أسَدُ الغَابَة في مَعَرفَة الصَّحَابَة
تأليف
عِز الدّین ابنْ الأثير أبي الحَسَن عَليّ بن محمّد الجَزَريْ
المتوفى سَنَة 630 ه
تحقيق و تعليق
الشيخ على محمّد معَوّض الشَيخ عادل أحمد عَبْد المَوجُود
قَدَّمَ لَهُ وَ قَرَّظَهُ
الأستاذة الدكتور محمّد عبد المنعم البري
جَامِعَة الأزهَر
الدكتور عَبد الفتّاح أبوسنَّه
جَامعَة الأزهَر
الدكتور جمعَة طاهِر النجّار
جَامعَة الأزهَر
المحتوى:
آبي اللّحم - حريش
الجزء الأوّل
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
محرر الرقمي: محمد رضا پيش بين
ص: 1
جمَيع الحُقوق محفوظَة
لِدَار الکتب العِلميَّة
بيروت - لبنان
دَار الكتُب العِلميّة بيروت - لبنان
ص.ب: 11/9424 - تلکس: _ Nasher 41245 Le هاتف: 366135 - 602133- 868051 _ 815573 فاكس :1212/4781373 / .. - /9611/602133 / ..
ص: 2
بسم الله الرحمن الرّحیم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و أصحابه و أتباعه و أحبابه و بعد:
فقد اطلعت على كتاب «أسد الغابة» في معرفة الصحابة لعز الدين ابن الأثير الجزري المتوفى سنة 630 ه_ بتحقيق الشيخ علي محمد معوض و الشيخ عادل أحمد عبد الموجود فوجدته ذخيرة لا يستغني عنها دارس لعلوم الحديث و تاريخ الأعلام من الصحابة.
و إن المؤلف قد بذل جهداً في تصنيفه و اعتمد فيه على مراجع كثيرة بالإضافة إلى ما سمعه من شيوخه . . . و الكتاب يحتوي على أكثر من سبعة آلاف ترجمة، مع تنسيق جيد يسهل معه الحصول على اسم الصحابي دون عناء. و قد بذل المحققان الكريمان جهداً عظيماً في توثيقه و تخريج أحاديثه مما جعله موسوعة علمية مفيدة لكل طالب في علوم التاريخ و التراجم و السير و الحديث و الفقه و اللغة .
و الكتاب بتحقيقه يشهد بطول باع المحققين و إخلاصهما و حبهما للعمل فجزاهما الله خير الجزاء .
جُمعة طاهر النجار
ص: 3
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
شَرَّفَ الله سبحانه خير أمة أخرجت للناس بخير الأنبياء و إمام المرسلين، و أكد العهد على ذاته سبحانه بحفظ كتابها: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي ينال هذا الشرف القدسي دنيا و أخرى فهو أنشودة سكان الجنة من السعداء الفائزين .
و لما كانت السنة المشرفة بمنزلة المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم فلا يفهم مراد الله عز و جل في قرآنه المجيد إلا من خلالها يؤكد ذلك قول الحق جل و علا: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ...) كان حفظها من صميم حفظ الله لقرآنه الخالد. و قد سخَّر الله لها من كل خلق أكفاءها و عدولها من أماجد العلماء و قمم الأئمة الذين كتب لهم نوال أعلى الدرجات في الدارين يقول سبحانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ...) فكانوا الحراس الأمناء الزائدين عن دينه و هدي نبيه صلّی الله علیه و آله و سلّم و قد ورد في الآثار أن من ألوان البلاء و الخيبة و الأسى الذي يشهده الثابتون على الحق من هذه الأمة في آخر زمانها الذين عناهم المصطفى صلّی الله علیه و آله و سلّم بقوله الشريف : «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ» من الظواهر السيئة التي بدت على الساحة في ديار الإسلام أن يلعن آخر هذه الأمة أولها و أن يؤتمن الخائن و يخون الأمين، و صدق الله العظيم في قوله سبحانه: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
و قد أغلق الله في وجوههم منافذ التخريب و الهجوم على كتابه و هدي نبيه صلّی الله علیه و آله و سلّم. فتسللوا إلى الساحات المفتحة أبوابها لمطاعنهم و دسهم كالتاريخ الإسلامي و السير و التفسير و الأدب و غيره قديماً و حديثاً. و لا ينجو من شباكهم الخبيثة و كيدهم الذكي إلا من عصم الله. مثال ذلك ما يقع فيه الباحث الصغير المبتدىء خلال قراءته في المغازي و السير يفاجأ بالمتناقضات يرى مثلاً في بعض كتب التراث أن من الثابتين مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يوم حنين العباس بن عبد المطلب و صديق عمره أبو سفيان رضي الله عنهم أجمعين و أن أبا سفيان فقئت عينه في هذه الغزوة خلال ذلك.
ص: 5
كما فقئت عينه الثانية في اليرموك، و تشبث براية رسول الله بتصميم شديد إلا أن يحملها للمسلمين و هو أعمى خلال فتح فارس في عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنهم أجمعين أسوة بعید الله ابن أم مكتوم الأعمى الذي كان يحمل اللواء الثاني الرسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و بيض الله وجه جيش صحابة النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و على جناحيه رايتا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يحمل الأولى على الميمنة أبو سفيان بن حرب الأعمى و يحمل الثانية على الميسرة عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى، و محا الله مجد فارس إلى الأبد في معركة القادسية بقيادة خال رسول الله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه و ما زال الفرس يجترون الحقد على الإسلام من يومها و يلعنون أمير المؤمنين عمر رضي الله الذي ساق جيوش الصحابة الأماجد إليهم.
كان أبو سفيان بن حرب شريفاً صادقاً في كفره صادقاً في إسلامه و كذلك بنوه فقد صَدَّرَ الإمام البخاري في كتابه الخالد شهادة أبي سفيان عن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم بين يدي الامبراطور هرقل في السنة السابعة من الهجرة قبل إسلامه بما يعتبر مفخرة له أبد الدهر أما لدى المؤرخين الشيعة أمثال محمد بن عمر الواقديّ صاحب «المغازي» و المسعودي و غيرهما و الحاطبين بليل من ورائهما فترى دسَّا رخيصاً يضحك الثكلى و لا ينطلي إلا على الأغرار البلهاء و لا ينسب إلا لكافر كقولهم عنه فض الله أفواههم إنه كان على رأس الشامتين في الهزيمة و أنهم قالوا لن يكف الفارون حتى البحر، و لا بحر في الطائف فهي مدينة عشت فيها ست سنوات من العمر خلال المدة من 1391 ه_ 1397ه_ و هي ترتفع عن سطح البحر بمسافة 1800 متر و الأقرب لها السحاب و ليس البحر و قد قالوا في الحكم (إذا كنت كذوباً فكن ذكوراً حتى لا تفضح نفسك) و من الخصوصيات التي شرف الله بها هذه الأمة اتصال السند بينها و بين نبيها محمد صلّی الله علیه و آله و سلّم منذ نزل قول الله تعالى:(الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ ...) و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
و قد قيض الله للدين جنوده و للسنة المطهرة الرجال الأفذاذ و الأئمة الأعلام، و في طليعتهم الإمام الحافظ عز الدين ابن الأثير صاحب الكامل في سفره الخالد أسد الغابة في معرفة الصحابة الذي سخر الله له العالمين الجليلين الشيخ علي محمد معوض و الشيخ عادل أحمد عبد الموجود لتحقيقه العلمي الدقيق و إزالة غرائبه و توضيح أعلامه و مواطنه.
أسأل الله سبحانه أن يتقبله بقبول حسن و أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يشملني و إياهم و القائمين على نشره و خدمته و قراءته و والدينا و مشايخنا و أحبابنا في الله تعالى خير ما يجزي به عباده الصالحين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ص: 6
أسد الغابة في معرفة الأصحاب
لابن الأثير
كتاب أسد الغابة من أمهات كتب التراجم، و أصل من أصول التاريخ الإسلامي جمعه مؤلفه، و قربه على من أراد ليستغني به القارىء عن المصنفات الطويلة، معتمداً فيه على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بالسير و الأثر و الأنساب، و على التواريخ المعروفة التي عول عليها المؤرخون؛ مبيناً المراجع التي اعتمد عليها، و الشيوخ الذين حدث عنهم أو قرأه عليهم.
فهو كتاب عمدة في كتب التراجم يعتمد عليه كثير ممن يؤرخون لرجال الإسلام، و يرجع إليه كل من أراد أن يكتب عن الصحابة، و وثقه كل من نقلوا عنه.
و مع ذلك فإن الكتاب لم يستوف حقه من الباحثين و الدارسين و المحققين.
و لما أراد الله لهذا الكتاب الانتشار و الذيوع قيض له عالمين جليلين لهما باع في التحقيق و التوثيق استوعبا الكتاب، فأتوا بنسخ عديدة لأصل هذا الكتاب و تمت بينها المقابلات، و ظهر على يد الشيخين فيها الترجيحات المذيلة بنفائس التعليقات، و بدا الوليد يرفل في حلل الإيضاحات و التوجيهات، فاحتفى به المحتفون، و أعجب بإخراجه المعجبون و أثنی عليه المثنون، و لله في خلقه شؤون.
عبد الفتاح أبو سنة
عضو المجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية
ص: 7
ص: 8
مَنْ هُوَ الصَّحَابِيُّ
الصَّحَابِيُّ لُغَةٌ: مشتقٌّ من الصُّحبة، و ليس مشتقَّا من قدر خاصٍّ منها ، بل هو جَارٍ علىكل من صحب غيره قليلاً أو كثيراً.
كَمَا أَنَّ قَوْلَكَ: مُكلّم، و مخاطب، و ضارب، مشتق من المُكَالَمَةِ، و المخاطبة، و الضَّربِ، وَ جَارٍ على كلّ من وقع منه ذلك، قليلاً أو كثيراً.
يقال: صحبت فلاناً حَوْلاً و شَهْراً و يوماً و ساعة و هذا يوجب في حكم اللُّغة إجراؤها على من صحب النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم سَاعَةً من نهار.
قَالَ السَّخَاوِيُّ: «الصَّحَابِيُّ لُغَةً : يقع على من صحب أقلّ ما يطلق عليه اسم صحبة، فضلاً عمَّن طالت صحبته و كثرت مُجالسته» (1).
