قزوینی عبد الكريم، 1317 ه- ش .
التقيه في الاسلام / تأليف عبدالکریم قزوینی (1317 ه- ش) ؛ قم برگزیده، 1388 .
16 ص . - ( برگزیده؛ مقاله 1) چاپ اوّل
کتابنامه : ص . 16 ؛ همچنین بصورت زیرنویس
1. احادیث 2. اعتقادی.
الف قزوینی عبدالکریم 1317 - مؤلف. ب) نشر برگزیده.
التقيّه فى الاسلام عبد الكريم الحسيني القزويني
تولید و پخش ارزشمند .
الناشر : برگزیده .
الطبعة الأولى : 1388
الكميّة : 5000 نسخة
المطبعة : ولی عصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)
الشابک : 24500-964-978
الشابك الدوره 7 - 010 - 245-964-978
کلیه حقوق چاپ و نشر محفوظ و مخصوص است
سایت مؤلف http://www.qazvini.org
- خیابان شهدا - کوی- 23 - پلاک 18 - تلفن 7745081/7744125
محرر الرقمي: سيد أسد الله حسيني
ص: 1
لماذا الاختلاف بين المذاهب الإسلامية مع وضوح النص القرآني والنبوى
12
التقية في الإسلام
عبد الكريم الحسينى القزويني
www.Qazvini.org
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين
ص: 3
بعض الناس من ذوي الأقلام المسمومة التي تحاول دائماً تفريق المسلمين وإيجاد العداوة والبغضاء بينهم خلافاً للآية الكريمة .
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان (1)
فهم يسخرون أقلامهم لتكفير المسلمين ونسب التّهم والأباطيل إليهم وهم يظنون بذلك أنّهم يحسنون صنعاً من أمثال ظهير إحسان الباكستانی و عثمان خميس ومحبّ الدين وغيرهم من رجال السوء والباطل والتفرقة فإنّهم يتهمون الشيعة ويكفّرونهم لأنهم يقولون بالتقية والغريب من هؤلاء المفترين يدّعون أنهم من أهل السنّة
ص: 4
ولكنّهم لم يفهموا القرآن الكريم ولا السنّة النبوية لأنّهم أتباع سنة معاوية بن أبي سفيان لا سنّة النبي الكريم (صَلَّى الله علیه وآله وسلم) وقد اصطدم بنا جمع من هؤلاء الغوغائيين في المسجد النبوي الشريف وقد التفّوا من حولنا وهم يقولون أنتم لا دين لكم وإنّما تتظاهرون بالإسلام تقية لأنكم تقولون من لا تقية له لا دين له ! وأجبتهم على الفور متسائلاً هل أنتم تؤمنون بالإسلام ؟ فأجابوا نعم والحمد لله ، هل أنتم تؤمنون بالقرآن ؟ قالوا نعم ، هل أنتم تؤمنون بالسنّة النبوية ؟ قالوا نعم ، قلت لهم إنّكم من الكاذبين ولو كنتم صادقين لما اعترضتم علينا بالتقية أليس القرآن قد صدع بالتقية أليس الرسول الكريم قال بها ؟ فلماذا تنكرونها وبإنكاركم هذا هو إنكار للقرآن والسنة والذي ينكر القرآن والسنة فهو لا دين له ثم شرحت لهم التقية على ضوء القرآن والسنة النبوية الشريفة ولابد للإنسان المسلم أن يكون اعتقاده مستنداً على ضوئيهما فنقول :
القرآن الكريم أقرّ التقية للإنسان المكره والخائف
ص: 5
على نفسه وقد بيّن ذلك في آيات بينات فقال تعالى :
1 - قوله تعالى :
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّى اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(1).
فالآية تشير إلى التقية : قَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَكْتُمُ إِيمَانَهُ»، فكتمان الإيمان لمصلحة تقتضي ذلك هو التقية بعينه.
2 - قوله تعالى :
لَا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ ثقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ» (2) .
فالآية الكريمة تحرّم اتخاذ الكافر ولياً من دون
ص: 6
المؤمنين إلّا إذا كان موقفه هذا يوجب الضرر والخسارة عليه وعلى المؤمنين فقال الله« إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةٌ» لأن درأ المفسدة مقدّم على جلب المصلحة كما يقول الفقهاء .
3- قوله تعالى :
«مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنُّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (1).
