبعث مع الساعة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، واما عاقب فانه عقب الانبياء ، واما ماح فان اللّه ماح به سيئات من اتبعه.

[كنز العمال ج 6 ص 116] ولفظه ان لي عند ربي عز وجل عشرة اسماء : محمد واحمد ، وابو القاسم ، والفاتح ، والخاتم ، والماحي ، والعاقب والحاشر ، ويس ، وطه ، (قال) اخرجه ابن عدي وابن عساكر عن ابي الفضل.

ص: 24

باب : في نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله

[صحيح البخاري] في كتاب العلم في باب ما يذكر في المناولة (روى) بسنده عن انس بن مالك قال كتب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) كتاباً - او اراد ان يكتب - فقيل له إنهم لا يقرؤن كتاباً الا مختوماً ، فاتخذ خاتما من فضة نقشه محمد رسول اللّه ، كأني انظر الى بياضه في يده (اقول) ورواه النسائي ايضاً في صحيحه (ج 2 ص 289) وقال أراد رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ان يكتب الى الروم فقالوا إنهم لا يقرؤن كتابا إلا مختوما (الحديث).

[صحيح الترمذي ج 1 ص 325] روى بسنده عن انس بن مالك (قال) كان نقش خاتم النبي ، محمد سطر ، ورسول سطر ، واللّه سطر.

[صحيح النسائي ج 2 ص 295] روى بسنده عن ابن عمر (قال) كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يتختم بخاتم من ذهب ، ثم طرحه ولبس خاتما من ورق ، ونقش عليه محمد رسول اللّه (ثم قال) : لا ينبغي لاحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا وجعل فصه في بطن كفه.

ص: 25

باب : في حسن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونور وجهه

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) روى بسنده عن أبي اسحاق (قال) سمعت البراء يقول كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) أحسن الناس وجهاً ، واحسنهم خلقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن البراء (قال) كان النبي صلى الله عليه وآله مربوعاً ، بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أُذنيه رأيته في حلة حمراء لم أرَ شيئاً قط أحسن منه.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن ابي اسحاق (قال) سئل البراء أكان وجه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) مثل السيف؟ قال لا بل مثل القمر.

[صحيح البخاري] روى في الباب المتقدم عن عبد اللّه بن كعب (قال) سمعت كعب بن مالك يحدث - حين تخلف عن تبوك - (قال) فلما سلمت على رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) اذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا

ص: 26

نعرف ذلك منه.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ابيض مليح الوجه (روى) بسنده عن الجريري عن أبي الطفيل (قال) قلت له أرأيت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم)؟ قال نعم كان ابيض مليح الوجه.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 133] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال رأيت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) في ليلة إضحيان (أي مقمرة) فجعلت انظر الى رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 2 ص 305] روى بسنده عن ابي هريرة (يقول) ما رأيت شيئا احسن من رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) كان كأن الشمس تجري في جبهته ، وما رأيت احداً اسرع في مشيته من رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) كأنما الارض تطوي له ، انا لنجهد انفسنا وانه لغير مكترث (الحديث).

[سنن الدارمي ج 1 ص 30] روى بسنده عن ابي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر (قال) قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء : صفي لنا رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فقالت يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة.

[سنن الدارمي ج 1 ص 30] روى بسنده عن ابن عباس (قال) كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) افلج الثنيتين ، اذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه.

[تاريخ بغداد ج 5 ص 439] روى بسنده عن جابر عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) (قال) هبط علي جبرئيل فقال : يا محمد ان اللّه يقرأ عليك السلام ويقول : حبيبي النبي كسوت حسن يوسف من نور الكرسي ،

ص: 27

وكسوت حسن وجهك من نور عرشي ، وما خلقت خلقاً أحسن منك يا محمد.

[كنز العمال ج 6 ص 297] قال : عن عائشة قالت : استمرت من حفصة بنت رواحة ابرة كنت اخيط بها ثوب رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فسقطت عني الابرة فطلبتها فلم اقدر عليها ، فدخل رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فتبينت الابرة بشعاع نور وجهه فضحكت ، فقال يا حميراء لم ضحكت؟ قلت كان كيت وكيت فنادى باعلي صوته يا عائشة الويل ثم الويل لمن حرم النظر الى هذا الوجه ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر الى وجهي (قال) اخرجه الديلمي وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 279] قال وعن ابي قرصافة (قال) لما بايعنا رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) أنا وأمي وخالتي ، ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي امي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن منه وجهاً ، ولا انقى ثوباً ولا الين كلاماً ، ورأينا كأن النور يخرج من فيه (قال) رواه الطبراني (اقول) وذكر المناوي في كنوز الحقائق (ص 155) حديثاً مرسلاً عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، ولفظه النظر الى عبادة - يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم - (قال) اخرجه الطبراني والحاكم.

ص: 28

باب : في طيب رائحة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ولين مسه والتكفؤ في مشيته وطيب عرقه واخفاء الأرض ما يدفع منه.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب صفة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) روى بسنده عن ابي جحيفة (قال) : خرج رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) بالهاجرة الى البطحاء فتوضأ ثم صلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة (الى ان قال) وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم (قال) فاخذت بيده فوضعتها على وجهي فاذا هي ابرد من الثلج ، واطيب رائحة من المسك.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) روى بسنده عن انس قال ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً اطيب من ريح رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ولا مسست شيئاً قط ديباجاً ولا حريراً الين مساً من رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم).

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب طيب رائحة النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) (روى) بسنده عن انس قال كان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ازهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ اذا مشى تكفأ ولا مسست ديباجة ولا حريرة الين من كف رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ولا شممت مسكة ولا عنبرة اطيب من رائحة

ص: 29

رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم).

[صحيح الترمذي ج 1 ص 363] روى بسنده عن انس قال خدمت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عشر سنين فما قال لي اف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟ وكان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) من احسن الناس خلقاً ، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً ولا شيئاً كان الين من كف رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان اطيب من عرق النبي (صلی الله عليه وآله وسلم).

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 136] روى بسنده عن انس ابن مالك قال دخل علينا النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فنام عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) فقال يا ام سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو اطيب من الطيب.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 4 ص 161] روى بسنده عن جابر بن يزيد الاسود السوائي عن ابيه انه صلّى مع النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) الصبح (الى ان قال) ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم (قال) فاخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ابرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك.

[سنن الدارمي ج 1 ص 31] روى بسنده عن رجل من بني حريش قال كنت مع أبي حين رجم رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ما عز بن مالك فلما اخذته الحجارة أرعبت فضمني اليه رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) فسال عليّ من عرق إبطه مثل ريح المسك.

[سنن الدارمي ج 1 ص 32] روى بسنده عن جابر ان النبي صلى الله عليه وآله لم يسلك طريقاً ، فيتبعه أحد إلا عرف انه قد سلكه من طيب عرفه ، أو قال من طيب عرقه.

ص: 30

[تاريخ بغداد ج 6 ص 23] روى بسنده عن أبي هريرة (قال) قال رجل يا رسول اللّه اني زوجت ابنتي وانا أحب ان تعينني (قال) ما عندي شيء ولكن القني غداً في وقت تجيئني وقد اجفت الباب وجئني معك بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة (قال) فجاء فجعل يسلت العرق عن ذراعيه حتى ملأ القارورة (قال) خذها وأمر أهلك إذا أرادت أن تطيب أن تغمس هذا العود في القارورة قتطيب به ، فكانت اذا تطيبت شم أهل المدينة ريحاً طيباً فسموا المطيبين.

[تاريخ بغداد ج 8 ص 62] روى بسنده عن عائشة قالت : كان النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) إذا دخل الغائط دخلت علي أثره فلا أرى شيئا فذكرت ذلك له فقال : يا عائشة أما علمت ان أجسادنا نبتت على ارواح أهل الجنة؟ فما خرج منا من شيء ابتلعته الأرض (أقول) وفي رواية ذكرها القندوزي في ينابيعه قال بنيت أجسادها من أرواح الجنة.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 72] روى بسنده عن عائشة قالت دخل رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) لقضاء حاجته فدخلت فلم أر شيئا ووجدت ريح المسك فقلت يا رسول اللّه اني لم أر شيئاً (قال) إن الأرض أُمرت ان تكفيه منا معاشر الأنبياء.

ص: 31

باب : في تبرك الناس بوضوء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وببصاقه وبشعر رأسه

[صحيح البخاري] في كتاب اللباس في باب القبة الحمراء ، روى بسنده عن ابي جحيفة قال : أتيت النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وهو في قبة حمراء من أدم ورأيت بلالاً اخذ وضوء النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئاً تمسح به ، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه ..

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 4 ص 323] روى بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا : خرج رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) عام الحديبية يريد زيارة البيت (الى ان قال) ثم قال للناس انزلوا فقالوا يا رسول اللّه ما بالوادي ماء ينزل عليه الناس فاخرج رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) سهما من كنانته فاعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه فيه فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن (الى ان قال) فبعثوا اليه - أي المشركون الى النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) - عروة بن مسعود الثقفي (الى ان قال) فقام من عند رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) وقد رأى ما يصنع به أصحابه لا يتوضأ وضوء إلا إبتدروه ولا

ص: 32

يبصق بصاقاً إلا ابتدروه ، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه ، فرجع الى قريش فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه ، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما ، واللّه ما رأيت ملكاً قط مثل محمد في أصحابه. ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء فارؤا رأيكم (أقول) ورواه بطريق آخر في (ج 4 ص 328) قال فيه ، فو اللّه ما تنخم رسول اللّه نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، واذا تكلموا خفضوا اصواتهم عنده ، وما يحدون اليه النظر تعظيماً له (الحديث).

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 133] روى بسنده عن انس (قال) رأيت رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه ما يريدون ان يقع شعره إلا في يد رجل.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 146] روى بسنده عن انس ابن مالك قال لما أراد رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ان يحلق الحجام رأسه اخذ ابو طلحة شعر احد شق رأسه بيده فاخذ شعره فجاء به الى ام سليم ، قال فكانت ام سليم تدوفه في طيبها.

ص: 33

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي وضع الركن في موضعه قبل البعثة

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 93] روى حديثاً طويلاً في هدم قريش الكعبة وبنائها قبل البعثة (قال فيه) فلما اجمعوا على هدمها قال بعضهم لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيباً لم تقطعوا فيه رحماً ولم تظلموا فيه احداً ، فبدأ الوليد بن المغيرة بهدمها واخذ المعول ثم قام عليها يطرح الحجارة وهو يقول : اللهم لم ترع انما نريد الخير ، فهدم وهدمت معه قريش ، ثم اخذوا في بنائها وميزوا البيت ، واقرعوا عليه فوقع لعبد مناف وزهرة ما بين الركن الاسود الى ركن الحجر وجه البيت ، ووقع لبني أسد بن عبد العزى وبني عبد الدار بن قصى ما بين ركن الحجر الى ركن الحجر الآخر ووقع لتيم ومخزوم ما بين ركن الحجر الى الركن اليماني ، ووقع لسهم وجمح وعدي وعامر بن لؤي ما بين الركن اليماني الى الركن الاسود ، فبنوا فلما انتهوا الى حيث يوضع الركن من البيت ، قالت كل قبيلة نحن احق بوضعه ، واختلفوا حتى خافوا القتال ، ثم جعلوا بينهم اول من يدخل من باب بني شيبة فيكون هو الذي يضعه وقالوا رضينا وسلمنا ، فكان رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) اول من دخل

ص: 34

من باب بني شيبة ، فلما رأوه قالوا هذا الامين قد رضينا بما قضي بيننا ، ثم اخبروه الخبر ، فوضع رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) رداءه وبسط في الارض ثم وضع الركن فيه (ثم قال) ليأت من كل ربع من ارباع قريش رجل ، فكان في ربع بني عبد مناف عتبة بن ربيعة ، وكان في الربع الثاني ابو زمعة ، وكان في الربع الثالث ابو حذيفة بن المغيرة ، وكان في الربع الرابع قيس بن عدي (ثم قال) رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) ليأخذ كل رجل منكم بزاوية من زوايا الثوب ثم ارفعوه جميعا ، فرفعوه ثم وضعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده في موضعه ذلك ، فذهب رجل من اهل نجد ليناول النبي صلّى اللّه عليه وآله (وسلم) حجراً يشد به الركن ، فقال العباس بن عبد المطلب لا ونحاه وناول العباس رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حجراً فشد به الركن فغضب النجدي حيث نحاه ، فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه ليس يبني معنا في البيت إلا منا (قال) فقال النجدي يا عجباً لقول أهل شرف وعقول وسن واموال عمدوا الى أصغرهم سناً وأقلهم مالاً فرأسوه عليهم في مكرمتهم وحرزهم كأنهم خدم له ، اما واللّه ليفوتنهم سبقاً وليقسمن بينهم حظوظاً وجدوداً ويقال انه ابليس (الحديث).

ص: 35

باب : في دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة وبعدها

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب فضل نسب النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم روى بسنده عن جابر بن سمرة (قال) قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 284] روى بسنده عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال كنت مع النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول اللّه.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 4 ص 75] روى بسنده عن مجاهد (قال حدثنا) شيخ ادرك الجاهلية ونحن في غزوة رودس يقال له ابن عبس (قال) كنت أسوق لآل لنا بقرة قال فسمعت في جوفها يا آل ذريح قول فصيح ، رجل يصيح لا إله إلا اللّه (قال) فقدمنا مكة فوجدنا النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قد خرج بمكة.

ص: 36

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 114] روى بسنده عن ابي سعيد الحضرمي (قال) بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهش عليها في بيداء ذي الحليفة إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته ، ثم أن الذئب أقبل حتى أقعى مستثفرا بذنبه مقابل الرجل ، فقال أما اتقيت اللّه أن تنزع مني شاة رزقنيها اللّه ، قال الرجل تاللّه ما سمعت كاليوم قط ، قال الذئب من أي شيء تعجب؟ قال أعجب من مخاطبة الذئب اياي ، قال الذئب : تركت أعجب من ذلك ، ذاك رسول اللّه بين الحرتين في النخلات يحدث الناس بما خلا ، ويحدثهم بما هو آت وانت ههنا تتبع غنمك ، فلما أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء - قرية الانصار - فسأل عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فصادفه في منزل أبي أيوب فاخبره خبر الذئب ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم صدقت احضر العشية فاذا رأيت الناس اجتمعوا فاخبرهم ذلك ، ففعل ، فلما ان صلّى الصلاة واجتمع الناس أخبرهم الأسلمي خبر الذئب ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم صدق صدق صدق تلك الاعاجيب بين يدي الساعة ، قالها ثلاثاً ، أما والذي نفس محمد بيده ليوشكن الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثم يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده.

[أسد الغابة ج 4 ص 153] ذكر حديثا مسندا عن هشام بن الكلبي قال كان العوام بن جهيل المسامي من همدان يسدن يغوث ، فكان يحدث بعد اسلامه. قال : كنت أسمر مع جماعة من قومي فاذا آوي أصحابي الى رحالهم نمت انا في بيت الصنم ، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد فلما انهار الليل سمعت هاتفا من الصنم يقول - ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً - يابن جهيل حل بالاصنام الويل ، هذا نور سطع من الأرض الحرام ، فودع يغوث بالسلام. قال : فالقى

ص: 37

واللّه في قلبي البراءة من الأصنام وكتمت قومي ما سمعت واذا هاتف يقول :

هل تسمعن القول يا عوام *** أم قد صممت عن مدى الكلام

قد كشفت دياجر الظلام *** واصفق الناس على الاسلام

فقلت :

يا ايها الهاتف بالنوام *** لست بذي وقر عن الكلام

فبينن عن سنة الاسلام

وواللّه ما عرفت الاسلام قبل ذلك فاجابني يقول :

إرحل على اسم اللّه والتوفيق *** رحلة لا وان ولا مشيق

الى فريق خير ما فريق *** الى النبي الصادق المصدوق

فرميت الصنم وخرجت اريد النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فاخبرته خبري فسر بقولي ثم قال : أخبر المسلمين ، وامرني النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بكسر الاصنام فرجعنا الى اليمن وقد امتحن اللّه قلوبنا للاسلام.

[كنز العمال ج 6 ص 285] قال عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكان سادنه رجلاً يقال له طارق فلما ظهر النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم سمعنا صوتاً : يا بني وهب بن حزام ، ظهر الحق وأودى حمام ، ورفع الشرك الاسلام ، ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا اياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول : يا طارق يا طارق ، بعث النبي الصادق ، بوحي ناطق صدع صاد ، بارض تهامة ،

ص: 38

لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع مني الى يوم القيامة ، فوقع الصنم لوجهه ، قال زمل : فابتعت راحلة ورحلت حتى اتيت النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم مع نفر من قومي وانشدته شعراً (أقول) فذكر ابياتا منها :

واشهد ان اللّه لا شيء غيره *** أدين له ما اثقلت قدمي نعلي

ثم قال : فاسلمت وبايعت واخبرناه مما سمعنا (الحديث) قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 308] قال : عن العباس بن مرداس السلمي إنه كان في لقاح له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن ، فقال : يا عباس بن مرداس ألم تر أن السماء كفت أحراسها ، وان الحرب تجرعت انفاسها ، وان الخيل وضعت أحلاسها وان الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى؟ قال : فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثناً لي يدعى بالضماد - وكنا نعبده ويكلم من جوفه - فكففت ما حوله ثم تمسحت به وقبلته ، واذا صائح يصيح من جوفه :

قل للقبائل من سليم كلها هلك الضماد وفاز أهل المسجد هلك الضماد وكان يعبد مرة قبل الصلاة مع النبي محمد ان الذي بالقول ارسل بالهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي.

قال : فخرجت مذعوراً حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة واخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي بني حارثة الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فرح بي وقال : يا عباس

ص: 39

كيف كان اسلامك؟ فقصصت عليه القصة فسر بذلك ، وقال : صدقت فاسلمت أنا وقومي ، قال أخرجه الخرائطي في الهواتف وابن عساكر.

[كنز العمال ج 7 ص 64] قال عن عمرو بن مرة الجهني ، قال : خرجنا حجاجاً في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نوراً ساطعاً من الكعبة حتى أضاء الى يثرب واشعر جهينة ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : انقشعت الظلماء ، وسطع الضياء ، وبعث خاتم الانبياء ، ثم اضاء لي اضاءة اخرى حتى نظرت الى قصور الحيرة وابيض المدائن ، وسمعت صوتاً في النور وهو يقول : ظهر الاسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام ، فانتبهت فزعا فقلت لقومي : واللّه ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث ، فاخبرتهم بما رأيت ، فلما انتهيت الى بلادنا جاء الخبر ان رجلا يقال له أحمد قد بعث ، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبي المرسل الى العباد كافة ، أدعوهم الى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة اللّه وحده ، ورفض الاصنام ، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثنى عشراً ، فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك اللّه من هول جهنم ، فقلت أشهد ان لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وان رغم ذلك كثير من الأقوام ، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان ابي سادنه فقمت اليه فكسرته ، ثم لحقت بالنبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وانا أقول :

شهدت بأن اللّه حق وأنني *** لآلهة الأحجار أول تارك

و شمرت عن ساقي الأزار مهاجراً *** اجوب اليك الوعث بعد الدكادك

ل-أصحب خير الناس نفساً ووالداً *** رسول مليك الناس فوق الحبائك

ص: 40

فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم مرحبا يا عمرو (الحديث) قال أخرجه الروياني وابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 96] قال : عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول اللّه دعاني الى الدخول في دينك إمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير اليه باصبعك فحيث أشرت مال ، قال اني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء ، واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش ، قال : خرجه البيهقي وابو عثمان والخطيب وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 250] قال : وعن الحسن بن الزبير الاسدي ، قال قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس حدثني بحديث يعجبني ، فقال : حدثني حزيم بن فاتك الاسدي ، قال : خرجت بغاء ابل لي فاصبتها بالأبرق - أبرق العراق - فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها ، وذلك حدبان خروج النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قلت : اعوذ بكبير هذا الوادي ، اعوذ بعظيم هذا الوادي ، قال : وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية فاذا هاتف يهتف ويقول :

ويحك عذ باللّه ذي الجلال *** منزل الحرام والحلال

ووحد اللّه ولا تبال *** ما هول ذي الجن من الاهوال

إذ يذكر اللّه علي الأميال *** وفي سهول الارض والجبال

وصار كيد الجن في سفال *** إلا التقى وصالح الاعمال

قال فقلت :

يا أيها الداعي ما تحيل *** أرشد عندك أم تضليل

قال :

هذا رسول اللّه ذو الخيرات *** جاء بياسين وحاميمات

ص: 41

وسور بعد مفصلات *** محرمات ومحللات

يأمر بالصوم وبالصلاة *** ويزجر الناس عن الهنات

قد كن في الأيام منكرات

قال قلت من أنت يرحمك اللّه؟ قال : انا مالك بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم على جن أهل نجد ، قال : قلت لو كان لي من يكفيني ابلى هذه لأتيته حتى أو من به. قال : أنا اكفيكها حتى أؤديها الى أهلك سالمة إن شاء اللّه ، فاعتقلت بعيراً منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم جمعة وهم في الصلاة ، فقلت يقضون صلاتهم ثم أُدخل ، قال فإني انيخ راحلتي إذ خرج الى ابو ذر رحمه اللّه ، فقال لي يقول لك رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أدخل ، فدخلت فلما رآني قال : ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي ابلك ، أما أنه قد أداها سالمة ، قال فقلت يرحمه اللّه ، قال فقال النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أجل رحمه اللّه ، فقلت أشهد أن لا إله إلا اللّه قال : رواه الطبراني.

ص: 42

باب : في شهادة الرهبان والأحبار وغيرهم بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل البعثة وبعدها

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 601] روى بسنده عن ابن عباس عن ابيه ، قال عبد المطلب قدمنا اليمن في رحلة الشتاء ، فنزلنا على حبر من اليهود ، فقال لي رجل من أهل الزبور : يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر الى بدنك ما لم يكن عورة؟ قال : ففتح احدى منخري فنظر فيه ، ثم نظر في الأخرى ، فقال أشهد أن في احدى يديك ملكاً وفي الاخرى النبوة ، وأرى ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ فقلت لا أدرى ، قال : هل لك من شاعة قال : قلت وما الشاعة؟ قال زوجة قلت اما اليوم فلا ، قال : إذا قدمت فتزوج فيهم ، فرجع عبد المطلب الى مكة فتزوج بنت وهب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية ، وتزوج عبد اللّه بن عبد المطلب آمنة بنت وهب فولدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت قريش - حين تزوج عبد اللّه آمنة - فلح عبد اللّه على أبيه.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 104] روى بسنده عن

ص: 43

أبي سفيان مولى ابن أبي احمد أن اسلام ثعلبة بن سعية واسيد بن سعية وأسد بن عبيد ابن عمهم إنما كان عن حديث ابن الهيبان ابي عمير ، قدم ابن الهيبان - يهودي من يهود الشام - قبيل الاسلام بسنوات قالوا : وما رأينا رجلاً لا يصلي الصلوات الخمس خيراً منه ، وكان اذا حبس عنا المطر احتجنا اليه ، نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول وما نقدم؟ فيقول صاعاً من تمر أو مدين من شعير عن كل نفس فنفعل ذلك فيخرج بنا الى ظهر وادينا ، فواللّه لن نبرح حتى تمر السحاب فتمطر علينا ، ففعل ذلك بنا مراراً ، كل ذلك نسقي ، فبينا هو بين أظهرنا إذ حضرته الوفاة ، فقال : يا معشر اليهود ما الذي ترون أنه أخرجني من أرض الخمر والخمير الى أرض البؤس والجوع؟ قالوا أنت أعلم يا أبا عمير قال إنما قدمتها اتوكف خروج نبي قد أظلكم زمانه ، وهذا البلد مهاجره وكنت أرجو أن أدركه فاتبعه ، فان سمعتم به فلا تسبقن اليه فانه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ، فلا يمنعكم هذا منه ثم مات ، فلما كان في الليلة التي في صبيحتها فتحت بنو قريظة قال لهم ثعلبة واسيد ابنا سعية واسد بن عبيد فتيان شباب : يا معشر يهود واللّه انه الرجل الذي وصف لنا ابو عمير ابن الهيبان فاتقوا اللّه واتبعوه ، قالوا : ليس به ، قالوا بلى واللّه انه لهو هو فنزلوا واسلموا وابي قومهم أن يسلموا.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 106] روى بسنده عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، قال زيد بن عمرو بن نفيل : شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما ، فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهباً في صومعة فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين ابراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب ديناً ما يؤخذ اليوم به ،

ص: 44

وهو دين ابيك ابراهيم ، كان حنيفاً لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ، كان يصلي ويسجد الى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلادك ، فان نبياً يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين ابراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على اللّه.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1] قبل الحديث السابق بلا فصل روى بسنده عن عامر بن ربيعة ، قال سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : أنا انتظر نبياً من ولد اسماعيل ، ثم من بني عبد المطلب ، ولا أراني أدركه وأنا أو من به ، واصدقه ، واشهد انه نبي ، فان طالت بك مدة فرأيته فاقرأه مني السلام ، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك ، قلت هلم ، قال : هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشهر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ومبعثه ، ثم يخرجه قومه منه ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر الى يثرب فيظهر امره فاياك أن تخدع عنه فاني طفت البلاد كلها أطلب دين ابراهيم ، فكل من اسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون لم يبق نبي غيره ، قال عامر بن ربيعة فلما أسلمت أخبرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قول زيد بن عمرو واقرأته منه السلام ، فرد عليه السلام ورحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا.

[كنز العمال ج 6 ص 301] قال : عن حسان بن ثابت ، قال : اني واللّه لغلام يفع ابن سبع سنين - أو ثمان سنين - اعقل كلما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ على أطم يثرب : يا معشر يهود طلع الليلة نجم احمد الذي به ولد قال اخرجه ابن عساكر.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 106] روى بسنده عن عائشة قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات ، فلما كان ليلة ولد

ص: 45

رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا لا نعلمه ، قال : أخطأت واللّه حيث كنت اكره انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الامة أحمد الآخر ، فان أخطأكم فبفلسطين ، به شامة ، بين كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات ، فتصدع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه فلما صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبد اللّه بن عبد المطلب الليلة غلام فسماه محمداً ، فالتقوا بعد من يومهم فاتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : أعلمت انه ولد فينا مولود؟ قال : أبعد خبري أم قبله؟ قالوا : قبله واسمه أحمد ، قال : فاذهبوا بنا اليه ، فخرجوا معه حتى دخلوا على امه ، فاخرجته اليهم ، فرأى الشامة في ظهره ، فغشى على اليهودي ثم أفاق ، فقالوا ويلك مالك؟ قال ذهبت النبوة من بني اسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم يا معشر قريش؟ أما واللّه ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق الى المغرب.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 97] روى بسنده عن عبد اللّه بن زيد بن أسلم عن ابيه ، قال : لما قدمت حليمة قدم معها زوجها وابن لها صغير ترضعه يقال له عبد اللّه ، وأتان قمراء وشارف لهم عجفاء قد مات سقبها من العجف ليس في ضرع امه قطرة لبن ، فقالوا : نصيب ولداً نرضعه ومعها نسوة سعديات ، فقدمن فاقمن اياماً ، فاخذن ولم تأخذ حليمة ويعرض عليها النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت : يتيم لا أب له ، حتى اذا كان آخر ذلك أخذته وخرج صواحبها قبلها بيوم ، فقالت آمنة : يا حليمة إعلمي انك قد أخذت مولودا له شأن ، واللّه لحملته فما كنت أجد ما تجد

ص: 46

النساء من الحمل ، ولقد أتيت فقيل لي : إنك ستلدين غلاماً فسميه أحمد وهو سيد العالمين ، ولوقع معتمداً على يديه رافعاً رأسه الى السماء ، قال : فخرجت حليمة الى زوجها فاخبرته ، فسر بذلك ، وخرجوا على اتانهم منطلقة وعلى شارفهم قد درت باللبن ، فكانوا يحلبون منها غبوقاً وصبوحاً ، فطلعت على صواحبها ، فلما رأينها قلن : من أخذت؟ فاخبرتهن ، فقلن : واللّه انا لنرجو ان يكون مباركا ، قالت حليمة : قد رأينا بركته ، كنت لا أروي ابني عبد اللّه ولا يدعنا ننام من الغرث ، فهو واخوه يرويان ما أحبا وينامان ولو كان معهما ثالث لروي ، ولقد أمرتني أمه أن اسأل عنه ، فرجعت به الى بلادها ، فاقامت به حتى قامت سوق عكاظ ، فانطلقت برسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى تأتي به الى عراف من هذيل يريه الناس صبيانهم فلما نظر اليه صاح : يا معشر هذيل ، يا معشر العرب ، فاجتمح اليه الناس من أهل الموسم ، فقال : اقتلوا هذا الصبي ، وانسلت به حليمة ، فجعل الناس يقولون : أي صبي؟ فيقول هذا الصبي ، ولا يرون شيئا قد انطلقت به امه فيقال : ما هو؟ قال : رأيت غلاماً وآلهته ليقتلن أهل دينكم ، وليكسرن آلهتكم ، وليظهرن امره عليكم ، فطلب بعكاظ فلم يوجد ، ورجعت به حليمة الى منزلها فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لاحد من الناس.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 153] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد بن طلحة ، قال قال طلحة بن عبيد اللّه حضرت سوق بصري فاذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ، قال طلحة : فقلت نعم انا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد؟ قال قلت ومن احمد؟ قال ابن عبد اللّه بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الانبياء مخرجه من

ص: 47

الحرم ، ومهاجره الى نخل وحرة وسباخ ، فاياك ان تسبق اليه قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة ، فقلت هل كان من حدث؟ قالوا : نعم محمد بن عبد اللّه الامين تنبأ (الحديث).

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 99] روى بسنده عن داود ابن الحصين قال : لما خرج ابو طالب الى الشام وخرج معه رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، فلما نزل الركب بصري من الشام وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له ، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه ، فلما نزلوا بحيرا وكانوا كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى اذا كان ذلك العام ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا ، فصنع لهم طعاماً ثم دعاهم ، وانما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر الى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة ، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حين استظل تحتها ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وامر بذلك الطعام فاتى به وارسل اليهم ، فقال : اني قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش وانا أحب أن يحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً ، حراً ولا عبداً ، فان هذا شيء تكرموني به ، فقال رجل : ان لك لشأناً يا بحيرا ، ما كنت تصنع بنا هذا ، فما شأنك اليوم؟ قال فاني أحببت أن أكرمكم ولكم حق ، فاجتمعوا اليه وتخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من بين القوم لحداثة سنه ، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة ، فلما نظر بحيرا الى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده ، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم

ص: 48

ويراها متخلفة على رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال بحيرا : يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد من طعامي ، قالوا ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سناً في رحالهم ، فقال : ادعوه فليحضر طعامي فما أقبح ان تحضروا ويتخلف رجل واحد مع اني أراه من انفسكم ، فقال القوم : هو واللّه أوسطنا نسباً وهو ابن اخي هذا الرجل - يعنون أبا طالب - وهو من ولد عبد المطلب ، فقال الحارث ابن عبد المطلب بن عبد مناف : واللّه ان كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا ، ثم قام اليه فاحتضنه واقبل به حتى اجلسه على الطعام ، والغمامة تستر على رأسه ، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً ، وينظر الى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته ، فلما تفرقوا عن طعامهم قام اليه الراهب فقال : يا غلام اسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما اسألك فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم لا تسألني باللات والعزى فو اللّه ما أبغضت شيئا بغضهما ، قال فباللّه إلا أخبرتني عما اسألك عنه قال سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عنده ، ثم جعل ينظر بين عينيه ، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه ، على موضع الصفة التي عنده ، قال : فقبل موضع الخاتم ، وقالت قريش ان لمحمد عند هذا الراهب لقدراً وجعل ابو طالب لما يرى من الراهب ، يخاف على ابن اخيه ، فقال الراهب لأبي طالب : ما هذا الغلام منك؟ قال ابو طالب : ابني قال : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حياً ، قال : فابن أخي ، قال : فما فعل أبوه؟ قال هلك وأمه حبلى به ، قال فما فعلت أمه؟ قال : توفيت قريباً ، قال صدقت ، ارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه اليهود ، فواللّه لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً ، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا ، واعلم اني قد أديت اليك

ص: 49

النصحية ، فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً ، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وعرفوا صفته ، فارادوا أن يغتالوه فذهبوا الى بحيرا فذكروه أمره فنهاهم أشد النهي ، وقال لهم : أتجدون صفته؟ قالوا نعم ، قال فما لكم اليه سبيل فصدقوه وتركوه ، ورجع به ابو طالب فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه ، (اقول) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخ بغداد مختصرا (ج 1 ص 252) وقال فيه فاخذ - يعني بحيرا - بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا بعثه اللّه رحمة للعالمين.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 82] روى بسنده عن نفيسة بنت منية - أخت يعلى بن منية - قالت لما بلغ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمساً وعشرين سنة ، قال له ابو طالب : أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا ، وهذه عير قومك ، وقد حضر خروجها الى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لاسرعت اليك ، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له ، فأرسلت اليه في ذلك وقالت له : انا اعطيك ضعف ما أعطى رجلاً من قومك ، وقال في حديث ساقه بعد هذا بحديث : فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصري من الشام ، فنزلا في ظل شجرة ، فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ، ثم قال لميسرة : أفي عينيه حمرة؟ قال : نعم لا تفارقه ، قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ، ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح ، فقال له : إحلف باللات والعزي فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ما حلفت بهما قط واني لأمر فاعرض عنهما ، فقال الرجل : القول قولك ثم قال لميسرة : هذا واللّه نبي تجده أحبارنا منعوتاً في كتبهم ، وكان ميسرة اذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى

ص: 50

ملكين يظلان رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم من الشمس فوعي ذلك كله ميسرة ، وكأن اللّه قد ألقى عليه المحبة من ميسرة ، فكان كأنه عبد له ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ، فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال ميسرة : يا محمد انطلق الى خديجة فاخبرها بما صنع اللّه لها على وجهك فانها تعرف لك ذلك ، فتقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في علية لها فرأت رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو على بعيره وملكان يظلان عليه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فخبرها بما ربحوا في وجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت ، فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام ، وأخبرها بما قال الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع ، وقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) بتجارتها فربحت ضعف ما كانت تربح ، واضعفت له ضعف ما سمت له.

[الاصابة ج 1 القسم 3 ص 181] قال : ذكر الهيثم بن عدي في الأخبار عن سعيد بن العاص ، قال : لما قتل ابي العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كنت في حجر عمي أبان بن سعيد بن العاص ، فخرج تاجراً الى الشام فمكث سنة ثم قدم ، وكان يكثر السب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاول شيء سأل عنه أن قال : ما فعل محمد : فقال له عمي عبد اللّه هو واللّه في عز ما كان ، واعلاه امراً ، فسكت أبان ولم يسبه ، ثم صنع طعاماً وأرسل الى سراة بني امية ، فقال لهم : اني كنت بقرية فرأيت بها راهباً يقال له بكاء لم ينزل الى الأرض أربعين سنة فنزل يوماً واجتمعوا ينظرون اليه فجئت فقلت لهم : ان لي حاجة فخلا بي ، فقلت : اني من قريش وان رجلاً منا خرج يزعم أن اللّه أرسله ، قال : ما اسمه قلت محمد ، قال : منذكم خرج؟ قلت : منذ عشرين سنة ، قال : ألا أصفه لك؟ قلت : بلى ، قال : فوصفه

ص: 51

فما أخطأ من صفته شيئاً ، ثم قال لي : هو واللّه نبي هذه الامة ، واللّه ليظهرن ثم دخل صومعته ، وقال لي : اقرأ عليه السلام ، قال : وكان ذلك في زمن الحديبية.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 231] قال : وعن ابي سفيان بن حرب ان امية بن ابي الصلت كان معه بغزة - أو قال بايلياء - فلما قفلنا قال : يا أبا سفيان ، وساق الحديث (الى أن قال) قال : اني كنت أجد في كتبي نبياً يبعث من حرمنا فكنت أظن ، بل كنت لا أشك اني هو ، فلما دارست أهل العلم اذا هو من بني عبد مناف ، فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحداً أصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرني بنسبه عرفت أنه ليس به حين جاوز الاربعين ولم يوح اليه ، قال ابو سفيان : فضرب الدهر ضرباته وأوحى الى رسول اللّه فخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة فمررت بامية بن ابي الصلت فقلت له كالمستهزيء به : يا أمية خرج النبي الذي كنت تنتظره قال : أما انه حق فاتبعه ، قلت ما يمنعك من اتباعه؟ قال : الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يروني تابعاً لغلام من بني عبد مناف ، ثم قال امية : كأني بك يا أبا سفيان ان خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتي بك اليه فيحكم فيك ما يريد (قال) رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 232] قال : وعن جبير بن مطعم قال : كنت أكره أذى قريش للنبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما ظننت انهم سيقتلوه خرجت حتى لحقت بدير من الديارات ، فذهب أهل الدير الى رأسهم فاخبروه ، فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثاً ، ولما رأوه لم يذهب فانطلقوا الى صاحبهم فاخبروه ، فقال : قولوا له قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك ، فان كنت وصبا فقد ذهب وصبك ، وان كنت واصلاً فقد آن لك أن تذهب الى من تصل ، وإن كنت تاجرا فقد آن لك أن تخرج الى تجارتك ، فقال : ما كنت واصلا ولا تاجراً وما انا بنصب ، فذهبوا اليه فاخبروه ، فقال : ان له لشأناً فأسألوه ما شأنه؟ قال : فأتوه فسألوه فقال : لا واللّه إلا أن في قرية ابراهيم ابن عمي

ص: 52

يزعم انه نبي فآذاه قومه فخرجت لئلا أشهد ذلك ، فذهبوا الى صاحبهم فأخبروه قولي ، قال : هلموا فاتيته فقصصت عليه قصصي ، قال : تخاف أن يقتلوه؟ قلت : نعم ، قال : وتعرف شبهه لو تراه مصوراً؟ قلت عهدي به منذ قريب فأراه صوراً مغطاة يكشف صورة صورة ثم يقول أتعرف؟ فاقول : لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئاً أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه؟ قلت : اظنهم قد فرغوا منه ، قال : واللّه لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله ، وانه لنبي وليظهرنه اللّه ، ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وأدع بما شئت (الحديث) قال رواه الطبراني.

ص: 53

باب : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث من خير قرون ولما بعث دحر الجن

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 2 ص 373] روى بسنده عن ابي هريرة ان النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 110] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : لما بعث محمد صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم دحر الجن ورموا بالكواكب ، وكانوا قبل ذلك يستمعون لكل قبيل من الجن مقعد يستمعون فيه ، فأول من فزع لذلك أهل الطائف ، فجعلوا يذبحون لآلهتهم من كان له ابل أو غنم كل يوم حتى كادت أموالهم تذهب ، ثم تناهوا ، وقال بعضهم لبعض : ألا ترون معالم السماء كأنه لم يذهب منها شيء ، وقال ابليس : هذا أمر حدث في الارض ايتوني من كل ارض بتربة ، فكان يؤتي بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتي بتربة تهامة فشمها ، وقال : ههنا (الحديث)

ص: 54

باب : في ايمان النجاشي حين بعث اليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثاً

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 461] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : بعثنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) الى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً فيهم عبد اللّه بن مسعود وجعفر وعبد اللّه بن عرفطة وعثمان بن مظعون وابو موسى ، فاتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو ابن العاص وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ، ثم قالا له : إن نفراً من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا ، قال : فاين هم قال : هم في أرضك فابعث اليهم ، فبعث اليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد ، فقالوا : له مالك لا تسجد للملك؟ قال : إنا لا نسجد إلا للّه عز وجل ، قال : وما ذاك؟ قال : ان اللّه عز وجل بعث الينا رسوله وأمرنا أن لا نسجد لاحد إلا للّه عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة ، قال عمرو بن العاص فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم ، قال ما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قالوا : نقول كما قال اللّه عز وجل : هو كلمة اللّه وروحه القاها الى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد ، قال : فرفع عودا من الأرض ، ثم قال : يا معشر

ص: 55

الحبشة والقسسين والرهبان ، واللّه ما يزيدون على الذي نقول فيه ما يسوي هذا مرحباً بكم وبمن جئتم من عنده ، اشهد انه رسول اللّه ، فانه الذي نجد في الانجيل ، وانه الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم ، إنزلوا حيث شئتم واللّه لو لا ما أنا فيه من الملك لاتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه واوضئه وأمر بهدية الآخرين فردت اليهما ، ثم تعجل عبد اللّه بن مسعود حتى أدرك بدرا ، وزعم ان النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم استغفر له حين بلغه موته.

ص: 56

باب : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد ولد آدم وحبيب اللّه وافضلهم وخليل اللّه واحبهم الى اللّه واكرمهم على اللّه

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب تفضيل نبينا على جميع الخلائق ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم انا سيد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 195] روى بسنده عن ابي سعيد ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وبيدي لواء العد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر (الحديث).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 283] روى بسنده عن ابن عباس قال : جلس ناس من اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم ينتظرونه قال : فخرج حتى اذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم عجباً إن اللّه عز وجل اتخذ من خلقه خليلا ، اتخذ ابراهيم خليلاً ، وقال آخر : ماذا باعجب من كلام موسى تكليماً ، وقال آخر : فعيسى كلمة

ص: 57

اللّه وروحه ، وقال آخر آدم اصطفاه اللّه ، فخرج عليهم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم وعجبكم ، ان ابراهيم خليل اللّه وهو كذلك ، وموسى نجي اللّه وهو كذلك وعيسى روح اللّه وكلمته وهو كذلك ، وآدم اصطفاه اللّه وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب اللّه ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح اللّه لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر.

[كنز العمال ج 6 ص 104] ولفظه : اتخذ اللّه ابراهيم خليلاً ، وموسى نجياً ، واتخذني حبيباً ، ثم قال : وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي علي خليلي ونجيي ، قال : أخرجه البيهقي في شعب الايمان عن ابي هريرة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 395] روى بسنده عن معمر في قوله تعالى ( واِتَّخَذَ اَللّٰهُ إِبْرٰاهِيمَ خَلِيلاً ) قال : اخبرني عبد الملك بن عمير عن خالد بن ربعي عن ابن مسعود انه قال : ان اللّه اتخذ صاحبكم خليلاً يعني محمداً صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[تاريخ بغداد ج 12 ص 301] روى بسنده عن عبد اللّه قال : إن اللّه اتخذ ابراهيم خليلا وان صاحبكم خليل اللّه ، إن محمداً صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم سيد بني آدم يوم القيامة ، ثم قرأ ( عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً ) .

[كنز العمال ج 6 ص 114] ولفظه : ان اللّه قد اتخذني خليلاً ، قال : أخرجه الحاكم في المستدرك عن جندب.

[كنز العمال ج 6 ص 114] ولفظه : لما اقترف آدم الخطيئة ، قال : يا رب أسألك بحق محمد صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا غفرت لي ، فقال اللّه تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد ، قال : يا رب لانك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فعلمت انك لم تضف الى اسمك إلا أحب الخلق

ص: 58

اليك ، فقال اللّه عز وجل : صدقت يا آدم انه لاحب الخلق الى ، واذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك ، قال : أخرجه ابو داود الطيالسي وسعيد بن منصور وابو نعيم والحاكم والبيهقي وابن عساكر عن ابن عمر

[فيض القدير ج 4 ص 107] في المتن ولفظه : سلم على ملك ثم قال لي : لم أزل استأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان هذا أوان أذن لي وإني ابشرك أنه ليس أحد أكرم على اللّه منك ، قال : اخرجه ابن عساكر.

[سنن الدارمي ج 1 ص 26] روى بسنده عن أنس قال قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم انا أولهم خروجا ، وأنا قائدهم اذا وفدوا ، وانا خطيبهم اذا انصتوا ، وانا مشفعهم اذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا أيسوا الكرامة ، والمفاتيح يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي يطوف على الف خادم كأنهم بيض مكنون أو لؤلؤ منثور ، اقول : وتقدم في الباب الثاني ما ذكره السيوطي في الدر المنثور من حديث ابن عباس ، وفيه وأنا أتقي من ولد آدم واكرمهم على اللّه ولا فخر (الى آخره) فراجعه.

ص: 59

باب : في أن النبي أُعطي خمساً لم يعطهن أحد قبله وفضّل على الأنبياء بست

[صحيح البخاري] في كتاب التيمم الحديث الثاني ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي ، نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فايما رجل من امتي أدركته الصلاة فليصل ، واحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، واعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة.

[صحيح مسلم] في كتاب المساجد الحديث السابع روى بسنده عن ابي هريرة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : فضّلت على الأنبياء بست ، اعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأُحلت لي الغنائم وجعلت لي الارض طهوراً ومسجداً ، وارسلت الى الخلق كافة ، وختم بي النبيون.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 98] روى بسنده عن علي ابن ابي طالب عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم :

ص: 60

أُعطيت ما لم يعطه أحد من الانبياء ، فقلنا يا رسول اللّه ما هو؟ قال : نصرت بالرعب ، واعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهوراً ، وجعلت امتي خير الامم.

[مشكل الآثار ج 2 ص 263] روى بسنده عن مجاهد المكي عن ابي هريرة ، قال : كنا نحرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بعض مغازيه ذات ليلة فجئت الى المكان الذي فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يكون مضطجعا فلم أجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في مضجعه فظننت ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انما اقامته الصلاة ، فتقلبت ورميت يمينا وشمالا فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قائم في الشجرة يصلي فهويت نحوه فاذا رجل قد أخرجه مثل الذي اخرجني فقمت أنا وهو خلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نصلي بصلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فصلى ما شاء اللّه أن يصلي حتى إذا كان بين ظهراني صلاته سجد سجدة ظننت انه قد قبض فيها ، فابتدرناه فجلسنا بين يديه أنا وصاحبي فساءلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وساءلناه ثم قال : هل انكرتم من صلاتي الليلة شيئا ، فقلنا نعم يا رسول اللّه ، سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة حتى ظنننا انك قد قبضت فيها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إني أُعطيت فيها خمساً لم يعطها نبي قبلي ، اني بعثت الى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ، وكان النبي قبلي يبعث الى أهل بيته أو الى أهل قريته ، ونصرت بالرعب على عدوي مسيرة شهر امامي وشهر خلفي وأحلت لي الغنائم والأخماس ولم تحل لنبي قبلي إنما تؤخذ فتوضع فتنزل عليها النار من السماء بيضاء فتحرقها ، وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً أصلي فيها حيث أدركتني الصلاة ، واعطيت حينئذ دعوة فذخرتها شفاعة لامتي يوم القيامة ، قال مجاهد : قال ابو هريرة : وكان صاحبي - وكان أفضل مني - نسيت أفضلها أو أخيرها ، قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وانا أرجو أن تنال من امتي من لا يشرك باللّه شيئاً.

ص: 61

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيد الانبياء وامامهم وهم يؤمنون به

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 546] روى بسنده عن ابي هريرة قال : سيد الانبياء خمسة ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سيد الخمسة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[كنز العمال ج 6 ص 108] ولفظه : انا سيد المرسلين اذا بعثوا وسابقهم اذا وردوا ، ومبشرهم اذا يئسوا ، وامامهم اذا سجدوا ، وأقربهم مجلسا اذا اجتمعوا ، أتكلم فيصدقني ، وأشفع فيشفعني ، وأسأل فيعطيني (قال) أخرجه ابن النجار.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 614] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه الى عيسى : يا عيسى آمن بمحمد ، وامر من أدركه من امتك ان يؤمنوا به ، فلو لا محمد ما خلقت ، ولو لا محمد ما خلقت الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه فسكن.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 617] روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فاذا

ص: 62

رجل في الوادي يقول : اللهم أجعلني من أمة محمد صلّى الله عليه و (آله) وسلم المرحومة المغفورة المثاب لها ، قال : فاشرقت على الوادي فاذا رجل طوله اكثر من ثلاث مائة ذراع فقال لي من أنت؟ قال : قلت أنا أنس بن مالك خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : اين هو؟ قلت : هو ذا يسمع كلامك ، قال : فأته واقرأه مني السلام وقل له : أخوك الياس يقرئك السلام ، فاتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخبرته فجاء حتى لقيه فعانقه وسلم عليه ثم قعد يتحدثان ، فقال له : يا رسول اللّه اني آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل انا وأنت ، فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس فأكلا واطعماني وصلينا العصر ثم ودعه ثم رأيته مرّ على السحاب نحو السماء.

[سنن الدارمي ج 1 ص 115] روى بسنده عن جابر ان عمر بن الخطاب اني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بنسخة من التوراة ، فقال : يا رسول اللّه هذه نسخة من التوراة فسكت فجعل يقرأ ووجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتغير ، فقال ابو بكر : ثكلتك أمك ما ترى بوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : اعوذ باللّه من غضب اللّه ومن غضب رسوله ، رضينا باللّه رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نبياً ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل ، ولو كان حياً وأدرك لا تبعني.

ص: 63

بابٌ : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم اكثر الانبياء تبعاً

[صحيح مسلم] في كتاب الايمان في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا اكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن أنس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً.

[صحيح مسلم] روى في الباب المتقدم بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ، وان من الانبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد.

ص: 64

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ختم به النبيون

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب خاتم النبيين روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ان مثلي ومثل الانبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زواية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ، قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل في باب ذكر كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خاتم النبيين ، روى بسنده عن جابر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني داراً فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون : لو لا موضع اللبنة ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 396] روى بسنده عن حذيفة ان نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : في امتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون ، ومنهم اربع نسوة ، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي.

ص: 65

باب : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرى من وراء ظهره ويرى في الظلمة

[صحيح البخاري] في كتاب الصلاة ، في باب عظة الامام الناس في اتمام الصلاة ، روى بسنده عن أبي هريرة ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : هل ترون قبلتي هاهنا؟ فو اللّه ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : صلّى بنا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم رقي المنبر فقال - في الصلاة وفي الركوع - اني لأراكم من ورائي كما أراكم.

[صحيح البخاري] في باب تسوية الصفوف ، روى بسنده عن انس قال : أُقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بوجهه فقال : اقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري.

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة في باب الأمر بتحسين الصلاة ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً ثم انصرف فقال : يا فلان ألا تحسن صلاتك ، ألا ينظر المصلي اذا صلّى

ص: 66

كيف يصلي؟ فانما يصلي لنفسه ، وإني واللّه لأبصر من ورائي كما ابصر من بين يدي.

[صحيح مسلم] في باب النهي عن سبق الامام ، بسنده عن انس قال : صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم فلما قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال : ايها الناس اني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف ، فاني أراكم امامي ومن خلفي ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً قالوا وما رأيت يا رسول اللّه؟ قال : رأيت الجنة والنار.

[تاريخ بغداد ج 4 ص 272] روى بسنده عن عائشة قالت : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يرى في الظلمة كما يرى في الضوء.

ص: 67

بابٌ : في ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتمثل الشيطان بصورته

[صحيح البخاري] في كتاب العلم في باب إثم من كذب على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ، ومن رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.

[صحيح البخاري] في التعبير في باب من رأى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في المنام ، روى بسنده عن أنس ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني فان الشيطان لا يتخيل بي ، ورؤيا المؤمن ستة واربعون جزءً من النبوة.

[صحيح مسلم] في كتاب الرؤيا في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من رآني في المنام فقد رآني ، روى بسنده عن ابي هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ، أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي.

ص: 68

بابٌ : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطعمه ربه ويسقيه

[صحيح البخاري] في كتاب الصوم في باب الوصال ، روى بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لا تواصلوا ، قالوا إنك تواصل ، قال : لست كأحد منكم ، إني أطعم وأسقي ، أو أبيت أطعم وأسقى.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن ابي سعيد انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يقول : لا تواصلوا فأيكم اذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر ، قالوا : فإنك تواصل يا رسول اللّه ، قال : إني لست كهيئتكم ، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني.

[صحيح البخاري] في باب التنكيل لمن أكثر الوصال ، روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن الوصال في الصوم ، فقال له رجل من المسلمين : انك تواصل يا رسول اللّه قال : وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

ص: 69

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إياكم والوصال مرتين ، قيل إنك تواصل ، قال : إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فأكلفوا من العمل ما تطيقون.

[صحيح البخاري] في كتاب الصيام في باب النهي عن الوصال روى بسنده عن انس ، قال : واصل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أول شهر رمضان فواصل ناس من المسلمين ، فبلغه ذلك فقال لو مد لنا الشهر لو اصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ، إنكم لستم مثلي ، أو قال : إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقيني.

ص: 70

بابٌ : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ماء الوضوء

[صحيح البخاري] في كتاب الأشربة في باب شربة البركة والماء المبارك ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : لقد رأيتني مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا ماء غير فضلة فجعل في إناء ، فأتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم به ، فأدخل يده فيه وفرج أصابعه ، ثم قال حي على أهل الوضوء البركة من اللّه ، فلقد رأيت الماء يتفجر من بين أصابعه ، فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه فعلمت أنه بركة ؛ قلت لجابر : كم كنتم يومئذٍ؟ قال : الفاً وأربعمائة.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) قال : عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم؟ قالوا : ليس عندنا ماء نتوضا ولا نشرب إلا ما بين يديك ، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون ، فشربنا وتوضأنا ، قلت : كم كنتم؟ قال : لو كنا مائة الف لكفانا كنا خمس عشرة مائة (اللغة) الركوة دلو صغير من جلد.

ص: 71

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 357] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : سافرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فحضرت الصلاة ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل في القوم من طهور؟ قال : فجاء رجل بفضلة من أداوة قال فصبه في قدح قال : فتوضأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم إن القوم اتوا بقية الطهور ، فقالوا : تمسحوا تمسحوا ، قال : فسمعهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : على رسلكم ، قال : فضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده في القدح في جوف الماء ، قال : ثم قال أسبغوا الوضوء الطهور ، قال : فقال جابر بن عبد اللّه : والذي أذهب بصري - قال وكان ذهب بصره - لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يرفع يده حتى توضأوا اجمعون ، قال الاسود - حسبته قال - كنا مائتين وزيادة.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 169] روى بسنده عن ثابت عن انس بن مالك ، قال : قلت حدثنا بشيء شهدته من هذه الأعاجيب لا تحدثنا به عن غيرك ، قال صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الظهر وقعد على المقاعد التي كان يأتيه عليها جبريل (عليه السلام) قال : فجاء بلال فآذنه بصلاة العصر ، فقال : من كان له أهل بعيد بالمدينة ليقضي حاجته ويصيب من الوضوء ، وبقي ناس من المهاجرين ليس لهم أهلون بالمدينة ، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بقدح أروح في أسفله شيء من ماء ، فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كفه في القدح فما وسعت كفه فوضع أصابعه هؤلاء الاربع ثم قال ادنوا فتوضأوا ، قال فتوضأوا حتى ما بقي منهم أحد إلا توضأ ، فقلنا يا أبا حمزة كم تراهم كانوا؟ قال ما بين السبعين الى الثمانين (اقول) ولهذا الباب اخبار كثيرة اقتصرنا على ما ذكر حذراً من الاطالة.

ص: 72

باب : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السقي

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام ، روى بسنده عن البراء ، قال كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة - والحديبية بئر - فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة ، فجلس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر ، فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت ، أو صدرت ركائبنا.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عمران بن حصين انهم كانوا مع النبي صلّى اللّه عليه`و (آله) وسلم في مسير (ثم ساق الحديث) الى أن قال وقد عطشنا عطشاً شديداً فبينما نحن نسير اذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها اين الماء؟ فقالت إنه لا ماء ، فقلنا كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قالت وما رسول اللّه؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير انها حدثته أنها مؤتمة فامر بمزادتيها فمسح في العز لاوين فشربنا عطاشاً أربعين رجلاً حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وأداوة غير أنه لم

ص: 73

نسق بعيراً وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال : هاتوا ما عندكم ، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها ، قالت : لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا ، فهدى اللّه ذلك الصرم بتلك المرأة فأسلمت واسلموا (اللغة) المزادة الراوية ، العزلاوين مثني العزلاء ، وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، سميت بذلك لأنها في أحد خصمي القربة لا في وسطها ، ولا هي كفمها الذي منه يستقي فيها. ويقال نضت القربة أو تنض من شدة الملء إذا انشقت ، والصرم بكسر الصاد المهملة وسكون الراء : الجماعة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 78] روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : كان أهل الصفة أضياف أهل الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ، واللّه الذي لا إله إلا هو ان كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وأشد الحجر على بطني من الجوع ، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون فيه فمر بي ابو بكر فسألته عن آية من كتاب اللّه ، ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مربي عمر فسألته عن آية من كتاب اللّه ما أسأله إلا ليشبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر أبو القاسم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فتبسم حين رآني ، وقال : أبا هريرة قلت : لبيك يا رسول اللّه ، قال إلحق ومضى فأتبعته ودخل منزله فاستأذنت فاذن لي فوجدت قدحاً من لبن فقال : من أين هذا اللبن لكم؟ قيل : أهداه لنا فلان فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبا هريرة؟ قلت : لبيك ، فقال : إلحق أهل الصفة فأدعهم وهم أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ومال ، إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئاً ، وإذا أتته هدية أرسل اليهم ، فاصاب منهم وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت : ما هذا القدح بين أهل الصفة؟ وانا رسوله اليهم فسيأمرني أن أديره عليهم ، فما عسى أن يصيبني منه؟ وقد كنت أوجو أن أصيب منه ما يغنيني ، ولم يكن بد من طاعة اللّه وطاعة رسوله ، فاتيتهم فدعوتهم فلما دخلوا عليه وأخذوا مجالسهم ، فقال : أبا هريرة خذ القدح وأعطهم فاخذت القدح فجعلت أناوله الرجل فيشرب حتى يروي ثم يرده فاناوله الآخر حتى انتهيت به الى رسول اللّه

ص: 74

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد روى القوم كلهم فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه فتبسم ، فقال : أبا هريرة إشرب فشربت ، ثم قال : اشرب فلم أزل أشرب ويقول : إشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً ، فأخذ القدح فحمد اللّه وسمي وشرب.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 5 ص 298] روى بسنده عن ابي قتادة ، قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فقال : إنكم إن لا تدركوا الماء غداً تعطشوا ، وانطلق سرعان الناس يريدون الماء - ثم ساق الحديث - (إلى ان قال) : فركب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فسار وسرنا هنيهة ، ثم نزل ، فقال : أمعكم ماء؟ قال : قلت : نعم معي ميضاة فيها شيء من ماء ، قال : إئت بها فأتيته بها ، فقال : مسوا منها مسوا منها ، فتوضأ القوم وبقيت جرعة ، فقال : ازدهر بها يا أبا قتادة فانه سيكون لها نبأ ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) : فلما اشتدت الظهيرة رفع لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : يا رسول اللّه هلكنا عطشاً تقطعت الأعناق ، فقال لا أملك عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادة إئت بالميضاة فأتيته بها ، فقال : احلل لي غمري - يعني قدحه - فحللته فاتيته به فجعل يصب فيه ويسقي الناس ، فازدحم الناس عليه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أحسنوا الملء فكلكم سيصدر عن ري فشرب القوم حتى لم يبق غيري وغير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فصب لي ، فقال : أشرب يا أبا قتادة ، قال قلت : أشرب أنت يا رسول اللّه ، قال : إن ساقي القوم آخرهم ، فشربت وشرب بعدي ، وبقي في الميضاة نحو ما كان فيها ، وهم يومئذٍ ثلاثمائة (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 5 ص 237] روى بسنده عن معاذ إنهم خرجوا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عام تبوك ، ثم ساق الحديث (إلى أن قال) ثم قال : - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم -

ص: 75

إنكم ستأتون غداً ان شاء اللّه تعالى عين تبوك ، وإنكم لن تأتوا بها حتى يضحى النهار فمن جاء فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي فجئنا وقد سبقنا اليها رجلان والعين مثل الشراك تنض بشئ من ماء ثم ساق الحديث (إلى ان قال) ثم غرفوا بايديهم من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع في شيء ، ثم غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه وجهه ويديه ، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ، ثم قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوشك يا معاذ - إن طالت بك حياة - أن ترى ماء هاهنا قد ملأ جناناً.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 343] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : شكا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليه العطش ، قال : فدعا بعس فيه شيء من ماء فوضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه يده ، وقال : اسقوا فاستسقى الناس ، قال : فكنت أرى العيون تنبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 98] روى بسنده عن عمرو ابن سعيد ان ابا طالب قال : كنت بذي المجاز ومعي ابن أخي - يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - فادركني العطش فشكوت اليه فقلت : يا بن اخي قد عطشت ، وما قلت له ذلك وأنا أري أن عنده شيئا إلا الجزع ، قال : فثنى وركه ثم نزل ، فقال : يا عم أعطشت؟ قال : قلت نعم ، قال : فأهوى بعقبه الى الأرض فإذا بالماء ، فقال : أشرب يا عم ، قال فشربت.

[تاريخ بغداد ج 12 ص 287] روى بسنده عن نافع ، - وكانت له صحبة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - قال : كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) في سفر كنا زهاء أربعمائة رجل فنزلنا في موضع ليس فيه ماء ، فشق ذلك على أصحابه ، فقالوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أعلم ، قال : فجاءت شويهة لها قرنان فقامت بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحلبها فشرب حتى روى وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم قال : صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا نافع املكها الليلة وما

ص: 76

اراك تملكها قال فأخذتها فوتدت لها وتداً ثم ربطتها بحبل ثم قمت في بعض الليل فلم أر الشاة ورأيت الحبل مطروحاً ، فجئت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبرته من قبل أن يسألني فقال لي : يا نافع ذهب بها الذي جاء بها.

[الآثار للشيباني] في باب فضل الصوم (ص 53) روى بسنده عن علي ابن الأقمر ، أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يظل صائما ويبيت طاويا قائما ثم ينصرف الى شربة من لبن قد وضعت له فيشربها فتكون فطره وسحوره الى مثلها من القابلة ، قال فانصرف الى شربته فوجد بعض اصحابه قد بلغ مجهوده فشربها فطلب له في بيوت أزواجه طعام أو شراب فلم يوجد فطلبوا عند أصحابه فلم يجدوا عندهم شيئاً ، فقال من يطعمني أطعمه اللّه مرتين ، فلم يجدوا شيئاً يطعمونه إياه ، قال فأقبلوا على العنزة فوجدوها كأحفل ما كانت فحلبوا منها مثل شربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 77

باب : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الاطعام

[صحيح مسلم] في كتاب الضيافة ، في باب استحباب خلط الأزواد اذا قلّت ، روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه ، قال : خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزوة فاصابنا جهد حتى هممنا ان ننحر بعض ظهرنا ، فأمر نبي اللّه فجمعنا تزوادنا فبسطنا له نطعاً فاجتمع زاد القوم على النطع ، قال : فتطاولت لأحرزه كم هو فحرزته كربضة العنز ونحن اربع عشرة مائة ، قال : فأكلنا حتى شبعنا جميعاً ثم حشونا جربنا ، فقال نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فهل من وضوء؟ قال فجاء رجل بأداوة فيها نطفة فافرغها في قدح فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة اربع عشرة مائة ، قال : ثم جاء بعد ذلك ثمانية ، فقالوا : هل من طهور فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرغ الوضوء. (اللغة) دغفق الماء إذا دفقه وصبه صبا كثيراً واسعا وفلان في عيش دفق أي واسع.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : لما حفر

ص: 78

الخندق رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً فانكفأت الى امرأتي فقلت لها : هل عندك شئ؟ فاني رأيت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خمصاً شديداً فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن ، قال : فذبحتها وطحنت ففرغت الى فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : لا تفضحني برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومن معه ، قال : فجئته فساررته فقلت : يا رسول اللّه إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع لكم سواراً فحيهلا بكم ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء ، فجئت وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت : بك وبك ، فقلت : قد فعلت الذي قلت لي ، فاخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك ، ثم عمد الى من برمتنا فبصق فيها وبارك ، ثم قال : ادعي خابزة فلتخبز معك ، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم الف ، فأقسم باللّه لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغط كما هي ، وان عجينتنا لتخبز كما هي (اللغة) البرمة بضم الباء الموحدة : القدر مطلقاً وجمعها برام بكسر الباء الموحدة وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن.

[صحيح مسلم] في كتاب النكاح في باب زواج زينب بنت جحش روى بسنده عن انس بن مالك ، قال تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدخل باهله ، قال : فصنعت أمي أم سليم حيسا فجعلته في تور ، فقالت يا انس اذهب بهذا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقل بعثت بهذا اليك أهي وهي تقرئك السلام وتقول ان هذا لك منا قليل يا رسول اللّه (ثم قال) : فذهبت بها الى رسول اللّه

ص: 79

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : إن امي تقرئك السلام وتقول : إن هذا لك منا قليل يا رسول اللّه ، فقال : ضعه ثم قال : إذهب فأدع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً ومن لقيت وسمى رجالاً ، قال فدعوت من سمى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : عددكم كانوا؟ قال زهاء ثلاثمائة ، وقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أنس هات التور قال : فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليتحلق عشرة عشرة وليأكل كل انسان مما يليه ، قال فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ودخل طائفة حتى أكلوا كلهم ، فقال لي : يا أنس أرفع ، قال : فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت (الحديث) - (اللغة) التور إناء صغير.

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة في باب اكرام الضيف (روى) بسنده عن عبد الرحمن بن ابي بكر ، قال : كنا مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هل مع أحد منكم طعام؟ فاذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه ، ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبيع أم عطية؟ (أو قال) أم هبة؟ قال : لا بل بيع ، فاشترى منه شاة فصنعت وأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بسوار البطن أن يشوى ، قال : وأيم اللّه ما من الثلاثين ومائة إلا حز له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حزة حزة من سوار بطنها ، إن كان شاهداً أعطاه ، وإن كان غائباً خبأ له قال : وجعل قصعتين فأكلنا منهما اجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين ، فحملته على البعير (أو كما قال).

[صحيح مسلم] في كتاب الأشربة ، في باب جواز استتباعه غيره الى دار من يثق برضاه (روى) بسنده عن أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم : قد سمعت صوت رسول اللّه صلّى اللّه عليه

ص: 80

و (آله) وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شئ؟ فقالت : نعم فاخرجت أقراصاً من شعير ثم أخذت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه ، ثم ارسلتني الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال فذهبت به فوجدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالساً في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أرسلك أبو طلحة؟ قال : فقلت نعم ، فقال الطعام؟ فقلت نعم ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لمن معه : قوموا ، قال : فأنطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فاخبرته ، فقال ابو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالناس وليس عندنا ما نطعمهم ، فقالت اللّه ورسوله أعلم ، قال : فانطلق ابو طلحة حتى لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معه حتى دخلا ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هلمي ما عندك يا أم سليم ، فاتت بذلك الخبز فامر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ففت وعصرت عليه أم سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما شاء اللّه أن يقول ، ثم قال إئذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا وشبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : إئذن لعشرة فاذن لهم فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال إئذن لعشرة حتى أكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون رجلاً أو ثمانون.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 284] روى بسنده عن سمرة بن جندب قال كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نتداول في قصعة عن غدوة حتى الليل يقوم عشرة ويقعد عشرة ، قلنا فما كانت تمد؟ قال من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من هاهنا ، وأشار بيده الى السماء.

ص: 81

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 3 ص 337] روى بسنده عن جابر قال : جاء رجل الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يستطعمه فأطعمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وسق شعير ، فما زال الرجل يأكل هو وامرأته ووصيف لهما حتى كالوه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو لم تكيلوه لأكلتم منه ولقام لكم.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 3 ص 340] روى بسنده عن جابر ان ام مالك البهزية كانت تهدي في عكة لها سمناً الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فبينا بنوها يسألونها الأدام - وليس عندها شيء - فعمدت الى عكتها التي كانت تهدي فيها الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فوجدت فيها سمناً ، فما زال يدأم لها أدم بنيها حتى عصرته وأتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أعصرتيه؟ قالت : نعم ، قال : لو تركتيه ما زال ذلك لك مقيماً.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 3 ص 484] روى بسنده عن ابي عبيد انه طبخ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قدراً فيه لحم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ناولني ذراعها ، فناولته فقال ناولني ذراعها ، فناولته ، فقال ناولني ذراعها ، فقال : يا نبي اللّه كم للشاة من ذراع؟ قال : والذي نفسي بيده لو سكت لاعطتك ذراعاً ما دعوت به.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 246] روى بسنده عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب : أنه استعان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئاً فلم يجده ، فبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أبا رافع وأبا ايوب بدرعه فرهناه عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من شعير فدفعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى فطعمنا منه نصف سنة ، ثم كلناه فوجدناه كما

ص: 82

أدخلناه ، قال نوفل : فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : لو لم تكله لأكلت منه ما عشت.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 116] روى بسنده عن واثلة بن الاسقع - وكان من أهل الصفة - قال أقمنا ثلاثة أيام ، وكان من يخرج الى المسجد يأخذ بيد الرجلين والثلاثة بقدر طاقته ويطعمهم ، قال فكنت فيمن أخطأه ذلك ثلاثة أيام ولياليها ، قال : فأبصرت أبا بكر عند العتمة فاتيته فاستقرأته من سورة سبأ فبلغ منزله ورجوت أن يدعوني الى الطعام فقرأ علي حتى بلغ باب المنزل ، ثم وقف علي الباب حتى قرأ علي البقية ، ثم دخل وتركني ، ثم تعرضت لعمر فصنعت به مثل ذلك وذكر أنه صنع مثل ما صنع أبو بكر ، فلما أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخبرته فقال للجارية هل من شئ؟ قالت : نعم رغيف وكتلة من سمن فدعا بها ثم فت الخبز بيده ، ثم أخذ تلك الكتلة من السمن قلت تلك الخبزة ثم جمعه بيده حتى صيره ثريدة ، (ثم قال) اذهب ادع لي عشرة انت عاشرهم فدعوت عشرة أنا عاشرهم ، (ثم قال) اجلسوا ووضعت القصعة (ثم قال) كلوا بسم اللّه ، كلوا من جوانبها ولا تأكلوا من فوقها فان البركة تنزل من فوقها فاكلنا حتى صدرنا فكأنما خططنا فيها باصابعنا ، ثم اخذ منها واصلح منها وردها. (ثم قال) ادع لي عشرة ، وذكر انه دعا بعد ذلك مرتين عشرة عشرة ، وقال : قد فضلوا فضلاً.

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 234] روى بسنده عن ام عامر أسماء بنت يزيد بن السكن ، قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صلّى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بعرق وارغفة ، فقلت بأبي وأمي تعش ، فقال لأصحابه كلوا بسم اللّه ، فأكل هو وأصحابه الذين جاؤوا معه ومن كان حاضراً من أهل الدار ، فوالذي نفسي بيده لرأيت بعض العرق لم يتعرقه وعامة الخبز ، وإن

ص: 83

القوم أربعون رجلاً ، ثم شرب من ماء عندي في شجب ، ثم انصرف ، فاخذت ذلك الشجب فدهنته وطويته ، فكنا نسقي منه المريض ونشرب منه في الحين رجاء البركة (اللغة) العرق بفتح العين المهملة وسكون الراء العظم بلحمه ، ولم يتعرقه أي لم يأكل ما عليه من اللحم ، والشجب سقاء يابس.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 114] روى بسنده عن سالم بن ابي الجعد ، قال بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رجلين في بعض أمره ، فقالا يا رسول اللّه ما معنا ما نتزوده ، فقال : ابتغيا لي سقاء فجاءاه بسقاء ، قال فأمرنا فملأناه ثم أو كأناه ، وقال اذهبا حتى تبلغا مكان كذا وكذا فان اللّه سيرزقكما ، قال : فأنطلقا حتى أتيا ذلك المكان الذي أمرهما به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فانحل سقاؤهما فاذا لبن وزبد غنم فأكلا وشربا حتى شبعا.

[أُسد الغابة ج 5 ص 629] قال روى محمد بن اسحاق عن سعيد بن مينا أن بنتاً لبشير أخت النعمان بن بشير ، قالت : دعتني أمي عمرة بنت رواحة فاعطتني حفنة من تمر في ثوبي فقالت : اذهبي بهذا الى ابيك وخالك عبد اللّه ابن رواحة لغدائهما ، قالت فمررت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي ، فقال : ما هذا معك؟ قلت : هذا تمر بعثتني به أمي الى أبي وخالي يتغذيانه ، قال : هاتيه ، قالت : فصببته في كفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما ملأهما ، ثم أمر بثوب فبسط ، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ، ثم قال لانسان عنده : إصرخ في الخندق أن هلم الى الغداء فاجتمع أهل الخندق فجعلوا يأكلون وجعل يزداد حتى صدر أهل الخندق وإنه ليسقط من أطراف الثوب وهم ثلاثة آلاف.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 309] قال وعن ام انس بن مالك قالت : كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عكة فملأت العكة ثم

ص: 84

بعثت بها مع ربيبة ، فقلت يا ربيبة أبلغي هذه العكة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يأتدم بها فانطلقت ربيبة حتى أتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : يا رسول اللّه عكة سمن بعثت بها اليك أم سليم ، فقال : فرغوا لها عكتها ففرغت العكة فدفعت اليها ، فانطلقت فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر ، فقالت أم سليم : يا ربيبة أليس قد أمرتك أن تنطلقي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قال : قد فعلت فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فانطلقت أم سليم ومعها ربيبة ، فقالت يا رسول اللّه إني بعثت اليك معها بعكة فيها سمن ، قال قد فعلت قد جاءت بها فقالت والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها لممتلئة تقطر سمناً ، قال : فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أتعجبين إن كان اللّه قد اطعمك كما أطعمت نبيه؟ كلي واطعمي ، قالت : فجئت البيت فقسمت في قعب لنا كذا وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا به شهراً أو شهرين (قال) رواه ابو يعلى والطبراني ، إلا انه قال زينب بدل ربيبة.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 309] قال : وعن أم مالك الانصارية انها جاءت بعكة سمن الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بلالاً فعصرها ثم دفعها اليها فرجعت فاذا هي ممتلئة فأتت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت نزل فيّ شيء يا رسول اللّه؟ فقال : وما ذلك يا أم مالك؟ فقالت : لِمَ رددت هديتي فدعا بلالاً فسأله عن ذلك ، فقال والذي بعثك بالحق لقد عصرتها حتى استحييت فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هنئياً لك يا أم مالك ، عجل اللّه ثوابها ثم علمها في دبر كل صلاة سبحان اللّه عشراً ، والحمد للّه عشراً واللّه اكبر عشراً (قال) رواه الطبراني.

ص: 85

بابٌ : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجذع الذي كان يخطب عنده

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإسلام (روى) بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) يقول : كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خطب يقوم الى جذع منها ، فلما صنع له المنبر - وكان عليه - فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار حتى جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فوضع يده عليها فسكنت.

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع ، في باب النجار (روى) بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضی الله عنه) ان امرأة من الانصار قالت لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا رسول اللّه ألا اجعل لك شيئاً تقعد عليه؟ فان لي غلاماً نجاراً؟ قال : إن شئت ، قال : فعملت له المنبر ، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على المنبر الذي صنع فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت ان تنشق فنزل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اخذها فضمها اليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكّت حتى استقرت قال : بكت على ما

ص: 86

كانت تسمع من الذكر.

(صحيح النسائي ج 1 ص 207) روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) يقول : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خطب يستند الى جذع نخلة من سواري المسجد ، فلما صنع المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة إذا سمعها أهل المسجد حتى نزل اليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاعتنقها فسكتت (اقول) وفي الباب أخبار كثيرة ، ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع وعدم التفاوت بينها إلا يسيراً في بعض الألفاظ.

ص: 87

باب : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شق القمر

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق في باب انشقاق القمر روى بسنده عن انس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ان يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عبد اللّه قال انشق القمر ونحن مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بمني ، فقال اشهدوا وذهبت فرقة نحو الجبل ، وقال ابو الضحى عن مسروق عن عبد اللّه : انشق بمكة.

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى : ( وانشق القمر ) (روى) بسنده عن ابن مسعود قال انشق القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل ، وفرقة دونه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اشهدوا.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 211] روى بسنده عن انس ، قال

ص: 88

سأل أهل مكة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت ( اِقْتَرَبَتِ اَلسّٰاعَةُ واِنْشَقَّ اَلْقَمَرُ ) الى قوله : ( سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) يقول ذاهب.

[صحيح الترمذي] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن جبير ابن مطعم ، قال : انشق القمر على عهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى صار فرقتين ، على هذا الجبل ، وعلى هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد فقال بعضهم : لئن كان سحرنا ما يستطيع ان يسحر الناس كلهم.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 1 ص 413] روى بسنده عن عبد اللّه قال : انشق القمر على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر ، (اقول) وفي الباب أخبار كثيرة ولكنا اقتصرنا على ما ذكر لتقارب مضمون الجميع واشتهار القصة.

ص: 89

باب : في اعجاز النبي صلى الله عليه وآله وسلم في امور متفرقة

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الاسلام روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : كنا نعد الآيات بركة وانتم تعدونها تخويفاً ، كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر ، فقل الماء ، فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاؤوا باناء فيه ماء قليل فادخل يده في الأناء ثم قال : حيّ على الطهور المبارك والبركة من اللّه ، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن انس ، قال : كان رجل نصرانياً فاسلم وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فعاد نصرانياً. فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فاماته اللّه فدفنوه فاصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه ، فحفروا له فاعمقوا وقد لفظته الأرض ، فقالوا هذا فعل

ص: 90

محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا انه ليس من الناس فألقوه.

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع في باب الكيل على البايع والمعطي ، روى بسنده عن جابر ، قال : توفي عبد اللّه بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على غرماثه أن يضعوا من دينه ، فطلب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يفعلوا ، فقال لي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذهب فصنف تمرك أصنافا ، العجوة على حدة وعذق زيد على حدة ، ثم ارسل الى ، ففعلت ، ثم أرسلت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجلس على أعلاه أو في وسطه ، ثم قال : كل للقوم فكلتهم حتى أوفيتهم الذي لهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شئ.

[الأدب المفرد البخاري ص 56] روى بسنده عن عبد اللّه ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نزل منزلاً فاخذ رجل بيض حرة فجاءت ترف على رأس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أيكم فجع هذه بيضتها؟ فقال رجل يا رسول اللّه أنا أخذت بيضتها ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اردده رحمة لها (اللغة) الحرة بضم الحاء المهملة والراء المشددة طائرة كالعصفورة.

[صحيح مسلم] في كتاب الجهاد والسير ، في باب غزوة حنين روى بسنده عن اياس بن سلمة عن ابيه قال غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حنينا فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فرميته بسهم فتوارى عني ، فما دريت ما صنع ، ونظرت الى القوم فاذا هم قد طلعوا من ثنية اخرى فالتقوا هم وصحابة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فولى صحابة النبي صلّى اللّه

ص: 91

عليه و (آله) وسلم وأُرجع منهزماً وعليّ بردتان متزراً باحداهما مرتدياً بالأخرى ، فاستطلق أزاري فجمعتها جميعاً ومررت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منهزماً وهو على بغلته الشهباء ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد رأى ابن الأكوع فزعاً ، فلما غشوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب من الأرض ثم استقبل به وجوههم ، فقال شاهت الوجوه ، فما خلق اللّه منهم انساناً إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة ، فولوا مدبرين فهزمهم اللّه عز وجل وقسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غنائمهم بين المسلمين.

[صحيح مسلم] في كتاب الزهد ، في باب حديث جابر الطويل ، روى بسنده عن عبادة بن الوليد قال : خرجت أنا وأبي نطلب العلم في الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا ، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم ساق الحديث (الى ان قال) ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد اللّه (رضي اللّه عنه) في مسجده وهو يصلي (الى أن قال) جابر سرنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح ، فذهب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقضي حاجته فاتبعته باداوة من ماء فنظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم ير شيئاً يستتر به فاذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاخذ بغصن من أغصانها ، فقال : انقادي علي باذن اللّه فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى اتي الشجرة الأخرى فاخذ بغصن من أغصانها ، فقال انقادي على باذن اللّه فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما - يعني جمعهما - فقال : التئما عليّ باذن اللّه فالتأمتا (الى أن قال) جابر فحانت مني لفتة فاذا أنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مقبلاً واذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما

ص: 92

على ساق (الحديث).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 285] روى بسنده عن ابن عباس قال جاء اعرابي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال : بما أعرف انك نبي؟ قال : ان دعوت هذا العذق من هذه النخلة اتشهد اني رسول اللّه؟ فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم قال : ارجع فعاد ، فأسلم الأعرابي.

[صحيح النسائي ج 2 ص 64] روى بسنده عن رجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لما أمر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بحفر الخندق عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأخذ المعول ووضع رداءه ناحية الخندق وقال : «تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ، فندر ثلث الحجر وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم برقة ، ثم ضرب الثانية وقال : «تمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم» فندر الثلث الآخر فبرقت برقة فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة وقال : «تمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم» فندر الثلث الباقي ، وخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ رداءه وجلس ، قال سلمان يا رسول اللّه رأيتك حين ضربت ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا سلمان رأيت ذلك؟ فقال : إي والذي بعثك بالحق يا رسول اللّه ، قال صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فاني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة حتى رأيتها بعيني ، قال له من حضره من أصحابه يا رسول اللّه أدع اللّه أن يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب

ص: 93

بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم بذلك ، ثم ضربت الضربة الثانية فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعيني ، قالوا يا رسول اللّه أدع اللّه ان يفتحها علينا ويغنمنا ديارهم ويخرب بايدينا بلادهم ، فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بذلك ، ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عند ذلك دعوا الحبشة ما دعوكم واتركوا الترك ما تركوكم.

[صحيح ابي داود ج 16 ص 254] روى بسنده عن عبد اللّه بن جعفر قال : أردفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خلفه ذات يوم فاسر الى حديثا لا احدث به أحدا من الناس ، وكان أحب ما استتر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لحاجته هدفاً أو حائش نخل ، قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار فاذا جمل فلما رأى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حن وذرفت عيناه ، فاتاه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فمسح زفراه فسكت فقال : من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول اللّه ، فقال : أفلا تتقي اللّه في هذه البهيمة التي ملكك اللّه إياها فانه شكا الى انك تجيعه وتدئبه (اللغة) الدأب التعب.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 2 ص 303] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : ان الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ونائلة وأساف لو قد رأينا محمدا لقد قمنا اليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله ، فاقبلت ابنته فاطمة عليها السلام تبكي حتى دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا اليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك ، فقال : يا بنية أريني وضوءً فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه

ص: 94

قالوا : هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا اليهم بصراً ولم يقم اليه منهم رجل ، فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله وسلم) حتى قام على رؤوسهم فاخذ قبضة من التراب فقال : شاهت الوجوه ، ثم حصبهم بها فما أصاب رجلاً منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافراً.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 3 ص 158] روى بسنده عن انس ابن مالك ، قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه وان الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره وان الأنصار جاؤوا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه وانه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأصحابه : قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نحوه ، فقالت الانصار : يا نبي اللّه إنه صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته ، فقال : ليس منه بأس ، فلما نظر الجمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بناصيته أذل ما كانت قط أدخله في العمل ، فقال له أصحابه : يا رسول اللّه هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل ، فنحن أحق ان نسجد لك ، فقال لا يصلح لبشر ان يسجد لبشر ولو صلح لبشر ان يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 4 ص 138] روى بسنده عن عثمان ابن حنيف ان رجلاً ضريراً أتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال يا نبي اللّه ادع اللّه لي ان يعافيني ، فقال : ان شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وان شئت دعوت لك ، قال : لا بل ادع اللّه لي ،

ص: 95

فأمره أن يتوضأ ، وأن يصلي ركعتين ، وان يدعو بهذا الدعاء ، اللهم إني أسألك واتوجه اليك بنبيك محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نبي الرحمة ، يا محمد اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضي ، وتشفعني فيه وتشفعه في ، قال : فكان يقول هذا مراراً ، ثم قال بعد : احسب ان فيها أن تشفعني فيه ، قال ففعل الرجل فبرىء.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 4 ص 107] روى بسنده عن يعلى بن مرة ، قال رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت معه في سفر حتى اذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها فقالت : يا رسول اللّه هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة قال ناولينيه؟ فرفعته اليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال : بسم اللّه انا عبد اللّه ، إخسأ عدو اللّه ، ثم ناولها إياه فقال : القينا في الرجعة في هذا المكان فاخبرينا ما فعل (قال) فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث ، فقال ما فعل صبيك؟ فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل فخذ منها الواحدة ورد البقية ، قال : وخرجت ذات يوم الى الجبانة حتى اذا برزنا قال : انظر ويحك هل ترى من شيء يواريني ، قلت ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك ، قال : فما بقربها؟ قلت : شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فأذهب اليها فقل ان رسول اللّه يأمركما أن تجتمعا بإذن اللّه ، قال فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذهب اليهما فقل لهما ان رسول اللّه يأمر كما أن ترجع كل واحدة منكما الى مكانها فرجعت ، قال : وكنت عنده جالساً ذات يوم إذ جاءه جمل يخبب حتى صوب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ويحك انظر لمن هذا

ص: 96

الجمل إن له لشأناً ، قال : فخرجت التمس صاحبه فوجدته لرجل من الانصار فدعوته اليه ، فقال ما شأن جملك؟ قال لا أدرى واللّه ما شأنه عملنا ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه ، قال : فلا تفعل هبه لي أو بعنيه فقال : بل هو لك يا رسول اللّه قال فوسمه بسمة الصدقة ثم بعث.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 125] روى بسنده عن زيد بن أسلم وغيره ان عين قتادة بن النعمان أصيبت فسالت على خده فردها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيده فكانت أصح عينيه وأحسنهما.

[طبقات ابن سعد] في الصفحة المتقدمة ، روى بسنده عن زيد ابن أسلم ويزيد بن رومان وإسحاق بن عبد اللّه بن ابي فروة وغيرهم ، ان عكاشة بن محصن انقطع سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جذلاً من شجرة فعاد في يده سيفاً صارماً صافي الحديدة شديد المتن.

[سنن الدارمي ج 1 ص 29] روى بسنده عن سلمة السكوني ، قال بينما نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذ قال قائل : يا رسول اللّه هل أتيت بطعام من السماء؟ قال : نعم أتيت بطعام ، قال : يا نبي اللّه هل كان فيه من فضل؟ قال : نعم ، قال : فما فعل به؟ قال : رفع الى السماء (الحديث)

[سنن الدارمي ج 1 ص 9] روى بسنده عن ابن عمر قال كنت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول اللّه : أين تريد؟ قال : الى أهلي ، قال : هل لك في خير؟ قال : وما هو؟ قال : تشهد ان لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله ، قال : ومن يشهد على ما تقول؟ قال : هذه

ص: 97

السلمة ، فدعاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهي بشاطيء الوادي ، فأقبلت تخد الأرض خداً حتى قامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت ثلاثاً انه كما قال ، ثم رجعت الى منبتها ورجع الأعرابي الى قومه ، وقال ان اتبعوني اتيتك بهم ، وإلا رجعت مكثت معك (اللغة) : السلمة بفتح السين المهملة واللام ثم الميم واحدة السلم وهو جنس شجر أو جنبات شائك من فصيلة القطانيات ، ينمو في البلدان الحارة ، ثمره أصفر يحوي حبة خضراء يستعمل ورقه في الدبغ.

[سنن الدارمي ج 1 ص 13] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : اتى رجل من بني عامر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا أريك آية؟ قال : بلى ، قال : فأذهب فأدع تلك النخلة فدعاها فجاءت تنقز بين يديه ، قال : قل لها ترجع ، قال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ارجعي فرجعت حتى عادت الى مكانها فقال يا بني عامر ما رأيت رجلاً كاليوم أسحر منه.

[تاريخ بغداد ج 13 ص 128] روى بسنده عن مكلبة بن ملكان قال : غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقاتله المشركون قتالاً شديداً حتى حالوا بينه وبين الماء ونزلوا هم على الماء ، فرأيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عطشان رجفان قد خلع ثيابه واتزر برداء له واستلقى على ظهره فاخذت إداوة لي ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضاً ذات رمل فاذا طائر يبحث في الأرض شبه الدراج أو القبج ، فدنوت منه فطار فنظرت الى موضعه فاذا فيه نداوة تندى ، فخرقت بيدي خرقاً عميقاً فنبع ماء فشربت حتى رويت ، وتوضأت وملأت الإداوة وأقبلت حتى أتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما رآني قال لي : يا مكلبة أمعك ماء؟ قلت : نعم يا رسول اللّه ، فقال : الى إليّ ، فدنوت منه فناولته الإداوة فشرب حتى روى وتوضأ وضوءه

ص: 98

للصلاة ، ثم قال لي : يا مكلبة ضع يدك على فؤادي حتى يبرد فوضعت يدي على فؤاده حتى برد ، ثم قال لي : يا مكلبة عرف اللّه لك هذا فنحيت يدي عن فؤاده فاذا هي تسطع نوراً ، فكان مكلبة يواري يده بالنهار كراهة أن تجتمع الناس عليه فيتأذي ، فإذا رآه من لا يعرفه حسب أنه أقطع ، قال لنا المظفر : فلقيت مكلبة بالليل فصافحته فاذا يده تسطع نوراً.

[تاريخ بغداد ج 3 ص 442] روى بسنده عن معرض بن عبد اللّه بن معرض عن ابيه عن جده ، قال : حججت حجة الوداع فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وجهه مثل دارة القمر وسمعت منه عجباً ، جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا غلام من أنا؟ قال : أنت رسول اللّه ، قال : صدقت بارك اللّه فيك ، قال : ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب ، قال : قال أبي : فكنا نسميه مبارك اليمامة.

[الاصابة ج 6 القسم 1 ص 292] ذكر حديثاً مسنداً عن همام ابن نفيل قال : قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه حفرنا بئراً فخرجت مالحة ، قال : فدفع الى اداوة فيها ماء فقال : صبه فيها ففعلت فعذبت.

[الأستيعاب ج 2 ص 556] ذكر حديثاً مسنداً عن عبد اللّه بن بريدة عن ابيه عن سلمان الفارسي أُتي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بصدقة فقال : هذه صدقة عليك وعلى أصحابك ، فقال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا سلمان إنا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ، ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية ، فقال لأصحابه : كلوا فاشتراه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من قوم من اليهود بكذا بكذا درهما ، وعلى ان يغرس لهم كذا وكذا من النخل

ص: 99

يعمل فيها سلمان حتى تدرك ، فغرس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النخل كله إلا نخلة واحدة غرسها عمر ، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من غرسها؟ فقالوا عمر ، فقلعها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وغرسها فاطعمت من عامها.

[أسد الغابة ج 2 ص 33] ذكر حديثاً مسنداً عن بنت الحكم بن أبي العاص انها قالت للحكم : ما رأيت قوماً كانوا اسوأ رأياً وأعجز في أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منكم يا بني أُمية ، فقال لا تلومينا يا بنية اني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين ، قلنا واللّه ما نزال نسمع قريشاً تقول يصلي هذا الصابئي في مسجدنا فتواعدوا له تأخذوه. فتواعدنا اليه فلما رأيناه سمعنا صوتا ظننا انه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا فما عقلنا حتى قضى صلاته ورجع الى أهله ، ثم تواعدنا ليلة اخرى فلما جاء نهضنا اليه فرأيت الصفا والمروة التقتا أحداهما بالاخرى فحالتا بيننا وبينه ، فواللّه ما نفعنا ذلك.

[كنز العمال ج 6 ص 278] قال : عن عمر ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان في محفل من أصحابه إذ جاءه اعرابي من بني سليم قد صاد ضباً وجعله في كمه ليذهب به الى رحله فيشويه ويأكله ، فلما رأى الجماعة قال : ما هذا؟ قالوا هذا الذي يذكر انه نبي فجاء حتى شق الناس ، فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض الى منك ولا أمقت ولو لا أن تسميني قومي عجولاً لعجلت اليك فقتلتك فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم ، فقلت يا رسول اللّه دعني فأقوم فأقتله ، فقال يا عمر اما علمت ان الحليم كاد أن يكون نبيا؟ ثم أقبل على الاعرابي فقال : ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي؟ قال : وتكلمني ايضاً - استخفافاً برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - واللات والعزى لا أومن بك

ص: 100

أو يؤمن بك هذا الضب ، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وقال : ان آمن بك هذا الضب آمنت بك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا ضب فأجابه الضب - بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعاً - لبيك وسعديك يا زين من وافي القيامة ، قال : من تعبد يا ضب؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ، وفي البحر سبيله ، وفي الجنة رحمته ، وفي النار عذابه ، قال : فمن أنا يا ضب؟ قال : أنت رسول رب العالمين ، وخاتم النبيين ، وقد أفلح من صدقك ، وقد خاب من كذلك ، قال الأعرابي : لا أتبع أثراً بعد عين ، واللّه قد جئتك وما علي ظهر الأرض أحد أبغض الى منك وانك اليوم احب الى من ولدي ونفسي ، وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وانك رسول اللّه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الحمد للّه الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ، ولا يقبله اللّه إلا بصلاة ، ولا تقبل الصلاة إلا بقرآن قال : فعلمني ، فعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحمد ، وقل هو اللّه احد ، قال : زدني يا رسول اللّه فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا ، قال : يا اعرابي ان هذا كلام رب العالمين وليس بشعر ، وإنك إذا قرأت قل هو اللّه أحد مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه احد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن ، وان قرأت قل هو اللّه أحد ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله ، فقال الأعرابي : نعم الإله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل (الحديث) قال : أخرجه الطبراني وابن عدي والحاكم وابو نعيم والبيهقي وابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 281] قال : اتي جرهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبين يديه طعام ، فأدني يده الشمال ليأكل - وكانت

ص: 101

اليمنى مصابة - فقال : كل باليمين ، فقال يا رسول اللّه إنها مصابة ، فنفث عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما شكا حتى مات ، قال : أخرجه الطبراني عن جرهد.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 10] قال : وعن ابن عباس ، قال ، جاء رجل من بني عامر الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يداوي ويعالج فقال له يا محمد انك تقول اشياء فهل لك أن أداويك؟ قال : فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم قال له : هل لك أن أداويك؟ قال : إيه وعنده نخل وشجر ، قال فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عذقاً منها فأقبل اليه وهو يسجد ويرفع ويسجد ويرفع حتى انتهى اليه ، فقام بين يديه ثم قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ارجع الى مكانك ، فرجع الى مكانه ، فقال : واللّه لا اكذبك بشئ تقوله بعدها أبداً (قال) رواه أبو يعلى.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 21] قال : وعن ابي امامة ، قال : كانت امرأة ترافث الرجل وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يأكل ثريداً على طربال ، فقالت : انظروا اليه يجلس كما يجلس العبد ، ويأكل كما يأكل العبد ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأي عبد أعبد مني؟ قالت ويأكل ولا يطعمني ، قال فكلي ، قالت : ناولني بيدك فناولها ، فقالت : اطعمني مما فيك ، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحداً حتى ماتت (قال) رواه الطبراني.

ص: 102

باب : في شهادة عتبة بن ربيعة ان القرآن ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة

[كنز العمال ج 6 ص 289] قال : عن محمد بن كعب القرظي قال : حدثت ان عتبة بن ربيعة - وكان سيداً حليماً - قال ذات يوم وهو جالس في نادي قريش ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالس وحده في المسجد : يا معشر قريش ألا أقوم الى هذا فاكلمه فاعرض عليه اموراً لعله أن يقبل بعضها فنعطيه ايها شاء ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزيدون ويكثرون ، فقالوا : بلي فقم يا أبا الوليد فكلمه ، فقام عتبة حتى جلس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يابن اخي إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم ، وسفهت به أحلامهم ، وعبت به آلهتهم ودينهم ، وكفرت من مضى من آبائهم ، فأسمع مني اعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك ان تقبل منها بعضها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قل يا أبا الوليد أسمع ، فقال : يابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون اكثرنا

ص: 103

مالاً ، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع امراً دونك ، وان كنت تريد ملكاً ملكناك علينا وان كان هذا الذي يأتيك رؤيا تراه ولا تستطيع ان ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب وبذلنا فيه أموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع علي الرجل حتى يداوي منه ، أو لعل هذا الذي تأتي به شعر جاش به صدرك ، وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه علي ما لا يقدر عليه أحد ، حتى إذا سكت عنه ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يستمع منه ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أفرغت يا أبا الوليد؟ قال : نعم ، قال فاسمع مني ، قال : أفعل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ( بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، حم تَنْزِيلٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، كِتٰابٌ فُصِّلَتْ آيٰاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ، فمضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقرأها عليه فلما سمعها عتبة أنصت له وألقي بيده خلف ظهره معتمداً عليها يستمع منه حتى انتهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السجدة فسجد فيها ثم قال : قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك ، فقام عتبة الى أصحابه. فقال بعضهم لبعض : نحلف باللّه لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به ، فلما جلس اليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد؟ فقال : ورآئي أني واللّه قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط ، واللّه ما هو بالشعر ولا بسحر ولا كهانة ، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها في ، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه ، فواللّه ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ ، فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم اسعد الناس به ، قالوا سحرك واللّه يا أبا الوليد بلسانه ، فقال : هذا رأيي لكم فأصنعوا ما بدأ لكم (قال) أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر.

ص: 104

باب : في استسقاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب علامات النبوة في الإسلام ، روى بسنده عن انس ، قال : أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال يا رسول اللّه هلكت الكراع هلكت الشاة فادع اللّه يسقينا فمد يديه ودعا ، قال انس وان السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح نشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر الى الجمعة الاخرى فقام اليه ذلك الرجل أو غيره فقال : يا رسول اللّه تهدمت البيوت فأدع اللّه يحبسه ، فتبسم ثم قال : حوالينا ولا علينا ، فنظرت الى السحاب تصدع حول المدينة كأنه اكليل (اللغة) العزالي - بكسر اللام - مفرده العزلاء مؤنث الأعزل وهو مصب الماء من القربة ونحوها ، يقال : (أنزلت السماء عزاليها) إشارة الى شدة وقع المطر.

[صحيح ابي داود ج 7 ص 115] روى بسنده عن عائشة ، قالت : شكا الناس الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قحوط

ص: 105

مطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ، قالت عائشة : فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين بدأ حاجب الشمس ، فقعد على المنبر فكبر صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وحمد اللّه عز وجل ، ثم قال : إنكم شكوتم جدب دياركم ، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم ، وقد أمركم اللّه عز وجل ان تدعوه ، ووعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، مٰالِكِ يَوْمِ اَلدِّينِ ، لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت ، الغنى ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث واجعل ما انزلت لنا قوة وبلاغا الى حين ، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول الى الناس ظهره ، وقلب - أو حول - رداءه وهو رافع يديه ، ثم اقبل على الناس ونزل ، فصلى ركعتين فانشأ اللّه سحابة فرعدت وبرقت ثم امطرت بإذن اللّه ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما رأى سرعتهم الى الكن ضحك صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد ان اللّه على كل شيء قدير ، وإني عبد اللّه ورسوله.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 4 ص 235] روى بسنده عن شرحبيل بن السمط ، قال : قال لكعب بن مرة : يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم ساق الحديث (الى ان قال) قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : وجاءه رجل فقال : استسق اللّه لمضر ، قال فقال : إنك لجريئي المصر ، قال : يا رسول اللّه استنصرت اللّه عز وجل فنصرك ، ودعوت اللّه عز وجل فاجابك ، قال : فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يديه يقول : أللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مريناً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار ، قال : فاحيوا قال : فما لبثوا ان اتوه فشكوا اليه كثرة المطر ، فقالوا قد تهدمت البيوت ، قال فرفع

ص: 106

يديه : وقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، قال : فجعل السحاب يتقطع يميناً وشمالاً.

[سنن الدارمي ج 1 ص 43] روى بسنده عن اوس بن عبد اللّه قال : قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا الى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجعلوا منه كوا الى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا ، فمطرنا مطراً حتى نبت العشب وسمنت الابل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق.

ص: 107

بابٌ : في شيء من دعوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستجابة

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 621] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن ابي بكر ، قال : كان فلان يجلس الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاذا تكلم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بشيء اختلج بوجهه ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كن كذلك ، فلم يزل يختلج حتى مات.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 157] قال : وكان خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الغار ليلة الإثنين لأربع ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول ، فقام يوم الثلاثاء بقديد ، فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك بن جعشم وهو على فرس له فدعا عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرسخت قوائم فرسه فقال : يا محمد أدع اللّه ان يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد ما ورائي ففعل ، فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال أرجعوا فقد استبرأت لكم ما ها هنا وقد عرفتم بصري بالأثر فرجعوا عنه.

ص: 108

[أُسد الغابة ج 4 ص 363] ذكر حديثاً مسنداً عن ابي نوفل بن أبي عقرب عن ابيه قال كان لهب بن ابي لهب يسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه فنزلوا منزلاً فقال واللّه اني لأخاف دعوة محمد قال فحوطوا المتاع حوله وقعدوا يحرسونه فجاء السبع فأنتزعه فذهب به.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 183] قال : وعن مصعب بن شيبة عن أبيه ، قال : خرجت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين ، واللّه ما أخرجني الاسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن تظهر هوازن على قريش فقلت - وأنا واقف معه - : يا رسول اللّه اني ارى خيلاً بلقاً ، قال : يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر ، فضرب بيده على صدري ثم قال : اللهم أهد شيبة ، ثم ضربها الثانية ، ثم قال : أللهم اهد شيبة ، فواللّه ما رفع يده في الثالثة من صدري حتى ما كان احد من خلق اللّه أحب الى منه (الحديث) قال : رواه الطبراني.

ص: 109

باب : في علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب علمه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم باللّه تعالى وشدة خشيته ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم امراً فرخص فيه ، فبلغ ذلك ناساً من أصحابه فانهم كرهوه وتنزهوا عنه ، فبلغه ذلك فقام خطيباً فقال : ما بال رجال بلغهم عني امر رخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه ، فواللّه لأنا أعلمهم باللّه وأشدهم خشية (أقول) ورواه البخاري ايضاً في صحيحه باختلاف يسير في بعض الألفاظ.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 115] روى بسنده عن ابن عباس قال حضرت عصابة من اليهود - يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - يوماً فقالوا يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي ، قال : سلوني عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي ذمة اللّه وما أخذ يعقوب على بنيه لئن أنا حدثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الاسلام ، قالوا فذلك لك ، قال : فسلوني عما شئتم ، قالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن ، اخبرنا أي الطعام حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة؟ واخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل؟

ص: 110

وكيف يكون الذكر منه؟ وكيف تكون الأنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبي الأمي في النوم؟ ومن وليه من الملائكة؟ قال فعليكم عهد اللّه لئن أنا أخبرتكم لتبايعني فاعطوه ما شاء من عهد وميثاق قال : فانشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه فنذر للّه نذراً لئن شفاه اللّه من سقمه ليحرمنّ أحب الشراب اليه واحب الطعام اليه فكان احب الطعام اليه لحم الإبل وأحب الشراب اليه البانها؟ قالوا : اللهم نعم ، قال اللهم اشهد عليهم قال : فأنشدكم باللّه الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون ان ماء الرجل أبيض غليظ وان ماء المرأة اصفر رقيق فأيهما علا كان له الولد والشبه باذن اللّه ، وان علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن اللّه ، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان انثى بإذن اللّه؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قال : فانشدكم باللّه الذي انزل التوراة على موسى هل تعلمون ان هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : فان وليي جبريل ولم يبعث نبي قط ، إلا هو وليه ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لتابعناك وصدقناك ، قال فما يمنعكم من أن تصدقوه؟ قالوا : انه عدونا فعند ذلك قال اللّه جل ثناؤه : ( قُلْ مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَليٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ) الى قوله : ( كَأَنَّهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ ) فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 263] قال عن ابن عمر عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أُوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس (إن اللّه عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي أرض تموت أن اللّه عليم خبير) قال : رواه احمد والطبراني ورجال احمد رجال الصحيح.

ص: 111

بابٌ : في شيء من اخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الغيب

قال اللّه تبارك وتعالى في سورة الجن : ( عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّٰ مَنِ اِرْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ ) .

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 4 ص 353] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : كان الذي أسر العباس بن عبد المطلب أبا اليسر بن عمرو وهو كعب بن عمرو واحد بني سلمة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كيف أسرته يا أبا اليسر؟ قال : لقد اعانني عليه رجل ما رأيته بعد ولا قبل هيئته كذا ، قال : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد أعانك عليه ملك كريم ، وقال للعباس يا عباس إفد نفسك وابن اخيك عقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن جحدم أحد بني الحارث ابن فهر ، قال فأبى وقال : اني قد كنت مسلماً قبل ذلك وإنما استكرهوني قال : اللّه أعلم بشأنك إن يك ما تدعي حقاً فاللّه يجزيك بذلك ، وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد اخذ منه

ص: 112

عشرين أوقية ذهب ، فقال : يا رسول اللّه إحسبها لي من فداي قال لا ، ذاك شيء أعطاناه اللّه منك ، قال : فانه ليس لي مال ، فال فاين المال الذي وضعته بمكة حيث خرجت عند ام الفضل وليس معكما أحد غيركما. فقلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد اللّه كذا؟ قال : فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيري وغيرها واني لأعلم انك رسول اللّه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 246] روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي ، قال : لما اسر نوفل بن الحارث ببدر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إفد نفسك يا نوفل ، قال : مالي شيء أفدي به يا رسول اللّه قال : إفد نفسك برماحك التي بجدة ، قال : واللّه ما علم احد أن لي بجدة رماحاً بعد اللّه غيري ، أشهد انك رسول اللّه ، ففدى نفسه بها وكانت الف رمح (الحديث).

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 125] روى بسنده عن شيخ من قريش ان قريشاً لما تكاتبت على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا اليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وكانوا تكاتبوا ألا ينكحوهم ولا ينكحوا اليهم ، ولا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم في شيء ولا يكلموهم ، فمكثوا ثلاث سنين في شعبهم محصورين إلا ما كان من ابي لهب فانه لم يدخل معهم ودخل معهم بنو المطلب بن عبد مناف ، فلما مضت ثلاث سنين أطلع اللّه نبيه على أمر صحيفتهم وأن الأرض قد أكلت ما كان فيها من جور أو ظلم وبقي ما كان من ذكر اللّه ، فذكر ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأبي طالب ، فقال أبو طالب : أحق ما تخبرني يابن أخي؟ قال : نعم واللّه ، قال : فذكر ذلك أبو طالب لاخوته فقالوا له ما ظنك به؟ قال فقال ابو طالب : واللّه ما كذبني قط ، قال فما ترى؟ قال أرى أن تلبسوا أحسن ما تجدون من الثياب ثم تخرجون الى قريش فنذكر ذلك لهم قبل

ص: 113

أن يبلغهم الخبر ، قال : فخرجوا حتى دخلوا المسجد فصمدوا الى الحجر - وكان لا يجلس فيه الامسان قريش وذو نهاهم - فترفعت اليهم المجالس ينظرون ماذا يقولون ، فقال ابو طالب : إنّا قد جئنا لأمر فأجيبوا فيه بالذي يعرف لكم ، قالوا : مرحباً بكم واهلاً وعندنا ما يسرك فما طلبت؟ قال : ابن اخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن اللّه سلط على صحيفتكم التي كتبتم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم وبقي فيها كل ما ذكر به اللّه ، فان كان ابن أخي صادقاً نزعتم عن سوء رأيكم ، وان كان كاذباً دفعته اليكم فقتلتموه أو استحييتموه ان شئتم ، قالوا : قد انصفتنا ، فارسلوا الى الصحيفة فلما أتي بها قال أبو طالب : اقرؤوها فلما فتحوها اذا هي كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكلت كلها إلا ما كان من ذكر اللّه فيها قال فسقط في أيدي القوم ثم نكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب : هل تبين لكم انكم أولى بالظلم والقطيعة والاساءة؟ فلم يراجعه أحد من القوم وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم ، فمكثوا غير كثير ورجع أبو طالب الى الشعب وهو يقول : يا معشر قريش علام نحصر ونحبس وقد بان الأمر؟ ثم دخل هو وأصحابه بين استار الكعبة ، فقال : اللهم انصرنا ممن ظلمنا ، وقطع أرحامنا ، واستحل منا ما يحرم عليه منا ثم انصرفوا.

[تاريخ بغداد ج 3 ص 167] روى بسنده عن زيد بن أرقم ، قال : أتي النبى صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أعرابي وهو شاد عليه ردنه أو عباءه فقال أيكم محمد؟ فقالوا : صاحب الوجه الأزهر ، فقال إن يكن نبياً فما معي؟ قال إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة؟ وقال ابو العلاء فهل أنت مؤمن؟ قال نعم ، قال : إنك مررت بوادي آل فلان - أو قال شعب آل فلان - وإنك بصرت فيه بوكر حمامة فيه فرخان لها ، وإنك اخذت الفرخين من وكرها وإن الحمامة أتت الى وكرها فلم تر

ص: 114

فرخيها فصفقت في البادية فلم تر غيرك فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك - أو قال عباءك - فانقضت فيه فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها ففتح الأعرابي ردنه - أو قال عباءه - فكان كما قاله النبي فعجب اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها واقبالها على فرخيها ، فقال أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ فاللّه أشد فرحاً وأشد اقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها (الحديث).

[مرقاة المفاتيح ج 5 ص 481] في المتن ، قال : وعن انس قال : كنا مع عمر بين مكة والمدينة ، ثم ساق الحديث (الى أن قال) ثم انشأ - أي عمر - يحدثنا عن أهل بدر ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول : هذا مصرع فلان غداً إن شاء اللّه وهذا مصرع فلان غدا ان شاء اللّه ، قال عمر : والذي بعثه بالحق ما اخطأوا الحدود التي حدها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : فجعلوا في بئر بعضهم على بعض ، فأنطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى انتهى اليهم ، فقال : يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم اللّه ورسوله حقا؟ فاني قد وجدت ما وعدني اللّه حقاً ، فقال عمر يا رسول اللّه كيف تكلم اجساداً لا أرواح فيها؟ فقال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، غير انهم لا يستطيعون ان يردوا على شيئاً (قال) رواه مسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 284] قال عن محمد بن جعفر بن الزبير ، قال جلس عمير بن وهب الجمحي وصفوان بن أُمية بعد مصاب أهل بدر من قريش في الحجر بيسير ، وكان عمير بن وهب شيطاناً من شياطين قريش ، وكان ممن يؤذي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء أذاهم بمكة ، وكان وهب بن عمير بن وهب في أساري اصحاب بدر ، قال فذكروا اصحاب القليب بمصابهم ، فقال واللّه إن في العيش خير بعدهم ، فقال عمير بن وهب : صدقت

ص: 115

واللّه لو لا دين عليّ ليس عندي قضاؤه وعيالي أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله فان لي فيهم علة ابني عندهم اسير في ايديهم ، قال : فاغتنمها صفوان فقال : عليّ دينك انا اقضيه عنك ، وعيالك مع عيالي اسويهم ما بقوا لا نسعهم بعجز عنهم ، قال عمير : اكتم عني شأني وشأنك ، قال : أفعل ثم أمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم انطلق الى المدينة ، فبينما عمر بالمدينة في نفر من المسلمين يتذاكرون يوم بدر وما أكرمهم اللّه به وما أراهم من عدوهم إذ نظر الى عمير بن وهب قد أناخ بباب المسجد متوشح السيف فقال : هذا الكلب واللّه عمير بن وهب ما جاء إلا لشر ، هذا الذي حرش بيننا وحرزنا للقوم يوم بدر ، ثم دخل عمر على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال يا رسول اللّه هذا عمير بن وهب قد جاء متوشح السيف قال فادخله ، فاقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه بها ، وقال عمر لرجال من الأنصار ممن كان معه ، أدخلوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاجلسوا عنده واحذروا هذا الكلب عليه فانه غير مأمون ، ثم دخل على رسول اللّه به وعمر آخذ بحمالة سيفه ، فقال : أرسله يا عمر أدن يا عمير فدنا فقال أنعموا صباحاً - وكانت تحية أهل الجاهلية بينهم - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد أكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتك يا عمير ، السلام تحية أهل الجنة ، فقال أما واللّه يا محمد إن كنت لحديث عهد بها ، قال : فما جاء بك؟ قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فاحسبه ، قال : فما بال السيف في عنقك؟ قال قبحها اللّه من سيوف فهل أغنت عنا شيئاً ، قال : أصدقني ما الذي جئت له؟ قال ما جئت إلا لهذا ، قال : بلى قعدت أنت وصفوان بن لعية في الحجر فتذاكرتما أصحاب القليب من قريش فقلت : لو لا دين عليّ وعيالي لخرجت حتى أقتل محمداً فتحمل صفوان لك بدينك وعيالك على أن تقتلني ، واللّه حائل بينك وبين ذلك ، قال عمير : أشهد أنك رسول اللّه ، قد كنا يا رسول اللّه نكذبك بما كنت

ص: 116

تأتينا من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فواللّه اني لأعلم ما أنبأك به إلا اللّه ، فالحمد للّه الذي هداني للاسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم شهد شهادة الحق ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقهوا أخاكم في دينه ، وأقرؤوه القرآن ، واطلقوا له أسيره ، ثم قال يا رسول اللّه اني كنت جاهداً على إطفاء نور اللّه شديد الأذى لمن كان على دين اللّه واني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم الى اللّه والي الاسلام لعل اللّه ان يهديهم ولا أوذيهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم ، فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلحق بمكة ، وكان صفوان حين خرج عمير بن وهب قال لقريش : ابشروا بوقعة تنسيكم وقعة بدر ، وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب فاخبره باسلامه فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا ، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو الى الإسلام ، ويؤذي من خالفه أذي شديداً ، فاسلم على يديه ناس كثير (قال) رواه الطبراني مرسلاً ، وإسناده جيد.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 287] قال : وعن ابي بكرة ، قال : لما بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعث كسرى الى عامله على ارض اليمن ومن يليه من العرب - وكان يقال له بادام - انه بلغني انه خرج رجل قبلك يزعم انه نبي فقل له فليكف عن ذلك أو لأبعثن اليه من يقتله أو يقتل قومه ، قال فجاء رسول بادام الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له هذا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو كان شيء فعلته من قبلي كففت ولكن اللّه عز وجل بعثني فاقام الرسول عنده ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان ربي قتل كسرى ولا كسرى بعد اليوم ، وقتل قيصر ولا قيصر بعد اليوم ، قال : فكتب قوله في الساعة التي حدثه ، واليوم الذي حدثه ، والشهر الذي حدثه فيه ، ثم رجع الى بادام فاذا كسرى قدمات واذا قيصر قد قتل ، قال رواه الطبراني ، ورجاله رجال

ص: 117

الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 288] قال وعن خريم بن اوس قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، يقول : هذه الحيرة البيضاء قد رفعت لي ، وهذه الشماء بنت بقيلة الازدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ، قلت يا رسول اللّه إن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي لي ، قال : هي لك ، ثم ارتدت العرب فلم يرتد أحد من طئ ، فكنا نقاتل قيساً على الاسلام ، ومنهم عتبة ابن حصن ، وساق الحديث (الى أن قال) ثم سار خالد بن الوليد الى مسيلمة فسرنا معه فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا الى ناحية البصرة فلقينا هرمز بكاظمة في جمع عظيم - ولم يكن أحد أعدى للعرب من هرمز - فبرز له ابن الوليد ودعا الى البراز فبرز له هرمز فقتله خالد فقوم سلبه فبلغت قلنسوته مائة الف درهم ، ثم سرنا على طريق الطف حتى دخلنا الحيرة فكان أول من تلقانا فيها شماء بنت بقيلة على بغلة لها شهباء بخمار أسود فتعلقت بها وقلت : هذه وهبها لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدعاني خالد عليها البينة فاتيته بها فسلمها الى ونزل الينا أخوها عبد المسيح ، فقال لي : بعنيها فقلت له : لا انقصها واللّه من عشر مائة شيئا فدفع الى الف درهم ، فقيل لي لو قلت : مائة الف دفعها اليك ، فقلت لا أحسب أن مالاً أكثر من عشر مائة (قال) رواه الطبراني.

[سنن الدارمي ج 1 ص 33] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ان يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منها الذراع فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ارفعوا ايديكم وأرسل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى اليهودية فدعاها فقال لها أسمعت هذه الشاة؟ فقالت : نعم

ص: 118

ومن أخبرك؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخبرتني هذه في يدي الذراع ، فقالت : نعم ، قال فماذا أردت الى ذلك؟ قالت قلت ان كان نبياً لم يضره ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه فعفا عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولم يعاقبها (الحديث).

ص: 119

بابٌ : في فلق صدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 5 ص 139] روى بسنده عن اُبي ابن كعب ، قال : ان أبا هريرة كان جرياً علي أن يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره ، فقال : يا رسول اللّه ما أول ما رأيت في أمر النبوة؟ فاستوى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جالساً وقال : لقد سألت أبا هريرة ، إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر ، وإذا بكلام فوق رأسي واذا رجل يقول لرجل أهو هو؟ قال : نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط ، فأقبلا الى يمشيان حتى اخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مسا ، فقال أحدهما لصاحبه : اضجعه فاضجعاني بلا قصر ولا هصر ، وقال أحدهما لصاحبه أفلق صدره فهوى أحدهما الى صدري ففلقه فما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له اخرج الغل والحسد فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها فقال له : أدخل الرأفة والرحمة فاذا مثل الذي أخرج يشبه الفضة ، ثم هز ابهام رجلي اليمنى ، فقال : اغد واسلم ، فرجعت بها أغدو رقة علي الصغير ورحمة للكبير.

ص: 120

[كنز العمال ج 6 ص 305] قال : عن شداد بن أوس ، قال : بينا نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذ أتاه رجل من بني عامر - وهو سيد قومه وكبيرهم ومدرههم - يتوكأ على عصاه ، فقام بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونسب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى جده ، فقال : يابن عبد المطلب إني أُنبئت أنك تزعم أنك رسول اللّه الى الناس أرسلك بما أرسل به ابراهيم ، وموسى ، وعيسى عليهم السلام وغيرهم من الأنبياء ، ألا وانك قد تفوهت بعظيم ، إنما كانت الأنبياء والملوك في بيتين من بني اسرائيل ، بيت نبوة ، وبيت ملك ، فلا أنت من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء إنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة ولكن لكل امر حقيقة فانبئني بحقيقة قولك وشأنك ، فأعجب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مسألته ، ثم قال : يا أخا بني عامر إن للحديث الذي تسأل عنه نبأ ومجلساً فأجلس ، فثني رجله وبرك كما يبرك البعير ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أخا بني عامر إن حقيقة قولي وبدء شأني دعوة ابراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم (أقول) وذكر الحديث بطريق آخر قال فيه : فجلس العامري بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان والدي لما بني بامي حملت فرأت فيما يرى النائم أن نوراً خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملأ ما بين السماء والأرض نورا فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها : واللّه لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين السماء والأرض ، وكان هذا الحي من بني سعد ابن هوزان ينتابون نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم وإن امي ولدتني في العام الذي قدموا فيه ، وهلك والدي فكنت يتيماً في حجر عمي أبي طالب ، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن ضرع صغير لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير ، وكانت فيهن امرأة يقال لها ام كبشة ابنة الحارث ، فقالت : واللّه لا أنصرف عامي

ص: 121

هذا خائبة أبداً فاخذتني وألقتني على صدرها فدر لبنها فحضنتني ، فلما بلغ ذلك عمي أبا طالب أقطعها إبلاً ومقطعات من الثياب ولم يبق عم من عمومتي إلا أقطعها وكساها ، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن اليها يقلن أما واللّه يا أم كبشة لو علمنا بركة هذا يكون هكذا ما سبقتنا اليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت الى أصنام قريش والعرب فلا اقربها ولا آتيها (اقول) وقال في الطريق الأول الذي ذكرنا صدره ما لفظه : فلما نشأت بغضت الى الأوثان وبغض الى الشعر واسترضع لي في بني جشم بن بكر فبينا أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب من الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئن من ثلج فاخذوني من بين أصحابي وانطلق اصحابي هراباً حتى انتهوا الى شفير الوادي ثم أقبلوا على الرهط فقالوا : ما لكم ولهذا الغلام إنه غلام ليس منا وهو ابن سيد قريش ، وهو مسترضع فينا من غلام يتيم ليس له أب فماذا يرد عليكم قتله ولئن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا منا أينا شئتم فليأتكم فأقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام ، فلم يجيبوهم ، فلما رأى الصبيان أن القوم لا يجيبونهم انطلقوا هراباً مسرعين الى الحي يؤذنونهم به ويستصرخونهم على القوم ، فعمد الى أحدهم فاضجعني الى الأرض إضجاعاً لطيفاً ثم شق ما بين صدري الى متن عانتي وأنا أنظر فلم اجد لذلك مساً ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك الثلج فأنعم غسله ثم اعادها الى مكانها ، ثم قام الثاني فقال لصاحبه تنح ثم أدخل يده في جوفي فاخرج قلبي وانا انظر فصدعه فاخرج منه مضغة سوداء فرمي بها ، ثم قال بيده كأنه يتناول شيئاً فاذا أنا بخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه فختم على قلبي فأمتلأ نوراً وحكمة ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهراً ، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه فأمرّ يده بين ثديي ومنتهى عانتي والتأم ذلك الشق باذن اللّه ، ثم أخذ بيدي فانهضني من مكاني إنهاضاً لطيفاً ، فقال الأول الذي شق بطني : زنوه بعشرة من امته فوزنوني

ص: 122

فرجحتهم. ثم قال : زنوه بمائة من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال : زنوه بالف من امته فوزنوني فرجحتهم ، ثم قال دعوه فلو وزنتموه بامته جميعاً لرجح بهم ، ثم قاموا الى فضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني ، ثم قالوا يا حبيب لم ترع انك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عينك ، بينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم واذا ظئري أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وهي تقول : يا ضعيفاه فاكبوا عليّ - (أقول) يعني الملائكة الذين شقوا ما بين صدره الى متن عانته - يقبلوني ويقولون يا حبذا انت من ضعيف ، ثم قالت يا وحيداه فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقالوا : يا حبذا انت من وحيد ، ما انت بوحيد إن اللّه معك وملائكته والمؤمنون من أهل الأرض ، ثم قالت : يا يتيماه استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك ، فاكبوا عليّ وضموني الى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا : يا حبذا انت من يتيم ما اكرمك على اللّه تعالى ، لو تعلم ماذا يراد بك من الخير ، فوصلوا الى شفير الوادي فلما بصرت بي ظئري قالت يا بني ألا أراك حياً بعد؟ فجاءت حتى اكبت علي فضمتني الى صدرها ، فوالذي نفسي بيده اني لفي حجرها قد ضمتني اليها وان يدي لفي يد بعضهم وظننت ان القوم يبصرونهم فاذا هم لا يبصرونهم ، فجاء بعض الحي فقال : هذا غلام أصابه ملم أو طائف من الجن فأنطلقوا بنا الى الكاهن ينظر اليه ويداويه ، فقلت له : يا هذا ليس بي شيء مما تذكرون إن لي نفساً سليمة وفؤاداً صحيحاً وليس بي قلبة ، فقال ابي وهو زوج ظئري ألا ترون كلامه صحيحاً؟ إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس ، فاتفق القوم على أن يذهبوا بي الى الكاهن فاحتملوني حتى ذهبوا بي اليه فقصوا عليه قصتي فقال : اسكتوا حتى أسمع من الغلام فانه أعلم بامره ، فقصصت عليه أمري من أوله الى آخره فلما سمع مقالتي ضمني الى صدره ونادى باعلى صوته يا للعرب اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه ، فواللات والعزى لئن تركتموه ليبدلن دينكم وليسفهن احلامكم وأحلام آبائكم ، وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله ، فانتزعتني

ص: 123

ظئري من يده وقالت : لأنت أعته منه وأحن ، ولو علمت أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به ، ثم احتملوني وردوني الى أهلي فاصبحت مغموماً مما دخل بي ، وأصبح أثر الشق ما بين صدري الى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني ، فقال العامري : اشهد ان لا إله إلا اللّه ، وان محمدا رسول اللّه ، وأن امرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها ، قال سل عنك ، وكان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول للسائلين قبل ذلك : سل عما بدا لك ، فقال يومئذ للعامري : سل عنك - فانها لغة بني عامر - فكلمه بما يعرف ، فقال العامري : اخبرني يابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر؟ قال : التمادي ، قال : فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : نعم ان التوبة تغسل الحوبة ، وان الحسنات يذهبن السيئات ، فاذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه عند البلاء ، قال العامري : وكيف ذلك يابن عبد المطلب؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذلك بان اللّه يقول لا أجمع لعبدي ابداً امنين ، ولا أجمع له أبداً خوفين ، إن هو امنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي ، وان هو خانني في الدنيا آمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له امنه ولا امحقه فيمن امحق ، فقال العامري : يا بن عبد المطلب الى ما تدعو؟ قال : ادعو الى عبادة اللّه وحده لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللات والعزى ، وتقر بما جاء من اللّه من كتاب ورسول ، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن ، وتصوم شهراً من السنة ، وتؤدي زكاة مالك ، فيطهرك اللّه به ، ويطيب لك مالك ، وتحج البيت اذا وجدت اليه سبيلاً ، وتغسل من الجنابة ، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ، قال يابن عبد المطلب : فاذا انا فعلت هذا فمالي؟ قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ( جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خالدا فِيهٰا وذٰلِكَ جَزٰاءُ مَنْ تَزَكّى ) قال : يابن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبنا الوطأة في العيش ، فقال النبي صلّى اللّه عليه

ص: 124

(وآله) وسلم نعم النصر والتمكين في البلاد ، فأجاب العامري واناب (قال) اخرجه ابو يعلى وابو نعيم وابن عساكر (اقول) وسيأتي في باب معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من صحيح مسلم حديثاً يشتمل صدره على تفريج جبريل صدر النبي ، فانتظر.

ص: 125

باب : في بدء نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكيفيته

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 255] قال : عن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لخديجة : اني ارى ضوءاً وأسمع صوتاً وانا اخشى ان يكون بي جن ، قالت : لم يكن اللّه ليفعل ذلك بك يابن عبد اللّه ثم أتت ورقة بن نوفل فذكرت ذلك له ، فقال : ان يكن صادقاً فإن هذا ناموس مثل ناموس موسى عليه السلام ، وان بعث وأنا حي فسأعززه وأنصره وأو من به (قال) رواه أحمد متصلاً ومرسلاً ، والطبراني بنحوه وزاد : وأعينه (قال) ورجال أحمد رجال الصحيح.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 256] قال : وعن خديجة قالت : قلت يا رسول اللّه يابن عم هل تستطيع إذا جاءك الذي يأتيك أن تخبرني به؟ فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم يا خديجة ، قالت خديجة فجاءه جبرئيل ذات يوم وأنا عنده ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء ، فقلت له : قم فأجلس على فخذي الأيمن ، فقلت له : هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس على فخذي الأيسر ،

ص: 126

فجلس فقلت له هل تراه؟ قال : نعم فقلت له : تحول فأجلس في حجري ، فجلس ، فقلت له هل تراه؟ قال : نعم ، قالت خديجة فتحسرت وطرحت خماري وقلت هل تراه؟ قال : لا فقلت هذا واللّه ملك كريم ، واللّه ما هو شيطان ، قالت خديجة : فقلت لورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي : ذلك مما أخبرني به محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال ورقة : حقا يا خديجة حدثك (قال) رواه الطبراني في الأوسط وأسناده حسن.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 256] قال : وعن ورقة الأنصاري قال : قلت يا محمد كيف يأتيك الذي يأتيك؟ - يعني جبريل عليه السلام - قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ ، وباطن قدميه أخضر (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 256] قال : وعن عبد اللّه بن عمر قال : سألت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه هل تحس بالوحي؟ قال : نعم اسمع صلصلة ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى الى إلا ظننت أن نفسي تقبض (قال) رواه احمد والطبراني واسناده حسن (أقول) وروى البخاري ايضاً في صحيحه ما يقرب من ذلك ، وقد رواه في أول باب منه ، وهو باب كيف كان بدء الوحي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 127

باب : في معراج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب الاسراء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس بن مالك ، قال كان ابو ذر يحدث ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتليء حكمة وإيماناً فافرغها في صدري ، ثم اطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا ، قال جبرئيل لخازن السماء الدنيا : افتح قال من هذا؟ قال هذا جبريل ، قال : هل معك احد؟ قال : نعم معي محمد ، قال فارسل اليه ، قال نعم ، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فاذا رجل عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة ، قال فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله بكى ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، واذا نظر قبل شماله

ص: 128

بكي ، قال : فقال مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال قلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا آدم وهذه الاسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ، فاهل اليمين اهل الجنة ، والاسودة التي عن شماله اهل النار ، فاذا نظر قبل يمينه ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى قال : ثم عرج بي جبريل حتى اتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح ، فقال أنس بن مالك : فذكر انه وجد في السماوات آدم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير انه ذكر انه قد وجد آدم في السماء الدنيا وابراهيم في السماء السادسة قال فلما مر جبريل ورسول اللّه بادريس عليه السلام ، قال مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال ثم مر فقلت من هذا؟ قال : هذا ادريس ، قال ثم مررت بموسى عليه السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والاخ الصالح قال قلت من هذا؟ قال هذا موسى قال : ثم مررت بعيسى عليه السلام فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا عيسى ابن مريم ، قال ثم مررت بابراهيم عليه السلام : فقال : مرحبا بالنبي الصالح ، والابن الصالح قال : قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم (قال ابن شهاب) واخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام (قال ابن حزم) وانس بن مالك : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ففرض اللّه على امتي خمسين صلاة ، قال فرجعت بذلك حتى امر بموسى عليه السلام فقال موسى عليه السلام ماذا فرض ربك على امتك؟ قال : قلت فرض عليهم خمسين صلاة ، قال لي موسى عليه السلام فراجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي فوضع شطرها ، قال فرجعت الى موسى عليه السلام فاخبرته ، قال راجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك ، قال فراجعت ربي فقال هي خمس ، وهي خمسون لا يبدل القول لدى قال فرجعت الى موسى عليه السلام فقال : راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ، قال ثم انطلق جبريل حتى تأتّى سدرة المنتهي فغشيها الوان لا أدري ما هي ، قال : ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك.

ص: 129

[صحيح الترمذي ج 2 ص 192] روى بسنده عن انس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اتي بالبراق ليلة أسرى به ملجماً مسرجاً فاستصعب عليه ، فقال له جبرئيل : أبمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على اللّه منه ، قال فارفض عرقا.

[صحيح النسائي ج 1 ص 77] روى بسنده عن انس بن مالك ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل ، خطوها عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبرئيل فسرت ، فقال إنزل فصل ففعلت ، فقال : اتدري اين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ، ثم قال : انزل فصل فصليت ، فقال اتدري أين صليت؟ صليت بطيبة واليها المهاجر ثم قال : انزل فصل فصليت فقال اتدري اين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم اللّه عز وجل موسى عليه السلام ، ثم قال : إنزل فصل فصليت ، فقال أتدري أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى عليه السلام ثم دخلت ببيت المقدس فجمع لي الانبياء عليهم السلام ، فقدمني جبرئيل حتى أممتهم ثم صعد بي الى السماء الدنيا فاذا فيها آدم عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء الثالثة فاذا فيها يوسف عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء الرابعة فاذا فيها هارون ، ثم صعد بي الى السماء الخامسة فاذا فيها ادريس عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء السادسة فاذا فيها موسى عليه السلام ، ثم صعد بي الى السماء السابعة فاذا فيها ابراهيم عليه السلام ، ثم صعد بي فوق سبع سماوات فاتينا سدرة المنتهى فغشيتني ضبابة فخررت ساجداً فقيل لي اني يوم خلقت السماوات والأرض فرضت عليك وعلى امتك خمسين صلاة ، فقم بها أنت وامتك فرجعت الى ابراهيم فلم يسألني عن شيء ، ثم أتيت موسى ، فقال كم فرض عليك وعلى امتك؟ قلت : خمسين صلاة ، قال فانك لا تستطيع أن تقوم بها أنت ولا امتك ، فارجع الى ربك فاسأله التخفيف ، فرجعت الى ربي فخفف عني عشرا ، ثم أتيت موسى فامرني بالرجوع فرجعت فخفف عني عشرا ، ثم ردت الى خمس

ص: 130

صلوات ، قال فارجع الى ربك فاسأله التخفيف فانه فرض على بني إسرائيل صلاتين فما قاموا بها ، فرجعت الى ربي عز وجل فسألته التخفيف فقال : اني يوم خلقت السماوات والارض فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة فخمس بخمسين فقم بها أنت وامتك ، فعرفت انها من اللّه تبارك وتعالى صرى فرجعت الى موسى فقال ارجع فعرفت انها من اللّه صرى ، أي حتم ، فلم ارجع.

[تاريخ بغداد ج 5 ص 13] روى بسنده عن ابي هريرة انه سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : لما اسري بي الى السماء انتهى بي جبرئيل الى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحي ، فقلت حبيبي جبرئيل أحوج ما كنت اليك تدعني وتتنحي عني ، قال : يا محمد إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ولا ملك مقرب يقف هاهنا ، أنت من اللّه أدنى من القاب الى القوس ، فاتاني الملك فقال : ان الرحمان تعالى يسبح نفسه ، فسمعت الرحمان يقول : سبحان اللّه ما أعظم اللّه لا إله إلا اللّه (الحديث).

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 1 ص 309] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لما كان ليلة اسرى بي وأصبحت بمكة فظعت بامري وعرفت ان الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزيناً (قال) فمر عدو اللّه ابو جهل فجاء حتى أجلس اليه فقال له كالمستهزيء هل كان من شيء؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، قال : ما هو؟ قال : إنه أسري بي الليلة ، قال : الى أين؟ قال : الى بيت المقدس ، قال : ثم اصبحت بين ظهرانينا؟ قال : نعم ، (قال) فلم ير انه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه اليه ، قال : أرأيت ان دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نعم ، فقال : هيا معشر بني كعب بن لوي ، حتى قال فانتقضت اليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا اليهما ، قال : حدث قومك بما حدثتني ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إني أسرى بي الليلة ، قالوا : الى اين؟ قلت : الى

ص: 131

بيت المقدس قالوا : ثم اصبحت بين ظهر انينا؟ قال : نعم ، (قال) : فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً للكذب ، زعم قالوا : هل يستطيع ان تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر الى ذلك البلد ورأى المسجد - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذهبت أنعت حتى التبس على بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال - او عقيل - فنعته وانا انظر اليه (الى أن قال) فقال القوم : أما النعت فواللّه لقد أصاب.

ص: 132

باب : في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حب الرسول من الايمان (روى) بسنده عن انس ، قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده وولده والناس اجمعين.

[صحيح البخاري] في كتاب الإيمان ، في باب حلاوة الإيمان (روى) بسنده عن انس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ، أن يكون اللّه ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وان يحب المرء لا يحبه إلا للّه ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.

[صحيح مسلم] في كتاب الإيمان ، في باب وجوب محبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من أهله وماله والناس أجمعين.

[حلية الأولياء ج 4 ص 42] روى بسنده عن عبد المنعم بن ادريس عن ابيه عن جده وهب ، قال : كان في بني اسرائيل رجل عصى اللّه مائتي سنة

ص: 133

ثم مات فاخذوا برجله فالقوه على مزبلة ، فاوحى اللّه الى موسى عليه السلام أن اخرج فصل عليه ، قال يا رب بنو اسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة فاوحى اللّه اليه هكذا كان إلا أنه كلما نشر التوراة ونظر الى اسم محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبله ووضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوجته سبيلة حوراء.

ص: 134

باب : في جود النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب شجاعة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن انس بن مالك ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم احسن الناس ، وكان أجود الناس ، وكان أشجع الناس ، الحديث (أقول) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه ، وقال فيه : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من اجرأ الناس ، وأجود الناس وأشجع الناس.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير (روى) بسنده عن ابن عباس ، قال :

كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان ، إن جبرئيل كان يلقاه في كل سنة من رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم القرآن فاذا لقيه جبرئيل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة (اقول) رواه مسلم بطرق متعددة ، وكذلك البخاري في صحيحه.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 286] روى بسنده عن ابراهيم بن محمد

ص: 135

من ولد علي بن ابي طالب عليه السلام ، قال : كان علي عليه السلام اذا وصف النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط (الى أن قال) بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفاً ، وأشرحهم صدراً وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله.

[موطأ الإمام مالك بن انس في كتاب الجهاد ص 195] روى بسنده عن عمرو بن شعيب : أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين صدر من حنين وهو يريد الجعرانة - سأله الناس حتى دنت به ناقته من شجرة فتشبكت بردائه حتى نزعته عن ظهره ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ردوا عليّ ردائي أتخافون أن لا أقسم بينكم ما افاء اللّه عليكم؟ والذي نفسي بيده لو افاء اللّه عليكم مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جباناً ولا كذاباً. (اللغة) السمر : بفتح السين المهملة وضم الميم ثم الراء نوع شجر من العضاه وليس في العضاة أجود خشباً منه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 175] روى بسنده عن انس ان رجلاً اتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يسأله فاعطاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غنما بين جبلين ، فاتي الرجل قومه فقال : أي قومي أسلموا فواللّه ان محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليعطي عطية رجل ما يخاف الفاقة ، او قال الفقر (الحديث).

[سنن الدارمي ج 1 ص 34] روى بسنده عن جابر ، قال : ما سئل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً قط فقال لا (الحديث).

[سنن الدارمي ج 1 ص 30] روى بسنده عن ابن عمر ، قال : ما رأيت أحداً أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 13] قال عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا اخبركم عن الاجود الاجود؟ اللّه الاجود الاجود ، وأنا أجود ولد آدم (قال) رواه ابو يعلى.

ص: 136

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 13] قال : وعن ابن عمر ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واتى صاحب بز فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم فخرج وهو عليه ، فاذا رجل من الأنصار ، فقال : يا رسول اللّه إكسني قميصاً كساك اللّه من ثياب الجنة ، فنزع القميص فكساه إياه ، ثم رجع الى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً باربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي ، فقال ما يبكيك؟ قالت : يا رسول اللّه دفع الى أهلي درهمين أشتري بهما دقيقا فهلكا ، فدفع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اليها الدرهمين الباقيين ثم ولت وهي تبكي ، فدعاها فقال : ما يبكيك وقد أخذت الدرهمين؟ فقالت أخاف أن يضربوني ، فمشي معها الى أهلها فسلم فعرفوا صوته ، ثم عاد فسلم ، ثم عاد فثلث فردوا فقال أسمعتم أول السلام؟ فقالوا : نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام فما اشخصك بابينا وأمنا؟ قال أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها هي حرة لوجه اللّه لممشاك معها ، فبشرهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) بالخير وبالجنة ، وقال لقد بارك اللّه في العشرة كسا اللّه نبيه قميصاً ورجلا من الانصار قميصاً ، وأعتق منها رقبة ، وأحمد اللّه هو الذي رزقنا هذا بقدرته (قال) رواه الطبراني.

ص: 137

بابٌ : في شجاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحبه للشهادة وقتال جبرئيل وميكائيل عنه

[أقول] تقدم في الباب السابق بعض ما دل على كونه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أشجع الناس ، وهذه جملة أخرى وردت في ذلك.

[صحيح البخاري] في الجهاد والسير ، في باب من قاد دابة غيره في الحرب (روى) بسنده عن ابي اسحاق ، قال رجل للبراء بن عازب : أفررتم عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين؟ قال لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم يفر ، إن هوازن كانوا قوماً رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا ، فاقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام ، فاما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يفر فلقد رأيته وانه لعلى بغلته البيضاء وان أبا سفيان - يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - آخذ بلجامها - والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول :

أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 86] روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

ص: 138

وسلم وهو أقربنا الى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأسا.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 1 ص 158] روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : كنا اذا احمر البأس ولقي القوم اتقينا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه.

[كنز العمال ج 6 ص 276] قال عن البراء بن عازب قال كنا إذا احمر البأس نتقي برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وان الشجاع الذي يحاذي به (قال) أخرجه ابن ابي شيبة.

[كنز العمال ج 5 ص 275] قال : عن انس عن المقداد ، قال : لما تصاففنا للقتال - يعني يوم احد - جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت راية مصعب بن عمير ، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا ثم كروا على المسلمين فاتوا من خلفهم فتفرق الناس ونادى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في أصحاب الألوية فاخذ اللواء مصعب بن عمير ثم قتل (الى أن قال) ونادى المشركون بشعارهم يا للعزى يا للهبل ، فاوجعوا واللّه فينا قتلا ذريعاً ونالوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما نالوا ، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم زال شبراً واحداً ، إنه لفي وجه العدو تثوب اليه طائفة من أصحابه مرة وتتفرق عنه مرة ، فربما رأيته قائما يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجر حتى تحاجروا ، الحديث (قال) أخرجه الواقدي.

[صحيح البخاري] في التمني ، الحديث الأول (روى) بسنده عن ابي هريرة ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : والذي نفسي بيده لو لا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما احملهم ما تخلفت ، لوددت أني اقتل في سبيل اللّه ثم أحيي ثم أُقتل ثم أُحي ثم اُقتل ثم أُحي ثم أُقتل.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب إذ همت طائفتان (روى) بسنده عن سعد بن ابي وقاص ، قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه

ص: 139

عليه و (آله) وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه ، عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد (أقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الفضائل ، في باب قتال جبريل وميكائيل عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) يوم أُحد (قال) فيه : يعني جبرئيل وميكائيل.

ص: 140

باب : في اخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[الفخر الرازي] في تفسيره ، في ذيل تفسير قوله تعالى ( وإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) في سورة القلم ، قال : وروى هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ما دعاه أحداً من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال لبيك ، فلهذا قال تعالى ( وإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) .

[الفخر الرازي] في تفسيره ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ إِلىٰ رَبِّكَ اَلرُّجْعىٰ ) في سورة اقرأ (قال) يروى ان يهودياً من فصحاء اليهود جاء الى عمر في أيام خلافته فقال : أخبرني عن أخلاق رسولكم ، فقال عمر : أطلبه من بلال فهو أعلم به مني ، ثم ان بلالا دله على فاطمة عليها السلام ثم فاطمة دلته على علي عليه السلام. فلما سأل علياً عنه ، قال : صف لي متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه ، فقال الرجل هذا لا يتيسر لي فقال علي عليه السلام : عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد اللّه على قلته حيث قال : ( قل متاع الدنيا قليل ) فكيف أصف أخلاق النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد شهد اللّه تعالى بانه عظيم حيث قال : ( وإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ )

ص: 141

[صحيح البخاري] في كتاب الوكالة ، في باب الوكالة ، في قضاء الديون (روى) بسنده عن ابي هريرة ان رجلاً أتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتقاضاه فاغلظ فهمّ به أصحابه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دعوه فان لصاحب الحق مقالا ، ثم قال أعطوه سنا مثل سنة ، قالوا : يا رسول اللّه لا نجد إلا أمثل من سنة ، فقال : أعطوه فان من خيركم أحسنكم قضاء.

[صحيح البخاري] في كتاب الأدب ، في باب التبسم والضحك روى بسنده عن انس بن مالك قال : كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فادركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة ، قال أنس : فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال : يا محمد مر لي من مال اللّه الذي عندك فالتفت اليه فضحك ثم أمر له بعطاء (اللغة) : جبذ بالجيم ثم الباء الموحدة ثم الذال المعجمة بمعنى جذب.

[صحيح البخاري] في كتاب الهبة ، في باب القليل من الهبة روى بسنده عن ابي هريرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لو دعيت الى ذراع أو كراع لأجبت ، ولو أهدي الى ذراع او كراع لقبلت.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن ابي هريرة ، قال : ما عاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

[صحيح البخاري] في كتاب الوصايا ، في باب استخدام اليتيم في السفر والحضر ، روى بسنده عن أنس ، قال : قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المدينة ليس له خادم فاخذ ابو طلحة بيدي فانطلق بي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا رسول اللّه ان انساً غلام كيس فليخدمك ، قال فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لي لشئ صنعته لم صنعت هذا هكذا ، ولا لشيء لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا.

[صحيح البخاري] في كتاب الأدب ، في باب حسن الخلق والسخاء

ص: 142

روى بسنده عن أنس ، قال : خدمت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا لم صنعت ، ولا ألا صنعت.

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر ، قال : لم يكن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ، وكان يقول : إن من خياركم أحسنكم اخلاقاً.

[صحيح البخاري] في كتاب الأدب ، في باب الكبر ، روى بسنده عن أنس ، قال : إن كانت الامة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فتنطلق به حيث شاءت.

[صحيح البخاري] في كتاب الاستيذان ، في باب التسليم على الصبيان روى بسنده عن انس بن مالك انه مرّ على صبيان فسلم عليهم وقال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يفعله.

[صحيح البخاري] في كتاب الأدب ، في باب الكنية للصبي روى بسنده عن انس ، قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أحسن الناس خُلقاً ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير ، قال أحسبه فطيماً ، وكان اذا جاء قال : يا أبا عمير ما فعل النغير؟ نغر كان يلعب به (الحديث) (اللغة) : النغير البلبل وفرخ العصفور.

[الأدب المفرد ص 42] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رحيماً ، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده ، واقيمت الصلاة وجاء أعرابي فاخذ بثوبه فقال : إنما بقي من حاجتي يسيره وأخاف أنساها ، فقام معه حتى فرغ من حاجته ثم اقبل فصلى.

[الأدب المفرد للبخاري ص 169] روى بسنده عن ابي رفاعة العدوي قال : انتهيت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يخطب فقلت : يا رسول اللّه رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فاقبل الى وترك خطبته فاتى بكرسي خلت قوائمه حديداً ، قال حميد أراه خشباً أسود حسه

ص: 143

حديداً فقعد عليه فجعل يعلمني مما علمه اللّه ثم أتم خطبته آخرها.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أحسن الناس خلقاً ، روى بسنده عن انس ، قال كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من أحسن الناس خلقاً فارسلني يوما لحاجته فقلت : واللّه ما أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي اللّه فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) قد قبض بقفاي من ورائي ، قال فنظرت اليه وهو يضحك فقال : يا أنيس اذهبت حيث أمرتك ، قال : قلت نعم أنا أذهب يا رسول اللّه ، قال أنس : واللّه لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لم فعلت كذا وكذا ، أو لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب مباعدته صلّى اللّه عليه الآثام روى بسنده عن عائشة قالت : ما ضرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيا قط بيده ، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل اللّه ، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم اللّه فينتقم للّه عز وجل.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب رحمة الصبيان والعيال ، روى بسنده عن انس بن مالك قال : ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (الحديث).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 80] روى بسنده عن انس بن مالك قال كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع ، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 255] روى بسنده عن ابن عمر

ص: 144

قال : كان رسول اللّه اذا ودع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو يدع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ويقول أستودع اللّه دينك وأمانتك وآخر عملك.

[صحيح الترمذي ج 1 ص 363] روى بسنده عن ابي عبد اللّه الجدلي يقول : سألت عائشة عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح.

[صحيح ابي داود ج 3 ص 175] روى بسنده عن ابي هريرة قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يجلس معنا في المجلس يحدثنا فاذا قام قمنا قياماً حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه ، فحدثنا يوماً فقمنا حين قام فنظرنا الى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته ، قال ابو هريرة : وكان رداء خشناً ، فالتفت فقال له الأعرابي : احمل لي على بعيري هذين فانك لا تحمل لي من مالك ولا من مال ابيك ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لا واستغفر اللّه ، لا واستغفر اللّه ، لا أحمل لك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني ، فكل ذلك يقول له الاعرابي واللّه لا اقيدكها (الى ان قال) ثم دعا رجلاً فقال له : احمل له على بعيريه هذين على بعير شعيراً وعلى الآخر تمرا ، ثم التفت الينا فقال : انصرفوا على بركة اللّه تعالى.

[صحيح ابي داود ج 3 ص 187] روى بسنده عن انس قال : ما رأيت رجلاً التقم إذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فينحى رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحى رأسه ، وما رأيت رجلاً أخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده.

[صحيح ابن ماجة] في ابواب الصدقات (ص 176) روى بسنده عن ابي سعيد الخدري قال جاء أعرابي الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتقاضاه ديناً كان عليه فاشتد عليه حتى قال له : احرج

ص: 145

عليك إلا قضيتني فانتهره أصحابه وقالوا ويحك تدري من تكلم؟ قال : اني أطلب حقي ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل الى خولة بنت قيس فقال لها ان كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك فقالت نعم بابي أنت يا رسول اللّه ، قال فاقرضته فقضى الاعرابي وأطعمه فقال أوفيت؟ أوفى اللّه لك فقال اولئك خيار الناس ، إنه لا قدست امة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع (اقول) قال بعضهم في الهامش : قيل ان الرجل - أي الأعرابي - كان كافراً فاسلم بمشاهدة هذا الخلق الأعظم وقال يا رسول اللّه ما رأيت أصبر منك.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 318] روى بسنده عن انس ابن مالك قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يعود المريض ويشيع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ، وكان يوم قريظة والنضير على حمار ويوم خيبر على حمار ، مخطوم برسن من ليف ، وتحته أكاف من ليف.

[صحيح ابن ماجة في ابواب الأدب ص 271] روى بسنده عن انس ، قال : أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن صبيان فسلم علينا.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 6 ص 163] روى بسنده عن سعد بن هشام ، قال : سألت عائشة فقلت : اخبريني عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالت : كان خلقه القرآن.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 106] روى بسنده عن هشام عن ابيه ، قال : قيل لعائشة ما كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يصنع في بيته؟ قالت : كما يصنع أحدكم يخصف نعله ويرفع ثوبه.

ص: 146

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 622] روى بسنده عن موسى ابن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن علي بن ابي طالب عليه السلام ان يهودياً كان يقال له حريجرة كان له علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دنانير فتقاضى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له يا يهودي ما عندي ما اعطيك قال فاني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني ، فقال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذاً اجلس معك فجلس معه فصلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة ، وكان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتهددونه ويتوعدونه ففطن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال ما الذي تصنعون به؟ فقالوا يا رسول اللّه يهودي يحبسك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره ، فلما ترحل النهار قال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله ، وقال شطر مالي في سبيل اللّه ، أما واللّه ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر الى نعتك في التوراة محمد بن عبد اللّه ، مولده مكة ، ومهاجره بطيبة ، وملكه بالشام ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزى بالفحش ولا قول الخنا أشهد ان لا إله إلا اللّه ، وأنك رسول اللّه ، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك اللّه وكان اليهودي كثير المال.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 614] روى بسنده عن عبد اللّه ابن ابي أوفى يقول : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ولا يستنكف أن يمشي مع العبد والأرملة حتى يفرغ لهم من حاجتهم.

[سنن الدارمي ج 1 ص 35] روى بسنده عن عكرمة قال : قال العباس لأعلمن ما بقاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فينا ، فقال : يا رسول اللّه اني رأيتهم قد آذوك وآذاك غبارهم ، فلو اتخذت

ص: 147

عريشاً تكلمهم منه ، فقال : لا أزال بين اظهرهم يطؤون عقبي ، وينازعوني ردائي حتى يكون اللّه هو الذي يريحني منهم ، قال فعلمت ان بقاءه فينا قليل.

[حلية الأولياء ج 6 ص 26] روى بسنده عن انس ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من أشد الناس لطفاً بالناس ، فواللّه ما كان يمتنع في غداة باردة عن عبد ولا امة ولا صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه ، وما سأله سائل قط الا أصغى اليه فلم ينصرف حتى يكون هو الذي ينصرف عنه ، وما تناول أحد بيده قط إلا ناولها اياه فلم ينزع حتى يكون هو الذي ينزعها منه.

[سنن البيهقي ج 2 ص 420] روى بسنده عن ابي موسى ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يركب الحمار ، ويلبس الصوف ويعتقل الشاة ، ويأتي مراعاة الضيف.

[تاريخ بغداد ج 6 ص 277] روى بطرق عديدة عن ابن مسعود وغيره : أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كلم رجلاً فارعد ، فقال هون عليك فاني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 3 ص 94] روى بسنده عن حمزة ابن عبد اللّه بن عتبة ، قال : كانت في النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خصال ليست في الجبارين ، كان لا يدعوه أحمر ولا أسود من الناس إلا اجابه وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها فيهوى بها الى فيه ، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة ، وكان يركب الحمار عرياً ليس عليه شيء.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 92] روى بسنده عن يحيى بن ابي كثير. أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال :

ص: 148

آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد ، فانما انا عبد ، وكان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يجلس محتفزاً.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 95] روى بسنده عن سفيان أن الحسن قال : لما بعث اللّه محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : هذا نبي ، هذا خياري ، إئنسوا به وخذوا في سنته وسبيله ، لم يكن تغلق دونه الأبواب ، ولا تقوم دونه الحجبة ، ولا يغدى عليه بالجفان ، ولا يراح عليه بها ، يجلس بالأرض ، ويأكل طعامه بالأرض ، ويلبس الغليظ ، ويركب الحمار ويردف بعده ، ويلعق أصابعه ، وكان يقول : من يرغب عن سنتي فليس مني.

[مشكل الآثار ج 1 ص 498] روى بسنده عن انس بن مالك قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزور الأنصار فاذا جاء الى دور الانصار جاء صبيان الانصار يدورون حوله فيدعو لهم ويمسح رؤسهم ويسلم عليهم (الحديث).

[الاصابة ج 4 القسم 1 ص 4] ذكر حديثاً مسنداً عن الحسن قال : دخلنا على عاصم بن حدرد فقال : ما كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بواب قط ، ولا خوان قط ، ولا مشى معه بوسادة.

[كنز العمال ج 4 ص 30] ولفظه : كان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه ، فان كان غائباً دعا له ، وان كان شاهداً زاره ، وان كان مريضاً عاده (قال) أخرجه أبو يعلى عن انس

[كنز العمال ج 6 ص 107] ولفظه : لقد هبط على ملك من السماء ما هبط على نبي قط ولا يهبط على أحد بعدي ، وهو اسرافيل ، وعندي جبريل ، فقال : السلام عليك يا محمد ، ثم قال : أنا رسول ربك اليك أمرني أن أخيرك إن شئت نبياً عبداً ، وان شئت نبياً ملكاً ،

ص: 149

فنظرت الى جبريل فأومأ جبريل الى أن تواضع ، فقلت نبياً عبداً ، فلو اني قلت نبياً ملكاً ثم شئت لسارت الجبال معي ذهباً (قال) أخرجه الطبراني عن ابن عمر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 21] قال : وعن عامر بن ربيعة قال : خرجت من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى المسجد فانقطع شسعه فاخذت نعله لاصلحها فاخذها من يدي وقال : انها أثرة ولا أحب الأثرة (قال) رواه البزار (اللغة) الشسع : أحد سيور النعل ، وهو الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل (عن هامش مجمع الزوائد ص 21).

ص: 150

باب : في حياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن ابي سعيد الخدري ، قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أشد حياء من العذراء في خدرها (اقول) ورواه ايضاً عن شعبة وقال فيه : واذا كره شيئا عرف في وجهه.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 26] قال : وعن انس قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ، وكان اذا كره شيئاً عرفناه في وجهه ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحياء خير كله (قال رواه البزار).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 13] قال : وعن علي عليه السلام قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا سئل شيئاً فاراد أن يفعله قال : نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت ، وكان لا يقول لشئ لا (قال) رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل في كتاب الأدعية.

ص: 151

باب : في شهادة ابي سفيان وهو يومئذٍ كافر عند هرقل عظيم الروم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكذب

[صحيح البخاري] في أول باب من الكتاب ، روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس : ان أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل اليه في ركب من قريش وكانوا تجاراً بالشام - في المدة التي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش - فأتوه وهم بايلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال : أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم انه نبي؟ فقال أبو سفيان : فقلت أنا أقربهم نسباً ، فقال : أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره ، ثم قال لترجمانه قل لهم : اني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه ، فواللّه لو لا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذبت عنه ، ثم كان أول ما سألني عنه ان قال : كيف نسبه فيكم؟ قلت هو فينا ذو نسب ، قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت لا ، قال : فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت لا ، قال : فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت : بل ضعفاؤهم قال : أيزيدون أم ينقصون؟ قلت : بل يزيدون ، قال : فهل يرتد أحد منهم

ص: 152

سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت لا ، قال : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ قلت : لا ، قال : فهل يغدر؟ قلت : لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها ، قال : ولم يمكني كلمة ادخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة ، قال : فهل قاتلتموه؟ قلت : نعم ، قال : فكيف كان قتالكم إياه؟ قال : الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه قال : ماذا يأمركم؟ قلت : يقول إعبدوا اللّه وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة ، فقال للترجمان : قل له سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول ، فذكرت أن لا ، فقلت : لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله ، وسألتك هل كان من آبائه من ملك ، فذكرت أن لا ، قلت : فلو كان من آبائه من ملك ، قلت : رجل يطلب ملك أبيه ، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال ، فذكرت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب علي اللّه ، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاؤهم أتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون ، فذكرت انهم يزيدون ، وكذلك أمر الايمان حتى يتم ، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد ان يدخل فيه فذكرت أن لا ، وكذلك الايمان حتى تخالط بشاشته القلوب ، وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر ، وسألتك بما يأمركم ، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئاً ، وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فان كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين وقد كنت أعلم انه خارج لم اكن اظن انه منكم ، فلو اني أعلم اني أخلص اليه لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه ثم دعا بكتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الذي بعث به مع دحية الى عظيم بصري فدفعه الى هرقل فقرأه

ص: 153

فاذا فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمد عبد اللّه ورسوله الى هرقل عظيم الروم ، سلام اللّه على من اتبع الهدي ، أما بعد فإنى ادعوك بدعاية الاسلام ، إسلم تسلم يؤتك اللّه اجرك مرتين ، فان توليت فان عليك إثم الأريسيين ، ( يٰا أَهْلَ اَلْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وبَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اَللّٰهَ ولاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ولاٰ يَتَّخِذَ بَعْضُنٰا بَعْضاً أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اَللّٰهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنّٰا مُسْلِمُونَ ) قال أبو سفيان : فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر أمرُ ابن أبي كبشة ، إنه يخافه ملك بني الأصفر ، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى ادخل اللّه على الاسلام ، وكان ابن الناظور صاحب ايلياء وهرقل سقفاً على نصاري الشام يحدث : أن هرقل حين قدم ايلياء اصبح يوماً خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هيئنك ، قال ابن الناظور وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان قد ظهر فمن يختتن من هذه الأمة قالوا : ليس يختتن إلا اليهود فلا يهمنك شأنهم ، واكتب الى مدائن ملكك فيقتلوا من فيهم من اليهود ، فبينما هم على أمرهم أتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا؟ فنظروا اليه فحدثوه أنه مختتن ، وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون ، فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ، ثم كتب هرقل الى صاحب له برومية وكان نظيره في العلم ، وسار هرقل الى حمص فلم يرم حمص حتى اتاه كتاب من صاحبه يوافق رأى هرقل على خروج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنه نبي ، فاذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بمحص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم أطلع فقال : يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وان يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حمر الوحش الى الأبواب فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى

ص: 154

هرقل نفرتهم وآيس من الايمان قال : ردوهم عليّ ، وقال : إني قلت مقالتي آنفاً أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت ، فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل ، (قال) : رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن الزهري (أقول) وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم بطرق متعددة.

ص: 155

باب : في معرفة ابن سلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكذب وذكر ما جاء في صدق وعده

[صحيح ابن ماجة في كتاب الصلاة ص 95] روى بسنده عن عبد اللّه بن سلام قال : لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انجفل الناس اليه ، وقيل قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجئت في الناس لأنظر اليه فلما استبنت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عرفت ان وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام.

[أُسد الغابة ج 3 ص 146] روى بسنده عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال : بايعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ببيع قبل ان يبعث فوعدته ان آتيه بها في مكانه ذلك فنسيت يومي هذا والغد فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه ، فقال لي : يافتي لقد شققت عليّ أنا هاهنا منذ ثلاث انتظرك.

ص: 156

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب المساكين ويكره ان يقوم الناس له وأن يقبلوا يده وان يمشوا من ورائه

[صحيح الترمذي ج 2 ص 56] روى بسنده عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : اللهم أحيني مسكيناً ، وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ، فقالت عائشة لِمَ يا رسول اللّه؟ قال : انهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً ، يا عائشة لا تردي المسكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فان اللّه يقربك يوم القيامة.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 322] روى بسنده عن أبي سعيد قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم أحيني مسكيناً ، وتوفني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين ، وان اشقي الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 125] روى بسنده عن انس قال : لم يكن شخص أحب اليهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : وكانوا اذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك.

ص: 157

[صحيح أبي داود ج 32 ص 224] روى بسنده عن أبي امامة ، قال : خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم متوكئاً على عصا فقمنا اليه فقال : لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضها بعضاً.

[ميزان الاعتدال ج 2 ص 105] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي هريرة قال : دخلت السوق مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجلس الى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم ، وكان لأهل السوق وزان يزن ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ؛ اتزن وارجح قال الوزان : إن هذه الكلمة ما سمعتها من أحد ، قال أبو هريرة : فقلت له : كفاية من الوهن والخفاء في دينك أن لا تعرف نبيك ، فطرح الميزان ووثب الى يد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقبلها فجذب يده منه وقال : هذا إنما تفعله الأعاجم بملوكها ، ولست بملك أنا رجل منكم أوزن وأرجح واخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السراويل ، قال : أبو هريرة : فذهبت لأحمله عنه ، فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم ، قلت : يا رسول اللّه وإنك لتلبس السراويل؟ قال : نعم في السفر والحضر والليل والنهار فاني امرت بالتستر فلم اجد شيئاً استر منه ، ثم قال : رواه ابن حبان عن ابي يعلى عنه.

[تاريخ بغداد ج 12 ص 91] روى بسنده عن ابن عباس قال : مشيت وراء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أختبره فأنظر كيف هو أيكره ان امشي وراءه أو يحب ذلك ، قال : فالتمسني بيده فالحقني به حتى مشيت بجنبه ثم تخلفت الثانية أمشي وراءه فالتمسني بيده فالحقني به فعرفت أنه يكره ذلك.

ص: 158

باب : في مزاح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتبسمه

[صحيح الترمذي ج 1 ص 359] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قالوا يا رسول اللّه انك تداعبنا قال : اني لا أقول إلا حقاً.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 287] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث بن حزم قال : ما رأيت أحداً اكثر تبسماً من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[صحيح الترمذي ج 2 ص 287] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث بن حزم قال : ما كان ضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ألا تبسماً.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 287] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : كان في ساق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حموشة ، وكان لا يضحك إلا تبسما ، وكنت اذا نظرت اليه قلت اكحل العينين وليس باكحل. (اللغة) يقال : حمشت الساق حموشة - بضم الحاء المهملة والميم - اذا دقت.

ص: 159

[سنن البيهقي ج 7 ص 52] روى بسنده عن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قال : نعم ، قال : كان طويل الصمت ، قليل الضحك ، وكان اصحابه ربما تناشدوا عنده الشعر والشيء من امورهم فيضحكون وربما تبسم.

[تاريخ بغداد ج 8 ص 308] روى بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال : كانت في النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دعابة.

[مرقاة المفاتيح ج 4 ص 650] في المتن قال : وعن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لامرأة عجوز : انه لا تدخل الجنة عجوز فقالت : وما لهن - وكانت تقرأ القرآن - فقال لها : أما تقرئين القرآن؟ (إنا أنشأناهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 17] قال : وعن جابر ، قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب ، فاذا ذهب عند ذلك رأيته أطلق الناس وجهاً ، وأكثرهم ضحكاً ، وأحسنهم بشراً (أقول) قد يستبعد ان يكون النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اكثرهم ضحكاً كما في الرواية الأخيرة ، ولكن لا استبعاد فيه بعد ما عرفت في الرواية الثالثة والرابعة ان ضحكه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان تبسماً ، فيكون المعنى هكذا : وأكثرهم تبسماً ، فتطابق هذه الرواية الرواية الثانية ، نعم تبقى رواية البيهقي ، كان طويل الصمت قليل الضحك ، فيكون الضحك فيها بمعناه الحقيقي ، فيتلخص من مجموع روايات الباب أنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان قليل الضحك ، وكان اكثرهم تبسماً وأطلقهم وجهاً ، وأحسسهم بشراً.

ص: 160

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبعد الناس من الاثم ويسرع في تقسيم مال اللّه

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب صفة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن عائشة انها قالت : ما خير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين امرين الا اخذ ايسرهما ما لم يكن إثماً ، فان كان إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لنفسه الا أن تنتهك حرمة اللّه فينتقم للّه بها.

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 4 ص 384] روى بسنده عن عقبة بن الحارث قال : صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم العصر فلما سلم قام سريعاً فدخل على بعض نسائه ثم خرج ورأى ما في وجوه القوم من تعاجبهم لسرعته ، قال : ذكرت وأنا في الصلاة تبراً عندنا فكرهت أن يمسي أو يبيت عندنا فامرت بقسمته.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 104] روى بسنده عن موسى بن جبير عن ابي امامة بن سهل قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوما على عائشة ، فقالت : لو رأيتما نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

ص: 161

وسلم ذات يوم في مرض عرضه قالت : وكان له عندي ستة دنانير ، قال موسى أو سبعة ، قالت : فامرني نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أن افرقها قالت : فشغلني وجع نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى عافاه اللّه قالت : ثم سألني عنها ، فقال : ما فعلت الستة أو السبعة؟ قلت لا واللّه لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي اللّه لو لقي اللّه عز وجل وهذه عنده.

[حلية الاولياء ج 8 ص 127] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب ، فقال لعبد اللّه بن عمر : ماكان محمد قائلا لربه وهذه عنده؟ فقسمها قبل ان يقوم (الحديث) وسيأتي تمامه ان شاء اللّه تعالى في باب عيش النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وزهده فانتظره.

[أُسد الغابة ج 1 ص 28] قال : قالت عائشة : كان عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ستة دنانير فاخرج أربعة وبقي دينار ان فامتنع منه النوم فسألته فأخبرها ، فقالت : اذا أصبحت فضعها في مواضعها ، فقال : ومن لي بالصبح؟

[الهيثمي في مجمعه ج 10 ص 238] قال : وعن أم سلمة قالت : دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو ساهم الوجه فخشيت ذلك من وجع ، فقلت يا رسول اللّه مالك ساهم الوجه؟ فقال : من أجل الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس ، أمسينا وهي في خصم الفراش (قال) وفي رواية أتتنا ولم ننفقها (قال) رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.

ص: 162

باب : في مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومشي الملائكة من خلفه

[صحيح أبي داود ج 3 ص 190] روى بسنده عن عبد اللّه بن سلام قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه الى السماء.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 21] روى بسنده عن ابن عمر انا كنا لنعد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في المجلس يقول : رب اغفر لي وتب على انك أنت التواب الغفور مائة مرة (أقول) ورواه ابن ماجة ايضاً في صحيحه عن ابن عمر وقال : أنت التواب الرحيم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 332] روى بسنده عن جابر قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اذا خرج من بيته مشينا قدامه وتركنا ظهره للملائكة.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 397] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه - في حديث طويل - قال فيه : فلما فرغ - يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه ، وكان يقول : خلوا ظهري للملائكة.

ص: 163

باب : في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[سنن الدارمي ج 2 ص 317] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً وهو يرى البشر في وجهه ، فقيل : يا رسول اللّه انا نرى في وجهك بشرا لم نكن نراه قال : أجل ان ملكا أتاني فقال لي : يا محمد ان ربك يقول لك أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من امتك الا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك الا سلمت عليه عشرا؟ قال قلت : بلى.

[تاريخ بغداد ج 8 ص 40] روى بسنده عن ابي طلحة ، قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) ذات يوم فلم أره قط أشد فرحاً وأطيب نفسا منه يومئذ ، فقلت : يا رسول اللّه بابي أنت وأمي لم أرك قط اشد فرحا ولا أطيب نفسا منك - يعني اليوم - فقال : يا أبا طلحة وما يمنعني أن لا اكون كذلك؟ وانما فارقني جبريل آنفا فقال : يا محمد ان ربك بعثني اليك وهو يقول انه ليس أحد من امتك يصلي عليك صلاة الا رد اللّه مثل صلاته عليك ، والا كتب له بها عشر حسنات ، وحط عنه بها عشر سيئات ، ورفع له بها عشر درجات ، ولا

ص: 164

يكون لصلاته منتهى دون العرش ، لا تمر بملك إلا وقال : صلوا على قائلها كما صلّى على محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[تاريخ بغداد ج 8 ص 381] روى بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من صلّى عليّ واحدة صلّى اللّه عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات.

[تاريخ بغداد ج 2 ص 250] روى بسنده عن عبد اللّه عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن جبريل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الرفيع عن اللوح المحفوظ عن اللّه تعالى ، أنه أظهر في اللوح أن يخبر الرفيع ، وأن يخبر الرفيع اسرافيل ، وأن يخبر اسرافيل ميكائيل ، وأن يخبر ميكائيل جبريل ، وأن يخبر جبريل محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أنه من صلّى عليك في اليوم والليلة مائة مرة صليت عليه الفي صلاة ، ويقضي له الف حاجة أيسرها أن يعتقه من النار.

ص: 165

باب : في صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن المغيرة يقول : إن كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له ، فيقول : أفلا أكون عبداً شكوراً.

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير ، في باب قوله تعالى : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ ) روى بسنده عن عائشة أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول اللّه وقد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً (الحديث)

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب طول القيام ، روى بسنده عن عبد اللّه قال : صليت مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء ، قلنا وما هممت؟ قال : هممت أن أقعد وأذر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 166

[صحيح البخاري] في التهجد بالليل ، في باب قيام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالليل في رمضان وغيره ، روى بسنده عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في رمضان؟ فقالت : ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره علي أحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة : فقلت يا رسول اللّه أتنام قبل أن توتر؟ فقال : يا عائشة ان عيني تنامان ولا ينام قلبي.

[صحيح البخاري] في كتاب الصوم ، في باب هل يخص شيئا من الأيام ، روى بسنده عن علقمة ، قلت لعائشة : هل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يختص من الأيام شيئا؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يطيق.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 152] روى بسنده عن يعلى مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن قراءة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصلاته ، فقالت : ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلّى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلّى حتى يصبح حتى نعت قراءته فاذا هي قراءة مفسرة حرفاً حرفاً.