الصَّحَابِيُّ عِنْدَ عُلَمَاءِ الأُصُولِ
قالَ أَبُو الحُسَيْنِ في «المُعْتَمدِ»: هو من طالت مُجَالسته له على طريق التَّبع له و الأخذ عنه، أما من طالت بدون قصد الاتباع أو لم تظل كالوافدين فلا.
و قال الكيا الطَّبَرِيُّ: هو من ظهرت صحبته لرسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم صحبة القرين قرينه حتى يعد من أحزابه و خدمه المتَّصلين به.
قال صَاحِبُ «الوَاضِحِ»: و هذا قول شيوخ المعتزلة. و قال ابنُ فُورَك: هو من أكثر مجالسته و اختص به.
الصَّحَابِيُّ عِنْدَ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ
قال ابنُ الصَّلاحِ حِكَايةَ عن أبي المُظفَّرِ السَّمْعَانِيّ أنه قال: أصحاب الحديث يطلقون اسم الصَّحابة على كل من روى عنه حديثاً أو كلمة، و يتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصَّحابة، و هذا الشرف منزلة النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم أعطوا كل من رآه حكم الصَّحابة (2).
ص: 9
و قال سيِّدُ التّابعين سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: الصَّحابي من أقام مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم سنة أو سنتين، و غزا معه غَزْوَةً أو غزوتين (1).
و وجهه أن لصحبته صلّی الله علیه و آله و سلّم شرفاً عظيماً فلا تنال إلّا بأجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المُشتمل على السَّفر الّذي هو قطعة من العذاب، و السَّنَة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج.
و قال بَدْرُ الدِّينِ بْنُ جَمَاعَةَ (2): و هذا ضعيف؛ لأنه يقتضي أنه لا يعد جرير بن عبد الله البجليّ، و وائل بن حُجْر و أضرابهما من الصّحابة، و لا خلاف أنهم صحابة. و قال العِرَاقِيُّ: و لا يصح هذا عن ابْنِ المُسْيِّبِ، ففي الإسناد إليه مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ
الوَاقِدِيُّ شيخ ابْنِ سَعْدِ ضعيف في الحديث (3).
و قال الوَاقِدِيُّ: و رأيت أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و قد أدرك الحلم فأسلم و عقل أمر الدّين و رضيه فهو عندنا ممَّن صحب النبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم و لو ساعًة من نهارٍ (4).
و هذا التعريف غير جامع؛ لأنه يخرج بعض الصحابة ممَّن هم دون الحلم و رووا عنه كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، و سيّدي شباب أهل الجنَّة الحسن و الحسين، و ابن الزبير.
قال العِرَاقِيّ: و التَّقييد بالبلوغ شاذٌّ (5).
و قال السُّيُوطِيُّ في «تَدْرِيبِ الرَّاوِي»: و لا يشترط البلوغ على الصَّحيح، و إلا لخرج من أجمع على عدّه في الصَّحابة.
و الأصح ما قيل في تعريف الصّحابيّ أنه «مَنْ لقي النَّبيّ صلّی الله علیه و آله و سلّم في حياته مسلماً و مات على إسلامه».
شَرْحُ التَّعْرِيفِ:
(مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ صلّی الله علیه و آله و سلّم): جنس في التَّعريف يشمل كل من لقيه في حياته، و أَمَّا من رآه بعد موته قبل دفنه صلّی الله علیه و آله و سلّم فلا يكون صَحَابيَّا كأَبِي ذُؤَيبِ الهُذَلَيِّ الشَّاعِرِ فإنه رآه قبل دفنه.
(مُسْلِماً): خرج به من لقيه كافراً و أسلم بعد وفاته كرسول قيصر فلا صحبة له.
ص: 10
(وَ مَاتَ عَلَى إِسْلامهِ): خرج به من كفر بعد إسلامه و مات كافراً.
أما من ارتَدَّ بعده ثم أسلم و مات مسلماً فقال العِرَاقِيُّ فيهم نظر، لأن الشَّافِعِيَّ و أَبا حَنِيفَةً نصَّا على أن الردّة مُحْبطة للصُّحبة السابقة كقُرَّةَ بْنِ مَيْسَرَةَ وَ الْأَشْعَث بْنِ قَيْسٍ.
و جزم الحافظ ابْنُ حَجَرٍ شيخ الإسلام ببقاء اسم الصُّحبة له كمن رجع إلى الإسلام في حياته كعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.
و هل يشترط لقيه في حال النُّبوّة أو أعم من ذلك حتى يدخل من رآه قبلها و مات على الحنيفية كزَيْدِ بْن عَمْرِو بْنِ نُفَيلٍ، و كذا من رآه قبلها و أسلم بعد البعثة و لم يره؟
قال العِرَاقِيُّ: و لم أر مَنْ تَعرَّض لذلك، و قد عد ابنُ مَنْدَه زَيْدَ بْنَ عَمْر و في الصحابة.
هَلْ مِنَ المَلائِكَةِ صَحَابَةٌ؟!
الملائكة أجسام نورانية قادرة على التّشكيل و الظّهور بأشكال مختلفة، و هي تتشكل بأشكال حسنة، شأنها الطاعة و أحوال جبريل مع النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم حين تبليغه الوحي و ظهوره في صورة دحية الكلبي تؤيد رجحان هذا التعريف للملائكة على غيره.
و الملائكة لا يوصفون بذُكُورة و لا أنوثة و لا يتوالدون، فمن وصفهم بذكورة فسق و من وصفهم بأنوثة أو خنوثة كفر، لقوله تعالى: (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) (1) الآية، و مسكنهم السماوات و منهم من يسكن الأرض.
و قد دل على وُجُودهم الكتاب و السُّنة و الإجماع فالمنكر كافر، و إذاً فيجب الإيمان إجمالاً فيمن علم منهم إجمالاً، و تفصيلاً فيمن علم بالشّخص كجِبْرِيلَ وَ مِيكَائِيلَ أو بالنوع كحملة العَرْشِ و الحَافِّين من حوله و الكَتَبة و الحَفَظَة و قد خلق الله الملائكة جنداً له منفذين لأوامره في خلقه فمنهم ساكن السَّماوات و أفضلهم حملة العرش و الحافِّين من حوله و هم الكروبيون، و منهم الموكلون بالنار و هم الزبانية مع مالك و منهم الموكلون بالجنة لإعداد النعيم مع رضوان، و منهم سفير الله إلى أنبيائه و هو جبريل، و الموكل بالمطر و السحاب و الرزق و هو ميكائيل، و صاحب النفخ و هو إِسْرَافِيلُ، و الموكلون بحفظ بني آدم و الكاتبون لأعمالهم، و منهم منكر و نكير فتانا القبر، و منهم ملك الموت و أعوانه و هو عَزرائيلُ (وَ مٰا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّٰ هُوَ).
ص: 11
عِصْمَةُ المَلائِكَةِ
و القول الحق أنهم معصومون يستحيل صدور الذنوب منهم كبيرة كانت أو صغيرة بدليل قوله تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (1).
و قوله: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ) (2). و قوله: (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (3). و قوله: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) (4). أي أن شأنهم و حياتهم التي فطروا عليهما هي الخضوع و العبادة و الله أعلم و هل هم صحابة أم لا؟ أجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله فقال:
«و هل تدخل الملائكة محل نظر»؟ و قد قال بعضهم إن ذلك ينبيء على أنه هل كان مبعوثاً إليهم أولاً و قد نقل الإمام فَخْرُ الدِّينِ في «أَسْرَارِ التَّنْزِيل» الإجماع على أنه صلّی الله علیه و آله و سلّم لم يكن مرسلاً إلى الملائكة و نوزع في هذا النقل بل رجح الشيخ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكِيُّ أنه كان مرسلاً إليهم.
هَلْ مِنَ الجِنِّ صَحَابَةٌ؟!
اختلف علماء التَّوحيد في بيان حقيقة الجن، فقال بعضهم بتغاير حقيقته، فعرَّفوا الجن بأنها أجسام هوائية لطيفة تتشكل بأشكال مختلفة و تظهر منها أفعال عجيبة، منهم المؤمن و منهم الكافر.
أما الشَّيَاطِينُ: فهي أجسام نارية شأنها إقامة النفس في الغواية و الفساد.
و قال آخرون إن حقيقتها واحدة و هي أجسام نارية عاقلة قابلة للتشكل بأشكال حسنة أو قبيحة، و هم كبني آدم يأكلون و يشربون و يتناسلون و يكلفون، منهم المؤمن و منهم العاصي، أما الشَّيْطَان فاسم للعاصي، و يدل على ذلك قوله تعالى: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) (5). كما يدل على تكليفهم و وجودهم قوله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) الآيات، و قوله: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (6). و حيث ثبت وجودهم بكلام الله و كلام أنبيائه و انعقد عليه الاجماع كان الإيمان بما ثبت واجباً و منكره كافر و السؤال بعد ذلك هل هم داخلون في الصحابة الحق؟
ص: 12
نعم. يدخل في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم من رآه صلّی الله علیه و آله و سلّم أو لقيه مؤمناً به من الجنِّ، لأنه صلّی الله علیه و آله و سلّم بعث إليهم قطعاً و هم مكلّفون، و فيهم العصاة و الطّائعون.
قال الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: الرَّاجح دخولهم؛ لأن النّبي صلّی الله علیه و آله و سلّم بعث إليهم قطعاً.
قال السُّبْكِيُّ في فتاويه:
كونه صلّی الله علیه و آله و سلّم مبعوثاً إلى الإنس و الجن كافَّة و أن رسالته شاملة لِلثقلَيْن فلا أعلم فيه خلافاً، و نقل جماعة الإجماع عليه.
قال السُّبْكيُّ: و الدَّليل عليه قيل الإجماع الكتاب و السّنة، أما الكتاب فآيات منها قوله تعالى: (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (1) و قد أجمع المُفَسِّرُون على دخول الجِنّ في ذلك في هذه الآية، و مع ذلك هو مدلول لفظها، فلا يخرج منه إلّا بدليل.
و منها قوله تعالى: في سورة الأحْفافِ: (فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) (2).
و المنذرون هم المخوفون مما يلحق بمخالفته لَوْمٌ، فلو لم يكن مَبْعُوثاً إليهم لما كان القرآن الذي أتى به لازماً لهم و لا خوفوا به.
و منها قولهم فيها: (أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ)، فَأَمْرُ بعضهم بعضاً بإجابته دليل على أنه داعٍ لهم، و هو معنى بعثه إليهم.