فالإسلام يجيز للمسلم أن يتظاهر كذباً بالكفر كرهاً كما في حالة الخوف على النفس والمخاطر الأُخرى ويجاري الكافرين ولكن قلبه مطمئن بالإيمان والإسلام وقد وردت الرخصة في ذلك وأباحها الإسلام كما في حالات معينة وفي بعض الظروف الخاصة التي حصلت البعض المسلمين من أمثال عمّار بن ياسر .
فقد ذكر المفسّرون أنّ سبب نزول هذه الآية :
ص: 7
«مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ بِالْإِيمَانِ) (1).
إنّ المشركين قد عذبوا عمّار وأبيه وأمه وأجبروهم على الكفر وقد مات تحت التعذيب ياسر وزوجته سمية ولكن عمّار أظهر بلسانه ما أرادوا منه فقيل عنه أنه قد كفر فسمع النبي عل الله ذلك فقال وشهد بحق عمّار رادّاً عليهم بقوله :
«كلا إنّ عمّار ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه » .
وجاء عمّار إلى النبي (صلی الله علیه وآله وسلم) باكياً فقال له رسول الله :
« ما وراءك ؟ فقال شرّ يارسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) ، ما تركت حتى نلت منك ! وذكرت آلهتهم بخير فجعل النبي(صلی الله علیه وآله وسلم) يمسح عينيه ويقول له : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت» (2)
ص: 8
فهذه التقية في القرآن والسنة النبوية وكيف أنّهما أقراها واعترفا بها ولكن هؤلاء الجهلة لا يقرّون ولا يعترفون بالقرآن ولا السنة النبوية والشيعة هم استناداً إلى القرآن والسنة قالوا بها وركنوا إليها في حالة الخوف على النفس والأموال والأعراض والأديان كما فعلوا في أيام معاوية بن أبي سفيان حينما أصدر بيانه الرسمي في أيام حکومته وعممه على جميع ولاياته وعماله فى الأمصار والبلدان وإليك نصّه :
« أنظروا إلى من أُقيمت عليه البيئة أنّه يحبّ علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه ومن اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره ».(1).
فالتقية إذاً بموجب الكتاب والسنة جائزة إلّا إذا اصطدمت بواجب أهم كما هو في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والدفاع عن الإسلام إذا حلّ به خطر كما فعل الإمام الحسين لها في محاربة الحاكم
ص: 9
المستهتر بأحكام الله كيزيد بن معاوية ونظائره .
والخلاصة : مع كلّ ما رأيناه من القرآن الكريم والسنة النبوية في جواز استعمالها وإباحتها وقد أجازها رسول الله لعمّار بن ياسر بقوله(صلی الله علیه آله وسلم) « إن عادوا لك فعد لهم بما قلت». ومن خلال هذه الدراسة ثبت لدينا بالدليل القرآني والنبوي بجواز استعمال التقية وأنّها مباحة من قبل الله ورسوله ولكن السلفية وأتباعها ومن دار في فلكها تحرّمها وتتهم أتباع أهل البيت(علیهم السلام) لها باستعمالها وبعد ما أثبتنا جوازها بالبرهان القرآني والنبوي فإنّهم أخذوا يأوّلون ذلك قائلين بجواز استعمال التقية مع المشرك ولكنّه لا يجوز استعمالها بين المسلمين أنفسهم وهذا القول أغرب من سابقه وأعجب من أوّله ... ! فكيف يجوز للمسلم أن يظهر الكفر بالله على لسانه ولا يجوز له أن يكفّر يديه أو يسجد على فرش الأرض في صلاته أمام المسلمين المتعصبين فهذا أمر غريب وعجيب لا يقوله عقل سليم ولا يقرّه شرع مبين .