[صحيح الترمذي ج 1 ص 90] روى بسنده عن عائشة قالت : قام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بآية من القرآن ليلة.

[صحيح النسائي ج 1 ص 140] روى بسنده عن عاصم بن ضمرة قال : سألت علي بن أبي طالب عليه السلام عن صلاة رسول اللّه

ص: 167

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم في النهار قبل المكتوبة ، قال : من يطيق ذلك؟

[صحيح النسائي ج 1 ص 156] روى بسنده عن أبي ذر يقول : قام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اذا اصبح بآية ، والآية ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ ، وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ ) .

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 5 ص 400] روى بسنده عن حذيفة قال : اتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر ، اللّه أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ، ثم قرأ البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، لا يمر بآية تخويف الا وقف عندها ، ثم ركع يقول : سبحان ربي العظيم مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : سمع اللّه لمن حمده ربنا لك الحمد مثل ما كان قائماً ، ثم سجد يقول : سبحان ربي الاعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقال : رب اغفر لي مثل ما كان قائماً ثم سجد يقول : سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائماً ، ثم رفع رأسه فقام ، فما صلّى الا ركعتين ، حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 3 ص 101] روى بسنده عن انس قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوجز الصلاة ويكملها.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 3 ص 173] روى بسنده عن انس بن مالك يقول : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من اخف الناس صلاة في تمام.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 3 ص 233] روى بسنده عن أنس بن مالك يقول : ما صليت خلف امام اخف صلاة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ولا اتم ، وان كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتتن امه (اقول) : وبهذه الرواية يجمع بين ما دل على طول صلاته صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبين ما دل على خفتها ففي الجماعة كان صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يخفف ، وفي غيرها كان يطيل.

ص: 168

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 4 ص 302] روى بسنده عن البراء قال : سمعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت احداً احسن صوتاً منه.

[كنز العمال ج 1 ص 273] قال : عن علي عليه السلام قال : لما نزل على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ( يٰا أَيُّهَا اَلْمُزَّمِّلُ قُمِ اَللَّيْلَ إِلاّٰ قَلِيلاً ) قام الليل كله حتى تورمت قدماه ، فجعل يرفع رجلاً ويضع رجلاً ، فهبط عليه جبريل فقال : طه - طأ الارض بقدميك يا محمد - مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقيٰ الحديث (قال) : أخرجه ابن مردويه.

ص: 169

باب : في بكاء النبي في الصلاة وحين يتلى عليه القرآن

[صحيح ابي داود ج 5 ص 91] روى بسنده عن مطرف عن ابيه قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يصلي وفي صدره ازيز كأزيز الرحى من البكاء.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 274] روى بسنده عن ابن مسعود ، قال : قرأت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من سورة النساء فلما بلغت هذه الآية ( فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنٰا بِكَ عَلى هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً ) قال : ففاضت عيناه.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 380] روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اقرأ عليّ ، قال : قلت : أقرأ عليك وعليك انزل (قال) اني احب ان اسمعه من غيري ، فقرأت حتى اذا بلغت ( فَكَيْفَ إِذٰا جِئْنٰا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وجِئْنٰا بِكَ عَلى هٰؤُلاٰءِ شَهِيداً ) قال : رأيت عينيه تذرفان دموعاً.

ص: 170

باب : في حمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللبنة لبناء المسجد ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 2 ص 381] روى بسنده عن أبي هريرة : انهم كانوا يحملون اللبن الى بناء المسجد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معهم ، قال : فاستقبلت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو عارض لبنة على بطنه فظننت انها قد شقت عليه ، قلت : ناولنيها يا رسول اللّه ، قال : خذ غيرها يا ابا هريرة فانه لا عيش الا عيش الآخرة.

[مشكل الاثار ج 4 ص 299] روى بسنده عن البراء بن عازب يقول : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى وارى التراب شعر صدره وهو يرتجز كلمة عبد اللّه بن رواحة يقول :

اللهم لولا انت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا

فانزلن سكينة علينا *** وثبت الاقدام ان لاقينا

ان الألي قد بغوا علينا (1) *** وان ارادوا فتنه ابينا

ص: 171


1- (1) - كذا في مشكل الآثار ، ولعل الصحيح (إن الذين) بدل (إن الألى)

(قال) رفع بهذا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صوته.

[مشكل الآثار ج 4 ص 298] روى بسنده عن انس ، قال خرج نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غداة باردة والمهاجرون والانصار يحفرون الخندق بايديهم ، فقال :

اللهم ان العيش عيش الآخرة *** فاغفر للانصار والمهاجرة (1)

فاجابوه :

نحن الذين بايعوا محمداً *** على الجهاد ما بقينا ابداً

[مشكل الآثار ج 4 ص 299] روى بسنده عن جندب يقول : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزاة فنكئت اصبعه فقال :

هل انت الا اصبع دميت *** وفي سبيل اللّه ما لقيت

[سنن البيهقي ج 7 ص 43] روى بسنده عن عائشة قالت : ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيت شعر قط الا بيتاً واحداً.

تفأل بما تهوى يكن فلقلما *** يقال لشيء كان الا تحقق

قالت عائشة : ولم يقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعراً (اقول) : تقدم في باب شجاعته قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم حنين :

انا النبي لا كذب *** انا ابن عبد المطلب

وهو كلام يشبه الشعر.

ص: 172


1- 1. كذا في مشكل الآثار وغيره لأنه (صلی الله عليه وآله وسلم) لا ينبغي له الشعر.

باب : في توكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اللّه

[صحيح مسلم في كتاب الفضائل] في باب توكله على اللّه ، روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه ، قال : غزونا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غزوة قبل نجد فادركنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في واد كثير العضاه فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من اغصانها (قال) وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر (قال) : فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ان رجلاً اتاني وانا نائم فاخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتاً في يده فقال : من يمنعك مني؟ قال : قلت : اللّه ، ثم قال في الثانية : من يمنعك مني؟ قال : قلت : اللّه ، فشام السيف ، فها هوذا جالس ، ثم لم يعرض له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (اللغة) شام السيف : أي أغمده (اقول) وفي رياض الصالحين للنوي في باب الفتن والتوكل (قال) وفي رواية قال جابر : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بذات الرقاع ، فاذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجاء رجل من المشركين وسيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معلق بالشجرة فاخترطه وقال : تخافني؟ قال : لا ، قال : فمن يمنعك مني؟ قال : اللّه (ثم قال) : وفي رواية

ص: 173

ابي بكر الإسماعيلي في صحيحه ، فقال : فمن يمنعك مني؟ قال : اللّه فسقط السيف من يده ، فاخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم السيف فقال : من يمنعك مني؟ فقال : كن خير آخذ فقال : تشهد ان لا إله الا اللّه واني رسول اللّه ، قال : لا ولكني اعاهدك ان لا اقاتلك ولا اكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى سبيله فأتى اصحابه فقال : جئتكم من عند خير الناس.

ص: 174

باب : في مشورة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاصحابه وهو أعقل الناس

قال اللّه تعالى في الثلث الأخير من آل عمران : ( وشٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ )

[سنن البيهقي ج 7 ص 45] روى بسنده عن أبي هريرة قال : ما رأيت أحداً اكثر مشاورة لاصحابه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[حلية الاولياء ج 4 ص 26] روى بسنده عن وهب بن منبه قال : قرأت احد وسبعين كتاباً فوجدت في جميعها. إن اللّه عز وجل لم يعط جميع الناس من بدء الدنيا الى انقضائها من العقل في جنب عقل محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الا كحبة رمل من بين رمال جميع الدنيا وان محمداً صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أرجح الناس عقلاً وافضلهم (الحديث).

ص: 175

باب : في عيش النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزهده

[صحيح البخاري] في كتاب البيوع في باب شراء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالنسيئة ، روى بسنده عن انس انه مشى الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بخبز شعير واهالة سنخة ، ولقد رهن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم درعاً له بالمدينة عند يهودي واخذ منه شعيراً لاهله ولقد سمعته يقول : ما امسى عند آل محمد صاع بر ولا صاع حب ، وان عنده لتسع نسوة (اللغة) : الاهالة - بكسر الهمزة ثم الهاء بعدها الألف واللام والهاء - كل شيء من الأدهان مما يؤدم به إهالة (وقيل) هو ما أذيب من الألية والشحم (وقيل) الدسم الجامد ، والسنخة - بالسين المهملة ثم النون المكسورة بعدها الخاء المعجمة ثم الهاء - المتغيرة الريح (نهاية الحديث لابن الاثير الجزري).

[صحيح البخاري] في كتاب الهبة الحديث الثاني : روى بسنده عن عائشة انها قالت لعروة ابن اختها : ان كنا لننظر الى الهلال ثم الهلال ثلاثة اهلة في شهرين وما اوقدت في ابيات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نار ، فقلت : يا خالة ما كان يعيشكم؟ قالت : الاسود ان التمر والماء ، الا انه قد كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جيران من الانصار وكانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من البانهم فيسقينا.

ص: 176

[صحيح البخاري] في الجهاد والسير في باب ما قيل في درع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم روى بسنده عن عائشة قالت : توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير.

[صحيح البخاري] في كتاب الاطعمة الحديث الثاني ، روى بسنده عن أبي هريرة ، قال : ما شبع آل محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من طعام ثلاثة ايام حتى قبض.

[صحيح البخاري] في كتاب الاطعمة في باب الخبز المرقق ، روى بسنده عن قتادة ، قال : كنا عند انس وعنده خباز له فقال : ما اكل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خبزاً مرققاً ، ولا شاة مسموطة حتى لقي اللّه (اللغة) المسموطة المشوية.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم روى بسنده عن قتادة عن انس قال : ما علمت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اكل على سكرجة قط ، ولا خبز له مرقق ولا اكل علي خوان (قيل) لقتادة فعلى ما كانوا يأكلون؟ قال : على السفر (اللغة) قال ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث : «في الحديث : لا آكل في سكرجة ، هي بضم السين (اي المهملة) والكاف والراء والتشديد : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الادم ، وهي فارسية واكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها».

[صحيح البخاري] في كتاب الأطعمة ، في باب ما كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واصحابه يأكلون ، روى بسنده عن ابي حازم قال : سألت سهل بن سعد فقلت : هل اكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النقي؟ فقال سهل ما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم النقي من حين ابتعثه اللّه حتى قبضه اللّه ، قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مناخل؟ قال : ما رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) منخلاً من حين ابتعثه اللّه حتى قبضه ، قال : قلت : كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال : كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه فاكلناه.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم روى بسنده عن أبي هريرة : انه مر بقوم بين ايديهم شاة مصلية فدعوه فأبى ان يأكل ، قال : خرج رسول اللّه

ص: 177

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير.

[صحيح البخاري] في الرقاق ، في باب فضل الفقر ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : ما أكل آل محمد اكلتين في يوم واحد الا احداهما تمر.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اللهم ارزق آل محمد قوتاً.

[صحيح البخاري] في الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة قالت : كان فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من ادم وحشوه من ليف.

[صحيح مسلم] في كتاب الزهد ، قبل باب (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا) روى بسنده عن عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قالت : لقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.

[صحيح مسلم] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن عائشة ، قالت : توفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما شبعنا من الاسودين.

[صحيح مسلم] قبل الباب المتقدم ، روى بسنده عن سماك ، قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : الستم في طعام وشراب ما شئتم ، لقد رأيت نبيكم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه (اللغة) الدقل بفتح الدال المهملة والقاف المفتوحة ثم اللام : أردأ التمر.

[صحيح مسلم] في كتاب اللباس والزينة ، في باب التواضع في اللباس روى بسنده عن عائشة ، قالت : كانت وسادة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الذي يتكيء عليها من ادم حشوها ليف.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 57] روى بسنده عن ابن عباس : قال قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء ، وكان اكثر خبزهم خبز الشعير.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 59] روى بسنده عن أبي طلحة ، قال :

ص: 178

شكونا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن حجرين.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 77] روى بسنده عن انس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لقد أخفت في اللّه وما يخاف أحد ولقد أوذيت في اللّه وما يؤذي أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواري إبط بلال.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 60] روى بسنده عن عبد اللّه ، قال : نام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول اللّه لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي وما للدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ، (ثم قال) هذا حديث حسن صحيح.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 56] روى بسنده عن أبي أمامة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت : لا يا رب ولكن أشبع يوماً وأجوع يوما ، أو قال ثلاثاً أو نحو هذا فاذا جعت تصرعت اليك وذكرتك ، واذا شبعت شكرتك وحمدتك.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 57] روى بسنده عن أنس ، قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لا يدخر شيئاً لغد.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن ابي هريرة قال : أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً بطعام سخن فأكل فلما فرغ قال : الحمد للّه ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن خالد بن عمير قال : خطبنا عتبة بن غزوان على المنبر فقال : لقد رأيتني

ص: 179

سابع سبعة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق شجر حتى قرحت اشداقنا.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص 247] روى بسنده عن أم أيمن أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رغيفاً فقال ما هذا؟ قالت طعام نصنعه بأرضنا فأحببت ان اصنع منه لك رغيفاً فقال رديه فيه ثم اعجنيه.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الأطعمة ص 247] روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لبس رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الصوف واحتذى المخصوف ، وقال : أكل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بشعاً ، ولبس خشناً ، فقيل للحسن ما البشع؟ قال : غليظ الشعير ما كان يسيغه إلا بجرعة ماء.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر ، قال : مرّ علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن نعالج خصاً لنا فقال : ما هذا؟ فقلت خص لنا وهي نحن نصلحه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك (اللغة :) الخص : بضم الخاء المعجمة والصاد المهملة المشددة ، هو البيت من قصب أو شجر.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 300] روى بسنده عن جابر قال : مكث النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه وهم يحفرون الخندق ثلاثاً لم يذوقوا طعاماً ، فقالوا يا رسول اللّه ان هاهنا كدية من الجبل ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رشوها بالماء فرشوها ثم جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ المعول - أو المسحاة - ثم قال : بسم اللّه ، فضرب ثلاثاً فصارت كثيباً يهال ، قال جابر فحانت مني التفاتة فاذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد شد على بطنه حجراً.

ص: 180

[مسند الإمام احمد بن حنبل ج 3 ص 301] روى بسنده عن جابر قال : لما حفر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بطنه حجراً من الجوع.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 1 ص 300] روى بسنده عن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم التفت الى اُحد فقال : والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أُحداً يحول لآل محمد ذهباً أنفقه في سبيل اللّه ، أموت يوم أموت ، أدع منه دينارين ، إلا دينارين أعدهما لدين إن كان ، فمات وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبدا ولا وليدة وترك درعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعا من شعير.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 150] روى بسنده عن عقبة بن عامر الجهني قال : أهدي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فروج حرير فلبسه فصلى فيه بالناس المغرب ، فلما سلم من صلاته نزعه نزعاً عنيفاً ثم ألقاه ، فقلنا : يا رسول اللّه قد لبسته وصليت فيه ، قال : إن هذا لا ينبغي للمتقين (اللغة) الفروج كتنور القميص الصغير ، هكذا في القاموس.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 104] روى بسنده عن موسى ابن جبير عن أبي امامة بن سهل ، قال : دخلت انا وعروة بن الزبير يوماً على عائشة فقالت : لو رأيتما نبي اللّه ذات يوم في مرض مرضه ، قالت : وكان له عندي ستة دنانير - قال موسى أو سبعة - قالت : فأمرني نبي اللّه ان أفرقها ، قالت : فشغلني وجع نبي اللّه حتى عافاه اللّه ، قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت الستة - قال : أو السبعة - قلت : لا واللّه لقد كان شغلني وجعك ، قالت : فدعا بها ثم صفها في كفه فقال : ما ظن نبي اللّه لو لقي اللّه عز وجل وهذه عنده (أقول) : وتقدم ذكر هذا الحديث في باب النبي صلّى اللّه عليه

ص: 181

(وآله) وسلم أبعد الناس من الإثم ويسرع في تقسيم مال اللّه فراجعه.

[حلية الأولياء ج 8 ص 128] روى بسنده عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب فقال لعبد اللّه بن عمر : ما كان محمد قائلاً لربه وهذه عنده ، فقسمها قبل أن يقوم ، ثم قال : ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل - وأشار الى اُحد - ذهباً فينفقها في سبيل اللّه ويترك منها ديناراً ، فقال ابن عباس : قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم قبض ولم يدع ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا أمة ، ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعاً من الشعير كان يأكل منه ويطعم عياله.

[حلية الأولياء ج 7 ص 262] روى بسنده عن زيد بن ثابت قال : نام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على حصير فأثر في حنبه فقالت له عائشة : يا رسول اللّه هذا كسرى وقيصر في ملك عظيم وأنت رسول اللّه لا شيء لك ، تنام على الحصير ، وتلبس الثوب الردي ، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا عائشة لو شئت أن تسير معي الجبال ذهبا لسارت ، ولقد أتاني جبريل بمفاتيح خزائن الدنيا فلم أردها ، إرفعي الحصير فرفعته فاذا تحت كل زاوية منها قضيب من ذهب ما يحمله الرجل فقال : انظري اليها يا عائشة إن الدنيا لا تعدل عند اللّه من الخير قدر جناح بعوضة ، ثم عادت القضبان.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 114] روى بسنده عن انس بن مالك إن فاطمة عليها السلام جاءت بكسرة خبز الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة؟ قالت : قرص خبز فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة ، فقال : أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام.

ص: 182

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 114] روى بسنده عن عائشة قالت : ما شبع آل محمد ثلاثاً من خبز بر حتى قبض وما رفع عن مائدته كسرة فضلاً حتى قبض.

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 115] روى بسنده عن الحسن عليه السلام قال : خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : واللّه ما أمسى في آل محمد صاع من طعام وإنها لتسعة أبيات ، واللّه فما قالها استقلالاً لرزق اللّه ولكن أراد أن تأسى به أمته.

[تاريخ بغداد ج 11 ص 102] روى بسنده عن عائشة ، قالت : دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول اللّه عباءة مثنية ، فانطلقت فبعثت الى بفراش حشوه صوف ، فدخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما هذا يا عائشة؟ قالت : قلت : يا رسول اللّه فلانة الأنصارية دخلت على فرأت فراشك فذهبت فبعثت الى بهذا ، فقال : رديه قالت : فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال ذلك لي ثلاث مرات قالت : فقال : رديه يا عائشة ، فواللّه لو شئت لأجري اللّه معي جبال الذهب والفضة.

[تاريخ بغداد ج 14 ص 315] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : أهدي الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طوائر ثلاثة فأكل طيراً واستخبأ خادمه طيرين ، فلما أصبح قدم خادمه اليه الطيرين ، فقال : ما هذان؟ قال : طيران استخبأتهما لك يا رسول اللّه ، قال : ألم أنهك أن تدخر شيئاً لغد؟ إن اللّه تعالى يأتي برزق كل غد.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ ) في سورة الأحقاف ، قال : أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة قالت : ظل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم صائما ثم طوى ، ثم ظل صائماً ثم طوى ، ثم ظل صائماً ،

ص: 183

قال : يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولآل محمد ، يا عائشة إن اللّه لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال : ( فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ ) واني واللّه لأصبرن كما صبروا جهدي ولا قوة إلا باللّه.

ص: 184

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضعّف له البلاء ويضعف له الأجر

[صحيح ابن ماجة في أبواب الفتن ص 300] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف ، فقلت : يا رسول اللّه ما أشدها عليك ، قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ، ويضعف لنا الأجر ، قلت : يا رسول اللّه أي الناس أشد بلاء؟ قال : الأنبياء ، قلت : يا رسول اللّه ثم من؟ قال : ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء.

[مشكل الآثار ج 3 ص 63] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول اللّه انك لتوعك وعكاً ، قال : اجل إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم. فقلت : إن لك اجرين ، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط اللّه عنه - كأنه يعني خطاياه - كما تحط

ص: 185

الشجرة ورقها.

[مشكل الآثار ج 3 ص 64] روى بسنده عن عائشة إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طرقه وجع فجعل يتقلب على فراشه ، فقالت له عائشة : يا نبي اللّه لو أن بعضنا فعل هذا لوجدت عليه ، فقال : إن المؤمنين يشتد عليهم البلاء ، وإنه لا يصيب المؤمن نكبة ولا وجع إلا رفع اللّه له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة.

[الآثار للشيباني ص 145] روى بسنده عن ابراهيم إن عمر مس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو محموم ، فقال عمر : أيأخذك هكذا وأنت رسول اللّه؟ فقال : إنها إذا أخذتني شقت عليّ ، إن أشد هذه الأمة بلاء نبيها ، ثم الخير فالخير ، وكذلك الأنبياء قبلكم والأمم.

ص: 186

باب : ملك الموت يستأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يستأذن على أحد قبله

[كنز العمال ج 4 ص 54] قال عن علي عليه السلام قال : لما كان قبل وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بثلاث أهبط اللّه جبريل اليه ، فقال : يا أحمد إن اللّه عز وجل أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلاً لك وخاصة لك وسألك عما هو أعلم به منك ، يقول : كيف تجدك؟ (الى ان قال) فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إئذن له فأذن له (الى ان قال) فلما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وجاءت التعزية جاء آتٍ يسمعون حسه ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه ، في اللّه عزاء من كل مصيبة ، وخلف من كل هالك ودرك من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فأرجوا ، فإن المحروم محروم الثواب ، وإن المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ، (قال علي عليه السلام) : هل تدرون من هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر (قال) : أخرجه العدني وابن سعد والبيهقي في الدلائل.

ص: 187

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 48] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن ابيه ، قال : لما بقي من أجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثلاث نزل عليه جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه ارسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثاني هبط اليه جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك إكراماً لك وتفضيلاً لك ، وخاصة لك ، يسألك عما هو أعلم به منك ، يقول لك : كيف تجدك؟ فقال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، فلما كان اليوم الثالث نزل عليه جبريل وهبط معه ملك الموت ونزل معه ملك يقال له اسماعيل يسكن الهواء لم يصعد الى السماء قط ، ولم يهبط الى الأرض منذ يوم كانت الأرض ، على سبعين الف ملك ليس منهم ملك إلا على سبعين الف ، فسبقهم جبريل فقال : يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك ، ويقول لك : كيف تجدك؟ قال : أجدني يا جبريل مغموماً ، وأجدني يا جبريل مكروباً ، ثم استأذن ملك الموت ، فقال جبريل : يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك (قال) : إئذن له ، فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا رسول اللّه يا أحمد إن اللّه أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن أمرتني أن أتركها تركتها (قال) وتفعل يا ملك الموت؟ قال : بذلك أُمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني فقال جبريل : يا أحمد إن اللّه قد اشتاق اليك (قال) فامض يا ملك الموت لما أمرت به (قال) جبريل : السلام عليك يا رسول اللّه ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون

ص: 188

الشخص ، السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته : ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن في اللّه عزاء عن كل مصيبة ، وخلفاً من كل هالك ، ودركاً من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فأرجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

ص: 189

بابٌ : في أن أول من صلّى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن قُبض الرب عز وجل من فوق عرشه

[حلية الأولياء ج 4 ص 77] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه وابن عباس ، قالا : لما نزلت ( إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اَللّٰهِ واَلْفَتْحُ ) الى آخر السورة وساق الحديث (إلى أن قال) فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه إذا انت قبضت فمن يغسلك وفيما نكفنك ومن يصلي عليك ومن يدخلك القبر؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي اما الغسل فاغسلني انت ، وابن عباس يصب عليك الماء ، وجبريل ثالثكما ، فإذا انتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد ، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا انتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني ، فإن أول من يصلي عليّ الرب عز وجل من فوق عرشه ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفاً صفوفاً لا يتقدم عليّ أحد (الى أن قال) فقبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فغسله علي بن أبي طالب عليه السلام ، وابن عباس يصب عليه الماء ، وجبريل عليه السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد ، وحُمل على السرير ثم

ص: 190

أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه ، فان أول من صلّى عليه الرب من فوق عرشه تعالى وتقدس ، ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمراً زمراً قال علي عليه السلام : ولقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصاً فسمعنا هاتفاً يهتف وهو يقول : ادخلوا رحمكم اللّه فصلوا على نبيكم فدخلنا فقمنا صفوفاً كما أمرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فكبرنا بتكبير جبريل ، وصلينا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بصلاة جبريل ، ما تقدم منا أحد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ودخل القبر علي بن أبي طالب عليه السلام (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 60] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود ، قال : لما ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قلنا : من يصلي عليك يا رسول اللّه؟ فبكي وبكينا وقال : مهلا غفر اللّه لكم وجزاكم عن نبيكم خيراً ، إذا غسلتموني وحنطتموني وكفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي عليّ خليلي وجليسي جبريل وميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة ، ثم ليبدأ بالصلاة عليّ رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ، ثم ادخلوا أفواجاً أفواجاً وفرادى (الحديث).

ص: 191

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيب حيا وميتا

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 260] روى بسنده عن ابن عباس قال ، لما اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وليس في البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام والفضل بن عباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد بن حارثة ، وصالح مولاه ، فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولي الأنصاري ثم أحد بني عوف بن الخزرج - وكان بدرياً - علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له : يا علي نشدتك اللّه وحظنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : فقال له علي عليه السلام : ادخل فدخل فحضر غسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ولم يل من غسله شيئاً ، (قال) فأسنده الى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان أُسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء ، وجعل علي عليه السلام يغسله ، ولم ير من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيء مما يراه الغاسل من الميت ، وهو يقول : بأبي انت وأمي ما أطيبك حيا وميتا ، حتى إذا فرغوا من غسل رسول اللّه صلّى اللّه

ص: 192

عليه و (آله) وسلم - وكان يغسل بالماء والسدر - جففوه ، ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج في ثلاثة أثواب ، ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب احدكما الى أبي عبيدة الجراح - وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة - وليذهب الآخر الى أبي طلحة بن سهل الأنصاري - وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة - (قال) ثم قال العباس لهما حين سرحهما : اللهم خر لرسولك (قال) فذهبا فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة ، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 362] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : غسلت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئاً ، وكان طيباً حياً وميتاً.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 63] روى بطرق عديدة عن سعيد بن المسيب ، قال : التمس علي عليه السلام من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئاً ، فقال : بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً (أقول) وفي الباب اخبار كثيرة بهذا المضمون وقد اكتفينا منها بما ذكر.

ص: 193

باب : في نزول الملائكة الى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل يوم وبيان فضل زيارته

[سنن الدارمي ج 1 ص 44] روى بسنده عن نبيه بن وهب : إن كعباً دخل علي عائشة فذكروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال كعب : ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون الفا من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى اذا أمسوا عرجوا ، وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك ، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه

[كنز العمال ج 8 ص 99] ولفظه : من حج وزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي (قال) أخرجه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر.

[كنز العمال ج 8 ص 99] ولفظه : من زار قبري وجبت له شفاعتي (قال) أخرجه ابن عدي والبيهقي عن ابن عمر.

ص: 194

[كنز العمال ج 8 ص 99] ولفظه : من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شهيداً - أو شفيعا - يوم القيامة (قال) أخرجه البيهقي عن أنس.

[الهيثمي في مجمعه ج 3 ص 2] قال : وعن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من جاءني زائراً لا يعلم له حاجة إلا زيارتي ، كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة (قال) رواه الطبراني في الأوسط والكبير.

ص: 195

باب : في كوثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومقامه المحمود وتزوجه في الجنة مع خديجة وبمريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة ، في باب حجة من قال البسملة آية روى بسنده عن أنس بن مالك ، قال : بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : أنزلت علي آنفاً سورة فقرأ ( بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ واِنْحَرْ إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ ) ثم قال : أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ، فيقال : ما تدري ما أحدثت بعدك. (اللغة) - يختلج : أي يجتذب ويقتطع.

[صحيح مسلم] في كتاب الفضائل ، في باب إثبات حوض نبينا روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص ، قال رسول اللّه صلّى اللّه

ص: 196

عليه و (آله) وسلم : حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبداً ، قال : وقالت أسماء بنت أبي بكر : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم ، وسيؤخذ أُناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك؟ واللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، قال : فكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 240] روى بسنده عن أنس ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : هو نهر في الجنة ، حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت : ما هذا يا جبرئيل؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه اللّه.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 240] روى بسنده عن أنس قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ ، قلت للملك : ما هذا؟ قال : هذا الكوثر الذي قد أعطاكه اللّه (قال) ثم ضرب بيده الى طينة فاستخرج مسكاً ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نوراً عظيماً.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 240] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج.

[مسند الإمام أبي حنيفة ص 272] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : ( عسي ربك أن يبعثك مقاماً محموداً ) يخرج اللّه تبارك وتعالى قوماً من

ص: 197

النار من أهل الايمان والقبلة بشفاعة محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذلك هو المقام المحمود ، فيؤتي بهم نهراً يقال له الحيوان فيلقون فيه فينبتون وينمون كما ينبت النقارير ثم يخرجون فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميون ، ثم يطلبون الى اللّه تعالى أن يذهب عنهم ذلك الإسم فيذهبه عنهم.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 218] قال : وعن أبي رواد ، قال : دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على خديجة في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني الذي أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل اللّه في الكره خيراً كثيراً ، أما علمت أن اللّه عز وجل زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسي؟ قالت : وقد فعل اللّه ذلك يا رسول اللّه؟ قال : نعم ، فقالت : بالرفاء والبنين (قال) رواه الطبراني.

[فيض القدير ج 2 ص 237] في المتن ولفظه : إن اللّه تعالى زوجني في الجنة من مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى (قال) أخرجه الطبراني عن سعد بن جنادة.

[كنز العمال ج 6 ص 103] ولفظه : أما شعرت أن اللّه عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وامرأة فرعون؟ (قال) أخرجه الطبراني عن أبي امامة.

ص: 198

المقصد الثاني : في فضائل علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم

اشارة

وفيه أبواب :

ص: 199

باب : في كثرة فضائل علي عليه السلام

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي ، يهدي صاحبه الى الهدى ، ويرده عن الردى (قال) أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 107] روى بسنده عن محمد بن منصور الطوسي ، يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام.

[الاستيعاب ج 2 ص 466] قال : وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن اسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روى في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكذلك أحمد بن شعيب ابن على النسائي (أقول) وذكر ذلك ابن حجر في صواعقه (ص 72) والعسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 8 ص 71 و الشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) وزادا على المذكورين - أي على

ص: 200

أحمد بن حنبل واسماعيل بن اسحاق والنسائي - أبا علي النيسابوري.

[الإمامة والسياسة ص 93] قال : وذكروا ان رجلاً من همدان يقال له برد قدم على معاوية فسمع عمراً يقع في علي عليه السلام فقال له : يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو حق ، وأنا أزيدك أنه ليس أحد من صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم له مناقب مثل مناقب علي ففزع الفتي (الخ).

[تاريخ بغداد ج 6 ص 221] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : نزلت في علي عليه السلام ثلاثمائة آية.

[الصواعق المحرقة ص 76] ونور الأبصار للشبلنجي (ص 73) قالا : وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في علي عليه السلام ، ثم قالا : وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : نزل في علي عليه السلام ثلاثمائة آية.

ص: 201

ص: 202

باب : في سبق نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام على خلق آدم عليه السلام وخلقتهما من طينة واحدة

[الرياض النضرة ج 2 ص 164] قال : عن سلمان قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعة عشر الف عام ، فلما خلق اللّه آدم عليه السلام قسم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي (قال) خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 235) نقلاً عن ابن عساكر في تاريخه مسنداً عن سلمان.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 128] قال : وعن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل ، فقال : إن اجتمعا فعلي على الناس ، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله وأخذ علي عليه السلام جارية من الخمس فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها فأخبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما صنع ، فقدمت المدينة

ص: 203

ودخلت المسجد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في منزله وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة؟ فقلت : خيراً فتح اللّه على المسلمين ، فقالوا : ما أقدمك؟ قلت : جارية أخذها علي من الخمس ، فجئت لأخبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : فأخبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فإنه يسقط من عين النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من تنقص عليا فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خُلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم ، وأنا أفضل من ابراهيم ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ واَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذها وإنه وليكم بعدي فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[تاريخ بغداد ج 6 ص 58] روى بسنده عن موسى ابن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعلي بن أبي طالب من طينة واحدة.

[حلية الأولياء ج 1 ص 84] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من سره ان يحيى حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً بعدي ، وليوالِ وليه وليقتد بالأئمة من بعدي ، فأنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهماً وعلماً وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنا لهم اللّه شفاعتي.

ص: 204

باب : في أن آدم عليه السلام سأل اللّه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقبلت توبته

[السيوطي] في الدر المنثور ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَتَلَقّٰي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ ) في سورة البقرة ، قال : وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال : سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت عليّ فتاب عليه.

[كنز العمال ج 1 ص 234] قال : عن علي عليه السلام قال : سألت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن قول اللّه : ( فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ ) فقال : إن اللّه أهبط آدم بالهند وحواء بجدة ، وإبليس بميسان ، والحية باصبهان ، وكان للحية قوائم كقوائم البعير ، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكياً على خطيئته حتى بعث اللّه تعالى اليه جبرئيل وقال : يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أرزقك حواء أمتي؟ قال : بلى ، قال : فما هذا البكاء؟ قال : وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن؟ قال :

ص: 205

فعليك بهذه الكلمات فان اللّه قابل توبتك وغافر ذنبك قل : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد ، سبحانك لا إله إلا أنت ، عملت سوء وظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم ، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد عملت سوء وظلمت نفسي فتب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم (قال) أخرجه الديلمي (أقول) وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَتَلَقّٰي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ فقال) أخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند رواه عن علي عليه السلام ، وذكر الحديث كما تقدم بتغيير يسير.

ص: 206

باب : في أن النبي وعليا عليهما السلام من شجرة واحدة

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 241] روى بسنده عن جابر ابن عبد اللّه ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا علي الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان تسقي بماء واحد) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد (أقول وذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وفِي اَلْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجٰاوِرٰاتٌ وجَنّٰاتٌ مِنْ أَعْنٰابٍ وزَرْعٌ ونَخِيلٌ صِنْوٰانٌ وغَيْرُ صِنْوٰانٍ ) في أول الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 160] روى بسنده عن مولى عبد الرحمن بن عوف ، قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها ، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة.

ص: 207

[كنوز الحقائق ص 155] قال : الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة (قال) أخرجه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 154] قال : أنا وعلي من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى (قال) أخرجه الديلمي عن جابر.

[ذخائر العقبى ص 16] قال : وعن عبد العزيز بسنده الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ الى ربه سبيلا (قال) أخرجه أبو سعد في شرف النبوة.

ص: 208

باب : في أن اللّه اختار النبي وعليا عليهما السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 129] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قالت فاطمة عليها السلام : يا رسول اللّه زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له ، فقال : يا فاطمة أما ترضين أن اللّه عز وجل أطلع الى اهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك ، والآخر بعلك؟ (أقول) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (ج 4 ص 195) بطرق متعددة وقال فيه : لما زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاطمة من علي عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام (وساق الحديث).

[أسد الغابة ج 4 ص 42] ذكر حديثاً مسنداً عن علي بن علي الهلالي قال : دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما يبكيك؟ قالت : أخشي الضيعة بعدك قال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه اطلع الى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك ، ثم اطلع اليها

ص: 209

اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى الى أن أنكحك إياه؟ (قال) اخرجه أبو نعيم وأبو موسى (أقول) وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 165) والمحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 135) كل منهما مفصلاً ، وسيأتي في باب عليّ وصي النبي (وقال) الأول رواه الطبراني في الكبير والأوسط (وقال) الثاني خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما علمت أن اللّه عز وجل أطلع الى أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً ؛ ثم أطلع الثانية فأختار بعلك فأوحى الى فأنكحته واتخذته وصياً؟ (قال) قاله لفاطمة (ثم قال) اخرجه الطبراني عن أبي أيوب (أقول) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 8 ص 253).

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً؟ فانك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها أما ترضين يا فاطمة ان اللّه اطلع الى أهل الأرض فأختار منهم رجلين فجعل احدهما أباك والآخر بعلك؟ (قال) اخرجه الحاكم والطبراني والخطيب.

[كنز العمال ج 7 ص 103] قال : عن ابن عباس قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن إلهي عز وجل اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي ، أنا سيد الثلاثة وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، اختارني وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب كنا رقوداً بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه ، عليّ عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي ، فما نبهني من رقدتي إلا حفيف أجنحة الملائكة وبرد ذراع عليّ تحت خدي ، فانتبهت من رقدتي وجبريل في ثلاثة أملاك ، فقال له بعض الأملاك الثلاثة : يا جبريل الى أي هؤلاء الاربعة أرسلت؟ فضربني برجله وقال : الى هذا وهو سيد ولد آدم ، فقال : من هذا يا جبريل؟ قال : محمد بن عبد اللّه سيد

ص: 210

النبيين وهذا علي بن أبي طالب ، وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ، وهذا جعفر له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، (قال) اخرجه يعقوب بن سفيان والخطيب وابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 192] قال : إن اللّه اصطفى العرب من جميع الناس ، واصطفى قريشاً من العرب ، وأصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني واختارني في نفر من أهل بيتي علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين.

ص: 211

بابٌ : في أن اللّه أيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي عليه السلام

[تاريخ بغداد ج 11 ص 173] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( سُبْحٰانَ اَلَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ ) قال : وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أنس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي.

[ذخائر العقبى ص 69] قال : عن أبي الخميس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أسري بي الى السماء فنظرت الى ساق العرش الأيمن فرأيت كتاباً فهمته محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم رسول اللّه أيدته بعلي عليه السلام ونصرته به (قال) خرجه الملا في سيرته (أقول) وذكره عليّ المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 158) باختلاف يسير ، ذكره عن الطبراني في الكبير عن أبي الحمراء.

ص: 212

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : رأيت ليلة اسرى بي مثبتاً على ساق العرش : إني أنا اللّه لا إله غيري خلقت جنة عدن بيدي ، محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي ونصرته بعلي (قال) أخرجه ابن عساكر وابن الجوزي من طريقين عن أبي الحمراء (أقول) ورواه أبو نعيم في حليته (ج 3 ص 26) مسنداً عن أبي الحمراء باختلاف يسير.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : مكتوب في باب الجنة - قبل ان يخلق السماوات والأرض بألفي سنة - لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه أيدته بعلي (قال) أخرجه العقيلي عن جابر.

ص: 213

بابٌ : في أن علياً عليه السلام ولد في الكعبة وهو بمنزلة الكعبة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 483] قال : فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في جوف الكعبة.

[نور الأبصار ص 69] قال : ولد رضي اللّه عنه بمكة داخل البيت الحرام - على قول - يوم الجمعة ثالث عشر رجب الحرام سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة (وقيل) بخمس وعشرين ، وقبل المبعث باثنتي عشرة سنة (وقيل) بعشر سنين ، ولم يولد في البيت الحرام قبله أحد سواه (قال) قاله ابن صباغ.

[كنوز الحقائق ص 188] قال : يا علي انت بمنزلة الكعبة (قال) أخرجه الديلمي.

[أسد الغابة ج 4 ص 31] روى بسنده عن الصنابحي عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنت بمنزلة الكعبة تؤتى ولا تأتي (الحديث).

ص: 214

بابٌ : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ علياً عليه السلام من أبي طالب

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 576] روى بسنده عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج ، قال : كان من نعم اللّه على عليّ بن أبي طالب عليه السلام ما صنع اللّه وأراده به من الخير ، إن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب في عيال كثير ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعمه العباس - وكان من أيسر بني هاشم - يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الازمة فانطلق بنا اليه تخفف عنه من عياله ، آخذ أنا من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه ، فقال العباس : نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فأصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً عليه السلام فضمه اليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه اليه ، فلم يزل علي عليه السلام مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى بعثه اللّه نبياً فاتبعه وصدقه ، وأخذ العباس جعفراً ولم يزل جعفر مع العباس حتى

ص: 215

أسلم واستغنى عنه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 576] روى بسنده عن زيد بن علي ابن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام ، قال : أشرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من بيت ومعه عماه العباس وحمزة وعلي وجعفر وعقيل هم في ارض يعملون فيها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعميه : اختارا من هؤلاء فقال احدهما : اخترت جعفراً ، وقال الآخر : اخترت عقيلاً فقال : خيرتكما فاخترتما فأختار اللّه لي علياً.

ص: 216

بابٌ : في أن علياً عليه السلام أول من أسلم

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن أبي حمزة - رجل من الأنصار - قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أول من أسلم علي عليه السلام (أقول) ورواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 136) وصححه ورواه النسائي في خصائصه (ص 2) ورواه ابن سعد في طبقاته (ج 3 القسم 1 ص 12) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 4 ص 17). وذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 400) قال : اخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه أحمد ابن حنبل في مسنده (ج 4) بسندين أحدهما في (ص 368) والآخر في (ص 371) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه (ج 2 ص 55) بسندين.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 57] روى بسنده عن محمد ابن المنكدر ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وأبي حازم المدني ، والكلبي قالوا : عليّ أول من أسلم (قال) قال الكلبي : أسلم وهو ابن تسع سنين.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 465] روى بسنده عن ابن

ص: 217

عباس قال : قال أبو موسى الأشعري : إن علياً أول من أسلم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (ثم قال) هذا حديث صحيح الاسناد.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 136] روى بسنده عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أو لكم وارداً عليّ الحوض أو لكم إسلاماً علي بن أبي طالب (أقول) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (ج 2 ص 18) ورواه ابن عبد البر في استيعابه (ج 2 ص 457) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 4 ص 17) ، وذكره المناوي في كنوز الحقائق وقال : أخرجه الديلمي ، وذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 400) قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 102) وقال : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 499] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت ، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب عليه السلام فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فواللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فأنفلق دماغه (قال الحاكم)

ص: 218

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 26] روى بسنده عن معقل ابن يسار قال : وضأت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت : نعم فقام متوكئاً عليّ فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن عليّ شيء حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : واللّه لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي ، وطال سقمي (قال) أبو عبد الرحمن : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال : أو ما ترضين اني زوجتك أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً؟ (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 153) والهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 101 ، وص 114) وقالا : أخرجه الطبراني ، فقال الأول : أخرجه في الكبير ، وقال الثاني : برجال وثقوا.

[مسند الإمام أبي حنيفة ص 247] روى بسنده عن حبة ، قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من أسلم وصلى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه (ج 4 ص 233).

[الاصابة ج 4 القسم 1 ص 118] قال : وأورد ابن شاهين من طريق ابراهيم بن جعفر عن أبيه جعفر بن عبد اللّه بن سلمة عن عمرو ابن مرة الجهني وعبد اللّه بن فضالة المزني - وكانت لهما صحبة - عن جابر أنهم كانوا يقولون : علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم.

[الإصابة ج 8 القسم 1 ص 183] قال : وأخرج ابن مندة من رواية علي بن هاشم بن البريد ، حدثتني ليلي الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأداوي الجرحي ، وأقوم

ص: 219

على المرضي ، فلما خرج علي عليه السلام الى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فضيلة في علي عليه السلام؟ قالت : نعم ، دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا عائشة دعي لي أخي فانه أول الناس إسلاماً ، وآخر الناس بي عهداً ، وأول الناس لي لقياً يوم القيامة.

[أُسد الغابة ج 5 ص 520] روى بسنده عن الحارث عن علي عليه السلام قال : خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة - الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأبى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : مالي من شيء إلا درعي أرهنها ، فزوجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاطمة ، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما لك تبكين يا فاطمة؟ فواللّه لقد أنكحتك أكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 392) وقال فيه : فزوجني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاطمة عليها السلام (الى آخر الحديث) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، والدولابي في الذرية الطاهرة.

[الرياض النضرة ج 2 ص 182] قال : وعن أنس قال : لما زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاطمة عليها السلام قال : يا أم أيمن زفي ابنتي الى علي ، ومريه أن لا يعجل عليها حتى آتيها ، فلما صلّى العشاء أقبل بركوة فيها ماء فدعا فيها ما شاء اللّه وقال : أشرب يا علي وتوضأ ، واشربي يا فاطمة وتوضأي ، ثم أجاف عليهما الباب ، فبكت فاطمة عليها السلام فقال : ما يبكيك؟ وقد زوجتك أقدمهم سلما

ص: 220

وأحسنهم خلقاً (قال) أخرجه أبو الخير الحاكمي.

[الاستيعاب ج 2 ص 456] قال : وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم ، وفضّله هؤلاء على غيره.

[الاستيعاب ج 2 ص 457] روى بسنده عن عمرو مولى عفرة قال : سئل محمد بن كعب القرظي عن أول من أسلم علي عليه السلام أو أبو بكر؟ قال : سبحان اللّه علي أولهما إسلاماً ، وإنما شبه على الناس لأن علياً عليه السلام أخفى إسلامه من أبي طالب ، وأسلم أبو بكر فأظهر إسلامه ، ولا شك أن علياً عليه السلام عندنا أولهما اسلاماً.

[الاستيعاب ج 2 ص 458] روى بسنده عن قتادة عن الحسن قال : أسلم علي عليه السلام وهو أول من أسلم ، وهو ابن خمس أو ست عشرة سنة.

[الاستيعاب ج 2 ص 458] روى بسنده عن ابن عباس ، قال : أول من أسلم علي عليه السلام (ثم قال) وقد روى عن ابن عمر من وجهين جيدين (أقول) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 4 ص 17) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 12) ذكره عن الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال : عن عمر قال : لن تنالوا علياً فاني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : ثلاثة لئن يكون لي واحدة منهن أحب الى مما طلعت عليه الشمس ، كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعنده أبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وجماعة من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فضرب بيده على منكب علي عليه السلام فقال : أنت أول الناس إسلاماً ، وأول الناس إيماناً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (قال) اخرجه ابن النجار (أقول) وذكره بسند آخر ، قال فيه عن ابن عباس قال : قال عمر بن

ص: 221

الخطاب : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : في علي ثلاث خصال ، وساق الحديث كما تقدم ، وقال في آخره : وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك (قال) أخرجه الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء ، والحاكم في الكني. والشيرازي في الألقاب ، وابن النجار.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال عن أبي اسحاق : إن علياً عليه السلام لما تزوج فاطمة عليها السلام قال لها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ، (قال) أخرجه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 153 ، وص 397] قال : زوجتك خير أهلي أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً (قال) قاله لفاطمة عليها السلام ثم قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما ترضين اني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، فإنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها (الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : إن الملائكة صلت عليّ وعلى علي سبع سنين قبل ان يسلم بشر (قال) أخرجه ابن عساكر.

[حلية الأولياء ج 4 ص 294] روى بسنده عن الحسن ، قال : لما أتى الحجاج بسعيد بن جبير قال : أنت الشقي ابن كسير ، قال : بل أنا سعيد بن جبير ، قال : بل أنت الشقي ابن كسير ، قال : كانت أمي أعرف باسمي منك ، قال : ما تقول في محمد؟ قال : تعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قال : نعم ، قال : سيد ولد آدم النبي المصطفى ، خير من بقي وخير من مضى (الى ان قال) فما تقول في علي؟ قال : ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأول من

ص: 222

أسلم ، وزوج فاطمة عليها السلام وأبو الحسن والحسين (الحديث).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 220] قال : وعن مالك بن الحويرث قال : أول من أسلم من الرجال علي عليه السلام ومن النساء خديجة (قال) رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 220] قال : وعن بريدة قال : خديجة أول من أسلم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام (قال) رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 220] قال : وعن أبي رافع قال : أول من أسلم من الرجال علي عليه السلام ، وأول من أسلم من النساء خديجة (قال) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وكُنْتُمْ أَزْوٰاجاً ثَلاٰثَةً ، الخ) في سورة الواقعة ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ( واَلسّٰابِقُونَ اَلسّٰابِقُونَ ) قال : نزلت في حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار الذي ذكر في يس ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام وكل رجل منهم سابق أمته ، وعلي عليه السلام أفضلهم سبقاً.

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : السُبق ثلاثة ، فالسابق الى موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى صاحب يس ، والسابق الى محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام (قال) أخرجه الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس (أقول) وذكره المناوي في فيض القدير المتن (ج 4 ص 135) ، وذكره ابن حجر في صواعقه (ص 72) وقال : اخرجه الديلمي عن عائشة ، وذكره المحب الطبري في ذخائره (ص 58) وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 158) وقال : خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني وذكره السيوطي في الدر

ص: 223

المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وكُنْتُمْ أَزْوٰاجاً ثَلاٰثَةً ) الخ ، في سورة الواقعة ، وقال : اخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس.

[الثعلبي في قصصه ص 238] قال : ويروى عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه قال : سبّاق الأمم ثلاثه لم يكفروا باللّه طرفة عين ، حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب يس ، وعلي ابن أبي طالب عليه السلام وهو أفضلهم (أقول) وذكره (في ص 257) وقال : وعلي عليه السلام مؤمن آل محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو أفضلهم ، وذكره في (ص 558) وذكر السند فقال : أخبرنا الخمشاوي باسناده عن ابن أبي ليلي عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وذكر الحديث كما تقدم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( وجٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ قٰالَ يٰا قَوْمِ اِتَّبِعُوا اَلْمُرْسَلِينَ ) في سورة يس.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( واِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحٰابَ اَلْقَرْيَةِ إِذْ جٰاءَهَا اَلْمُرْسَلُونَ ) في سورة يس (قال) وأخرج ابن عدي وابن عساكر ثلاثة ما كفروا باللّه قط ، مؤمن آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وآسية امرأة فرعون.

[تاريخ بغداد ج 14 ص 155] روى بسنده عن جابر ، قال ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين مؤمن آل ياسين ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وآسية امرأة فرعون.

[تهذيب التهذيب ج 7] في ترجمة عفيف الكندي (ص 236) قال : قال العسكري : ولما أسلم - أي عفيف - قال : لو كان اللّه رزقني الإسلام فأكون ثانياً مع علي عليه السلام (أقول) وهذا الحديث دل التزاماً على ان علياً عليه السلام أول من أسلم ، وستأتي قصة عفيف

ص: 224

بطرق عديدة في باب علي عليه السلام أول من صلّى ، فانتظر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسندين عن أبي اسحاق قال : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي عليه السلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دونكم؟ قال : لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً (قال) هذا حديث صحيح الإسناد (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 400) عن ابن أبي شيبة.

[نور الأبصار ص 69] قال : ونقل عنها - أي عن فاطمة بنت أسد - أنها كانت إذا أرادت ان تسجد لصنم - وعلي عليه السلام في بطنها - لم يمكنها ، يضع رجله على بطنها ويلصق ظهره بظهرها ويمنعها من ذلك ولذلك يقال عند ذكره كرم اللّه وجهه ، اي عن ان يسجد لصنم (أقول) ويظهر من هذا الحديث ان علياً عليه السلام قد أسلم من قبل أن يولد بل كان مؤمناً موحداً من قبل أن يبعث النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 225

بابٌ : في أن علياً عليه السلام أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 75] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان أول ذكر آمن برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصلى معه وصدقه بما جاءه من عند اللّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، وكان مما أنعم اللّه به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبل الإسلام.

[السيوطي في الدر المنثور] في سورة النساء في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وحَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا ) قال : وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه عن عبد اللّه بن عباس ، قال : لما اعتزلت الحرورية فكانوا في وادٍ على حدتهم قلت لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، فأتيتهم ولبست احسن ما يكون من الحلل ، فقالوا : مرحباً بك يا بن عباس فما هذه الحلة؟ قال : ما تعيبون عليّ؟ لقد رأيت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أحسن الحلل ونزل

ص: 226

( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ واَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ ) قالوا : فما جاء بك؟ قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وختنه؟ وأول من آمن به وأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم معه ، ثم ساق الحديث طويلاً (الى ان قال) فرجع منهم عشرون الفاً وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا (أقول) وذكره الهيثمي في الزوائد (ج 6 ص 239) وقال : رواه الطبراني وأحمد ببعضه ، ورجالهما رجال الصحيح.

[السيوطي في الدر المنثور] في سورة التوبة ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ) الآية ؛ قال : وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا أشرف منك ، أنا عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ووصي أبيه ، وساقي الحجيج ، فقال شيبة : أنا أشرف منك أنا أمين اللّه علي بيته وخازنه ، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ فأطلع عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا أشرف منكما ، أنا أول من آمن وهاجر فانطلقوا ثلاثتهم الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبروه فما أجابهم بشيء فانصرفوا ، فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل اليهم فقرأ عليهم ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) الى آخر العشر.

[سنن البيهقي ج 6 ص 206] روى بسنده عن الحسن وغيره : وكان أول من آمن به علي بن أبي طالب عليه السلام وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 102) نقلاً عن الطبراني ، قال : ورجاله رجال الصحيح.

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن عمرو بن عباد بن

ص: 227

عبد اللّه ، قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين.

[أسد الغابة ج 4 ص 19] قال : أنبأنا أبو جعفر بن السمين بأسناده الى يونس بن بكير عن أبي اسحاق في تسمية من شهد بدراً من قريش ثم من بني هاشم ، قال : وعلي بن أبي طالب عليه السلام وهو أول من امن به.

[الاستيعاب ج 2 ص 759] قال في ترجمة ليلى الغفارية ، حديثها : إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعائشة : هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيماناً (قال) روى عنها محمد بن قاسم الطائي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 157] قال : وعن أبي ذر قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت أول من آمن بي وصدق (قال) خرجه الحاكمي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 157] قال : وعن معاذة العدوية قالت : سمعت علياً عليه السلام على المنبر منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر (قال) خرجه ابن قتيبة في المعارف (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) وقال : أخرجه محمد بن أيوب في جزئه والعقيلي ، وذكره الذهبي ايضاً في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 417) مختصراً عن كتاب العقيلي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 198] قال : وعن معاذ بن جبل قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : تخصم الناس بسبع ولا يحاجك احد من قريش ، أنت أولهم إيماناً باللّه ،

ص: 228

وأوفاهم بعهد اللّه وأقومهم بأمر اللّه ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند اللّه مزية (قال) أخرجه الحاكمي (أقول) ورواه أبو نعيم ايضاً في حليته (ج 1 ص 66).

[الاصابة ج 7 القسم 1 ص 167] قال : وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : سيكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.

[فيض القدير ج 4 ص 358] الشرح ، قال : وروى الطبراني والبزاز عن أبي ذر وسلمان مطولا ، قال : أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : هذا أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر ، وهذا فاروق هذه الأمة ، وهذا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 156) نقلاً عن الطبراني في الكبير عن سلمان وأبي ذر معاً ، ونقلاً عن البيهقي في السنن الكبرى وابن عدي في الكامل عن حذيفة.

[كنز العمال ج 6 ص 393] روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فلقد رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه خصالاً لئن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب الى مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من اصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه

ص: 229

و (آله) وسلم فانتهيت الى باب أم سلمة وعليّ قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فثرنا اليه فأتكأ على علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام اللّه ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدم الى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود عن حوضي (ثم قال) ابن عباس من نفسه : ولقد فاز علي عليه السلام بصهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وبسطة في العشيرة وبذلاً للماعون ، وعلماً بالتنزيل ، وفقهاً للتأويل ، ونيلاً للأقران (أقول) وقد تقدم في الباب السابق من كنز العمال رواية عن عمر قال فيها : فضرب - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - بيده على منكب علي عليه السلام فقال : أنت أول الناس إسلاماً ، وأول الناس إيماناً (الخ).

ص: 230

باب : في رجحان ايمان علي عليه السلام

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة وإيمان علي عليه السلام في كفة لرجح إيمان علي (قال) أخرجه الديلمي عن ابن عمر.

[الرياض النضرة ج 2 ص 226] قال : وعن عمر بن الخطاب أنه قال : أشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لسمعته وهو يقول : لو أن السماوات السبع وضعت في كفة ووضع إيمان عليّ في كفة لرجح إيمان عليّ (قال) اخرجه ابن السمان والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية والفضائلي.

ص: 231

باب : في أن علياً عليه السلام أول من صلّى

[صحيح ابن ماجة ص 12] روى بسنده عن عباد بن عبد اللّه قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد اللّه وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 111) وقال في آخره : قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة (ورواه) ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 56).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 112] روى بسنده عن حبة بن جوين عن علي عليه السلام ، قال : عبدت اللّه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) نقلاً عن الحاكم وابن مردويه.

[أُسد الغابة ج 4 ص 18] روى بسنده عن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لقد صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين ، وذاك أنه لم يصل معي رجل غيره (أقول)

ص: 232

وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 165) نقلاً عن أبي الحسن الخلعي ، وقال : لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا ولم يذكر سبع سنين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 99] روى بسنده عن حبة العرني قال : رأيت علياً عليه السلام ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكاً أكثر منه حتى بدت نواجذه (ثم قال) ذكرت قول أبي طالب ، ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال : ماذا تصنعان يابن أخي فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى الإسلام فقال : ما بالذي تصنعان بأس - أو بالذي تقولان بأس - ثم قال عليه السلام : اللهم لا أعرف أن عبداً لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 395) نقلا عن أبي داود الطيالسي وأحمد بن حنبل وأبي يعلى والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه. (ج 9 ص 102) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ، ورواه ابن عبد البر ايضاً في استيعابه (ج 2 ص 458) ولفظه لقد عبدت اللّه قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين ، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 17) وقال فيه خمس سنين أو سبع سنين.

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال عن حبة : إن علياً عليه السلام قال : اللهم انك تعلم أنه لم يعبدك أحد من هذه الأمة قبلي ، ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من هذه الأمة ست سنين (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط.

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن علي عليه السلام

ص: 233

قال : ما أعرف أحداً من هذه الأمة عبد اللّه بعد نبينا غيري ، عبدت اللّه قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين.

[الواحدي في أسباب النزول ص 182] قال : قال الحسن والشعبي والقرظي : نزلت الآية في علي عليه السلام والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك إنهم افتخروا ، فقال طلحة ، أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإلى ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس ، وأنا صاحب الجهاد فأنزل اللّه تعالى هذه الآية - يعني قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وجٰاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ لاٰ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اَللّٰهِ واَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ ، اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اَللّٰهِ وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰائِزُونَ ) (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 10 ص 68) مسنداً عن محمد ابن كعب القرظي ، وذكره الرازي أيضاً في تفسيره في ذيل تفسير الآية في سورة التوبة.

[الاستيعاب ج 2 ص 459] قال : وقال علي عليه السلام صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كذا وكذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن ابن عباس قال : أول من صلّى علي عليه السلام (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 55) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 158) وقال : أخرجه ابو القاسم في الموافقات.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي

ص: 234

وأعجمي صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسله وأدخله قبره (أقول) ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 457) (اللغة) قال ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث والأثر مانصه : «في الحديث إنه - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - عطش يوم أُحد فجاء عليّ بماء من المهراس فعافه وغسل به الدم عن وجهه ، المهراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يعمل منها حياض للماء ، (وقيل) المهراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحد».

وتقدم ايضاً في الباب التاسع عن الحاكم بسنده عن قيس قال فيه : فقال - أي سعد - يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلّى (الخ) وتقدم ايضاً في الباب التاسع رواية أبي حنيفة في مسنده عن حبة قال فيه. سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من أسلم وصلى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فراجعه.

[خصائص النسائي ص 2] روى بسنده عن حبة العرني قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : أنا أول من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 141) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 القسم 1 ص 13) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 17) وقال فيه : مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[خصائص النسائي ص 2] روى بسنده عن أبي عمرة عن زيد بن أرقم قال : أول من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي عليه السلام.

[خصائص النسائي ص 2] روى بسنده عن أبي حمزة مولى

ص: 235

الأنصار قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : أول من صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي بن أبي طالب (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 368 ، وص 370) ورواه أبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 3 ص 93) ورواه البيهقي ايضاً في سننه (ج 6 ص 206) ورواه ابن عبد البر ايضاً في استيعابه (ج 2 ص 458) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 56) وقال : أول رجل صلّى مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي عليه السلام.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 13] روى بسنده عن مجاهد. قال : أول من صلّى علي عليه السلام وهو ابن عشر سنين.

[كنز العمال ج 6 ص 156] ولفظه : أول من صلّى معي علي عليه السلام (قال) اخرجه الحاكم في تاريخه ، والديلمي عن ابن عباس.

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال عن علي عليه السلام قال : أنا أول رجل صلّى مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (قال) أخرجه ابو داود الطيالسي ، وابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، وابن سعد.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 75] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان أول ذكر آمن برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصلى معه وصدقه بما جاء به من عند اللّه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين ، وكان مما أنعم اللّه به على علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبل الإسلام.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 300] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء (قال) وفي الباب عن علي عليه السلام ،

ص: 236

ثم قال : وروى هذا عن مسلم عن حبة عن علي عليه السلام ونحو هذا.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 55] روى بسنده عن جابر قال : بعث النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم الاثنين وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 112] روى بسنده عن بريدة قال : انطلق أبو ذر ، وساق الحديث (الى أن قال) وأوحى الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم الاثنين ، وصلى علي عليه السلام يوم الثلاثاء (قال) هذا صحيح الإسناد.

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن عفيف - يعني الكندي - قال : جئت في الجاهلية الى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأتيت العباس بن عبد المطلب - وكان رجلاً تاجراً - فأنا عنده جالس حيث أنظر الى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء فأرتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره الى السماء ثم قام مستقبل الكعبة ، ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاء غلام فقام على يمينه ، ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت إمرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والمرأة ، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة ، فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة ، فقلت : يا عباس أمر عظيم ، قال العباس : أمر عظيم ، أتدري من هذا الشباب؟ قلت : لا ، قال : هذا محمد بن عبد اللّه ابن أخي أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي ، أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته ، إن إبن أخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا واللّه ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 209) وقال في آخره : ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى ، وهو يزعم أنه سيفتح

ص: 237

عليه كنوز كسرى وقيصر ، قال : فكان عفيف - وهو ابن عم الأشعث ابن قيس - يقول وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه : لو كان اللّه رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثاً مع علي بن أبي طالب ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 183) وقال في آخره. قال عفيف الكندي : - وأسلم وحسن إسلامه - لوددت اني كنت أسلمت يومئذٍ فيكون لي ربع الإسلام ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 8 ص 10) وقال في آخره : قال عفيف ، فتمنيت بعد اني كنت رابعهم ، وذكره ابن حجر ايضاً في الاصابة (ج 4 القسم 1 ص 248) في ترجمة عفيف الكندي ، ونسب روايته الى البغوي وأبي يعلى والنسائي والعقيلي والبخاري وابن أبي خيثمة وابن مندة وصاحب الغيلانيات ، ورواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 458 وص 511) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 391) نقلاً عن ابن عدي في الكامل وابن عساكر ، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 414) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 103) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه (ج 2 ص 56 وص 57) بطرق متعددة وألفاظ متقاربة.

[الرياض النضرة ج 2 ص 159] قال : قال ابن اسحاق : وذكر بعض أهل العلم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب عليه السلام مستخفياً من عمه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه فيصليان الصلوات فيها فاذا أمسيا رجعا ، فمكثا كذلك ما شاء اللّه أن يمكثا ، ثم أن أبا طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان فقال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا ابن أخي ما هذا أراك تدين به؟ قال : أي عم هذا دين اللّه ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا

ص: 238

ابراهيم - أو كما قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - وبعثني اللّه به رسولاً الى العباد ، وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته الى الهدى وأحق من أجابني اليه وأعانني عليه - أو كما قال - فقال أبو طالب : أي ابن أخي اني واللّه لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه ، ولكن واللّه لا يخلص اليك شيء تكرهه ما بقيت ، وذكروا أنه قال لعلي عليه السلام : أي بني ما هذا الدين الذي انت عليه؟ قال : يا أبة آمنت برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصدقت بما جاء به وصليت معه للّه واتبعته ، فزعموا أنه قال : أما إنه لم يدعك إلا الى خير فألزمه (قال) أخرجه ابن اسحاق (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 58) عن ابن اسحاق.

[كنز العمال ج 7 ص 56] عن ابن مسعود قال : إن أول شيء علمته من أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قدمت مكة مع عمومة لي فأرشدونا الى العباس بن عبد المطلب فأنتهينا اليه وهو جالس الى زمزم فجلسنا اليه فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض يعلوه حمرة له وفرة جعدة الى أنصاف أذنيه أقني الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية دقيق المسربة شثن الكفين والقدمين عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد سترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فأستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف بالبيت سبعاً والغلام والمرأة يطوفان معه ، قلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شيء حدث؟ قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد اللّه والغلام علي بن أبي طالب والمرأة امرأته خديجة ، أما واللّه ما على وجه الأرض من أحد نعلمه يعبد اللّه بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة (قال) أخرجه يعقوب بن شيبة وابن عساكر (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 222) نقلاً عن الطبراني ، وزاد فقال بعد قوله : -

ص: 239

والغلام والمرأة يطوفان معه - ما لفظه : ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر وقامت المرأة خلفهما ، ورفعت يديها وكبرت وأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع يتبعانه ، قال : فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكة فأنكرناه فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أشيء حدث؟ قال : أجل واللّه أما تعرفون هذا؟ قلنا : لا قال : هذا ابن اخي محمد بن عبد اللّه ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد ، أما واللّه ما علي الأرض أحد يعبد اللّه على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

ص: 240

بابٌ : في أن عليا عليه السلام يصلي كرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح البخاري] في كتاب الصلاة في باب إتمام التكبير في الركوع روى بسنده عن مطرف عن عمران بن حصين قال : صلّى مع علي بالبصرة فقال : ذكرنا هذا الرجل صلاة كنا نصليها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذكر أنه كان يكبر كلما رفع وكلما وضع.

[صحيح البخاري] في كتاب الصلاة ، في باب إتمام التكبير في السجود روى بسنده عن مطرف بن عبد اللّه قال : صليت خلف علي بن أبي طالب عليه السلام أنا وعمران بن حصين فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر ، فلما قضى الصلاة أخذ بيدي عمران بن حصين فقال : قد ذكرني هذا صلاة محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أو قال : لقد صلّى بنا صلاة محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) ورواه في باب آخر ايضاً من أبواب الصلاة ، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب الصلاة في باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 1 ص 164

ص: 241

وص 167) ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه (ج 5 ص 84) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 428) وقال فيه : كنت مع عمران بن حصين بالكوفة فصلي بنا علي بن أبي طالب عليه السلام وساق الحديث (وفي ص 429 وص 440) أيضا.

[صحيح ابن ماجة] في كتاب الصلاة في باب التسليم ، روى بسنده عن أبي موسى ، قال : صلّى علي عليه السلام يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فأما نسيناها ، وإما أن نكون تركناها فسلم على يمينه وعلى شماله (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 392) بطريقين (وص 400 وص 415) كل مع اختلاف يسير في اللفظ مع الآخر (فتح الباري)

[فتح الباري] في شرح البخاري ج 2 ص 413 قال : وقد روى احمد والطحاوي بأسناد صحيح عن ابي موسى الأشعري قال ذكر علي (عليه السلام) كنا صلاة نصليها مع رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) اما نسيناها واما تركناها عمداً (وقال) في ص 414 وفي رواية قتادة عن مطرف قال عمران يعني ابن حصين اما صليت منذ حين او منذ كذا وكذا أشبه بصلاة رسول اللّه

ص: 242

باب : في حسن وجه علي عليه السلام ونقوش خواتيمه

[الاستيعاب ج 2 ص 469] قال : وأحسن ما رأيت في صفة علي رضي اللّه عنه أنه كان ربعة من الرجال الى القصر ، هو أدعج العينين ، حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسناً ، ضخم البطن ، عريض المنكبين ، شئن الكفين ، عتد أغيد ، كأن عنقه ابريق فضة ، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ، كبير اللحية ، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري ، لا يتبين عضده من ساعده قد أدمجت إدماجاً ، اذا مشي تكفأ ، واذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس ، وهو الى السمن ما هو شديد الساعد واليد واذا مشي للحرب هرول ، ثبت الجنان ، قوي شجاع منصور علي من لاقاه.

[أسد الغابة ج 4 ص 39] قال : وقال ابن أبي الدنيا ، حدثني أبو هريرة ، حدثنا عبد اللّه بن داود ، حدثنا مدرك أبو الحجاج ، قال : رأيت عليا عليه السلام يخطب وكان من أحسن الناس وجهاً.

ص: 243

[الرياض النضرة ج 2 ص 202] قال : أخرج الملا في سيرته : قيل يا رسول اللّه وكيف يستطيع على أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطى خصالا شتى صبرا كصبري ، وحسنا كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبريل.

[الرياض النضرة ج 2 ص 218] قال : وعن ابن عباس إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من أراد أن ينظر الى ابراهيم في حلمه ، والى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر الى علي بن أبي طالب (قال) خرجه الملا في سيرته.

[كنز العمال ج 3 ص 336] عن عبد خير قال : كان لعلي بن أبي طالب عليه السلام أربعة خواتيم يتختم بها ، ياقوت لنيله ، فيروزج لنصره ، حديد صيني لقوته ، عقيق لحرزه ، وكان نقش الياقوت لا إله إلا اللّه الملك الحق المبين ، ونقش الفيروزج اللّه الملك ، ونقش الحديد الصيني العزة للّه ونقش العقيق ثلاثة أسطر ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه استغفر اللّه (قال) أخرجه الحاكم في تاريخه ، والصابوني في المائتين ، وأبو عبد الرحمن السلمي في أماليه.

[نور الأبصار ص 94] قال : وكان نقش خاتمه - يعني علياً عليه السلام - أسندت ظهري الى اللّه ، وقيل : حسبي اللّه.

ص: 244

باب : في كنى علي عليه السلام وبعض ألقابه الشريفة

[صحيح البخاري] في كتاب بدء الخلق ، في باب مناقب علي ابن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن أبي حازم ان رجلاً جاء الى سهل بن سعد فقال : هذا فلان - لأمير المدينة - يدعو علياً عليه السلام عند المنبر قال : فيقول : ماذا؟ قال : قال يقول له : أبو تراب فضحك ، قال : واللّه ما سماه الا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما كان له اسم أحب اليه منه فاستطعمت الحديث مهلا وقلت : يا أبا عباس كيف؟ قال : دخل علي عليه السلام على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أين ابن عمك؟ قالت : في المسجد فخرج اليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب الى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول : أجلس يا أبا تراب مرتين (أقول) ورواه ايضاً باختلاف يسير في كتاب الصلاة في باب نوم الرجال في المسجد ، وفي كتاب الأدب ، في باب التكني بأبي تراب وفي كتاب الاستيذان ، في باب القائلة في المسجد (ورواه) ايضاً البخاري في الادب المفرد في باب من كني رجلاً بشيء هو فيه (ورواه)

ص: 245

مسلم ايضاً في صحيحه ، في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام (ورواه) ابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه (ج 2 ص 124).

[خصائص النسائي ص 39] روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب عليه السلام رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع ، فلما نزلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لي علي عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج يعملون في عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلي عليه السلام حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب ، فنمنا فواللّه ما أهبنا الا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : احيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذه - ووضع يده علي قرنه - حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 262) والحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 140) والطحاوي في مشكل الآثار (ج 1 ص 351) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 399) وقال : أخرجه البغوي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار.

[كنز العمال ج 4 ص 390] قال : خرج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى المسجد فوجد عليا عليه السلام قد سقط رداؤه عن ظهره حتى خلص إلى التراب فجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

ص: 246

وسلم يمسحه بيده ويقول : اجلس أبا تراب ، ما كان اسم أحب اليه منه ، ما سماه اياه الا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (قال) أخرجه أبو نعيم في المعرفة عن سهل بن سعد الساعدي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 111] عن ابن عباس قال : لما آخي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يؤاخ بين علي بن أبي طالب وبين أحد منهم خرج مغضباً حتى أتي جدولا فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب ، أغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أؤاخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154).

[حلية الأولياء ج 3 ص 201] روى بسنده عن جابر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : سلام عليك أبا الريحانتين ، أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً ، فعن قليل ينهدركناك واللّه خليفتي عليك ، قال : فلما قبض النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال علي عليه السلام : هذا أحد الركنين اللذين قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال علي عليه السلام : هذا الركن (الآخر) الذي قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 154) وعلي بن سلطان ايضاً في مرقاته في الشرح (ص 597) كلاهما عن أحمد في المناقب ، قال فيه : فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال : هذا الركن الآخر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز

ص: 247

الحقائق مختصراً (ص 79) نقلا عن الديلمي ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) نقلا عن أبي نعيم وابن عساكر (وفي ج 7 ص 107) نقلا عن أبي نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر.

[نور الأبصار ص 94] قال : وأما ألقاب الإمام علي عليه السلام فالمرتضى وحيدر وأمير المؤمنين والأنزع البطين ، واما كنيته فأبو الحسن وأبو السبطين ، وأبو تراب كناه بها صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[الرياض النضرة ج 2 ص 155] قال : ويلقب ايضاً ببيضة البلد وبالأمين وبالشريف وبالهادي والمهتدي وذي الأذن الواعية ، وقد جاء في الصحيح من شعره (أنا الذي سمتني أمي حيدرة) - إلى أن قال ، وحيدرة اسم الأسد وكانت فاطمة لما ولدته سمته باسم أبيها ، فلما قدم أبو طالب كره الاسم فسماه علياً (أقول) وله عليه السلام ألقاب أخر أيضاً سيأتي إن شاء اللّه تعالى ذكرها في بعض الأبواب الآتية ، مثل كونه عليه السلام يعسوب الدين وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، وغير ذلك.

ص: 248

باب : في أن الدعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد عليهم السلام

[كنز العمال ج 1 ص 173] ما من دعاء إلا بينه وبين اللّه حجاب حتى يصلى على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فاذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل الدعاء ، فاذا لم يفعل ذلك يرجع الدعاء (قال) أخرجه الديلمي عن علي عليه السلام (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 88) ولكن لفظه هكذا : قال : وقد أخرج الديلمي أنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد وأهل بيته ، اللهم صلّى على محمد وآله.

[فيض القدير ج 5 ص 19] الشرح ، قال : روى الطبراني في الأوسط عن علي عليه السلام موقوفاً فقال : كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وآل محمد (قال) قال الهيثمي : رجاله ثقات (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 214) نقلاً عن عبيد اللّه بن أبي حفص العيشي في حديثه ، وعبد القادر الرهاوي في الأربعين ، والطبراني في الكبير ، والبيهقي في شعب الإيمان.

ص: 249

[فيض القدير ج 3 ص 543] المتن ، الدعاء محجوب عن اللّه حتى يصلى على محمد وأهل بيته (قال) أخرجه أبو الشيخ عن علي عليه السلام (وقال) في الشرح : البيهقي أخرجه من الشعب باللفظ المزبور عن علي عليه السلام مرفوعاً وموقوفاً ، بل رواه الترمذي عن ابن عمر بتغيير يسير (أقول) ويؤيد الروايات المتقدمة روايتان أخريان ، إحداهما ما ذكره المتقي في :

[كنز العمال ج 1 ص 181] قال : يا علي اذا أحزنك أمر فقل : اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بكنفك الذي لا يرام ، وساق الدعاء (الى أن قال) أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وبك أدرأ في نحو الأعداء والجبابرة ، الحديث (قال) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن علي عليه السلام ، وأخراهما ما ذكره :

[الثعلبي في قصصه في قصة يوسف ص 157] قال : فلما كان في اليوم الرابع أتاه جبريل عليه السلام قال : يا غلام من طرحك هاهنا في هذا الجب؟ قال : اخوتي لأبي ، قال : ولم؟ قال : حسدوني على منزلتي من أبي ، قال : أتحب أن تخرج من هذا الجب؟ قال : نعم ، قال : قل يا صانع كل مصنوع ويا جابر كل مكسور ، ويا حاضر كل ملأ ، ويا شاهد كل نجوى ، ويا قريباً غير بعيد ، ويا مؤنس كل وحيد ، ويا غالباً غير مغلوب ، ويا علام الغيوب ويا حياً لا يموت ، ويا محيي الموتي ، لا إله إلا أنت سبحانك ، أسألك يا من له الحمد ، يا بديع السماوات والأرض ، يا مالك الملك ، ويا ذا الجلال والإكرام أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن تجعل لي من أمري ومن ضيقي فرجاً ومخرجاً ، وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، فقالها يوسف فجعل اللّه له من الجب مخرجاً ، ومن كيد اخوته فرجاً ، وآتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب.

ص: 250

باب : لا تقبل الصلاة حتى يصلى فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام

[سنن البيهقي ج 2 ص 379] روى بسنده عن أبي مسعود قال : لو صليت صلاة لا أصلي فيها علي آل محمد لرأيت أن صلاتي لا تتم (أقول) ورواه بطريق آخر بعد هذا وقال فيه : على محمد وآل محمد ما رأيت أنها تتم (ورواه) الدار قطني أيضاً في سننه (ص 136).

[سنن الدار قطني ص 136] روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من صلّى صلاة لم يصل فيها عليَّ ولا على أهل بيتي لم تقبل منه.

[ذخائر العقبى ص 19] قال : وعن جابر أنه كان يقول : لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد وعلى آل محمد ما رأيت أنها تقبل.

[الصواعق المحرقة ص 88] قال : وللشافعي رضي اللّه عنه :

ص: 251

يا أهل بيت رسول اللّه حبكم *** فرض من اللّه في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له

(أقول) وذكر البيتين الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 104) وسيأتي في الباب الآتي بعض الأخبار الآمرة بالصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وآله في تشهد الصلاة مثل قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ومن المعلوم أن الأمر للوجوب ، وانه اذا اختل أحد واجبات الصلاة عمداً بطلت ، بل مقتضي القاعدة بطلانها حتى سهواً ، إلا أن يدل دليل علي صحتها مثل حديث لا تعاد الصلاة الا من خمس ... الخ ، ثم انه قال الرازي في تفسيره في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى : الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله اللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد.

ص: 252

باب : في كيفية الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام

(أقول) قد ورد في كيفية الصلاة على محمد وآل محمد أخبار كثيرة فوق حد الاحصاء ، كما يظهر ذلك بمراجعة الدر المنثور للسيوطي في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الأحزاب ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي ) فذكر في هذا المعني عن كعب بن عجرة ، ويونس بن خباب ، وابراهيم وعبد الرحمن بن أبي كثير ، ورجل من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وطلحة بن عبيد اللّه ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة ، وابي مسعود وعقبة بن عمرو ، وعلي عليه السلام ، وزيد بن أبي خارجة ، وبريدة ، وابن مسعود أحاديث متواترة ونحن نقتصر في هذا الباب على ذكر جملة من الروايات فنقول :

[صحيح البخاري] في كتاب الدعوات ، في باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لقيني كعب بن عجرة فقال ألا أهدي لك هدية؟ ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خرج علينا فقلنا يا رسول اللّه قد

ص: 253

علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : فقولوا أللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد كما صليت علي آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد (اقول) ورواه ايضاً في كتاب بدء الخلق ، وفي كتاب التفسير ، ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب الصلاة ، في باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعد التشهد بطرق متعددة ، ورواه النسائي ايضاً في صحيحه وابن ماجة في صحيحه ، وأبو داود في صحيحه والحاكم في مستدرك الصحيحين ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ، والدارمي في سننه ، والبيهقي في سننه ، وأبو إبراهيم في حليته والطحاوي في مشكل الآثار ، والخطيب البغدادي في تاريخه ، وجمع آخرون من أئمة الحديث كل بطرق عديدة عن كعب بن عجرة.

[صحيح البخاري] في كتاب التفسير في باب قوله تعالى ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي ) روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : قلنا يا رسول اللّه هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : أللهم صلّى على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم (أقول) ورواه أيضاً باختلاف يسير في كتاب الدعوات في باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 1 ص 190) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 2 ص 47) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 3 ص 73).

[الأدب المفرد للبخاري ص 93] روى بسنده عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من قال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وترحم على محمد وعلى آل

ص: 254

محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له.

[صحيح مسلم] في كتاب الصلاة في باب الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعد التشهد. روى بسنده عن أبي مسعود الانصاري قال : أتانا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا اللّه عز وجل أن نصلي عليك يا رسول اللّه فكيف نصلي عليك؟ قال : فسكت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قولوا أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم (أقول) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص 212) قال : وفي الباب عن علي عليه السلام ، وأبي حميد ، وكعب بن عجرة ، وطلحة بن عبيد اللّه ، وأبي سعيد وزيد بن خارجة - ويقال له حارثة - وبريدة (ثم قال) هذا حديث حسن صحيح ، ورواه النسائي ايضاً في صحيحه ، وابو داود في صحيحه ، ومالك بن انس في موطئه - وأحمد بن حنبل في مسنده ، والحاكم في مستدرك الصحيحين ، والدارمي في سننه ، والبيهقي في سننه ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وجملة منهم بطرق متعددة.

[صحيح النسائي ج 1 ص 190] روى بسنده عن موسى بن طلحة عن ابيه قال : قلنا يا رسول اللّه كيف الصلاة عليك قال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد.

(اقول) ورواه بطريق آخر عن موسى بن طلحة ، ورواه ابن

ص: 255

جرير الطبري أيضاً في تفسيره. واحمد بن حنبل في مسنده ، وابو نعيم في حليته ، والطحاوي في مشكل الآثار ، وابن عبد البر في استيعابه ، وبعضهم بطريقين.

[صحيح النسائي ج 1 ص 190] روى بسنده عن موسى بن طلحة قال : سألت زيد بن خارجة ، قال : اني سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : صلوا عليَّ واجتهدوا في الدعاء وقولوا اللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده وأبو نعيم في حليته ، والطحاوي في مشكل الآثار ، والمناوي في فيض القدير في المتن وفي الشرح عن جملة من المحدثين ، ورواه ابن الاثير أيضاً في أُسد الغابة.

[صحيح ابن ماجة في كتاب الصلاة ص 65] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : اذا صليتم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاحسنوا الصلاة عليه فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه ، قال : فقالوا له فعلمنا ، قال : قولوا اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين (إلى أن قال) اللهم صلّى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 271).

[فتح الباري في شرح البخاري ج 13 ص 411] (قال) اخرج الطبري في تهذيبه من طريق حنظلة بن علي عن أبي هريره رفعه من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم شهدت له يوم القيمة وشفعت له.

ص: 256

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 269] روى بسنده عن ابن مسعود عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه قال : اذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (أقول) ورواه البيهقي ايضاً في سننه (ج 2 ص 279). (تفسير ابن جرير الطبري ج 22 ص 31) روى بسنده عن ابي اسرائيل عن يونس بن خباب قال : خطبنا بفارس فقال : ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ ) الآية ، فقال : انبأني من سمع ابن عباس يقول : هكذا انزل فقلنا - أو قالوا - يا رسول اللّه علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد.

[تفسير ابن جرير ج 22 ص 31] روى بسنده عن ابراهيم في قوله ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ ) الآية ، قالوا ، يا رسول اللّه هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 353] روى بسنده عن بريدة الخزاعي قال : قلنا يا رسول اللّه قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا أللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد كما جعلتها على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 8 ص 142).

[سنن البيهقي ج 2 ص 147] روى بسنده عن عبد الرحمن بن

ص: 257

ابي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه كان يقول في الصلاة : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. (أقول) رواه الشافعي أيضاً في مسنده (ص 23).

[سنن الدارقطني ص 135] رواه بسنده عن ابن ابي ليلى - أو أبي معمر - قال : علمني ابن مسعود التشهد وقال : علمنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن ، التحيات للّه والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة اللّه وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم صل علينا معهم ، اللهم بارك على محمد وعلى أهل بيته كما باركت على ابراهيم انك حميد مجيد (الحديث).

[سنن الدار قطني ص 135] روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو ، قال : أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ونحن عنده فقال : يا رسول اللّه أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا؟ قال : فصمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله ، ثم قال اذا صليتم على فقولوا : اللهم صلّى على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وبارك على النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد.

[مسند الإمام الشافعي ص 23] روى بسنده عن أبي هريرة انه قال : يا رسول اللّه كيف نصلي عليك؟ - يعني في الصلاة - فقال : تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم ، وبارك

ص: 258

على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم ، ثم تسلمون عليّ (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 4 ص 103) نقلا عن الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابي هريرة ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 3 ص 75) عن أبي هريرة.

[تاريخ بغداد ج 14 ص 303] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قالوا يا رسول اللّه كيف نصلي عليك؟ قال قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم انك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم.

[كنز العمال ج 1 ص 124] ولفظه : عدهن في يدي جبرئيل وقال جبرئيل هكذا انزلت من عند رب العزة ، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (قال) أخرجه البيهقي في شعب الايمان والديلمي عن عمر.

[كنز العمال ج 1 ص 214] قال : قال الحاكم في علوم الحديث عدهن في يدي أبو بكر بن أبي حازم ، وساق السند إلى أن قال : عدهن في يدي علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : عدهن في يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عدهن في يدي جبريل ، وقال جبريل هكذا أنزلت بهن من عند رب العزة ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، اللهم ترحم

ص: 259

على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت علي ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم وتحنن على محمد وآل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم وسلم على محمد وعلى آل محمد كما سلمت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد (قال) أخرجه البيهقي في شعب الايمان عن الحاكم ، وأخرجه التميمي وابن المفضل وابن سدى جميعا في مسلسلاتهم. والقاضي عياض في الشفاء ، والديلمي.

[كنز العمال ج 1 ص 215] قال : مسند أنس ، ابن عساكر ، أنبأنا أبو المعلى الفضل بن سهل ، وعدهن في يدي ، وساق السند (إلى أن قال) حدثنا أنس بن مالك ، وعدهن في يدي ، قال وعدهن في يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال : وعدهن في يدي جبريل ، وقال : وعدهن في يدي ميكائيل ، قال : عدهن في يدي اسرافيل ، قال : وعدهن في يدي رب العالمين جل جلاله ، قال لي قل : أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ، أللهم أرحم محمداً وآل محمد كما ترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ، أللهم تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (قال) : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 1 ص 125 وص 217] عن عائشة قالت : قال أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أمرنا أن نكثر الصلاة عليك في الليلة الغراء واليوم الازهر وأحب ما صلينا عليك ما تحب ، قال : قولوا أللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم ، وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت ابراهيم وآل ابراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد

ص: 260

مجيد ، واما السلام فقد عرفتم كيف هو قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 4 ص 104] ولفظه : إذا صليتم عليّ فقولوا : أللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد (قال) أخرجه ابن حبان عن ابن مسعود.

[كنز العمال ج 3 ص 15] ولفظه : ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة ثم يقول : لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، مائة مرة ، ثم يقرأ أم الكتاب مائة مرة ، ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله مائة مرة ، ثم يسبح اللّه مائة مرة فيقول : سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّه ، ثم يقرأ قل هو اللّه أحد مائة مرة ، ثم يقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم إنك حميد مجيد ، وعلينا معهم مائة مرة ، ألا قال اللّه تعالى : يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا سبحني وهللني وكبرني وعظمني ومجدني ونسبني وعرفني وأثني على وصلى علي نبيي ، اشهدوا يا ملائكتي اني قد غفرت له وشفعته في نفسه ، ولو شاء أن يشفع في أهل الموقف لشفعته (قال) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان. وابن النجار ، والديلمي عن جابر (أقول) ويظهر من ابن حجر في الصواعق أن سؤالهم من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن كيفية الصلاة عليه كان بعد نزول قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وأن سؤالهم عقيب نزول الآية ، وجوابه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بقوله : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد دليل على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة ، وها نحن نذكر كلامه بعينه ،

ص: 261

قال في الصواعق (87) الآية الثانية - أي من الآيات الواردة في أهل البيت - قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ ومَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النبي يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) قال : صح عن كعب بن عجرة قال : لما نزلت هذه الآية قلنا : يا رسول اللّه قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (إلى اخره) قال : وفي رواية للحاكم فقلنا : يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد (إلى آخره) قال : فسؤالهم بعد نزول الآية ، وإجابتهم باللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته وبقية آله مراد من هذه الآية وإلا لم يسألوا عن الصلاة علي أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ، فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به وأنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ومنه تعظيمهم ، ومن ثم لما أدخل من مرّ في الكساء قال : اللهم انهم مني وأنا منهم فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم ، وقضية استجابة هذا الدعاء ان اللّه صلّى عليهم معه فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه ، انتهي (أقول) والانصاف أنه قد أجاد في الاستدلال على أن الصلاة على الآل مراد من الآية الشريفة بما ذكره ، فان اللّه تعالى قد أمر المؤمنين أن يصلوا على النبي فسألوا من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه كيف يصلي عليه؟ فقال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، فالنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليس إلا في مقام بيان ما أمر اللّه به في الآية الشريفة ، فلو لم يكن مراده تبارك وتعالى من الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هو الصلاة عليه وعلى آله لما أمر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في مقام الجواب أن يصلي عليه وعلى آله ، ثم إن قول ابن حجر وقضية استجابة هذا الدعاء إلى آخره معناه أن النبي صلّى

ص: 262

اللّه عليه و (آله) وسلم لما أدخل علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام تحت الكساء - كما ستأتي رواياته في غير واحد من الأبواب الآتية - دعا لهم وطلب من اللّه سبحانه وتعالى أن يجعل صلواته وبركاته عليه وعليهم ، ومقتضى استجابة دعائه ان اللّه تعالى صلّى عليه وعليهم. فحينئذٍ قد طلب اللّه سبحانه وتعالى من المؤمنين أيضاً ان يصلوا على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كما صلّى هو عليه وعليهم.

(هذا) وللرازي كلام علي ما ذكره ابن حجر في صواعقه (ص 89) يناسب ذكره في هذا المقام (قال) وذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يساوونه في خمسة ، في السلام قال : السلام عليك أيها النبي وقال : سلام علي آل ياسين ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة قال تعالى : ( طه ) أي يا طاهر ، وقال : ( ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وفي تحريم الصدقة وفي المحبة ، قال تعالى : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ) وقال : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبيٰ ) .

ص: 263

باب : في أن علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم وآل محمد

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 6 ص 323] روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لفاطمة عليها السلام : ائتني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكياً (قال) ثم وضع يده عليهم (ثم قال) اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد إنك حميد مجيد ، قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : إنك على خير (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 334) ورواه المتقي الهندي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 103) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 108] روى بسنده عن عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال فقال : لا أسب ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول اللّه

ص: 264

صلى اللّه عليه و (آله) وسلم لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، قال له معاوية : ما هن يا أبا اسحاق؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة فأخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاء أهل بيتي ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له علي عليه السلام : خلفتني مع الصبيان والنساء ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟ ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لأعطين هذه الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويفتح اللّه على يديه فتطاولنا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : أين علي؟ قالوا : هو أرمد ، فقال : أدعوه فدعوه فبصق في عينه ثم أعطاه الراية ففتح اللّه عليه (قال) فلا واللّه ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة (قال) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه أيضاً في (ج 3 ص 847) مختصراً وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) نقلا عن ابن النجار ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 16).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 147] روى بسنده عن عبد اللّه ابن جعفر بن ابي طالب قال : لما نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى الرحمة هابطة ، قال : إدعوا لي ادعوا لي فقالت صفية : من يا رسول اللّه؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كساء ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم هؤلاء إلى فصل على محمد وعلى آل محمد ، وأنزل اللّه عز وجل «إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[السيوطي] في الدر المنثور ، في ذيل تفسير آية التطهير في سورة

ص: 265

الأحزاب (قال) وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد ، قال : نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 296] روى بسنده عن أم سلمة قالت : بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم : إن علياً وفاطمة بالسدة ، قالت : فقال لي : قومي فتنحي لي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريباً فدخل علي وفاطمة ومعهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران ، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق علياً باحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل علياً فأغدف عليهم خميصة سوداء ، فقال : اللهم اليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي قالت : فقلت : وأنا يا رسول اللّه فقال : وأنت (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 21) وقال : أخرجه أحمد وخرج الدولابي معناه مختصراً ثم قال : الشرح السدة الباب ، وأغدف أرسل ، الخميصة قال الأصمعي : ثوب أسود من صوف أو خز معلم وجمعه خمائص (انتهى) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 103) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة و (ص 103) ثانياً مختصراً وقال : أخرجه الطبراني.

[كنز العمال ج 7 ص 217] ولفظه : اللهم انك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على ابراهيم وآل ابراهيم ، اللهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم يعني علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً أخرجه الطبراني عن واثلة.

[كنز العمال ج 7 ص 92] قال عن واثلة : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جمع فاطمة وعلياً والحسن والحسين تحت ثوبه وقال : اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على

ص: 266

ابراهيم وعلى آل ابراهيم اللهم إن هؤلاء مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم (قال) واثلة وكنت على الباب فقلت : وعليّ يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي ، قال : اللهم وعلى واثلة ، قال : أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 167] قال : وعن واثلة بن الاسقع قال : خرجت وأنا أريد عليا فقيل لي : هو عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأقمت اليهم فأجدهم في حظيرة من قصب ، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين قد جعلهم تحت ثوب (قال) اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم (قال) رواه الطبراني.

أقول : وليست الأخبار الواردة في كون علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد منحصرة بما أوردناه في هذا الباب بل سيأتي في باب نزول آية التطهير في النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أخبار كثيرة دالة على ذلك.

ص: 267

باب : في النهي عن الصلاة البتراء

[الصواعق المحرقة ص 87] قال : ويروى لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء؟ قال : تقولون : اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.

(أقول) والعجب ثم العجب من حملة العلم وأئمة الحديث وأرباب التأليف والتصنيف من أهل السنة والجماعة الذين رووا ما عرفته من الأخبار الدالة على أن الدعاء محجوب حتى يصلي على محمد وعلى آل محمد ، وأن الصلاة لا تقبل حتى يصلي فيها على محمد وآل محمد ، وانه كيف يصلي على محمد وآل محمد وانه نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة البتراء ، أي التصلية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون ذكر الآل ، وظاهر النهي التحريم ومع ذلك تراهم مصرين أشد الاصرار على ترك ذكر الآل عند التصلية ، فاذا أرادوا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : صلّى اللّه عليه وسلم وتركوا الآل رأسا ، وإن كنت في ريب مما ذكرنا فراجع كتبهم المؤلفة في

ص: 268

الاحاديث والتفاسير والمناقب والرجال والسير ونحو ذلك تجد صدق ما ذكرناه (وأعجب) من ذلك كله انهم في خلال ما يذكرون أخبار التصلية وفي أثناء ما يروون أحاديثها ، وأن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إذا أردتم الصلاة عليّ فقولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فانهم إذا ذكروا اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا أيضاً : (صلّى اللّه عليه وسلم) وتركوا ذكر الآل وأهملوهم ، ولعمري ليس ذلك إلا تعصباً ومخالفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوي.

ص: 269

باب : في أن آية التطهير نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

[صحيح مسلم] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب فضائل أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بسنده عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء عليّ فأدخله ثم قال : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (أقول) ورواه الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 147) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 2 ص 149) ورواه ابن جرير ايضاً في تفسيره (ج 22 ص 5) عن عائشة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وابن أبي حاتم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية المباهلة بمناسبة وهكذا الفخر الرازي ، وقال : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على

ص: 270

صحتها بين أهل التفسير والحديث (انتهى).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 209] روى بسنده عن عمرو بن أبي سلمة ربيب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي عليه السلام خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي اللّه؟ قال : أنت على مكانك وأنت على خير (أقول) ورواه أيضاً في (ج 2 ص 308) ثم قال : وفي الباب عن أم سلمة ومعقل بن يسار وأبي الحمراء وأنس ، ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 335) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 2 ص 12) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 22 ص 6 وفي ص 7) وقال عن أم سلمة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 319] روى بسنده عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فقالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول اللّه؟ قال : إنك إلى خير (قال) وهو أحسن شيء روى في هذا الباب ، ثم قال : وفي الباب عن عمرو بن أبي سلمة وأنس بن مالك وأبي الحمراء ومعقل بن يسار وعائشة (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 22 ص 6) وقال فيه : فجعلت لهم حريرة فأكلوا وناموا وغطى عليهم عباءة - يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - أو قطيفة ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، الخ ، ورواه أحمد ابن حنبل أيضاً في مسنده (ج 6 ص 306) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 29) وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً

ص: 271

في تهذيب التهذيب (ج 2 ص 297) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 21) باختلاف في اللفظ (اللغة) - الحريرة. بالحاء المهملة المفتوحة ثم الراء المكسورة بعدها الياء المثناه التحتانية ثم الراء والهاء ، والدقيق يطبح باللين أو الدسم.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 29] روى بسنده عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يمر بباب فاطمة عليها السلام ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ، قال : وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 22 ص 5) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 158) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 ص 252) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 521) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 103) نقلاً عن ابن أبي شيبة ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن المنذر والطبراني وابن مردويه.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير قوله تعالى : ( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاٰةِ ) في آخر سورة طه ، قال : وأخرج ابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت ( وأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاٰةِ ) كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يجيء إلى باب علي عليه السلام صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول : الصلاة رحمكم اللّه ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[تفسير ابن جرير الطبري ج 22 ص 7] روى بسنده عن حكيم ابن سعد قال : ذكرنا علي بن أبي طالب عليه السلام عند أم سلمة قالت : فيه نزلت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ

ص: 272

ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الحديث.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 416] روى بسنده عن أم سلمة أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ) قالت : فأرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة : يا رسول اللّه ما أنا من أهل البيت؟ قال : إنك الى خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق (قال) هذا حديث صحيح على شرط البخاري (أقول) ورواه ايضاً في (ج 3 ص 147) ورواه البيهقي ايضاً في سننه (ج 2 ص 150) ورواه الطحاوي ايضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 334) ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخ بغداد (ج 9 ص 126) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج 22 ص 7) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 521 وص 589) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 23) وقال : أخرجه أبو الخير القزويني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 147] روى بسنده عن عبد اللّه ابن جعفر بن أبي طالب قال : لما نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى الرحمة هابطة قال : أدعوا لي أدعوا لي فقالت صفية : من يا رسول اللّه؟ قال : أهل بيتي علياً وفاطمة والحسن والحسين ، فجيء بهم فألقي عليهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال : اللهم هؤلاء إلى فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل اللّه عز وجل ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب (ج 5 ص 198 وص 199) قال : وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

ص: 273

اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وفي البيت سبعة جبريل وميكائيل عليهما السلام وعليّ وفاطمة والحسن والحسين رضي اللّه عنهم وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول اللّه ألست من أهل البيت؟ قال : إنك الى خير ، إنك من أزواج النبي.

[وقال أيضاً] وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد قال : كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي اللّه عنها ، فنزل جبريل عليه السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بهذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : فدعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي عليهم السلام فضمهم اليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أم سلمة مضروب ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قالت أم سلمة رضي اللّه عنها : فأنا معهم يا نبي اللّه؟ قال : أنت على مكانك وإنك على خير.

[وقال ايضاً] : وأخرج الترمذي وصححه ، وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي اللّه عنها قالت : في بيتي نزلت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام فجللهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بكساء كان عليه ثم قال : هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

[وقال أيضاً] : وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : نزلت هذه الآية في وفي علي وفاطمة وحسن وحسين ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

ص: 274

[وقال ايضاً] : وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه عن واثلة بن الأسقع رضي اللّه عنه قال : جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى فاطمة عليها السلام ومعه حسن وحسين وعلي عليهم السلام حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[وقال أيضاً] : وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إن اللّه قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسماً (إلى أن قال) ثم جعل القبائل بيوتاً فجعلني في خيرها بيتاً فلذلك قوله : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.

[وقال أيضاً] : وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي اللّه عنه في قوله : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : هم أهل بيت طهرهم اللّه من السوء واختصهم برحمته (قال) وحدث الضحاك بن مزاحم أن نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يقول : نحن أهل بيت طهرهم اللّه ، من شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومعدن العلم.

[وقال أيضاً] : وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي رضي اللّه عنه بفاطمة رضي اللّه عنها جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة رحمكم اللّه ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ

ص: 275

عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) أنا حرب لمن حاربتم أنا سلم لمن سالمتم.

[وقال أيضاً] : وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن أبي الحمراء قال : حفظت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغد إلا أتى باب علي رضي اللّه عنه فوضع يده على جنبتي الباب ثم قال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[وقال أيضاً] : وأخرج ابن مردوية عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : شهدت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عند وقت كل صلاة فيقول : السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أهل البيت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الصلاة رحمكم اللّه كل يوم خمس مرات.

[وقال أيضاً] : وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبداً يحب اللّه ورسوله

ص: 276

(قال) فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي (قال) ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً عليه السلام خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه (قال) وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي عليه السلام معه جالس فأبوا ، فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة (قال) وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة (قال) وأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (قال) وشرى علي عليه السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم نام مكانه (قال) وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم ثم قال - وأبو بكر يحسب أنه نبي اللّه - قال : فقال : يا نبي اللّه ، قال : فقال له علي عليه السلام : إن نبي اللّه قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه (قال) فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار (قال) وجعل يرمي بالحجارة كما كان يرمي نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (إلى أن قال) وخرج بالناس في غزوة تبوك (قال) فقال له : علي عليه السلام : أخرج معك؟ قال : فقال له نبي اللّه : لا ، فبكى علي عليه السلام فقال له : أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي (قال) وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنت وليي في كل مؤمن

ص: 277

بعدي (وقال) سدوا أبواب المسجد غير باب علي (قال) فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره (قال) وقال من كنت مولاه فان مولاه علي (قال) وأخبرنا اللّه عز وجل في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد الحديث (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) وقال : بعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه السلام خلفه الخ ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات ، وفي الأربعين الطوال (قال) وأخرج النسائي بعضه وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 107] روى بسنده عن شداد بن أبي عمار قال : دخلت علي واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا علياً عليه السلام فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي قالت : توجه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومعه علي وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدني علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه - أو قال : كساء - ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً بطريقين في تفسيره (ج 22 ص 6) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 416) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم (وفي ج 3 ص 147) وقال : هذا حديث صحيح على

ص: 278

شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين (ج 2 ص 152) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 336) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 7 ص 92) نقلا عن ابن أبي شيبة وابن عساكر وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 167) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والطبراني (وفي ص 167) ايضاً بلفظ آخر ، وقال : رواه الطبراني باسنادين.

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 6 ص 292] روى بسنده عن أم سلمة تذكر أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان في بيتها فأتته فاطمة عليها السلام ببرمة فيها حريرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك وابنيك قالت : فجاء علي والحسن والحسين عليهم السلام فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الحريرة وهو على منامة له ، وكان تحته كساء له خيبري قالت : وأنا أصلي في الحجرة فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قالت : فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوي بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول اللّه قال : إنك إلى خير (أقول) ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول (ص 267) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1) بطريقين في (ص 332 وص 334) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 23) وفي آخره أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم ، قال : أخرجه ابن القبابي في معجمه ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب ، وقال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أُم سلمة.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 292] روى بسنده عن

ص: 279

شهر بن حوشب قال : سمعت أم سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - حين جاءني الحسين بن علي عليهما السلام - لعنت أهل العراق فقالت : قتلوه قتلهم اللّه ، غروه وذلوه لعنهم اللّه ، فاني رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جاءته فاطمة عليها السلام غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحمله في طبق لها حتى وضعته بين يديه فقال : أين ابن عمك؟ قالت : هو في البيت ، قال : فاذهبي فادعيه وائتني بابنيه ، قالت : فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما بيد وعلي عليه السلام يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأجلسهما في حجره وجلس علي عليه السلام عن يمينه ، وجلست فاطمة عليها السلام عن يساره ، قالت أم سلمة : فاجتبذ من تحتي كساء خيبرياً كان بساطاً لنا على المنامة في المدينة فلفه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عليهم جميعاً ، فأخذ بشماله طرفي الكساء ، وألوى بيده اليمني إلى ربه عز وجل قال : اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، اللهم أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، قلت : يا رسول اللّه ألست من أهلك؟ قال : بلى فادخلي في الكساء قالت : فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 22 ص 6) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 335) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 22).

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال : أمر معاوية سعداً فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أنا ذكرت ثلاثاً قالهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلن أسبه لئن يكون لي واحدة منها أحب الى من حمر النعم ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول له - وخلفه في

ص: 280

بعض مغازيه - فقال له علي : يا رسول اللّه أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فتطاولنا اليها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ، ولما نزلت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي.

[تاريخ بغداد ج 10 ص 278] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في قوله تعالى : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم أدار عليهم الكساء فقال : هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأم سلمة على الباب فقالت : يا رسول اللّه ألست منهم؟ فقال : إنك لعلي خير ، أو إلى خير (أقول) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج 22 ص 7) عن أم سلمة.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 32 ص 5] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نزلت هذه الآية في خمسة في وفي علي وحسن وحسين وفاطمة ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 24) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وأخرجه الطبراني وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 167) وقال : رواه البزار ثم بطريق آخر قال : وعن أبي سعيد الخدري

ص: 281

أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فعدهم في يده فقال : خمسة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام (إلى أن قال) رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 590) في الشرح.

[الرياض النضرة ج 2 ص 188] قال : ولما نزل قوله تعالى : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاطمة وعلياً وحسناً وحسيناً عليهم السلام في بيت أم سلمة وقال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً (قال) أخرجه القلعي.

[الاستيعاب ج 2 ص 598] عن أبي الحمراء قال : أقمت بالمدينة شهراً وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي عليهما السلام كل غداة فيقول : الصلاة الصلاة ، إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً (أقول) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 66 وص 174).

[تفسير ابن جرير الطبري ج 22 ص 6] روى بسندين عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : رأيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إن طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة عليهما السلام فقال : الصلاة الصلاة ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[مسند أبي داود الطيالسي ج 8 ص 274] روى بسنده عن أنس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إنه كان يمر على باب فاطمة عليها السلام شهرا قبل صلاة الصبح فيقول : الصلاة يا أهل البيت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ) .

ص: 282

[كنز العمال ج 7 ص 92] قال : عن واثلة قال : أتيت فاطمة عليها السلام أسألها عن علي عليه السلام فقالت : توجه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجلست فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومعه علي وحسن وحسين عليهم السلام كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة عليهما السلام فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه - أو قال : كساءه - ثم تلا هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ) ثم قال : اللهم ان هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق ، فقلت : يا رسول اللّه وأنا من أهلك؟ قال : وأنت من أهلي قال واثلة : إنها لمن أرجي ما أرجو (قال) أخرجه ابن أبي شيبة وابن عساكر

[أسد الغابة ج 2 ص 20] قال : وروى الأوزاعي عن شداد بن عبد اللّه قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين عليه السلام فذكره رجل من أهل الشام وذكر أباه عليه السلام ، فقام واثلة وقال : واللّه لا أزال أحب علياً والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام بعد أن سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول فيهم ما قال ، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بيت أم سلمة فجاء الحسن عليه السلام فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ، ثم جاء الحسين عليه السلام فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة عليها السلام فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي عليه السلام ثم قال : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قلت لواثلة : ما الرجس؟ قال : الشك في اللّه عز وجل.

[أسد الغابة ج 3 ص 413] في ترجمة عطية قال : أورده الاسماعيلي في الصحابة ، وروى باسناده عن عمير أبي عرفجة عن عطية قال : دخل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على فاطمة عليها السلام

ص: 283

وهي تعصد عصيدة فجلس حتى بلغت وعندها الحسن والحسين فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أرسلوا إلى علي فجاء فأكلوا ثم اجتر بساطاً كانوا عليه فجللهم به ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فسمعت أم سلمة فقالت : يا رسول اللّه وأنا معهم فقال : إنك على خير (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في اصابته (ج 4 ص 247).

[مشكل الآثار ج 1 ص 332] روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) .

[مشكل الآثار ج 1 ص 333] روى بسنده عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) يعني في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين وما قال : إنك من أهل البيت.

[مشكل الآثار ج 1 ص 332] روى بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً عليهم السلام وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تفسيره (ج 22 ص 7).

[مشكل الآثار ج 1 ص 336] روى بسنده عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة فسلمت عليها فقالت : من أنت؟ فقلت : عمرة الهمدانية فقالت عمرة : يا أم المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض - تريد علي بن أبي طالب عليه السلام -

ص: 284

قالت أُم سلمة : أتحبينه أم تبغضينه قالت : ما أحبه ولا أبغضه (1) فأنزل اللّه هذه الآية ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ ) إلى آخرها ، وما في البيت إلا جبرئيل ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقلت : يا رسول اللّه أنا من أهل البيت؟ فقال : إن لك عند اللّه خيراً ، فوددت أنه قال نعم ، فكان أحب إلىَّ مما تطلع الشمس وتغرب.

[مشكل الآثار ج 1 ص 338] روى بسنده عن أبي الحمراء قال : صحبت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تسعة أشهر كان إذا أصبح أتى باب فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ ) الآية.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 169] قال : وعن أبي سعيد الخدري إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جاء إلى باب علي عليه السلام أربعين صباحاً بعدما دخل علي فاطمة عليها السلام فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 121] قال : وعن أبي الحمراء قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يأتي باب علي وفاطمة عليهما السلام ستة اشهر فيقول : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 169] قال : وعن أبي برزة قال : صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سبعة عشر شهراً فاذا خرج من بيته أتى باب فاطمة عليها السلام فقال. الصلاة عليكم ( إِنَّمٰا يُرِيدُ

ص: 285


1- 1. هنا بياض في مشكل الآثار ، فلاحظ.

اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 206] قال : وعن أنس أن عمر بن الخطاب أتي أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : لا يزوجني ، وساق الحديث في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام إلى أن قال - فقال - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - يا أم أيمن إئتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعه الى علي عليه السلام فقال : يا علي اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً (الحديث) قال رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 207] قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلا يذكرها أحد إلا صد عنه حتى يئسوا منها فلقي سعد بن معاذ علياً عليه السلام ، وساق الحديث في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام إلى أن قال : فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا أسماء ائتيني بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأخذ كفاً من ماء فضرب به على رأسها وكفاً بين ثدييها ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها فقال : اللهم انها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما ، ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بها ، ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما إلى بيتكما جمع اللّه بينكما في سركما وأصلح بالكما (الحديث) قال : رواه الطبراني.

ص: 286

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 146] قال : وعن ابي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فحمد اللّه وأثني عليه (وساق الحديث إلى أن قال) ثم قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، أنا ابن الداعي الى اللّه باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أُرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط وفي الكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن أبي جميلة إن الحسن بن علي عليهما السلام حين قتل علي عليه السلام استخلف ، فبينما هو يصلي بالناس إذ وثب اليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهراً ثم قام فخطب علي المنبر فقال : يا أهل العراق اتقوا اللّه فينا فإنّا امراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال اللّه عز وجل : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فما زال يومئذٍ يتكلم حتى ما ترى في المسجد إلا باكياً (قال) رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين قال : خطب الحسن بن علي عليه السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد اللّه وأثنى عليه (وساق الحديث إلى أن قال) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي عليه السلام وأنا ابن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى اللّه باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذي أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً (الحديث).

ص: 287

[تفسير ابن جرير الطبري ج 22 ص 7] روى بسنده عن أبي الديلم قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) قال : ولأنتم هم؟ قال : نعم.

[أقول] إن أهل الرجل لغة هم عشيرته وذو قرباه ، وكلمة آل وأهل بمعنى واحد ، فان آل أصله أهل قلبت الهاء همزة بدليل أهيل إذ التصغير يرد الأشياء إلى أصولها كما قيل ، وعلى كل حال إن أهل بيت الرجل مع كونه لغة هم عشيرته وذو قرباه قد يطلق على من سكن بيته مطلقاً سواء كان من أقربائه أو من زوجاته أو أجنبياً رأسا ولكن المراد من أهل البيت في الآية الشريفة - كما عرفت من أخبار الباب - ليس إلا خصوص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لا مطلق أقاربه فضلا عن زوجاته أو الأجنبي رأسا ، وذلك لما كان فيها من أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جللهم بكساء وأشار اليهم بالخصوص وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وكان في بعضها التصريح بانها نزلت في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وفي بعضها التصريح بانها نزلت في سبعة جبرئيل وميكائيل ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فانه وإن كان في بعضها قول أم سلمة قلت : يا رسول اللّه ألست من أهلك؟ قال : بلى ، أو قول واثلة وأنا من أهلك قال : وأنت من أهلي ، إلا أن ذلك (أولاً) مما لا يقاوم بقية الأخبار النافية لذلك فانها أكثر عدداً وأقوى سنداً وأشهر مضموناً (وثانياً) أن في أغلب أخبار أم سلمة قال لها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنت على مكانك أو أنت على خير ، أو إنك الى خير ، أو قالت : فجذبه من يدي كما سبق ذلك في باب إن علياً وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، فهذا أيضاً مما ينافي دخول أم سلمة في

ص: 288

آية التطهير التي في بيتها نزلت الآية فضلا عن عامة النساء (وثالثاً) أن أم سلمة كما أنها قالت في بعض تلك الأخبار ألست من أهلك قال : بلى فكذلك قالت فيه فدخلت الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة ، فهذا أيضاً مما يدل على خروج أم سلمة عن الآية الشريفة وعن شمول الحكم لها آي التطهير وذهاب الرجس عنها ، كما يدل علي خروج واثلة ايضاً ، فان قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم له : نعم وأنت من أهلي كان ايضاً بعد دعائه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة عليهم السلام (ورابعا) إن لنا دليلا آخر غير ما تقدم من الأخبار كلها على خروج أم سلمة وعامة النساء فضلا عن واثلة عن الآية الشريفة وعن كل ما ورد فيه لفظ أهل البيت وهو قول زيد بن أرقم المروي في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام قال فيه : فقال له حصين - أي لزيد بن أرقم - ومن أهل بيته يا زيد - أي أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - أليس نساءه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي عليه السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم (وفي رواية أخرى) أصرح من ذلك رواها أيضاً مسلم في صحيحه في الباب المذكور ، قال فيها : فقلنا - أي لزيد بن أرقم - من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا وأيم اللّه ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده (انتهى) وعلى هذا كله فدعوى دخول النساء تحت الآية الشريفة وانهن ممن أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً باطلة جداً لا يصغي اليها.

ص: 289

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم باهل بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

[صحيح مسلم] في كتاب فضائل الصحابة ، في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول له - وقد خلفه في بعض مغازيه - فقال له علي يا رسول اللّه خلفتني مع النساء والصبيان ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً فأتى به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية اليه ففتح اللّه عليه ، ولما نزلت هذه الآية ( قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي (أقول) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه (ج 2 ص 300) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج

ص: 290

1 ص 185) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، وقال : أخرجه ابن المنذر والحاكم والبيهقي في سننه. عن سعد بن ابي وقاص.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 166] روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، قال : لما أنزل اللّه هذه الآية ( نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللهم هؤلاء أهلي (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 150) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 63)

[الزمخشري في الكشاف] والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، في ذيل تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران ، والشبلنجي في نور الأبصار (ص 100) واللفظ للأخير قال : قال المفسرون : لما قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة قالوا : حتى نرجع وننظر في أمرنا ثم نأتيك غداً فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب - وكان كبيرهم وصاحب رأيهم - ما ترى يا عبد المسيح؟ قال : لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمداً نبي مرسل ولئن فعلتم ذلك لنهلكن (وفي رواية) قال لهم : واللّه ما لاعن قوم قط نبياً إلا هلكوا عن آخرهم ، فان أبيتم إلا الاقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فودعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم ، فأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وفد احتضن الحسين عليه السلام وأخذ بيد الحسن عليه السلام وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه ، وعلي عليه السلام يمشي خلفها ، والنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لهم : إذا دعوت فامنوا فلما رآهم أسقف نجران قال : يا معشر النصارى اني لأرى وجوهاً لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى علي وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا

ص: 291

أبا القاسم قد رأينا أن لا نباهلك وأن نتركك على دينك وتتركنا على ديننا ، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : فان أبيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا ذلك فقال : إني أنابذكم فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ولكنا نصالحك علي أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا ، وأن نؤدي اليك في كل سنة الفي حلة ، الف في صفر والف في رجب (قال : وزاد في رواية) وثلاثاً وثلاثين درعاً عادية وثلاثاً وثلاثين بعيراً وأربعاً وثلاثين فرساً غازية فصالحهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على ذلك ، وقال : والذي نفسي بيده إن العذاب تدلي على أهل نجران ولو لا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولأضطرم عليهم الوادي ناراًً ولأستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا (قال) أخرجه الخارن وغيره.

[أقول] قال الزمخشري بعد نقل القصة ما لفظه : فإن قلت : ما كان دعاؤه الى المباهلة إلا ليتبين الكاذب منه ومن خصمه ، وذلك أمر يختص به وبمن يكاذبه ، فما معنى ضم الأبناء والنساء؟ قلت : ذلك آكد في الدلالة على ثقته بحاله ، واستيقانه بصدقه حيث استجرأ على تعريض أعزته وأفلاذ كبده ، وأحب الناس اليه لذلك ، ولم يقتصر على تعريض نفسه له وعلى ثقته بكذب خصمه حتى يهلك خصمه مع أحبته وأعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة وخص الأبناء والنساء ، لأنهم أعز الأهل وألصقهم بالقلوب وربما فداهم الرجل بنفسه وحارب دونهم حتى يقتل ، ومن ثم كانوا يسوقون مع أنفسهم الضغائن في الحروب لتمنعهم من الهرب ويسمون الذادة عنها بأرواحهم حماة الحقائق ، وقدمهم في الذكر على الأنفس لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم وليؤذن بأنهم مقدمون على الأنفس مفدون بها (قال) وفيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ، وفيه برهان واضح على صحة نبوة النبي صلّى اللّه

ص: 292

عليه و (آله) وسلم لأنه لم يرو أحد من موافق ولا مخالف انهم أجابوا الى ذلك (انتهى).

وقال الفخر الرازي بعد نقل القصة ما لفظه. هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما السلام كانا ابني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعد أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين عليهما السلام فوجب أن يكونا ابنيه (قال) ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : ( ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وسُلَيْمٰانَ - إلى قوله - وزَكَرِيّٰا ويَحْييٰ وعِيسيٰ ) قال : ومعلوم أن عيسى عليه السلام إنما انتسب إلى ابراهيم عليه السلام بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابناً (وقال ايضاً) في تفسير قوله تعالى : ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وسُلَيْمٰانَ الخ في سورة الأنعام ما لفظه : الآية تدل علي أن الحسن والحسين عليهما السلام من ذرية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأن اللّه تعالى جعل عيسى من ذرية ابراهيم مع أنه لا ينتسب إلى ابراهيم إلا بالأم فكذلك الحسن والحسين عليهما السلام من ذرية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وإن انتسبا الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالأم فوجب كونهما من ذريته (قال) ويقال : إن أبا جعفر الباقر عليه السلام استدل بهذه الآية عند الحجاج بن يوسف (وقال) قبل هذا في تفسير قوله تعالى : ( وعَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا ) في سورة البقرة ما لفظه : عن الشعبي قال : كنت عند الحجاج فأتي بيحيى بن يعمر فقيه خراسان من بلخ مكبلاً بالحديد ، فقال له الحجاج : أنت زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : بلى ، فقال الحجاج : لتأتيني بها واضحة بينة من كتاب اللّه أو لأقطعنك عضواً عضواً فقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب اللّه يا حجاج ، قال : فتعجبت من جرأته بقوله يا حجاج ، فقال له : ولا تأتني بهذه الآية

ص: 293

( نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ) فقال : آتيك بها واضحة بينة من كتاب اللّه وهو قوله : ( ونُوحاً هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وسُلَيْمٰانَ - إلى قوله - وزَكَرِيّٰا ويَحْييٰ وعِيسيٰ ) فمن كان أبو عيسى وقد ألحق بذرية نوح؟ قال : فأطرق ملياً ثم رفع رأسه فقال : كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب اللّه حلوا وثاقه وأعطوه من المال كذا وكذا (أقول) وذكر قصة يحيى بن يعمر السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( ووَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ ويَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنٰا ونُوحاً هَدَيْنٰا مِنْ قَبْلُ ومِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وسُلَيْمٰانَ ) الآية ، في سورة الأنعام ، ذكرها بطريقين ، أحدهما عن ابن أبي حاتم عن أبي حرب بن أبي الأسود ، والآخر عن أبي الشيخ والحاكم والبيهقي عن عبد الملك بن عمير.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 3 ص 212] روى بسنده عن زيد ابن علي عليه السلام في قوله تعالى : نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ الآية ، قال : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 3 ص 212] روى بسنده عن السدي (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم) الآية ، قال : فأخذ - يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - بيد الحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام وقال لعلي عليه السلام : اتبعنا فخرج معهم فلم يخرج يومئذ النصارى ، وقالوا : إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليس دعوة النبي كغيرها ، فتخلفوا عنه يومئذ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لو خرجوا لاحترقوا (الحديث).

[تفسير ابن جرير الطبري ج 3 ص 213] روى بسنده عن علباء بن أحمر اليشكري قال : لما نزلت هذه الآية ( فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ونِسٰاءَنٰا ونِسٰاءَكُمْ ) الآية ، أرسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين عليهم

ص: 294

السلام ودعا اليهود ليلا عنهم ، فقال شاب من اليهود : ويحكم أليس عهدكم بالامس اخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير لا تلاعنوا ، فانتهوا.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 3 ص 213] روى بسنده عن ابن زيد قال : قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو لا عنت القوم بمن كنت تأتي حين قلت : (أبناءنا وأبناءكم) قال : حسن وحسين.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير آية المباهلة في سورة آل عمران قال : وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر قال : قدم على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا يا محمد قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام ، قالا : فهات قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه الى الغد فغدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً ، قال جابر : فيهم نزلت ( تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ) الآية قال جابر : أنفسنا وأنفسكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي عليه السلام وأبناءنا الحسن والحسين عليهما السلام ونساءنا فاطمة عليها السلام.

[وقال أيضاً] وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم ، وساق القصة مفصلاً (إلى أن قال) فقال لهم - يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - إن اللّه قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم ، فقالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك (إلى أن قال)

ص: 295

وقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن أنا دعوت فأمنوا انتم ، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية.

[الواحدي في أسباب النزول ص 75] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : قدم وفد نجران على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم العاقب والسيد فدعاهما الى الاسلام فقالا : أسلمنا قبلك قال : كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام فقالا : هات أنبئنا قال : حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير ، فدعاهما الى الملاعنة فوعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين عليهم السلام ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيبا فأقرا له بالخراج فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم والذي بعثني بالحق لو فعلا لمطر الوادي ناراً (قال) قال جابر : فنزلت فيهم هذه الآية ( فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ونِسٰاءَنٰا ونِسٰاءَكُمْ وأَنْفُسَنٰا وأَنْفُسَكُمْ ) قال : قال الشعبي : أبناءنا الحسن والحسين عليهما السلام ونساءنا فاطمة عليها السلام وأنفسنا علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) وروى القصة بعينها (في ص 74) أيضاً بسنده عن الحسن وأظنه البصري.

[الصواعق المحرقة ص 93] قال : وأخرج الدار قطني أن علياً عليه السلام يوم الشورى احتج على أهلها فقال لهم : أنشدكم باللّه هل فيكم أحد أقرب الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في الرحم مني ومن جعله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نفسه وأبناءه أبناءه ونساءه نساءه غيري قالوا : اللهم لا (الحديث).

ص: 296

باب : في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم

[صحيح الترمذي ج 2 ص 319] روى بسنده عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم (أقول) ورواه ابن ماجة ايضاً في صحيحه (ص 14) وقال : أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم (ورواه) الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 149) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 523) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) نقلاً عن ابن حبان في صحيحه (وفي ج 7 ص 102) نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي وابن ماجة وابن حبان والطبراني والحاكم والضياء المقدسي (وذكره) المحب الطبري ايضاً في ذخائره (ص 25) وقال : أخرجه أبو حاتم وقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 442] روى بسنده عن أبي هريرة قال : نظر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى علي والحسن

ص: 297

والحسين وفاطمة عليهم السلام فقال : انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (اقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ص 149) ثم قال : هذا حديث حسن (ورواه) الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 7 ص 136) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) نقلاً عن الطبراني.

[أُسد الغابة ج 3 ص 11] روى بسنده عن صبيح مولى ام سلمة قال : كنت بباب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فجاء عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجلسوا ناحية فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : إنكم على خير وعليه كساء خيبري فجللهم به وقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في معجمه ، (ج 9 ص 169) قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 199] قال : وعن أبي بكر قال : رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خيم خيمة وهو متكيء على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال : معشر المسلمين انا سلم لمن سالم اهل الخيمة ، حرب لمن حاربهم ، ولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ، رديء الولادة.

[ذخائر العقبى ص 23] قال : وعنها - يعني ام سلمة - قالت : كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عندنا منكساً رأسه فعملت له فاطمة عليها السلام حريرة فجاءت ومعها حسن وحسين عليهما السلام فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أين زوجك؟ اذهبي فادعيه فجاءت به فأكلوا فاخذ كساء فاداره عليهم وأمسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى الى السماء وقال : اللهم هؤلاء اهل بيتي وحامتي وخاصتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أنا حرب لمن حاربهم ، سلم لمن سالمهم ، عدو لمن عاداهم (قال) أخرجه القبابي في معجمه.

ص: 298

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير آية التطهير في سورة الاحزاب (قال) واخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : لما دخل علي بفاطمة عليهما السلام جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أربعين صباحاً الى بابها يقول : السلام عليكم اهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة رحمكم اللّه ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) انا حرب لمن حاربتم انا سلم لمن سالمتم.

ص: 299

باب : في ان من احب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في درجته

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اخذ بيد حسن وحسين عليهما السلام فقال : من احبني واحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (اقول) ورواه عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ايضاً في مسند أبيه (ج 1 ص 77) ورواه الخطيب ايضاً في تاريخه (ج 3 ص 287) وذكره ابن حجر العسقلاني ايضاً في تهذيب التهذيب (ج 10 ص 430) وقال : قال أبو علي ابن الصواف عن عبد اللّه بن أحمد : لما حدّث نصر بن علي أمر المتوكل بضربه الف سوط فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : هذا من أهل السنة فلم يزل به حتى تركه ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) وقال : أخرجه الطبراني عن علي عليه السلام وفي (ج 7 ص 102) قال : أخرجه الترمذي وعبد اللّه بن أحمد بن حنبل في زيادات المسند ، ونظام الملك في اماليه وابن النجار وسعيد بن منصور.

[كنز العمال ج 6 ص 217] ولفظه : قال : من أحب هؤلاء فقد احبني ، ومن ابغضهم فقد أبغضني ، يعني الحسن والحسين وفاطمة وعلياً عليهم السلام ، قال : اخرجه ابن عساكر عن زيد بن ارقم.

ص: 300

باب : في أن سورة هل أتى نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

[أُسد الغابة لابن الأثير الجزري ج 5 ص 530] في ترجمة فضة النوبية ، روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : في قوله تعالى ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) قال : مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما جدهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال علي عليه السلام : إن برئا مما بهما صمت للّه عز وجل ثلاثة ايام شكراً ، وقالت فاطمة عليهما السلام كذلك ، وقالت جارية - يقال لها فضة نوبية - ان برئا سيداي صمت للّه عز وجل شكراً فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير. فانطلق علي عليه السلام إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء بها فوضعها فقامت فاطمة عليها السلام إلى صاع فطحنته واختبزته وصلي علي عليه السلام مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه اذ اتاهم مسكين فوقف بالباب فقال : السلام عليكم اهل بيت محمد ، مسكين من اولاد المسلمين اطعموني اطمعكم اللّه عز وجل على موائد الجنة ، فسمعه علي عليه السلام فأمرهم فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم

ص: 301

لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة عليها السلام الى صاع وخبزته وصلى علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووضع الطعام بين يديه اذ اتاهم يتيم فوقف بالباب وقال : السلام عليكم اهل بيت محمد يتيم بالباب من اولاد المهاجرين استشهد والدي اطعموني فاعطوه الطعام فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا ، أطعموني فاني اسير فاعطوه الطعام ومكثوا ثلاث أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء ، فأتاهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرأى ما بهم من الجوع فأنزل اللّه تعالى ( هَلْ أَتيٰ عَلَى اَلْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ اَلدَّهْرِ - إلى قوله - لاٰ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً ولاٰ شُكُوراً ) ثم قال : أخرجها أبو موسى (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير قوله تعالى : ( وجَزٰاهُمْ بِمٰا صَبَرُوا جَنَّةً وحَرِيراً ) في سورة هل أتي وحكي عن الواحدي انه ذكره ايضاً ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير ، وقال : والواحدي من أصحابنا - يعني من الأشاعرة - ذكر في كتاب البسيط انها نزلت في حق علي عليه السلام قال : وصاحب الكشاف - من المعتزلة - ذكره هذه القصة فروى عن ابن عباس وذكر الرواية المتقدمة.

[الواحدي في اسباب النزول ص 331] في بيان نزول قوله تعالى : ( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) في سورة هل أتى قال : قال عطاء عن ابن عباس ، وذلك ان علي بن أبي طالب عليه السلام نوبة آجر نفسه يسقي نخلاً بشيء من شعير ليلة حتى اصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه يقال له الحريرة فلما تم انضاجه اتى مسكين فاخرجوا اليه الطعام ، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فاطعموه إياه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فاطعموه وطووا يومهم ذلك ، فأنزلت فيه هذه الآية (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في

ص: 302

الرياض النضرة (ج 2 ص 227) وقال فيه : يقال له الحريرة دقيق بلادهن وقال : هذا قول الحسن وقتادة ان الاسير كان من المشركين ، وقال سعيد بن جبير : الاسير المحبوس من اهل القبلة ، وذكره ايضاً في ذخائره (ص 102).

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً ) في سورة هل أتى ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ويطعمون الطعام على حبه الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[نور الابصار للشبلنجي ص 102] قال : وفي مسامرات الشيخ الاكبر ان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما قال في قوله تعالى : ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخٰافُونَ يَوْماً كٰانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فعادهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومعه أبو بكر وعمر فقال عمر لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن لو نذرت عن ابنيك نذراً إن اللّه عافاهما ، قال : أصوم ثلاثة ايام شكراً للّه ، قالت فاطمة عليها السلام : وأنا أيضاً اصوم ثلاثة ايام شكراً للّه ، وقال الصبيان ، ونحن نصوم ثلاثة أيام وقالت جاريتهما فضة : وأنا أصوم ثلاثة أيام ، فألبسهما اللّه العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام ، فانطلق علي عليه السلام الى جار له من اليهود - يقال له شمعون يعالج الصوف - فقال له : هل لك ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة أصوع من شعير؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت واطاعت ثم غزلت ثلث الصوف واخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا مسكين واقف على الباب فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين اطعموني مما تأكلون اطعمكم اللّه من موائد الجنة

ص: 303

فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده ثم قال :

فاطم ذات المجد واليقين *** يا بنت خير الناس اجمعين

أما ترى ذا البائس المسكين *** جاء إلى الباب له حنين

كل امريء بكسبه رهين

فقالت فاطمة عليها السلام من حينها :

امرك سمع يا بن عم وطاعة *** ما لي من لوم ولا ضراعة

باللب قد غذيت بالبراعة *** أرجو إذا أنفقت من مجاعة

أن ألحق الأبرار والجماعة *** وأدخل الجنة بالشفاعة

قال : فعمدت إلى ما في الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا الا الماء القراح ، ثم عمدت الى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ، ثم اخذت صاعاً فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتى منزله فلما وضع الخوان وجلس فأول لقمة كسرها علي عليه السلام إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون اطعمكم اللّه من موائد الجنة فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :

فاطم بنت السيد الكريم *** قد جاءنا اللّه بذا اليتيم

من يطلب اليوم رضا الرحيم *** موعده في جنة النعيم

فأقبلت السيدة فاطمة وقالت :

فسوف أعطيه ولا أبالي *** وأوثر اللّه على عيالي

أمسوا جياعاً وهمُ أمثالي *** أصغرهم يقتل في القتال

ثم عمدت إلى ما كان في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم

ص: 304

يذوقوا إلا الماء القراح ، وأصبحوا صياماً ، وعمدت فاطمة عليها السلام إلى باقي الصوف فغزلته وطحنت الصاع الباقي وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرص وصلى علي عليه السلام المغرب مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم أتي منزله فقربت اليه الخوان ثم جلس ، فأول لقمة كسرها إذا أسير من أساري المسلمين بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :

فاطمة ابنة النبي أحمد *** بنت نبي سيد مسود

هذا أسير جاء ليس يهتد *** مكبل في قيده المقيد

يشكو الينا الجوع والتشدد *** من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد *** ما يزرع الزراع يوماً يحصد

فأقبلت فاطمة عليها السلام تقول :

لم يبق مما جاء غير صاع *** قد دبرت كفي مع الذراع

وابناي واللّه ثلاثاً جاعا *** يا رب لا تهلكهما ضياعا

ثم عمدت الى ما كان في الخوان فاعطته إياه فأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء ، واقبل علي والحسن والحسين عليهم السلام نحو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهما يرتعشان كالفرخين من شدة الجوع ، فلما ابصرهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : يا ابا الحسن أشد ما يسوءني ما أدرككم انطلقوا بنا الى ابنتي فاطمة فانطلقوا اليها وهي في محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ضمها اليه وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه السلام وقال : يا محمد خذ ضيافة اهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل؟ قال : ( ويُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَليٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً - إلى قوله - وكٰانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً ) .

ص: 305

باب : في أن آية المودة نزلت في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

أما نزول آية المودة وهي قوله تعالى في سورة الشورى ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فللاخبار الكثيرة ، ونحن نذكر جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[تفسير ابن جرير الطبري ج 25 ص 16] روى بسنده عن سعيد ابن جبير في قوله : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : هي قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره ، وقال : أخرجه ابن السري.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 25 ص 17] روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سألت عمرة بن شعيب عن قول اللّه عز وجل : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : قربى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 306

[حلية الأولياء ج 3 ص 201] روى بسنده عن جابر قال : جاء أعرابي إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا محمد اعرض على الاسلام فقال : تشهد ان لا إله الا اللّه وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله قال : تسألني عليه أجراً؟ قال : لا إلا المودة في القربي ، قال : قرباي او قرباك؟ قال : قرباي ، قال : هات ابايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة اللّه ، قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : آمين.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله : ( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : تحفظوني في قرابتي.

[وقال ايضاً] وأخرج أبو نعيم والديلمي عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ( لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي.

[وقال ايضاً] : وأخرج سعيد بن منصور عن سعيد بن جبير ( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : قربى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن علي عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد اللّه واثنى عليه ، فساق الحديث (إلى ان قال) ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فانا الحسن ابن علي وأنا ابن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنا ابن الوصي ، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى اللّه باذنه ، وأنا ابن

ص: 307

السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين كان جبريل ينزل الينا ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ؛ ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبيٰ ) ( ومَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره (ص 138) وقال عن زيد ابن الحسن ، ثم قال : خرجه الدولابي ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 146) وقال : عن أبي الطفيل ، ثم قال : رواه الطبراني وأبو يعلى والبزار وأحمد ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 101) وقال : أخرجه البزار والطبراني.

[أسد الغابة ج 5 ص 367] قال : روى حكيم بن جبير عن حبيب ابن أبي ثابت قال : كنت أجالس أشياخا لنا إذ مر علينا علي بن الحسين عليه السلام وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان إن أشياخنا حدثونا أنهم أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : يا محمد ألا نخرج اليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا اللّه بك ، وفضلنا بك وأكرمنا بك ، فأنزل اللّه تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ونحن ندلكم على الناس ، ثم قال : أخرجه ابن مندة.

[ذخائر العقبى ص 25] قال : ورود انه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ان اللّه جعل أجري عليكم المودة في اهل بيتي وإني سائلكم غداً عنهم قال : أخرجه الملا في سيرته.

[الصواعق المحرقة ص 101] قال : وروى ابو الشيخ وغيره عن علي كرم اللّه وجهه : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن ، ثم قرأ ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 1 ص 218).

ص: 308

[الصواعق المحرقة ص 102] قال : ونقل الثعلبي والبغوي عنه - يعني عن ابن عباس - انه لما نزل قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلا ان يحثنا على قرابته من بعده فاخبر جبريل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انهم اتهموه ، فأنزل ( أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرىٰ عَلَى اَللّٰهِ كَذِباً ) الآية ، فقال القوم : يا رسول اللّه انك صادق فنزل ( وهُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ ) .

[تفسير ابن جرير الطبري ج 25 ص 16] روى بسنده عن أبي الديلم قال لما جيء بعلي بن الحسين عليهما السلام أسيراً فاقيم على درج دمشق قام رجل من اهل الشام فقال : الحمد للّه الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة فقال له علي بن الحسين عليهما السلام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ، قال : ما قرأت ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قال : وإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم (أقول) : وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 101) وقال : أخرجه الطبراني.

هذه جملة من الأخبار الدالة على أن آية المودة قد نزلت في قربي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

(واما) كون القربى هم علي وفاطمة والحسن والحسين فلأخبار اخر حاكمة على الطائفة الأولى مفسرة لها نشير إلى جملة منها مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وروى انها لما نزلت قيل : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما (اقول) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى - بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب

ص: 309

الكشاف - ما لفظه : فثبت ان هؤلاء الاربعة أقارب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، واذا ثبت هذا وجب ان يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم (قال) ويدل عليه - يعني اختصاصهم بمزيد التعظيم - وجوه (الأول) قوله تعالى : ( إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ووجه الاستدلال به ما سبق ، يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك من أن آل محمد عليهم السلام هم الذين يؤل أمرهم اليه ، فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين عليهم السلام كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل (الثاني) لا شك ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان يحب فاطمة عليها السلام ، قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، وثبت بالنقل المتواتر عن محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه كان يحب علياً والحسن والحسين عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله : ( واِتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ اَلَّذِينَ يُخٰالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ) ولقوله : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اَللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ) ولقوله سبحانه : ( لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (الثالث) إن الدعاء للآل منصب عظيم ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وارحم محمداً وآل محمد ، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب (قال) وقال الشافعي :

يا راكباً قف بالمحصب من مني *** واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج الى مني *** فيضاً كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد *** فليشهد الثقلان إني رافضي

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى (قال) واخرج ابن المنذر

ص: 310

وابن ابي حاتم والطبراني وابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قالوا : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولداهما.

[ذخائر العقبى ص 25] قال : عن ابن عباس قال : لما نزلت ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) قالوا : يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما (قال) اخرجه احمد في المناقب (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 7 ص 103 وج 9 ص 168) وقال فيهما رواه الطبراني ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 101) وقال : اخرجه احمد والطبراني وابن ابي حاتم والحاكم عن ابن عباس وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 101) نقلاً عن البغوي في تفسيره.

ص: 311

باب : في جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام

[اقول] قد سبق في باب كثرة فضائل علي عليه السلام - وهو أول باب عقدناه في فضائله - رواية الخطيب البغدادي في تاريخه (ج 6 ص 221) مسندا عن ابن عباس قال : نزلت في علي عليه السلام ثلاثمائة آية ، وحكاية ابن حجر في صواعقه (ص 76) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) عن ابن عساكر أنه أخرج عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في علي عليه السلام ، وانه أخرج ايضاً عنه قال : نزل في علي عليه السلام ثلاثمائة آية والمقصود من عقد هذا الباب ليس ذكر كل آية نزلت في فضل علي عليه السلام إذ سيأتي مثل قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) وقوله تعالى : ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وقوله تعالى : ( سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ) النازل في شأن الحارث بن النعمان لما أنكر نصب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عليا عليه السلام يوم غدير خم ، وقوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا ) وقوله تعالى : ( وكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ ) إلى غير ذلك ، سيأتي كل ذلك في ابواب مستقلة على حدة ، كما أنه تقدم قوله تعالى : ( فَتَلَقّٰى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمٰاتٍ ) النازلة في سؤال آدم من ربه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين

ص: 312

عليهم السلام ، وآية التطهير النازلة في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وآية المباهلة النازلة في مباهلة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وهل أتى النازلة في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وآية المودة النازلة في قربى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، على ما عرفت في أبواب مستقلة على حدة ، بل المقصود من عقد هذا الباب ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام مما لم نعقد لكل منه باباً على حدة (فنقول) :

قوله تعالى :

( إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ )

في سورة الرعد

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 129] روى بسنده عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي عليه السلام ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال علي عليه السلام : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنذر وأنا الهادي قال : هذا حديث صحيح الاسناد (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 1 ص 251) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 7 ص 41) وقال فيه : والهادي رجل من بني هاشم ، قال الهيثمي : رواه عبد اللّه بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ، ورجال المسند ثقات (أقول) قوله عليه السلام : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني به نفسه ، فكأنه كره التصريح باسم نفسه ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه وابن عساكر ، قال : وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه.

ص: 313

[تفسير ابن جرير الطبري ج 13 ص 72] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما نزلت ( إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ ) وضع صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده على صدره فقال : انا المنذر ، ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي عليه السلام فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون بعدي (أقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة الرعد ، وقال : أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجار.

[الفخر الرازي] في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد (قال) واعلم ان اهل الظاهر من المفسرين ذكروا ها هنا أقوالاً (الى ان قال) والثالث المنذر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم والهادي علي عليه السلام قال : قال ابن عباس : وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر ثم أومأ الى منكب علي عليه السلام وقال : أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية في سورة الرعد قال : واخرج ابن مردويه عن أبي برزة الاسلمي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : إنما أنت منذر ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر علي عليه السلام ويقول : لكل قوم هاد ، قال : واخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس (رضی الله عنه) في الآية ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنذر والهادي علي بن ابي طالب عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : انا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي (قال) اخرجه الديلمي عن ابن عباس (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 70) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق (ص 42).

ص: 314

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ )

في سورة السجدة

[تفسير ابن جرير الطبري ج 21 ص 68] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) في سورة السجدة ، روى بسنده عن عطاء بن يسار قال : نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين الوليد وبين علي عليه السلام كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا ابسط منك لساناً ، واحد منك سناناً ، وأراد منك للكتيبة ، فقال علي عليه السلام : اسكت فانك فاسق فانزل اللّه فيهما ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ، أَمَّا اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ فَلَهُمْ جَنّٰاتُ اَلْمَأْويٰ نُزُلاً بِمٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ ، وأَمَّا اَلَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوٰاهُمُ اَلنّٰارُ كُلَّمٰا أَرٰادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهٰا أُعِيدُوا فِيهٰا وقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذٰابَ اَلنّٰارِ اَلَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (اقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة السجدة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية وقال : اخرجه ابن اسحاق عن عطاء بن يسار (ثم قال) واخرج ابن أبي حاتم مثله.

[الواحدي في أسباب النزول ص 263] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنا أحدّ منك سناناً ؛ وابسط منك لسانا ، واملأ للكتيبة منك ، فقال له علي عليه السلام : اسكت فانما انت فاسق فنزل : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) قال : يعني بالمؤمن علياً عليه السلام وبالفاسق الوليد ابن عقبة.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية المذكورة في سورة السجدة ،

ص: 315

قال : واخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والوليد بن عقبة.

[قال] وأخرجه ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً ) قال : أما المؤمن فعلي بن أبي طالب عليه السلام ، واما الفاسق فعقبة بن أبي معيط ، وذلك لسباب كان بينهما فأنزل اللّه ذلك.

[تاريخ بغداد ج 13 ص 321] روى بسنده عن ابن عباس ان الوليد بن عقبة قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : الست ابسط منك لساناً وأحد منك سناناً ، واملأ منك حشواً؟ فانزل اللّه تعالى ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) (اقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية في سورة السجدة ، وقال : أخرجه ابو الفرج الاصبهاني في كتاب الاغاني وابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس.

[الرياض النضرة ج 2 ص 206] قال : ومنها - اي ومن الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام - قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً ) الآية قال : قال ابن عباس : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام والوليد ابن عقبة بن أبي معيط لأشياء بينهما ، قال : اخرجه الحافظ السلفي (ثم قال) وعنه ان الوليد قال لعلي عليه السلام : أنا أحد منك سناناً ، وابسط لساناً واملأ للكتيبة ، فقال له علي عليه السلام : اسكت فانما أنت فاسق (قال) (وفي رواية) انت فاسق تقول الكذب ، فانزل اللّه ذلك تصديقاً لعلي عليه السلام قال : قال قتادة : لا واللّه ما استووا في الدنيا ولا عند اللّه ولا في الآخرة ثم أخبر عن منازل الفريقين فقال تعالى : أما الذين آمنوا الآية (قال) اخرجه الواحدي.

ص: 316

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ كٰانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ )

في سورة هود

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : اخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : ما من رجل من قريش الا نزل فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك؟ قال : أما تقرأ سورة هود ( أَفَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ ) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه (اقول) وذكره في كنز العمال ايضاً (ج 1 ص 251).

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي عليه السلام في الآية قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على بينة من ربه وانا شاهد منه.

[وقال ايضاً] واخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أفمن كان على بينة من ربه انا ، ويتلوه شاهد منه قال : علي عليه السلام.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في تفسير الآية المذكورة في سورة هود ، قال : فذكروا في تفسير الشاهد وجوهاً (الى ان قال) وثالثها ان المراد هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، والمعنى انه يتلو تلك البينة ، وقوله : منه أي هذا الشاهد من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بانه بعض من محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

ص: 317

قوله تعالى :

( فَإِنَّ اَللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ وجِبْرِيلُ وصٰالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ )

في سورة التحريم

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم (قال) واخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : وصالح المؤمنين قال : علي بن أبي طالب عليه السلام.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

[كنز العمال ج 1 ص 237] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في قوله : وصالح المؤمنين ، قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : اخرجه ابن ابي حاتم (اقول) وقال ابن حجر في صواعقه (ص 144) ما هذا لفظه : بل في حديث ورد موقوفاً ومرفوعاً صالح المؤمنين علي كرم اللّه وجهه. [العسقلاني] في فتح الباري ج 13 ص 27 (قال) واخرج الطبري عن مجاهد ان صالح المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) (وقال ايضاً) وذكر النقاش عن ابن عباس ومحمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد الصادق ان صالح المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 194] قال : وعن حبيب بن يسار لما اصيب الحسين بن علي عليهما السلام قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : افعلتموها اشهد لسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم اني استودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد اللّه ابن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا قال : ذاك شيخ قد ذهب

ص: 318

عقله (قال) رواه الطبراني (أقول) والمراد من ضمير التثنية في قوله : اللهم اني أستودعكهما هو الحسن والحسين عليهما السلام والمراد من صالح المؤمنين هو علي بن أبي طالب عليه السلام فالمعنى هكذا : اللهم أستودعك الحسن والحسين وعلي بن أبي طالب ، ولذا لما قيل لعبيد اللّه بن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا غضب وقال : ذاك شيخ قد ذهب عقله.

قوله تعالى :

( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ )

في سورة الحاقة

[تفسير ابن جرير الطبري ج 29 ص 35] روى بسنده عن مكحول يقول : قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (وتعيها أذن واعية) ثم التفت الى علي عليه السلام فقال : سألت اللّه أن يجعلها اذنك قال علي عليه السلام فما سمعت شيئاً من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فنسيته.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 29 ص 35] روى بسنده عن بريدة يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا علي إن اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك ، وان اعلمك وان تعي ، وحق على اللّه ان تعي ، قال : فنزلت : وتعيها اذن واعية (اقول) ورواه في (ص 36) ايضاً من (ج 29) بطريق آخر عن بريدة الاسلمي باختلاف يسير.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) في سورة الحاقة : قال : وعن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه قال لعلي عليه السلام - عند نزول هذه الآية - سألت اللّه ان

ص: 319

يجعلها اذنك يا علي قال علي عليه السلام : فما نسيت شيئاً بعد وما كان لي ان انسى (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير كالكشاف مثله.

[الهيثمي في مجمعه ج 1 ص 131] قال : وعن أبي رافع ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إن اللّه أمرني ان اعلمك ولا أجفوك ، وان ادنيك ولا أقصيك ، فحق علي أن أعلمك وحق عليك أن تعي ، قال : رواه البزار (اقول) وقد ذكر المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 398) عن بريدة ما يقرب من ذلك ، وقال فيه : ونزلت وتعيها أذن واعية ، ثم قال : أخرجه ابن عساكر.

[حلية الأولياء ج 1 ص 67] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي إن اللّه أمرني أن أذنيك وأعلمك لتعي ، ونزلت هذه الآية ( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) فانت اذن واعية لعلمي.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية الشريفة في سورة الحاقة (قال) واخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول قال : لما نزلت ( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : سألت ربي ان يجعلها أذن علي ، قال مكحول : فكان علي عليه السلام يقول : ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً فنسيته.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : إن اللّه امرني ان أدنيك ولا اقصيك وان اعلمك وأن تعي وحق لك أن تعي ، فنزلت هذه الآية ، وتعيها اذن واعية (اقول) وجدت الحديث في أسباب النزول للواحدي

ص: 320

في (ص 329) وقال : وحق على اللّه أن تعي.

[كنز العمال ج 6 ص 408] قال : عن علي عليه السلام في قوله : ( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : سألت اللّه ان يجعلها اذنك يا علي ، فما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم شيئاً فنسيته (قال) اخرجه الضياء المقدسي وابن مردويه وابو نعيم في المعرفة (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 70) وقال فيه : ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كلاماً إلا وعيته وحفظته ولم أنسه.

قوله تعالى :

( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وَعَلاٰنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ )

في أواخر البقرة

[أُسد الغابة لابن الاثير الجزري ج 4 ص 25] روى بطريقين عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى : اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام كان عنده اربعة دراهم فانفق بالليل واحداً وبالنهار واحداً وفي السر واحداً وفي العلانية واحداً (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في أواخر البقرة ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة البقرة ، وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وللطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن ابيه عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي ايضاً في

ص: 321

في مجمعه (ج 6 ص 324) وقال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 206] قال : عن ابن عباس في قوله تعالى ( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً ) قال : نزلت في علي ابن أبي طالب عليه السلام ، كانت معه أربعة دراهم فأنفق في الليل درهماً وفي النهار درهماً ، ودرهماً في السر ، ودرهما في العلانية ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ما حملك على هذا؟ فقال : ان استوجب على اللّه ما وعدني ، فقال : ألا إن لك ذلك فنزلت الآية (قال) وتابع ابن عباس مجاهد وابن السائب ومقاتل (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية باختلاف يسير.

[الصواعق المحرقة ص 78] قال : واخرج الواقدي عن ابن عباس قال : كان مع علي عليه السلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فنزل فيه ( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (أقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار (ص 70) وقال : نقله الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس.

[الواحدي في أسباب النزول ص 64] روى بسنده عن مجاهد قال : كان لعلي عليه السلام أربعة دراهم فأنفق درهما بالليل ودرهما بالنهار ودرهما سرا ودرهما علانية فنزلت ( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وعَلاٰنِيَةً )

(قال) وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي بن ابي طالب عليه السلام لم يكن يملك غير اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سراً وبدرهم علانية ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما حملك على هذا؟ قال حملني ان استوجب على اللّه الذي وعدني ،

ص: 322

فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الا ان ذلك لك فانزل اللّه تعالى هذه الآية.

قوله تعالى :

( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا )

في آخر سورة مريم

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم (قال) وروى ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : يا علي قال : اللهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودة فانزل اللّه هذه الآية (اقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية قال : واجعل لي عندك ودا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة ، فانزل اللّه ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا ) قال : فنزلت في علي عليه السلام ، قال : اخرجه ابن مردويه والديلمي عن البراء.

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير الآية الكريمة في اواخر سورة مريم ، قال : واخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا ) قال : محبة في قلوب المؤمنين (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 125) وقال : رواه الطبراني في الاوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 207] قال : ومنها - اي ومن الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام - قوله تعالى سيجعل لهم الرحمن وداً (قال) قال ابن الحنفية : لا يبقي مؤمن الا وفي قلبه ود لعلي عليه السلام واهل بيته (قال) اخرجه الحافظ السلفي ، وهكذا ابن حجر في

ص: 323

صواعقه (ص 102) قال مثل ذلك ، وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 101) وقال : اخرجه بعضهم عن محمد بن الحنفية ، وذكر الحديث (الى ان قال) وذكر النقاش انها نزلت في علي عليه السلام.

قوله تعالى :

( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ )

في سورة لم يكن الذين كفروا

[تفسير ابن جرير الطبري ج 30 ص 171] روى بسنده عن ابي الجارود عن محمد بن علي ( أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أنت يا علي وشيعتك.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) في سورة لم يكن الذين كفروا (قال) واخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاقبل علي عليه السلام ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ، فكان اصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذا اقبل علي عليه السلام قالوا : جاء خير البرية.

[وقال ايضاً] واخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً على خير البرية.

[وقال ايضاً] واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ، قال رسول اللّه

ص: 324

صلى الله عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : هو انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.

[وقال ايضاً] واخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الم تسمع قول اللّه : إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ؟ أنت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الامم للحساب تدعون غراً محجلين.

[الصواعق المحرقة ص 96] قال : الآية الحادية عشرة قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) ، قال : اخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن ابن عباس : ان هذه الآية لما نزلت قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : هو أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ، ويأتي عدوك غضاباً مقمحين قال : ومن عدوي؟ قال : من تبرأ منك ولعنك (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الابصار (في ص 70 وص 101).

قوله تعالى :

( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ )

في سورة التوبة

[الواحدي في اسباب النزول ص 182] قال : قال الحسن والشعبي والقرطبي نزلت الآية في علي عليه السلام والعباس وطلحة بن شيبة ، وذلك انهم افتخروا ، فقال طلحة : انا صاحب البيت بيدي مفتاحه والى ثياب بيته وقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال علي عليه السلام : ما أدري ما تقولان ، لقد صليت ستة

ص: 325

اشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد فانزل اللّه تعالى هذه الآية - يعني قوله تعالى : أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وجٰاهَدَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ لاٰ يَسْتَوُونَ عِنْدَ اَللّٰهِ واَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلظّٰالِمِينَ ، اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اَللّٰهِ وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰائِزُونَ (اقول) ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج 10 ص 68) مسنداً عن محمد بن كعب القرظي ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة التوبة.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 10 ص 68] روى بسنده عن السدي اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه ، قال : افتخر علي عليه السلام وعباس وشيبة بن عثمان ، فقال العباس : أنا افضلكم انا اسقي حجاج بيت اللّه ، وقال شيبة : انا اعمر مسجد اللّه ، وقال علي عليه السلام : أنا هاجرت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم واجاهد معه في سبيل اللّه فانزل اللّه : ( اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اَللّٰهِ وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ ورِضْوٰانٍ وجَنّٰاتٍ لَهُمْ فِيهٰا نَعِيمٌ مُقِيمٌ ) .

[الفخر الرازي في تفسيره] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة ، قال : قال ابن عباس في بعض الروايات عنه : ان علياً عليه السلام لما أغلظ الكلام للعباس قال العباس : ان كنتم سبقتمونا بالاسلام والهجرة والجهاد فلقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج قال : فنزلت هذه الآية.

[وقال ايضاً] في تفسير سورة التكاثر ما لفظه : والعقل دل على ان التكاثر والتفاخر في السعادات الحقيقية غير مذموم قال : ومن ذلك ما

ص: 326

روي من تفاخر العباس بأن السقاية بيده وتفاخر شيبة بان المفتاح بيده (الى ان قال) قال علي عليه السلام : وانا قطعت خرطوم الكفر بسيفي فصار الكفر مثلة فاسلتم ، فشق ذلك عليهم فنزل قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) (الآية).

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة (قال) واخرج ابو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس قال : قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران ، فقال له العباس : أنا اشرف منك أنا عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ووصي ابيه وساقي الحجيج فقال شيبة : أنا اشرف منك أنا أمين اللّه على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ فاطلع عليهما علي عليه السلام فأخبراه بما قالا ، فقال علي عليه السلام : أنا أشرف منكما أنا أول من آمن وهاجر ، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخبروه فما أجابهم بشيء ، فانصرفوا فنزل عليه الوحي بعد أيام فأرسل اليهم فقرأ ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) إلى آخر العشر.

[وقال ايضاً] وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن الشعبي قال : نزلت هذه الآية : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) في العباس وعلي عليه السلام تكلما في ذلك.

[وقال ايضاً] وأخرج ابن مردويه عن الشعبي قال : كانت بين علي عليه السلام والعباس منازعة فقال العباس لعلي عليه السلام : أنا عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وانت ابن عمه وإلى سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام : فانزل اللّه : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ ) (الآية).

[وقال ايضاً] واخرج عبد الرزاق عن الحسن قال : نزلت في علي عليه السلام وعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك.

ص: 327

قوله تعالى :

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ )

في سورة الصافات

[الصواعق المحرقة ص 89] قال : الآية الرابعة قوله تعالى : ( وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (قال) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي عليه السلام (قال) وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله : روى في قوله تعالى : ( وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) اي عن ولاية علي عليه السلام واهل البيت ، لان اللّه امر نبيه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ان يعرف الخلق انه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجراً الا المودة في القربى ، والمعنى انهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أم اضاعوها واهملوها؟ فتكون المطالبة والتبعة (انتهى).

قوله تعالى

( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اَللّٰهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ علَى اَلْكٰافِرِينَ ، يُجٰاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ ولاٰ يَخٰافُونَ لَوْمَةَ لاٰئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ اَللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ واَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ ) في سورة المائدة

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة المائدة (قال) وقال قوم : إنها نزلت في علي عليه السلام (قال) ويدل عليه وجهان (الاول) إنه (صلی الله عليه وآله وسلم) لما دفع الراية الى علي عليه السلام يوم خيبر قال : لادفعن الراية غدا الى رجل يحب اللّه ورسوله

ص: 328

ويحبه اللّه ورسوله وهذا هو الصفة المذكورة في الآية (والوجه الثاني) انه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ ويُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وهُمْ رٰاكِعُونَ ) وهذه الآية في حق علي عليه السلام ، فكان الاولى جعل ما قبلها ايضاً في حقه (انتهى).

قوله تعالى :

( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ )

[في سورة التوبة]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة (قال) واخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : اِتَّقُوا اَللّٰهَ وكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ ، (قال) مع علي بن ابي طالب عليه السلام.

[وقال ايضاً] واخرج ابن عساكر عن ابي جعفر عليه السلام في قوله : ( وَكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ ) قال : مع علي بن ابي طالب عليه السلام.

قوله تعالى :

( فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ )

[في سورتي النحل والأنبياء]

[تفسير ابن جرير الطبري ج 17 ص 5] روى بسنده عن جابر الجعفي ، قال : لما نزلت فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ ، قال علي عليه السلام : نحن اهل الذكر.

ص: 329

قوله تعالى :

( وَأَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ ورَسُولِهِ إلى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ )

[في أول سورة التوبة]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الشريفة في اول التوبة (قال) اخرج ابن ابي حاتم عن حكيم بن حميد قال : قال لي علي ابن الحسين عليهما السلام : إن لعلي عليه السلام في كتاب اللّه اسماً ولكن لا يعرفونه قلت : ما هو؟ قال : ألم تسمع قول اللّه : واذان من اللّه ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر؟ هو واللّه الاذان.

قوله تعالى :

( فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ )

[في سورة والتين]

[تاريخ بغداد ج 2 ص 97] روى الخطيب بسنده عن انس قال : لما نزلت سورة والتين على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فرح لها فرحاً شديداً حتى بان لنا شدة فرحه ، فسألنا ابن عباس بعد ذلك عن تفسيرها فقال : اما قول اللّه تعالى : واَلتِّينِ فبلاد الشام ، ثم ساق الحديث (الى ان قال) فما يكذبك بعد بالدين علي بن أبي طالب عليه السلام.

قوله تعالى :

( قُلْ بِفَضْلِ اَللّٰهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّٰا يَجْمَعُونَ )

[في سورة يونس]

[تاريخ بغداد ج 5 ص 15] روى الخطيب بسنده عن ابن

ص: 330

عباس قل بفضل اللّه وبرحمته ، بفضل اللّه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وبرحمته علي عليه السلام.

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ وَعَدْنٰاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاٰقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنٰاهُ مَتٰاعَ اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ مِنَ اَلْمُحْضَرِينَ ) [في سورة القصص]

[تفسير ابن جرير الطبري ج 20 ص 62] روى بسنده عن مجاهد أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ، قال : نزلت في حمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام وأبي جهل (اقول) ورواه الواحدي ايضاً في أسباب النزول (ص 255) بسنده عن مجاهد ، وقال ، نزلت في علي عليه السلام وحمزة وابي جهل ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 207) وقال : قال مجاهد ، نزلت في علي عليه السلام وحمزة وأبي جهل.

قوله تعالى :

( أَفَمَنْ شَرَحَ اَللّٰهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ فَهُوَ عَلىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ أُولٰئِكَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ ) [في سورة الزمر]

[الرياض النضرة ج 2 ص 207] قال : ومنها - أي من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام - قوله تعالى : أَفَمَنْ شَرَحَ اَللّٰهُ صَدْرَهُ

ص: 331

لِلْإِسْلاٰمِ فَهُوَ عَليٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ أُولٰئِكَ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ نزلت في علي عليه السلام وحمزة وابي لهب واولاده ، فعلي عليه السلام وحمزة شرح اللّه صدرهما للاسلام ، وأبو لهب وأولاده قست قلوبهم (قال) ذكره الواحدي وابو الفرج (اقول) وجدت الحديث المذكور في أسباب النزول للواحدي كما ذكر هنا بنصه.

قوله تعالى :

( وَعَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ )

[في سورة الأعراف]

[الصواعق المحرقة ص 101] قال : الآية الثالثة عشرة قوله تعالى : ( وَعَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ ) (قال) اخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس انه قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه.

قوله تعالى

( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضيٰ نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ومٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) [في سورة الأحزاب]

[الصواعق المحرقة ص 80] قال : وسئل - أي علي عليه السلام - وهو علي المنبر بالكوفة عن قوله تعالى : ( رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا

ص: 332

عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ومٰا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) ، فقال : اللهم غفراً هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، فاما عبيدة فقضي نحبه شهيداً يوم بدر ، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه وأشار بيده الى لحيته ورأسه ، عهد عهده إلى حبيبي ابو القاسم صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الحديث (اقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 97) نقلاً عن الفصول المهمة لابن الصباغ.

قوله تعالى :

( وَاَلَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ )

[في سورة الزمر]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الزمر ، قال : واخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ، والذي جاء بالصدق قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وصدق به قال : علي ابن أبي طالب عليه السلام.

قوله تعالى :

( مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ يَبْغِيٰانِ فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اَللُّؤْلُؤُ واَلْمَرْجٰانُ ) [في سورة الرحمن]

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( مرج البحرين يلتقيان ) في سورة الرحمن (قال) واخرج ابن مردويه عن ابن

ص: 333

عباس في قوله : ( مرج البحرين يلتقيان ) ، قال : علي وفاطمة عليهما السلام ، بينهما برزخ لا يبغيان قال : النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال : الحسن والحسين عليهما السلام.

[وقال ايضاً] : وأخرج ابن مردويه عن انس بن مالك في قوله : مرج البحرين يلتقيان ، قال : علي وفاطمة عليهما السلام ، يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، قال : الحسن والحسين عليهما السلام.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 101] قال : وعن أنس بن مالك في قوله تعالى : مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ ، قال : علي وفاطمة عليهما السلام يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ، قال : الحسن والحسين عليهما السلام ، قال : رواه صاحب كتاب الدرر.

قوله تعالى :

( إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ )

[في سورة والعصر]

[السيوطي في الدر المنثور] في تفسير سورة والعصر ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : واَلْعَصْرِ إِنَّ اَلْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ يعني أبا جهل بن هشام ، إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ ، ذكر علياً عليه السلام وسلمان.

قوله تعالى :

( أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ اِجْتَرَحُوا اَلسَّيِّئٰاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَوٰاءً مَحْيٰاهُمْ ومَمٰاتُهُمْ سٰاءَ مٰا يَحْكُمُونَ ) [في سورة الجاثية]

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير الآية الكريمة في

ص: 334

سورة الجاثية ، قال : قال الكلبي : نزلت هذه الآية في علي عليه السلام وحمزة وعبيدة ، وفي ثلاثة من المشركين عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، قالوا للمؤمنين : واللّه ما أنتم على شيء ولو كان ما تقولون حقاً لكان حالنا افضل من حالكم في الآخرة كما انا افضل حالاً منكم في الدنيا ، فانكر اللّه عليهم هذا الكلام وبين أنه لا يمكن ان يكون حال المؤمن المطيع مساوياً لحال الكافر العاصي في درجات الثواب ومنازل السعادات (انتهى).

قوله تعالى :

( وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً )

[في سورة الفرقان]

[نور الابصار للشبلنجي ص 102] قال : وعن محمد بن سيرين في قوله تعالى : ( وهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً ) انها نزلت في النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي بن أبي طالب عليه السلام هو ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وزوج فاطمة عليها السلام ، فكان نسباً وصهراً.

ص: 335

باب : في جملة من الآيات النازلة في اعداء علي عليه السلام

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( واَلَّذِينَ يُؤْذُونَ اَلْمُؤْمِنِينَ واَلْمُؤْمِنٰاتِ بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدِ اِحْتَمَلُوا بُهْتٰاناً وإِثْماً مُبِيناً ) في سورة الاحزاب ، قال ما لفظه : وقيل : نزلت في ناس من المنافقين يؤذون علياً عليه السلام ويسمعونه ، (انتهى) وقال الواحدي في اسباب النزول (ص 273) ما لفظه : قال مقاتل : نزلت في علي بن ابي طالب عليه السلام وذلك ان أُناساً من المنافقين كانوا يؤذونه ويسمعونه.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ أَجْرَمُوا كٰانُوا مِنَ اَلَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ) في سورة المطففين ، قال : وقيل : جاء علي ابن أبي طالب عليه السلام في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ثم رجعوا الى اصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الاصلع ، فضحكوا منه فنزلت قبل ان يصل علي عليه السلام الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (اقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير.

ص: 336

[السيوطي في الدر المنثور] في سورة محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ويقال لها سورة القتال ايضاً ، في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ اَلْهُدَى اَلشَّيْطٰانُ سَوَّلَ لَهُمْ وأَمْلىٰ لَهُمْ - الى قوله تعالى - أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اَللّٰهُ أَضْغٰانَهُمْ ولَوْ نَشٰاءُ لَأَرَيْنٰاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمٰاهُمْ ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ اَلْقَوْلِ واَللّٰهُ يَعْلَمُ أَعْمٰالَكُمْ ) قال واخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله : ولتعرفنهم في لحن القول قال : ببغضكم علي بن ابي طالب عليه السلام.

ص: 337

باب : إن اللّه تعالى خفف عن هذه الامة بعلي عليه السلام ووضع عنهم صدقة النجوى

[صحيح الترمذي ج 2 ص 227] في أبواب تفسير القرآن ، روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : لما نزلت : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) ، قال لي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما ترى ديناراً ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فنصف دينار قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم؟ قلت : شعيرة ، قال : انك لزهيد ، قال : فنزلت ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ) الآية ، قال : فبي خفف اللّه عن هذه الأمة ، قال الترمذي : ومعنى قوله : شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب (أقول) وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير الآية في سورة المجادلة ، وقال في معني قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إنك لزهيد ما لفظه : والمعنى إنك قليل المال فقدرت على حسب حالك (انتهى) وهو جيد ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تفسيره (ج 28 ص 15) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 1 ص 268)

ص: 338

وقال : اخرجه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابو يعلى وابن جرير وابن المنذر والدورقي وابن حبان وابن مردويه وسعيد بن منصور (انتهى) وذكره المحب الطبري ايضاً في ذخائره (ص 109) وقال : اخرجه ابو حاتم ، وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير الآية في سورة المجادلة ، وذكر جمعاً كثيراً من أئمة الحديث ، ممن ذكرهم المتقي في كنز العمال وتقدمت اسماؤهم وغيرهم ، وقال : إنهم قد رووه.

[خصائص النسائي ص 39] روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : لما نزلت : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : مرهم ان يتصدقوا قال : بكم يا رسول اللّه؟ قال : بدينار ، قال : لا يطيقون : قال : فبنصف دينار ، قال : لا يطيقون ، قال : فبكم؟ قال : بشعيرة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إنك لزهيد ، فأنزل اللّه : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ) ، الآية ، وكان علي عليه السلام يقول : خفف بي عن هذه الامة.

ص: 339

باب : في أنه لم يعمل بآية النجوى أحد الا علي عليه السلام

[تفسير ابن جرير الطبري ج 28 ص 14] روى بسنده عن ليث عن مجاهد ، قال : قال علي عليه السلام : إن في كتاب اللّه عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) قال : فرضت ثم نسخت (أقول) وذكره الزمخشري ايضاً في الكشاف في تفسير الآية في سورة المجادلة وقال في آخره : كان لي دينار فصرفته فكنت اذا ناجيته تصدقت بدرهم ، ثم قال : قال الكلبي تصدق في عشر كلمات سألهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وذكره الواحدي ايضاً في اسباب النزول (ص 308) وقال فيه : كان لي دينار فبعته وكنت اذا ناجيت الرسول تصدقت بدرهم حتى نفد فنسخت بالآية : أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ ، وذكره الفخر الرازي ايضاً في تفسيره وقال في آخر : وروى ابن جريج والكلبي وعطا عن ابن عباس انهم نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الا علي عليه السلام ، تصدق بدينار ثم نزلت الرخصة ، ورواه ابن جرير ايضاً في (ج 28 ص 14) بطريق آخر عن ليث عن مجاهد وقال فيه : كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم فكنت اذا جئت الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تصدقت بدرهم ، فنسخت فلم يعمل بها احد قبلي

ص: 340

( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ) .

[تفسير ابن جرير الطبري ج 28 ص 14] روى بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ، قال : نهوا عن مناجاة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه السلام قدم ديناراً صدقة تصدق به ثم أنزلت الرخصة (أقول) ورواه بطريق آخر ايضاً عن ابن أبي نجيح باختلاف يسير في اللفظ.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ ، في سورة المجادلة ، قال : وأخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم - وصححه - عن علي عليه السلام ، قال : إن في كتاب اللّه لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوي ، يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت كلما ناجيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قدمت بين يدي درهماً ، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد ، فنزلت : أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقٰاتٍ الآية (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 1 ص 268) وذكر جمعاً كثيراً من أئمة الحديث ممن ذكرهم السيوطي في الدر المنثور ، وتقدمت أسماؤهم ، وقال : إنهم قد أخرجوه ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) وقال : أخرجه ابن الجوزي في أسباب النزول (انتهى).