و منها قولهم: (وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ ...) الآية، و ذلك يقتضي ترتيب المغفرة على الإيمان به، و أن الإيمان به شرط فيها، و إنِّما يكون كذلك إذا تعلَّق حكم رسالته بهم، و هو معنى كونه مبعوثاً إليهم.
و منها قولهم: (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ ..) الآية، فعدم إعجازهم و أوليائهم، و كونهم في ضلال مُرَتّب على عدم أجابته، و ذلك أدلُّ دليل على بعثته إليهم. و منها قوله تعالى: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ) (3). فهذا تهديد و وعيد شامل لهم وارد على لسان رسوله صلّی الله علیه و آله و سلّم عن الله، و هو يقتضي كونه مرسلاً إليهم، و أيُّ معنى للرسالة غير ذلك و كذلك مخاطبتهم في بقيَّة السورة بقوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (4)؛ و غير ذلك من الآيات التي تضمَّنتها هذه السورة.
و منها قوله تعالى في سورة الجنّ: (فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) (5) فإن قوة هذا
ص: 13
الكلام تقتضي أنهم أنقادوا له و آمنوا بعد شركهم، و ذلك يقتضي أَنَّهُمْ فَهِمُوا أَنَّهم مكلَّفون به، و كذلك كثير من الآيات التي في هذه السُّورة التي خاطبوا بها قومهم.
و منها قولهم فيها: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ ...) (1)، و كذا قولهم: (فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا) (2) الآيات.
و منها قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (3).
فهذه الآية تقتضي أن النَّبي صلّی الله علیه و آله و سلّم منذر بالقرآن كله من بلغه القرآن جنيَّا كان أو إنسيَّا، و هي في الدّلالة كآية الفُرْقَانِ، أو أصرح، فإن احتمال عَوْدِ الضَّمير على الفرقان غير وارد هنا، فهذه مواضع في الفرقان تدل على ذلك دلالة قوية، أقواها آية الأَنْعَام هذه، و تليها آية الفرقان، و تليها آيات الأَحْقَافِ، و تليها آيات الرحمن، و خطابها في عدَّة آيات: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) و تليها سورة الجنّ، فقد جاء ترتيبها في الدّلالة و القوة كترتيبها في المصحف، و في القرآن أيضاً ما يدلُّ لذلك، ولكن دلالة الاطلاق اعتمدها كثيرٌ من العلماء في مباحث، و هو اعتماد جيد و هو هنا أجود، لأن الأمر بالانذار، و المطلق إذا لم يتقيَّد بقيد يدل على تمكّن المأمور في الاتيان به في أي فرد شاء من افراده و في كلها، و هو صلّی الله علیه و آله و سلّم كامل الشفقة على خلق الله، و النَّصيحة لهم و الدّعاء إلى الله تعالى، فمع تمكُّنه من ذلك لا يتركه في شخص من الأشخاص، و لا في زمن من الأزمان، و لا في مكان من الأمكنة، و هكذا كانت حالته صلّی الله علیه و آله و سلّم، و يعلم أيضاً من الشّريعة أن الله تعالى لم يرد من قوله: (قُمْ فَأَنْذِرْ) (4) مطلق الانذار حتى يكتفي بإنذار واحد لشخص واحد، بل أراد التَّشمير و الاجْتِهاد في ذلك، فهذه القرائن تفيد الأمر بالانذار لكل من يقيد فيه الانذار، و الجنّ بهذه الصّفة، لأنه كان فيهم سُفَهَاء و قَاسِطُونَ و هم مكلفون فإذا أنذروا رجعوا عن ضلالهم فلا يترك النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم دعاءهم، و الآية بالقرائن المذكورة مفيدة للأمر بذلك فثبتت البعثة إليهم بذلك، و منها كل آية فيها لفظ المؤمنين و لفظ الكافرين مما فيه أَمْرٌ أو نهي و نحو ذلك فإنّ المؤمنين و الكافرين صفتان المحذوف، و الموصوف المحذوف لا يتعيَّن أن يكون النَّاس بل المكلَّفون أَعَمُّ من أن يكونوا إنساً أو جنَّا، و إذا ثَبَتَ ذلك أمكن الاستدلال بما لا يُعدُّ و لا يحصى من الآيات كقوله تعالى: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (5)
ص: 14
فالجن الذين لم يتبعوه ليسوا مفلحين، و إنما يكون كذلك، و إذاً ثبتت رسالته في حقهم، و كقوله تعالى: (لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (1)، و كقوله: (هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (2)، و نحو ذلك من الآيات أيضاً قوله تعالى: (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) (3)، و من الجن كذلك، و لو تتبَّعنا الآيات الَّتي من هذا الجنس لوجدناها جاءت كثيرة.
و اعلم أن المقصود بتكثير الأدِلّة أن الآية الواحدة و الآيتين قد يمكن تأويلها، و يتطرَّق إليها الاحتمال، فإذا كثرت قد تترقى إلى حدٍ يقطع بإرادة ظاهرها، و يقي الاحتمال و التأويل عنها.
وَأَمَّا السُّنَّةُ ففي صحيح مسلم من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم قال: «فَضَّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاء بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الكَلِم و نصُرْتُ بِالرُّعْبِ، و أُحِلَّتْ لَيَ الغَنَائِمُ، و جُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُوراً و مَسْجِداً، وَ أُرْسِلْتُ إِلَى الخَلْقِ كَافَّةً، وَ خُتِمَ بِي النَّبِيُّونَ» (4).
و محل الاستدلال قوله: «وَ أُرْسِلْتُ إِلى الخَلْقِ كافَّة»، فإنه يشمل الجن و الإنس، و حمله على الإنس خاصّة تخصيص بغير دليل فلا يجوز، و الكلام فيه كالكلام في قوله تعالى: (لِلْعَالَمِينَ).
فإن قال قائل: على أن المراد بالخَلْقِ الناس رواية البخاري من حديث جابر عن النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلَّم قال: «أُعْطِيتُ خَمْساً لَمْ يُعْطُهِنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي» (5)، فذكر من جملتها:
ص: 15
«وَ أُرْسِلْتُ إِلى النَّاسِ كَافَّةً»، قلنا: لو كان هذا حديثاً واحداً كنا نقول: لعلّ هذا اختلاف من الرّواة، ولكن الّذي ينبغي ان يقال: إنهما حديثان، لانّ حديث مسلم من رواية ابي هریرة، و فيه ست خصال، و حديث البُخَارِيُّ من رواية جابر و فيه خمس خصال.
و الظَّاهِرُ أَنَّ النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم قالهما في وَقْتَين، و في حديث مسلم زيادة في عدة الخِصَال، و في سنن المرسل إليهم فيجب إثباتها زيادة على حديث جابر، و ليس بنا ضرورة إلى حمل أحد الحديثين على الآخر إذ لا مُنَافَاةَ بينهما، بل هما حديثان مختلفا المخرج و المعنى، و إن كان بينهما اشتراك في أكثر الأشياء، و خرج كل من صاحبي الصَّحِيحَيْنِ واحداً منهما و لم يذكر الآخر.
فهذا الحديث الّذي ذكرناه عن مسلم و استدللنا به أصرح الأحاديث الصحيحة الدّالة على شمول الرِّسَالة للجِنِّ و الإنس .
و من الأدلَّة أيضاً أن النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلَّم خاتم النبيين و شريعته آخر الشرائع و ناسخة لكل شريعة قبلها، و لا شريعة باقية الآن غير شريعته، و لذلك إذا نزل عيسى ابن مريم علیه السلام إنما يحكم بشريعة محمّد صلّى الله عليه و آله و سلَّم فلو لم يكن الجن مكلفين بها لكانوا إمّا مكلفين بشريعة غيرها، و هو خلاف ما تقرَّر، و إمَّا أَلّا يكونوا مكلَّفين أصْلاً، و لم يقل أحدٌ بذلك، و لا يمكن القول به، لأن القُرْآن كله مليء بتكليفهم، قال تعالى: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، و قال: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ) إلى غير ذلك من الآيات، و دخولهم النَّار دليل على تكليفهم، و هذا أوضح من أن يقام عليه دليل، فإن تكليفهم معلوم من الشرع بالضرورة، و تكليفهم بغير هذه الشَّريعة يستلزم بقاء شريعة معها، فثبت أنّهم مُكلّفون بهذه الشريعة كالإنس (1).
و قال أبنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ:
«قد أعلمنا الله أن نفراً من الجن آمنوا و سمعوا القرآن من النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلَّم ففيهم صحابة فضلاء». . هذا و الله تعالى أعلى و أعلم.
بِم يُعْرَفُ الصَّحَابِيُّ؟
يعرف الصَّحَابِيُّ بأحد الأَدِلَّةِ التَّالية:
أَوْلاً: التَّوَاتُرُ، و هو رواية جَمْعِ عَنْ جَمْع يستحيل عادة تَوَاطُؤُهُمْ على الكذب، و ذلك كأبهي بكرٍ وَ عُمَر و عُثْمَانَ و عَلِيٍّ و بقيّة العشرة المُبشَّرين بالجنّة - رضي الله عنهم.
ص: 16
ثانياً: الشُّهْرَةُ أَوِ الاسْتِفَاضَةُ القاصرة عن حد التواتر كما في أمر ضمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، و عُكَاشَةِ بْنِ مَحْصَنٍ.
ثَالِثاً: أَن يروى عن أحَادِ الصَّحابة أنه صحابي كما في حَمَمَةَ بْنِ أَبِي حَمَمَةَ الدَّوْسِيّ الذي مات ب_«أَصْبَهَانَ» مبطوناً فشهد له أبو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أنه سمع النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم حكم له بالشّهادة، هكذا ذكره أبو نُعَيمٍ في «تَارِيخِ أَصْبَهَانَ».
رَابِعاً: أن يخبر أحد التَّابعين بأنه صحابي بناءً على قبول التَّزكية من الواحد العَدْلِ و هو الراجح.
خامساً: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابيّ بعد ثبوت عدالته و معاصرته، فإنه بعد ذلك لا يقبل ادِّعاؤه بأنه رأى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أو سمعه؛ لقوله صلّى الله عليه و آله و سلّم في الحديث الصحيح:
«أَرَأَيْتَكُمْ لَيلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّهُ عَلَى رَأْسِ مَائَةِ سَنَةٍ مِنْهُ لا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ ...» (1).