هذا هو معنى التقية التي أجازها رسول الله(صلی الله علیه وآله وسلم) بكلّ
ص: 10
صراحة ووضوح، ولكن ابن تيمية ومحب الدين وإحسان ظهير الباكستاني وعثمان خميس وغيرهم من الأعراب الذين لم يفقهوا حرفاً من القرآن ولا السنة النبوية الشريفة ولهذا السبب يحملون على الشيعة ويفترون عليهم لأنّهم يطبقون القرآن الكريم والسنة
النبوية ولا ذنب لهم سوى ذلك كما قال الله تعالى : ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ » (1)
وبهذه الدراسة المختصرة قد بيّنا ووضحنا النقاط التي يثيرها أتباع الوهابية والسلفية ، مستندين في إثباتها أو نفيها إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض وبلسان عربي مليح وفصيح فإن كانوا يريدون الكتاب والسنّة فهذه الدراسة كفيلة بتوضيح ذلك فإنّ القرآن الكريم دعانا بقوله :
«فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ » (2)
ص: 11
فهذا هو حكم الله تعالى إليه وليكن فيصلا في الاختلافات التي تثيرونها بين المسلمين فبالكتاب والسنّة نستطيع أن نزيل تلكم الاختلافات ونكون أُمّة واحدة كما أرادها الله ورسوله
بذلك نستطيع أن ننشر الإسلام على حقيقته ونبعده عن أفعال الارهابيين من أتباع الوهابية والسلفية التي شوّهت معالم الإسلام بالقتل والإرهاب والتكفير كما تفعله اليوم فى العراق والجزائر وباكستان والسعودية متحدية قوله تعالى :
«مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ﴾ (1)
و متحدّية أيضاً رسول الله (صلی الله علیه وآله وسلم) القائل : « من قال لا إله إلّا الله محمداً رسول الله حقن دمه وعرضه وماله » .
ص: 12
وأخيراً نقول إنّ الإسلام يمرّ بأسوأ مرحلة تاريخية في هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها حيث إنّه تتكالب عليه حملات الأعداء التشويهية في الخارج والداخل وذلك حينما شعر الأعداء أنّ الاسلام أخذ ينتشر في هذا القرن بصورة مذهلة حيث إنّه أصبح الديانة الثانية في امريكا واروپا مما أثار الأعداء وأخذوا يفكرون لو بقي الإسلام على هذا الحال لمدة 50 سنة الآتية لأصبح الإسلام هو الدين الرسمي الأوّل في البلاد الامريكية والاروبية ففكروا وخططوا كيف يوقفوا هذا الزحف الإسلامي وبأي أُسلوب حتى يشوّهوا سمعة الإسلام ؟ فتوصلوا بتخطيطهم وتفكّرهم أن يخلقوا من داخل العالم الإسلامي أُناساً يقومون بالعملية التشويهية باسم الإسلام فأخذوا يلقون القنابل والمتفجرات على المصلين ف-ي المساجد الشريفة والمراقد المقدّسة وفي الشوارع والأسواق وهذا هو الافساد بعينه وهذه هي المحاربة الله ورسوله وقد عناهم الله بقوله :
«إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
ص: 13
الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ في الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (1).
وأيضاً محاربة الرسول الله (صلی الله علیه وآله سلم) القائل :
« يقتل رجل من المسلمين لا يدرى من قتله ؟! والذي نفسي بيده لو أنّ أهل السماوات والأرض اجتمعوا على مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله النار »
وقال (صلی الله علیه آله وسلم) أيضاً :
« من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله » .
فالنبي الكريم (صلی الله علیه آله وسلم) يقول : من أعان على قتل مؤمن أو رضی به ولو بشطر كلمة فكيف بالذين يمدون القتلة والارهابيين بالمال والسلاح والخطط والإيواء والتستّر عليهم فيأتون يوم القيامة مكتوباً بين أعينهم آيسين من رحمة الله فهذا العمل التشويهي من الداخل له ارتباط
ص: 14
وثيق بالأعمال التشويهية بالخارج من نشر الصور المسيئة للنبي محمد (صلی الله علیه وآله وسلم) وكل هذه الأعمال التشويهية من أجل تفريق الأمة وتمزيق وحدتها التي أرادها الله لها بالوحدة والاتحاد بقوله :
﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) ومتحدّية إنسانية الإسلام التي عبر عنها أمير المؤمنين علي (علیه السلام) بقوله لمالك الأشتر حينما ولاه بلاد مصر بقوله :
«الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.
فعلى المسلمين الغيارى أن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم على البر والتقوى حتّى يردوا على هذا التحدّي الله ولرسوله ويعيدوا للإسلام عزّته وصولته وكرامته وللمسلمين أُخوتهم ووحدتهم
ص: 15
القرآن الكريم
تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي
تفسير الطبري
تفسير الرازي
شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد
التقیه فی الاسلام .........5
أوّلاً: التقية فى القرآن الكريم ........7
ثانياً : التقية في السنة النبوية......9
معاوية يصدر بياناً يهدم بيوت الشيعة وقتل رجالهم .........10
الاسلام يدعوا إلى الوحدة والاتحاد .........13
قتل مؤمن برئ جريمة كبيرة لا تغتفر .........14
الارهاب ليس من الاسلام ........15
ص: 16