[وقال ايضاً] وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي عليه السلام قال : ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت ، وما كانت إلا ساعة ، يعني آية النجوي.

[وقال ايضاً] وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد

ص: 341

قال : نهوا عن مناجاة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى يقدموا صدقة ، فلم يناجه الا علي بن أبي طالب عليه السلام فانه قد قدم ديناراً فتصدق به ، ثم ناجي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فسأله عن عشر خصال ثم نزلت الرخصة.

[وقال ايضاً] وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد قال : كان من ناجي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تصدق بدينار ، وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم نزلت الرخصة : فاذ لم تفعلوا وتاب اللّه عليكم.

[وقال ايضاً] وأخرج عبد بن حميد عن سلمة بن كهيل : يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ (الآية) قال : أول من عمل بها علي عليه السلام ثم نسخت.

[كنز العمال ج 3 ص 155] قال : عن عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا واللّه أولي بالأمر منه وأحق به منه (إلى أن قال) ثم قال : نشدتكم باللّه أيها النفر جميعاً أفيكم أحد أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غيري؟ قالوا : اللهم لا (إلى أن قال) أفيكم أحد نجاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اثنتي عشرة مرة غيري حين قال اللّه تعالى : يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذٰا نٰاجَيْتُمُ اَلرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوٰاكُمْ صَدَقَةً؟ قالوا : اللهم لا (الحديث).

[بقي حديث واحد] يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما رواه الزمخشري في الكشاف في تفسير آية النجوي في سورة المجادلة ، قال : عن ابن عمر كان لعلي عليه السلام ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلى من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

ص: 342

باب : في منزلة علي عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[صحيح النسائي ج 1 ص 171] روى بسنده عن عبد اللّه بن نجي عن أبيه ، قال : قال لي علي عليه السلام : كانت لي منزلة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم تكن لاحد من الخلائق ، فكنت آتيه كل سحر فأقول : السلام عليك يا نبي اللّه ، فان تنحنح انصرفت الى أهلي وإلا دخلت عليه (أقول) ورواه في خصائصه ايضاً في (ص 30) وروى ايضاً ما يقرب منه في (ص 29 وص 30) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 85).

[كنز العمال ج 6 ص 393] قال : عن الشعبي قال : رأى أبو بكر عليا عليه السلام فقال : من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة من رسول اللّه وأقربه قرابة وأعظمه غناء عن نبيه ، فلينظر الى هذا (إلى آخر الحديث) قال : أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف وابن مردويه والحاكم (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 163) وقال : أخرجه ابن السمان ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 106) وقال : أخرجه الدارقطني عن الشعبي.

ص: 343

[الرياض النضرة ج 2 ص 213] وكنز العمال (ج 6 ص 402) قالا : عن عبد اللّه بن الحارث قال : قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أخبرني بأفضل منزلتك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : نعم بينا أنا نائم عنده وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال : يا علي ما سألت اللّه عز وجل من الخير إلا سألت لك مثله ، وما استعذت اللّه من الشر إلا استعذت لك مثله ، قالا : أخرجه المحاملي (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 110) وقال في آخره : ولا سألت اللّه عز وجل شيئاً إلا أعطانيه غير أنه قيل لي : لا نبي بعدك ، قال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) و (ص 392) وقال فيهما : أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة (وفي ص 406) وقال : أخرجه ابن أبي عاصم وابن جرير - وصححه - والطبراني في الأوسط وابن شاهين ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه بطريقين (في ص 37 وص 38).

[الرياض النضرة ج 2 ص 163] قال : جاء أبو بكر وعلي عليه السلام يزوران قبر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعد وفاته بستة أيام ، قال علي عليه السلام لأبي بكر : تقدم فقال أبو بكر : ما كنت لأتقدم رجلاً سمعت رسول اللّه يقول : عليّ مني بمنزلتي من ربي ، قال : خرجه ابن السمان في الموافقة (أقول) وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 106).

[تاريخ بغداد ج 6 ص 12] قال : وعن البراء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : عليّ بمنزلة رأسي من بدني (أقول) وذكره الشبلنجي ايضاً في نور الأبصار (ص 72) وقال : أخرجه الديلمي عن ابن عباس وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 75) والمناوي ايضاً في فيض القدير (ج 4 ص 357) وقالا : عن الخطيب عن البراء وعن الديلمي عن ابن عباس.

ص: 344

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 130] روى بسنده عن أم سلمة ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان إذا غضب لم يجتريء أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم قال : هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه أبو نعيم ايضاً في حليته (ج 9 ص 227) وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير (ج 5 ص 150) في المتن وقال في الشرح : رواه الطبراني عنها يعني عن أم سلمة -.

[الاصابة لابن حجر العسقلاني ج 1 القسم 4 ص 217] ذكر حديثاً عن الخطيب في المؤتلف ، رواه بسنده عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن شيء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن عبد الرحمن بن عبد اللّه قال : قال علي عليه السلام : كنت إذا سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أعطاني ، وإذا سكت ابتدأني (أقول) وهذه منزلة عظيمة لعلي عليه السلام عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم تكن لأحد من الأصحاب غيره ، وقد روى الترمذي هذا الحديث في الباب بطريقين آخرين ، ورواه الحاكم ايضاً في مستدركه (ج 3 ص 125) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) نقلاً عن ابن أبي شيبة والترمذي والشاشي وأبي نعيم في حليته والدورقي وابن عساكر وسعيد بن منصور ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 30) بطرق.

[الطبقات لابن سعد ج 2 القسم 2 ص 101] قال : قيل لعلي عليه السلام : ما لك أكثر أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حديثاً؟ فقال : إني كنت إذا سألته أنبأني ، وإذا سكت ابتدأني (أقول) ورواه ايضاً (في ص 106) وقال فيه : قلنا : فأخبرنا عن نفسك يا أمير المؤمنين قال : إياها أردتم ، كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت ، وروى بهذا اللفظ أبو نعيم ايضاً في حليته (ج 1 ص 68) وفي

ص: 345

(ج 4 ص 382).

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ، في سورة والضحى ، ذكر حديثاً قال فيه : فقالوا له يعني لعلي أمير المؤمنين عليه السلام - فحدثنا عن نفسك ، فقال : مهلاً فقد نهى اللّه عن التزكية ، فقيل له : أليس اللّه تعالى يقول : وأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ؟ فقال : فاني أحدث كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت وبين الجوانح علم جم فاسألوني.

ص: 346

باب : في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن ابراهيم بن سعد عن أبيه قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (أقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وابن ماجة ايضاً في صحيحه (ص 12) ، وأحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 174) وأبو داود الطيالسي ايضاً في مسنده (ج 1 ص 28) وأبو نعيم ايضاً في حليته (ج 7 ص 194) والنسائي ايضاً في خصائصه بطريقين (في ص 15 وص 16).

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب غزوة تبوك ، روى بسنده عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خرج إلى تبوك واستخلف علياً عليه السلام فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي؟ (أقول) ورواه مسلم ايضاً في صحيحه في كتاب

ص: 347

فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأبو داود الطيالسي ايضاً في مسنده (ج 1 ص 29) وأبو نعيم ايضاً في حليته (ج 7 في ص 195 وص 196) بطرق عديدة ، والطحاوي ايضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 309) وأحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 182) والخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 11 ص 432) بطريقين ، والنسائي ايضاً في خصائصه (ص 16).

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، قال سعيد : فأحببت أن أشافه بها سعداً فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر فقال : أنا سمعته ، فقلت : أنت سمعته ، فوضع إصبعيه على أُذنيه فقال : نعم وإلا فاستكتا (أقول) ورواه ابن الأثير ايضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 26) والنسائي ايضاً في خصائصه (ص 15) وروى نظيره ايضاً عن ابراهيم بن سعد عن أبيه في (ص 15).

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول له - وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي عليه السلام : يا رسول اللّه خلفتني مع النساء والصبيان - فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي (الحديث) وتقدم تمامه في صدر باب المباهلة (أقول) ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه (ج 2 ص 300) وأحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 185) والنسائي

ص: 348

أيضاً في خصائصه (ص 4 وص 16).

(اقول) وقال العسقلاني في فتح الباري ج 8 ص 76 بعد ذكر الحديث المتقدم عن مسلم والترمذي (ما لفظه) وعند أبي يعلى عن سعد من وجه آخر لا بأس به قال لو وضع المنشار على مفرقي على ان اسب علياً (عليه السلام) ما سببته ابداً (قال) وهذا الحديث يعني حديث المنزلة روى عن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عن غير سعد من حديث عمر و علي (عليه السلام) نفسه وابي هريرة وابن عباس وجابر بن عبدالله والبراء وزيد بن ارقم وابي سعيد وانس وجابر بن سمرة وحبشي بن جنادة ومعاوية واسماء بنت عميس وغيرهم (قال) وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) وقد روى من غير وجه عن سعد عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 1 ص 179) وأبو داود الطيالسي ايضاً في مسنده (ج 1 ص 29) وأبو نعيم ايضاً في حليته (ج 7 ص 195) بأربعة طرق (وفي ص 196) بطريق خامس ، ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 1 ص 324) وفي (ج 4 ص 204) وفي (ج 9 ص 394) والنسائي ايضاً في خصائصه بطريقين (في ص 14) وبطريق ثالث (وفي ص 15).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) وفي الباب عن سعد وزيد بن أرقم وأبي هريرة وأم سلمة (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 3 ص 338) والخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 3 ص 288) بطريقين ، قال في أحدهما : إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته.

ص: 349

[صحيح ابن ماجة ص 12] روى بسنده عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص - قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً عليه السلام فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 337] روى بسنده عن الحسن بن سعد مولى علي عليه السلام أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أراد أن يغزو غزاة له قال : فدعا جعفراً فأمره أن يتخلف علي المدينة ، فقال : لا اتخلف بعدك يا رسول اللّه أبدا ، قال : فدعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم ، قال : فبكيت فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما يبكيك يا علي؟ قلت : يا رسول اللّه يبكيني خصال غير واحدة تقول قريش غداً ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ويبكيني خصلة أخري كنت أريد أتعرض للجهاد في سبيل اللّه لأن اللّه يقول : ( ولاٰ يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ اَلْكُفّٰارَ ولاٰ يَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً ) إلى آخر الآية فكنت أريد أن أتعرض لفضل اللّه ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما قولك تقول قريش : ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله ، فان لك بي أسوة قد قالوا : ساحر وكاهن وكذاب ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وأما قولك أتعرض لفضل اللّه فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم اللّه من فضله ، فان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( مٰا كٰانَ لِأَهْلِ اَلْمَدِينَةِ ومَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اَللّٰهِ ) في أواخر التوبة ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن علي عليه السلام

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 170] روى بسنده عن عائشة

ص: 350

بنت سعد عن أبيها أن علياً عليه السلام خرج مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى جاء ثنية الوداع وعلي عليه السلام يبكي يقول : تخلفني مع الخوالف فقال : أو ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة (أقول) ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 8 ص 52) والنسائي ايضاً في خصائصه بطريقين (في ص 16 وص 17) وذكره السيوطي ايضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ اَلْخَوٰالِفِ ) في سورة التوبة ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص وقال فيه : خرج مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى جاء ثنية الوداع وهو يريد تبوك (الخ).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 173] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : اني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه ، فقال : لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علماً فسلني عنه ولا تهبني ، قال : فقلت قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك ، فقال سعد : خلف النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً عليه السلام بالمدينة في غزوة تبوك فقال : يا رسول اللّه أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال : أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : فأدبر علي عليه السلام مسرعاً كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 175] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : قلت لسعد بن مالك : إنك إنسان فيك حدة وأنا أريد أن أسألك قال : ما هو؟ قال : قلت : حديث علي عليه السلام : قال : فقال : إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي؟ قال : رضيت ثم قال : بلى بلى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 177] روى بسنده عن ابن المسيب عن ابن لسعد بن مالك عن أبيه قال : دخلت على سعد فقلت : حديثاً حدثنيه عنك حين استخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

ص: 351

علياً على المدينة ، قال : فغضب فقال : من حدثك به؟ فكرهت أن أخبره أن ابنه حدثنيه فيغضب عليه ، ثم قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حين خرج في غزوة تبوك استخلف علياً عليه السلام على المدينة فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه ما كنت أحب أن تخرج وجهاً إلا وأنا معك فقال : أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 184] روى بسنده عن عبد اللّه عن سعد ، قال : لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزوة تبوك خلف علياً عليه السلام ، فقال له : أتخلفني؟ قال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (أقول) ورواه ابن سعد ايضاً في طبقاته (ج 3 القسم 1 ص 15) والنسائي ايضاً (ص 17) بطريقين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون ، قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ، فساق الحديث (إلى أن قال) وخرج بالناس - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - في غزوة تبوك قال : فقال له علي عليه السلام : أخرج معك؟ قال : فقال له نبي اللّه : لا ، فبكى علي عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟ إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال وأخرج النسائي بعضه ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج

ص: 352

9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 369] روى بسنده عن موسى الجهني ، قال : دخلت على فاطمة بنت علي عليه السلام فقال لها رفيقي أبو سهل : كم لك؟ قالت : ست وثمانون سنة ، قال : ما سمعت من أبيك شيئا ، قالت : حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي (أقول) ورواه بطريق آخر ايضاً عن موسى الجهني في (ص 438) ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 10 ص 43 وج 12 ص 323) ورواه ابن عبد البر ايضاً في الاستيعاب (ج 2 ص 459) والنسائي ايضاً في خصائصه بطرق بعضها (في ص 17) وبعضها (في ص 18).

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد ، قال : كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقلت : لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول في علي عليه السلام خصالا ثلاثا لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعته يقول : إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[خصائص النسائي ص 14] روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص ، قال : لما غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غزوة تبوك خلف عليا عليه السلام في المدينة قالوا فيه : مله وكره صحبته فتبع علي عليه السلام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى لحقه في الطريق قال : يا رسول اللّه خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا : مله وكره صحبته فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي إنما خلفتك على أهلي ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي (أقول) ورواه ايضاً في (ص 14) بطريق آخر باختلاف يسير.

ص: 353

[خصائص النسائي ص 17] روى بسنده عن حرب بن سلك قال : قال سعد بن مالك : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غزا على ناقته الجدعاء وخلف علياً عليه السلام وجاء علي عليه السلام حتى تعدى الناقة فقال : يا رسول اللّه زعمت قريش إنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت صحبتي ، وبكى علي عليه السلام ، فنادى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في الناس : ما منكم أحد وله حاجة بابن أبي طالب ، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ قال علي عليه السلام : رضيت عن اللّه عز وجل وعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم.

[خصائص النسائي ص 19] روى بسنده عن هاني بن هاني عن علي عليه السلام ، قال : لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام وأخذها ، فقال لصاحبته : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر فقال علي عليه السلام : أنا أخذتها وهي لبنت عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي فقضي بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا.

[خصائص النسائي ص 32] روى بسنده عن عبد اللّه بن أبي نجيح عن معاوية ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال سعد بن أبي وقاص : واللّه لأن يكون لي واحدة من خلال ثلث أحب إلى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، لأن يكون قال لي ما قال له حين رده من تبوك : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، أحب الى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار ، أحب إلى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون لي

ص: 354

ابنته ولي منها الولد ما له أحب إلى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

[الطبقات لابن سعد ج 3 القسم 1 ص 14] روى بسنده عن أبي سعيد قال : غزا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غزوة تبوك وخلف علياً عليه السلام في أهله ، فقال بعض الناس : ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته فبلغ ذلك عليا عليه السلام فذكره للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقال : أيا ابن طالب أما ترضي أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى (أقول) ورواه أبو نعيم ايضاً في حليته (ج 8 ص 307) مختصراً ، ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 4 ص 382) مختصراً ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 109) وقال : رواه أحمد يعني ابن حنبل (انتهى) وقد وجدت الحديث في مسند أحمد كما ذكره (في ج 3 ص 32).

[الطبقات لابن سعد ج 3 القسم 1 ص 15] روى بسنده عن البراء ابن عازب وزيد بن أرقم قالا : لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم ، فخلفه فلما فصل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غازياً قال ناس : ما خلف علياً إلا لشيء كرهه منه فبلغ ذلك علياً عليه السلام فاتبع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى انتهى اليه فقال له : ما جاء بك يا علي؟ قال : لا يا رسول اللّه إلا أني سمعت ناساً يزعمون أنك إنما خلفتني لشيء كرهته مني فتضاحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال : يا علي أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي؟ قال : بلي يا رسول اللّه ، قال : فانه كذلك (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 111) باختلاف يسير في اللفظ وقال : رواه الطبراني باسنادين.

[حلية الأولياء لابي نعيم ج 4 ص 345] روى بسنده عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 109) نقلا عن الطبراني في

ص: 355

الثلاثة.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 7 ص 195] روى بسنده عن سعد ابن ابراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : ألا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 7 ص 196] روى بسنده عن سعيد بن المسيب عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في غزوة تبوك : خلفتك أن تكون خليفتي في أهلي ، قلت : لا أتخلف بعدك يا نبي اللّه ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 110) كلاهما عن الطبراني في الأوسط وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.

[تاريخ بغداد ج 4 ص 71] روى بسنده الى المأمون عن الرشيد عن المهدي ، قال : دخل عليّ سفيان الثوري فقلت : حدثني بأفضل فضيلة عندك لعلي عليه السلام ، فقال : حدثني سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 402) نقلاً عن ابن النجار ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 162) وقال : خرجه الحافظ السلفي في النسخة البغدادية.

[تاريخ بغداد ج 7 ص 452] روى بسنده عن عمر بن الخطاب انه رأي رجلاً يسب علياً عليه السلام فقال : إني اظنك منافقاً ، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : إنما علي مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (اقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 163) وقال : خرجه ابن السمان.

ص: 356

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 368] روى بسنده عن ابن اسحاق في حديث غزوة تبوك قال فيه : فلما سار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تخلف عنه عبد اللّه بن أبيّ فيمن تخلف من المنافقين واهل الريب وكان عبد اللّه بن أبي اخا بني عوف بن الخزرج ، وعبد اللّه بن نبيل أخا بني عمرو ابن عوف ورفاعة بن يزيد بن التابوت أخا بني قينقاع ، وكانوا من عظماء المنافقين ، وكانوا ممن يكيد الاسلام واهله وفيهم (الى ان قال) انزل اللّه عز وجل : لَقَدِ اِبْتَغَوُا اَلْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ اَلْأُمُورَ ، الآية (قال) وقال ابن اسحاق : وخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام وأمره بالاقامة فيهم (الى ان قال) فارجف المنافقون بعلي بن أبي طالب عليه السلام وقالوا : ما خلفه إلا استثقالاً له وتخففاً منه ، فلما قال ذلك المنافقون اخذ علي عليه السلام سلاحه ثم خرج حتى أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو بالجرف ، فقال : يا نبي اللّه زعم المنافقون انك انما خلفتني أنك استثقلتني وتخففت مني ، فقال ؛ كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في اهلي واهلك ، افلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟ فرجع علي عليه السلام الى المدينة ومضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على سفره (الحديث).

[أُسد الغابة لابن الاثير ج 5 ص 8] قال في ترجمة نافع بن الحارث بن كلدة : وروي عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انه قال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسي.

[كنز العمال ج 3 ص 154] روى بسنده عن أبي ذر قال : لما كان اول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والانصار في المسجد وجاء علي بن ابي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن احق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه

ص: 357

بما هو اهله والصلاة على النبي محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (الى ان قال) فهل تعلمون ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لي : أنت مني بمنزلة هارون من موسي؟ (الى ان قال) فهل لخلق مثل هذه المنزلة؟ نحن صابرون ليقضي اللّه امراً كان مفعولاً (قال) اخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 5 ص 40] قال : لما آخى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين اصحابه قال علي عليه السلام : لقد ذهب روحي ، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فان كان هذا من سخط علي فلك العتبي والكرامة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي (قال) وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي (قال) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال في (ص 40) ايضاً ، بتطويل والمحب الطبري في الرياض النضرة (ج 1 ص 13) بتطويل ايضاً ، وقالا في آخره : ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اخوانا على سرر متقابلين المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض (ثم قال) المتقي : قلت : هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبراني في معجميهما والباوردي في المعرفة وابن عدي ، وقال المحب الطبري : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال.

[كنز العمال ج 6 ص 154] ولفظه : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (قال) أخرجه الطبراني عن مالك بن الحويرث.

[كنز العمال ج 6 ص 154] ولفظه : يا علي أنت مني بمنزلة

ص: 358

هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) أخرجه الطبراني عن أسماء بنت عميس (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 109) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : رواه أحمد والطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 188] ولفظه : يا عقيل واللّه اني لأحبك لخصلتين لقرابتك ، ولحب أبي طالب إياك ، وأما أنت يا جعفر فان خلقك يشبه خلقي ، وأما أنت يا علي فانت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لانبي بعدي.

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال عن ابن عباس قال : عمر ابن الخطاب كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب ، فأني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم والنبي متكيء على علي بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال : أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأولهم إسلاماً (ثم قال) أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وكذب عليّ من زعم أنه يحبني ويبغضك (قال) أخرجه الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء والحاكم في الكني ، والشيرازي في الألقاب ، وابن النجار (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال في (ص 395) ايضاً بطريق آخر باختلاف يسير ولم يقل في آخره وكذب عليّ (الخ) وقال : أخرجه ابن النجار ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 163 وص 175) ولم يذكر ايضاً في آخره وكذب علي (الخ) وقال : أخرجه ابن السمان.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن سعد قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب إلى من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ،

ص: 359

وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) أخرجه ابن جرير.

[كنز العمال ج 6 ص 405] عن عامر بن سعد قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، نزل علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الوحي فأدخل علي وفاطمة وابنيها عليهم السلام تحت ثوبه ثم قال : اللهم هؤلاء اهلي واهل بيتي ، وقال له - حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه خلفتني مع النساء والصبيان - فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي؟ وقوله يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ، فتطاول المهاجرون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ليراهم فقال : أين علي؟ قالوا : هو ارمد ، قال : ادعوه فدعوه فبصق في عينيه ففتح اللّه على يديه (قال) اخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن ابيه ، قال : كان علي عليه السلام يخطب فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين اخبرني من اهل الجماعة ومن اهل الفرقة ومن اهل السنة ومن اهل البدعة؟ فقال : ويحك اما اذ سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي (فساق الحديث) الى أن قال : وتنادي الناس من كل جانب : اصبت يا امير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا ايها الناس انكم واللّه ان اتبعتموه وأطعمتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب علي منهاج هارون بن عمران ، اذ قال رسول اللّه صلّى

ص: 360

اللّه عليه و (آله) وسلم انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ، فضلاً خصه اللّه به إكراماً منه لنبيه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعطه احداً من خلقه (الحديث) وسيأتي تمامه ان شاء اللّه تعالى في باب قتال الناكثين والقاسطين والمارقين (اللغة) - قيس : بكسر القاف وسكون الياء المثناة التحتانية والسين المهملة : القدر ، يقال بينهما قيس شعرة او قيس رمح أي (قدر شعرة) وقد جاء في حديث نبوي (كما روى) : ليس ما بين فرعون من الفراعنة وفرعون هذه الأمة قيس شبر ، أي قدر شبر ، (قاله ابن الاثير الجزري في نهاية غريب الحديث).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 109] قال : وعن ام سلمة ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ (قال) رواه ابو يعلى والطبراني.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 109] قال : وعن ابن عباس ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : اما ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟ (قال) رواه البزار والطبراني.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 110] قال : وعن ابن عمر أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي؟ (قال) رواه الطبراني في الكبير والاوسط.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 109] قال : عن أبي سعيد الخدري قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام في غزوة تبوك : خلفتك في اهلي ، قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه إني

ص: 361

اكره ان تقول العرب : خذل ابن عمه وتخلف عنه ، قال : اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟ (قال) رواه البزار.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 110] قال : وعن جابر - يعني ابن سمرة - قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (قال) رواه الطبراني.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 111] قال : وعن أبي ايوب ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي (قال) رواه الطبراني.

[وفيه ايضاً ج 9 ص 111] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأم سلمة : هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) رواه الطبراني (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) وقال فيه : يا ام سليم ان علياً عليه السلام لحمه من لحمي (الخ).

[وفيه ايضاً ج 9 ص 111] قال : عن ابن عباس قال : لما آخي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين اصحابه من المهاجرين والانصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين احد منهم ، خرج مغضباً حتى أتى جدولاً فتوسد ذراعه (إلى أن قال) فقال له - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - قم فما صلحت ان تكون الا أبا تراب ، اغضبت علي حين آخيت بين المهاجرين والانصار ولم اواخ بينك وبين احد منهم؟ اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي؟ الا من احبك حف بالامن والايمان ، ومن

ص: 362

ابغضك اماته اللّه ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الاسلام (قال) رواه الطبراني في الكبير والاوسط (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154).

[الرياض النضرة ج 2 ص 162] قال : وعنه - اي عن سعد - قال : لما نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الجرف طعن رجال من المنافقين في امرة علي عليه السلام وقالوا : إنما خلفه استثقالاً ، فخرج علي عليه السلام فحمل سلاحه حتى اتى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالجرف ، فقال : يا رسول اللّه ما تخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه ، قد زعم المنافقون انك خلفتني استثقالاً ، فقال : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في اهلي ، افلا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟ (قال) خرجه ابن اسحاق ، وخرج معناه الحافظ الدمشقي في معجمه (اقول) وذكره في (ج 1 ايضاً في ص 156).

[الرياض النضرة ج 2 ص 164] قال : عن أسماء بنت عميس قالت : هبط جبريل عليه السلام على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك (قال) خرجه الامام علي بن موسي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 195] قال : وعن أبي حازم قال : جاء رجل الى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو اعلم قال : يا امير المؤمنين جوابك فيها احب إلى من جواب علي قال : بئسما قلت لقد كرهت رجلاً كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يغرزه بالعلم غرزاً ، ولقد قال له : انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وكان عمر اذا اشكل عليه شيء اخذ منه (قال) اخرجه احمد في المناقب.

ص: 363

[ذخائر العقبى ص 120] قال : وعن اسماء بنت عميس قالت : اقبلت فاطمة بالحسن عليهما السلام فجاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا اسماء هلمي ابني فدفعته اليه في خرقة صفراء فألقاها عنه قائلاً الم اعهد اليكن أن لا تلفوا مولوداً بخرقة صفراء؟ فلفيته بخرقة بيضاء فأخذه واذن في اذنه اليمني واقام في اليسرى ، ثم قال لعلي عليه السلام : أي شيء سميت ابني؟ قال : ما كنت لاسبقك بذلك ، فقال : ولا أنا اسابق ربي ، فهبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبي بعدك ، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون ، فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟ قال : شبر ، قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن لساني عربي ، فقال : سمه الحسن ، ففعل صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما كان بعد الحول ولد الحسين عليه السلام ، فجاء نبي اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وذكرت مثل الأول ، وساقت قصة التسمية مثل الاول وأن جبريل عليه السلام أمره أن يسميه باسم ولد هارون شبير ، فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مثل الاول ، فقال : سمه حسيناً (قال) خرجه الإمام علي بن موسى الرضا.

ثم ان هاهنا حديثاً آخر يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 164) قال : عن انس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام - يوم غزوة تبوك - اما ترضى ان يكون لك من الاجر مثل ما لي ، ولك من المغنم مثل ما لي؟ (قال) خرجه القلعي.

ص: 364

باب : في أن علياً عليه السلام اخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم

(أقول) ليس الغرض من عقد هذا الباب هو ذكر كل خبر يشتمل على اخوة علي عليه السلام مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بل نقتصر فيه على ذكر خصوص الاخبار المشتملة على الأخوة فقط دون الوزارة ، واما الاخبار المشتملة علي كلتيهما فسنذكرها ان شاء اللّه تعالى في باب علي وزير النبي فانتظر.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن ابن عمر قال : آخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين أصحابه فجاء علي عليه السلام تدمع عيناه فقال : يا رسول اللّه آخيت بين أصحابك ولم تواخ بيني وبين احد فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : انت اخي في الدنيا والآخرة (قال) وفي الباب عن زيد بن اوفى (اقول) ورواه الحاكم ايضاً (ج 3 ص 14) وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق مختصراً ولفظه : علي أخي في الدنيا والآخرة.

[صحيح ابن ماجة ص 12] روى بسنده عن عباد بن عبد اللّه

ص: 365

عن علي عليه السلام قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد اللّه واخو رسوله ، وأنا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كذاب ، صليت قبل الناس بسبع سنين (اقول) ورواه الحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 111) وابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه (ج 2 ص 56) والنسائي ايضاً في خصائصه (ص 3 وص 18) باختصار ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والنسائي في الخصائص وابن أبي عاصم في السنة والعقيلي والحاكم وأبو نعيم في المعرفة ، وذكره ايضاً (في ص 396) وقال في آخره : لا يقولهما احد بعدي إلا كاذب ، فقالها رجل فاصابته جنة قال : اخرجه العدني ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 155) وقال : خرجه القلعي.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 14] روى بسنده عن ابن عمر قال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بين أصحابه ، فآخي بين ابي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه انك قد آخيت بين اصحابك فمن أخي؟ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما ترضى يا علي ان اكون أخاك؟ قال ابن عمر : وكان علي جلدا شجاعا ، فقال علي عليه السلام : بلى يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : انت اخي في الدنيا والآخرة (اقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : اخرجه القلعي.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام يقول في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن اللّه يقول : ( أَفَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَليٰ أَعْقٰابِكُمْ ) واللّه لا ننقلب على اعقابنا بعد اذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات

ص: 366

أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 18) والمحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 226) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 134) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 159] روى بسنده عن اسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما اصبحنا جاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى الباب فقال : يا ام ايمن إدعى لي اخي ، فقالت : هو اخوك وتنكحه؟ قال : نعم يا ام ايمن ، فجاء علي عليه السلام فنضح النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عليه من الماء ودعا له ثم قال : إدعى فاطمة قالت : فجاءت تعثر من الحياء ، فقال لها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : اسكني فقد انكحتك احب اهل بيتي (الحديث) وسيأتي تمامه ان شاء اللّه تعالى في ابواب تزويج علي بفاطمة عليهما السلام (اقول) وروى ابن سعد ايضاً في طبقاته (ج 8 ص 14) حديثاً في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام وقال فيه : فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاستفتح فخرجت اليه ام ايمن ، فقال : أثم أخي؟ قالت : وكيف يكون أخوك وقد أنكحته ابنتك؟ قال : فانه كذلك (إلى أن قال) يا فاطمة اني ما ألّيت إذ أنكحتك خير أهلي ؛ ورواه في (ص 15) ايضاً باختلاف يسير (اللغة) : اليت بتشديد اللام ، اي ما قصرت ، يقال : إلى في الامر قصر وابطأ. وذكر المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 7 ص 113) حديثاً في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام ، وقال فيه : وجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ها هنا اخي؟ فقالت ام أيمن : اخوك أو اخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال :

ص: 367

نعم. وذكر الهيثمي ايضاً حديثاً في مجمعه (ج 9 ص 205) في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام وقال فيه. فقال - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - أها هنا اخي؟ يعني علياً عليه السلام - فقالت ام أيمن : اخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال : رواه الطبراني (وفي ص 209) ايضاً حديثاً آخر وقال فيه : فجاء النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : أثمّ اخي؟ فقالت ام ايمن - وهي ام اسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة - يا رسول اللّه هذا اخوك وزوجته ابنتك؟ وكان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بين اصحابه وآخي بين علي عليه السلام ونفسه ، قال : ان ذلك يكون يا ام ايمن (وفي ص 210) حديثاً ثالثاً ، قال فيه : فقال - أي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - لها يا ام ايمن ادعى لي اخي ، فقالت : اخوك هو وتنكحه ابنتك؟ وروى النسائي ايضاً في خصائصه (ص 32) حديثا في تزويج علي بفاطمة عليهما السلام قال فيه : فجاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فدق الباب فخرجت اليه ام أيمن فقال : اثم اخي؟ قالت : وكيف يكون اخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : إنه اخي.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 159] روى بسنده عن ربيعة بن ناجذ عن علي عليه السلام قال : جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - او دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مداً من طعام فأكلوا حتى شبعوا ، قال : وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس - او لم يشرب - فقال : يا بني عبد المطلب اني بعثت لكم خاصة والى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم ، فأيكم يبايعني علي ان يكون اخي وصاحبي؟ قال : فلم يقم اليه احد. قال : فقمت اليه - وكنت اصغر القوم - قال : فقال : اجلس ثلاث مرات ، كل ذلك

ص: 368

اقوم اليه فيقول لي : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 8 ص 302) وقال : رجاله ثقات ، ورواه ابن جرير الطبري ايضاً في تاريخه (ج 2 ص 63) وقال فيه : على ان يكون اخي وصاحبي ووارثي ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : اخرجه احمد في المناقب ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 18) وقال في آخره : وأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي؟ (الى ان قال) فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي. وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 408) وقال : اخرجه احمد بن حنبل وابن جرير والضياء المقدسي (وفي ص 401 ايضاً) وقال فيه : من يبايعني على ان يكون اخي وصاحبي ووليكم من بعدي؟ فمددت يدي وقلت أنا أبايعك (إلى أن قال) أخرجه ابن مردويه ، (اللغة) - الفرق : بفتحتين مكيال يسع ستة عشر رطلاً ، وهي اثنا عشر مداً ، أو ثلاثة اصع عند أهل الحجاز.

[مسند الامام احمد بن حنبل ج 1 ص 230] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من مكة خرج علي عليه السلام بابنة حمزة فاختصم فيها علي عليه السلام وجعفر وزيد الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال علي عليه السلام : ابنة عمي وأنا اخرجتها ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها عندي ، وقال زيد : ابنة اخي وكان زيد مواخياً لحمزة آخي بينهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لزيد : أنت مولاي ومولاها وقال لعلي عليه السلام : أنت اخي وصاحبي ، وقال لجعفر : اشبهت خَلقي وخُلقي ، وهي الى خالتها (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال مختصراً (ج 6 ص 391) وقال : اخرجه ابن النجار.

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 114] روى بسنده عن ابن عباس

ص: 369

قال : ان عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب - وأُمها سلمي بنت عميس - كانت بمكة فلما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كلم علي عليه السلام النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : على فلم تترك ابنة عمنا يتيمة في أظهر المشركين؟ فلم ينهه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن إخراجها فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة - وكان وصي حمزة وكان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بينهما حين آخي بين المهاجرين - فقال : انا احق بها ابنة اخي ، فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال : الخالة والدة وانا احق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس ، فقال علي عليه السلام : ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي؟ وانا اخرجتها من بين اظهر المشركين وليس لكم اليها نسب دوني وانا احق بها منكم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم انا احكم بينكم ، أما انت يا زيد فمولي اللّه ومولى رسوله ، وأما انت يا علي فاخي وصاحبي ، وأما انت يا جعفر فشبيه خَلقي وخُلقي ، وانت يا جعفر اولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة علي خالتها ولا على عمتها فقضي بها لجعفر (اقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 3 ص 124) بزيادة ، وقال : اخرجه ابن عساكر.

[الطبقات ايضاً ج 3 القسم 1 ص 13] روى بسنده عن محمد ابن عمر بن علي عليه السلام قال : لما قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بين المهاجرين بعضهم ببعض ، وآخي بين المهاجرين والانصار فلم تكن مواخاة الا قبل بدر ، آخي بينهم على الحق والمواساة ، فآخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بينه وبين علي بن ابي طالب عليه السلام (اقول) وروى ايضاً في (ص 14) حديثاً آخر عن محمد بن عمر بن علي عليه السلام قال فيه : ان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - حين آخي بين اصحابه - وضع يده على منكب علي

ص: 370

عليه السلام ثم قال : أنت اخي ترثني وارثك ، فلما نزلت آية الميراث قطعت ذلك.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وهٰاجَرُوا وجٰاهَدُوا بِأَمْوٰالِهِمْ وأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ ) في آخر سورة الانفال ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بين المسلمين من المهاجرين والانصار ، فآخي بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء ، وبين الزبير بن العوام وعبد اللّه بن مسعود ، وبين ابي بكر وطلحة بن عبيد اللّه ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وقال لسائر اصحابه : تآخوا وهذا اخي - يعني علي بن ابي طالب عليه السلام - (الحديث).

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : قال : رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي ، في أوائل سورة طه (قال) واخرج السلفي في الطيوريات عن ابي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما نزلتا : واِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هٰارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي جبل ثم دعا ربه وقال : اللهم اشدد ازري بأخي علي ، فأجابه إلى ذلك.

[كنز العمال ج 6 ص 394] قال : عن علي عليه السلام قال : آخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين عمر وأبي بكر ، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وبين عبد اللّه بن مسعود والزبير ابن العوام وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك ، وبيني وبين نفسه (قال) اخرجه الخلعي في الخلعيات والبيهقي والعقيلي وسعيد بن منصور (اقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 1 ص 17) وقال : اخرجه الخلعي.

ص: 371

[كنز العمال ج 6 ص 400] قال : عن أبي رافع عن أبي تمامة قال : لما آخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين الناس آخي بينه وبين علي عليه السلام قال : اخرجه ابن عساكر (اقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 112) وقال : عن أبي امامة - ولم يقل عن أبي تمامة - ثم قال : رواه الطبراني ، وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير (ج 4 ص 355) وقال : للطبراني في الاوسط وللديلمي.

[كنز العمال ج 3 ص 155] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا واللّه اولى بالأمر منه واحق به منه فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم بايع الناس عمر وأنا واللّه اولى بالأمر منه واحق به منه فسمعت واطعت مخافة ان يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ، ثم انتم تريدون ان تبايعوا عثمان اذن اسمع واطيع ، ان عمر جعلني في خمسة نفر انا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وايم اللّه لو أشاء اتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت ، ثم قال : نشدتكم باللّه ايها النفر جميعاً افيكم احد اخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم غيري؟ قالوا : اللهم لا (ثم ساق الحديث طويلاً) وذكر فضائل عديدة جليلة سيأتي كل منها في بابه علي حدة إن شاء اللّه تعالي.

[كنز العمال ج 3 ص 154] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ذر قال : لما كان اول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والانصار في المسجد وجاء علي بن ابي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن احق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه

ص: 372

والثناء عليه بما هو اهله والصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (ثم ساق خطبة طويلة) الى ان قال : أناشدكم اللّه هل تعلمون ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لما أسرى بي إلى السماء السابعة - رفعت الى رفارف من نور ثم رفعت الى حجب من نور ، فأوحى إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب يا محمد نعم الاب ابوك ابراهيم ، نعم الاخ اخوك علي ، تعلمون معاشر المهاجرين والانصار كان هذا؟ فقال عبد الرحمن بن عوف من بينهم : سمعتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بهاتين والا فصمتا (الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 122] قال : اذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الاب ابوك ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك علي قال : اخرجه الرافعي عن علي عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 161] قال : لما اسرى بي الى السماء السابعة قال لي جبريل : تقدم يا محمد ، فواللّه ما نال هذه الكرامة ملك مقرب ولا نبي مرسل فاوحى إلى ربي شيئاً ، فلما ان رجعت نادى مناد من وراء حجاب : نعم الاب ابوك ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك علي ، فاستوص به خيراً (الحديث) وذكره في (ص 423) ايضاً.

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن جابر قال : سمعت علياً عليه السلام ينشد ورسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يسمع :

أنا أخو المصطفي لا شك في نسبي *** معه ربيت وسبطاه هما ولدي

جدي وجد رسول اللّه منفرد *** وفاطم زوجتي لا قول ذي فند

صدقته وجميع الناس في بُهم *** من الضلالة والإشراك والنكد

فالحمد للّه شكراً لا شريك له *** البر بالعبد والباقي بلا أمد

فتبسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال : صدقت يا

ص: 373

علي (قال) اخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 3 ص 61] قال : عن ابن عمر قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته فضرب على منكب علي عليه السلام وهو يقول : اللهم اشدد ، اللهم قد بلغت ، هذا أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ، اللهم كب من عاداه في النار (قال) أخرجه ابن النجار (أقول) وذكره ايضاً في (ج 6 ص 154) وقال فيه : اللهم اشهد لهم اللهم قد بلغت (الخ) ثم قال : أخرجه الشيرازي في الألقاب وابن النجار عن ابن عمر ، ولعل لفظ (أشدد) في الرواية الأولى تصحيف (أشهد) وصدر كذلك من غلط الطابع.

[الرياض النضرة ج 1 ص 13] قال : عن زيد بن أبي أوفي قال : دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مسجده فقال : أين فلان بن فلان فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث اليهم حتى توافوا عنده فلما توافوا عنده حمد اللّه وأثني عليه (ثم قال) إني محدثكم حديثاً فأحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم ، إن اللّه عز وجل اصطفى من خلقه خلقاً ثم تلا : اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً ، ومِنَ اَلنّٰاسِ خلقاً يدخلهم الجنة ، وإني أصطفى منكم من أحب أن أصطفيه ، ومواخٍ بينكم كما آخي اللّه عز وجل بين ملائكته (ثم ساق الحديث) في مواخاة النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين أصحابه أخوين أخوين (إلى ان قال) فقال علي عليه السلام : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فان كان هذا من سخط علي فلك العتبي والكرامة ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا نبي اللّه؟ قال : ما ورثت

ص: 374

الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثته الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ( إخوانا على سرر متقابلين ) المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض (قال) أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال ، وخرج الإمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام معني حديث المواخاة مختصراً (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 5 ص 40) وقال : أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبراني في معجميهما ، والباوردي في المعرفة وابن عدي ، وزاد عليهم السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً ، في آخر الحج ، فقال : وأخرجه ابن قانع وابن عساكر ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في (ج 5 ص 40) مختصراً وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر وذكره المحب الطبري ايضاً ثانياً في الرياض النضرة (ج 2 ص 209) مختصراً جداً ، وقال عن زيد بن أبي أوفي : إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إخواناً على سرر متقابلين : قال : اخرجه أحمد في المناقب.

[الرياض النضرة ج 1 ص 15] قال : وخرج ابن اسحاق ذكر المواخاة بين المهاجرين والأنصار فقال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - فيما بلغنا - تآخوا في اللّه اخوين أخوين ، ثم أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : هذا أخي ، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي عليه السلام أخوين ، وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخوين ، وجعفر بن أبي طالب ومعاذ بن

ص: 375

جبل أخو بني سلمة أخوين ، وهكذا ذكر باقي أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى آخرهم.

[الرياض النضرة ج 1 ص 17] قال : قال أبو عمرو بن عبد البر : آخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين المهاجرين ، ثم آخي بين المهاجرين والأنصار وقال - في كل واحدة منهما - لعلي عليه السلام : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وآخي بينه وبين نفسه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 168] قال : وعن عمر بن عبد اللّه عن أبيه عن جده إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم آخي بين الناس وترك علياً عليه السلام حتى بقي آخرهم لا يري له أخاً ، فقال : يا رسول اللّه آخيت بين الناس وتركتني قال : ولم تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فان ذكرك أحد قل : أنا عبد اللّه وأخو رسوله لا يدعيها بعدي إلا كذاب ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 153) وقال : أخرجه ابن عدي في الكامل (وفي ص 399) باختلاف في اللفظ ، وقال : أخرجه أبو يعلى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 201] قال : عن مخدوج بن زيد الذهلي إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أما علمت يا علي أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا (ثم ساق حديثاً طويلاً) في لواء الحمد ودفعه إلى علي عليه السلام ، وسيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى في بابه (إلى أن قال) فتسير باللواء والحسن عن يمينك. والحسين عن يسارك حتى تقف بيني وبين ابراهيم في ظل العرش ، ثم تكسى حلة من الجنة ، ثم ينادي منادٍ من تحت العرش : نعم الأب أبوك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علي ، إبشر يا علي أنك تكسى إذا كُسيت ، وتُدعى إذا دعيت ، وتُحبى إذا حبيت (قال) أخرجه أحمد في المناقب.

ص: 376

[ذخائر العقبى ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول اللّه ، فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه وقال - بأعلى صوته - معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة (الحديث).

[أُسد الغابة ج 3 ص 317] ذكر حديثاً مسنداً عن عبد الرحمن ابن عويم بن ساعدة الأنصاري أدرك النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقبل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ايضاً قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : تواخوا في اللّه أخوين أخوين ، وأخذ بيد علي عليه السلام وقال : هذا أخي.

[الاستيعاب ج 2 ص 460] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : لما احتضر عمر جعلها شوري بين علي عليه السلام وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، فقال لهم علي عليه السلام : أنشدكم اللّه هل فيكم أحد آخي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بينه وبينه إذ آخي بين المسلمين غيري؟ قالوا : اللهم لا (قال) وروينا من وجوه عن علي عليه السلام انه كان يقول : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه لا يقولها أحد غيري إلا كذاب.

[حلية الأولياء ج 7 ص 256] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مكتوب على باب الجنة : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علي أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 7 ص 387) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) نقلاً عن الخطيب في المتفق والمفترق وابن الجوزي (وفي ص 398) نقلاً عن ابن عساكر ، وذكره المناوي ايضاً في

ص: 377

فيض القدير (ج 4 ص 355) نقلاً عن الطبراني في الأوسط ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 169) نقلاً عن أحمد في المناقب.

[تاريخ بغداد ج 12 ص 268] روى بسنده عن محمد بن علي ابن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة (أقول) ورواه ابن عبد البر ايضاً في استيعابه (ج 2 ص 460) عن ابن عباس.

[الصواعق المحرقة ص 74] قال : أخرج الديلمي عن عائشة ، إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : خير إخوتي علي وخير أعمامي حمزة وذكر علي عليه السلام عبادة (أقول) وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير (ج 3 ص 482) في المتن وقال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عابس بن ربيعة ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) وقال فيه : الفردوس عن عائشة ، وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 2).

[الصواعق المحرقة ص 75] قال : وأخرج أحمد في المناقب عن علي عليه السلام قال : طلبني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في حائط فضربني برجله وقال : قم فواللّه لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي فقاتل علي سنتي من مات علي عهدي فهو في كنز الجنة ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت.

[كنوز الحقائق المناوي ص 27] أما ترضى انك أخي وأنا أخوك؟ قاله النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام (قال) للطبراني (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمع الزوائد (ج 9

ص: 378

ص 131).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 121] قال : وعن علي عليه السلام قال : طلبني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فوجدني في جدول نائماً فقال : قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب ، قال : فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال لي : واللّه لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتي وتبريء ذمتي ، من مات في عهدي فهو في كنز اللّه ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام ، قال : رواه أبو يعلى (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) عن أبي يعلى ، ثم قال : قال البوصيري : رواته ثقات (وفي ص 155) وقال فيه : ألا أرضيك يا علي؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبريء ذمتي (الخ) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، وذكره الشنقيطي ايضاً في كفاية الطالب (ص 34) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الاصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 183] في ترجمة ليلى الغفارية قال : وأخرج ابن مندة - من رواية علي بن هاشم بن البريد - حدثتني ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأداوي الجرحي وأقوم على المرضي ، فلما خرج علي عليه السلام إلى البصرة خرجت معه ، فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فضيلة في علي عليه السلام؟ قالت : نعم دخل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكاناً أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يا عائشة دعى لي أخي فأنه أول الناس إسلاماً ، وآخر الناس بي عهداً ، وأول الناس لي لقياً يوم القيامة.

ص: 379

باب : في أن علياً عليه السلام وزير النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[طبقات ابن سعد ج 1 القسم 1 ص 124] روى بسنده عن علي عليه السلام ، قال : أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خديجة وهو بمكة فاتخذت له طعاماً ثم قال لعلي عليه السلام : أدع لي بني عبد المطلب فدعا أربعين ، فقال لعلي عليه السلام : هلم طعامك ، قال علي عليه السلام : فأتيتهم بثريدة إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها ، فأكلوا منها جميعاً حتى أمسكوا ، ثم قال صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إسقهم فسقيتهم باناء هو ري أحدهم فشربوا منه جميعاً حتى صدروا ، فقال أبو لهب : لقد سحركم محمد ، فتفرقوا ولم يدعهم فلبثوا أياماً ، ثم صنع لهم مثله ، ثم أمرني فجمعتهم فطعموا ، ثم قال لهم : من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ فقلت : أنا يا رسول اللّه وإني لأحدثهم سناً وأحمشهم ساقاً ، وسكت القوم ثم قالوا : يا أبا طالب ألا ترى ابنك؟ قال : دعوه فلن يألو ابن عمه خيراً.

[كنز العمال ج 6 ص 397] قال : عن علي عليه السلام قال :

ص: 380

لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ( وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا علي إن اللّه أمرني أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت اني مهما أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال : يا محمد انك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عساً من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به فلما وضعته تناول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - حسبت خربة من اللحم - فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : كلوا باسم اللّه فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما نرى إلا آثار أصابعهم ، واللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسق القوم يا علي فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعاً ، وأيم اللّه إن كان الرجل منهم ليشرب مثله ، فلما أراد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقد سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما كان الغد فقال : يا علي ان هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فعدّ لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ، ثم اجمعهم لي ففعلت ، ثم جمعتهم ، ثم دعاني بالطعام فقربته ففعل به كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ، ثم تكلم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : يا بني عبد المطلب اني واللّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه أن أدعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا؟ فقلت - وأنا أحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم

ص: 381

ساقاً - أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فاخذ برقبتي فقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي ، قال : أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل (أقول) ووجدت الحديث في تاريخ ابن جرير الطبري (ج 2 ص 62) كما ذكره المتقي في كنز العمال باختلاف يسير في بعض الألفاظ.

[كنز العمال ج 6 ص 392] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : يا بني عبد المطلب اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا قلت : أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، (قال) أخرجه ابن جرير.

[كنز العمال ج 6 ص 155] ولفظه : ألا أرضيك يا علي؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبريء ذمتي ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضي نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن والايمان ، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك - يا علي - مات ميتة جاهلية ، يحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام (قال) أخرجه الطبراني عن ابن عمر.

[الاصابة ج 1 القسم 4 ص 217] قال : ذكر الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة ، حدثنا أبو يحيى التيمي عن اسماعيل بن ابراهيم عن مطين بن خالد عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عن شيء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجراً

ص: 382

أصحابه عليه ، فلما نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح فذكر حديثاً في فضل علي عليه السلام فيه انه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 163] قال : وعن أسماء بنت عميس قالت : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم إني أقول كما قال أخي موسى : اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي أخي علياً أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً (قال) أخرجه أحمد في المناقب.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قٰالَ رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي ) في أوائل سورة طه ، قال : وأخرج السلفي في الطيوريات عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : لما نزلت ( واِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هٰارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علي جبل ثم دعا ربه وقال : اللهم اشدد أزري بأخي علي ، فأجابه إلى ذلك (أقول) الأزر بتقديم الزاي على الراء الظهر ، فقوله : أشدد أزري بأخي علي أي أشدد ظهري بأخي علي.

[نور الأبصار للشبلنجي] والفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى (إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ) في سورة المائدة ، واللفظ للشبلنجي قال (ص 70) : وعن أبي ذر الغفاري قال : صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوماً من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً فرفع السائل يديه إلى السماء وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي عليه السلام في الصلاة راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمني وفيها خاتم فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بمرأي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو في

ص: 383

المسجد فرفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طرفه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي ويَسِّرْ لِي أَمْرِي واُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسٰانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي واِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هٰارُونَ أَخِي اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) فأنزلت عليه قرآنا ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ونَجْعَلُ لَكُمٰا سُلْطٰاناً فَلاٰ يَصِلُونَ إِلَيْكُمٰا ) اللهم وإني محمد نبيك وصفيك ، اللهم فأشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري قال أبو ذر : فما استتم دعاؤه حتى نزل جبريل عليه السلام من عند اللّه عز وجل وقال : يا محمد إقرأ ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ ويُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وهُمْ رٰاكِعُونَ ) ، قال : نقله أبو اسحاق احمد الثعلبي في تفسيره.

ص: 384

باب : في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي مني وأنا من علي

[صحيح البخاري في الصلح] في باب كيف يكتب : هذا ما صالح فلان بن فلان ، روى بسنده عن البراء بن عازب قال : اعتمر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في ذي القعدة فأبي أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا ، هذا ما قاضي عليه محمد رسول اللّه فقالوا : لا نقربها فلو نعلم انك رسول اللّه ما منعناك ، لكن أنت محمد بن عبد اللّه ، قال : أنا رسول اللّه وأنا محمد بن عبد اللّه ، ثم قال لعلي عليه السلام : أمح رسول اللّه قال : لا واللّه لا أمحوك أبداً ، فأخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الكتاب فكتب : هذا ما قاضي عليه محمد بن عبد اللّه لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحداً من أصحابه إن أراد أن يقيم بها ، فلما دخلها ومضى الأجل أتوا علياً عليه السلام فقالوا : قل لصاحبك : أخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فتبعتهم ابنة حمزة تنادى يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام فأخذ بيدها وقال

ص: 385

لفاطمة عليها السلام : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر فقال علي عليه السلام : أنا أحق بها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لخالتها وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي عليه السلام : أنت مني وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي ، وقال لزيد : أنت أخونا ومولانا (أقول) وذكره البخاري ثانياً بعينه سنداً ومتناً في كتاب بدء الخلق في باب عمرة القضاء ورواه البيهقي ايضاً في سننه عن البراء (ج 8 ص 5) والنسائي ايضاً في خصائصه (ص 51) عن البراء ، وأحمد بن حنبل ايضاً في مسنده عن هاني ابن هاني عن علي عليه السلام (ج 1 ص 98) باختلاف يسير في اللفظ والحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 120) عن هاني بن هاني والطحاوي ايضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 173) عن هاني بن هبيرة عن علي عليه السلام ، والخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 4 ص 140) عن هاني بن هبيرة عن علي عليه السلام.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 297] روى بسنده عن عمران بن حصين قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب عليه السلام فمضي في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقالوا : اذا لقينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخبرناه بما صنع علي عليه السلام ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا الى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول اللّه ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه ،

ص: 386

ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - والغضب يعرف في وجهه - فقال : ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً (ج 4 ص 437) والحاكم ايضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 110) وأبو داود الطيالسي ايضاً في مسنده (ج 3 ص 111) وأبو نعيم في حليته (ج 6 ص 294) والمتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 399) نقلاً عن ابن جرير ، وانه صححه وعن ابن أبي شيبة (وفي ج 6 ايضاً ص 154) بطريقين مختصرين عن ابن أبي شيبة ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 23).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن البراء بن عازب إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : أنت مني وأنا منك (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 19).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (أقول) وابن ماجة ايضاً في صحيحه (ص 12) وأحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 4) بخمسة طرق طريقان منها في (ص 164) والباقي في (ص 165) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه بطريقين أحدهما في (ص 19) والآخر في (ص 20) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 174) وقال : خرجه الحافظ السلفي.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 108] روى بسنده عن هاني بن هاني عن علي عليه السلام قال : أتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وجعفر وزيد قال : فقال لزيد : أنت مولاي فخجل ،

ص: 387

قال : وقال لجعفر : أنت أشبهت خلقي وخُلقي قال : فخجل وراء زيد قال : وقال لي : أنت مني وأنا منك فخجلت وراء جعفر (أقول) ورواه البيهقي ايضاً في سننه (ج 10 ص 226) والنسائي ايضاً في خصائصه (ص 51) باختلاف في اللفظ.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 356] روى بسنده عن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعليّ على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي عليه السلام امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دفعت الكتاب اليه فقريء عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقلت : يا رسول اللّه هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لا تقع في عليّ فانه مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي وإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 127) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار ، ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 23) باختلاف في بعض الألفاظ ، قال فيه : وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأمرني أن أنال منه - أي من علي عليه السلام - قال : فدفعت الكتاب اليه ونلت من علي فتغير وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقال : لا تبغضن يا بريدة لي علياً فان علياً مني وأنا منه وهو وليكم بعدي وذكره الهيثمي أيضاً ثانياً في (ج 9 ص 128) وقال فيه : فخرج - أي رسول

ص: 388

اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - مغضباً فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً ، من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق عليا فقد فارقني ، إن عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم (إلى أن قال) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ؟ وإنه وليكم بعدي فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام (قال) رواه الطبراني في الأوسط (انتهى) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) مختصراً ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم - قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمي - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (فساق الحديث إلى أن قال) ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه (الحديث) وقد سبق تمامه في باب آية التطهير فراجع (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 8) والمحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، وقال : خرج النسائي بعضه ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[خصائص النسائي ص 19] روى بسنده عن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن علياً مني وأنا

ص: 389

منه وولي كل مؤمن بعدي.

[خصائص النسائي ص 36] روى بسنده عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما أنت يا علي فختني وأبو ولدي ، أنت مني وأنا منك.

[خصائص النسائي ص 19] روى بسنده عن هبيرة بن مريم وهاني ابن هاني عن علي عليه السلام ، قال : لما صدرنا من مكة إذاً ابنة حمزة تنادي يا عم يا عم فتناولها علي عليه السلام وأخذها ، فقال لصاحبته : دونك ابنة عمك فحملتها فاختصم فيها علي عليه السلام وزيد وجعفر ، فقال علي عليه السلام : أنا أخذتها وهي لبنت عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لخالتها ، وقال : الخالة بمنزلة الأم ، وقال لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنا منك ، وقال لجعفر : أشبهت خلقي وخُلقي ، وقال لزيد : يا زيد أنت أخونا ومولانا.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 197] روى بسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الألوية أبصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي قال : ثم أبصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي ، فقال جبريل : يا رسول اللّه إن هذه المواساة فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إنه مني وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما ، قال : فسمعوا صوتاً (لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتي إلا عليّ).

ص: 390

[الرياض النضرة ج 2 ص 172] وعلي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 568) في الشرح قالا : عن أبي رافع قال : لما قتل علي عليه السلام أصحاب الألوية يوم اُحد ، قال جبريل : يا رسول اللّه إن هذه لهى المواساة ، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إنه مني وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما يا رسول اللّه ، قالا : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 6 ص 114) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) نقلاً عن الطبراني أيضا.

[الرياض النضرة ج 2 ص 202] قال : روى أبو سعيد في شرف النبوة إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أوتيت ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا ، أوتيت صهراً مثلي ولم أوت أنا مثلي ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبي مثلهما ، ولكنكم مني وأنا منكم.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 37] ولفظه : إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن ، قال : للطبراني.

[كنز العمال ج 3 ص 123] قال : عن علي عليه السلام قال : خرج زيد بن حارثة الى مكة فقدم ببنت حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر ابن أبي طالب : أنا آخذها وأنا أحق بها بنت عمي وعندي خالتها وإنما الخالة أم وهي أحق ، وقال علي عليه السلام : بل أنا أحق بها هي ابنة عمي وعندي بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهي أحق بها وإني لأرفع صوتي ليسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حجتي قبل أن يخرج ، وقال زيد : أنا أحق بها خرجت اليها وسافرت وجئت بها ، فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : ما شأنكم؟ قال علي عليه السلام : بنت عمي وأنا أحق بها وعندي ابنة رسول اللّه

ص: 391

صلى الله عليه و (آله) وسلم تكون معها أحق بها من غيرها ، وقال جعفر : أنا أحق بها يا رسول اللّه ابنة عمي وعندي خالتها والخالة أم وهي أحق بها من غيرها ، وقال زيد : بل أنا أحق بها يا رسول اللّه خرجت اليها وتجشمت السفر وأنفقت فأنا أحق بها ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : سأقضي بينكم في هذا وفي غيره ، قال علي عليه السلام : فلما قال : وفي غيره قلت : نزل القرآن في رفعنا أصواتنا فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما أنت يا زيد ابن حارثة فمولاي ومولاها ، قال : قد رضيت يا رسول اللّه ، قال : وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخُلقي وأنت من شجرتي التي خلقت منها ، قال : رضيت يا رسول اللّه قال : وأما انت يا علي فصفيني وأميني وأنت مني وأنا منك ، قلت : رضيت يا رسول اللّه ، قال : وأما الجارية فقد رضيت بها لجعفر تكون مع خالتها والخالة أم ، قالوا : سلمنا يا رسول اللّه (قال) أخرجه العدني والبزار وابن جرير (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 174) باختلاف في اللفظ (وفي ص 175) بطريقين آخرين باختلاف في اللفظ ايضاً ، وروى النسائي جزء منه في خصائصه (ص 20) فقال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : أما أنت يا علي صفيي وأميني.

ص: 392

باب : في أن علياً لحمه لحم النبي ودمه دم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 204] روى بسنده عن أبي العباس قال : كنت عند النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه ابراهيم ، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي عليهما السلام تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا إذ هبط عليه جبريل بوحي من رب العالمين ، فلما سرى عنه قال : أتاني جبريل من ربي فقال لي : يا محمد ان ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافد احدهما بصاحبه ، فنظر النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إلى ابراهيم فبكى ، ونظر الى الحسين عليه السلام فبكى ، ثم قال : إن ابراهيم امه أمة ، ومتى مات لم يحزن عليه غيري ، وأم الحسين فاطمة وأبوه علي عليه السلام لحمي ودمي ، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه ، وأنا أؤثر حزني على حزنهما يا جبريل تقبض ابراهيم (الحديث) وسيأتي تمامه في مناقب الحسين عليه السلام إن شاء اللّه تعالى.

[ذخائر العقبى ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد

ص: 393

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول اللّه ، فضمه الى صدره وقبل بين عينيه وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة (الحديث) وسيأتي تمامه في بعض الأبواب الآتية إن شاء اللّه تعالى.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 111] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لأم سلمة : هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ، ودمه دمي ، فهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (قال) رواه الطبراني (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) وقال فيه : يا أم سليم (إلى أن قال) أخرجه العقيلي عن ابن عباس ، وذكره المناوي ايضاً في كنوز الحقائق (ص 161) نقلاً عن الطبراني باختصار.

ص: 394

باب : في أن علياً عليه السلام نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم

[أقول] قد تقدم في باب المباهلة أخبار كثيرة في أنه لما نزل قوله تعالى : ( قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وأَبْنٰاءَكُمْ ونِسٰاءَنٰا ونِسٰاءَكُمْ وأَنْفُسَنٰا وأَنْفُسَكُمْ ) دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فكان علي عليه السلام هو النفس ونساءنا فاطمة وأبناءنا الحسن والحسين عليهم السلام ، فلو لم يكن لنا ما دل على أن علياً عليه السلام هو نفس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم سوى هذه الآية الكريمة ، مع ما تقدم هناك في تفسيرها لكفى ، ولكن مع ذلك لنا أخبار أخر قد دلت علي ذلك ونحن نذكر جملة منها ها هنا مما ظفرنا عليه على العجالة فنقول :

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 120] روى بسنده عن عبد الرحمن بن عوف قال : افتتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مكة ثم انصرف إلى الطائف فحاصرهم ثمانية أو سبعة ثم أوغل غدوة أو روحة ثم نزل ثم هجر ثم قال : أيها الناس إني لكم فرط وإني أوصيكم بعترتي خيراً ، موعدكم الحوض والذي نفسي بيده لتقيمن

ص: 395

الصلاة ولتؤتن الزكاه أو لأبعثن عليكم رجلاً مني - أو كنفسي - فليضربن أعناق مقاتليهم وليسبين ذراريهم ، قال : فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : هذا (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) وابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 75) كلاهما قد نقلاً عن ابن أبي شيبة وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 134) قال : رواه أبو يعلى (وفي ص 163) وقال : رواه البزار.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) في سورة الحجرات ، قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه (إلى أن قال) مصدقاً إلى بني المصطلق وكانت بينه وبينهم أحنة فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتليه ، فرجع وقال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : قد ارتدوا ومنعوا الزكاة ، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهم أن يغزوهم ، فبلغ القوم فوردوا وقالوا : نعوذ باللّه من غضبه وغضب رسوله فاتهمهم فقال : لتنتهن أو لأبعثن اليكم رجلاً هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم ، ثم ضرب بيده على كتف علي عليه السلام.

[خصائص النسائي ص 19] روى بسنده عن أُبي قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي ينفذ فيهم أمري فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي وقال : من يعني؟ قلت : إياك يعني وصاحبك ، قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل ، قال : وعلي عليه السلام يخصف النعل (أقول) وكأن أُبي قد استهزأ بعمر أولاً فقال له : إياك يعني وصاحبك أي أبا بكر - فأحس بذلك عمر وأنه قد استهزأ به فاستفهمه ثانياً فبين له علي وجه الجد أنه صلّى

ص: 396

اللّه عليه و (آله) وسلم يعني علياً عليه السلام ، وذكر مثله المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 164) وقال فيه : عن زيد ابن نفيع وقال : خرجه أحمد في المناقب.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 110] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وليعة وساق الحديث (إلى أن قال) فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن اليهم رجلاً كنفسي يقتل مقاتلهم يسبي ذراريهم وهو هذا ، ثم ضرب بيده علي كتف علي بن أبي طالب عليه السلام (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 400] قال : عن عمرو بن العاص قال : لما قدمت من غزوة ذات السلاسل - وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مني - فقلت : يا رسول اللّه أي الناس أحب اليك؟ فذكر في كنز العمال أناساً (إلى أن قال) عمرو بن العاص ، قلت : يا رسول اللّه فأين علي؟ فالتفت إلى أصحابه فقال : إن هذا يسألني عن النفس قال : أخرجه ابن النجار.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 464] قال : وروى معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لوفد ثقيف حين جاءه : لتسلمن أو لأبعثن رجلاً - أو قال مثل نفسي - فليضربن أعناقكم ، وليسبين ذراريكم وليأخذن أموالكم ، قال عمر : فواللّه ما تمنيت الامارة إلا يومئذ وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا ، قال : فالتفت إلى علي فأخذ بيده ثم قال : هو هذا (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 164) وقال فيه : رجلاً مني أو قال : مثل نفسي ، وقال في آخره : هو هذا هو هذا مرتين ، (ثم قال) خرجه عبد الرزاق في جامعه وأبو عمرو وابن السمان ، (ثم

ص: 397

إن هاهنا) روايات أخرى يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب :

(أحدها) ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 126) روى بسنده عن ابن عباس أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال في خطبته في حجة الوداع : لأقتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام أو علي؟ قال : أو علي بن أبي طالب.

(ثانيها) ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 164) قال : وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعليّ نظيري ، قال : خرجه القلعي.

(ثالثها) ما ذكره المناوي في فيض القدير (ج 4 ص 356) في المتن والمتقي في كنز العمال (ج 6 ص 153) ولفظهما : عليّ أصلي وجعفر فرعي قالا : رواه الطبراني والضياء عن عبد اللّه بن جعفر.

ص: 398

باب : في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه

[صحيح الترمذي ج 2 ص 298] روى بسنده عن شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة - أو زيد ابن أرقم شك شعبة - عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) وقد روى شعبة هذا الحديث عن ميمون أبي عبد اللّه عن زيد بن أرقم عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) وذكر علي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 568) في الشرح عن الجامع أنه روى الترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن البراء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا

ص: 399

مولاه ، اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 4 ص 281) وهذا لفظه : قال البراء : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي عليه السلام فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (ثم قال) أبو عبد الرحمن - وهو ابن أحمد بن حنبل - حدثنا هدبة ، وساق السند (إلى أن قال) عن البراء بن عازب عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم نحوه ، وذكر المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 397) مثل حديث أحمد بن حنبل وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وذكر المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 169) مثل حديث أحمد بن حنبل ، وقال : أخرجه ابن السمان ، وذكر المحب الطبري ايضاً في ذخائره مثل حديث أحمد بن حنبل ، وقال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه في المناقب من حديث عمر ، وزاد بعد قوله - وعاد من عاداه وانصر من نصره - وأحب من أحبه قال شعبة : أو قال : وابغض من أبغضه.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن - عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً عليه السلام فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم

ص: 400

يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول : لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب اللّه ورسوله (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 4) باختلاف في اللفظ ، قال - بعدما ساق السند إلى عبد الرحمن ابن سابط عن سعد - قال : كنت جالساً فتنقصوا علي ابن أبي طالب عليه السلام فقلت : لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : في عليّ خصالاً ثلاثة لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم ، سمعته يقول : إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

[مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 109] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني دعيت فأحببت ، اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه تعالى ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (ثم قال) إن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال الحاكم) ما لفظه : وذكر الحديث بطوله ، ثم قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله (ثم قال) شاهده حديث سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل ايضاً صحيح علي شرطهما ، فساق السند (إلى أن قال) حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عشية

ص: 401

فصلى ، ثم قام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال : ما شاء اللّه أن يقول : (ثم قال) أيها الناس اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب اللّه وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات ، قالوا : نعم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (أقول) ورواه ايضاً في (ج 3 ص 533) بطريق آخر عن زيد بن أرقم قال : خرجنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حتى انتهينا إلى غدير خم فأمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه ، فحمد اللّه وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس إنه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أُدعى فاجيب ، وإني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعده كتاب اللّه عز وجل ثم قام فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس من أولي بكم من أنفسكم؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : من كنت مولاه فعلي عليه السلام مولاه (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (انتهى) وذكر المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) مثل حديث الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 109) المتقدم ، وقال : للطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 116] روى بسنده عن خيثمة بن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك - وقال له رجل : إن عليا عليه السلام يقع فيك أنك تخلفت عنه - فقال سعد : واللّه أنه لرأي رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب عليه السلام أعطي ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلى من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم - بعد حمد اللّه والثناء عليه - هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه ، وجيء به يوم

ص: 402

خيبر وهو أرمد ما يبصر ، فقال : يا رسول اللّه اني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً ، فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكن اللّه أخرجكم وأسكنه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 371] روى بسنده عن رفاعة بن أياس الضبي عن أبيه عن جده قال : كنا مع علي عليه السلام يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد اللّه أن القني ، فأتاه طلحة فقال : نشدتك اللّه هل سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : نعم ، قال : فلم تقاتلني؟ قال : لم أذكر ، قال : فانصرف طلحة (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 83) باختلاف يسير وقال : أخرجه ابن عساكر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 110] قال : وحديث بريدة الأسلمي صحيح علي شرط الشيخين ، ثم ساق السند (إلى أن قال) عن ابن عباس عن بريدة الأسلمي قال : غزوت مع علي إلى اليمن (الى أن قال) فقدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فذكرت علياً فتنقصته فرأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يتغير فقال : يا بريدة ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول اللّه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) وذكر الحديث (أقول) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً (ج 5 ص 347) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) مختصراً وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وابن حبان وسمويه والحاكم وسعيد بن منصور عن ابن عباس عن بريدة ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال ثانياً في (ج 6 ص 397) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 22) عن ابن عباس عن بريدة

ص: 403

بطريقين ، وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه في (ص 26) وقال قبله ، صححه الذهبي ، وذكره علي بن سلطان ايضاً في مرقاته (ج 5 ص 568) وقال : رواه الذهبي عن بريدة وصححه.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 129] روى بسنده عن أبي عوانة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي قال : اني لأمشي مع أبي إذ مرّ بقوم ينقصون علياً عليه السلام يقولون فيه ، فقام فقال : إني كنت أنال من علي عليه السلام وفي نفسي عليه شيء ، وكنت مع خالد بن الوليد في جيش فأصابوا غنائم فعمد علي عليه السلام إلى جارية من الخمس فأخذها لنفسه ، وكان بين علي عليه السلام وبين خالد شيء ، فقال خالد : هذه فرصتك وقد عرف خالد الذي في نفسي على علي عليه السلام ، قال : فانطلق إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فاذكر ذلك له ، فأتيت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فحدثته وكنت رجلاً مكباباً وكنت إذا حدثت الحديث أكببت ، ثم رفعت رأسي فذكرت للنبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أمر الجيش ثم ذكرت له أمر علي عليه السلام فرفعت رأسي وأوداج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد احمرت ، قال : قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت وليه فان علياً وليه ، وذهب الذي في نفسي عليه (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة (ثم قال) وليس في هذا الباب أصح من حديث أبي عوانة هذا عن الأعمش عن سعد بن عبيدة ، ثم روى الحديث المذكور بطريق آخر عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة (أقول) ورواه أبو نعيم ايضاً في حليته (ج 4 ص 23) عن بريدة مختصراً ، ولفظه : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) مختصراً ولفظه ايضاً : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال : أخرجه أحمد والنسائي عن البراء وأحمد ايضاً عن بريدة ، والترمذي والنسائي والضياء

ص: 404

عن زيد بن أرقم (انتهى) ورواه أحمد بن حنبل ايضاً في مسنده (ج 5 ص 358 وفي ص 361) مختصراً عن بريدة ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) عن بريدة مختصراً ، وقال : أخرجه أبو حاتم ، وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير (ج 6 ص 218) في المتن مختصراً ، وقال : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم عن بريدة ، وقال في الشرح : قال الهيثمي في موضع : رجاله موثقون وفي آخر : رجاله رجال الصحيح (انتهى).

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، في سورة الأحزاب (قال) وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن بريدة قال : غزوت مع علي عليه السلام اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ذكرت عليا عليه السلام فتنقصته ، فرأيت وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم تغير وقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت : بلى يا رسول اللّه قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 372] روى بسنده عن ميمون أبي عبد اللّه قال : قال زيد بن أرقم - وأنا أسمع - نزلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بواد يقال له وادي خم فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال : فخطبنا وظلل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال : ألستم تعلمون أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فان عليا مولاه ؛ اللهم عاد من عاداه ووال من والاه (أقول) ورواه في (ج 4 ص 372) بلفظ آخر عن ميمون أبي عبد اللّه قال : كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصي الفسطاط فسأله فقال : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال

ص: 405

ميمون : فحدثني بعض القوم عن زيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (انتهى) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 104) وقال : عن عمر ذي مر وزيد بن أرقم قالا : خطب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه ، ثم قال : أخرجه الطبراني وأحمد عن زيد وحده (إلى أن قال) والبزار (انتهى) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) وقال : أخرجه الطبراني عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم معا.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 368] روى بسنده عن عطية العوفي قال : سألت زيد بن أرقم فقلت له : إن ختناً لي حدثني عنك بحديث في شأن علي عليه السلام يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك فقال : إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم فقلت له : ليس عليك مني بأس ، فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الينا ظهراً وهو آخذ بعضد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : فقلت له : هل قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : إنما أخبرك كما سمعت (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 390) وقال : عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخذ بعضدي علي عليه السلام يوم غدير خم بأرض الجحفة ثم قال : أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : من كنت مولاه فعلي مولاه قال : أخرجه ابن جرير.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 152] روى بسنده عن

ص: 406

علي عليه السلام أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 107) وقال : رواه أحمد ، ثم قال : ورجاله ثقات.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر (فساق الحديث) الى أن قال : وقال - يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - من كنت مولاه فان مولاه علي (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير فراجع (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وفي ذخائره (ص 86) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الاربعين الطوال ، وقال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والاوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 366] روى بسنده عن سعيد ابن وهب قال : نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة - أو ستة - من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فشهدوا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 22) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 104) وقال : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 118] روى

ص: 407

بسنده عن ابي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا : نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام ، قال : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول لعلي عليه السلام يوم غدير خم : أليس اللّه أولى بالمؤمنين؟ قالوا : بلي ، قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمع الزوائد (ج 9 ص 107) وقال فيه : فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد سبعة ، ثم قال : رواه عبد اللّه والبزار بنحوه أتم منه (انتهى) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 22 وفي ص 40) ثم إن أحمد ابن حنبل بعدما روى الحديث المذكور عن أبي اسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع - روى ايضاً عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر بمثل حديث أبي اسحاق عن سعيد وزيد ، وزاد فيه : وانصر من نصره واخذل من خذله ثم روى حديثاً ثالثاً عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مثله.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 119] روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : شهدت علياً عليه السلام في الرحبة ينشد الناس : أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد ، قال عبد الرحمن : فقام اثنا عشر بدرياً كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟ فقلنا : بلي يا رسول اللّه قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) ورواه الخطيب البغدادي ايضاً في تاريخه (ج 14 ص 236) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه وقال : رواه أبو يعلى ورجاله

ص: 408

وثقوا ، ثم قال : ورواه عبد اللّه بن أحمد (انتهى) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : رواه أبو يعلى وابن جرير وسعيد بن منصور (انتهى) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 28) والطحاوي ايضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 308).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 88] روى بسنده عن زياد ابن أبي زياد سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس فقال : انشد اللّه رجلاً مسلماً سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال : فقام اثنا عشر بدرياً فشهدوا (أقول) وقد ذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 170) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 106) وقال : رواه أحمد ورجاله ثقات.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 84] روى بسنده عن زاذان بن عمر قال : سمعت عليا عليه السلام في الرحبة وهو ينشد الناس : من شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وهو يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : رواه أحمد بن حنبل في مسنده وابن أبي عاصم في السنة.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 307] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : استشهد علي عليه السلام الناس فقال : أنشد اللّه رجلاً سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 170) والهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 106) وقال في آخره : فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري ، ثم

ص: 409

قال : رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط خالياً من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي عليه السلام ، ثم قال : وفي رواية عنده : وكان علي عليه السلام دعا على من كتم ، ثم قال : ورجال الأوسط ثقات.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 270] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة ثم قال لهم : أنشد اللّه كل امريء مسلم سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ثلاثون من الناس ، وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : نعم يا رسول اللّه قال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال : فخرجت وكان في نفسي شيء فلقيت زيد ابن أرقم فقلت له : إني سمعت عليا عليه السلام يقول : كذا وكذا ، قال : فما تنكر؟ قد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول ذلك (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 24) بطريقين عن أبي الطفيل عن عامر بن واثلة ، وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 169) وقال فيه : فقام ناس فشهدوا ، وقال في آخره : قال أبو نعيم : قلت لفطر - يعني الذي روى عنه الحديث - كم بين القول وبين موته قال : مائة يوم ، ثم قال : خرجه أبو حاتم وقال : يريد موت علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) ويحتمل أن يكون المراد أنه كم بين قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه وبين موته قال : مائة يوم واللّه أعلم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 419] روى بسنده عن رياح بن الحارث قال : جاء رهط إلى علي عليه السلام بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا : سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم

ص: 410

يقول : من كنت مولاه فان هذا مولاه ، قال رياح : فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا : نفر من الأنصار (أقول) ورواه ايضاً بعد هذا بلا فصل بطريق آخر باختلاف يسير ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 103) وقال : رواه أحمد ورواه الطبراني إلا أنه قال : قالوا : سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وهذا أبو أيوب بيننا فحسر أبو أيوب العمامة عن وجهه ثم قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : ورجال أحمد ثقات

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 350] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : بعثنا رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم) في سرية فاستعمل علينا عليا ، قال : لما قدمنا قال : كيف رأيتم صحابة صاحبكم؟ قال : فاما شكوته أو شكاه غيري قال : فرفعت رأسي وكنت رجلاً مكباباً قال : فاذا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد احمر وجهه قال : وهو يقول : من كنت وليه فعليّ وليه (أقول) ورواه النسائي ايضاً في خصائصه (ص 21) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 398) وقال في آخره : فذهب الذي في نفسي عليه فقلت : لا أذكره بسوء ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال في آخره : فقلت : لا أسوءك فيه أبداً (ثم قال) رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ، في سورة المائدة قال : العاشر أي من وجوه نزول الآية - نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن

ص: 411

ومؤمنة (قال) وهو - يعني نزول الآية في فضل علي عليه السلام - قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 26] روى بسنده عن عميرة بن سعد قال : شهدت علياً عليه السلام على المنبر ناشداً أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر ، وعلي عليه السلام على المنبر وحول المنبر اثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم فقال علي عليه السلام : نشدتكم باللّه هل سمعتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم وقعد رجل فقال : ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت فقال : اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة (أقول) إن الرجل الذي قعد ولم يقم للشهادة ودعا عليه بهذا الدعاء الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو أنس ابن مالك كما ورد التصريح باسمه في بعض الأخبار ولعل صاحب الحلية لم يشأ أن يصرح باسمه واللّه العالم. وذكر الحديث الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : رواه الطبراني في الأوسط والصغير ، وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 403) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[حلية الأولياء ج 5] في أواخر ذكر عمر بن عبد العزيز ، روى بسنده عن يزيد بن عمر بن مورق قال : كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس فتقدمت اليه فقال لي : ممن أنت؟ قلت : من قريش ، قال : من أي قريش؟ قلت : من بني هاشم ، قال : من أي بني هاشم؟ قال : فسكت فقال : من أي بني هاشم؟ قلت : مولى عليّ ، قال : من علي؟ فسكت ، قال : فوضع يده على صدري وقال : وأنا واللّه مولى علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه ، ثم قال : حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، ثم قال : يا مزاحم كم تعطي أمثاله؟ قال : مائة أو مائتي درهم ، قال : اعطه خمسين ديناراً ، وقال ابن أبي

ص: 412

داود : ستين ديناراً لولايته علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم قال : ألحق ببلدك فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (أقول) وذكره ابن الأثير ايضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 383) باختلاف يسير.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 377] روى بسنده عن أنس قال : سمعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 290] روى بسنده عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل اللّه : اليوم أكملت لكم دينكم ، الحديث (أقول) ورواه بطريق آخر ايضاً مثله.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 343] روى بسنده عن الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[خصائص النسائي ص 21] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (ثم قال) إن اللّه مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات

ص: 413

أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه (أقول) وذكره المتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 390) وقال : أخرجه ابن جرير ، ثم قال عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك ، أخرجه ابن جرير أيضاً.

[خصائص النسائي ص 22] روى بسنده عن سعد قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[خصائص النسائي ص 25] روى بسنده عن سعد قال : أخذ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : نعم صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، وإن اللّه ليوالي من والاه ويعادي من عاداه (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 107) مختصراً وقال : رواه البزار ورجاله ثقات.

[خصائص النسائي ص 25] روى بسنده عن سعد قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بطريق مكة وهو متوجه اليها ، فلما بلغ غدير خم وقف الناس ثم رد من سبقه ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه قال : أيها الناس من وليكم؟ قالوا : اللّه ورسوله ثلاثاً ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فأقامه ثم قال : من كان اللّه ورسوله وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

[خصائص النسائي ص 22] روى بسنده عن عمرو بن سعد أنه سمع علياً عليه السلام وهو ينشد في الرحبة من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا.

[خصائص النسائي ص 23] روى بسنده عن شريك عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة يقول : إني أنشد اللّه رجلاً - ولا يشهد إلا أصحاب محمد - سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه

ص: 414

اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول ذلك ، قال شريك : فقلت لأبي اسحاق هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ قال : نعم.

[خصائص النسائي ص 26] روى بسنده عن عمرو ذي مر ، قال : شهدت علياً عليه السلام بالرحبة ينشد أصحاب محمد صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أيكم سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وابغض من أبغضه وانصر من نصره.

[الرياض النضرة ج 2 ص 169] قال : وعنه - أي عن رياح - قال : بينما علي عليه السلام جالس إذ جاء رجل فدخل عليه اثر السفر ، فقال السلام عليك يا مولاي ، قال : من هذا؟ قال أبو أيوب الأنصاري فقال علي عليه السلام : أفرجوا له ففرجوا ، فقال أبو أيوب : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قال : خرجه البغوي في معجمه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 169] قال : وخرج ابن السمان عن عمر من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال في (ص 170) وعن عمر أنه قال : علي مولى من كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مولاه ، ثم قال : وعن سالم قيل لعمر : إنك تصنع بعلي شيئاً ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : إنه مولاي (أقول) وذكر هذا الأخير ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 26) وقال : أخرجه الدارقطني.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 25] قال : وعند الطبراني وغيره بسند صحيح أنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم خطب بغدير خم تحت شجرات فقال : أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر

ص: 415

الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أني يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً. فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه ، وان محمدا عبده ورسوله ، وأن جنته حق ، وأن ناره حق ، وأن الموت حق وان البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد (ثم قال) يا أيها الناس إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وانا أولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني علياً عليه السلام - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (ثم قال) يا أيها الناس إني فرطكم ، وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصري إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه عز وجل سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض.

[كنز العمال ج 1 ص 48] ولفظه هكذا : إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أُدعى فاجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت ، قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث بعد الموت حق؟ قالوا : نشهد ، قال : وأنا أشهد معكم ، ألا هل تسمعون؟ فاني فرطكم عليّ الحوض ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وأن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصري ، فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قالوا : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : كتاب اللّه طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ، والآخر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ، من كنت أولى به من نفسه فعليّ

ص: 416

وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، (قال) رواه الطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 163) باختلاف يسير (قال) وعن زيد بن أرقم قال : نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد اللّه وأثني عليه ، ثم قال : إني لا أجد لنبي (الخ) قال : وفي رواية اخصر من هذه : فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة (إلى أن قال) وفي رواية : لما رجع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قام فقال : كأني دعيت فأجبت (وقال في آخرها) فقلت لزيد : أنت سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.

[كنز العمال ج 1 ص 48] ولفظه : يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني قد يوشك أن أُدعي فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت ، قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن جنته حق وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور؟ يا أيها الناس إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني علياً عليه السلام - اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض أعرض مما بين بصري إلى صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه عز وجل سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض (قال) أخرجه

ص: 417

الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 164) وقال في اوله عن حذيفة بن أسيد قال لما صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع نهي اصحابه عن سمرات (أي شجرات) متفرقات بالبطحاء ان ينزلوا تحتهن ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك ؛ وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام ، فقال : يا ايها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير (وساق الحديث) كما تقدم وقال : رواه الطبراني ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في (ج 3 ص 61) وقال : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (وساق الحديث) كما تقدم عن الهيثمي ، وذكره ابن الاثير ايضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 92) قال فيه : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا : لما صدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع ولم يحج غيرها اقبل حتى اذا كان بالجحفة - وذلك يوم غدير خم وله بها مسجد معروف - فقال : أيها الناس أنه قد نبأني اللطيف الخبير (الى آخر ما تقدم) وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 61) مختصراً.

[كنز العمال ج 6 ص 153] علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه قال : أخرجه المحاملي في أماليه عن ابن عباس (أقول) وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير في المتن (ج 4 ص 358) وفي كنوز الحقائق (ص 92) وذكره علي بن سلطان ايضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 568).

[كنز العمال ج 6 ص 154] ولفظه : ألا إن اللّه وليي وأنا ولي كل مؤمن ، من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) أخرجه أبو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء بن عازب معاً.

ص: 418

[كنز العمال ج 6 ص 154] ولفظه : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأعن من أعانه (قال) رواه الطبراني عن حبشي بن جنادة (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 106) وقال : عن حبشي بن جنادة قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه (إلى آخر ما تقدم) ثم قال : رواه الطبراني ورجاله وثقوا (انتهى) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 169) وقال : خرجه المخلص الذهبي.

[كنز العمال ج 6 ص 154] ولفظه : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) أخرجه الطبراني عن ابن عمر وابن أبي شيبة عن أبي هريرة واثنى عشر من الصحابة ، وأحمد بن حنبل والطبراني وسعيد بن منصور عن أبي أيوب وجمع من الصحابة ، والحاكم عن علي عليه السلام وطلحة ، وأحمد بن حنبل والطبراني وسعيد بن منصور عن علي عليه السلام وثلاثين رجلاً من الصحابة ، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد ، والخطيب عن أنس.

[كنز العمال ج 6 ص 390] قال : عن ميمون أبي عبد اللّه قال : كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل فسأل عن علي عليه السلام فقال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر بين مكة والمدينة فنزلنا مكاناً يقال له غدير خم فأذن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه نحن نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ بيد علي عليه السلام ، ولا أعلمه إلا قال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) اخرجه ابن جرير.

[كنز العمال ج 6 ص 390] قال : عن ابي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت وليه

ص: 419

فعليّ وليه (قال) اخرجه ابن جرير.

[كنز العمال ج 6 ص 397] قال : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : خطب علي عليه السلام فقال : أنشد اللّه امريءً نشدة الإسلام سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول : ألست أولي بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم ، قالوا : بلي يا رسول اللّه قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، إلا قام فشهد ، فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا (قال) اخرجه الخطيب في الأفراد.

[كنز العمال ج 6 ص 397] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت وليه فهو وليه (قال) أخرجه ابن أبي عاصم.

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن جابر بن سمرة قال : كنا بالجحفة بغدير خم إذ خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) أخرجه ابن أبي شيبة.

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا بالجحفة بغدير خم وثمّ ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من خباء - أو فسطاط - فأشار بيده ثلاثاً فأخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) أخرجه البزار.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن جرير البجلي قال : شهدنا الموسم في حجة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - وهي حجة الوداع - فبلغنا مكانا يقال له غدير خم ، فنادى الصلاة

ص: 420

جامعة فاجتمعنا المهاجرون والأنصار ، فقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وسطنا فقال : أيها الناس بِمَ تشهدون؟ قالوا : نشهد أن لا إله إلا اللّه؟ قال : ثم مه؟ قالوا : وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : فمن وليكم؟ قالوا : اللّه ورسوله مولانا ، قال من وليكم؟ ثم ضرب بيده إلى عضد علي عليه السلام فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال : من يكن اللّه ورسوله مولاه فان هذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً (الحديث) قال : رواه الطبراني (أقول) وذكره المتقي في كنز العمال في (ج 6 ص 154) ايضاً مختصراً ، وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 106) باختلاف يسير.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن علي عليه السلام إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حضر الشجرة بخم ، ثم خرج آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : أيها الناس ألستم تشهدون أن اللّه ربكم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن اللّه ورسوله أولي بكم من أنفسكم وأن اللّه ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كان اللّه ورسوله مولاه فإن هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده كتاب اللّه سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي (قال) أخرجه ابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح.

[كنز العمال ج 6 ص 403] قال : عن عمير بن سعد أن علياً عليه السلام جمع الناس في الرحبة وأنا شاهد ، فقال : أنشد اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول ذلك (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : اسناده حسن.

ص: 421

[كنز العمال ج 6 ص 403] قال : عن زيد بن أرقم قال : نشد علي عليه السلام الناس من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير (خم) : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام اثنا عشر رجلاً فشهدوا بذلك.

[كنز العمال ج 6 ص 403] قال : عن أبي اسحاق عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع ، قالوا : سمعنا علياً عليه السلام يقول : نشدت اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير (خم) ما قال لما قام ، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى يا رسول اللّه فأخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، قال : رواه البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات (ثم قال) قال الهيثمي : رجال اسناده ثقات.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن سعد قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : لعلي عليه السلام ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منها أحب إلى من الدنيا وما فيها ، سمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، ليس بفرار ، وسمعته يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) أخرجه ابن جرير.

[كنز العمال ج 6 ص 406] قال : عن علي عليه السلام إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أخذ بيده يوم غدير خم فقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه (الحديث) قال : أخرجه ابن راهويه

ص: 422

وابن جرير.

[الإصابة ج 1 القسم 1 ص 319] قال : روى ابن عقدة في كتاب الموالاة حديث حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي من رواية أبي مريم عن زر بن حبيش قال : قال علي عليه السلام : من ها هنا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (أقول) وذكره ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 1 ص 368) قال : خرج علي عليه السلام من القصر فأستقبله ركبان متقلدي السيوف فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا مولانا ورحمة اللّه وبركاته ، فقال علي عليه السلام : من ها هنا من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم قيس بن ثابت وهاشم بن عتبة وحبيب بن بديل بن ورقاء فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

[الإصابة ج 2 القسم 1 ص 57] قال : وروى ابن عقدة في كتاب الموالاة عن حبة بن جوين قال : لما كان يوم غدير خم دعا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الصلاة جامعة فذكر حديث من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) فأخذ بيد علي عليه السلام حتى نظرت إلى آباطهما وأنا يومئذ مشرك (أقول) وذكره ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 1 ص 367) وقال : روى عن يعقوب بن يوسف (إلى ان قال) عن حبة بن جوين العرني البجلي قال : لما كان يوم غدير (خم) دعا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الصلاة جامعة نصف النهار ، قال : فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس أتعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : نعم ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأخذ بيد علي عليه السلام حتى رفعهما

ص: 423

حتى نظرت الى آباطهما وأنا يومئذٍ مشرك.

[الاصابة ج 3 القسم 1 ص 29] قال : روى ابن عقدة في الموالاة من طريق عمر بن عبد اللّه بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده ، قال : لما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فانتدب له بضعة عشر رجلاً منهم زيد - أو يزيد - بن شراحيل الأنصاري (أقول) ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 6) قال : وأخبرنا أبو موسى (إلى أن قال) حدثنا أبو العباس بن عقدة (إلى ان قال) عن عمرو بن عبد اللّه بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فلما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس فانتشد له بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب - صاحب منزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - وناجية بن عمرو الخزاعي (انتهى) وذكره ابن الأثير الجزري في (ج 2) ايضاً من أُسد الغابة (ص 233).

[الإصابة ج 4 القسم 1 ص 16] قال : وأورد ابن عقدة ايضاً - من طريق عمرو بن عبد اللّه بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده - قال سمعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلما قدم علي عليه السلام الكوفة نشد الناس فانتشد له سبعة عشر رجلاً منهم عامر بن ليلى الغفاري (أقول) وذكره ايضاً في (ج 6 ص 223). وذكره ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 93) وقال فيه - بعد قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه - اللهم والِ من والاه ، وعادِ من عاداه.

[الإصابة ج 4 القسم 1 ص 14] قال : اخرج ابن عقدة في الموالاة - من طريق موسى بن اكتل بن عمير النميري - حدثنا عمي

ص: 424

عامر بن عمير قال : (فذكر حديث غدير خم).

[الإصابة ج 4 القسم 1 ص 143] قال : أخرج أبو العباس بن عقدة في جمع طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه بسند له إلى ابراهيم بن محمد - أظنه ابن أبي يحيى - عن جعفر بن محمد عن أبيه وأيمن بن نابل بن عبد اللّه بن ياميل ، قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه قال (الحديث) ثم قال : واستدركه أبو موسى (أقول) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 274) وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

[الإصابة ج 4 القسم 1 ص 169] قال : ذكر ابن عقدة في كتاب الموالاة عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري فيمن روى حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، وساق - من طريق الأصبغ بن نباتة - قال : لما نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ولا يقوم إلا من سمع ، فقام بضعة عشر رجلاً منهم أبو أيوب وأبو زينب وعبد الرحمن ابن عبد رب فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : إن اللّه وليي وأنا ولي المؤمنين ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه (أقول) وذكره ايضاً في (ج 7 القسم 1 ص 78) وقال فيه : فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول - وأخذ بيدك يوم غدير (خم) فرفعها فقال - ألستم تشهدون أني قد بلغت؟ قالوا : نشهد ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه وذكره ابن الأثير الجزري ايضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 205) وزاد : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأعن من أعانه ، وأبغض من أبغضه ، وذكره الطحاوي ايضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 307) وزاد علي ابن الأثير : وانصر من نصره ، وأخذل من خذله.

[الاصابة ج 4 القسم 1 ص 182] قال : ذكر أبو العباس بن

ص: 425

عقدة في كتاب الموالاة عبد الرحمن بن مدلج ، وأخرج - من طريق موسى بن النضر بن الربيع الحمصي ، حدثني سعد بن طالب أبو غيلان ، حدثني أبو اسحاق حدثني من لا أحصى أن علياً عليه السلام نشد الناس في الرحبة من سمع قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقام نفر منهم عبد الرحمن بن مدلج فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، قال : وأخرجه ابن شاهين عن ابن عقدة واستدركه أبو موسى (أقول) وذكره ابن الأثير الجزري ايضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 321) وقال فيه : فشهدوا أنهم سمعوا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وكتم قوم فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة ، منهم يزيد بن وديعة وعبد الرحمن بن مدلج.

[الإصابة ج 7 القسم 1 ص 156] قال : ذكر أبا قدامة الأنصاري أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة - الذي جمع فيه طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه - فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير عن فطر عن أبي الطفيل قال : كنا عند علي عليه السلام فقال : أنشد اللّه من شهد يوم غدير خم ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري فشهدوا أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال ذلك (قال) واستدركه أبو موسى (أقول) : ورواه ابن الأثير الجزري ايضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 276) قال - بعد ذكر السند ما لفظه : عن أبي الطفيل قال : كنا عند علي عليه السلام فقال : أنشد اللّه تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري فقالوا : نشهد أنا أقبلنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من حجة الوداع حتى إذا كان الظهر خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأمر بشجرات فشددن وألقى عليهن ثوب ، ثم نادى الصلاة فخرجنا فصلينا ، ثم قام فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثم قال : يا أيها

ص: 426

الناس أتعلمون أن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بكم من أنفسكم يقول ذلك مراراً؟ قلنا : نعم وهو آخذ بيدك يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه ، ثلاث مرات.

[أُسد الغابة ايضاً ج 1 ص 308] قال : وروى أبو أحمد العسكري باسناده عن عمارة بن يزيد عن عبد اللّه بن العلاء عن الزهري (إلى أن قال) قال : سمعت أبا جنيدة جندع بن عمرو بن مازن قال : سمعت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، وسمعته وإلا صمتا يقول - وقد انصرف من حجة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي عليه السلام وقال - من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال عبد اللّه : فقلت للزهري : لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع ملء أذنيك سب علي عليه السلام ، فقال : واللّه إن عندي من فضائل علي عليه السلام ما لو تحدثت بها لقتلت.

[أُسد الغابة ايضاً ج 3 ص 307] روى بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال : نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم ما قال إلا قام ، ولا يقوم إلا من سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : فقام بضعة عشر رجلاً فيهم أبو أيوب الأنصاري وأبو عمرة بن محصن وأبو زينب وسهل ابن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبد اللّه بن ثابت الأنصاري وحبشي بن جنادة السلولي وعبيد بن عازب الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري وأبو فضالة الأنصاري وعبد الرحمن بن عبد رب ، فقالوا : نشهد أنا سمعنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : ألا إن اللّه عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين ألا فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه

ص: 427

وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وأعن من أعانه.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 93] قال : وذكروا أن رجلاً من همدان يقال له برد قدم على معاوية فسمع عمراً يقع في علي عليه السلام فقال له : يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فحق ذلك أم باطل؟ فقال عمرو : حق وأنا أزيدك : إنه ليس أحد من صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم له مناقب مثل مناقب عليّ ففزع الفتي (الخ).

[مشكل الآثار للطحاوي ج 2 ص 307] روى بسنده عن محمد ابن عمر بن علي عليه السلام عن أبيه علي عليه السلام ، إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم حضر الشجرة بخم فخرج آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : يا أيها الناس ألستم تشهدون أن اللّه ربكم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تشهدون أن اللّه ورسوله أولى بكم من أنفسكم ، وان اللّه ورسوله مولاكم؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، إني قد تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا بعدي ، كتاب اللّه بأيديكم ، وأهل بيتي.

[فيض القدير للمناوي ج 6 ص 218] - في الشرح - قال : وروى حديث الغدير الديلمي بلفظ من كنت نبيه فعلي وليه (قال) ولهذا قال أبو بكر - فيما أخرجه الدارقطني - على عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم (أقول) وذكره في كنوز الحقائق أيضاً (ص 147) ولفظه : من كنت وليه فعليّ وليه ، قال : للديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 17] قال : عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في تضرع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأعلمه بذلك

ص: 428

فنزل علي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هذه الآية : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ ورَسُولُهُ واَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ ويُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وهُمْ رٰاكِعُونَ ) فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 105] قال : وعن زيد بن أرقم قال : أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بالشجرات فقمّ ما تحتها ورش ، ثم خطبنا فواللّه ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ (ثم قال) يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا : اللّه ورسوله أولى بنا من أنفسنا ، قال : فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني علياً عليه السلام - ثم أخذ بيده فبسطها ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (قال) رواه الطبراني ، ورواه البزار أتم منه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 105] قال : وعن داود بن يزيد الأودى عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع اليه الناس فقام اليه شاب فقال : أنشدك باللّه سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه؟ قال : فقال : إني اشهد اني سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (قال) رواه أبو يعلى والبزار بنحوه ، والطبراني في الأوسط.

[وفي مجمعه ايضاً ج 9 ص 106] قال : وعن مالك بن الحويرث قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا.

[وفي مجمعه ايضاً ج 9 ص 107] قال : وعن حميد بن عمارة قال : سمعت أبي يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول - وهو آخذ بيد علي عليه السلام - من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، (قال) رواه البزار.

[وفي مجمعه ايضاً ج 9 ص 108] قال : وعن ابن عباس إن النبي صلّى

ص: 429

اللّه عليه و (آله) وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) : رواه البزار في أثناء حديث ، ورجاله ثقات.

[في مجمعه ايضاً ج 9 ص 108] قال : وعن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

ثم إن ها هنا أحاديث أُخر يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب وإن كانت خالية عن قول : من كنت مولاه فعليّ مولاه.

(منها) ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 119) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : فحدثني أنه شهد علياً عليه السلام في الرحبة قال : أنشد اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، وشهده يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم إلا من قد رآه ، فقام أثنا عشر رجلاً فقالوا : قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، انصر من نصره ، واخذل من خذله ، فقام إلا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته. (ومنها) ما رواه احمد بن حنبل ايضاً في مسنده ج 3 ص 71 مسنداً عن ابي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلّى الله عليه و (آله) وسلم لا يمنعن رجلاً مهابة الناس ان يقوم بحق اذا علمه قال ثم بكى أبو سعيد قال : قد واللّه شهدناه فما قمنا به (اقول) وفي هذا الحديث اشارة واضحة من ابي سعيد إلى ما شهدوه يوم غدير خم ولم يقوموا به مهابة الناس فبكى لأجل ذلك (واللّه العالم).

(ومنها) ما رواه ابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج 4 ص 114) في ترجمة عمرو بن شراحيل ، قال : روى عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أنه قال : اللهم انصر من نصر عليا ، اللهم أكرم من أكرم علياً ، (أقول) وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته (ج 4 ص 305) والمتقي ايضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) وزاد في آخره : اللهم اخذل من خذل علياً.

(ومنها) ما رواه النسائي في خصائصه (ص 4) بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله)

ص: 430

وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إني وليكم ، قالوا : صدقت يا رسول اللّه ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليي ، ويؤدى عني ديني ، وأنا موالٍ من والاه ، ومعادٍ من عاداه.

(ومنها) ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 155) اللهم أعنه وأعن به ، وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس.

(ومنها) ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 107) قال : وعن نذير قال : سمعت علياً عليه السلام يقول - يوم الجمل لطلحة - أنشدك اللّه يا طلحة سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يقول : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : بلى فذكر وانصرف ، قال : رواه البزار.

(ومنها) ما ذكره الهيثمي ايضاً في مجمعه (ج 9 ص 166) قال وعن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة عليها السلام بنت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم متوركة الحسن والحسين في يدها برمة للحسن فيها سخين حتى أتت بها النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فلما وضعتها قدامه قال : أين أبو حسن؟ قالت : في البيت فدعاه فجلس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وعلي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام يأكلون قالت أُم سلمة : وما سامني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وما أكل طعاماً وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني سامني دعاني اليه - فلما فرغ التف عليهم بثوبه ثم قال : اللهم عاد من عاداهم ، ووال من والاهم قال : رواه ابو يعلى وإسناده جيد.

ص: 431

بابٌ : في قول عمر وأبي بكر لعلي عليه السلام أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 281] روى بسنده عن البراء ابن عازب قال : كنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم (وساق الحديث) كما تقدم في الباب السابق في ذيل نقل الحديث عن صحيح ابن ماجة (إلى ان قال) فأخذ - يعني النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (أقول) وتقدم ايضاً هناك أنه قد تعرض لنقل هذا الحديث جمع آخرون قد ذكرناهم تفصيلاً فراجع.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) في سورة المائدة ، قال - كما تقدم في الباب السابق - ما لفظه : العاشر - أي من وجوه نزول الآية - نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك اصبحت مولايَ ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ص: 432

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 290] روى بسنده - كما تقدم في الباب السابق - عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما اخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل اللّه : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ، الحديث (أقول) ورواه بطريق آخر ايضاً مثله.

[فيض القدير ج 6 ص 217] في الشرح قال : ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك - يعني قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعليٌ مولاه - قال - فيما خرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص - أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة (أقول) وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 26).

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 68] قال : وعن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان ، فقال لعلي عليه السلام : إقض بينهما يا أبا الحسن فقضى علي عليه السلام بينهما فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ، فوثب اليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (قال) خرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 107) وقال : أخرجه الدارقطني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 170] قال : وعن عمر - وقد نازعه رجل في مسألة - فقال : بيني وبينك هذا الجالس ، وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال الرجل : هذا الأبطن؟ فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال : أتدري من صغرت؟ هذا مولاي ومولى كل مسلم (قال) أخرجه ابن السمان.

[الرياض النضرة ج 2 ص 170] قال : وعن سالم قيل لعمر : إنك

ص: 433

تصنع بعلي شيئاً ما تصنعه بأحد من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إنه مولاي قال : أخرجه ابن السمان (أقول) وذكره ابن حجر ايضاً في صواعقه (ص 26) وقال : أخرجه الدارقطني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 170] قال : وعن عمر انه قال : عليّ مولى من كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم مولاه (قال) أخرجه ابن السمان.

ص: 434

باب : في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمم علياً عليه السلام يوم غدير خم بما يعتم به الملائكة

[مسند أبي داود الطيالسي ج 1 ص 23] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : عمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي ثم قال : إن اللّه عز وجل أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة (الحديث) (أقول) ورواه البيهقي ايضاً في سننه (ج 10 ص 14) وذكره ابن حجر ايضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 41) وقال فيه : بعمامة سوداء طرفها على منكبي (قال) أخرجه البغوي.

[كنز العمال ج 8 ص 60] قال : عن علي عليه السلام قال : عممني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي قال : وفي لفظ فسدل طرفيها على منكبي ثم قال : إن اللّه أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة وقال : إن العمامة حاجزة بين الكفر والإيمان (قال) وفي لفظ بين المسلمين والمشركين (الحديث) (قال) أخرجه ابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي وابن منيع والبيهقي.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 114] روى بسنده عن عبد الأعلى بن عدي إن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام يوم غدير خم فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه ثم قال : هكذا : فاعتموا

ص: 435

فإن العمائم سيماء الإسلام وهي حاجزة بين المسلمين والمشركين (أقول) وذكره المحب الطبري ايضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 217).

ص: 436

بابٌ : في أن آية يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل اليك نزلت يوم غدير خم في فضل علي عليه السلام

[الواحدي في أسباب النزول ص 150] قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار قال : أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي ، قال : أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن ابراهيم الخلوتي قال : حدثنا الحسن بن حماد سجادة قال : حدثنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي حجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية : ( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (الخ) في سورة المائدة (قال) والعاشر أي من الوجوه التي قالها المفسرون في نزول الآية قال : نزلت الآية في فضل علي ابن أبي طالب عليه السلام ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة (قال) هو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام (أقول) قوله : وهو قول

ص: 437

ابن عباس (الخ) أي نزول الآية في فضل علي عليه السلام هو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي عليه السلام.

ص: 438

بابٌ : في أن آية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ نزلت يوم غدير خم

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) في سورة المائدة ، ذكر عن ابن مردويه ، وابن عساكر كلاهما عن أبي سعيد الخدري قال : لما نصب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ذكر عن ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة قال : لما كان يوم غدير خم وهو يوم ثماني عشرة من ذي الحجة قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه فأنزل اللّه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 290] روى بسنده عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست ولي المؤمنين قالوا : بلي يا رسول اللّه قال : من

ص: 439

كنت مولاه فعليٌّ مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مسلم فأنزل اللّه. اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (الحديث) (أقول) ثم رواه الخطيب بطريق آخر مثله.

ص: 440

باب : في نزول العذاب على الحارث بن النعمان لما أنكر نصب النبي علياً عليه السلام يوم غدير خم

[نور الأبصار للشبلنجي ص 71] قال : ونقل الإمام أبو اسحاق الثعلبي في تفسيره إن سفيان بن عيينة سئل عن قوله تعالى : ( سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ ) ، فيمن نزلت فقال للسائل : لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن آبائه رضي اللّه عنهم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لما كان بغدير خم نادى الناس فأجتمعوا فأخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فشاع ذلك فطار في البلاد وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم على ناقة له فأناخ راحلته ونزل عنها وقال : يا محمد أمرتنا عن اللّه عز وجل أن نشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه فقبلنا منك وأمرتنا أن نصلي خمساً فقبلنا منك وأمرتنا بالزكاة فقبلنا وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا وأمرتنا بالحج فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من اللّه عز وجل فقال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : والذي لا إله إلا هو إن هذا من اللّه عز وجل ، فولي الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما

ص: 441

يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتى رماه اللّه عز وجل بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله فأنزل اللّه عز وجل : سَأَلَ سٰائِلٌ بِعَذٰابٍ وٰاقِعٍ لِلْكٰافِرينَ لَيْسَ لَهُ دٰافِعٌ مِنَ اَللّٰهِ ذِي اَلْمَعٰارِجِ (أقول) وذكره المناوي ايضاً في فيض القدير (ج 6 ص 217) ولم يقل فيه سفيان : حدثني أبي عن جعفر بن محمد عليه السلام.

ص: 442

بابٌ : في الاستدلال بحديث غدير خم على خلافة علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل

(أقول) إن حديث الغدير - الذي قد ذكرنا جملة من طرقه في باب قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه - هو من أقوى أدلة الشيعة وأظهرها على خلافة علي عليه السلام وامامته من بعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بلا فصل ، والاستدلال به يحتاج إلى ذكر أمرين السند والدلالة.

(أما السند) فهو في أعلى مرتبة الصحة والقوة ، فإنه حديث متواتر قد رواه أعاظم الصحابة وأجلاؤهم ، منهم علي عليه السلام وعمار وعمر وسعد وطلحة وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو أيوب وبريدة الأسلمي وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأنس بن مالك وحذيفة بن أسيد وجابر بن عبد اللّه وجابر ابن سمرة وابن عباس وابن عمر وعامر بن ليلي وحبشي بن جنادة وجرير البجلي وقيس بن ثابت وسهل بن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبيد اللّه بن ثابت الأنصاري وثابت بن وديعة الأنصاري وأبو فضالة الأنصاري وعبيد بن عازب الأنصاري والنعمان بن عجلان الأنصاري وحبيب بن بديل وهاشم بن عتبة وحبة بن جوين ويعلي بن مرة ويزيد بن شراحيل الأنصاري وناجية بن عمرو

ص: 443

الخزاعي وعامر بن عمير وأيمن بن نابل وأبو زينب وعبد الرحمن بن عبد رب وعبد الرحمن بن مدلج وأبو قدامة الأنصاري وأبو جنيدة جندع بن عمرو بن مازن ، وأبو عمرة بن محصن ومالك بن الحويرث وعمارة وعمرو ذي مر وغيرهم خلق كثير ممن روى حديث الغدير ، ولم أظفر على العجالة على أسمائهم وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 7 ص 337) اسامي جملة من الصحابة ممن روى حديث الغدير (ثم قال في ص 329) وقد جمع ابن جرير الطبري حديث الموالاة في مؤلف فيه أضعاف من ذكر وصححه (ثم قال) واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابياً أو أكثر

(وقال) في فتح الباري ج 8 ص 76 وأما حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه فقد اخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد وكثير من اسانيدها صحاح وحسان. (انتهى) ، وذكر القندوزي في ينابيعه في الباب الرابع (قال) وفي المناقب أخرج محمد بن جرير الطبري - صاحب التاريخ - خبر غدير خم من خمسة وسبعين طريقاً وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية ، ثم قال ايضاً : أخرج خبر غدير خم أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة وأفرد له كتاباً وسماه الموالاة وطرقه من مائة وخمسة طرق ، ثم قال : وحكى العلامة علي بن موسى ابن علي بن محمد أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين - أستاذ أبي حامد الغزالي - يتعجب ويقول : رأيت مجلداً في بغداد في يد صحاف فيه روايات خبر غدير خم مكتوباً عليه المجلدة الثامنة والعشرون ، من طرق قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم. من كنت مولاه فعليّ مولاه ويتلوه المجلدة التاسعة والعشرون (انتهى) هذا كله سند الحديث.

(وأما الدلالة) فهي ايضاً في أعلى مرتبة الظهور بعد ملاحظة القرائن المحفوفة به الحالية والمقالية ، وتوضيحه : إن للفظ المولي في اللغة معانٍ متعددة كالمالك والعبد والمعتق والعتيق والمحب والجار والحليف والعصبة ومنه قوله تعالى : ( وإِنِّي خِفْتُ اَلْمَوٰالِيَ مِنْ وَرٰائِي ) . قيل : سموا بذلك لأنهم يلونه في

ص: 444

النسب من الولي وهو القرب ، ومن معانيه ايضاً الناصر ، قيل : ومنه قوله تعالى : ( ذٰلِكَ بِأَنَّ اَللّٰهَ مولى اَلَّذِينَ آمَنُوا وأَنَّ اَلْكٰافِرِينَ لاٰ مَوْليٰ لَهُمْ ) ، والصديق قيل : ومنه قوله تعالى : (يَوْمَ لاٰ يُغْنِي مولى عَنْ مولى شَيْئاً ) ، أي صديق عن صديق ، قيل : والوارث ، ومنه قوله تعالى : ( ولِكُلٍّ جَعَلْنٰا مَوٰالِيَ مِمّٰا تَرَكَ اَلْوٰالِدٰانِ واَلْأَقْرَبُونَ ) أي ورثة ، إلى غير ذلك ، ومن أكمل معانيه وأتمها بل ومن أشهرها وأظهرها هو الأولى بالإنسان من نفسه ، فالمولى بهذا المعنى يطلق على كل عال ذي مقام شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فتقول له : أنت مولاي أي أولى بي من نفسي ، بل وبهذا المعنى يطلق ايضاً على مالك الرقبة فانه أولى بعبده من نفسه ، إذ هو المتصرف في أموره وشؤونه والعبد كلّ عليه لا يقدر على شيء ، ومن هنا صح أن يقال : إن مالك الرقبة ليس معنى آخر مستقلاً للفظ المولى في قبال الأولى بالإنسان من نفسه بل هو من مصاديقه وأفراده والجامع بينهما كما أشرنا هو كل عالٍ ذي مقام منيع شامخ مطاع أمره نافذ حكمه ، فكل من كان كذلك فهو بالنسبة إلى من دونه مولاه أي أولى به من نفسه ، سواء كان ذلك ممن يملك رقبته بحيث إن شاء باعه كما في موالي العبيد أم لا.

[وبالجملة] إن المولي الواقع في قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ليس المراد منه إلا الأولى بهم من أنفسهم الذي هو عبارة أخري عن الإمام والأمير وذلك بشهادة قرائن قطعية.

(منها) قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ألست أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، فبعدما قال أصحابه : بلي قال : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه فتفريعه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قول : من كنت مولاه علي قوله : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم دليل واضح على كون المولى هنا بمعنى الأولى بهم من أنفسهم وإلا لكان قوله : ألست أولى لغواً جداً ، هذا مع أن في كثير من طرق الحديث التفريع بالفاء صريحاً مثل قوله : فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، وهذا أظهر وأصرح في التفريع كما لا يخفى.

ص: 445

(ومنها) قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بعض طرقه - كما تقدم - إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين أولي بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني علياً عليه السلام - فجعل صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كلمة أولى بهم من أنفسهم بياناً لقوله : وأنا مولى المؤمنين ومفسراً لمعناه ، فهذا ايضاً دليل واضح على كون المراد من مولى هنا هو أولى بهم من أنفسهم.

(ومنها) تصريحه في بعض طرقه بلفظ أولي به من نفسه - كما تقدم - في حديث كنز العمال والهيثمي الذي كان أوله إني لا أجد لنبي (إلى ان قال) ثم اخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه فان ذلك ايضاً دليل واضح على أن المراد من المولي في بقية طرق الحديث هو الأولى به من نفسه ، فإن الأخبار يفسر بعضها بعضاً.

(ومنها) قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في بعض طرقه الممزوج بحديث الثقلين : إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، أو إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي كان قبله وإني يوشك أن أدعى فأُجيب أو إني قد يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ، فإن هذا كله من أقوى الأدلة على أنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم يكن إلا في مقام الوصية والاستخلاف وتعيين الإمام من بعده كي يأثم به الناس ويهتدوا بهداه ويقفوا أثره ولا يتركهم سدى أتباع كل ناعق ، لا بصدد بيان أن من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك من المعاني فعلى محبه أو ناصره فان إرادة مثل هذه المعاني مما لا يحتاج إلى ذكر قرب موته ودنو أجله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنه يوشك أن يدعى فيجيب وغير ذلك.

(ومنها) إن فعل النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ومجموع ما صدر منه في ذلك اليوم - أي يوم غدير خم ، مع قطع النظر عن كل قرينة لفظية - هو من أقوى دليل وأعظم شاهد على أنه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان بصدد نصب الإمام والخليفة من بعده وأن المراد من المولى هو الأولى بهم من أنفسهم لا بمعنى آخر ، وتوضيحه إنا إذا تأملنا نزوله في ذلك الموضع بعد منصرفه من آخر

ص: 446

حجة له في يوم ما أتي عليه ولا على أصحابه أشد حراً منه - كما سبق في بعض روايات الحاكم عن زيد بن أرقم - ووقوفه للناس حتى رد من سبقه ولحقه من تخلف - كما سبق في بعض روايات النسائي عن سعد - حتى اجتمع اليه الناس جميعاً ، وأمر بدوحات عظام فكنس تحتهن ، ورش وظلل له بثوب - كما في أغلب روايات زيد - ثم عمم علياً عليه السلام بما يعتم به الملائكة - كما مر عليك آنفا أخباره في باب مستقل - ثم أخذ بيد علي عليه السلام - بعدما خطب الناس ونبههم بقرب موته ودنو أجله - حتى رفع علياً عليه السلام ونظر الراوي إلى آباطهما - كما سبق في بعض روايات ابن حجر في الاصابة عن حبة بن جوين - ثم نزل : ( اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية ، بل ونزل قبله : ( يٰا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ) - كما عرفتهما في بابهما آنفاً - لرأينا أن ذلك كله ليس إلا وصية واستخلافاً من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وأنه كان بصدد تعيين الإمام من بعده وتفهيم الناس أن المقتدى لهم علي عليه السلام لا أن من كنت محبه أو ناصره فعليٌ محبه وناصره.

(ومما) يؤكد ذلك ايضاً قول أبي بكر وعمر لعلي عليه السلام - بعدما سمعا قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم أمسيت يا بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، أو قول عمر : بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مسلم ، أو هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولي كل مؤمن ومؤمنة - فإن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لو لم يكن قد انشأ وأوجد بفعله وقوله ذلك لعلي عليه السلام منصباً جديداً لم يكن ثابتاً له من قبل لما قالا له أمسيت - أو أصبحت - مولى كل مؤمن ومؤمنة ونحو ذلك ، فان مثل هذا التعبير لا يقال إلا عند حصول منصب جديد حادث ، وإلا فعلي عليه السلام كان محباً لمن كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم محباً له ، أو ناصراً لمن كان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ناصرا له من قبل هذا ، وهذا كله واضح لا يحتاج الى مزيد بيان ، (كما) أن إنكار الحارث بن النعمان الفهري على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بقوله : «إنك أمرتنا بكذا وكذا فقبلنا ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تفضله علينا» ايضاً مما يؤكد أن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قد استخلف علياً بفعله وقوله ذلك ، وعيّنه إماما للناس من بعده فضاق بذلك

ص: 447

صدق الحارث بن النعمان فاعترض على النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فأجابه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بأنه من اللّه ، فلم ير الحارث بداً إلا ان يدعو على نفسه فدعا ونزل العذاب عليه حتى أهلكه اللّه ، فلو كان مقصود النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم هو تبليغ الناس ان من كنت محبه أو ناصره أو نحو ذلك فعلي كذلك لم يكن الأمر ذا أهمية بهذه المثابة حتى يضيق صدر الحارث بذلك ويدعو على نفسه ويهلكه اللّه.

وقد أورد علماء السنة على الاستدلال بحديث الغدير لخلافة علي عليه السلام بعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بلا فصل بأمور ضعيفة.

(منها) إن احداً من أئمة العربية لم يذكر أن مفعلاً يأتي بمعني أفعل أي المولى بمعنى الأولى ؛ (والجواب عنه) : كأنهم لم يسمعوا ما قاله المفسرون في قوله تعالى في سورة الحديد : ( مَأْوٰاكُمُ اَلنّٰارُ هِيَ مَوْلاٰكُمْ ) من السنة والشيعة كالكشاف والجلالين والبيضاوي وأبي السعود والطبري والتبيان وغيرهم فأنهم قد ذكروا تفسيره بالأولى ، أي هي أولى بكم ، ويقول الأخطل في عبد الملك ابن مروان مادحاً له :

فما وجدت فيها قريش لأمرها *** أعف وأوفى من أبيك وأمجدا

وأورى بزنديه ولو كان غيره *** غداة اختلاف الناس ألوى وأصلدا

فأصبحت مولاها من الناس كلهم *** وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا

فخاطبه بلفظ مولى - وهو خليفة مطاع الأمر - من حيث اختص بالمعنى الذي احتمله ، والأخطل هو أحد شعراء العرب وممن لا يطعن عليه في معرفة ، ولا ميل له إلى مذهب الاسلام ، بل هو من المبرزين في علم اللغة وكذلك أبو عبيدة معمر بن المثني الذي هو مقدم في علم العربية غير مطعون عليه في معرفتها قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف بالمجاز (ج 2 ص 254) في تفسير الآية المذكورة ما لفظه : ( هي مولاكم ) أولى بكم ، واستشهد بقول لبيد ، في معلقته المشهورة :

ص: 448

فغدت كلا الفرجين تحسب أنه *** مولى المخافة خلفها وأمامها

معناه أولى بالمخافة ، يريد أن هذه المطية تحيرت فلم تدر أخلفها أم أمامها وليس أبو عبيدة معمر بن المثني المذكور متهماً في التقصير في علم اللغة ولا مظنوناً به الميل الى امير المؤمنين علي عليه السلام بل هو معدود من الخوارج ويقول ابن قتيبة الدينوري في غريب القرآن ومشكله (ج 2 ص 164) ما نصه : ( مأواكم النار هي مولاكم ) أي هي أولى بكم ، ثم استشهد بقول لبيد المذكور ، وجاء في شرح معلقة لبيد للزوزني (ص 106) ط بيروت سنة 1377 ه. سنة 1958 م في شرح هذا البيت ما نصه حرفياً. قال ثعلب : إن المولى في هذا البيت بمعني الاولى بالشيء كقوله تعالى : ( مَأْوٰاكُمُ اَلنّٰارُ هِيَ مَوْلاٰكُمْ ) اي اولى بكم.

وكذلك جاء في البخاري تفسير (هي مولاكم) أولى بكم كما ذكره ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري (ج 8 ص 482) وقال : وكذا قال أبو عبيدة : وفي بعض نسخ البخاري (هو أولي بكم) وكذا هو كلام أبي عبيدة أيضاً.

وكذلك يروي عن أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه المعروف بتفسير المشكل في القرآن في ذكر أقسام مولى ، قال : إن المولى الولي ، والمولى الأول بالشيء ؛ واستشهد على ذلك بالآية المذكورة وببيت لبيد ايضاً :

كانوا موالي حق يطلبون به *** فأدركوه وما ملوا ولا تعبوا

وقد ذكر الفخر الرازي عن الكلبي والزجاج والفراء وأبي عبيدة أنهم ايضاً فسروا الآية بالأولي ، مضافاً الى انه لو لم يكن هناك آية ولا رواية ولا لغوي قد صرح بأن المولي قد جاء بمعني الأولى سوى قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلي قال : فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، أو قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن اللّه مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ؛ لكفي ذلك

ص: 449

دليلاً علي مجيء المولي بمعنى الأولى فإن المراد فيهما ليس ذلك بقرينة قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ألست أولى ، وقوله : أولى بهم.

(ومنها) إن المولى لو كان بمعني الأولى لجاز استعمال كل منهما مكان الآخر فكان يصح قول القائل : هذا مولى يزيد بدل قوله : أولى يزيد ، أو أولى زيد بدل قوله : مولى زيد ، ومن المعلوم عدم صحة ذلك (والجواب عنه) إن المراد من كون المولى بمعنى الأولى هو كونه بمعنى الأولى به بانضمام حرف الجر ، ومن المعلوم جواز استعمال كل منهما مكان الآخر فتقول : هذا مولى زيد أي أولى بزيد ، أو نقول : هذا أولى بزيد أي مولى زيد ، نعم كلمة الأولى به تارة تستعمل ويراد منها الأولى به من نفسه كما تقدم في قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخرى تستعمل ويراد منها الأولى به من غيره ، كما في قوله تعالى : ( أَوْلَي اَلنّٰاسِ بِإِبْرٰاهِيمَ لَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُ ) أي أحق الناس وأحراهم به للذين اتبعوه ، أو في قوله أولى الناس بالميت أولاهم بميراثه ، أي أحقهم وأحراهم به أحقهم وأحراهم بميراثه ، ففي الأول يعتبر العلو والمقام الشامخ ، وفي الثاني لا يعتبر ذلك بل يطلق على المساوي والأدنى أيضاً.

(ومنها) أنه لو حملنا المولى في قوله صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : من كنت مولاه فعليٌّ مولاه على الأولي بهم من أنفسهم ولم نحمله على الناصر أو المحب أو نحو ذلك فيستلزم ذلك المفسدة العظيمة والوصمة الفظيعة والثلمة المتفاقمة في جل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من المهاجرين والأنصار (والجواب عنه) إن خطأ الأصحاب جلهم في أمر مخصوص ليس أمراً غير معقول. ودعوى إجماع الأمة على بيعة أبي بكر وأنه قال النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : إن أمتي لا تجتمع على الخطأ ممنوعة صغرى وكبرى ، أما الصغرى فلعدم تحقق الإجماع كما ستعرف في الجملة من كلام ابن قتيبة ، وتفصيله موكول إلى مراجعة التواريخ المفصلة ، وأما الكبرى فلأنه ليس هو حديثاً متسالماً عليه عند الفريقين جميعاً أي السنة والشيعة كي يصح الاستدلال به عند المناظرة ، بل هو حديث موضوع قد وضعه الواضع لتصحيح ما ارتكبه

ص: 450

جل الصحابة بعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وقد وقع في أمة موسى عليه السلام في زمان حياته قبل مماته ما هو أعظم مما وقع في أمتنا بعد وفاة نبينا صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فان موسى عليه السلام بعد ما دعا قومه إلى التوحيد زمناً طويلاً بيد بيضاء وعصا تفلق البحر وتلقف ما صنعه الساحرون ، وبنحو ذلك من الآيات والبينات وآمنوا باللّه وعبدوه ووحدوه غاب عنهم زمناً يسيراً للمناجاة مع ربه وخلف فيهم هارون وهو أخو موسى عليه السلام وشريكه في النبوة بمقتضى قوله تعالى : ( ووَهَبْنٰا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنٰا أَخٰاهُ هٰارُونَ نَبِيًّا ) وقد أمرهم بطاعته وملازمته ، فلما غاب عنهم أجمعوا - إلا القليل منهم - على مخافة هارون وكادوا يقتلوه فتركوه واتخذوا العجل وعبدوه وأشركوا باللّه عز وجل وأضلهم السامري ، فاذا جاز أن تجتمع أمة موسى على اتخاذ العجل والشرك باللّه عز وجل وترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز ايضاً خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر خليفة وتركهم عليا عليه السلام وصي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بعد ما كادوا يقتلونه على ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في قصة بيعة علي عليه السلام ، قال : وإن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي عليه السلام فبعث اليهم عمر فجاء فناداهم - وهم في دار علي عليه السلام - فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة (فقال : وإن) فخرجوا فبايعوا إلا علياً (إلى أن قال) فأتى عمر أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ (إلى أن قال) ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة سلام اللّه عليها فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبة يا رسول اللّه ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً ، فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا له : بايع فقال : إن لم أفعل فمه؟ قالوا : إذاً واللّه الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ، قال : إذاً تقتلون عبد اللّه وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد اللّه فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له

ص: 451

عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال : لا أكرهه بشيء ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي عليه السلام بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم يصيح ويبكي وينادي : يا بْنَ أُمَّ إِنَّ اَلْقَوْمَ اِسْتَضْعَفُونِي وكٰادُوا يَقْتُلُونَنِي (الخ).

(أقول) وكأن عمر بن الخطاب قد نسي مواخاه النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بين أصحابه وأنه آخي بين نفسه وبين علي بن أبي طالب عليه السلام كما عرفت تفصيلها في باب : علي أخو النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم ، فأنكر ذلك بعد موت النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم والعهد قريب وقال : أما عبد اللّه فنعم وأما أخو رسوله فلا ، وعلى كل حال إذا جاز أن تجتمع أمة موسى عليه السلام على اتخاذ العجل والشرك باللّه بعدما رأوا الآيات والبينات ، وعلى ترك هارون بعدما كادوا يقتلونه جاز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه السلام بعدما كادوا يقتلونه بطريق أولى ، ووجه الأولوية أن من عدلوا عنه وهو علي عليه السلام بالنسبة إلى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كان دون هارون في القرب النسبي بالنسبة الى موسى عليه السلام ، كيف لا وهارون كان أخاً لموسي عليه السلام في نسبه وشريكاً في أمره ونبوته كما ذكرنا ، وعلي عليه السلام كان ابن عم النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في نسبه وكان خليفته في أمته لا شريكاً في نبوته ، كما أن من عدلوا اليه وهو ابو بكر كان فوق العجل الذي اتخذه قوم موسى عليه السلام كيف لا والعجل كان جسداً له خوار كما في القرآن الكريم ، وأبو بكر كان بشراً له روح يتكلم ويخطب ، هذا مضافاً إلى أن أمة موسى عليه السلام قد اتخذوا العجل إلهاً يعبد ، وجُل الصحابة قد اتخذوا أبا بكر خليفة يطاع لا شريكاً مع اللّه عز وجل وإن لم يكن ذلك أقل من الشرك بكثير ، فهذه وجوه متعددة لجواز خطأ جل الصحابة في اتخاذهم أبا بكر وتركهم علياً عليه السلام بطريق أولي.

(وبالجملة) إن المتأمل في المقام لا يرى أن ما ارتكبه جل الصحابة بعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم - بعدما نص على إمامة علي عليه السلام - أمراً غريباً بعيداً عن الذهن بعدما وقع نظيره في قوم موسى عليه السلام من تركهم هارون مع أنه قد نص عليه ، لا سيما إذا لوحظ ما ورد من النصوص

ص: 452

الكثيرة من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم المشيرة كلها إلى ما ارتكبه اصحابه من بعده إشارة واضحة جلية كادت تكون نصاً لا إشارة ، حيث أخبرهم بإرتداد أناس من أصحابه على أعقابهم بعد أن يفارقهم ، وأنهم يحدثون من بعده ما يحدثون ، إذ من المعلوم أنه لم يصدر من أصحابه من بعده شيء سوى أنهم قد تركوا النص وراء ظهورهم وفارقوا علياً عليه السلام لدواعي شتي ، مثل حداثة سنه كما صرح به أبو عبيدة بن الجراح لعلي عليه السلام - علي ما ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في إباء علي عليه السلام بيعة أبي بكر - أو لاجتماع فضائل كثيرة فيه ومناقب جمة فحسده الناس عليها ، مثل كونه أول من أسلم وصلي ، أو كونه ممن باهل به النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بل جعله اللّه في كتابه نفس النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال : وأنفسنا ، أو كونه ممن نزلت فيه آية التطهير ، أو من ورد فيه حديث المنزلة ، أو حديث الراية يوم خيبر ، أو حديث الطير المشوي ، أو حديث المواخاة ، أو سد أبواب المسجد إلا بابه ، إلى غير ذلك مما يوجب صيرورته محسوداً للناس إلا القليل ممن هداه اللّه وثبته ، أو لكونه خشناً في دين اللّه شجاعاً في الحروب قد قتل صناديد العرب وأبطالهم فلم يقم الدين إلا بسيفه. فعاداه العرب ففي زمان النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم لم يمكنهم أن ينالوه بسوء ، فلما توفي النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم اغتنموا الفرصة وأعانوا في انتزاع الأمر من يده إلى غير ذلك من الدواعي.

(وأما) نصوص ارتداد أناس من الصحابة من بعد النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فهذه بعض طرقها نقتصر على ذكر ما رواه أرباب الصحاح دون غيرهم ، فروى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب قول اللّه تعالى : ( واِتَّخَذَ اَللّٰهُ إِبْرٰاهِيمَ خَلِيلاً ) بسنده عن ابن عباس عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال : إنكم محشورون حفاة عراة عزلاً ثم قرأ : ( كَمٰا بَدَأْنٰا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنٰا إِنّٰا كُنّٰا فٰاعِلِينَ ) وأول من يكسى يوم القيامة ابراهيم ، وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : أصحابي

ص: 453

أصحابي فيقول : إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ، فأقول كما قال العبد الصالح : (وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم) ورواه ايضاً باسناد آخر وبألفاظ متقاربة في كتاب بدء الخلق في باب واُذْكُرْ فِي اَلْكِتٰابِ مَرْيَمَ ، وفي كتاب التفسير في باب : وكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ، وقال فيه : فأقول يا رب أصحابي فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم (الخ) وفي كتاب التفسير ايضاً في باب كما بدأنا أول خلق نعيده ، وفي الرقاق في باب كيف الحشر ، وفي الرقاق ايضاً في باب الحوض بطرق متعددة ، وفي كتاب الفتن الحديث الثاني.

[ورواه مسلم ايضاً] في صحيحه في كتاب الطهارة في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء ، وفي كتاب الفضائل في باب إثبات حوض نبينا بطرق متعددة ، وفي كتاب الجنة في باب فناء الدنيا.

[ورواه الترمذي ايضاً في صحيحه ج 2 ص 68] بطريقين (وفي ج 2 ايضاً ص 199) بطريقين آخرين ، ورواه النسائي ايضاً في صحيحه (ج 1 ص 295) وابن ماجة في صحيحه في أبواب المناسك (ص 226).

(هذا) مع ما ورد عن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم من الاشارة الجلية ايضاً في خصوص أبي بكر من أنه يحدث من بعده ما أحدث ، إذ روى الإمام مالك بن أنس في صحيحه المسمى بالموطأ في كتاب الجهاد (ص 197) بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد اللّه أنه بلغه إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم قال لشهداء أُحد : هؤلاء اشهد عليهم ، فقال أبو بكر : ألسنا يا رسول اللّه إخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ثم بكي ، ثم قال : أئنا لكائنون بعدك؟

(اقول) ومن الغريب ان علماء السنة - بعد ان لم يمكنهم المناقشة في سند هذه النصوص الواردة في ارتداد أناس من الصحابة قد حملوها على امتناع قوم من الأعراب من أداء الزكاة مثل مالك بن نويرة وغيره

ص: 454

ممن سكن خارج المدينة ولم ير النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طول عمره إلا مرة أو مرتين أو ما يقرب من ذلك ، وهذا تأويل بعيد في كلمتين (الأولى) في لفظة الارتداد فإن النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم إذا نص - بمقتضي ما عرفته من الأخبار المتواترة - وصرح بأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم واعترف به اصحابه ثم قال : فمن كنت مولاه أي أولى به من نفسه بقرينة كلامه المتقدم فعليٌّ مولاه ، بعد التنبيه على دنو أجله وقرب موته كما تقدم ، فهو قرينة قطعية على كونه في مقام الإيصاء والاستخلاف ، ثم توفى ومضى إلى ربه وعصوه أصحابه ونبذوا النص وراء ظهورهم واتخذوا أبا بكر خليفة وبدلوا شخصاً غير الذي قيل لهم وهجموا على دار فاطمة عليها السلام وكادوا يحرقونها على من فيها. وفيها فاطمة سيدة النساء التي من آذاها فقد آذى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم كما ستسمع في محله ، وأخرجوا علياً عليه السلام وكادوا يقتلونه كما سمعت وهو أخو النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم وصهره ، وابن عمه وأبو سبطيه ، وممن أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وهو من النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم بمنزلة هارون من موسى ، فحمل لفظة الارتداد الواقعة في تلك النصوص المتقدمة على هذا الفعل الشنيع أولى وأولى من حملها علي امتناع قوم من الأعراب من اداء الزكاة (الثانية) في لفظة الأصحاب فان حمل هذه اللفظة علي من صاحب النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم في سفره وحضره وغزواته وحروبه وخلواته وجلواته ، وكان يحضر معه الصلوات الخمس والجمعة والجماعة ولا يفارقه في أي مجلس من مجالسه مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح ونظرائهم ، أقرب وأقرب من حمله علي قوم لم يسكنوا إلا في خارج المدينة ولم يروا النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم طول عمرهم إلا مرة أو مرتين أوما يقرب من ذلك ، ولعمري إن هذا كله واضح لا يحتاج إلى إطالة الكلام ومزيد النقض والإبرام ، غير أن مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اَللّٰهُ لَهُ نُوراً فَمٰا لَهُ مِنْ نُورٍ ومن أعمي اللّه قلبه فلا دواء له إلا النار ، قال اللّه تعالى : ( ولَقَدْ ذَرَأْنٰا لِجَهَنَّمَ كثيراً مِنَ اَلْجِنِّ واَلْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاٰ يَفْقَهُونَ بِهٰا ولَهُمْ أَعْيُنٌ لاٰ يُبْصِرُونَ بِهٰا ولَهُمْ آذٰانٌ لاٰ

ص: 455

يَسْمَعُونَ بِهٰا أُولٰئِكَ كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْغٰافِلُونَ ) .

ونختم الكلام بأبيات حسان بن ثابت الأنصاري في قصة الغدير فانه جاء الى النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم فقال له : يا رسول اللّه أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه اللّه؟ فقال له : قل يا حسان على اسم اللّه ، فوقف على نشز من الأرض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول :

يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخم وأسمع بالرسول مناديا

وقال فمن مولاكم ووليكم *** فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا *** ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا عليٌّ فإنني *** رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه *** وكن للذي عادي علياً معاديا

فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم : لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك.

ذكر ذلك أكثر المؤرخين من الفريقين المنصفين.

قد تم بحمد اللّه ومنّه الجزء الأول من كتابنا الموسوم

(بفضائل الخمسة من الصحاح الستة) وصلى اللّه

على محمد وآله الذين أذهب اللّه عنهم

الرجس وطهرهم تطهيرا

ويليه الجزء الثاني ، وأوله : بابٌ

في قول النبي صلّى اللّه عليه و (آله) وسلم عليّ وليكم من بعدي

ص: 456

الفهرس

مقدمة الكتاب... 5

المقصد الأول في فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم

في نسبه صلى الله عليه وآله وسلم وأنه لم يخرج من سفاح من لدن آدم عليه السلام... 9

في أنه صلى الله عليه وآله خير الناس فرقة وقبيلة وبيتاً ونسباً وحسباً... 11

في أنه صلى الله عليه وآله وجبت له النبوة وآدم بين الروح والجسد... 14

في تولده صلى الله عليه وآله وسلم... 15

في صفة خلقه صلى الله عليه وآله وسلم... 17

في صفته صلى الله عليه وآله في التوراة والإنجيل... 19

في أن هداه صلى الله عليه وآله أحسن الهدى... 21

في أسمائه... 23

في نقش خاتمه... 25

في حسن النبي صلى الله عليه وآله ونور وجهه... 26

في طيب رائحته... 29

في تبرك الناس بوضوئه وبصاقه وشعر رأسه... 32

في أنه هو الذي وضع الركن في موضعه قبل البعثة... 34

في دلالة نبوته قبل البعثة وبعدها... 36

في شهادة الرهبان والأحبار وغيرهم بنبوته قبل البعثة وبعدها... 43

ص: 457

في أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) بعث من خير قرون ولما بعث دحر الجن... 54

في إيمان النجاشي حين بعث اليه النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بعثاً... 55

في أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) سيد ولد آدم وحبيب اللّه وأفضلهم وخليل اللّه وأحبهم الى اللّه وأكرمهم علي اللّه    57

في انه (صلی الله عليه وآله وسلم) أعطى خمسا لم يعطهن احد قبله وفضل على الأنبياء بست... 60

في أنه (صلی الله عليه وآله وسلم) سيد الأنبياء وإمامهم وهم يؤمنون به... 62

في أنه صلى الله عليه وآله أكثر الأنبياء تبعاً... 64

في أنه صلى الله عليه وآله ختم به النبيون... 65

في أنه صلى الله عليه وآله يرى من وراء ظهره ويرى في الظلمة كما في الضوء... 66

في أنه صلى الله عليه وآله لا يتمثل الشيطان بصورته... 68

في أنه صلى الله عليه وآله يطعمه ربه ويسقيه... 69

في إعجازه صلى الله عليه وآله في ماء الوضوء... 71

في إعجازه صلى الله عليه وآله في السقي... 73

في إعجازه صلى الله عليه وآله في الإطعام... 78

في إعجازه صلى الله عليه وآله في الجذع الذي كان يخطب عنده... 86

في إعجازه صلى الله عليه وآله في شق القمر... 88

في إعجازه صلى الله عليه وآله في أمور متفرقة... 90

في شهادة عتبة بن ربيعة أن القرآن ليس شعراً ولا سحراً ولا كهانة... 103

في استسقائه صلى الله عليه وآله وسلم... 105

في نزر من دعواته صلى الله عليه وآله المستجابة... 108

في علمه صلى الله عليه وآله وسلم... 110

في شيء من إخباره صلى الله عليه وآله عن الغيب... 112

في فلق صدره صلى الله عليه وآله وسلم... 120

في بدء نزول الوحي عليه صلى الله عليه وآله وكيفيته... 126

في معراجه صلى الله عليه وآله وسلم... 128

في حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم... 133

ص: 458

في جوده صلى الله عليه وآله وسلم... 135

في شجاعته النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحبه للشهادة وقتال جبرئيل وميكائيل عنه... 138

في اخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم... 141

في حيائه صلى الله عليه وآله وسلم... 151

في شهادة ابي سفيان عند هرقل ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكذب... 152

في معرفة ابن سلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يكذب وذكر ما جاء في صدق وعده... 156

في أنّه صلى الله عليه وآله وسلم يحب المساكين ويكره ان يقوم الناس له وان يقبلوا يده وأن يمشوا من ورائه 157

في مزاح وتبسمه... 159

في أنه أبعد الناس من الاثم ويسرع في تقسيم مال اللّه... 161

في مجلسه ومشي الملائكة من خلفه... 163

في فضل الصلاة عليه... 164

في صلاته... 166

في بكائه في الصلاة وحين يتلي عليه القرآن... 170

في حمله اللبنة لبناء المسجد ونقله التراب يوم الخندق وبيان شيء من شعره... 171

في توكله على اللّه... 173

في مشورته لاصحابه وهو أعقل الناس... 175

في عيشه وزهده... 176

في أنه يضعّف له البلاء ويضعف له الأجر... 185

في أنّ ملك الموت يستأذن عليه ولم يستأذن على أحد قبله... 187

في أن الله عزّ وجلّ أول من صلّى عليه من فوق عرشه بعد أن قبض صلى الله عليه وآله وسلم... 190

في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طيب حياً وميتاً... 192

في نزول الملائكة إلى قبره في كل يوم وفضل زيارته... 194

ص: 459

في كوثر النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) ومقامه المحمود وتزوجه في الجنة (الخ)... 196

المقصد الثاني في فضائل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

في كثرة فضائله عليه السلام... 200

في سبق نور النبي وعلي على خلق آدم عليه السلام وخلقتهما من طينة واحدة... 203

في أن آدم (عليه السلام) سأل اللّه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقبلت توبته 205

في أن النبي وعلياً عليهما السلام من شجرة واحدة... 207

في أن اللّه اختار النبي وعلياً عليهما السلام... 209

في أن اللّه ايد النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) بعلي (عليه السلام)... 212

في أن عليا عليه السلام ولد في الكعبة وهو بمنزلة الكعبة... 214

في أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) أخذ عليا (عليه السلام) من أبي طالب... 215

في أن عليا عليه السلام أول من أسلم... 217

في أن عليا عليه السلام أول من آمن بالنبي (صلی الله عليه وآله وسلم)... 226

في رجحان ايمان علي عليه السلام... 231

في أن عليا عليه السلام أول من صلى... 232

في أن عليا عليه السلام يصلي كصلاة رسول اللّه (صلی الله عليه وآله وسلم)... 241

في حسن وجه علي عليه السلام ونقوش خواتمه... 243

في كني علي عليه السلام وبعض القابه الشريفة... 245

في أن الدعاء محجوب حتى يُصلى فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام... 249

في أنه لا تقبل الصلاة حتى يُصلى فيها على محمد وآل محمد عليهم السلام... 251

في كيفية الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام... 253

في أن علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هم آل محمد... 264

في النهي عن الصلاة البتراء... 268

ص: 460

في أن آية التطهير نزلت في النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)... 270

في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم باهل بعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)... 290

في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم    297

في أن من أحب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في درجته   300

في أن سورة هل أتى نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)... 301

في أن آية المودة نزلت في قربي النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) وهم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)... 306

في جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام... 312

قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَنْتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هٰادٍ ) في سورة الرعد... 313

قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كٰانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كٰانَ فٰاسِقاً لاٰ يَسْتَوُونَ ) في سورة السجدة... 315

قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كٰانَ عَليٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ ) في سورة هود... 317

قوله تعالى : ( فَإِنَّ اَللّٰهَ هُوَ مَوْلاٰهُ وجِبْرِيلُ وصٰالِحُ اَلْمُؤْمِنِينَ ) في سورة التحريم... 318

قوله تعالى : ( وتَعِيَهٰا أُذُنٌ وٰاعِيَةٌ ) في سورة الحاقة... 319

قوله تعالى : ( اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ بِاللَّيْلِ واَلنَّهٰارِ سِرًّا وَعَلاٰنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ ) في أواخر سورة البقرة... 321

قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا ) في اواخر سورة مريم         323

قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) في سورة البينة 324

قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقٰايَةَ اَلْحٰاجِّ وعِمٰارَةَ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرٰامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ واَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ) في سورة التوبة         325

قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) في سورة الصافات... 328

قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (الخ) ) في سورة المائدة... 328

ص: 461

قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ ) في سورة التوبة... 329

قوله تعالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ ) في سورتي النحل والأنبياء... 329

قوله تعالى : ( وَأَذٰانٌ مِنَ اَللّٰهِ ورَسُولِهِ إلى اَلنّٰاسِ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ ) في أول سورة التوبة 330

قوله تعالى : ( فَمٰا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) في سورة والتين... 330

قوله تعالى : ( قُلْ بِفَضْلِ اَللّٰهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ) في سورة يونس... 330

قوله تعالى : ( أَفَمَنْ وَعَدْنٰاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاٰقِيهِ الخ ) في سورة القصص... 331

قوله تعالى : ( أَفَمَنْ شَرَحَ اَللّٰهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ فَهُوَ عَليٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) في سورة الزمر 331

قوله تعالى : ( وَعَلَي اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ ) في سورة الأعراف... 332

قوله تعالى : ( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ ) في سورة الأحزاب... 332

قوله تعالى : ( وَاَلَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُتَّقُونَ ) في سورة الزمر... 333

قوله تعالى : ( مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيٰانِ بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ يَبْغِيٰانِ ) في سورة الرحمن... 333

قوله تعالى : ( إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ ) في سورة والعصر... 334

قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ اِجْتَرَحُوا اَلسَّيِّئٰاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا ) في سورة الجاثية     334

قوله تعالى : ( وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وصِهْراً ) في سورة الفرقان 335

في جملة من الآيات النازلة في أعداء علي عليه السلام... 336

في أن اللّه خفف عن هذه الأمة بعلي عليه السلام ووضع عنهم صدقة النجوى... 338

في أنه لم يعمل بآية النجوى أحد إلا علي عليه السلام... 340

في منزلة علي عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم... 342

في قول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) لعلي عليه السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى... 347

باب في أن علياً عليه السلام أخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم... 365

ص: 462

في أن عليا عليه السلام وزير النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)... 380

في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليٌ مني وأنا من عليّ... 385

في أن علياً لحمه لحم النبي ودمه دم النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)... 393

في أن علياً عليه السلام نفس النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)... 395

في قول النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) يوم غدير خم : لعليّ عليه السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه... 399

في قول عمر وأبي بكر لعلي عليه السلام أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة... 432

في أن النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) عمم علياً عليه السلام يوم غدير خم بما يعتم به الملائكة... 435

في أن آية يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل اليك (الخ)... 437

في أن آية : اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، نزلت يوم غدير خم... 439

في نزول العذاب علي الحارث بن النعمان الفهري لما انكر نصب النبي (صلی الله عليه وآله وسلم) علياً عليه السلام يوم غدير خم        441

في الاستدلال بحديث غدير خم على خلافة علي عليه السلام بعد النبي بلا فصل... 443

ص: 463

المجلد 2

هوية الكتاب

المؤلف: السيد مرتضى الفيروزآبادي

الناشر: منشورات فيروزآبادي

الطبعة: 4

الموضوع : الحديث وعلومه

تاريخ النشر : 1402 ه-.ق

الصفحات: 463

فضائل الخمسة

المكتبة الإسلامية

منشورات فيروز آبادي

(هوية الكتاب)

اسم الكتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة

المؤلف: آية اللّه العظمی السيد مرتضی الفيروزآبادي قدس سره

الناشر: منشورات فيروزآبادي - قم، تلفن 7741545

تاريخ النشر: شوال 1424 ه ق - 1382 ه ش

الطبعة: الثانية

المطبعة: امير

الصفحات: 1360 صفحة (ثلاث مجلدات)

الكمية: 1000 نسخة

رقم الشابك: 1-18-6406-964 ISBN

حقوق الطبع والتقليد محفوظة للناشر، لايجوز للغير.

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

1402 ه- - 1982 م

ص: 1

اشارة

ص: 2

مقدمة المؤلف

بسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

الحمد للّٰه رب العالمين والصلوة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمّد خاتم النبيين وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة على اعدائهم ومعادي اوليائهم وموالي اعدائهم اجمعين من الان الى يوم الدين.

(أما بعد) فهذا هو الجزء الثانى من كتابنا الموسوم (بفضائل الخمسة من الصحاح الستة) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم ان يمنوا علينا بملاحظاتهم حوله وان ينبهونا على مواقع الزلل والخطاء فان المرء عرضة للخطاء والنسيان ، وقديماً قيل : «إنّ من ألف استهدف» ومن اللّه نستمد التوفيق وهو المعين.

المؤلف

ص: 3

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : علي وليكم من بعدي

[صحيح الترمذي ج 2 ص 297]

روى بسنده عن عمران بن حصين قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جيشاً واستعمل عليهم على ابن أبي طالب عليه السلام فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : إذا لقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقام أحد الاربعة فقال : يا رسول اللّه ألم تر إلى علي بن أبى طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ثم قام الثانى فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال :

«ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن علياً منى وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدى».

ص: 4

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 437) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال فيه : فقال :

«دعوا علياً دعوا علياً دعوا علياً إن عليا وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدى ».

ورواه أبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 3 ص 111) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال فيه : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

«ما لهم ولعلي؟ إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدى ».

ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 6 ص 294) والنسائى أيضاً في خصائصه مختصراً (ص 19 وص 23) وقال فيه : والغضب يبصر في وجهه فقال : «ما تريدون من علي؟ إن عليا منى وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي »

ص: 5

وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 171) وقال : خرجه الترمذي وأبو حاتم وخرجه أحمد .

وأورده المتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) بطريقين وقال : أخرجه ابن أبي شيبة (وفى ص 399) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصححه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 356]

روى بسنده عن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعثتين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلىّ على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بنى زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى على عليه السلام امرأة من السبى لنفسه ، قال بريدة : فكتب معى خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دفعت الكتاب فقريء عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقلت : يا رسول اللّه هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتنى أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 6

«لا تقع في علي فإنه منى وأنا منه وهو وليكم بعدي ، وإنه منى وأنا منه ، وهو وليكم بعدى».

[أقول] ورواه النسائى أيضاً في خصائصه باختلاف يسير (ص 24) والهيثمى أيضاً في مجمع الزوائد (ج 9 ص 127) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) مختصراً ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة (وص 155) وقال : أخرجه الديلمى عن على عليه السلام وأورده المناوى أيضاً في كنوز الحقائق (ص 186) وقال : أخرجه الديلمى ولفظه :

«إن علياً وليكم من بعدي».

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 128]

قال : وعن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال : إن اجتمعتما فعلي على الناس ، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ على عليه السلام جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها فاخبر النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما صنع ، فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله

ص: 7

وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة؟ فقلت : خيراً فتح اللّه على المسلمين فقالوا : ما أقدمك؟ قلت : جارية أخذها علي من الخمس فجئت لأخبر النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : فاخبر النبى فانه يسقط من عين النبى ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال : «ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم (ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَاَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التى أخذ وأنه وليكم بعدى؟»

فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً ، قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام (قال) رواه الطبرانى في الأوسط.

[مسند أبي داود الطيالسى ج 11 ص 360]

روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام :

«أنت ولي كل مؤمن بعدى».

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 339]

روى بسنده عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 8

«سألت اللّه فيك خمساً فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة ، سألته فأعطانى فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معى ، معك لواء الحمد ، وأنت تحمله ، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدى».

[أقول] وذكره المتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال : أخرجه ابن الجوزى ، وذكره أيضاً (في ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الخطيب والرافعى عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 401]

قال : عن على عليه السلام لما نزلت هذه الآية : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) دعا - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بنى عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال : كلوا بسم اللّه من جوانبها فان البركة تنزل من ذروتها ».

ووضع يده أولهم فأكاوا حتى شبعوا ثم دعا بقدح فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا ، فقال أبو لهب : لقدما سحركم ، وقال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - : «يا بني عبد المطلب إني جئتكم بما لم يجىء به احد قط ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وإلى اللّه ، وإلى كتابه ».

ص: 9

فنفروا وتفرقوا ، ثم دعاهم الثانية على مثلها فقال أبو لهب كما قال في المرة الأولى ، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك ، ثم قال لهم - ومدّ يده - «من يبايعنى على أن يكون أخى وصاحبى ووليكم من بعدى »؟

فمددت يدى وقلت : أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم - فبايعني على ذلك ، قال : وذلك الطعام أنا صنعته.

(قال): أخرجه ابن مردويه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 203]

قال : عن عمرو بن ميمون قال : إنى لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فقالوا : يابن عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو من هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فانتدوا يتحدثون فلا أدري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ، وساق الحديث في فضل على عليه السلام. (إلى أن قال) وقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

«أنت ولي كل مؤمن بعدي...» (الحديث).

قال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه.

[أقول] وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، وقد تقدم ذكر هذا الحديث بتمامه في باب آية التطهير ، فراجع.

ص: 10

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 94] في ترجمة وهب بن حمزة.

قال : روى حديثه يوسف بن صهيب عن ركين عن وهب بن حمزة قال : صحبت علياً عليه السلام من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت : لئن رجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لاشكونك اليه ، فلما قدمت لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : رأيت من علي كذا وكذا ، فقال :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدى».

(أقول): وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ص 357) وقال فيه : أخرج الطبرانى (إلى أن قال) :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدى »

وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 109) وقال أيضاً : فهو أولى الناس بكم بعدي ، وقال : رواه الطبراني .

وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 325) وقال :

ص: 11

«لا تقولن هذا لعلى فانه وليكم بعدى».

وأورده المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي» - يعني علياً عليه السلام -

ثم قال : أخرجه الطبراني عن وهب بن حمزة.

ص: 12

باب : في الاستدلال بحديث (علي وليكم من بعدي) على خلافة علي عليه السلام بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بلا فصل

[ أقول] قول النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (علي وليكم من بعدي) الذى قد عرفت جملة من طرقة في الباب السابق هو من الأدلة القوية والنصوص الجلية على خلافة على عليه السلام من بعد النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، والاستدلال به يتوقف على بيان السند والدلالة جميعاً.

[ اما السند] فقد رواه جمع من أعاظم الصحابة كعلي عليه السلام وابن عباس ، وعمران بن حصين ووهب بن حمزة ، وبريدة الأسلمي ، وإنه قد خرجه كما تقدم وعرفت جمع من أئمة الحديث كالترمذي في صحيحه والنسائى صاحب الصحيح في خصائصه ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبى داود الطيالسى في مسنده وهو من مشايخ البخارى ، وأبى نعيم في حليته والخطيب البغدادى في تاريخه ، وأبى حاتم ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير الطبري ، والبزار ، والطبرانى ، وابن الجوزى ، والرافعى ، وابن مردويه والحافظ أبي القاسم الدمشقى في الموافقات وفى الأربعين الطوال ، ويوسف ابن صهيب ، والديلمى وغيرهم ممن لم اظفر به في هذه العجالة.

ص: 13

(هذا) وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 1 ص 152) جملة من الأحاديث التي قد تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، فذكر حديث المنزلة وحديث الغدير ، ثم قال : ومنها - وهو أقواها سنداً ومتناً - حديث عمران بن حصين إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (إلى أن قال) وحديث بريدة لا تقع في علي فانه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.

[ أقول] إن المحب الطبري وإن بالغ في حديث عمران وبريدة فجعلهما أقوى سنداً ومتناً من أحاديث المنزلة وأحاديث الغدير ، ولكن مع ذلك كله كلامه لا يخلو عن شهادة بقوة سندهما ومتنهما جداً ، هذا كله حال السند.

[ واما الدلالة] فهي ظاهرة جداً بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف وهي كلمة من بعدي ، وتوضيحه :

إن للفظ الوالي في اللغة معاني متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك ، ومن أظهر معانيه وأشهرها هو مالك الأمر فكل من ملك أمر غيره بحيث كان له التصرف في أموره وشئونه فهو وليه ، فالسلطان ولي الرعية أى يملك أمرهم وله التصرف في أمورهم وشئونهم والأب أو الجد ولي الصبى أو المجنون أي يملك أمره وله التصرف في أموره وشؤونه ، وهكذا ولي المرأة في نكاحها أو ولي الدم أو الميت .

ص: 14

(وقد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف فالسلطان ولي الرعية والأب أو الجد ولي الصبى أو المجنون ، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى أي أولى بالتصرف ، ويؤيده في المقام ورود بعض أخبار الباب كما تقدم بلفظ قوله : فهو أولى الناس بكم بعدي.

(كما قد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف فالسلطان مثلاً ولي الرعية يكون بهذا المعنى أي هو المتصرف في أمورهم وهكذا ولي الصبي وغيره ، وعلى كل حال إن الولي بما له من المعنى المعروف الظاهر المشهور - سواء عبرنا عنه بمالك الأمر أو بالأولى بالتصرف أو بالمتصرف - لا يكاد يطلق إلا على كل من له تسلط وتفوق على غيره وكان له التصرف في أموره وشؤونه ، ثم من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف أو ما أشبه ذلك من لفظ الولي في الحديث الشريف مما لا يناسب المقام ، بل مما لا محصل له أصلاً - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف على اختلاف التعابير في المعنى الأخير ، كما أن من المعلوم أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر ، إذ كونه عليه السلام محباً للمسلمين أو صديقاً أو ناصراً لهم مما لا ينحصر بما بعد زمان النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بل هو عليه السلام كان كذلك في زمان النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فإذا ينحصر المراد من الولي في الحديث الشريف بالمعنى الأخير وهو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف في أمور المسلمين وفى شئونهم ، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة مع كلمة من

ص: 15

بعدي فيتعين هو من بين سائر المعانى وهو معنى الإمام والخليفة كما هو واضح لمن أنصف.

(ثم إن بعض علماء السنة) قد أورد على الاستدلال بالحديث الشريف بأمور ضعيفة :

[ منها] ما ملخصه : إنا نقول : إن علياً عليه السلام هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين ، أو هو المتصرف في شؤونهم ولكن بعد عثمان ، ولعمري إن هذا غريب جداً فان ظاهر قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن علياً وليكم من بعدي - بحيث يفهمه أهل العرف واللسان - هو أنه وليكم من بعدي بلا فصل لا من بعد مماتي وممات أبي بكر وعمر وعثمان فان هذا المعنى البعيد لا يصار اليه إلا بدليل قاطع من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ولا دليل قطعا ، مضافاً إلى أن هذا الحديث الشريف لو سلم كونه من النصوص الدالة على خلافة علي عليه السلام كما هو مفروض الخصم في هذا الإيراد الأول لبطلت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ووجه البطلان هو أن خلافة هؤلاء الثلاثة باعتراف من قال بخلافتهم لم تكن بنص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بل كان باجماع الأمة ، كما زعموا في أبي بكر وبتنصيص أبي

ص: 16

بكر ، كما في خلافة عمر ، وبرأى عبد الرحمن بن عوف الذى هو أحد الستة في الشورى ، كما في خلافة عثمان ، ومن المعلوم أن إجماع الأمة أو تنصيص أبي بكر أو رأي أهل الشورى إنما ينفع - على القول به - إذا لم يكن هناك نص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على شخص مخصوص وإلا فلا ينفع ذلك ، وعليه فاذا ثبت التنصيص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما اعترف به الخصم في هذا الإيراد على شخص مخصوص فالاجماع وتنصيص أبي بكر ورأي عبد الرحمن بن عوف كل ذلك باطل جداً كما هو واضح.

[ومنها ]إن الحديث الشريف مما يجب حمله على كونه عليه السلام ولي المسلمين من بعد النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع الفصل لا بلا فصل وذلك لوجهين (أحدهما) إن النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد أخبر بكون علي عليه السلام ولي المسلمين من بعده ولم يقع بعده بلا فصل فيجب حمله على كونه ولياً من بعده مع الفصل كي لا يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ثانيهما) إنه لو حملناه على كونه عليه السلام وليا من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل لزم من ذلك مفسدة عظيمة وهى نسبة الأمة إلى الاجتماع على الضلالة واعتقاد خطأ جل الصحابة على تولية أبي بكر ولعمرى إن هذا الإيراد أضعف من سابقه ، إذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم يخبر عن الولاية المجعولة لعلي عليه السلام من قبل الخلق كي يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لو حملنا الحديث على من بعده بلا فصل ، بل هو قد أخبر عن ولايته الواقعية التي هي منصب إلهى ومقام ربانى لا تدور مدار اجتماع الأمة عليه وتفرقهم عنه ، ولذا لو لم يكونوا قد بايعوه حتى بعد أبي بكر وعمر وعثمان لم يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وأما دعوى أنه يلزم حينئذ تخطئة جل الأصحاب الذين بايعوا أبا بكر ، فقد مضى الجواب عنها مفصلاً في باب الاستدلال بحديث الغدير ، (فراجع في اواخر الجزء الأول).

[ ومنها ]إنه لم لا يجوز أن يكون المراد من الولي في الحديث الشريف هو المحب أي هو محبكم من بعدي ويكون المراد من بعدي هي البعدية في الرتبة لا من بعد وفاته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، أي أنا المتقدم في محبة المسلمين ثم

ص: 17

علي عليه السلام من بعدي في الدرجة الثانية ، ويرده أن من له أدنى معرفة يتضح له أن هذا الإيراد أضعف من الكل ، إذ لا إشكال في أن الحديث الشريف مما له معنى ظاهر عرفي يفهمه كل أحد من أهل العرف واللسان ؛ فهو وليكم من بعدي أي من بعد وفاتي ، ومع وجود هذا المعنى الظاهر الذى يفهمه أهل العرف واللسان لا وجه لرفع اليد عنه والأخذ بالاحتمال البعيد الذي لم يحتمله إلا بعضهم تعصباً وعناداً ، ولعمري إن مثل هذه الاحتمالات الواهية في قبال ما للحديث الشريف من المعنى الظاهر الواضح ليس إلا من قبيل حركة المذبوح أو تشبث الغريق بكل حشيش ، واللّه الهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل.

ص: 18

باب : انّ قوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) نزلت في علي عليه السّلام

] الفخر الرازي في تفسيره الكبير [فى سورة المائدة ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) (قال) وروى عن أبي ذر رضي اللّه عنه أنه قال : صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد أنى سألت في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فما أعطانى أحد شيئاً وعلي عليه السلام كان راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى - وكان فيها خاتم - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : اللّهم إن أخى موسى عليه السلام سألك فقال : رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي (إلى قوله) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فأنزلت قرآنا ناطقا ، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً ، اللّهم وأنا محمد نبيك وصفيك ف اِشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي عليا اُشْدُدْ بِهِ ظهري ، قال أبو ذر : فو اللّه ما أتم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال : يا محمد اقرأ : إنما وليكم اللّه ورسوله إلى آخرها (أقول)

ص: 19

وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 170) وقال : نقله أبو اسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) في سورة المائدة ، قال ما لفظه : وقيل : هو حال - أي لفظ وهم راكعون - من (يؤتون الزكاة) بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة وأنها نزلت في علي عليه السلام حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته (قال) فان قلت : كيف صح أن يكون لعلي عليه السلام واللفظ لفظ جماعة (قلت) جىء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه إلى الفراغ (أقول) وقال أبو السعود والبيضاوي في تفسير الآية الشريفة ما يقرب من قول الزمخشري وقالا : إن فيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 6 ص 186] روى بسنده عن عتبة ابن حكيم في هذه الآية ، ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) ، (قال) علىّ ابن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره السيوطي في الدر المنثور وقال : أخرجه ابن جرير عن السدير وعتبة بن حكيم.

[أيضاً تفسير ابن جرير ج 6 ص 186] روى بسنده عن غالب ابن عبيد اللّه قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) ، الآية (قال) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام تصدق وهو راكع.

[السيوطى في الدرّ المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ، في سورة المائدة قال : وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل

ص: 20

اللّه إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ.

(قال) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) ، الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.

[قال] وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيته ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) ، إلى آخر الآية ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فاذاً سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : لا إلا ذاك الراكع - وأشار لعلى بن أبي طالب عليه السلام - أعطاني خاتمه.

[قال]وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل ، قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فنزلت : ( إنما وليكم اللّه ) (الآية) .

[قال] وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أتى عبد اللّه بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبى اللّه عند الظهر فقالوا : يا رسول اللّه إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا اللّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) ، ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال للسائل : أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم قال : من؟ قال : ذاك الرجل القائم ، قال : على أي حال أعطاكه؟ قال : وهو راكع ، قال : وذاك علي بن أبي طالب عليه السّلام فكبر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقول : ومن يتول اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون.

ص: 21

[أقول] ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول (ص 148) عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى القصة عن جابر بن عبد اللّه أيضاً ، وقال في آخرها : قال الكلبي : إن آخر الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة (انتهى) وقد ذكر الفخر الرازي في تفسير الآية رواية مختصرة تناسب هذه الرواية ، قال : روي أن عبد اللّه ابن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول اللّه : أنا رأيت علياً تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه.

[كنز العمال ج 6 ص 319] قال : عن ابن عباس قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل اللّه فيه : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) (الآية) وكان في خاتمه مكتوباً (سبحان من فخرى بأنى له عبد) ثم كتب في خاتمه بعد (الملك للّٰه) قال : أخرجه الخطيب في المتفق.

[أيضاً كنز العمال ج 7 ص 305] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو نائم - أو يوحى اليه - وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها وأوتقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فاذا كان شىء كان بى دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) فقال : الحمد للّٰه ، فرآني إلى جنبه فقال : ما أضجعك هنا؟ قلت : لمكان هذه الحية ، قال : قم اليها فاقتلها فقتلتها ، ثم أخذ بيدى فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حقاً على اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شىء (قال) أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم.

[الهيثمى في مجمعه ج 7 ص 17] قال : عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ و

ص: 22

رَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) ، فقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير الآية ، وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 88] ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام (إلى أن قال) ومنها قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) نزلت فيه ، قال : أخرجه الواحدى.

[أيضاً ذخائر العقبى ص 102] قال : عن عبد اللّٰه بن سلام قال : أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه علي عليه السلام خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (قال) أخرجه الواحدى وأبو الفرج ابن الجوزي ، وذكره في الرياض النضرة أيضاً (ج 2 ص 227) وأضافه إلى الواحدي وأبي الفرج والفضائلى.

(ثم) إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 11) في ترجمة يونس بن خباب الأسيدي (ص 439) قال : وقال ابراهيم بن زياد سبلان حدثنا عباد بن عباد قال : أتيت يونس بن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثنى به فقال : هنا كلمة أخفاها الناصبية قلت : ما هي؟ قال : إنه ليسأل في قبره من وليك فإن قال : علي نجا (الخ).

ص: 23

باب : في الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] إن الآية الشريفة - بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب عليه السّلام - تكون ظاهرة في إمامته عليه السّلام فان مفادها - بعد ورود تلك الأخبار - يكون هكذا : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وعلى بن أبي طالب عليه السلام ، فقوله تعالى : ( وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) (الخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم ، ولفظ الولى وإن كان له معانى متعددة - قد عرفتها مفصلاً في الباب السادس والأربعين ، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك ، ولكن الظاهر من الولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف ، فانه المعنى الذي يلائم الحصر في اللّه جل وعلا وفى رسوله وفى علي بن أبي طالب عليه السلام لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك ، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين ، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولى فيها بمعنى المحب أو الصديق أو

ص: 24

الناصر ، ولكن ظهور كلمة إنما في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفاً والتبادر علامة الحقيقة كما حقق في الأصول - مما يعني تفسير الولى بمعنى مالك الأمر ونحوه مما يناسب الاختصاص باللّٰه ورسوله وأمير المؤمنين علي عليه السلام ، فتأمل جيداً.

ص: 25

باب : في أن علياً عليه السّلام خليفة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 62] روى بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : يا على إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه (أي سكت) حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عساً من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أم ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حذية (أي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : خذوا بسم اللّه فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة ، وما أرى إلا موضع أيديهم ، وأيم

ص: 26

اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال : اسق القوم فجئتهم بذاك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً ، وأيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقدماً سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي ، قال : ففعلت ثم جمعتهم ثم دعانى بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى مالهم بشىء حاجة ، ثم قال : اسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً ، ثم تكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا بنى عبد المطلب إنى واللّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت - وإنى لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً - أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 392) مختصراً وقال : أخرجه ابن جرير ، وذكره أيضاً في (ج 6 ص 397) باختلاف يسير وقال : أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقى معاً في الدلائل.