يريد بهذا انْخِرَامَ ذلك القرن، و قد قال النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم ذلك في سنة وفاته، و من هذا المأخذ لم يقبل الأئمَّة قول مَنْ ادَّعى الصّحبة بعد الغاية المذكورة.
و قد ذكر الحافظ ابْنُ حَجَرٍ في «الإصَابَةِ» _ هنا _ ضابطاً يستفاد منه معرفة جمع كثير من الصَّحابة يكتفي فيهم بوصفٍ يتضمَّنُ أنهم صحابة، و هو مأخوذ من ثلاثة آثار:
أَحَدُهَا: أنهم كانوا لا يؤمِّرون في المَغَازي إلا الصَّحابة، فمن تتبُّع الأخبار الواردة من الرّدة، و الفتوح وجد من ذلك الكثير.
ثَانِيهَا: أَن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أُتِي به النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعاله، و هذا أيضاً يوجد منه الكثير.
ثَالِثُهَا: أنه لم يَبْقَ بالمدينة و لا بمكَّةَ و لا الطَّائِفِ و لا من بينهما من الأَعْرَافِ إِلا مَنْ أسلم و شهد حجّة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجوداً اندرج فيهم؛ لحصول رؤيتهم للنبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و إن لم يرهم هو.
ص: 17
قال الذَّهَبِيُّ في «المِيزَانِ» في ترجمة «رَتَنْ» 2/ 45 «و ما أدراك ما رتن؟! شيخ دَجَّالٌ بلا ريب، ظهر بعد السِّتمائة فادَّعى الصّحبة، و الصّحابة لا يكذبون و هذا جريء على الله و رسوله، و قد ألَّفتُ في أمره جزءاً.
حِكْمَهُ اللَّهِ فِي اخْتِيَارِ الصَّحَابَةِ
الواقع أَنَّ العقل المجرَّد من الهوى و التعصُّب، يحيل على الله في حكمته و رحمته، أن يختار لحمل شريعته الختاميّة أمةً مغموزة أو طائفة ملموزة تعالى الله عن ذلك عُلوَّا كبيراً، و من هنا كان توثيق هذه الطَّبقة الكريمة طبقة الصَّحابة، يعتبر دفاعاً عن الكتاب و السُّنَّة و أصول الإسلام من ناحية، و يعتبر إنصافاً أدبيَّا لمن يستحقونه من ناحية ثانية، و يعتبر تَقْدِيراً لِحكْمة اللهِ البالغة من اختيارهم لهذه المُهِمّة العُظْمى من ناحية ثالثة، كما أن توهينهم و النَّيْلَ منهم يُعَدُّ غَمْزاً في هذا الاختيار الحكيم، و لَمْزاً في ذلك الاصْطِفَاءِ و التَّكْريم فوق ما فيه من هدم الكتاب و السنّة و الدّين.
على أن المُتَصَفِّحَ لتاريخ الأُمَّةِ العربية و طبائعها و مميزاتها يرى من سلامة عنصرها وصفاء جوهرها، و سموّ مميزاتها، ما يجعله يحكم مطمئناً بأنَّها صارت خَيْرَ أُمَّةٍ أخرجت للنَّاسِ بعد أن صهرها الإسلام، و طهرها القرآن و نفى خبثها سيِّد الأنام، عليه الصَّلاة و السَّلام.
ولكن الإسلام قد ابْتُلِي حديثاً بمثل أو بأشدّ مِمَّا ابْتُلِيَ به قديماً، فانطلقت أَلْسِنَةٌ في هذا العصر تُرجف في كتاب الله بغير علم، و تخوض في السُّنة بغير دليل، و تطعن في الصَّحابة دون أسْتحياء، و تنال من حفظة الشريعة بلا حجّة، و تتهمهم تارةً بسوء الحفظ، و أخرى بالتزيد و عدم التثبت، و قد زوّدناك، و سلّحناك، فانزل من الميدان و لا تخش عداك.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
نصرنا الله بنصرة الإسلام، و ثبت منا الأقدام الأقلام و الحمد لله في البدء و الختام.
مَرْتَبَةُ الصَّحَابَةِ
للصَّحَابة رضي الله عنهم أجمعين _ خصيصة، و هي أنه لا يُسْأَلُ عن عدالة أحد منهم، و ذلك أمر مُسلّم به عند كافَّة العلماء؛ لكونهم على الاطلاق مُعَدَّلين بنصوص الشرع من الكتاب و السّنة، و إجماع من يعتدُّ به في الاجماع من الأُمّة.
فَأَمَّا الكِتَابُ:
قَالَ تَعَالَى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ
ص: 18
الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (1).
وَ قَالَ تَعَالَى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (2).
وَ قَالَ تَعَالَى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (3).
وَ قَالَ تَعَالَى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (4).
وَ قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (5).
وَ قَالَ تَعَالَى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (6).
وَ قَالَ تَعَالَى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) (7).
و الوَسَطُ: الخيار و العدول، فهم خير الأُمم و أعدلها في أقوالهم و أعمالهم و إرادتهم و نِيَّاتهم، و بهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرّسل على أممهم يوم القيامة، و الله تَعَالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداؤه، و لهذا نَوَّه بهم و رفع ذكرهم، و أثنى عليهم، لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة و غيرهم بحال هؤلاء الشُّهداء، و أمر ملائكته أن تصلّي عليهم و تدعوا لهم و تستغفر لهم، و الشَّاهِدُ المقبول عند الله هو الذي يشهد بعلم و صِدْقٍ فيخبر بالحق مُستنداً إلى علمه به، كما قَالَ تَعَالَى: (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (8) (9).
وَ قَالَ تَعَالَى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (10).
ص: 19
و يدخل في الخطاب الصَّحابيّ من باب أَوْلَى، فلقد شهد بأنهم يأمرون بكل معروف و ينهون عن كل مُنْكر .
وَ قَالَ تَعَالَى:
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (1).
فأخبر تعالى أنه اجتباهم، و الاجْتِبَاء كالاصْطِفَاء، و هو افْتِعَالٌ من «أجْتَبَى الشَّيْءَ يَجْتَبِيه»، إذا ضَمَّه إليه و حازه إلى نفسه، فهم المُجْتَبون الّذين أجتباهم الله إليه و جعلهم أهله و خاصّته و صفوته من خلقه بعد النَّبيين و المرسلين، و لهذا أمرهم تعالى أن يُجَاهدوا فيه حَقَّ جهاده و يبذلوا له أنفسهم و يفردوه بالمَحَبَّةِ و العبودية، و یختاروه وحده إلهاً معبوداً محبوباً على كل ما سواه، كما أختارهم على من سواهم، فيتخذونه وحده إِلَهَهُمْ و معبودهم الّذي يتقربون إليه بألسنتهم و جوارحهم و قلوبهم و محبتهم و إرادتهم فيؤثرونه في كل حال على مَنْ سواه كما اتَّخذهم عبيده و أولياءَهُ و أحبَّاءَهُ، و آثرهم بذلك على مَنْ سواهم، ثم أخبرهم تعالى أَنَّهُ يَسَّر عليهم دينه غَاية التَّيسير، و لم يجعل عليهم فيه من حَرَج أَلْبَتَّةَ لكمال محبَّته لهم و رأفته و رحمته و حنانه بهم، ثم أمرهم بلزوم ملَّة إمام الحنفاء أبيهم إبْراهِيمَ، و هي إفراده تعالى وَحْدَه بالعبودية و التَّعظيم و الحبّ و الخوف و الرّجاء و التوكّل و الإنابة و التّفويض و الاسْتِسْلامِ؛ فيكون تعلُّق ذلك من قلوبهم به وحده لا بغيره، ثم أخبر تعالى أنه فعل ذلك ليشهد عليهم رسوله و يشهدوا هم على النبَاس، فيكون مشهوداً لهم بشهادة الرَّسول، شاهدين على الأمم بقيام حُجَّةِ الله عليهم (2).
وَ قَالَ تَعَالَى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) (3).
قال ابنُ عَبَّاس: أصحاب محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم اصطفاهم الله لنبيه عليه السَّلام (4).
ص: 20
تلك آيات عظيمة نزلت من عند المولى عزَّ و جلَّ تشهد بفضل و عدالة جميع أصحاب النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الّذين كانوا معه في المَوَاقِفِ الحاسمة في تاريخ الدّعوة الإسلامية ابتداءً من دار الأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ، و انتهاء، يفتح المَدَائِنِ.
فمن الأمور القَطْعِيَّةِ الثبوت و الدّلالة أن عدالة أصحاب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جاءت من فوق سبعة أرقعة، فلا يتصور لإنسان مهما أُوتي من علم و معرفة أن يطعن في صحابة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعد شهادة الله عز وجل لهم !!
و هذا سنفرد له كلمة عن الحديث عن سيدنا «أَبِي هُرَيْرَةَ» رضي الله تعالى عنه. (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (1).
و أَمَّا السُّنَّةُ:
و في نصوص السُّنَّةِ النبوية المشرّفة الشّاهدة بذلك كَثرَةُ منها:
عن أبي سَعِيد عن النّبي عليه السلام قال: «لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَ لَا نُصِيفَهِ » (2).
و هذا خطاب منه لِخَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ و لأقرانه من مسلمة الحُدَيْبِيَّة و الفتح، فإذا كان مُدُّ أحد أصحابه أو نصيفه أفضَلَ عند الله من مثل أُحُدٍ ذهباً من مثل خَالِدٍ و أضرابه من أصحابه، فكيف يجوز أن يحرمهم الله الصَّواب في الفتاوي و يظفر به من بعدهم؟ هذا من أبين المحال (3).
و عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلِ المُزَنِيِّ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، اللَّهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضاً بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبحُبِّي أُحِبُّهُمْ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضُهُمْ، وَ مَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَ مَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ» (4).
ص: 21
و عَنْ أَبِي مُوسَى قال: صلَّينا مع النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم المَغْرِبَ، ثم قلنا: لو انتظرنا حتى نصلِّي معه العشاء، فأنتظرناه فخرج علينا، فقال: «مَا زِلْتُمْ هَا هُنَا»، قال: قلنا: نعم يا رسول الله، قلنا: نصلِّي معك العشاء، قال: «أَحْسَنْتُمْ وَ أَصَبْتُمْ»، ثم رفع رأسه إلى السَّماء، و كان كثيراً مِمّا يرفع رأسه إلى السَّماء، قال: «النُّجُومُ أَمَنَةٌ لأَهْلِ السَّمَاءِ، فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى أَهْلُ السَّمَاءِ مَا يُوعَدُونَ وَ أَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي، فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ، وَ أَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ» (1).