(ثم) إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذه الباب.

(منها) ما تقدم في الجزء الأول (ص 299) في الباب الثاني والثلاثين

ص: 27

في قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى من رواية أحمد بن حنبل والنسائي والطبراني وغيرهم بأسانيدهم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس التي قال فيها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

[ومنها] ما ذكره الهيثمى في مجمعه (ج 8 ص 314) قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : استتبعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة فخط لى خطاً (وساق الحديث إلى أن قال) قال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - إني وعدت أن يؤمن بي الجن والإنس ، فاما الإنس فقد آمنت بى ، وإما الجن فقد رأيت ، قال : وما أظن أجلي إلا قد اقترب ، قلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف أبا بكر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف علياً؟ قال : ذاك والذى لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة اكتعين قال : رواه الطبراني.

[ومنها] ما ذكره المناوى في كنوز الحقائق (ص 145) قال : من قاتل علياً على الخلافة فاقتلوه كائناً من كان ، قال : أخرجه الديلمى.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادى في تاريخه (ج 1 ص 135) بسنده عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال : كنت بين يدى أبي جالساً ذات يوم فجاءت طائفة من الكلرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب عليه السّلام وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه اليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم القول ، إن الخلافة لم تزين علياً عليه السلام بل علي عليه السلام زين الخلافة ، قال الخطيب : قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبى على أحمد ابن حنبل من البغض.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج 4 ص 32)

ص: 28

بسنده عن المدائني قال : لما دخل علي بن أبي طالب عليه الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال : واللّه يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، وهي كانت أحوج اليك منك اليها.

ص: 29

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[صحيح البخاري في كتاب الأحكام] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 5) بطريقين في (ص 90 وص 92).

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة (قال) ثم تكلم بكلام خفي عليّ (قال) فقلت لأبى : ما قال؟ فقال : قال : كلهم من قريش.

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سعد عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 89).

ص: 30

[صحيح الترمذي ج 2 ص 35] روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون من بعدي إثنا عشر أميراً (قال) ثم تكلم بشىء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 5 في ص 92 وص 94 وص 99 وص 108) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 113) وقال : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 501] روى بسنده عن مسروق قال : كنا جلوساً ليلة عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه : ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : إثنا عشر عدة نقباء بنى اسرائيل (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 1) بطريقين (في ص 389 وص 406) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 190) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 205) ولفظه : إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى ، وقال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر عن ابن مسعود ، وفى (ج 6 ص 201) أيضاً ، وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (وفى ص 201) أيضاً ، وقال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن عن ابن مسعود ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 2 ص 458) وقال : أخرجه ابن عدي وابن عساكر في التاريخ عن ابن مسعود عبد اللّه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 86] روى بسنده عن جابر ابن سمرة فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يزال الدين قائماً حتى يكون إثنا عشر خليفة من قريش (الحديث).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 92] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أو قال) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم

ص: 31

من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 333) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 60) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عمرو (وفى ص 201) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 106] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة.

[كنز العمال ج 6 ص 201] ولفظه : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة قيماً لا يضرهم من خذلهم ، كلهم من قريش (قال) أخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة (أقول) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 191) وقال : لا يضرهم عداوة من عاداهم ، فالتفت خلفي فاذا بعمر بن الخطاب في أناس فأثبتوا لي الحديث كما سمعت (قال) رواه الطبراني.

ص: 32

باب : في الاستدلال بقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[أقول] وأخبار الباب المتقدم كما عرفت هي من الأدلة القاطعة والنصوص الجلية الواضحة على حقية مذهب الشيعة الاثني عشرية وعلى بطلان سائر المذاهب طراً ، وذلك لعدم انطباقها على ما يعتقده العامة من خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة أو الخمسة بانضمام الحسن بن علي عليهما السلام اليهم لكونهم أقل عددا أو خلافة من سواهم من بني أمية أو بني العباس لكونهم أكثر عددا ، مضافا إلى أن بني أمية وبني العباس أغلبهم من أهل الفسق والفجور قد قضوا أعمارهم بشرب الخمور وبالملاهي والملاعب واستماع الغناء وضرب الدفوف وبسفك الدماء المحرمة وغير ذلك من المحرمات فكيف يجوز أن يكونوا خلفاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ولا تنطبق الأخبار أيضاً على ما تعتقده سائر فرق الشيعة من الزيدية والاسماعيلية والفطحية وغيرهم لكون أئمتهم أقل ، فينحصر انطباقها على ما يعتقده الشيعة الاثنا عشرية من إمامة الأئمة الاثنى عشر الذين هم عترة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأهل بيته ، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى عليه السلام الذي ستأتي الأخبار الواردة فيه مفصلاً في خاتمة الكتاب إن شاء اللّه تعالى ، وقد ذكر القندوزي في ينابيع

ص: 33

المودة في الباب السابع والسبعين عن بعض علماء العامة أنه قد روى حديث جابر بن سمرة وقال في آخره : كلهم من بني هاشم ، وقد روى الحافظ أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 86) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

ص: 34

باب : في إن علياً عليه السّلام وصي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس - حين قتل علي عليه السلام - فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (ثم قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علىّ وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصى (إلى آخر الحديث) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى في باب قتال جبرئيل وميكائيل عن يمين علىّ ويساره (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 138) وقال : خرجه الدولابي.

[الهيثمى في مجمعه ج 9 ص 146] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً رضي اللّه عنه خاتم الأوصياء ، ووصي الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء

ص: 35

(ثم قال) يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى عليه السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وفى الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهبأ ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم (ثم قال) من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحاق ويعقوب (إلى آخر الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 113] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصى موسى عليه السّلام؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فان وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) رواه الطبراني.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 3 ص 106) قال : عن أنس عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : هذا وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى.

وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) ولفظه : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان.

ص: 36

[وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج 2 ص 178] قال : عن أنس قال : قلنا لسلمان سل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من وصيه فقال سلمان : يا رسول اللّه من وصيك؟ قال : يا سلمان من كان وصى موسى؟ قال : يوشع بن نون ، قال : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب (قال) خرجه في المناقب.

(أقول) والظاهر أنه يعنى أحمد بن حنبل فانه خرجه في كتاب مستقل له قد أفرده لفضائل علي عليه السلام ولم يطبع إلى الآن ، والعلماء إنما يروون من النسخة الخطية ، ثم إنك قد عرفت أن في أكثر طرق حديث سلمان قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لسلمان : موضع سري علي بن أبي طالب ، وها هنا حديث آخر قد ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 83) ولفظه : صاحب سري علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 165] قال : وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطى أحداً بعدنا ، أنا خاتم النبيين ، وأكرم النبيين على اللّه ، وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت

ص: 37

الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً ، يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكي فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك من قلبي وزوجك اللّه زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكوني أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال علي عليه السلام : فلما قبض النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم تبق فاطمة عليها السلام بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها اللّه عز وجل به صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 135) وقال : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذته وصياً ، قاله لفاطمة عليها السلام ، ثم قال : أخرجه الطبراني عن أبي أيوب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 8 ص 253) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 392] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا بني عبد المطلب إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يوازرنى على هذا الأمر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، قلت : يا نبى اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتى ثم قال : هذا أخى ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (قال) أخرجه ابن جرير.

[وفيه أيضاً ج 6 ص 397] قال : عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ

ص: 38

اَلْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث كما تقدم) في باب إن علياً خليفة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 31) (إلى أن قال) إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي (قال) أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل.

[وفيه أيضاً ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي عليه السلام يخطب فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى من أهل الجماعة ، ومن أهل الفرقة ، ومن أهل السنة ، ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك أما إذ سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي (وساق الحديث) إلى أن قال : وتنادي الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا أيها الناس إنكم واللّه إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة (1) وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران إذ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فضلا خصه اللّه به إكراما منه لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعط أحدا من خلقه (الحديث) قال : أخرجه وكيع.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 42] ولفظه : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علي خاتم الأوصياء ، قال : أخرجه الديلمى (أقول) وقريب من ذلك ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 10 ص 356) بسنده عن أنس ابن مالك قال : لما حضرت وفاة أبي بكر (وساق الحديث) إلى أن قال : قال - أي أبو بكر - سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إن على

ص: 39


1- قيس شعرة : بكسر القاف وإسكان الياء المثناة التحتانية ثم السين المهملة أي قدر شعرة.

الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام (إلى أن قال) قال أنس : فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لي علي عليه السلام (وساق الحديث) إلى أن قال : وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء.

[وفي كنوز الحقائق أيضاً ص 121] ولفظه : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثي ، قال : أخرجه الديلمى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 178] قال : عن بريدة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكل نبي وصي ووارث وإن علياً وصيي ووارثي (قال) خرجه البغوي في معجمه.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس اسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس : قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعنى وأنت تؤدى عنى وتسمعهم صوتى وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟ قال أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 305] روى بسندين عن أبي سعيد قال في أحدهما : عن أبي سعيد التيمى قال : أقبلنا مع علي من صفين فنزلنا كربلا قال : فلما انتصف النهار عطش القوم ، وقال في ثانيهما : عن أبي سعيد عقيصاً قال : أقبلت من الأنبار مع علي عليه السلام نريد الكوفة قال : وعلي عليه السلام في الناس ، فبينا نحن نسير على شاطىء الفرات إذ لجج في الصحراء فتبعه ناس من أصحابه وأخذ ناس على شاطىء الماء ، قال : فكنت

ص: 40

ممن أخذ مع علي عليه السلام حتى توسط الصحراء ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين إنا نخاف العطش ، فقال : إن اللّه سيسقيكم ، قال : وراهب قريب منا ، قال : فجاء علي عليه السلام إلى مكان فقال : احفروا ها هنا ، قال : فخفرنا قال : وكنت فيمن حفر حتى نزلنا فعرض لنا حجر ، قال : فقال علي عليه السلام : ارفعوا هذا الحجر ، قال : فأعاننا عليه حتى رفعناه فاذا عين باردة طيبة ، قال : فشربنا ثم سرنا ميلاً أو نحو ذلك ، قال : فعطشنا ، قال : فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا ، قال : فرجع ناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التي ها هنا؟ قال : أية عين؟ قلنا : التي شربنا منها واستقينا والتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فقال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي أو وصي.

[أيضاً تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 112] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام اليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : من هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق (إلى أن قال) وأخي صالح على ناقة اللّه وسقياها التي عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمى حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتى ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر ، قضبانها من الدر الأبيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركناً ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضىء للراكب المحث (أي المسرع) عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

ص: 41

(ثم) إن هاهنا جملة من الروايات يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

(منها) ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 68) روى بسنده عن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد إلى علي عليه السلام سبعين عهدا لم يعهد إلى غيره (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 1 ص 197) وقال : أخرجه الطبراني في معجمه وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 357) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 113) وقال : رواه الطبراني في الصغير.

(ومنها) ما رواه ابن سعد في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 34) بسنده عن سهل بن سعد قال : كانت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ، ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك يغمى على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ويشغل عائشة ما به ، فبعثت - يعنى به إلى علي عليه السلام - فتصدق به ، الحديث (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 3 ص 124) وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(ومنها) ما ذكره المناوي في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 359) قال : أخرج الطبراني عن ذؤيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما احتضر قالت له صفية : لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ اليهم وإنك أجليت أهلي فان حدث حدث فإلى من ألجأ؟ قال : إلى علي ، قال : قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (أقول) وجدت الحديث في مجمع الهيثمي (ج 9 ص 112) كما ذكره المناوي.

ص: 42

باب : في الاستدلال بحديث علّي وصيي على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصىّ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على إمامة علي عليه السلام وخلافته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وتوضيح ذلك) مما يحتاج إلى ذكر مقدمة وهى أن الوصية (قيل) هي من أوصاه أو وصاه توصية أي عهد اليه كما في القاموس وغيره (وقيل) هي من وصى يصى إذا وصل الشىء بغيره لأن الموصى يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله ، والظاهر أن الأول أقرب ، وعلى كل حال لا كلام في أن الوصى - سواء كان مأخوذا من العهد أو من وصي يصي بمعنى الوصل - هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه ، ولذا قيل : إن الوصاية هي استنابة الموصى غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه إلى آخره ، (ومن هنا) يتضح لك أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقاً ، فأوصياء سائر الناس تكون ولايتهم مقصورة على الأموال من الدور والعقار ونحوهما أو على الأطفال والمجانين ومن بحكمهم من السفهاء الذين كان للموصى ولاية عليهم ، وإما أوصياء الأنبياء فتكون ولايتهم عامة على جميع

ص: 43

الأمة ذكرها وأنثاها حرها وعبدها كبيرها وصغيرها ، وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال منقولها وغير منقولها ، إذ كل نبي أولى بأمته من أنفسهم فيكون أولى بأموالهم بالأولوية القطعية ، فاذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم كان الوصى كذلك ، فشيت عليه السلام مثلاً وصي آدم عليه السلام أو سام عليه السلام وصي نوح عليه السلام أو يوشع عليه السلام وصىّ موسى عليه السلام أو شمعون عليه السلام وصي عيسى عليه السلام ونحو ذلك من أوصياء الأنبياء ، كل واحد منهم يكون بهذا المعنى وصيا للنبى ، فاذا عرفت معنى الوصي وأن أوصياء الأنبياء ليسوا كأوصياء سائر الناس بأن تكون ولايتهم مقصورة على أموال الموصى وأطفاله بل لهم ولاية عامة على ما كان الموصي وليا عليه ومتصرفا فيه من الأموال والأنفس ، فقد عرفت أن أخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو هو خاتم الأوصياء وخيرهم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على أن لعلي عليه السلام ما كان ثابتاً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعاً ، وهذا هو معنى الإمام والخليفة.

ص: 44

باب : فى أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأحق به من غيره

[أقول] قد سبق منا (ص 35) في باب علي عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذكر أحاديث متعددة في أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث سلمان : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث قد ذكره المناوي : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثى ، أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث بريدة : لكل نبي وصىّ ووارث وإن علياً وصيي ووارثي ، وهذه بقية ما ورد في ذلك نذكرها في هذا الباب مستقلاً (فنقول) :

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسندين عن أبي اسحاق قال : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دونكم؟ قال : لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 28) بطريقين مختلفين في اللفظ.

ص: 45

[أيضاً مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام يقول في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إن اللّه يقول : (أَفَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به منى؟ (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 134) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 226) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 18) والذهبي أيضاً مختصراً في ميزان الاعتدال (ج 2 ص 285).

[خصائص النسائي ص 18] روى بسنده عن ربيعة بن ماجد إن رجلاً قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك؟ قال : جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - أو قال دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بني عبد المطلب فصنع لهم مداً من الطعام فأكلوا حتى شبعوا وبقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقى الشراب كأنه لم يمس - أو لم يشرب - فقال : يا بني عبد المطلب إني بعثت اليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، وأيكم يبايعنى على أن يكون أخي وصاحبى ووارثى؟ فلم يقم اليه أحد فقمت اليه وكنت أصغر القوم ، فقال : اجلس ثم قال : ثلاث مرات كل ذلك أقوم اليه فيقول : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدى ثم قال : فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

(أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 63).

(وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 408) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وابن جرير والضياء المقدسي.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 178] قال : عن معاذ قال : قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث

ص: 46

النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه (قال) خرجه ابن الحضرمي.

[كنز العمال ج 5 ص 40] قال : لما أخي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين أصحابه قال علي عليه السلام : لقد ذهب روحى وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلى ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي (قال) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر.

(أقول) وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في (ج 5 ص 40) في حديث طويل ، وهكذا المحب الطبري في الرياض النضرة في (ج 1 ص 13) وزاد في آخره : ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إخواناً على سرر متقابلين ؛ المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض ، قال المتقي : هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبرانى في معجميهما والباوردى في المعرفة وابن عدى ، وقال المحب : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى في الأربعين الطوال.

[أيضاً المتقي في كنز العمال ج 4 ص 55] قال : عن علي عليه السلام قال : دخلت على نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو مريض فاذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نائم فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به مني فدنوت منهما ، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت

ص: 47

أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبي أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثني حتى خف عني وجعي ونمت ورأسى في حجره ، قال : أخرجه أبو عمرو الزاهد في فوائده.

(أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : أخرجه أبو عمر محمد اللغوي ، ويؤيد مشاهدة علي عليه السلام جبرئيل - ولو بصورة رجل - ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : عن ابن عباس - وقد ذكر عنده علي عليه السلام - قال : إنكم تذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ، قال : أخرجه في المناقب (كما) أنه يؤيد كون علي عليه السلام أحق برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من غيره في وضع رأسه في حجره ما ذكره الزمخشري في الكشاف في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) ، في سورة الفجر ، قال : وروى أنها لما نزلت تغير وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه فأخبروا علياً عليه السّلام فجاء فاحتضنه من خلفه وقبله بين عاتقيه ثم قال : يا نبي اللّه بأبي أنت وأمى ما الذي حدث اليوم؟ وما الذي غيرك؟ فتلا عليه الآية ، فقال علي عليه السلام : كيف يجاء بها؟ قال : يجىء بها سبعون الف ملك يقودونها بسبعين الف زمام فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع.

ص: 48

باب : في الاستدلال بقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) علي وارثي على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مما يمكن الاستدلال بها على إمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وتوضيح ذلك مما يحتاج إلى ذكر مقدمة مختصرة ، وهى بيان معنى التعصيب والعول بنحو الاختصار فنقول : إن وارث الميت إذا كان منحصراً بمن له الفرض في الكتاب العزيز كالنصف أو الثلث أو الربع ونحو ذلك (فتارة) تزيد التركة على الفريضة فحينئذ تقول العامة بالتعصيب ، أي رد الزائد على العصبة وهم أقارب الميت من أبيه وأبنه دون أمه وبنته ، فاذا كان الوارث منحصراً بالبنت فالنصف يعطى للبنت لأنه فرضها ويعطى النصف الآخر للعصبة (وأخرى) تنقص التركة عن الفريضة وحينئذ تقول العامة بالعول أي بورود النقص على الجميع فاذا خلف الميت بنتين وأبوين وزوجا فللبنتين ثلثان ولأبويه لكل واحد منهما السدس وللزوج الربع فتنقص التركة عن الفريضة بمقدار الربع فيوزع النقص على الكل ، وكل من التعصيب والعول عند الإمامية باطل نصاً وفتوى فعند زيادة التركة يرد الزائد على ذوي الفروض دون العصبة ،

ص: 49

ففي المثال الأول تعطي البنت جميع المال نصفه فرضاً ونصفه رداً ، وعند نقصان التركة عن الفريضة يرد النقص على البنتين خاصة دون الجميع للنص (إذا عرفت) هذا كله فاعلم أن علياً عليه السلام ليس هو ممن يرث المال من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باجماع المسلمين العامة والخاصة جميعاً ، أما عند العامة فلأنهم وإن قالوا بالتعصيب ولكنهم يقدمون العم مطلقاً ولو كان من الأب كالعباس بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابن العم مطلقاً ولو كان من الأبوين كعلي عليه السلام بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الذي لم يخلف إلا بنتا واحدة نصف أمواله بمذهب العامة لفاطمة سلام اللّه عليها ونصفه الآخر لعمه العباس ، وإما عند الخلاصة فلأنهم لا يقولون بالتعصيب فالمال كله لفاطمة سلام اللّه عليها فرضاً ورداً (وعليه) فعلي عليه السلام باجماع المسلمين ممن لا نصيب له من أموال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إرثا فلا بد من حمل تلك الأخبار الواردة كلها في أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على كونه وارثاً لعلمه ، كما تقدم التصريح به في رواية ابن عباس : واللّه إنى لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه الخ ، وفى رواية معاذ يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه وفي حديث المؤاخاة قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم (الخ) فاذا ثبت أن علياً عليه السلام هو الوارث لعلم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنه الذي ورث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علم الكتاب والسنة ثبت أنه الإمام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما هو الشأن في الأنبياء السابقين ، فان وارث علمهم والعارف بسنتهم على النحو الكامل التام كان هو الإمام من بعده ، والعلماء وإن كانوا أيضاً ورثة الأنبياء في العلم ولكن ليس علمهم كعلم الإمام ، فوارث الكتاب والسنة بنحو

ص: 50

الاطلاق لا يكون إلا الإمام ، وسائر العلماء من الأمة يعلمون شيئاً من علوم الأنبياء كما لا يخفى.

ص: 51

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم الثقلين

[صحيح مسلم] في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : يا بن أخي واللّه لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فما حدثتكم فاقبلوه وما لا أحدثكم فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ، فحث على كتاب اللّه ورغب فيه ؛ ثم قال : وأهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟

ص: 52

قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي عليه السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم.

(أقول) ورواه مسلم بأسانيد أخر أيضاً عن زيد بن أرقم قال في بعضها : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، (ورواه) أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 366) ، (ورواه) البيهقي أيضاً في سننه (ج 2 ص 148) و (ج 7 ص 30) باختلاف يسير في اللفظ ، (ورواه) الدارمى أيضاً في سننه مختصرا (ج 2 ص 431) ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 45) مختصرا وقال : لعبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أرقم (وفى ج 7 ص 102) بطريقين وقال في كل منهما : أخرجه ابن جرير ، (ورواه) الطحاوى أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 368).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 2 ص 12) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى وقال : أخرجه ابن الانباري في المصاحف.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول : يا أيها الناس إنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي (قال) وفي الباب عن أبي

ص: 53

ذر وأبى سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 109] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إنى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه تعالى وعترتى فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال : إن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وذكر الحديث بطوله (ثم قال) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

(أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 21) وقال في آخره فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : للطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وفى ج 6 ص 390) وقال : أخرجه ابن جرير ، ثم قال : عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك ، أخرجه ابن جرير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 109] روى بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عشية فصلى ثم قام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال : ما شاء اللّه أن يقول (ثم قال) أيها الناس إنى تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب اللّه ، وأهل بيتي عترتي (ثم قال) أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟ قالوا : نعم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) حديث سلمة بن

ص: 54

كهيل صحيح على شرطهما أي البخاري ومسلم ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه مختصراً (ص 89) وقال : هي رواية صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 148] روى بسنده عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وأهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (قال) هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 17] روى بسنده عن أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عز وجل ، وعترتى كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتى أهل بيتي ، وإن اللطيف أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظرونى بم تخلفونى فيهما (أقول) ورواه أيضاً في (ص 14 وص 26 وص 59) باختلاف يسير في اللفظ ، (وذكره) الفخر الرازي أيضاً في تفسيره في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) في سورة آل عمران ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 47) وقال : لابن أبي شيبة وأبى يعلى عن أبي سعيد (وفى ص 47) ثانيا باختلاف يسير ، وقال : للباوردى عن أبي سعيد (وفى ص 47) ثالثا باختلاف يسير وقال : لأبى يعلى في مسنده والطبرانى في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص 48) أيضاً باختلاف يسير ، وقال أيضاً : لأبى يعلى في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص 97) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (وذكره) الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 163) وقال : رواه الطبراني في الأوسط.

ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 2).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 371] روى بسنده عن علي ابن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إني تارك فيكم

ص: 55

الثقلين؟ قال : نعم ، (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 368).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 181] روى بطريقين عن زيد ابن ثابت قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، وإنهم لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 44) وقال : للطبرانى في الكبير عن زيد بن ثابت (وفى ص 47) وقال : أخرجه عبد بن حميد وابن الأنبارى عن زيد بن ثابت (وفي ص 47) ثانياً وقال : للطبراني في الكبير ولسعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت ، وللطبراني في الكبير أيضاً عن زيد بن أرقم (وفي ص 98) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 3 ص 14) وقال في الشرح - بعد أن نقل عن الهيثمي توثيق رجاله - ما هذا لفظه : ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به ، والحافظ عبد العزيز الأخضر ، وزاد أنه قال في حجة الوداع (إلى أن قال) قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة (انتهى) وقال ابن حجر في صواعقه (ص 136) ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها (انتهى).

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 355] روى بسنده عن حذيفة ابن أسيد الغفارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، فاني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 8 ص 442) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 225) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في

ص: 56

حليته والخطيب. وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 10 ص 363) وقال : رواه الطبراني باسنادين.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 9 ص 64] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالجحفة فقال : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : فاني كائن لكم على الحوض فرطاً وسائكلم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي (الحديث).

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 147) عن عبد اللّه بن حنطب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 195) عن عبد اللّه بن حنطب وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 1 ص 47] ولفظه : إني لكم فرط وإنكم واردون عليَّ الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، قيل : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربى ، ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم ، قال : للطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت.

[كنز العمال ج 1 ص 96] قال : عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه سبب بيد اللّه وسبب بأيديكم ، وأهل بيتي (قال) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار وصححه (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 163) ولفظه : عن على ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني مقبوض ، وإنى قد تركت فيكم الثقلين - يعنى كتاب اللّه وأهل بيتي - وإنكم لن تضلوا بعدهما (الحديث) قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 164] قال : وعن حذيفة بن أسيد

ص: 57

قال : لما صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال : يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن يوشك أن أُدعى فأُجيب وإنى مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللّهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن اللّه مولاى وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعنى علياً عليه السلام - اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرط وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوض ما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإنى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه عز وجل سبب طرفه بيد اللّه عز وجل وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتى أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : للحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وذكره في (ج 3 أيضاً ص 61) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن زيد بن أرقم قال : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبى إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق؟ قالوا : نشهد

ص: 58

قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم ، ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم ، قال : فانى فرط على الحوض وأنتم واردون علي الحوض ، وأن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفونى في الثقلين ، فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر عشيرتى وإن اللطيف الخبير نبأنى أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال فيه : والآخر عترتي بدل عشيرتى ، ثم قال : للطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً ، كتاب اللّه ، ونسبى ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، قال : رواه البزار.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 75] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربى عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما رواه أبو نعيم في حليته ، وغيره في غيرها عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قال - في حديث سيأتي تمامه في باب ، علي عليه السلام سيد العرب - : يا معشر الأنصار ألا أدلكم

ص: 59

على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : هذا عليّ فأحبوه بحبى فان جبريل عليه السلام أخبرني بالذي قلت لكم عن اللّه عز وجل (قال) ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلي والخجندي (ثانيهما) ما ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء (ص 14) قال : وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال : معاشر المسلمين من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين ، فقيل : يا رسول اللّه ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان؟ فقال : أنا الشمس ، وعلي القمر ، وفاطمة الزهرة ، والحسن والحسين الفرقدان ، في كتاب اللّه تعالى لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (أقول) هكذا وجدت النسخة ، ولعلها مغلوطة ، والظاهر أن الصحيح هكذا : هم مع كتاب اللّه لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض ، واللّه العالم.

ص: 60

باب : فى الاستدلال بحديث الثقلين على خلافة علي عليه السّلام بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل

(أقول) إن حديث الثقلين - الذي قد ذكرنا كثيراً من طرقه في الباب المتقدم - هو من الأدلة القوية والحجج الجلية على خلافة علي عليه السلام وإمامته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، بل لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي عليه السلام سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف ، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته.

[أما السند] فهو قوى جداً فانه حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كعلي عليه السلام ، وأبى ذر ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وزيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وحذيفة بن أسيد الغفارى ، وعبد اللّه ابن حنطب ، وأبي هريرة ، وغيرهم كثير ، وقد سمعت كلام المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 14) حيث قال : قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة ، بل وكلام ابن حجر في صواعقه (ص 136) حيث قال : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها.

ص: 61

[وأما الدلالة] فهى قوية أيضاً بل في أعلى مراتب القوة بعد رعاية القرائن القطيعة والشواهد الجلية المحفوفة به ، كقوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني مقبوض - أو إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب أو إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : وأنا تارك فيكم الثقلين ، أو إني تارك فيكم الثقلين ، أو خليفتين ، أو فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أو كيف تخلفوني في الثقلين ، أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم ، أو فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم. فان جميع ذلك قرائن قطعية وشواهد جلية على أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد دنا أجله وقربت وفاته فصار في مقام الاستخلاف وتعيين الخليفة من بعده ، فعين الكتاب وأهل بيته وبين للناس أنهما أعلم منهم وقد نهاهم عن تقدمهما وعن التقصير عنهما ، وإذا ثبت من مجموع تلك القرائن والشواهد أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد استخلف الكتاب وأهل بيته وترك في الأمة هذين الثقلين ، ثبتت خلافة علي عليه السلام من بين أهل البيت الطاهرين بالخصوص ، فانه أعلمهم وأفضلهم ولم يدع منهم أحد منصب الخلافة والإمامة ما دام علي عليه السلام كان حياً موجوداً في دار الدنيا (هذا كله) مع قطع النظر عن الأحاديث التي كان فيها تصريح باسم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بعد ما قال : إني قد تركت فيكم الثقلين ، أو إني تارك فيكم أمرين كتاب اللّه وأهل بيتي - قد أخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه - أو أولى به من نفسه - فعلي مولاه ، أو وليه.

ومما يزيدك في المقام توضيحاً وأن المتعين من بين أهل البيت عليهم السلام - الذين استخلفهم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجعلهم عدلاً للقرآن المجيد وشريكاً له - هو علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة ، ما أفاده ابن حجر الهيثمي في صواعقه فانه - مع شدة تعصبه على الشيعة حتى سمي

ص: 62

كتابه بالصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة - يعنى بهم الشيعة - له كلام في المقام قد أدى به حقه ، وها نحن نذكره بعينه لترى كيف قد أجرى اللّه تعالى الحق على لسانه.

[قال في صواعقه ص 90] : تنبيه ، سمي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين لأن الثقل كل نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية ، والأسرار والحكم العلية ، والأحكام الشرعية ولذا حث صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على الاقتداء والتمسك بهم ، والتعلم منهم وقال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (وقيل) سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما ، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب اللّه وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ، ويؤيده الخبر السابق (ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم) وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لأن اللّه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وشرّفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وقد مر بعضها ، وسيأتي الخبر الذي في قريش (وتعلموا منهم فانهم أعلم منكم) فاذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لأيشاركهم فيها بقية قريش ، وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض - كما يأتي - ويشهد لذلك الخبر السابق : (في كل خلف من أمتى عدول من أهل بيتي) (إلى آخره) ، ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر : علي عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا ، وكذلك خصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بما مر يوم غدير خم (انتهى) موضع الحاجة من كلام ابن حجر ، فراجعه.

ص: 63

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ومثل باب حطة في بني إسرائيل

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 343] روى بسنده عن حنش الكنانى قال : سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ باب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) ورواه في (ج 3 أيضاً ص 150) بطريق آخر عن حنش ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) وقال : أخرجه ابن جرير عن أبي ذر (وذكره) الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 168) وقال : رواه البزار والطبراني في الثلاثة ، أي الكبير والصغير والأوسط ، (وذكره) علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 610) في المتن ، وقال في الشرح : رواه أحمد ، يعنى ابن حنبل.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 306] روى بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم. مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 168) وقال : رواه البزار والطبرانى (وفي

ص: 64

ج 2 ص 168) أيضاً ، قال : عن عبد اللّه بن الزبير (وذكر الحديث) ثم قال : رواه البزار ، (وذكره) المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) وقال : أخرجه الملا في سيرته ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) وقال : رواه البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 19] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

[السيوطي] في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا اُدْخُلُوا هٰذِهِ اَلْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهٰا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَاُدْخُلُوا اَلْبٰابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطٰايٰاكُمْ ) في سورة البقرة ، قال : وأخرج ابن أبي شيبة عن على ابن أبي طالب عليه السّلام قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة.

[كنز العمال ج 1 ص 250] قال : عن عباد بن عبد اللّه الأسدي قال : بينا أنا عند علي بن أبي طالب عليه السلام في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية ( أَفَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ ) فقال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن واللّه لان يكونوا يعلموا ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي أحب إلي من أن يكون لى ملء هذه الرحبة ذهباً وفضة ، واللّه إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل ، قال : أخرجه أبو سهل القطان في أماليه وابن مردويه ، (أيضاً) المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 216) ولفظه : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، وقال : أخرجه الطبراني عن أبي ذر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 168] قال : وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي

ص: 65

فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، قال : رواه الطبراني في الصغير والأوسط.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 20] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها زج في النار ، قال : أخرجه ابن السرى.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 132] ولفظه : مثل عترتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ، قال : أخرجه الثعلبي.

[كنز العمال ج 6 ص 153] ولفظه : علي بن أبي طالب باب حطة من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافراً ، قال : أخرجه الدار قطنى في الأفراد عن ابن عباس (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 75) وقال أيضاً : أخرجه الدار قطنى في الأفراد عن ابن عباس وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في المتن ، وقال أيضاً : أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس ، وقال في الشرح : يعني أنه سبحانه وتعالى كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سببا للغفران جعل لهذه الأمة مودة علي عليه السلام والاهتداء بهداه وسلوك سبيله وتوليه سبباً للغفران ودخول الجنان ونجاتهم من النيران ، والمراد بخرج منه خرج عليه (أقول) ومقتضى هذا الحديث وشرحه من المناوي أن من خرج على علي عليه السلام كافر ، وهو كذلك.

ص: 66

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أهل بيتي أمان لأمتي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 149] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتى من الاختلاف ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وصححه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 458] روى بسنده عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد ، فقال : ما تنتظرون؟ فقالوا : ننتظر الصلاة ، فقال : إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموهما ، ثم قال : أما إنها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الأمم ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمان لأهل السماء فان طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون (إلى أن قال) وأهل بيتي أمان لأمتى فاذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون.

[كنز العمال ج 6 ص 116] والصواعق المحرقة (ص 111)

ص: 67

ولفظهما : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، قالا : أخرجه أبو يعلى عن سلمة بن الأكوع (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 174) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 6 ص 297) في المتن وقال في الشرح : ورواه عنه أيضاً - أي عن سلمة بن الأكوع - الطبراني ومسدد وابن أبي شيبة ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانيا (ج 7 ص 217) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ومسدد والحكيم وأبو يعلى والطبرانى وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 17] قال : عن أياس بن سلمة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، قال : أخرجه أبو عمرو الغفارى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 17] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ، قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 610).

ص: 68

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 158] روى بسنده عن المسور بن مخرمة أنه بعث اليه حسن بن حسن عليه السلام يخطب ابنته فقال له : قل فليأتني في العتمة ، قال : فلقيه فحمد اللّه المسور وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيم اللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسبي وصهري وعندك ابنتها ولو زوّجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 7 ص 314] روى بسنده عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 216] قال : وعن ابن عباس قال : توفي ابن لصفية عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فبكت عليه

ص: 69

وصاحت ، فأتاها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لها : يا عمة ما يبكيك؟ قال : توفي ابني قال : يا عمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بني اللّه له بيتاً في الجنة فسكتت ثم خرجت من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن تغني عنك من اللّه شيئاً فبكت ، فسمعها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وكان يكرمها ويحبها فقال : يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت : ليس ذاك يا رسول اللّه استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن تغني عنك من اللّه شيئاً ، قال : فغضب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : يا بلال هجر بالصلاة ، فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنقع ، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فانها موصولة في الدنيا والآخرة ، الحديث (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 138) وقال : رواه البزار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 6) غير أنه قال فيه : فلما خرجت لقيها رجل فقال لها : إن قرابة محمد لن تغنى عنك شيئاً ولم يصرح باسم عمر بن الخطاب. (اللغة) التهجير التكبير في كل شىء ، يقال هجر - بالتضعيف - يهجر تهجيراً فهو مهجر ، وهي لغة حجازية ، وأراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 173] قال : وعن ابن عباس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 173] قال : وعن أم بكر بنت المسور ابن مخرمة إن الحسن بن على عليهما السلام خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : كل سبب وكل نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : رواه الطبراني.

ص: 70

[فيض القدير للمناوى ج 5 ص 20] في المتن ، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : أخرجه الطبراني والحاكم والبيهقي عن عمر ، وأخرجه الطبراني أيضاً عن ابن عباس وعن المسور ، صحيح.

[فيض القدير أيضاً ج 5 ص 35] ولفظه : كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر؛ صحيح.

[كنز العمال للمتقى ج 1 ص 98] قال : عن أبي سعيد قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقول على المنبر : ما بال رجال يقولون : رحم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا تنفع يوم القيامة واللّه إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ، الحديث (قال) أخرجه ابن النجار (أقول) وذكره أيضاً في (ج 7 ص 42) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسى وأحمد بن حنبل وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وابن أبي شيبة عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 138) وزاد في آخره : وإني أيها الناس فرطكم على الحوض.

[ذخائر العقبى ص 6] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : كان لآل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خادمة تخدمهم يقال لها : بريرة فلقيها رجل فقال لها : يا بريرة غطي شعيفاتك فان محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن يغنى عنك من اللّه شيئاً ، قال : فأخبرت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه ، وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه ، فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا : يا رسول اللّه مرنا بما شئت والذى بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم ثم صعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : من أنا؟ قالوا : أنت رسول اللّه؟ قال : نعم ، ولكن من أنا؟ قلنا : محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، قال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأول داخل في الجنة ولا فخر وصاحب لواء الحمد ولا فخر ، وفي ظل الرحمن يوم لا ظل إلا

ص: 71

ظله ولا فخر ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟ بل تنفع حتى تبلغ حكم وحاء ، إني لأشفع فأشفع حتى أن من أشفع له ليشفع فيشفع ، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة ، قال : أخرجه ابن البخترى (أقول) قيل في الهامش : الشفعة الذؤابة ، وقال في الشرح : حكم وحاء وهم إحدى قبيلتين من اليمن.

ص: 72

باب : إن أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا يعذبهم اللّه تعالى

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 150] روى بسنده عن عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : وعدني ربي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم ، قال عمر بن سعيد الأبح ومات سعيد بن أبي عروبة يوم الخميس وكان حدّث بهذا الحديث يوم الجمعة ، مات بعده بسبعة أيام في المسجد ، فقال قوم : لا جزاك اللّه خيراً صاحب رفض وبلاء وقال قوم : جزاك اللّه خيراً صاحب سنة وجماعة أديت ما سمعت (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) قال : وصح أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : وعدنى ربي (إلى آخر الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 215] ولفظه : سألت ربي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار فأعطانيها ، قال : أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران بن حصين (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111 وص 95) وقال : أخرجه الملا - يعني في سيرته - والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 19) وقال : أخرجه أبو سعد والملا في سيرته ، والمناوي أيضاً في فيض

ص: 73

القدير (ج 4 ص 77) في المتن وذكر في الشرح : أنه أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران بن حصين ، وأبو سعيد في شرف النبوة ، وابن سعد ، والملا في سيرته ، وهو عند الديلمي وولده بلا سند (قال) وهذا يوافق ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ ) قال : من رضي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار (أقول) وذكر ذلك ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 95) غير أنه قال : نقل القرطبى عن ابن عباس أنه قال : رضي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يدخل أحمد من أهل بيته النار قاله السدى (انتهى).

[كنوز الحقائق للمناوي ص 24] ولفظه : اللّهم اليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) وقال : أخرجه الطبراني عن أم سلمة (انتهى) وتقدم في باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، حديث فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اليك لا إلى النار أنا وأهل بيتى.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 102] قال : ونقل القرطبى وغيره عن السدي أنه قال في قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ لغفور شَكُورٌ ) غفور لذنوب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم شكور لحسناتهم (أقول) فاذا كان اللّه تعالى غفوراً لذنوب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وشكوراً لحسناتهم فآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا يعذبهم اللّه فيكون هذا الحديث أيضاً مما دل على عنوان الباب ، غايته أنه بالالتزام لا بالمطابقة ، ونظيره ما رواه المحب الطبري في ذخائره (ص 20) قال : وعن علي عليه السلام قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : اللّهم إنهم عترة رسولك فهب مسيئهم لمحسنهم وهبهم لي ، قال : ففعل وهو فاعل قال : قلت : ما فعل؟ قال : فعله بكم ويفعله بمن بعدكم ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته.

ص: 74

باب : في بعض الايات النازلة في فضل أهل البيت عليهم السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام ، قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رأيته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره (إلى أن قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علي (إلى أن قال) وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 138) وابن حجر في صواعقه (ص 136) وقالا : خرجه الدولابى.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 101] قال : وأخرج أحمد عن ابن عباس في (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً) قال : المودة لآل محمد صلى

ص: 75

اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ) في سورة الشورى ، قال : عن السدي إنها المودة في آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبى ) في سورة الشورى ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (ومن يقترف جسنة) قال : المودة لآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 1 ص 251] والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اَللّٰهِ أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) في سورة الرعد ، قالا : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزلت هذه الآية : ( أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) قال : ذاك من أحب اللّه ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً ألا بذكر اللّه يتحابون ، قال : أخرجه ابن مردويه.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِنَّ إِلْيٰاسَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ ) في سورة ص ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم والطبرانى وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) قال : نحن آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم آل ياسين.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 88] قال : الآية الثالثة قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس أن المراد بذلك سلام على آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقال (في ص 89) ذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يساوونه في خمسة أشياء ، في السلام قال : السلام عليك أيها النبي ، وقال : سلام على آل ياسين وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة ، قال تعالى : (طه) - أي يا طاهر - وقال : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وفي تحريم الصدقة ، وفي

ص: 76

المحبة قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ) وقال : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) (أقول) وتقدم ذكر هذا الكلام للفخر الرازي في آخر باب : كيف يصلى على محمد وآل محمد ، فراجع.

[وقال أيضاً في الصواعق في ص 90] الآية الخامسة قوله تعالى : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) قال : أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) (أقول) وذكره الشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 101).

[وقال أيضاً في الصواعق في ص 91] الآية السادسة قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ اَلنّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال : أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر عليه السلام أنه قال : في هذه الآية نحن الناس واللّه (أقول) وذكره الشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 101) وقال فيه : أهل البيت هم الناس.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ) في سورة آل عمران قال : أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله : ( وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ ) قال : هم المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

ص: 77

باب : في جملة من فضائل أهل البيت عليهم السلام المتفرقة

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 13] قال : أخرج أحمد والمحاملي والمخلص والذهبي وغيرهم عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قال جبرئيل عليه السلام : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 499) في المتن وقال : أخرجه الحاكم في الكني والألقاب وابن عساكر عن عائشة.

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 14] قال : الباب الخامس في ذكر ما زين به الأرض وهى سبعة أشياء ، الأزمنة وزين الأزمنة بأربعة أشهر (إلى أن قال) والأمكنة وزينها بأربعة أشياء (إلى أن قال) وزينها أيضاً - يعني الأمكنة - بالأنبياء عليهم السلام ، وزين الأنبياء بأربعة : ابراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى الوجيه ومحمد الحبيب (إلى أن قال) وزينها أيضاً بآل محمد عليهم السلام ، وزينهم أيضاً بأربعة : علي وفاطمة والحسن والحسين.

[كنز العمال ج 6 ص 218] ولفظه : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ، قال : أخرجه الديلمي عن أنس ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق

ص: 78

(ص 153) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 17) وقال : أخرجه الملا - أي في سيرته - وذكره في الرياض النضرة أيضاً (ج 2 ص 208) قال : قال رجل لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن فعلي عليه السلام؟ قال ابن عمر : علي عليه السلام من أهل البيت لا يقاس بهم أحد (الخ).

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 7 ص 201] روى بسنده عن البخترى قال : خطب علي عليه السلام (وساق الحديث إلى أن قال) فقام رجل فقال : وأنت يا أمير المؤمنين؟ فقال : نحن أهل بيت لا يوازينا أحد.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن سلمان قال : أنزلوا آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدى إلا بالرأس وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين قال : رواه الطبراني.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 90] قال : وأخرج الملا في سيرته حديث : في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، الحديث (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 17) عن ابن عمر.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 20] ولفظه : عن حميد بن عبد اللّه ابن يزيد إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) عن أحمد - يعني ابن حنبل.

[الاصابة ج 1 القسم 1 ص 144] قال : روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق قيس بن البراء عن عبد اللّه بن بدر عن أبيه إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من أحب أن يبارك في أجله وأن يمتعه بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة (أقول) وذكره ابن حجر الهيثمي أيضاً في صواعقه (ص 111) وزاد في آخره : فمن لم يخلفنى فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) مع الزيادة المتقدمة.

ص: 79

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن ابن عمر قال : آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اخلفوني في أهل بيتي ، قال : رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90 وفي ص 136).

[فيض القدير للمناوى ج 3 ص 497] في المتن : خيركم خيركم لأهلي من بعدي ، قال : رواه الحاكم عن أبي هريرة ، صحيح ، وقال في الشرح : ورواه أيضاً أبو يعلى وأبو نعيم والديلمى ، ورجاله ثقات.

[فيض القدير للمناوي ج 2 ص 553] ولفظه : إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ، قال : أخرجه الطبراني عن خالد بن عرفطة.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : وعن عبد العزيز باسناده إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : استوصوا بأهل بيتي خيراً فانى أخاصمكم عنهم غداً ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار ، قال : أخرجه أبو سعد والملا في سيرته (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) والشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 103).

[ذخائر العقبى أيضاً ص 18] قال : وعن عبد العزيز باسناده إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند اللّه عهداً ، قال : أخرجه أبو سعد والملا (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 168] قال : وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن للّه عز وجل حرمات ثلاثاً من حفظهن حفظ اللّه أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ اللّه له شيئاً ، حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمى ، قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) وقال : أخرجه الطبراني وأبو الشيخ.

[كنز العمال ج 6 ص 216] ولفظه : من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عليها يوم القيامة ، قال : أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام

ص: 80

(أقول) وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 6 ص 172) في المتن وقال في الشرح بعد لفظة : عن علي عليه السلام : ورواه عنه أيضاً الجعابى في تاريخ الطالبيين (وقال) : فيه من الدلالة على عناية اللّه ورسوله ما لا يخفى فهنيئاً لمن فرج عنهم ، أو لبى لهم دعوة أو أنالهم طلبة ، والوقائع الدالة على ذلك أكثر من أن تحصر ، وأشهر من أن تذكر ، فمن أراد الوقوف على كثير منها فعليه بتوثيق عرى الإيمان للبارزى ومؤلفات ابن الجوزي (انتهى) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 19) قال : وفي طريق آخر من حديث غير علي عليه السلام : من صنع إلى أحد من أهل بيتي معروفاً فعجز عن مكافأته في الدنيا فأنا المكافيء له يوم القيامة ، قال : أخرجه أبو سعد وتابعه الملا على الأول.

[كنز العمال ج 8 ص 151 ، وج 6 ص 217] ولفظه : أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضى لهم حوائجهم ، والساعى لهم في أمورهم عندما اضطروا اليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18).

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 150] قال : أخرج الديلمي مرفوعا من أراد التوسل إلي وأن يكون له عندى يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.

[كنز العمال ج 7 ص 214] والمناوى في فيض القدير (ج 4 ص 176) في المتن : الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم وأهل بيته ، قالا : خرجه الديلمي في الفردوس.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته - (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) باختلاف ولفظه : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ، قال : أخرجه الديلمي عن على عليه السلام.

ص: 81

[فيض القدير للمناوي ج 3 ص 90] في المتن : أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش ، ثم الأنصار ثم من آمن بى واتبعني من اليمن ، ثم من سائر العرب ، ثم الأعاجم ومن أشفع له أولاً أفضل ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، وقال في الشرح : ورواه الدار قطني في الأفراد (إلى أن قال) وأخرجه أيضاً أبو الطاهر المخلص في السادس من حديثه (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111) وقال فيه : أخرجه الطبراني (وفي ص 95) وقال فيه : أخرجه المخلص والطبراني والدار قطني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) وقال : أخرجه صاحب كتاب الفردوس - يعني الديلمي -

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 95] قال : وأخرج أحمد في المناقب أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا معشر بني هاشم والذي بعثني بالحق نبياً لو أخذت بحلقة الجنة ما بدأت إلا بكم.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 16] قال : وعن عبد العزيز بسنده إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلاً ، قال : أخرجه أبو سعد في شرف النبوة (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90).

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 14] قال : عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر بن الخطاب للزبير بن العوام : هل لك في أن تعود الحسن ابن علي عليهما السلام فانه مريض؟ فكأن الزبير تلكأ عليه ، فقال له عمر : أما علمت أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة؟ (قال) وفي رواية إن عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة (اللغة) - تلكأ - أي توقف وتبطأ.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) ، في سورة الشورى ، قال : وأخرج البخاري عن أبي بكر قال : ارقبوا محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في أهل بيته.

ص: 82

باب : فيما جاء في حب أهل البيت عليهم السلام

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمة وأحبونى لحب اللّه ، وأحبوا أهل بيتي لحبي (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 149) بطريقين وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 3 ص 211) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 159) وابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 2 ص 12) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) ، (الآية) في سورة الشورى ، وقال : أخرجه الترمذي وحسنه ، والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 146] روى بسنده عن على ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتى.

[كنز العمال ج 1 ص 251] والسيوطى في الدر المنثور ؛ في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اَللّٰهِ ) (الآية) في سورة الرعد ،

ص: 83

قالا : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزلت هذه الآية : ( أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) قال : ذاك من أحب اللّه ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب (الحديث) قال : أخرجه ابن مردويه

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ، في سورة الشورى ، قال : وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائى والحاكم عن المطلب بن ربيعة قال : دخل العباس على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فاذا رأونا سكتوا ، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال : واللّه لا يدخل قلب امريء مسلم إيمان حتى يحبكم للّه ولقرابتي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 9) لكن عن ابن عباس ، وقال : أخرجه أحمد.

[وقال أيضاً] أخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال : جاء العباس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبلغوا الخير والإيمان حتى يحبوكم.

[وقال أيضاً] وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قال : أتى العباس بن عبد المطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع أوقعناها ، فقال : أما واللّه إنهم لم يبلغوا خيراً حتى يحبوكم لقرابتى ، ترجو سليم شفاعتى ولا يرجوها بنو عبد المطلب.

[كنز العمال ج 1 ص 11] ولفظه : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ، وأهلي أحب اليه من أهله ، وعترتي أحب اليه من`عترته وذريتي أحب اليه من ذريته ، قال : أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 1 ص 88) وقال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير (انتهى) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار

ص: 84

(ص 103) وقال : رواه الديلمي والطبراني وأبو الشيخ بن حبان والبيهقي مرفوعاً.

[كنز العمال ج 2 ص 54] ولفظه : خمس من أعطيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة ، زوجة صالحة ، وبنون أبرار ، وحسن مخالطة الناس ومعيشة في بلده ، وحب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 3 ص 459) قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن زيد بن أرقم.

[كنز العمال ج 6 ص 218 ، وج 7 ص 103] يا علي إن الإسلام عريان لباسه التقوى ورياشه الهدى ، وزينته الحياء ، وعماره الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الإسلام حبى وحب أهل بيتي (قال) أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 7 ص 212] ولفظه : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن حبنا أهل البيت (قال) أخرجه الطبراني عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 10 ص 346) وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وذكره ثانياً بلا فصل وقال : عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تزول قدما عبد (وساق الحديث كما تقدم) وقال في آخره : قيل : يا رسول اللّه فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 217 وج 8 ص 151] قال : أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضى لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا اليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18).

[كنز العمال ج 8 ص 278] ولفظه : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ، حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن فان حملة القرآن في ظل

ص: 85

اللّه يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه (قال) أخرجه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في الفردوس ، وابن النجار عن علي عليه السلام (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 1 ص 225) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 103).

[كنز العمال ج 6 ص 216] ولفظه : إن لكل بني أب عصبة ينتمون اليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خلقوا من طينتى ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه اللّه ومن أبغضهم أبغضه اللّه (قال) أخرجه ابن عساكر عن جابر.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزاراً لملائكة الرحمن ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة (انتهى) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى - بعد نقل ما تقدم من الزمخشري في الكشاف - ما لفظه : أقول : آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هم الذين يؤول أمرهم اليه فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام) كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.

ص: 86

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن الحسن بن علي عليهما السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إلزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي اللّه عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا (قال) رواه الطبراني في الأوسط

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 10 ص 281] قال : وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : من أحبنا للدنيا فان صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر ومن أحبنا للّه كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين وأشار باصبعيه السبابة والوسطى (قال) رواه الطبراني.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 5] ولفظه : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي (قال) أخرجه الديلمي.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته -.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 18] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته -.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 103] قال : وروى أبو الشيخ عن علي عليه السلام قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مغضباً حتى استوى على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي ، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني ، ولا يحبني حتى يحب ذريتي.

[نور الأبصار أيضاً ص 103] قال : وروى ابن مسعود حب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً خير من عبادة سنة.

ص: 87

باب : في بعض أبيات الشافعي وغيره في حب أهل البيت عليهم السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 152] قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد ، حدثني أبو بكر السبأي ، قال : سمعت بعض مشايخنا يحكي أن الشافعي عابه بعض الناس لفرط ميله إلى أهل البيت وشدة محبته لهم إلى أن نسبه إلى الرفض ، فأنشأ الشافعي في ذلك يقول :

يا راكباً قف بالمحصب من منى *** واهتف بقاعد خيفها والناهض

إن كان رفضاً حب آل محمد *** فليشهد الثقلان إني رافضي

 (أقول) وذكرها ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 79) باختلاف وزيادة ، فقال : وقال أيضاً رضي اللّه عنه - يعني الشافعي :

يا راكباً قف بالمحصب من منى *** واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاضٍ الحجيج إلى منى *** فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان إني رافضى

ثم قال : قال البيهقي : وإنما قال الشافعي ذلك حين نسبه الخوارج إلى الرفض حسداً وبغياً (انتهى) وذكرها الفخر الرازي أيضاً في تفسير آية المودة

ص: 88

في سورة الشورى بمثل ما ذكره ابن حجر ، وذكرها الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 104) بمثل ما ذكره ابن حجر.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 108] والشبلنجي في نور الأبصار (ص 105) قالا : وللشافعى :

آل النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أُعطى غدا *** بيدي اليمين صحيفتي

 [نور الأبصار للشبلنجى ص 104] قال : حكى عن الشافعي قوله :

يا آل بيت رسول اللّه حبكم *** فرض من اللّه في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له

 [أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 104) ولم يذكر البيت الأخير.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 104] قال : وحكى الإمام أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام الشافعي : أن الإمام الشافعي قيل له : إن أناساً لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة تذكر لأهل البيت فاذا رأوا أحداً يذكر شيئاً من ذلك قالوا : تجاوزوا عن هذا فهو رافضي فأنشأ الشافعي رحمه اللّه يقول :

إذا في مجلس نذكر علياً *** وسبطيه وفاطمة الزكيه

يقال تجاوزوا يا قوم هذا *** فهذا من حديث الرافضية

برئت إلى المهيمن من أناس *** يرون الرفض حب الفاطمية

 [وقال أيضاً في ص 105] قال الشيخ الشعراني وما أحسن ما أورده الشيخ الأكبر في الفتوحات :

فلا تعدل بأهل البيت خلقاً *** فأهل البيت هم أهل السيادة

فبغضهم من الإنسان خسر *** حقيقي وحبهم عباده

ص: 89

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 101] قال : وللشيخ الجليل شمس الدين ابن العربي :

رأيت ولائي آل طه فريضة *** على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى *** بتبليغه إلا المودة في القربى

ص: 90

باب : فيما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 148] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا بني عبد المطلب إني سألت اللّه لكم ثلاثاً ، أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم وسألت اللّه أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلاً صفن فصلى وصام ثم لقي اللّه وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار (قال الحاكم) هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 203) وقال : صفن بين الركن والمقام ، ثم قال : أخرجه الطبراني والحاكم عن ابن عباس ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وقال فيه : فلو أن رجلاً صفن - أي من الصفن وهو صف القدمين بين الركن والمقام - فصلى وصام ثم لقي اللّه وهو يبغض آل بيت محمد دخل النار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18) مختصراً وقال : أخرجه ابن السري (وفي ص 15) وقال : عن جابر بن عبد اللّه (إلى أن قال) أخرجه الملا في سيرته ، وقال فيهما : صف بدل صفن.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 150] روى بسنده عن أبي سعيد

ص: 91

الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 143) وقال : إنه صحيح ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى ، وقال : أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 122] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة (وساق الحديث) فذكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وصالح وحمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام (إلى أن قال) ولو أن عابداً عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي اللّه مبغضاً لآل محمد أكبه اللّه على منخره في نار جهنم.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى قال : وأخرج ابن عدي عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 134) وقال : أخرجه الديلمي (وقال السيوطي أيضاً) وأخرج الطبراني عن الحسن بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار.

[الهيثمي في مجمعه ج 4 ص 278] قال : وعن معاوية بن خديج قال : أرسلنى معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن بن على عليهما السلام أخطب على يزيد بنتاً له - أو أختاً له - فأتيته فذكرت له يزيد فقال : إنا قوم لا نزوج نساءنا حتى نستأمرهن فأتيتها فذكرت لها يزيد فقالت : واللّه لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل يذبح أبناءهم ويستحي

ص: 92

نساءهم ، فرجعت إلى الحسن عليه السلام فقلت : أرسلتني إلى فلقة تسمىّ أمير المؤمنين فرعون ، قال : يا معاوية إياك وبغضنا فان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار ، قال : رواه الطبراني (أقول) وذكره في (ج 9 ص 172) أيضاً مختصراً وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال مختصراً (ج 6 ص 218) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 172] قال : وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته وهو يقول : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا فقلت : يا رسول اللّه وإن صام وصلى ، قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وإن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون (إلى أن قال) في آخره فاستغفرت لعلي عليه السلام وشيعته ، قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 8 ص 191] ولفظه : إن اللّه عز وجل يبغض الآكل فوق شبعه ، والغافل عن طاعة ربه ، والتارك سنة نبيه ، والمخفر ذمته والمبغض عترة نبيه ، والمؤذي جيرانه (قال) أخرجه الديلمي عن أبي هريرة.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ، في سورة الشورى (قال) وعن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقينى يوم القيامة (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 100) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) باختلاف في اللفظ عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم ، قال : أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام.

ص: 93

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 143] قال : وورد من سب أهل بيتي فانما يرتد عن اللّه والإسلام ، ومن آذانى في عترتي فعليه لعنة اللّه ، ومن آذانى في عترتي فقد آذى اللّه ، إن اللّه حرّم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم (إلى أن قال) خمسة - أو ستة - لعنتهم وكل نبي مجاب ، الزائد في كتاب اللّه ، والمكذب بقدر اللّه ، والمستحل محارم اللّه والمستحل من عترتي ما حرّم اللّه ، والتارك للسنة.

[فيض القدير للمناوي ج 1 ص 515] في المتن ولفظه : اشتد غضب اللّه على من آذاني في عترتي ، قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن أبي سعيد ، وقال في الشرح : وكذا أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري.

[كنوز الحقائق ص 134] ولفظه : من آذاني في أهل بيتي فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) ولفظه : من آذانى في أهلي فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه أبو نعيم عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 1 ص 67] ولفظه : إن اللّه عز وجل اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير بن اللّه ، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح ابن اللّه ، وإن اللّه اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي ، قال : لابن النجار عن أبي سعيد (أقول) وذكره في (ج 5 أيضاً ص 276) وقال : عن أبي سعيد قال : لما كان يوم أحد شج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في وجهه وكسرت رباعيته ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يومئذ رافعاً يديه يقول : إن اللّه تعالى اشتد غضبه على اليهود (وساق الحديث كما تقدم).

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 7] قال : وعن أبي هريرة قال : جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت : يا رسول اللّه إن الناس يقولون : أنت بنت حطب النار ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو مغضب فقال : ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي من آذى قرابتي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

ص: 94

[أقول] هذه جملة مما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم وقد ظفرت عليها على العجالة فذكرتها ، وقد تقدم في باب ما جاء في حب أهل البيت ، حديث جابر عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحبهم أحبه اللّه ، ومن أبغضهم أبغضه اللّه ، وحديثه أيضاً عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقى ، وما رواه الكشاف عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث طويل (قال في آخره) ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ، وسيأتى في باب رجوع عمر إلى علي عليه السلام حديث طويل ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء فيه قول الأحبار لعلي عليه السلام ، فأخبرنا ما يقول القبر في صفيره؟ قال عليه السّلام : يقول : اللّهم العن مبغضي محمد وآل محمد عليهم السلام.

ص: 95

باب : في أن علياً عليه السّلام الصدّيق الاكبر

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن عمرو بن عباد بن عبد اللّه قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 56) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 155) وقال : خرجه القلعي (وفي ص 158) وقال : خرجه الخلعي.

[الاصابة لابن حجر ج 7 القسم 1 ص 167] قال : وأخرج أبو أحمد وابن منذه وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفارية قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سيكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 287).

ص: 96

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 155] قال : وعن أبي ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل (قال) وفي رواية وأنت يعسوب الدين (ثم قال) خرجهما الحاكمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 102] قال : وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : إن هذا أول من آمن بى ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين (قال) رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 358) في الشرح وقال : رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وسلمان ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقال : رواه الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً والبيهقي وابن عدى عن حذيفة.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن سليمان بن عبد اللّه عن معاذة العدوية قالت : سمعت علياً عليه السلام وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم (قال) أخرجه محمد بن أيوب الرازي في جزئه والعقيلى (أقول) وذكره الذهبى أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 417) مختصراً عن كتاب العقيلي عن معاذة عن علي عليه السلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 157) وقال : خرجه ابن قتيبة في المعارف.

[كنز العمال ج 6 ص 402] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي فمن هم؟ قال : أنا على البراق ، وأخى صالح على ناقته التي عقرت ، وعمى حمزة على ناقتى العضباء ، وأخى علي على ناقة من نوق الجنة ، بيده لواء الحمد ينادى : لا إله

ص: 97

إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ليس هذا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب.

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل يس ، وعلى بن أبي طالب (قال) أخرجه ابن النجار عن ابن عباس (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحٰابَ اَلْقَرْيَةِ إِذْ جٰاءَهَا اَلْمُرْسَلُونَ ) في سورة يس ، وقال : أخرجه البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الصديقون ثلاثة (وذكر الحديث) كما تقدم ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 4 ص 237) وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74).

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار مؤمن آل يس ، قال : يا قوم اتبعوا المرسلين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلاً أن يقول : ربي اللّه ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم قال : أخرجه أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن أبي ليلى (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً ) في سورة يس ؛ وقال : أخرجه أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمى عن أبي ليلى ، وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى : وقال ( رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ) ، في سورة المؤمن وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 238) في المتن وقال في الشرح - بعد لفظة وابن عساكر عن أبي ليلى - : وابن مردويه والديلمى من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى (1) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 56)

ص: 98


1- أبو ليلى هذا هو كندى صحابى ، واسمه بلال أو بليل - بالتصغير - أو يسار أو داود أو أوس ، شهد أحداً وما بعدها وعاش إلى خلافة علي عليه السلام ، قال ابن عبد البر : شهد أحداً وما بعدها وانتقل إلى الكوفة وشهد مع علي عليه السلام مشاهده.

وفى الرياض النضرة (ج 2 ص 153) وقال : فيهما رواه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب.

ص: 99

باب : إن علياً عليه السّلام خير البشر

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 421] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : علي خير البشر فمن امترى فقد كفر (اللغة) : امترى في الشيء أي شك فيه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 192] روى بسنده عن زر عن عبد اللّه عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من لم يقل علي خير الناس فقد كفر (أقول) وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 9 ص 419).

[كنوز الحقائق ص 92] قال : علي خير البشر من شك فيه كفر قال : أخرجه أبو يعلى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 220] قال : عن عقبة بن سعد العوفي قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه - وقد سقط حاجباه على عينيه - فسألناه عن علي عليه السلام قال : فرفع حاجبيه بيده فقال : ذاك من خير البشر قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المحب الطبري في ذخائره أيضاً (ص 96).

ص: 100

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة عليها السلام : زوجتك خير أمتي ، أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلما ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 391] روى بسنده عن علقمة عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 116] قال : وعن ابن مسعود قال : قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره في (ج 9 ثانياً ص 288).

[الهيثمي أيضاً ج 9 ص 158] قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش ، وسعيد ابن العاص جالس عن يمينه ، فلما رآه معاوية مقبلاً قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ؛ فلما جلس قال له معاوية : - وسأله عن رجال ذكرهم الهيثمي - (إلى أن قال) فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود النهى ، ونور السرى في ظلم الدجى ، داعيا إلى المحجة العظمى ، عالماً بما في الصحف الأولى ، وقائماً بالتأويل والذكرى ومتعلقا بأسباب الهدى ، وتاركاً للجور والأذى ، وحائداً عن طرقات الردى ، وخير من آمن واتقى ، وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى ، وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبى المصطفى ، فهل يوازيه موحد؟ وزوج خير

ص: 101

النساء ، وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقا ، من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة.

[الاصابة لابن حجر ج 1 القسم 4 ص 217] قال : ذكر الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة : حدثنا أبو يحيى التيمى عن اسماعيل ابن ابراهيم عن مطين بن خالد عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن شىء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه فلما نزلت : ( إذا جاء نصر اللّه والفتح ) ، وذكر حديثاً في فضل علي عليه السلام ، فيه أنه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي ، الحديث (أقول) وقد سبق في باب علي وصي النبي في حديث سلمان (ص 28) قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب ، فراجعه.

ص: 102

باب : إن علياً عليه السّلام وشيعته خير البرية

[أقول] قد تقدم في باب جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام في ذيل قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) روايات عديدة ، بعضها من تفسير ابن جرير ، وجملة منها من تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور ، وبعضها من الصواعق المحرقة لابن حجر ، كلها كانت واردة في قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في علي عليه السلام وشيعته أولئك هم خير البرية : فراجع (ج 1 ص 102).

ص: 103

باب : إن علياً عليه السّلام وشيعته هم الفائزون

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) ، في سورة البينة ، قال : وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) فكان أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : جاء خير البرية.

[كنوز الحقائق ص 92] ولفظه : علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، قال : أخرجه الديلمى.

[كنوز الحقائق أيضاً ص 82] ولفظه : شيعة علي هم الفائزون قال : أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 131] قال : وعن عبد اللّه بن أبي نجى إن علياً عليه السلام أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : أبيضي واصفري وغري

ص: 104

غيري ، غري أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه قال : إن خليلي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا علي إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96] قال : وأخرج الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يا علي إن اللّه قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبى شيعتك ، فابشر فانك الأنزع البطين (وقال في ص 139) وفي رواية إن اللّه قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك.

ص: 105

باب : إن من أطاع علياً عليه السّلام فقد أطاع اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن أبي ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أطاعنى فقد أطاع اللّه ، ومن عصانى فقد عصى اللّه ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه في (ج 3 أيضاً ص 128) بطريق آخر.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 167] قال : وعن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : من أطاعك فقد أطاعني ، ومن أطاعنى أطاع اللّه ، ومن عصاك عصاني (قال) خرجه أبو بكر الاسماعيلى في معجمه ، وخرجه الخجندي بزيادة ، ولفظه : من أطاعني فقد أطاع اللّه ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن عصاك فقد عصاني.

[أقول] ثم إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 64) قال : حق علي على هذه الأمة كحق الوالد على الولد ، قال : أخرجه الديلمي (ثانيهما) ما

ص: 106

ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) قال : عن عمار ابن ياسر وأبي أيوب قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حق علي على المسلمين حق الوالد على الولد ، قال : خرجه الحاكمي.

ص: 107

باب : إن علياً عليه السّلام حجة اللّه

[كنوز الحقائق للمناوي ص 43] ولفظه : أنا وعلي حجة اللّه على عباده ، قال : أخرجه الديلمي.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 88] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى علياً عليه السّلام مقبلاً فقال : أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 193] قال : وعن أنس ابن مالك قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى علياً عليه السّلام مقبلاً فقال : يا أنس قلت : لبيك قال : هذا المقبل حجتي على أمتي يوم القيامة (أقول) وذكره المحب في ذخائره أيضاً (ص 77) وقال : أخرجه النقاش.

ص: 108

باب : إن علياً عليه السّلام سيد الاصحاب

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 437] روى بسنده عن رشيد ، قال : كنت يوماً عند المهدي فذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال المهدي : حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده أصحابه حافين به إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنك عبقريهم قال المهدي : أي سيدهم (أقول) قال الفيروز آبادي في القاموس : «العبقري الكامل من كل شيء والسيد والذي ليس فوقه شيء».

ص: 109

باب : إن علياً عليه السّلام سيد العرب

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن سعيد بن جبير عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الحاكم وتعقب عن عائشة والدار قطني في الأفراد عن ابن عباس والحاكم عن جابر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب فقلت : يا رسول اللّه ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب (قال الحاكم) وله شاهد آخر من حديث جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب يا رسول اللّه؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن الحسن ابن علي عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 110

ادعوا لي سيد العرب - يعني علي بن أبي طالب - فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ، فإن جبريل أمرني بالذى قلت لكم ، قال : ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلى والخجندى ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 131) وقال : رواه الطبراني.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 38] روى بسنده عن الحسين ابن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إن علياً سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 89] روى بسنده عن سلمة بن كهيل قال : مرّ علي بن أبي طالب عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده عائشة فقال لها : إذا سرك أن تنظرى إلى سيد العرب فأنظرى إلى علي بن أبي طالب ، فقالت : يا نبي اللّه ألست سيد العرب؟ فقال : أنا إمام المسلمين ، وسيد المتقين ، إذا سرك أن تنظرى إلى سيد العرب فانظرى إلى علي بن أبي طالب (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الخطيب عن سلمة بن كهيل مرسلاً ، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (انتهى).

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 400] قال : عن عائشة قالت : قلت : يا رسول اللّه أنت سيد العرب ، قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب (قال) أخرجه ابن النجار.

ص: 111

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 116] قال : وعن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من سيد العرب؟ قالوا : أنت يا رسول اللّه فقال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب ، قال : رواه الطبراني.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : وروى البيهقي أنه ظهر علي عليه السلام من البعد ، فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : هذا سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد العالمين وهو سيد العرب.

ص: 112

باب : إن علياً عليه السّلام سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وفاروق الأمة ويعسوب الدين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137] روى بسنده عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أوحى إلي في علي ثلاث ، إنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6) بطريقين (في ص 157) قال في أحدهما : لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلألأ فأوحى إلي ربي في علي ثلاث خصال ، إنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين (قال) أخرجه الباوردى وابن قانع والبزار والحاكم وأبو نعيم ، وقال في ثانيهما. ليلة أسرى بي أتيت على ربي عز وجل فأوحى إلي في علي بثلاث ، إنه سيد المسلمين ، وولي المتقين وقائد الغر المحجلين (قال) أخرجه ابن النجار عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 33) قال : بعد ذكر السند ما لفظه : عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انتهيت إلى سدرة المنتهى ليلة أسرى بي فأوحى إلي في علي إنه

ص: 113

إمام المتقين قال (الحديث) ، وذكره ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة مرتين مرة في (ج 1 ص 69) وأخرى في (ج 3 ص 116) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه المحاملى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 121) وقال : عن عبد اللّه ابن حكيم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسرى بى إنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، قال : رواه الطبراني في الصغير.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 177] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنك سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب الدين.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن الشعبى قال : قال علي عليه السلام : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين فقيل لعلي عليه السلام : فأي شيء كان من شكرك؟ قال : حمدت اللّه تعالى على ما آتانى ، وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني مما أعطاني.

[حلية الأولياء أيضاً ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس اسكب لى وضوء ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، قال أنس : قلت : اللّهم أجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي عليه السلام بوجهه ، قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عنى وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (قال) أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

ص: 114

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 122] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام عمه العباس فقال له : فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال : أما أنا فعلى دابة اللّه البراق ، وأما أخي صالح على ناقة اللّه التي عقرت ، وعمي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتي العضباء وأخي وابن عمي وصهري علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر ، رحلها من زمرد أخضر مصبب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، وعليها قبة من نور اللّه ، باطنها عفو اللّه ، وظاهرها رحمة اللّه بيده لواء الحمد ، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش رب العالمين ، فينادى مناد من لدنان العرش - أو قال : من بطنان العرش - ليس هذا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ولو أن عابداً عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي اللّه مبغضاً لآل محمد أكبّه اللّه على منخره في نار جهنم (أقول) ورواه أيضاً بطريق آخر في (ج 11 ص 112) وقال فيه : هذا علي بن أبي طالب ، وصى رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين وقد سبق ذكره في باب علي وصي النبي (ص 34) فراجع.

[الاصابة لابن حجر ج 7 القسم 1 ص 167] قال : وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفارية قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ستكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانه أول من آمن بى ، وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.

ص: 115

[أقول] وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) وابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 287)

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 102] قال : وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين (قال) رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده.

[أقول] وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 358) وقال : رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وسلمان ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقال : رواه الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً والبيهقي وابن عدي عن حذيفة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 155] قال : وعن أبي ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل (قال) وفي رواية وأنت يعسوب الدين ، قال : خرجهما الحاكمي.

[كنز العمال ج 6 ص 394] قال : عن علي عليه السلام قال : أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، قال : أخرجه أبو نعيم ، وقال أيضاً في (ج 6 ص 394) عن أبي مسعر قال : دخلت على علي عليه السلام وبين يديه ذهب فقال : أنا يعسوب المؤمنين ، وهذا يعسوب المنافقين ، وقال : بى يلوذ المؤمنون ، وبهذا يلوذ المنافقون ، قال : أخرجه أبو نعيم ، وقال أيضاً في (ج 6 ص 153) قال : علي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين ، قال : أخرجه ابن عدي عن على عليه السلام.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 75) والمناوي أيضاً

ص: 116

فى فيض القدير في المتن (ج 4 ص 358) وقالا أيضاً : خرجه ابن عدى والمناوى أيضاً في كنوز الحقائق (ص 92) ولفظه : علي يعسوب المؤمنين وقال : أخرجه الطبراني.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب (منها) ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 158) قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد حلقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه ، فلما رآه معاوية قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك فلما جلس قال له معاوية وسأله عن رجال ذكرهم الهيثمي (إلى أن قال) فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن وكان واللّه علم الهدى (إلى أن قال) وسيد من تقمص وارتدى ، وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوى ، الحديث ، وقد تقدم تمامه في الباب الثامن والستين في أن علياً خير البشر (ص 92) ، فراجعه ، (ومنها) ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1 ص 64) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنزل اللّه آية يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها. (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) والشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 73) وقالا : أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 112) مع زيادة في آخره قال : ما أنزل اللّه يا أيها الذين آمنوا إلا علي أميرها وشريفها ، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غير مكان وما ذكر علياً عليه السلام إلا بخير قال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 207) قال : ليس آية في كتاب اللّه عز وجل يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أولها وأميرها وشريفها ، ولقد عانب اللّه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في القرآن وما ذكر علياً عليه السلام إلا بخير ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 319)

ص: 117

(ومنها) ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 129) بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول : هذا أمير البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، مد بها صوته (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 219) وقال فيه : وهو آخذ بضبع علي عليه السلام يوم الحديبية وفي (ج 2 ص 377) مع زيادة في آخره : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب (ومنها) ما رواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 66) بسنده عن أنس ابن مالك قال : بعثنى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائى ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، على مفاتيح خزائن رحمة ربى.

[أقول] ورواه ثانياً في (ج 1 ص 66) بسنده عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلي في علي فقلت : يا رب بينه لى ، فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين (الحديث).

ص: 118

باب : إن علياً عليه السّلام سيد في الدنيا وسيد في الآخرة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن ابن عباس قال : نظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبى ، وحبيبى حبيب اللّه ، وعدوك عدوى ، وعدوى عدو اللّه ، والويل لمن أبغضك بعدي (قال الحاكم) صحيح على شرط الشيخين ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 41) بطرق خمسة ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 1 ص 12) مختصراً ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) وعلى بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 573) وقالوا جميعا : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المحب الطبري ثانياً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) مختصراً وقال : خرجه أبو عمر وأبو الخير الحاكمى.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 59] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وإنه في

ص: 119

فى الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك بعلي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 128).

[حلية الأولياء أيضاً ج 2 ص 42] روى بسنده عن عمران بن حصين أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة؟ فانها تشتكي ، قلت : بلى قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال : أدخل أنا ومن معي؟ قالت : نعم ومن معك يا أبتاه فو اللّه ما علي إلا عباءة ، فقال لها : اصنعي بها كذا واصنعى بها كذا ، فعلمها كيف تستتر فقالت : واللّه ما على رأسى من خمار ، قال : فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال : اختمري بها ؛ ثم أذنت لهما فدخلا فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت إني لوجعة وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله ، قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت : تقول يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، أما واللّه زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في الاستيعاب (ج 2 ص 750) (ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ج 1 ص 50) وقال في آخره : لا يبغضه إلا منافق (وذكره المحب الطبري في ذخائره ص 43) وقال أيضاً في آخره : ولا يبغضه إلا منافق ، وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 193] قال : عن معقل بن يسار قال : وصب (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : هل لك في فاطمة

ص: 120


1- الوصب التعب والفتور في البدن.

تعودها؟ فقلت : نعم ، فقام متوكئاً علي ، فقال : إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة فقلنا : كيف تجدينك؟ قالت : لقد اشتد حزنى واشتدت فاقتى وطال سقمي (قال) قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : وجدت بخط أبي في هذا الحديث قال : أو ما ترضين إني زوجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً؟ قال : أخرجه أحمد وأخرجه القلعي وقال : زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة.

[كنوز الحقائق ص 188] قال : يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 121

باب : إن علياً عليه السّلام مع الحق والحق مع علي عليه السّلام

[صحيح الترمذي ج 2 ص 298] روى حديثاً مسنداً عن علي عليه السلام وفيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رحم اللّه علياً ، اللّهم أدر الحق معه حيث دار.

[أقول] ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 124) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، (وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير) في ذيل تفسير البسملة فقال : أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى في دينه بعلي ابن أبي طالب عليه السلام فقد اهتدى ، قال : والدليل عليه قوله - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - اللّهم أدر الحق مع على حيث دار (وقال أيضاً) - بعد مضىّ ما يقرب من ستين صفحة - ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقي في دينه ونفسه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي عليه السلام إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يودعها فقالت : سر في حفظ اللّه وفي

ص: 122

كنفه فو اللّه إنك لعلى الحق والحق معك ، ولو لا اني أكره أن أعصي اللّه ورسوله - فانه أمرنا صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن نقر في بيوتنا - لسرت معك ، ولكن واللّه لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني (قال الحاكم) هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 14 ص 321] روى بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً عليه السلام ، وقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 235] قال : وعن محمد بن ابراهيم التيمى أن فلاناً (1) دخل المدينة حاجا فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال : وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا ، قال : فسكت عنه فقال : ما لك لا تتكلم؟ فقال : هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري : إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل : إني قرأت كتاب اللّه من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ فقال : أما إذ قلت فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : على مع الحق - أو الحق مع على - حيث كان ، قال : من سمع ذلك؟ قال : قاله في بيت أم سلمة ، قال : فأرسل إلى أم سلمة فسألها ، فقالت : قد قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيتي ، فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن ، فقال : ولم؟ قال : لو سمعت هذا من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت ، قال : رواه البزار (أقول) كلمة إخ إخ بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة صوت إناخة الجمل ، والظاهر أن في الحديث سقطاً والصحيح هكذا : فقال اللّه لبعيرى : إخ إخ فأنحت وذلك بشهادة قول الرجل : إني قرأت كتاب اللّه من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ ، ثم إن المراد من فلان في صدر الحديث كما

ص: 123


1- (يعني معوية بن أبي سفيان).

ذكرنا هو معاوية بن أبي سفيان ومقصوده من عدم إعانة سعد على حقه عدم نصرته له يوم صفين لأنه كان منعزلاً عن الطرفين.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 134] قال : وعن أم سلمة أنها كانت تقول كان علي عليه السلام على الحق من اتبعه اتبع الحق ، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 7 ص 234] قال : وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال : كنا عند بيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار (إلى أن قال) ومر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : الحق مع ذا الحق مع ذا ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 65) مختصراً عن أبي يعلى ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : لأبي يعلى وسعيد بن منصور.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة.

[ثم] إن في المقام حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (الأول) ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 3 ص 158) قال : عن أبي مجلز قال : قال عمر : من تستخلفون بعدى؟ فقال رجل من القوم : الزبير بن العوام ، فقال : إذاً تستخلفون شحيحاً غلقاً - يعني سيء الأخلاق - فقال رجل : نستخلف طلحة بن عبد اللّه ، فقال : كيف تستخلفون رجلاً كان أول شيء نحله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أرضا نحله إياها فجعلها في رهن يهودية ، فقال رجل من القوم : نستخلف علياً ، فقال : إنكم لعمري لا تستخلفونه ، والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحق وإن كرهتم (الحديث) قال : أخرجه ابن راهويه ، (الثاني) ما رواه البخاري في الأدب المفرد في باب من أحب كتمان السر ، روى بسنده عن محمد بن عبد اللّه بن عبد

ص: 124

الرحمن بن عبد القاري عن أبيه أن عمر بن الخطاب ورجلاً من الأنصار كانا جالسين فجاء عبد الرحمن بن عبد القاري فجلس اليهما ، فقال عمر : إنا لا نحب من يرفع حديثنا ، فقال له عبد الرحمن : لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين ، قال عمر : بلى فجالس هذا وهذا ولا ترفع حديثنا ثم قال للأنصاري : من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي؟ فعدد الأنصاري رجالاً من المهاجرين ولم يسم علياً ، فقال عمر : فما لهم عن أبي الحسن فو اللّه إنه لا حرام إن كان عليهم أن يقيمهم على طريقه من الحق.

ص: 125

باب : إن علياً عليه السّلام مع القرآن والقرآن مع علي عليه السّلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : كنت مع علي عليه السلام يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف اللّه عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين عليه السلام ، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأنيت أم سلمة فقلت : إني واللّه ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكنى مولى لأبي ذر ، فقالت : مرحباً فقصصت عليها قصتي ، فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت : إلى حيث كشف اللّه ذلك عنى عند زوال الشمس ، قالت : أحسنت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد وأبو سعيد التيمى هو عقيصاء ثقة مأمون (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في المتن ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 153) كل منهما مختصراً وقالا : عن الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 134] قال : عن أم سلمة قالت :

ص: 126

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع على لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (قال) رواه الطبراني في الصغير والأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) والشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 72) وقالا : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[الصواعق المحرقة أيضاً ص 75] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بى وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم : ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.

ص: 127

باب : إن النظر الى علي عليه السّلام عبادة وذكره عبادة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 141] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى علي عبادة (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد ، ثم قال : وشواهده عن عبد اللّه بن مسعود صحيحة.

[المستدرك أيضاً ج 3] روى بسندين عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - أحدهما في (ص 141) والآخر في (ص 142) قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى وجه علي عبادة (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 5 ص 58) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : أخرجه أبو الحسن الحربي ، ثم قال : وعن عمرو بن العاص مثله ، وقال : أخرجه الأبهري.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 2 ص 182] روى بسنده عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى علي عبادة.

ص: 128

[تاريخ بغداد ج 2 ص 51] روى بسنده عن أبي هريرة قال : رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : مالك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره؟ فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.

[كنز العمال ج 6 ص 152] والمناوي في فيض القدير في المتن (ج 6 ص 299) قالا : النظر إلى وجه علي عبادة ، وقالا : أخرجه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود عن عمران بن حصين (قال) المناوي في الشرح : قال الزمخشري عن ابن الأعرابي إذا برز - يعني علياً عليه السلام - قال الناس : لا إله إلا اللّه ما أشرق هذا الفتى ما أعلمه ما أكرمه ما أحلمه ما أشجعه فكانت رؤيته تحمل على النطق بالعبادة فيالها من سعادة ، ثم إن المتقي ذكر الحديث ثانياً في كنز العمال (ج 6 ص 158) والمناوي في كنوز الحقائق (ص 155) وقالا : أخرجه ابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 119] قال : وعن طليق بن محمد قال : رأيت عمران بن حصين يحد النظر إلى علي ، فقيل له فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى علي عبادة (قال) رواه الطبراني.

[الاصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 183] ذكر حديثاً عن عمرة قالت : قالت معاذة الغفارية : كنت أنيساً لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده ، فسمعته يقول لعائشة : إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه (قال) الحديث ، ثم قال : وفيه النظر إلى علي عبادة (أقول) وذكر الحديث بتمامه المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) قال : وعن معاذة الغفارية قالت : كان لى أنس بالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار ، وأقوم على المرضى ، وأداوي

ص: 129

الجرحى ، فدخلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده ، فسمعته يقول : يا عائشة إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفى له حقه ، وأكرمى مثواه ، فلما أن جرى بينها وبين علي عليه السلام بالبصرة ما جرى رجعت عائشة إلى المدينة فدخلت عليها فقلت لها : يا أم المؤمنين كيف قلبك اليوم بعد ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لك فيه ما قال؟ قالت : يا معاذة كيف يكون قلبي لرجل كان إذا دخل عليّ وأبي عندنا لا يمل من النظر اليه ، فقلت له : يا أبة إنك لتديمن النظر إلى علي ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة ، قال : أخرجه الخجندي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 219] قال : عن عائشة قالت : رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي ، فقلت : يا أبة رأيتك تكثر النظر إلى وجه على ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه على عبادة (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 219] قال : وعن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : عد عمران بن الحصين فانه مريض ، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة ، فأقبل عمران يحد النظر إلى علي عليه السلام ، فقال له معاذ : لم تحد النظر اليه؟ فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى على عبادة ، قال معاذ : وأنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقال أبو هريرة : وأنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) أخرجه ابن أبي الفرات.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 220] قال : وعن ابن لعليّ بن أبي طالب عليه السلام أنه قيل له (1) - وقد أدام النظر إلى وجه علي عليه السلام - ما

ص: 130


1- (يعني لعمران بن الحصين).

لك تديم النظر اليه؟ قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى علي عبادة (قال) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

[فيض القدير للمناوي ج 3 ص 565] في المتن قال : ذكر علي عليه السلام عبادة ، قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عائشة (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) وقال أيضاً : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عائشة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 73] قال : ذكر علي عليه السلام عبادة قال : أخرجه الخليلي.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 74] قال : أخرج الديلمي عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : خير إخوتي علي ، وخير أعمامي حمزة ، وذكر علي عبادة.

ص: 131

باب : إن علياً عليه السّلام انتجاه اللّه

[صحيح الترمذي ج 2 ص 300] روى بسنده عن جابر قال : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام يوم الطائف فانتجاه فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما انتجيته ولكن اللّه انتجاه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الترمذي والطبراني (انتهى) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 7 ص 402) وقال - بعد ذكر السند ما لفظه - عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم انتجى علياً عليه السلام في غزوة الطائف يوما فقالوا : لقد طالت مناجاتك مع علي هذا اليوم ، فقال : ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه ، ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 27) وقال - بعد ذكر السند ما لفظه - عن جابر قال : لما كان يوم الطائف دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً فناجاه طويلاً ، فقال بعض أصحابه : لقد طال نجوى ابن عمه ، قال : - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن جندب بن ناجية - أو ناجية ابن

ص: 132

جندب - لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع علي عليه السلام ملياًً ثم مرّ ، فقال له أبو بكر : يا رسول اللّه لقد طالت مناجاتك علياً منذ اليوم ، فقال : ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه (قال) أخرجه الطبراني.

ص: 133

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : ان اللّه ادخل علياً وأخرجكم

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : كنا عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده قوم جلوس فدخل علي كرم اللّه وجهه ، فلما دخل خرجوا فلما خرجوا تلاوموا فقالوا : واللّه ما أخرجنا إذ أدخله ، فرجعوا فدخلوا ، فقال : واللّه ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل اللّه أدخله وأخرجكم (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 115) وقال : رواه البزار ورجاله ثقات.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 294] روى بسنده عن عمرو ، قال : كنت أنا وأبو جعفر فمررنا بابراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقال لى : أنظرنى حتى أسأله عن حديث يحدثه ، قال عمرو : فذهب اليه ثم جاءنى فأخبرنى أنه حدثه أن علياً عليه السلام أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده ناس فدخل فلما دخل علي عليه السلام خرجوا ثم إنهم قالوا : واللّه ما أخرجنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلم خرجنا؟ فرجعوا فدخلوا على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني واللّه ما أخرجتكم وأدخلته ولكن اللّه هو أدخله وأخرجكم (أقول) ورواه بطريقين آخرين.

ص: 134

باب : في ردّ الشمس لعلي عليه السّلام بدعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير سورة الكوثر قال : وأما سليمان فان اللّه تعالى رد له الشمس مرة وفعل ذلك أيضاً للرسول صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين نام ورأسه في حجر علي عليه السلام فانتبه وقد غربت الشمس فردها حتى صلى ، قال : وردها مرة أخرى لعلي عليه السلام فصلى العصر لوقته.

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 340] قال : أخبرنا أحمد بن عبد اللّه ابن حامد الاصفهانى باسناده عن عروة بن عبد اللّه ، قال : دخلت على فاطمة بنت علي عليه السلام فرأيت في عنقها خرزاً ورأيت في يدها مسكتين غليظتين وهى عجوزة كبيرة فقلت لها : ما هذا؟ فقالت : إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجل ، ثم حدثتنى أن أسماء بنت عميس الخثعمية حدثتها أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد أوحى اللّه اليه فجلله بثوبه ولم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس - تقول غابت أو أرادت أن تغيب - ثم إن نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سرى عنه ، فقال : صليت يا على؟ قال : لا ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم

ص: 135

اردد عليه الشمس فرجعت حتى بلغت نصف المسجد.

[كنز العمال ج 6 ص 277] قال : عن علي عليه السلام قال : لما كنا بخيبر سهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قتال المشركين ، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ مع غروب الشمس ، قلت : يا رسول اللّه ما صليت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يده وقال : اللّهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه شروقها فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت (قال) أخرجه أبو الحسن سادان الفضلي العراقي في كتاب رد الشمس.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 179] قال : عن أسماء بنت عميس قالت : كان رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجر علي عليه السلام فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس فلم يصل العصر ، ففزع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر له علي عليه السلام أنه لم يصل العصر فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عز وجل أن يرد الشمس عليه فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت قدر ما كانت في وقت العصر ، قال : فصلى ثم رجعت (قال) خرجه الحاكمى.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 297] قال : عن أسماء بنت عميس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل علياً عليه السلام في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم العصر فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رأسه في حجر علي عليه السلام فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس ، فقال : اللّهم إن عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس ، قالت أسماء : فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي عليه السلام فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 8) بسنده عن أسماء بنت عميس.

ص: 136

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 179] قال : عن الحسن بن على عليهما السلام قال : كان رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجر علي عليه السلام وهو يوحى اليه ، فلما سرى عنه قال : يا على صليت العصر قال : لا ، قال : اللّهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة نبيك فرد عليه الشمس ، فردها عليه فصلى وغابت الشمس (قال) خرجه الدولابي (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 8) بسنده عن فاطمة ابنة الحسين عليه السلام عن أسماء ابنة عميس باختلاف يسير.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 8 ص 297] قال : عن أسماء بنت عميس قالت : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا نزل عليه الوحى يكاد يغشى عليه فأنزل عليه يوماً وهو في حجر علي عليه السلام فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : صليت العصر؟ قال : لا يا رسول اللّه ، فدعا اللّه فرد عليه الشمس حتى صلى العصر ، قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر (قال) رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن ابراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 180] ذكر حديثاً قال فيه : ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سرى عنه - أي الوحي - فقال : أصليت يا علي؟ قال : لا ، قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم رد الشمس على علي ، فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد (قال) خرجه الحاكمي عن أسماء بنت عميس.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 76] قال : ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه لما كان رأس النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجره والوحي ينزل عليه وعلي عليه السلام لم يصل العصر ، فما سرى عنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا وقد غربت الشمس ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ،

ص: 137

فطلعت بعد ما غربت (قال) وحديث ردها صححه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره (إلى أن قال) قال سبط ابن الجوزي : وفي الباب حكاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق أنهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن أردشير القباوي الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه ، وذكر فضائل أهل البيت فغطت سحابة الشمس حتى ظن الناس أنها قد غابت فقام على المنبر وأومأ إلى الشمس وأنشدها.

لا تغربى يا شمس حتى ينتهي *** مدحي لآل المصطفى ولنجله

واثني عنانك إن أردت ثناءهم *** أنسيت إذ كان الوقوف لأجله

إن كان للمولى وقوفك فليكن *** هذا الوقوف لخيله ولرجله

قالوا : فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت ، (أقول) وذكر الشبلنجي في نور الأبصار هذه القصة باختلاف في الجملة (قال في ص 104) ما لفظه : وحكي أن بعض الوعاظ أطنب في مدح آل البيت الشريف وذكر فضائلهم حتى كادت الشمس أن تغرب فالتفت إلى الشمس وقال مخاطباً لها :

لا تغربى يا شمس حتى ينقضي *** مدحي لآل محمد ولنسله

واثنى عنانك إن أردت ثناءهم *** أنسيت إذ كان الوقوف لأجله

إن كان للمولي وقوفك فليكن *** هذا الوقوف لفرعه ولنجله

فطلعت الشمس وحصل في ذلك المجلس أنس كثير وسرور عظيم ، قال : انتهى من درر الأصداف.

ص: 138

باب : في بعض كرامات علي عليه السّلام وبعض دعواته المستجابة

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً) (قال) وأما علي كرم اللّه وجهه فيروى أن واحداً من محبيه سرق وكان عبداً أسود ، فأتى به إلى علي عليه السلام فقال له : أسرقت؟ قال : نعم ، فقطع يده فانصرف من عند علي عليه السلام فلقيه سلمان الفارسى وابن الكرا (1) ، فقال ابن الكرا : من قطع يدك؟ فقال : أمير المؤمنين ، ويعسوب المسلمين ، وختن الرسول وزوج البتول ، فقال : قطع يدك وتمدحه ، فقال : ولم لا أمدحه وقد قطع يدى بحق وخلصنى من النار ، فسمع سلمان ذلك فأخبر به علياً عليه السلام فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء : إرفع الرداء عن اليد فرفعناه فاذا اليد قد برئت باذن اللّه تعالى وجميل صنعه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 56] روى بسنده عن علي

ص: 139


1- هكذا وجدته ولعل الصحيح ابن الكوا وعلى كل حال القصة على الظاهر في غير ايام خلافة على (عليه السلام) وذلك بشهادة حياة سلمان الفارسي (واللّه العالم).

ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال لي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اركب ناقتي ثم لمض إلى اليمن فاذا وردت عقبة أفيق ورقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك فقل : يا حجر يا مدر يا شجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقرأ عليكم السلام ، قال علي عليه السلام : ففعلت فلما رقت العقبة قلت : يا حجر يا مدر يا شجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقرأ عليكم السلام ، قال : وارتج الأفيق فقالوا : على رسول اللّه السلام وعليك السلام ، فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلي مسلمين.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 222] قال : وعن أبي ذر قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أدعو علياً ، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لى : عد اليه أدعه فانه في البيت ، قال : فعدت أناديه فسمعت رحى تطحن فشارفت فاذا الرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج إلي منشرحاً فقلت له : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يدعوك فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وينظر إلي ، ثم قال : يا أباذر ما شأنك؟ فقلت : يا رسول اللّه عجيب من العجب ؛ رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها أحد يرحى ، فقال : يا أبا ذر إن للّه ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بمعونة آل محمد (قال) أخرجه الملا في سيرته (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 105) مختصراً وقال أيضاً : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى ص 45] قال : عن أبي سعيد قال : قال علي عليه السلام ذات يوم فقال : يا فاطمة هل عندك من شيء تغذينيه؟ قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندى شيء أغذيكه ولا أكلنا بعدك شيئاً ، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين أوثرك به على بطنى وعلى ابني هذين ، قال : يا فاطمة ألا أعلمتينى حتى أبغيكم شيئاً ، قالت : إني أستحي من اللّه أن أكلفك ما لا تقدر عليه ، فخرج من عندها واثقاً باللّه حسن الظن به ، فاستقرض

ص: 140

ديناراً فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : يا أبا حسن خل سبيلى ولا تسألنى عما ورائى ، فقال ابن أخي : إنه لا يحل لك أن تكتمنى حالك قال : أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمداً بالنبوة ما أزعجنى من رحلى إلا الجهد ولقد تركت أهلي يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكباً رأسي ، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ثم قال : أحلف بالذى حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسى ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة المغرب مرّ بعلى في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي عليه السلام لا يحر جوابا حياء من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إما أن تقول لا فنصرف عنك أو نعم فنجىء معك ، فقال له : حبا وتكريما إذهب بنا ، وكأن اللّه سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تعش عندهم ، فأخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فلما سمعت كلام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خرجت من المصلى فسلمت عليه - وكانت أعز الناس عليه - فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت؟ عشينا غفر اللّه لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر علي عليه السلام ذلك وشم ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رميا شحيحا فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان اللّه هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال : ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم ، أليس عهدى بك اليوم وأنت تحلفين باللّه

ص: 141

مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إني لم أقل إلا حقاً ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كفه المباركة بين كتفي علي عليه السلام ثم هزها وقال : يا على هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، ثم استعبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باكيا وقال : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم (كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قٰالَ : يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا) قال : خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال (ثم قال المحب الطبري) في شرح بعض ألفاظ الحديث ما هذا نصه :

(ولوحته الشمس) إذا غيرت لونه وكذلك ألاحته (ولم يحر) أي لم يرجع والحور الرجوع ، ومنه (إنه ظن أن لن يحور) (والنظر الشحيح) هو الذي لا يملأ العين منه واللّه أعلم من الشح البخل وهو نظر الغضب (واستعبر) من العبرة وهى تحلب الدمع ، تقول : عبرت عينه واستعبرت أي دمعت».

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : وعن علي بن زاذان إن علياً عليه السلام حدث حديثا فكذبه رجل فقال علي عليه السلام : أدعو عليك إن كنت صادقاً ، قال : نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره (قال) أخرجه الملا في سيرته وأحمد في المناقب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 116) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77) ، وتقدم في الجزء الأول (ص 350) في باب من كنت مولاه فعلى مولاه أن علياً عليه السّلام قد استشهد الناس وقال : أنشد اللّه رجلاً سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - يعني يوم غدير خم - فقام ستة عشر فشهدوا ، وقال الراوي في آخره : وكنت فيمن كتم فذهب

ص: 142

بصري ، وتقدم أيضاً في الباب المذكور (ص 363) - في رواية أخرى - أنهم قاموا كلهم فقالوا : اللّهم نعم ، وقعد رجل فقال. ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللّهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.

[الاصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 287] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السلام فسمع منه أبو الخير الطالقانى ومحمود بن صالح وعلى الطرازي ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فاذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام فأتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ، ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي فأذن لى فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه. فرمحتنى بغلة فسال الدم على رأسى فمسح على رأسي وهو يقول : مد اللّه يا أشج في عمرك مداً ، الحديث (أقول) فاستجاب اللّه دعاء علي عليه السلام فمد في عمر أشج مدا حتى عاش إلى سنة خمسمائة وسبع عشرة ، وحدث فيه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي عليه السلام كما عرفت من صدر كلام ابن حجر (فلا تغفل).

ص: 143

باب : في شباهة علي عليه السّلام بالانبياء وجبريل عليهم السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 143] روى بسنده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام ، قال : دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا على إن فيك من عيسى عليه السلام مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، قال : وقال علي عليه السلام : ألا وإنه يهلك في محب مطريء يفرطنى بما ليس في ، ومبغض مفتر يحمله شنآنى على أن يبهتني (الحديث) قال الحاكم : صحيح الاسناد.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 160) بطريقين ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 27) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) وقال : أخرجه ابن عدى والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة (وص 355) وقال : أخرجه أبو يعلى والدورقي وابن أبي عاصم وابن شاهين في السنة وابن الجوزي (قال) وروى ابن جرير صدره ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 133) وقال : رواه عبد اللّه والبزار باختصار وأبو يعلى بأتم منه ، وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) ، والشبلنجي في نور الأبصار (ص 72) وقالا : أخرجه البزار وأبو يعلى والحاكم.

ص: 144

[كنز العمال ج 1 ص 226] قال : عن علي عليه السلام قال : جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ملأ من قريش فنظر إليَّ وقال : يا على إن مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قومه فأفرطوا فيه فصاح الملأ الذين عنده وقالوا : شبه ابن عمه بعيسى ، فأنزل القرآن : ( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن الجوزي.

[كنز العمال أيضاً ج 1 ص 264] قال : عن علي عليه السلام قال : فيَّ نزلت هذه الآية : ( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن مردويه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 218] قال : عن أبي الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه ، وإلى ابراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) أخرجه القزوينى الحاكمي.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 218] قال : وعن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من أراد أن ينظر إلى ابراهيم في حلمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) خرجه الملا في سيرته.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 202] قال : أخرج الملا في سيرته قيل : يا رسول اللّه كيف يستطيع علي عليه السلام أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى ، صبراً كصبري ، وحسناً كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبريل عليه السّلام

ص: 145

باب : إن بيت علي وفاطمة عليهما السلام من أفاضل بيوت الأنبياء عليهم السلام

(السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور) في ذيل تفسير قوله تعالى ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ ) في سورة النور ، قال : وأخرج ابن مردويه وبريدة قال : قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ ) فقام اليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام اليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟ قال : نعم من أفاضلها.

ص: 146

باب : ان اللّه زوج علياً عليه السّلام من فاطمة عليها السلام وأمر نبيه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بذلك

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 32] قال : وعن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه زوّجك فاطمة واستشهد على تزويجها أربعين ألف ملك (الحديث) قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 31] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 86] قال : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا على إن اللّه أمرنى أن أتخذك صهراً ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 204) وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وذكره المناوي

ص: 147

أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 2 ص 215) وقال : رواه الطبراني عن ابن مسعود وهو حسن ، وفي كنوز الحقائق (ص 29) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : عن أنس قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فغشيه الوحي فلما سرى عنه قال : يا أنس أتدري ما جاءنى به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه البيهقي والخطيب وابن عساكر (أقول) وذكره في (ج 7 أيضاً ص 113) وقال : أخرجه الخطيب وابن عساكر والحاكم في مستدركه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 204] قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزوة تبوك ونحن نسير معه يقول : إن اللّه لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ، قال جبريل عليه السلام إن اللّه تعالى بني جنة من لؤلؤة (وساق الحديث) في بيان الجنة وسيأتى تمام الحديث إن شاء اللّه في باب جنة علي وفاطمة (إلى أن قال) قلت لجبريل : لمن بني اللّه هذه الجنة؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول اللّه ، قال : رواه الطبراني.

[ذخائر العقبى ص 31] قال : وعن عمر وقد ذكر عنده علي عليه السلام قال : ذاك صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، نزل جبريل فقال : يا محمد إن اللّه يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 31] قال : وعن عبد اللّه قال : لما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يوجه فاطمة إلى علي عليهما السلام أخذتها رعدة فقال : يا بنية لا تجزعي إني لم أزوجك من علي إن اللّه أمرني أن أزوجك منه ، قال : أخرجه الغساني (أقول) وتقدم في باب علي وصي النبي (ص 29) وفيما قبله حديث عن علي الهلالي فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 148

وسلم لفاطمة عليها السلام : وأوحى إلي أن أنكحك إياه ، وحديث آخر (ص 30) عن أبي أيوب ، فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة : فأوحى إليَّ فأنكحتكه واتخذته وصياً ، وسيأتى أيضاً في الباب الآتي وفي باب ما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام ما يدل على أن تزويج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً من فاطمة عليهما السلام بأمر اللّه تعالى بل اللّه تعالى زوجه منها.

[ثم] إن هاهنا حديثاً آخر يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 124) ولفظه : لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 149

باب : فى خطبة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند تزويجه علياً من فاطمة عليهما السلام

[الرياض النضرة ج 2 ص 183] وذخائر العقبى (ص 29) قال فيهما : عن أنس بن مالك قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته فاطمة عليها السلام فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد ، ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول له : مثل قوله لأبي بكر ، فقيل لعلي عليه السلام : لو خطبت إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة لخليق أن يزوجكها ، قال : وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها؟ قال : فخطبها فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قد أمرني ربي عز وجل بذلك ، قال أنس : ثم دعانى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعد أيام فقال لي : يا أنس أخرج وادع لي أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وبعدة من الأنصار ، قال : فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأخذوا مجالسهم - وكان علي عليه السلام غائبا في حاجة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوانه النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق

ص: 150

بقدرته ، وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إن اللّه تبارك اسمه ، وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سبباً لا حقاً ، وأمراً مفترضاً أوشج به الأرحام ، وألزم الأنام ، فقال عز من قائل : (وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً) فأمر اللّه تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ، (يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ) ثم إن اللّه عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب فاشهدوا إني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب ، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : إنهبوا فنهبنا فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فتبسم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في وجهه ، ثم قال : إن اللّه أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول اللّه ، قال أنس : فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : جمع اللّه شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيباً قال أنس : فو اللّه لقد أخرج منهما كثيراً طيباً (قال) أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمى.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 84 وص 85) عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان وقال : أخرجه ابن عساكر (وفي ص 97) باختلاف في اللفظ وقال : أخرجه أبو على الحسن بن شاذان ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 574) في الشرح.

ص: 151

باب : في جهاز علي وفاطمة عليهما السلام

[صحيح ابن ماجة في أبواب النكاح ص 139] روى بسنده عن عائشة وأم سلمة قالتا : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن نجهز فاطمة عليها السلام حتى ندخلها على علي عليه السلام ، فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ثم حشونا مرفقتين ليفا فنفشناه بأيدينا ، ثم أطعمنا تمراً وزبيبا ، وسقينا ماء عذباً ، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقا ، فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة عليها السلام.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتى علياً وفاطمة عليهما السلام وهما في خميل لهما ، والخميل القطيفة البيضاء من الصوف قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جهزهما بها ووسادة محشوة إذخراً ، وقربة ، (اللغة) - الإذخر : بكسر الهمزة ثم الذال المعجمة الساكنة ثم الخاء المعجمة المكسورة بعدها الراء ، حشيش أخضر.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن الحارث

ص: 152

عن علي عليه السلام قال : أهديت ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلي فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 185] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام قال : جهز رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 وص 84 وص 93 وص 104 وص 108) وقال في (ص 104) : ورحيين وسقاء وجرتين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 113) وقال : ووسادة حشوها إذخر ، ثم قال : أخرجه البيهقي في الدلائل.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 15] روى بسنده عن رجل أخواله الأنصار عن جدته أنها كانت مع النسوة اللاتى أهدين فاطمة إلى علي عليهما السلام قالت : أهديت في بردين من برود الأول ، عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران فدخلنا بيت علي عليه السلام فاذا إهاب شاة على دكان ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 3 ص 329] روى بسنده عن عكرمة قال : لما زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام كان ما جهزها به سريراً مشروطاً (1) ووسادة من أدم حشوها ليف وتوراً من أقط (2) قال : فجاؤا ببطحاء فنشروها في البيت.

[الطبقات الكبرى أيضاً لابن سعد ج 8 ص 14] روى بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت جدتك فاطمة إلى جدك على عليهما السلام وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف ، ولقد أولم علي على فاطمة

ص: 153


1- مشروطاً أي مشدوداً بشريط ، وهو خوص مفتول يشرط أي يشد ويربط به السرير.
2- التور : بفتح التاء المثناة الفوقانية ثم الواو الساكنة ثم الراء ، إناء من صفر أو حجارة كالأجانة ، والأقط : بهمزة مفتوحة - وقد تضم وتكسر - ثم قاف ساكنة - وقد تفتح وتضم وتكسر ، ثم طاء مهملة ، لبن مجفف يابس مستحجر بطبخ به وقد تكرر ذكره في الحديث.

عليهما السلام فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودى بشطر شعير (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 34 وفي ص 33) وقال في ثانيهما : وكانت وليمته آصعاً من شعير وتمر وحيس وقال في كليهما : خرجه الدولابي.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 13] روى بسنده عن عامر قال : قال علي عليه السلام : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لى ولها خادم غيرها (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 35) وقال : خرجه في الصفوة.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 14] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام إن علياً عليه السلام حين دخل بفاطمة عليها السلام كان فراشهما إهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف (أقول) وسيأتى أيضاً في باب الزفاف بعض ما فيه جهاز علي وفاطمة عليهما السلام من السرير المشروط ، ووسادة من أديم حشوها ليف ، وقربة ، وفي بعضها جرة وكوزاً وإنه جىء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت.

ص: 154

باب : في وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 12] روى بسنده عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال نفر من الأنصار لعلي عليه السلام : عليك بفاطمة فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب قال : ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : مرحبا وأهلاً لم يزده عليهما ، فخرج على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه قالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحباً وأهلاً ، قالوا : يكفيك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إحداهما أعطاك الأهل والمرحب فلما كان بعدما زوجه قال : يا علي إنه لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندى كبش وجمع له رهط من الأنصار آصعاً من ذرة فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئاً حتى تلقانى ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي عليه السلام ثم قال : اللّهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 33) وقال : خرجه أبو عبد الرحمن النسائي ، وخرجه الدولابى ، انتهى ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 521) مختصراً وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وقال : رواه

ص: 155

النسائي في عمل اليوم والليلة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 182] قال : وعن جابر قال : حضرنا عرس علي عليه السلام فما رأيت عرساً كان أحسن منه حشونا البيت طيباً ، وأتينا بتمر وزيت فأكلنا ، وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب كبش ، قال : أخرجه أبو بكر بن فارس (أقول) وذكره في ذخائره أيضاً (ص 34) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) وقال : رواه البزار وتقدم أيضاً في الباب السابق بعض ما فيه وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجعه.

ص: 156

باب : في زفاف علي وفاطمة عليهما السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 159] روى بسنده عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة عليها السلام بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحنا جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الباب فقال : يا أم أيمن إدعي لى أخي فقالت : هو أخوك وتنكحه؟ قال : نعم يا أم أيمن فجاء علي عليه السلام فنضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : إدعي لى فاطمة قالت : فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ، قالت : ونضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليها من الماء ، ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى سواداً بين يديه فقال : من هذا؟ فقلت : أنا أسماء قال : أسماء بنت عميس؟ قلت : نعم قال : جئت في زفاف ابنة رسول اللّه؟ قلت : نعم فدعا لى.

[أقول] وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 210) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 181) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، وفي ذخائره (ص 29) وقال : خرجه الدولابي.

ص: 157

[خصائص النسائي ص 32] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة من على عليهما السلام كان فيما أهدى معها سرير مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة قال : وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أُتيت بها فلا تقربها حتى آتيك ، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدق الباب فخرجت اليه أم أيمن فقال : أثم أخي؟ قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : إنه أخي ، ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال : من هذا؟ قالت : أسماء بنت عميس فأقبل عليها فقال لها : جئت تكرمين ابنة رسول اللّه؟ وكان اليهود يوجدون من امرأة إذا دخل بها ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببدر (أي طبق) من ماء فتفل فيه وعوذ فيه ثم دعا علياً فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ففعل بها مثل ذلك ثم قال لها : يا ابنتى واللّه ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي ، ثم قام وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 8 ص 14 وص 15) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) باختلاف في اللفظ ، قال فيه : لما أهديت فاطمة عليها السلام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام لم نجد في بيته إلا رملاً مبسوطاً ، ووسادة حشوها ليف ، وجرة وكوزاً (إلى آخر الحديث).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 207] قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلا يذكرها أحد إلا صد عنها حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال : إني واللّه ما أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحبسها إلا عليك (وساق الحديث) إلى أن قال : ثم قام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى دخل على النساء فقال : إني زوجت بنتي ابن عمى وعلمتن منزلتها مني وأنا دافعها اليه فدونكن فقمن

ص: 158

النساء فغلفنها (أي لطخنها) من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ، ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ستر ، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : على رسلك من أنت؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك اليها ، قال : فاني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة فلما رأت علياً جالساً إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بكت فخشي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكون بكاؤها أن علياً لا مال له ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما يبكيك ما ألوتك في نفسى وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسى بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، فلان منها ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أسماء ائتينى بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به رأسها وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها ، فقال : اللّهم إنها مني وإني منها ، اللّهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتنى فطهرهما ثم دعا بمخضب (1) آخر ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما إلى بيتكما جمع اللّه بينكما في سركما وأصلح بالكما ، ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده ، قال ابن عباس : فأخبرتنى أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته ، قال : رواه الطبراني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 2 ص 75) مختصراً.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 206] قال : وعن أنس إن عمر بن

ص: 159


1- المخضب: وعاء كالإجانة.

الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : لا يزوجنى قال : إذا لم يزوجك فمن يزوج؟ وإنك من أكرم الناس عليه ، وأقدمهم في الإسلام ، قال : فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة فقال : يا عائشة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيب نفس وإقبالاً عليك فاذكري له إني ذكرت فاطمة فلعل اللّه عز وجل أن ييسرها لى ، قال : فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأيت منه طيب نفس وإقبالاً ، فقالت : يا رسول اللّه إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرنى أن أذكرها ، قال : حتى ينزل القضاء ، قال : فرجع اليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه وددت إني لم أذكر له الذي ذكرت ، فلقى أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إقبالاً - يعني عليك - فاذكريني له واذكري فاطمة لعل اللّه أن ييسرها لي ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالاً فذكرت له فاطمة رضي اللّه عنها فقال : حتى ينزل القضاء ، فلقى عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه وددت إني لم أكن ذكرت له شيئاً ، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما يمنعك من فاطمة؟ فقال : أخشى أن لا يزوجني ، قال : فان لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق اللّه اليه فانطلق علي عليه السلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إني أريد أن أتزوج فاطمة قال : فافعل ، قال : ما عندي إلا درعي الحطمية (1) قال : فاجمع ما قدرت عليه وائتني به ، قال : فأتى باثنتى عشرة أوقية أربعمائة وثمانين ، فأتى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فزوجه فاطمة رضي اللّه عنها ، فقبض ثلاث قبضات

ص: 160


1- نسبة الى حطمة بن محارب الذي كان يعمل الدروع ، أو هي التي تكسر وتحطم السيوف ، أو هي.

فدفعها إلى أم أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك ، فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا على اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأم أيمن وقال : يا علي أهلك. ثم قال : رواه البزار.

[الرياض النضرة ج 2 ص 180] قال : عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتى وقدمى في الإسلام وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة قال : فسكت عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتي وقدمى في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر اللّه بها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي عليه السلام : فأتيانى وأنا أعالج فسيلاً لى ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي عليه السلام : فنبهانى لأمر فقمت أجر ردائى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول اللّه قد علمت قدمى في الإسلام ومناصحتي وإني وإنى قال : وما ذاك؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبزتي (1) قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بزتك فبعها ، قال :

ص: 161


1- البزة : بالياء الموحدة المكسورة ثم الزاي المشددة مع هاء التأنيث ، السلاح.

فبعتها بأربعمائة وثمانين ، قال : فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقبض منها قبضة فقال : أي بلال أبغنا بها طيباً وأمرهم أن يجهزوها ، فحمل لها سريرا مشرطاً بالشرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك ، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ها هنا أخى؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال : نعم ، ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم البيت فقال لفاطمة : إئتنى بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت به بماء فأخذه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومج فيه ثم قال : تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال : اللّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال لها : أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال : اللّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إئتوني بماء ، قال علي عليه السلام : فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لى : تقدم فصب على رأسى وبين ثديي ثم قال : اللّهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدبر فأدبرت فصب بين كتفي ، وقال : اللّهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي عليه السلام : أدخل بأهلك بسم اللّه والبركة ، قال : أخرجه أبو حاتم ، ثم قال أيضاً (ص 181) : وأخرجه أحمد في المناقب من حديث أبي يزيد المدائني (ثم ذكر صورة أخرى) ، فراجعها.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 113) وقال : رواه ابن جرير ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) وقال : رواه الطبراني وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 84) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم ، والمحب الطبري أيضاً (ص 27) من ذخائره باختلاف يسير وقال : أخرجه أبو حاتم.

ص: 162

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 7] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زفت فاطمة سلام اللّه عليها إلى علي عليه السلام كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمامها ، وجبريل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك خلفها ، يسبحون اللّه ويقدسونه حتى طلع الفجر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 32) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 29] قال : وعن علي عليه السلام وذكر قصة زواجه قال : فلما أدخلت علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فأتانا وعلينا قطيفة - أو كساء - فلما رأيناه تحسحسنا ، قال : على مكانكما ، ثم دعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رش علينا قلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هى؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، قال : أخرجه يحيى بن معين.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي ، وقد تقدم في باب : علي أول من أسلم (ج 1 ص 178) بعض أخبار زفاف علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجع.

ص: 163

باب : فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 59] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك من علي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلى والجلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 128).

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 210] روى بسنده عن بلال بن حمامة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً فقام اليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : بشارة أتتني من عند ربي أن اللّه لما أراد أن يزوج علياً فاطمة

ص: 164

أمر ملكاً أن يهز شجر طوبى فهزها فنثرت رقاقاً - يعني صكاكاً - وأنشأ اللّه ملائكة التقطوها ، فاذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا اليه منها كتاباً براءة له من النار ، من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار (أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة (ج 1 ص 206) وقال : أخرجه أبو موسى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 103) وقال : فيه خرج عليهم - أي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - ووجهه مشرق كدائرة القمر فسأله عبد الرحمن بن عوف (إلى آخر الحديث) قال : أخرجه أبو بكر الخوارزمى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 358] روى بسنده عن شنان بن شفعلة الأوسي ، قال : حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن جبريل عليه السلام : إن اللّه عز وجل لما زوج فاطمة علياً عليهما السلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقاً بعدد محبي آل بيت محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاذا كان يوم القيامة أهبط اللّه تعالى ملائكة بتلك الرقاق فتعطى كل رجل من محبى آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رقاً فيه براءة من النار قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 3 القسم 1 ص 134).

[الرياض النضرة ج 2 ص 184] قال : عن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه عز وجل زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت اليه الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 32] قال : وعن عبد اللّه رضي اللّه عنه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لفاطمة عليها السلام -

ص: 165

حين وجهها إلى علي عليه السلام - إن اللّه لما أمرنى أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة ، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلى والحلل ، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبراً ، ثم صعد جبريل وخطب فلما فرغ نثر عليهم من ذلك ، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة ، يكفيك يا بنية هذا ، قال : أخرجه النسائى.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 32] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه تعالى يقول لك : قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن تنثر على من قضى عقد نكاح فاطمة من الملائكة والحور العين ، وقد سر بذلك سائر أهل السماوات ، وإنه سيولد بينهما ولدان سيدان في الدنيا وسيسودان على كهول أهل الجنة وشبابها ، وقد تزين أهل الجنة لذلك ، فاقرر عيناً يا محمد فانك سيد الأولين والآخرين ، قال : خرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

ص: 166

باب : إن اللّه سد أبواب المسجد إلا باب علي عليه السّلام

[السيوطي في تفسيره] المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) ، في سورة والنجم (قال) وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد ، فشق عليهم ، قال حبة : إني لأنظر إلى حمزة ابن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذر فان وهو يقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل : ما يألو برفع ابن عمه ، قال : فعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً ، فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ، ثم قرأ : ( وَاَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا غَوىٰ وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ ) .

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب على عليه السّلام.

ص: 167

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال : فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنّى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشىء فاتبعته (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده والضياء عن زيد بن أرقم ، وذكره ثانياً في (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وسعيد بن منصور في سننه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم ، قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) وقال : أخرجه أبو يعلى ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 192) وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 116] روى بسنده عن خيثمة ابن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك - وقال له رجل : إن علياً عليه السّلام يقع فيك أنك تخلفت عنه - فقال سعد : واللّه إنه لرأى رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب أعطى ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم غدير خم - بعد حمد اللّه والثناء عليه - هل

ص: 168

تعلمون إني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللّهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه وجىء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال : يا رسول اللّه إني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن اللّه أخرجكم وأسكنه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 175] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب على (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد قالوا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا كلها إلا باب على ، قال : ما أنا سددت أبو ابكم ولكن اللّه سدها (وذكره العسقلاني أيضاً) في فتح الباري ج 8 ص 15 وقال اخرجه احمد والنسائى باسناد قوى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبداً يحب اللّه ورسوله (وساق الحديث) إلى أن قال : وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب على ، قال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ،

ص: 169

الحديث (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230) ، وقد رواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقى في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 26] روى بسنده عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رسول اللّه خير الناس (إلى أن قال) ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 319) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُُسد الغابة (ج 3 ص 214).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 153] روى بطرق متعددة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أحدهما في (ص 13) والآخر في (ص 14) قال في الأخير : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 205] روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أخيه محمد بن على أنه سمع جابر بن

ص: 170

عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي ، وأومأ بيده إلى باب علي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 398) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 78) وقال : أخرجه الديلمي.

[خصائص النسائي ص 13] روى بسنده عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له : سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد فروى فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وآل علي عليه السلام ، قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا أمرت باخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن اللّه هو أمر به (قال النسائي) قال قطر : عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن أرقم عن سعد : إن العباس أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

[كنز العمال ج 3 ص 155] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول (وساق الحديث إلى أن قال) قال : أكان أحد مطهرا في كتاب اللّه غيرى حين سد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام اليه عماه حمزة والعباس فقالا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا وفتحت باب علي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم؟ قالوا : اللّهم لا.

ص: 171

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 152] قال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن اللّه أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 115) وقال أيضاً : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 408] قال : عن علي عليه السلام أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيدى قال : إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدى بك وذريتك ، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال : سمعا وطاعة فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن اللّه فتح باب علي وسد أبوابكم (قال) أخرجه البزار ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) وقال أيضاً : رواه البزار.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 194] روى بسنده عن أبي اسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي ، فقال : تسألني عن على ، فقد رأيت مكانه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إنه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ.

[مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 115] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة ، فقلت : يا رسول اللّه قد فعلوا إلا حمزة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قل لحمزة فليحول بابه ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت اليه وهو قائم يصلي ، فقال : ارجع إلى بيتك ، قال : رواه البزار.

ص: 172

[مجمع الزوائد أيضاً ج 9 ص 115] قال : وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فانه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ، وأما عثمان فانه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيما فعفا اللّه عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه ، قال : رواه الطبراني في الأوسط. (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 8 ص 74 باختصار (قال) اخرجه النسائي من رواية العلاء بن عيزار وذكره أيضاً قبل ذلك في ج 8 ص 15 - بنحو ابسط وقال اخرجه النسائي من طريق العلاء (قال) ورجاله رجال الصحيح.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 115] قال : وعن جابر بن سمرة قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب كلها إلا باب علي رضي اللّه عنه فقال العباس : يا رسول اللّه قدر ما أدخل أنا وحدى وأخرج قال : ما أمرت بشيء من ذلك ، فسدها كلها غير باب علي ، قال : ربما مرّ وهو جنب ، قال : رواه الطبراني (اقول) وذكره العسقلاني في فتح الباري ج 8 ص 15 وقال أيضاً اخرجه الطبراني.

ص: 173

باب : يحل للنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولعلي (عليه السلام) أن يجنبا في المسجد

[صحيح الترمذي ج 2 ص 300] روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 66) عن أبي سعيد ، ثم قال : وروى ذلك أيضاً من وجه آخر عن عطية ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الترمذي وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 9 ص 387) في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، قال : قال الترمذي في حديثه عن علي بن المنذر بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، سمع مني محمد بن اسماعيل - يعني البخاري - هذا الحديث (انتهى).

[سنن البيهقي ج 7 ص 65] روى بسنده عن أم سلمة قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجه هذا المسجد

ص: 174

فقال : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ألا إن مسجدى حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم إن الطريقين المذكورين قد ذكرهما المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) قال في أولهما : أخرجه البيهقي وابن عساكر ، وقال في ثانيهما : أخرجه البيهقي.

[كنز العمال ج 3 ص 154] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشي (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق عليه السلام الخطبة إلى أن قال) أتعلمون أن أحداً كان يدخل المسجد جنباً غيري؟ قالوا اللّهم لا (الحديث).

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 159] قال : لا ينبغي لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا أو علي ، قال : رواه الطبراني عن أم سلمة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 115] قال : عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك ، قال : رواه البزار (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) وقال أيضاً : أخرجه البزار ، وقد تقدم في الباب السابق قول ابن

ص: 175

عباس : فيدخل المسجد - يعني علياً عليه السلام - جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ، وقول جابر بن سمرة في آخر الباب : وربما مرّ وهو جنب - يعني به علياً عليه السلام -.

[فتح الباري] في شرح البخاري ج 8 ص 16 (قال) اخرج اسماعيل القاضى في احكام القرآن من طريق المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يأذن لأحد ان يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.

ص: 176

باب : في نهي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الجمع بين اسمه وكنيته وترخيصه لعلي (عليه السلام) في ولده

[أقول] : أما نهيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن الجمع بين اسمه وكنيته فلأخبار كثيرة جداً بل متواترة مذكورة في الصحاح الستة وغيرها من كتب الأحاديث ، ونحن نقتصر على ذكر ثلاثة منها :

[الأول] ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 313) بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتى ، ومن اكتنى بكنيتى فلا يتسمى باسمى.

[الثانى] ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 2 ص 312) بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمى.

[الثالث] ما رواه الطحاوي في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 395) بسنده عن البراء بن عازب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته (أقول) وهناك جملة من الأخبار

ص: 177

ناهية عن خصوص التكنية بكنيته مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي.

[وأما] ترخيصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الجمع بين اسمه وكنيته لعلي عليه السلام في ولده فلأخبار عديدة ، وهذا تفصيلها حسب ما ظفرت عليه على العجالة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 137] روى بسنده عن منذر عن محمد ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال : يا رسول اللّه أرأيت إن ولد لى بعدك ولد أسميه محمداً وأكنيه بكنيتك؟ قال : نعم ، قال : فكانت رخصة لى (أقول) ورواه البخاري أيضاً في الأدب المفرد (ص 123) وأبو داود أيضاً في صحيحه (ج 31) في باب الرخصة في الجمع بينهما ، والحاكم أيضاً في مستدركه (ج 4 ص 278) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 95) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 5 ص 66) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 179) وقال : خرجه المخلص الذهبي ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين (ج 9 ص 309).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 66] روى بسنده عن المنذر الثورى قال : وقع بين علي عليه السلام وطلحة كلام فقال له طلحة : لا كجرأتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يجمعهما أحد من أمته ، فقال علي عليه السلام : إن الجري من اجترأ على اللّه ورسوله ، إذهب يا فلان فادع لى فلاناً وفلاناً - لنفر من قريش - قال : فجاؤا ، فقال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتي بعده (أقول) ورواه ابن الأثير

ص: 178

الجزري أيضاً في أسد الغابة مختصراً (ج 5 ص 361).

[الاصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 68] في ترجمة خولة بنت أياس بن جعفر الحنفية ، قال : رآها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله فضحك ثم قال : يا على أما إنك تتزوجها من بعدي وستلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي.

ص: 179

باب : إن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في صلب علي عليه السّلام

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 316] روى بسنده إلى المنصور العباسى إلى عبد اللّه بن العباس ، قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ دخل علي ابن أبي طالب عليه السلام فسلم فرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه فقال العباس : يا رسول اللّه أتحب هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا عم رسول اللّه واللّه للّه أشد حباً له مني ، إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتى في صلب هذا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 168) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى (وفي ص 213) وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 93) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب ، ثم قال : زاد الثانى في روايته : أنه إذا كان يوم القيامة دعى الناس بأسماء أمهاتهم ستراً عليهم إلا هذا وذريته فانهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال :

ص: 180

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن اللّه تعالى جعل ذريتى في صلب علي بن أبي طالب ، قال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 152] والمناوي في فيض القدير (ج 2 ص 223) في المتن ، وابن حجر في صواعقه (ص 74) قالوا جميعاً : أخرج الطبراني عن جابر والخطيب عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

ص: 181

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر : ان علياً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله

[صحيح البخاري في الجهاد والسير] في باب ما قيل في لواء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم روى بسنده عن سلمة بن الأكوع قال. كان علي عليه السلام تخلف عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج علي عليه السلام فلحق بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية - أو قال : ليأخذن - غدا رجل يحب اللّه ورسوله - أو قال : يحبه اللّه ورسوله - يفتح اللّه عليه فاذا نحن بعلي عليه السلام وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ففتح اللّه عليه.

[أقول] ورواه أيضاً في كتاب بدء الخلق في باب مناقب علي بن أبي طالب وباب غزوة خيبر ، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 362) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 26).

[صحيح البخاري في الجهاد والسير] في باب فضل من أسلم على يديه

ص: 182

رجل ، روى بسنده عن سهل بن سعد قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين علي؟ فقيل : يشتكى عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرىء كأن لم يكن به وجع فأعطاه فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

[أقول] ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 322) ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 6) ، وذكر الذيل وحده علي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 566) قال : وروى الطبراني عن أبي رافع مرفوعاً لأن يهدي اللّه على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس.

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير] في باب غزوة ذي قرد روى باسناد متعددة عن عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه (وساق الحديث إلى أن قال) فلما قدمنا خيبر قال : خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول :

قد علمت خيبر اني مرحب *** شاكى السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال : وبرز له عمى عامر فقال :

قد علمت خيبر إني عامر *** شاكى السلاح بطل مغامر

قال : فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه (إلى أن قال) ثم أرسلنى - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - إلى علي عليه السلام وهو أرمد فقال : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله - أو

ص: 183

يحبه اللّه ورسوله - قال : فأتيت علياً عليه السّلام فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فبصق في عينيه فبرئ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر إني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي عليه السلام :

أنا الذي سمتني أمى حيدره *** كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 51) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 1 ص 80) ، وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 450) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 284) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 185) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال : فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطاه إياها وقال : إمش ولا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك ، قال : فسار علي عليه السلام شيئاً ثم وقف ولم يلتفت ، فصرخ يا رسول اللّه على ماذا أقاتل الناس؟ قال : وقاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه ، فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 2 ص 384) وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 10 ص 320) ، وابن سعد أيضاً فى

ص: 184

طبقاته (ج 2 القسم 1 ص 80) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 285) وقال : أخرجه ابن جرير ، وفي (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه ابن مندة في تاريخ اصبهان ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 6) بأربعة طرق ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 8 ص 5) مختصرا.

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلن أسبه لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول له (1) خلفه في بعض مغازيه فقال له علي عليه السلام : يا رسول اللّه خلفتنى مع النساء والصبيان ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لى علياً فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ففتح اللّه عليه ولما نزلت هذه الآية : ( قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَأَبْنٰاءَكُمْ ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى.

[أقول] ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص ص 300) في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 4) ولكن ذكر فيه آية التطهير بدل آية المباهلة ، وفي (ص 16) بتقديم وتأخير وأحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 185) باختلاف يسير ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) باختلاف يسير ، وفي (ج 6 ص 405) ثانيا باختصار ، وقال : أخرجه ابن جرير (ثم قال) عن سعد قال : لو وضع

ص: 185


1- هكذا في بعض النسخ - بدون واو - ، وفي بعض النسخ (وخلفه) وفي أخرى (وقد خلفه).

المنشار على مفرقى على أن أسب علياً ما سببته أبدا منذ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما سمعت ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن مخلد.

[صحيح الترمذي ج 1 ص 318] روى بسنده عن البراء أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السّلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان القتال فعلي على الناس قال : فافتتح علي عليه السلام حصناً فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد بن الوليد إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يسىء به ، فقدمت على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال : ما ترى في رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله؟ قال : قلت : أعوذ باللّه من غضب اللّه وغضب رسوله وإنما أنا رسول فسكت ، قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عمر.

[أقول] وذكره أيضاً بعينه سنداً ومتناً في (ج 2 ص 300) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 397) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبو ليلى يسير مع علي عليه السلام فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقلنا له : لو سألته فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر قلت : يا رسول اللّه إني أرمد العين فتفل في عينى ثم قال : اللّهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال : فما وجدت حراً ولا برداً بعد يومئذ ، وقال : لأبعثن رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، فتشرف له الناس فبعث إلى علي عليه السلام فأعطاه إياه.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 99 وص 123) ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) باختلاف في اللفظ قال قال

ص: 186

لعلي عليه السلام - أي أبو ليلى - وكان يسير معه : إن الناس قد أنكروا منك شيئاً تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ فقال : ألم تكن معنا؟ قال : بلى قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وقد عقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عينى فقال : اللّهم اكفه أذى الحر والبرد ، قال : ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) قال : عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : كان علي عليه السلام يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين ، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل (إلى أن قال) قال : فان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع عليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى اليه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً (وساق الحديث إلى آخره) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجة والبزار وابن جرير وصححه ، والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسى.

[وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 124] وقال فيه : دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع ، فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزماً بالناس ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية (وساق الحديث إلى آخره) وقال : رواه البزار ، وذكره في (ج 9 أيضاً ص 123) مختصراً وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن - عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول

ص: 187

اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب اللّه ورسوله.

[أقول] وذكره النسائي أيضاً في خصائصه (ص 4) بتقديم وتأخير والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) وقال : أخرجه ابن جرير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 38] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : لما كان يوم خيبر بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رجلاً فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال : يا رسول اللّه لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تمنوا لقاء العدو وسلوا اللّه العافية فانكم لا تدرون ما تبتلون معهم ، وإذا لقيتموهم فقولوا : اللّهم أنت ربنا وربهم ، ونواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت ، ثم الزموا الأرض جلوساً ، فاذا غشوكم فانهضوا وكبروا ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبانه لا يولى الدبر يفتح اللّه على يديه ، فتشرف لها الناس وعلي عليه السلام يومئذ أرمد فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سر فقال : يا رسول اللّه ما أبصر موضعاً فتفل في عينيه وعقد له ودفع اليه الراية ، فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه على ما أقاتلهم؟ فقال : على أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وإني رسول اللّه ، فاذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقهما وحسابهم على اللّه عز وجل ، قال : فلقيهم ففتح اللّه عليه ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 151) وقال : رواه الطبراني في الصغير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 437] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزل بحصن خيبر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فلما كان من الغد تطاول له جماعة من

ص: 188

أصحابه فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه الناس ، فلقوا أهل خيبر فاذا مرحب بين أيديهم يرتجز وإذا هو يقول :

قد علمت خيبر إني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا السيوف أقبلت تلهب *** أطعن أحياناً وحيناً أضرب

فاختلف هو وعلي عليه السلام بضربتين فضربه علي عليه السلام على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فقتله ، فما أتى آخر الناس حتى فتح لأولهم.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 5 ص 358) وذكر فيه : أنه أعطى اللواء أول مرة لعمر ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لأعطين اللواء غدا (إلى آخره) وأعطاه لعلى عليه السلام.

[وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 5 ص 284] وقال فيه : فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمر بن الخطاب بالناس فلقى أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر وعمر فدعا علياً عليه السلام (وساق الحديث إلى آخره) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 300) بطريقين ، والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 150) وقال : رواه أحمد والبزار ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وقال : أخرجه الغيبانى والحافظ الدمشقى في الموافقات.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 353] روى بسنده عن بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال

ص: 189

رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً ، فلما أن أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع اليه اللواء وفتح له ، قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها.

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) وقال فيه : فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له ، ثم قال : فأخذها من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ولم يقل ثم أخذها من الغد فخرج (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وعلي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 566) في الشرح وقالا : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 150) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 283) وقال : أخرجه ابن جرير ومضمون الجميع مطابق لمضمون النسائى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين على؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حى (وساق الحديث إلى آخره) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230).

ص: 190

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضها (انتهى) ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[حلية الأولياء ج 1 ص 62] روى بسنده عن سلمة بن الأكوع قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر برايته إلى حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ، ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار ، قال سلمة : فدعا بعلي عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه فقال : هذه الراية إمض بها حتى يفتح اللّه على يديك ، قال سلمة : فخرج بها واللّه يهرول وأنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن فاطلع اليه يهودى من رأس الحصن فقال : من أنت؟ فقال : علي بن أبي طالب ، قال : يقول اليهودى : غلبتم وما نزل على موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح اللّه على يديه ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وقال : أخرجه ابن اسحاق.

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أن سعداً قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه بيده فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى على عليه السلام.

[خصائص النسائي أيضاً ص 8] روى بسنده عن هبيرة بن هديم قال : جمع الناس الحسن بن على عليهما السلام وعليه عمامة سوداء - لما قتل أبوه - فقال : لقد قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب

ص: 191

اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.

[خصائص النسائي أيضاً ص 32] روى بسنده عن عبد اللّه بن أبي نجح عن أبيه عن معاوية ، ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال سعد ابن أبي وقاص : واللّه لأن يكون لى واحدة من خلال ثلاث أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ، لأن يكون قال لى ما قال له حين رده من تبوك : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى؟ أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون قال لى ما قال له يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ولأن تكون لى ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس.

[كنز العمال ج 5 ص 285] قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم خيبر : أما إني سأبعث اليهم رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه عليه ، فقال : ادعوا لى علياً ، فجىء به يقاد أرمد لا يبصر شيئاً فتفل في عينيه ودعا له بالشفاء وأعطاه الراية وقال : إمض باسم اللّه فما ألحق به آخر أصحابه حتى فتح لأولهم ، قال : أخرجه أبو نعيم في المعرفة.

[كنز العمال أيضاً ج 5 ص 283] قال : عن علي عليه السلام قال : سار رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر ، فلما أتاها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه ، فجاء يجبنهم ويجبنونه فساء ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : لأبعثن عليهم رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يقاتلهم حتى يفتح اللّه له ليس بفرار ، فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم زحاماً ، قال : فمكث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساعة فقال : أين علي؟ فقالوا : هو أرمد قال :

ص: 192

ادعوه لي فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطانى اللواء فانطلقت به سعياً خشية أن يحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيهم حدثاً أو في حتى أتيتها فقاتلتهم ، فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا فقتله اللّه بيدى وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه اللّه (قال) أخرجه ابن أبي شيبة والبزار ، وسنده حسن (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 151) وقال : رواه البزار.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 395] قال : روى مسندا عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار يفتح اللّه عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوفين فلما أصبح قال : أين علي؟ قالوا : يا رسول اللّه ما يبصر ، قال : إئتوني به ، فلما أتى به فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أدن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحها بيده ، فقام علي عليه السلام من بين يديه كأنه لم يرمد قط ، قال : أخرجه الخطيب وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 123] قال : عن ابن عمر قال : جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إن اليهود قتلوا أخي ، قال : لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ، فيمكنك من قائل أخيك فاستشرف لذلك أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فبعث إلى علي عليه السلام فعقد له اللواء فقال : يا رسول اللّه إني أرمد كما ترى - وهو يومئذ رمد - فتفل في عينيه فما رمدت بعد موته فمضى ، قال : رواه الطبراني.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 123] قال : وعن جميع بن عمير قال : قلت لعبد اللّه بن عمر حدثني عن علي عليه السلام ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فكأنى أنظر اليها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 193

وسلم وهو يحتضنها وكان علي بن أبي طالب عليه السلام أرمد من دخان الحصن ، فدفعها اليه فلا واللّه ما تتامت الخيل حتى فتحها اللّه عليه ، قال : رواه الطبراني.

[في مجمعه أيضاً ج 9 ص 124] قال : وعن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فأعطاها علياً عليه السلام ، قال : رواه الطبراني بأسانيد (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 7) باختلاف في اللفظ.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 124] قال : وعن ابن عباس قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر - أحسبه قال أبا بكر - فرجع منهزما ومن معه ، فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، فثار الناس فقال : أين علىّ؟ فاذا هو يشتكى عينيه فتفل في عينيه ثم دفع اليه الراية فهزها ففتح اللّه عليه ، قال : رواه الطبراني.

[تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج 7 ص 337] قال : وروى سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسهل بن سعد وبريدة وأبو سعيد وابن عمر وعمران بن حصين وسلمة بن الأكوع - والمعنى واحد - أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه فأعطاها علياً عليه السلام وقال أيضاً في (ج 7 ص 339) وأما حديث الراية يوم خيبر فروي أيضاً عن على والحسين عليهما السلام والزبير بن العوام وأبي ليلى الأنصاري وعبد اللّه بن عمرو بن العاص وجابر وغيرهم.

[ثم] إن هاهنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

ص: 194

[منها] ما ذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية النجوى في سورة المجادلة ، قال : عن ابن عمر كان لعلي عليه السلام ثلاث لو كانت لى واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزرى في أُسد الغابة (ج 3 ص 34) مسنداً عن الضحاك الأنصاري قال : لما سار النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر جعل علياً على مقدمته فقال : من دخل النخل فهو آمن ، فلما تكلم بها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نادى بها علي عليه السلام ، فنظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى جبريل عليه السلام يضحك ، فقال : ما يضحكك؟ قال : إني أحبه ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : إن جبريل يقول : إنه يحبك ، قال : وبلغت أن يحبني جبريل؟ قال : نعم ومن هو خير من جبريل اللّه عز وجل (أقول) وذكره ابن الأثير ثانيا في أسد الغابة (ج 5 ص 231) وابن حجر العسقلاني أيضاً في إصابته (ج 7 القسم 1 ص 108) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) وقال : رواه الطبراني.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 30) بسنده عن الحسن - يعني البصري - يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير ، فقال : اللّهم إئتنى برجل يحبه اللّه ويحبه رسوله ، قال أنس : فأتي علي فقرع الباب ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مشغول ، وكنت أحب أن يكون رجلاً من الأنصار ، ثم إن علياً فعل مثل ذلك ، ثم أتى الثالثة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أدخله فقد عنيته ، فلما أقبل قال : اللّهم وال اللّهم وال (1) ، قال : وقد رواه عن أنس غير واحد ، حدثنا حميد الطويل

ص: 195


1- هكذا في أسد الغابة المطبوع (وال) في الموضعين بلام مفردة ، وفي بعض الروايات (اللّهم والي) بزيادة الياء - المثناة التحتانية المشددة - بعد اللام ، ولعله الصحيح ، فلاحظ.

وأبو الهندى ويغنم بن سالم.

[ومنها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 406) قال : عن عبد اللّه القشيري قال : حدثني أنس بن مالك قال : كنت أحجب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته يقول : اللّهم أطعمنا من طعام الجنة فأتى بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللّهم إئتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك ويحبه نبيك ، قال أنس : فخرجت فاذا علي بالباب ، فاستأذننى فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثل ذلك فخرجت فاذا علي بالباب ، فاستأذننى فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثل ذلك أحسب أنه قال ثلاثاً ، فدخل بغير إذنى فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما الذي أبطأ بك يا علىّ؟ قال : يا رسول اللّه جئت لأدخل فحجبني أنس ، قال : يا أنس لم حجبته؟ قال : يا رسول اللّه لما سمعت الدعوة أحببت أن يجىء رجل من قومى فتكون له فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يضر الرجل محبته قومه ما لم يبغض سواهم ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 1 ص 259) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علي حب اللّه ، والحسن والحسين صفوة اللّه ، فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه (اللغة) - الحب : بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة المشددة بمعنى المحبوب.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 7 ص 401) مسنداً عن أبي عبد اللّه الجدلى عن أم سلمة قالت : يا أبا عبد اللّه أيسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكم على المنابر؟ قال : سبحان اللّه وإني يكون هذا؟ قالت : أليس يسب علي عليه السلام ومن يحبه؟ فأنا أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه كان يحبه.

ص: 196

[ومنها] ما ذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) قال : عن علي عليه السلام قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين رجعت من خيبر : قولاً ما أحب أن لي به الدنيا جميعاً ، قال : رواه أبو يعلى.

ص: 197

باب : إن اللّه اذهب الحر والبرد والرمد والصداع عن علي عليه السّلام بدعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر

[أقول] قد تقدم في الباب السابق حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى المروي بطرق متعددة ، وكان فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : اللّهم أذهب عنه الحر والبرد ، مع قوله له : يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، وهذا ما بقي من طرقه التي ليس فيها القول الأخير وها نحن نذكرها في صدر هذا الباب فنقول :

[خصائص النسائي ص 38] روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إن علياً عليه السلام خرج علينا في حر شديد وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثم دعا بماء فشرب ثم مسح العرق عن جبينه فلما رجع إلى بيته قال : يا أبتاه رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضي اللّه عنه؟ خرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء فقال أبو ليلى : ما فطنت وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى علياً رضي اللّه عنه فقال له الذي صنع ، فقال له على رضي اللّه عنه : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد فبزق في عينى ثم قال : إفتح عينيك ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لى فقال : اللّهم

ص: 198

أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حراً وبرداً حتى يومى هذا (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 122) وقال : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق مختصراً (ص 25) وقال : أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 122] قال : عن سويد بن غفلة قال : لقينا علياً عليه السلام وعليه ثوبان في الشتاء فقلنا : لا تغتر بأرضنا هذه فان أرضنا هذه مقرة (1) ليست مثل أرضك ، قال : فانى كنت مقرورا فلما بعثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر قلت : إني أرمد فتفل في عينى فما وجدت حرا ولا بردا ولا رمدت عيناى ، قال : رواه الطبراني.

[مسند أبي داود الطيالسى ج 1 ص 26] روى بسنده عن أم موسى قالت : سمعت علياً عليه السلام يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الراية إلىّ يوم خيبر (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 78) وقال فيه : ما رمدت منذ تفل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في عينى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 122) وقال : عن علي عليه السلام قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجهى وتفل في عينى يوم خيبر حين أعطاني الراية قال : رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 189) وقال عنه - يعني عن علي عليه السلام - قال : ما رمدت عيناى منذ مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجهي (وساق الحديث) كما تقدم من الهيثمي ، وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى.

ص: 199


1- أرض مقرة أي باردة ، والقرضد الحر.

باب : أن اللّه أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحب علي عليه السّلام وسلمان وأبي ذر والمقداد رضي اللّه عنهم وهو يحبهم ويحب عماراً

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه أمرنى بحب أربعة وأخبرنى أنه يحبهم ، قيل : يا رسول اللّه سمهم لنا قال : علي منهم - يقول ذلك ثلاثاً - وأبوذر والمقداد وسلمان ، أمرنى بحبهم وأخبرني أنه يحبهم (أقول) ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 14) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين في (ج 3 ص 130) ولم يصرح باسم أبي ذر والمقداد وسلمان وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 5 ص 351) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 190) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 155) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 10 ص 286) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 1 ص 280) وفي (ج 2 ص 557).

[كنز العمال ج 6 ص 428] قال : عن ابن عباس عن على

ص: 200

عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابى فأمرنى ربي أن أحبهم فانتدب صهيب الرومي وبلال بن أبي رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا عمار عرّفك اللّه المنافقين ، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي ابن أبي طالب ، والثانى المقداد بن الأسود الكندي ، والثالث سلمان الفارسى والرابع أبو ذر الغفارى (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 155) وقال أيضاً : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 429] قال : عن علي عليه السلام قال : أتى جبريل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم ، علي بن أبي طالب ، وأبو ذر ، والمقداد (الحديث) قال : رواه أبو يعلى (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 117) و (ص 330) وقال أيضاً فيهما : رواه أبو يعلى.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 117] قال : وعن أنس قال : جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إن اللّه تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد ، ثم أتاه فقال : يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك قال أنس : فأردت أن أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فهبته فلقيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر إني كنت ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وإن جبريل قال : يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فلعلك أن تكون منهم ، ثم لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك ، ثم لقيت علي ابن أبي طالب عليه السلام فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر ، فقال علي عليه

ص: 201

السلام : أنا أسأله إن كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، فدخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إن أنساً حدثني أن جبريل أتاك فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك ، فان كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه عز وجل ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت منهم أنت منهم ، وعمار بن ياسر وسيشهد مشاهد بيّن فضلها عظيم أجرها وسلمان منا أهل البيت فاتخذه صاحباً (قال) رواه البزار.

[كنز العمال ج 3 ص 154] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ذر قال : ولما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث) إلى أن قال : ثم قال علي عليه السلام : أناشدكم اللّه أن جبرئيل نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يأمرك أن تحب علياً وتحب من يحبه فان اللّه يحب علياً ويحب من يحبه؟ قالوا : اللّهم نعم (الحديث) قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 202

باب : فيما دل على شدة حب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)

[أقول] وقد تقدم في باب على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ج 1 ص 221) حديث أم سلمة أن علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام قد دخلوا على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأخذ الحسنين عليهما السلام ووضعهما في حجره وقبلهما واعتنق علياً عليه السلام باحدى يديه وفاطمة عليها السلام بالأخرى وقيل فاطمة وقبل علياً عليهما السلام ، وتقدم أيضاً - في الباب الخامس والتسعين (ص 160) في أن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي في صلب علي - حديث ابن عباس إن علياً عليه السلام دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرد عليه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه (الخ) وهذان الحديثان من أقوى ما دل على شدة حب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام ، وأما بقية ما دل على ذلك مما ظفرت عليه على العجالة فاستمع له فيما يلي :

ص: 203

[صحيح الترمذي ج 1 ص 58] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسى ، الحديث (أقول) ورواه أبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 25) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 146) والدار قطني أيضاً في سننه (ص 44) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 4 ص 229) وقال : أخرجه الدورقى ، وفي (ج 8 ص 58) وقال : أخرجه أبو اسحاق في أماليه (وفي ج 8 ص 185) وقال : أخرجه القاضي عبد الجبار في أماليه (وفي ج 8 ص 195) وقال : أخرجه عبد الرزاق والبيهقى.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن أم عطية قالت : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جيشاً فيهم علي عليه السلام قالت : فسمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو رافع يديه يقول : اللّهم لا تمتني حتى تريني علياً.

[كنز العمال ج 5 ص 282 وج 6 ص 158] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الخندق : اللّهم إنك أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أُحد ، وهذا علي فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين ، قال : أخرجه الديلمي.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 620] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : مرضت فأتى علي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنا أقول : اللّهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني ، وإن كان متأخراً فارفعني ، وإن كان للبلاء فصبرنى ، فقال : ما قلت؟ فأعدت ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اشفه اللّهم عافه ، ثم قال : قم فقمت ، فما عاد لى ذلك الوجع بعده (قال الحاكم)

ص: 204

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 83 وفي ص 84) ما بمعناه (وفي ص 128) باختلاف يسير في اللفظ ، ورواه أبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 1 ص 21) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 5 ص 96) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 216) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 69] قال : وعن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري قال : أقبلنا يوم بدر ففقدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنادت الرفاق بعضها بعضا أفيكم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ فوقفوا حتى جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا : يا رسول اللّه فقدناك فقال : إن أبا حسن وجد مغصاً في بطنه فتخلفت عليه ، قال : رواه الطبراني (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461).

ص: 205

باب : إن علياً (عليه السلام) أحبّ الرجال الى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[صحيح الترمذي ج 2 ص 319] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام ومن الرجال علي عليه السلام (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 155) وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 29) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 751)

[صحيح الترمذي أيضاً ج 2 ص 319] روى بسنده عن جميع بن عمير التيمى قال : دخلت مع عمتى على عائشة فسألت أي الناس كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال؟ قالت : زوجها إن كان ما علمت صواماً قواماً (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 157) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 11 ص 430) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 751) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه

ص: 206

الخطيب وابن النجار ، والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 35) وقال : خرجه ابن عبيد وزاد بعد قولها : قواماً كلمة (جديراً بقول الحق).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154] روى بسنده عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي عليه السلام فقالت : تسألني عن رجل واللّه ما أعلم رجلاً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من امرأته - تعني امرأة علي عليه السلام - قال : هذا حديث صحيح الإسناد (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 29).

[خصائص النسائي ص 29] روى بسنده عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أبي على عائشة يسألها من وراء الحجاب عن علي عليه السلام فقالت : تسألنى عن رجل ما أعلم أحداً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منه ، ولا أحب اليه من امرأته.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 257] روى بسنده عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهى تقول : واللّه لقد عرفت أن علياً أحب اليك من أبي ومنى مرتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى اليها فقال : يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 28) وقال فيه : فأهوى لها ليلطمها وقال لها : يا بنت فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأمسكه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخرج أبو بكر مغضباً (الحديث) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) وقال رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني (انتهى).

ص: 207

[أُسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج 5 ص 547] روى بسنده عن معاذة الغفارية قالت : كنت أنيساً برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده فسمعته يقول : يا عائشة إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 8 ص 183) والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 161) وقال : أخرجه الخجندي وفي (ص 219) بزيادة وهي : قالت : فلما أن جرى بينها وبين علي عليه السلام بالبصرة ما جرى رجعت عائشة إلى المدينة فدخلت عليها فقلت لها : يا أم المؤمنين كيف قلبك اليوم بعد ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لك فيه ما قال؟ قالت : يا معاذة كيف يكون قلبي لرجل كان إذا دخل عليّ وأبي عندنا لا يمل من النظر اليه فقلت له : يا أبة إنك لتديمن النظر إلى علي ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة ، وقال أيضاً : أخرجه الخجندي.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 314] روى بسنده عن أبي هاشم مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : كانت أمي أمة لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هو أعتق أبي وأمى ، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جاء من المسجد فوجد علياً وفاطمة مضطجعين وقد غشيتهما الشمس ، فقام عند رأسيهما وعليه كساء خيبري فمده دونهما ثم قال : قوما أحب باد وحاضر ثلاث مرات ، قال : أخرجه أبو موسى.

[الزمخشري في الكشاف] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِينَ هَدَى اَللّٰهُ وَمٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُضِيعَ إِيمٰانَكُمْ إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ

ص: 208

رَحِيمٌ ) فى سورة البقرة ، قال : ويحكى عن الحجاج أنه قال للحسن - والظاهر أنه يعني البصرى - ما رأيك في أبي تراب؟ فقرأ قوله : إلا على الذين هدى اللّه (ثم قال) وعلي منهم وهو ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وختنه على ابنته وأقرب الناس اليه وأحبهم.

[كنز العمال ج 6 ص 84] قال : قلت لعائشة : من كان أحب الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالت : علي بن أبي طالب قلت : أي شيء كان سبب خروجك عليه؟ قالت : لم تزوج أبوك أمك؟ قلت : ذلك من قدر اللّه قالت : وكان ذلك من قدر اللّه ، قال : أخرجه البزار.

[الرياض النضرة ج 2 ص 161] قال : وعن مجمع قال : دخلت مع أبي على عائشة فسألها عن مسراها يوم الجمل فقالت : كان قدراً من اللّه ، وسألها عن علي عليه السلام فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وزوج أحب الناس كان اليه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 161] قال : وعنها - أي وعن عائشة - وقد ذكر عندها علي عليه السلام فقالت : ما رأيت رجلاً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منه ولا امرأة أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من امرأته - تعني امرأة علي عليه السلام - قال : خرجه المخلص والحافظ الدمشقى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 162] قال : وعن معاوية بن ثعلبة قال : جاء رجل إلى أبي ذر وهو في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا أبا ذر ألا تخبرنى بأحب الناس اليك؟ فانى أعرف أن أحب الناس اليك أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أي ورب الكعبة أحبهم إلي أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هو ذاك الشيخ - وأشار إلى علي عليه السلام - قال : خرجه الملا ، أي في سيرته.

ص: 209

باب : إن علياً (عليه السلام) أحب الخلق الى اللّه ورسوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن السدى عن أنس ابن مالك قال : كان عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي عليه السلام فأكل معه قال الترمذي : وقد روى من غير وجه عن أنس (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي عليه السلام فأذن له ، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 30) وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عثمان فرده فجاء علي عليه السلام فأذن له وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 61) وقال : خرجه الترمذي والبغوى في المصابيح في الحسان وأخرجه الحربى ، وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 160) وقال فيه أنس : فجاء علي عليه السلام فرددته ثم جاء فرددته فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حبسك عني أو ما أبطأ بك عنى يا علىّ؟ قال : جئت فردني أنس ثم جئت فردنى أنس قال : يا أنس ما حملك على ما

ص: 210

صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلاً من الأنصار ، فقال : يا أنس أو في الأنصار خير من علي؟ أو أفضل ، قال : خرجه عمرو بن شاهين.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 130] روى بسنده عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقدم لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرخ مشوى فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك يأكل معى من هذا الطير قال : فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي عليه السلام فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جاء فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جاء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : افتح فدخل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حبسك علىّ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ فقلت : يا رسول اللّه سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الرجل قد يحب قومه (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ثم قال : وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ثم صحت الرواية عن علي عليه السلام وأبي سعيد الخدري وسفينة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 125) وقال في آخره : وفي رواية كنت مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حائط وقد أتي بطائر ، وفي رواية قال : أهدت أم أيمن إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طائراً بين رغيفين فجاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : هل عندكم شىء؟ فجاءته بالطائر (ثم قال) رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار إلا أنه قال : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي عليه السلام فأذن له.

ص: 211

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 131] روى بسندين عن ثابت البناني أن أنس بن مالك كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له فجرى الحديث حتى ذكروا علياً عليه السلام فتنقصه محمد بن الحجاج فقال أنس : من هذا؟ أقعدوني فاقعدوه فقال : يا بن الحجاج ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب عليه السلام؟ والذي بعث محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غلام من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومى فجاءت أم أيمن مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطير فوضعته بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أم أيمن ما هذا الطائر؟ قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم جئنى بأحب خلقك اليك وإلي يأكل معى من هذا الطائر ، وضرب الباب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أنظر من على الباب؟ قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فاذا علي عليه السلام بالباب ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامى فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته فقال : يا أنس قرب اليه الطير قال : فوضعته بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : يا أنس كان هذا بمحضر منك؟ قال : نعم قال : أعطنى باللّه عهداً أن لا أنتقص علياً عليه السّلام بعد مقامى هذا ولا أعلم أحداً ينتقصه إلا أشنت له وجهه.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 6 ص 339] روى بسنده عن اسحاق ابن عبد اللّه بن أبي طلحة عن أنس قال : بعثتني أم سليم إلى

ص: 212

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بطير مشوى ومعه أرغفة من شعير فأتيته به فوضعته بين يديه ، فقال : يا أنس أدع لنا من يأكل معنا من هذا الطير ، اللّهم آتنا خير خلقك فخرجت فلم تكن لى همة إلا رجل من أهلي آتيه فأدعوه فاذا أنا بعلى بن أبي طالب عليه السلام فدخلت فقال : أما وجدت أحداً؟ قلت : لا ، قال : أنظر فنظرت فلم أجد أحدا إلا علياً عليه السلام ففعلت ذلك ثلاث مرات ثم خرجت فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب يا رسول اللّه ، فقال : إئذن له اللّهم وإلي اللّهم وإلي ، وجعل يقول ذلك بيده وأشار بيده اليمنى يحركها ، قال : رواه الجم الغفير عن أنس.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 171] روى بسنده عن أبي الهندى عن أنس قال : أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطائر فقال : اللّهم آتنى بأحب خلقك اليك يأكل معي فجاء علي عليه السلام فحجبته مرتين فجاء في الثالثة فأذنت له فقال : يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول اللّه فأحببت أن يكون رجلاً من قومى ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الرجل يحب قومه (أقول) ورواه ثانيا في (ج 9 ص 369).

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 30] روى بسنده عن ابراهيم عن أنس قال : أهدى إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك فجاء علي عليه السلام فأكل معه.

[كنز العمال ج 6 ص 406] قال : عن أنس أن أم سليم أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بحجلات قد شوتهن بأضياعهن وخمرهن فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إئتني بأحب خلقك يأكل معى هذا الطائر ، قال أنس : فجاء علي بن أبي طالب

ص: 213

عليه السلام فقال : استأذن لى على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : هو على حاجة وأحببت أن يجىء رجل من الأنصار فرجع ثم عاد ، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صوته فقال : أدخل يا علي اللّهم والي اللّهم والي ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 406] روى بسنده عن عمرو بن دينار عن أنس قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بستان فأهدى لنا طائر مشوى فقال : اللّهم إئتنى بأحب الخلق اليك فجاء علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت : رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مشغول فرجع ، ثم جاء بعد ساعة ودق الباب ورددته مثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس افتح له فطالما رددته ، فقلت : يا رسول اللّه كنت أطمع أن يكون رجلاً من الأنصار ، فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : المرء يحب قومه (قال) أخرجه ابن عساكر وابن النجار.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 61] قال : وخرج الإمام أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار وقال : عن أنس بن مالك قدّمت لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيراً فسمى وأكل لقمة ، ثم قال : اللّهم إئتنى بأحب الخلق اليك وإلي ، فأتى علي عليه السلام فضرب الباب فقلت : من أنت؟ قال : علي ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي عليه السلام فقلت : من أنت؟ قال : علي ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي عليه السلام فقلت : من أنت؟ قال : علي قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ثم أكل

ص: 214

لقمة وقال مثل ذلك قال : فضرب علي ورفع صوته فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إفتح الباب ، قال : فدخل فلما رآه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تبسم ثم قال : الحمد للّه الذي جعلك فاني أدعو في كل لقمة أن يأتينى بأحب الخلق اليه وإلي فكنت أنت ، قال : والذي بعثك إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ، قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لم رددته؟ قلت : كنت أحب معه رجلاً من الأنصار فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : ما يلام الرجل على قومه.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 161] قال : وعن سفينة قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيرين بين رغيفين فقدمت اليه الطيرين فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك وإلى رسولك (قال) ثم ذكر معنى حديث النجار يعني الحديث المتقدم آنفاً عن ذخائر العقبى ، ثم قال : وقال في آخره : فأكل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى فنيا (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) باختلاف في اللفظ وقال في آخره : اللّهم أدخل عليّ أحب خلقك اليك يأكل معى من هذا الطير ، فدخل علي عليه السلام فقال : اللّهم والي (قال) رواه البزار والطبراني باختصار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 126] قال : وعن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أطيار فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأة منها ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه صفية أو غيرها فأتته بهن فقال : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك يأكل معى من هذا ، فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي عليه السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا أنس أنظر من على الباب فنظرت فاذا علي عليه السلام فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه

ص: 215

عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : أنظر من على الباب فاذا علي عليه السلام حتى فعل ذلك ثلاثاً ، فدخل يمشى وأنا خلفه فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من حبسك رحمك اللّه؟ فقال : هذا آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت : يا رسول اللّه سمعت دعاءك فأحببت أن يكون من قومي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الرجل قد يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه ، قالها ثلاثاً ، قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 126] قال : وعن ابن عباس قال : اتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطير فقال : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك ، فجاء علي عليه السلام فقال : اللّهم والي ، قال : رواه الطبراني.

ص: 216

باب : إن علياً (عليه السلام) أعز على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من فاطمة عليها السلام وفاطمة أحب اليه من علي عليه السّلام

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 522] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : أينا أحب اليك أنا أو فاطمة قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها.

[خصائص النسائي ص 37] روى بسنده عن رجل قال : سمعت علياً عليه السلام على المنبر بالكوفة يقول : خطبت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة (سلام اللّه عليها) فزوجني ، فقلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هي؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها.

[كنز العمال ج 6 ص 393] قال : عن علي عليه السلام قال : أردت أن أخطب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته فقلت : ما لي من شيء ، ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها اليه فقال : هل لك من شيء؟ قلت : لا ، قال : فأين درعك الحطمية التي

ص: 217

أعطيتك يوم كذا وكذا؟ فقلت : هي عندى قال : فاعطها فأعطيتها إياها فزوجنيها ، فلما أدخلها علي قال : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فجاءنا وعلينا كساء - أو قطيفة - فلما رأيناه تخشخشنا فقال : مكانكما ، فدعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشه علينا ، فقلت : يا رسول اللّه أهى أحب اليك أم أنا؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز إلي منها (قال) أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 29) وقال : أخرجه يحيى بن معين.

[كنز العمال ج 6 ص 219] قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 4 ص 422) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وقال : إنه صحيح ، وفي كنوز الحقائق (ص 96) وقال أيضاً : للطبرانى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 173) وقال : عن أبي هريرة إن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أينا أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 159] قال : يا بنية لك رقة الولد وعلي أعز علي منك ، أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 184) وقال : للطبراني.

[ثم] إن في المقام حديثاً واحداً في فاطمة سلام اللّه عليها وحدها يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 155) باسناده عن عمر أنه دخل على فاطمة سلام اللّه عليها بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا

ص: 218

فاطمة واللّه ما رأيت أحداً أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منك ، واللّه ما كان أحد من الناس بعد أبيك أحب إلي منك ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 219

باب : في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحب علي عليه السّلام

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 350] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : أبغضت علياً بغضاً لم يبغضه أحد قط ، قال : وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه علياً ، قال : فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلا على بغضه علياً قال : فأصبنا سبياً ، قال : فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إبعث الينا من يخمسه ، قال : فبعث الينا علياً وفي السبي وصيفة هي أفضل من السبي فخمس وقسم فخرج رأسه مغطى فقلنا : يا أبا الحسن ما هذا؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبى؟ فانى قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم صارت في آل علي ووقعت بها ، قال : فكتب الرجل إلى نبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : ابعثني مصدقا فبعثنى مصدقا ، قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق ، قال : فامسك يدي والكتاب وقال : أتبغض علياً؟ قال : قلت : نعم ، قال : فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فو الذي نفس محمد صلى

ص: 220

اللّه عليه (وآله) وسلم بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ، قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أحب إلي من علي قال عبد اللّه : فو الذي لا إله غيره ما بينى وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

[أقول] ورواه أيضاً مختصراً في (ص 356) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 25) باختلاف يسير ، والطحاوى أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 160) والبيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 342) مختصراً والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 128) وقال فيه بريدة : فطأطأت رأسى فتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت ثم رفعت رأسى فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي فقال : يا بريدة أحب علياً فانما يفعل ما آمره به ، فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن على عليهما السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : هذا علي فأحبوه بحبى وأكرموه بكرامتى ، فان جبريل أمرنى بالذى قلت لكم من اللّه عز وجل (قال) أبو نعيم : رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلي

ص: 221

والخجندى.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم ، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمى علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى عذبه اللّه عز وجل (قال) أخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج 6 ص 154] قال : قال أوصى من آمن بى وصدقنى بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولانى فقد تولى اللّه (الحديث) قال : أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عمار بن ياسر (أقول) وذكره أيضاً في (ص 155) مختصراً ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : رواه الطبراني بأسانيد.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمى علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق (الحديث) قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 565) في الشرح وقال فيه : أوصيكم بحب ذي قرابتى بدل قوله (ذي قرنيها).

[ثم] إن هاهنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في صواعقه (ص 106) قال : وأخرج الدارقطني عن ابن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب : تحببوا إلى الأشراف وتوددوا واتقوا على أعراضكم من السفلة ، واعلموا أنه لا يتم الشرف إلا بولاية على عليه السّلام.

ص: 222

باب : إن من أحب علياً عليه السّلام فقد أحب اللّه ومن أبغض علياً عليه السّلام فقد أبغض اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن ابن عباس قال : نظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : يا على أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب اللّه وعدوك عدوي وعدوي عدو اللّه ، والويل لمن أبغضك بعدي (قال الحاكم) صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 4 ص 40) بخمسة طرق عن ابن عباس وقال فيه : من أحبك فقد أحبني وحبيبى حبيب اللّه (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وعلى بن سلطان في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 573) وقالا أيضاً : من أحبك فقد أحبني (الخ) ثم قالا : أخرجه أحمد في المناقب (انتهى) ، وذكره المحب في رياضه ثانياً (ص 167) وقال : خرجه الحاكمى.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 130] روى بسنده عن عوف بن أبي عثمان قال : قال رجل لسلمان : ما أشد حبك لعلي عليه السلام ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب

ص: 223

علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142] قال : عن حيان الأسدي سمعت علياً عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعني لحيته من رأسه - (قال) الحاكم صحيح (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الدار قطني في الأفراد ، والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلي عهداً في علي فقلت : يا رب بينه لى ، فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضنى ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفي قبضته فان يعذبني فبذنبي وإن يتم لى الذي بشرتني به فاللّه أولى بى ، قال : قلت : اللّهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان ، فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحداً من أصحابى ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال : إن هذا لشىء قد سبق إنه مبتلى ومبتلى به.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 32] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه عز وجل ، ومن أبغض اللّه أدخله النار.

[أُسد الغابة ج 4 ص 383] قال : روى أبو الجحاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الحمانى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 224

وسلم : يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضنى ، ثم قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 205) قال : وأخرج الاسماعيلي من طريق عامر بن السمط عن أبي الجحاف عن معاوية بن ثعلبة ، وذكر الحديث كما تقدم ، ثم قال : أورده أبو موسى ، ثم قال : وقد ذكر البخاري الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية ابن ثعلبة عن أبي ذر ، وكذا ذكر أبو حاتم وغيرهما.

[كنز العمال ج 6 ص 154] قال : اوصى من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى اللّه ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه عز وجل (قال) أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عمار بن ياسر (أقول) وذكره في (ص 155) أيضاً مختصراً ، وذكره الهيثمي أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وقال : أخرجه الحاكمى.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : محبك محبي ومبغضك مبغضى ، قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني عن سلمان (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) ولفظه : عن سلمان إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : محبك محبي ومبغضك مبغضي ، قال : رواه الطبراني والبزار ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 188) وقال : أخرجه الديلمي.

[كنز العمال ج 6 ص 158] ولفظه : من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه ، قال : أخرجه الطبراني أيضاً عن أم سلمة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : رواه الطبراني وإسناده حسن ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وقال : خرجه المخلص عن أم سلمة.

ص: 225

[كنز العمال ج 6 ص 158] ولفظه : من أحبك فبحبى أحبك فان العبد لا ينال ولايتى إلا بحبك ، قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الديلمي عن ابن عباس.

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن ابن عباس قال : مشيت مع عمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال : يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أمورهم ، فقلت : واللّه ما استصغره رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة فقال لي : الصواب تقول ، واللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلى بن أبي طالب : من أحبك أحبني ، ومن أحبني أحب اللّه ، ومن أحب اللّه أدخله الجنة (قال) أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قابضاً على يد علي عليه السلام ذات يوم فقال : ألا من أبغض هذا فقد أبغض اللّه ورسوله ، ومن أحب هذا فقد أحب اللّه ورسوله (قال) أخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم ، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه اللّه عز وجل ، قال : أخرجه ابن النجار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 129] قال : وعن أبي رافعٍ قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميرا على اليمن وخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس فرجع وهو يذم علياً عليه السلام ويشكوه ، فبعث اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إخسأ يا عمرو هل رأيت من علي جوراً في حكمه أو أثرة في قسمة؟ قال :

ص: 226

اللّهم لا قال : فعلام تقول الذي بلغنى؟ قال : بغضه لا أملك ، قال : فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال : من أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه تعالى ، قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 131] قال : عن أبي رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : من أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عز وجل ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن ابن عباس قال : نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبى حبيب اللّه ، وبغيضي بغيض اللّه ، ويل لمن أبغضك بعدي قال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضنى قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 565) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب وقال فيه : بحب ذي قرابتي بدل قوله : بحب ذي قرنيها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 166] قال : وعنه - أي وعن عمرو بن شاس الأسلمى - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، قال : خرجه أبو عمر.

[الرياض النضرة ج 2 ص 209] قال : وعن عبد اللّه قال : بينا أنا

ص: 227

عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجميع المهاجرين والأنصار إلا من كان في سرية أقبل علي عليه السلام يمشي وهو متغضب فقال : من أغضبه فقد أغضبني ، فلما جلس قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما لك يا علىّ؟ قال : آذاني بنو عمك ، فقال : يا علي أما ترضى أنك معى في الجنة والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا؟ قال : أخرجه أحمد في المناقب وأبو سعيد في شرف النبوة.

[الرياض النضرة ج 2 ص 216] قال : وعن حوثرة بن محمد البصري قال : رأيت يزيد بن هارون الواسطي في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت : ما فعل اللّه بك؟ قال : تقبل مني الحسنات وتجاوز عني السيئات وأذهب عني التبعات (وساق الحديث إلى أن قال) قلت : منكر ونكير حق؟ فقال : أي واللّه الذي لا إله إلا هو لقد أقعدانى وسألانى فقالا لي : من ربك؟ (إلى أن قال) قال أحدهما أي أحد النكيرين : أكتبت عن حريز بن عثمان؟ قلت : نعم ، وكان ثقة في الحديث ، قال : ثقة ولكن كان يبغض علياً أبغضه اللّه عز وجل ، قال : أخرجه ابن الطباخ في أماليه.

[خصائص النسائي ص 28] روى بسنده عن سعيد بن عبيد قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي عليه السلام قال : لا أحدثك عنه ولكن أنظر إلى بيته من بيوت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : فاني أبغضه قال : به أبغضك اللّه.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن جرير البجلي قال : شهدنا الموسم في حجة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر حديثاً في آخره قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : اللّهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً (الحديث) قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكر في كنز العمال أيضاً في (ج 6 ص 395) حديثاً في آخره قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : كذب عليّ من زعم أنه يحبني ويبغضك.

ص: 228

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 32) قال : إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قال : قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، وقال : أخرجه ابن أبي الدنيا ، (ثانيهما) ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 159) قال : من حسد علياً فقد حسدني ، ومن حسدني كفر ، قال : أخرجه ابن مردويه عن أنس.

ص: 229

باب : حب علي (عليه السلام) ايمان وبغضه نفاق

[صحيح مسلم في كتاب الإيمان] في باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي عليه السلام من الإيمان ، روى بسنده عن عدي بن ثابت عن زر قال : قال علي عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمى إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق.

[أقول] ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص 301) والنسائي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص 271) بطريقين ، وفي خصائصه (ص 27) بثلاثة طرق ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه (ص 12) ، وأحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 84) في مسنده و (ص 95) و (ص 128) ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 255 وج 8 ص 417 وج 14 ص 426) ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 185) بثلاثة طرق عن عدي بن ثابت عن زر (ثم قال) هذا حديث صحيح متفق عليه ، ثم ذكر جمعاً كثيراً ممن روى هذا الحديث عن عدى بن ثابت ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) وقال : أخرجه الحميدي وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والعدني والترمذي

ص: 230

والنسائي وابن ماجة وابن حبان وأبو نعيم وابن أبي عاصم (انتهى) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن أبي سعيد قال : إنا كنا لنعرف المنافقين - نحن معشر الأنصار - بغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام ، (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 6 ص 294).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن المساور الحميري عن أمه قالت : دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : لا يحب علياً منافق ولا يبغضه مؤمن (قال) وفي الباب عن علي عليه السلام (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 6 ص 292).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 129] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلي عن أبي ذر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 39) وقال : أخرجه الخطيب في المتفق (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) قال : أخرجه ابن شاذان.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 153] روى بسنده عن أبي الأحوص قال : كنا عند ابن مسعود فتلا ابن عباس هذه الآية : ( محمد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار ) وساق الحديث (إلى أن قال) ابن عباس ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) علي بن أبي طالب ، كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببغضهم علي ابن أبي طالب عليه السلام.

ص: 231

[مشكل الآثار للطحاوي ج 1 ص 50] روى بسنده عن عمران بن حصين قال : خرجت يوماً فاذا أنا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : يا عمران إن فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي وأى شيء أشرف من هذا ، قال : إنطلق فانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وانطلقت معه حتى أتى الباب فقال : السلام عليكم أدخل؟ (فساق الحديث) وفي آخره قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة : لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة لا يبغضه إلا منافق (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 43) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في فضل فاطمة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 464] قال : وروى عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ ) في آخر سورة محمد ، ويقال لها : سورة القتال أيضاً (قال) وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.

[وقال أيضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ اَلْقَوْلِ ) قال : ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : لا يبغض علياً مؤمن ، ولا يحبه منافق (قال) أخرجه ابن أبي شيبة عن أم سلمة.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : لا يحب علياً إلا مؤمن ، ولا

ص: 232

يبغضه إلا منافق (قال) أخرجه الطبراني عن أم سلمة.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه اللّه عز وجل (قال) أخرجه ابن النجار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن ابن عباس قال : نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبى حبيب اللّه ، وبغيضى بغيض اللّه ، ويل لمن أبغضك بعدي (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن عمران بن الحصين إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[كنوز الحقائق المناوي ص 63] قال : حب علي براءة من النفاق (قال) أخرجه الديلمي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 213] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه ابن حنطب عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، (قال) أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 565) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب ولكن قال : بحب ذي قرابتى بدل قوله : بحب ذي قرنيها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن الحارث الهمدانى قال :

ص: 233

رأيت علياً عليه السلام على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : قضاء قضاه اللّه عز وجل على لسان نبيكم النبي الأمى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق (قال) أخرجه ابن فارس.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 72] قال : ومن كتاب الآل لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : حبك إيمان ، وبغضك نفاق ، وأول من يدخل الجنة محبك وأول من يدخل النار مبغضك.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب :

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 402) من حديث مسند إلى علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لولاك يا علي ما عرف المؤمنون من بعدى.

[ومنها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 132) قال : وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عشية عرفة فقال : إن اللّه تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي عليه السلام خاصة ، وإني رسول اللّه اليكم غير محاب لقرابتي ، هذا جبريل يخبرنى إن السعيد حق السعيد من أحب علياً في حياته وبعد موته ، وإن الشقى كل الشقى من أبغض علياً في حياته وبعد موته (قال) رواه الطبراني.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه الطبراني والبيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي (انتهى) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 565) والمحب الطبري في ذخائره (ص 92) وقالا : أخرجه أحمد.

[ومنها] ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 189) قال : وعن أبي بكر قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خيم

ص: 234

خيمة وهو متكىء على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة.

ص: 235

باب : فيما جاء لمحب علي عليه السّلام وما لمبغضه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 128] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدنى ربي فليتول علي بن أبي طالب فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة (قال) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 349) بطريقين وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه الطبراني والحاكم وأبو نعيم ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : رواه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 135] روى بسنده عن عمار ابن ياسر يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك (قال) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 9 ص

ص: 236

71) بطريقين ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : أخرجه الطبراني والحاكم والخطيب عن عمار بن ياسر ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 215) وقال : أخرجه ابن عرفة ، وفي ذخائره (ص 92) وقال : عن ابن عباس.

[حلية الأولياء ج 1 ص 86] روى بسنده عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة - الياقوتة التي خلقها اللّه بيده ثم قال لها : كونى فكانت - فليتول علي بن أبي طالب من بعدي (قال) ورواه أبو الطفيل والسدى عن زيد بن أرقم أيضاً ، (أقول) ورواه ثانيا في (ج 4 ص 174).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 86] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) وقال : وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، ثم قال : أخرجه الطبراني والرافعي عن ابن عباس.

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 23] روى بسنده عن أبي مريم السلولي يقول : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي بن أبي طالب : يا علي إن اللّه عز وجل قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب اليه منها ، الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئاً ولا تنال الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حب المساكين ورضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك ، وأما الذين أبغضوك

ص: 237

وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[الإصابة لأبن حجر ج 3 القسم 1 ص 20] قال : أخرج مطين والباوردى وابن جرير وابن شاهين عن زياد بن مطرف قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتى ويدخل الجنة فليتول علياً وذريته من بعده (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : عن مطير والباوردى وابن شاهين وابن مندة عن زياد بن مطرف.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 101] قال : قل لمن أحب علياً تهيأ لدخول الجنة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[الرياض النضرة ج 2 ص 215] قال : وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليستمسك بحب علي بن أبي طالب قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[أسد الغابة لابن الأثير ج 6 ص 101] ذكر حديثاً عن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب علياً محياه ومماته كتب اللّه تعالى له الأمن والإيمان ما طلعت الشمس وما غربت ، ومن أبغض علياً محياه ومماته فميتته جاهلية وحوسب بما أحدث في الإسلام ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 335).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 111] قال : عن ابن عباس قال : لما أخي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين أحد منهم ، خرج علي عليه

ص: 238

السّلام مغضباً حتى أتى جدولاً فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154)

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 121] قال : وعن علي عليه السلام قال : طلبني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجدني في جدول نائما فقال : قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب ، قال : فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال لي : واللّه لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتى وتبريء ذمتي ، من مات في عهدى فهو كنز اللّه ، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام (قال) رواه أبو يعلى (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) وقال أيضاً : رواه أبو يعلى ، وقال : قال البوصيرى : رواته ثقات (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) باختلاف يسير ، وقال : خرجه أحمد في المناقب.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 121] قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ظل بالمدينة ونحن نطلب علياً عليه السلام إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى علي عليه السلام وهو نائم في الأرض وقد اغبر ، فقال : ما ألوم الناس يكنونك أبا تراب ، فلقد رأيت علياً عليه السّلام تغير وجهه واشتد ذلك عليه ، فقال : ألا أرضيك يا علىّ؟ قال : بلى يا رسول اللّه قال : أنت أخي ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى وتبريء ذمتى ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة

ص: 239

جاهلية ويحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام (قال) رواه الطبراني (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال أيضاً : رواه الطبراني عن ابن عمر.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 102] روى بسنده عن عائشة ، قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : حسبك ما لمحبك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ، ولا فزع يوم القيامة.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 1 ص 259] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه على حب اللّه والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه ، على باغضهم لعنة اللّه (أقول) الحب بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه ، بغض علي عليه السلام ، ونصب أهل بيتي ، ومن قال : الإيمان كلام (قال) أخرجه الديلمي عن جابر - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أناذا يا رسول اللّه ، فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عني ، هذا أسد اللّه وسيفه في أرضه على أعدائه على مبغضه لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ، واللّه منه بريء وأنا منه بريء ، فمن أحب أن يبرأ من اللّه ومنى فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : أجلس يا علي قد عرف اللّه لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.

ص: 240

باب : عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن أبي طالب (عليه السلام)

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 410] روى بسندين عن أبي النعمان عارم بن الفضل عن قدامة بن النعمان عن الزهري قال : سمعت أنس بن مالك يقول : واللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 92] قال : عنوان صحيفة المؤمن حب علي ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

ص: 241

باب : إن حب علي (عليه السلام) حسنة ويأكل الذنب وجواز للنار وبراءة منها ويثبت القدم وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة

[كنوز الحقائق للمناوي ص 62] قال : حب علي عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنوز الحقائق أيضاً ص 63] قال : حب علي يأكل الذنب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[الرياض النضرة ج 2 ص 315] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه تمام وابن عساكر عن أبي - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 194] روى بسنده عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حب

ص: 242

على بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 161] روى بسنده عن ابن عباس قال : قلت للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا رسول اللّه للنار جواز؟ قال : نعم ، قلت : وما هو؟ قال : حب علي بن أبي طالب.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 62] قال : حب علي براءة من النار قال : أخرجه الديلمي - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : ما ثبت اللّه حب علي في قلب مؤمن فزلت به قدم إلا ثبت اللّه قدميه يوم القيامة على الصراط ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمتفرق - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنوز الحقائق للمناوي ص 53] قال : بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

ص: 243

باب : إن اللّه أخذ حب علي عليه السّلام على البشر والشجر والثمر والبذر

[الرياض النضرة ج 2 ص 215] قال : وعن أنس قال : دفع على ابن أبي طالب عليه السّلام إلى بلال درهماً يشترى به بطيخاً ، قال : فاشتريت به فأخذ بطيخة فقورها فوجدها مرة ، فقال : يا بلال رد هذا إلى صاحبه وإئتنى بالدرهم ، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لي : إن اللّه أخذ حبك على البشر والشجر والثمر والبذر فما أجاب إلى حبك عذب وطاب ، وما لم يجب خبث ومرّ ، وإني أظن هذا مما لم يجب ، قال : أخرجه الملا (أقول) وذكره المحب الطبري في ذخائره أيضاً (ص 92) وقال : أخرجه الملا في سيرته.

ص: 244

باب : فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي عليه السّلام : أنت وليي في الدنيا والآخرة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 135] روى بسنده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أيكم يتولانى في الدنيا والآخرة؟ فقال لكل رجل منهم : أتتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال : لا حتى مرّ على أكثرهم ، فقال علي عليه السلام : أنا أتولاك في الدنيا والآخرة فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (وساق الحديث إلى أن قال) وقال - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي عليه السلام معه جالس فأبوا ، فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت

ص: 245

وليي في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 108] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : هذا وليي وأنا وليه (قال) رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) وزاد في آخره : واليت من والاه وعاديت من عاداه ، ثم قال : خرجه الحاكمى.

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني وليكم قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عنى ديني ، وأنا موالى من والاه ومعادى من عاداه.

ص: 246

باب : من سب علياً عليه السّلام فقد سب اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 121] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلى قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكم؟ فقلت : معاذ اللّه ، أو سبحان اللّه ، أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] وسيأتي في الأحاديث الآتية قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ومن سبني فقد سب اللّه ، فتكون النتيجة أن من سب علياً عليه السلام فقد سب اللّه ، ثم إن الرواية المذكورة قد رواها أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 6 ص 323) والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 24).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلي يقول : حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق

ص: 247

واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعتها تقول : يا شبيب بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أماه ، قالت يسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ناديكم؟ قال : وإني ذلك قالت : فعلى بن أبي طالب قال : إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا ، قالت : فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب اللّه ؛ (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 401) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[ذخائر العقبى ص 66] قال : وعن ابن عباس قال : أشهد باللّه لسمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب اللّه ، ومن سب اللّه عز وجل أكبه اللّه على منخريه (قال) أخرجه أبو عبد اللّه الجدلى (انتهى) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 538) في الشرح وقال أيضاً : أخرجه أبو عبد اللّه الجدل.

[الرياض النضرة ج 2 ص 166] قال : وعن ابن عباس أنه مرّ - بعد ما حجب بصره - بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علياً عليه السلام فقال لقائده : ما سمعت هؤلاء يقولون؟ قالوا : سبحان اللّه من سب اللّه فقد أشرك ، قال : أيكم الساب لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالوا : سبحان اللّه من سب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقد كفر ، قال : فأيكم الساب لعلى عليه السلام؟ قالوا : أما هذا فقد كان قال : فأنا أشهد باللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب اللّه ، ومن سب اللّه عز وجل أكبه اللّه على منخره ، ثم تولى عنهم ، فقال لقائده : ما سمعتهم يقولون؟ قال : ما قالوا شيئاً ، قال : فكيف رأيت وجوههم حيث قلت ما قلت؟ قال :

ص: 248

نظروا اليك بأعين محمرة *** نظر التيوس إلى شفار الجازر

قال : زدني فداك أبي وأمي قال :

جزر الحواجب ناكسى أذقانهم *** نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال : زدنى فداك أبي وأمى.

قال : ما عندي غيرهما لكن عندي :

أحياؤهم حزنى على أمواتهم *** والميتون مسبة للغابر

قال : خرجه أبو عبد اللّه الملا ، (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 99) وقال فيه : فمرّ على صفة زمزم فاذا بقوم من أهل الشام يسبون علياً عليه السلام.

[ثم] إن هاهنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 405) قال : عن أبي صادق قال : قال علي عليه السلام : حسبى حسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ودينى دينه ، فمن تناول مني شيئاً فانما تناوله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق وابن عساكر.

[ومنها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 129) قال : وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك ، فقال : بلغنى أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة فهل سببته؟ قال : معاذ اللّه والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : في علي عليه السلام شيئاً لو وضع المنشار على مفرقى ما سببته أبدا ، قال : رواه أبو يعلى وإسناده حسن ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 24) مع اضطراب في المتن.

ص: 249

[ومنها] ما ذكره ابن حجر في صواعقه (ص 117) قال : وذكر البارزى عن المنصور أنه رأى رجلاً بالشام ووجهه وجه خنزير فسأله فقال : إنه كان يلعن علياً كل يوم الف مرة وفي يوم الجمعة أربعة آلاف مرة وأولاده معه ، فرأيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر مناماً طويلاً من جملته : إن الحسن شكاه اليه فلعنه ثم بصق في وجهه فصار موضع بصاقه خنزيراً وصار آية للناس.

ص: 250

باب : من آذى علياً عليه السّلام فقد آذاني

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بسنده عن عمرو بن شاس الأسلمى - وكان من أصحاب الحديبية - قال : خرجنا مع علي عليه السلام إلى اليمن فجفانى في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي ، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : فدخلت المسجد ذات غداة ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ناس من أصحابه فلما رآنى أبدنى عينيه - يقول : حدد إلي النظر - حتى إذا جلست قال : يا عمرو أما واللّه لقد آذيتني فقلت : أعوذ باللّه أن أوذيك يا رسول اللّه قال : بلى من آذى علياً فقد آذانى (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، (أقول) ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 483) ، وابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 113) ، وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 304) وقال : أخرجه أحمد والبخارى في تاريخه وابن حبان في صحيحه وابن مندة ، وابن عبد البر أيضاً في استيعابه بطريقين (ج 2 ص 442) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج

ص: 251

6 ص 152) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل والبخارى في التاريخ والحاكم عن عمرو بن شاس ، وفي (ج 4 ص 400) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والبخارى في التاريخ والطبراني (انتهى) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 129) وقال : رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 165) وقال : أخرجه أحمد ، وأخرجه أبو حاتم مختصرا.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن عبيد اللّه بن أبي مليكة عن أبيه قال : جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال : يا عدو اللّه آذيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ( إن الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ) لو كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيا لآذيته (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 129] قال : وعن سعد بن أبي وقاص قال : كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت باللّه من غضبه فقال : ما لكم وما لى؟ من آذى علياً فقد آذانى ، فقال : رواه أبو يعلى والبزار باختصار ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 72) وقالا أيضاً : أخرجه أبو يعلى والبزار.

[فيض القدير للمناوي ج 6 ص 18] في الشرح قال : أخرج الدار قطني عن عمر أنه سمع رجلاً يقع في علي فقال : ويحك أتعرف علياً؟ هذا ابن عمه - وأشار إلى قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - واللّه ما آذيت إلا هذا في قبره.

[مرقاة المفاتيح لعلى بن سلطان ج 5 ص 573] في الشرح قال :

ص: 252

وعن عروة بن الزبير إن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر فقال له عمر : أتعرف صاحب هذا القبر؟ هذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب لا تذكر علياً إلا بخير فانك إن تنقصه آذيت صاحب هذا القبر ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 65] قال : وعنه - أي عن عمرو ابن شاس الأسلمي - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن آذى علياً فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذى اللّه عز وجل ، قال : أخرجه أبو عمر النمري.

ص: 253

باب : من فارق علياً عليه السّلام فقد فارق اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 123] روى بسنده عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي من فارقنى فقد فارق اللّه ، ومن فارقك يا علي فقد فارقنى ، قال الحاكم : صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه أيضاً في (ج 3 ص 146) وذكره الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 323) وصححه ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 135) وقال : رواه البزار ورجاله ثقات ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : خرجه أحمد في المناقب والنقاش.

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : من فارق علياً فارقنى ، ومن فارقنى فقد فارق اللّه ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، (أقول) وذكره في (ص 156) ثانياً وقال فيه : من فارقك يا علي فقد فارقني ، ومن فارقنى فقد فارق اللّه ، ثم قال أيضاً : أخرجه الطبراني عن ابن عمر.

ص: 254

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 128] قال : وعن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال : إن اجتمعتما فعلي عليه السلام على الناس فالتقوا وأصابوا من الغنائم (وساق الحديث) وقد تقدم تمامه في باب : علي مني وأنا من علي وفي غيره (إلى أن قال) فخرج - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً ، من تنقص علياً فقد تنقصنى ، ومن فارق علياً فقد فارقنى ، إن علياً مني وأنا منه خلق من طينتى وخلقت من طينة ابراهيم (إلى أن قال) بريدة فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتنى على الإسلام جديداً ، قال : فما فارقته حتى بايعته على الاسلام ، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط.

ص: 255

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عادى اللّه من عادى علياً

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 154] في ترجمة رافع مولى عائشة قال : روي عنه أبو إدريس المرهبى أنه قال : كنت غلاماً اخدم عائشة : إذا كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عندها ، وإن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : عادى اللّه من عادى علياً (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 2 القسم 1 ص 191) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) وقال : أخرجه ابن مندة عن رافع مولى عائشة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 88] قال : عادى اللّه من عادى علياً قال : أخرجه ابن ماجة - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

ص: 256

باب : ما أبغض أحد علياً الا شارك ابليس أباه

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 289] روى بسنده عن ابن عباس قال : بينا نحن بفناء الكعبة ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة قال : فتفل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : لعنت - أو خزيت شك اسحاق أي الراوي - قال : فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : ما هذا يا رسول اللّه؟ قال : أو ما تعرفه يا علىّ؟ قال : اللّه ورسوله أعلم قال : هذا إبليس فوثب اليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال : يا رسول اللّه أقتله؟ قال : أو ما علمت أنه قد أُجِّل إلى الوقت المعلوم؟ قال : فتركه من يده ، فوقف ناحية ثم قال : ما لي ولك يا بن أبي طالب ، واللّه ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه ، إقرأ ما قاله اللّه تعالى : ( وَشٰارِكْهُمْ فِي اَلْأَمْوٰالِ وَاَلْأَوْلاٰدِ ) الحديث.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 3 ص 290] روى بسنده عن عبد اللّه قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : رأيت النبي صلى اللّه عليه

ص: 257

(وآله) وسلم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه ، فقلت : ومن هذا الذي يلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : هذا الشيطان الرجيم ، فقلت : واللّه يا عدو اللّه لأقتلنك ولأريخن الأمة منك ، قال : ما هذا جزائى منك ، قلت : وما جزاؤك مني يا عدو اللّه؟ قال : واللّه ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه ، قال الخطيب : وهكذا رواه القاضي أبو الحسين الأشنانى عن اسحاق بن محمد النخعى وهو اسحاق الأحمر.

ص: 258

باب : في علم علي عليه السّلام

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ) في أوائل آل عمران ، قال : قال علي عليه السلام : علمني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الف باب من العلم واستنبطت من كل باب الف باب ، قال : فاذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك ، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، فقال له : دعنى عنك.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس قال : واللّه لقد أعطى علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم اللّه لقد شارككم في العشر العاشر ، (أقول) وذكره ابن الأثير أيضاً

ص: 259

فى أسد الغابة (ج 4 ص 22).

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : ما كان أحد من الناس يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره ابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) وقال : أخرجه ابن سعد ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) وقال : أخرجه أحمد في المناقب والبغوى في المعجم ، وأبو عمرو.

[كنز العمال ج 6 ص 392] قال : عن علي عليه السلام قال : علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الف باب كل باب يفتح الف باب قال : أخرجه أبو أحمد الفرمني في جزئه ، (أقول) وسيأتي في باب رجوع عمر إلى علي عليه السلام حديث طويل ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء فيه قول علي عليه السلام : فان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علمني الف باب من العلم فتشعب لي من كل باب ألف باب.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن ابن عباس قال : إن علياً عليه السّلام خطب الناس فقال : يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغنى عنكم؟ واللّه لتقتلن طلحة والزبير ، ولتفتحن البصرة ، ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين ، قال ابن عباس : فقلت : الحرب خدعة ، قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس كم أنتم؟ فقالوا : كما قال ، فقلت : هذا مما أسره اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه علمه الف الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة ، قال : أخرجه الاسماعيلي في معجمه (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 باختلاف يسير وقال اخرجه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن أبي المعتمر مسلم بن

ص: 260

أوس وجارية بن قدامة السعدى ، إنهما حضرا علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب وهو يقول : سلونى قبل أن تفقدونى ، فإني لا اسأل عن شيء دون العرش إلا أخبرت عنه ، قال : أخرجه ابن النجار.

[أقول] وسيأتي في الباب الآتي حديث عن كنز العمال عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال : شهدت علي بن أبي طالب عليه السّلام يخطب فقال في خطبته : سلوني فو اللّه لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم (الخ).

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : علي عليه السلام عيبة (1) علمى ، قال : أخرجه ابن عدى عن ابن عباس - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) وقال في الشرح : «قال ابن دريد : وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي عليه السلام ، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه».

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 158] روى بسنده عن أنس قال : قيل : يا رسول اللّه عمن نكتب العلم؟ قال : عن علي وسلمان.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 6 ص 379] روى حديثاً طويلاً قال فيه علي عليه السلام لكميل : ألا إن ها هنا - وأشار إلى صدره - لعلماً جماً لو أصبت له حملة ، بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) في سورة والضحى ، ذكر حديثاً قال فيه :

ص: 261


1- العيبة : بفتح العين المهملة - ما تجعل فيه الثياب كالصندوق ، والعيبة - أيضاً - من الرجل موضع سره.

فقالوا له - يعني لعلي عليه السلام - فحدثنا عن نفسك فقال : مهلاً فقد نهى اللّه عن التزكية فقيل له : أليس اللّه تعالى يقول : ( وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ؟ فقال : إني أحدث ، كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، وبين الجوامح علم جم فاسألوني.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن أبي صالح الحنفى عن علي عليه السلام قال : قلت : يا رسول اللّه أوصنى ، قال : قل ربي اللّه ثم استقم ، قال : قلت : اللّه ربي وما توفيقى إلا باللّه عليه توكلت واليه أنيب فقال : ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 221) وقال : أخرجه ابن البخترى والرازى.

[حلية الأولياء أيضاً ج 7 ص 34] روى بسنده عن عطاء بن مسلم قال : سمعت سفيان يقول : ما حاج علي عليه السلام أحداً إلا حجه.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 101] روى بسنده عن ابن عباس قال : إذا حدثنا ثقة عن علي عليه السلام تياً لا نعدوها ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 270) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 462) وابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 23) باختلاف في اللفظ.

[الرياض النضرة ج 2 ص 194] قال : وعن ابن عباس - وقد سأله الناس فقالوا : أي رجل كان على عليه السلام؟ - قال : كان ممتلئاً جوفه حكماً وعلماً وبأساً ونجده مع قرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ذخائر العقبى ص 78] قال : عن ابن عباس - وقد سئل عن علي عليه السلام - فقال : رحمة اللّه على أبي الحسن ، كان واللّه علم

ص: 262

الهدى ، وكهف التقى ، وطود النهى ، ومحل الحجى ، وغيث الندى ، ومنتهى العلم للورى ونوراً أسفر في الدجى ، وداعياً إلى المحجة العظمى ، مستمسكا بالعروة الوثقى أتقى من تقمص وارتدى ، وأكرم من شهد النجوى ، بعد محمد المصطفى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وصاحب القبلتين ، وأبا السبطين ، وزوجته خير النساء ، فما يفوقه أحد ، لم تر عيناي مثله ، ولم أسمع بمثله ، فعلى من بغضه لعنة اللّه ، ولعنة العباد إلى يوم التناد (قال) أخرجه أبو الفتح القواس.

[الرياض النضرة ج 2 ص 221] قال : وعن أبي الزهراء عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : علماء الأرض ثلاثة ، عالم بالشام ، وعالم بالحجاز وعالم بالعراق ، فأما عالم الشام فهو أبو الدرداء ، وأما عالم أهل الحجاز فهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأما عالم العراق فأخ لكم - يعني به نفسه - وعالم أهل الشام وعالم أهل العراق يحتاجان إلى عالم أهل الحجاز ، وعالم أهل الحجاز لا يحتاج اليهما ، قال : أخرجه الحضرمى.

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج 7 ص 338] قال : وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : لم كان صغو الناس - يعني ميل الناس - إلى علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال : يابن أخي إن علياً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والظهر برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 79).

[كنز العمال ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي عليه السلام يخطب ، فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ومن

ص: 263

أهل السنة ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك أما إذا سألتني فافهم عنى ، ولا عليك أن تسأل عنها أحداً بعدي (فساق الحديث إلى أن قال) وتنادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا أيها الناس إنكم واللّه إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة - يعني به قدر شعرة - وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، إذ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فضلا خصه اللّه به إكراماً منه لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعطه أحداً من خلقه (الحديث).

[كنز العمال ج 1 ص 103] قال : عن الأصبغ بن نباتة قال : كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب عليه السلام فأتاه يهودي فقال : يا أمير المؤمنين متى كان اللّه؟ فقمنا اليه فلهزناه حتى كدنا نأتى على نفسه ، فقال علي عليه السلام : خلوا عنه ، ثم قال : إسمع يا أخا اليهود ما أقول لك فاسمعه بأذنك ، واحفظه بقلبك ، فانما أُحدثك عن كتابك الذي جاء به موسى بن عمران ، فان كنت قد قرأت كتابك وحفظته فانك ستجده كما أقول ، إنما يقال متى كان لمن لم يكن ثم كان ، فأما من لم يزل بلا كيف يكون كان بلا كينونة كائن ، لم يزل قبل القبل وبعد البعد ، لا يزال بلا كيف ولا غاية ولا منتهى ، اليه غاية انقطعت دونه الغايات فهو غاية كل غاية ، فبكى اليهودى وقال : واللّه يا أمير المؤمنين إنها لفي التوراة هكذا حرفاً ، وإني أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عبده ورسوله ، قال : أخرجه الاصبهاني في الحجة ، (أقول) وقد نقله قبل هذا مختصراً عن ابن عساكر وبعده مفصلاً عن أبي نعيم في الحلية وذكره ابن حجر أيضاً في

ص: 264

فى صواعقه (ص 78) مختصراً.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : وعن محمد بن قيس قال : دخل ناس من اليهود على علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا له : ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمساً وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً ، قال : فقال علي عليه السلام : قد كان صبر وخير ، قد كان صبر وخير ولكنكم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم : يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : عن ابن عباس قال : ما انتفعت بكلام بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا شيء كتب به إليّ علي بن أبي طالب عليه السلام ، فانه كتب : باسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد يا أخي فانك تسر بما يصل اليك مما لم يكن يفوتك ، ويسوؤك ما لم تدركه فما نلت - يا أخي - من الدنيا فلا تكن به فرحاً ، وما فاتك فلا تكن عليه حزناً وليكن عملك لما بعد الموت والسلام ، قال : أخرجه المخلص.

ص: 265

باب : في علم علي (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن عبد اللّه ابن مسعود قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عليه السلام عنده علم الظاهر والباطن.

[حلية الأولياء أيضاً ج 1 ص 67] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : واللّه ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 101) وقال فيه : لسانا طلقا ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال : أخرجه ابن سعد وابن عساكر وقال : طلقا سؤولاً.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 101] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : قال علي عليه السلام : سلوني عن كتاب اللّه فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل ،

ص: 266

(أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 7 ص 337) وقال فيه : سلونى فو اللّه لا تسألونى عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلونى عن كتاب اللّه ، فو اللّه ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار (الخ) ، وذكره ابن حجر في إصابته أيضاً (ج 4 القسم 1 ص 270) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 463).

[تفسير ابن جرير ج 26 ص 116] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : لا تسألونى عن كتاب ناطق ولا سنة ماضية إلا حدثتكم ، فسأله ابن الكوا عن الذاريات فقال : هي الرياح.

[تفسير ابن جرير ج 26 ص 116] روى بسنده عن أبي الصهباء البكرى عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال - وهو على المنبر - لا يسألنى أحد عن آية من كتاب اللّه ألا أخبرته ، فقام ابن الكوا (إلى أن قال) فقال ما الذاريات ذروا؟ قال : الرياح.

[كنز العمال ج 1 ص 228] قال : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب فقال في خطبته : سلوني فو اللّه لا تسألونى عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم ، سلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل نزلت أم في جبل ، فقام اليه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا؟ فقال له : ويلك سل تفقهاً ولا تسأل تعنتا ، (والذاريات ذروا) الرياح (فالحاملات وقراً) السحاب (فالجاريات يسراً) السفن (فالمقسمات أمراً) الملائكة ، فقال : فما السواد الذي في القمر؟ فقال : أعمى يسأل عن عمياء ، قال اللّه تعالى : ( وَجَعَلْنَا اَللَّيْلَ وَاَلنَّهٰارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنٰا آيَةَ اَللَّيْلِ وَجَعَلْنٰا آيَةَ اَلنَّهٰارِ مُبْصِرَةً ) فمحو آية الليل السواد الذي في القمر ، قال : فما كان ذو القرنين أنبياً أم ملكاً؟ فقال : لم يكن واحداً منهما ، كان عبداً للّه أحب اللّه وأحبه

ص: 267

اللّه وناصح اللّه فنصحه اللّه ، بعثه اللّه إلى قوم يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيمن ثم مكث ما شاء اللّه ثم بعثه اللّه إلى قومه يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيسر ولم يكن له قرنان كقرنى الثور ، قال : فما هذه القوس؟ قال : هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهى أمان من الغرق ، قال : فما البيت المعمور؟ قال : بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه إلى يوم القيامة ، قال : فمن الذين بدلوا نعمة اللّه كفراً؟ قال : هم الأفجران من قريش قد كفيتموه يوم بدر قال : فمن ( اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) قال : قد كان أهل حروراء منهم ، قال : أخرجه ابن الأنبارى في المصاحف وابن عبد البر في العلم (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 10 ص 221 وقال أخرجه عبد الرزاق.

[كنز العمال ج 6 ص 393] روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه خصالاً لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس (فساق الحديث وقد تقدم تمامه في باب علي عليه السلام أول من آمن (ج 1 ص 190) إلى أن قال ابن عباس في آخره : ولقد فاز علي عليه السلام بصهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وبسطة في العشيرة ، وبذلاً للماعون ، وعلماً بالتنزيل ، وفقها للتأويل ، ونيلا للأقران.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 158] قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية - وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد ابن العاص جالس عن يمينه - فلما رآه معاوية مقبلاً قال :

ص: 268

يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ، فلما جلس قال له معاوية (وساق الحديث) إلى أن قال فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود البها ، ونور السرى ، في ظلم الدجى وداعياً إلى المحجة العظمى ، عالماً بما في الصحف الأولى ، وقائماً بالتأويل والذكرى ، متعلقاً بأسباب الهدى ، وتاركاً للجور والأذى ، وحائداً عن طرقات الردى ، وخير من آمن واتقى ، وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى ، وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبي المصطفى ، وصاحب القبلتين ، فهل يوازيه موحد؟ وزوج خير النساء ، وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقا ، من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة (الحديث).

[الرياض النضرة ج 2 ص 221] قال : وعن سعيد بن عمر بن سعيد ابن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرنى عن أبي بكر وعلي؟ فان أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم إن الناس صاغية - يعني مائلة - إلى علي عليه السلام ، فقال : أي ابن أخي كان له واللّه ما شاء من ضرس قاطع ، والبسطة في النسب وقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ومصاهرته ، والسابقة في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه والسنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، كان له واللّه ما يشاء من ضرس قاطع ، قال : أخرجه المخلص الذهبي ، (أقول) قال المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ما هذا لفظه : قال الغزالى : قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب اللّه منحصر إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع اللّه عن القلوب الحجاب ، حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء.

ص: 269

[مشكل الآثار للطحاوى ج 2 ص 273] روى بسندين عن عبيد ابن أبي رفاعة الأنصاري قال : تذاكر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عند عمر بن الخطاب العزل (1) فاختلفوا فيه ، فقال عمر : قد اختلفتم وأنتم أهل بدر الأخيار فكيف بالناس بعدكم؟ إذ تناجى رجلان فقال عمر : ما هذه المناجاة؟ قال : إن اليهود تزعم أنها الموؤدة الصغرى ، فقال علي عليه السلام : إنها لا تكون موؤدة حتى تمر بالتارات السبع في ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى آخر الآية ، فتعجب عمر من قوله وقال : جزاك اللّه خيراً ، (أقول) والآية الشريفة هي في سورة المؤمنون وتمامها هكذا ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنٰاهُ نُطْفَةً فِي قَرٰارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا اَلنُّطْفَةَ عَلَقَةً ، فَخَلَقْنَا اَلْعَلَقَةَ مُضْغَةً ، فَخَلَقْنَا اَلْمُضْغَةَ عِظٰاماً ، فَكَسَوْنَا اَلْعِظٰامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنٰاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبٰارَكَ اَللّٰهُ أَحْسَنُ اَلْخٰالِقِينَ ) فالمراد من التارات السبع هو : الطين ، والنطفة ، والعلقة ، والمضغة ، والعظام ، واللحم والخلق الآخر.

ص: 270


1- قال ابن الأثير الجزرى في نهاية غريب الحديث - بمادة عزل - : في الحديث سأله رجل من الأنصار عن العزل ، يعني عزل الماء عن النساء حذر الحمل ، يقال : عزل الشيء يعزله عزلاً إذا نحاه وصرفه ، وقد تكرر في الحديث.

باب : إن علياً (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 499] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجل الزيت فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على م تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللّهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فو اللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 26] روى بسنده عن معقل بن

ص: 271

يسار قال : وضأت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت : نعم فقام متوكئاً عليّ فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن عليّ شيء حتى دخلنا على فاطمة (سلام اللّه عليها) فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : واللّه لقد اشتد حزني وطال سقمي ، قال : أبو عبد الرحمن - وهو عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال : أو ما ترضين إني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 153) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل والطبراني (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 101 وص 114) وقال : رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 520] روى بسنده عن الحارث عن علي عليه السلام قال : خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة عليها السلام - إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : ما لي من شيء إلا درعي أرهنها فزوجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ما لك تكبين يا فاطمة؟ فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 392) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، والدولابى في الذرية الطاهرة.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، فانك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها أما ترضين يا فاطمة أن اللّه أطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، قال : أخرجه الحاكم وتعقب عن أبي هريرة وأخرجه الطبراني والحاكم وتعقب ، والخطيب عن ابن عباس.

ص: 272

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : زوجتك خير أهلي ، أعلمهم علماً وأفضلهم حلما ، وأولهم سلماً ، قاله لفاطمة سلام اللّه عليها ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة (أقول) وذكره في (ص 398) أيضاً.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : عن أبي اسحاق إن علياً عليه السلام لما تزوج فاطمة سلام اللّه عليها قال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابى سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلما ، قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 101).

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب ، قال : أخرجه الديلمي عن سلمان - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 18).

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال ما لفظه : علي بن أبي طالب أعلم الناس باللّه والناس (الحديث) قال : أخرجه أبو نعيم عن علي عليه السلام يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 6 ص 396] قال : عن أبي الزعراء قال : كان علي ابن أبي طالب عليه السلام يقول : إني وأطايب أرومتي وأبرار عترتي أحلم الناس صغاراً ، وأعلم الناس كباراً ، بنا ينفى اللّه الكذب ، وبنا يعقر اللّه أنياب الذئب الكلب ، وبنا يفك اللّه عنوتكم ، وينزع ربق أعناقكم ، وبنا يفتح اللّه ويختم ، قال : أخرجه عبد الغنى بن سعد في إيضاح الإشكال.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 113] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبي وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصىّ موسى؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فان وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضى ديني علي ابن أبي طالب ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وتفريع النبي صلى

ص: 273

اللّه عليه (وآله) وسلم قوله الشريف : فإن وصيي (إلى أن قال) علي بن أبي طالب على تعليل سلمان وصاية يوشع لموسى بأنه كان أعلمهم ، هو دليل واضح على أن علياً عليه السلام كان أعلمهم ، وأنه لذلك صار وصياً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[طبقات ابن سعد ج 6 ص 167] روى بسنده عن جبلة بنت المصفح عن أبيها ، قال : قال لي علي عليه السلام : يا أخا بني عامر سلني عما قال اللّه ورسوله فانا نحن أهل البيت أعلم بما قال اللّه ورسوله ، قال : والحديث طويل.

[أُسد الغابة لإبن الأثير ج 6 ص 22] قال : وروى يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان قال : قلت لعطاء : أكان في أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أعلم من على عليه السلام؟ قال : لا واللّه لا أعلم (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 462) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجه القلعى.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 462] ذكر حديثاً مسنداً عن جبير ، قال : قالت عائشة : من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا : علي عليه السلام قالت : أما إنه لأعلم الناس بالسنة (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 4 ص 343) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن سعيد بن وهب قال : قال عبد اللّه : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) ورواه أيضاً بطريق عن المغيرة قال : ليس أحد منهم أقوى قولاً في الفرائض من علي عليه السلام ، قال : وكان المغيرة صاحب الفرائض (أقول) وذكرهما المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجهما القلعي.

ص: 274

[سنن البيهقي ج 5 ص 59] روى بسنده عن عمرو عن أبي جعفر قال : أبصر عمر بن الخطاب على عبد اللّه بن جعفر ثوبين مضرجين وهو محرم فقال : ما هذه الثياب؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام ما أخال أحداً يعلمنا السنة ، فسكت عمر (أقول) وقول علي عليه السلام ذلك لعمر هو دليل على رضائه بما فعل عبد اللّه بن جعفر وأن ذلك جائز شرعاً ، كما أن سكوت عمر بعد قول علي عليه السلام هو دليل واضح على تسليمه أن علياً عليه السلام هو أعلم الناس بالسنة ولا ينبغى أن يعلمه أحد.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 116] قال : عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب عليه السلام قال : رواه البزار (أقول) (1) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 209) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ذخائر العقبى ص 61] قال : عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي عليه السلام يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويرده عن الردى ، قال : أخرجه الطبراني.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 456] قال : وروى عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد وزيد بن الأرقم أن علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره ، (أقول) وقد تقدم في الباب السابق قول ابن عباس بعد ما سأله معاوية عن علي بن أبي طالب عليه السلام وقد علقت عنده بطون قريش : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود البها ، ونور السرى (إلى أن قال) وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى (الخ).

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 131] قال : وبسنده - يعني بسند

ص: 275


1- وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 8 ص 59 وقال رجاله موثوقون.

الطبرانى - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : والذي نفسي بيده لو لا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بأحد من المسلمين إلا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة (أقول) وهذا الحديث الشريف وإن لم يدل بالمطابقة على كون علي عليه السلام أفضل من غيره ولكن دلالته عليه بالالتزام أوضح من أن يخفى.

ص: 276

باب : إن علياً (عليه السلام) لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 199] قال : حدثنا وكيع عن شريك عن أبي اسحاق عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن على عليهما السلام فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له (أقول) ثم رواه ثانياً باختلاف يسير سنداً ومتناً ، فقال : حدثنا وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن عمرو ابن حبشي قال : خطبنا الحسن بن على عليهما السلام بعد قتل علي عليه السلام فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ، ولا أدركه الآخرون إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله (انتهى) ، ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 65) وقال فيه : لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم (الخ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 412) فقال : عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام حين قُتل علي عليه السلام

ص: 277

فقال : يا أهل العراق لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

ص: 278

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أنا دار الحكمة وعلي (عليه السلام) بابها

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن سويد بن غفلة عن الصنابجى عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار الحكمة وعلى بابها ، قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً (ج 1 ص 64) ثم قال : رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي عليه السلام نحوه ، ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثله (انتهى) ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن وقال : أخرجه الترمذي ، ثم قال في الشرح : وفي رواية أنا مدينة الحكمة (الخ) وقال أيضاً في شرح (علي بابها) ما لفظه : أي علي بن أبي طالب عليه السلام هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة ، فناهيك بهذه المرتبة ما أسناها ، وهذه المنقبة ما أعلاها ، ومن زعم أن المراد بقوله : وعلي بابها أنه مرتفع من العلو وهو الارتفاع فقد تنحل لغرضه الفاسد بما لا يجزيه ، ولا يسمنه ولا يغنيه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 204] روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 279

أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتِ الباب.

[كنز العمال ج 6 ص 401] قال : قال الترمذي وابن جرير معاً : حدثنا اسماعيل بن موسى (إلى أن قال) عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ، قال : أخرجه أبو نعيم في حليته (ثم قال) وقال ابن جرير : هذا خبر عندنا صحيح سنده (إلى أن قال) ابن جرير : وقد وافق علياً عليه السلام في رواية هذا الخبر عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غيره.

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحداهما) ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 64) بسنده عن عبد اللّه قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسئل عن علي عليه السلام فقال : قُسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحدا (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) و (ص 401) وقال في آخره : وعلي أعلم بالواحد منهم ، ثم قال : أخرجه أبو نعيم في حليته والأزدي ، وأبو على الحسين بن على البردعي في معجمه ، وابن النجار ، وابن الجوزي عن ابن مسعود (ثانيهما) ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) قال : وعن جميل بن عبد اللّه بن يزيد المدني قال : ذكر عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قضاء قضى به علي عليه السلام فأعجب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 600) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب.

ص: 280

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أنا مدينة العلم وعلي بابها

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126] روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه بطريق آخر أيضاً في (ص 127) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 348) وبطريق آخر في (ج 7 ص 172) وبطريق ثالث في (ج 11 ص 48) وبطريق رابع في (ج 11 ص 49) ثم قال : قال القاسم سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال : هو صحيح (انتهى) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 6 ص 320) و (ج 7 ص 427) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) والمناوى في فيض القدير (ج 3 ص 46) في المتن وقالا : أخرجه العقيلي وابن عدى والطبراني والحاكم عن ابن عباس ، وابن عدى والحاكم عن جابر ، وزاد المناوي في الشرح فقال : وكذا أبو الشيخ في السنة (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) والمتقي في كنز

ص: 281

العمال (ج 6 ص 156) وقالا : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 377] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي عليه السلام - يقول : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، يمد بها صوته أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب.

[الرياض النضرة ج 2 ص 193] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار العلم وعلي بابها ، قال : أخرجه في المصابيح في الحسان.

[كنز العمال ج 6 ص 401] حكى عن ابن جرير أنه قال : حدثنا محمد بن اسماعيل الضرارى (وساق السند إلى أن قال) عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

[كنز العمال ج 6 ص 156] ولفظه : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال أخرجه أبو نعيم في المعرفة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 43] ولفظه : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال : أخرجه الديلمي.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه ، والحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر والترمذي والحاكم عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال : وفي رواية فمن أراد العلم فليأتِ الباب.

ص: 282

[كنز العمال ج 6 ص 156] ولفظه : علي باب علمى ، ومبين لأمتي ما أُرسلت به من بعدي ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر اليه رأفة ، قال أخرجه الديلمي عن أبي ذر (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) وقال : أخرجه ابن عدي.

ص: 283

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بسنده عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 188) والمتقي في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقالا : أخرجه الديلمي ، وزاد المناوي فقال : عن أنس.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أسكب لي وضوءً ، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، قال أنس : قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي فقام مستبشراً فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعني وأنت

ص: 284

تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ، قال أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

[أقول] وقد تقدم آنفاً في آخر الباب السابق حديث أبي ذر الذي قد ذكره المتقي في كنز العمال وابن حجر في صواعقه : علي باب علمى ومبين لأمتي ما أُرسلت به من بعدي (الخ).

ص: 285

باب : فى بعض ما أخبر به علي (عليه السلام) عما يأتي

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 358] روى بسنده عن عبد اللّه بن طاووس عن أبيه قال : لما كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له علي عليه السلام يوماً : يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعنى فالعنى ولا تبرأ مني ، قال طاووس : فرأيت حجر المدرى وقد أقامه أحمد بن ابراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووكل به ليلعن علياً عليه السلام أو يقتل ، فقال حجر : أما إن الأمير أحمد ابن ابراهيم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه اللّه ، فقال طاووس : فلقد أعمى اللّه قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77) وقال : أخرجه عبد الرزاق ، ثم قال : فهذا من كرامات علي عليه السلام وإخباره بالغيب.

[طبقات ابن سعد ج 5 ص 30] في ترجمة مروان ، قال : قال على ابن أبي طالب عليه السلام له يوماً ونظر اليه ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه.

[الإصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 325] قال : وقال جرير عن

ص: 286

المغيرة : طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم ، فلما رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغى أن أحرم قومى عطاءهم فخرج إلى الحجاج فلما رآه قال له : لقد أحببت أن أجد عليك جميلا فقال له كميل : إنه ما بقي من عمري إلا القليل فافض ما أنت قاضٍ فان الموعد اللّه ، ولقد أخبرني أمير المؤمنين علي عليه السلام أنك قاتلي ، قال : بلى قد كنت فيمن قتل عمر ، اضربوا عنقه فضربوا عنقه.

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج 7 ص 358] في ترجمة علي بن عبد اللّه ابن العباس قال : وقد حكي المبرد وغيره أنه لما ولد جاء به أبوه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما سميته؟ فقال : أو يجوز لي أن أسميه قبلك فقال : قد سميته باسمي وكنيته بكنيتي ، وهو أبو الأملاك.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 241] قال : وعن جندب قال : لما فارقت الخوارج علياً عليه السلام خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن ، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس ، فلما رأيتهم دخلنى من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي فثرت عليه درعى وأخذت بمقود فرسي فقمت أصلى إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي : اللّهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فائذن لي فيه ، وإن كان معصية فأرني براءتك ، قال : فأنا كذلك إذ أقبل علي ابن أبي طالب عليه السلام على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما حاذاني قال : تعوذ باللّه تعوذ باللّه يا جندب من شر الشك ، فجئت أسعى اليه ونزل فقام يصلى إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال : يا أمير المؤمنين قال : ما شأنك؟ قال : لك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك؟ قال : قد قطعوا النهر قال : ما قطعوه (وساق الحديث إلى أن قال) ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد من اللّه ورسوله قلت : اللّه أكبر ، ثم قمت فأمسكت له بالركاب فركب فرسه ثم رجعت إلى درعى فلبستها وإلى قوسى فعلقتها وخرجت أسايره فقال لي : يا جندب قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : أما أنا فابعث اليهم رجلاً يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب اللّه وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى

ص: 287

يرشقوه بالنبل ، يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم (إلى أن قال) فقتلت بكفي هذه - بعد ما دخلني ما كان دخلني - ثمانية قبل أن أصلى الظهر ، وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال ، قال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : عن الأصبغ قال : أتينا مع علي عليه السلام فمررنا بموضع قبر الحسين عليه السلام فقال علي عليه السلام : ها هنا مناخ ركابهم ، وها هنا موضع رحالهم ، وها هنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 115) باختلاف يسير ، وقال : رواه الملا - يعني في سيرته ، (ثم) إنه سيأتى في فضائل الحسين عليه السلام في باب إخبار علي عليه السلام عن قتل الحسين عليه السلام وعن موضع قتله أخبار كثيرة في هذا المعنى ، فانتظر.

ص: 288

بابٌ : في خطبة علي (عليه السلام) الخالية عن الألف

[كنز العمال ج 8 ص 221] قال : قال أبو الفتوح يوسف بن المبارك ابن كامل الخفاف في مشيخته : أنبأنا الشيخ أبو الفتح عبد الوهاب (وساق السند إلى أن قال) عن أبي صالح قال : جلس جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يتذاكرون فتذاكروا أي الحروف أدخل في الكلام فأجمعوا على أن الألف أكثر دخولاً في الكلام من سائرها ، فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فخطب هذه الخطبة على البديهة وأسقط منها الألف وسماها الموقعة ، وقال : حمدت وعظمت من عظمت منته وسبغت نعمته ، وسبقت رحمته غضبه ، وتمت كلمته ، ونفذت مشيته ، وبلغت قضيته ، حمدته حمد عبد مقر بربوبيته ، متخضع لعبوديته ، متنصل لخطيئته معترف بتوحيده مؤمل من ربه ، مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه ويستعينه ويسترشده ويستهديه ، ويؤمن به ويتوكل عليه ، وشهدت له تشهد مخلص موقن ، وبعزته مؤمن ، وفردته تفريد مؤمن متقن ، ووحدت له توحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، ولم يكن له ولي في صنعه ، جل عن شريك ووزير ، وعن عون ومعين ونظير ، عم فسرّ ، وبطن فجبر وملك

ص: 289

فقهر ، وعصى فغفر ، وحكم فعدل ، لم يزل ولن يزول ، ليس كمثله شيء وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء ، رب منفرد بعزته ، متمكن بقوته ، متقدس بعلوه ، متكبر بسموه ، ليس يدركه بصر ، وليس يحيط به نظر ، قوي معين منيع ، عليم سميع ، بصير رؤف ، رحيم عطوف ، عجز عن وصفه من يصفه وضل عن نعته من يعرفه ، قرب فبعد ، وبعد فقرب ، يجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه ، ذو لطف خفي ، وبطش قوي ، ورحمة موسعة ، وعقوبة موجعة ، رحمته جنة عريضة مونقة ، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة ، وشهدت ببعثة محمد عبده ورسوله وصفيه ، ونبيه وحبيبه وخليله ، صلىّ عليه صلاة تحظيه ، وتزدلفه وتعليه ، وتقربه وتدنيه ، بعثه في خير عصر ، وحين فترة وكفر ، رحمة منه لعبيده ، ومنة لمزيده ، ختم به نبوته ، ووضح به حجته فوعظ ونصح ، وبلغ وكدح ، رؤف بكل مؤمن رحيم سخي ، رضي ولي زكي ، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم ، من رب غفور رحيم ، قريب مجيب وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم ، وذكرتكم سنة نبيكم ، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ، وخشية تذري دموعكم ، ونقية تنجيكم قبل يوم يذهلكم ويبلدكم يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، وخف وزن سيئته ، ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع ، وشكر وخشوع ، وتوبة ونزوع ، وندم ورجوع ، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه ، وشبيبته قبل هرمة ، وكبره وسعته قبل فقره ، وفرغته قبل شغله ، وحضره قبل سفره ، قبل يكبر فيهرم ويمرض ويسقم ، ويمله طبيبه ، ويعرض عنه حبيبه ، وينقطع عمره ويتغير عقله ، ثم قيل هو موعوك ، وجسمه منهوك ، ثم جد في نزع شديد ، وحضره كل حبيب قريب وبعيد ، فشخص ببصره وطمح بنظره ، ورشح جبينه وخطف عرنينه ، وسكن حنينه ، وجذبت نفسه ، وبكته عرسه ، وحفر رمسه ، ويُتم منه ولده ، وتفرق عنه صديقه وعدوه ، وقسم جمعه ، وذهب بصره وسمعه ، وكفن ومدد ، ووجّه وجرد ، وغسل وعرّى ، ونشف وسجى ، وبسط وهيء ، ونشر عليه كفنه ، وشد منه ذقنه ، وقمص منه وعمم وودع وعليه سلم ، وحمل فوق سريره ، وصلى عليه بتكبيره ، ونقل

ص: 290

من دور مزخوفة ، وقصور مشيدة ، وحجر منجدة ، فجعل في ضريح ملحود ، ضيق موسود ، بلبن منضود ، مسقف بجلمود ، وهيل عليه عفره ، وحثي مدره فتحقق حذره ، ونسي خبره ، ورجع عنه وليه وصفيه ، ونديمه ونسيبه وتبدل به قرينه وحبيبه ، فهو حشو قبر ، ورهين قفر ، يسعى في جسمه دود قبره ، ويسيل صديده على صدره ونحره ، وتستحق تربته لحمه ، وتنشف دمه ويرم عظمه ، حتى يوم حشره ، فينشر من قبره ، وينفخ في صوره ، ويدعى لحشره ونشوره ، فثم بعثرت قبور ، وحصلت سريرة صدور ، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد ، وقصد للفصل بعبده خبير بصير ، فكم زفرة تغنيه ، وحسرة تفضيه ، في موقف مهيل ، ومشهد جليل ، بين يدى ملك عظيم ، بكل صغيرة وكبيرة عليم ، حينئذٍ يلجمه عرقه ، ويحفز قلقه ، عبرته غير مرحومة وضرعته غير مسموعة ، وحجته غير مقبولة ، تنشر صحيفته ، وتبين جريرته حين نظر في سوء عمله ، وشهدت عينه بنظره ، ويده ببطشه ، ورجله بخطوه وفرجه بلمسه ، وجلده بمسه ، وتهدده منكر ونكير ، فكشف له عن حنث يسير ، فسلسل جيده ، وغلغل يده ، وسيق بسحب وحدّة ، فورد جهنم بكرب وشدة ، فظل يعذب في جحيم ، ويسقى شربة من حميم ، يشوى وجهه ويسلخ جلده ، يضربه ملك بمقمع من حديد ، يعود جلده بعد نضجه كجلد جديد ، فيستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم ، ويستصرخ فلم يجب ، ندم حيث لم ينفعه ندم ، فيلبث حقبة ، نعوذ برب قدير ، من شر كل مصير ، ونسأله عفو من رضي عنه ، ومغفرة من قبل منه ، فهو ولي مسألتي ، ومنجح طلبتي فمن زحزح عن تعذيب ربه ، جعل في جنته بقربه ، وخلد في قصور مشيدة وملك حور عين وحفدة ، وطيف عليه بكؤس ، وسكن حظيرة قدس في فردوس ، وتقلب في نعيم ، وسقى من تسنيم ، وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل ، ختم بمسك وعنبر ، مستديم للملك مستشعر ، للشعور يشرب من خمور ، في روض مغدق ليس ينزف في شربه ، هذه منزلة من خشى ربه ، وحذر نفسه ، وتلك عقوبة من عصى منشيه ، وسولت له نفسه معصيته لهو قول فصل ، وحكم عدل ، خير قصص قص ، ووعظ

ص: 291

نص ، تنزيل من حكيم حميد نزل به روح قدس مبين من عند رب كريم ، عن قلب نبي مهتد رشيد صلت عليه سفرة ، مكرمون بررة ، وعذت برب عليم حكيم ، قدير رحيم من شر عدو لعين رجيم ، يتضرع متضرعكم ، ويبتهل مبتهلكم ، ونستغفر رب كل مربوب لي ولكم (ثم قرأ) بسم اللّه الرحمن الرحيم تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ثم نزل عليه السلام.

[أقول] المراد من الألف الذي قد أسقطه أمير المؤمنين عليه السّلام في هذه الخطبة المباركة هو الحرف المعروف الذي لا يقبل الحركة كما في غزا ورجا ونحوهما لا الهمزة القابلة للحركة كما في جيء وسيء ونحوهما ، وإلا فجملة من كلمات الخطبة مشتملة على الهمزة كما في خطيئته وسيئته ومؤمل ويؤمن ومؤمن وشيء ورؤف ومسألة وكؤس ونحو ذلك ، فلا تغفل.

ص: 292

بابٌ : في دعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) حين بعثه إلى اليمن قاضيا

[صحيح ابن ماجة في باب ذكر القضاء ص 168] روى بسنده عن أبي البختري عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول اللّه تبعثنى وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري بالقضاء ، قال : فضرب بيده في صدري ثم قال : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه ، قال : فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.

[أقول] ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه في كتاب الأقضية في باب كيف القضاء ، والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 135 وج 4 ص 88) ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 11) بطرق سبعة ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 83 وص 88 وص 111 وص 136 وص 149) بطريقين (وص 156) ، وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 16 وص 19) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 10 ص 86) بطريقين ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 381) ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 12 ص 443) ، وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 100) بطريقين (وص 101) بطريق واحد ، وابن الأثير أيضاً فى

ص: 293

أُسد الغابة (ج 4 ص 22) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) وقال : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (وفي ص 392) وقال : أخرجه ابن جرير (وفي ص 394) وقال : أخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل (وفي ص 395) وقال : أخرجه العدنى والمروزى وأبو يعلى والبيهقي والدورقي وسعيد بن منصور وابن جرير ، وصححه (وفي ص 395) ثانياً وقال : أخرجه العدني وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والبيهقي ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) وقال : أخرجه الاسماعيلي والحاكمي.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) ، قال : وأخرج أبو الشيخ عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن ببراءة فقلت : يا رسول اللّه تبعثني وأنا غلام حديث السن وأسأل عن القضاء ولا أدري ما أجيب ، قال : ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها ، قلت : إن كان لابد أنا أذهب ، قال : أنطلق فان اللّه يثبت لسانك ويهدي قلبك ، ثم قال : انطلق فاقرأها على الناس.

ص: 294

بابٌ : في اسلام همذان على يدي علي (عليه السلام)

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 109] قال : عن البراء بن عازب قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام وكنت فيمن سار معهم ، فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء ، فبعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام وأمره أن يرسل خالداً ومن معه إلا من أراد البقاء مع علي عليه السلام فيتركه قال البراء : وكنت فيمن عقب مع علي عليه السلام فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا الفجر فلما فرغ صفنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قرأ عليهم كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأسلمت همذان كلها في يوم واحد ، وكتب بذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما قرأ كتابه خرّ ساجداً وقال : السلام على همذان السلام على همذان ، قال المحب : أخرجه أبو عمر (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 128 وقال أورده الاسماعيلي.

ص: 295

بابٌ : في إن علياً (عليه السلام) أقضى الناس

[صحيح البخاري في كتاب التفسير] في باب قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) ، روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حديثاً قال فيه : قال عمر : وأقضانا على ، الحديث (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدركه (ج 3 ص 305) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 113) بطرق ثلاثة ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 65) ونسبه السيوطي أيضاً في الدر المنثور - في ذيل تفسير قوله تعالى : ( مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا ) في سورة البقرة - إلى النسائي وابن الأنباري في المصاحف ، والبيهقي في الدلائل.

[صحيح ابن ماجة في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه) وآله (وسلم ص 14] روى حديثاً بسندين عن أنس بن مالك قال فيه : إنه قال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - وأقضاهم علي بن أبي طالب.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 135] روى بسنده عن علقمة عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة عليٌ ابن أبى

ص: 296

طالب عليه السلام ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 102) بطريقين وابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461 وص 462) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) وقالا : أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال : أفرض أهل المدينة وأقضاها علي (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 234 وقال رواه البزار.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : علي أقضانا.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 8] روى فيه حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطرق متعددة فيه : وأقضاها علي - أي وأقضى الأمة - وروى حديثاً آخر عن الحسن عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه : علي أقضى أمتي ، وروى حديثاً ثالثاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه : أقضاهم علي بن أبي طالب ، ثم قال ابن عبد البر وروى عن عمر من وجوه : عليٌ أقضانا.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 461] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، قال : قال عمر : علي أقضانا ، وروى أيضاً عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال : قال عمر : علي أقضانا ، (أقول) وذكره (في ص 462) أيضاً (العسقلاني) في فتح الباري ج 9 ص 233 قال اخرج البغوي عن انس رفعه اقضى أمتي علي بن أبي طالب (عليه السلام).

[سنن البيهقي ج 10 ص 269] روى بسنده عن رقبة قال : خرج يزيد بن أبي مسلم من عند الحجاج فقال : لقد قضى الأمير فقال له الشعبي : وما هي؟ فقال : ما كان للرجل فهو للرجل وما كان للنساء فهو للمرأة ، فقال

ص: 297

الشعبى : قضاء رجل من أهل بدر ، قال : ومن هو؟ قال : لا أخبرك ، قال : من هو؟ على عهد اللّه وميثاقه أن لا أخبره ، قال : هو علي بن أبي طالب قال : فدخل على الحجاج فأخبره ، فقال الحجاج : صدق ، ويحك إنا لم ننقم على علي قضاءه ، قد علمنا أن علياً كان أقضاهم.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن معاذ بن جبل قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا على أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش ، أنت أولهم إيماناً باللّه ، وأوفاهم بعهد اللّه ، وأقومهم بأمر اللّه ، وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند اللّه مزية (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) ثم قال : أخرجه الحاكمى.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام - وضرب بين كتفيه - : يا على لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة ، أنت أول المؤمنين باللّه إيماناً ، وأوفاهم بعهد اللّه ، وأقومهم بأمر اللّه وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية يوم القيامة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 165] قال : وعن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتى فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك؟ (وساق الحديث) وقد تقدم تمامه في باب : علي وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 29) ، إلى

ص: 298

أن قال : وزوجتك زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية (الحديث) قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 198] وذخائر العقبى (ص 83) قال فيهما عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه قال : أقضى أمتي علي ، قال : أخرجه في المصابيح في الحسان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 198] قال : وعن عمر بن الخطاب قال : أقضانا علي بن أبي طالب ، قال : أخرجه السلفى.

[مرقاة المفاتيح لعلى بن سلطان ج 5 ص 582] في المتن قال : وروى عن معمر عن قتادة مرسلاً وفيه : وأقضاهم علي عليه السلام.

ص: 299

بابٌ : في شيء من قضاء علي (عليه السلام)

[صحيح النسائي ج 2 ص 108] في باب القرعة في الولد إذا تنازعوا روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلي عليه السلام يومئذٍ باليمن ، فأتاه رجل فقال : شهدت علياً أتى في ثلاثة نفر ادعوا ولد امرأة ، فقال علي عليه السلام لأحدهم : تدعه لهذا فأبى وقال لهذا : تدعه لهذا فأبى ، وقال لهذا : تدعه لهذا فأبى ، قال علي عليه السلام أنتم شركاء متشاكسون وسأقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة فهو له وعليه ثلثا الدية ، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى بدت نواجذه (أقول) ثم رواه بأربعة طرق أخرى ، ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب ذكر القضاء (ص 171) وقال فيه : فسأل اثنين فقال : أتقران لهذا بالولد؟ فقالا : لا ، ثم سأل اثنين فقال : أتقران لهذا بالولد؟ فقالا : لا فجعل كلما سأل اثنين أتقران لهذا بالولد قالا : لا ، فأقرع بينهم (الخ) ، ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه (ج 14 ص 222) بطريقين قال : في أحدهما يختصمون اليه في ولد وقد وقعوا على امرأة في طهر واحد ، ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 135 وفي ص 136)

ص: 300

بطريق آخر وقال فيه : فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أعلم فيها إلا ما قال عليٌ ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد (وفي ج 4 ص 96) بطريق ثالث ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 4 ص 373 وفي ص 374) بطريقين آخرين وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 26) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 10 ص 266 وفي ص 267) بطريق آخر ، والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 320) بطريقين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 181) وقال : أخرجه البيهقي في شعب الأيمان وابن أبي شيبة ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 77] روى بسندين عن حنش عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد ، فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق رجل بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم ، فقاموا أولياء الأول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا ، فأتاهم علي عليه السلام فقال : تريدون أن تقاتلوا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيٌّ ، أنا أقضى بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء وإلا أحجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حق له ، إجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة ، فللأول الربع لأنه هلك من فوقه ، وللثانى ثلث الدية ، وللثالث نصف الدية ، وللرابع الدية كاملة ، فأبوا أن يرضوا ، فأتوا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو عند مقام ابراهيم فقصوا عليه القصة فقال : إني أقضي بكم واحتبي ، فقال رجل من القوم : إن علياً قضى فينا فقصوا عليه القصة فأجازه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، (أقول) ورواه أيضاً في (ج 1 ص 128 وص 152) ، ورواه أبو داود

ص: 301

الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 1 ص 18) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 8 ص 111) والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 3 ص 58) وقال فيه : فللأول ربع الدية لأنه هلك من فوقه ثلاثة ، والذى يليه ثلث الدية لأنه هلك من فوقه اثنان ، وللثالث نصف الدية لأنه هلك من فوقه واحد ، وللرابع الدية كاملة ورواه أيضاً ما بمعناه مختصراً ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 199) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 462] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : جلس رجلان يتغذيان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة ، فلما وضعا الغذاء بين أيديهما مرّ بهما رجل فسلم فقالا : اجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح اليهما ثمانية دراهم وقال : خذا هذا عوضاً مما أكلت لكما ونلته من طعامكم * فتنازعا وقال : صاحب الخمسة الأرغفة : لي خمسة دراهم ولك ثلاث ، فقال صاحب الثلاثة الأرغفة : لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقصا عليه قصتهما فقال عليه السلام لصاحب الثلاثة الأرغفة : قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثة ، فقال : لا واللّه لا رضيت منه إلا بمر الحق ، فقال علي عليه السلام : ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة ، فقال الرجل : سبحان اللّه يا أمير المؤمنين هو يعرض عليّ ثلاثة فلم أرض وأشرت عليّ بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن إنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد ، فقال له علي عليه السلام : عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحا فقلت : لم أرض إلا بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد فقال الرجل : فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله ، فقال علي عليه السلام : أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرين ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل ، فتحملون في أكلكم على السواء ، قال : بلى قال : فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثاً

ص: 302

أكل منها ثمانية ، ويبقى له سبعة وأكل لك واحدة من تسعة ، فلك واحد بواحدك ، وله سبعة بسبعته ، فقال له الرجل : رضيت الآن ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 180) وقال : أخرجه الحافظ جمال الدين المزني في تهذيبه ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 199) وقال : أخرجه القلعي ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 58] روى بسنده عن معاوية ابن قرة عن رجل من الأنصار أن رجلاً أوطأ بعيره أدحى نعام (1) وهو محرم فكسر بيضها فانطلق إلى علي عليه السلام فسأله عن ذلك ، فقال له علي عليه السلام : عليك بكل بيضة جنين ناقة أو ضراب ناقة ، فانطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فذكر ذلك له ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قد قال علي بما سمعت ولكن هلم إلى الرخصة ، عليك بكل بيضة صوم أو إطعام مسكين.

[كنز العمال ج 3 ص 53] قال : عن ابن عباس قال : قال علي عليه السلام في بيض النعام يصيبه المحرم : تحمل الفحل على إبلك فاذا تبين لك لقاحها سميت عدد ما أصبت من البيض فقلت : هذا هدي ، وليس عليك ضمانها ، فما صلح من ذلك صلح ، وما فسد فليس عليك كالبيض منه ما يصلح ومنه ما يفسد فتعجب معاوية من قضاء علي عليه السلام (الحديث) قال : أخرجه مسدد.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان جالساً مع جماعة من أصحابه فجاءه خصمان فقال

ص: 303


1- أدحى : بضم الهمزة ، وتكسر أيضاً ثم الدال المهملة الساكنة بعدها الحاء المهملة ثم الياء المشددة ، موضع النعامة الذي تفرخ فيه.

أحدهما يا رسول اللّه إن لي حماراً وإن لهذا بقرة وإن بقرته قتلت حماري ، فبدأ رجل من الحاضرين فقال : لا ضمان على البهائم ، فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إقض بينهما يا علي ، فقال علي عليه السلام لهما : أكانا مرسلين أم مشدودين أم أحدهما مشدوداً والآخر مرسلاً؟ فقالا : كان الحمار مشدوداً والبقرة مرسلة وصاحبها معها ، فقال عليه السلام : على صاحب البقرة ضمان الحمار فأقر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حكمه وأمضى قضاءه ، (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 71).

[الرياض النضرة ج 2 ص 199] قال : وعن الحارث عن علي عليه السلام إنه جاءه رجل بامرأة فقال : يا أمير المؤمنين دلست عليّ هذه وهى مجنونة قال : فصعّد علي عليه السلام بصره وصوبه وكانت امرأة جميلة ، فقال : ما يقول هذا؟ قالت : واللّه يا أمير المؤمنين ما بى جنون ولكنى إذا كان ذلك الوقت غلبتنى غشية ، فقال علي عليه السلام : خذها ويحك وأحسن اليها فما أنت لها بأهل ، قال : أخرجه السلفى.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 71] قال : نادرة ، وهي : إن رجلاً تزوج بخنثى لها فرج كفرج النساء وفرج كفرج الرجال وأصدقها جارية كانت له ودخل بالخنثى وأصابها فحملت منه وجاءت بولد ، ثم إن الخنثى وطأت الجارية التي أصدقها لها الرجل فحملت منه الجارية بولد فاشتهرت قصتهما ورفع أمرهما إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فسأل عن حال الخنثى فأخبر أنها تحيض وتطأ وتوطأ وتمنى من الجانبين وقد حبلت وأحبلت فصار الناس متحيرى الافهام في جوابها وكيف الطريق إلى حكم قضائها وفصل خطابها ، فاستدعى علي عليه السلام غلامين وأمرهما أن يذهبا إلى هذه الخنثى ويعدا أضلاعها من الجانبين إن كانت متساوية فهي امرأة ، وإن كان الجانب الأيسر أنقص من الجانب الأيمن بضلع واحد فهو رجل ، فذهبا إلى الخنثى كما أمرهما وعدا أضلاعها من الجانبين فوجدا أضلاع الجانب الأيسر أنقص من

ص: 304

أضلاع الجانب الأيمن بضلع ، فجاءا وأخبراه بذلك وشهدا عنده ، فحكم على الخنثى بأنها رجل وفرق بينها وبين زوجها (انتهى) ، ثم شرع الشبلنجي في ذكر دليل ذلك وبين في وجهه خلقة حواء من ضلع آدم فنقص أحد أضلاعه.

ص: 305

بابٌ : في رجوع أبي بكر الى علي عليه السّلام

إن الوقائع التي رجع فيها الخليفة أبو بكر إلى علي عليه السلام في حلها كثيرة ، نذكر لك هاهنا نزراً منها مما ذكره الأعلام في مؤلفاتهم ، منها ما جاء في :

[الرياض النضرة ج 2 ص 224] قال : وعن علي عليه السلام وقد شاوره أبو بكر في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه فقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال : أقول لك إن تركت شيئاً مما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أما إن قلت ذلك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالاً ، أخرجه ابن السمان.

[كنز العمال ج 3 ص 301] قال : عن يحيى بن برهان إن أبا بكر استشار علياً عليه السلام في قتال أهل الردة فقال : إن اللّه جمع الصلاة والزكاة ولا أرضى أن يفرق فعند ذلك قال أبو بكر : لو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه كما قاتلهم عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أخرجه مسدد.

ص: 306

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 99] قال : عن محمد بن المنكدر إن خالد ابن الوليد كتب إلى أبي بكر أنه وجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وأن أبا بكر جمع لذلك ناسا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام أشدهم يومئذٍ قولا فقال : إن هذا ذنب لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة فصنع بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقوه بالنار ، فكتب اليه أبو بكر أن يحرق بالنار ، قال : أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن بشران.

[الرياض النضرة ج 2 ص 195] قال : وعن ابن عمر إن اليهود جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا : صف لنا صاحبك فقال : معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كأصبعي هاتين ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفى خنصره ، ولكن الحديث عنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم شديد وهذا على ابن أبي طالب ، فأتوا علياً عليه السلام فقالوا : يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك فقال : لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالطويل الذاهب طولاً ، ولا بالقصير المتردد ، كان فوق الربعة ، أبيض اللون مشرباً حمرة جعد الشعر ليس بالقطط يضرب شعره إلى أرنبته ، صلت الجبين ، أدعج العينين ، دقيق المسربة ، براق الثنايا ، أقنى الأنف ، كأن عنقه ابريق فضة ، له شعرات من لبته إلى سرته كانهن قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن ، شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كانما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت بمجامع بدنه ، وإذا قام غمر الناس ، وإذا قعد علا الناس وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناس ، وكان أرحم الناس بالناس لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالريم الكريم ، أشجع الناس ، وأبذلهم كفاً وأصبحهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وأدامه اللبن ، ووساده الأدم محشو بليف النخل ، سريره أم غيلان مرمل بالشريط ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغراء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره

ص: 307

يعفور ، وفرسه مرتجز وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد وكان يعقل البعير ، ويعلف الناضح ويرقع الثوب ، ويخصف النعل (قال المحب) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[أقول] وجواب أبي بكر في صدر الحديث لليهود - لما قالوا له : صف لنا صاحبك - غريب جداً فانهم قد سألوه أن يصف لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو في مقام الجواب أخبرهم عن فضائل نفسه من أنه كان مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الغار وصعد معه جبل حراء (الخ) وكأنه في ذلك الوقت لم يحضره جواب غير ذلك وأن يرجعهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام واللّه أعلم.

ص: 308

بابٌ : في رجوع عمر إلى علي (عليه السلام) وقوله المعروف : لولا علي لهلك عمر ونحو ذلك

إن رجوع الخليفة عمر بن الخطاب في الوقائع المشكلة إلى علي عليه السلام لا ينكره أحد وهى كثيرة ، نذكر لك هاهنا بعضها :

[صحيح أبي داود ج 28] باب المجنون يسرق أو يصيب حداً (ص 147) روى بسنده عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : أتى عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناساً فأمر بها عمر أن ترجم فمرّ بها على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما شأن هذه؟ قالوا : مجنونة بني فلان زنت فأمر بها أن ترجم ، قال : فقال : ارجعوا بها ، ثم أتاه فقال : يا عمر أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبى حتى يعقل؟ قال : بلى قال : فما بال هذه ترجم؟ قال : لا شيء ، قال : فأرسلهما قال : فجعل يكبر (أقول) ورواه في الباب بطرق أُخر أيضاً ، قال في بعضها : فجعل عمر يكبر.

[وروى البخاري أيضاً جزء منه في صحيحه] في كتاب المحاربين في باب لا يرجم المجنون والمجنونة ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 140 وص 154) وقال فيه : فأمر عمر برجمها فانتزعها علي عليه السلام

ص: 309

من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال : ما ردكم؟ قالوا : ردنا علي ، قال : ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه ، فأرسل إلى علي عليه السلام فجاء شبه المغضب فقال : ما لك رددت هؤلاء؟ قال : أما سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : رفع القلم (وساق الحديث كما تقدم) باختلاف يسير ورواه الدار قطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 95) وقال : أخرجه عبد الرزاق ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح قال : وأخرج أحمد إن عمر أمر برجم امرأة فمر بها علي عليه السلام فانتزعها (إلى أن قال) قال : فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها ، فقال عمر : لولا عليٌ هلك عمر قال المناوي : واتفق له مع أبي بكر نحوه (انتهى) (ويظهر من العسقلاني) في فتح الباري ج 15 ص 131 ان هذا الحديث قد رواه جمع من أئمة الحديث غير من تقدم اسمائهم وانه مروى بطرق عديدة وبالفاظ مختلفة ففى بعضها أتى عمر بمجنونة قد زنت وهى حبلى وفي بعضها قال عمر لعلى (عليه السلام) صدقت فخلى.

[موطأ الإمام مالك بن أنس] في كتاب الأشربة (ص 186) روى بسنده عن ثور بن زيد الديلي إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : نرى أن يجلد ثمانين فإنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، (أو كما قال) فجلد عمر في الخمر ثمانين ، (أقول) ورواه الشافعي أيضاً في مسنده في كتاب الأشربة (ص 166) ، وروى الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 4 ص 275) حديثاً طويلاً مسنداً عن ثور بن زيد الديلمي عن عكرمة عن ابن عباس قال في آخره فما ذا ترون؟ فقال علي عليه السلام : نرى أنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى ، وعلى المفترى ثمانون جلدة ، فأمر عمر فجلد ثمانين (ثم قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ

ص: 310

وَاَلْمَيْسِرُ ) (الخ) في سورة المائدة ، وقال : أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم ، وصححه عن ابن عباس (انتهى) ، وروى الدارقطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346) حديثاً قال في آخره : قال علي عليه السلام : إنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفترى ثمانون جلدة ، فأمر به عمر فجلد ثمانين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 101) نقلاً عن كتاب ابن وهب وعن ابن جرير بطريقين.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 375] روى بسنده عن وبرة الكلبي قال : أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعلي عليه السلام وعبد الرحمان بن عوف وطلحة والزبير متكىء معه في المسجد فقلت : إن خالد بن الوليد أرسلنى اليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول : إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فقال عمر : هم هؤلاء عندك فسلهم ، فقال علي عليه السلام : نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون ، فقال عمر : أبلغ صاحبك ما قال ، فجلد خالد ثمانين (الحديث) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 88) بطريقين وقال في صدره : إن أبا بكر كان يجلد في الشراب أربعين ، وكان عمر يجلد فيها أربعين ، قال : فبعثني خالد بن الوليد إلى عمر بن الخطاب (وساق الحديث إلى آخره) كما تقدم ، ورواه الدار قطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346)

[فتح البارى] في شرح البخاري ج 15 ص 73 (قال) اخرج الطبراني والطحاوي والبيهقي من طريق اسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمان ان رجلاً من بني كلب يقال له ابن دبرة اخبره ان ابا بكر كان يجلد في الخمر اربعين وكان عمر يجلد فيها اربعين قال فبعثنى خالد بن الوليد الى عمر فقلت ان الناس قد انهمكوا في الخمر واستخفوا العقوبة فقال عمر لمن حوله ما ترون قال ووجدت عنده علياً (عليه السلام) وطلحه والزبير وعبد الرحمن بن

ص: 311

عوف في المسجد فقال على (عليه السلام) نرى ان تجعله ثمانين فإنه اذا شرب سكر واذا سكر هذى واذا هذى افترى فجلد عمر في الخمر ثمانين. (وقال) في ص 74 اخرج عبد الرزاق عن معمر عن ايوب عن عكرمة ان عمر شاور الناس في الخمر فقال له على (عليه السلام) ان السكران اذا سكر هذى (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 400] روى بسنده عن حارثة بن مضرب قال : جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا : إنا قد أصبنا أموالاً خيلاً ورقيقاً نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور ، قال : ما فعله صاحباي قبلي فأفعله فاستشار عمر علياً عليه السلام في جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال علي عليه السلام : هو حسن إن لم يكن جزية يؤخذون بها راتبة (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معاني الآثار في كتاب الزكاة في باب الحيل السائمة وقال فيه : فأخذ من كل عبد عشرة ومن كل فرس عشرة ومن كل هجين ثمانية ومن كل برذون أو بغل خمسة دراهم في السنة.

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 457] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قبّلك ما قبلتك ثم قبّله ، فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : بلى يا عمر إنه يضر وينفع قال : بم؟ قال : بكتاب اللّه تبارك وتعالى ، قال : وأين ذلك من كتاب اللّه؟ قال : قال اللّه عز وجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ ) خلق اللّه آدم ومسح على ظهره فقرّرهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له : إفتح فاك قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال : إشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه

ص: 312

عليه (وآله) وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد ، فهو يا عمر يضر وينفع ، فقال عمر : أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 35) وقال : أخرجه الهندي في فضائل مكة ، وأخرجه أبو الحسن القطان في المطولات والحاكم في المستدرك ، وعبد الرزاق في الجامع (انتهى) ثم إنه زاد على المذكورين في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (الخ) في سورة الأنعام شخصاً واحداً فقال : والبيهقي في شعب الإيمان (انتهى) ، وذكره الفخر الرازي أيضاً مختصراً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى ( وَاَلتِّينِ وَاَلزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهٰذَا اَلْبَلَدِ اَلْأَمِينِ ) وقال في آخره : قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ، وقال المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ما هذا لفظه : وصح عنه - أي عن عمر - من طرق أنه كان يتعوذ من قوم ليس هو - يعني علياً - فيهم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 14] روى بسنده عن سعيد بن المسيب يقول : جمع عمر الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ فقال علي ابن أبي طالب عليه السلام من يوم هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وترك أرض الشرك ففعله عمر ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد (انتهى) ، (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 112 وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 244) مرتين قال : في إحداهما : أخرجه البخاري في تاريخه الصغير والحاكم في مستدركه ، وقال في ثانيتهما : عن ابن المسيب قال : أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال أيضاً : أخرجه البخاري في تاريخه والحاكم في مستدركه.

[سنن البيهقي ج 6 ص 123] روى بسنده عن الحسن يقول : إن عمر

ص: 313

بلغه أن امرأة بغية يدخل عليها الرجال فبعث اليها رسولاً فأتاها الرسول فقال : أجيبي أمير المؤمنين ففزعت فزعاً فوقعت الفزعة في رحمها فتحرك ولدها فخرجت فأخذها المخاض فألقت غلاماً جنيناً ، فأتى عمر بذلك فأرسل إلى المهاجرين فقص عليهم أمرها فقال : ما ترون؟ فقالوا : ما نرى عليك شيئاً يا أمير المؤمنين إنما أنت معلم ومؤدب ، وفي القوم علي عليه السلام وعلي ساكت قال : فما تقول أنت يا أبا الحسن؟ قال : أقول : إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا وأرى عليك الدية (إلى أن قال) قال - يعني عمر - صدقت (الحديث).

[سنن البيهقي ج 7 ص 343] روى بسنده عن أبي الحلال العتكي قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : إنه قال لامرأته : حبلك على غاربك ، فقال له عمر : واف معنا الموسم فأتاه الرجل في المسجد الحرام فقص عليه القصة ، فقال : ترى ذلك الأصلع يطوف بالبيت ، إذهب اليه فسله ثم ارجع فأخبرنى بما رجع اليك ، قال : فذهب اليه فاذا هو علي عليه السلام فقال : من بعثك إلي؟ فقال : أمير المؤمنين قال : إنه قال لامرأته : حبلك على غاربك ، فقال : استقبل البيت واحلف باللّه ما أردت طلاقاً ، فقال الرجل : وأنا أحلف باللّه ما أردت إلا الطلاق فقال : بانت منك امرأتك.

[سنن البيهقي ج 7 ص 442] روى بسنده عن الشعبي قال : أتى عمر ابن الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرق بينهما وقال : لا يجتمعان وعاقبهما قال : فقال علي عليه السلام : ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس ، ولكن يفرق بينهما ثم تستكل ، بقية العدة من الأول ثم تستقبل عدة أخرى وجعل لها على المهر بما استحل من فرجها قال : فحمد اللّه عمر وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ردوا الجهالات إلى السنة.

[أقول] وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 196) وقال : عن مسروق إن عمر أتى بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال : لا يجتمعان أبداً فبلغ علياً عليه السّلام فقال : إن

ص: 314

كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فاذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر وقال : ردوا الجهالات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي عليه السلام ، قال المحب : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[سنن البيهقي ج 7 ص 442] روى بسنده عن أبي الأسود الدئلى : إن عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهمّ برجمها فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال : ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر (إلى أن قال) فسأله فقال : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) ، وقال : (حمله وفصاله ثلاثون شهراً) فستة أشهر حمله وحولان تمام رضاعه لا حدّ عليها (أو قال : لا رجم عليها) قال : فخلى عنها ، (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أبي الأسود ثم قال : وكذلك روى عن الحسن مرسلا (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال فيه : فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر ، قال : أخرجه العقيلى وأخرجه ابن السمان (انتهى) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 96) وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وذكره أيضاً في (ج 3 ص 228) وقال : أخرجه عبد الرزاق عن قتادة ، ثم ذكره (في ص 228) ثانياً وقال : عن قتادة عن أبي حرب بن الأسود الدؤلى عن أبيه قال : رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر فأراد عمر أن يرجمها فجاءت أختها إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت : إن عمر يرجم أختى فأنشدك اللّه إن كنت تعلم أن لها عذراً لما أخبرتنى به فقال علي عليه السلام : إن لها عذراً فكبرت تكبيرة سمعها عمر ومن عنده ، فانطلقت إلى عمر فقالت : إن علياً عليه السلام زعم أن لأختى عذرا. فأرسل عمر إلى علي عليه السلام ما عذرها؟ قال : إن اللّه عز وجل يقول : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ ) وقال : ( حمله وفصاله ثلاثون شهرا ) فالحمل ستة أشهر والفصال أربعة وعشرون ، فخلى عمر سبيلها ، قال : ثم إنها ولدت بعد ذلك لستة أشهر ، قال أيضاً : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر (انتهى) ، وقال ابن عبد البر في استيعابه (ج 2 ص 461) وقال - أي عمر -

ص: 315

في المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر : فأراد عمر رجمها فقال له علي عليه السلام : إن اللّه تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) (الخ) ، وقال له : إن اللّه رفع القلم عن المجنون (الخ) ، فكان عمر يقول : لولا علي لهلك عمر.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً فقال : أفتوني في شيء صنعته اليوم فقالوا : ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال : مرت بى جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم ، قال : فعظم عليه القوم وعلي عليه السلام ساكت ، فقال : ما تقول يابن أبي طالب؟ فقال : جئت حلالاً ويوماً مكان يوم فقال : أنت خيرهم فتوى.

[أقول] وذكره الدارقطني أيضاً في سننه في كتاب الصائم باب القبلة للصائم (ص 238).

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 221] روى بسنده عن أبي إمامة ابن سهل بن حنيف قال : مكث عمر زماناً لا يأكل من المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك حصاصة وأرسل إلى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاستشارهم فقال : قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه؟ فقال عثمان ابن عفان : كل وأطعم ، قال : وقال ذلك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وقال لعلي عليه السلام : ما تقول أنت في ذلك؟ قال : غداءً وعشاءً قال : فأخذ عمر بذلك ؛ (أقول) ورواه أيضاً في الصفحة المتقدمة بسنده عن سعيد ابن المسيب باختلاف في اللفظ فقال : إن عمر استشار أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : واللّه لأطوقنكم من ذلك طوق الحمامة ما يصلح لي من هذا المال؟ فقال علي عليه السلام : غداءً وعشاءً ، قال : صدقت.

[الطبقات أيضاً ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن ، (أقول)

ص: 316

وذكره ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 270) وفي تهذيب التهذيب (ج 7 ص 327) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 241) قال : أخرجه ابن سعد والمروزي في العلم.

[شرح معاني الآثار للطحاوى ج 2 في كتاب القضاء ص 294] روى بسنده عن سماك عن مولى لبني مخزومة قال : وقع رجلان على جارية في طهر واحد فعلقت الجارية فلم يدر من أيهما هو فأتيا عمر يختصمان في الولد فقال عمر : ما أدري كيف أقضى في هذا فأتيا علياً فقال : هو بينكما يرثكما وترثانه وهو للباقي منكما ، قال الطحاوى : وبهذا نأخذ وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد (انتهى) وروى أيضاً في باب القبلة للصائم بسنده عن أبي حيان التيمى عن أبيه قال : سأل عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب عليه السلام عن قبلة الصائم ، فقال علي عليه السلام : يتقي اللّه ولا يعود ، فقال عمر : إن كانت هذه قريبة من هذه.

[شرح معانى الآثار أيضاً ج 2 في كتاب الحدود ص 88] روى بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عليه السلام قال : شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذٍ يزيد بن أبي سفيان وقالوا : هي حلال وتأولوا ( لَيْسَ عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا ) الآية فكتب فيهم إلى عمر فكتب عمر أن أبعث بهم إليَّ قبل أن يفسدوا من قبلك فلما قدموا على عمر استشار فيهم الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين نرى أنهم قد كذبوا على اللّه وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به اللّه فاضرب أعناقهم ، وعلي عليه السلام ساكت فقال : ما تقول يا أبا الحسن فيهم؟ قال : أرى أن تستتيبهم فان تابوا ضربتهم ثمانين ثمانين لشربهم الخمر ، وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم فانهم قد كذبوا على اللّه وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به اللّه فاستتابهم فتابوا فضربهم ثمانين ثمانين (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 15 ص 74 وقال اخرجه ابن أبي شيبه (وذكره) السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير

ص: 317

قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَاَلْمَيْسِرُ ) الخ ، في سورة المائدة وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر ، وقال في آخره فقال - يعني عمر - لعلي عليه السلام : ما ترى؟ قال : أرى أنهم شرعوا في دين اللّه ما لم يأذن اللّه فيه فان زعموا أنها حلال فأقتلهم فقد أحلوا ما حرم اللّه ، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ، فقد افتروا على اللّه الكذب وقد أخبرنا اللّه بحد ما يفترى به بعضنا على بعض قال : فجلدهم ثمانين ثمانين.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وروى عبد الرحمن ابن أذينة العبدى عن أبيه أذينة بن سلمة العبدى قال : أتيت عمر بن الخطاب فسألته من أين أعتمر؟ فقال : إئت علياً فأسأله ، قال ابن عبد البر (إلى آخر الحديث) وفيه قال عمر : ما أجد لك إلا ما قال علي ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 195) وقال : أخرجه أبو عمر وابن السمان في الموافقة.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ اِبْتِغٰاءَ اَلْفِتْنَةِ وَاِبْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ ) ، في سورة آل عمران ، قال : وأخرج نصر في الحجة عن أبي هريرة قال : كنا عند عمر ابن الخطاب إذ جاء رجل يسأله عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق فقام عمر فأخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا؟ قال : وما يقول؟ قال : جاءني يسأل عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق ، فقال علي عليه السلام : هذه كلمة وسيكون لها ثمرة لو وليت من الأمر ما وليت ضربت عنقه.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 229) وقال : وستكون لها عزة بدل قوله ثمرة.

[كنز العمال ج 2 ص 221] قال : عن أنس بن مالك إن أعرابياً جاء بإبل له يبيعها فأتاه عمر يساومه بها فجعل عمر ينخس بعيراً بعيراً يضربه برجله

ص: 318

ليبعث البعير لينظر كيف قواده فجعل الأعرابي يقول : خل إبلى لا أباً لك فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير فقال الأعرابي لعمر : إني لأظنك رجلاً سوءً فلما فرغ منها اشتراها فقال : سقها وخذ أثمانها فقال الأعرابي : حتى أضع عنها أحلاسها وأقتابها فقال عمر : اشتريتها وهى عليها فهى لي كما اشتريتها ، قال الأعرابي : أشهد أنك رجل سوء فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي عليه السلام فقال عمر : ترضى بهذا الرجل بيني وبينك فقال الأعرابي : نعم فقصا على علي عليه السلام قصتهما ، فقال علي عليه السلام : يا عمر إنك إن شرطت عليه أحلاسها وأقتابها فهى لك كما اشترطت وإلا فالرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها ، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها فساقها فدفع اليه عمر الثمن ، قال : أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 53] قال : عن محمد بن الزبير قال : دخلت مسجد دمشق فاذا بشيخ قد التفت ترقوتاه من الكبر فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قلت : فما غزوت؟ قال : اليرموك قلت : حدثني بشيء سمعته قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجاً فأصبنا بيض نعام فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأدبر وقال : أتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة فقال : أثم أبو حسن فقالت : لا ، هو في المقتاة (1) فأدبر وقال : اتبعونى حتى أنتهى اليه فقال : مرحباً يا أمير المؤمنين قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال : ألا أرسلت إليّ؟ قال : أنا أحق باتيانك قال : يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال : فإن

ص: 319


1- المقتاة : المزرعة التي بزرع فيها القت ، وهو نبات معروف.

الإبل تخدج (1) قال علي عليه السلام : والبيض يمرق (2)فلما أدبر قال : اللّهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي ، قال : أخرجه ابن عساكر ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجه ابن البخترى.

[كنز العمال ج 3 ص 179] قال : عن ابن عباس قال : وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغير وتربد وجمع لها أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فعرضها عليهم وقال : أشيروا علي فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمر وقال : اتقوا اللّه وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء فقال : أما واللّه إني لأعرف أبا بجدتها وابن نجدتها ، وأين مفزعها وأين منزعها ، فقالوا : كأنك تعني ابن أبي طالب ، فقال عمر : للّه هو وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا اليه فقالوا : يا أمير المؤمنين أتصير اليه يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة (3)من بني هاشم وشجنة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم (4)فعطفوا نحوه فالفوه في حائط له وهو يقرأ ( أَيَحْسَبُ اَلْإِنْسٰانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) ويرددها ويبكي فقال عمر لشريح : حدّث أبا حسن بالذى حدثتنا به ، فقال شريح : كنت في

ص: 320


1- خدجت الناقة تخدج - بالكسر - فهي خادج والولد خديج بوزن قتيل : إذا ألقته قبل تمام الأيام وإن كان تام الخلق ، وفي الحديث «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج» أي نقصان.
2- مرقت البيضة : فسدت فصارت ماء.
3- يقال : بينى وبينه شجنة - بكسر الشين المعجمة - أي قرابة مشتبكة. وفي الحديث «الرحم شجنة من اللّه تعالى» أي الرحم مشتقة من الرحمن. والمعنى إنها قرابة من اللّه تعالى مشتبكة كأشتباك العروق.(مختار الصحاح).
4- الحكم : بفتحتين الحاكم : وفي المثل المشهور (في بيته يؤتى الحكم) قاله الميداني.

مجلس الحكم فأتى هذا الرجل فذكر أن رجلاً أودعه امرأتين حرة مهيرة وأم ولد فقال له : أنفق عليهما حتى أقدم ، فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعاً إحداهما إبناً والأخرى بنتاً وكلتاهما تدعى الإبن وتنفي البنت من أجل الميراث فقال له : بم قضيت بينهما؟ فقال شريح : لو كان عندي ما أقضي به بينهما لم آتكم بهما ، فأخذ علي عليه السلام نبتة من الأرض فرفعها فقال : إن القضاء في هذا أيسر من هذه ثم دعا بقدح فقال لإحدى المرأتين : أحلبي فحلبت فوزنه ثم قال للأخرى : أحلبي فحلبت فوزنه فوجده على النصف من لبن الأولى فقال لها : خذي أنت ابنتك ، وقال للأخرى : خذى أنت ابنك ، ثم قال لشريح : أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام ، وأن ميراثها نصف ميراثه ، وأن عقلها نصف عقله ، وأن شهادتها نصف شهادته ، وأن ديتها نصف ديته ، وهي على النصف في كل شيء ، فأعجب به عمر إعجاباً شديداً ثم قال : أبا حسن لا أبقاني اللّه لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه (قال) أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 179] قال : عن سعيد بن جبير قال : أتي عمر بن الخطاب بامرأة وقد ولدت ولداً له خلقتان بدنان وبطنان وأربع أيد ورأسان وفرجان ، هذا في النصف الأعلى ، وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس ، فطلبت المرأة ميراثهما من زوجها وهو أبو ذلك الخلق العجيب ، فدعا عمر بأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فشاورهم فلم يجيبوا فيه بشيء ، فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فقال علي عليه السلام : إن هذا أمر يكون له نبأ فأحبسها وأحبس ولدها وأقبض ما لهم وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ، ففعل عمر ذلك ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب الميراث فحكم له علي عليه السلام بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ويتولى منه ما تتولى الأمهات مما لا يحل لأحد سوى الخادم ، ثم إن أحد البدنين طلب النكاح فبعث عمر إلى علي عليه السلام فقال له : يا أبا الحسن ما تجد في أمر هذين ، إن اشتهى أحدهما شهوة خالفه الآخر

ص: 321

وإن طلب الآخر حالة طلب الذي يليه ضدها ، حتى أنه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع ، فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر إن اللّه أحلم وأكرم من أن يري عبداً أخاه وهو يجامع أهله ولكن عللوه ثلاثاً فان اللّه سيقضي قضاء فيه ما طلب هذا إلا عند الموت ، فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات ، فجمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فشاورهم فيه ، قال بعضهم : إقطعه حتى يبين الحي من الميت وتكفنه وتدفنه. فقال عمر : إن هذا الذي أشرتم لعجيب أنقتل حياً لحال ميت وضج الجسد الحي فقال : اللّه حسبكم تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه وأقرأ القرآن فبعث إلى علي عليه السلام فقال : يا أبا الحسن احكم بين هذين الخلقين ، فقال علي عليه السلام : الأمر فيه أوضح من ذلك وأسهل وأيسر ، الحكم أن تغسلوه وتكفنوه وتدعوه مع ابن أمه يحمله الخادم إذا مشى فيعاون عليه أخاه فاذا كان بعد ثلاث جف فأقطعوه جافاً ويكون مرضعه حياً لا يألم فإنى أعلم أن اللّه لا يبقي الحي بعده أكثر من ثلاث يتأذى برائحة نتنه وجيفته ، ففعلوا ذلك فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات ، فقال عمر : يابن أبي طالب فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم (قال) أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب وقال أيضاً : رجاله ثقات.

[كنز العمال أيضاً ج 4 ص 223] قال : عن القاسم بن أبي إمامة قال : صلى عمر بالناس وهو جنب فأعاد ولم يعد الناس فقال له علي عليه السلام : قد كان ينبغي لمن صلى معك أن يعيدوا ، فرجعوا إلى قول علي عليه السلام قال القاسم : وقال ابن مسعود مثل قول علي عليه السلام ، قال : أخرجه عبد الرزاق والبيهقي.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 406] قال : عن ابن عمر قال : قال عمر بن الخطاب لعلى بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا ، ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم؟ قال علي عليه السلام : وما هن؟ قال : الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيراً ، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه

ص: 322

شراً ، قال علي عليه السلام : نعم ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتف حسام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، قال : واحدة ، والرجل يتحدث بالحديث نسيه وذكره ، قال علي عليه السلام : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت ، قال عمر : اثنتان ، والرجل يرى الرؤيا فمنها ما تصدق ، ومنها ما تكذب ، قال : نعم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوماً إلا يعرج بروحه في العرش فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والتى تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب ، فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن فالحمد للّه الذي أصبتهن قبل الموت (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط والديلمي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 170] قال : وعن عمر وقد نازعه رجل في مسألة فقال : بينى وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام - فقال الرجل : هذا الأبطن ، فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال : أتدرى من صغرت؟ مولاي ومولى كل مسلم ، قال : خرجه ابن السمان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 195] قال : وعن زيد بن على عن أبيه عن جده قال : أتي عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فتلقاها علي عليه السلام فقال : ما بال هذه؟ فقالوا : أمر عمر برجمها فردها علي عليه السلام وقال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلك انتهرتها أو أخفتها ، قال : قد كان ذلك قال : أو ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لاحد على معترف بعد بلاء؟ إنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له فخلى سبيلها ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة

ص: 323

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 196] قال : وعن عبد الرحمن السلمي قال : أتى عمر بامرأة أجهدها العطش فمرت على راعٍ فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت ، فشاور الناس في رجمها فقال له علي عليه السلام : هذه مضطرة إلى ذلك فخل سبيلها ففعل ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن حنش بن المعتمر إن رجلين أتيا امرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا : لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى نجتمع ، فلبثا حولاً ثم جاء أحدهما اليها وقال : إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير فأبت فثقل عليها باهلها فلم يزالوا بها حتى دفعتها اليه ، ثم لبثت حولاً آخر فجاء الآخر فقال : أدفعي إليَّ الدنانير فقالت : إن صاحبك جاءنى وزعم أنك قد مت فدفعتها اليه ، فاختصما إلى عمر فأراد أن يقضي عليها (وروى) أنه قال لها : ما أراك إلا ضامنة ، فقالت : أنشدك اللّه أن تقضى بيننا وارفعنا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها إلى على (عليه السلام) وعرف أنهما قد مكرا بها فقال : أليس قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟ قال : بلى ، قال : فان مالك عندنا إذهب فجىء بصاحبك حتى ندفعها اليكما (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن موسى بن طلحة إن عمر اجتمع عنده مال فقسمه ففضلت منه فضلة فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا : نرى أن تمسكه فان احتجت إلى شيء كان عندك ، وعلي عليه السلام في القوم لا يتكلم فقال عمر : مالك لا تتكلم يا علىّ؟ قال : قد أشار عليك القوم قال : وأنت فأشر قال : فانى أرى أن تقسمه ففعل (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن أبي سعيد الخدري

ص: 324

سمع عمر يقول لعلي عليه السلام - وقد سأله عن شيء فأجابه - أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح وقال : أخرجه الدار قطني (ثم قال) وفي رواية : لا أبقاني اللّه بعدك يا عليٌ (انتهى) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 107) وقال أيضاً : أخرجه الدار قطني.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن يحيى بن عقيل قال : كان عمر يقول لعلي عليه السلام - إذا سأله ففرج عنه - لا أبقاني اللّه بعدك يا علي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 171] قال : وروي أن رجلاً إني به إلى عمر بن الخطاب وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس - وقد سألوه كيف أصبحت - قال : أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصدق اليهود والنصارى ، وأؤمن بما لم أره ، وأقر بما لم يخلق ، فأرسل عمر إلى علي عليه السلام فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل فقال : صدق يحب الفتنة قال اللّه تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) ويكره الحق يعني الموت ، قال اللّه تعالى : ( وَجٰاءَتْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) ويصدق اليهود والنصارى ، قال اللّه تعالى : ( وَقٰالَتِ اَلْيَهُودُ لَيْسَتِ اَلنَّصٰارىٰ عَلىٰ شَيْءٍ وَقٰالَتِ اَلنَّصٰارىٰ لَيْسَتِ اَلْيَهُودُ عَلىٰ شَيْءٍ ) ويؤمن بما لم يره ، يؤمن باللّه عز وجل ويقر بما لم يخلق ، يعني الساعة فقال عمر : أعوذ باللّه من معضلة لا علي بها «فتح الباري» في شرح البخاري ج 17 ص 105 (قال) وفي كتاب النوادر للحميدى والطبقات لمحمد بن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها ابو الحسن يعني علي بن ابي طالب (عليه السلام).

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 566] في تفسير قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى اَلْفِتْيَةُ إِلَى اَلْكَهْفِ فَقٰالُوا رَبَّنٰا آتِنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ) قال : وأما قصتهم

ص: 325

فيقال : لما ولي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخلافة أتاه قوم من أحبار اليهود فقالوا له : يا عمر أنت ولىّ الأمر بعد محمد وصاحبه وإنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا بها علمنا أن الإسلام حق وأن محمداً كان نبياً ، وإن لم تخبرنا بها علمنا أن الإسلام باطل ، وأن محمداً لم يكن نبياً ، فقال عمر : سلوا عما بدا لكم ، قالوا : أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي ، وأخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هى؟ وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ما هو؟ وأخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولا هو من الإنس؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على وجه الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ وأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه؟ وما يقول الديك في صراخه؟ وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الحمار في نهيقه؟ وما يقول القبر في صفيره؟ قال : فنكس عمر رأسه في الأرض ثم قال : لا عيب بعمر إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وأن يَسأل عما لا يعلم ، فوثب اليهود وقالوا : نشهد أن محمداً لم يكن نبياً وأن الإسلام باطل ، فوثب سلمان الفارسى وقال لليهود : قفوا قليلاً ثم توجه نحو علي عليه السلام حتى دخل عليه فقال : يا أبا الحسن أغث الإسلام ، فقال : وما ذاك؟ فأخبره الخبر ، فأقبل يرفل في بردة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلما نظر اليه عمر وثب قائما فاعتنقه وقال : يا أبا الحسن أنت لكل معضلة وشدة تدعى ، فدعا علي عليه السلام اليهود فقال : سلوا عما بدا لكم فإن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علمني ألف باب من العلم فتشعب لي من كل باب الف باب ، فسألوه عنها فقال علي عليه السلام : إن لي عليكم شريطة إذا أخبرتكم كما في توراتكم دخلتم في ديننا وآمنتم ، فقالوا : نعم ، فقال : سلوا عن خصلة خصلة ، (قالوا) أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟ قال : أقفال السماوات الشرك باللّه لأن العبد والأمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل ، (قالوا) فأخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هي؟ قال : شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله ، قال : فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويقول : صدق الفتى ، (قالوا) فأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ، فقال : ذلك الحوت الذي التقم يونس بن متى فسار به

ص: 326

في البحار السبعة ، (فقالوا) أخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولا من الإنس ، قال : هي نملة سليمان بن داود ( قٰالَتْ يٰا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لاٰ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمٰانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ ) ، (قالوا) فأخبرنا عن خمسة مشوا على الأرض ، ولم يخلقوا في الأرحام؟ قال : ذلكم آدم وحواء وناقة صالح وكبش ابراهيم وعصا موسى (قالوا) فأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه؟ قال : يقول : الرحمن على العرش استوى ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الديك في صراخه؟ قال : يقول : اذكروا اللّه يا غافلين ، (قالوا) أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله؟ قال : يقول - إذا مشى المؤمنون إلى الكافرين - اللّهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين (قالوا) فأخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه؟ قال : يقول : لعن اللّه العشار وينهق في أعين الشياطين ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه؟ قال : يقول : سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول القبر في صفيره؟ قال : يقول : اللّهم العن مبغضي محمد وآل محمد ، وكان اليهود ثلاثة نفر قال اثنان منهم : نشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ووثب الحبر الثالث فقال : يا علي لقد وقع في قلوب أصحابى ما وقع من الإيمان والتصديق وقد بقى خصلة واحدة أسألك عنها ، فقال : سل عما بدا لك ، فقال : أخبرنى عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم اللّه فما كان قصتهم؟ قال علي عليه السلام : يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف وقد أنزل اللّه على نبينا قرآناً فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليك قصتهم ، فقال اليهودي : ما أكثر ما قد سمعنا من قرآنكم ، إن كنت عالماً فأخبرنى بأسمائهم وأسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من أولها إلى آخرها فاحتبى علي عليه السلام ببردة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ثم قال) يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه كان بأرض رومية مدينة يقال لها : افسوس ويقال هي طرسوس وكان اسمها في الجاهلية أفسوس ، فلما جاء الإسلام سموها طرسوس ، قال : وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم وانتشر

ص: 327

أمرهم فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له دقيانوس ، وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكره حتى دخل أفسوس فاتخذها دار ملكه وبني فيها قصراً فوثب اليهودي وقال : إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر ومجالسه فقال : يا أخا اليهود ابتني فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ في عرض فرسخ ، واتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب وألف قنديل من الذهب ، لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة ، واتخذ لشرقى المجلس مائة وثمانين كوة ولغربيه كذلك ، وكانت الشمس من حين تطلع إلى حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت ، واتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانون ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر ، ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته ، واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته ، ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت عالماً فأخبرني مم كان تاجه؟ فقال : يا أخا اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضىء كما يضىء المصباح في الليلة الظلماء ، واتخذ خمسين غلاماً من أبناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر ، وسرولهم بسراويل القز الأخضر وتوجهم ودملجهم وخلخلهم ، وأعطاهم عمد الذهب ، وأقامهم على رأسه واصطنع ستة غلمة من أولاد العلماء وجعلهم وزراء فما يقطع أمراً دونهم وأقام منهم ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت صادقاً فأخبرنى ما كانت أسماء الستة؟ فقال علي عليه السلام : حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن الذين كانوا عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومحسلمينا ، وأما الذين كانوا عن يساره فمر طليوس وكشطوس وسادنيوس ، وكان يستشيرهم في جميع أموره ، وكان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك وفي يد الثاني جام من فضة مملوء من ماء الورد ، وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع

ص: 328

في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثالث فيطير فيقع

على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد ، فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع ولا حمى ولا لعاب ولا بصاق ولا مخاط ، فلما رأى ذلك من نفسه عتا وطغى وتجبر واستعصى ، وأدعى الربوبية من دون اللّه تعالى ودعا اليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه وحباه وكساه وخلع عليه ومن لم يجبه ويتابعه قتله ، فأجابوه بأجمعهم ، فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون اللّه تعالى ، فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتاله ، فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه وسقط هو عن سريره فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك - وكان عاقلاً يقال له تمليخا - فتفكر وتذكر في نفسه وقال : لو كان دقيانوس هذا إلهاً كما يزعم لما حزن ولما كان ينام ولما كان يبول ويتغوط ، وليست هذه الأفعال من صفات الإله ، وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم وكان ذلك اليوم نوبة تمليخا فاجتمعوا عنده فأكلوا وشربوا ولم يأكل تمليخا ولم يشرب فقالوا : يا تمليخا ما لك لا تأكل ولا تشرب؟ فقال : يا إخوتى وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام ، فقالوا : وما هو يا تمليخا؟ فقال : أطلت فكري في هذه السماء فقلت : من رفعها سقفاً محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ ومن أجرى فيها شمسها وقمرها؟ ومن زيّنها بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الأرض من سطحها على ظهر اليم الزاخر ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسى لئلا تميد؟ ثم أطلت فكرى في نفسي فقلت : من أخرجنى جنينا من بطن أمى؟ ومن غذانى وربانى؟ إن لهذا صانعاً ومدبراً سوى دقيانوس الملك ، فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا : يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك فأشر علينا ، فقال : يا إخوتى ما أجد لي ولكم حيلة إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض فقالوا : الرأى ما رأيت ، فوثب تمليخا فابتاع تمراً بثلاثة دراهم وصرها في ردائه وركبوا خيولهم وخرجوا ، فلما ساروا قدر ثلاثة

ص: 329

أميال من المدينة قال لهم تمليخا : يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا وزال عنا أمره فانزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل اللّه يجعل لكم من أمركم فرجاً ومخرجاً فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ حتى صارت أرجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشى على أقدامهم ، فاستقبلهم رجل راع فقالوا : أيها الراعي أعندك شربة ماء أو لبن؟ فقال : عندي ما تحبون ولكني أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هراباً فأخبروني بقصتكم ، فقالوا : يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب أفينجينا الصدق؟ قال : نعم فأخبروه بقصتهم فانكب على أرجلهم يقبلها ويقول : قد وقع في قلبى ما وقع في قلوبكم فقفوا لي هاهنا حتى أرد الأغنام إلى أربابها وأعود اليكم فوقفوا له فردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له ، فوثب اليهودي قائماً فقال : يا علي إن كنت عالماً فاخبرني ما كان لون الكلب واسمه؟ فقال : يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن الكلب كان أبلق بسواد وكان اسمه قطمير قال : فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض : إنا نخاف أن يفضحنا الكلب بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر اليهم الكلب وقد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذاق : يا قوم لم تطردوننى وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى اللّه سبحانه وتعالى ، فتركوه ومضوا ، فصعد بهم الراعى جبلا وانحط بهم على كهف ، فوثب اليهودي وقال : يا علي ما اسم ذلك الجبل وما اسم الكهف؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أخا اليهود اسم الجبل ناجوس واسم الكهف الوصيد ، وقيل : خيرم ، قال : وإذا بفناء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة ، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل فأووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه وأمر اللّه ملك الموت بقبض أرواحهم ، ووكل اللّه تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين ، قال : وأوحى اللّه تعالى إلى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ، فلما رجع الملك دقيانوس من عيده سأل

ص: 330

عن الفتية فقيل له : إنهم اتخذوا إلهاً غيرك وخرجوا هاربين منك ، فركب في ثمانين الف فارس وجعلوا يقفون آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف فنظر اليهم مضطجعين فظن أنهم نيام ، فقال لأصحابه : لو أردت أن أعاقبهم بشيء ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فأتوني بالبنائين فأتى بهم فردموا عليهم باب الكهف بالجص والحجارة ، ثم قال لأصحابه : قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع ، فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين ، فنفخ اللّه فيهم الروح وهبوا عن رقدتهم لما بزغت الشمس ، فقال بعضهم لبعض : لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة اللّه تعالى قوموا بنا إلى العين ، فإذا بالعين قد غارت والأشجار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : إنا من أمرنا هذا لفي عجب ، مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ، ومثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة ، فألقى اللّه عليهم الجوع ، فقالوا : أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا بطعام منها ، ولينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير ، وذلك قوله تعالى : ( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هٰذِهِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهٰا أَزْكىٰ طَعٰاماً ) أي أحل وأجود وأطيب فقال لهم تمليخا : يا إخوتى لا يأتكم أحد بالطعام غيري ولكن أيها الراعي إدفع إليّ ثيابك وخذ ثيابي فلبس ثياب الراعى ومر وكان يمر بمواضع لا يعرفها وطريق ينكرها حتى أتى باب المدينة فاذا عليه علم أخضر مكتوب عليه لا إله إلا اللّه عيسى روح اللّه ، فطفق الفتى ينظر اليه ويمسح عينيه ويقول : أراني نائماً فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرأون الإنجيل ، واستقبله أقوام لا يعرفهم حتى انتهى إلى السوق فاذا هو بخباز فقال له : يا خباز ما اسم مدينتك هذه؟ قال : أفسوس ، قال : وما اسم ملككم؟ قال : عبد الرحمن قال تمليخا : إن كنت صادقاً فان أمرى عجيب إدفع لي بهذه الدراهم طعاماً - وكانت دراهم ذلك الزمان الأول ثقالاً كباراً - فتعجب الخباز من تلك الدراهم ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت عالماً فاخبرني كم كان وزن الدرهم منها؟ فقال : يا أخا اليهود أخبرني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن وزن كل درهم منها عشرة دراهم

ص: 331

وثلثا درهم ، فقال له الخباز : يا هذا قد أصبت كنزاً فأعطني بعضه وإلا ذهبت بك إلى الملك ، فقال تمليخا : ما أصبت كنزاً وإنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك فغضب الخباز وقال : ألا ترضى أن أصبت كنزاً أن تعطبني بعضه حتى تذكر رجلاً جباراً كان يدعى الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بى وأمسكه واجتمع الناس ثم أنهم أتوا به إلى الملك - وكان عاقلاً عادلاً - فقال لهم : ما قصة هذا الفتى؟ قالوا : أصاب كنزاً ، فقال له الملك : لا تخف فان نبينا عيسى عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامض سالما ، فقال : أيها الملك تثبت في أمرى ما أصبت كنزا وإنما أنا من أهل هذه المدينة فقال له : أنت من أهلها؟ قال : نعم ، قال : أفتعرف فيها أحداً؟ قال : نعم ، قال : فسم لنا فسمى له نحواً من ألف رجل فلم يعرفوا منه رجلاً واحداً ، قالوا : يا هذا ما نعرف هذه الأسماء وليست هي من أسماء أهل زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دار؟ فقال : نعم أيها الملك فابعث معي أحداً فبعث معه الملك جماعة حتى أتى بهم داراً أرفع دار في المدينة وقال : هذه داري ، ثم قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخى حاجباه من الكبر على عينيه وهو فزع مرعوب مذعور ، فقال : أيها الناس ما بالكم؟ فقال له رسول الملك : إن هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا وتبينه وقال له : ما اسمك؟ قال : تمليخا بن فلسطين ، فقال له الشيخ : أعد عليّ فأعاد عليه فانكب الشيخ على يديه ورجليه وقال : هذا جدي ورب الكعبة وهو أحد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الملك الجبار إلى جبار السماوات والأرض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم وأنهم سيحيون ، فأنهى ذلك إلى الملك فركب الملك وأتى اليهم وحضرهم ، فلما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له : تمليخا ما فُعل بأصحابك؟ فأخبرهم أنهم في الكهف ، وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني ، فركبا في أصحابهما وأخذا تمليخا فلما صاروا قريباً من الكهف ، قال لهم تمليخا : يا قوم

ص: 332

إنى أخاف أن إخوتي يحسون بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون أن دقيانوس غشيهم فيموتون جميعاً فقفوا قليلاً حتى أدخل عليهم فأخبرهم فوقف الناس ودخل تمليخا فوثب اليه الفتية واعتنقوه وقالوا : الحمد للّه الذي نجاك من دقيانوس ، فقال : دعوني منكم ومن دقيانوس كم لبثتم؟ (قالوا : لبثنا يوماً أو بعض يوم) قال : بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين وقد مات دقيانوس وأنقرض قرن بعد قرن وآمن أهل المدينة باللّه العظيم وقد جاؤكم ، فقالوا له : يا تمليخا تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين ، قال : فماذا تريدون؟ قالوا : إرفع يديك ونرفع أيدينا ، فرفعوا أيديهم وقالوا : اللّهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا أحد فأمر اللّه ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس اللّه باب الكهف وأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدون له باباً ولا منفذاً ولا مسلكاً فأيقنا حينئذ بلطيف صنع اللّه الكريم وأن أحوالهم كانت عبرة أراهم اللّه إياها ، فقال المسلم : على دينى ماتوا أنا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال النصرانى : بل ماتوا على ديني فأنا أبني على باب الكهف ديراً ، فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصرانى فبني على باب الكهف مسجداً فذلك قوله تعالى : ( قٰالَ اَلَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) وذلك يا يهودي ما كان من قصتهم (ثم قال علي عليه السلام) لليهودي : سألتك باللّه يا يهودي أوافق هذا ما في توراتكم؟ فقال اليهودي : ما زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً يا أبا الحسن ، لا تسمني يهوديا فأشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأنك أعلم هذه الأمة.

(أقول) والظاهر أن رجوع تمليخا إلى المدينة بعد ما لبثوا في كهفهم ثلاثمائة وتسع سنين كان بعد ظهور عيسى وقبل الإسلام ، فقوله في الحديث الشريف : وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني أو فقال المسلم : على ديني ماتوا أنا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال النصراني :

ص: 333

بل ماتوا على ديني (إلى أن قال) فغلب المسلم النصراني مما لا يخلو عن إجمال ولعل المراد من المسلم هنا من كان على دين ابراهيم ، قال اللّه تعالى : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ هُوَ سَمّٰاكُمُ اَلْمُسْلِمِينَ ) ، واللّه العالم.

ص: 334

بابٌ : في رجوع عثمان الى علي (عليه السلام)

لا يخفى على المطلعين على الوقائع التاريخية أن الخليفة عثمان بن عفان رجع إلى علي عليه السلام في كثير منها ، وأنا ذاكر لك فيما يأتي جملة منها :

[موطأ الإمام مالك بن أنس في طلاق المريض ص 36] روى بسنده عن محمد بن يحيى بن حبان قال : كانت عند جدي حبان امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الأنصارية وهي ترضع ، فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحض فقالت : أنا أرثه لم أحض فاختصمتا إلى عثمان بن عفان فقضى لها بالميراث فلامت الهاشمية عثمان فقال : هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام -

[أقول] ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 419) ، والشافعي أيضاً في مسنده في كتاب العدد (ص 171) ، وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 8 القسم 1 ص 204) ، وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 764) والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 197) وقال فيه : فارتفعوا إلى عثمان فقال : هذا ليس لي به علم فارتفعوا إلى علي عليه

ص: 335

السلام فقال علي عليه السلام : تحلفين عند منبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنك لم تحيضي ثلاث حيضات ولك الميراث فحلفت فأشركت في الإرث ، قال : أخرجه ابن حرب الطائي.

[موطأ الإمام مالك بن أنس في كتاب الحدود ص 176] قال : إن عثمان بن عفان أتي بامرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : ليس ذلك عليها إن اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ لِمَنْ أَرٰادَ أَنْ يُتِمَّ اَلرَّضٰاعَةَ ) فالحمل يكون ستة أشهر فلا رجم عليها ، فبعث عثمان في أثرها فوجدها قد رجمت ، (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 442) عن مالك.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا اَلْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ إِحْسٰاناً ) في سورة الأحقاف ، قال : وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد اللّه الجهني قال : تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فأمر برجمها ، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فأتاه فقال : ما تصنع؟ قال : ولدت تماماً لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال علي عليه السلام : أما سمعت اللّه يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ ) فكم تجده بقي إلا ستة أشهر ، فقال عثمان : واللّه ما فطنت لهذا عليّ بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها ، وكان من قولها لأختها : يا أخية لا تحزني فو اللّه ما كشف فرجى أحد قط غيره ، قال : فشب الغلام بعد فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به.

[تفسير ابن جرير ج 25 ص 61] روى بسنده عن بعجة بن زيد الجهني إن امرأة منهم دخلت على زوجها وهو رجل منهم أيضاً فولدت له في ستة أشهر فذكر ذلك لعثمان بن عفان فأمر بها أن ترجم فدخل عليه علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : إن اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ

ص: 336

ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَفِصٰالُهُ فِي عٰامَيْنِ ) قال : فو اللّه ما عَبَدَ عثمان أن بعث اليها ترد ، قال : قال يونس : قال ابن وهب : عَبَدَ استنكف ، (أقول) فيكون المعنى هكذا : فو اللّه ما استنكف عثمان أن بعث إلى المرأة التي أمر برجمها ترد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 100] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الحارث بن نوفل الهاشمي قال : كان أبي الحارث على أمر من أمر مكة في زمن عثمان فأقبل عثمان إلى مكة فقال عبد اللّه بن الحارث : فأستقبلت عثمان بالنُزل بقديد فاصطاد أهل الماء حجلاً فطبخناه بماء وملح فجعلناه عُراقاً للثريد فقدّمناه إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا ، فقال عثمان : صيد لم أصطده ولم نأمر بصيده ، إصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس ، فقال عثمان : من يقول في هذا؟ فقالوا : على (عليه السلام) فبعث إلى على (عليه السلام) فجاء ، قال عبد اللّه بن الحارث : فكأني أنظر إلى على (عليه السلام) حين جاء وهو يحت الخبط عن كفيه ، فقال له عثمان : صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس ، قال : فغضب على (عليه السلام) وقال : أنشد اللّه رجلاً شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنا قومٌ حرُمٌ فاطعموه أهل الحل ، قال : فشهد إثنا عشر رجلاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال على (عليه السلام) : أشهد اللّه رجلاً شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين أتى بيض النعام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنا قوم حُرُمٌ أطعموه أهل الحل قال : فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر ، قال : فثنى عثمان وركه عن الطعام فدخل رحله وأكل ذلك الطعام أهل الماء ، (أقول) ورواه بعد هذا بطريقين آخرين مختصراً (1) ، ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معاني الآثار في كتاب الحج (ص

ص: 337


1- شرح بعض ألفاظ الحديث : المنزل - بضمتين - المنزل وهو أيضاً قرى الضيف ، والظاهر أن المراد به هنا مكان أعد لنزول الضيوف ، وقديد - بصيغة التصغير - موضع قرب مكة ، والحجل - بفتحتين - طائر معروف ، والعراق - بضم العين وتخفيف الراء - جمع عرق - بفتح فسكون - وهو العظم إذا أخذ منه معظم اللحم وبقي عليه لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ ، وهو جمع نادر ، وأراد به هنا أنهم جعلوا الحجل موضع العراق فطبخوا عليه مرقاً أو أراد به المرق نفسه ، والخبط - بفتحتين - ورق العضاه من الطلح ونحوه يخبط بالعصا فيتناثر ثم يعلف الإبل.

386) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 53) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، وأخرجه الطحاوي وأبو يعلى ، وذكره. الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 3 ص 229) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ، والبزار (ثم قال) وفيه علي بن زيد وفيه كلام كثير وقد وثق.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 104] روى بسنده عن الحسن ابن سعد عن أبيه أن يحنس وصفية كانا من سبي الخمس ، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاماً فادعاه الزانى ويحنس فاختصما إلى عثمان فرفعهما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال على (عليه السلام) أقضي فيهما بقضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وجلدهما خمسين خمسين ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 227) وقال : أخرجه الدورقي.

ص: 338

بابٌ : في رجوع معاوية الى علي (عليه السلام)

لا ينكر أحد أن معاوية كان كثيراً ما يرجع في مهماته ومسائله إلى علي عليه السلام ، يشهد لذلك التاريخ الصحيح ، ومن أنكره فهو معاند ومنكر للمتواتر وناصب له العداوة ، وإني ذاكر لك فيما يأتي بعض المصادر ، وفيه الكفاية لمن أنصف.

[موطأ الامام مالك بن أنس في كتاب الأفضية ص 126] روى بسنده عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أهل الشام يقال له ابن خيبرى وجد مع امرأته رجلاً فقتله أو قتلهما معاً فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه فكتب إلى أبي موسى الأشعرى يسأل له علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ذلك ، فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال له على (عليه السلام) : إن هذا لشىء ما هو بأرضى عزمت عليك لتخبرنى فقال له أبو موسى : كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك فقال على (عليه السلام) : أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليُعط برُمته (1)

ص: 339


1- قال ابن الأثير الجزري في (نهاية غريب الحديث) بمادة (رمم) ... «ومنه حديث علي : (إن جاء بأربعة يشهدون وإلا دفع اليه برمته : الرمة بالضم قطعة حبل يشد بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القصاص أي يسلم اليهم الحبل الذي شد به تمكيناً لهم منه لئلا يهرب ثم اتسعوا فيه حتى قالوا : أخذ الشيء برمته أي كله».

[أقول] ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 8 ص 230) وبطريق آخر في (ص 237) وبطريق ثالث (في ج 10 ص 147) ورواه الشافعي أيضاً في مسنده في كتاب الجنائز والحدود (ص 204) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 300) وقال : أخرجه الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقى.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عليه السلام عن ذلك فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام فقال له : دعني عنك.

[كنز العمال ج 6 ص 21] قال : عن الشعبي عن علي عليه السلام أنه قال : الحمد للّه الذي جعل عدونا يسألنا عما نزل به من أمر دينه ، إن معاوية كتب إليّ يسألني عن الخنثى فكتبت اليه أن ورثه من قبل مباله ، قال : أخرجه سعيد بن منصور ، (أقول) وقال المناوي في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح ما هذا لفظه : وفي شرح الهمزية إن معاوية كان يرسل يسأل علياً عليه السلام عن المشكلات فيحيبه ، فقال أحد بنيه : تجيب عدوك ، قال : أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 180] قال : عن أبي الوضين إن رجلاً تزوج إلى رجل من أهل الشام ابنة له ابنة مهيرة فزوجه وزف اليه ابنة له أخرى بنت فتاة فسألها الرجل بعد ما دخل بها ابنة من أنت؟ فقالت : ابنة فلانة - تعنى الفتاة - فقال : إنما تزوجت إلى أبيك ابنته المهيرة ، فارتفعوا إلى معاوية بن أبي سفيان فقال : امرأة بامرأة وسأل من حوله من أهل الشام فقالوا له : امرأة ، فقال الرجل لمعاوية : إرفعنا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)

ص: 340

فقال : إذهبوا اليه فاتوا علياً (عليه السلام) فرفع على (عليه السلام) شيئاً من الأرض وقال : القضاء في هذا أيسر من هذا ، لهذه ما سقت اليها بما استحللت من فرجها ، وعلى أبيها أن يجهز الأخرى بما سقت إلى هذه لا تقربها حتى تنقضي عدة هذه الأخرى ، قال : وأحسب أنه جلد أباها أو أراد أن يجلده ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، (أقول) بنت مهيرة أي بنت حرة وبنت فتاة أي بنت جارية مملوكة.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 181] قال : عن حجار بن أبحر قال : كنت عند معاوية فاختصم اليه رجلان في ثوب فقال أحدهما : هذا ثوبي وأقام البينة ، وقال الآخر : ثوبى اشتريته من رجل لا أعرفه ، فقال : لو كان لها ابن أبي طالب ، فقلت : قد شهدته في مثلها ، قال : كيف صنع؟ قلت : قضى بالثوب الذي أقام البينة ، وقال للآخر : أنت ضيعت مالك ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[الرياض النضرة ج 2 ص 195] قال : وعن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم قال : يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلي من جواب علي ، قال : بئسما قلت ، لقد كرهت رجلاً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يغزره بالعلم غزرا ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه منه ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، (اللغة) - الغزارة بالغين المعجمة بعدها الزاى : الكثرة ، وقد غزر الشيء بالضم : كثر.

[أقول] وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح باختلاف في اللفظ (قال) خرج الكلاباذي أن رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال : سل علياً هو أعلم مني فقال : أريد جوابك قال : ويحك كرهت رجلاً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يغره بالعلم غرا وقد كان أكابر الصحابة يعترفون له بذلك ، وكان عمر يسأله عما أشكل عليه جاءه رجل

ص: 341

فسأله فقال : ها هنا علي فقال : أريد أسمع منك يا أمير المؤمنين قال : قم لا أقام اللّه رجليك ، ومحا اسمه من الديوان ، (اللغة) - يقال : غرّ الطائر فرخه غراً وغراراً : إذا زقه أي أطعمه بمنقاره ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 107) وقال أيضاً : أخرجه أحمد ثم قال : وأخرجه آخرون بنحوه وذكر قريباً من لفظ الكلاباذي بتقديم وتأخير «فتح الباري» في شرح البخاري ج 17 ص 105 (قال) وروينا في القطعيات من رواية اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال جاء رجل الى معاوية فسأله عن مسألة فقال عنها علياً (عليه السلام) قال (يعني معاوية) ولقد شهدت عمر اشكل عليه شيء فقال هاهنا علي (عليه السلام).

[سنن للبيهقى ج 10 ص 120] روى بسنده عن أبي حسان إن العباس بن خرشة الكلابي قال له بنو عمه وبنو عم امرأته : إن امرأتك لا تحبك فان أحببت أن تعلم ذلك فخيرها ، فقال : يا برزة بنت الحر اختاري فقالت : ويحك اخترت ولست بخيار ، قالت : ذلك ثلاث مرات ، فقالوا : حرمت عليك ، فقال : كذبتم فأتى علياً عليه السلام فذكر ذلك له ، فقال : لئن قربتها حتى تنكح زوجاً غيرك لأغيبنك بالحجارة (أو قال : أرضخك بالحجارة) قال : فلما استخلف معاوية أتاه فقال : إن أبا تراب فرق بيني وبين امرأتي بكذا وكذا ، قال : قد أجزنا قضاءه عليك ، أو قال : ما كنا لنرد قضاء قضاه عليك.

ص: 342

بابٌ : في ارجاع عائشة وابن عمر الى علي (عليه السلام) في المسائل المشكلة

قد ثبت من الصحاح وغيرها من الكتب المعتبرة عند إخواننا السنة رجوع عائشة وابن عمر إلى علي عليه السلام في الوقائع المشكلة ، وفيما يلي جملة منها :

[صحيح مسلم في كتاب الطهارة] في باب التوقيت في المسح على الخفين روى بسندين عن الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني قال : أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت : عليك بابن أبي طالب فأسأله (الحديث).

[صحيح مسلم أيضاً في كتاب الطهارة] في باب التوقيت في المسح على الخفين روى بسنده عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني قال : سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت : إئت علياً فانه أعلم بذلك مني (الحديث).

[أقول] ورواه في الباب بطريقين آخرين أيضاً ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 1 ص 32) ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه (ص 42) وأحمد

ص: 343

ابن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 96 وص 100 وص 113 وص 117 وص 120 وص 133 وص 146 وص 149 ، وفي ج 6 ص 110) وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 15) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 1 ص 272) بطريقين (وفي ص 277) بطريق ثالث ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 83). والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 11 ص 246) والطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار في كتاب الطهارة (ص 49) وبطريق آخر (في ص 50) ، وأبو حنيفة أيضاً في مسنده (ص 129) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 147) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والعدنى والدارمى ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والطحاوي وابن حبان (فتح الباري) في شرح البخاري ج 16 ص 168 (قال) واخرج ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن أبزى قال انتهى عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعى الى عائشة يوم الجمل وهى في الهودج فقال يا ام المؤمنين اتعلمين إني اتيتك عند ما قتل عثمان فقلت ما تأمرينى فقلت الزم علياً (عليه السلام) فسكتت فقال اعقرو الجمل فعقروه فنزلت أنا واخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدى على (عليه السلام) فأمر بها فأدخلت بيتا.

[سنن البيهقي ج 5 ص 149] روى بسنده عن أبي مجلز إن رجلاً سأل ابن عمر فقال : إني رميت الجمرة ولم أدر رميت ستا أو سبعا؟ قال : إئت ذلك الرجل - يريد علياً عليه السلام - فذهب فسأله (الحديث).

ص: 344

باب : في مبيت علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اَللّٰهِ وَاَللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ ) فى سورة البقرة ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، بات على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليلة خروجه إلى الغار (قال) ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادى بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة ، ونزلت الآية يعني بها : ومن الناس من يشرى نفسه (الخ).

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 25] روى بسنده عن الثعلبي قال : رأيت في بعض الكتب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره - ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه وقال له : إتشح ببردي الحضرمي الأخضر فانه لا يخلص اليك منهم مكروه إن شاء اللّه تعالى ، ففعل ذلك فأوحى اللّه إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام : إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما

ص: 345

يؤثر صاحبه بالحياة فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى اللّه عز وجل اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي عليه السلام ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبي طالب يباهى اللّه عز وجل بك الملائكة فأنزل اللّه عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام - ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه ) .

[أقول] وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 77) بنحو الاختصار ، فقال : قال بعض أصحاب الحديث : أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام أن انزلا إلى علي وأحرساه في هذه الليلة إلى الصباح فنزلا اليه وهم يقولون : بخٍ بخٍ من مثلك يا علي قد باهى اللّه بك ملائكته (ثم قال) وأورد الإمام الغزالي في كتابه إحياء العلوم أن ليلة بات علي عليه السلام على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل وذكر مثل حديث ابن الأثير عن الثعلبي (انتهى) ، وذكر المناوي في كنوز الحقائق (ص 31) وقال : إن اللّه يباهي بعلي عليه السلام كل يوم الملائكة ، قال : الديلمي.

[خصائص النسائي ص 8] روى بسنده عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا قال : فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : وشرى علي عليه السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم ، قال : وأبو بكر يحسبه أنه نبي اللّه ، قال : فقال له علي عليه السلام : إن نبي اللّه صلى اللّه

ص: 346

عليه (وآله) وسلم قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه ، قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي عليه السلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي اللّه وهو يتضور ، قال : لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 23) وقد رواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 4) باختصار ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 330) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) ، وفي ذخائره (ص 86) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 8 ص 333) باختصار ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 4] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال علي عليه السلام عند مبيته على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

قيت بنفسى خير من وطأ الحصى *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به *** فنجاه ذو الطول الإِله من المكر

وبات رسول اللّه في الغار آمناً *** موّقى وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم ولم يتهموننى *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

 [مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 348] روى بسنده عن ابن عباس في قوله : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ ) قال : تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه فأطلع

ص: 347

اللّه عز وجل نبيه على ذلك فبات علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون علياً عليه السلام يحسبونه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا اليه ، فلما رأوا علياً عليه السّلام رد اللّه مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري ، فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً (ج 13 ص 191) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 27) وقال : رواه أحمد والطبراني ، والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ) (الآية) في سورة الأنفال ، وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ) في سورة الأنفال ، قال : وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) وقام علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وباتوا يحرسونه - يعني المشركين - يحسبون أنه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحوا ثاروا اليه فاذاهم بعلي عليه السلام ، فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : لا أدري فانتقوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا (الحديث).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 35 وص 162] روى بسنده عن أم بكر بنت المسور عن أبيها : إن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف - وهي أم مخرمة بن نوفل - حذَّرت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 348

وسلم فقالت : إن قريشاً قد اجتمعت تريد بيانك الليلة ، قال المسور فتحول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن فراشه وبات عليه عليٌ بن أبي طالب عليه السلام.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 18] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : وأقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يعني بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة - ينتظر مجىء جبرئيل عليه السلام وأمره له أن يخرج من مكة بإذن اللّه له في الهجرة إلى المدينة حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأرادوا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما أرادوا أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على القوم وهم على بابه ، قال ابن اسحاق : وتتابع الناس في الهجرة ، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتتن في دينه علي ابن أبي طالب عليه السلام ، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخّره بمكة وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثاً وأمره أن يؤدى إلى كل ذي حق حقه ففعل ، ثم لحق برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 60) عن ابن اسحاق مختصراً.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 19] روى بسنده عن أبي رافع في هجرة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : وخلفه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يعني خلف علياً (عليه السلام) - يخرج اليه باهله وأمره أن يؤدى عنه أمانته ووصايا من كان يوصى اليه وما كان يؤتمن عليه من مال ، فأدى علي (عليه السلام) أمانته كلها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج ، وقال : إن قريشاً لم يفقدونى ما رأوك ، فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيرون عليه علياً (عليه السلام) فيظنونه

ص: 349

النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه علياً (عليه السلام) فقالوا : لو خرج محمد لخرج بعلىّ ، فحبسهم اللّه بذلك عن طلب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين رأوا علياً عليه السلام ، وأمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً (عليه السلام) أن يلحقه بالمدينة ، فخرج علي (عليه السلام) في طلبه بعدما أخرج اليه أهله يمشي الليل ويمكن النهار حتى قدم المدينة ، فلما بلغ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قدومه قال : ادعوا لي علياً ، قيل : يا رسول اللّه لا يقدر أن يمشى فأتاه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما ، فتفل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد رضي اللّه عنه.

[كنز العمال ج 3 ص 155] روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق به منه (إلى أن قال) إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وأيم اللّه لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ، ولا عجميهم ، ولا المعاهد منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت (إلى أن قال) أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا : اللّهم لا (الحديث).

ص: 350

بابٌ : في مبارزة علي (عليه السلام) يوم بدر وقتاله ونداء ملك لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي وسلام جبريل وميكائيل وإسرافيل عليه

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب قتال أبي جهل ، روى بسنده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال : وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر حمزة وعلي عليه السلام وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة.

[أقول] ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب التفسير ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه في أبواب الجهاد ، والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2) في تفسير سورة الحج ، ورواه غير هؤلاء أيضاً جمع كثير من أئمة الحديث.

[سنن البيهقي ج 3 ص 276] روى بسنده عن علي عليه السلام في قصة بدر قال : فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد فقالوا : من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار شبيبة ، فقال عتبة : لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قم يا

ص: 351

حمزة قم يا عبيدة قم يا علي ، فبرز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي عليه السلام للوليد ، فقتل حمزة عتبة ، وقتل علي عليه السلام الوليد ، وقتل عبيدة شيبة ، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة ، وعلي عليه السلام حتى توفي بالصفراء ، (أقول) وذكر الشبلنجي في نور الأبصار (ص 78) قصة مبارزة علي عليه السلام يوم بدر بمثل ما ذكره البيهقي بنحو أبسط.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ نَجْعَلُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي اَلْأَرْضِ ) في سورة (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال : أخرج ابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَمْ نَجْعَلُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي اَلْأَرْضِ ) قال : الذين آمنوا علي وحمزة وعبيدة ابن الحارث ، والمفسدين في الأرض عتبة وشيبة والوليد وهم الذين تبارزوا يوم بدر.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 145] روى بسنده عن محمد بن إدريس الشافعي قال : دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان فقال له : هل شهدت بدراً؟ قال : نعم ، قال : مثل من كنت؟ قال : غلام قمدود ، مثل عطباء الجلمود ، قال : فحدثني ما رأيت وحضرت ، قال : ما كنا شهوداً إلا كأغياب وما رأينا ظفراً كان أو شك منه ، قال : فصف لي ما رأيت قال : رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب عليه السلام غلاماً شاباً ليثاً عبقرياً يفري الفرى لا يثبت له أحد إلا قتله ، ولا يضرب شيئاً إلا هتكه لم أر من الناس أحداً قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاتة (إلى أن قال) وكان له عينان في قفاه وكان وثوبه وثوب وحش.

[الرياض النضرة ج 2 ص 225] قال : وعن علي عليه السلام قال : قاتلت يوم بدر قتالاً ثم جئت إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فإذا هو ساجد يقول : يا حي يا قيوم ، ثم ذهبت فقاتلت ثم جئت فاذا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساجد يقول : يا حي يا قيوم ففتح اللّه عز وجل عليه قال : أخرجه النسائي والحافظ الدمشقي في الموافقات.

ص: 352

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 197] روى بسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الألوية أبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي ، قال : ثم أبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي ، فقال جبريل : يا رسول اللّه إن هذه للمواساة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنه مني وأنا منه فقال جبريل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتاً : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (اقول) وذكر هذه الرواية باختصار المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) وعلي بن سلطان في مرقاته ج 5 ص 567 وفيها التصريح من أبي رافع بيوم أحد فقال لما قتل علي (عليه السلام) أصحاب الألوية يوم أحد إلخ ولكنها على حسب رواية ابن جرير كما تقدم ليس فيها تصريح بيوم أُحد (بل يظهر) منها بقرينة اشتمال ذيلها على قول لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى الا علي (عليه السلام) بضميمة ما سيأتى من التصريح في رواية أبي جعفر بأن هذا القول كان في يوم بدر قد نادى به ملك من السماء (انها) كانت في يوم بدر لا في يوم أُحد (واللّه اعلم).

[كنز العمال ج 3 ص 154] روى بسنده عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون ، والأنصار في المسجد وجاء علي ابن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدأون ، ونطق به الناطقون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق الخطبة إلى أن قال) ثم قال علي عليه السلام : أنا شدكم اللّه إن جبرئيل نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري؟ (الحديث).

ص: 353

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 74] وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 190) قال : عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (قال) خرجه الحسن بن عرفة العبدى.

[كنز العمال ج 5 ص 273] قال : عن علي قال : لما كان ليلة بدر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من يستسقي لنا من الماء فأحجم الناس ، فقام علي عليه السلام فاعتصم القربة ثم أتى بئراً بعيد القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى اللّه عز وجل إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصرة محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وحزبه ففصلوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه ، فلما مروا بالبئر سلموا عليه من آخرهم إكراماً وتبجيلاً ، قال : أخرجه ابن شاهين ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 68) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الزمخشري في الكشاف والفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلٰكِنَّ اَللّٰهَ قَتَلَهُمْ وَمٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اَللّٰهَ رَمىٰ ) في سورة الأنفال ، واللفظ للكشاف قال - قبل الآية بلا فصل - : ولما طلعت قريش قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسلك ، اللّهم إني أسألك ما وعدتنى فأتاه جبريل عليه السلام فقال : خذ قبضة من تراب فارمهم بها فقال - لما التقى الجمعان - لعلي عليه السلام : إعطنى قبضة من حصباء الوادى ، فرمى بها في وجوههم ، وقال : شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ، (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية وقال : أخرجه الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس.

ص: 354

بابٌ : في قتال عليّ عليه السّلام يوم احد

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 20] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : لقد أصابت علياً عليه السلام يوم أُحُد ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام.

[الرياض النضرة] ج 2 ص 172 وعلى بن سلطان في مرقاته ج 5 ص 568 في الشرح قالا عن أبي رافع قال لما قتل علي (عليه السلام) اصحاب الألويه يوم أُحد قال جبريل يا رسول اللّه ان هذه لهي المواساة فقال له النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) انه مني وأنا منه فقال جبريل وانا منكما يا رسول اللّه قالا أخرجه احمد في المناقب (اقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 6 ص 114 وقال رواه الطبراني وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 6 ص 400 وقال أيضاً رواه الطبراني.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 79] قال : روى الحافظ محمد بن عبد العزيز الجنابذي في كتابه معالم العترة النبوية مرفوعاً إلى قيس بن سعد عن أبيه أنه سمع علياً عليه السلام يقول : أصابتني يوم أُحُد ست عشرة ضربة سقطت

ص: 355

إلى الأرض في أربع منهن فجاء رجل حسن الوجه طيب الريح وأخذ بضبعي فأقامني ، ثم قال : أقبل عليهم فإنك في طاعة اللّه ورسوله وهما عنك راضيان ، قال علي عليه السلام : فأتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأخبرته فقال : يا علي أقر اللّه عينيك ذاك جبريل عليه السلام.

[نور الأبصار أيضاً ص 78] قال : وعن ابن عباس قال : خرج طلحة بن أبي طلحة يوم أحد فكان صاحب لواء المشركين فقال : يا أصحاب محمد تزعمون أن اللّه يعجلنا بأسيافكم إلى النار ويعجلكم بأسيافنا إلى الجنة ، فأيكم يبرز إلي؟ فبرز اليه علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : واللّه لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار ، فاختلفا بضربتين فضربه علي عليه السلام على رجله فقطعها وسقط إلى الأرض فأراد أن يجهز عليه ، فقال : أنشدك اللّه والرحم يابن عم ، فانصرف عنه إلى موقفه ، فقال المسلمون : هلا جهزت عليه ، فقال : ناشدنى اللّه ولن يعيش ، فمات من ساعته وبُشر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بذلك فسرّ وسرَّ المسلمون ، ثم قال : قال ابن اسحاق : كان الفتح يوم أُحد بصبر علي عليه السلام.

ص: 356

بابٌ : في مبارزة علي (عليه السلام) يوم الخندق وأنها أفضل من أعمال الأمة إلى يوم القيامة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 32] روى بسنده عن سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي الى يوم القيامة.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 13 ص 19) عن اسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثله ، وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير سورة القدر ، قال : كقوله - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لمبارزة علي عليه السلام مع عمرو بن عبدود أفضل من عمل أمتي الى يوم القيامة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 32] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان عمرو بن عبد ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى اثبتته الجراجة ولم يشهد أُحداً ، فلما كان يوم الخندق خرج معلماً ليرى مشهده ، فلما

ص: 357

وقف هو وخيله قال له علي عليه السلام : يا عمرو قد كنت تعاهد اللّه لقريش أن لا يدعوك رجل الى خلتين إلا قبلت منه أحداهما ، فقال عمرو أجل فقال له علي عليه السلام فإني أدعوك الى اللّه عز وجل والى رسوله والى الاسلام ، فقال لا حاجة لي في ذلك ، قال فإني ادعوك الى البراز ، قال يا بن أخي لِم؟ فو اللّه ما أحب أن أقتلك ، فقال علي عليه السلام لكني واللّه أحب أن أقتلك فحمى عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل فجاء الى علي عليه السلام وقال : من يبارز؟ فقال علي عليه السلام وهو مقنع في الحديد فقال : أنا له يا نبي اللّه ، فقال إنه عمرو بن عبدود أجلس فنادى عمرو ألا رجل؟ فاذن له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فمشى اليه علي عليه السلام وهو يقول :

لاتعجلن فقدأتاك مجيب صوتك غير عاجز *** ذو نبهة وبصيرة والصدق منجى كل فائز

إنى لأرجو أن اقيم عليك نائحة الجنائز *** من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو : من أنت؟ قال : أنا على ، قال ابن من؟ قال : ابن عبد مناف ، أنا علي بن أبي طالب ، فقال عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك ، فقال علي عليه السلام لكني واللّه ما أكره أن أهريق دمك فغضب فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي عليه السلام مغضباً واستقبله علي عليه السلام بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي عليه السلام على حبل العاتق فسقط وثار العجاج فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم التكبير فعرف ان علياً عليه السّلام قتله (إلى أن قال) أقبل علي عليه السلام نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب هلا استلبت درعه فليس للعرف درع خير منها؟ فقال : ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة

ص: 358

حتى اقحمت من الخندق (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 79) وزاد أبياتا لعمرو يقول :

ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز *** ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز

وكذاك إني لم أزل متترعا قبل الهزاهز *** إن الشجاعة فى الفتى والجود من خير الغرائز

فاجابه علي عليه السلام :

لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ، الى آخر الأبيات المتقدمة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 33] روى بسنده عن عاصم بن عمر ابن قتادة أبياتاً عن اخت عمرو يعني ابن عبدود في رثاء اخيها قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السّلام عمرو بن عبدود أنشأت أخته عمرة بنت عبدود ترثيه فقالت :

لو كان قاتل عمر غير قاتله *** بكيته ما أقام الروح في جسدى

لكن قاتله من لا يعاب به *** وكان يدعى قديماً بيضة البلد

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( تِلْكَ اَلرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ ) ، في سورة البقرة قال : روى انه قال - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بعد محاربة علي عليه السلام لعمرو بن عبدود كيف وجدت نفسك يا علي قال : وجدتها لو كان كل أهل المدينة في جانب لقدرت عليهم (إلى أن قال الحديث إلى آخره) وهو مشهور (انتهى).

ص: 359

بابٌ : في قوله تعالى وكفى اللّه المؤمنين القتال

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَرَدَّ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنٰالُوا خَيْراً وَكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ ) في سورة الأحزاب ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي اللّه عنه انه كان يقرأ هذا الحرف وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب.

[ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 17] ذكر حديثاً مسنداً عن ابن مسعود انه كان يقرأ وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلي.

ص: 360

بابٌ : فى قتال علي (عليه السلام) يوم خيبر وقلعه الباب بقوة ربانية

[أقول] قد تقدم في باب علي يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله (ص 161) قصة قتاله عليه السّلام في يوم خيبر مع مرحب وقتله له ، وأن الفتح كان على يديه ، وهذا بعض ما يرجع الى ذلك اليوم نذكره في هذا الباب.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 8] روى بسنده عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : خرجنا مع علي عليه السلام حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج اليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي عليه السلام بابا كان عند الحصن فترس به نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّه عليه ثم القاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه. (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 300) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 566) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 364] روى بسنده عن

ص: 361

جابر بن عبد اللّه إن علياً عليه السّلام حمل باب خيبر يوم افتتحها وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلاً (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 2 ص 218) (1) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 567) في الشرح ، والمحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 188) وقالا : ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب ، ثم قالا : اخرجهما الحاكمى في الاربعين ، أي هذا الحديث وحديث أبي رافع.

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن جابر بن سمرة قال : إن علياً عليه السّلام حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وإنه جرب فلم يحمله إلا أربعون ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 780] قال : وروى - يعني الزبير بن بكار - عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : شهدت أم سلمة غزوة خيبر فقالت سمعت وقع السيف في أسنان مرحب.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً ) في سورة الكهف قال في الحجة السادسة من الحجج التي أقامها على جواز الكرامات ، ما لفظه : ولهذا المعنى نرى أن كل من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقل ضعفاً ، ولهذا قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه : واللّه ما فلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية ، قال : وذلك لان علياً كرم اللّه وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الاجساد وأشرقت الملائكة بانوار عالم الكبرياء ، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره.

ص: 362


1- ذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 18 وقال اخرجه الحاكم.

بابٌ : في قتال علي عليه السّلام يوم حنين

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 180] قال : وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث - يعني ابن عم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (إلى أن قال) وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذٍ أشد الناس قتالا بين يديه ، قال : رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 6 ص 182] قال : وعن ابن عباس إن علي ابن أبي طالب عليه السلام ناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين ، قال : رواه البزار ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 334) عن ابن عباس مثله.

ص: 363

بابٌ : أن علياً (عليه السلام) أسد اللّه وسيفه في أرضه وذكر شيء من شجاعته

[ذخائر العقبى ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ، ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول اللّه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ، وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عنى ، هذا أسد اللّه وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ، واللّه منه بريء وأنا منه بريء ، فمن أحب أن يبرأ من اللّه ومنى فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : أجلس يا علي قد عرف اللّه لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 97] قال : وذكروا أن عبد اللّه ابن أبي محجن الثقفى قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إني أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب ، فقال معاوية : للّه أنت تدري ما قلت؟ أما قولك الغبى فو اللّه لو أن ألسن الناس جمعت

ص: 364

فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي ، وأما قولك : إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحداً قط بارزه إلا قتله؟ وأما قولك : إنه بخيل فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ، فقال الثقفي فعلى م تقاتله إذا؟ قال : على دم عثمان (الخ).

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 225] قال : وعن ابن عباس - وقد سأله رجل أكان علي عليه السلام يباشر القتال يوم صفين -؟ فقال : واللّه ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلف من علي (عليه السلام) ولقد كنت أراه يخرج حاسر الرأس بيده السيف إلى الرجل الدارع فيقتله قال : أخرجه الواحدي ، وقال المحب في ذخائره (ص 99) أخرجه الواقدي ثم قال : وقال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم أن علي بن أبي طالب عليه السلام صاح وهم محاصرو بني قريظة : يا كتيبة الإيمان وتقدم هو والزبير ابن العوام وقال : واللّه لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم ، فقالوا : يا محمد فنزل على حكم سعد بن معاذ.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 457] روى بسنده عن ابن عباس قال لعلي عليه السلام : أربع خصال ليست لأحد غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ، (أقول) وسيأتي هذا الحديث في الباب الآتي من الحاكم في مستدرك الصحيحين.

[الإصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 287] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السّلام فسمع منه أبو الخير الطالقاني ومحمود بن

ص: 365

صالح وعلي الطرازى ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السّلام فاتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ثم استأذنته في الذهاب الى أهلي فاذن لي فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلته فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول مد اللّه يا أشج في عمرك مداً.

ص: 366

باب : إن لواء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع علي (عليه السلام) في كل زحف

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسله وأدخله قبره (أقول) وفسر يوم المهراس في الهامش بيوم أُحد ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه كما تقدم في الباب السابق (ص 328) رواه في (ج 2 ص 457).

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 137] روى بسنده عن مالك ابن دينار قال : سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد اللّه من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد إني سألته من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ

ص: 367

بالبيت فسله الآن ، فسألته فقال : كان حاملها علي عليه السلام ، هكذا سمعته من عبد اللّه بن عباس ، قال : هذا حديث صحيح الإِسناد.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 15) باختلاف في اللفظ ، قال : فقال لي معبد الجهنى : أنا أخبرك ، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي فاذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 75) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 499] روى بسنده عن قيس ابن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللّهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فو اللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 368] روى بسنده عن مقسم قال : لا أعلمه إلا عن ابن عباس إن راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كانت مع علي بن أبي طالب عليه السّلام وراية الأنصار مع سعد بن عبادة (الحديث) (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 3 ص 475) قال : وعن مقسم عن ابن عباس كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه

ص: 368

(وآله) وسلم في المواطن كلها مع علي عليه السلام راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 20] روى بسنده عن ثعلبة بن ابن أبي مالك قال : كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، فاذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام.

[كنز العمال ج 5 ص 295] قال : عن ابن عبادة قال : كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب عليه السلام (الحديث) قال : أخرجه ابن عساكر.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 14] روى بسنده عن قتادة إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر والمشاهد كلها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام آخذاً راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر قال الحاكم : يوم بدر والمشاهد كلها ، قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الهيثمي في مجمعه ج 5 ص 321] قال : وعن ابن عباس إن علياً عليه السّلام كان صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر ، وقيس بن سعد صاحب راية علي عليه السلام ، وصاحب راية المهاجرين علي عليه السلام في المواطن كلها ، قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، (أقول) راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما ظهر لك مما تقدم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111] روى بسنده عن مقسم عن ابن عباس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دفع الراية إلى على عليه

ص: 369

السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 207) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 459) وقال : ذكره السراج في تاريخه ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 6 ص 92) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 5 ص 269] قال : عن ابن عباس قال : كان لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب عليه السّلام ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة ، قال : أخرجه ابن عساكر (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 138).

[مجمع الهيثمي ج 6 ص 114] قال : وعن ابن عباس قال : ما بقي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم أُحد إلا أربعة أحدهم عبد اللّه بن مسعود قلت : فأين كان علي عليه السلام؟ قال : بيده لواء المهاجرين ، قال : رواه البزار والطبراني ، (أقول) قد سمعت آنفا أن راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : وعن علي عليه السلام قال : كسرت يد علي عليه السلام يوم أُحد فسقط اللواء من يده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ضعوه في يده اليسرى فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الحضرمى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 16] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال : من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال : أنا قال : أمط (1) ، ثم جاء رجل فقال : أمط ، ثم قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي كرم وجه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لأعطينها رجلاً لا يفر ، هاك يا علي

ص: 370


1- أمط : أي تنح وابتعد.

فانطلق حتى فتح اللّه عليه خيبر وفدك ، وجاء بعجوتهما وقديدهما ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 124) وقال : رواه أبو يعلى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 21] روى بسنده عن عبد اللّه ابن بريدة عن أبيه قال : لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد أخذه عمر ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأدفعن لوائى إلى رجل لم يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء فدعا علياً عليه السّلام وهو يشتكى عينيه فمسحهما ثم دفع اليه اللواء ففتح ، قال : فسمعت عبد اللّه بن بريدة يقول : حدثني أبي إنه كان صاحب مرحب - يعني علياً عليه السّلام.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 76] قال : وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم ، فسئل وما هي؟ قال : تزويجه ابنته ، وسكناه في المسجد ولا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، قال : وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.

ص: 371

باب : إن علياً عليه السّلام كتب الصلح يوم الحديبية

[صحيح البخاري في الصلح] باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان ، روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال : لما صالح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أهل الحديبية كتب علي (عليه السلام) بينهم كتاباً فكتب : محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال المشركون : لا تكتب محمد رسول اللّه لو كنت رسولاً لم نقاتلك ، فقال لعلي عليه السلام : إمحه فقال علي (عليه السلام) : ما أنا بالذى أمحاه فمحاه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح فقال : القراب بما فيه.

[أقول] ورواه البخاري أيضاً في الجزية والموادعة مع أهل الحرب بنحو أبسط في باب المصالحة على ثلاثة أيام ، قال : حدثني البراء أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحداً ، قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب (عليه

ص: 372

السلام) فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : لو علمنا أنك رسول اللّه لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد اللّه ، فقال : أنا واللّه محمد بن عبد اللّه وأنا واللّه رسول اللّه ، قال : وكان لا يكتب ، قال : فقال لعلي عليه السلام : أمح رسول اللّه ، فقال علي عليه السلام : واللّه لا أمحاه أبدا ، قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده ، فلما دخل ومضى الأيام أتوا علياً (عليه السلام) فقالوا : مُر صاحبك فليرتحل ، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : نعم ثم ارتحل.

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير] في باب صلح الحديبية ، روى بسنده عن أبي اسحاق عن البراء قال : لما أُحصر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثاً ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف وقرابه ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحداً يمكث بها ممن كان معه ، قال لعلي عليه السلام : اكتب الشرط بيننا : بسم اللّه (الخ).

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 145] قال : وعن عبد اللّه بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال اللّه عز وجل في القرآن ، وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلى بن أبي طالب (عليه السلام) وسهيل بن عمرو بين يديه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بيده فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : اكتب باسمك اللّهم ، فكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه أهل مكة ، فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف ، قال : أكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب وأنا رسول اللّه فكتب (الحديث) قال : رواه أحمد.

ص: 373

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : عن ابن عباس قال : كان كاتب كتاب الصلح يوم الحديبية علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال معمر ، فسألت عنه الزهري فضحك أو تبسم وقال : هو علي (عليه السلام) ولو سألت هؤلاء لقالوا هو عثمان - يعني بني أمية - قال : خرجه في المناقب والغساني.

ص: 374

باب : إن علياً امتحن اللّه قلبه للايمان

[صحيح الترمذي ج 2] في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام روى بسنده عن ربعى بن حراش ، حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالرحبة قال : لما كان يوم الحديبية خرج الينا ناس من المشركين فيهم سهيل ابن عمرو ، وأناس من رؤساء المشركين فقالوا : يا رسول اللّه خرج اليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم الينا ، قال : فان لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن اللّه قلبه على الإيمان ، قالوا : من هو يا رسول اللّه؟ فقال له أبو بكر : من هو يا رسول اللّه؟ وقال عمر : من هو يا رسول اللّه؟ قال : هو خاصف النعل وكان أعطى علياً عليه السلام نعله يخصفها ، قال : ثم التفت الينا علي عليه السلام فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه.

[خصائص النسائي ص 11] روى بسنده عن ربعي عن علي عليه السلام قال : جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أناس من قريش

ص: 375

فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : يا معشر قريش واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلاً منكم امتحن اللّه قلبه للإيمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل وقد كان أعطى علياً عليه السلام نعلا يخصفها ، (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 137و في ج 4 ص 298) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصححه (وفي ص 407) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير ويحيى بن سعيد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 133] روى بسنده عن ربعى بن حراش قال : سمعت علياً عليه السلام يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنه قد خرج اليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعيذا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلاً امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون (1) عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : وفي كف علي عليه السلام نعل يخصفها لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً في (ج 8 ص 433) ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 408) مختصراً.

ص: 376


1- جفل البعير بالجيم والفاء ثم اللام : قفز وشرد.

باب : إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يخطب وعلي عليه السّلام يعبر عنه

[صحيح أبي داود] في الجزء الخامس والعشرين باب في الرخصة أي في لبس الحمراء (ص 116) قال : حدثنا مسدد أبو معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلي عليه السلام أمامه يعبر عنه ، (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 3 ص 247).

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 155] قال : روى هلال بن عامر الكوفي عن رافع بن عمرو قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب يوم النحر حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي عليه السلام يعبر عنه والناس بين قائم وقاعد ، الحديث ، (أقول) ورواه أيضاً في (ج 3 ص 89) عن هلال بن عامر المزني عن أبيه قال : رأيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة بيضاء وعليه برد أحمر ورجل من أهل بدر يعبر عنه (قال) وقال ابراهيم بن معاوية : وعلى بن أبي طالب عليه السلام يعبر عنه.

ص: 377

[أُسد الغابة أيضاً ج 5 ص 11] في ترجمة نافع بن عمرو المزني إنه قال : إني يوم حجة الوداع خماسي أو فوق خماسي فأخذ بيدي أبي حتى انتهى بى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو واقف على بغلة له شهباء يخطب الناس وعلي (عليه السلام) يعبر عنه فتخللت الرحال حتى أقوم عند ركاب البغلة ثم أضرب بيدى كلتيهما في ركبته فمسحت الساق حتى بلغت القدم ثم أدخل يدى هذه بين النعل والقدم فانه ليخيل إلي أني أجد برد قدمه الساعة على كفي.

ص: 378

باب : إن علياً صعد على منكب النبي لكسر الأصنام

[خصائص النسائي ص 31] روى بسنده عن أبي مريم قال : قال علي (عليه السلام) انطلقت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي فنهض به علي (عليه السلام) فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ضعفى قال لي : اجلس فجلست فنزل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجلس لي وقال لي : اصعد على منكبى فصعدت على منكبيه فنهض بى ، فقال علي (عليه السلام) إنه يخيل إلي إني لو شئت لنلت أفق السماء ، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه لأزيله يميناً وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه ، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إقذفه فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد.

[أقول] ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 366) وقال فيه : فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 379

وسلم فقال لي : ألق صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لي : إيه إيه (1) ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : إقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ، قال علي عليه السلام : فما صعد به حتى الساعة (انتهى) ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 84 وص 151) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة ، وأخرجه الحاكمي.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 5] روى بسنده عن أبي مريم الأسدي عن علي عليه السلام ، قال : لما كان الليلة التي أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أبيت على فراشه وخرج من مكة مهاجراً انطلق بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الأصنام فقال : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي ثم قال : انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال : اجلس فجلست فأنزلته عنى وجلس لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لي : يا علي إصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخيل لي إني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة ، وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فألقيت صنمهم الأكبر ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه فعالجت فما زلت أعالجه ويقول رسول اللّه صلى اللّه عليه

ص: 380


1- إيه : بكسر الهمزة والياء المثناة التحتانية ثم الهاء ، إسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل ، وقد تؤكد بلفظة مثلها.

(وآله) وسلم : إيه إيه ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : دقه فدققته فكسرته ونزلت قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 13 ص 302).

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( وَقُلْ جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ إِنَّ اَلْبٰاطِلَ كٰانَ زَهُوقاً ) في سورة الأسرى قال : ولما نزلت هذه الآية يوم الفتح قال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : خذ مخصرتك ثم القها - يعني الأصنام - فجعل يأتي صنماً صنماً وهو ينكت بالمخصرة في عينه ويقول : ( جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ ) فينكب الصنم لوجهه حتى ألقاها جميعاً وبقى صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من قوارير صفر ، فقال : يا علي إرم به فحمله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى صعد فرمى به فكسره فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون : ما رأينا رجلاً أسحر من محمد.

ص: 381

باب : إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ببراءة وأرجع أبا بكر

[صحيح الترمذي ج 2 ص 183] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا علياً (عليه السلام) فأعطاه إياه ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 20) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 ص 283) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي ، وحسنه ، وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس.

[صحيح الترمذي أيضاً ج 2 ص 183] روى بسنده عن ابن عباس قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ، ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم القصواء فخرج أبو بكر فزعاً فظن أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا هو علي (عليه السلام) فدفع اليه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأمر علياً

ص: 382

(عليه السلام) أن ينادي بهؤلاء الكلمات (الحديث) ثم روى عن زيد بن يثيع قال : سألنا علياً (عليه السلام) بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال : بعثت بأربع أن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا.

[خصائص النسائي ص 20] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن علي عليه السلام : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتبعه بعلي (عليه السلام) فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنزل في شىء؟ قال : لا ، إلا أني أُمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.

[خصائص النسائي أيضاً ص 20] روى بسنده عن سعد قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يؤدى عنى إلا أنا أو رجل مني ، (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص.

[تفسير ابن جرير ج 10 ص 46] روى بسنده عن زيد بن يثيع قال : نزلت براءة فبعث بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ثم أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فلما رجع أبو بكر قال : هل نزل في شىء؟ قال : لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتى.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 10 ص 46] روى بسنده عن ابن عباس :

ص: 383

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول اللّه حدث فيَّ شي؟ قال : لا (الحديث).

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 10 ص 47] روى بسنده عن السدي قال : لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي عليه السلام فأخذها منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 51] روى بسنده عن جميع بن عمير الليثي قال : أتيت عبد اللّه بن عمر فسألته عن علي عليه السلام فانتهرني ثم قال : ألا أُحدثك عن علي (عليه السلام) هذا بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد ، وهذا بيت علي (عليه السلام) إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فاذا هما براكب فقالا : من هذا؟ قال : أنا علي يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال : وما لى؟ قال : واللّه ما علمت إلا خيرا ، فأخذ علي (عليه السلام) الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا : ما لنا يا رسول اللّه؟ قال : ما لكما إلا خير ولكن قيل لي : إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 3] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن أبي بكر : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة ، لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مدة فأجله إلى مدته ، واللّه بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلى

ص: 384

(عليه السلام) : إلحقه فرد عليّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلما قدم على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبو بكر بكى وقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 246) وقال : أخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة والدار قطني في الأفراد ، وذكر المحب الطبري أيضاً حديثاً في هذا المعنى في ذخائره (ص 69) وقال في آخره : غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني - يعني علياً - ثم قال : أخرجه أبو حاتم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 151] روى بسنده عن حنش عن علي عليه السلام ، قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دعا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر فبعثه بها يستقرئها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه نزل في شىء؟ قال : لا ولكن جبرئيل جاءنى فقال : لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 246) وقال. أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضاً ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم - قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً (عليه السلام) خلفه فأخذها منه قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه (الحديث) (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230) ورواه النسائي

ص: 385

أيضاً في خصائصه (ص 8) وقال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه السلام خلفه (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) ، قال : وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي (عليه السلام) فقال : يا علي إنه لا يؤدى عنى إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبى بكر فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء ، فلما أتاه قال : ما لي يا رسول اللّه؟ (وساق الحديث) إلى أن ذكر قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 399) قال : عن جابر لما سأل أهل قبا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يبني لهم مسجداً ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليقم بعضكم فيركب الناقة ، فقام أبو بكر فركبها وحركها فلم تنبعث فرجع وقعد ، فقام عمر فركبها فحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام علي عليه السلام فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي أرخ زمامها وانبؤ على مدارها فانها مأمورة قال : أخرجه الطبراني ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 4 ص 11) وقال : رواه الطبراني في الكبير.