و وجه الاستدلال بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من بعدهم كنسبته إلى أصحابه، و كنسبة النُّجوم إلى السماء، و من المعلوم أنَّ هذا التَّشبيه يُعْطِي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير أهتدائهم بنبيِّهم صلّى الله عليه و آله و سلّم و نظير اهتداء أهل الأرض بالنُّجوم، و أيضاً فإنه جعل بقاءهم بين الأمة أَمَنَةٌ لهم، و حرزاً من الشَّرِّ و أسبابه (2).
و عن عِمْرَان بن حُصَينِ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «خَيْرُ أُمَّتِي القَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِين یلونَهُمْ» (3).
فأخبر النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أن خير القُرون قرنه مطلقاً، و ذلك يقتضيَ تقديمهم في كل باب من أبواب الخير، و الّا لو كان خيراً من بعض الوجوه فلا يكونون خير القرون مطلقاً (4).
و قد يقول قائل: إن هذه الأَدِلَّةَ تتناول أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الذين كانوا معه قبل الفتح، و أَمَّا مَنْ أسلم بعد الفتح فلا دليل على عدالتهم، فأسوق جواباً له قول الدُّكتور مُحَمَّدٍ السَّمَاحِيٌّ: (و أما مسلمة الفتح و الأعراب الوافدون على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فهؤلاء لم يتحمَّلوا من السنة مثل ما تحمّل الصَّحابة الملازمون لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و من تعرَّض منهم للرِّواية كحَكِيمِ بْنِ حِزَامِ، و عَتَّابٍ، و غيرهم عرفوا بالصِّدق و الدِّيانة و غاية الأمانة على أنه ورد ما يجعلهم أفضل ممن سواهم من القرون بعدهم، كقوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: (خَيْرُ القُرُونِ قرني ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يلونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الكَذِبُ» (5).
و هو حديث صحيح مروى في «الصَّحِيحَيْنِ» و غيرهما بألفاظ مختلفة، و الخيرية لا
ص: 22
تكون إلا للعدول الذين يلتزمون الدِّين، و العمل به. وَ قَالَ تَعَالَى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (1).
و الخطاب الشَّفَهِيُّ لصحابة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و من حضر نزول الوحي، و هو يشمل جميعهم، و كذلك قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (2)، وسطاً: عدولاً .
فالإسلام كان في أول شبابه فَتِيًّا قويَّا في قلوب مَنْ أذعنوا له و اتَّبعوا هداه، و تمسَّكوا بمبادئه، و اصطَبَغُوا بصبغته، فكانت العدالة قوية في نفوسهم شائعة في آحادهم، حتى أننا نرى الذين وقعوا منهم في الكبائر ما لبثوا أن ساقتهم عزائمهم إلى الاعتراف و طلب الحَدِّ؛ ليطهروا به أنفسهم، و سارعوا إلى التّوبة حيث تاب الله عليهم، و لا نريد بقولنا: الصحابة عدول - أكثر مَنْ أنَّ ظاهرهم العدالة (3).
ثَنَاء أَهْلِ العِلْم عَلَى الصَّحَابَةِ
و هذا الثَّنَاء للاسْتِئْناس و ليس للتَّذليل إذ لا يصِحُّ القول مع اللهِ عزّ و جلَّ و رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم حيث نص الله و رسوله على عدالتهم، فهل بعد تَعْدِيلِ الله عز و جل و رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم تعديل؟!! .
فَأَقُولُ وَ لِلَّهِ الحَمْدُ وَ المِنَّةُ:
قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ: الصَّحابة كلهم عدول، من لابَسَ الفتن و غيرهم بإجماع من يعتدُّ به (4).
قَالَ إِمَامُ الحَرَمَيْنِ: و السَّبب في عدم الفَحْصِ عن عدالتهم أنهم حملة الشَّريعة، فلو ثبت توقُّف في روايتهم لا نحصرت الشَّريعة على عصره صلّى الله عليه و آله و سلّم و لما استرسلت سائر الأعصار.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرّازِيُّ: إذا رأيت الرَّجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاعلم أنه زنديق، و ذلك أنَّ الرسول حق، و القرآن حق، و ما جاء به حق، و إنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، و هؤلاء الزَّنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب و السُّنَّة فالجرح بهم أولى.
قَالَ ابْنُ الصَّلاحِ: «ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصَّحَابة و مَنْ لابَسَ الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يُعْتَدُّ بهم في الاجماع إحساناً للظَّنِّ بهم، و نظراً إلى ما
ص: 23
تمهد لهم من المآثر، و كأن اللهَ سبحانه و تعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نَقَلَة الشريعة» (1).
قالَ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ في «الكِفَايَةِ» مبوباً على عدالتهم:
ما جاء في تَعْدِيلِ اللَّهِ و رسوله للصَّحابة، و أنه لا يحتاج إلى سؤال عنهم، و إنما يجب فیمن دونهم كل حديث اتَّصل إسناده بين مَنْ رواه و بين النّبِيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، و يجب النَّظر في أحوالهم سوى الصَّحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، و إخباره عن طهارتهم و اختياره لهم في نص القرآن.
و الأخبار في هذا المعنى تَتَّسِعُ، و كلها مطابقة لما ورد في نَصِّ القرآن، و جميع ذلك يَقْتَضي طهارة الصَّحابة و القطع على تعديلهم و نزاهتهم، فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم، المطَّلع على بواطنهم إلى تعديل أحَدٍ من الخلق له (2).
وَ قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ: من انْتَقَص أحداً من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فليس له في هذا الفَيْءِ حق، قد قسم الله الفيء في ثلاثة أصناف فقال:
(لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (3).
ثم قَالَ: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (4). و هؤلاء هم الأنصار.
ثم قَالَ: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (5).
فمن تنقّصَهُمْ فلا حق له في فِيء المسلمين (6).
عَقِيدَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي تَفْضِيل الصَّحَابَةِ
أجمع أَهْلُ السُّنَةِ على أن أفضل الصَّحابة بعد النَبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و على الاطلاق أَبُو بَكْرٍ ثم عُمَرُ، و ممَّن حكى إجماعهم على ذلك أبو العَبَّاسِ القُرْطُبِيُّ، فقال: و لم يختلف أحد في ذلك من أَئِمَّةِ السَّلف و لا الخَلَفِ، قال: و لا مُبالاةَ بأقوال أهل التَّشيّع و لا أهل البدع انتهى.
ص: 24
و قد حكى الشَّافِعَيُّ و غيره اجماع الصَّحابة و التابعين على ذلك، قال البَيْهَقِيُّ في كتاب «الاعْتِقَادِ»: روينا عن أَبِي ثَوْرِ عن الشَّافِعِي قال: ما اختلف أحد من الصَّحابة و التابعين في تفصيل أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ و تقديمهما على جميع الصَّحابة، و إنما اختلف من اختلف منهم في عَلِيٌّ و عُثْمَانَ (1).
و قَالَ العَلَّامَةُ الكَمَالُ ابْنُ الهَمَّامِ في «المُسَايَرَةِ»: فضل الصَّحابة الأربعة على حسب ترتيبهم في الخلافة؛ إذ حقيقة الفضلَ ما هو فضل عند الله تعالى، و ذلك لا يطلع عليه إلا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم، و لا يتحقَّق إدراك حقيقة تفضيله عليه السَّلام لبعضهم على بعض إن لم يكن سَمْعياً يصل إلينا قَطْعِياً في دلالته إلا الشاهدين لذلك الزمان، لظهور قرائن الأحوال لهم، و قد ثبت ذلك لنا صريحاً و دلالة كما في صحيح البخاري من حديث عَمْرِو بْنِ العَاصِي حين سأله عليه السّلام:
«مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إليك من الرّجال؟ فقال: «أَبُوهَا ». يعني عائشة _ رضي الله عنها _ و تقديمه في الصَّلاة على ما قدّمنا مع أن الاتّفاق على أن السُّنَّة أن يقدم على القوم أفضلهم علماً، و قراءة، و خلقاً، و ورعاً، فثبت أنه كان أفضل الصَّحابة، و صحّ من حديث أبْنِ عُمَرَ فی صَحِيح البُخَارِيّ قال: كنا في زمن النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان، ثم ثم نترك أَصْحَابَ النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم لا تفاضل بينهم، و صحَّ فيه من حديث مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ: قلت لأبي: أيُّ النَّاس خير بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقال: أَبُو بَكْر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، و خشيت أن يقول عثمان، قلت: ثم أنت قال: ما أنا إلا واحدٌ من المسلمين، فهذا على نفسه مصرّح بأن أبا بكر أفضل النّاس، و أفاد بعد ما ذكرنا تفضيل أبي بكر وحده على الكُلِّ، و في بعض ترتيب الثَّلاثة، و لما أجمعوا على تقديم عليّ بعدهم دل على أنه كان أفضل مَنْ بحضرته و كان منهم الزُّبَيْرُ وَ طَلْحَةُ فثبت أنه كان أفضل الخلق بعد الثلاثة.
هذا و اعتقاد أهل السُّنَّةِ تزكية جميع الصّحابة و الثناء عليهم، كما أثنى الله سبحانه و تعالى عليهم إذ قال:
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (2) (3).
و قَالَ العَلَّامَةُ البَغْدَادِيُّ في «أُصُولِ الدِّينِ»:
أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم السِّتَّة الباقون بعدهم إلى تمام العَشْرَةِ و هم: طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ، و سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ و سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيلِ وَ عَبْدُ
ص: 25
الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، ثم البَدْرِيُّون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرّضْوَان بالحديبيَة، و اختلف أصحابنا في تفضيل عليّ و عثمان، فقدم الأَشْعَرِيُّ عثمان، و بناه على أصله في صنع من إمامة المفضول (1).
و قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ و الحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ البَجِليُّ بتفضيل علي - رضي الله عنه _ و قال القَلانِسيُّ: لا أدري أيهما أفضل، و أجاز إمامة المفضول..