ص: 386

بابٌ : إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) الى الجن ليدعوهم إلى الإسلام

[الإصابة لابن حجر ج 4 القسم 1 ص 235] في ترجمة عرفطة بن شمراح الجني من بني نجاح ، ذكر عن الخرائطي في الهواتف حديثاً مسنداً عن سلمان الفارسى قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في مسجده في يوم مطير فسمعنا صوت السلام عليك يا رسول اللّه فرد عليه ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أنت؟ قال : أنا عرفطة أتيتك مسلماً وانتسب له كما ذكرنا ، فقال : مرحباً بك إظهر لنا في صورتك ، قال سلمان : فظهر لنا شيخ أرث أشعر وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف ، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وله فم في صدره أنياب بادية طوال ، وإذا في أصابعه أظفار مخاليب كأنياب السباع فأقشعرت منه جلودنا ، فقال الشيخ : يا نبي اللّه أرسل معي من يدعو جماعة من قومى إلى الإسلام وأنا أرده اليك سالماً (قال) ابن حجر فذكر - يعني الخرائطي - قصة طويلة في بعثه معه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأركبه على بعير وأردف سلمان وإنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر ، وإن علياً عليه السلام أكثر من ذكر اللّه ، ثم صلى سلمان بالشيخ الصبح ، ثم قام خطيباً - يعني علياً عليه السلام - فتذمروا عليه فدعا بدعاء

ص: 387

طويل ، فنزلت صواعق أحرقت كثيراً ، ثم أذعن من بقى وأقروا بالإسلام ورجع بعلي عليه السلام وسلمان ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) لما قص قصتهم أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة.

ص: 388

باب : إن علياً عليه السّلام يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) على تنزيله

[خصائص النسائي ص 40] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوساً ننظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج الينا قد انقطع شسع نعله فرمى به إلى علي (عليه السلام) فقال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا؟ قال : لا قال عمر : أنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بطريقين عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطعت نعله فتخلف علي (عليه السلام) يخصفها فمشى قليلا ثم قال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل يعني علياً (عليه السلام) فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 33] روى بسنده عن أبي سعيد

ص: 389

قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقام أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكن خاصف النعل وعلي عليه السلام يخصف نعله.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 82] روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري يقول : كنا جلوساً ننتظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي (عليه السلام) يخصفها ، فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشره (قال) في أحدهما وكأنه قد سمعه وقال في الآخر : فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 67] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نمشي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسع نعلة فتناولها علي (عليه السلام) يصلحها ثم مشى فقال : يا أيها الناس إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو سعيد : فخرجت فبشرته بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلم يكترث به فرحاً كأنه قد سمعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 282] قال : روى السري بن اسماعيل عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال : كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل ، وكان علي عليه السلام يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 32] روى بسنده عن أبي سعيد قال : كنا

ص: 390

مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسعه فأخذها علي (عليه السلام) يصلحها فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إن منكم رجلاً يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكنه خاصف النعل فجاء فبشرناه بذلك فلم يرفع به رأساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 22] روى بسنده عن الأخضر ابن أبي الأخضر عن النبي صلّى اللّه عليه (اله) وسلم فقال : ان منكم رجلاً يقال على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لكنه خاصف النعل فجاء فبشرنا بذلك فلم يرفع به راساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه واله وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 22] روى بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه الدار قطني في الأفراد.

[الإصابة أيضاً ج 4 القسم 1 ص 152] قال : وأخرج الباوردي وابن مندة من طريق سيف بن محمد عن السرى بن يحيى عن الشعبى عن عبد الرحمن ابن بشير قال : كنا جلوساً مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن خاصف النعل فانطلقنا فاذا علي (عليه السلام) يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجرة عائشة فبشرناه.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : وروى الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا مع علي عليه السلام صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى

ص: 391

اللّه عليه (وآله) وسلم يتبعونه كأنه علم لهم ، وسمعت عماراً يقول يومئذٍ لهاشم بن عتبة : يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة ، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال :

نحن ضربناكم على تنزيله *** فاليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

قال : فلم أر أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذٍ.

[أقول] قول عمار رضوان اللّه عليه :

هو إشارة إلى الحديث المشهور وكأنه هو شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 6 ص 155] ولفظه : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والحاكم في المستدرك ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه ، كلهم عن أبي سعيد - يعني الخدري.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 390] قال : عن أبي ذر قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا اللّه ، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولىّ اللّه ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار للّه رضىً وسخط ذلك موسى ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 392

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن أبي سعيد قال : كنا جلوساً في المسجد فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجلس الينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا أحد ، قال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال ، أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة ، فخرج علينا علي (عليه السلام) ومعه نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يصلح ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه.

[الهيثمي في مجمعه ج 5 ص 186] قال : وعن أبي سيعد الخدري قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، وكان أعطى علياً (عليه السلام) نعله يخصفها ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (اقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 192) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[ثم] إن ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) قال : وعن علي (عليه السلام) قال طلبني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله وقال : قم لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي ، من مات على عهدي فهو في كنز الجنة ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) وقال : خرجه أبو يعلى ثم قال : قال البوصيري رواته ثقات.

ص: 393

باب : إن علياً (عليه السلام) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث).

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 1 ص 199] روى بسنده عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن على (عليهما السلام) فقال : لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 76) وقال : أخرجه أحمد ، وخرجه أبو حاتم.

ص: 394

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن هبيرة بن يريم إن الحسن بن على (عليهما السلام) قام وخطب الناس وقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون بعلم ، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم. يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح اللّه عز وجل عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 25) باختلاف يسير في اللفظ.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 26] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قام الحسن بن على (عليهما السلام) فصعد المنبر فقال : أيها الناس قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثنى حتى يفتح اللّه له ، وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشترى بها خادماً ، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان.

[خصائص النسائي ص 8] روى بسنده عن هبيرة بن يريم قال : جمع الناس الحسن بن على (عليهما السلام) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال : لقد كان قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، ويقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال : روى مسنداً عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب

ص: 395

اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار يفتح اللّه عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوقين ، فلما أصبح قال : اين علي؟ قالوا : يا رسول اللّه ما يبصر قال : إئتوني به فلما أتى به فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أدن مني فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده فقام علي (عليه السلام) من بين يديه كأنه لم يرمد ، قال : أخرجه الدارقطني في سننه ، والخطيب في تاريخه ، وابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 412] قال : عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن على (عليهما السلام) حين قتل علي عليه السلام فقال : يا أهل العراق لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[كنز العمال ج 6 ص 412] قال : عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن عليه السّلام قام خطيباً فخطب الناس فقال : يا أيها الناس لقد فارقكم امس رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو نعيم ، وابن عساكر قال : وأورده ابن جرير من طريق الحسن والحسين (عليهما السلام).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 146] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي (عليهما السلام) فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وامين الصديقين والشهداء (ثم قال) : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية

ص: 396

فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم عليه السّلام وفي الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهباً ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه وأراد أن يشترى بها خادماً لأم كلثوم (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير ، قال واسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[ذخائر العقبى ص 138] قال : عن زيد بن الحسن عليه السّلام قال : خطب الحسن عليه السّلام الناس حين قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولا ترك على وجه الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث) قال : خرجه الدولابى.

[ثم] ان ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 3 ص 154) قال : عن عثمان بن عبد اللّه (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق خطبة طويلة) إلى أن قال : هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قاتلت الملائكة عن يساره؟ قالوا : اللّهم نعم (الحديث).

ص: 397

باب : إن علياً عليه السّلام أمره النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 139] روى بسنده عن عقاب بن ثعلبة ، حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب ، قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 139] روى بسنده عن الأصبغ ابن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلى بن أبي طالب (عليه السلام) : تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات ، قال أبو أيوب : قلت : يا رسول اللّه مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : مع علي بن أبي طالب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 340] روى بسنده عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يقول يوم النهروان : أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود

ص: 398

قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا أبا أيوب إن اللّه أكرمك بنزول محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من اللّه وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا اللّه ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله ، وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمراً - وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، واللّه ما أدرى أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء اللّه ، قال : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق معك ، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ، يا عمار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار قلنا ، يا هذا حسبك رحمك اللّه حسبك رحمك اللّه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 6 ص 155 وقال فيه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى (قال) اخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن أبي ايوب.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 32] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللّه أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ فقال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 33] روى بسنده عن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا : قاتلت بسيفك المشركين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين قال : أمرني رسول اللّه صلى

ص: 399

اللّه عليه (وآله) وسلم بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 88) وقال في آخره : فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء اللّه المارقين (قال) أخرجه ابن جرير.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 33] روى بسنده عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً (عليه السلام) على منبركم هذا يقول : عهد إلي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) في سورة الزخرف ، (قال) وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قوله : ( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى.

[كنز العمال ج 6 ص 82] قال : عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً عليه السلام على المنبر وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله أبعهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو شيئاً رأيته؟ قال : واللّه ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهده إلي وقد خاب من افترى ، عهد إلي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : أخرجه البزار وأبو يعلى.

[كنز العمال ج 6 ص 88] قال : عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فقلت له : يا أبا أيوب قد كرمك اللّه بصحبة نبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم ، تستقبل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة ، فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم

ص: 400

عهد الينا أن نقاتل مع علي (عليه السلام) الناكثين ، فقد قاتلناهم ، مع علي عليه السلام المارقين فلم أرهم بعد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 319] قال : عن ابن مسعود قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأتى منزل أم سلمة فجاء علي عليه السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أم سلمة هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي ، قال : أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 240) وقال : أخرجه الحاكمي.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 392] قال : عن زيد بن علي بن الحسين ابن على عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام ، قال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 72] قال : عن علي عليه السلام قال : أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : أخرجه ابن عدي في الكامل ، وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال ، والاصبهاني في الحجة وابن مندة في غرائب شعبة ، وابن عساكر من طرق.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 72] قال : عن علي عليه السلام قال : أُمرت بقتال ثلاثة القاسطين والناكثين والمارقين ، فأما القاسطون فأهل الشام وأما الناكثون فذكرهم ، وأما المارقون فأهل النهروان - يعني الحرورية ، قال : أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي (عليه السلام) يخطب فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين (إلى أن قال) أخبرنا عن الفتنة هل سألت عنها رسول اللّه صلى

ص: 401

اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : نعم إنه لما نزلت هذه الآية من قول اللّه عز وجل : ( الم أَحَسِبَ اَلنّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَهُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ ) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حى بين أظهرنا ، فقلت : ما هذه الفتنة التي أخبرك اللّه بها؟ فقال : يا على إن أُمتي سيفتنون من بعدي (إلى أن قال) فقلت : بأبى أنت وأمى بيّن لي ما هذه الفتنة التي يبتلون بها؟ وعلى ما أجاهدهم بعدك؟ فقال : إنك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة وجلاهم وسماهم رجلاً رجلاً.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 235] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وذكره في (ج 7) أيضاً (ص 238) وقال : أمر علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، ثم قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 235] قال : وعن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له بصنعاء فقلنا عنده فقلت : يا أبا أيوب قاتلت المشركين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمرني بقتال ثلاثة الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وأنا مقاتل إن شاء اللّه المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدرى أين هم ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 238] قال : وعن علي عليه السلام قال : عهد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : وفي رواية أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه البزار والطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 238] قال : وعن أبي سعيد عقيصاء

ص: 402

قال : سمعت عماراً - ونحن نريد صفين - يقول : أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه الطبراني.

ص: 403

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) زبيراً أنه يقاتل علياً عليه السّلام وهو ظالم له

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال : قال علي عليه السلام للزبير : أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتحبه؟ فقلت : وما يمنعنى؟ قال : أما إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم قال : فرجع الزبير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن أبي الأسود الدؤلى قال : شهدت الزبير خرج يريد علياً ، فقال له علي (عليه السلام) أنشدك اللّه هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقاتله وأنت له ظالم؟ فقال : لم أذكر - يعني أنه نسي - ثم مضى الزبير منصرفاً ، قال : هذا حديث صحيح.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن أبي الأسود الدؤلى قال : شهدت علياً عليه السلام والزبير لما رجع الزبير على دابته يشق الصفوف ، فعرض له ابنه عبد اللّه فقال : ما لك؟ فقال : ذكر لي علي حديثاً سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : لتقاتلنه وأنت ظالم

ص: 404

له فلا أقاتله ، قال : وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح اللّه هذا الأمر بك قال : قد حلفت أن لا أقاتل قال : فاعتق غلامك جرجس ووقف فاختلف أمر الناس فذهب على فرسه ، قال الحاكم : وقد روى إقرار الزبير لعلي عليه السلام بذلك من غير هذه الوجوه والروايات (انتهى).

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 199] في ترجمة الزبير بن العوام قال : وشهد الزبير الجمل مقاتلاً لعلي عليه السلام ، فناداه علي عليه السلام ودعاه فانفرد به ، وقال له : أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنظر إلي وضحك وضحكت فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال : ليس بمزه ، ولتقاتلنه وأنت له ظالم؟ فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال ، (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 1 ص 203) باختلاف يسير في اللفظ.

[الإصابة لابن حجر ج 3 ص 6] قال : روى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازنى قال : شهدت علياً (عليه السلام) والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي (عليه السلام) أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إنك تقاتل علياً وأنت ظالم له؟ قال : نعم ولم أذكر ذلك إلى الآن فانصرف (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 367) بطريقين عن المازني ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 85) وقال : أخرجه أبو يعلى والعقيلى والبيهقي في الدلائل وابن عساكر.

[تهذيب التهذيب ج 6 ص 325] في ترجمة عبد السلام الكوفى قال : قال اسماعيل بن خالد عن عبد السلام - رجل من حيه - : خلا علي عليه السلام بالزبير يوم الجمل فذكر حديث لتقاتلنه وأنت ظالم له ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 85) وقال : خلا علي عليه السلام بالزبير يوم الجمل فقال : أنشدك اللّه كيف سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وأنت لاوي يدي في سقيفة بني فلان - لتقاتلنه وأنت له ظالم

ص: 405

لينصرن عليك؟ فقال : قد سمعت لا جرمٍ لا أقاتلك ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ومسدد والحارث وابن عساكر (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري (ج 14 ص 165) وقال اخرجه اسحق من طريق اسماعيل بن خالد .

[كنز العمال ج 6 ص 82] قال : عن قتادة قال : لما ولّى الزبير يوم الجمل بلغ علياً عليه السلام فقال : لو كان ابن صفية يعلم أنه على الحق ما ولى وذلك أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال : أتحبه يا زبير؟ قال : وما يمنعنى؟ قال : فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟ قال : فيرون أنه إنما ولى لذلك ، قال : أخرجه البيهقي في الدلائل.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 82] قال : عن أبي الأسود الدئلى ، قال : لما دنا علي عليه السلام وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي عليه السلام وهو على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنادى ادعوا لي الزبير بن العوام فدعى له الزبير فأقبل ، فقال علي عليه السلام : يا زبير نشدتك باللّه أتذكر يوم مرّ بك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ونحن في مكان كذا وكذا ، فقال : يا زبير تحب علياً فقلت : ألا أحب ابن خالى وابن عمتى وعلى دينى؟ فقال : يا علي أتحبه؟ فقلت : يا رسول اللّه ألا أحب ابن عمتى وعلى ديني؟ فقال : يا زبير أما واللّه لتقاتلنه وأنت ظالم له؟ فقال : بلى واللّه لقد نسيته منذ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم ذكرته الآن ، واللّه لا أقاتلك فرجع الزبير فقال له ابنه عبد اللّه : ما لك؟ فقال : ذكرنى علي حديثاً سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سمعته يقول : لتقاتلنه وأنت له ظالم فلا أقاتله ، قال : وللقتال جئت؟ إنما جئت تصلح بين الناس ويصلح اللّه هذا الأمر بك قال : لقد حلفت أن لا أقاتله قال فاعتق غلامك وقف حتى تصلح بين الناس ، فأعتق غلامه ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه ، قال : أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 83] قال : عن نذير الضبي إن علياً عليه

ص: 406

السّلام دعا الزبير وهو بين الصفين فقال : أنت آمن تعالى حتى أعلمك فأتاه ، فقال علي عليه السلام : أنشدك باللّه الذي بعث محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحق نبياً أخرج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يمشي وأنا وأنت معه فضرب كتفك ثم قال لك : يا زبير كأنك قد قاتلت هذا؟ قال : اللّهم نعم فرجع ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 83] قال : عن ابن عباس قال : قال علي عليه السلام للزبير : نشدتك باللّه هل تعلم إني كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجنى وأعالجك فمرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : كأنك تحبه قلت : وما يمنعنى؟ قال : أما ليقاتلنك وهو الظالم؟ قال الزبير : اللّهم ذكرتنى ما قد نسيت فوّلى راجعا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 85] قال : عن الأسود بن قيس قال : حدثني من رأى الزبير يوم الجمل فنوه علي عليه السلام يا أبا عبد اللّه فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما ، فقال علي عليه السلام : أتذكر يوم أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنا أناجيك فقال : أتناجيه واللّه ليقاتلنك يوماً وهو لك ظالم؟ فضرب الزبير وجه دابته فانصرف ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن عساكر.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 63] في قصة أهل الجمل (قال) ثم خرج علي عليه السلام على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الشهباء بين الصفين وهو حاسر فقال : أين الزبير فخرج اليه حتى إذا كانا بين الصفين اعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا ، ثم قال علي عليه السلام : يا أبا عبد اللّه ما جاء بك ها هنا؟ قال : جئت أطلب دم عثمان ، قال علي عليه السلام : تطلب دم عثمان قتل اللّه من قتل عثمان ، أنشدك اللّه يا زبير هل تعلم أنك مررت بي وأنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو متكىء على يدك فسلم عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وضحك إلي ثم التفت اليك فقال لك : يا زبير إنك تقاتل علياً وأنت له ظالم؟ قال :

ص: 407

اللّهم نعم ، قال علي عليه السلام : فعلى م تقاتلني؟ قال الزبير : نسيتها واللّه لو ذكرت ما خرجت اليك ولا قاتلتك (الخ).

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[أحدها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 7 ص 27) قال : عن مطرف قلنا للزبير : يا أبا عبد اللّه ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه ، فقال الزبير : إنا قرأناها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ( وَاِتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) لم نكن نحسب أنّا أهلها حتى وقعت فينا ، قال : رواه أحمد باسنادين ، ورجال أحدهما رجال الصحيح.

[ثانيها] ما ذكره ابن عبد البر في استيعابه (ج 1 ص 207) في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه ، قال : ثم شهد طلحة بن عبيد اللّه يوم الجمل محاربا لعلي عليه السلام فزعم بعض أهل العلم أن علياً عليه السلام دعاه فذكره أشياء من سوابقه وفضله فرجع طلحة عن قتاله على نحو ما صنع الزبير واعتزل في بعض الصفوف فرمى بسهم فقطع من رجله عرق النساء فلم يزل ينزف حتى مات.

[ثالثها] ما ذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضٰانَ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ ) في سورة البقرة (قال) وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الصلاة المكتوبة إلى الصلاة التي تليها كفارة ، والجمعة إلى الجمعة التي تليها كفارة ما بينهما ، والشهر إلى الشهر - يعني شهر رمضان إلى شهر رمضان - كفارة ما بينهما إلا من ثلاث الإشراك باللّه ، وترك السنة ، ونكث الصفقة ، فقلت : يا رسول اللّه ، أما الإشراك باللّه فقد عرفناه فما نكث الصفقة وترك السنة؟ قال : أما نكث الصفقة فان تبايع رجلاً بيمينك ثم تخالف اليه فتقاتله بسيفك وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة .

ص: 408

[رابعها] ما ذكره العسقلاني في فتح الباري ج 16 ص 168 (قال) واخرج الشافعي من رواية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام) قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحداً اكرم غلبة من ابيك يعني علياً (عليه السلام) ما هو الا ان ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح.

ص: 409

باب : في نهي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عائشة عن قتال علي عليه السّلام وإخبارها أنها تنبحها كلاب الحوأب فقاتلت وندمت

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن أم سلمة قالت : ذكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال : أنظري يا حميراء أن لا تكونى أنت (الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 84] قال : عن طاووس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه : أيتكن تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إياك يا حميراء ، قال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ، قال : وسنده صحيح.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 3 ص 485] روى بسنده عن الزهري قال : بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي عليه السلام بذى قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر ، فسمعت عائشة نباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟ فقالوا : الحوأب (1) فقالت : إنا للّه وإنا اليه راجعون إني لهيه قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وعنده نساؤه - ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ فأرادت الرجوع فأتاها عبد اللّه بن

ص: 410


1- الحوأب منزل بين البصرة ومكة.

الزبير فزعم أنه قال : كذب من قال : إن هذا الحوأب ولم يزل حتى مضت فقدموا البصرة (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 120] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال : لما بلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟ قالوا : الحوأب قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال الزبير : لا بعد تقدمى ويراك الناس ويصلح اللّه ذات بينهم ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب (قال العسقلاني) في فتح الباري (ج 16 ص 165) اخرج هذا احمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 97] روى بسنده عن قيس ابن أبي حازم إن عائشة قالت - لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب - فقالت : ما أظنني إلا راجعة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى اللّه عز وجل أن يصلح بك بين الناس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 234) قال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.

[الإصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 111] في ترجمة سلمى بنت مالك بن حذيفة ، قال : وكانت سلمى سبيت فأعتقتها عائشة ودخل بها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهى عندها فقال : إن إحداكن تستنج كلاب الحوأب.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 234] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت؟ قال : رواه البزار ورجاله ثقات (اقول) وذكره

ص: 411

العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 وقال رواه البزار ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 8 ص 289] قال : وعن عائشة قالت : كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عنده يوماً إلى الليل (وساق الحديث إلى أن قال) قالت : وفي ذلك اليوم قال : كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 83] قال : عن عائشة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لأزواجه : أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟ فلما مرت عائشة ببعض مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب عليها ، فسألت عنه فقيل لها : هذا ماء الحوأب فوقعت وقالت : ما أظننى إلا راجعة ، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال ذات يوم : كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ قيل لها : يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 745] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت؟ قال ابن عبد البر : وهذا الحديث من إعلام نبوته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة] في توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة (ص 55) قال : فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة نبحها كلاب الحوأب فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا؟ قال : هذا ماء الحوأب ، فقالت : ما أرانى إلا راجعة قال : ولم؟ قالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لنسائه : كأنى باحداكن قد نبحتها كلاب الحوأب وإياك أن تكونى أنت يا حميراء ، فقال لها محمد بن طلحة : تقدمي رحمك اللّه ودعي هذا القول ، وأتى عبد اللّه بن الزبير فحلف

ص: 412

لها باللّه لقد خلفتيه أول الليل ، وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 81] في قصه أهل الجمل ، قال : ونقل غير واحد أنهم مروا بمكان اسمه الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة : أي ماء هذا؟ قيل : هذا ماء الحوأب فصرخت وقالت : إنا للّه وإنا اليه راجعون سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وعنده نساؤه - ليت شعرى أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت : ردونى ، فأناخوا يوماً وليلة وقال لها عبد اللّه بن الزبير : إنه كذب - يعني ليس هذا ماء الحوأب - ولم يزل بها وهى تمتنع فقال : النجا النجا فقد أدرككم علي بن أبي طالب ، فارتحلوا ونزلوا على البصرة (القصة).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن هشام وقيس عن عائشة قالت : وددت إني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير (فتح الباري) في شرح البخاري ج 16 ص 165 (قال) واخرج الطبراني من طريق محمد بن قيس قال ذكر لعائشه يوم الجمل قالت والناس يقولون يوم الجمل قالوا نعم قالت وردت إني جلست كما جلس غيري فكان احب إلي من ان اكون ولدت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 2 ص 48] روى بسنده عن أبي الضحى قال : حدثني من سمع عائشة تقرأ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) فتبكي حتى تبل خمارها.

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 56] روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : حدثني من سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) بكت حتى تبل خمارها.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 9 ص 185] روى بسنده عن

ص: 413

هشام بن عروة عن أبيه قال : ما ذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قط إلا بكت حتى تبل خمارها وتقول : يا ليتنى كنت نسياً منسياً ، قال الخطيب : قال سفيان : النسي المنسي الحيضة الملقاه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 112] قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة قال : فذكر الحديث (إلى أن قال) قالتا : فاخبرينا عن علي (عليه السلام) قالت : عن أي شيء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم موضعاً فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء ، قال : رواه أبو يعلى.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 3 ص 548] روى بسنده عن أبي يزيد المديني يقول : قال عمار بن ياسر لعائشة - حين فرغ القوم - : يا أم المؤمنين ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد اليك؟ قالت : أبو اليقظان؟ قال : نعم ، قالت : واللّه إنك ما علمت قوّال بالحق ، قال : الحمد للّه الذي قضى لي على لسانك.

[ثم] إن هاهنا حديثين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب.

[أحدهما] ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج 6 ص 393) روى بسنده عن أبي رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلى ابن أبي طالب (عليه السلام) إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر ، قال : أنا يا رسول اللّه؟ قال : نعم ، قال : أنا؟ قال : نعم ، قال : فأنا أشقاهم يا رسول اللّه قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 وقال اخرجه احمد والبزار بسند حسن. وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 410) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده والطبراني عن أبى

ص: 414

رافع ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 234) وقال : أخرجه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.

[ثانيهما] ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب كتاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى كسرى وقيصر ، وفي كتاب الفتن قال : حدثنا عثمان بن الهيثم ، حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال : لقد نفعني اللّه بكلمة سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال : لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، (أقول) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه في أبواب الفتن مسنداً عن أبي بكرة قال : عصمني اللّه بشى سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، لما هلك كسرى قال : من استخلفوا؟ قالوا : ابنته فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة قال : فلما قدمت عائشة - يعني البصرة - ذكرت قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : فعصمني اللّه به (انتهى) ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 2) في النهى عن استعمال النساء في الحكم ، ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 118 وج 4 ص 219 وص 524) ورواه جمع كثير أيضاً من أئمة الحديث غير من ذكرناهم لا حاجة إلى استقصاء الجميع.

ص: 415

باب : في أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) نساءه بلزوم البيت

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 150] روى بسنده عن عطاء بن يسار إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لأزواجه : أيتكن اتقت اللّه ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة.

[الطبقات أيضاً ج 8 ص 150] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لنسائه في حجة الوداع : هذه ثمّ ظهور الحصر قال : وكن يحججن كلهن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش قالتا : لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 464) في ترجمة زينب بنت جحش.

[الطبقات أيضاً ج 8 ص 150] روى بسنده عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه في حجة الوداع : هذه الحجة ثم ظهور الحصر.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 110] روى بسنده عن واقد

ص: 416

ابن أبي واقد عن أبيه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه في حجته : هذه ثم ظهور الحصر ، (أقول) وقيل في الشرح : أي إنكن لا تعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحُصر ، جمع حصير الذي يبسط في البيوت (انتهى) ، وذكر الحديث المذكور ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 11 ص 107).

[الهيثمي في مجمعه ج 3 ص 214] قال : وعن أم سلمة قالت : قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجة الوداع : هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت ، قال : رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بنحوه ، ورجال أبي يعلى ثقات.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 3 ص 214] قال : وعن ابن عمر إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما حج بنسائه قال : إنما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر ، قال : رواه الطبراني في الأوسط.

ص: 417

باب : في شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع علي (عليه السلام) بصفين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 104] روى بطريقين عن الحكم قال : شهد مع علي عليه السلام صفين ثمانون بدرياً وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة.

[الإصابة لابن حجر ج 4 ص 149] قال : وأسند ابن السكن من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن ابزى قال : شهدنا مع علي عليه السلام ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس صفين فقتل منا ثلاثمائة وستون.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : قال عبد الرحمن ابن ابزى شهدنا مع علي عليه السلام صفين في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر.

ص: 418

باب : فى كلام أفقه أهل الشام في فضل علي عليه السّلام

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 318] في ترجمة عبد الرحمن بن غنم الأشعرى ، قال : كان مسلما على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) وكان أفقه أهل الشام ، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذي عاتب أبا الدرداء وأبا هريرة بحمص إذ انصرفا من عند علي (عليه السلام) رسولين لمعاوية ، وكان فيما قال لهما : عجبا منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان علياً عليه السلام أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق وأن من رضيه خير ممن كرهه ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأى مدخل لمعاوية في الشورى ، ويذمهما على مسيرهما ، فتابا منه بين يديه (اقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ج 2 ص 402 وقال فيه واى مدخل لمعاويه في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافه وهو وابوه من رؤوس الاحزاب (قال) فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه.

ص: 419

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عماراً أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أهل الشام

[أقول] طرق قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية كثيرة جداً بل متواترة ، ولكنا نقتصر على ذكر مقدار مهم منها ولا حاجة إلى استقصاه الجميع بعد اشتهار الحديث بمثابة كاد أن يكون من الضروريات ، فنقول :

[صحيح البخاري في كتاب الصلاة] في باب التعاون في بناء المسجد روى بسنده عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فاذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار (قال) يقول عمار : أعوذ باللّه من الفتن ، (أقول) ورواه في كتاب الجهاد والسير أيضاً في باب مسح الغبار عن الناس باختلاف يسير في اللفظ.

[صحيح مسلم في كتاب الفتن] وأشراط الساعة ، في باب لا تقوم

ص: 420

الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكانه ، روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري قال : أخبرني من هو خير مني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار حين يحفر الخندق ، جعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية ، (اللغة) - قال ابن الأثير الجزرى في نهاية غريب الحديث بمادة (بأس) : «ومنه حديث عمار رضي اللّه عنه (بؤس ابن سمية) كأنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها».

[صحيح مسلم في الباب المتقدم] روى بطرق عديدة عن أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[صحيح الترمذي ج 2 في مناقب عمار] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، قال : وفي الباب عن أم سلمة وعبد اللّه بن عمر وأبي اليسر وحذيفة.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن خالد العربى قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد اللّه حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : دوروا مع كتاب اللّه حيثما دار فقلنا : فاذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال : انظروا الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها فانه يدور مع كتاب اللّه ، قلت : ومن ابن سمية؟ قال : أوَ ما تعرفه؟ قلت : بينه لي ، قال : عمار بن ياسر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق ، قال الحاكم : هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 385] روى بسنده عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً ، وشهد

ص: 421

صفين ، قال : أنا لا أضل أبداً بقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتلك الفئة الباغية ، قال : فلما قتل عمار قال خزيمة : قد حانت لي الضلالة ثم أقرب ، وكان الذي قتل عماراً أبو غادية المزني بالرمح فسقط فقاتل حتى قتل ، وكان يومئذٍ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع كبّ عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : واللّه إن يختصمان إلا في النار ، فقال عمرو : هو واللّه ذاك ، واللّه إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة ، (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 185) وقال فيه : قد بانت لي الضلالة واقترب فقاتل حتى قتل (الحديث) (ورواه) ابن الاثير أيضاً في أُسد الغابة ج 4 ص 47 (وابن حجر) في اصابته ج 2 ص 111 (وفي تهذيب التهذيب) ج 3 ص 140 مختصراً.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 386] روى بسنده عن محمد ابن عمرو بن حزم قال : لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو ابن العاص فقال : قتل عمار وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقام عمرو فزعاً حتى دخل على معاوية فقال له معاوية : ما شأنك؟ فقال : قتل عمار بن ياسر قال : فماذا؟ فقال عمرو : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقال له معاوية : أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه ، جاؤا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا (قال الحاكم) صحيح على شرطهما - يعني على شرط الشيخين البخاري ومسلم - ولم يخرجاه بهذه السياقة ، (أقول) وسيأتي جواب علي عليه السلام لمعاوية فقال : إن كنت قتلته فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 387] روى بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا صفين فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء ، فرأيت أربعة يسيرون ، معاوية ابن أبي

ص: 422

سفيان ، وأبو الأعور السلمي ، وعمرو بن العاص ، وابنه ، فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول لأبيه عمرو : قد قتلنا هذا الرجل وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ما قال ، قال : أي الرجل؟ قال : عمار بن ياسر أما تذكر يوم بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المسجد فكنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل لبنتين لبنتين وأنت ممن حضر ، قال : أما إنك ستقتلك الفئة الباغية وأنت لمن أهل الجنة؟ فدخل عمرو على معاوية فقال : قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، فقال : اسكت فو اللّه ما تزال تدحض في بولك ، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا ، (أقول) قد أشير آنفا إلى جواب علي عليه السلام عن ذلك وسيأتي أيضاً تفصيله ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 28) بنحو أبسط :

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 161] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث قال : إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص ، قال : فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص : يا أبت ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة (1) أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (أقول) قد عرفت الجواب عن ذلك فلا تغفل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 164] روى بسنده عن حنظلة ابن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية إذ جاء رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد اللّه بن عمرو : ليطب

ص: 423


1- هنة جمعه هنات وهي خصال الشر ، قال الجزري في النهاية بمادة (دحض) : «وفي حديث معاوية قال لابن عمرو : لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ، أي تزلق ويروى بالصاد (المهملة) أي تبحث فيها برجلك».

به أحدكما نفساً لصاحبه فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، قال معاوية : فما بالك معنا؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 197] روى بسنده عن عمرو ابن دينار عن رجل من أهل مصر يحدث أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 289] روى بسنده عن أم سلمة قالت : ما نسيت قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو يقول : اللّهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ، قال : فرأى عماراً فقال : ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية (الحديث).

[مسند أبي داود الطيالسى ج 3 ص 90] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الهذيل العنزى إن عماراً كان ينقل معهم - يعني الصخر - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 172] روى بسنده عن زيد قال : كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فعدوا عليه فضربوه فجلس في بيته فجاءه عثمان بن عفان يعوده فخرج عثمان فقام حتى صعد المنبر فقال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية قاتلك في النار.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين (وساق الحديث) إلى أن قال أبو أيوب : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق

ص: 424

معك يا عمار بن ياسر (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب علي عليه السلام أمره النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فراجع.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 5 ص 315] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار (تاريخ بغداد) أيضاً ج 2 ص 282 (روى بسنده) عن ابن سعيد قال حدثني من هو خير مني ابو قتادة ان النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال لعمار تقتله الفئة الباغية.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 7 ص 414] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 177] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال : فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقول : يا نار كونى بردا وسلاما على عمار كما كنت على ابراهيم ، تقتلك الفئة الباغية.

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 179] روى بسنده عن عبد اللّه ابن أبي الهذيل قال : لما بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مسجده جعل القوم يحملون وجعل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل هو وعمار فجعل عمار يرتجز ويقول : (نحن المسلمون نبتني المساجدا) وجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : المساجدا ، وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم : ليموتن عمار اليوم فسمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنفض لبنته وقال : ويحك - ولم يقل ويلك - يابن سمية تقتلك الفئة الباغية

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 181] روى بسنده عن هني مولى

ص: 425

عمر بن الخطاب قال : كنت أول شيء مع معاوية على علي عليه السلام فكان أصحاب معاوية يقولون : لا واللّه لا نقتل عماراً أبداً إن قتلناه فنحن كما يقولون فلما كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى فاذا عمار بن ياسر فقال هنى : فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت : أبا عبد اللّه قال : ما تشاء؟ قلت : أنظر أكلمك ، فقام إلي فقلت عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تقتله الفئة الباغية ، فقلت : هوذا واللّه مقتول ، فقال : هذا باطل ، فقلت : بصر عينى به مقتول قال : فانطلق فأرنيه فذهبت به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه ثم أعرض في شق وقال : إنما قتله الذي خرج به (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك وستعرفه أيضاً قريباً.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 143] في ترجمة ذي الكلاع قال : ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين وقتل فيها ، قيل : إن معاوية سرّه قتله وذلك أنه بلغه أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر : تقتله الفئة الباغية فقال لمعاوية وعمرو ما هذا وكيف نقاتل علياً وعماراً؟ فقالا : إنه يعود الينا ويقتل معنا فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار ، قال معاوية : لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إلى علىّ.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 217] قال : روى الزهري عن أبي السرو عن زياد القرد إنه سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة في قتل عمار بن ياسر ص 106] قال : ثم قال عمار : اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، ثم حمل عمار وأصحابه فالتقى عليه رجلان فقتلاه وأقبلا برأسه إلى معاوية يتنازعان كل يقول : أنا قتلته فقال لهما عمرو بن العاص : واللّه إن تتنازعان إلا في النار سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، فقال

ص: 426

معاوية : قبحك اللّه من شيخ فما تزال تزلق في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (الخ) ، (أقول) تقدم الجواب عن ذلك ويأتي.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 4 ص 125] في ترجمة اسماعيل ابن عبد الرحمن الأنصاري قال : روى الباوردي من طريق عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار عن أبي سهيل بن مالك عن اسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الرياض النضرة ج 1 ص 14] ذكر حديثاً طويلاً عن زيد بن أبي أوفى في المؤاخاة بين الأصحاب (إلى أن قال) ثم دعا - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - عمار بن ياسر وسعدا وقال : يا عمار تقتلك الفئة الباغية (الحديث).

[نور الأبصار للشبلنجى ص 89] قال : وفي عقائد الشيخ أبي اسحاق الفيروز آبادي إن عمرو بن العاص كان وزير معاوية فلما قتل عمار بن ياسر أمسك عن القتال وتابعه على ذلك خلق كثير ، فقال له معاوية : لم لا تقاتل؟ قال : قد قتلنا هذا الرجل وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فدل على أنا نحن بغاة ، قال له معاوية : أمسك فو اللّه لا تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا (قال) وفي رواية قال : قتله من أرسله الينا يقاتلنا وإنما دفعنا عن أنفسنا فقتل ، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال : إن كنت قتلته أنا فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[أقول] بل لو كان علي عليه السلام قد قتل عماراً حين أرسله إلى معاوية فاللّه جل وعلا قد قتل جملة من أنبيائه حيث أرسلهم إلى الكفار ليدعوهم إلى الإيمان ، قال اللّه تبارك وتعالى : ( أَفَكُلَّمٰا جٰاءَكُمْ رَسُولٌ بِمٰا لاٰ تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ اِسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) . (1)

ص: 427


1- في سورة البقرة.

[كنز العمال ج 7 ص 72] قال عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم والمسلمين - لما أخذوا في حفر الخندق - جعل عمار بن ياسر يحمل التراب والحجارة في الخندق فيطرحه على شفيره وكان ناقهاً من مرض صائماً فأدركه الغشى فأتاه أبو بكر فقال : أربع على نفسك يا عمار فقد قتلت نفسك وأنت ناقه من مرض ، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قول أبي بكر فقام فجعل يمسح التراب عن رأس عمار ومنكبه وهو يقول : يزعمون أنك ميت وأنت قد قتلت نفسك كلا واللّه ، (وفي لفظ لا واللّه) ما أنت بميت حتى تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن عمار بن ياسر قال : قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية آخر زادك من الدنيا ضياح لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن مولاة لعمار بن ياسر قالت : اشتكى عمار فغشى عليه فقال : أتخشون أن أموت على فراشي ، أخبرني حبيبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه تقتلنى الفئة الباغية ، وأن آخر زادى من الدنيا مذقة من لبن ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن كعب بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر - وهو ينقل التراب من الخندق - تقتلك الفئة الباغية وآخر شرابك ضياح من لبن ، وفي لفظ وآخر زادك من الدنيا ضيح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن خالد بن الوليد عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة وكانت تمرّض عماراً قالت : جاء معاوية إلى عمار

ص: 428

يعوده فلما خرج من عنده قال : اللّهم لا تجعل منيته بأيدينا فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن أبي امامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن أبي قتادة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار - ومسح التراب عن رأسه - بؤساً لك ابن سمية تقتلك فئة باغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن أبي بكر بن حفص قال : سمعت اليسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن عائشة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أخذ في بناء المسجد جعل الناس ينقلون حجراً حجراً وعمار حجرين ، فمسح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يده على ظهر عمار فقال : اللّهم بارك في عمار ، ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن الحسن قال : لما قدم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المدينة قال : إبنوا لنا مسجداً ، قالوا : كيف يا رسول اللّه؟ قال : عرش كعرش موسى ، إبنوا لنا بلبن ، فجعلوا يبنون ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعاطيهم اللبن وعلى صدره ماء وتراب

ص: 429

حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قال : بلى ، قال : فلم قتلتموه؟ قال : واللّه ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك من علي عليه السلام فلا تغفل.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 297] قال : وعن حذيفة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وضرب جنب عمار - قال : إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق ، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن ، قال : رواه الطبراني.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 155) ولفظه : يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذٍ فليس مني ، قال : أخرجه ابن عساكر عن عمار بن ياسر - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 4 ص 20) مسنداً عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إنك أو لعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 184) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر (وفي ج 7 ص 75) وقال : أخرجه ابن عساكر عن مجاهد عن أسامة بن شريك ، وقال مرة أسامة بن زيد وزاد في آخر الحديث : قاتله وسالبه في النار (وفي ج 7 ص 75 ثانياً) وقال : عن مجاهد قال : رآهم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهم يحملون الحجارة على عمار وهو يبني المسجد الحرام فقال : ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وذلك فعل الأشقياء (قال) وفي لفظ : دأب الأشقياء الفجار ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 430

[ومنها] ما رواه ابن سعد في الطبقات (ج 3 القسم 1 ص 188) مسنداً عن الحسن قال : قال عمرو بن العاص : إني لأرجو ألا يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلاً فيدخله اللّه النار ، قال : فقالوا : قد كنا نراه يحبك وكان يستعملك قال : فقال : اللّه أعلم أحبني أم تألفنى ، ولكنا كنا نراه يحب رجلاً ، قالوا : فمن ذاك الرجل؟ قال : عمار بن ياسر ، قالوا : فذاك قتيلكم يوم صفين ، قال : قد واللّه قتلناه ورواه بطريق آخر قال فيه : قال : صدقتم واللّه لقد قتلناه.

[ومنها] ما ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 5 ص 267) في ترجمة أبي الغادية الجهنى قال : روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال : بينا الحجاج جالسا إذ أقبل رجل مقارب الخطو فلما رآه الحجاج قال : مرحبا بأبى غادية وأجلسه على سريره وقال : أنت قتلت ابن سمية؟ قال : نعم ، قال : كيف صنعت؟ قال : صنعت كذا حتى قتلته ، فقال الحجاج لأهل الشام : من سره أن ينظر إلى رجل عظيم الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ثم ساره أبو غادية يسأله شيئاً فأبى عليه ، فقال أبو غادية : نوطىء لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا ويزعم إني عظيم الباع يوم القيامة (إلى أن قال) واللّه لو أن عماراً قتله أهل الأرض لدخلوا النار.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 142) مسنداً عن أبي المليح الأنصاري عن علي عليه السلام قال : ذكرت للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عماراً فقال : أما إنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن.

[ومنها] ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج 4 ص 89) مسنداً عن خالد بن الوليد قال : كان بينى وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول ، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : فجعل يغلظ له ولا يزيد إلا غلظة ، والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساكت لا يتكلم فبكى

ص: 431

وهويقول : اللّهم إن العيش عيش الأخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فمرّ عمار بن ياسر فجعل النبي صلى اللّه عليه واله وسلم ينقض التراب عن راسه ويقول : ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال عن سعيد بن جبير قال كان عمار بن ياسر ينقل التراب والحجارة الي المسجد فاتى رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم فقيل له : مات عمار وقع عليه حجر قتله فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما مات عمار تقتله الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] : قال عن ابن مسعود قال : لا نسيت يوم الخندق والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يناولهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو ينادي : ألا إن الخير خير الاخره فاغفر للأنصار والمهاجرة فجاء عمار بن ياسر فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ويح عماراً وويح ابن سمية تقتله الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 240] قال : وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال شهدنا مع علي عليه السلام صفين (وساق الحديث الى أن قال) فكان عمار ياسر علماً لا صحاب محمد صلى اللّه عليه واله وسلم لايسلك وادياً من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (واله) وسلم فانتهينا الى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال: ما لك هاشم أعور وجبنا لاخير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:

أعور يبغي أهله محلا *** قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفل أو يفلا

فقال له عمار أقبل فإن الجنة تحت الأبارقة وقد تزين الحور العين مع محمد صلى اللّه عليه واله وسلم حزبه في الرفيق الاعلى ، فما رجعا حتى

ص: 432

قتلا (إلى أن قال) فسمعت عبد اللّه بن عمر ويقول لأبيه : يا أبت قد قتلنا هذا الرجل قد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، قال : وأي رجل؟ قال عمار بن اسر أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - يوم بناء المسجد ونحن نحمل لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين - وأنت ترحض : أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وانت من أهل الجنة (فساق الحديث على نحو ما تقدم في صدر الباب من الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 87) ثم قال : رواه الطبراني واحمد باختصار وابو يعلى بنحو الطبراني والبزار قال : ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.

[أقول] قوله وأنت ترحض أما إنه ستقتلك (الخ) من كلام النبي صلى اللّه عليه واله وسلم لعمار ، وانت ترحض أي محموم فهو بالراء والحاء المهملة والضاد المعجمة.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 242] قال وعن عمار بن ياسر قال ضرب رسول اللّه عليه (وآله) وسلم في خاصرتي فقال : خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 296] قال وعن أبي رافع قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 296] قال : وعن حبة قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبة ان رسول اللّه عليه واله وسلم قال تقتل عماراً الفئة الباغية وصدقة لآخر قال رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 س 297] قال : وعن عبد اللّه بن الحارث إن عمرو بن العاص قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول اللّه عليه (وآله) وسلم يقول حين كان يبنى المسجد لعمار: إنك

ص: 433

عمار وقال : يا رسول اللّه ألا تراه؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رأسه وقال : من عادى عماراً عاداه اللّه ، ومن أبغض عماراً أبغضه اللّه قال : فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عما فلقبته فرضى ، قال عبد اللّه - وهو ابن أحمد بن حنبل - سمعته مر أبي مرتين (أقول) ورواه في (ص 90) أيضاً وزاد فيه : ومن يسبه يسبه اللّه.

[ومنها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 88) قال : روى مسنداً عن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن العاص على فراشه فجلس شداد بينهما وقال : هل تدريان ما يجلسنى بينكما؟ لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إذا رأيتموهما جميعاً ففرقوا بينهما فو اللّه ما اجتمعا إلا على غدره فأحببت أن أفرق بينكما ، قال : أخرجه ابن عساكر ، (أقول) وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 7 ص 248) وقال : أخرجه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 121] قال : وعن ابن عباس قال : سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صوت رجلين وهما يتغنيان (إلى أن قال) فسأل عنهما فقيل له : معاوية وعمرو بن أبي العاصى ، فقال : اللّهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 3 ص 311) وقال : عن أبي برزة قال : تغنى معاوية وعمرو بن العاص فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار ، وقال أيضاً في (ص 311) عن أبي هريرة قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمع صوت غناء فاذا عمرو ومعاوية يتغنيان فقال : أركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً.

ص: 434

باب : فيمن لحق بعلي عليه السّلام يوم صفين لأجل عمار وأويس

[الإصابة لابن حجر ج 3 ص 38] في ترجمة زبيد بن عبد الخولانى قال : له إدرك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي عليه السلام قال ابن حجر : ذكره ابن يونس ومن تبعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 47] في ترجمة عمار بن ياسر قال : وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً وشهد صفين ولم يقاتل وقال : لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فلما قتل عمار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل (الحديث) ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 2 ص 111) وفي تهذيب التهذيب (ج 3 ص 140) مختصراً.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 402] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : لما كان يوم صفين نادى منادٍ من أصحاب معاوية أصحاب على

ص: 435

عليه السلام : أفيكم أويس القرني؟ قالوا : نعم فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : خير التابعين أويس القرني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 2 ص 896) وقال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرنى؟ قال : قلنا : نعم وما تريد منه؟ قال : إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أويس القرنى خير التابعين بإحسان ، وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي عليه السلام ، ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 6 ص 112) ورواه غير هؤلاء أيضاً من أئمة الحديث.

ص: 436

باب : إن عبد اللّه بن عمر يتأسف لانه لم يقاتل الفئة الباغية

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 115] روى بسنده عن شعيب بن أبي حمزة القرشى عن الزهري عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد اللّه بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال : يا أبا عبد الرحمن إني واللّه لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدى بك في أمر فرقة الناس واعتزال الشر ما استطعت ، وإني أقرأ آية من كتاب اللّه محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرنى عنها ، أرأيت قول اللّه عز وجل : ( وَإِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى اَلْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اَللّٰهِ فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ ) أخبرني عن هذه الآية ، فقال عبد اللّه : ما لك ولذلك ، انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده وأقبل علينا عبد اللّه بن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من شيء في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي إني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى اللّه عز وجل ، قال الحاكم : هذا باب كبير رواه عن عبد اللّه ابن عمر جماعة من كبار التابعين ، وإنما قدمت حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واقتصرت

ص: 437

عليه لأنه صحيح على شرط الشيخين.

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 1 ص 136] روى بسنده عن سعيد ابن جبير قال : لما أصاب ابن عمر (وساق الحديث إلى أن قال) قال ابن عمر ما آسي من الدنيا إلا على ثلاث ، ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

[الطبقات أيضاً ج 4 القسم 1 ص 137] روى بسنده عن حبيب ابن أبي ثابت قال : بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه أنه قال : ما أجدني آسي على شيء من أمر الدنيا إلا إني لم أقاتل الفئة الباغية ، (أقول) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 33) ثم قال : وقال الشعبى : ما مات مسروق حتى تاب إلى اللّه تعالى من تخلفه عن القتال مع علي عليه السلام.

[الهيثمي في مجمعه ج 3 ص 182] قال : وعن ابن عمر قال : ما آسي على شيء فاتني إلا الصوم والصلاة ، وتركي الفئة الباغية ألا أكون قاتلتها واستقالتي علياً عليه السلام البيعة ، قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 242] قال : وعن ابن عمر إنه قال : ما آسى على شيء إلا إني لم أقاتل مع علي (عليه السلام) الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر ، قال : وفيه دليل على صحة خلافته عندهم.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 307] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : سمعت ابن عمر يقول : ما آسي على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي (عليه السلام).

ص: 438

باب : إنّ عبد اللّه بن عمرو بن العاص يتأسف لانه كان مع الفئة الباغية

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 2 ص 12] روى بسنده عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد اللّه بن عمرو : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت إني مت قبله بعشر سنين ، أما واللّه على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئاً من ذلك ، قال : قال نافع : حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 371] في ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص روى بسنده عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه كان يقول : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، واللّه لوددت إني مت قبل هذا بعشر سنين ، ثم يقول : أما واللّه ما ضربت فيها بسيف ، ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولوددت إني لم أحضر شيئاً منها وأستغفر اللّه عز وجل من ذلك وأتوب اليه ، إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذٍ فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية وجعل يستغفر اللّه ويتوب اليه.

ص: 439

باب : في وجوب ملازمة علي عليه السّلام وعمارعند الفتنة والاختلاف

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 287] في ترجمة أبي ليلى الغفارى ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ليلى الغفارى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ستكون بعدي فتنة ، فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فانه أول من يرانى ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 7 ص 167) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه أبو نعيم عن أبي ليلى الغفاري.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 305] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) ثم أخذ

ص: 440

بيدي - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حقاً على اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء ، قال : أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين (وساق الحديث إلى أن قال أبو أيوب) وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت ذاك مع الحق والحق معك ، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ، فانه لن يدليك في سدى ولن يخرجك من هدى الحديث ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال فيه : لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى ، قال : أخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن أبي أيوب.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 236] ذكر حديثاً عن زيد بن وهب عن حذيفة في الفتنة قال فيه زيد لحذيفة : فقلنا : يا أبا عبد اللّه وإن ذلك لكائن؟ فقال بعض أصحابه يا أبا عبد اللّه فكيف نصنع إن أدركنا ذلك؟ قال : أنظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي عليه السلام فالزموها فانها على الهدى قال : رواه البزار ورجاله ثقات (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري (ج 16 ص 165) بنحو ابسط فقال واخرج البزار من طريق زيد بن وهب قال بينا نحن نحول حول حذيفة اذ قال كيف انتم وقد خرج اهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف قلنا يا ابا عبد اللّه فكيف نصنع اذا ادركنا ذلك قال انظروا الى الفرقة التي تدعو الى امر علي بن ابي طالب (عليه السلام) فانها على الهدى.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن خالد العرني قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد اللّه حدثنا ما

ص: 441

سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الفتنة؟ قال : حذيفة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : دوروا مع كتاب اللّه حيثما دار فقلنا : فاذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال : انظروا الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها فانه يدور مع كتاب اللّه ، قلت : ومن ابن سمية؟ قال : أو ما تعرفه؟ قلت : بينت لي ، قال : عمار بن ياسر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق ، قال الحاكم : هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 243] قال : وعن سيار أبي الحكم قال : قالت بنو عبس لحذيفة : إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا؟ قال : آمركم أن تلزموا عماراً ، قالوا : إن عماراً لا يفارق علياً (عليه السلام) قال : إن الحسد هو أهلك الجسد ، وإنما ينفركم من عمار قربه من علي (عليه السلام) فو اللّه لعلي (عليه السلام) أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب ، وإن عماراً لمن الأحباب وهو يعلم أنهم إن لزموا عماراً كانوا مع علي عليه السلام قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 243] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق ، ابن سمية هو عمار ، قال : رواه الطبراني.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة - حين احتضر وقد ذكر الفتنة - إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال : عليكم بابن سمية فانه لن يفارق الحق حتى يموت (أو قال : فانه يدور مع الحق حيث دار).

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 405) قال : عن عبد اللّه بن يحيى قال : سمعت علياً (عليه السلام) يقول : ما ضللت ولا ضل بي ، وما نسيت ما

ص: 442

عهد إلي وإني لعلى بينة من ربي بيّنها لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبيّنها لي ، وإني لعلى الطريق ، قال : أخرجه العقيلي وابن عساكر.

ص: 443

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الخوارج وأنهم يخرجون على خير فرقة من الناس وذكر ما جاء في فضل قتالهم وأنه يقتلهم أولى الطائفتين بالحق

[أقول] إن أحاديث هذا الباب متواترة جداً فوق الاحصاء ولكنا نقتصر على ذكر عمدتها ولا حاجة إلى استقصاء الجميع بعد تواترها واشتهارها (فنقول) :

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب علامات النبوة في الإسلام ، روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال : يا رسول اللّه إعدل فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، فقال عمر : يا رسول اللّه إئذن لي فيه فأضرب عنقه ، قال : دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (إلى أن قال) آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ، ويخرجون على خير فرقة من الناس (قال أبو

ص: 444

سعيد) فأشهد إني سمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت اليه على نعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الذي نعت.

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 43 وص 44) ومسلم في صحيحه في كتاب الزكاة ، باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها ، وابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج 2 ص 140) في ترجمة ذي الخويصرة التميمى عن أبي سعيد الخدري ، قال فيه : بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقسم قسماً - قال ابن عباس : كانت غنائم هوزان يوم حنين - إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج ، فقال : إعدل يا رسول اللّه (إلى آخر الحديث) ، ورواه أيضاً ابن جرير الطبري في تفسيره (ج 10 ص 109) وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 56) و (ص 65) وقال فيه : يقتلهم أولى الطائفتين باللّه ، والهيتمى في مجمعه (ج 6 ص 234) وقال في آخره : فقال علي (عليه السلام) أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم : نحن نعرفه هذا حرقوس وأمه هاهنا ، قال : فأرسل علي (عليه السلام) إلى أمه فقال : من هذا؟ فقالت : ما أدرى يا أمير المؤمنين إلا إني كنت أرعى غنما لي في الجاهلية بالربذة فغشينى شيء كهيئة الظلمة فحملت منه فولدت هذا ، قال : رواه أبو يعلى مطولا.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 263] ذكر حديثاً مسنداً عن عامر ابن سعد إن عماراً قال لسعد : ألا تخرج مع علي (عليه السلام)؟ أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول ما قال فيه؟ قال تخرج طائفة من أمتي يمرقون من الدين يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاث مرات ، قال : صدقت واللّه لقد سمعته ولكن أحببت العزلة.

[صحيح مسلم في كتاب الزكاة] في باب التحريض على قتل الخوارج روى بسنده عن عبيدة عن علي عليه السلام قال : ذكر الخوارج فقال : فيهم

ص: 445

مخدج اليد (1) أو مؤدن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : قلت : أنت سمعته من محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة.

[أقول] ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب ذكر الخوارج وأبو داود في صحيحه (ج 30) في باب قتال الخوارج ، وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 78) وفي غير هذه الصفحة أيضاً بطرق عديدة ، ورواه جمع آخرون أيضاً من أئمة الحديث غير المذكورين.

[صحيح مسلم في كتاب الزكاة] في باب التحريض على قتل الخوارج روى بسنده عن زيد بن وهب الجهني إنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي (عليه السلام) الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي (عليه السلام) : أيها الناس إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان

ص: 446


1- المخدج : بضم الميم وسكون الخاء المعجمة ثم الدال المهملة المفتوحة ثم الجيم هو ناقص اليد ، قال ابن الأثير الجزري في النهاية : «ومنه حديث ذي الثدية أنه مخدج اليد» و (المودن) بضم الميم وإسكان الواو وفتح الدال ثم النون ويقال : (مؤدن) بالهمزة وبتركه ، هو ناقص اليد ، ويقال أيضاً : ودين ، و (المئدون) بفتح الميم وثاء مثلثة ساكنة ثم الدال المهملة بعدها الواو والنون ، هو صغير اليد مجتمعها كثندوة الثدى ، وهى بفتح الثاء بلا همزة وبضمها مع الهمزة ، وكان أصله مثنود فقدمت الدال على النون كما قالوا : جبذب وجذب وعاث في الأرض وعثاً (أنظر شرح صحيح مسلم للنووى (ج 7 - ص 171) طبع القاهرة ، وانظر أيضاً نهاية ابن الأثير الجزري بمادة (ثدن) وبمادة (خدج) وبمادة (ودن).

نبيهم لا تكلوا على العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدى عليه شعرات بيض (إلى أن قال) وقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذٍ إلا رجلان ، فقال علي (عليه السلام) : التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه ، فقام علي عليه السلام بنفسه حتى أتى ناساً قد قتل بعضهم على بعض قال : أخرجوهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال : صدق اللّه وبلغ رسوله ، قال : فقام اليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين اللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : أي واللّه الذي لا إله إلا هو ، حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.

[أقول] ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه (ج 30) في باب قتال الخوارج ، وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 91) ، والبيهقي في سننه (ج 8 ص 170) ، وغير هؤلاء من أئمة الحديث.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 145] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال : أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر فقال : يا محمد إعدل ، قال : ويحك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، أو عند من تلتمس العدل بعدي (ثم قال) يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب اللّه وهم أعداؤه يقرؤن كتاب اللّه محلقة رؤوسهم فاذا خرجوا فاضربوا رقابهم (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن أبي بكرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن أقواما من أمتي أشدة ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن المأجور من قتلهم (قال الحاكم) : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 147] روى بسنده عن أنس بن مالك

ص: 447

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه (1) وهم شرار الخلق والخليفة ، طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى باللّه منهم ، قالوا : يا رسول اللّه ما سيماهم؟ قال : التحليق (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 ص 224).

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 154] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتاه مال فجعل يضرب بيده فيه فيعطى يميناً وشمالاً وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود ، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يضرب يده يميناً وشمالاً حتى نفد المال فلما نفد المال ولى مدبراً وقال : واللّه ما عدلت منذ اليوم ، قال : فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقلب كفه ويقول : إذا لم أعدل فمن يعدل بعدي؟ أما إنه ستمرق مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه حتى يرجع السهم على فوقه يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحسنون القول ويسيئون الفعل فمن لقيهم فليقاتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله أفضل الشهادة ، هم شر البرية بريء اللّه منهم ، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 88] روى بسنده عن أبي كثير مولى الأنصار قال : كنت مع سيدى مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم ، فقال على (عليه

ص: 448


1- فوق : بضم الفاء وسكون الواو ثم القاف : وفوق السهم موضع الوتر منه.

السلام) يا أيها الناس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه ، وإن آية ذلك أن فيهم رجلاً أسود مخدج اليد أحد يديه كثدى المرأة لها حلمة كحلمة ثدى المرأة ، حوله سبع هلبات (1) فالتمسوه فانى أراه فيهم ، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى فأخرجوه فكبر علي (عليه السلام) فقال : اللّه أكبر ، صدق اللّه ورسوله ، وإنه لمتقلد قوساً له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول : صدق اللّه ورسوله وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون.

[صحيح أبي داود ج 29] في باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 في ص 26 وص 32 وص 45 وص 48 وص 70 وص 82 وص 95) إلى غير ذلك من الصفحات ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه في (ص 42 وص 43) بطرق عديدة.

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 2 ص 36] روى بسنده عن سعيد ابن جمهان قال : كنا نقاتل الخوارج مع عبد اللّه بن أبي أوفى قال : فلحق غلام له بهم فناديناه - وهو من ذلك الشط - يا فيروز هذا مولاك عبد اللّه ، قال : نعم الرجل هو لو هاجر ، فقال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو اللّه؟ قلنا يقول : نعم الرجل لو هاجر ، فقال : هجرة بعد هجرتي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثلاث مرات ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده

ص: 449


1- الهلبات جمع هلبة وهى الشعرة.

(ج 4 ص 357).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 186] روى بسنده عن زر إنه سمع علياً عليه السلام يقول : أنا فقأت عين الفتنة لولا أنا ما قتل أهل النهر وأهل الجمل ، ولولا أن أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذى قضى اللّه على لسان نبيكم صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لمن قاتلهم مبصراً ضلالتهم عارفاً للهدى الذي نحن فيه ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 48).

[حلية الأولياء أيضاً ج 6 ص 21] روى بسنده عن كعب قال : للشهيد نوران ولمن قتله الخوارج ثمانية أنوار ، ولقد خرجوا على نبي اللّه داود عليه السلام في زمانه.

[حلية الأولياء أيضاً ج 7 ص 31] في تكملة سفيان الثورى ، روى بسنده عن علي بن قادم قال : سمعت سفيان يقول : ما قاتل علي (عليه السلام) أحداً إلا كان علي أولى بالحق منه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 159] روى بسنده عن نبيط بن شريط الأشجعي ، قال : لما فرغ علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري ومعه ستون - أو سبعون - من الأنصار قال : فبدأ بعائشة ، قال أبو قتادة فلما دخلت عليها قالت : ما وراءك؟ فأخبرتها إنه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم ، فقالت : ما كان معك من الوفد غيرك؟ قلت : بلى ستون أو سبعون قالت : أفكلهم يقول مثل الذي تقول؟ قلت : نعم ، قالت : قص عليّ القصة فقلت : يا أم المؤمنين تفرقت الفرقة وهم نحو من أثني عشر الفا ينادون لا حكم إلا اللّه ، فقال علي (عليه السلام) كلمة حق يراد بها باطل ، فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم اللّه وكتابه فقالوا : كفر عثمان وعلي وعائشة ومعاوية ، فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقاتلونا وولى منهم من ولى فقال علي (عليه السلام) : لا تتبعوا مولياً فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلي (عليه السلام) راكبها فقال : إقلبوا

ص: 450

القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي ، فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر واللّه ما كذبت ولا كذبت كنت مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد قسم فينا فجاء هذا فقال : يا محمد إعدل فواللّه ما عدلت منذ اليوم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، فقال عمر ابن الخطاب يا رسول اللّه ألا أقتله؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا دعه فان له من يقتله ، وقال : صدق اللّه ورسوله ، قال : فقالت عائشة : ما يمنعني ما بينى وبين علي أن أقول الحق ، سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم محفون شواربهم ، أزرهم إلى أنصاف سوقهم ، يقرؤن القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى اللّه تعالى ، قال : فقلت : يا أم المؤمنين فانت تعلمين هذا فلم كان الذي منك؟ قالت : يا أبا قتادة وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً وللقدر أسباب (الحديث).

[تاريخ بغداد أيضاً ج 7 ص 237] روى بسنده عن جابر قال : إني لشاهد علياً (عليه السلام) يوم النهروان لما أن عاين القوم قال لأصحابه : كفوا فناداهم أقيدونا بدم عبد اللّه بن خباب (قال) وكان عامل علي عليه السلام على النهروان ، قالوا : كلنا قتله ، فقال : اللّه أكبر ، قال : فقال لأصحابه : إرموا فرموا قال : فقال : إحملوا فحملوا فقتلهم ، ثم قال : إطلبوا المجدع (1) فطلبوه فلم يجدوه فقال : اطلبوه فانى واللّه ما كذبت ولا كذبت ، ثم قال : يا عجلان إئتنى ببغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأتاه بالبغلة فركبها ثم سار في القتلى فقال : اطلبوه ها هنا قال : فاستخرجوه من تحت القتلى في نهر وطين له عضيدة مثل الثدى تمدها فتمتد فتصير مثل الثدي وتتركها فتنخمص ، قال : اللّه أكبر واللّه لو لا أن تبطروا

ص: 451


1- كذا ولعل الصحيح المخدج ، بالخاء والجيم في آخره ، وقد تقدم معناه.

لجدثتكم ما وعدكم اللّه على لسان نبيكم لمن قاتلهم.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 239] قال : وعن عائشة إنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ - تعني أصحاب النهر - فقالوا : علي (عليه السلام) فقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يقتلهم خيار أمتي وهم شرار أمتي ، قال : رواه البزار ، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ، وفيه قصة

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 6 ص 239] قال : وعن علي (عليه السلام) قال : لقد علم أولو العلم من آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعائشة بنت أبي بكر فاسألوها إن أصحاب ذي الثدية ملعونون على لسان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الأمى (قال) وفي رواية أصحاب النهروان ، ثم قال : رواه الطبراني في الصغير والأوسط باسنادين.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 6 ص 241] قال : وعن جندب قال : لما فارقت الخوارج علياً (عليه السلام) خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوى كدوي النحل من قراءة القرآن ، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس ، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة (إلى أن قال) فانا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما حاذانى قال : تعوذ باللّه تعوذ باللّه يا جندب من شر الشك ، فجئت أسعى اليه ونزل فقام يصلى إذ أقبل رجل على برذون يقرب به ، فقال : يا أمير المؤمنين قال : ما شأنك؟ قال : ألك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك؟ قال : قد قطعوا النهر ، قال : ما قطعوه (إلى أن قال) ولا يقطعونه وليقتلن دونه ، عهد من اللّه ورسوله قلت : اللّه أكبر ثم قمت فأمسكت له الركاب فركب فرسه ثم رجعت إلى درعي فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره فقال لي : يا جندب قلت : لبيك يا أمير المؤمنين قال : أما أنا فأبعث اليهم رجلاً يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ، يا جندب أما إنه لا يقتل

ص: 452

منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم (إلى أن قال) فقتلت بكفي هذه - بعد ما دخلنى ما كان دخلنى - ثمانية قبل أن أُصلي الظهر وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وروى الدار قطني في سننه في كتاب الحدود (ص 343) حديثاً في الخوارج قال أيضاً في آخره : وقال - يعني علياً عليه السلام - واللّه لا يقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة (الحديث).

[كنز العمال ج 1 ص 92] قال : عن حاتم بن اسماعيل قال : كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام (إلى أن قال) وحدثني أبي عن أبيه عن علي عليه السلام أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إن الخوارج مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وهم يمسخون في قبورهم كلاباً ، ويحشرون يوم القيامة على صور الكلاب ، وهم كلاب النار ، قال : أخرجه السلفى ، (أقول) وسيأتي في الباب الآتى حديث من الزمخشري في الكشاف فيه تصريح بأن الخوارج هم كلاب النار (فانتظر).

[ثم] إن هاهنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في إصابته (ج 6 ص 348) قال : وأخرج الخطيب في تاريخه من طريق اسحاق بن ابراهيم بن حاتم بن اسماعيل المدني قال : كان أول قتيل قتل من أصحاب علي (عليه السلام) يوم النهروان رجل من الأنصار يقال له يزيد بن نويرة ، شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالجنة مرتين (الحديث).

ص: 453

بابٌ : في الآيات النازلة في ذمّ الخوارج

[تفسير ابن جرير الطبري ج 16 ص 27] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : سأل عبد اللّه بن الكوا علياً (عليه السلام) عن قوله : ( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) قال : أنتم يا أهل حروراء ، (أقول) ورواه بطريق آخر عن سلمة بن كهيل وقال فيه : ويلك أهل حروراء منهم.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 27] روى بسنده عن أبي الصهباء البكرى عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن ابن الكلوا سأله عن قول اللّه عز وجل : ( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً ) فقال علي (عليه السلام) : أنت وأصحابك.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 28] روى بسنده عن نافعٍ ابن جبير بن مطعم قال : قال ابن الكوا لعلى بن أبي طالب (عليه السلام) : ما الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟ قال : أنت وأصحابك.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 27] روى بسنده عن زاذان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنه سئل عن قوله : ( قل هل ننبئكم

ص: 454

بالأخسرين أعمالاً ) قال : هم كفرة أهل الكتاب (إلى أن قال) ثم رفع صوته فقال : وما أهل النهر منهم ببعيد.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً ) في سورة الكهف قال : وعن علي عليه السلام إن ابن الكوا سأله عنهم فقال : منهم أهل حروراء ، (أقول) وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير وقال : هم أهل حروراء.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) في سورة ابراهيم ، قال : وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والحاكم وصححه ، والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل علياً (عليه السلام) من الذين بدلوا نعمة اللّه كفراً؟ قال : هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر ، قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟ قال : منهم أهل حروراء.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( فَأَمَّا اَلَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمٰانِكُمْ فَذُوقُوا اَلْعَذٰابَ بِمٰا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) في سورة آل عمران ، قال : وعن أبي أمامة هم الخوارج ولما رآهم على درج دمشق دمعت عيناه ، ثم قال : كلاب النار ، هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء ، وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء ، فقال له أبو غالب : أشىء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : بل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غير مرة.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( رُبَمٰا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ ) في أول سورة الحجر ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن زكريا بن يحيى قال : سألت أبا غالب عن هذه الآية ( رُبَمٰا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ ) فقال : حدثني أبو أمامة عن رسول

ص: 455

اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز اللّه عن المسلمين وعن الأمة والجماعة قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين.

قد تمّ بحمد اللّه ومنّه الجزء الثانى ، وصلى اللّه على محمد

وآله الطاهرين ، ويليه الجزء الثالث ، وبه يتم

الكتاب ، وأوله الباب الرابع والستون

والمائة في عيش علي

عليه السلام

ص: 456

ص: 457

الفهرس

الموضوع / الصفحة

خطبة الكتاب... 7

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : علي وليكم من بعدى... 9

فى الاستدلال بحديث علي وليكم من بعدي على خلافة علي عليه السلام بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل... 14

إن قوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) نزلت في علي عليه السلام ... 19

فى الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السلام 24

فى أن علياً عليه السّلام خليفة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 26

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : يكون بعدي إثنا عشر خليفة... 30

فى الاستدلال بقول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : يكون بعدي إثنا عشر خليفة... 33

فى أن علياً عليه السّلام وصىّ النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 35

فى الاستدلال بحديث على وصيي على إمامة علي (عليه السلام)... 43

فى أن علياً (عليه السلام) وارث النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وأحق به من غيره... 45

فى الاستدلال بقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : على وارثى على إمامة علي عليه السلام... 49

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم الثقلين... 52

فى الاستدلال بحديث الثقلين على خلافة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل... 61

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ومثل باب حطة في بني إسرائيل 64

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أهل بيتي أمان لأمتى... 67

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي... 69

فى أن أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا يعذبهم اللّه تعالى... 73

ص: 458

فى بعض الآيات النازلة في فضل أهل البيت عليهم السلام... 75

فى جملة من فضائل أهل البيت عليهم السلام المتفرقة... 78

فيما جاء في حب أهل البيت عليهم السلام... 83

فى بعض أبيات الشافعي وغيره في حب أهل البيت عليهم السلام... 88

فيما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم... 91

فى أن علياً عليه السّلام الصديق الأكبر... 96

فى أن علياً عليه السلام خير البشر... 100

فى أن علياً عليه السلام وشيعته خير البرية... 103

فى أن علياً عليه السلام وشيعته هم الفائزون... 104

فى أن من أطاع علياً عليه السلام فقد أطاع اللّه... 106

فى أن علياً عليه السّلام حجة اللّه... 108

فى أن علياً (عليه السلام) سيد الأصحاب... 109

فى أن علياً (عليه السلام) سيد العرب... 110

فى أن علياً (عليه السلام) سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر... 112

المحجلين وفاروق الأمة ويعسوب الدين... 113

فى أن علياً (عليه السلام) سيد في الدنيا وسيد في الآخرة... 119

فى أن علياً (عليه السلام) مع الحق والحق مع علىّ... 122

فى أن علياً (عليه السلام) مع القرآن والقرآن مع على (عليه السلام)... 126

فى أن النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة وذكره عبادة... 128

فى أن علياً (عليه السلام) انتجاه اللّه... 132

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إن اللّه أدخل علياً وأخرجكم... 134

فى رد الشمس لعلىّ (عليه السلام) بدعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 135

فى بعض كرامات على (عليه السلام) وبعض دعواته المستجابة... 139

فى شباهة علي بالأنبياء وجبريل عليهم السلام... 144

فى أن بيت علي وفاطمة عليهما السلام من أفاضل بيوت الأنبياء (عليهم السلام)... 146

ص: 459

فى أن اللّه زوّج علياً (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام) وأمر نبيه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بذلك... 147

فى خطبة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عند تزويجه علياً من فاطمة (عليها السلام)... 150

فى جهاز علي وفاطمة عليهما السلام... 152

فى وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام... 155

فى زفاف علي وفاطمة عليهما السلام... 157

فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام... 164

فى أن اللّه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ... 167

فى أنه يحل للنبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولعلى (عليه السلام) أن يجنبا في المسجد... 174

فى نهى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الجمع بين اسمه وكنيته وترخيصه لعلي (عليه السلام) في ولده... 177

فى أن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في صلب على (عليه السلام)... 180

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يوم خيبر : إن علياً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله... 182

فى أن اللّه أذهب الحر والبرد والرمد والصداع عن على (عليه السلام) بدعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يوم خيبر    198

فى أن اللّه أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بحب على (عليه السلام) وسلمان وأبي ذر والمقداد وهو يحبهم ويحب عمارا          200

فيما دل على شدة حب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام)... 203

فى أن علياً (عليه السلام) أحب الرجال إلى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 206

فى أن علياً (عليه السلام) أحب الخلق إلى اللّه ورسوله... 210

فى أن علياً (عليه السلام) أعز على النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) من فاطمة (عليها السلام) وفاطمة أحب اليه من علي (عليه السلام)       217

فى أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بحب على (عليه السلام)... 220

فى أن من أحب علياً (عليه السلام) فقد أحب اللّه ومن أبغض علياً (عليه السلام) فقد أبغض اللّه 223

فى أن حب على (عليه السلام) إيمان وبغضه نفاق... 230

ص: 460

فيما جاء لمحب علي (عليه السلام) وما لمبغضه... 236

فى أن عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام)... 241

فى أن حب على (عليه السلام) حسنة ويأكل الذنب وجواز للنار وبراءة منها ويثبت القدم وبغضه سيئة        242

فى أن اللّه أخذ حب على (عليه السلام) على البشر والشجر والثمر والبذر... 244

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) أنت وليي في الدنيا والآخرة... 245

فى أن من سب علياً (عليه السلام) فقد سب اللّه... 247

فى أن من آذى علياً (عليه السلام) فقد آذى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 251

فى أن من فارق علياً (عليه السلام) فقد فارق اللّه... 254

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : عادى اللّه من عادى علياً (عليه السلام)... 256

فى أنه ما أبغض أحد علياً إلا شارك إبليس أباه... 257

فى علم علي (عليه السلام)... 259

فى علم على (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى... 266

فى أن علياً (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم... 271

فى أن علياً (عليه السلام) لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون... 277

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أنا دار الحكمة وعلي بابها... 279

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أنا مدينة العلم وعلي بابها... 281

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدى... 284

فى بعض ما أخبر به على (عليه السلام) عما يأتى... 286

فى خطبة على (عليه السلام) الخالية عن الألف... 289

فى دعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) حين بعثه إلى اليمن قاضياً... 293

فى إسلام همذان على يدى على (عليه السلام)... 295

فى أن علياً (عليه السلام) أقضى الناس... 296

فى شيء من قضاء على (عليه السلام)... 300

ص: 461

فى رجوع أبي بكر إلى على (عليه السلام)... 306

فى رجوع عمر إلى على (عليه السلام)... 309

فى رجوع عثمان إلى على (عليه السلام)... 335

فى رجوع معاوية إلى على (عليه السلام)... 339

فى إرجاع عائشة وابن عمر إلى على (عليه السلام) في المسائل المشكلة... 343

فى مبيت على (عليه السلام) على فراش النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 345

فى مبارزة على (عليه السلام) يوم بدر وقتاله ونداء ملك لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي وسلام جبريل وميكائيل وإسرافيل عليه... 351

فى قتال على (عليه السلام) يوم احد... 355

فى مبارزة على (عليه السلام) يوم الخندق وأنها أفضل من أعمال الأمة إلى يوم القيامة... 357

فى قوله تعالى : وَكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ... 360

فى قتال على (عليه السلام) يوم خيبر... 361

فى قتال على (عليه السلام) يوم حنين... 363

فى أن علياً (عليه السلام) أسد اللّه وسيفه في أرضه وذكر شيء من شجاعته... 364

فى أن لواء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع على (عليه السلام) في كل زحف... 367

فى أن علياً (عليه السلام) كتب الصلح يوم الحديبية... 372

فى أن علياً (عليه السلام) امتحن اللّه قلبه للإيمان... 375

فى أن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يخطب وعلى (عليه السلام) يعبر عنه... 377

فى أن علياً (عليه السلام) صعد على منكب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لكسر الأصنام... 379

فى أن علياً (عليه السلام) بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ببراءة وأرجع أبا بكر... 382

فى أن علياً (عليه السلام) بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) إلى الجن ليدعوهم إلى الإسلام... 385

فى أن علياً (عليه السلام) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) على تنزيله... 389

فى أن علياً (عليه السلام) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره... 394

فى أن علياً (عليه السلام) أمره النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين... 398

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) زبيرا أنه يقاتل علياً (عليه السلام) وهو ظالم له... 404

ص: 462

فى نهى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عائشة عن قتال على (عليه السلام) وإخبارها أنها تنبحها كلاب الحوأب فقاتلت وندمت   410

فى أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) نساءه بلزوم البيت... 416

فى شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع على (عليه السلام) بصفين... 418

فى كلام أفقه أهل الشام في فضل علي (عليه السلام)... 419

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عماراً أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أهل الشام... 420

فيمن لحق بعلى (عليه السلام) يوم صفين لأجل عمار وأويس... 435

فى أن عبد اللّه بن عمر يتأسف لأنه لم يقاتل الفئة الباغية... 437

فى أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص يتأسف لأنه كان مع الفئة الباغية... 439

فى وجوب ملازمة على (عليه السلام) وعمار عند الفتنة والاختلاف... 440

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الخوارج وأنهم يخرجون على خير فرقة من الناس وذكر ما جاء في فضل قتالهم وأنه يقتلهم أولى الطائفتين بالحق... 444

فى الآيات النازلة في الخوارج... 454

ص: 463

المجلد 3

هوية الكتاب

المؤلف: السيد مرتضى الفيروزآبادي

الناشر: منشورات فيروزآبادي

الطبعة: 4

الموضوع : الحديث وعلومه

تاريخ النشر : 1402 ه-.ق

الصفحات: 432

المكتبة الإسلامية

منشورات فيروز آبادي

(هوية الكتاب)

اسم الكتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة

المؤلف: آية اللّه العظمی السيد مرتضی الفيروزآبادي قدس سره

الناشر: منشورات فيروزآبادي - قم، تلفن 7741545

تاريخ النشر: شوال 1424 ه ق - 1382 ه ش

الطبعة: الثانية

المطبعة: امير

الصفحات: 1360 صفحة (ثلاث مجلدات)

الكمية: 1000 نسخة

رقم الشابك: 1-18-6406-964 ISBN

حقوق الطبع والتقليد محفوظة للناشر، لايجوز للغير.

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة

تأليف: العلامة السيد مرتضی الحسيني الفيروزآبادي

الجزء الثالث

منشورات فيروزآبادي

تلفن: 7741545-0251

ص: 1

اشارة

فضائل الخمسة

3

ص: 2

فضائل الخمسة من الصحاح الستة

وغيرها من الكتب المعتبرة عند أهل السنة والجماعة

تأليف: العلامة السيد مرتضی الحسيني الفيروزآبادي

الجزء الثالث

ص: 3

ص: 4

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

1402 ه- - 1982 م

ص: 5

ص: 6

المؤلف

بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

أحمد اللّه تعالى على آلائه واشكره سبحانه على نعمائه واصلى واسلّم على النبى الاعظم محمّد الذي انقذنا من الجهالة وحيرة الضلالة وعلى اهل بيته الطاهرين أولى النهى والهداية الّذين من تمسك بهم نجا ومن تخلف عنهم هوى ( أما بعد ) فهذا هو الجزء الثالث من كتابنا الموسوم ( بفضائل الخمسة من الصحاح الستة ) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم القبول والعفو عن الزلل والخطأ فإن الانسان محل السهو والنسيان واسأل اللّه التوفيق لما يحبّ ويرضى وأن يجعل عاقبة امرى خيرا انه أجود مسؤل واكرم من اعطى

المؤلف

ص: 7

ص: 8

باب : في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة ليقيت به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 159 ] روى بسنده عن محمد ابن كعب القرظى إن عليا عليه السلام قال : لقد رأيتنى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى اليوم لأربعون الفا ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 23 ) وقال ما لفظه : لم يرد بقوله أربعين الفا زكاة ماله وإنما أراد الوقوف التى جعلها صدقة كان الحاصل من دخلها صدقة هذا العدد فان أمير المؤمنين عليا عليه السلام لم يدّخر ما لا ( قال ) ودليله ما نذكره من كلام ابنه الحسن عليه السّلام فى مقتله إنه لم يترك إلا ستمائة درهم اشترى بها خادما ( انتهى ) وقد تقدم كلام ابنه الحسن عليه السلام بطرق متعددة فى باب علىّ عليه السلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فى ( ج 2 ص 354 ) وبعض طرقه فى باب علىّ لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون فى ( ج 2 ص 247 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] قال : وذكر عبد

ص: 9

الرزاق عن الثورى عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام على المنبر يقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ فلو كان عندى ثمن أزار ما بعته فقام اليه رجل فقال : نسلفك ثمن أزار ( قال ) قال عبد الرزاق : وكانت بيده الدنيا كلها إلا ما كان من الشام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 6 ص 165 ) عن أبى رجاء وقال : خرج على عليه السلام بسيف له إلى السوق فقال : لو كان عندى ثمن أزار لم أبعه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 409 ) عن على بن الأرقم عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السلام يعرض سيفا له فى رحبة الكوفة ويقول : من يشترى منى سيفى هذا؟ واللّه لقد جلوت به غير مرة عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ولو أن عندى ثمن أزار ما بعته ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 1 ص 83 ) وقال فيه : لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الرهون ] فى باب الرجل يستسقى كل دلو بتمرة ، روى بسنده عن ابن عباس قال : أصاب نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم خصاصة فبلغ ذلك عليا عليه السلام فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودى من تمره سبع عشرة عجوة فجاء بها إلى نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 119 ) وقال فى آخره : فقال : من أين هذا يا أبا الحسن؟ قال : بلغنى ما بك من الخصاصة يا نبى اللّه فخرجت ألتمس عملا لأصيب لك طعاما قال : فحملك على هذا حب اللّه ورسوله؟ قال على عليه السّلام : نعم يا نبى اللّه ، فقال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : واللّه ما من عبد يحب اللّه ورسوله إلا الفقر أسرع اليه من جرية السيل على وجهه ، من

ص: 10

أحب اللّه ورسوله فليعد تجفافا (1) وإنما يعنى الصبر ، انتهى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 3 ص 321 ) على نحو رواية البيهقى وقال : فليعد للبلاء تجفافا.

[ كنز العمال ج 4 ص 42 ] قال : عن أبى قلابة عن على عليه السلام قال : لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بعض طرق المدينة بالهاجرة فقلت : بأبى أنت وأمى ما أخرجك هذه الساعة؟ قال : وصل يا على الجوع إلي ، فقلت : بأبى أنت وأمى هل أنت منتظرى حتى آتيك؟ قال : فجلس فى ظل حائط فأتيت رجلا بالمدينة له ودى قد غرسه فقلت : هل أنت معطى استسقى كل جرة بتمرة لا تعطنى حشفة ولا ندرة؟ قال : أعطيك من غير صنيع عندى ، فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر ، فقلت : هل أنت واهب لى صرة من كراث يعنى قبضة؟ فأعطانى فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو جالس فبسط طرف ثوبه فألقيته عليه فأكل ثم قال : أشبعت جوعى أشبع اللّه جوعك ، قال : أخرجه الحافظ أبو الفتح بن أبى الفوارس فى الأفراد ، ( أقول ) الودى بالياء المشددة هو صغار النخل قبل أن يحمل.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 232 ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى يعنى حسنا وحسينا؟ قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ : أذهب

ص: 11


1- الذى قاله ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( جفف ) : عليه تجفاف هو شئ من سلاح يترك على الفرس بقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا وجمعه تجافيف ، وقال أيضا بمادة ( تجف ) : وفى الحديث ( أعد للفقر تجفافا ) التجفاف ما يجلل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح ، وفرس مجفف عليه تجفاف والجمع التجافيف والتاء فيه زائدة.

بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى فتوجه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (1) بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما؟ قال : فقال على عليه السلام : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام ينزع لليهودى كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله فى حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السّلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة عليها السلام.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 135 ] روى بسنده عن مجاهد قال : قال على عليه السلام : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل فى عوالى المدينة فاذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداى ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت : بكفى هكذا بين يديها وبسط إسماعيل - يعنى الراوى - يديه وجمعهما فعدت لى ست عشرة تمرة فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته فأكل معى ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 1 ص 70 وص 71 ) قال فى الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال لى خيرا ودعا لى ، وقال فى الثانى : ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بملء كفى فأكل بعسه وأكلت بعضه ( أنتهى ) ، ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

ص: 12


1- المسربة : المرعى.

باب : في زهد علي عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى باب على عليه السّلام أول من أسلم ( ج 1 ص 178 ) وغيره من أبواب متعددة قول سعد بن أبى وقاص فى على عليه السلام : ألم يكن أول من أسلم ، ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ألم يكن أزهد الناس ، ألم يكن أعلم الناس ( الخ ) وقد تقدم أيضا فى باب على عليه السّلام يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ( ج 2 ص 354 ) قول الحسن بن على عليهما السلام فى أبيه بطرق متعددة ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ( الخ ) فهذان الحديثان مما دل على زهده عليه السلام ، بل وإنه أزهد الناس ، واليك باقى ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت به على العجالة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 80 ] روى بسنده عن على بن ربيعة الوالبى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : جاءه ابن النباج فقال : يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء

ص: 13

فقال : اللّه أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال :

هذا جناى وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه

يابن النباج عليّ بأشياع الكوفة ، قال : فنودى فى الناس فأعطى جميع ما فى بيت مال المسلمين وهو يقول : يا صفراء ويا بيضاء غرّى غيرى ها وها حتى ما بقى منه دينار ولا درهم ، ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين ، وروى

أيضا فى ( ص 81 ) بسنده عن مجمع التيمى قال : كان على عليه السلام يكنس بيت المال ويصلى فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة ، ( أقول ) وذكرهما على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 750 ) فى الشرح وقال : أخرجهما أحمد - يعنى ابن حنبل.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 131 ] قال : وعن عبد اللّه بن أبى نجا إن عليا أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : ابيضى واصفرى وغرى غيرى أهل الشام غدا إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس ، فذكر ذلك له فأذن للناس فذخلوا عليه ، قال : إن خليلى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا عليّ إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن عنترة الشيبانى قال : كان على عليه السلام يأخذ فى الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده حتى يأخذ من أهل الأبر والمال والخيوط والحبال ثم يقسمه بين الناس ، وكان لا يدع فى بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه إلا أن يغلبه فيه شغل فيصبح اليه ، وكان يقول : يا دنيا لا تغرينى غرى غيرى وينشد :

ص: 14

هذا جناى وخياره فيه *** وكل جان يده إلى فيه

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 78 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن زرير أنه قال : دخلت على علىّ بن أبى طالب عليه السلام يوم الأضحى فقرب الينا حريرة (1) فقلت : أصلحك اللّه لو قربت الينا من هذا البط - يعنى الوز - فان اللّه عز وجل قد أكثر الخير ، فقال : يابن زرير إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يحل للخليفة من مال اللّه إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدى الناس.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 71 ] روى بسنده عن عمار بن ياسر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن اللّه تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى اللّه تعالى منها هى زينة الأبرار عند للّه عز وجل ، الزهد فى الدنيا فجعلك لا ترزأ (2) من الدنيا شيئا ولا ترزأ الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 23 ) وزاد فى آخره : فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك فى دارك ورفقاؤك فى قصرك ، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين ( انتهى ) ورواه غيرهما أيضا.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 81 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن

ص: 15


1- 1 ) - الحريرة : بالحاء المفتوحة ثم الراء بعدها الياء المثناة التحتانية بعدها الراء ثم الهاء - دقيق يطبخ بلبن أو دسم. ( المنجد )
2- لا ترزأ : بالراء ثم الزاى بعدها الهمزة - أى لا تصيب.

شريك عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام إنه أتى بفالوذج (1) فوضع قدامه فقال : إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعوّد نفسى ما لم تعتده.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن زيد بن وهب قال : قدم على على عليه السّلام وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد بن نعجة فعاتب عليا عليه السلام فى لبوسه فقال على عليه السلام : ما لك وللبوسى؟ إن لبوسى أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدى بى المسلم ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 234 ) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة.

[ أسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى نعيم قال : سمعت سفيان يقول : ما بنى على عليه السلام لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته من المدينة فى جراب.

[ أسد الغابة أيضا ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى بحر عن شيخ لهم قال : رأيت على علىّ عليه السلام أزارا غليظا قال : اشتريته بخمسة دراهم فمن أراد أربحنى فيه درهما بعته. قال : ورأيت معه دراهم مصرورة فقال : هذه بقية نفقتنا من ينبع.

[ أسد الغابة أيضا ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن أبى النوار بياع الكرابيس قال : أتانى على بن أبى طالب عليه السلام ومعه غلام له فاشترى منى قميصى كرابيس فقال لغلامه : إختر أيهما شئت فأخذ أحدهما وأخذ علىّ عليه السلام الآخر فلبسه ثم مد يده فقال : إقطع الذى يفضل من قدر يدى فقطعه ولبسه وذهب.

ص: 16


1- الفالوذج : بالفاء بعدها الألف ثم اللام والواو ثم الذال للمعجمة بعدها الجيم حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل ، فارسية. ( المنجد )

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن أبجر ابن جرموز عن أبيه قال : رأيت على بن أبى طالب عليه السّلام يخرج من مسجد الكوفة وعليه قطريتان متزرا بالواحدة مترديا بالأخرى وإزاره إلى نصف الساق وهو يطوف فى الأسواق ومعه درة يأمرهم بتقوى اللّه وصدق الحديث وحسن البيع والوفاء بالكيل والميزان ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن عطاء قال : رأيت على على عليه السلام قميص كرابيس غير غسيل ( قال ) وعن أبى قيس الأودى قال : أدركت الناس وهم ثلاث طبقات ، أهل دين يحبون عليا عليه السلام ، وأهل دنيا يحبون معاوية ، وخوارج.

[ كنز العمال 2 ص 161 ] قال : عن أبى جعفر قال : أكل علىّ عليه السلام من تمر دقل ثم شرب عليه الماء ثم ضرب على بطنه وقال : من أدخله بطنه في النار فأبعده اللّه ثم تمثل :

فانك مهما تعط بطنك سؤله *** وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا

قال : أخرجه العسكرى.

[ كنز العمال ج 6 ص 409 ] قال : عن عمرو بن قيس قال : رئى على على عليه السلام إزار مرقوع فقيل له فقال : يقتدى به المؤمن ويخشع به القلب ( قال ) أخرجه هناد وأبو نعيم فى حليته.

[ كنز العمال ج 6 ص 410 ] قال : عن أبى مطر قال : خرجت من المسجد فاذا رجل ينادى خلفى إرفع إزارك فانه أتقى لربك وأنقى لثوبك وخذ من رأسك إن كنت مسلما ، فاذا هو على عليه السلام ومعه الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال : بيعوا ولا تحلفوا فان اليمين تنفق السلعة وتمحق البركة ثم أتى صاحب التمر فاذا خادم تبكى فقال : ما شأنك؟ فقالت : باعنى هذا تمرا بدرهم فأبى مولاى أن يقبله ، فقال : خذه وأعطها درهمها فانه ليس لها أمر فكأنه أبى فقلت : ألا تدرى من

ص: 17

هذا؟ قال : لا ، قلت : علىّ أمير المؤمنين عليه السّلام فصب تمره وأعطاها درهمها وقال : أحب أن ترضى عنى يا أمير المؤمنين قال : ما أرضانى عنك إذا وفيتهم ، ثم مر مجتازا بأصحاب التمر فقال : أطعموا المسكين يربو كسبكم ، ثم مر مجتازا حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال : لا يباع فى سوقنا طافى ، ثم أتى دار بزاز وهى سوق الكرابيس فقال : يا شيخ أحسن بيعى فى قميص بثلاثة دراهم فلما عرفه لم يشتر منه شيئا ، ثم أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعب ، فجاء صاحب النوب فقيل له : إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال : فهلا أخذت منه بدرهمين فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى على عليه السلام فقال : أمسك هذا الدرهم قال : ما شأنه؟ قال : كان قميصنا ثمن درهمين باعك ابنى بثلاثة دراهم ، قال : باعنى برضاى وأخذت برضاه ، ( قال ) أخرجه ابن راهويه وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وأبو يعلى والبيهقى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 410 ] قال : عن زيد بن وهب قال : خرج علينا على عليه السلام وعليه رداء وإزار قد وثقه بخرقة فقيل له : فقال : إنما ألبس هذين الثوبين ليكون أبعد لى من الزهو وخيرا لى فى صلاتى وسنة للمؤمنين ( قال ) أخرجه ابن المبارك.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 229 ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ كيف أنت إذا زهد الناس فى الآخرة ورغبوا فى الدنيا ، وأكلوا التراث أكلا لما ، وأحبوا المال حبا جما ، واتخذوا دين اللّه دغلا ، ومال اللّه دولا ، قلت : أتركهم وما اختاروا وأختار اللّه ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى ، قال : صدقت اللّهم افعل ذلك به ( قال ) أخرجه الحافظ الثقفى فى الأربعين.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 230 ] قال : وعن ابن عباس

ص: 18

قال : اشترى على بن أبى طالب عليه السلام قميصا بثلاثة دراهم وهو خليفة وقطع كمه من موضع الرسغين وقال : الحمد للّه الذى هذا من رياشه ( قال ) أخرجه السلفى.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 230 ] قال : وعن على بن ربيعة قال : كان لعلى عليه السلام امرأتان فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم ، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.

[ ذخائر العقبى ص 93 ] قال : عن أبى الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم فى علمه وإلى نوح فى فهمه وإلى ابراهيم فى حلمه وإلى يحيى بن زكريا فى زهده وإلى موسى فى بطشه فلينظر إلى على بن أبى طالب عليه السلام ( قال ) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

ص: 19

باب : في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير يقول : حدثنى رجل من ثقيف إن عليا عليه السّلام استعمله على عكبرا قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لى : إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت اليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسنى عنه دونه ، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بظبية (1) فقلت فى نفسى : لقد أمننى حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدرى ما فيها فاذا عليها خاتم فكسر الخاتم فاذا فيها سويق فأخرج منها فصب فى القدح فصب عليه ماء فشرب وسقانى فلم أصبر فقلت : يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك؟ قال : أما واللّه ما أختم عليه بخلا عليه ولكنى أبتاع قدر ما يكفينى فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره ، وإنما حفظى لذلك وأكره أن أدخل بطنى إلا طيبا ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ، ص 235 ) وقال : أخرجه فى

ص: 20


1- الظبية : جراب صغير من جلد ظبى عليه شعره.

الصفوة والملا فى سيرته.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 82 ] روى بسنده عن هارون ابن عنترة عن أبيه قال : دخلت على على بن أبى طالب عليه السلام بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت : يا أمير المؤمنين إن اللّه قد جعل لك ولأهل بيتك فى هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال : واللّه ما أرزأكم من مالكم شيئا وإنها لقطيفتى التى خرجت بها من منزلى أو قال من المدينة ( انتهى ) وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن الأعمش قال : كان على عليه السلام يغدى ويعشى ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 81 ] روى بسنده عن أبى عمرو ابن العلاء عن أبيه : إن على بن أبى طالب عليه السلام خطب الناس فقال : واللّه الذى لا إله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه ، وأخرج قارورة من كم قميصه فقال : أهداها إلى مولاى دهقان ، ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 9 ص 53 ) وقال فيه : سمعت على بن أبى طالب عليه السلام يقول : ما أصبت منذ دخلت الكوفة إلا هذه القارورة أهداها إلى دهقان ( انتهى ) ، وذكره المتقى ايضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 406 ) وقال : خطب على عليه السلام فقال : يا أيها الناس واللّه الذى لا إله إلا هو ما رزأت من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فيها طيب فقال : أهداها إلي دهقان ، ثم ذكر جماعة من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوه ورووه.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 24 ] روى بسنده عن عبد الملك ابن عمير قال : حدثنى رجل من ثقيف قال : استعملنى على بن أبى طالب عليه السّلام على مدرج سابور فقال : لا تضربن رجلا سوطا فى جباية درهم ، ولا تتبعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة

ص: 21

يعملون عليها ، ولا تقيمن رجلا قائما فى طلب درهم قلت : يا أمير المؤمنين إذن أرجع اليك كما ذهبت من عندك قال : وإن رجعت ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو - يعنى الفضل.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 79 ] قال : وأخرج ابن عساكر إن عقيلا سأل عليا عليه السلام فقال : إنى محتاج وإنى فقير فاعطنى قال : اصبر حتى يخرج عطاؤك مع المسلمين فأعطيك معهم فألح عليه فقال لرجل : خذ بيده وانطلق به إلى حوانيت أهل السوق فقل له : دق هذه الأقفال وخذ ما فى هذه الحوانيت ، قال : تريد أن تتخذنى سارقا؟ قال : وأنت تريد أن تتخذنى سارقا أن آخذ أموال المسلمين فأعطيكها دونهم ، قال : لآتين معاوية قال : أنت وذاك فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة الف ثم قال : إصعد على المنبر فاذكر ما أولاك به علىّ وما أوليتك فصعد فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنى أخبركم إنى أردت عليا عليه السلام على دينه فاختار دينه وأنى أردت معاوية على دينه فاختارنى على دينه ( قال ) ابن حجر : وقال معاوية لخالد ابن معمر : لم أحببت عليا علينا؟ قال : على ثلاث خصال على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 236 ] قال : وعن عمر بن يحيى عن أبيه قال : أهدى إلى على بن أبى طالب عليه السلام ازقاق سمن وعسل فرآها قد نقصت قال : فقيل له : بعثت أم كلثوم فأخذت منه فبعث إلى المقوّمين فقوموا خمسة دراهم فبعث إلى أم كلثوم إبعثى لى خمسة دراهم ( قال ) أخرجه فى الصفوة ( ثم ) قال : وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال : قدم على على بن أبى طالب عليه السلام مال من اصبهان فقسمه سبعة أسباع ، فوجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر وجعل على كل جزء كسرة ثم أقرع بينهم أيهم يعطى أولا ( قال ) أخرجه أحمد والقلعى ، وقال أيضا عن أبى صالح قال : دخلت على أم كلثوم بنت على عليه

ص: 22

السلام وإذا هى تمتشط فى ستر بينى وبينها فجاء الحسن والحسين عليهما السلام فدخلا عليها وهى جالسة تمتشط ، فقالت : ألا تطعمون أبا صالح شيئا؟ ( قال ) فأخرجوا لى قصعة فيها مرق بحبوب ( قال ) فقلت : تطعمون هذا وأنتم أمراء؟ قالت أم كلثوم : يا أبا صالح كيف لو رأيت أمير المؤمنين؟ تعنى عليا عليه السلام - واتى بأترج فذهب الحسين عليه السلام فأخذ منها أترجة فنزعها من يده ثم أمر به فقسم بين الناس.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 158 ] قال : وعن ربعى بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه فلما رآه معاوية مقبلا قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعبى بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعنى بمسائلك ، فلما جلس قال له معاوية : ( وساق الحديث إلى أن قال ) فما تفول فى على بن أبى طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى وكهف التقى ومحل الحجى وطود النهى ونور السرى فى ظلم الدجى داعيا إلى المحجة العظمى عالما بما فى الصحف الأولى وقائما بالتأويل والذكرى متعلقا بأسباب الهدى وتاركا للجور والأذى وحائدا عن طرقات الردى وخير من آمن وأتقى وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوّى وأخطب أهل الدنيا ( إلى أن قال ) وزوج خير النساء وأبو السبطين لم تر عينى مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة ( الحديث ).

[ الهيثمى أيضا ج 9 ص 165 ] قال : وعن على بن علىّ الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى شكاته التى قبض فيها فاذا فاطمة عليها السلام عند رأسه قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها ، فقال : حبيبتى فاطمة ما الذى يبكيك؟ فقالت : أحشى الضيعة

ص: 23

بعدك فقال : يا حبيبتى أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك؟ ( إلى أن قال ) يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكى فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك منى وذلك لمكانك من قلبى ، وزوجك اللّه زوجا وهو أشرف أهل بيتك حسبا وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكونى أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال على عليه السّلام : لم تبق فاطمة بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها اللّه عز وجل به ( قال ) رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدى عن المنصور عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على علىّ بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ( الحديث ).

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 14 ص 49 ] روى بسنده عن عمار ابن ياسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن حافظى علىّ ابن أبى طالب عليه السلام ليفخران على سائر الحفظة لكينونتهما مع علىّ ابن أبى طالب ، وذلك أنهما لم يصعدا إلى اللّه تعالى

ص: 24

بعمل يسخطه ، ( أقول ) وهذا الحديث الشريف قد رواه بطريقين آخرين أيضا عن عمار بن ياسر قال فى الأخير منهما : لم يصعدا إلى اللّه تعالى بشئ يسخط منه قط ، وعلى كل حال هو مما دل على عصمة على عليه السلام من الذنوب وارتكاب المعاصى فان حافظيه إذا لم يصعدا إلى اللّه تعالى بعمل يسخطه قط فهو لا محالة ممن لا يذنب ولا يرتكب المعاصى وهذا واضح.

ص: 25

باب : في تواضع علي عليه السّلام وسخائه وعفوه

[ الرياض النضرة ج 2 ص 234 ] قال : وعن زاذان قال : رأيت عليا عليه السلام يمشى فى الأسواق فيمسك الشسوع بيده ويناول الرجل الشسع ويرشد الضال ويعين الحمال على الحمولة وهو يقرأ هذه الآية ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) ثم يقول : هذه الآية نزلت فى ذى القدرة من الناس ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الأدب المفرد للبخارى فى باب الكبر ] روى بسنده عن صالح بياع الأكيسة عن جدته قالت : رأيت عليا عليه السلام اشترى تمرا بدرهم

فحمله فى ملحفته فقلت له ( أو قال له رجل ) : أحمل عنك يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أبو العيال أحق أن يحمل ، ( أقول ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 570 ) فى الشرح وقال : أخرجه البغوى فى معجمه.

[ سنن البيهقى ج 10 ص 136 ] روى بسنده عن الشعبى قال : خرج على بن أبى طالب عليه السلام إلى السوق فاذا هو بنصرانى يبيع

ص: 26

درعا قال : فعرف على عليه السلام الدرع فقال : هذه درعى بينى وبينك قاضى المسلمين قال : وكان قاضى المسلمين شريح كان على عليه السلام استقضاه قال : فلما رأى شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء وأجلس عليا عليه السلام فى مجلسه وجلس شريح قدامه إلى جنب النصرانى ، فقال له على عليه السلام : أما يا شريح لو كان خصمى مسلما لقعدت معه مجلس الخصم ولكنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا تصافحوهم ولا تبدؤهم بالسلام ولا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا عليهم وألجئوهم إلى مضايق الطريق وصغروهم كما صغرهم اللّه ، إقض بينى وبينه يا شريح ، فقال شريح : ما تقول يا أمير المؤمنين؟ قال : فقال على عليه السلام : هذه درعى ذهبت منى منذ زمان قال : فقال شريح : ما تقول يا نصرانى؟ قال : فقال النصرانى : ما أكذّب أمير المؤمنين الدرع هى درعى قال : فقال شريح : ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة؟ فقال على عليه السلام : صدق شريح قال : فقال النصرانى : أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء أمير المؤمنين يجئ إلى قاضيه وقاضيه يقضى عليه ، هى واللّه يا أمير المؤمنين درعك اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فانى أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ، قال : فقال علىّ عليه السّلام : أما إذا أسلمت فهى لك وحمله على فرس عتيق قال : فقال الشعبى : لقد رأيته يقاتل المشركين ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 6 ) وقال فيه : فقال شريح : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبر مولاه والحسن بن على عليهما السلام فشهدا أنها لدرعه فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها ، فقال على عليه السلام : ثكلتك أمك أما سمعت عمر يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : اللّهم نعم قال : أفلا تجيز شهادة سيدى شباب أهل

ص: 27

الجنة ، ثم قال لليهودى : خذ الدرع ، فقال اليهودى : أمير المؤمنين جاء معى إلى قاضى المسلمين فقضى على على ( عليه السلام ) ورضى ، صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطتها ، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه فوهبها له على عليه السلام وأجازه بسبعمائة ولم يزل معه حتى قتل يوم صفين ( قال ) أخرجه الحاكم فى الكنى وابن الجوزى ، وذكره عن ابن عساكر أيضا باختلاف يسير.

[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 97 ] قال : وذكروا أن عبد اللّه ابن أبى محجن قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إنى أتيتك من عند الغبى الجبان البخيل ابن أبى طالب ، فقال معاوية : اللّه أنت تدرى ما قلت؟ أما قولك : الغبى فو اللّه لو أن ألسن الناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان علىّ ، وأما قولك إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحدا قط بارزه إلا قتله ، وأما قولك إنه بخيل فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ، فقال الثقفى : فعلى م تقاتله إذا؟ قال : على دم عثمان ( الخ ).

[ كنز العمال ج 3 ص 324 ] قال : عن الأصبغ بن نباتة قال : جاء رجل إلى على عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين إن لى اليك حاجة قد رفعتها

إلى اللّه تعالى قبل أن أرفعها اليك فان أنت قضيتها حمدت اللّه وشكرتك ، وإن لم تقضها حمدت اللّه وعذرتك ، فقال على عليه السلام : اكتب على الأرض فانى أكره أن أرى ذل السؤال فى وجهك ، فكتب : إنى محتاج ، فقال علىّ عليه السلام : عليّ بحلة فأتي بها فأخذها الرجل فلبسها ثم أنشأ يقول :

كسوتنى حلة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا

إن نلت حسن ثنائى نلت مكرمة *** ولست تبغى بما قد قلته بدلا

إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه *** كالغيث يحيى نداه السهل والجبلا

ص: 28

لا تزهد الدهر فى خير توفقه *** فكل عبد سيجزى بالذى عملا

فقال على عليه السلام : عليّ بالدنانير فأتي بمائة دينار فدفعها اليه ، قال الأصبغ : فقلت : يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار؟ قال : نعم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أنزلوا الناس منازلهم ، وهذه منزلة هذا الرجل عندى ( قال ) أخرجه ابن عساكر وأبو موسى المدينى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 228 ] قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهم السلام ) إن عمر أقطع عليا عليه السلام ينبع ثم اشترى أرضا إلى جنب قطعته فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فأتي على عليه السّلام فبشر بذلك ، فقال : بشروا الوارث ، ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل وفى سبيل اللّه القريب والبعيد فى السلم والحرب ليوم تبيض وجوه وتسود وجوه ليصرف اللّه بها وجهى عن النار وليصرف النار عن وجهى ( قال ) أخرجه ابن السمان فى الموافقة.

[ كنز العمال ج 3 ص 310 ] قال : عن عبيد اللّه بن محمد بن عائشة قال : وقف سائل على أمير المؤمنين على عليه السلام فقال للحسن أو للحسين ( عليهما السلام ) : إذهب إلى أمك فقل لها : تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهما ، فذهب ثم رجع فقال : قالت : إنما تركت ستة دراهم للدقيق فقال على عليه السلام : لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما فى يد اللّه أوثق منه بما فى يده ، قل لها : ابعثى بالستة دراهم ، فبعثت بها اليه فدفعها إلى السائل قال : فما حل حبوته حتى مرّ به رجل معه جمل يبيعه فقال على عليه السلام : بكم الجمل؟ قال : بمائة وأربعين درهما ، فقال على عليه السلام : إعقله عليّ إنا نؤخرك بثمنه شيئا فعقله الرجل ومضى ، ثم أقبل رجل فقال : لمن هذا البعير؟ فقال على عليه السلام : لى فقال : أتبيعه؟ قال : نعم ،

ص: 29

قال : بكم؟ قال : بمائتى درهم ، قال : قد ابتعته قال : فأخذ البعير وأعطاه المائتين ، فأعطى الرجل الذى أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهما وجاء بستين درهما إلى فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما هذا؟ قال : هذا ما وعدنا اللّه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) قال : أخرجه العسكرى.

[ ذخائر العقبى ص 79 ] قال : وعن عبد اللّه بن عياش بن أبى ربيعة - وقد سئل عن على عليه السلام - فقال : كان له واللّه ما شاء من ضرس قاطع والبسطة فى النسب وقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومصاهرته والسابقة فى الإسلام والعلم بالقرآن والفقه والسنة والنجدة فى الحرب والجود فى الماعون ( قال ) أخرجه المخلص الذهبى.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس حديثا ، قال فى آخره : ثم قال ابن عباس : ولقد فاز على عليه السلام بصهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبسطة فى العشيرة وبذلا للماعون وعلما بالتنزيل وفقها للتأويل ونيلا للأقران.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 392 ] قال : عن جبير الشعبى قال : قال على عليه السلام : إنى لأستحى من اللّه أن يكون ذنب أعظم من عفوى ، أو جهل أعظم من حلمى ، أو عورة لا يواريها سترى ، أو خلة لا يسدها جودى.

[ سنن البيهقى ج 8 ص 181 ] روى بسنده عن على بن الحسين قال : دخلت على مروان بن الحكم فقال : ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك ما هو إلا ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح (1).

ص: 30


1- يقال : ذفف على الجريح إذا أجهز عليه أى شد عليه وأسرع وأتم قتله.

باب : إن عليا عليه السّلام لأخشن في ذات اللّه وفي سبيل اللّه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 134 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : شكا على بن أبى طالب عليه السلام الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقام فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه وفى سبيل اللّه ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 68 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 731 ) عن زينب بنت كعب بن عجرة قالت : اشتكى الناس عليا عليه السلام فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه من أن يشتكى به ( قال ) ذكره ابن اسحاق.

[ تاريخ ابن جرير الطبرى ج 2 ص 402 ] روى بسنده عن زينب بنت كعب بن عجرة - وكانت عند أبى سعيد الخدرى - عن أبى سعيد الخدرى قال : شكا الناس على بن أبى طالب عليه السلام فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فينا خطيبا فسمعته يقول : يا

ص: 31

أيها الناس لا تشكوا عليا فو اللّه إنه لأخشن فى ذات اللّه ، أو فى سبيل اللّه.

[ الاستيعاب ج 2 ص 465 ] روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : علىّ مخشوشن فى ذات اللّه.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 68 ] روى بسنده عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تسبوا عليا فانه ممسوس فى ذات اللّه تعالى ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 130 ) وقال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 196 ] قال : وعن محمد بن زياد قال : كان عمر حاجا فجاءه رجل قد لطمت عينه فقال : من لطم عينك؟ قال : على بن أبى طالب ، فقال : لقد وقعت عليك عين اللّه ولم يسأل ما جرى منه ولم لطمه ، فجاء على عليه السلام والرجل عند عمر ، فقال على عليه السلام : هذا الرجل رأيته يطوف وهو ينظر إلى الحرم فى الطواف ، فقال عمر : لقد نظرت بنور اللّه ، ( أقول ) وذكره بطريق آخر ، قال فيه : لأنى رأيته يتأمل حرم المؤمنين فى الطواف.

[ ذخائر العقبى ص 223 ] قال : وعن ابن عباس قال : دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على أم هانى بنت أبى طالب يوم الفتح وكان جائعا فقالت : يا رسول اللّه إن أصهارا لى قد لجأوا إلي وإن على بن أبى طالب لا تأخذه فى اللّه لومة لائم وإنى أخاف أن يعلم بهم فيقتلهم فاجعل من دخل دار أم هانى آمنا حتى يسمع كلام اللّه ، فآمنهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : أجرنا من أجارت أم هانى ( الحديث ).

ص: 32

( ثم ) إن هاهنا كلاما لعائشة يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، قال ابن عبد البر فى استيعابه : ( ج 2 ص 469 ) ما لفظه : وقالت عائشة لما بلغها قتل على عليه السلام : لتصنع العرب ما شاءت فليس لها أحد ينهاها.

ص: 33

باب : في مواظبة عليّ عليه السلام على الذكر

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 151 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضع رجله بينى وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ، فقال : يا فاطمة إذا كنتما بمنزلتكما فسبحا اللّه ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، قال على عليه السلام : واللّه ما تركتها بعد ، فقال له رجل كان فى نفسه شئ : ولا ليلة صفين ، قال على عليه السلام : ولا ليلة صفين ( قال ) صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 144 ) وفى ( ج 2 ص 166 ) وقال فيه : فقال له ابن الكوا : ولا ليلة صفين ، قال على عليه السلام : ولا ليلة صفين ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث. ( وفى فتح البارى ) ج 13 ص 370 بعد قوله فقال له رجل ( ما لفظه ) قال زهير اراه الاشعث بن قيس ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين ( قال ) وفى رواية السائب فقال له ابن الكواء ولا ليلة صفين فقال قاتلكم اللّه يا اهل العراق نعم ولا ليلة صفين ( الى

ص: 34

ان قال ) وقد وقع فى رواية زيد بن ابى انيسه عن الحكم فقال ابن الكواء ولا ليلة صفين فقال ويحك ما اكثر ما تعنتنى لقد ادركتها من السحر ( قال ) وفى رواية على بن أعبد ما تركتهن منذ سمعتهن الا ليلة صفين فأنى ذكرتها من آخر الليل فقلتها ( قال ) وفى رواية له الا ليلة صفين فانى نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل ( قال ) وفى رواية شبث بن ربعى مثله وزاد فقلتها ( انتهى ).

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 69 ] روى بسنده عن شبث بن ربعى عن على بن أبى طالب عليه السلام ، إنه قال : قدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سبى فقال على عليه السلام لفاطمة سلام اللّه عليها : إئتى أباك فسليه خادما تتقى به العمل ، فأتت أباها حين أمست ، فقال لها : مالك يا بنية؟ قالت : لا شىء جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأل شيئا فلما رجعت قال لها على عليه السلام : ما فعلت؟ قالت : لم أسأله شيئا واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها : إئتى أباك فسليه خادما تتقى به العمل ، فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئا حتى إذا كانت الليلة الثالثة مساء خرجنا جميعا حتى أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ما أتى بكما؟ فقال على ( عليه السلام ) يا رسول اللّه ، شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقى به العمل ، فقال لهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟ قال على ( عليه السلام ) يا رسول اللّه نعم قال : تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدان تنامان فبيتا على الف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان على الف حسنة فقال على عليه السلام : فما فاتنى منذ سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا ليلة صفين فانى نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها.

[ حلية الأولياء أيضا ج 1 ص 70 ] روى بسنده عن ابن أعبد

ص: 35

قال : قال لى على عليه السلام : يابن أعبد هل تدرى ما حق الطعام؟ قال : وما حقه يا علىّ؟ قال : تقول : بسم اللّه اللّهم بارك لنا فيما رزقتنا ، ثم قال : أتدرى ما شكره إذا فرغت؟ قلت : وما شكره؟ قال : تقول : الحمد للّه الذى أطعمنا وسقانا ، ثم قال : ألا أخبرك عنى وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ كانت أكرم أهله عليه وكانت زوجتى فجرّت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثّرت القربة بنحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأو قدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضر فقدم على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سى أو خدم ، فقلت لها : انطلقى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه ( فذكر ) نحو حديث شبث بن ربعى المتقدم عن على عليه السّلام ( إلى آخره ).

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ) قال : والتاليات كل من تلا كتاب اللّه ( قال ) ويجوز أن يقسم بنفوس العلماء العمال الصافات أقدامها فى التهجد وسائر الصلوات وصفوف الجماعات فالزاجرات بالمواعظ والنصايح فالتاليات آيات اللّه والدارسات شرائعه ( قال ) أو بنفوس قوّاد الغزاة فى سبيل اللّه التى تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد وتتلو الذكر مع ذلك لا تشغلها عنه تلك الشواغل كما يحكى عن على بن أبى طالب ( عليه السلام ).

ص: 36

باب : في وصف ضرار عليا عليه السّلام حتى بكى معاوية

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 84 ] روى بسنده عن أبى صالح قال : دخل ضرار بن ضمرة الكنانى على معاوية فقال له : صف لى عليا فقال : أو تعفينى يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أعفيك قال : أما إذا لابد فانه كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان واللّه غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان واللّه كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه الينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي فى باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد باللّه لقد رأيته فى بعض مواقفه - وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه - يميل فى محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين ، فكأنى أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا ، يتضرع اليه ثم يقول للدنيا : إلى تغررت ، إلي تشوقت ، هيهات هيهات غرى غيرى ، قد بتتك

ص: 37

ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من فلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن رحمه اللّه ، كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال : وجد من ذبح واحدها فى حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها ، ثم قام فخرج ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 463 ) عن الحرمازى - رجل من همدان - وقال فيه : إلي تعرضت أم إلي تشوقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 212 ) وقال فيه : قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وقال : أخرجه الدولابى وأبو عمرو وصاحب الصفوة.

( ثم ) إن هاهنا حديثا فى صفة شيعة على عليه السلام يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه أبو نعيم فى حلية الأولياء ( ج 1 ص 86 ) عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال : شيعة على عليه السلام الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن على بن الحسين عليهما السلام قال : شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة اللّه.

ص: 38

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ادخل عليّا عليه السلام معه في ثوبه واحتضنه حتى قبض

[ الرياض النضرة ج 2 ص 180 ] وذخائر العقبى ( ص 72 ) قال : عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما حضرته الوفاة : أدعوا لى حبيبى فدعوا له أبا بكر فنظر اليه ثم وضع رأسه ثم قال : أدعوا لى حبيبى فدعوا له عمر فلما نظر اليه وضع رأسه ثم قال : ادعوا لى حبيبى فدعوا له عليا عليه السلام فلما رآه أدخله معه فى الثوب الذى كان عليه فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده عليه ( قال ) أخرجه الرازى.

ص: 39

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم توفي ورأسه في حجر علي عليه السّلام

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 293 ] قال : وعن أبى رافع قال : توفى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على بن أبى طالب عليه السّلام وهو يقول لعلى عليه السلام : اللّه اللّه وما ملكت أيمانكم ، اللّه اللّه والصلاة فكان ذلك آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( قال ) رواه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 35 ] قال : وعن ابن عباس قال : جاء ملك الموت إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى مرضه الذى قبض فيه فاستأذن ورأسه فى حجر على عليه السلام ، فقال : السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته فقال له على عليه السلام : إرجع فانا مشاغيل عنك ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : تدرى من هذا يا أبا الحسن؟ هذا ملك الموت أدخل راشدا ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 51 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن محمد بن عمر بن على عن أبيه عن على بن الحسين

ص: 40

عليهما السلام ، قال : قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ( وروى أيضا ) فى الصفحة المذكورة عن الشعبى قال : توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورأسه فى حجر على عليه السلام ، وغسّله على عليه السّلام والفضل محتضنه وأسامة يناول الفضل الماء.

[ كنز العمال ج 4 ص 55 ] قال : عن على عليه السلام قال : دخلت على نبى اللّه وهو مريض فاذا رأسه فى حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم نائم ، فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، فدنوت منهما فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجرى كما كان فى حجر الرجل ، فمكشت ساعة ثم إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذى كان رأسى فى حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعانى ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به منى ، ثم قام فجلست مكانه قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبى أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثنى حتى خف عنى وجعى ونمت ورأسى فى حجره ( قال ) أخرجه أبو عمرو الزاهد فى فوائده ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 94 ) وفى الرياض النضرة ( ج 2 ص 219 ) وقال : أخرجه أبو عمر ومحمد اللغوى ثم ذكر حديثا يناسب ذكره فى هذا المقام ، قال : وعن ابن عباس - وقد ذكر عنده على عليه السلام - قال : إنكم لتذكرون رجلا كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الأدب المفرد للبخارى ] فى باب حسن الملكة ، روى بسنده عن نعيم بن يزيد عن على بن أبى طالب عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لما ثقل قال : يا علىّ إئتنى بطبق أكتب فيه ما لا

ص: 41

تضل أمتى فخشيت أن يسبقنى فقلت : إنى لأحفظ من ذراعى الصحيفة ، وكان رأسه بين ذراعى وعضدى يوصى بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم وقال كذلك حتى فاضت نفسه وأمره بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا عبده ورسوله من شهد بهما حرّم على النار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 36 ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفى ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

ص: 42

باب : إن نفس النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم سالت في يد علي عليه السّلام فمسح بها وجهه

[ مجمع الهيتمى ج 9 ص 112 ] قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ( فساق الحديث إلى أن قال ) قالتا : فأخبرينا عن علىّ قالت : عن أى شىء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم موضعا فسالت نفسه فى يده فمسح بها وجهه ، واختلفوا فى دفنه فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شىء ( قال ) رواه أبو يعلى.

ص: 43

باب : إن عليا عليه السّلام أقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن أبى موسى عن أم سلمة قالت : والذى أحلف به إن كان على عليه السلام لأقرب الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، عدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غداة وهو يقول : جاء علىّ جاء علىّ مرارا فقالت فاطمة (عليها السلام) : كأنك بعثته فى حاجة قالت : فجاء بعد قالت أم سلمة : فظننت أن له اليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب وكنت من أدناهم إلى الباب فأكبّ عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعل يساره ويناجيه ثم قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من يومه ذلك ، فكان على عليه السّلام أقرب الناس عهدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( أقول ) ورواه النسائى أيضا صاحب الصحيح المعروف فى خصائصه ( ص 40 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 300 ) وقالا : فأكب عليه على عليه السلام وجعل يساره ويناجيه ( الخ ) ورواه النسائى قبل هذا بطريق آخر أيضا مختصرا ، ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

ص: 44

[ الإصابة لابن حجر العسقلانى القسم 1 ج 8 ص 183 ] فى ترجمة ليلى الغفارية ، قال : وأخرج ابن مندة من رواية على بن هاشم بن البريد حدثتنى ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلما خرج على عليه السلام إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضيلة فى على ( عليه السلام )؟ قالت : نعم دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو معى وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يا عائشة دعى لى أخى فانه أول الناس إسلاما ، وآخر الناس بى عهدا ، وأول الناس لى لقيا يوم القيامة.

[ كنز العمال ج 3 ص 155 ] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبى الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا عليه السّلام يقول : بايع الناس لأبى بكر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق ( إلى أن قال ) أفيكم أحد تولى غمض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غيرى؟ قالوا : اللّهم لا ، قال : أفيكم أحد آخر عهده برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين وضعه فى حفرته؟ قالوا : اللّهم لا ( قال ) أخرجه العقيلى.

ص: 45

باب : إن عليا عليه السّلام غسل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكفنه ودفنه

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 260 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما اجتمع القوم لغسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وليس فى البيت إلا أهله عمه العباس بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب عليه السّلام والفضل بن عباس وقثم بن العباس وأسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الباب أوس بن خولى الأنصارى ثم أحد بنى عوف بن الخزرج - وكان بدريا - على بن أبى طالب عليه السلام فقال له : يا علىّ نشدتك اللّه وحظنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فقال له على عليه السلام : أدخل فدخل فحضر غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولم يل من غسله شيئا قال : فأسنده على عليه السّلام إلى صدره وعليه قميصه ، وكان العباس والفضل وقثم يقلبونه مع على بن أبى طالب عليه السّلام وكان أسامة بن زيد وصالح مولاهما يصبان الماء وجعل على عليه السلام يغسله ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا مما يراه من الميت وهو يقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا حتى إذا فرغوا من غسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - وكان يغسل بالماء

ص: 46

والسدر - جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت ، ثم أدرج فى ثلاثة أثواب ثوبين أبيضين وبرد حبرة ، ثم دعا العباس رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبى عبيدة بن الجراح - وكان أبو عبيدة يضرح لأهل مكة - وليذهب الآخر إلى أبى طلحة بن سهل الأنصارى - وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة - قال : ثم قال العباس لهما حين سرّحهما : اللّهم خر لرسولك قال : فذهبا فلم يجد صاحب أبى عبيدة أبا عبيدة ووجد صاحب أبى طلحة أبا طلحة فجاء به فلحد لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن سعيد بن المسيب مختصرا ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 388 ) بطريقين عن سعيد بن المسيب.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 73 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه وابن عباس قالا : لما نزلت إذا جاء نصر اللّه والفتح إلى آخر السورة ( وساق الحديث ) إلى أن قال : فقال على عليه السلام : يا رسول اللّه إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ ومن يصلى عليك؟ ومن يدخلك القبر؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أما الغسل فاغسلنى أنت وابن عباس يصب علىّ الماء وجبريل ثالثكما فاذا أنتم فرغتم من غسلى فكفنونى فى ثلاثة أبواب جدد وجبريل عليه السلام يأتينى بحنوط من الجنة ، فاذا أنتم وضعتمونى على السرير فضعونى فى المسجد واخرجوا عنى ، فان أول من يصلى عليّ الرب عز وجلّ من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم على ، أحد ( إلى أن قال ) فقبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فغسله على بن أبى طالب عليه السلام وابن عباس يصب عليه الماء وجبريل عليه السلام معهما وكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على السرير ثم أدخلوه المسجد ووضعوه فى المسجد

ص: 47

وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه وتقدس ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ، قال على عليه السلام : ولقد سمعنا فى المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا فسمعنا هاتفا يهتف وهو يقول : أدخلوا رحمكم اللّه فصلوا على نبيكم ، فدخلنا فقمنا صفوفا كما أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بصلاة جبريل ما تقدم منا أحد على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ودخل القبر على بن أبى طالب عليه السلام ( الحديث ).

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 36 ] قال : وعن ابن عباس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل على عليه السلام فلما رآه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رفع رأسه ثم قال : أدن منى أدن منى فأسنده اليه فلم يزل عنده حتى توفّى فلما قضى قام على عليه السلام وأغلق الباب وجاء العباس ومعه بنو عبد المطلب فقاموا على الباب فجعل على عليه السلام يقول : بأبى أنت وأمى طبت حيا وطبت ميتا وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها فقال : إيها دع حنينا كحنين المرأة واقبلوا على صاحبكم ، قال على عليه السّلام : أدخلوا عليّ الفضل بن العباس فقالت الأنصار : نشدناكم باللّه ونصيبنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأدخلوا رجلا منهم يقال له أوس ابن حول يحمل جرة باحدى يديه فسمعوا صوتا فى البيت لا تجردوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم واغسلوه كما هو فى قميصه ، فغسله على ( عليه السلام ) يدخل يده من تحت القميص والفضل يمسك الثوب عنه والأنصارى ينقل الماء وعلى يد على عليه السلام خرقة يدخل يده تحت القميص ( قال ) رواه الطبرانى فى الأوسط والكبير ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 القسم 2 ص 62 ) عن عبد اللّه بن الحارث باختلاف يسير ، ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 388 ) عن عبد اللّه بن الحارث مختصرا.

ص: 48

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 59 ] قال : قال ابن عباس : قال علىّ ابن أبى طالب عليه السلام : لما وضعته صلى اللّه عليه وآله وسلم على المغتسل إذا بهاتف يهتف من زاوية البيت : يا علىّ لا تغسل محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم فانه طاهر مطهر قال : فوقع فى قلبى من ذلك شىء وقلت : ويلك من أنت فان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمرنا بهذا وهذه سنته ، وإذا بهاتف آخر يهتف بأعلى صوته غسله يا علىّ فان الهاتف الأول كان الشيطان حسد محمدا صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يدخل قبره مغسلا قال على عليه السلام : جزاك اللّه خيرا قد أخبرتنى إن ذلك إبليس فمن أنت؟ قال : أنا الخضر حضرت جنازة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلى عليه السلام أربع خصال ليست لأحد هو أول عربى وأعجمى صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو الذى كان لولؤه معه فى كل زحف والذى صبر معه يوم المهراس (1) وهو الذى غسله وأدخله قبره ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 457 ) وقال فيه : وهو الذى صبر معه يوم فرّ عنه غيره ( الخ ).

( طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 50 ) روى بسنده عن جابر ابن عبد اللّه الأنصارى إن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال : ونحن جلوس عند عمر ما كان آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ فقال عمر : سل عليا عليه السلام قال : أين هو؟ قال : هو هاهنا فسأله فقال : على عليه السلام : أسندته إلى صدرى فوضع رأسه على منكبى فقال : الصلاة الصلاة فقال كعب : كذلك آخر عهد

ص: 49


1- فسر يوم المهراس فى الهامش بيوم أحد.

الأنبياء وبه امروا وعليه يبعثون قال : فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال : سل عليا ، قال : فسأله فقال : كنت أنا أغسله وكان العباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 51 ] روى بسنده عن أبى غطفان قال : سألت ابن عباس أرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توفى ورأسه فى حجر أحد؟ قال : توفى وهو لمستند إلى صدر على عليه السلام قلت : فان عروة حدثنى عن عائشة إنها قالت توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بين سحرى ونحرى ، فقال ابن عباس : أتعقل؟ واللّه لتوفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإنه لمستند إلى صدر على عليه السلام وهو الذى غسله وأخى الفضل بن عباس وأبى أبى أن يحضر وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يأمرنا أن نستتر فكان عند الستر.

[ الطبقات أيضا ج 2 القسم 2 ص 61 ] روى بسنده عن يزيد بن بلال قال : قال على عليه السلام : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ألاّ يغسله أحد غيرى ، فانه لا يرى أحد عورتى إلا طمست عيناه ، قال على عليه السلام : فكان الفضل وأسامة يناولانى الماء من وراء الستر وهما معصوبا العين ، قال على عليه السلام : فما تناولت عضوا إلا كأنما يقلبه معى ثلاثون رجلا ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 36 ) باختصار وقال : رواه البزاز ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 54 ) باختصار وقال : أخرجه البزاز والعقيلى وابن الجوزى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 178 ] قال : عن حسين بن على عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : أوصى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السّلام أن يغسله فقال على عليه

ص: 50

السّلام : يا رسول اللّه أخشى أن لا أطبق ذلك قال : إنك ستعان عليه قال : فقال على عليه السّلام : فو اللّه ما أردت أن أقلب من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عضوا إلا قلب لى ( قال ) خرجه ابن الحضرمى ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 54 ) وقال : عن على بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام ، وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 179 ] قال : قال ابن اسحاق : لما غسل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على عليه السلام أسنده إلى صدره وعليه قميصه يدلكه به من وراثه ولا يفضى بيده إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ويقول : بأبى أنت وأمى ما أطيبك حيا وميتا ولم ير من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم شىء يرى من الميت ، وكان العباس والفضل وقثم يساعدون عليا عليه السلام فى تقليب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وكان أسامة ابن زيد وشقران يصبان الماء عليه.

[ كنز العمال ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا عليّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى وتوارينى فى حفرتى وتفى بذمتى وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 188 ) باختصار وقال : أخرجه الديلمى.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يخرج اليكم ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم

ص: 51

تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية ، وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ( الحديث ).

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 179 ] ولفظه : لا يحل لمسلم أن يرى مجردى أو عورتى إلا علىّ قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 52

باب : إن عليا عليه السّلام أدخل الناس رسلا رسلا فيصلون على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم صفا صفا

( طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 70 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن علىّ عليه السلام قال : لما وضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على للسرير قال على عليه السلام : لا يقوم عليه أحد لعله يؤم ، هو إمامكم حيا وميتا فكان يدخل الناس رسلا رسلا (1) فيصلون عليه صفا صفا ليس لهم إمام ويكبرون وعلى عليه السلام قائم بحيال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : السلام عليك أيها النبى ورحمة اللّه وبركاته ، اللّهم إنا نشهد أن قد بلغ ما أنزل اليه ، ونصح لأمته ، وجاهد فى سبيل اللّه حتى أعز اللّه دينه ، وتمت كلمته ، اللّهم فاجعلنا ممن يتبع ما أنزل اللّه اليه وثبتنا بعده ، واجمع بيننا وبينه فيقول الناس : آمين آمين حتى صلى عليه الرجال ثم النساء ثم الصبيان.

ص: 53


1- الرسل : بكسر الراء وسكون السين المهمة ثم اللام : أى جماعة جماعة.

باب : في تعزية الملائكة أهل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 57 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : لما توفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عزّتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص ، فقالت : السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل فائت فباللّه فثقوا وإياه فارجوا ، فانما المحروم من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 129 ) وقال : أخرجه البيهقى فى الدلائل.

ص: 54

باب : في تعزية الخضر أهل البيت عليهم السلام ولم يعرفه إلا علي عليه السّلام

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) فى أواخر سورة آل عمران ، قال : أخرج ابن أبى حاتم عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما توفىّ النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب ، فقال على عليه السلام : هذا الخضر.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 48 ] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه ( عليهم السلام ) قال : لما بقى من أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاث نزل جبريل فقال : يا أحمد ( وساق الحديث إلى أن قال ) فقال جبريل : يا أحمد إن اللّه قد اشتاق اليك قال : فامض يا ملك الموت لما أمرت به ، قال جبريل : السلام

ص: 55

عليك يا رسول اللّه ، هذا آخر مواطىء الأرض ، إنما كنت حاجتى من الدنيا ، فتوفىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّمٰا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ ) إن فى اللّه عزاء عن كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات ، فباللّه فثقوا ، وإياه فارجوا ، إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ، ثم رواه بطريق آخر قال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخضر ، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه فى فضائل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى باب ملك الموت يستأذن على النبى ( فى ج 1 ص 157 ) فراجع ، وقد ذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 127 وص 128 ) بطرق عديدة وأكثرها مشتمل على التعزية دون الصدر ، وقال فى آخره : قال جعفر عليه السّلام : أخبرنى أبى إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : تدرون من هذا؟ هذا الخضر ، وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ج 5 ص 503 ) فى المتن قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام ) إن رجلا من قريش دخل على أبيه على بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : ألا أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : بلى حدثنا عن أبى القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( وذكر الحديث كما تقدم ) باختلاف يسير ، وقال فى آخره : فقال على عليه السلام : أتدرون من هذا؟ هو الخضر عليه السّلام ، قال : رواه البيهقى فى دلائل النبوة.

ص: 56

باب : إن عليا عليه السّلام قاضي دين النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنجز عدته

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 111 ] روى بسنده عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) قال : جمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فقال رجل : يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر ، فمرض ذلك على أهل بيته فقال على عليه السّلام : أنا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 396 ) وقال : أخرجه أحمد وابن جرير وصححه والطحاوى والضياء المقدسى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 168 ] قال : لما نزل قوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رجالا من أهله إن كان الرجل منهم لأكلا جذعة (1) وإن كان شاربا فرقا (2) فقدم

ص: 57


1- الجذعة : من البهائم صغيرها.
2- الفرق : بضم الفاء وسكون الراء ثم القاف : إناء يكتال به.

اليهم رجلا فأكلوا حتى شبعوا فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فعرض ذلك على أهل بيته ، فقال على عليه السلام : أنا ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تقضى دينى وتنجز مواعيدى ، قال : خرجه أحمد فى المناقب.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 10 ص 211 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أعطيت فى علىّ خمسا أما إحداها فيوارى عورتى ، والثانية يقضى دينى ، والثالثة إنه متكئى فى طول الموقف ، والرابعة فانه عونى على حوضى ، والخامسة فانى لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم ص 89 ] روى بسنده عن عبد الواحد ابن أبى عون إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لما توفىّ أمر على عليه السّلام صائحا يصيح من كان له عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عدة أو دين فليأتنى ، فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتى توفىّ على عليه السلام ، ثم كان الحسن بن على عليهما السلام يفعل ذلك حتى توفىّ ، ثم كان الحسين عليه السلام يفعل ذلك وانقطع ذلك بعده سلام اللّه عليهم ، قال : قال ابن أبى عون : فلا يأتى أحد من خلق اللّه إلى على عليه السلام بحق أو باطل إلا أعطاه.

[ كنز العمال ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق الحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما

ص: 58

الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا علىّ أنت تغسل جثتى وتؤدى دينى ، وتوارينى فى حفرتى ، وتفى بذمتى ، وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 155 ] ولفظه : لا يقضى دينى غيرى أو علىّ ، قال : أخرجه الطبرانى عن حبشى بن جنادة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر أيضا فى الصفحة المذكورة ما لفظه : على بن أبى طالب ينجز عدتى ويقضى دينى ، قال : أخرجه ابن مردويه والديلمى عن سلمان - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وذكر أيضا قبل هذا فى ( ص 153 ) ما لفظه : علىّ يقضى دينى ، قال : أخرجه البزار عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 113 ] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العباس بن عبد المطلب فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، قال : لا أطيق ذلك ، فوقع به ابنه عبد اللّه بن عباس فقال : فعل اللّه بك من شيخ ، يدعوك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لتقضى عنه دينه ومواعيده ، فقال : دعنى عنك فان ابن أخى يبارى الريح فدعا على بن أبى طالب عليه السلام فقال : إضمن عنى دينى ومواعيدى ، فقال : نعم هى علىّ فضمنها عنه ( الحديث ) قال : رواه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 113 ] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصيا فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآنى فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصىّ

ص: 59

موسى؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لم؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فان وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى وينجز عدتى ويقضى دينى علىّ ابن أبى طالب ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 4 ص 359 ) فى الشرح وقال : أخرجه البزار.

[ أيضا ج 9 ص 121 ] قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا عليه السّلام إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى على عليه السلام وهو نائم فى الأرض وقد اغبر ( إلى أن قال ) فقال - أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - : ألا أرضيك يا علىّ؟ قال : بلى يا رسول اللّه قال : أنت أخى ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى وتبرىء ذمتى ، فمن أحبك فى حياة منى فقد قضى نحبه ، ومن أحبك فى حياة منك بعدى ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك يا على مات ميتة جاهلية ويحاسبه اللّه بما عمل فى الإسلام ، قال : رواه الطبرانى.

[ أيضا ج 9 ص 138 ] قال : وعن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام قبل موته : تبرىء ذمتى وتقبل على سنتى ، قال : رواه البزار.

[ خصائص النسائى ] صاحب الصحيح المعروف ( ص 4 ) روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبى يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد على عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنى وليكم قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد على عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليى ويؤدى عنى دينى ، وأنا موالى من والاه ومعادى من عاداه.

[ كنوز الحقائق ص 92 ] ذكر حديثين ، أحدهما علىّ يقضى دينى وثانيهما علىّ ينجز عداتى ويقضى دينى ، وفى كل منهما قال : أخرجه الديلمى.

ص: 60

باب : إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 260 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة الوداع مائة بدنة نحر منها ثلاثين بدنة بيده ثم أمر عليا عليه السلام فنحر ما بقى منها وقال أقسم لحومها وجلالها وجلودها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيئا وخذ لنا من كل بعير حذية (1) من لحم ثم اجعلها فى قدر واحدة حتى نأكل من لحمها ونحسو من مرقها ففعل ، ( أقول ) وقد روى هاهنا فى هذا المعنى روايات كثيرة قد اقتصرنا من بينها على ما ذكر.

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى سورة الكوثر ، قال : روى إنه عليه السّلام أهدى مائة بدنة فيها جمل لأبى جهل فى أنفه برة (2) من

ص: 61


1- الحذية : القطعة.
2- 2 - قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( برة ) ما نصه : « فى حديث ابن عباس أهدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جملا كان لأبى جهل فى أنفه برة من فضة يغيظ بذلك المشركين : البرة حلقة تجعل فى لحم الألف وربما كانت من شعر » فهي بضم الباء للوحدة والراء المشددة المفتوحة ثم الهاء.

ذهب فنحر هو عليه السلام حتى أعيى ثم أمر عليا عليه السلام بذلك وكانت النوق يزدحمن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أخذ علىّ السكين تباعدت منه.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 331 ] روى بسنده عن جابر إن البدن التى نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كانت مائة بدنة نحر بيده ثلاثا وستين ونحر على عليه السلام ما غبر ، وأمر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر ثم شربا من مرقها ( أقول ) ويؤيد الجزء الأخير من هذا الحديث ما ذكره السيوطى فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( فَكُلُوا مِنْهٰا وَأَطْعِمُوا اَلْبٰائِسَ اَلْفَقِيرَ ) فى سورة الحج قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن جابر بن عبد اللّه قال : نحر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من كل جزور بضعة فجعلت فى قدر فأكل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام من اللحم وحسوا من المرق ( قال ) قال سفيان : لأن اللّه يقول : فكلوا منها.

[ سنن البيهقى ج 5 ص 6 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه حديثا طويلا فى حج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فى أواخره : ثم انصرف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى المنحر فنحر بيده ثلاثا وستين وأمر عليا عليه السلام فنحر ما غبر ، - يقول ما بقى - وأشركه فى هديه ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت فى قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ( الحديث ) وروى أيضا مثل ذلك فى ( ص 133 ).

[ سنن البيهقى ج 5 ص 238 ] روى بسنده عن غرفة بن الحارث الكندى قال : شهدت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجة

ص: 62

الوداع وأتي بالبدن فقال : أدعوا لى أبا حسن فدعى له على عليه السلام ، فقال له : خذ بأسفل الحربة وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأعلاها ثم طعنا بها البدن ، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا عليه السلام ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 7 القسم 2 ص 145 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 169 ).

ص: 63

باب : إن عليا عليه السّلام أوصاه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يضحي عنه بعد وفاته

[ صحيح أبى داود ] فى الجزء الثامن عشر فى باب الأضحية عن الميت روى بسنده عن حنش قال : رأيت عليا عليه السلام يضحى بكبشين فقلت : ما هذا؟ فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أوصانى أن أضحى عنه فأنا أضحى عنه ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 150 ) وفى غير هذا الموضع أيضا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 229 ] روى بسنده عن حنش قال : ضحى على عليه السلام بكبشين كبش عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكبش عن نفسه ، وقال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أضحى عنه فأنا أضحى أبدا ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 64

باب : إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 67 ] روى بسنده عن عبد خير عن على عليه السلام قال : لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقسمت ( أو حلفت ) أن لا أضع ردائى عن ظهرى حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائى عن ظهرى حتى جمعت القرآن (1).

ص: 65


1- جاء فى فهرست ابن النديم الطبعة الثانية بمصر ( ص 47 ) ما هذا نصه : « قال ابن المنادى : حدثنى الحسن بن العباس قال : أخبرت عن عبد الرحمن بن أبى حماد عن الحكم بن ظهير السدوسى عن عبد خير عن على عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فأقسم إنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس فى بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ، وكان المصحف عند أهل جعفر ، ورأيت أنا فى زماننا عند أبى يعلى حمزة الحسنى رحمه اللّه مصحفا قد سقط منه أوراق بخط على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يتوارثه بنو حسن على مر الزمان وهذا ترتيب السور من ذلك المصحف ». ( أنظر كتاب تأسيس الشيعة ( ص 316 ) طبع بغداد لسيدنا الحجة السيد حسن الصدر الكاظمى رحمه اللّه ).

باب : إن عليا عليه السّلام تغدره الامة بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصيبه جهد وبلاء

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 140 ] روى بسنده عن أبى إدريس الأودى عن على عليه السلام قال : إن مما عهد إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن الأمة ستغدر بى بعده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج 11 ص 216 ) وقال فيه : إن الأمة ستغدر بك من بعدى ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 73 ) وقال فيه : إن الأمة ستغدرنى من بعده ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة والحارث والبزار والحاكم والعقيلى والبيهقى فى الدلائل.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه الدار قطنى

ص: 66

فى الأفراد والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 137 ) قال : وعن ثعلبة أنه قال - أى على عليه السلام - على المنبر : واللّه إنه لعهد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الأمى إلى أن الأمة ستغدر بى ، قال : رواه البزار.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 140 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى : أما إنك ستلقى بعدى جهدا قال : فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 188 ] ولفظه : يا علىّ إنك سقبلى بعدى فلا تقاتلن ، قال : أخرجه أبو يعلى ، ( أقول ) ومقتضى الجمع بين هذا الحديث وبين ما تقدم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم - المروى بطرق عديدة إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله أو ما تقدم من أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين كما روى ذلك بطرق عديدة أيضا - هو النهى عن القتال من بعده بلافصل إما لقلة الناصر أو لمخافة أن يرتد الناس عن دينهم لقرب عهدهم بالجاهلية أو لغير ذلك من موانع القتال وأما بعد وجدان الناصر أو بعد ارتفاع الموانع فلابد من القتال.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 66 ] روى بسنده عن أبى برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلى عهدا فى علىّ فقلت : يا رب بيّنه لى فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن عليا راية الهدى وإمام أوليائى ونور من أطاعنى وهو الكلمة التى ألزمتها المتقين من أحبه أحبنى ومن أبغضه أبغضنى فبشره بذلك فجاء على عليه السلام فبشرته فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفى قبضته فان

ص: 67

يعذبنى فبذنبى وإن يتم لى الذى بشرتنى به فاللّه أولى بى قال : قلت : اللّهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشىء لم يخص به أحدا من أصحابى فقلت : يا رب أخى وصاحبى فقال : إن هذا شىء قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به.

ص: 68

باب : في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام

[ تاريخ بغداد ج 12 ص 398 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن أحمد ابن كثير وأحمد بن زهير بسنديهما ، عن أبى عثمان النهدى ، عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها قال لك فى الجنة خير منها حتى مررت بسبع حدائق ( قال ) وقال أحمد بن زهير : بتسع حدائق كل ذلك أقول له ويقول : لك فى الجنة خير منها ( قال ) ثم جذبنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبكى فقلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور رجال عليك لن يبدوها لك إلا من بعدى ، فقلت : بسلامة من دينى قال : نعم بسلامة من دينك.

[ كنز العمال ج 6 ص 408 ] قال : عن على عليه السلام بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آخذ بيدى ونحن نمشى فى بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت : يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة قال : لك فى الجنة أحسن منها حتى مررنا بسبع حدائق كل ذلك أقول ما أحسنها ويقول : لك فى الجنة أحسن منها ، فلما خلا له الطريق

ص: 69

اعتنقنى ثم أجهش باكيا قلت : يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدى قلت : يا رسول اللّه فى سلامة من دينى قال : فى سلامة من دينك ( قال ) أخرجه البزار وأبو يعلى وأبو الشيخ فى كتاب القطع والسرقة وابن الجوزى وابن النجار فى تاريخه ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) باختصار وقال : أخرجه أحمد فى المناقب ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 139 ) باختصار زائد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 118 ] قال : وعن ابن عباس قال : خرجت أنا والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام فى حشان (1) المدينة فمررنا بحديقة فقال على عليه السلام : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول اللّه فقال : حديقتك فى الجنة أحسن منها ، ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه ، قلت : ما يبكيك؟ قال : ضغائن فى صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدونى ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) ثم إن هاهنا حديثا يناسب صدر الأحاديث المتقدمة وهو ما ذكره المحب الطبرى فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يا علىّ إن لك فى الجنة ما لو قسم على أهل الأرض لوسعهم.

ص: 70


1- الحشان : بكسر الحاء والنون فى آخره جمع حش وهو البستان.

باب : إن عليا عليه السّلام أمره النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم في المنام أن يدعو عليهم

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 24 ] قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : وأتيته سحرا - أى أتى أباه - فجلست اليه فقال : إنى بت الليلة أوقظ أهلى فملكتنى عيناى وأنا جالس فسنح لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود (1) واللدد فقال لى : أدع اللّه عليهم فقلت : اللّهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم شرا منى ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 36 ).

[ أسد الغابة ج 4 ص 36 ] روى بسنده عن أبى عبد الرحمن السلمى قال : قال لى الحسين بن على عليهما السلام : قال لى على عليه السلام : سنح لى الليلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى منامى فقلت : يا رسول اللّه ما لقيت من أمتك من الأود واللدد ، قال : أدع عليهم قلت : اللّهم أبدلنى بهم من هو خير لى منهم وأبدلهم بى من هو

ص: 71


1- الأود التعب وللشقة واللدد الخصومة الشديدة.

شر منى فخرج فضربه الرجل ، قال ابن الأثير : كذا فى هذه الرواية الحسين بن على ( عليهما السلام ) وإنما هو الحسن.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] قال : وقال أبو عبد الرحمن السلمى أتيت الحسن بن على عليهما السلام فى دار أبيه وكان يقرأ عليّ وذلك فى اليوم الذى قتل فيه على عليه السلام فقال لى : إنه سمع أباه فى ذلك السحر يقول له : يا بنى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى هذه الليلة فى نومة نمتها فقلت : يا رسول اللّه ماذا لقبت من أمتك من الأود واللدد فقال : أدع اللّه عليهم فقلت : اللّهم أبدلنى بهم خيرا لى منهم وأبدلهم بى من هو شر منى ، ثم انتبه وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة فخرج فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته فى الطاق ، وأما الآخر فضربه فى رأسه وذلك فى صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 245 ) عن الحسن البصرى وقال : أخرجه أبو عمرو والقلعى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 411 ) قال : عن الحسن أو الحسين ( عليهما السلام ) إن عليا عليه السلام قال : لقينى حبيبى - يعنى فى المنام - نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فشكوت اليه ما لقيت من أهل العراق بعده فوعدنى الراحة منهم إلى قريب فما لبث إلا ثلاثا ( قال ) أخرجه العدنى.

ص: 72

باب : في اخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل علي عليه السّلام وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتى وتقتل على سنتى من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح.

[ الاستيعاب ج 2 ص 681 ] روى بسنده عن ابن أبى فضالة قال : خرجت مع أبى إلى على بن أبى طالب عليه السلام بينبع عائدا له وكان مريضا ثقيلا يخاف عليه فقال له أبى : ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت؟ لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك ، وكان أبو فضالة ممن شهد بدرا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له على عليه السلام : لست ميتا من وجعى هذا إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أؤمّر ثم تخضب هذه من هذه - يعنى لحيته من هامته - ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 102 ) وقال فى آخره : وقتل

ص: 73

أبو فضالة مع على عليه السلام يوم صفين وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 223 ) وقال : أخرجه ابن الضحاك.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 1 ص 23 ] روى بسنده عن زبيد بن وهب قال : جاء رأس الخوارج إلى على عليه السلام فقال : إتق اللّه فانك ميت فقال : لا والذى فلق الحبة وبرأ النسمة ولكنى مقتول من ضربة من هذه تخضب هذه وأشار بيده إلى لحيته عهد معهود وقضاء مقضى وقد خاب من افترى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 137 ] قال : وعن عائشة قالت : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم التزم عليا عليه السلام وقبّله ويقول : بأبى الوحيد الشهيد ( قال ) رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 74 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه أبو يعلى عن عائشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 157 ] ولفظه : إن هذا لن يموت حتى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا قاله لعلى عليه السلام ( قال ) أخرجه الدار قطنى فى الأفراد وابن عساكر عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 398 ] قال : عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : إنك مستخلف مقتول وإن هذه مخضوبة من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 156 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : خطبنا على عليه السلام فقال : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه قال : قال الناس : فاعلمنا من

ص: 74

هو واللّه لنبيرن عترته قال : أنشدكم باللّه أن يقتل غير قاتلى ( الحديث ).

[ الطبقات ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن نبل بنت بدر عن زوجها قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه من هذا - يعنى لحيته من رأسه -.

[ الطبقات أيضا لابن سعد ج 3 القسم 1 ص 23 ] روى بسنده عن أم جعفر سرية على عليه السلام قالت : إنى لأصب على يديه الماء إذ رفع رأسه فأخذ بلحيته فرفعها إلى أنفه فقال : واها لك لتخضبن بدم قالت : فأصيب يوم الجمعة.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] قال : روى الأعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن ثعلبة الحمانى أنه سمع على بن أبى طالب عليه السّلام يقول : والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه - يعنى لحيته - من دم هذا - يعنى رأسه -.

( أقول ) هذه جملة من الأخبار التى جاءت فى إخبار النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قتل على عليه السلام وإخبار على عليه السلام عن قتل نفسه وأما بقيتها فستأتى فى باب قاتل على عليه السلام أشقاها ، فانتظر.

ص: 75

باب : إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله والى الليلة التي قتل بها

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن محمد بن سيرين قال على بن أبى طالب عليه السلام للمرادى :

أريد حياته ويريد قتلى *** عذيرك من خليلك من مرادى

[ أقول ] ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 470 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 470 ] روى بسنده عن سكين ابن عبد العزيز العبدى أنه سمع أباه يقول : جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا عليه السلام فحمله ثم قال :

أريد حياته ويريد قتلى *** عذيرى من خليلى من مرادى

أما إن هذا قاتلى ، قيل : فما يمنعك منه؟ قال : إنه لم يقتلنى بعد ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 245 ) وزاد فى آخره : وقيل له : إن ابن ملجم يسم سيفه وقال : إنه

ص: 76

سيقتلك به قتلة يتحدث بها العرب ، فبعث اليه وقال : لم تسم سيفك؟ قال : لعدوى وعدوك فخلى عنه وقال : ما قتلنى بعد ، قال : أخرجه أبو عمرو.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن معاوية بن جوين الحضرمى قال : عرض على على عليه السلام الخيل فمرّ عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه ( أو قال نسبه ) فانتمى إلى غير أبيه فقال له : كذبت حتى انتسب إلى أبيه فقال : صدقت أما إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حدثنى أن قاتلى شبه اليهود وهو يهود فامضه ( قال ) أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 80 ] قال : فلما كانت الليلة التى قتل فى صبيحتها أكثر الخروج - يعنى عليا عليه السلام - والنظر إلى السماء وجعل يقول : واللّه ما كذبت ولا كذبت وأنها الليلة التى وعدت فلما خرج وقت السحر ضربه ابن ملجم الضربة الموعود بها ( الخ ).

ص: 77

باب : إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز في وجهه قبل أن يخرج فيقتل

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 35 ] روى بسنده عن الحسن بن كثير عن أبيه قال : خرج على عليه السلام لصلاة الفجر فاستقبله الإوز (1) يصحن فى وجهه قال : فجعلنا فطردهن عنه فقال : دعوهن فانهن نوائح وخرج فأصيب ( قال ) ابن الأثير وهذا يدل على أنه عليه السلام علم السنة والشهر والليلة التى يقتل فيها واللّه أعلم ( انتهى ) ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 413 ) وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 245 ] قال : وعن الحسين بن كثير عن أبيه - وكان قد أدرك عليا عليه السلام - قال : فخرج على عليه السلام إلى الفجر فأقبل الإوز يصحن فى وجهه فطردوهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فضربه ابن ملجم ، قلت له : يا أمير المؤمنين خل بيننا

ص: 78


1- الإوز : بكسر الهمزة وتشديد الزاى ، جمع إوزة وهو طائر مائى ويقال له ( الوزة ) - فارسية.( المنجد)

وبين مراد فلا تقوم لهم ثاغية ولا راغية أبدا ، قال : لا ولكن إحبسوا الرجل فان أنامت فاقتلوه ، وإن أعش فالجروح قصاص ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) فى المثل المشهور ( ماله ثاغية ولا راغية ) الثاغية النعجة والناغية الناقة ، أى ليس له شىء.

ص: 79

باب : إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 123 ] روى بسنده عن سلمة بن أبى الطفيل - قال : أظنه عن أبيه - عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إن لك كنزا فى الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبعن النظرة نظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 159 ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 2 ص 350 ) وفى شرح معانى الآثار ( ج 2 ص 8 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مشكل الآثار للطحاوى ج 2 ص 350 ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : قام على عليه السلام على المنبر فقال : سلونى قبل أن تفقدونى ولن تسألوا بعدى مثلى ، فقام اليه ابن الكواء فقال : ما كان ذو القرنين ملكا كان أم نبيا؟ فقال : لم يكن نبيا ولا ملكا ولكنه كان عبدا صالحا أحب اللّه فأحبه وناصح اللّه فنصحه ، ضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه اللّه عز وجل ، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله.

ص: 80

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 1 ص 254 ) وقال فيه : بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه اللّه لجهادهم ، ثم بعثه اللّه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه اللّه لجهادهم ، فلذلك سمىّ ذو القرنين ، وإن فيكم مثله ، قال : أخرجه ابن عبد الحكم فى فتوح مصر وابن أبى عاصم فى السنة ، وابن الأنبارى فى المصاحف ، وابن مردويه ، وابن المنذر ، وابن أبى عاصم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 210 ) ثم قال : وقال الهروى فى قوله تعالى : ( ويسألونك عن ذى القرنين ) قال : إنما سمىّ ذا القرنين لأنه دعا قومه إلى عبادة اللّه فضربوه على قرنه الأيمن فمات ثم أحياه اللّه عز وجل فضربوه على قرنه الأيسر فمات فأحياه اللّه تعالى ، قال : ومن ذلك قول على عليه السلام حين ذكر قصة ذى القرنين قال : وفيكم مثله ، فنرى أنه إنما عنى نفسه لأنه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق والأخرى ضربة ابن ملجم ، فيجوز أن تكون الإشارة إلى ذلك بقوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : وإنك ذو قرنيها أى ذو قرنى هذه الأمة كما كان ذو القرنين فى تلك الأمة.

ص: 81

باب : إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير سورة والشمس ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبغوى وأبو نعيم فى الدلائل عن عمار ابن ياسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال : بلى ، قال : رجلان اخيمر ثمود الذى عقر الناقة ، والذى يضربك على هذا - يعنى قرنه - حتى تبتل منه هذه - يعنى لحيته - قال : وأخرج الطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم مثله من حديث صهيب وجابر بن سمرة.

[ خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص 39 ] روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلى بن أبى طالب عليه السلام رفيقين فى غزوة العشيرة من بطن ينبع فلما نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها بنى مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لى على عليه السلام : هل لك يا أبا اليقظان أن نأتى هؤلاء نفر من بنى مدلج يعملون فى عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال : قلت : إن شئت ، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة

ص: 82

ثم غشينا النوم فانطلقت أنا وعلى عليه السلام حتى اضطجعنا فى ظل صور من النخل وفى دقعاء من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يحركنا برجله وقد تربنا من تلك الدقعاء التى نمنا فيها فيومئذ ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ عليه السلام : ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه قال : احيمر ثمود الذى عقر الناقة والذى يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه - وأخذ بلحيته - ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 262 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 140 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 351 ) وابن جرير الطبرى أيضا فى تاريخه ( ج 2 ص 123 ) بطريقين ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 399 ) وقال : أخرجه البغوى والطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 113 ] روى بسنده عن أبى سنان الدؤلى إنه عاد عليا عليه السلام فى شكوى له شكاها قال : فقلت له : لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين فى شكواك هذه فقال : لكنى واللّه ما تخوفت على نفسى منه لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الصادق المصدوق يقول : إنك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك ويكون صاحبها أشقاها كما كان عافر الناقة أشقى ثمود ( قال الحاكم ) هذا حديث صحيح على شرط البخارى ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى ( ج 8 ص 58 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 33 ) باختلاف فى اللفظ ، وغير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 130 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لتخضبن هذه

ص: 83

من هذه فما ينتظر بى الأشقى قالوا : يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته ، قال : إذا تاللّه تقتلون بى غير قاتلى ( الحديث ) ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 3 ص 22 ) والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 12 ص 57 ).

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 21 ] روى بسنده عن أبى الطفيل قال : دعا على عليه السلام الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادى فرده مرتين ، ثم أتاه فقال : ما يحبس أشقاها لتخضبن ( أو لتصبغن ) هذه من هذا - يعنى لحيته من رأسه - ثم تمثل بهذين البيتين.

أشدد حيازيمك للموت *** فان الموت آتيك

ولا تجزع من القتل *** إذا حلّ بواديك

( أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 352 ) وقال فيه : ما أنجس أشقاها ، أى بتقديم النون على الجيم ، ولعله من تحريف الناسخ أو الطابع ، فلاحظ ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 4 ص 35 ).

[ الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن عبيدة قال : قال على عليه السلام : ما يحبس أشقاكم أن يجىء فيقتلنى اللّهم قد سئمتهم وسئمونى فأرحهم منى وأرحنى منهم.

[ الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22 ] روى بسنده عن عبيد اللّه إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : يا علىّ من أشقى الأولين والآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين الذى يطعنك يا علىّ - وأشار إلى حيث يطعن.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 135 ] روى بسنده

ص: 84

عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السّلام : من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : اللّه ورسوله أعلم ، قال : قاتلك ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 398 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف والفخر الرازى فى تفسيره الكبير كلاهما فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( هٰذِهِ نٰاقَةُ اَللّٰهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهٰا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اَللّٰهِ وَلاٰ تَمَسُّوهٰا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ ) فى سورة الأعراف.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 34 ] روى بسنده عن صهيب قال : قال على عليه السلام : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قلت : لا علم لى يا رسول اللّه ، قال : الذى يضربك على هذا - وأشار بيده إلى يافوخه - وكان يقول : وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه - يعنى لحيته من دم رأسه - ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 411 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 248 ) وقال : أخرجه أبو حاتم والملا فى سيرته ، وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 407 ) وذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج 8 ص 76 وقال اخرجه ابو يعلى باسناد لين وعند البزار باسناد جيد

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 100 ] روى بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أتدرى من أشقى الأولين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : عاقر الناقة ، قال : يا علىّ أتدرى من أشقى الآخرين؟ قال : قلت : اللّه ورسوله أعلم قال : قلتلك.

ص: 85

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن على عليه السلام ، قال : أخبرنى الصادق المصدوق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه - وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها بدم - وأخذ بلحيته - وقال : يقتلك أشقى هذه الأمة كما عقر ناقة اللّه أشقى بنى فلان من ثمود ، فنسبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود ، قال : أخرجه عبد بن حميد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 412 ] قال : عن سعيد بن المسيب قال : رأيت عليا عليه السلام على المنبر وهو يقول : لتخضبن هذه من هذه - وأشار بيده إلى لحيته وجبينه - فما حبس أشقاها؟ فقلت : لقد ادعى على عليه السلام علم الغيب فلما قتل علمت أنه قد كان عهد اليه ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 97 ] قال : وفى الفصول المهمة قيل : وسئل على عليه السلام وهو على المنبر فى الكوفة عن قوله تعالى : ( مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اَللّٰهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) فقال : اللّهم غفرا هذه الآية نزلت فىّ وفى عمى حمزة وفى ابن عمى عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب ، فأما عبيدة فانه قضى نحبه شهيدا يوم بدر ، وأما عمى حمزة فانه قضى نحبه شهيدا يوم احد ، وأما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - عهدا عهده إلى حبيبى أبو القاسم صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 80 ).

ص: 86

باب : إن ابن ملجم لعنه اللّه يختطفه الطير كل يوم ويتقيأه

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 98 ] قال : غريبة من كتاب المناقب لأبى بكر الخوارزمى قال : قال أبو القاسم بن محمد : كنت فى المسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم عليه السلام فقلت : ما هذا؟ فقالوا : راهب قد أسلم وجاء إلى مكة وهو يحدث بحديث عجيب ، فأشرفت عليه فاذا شيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو قاعد عند المقام يحدث الناس وهم يستمعون له فقال : بينما أنا قاعد فى صومعتى فى بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة فاذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطىء البحر فتقيأ فرمى من فيه ربع إنسان ، ثم طار فغاب يسيرا ثم عاد فتقيأ ربعا آخر ، ثم طار وعاد فتقيا هكذا ، إلى أن تقيأ أربعة أرباع إنسان ثم طار فدنت الأرباع بعضها من بعض فالتأمت ، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجب مما رأيت ، فاذا بالطائر قد انقض عليه فاختطف ربعه ، ثم طار ثم عاد واختطف ربعا آخر ، ثم طار وهكذا إلى أن اختطف جميعه ، فبقيت متفكرا وأنحسر أن لا كنت سألته من هو وما هى قصته ، فلما كان فى

ص: 87

اليوم الثانى إذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس ، فلما التأمت الأرباع وصارت شخصا كاملا نزلت من صومعتى مبادرا اليه وسألته باللّه من أنت يا هذا؟ فسكت ، فقلت : بحق من خلقك إلا ما أخبرتنى من أنت؟ فقال : أنا ابن ملجم فقلت : ما قصتك مع هذا الطائر ، قال : قتلت على بن أبى طالب فوكل اللّه بى هذا الطائر يفعل بى ما ترى كل يوم ، فخرجت من صومعتى وسألت عن على بن أبى طالب فقيل لى : إنه ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأسلمت وأتيت إلى بيت اللّه الحرام قاصدا للحج وزيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 88

باب : في لين علي عليه السّلام بقاتله

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 144 ] روى بسنده عن الشعبى قال : لما ضرب ابن ملجم لعنه اللّه عليا عليه السلام تلك الضربة أوصى به على عليه السّلام فقال : قد ضربنى فاحسنوا اليه وألينوا له فراشه ، فان أعش فهضم أو قصاص وإن أمت فعاجلوه فانى مخاصمه عند ربى عز وجل ، ( أقول ) فهضم - أى أترك له حقى.

[ مسند الإمام الشافعى ] فى كتاب قتال أهل البغى ( ص 180 ) قال : أخبرنا ابراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام قال فى ابن ملجم - بعد ما ضربوه - أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا.

[ كنز العمال ج 6 ص 413 ] قال : عن جعفر بن محمد عن أبيه إن عليا عليه السلام كان يخرج إلى الصبح ومعه درة يوقظ بها الناس فضربه ابن ملجم لعنه اللّه ، فقال عليه السلام : أطعموه واسقوه وأحسنوا أساره ، فان عشت فأنا ولي دمى أعفو إن شئت وإن شئت استقدت ، وإن مت فقتلتموه فلا تمثلوا ، قال : أخرجه الشافعى والبيهقى.

ص: 89

باب : في الجواب عما قاله عمران بن حطان الخارجي لعنه اللّه

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 471 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن مالك قال : جمع الأطباء لعلى عليه السلام يوم جرح - وكان أبصرهم بالطب كثير بن عمرو السكونى. وكان يقال له أثير بن عمرو ، وكان صاحب كسرى يتطبب ، وهو الذى ينسب اليه صحراء أثير - فأخذ رية شاة حارة فتتبع عرقا منها فاستخرجه فأدخله فى جراحة على عليه السلام ثم نفح العرق فاستخرجه فاذا عليه بياض الدماغ ، وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه فقال : يا أمير المؤمنين إعهد عهدك فانك ميت ( قال ) وفى ذلك يقول عمران ابن حطان الخارجى.

يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره حينا فأحسبه *** أو فى البرية عند اللّه ميزانا

( قال ) وقال بكر بن حماد التاهرتى (1) رضوان اللّه عليه معارضا له فى ذلك :

ص: 90


1- فى نور الأبصار للشبلنجى ص 98 سمى الشاعر ( بكر بن حسان ) فلاحظ.

قل لابن ملجم والأقدار غالبة *** هدمت ويلك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم *** وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما *** سن الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبى ومولاه وناصره *** أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له *** ما كان هارون من موسى بن عمرانا

وكان فى الحرب سيفا صارما ذكرا *** ليثا إذا لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر *** فقلت سبحان رب الناس سبحانا

إنى لأحسبه ما كان من بشر *** يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدت قبائلها *** وأخسر الناس عند اللّه ميزانا

كعاقر الناقة الأولى التى جلبت *** على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها *** قبل المنية أزمانا فأزمانا

فلا عفا اللّه عنه ما تحمله *** ولا سقى قبر عمران بن حطانا

لقوله فى شقى ظل مجترما *** ونال ما ناله ظلما وعدوانا

( يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا )

بل ضربة من غوى أوردته لظى *** فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنه لم يرد قصدا بضربته *** إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

[ نور الأبصار للشبلنجى ص 98 ] قال : ولما سمع القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد اللّه الشافعى قول عمران بن حطان الرقاشى الخارجى :

للّه در المرادى الذى فتكت *** كفاء مهجة شر الخلق إنسانا

يا ضربة من تقى ما أراد بها *** إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا

إنى لأذكره يوما فأحسبه *** أوفى البرية عند اللّه ميزانا

فأجابه بقوله :

إنى لأبرأ مما أنت قائله *** عن ابن ملجم الملعون بهتانا

ص: 91

يا ضربة من شقى ما أراد بها *** إلا ليهدم للإسلام أركانا

إنى لأذكره يوما فألعنه *** دينا وألعن عمرانا وحطانا

عليه ثم عليه الدهر متصلا *** لعائن اللّه إسرارا وإعلانا

فانتما من كلاب النار جاء به *** نص الشريعة برهانا وتبيانا

عليكما لعنة الجبار ما طلعت *** شمس وما أوقدوا فى الكون نيرانا

ص: 92

باب : في وفود الملائكة والنبيين على علي عليه السّلام بعد ما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 38 ] روى بسنده عن عمرو ذى مرّ قال : لما أصيب على عليه السلام بالضربة دخلت عليه وقد عصّب رأسه قال : قلت : يا أمير المؤمنين أرنى ضربتك قال : فحلها فقلت : خدش وليس بشىء ، قال : إنى مفارقكم ، فبكت أم كلثوم من وراء الحجاب فقال لها : أسكتى فلو ترين ما أرى لما بكيت ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ماذا ترى؟ قال : هذه الملائكة وفود والنبيون وهذا محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : يا علىّ إبشر فما تصير اليه خير مما أنت فيه.

ص: 93

باب : إن عليا عليه السّلام اتاه أمر اللّه وهو خميص

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 35 ] روى بسنده عن عثمان بن المغيرة قال : لما دخل شهر رمضان جعل على عليه السلام يتعشى ليلة عند الحسن عليه السلام وليلة عند الحسين عليه السلام وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على ثلاث لقم ويقول : يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، وإنما هى ليلة أو ليلتان ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 413 ) ولكن ذكر ابن عباس مكان عبد اللّه بن جعفر وقال فى آخره : فأصيب من آخر الليل قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال ج 6 ص 411 ] قال : عن جعفر لما دخل شهر رمضان كان على عليه السلام يفطر عند الحسن عليه السلام ليلة وعند الحسين عليه السلام ليلة وليلة عند عبد اللّه بن جعفر لا يزيد على اللقمتين أو ثلاثا ، فقيل له فقال : إنما هى ليال قلائل يأتى أمر اللّه وأنا خميص ، فقتل من ليلته قال : أخرجه العسكرى.

ص: 94

باب : إن اللّه يتوفى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعليا عليه السّلام بمشيته دون عزرائيل

[ الرياض النضرة ج 2 ص 165 ] قال : عن أبى ذر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى مررت بملك جالس على سرير من نور وإحدى رجليه فى المشرق والأخرى فى المغرب وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ويده تبلغ المشرق والمغرب ، فقلت : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه فتقدمت وسلمت عليه ، فقال : وعليك السلام يا أحمد ما فعل ابن عمك عليّ؟ فقلت : وهل تعرف ابن عمى عليا؟ قال : وكيف لا أعرفه وقد وكلنى اللّه بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك على بن أبى طالب فان اللّه يتوفا كما بمشيته ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

ص: 95

باب : إن عليا عليه السّلام حنط بفاضل حنوط النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 1 ص 361 ] روى بسنده عن أبى وائل قال : كان عند على عليه السلام مسك فأوصى أن يحنط به قال : وقال على عليه السّلام : وهو فضل حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 412 ) وقال : أخرجه ابن سعد والبيهقى وابن عساكر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 247 ] قال : وروى هارون بن سعيد إنه كان عند على عليه السلام مسك أوصى أن يحنط به وقال : فضل من حنوط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : أخرجه البغوى.

ص: 96

باب : في دعاء علي عليه السّلام أن يجعل اللّه قبره في الربوة وهي النجف

[ كنز العمال ج 1 ص 258 ] قال : عن جعفر الصادق عليه السلام إنه سئل عن قوله تعالى : ( وَآوَيْنٰاهُمٰا إِلىٰ رَبْوَةٍ ذٰاتِ قَرٰارٍ وَمَعِينٍ ) قال : الربوة النجف ، والقرار المسجد ، والمعين الفرات ( ثم قال ) إن نفقة فى الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم فى غيرها ، والركعة بمائة ركعة ، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فان فيه شعبين من الجنة ، وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك فى الفرات ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام على باب النجف ويقول : وادى السلام ، ومجمع أرواح المؤمنين ، ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان ، وكان يقول : اللّهم اجعل قبرى بها ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 97

باب : في الآية التى ظهرت صباح قتل علي عليه السّلام

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 113 ] روى بسنده عن ابن شهاب قال : قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبد الملك لأسلم عليه فوجدته فى قبة على فرش بقرب القائم وتحته سماطان فسلمت ثم جلست فقال لى : يابن شهاب أتعلم ما كان فى بيت المقدس صباح قتل على بن أبى طالب عليه السّلام؟ فقلت : نعم ، فقال : هلم فقمت من وراء الناس حتى أتيت خلف القبة فحول إلي وجهه فانحنى عليّ فقال : ما كان؟ فقلت : لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ، فقال : لم يبق أحد يعلم هذا غيرى وغيرك ، لا يسمعن منك أحد فما حدثت به حتى توفى ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 247 ) وقال : أخرجه ابن الضحاك فى الآحاد والمثانى.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 144 ] روى بسنده عن الزهرى إن أسماء الأنصارية قالت : ما رفع حجر بايلياء ليلة قتل على عليه السلام إلا ووجد تحته دم عبيط.

ص: 98

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] فى ضمن ما جاء فى الحسين عليه السلام قال : وما مرّ من أنه لم يرفع حجر فى الشام ( أو الدنيا ) إلا رؤى تحته دم عبيط ، وقع يوم قتل على عليه السلام أيضا ، كما أشار اليه البيهقى بأنه حكى عن الزهرى إنه قدم الشام يريد الغزو فدخل على عبد الملك فأخبره إنه يوم قتل على عليه السلام لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم ثم قال له : لم يبق من يعرف هذا غيرى وغيرك فلا تخبر به ، قال : فما أخبرت به إلا بعد موته ، قال : وحكى عنه أيضا إن غير عبد الملك أخبر بذلك أيضا.

ص: 99

باب : إن عليا عليه السّلام قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى عليه السّلام وعرج بروح عيسى عليه السّلام ونزل الفرقان

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 146 ] قال : عن أبى الطفيل قال : خطبنا الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا عليه السلام خاتم الأوصياء ، ووصى الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء ، ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه فى الليلة التى قبض وصى موسى ، وعرج بروحه فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسى بن مريم ، وفى الليلة التى أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان واللّه ما ترك ذهبا ولا فضة ، وما فى بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى والبزار وأحمد.

[ طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 26 ] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفىّ على بن أبى طالب عليه السلام قام الحسن

ص: 100

بن على عليهما السلام فصعد المنبر فقال : أيها الناس قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثنى حتى يفتح اللّه له وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشترى بها خادما ، ولقد قبض فى الليلة التى عرج فيها بروح عيسى ابن مريم ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن الحسن عليه السلام أنه لما قتل على عليه السلام قام خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد واللّه لقد قتلتم الليلة رجلا فى ليلة نزل فيها القرآن ، وفيها رفع عيسى بن مريم ، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى ، وفيها تيب على بنى إسرائيل ، قال : رواه أبو يعلى وابن جرير وابن عساكر.

ص: 101

باب : إن عليا عليه السّلام يقتل على سنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142 ] قال : عن حيان الأسدى سمعت عليا عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدى ، وأنت تعيش على ملتى ، وتقتل على سنتى ، من أحبك أحبنى ، ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه - قال الحاكم : صحيح ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 157 ) وقال : أخرجه الدارقطنى والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[ كنز العمال ج 6 ص 412 ] قال : عن محمد بن عبد اللّه بن أبى رافع عن جده إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أنت تقتل على سنتى ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 138 ] قال : وعن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام قبل موته : تبرىء ذمتى وتقتل على سنتى ، قال : رواه البزار.

ص: 102

باب : إن عليا عليه السّلام مغفور له

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 264 ] فى أبواب الدعوات ، روى بسنده عن الحارث عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر اللّه لك وإن كنت مغفورا لك؟ قال : قل : لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، لا إله إلا اللّه سبحان اللّه رب العرش العظيم ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر ، قال فى آخره : الحمد للّه رب العالمين.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبى ليلى عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر اللّه لك - على أنه مغفور لك - لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، سبحان اللّه رب العرش العظيم ، والحمد للّه رب العالمين ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص 9 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن سلمة عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلّى

ص: 103

اللّه عليه ( وآله ) وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك - مع أنه مغفور لك -؟ تقول : لا إله إلا اللّه الحليم الكريم ، لا إله إلا اللّه العلى العظيم ، الحمد للّه رب العالمين ، ( أقول ) ورواه فى ( ص 10 ) أيضا بطرق أخرى عديدة ، قال فى بعضها : ألا أعلمك كلمات الفرج؟ وذكرها إلى آخرها ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 92 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 177 ] قال : عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عشية عرفة فقال : إن اللّه عز وجل قد باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلى عليه السلام خاصة ، وإنى رسول اللّه غير محاب بقرابتى ، قال : خرجه أحمد ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 132 ) وزاد فى آخره فقال : هذا جبريل يخبرنى إن السعيد حق السعيد من أحب عليا فى حياته وبعد موته وإن الشقى كل الشقى من أبغض عليا فى حياته وبعد موته ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - يا علىّ إن اللّه قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبى شيعتك فابشر فانك الأنزع البطين ، وقال فى ( ص 139 ) : وفى رواية : إن اللّه قد غفر لشيعتك ولمحبى شيعتك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 172 ] قال : وعن جابر بن عبد اللّه الأنصارى قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فسمعته وهو يقول : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا ، فقلت : يا رسول اللّه وإن صام وصلى قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدى الجزية عن يد

ص: 104

وهم صاغرون ( إلى أن قال ) فى آخره : فاستغفرت لعلى عليه السّلام وشيعته ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 158 ) قال : عن أبى رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بعث عليا عليه السّلام مبعثا فلما قدم قال له : اللّه ورسوله وجبريل عنك راضون ، قال : أخرجه الطبرانى.

ص: 105

باب : في اشتياق الجنة والحور وأهل السماء والانبياء إلى علي عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 310 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علىّ وعمار وسلمان ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 330 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه ابن السرى.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137 ] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علىّ وعمار وسلمان ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 60 ] ولفظه : ثلاثة تشتاق اليهم الجنة علىّ وعمار وسلمان ، قال : أخرجه الديلمى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 190 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : اشتاقت الجنة إلى أربعة علىّ والمقداد وعمار وسلمان ، ( أقول ) ورواه

ص: 106

بطريق آخر أيضا فى ( ص 142 ) بتقديم وتأخير ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 163 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن أنس.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423 ] قال : وروي من حديث أنس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه قال : اشتاقت الجنة إلى علىّ وعمار وسلمان وبلال.

[ كنز العمال ج 6 ص 428 ] ولفظه : تشتاق الجنة إلى أربعة إلى علىّ وأبى ذر وعمار والمقداد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 428 ] قال : عن ابن عباس عن على عليه السّلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابى فأمرنى ربى أن أحبهم ، فانتدب صهيب الرومى وبلال بن أبى رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبى وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عمار عرّفك اللّه المنافقين ، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم على بن أبى طالب ، والثانى المقداد بن الأسود الكندى ، والثالث سلمان الفارسى ، والرابع أبو ذر الغفارى ، قال : أخرجه الطبرانى فى الأوسط ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 155 ).

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 429 ] قال : عن على عليه السلام قال : أتى جبريل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم ، على بن أبى طالب وأبو ذر والمقداد ، قال : وأتاه جبريل فقال : يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض الأنصار ، فأراد أن يسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 107

وسلم عنهم فهابه ، فلقى أبا بكر فقال : يا أبا بكر إنى كنت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم آنفا فأتاه جبريل فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فرجوت أن يكون لبعض الأنصار فهبت أن أسأله فهل لك أن تدخل فتسأله؟ فقال : إنى أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فيشمت بى قومى ، ثم أتى عمر بن الخطاب فقال له : مثل قول أبى بكر ، فلقى عليا عليه السلام فقال له على عليه السلام : نعم أنا أسأله فان كنت منهم فأحمد اللّه ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه ، فدخل على نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : إن أنسا حدثنى إنه كان عندك آنفا وإن جبريل أتاك فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك ، فقال : فمن هم يا نبى اللّه؟ قال : أنت منهم يا علىّ وعمار بن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها ، وسلمان ، وهو منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك ، قال : رواه أبو يعلى ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 117 ) بطريقين قال فى أحدهما : رواه أبو يعلى ، وقال فى الآخر : رواه البزار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 344 ] قال : وعن أنس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ثلاثة تشتاق اليهم الحور العين على وعمار وسلمان قال : رواه الطبرانى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 220 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما مررت بسماء إلا وأهلها يشتاقون إلى على بن أبى طالب ، وما فى الجنة نبى إلا وهو يشتاق إلى على بن أبى طالب قال : أخرجه الملا فى سيرته.

ص: 108

باب : إن عليا عليه السّلام من أهل الجنة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 578 ] روى بسنده عن أم خارجة - امرأة زيد بن ثابت - قالت : أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حائط ومعه أصحابه إذ قال : أول رجل يطلع عليكم فهو من أهل الجنة فليس أحد منا إلا وهو يتمنى أن يكون من وراء الحائط ، قالت : فبينما نحن كذلك إذ سمعنا حسا فرفعنا أبصارنا اليه ننظر من يدخل ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : عسى أن يكون عليا ، فدخل على بن أبى طالب عليه السلام ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ص 618 ) باختلاف فى اللفظ ، ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 228 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 776 ] فى ترجمة أم مرثد الأسلمية ، قال : روت عنها أم خارجة امرأة زيد بن ثابت إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال يوما : يشرف عليكم من هذا الوادى رجل من أهل الجنة ، قال : فأشرف عليهم على بن أبى طالب عليه السلام.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 118 ] قال : وعن سلمى امرأة أبى

ص: 109

رافع إنها قالت : إنى لمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالأسواف فقال : ليطلعن عليكم رجل من أهل الجنة إذ سمعت الخشفة فاذا على بن أبى طالب عليه السلام ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) الأسواف عين بالمدينة والخشفة الحركة والحس الخفي.

[ مسند الإمام أبى حنيفة ص 235 ] روى بسنده عن أم هانى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم نظر إلى على عليه السلام ذات يوم فرآه جائعا فقال : يا علىّ ما أجاعك؟ قال : يا رسول اللّه إنى لم أشبع منذ كذا وكذا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إبشر بالجنة.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 209 ] قال : وعن عبد اللّه بن ظالم قال : جاء رجل إلى سعيد فقال : إنى أحببت عليا عليه السلام حبا لم أحبه شيئا قط قال : نعم ما رأيت أحببت رجلا من أهل الجنة ، قال : خرجه أحمد فى المناقب ، وخرجه الحضرمى.

ص: 110

باب : إن عليا عليه السّلام أول من تنشق عنه الارض وأول من يرى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وأول من يصافحه

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 339 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر بن على عن أبيه عن جده على بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : سألت اللّه فيك خمسا فأعطانى أربعا ومنعنى واحدة ، سألته فأعطانى فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معى ، معك لواء الحمد وأنت تحمله ، وأعطانى أنك ولي المؤمنين من بعدى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 396 ) وقال : أخرجه ابن الجوزى.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : قال شاذان - وذكر السند إلى أن قال - حدثنى أبى على بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنى سألت ربى عز وجل فيك خمس خصال فأعطانى أما الأولى فانى سألت ربى أن تنشق عنى الأرض وانفض التراب عن رأسى وأنت معى فأعطانى ، وأما الثانية فسألته أن يوقفنى عند كفة الميزان وأنت معى فأعطانى ، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائى وهولواء اللّه الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطانى ، وأما

ص: 111

الرابعة فسألت ربى أن تسقى أمتى من حوضى فأعطانى ، وأما الخامسة فسألت ربى أن يجعلك قائد أمتى إلى الجنة فأعطانى فالحمد للّه الذى منّ به عليّ.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 159 ] ولفظه : سألت اللّه يا علىّ فيك خمسا فمنعنى واحدة وأعطانى أربعا ، سألت اللّه أن يجمع عليك أمتى فأبى عليّ وأعطانى فيك أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا وأنت معى معك لواء الحمد ، وأنت تحمله بين يدى تسبق به الأولين والآخرين ، وأعطانى فيك أنك ولي المؤمنين بعدى ، قال : أخرجه الخطيب ، والرافعى عن على عليه السّلام ( أقول ) وذكره أيضا فى ( ص 396 ) وقال : أخرجه ابن الجوزى.

[ الإصابة لابن حجر ج 7 ص 126 ] قال : وأخرج ابن السكن من طريق على بن هاشم ( إلى أن قال ) عن أبى عبد الرحمن حاضن عائشة قال :

قلنا له : ألا تذكر لنا من فضائل على بن أبى طالب عليه السلام؟ قال : هى أكثر من أن تحصر ، قلنا : فاذكر لنا بعضها ، قال : أفعل ، استأذن على عليه السّلام على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا فى البيت فسمعته يقول : إنك لأول من ينفض التراب عن رأسه يوم القيامة.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 287 ] ذكر حديثا مسندا عن أبى ليلى الغفارى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ستكون بعدى فتنة فاذا كان ذلك فالزموا على بن أبى طالب ، فانه أول من يرانى ، وأول من يصافحنى يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 7 ص 167 ) وقال فيه : فانه أول من آمن بى وأول من يصافحنى يوم القيامة ( الخ ) وذكره ابن عبد البر أيضا وزاد فى آخره والمال يعسوب المنافقين ، وذكر الهيثمى أيضا

ص: 112

فى مجمعه ( ج 9 ص 102 ) قال : وعن أبى ذر وسلمان قالا : أخذ النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بيد على عليه السّلام فقال : إن هذا أول من آمن بى ، وهذا أول من يصافحنى يوم القيامة ، وساقا الحديث كما تقدم عن أبى ليلى ، قال : رواه الطبرانى والبزار.

[ الإصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 183 ] قال : وأخرج ابن مندة من رواية على بن هاشم بن البريد حدثتنى ليلى الغفارية قالت : كنت أغزو مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأداوى الجرحى وأقوم على المرضى فلما خرج على عليه السلام إلى البصرة خرجت معه فلما رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فضيلة فى علىّ عليه السلام؟ قالت : نعم ، دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو معى وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عائشة دعى لى أخى فانه أول الناس إسلاما وآخر الناس بى عهدا وأول الناس لى لقيا يوم القيامة.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 9 ص 453 ] روى بسنده عن ابن عباس أنه قال : سمعت نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو آخذ بيد علىّ عليه السلام يقول : هذا أول من يصافحنى يوم القيامة.

ص: 113

باب : إن عليا عليه السّلام يكسى مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وإبراهيم عليه السّلام في يوم القيامة

[ كنز العمال ج 6 ص 403 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أول خلق اللّه يكسى يوم القيامة أبى إبراهيم عليه السّلام فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام عن يمين العرش ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار العرش ثم تدعى أنت يا علىّ فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام عن يمينى أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت؟ قال : أخرجه الدارقطنى فى العلل.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : عن على عليه السلام قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا ترضى يا علىّ إذا جمع اللّه الناس فى صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش ثم يفجر لى شعب من الجنة إلى حوضى وحوضى أعرض ما بين بصرى وصنعاء وفيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ثم أقوم عن يمين العرش ثم تدعى فتشرب وتتوضأ

ص: 114

وتكسى ثوبين أبيضين فتقوم معى ولا أدعى لخير إلا دعيت اليه؟ قلت : بلى ( قال ) أخرجه ابن شاهين فى السنة والطبرانى فى الأوسط وأبو نعيم فى فضائل الصحابة وأبو الحسن الهيثمى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 201 ] قال : عن مخدوج بن زيد الذهلى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أما علمت يا علىّ أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا فأقوم عن يمين العرش فى ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ( إلى أن قال ) ثم تكسى حلة من الجنة ثم ينادى مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علىّ إبشر يا علىّ إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحبى إذا حبيت ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 202 ] قال : وأخرج المخلص الذهبى عن أبى سعيد إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كسا نفرا من أصحابه ولم يكس عليا عليه السلام فكأنه رأى فى وجه على عليه السلام ، فقال : يا علىّ أما ترضى أنك تكسى إذا كسيت وتعطى إذا أعطيت؟.

ص: 115

باب : إن عليا عليه السّلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 11 ص 112 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما فى القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام اليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : من هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق وجهها كوجه الإنسان ، وخدها كخد الفرس ، وعرفها من لؤلؤ ممشوط ، وأذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة توقدان مثل النجمين المضيئين ، لها شعاع مثل شعاع الشمس بلقاء محجلة تضىء مرة وتنمى أخرى ، يتجدر من نحرها مثل الجمان مضطربة فى الخلق أذنها ، ذنبها مثل ذنب البقرة ، طويلة اليدين والرجلين أظلافها كأظلاف البقر من زبرجد أخضر ، تجدّ فى مسيرها ، سيرها كالريح وهى مثل السحابة لها نفس كنفس الآدميين تسمع الكلام وتفهمه ، وهى فوق الحمار ودون البغل ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى صالح على ناقة اللّه وسقياها التى عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمى حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتى قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى علىّ على ناقة من

ص: 116

نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانها من الدر الأبيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركنا ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضىء للراكب المحث ، عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد ، وهو ينادى أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمدا رسول اللّه ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبى مرسل أو ملك مقرّب؟ فينادى مناد من بطنان العرش ليس هذا ملك مقرّب ولا نبى مرسل ولا حامل عرش هذا على بن أبى طالب وصىّ رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 13 ص 122 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، قال : فقام عمه العباس فقال له : فداك أبى وأمى ومن هم؟ قال : أما أنا فعلى دابة اللّه البراق ، وأما أخى صالح فعلى ناقة اللّه التى عقرت وعمى حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتى العضباء ، وأخى وابن عمى وصهرى على بن أبى طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر ، رحلها من زمرد أخضر مضبب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، وعليها قبة من نور اللّه ، باطنها عفو اللّه ، وظاهرها رحمة اللّه ، بيده لواء الحمد ، فلا يمرّ بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرب أو نبى مرسل أو حامل عرش رب العالمين ، فينادى مناد من لدنان العرش ( أو قال من بطنان العرش ) ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا على بن أبى طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ، ولو أن عابدا عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام حتى يكون كالشن البالى ولقى اللّه مبغضا لآل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم أكبه اللّه على منخره فى نار جهنم.

ص: 117

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : وبهذا الإسناد - يعنى به سند حديث قد ذكره قبل هذا - عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ ليس فى القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبى وأمى فمن هم؟ قال : أنا على البراق وأخى صالح على ناقة اللّه التى عقرت ، وعمى حمزة على ناقتى العضباء ، وأخى علىّ على ناقة من نوق الجنة بيده لواء الحمد ، ينادى لا إله إلا اللّه محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) رسول اللّه ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب أو نبى مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش هذا الصديق الأكبر على بن أبى طالب.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 396 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة وركبتك مع ركبتى ، وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة جميعا ، ( قال ) أخرجه الحسن بن بدر ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال : أخرج أحمد فى المناقب عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : لك يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة ، أخرجه أحمد فى المناقب.

( ثم ) إن هاهنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما فى خاتمة هذا الباب.

( أحدهما ) ما رواه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد ( ج 3 ص 140 ) بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يبعث اللّه الأنبياء على الدواب ويبعث صالحا على ناقته كما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر ويبعث بابنى فاطمة الحسن والحسين على

ص: 118

ناقتين وعلىّ بن أبى طالب على ناقتى وأنا على البراق ويبعث بلالا على ناقة ينادى بالأذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ أشهد أن محمدا رسول اللّه شهدها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين فقبلت ممن قبلت منه ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 193 ) وقال : رواه الطبرانى وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبى هريرة.

( ثانيهما ) ما ذكره المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 403 ) قال : عن علىّ عليه السلام قال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إذا كان يوم القيامة أتيت أنت وولدك على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت فيأمر اللّه بكم إلى الجنة والناس ينظرون ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 135 ).

ص: 119

باب : إن عليا عليه السّلام حامل راية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة

[ الرياض النضرة ج 2 ص 202 ] قال : وعن جابر بن سمرة إنهم قالوا : يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال : من عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها فى الدنيا على بن أبى طالب ، قال : أخرجه نظام الملك فى أماليه ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 398 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 66 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعثنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى أبى برزة الأسلمى فقال له وأنا أسمع : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا فى على بن أبى طالب عليه السلام ، فقال : إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائى ونور جميع من أطاعنى ، يا أبا برزة على بن أبى طالب أمينى غدا فى القيامة وصاحب رايتى فى القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربى ، ورواه الخطيب أيضا فى تاريخه ( ج 14 ص 98 ) أقول : قد تقدم فى الباب الرابع والمائتين الحديث الذى رواه صاحب كنز العمال الذى يتضمن أن عليا عليه السلام حامل راية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة.

ص: 120

[ كنز العمال ج 6 ص 155 ] ولفظه : يا علىّ أنت تغسل جئتى وتؤدى دينى ، وتوارينى فى حفرتى ، وتفى بذمتى ، وأنت صاحب لوائى فى الدنيا والآخرة ( قال ) أخرجه الديلمى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى إسحاق عن الحارث عن على عليه السلام سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق المحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

ص: 121

باب : إن عليا عليه السّلام حامل لواء الحمد في يوم القيامة

( أقول ) قد تقدم آنفا فى باب على عليه السلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة جملة من الأحاديث الدالة على أن لواء الحمد بيد على عليه السلام فى يوم القيامة ، وهذه بقية ما ورد فى هذا المعنى مما ظفرت عليه على العجالة.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 201 ] وفى ( ذخائر العقبى ص 75 ) قال : عن مخدوج بن زيد الذهلى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السّلام : أما علمت يا علىّ أنه أول من يدعى به يوم القيامة أنا فأقوم عن يمين العرش فى ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعض فيقومون سماطين عن يمين العرش ، ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة ، ألا وإنى أخبرك يا علىّ أن أمتى أول الأمم يحاسبون يوم القيامة ثم ابشر أول من يدعى بك لقرابتك منى فيدفع اليك لوائى وهو لواء الحمد تسير به السماطين ، آدم وجميع خلق اللّه تعالى يستظلون بظل لوائى يوم القيامة وطوله مسيرة الف سنة ، سنانه ياقوتة حمراء ، قبضته فضة بيضاء ، زجه درة خضراء ، له

ص: 122

ثلاث ذوائب من نور ، ذوابة فى المشرق ، وذوابة فى المغرب والثالثة فى وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر ، الأول بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، الثانى اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، الثالث لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَللّٰهُ محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) رسول اللّه ، كل سطر الف سنة ، وعرضه مسيرة الف سنة فتسير باللواء والحسن عن يمينك ، والحسين عن يسارك حتى تقف بينى وبين ابراهيم فى ظل العرش ، ثم تكسى حلة من الجنة ، ثم ينادى مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك ابراهيم ، ونعم الأخ أخوك علىّ ، ابشر يا على إنك تكسى إذا كسيت ، وتدعى إذا دعيت ، وتحبى إذا حبيت ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب ( ثم قال ) وفى رواية أخرجها الملا فى سيرته ، قيل : يا رسول اللّه وكيف يستطيع علىّ أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطى خصالا شتى صبرا كصبرى وحسنا كحسن يوسف وقوة كقوة جبريل.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 203 ] قال : عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أعطيت فى علىّ خمسا هى أحب إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة فهو تكأتى (1) بين يدى اللّه عز وجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيد آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر (2)حوضى يسقى من عرف من أمتى ، وأما الرابعة فساتر عوراتى ومسلمى إلى ربى عز وجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ( قال ) أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) تقدم فى الباب الرابع والمائتين

ص: 123


1- التكأة : بزنة الهمزة : ما يتكأ عليه والكثير الاتكاء أيضا. ( هامش الرياض النضرة )
2- عقر الحوض آخره : بضم العين وإسكان القاف وضمها لغتان. ( هامش الرياض النضرة )

الحديث الذى رواه الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد المتضمن أن عليا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، كما تقدم فى الباب المذكور ما رواه المتقى فى كنز العمال فى حمل على عليه السلام لواء الحمد يوم القيامة ، فراجع.

[ كنز العمال ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلى عليه السلام قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : إنك مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزية وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى ، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدى كافرا ، وأنت تتقدمنى بلواء الحمد وتذود عن حوضى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 400 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : أنت أمامى يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه اليك وأنت تذود الناس عن حوضى ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 124

باب : إن عليا عليه السّلام وشيعته يردون على الحوض

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 131 ] قال : وبسنده - يعنى الطبرانى - إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أنت وشيعتك تردون على الحوض رواة مرويين مبيضة وجوهكم ، وإن أعداءك يردون على الحوض ظماء مقمحين.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 188 ] ولفظه : يا علىّ أنت وشيعتك تردون على الحوض ورودا ، قال : الديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 457 ] روى بسنده عن سلمان الفارسى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أو لكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما على بن أبى طالب ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 136 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 400 ) والهيثمى فى مجمعه ( ج 9 ص 102 ) باختلاف ، فقالا : إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما على بن أبى طالب ( قال ) الأول أخرجه ابن أبى شيبة ، وقال الثانى : رواه الطبرانى ، ورجاله ثقات.

ص: 125

باب : إن عليا عليه السّلام صاحب الحوض وساقيه وذائد المنافقين عنه

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 367 ] قال : وعن أبى هريرة وجابر بن عبد اللّه قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : على بن أبى طالب صاحب حوضى يوم القيامة فيه أكواب كعدد نجوم السماء ، وسعة حوضى ما بين الجابية إلى صنعاء ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 92 ] ولفظه : علىّ صاحب حوضى يوم القيامة ، قال : للطبرانى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 10 ص 211 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أعطيت فى علىّ خمسا أما إحداها فيوارى عورتى ، والثانية يقضى دينى ، والثالثة إنه متكئى فى طول الموقف ، والرابعة فانه عونى على حوضى ، والخامسة فانى لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان ولا زانيا بعد إحصان.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 14 ص 98 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى أبى برزة

ص: 126

الأسلمى فقال له وأنا أسمعه : يا أبا برزة إن رب العالمين تعالى عهد إلي فى على بن أبى طالب عهدا فقال : علىّ راية الهدى ، ومنار الإيمان وإمام أوليائى ، ونور جميع من أطاعنى ، يا أبا بردة على بن أبى طالب معى غدا فى القيامة على حوضى ، وصاحب لوائى ، ومعى غدا على مفاتيح خزائن جنة ربى.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 203 ] قال : عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أعطيت فى علىّ خمسا هى أحب إلي من الدنيا وما فيها ، أما واحدة فهو تكأتى بين يدى اللّه عز وجل حتى يفرغ من الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيد آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضى يسقى من عرف من أمتى ، وأما الرابعة فساتر عوراتى ومسلمى إلى ربى عز وجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد إحصان ، ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : قال شاذان : ( وساق السند إلى أن قال ) حدثنى أبى عمى بن أبى طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنى سألت ربى عز وجل فيك خمس خصال فأعطانى ، أما الأولى فانى سألت ربى أن تنشق عنى الأرض وأنفض التراب عن رأسى وأنت معى فأعطانى ، وأما الثانية فسألته أن يوقفنى عند كفة الميزان وأنت معى فأعطانى ، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائى وهو لواء اللّه الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطانى ، وأما الرابعة فسألت ربى أن تسقى أمتى من حوضى فأعطانى ، وأما الخامسة فسألت ربى أن يجعلك قائد أمتى إلى الجنة فأعطانى فالحمد للّه الذى منّ به عليّ.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 135 ] قال : وعن عبد اللّه بن إجارة بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام وهو على المنبر يقول : أنا أذود عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بيدى

ص: 127

هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : وعن على عليه السلام قال : لأذودن بيدى هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رايات الكفار والمنافقين كما يذاد غريب الإبل عن حياضها ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 135 ] قال : عن أبى سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ معك يوم القيامة عصا من عصى الجنة تذود بها المنافقين عن حوضى ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 3 ص 284 ).

[ أيضا ج 9 ص 130 ] قال : وعن أبى كثير قال : كنت جالسا عند الحسن بن على عليهما السلام فجاءه رجل فقال : لقد سب عند معاوية عليا عليه السلام سبا قبيحا رجل يقال له معاوية بن خديج فلم يعرفه قال : إذا رأيته فاتنى به قال : فرآه عبد دار عمرو بن حريث فأراه إياه ، قال : أنت معاوية بن خديج؟ فسكت فلم يجبه ثلاثا ، ثم قال : أنت الساب عليا عند ابن آكلة الأكباد ، أما لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمرا حاسرا عن ذراعيه يذود الكفار والمنافقين عن حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قول الصادق المصدوق محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : وفى رواية عن على بن أبى طلحة مولى بنى أمية قال : حج معاوية ابن أبى سفيان وحج معه معاوية بن خديج وكان من أسب الناس لعلى بن أبى طالب عليه السلام فمرّ فى المدينة فى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن بن على عليهما السلام جالس ( فذكر نحوه ) إلا أنه زاد وقد خاب من افترى ، قال : رواه الطبرانى باسنادين.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 138 ] روى بسنده عن على بن أبى

ص: 128

طلحة قال : حججنا فمررنا على الحسن بن على عليهما السلام بالمدينة ومعنا معاوية بن خديج فقيل للحسن عليه السلام : إن هذا معاوية بن خديج الساب لعلى عليه السلام ، فقال عليّ به فأتى به فقال : أنت الساب لعلى عليه السلام فقال : ما فعلت ، فقال : واللّه لئن لقيته - وما أحسبك تلقاه - يوم القيامة لتجده قائما على حوض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج ، حدثنيه الصادق المصدوق صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد خاب من افترى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال ج 6 ص 400 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام : أنت أمامى يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه اليك ، وأنت تذود الناس عن حوضى ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 403 ] قال : حدثنا شريك عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : فى علىّ خمس خصال لم يعطها نبى فى أحد قبلى ، أما خصلة فانه يقضى دينى ويوارى عورتى ، وأما الثانية فانه الذائد عن حوضى ، وأما الثالثة فانه مشكاة لى فى طريق المحشر يوم القيامة ، وأما الرابعة فان لوائى معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد ، وأما الخامسة فانى لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان ، قال : أخرجه العقيلى.

ص: 129

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 393 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر على بن أبى طالب فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه خصالا لأن تكون لى واحدة منهن فى آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة فى نفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلىّ قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يخرج اليكم فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فثرنا اليه فاتكأ على على بن أبى طالب عليه السلام ثم ضرب بيده على منكبه ثم قال : أنت مخاصم تخاصم ، أنت أول المؤمنين إيمانا وأعلمهم بأيام اللّه وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية وأنت عاضدى وغاسلى ودافنى والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدى كافرا وأنت تتقدمنى بلواء الحمد وتذود عن حوضى ، وقد تقدم هذا الحديث عن كنز العمال فى الباب الثامن والمائتين وإنما أعدناه لدخوله فى هذا الباب ، فلاحظ.

ص: 130

باب : لا يجوز احد على الصراط إلا بجواز من علي عليه السّلام

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 10 ص 356 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : لما حضرت وفاة أبى بكر ( وساق الحديث إلى أن قال ) أبو بكر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من على بن أبى طالب عليه السّلام ( إلى أن قال فى آخره ) على عليه السلام وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علىّ خاتم الأولياء.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 172 ] قال : وعن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا جمع اللّه الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد حتى كانت معه براءة بولاية على بن أبى طالب ، قال : خرجه الحاكمى فى الأربعين.

[ الرياض النضرة أيضا ج 2 ص 177 ] قال : عن قيس بن حازم قال : التقى أبو بكر وعلى بن أبى طالب عليه السلام فتبسم أبو بكر فى وجه على عليه السلام فقال له : ما لك تبسمت؟ قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا يجوز أحد على الصراط إلا من كتب له على عليه السلام الجواز ، قال : خرجه ابن السمان فى الموافقة.

ص: 131

باب : إن عليا عليه السّلام قسيم الجنة والنار

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 75 ] قال : وأخرج الدار قطنى أن عليا عليه السّلام قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته أنشدكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيرى؟ قالوا : اللّهم لا قال : ومعناه ما رواه غيره عن على الرضا عليه السلام أنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال له : أنت قسيم الجنة والنار فى يوم القيامة تقول للنار : هذا لى وهذا لك.

[ كنز العمال ج 6 ص 402 ] قال : عن على عليه السّلام قال : أنا قسيم النار ، قال : أخرجه شاذان الفضيلى فى رد الشمس.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 92 ] ولفظه : علىّ قسيم النار ، قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 132

باب : إن أول من يدخل الجنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 151 ] روى بسنده عن عاصم بن ضمرة عن على عليه السلام قال : أخبرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت : يا رسول اللّه فمحبونا ، قال : من ورائكم ، قال الحاكم : صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( ص 123 ) وقال : خرجه أبو سعد.

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) فى سورة الشورى ، ( قال ) روى عن على عليه السلام : شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حسد الناس لى فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا ( أقول ) وذكره الشبلنجى أيضا فى نور الأبصار ( ص 100 ).

[ كنز العمال ج 6 ص 218 ] ولفظه : يا علىّ إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف

ص: 133

ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ، قال : أخرجه ابن عساكر عن علىّ عليه السلام ، وأخرجه الطبرانى عن أبى رافع.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 396 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تؤتى يوم القيامة بناقة من نوق الجنة وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى ، حتى ندخل الجنة جميعا ، قال : أخرجه الحسن بن بدر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام ، لك يوم القيامة ناقة من نوق الجنة فتركبها وركبتك مع ركبتى وفخذك مع فخذى حتى ندخل الجنة ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب.

[ الرياض أيضا ج 2 ص 209 ] قال : وعن ابن عمر عن أبيه قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلى عليه السلام : يا علىّ يدك فى يدى تدخل معى يوم القيامة حيث أدخل ، قال : أخرجه الحافظ الدمشقى فى الأربعين الطوال ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 159 ) وقال : أخرجه أبو بكر الشافعى فى الغيلانيات ، وأبو نعيم فى فضائل الصحابة.

[ الرياض أيضا ج 2 ص 160 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا علىّ إنك أول من يقرع باب الجنة فتدخلها بغير حساب بعدى.

ص: 134

باب : إن عليا عليه السّلام حياته وموته مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ الإصابة لابن حجر ج 3 ص 198 ] قال : روى ابن السكن وابن شاهين وابن قانع والطبرانى من طريق قيس بن الربيع عن ابن اسحاق عن أبى البخترى عن حجر بن عدى سمعت شراحيل بن مرة يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لعلى عليه السلام : إبشر يا علىّ حياتك وموتك معى ، ( أقول ) وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 592 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 156 ) وقال : أخرجه ابن قانع وابن مندة وابن عدى والطبرانى وابن عساكر عن شرحبيل بن مرة وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 3 ) وقال : لعبد الرزاق.

ص: 135

باب : إن عليا عليه السّلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الجنة

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 111 ] روى بسنده عن عباد ابن عبد اللّه الأسدى عن على عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) قال : جمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال : فقال لهم : من يضمن عنى دينى ومواعيدى ويكون معى فى الجنة ويكون خليفتى فى أهلى؟ فقال رجل : يا رسول اللّه أنت كنت بحرا من يقوم بهذا؟ قال : ثم قال الآخر : فعرض ذلك على أهل بيته فقال على عليه السلام : أنا.

[ كنز العمال ج 5 ص 40 ] قال : لما آخى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بين أصحابه قال على عليه السلام : لقد ذهب روحى وانقطع ظهرى حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيرى فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسى وأنت منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدى وأنت أخى ووارثى ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلى ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال :

ص: 136

كتاب ربهم وسنة نبيهم وأنت معى فى قصرى فى الجنة مع فاطمة ابنتى ، وأنت أخى ورفيقى ، قال : أخرجه أحمد بن حنبل فى كتاب المناقب وأخرجه ابن عساكر ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 1 ص 13 ) عن زيد بن أوفى فى حديث طويل فى المؤاخاة بين الأصحاب ، وقال : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى فى الأربعين الطوال.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس ، وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنى وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر فى الجنة ( إخوانا على سرر متقابلين ) ، أنت معى وشيعتك فى الجنة ، ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إخوانا على سرر متقابلين ) لا ينظر أحد فى قفا صاحبه قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج أحمد فى المناقب إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أما ترضى أنك معى فى الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا؟ ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه أحمد فى المناقب وأبو سعد فى شرف النبوة.

ص: 137

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليا وجعفر او حمزة والحسن والحسين والمهدي عليهم السلام سادة أهل الجنة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 211 ] روى بسنده عن أنس بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وعلىّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين والمهدى قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال : أخرجه ابن السرى ( انتهى ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( فى ص 96 ) وقال : أخرجه الديلمى ( وفى ص 140 ) وقال : رواه ابن السدى والديلمى فى مسنده.

[ صحيح ابن ماجة ص 309 ] فى باب خروج المهدى عليه السلام روى بسنده عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة ، أنا وحمزة وعلىّ وجعفر والحسن والحسين والمهدى.

[ تاريخ بغداد ج 9 ص 434 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وعلىّ أخى وعمى حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدى.

ص: 138

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فى مكان واحد يوم القيامة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخل على فاطمة عليها السلام فقال : إنى وإياك وهذا النائم - يعنى عليا عليه السّلام - وهما - يعنى الحسن والحسين لفى مكان واحد يوم القيامة ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 101 ] روى بسنده عن عبد الرحمن الأزرق عن على عليه السلام ، قال : دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا نائم على المنامة فاستسقى الحسن أو الحسين عليهما السلام قال : فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شاة لنا بكيء (1)فحلبها فدرت فجاءه الحسن عليه السلام فنحاه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت فاطمة : يا رسول اللّه كأنه أحبهما اليك قال : لا ولكنه استسقى قبله ثم قال : إنى وإياك وهذين وهذا الراقد فى مكان واحد يوم القيامة ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 523 ).

ص: 139


1- بكيء : أى قليلة اللبن.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 269 ] روى بسنده عن أبى فاختة قال : قال على عليه السلام : زارنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فبات عندنا والحسن والحسين عليهما السلام نائمان فاستسقى الحسن فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى قربة لنا فجعل يعصرها فى القدح ثم جاء يسقيه فتناوله الحسين ليشرب فمنعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وبنأ بالحسن ، فقيل : يا رسول اللّه كأنه أحبهما اليك ، فقال : لا ولكنه استسقى أول مرة ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا فاطمة إنى وإياك وهذين وهذا الراقد - يعنى عليا عليه السّلام - فى مكان واحد يوم القيامة ، ( أقول ) ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 26 ) ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 101 ) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسى وأحمد بن حنبل وأبو يعلى وابن أبى عاصم فى السنة والطبرانى فى المتفق والمفترق ، وابن النجار والخطيب ( انتهى ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 169 ) وقال : رواه البزار.

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : أخوك استسقى قبلك يشرب ثم تشرب ما هو بأحبهما إلي وإنهما عندى لبمكان واحد ، وإنى وإياك وهما وهذا الراقد يوم القيامة لفى مكان واحد ، قال : أخرجه الطبرانى عن على عليه السلام ، ( أقول ) وذكره فى الصفحة المذكورة ثانيا باختلاف يسير فى اللفظ ، وقال : أخرجه الطبرانى عن أبى سعيد.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 102 ] قال : عن أبى سعيد إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخل على ابنته فاطمة عليها السلام وأبناها إلى جانبها وعلى عليه السلام نائم فاستسقى الحسن عليه السلام فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين عليه السلام أن يشرب قبله حتى بكى ، فقال : يشرب أخوك ثم تشرب ، فقالت فاطمة عليها السلام : كأنه آثر عندك منه قال : ما هو بآثر عندى منه وإنهما عندى بمنزلة واحدة وإنك

ص: 140

وهما وهذا المضطجع معى فى مكان واحد يوم القيامة ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة فى قبة تحت العرش ، قال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 6 ص 216 ] ولفظه : إن فاطمة وعليا والحسن والحسين فى حظيرة القدس فى قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن ، قال : أخرجه ابن عساكر عن عمر - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال ج 7 ص 102 ] قال : عن على عليه السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فى الجنة درجة تدعى الوسيلة فاذا سألتم اللّه فسلوا لى الوسيلة ، قالوا : يا رسول اللّه من يسكن معك فيها؟ قال : علىّ وفاطمة والحسن والحسين ، قال : أخرجه ابن مردويه.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 208 ] قال : قال ابن عمر على ( عليه السلام ) من أهل البيت لا يقاس بهم أحد ، على ( عليه السلام ) مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى درجته إن اللّه عز وجل يقول ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم ) فاطمة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فى درجته ، وعلى ( عليه السّلام ) مع فاطمة ، قال : أخرجه على بن نعيم البصرى.

ص: 141

باب : إن عليا عليه السّلام قصره بين قصر النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم وقصر ابراهيم عليه السلام

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : إن اللّه اتخذنى خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ، فقصرى فى الجنة وقصر إبراهيم فى الجنة متقابلين ، وقصر على بن أبى طالب بين قصرى وقصر إبراهيم ، فياله من حبيب بين خليلين ( قال ) أخرجه الحاكم فى تاريخه والبيهقى فى فضائل الصحابة وابن الجوزى عن حذيفة ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى.

[ كنز العمال ج 6 ص 156 ] ولفظه : إذا كان يوم القيامة ضربت لى قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش ، وضربت لابراهيم عليه السلام قبة من ياقوتة خضراء على يسار العرش ، وضربت فيما بيننا لعلى بن أبى طالب قبة من لؤلؤة بيضاء ، فما ظنك بحبيب بين خليلين؟ قال : أخرجه البيهقى فى فضائل الصحابة وابن الجوزى عن سلمان ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 211 ) وقال أخرجه الحاكمى.

ص: 142

باب : في جنة علي وفاطمة عليهما السلام

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 204 ] قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى غزوة تبوك يقول - ونحن نسير معه - إن اللّه لما أمرنى أن أزوج فاطمة من علىّ ففعلت ، قال جبريل عليه السلام ان اللّه تعالى بنى جنة من لؤلؤة قصب ، بين كل قصبة الى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب ، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر ، وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت ، ثم جعل عليها غرفا لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، ولبنة من در ، ولبنة من ياقوت ، ولبنة من زبرجد ، ثم جعل فيها عيونا تنبسع فى نواحيها ، وحفت بالأنهار ، وجعل على الأنهار قبابا من در قد شعبت بسلاسل ، وحفت بانواع الشجر ، وبنى فى كل غصن قبة ، وجعل فى كل قبة اريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والاستبرق ، وفرش أرضها بالزعفران ، وفتق بالمسك والعنبر ، وجعل فى كل قبة حوراء ، والقبة لها مائة باب ، على كل باب حارسان وشجرتان فى كل قبة مفرش ، وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسى ، قلت لجبريل لمن بنى اللّه هذه الجنة؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلى بن أبى طالب سوى جنانهما تحفة اتحفهما أقر عينيك يا رسول اللّه ، قال : رواه الطبرانى.

ص: 143

باب : إن عليا عليه السّلام رفيق النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 12 ص 268 ] روى بسنده عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا على أنت أخى وصاحبى ورفيقى فى الجنة.

[ مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 199 ] روى بسنده عن المسيب ابن نجبة عن على بن ابى طالب عليه السلام : إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كل نبى اعطى سبعة رفقاء وأعطيت بضعة عشر ، فقيل لعلى عليه السّلام من هم؟ فقال : أنا وحمزة وابناى ، قال الحاكم ثم ذكرهم ( ثم قال ) الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ( أقول ) إن الحديث الشريف وإن كان مطلقا ليس فيه تصريح بانهم رفقاؤه فى خصوص الجنة ولكن المقصود منه هو ذلك قطعا لان رفقاءه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الدنيا أكثر من ذلك وأكثر.

ص: 144

باب : إن عليا عليه السّلام وقومه آية الجنة ومعاوية وقومه آية النار

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 405 ] قال : عن عمرو بن الحمق قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سرية ( وساق الحديث الى أن قال ) ثم هاجرت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال لى : يا عمرو هل لك أن اريك آية الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى فى الأسواق؟ قلت : بلى بابى أنت قال : هذا وقومه - وأشار بيده الى على بن أبى طالب عليه السلام - وقال : لى يا عمرو هل لك أن اريك آية النار تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشى فى الأسواق؟ قلت : بلى بابى أنت قال : هذا وقومه آية النار - وأشار الى رجل - فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ففررت من آية النار إلى آية الجنة ( الى أن قال ) واللّه إن كنت فى حجر فى جوف حجر لاستخرجنى بنو امية حتى يقتلونى ، حدثنى به حبيبى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رأسى أول رأس يحتز فى الاسلام وينقل من بلد الى بلد قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال ج 7 ص 63 ] قال : عن الأجلح بن عبد اللّه الكندى

ص: 145

قال : سمعت زيد بن على وعبد اللّه بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد اللّه ابن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع على عليه السلام من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله ، وسمعته أيضا من غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعى ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال له : يا عمرو أتحب أن أريك آية الجنة؟ قال : نعم يا رسول اللّه فمر على عليه السلام : فقال : هذا وقومه آية الجنة ، فلما قتل عثمان وبايع الناس عليا عليه السلام لزمه فكان معه حتى أصيب ( الحديث ) قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال ج 7 ص 63 ] قال : عن عبيد اللّه بن رافع إن معاوية طلب عمرو بن الحمق ليقتله فهرب منه نحو الجزيرة ومعه رجل من أصحاب على عليه السلام يقال له زاهر ، فلما نزلا الوادى نهشت عمرا حية من جوف الليل فاصبح منتفخا ، فقال لزاهر تنح عنى فان خليلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أخبرنى انه سيشترك فى دمى الانس والجن ولا بد لى من أن اقتل فقد أصابتنى بلية الجن بهذا الوادى ، فبينماهم كذلك إذ رأيا نواصى الخيل فى طلبه فامر زاهرا يتغيب ، قال : فاذا قتلت فانهم يأخذون رأسى فارجع الى جسدى فادفنه ، فقال له زاهر بل أنثر نبلى ثم أرميهم حتى إذا فنيت نبلى قتلت معك؟ قال : لا ولكنى سأزودك منى ما ينفعك اللّه به فاسمع منى آية الجنة محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلامتهم على بن أبى طالب عليه السلام ، وتوارى زاهر فاقبل القوم فنظروا الى عمرو فنزل اليه رجل منهم آدم (1) فقطع رأسه ، وكان أول رأس فى الاسلام نصب فى الناس وخرج زاهر اليه فدفنه ، قال أخرجه ابن عساكر.

ص: 146


1- آدم : بالمد أى أسمر.

باب : إن عليا عليه السّلام وشيعته في الجنة

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 329 ] روى بسنده عن الشعبى عن على عليه السلام قال : قال لى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنك وشيعتك فى الجنة ، الحديث ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 12 ص 289 ).

[ تاريخ بغداد ج 12 ص 358 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى عن أم سلمة قالت : كانت ليلتى من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتته فاطمة عليها السلام ومعها على عليه السلام ، فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنت وأصحابك فى الجنة ، أنت وشيعتك فى الجنة ، الحديث ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 10 ص 21 ) وقال : رواه الطبرانى فى الاوسط.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 173 ] قال : وعن أبى هريرة إن على بن أبى طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أيما أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلىّ منك وأنت أعز علىّ منها ، وكأنى بك وأنت على حوضى تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنى وأنت والحسن

ص: 147

والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر فى الجنة ( إخوانا على سرر متقابلين ) أنت معى وشيعتك فى الجنة ثم قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إخوانا على سرر متقابلين ) لا ينظر أحد فى قفا صاحبه ، قال رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96 ] قال : وأخرج أحمد فى المناقب إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السّلام : أما ترضى انك معى فى الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذريتنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا؟ ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج 2 ص 209 ) وقال أخرجه أحمد فى المناقب وأبو سعد فى شرف النبوة

[ كنز العمال ج 2 ص 218 ] ولفظه : يا على إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرارينا وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ، قال : أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام ، وأخرجه الطبرانى عن أبى رافع.

ص: 148

باب : في حورية علي عليه السّلام فى الجنة

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 278 ] روى بسنده عن أبى سعيد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لما أسرى بى دخلت الجنة فناولنى جبريل تفاحة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء فقلت لها : لمن أنت؟ فقالت : لعلى بن أبى طالب.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 211 ] قال : عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى إلى السماء أخذ جبريل بيدى وأقعدنى على درنوك (1) من درانيك الجنة وناولنى سفر جلة فكنت أفليها إذا انفلقت وخرجت منها حوراء لم أر أحسن منها ، فقالت : السلام عليك يا محمد ، قلت : وعليك السلام من أنت؟ قالت : أنا الراضية المرضية خلقنى الجبار من ثلاثة أصناف ، أعلاى من عنبر ، ووسطى من كافور وأسفلى من مسك ، عجننى بماء الحيوان ، ثم قال : كونى فكنت ، خلقنى لأخيك وابن عمك على بن أبى طالب.

ص: 149


1- الدرنوك نوع من البسط له خمل.

باب : إن عليا عليه السّلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح

[ كنز العمال ج 6 ص 153 ] ولفظه : على بن أبى طالب يزهر فى الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا ، قال : أخرجه البيهقى فى فضائل الصحابة والديلمى فى الفردوس عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره فى ( ص 155 ) أيضا وقال : أخرجه الحاكم فى التاريخ والبيهقى فى فضائل الصحابة والديلمى وابن الجوزى عن أنس ( انتهى ) ، وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير فى المتن وصححه ، وذكره جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث غير المذكورين.

ص: 150

المقصد الثالث : في فضائل فاطمة عليها السلام

اشارة

وفيه أبواب :

( أقول ) قد تقدم جملة من فضائل فاطمة سلام اللّه عليها فى جملة من أبواب فضائل على عليه السلام ، مثل باب آدم سأل اللّه بحق محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب علىّ وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وباب آية التطهير نزلت فى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب باهل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، وباب فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم إلى غير ذلك من أبواب كثيرة ، وهذه جملة أخرى من فضائل فاطمة سلام اللّه عليها مما ظفرنا عليه على العجالة ، نذكرها فى هذا المقصد الثالث المختص بها فنقول :

ص: 151

باب : في انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام من ثمار الجنة وأنها حوراء إنسية لم تحض ولم تطمث

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) قال : وأخرج الطبرانى عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما أسرى بى إلى السماء ادخلت الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر فى الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقا ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة فى صلبى فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فاذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شمعت ريح فاطمة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن سعد بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتانى جبريل عليه الصلاة والسلام بسفر جملة من الجنة فأكلتها ليلة أسرى بى فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شمعت رقبة فاطمة.

[ ذخائر العقبى ص 36 ] قال : وعن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يكثر القبل لفاطمة عليها السلام فقالت له عائشة : إنك تكثر تقبيل فاطمة ، فقال : إن جبريل ليلة أسرى بى أدخلنى الجنة

ص: 152

فأطعمنى من جميع ثمارها فصار ماء فى صلبى فحملت خديجة بفاطمة ، فاذا اشتقت لتلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها جميع تلك الثمار التى أكلتها قال : خرجه أبو الفضل بن خيرون.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : روى الملا فى سيرته إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أتانى جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فقالت : إنى حملت حملا خفيفا فاذا خرجت حدثنى الذى فى بطنى ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه فى باب ولادتها.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 5 ص 87 ] روى بسنده عن عائشة قالت : قلت : يا رسول اللّه ما لك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك فى فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟ قال : نعم يا عائشة إنى لما أسرى بى إلى السماء أدخلنى جبريل الجنة فناولنى منها تفاحة فأكلتها فصارت نطفة فى صلبى ، فلما نزلت واقعت خديجة ، ففاطمة من تلك النطفة وهى حوراء إنسية ، كلما اشتقت إلى الجنة قبلتها ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 36 ) وقال : خرجه أبو سعد فى شرف النبوة.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 12 ص 331 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنتى فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما سماها فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 96 ) وقال : أخرجه النسائى.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] ذكر حديثا عن أسماء فى ولادة فاطمة بالحسن عليهما السلام قالت أسماء : فقلت : يا رسول اللّه إنى لم أر لها دما فى حيض ولا فى نفاس ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : أما علمت أن ابنتى طاهرة مطهرة لا يرى لها دم فى طمث ولا ولادة؟.

ص: 153

باب : فى أن فاطمة عليها السلام حدثت أمها فى بطنها ووليت ولادتها حواء وآسية وكلثم ومريم فولدت ووقعت على الأرض ساجدة

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : روى الملا فى سيرته إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أتانى جبريل بتفاحة من الجنة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فقالت : إنى حملت حملا خفيفا فاذا خرجت حدثنى الذى فى بطنى ، فلما أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش لتأتينها فيلين منها ما تلى النساء ممن تلد فلم يفعلن وقلن : لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد ، فبينما هى كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها إحداهن : أنا أمك حواء ، وقالت الأخرى : أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى : أنا كلثم أخت موسى ، وقالت الأخرى : أنا مريم بنت عمر ان أم عيسى ، جئنا لنلى من أمرك ما تلى النساء قالت : فولدت فاطمة سلام اللّه عليها ، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.

ص: 154

باب : فى وجه تسميتها بفاطمة وبالبتول وبيان كنيتها

( أقول ) قد تقدم فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام حديث ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قوله : وإنما سماها فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، وهذه بقية ما جاء فى ذلك مما ظفرت عليه على العجالة.

[ ذخائر العقبى ص 26 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة : يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟ قال على عليه السلام : يا رسول اللّه لم سميت فاطمة؟ قال : إن اللّه عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة ، ( قال ) أخرجه الحافظ الدمشقى ( ثم قال ) وقد رواه الإمام على بن موسى الرضا ( عليه السّلام ) فى مسنده ( قال ) ولفظه : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إن اللّه عز وجل فطم ابنتى فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار ، فلذلك سميت فاطمة.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إنما سميت فاطمة لأن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، قال : أخرجه الديلمى عن أبى هريرة - يعنى

ص: 155

عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( ابن الاثير ) فى النهاية فى مادة بتل قال سميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا ( وقيل ) لانقطاعها عن الدنيا الى اللّه تعالى ( وقال ) عبيدة الهروى ( فى الغريبين ) سميت فاطمة بتولا لانها بتلت عن النظير.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 520 ] فى ترجمة فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : وكانت فاطمة تكنى أم أبيها.

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 752 ] ذكر عن جعفر بن محمد عليه السّلام أنه قال : كانت كنية فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أم أبيها

ص: 156

باب : فى شباهة فاطمة عليها السلام بالنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من وجوه وتقبيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : وكانت إذا دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قام اليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه وكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته واجلسته فى مجلسها ( الحديث ).

( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 33 ) فى باب ما جاء فى القيام ( ص 223 ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 172 ) ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد ( ص 136 ) وذكر العسقلانى فى فتح البارى ج 9 ص 200 انه رواه ابن حبان ايضا.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154 ] روى بسنده عن أم المؤمنين عائشة إنها قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا من

ص: 157

فاطمة برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وكانت إذا دخلت عليه رحبّ بها وقام اليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها فى مجلسه ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه فى ( ص 159 ) أيضا ، ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد ( ص 141 ) ورواه أبو عمرو أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 751 ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 7 ص 101 ) وزاد فى آخره فقال : وكان - يعنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - إذا دخل عليها رحبت به وقامت فأخذت بيده فقبلته.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 164 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من الحسن بن على عليهما السلام وفاطمة سلام اللّه عليها.

[ صحيح مسلم ] فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة عليها السلام روى بسنده عن عائشة قالت : اجتمع نساء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشى كأن مشيتها مشية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : مرحبا بابنتى فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه فى باب فاطمة سيدة النساء ، ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى ذكر مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 282 ) ورواه جمع كثير أيضا من أئمة الحديث.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان كثيرا ما يقبل عرف فاطمة عليها السلام قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وقال المناوى فى فيض القدير ( ج 5 ص 176 ) : وكان كثيرا ما يقبلها فى فمها أيضا وذكر عن أبى داود

ص: 158

ويمص لسانها.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 522 ] روى عن ابن عباس أن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر قبل ابنته فاطمة عليها السلام ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 8 ص 42 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط ورجاله ثقات ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( 36 ) وقال : خرجه ابن السرى.

[ ذخائر العقبى ص 36 ] قال : وعن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل يوما نحر فاطمة عليها السلام ، قال : خرجه الحربى ، قال :

وخرجه الملا فى سيرته وزاد : فقلت له : يا رسول اللّه فعلت شيئا لم تفعله فقال : يا عائشة إنى إذا اشتقت الجنة قبلت نحر فاطمة.

( أقول ) وقد تقدم فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام حديث عائشة ، قالت : قلت : يا رسول اللّه ما لك إذا جاءت فاطمة قبلتها حتى تجعل لسانك فى فيها كله كأنك تريد أن تلعقها عسلا ( إلى آخره ) وحديث ابن عباس كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يكثر القبل لفاطمة فقالت له عائشة : إنك تكثر تقبيل فاطمة ( إلى آخره ).

ص: 159

باب : فى حنوّ فاطمة عليها السلام على أبيها وحنوّ أبيها عليها

[ صحيح مسلم فى كتاب الجهاد والسير ] فى باب ما لقى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أذى المشركين ، روى بسنده عن ابن مسعود قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بنى فلان فيأخذه فيضعه فى كتفى محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وضعه بين كتفيه ، قال : فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لى منعة طرحته عن ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة عليها السلام فجاءت وهى جويرة فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم ، فلما قضى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم ، وكان إذا دعا دعا ثلاثا ، وإذا سأل سأل ثلاثا ، ثم قال : اللّهم عليك بقريش ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ، ثم قال : اللّهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة

ص: 160

وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية ابن خلف وعقبة بن أبى معيط ، وذكر السابع ولم أحفظ ، فو الذى بعث محمدا ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب ما لقى النبى وأصحابه من المشركين.

[ صحيح مسلم فى كتاب الجهاد والسير ] فى باب غزوة أحد ، روى بسنده عن أبى حازم إنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم أحد ، فقال : جرح وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة سلام اللّه عليها بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) تغسل الدم ، وكان على بن أبى طالب ( عليه السلام ) يسكب عليها بالمجن فلما رأت فاطمة عليها السلام أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ، ثم رواه بطريق آخر عن أبى حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) فقال : أم واللّه إنى لأعرف من كان يغسل جرح رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ومن كان يسكب الماء وبماذا دووي ، ثم ذكر نحو الحديث المتقدم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى صحيحه فى كتاب بدء الخلق فى باب حدثنا قتيبة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 30 ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلى فيه ركعتين ثم خرج فأتى فاطمة عليها السلام فبدأ بها قبل بيوت أزواجه فاستقبلته فاطمة عليها السلام وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكى ، فقال لها رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) : ما

ص: 161

يبكيك؟ قالت : أراك قد شحب لونك ، فقال لها : يا فاطمة إن اللّه عز وجل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ حيث بلغ الليل.

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 1 ص 77 ) وقال : أخرجه الطبرانى فى الكبير ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 8 ص 262 ) وقال فيه : فقال : ما يبكيك؟ فقالت : أراك شعثا نصبا قد اخلولقت ثيابك فقال لها : لا تبكى فان اللّه عز وجل ( إلى آخره ).

[ ذخائر العقبى ص 47 ] قال : عن على عليه السلام قال : كنا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حفر الخندق إذ جاءته فاطمة سلام اللّه عليها بكسرة من خبز فرفعتها اليه ، فقال : ما هذه يا فاطمة؟ قالت : من قرص اختبزته لابنىّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال : يا بنية أما إنها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث.

[ طبقات ابن سعد ج 8 ص 24 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما ماتت رقية بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إلحقى بسلفنا عثمان بن مظعون فبكت النساء على رقية ، ثم ساق الحديث ( إلى أن قال ) فقعدت فاطمة عليها السلام على شفير القبر إلى جنب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعلت تبكى فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمسح الدمع عن عينها بطرف ثوبه.

ص: 162

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اذا سافر كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام وإذا قدم كان أول عهده بها

[ صحيح أبى داود ج 26 ] فى باب ما جاء فى الانتفاع بالعاج ، روى بسنده عن ثوبان مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا سافر كان آخر عهده بانسان من أهله فاطمة عليها السلام ، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة عليها السلام الحديث ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 275 ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 1 ص 26 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 1 ص 489 ] روى بسنده عن ابن عمر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا خرج فى غزاة كان أول عهده بفاطمة عليها السلام ، ( أقول ) وذكره الذهبى أيضا فى التلخيص وهو مطبوع فى هامش المستدرك وقال فيه : كان إذا خرج فى غزاة كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام ، وإذا رجع كان أول عهده بها ، قال : ( الحديث ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن ابن عمر

ص: 163

إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة عليها السلام وإذا قدم من سفر كان أول الناس عهدا به فاطمة عليها السلام ثم رواه بطريق آخر وزاد فيه : فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبى وأمى.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 155 ] روى بسنده عن أبى ثعلبة الخشنى يقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة عليها السلام ثم يأتى أزواجه ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث أبى ثعلبة فى هذا المعنى بنحو أبسط ، رواه عنه مسندا أبو نعيم وغيره ، فراجعه.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 109 ] قال ما هذا لفظه : وأخرج أحمد وغيره ما حاصله إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان إذا قدم من سفر أتى فاطمة عليها السلام وأطال المكث عندها ، ففى مرة صنعت لها مسكين من ورق وقلادة وقرطين وستر باب بيتها ، فقدم صلى اللّه عليه وآله وسلم ودخل عليها ثم خرج ، وقد عرف الغضب فى وجهه حتى جلس على المنبر فظنت أنه إنما فعل ذلك لما رأى ما صنعته فأرسلت به اليه ليجعله فى سبيل اللّه فقال : فعلت فداها أبوها - ثلاث مرات - ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند اللّه فى الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، ثم قام فدخل صلى اللّه عليه وآله وسلم عليها ( قال ابن حجر ) زاد أحمد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر ثوبان أن يدفع ذلك إلى بعض أصحابه وبأن يشترى لها قلادة من عصب وسوارين من عاج ، وقال : إن هؤلاء أهل بيتى ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم فى حياتهم الدنيا.

ص: 164

باب : في قيام فاطمة عليها السلام بخدمة البيت وتعليم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها التسبيح

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب على بن أبى طالب عليه السلام ، روى بسنده عن على عليه السلام قال : إن فاطمة سلام اللّه عليها شكت ما تلقى من أثر الرحى فأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم سبى فانطلقت فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أخبرته عائشة بمجىء فاطمة ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدرى وقال : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين ، وتسبحا ثلاثا وثلاثين ، وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم ، ( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الخمس فى باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الذكر والدعاء فى باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه فى ( ج 33 ) فى باب التسبيح عند النوم.

ص: 165

[ صحيح أبى داود ج 33 ] فى باب التسبيح عند النوم ، روى بسنده عن أبى الورد بن ثمامة قال : قال على عليه السلام لابن أعبد : ألا أحدثك عنى وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ وكانت أحب أهله اليه ، وكانت عندى ، فجرّت بالرحى حتى أثرت بيدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرّ فسمعنا أن رقيقا أتى بهم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : لو أتيت أباك فسألتيه خادما يكفيك فأتته فوجدت حداثا فاستحيت فرجعت ، فغدا علينا ونحن فى لفاعنا (1) فجلس عند رأسها فأدخلت رأسها فى اللفاع حياء من أبيها ، فقال : ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد؟ فسكتت مرتين ، فقلت : أنا واللّه أحدثك يا رسول اللّه إن هذه جرّت عندى بالرحى حتى أثرت فى يدها ، واستقت بالقربة حتى أثرت فى نحرها ، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها ، وبلغنا أنه أتاك رقيق أو خدم فقلت لها : سليه خادما ( قال أبو داود ) فذكر معنى حديث حكم ، ( أقول ) ويعنى بحديث حكم ما تقدم آنفا عن البخارى ومسلم من قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أعلمكما خيرا مما سألتمانى ( إلى آخره ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 41 ) مختصرا.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 41 ] روى بسنده عن الزهرى قال : لقد طحنت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى مجلت يدها وربا (2) وأثر قطب الرحى فى يدها.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 150 ] روى بسنده عن

ص: 166


1- اللفاع : الملحفة أو الكساء.
2- ربا : بالراء ثم الباء الموحدة بعد الألف ، أى انتفخ ولعل الصحيح ( ورما ).

أنس ابن مالك إن بلالا أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما حبسك؟ فقال : مررت بفاطمة عليها السلام وهى تطحن والصبى يبكى فقلت لها : إن شئت كفيتك الرحى وكفيتنى الصبى ، وإن شئت كفينك الصبى وكفيتنى الرحى ، فقالت : أنا أرفق بابنى منك ، فذاك حبسنى قال : فرحمتها رحمك اللّه.

[ كنز العمال ج 6 ص 295 ] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى على فاطمة سلام اللّه عليها كساء من أوبار الإبل وهى تطحن ، فبكى وقال : يا فاطمة أصبرى على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ونزلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) قال : أخرجه ابن لال وابن مردويه وابن النجار والديلمى ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة والضحى ، وقال : أخرجه العسكرى فى المواعظ.

ص: 167

باب : في إعطاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فدكا لفاطمة عليها السلام

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وآت ذا القربى حقه ) فى سورة الأسرى ، قال : وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعيد الخدرى قال : لما نزلت هذه الآية ( وآت ذا القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فأعطاها فدكا ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت ( وآت ذا القربى حقه ) أقطع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة سلام اللّه عليها فدكا. ( الهيثمى فى مجمعه ) ج 7 ص 49 قال عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة (عليهاالسلام) فأعطاها فدكا ( قال ) رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره الذهبى ايضا فى ميزان الاعتدال ج 2 ص 228 وصححه ( المتقى فى كنز العمال ) ج 2 ص 158 عن ابى سعيد قال لما نزلت ( وآت ذى القربى حقه ) قال النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يا فاطمة لك فدك ( قال ) اخرجه الحاكم فى تاريخه وابن النجار.

ص: 168

باب : إن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى مشيتها مشية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : مرحبا بابنتى ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرّ اليها حديثا فبكت فقلت لها : لم تبكين؟ ثم أسر اليها حديثا فضحكت فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشى سر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فسألتها ، فقالت : أسرّ إلي : جبريل كان يعارضنى القرآن كل سنة مرة وإنه عارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى وإنك أول أهل بيتى لحافا بى فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك.

( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 282 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 40 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 522 ) وقال : سيدة نساء

ص: 169

العالمين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين.

[ صحيح البخارى فى كتاب الاستئذان ] فى باب من ناجى بين يدى الناس ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : إنا كنا أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عنده جميعا لم تغادر منا واحدة ، فأقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تمشى ما تخطى مشيتها من مشية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما رآها رحّب بها وقال : مرحبا بابنتى ، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا ، فلما رأى حزنها سارها الثانية فاذا هى تضحك فقلت لها : أنا من بين نسائه خصك رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالسر من بيننا ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سألتها عما سارها قالت : ما كنت لأفشى على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم سرّه ، فلما توفى قلت لها : عزمت عليك لما أخبرتينى؟ قالت : أما الآن فنعم ، فأخبرتنى قالت : أما حين سارنى فى الأمر الأول فانه أخبرنى إن جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة وإنه قد عارضنى به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقى اللّه واصبرى فانى نعم السلف أنا لك قالت : فبكيت بكائى الذى رأيت ، فلما رأى جزعى سارنى الثانية قال : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟ ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، وزاد : إنك أول أهلى لحوقا بى ، ورواه ثانيا فى الباب المذكور بطريق آخر بغير زيادة ، ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب ما جاء فى ذكر مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وذكر الزيادة ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 6 ) فى أحاديث النساء وقال : سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 29 ) وقال أيضا : سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة ، ثم ذكر طرقا أخر عديدة لهذا الحديث ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل

ص: 170

الآثار ( ج 1 ص 48 وص 49 ) بطريقين ، ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) وقال : سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن حذيفة قال : سألتنى أمى متى عهدك؟ - تعنى بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقلت : ما لى به عهد منذ كذا وكذا فنالت منى فقلت لها : دعينى آتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأصلى معه المغرب وأسأله أن يستغفر لى ولك ، فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتى فقال : من هذا حذيفة؟ قلت : نعم ، قال : ما حاجتك غفر اللّه لك ولأمك؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرنى بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 151 ) بطريقين مختصرا واقتصر فيهما على ذكر فاطمة عليها السلام ، وقال فى الثانى منهما : هذا حديث صحيح الإسناد ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 391 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 190 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 574 ) ، والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 217 ) وقال : أخرجه الرويانى وابن حبان فى صحيحه عن حذيفة ( وفى ص 218 ) وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ( وفى ج 7 ص 102 ) وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة ( وفى ص 111 ) واقتصر فيه على ذكر فاطمة عليها السلام وقال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 156 ] روى بسنده عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال - وهو فى مرضه الذى توفى فيه - : يا فاطمة ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين؟ قال : هذا إسناد صحيح.

ص: 171

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 42 ] روى بسنده عن عمران ابن حصين إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فانها تشتكى؟ قلت : بلى ، قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال : أدخل أنا ومن معى؟ قالت نعم ومن معك يا أبتاه ، فو اللّه ما عليّ إلا عباءة فقال لها : اصنعى بها كذا واصنعى بها كذا فعلمها كيف تستتر ، فقالت : واللّه ما على رأسى من خمار ، قال : فأخذ ملاءة كانت عليه فقال : اختمرى بها ، ثم أذنت لهما فدخلا ، فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت : إنى لوجعة وإنه ليزيدنى أنه ما لى طعام آكله ، قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت : يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك ، أما واللّه زوجتك سيدا فى الدنيا والآخرة ( أقول ) ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 ) وزاد فى آخره : ولا يبغضه إلا منافق ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 43 ) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى وذكر الزيادة.

[ حلية الأولياء أيضا ج 2 ص 42 ] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : جاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجلس فقال : إن فاطمة وجعة فقال : القوم لو عدناها ، فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق قال : فنادى شدى عليك ثيابك فان القوم جاؤا يعودونك ، فقالت : يا نبى اللّه ما عليّ إلا عباءة ، قال : فأخذ رداءه فرمى به اليها من وراء الباب فقال : شدى بهذا رأسك ، فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا ، فقال القوم : تاللّه بنت نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم على هذا الحال ، قال : فالتفت فقال : أما إنها سيد النساء يوم القيامة.

[ خصائص النسائى ص 34 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما صبور النهار ، فلما كان العشى قال له قائلنا : يا رسول اللّه قد شق علينا لم نرك اليوم ، قال : إن ملكا من

ص: 172

السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فأخبرنى وبشرنى أن فاطمة بنتى سيدة نساء أمتى وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن النجار عن أبى هريرة.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - فى مرضه الذى قبض فيه - قال : يا فاطمة يا بنتى أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تبكى وعائشة حاضرة ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بعد ذلك ساعة أحنى عليّ فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك فقالت عائشة : يا بنت رسول اللّه أخبرينى بما ذا ناجاك أبوك؟ قالت : أوشكت رأيته ناجانى على حال سرّ ثم ظننت أنى أخبر بسره وهو حى ، فشق ذلك على عائشة أن يكون سرّ دونها فلما قبضه اللّه اليه قالت عائشة لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا تخبرينى ذلك الخبر؟ قالت : أما الآن فنعم ، ناجانى فى المرة الأولى فأخبرنى إن جبريل كان يعارضه القرآن فى كل عام مرة وإنه عارضه القرآن العام مرتين وإنه اخبره إنه لم يكن نبى بعد نبى إلا عاش نصف عمر الذى كان قبله وإنه أخبرنى أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة ولا أرانى إلا ذاهب على رأس الستين ، فأبكانى ذلك ، وقال : يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكونى أدنى من امرئ صبرا ، ثم ناجانى فى المرة الأخرى فأخبرنى أنى أول أهله لحوقا به ، وقال : إنك سيدة نساء أهل الجنة ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 185 ] روى بسنده عن عائشة قالت لفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا أبشرك إنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخديجة بنت خويلد وآسية.

ص: 173

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة؟ قال : أخرجه البزار.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 153 ] ولفظه : أما ترضين أنى زوجتك أول المسلمين إسلاما ، وأعلمهم علما ، فانك سيدة نساء أمتى كما سادت مريم قومها ، أما ترضين يا فاطمة؟ أن اللّه اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، قال : أخرجه الحاكم والطبرانى والخطيب.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : وعن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أربع نسوة سيدات سادات عالمهن ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأفضلهن عالما فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه الحافظ الثقفى الاصبهانى ، ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران وقال : أخرجه ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 2 ص 497 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : خط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أربعة خطوط ، ثم قال : أتدرون ما هذا؟ قالوا : اللّه ورسوله أعلم ، قال : إن أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ( الحديث ) قال : هذا حديث صحيح الأسناد.

( أقول ) ورواه فى مواضع أخر أيضا من مستدركه بطرق أخر صحيحة عن ابن عباس ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص

ص: 174

293 وص 316 وص 322 ) بطرق عديدة عن ابن عباس ، ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 720 ) بطريقين ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَضَرَبَ اَللّٰهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ ) فى سورة التحريم ، وقال : أخرجه الطبرانى ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 437 ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 42 ) وقال : خرجه أحمد وأبو حاتم ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 158 ) وذكر فى هذه الصفحة حديثا عن عائشة ما رأيت قط أحدا أفضل من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها وقال : أخرجه الطبرانى ، ( انتهى ) ورواه أبو عمرو أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 750 ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 223 ) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى ورجالهم رجال الصحيح ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 )

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 720 وص 750 ] روى بطريقين عن أبى هريرة - واللفظ يطابق الموضع الأخير - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 223 ) والثعلبى أيضا فى قصص الأنبياء ( ص 511 ) وقالا : حسبك من نساء العالمين ( إلى آخره ).

[ كنز العمال ج 6 ص 217 ] ولفظه : خير رجالكم علىّ وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة ، قال : أخرجه ابن عساكر

ص: 175

عن ابن مسعود ، ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 4 ص 391 ).

[ فيض القدير للمناوى ج 3 ص 432 ] فى المتن : خديجة خير نساء عالمها ، ومريم خير نساء عالمها ، وفاطمة خير نساء عالمها ، قال : أخرجه الحارث بن أبى أسامة فى مسنده عن عروة بن الزبير.

[ تفسير ابن جرير ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن ثابت البنانى يحدث عن أنس بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : خير نساء العالمين أربع ، مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 31 ] فى فضل خديجة ، روى بسنده عن أنس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وآسية امرأة فرعون.

( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 157 ) بطريقين ، قال فى ثانيهما : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 135 ) ، وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 344 ) ، والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 50 ) ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 7 ص 184 وج 9 ص 404 ) بطريقين وقال فيهما : خير نساء العالمين أربع ( إلى آخره ) ، وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 437 ) وقال أيضا : خير نساء العالمين ( إلى آخره ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 12 ص 441 ) عن الشعبى عن جابر مرفوعا ، وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 720 ) بطريقين قال فى أحدهما : خير نساء العالمين ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 227 ) وقال : أخرجه ابن حبان عن أنس ، وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسيره الكبير فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ

ص: 176

قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران ذكره بتقديم وتأخير ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ ) إلى آخره ، وقال : أخرجه ابن المنذر وابن حبان.

[ تفسير ابن جرير الطبرى ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن قتادة قال : ذكر لنا أن نبى اللّه كان يقول : حسبك بمريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم من نساء العالمين.

[ تفسير ابن جرير أيضا ج 3 ص 180 ] روى بسنده عن أبى موسى الأشعرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( وَمَرْيَمَ اِبْنَتَ عِمْرٰانَ اَلَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا ) فى سورة التحريم ( وذكره العسقلانى ) ايضا فى فتح البارى ج 7 ص 258 وقال اخرجه الطبرانى واخرجه الثعلبى فى تفسيره.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَتِ اَلْمَلاٰئِكَةُ يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ اَلْعٰالَمِينَ ) فى سورة آل عمران قال : وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه اصطفى على نساء العالمين أربعة ، آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران. وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 177

باب : في بعض كرامات فاطمة عليها السلام

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 513 ] والزمخشرى فى الكشاف فى تفسير قوله تعالى : ( كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً ) فى سورة آل عمران ، والسيوطى فى الدر المنثور فى ذيل تفسير الآية المذكورة نقلا عن أبى يعلى إنه أخرج عن جابر واللفظ للثعلبى ( قال ) أخبرنا عبد اللّه ابن حامد باسناده عن جابر بن عبد اللّه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف فى منازل أزواجه فلم يصب فى بيت أحد منهن شيئا فأتى فاطمة سلام اللّه عليها فقال : يا بنية هل عندك شىء آكل فانى جائع؟ فقالت : لا واللّه بأبى أنت وأمى فلما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من عندها بعثت اليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم فأخذته منها ووضعته فى جفنة وغطت عليه وقالت : لأوثرن بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على نفسى ومن عندى وكانوا جميعا محتاجين إلى شيعة من طعام فبعثت حسنا وحسينا إلى جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فرجع اليها فقالت : بأبى أنت وأمى يا رسول اللّه قد أتانا اللّه بشىء فخبأته لك قال : فهلمى به فأتى به فكشفت عن الجفنة فاذا هى مملوة خبزا ولحما فلما نظرت اليه بهتت وعرفت أنها بركة من اللّه فحمدت اللّه

ص: 178

تعالى وصلت على نبيه فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت : هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد اللّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : الحمد للّه الذى جعلك شبيهة بسيدة نساء بنى إسرائيل فانها كانت إذا رزقها اللّه رزقا حسنا فسئلت عنه قالت : ( هو من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ) فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى على عليه السلام فأتى فأكل الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجميع أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما هى ، قالت فاطمة عليها السلام : وأوسعت منها على جميع جيرانى وجعل اللّه فيها بركة وخيرا طويلا ، وكان أصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقى بركة من اللّه تعالى.

( أقول ) وقد تقدم نظير هذا الحديث بل هو أبسط من هذا فى فضائل على عليه السلام فى باب بعض كرامات على عليه السلام وفيه قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلى وفاطمة عليهما السلام : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك فى المجرى الذى أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة فى المجرى الذى أجرى فيه مريم ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ) إلى آخره.

ص: 179

باب : إن فاطمة عليها السلام صديقة وهي خيرة اللّه

[ الرياض النضرة ج 2 ص 202 ] قال : روى أبو سعيد فى شرف النبوة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى عليه السلام : أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا ، صهرا مثلى ولم أوت أنا مثلى ، وأوتيت زوجة صديقة مثل ابنتى ولم أوت مثلها زوجة ، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك ولم أوت من صلبى مثلهما ، ولكنكم منى وأنا منكم.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 259 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علىّ حب اللّه (1) والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه.

ص: 180


1- الحب : بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

باب : إن فاطمة عليها السلام أصدق الناس لهجة

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 160 ] روى بسنده عن عائشة إنها كانت إذا ذكرت فاطمة سلام اللّه عليها بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذى ولدها قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 2 ص 751 ).

[ حلية الأولياء ج 2 ص 41 ] روى بسنده عن عمرو بن دينار قال : قالت عائشة : ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة سلام اللّه عليها غير أبيها ( الحديث ).

ص: 181

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ان ولد فاطمة أنا أبوهم وعصبتهم

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 164 ] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لكل بنى أم عصبة (1) ينتمون اليهم إلا ابنى فاطمة فأنا وليهما وعصبتهما ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 11 ص 285 ] روى بطريقين عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن فاطمة عليها السلام - يعنى بنت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى آدم ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وأنا عصبتهم.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ذكر أحاديث ثلاثة ( أحدها ) لكل بنى أنثى عصبة ينتمون اليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وعصبتهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثانيها ) كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد

ص: 182


1- العصبة : بالتحريك جمع عاصب كطلبة جمع طالب ، وهم الأقارب من جانب الأب.

فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال أيضا : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء ، ( ثالثها ) كل بنى أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا عصبتهم وأنا أبوهم ، قال : أخرجه الطبرانى عن عمر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 216 ] ولفظه : إن لكل بنى أب عصبة ينتمون اليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم خلقوا من طينتى ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه اللّه ، ومن أبغضهم أبغضه اللّه ، قال : أخرجه ابن عساكر عن جابر - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 172 ] قال : وعن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل بنى أم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، قال : رواه الطبرانى وأبو يعلى.

[ ذخائر العقبى ص 121 ] قال : عن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كل ولد أب فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا أبوهم وعصبتهم ، قال خرجه أحمد فى المناقب.

ص: 183

باب : فى قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب قرابة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنقبة فاطمة سلام اللّه عليها ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى فمن أغضبها أغضبنى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 4 ص 421 ) وقال : استدل به السهيلى على أن من سبها كفر لأنه يغضبه وإنها أفضل من الشيخين ( انتهى ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 35 ).

[ صحيح البخارى فى كتاب النكاح ] فى باب ذب الرجل عن ابنته روى حديثا عن المسور بن مخرمة قال فيه : إنه قال - أى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فانما هى فاطمة بضعة منى يريبنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 12 ) فى باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 328 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 40 ).

ص: 184

[ صحيح مسلم فى كتاب فضائل الصحابة ] فى باب فضائل فاطمة عليها السلام ، روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) وذكره الفخر الرازى أيضا فى تفسير آية المودة فى سورة الشورى وقال : يؤذينى ما يؤذيها وذكره فى سورة المعارج أيضا فى تفسير قوله تعالى : ( وَفَصِيلَتِهِ اَلَّتِي تُؤْوِيهِ ) ولفظه : فاطمة بضعة منى.

[ صحيح مسلم فى الباب المتقدم ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة حديثا عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : فانما ابنتى - يعنى فاطمة عليها السلام - بضعة منى يريبنى ما رابها ويؤذينى ما آذاها ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 319 ) فى فضل فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن الزبير حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال فيه : إنما فاطمة بضعة منى يؤذينى ما آذاها وينصبى ما أنصبها ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 159 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 5 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 158 ] روى بسنده عن عبيد اللّه ابن أبى رافع عن المسور إنه بعث اليه حسن بن حسن عليه السلام يخطب ابنته فقال له : قل : فليلقنى فى العتمة قال : فلقيه ، فحمد اللّه المسور وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أيم اللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : فاطمة بضعة منى يقبضنى ما يقبضها ويبسطنى ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبى وصهرى وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 323 وص 332 ) بطريقين مختلفين

ص: 185

ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 7 ص 64 ) مختصرا ، ورواه أبو نعيم أيضا مختصرا وقال : هذا حديث متفق عليه من حديث على بن الحسين وابن أبى مليكة عن المسور بن مخرمة.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 40 ] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما خير للنساء؟ فلم ندر ما نقول ، فسار على عليه السلام إلى فاطمة سلام اللّه عليها فأخبرها بذلك فقالت : فهلا قلت له : خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن ، فرجع فأخبره بذلك فقال : له من علمك هذا؟ قال : فاطمة ، قال : إنها بضعة منى قال : رواه سعيد بن المسيب عن على عليه السلام نحوه. ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 2 ص 174 ) عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليه السّلام مثله.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] قال : إنما فاطمة شجنة (1) منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما يقبضها ، قال : أخرجه الطبرانى عن المسور ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 154 ) عن المسور ابن مخرمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ كنز العمال ج 8 ص 315 ] قال : عن الحسن البصرى قال : قال على بن أبى طالب عليه السلام : قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم : أى شىء خير للمرأة فلم يكن عندنا لذلك جواب فلما رجعت إلى فاطمة عليها السلام قلت : يا بنت محمد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 186


1- قال الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( شجن ) : فى الحديث ، الرحم شجنة من الرحمن أى قرابة مشتبكة كاشتباك العروق ، شبهه بذلك مجازا واتساعا ، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة فى غصن من غصون الشجرة ، ومنه قولهم : ( الحديث ذوشجون ) أى ذو شعب وامتساك بعضه ببعض.

وسلم سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه ، فقالت : وعن أى شىء سألكم؟ فقلت : قال : أى شىء خير للمرأة؟ قالت : فما تدرون ما الجواب؟ قلت لها : لا فقالت : ليس خير للمرأة من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، فلما كان العشى جلسنا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت له : يا رسول اللّه إنك سألتنا عن مسألة فلم نجبك فيها ، ليس للمرأة شىء خير من أن لا ترى رجلا ولا يراها ، قال : ومن قال ذلك؟ قلت : فاطمة ، قال : صدقت إنها بضعة منى ، قال : رواه الدار قطنى فى الأفراد ، ( أقول ) ورواه فى الصفحة المذكورة ثانيا عن على عليه السلام وقال : أخرجه البزار وأبو نعيم فى حليته.

[ خصائص النسائى ص 36 ] روى بسنده عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم (1) فقال : إن فاطمة بضعة منى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 107 ] قال : ودخل عبد اللّه بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط على عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وفرة فرفع عمر مجلسه وأقبل عليه فلامه قومه ، فقال : إن الثقة حدثنى حتى كأنه أسمعه من فى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنما فاطمة بضعة منى يسرنى ما يسرها وأنا أعلم أن فاطمة عليها السلام لو كانت حية لسرها ما فعلت بابنها ، ( أقول ) وذكره فى ( ص 138 ) أيضا باختلاف يسير ، وقال : أخرجه أبو الفرج الاصبهانى.

[ الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 14 ] تحت عنوان كيف كانت بيعة على بن أبى طالب - قال : فقالت - يعنى فاطمة عليها السلام - لأبى بكر وعمر : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تعرفانه وتفعلان به؟ قالا : نعم فقالت : نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاى ، وسخط فاطمة من سخطى ، فمن أحب فاطمة ابنتى فقد

ص: 187


1- يعني انه قد بلغ الحلم.

أحبنى ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضانى ومن أسخط فاطمة فقد أسخطنى؟ قالا : نعم سمعناها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : فانى أشهد اللّه وملائكته أنكما أسخطتمانى وما أرضيتمانى ولئن لقيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لأشكونكما اليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ باللّه تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكى حتى كادت نفسه أن تزهق وهى تقول : واللّه لأدعون اللّه عليك فى كل صلاة أصليها ، ثم خرج - يعنى أبا بكر - فاجتمع اليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتمونى وما أنا فيه لا حاجة لى فى بيعتكم أقيلونى بيعتى ( الخ ).

ص: 188

باب : ان اللّه يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ويرضى لرضاها

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 153 ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة : إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، ( قال ) هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 522 ) وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 159 ) وفى تهذيب التهذيب ( ج 12 ص 441 ) وذكره أيضا المتقى فى كنز العمال ( ج 7 ص 111 ) وقال : أخرجه ابن النجار.

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن اللّه عز وجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، قال : أخرجه الديلمى عن على عليه السلام ، وذكره ثانيا فى الصفحة المذكورة باختلاف يسير ، ولفظه : يا فاطمة إن اللّه ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى وأبو نعيم فى فضائل الصحابة.

[ ميزان الاعتدال المذهبى ج 2 ص 72 ] حكى عن الطبرانى حديثا مسندا عن على عليه السلام قد اعترف بصحته قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : إن الرّب يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

[ ذخائر العقبى ص 39 ] قال : عن على بن أبى طالب عليه السلام إن رسول

ص: 189

اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يا فاطمة إن اللّه عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، قال : خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة وابن المثنى فى معجمه.

( أقول ) ومن العجيب أن احاديث هذا الباب تصرح بأن اللّه يغضب لغضب فاطمة (عليهاالسلام) وقدمر فى اول الباب السابق من هذا الجزء حديث البخارى فى صحيحه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ان من اغضب فاطمة (عليهاالسلام) اغضبنى ومفاد المجموع أن من اغضب فاطمة (عليها السلام) فقد اغضب اللّه ورسوله ومع ذلك قد روى البخارى بنفسه فى صحيحه فى الخمس أن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم غضبت على ابى بكر فهجرته ( قال ) فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى باب غزوة خيبران فاطمة (عليها السلام) وجدت على ابى بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ( وروى ايضا ) فى كتاب الفرائض ان فاطمة (عليها السلام) هجرت ابا بكر فلم تكلمه حتى ماتت. ( ورواه مسلم ايضا فى صحيحه ) فى كتاب الجهاد ( واحمد بن حنبل ايضا فى مسنده ) ج 1 ص 9 فى النسخة المطبوعة بالميمنية ( والبيهقى ايضا فى سننه ) ج 6 ص 300 من طبع حيدر آباد.

( وروى الترمذى فى صحيحه ) فى باب ما جاء فى تركة رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ان فاطمة (عليها السلام) قالت لابى بكر وعمر واللّه لا اكلمكما ابدا فماتت ولا تكلمهما.

( وقد سمعت فى آخر الباب السابق من هذا الجزء ) قول فاطمة (عليها السلام) لابى بكر وعمر فأنى اشهد اللّه وملائكته انكما اسخطتمانى وما ارضيتمانى ولان لقيت النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا شكونكما اليه ( الى ان قالت ) لابى بكر لادعون اللّه عليك فى كل صلوة أصليها.

ص: 190

باب : إن فاطمة عليها السلام أسر اليها النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند وفاته أنها أول أهل بيته لحوقا به

( أقول ) قد تقدم فى باب فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن حديث البخارى وجماعة آخرين من أئمة الحديث عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قد أسرّ عند وفاته إلى فاطمة سلام اللّه عليها أنها أول أهل بيته لحوقا به ، وهذه جملة أخرى مما جاء فى هذا المعنى.

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب علامات النبوة فى الإسلام ، روى بسنده عن عائشة قالت : دعا النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فاطمة ابنته فى شكواه الذى قبض فيه فسارها بشىء فبكت ، ثم دعاها فسارها فضحكت ، قالت : فسألتها عن ذلك ، فقالت : سارنى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرنى أنه يقبض فى وجعه الذى توفى فيه فبكيت ، ثم سارنى فأخبرنى أنى أول أهل بيته أتبعه فضحكت.

( أقول ) ورواه فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بطريق آخر وقال : إنى أول أهل بيته يتبعه فضحكت ، ورواه مسلم

ص: 191

أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل فاطمة وقال : فأخبرنى أنى أول من يتبعه من أهله فضحكت.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 319 ] فى فضل فاطمة بنت محمد ، روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت : ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قام اليها فقبلها وأجلسها فى مجلسه ، وكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته فى مجلسها ، فلما مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم دخلت فاطمة عليها السلام فأكبت عليه فقبلته ثم رفعت رأسها فبكت ، ثم أكبت عليه ثم رفعت رأسها فضحكت ، فقلت : إن كنت لأظن أن هذه من أعقل نسائنا فاذا هى من النساء ، فلما توفى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قلت لها : أرأيت حين أكببت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فرفعت رأسك فبكيت ثم أكببت عليه فرفعت رأسك فضحكت ، ما حملك على ذلك؟ قالت : أخبرنى أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أخبرنى أنى أسرع أهله لحوقا به فذاك حين ضحكت قال : وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عائشة ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 272 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( انتهى ) ، ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب قيام الرجل لأخيه ، وقال فى آخره : إنك أول أهلى بى لحوقا فسررت بذلك وأعجبنى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 40 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : أنت أول أهلى لحوقا بى.

ص: 192

باب : في ندبة فاطمة عليها السلام أباها وشدة خزنها عليه

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مرض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن أنس قال : لما ثقل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : واكرب أباه ، فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ننعاه فلما دفن قالت فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ص 261 ) فى البكاء على الميت باختصار ، ولفظه : إن فاطمة عليها السلام بكت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حين مات فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناها يا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ( انتهى ) ، ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 59 ) ولفظه كلفظ النسائى وقال : هذا حديث صحيح على شرط

ص: 193

الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 197 ) ولفظه أيضا كلفظ النسائى ، ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 83 ) ولفظه كلفظ البخارى ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 6 ص 262 ) ولفظه أيضا كلفظ البخارى وزاد فقال : جعل يتغشاه الكرب فأسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها قالت : يا كرب أبتاه ( الخ ).

[ صحيح ابن ماجة ] فى أبواب ما جاء فى الجنائز فى باب ذكر وفاته ودفنه ، روى بسنده عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت - حين قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وا أبتاه إلى جبريل ننعاه ، وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه ، قال حماد : فرأيت ثابتا حين حدّث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف ، وروى أيضا فى الباب المذكور عن أنس بن مالك قال : قالت لى فاطمة سلام اللّه عليها : يا أنس كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ ( أقول ) ورواهما الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 381 ) بسند واحد وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 204 ] روى بسنده عن أنس قال : فلما دفنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورجعنا قالت فاطمة :

يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى التراب ورجعتم؟.

[ سنن البيهقى ج 3 ص 409 ] روى بسنده عن أنس قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم مرضه الذى قبض فيه أسندته فاطمة سلام اللّه عليها إلى صدرها فجعل يتغشاه الكرب ،

ص: 194

فقالت : واكرب أبتاه فقال : إنه ليس على أبيك كرب بعد اليوم ، فلما قبض ودفن قالت لى فاطمة عليها السلام : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم التراب؟.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم أيضا ج 2 ص 43 ] روى بسنده عن أبى جعفر عليه السلام قال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا يوما افترت بطرف نابها ، قال : ومكشت بعده ستة أشهر ، ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 2 ص 40 ) وقال : ما رئيت فاطمة سلام اللّه عليها ضاحكة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا أنه قد تمودى بطرف فيها.

[ العسقلانى فى فتح البارى ج 9 ص 201 ] ذكر عن الطبرى انه روى عن عائشة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة ان جبريل اخبرنى انه ليس امرأة من نساء المسلمين اعظم رزية منك فلا تكونى أدنى امرأة منهن صبرا.

ص: 195

باب : إنّ فاطمة عليها السلام أمرت أسماء بنت عميس أن تصنع لها نعشا

[ ذخائر العقبى ص 53 ] قال : عن أم أبى جعفر إن فاطمة سلام اللّه عليها قالت لأسماء بنت عميس : يا أسماء إنى قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها وقالت أسماء : يا ابنة رسول اللّه ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة سلام اللّه عليها : ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل ، فاذا أنامت فاغسلينى أنت وعلى عليه السلام ولا يدخل عليّ أحد ، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء : لا تدخلى فشكت إلى أبى بكر قالت : إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس ، فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال : يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدخلن على بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟ فقالت : أمرتنى أن لا يدخل عليها أحد وأريتها هذا الذى صنعت وهى حية فأمرتنى أن أصنع ذلك لها ، قال أبو بكر : إصنعى ما أمرتك ثم انصرف وغسلها على عليه السّلام وأسماء ، قال : خرجه أبو عمرو

ص: 196

وخرج الدولابى معناه مختصرا وذكر أنها لما أرتها النعش تبسمت وما رئيت متبسمة - يعنى بعد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - إلا يومئذ ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 4 ص 34 ).

ص: 197

باب : إن فاطمة عليها السلام أخبرت عند وفاتها أنها مقبوضة

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 461 ] روى بسنده عن أم سلمى قالت : اشتكت فاطمة سلام اللّه عليها شكواها التى قبضت فيه فكنت أمرضها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها فى شكواها تلك قالت - وخرج علىّ عليه السلام لبعض حاجته - فقالت : يا أمة إسكبى لى غسلا فسكبت لها غسلا فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ثم قالت : يا أمة إعطينى ثيابى الجدد فأعطيتها فلبستها ، ثم قالت : يا أمة قدمى لى فراشى وسط البيت ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدها ثم قالت : يا أمة إنى مقبوضة الآن وقد تطهرت فلا يكشفنى أحد ، فقبضت مكانها قالت : فجاء على عليه السّلام فأخبرته ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 53 ) وقال فى أوله : عن أم سلمة ، وقال فى آخره : خرجه أحمد فى المناقب والدولابى ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا عن أم سلمى فى أسد الغابة ( ج 5 ص 590 ).

ص: 198

باب : في بعث فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومرورها على الصراط

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر ، ويبعث صالح على ناقته وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها وتبعث فاطمة أمامى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ كنز العمال ج 6 ص 193 ] ولفظه : يبعث اللّه الأنبياء يوم القيامة على الدواب ، ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر وتبعث فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام على ناقتين من نوق الجنة وعلىّ ابن أبى طالب عليه السلام على ناقتى وأنا على البراق ، ويبعث بلالا على ناقته فينادى بالأذان ( الحديث ) قال : أخرجه الطبرانى وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبى هريرة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 153 ] روى بسنده عن على عليه السّلام قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا

ص: 199

كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى تمر ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ج 3 ص 161 ) وزاد فيه فقال : فتمر وعليها ريطتان خضراوان وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 523 ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 212 ) مع الزيادة المذكورة وقال : رواه الطبرانى فى الكبير ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : خرجه تمام عن على عليه السّلام.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 8 ص 141 ] روى بطريقين عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : خرجه ابن بشران عن عائشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 218 ] ولفظه : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمرّ فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم على الصراط ، فتمر مع سبعين الف جارية من الحور العين كمر البرق ، قال : أخرجه أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب ، ( أقول ) ورواه بطريقين آخرين أيضا عن أبى بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب باختلاف يسير ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 113 ) وقال : أخرج أبو بكر فى الغيلانيات عن أبى أيوب إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا كان يوم القيامة ( وذكر الحديث ) كما تقدم ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : كالبرق اللامع ، ثم قال : خرجه أبو سعد محمد بن على بن عمر النقاش فى فوائد العراقيين.

ص: 200

باب : إن فاطمة عليها السلام حرّم اللّه ذريتها على النار

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 152 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن فاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها على النار ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 188 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 219 ) وقال : أخرجه البزار وأبو يعلى والطبرانى عن ابن مسعود ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 48 ) وقال : أخرجه أبو تمام فى فوائده عن عبد اللّه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

( كنز العمال أيضا ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن اللّه تعالى غير معذبك ولا ولدك ، قاله لفاطمة سلام اللّه عليها ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن عباس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

( كنز العمال أيضا ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن فاطمة حصنت فرجها

ص: 201

وإن اللّه أدخلها باحصان فرجها وذريتها الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود.

( أقول ) وقد تقدم أيضا فى باب انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام وفى باب وجه تسميتها بفاطمة حديث إن اللّه فطمها ومحبيها عن النار ، أو إن اللّه عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة ، أو إن اللّه عز وجل فطم ابنتى فاطمة وولدها ومن أحب من النار ( فتذكر ).

ص: 202

باب : في زفاف فاطمة عليها السلام الى الجنة

[ ذخائر العقبى ص 48 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : تحشر ابنتى فاطمة يوم القيامة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فتنظر اليها الخلائق فيتعجبون منها ، ثم تكسى حلة من حلل الجنة على الف حلة مكتوب بخط أخضر أدخلوا ابنة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم الجنة على أحسن صورة وأكمل هيبة وأتم كرامة وأوفر حظ ، فتزف إلى الجنة كالعروس حولها سبعون الف جارية.

ص: 203

باب : إن فاطمة عليها السلام أول من يدخل الجنة

[ كنز العمال ج 6 ص 219 ] ولفظه : إن أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ومثلها فى هذه الأمة مثل مريم فى بنى إسرائيل ، قال : أخرجه أبو الحسن أحمد بن ميمون فى كتاب فضائل على عليه السلام ، والرافعى عن بدل بن المحبر عن عبد السلام بن عجلان عن أبى يزيد المدنى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 131 ] ذكر حديثا مسندا قد اعترف بصحته عن أبى هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أول شخص يدخل الجنة فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : خرجه أبو صالح المؤذن فى مناقب فاطمة سلام اللّه عليها.

ص: 204

المقصد الرابع : في الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام وفيه أبواب عديدة :

اشارة

( أقول ) قد تقدم جملة من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام فى جملة من أبواب فضائل على عليه السلام ، مثل باب آدم سأل اللّه بحق محمد وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب علىّ وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وباب آية التطهير نزلت فى النبى وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب باهل النبى بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين ، وباب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام انا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم الى غير ذلك من ابواب كثيرة ، وهذه جملة اخرى من الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام مما ظفرنا عليه على العجالة ، نذكرها في هذا المقصد فنقول :

ص: 205

ص: 206

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سمى حسنا وحسينا ومحسنا باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر

[ الأدب المفرد للبخارى ص 120 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على عليه السلام قال : لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا قال : بل هو حسين ، فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلنا : حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنى سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 165 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، قال : بل هو حسن ، فلما

ص: 207

ولدت الحسين جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قال : قلت : سميته حربا ، فقال : بل هو حسين ، ثم ولدت الثالث جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أرونى ابنى ما سميتموه؟ قلت : سميته حربا ، قال : بل هو محسن ، ثم قال : إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر فى الصفحة المتقدمة ، وقال أيضا : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 98 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 165 وج 7 ص 63 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 18 وج 4 ص 308 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 139 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) عن جمع من أئمة الحديث وسيأتى فى باب ( النبى عقّ عن الحسن والحسين ) حديث آخر من كنز العمال عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إلى آخره ).

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : أخرج البغوى وعبد الغنى فى الإيضاح عن سلمان إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وإنى سميت ابنىّ الحسن والحسين بما سمى به هارون أبنيه.

[ ذخائر العقبى ص 120 ] قال : وعن أسماء بنت عميس قالت : أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها بالحسن عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا أسماء هلمى ابنى فدفعته اليه فى خرقة صفراء فألقاها عنه قائلا ألم أعهد اليكن أن لا تلفوا مولودا بخرقة صفراء؟ فلففته بخرقة بيضاء فأخذه وأذن فى أذنه اليمنى وأقام فى اليسرى ، ثم قال لعلى عليه السلام : أى شىء سميت ابنى؟

ص: 208

قال : ما كنت لأسبقك بذلك ، فقال : ولا أنا أسابق ربى فهبط جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك : علىّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لا نبى بعدك ، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون ، فقال : وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟ قال : شبر فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن لسانى عربى ، فقال : سمه الحسن ففعل صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت - يعنى أسماء - مثل الأول ، وساقت قصة التسمية مثل الأول وأن جبريل عليه السلام أمره أن يسميه باسم ولد هارون شبيرا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مثل الأول فقال : سمه حسينا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 277 ] روى بسنده عن محمد بن عقيل عن على عليه السلام إنه سمى ابنه الأكبر باسم عمه حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عليا عليه السلام فقال : إنى قد أمرت أن أغير اسم هذين ، فقال : اللّه ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 159 ).

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 1 ص 19 ] روى بسنده عن هانى بن هانى يحدث عن على عليه السّلام قال : لما ولد الحسن بن على عليهما السلام قلت : سموه حربا وقد كنت أحب أن أكتنى بأبى حرب ، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعا به فقال : ما سميتموه؟ قلنا : سميناه حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : بل هو الحسن ، فلما ولد الحسين عليه السّلام سميناه حربا ، فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ما سميتموه؟

ص: 209

قلنا : حربا ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هو حسين.

[ سنن البيهقى ج 9 ص 304 ] روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه سمى الحسن عليه السلام يوم سابعه وإنه اشتق من حسن حسينا وذكر أنه لم يكن بينهما إلا الحمل ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 172 ).

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 9 ] فى ترجمة الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، قال : قال أبو أحمد العسكرى : سماه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن ، وكناه أبا محمد ولم يكن يعرف هذا الاسم فى الجاهلية ( ثم قال ) وروى عن ابن الأعرابى عن المفضل قال : إن اللّه حجب اسم الحسن والحسين عليهما السلام حتى سمى بهما النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ابنيه الحسن والحسين عليهما السلام ، قال : فقلت له : فالذين باليمن قال : ذاك حسن ساكن السين وحسين بفتح الحاء وكسر السين ( أقول ) وروى أيضا فى ( ج 2 ص 18 ) بسنده عن عمران بن سليمان إنه قال : الحسن والحسين من أسماء أهل الجنة لم يكونا فى الجاهلية.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 483 ] فى ترجمة سوادة بنت مسرح الكندية ، قال : روى عنها عروة بن فيروز إنها قالت : كنت فيمن شهد فاطمة سلام اللّه عليها حين ضربها المخاض فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ قلت : إنها لتجهد قال : فاذا وضعت فلا تحدثى شيئا فوضعت الحسن عليه السّلام فسررته ولففته فى خرقة وجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : كيف هى؟ فقلت : قد وضعت إبنا فسررته ولففته فى خرقة صفراء فقال : إئتنى به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه فى خرقة بيضاء

ص: 210

وتفل فى فيه وسقاه من ريقه ودعا عليا عليه السّلام فقال : ما سميته؟ فقال : جعفرا ، قال : لا ولكنه الحسن وبعده الحسين فأنت أبو الحسن والحسين ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 117 ) فى ترجمة سوادة ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر ( انتهى ) ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 174 ) وقال : رواه الطبرانى باسنادين.

ص: 211

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذن في أذن الحسن والحسين عليهما السلام حين ولدتهما فاطمة عليها السلام

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 286 ] روى بسنده عن أبى رافع قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذن الحسن بن على عليهما السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها أذّن بالصلاة ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 33 ص 214 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 6 ص 9 وص 391 وص 392 ) ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 130 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 179 ] روى بسنده عن عبيد اللّه بن أبى رافع عن أبيه ، قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى اذن الحسين عليه السلام حين ولدته فاطمة سلام اللّه عليها ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وقد تقدم فى الباب السابق حديث ذكره الطبرى فى ذخائر العقبى عن أسماء بنت عميس فيه إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم أذن فى أذنه اليمنى - يعنى

ص: 212

الحسن عليه السلام - وأقام فى اليسرى ( إلى أن قال ) فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام فجاء نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وذكرت مثل الأول إلى آخره ( فلا تغفل ).

ص: 213

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام وأمر بحلق رأسهما والتصدق بزنة شعرهما فضة

[ صحيح النسائى ج 2 ص 188 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين كبشين ، ( أقول ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 18 ص 7 ) عن ابن عباس وقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشا كبشا ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 10 ص 151 ) وقال : كبشا كبشا ، ورواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 456 ) وقال : كبشا وعن الحسين عليه السلام كبشا ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 7 ص 116 ) وقال أيضا : كبشا كبشا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن عائشة قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام يوم السابع وسماهما وأمر أن يماط عن رؤوسهما

ص: 214

الأذى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 9 ص 299 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 1 ص 460 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين عليهما السلام عن كل واحد منهما كبشين مثلين متكافئين.

[ ذخائر العقبى ص 119 ] قال : روت أسماء بنت عميس قالت : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن وهكذا عن الحسين عليهما السلام يوم سابعه بكبشين أملحين وأعطى القابلة الفخذ وحلق رأسه وتصدق بزنة الشعر ثم طلى رأسه بيده المباركة بالخلوق ، ثم قال : يا أسماء الدم من فعل الجاهلية فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السّلام فجاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ففعل مثل الأول ( الحديث ).

[ مشكل الآثار للطحاوى ج 1 ص 456 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن على عليه السلام قال : أما حسن وحسين ومحسن فانما سماهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعق عنهم وحلق رؤوسهم وتصدق بوزنها وأمر بهم فسروا وختنوا ، قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 286 ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسن عليه السّلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى

ص: 215

بزنة شعره فضة ، قال : فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 237 ] روى بسنده عن على بن أبى طالب عليه السلام قال : عق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الحسين عليه السلام بشاة وقال : يا فاطمة إحلقى رأسه وتصدقى بزنة شعره فوزناه فكان وزنه درهما.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 179 ] روى بسنده عن على عليه السّلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمر فاطمة سلام اللّه عليها فقال : زنى شعر الحسين وتصدقى بوزنه فضة وأعطى القابلة رجل العقيقة.

ص: 216

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عوذ الحسن والحسين عليهما السلام بما عوّذ به إبراهيم عليه السّلام ولديه

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب يزفون النسلان فى المشى ، روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام ويقول : إن أبا كما كان يعوذ بها إسماعيل واسحاق ( أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ).

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 6 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ويقول : هكذا كان إبراهيم عليه السلام يعوذ إسحاق وإسماعيل.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الطب ] فى باب ما عوذ به النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن سعيد بن جبير قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام يقول : أعوذ بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن

ص: 217

كل عين لامة ، ( قال ) وكان أبونا إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، أو قال : إسماعيل ويعقوب.

[ صحيح أبى داود ج 30 ص 180 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ثم يقول : كان أبوكم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 167 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 236 وص 270 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 299 وج 5 ص 45 ) والطحاوى أيضا فى مشكل الآثار ( ج 4 ص 72 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 5 ص 195 ) وقال : أخرجه الطبرانى فى الأوسط وابن النجار.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 5 ص 44 ] روى بسنده عن عبد اللّه قال : كنا جلوسا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ مرّ به الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان فقال : هات ابنىّ أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق ، فقال : أعيذكما بكلمات اللّه التامة ، من كل عين لامة ، ومن كل شيطان وهامة.

[ كنز العمال ج 5 ص 195 ] قال : عن الحارث عن على عليه السلام إن جبريل أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوافقه مغتما فقال : يا محمد ما هذا الغم الذى أراه فى وجهك؟ قال : الحسن والحسين أصابتهما عين قال : صدّق بالعين فان العين حق ، أفلا عوذتهما بهؤلاء الكلمات؟ قال : وما هن يا جبريل؟ قال : قل : اللّهم يا ذا السلطان العظيم ، ذا المن القديم ، ذا الرحمة الكريم ، وهى الكلمات التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس الجن وأعين الإنس ، فقالها النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقاما

ص: 218

يلعبان بين يديه ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعويذ فانه لم يتعوذ المتعوذون بمثله ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث إنهم قد أخرجوه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 188 ] قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : عوذة كان إبراهيم عليه السّلام يعوذ بها إسحاق وإسماعيل وأنا أعوذ بها الحسن والحسين ، سمع اللّه داعيا لمن دعا ، ما وراء اللّه مرمى لمن رمى ، قال : رواه البزار ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 134 ) قال : وعن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد الرحمن ألا أعلمك عوذة كان إبراهيم عليه السلام يعوذ بها ابنيه إسماعيل وإسحاق وأنا أعوذ بها إبنى الحسن والحسين ، كفى بسمع اللّه داعيا لمن دعا ، ولا مرمى وراء أمر اللّه لرام رمى ، قال : خرجه المخلص الذهبى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الإمام أحمد بن حنبل فى مسنده ( ج 5 ص 130 ) بسنده عن زر قال : قلت لأبى : إن أخاك يحكهما من المصحف - يعنى المعوذتين ( إلى أن قال ) وليسا فى مصحف ابن مسعود ، كان يرى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين عليهما السلام ولم يسمعه يقرأهما فى شئ من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصرّ على ظنه ، وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه.

ص: 219

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جعل لسانه في فم الحسنين عليهما السلام حتى رويا من العطش

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 298 ] قال : قال إسحاق بن أبى حبيبة عن أبى هريرة : أشهد لخرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم صوت الحسن والحسين عليهما السلام وهما يبكيان مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : ما شأن ابنىّ فقالت : العطش قال : فأخلف (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شنة (2) يتوضا بها فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا (3) والناس يريدون الماء فنادى هل أحد منكم معه ماء؟ فلم يجد أحد منهم قطرة فقال : ناولينى أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو (4)

ص: 220


1- أخلف : يقال : أخلف الرجل لأهله أى استقى لهم ماء.
2- الشنة : السقاء الخلق وهو أشد تبريدا من الجديد.
3- أغدارا : أى عزيز الوجود.
4- يضغو : بالضاد والعين المعجمتين أى يصيح.

ما يسكت فأدلع (1) له لسانه فجعل يمصه حتى هدأ وسكن وفعل بالآخر كذلك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 180 ] ذكر حديثا مثل ما تقدم عن تهذيب التهذيب باختلاف يسير ، قال : وعن أبى هريرة إن مروان أتاه فى مرضه الذى مات فيه فقال مروان لأبى هريرة : ما وجدت عليك فى شئ منذ اصطحبتنا إلا فى حبك الحسن والحسين قال : فتحفز أبو هريرة فجلس وقال : أشهد لخرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما فأسرع السير حتى أتاهما فسمعته يقول : ما شأن ابنىّ؟ فقالت : العطش قال : فأخلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شنة يبتغى فيها ماء وكان الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون الماء فنادى هل أحد منكم معه ماء؟ فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلامه يبتغى الماء فى شنة فلم يجد أحد منهم قطرة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ناولينى أحدهما فناولته إياه من تحت الخدر ( إلى أن قال ) فأخذه فضمه إلى صدره وهو يضغو ما يسكت فأدلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ وسكن ، فلم أسمع له بكاء والآخر يبكى كما هو ما يسكت ، ثم قال : ناولينى الآخر فناولته ففعل به كذلك فسكتا فلم أسمع لهما صوتا ( إلى أن قال ) فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ كنز العمال ج 7 ص 105 ] قال : عن أبى جعفر عليه السلام قال : بينما الحسن عليه السلام مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ عطش فاشتد ظمأه فطلب له النبى صلى اللّه عليه وآله

ص: 221


1- فأدلع : أى فأخرج.

وسلم ماء فلم يجد فأعطاه لسانه فمصه حتى روى ، قال : أخرجه ابن عساكر. ( ثم أن ) هاهنا حديثا يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ( وهو ) ما رواه الذهبى في ميزان الاعتدال ج 1 ص 97 بسنده عن أبي هريرة قال رأيت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يمصّ لعاب الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) كما يمصّ الرجل التمرة.

ص: 222

باب : إن الحسنين عليهما السلام عضوان من أعضاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 399 ] روى بسنده عن قابوس بن المخارق عن أم الفضل قالت : رأيت كأن فى بيتى عضوا من أعضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قالت : فخرجت من ذلك فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له فقال : خيرا رأيت ، تلد فاطمة غلاما فتكفلينه بلبن ابنك فثم ، قال : فولدت حسنا فأعطيته فأرضعته ( الحديث ) ، ورواه بطريق آخر أيضا مثله ، ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 10 ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 5 ص 231 ) وقال : أخرجه البغوى.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب تعبير الرؤيا ص 289 ] روى بسنده عن قابوس قال : قالت أم الفضل : يا رسول اللّه رأيت كأن فى بيتى عضوا من أعضائك قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه فولدت حسينا أو حسنا فأرضعته بلبن قثم ، قالت : فجئت به إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعته فى حجره فبال فضربت كتفه ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أوجعت ابنى رحمك اللّه.

ص: 223

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث إنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول اللّه إنى رأيت حلما منكرا الليلة قال : وما هو؟ قالت : إنه شديد قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت فى حجرى ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاما فيكون فى حجرك فولدت فاطمة عليها السلام الحسين عليه السلام فكان فى حجرى كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( الحديث ).

[ طبقات ابن سعد ج 8 ص 204 ] روى بسنده عن سماك بن حرب إن أم الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب قالت : يا رسول اللّه رأيت فيما يرى النائم كأن عضوا من أعضائك فى بيتى ، قال : خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما وترضعينه بلبان ابنك فثم ، قال : فولدت الحسين عليه السّلام فكفلته أم الفضل قالت : فأتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فهو ينزيه ويقبله إذ بال على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : يا أم الفضل إمسكى ابنى فقد بال عليّ ، قالت : فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت : آذيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بلت عليه ، فلما بكى الصبى قال : يا أم الفضل آذيتنى فى ابنى أبكيتيه ، ثم دعا بماء فحدره عليه حدرا ، ثم قال : إذا كان غلاما فاحدروه حدرا ، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلا ، ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 267 ) باختلاف فى بعض الألفاظ

[ الطبقات أيضا ج 8 ص 204 ] روى بسنده عن قابوس بن المخارق قال : رأت أم الفضل أن فى بيتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم طائفة ، فأتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته ، فقال : هو خير إن شاء اللّه تلد فاطمة غلاما ترضعينه بلبن

ص: 224

قثم ابنك ، فولدت حسينا عليه السّلام فأعطيته فأرضعته حتى تحرك فجاءت به إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأجلسه فى حجره فبال ، فضربت بيدها بين كتفيه ، فقال : أوجعت ابنى أصلحك اللّه ( أو رحمك اللّه ) فقالت : إخلع أزارك والبس ثوبا غيره كيما أغسله ، فقال : إنما ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 3 ص 242 ) باختلاف فى بعض الألفاظ

ص: 225

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام ريحانتا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولا يرضى لهما حر الشمس

[ صحيح البخارى فى كتاب الأدب ] فى باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، روى بسنده عن ابن أبى نعم قال : كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال : ممن أنت؟ فقال : من أهل العراق قال : انظروا إلى هذا يسألنى عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وسمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هما ريحانتاى من الدنيا ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى كتاب بدء الخلق فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، ورواه فى الأدب المفرد أيضا ( ص 14 ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه فى ( ج 2 ص 306 ) وقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن الحسن والحسين هما ريحانتاى ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ) بطرق عديدة فى ( ص 85 وص 93 وص 114 وص 153 ) بألفاظ متقاربة ، وأبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 8 ص 160 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 70 ) بطريقين ، والنسائى أيضا فى خصائصه ( ص 37 ) ( فتح البارى فى شرح البخارى ) ج 8

ص: 226

ص 100 قال وفى رواية جرير بن حازم ان الحسن والحسين هما ريحانتى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 201 ] روى بسنده عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لعلى بن أبى طالب عليه السلام : سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتى من الدنيا خيرا فعن قليل ينهد ركناك واللّه خليفتى عليك ، قال : فلما قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال على عليه السلام : هذا أحد الركنين اللذين قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما ماتت فاطمة عليها السلام قال على عليه السلام : هذا الركن الآخر الذى قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ خصائص النسائى ص 37 ] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : دخلت ( أو ربما دخلت ) على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام ينقلبان على بطنه ويقول : ريحانتى من هذه الأمة.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ولفظه : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر عن أبى بكرة - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره فى ( ج 7 ص 109 ) بنحو أبسط فقال : عن أبى بكرة قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يثبان على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الصلاة فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما فى حجره ثم قال : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، ثم قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الولد ريحانة وريحانتاى الحسن والحسين ، قال : أخرجه العسكرى فى الأمثال عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 165 ) وقال : الديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 222 ] ولفظه : كيف لا أحبهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما - يعنى الحسن والحسين - قال : أخرجه الطبرانى والضياء المقدسى عن أبى أيوب ، ( أقول )

ص: 227

وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) بنحو أبسط قال : وعن أبى أيوب قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يديه ( أو فى حجره ) فقلت : يا رسول اللّه أتحبهما؟ فقال : وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاى من الدنيا أشمهما ، قال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن سعد بن مالك قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام يلعبان على ظهره فقلت : يا رسول اللّه أتحبهما؟ فقال : وما لى لا أحبهما وإنهما ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه أبو نعيم ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) وقال : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.

[ ذخائر العقبى ص 124 ] قال : وعن سعيد بن راشد قال : جاء الحسن والحسين عليهما السلام يسعيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الأخرى وقال : هذان ريحانتاى من الدنيا من أحبنى فليحبهما ( الحديث ) قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 165 ] روى بسنده عن فاطمة سلام اللّه عليها إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى؟ فقالت : ذهب بهما على عليه السلام فتوجه رسول

ص: 228

اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مشربة (1) وبين أيديهما فضل تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب (2) ابنى قبل الحر.

[ الرياض النضرة ج 2 ص 232 ] قال : وعن أسماء بنت عميس عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتاها يوما فقال : أين ابناى؟ - يعنى حسنا وحسينا - قالت : قلت : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ نذوقه ، فقال علىّ عليه السّلام إذهب بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى ، فتوجه إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (3) بين أيديهما فضل من تمر ، فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما ( إلى أن قال ) فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة سلام اللّه عليها ( أقول ) وقد تقدم هذا الحديث بنحو أتم فى باب عيش على عليه السلام واستقائه كل دلو بتمرة ( ص 5 وص 6 ) فراجعه.

ص: 229


1- المشربة بالشين المعجمة : الأرض اللينة دائمة النبات.
2- يقال : قلب المعلم الصبيان إذا صرفهم إلى بيوتهم.
3- المسربة - بالسين المهملة - المرعى.

باب : في حمد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الحسنين عليهما السلام على عاتقيه وقوله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : نعم الراكبان هما

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : وعن ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذ أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تبكى فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت : إن الحسن والحسين خرجا ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما منى ومنك ثم رفع يديه فقال : اللّهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبريل وقال : يا محمد لا تحزن فانهما فى حظيرة بنى النجار نائمان وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما مقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين عليهما السلام معتنقان نائمان وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلهما ، فأكب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليهما يقبلهما حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن عليه السّلام على عاتقه الأيمن والحسين عليه السّلام على عاتقه الأيسر ، فتلقاه أبو بكر وقال : يا رسول اللّه ناولنى أحد الصبيين أحمله عنك فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : نعم المطى مطيهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما ، حتى أتى المسجد فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قدميه وهما على عاتقيه

ص: 230

ثم قال : معاشر المسلمين ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين ، جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خاتم المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين عمهما جعفر ابن أبى طالب وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب ، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وخالتهما زينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ثم قال : اللّهم إنك تعلم إن الحسن والحسين فى الجنة وعمهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ومن أبغضهما فى النار ، قال : خرجه الملا فى سيرته وغيره.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن سلمان قال : كنا حول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاءت أم أيمن فقالت : يا رسول اللّه لقد ضل الحسن والحسين ، قال : وذاك رأد النهار - يقول : ارتفاع النهار - فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : قوموا فاطلبوا ابنى وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين ملتزق كل واحد منهما بصاحبه وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شرر النار ، فأسرع اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فالتفت مخاطبا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم انساب فدخل بعض الأجحار ، ثم أتاهما فأفرق بينهما ثم مسح وجوههما وقال : بأبى وأمى أنتما ما أكرمكما على اللّه ، ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر ، فقلت : طوبا كما نعم المطية مطيتكما ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 107 )

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : روى أبو سعيد فى شرف النبوة عن

ص: 231

عبد العزيز باسناده عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم جالسا فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام فلما رآهما صلى اللّه عليه وآله وسلم قام لهما واستبطأ بلوغهما اليه فاستقبلهما وحملهما على كتفيه وقال : نعم المطى مطيكما ونعم الراكبان أنتما.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 132 ] قال : وعن جابر قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على ظهره وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان ( أو الحملان ) أنتما ، قال : خرجه الغسانى ، ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 182 ) باختلاف يسير فى اللفظ ، قال : وعن جابر قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يمشى على أربعة وعلى ظهره الحسن والحسين عليهما السلام وهو يقول : نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ، قال : رواه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ) فى ثلاثة مواضع من ( ص 108 ) قال فى أحدها : أخرجه الرامهرمزى فى الأمثال وابن عساكر ، وقال فى ثانيها : أخرجه ابن عدى وابن عساكر ، وقال فى ثالثها : أخرجه ابن عساكر ، والمتن يختلف فى كل منها مع الآخر يسيرا.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن عمر قال : رأيت الحسن والحسين عليهما السلام على عاتقى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقلت : نعم الفرس تحتكما ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الفارسان هما ، قال : رواه أبو يعلى فى الكبير ورجاله رجال الصحيح ، ورواه البزار ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه ابن شاهين فى السنة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن البراء بن عازب قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين عليهما السلام ( أو أحدهما ) فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده :

ص: 232

فامسكه ( أو امسكهما ) وقال : نعم المطية مطيتكما ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط وإسناده حسن.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أقبل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يحمل الحسن بن على عليهما السلام على رقبته قال : فلقيه رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام ، قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ونعم الراكب هو ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 12 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 308 ) وقال : الحسين بن على عليهما السلام والظاهر أن النسخة مغلوطة ، ويؤيده أنه ذكره المحب الطبرى فى ذخائره ( ص 131 ) وقال : الحسن بن على عليهما السلام ثم قال : خرجه الترمذى والبغوى فى المصابيح.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه مسلم فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن ابن سلمة عن أبيه قال : لقد قدت بنبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن والحسين عليهما السلام على بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، هذا قدامه وهذا خلفه ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 128 ) قال : وفى الباب عن ابن عباس وعبد اللّه بن جعفر.

ص: 233

باب : إن الحسنين عليهما السلام يثبان على ظهر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الصلاة وهو لا يمنعهما

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 167 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : كنا نصلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم العشاء فكان يصلى فاذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره ، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعا رفيقا ، فاذا عاد عادا ، فلما صلى جعل واحدا هاهنا وواحدا هاهنا فجئته فقلت : يا رسول اللّه ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال : لا فبرقت برقة فقال : الحقا بأمكما فما زالا يمشيان فى ضوئها حتى دخلا ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 513 ) بطريقين ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 109 ) بطريقين وقال : أخرجهما ابن عساكر ، وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 181 ) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار.

[ سنن البيهقى ج 2 ص 263 ] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم يصلى بالناس فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما غلامان فجعلا يتوئبان على ظهره إذا سجد ، فأقبل الناس عليهما ينحونهما عن ذلك ، قال : دعوهما بأبى وأمى ، من أحبنى فليحب هذين ، ( أقول ) ولهذا الحديث طرق أخر ستأتى فى باب ما جاء فى حب الحسن والحسين عليهما السلام.

[ ذخائر العقبى ص 132 ] قال : وعن عبد اللّه قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى حتى إذا سجد وثب الحسن والحسين عليهما السلام على ظهره فاذا أرادوا أن يمنعوهما قال : دعوهما ، فلما أن صلى وضعهما فى حجره وقال : من أحبنى

ص: 234

فليحب هذين ، قال : خرجه الحافظ الدمشقى ( أقول ) وذكره فى ( ص 123 ) أيضا باختلاف يسير وقال : خرجه أبو حاتم.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 132 ] قال : وعن أنس بن مالك قال : كتب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم لرجل عهدا فدخل الرجل يسلم على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فرأى الحسن والحسين عليهما السلام يركبان على عنقه مرة ويركبان على ظهره ويمران بين يديه ومن خلفه ، فلما فرغ صلى اللّه عليه وآله وسلم من الصلاة قال له الرجل : ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : ناولنى عهدك فأخذه فمزقه ثم قال : من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا ولا أنا منه ، قال : خرجه ابن أبى الفراتى.

[ كنز العمال ج 7 ص 109 ] قال : عن أبى بكرة قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يثبان على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الصلاة فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما فى حجره ثم قال : إن ابنىّ هذين ريحانتاى من الدنيا ، قال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن البراء بن عازب قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى فجاء الحسن والحسين عليهما السلام ( أو أحدهما ) فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال : بيده فامسكه ( أو امسكهما ) وقال : نعم المطية مطيتكما ، قال : رواه الطبرانى فى

ص: 235

الأوسط وإسناده حسن.

[ صحيح النسائى ج 1 ص 171 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن شداد عن أبيه قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى إحدى صلاتى العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا عليهما السلام فتقدم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهرانى صلاته سجدة أطالها قال أبى : فرفعت رأسى فاذا الصبى على ظهر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو ساجد ، فرجعت إلى سجودى فلما قضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول اللّه إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى اليك قال : كل ذلك لم يكن ولكن ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 165 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( وص 626 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 493 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 2 ص 263 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 389 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 109 ) بطريقين قال فى أحدهما : أخرجه ابن أبى شيبة ، وقال فى الآخر : أخرجه ابن عساكر ، وذكره فى ( ج 6 أيضا ص 222 ) وقال : أخرجه البغوى والطبرانى وسعيد بن منصور فى سننه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن أنس قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يسجد فيجئ الحسن أو الحسين عليهما السلام فيركب ظهره فيطيل السجود فيقال : يا نبى اللّه أطلت السجود فيقول : ارتحلنى ابنى فكرهت أن أعجله ، قال : رواه أبو يعلى.

[ الهيثمى ايضا فى مجمعه ج 9 ص 175 ] قال : وعن الزبير قال : لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجدا حتى جاء الحسن بن على عليهما السلام فصعد على ظهره فما أنزله حتى كان هو الذى نزل وإن كان

ص: 236

ليفرج له رجليه فيدخل من ذا الجانب ويخرج من ذا الجانب الآخر ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 132 ) وقال : عن عبد اللّه بن الزبير ثم قال : رواه ابن غيلان عن أبى بكر الشافعى.

ص: 237

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قطع خطبته ونزل من المنبر وحمل الحسنين عليهما السلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] روى بسنده عن أبى بريدة يقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : صدق اللّه ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) (1) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما ، ( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ص 209 وص 235 ) بطريقين ، وابن ماجة أيضا فى صحيحه فى كتاب اللباس فى باب لبس الأحمر للرجال ، وأبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 6 ص 110 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 287 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( وج 4 ص 189 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 354 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 3 ص 218 وج 6 ص 165 ) ، وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2

ص: 238


1- 1 - الفتنة : المحنة والابتلاء وشدة التكليف على الانسان

ص 12 ) وابن جرير أيضا فى تفسيره ( ج 28 ص 81 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وذكر جمعا كثيرا من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوه ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وابن مردويه ، وقال : فحملهما (1) واحدا من ذا الشق وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال : صدق اللّه ( الخ ).

( السيوطى فى الدر المنثور ) فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، قال : وأخرج ابن مردويه عن عبد اللّه ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن على عليهما السلام فوطأ فى ثوب كان عليه فسقط فبكى ، فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن المنبر فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين عليه السلام يتعاظونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع فى يد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قاتل اللّه الشيطان إن الولد لفتنة والذى نفسى بيده ما دريت أنى نزلت عن منبرى.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه ابن ماجة فى صحيحه فى أبواب الأدب فى باب برّ الوالد بسنده عن يعلى العامرى أنه جاء الحسن والحسين عليهما السلام يسعيان إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فضمهما اليه وقال : إن الولد مبخلة مجبنة (2) ، ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3

ص: 239


1- أى فحمل الحسن والحسين عليهما السلام.
2- قال أهل اللغة : يقال : ( الولد مجبنة مبخلة ) أى يحملك على الجبن والبخل ويدعوك اليهما ، وقال ابن الأثير الجزرى فى ( النهاية ) : « فى الحديث ، الولد مبخلة مجبنة هو مفعلة من البخل ومظنة له أي يحمل أبويه على البخل ويدعوهما اليه فيبخلان بالمال لأجله ».

ص 168 ) وقال : يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 172 ) وقال أيضا : يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( ثانيهما ) ما ذكره العسقلانى فى فتح البارى ج 8 ص 100 قال وعند الترمذى من حديث انس ان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما اليه.

ص: 240

باب : إنّ الحسنين عليهما السلام من اهل بيت لا تحل لهم الصدقة

[ صحيح البخارى فى الزكاة ] فى باب أخذ صدقة التمر ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يؤتى بالتمر عند صرام النخل فيجئ هذا بتمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوما من تمر فجعل الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله فى فيه فنظر اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخرجها من فيه فقال : أما علمت أن آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم لا يأكلون الصدقة.

[ صحيح البخارى فى الجهاد والسير ] فى باب من تكلم بالفارسية روى بسنده عن أبى هريرة إن الحسن بن على عليهما السلام أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها فى فيه فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بالفارسية : كخ (1) كخ ، أما تعرف أنا لا نأكل الصدقة ، ( أقول ) ورواه

ص: 241


1- كخ : بفتح الكاف وكسرها صوت يقال عند زجر الصبى عن تناول شئ وعند التقذر من شئ.

فى الزكاة أيضا فى باب ما يذكر فى الصدقة للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الزكاة بطرق عديدة ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده وجمع آخرون من أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 200 ] روى عن أبى الحوراء السعدى قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : ما تذكر من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ قال : أذكر أنى أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها فى فمىّ فانتزعها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بلعابها فألقاها فى التمر فقال له رجل : ما عليك لو أكل هذه التمرة؟ قال : إنا لا نأكل الصدقة ( الحديث ) ، ( أقول ) ورواه بطريقين آخرين أيضا ، ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 163 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 2 ص 279 ] روى بسنده عن أبى هريرة يقول : كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقسم تمرا من تمر الصدقة والحسن بن على عليهما السلام فى حجره ، فلما فرغ حمله النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على عاتقه فسال لعابه على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فرفع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم رأسه فاذا تمرة فى فيه فأدخل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يده فانتزعها منه ثم قال : أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد؟ ( أقول ) ورواه فى ( ص 406 ) أيضا باختلاف يسير ( وص 466 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 489 ] روى بسنده عن أبى عمير قال : كنا جلوسا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما فجاء رجل بطبق عليه تمر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ما هذا أصدقة أم هدية؟ قال : صدقة قال : فقدّمه إلى القوم وحسن عليه السّلام يتعفر بين يديه فأخذ الصبى تمرة فجعلها

ص: 242

فى فيه فأدخل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إصبعه فى فى الصبى فنزع التمرة فقذف بها ثم قال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا مثله.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 1 ص 201 ] روى بسنده عن ربيعة بن شيبان قال : قلت للحسين بن على عليهما السلام : ما تعقل عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : صعدت غرفة فأخذت تمرة فلكتها فى فىّ فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألقها فانها لا تحل لنا الصدقة.

[ كنز العمال ج 3 ص 320 ] قال : عن أبى عمرة رشيد بن مالك قال : كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فأتى بطبق فيه تمر فقال : هدية أو صدقة؟ قالوا : صدقة فردها إلى أصحابه والحسين بن على عليهما السلام يتعفر بين يديه فأخذ تمرة فألقاها فى فيه فقال : إنا آل محمد لا نأكل الصدقة قال : أخرجه ابن النجار ، ( أقول ) والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة فوق الإحصاء سيما فى الحسن بن على عليهما السلام ونحن قد اقتصرنا منها على ما تقدم.

ص: 243

باب : إن الحسنين عليهما السلام يصطرعان والنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يؤيد الحسن وجبريل يؤيد الحسين عليه السّلام

[ أسد الغابة ج 2 ص 19 ] روى بسنده عن أبى هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : كان الحسن والحسين عليهما السلام يصطرعان بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هى حسن (1) قالت فاطمة سلام اللّه عليها : لم تقول هى حسن؟ قال : إن جبريل يقول : هى حسين ، ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 15 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 134 ).

[ كنز العمال ج 3 ص 154 ] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشى حدثنا يوسف بن اسباط عن مخلد الضبى عن إبراهيم النخعى عن علقمة عن أبى ذر قال : لما كان أول يوم فى البيعة لعثمان اجتمع

ص: 244


1- هى ويقال : هيه بزيادة هاء السكت فى آخرها ، كلمة تقال عند الاستزادة وأصلها إيه بالهمزة أبدلت هاء.

المهاجرون والأنصار فى المسجد وجاء على بن أبى طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ( إلى أن قال ) وهل تعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان آخى بين الحسن والحسين فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : هى يا حسن مرتين فقالت فاطمة عليها السلام يا رسول اللّه إن الحسين لأصغر منه وأضعف ركنا منه فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ألا ترضين أن أقول أنا هى يا حسن ويقول جبريل : هى يا حسين ، فهل لخلق مثل هذه المنزلة نحن صابرون ليقضى اللّه أمرا كان مفعولا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ ذخائر العقبى ص 134 ] قال : وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام إن الحسن والحسين عليهما السلام كانا يصطرعان فاطلع على عليه السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقول : ويها الحسن (1) فقال على عليه السّلام : يا رسول اللّه على الحسين؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إن جبريل يقول : ويها الحسين ، قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان قاعدا فى موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين عليهما السلام فاعتركا فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - وعلىّ عليه السّلام جالس - ويها حسين خذ حسنا ، فقلت : تؤلب على حسن وهو أكبرهما يا رسول اللّه؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هذا جبريل قائم وهو يقول : ويها حسنا

ص: 245


1- ويها : بالتنوين كلمة تقال عند الاستحثاث ، وتكون بلفظ واحد مع المفرد والجمع والمذكر والمؤنث.

خذ حسينا ، قال : أخرجه ابن شاهين ، ( أقول ) واختلاف هذا الحديث مع الأحاديث المتقدمة محمول على اشتباه الراوى أو تكرر القصة ، واللّه أعلم.

ص: 246

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام أحب أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اليه

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام روى بسنده عن أنس بن مالك يقول : سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أىّ أهل بيتك أحب اليك؟ قال : الحسن والحسين ، وكان يقول لفاطمة سلام اللّه عليها : إدعى ابنى فيشمهما ويضمهما اليه ، ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 1 ص 148 ) وقال فى الشرح : أخرجه أبو يعلى عن أنس ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 122 ) وقال : أخرجه الحافظ الدمشقى فى الموافقات.

[ كنوز الحقائق ص 5 ] ولفظه : أحب أهل البيت الحسن والحسين قال : للطبراني - يعنى إنه أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 175 ] قال : وعن البهى قال : قلت لعبد اللّه ابن الزبير : أخبرنى بأقرب الناس شبها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : الحسن بن على عليهما السلام كان أقرب الناس شبها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأحبهم اليه ،

ص: 247

كان يجئ ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ساجد فيقع على ظهره فلا يقوم حتى يتنحى ، ويجئ فيدخل تحت بطنه فيفرج له رجليه حتى يخرج ، قال : رواه البزار ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 11 ) قال : وذكر الزبير عن عمه قال : ذكر عن البهى قال : تذاكرنا من أشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهله فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه الحسن بن على عليهما السلام ، رأيته يجىء وهو ساجد فيركب رقبته ( أو قال ظهره ) فما ينزله حتى يكون هو الذى ينزل ، ولقد رأيته يجئ وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر ، قال ابن حجر : وساقه ابن سعد موصولا من طريق يزيد بن أبى زياد عن عبد اللّه البهى مولى الزبير .

ص: 248

باب : فيما جاء في حب الحسنين عليهما السلام وما جاء في بغضهما

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 240 ] روى بسنده عن اسامة بن زيد قال : طرقت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات ليلة فى بعض الحاجة فخرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو مشتمل على شئ لا أدرى ما هو ، فلما فرغت من حاجتى قلت : ما هذا الذى أنت مشتمل عليه؟ قال : فكشفه فاذا حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان إبناى وإبنا ابنتى ، اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه ابن حبان عن اسامة بن زيد ( انتهى ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 36 ).

[ صحيح الترمذى أيضا ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن البراء إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

[ صحيح ابن ماجة ] فى فضائل الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 249

وسلم : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 288 ) والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 1 ص 141 ) والمناوى أيضا فى كنوز الحقائق ( ص 134 ) وقال : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ، ثم قال : الديلمى.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 369 ] روى بسنده عن عطاء إن رجلا أخبره أنه رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يضم اليه حسنا وحسينا ويقول : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 10 ص 332 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول فى الحسن والحسين : اللّهم أحبهما وأحب من يحبهما ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) ولفظه : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأبغض من أبغضهما - يعنى الحسن والحسين عليهما السلام قال : أخرجه ابن أبى شيبة والطبرانى عن أبى هريرة ( انتهى ) ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 180 ) بلفظين مختلفين قال فى أحدهما : وعن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن والحسين عليهما السلام : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما ، قال : رواه البزار وإسناده حسن ، وقال فى الآخر : وعن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول للحسن والحسين : من أحبنى فليحبهما قال : رواه البزار.

[ مسند أبى داود الطيالسى ج 10 ص 327 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول فى الحسن والحسين عليهما السلام : من أحبنى فليحب هذين.

[ سنن البيهقى ج 2 ص 263 ] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم يصلى

ص: 250

بالناس فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما غلامان فجعلا يتوثبان على ظهره إذا سجد فأقبل الناس عليهما ينحيانهما عن ذلك قال : دعوهما بأبى وأمى من أحبنى فليحب هذين ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 8 ص 305 ) باختلاف يسير ، ورواه ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 12 ) قال : وله شاهد فى السنن وصحيح ابن خزيمة عن بريدة ، وفى معجم البغوى نحوه بسند صحيح عن شداد بن الهاد ( انتهى ).

[ كنز العمال ج 7 ص 108 ] قال : عن حصين بن عوف الخثعمى قال : وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على بيت فاطمة سلام اللّه عليها فسلم فخرج اليه الحسن أو الحسين عليهما السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إرق بأبيك عين بقة وأخذ باصبعيه فرقى على عاتقه ثم خرج الآخر الحسن أو الحسين عليهما السلام مرتفعة إحدى عينيه فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : مرحبا بك إرق بأبيك أنت عين البقة وأخذ باصبعيه واستوى على عاتقه الآخر ، وأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأقفيتهما حتى وضع أفواههما على فيه ثم قال : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ، قال : أخرجه الطبرانى عن أبى هريرة.

( أقول ) ذكر العلامة فقيه الحرمين مفتى العراقين محدث الشام صدر الحافظ أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد القرشى الكنجى الشافعى المتوفى سنة 658 ه ، فى كفاية الطالب فى مناقب أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السّلام باسناده إلى أبى هريرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يأخذ بيد الحسين بن على عليهما السلام فيرفعه على باطن قدميه فيقول : « حزقة حزقة ترق عين بقة اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه » ، ( ثم قال الكنجى ) : قلت : هذا حديث حسن ثابت ، ( ثم قال ) ومعنى قوله : « حزقة » أى مقلوب

ص: 251

الخطا. والقصير الذى تقرب خطاه ، و « عين بقة » إشارة إلى البقة التى تطير ولا شئ أصغر من عينها لصغرها انتهى ( ثم ان ) هذا الحديث أورده ابن عساكر - بتغيير يسير - فى التاريخ الكبير ( ج 4 ص 202 ) وقال : أخرجه الحافظ والطبرانى عن أبى هريرة ورواه أيضا ابن عبد البر فى الاستيعاب ( ج 1 ص 148 ) عن أبى هريرة أيضا وقال ابن الأثير الجزرى فى النهاية بمادة ( حزق ) : فى الحديث إنه عليه السلام كان يرقص الحسن أو الحسين ويقول : « حزقة حزقة ترق عين بقة » فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره. الحزقة الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه ، فذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له و « ترق » بمعنى إصعد ، و « عين بقة » كناية عن صغر العين و ( حزقة ) مرفوع على خبر مبتدأ محذوف تقديره : أنت حزقة ، وحزقة الثانى كذلك ، أو إنه خبر مكرر ومن لم ينون ( حزقة ) أراد يا حزقة فحذف حرف النداء ( إنتهى ).

وحزقة : بضم الحاء المهملة بعدها الزاى المضمومة وتشديد القاف المفتوحة ثم الهاء.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 181 ] قال : وعن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه اللّه ومن أحبه اللّه أدخله جنات نعيم ، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه اللّه ومن أبغضه اللّه أدخله جهنم وله عذاب مقيم ، قال : رواه الطبرانى ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه أبو نعيم وابن عساكر عن سلمان ، وأخرجه أبو نعيم عن أبى هريرة.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 166 ] روى بسنده عن سلمان قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : الحسن والحسين إبناى من أحبهما أحبنى ومن أحبنى أحبه اللّه ومن أحبه اللّه

ص: 252

أدخله اللّه الجنة ، ومن أبغضهما أبغضنى ومن أبغضنى أبغضه اللّه ومن أبغضه اللّه أدخله النار ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 166 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه الحسن والحسين ، هذا على عاتقه وهذا على عاتقه ، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى الينا ، فقال له رجل : يا رسول اللّه إنك تحبهما فقال : نعم من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 440 ) والهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 179 ) وقال : رواه البزار.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 171 ] روى بسنده عن أبى حازم يقول : إنى لشاهد يوم مات الحسن بن على عليهما السلام فرأيت الحسين بن على عليهما السلام يقول لسعيد بن العاص ويطعن فى عنقه ويقول : تقدم فلو لا أنها سنة ما قدمتك ، - وكان بينهم شئ - فقال أبو هريرة : أتنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 531 ) والبيهقى أيضا فى سننه ( ج 4 ص 28 ) وابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 301 ).

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 180 ] قال : وعن قرة بن أياس إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال للحسن والحسين : إنى أحبهما فأحبهما ، أو اللّهم إنى أحبهما فأحبهما.

ص: 253

[ ذخائر العقبى ص 123 ] قال : عن يعلى بن مرة قال : جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاء أحدهما قبل الآخر فجعل يده فى عنقه فضمه إلى بطنه وقبل هذا ثم قبل هذا ثم قال : إنى أحبهما فأحبوهما أيها الناس ، قال : خرجه أحمد والدولابى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 123 ] قال : عن عبد اللّه قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى والحسن والحسين يتواثبان على ظهره فباعدهما الناس فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : دعوهما بأبى هما وأمى من أحبنى فليحب هذين ، قال : خرجه أبو حاتم ، ( أقول ) وذكره أيضا فى ( ص 132 ) باختلاف يسير وقال : خرجه الحافظ الدمشقى ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 179 ) وقال : رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى باختصار.

[ ذخائر العقبى ص 123 ] قال : عن إسرائيل قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من أحب الحسن والحسين فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 124 ] قال : وعن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : هذان ابناى من أحبهما فقد أحبنى - يعنى الحسن والحسين - قال : خرجه ابن السرى وصاحب صفوة ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 180 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : وعن عبد اللّه بن مسعود إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال للحسن والحسين : اللّهم إنى أحبهما فأحبهما ومن أحبهما فقد أحبنى ، قال : رواه البزار وإسناده جيد.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 124 ] قال : وعن سعيد بن راشد قال : جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله

ص: 254

وسلم فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه ، ثم جاء الآخر فضمه إلى إبطه الأخرى وقال : هذان ريحانتاى من الدنيا من أحبنى فليحبهما ( الحديث ) قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 185 ] قال : وعن على عليه السلام - يعنى ابن أبى طالب - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسين بن على عليهما السلام : من أحب هذا فقد أحبنى ، قال : رواه الطبرانى.

ص: 255

باب : فيما جاء في شباهة الحسن والحسين عليهما السلام بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن هانى بن هانى عن على عليه السلام قال : الحسن أشبه برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ما كان أسفل من ذلك ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 99 وص 108 ) وأبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 19 ) وابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 139 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ الإصابة لابن حجر ج 20 القسم 1 ص 15 ] قال : ومن حديث ابن سيرين عن أنس قال : كان الحسن والحسين أشبههم برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال ج 7 ص 106 ] قال : عن على عليه السلام قال : من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علىّ ، ومن سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن على ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

ص: 256

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب صفة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن عقبة بن الحارث ، قال : صلى أبو بكر ثم خرج يمشى فرأى الحسن عليه السلام يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال : بأبى شبيه بالنبى لا شبيه بعلىّ ، وعلى عليه السلام يضحك ، ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام وقال ليس شبيه بعلى (عليه السلام) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 8 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ وفى فتح البارى ] ج 8 ص 97 قال ووقع عند احمد من وجه آخر عن ابن ابى مليكه قال وكانت فاطمة (عليهاالسلام) ترقص الحسن وتقول ابنى شبيه بالنبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ليس شبيها بعلى (عليه السلام).

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب صفة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بطريقين عن أبى جحيفة قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان الحسن بن على عليهما السلام يشبهه ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الفضائل بطريقين ، والترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 135 ) بطرق عديدة ( وفى ص 307 ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 307 ).

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أنس قال : لم يكن أحد أشبه بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من الحسن بن على عليهما السلام ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 168 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 164 ) وزاد فقال : من الحسن بن علىّ وفاطمة ( وفى ص 199 ) وقال : كان الحسن بن على عليهما السلام أشبههم وجها برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورواه غير هؤلاء أيضا من

ص: 257

أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 342 ] روى حديثا عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس ، صرح فى آخره ابن عباس بأن الحسن بن على عليهما السلام كان يشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الإصابة لابن حجر ج 2 القسم 1 ص 11 ] قال : وذكر الزبير عن عمه قال : ذكر عن البهى قال : تذاكرنا من أشبه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهله فدخل علينا عبد اللّه بن الزبير فقال : أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم اليه الحسن بن على عليهما السلام ( الحديث ) وقد تقدم تمامه فى باب الحسن والحسين أحب أهل بيت النبى اليه ، كما تقدم أن الهيتمى أيضا قد رواه فى مجمعه ( ج 9 ص 175 ).

[ الهيثمى فى مجمعه ، ج 9 ص 176 ] قال : وعن كليب بن شهاب قال :

ذكر الحسن بن على عليهما السلام عند ابن عباس فقال : إنه كان يشبه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : رواه الطبرانى.

[ صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن أنس بن مالك قال : اتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين بن على عليهما السلام فجعل فى طست فجعل ينكت وقال فى حسنه شيئا ، فقال أنس : كان أشبههم برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان مخضوبا بالوسمة ، ( أقول ) ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 261 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 110 ) وقال : أخرجه أبو نعيم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 185 ] قال : وعن محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامى قال : كان جسد الحسين عليه السلام شبه جسد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

ص: 258

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : ان الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسندين عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 3 وص 62 وص 82 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 71 ) وذكر له طرقا عديدة ، والخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 9 ص 231 وص 232 وفى ج 10 ص 90 ) بطرق عديدة وابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 3 ) فى ترجمة زياد بن جبير وترجمة سويد بن سعيد ، والنسائى أيضا فى خصائصه ( ص 36 ) بطريقين قال فى الأخير : إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ما أستثنى من ذلك.

[ صحيح الترمذى أيضا ج 2 ص 307 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : سألتنى أمى متى عهدك؟ - تعنى بالنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - فقلت : ما لى به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت منى فقلت لها : دعينى آتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأصلى معه المغرب وأسأله أن يستغفر لى ولك ، فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل

ص: 259

فتبعته فسمع صوتى فقال : من هذا حذيفة؟ قلت : نعم قال : ما حاجتك غفر اللّه لك ولأمك؟ قال : إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرنى بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 391 ) وأبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 4 ص 190 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 5 ص 574 ) والمتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 217 ) وقال : أخرجه الرويانى وابن حبان فى صحيحه عن حذيفة ( وص 218 ) وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ( وج 7 ص 102 ) وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة والحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 381 ) واقتصر على ذكر الحسن والحسين عليهما السلام ، وذكره جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث يطول المقام بذكرهم.

[ صحيح ابن ماجة ] فى باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 167 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 167 ] روى بسنده عن زر عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 58 ) واقتصر على ذكر الحسن والحسين عليهما السلام ولم يذكر أباهما.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 139 ] روى بسنده عن ابراهيم ابن يزيد التيمى عن أبيه قال : وجد على بن أبى طالب عليه السلام درعا له عند يهودى التقطها فعرفها فقال : درعى سقطت عن جمل لى أروق ، فقال اليهودى : درعى وفى يدى ، ثم قال له اليهودى : بينى وبينك قاضى المسلمين فأتوا شريحا ( إلى أن قال ) فقال شريح : صدقت واللّه يا أمير المؤمنين إنها لدرعك ولكن لا بد من شاهدين فدعا قنبرا مولاه والحسن بن على عليهما السلام وشهدا أنها لدرعه ، فقال شريح : أما شهادة مولاك فقد أجزناها وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها ، فقال على عليه

ص: 260

السلام : ثكلتك أمك أما سمعت عمر بن الخطاب يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ( الحديث ) ، قال : ورواه أولاد شريح عنه عن على عليه السلام نحوه ( انتهى ) ، ثم رواه بطريق آخر عن شريح فى ( ص 140 ) باختلاف فى اللفظ.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 140 ] روى بسنده عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ج 2 ص 185 وج 12 ص 4 ) بطريقين آخرين عن على عليه السلام واقتصر فيهما على ذكر الحسنين عليهما السلام ولم يذكر أباهما.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 6 ص 372 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 10 ص 230 ] روى بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة قال : رأينا فى وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تباشير السرور فقلنا : يا رسول اللّه لقد رأينا اليوم فى وجهك تباشير السرور فقال : وما لى لا أسرّ وقد أتانى جبريل فبشرنى أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر.

[ الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 266 ] ذكر حديثا مسندا عن جهم يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 108 ) وقال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم وابن عساكر.

[ الإصابة أيضا ج 6 القسم 4 ص 186 ] قال : وأخرج البغوى فى ترجمة مالك بن الحويرث الليثى حديثا منه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما

ص: 261

خير منهما ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن قرة وعن مالك بن الحويرث.

[ كنز العمال ج 6 ص 220 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى عن عمر وعن على عليه السلام وعن جابر وعن أبى هريرة ، قال : وأخرجه الطبرانى فى الأوسط عن اسامة بن زيد وعن البراء وابن عدى عن ابن مسعود ( انتهى ) ، وذكر فى ( ص 220 ) أيضا ما هذا لفظه : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن ابن على ، قال : أخرجه أبو يعلى عن جابر.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : إن ملكا من السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فبشرنى إن فاطمة سيدة نساء أمتى وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى وابن النجار عن أبى هريرة.

( أقول ) ورواه النسائى أيضا فى خصائصه ( ص 34 ) ولفظه بعد ذكر السند إلى أبى هريرة قال : أبطأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوما صبور النهار فلما كان العشى قال له قائلنا : يا رسول اللّه قد شق علينا لم نرك اليوم ، قال : إن ملكا من السماء لم يكن زارنى فاستأذن اللّه فى زيارتى فأخبرنى وبشرنى إن فاطمة بنتى سيدة نساء أمتى وإن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما فقد أحبنى ومن أبغضهما فقد أبغضنى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، اللّهم إنى أحبهما ، قال : أخرجه الطبرانى عن اسامة بن زيد.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : حسين منى وأنا منه هو سبط من الأسباط ، أحب اللّه من أحب حسينا ، إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبى رمئة.

ص: 262

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 107 ] قال : عن ثابت البنانى عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه أبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 111 ] قال : عن على عليه السلام إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لفاطمة سلام اللّه عليها : ألا ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة ، قال : أخرجه البزار.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 182 ] قال : وعن عمر بن الخطاب إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 183 ] قال : وعن قرة بن أياس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما ، قال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 184 ] قال : وعن الحسين بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 184 ] قال : وعن البراء - يعنى ابن عازب - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، قال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

[ كنوز الحقائق المناوى ص 81 ] ولفظه : سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، قال : للديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ذخائر العقبى ص 129 ] قال : وعن أبى بكر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال : خرجه ابن السمان فى الموافقة.

ص: 263

[ ذخائر العقبى أيضا ص 130 ] قال : وعنه - يعنى عن جابر - قال : من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا - يعنى الحسين ابن على عليهما السلام - قال : سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال أيضا فى ( ص 129 ) عن جابر بن عبد اللّه قال : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على عليهما السلام ، فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقوله ، قال : خرجه أبو حاتم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : رواه أبو يعلى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 135 ] ذكر حديثا عن على بن الهلالى عن أبيه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فيه : ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، يقوله لفاطمة سلام اللّه عليها قال : وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما - والذى بعثنى بالحق - خير منهما ( إلى آخره ).

ص: 264

باب : إن اللّه زين الجنة بالحسن والحسين (عليه السلام)

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 2 ص 238 ] روى بسنده عن عقبة بن عامر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لما استقر أهل الجنة فى الجنة قالت الجنة : يا رب أليس وعدتنى أن تزيننى بركنين من أركانك؟ قال : ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال : فماست (1) الجنة ميسا كما تميس العروس ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 221 ) وقال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر عن عقبة بن عامر ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 184 ) مع الزيادة ، وستأتى الزيادة فى الباب الآتى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فخرت الجنة على النار فقالت : أنا خير منك فقالت النار : بل أنا خير منك ، فقالت لها الجنة - استفهاما - وممه؟ قالت : لأن فى الجبابرة ونمروذ وفرعون فأسكتت ، فأوحى اللّه اليها لا تخضعين لأزينن ركنيك بالحسن والحسين ، فماست كما تميس العروس في خدرها ، قال : رواه الطبراني في الاوسط.

ص: 265


1- فماست : أي تبخترت.

[ أُسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 178 ] ف ترجمة بزيع الأزدي والد عباس ذكر عنه حديثاً ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم قالت الجنة : يا رب زينتني فأحسن أركاني ، فأوحى اللّه تبارك وتعالى اليها اني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين ( الحديث ).

[ الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 151 ] قال : وأخرج عبدان من طريق اسماعيل بن عياش عن محمد بن عياض عن أبيه عن العباس بن بزيع عن أبيه مرفوعاً في تزيين أركان الجنة بالحسن والحسين عليهما السلام وفيه : لايدخلك مراء ولا بخيل.

ص: 266

باب : إن الحسنين (عليهماالسلام) قرطا العرش

[ فيض القدير للمناوي ج 3 ص 415 ] ف المتن : الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين ، قال : أخرجه الطبراني في الاوسط عن عقبة بن عامر - يعني عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم - قال في الشرح الديلمي : يعني بمنزلة الشنفين من الوجه ، والشنف القرط المعلق في الوجه أي الاُذن ، قال : والمراد أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره انتهى ( أقول ) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق ( ص 65 ) وقال : الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقين ، هكذا جاء في كنوز الحقائق ( سيفا ) بالسين المهملة ثم الياء المثناة التحتانية بعدها الفاء ثم الألف والظاهر أن النسخة مغلوطة والصحيح هو ما تقدم ، أي شنفا العرش - بالشين المعجمة ثم النون بعدها الفاء ثم الألف - بمعنى القرطين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 184 ] قال : وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين وإن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

ص: 267

قال : إذا استقر أهل الجنة فى الجنة قالت الجنة : يا رب وعدتنى أن تزيننى بركنين من أركانك قال : ألم أزينك بالحسن والحسين؟ قال : رواه الطبرانى فى الأوسط ، ( أقول ) وقد ذكر صدر هذا الحديث المتقى فى كنز العمال ( ج 6 ص 220 ) وابن حجر فى صواعقه ( ص 114 ) وقالا : أخرجه الطبرانى ، ولفظهما : سيفا العرش ولكن قد أشرنا إن الظاهر أن النسخة مغلوطة والصحيح هو شنفا العرش كما تقدم من المناوى فى فيض القدير ومن الهيثمى ، بمعنى القرطين.

ص: 268

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام سبطا هذه الأمة

[ كنز العمال ج 2 ص 88 ] ولفظه : لكل شئ أساس وأس الإيمان الورع ، ولكل شئ فرع وفرع الإيمان الصبر ، ولكل شئ سنام وسنام هذه الأمة عمى العباس ، ولكل أمة سبط وسبط هذه الأمة الحسن والحسين ولكل شئ جناح وجناح هذه الأمة على بن أبى طالب عليه السّلام.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 221 ] ولفظه : الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ مرقاة المفاتيح لعلىّ بن سلطان ج 5 ص 602 ] قال : وعن أبى أيوب الأنصارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك ، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ، ومنا المهدى ، قال : أخرجه الطبرانى فى معجمه ، ( أفول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 44 ) وقال أيضا : خرجه

ص: 269

الطبرانى فى معجمه.

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على بن الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحالة التى قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتى فاطمة ما الذى يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة من بعدك فقال : يا حبيبتى أما علمت أن اللّه اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلى أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت فقد أعطانا اللّه سبع خصال لم تعط أحدا قبلنا ولا تعط أحدا بعدنا ، وأنا خاتم النبيين وأكرمهم على اللّه عز وجل وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما فى الجنة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما - والذى بعثنى بالحق - خير منهما ، يا فاطمة والذى بعثنى بالحق إن منهما مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا (1) وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا (2) يقوم بالدين فى آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، قال : خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذانى فى

ص: 270


1- الهرج والمرج : الافتتال والاختلاط.
2- غلفا : أى فى غلاف عن سماع الحق.

أربعين حديثا فى المهدى ، ( أقول ) وسيأتى فى فضائل الحسين عليه السلام - فى باب حسين منى وأنا من حسين - رواية البخارى فى الأدب المفرد ، وفيها الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

ص: 271

باب : إن الحسنين عليهما السلام خير الناس جدا وجدة وأبا وأما

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين جدهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وجدتهما خديجة بنت خويلد ، وأمهما فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وأبوهما على بن أبى طالب عليه السلام ، وعمهما جعفر بن أبى طالب ، وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وعمتهما فى الجنة وخالهما فى الجنة وخالاتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ، قال : أخرجه الطبرانى وابن عساكر عن ابن عباس ، ( أفول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 184 ) وقال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط.

ص: 272

[ ذخائر العقبى ص 130 ] قال : وعن ابن عباس قال : بينا نحن ذات يوم مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا أقبلت فاطمة سلام اللّه عليها تبكى فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت : إن الحسن والحسين خرجا ولا أدرى أين باتا ، فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تبكين فان خالقهما ألطف بهما منى ومنك ، ثم رفع يديه فقال : اللّهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبريل وقال : يا محمد لا تحزن فانهما فى حظيرة بنى النجار نائمين وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما ، فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة فاذا الحسن والحسين عليهما السلام معتنقين نائمين وإذا الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلهما ، فأكب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عليهما يقبلهما حتى انتبها من نومهما ، ثم جعل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ، فتلقاه أبو بكر وقال : يا رسول اللّه ناولنى أحد الصبيين أحمله عنك ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : نعم المطى مطيهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما حتى أتى المسجد ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على قدميه وهما على عاتقيه ثم قال : معاشر المسلمين ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين جدهما رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) خاتم المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة ، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبى طالب وعمتهما أم هانى بنت أبى طالب ، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : الحسن والحسين خالهما القاسم ابن رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وخالتهما زينب بنت رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) ثم قال : اللّهم إنك تعلم إن

ص: 273

الحسن والحسين فى الجنة وعمهما فى الجنة وعمتهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة ومن أبغضهما فى النار ، قال : قال : خرجه الملا فى سيرته وغيره.

ص: 274

باب : فيما حدثه الحسنان عليهما السلام عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم من دعاء وغيره

[ صحيح الترمذى ج 1 ص 93 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء السعدى قال : قال الحسن بن على عليهما السلام : علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم كلمات أقولهن فى الوتر : اللّهم اهدنى فيمن هديت ، وعافنى فيمن عافيت وتولنى فيمن توليت ، وبارك لى فيما أعطيت ، وقنى شر ما قضيت ، فانك تقضى ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، تبارك ربنا وتعاليت ( أقول ) وقد روى هذا الدعاء عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم جمع كثير من أئمة الحديث كالنسائى وابن ماجة وأبى داود وغيرهم ، ولكن الإمام أحمد بن حنبل قد رواه فى مسنده ( ج 1 ص 201 ) وقال عن الحسين بن على عليهما السلام ، ولعل النسخة مغلوطة واللّه أعلم.

[ سنن الدارمى ج 2 ص 245 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء السعدى قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : ما تحفظ من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : سأله رجل عن مسألة ما

ص: 275

أدرى ما هى ، فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 8 ص 264 ] روى بسنده عن أبى الجوزاء قال : قلت للحسن بن على عليهما السلام : مثل من كنت فى عهد رسول اللّه ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) وما عقلت عنه؟ قال : عقلت عنه أنى سمعته يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فان الشر ريبة والخير طمأنينة ، وعقلت عنه الصلوات الخمس ، وكلمات أقولهن عند انفصالهن اللّهم اهدنى فيمن هديت ، وعافنى فيمن عافيت ، وتولنى فيمن توليت ، وبارك لى فيما أعطيت ، وقنى شر ما قضيت ، إنك تقضى ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت وتعاليت.

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 11 ] روى بسنده عن عمير بن مأمون قال : سمعت الحسن بن على عليهما السلام يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : من صلى صلاة الغداة فجلس فى مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاب من النار ، أو قال : ستر من النار.

[ أسد الغابة أيضا ج 2 ص 18 ] روى بسنده عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام إنها سمعت أباها الحسين بن على عليهما السلام يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ما من مسلم ولا مسلمة تصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعا إلا أحدث اللّه له عند ذلك وأعطاه ثواب ما وعده بها يوم أصيب بها.

[ أسد الغابة أيضا ج 2 ص 19 ] روى بسنده عن طلحة بن عبيد اللّه عن الحسين بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أمان أمتى من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقرؤا ( بسم اللّه مجريها ومرسيها إن ربى لغفور رحيم ).

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 202 ] روى بسنده عن

ص: 276

الحسين ابن على عليهما السلام قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قام خطيبا على أصحابه فقال : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذى نشيع من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون ، نأكل تراثهم كأننا مخلدون بعدهم ، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة ، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ، طوبى لمن طاب مكسبه ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، واستقامت طريقته ، طوبى لمن تواضع للّه من غير منقصة ، وأنفق مما جمعه من غير معصية ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، ورحم أهل الذل والمسكنة ، وطوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ، ووسعته السنة ، ولم يعدل عنها إلى بدعة ثم نزل صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 277

باب : في جملة من الفضائل المتفرقة للحسن والحسين عليهما السلام

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 259 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علىّ حب اللّه والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه ( أقول ) الحب بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

[ تاريخ بغداد أيضا ج 9 ص 366 ] روى بسنده عن مجاهد قال : جاء رجل إلى الحسن والحسين عليهما السلام فسألهما فقالا : إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لحاجة مجحفة أو لحمالة مثقلة أو دين فادح ، فأعطياه ، ثم أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله ، فقال له الرجل : أتيت ابنى عمك فسألانى ولم تسألنى فقال ابن عمر : أنبأنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إنهما كانا يغران العلم غرا ، ( أقول ) يغران العلم غرا أى يزقان العلم زقا ، وغرّ الطير فرخه أى زقه الطعام.

[ طبقات ابن سعد ج 1 القسم 2 ص 33 ] قال : قالوا : وكتب

ص: 278

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لثقيف كتابا إن لهم ذمة اللّه وذمة محمد ابن عبد اللّه على ما كتب لهم ، وكتب خالد وشهد الحسن والحسين عليهما السلام ودفع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الكتاب إلى نمير بن خرشة.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسن والحسين أو ذريتهما ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبان عن أنس - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 10 ص 333 ] قال : وعن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر ، ويبعث صالح على ناقته ، وأبعث على البراق ويبعث إبناى الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير ، ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 135 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : عن أبى هريرة عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تبعث الأنبياء على الدواب ، ويحشر صالح على ناقته ، ويحشر إبنا فاطمة على ناقتى العضباء والقصواء ، وأحشر أنا على البراق خطوها عند أقصى طرفها ويحشر بلال على ناقة من نوق الجنة ، قال : خرجه الحافظ السلفى ( انتهى ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 3 ص 140 ).

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق متوجة بالدر والياقوت فيأمر اللّه بكم إلى الجنة والناس ينظرون.