و قَالَ العَلَّامَةُ اللَّقَانِيُّ في «جَوْهَرَتِهِ»: [الرجز]
وَ أَوَّلُ النَّشَاجُرِ الَّذِي وَرَدْ *** إِنْ حُضْتَ فِيهِ وَ اجْتَنِبْ داءَ الحَسَدْ
فَقَالَ العَلَّامَةُ البَيْجُورِيُّ في شرحه عليها:
و قد وقع تشاجر بين علي و معاوية _ رضي الله عنهما _ و قد افترقت الصحابة ثلاث فرق:
فرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع عليّ، فقاتلت معه، و فرقة اجتهدت، فظهر لها أن الحق مع معاوية، فقاتلت معه، و فرقة تَوَقَّفَتْ.
و قد قَالَ العُلَمَاءُ: المصيب بأجرين و المخطىء بأجر، و قد شهد الله و رسوله لهم بالعدالة، و المراد من تأويل ذلك أن يصرف إلى محمل حسن لتحسين الظَّنّ بهم فلم يخرج واحد منهم عن العدالة بما وقع بينهم؛ لأنهم مجتهدون. و قوله: (إِنْ خُضْتَ فِيهِ) أي إِن قُدِّرَ أَنَّكَ خضت فيه فَأَوَّلَهُ: و لا تنقص أحداً منهم، و إنما قال المُصَنِّفُ ذلك؛ لأن الشَّخْصَ ليس مأموراً بالخوض فيما جرى بينهم، فإنه ليس من العقائد الدِّينية، و لا من القواعد الكلامية، و ليس ممّا ينتفع به في الدِّين، بل ربّما ضرّ في اليقين، فلا يباح الخوض فيه إلا للرَّدُّ على المتعصبين، أو للتَّعليم کتدريس الكتب التي تشتمل على الآثار المتعلقة بذلك، و أما العوام فلا يجوز لهم الخوض فيه لِشِدَّة جهلهم، و عدم معرفتهم بالتأويل (2).
و قال السَّعْدُ التَّفتَازَانِيُّ:
«يجب تعظيم الصّحابة و الكفُّ عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطَّعن فيهم على محامل و تأويلات، سيّما المُهَاجرين و الأنصار و أهل بيعة الرِّضوان، و من شَهِدَ بدراً وأحداً و الحُدَيبية، فقال: انعقد على عُلُوِّ شأنهم الاجماع، و شهد بذلك الآيات الصّراح، و الأخبار الصِّحَاح».
«و لِلرَّوافض سيما الغُلاة منهم مبالغات في بُغض البعض من الصَّحابة _ رضي الله عنهم _ و الطّعن فيهم بناء على حكايات و أفتراءات لم تكن في القَرْنِ الثَّانِي و الثَّالث، فإياك و الإصْغَاءَ
ص: 26
إليها، فإنها تُضِلُّ الأحدَاثَ، و تحيّرُ الأوساط و إن كانت لا تؤثر فيمن له استقامة على الصِّرَاط المستقيم، و كفاك شاهداً على ما ذكرنا أنّها لم تَكُن في القرون السَّالفة و لا فيما بين العترَة الطَّاهرة، بل ثناؤهم على عظماء الصَّحابة و علماء السُّنَّة و الجماعة، و المهديين من خلفاء الدّين مشهور و في خطبهم و رسائلهم و أشعارهم و مدائحهم مذكوره» (1).
و قال العَلَّامَةُ المَرْعَشِيُّ «في نَشْرِ الطَّوَالِع»:
«يجب تعظيم جميع أَصحَاب النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و الكفّ عن مطاعنهم، و حسن الظَّنِّ بهم، و ترك التَّعصُّب و البغض لأجل بعضهم على بعض، و ترك الإفراط في محبَّةِ بعضهم على وجهٍ يفضي إلى عَدَاوة آخرين منهم و القدح فيهم، فإن الله تعالى أَثْنَى عَلَيْهِمْ في مواضع كثيرة منها قوله تعالى:
(يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ...) الآية (2).
و قد أَحَبَّهم النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و أثنى عليهم و أوصى أمَّته بعدم سبِّهم و بغضهم و أذاهم، و ما ورد من المطاعن، فعلى تقدير صحته له محامل و تأويلات، و مع ذلك لا يعادل ما ورد في مناقبهم، و حكى عن آثارهم المرضية و سيرهم الحميدة نفعنا الله بمحبَّتهم أجمعين (3).
قال الإِمَامُ النَّوَوِيُّ - رحمه الله تعالى:
و اعلم أن سبب تلك الحروب أنّ القضايا كانت مشتبهة فلشدَّة اشتباهها اختلف اجتهادهم و صاروا ثَلاثَةَ أَقْسَام: قسم ظهر لهم بالاجْتِهَاد أن الحقَّ في هذا الطرف، و أن مخالفه باغ فوجب عليهم نصرته و قتال الباغي عليه فيما اعتقدوه فعلوا ذلك، و لم يكن يحل لمن هذه صفته التأخُّر عن مساعدة أمام العدل في قتال البُغَاةِ.
و قسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطّرف الآخر، فوجب عليهم
مساعدته و قتال الباغي عليه.
و قسم ثالث أشتبهت عليهم القضية و تحيَّرُوا فيها و لم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين، و كان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم؛ لأنه لا يحل الإقدام على قتال
ص: 27
مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، و لو ظهر لهؤلاء رُجْحَانُ أحد الطرفين و أن الحق معه لما جاز لهم التأخُّر عن نصرته في قتال البُغَاة عليه.
فكلهم معذورون _ رَضِيَ اللهُ عنهم _ و لهذا أتَّفق أهل الحق و من يعتدّ به في الاجماع على قبول شهاداتهم و رواياتهم و كمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين.
الدَّواعي و العَوَامِلُ الَّتي تَوَافَرَتْ في
الصَّحَابَةِ حَتَّى اسْتَظْهَرُوا القُرْآنَ وَ الحَدِيثَ
النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ وَ ثَبَتُوا فِيهِمَا
إن محاولة الطَّعَن في أصحاب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هي محاولة للطعن في القرآن الكريم و السُّنَّة النبوية المشرفة فالطّاعن فيهم يريد زعزعة النَّاس بكتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم مقصده في ذلك أفتتان المسلمين عن دينهم فكثرت الأيدي الآئمة من النَّيْلِ بكتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاستكثروا على الصَّحابة _ رضوان الله عليهم _ أن يكونوا قد حفظوا الحديث الشَّريف، و هذا ما سَتَراه في الدِّفَاع عن إمام الحافظين سيدنا أبي هريرة _ رضي الله عنه _ و مع كل ذلك أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورُه و لو كره الكافرون.
و إليك ما كتبه العَلَّامَةُ الزَّرْقَانِيُّ في «مَنَاهِلِ العِرْفَانِ» فقال: و برغم أن شُبهات القوم كلها متشابهة، و طرق دفعها هي الأخرى متشابهة، فإن واجب الحيطة و الحذر يقتضينا أن نقيم خَطَّا منيعاً من خطوط الدّفاع عن الكتاب و السُّنة، و أن نؤلف هذا الخطّ من جبهتين قويتين: الجبهة الأولى: تطاول السَّماء بتجلية الدواعي و العوامل التي توافرت في الصحابة حتى جعلت منهم كثرة غامرة يحفظون القرآن و الحديث و ينقلونهما نقلاً متواتراً مستفيضاً.
و الجبهة الثانية: تَفَاخُر الجوزاء بنظم الدَّوَاعي و العوامل التي توافرت فيهم رضوان الله عليهم، حتى جعلتهم يتثَبَّتُون أبلغ تَثبُّت و أدقه في القرآن و جمع القرآن، و كل ما يتَّصل بالقرآن و في الحديث الشَّريف، و كل ما يتَّصل بالحديث الشريف. و إِنِّي أستمنح الله فتوحاً و توفيقاً في هذه المحاولة الجليلة، (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (1).
أَوَّلاً: عَوَامِلُ حِفْظِ الصَّحَابَةِ لِلكِتَابِ وَ السُّنَّةِ.
العَامِلُ الأَوَّلُ
أنهم كانوا أَمِّيين لا يعرفون القراءة، و لا يحذقون الخطَّ و الكتابة اللَّهم الّا نَزْر يسير لا
ص: 28
يُصَاغ منهم حكم على المجموع، و ترجع هذه الأميِّة السَّائدة فيهم إلى غلبة البَدَاوة عليهم و بعدهم عن أسباب الحضارة، و عدم اتَّصَالهم علمياً وثيقاً بالأُمَّتَيْن المتحضِّرتين آنذاك: الفرس و الروم.
و معلوم أن الكتابة و القراءة و إمحاء الأميّة في أيَّة أُمَّةِ رهين بخروجها من عهد السَّذَاجَة و البَسَاطَةِ إلى عهد المدنية و الحضارة.
ثم إن هذه الأميّة تجعل المرء مِنْهُمْ لا يعوّل إلا على حافظته و ذاكرته فيما يهمّه حفظه و ذكره، و من هنا كان تعويل الصَّحابة على حوافظهم يقدحونها في الإحاطة بكتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم لأن الحفظ هو السَّبيل الوحيدة أو الشَّبيهة بالوحيدة إلى إحاطتهم بهما، و لو كانت الكتابة شائعةً فيهم لاعتمدوا على النَّقش بين السّطور بدلاً من الحفظ في الصّدور.
نعم، كان هناك كُتَّابٌ للوحي، و كان بعض الصَّحابة يكتبون القرآن لأنفسهم، إلا أن هؤلاء و هؤلاء كانوا فئة قليلة، و لعلك لم تَنْسَ أن كتابة القرآن في عهد الرَّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم كان الغرض منها زيادة التوثُّق و الاحتياط للقرآن الكريم بتقييده. و تسجيله.
أما السُّنَّة النَّبوية فقد نهى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أصحابه عن كتابتها أوَّلَ الامر مخافة اللّبس بالقرآن، إذ قال عليه الصَّلاة و السَّلام: «لا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَ مَنَ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وَ حَدِّثُوا عَنِّي فَلَا حَرَجَ، وَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (1).
نعم. خشى الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يختلط القرآن بالسُّنَّة إذ هم كتبوا السُّنَّة كما كانوا يكتبون القُرآن، أو أَنْ تتوزّع جهودهم و هي لا تحتمل أن يكتبوا جميع السُّنَّة و جميع القرآن فقصرهم على الأهمِّ أَوَّلاً و هو القرآن، خُصُوصاً إذا لاحظنا أن أدوات الكتابة كانت نادرة لديهم إلى حَدِّ بعيد، حتى كانوا يكتبون في اللّخَافِ و السَّعف و العظام كما علمت.