ص: 279

باب : إن الحسن والحسين عليهما السلام ورثهما النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم في شكواه جملة من الصفات الحميدة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 467 ] قال : روى إبراهيم بن على الرافعى عن جدته زينب بنت أبى رافع قالت : رأيت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أتت بابنيها إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى شكواه الذى توفى فيه فقالت : يا رسول اللّه هذان ابناك فورثهما فقال : أما حسن فان له هيبتى وسؤددى ، وأما حسين فان له جرأتى وجودى ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 8 ص 95 ) وذكر بعض طرقه ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 4 ص 59 ) وقال : أخرجه ابن مندة وابن عساكر ، وفى ( ج 6 ص 220 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها ( وفى ج 7 ص 110 ) وقال : أخرجه ابن مندة والطبرانى وأبو نعيم وابن عساكر ( انتهى ) ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 129 ) وقال : خرجه ابن الضحاك.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] ولفظه : إن فاطمة أتت بابنيها فقالت : يا رسول اللّه إنحلهما قال : نعم أما الحسن فقد نحلته حلمى

ص: 280

وهيبتى ، وأما الحسين فقد نحلته نجدتى وجودى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أبى رافع - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] قال : عن جابر بن سمرة عن أم أيمن قالت : جاءت فاطمة بالحسن والحسين عليهما السلام إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا نبى اللّه إنحلهما فقال : نحلت هذا الكبير المهابة والحلم ، ونحلت هذا الصغير المحبة والرضى ، قال : أخرجه العسكرى فى الأمثال.

ص: 281

ص: 282

المقصد الخامس : في الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام والفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام

اشارة

وفيه مقامان

المقام الأول فى الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام

وفيه أبواب :

ص: 283

باب : في معانقة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسن عليه السّلام وتقبيله له وجملة أخرى من فضائله

( صحيح البخارى فى كتاب البيوع ) فى باب ما ذكر فى الأسواق روى بسنده عن أبى هريرة الدوسى قال : خرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى طائفة النهار لا يكلمنى ولا أكلمه حتى أتى سوق بنى قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة سلام اللّه عليها فقال : أثم لكع أثم لكع (1) فحبسته شيئا فظننت أنها تلبسه سخابا (2) أو تغسله ، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله وقال : اللّهم أحببه وأحب من يحبه ، ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل

ص: 284


1- قال ابن الأثير الجزرى فى نهاية غريب الحديث بمادة ( لكع ) : ( وقد يطلق على الصغير ومنه الحديث : إنه عليه السلام جاء يطلب الحسن بن على قال : أثم لكع ) فهو بضم اللام وفتح الكاف ثم العين المهملة.
2- سخاب : بكسر السين المهملة ثم الخاء المعجمة بعدهما الألف والباء الموحدة والسخاب هو خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجوارى ( وقيل ) هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه وليس فيها من اللؤلؤ والجوهر شئ ، ومنه حديث فاطمة عليها السلام ( فألبسته سخابا ) أي الحسن ابنها ، قاله ابن الأثير الجزرى فى النهاية بمادة ( سخب ).

الحسن والحسين عليهما السلام وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم باختصار ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب اللباس ] فى باب السخاب للصبيان روى بسنده عن أبى هريرة قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى سوق من أسواق المدينة فانصرف فانصرفت فقال : أين لكع ثلاثا أدع الحسن بن علىّ ، فقام الحسن بن على ( عليهما السلام ) يمشى وفى عنقه السخاب فقام النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بيده هكذا فقال الحسن بيده هكذا : فالتزمه فقال : اللّهم إنى أحبه فاحببه وأحب من يحبه ، قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن على بعد ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما قال ، ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 231 ) وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ثلاث مرات.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب بدء الخلق ] فى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن البراء قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسن بن على عليهما السلام على عاتقه يقول : اللّهم إنى أحبه فأحبه ، ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب فضائل الصحابة فى باب فضائل الحسن والحسين عليهما السلام بطريقين ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 2 ص 307 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ صحيح البخارى أيضا فى كتاب الأدب ] فى باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحسن بن على عليهما السلام وعنده الأقرع بن

ص: 285

حابس التميمى جالسا فقال الأقرع : إن لى عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال : من لا يرحم لا يرحم ( أقول ) ورواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الفضائل فى باب رحمته الصبيان والعيال ، ورواه الترمذى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ) فى باب ما جاء فى رحمة الولد ، قال : وفى الباب عن أنس وعائشة ( انتهى ) ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه ( ج 32 ) فى باب قبلة الرجل ولده ، وأحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 269 ) وذكر الحسين عليه السلام مكان الحسن عليه السلام ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 168 ] روى بسنده عن محمد عن أبى هريرة أنه لقى الحسن بن على عليهما السلام فقال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل بطنك فاكشف الموضع الذى قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أقبله ، قال : وكشف له الحسن عليه السلام فقبله ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 2 ص 232 ) باختلاف يسير ، ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن الزبير إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قبل حسنا وضمه اليه وجعل يشمه وعنده رجل من الأنصار فقال الأنصارى : إن لى ابنا قد بلغ ما قبلته قط فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أرأيت إن كان اللّه نزع الرحمة من قلبك فما ذنبى. قال : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصنع ما يصنع ، رأيت الحسن فى حجر النبى صلى

ص: 286

اللّه عليه ( وآله ) وسلم وهو يدخل أصابعه فى لحية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدخل لسانه فى فمه ، ثم قال : اللّهم إنى أحبه فأحبه ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 228 ] روى بسنده عن أبى هريرة قال : دخل عيينة بن حصن على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فرآه يقبل حسنا أو حسينا عليهما السلام ، فقال له : لا تقبله يا رسول اللّه لقد ولد لى عشرة ما قبلت أحدا منهم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن من لا يرحم لا يرحم ، ( أقول ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 10 ص 177 ) وقال : أتقبله ولم يقل لا تقبله.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 255 ] روى بسنده عن عمير ابن اسحاق قال : كنت مع الحسن بن على عليهما السلام فلقينا أبو هريرة فقال : أرنى أقبل منك حيث رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل قال : فرفع القميصة قال : فقبل سرته ( أقول ) ورواه فى ( ج 2 ص 427 ) أيضا بل ( وص 488 ) وغيرها أيضا ، ورواه غيره أيضا من أئمة الحديث.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 4 ص 93 ] روى بسنده عن معاوية قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمص لسانه ( أو شفته ) يعنى الحسن بن على عليهما السلام ، وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 297 ).

[ الإصابة لابن حجر ج 3 القسم 1 ص 78 ] قال : وأخرج البغوى من طريق يزيد بن أبى زياد عن يزيد بن أبى الحسن عن سعد

ص: 287

بن زيد الأنصارى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حمل حسنا ثم قال : اللّهم إنى أحبه فأحبه مرتين.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 301 ] قال : وقال ابن اسحاق حدثنى مساور مولى بنى سعد بن بكر قال : رأيت أبا هريرة قائما على المسجد يوم مات الحسن عليه السلام يبكى وينادى بأعلى صوته : يا أيها الناس مات اليوم حبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ( أقول ) الحب - كما تقدم غير مرة - بكسر الحاء وتشديد الباء هو بمعنى المحبوب :

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 366 ] روى بسنده عن زهير ابن الأقمر قال : بينما الحسن بن على عليهما السلام يخطب بعد ما قتل على عليه السّلام إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال : لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم واضعه فى حبوته يقول : من أحبنى فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولو لا عزمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما حدثتكم ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 297 ) وذكره غيرهما أيضا من أئمة الحديث.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : من أحبنى فليحب هذا - يعنى الحسن عليه السلام - قال : أخرجه الطيالسى عن البراء وابن عساكر عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 104 ] قال : عن على عليه السلام قال : دخل علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : أين لكع هاهنا لكع فخرج اليه الحسن وعليه سخاب قرنفل وهو ماد يده فمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يده فالتزمه وقال : بأبى وأمى من أحبنى فليحب هذا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 104 ] قال : عن أبى هريرة قال : رأيت

ص: 288

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمص لسان الحسن عليه السلام كما يمص الرجل التمرة ، قال : أخرجه ابن شاهين فى الأفراد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 105 ] قال : عن عائشة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يأخذ حسنا فيضمه اليه ثم يقول : اللّهم إن هذا ابنى وأنا أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 176 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 105 ) قال : عن سعيد بن زيد قال : احتضن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حسنا ثم قال : اللّهم إنى قد أحببته فأحبه ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ الأدب المفرد للبخارى ص 171 ) باب الاحتباء روى بسنده عن أبى هريرة قال : ما رأيت حسنا قط إلا فاضت عيناى دموعا ، وذلك إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم خرج يوما فوجدنى فى المسجد فأخذ بيدى فانطلقت معه فما كلمنى حتى جئنا سوق بنى قينقاع فطاف فيه ونظر ثم انصرف وأنا معه حتى جئنا المسجد فجلس فاحتبى ثم قال : أين لكاع أدع لى لكاع ، فجاء حسن يشتد فوقع فى حجره ثم أدخل يده فى لحيته ، ثم جعل النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يفتح فاه فيدخل فاه فى فيه ، ثم قال : اللّهم أحبه فاحببه وأحب من يحبه ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 2 ص 35 ) وقال : اللّهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ، يقولها ثلاث مرات ( انتهى ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 178 ) ولكن قال : ما رأيت الحسين بن على عليهما السلام إلا فاضت عينى دموعا وذكر القصة ورواه غيرهم أيضا من أئمة الحديث.

( ثم ) إن هاهنا حديثا واحدا يختص بالحسين عليه السلام نذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه الحاكم فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) بسنده عن أبى هريرة قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو حامل الحسين بن على عليهما السلام وهو يقول : اللّهم إنى أحبه فأحبه قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 289

باب : فى قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن ابني هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين

[ صحيح البخارى فى الصلح ] فى باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن بن على عليهما السلام : ابنى هذا سيد ، روى بسنده عن أبى موسى قال : سمعت الحسن يقول : استقبل واللّه الحسن بن على عليهما السلام معاوية بكتائب أمثال الجبال ( إلى أن قال ) ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على المنبر والحسن بن على عليهما السلام إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول : إن ابنى هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، ( أقول ) ورواه فى كتاب بدء الخلق أيضا فى باب علامات النبوة فى الإسلام باختصار وفى باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، وفى كتاب الفتن أيضا فى باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن بن على عليهما السلام : إن ابنى هذا لسيد ، ورواه النسائى أيضا فى صحيحه ( ج 1 ) فى مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر ( ص 208 ) ، ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه باختصار فى ( ج 29 ص 173 ) فى باب ما يدل على ترك الكلام فى الفتنة ، ورواه جمع كثير أيضا من أئمة الحديث غير المذكورين كأحمد بن حنبل وغيره.

ص: 290

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] روى بسنده عن أبى بكرة قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم المنبر فقال : إن ابنى هذا سيد يصلح اللّه على يديه بين فئتين عظيمتين - يعنى الحسن بن على عليهما السلام - ( أقول ) ورواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 11 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 44 ] روى بسنده عن المبارك عن الحسن عن أبى بكرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يصلى بالناس وكان الحسن بن على عليهما السلام يثب على ظهره إذا سجد ففعل ذلك غير مرة ، فقالوا له : واللّه إنك لتفعل بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد قال المبارك : فذكر شيئا ثم قال : إن ابنى هذا سيد وسيصلح اللّه تبارك وتعالى به بين فئتين من المسلمين ( أقول ) ورواه فى ( ص 51 ) أيضا وقال فيه : إنه ريحانتى من الدنيا وإن ابنى هذا سيد وعسى اللّه تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ، ورواه أبو داود الطيالسى أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 118 ) باختلاف يسير ، ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص 35 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 3 ص 215 ] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنى هذا سيد وسيصلح اللّه به بين فئتين من المسلمين عظيمتين - يعنى الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام - ( أقول ) ورواه فى ( ج 8 ص 26 ) أيضا ، وذكره المتقي فى كنز العمال أيضا ( ج 6 ص 222 ) وقال : أخرجه يحيى بن معين فى فوائده ، والبيهقى فى الدلائل ، وابن عساكر ، وسعيد بن منصور فى سننه عن جابر.

[ ذخائر العقبى ص 125 ] قال : وعنه - يعنى أبا بكرة - قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يخطب أصحابه إذ جاء الحسن بن على عليهما السلام فصعد المنبر فضمه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : إن ابنى هذا سيد وإن اللّه يصلح به بين فئتين من المسلمين

ص: 291

عظيمتين قال : خرجه السلفى بهذا السياق.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى قال : كنا مع أبى هريرة فجاء الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام فمرّ علينا فسلم فرددنا عليه السلام ولم يعلم أبو هريرة ، فقلنا له : يا أبا هريرة ، هذا الحسن بن على قد سلم علينا فلحقه وقال : وعليك السلام يا سيدى ثم قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إنه سيد ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 178 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ كنز العمال ج 7 ص 104 ] قال : عن أبى اسحاق قال : قال على عليه السّلام - ونظر إلى وجه ابنه الحسن عليه السلام - فقال : إن ابنى هذا سيد كما سماه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( الحديث ) قال : أخرجه أبو داود ونعيم ابن حماد فى الفتن.

( أقول ) والمراد من الفئتين العظيمتين من المسلمين فى الأحاديث المتقدمة وقد أصلح اللّه تبارك وتعالى بينهما بالحسن بن على عليهما السلام أهل الكوفة أصحاب الحسن وأصحاب أبيه عليهما السلام وأهل الشام أصحاب معاوية بن أبى سفيان الفئة الباغية بنص النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحديث المتواتر المشهور : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، وقد تقدم جملة من طرق هذا الحديث فى باب مستقل من أبواب فضائل على عليه السلام ، كما تقدم هناك جملة أخرى من الأخبار فى تأسف عبد اللّه بن عمر أنه لم يقاتل الفئة الباغية ، بل وجملة ثالثة فى تأسف عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه كان مع الفئة الباغية ، بل وتقدم أيضا فى أواخر أبواب فضائل على عليه السلام فى باب علىّ وقومه آية الجنة قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مشيرا إلى معاوية : هذا وقومه آية النار كما انه

ص: 292

سيأتي باب في قول النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. ومع هذا كله لا غرابة فى إطلاق لفظة المسلمين على معاوية وأصحابه فان لفظ المسلم كما يطلق على المؤمن فكذلك يطلق على المنافق والباغى والخارجى ونحو ذلك من الطوائف الضالة المنتحلة للإسلام كما لا يخفى.

ص: 293

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : الحسن مني وذكر أنه آخر الناس عهدا بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 132 ] روى بسنده عن خالد ابن معدان قال : وفد المقدام بن معدى كرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية فقال معاوية للمقدام : أعلمت أن الحسن بن على عليهما السلام توفى؟ فرّجع (1) المقدام ، فقال له معاوية : أتراها مصيبة؟ فقال : ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجره وقال : هذا منى وحسين من علىّ ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : فاسترجع المقدام وقال : أخرجه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير فى المتن ( ج 3 ص 415 ) وقال : أخرجه أحمد وابن عساكر.

[ كنز العمال ج 7 ص 107 ] قال : عن البراء بن عازب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم للحسن أو الحسين : هذا منى وأنا منه وهو يحرم عليه ما يحرم عليّ ، قال : أخرجه ابن عساكر ، ( أقول ) وذكره

ص: 294


1- فرجع : بتشديد الجم المفتوحة ، أى نطق بقول : ( إِنّٰا لِلّٰهِ وَإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ) وهى الكلمة التى تقال عند المصيبة العظيمة.

المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 123 ) وقال : خرجه الحربى.

[ طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 77 ] قال : أخبرنا سريح ابن النعمان ، أخبرنا هشيم عن أبى معشر ، قال : حدثنى بعض مشيختنا ، قال : لما خرج على عليه السلام من القبر - يعنى قبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - ألقى المغيرة خاتمة فى القبر وقال لعلى عليه السلام : خاتمى ، فقال على عليه السلام للحسن بن على عليهما السلام : أدخل فناوله خاتمه ففعل ( أقول ) وكان مقصد المغيرة من إلقاء خاتمه فى قبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه أن يدخل القبر الشريف بعد ما خرج على عليه السلام ليفتخر على الصحابة بأنه هو آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فالتفت على عليه السّلام إلى هذه النكتة فأمر الحسن عليه السلام بدخول القبر فدخل وكان هو - بأبى وأمى - آخر الناس عهدا برسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم.

ص: 295

باب : في خطبة الحسن عليه السّلام قبل صلحه مع معاوية

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 13 ] روى بسنده عن أبى بكر ابن دريد قال : قام الحسن عليه السلام بعد موت أبيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال - بعد حمد اللّه عز وجل - إنا واللّه ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم فى منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وإنا لكم كما كنا ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره ، فأما الباقى فخاذل ، وأما الباكى فثاثر ، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة فان أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى اللّه عز وجل بظبا السيوف وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا ، فناداه القوم من كل جانب البقية البقية فلما أفردوه أمضى الصلح.

ص: 296

باب : فيما جاء في عدم لياقة معاوية للخلافة

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 387 ] فى ترجمة معاوية بن صخر وهو معاوية بن أبى سفيان ، قال : وروى عبد الرحمن بن أبزى عن عمر إنه قال : هذا الأمر فى أهل بدر ما بقى منهم أحد ، ثم فى أهل احد ما بقى منهم أحد ، ثم فى كذا وكذا وليس فيها لطليق ، ولا لولد طليق ، ولا لمسلمة الفتح شئ ( أقول ) ورواه ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 3 القسم 1 ص 248 ).

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 402 ] فى ترجمة عبد الرحمن بن غنم الأشعرى ، قال : ويعرف بصاحب معاذ لملازمته له ، وسمع من عمر بن الخطاب ، وكان من أفقه أهل الشام ، وهو الذى فقه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذى عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند على عليه السلام رسولين لمعاوية ، وكان مما قال لهما : عجبا منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليا أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز وأهل العراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأى مدخل

ص: 297

لمعاوية فى الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة وهو وأبوه من رؤوس الأحزاب ، قال : فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه ( اقول ) وذكره ابن الاثير ايضا فى اسد الغابة ج 3 ص 318 باختلاف يسير فى اللفظ.

ص: 298

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه

[ ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 7 ] قال : روى عباد بن يعقوب عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ( أقول ) وقد صحح الذهبى الحديث المذكور.

[ ميزان الاعتدال أيضا ج 2 ص 129 ] ذكر حديثا قد اعترف بصحته عن أبى سعيد رفعه ، إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ، وذكر أيضا نحوه عن أبى جذعان.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 5 ص 110 ] فى ترجمة عباد بن يعقوب الرواجنى ، قال : روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد اللّه مرفوعا إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 7 ص 324 ] فى ترجمة على بن زيد بن عبد اللّه بن أبى مليكة ، قال : حدث حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى نضرة عن أبى سعيد رفعه إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه ، قال ابن حجر : وأخرجه الحسن بن سفيان فى مسنده عن اسحاق عن عبد الرزاق

ص: 299

عن ابن عيينة عن على بن زيد ، قال : والمحفوظ عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن علىّ ولكن لفظ ابن عيينة : فارجموه ، قال : أورده ابن عدى عن الحسن ابن سفيان.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 8 ص 74 ] فى ترجمة عمرو بن عبيد بن باب قال : حدثنا بندار ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد قيل لأيوب : إن عمرا روى عن الحسن إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 9 ] ولفظه : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ، قال : أخرجه الديلمى - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - ( أقول ) يحتمل قويا أن يكون المراد من المنبر فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( إذا رأيتم معاوية على منبرى ) هو مطلق المنبر بدعوى أن كل منبر يصعد عليه فى الإسلام ويخطب عليه فهو منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ، ويحتمل أن يكون المراد منه هو خصوص منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى المدينة كما يؤيده بل يدل عليه ما تقدم فى حديث أبى سعيد إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد ( الخ ) ، وعلى كل حال فان معاوية حسب الأحاديث المتقدمة ممن يجب قتله بحكم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد سامح فيه المسلمون ، أما وجوب قتله على الاحتمال الأول فواضح وأما على الثانى فلما رواه ابن سعد فى الطبقات ( ج 4 القسم 1 ص 136 ) من مجئ معاوية إلى المدينة وصعوده على منبر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : أخبرنا اسماعيل بن ابراهيم الأسدى عن أيوب عن نافع قال : لما قدم معاوية المدينة حلف على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ليقتلن ابن عمر ، ثم رواه بطريق آخر عن نافع ، فراجع.

ص: 300

باب : إنّ ليلة القدر خير من الف شهر يملكها بنو أميّة

[ صحيح الترمذى ج 2 ] فى أبواب تفسير القرآن فى سورة القدر روى بسنده عن القاسم بن الفضل الحمدانى عن يوسف بن سعد قال : قام رجل إلى الحسن بن على عليهما السلام - بعد ما بايع معاوية - فقال : سودت وجوه المؤمنين ، أو يا مسود وجوه المؤمنين ، فقال : لا تؤنبنى رحمك اللّه فان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أرى بنى أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) يا محمد يعنى نهرا فى الجنة ، ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يملكها بنو أمية يا محمد ، قال القاسم : فعددناها فاذا هى الف شهر لا يزيد يوم ولا ينقص.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 170 ] روى بسنده عن يوسف بن مازن الراسى قال : قام رجل إلى الحسن بن على عليهما السلام فقال : سودت وجوه المؤمنين ، فقال الحسن عليه السّلام : لا تؤنبنى رحمك اللّه فان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد رأى بنى أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) نهر فى الجنة ، ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ

ص: 301

شَهْرٍ ) تملكها بنو أمية ، قال : فحسبنا ذلك فاذا هو لا يزيد ولا ينقص ، قال : هذا إسناد صحيح ، ثم روى بسنده عن سفيان بن الليل الهمذانى مثله.

[ تفسير ابن جرير ] ج 30 ص 167 روى بسنده عن القاسم بن الفضل عن عيسى بن مازن قال : قلت للحسن بن على عليهما السّلام : يا مسوّد وجوه المؤمنين عمدت الى هذا الرجل فبايعت له - يعنى معوية بن ابى سفيان - فقال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أرى في منامه بنى اميّة يعلون منبره خليفة خليفة فشق ذلك عليه فأنزل اللّه ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) و ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) - يعنى ملك بنى أمية - قال القاسم : فحسبنا ملك بنى أمية فإذا هو الف شهر.

[ الفخر الرازى ] في تفسير سورة القدر قال روى القاسم بن - الفضل عن عيسى بن مازن قال قلت للحسن بن على عليهما السّلام يا مسوّد وجوه المؤمنين عمدت الى هذا الرجل فبايعت له يعني معاوية فقال ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى في منامه بنى اميّة يطأون منبره واحدا بعد واحد ( قال ) وفي رواية ينزون على منبره نزو القردة فشق ذلك عليه فأنزل اللّه تعالى ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ ) الى قوله ( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) يعنى ملك بنى امية ( قال ) قال القاسم فحسبنا ملك بنى اميّة فإذا هو ألف شهر.

[ الفخر الرازي ] في تفسير سورة الكوثر قال : إن رجلا قام إلى الحسن بن عليّ عليهما السّلام وقال : سوّدت وجوه المؤمنين بأن تركت الإمامة لمعاوية فقال : لا تؤذنى يرحمك اللّه فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم رأى بني اميّة في المنام يصعدون منبره رجلا فرجلا فسآءه ذلك فأنزل اللّه تعالى ( إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ اَلْكَوْثَرَ ) و ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ

ص: 302

اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) فكان ملك بني اميّة كذلك ثم انقطعوا وصاروا مبتورين.

[ السيوطي في الدر المنثور ] في تفسير سورة القدر ( قال ) وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس قال : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بني اميّة على منبره فسآءه ذلك فاوحى اللّه إليه انما هو ملك يصيبونه ونزلت ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَمٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ( وقال أيضا ) وأخرج الخطيب عن ابن المسيّب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اريت بنى اميّة يصعدون منبري فشق ذلك عليّ فأنزل اللّه ( إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ ) إلى آخره.

ص: 303

باب : في رؤيا النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القرد وإنهم من شر الملوك

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سورة بنى إسرائيل ، قال : وفى هذه الرؤيا أقوال ( إلى أن قال ) والقول الثالث قال سعيد بن المسيب : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية ينزون على منبره نزو القرد فساءه ذلك ، قال : وهذا قول ابن عباس فى رواية عطا.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير الآية المتقدمة ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أريت بنى أمية على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، واهتم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لذلك فأنزل اللّه ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) .

( وقال أيضا ) أخرج ابن مردويه عن الحسين بن على عليهما السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أصبح وهو مهموم فقيل : ما لك يا رسول اللّه؟ فقال : إنى أريت فى المنام كأن بنى أمية

ص: 304

يتعاورون منبرى هذا فقيل : يا رسول اللّه لا تهتم فانها دنيا تنالهم فأنزل اللّه ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) .

( وقال أيضا ) أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية على المنابر فساءه ذلك فأوحى اللّه اليه : إنما هى دنيا أعطوها فقرت عينه وهى قوله : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ ) - يعنى بلاء للناس - ( أقول ) وذكر الأخير المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 142 ).

( وقال أيضا ) : أخرجه ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل وابن عساكر ( أقول ) وسيأتى فى هذا المعنى - أى فى رؤيا النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بنى أمية ينزون على منبره نزو القرد - أحاديث أخرى فى أبواب الفضائل المختصة بالحسين عليه السلام فى باب ما جاء فى ذم مروان وولده وأبيه الحكم بن أبى العاص ، فانتظر.

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 35 ] فى باب ما جاء فى الخلافة ، روى بسنده عن سعيد بن جمهان قال : حدثنى سفينة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : الخلافة فى أمتى ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ، ثم قال لى سفينة : أمسك خلافة أبى بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان ، ثم قال لى : أمسك خلافة على عليه السلام ، قال : فوجدناها ثلاثين سنة ، قال سعيد : فقلت له : إن بنى أمية يزعمون أن الخلافة فيهم ، قال : كذبوا بنو الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك ، قال : قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان.

ص: 305

باب : إن الحسن عليه السّلام حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 169 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عبيد بن عمير قال : لقد حج الحسن بن على عليهما السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.

[ سنن البيهقى ج 4 ص 331 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : ما ندمت على شئ فاتنى فى شبابى إلا أنى لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن ابن على عليهما السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه ولقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات حتى أنه يعطى الخف ويمسك النعل.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 37 ] روى بسنده عن محمد بن على قال : قال الحسن عليه السلام : إنى لأستحى من ربى أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه ( وروى ) بسنده عن ابن أبى نجيح إن الحسن بن على عليهما السلام حج ماشيا وقسم ماله نصفين ( وروى ) بسنده عن شهاب بن عامر : إن الحسن بن على عليهما السلام قاسم اللّه عز وجل ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله

ص: 306

( وروى ) بسنده عن على ابن زيد بن جذعان قال : خرج الحسن بن على عليهما السلام من ماله مرتين وقاسم اللّه تعالى ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطى نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا.

[ ذخائر العقبى ص 137 ] قال : وعن على بن زيد قال : حج الحسن عليه السلام خمس عشرة مرة ماشيا ، قال : خرجه أبو عمر ، وخرجه صاحب الصفوة والبغوى فى معجمه عن عبيد اللّه بن عبيد بن عمير ، وزاد : ونجائبه تقاد معه.

ص: 307

باب : في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من آذى الحسن فقد آذاني

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] قال : عن أنس قال : بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم راقد إذ جاء الحسن عليه السلام يدرج حتى قعد على صدره ثم بال عليه فجئت أمطيه عنه قال : ويحك يا أنس دع ابنى وثمرة فؤادى فان من آذى هذا فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذانى اللّه ، قال : أخرجه الطبرانى.

ص: 308

باب : في سخاء الحسن عليه السّلام وعلمه وحلمه وإنه طعن بخنجر ومات مسموما

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 6 ص 34 ] قال : روي عن الحسن بن على عليهما السلام إنه كان مارا فى بعض حيطان المدينة فرأى أسود بيده رغيف يأكل ويطعم الكلب لقمة إلى أن شاطره الرغيف ، فقال له الحسن عليه السلام : ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشئ؟ فقال : أستحت عيناى من عينيه أن أغابنه ، فقال له : غلام من أنت؟ فقال : غلام أبان بن عثمان ، فقال : والحائط؟ قال : لأبان بن عثمان ، فقال له الحسن عليه السّلام : أقسمت عليك لا برحت حتى أعود اليك فمرّ واشترى الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال : يا غلام قد اشتريتك ، قال : فقام قائما فقال : السمع والطاعة للّه ولرسوله ولك يا مولاى ، قال : وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه اللّه والحائط هبة منى اليك ، قال : فقال الغلام : يا مولاى قد وهبت الحائط للذى وهبتنى له.

[ ذخائر العقبى ص 137 ] قال : عن سعيد بن عبد العزيز إن الحسن ابن على عليهما السلام سمع رجلا يسأل ربه أن يرزقه عشرة

ص: 309

آلاف ، فانصرف الحسن عليه السلام فبعث بها اليه ، قال : خرجه فى الصفوة.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وجاءه - يعنى الحسن ابن على عليهما السلام - رجل يشكو اليه حاله وفقره وقلة ذات يده بعد أن كان مثريا ، فقال : ما هذا حق ، سؤالك يعظم لدى معرفتى بما يجب لك ، ويكبر عليّ ويدى تعجز عن نيلك ما أنت أهله ، والكثير فى ذات اللّه قليل ، وما فى ملكى وفاء لشكرك ، فان قبلت الميسور ورفعت عنى مؤنة الاحتفال والاهتمام لما أتكلفه فعلت ، فقال : يابن بنت رسول اللّه أقبل القليل وأشكر العطية وأعذر على المنع ، فأحضر الحسن عليه السلام وكيله وحاسبه وقال : هات الفاضل فأحضر خمسين الف درهم وقال : ما فعلت فى الخمسمائة دينار التى معك؟ قال : هى عندى قال : احضرها فأحضرها فدفعها والخمسين الفا إلى الرجل واعتذر ، وأضافته هو والحسين عليه السلام وعبد اللّه بن جعفر عجوز فأعطاها الف دينار والف شاة ، وأعطاها الحسين عليه السلام مثل ذلك ( الخ ).

[ ذخائر العقبى ص 138 ] قال : عن محمد بن سعد اليربوعى قال : قال على عليه السلام للحسن بن على عليهما السلام : كم بين الإيمان واليقين؟ قال : أربع أصابع ، قال : بيّن قال : اليقين ما رأته عينك ، والإيمان ما سمعته أذنك وصدقت به ، قال : أشهد أنك ممن أنت منه ( ذرية بعضها من بعض ) قال : خرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب اليقين.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 83 ] قال : وأخرج ابن عساكر إنه قيل للحسن عليه السلام : إن أبا ذر يقول : الفقر أحب إلي من الغنى ، والسقم أحب إلى من الصحة ، فقال : رحم اللّه أباذر ، أما أنا فأقول : من اتكل إلى حسن اختيار اللّه لم يتمن أنه فى غير الحالة التى اختار اللّه له.

ص: 310

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( وَيٰا قَوْمِ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ اَلسَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاٰ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) فى سورة هود ، قال : وعن الحسن بن على عليهما السلام أنه وفد على معاوية فلما خرج تبعه بعض حجابه فقال : إنى رجل ذو مال ولا يولد لى فعلمنى شيئا لعل اللّه يرزقنى ولدا ، فقال : عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر فى يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشرة بنين فبلغ ذلك معاوية فقال : هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل فقال : ألم تسمع قول هود عليه السلام : ويزدكم قوة إلى قوتكم؟ وقول نوح عليه السلام : وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَبَنِينَ ( أقول ) أما قوله عليه السلام : ألم تسمع قول هود ، فالمراد منه واضح وهو ما تقدم فى الآية الشريفة ويا قوم استغفروا ( إلى قوله ) ويزدكم قوة إلى قوتكم ، وأما قوله عليه السلام : وقول نوح فالمراد منه هو قوله تعالى فى سورة نوح : ( فَقُلْتُ اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً يُرْسِلِ اَلسَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ ... أَنْهٰاراً )

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 298 ] قال : وقال جويرية : لما مات الحسن بن على عليهما السلام بكى مروان فى جنازته فقال الحسين عليه السّلام : أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال : إنى كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا - وأشار بيده إلى الجبل.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وأخرج ابن سعد عن عمير بن اسحاق إنه لم يسمع منه كلمة فحش إلا مرة كان بينه وبين عمرو ابن عثمان بن عفان خصومة فى أرض فقال : ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه قال : فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه ( ثم قال ) وأرسل اليه مروان يسبه - وكان عاملا على المدينة - ويسب عليا عليه السلام كل جمعة على المنبر فقال الحسن عليه السلام لرسوله : ارجع اليه

ص: 311

فقل له : إنى واللّه لا أمحو عنك شيئا بأن أسبك ولكن موعدى وموعدك اللّه ، فان كنت صادقا فجزاك اللّه خيرا بصدقك ، وإن كنت كاذبا فاللّه أشد نقمة.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 83 ] قال : وأخرج البزار وغيره إنه لما استخلف - يعنى الحسن عليه السلام - بينما هو يصلى إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر وهو ساجد ، ثم خطب الناس فقال : يا أهل العراق اتقوا اللّه فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذين قال اللّه فيهم : ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) فما زال يقولها حتى ما بقى أحد فى المسجد إلا وهو يبكى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 38 ] روى بسنده عن عمير بن اسحاق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن على عليهما السلام نعوذه فقال : يا فلان سلنى قال : لا واللّه لا نسألك حتى يعافيك اللّه ثم نسألك ، قال : ثم دخل ثم خرج الينا فقال : سلنى قبل أن لا تسألنى فقال : بل يعافيك اللّه ثم أسألك ، قال : لقد ألقيت طائفة من كبدى وإنى سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ، ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عليه السلام عند رأسه وقال : يا أخى من تتهم؟ قال : لم لتقتله؟ قال : نعم قال : إن يكن الذى أظن فاللّه أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما أحب أن يقتل بى برئ ، ثم قضى عليه السّلام.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 83 ] قال : وكان سبب موته أن زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندى دس اليها يزيد أن تسمه ويتزوجها وبذل لها مائة الف درهم ففعلت ، فمرض أربعين يوما فلما مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال لها : إنا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا.

ص: 312

[ قال ابن حجر ] وبموته مسموما شهيدا جزم غير واحد من المتقدمين كقتادة وأبى بكر بن حفص والمتأخرين كالزين العراقى فى مقدمة شرح التقريب ( إلى أن قال ) وجهد به أخوه أن يخبره بما سقاه - يعنى السم - فلم يخبره وقال : اللّه أشد نقمة إن كان الذى أظن ، وإلا فلا يقتل بى واللّه برئ ( قال وفى رواية ) يا أخى قد حضر وفاتى ودنا فراقى لك ، وإنى لاحق بربى وأجد كبدى تقطع ، وإنى لعارف من أين دهيت فأنا أخاصمه إلى اللّه تعالى فبحقى عليك لا تكلمت فى ذلك بشئ ، فاذا أنا قضيت نحبى فقمصنى وغسلنى وكفنى واحملنى على سريرى إلى قبر جدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أجدد به عهدا ثم ردنى إلى قبر جدتى فاطمة بنت أسد فادفنى هناك وأقسم عليك باللّه أن لا تريق فى أمرى محجمة دم ( قال وفى رواية ) إنى يا أخى سقيت السم ثلاث مرات لم أسقه بمثل هذه المرة ، فقال : من سقاك؟ قال : ما سؤالك عن هذا تريد أن تقاتلهم؟ أكل أمرهم إلى اللّه ، قال : أخرجه ابن عبد البر ( ثم قال وفى أخرى ) لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ولقد لفظت طائفة من كبدى فرأيتنى أفلبها بعود ، فقال له الحسين عليه السلام : أى أخى من سقاك؟ قال : وما تريد اليه؟ أتريد أن تقتله؟ قال : نعم قال : لئن كان الذى أظن فاللّه أشد نقمة وإن كان غيره فلا يقتل بى برئ.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 173 ] روى بسنده عن أم بكر بنت المسور قالت : كان الحسن بن على عليهما السلام سم مرارا كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الأخيرة التى مات فيها فانه كان يختلف كبده فلما مات أقام نساء بنى هاشم النوح عليه شهرا.

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن قتادة بن دعامة السدوسى قال : سمت ابنة الأشعث بن قيس الحسن بن على عليهما السلام وكانت تحته ورشيت على ذلك مالا.

ص: 313

المقام الثاني : في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام

اشارة

وفيه أبواب :

ص: 314

باب : إن الحسين ولد لستة أشهر كعيسى عليه السّلام

[ ذخائر العقبى ص 118 ] قال : وقال قتادة : ولد الحسين عليه السّلام بعد الحسن عليه السّلام بسنة وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من الهجرة ( ثم قال ) وقال ابن الدارع فى كتاب مواليد أهل البيت : لم يكن بينهما إلا حمل البطن ، وكان مدة حمل البطن ستة أشهر ( ثم قال ) وقال : لم يولد مولود قط لستة أشهر فعاش إلا الحسين وعيسى بن مريم عليهما السلام.

ص: 315

باب : في قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : بكاء الحسين يؤذيني

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 201 ] قال : وعن يزيد بن أبى زياد قال : خرج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من بيت عائشة فمرّ على بيت فاطمة سلام اللّه عليها فسمع حسينا يبكى فقال : ألم تعلمى أن بكاءه يؤذينى؟ قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 143 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) فى سورة التغابن ، قال : وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبى كثير قال : سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم الولد فتنة ، لقد قمت اليه وما أعقل.

ص: 316

باب : إن الحسين عليه السّلام فداه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بابنه ابراهيم

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 2 ص 204 ] روى بسنده عن أبى العباس قال : كنت عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى فخذه الأيسر ابنه ابراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن على عليهما السلام تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا ، إذ هبط عليه جبريل عليه السلام بوحى من رب العالمين فلما سرى عنه قال : أتانى جبريل من ربى فقال لى : يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : لست أجمعهما لك فافد أحدهما بصاحبه ، فنظر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى ابراهيم فبكى ونظر إلى الحسين عليه السلام فبكى ثم قال : إن ابراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيرى وأم الحسين فاطمة وأبوه علىّ ابن عمى لحمى ودمى ومتى مات حزنت ابنتى وحزن ابن عمى وحزنت أنا عليه وأنا أوثر حزنى على حزنهما ، يا جبريل تقبض ابراهيم فديته بابراهيم ، قال : فقبض بعد ثلاث ، فكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته بابنى ابراهيم.

ص: 317

باب : إن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يدلع لسانه للحسين عليه السّلام ويقبل فمه وثناياه

[ ذخائر العقبى ص 126 ] قال : عن أبى هريرة قال : كان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يدلع (1) لسانه للحسين عليه السلام فيرى الصبى حمرة لسانه فبهش (2) اليه فقال عيينة بن بدر : ألا أراه يصنع هذا بهذا؟ فو اللّه إنه ليكون لى الولد قد خرج وجهه وما قبلته قط ، فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : من لا يرحم لا يرحم ، قال : خرجه أبو حاتم.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 126 ] قال : وعن يعلى بن مرة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أخذ الحسين عليه السلام وقنع رأسه ووضع فاه على فيه فقبله ، قال : خرجه أبو حاتم وسعيد بن منصور.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 126 ] قال : عن أنس بن مالك قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام جئ برأسه إلى ابن زياد فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال : إن كان لحسن الثغر فقلت فى نفسى : لأسوأنك لقد رأيت

ص: 318


1- دلع لسانه : أي أخرجه من فمه.
2- يهش اليه : أى يخف اليه ويرتاح ، والهشاشة الخفة والارتياح المعروف.

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل موضع قضيبك من فيه ، قال : أخرجه ابن الضحاك.

[ أسد الغابة ج 5 ص 381 ] فى ترجمة عبد الواحد بن عبد اللّه القرشى قال : روى محمد بن سوقة عن عبد الواحد القرشى قال : لما أتي يزيد برأس الحسين بن على عليهما السلام تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه فو اللّه ما البرد بأبيض منها وأنشد :

يفلقن هاما من رجال أعزة

علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال له رجل عنده : يا هذا إرفع قضيبك فو اللّه ربما رأيت شفتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فكأنه يقبله ، فرفع متذمرا عليه مغضبا.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن زيد بن أرقم قال : كنت جالسا عند عبيد اللّه بن زياد إذ أتي برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه فأخذ قضيبه فوضعه بين شفتيه فقلت له : إنك لتضع قضيبك فى موضع طالما لثمه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فقال : قم إنك شيخ قد ذهب عقلك ، قال ، أخرجه الخطيب فى المتفق ( اقول ) وذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج 8 ص 96 وقال فيه فقلت ارفع اقضيبك فقد رأيت فم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى موضعه يعنى فى موضع القضيب ( قال ) اخرجه الطبرانى من حديث زيد ابن ارقم.

[ الصواعق المحرقة ص 118 ] قال وروى ابن أبى الدنيا إنه كان عند ابن زياد زيد بن أرقم فقال له : إرفع قضيبك فو اللّه لطالما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبّل ما بين هاتين الشفتين ، ثم جعل زيد يبكى فقال ابن زياد : أبكى اللّه عينيك لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك ، فنهض وهو يقول : أيها الناس أنتم العبيد بعد اليوم قتلتم ابن فاطمة وأمرّتم ابن مرجانة واللّه ليقتلن خياركم ، ويستعبدنّ شراركم فبعدا لمن رضى بالذلة والعار ، ثم قال : يابن زياد لأحدثنك بما هو أغيظ عليك من هذا رأيت رسول اللّه

ص: 319

صلى اللّه عليه وآله وسلم أقعد حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على اليسرى : ثم وضع يده على يافوخهما ثم قال : اللّهم إنى أستودعك إياهما وصالح المؤمنين ، فكيف كانت وديعة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم عندك يابن زياد ( أقول ) وقد تقدم أيضا فى الباب الثالث فى رواية أبى العباس قوله : فكان النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا رأى الحسين عليه السلام مقبلا قبّله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال : فديت من فديته بابراهيم ، وسيأتى أيضا فى الباب الآتى حديث قد رواه الحاكم فى مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) قال فيه : فوضع - يعنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - إحدى يديه تحت قفاه - يعنى قفا الحسين عليه السلام - والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبّله فقال : حسين منى وأنا من حسين ( إلى آخره ) - كما سيأتى أيضا فى باب بعده حديث من الاستيعاب قال فيه : ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - يعنى للحسين عليه السلام - إفتح فاك ثم قبّله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه.

ص: 320

باب : فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا من حسين ، أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

[ صحيح ابن ماجة ] فى باب من فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، روى بسنده عن يعلى بن مرة إنهم خرجوا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى طعام دعوا له فاذا حسين يلعب فى السكة قال : فتقدم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فى فأس رأسه فقبله وقال : حسين منى وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.

( أقول ) ورواه البخارى أيضا فى الأدب المفرد فى باب معانقة الصبى وقال : قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، ورواه الحاكم أيضا فى

ص: 321

مستدرك الصحيحين ( ج 3 ص 177 ) وقال : فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه يقبله فقال : حسين منى وأنا من حسين ( إلى آخره ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 4 ص 172 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 19 وج 5 ص 130 ) ورواه جمع آخرون أيضا من أئمة الحديث وأرباب السنن.

[ كنز العمال ج 6 ص 221 ] قال : أخرج ابن عساكر عن أبى رمثة حسين منى وأنا منه ، هو سبط من الأسباط أحب اللّه من أحب حسينا إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 107 ] قال : عن جابر كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فدعينا إلى طعام فاذا الحسين عليه السلام يلعب فى الطريق مع الصبيان فأسرع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أمام القوم ثم بسط يده فجعل حسين يفر هاهنا وهاهنا فيضاحكه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم حتى أخذه فجعل إحدى يديه فى ذقنه والأخرى بين أذنيه ثم اعتنقه وقبله ثم قال : حسين منى وأنا منه ، أحب اللّه من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، قال : أخرجه الطبرانى.

( أقول ) حديث ( حسين منى وأنا من حسين ) أو بلفظ آخر ( حسين منى وأنا منه ) رواه كثير من محدثى الطوائف الإسلامية لا يشك فيه أحد ، وذكر أرباب العلم فى معناه إن قصده صلى اللّه عليه وآله وسلم إظهار كمال الحب وتمام الألفة بسبطه وريحانته الحسين عليه السّلام فان البلغاء من العرب إذا أرادوا أن يظهروا الاتحاد والألفة وشدة الاتصال والمحبة بأحد منهم يقولون : ( فلان منا ونحن منه ) كما أنهم إذا أرادوا إظهار النفرة وشدة القطيعة من رجل قالوا فيه : ( إننا لسنا منه وليس هو منا ) قال شاعرهم :

أيها السائل عنهم وعنى *** لست من قيس ولا قيس منى

وجاء فى الحديث القدسى فى الحاسد الحافد ( إنه ليس منى ولست أنا منه )

ص: 322

وقريب من هذا الأسلوب ما فى القرآن الكريم ( فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي ) .

وعلى الأول جرى الحديث النبوى ( حسين منى وأنا من حسين ) أى إن المحبة الشديدة والصلة الأكيدة والعلاقة التامة بينى وبين الحسين جعلته كجزء منى وجعلتنى كجزء منه من شدة الاتصال وعدم الانفكاك ، فالحديث محمول على الكناية ، وقد يستشعر منه الإشارة إلى ما قام به الحسين عليه السلام من التضحية فى سبيل إثبات دين جده وإحياء شعائر مجده بشهادته ، فيفسر قوله صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( حسين منى ) بالجهة المادية ، وقوله : ( أنا من حسين ) بالجهة المعنوية ، فاغتنم ذلك.

ص: 323

باب : إن الحسين عليه السّلام يرقى صدر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم والنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول له : ترق ترق عين بقة

[ الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 144 ] قال : وذكر أسد عن حاتم بن اسماعيل عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : أبصرت عيناى هاتان وسمعت أذناى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو آخذ بكفى حسين وقدماه على قدمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يقول : ( ترق ترق عين بقة ) (1) فرقى الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : افتح فاك ثم قبله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه.

[ الأدب المفرد للبخارى ] فى باب الانبساط إلى الناس ، روى بسنده عن معاوية بن أبى مزرد عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمع أذناى هاتان وبصر عيناى هاتان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أخذ بيديه جميعا بكفى الحسن أو الحسين وقدماه على قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إرق فرقى الغلام

ص: 324


1- تقدم فى المقصد الرابع ( ص 205 ) شرح ألفاظ هذا الحديث ، فراجعه.

حتى وضع قدميه على صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إفتح فاك ثم قبله ثم قال : اللّهم أحبه فانى أحبه ( أقول ) ورواه فى باب المزاح مع الصبى أيضا باختصار ، وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 11 ) وقال : رواه الطبرانى وذكر السند وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 104 ) وقال : أخرجه ابن عساكر وفى ( ص 109 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة ، وذكره غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 59 ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السلام ولفظه : تنق وترق عين بقة ، قال : للطبرانى.

[ كنوز الحقائق أيضا ص 63 ] فى مداعبته صلى اللّه عليه وآله وسلم مع الحسين عليه السّلام حزقة حزقة (1) ترق عين بقة ، قال : لابن عساكر.

ص: 325


1- تقدم في (ص 252) معنی قوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : حزقة حزقة ، فراجعه.

باب : إن الحسين عليه السّلام ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بمصداق من كتاب اللّه

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 164 ) روى بسنده عن عاصم بن بهدلة قال : اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن على عليهما السلام فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعنده يحيى بن يعمر فقال له : كذبت أيها الأمير فقال : لتأتينى على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب اللّه عز وجل أو لأقتلنك قتلا فقال : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دٰاوُدَ وَسُلَيْمٰانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسىٰ ) إلى قوله عز وجل : ( وَزَكَرِيّٰا وَيَحْيىٰ وَعِيسىٰ وَإِلْيٰاسَ ) فأخبر اللّه عز وجل إن عيسى من ذرية آدم بأمه ، والحسين بن على عليهما السلام من ذرية محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم بأمه قال : صدقت فما حملك على تكذيبى فى مجلسى ، قال : ما أخذ اللّه على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال اللّه عز وجل : ( فَنَبَذُوهُ وَرٰاءَ ظُهُورِهِمْ وَاِشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً ) قال : فنفاه إلى خراسان.

( أقول ) ورواه البيهقى أيضا فى سننه ( ج 6 ص 166 ) وقد تقدم فى باب مباهلة النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بعلىّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من الفخر الرازى وغيره جملة من الروايات المشتملة على قصة

ص: 326

يحيى بن يعمر مع الحجاج غير أنها جميعا كانت فى الحسن والحسين عليهما السلام ورواية المستدرك هنا هى فى خصوص الحسين عليه السلام ، هذا مضافا إلى أن تمام ما تقدم هناك فى باب المباهلة من الأخبار الواردة فيه كان دليلا واضحا وبرهانا قاطعا صريحا فى كون الحسن والحسين عليهما السلام هما ابنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وإن كانت الآية المتقدمة التى استدل بها يحيى بن يعمر أيضا دليلا واضحا على ذلك.

ص: 327

باب : إن الحسين عليه السّلام أحب أهل الأرض إلى أهل السماء

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 234 ] فى ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص ، روى بسنده عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه قال : كنت فى مسجد الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حلقة فيها أبو سعيد الخدرى وعبد اللّه ابن عمرو ، فمرّ بنا حسين بن على عليهما السلام فسلم فرد القوم السلام ، فسكت عبد اللّه حتى فرغوا رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ، ثم أقبل على القوم فقال : ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا : بلى قال : هو هذا الماشى ما كلمنى كلمة منذ ليالى صفين ولأن يرضى عنى أحب إلي من أن يكون لى حمر النعم ، فقال أبو سعيد : ألا تعتذر اليه قال : بلى قال : فتواعدا أن يغدوا اليه قال : فغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن له فدخل ثم استأذن لعبد اللّه فلم يزل به حتى أذن له ، فلما دخل قال أبو سعيد : يابن رسول اللّه إنك لما مررت بنا أمس - فأخبره بالذى كان من قول عبد اللّه ابن عمرو - فقال حسين عليه السّلام : أعلمت يا عبد اللّه أنى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال : إي ورب الكعبة ، قال : فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين

ص: 328

فو اللّه لأبى كان خيرا منى ، قال : أجل ولكن عمرو شكانى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : يا رسول اللّه إن عبد اللّه يقوم الليل ويصوم النهار فقال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يا عبد اللّه صل ونم وصم وافطر وأطع عمرا قال : فلما كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت أما واللّه ما اخترطت سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال : فكانه ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 186 ) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 186 ) وقال : رواه الطبرانى فى الأوسط ( وفى ص 176 ) وقال : فمرّ الحسن بن على عليهما السلام ( إلى أن قال ) رواه البزار.

[ الإصابة لابن حجر ج 2 القسم 1 ص 15 ] قال : قال يونس بن أبى اسحاق عن الميزار بن حريب : بينما عبد اللّه بن عمر جالس فى ظل الكعبة إذ رأى الحسين عليه السّلام مقبلا فقال : هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج 2 ص 346 ) ولكن قال : بينما عبد اللّه بن عمرو بن العاص جالس ( إلى آخره ).

ص: 329

باب : إن الحسين عليه السّلام قال له عمر : انما أنبت ما ترى في رؤوسنا اللّه ثم أنتم

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 141 ] روى بسنده عن عبيد بن حنين قال : حدثنى الحسين بن على عليهما السلام قال : أتيت عمر ابن الخطاب وهو على المنبر فصعدت اليه فقلت : إنزل عن منبر أبى واذهب إلى منبر أبيك ، فقال عمر : لم يكن لأبى منبر ، وأخذنى وأجلسنى معه فجعلت أقلب خنصر يدى فلما نزل انطلق بى إلى منزله فقال لى : من علمك فقلت : واللّه ما علمنيه أحد ، قال : يا بنى لو جعلت تغشانا قال : فأتيته يوما وهو خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فلقينى بعد فقال : لم أرك فقلت : إنى جئت وأنت خال بمعاوية وابن عمر بالباب فرجع ابن عمر ورجعت معه فقال : أنت أحق بالاذن من ابن عمر وإنما أنبت ما ترى فى رؤوسنا اللّه ثم أنتم.

( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن سعد ، وابن رامويه ، والخطيب ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 107 ) ولكن قال : إن الحسن استأذن على عمر

ص: 330

وذكر القصة ( إلى أن قال ) فقال : - أى عمر - أنت أحق بالاذن منه وهل أنبت الشعر فى الرأس بعد اللّه إلا أنتم ، قال : وفى رواية له إذا جئت فلا تستأذن قال : أخرجه الدار قطنى.

ص: 331

باب : في شيء من جود الحسين عليه السّلام

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا ) فى سورة البقرة ، قال : أعرابى قصد الحسين بن على عليهما السلام فسلم عليه وسأله حاجته وقال : سمعت جدك يقول : إذا سألتم حاجة فاسألوها من أربعة إما عربى شريف ، أو مولى كريم ، أو حامل القرآن أو صاحب وجه صبيح ، فأما العرب فشرفت بجدك ، وأما الكرم فدأبكم وسيرتكم ، وأما القرآن ففى بيوتكم نزل ، وأما الوجه الصبيح فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا أردتم أن تنظروا إلي فانظروا إلى الحسن والحسين ، فقال الحسين عليه السّلام : ما حاجتك؟ فكتبها على الأرض ، فقال الحسين عليه السّلام : سمعت أبى عليا عليه السّلام يقول : قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وسمعت جدى يقول : المعروف بقدر المعرفة فأسألك عن ثلاث مسائل إن أحسنت فى جواب واحدة فلك ثلث ما عندى ، وإن أجبت عن اثنتين فلك ثلثا ما عندى ، وإن أجبت عن الثلاث فلك كل ما عندى وقد حمل إلي صرة مختومة من العراق ، فقال : سل ولا حول ولا قوة إلا باللّه فقال : أى الأعمال أفضل؟ قال الأعرابى : الإيمان باللّه ،

ص: 332

قال : فما نجاة العبد من الهلكة؟ قال : الثقة باللّه ، قال : فما يزين المرء؟ قال : علم معه حلم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فمال معه كرم ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فقر معه صبر ، قال : فان أخطأه ذلك ، قال : فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه فضحك الحسين عليه السّلام ورمى بالصرة اليه.

ص: 333

باب : في بعض كرامات الحسين عليه السّلام

[ طبقات ابن سعد ج 5 ص 107 ] روى بسنده عن أبى عون قال : لما خرج حسين بن على عليهما السلام من المدينة يريد مكة مرء بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له : أين فداك أبى وأمى؟ قال : أردت مكة وذكر له إنه كتب اليه شيعته بها فقال له ابن مطيع : فداك أبى وأمى متعنا بنفسك ولا تسر اليهم فأبى حسين عليه السلام فقال ابن مطيع : إن بئرى هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج الينا فى الدلو شئ من ماء فلو دعوت اللّه لنا فيها بالبركة ، قال : هات من مائها فأتى من مائها فى الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم رده فى البئر فأعذب وأمهى ( أقول ) وأمهى - أى كثر ماؤه.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 186 ] قال : وعن أبى هريرة قال : كان الحسين بن على عليهما السلام عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وكان يحبه حبا شديدا فقال : أذهب إلى أمى فقلت : أذهب معه فجاءت برقة من السماء فمشى فى ضوئها حتى بلغ ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 132 ) وقال :

ص: 334

كان الحسن ( أو الحسين ) وقال : فقلت : أذهب معه؟ فقال : لا ، قال : خرجه أبو سعيد.

ص: 335

باب : إن جبريل عليه السّلام أخبر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بقتل الحسين عليه السلام وأتاه بتربته

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176 ] روى بسنده عن شداد بن عبد اللّه عن أم الفضل بنت الحارث ، إنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقالت : يا رسول اللّه إنى رأيت حلما منكرا الليلة قال : وما هو؟ قالت : إنه شديد قال : وما هو؟ قالت : رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت فى حجرى ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء اللّه غلاما فيكون فى حجرك ، فولدت فاطمة سلام اللّه عليها الحسين عليه السلام فكان فى حجرى كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فدخلت يوما على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوضعته فى حجره ثم حانت منى التفاتة فاذا عينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبى اللّه - بأبى أنت وأمى - مالك؟ قال : أتانى جبريل فأخبرنى إن أمتى ستقتل ابنى هذا فقلت : هذا؟ فقال : نعم ، وأتانى بتربة من تربته حمراء ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أيضا فى ( ص 179 ) مختصرا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 398 ] روى بسنده عن عبد اللّه

ص: 336

بن وهب بن زمعة قال : أخبرتنى أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر (1) ثم اضطجع فرقد ، ثم استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به المرة الأولى ، ثم اضطجع فاستيقظ وفى يده تربة حمراء يقبلها ، فقلت : ما هذه التربة يا رسول اللّه؟ قال : أخبرنى جبريل عليه السّلام إن هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت لجبريل : أرنى تربة الأرض التى يقتل بها فهذه تربتها ( قال ) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 148 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع ، وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 242 ] روى بسنده عن أنس ابن مالك إن ملك المطر استأذن ربه أن يأتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأذن له فقال لأم سلمة : إملكى علينا الباب لا يدخل علينا أحد ، قال : وجاء الحسين عليه السلام ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملك للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه؟ قال : نعم ، قال : أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان الذى يقتل فيه ، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أم سلمة فصرتها فى خمارها ، قال : قال ثابت - يعنى أحد رواة الحديث - بلغنا أنها كربلا ( أقول ) ورواه فى ( ص 265 ) أيضا باختلاف يسير ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 147 ) وقال : خرجه البغوى فى معجمه ، وخرجه أبو حاتم فى صحيحه ( انتهى ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 106 ) وقال : أخرجه أبو نعيم ، وذكره الهيتمى

ص: 337


1- خائر : بالخاء المعجمة ثم الألف بعدها الثاء المثلثة بعدها الراء - بصيغة اسم الفاعل - أى مضطرب.

أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : أخرجه أبو يعلى والبزار والطبرانى بأسانيد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 6 ص 294 ] روى بسنده عن عائشة ( أو أم سلمة ) إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال لأحدهما : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لى : إن ابنك هذا حسين مقتول ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، قال : فأخرج تربة حمراء.

[ ذخائر العقبى ص 147 ] قال : وعن أم سلمة قالت : كان جبريل عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام معه فبكى فتركته فذهب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال له جبريل : أتحبه يا محمد؟ قال : نعم ، قال : إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التى يقتل بها ، فبسط جناحه إلى الأرض فأراه أرضا يقال لها كربلا قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : وأخرج ابن سعد إنه صلى اللّه عليه وآله وسلم كان له مشربة درجتها فى حجرة عائشة يرقى اليها إذا أراد لقاء جبريل فرقى اليها وأمر عائشة أن لا يطلع اليها أحد فرقى حسين عليه السلام ولم تعلم به ، فقال جبريل عليه السلام من هذا؟ قال : ابنى فأخذه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجعله على فخذه ، فقال جبريل ، ستقتله أمتك فقال صلى اللّه عليه وآله وسلم : ابنى؟ قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك الأرض التى يقتل فيها ، فأشار جبريل بيده إلى الطف بالعراق فأخذ منها تربة حمراء فأراه إياها وقال : هذه من تربة مصرعه.

[ كنز العمال ج 6 ص 222 ] ولفظه : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

ص: 338

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبرئيل أخبرنى إن ابنى الحسين يقتل وهذه تربة تلك الأرض ، قال : أخرجه الخليلى فى الإرشاد عن عائشة وأم سلمة معا - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل وإنه اشتد غضب اللّه على من يقتله ، قال : أخرجه ابن عساكر عن أم سلمة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : إن جبريل أتانى وأخبرنى إن ابنى هذا تقتله أمتى ، فقلت : فأرنى تربته فأتانى بتربة حمراء قال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى عن زينب بنت جحش.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : قام عندى جبريل من قبل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات وقال : هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ، ثم ذكر جمعا من أئمة الحديث أنهم قد أخرجوا هذا الخبر ورووه.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : يا عائشة ألا أعجبك؟ لقد دخل عليّ ملك آنفا ما دخل عليّ قط فقال : إن ابنى هذا مقتول ، وقال : إن شئت أريتك تربة يقتل فيها ، فتناول الملك يده فأرانى تربة حمراء ، قال : أخرجه الطبرانى عن عائشة.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : نعى إلى الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، قال : أخرجه الديلمى عن معاذ - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 106 ] قال : عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أم سلمة قالت : كان النبى صلى اللّه عليه وآله

ص: 339

وسلم جالسا ذات يوم فى بيتى فقال : لا يدخلن عليّ أحد ، فانتظرت فدخل الحسين عليه السلام فسمعت نشيج النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يبكى فاذا الحسين عليه السلام فى حجره ( أو إلى جنبه ) يمسح رأسه وهو يبكى فقلت : واللّه ما علمت به حتى دخل قال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل كان معنا فى البيت فقال : أتحبه؟ فقلت : نعم فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلا ، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلما أحيط بالحسين عليه الصلاة والسلام حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : أرض كربلا ، قال : صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أرض كرب وبلاء ، قال : أخرجه الطبرانى وأبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 106 ] قال : عن أم سلمة قالت : دخل الحسين عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنا جالسة على الباب فتطلعت فرأيت فى كف النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه فقلت : يا رسول اللّه تطلعت فرأيتك تقلب شيئا فى كفك والصبى نائم على بطنك ودموعك تسيل فقال : إن جبريل أتانى بالتربة التى يقتل عليها فأخبرنى إن أمتى يقتلونه ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 187 ] قال : وعن عائشة قالت : دخل الحسين بن على عليهما السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يوحى اليه فنزا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو منكب وهو على ظهره فقال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أتحبه يا محمد؟ قال : ومالى لا أحب ابنى قال : فان أمتك ستقتله من بعدك ، فمد جبريل عليه السّلام بده فأتاه بتربة بيضاء فقال : فى هذه الأرض يقتل ابنك هذا ، واسمها الطف فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم خرج

ص: 340

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والتزمه فى يده يبكى فقال : يا عائشة إن جبريل أخبرنى إن ابنى حسين مقتول فى أرض الطف ، وإن أمتى ستفتن بعدى ، ثم خرج إلى أصحابه فيهم على عليه السلام وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكى فقالوا : ما يبكيك يا رسول اللّه؟ فقال : أخبرنى جبريل إن ابنى الحسين يقتل بعدى بأرض الطف وجاءنى بهذه التربة وأخبرنى إن فيها مضجعه ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار كثير.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 188 ] قال : وعن زينب بنت جحش إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم كان نائما عندها وحسين عليه السلام يحبو فى البيت فغفلت عنه فحبا حتى أتى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فصعد على بطنه ( إلى أن قال ) قالت : ثم قام يصلى واحتضنه فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله ، فلما جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول ، فلما قضى الصلاة قلت : يا رسول اللّه لقد رأيتك تصنع اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه قال : إن جبريل أتانى فأخبرنى إن ابنى يقتل ، قلت : فأرنى تربته إذا فأتانى بتربة حمراء قال : رواه الطبرانى باسنادين.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 189 ] قال : وعن أبى أمامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لنسائه : لا تبكوا هذا الصبى - يعنى حسينا عليه السلام - قال : وكان يوم أم سلمة فنزل جبريل فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الداخل وقال لأم سلمة : لا تدعى أحدا أن يدخل عليّ ، فجاء الحسين عليه السلام فلما نظر إلى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى البيت أراد أن يدخل فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتسكنه فلما اشتد فى البكاء خلت عنه ، فدخل حتى جلس فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل عليه السلام للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أمتك ستقتل

ص: 341

ابنك هذا ، فقال النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : يقتلونه وهم مؤمنون بى؟ قال : نعم يقتلونه ، فتناول جبريل تربة فقال : بمكان كذا وكذا ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قد احتضن حسينا عليه السّلام كاسف البال مغموما فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبى عليه ، فقالت : يا نبى اللّه جعلت لك الفداء إنك قلت لنا : لا تبكوا هذا الصبى وأمرتنى أن لا أدع أحدا يدخل عليك فجاء فخليت عنه ، فلم يردّ عليها فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال : إن أمتى يقتلون هذا ، وفى القوم أبو بكر وعمر فقالا : يا نبى اللّه وهم مؤمنون؟ قال : نعم وهذه تربته وأراهم إياها ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) ومعنى أنهم يقتلونه وهم مؤمنون - أى وهم مسلمون يشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه ليسوا فى الظاهر بيهود ولا نصارى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 191 ] قال : وعن ابن عباس قال : كان الحسين عليه السلام جالسا فى حجر النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال جبريل : أتحبه؟ فقال : وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادى؟ فقال : إن أمتك ستقتله ، ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فاذا تربة حمراء ، قال : رواه البزار.

ص: 342

باب : في اخبار علي عليه السّلام عن قتل الحسين عليه السّلام وعن موضع قتله

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 85 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن نجا عن أبيه إنه سار مع على عليه السلام - وكان صاحب مطهرته - فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى على عليه السلام : إصبر أبا عبد اللّه إصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات ، قلت : وماذا؟ قال : دخلت على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يا نبى اللّه أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : بل قام من عندى جبريل فحدثنى إن الحسين يقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال : قلت : نعم ، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينى أن فاضتا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 347 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 105 ) وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وأبو يعلى وسعيد بن منصور ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 187 ) وقال : أخرجه البزار والطبرانى ورجاله ثقات.

[ أسد الغابة ج 4 ص 169 ] فى ترجمة غرفة الأزدى ، قال :

ص: 343

روى عنه أبو صادق قال : وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ومن أصحاب الصفة ، وهو الذى دعا له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم أن يبارك له فى صفقته ، قال : دخلنى شك من شأن على عليه السلام فخرجت معه على شاطئ الفرات فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله فقال بيده : هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم ، بأبى من لا ناصر له فى الأرض ولا فى السماء إلا اللّه ، فلما قتل الحسين عليه السلام خرجت حتى أتيت المكان الذى قتلوه فيه فاذا هو كما قال ما أخطأ شيئا ، قال : فاستغفرت اللّه مما كان منى من الشك وعلمت أن عليا عليه السلام لم يقدم إلا بما عهد اليه فيه.

[ كنز العمال ج 7 ص 106 ] قال : عن شيبان بن مخرم قال : إنى لمع على عليه السلام إذ أتى كربلاء فقال : يقتل فى هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا شهداء بدر ، قال : أخرجه الطبرانى ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 190 ).

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] ولفظه : عن على عليه السلام قال : ليقتلن الحسين قتلا ، وإنى لأعرف تربة الأرض التى بها يقتل قريبا من النهرين ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 191 ] قال : وعن أبى خيرة قال : صحبت عليا عليه السلام حتى أتى الكوفة فصعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : كيف أنتم إذا نزل ذرية نبيكم بين ظهرانيكم؟ قالوا : إذا نبلى فى اللّه فيهم بلاء حسنا ، فقال : والذى نفسى بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولتخرجن اليهم فلتقتلنهم ثم أقبل يقول : هم أوردوه بالغرور وغردوا أجيبوا دعاه لا نجاة ولا غدرا قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة ص 115 ] قال : وروى الملا إن عليا عليه

ص: 344

السلام مرّ بقبر الحسين عليه السلام - يعنى بموضع قبره - فقال : هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد ( صلى اللّه عليه وآله وسلم ) يقتلون بهذه العرصة ، تبكى عليهم السماء والأرض ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 97 ) وقال : عن الأصبغ.

ص: 345

باب : في اخبار كعب عن قتل الحسين عليه السّلام

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 347 ] قال : وقال عمار الدهنى : مرّ علىّ عليه السلام على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل فى عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، فمرّ حسن عليه السلام فقالوا : هذا ، قال : لا ، فمرّ حسين عليه السلام فقالوا : هذا قال : نعم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 193 ) باختلاف يسير فى بعض الألفاظ ، وقال : رواه الطبرانى.

ص: 346

باب : في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصرة الحسين عليه السّلام

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 123 ] فى ترجمة أنس بن الحارث قال : روى حديثه أشعث بن سحيم عن أبيه عنه إنه سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن ابنى هذا يقتل بأرض من أرض العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل مع الحسين عليه السّلام.

[ أسد الغابة أيضا ج 1 ص 349 ] فى ترجمة الحارث بن نبيه قال : روى أنس بن الحارث بن نبيه عن أبيه الحارث بن نبيه - وكان من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم من أهل الصفة - قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام فى حجره يقول : إن ابنى هذا يقتل فى أرض يقال لها : العراق فمن أدركه فلينصره ، فقتل أنس بن الحارث مع الحسين عليه السلام ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 1 ص 68 ) فى ترجمة أنس بن الحارث ، وقال : إن ابنى هذا - يعنى الحسين - يقتل بأرض يقال لها : كربلا فمن شهد ذلك منكم فلينصره ، قال : فخرج أنس بن الحارث إلى كربلا فقتل بها مع الحسين عليه السلام ، وذكره المتقى أيضا فى كنز

ص: 347

العمال ( ج 6 ص 223 ) وقال : أخرجه البغوى وابن السكن والباوردى وابن مندة وابن عساكر عن أنس بن الحارث بن نبيه ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 146 ) وقال : خرجه الملا فى سيرته.

ص: 348

باب : إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعن المستحل من عترته ما حرم اللّه وأخبر أنهم سيلقون من بعده قتلا وتشريدا

[ أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 107 ] ذكر حديثا عن عمرو بن شعواء اليافعى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : سبعة لعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل حزمة اللّه ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ، والمستأثر بالفئ ، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه عز وجل ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 8 ص 192 ) وقال : أخرجه الطبرانى عن عمرو بن شعيب.

[ كنز العمال ج 8 ص 191 ] ولفظه : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والراغب عن سنتى إلى بدعة ، والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والمتسلط على أمتى بالجبروت ليعز من أذل اللّه ويذل من أعز اللّه ، والمرتد أعرابيا بعد هجرته ، قال : أخرجه الدارقطنى ، والخطيب عن على عليه السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

[ ميزان الاعتدال المذهبى ج 2 ص 119 ] ذكر حديثا صرح

ص: 349

بصحته عن عائشة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ستة لعنهم اللّه ولعنتهم وكل نبى مجاب الدعوة ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز اللّه ، والمستحل لحرم اللّه ، ومن عترتى ما حرم اللّه ، والتارك لسنتى ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 1 ص 36 وفى ج 4 ص 90 وفى ج 2 ص 525 ) عن علىّ بن الحسين عليهما السلام عن أبيه عن جده ، وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قٰالَ إِبْرٰاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً ) فى سورة البقرة وقال : أخرجه الأزرقى والطبرانى والبيهقى فى شعب الإيمان ( انتهى ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 143 ] قال : وو ورد من سب أهل بيتى فانما يرتد عن اللّه وعن الإسلام ( إلى أن قال ) خمسة ( أو ستة ) لعنتهم وكل نبى مجاب ، الزائد فى كتاب اللّه ، والمكذّب بقدر اللّه ، والمستحل محارم اللّه والمستحل من عترتى ما حرم اللّه ، والتارك للسنة.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 464 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أتينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فخرج الينا مستبشرا يعرف السرور فى وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرناه ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا حتى مرت فتية من بنى هاشم فيهم الحسن والحسين عليهما السلام فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ، فقلنا : يا رسول اللّه ما نزال نرى فى وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإنه سيلقى أهل بيتى من بعدى تطريدا وتشريدا فى البلاد ، الحديث ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى ( ص 309 ) فى باب خروج المهدى ، وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة ، فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

ص: 350

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 487 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أهل بيتى سيلقون من بعدى من أمتى قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) وقال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال ج 6 ص 46 ] ولفظه : يجئ يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة فيقول المصحف يا رب حرقونى ومزقونى ، ويقول المسجد : يا رب خربونى وعطلونى وضيعونى ، وتقول العترة : طردونا وقتلونا وشردونا ، وأجثو بركبتى للخصومة فيقول اللّه : ذلك إلى وأنا أولى بذلك قال : أخرجه الديلمى عن جابر وأحمد بن حنبل والطبرانى وسعيد بن منصور عن أبى أمامة.

[ ذخائر العقبى ص 17 ] قال : عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إنا أهل البيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتى سيلقون بعدى أثرة وشدة وتطريدا فى البلاد حتى يأتى قوم من هاهنا وأشار بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود ( الحديث ) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى فى الخاتمة فى ذيل ما جاء فى المهدى عليه السّلام.

ص: 351

باب : ان اللّه قتل بيحيى سبعين الفا وبالحسين عليه السّلام ضعفه

[ مستدرك الصحيحين ج 2 ص 290 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه إلى نبيكم إنى قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا ، وإنى قاتل بابن بنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه فى ( ص 592 ) أيضا وفى ( ج 3 ص 178 ) أيضا ، وقال : هذا لفظ حديث الشافعى ، قال : وفى حديث القاضى أبى بكر بن كامل إنى قتلت على دم يحيى بن زكريا وإنى قاتل على دم ابن بنتك ، ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( انتهى ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَحَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَزَكٰاةً وَكٰانَ تَقِيًّا ) فى سورة مريم ، وقال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 141 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : أوحى اللّه تعالى إلى محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) إنى قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفا وإنى قاتل بابن ابنتك سبعين الفا وسبعين الفا ( أقول ) ورواه ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 353 ).

ص: 352

[ ذخائر العقبى ص 150 ] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن جبريل أخبرنى إن اللّه عز وجل قتل بدم يحيى بن زكريا سبعين الفا وهو قاتل بدم ولدك الحسين سبعين الفا ، قال : خرجه الملا فى سيرته ( أقول ) والظاهر أن فى الرواية سقطا والصحيح ما تقدم فى رواية المستدرك والخطيب عن ابن عباس سبعين الفا وسبعين الفا.

ص: 353

باب : في وضع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند أم سلمة تربة الحسين عليه السّلام وقوله لها : إذا تحولت دما فاعلمي أن ابني قد قتل

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 347 ] قال : وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت : كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى بيتى فنزل جبريل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأوما بيده إلى الحسين عليه السلام ، فبكى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : وضعت عندك هذه التربة فشمها رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقال : ريح كرب وبلاء ، وقال : يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمى أن ابنى قد قتل فجعلتها أم سلمة فى قارورة ثم جعلت تنظر اليها كل يوم وتقول : إن يوما تحولين دما ليوم عظيم ، قال : وفى الباب عن عائشة وزينب بنت جحش وأم الفضل بنت الحارث وأبى أمامة وأنس بن الحارث وغيرهم ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 189 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 147 ] قال : وعنها - يعنى عن أم سلمة -

ص: 354

قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يمسح رأس الحسين عليه السّلام ويبكى فقلت : ما بكاؤك؟ فقال : إن جبريل أخبرنى إن ابنى هذا يقتل بأرض يقال لها : كربلا ، قالت : ثم ناولنى كفا من تراب أحمر وقال : إن هذا من تربة الأرض التى يقتل بها فمتى صار دما فاعلمى أنه قد قتل ، قالت : أم سلمة فوضعت التراب فى قارورة عندى وكنت أقول : إن يوما يتحول فيه دما ليوم عظيم ، قال : خرجه الملا فى سيرته.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 115 ] قال : بعد نقل قصة أم سلمة والقارورة ( ما لفظه ) : وفى رواية عنها : فأصبته يوم قتل الحسين عليه السّلام وقد صار دما ( ثم قال ) وفى أخرى ثم قال : يعنى جبريل - ألا أريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى قارورة قالت أم سلمة : فلما كانت ليلة قتل الحسين عليه السلام سمعت قائلا يقول :

أيها القاتلون جهلا حسينا *** إبشروا بالعذاب والتذليل

قد لعنتم على لسان ابن داود *** وموسى وحامل الإنجيل

قالت : فبكيت وفتحت القارورة فاذا الحصيات قد جرت دما.

ص: 355

باب : في رؤيا أم سلمة عند قتل الحسين عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 306 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن سلمى قالت : دخلت على أم سلمة وهى تبكى ، فقلت ما يبكيك؟ قالت : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم - تعنى فى المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت : ما لك يا رسول اللّه؟ قال : شهدت قتل الحسين آنفا ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 19 ) فى ذكر أم المؤمنين أم سلمة ، وذكره ابن حجر أيضا فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 356 ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائر العقبى ( ص 148 ) وقال : خرجه البغوى فى الحسان.

ص: 356

باب : فى رؤيا ابن عباس عند قتل الحسين عليه السّلام

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 397 ] فى كتاب تعبير الرؤيا ، روى بسنده عن عمار بن عمار عن ابن عباس قال : رأيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث وأغبر معه قارورة فيها دم ، فقلت : يا نبى اللّه ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل التقطه منذ اليوم قال : فأحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 242 ) وقال : فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم ، ورواه بطريق آخر أيضا باختلاف يسير ، ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخه ( ج 1 ص 142 ) وابن الأثير أيضا فى أسد الغابة ( ج 2 ص 22 ) وابن عبسبر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 144 ) فى ترجمة الحسين بن على بن أبى طالب عليهما السلام ، وابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 2 ص 17 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

( ثم ) إن فى المقام رؤيا للشعبى لا بأس بذكرها فى خاتمة هذا

ص: 357

الباب وهى ما ذكره الهيتمى فى مجمعه ( ج 9 ص 195 ) قال : وعن الشعبى قال : رأيت فى النوم كأن رجالا من السماء نزلوا معهم حراب يتتبعون قتلة الحسين عليه السّلام فما لبث أن نزل المختار فقتلهم ، قال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

ص: 358

باب : في نوح الجن على الحسين عليه السّلام

[ الإصابة لابن حجر ج 2 ص 17 ] قال : وعن عمار عن أم سلمة سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ( أقول ) وذكره فى تهذيب التهذيب أيضا ( ج 2 ص 355 ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 199 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 150 ) وقال : خرجه ابن الضحاك.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 199 ] قال : وعن ميمونة قالت : سمعت الجن تنوح على الحسين بن على عليهما السلام ، قال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 199 ] قال : وعن أم سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن منذ قبض النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم إلا الليلة وما أرى ابنى إلا قبض - تعنى الحسين عليه السلام - فقالت لجاريتها : أخرجى إسألى فأخبرت إنه قد قتل وإذا جنية تنوح :

ألا يا عين فاحتفلى بجهدى *** ومن يبكى على الشهداء بعدى

ص: 359

على رهط تقودهم المنايا *** إلى متجبر فى ملك عبد

قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 150 ) ولم يذكر أبيات الجنية ، وقال : خرجه الملا فى سيرته :

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 199 ] قال : وعن أبى جناب الكلبى

قال : حدثنى الجصاصون قالوا : كنا إذا خرجنا إلى الجبانة بالليل عند مقتل الحسين عليه السّلام سمعنا الجن ينوحون عليه ويقولون :

مسح الرسول جبينه *** فله بريق فى الخدود

أبواه من عليا قري *** ش جده خير الجدود

قال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 150 ] قال : عن أم سلمة قالت : لما قتل الحسين عليه السلام ناحت عليه الجن ومطرنا دما ، قال : خرجه ابن السرى.

ص: 360

باب : في الآيات التى ظهرت يوم قتل الحسين عليه السّلام وبعده

[ سنن البيهقى ج 3 ص 327 ] فى باب ما يستدل به على جواز اجتماع الخسوف مع العيد ، روى بسنده عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن علىّ عليهما السلام كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هى ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) وقال : رواه الطبرانى وإسناده حسن.

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 354 ] قال : وقال خلف بن خليفة عن أبيه لما قتل الحسين عليه السّلام اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار وظن الناس أن القيامة قد قامت.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وذكر أبو نعيم الحافظ فى كتاب دلائل النبوة عن نضرة الأزدية إنها قالت : لما قتل

ص: 361

الحسين ابن على عليهما السلام أمطرت السماء دما فأصبحنا وجبابنا 1 وجرارنا مملوة قال : وكذا روى في أحاديث غير هذه ( أقول ) وذكر بعد أسطر إن الثعلبى أيضا أخرج ذلك ( إلى أن قال ) وفى رواية : إنه مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة ، وإنه لما جئ برأس الحسين عليه السلام إلى دار عبيد اللّه بن زياد سالت حيطانها دما ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال : عن نضرة الأزدية.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن جعفر بن سليمان قال : حدثنى خالتى أم سالم قالت : لما قتل الحسين عليه السّلام مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر قالت : وبلغنى إنه كان بخراسان والشام والكوفة ، قال : خرجه ابن بنت منيع ، ثم قال : وعن أم سلمة قالت : لما قتل الحسين مطرنا دما ، قال : خرجه ابن السرى.

[ تفسير ابن جرير ج 25 ص 74 ] روى بسنده عن السدى قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها.

( السيوطى في الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَحَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا وَزَكٰاةً وَكٰانَ تَقِيًّا ) فى سورة مريم ، قال : وأخرج ابن عساكر عن قرة قال : ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن على عليهما السلام ، وحمرتها بكاؤها.

[ السيوطى فى الدر المنثور أيضا ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَمٰا بَكَتْ عَلَيْهِمُ اَلسَّمٰاءُ وَاَلْأَرْضُ ) فى سورة الدخان قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن عبيد المكتب عن ابراهيم قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين ( إلى أن قال ) وتدرى ما بكاء السماء؟ قال : لا ،

ص: 362

قال : تحمر وتصير وردة كالدهان ، إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وإن حسين بن على عليهما السلام يوم قتل احمرت السماء ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن زيد بن زياد قال : لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 2 ص 276 ] روى بسنده عن هشام عن محمد قال : لم تر هذه الحمرة التى فى آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علىّ عليهما السلام ، الحديث ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 111 ) وقال : عن محمد بن سيرين وقال : أخرجه ابن عساكر ( انتهى ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 196 ] قال : وعن أم حكيم قالت : قتل الحسين عليه السلام وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة ، قال : رواه الطبرانى ورجاله إلى أم حكيم رجال الصحيح.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 197 ] قال : وعن جميل بن زيد قال : لما قتل الحسين عليه السلام احمرت السماء قلت : أى شئ تقول؟ قال : إن الكذاب منافق ، إن السماء احمرت حين قتل ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وأخرج عثمان بن أبى شيبة إن السماء مكثت بعد قتله سبعة أيام - يعنى بعد قتل الحسين عليه السّلام - ترى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها وضربت الكواكب بعضها بعضا ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 197 ) عن عيسى ابن الحارث الكندى ، وقال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 116 ] قال : ونقل ابن الجوزى عن

ص: 363

ابن سيرين إن الدنيا اظلمت ثلاثة أيام ثم ظهرت الحمرة فى السماء ( إلى أن قال ) وأخرج الثعلبى إن السماء بكت وبكاؤها حمرتها ، قال : وقال غيره : احمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك ، قال : وإن ابن سيرين قال : أخبرنا إن الحمرة التى مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين عليه السّلام قال : وذكر ابن سعد إن هذه الحمرة لم تر فى السماء قبل قتله ، قال : قال ابن الجوزى وحكمته أن غضبنا يؤثر حمرة الوجه والحق منزه عن الجسمية فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليه السّلام بحمرة الأفق إظهارا لعظم الجناية.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 354 ] قال : وقال ابن معين : حدثنا جرير ، حدثنا يزيد بن أبى زياد ، قال : قتل الحسين عليه السلام ولى أربع عشرة سنة وصار الورس (1) الذى فى عسكرهم رمادا ، واحمرت آفاق السماء ، ونحروا ناقة فى عسكرهم فكانوا يرون فى لحمها النيران ( ثم قال ) وقال الحميدى : عن ابن عيينة عن جدته أم أبيه قالت : لقد رأيت الورس عادت رمادا ، ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين عليه السلام.

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 2 ص 354 ] قال : وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد عن معمر ، قال : أول ما عرف الزهرى تكلم فى مجلس الوليد بن عبد الملك فقال الوليد : أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين عليه السلام؟ فقال الزهرى؟ بلغنى أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن الزهرى قال : قال لى عبد الملك : أى واحد أنت إن أعلمتنى أى علامة كانت يوم قتل

ص: 364


1- الورس نبات كالسمسم.

الحسين عليه السلام ، فقال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لى عبد الملك إنى وإياك فى هذا الحديث لقرينان ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات ( ثم قال ) وعن الزهرى قال : ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن على عليهما السلام إلا عن دم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن ابن شهاب قال : لما قتل الحسين عليه السلام لم يرفع أو لم يقلع حجر بالشام إلا عن دم ، قال : خرجه ابن السرى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 145 ] قال : وعن مروان مولى هند بنت المهلب قال : حدثنى بواب عبيد اللّه بن زياد إنه لما جئ برأس الحسين عليه السّلام بين يديه رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دما ، قال : خرجه ابن بنت منيع.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن حاجب عبيد اللّه بن زياد قال : دخلت القصر خلف عبيد اللّه بن زياد حين قتل الحسين عليه السلام فاضطرم فى وجهه نارا فقال : هكذا بكمه على وجهه فقال : هل رأيت؟ قلت : نعم وأمرنى أن أكتم ذلك ، قال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 145 ] قال : وعن ابن لهيعة عن أبى قبيل قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام بعث برأسه إلى يزيد فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون ويتحيون بالرأس فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم حديد فكتبت سطرا بدم :

أترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب

فهربوا وتركوا الرأس قال : خرجه ابن منصور بن عمار ( أقول )

ص: 365

وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 199 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 199 ] قال : وعن إمام لبنى سليمان عن أشياخ له قال : غزونا الروم فنزلوا فى كنيسة من كنائسهم فقرؤا فى حجر مكتوب :

أترجو أمة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب

فسألناهم منذ كم بنيت هذه الكنيسة؟ قالوا : قبل أن يبعث نبيكم بثلاثمائة سنة ، قال : رواه الطبرانى.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 356 ] قال : وقال أبو الوليد بشر بن محمد التميمى : حدثنى أحمد بن محمد المصقلى ، حدثنى أبى قال : لما قتل الحسين بن على عليهما السلام سمع مناديا ينادى ليلا يسمع صوته ولم ير شخصه

عقرت ثمود ناقة فاستؤ صلوا *** وجرت سوانحهم بغير الأسعد

فبنو رسول اللّه أعظم حرمة *** وأجل من أم الفصيل المقعد

عجبا لهم لما أتوا لم يمسخوا *** واللّه يملى للطغاه الجحد

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 354 ] قال : وقال حماد بن زيد عن جميل بن مرة أصابوا إبلا فى عسكر الحسين عليه السلام يوم قتل فنحروها وطبخوها قال : فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 196 ] قال : وعن دويد الجعفى عن أبيه قال : لما قتل الحسين عليه السلام انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هى دم ، قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 9 ص 196 ] قال : وعن حميد الطحان قال : كنت فى خزاعة فجاؤا بشئ من تركة الحسين عليه السلام فقيل لهم : ننحر أو نبيع؟ قال : انحروا فجلست على جفنة فلما

ص: 366

جلست فارت نارا ، قال : رواه الطبرانى.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 119 ] قال : وكان مع أولئك الحرس - يعنى الحرس على الرأس - دنانير أخذوها من عسكر الحسين عليه السّلام ففتحوا أكياسها ليقتسموها فرأوها خزفا وعلى أحد جانبى كل منها ( وَلاٰ تَحْسَبَنَّ اَللّٰهَ غٰافِلاً عَمّٰا يَعْمَلُ اَلظّٰالِمُونَ ) وعلى الآخر ( وَسَيَعْلَمُ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 119 ] قال : ولما كانت الحرس على الرأس كلما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه فرآه راهب فى دير فسأل عنه فعرفوه به فقال : بئس القوم أنتم هل لكم فى عشرة آلاف دينار ويبيت الرأس عندى هذه الليلة؟ قالوا : نعم فأخذه وغسله وطيبه ووضعه على فخذه وقعد يبكى إلى الصبح ثم أسلم لأنه رأى نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء ثم خرج عن الدير وما فيه وصار يخدم أهل البيت ( أقول ) وفى المقام كلام لرسول قيصر وكلام ليهودى فى مجلس يزيد يناسب ذكرهما فى هذا المقام ، قال ابن حجر فى صواعقه ( ص 119 ) : ولما أنزل ابن زياد رأس الحسين عليه السلام وأصحابه جهزها مع سبايا آل الحسين عليه السلام إلى يزيد ( إلى أن قال ) وقال سبط ابن الجوزى وغيره : المشهور إنه جمع أهل الشام وجعل ينكت الرأس بالخيزران ( إلى أن قال ) ولما فعل يزيد برأس الحسين عليه السلام ما مر كان عنده رسول قيصر فقال متعجبا : إن عندنا فى بعض الجزائر فى دير حافر حمار عيسى فنحن نحج اليه كل عام من الأقطار وننذر النذور ونعظمه كما تعظمون كعبتكم فأشهد إنكم على باطل ثم قال ابن حجر : وقال ذمى آخر : بينى وبين داود سبعون أبا وإن اليهود تعظمنى وتحترمنى وأنتم قتلتم ابن نبيكم.

[ فيض القدير للمناوى ج 1 ص 240 ] قال : وأخرج ابن خالويه عن الأعمش عن منهال بن عمرو الأسدى قال : واللّه أنا رأيت رأس

ص: 367

الحسين عليه السلام حين حمل وأنا بدمشق وبين يديه رجل يقرأ سورة الكهف حتى إذا بلغ قوله سبحانه وتعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً ) فأنطق اللّه سبحانه وتعالى الرأس بلسان ذرب فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلى وحملى.

ص: 368

باب : في استجابة دعاء الحسين عليه السّلام على بعض مقاتليه

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 193 ] قال : وعن ابن وائل ( أو وائل بن علقمة ) إنه شهد ما هناك قال : قام رجل فقال : أفيكم حسين؟ قالوا : نعم قال : إبشر بالنار ، قال : أبشر برب رحيم وشفيع مطاع ، قال : من أنت؟ قال : أنا جويرة ( أو جويرة ) قال : اللّهم جزه إلى النار فنفرت به الدابة فتعلقت رجله فى الركاب ، قال : فو اللّه ما بقى عليها منه إلا رجله ، قال : رواه الطبرانى ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 144 ) وقال : خرجه ابن بنت منيع.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : عن رجل من كليب قال : صاح الحسين بن على عليهما السلام أسقونا ماء فرماه رجل بسهم فشق شدقه (1) فقال : لا أرواك اللّه ، فعطش الرجل إلى أن رمى نفسه في الفرات حتى مات قال : خرجه الملا ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى

ص: 369


1- الشدق : بكسر الشين المعجمة وبفتحها - زاوية الفم من باطن الخدين.

مجمعه ( ج 9 ص 193 ) وقال : رواه الطبرانى.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : وعن العباس بن هشام بن محمد الكوفى عن أبيه عن جده قال : كان رجل يقال له : زرعة شهد قتل الحسين عليه السلام فرمى الحسين عليه السلام بسهم فأصاب حنكه ، وذلك إن الحسين عليه السلام دعا بماء ليشرب فرماه فحال بينه وبين الماء ، فقال : اللّهم اظمأه قال : فحدثنى من شهد موته وهو يصيح من الحر فى بطنه ومن البرد فى ظهره وبين يديه الثلج والمراوح وخلفه الكانون وهو يقول : أسقونى أهلكنى العطش فيؤتى بالعس (1) العظيم فيه السويق والماء واللبن لو شربه خمسة لكفاهم فيشربه ثم يعود فيقول : أسقونى أهلكنى العطش ، قال : فانقد (2) بطنه كانقداد البعير ، قال : خرجه ابن أبى الدنيا ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 118 ).

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 ] قال : ولما منعوه - يعنى الحسين عليه السلام - وأصحابه الماء ثلاثا قال له بعضهم : أنظر اليه كأنه كبد السماء لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا ، فقال له الحسين عليه السلام : اللّهم اقتله عطشا فلم يرو مع كثرة شربه للماء حتى مات عطشا.

ص: 370


1- العس : بضم العين والسين المشددة المهملنين - القدح أو الاناء الكبير.
2- انقد : انشق.

باب : في عقاب قتلة الحسين عليه السّلام ومبغضيه في الدنيا

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 116 ] قال : وعن الزهرى لم يبق ممن قتله - يعنى قتل الحسين عليه السلام - إلا من عوقب فى الدنيا إما بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك فى مدة يسيرة.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 355 ] قال : قال ثعلب : حدثنا عمر بن شبة النميرى ، حدثنى عبيد بن جنادة ، أخبرنى عطاء بن مسلم قال : قال السدى : أتيت كربلاء أبيع البز فعمل لنا شيخ من بطى طعاما فتعشيناه عنده فذكرنا قتل الحسين عليه السلام فقلنا : ما شرك فى قتله أحد إلا مات بأسوأ ميتة ، فقال : ما أكذبكم يا أهل العراق فأنه ممن شرك فى ذلك فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد فنقط فذهب يخرج الفتيلة باصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفئها بريقه فأخذت النار فى لحيته فعدا فألقى نفسه فى الماء فرأيته كأنه حممة (1) ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال :

ص: 371


1- الحممة : بضم الحاء المهملة وميمين مفتوحتين ثم هاء - الفحم ، جمعه حمم.

خرجه ابن الجراح ، وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 116 ) باختلاف فى اللفظ ، قال : وأخرج أبو الشيخ إن جمعا تذاكروا إنه ما من أحد أعان على قتل الحسين عليه السلام إلا أصابه بلاء قبل أن يموت فقال شيخ : أنا أعنت وما أصابنى شئ ، فقام ليصلح السراج فأخذته النار فجعل ينادى النار النار وانغمس فى الفرات ومع ذلك فلم يزل به حتى مات.

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 382 ] قال : قال على بن عاصم عن حصين : جاءنا قتل الحسين عليه السلام فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا ، قلت : مثل من أنت يومئذ؟ قال : رجل مناهد ( أى مراهق ).

[ تهذيب التهذيب أيضا ج 2 ص 354 ] قال : قال قرة بن خالد السدوسى عن أبى رجاء العطاردى : لا تسبوا أهل هذا البيت فانه كان لنا جار من بلهجيم قدم علينا من الكوفة قال : أما ترون إلى هذا الفاسق ابن الفاسق قتله اللّه؟ فرماه اللّه بكوكبين فى عينيه فذهب بصره ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 196 ) وقال : رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح ( انتهى ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 145 ) وقال : لا تسبوا عليا ولا أهل هذا البيت ( إلى آخره ) وقال : خرجه أحمد فى المناقب.

[ ذخائر العقبى ص 144 ] قال : وعن أبى معشر عن بعض مشيخته إن قاتل الحسين عليه السلام لما جاء إلى ابن زياد وحكى عليه كيفية قتله وما قال له الحسين عليه السلام اسود وجهه ( أقول ) وذكره فى ( ص 149 ) بنحو أبسط فقال : عن عبد ربه إن الحسين بن على عليهما السلام لما أرهقه القتال وأخذ السلاح قال : ألا تقبلون منى ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقبل من المشركين ( إلى أن قال ) فأخذ له رجل السلاح وقال : إبشر بالنار قال : أبشر إن شاء اللّه تعالى

ص: 372

برحمة ربى وشفاعة نبيي ، فقتل وجئ برأسه إلى بين يدى ابن زياد فنكته بقضيب ( إلى أن قال ) قال : أيكم قاتله؟ فقام رجل فقال : أنا قتلته ، فقال : ما قال لك؟ فأعاد الحديث فاسود وجهه.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 118 ] قال : ولما وضعت - يعنى رأس الحسين عليه السّلام - بين يدى عبيد اللّه بن زياد وأنشد قاتله :

إملأ ركابى فضة وذهبا *** فقد قتلت الملك المحجبا

ومن يصلّى القبلتين فى الصبا *** وخيرهم إذ يذكرون النسبا

قتلت خير الناس أما وأبا

فغضب ابن زياد من قوله وقال : إذا علمت ذلك فلم قتلته ، واللّه لا نلت منى خيرا ولألحقنك به ثم ضرب عنقه.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 117 ] قال : وحكى سبط ابن الجوزى عن الواقدى إن شيخا حضر قتله فقط - يعنى قتل الحسين عليه السّلام - من دون أن يقاتله - فعمى فسئل عن سبيه فقال : إنه رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فى المنام حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع ورأى عشرة من قاتلى الحسين عليه السلام مذبوحين بين يديه ثم لعنه وسبه بتكثيره سوادهم ثم أكحله بمرود من دم الحسين عليه السلام فأصبح أعمى ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا - يعنى سبط ابن الجوزى - إن شخصا منهم علق فى لبب فرسه رأس الحسين بن على عليهما السلام فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من القار فقيل له : إنك كنت أنضر العرب وجها ، فقال : ما مرت عليّ ليلة من حين حملت ذلك الرأس إلا وإثنان يأخذان بضبعى ثم ينتهيان بى إلى نار تؤجج فيدفعانى فيها وأنا أنكص فتسفعنى كما ترى ، ثم مات على أقبح حالة ( ثم قال ابن حجر ) وأخرج أيضا - يعنى سبط ابن الجوزى - إن شيخا رأى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى النوم وبين يديه طشت فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم حتى انتهيت اليه فقلت : ما حضرت فقال لى : هويت فأومأ إلي باصبعه فأصبحت أعمى.

ص: 373

باب : في إن قاتل أهل البيت يحرم الجنة والكوثر جميعا

[ ذخائر العقبى ص 20 ] قال : عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتى أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم ( أقول ) وذكر الشبلنجى فى نور الأبصار فى ( ص 100 ) ما يقرب من ذلك فقال : وعن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتى وآذانى فى عترتى ( الحديث ).

[ كنز العمال ج 7 ص 273 ] قال : عن أنس قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قد اعطيت الكوثر فقلت : يا رسول اللّه وما الكوثر؟ قال : نهر فى الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا لا يشربه إنسان أخفر ذمتى (1) ولا قتل أهل بيتى ، قال :

ص: 374


1- أخفر ذمتى أى نقض عهدى ولم يلتزم به.

أخرجه أبو نعيم ( أقول ) وذكره فى ( ص 223 ) أيضا باختلاف يسير ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن أنس وفى ( ص 224 ) أيضا وقال : أخرجه الطبرانى عن أنس.

[ كنز العمال ج 7 ص 225 ] ولفظه : يا أنس إن اللّه تعالى أعطانى الكوثر الليلة طوله ستمائة عام ، وعرضه ما بين المشرق والمغرب ، لا يشرب منه أحد قبلى ولا يطعمه من خفر ذمتى ووتر عترتى وقتل أهل بيتى ، قال : أخرجه ابن عدى عن أنس.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة الكوثر ، قال : وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : قد أعطيت الكوثر قلت : يا رسول اللّه ما الكوثر؟ قال : نهر في الجنة ( إلى أن قال ) لا يشرب منه من أخفر ذمتى ولا من قتل أهل بيتى.

ص: 375

باب : فيما جاء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذم بني أمية عموما

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بطريقين عن راشد ابن سعد عن أبى ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد اللّه خولا ، ومال اللّه نحلا وكتاب اللّه دغلا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 29 ) وقال : ومال اللّه دخلا ، وقال : أخرجه ابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 480 ] روى بسنده عن أبى برزة الأسلمى قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 10 ص 71 ) وقال : رواه أبو يعلى.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 487 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إن أهل بيتى سيلقون من بعدى من أمتى قتلا وتشريدا ، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم ، قال : هذا حديث صحيح

ص: 376

الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) وقال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال ج 6 ص 68 ] قال : عن بجالة قال : قلت لعمران بن حصين : حدثنى عن أبغض الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تكتم عليّ حتى أموت؟ قلت : نعم ، قال : بنو أمية وثقيف وبنو حذيفة قال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 6 ص 293 ] روى بسنده عن أبى عثمان النهدى عن عمران بن حصين قال : توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو يبغض ثلاث قبائل بنى حنيفة ، وبنى مخزوم ، وبنى أمية ، قال : ورواه هشام بن حسان عن عمران بن حصين.

[ كنز العمال ج 1 ص 252 ] قال : عن عمر بن الخطاب فى قوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، قال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.

[ كنز العمال أيضا ج 1 ص 252 ] عن على عليه السلام فى قوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة ، فأما بنو المغيرة فقطع اللّه دابرهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، قال : أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والطبرانى فى الجامع الصغير.

( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير الآية فى سورة ابراهيم وقال اخرجه الطبرانى فى الأوسط والحاكم وصححه ، قال : وأخرج ابن مردويه عن على عليه السلام إنه سئل عن ( اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) قال : بنو أمية وبنو مخزوم رهط أبى جهل ( أقول ) وذكره المتقى أيضا بعينه فى كنز العمال ( ج 1 ص 252 ) وقال :

ص: 377

أخرجه ابن مردويه عن على عليه السلام.

[ الزمخشرى فى الكشاف ] فى تفسير قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) فى سورة ابراهيم ، قال : عن عمرهم الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو أمية ، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ، وأما بنو أمية فمتعوا حتى حين ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور وقال : أخرجه البخارى فى تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمر بن الخطاب.

[ كنز العمال ج 6 ص 91 ] قال : عن حمران بن جابر الحنفى - وكان أحد الوفد - قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ويل لبنى أمية ثلاث مرات ، قال : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 142 ] قال : عن ابن مسعود قال : إن لكل دين آفة وآفة هذا الدين بنو أمية ، قال : أخرجه نعيم بن حماد فى الفتن.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 171 ] قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ( إلى أن قال ) وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة والثقيف قال : أخرجه ابن أبى شيبة وابن عدى عن الزهرى ( أقول ) وذكره الذهبى أيضا فى ميزان الاعتدال ( ج 2 ص 181 ) وصحّحه وقال : عن ابن الزبير قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة ( إلى آخره ).

ص: 378

باب : فيما جاء في ذم مروان وولده وأبيه الحكم ابن أبي العاص

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 480 ] روى بسنده عن أبى هريرة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إنى رأيت فى منامى كأن بنى الحكم بن أبى العاص ينزون على منبرى كما تنزو القردة قال : فما رئى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم مستجمعا ضاحكا حتى توفى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 40 ) باختلاف يسير ، وقال : أخرجه أبو يعلى والبيهقى فى الدلائل عن أبى هريرة وفى ( ص 90 ) وقال : أخرجه البيهقى فى الدلائل وابن عساكر وفى ( ص 90 ) ثانيا وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[ الفخر الرازى فى تفسيره الكبير ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سورة بنى إسرائيل قال : واختلفوا فى هذه الشجرة ( إلى أن قال ) القول الثانى قال ابن عباس : الشجرة بنو أمية - يعنى الحكم بن أبى العاص ، قال : ورأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى المنام

ص: 379

أن ولد مروان يتداولون منبره فقص رؤياه على أبى بكر وعمر وقد خلا فى بيته معهما فلما تفرقوا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم يخبر برؤيا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فاشتد ذلك عليه واتهم عمر فى إفشاء سره ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع اليهم فنفاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ( إلى أن قال ) ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة لمروان : لعن اللّه أباك وأنت فى صلبه فأنت بعض من لعنه اللّه.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ فِي اَلْقُرْآنِ ) فى سوره الأسرى ، قال : وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عمر إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : رأيت ولد الحكم بن أبى العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل اللّه فى ذلك ( وَمٰا جَعَلْنَا اَلرُّؤْيَا اَلَّتِي أَرَيْنٰاكَ إِلاّٰ فِتْنَةً لِلنّٰاسِ وَاَلشَّجَرَةَ اَلْمَلْعُونَةَ ) يعنى الحكم وولده.

( وقال أيضا ) وأخرج ابن مردويه عن عائشة إنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول لأبيك وجدك : إنكم الشجرة الملعونة.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم فدعا له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن محمد ابن زياد قال : لما بايع معاوية لابنه يزيد قال مروان : سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر : سنة هرقل وقيصر ، فقال : أنزل

ص: 380

اللّه فيك ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) الآية ، قال : فبلغ عائشة فقالت : كذب واللّه ما هو به ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعن أبا مروان ومروان فى صلبه ، فمروان قصص من لعنه اللّه عز وجل ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الصحيحين ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير قوله تعالى : ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) فى سورة الأحقاف وقال : أخرجه عبد بن حميد والنسائى وابن المنذر وابن مردويه عن محمد بن زياد وقال : فضفض من لعنه اللّه.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن عمرو ابن مرة الجهنى - وكانت له صحبة - إن الحكم بن أبى العاص استأذن على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فعرف النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم صوته وكلامه فقال : إئذنوا له عليه لعنة اللّه وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم وقليل ما هم ، يشرفون فى الدنيا ويوضعون فى الآخرة ، ذو مكر وخديعة ، يعطون فى الدنيا وما لهم فى الآخرة من خلاق ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 89 ) وقال : أخرجه أبو يعلى والطبرانى والبيهقى وابن عساكر.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 481 ] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الزبير إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لعن الحكم وولده ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( ثم قال ) ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي وأن أول الفتن فى هذه الأمة فتنتهم ، ولم يسعنى فيما بينى وبين اللّه تعالى أن أخلى الكتاب من ذكرهم.

[ كنز العمال ج 6 ص 90 ] ذكر حديثا عن يحيى النخعى قال : فيه فغضب الحسن عليه السلام وقال - يعنى لمروان - أقلت : أهل بيت

ص: 381

ملعونون فو اللّه لقد لعنك اللّه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأنت فى صلب أبيك قال : أخرجه ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن زهير بن الأرقم قال : كان الحكم بن أبى العاص يجلس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وينقل حديثه إلى قريش فلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد اللّه بن الزبير قال وهو على المنبر : ورب هذا البيت الحرام والبلد الحرام إن الحكم بن أبى العاص وولده ملعونون على لسان محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن ابن الزبير إنه قال وهو يطوف بالكعبة : ورب هذه البينة لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم وما ولد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد اللّه بن الزبير قال : أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يلعن الحكم وما ولد قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن ابن الزبير قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ولد الحكم ملعونون قال : أخرجه ابن عساكر. ( أقول ) وذكره المناوى ايضا فى كنوز الحقائق ص 163 وقال اخرجه الطبرانى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 91 ] قال : عن محمد بن كعب القرظى قال : لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم الحكم وما ولد إلا الصالحين وهم قليل ، قال : أخرجه عبد الرزاق فى الجامع.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عائشة قالت : كان

ص: 382

النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فى حجرته فسمع حسا فاستنكره فذهبوا فنظروا فاذا الحكم كان يطلع على النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلعنه النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وما فى صلبه ونفاه عاما ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 1 ص 112 ] قال : وعن عبد اللّه بن عمرو قال : كنا جلوسا عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقنى فقال ونحن عنده : ليدخلن عليكم رجل لعين فو اللّه ما زلت وجلا خارجا وداخلا حتى دخل فلان - يعنى الحكم - قال : رواه أحمد.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 479 ] روى بسنده عن حلام بن جذل الغفارى قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة الغفارى يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه دولا ، وعباد اللّه خولا ، ودين اللّه دغلا ، قال حلام : فأنكر ذلك على أبى ذر فشهد على بن أبى طالب عليه السّلام أنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر ، وأشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم قاله ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 480 ] روى بطريقين عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين اللّه دغلا ، وعباد اللّه خولا ومال اللّه دولا ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 6 ص 29 وص 39 ) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وأبو يعلى والطبرانى عن أبى سعيد وأبو يعلى عن أبى هريرة ( وص 90 ) وقال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر عن أبى هريرة.

ص: 383

[ كنز العمال ج 6 ص 39 ] ولفظه : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه بينهم دولا ، وعباد اللّه خولا ، وكتاب اللّه دغلا ، فاذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك تمرة ، قال : أخرجه الطبرانى والبيهقى عن معاوية وابن عباس ( أقول ) وذكره فى ( ص 91 ) بنحو أبسط ، فقال : عن ابن موهب إن معاوية بينا هو جالس وعنده ابن عباس إذ دخل عليهم مروان بن الحكم فى حاجة فقال : إقض حاجتى يا أمير المؤمنين فو اللّه إن مؤنتى لعظيمة وإنى أبو عشرة وعم عشرة وأخو عشرة ، فلما أدبر قال معاوية لابن عباس : أما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال اللّه دولا ، وعباده خولا وكتابه دخلا ، فاذا بلغوا تسعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك التمرة ( وفى لفظ لوك تمرة ) قال ابن عباس : اللّهم نعم ، ثم إن مروان ردّ عبد الملك إلى معاوية فى حاجة فلما أدبر عبد الملك قال معاوية : أنشدك باللّه يابن عباس أما تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ذكر هذا فقال : أبو الجبابرة الأربعة؟ قال : اللّهم نعم ، قال : أخرجه البيهقى فى الدلائل وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 40 ] قال - يعنى جبير بن مطعم - كنا مع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فمر الحكم بن أبى العاص فقال : ويل لأمتى مما فى صلب هذا ، قال : أخرجه ابن نجيب فى جزئه وابن عساكر عن نافع ابن جبير بن مطعم عن أبيه.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 40 ] قال : اتي النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم بمروان بن الحكم وهو مولود ليحنكه فلم يفعل وقال : ويل لأمتى من هذا وولد هذا.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 39 ] ولفظه : إن هذا سيخالف كتاب اللّه وسنة نبيه وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء وبعضكم

ص: 384

يومئذ شيعته - يعنى الحكم بن أبى العاص - قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد عن ابن عمر ( أقول ) وذكره فى ( ص 40 ) أيضا ، وقال : أخرجه الطبرانى عن ابن عمر ( وفى ص 90 ) أيضا بنحو أبسط فقال : عن ابن عمر قال : هجرت الرواح إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فجاء أبو الحسن فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أدن فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنيه فبينما النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يساره إذ رفع رأسه كالفزع ، قال : فدعّ (1) الحكم بسيفه الباب فقال لعلى عليه السلام : إذهب فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها فاذا على عليه السلام يدخل الحكم بن أبى العاص آخذا بأذنه لها زنمة (2) حتى أوقفه بين يدى النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فلعنه نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ثلاثا ثم قال : أحله ناحية حتى راح اليه قوم من المهاجرين ثم دعا به فلعنه ثم قال : إن هذا سيخالف كتاب اللّه وسنة نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم وسيخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء ، فقال ناس من القوم : هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه ، قال : بلى وبعضكم يومئذ شيعته ، قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد وابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 90 ] قال : عن عبد الرحمن بن أبى بكر قال : كان الحكم جالسا عند النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وراءه فاذا حدّث النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بشئ حرّك رأسه بأن لا ، وفى لفظ قال : هكذا يكلح (3) بوجهه فقال له النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أنت هكذا فما زال يختلج حتى مات ، قال : أخرجه

ص: 385


1- دع الباب : أى دفعه دفعا عنيفا وبجفوة.
2- الزنمة : بالزاى المفتوحة ثم النون والميم المفتوحتين ثم الهاء - ما يقطع من أذن البعير أو الشاة فيترك معلقا.
3- كلح يكلح عبس وتكشر.

أبو نعيم وابن عساكر.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَلاٰ تُطِعْ كُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِينٍ ) فى سورة ن والقلم ، قال : أخرج ابن مردويه عن أبى عثمان النهدى قال : قال مروان بن الحكم : لما بايع الناس ليزيد سنة أبى بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبى بكر : إنها ليست بسنة أبى بكر وعمر ولكنها سنة هرقل ، فقال مروان : هذا الذى أنزلت فيه ( وَاَلَّذِي قٰالَ لِوٰالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمٰا ) قال : فسمعت ذلك عائشة فقال : إنها لم تنزل فى عبد الرحمن ولكن نزلت فى أبيك ( وَلاٰ تُطِعْ كُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِينٍ هَمّٰازٍ مَشّٰاءٍ بِنَمِيمٍ ).

ص: 386

باب : فيما جاء في ذم يزيد بن معاوية وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن

[ صحيح البخارى ج 9 ] كتاب الفتن باب قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : هلاك أمتى على يدى أغيلمة سفهاء ، « حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمر بن سعيد ، قال : أخبرنى جدى ، قال : كنت جالسا مع أبى هريرة فى مسجد النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدوق يقول : هلكة أمتى على يدى غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة اللّه عليهم غلمة فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بنى فلان وبنى فلان لفعلت ، فكنت أخرج مع جدى إلى بنى مروان حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم ، قلنا : أنت أعلم ».

يقول الشارح ابن حجر العسقلانى فى فتح البارى : ( ج 13 - ص 7 وص 8 ) : إن أبا هريرة كان يمشى فى السوق ويقول : اللّهم لا تدركنى سنة ستين ولا إمارة الصبيان ( قال الشارح ) : وفى هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان فى سنة ستين ، وهو كذلك فان يزيد بن

ص: 387

معاوية استخلف فيها وبقى إلى سنة 64 ه فمات ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر ( وقال الشارح أيضا ) : إن أول هؤلاء الغلمان يزيد كما دل عليه قول أبى هريرة سنة ستين وإمارة الصبيان ( ثم قال الشارح ) : تنبيه ، يتعجب من لعن مروان الغلمة المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده ، فكأن اللّه تعالى أجرى ذلك على لسانه ليكون أشد فى الحجة عليهم لعلهم يتعظون ، وقد وردت أحاديث فى لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبرانى وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد.

[ كنز العمال ج 6 ص 39 ] ولفظه : أنا محمد النبى أوتيت فواتح الكلام وخواتيمه فأطيعونى ما دمت بين أظهركم ( إلى أن قال ) قال : يزيد لا بارك اللّه فى يزيد نعى إلي الحسين واوتيت بتربته وأخبرت بقاتله ، والذى نفسى بيده لا يقتل بين ظهرانى قوم لا يمنعونه إلا خالف اللّه بين صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا ، واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفى وخلف الخلف ( الحديث ) قال : أخرجه الطبرانى عن معاذ ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 189 ) قال : وعن معاذ بن جبل قال خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم متغير اللون فقال : أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ( إلى أن قال ) تناسخت النبوة فصارت ملكا رحم اللّه من أخذها بحقها وخرج منها كما دخلها أمسك يا معاذ وأحص قال : فلما بلغت خمسا قال : يزيد لا بارك اللّه فى يزيد ثم ذرفت عيناه ثم قال : نعى إلى حسين ( وساق الحديث كما تقدم ) وقال أيضا : رواه الطبرانى ( انتهى ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير باختصار وقال فى المتن : أخرجه ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع ، وقال فى الشرح : ورواه عنه أبو نعيم والديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 223 ] ولفظه : لا بارك اللّه فى يزيد

ص: 388

الطعان اللعان أما إنه نعى إلي حبيبى حسين وأتيت بتربته ورأيت قاتله ، أما إنه لا يقتل بين ظهرانى قوم فلا ينصروه إلا عمم بعقاب ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر.

[ الصواعق المحرقة ص 132 ] قال : وأخرج الرويانى فى مسنده عن أبى الدرداء قال : سمعت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : أول من يبدل سنتى رجل من بنى أمية يقال له يزيد.

[ الصواعق المحرقة أيضا ص 132 ] قال : وأخرج الواقدى من طرق إن عبد اللّه بن حنظلة بن الغسيل قال : واللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، قال : وقال الذهبى : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه المنكرات اشتد عليه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك اللّه فى عمره ( أقول ) وذكره ابن سعد أيضا فى طبقاته ( ج 5 ص 47 ) فروى عن غير واحد إنهم قالوا : لما وثب أهل المدينة ليالى الحرة فأخرجوا بنى أمية عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافته أجمعوا على عبد اللّه بن حنظلة فأسندوا أمرهم اليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم اتقوا اللّه وحده لا شريك له فو اللّه ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إن رجلا ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، واللّه لو لم يكن معى أحد من الناس لأبليت اللّه فيه بلاء حسنا ، فتواثب الناس يومئذ يبايعون من كل النواحى ( الحديث ).

[ مستدرك الصحيحين ج 3 ص 522 ] روى بسنده عن عثمان بن زياد الأشجعى قال : كان معقل بن سنان الأشجعى قد صحب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم وحمل لواء قومه يوم الفتح ( إلى أن قال ) فاجتمع معقل بن سنان ومسلم بن عقبة الذى يعرف بمسرف ، فقال معقل لمسرف وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل يزيد بن معاوية

ص: 389

فقال معقل : إنى خرجت كرها لبيعة هذا الرجل وقد كان من القضاء والقدر خروجى اليه ، هو رجل يشرب الخمر ويزنى بالحرم ، ثم نال منه وذكر خصالا كانت فيه ( الحديث ).

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 307 ] فى مناقب الحسن والحسين عليهما السلام روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : لما جئ برأس عبيد اللّه بن زياد وأصحابه نضدت فى المسجد فى الرحبة فانتهيت اليهم وهم يقولون : قد جاءت قد جاءت فاذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه ابن زياد فمكشت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت فاذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه ابن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا : قد جاءت قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا.

[ تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 4 ص 300 ] روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : لما قتل عبيد اللّه بن زياد أتى برأسه ورؤوس أصحابه فألقيت فى الرحبة فقام الناس اليها فبينا هم كذلك إذ جاءت حية عظيمة فتفرق الناس من فزعها فجاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت فى منخرى عبيد اللّه بن زياد ثم خرجت من فيه ثم دخلت من فيه وخرجت من أنفه ، ففعلت ذلك به مرارا ثم ذهبت ثم عادت ففعلت به مثل ذلك مرارا ، فجعل الناس يقولون : قد جاءت قد جاءت قد ذهبت قد ذهبت لا يدرى من أين جاءت ولا أين ذهبت.

[ كنز العمال ج 7 ص 111 ] قال : عن ابن سيرين عن بعض أصحابه قال : قال على عليه السلام لعمر بن سعد : كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ تهذيب التهذيب ج 7 ص 451 ] فى ترجمة عمر بن سعد بن أبى وقاص قال : قال الحميدى : حدثنا سفيان عن سالم قال : قال عمر بن سعد للحسين عليه السّلام : إن قوما من السفهاء يزعمون أنى أقتلك فقال

ص: 390

حسين عليه السّلام : ليسوا سفهاء ثم قال : واللّه إنك لا تأكل بر العراق بعدى إلا قليلا.

[ كنز العمال ج 6 ص 223 ] ولفظه : كأنى أنظر إلى كلب أبقع يلغ فى دماء أهل بيتى ، قال : أخرجه ابن عساكر عن السيد الحسين بن على عليهما السلام - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره المناوى ايضا فى كنوز الحقائق ص 103 وقال اخرجه الديلمى.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 110 ] قال محمد بن عمرو بن حسين قال : كنا مع الحسين عليه السلام بنهر كربلا فنظر إلى شمر بن ذى الجوشن فقال : صدق اللّه ورسوله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كأنى أنظر إلى كلب أبقع يلغ فى دماء أهل بيتى وكان شمر أبرص ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 391

باب : في خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية في ذم أبيه وجده

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 134 ] قال : ومات - يعنى يزيد ابن معاوية - سنة أربع وستين لكن عن ولد شاب صالح عهد اليه فاستمر مريضا إلى أن مات ولم يخرج إلى الناس ولا صلّى بهم ولا أدخل نفسه فى شئ من الأمور ، وكانت مدة خلافته أربعين يوما ، وقيل : شهرين ، وقيل : ثلاثة أشهر ، ومات عن إحدى وعشرين سنة ، وقيل : عشرين ، قال : ومن صلاحه الظاهر أنه لما ولي صعد المنبر فقال : إن هذه الخلافة حبل اللّه وإن جدى معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه على بن أبى طالب عليه السلام وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار فى قبره رهينا بذنوبه ثم قلد أبى الأمر وكان غير أهل له ونازع ابن بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فقصف عمره وانبتر عقبه وصار فى قبره رهينا بذنوبه ، ثم بكى وقال : من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبؤس منقلبه ، وقد قتل عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأباح الخمر وخرّب الكعبة ولم أذق حلاوة الخلافة فلا أتقلد مرارتها فشأنكم أمركم ، واللّه لئن كانت

ص: 392

الدنيا خيرا فقد نلنا منها حظا ، ولئن كانت شرا فكفى ذرية أبى سفيان ما أصابوا منها ، قال : ثم تغيب فى منزله حتى مات بعد أربعين يوما كما مرّ فرحمه اللّه أنصف من أبيه وعرف الأمر لأهله ( انتهى ) ( أقول ) بل وأنصف من أبيه وجده جميعا فلا تغفل.

ص: 393

باب : فيما جاء في فضل زيارة الحسين عليه السّلام والبكاء على أهل البيت عليهم السلام

[ ذخائر العقبى ص 151 ] قال : عن موسى بن على الرضا بن جعفر قال : سئل جعفر بن محمد عليهما السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال : أخبرنى أبى إن من زار قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه كتب اللّه له فى عليين ، وقال : إن حول قبر الحسين عليه السلام سبعين الف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة ، قال : خرجه أبو الحسن العتيقى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 19 ] قال : عن الربيع بن منذر عن أبيه قال : كان حسين بن على عليهما السلام يقول : من دمعت عيناه فينا دمعة

أو قطرت عيناه فينا قطرة آتاه اللّه عز وجل الجنة ، قال : أخرجه أحمد فى المناقب ( أقول ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته ( ص 604 ) فى الشرح ولكن قال : كان حسن بن على عليهما السلام يقول ( الخ ).

( هذا ) ما ظفرت عليه على العجالة مما دل على فضل زيارة الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه وهو يكفى فى ابطال توهم ان زيارة الميت والبكاء عليه بعد موته بدعة وقد تقدم فى الجزء الاول فى باب نزول الملائكة الى

ص: 394

قبر النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) فى كل يوم وفضل زيارته جملة من الروايات الواردة فى فضل زيارة النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وتقدم ايضا فى هذا الجزء فى آخر باب حنو فاطمة (عليهاالسلام) على ابيها وحنو ابيها عليها ما ورد فى بكاء فاطمة (عليهاالسلام) على اختها رقية فجعلت تبكى ورسول اللّه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يمسح الدمع عن عنها بطرف ثوبه بل كثرة بكاء فاطمة (عليهاالسلام) على ابيها من بعد وفاته هى اظهر من الشمس بل كادت تكون من الضروريات ( وان شئت ) الروايات اكثر من ذلك فراجع ( مستدرك الصحيحين ) ج 1 ص 361 وج 3 ص 28 و 29 وص 108 وص 197 وص 199 ( ومسند احمد بن حنبل ) ج 2 ص 140 ( وسنن البيهقى ) ج 4 ص 53 وص 65 وص 69 وص 70 وص 71 وص 78 ( وطبقات ابن سعد ) ج 2 القسم 1 ص 31 ( واسد الغابة ) لابن الاثير ج 1 ص 289 ( وتهذيب التهذيب ) لابن حجر ج 7 ص 388 ( واستيعاب ابن عبد البر ) ج 1 ص 81 وص 103 وص 206 وص 368 ( والاصابة لابن حجر ) ج 3 القسم 1 ص 11 تجد الروايات متواترة فى مشروعيه زيارة المؤمن بعد موته وفى البكاء عليه بعد وفاته او قتله.

ص: 395

باب : إنّ الحسين عليه السّلام وأصحابه يدخلون الجنة بغير حساب

[ تهذيب التهذيب لابن حجر ج 2 ص 347 ] ذكر حديثا عن أبى عبد اللّه الضبى قال : دخلنا على ابن هرثم الضبى حين أقبل من صفين وهو مع على عليه السلام فقال : أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلا فصلّى بنا على عليه السلام صلاة الفجر ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمّه ثم قال أوه أوه يقتل بهذا المكان قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

[ تهذيب التهذيب ج 2 ص 348 ] ذكر حديثا عن هرثمة بن سلمى قال : خرجنا مع على عليه السلام فسار حتى انتهى إلى كربلا فنزل إلى شجرة فصلّى اليها فأخذ تربة من الأرض فشمّها ثم قال : واها لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : فقلنا من غزاتنا وقتل على عليه السلام ونسيت الحديث ، قال : فكنت فى الجيش الذين ساروا إلى الحسين عليه السلام فلما انتهيت اليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث فتقدمت على فرس لى فقلت : أبشرك ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وحدثته الحديث قال : معنا أو علينا

ص: 396

قلت : لا معك ولا عليك تركت عيالا وتركت مالا ، قال : أمّا لا فولّ فى الأرض هاربا ، فو الذى نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم ، قال : فانطلقت هاربا مولّيا فى الأرض حتى خفى عليّ مقتله.

[ كنز العمال ج 7 ص 110 ] قال : عن أبى هرثمة قال : كنت مع على عليه السلام بكربلاء فقال : يحشر من هذا الظهر سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 9 ص 191 ] قال : وعن أبى هريمة قال : كنت مع على عليه السلام بنهر كربلا فمرّ بشجرة تحتها بعر غزلان فأخذ منه قبضة فشمّها ثم قال : يحشر من هذا الظهر سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب قال : رواه الطبرانى ورجاله ثقات.

( ثم ) إن هاهنا حديثا يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وقد عقدنا له بابا مستقلا فيما تقدم ، وهو ما ذكره ابن حجر فى تهذيب التهذيب ( ج 2 ص 347 ) قال : وقال عمار الدهنى مرّ على عليه السلام على كعب فقال : يقتل من ولد هذا رجل فى عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) فمرّ حسن عليه السلام فقالوا : هذا قال : لا فمرّ حسين عليه السلام فقالوا : هذا قال : نعم ( أقول ) وذكره الهيثمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 193 ) باختلاف يسير وقال : رواه الطبرانى.

ص: 397

خاتمة

اشارة

فيما جاء في الامام المهدي عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى أواخر فضائل على عليه السلام فى باب ( النبى وعلىّ ، وجعفر ، وحمزة ، والحسن ، والحسين ، والمهدى ، سادات أهل الجنة ) جملة من الأخبار الواردة فى ذلك ، وهذه بقية ما جاء فى المهدى عليه السّلام مما ظفرت عليه على العجالة أذكرها فى ضمن أبواب :

ص: 398

باب : إن المهدي عليه السّلام يواطئ اسمه اسم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 36 ] فى باب ما جاء فى المهدى عليه السلام روى بسنده عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ( قال ) وفى الباب عن على عليه السلام وأبى سعيد وأم سلمة وأبى هريرة ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا قال فيه : يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ( قال ) قال عاصم : وأخبرنا أبو صالح عن أبى هريرة قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول اللّه ذلك اليوم حتى يلى ( انتهى ) ورواه أبو داود أيضا فى صحيحه فى كتاب المهدى ( ج 27 ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 5 ص 75 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 376 ) وقال : لا تقوم الساعة حتى يلى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى ، وفى ( ص 376 ) أيضا وقال : لا تنقضى الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب ( الخ ) وفى ( ص 377 وص 430 وص 448 ) ورواه الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد ( ج 4 ص 388 ).

ص: 399

[ كنز العمال ج 7 ص 188 ] ولفظه : يخرج رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى وخلقه خلقى فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ( قال ) أخرجه الطبرانى عن ابن مسعود.

[ ذخائر العقبى ص 136 ] قال : عن حذيفة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدى اسمه كاسمى ، فقال سلمان : من أى ولدك يا رسول اللّه قال : من ولدى هذا - وضرب بيده على الحسين عليه السلام.

ص: 400

باب : إن المهدي عليه السّلام يصلي خلفه عيسى عليه السّلام ولا يرضى عيسى عليه السّلام أن يصلي خلفه المهدي عليه السّلام

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج الطبرانى مرفوعا يلتفت المهدى عليه السلام وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدى عليه السلام : تقدم فصلّ بالناس ، فيقول : إنما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّى خلف رجل من ولدى ( الحديث ) قال : وفى صحيح ابن حبان فى إمامة المهدى عليه السلام نحوه.

[ كنز العمال ج 7 ص 187 ] ولفظه : منا الذى يصلّى عيسى بن مريم خلفه قال : أخرجه أبو نعيم فى كتاب المهدى عن أبى سعيد - يعنى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم ( أقول ) وذكره المناوى أيضا فى فيض القدير ( ج 6 ص 17 ) فى المتن وقال فى الشرح بعد لفظة خلفه : فانه ينزل عند صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقى دمشق فيجد الإمام المهدى يريد الصلاة فيحسن به فيتأخر ليتقدم فيقدمه عيسى عليه السلام ويصلّى خلفه ( قال ) فأعظم به فضلا وشرفا لهذه الأمة ، انتهى موضع الحاجة من كلامه.

ص: 401

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 345 ] روى بسنده عن جابر إنه سمع النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : لا تزال طائفة من أمتى يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل فيقول : لا إن بعضكم على بعض أمير ليكرم اللّه هذه الأمة ( أقول ) ورواه فى ( ص 384 ) بطريق آخر أيضا.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 367 ] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يخرج الدجال فى خفقة من الدين وإدبار من العلم ( إلى أن قال ) فاذا هم بعيسى بن مريم فتقام الصلاة فيقال له : تقدم يا روح اللّه فيقول : ليتقدم إمامكم فليصل بكم ( الحديث ) ويؤيد هذا المعنى ما فى صحيح البخارى فى كتاب بدء الخلق في باب نزول عيسى بن مريم مما رواه بسنده عن نافع مولى أبى قتادة الأنصارى : إن أبا هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ، وقد رواه مسلم أيضا فى صحيحه فى كتاب الإيمان باب بيان نزول عيسى ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 2 ص 336 ).

ص: 402

باب : إن المهدي عليه السّلام من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة عليها السلام من الحسين عليه السّلام

( أقول ) قد تقدم فى الباب الأول والثانى بل وسيأتى فى بعض الأبواب الآتيه أيضا ( أى الرابع والخامس ) ما جاء فى هذا المعنى - أعنى كون المهدى عليه السلام من أهل بيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم - وهذه بقية ما ورد فى ذلك نذكرها فى هذا الباب مستقلا.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الجهاد ] فى باب ذكر الديلم ، روى بسنده عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله اللّه عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتى يملك جبل الديلم والقسطنطينية.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى ، روى بسنده عن على عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : المهدى منا أهل البيت يصلحه اللّه فى ليلة ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص 177 ) وزاد فقال : أو قال : فى يومين ، ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 1 ص 84 ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه

ص: 403

ابن أبى شيبة وأحمد وابن ماجة عن على عليه السلام.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى : روى بسنده عن عبد اللّه قال : بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا أقبل فتية من بنى هاشم فلما رآهم النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال : فقلت : ما نزال نرى فى وجهك شيئا نكرهه ، فقال : إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتى سيلقون بعدى بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتى قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتى فيملأها قسطا كما ملأوها جورا ، فمن أدرك ذلك منهم فليأتهم ولو حبوا على الثلج ( أقول ) وذكره المحب الطبرى أيضا فى ذخائره ( ص 17 ) وقال : أخرجه أبو حاتم بن حبان ( انتهى ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ اَلسّٰاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) فى سورة محمد وتسمى بسورة القتال أيضا ، وقال : أخرجه ابن أبى شيبة.

[ صحيح أبى داود ج 27 ] فى كتاب المهدى روى بسنده عن أبى الطفيل عن على عليه السلام عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث اللّه رجلا من أهل بيتى يملأها عدلا كما ملئت جورا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 557 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا ثم يخرج من أهل بيتى من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج 3 ص

ص: 404

101 ) باختلاف يسير فى اللفظ ، ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 36 ) ورواه غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث.

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 558 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتى ( الحديث ) قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 99 ] روى بسنده عن على عليه السلام يقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث اللّه عز وجل رجلا منا يملأها عدلا كما ملئت جورا ( أقول ) وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد وأبو داود عن على عليه السلام.

[ أسد الغابة ج 1 ص 259 ] ذكر حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إنه قال : سيكون بعدى خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ( وذكره ) أيضا فى ج 5 ص 155 وقال ومن بعد الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل الخ ( أقول ) وذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج 1 ص 85 ) وذكره ابن حجر أيضا فى إصابته ( ج 7 ص 30 ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 186 ) وقال : أخرجه الطبرانى.

[ كنز العمال ج 6 ص 44 ] ولفظه : كيف أنت يا عوف إذا افترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة منها فى الجنة وسائرهن فى النار ( إلى أن قال ) ثم تجئ فتنة غبراء مظلمة ثم تتبع الفتن بعضها بعضا حتى يخرج رجل من أهل بيتى يقال له المهدى فان أدركته فاتبعه

ص: 405

وكن من المهتدين ، قال : أخرجه الطبرانى عن عوف بن مالك.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 263 ] قال : عن على عليه السلام إنه قال للنبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : أمنا آل محمد المهدى أم من غيرنا يا رسول اللّه؟ قال : بل منا يختم اللّه به كما فتح بنا ( الحديث ) قال : أخرجه نعيم بن حماد والطبرانى وأبو نعيم والخطيب ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 7 ص 316 ) بنحو أبسط فقال : وعن على بن أبى طالب عليه السلام إنه قال : أمنا المهدى أم من غيرنا يا رسول اللّه؟ قال : بل منا بنا يختم اللّه كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك ، وبنا يؤلف اللّه بين قلوبهم ( الحديث ) قال : رواه الطبرانى فى الأوسط.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 186 ] ولفظه : المهدى رجل من ولدى وجهه كالكوكب الدرى ، قال : أخرجه الرويانى عن حذيفة ( أقول ) وذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه ( ص 98 ) وقال : أخرجه الرويانى والطبرانى.

[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج 3 ص 184 ] روى بسنده عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : إن اللّه تعالى يلقى فى قلوب شيعتنا الرعب فاذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان.

[ ذخائر العقبى ص 44 ] قال : عن أبى أيوب الأنصارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لفاطمة سلام اللّه عليها : نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ، ومنا المهدى ، قال :

ص: 406

خرجه الطبرانى فى معجمه ( أقول ) وذكره الهيتمى أيضا فى مجمعه ( ج 9 ص 166 ) وقال : رواه الطبرانى فى الصغير.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم : يخرج رجل من أهل بيتى عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا.

( وقال أيضا ) وأخرج الترمذى ونعيم بن حماد عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ينزل بأمتى فى آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق عليهم الأرض فيبعث اللّه رجلا من عترتى فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها إلا صبته يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع.

[ صحيح أبى داود ج 27 ص 134 ] روى بسنده عن أم سلمة قالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : المهدى من عترتى من ولد فاطمة ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى أبواب الفتن فى باب خروج المهدى وقال : المهدى من ولد فاطمة ، ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 557 ) وقال : هو حق - يعنى المهدى عليه السلام - وهو من بنى فاطمة ، وبطريق آخر قال فيه : هو من ولد فاطمة ، وذكره الذهبى أيضا فى ميزان الاعتدال ( ج 2 ص 24 ) وقال : المهدى من ولد فاطمة وذكره السيوطى أيضا فى الدر المنثور فى تفسير سورة محمد وقال : أخرجه أبو داود وابن ماجة والطبرانى والحاكم عن أم سلمة.

[ كنز العمال ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال :

ص: 407

المهدى رجل منا من ولد فاطمة ، قال : أخرجه نعيم.

[ كنز العمال أيضا ج 6 ص 218 ] ولفظه : إبشرى يا فاطمة فان المهدى منك ، قال : أخرجه ابن عساكر عن الحسين عليه السلام ( أقول ) وذكره فى ( ج 7 ) أيضا ( ص 259 ).

[ ذخائر العقبى ص 136 ] قال : عن حذيفة إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول اللّه ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدى اسمه كاسمى ، فقال سلمان : من أى ولدك يا رسول اللّه؟ قال : من ولدى هذا وضرب بيده على الحسين عليه السلام.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 152 ] ولفظه : المهدى من ولدك يا غلام ، قال : للديلمى - يعنى إنه أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم

[ ذخائر العقبى ص 135 ] قال : عن على بن الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحالة التى قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها ( إلى أن قال ) يا فاطمة والذى بعثنى بالحق إن منهما يعنى من الحسن والحسين عليهما السلام مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين فى آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، قال : خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذانى.

[ ذخائر العقبى أيضا ص 136 ] قال : وعنه - يعنى عن أبى أيوب الأنصارى - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يولد منهما - يعنى الحسن والحسين عليهما السلام - مهدى هذه الأمة.

ص: 408

باب : في مدة خلافة المهدي عليه السّلام

[ صحيح الترمذى ج 2 ص 36 ] فى باب ما جاء فى المهدى ، روى بسنده عن زيد العمى عن أبى الصديق الناجى عن أبى سعيد الخدرى قال : خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال : إن فى أمتى المهدى يخرج ويعيش خمسا أو سبعا أو تسعا ( زيد الشاك ) قال : قلنا : وما ذاك؟ قال : سنين قال : فيجئ اليه الرجل فيقول : يا مهدى أعطى أعطنى قال : فيحثى له فى ثوبه ما استطاع أن يحمله ( أقول ) ورواه أحمد ابن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 21 ).

[ صحيح أبى داود ج 27 ص 136 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : المهدى منى أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يملك سبع سنين ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 557 ) وقال : المهدى منا أهل البيت أشم الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يعيش

ص: 409

هكذا - وبسط يساره واصبعين من يمينه المسبحة والإبهام وعقد ثلاثة - قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 17 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتى أجلى أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 315 ] قال : وعن أبى هريرة قال : حدثنى خليلى أبو القاسم قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج اليهم رجل من أهل بيتى فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق ، قال : قلت : وكم يملك؟ قال : خمس واثنتين ( الحديث ) قال : رواه أبو يعلى.

[ الهيثمى فى مجمعه أيضا ج 7 ص 317 ] قال : وعن أبى سعيد الخدرى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : يخرج رجل من أمتى يقول بسنتى ينزل اللّه عز وجل له القطر من السماء وينبت اللّه له الأرض من بركتها تملأ الأرض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس ، قال : رواه الترمذى وابن ماجة باختصار.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 554 ] روى بسنده عن أبى الطفيل عن محمد ابن الحنفية قال : كنا عند على عليه السلام فسأله رجل عن المهدى فقال على عليه السلام : هيهات ثم عقد بيده سبعا فقال : ذاك يخرج فى آخر الزمان إذا قال الرجل : اللّه اللّه قتل ، فيجمع اللّه تعالى له قوما قزغ (1) كقزع السحاب يؤلف اللّه بين قلوبهم

ص: 410


1- قزع كقزع السحاب : أي متفرقين كقطع السحاب المتفرقة.

لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد ، يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر لم يسبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون ، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر ، قال أبو الطفيل : قال ابن الحنفية : أتريده؟ قلت : نعم قال : إنه يخرج من بين هاتين الخشبتين قلت : لا جرم واللّه لا أريمهما حتى أموت فمات بها - يعنى مكة حرسها اللّه تعالى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 557 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يخرج فى آخر أمتى المهدى يسقيه اللّه الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطى المال صحاحا وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعا أو ثمانيا يعنى حججا قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.

[ صحيح ابن ماجة فى أبواب الفتن ] فى باب خروج المهدى روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى إن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يكون فى أمتى المهدى إن قصر فسبع وإلا فتسع فتنعم فيه أمتى نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها ولا تدّخر منهم شيئا ، والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول : يا مهدى أعطنى فيقول : خذ ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 558 ).

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 28 ] روى بسنده عن أبى سعيد إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : تملأ الأرض ظلما وجورا ثم يخرج رجل من عترتى يملك سبعا أو تسعا فيملأ الأرض قسطا وعدلا ( أقول ) ورواه بطريق آخر أيضا فى ( ص 70 ).

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 465 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال نبى اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : ينزل بأمتى فى

ص: 411

آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ اليه من الظلم فيبعث اللّه عز وجل رجلا من عترتى فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه اللّه عليهم مدرارا ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع اللّه عز وجل بأهل الأرض من خيره ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 26 ) باختصار.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 37 ] روى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : أبشركم بالمهدى يبعث فى أمتى على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا ، فقال له رجل : ما صحاحا؟ قال : بالسوية بين الناس قال : ويملأ اللّه قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادى فيقول : من له فى مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : إئت السدان - يعنى الخازن - فقل له : إن المهدى يأمرك أن تعطينى مالا فيقول : أحث حتى إذا جعله فى حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم نفسا أو عجز عنى ما وسعهم ، قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير فى العيش بعده ، أو قال : لا خير فى الحياة بعده ( أقول ) ورواه فى ( ص 52 ) أيضا بطريقين آخرين باختلاف يسير.

[ كنز العمال ج 7 ص 189 ] ولفظه : يكون فى أمتى المهدى إن

ص: 412

قصر عمره فسبع سنين وإلا فثمان وإلا فتسع سنين ، تنعم أمتى فى زمانه نعيما لم ينعموا مثله قط ، البر منهم والفاجر ، يرسل السماء عليهم مدرارا ، ولا تدّخر الأرض شيئا من نباتها ، ويكون المال كدوسا ، يقوم الرجل فيقول : يا مهدى إعطنى فيقول : خذ ، قال : أخرجه الدارقطنى فى الأفراد والطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة وعن أبى سعيد.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 316 ] قال : وعن أبى هريرة قال : ذكر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم المهدى عليه السلام فقال : إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع ، وليملأن الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، قال : رواه البزار.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج الرويانى والطبرانى وغيرهما المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى ، اللون لون عربى ، والجسم جسم إسرائيلى ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير فى الجو ، يملك عشرين سنة.

[ كنز العمال ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السّلام قال : يلى المهدى أمر الناس ثلاثين سنة أو أربعين سنة ، قال : أخرجه نعيم - يعنى ابن حماد.

ص: 413

باب : فيما جاء في المهدي عليه السّلام بمضامين متفرقة

[ صحيح مسلم فى كتاب الفتن ] فى باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل ( الخ ) روى حديثا عن جابر بن عبد اللّه بطرق عديدة قال فيه : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يكون فى آخر أمتى خليفة يحثى المال حثيا لا يعد عدا ( أقول ) ورواه الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين ( ج 4 ص 454 ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 3 ص 5 ، وص 48 وص 60 ، وص 69 ، وص 98 ، وص 333 ).

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : يخرج فى آخر الزمان خليفة يعطى الحق بغير عدد.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 98 ] روى بسنده عن أبى الوداك عن أبى سعيد الخدرى قال : قلت : واللّه ما يأتى علينا أمير إلا وهو شر من الماضى ، ولا عام إلا وهو شر من الماضى ، قال : لو لا

ص: 414

شئ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لقلت مثل ما يقول ولكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يقول : إن من أمرائكم أميرا يحثى المال حثيا ولا يعده عدا ، يأتيه الرجل فيسأله فيقول : خذ فيبسط الرجل ثوبه فيحثى فيه ، ويبسط رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ملحفة غليظة كانت عليه يحكى صنيع الرجل ثم جمع اليه أكنافها قال : فيأخذه ثم ينطلق.

[ مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضا ج 3 ص 317 ] روى بسنده عن الجريرى عن أبى نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد اللّه قال : يوشك أهل العراق أن لا يجبى اليهم قفيز ولا درهم قلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل العجم يمنعون ذلك ( ثم قال ) يوشك أهل الشام أن لا يجبى اليهم دينار ولا مد قلنا : من أين ذلك؟ قال : من قبل الروم يمنعون ذلك قال : ثم أمسك هنيهة ( ثم قال ) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يكون فى آخر أمتى خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عدا ، قال الجريرى : فقلت لأبى نضرة وأبى العلاء : أتريانه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا : لا.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 463 ] روى بسنده عن ثوبان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتله قوم ، ثم ذكر شيئا فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة اللّه المهدى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه ابن ماجة أيضا فى صحيحه فى أبواب الفتن فى باب خروج المهدى ، وروى حديثا آخر فى الباب المذكور يناسب ذلك رواه عن عبد اللّه بن الحارث قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدى - يعنى سلطانه.

ص: 415

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 502 ] روى بسنده عن ثوبان قال : إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا فان فيها خليفة اللّه المهدى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ( أقول ) ورواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده ( ج 5 ص 577 ).

[ مستدرك الصحيحين أيضا ج 4 ص 503 ] روى حديثا عن عبد اللّه ابن عمرو قال : يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام فبينما هم نزول بمنى إذا أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضها إلى بعض واقتتلوا حتى تسيل العقبة دما فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكى كأنى أنظر إلى دموعه فيقولون : هلم فلنبايعك فيقول : ويحكم كم عهد قد نقضتموه ، وكم دم قد سفكتموه ، فيبايع كرها فاذا أدركتموه فبايعوه فانه المهدى فى الأرض والمهدى فى السماء.

[ السيوطى فى الدر المنثور ] فى تفسير سورة محمد قال : وأخرج ابن أبى شيبة عن مجاهد قال : حدثنى رجل من أصحاب النبى صلى اللّه عليه وآله وسلّم إن المهدى لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فاذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من فى السماء ومن فى الأرض ، فأتى الناس المهدى فزفوه كما تزف العروس إلى زوجها ليلة عرسها ، وهو يملأ الأرض قسطا وعدلا وتخرج الأرض نباتها ، وتمطر السماء مطرها ، وتنعم أمتى فى ولايته نعمة لا تنعمها قط.

[ مستدرك الصحيحين ج 4 ص 514 ] روى حديثا عن عبد اللّه بن عباس قال فيه : وأما المهدى فهو الذى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وتأمن البهائم والسباع ، وتلقى الأرض أفلاذ كبدها قال : قلت : وما أفلاذ كبدها؟ قال : أمثال الإسطوانة من الذهب والفضة ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 416

[ طبقات ابن سعد ج 4 ص 4 ] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو قال : إن أسعد الناس بالمهدى أهل الكوفة.

[ كنز العمال ج 7 ص 260 ] قال : عن قتادة قال : كان يقال : إن المهدى ابن أربعين سنة قال : أخرجه ابن عساكر.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال :

لا يخرج المهدى حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث ، قال : أخرجه نعيم ابن حماد في الفتن.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا نادى مناد من السماء أن الحق فى آل محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم فعند ذلك يظهر المهدى على أفواه الناس ويشربون حبه فلا يكون لهم ذكر غيره قال : أخرجه نعيم وابن المنادى فى الملاحم.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 260 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا بعث السفيانى إلى المهدى جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قال طليعتهم : قد خرج المهدى فبايعه وادخل فى طاعته وإلا قتلناك فيرسل اليه البيعة ويسير المهدى حتى ينزل بيت المقدس وتنقل اليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم فى طاعته من غير قتال حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت ، قال : أخرجه نعيم - يعنى ابن حماد.

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال : إذا خرجت الرايات من السفيانى التى فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدى فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ويصلّى ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما

ص: 417

طال عليهم من البلاء فاذا فرغ من صلاته انصرف فقال : أيها الناس ألح البلاء على أمة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وباهل بيته خاصة قهرنا وبغى علينا ، قال : أخرجه أبو نعيم

[ كنز العمال أيضا ج 7 ص 261 ] قال : عن على عليه السلام قال : ويحا للطالقان فان للّه فيها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا اللّه حق معرفته وهم أنصار المهدى آخر الزمان ، قال : أخرجه أبو غنم الكوفى فى كتاب الفتن.

[ الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 554 ] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : كيف يهلك اللّه أمة أنا فى أولها وعيسى فى آخرها والمهدى من أهل بيتى فى وسطها ( أقول ) وذكره المتقى أيضا فى كنز العمال ( ج 7 ص 187 ) ولفظه : لن تهلك أمة أنا فى أولها وعيسى بن مريم فى آخرها والمهدى فى أوسطها ، قال : أخرجه أبو نعيم فى أخبار المهدى عن ابن عباس ( انتهى ) وذكره فى ( ج 8 أيضا ص 218 ) ولفظه : يا علىّ كيف يهلك اللّه أمة أنا أولها ومهدينا أوسطها والمسيح بن مريم آخرها ( الحديث ) قال : أخرجه وكيع ( انتهى ) وذكره على بن سلطان أيضا فى مرقاته فى المتن ( ص 658 ) فى حديث قال فى آخره : كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدى وسطها والمسيح آخرها ولكن بين ذلك فيج (1) أعوج ليسوا منى ولا أنا منهم قال : رواه رزين.

[ الهيثمى فى مجمعه ج 7 ص 314 ] قال : وعن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم : يبايع لرجل بين مكة والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام

ص: 418


1- الفيج : الجماعة من الناس.

فيغزوهم جيش من أهل الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم اللّه فالخائب من خاب من غنيمة كلب ، قال : رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط باختصار.

[ الصواعق المحرقة لابن حجر ص 98 ] قال : وأخرج ابن عساكر عن على عليه السلام إذا قام قائم آل محمد ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) جمع اللّه أهل المشرق وأهل المغرب ، فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة ، وأما الأبدال فمن أهل الشام.

[ كنوز الحقائق للمناوى ص 152 ] ولفظه : المهدى طاووس أهل الجنة ، قال : للديلمى - يعنى أخرجه عن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم.

هذا آخر ما أردنا تأليفه معترفين بأنا ما استوفينا جميع ما جاء فى أهل البيت عليهم السلام ولكن لا يترك الميسور بالمعسور ، وما لا يدرك كله لا يترك كله ، وقد وقع الفراغ من تأليفه فى النجف الأشرف يوم الثانى عشر من شهر ذى القعدة سنة 1381 هج ، وكان الشروع فى التأليف فى أوائل شهر رجب سنة 1360 هج ، فكان مجموع مدة التأليف إحدى وعشرين سنة إذ قد حالت المشاغل الضرورية دون الإسراع فى إنجازه. والحمد للّه أولا وآخرا وصلّى اللّه على محمد وآله الأطهار الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ص: 419

فهرس مواضيع

خطبة الكتاب... 7

في عيش علي عليه السّلام واستقائه كل دلو بتمرة ليقيت به النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)...  9

في زهد علي عليه السّلام... 13

في ورع علي عليه السّلام وعدله وعصمته... 20

في تواضع علي عليه السّلام وسخائه وعفوه... 26

إن عليا عليه السّلام لأخشن في ذات اللّه وفي سبيل اللّه... 31

في مواظبة عليّ عليه السلام على الذكر... 34

في وصف ضرار عليا عليه السّلام حتى بكى معاوية... 37

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ادخل عليّا (عليه السلام) معه في ثوبه واحتضنه حتى قبض ...  39

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) توفي ورأسه في حجر علي عليه السّلام ...  40

إن نفس النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) سالت في يد علي عليه السّلام فمسح بها وجهه ...  43

إن عليا عليه السّلام أقرب الناس عهدابرسول اللّه ...  44

إن عليا عليه السّلام غسل النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم وكفنه ودفنه... 46

باب إن عليا عليه السّلام أدخل الناس رسلا رسلا فيصلون... 53

على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم صفا صفا... 53

في تعزية الملائكة أهل البيت عليهم السلام... 54

بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 54

في تعزية الخضر أهل البيت عليهم السلام ولم يعرفه إلا علي (عليه السلام) ...  55

إن عليا عليه السّلام قاضي دين النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم ومنجز عدته... 57

ص: 420

إن عليا عليه السّلام نحر ما بقي من بدنة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 61

إن عليا (عليه السلام) أوصاه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أن يضحي عنه بعد وفاته ...  64

إن عليا عليه السّلام جمع القرآن بعد النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 65

إن عليا (عليه السلام) تغدره الامة بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ويصيبه جهد وبلاء... 66

في بكاء النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم على علي عليه السّلام... 69

إن عليا عليه السّلام أمره النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في المنام أن يدعو عليهم... 71

في اخبار النبى ( ص) عن قتل علي (عليه السلام) وإخبار علي عليه السّلام عن قتل نفسه... 73

إن عليا عليه السّلام أشار الى قاتله والى الليلة التي قتل بها... 76

إن عليا عليه السّلام يصحن الاوز في وجهه قبل أن يخرج فيقتل... 78

إن عليا عليه السّلام ذو قرنيها... 80

إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس... 82

إن ابن ملجم لعنه اللّه يختطفه الطير كل يوم ويتقيأه... 87

في لين علي عليه السّلام بقاتله... 89

في الجواب عما قاله عمران بن حطان الخارجي لعنه اللّه... 90

في وفود الملائكة والنبيين على علي عليه السّلام بعد ما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه... 93

إن عليا عليه السّلام اتاه أمر اللّه وهو خميص... 94

إن اللّه يتوفى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وعليا عليه السّلام بمشيته دون عزرائيل... 95

إن عليا عليه السّلام حنط بفاضل حنوط النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم... 96

في دعاء علي عليه السّلام أن يجعل اللّه قبره في الربوة وهي النجف... 97

في الآية التى ظهرت صباح قتل علي عليه السّلام... 98

إن عليا عليه السّلام قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى عليه السّلام وعرج بروح عيسى عليه السّلام ونزل الفرقان    100

إن عليا عليه السّلام يقتل على سنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم... 102

إن عليا عليه السّلام مغفور له... 103

في اشتياق الجنة والحور وأهل السماء والانبياء إلى علي عليه السّلام ...  106

ص: 421

إن عليا عليه السّلام من أهل الجنة... 109

إن عليا عليه السّلام أول من تنشق عنه الارض وأول... 111

من يرى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم وأول من يصافحه... 111

إن عليا عليه السّلام يكسى مع النبي ( ص) وإبراهيم عليه السّلام في يوم القيامة... 114

إن عليا عليه السّلام يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة... 116

إن عليا عليه السّلام حامل راية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم يوم القيامة... 120

إن عليا عليه السّلام حامل لواء الحمد في يوم القيامة... 122

إن عليا عليه السّلام وشيعته يردون على الحوض... 125

إن عليا عليه السّلام صاحب الحوض وساقيه وذائد المنافقين عنه ...  126

لا يجوز احد على الصراط إلا بجواز من علي عليه السّلام ... 131

إن عليا عليه السّلام قسيم الجنة والنار... 132

إن أول من يدخل الجنة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام... 133

إن عليا عليه السّلام حياته وموته مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 135

إن عليا عليه السّلام مع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الجنة ... 136

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعليا وجعفر او حمزة والحسن والحسين والمهدي (عليه السلام) سادة أهل الجنة138

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فى مكان واحد يوم القيامة... 139

إن عليا عليه السّلام قصره بين قصر النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وقصر ابراهيم عليه السلام... 142

في جنة علي وفاطمة عليهما السلام... 143

إن عليا عليه السّلام رفيق النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الجنة... 144

إن عليا عليه السّلام وقومه آية الجنة ومعاوية وقومه آية النار... 145

إن عليا عليه السّلام وشيعته في الجنة... 147

في حورية علي عليه السّلام فى الجنة... 149

إن عليا عليه السّلام يزهر في الجنة ككوكب الصبح ...  150

( المقصد الثالث في فضائل فاطمة عليها السلام وفيه أبواب )

ص: 422

في انعقاد نطفة فاطمة عليها السلام من ثمار الجنة وأنها حوراء إنسية لم تحض ولم تطمث 152

فى أن فاطمة عليها السلام حدثت أمها فى بطنها ووليت ولادتها حواء وآسية وكلثم ومريم فولدت ووقعت على الأرض ساجدة... 154

فى وجه تسميتها بفاطمة وبالبتول وبيان كنيتها... 155

فى شباهة فاطمة عليها السلام بالنبى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من وجوه وتقبيل النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها    157

فى حنوّ فاطمة عليها السلام على أبيها وحنوّ أبيها عليها... 160

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اذا سافر كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام وإذا قدم كان أول عهده بها        163

في قيام فاطمة عليها السلام بخدمة البيت وتعليم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لها التسبيح 165

في إعطاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فدكا لفاطمة عليها السلام... 168

إن فاطمة عليها السلام سيدة النساء وأفضلهن... 169

في بعض كرامات فاطمة عليها السلام... 178

إن فاطمة عليها السلام صديقة وهي خيرة اللّه... 180

إن فاطمة عليها السلام أصدق الناس لهجة... 181

فى قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني... 184

ان اللّه يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ويرضى لرضاها ...  189

إن فاطمة عليها السلام أسر اليها النبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عند وفاته أنها أول أهل بيته لحوقا به... 191

في ندبة فاطمة عليها السلام أباها وشدة خزنها عليه... 193

إنّ فاطمة عليها السلام أمرت أسماء بنت عميس أن تصنع لها نعشا... 196

إن فاطمة عليها السلام أخبرت عند وفاتها أنها مقبوضة... 198

ص: 423

في بعث فاطمة عليها السلام يوم القيامة ومرورها على الصراط... 199

إن فاطمة عليها السلام حرّم اللّه ذريتها على النار... 201

في زفاف فاطمة عليها السلام الى الجنة... 203

إن فاطمة عليها السلام أول من يدخل الجنة... 204

( المقصد الرابع في الفضائل المشتركة بين الحسن والحسين عليهما السلام )... 205

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) سمى حسنا وحسيناومحسنا باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر... 207

إن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أذن في أذن الحسن والحسين عليهما السلام حين ولدتهما فاطمة عليها السلام     212

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عق عن الحسن والحسين (عليهماالسلام) وأمر بحلق رأسهما والتصدق بزنة شعرهما فضة... 214

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عوذ الحسن والحسين (عليهماالسلام) بما عوّذ به إبراهيم عليه السّلام ولديه... 217

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) جعل لسانه في فم الحسنين عليهما السلام حتى رويا من العطش... 220

إن الحسنين عليهما السلام عضوان من أعضاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 223

إن الحسن والحسين عليهما السلام ريحانتا النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولا يرضى لهما حر الشمس... 226

في حمل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) الحسنين (عليهماالسلام) على عاتقيه وقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : نعم الراكبان هما... 230

إن الحسنين عليهما السلام يثبان على ظهر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في الصلاة وهو لا يمنعهما... 234

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قطع خطبته ونزل من المنبر وحمل الحسنين عليهما السلام... 238

إنّ الحسنين عليهما السلام من اهل بيت لا تحل لهم الصدقة... 241

إن الحسنين (عليهماالسلام) يصطرعان والنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يؤيد الحسن وجبريل يؤيد الحسين (عليه السلام)... 244

ص: 424

إن الحسن والحسين عليهما السلام أحب أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) اليه... 247

فيما جاء في حب الحسنين (عليهماالسلام) وما جاء في بغضهما... 249

فيما جاء في شباهة الحسن والحسين عليهما السلام بالنبي صلى اللّه عليه وآله وسلم... 256

في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : ان الحسن والحسين عليهما السلام سيدا شباب أهل الجنة... 259

إن اللّه زين الجنة بالحسن والحسين (عليهماالسلام)... 265

إن الحسنين (عليهماالسلام) قرطا العرش... 267

إن الحسن والحسين عليهما السلام سبطا هذه الأمة... 269

إن الحسنين عليهما السلام خير الناس جدا وجدة وأبا وأما... 272

فيما حدثه الحسنان عليهما السلام عن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) من دعاء وغيره... 275

باب في جملة من الفضائل المتفرقة للحسن والحسين عليهما السلام... 278

باب إن الحسن والحسين (عليهماالسلام) ورثهما النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في شكواه جملة من الصفات الحميدة 280

المقصد الخامس في الفضائل المختصة بالحسن عليه السّلام

المقام الأول في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام... 283

في معانقة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع الحسن عليه السّلام وتقبيله له وجملة أخرى من فضائله... 284

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : الحسن ابني هذا سيد ولعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين... 290

في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : الحسن مني وذكر أنه آخر الناس عهدا بالنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 294

فيما جاء في عدم لياقة معاوية للخلافة... 297

في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه... 299

إنّ ليلة القدر خير من الف شهر يملكها بنو أميّة... 301

في رؤيا النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بني أمية ينزونعلى منبره نزو القرد وإنهم من شر الملوك ...  304

ص: 425

إن الحسن (عليه السلام) حج خمسا وعشرين حجة ماشيا وقد قاسم اللّه ماله ثلاث مرات... 306

في قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم من آذى الحسن فقد آذاني... 308

في سخاء الحسن عليه السّلام وعلمه وحلمه وإنه طعن بخنجر ومات مسموما... 309

المقام الثاني في الفضائل المختصة بالحسين عليه السّلام... 314

في قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : بكاء الحسين يؤذيني... 316

إن الحسين عليه السّلام فداه النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم بابنه ابراهيم... 317

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يدلع لسانه للحسين عليه السّلام ويقبل فمه وثناياه... 318

فى قول النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم : حسين مني وأنا من حسين أحب اللّه من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط     321

إن الحسين (عليه السلام) يرقى صدر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) والنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يقول له : ترق ترق عين بقة... 324

إن الحسين عليه السّلام ذرية النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم بمصداق من كتاب اللّه... 326

إن الحسين عليه السّلام أحب أهل الأرض إلى أهل السماء... 328

إن الحسين عليه السّلام قال له عمر : انما أنبت ما ترى في رؤوسنا اللّه ثم أنتم... 330

في شيء من جود الحسين عليه السّلام... 332

في بعض كرامات الحسين عليه السّلام... 334

إن جبريل عليه السّلام أخبر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتل الحسين عليه السلام وأتاه بتربته... 336

في اخبار علي عليه السّلام عن قتل الحسين عليه السّلام وعن موضع قتله... 343

في اخبار كعب عن قتل الحسين عليه السّلام... 346

في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بنصرة الحسين عليه السّلام... 347

إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعن المستحل من عترته ما حرم اللّه وأخبر أنهم سيلقون من بعده قتلا وتشريدا       349

ان اللّه قتل بيحيى سبعين الفا وبالحسين عليه السّلام ضعفه... 352

ص: 426

في وضع النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند أم سلمة تربة الحسين عليه السّلام وقوله لها : إذا تحولت دما فاعلمي أن ابني قد قتل... 354

في رؤيا أم سلمة عند قتل الحسين عليه السّلام... 356

فى رؤيا ابن عباس عند قتل الحسين عليه السّلام... 357

في نوح الجن على الحسين عليه السّلام... 359

في الآيات التى ظهرت يوم قتل الحسين عليه السّلام وبعده ...  361

في استجابة دعاء الحسين عليه السّلام على بعض مقاتليه ... 369

في عقاب قتلة الحسين عليه السّلام ومبغضيه في الدنيا... 371

في إن قاتل أهل البيت يحرم الجنة والكوثر جميعا ...  374

فيما جاء عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في ذم بني أمية عموما... 376

باب فيما جاء في ذم مروان وولده وأبيه الحكم ابن أبي العاص... 379

باب فيما جاء في ذم يزيد بن معاوية وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن       387

في خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية في ذم أبيه وجده... 392

فيما جاء في فضل زيارة الحسين عليه السّلام والبكاء على أهل البيت عليهم السلام... 394

إنّ الحسين عليه السّلام وأصحابه يدخلون الجنة بغير حساب... 396

خاتمة فيما جاء في الامام المهدي عليه السّلام... 398

إن المهدي عليه السّلام يواطئ اسمه اسم النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم... 399

إن المهدي عليه السّلام يصلي خلفه عيسى عليه السّلام ولا يرضى عيسى عليه السّلام أن يصلي خلفه المهدي عليه السّلام     401

إن المهدي عليه السّلام من أهل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ولد فاطمة عليها السلام من الحسين عليه السّلام     403

في مدة خلافة المهدي عليه السّلام... 409

فيما جاء في المهدي عليه السّلام بمضامين متفرقة... 414

ص: 427

فهرس مصادر الكتاب

صحيح البخاري : لمحمد بن اسماعيل البخاري طبعة المطبعة الخيرية بمصر سنة 1320.

صحيح مسلم : لمسلم بن الحجاج النيسابوري المطبوعة بمطبعة بولاق سنة 1290.

صحيح الترمذي : لمحمد بن عيسى الترمذي المطبوعة بمطبعة بولاق سنة 1292.

صحيح النسائي : لأحمد بن شعيب النسائي وقد أخذت الحديث من النسخة المطبوعة بالمطبعة الميمنيّة بمصر سنة 1312.

صحيح أبي داود : لأبي داود السجستاني المطبوعة بالمطبعة الكستيلة سنة 1280.

سنن أبي ماجة : لابن ماجة القزويني المطبوعة بمطبعة الفاروقي في دهلي.

مستدرك الصحيحين : للحافظ أبي عبداللّه محمد بن عبداللّه النيسابوري الشهير بالحاكم المطبوعة بمطبعة حيدر آباد دكن سنة 1324.

مسند الامام أحمد بن حنبل : المطبوعة بالمطبعة الميمنية بمصر سنة 1313.

موطأ الإمام مالك : لمالك بن أنس المطبوعة بالمطبعة الحجرية بمصر سنة 1280.

مسند الإمام أبي حنيفة النعمان : المطبوعة بمطبعة محمدي سنة 1306 في لاهور من بلاد الهند.

مسند الشافعي : للإمام أبي عبداللّه محمد بن إدريس الشافعي النسخة المطبوعة بمطبعة الخليلي سنة 1306 ببلدة أره من بلاد الهند.

ص: 428

الأدب المفرد : لأبي عبداللّه محمد بن اسماعيل البخاري صاحب الصحيح المعرف المطبوعة بمطبعة الخليلي سنة 1306 في بلدة أره من بلاد الهند.

مسند أبي داوود الطيالسي : للحافظ سليمان بن داود المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1321 بحيدر آباد دكن.

سنن الدارمي : للحافظ أبي محمد عبداللّه بن عبدالرحمن الدارمي المطبوعة بمطبعة الاعتدال سنة 1349 بدمشق.

سنن الكبرى : للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1344 بحيدر آباد دكن.

سنن الدار قطني : للحافظ أبي الحسن عليّ بن عمر الدار قطني المطبوعة بمطبعة الأنصاري بدهلي عاصمة الهند.

حلية الأولياء : لأبي نعيم وهو الحافظ أحمد بن عبداللّه الأصبهاني المطبوعة بمطبعة السعاة بمصر سنة 1351.

فتح الباري في شرح البخاري : للحافظ شهاب الدين ابي الفضل العسقلاني المعروف بابن حجر والمطبوعة بمطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1378.

الطبقات الكبرى : لمحمد بن سعد كاتب الواقدي المطبوعة بمطبعة بريل سنة 1322 في مدينة ليدن.

تاريخ بغداد : للحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي المطبوعة بمطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1357.

تاريخ الأمم والملوك : للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المطبوعة بمطبعة الاستقامة بالقاهرة سنة 1357.

مشكل الآثار : لأبي جعفر الطحاوي أحمد بن محمد المصري الحنفي المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية في حيدر آباد دكن سنة 1333.

شرح معاني الآثار : لأبي جعفر الطحاوي أيضاً المطبوعة بمطبعة المصطفائي سنة 1300.

ص: 429

الآثار : لمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة المطبوعة بمطبعة أنوار محمدي في لكنهو من بلاد الهند.

أسد الغابة : لعز الدين أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن الأثير المطبوعة بالمطبعة الوهبية سنة 1285 بمصر.

الاستيعاب : للحافظ أبي عمر يوسف بن عبداللّه المعروف بابن عبدالبر المطبوعة بمطبعة ذائرة المعارف سنة 1336 بمدينة حيدرآباد في جنوب الهند.

الإصابة : للإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر المطبوعة بمصر طبق النسخة المطبوعة سنة 1853 ميلادي في بلدة كلكتا.

تهذيب التهذيب : لشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني أيضاً المطبوعة بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية سنة 1325 بحيدر آباد دكن.

ميزان الاعتدال : للحافظ شمس الدين محمد بن أحمد المعروف بالذهبي المطبوعة بمطبعة السعادة سنة 1325 بجواز محافظة مصر.

تفسير القرآن المسمى بجامع البيان : للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي سنة 310 المطبوعة بالمطبعة الكبرى سنة 1323 ببولاق مصر المحمية.

تفسير القرآن المسمى بالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل : للإمام محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 528 المطبوعة بمطبعة مصطفى محمد سنة 1356 صاحب المكتبة التجارية الكبرى بمصر.

تفسير القرآن المسمى بمفاتيح الغيب المشتهر بالتفسير الكبير : للإمام محمد الرازي فخر الدين بن العلامة ضياء الدين عمر المعروف بخطيب الري المتوفى سنة 606 المطبوعة بدار الطباعة العامرة.

تفسير القرآن المسمى بالدر المكنثور في التفسير بالمأثور : للإمام الكبير جلال الدين

ص: 430

عبدالرحمن أبي بكر السيوطي المطبوعة بمصر في المطبعة الميمنية سنة 1314.

أسباب النزول : تصنيف الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد المشتهر بالواحدي المطبوعة في مطبعة هندية في غيط النوبي سنة 1315.

قصص الأنبياء : المسمى بعرائس التيجان لأحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي والمطبوعة سنة 1294 بمطبعة الحيدري في بمباي.

خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : للحافظ الحجة أبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب الصحيح المعروف المطبوعة سنة 1348 بمطبعة التقدم العلمية بمصر.

الإمامة والسياسة : لأبي محمد عبداللّه بن مسلم المعروف بابن قتيبة المطبوعة سنة 1331 بمطبعة الفتوح الأدبية.

مجمع الزوائد : للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المطبوعة في سنة 1352 التي عني بنشرها صاحب مكتبة حسام الدين القدسي بمصر.

كنزالعمال : للمتقي الهندي وأصل الكتاب هو جمع الجوامع للحافظ السيوطي المعروف كانت أحاديثه على ترتيب حروف الهجاء فبوّبه المتقي على نهج الكتب الفقهية وسماه بكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، الحديث من النسخة المطبوعة بمطبعة دائرة المعارف النظامية سنة 1312 بحيدر آباد دكن.

فيض القدير : للعلامة عبدالرؤوف المناوي وهو شرح الجامع الصغير للسيوطي المعروف المشهور المطبوعة بمصر سنة 1356.

كنوز الحقائق في احاديث خير الخلائق : للعلامة عبد الرؤوف المناوي ايضاً المطبوعة بإلامبول سنة 1285 بتحرير حافظ حسين الحلمي.

الرياض النضرة : للحافظ أبي جعفر احمد بن عبداللّه الشهير بالمحب الطبري المطبوعة بمطبعة الاتحاد المصري الطبعة الأولى.

ص: 431

ذخائر العقبى : للحافظ أبي جعفر احمد بن عبداللّه أيضاً الشهير بالمحب الطبري المطبرعة في سنة 1356 التي نشرها صاحب مكتبة حسام الدين القدسي بمصر.

الصواعق المحرقة : لشهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي المطبوعة بالمطبعة الميمنيّة بمصر المحروسة سنة 1312.

مرقاة المفاتيح : لعلي بن سلطان محمد القاري وهو شرح مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي ولي الدين محمد بن عبداللّه والمشكاة هو شرح المصابيح لأبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي ، وقد اخذت الحديث من النسخة المطبوعة بالمطبعة الميمنية بمصر سنة 1309.

نور الأبصار : للعالم الفاضل الشيخ الشبلنجي المدعو بمؤمن طبعة المطبعة الميمنية بمصر المحروسة سنة 1322.

بشير

هذه هي مصادر الكتاب وقد أشرنا الى طبعاتها كلما أنّا ذكرنا عند كل حديث عدد اجزاء الكتاب وأرقام الصفحات الّا اذا كان من صحيحي البخاري ومسلم فقد أشرنا لكثرة طبعاتهما الى الكتاب والباب او اذا كان من التفاسير فقد أشرنا الى الاية والسورة فنرجو من المطالعين الكرام انهم اذا ارادوا التحقيق في حديث من الأحاديث والمراجعة الى المصادر ان يراجعوا الى الطبعة التي اشرنا اليها اذا امكنهم ذلك لئلا يحصل الاختلاف في عدد الأجزاء وأرقام الصفحات فيتهمني بالسهو والنسيان وان كان الانسان لايخلو منهما بلغ ما بلغ في الضبط والدقة ( واللّه العاصم ).

المؤلف

ص: 432

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.