فرحمةً بهم من ناحية، و أخذاً لهم بتقديم الأَهَمِّ على المُهِمِّ من ناحية ثانية، و حفظاً للقرآن أن يشتبه بالسُّنَّة إذ هم كتبوا السُّنَّة بجانب القرآن نظراً إلى عِزَّة الورق، و نُدْرَة أدوات الكتابة، رعاية لهذه الغايات الثَّلاث نهى الرسول عن كتابة السُّنَّة.
أما إذا أَمِنَ اللَبس، و لم يخش الاختلاط، و كان الأمر سهلاً على الشَّخص فلا عليه أن يكتب الحديث الشريف كما يكتب القرآن الكريم، و على ذلك تحمل الأحاديث الواردة في
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2298 - 2299 كتاب الزهد و الرقائق (53) باب التثبت في الحديث و حكم كتابه العلم (16) حديث رقم (72 / 3004) و أحمد في المسند 21/3، 39، 56 و الدارمي في السنن 1/ 119 _ و الحاكم في المستدرك 127/1 _ و ابن عدي في الكامل 926/3، 1771/5 و ذكره الهندي في كنز العمال حديث رقم 29168.
ص: 29
الإذن بكتابة السّنة آخر الأمر، و الواردة في الإذن لبعض الأشخاص كعبد الله بن عمرو _ رضي الله عنه...
و أيَّا ما تَكُن كتابة القرآن و السّنة النّبوية، فإن التّعويل قبل كل شيء كان على الحفظ و الاسْتِظْهَار، و لا يزال التَّعويل حتى الآن على التَّلَقَّي من صدور الرّجال ثقة عن ثقة و إماماً عن إمام إلى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم.
غير أنَّ الرّجل الأُمِيَّ و الأُمَّةَ الأميّة يكونان أسبق من غيرهما إلى الحفظ، للمعنى الَّذي تَقَدَّم.
العَامِلُ الثَّانِي
أن الصَّحابة كانوا أُمَّةً يضرب بها المثل في الذَّكَاء و قوة الحافظة و صفاء الطَّبع، و سيلان الذِّهن وحدّة الخاطر، و في التاريخ العربي شواهد على ذلك يطول بنا تفصيلها، حتى لقد كان الرَّجل منهم يحفظ ما يسمعه لأوّل مرَّة مهما طال و كثر، و رُبَّما كان من لغة غير لغته و لسان سوى لسانه، وَ حَسْبُكَ أَن تعرف أَنَّ رؤوسهم كانت دواوين شعرهم، و أنَّ صدورهم كانت سِجِلَّ أنسابهم، و أن قلوبهم كانت كتاب وقائعهم و أيّامهم، كلّ أولئك كانت خصائص كامنة فيهم و في سائر الأُمَّة العربية من قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام فأرهف فيهم هذه القوى و المواهب، و زادهم من تلك المزايا و الخصائص بما أفاد طبعهم من صَقْل، و نفوسهم من طهر، و عقولهم من سُموّ، خصوصاً إذا كانوا يسمعون لأصدق الحديث و هو كتاب اللهِ، و لخير الهدى، و هو هدى محمد صلى الله عليه وسلم .
العَامِلُ الثَّالِثُ
بساطة هذه الأمّة العربية، و اقتصارها في حياتها على ضروريات الحياة من غير ميلٍ إلى التَّرف، و لا إنفاق جهد أو وقت في الكماليات، فقد كان حسب الواحد منهم لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، و كان يكفيه من معيشته ما يذكره شاعرهم في قوله: [الطويل]
وَ مَا العَيْشُ إلّا نَوْمَةٌ وَ تَبَطُّحٌ *** وَ تَمْرُ عَلَى رَأْسِ النَّخِيلِ وَ مَاءُ
و أنت تعلم أن هذه الحياة الهادئة الوادعة و تلك العيشة الراضية القاصدة توفر الوقت و المجهود، و ترضي الإنسان بالموجود، و لا تشغل البال بالمفقود، و لهذا أثره العظيم في صفَاءِ الفِكْرَةِ، و قوَّة الحافظة و سيلان الأذهان، خصوصاً أذهان الصَّحابة في اتجاهها إلى حفظ القرآن و حديث النّبي عليه الصلاة و السلام و ذلك على حد قول القائل: [من الطويل]
.............................. *** فَصَادَفَ قَلْباً خَالِياً فَتَمَكَّنَا
ص: 30
العَامِلُ الرَّابعُ
حُبّهم الصَّادق الله و لرسوله ملك مشاعرهم، و احتل مكان العقيدة فيهم، و أنت تعرف من دراسة علم النَّفس أنَّ الحب إذا صدق و تمكّن حمل المحبّ على ترسُّم آثار محبوبه، و التلذُّذ بحديثه، و التَّنادُر بأخباره، و وعي كل ما يصدر عنه، و يبدو منه، و من هنا كان حب الصَّحابة الله و رسوله من أقوى العوامل على حفظهم كتاب الله و سنّة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم على حد قول القائل: [البسيط]
لَهَا أَحَادِيتُ مِنْ ذِكْرَاكَ تَشْغُلَها *** عن الشَّرَابِ وَ تُلهيهَا عَنِ الزَّادِ
لَهَا بِوَجْهِكَ نُورُ يُسْتَضَاءُ بِهِ *** وَ مِنْ حَدِيثِكَ فِي أَعْقَابِهَا حَادِ
إِذا شَكَتْ مِنْ كِلالَ السَّيْرِ وَاعَدَهَا *** رُوحُ القُدُومِ فَتَحْيَا عِنْدَ مِيَعادِ
أما حب الصَّحابة العميق الله تعالى فلا يحتاج إلى شَرْحٍ و بيان، و لا إلى إقَامَةِ دليل عليه و برهان فهم كما قال فيهم النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: «خَيْرُ القُرُونِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلونَهُمْ» (1)، و هم الَّذين بذلوا نفوسهم و نفائسهم رخيصة في سبيل رِضَاه، و هم الَّذين باعوا الدُّنيا بما فيها يَبْتَغُون فَضْلاً من الله، و هُمُ الَّذِين حملوا هداية الإسْلَام الى الشَّرْق و الغرب، و اتوا بالعجب العجاب في نجاح الدعوة الاسلامية بالحضر و البدو، و كانوا أَحْرِياء بِمَدْح الله لهم غير مرّة في القرآن و بِثَنَاء الرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم عليهم في أحاديث عظيمة الشَّأنُ.
و أمَّا مَظَاهِرُ حبهم للرسول صلّى الله عليه و آله و سلّم _ فما حكاه التاريخ الصادق عنهم من أنه ما كان أحدٌ يُحبُّ أحداً مثل ما كان أصحاب محمّدٍ محمّداً، دم الرَّجل منهم رخيص في سبيل أن يفدي رسول الله _ صلّى الله عليه و آله و سلّم _ من شوكة يشاكها في أسفل قدمه، و ماء وضوئه يَبْتَدِرُونَهُ في اليوم الشَّديد البَرْدِ يتبرَّكون به، و أبُ الواحد منهم و أبناؤه من أَلَدَّ أعدائه ما داموا يعادون محمّداً و حديث محمّدٍ موضع التَّنَافس من رجالهم و نسائهم، حتى إذا أعيا الواحدَ منهم طِلابُهُ، تناوب هو وزميل له
ص: 31
الاختلاف إلى رسول الله _ صلّى الله عليه و آله و سلّم _ على أن يقوم أحدهما بعمل الآخر عند ذهابه، و يقوم الآخر. برواية ما سمعه و عرفه من الرَّسول بعد إيابه.
و هذه وافدة النِّساء تقول الرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «يا رسول الله، غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا من نفسك يوماً نَأْتِيَكَ فيه تعلِّمُنا ممَّا علَّمك الله» إلى غير ذلك من شواهدَ و مظاهر، تدلُّ على مبلغ هذا الحُبُّ السَّامي الشَّريف.
و يرحم الله القائل: [الوافر]
أَسَرَتْ قُرَيْشاً مُسْلِماً فِي غَزْوِةٍ *** فَمَضَى بِلاَ وَجَلِ إِلى السَّيَّافِ
سَأَلُوهُ: هَلْ يُرْضِيَكَ أَنَّكَ سَالِمٌ *** وَ لَكَ النَّبيُّ فِدَى من الاتلَافِ
فَأَجَابَ كَلّا لا سَلِمْتُ مِنَ الرَّدَى *** وَ يُصَابُ أَنْفُ مُحَمّدٍ بِرُعَافِ
و لقد كان من مظاهر هذا الحبّ تسابقهم إلى كتاب الله يأخذونه عنه، و يحفظونه منه، ثم إلى سُنّته الغرَّاء يحيطون بأقوالها و أفعالها و أحوالها و تقريراتها، بل كانوا يتفنَّنون في البحث عن هديه و خبره، و الوقوف على صفته و شكله، كما تجد ذلك واضحاً من سؤال الحسن و الحسين عن حلية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و ما أجيبا به من تجلية تلك الصُّور المحمّدية الرائعة، و رسمها بريشة المُصَوّر الماهر و الصَّنَّاع القادر على يد أبيهما عليّ بن أبي طالب، و خالهما هند بن أبي هالة _ رضي الله عنهم أجمعين.
العَامِلُ الخَامِسُ
بلاغة القرآن الكريم إلى حدّ فاق كُلَّ بيان، و أخرس كُلَّ لسان و أسكت كل معارض و مكابر، و هدم كُلَّ مجادل و مهاتر، حتى قام و لا يزال يقوم في فم الدنيا معجزة من الله لحبيبه، و آية من الحقِّ لِتَأييد رسوله، و بعد كلام الله في إعجازه و بلاغته كلامُ محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم في إشراقه و دِيبَاجَتِهِ و براعته و جزالة ألفاظه و سموّ معانيه و هدايته، فقد كان صلّى الله عليه و آله و سلّم و سلم أفصح النَّاس و أبلغ النَّاس، و كان العرب إلى جانب ذلك مأخوذين بكل فصيح بليغ، متنافسين في حفظ أجود المنظوم و المنثور، فمن هنا هبُّوا هَبَّةً واحدة يحفظون القرآن و يفهمون القرآن، و يعملون بالقرآن، و ينامون و يستيقظون على القرآن، و كذلك السُّنَّة النَّبوية كانت عنايتهم بحفظها و العمل بها تلي عنايتهم بالقرآن الكريم يتناقلونها و يتبادرونها كما سمعت.
و الكلام في أسرار بلاغة القرآن و وجوه إعجازه، و في بلاغة كلام النّبوة و امتيازه، و في تنافس العرب في ميدان البيان كل ذلك مما لا يحتاج إلى شرح و لا تبيان، فهذا كتاب الله ينطق علينا بالحقّ و يتحدّى بإعجازه كافَّة الخلق، و هذا بحر النّبوّة يفيض بالدّراري و اللآلىء، و يزخر بالهدايات البالغة و الحكم الغوالي، و هذا تاريخ الأدب العربي يسجّل لأولئك العرب تفوقهم
ص: 32
في صناعة الكلام، وَ سَبْقَهم في حَلْية الفصاحة كافة الأنام، و امتيازهم في تذوق أسرار البلاغة خصوصاً بلاغة القرآن.
العَامِلُ السَّادِسُ
التّرغيب في الإقبال على الكِتَاب و السُّنَّة علماً و عملاً، و حفظاً و فهماً، و تعليماً و نشراً، و كذلك الله هيب من الإعراض عنهما و الإهمال لهما.
ففي القرآن الكريم قوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (1).
فتأمّل كيف قدم تلاوة القرآن على إقام الصَّلاة و إيتاء الزكاة؟ و نقرأ قوله جلّ ذكره: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (2).
فانظر كيف حثّ بهذا الأسلوب البارع على تدبُّر القرآن و التذكُّر و الاتعاظ به.
و نقرأ قوله عَزَّ أسمه: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (3).
فتدبَّر كيف يكونَ وَعِيدُ من كتم القرآن و هدى القرآن؟
ثم نقرأ في السُّنَّة النَّبوية قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَا أَجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَ يَتَدارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلا نَزَلَتْ عَلَيْهِم السَّكِينَةُ، وَ غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَ حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ وَ ذَكَرهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (4)
و في «الصّحِيحَيْن» قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الخَيْرِكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَ عَلَّمَهُ» (5).
أسد الغابة / ج 1 / م3
ص: 33
و في السُّنَن قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْباً أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ أَوْ آيَةً أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا» (1).
أليس ذلك و أمثال ذلك _ و هو كثير _ يخفر الهِمَمَ و يحرّك العزائم إلى حفظ القرآن و استظهاره و المداومة على تلاوته مخافة الوقوع في وعيد نسيانه، و هو وعيد شديد؟
أَمَّا السُّنَّة النَّبوية فقد جاء في شأنها عن الله تعالى:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (2)،
و قوله: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (3)، و قوله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (4)، و قوله: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (5).
و جاء تَرْغيباً في السُّنَّة النَّبوية من الحديث الشَّريف قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «نَضَّرَ اللهُ أَمْرَأَ سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَأَّدَّاهُ كَمَا سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغِ أَوْعَى من سَامِعِ» (6)، و هو حديث متواتر.
ص: 34
و قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم في خطبة حجة الوداع: «أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضُ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ» (1).
و جاء تَرْهيباً من الإعراض عن السُّنُّة قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ رَغِبَ عَن سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) (2).
و قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أَلَا هَلْ عَسَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحَدِيثُ عَنِّي، وَ هُوَ مُتَّكِيء عَلَى أَرِيكَتِهِ فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، فَما وَجَدْنَا فِيهِ حَلالَاً أَسْتَحْلَلْنَاهُ، وَ مَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَاماً حَرَّمْنَاه، و إنَّ ما حَرَّمَ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم كَمَا حَرَّمَهُ اللهُ» (3).
فأنت ترى في الآيات و الأحاديث الشَّريفة ما يخفّر همَّة المؤمن الضّعيف إلى الإقبال على روائع النّبوة يستهديها، و بدائع النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم يستظهرها، فكيف أنت و الصّحابة الّذين كانوا لا يضارعون طول باع و لا علوّ همّة في هذا الميدان؟
العَامِلُ السَّابعُ
منزلة الكتاب و السُّنَّة من الدِّين، فالكتاب هو أصل التَّشريع الأوّل و الدّستور الجامع لخير الدُّنيا و الآخرة، و القانون المنظم لعلاقة الإنسان بالله، و علاقته بالمجتمع الَّذي يعيش فيه، ثمَّ السُّنَّة هي الأصل الثَّاني للتشريع، و هي شارحة للقرآن الكريم، مُفصّلة لمجمله، مُقيّدة لمطلقه، مُخصّصة لعامه، مُبيّنة لمبهمه، مُظهرة لأسراره كما قال سبحانه: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (4).
و من هنا يقول ابْنُ كثير: «السُّنَّة قاضية على الكِتَاب قاضياً على السُّنَّة» يريد بهذه الكلمة ما وضحه السُّيُوطِيُّ بقوله: «و الحاصل أن معنى احتياج القرآن إلى السُّنَّة أنها مبيِّنة له و مُفصِّلة لمجملاته؛ لأن فيه لو جازته كنوزاً يحتاج إلى من يعرف خفايا خباياها فيبرزها، و ذلك هو المنزل ال عليه صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو معنى كون السُّنّة قاضية على الكتاب، و ليس القرآن مبيّناً للسُّنَّةِ و لا
ص: 35
قاضياً عليها؛ لأنها بيِّنَة بنفسها، إذ لم تصل إلى حدِّ القرآن في الاعجاز و الإيجاز، لأنها شرح له، و شأن الشَّرح أن يكون أوضح و أبين و أبسط من المشروح».
و لا ريب أَنَّ الصَّحابة كانوا أعرف النَّاس بمنزلة الكتاب و السُّنَّة، فلا غرو أن كانوا أحرص على حذقهما و تحفظهما و العمل بهما.
العَامِلُ الثَّامِنُ
ارتباط كثير من كلام الله و رسوله بوقائع و حوادث و أسئلة من شأنها أن تثير الاهتمام، و تنبّه الأذهان، و تلفت الأنظار إلى قضاء الله و رسوله فيها، و حديثهما عنها و إجابتهما عليها، و بذلك يتمكَّن الوحي الإلهي و الكلام النَّبويّ في النّفوس فضل تمكن و ينتعش في الأذهان على مَرَّ الزَّمان.
انظر إلى القرآن الكريم تجده يساير الحوادث و الطَّوارىء في تجددها و وقوعها، فتارة يجيب السائلين على أسئلتهم بمثل قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (1).
و تارة يفصِّل في مشكلة قَامَتْ، و يَقْضِي على فتنة طغت بمثل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، إلى قوله: ( مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (2).
و هي ستّ عشرة آية نزلت في حادث من أروع الحوادث هو أتّهام أُمِّ المؤمنين سيدتنا الجليلة السيدة أم المؤمنين عائشة زوج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، الصّديقة بنت الصّديق.
و في هذه الآيات دروس اجتماعية قرئت، و لا تزال تقرأ على النّاس إلى يوم القيامة، و لا تزال تسجل براءة الحصان الطاهرة من فوق سبع سموات، و تارة يلفت القرآن أنظار المسلمين إلى تصحيح أغلاطهم التي وقعوا فيها، و يرشدهم إلى شاكلة الصّواب كقوله في سورة آل عمران: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) الخ الآيات التي نزلت في غزوة أحد و التي تدل المُسْلمين على خطئهم في هذا الموقف الرّهيب، و تحذرهم أن يقعوا حيناً آخر في مثل هذا المأزق العَصِيب.
و على هذا النَّمط نزلت سور في القرآن و آيات تفوت الحصر.
و إذا نظرت في السُّنَّة رأيت العجب، انظر إلى قصّة المخرومية التي سرقت، و قول الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم لمن شفع فيها: «وَ أَيْمُ الله لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدِ سرِقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» (3) ثم
ص: 36
تأمَّل حادث تلك المرأة الجهنية التي أقرّت بزناها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هي حُبلى من الزّنا، كيف أمر رسول الله فكفلها وليتها حتى وضعت حملها ثم أتى بها فرجمت ثم صلّى رسول الرّحمة عليها؟ و لمَّا سُئِلَ صلّى الله عليه و آله و سلّم كيف تصلّي عليها و هي زانية؟ قال: «إِنَّهَا تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ قَسِّمَتْ على سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ لَوْ سَعَتْهُمْ، وَ هَلْ وَجَدَتْ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ جَاءَتْ بِنَفْسِهَا لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» (1).
و تدبّر الحديث المعروف بحديث جبريل، و فيه يسال جريل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الإسلام و الإيمان و الإحسان و السّاعة و أشراطها على مرأى و مسمع من الصَّحابة، و قد قال لهم أخيراً: «هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» (2).
و النَّاظر في السُّنَّة يجدها في كثرتها الغامرة تدور على مثل تلك الوقائع و الحوادث و الأسئلة.
و قد قرر علماء النَّفْس أنَّ ارتباط المعلومات بأمور مقارنةَ لها في الكفر، تجعلها أبْقَى على الزّمن و أثبت في النفس، فلا بدع أن يكون ما ذكرنا داعية من دواعي حفظ الصَّحابة لكتاب الله و سنّة رسوله على حين أنهم هم المشاهدون لتلك الوقائع و الحوادث المشافهون بخطاب الحق، المواجهون بخطاب الحق، المواجهون بكلام سيّد الخلق في هذه المناسبات الملائمة و الأسباب القائمة التي تجعل نفوسهم مستشرفة لقضاء الله فيها،
ص: 37
متعطشة إلى حديث رسوله عنها، فينزل الكلام على القلوب، و هي متشوّقة كما ينزل الغيث على الأرض و هي متعطشة تنهله بلهف، و تأخذه بشغف، و تمسكه و تحرص عليه بيقظة، و تعتز به و تعتد عن حقيقة، و تنتفع به و تنفع، بل تهتز به و تربو، و تثبت من كل زوج بهيج
العَامِلُ النَّاسِعُ
اقتران القرآن دائماً بالإعجاز، و اقتران بعض الأحاديث النبوية بأمور خارقة لِلْعَادَةِ، تروع النّفس، و تشوق النّاظر و تهول السّامع و إنما اعتبرنا ذلك الإعجاز و خرق العادة من عوامل حفظ الصَّحابة؛ لأن الشَّأن فيما يخرج على نواميس الكون و قوانينه العامّة أن يتقرَّر في حافظة من شاهده، و أن يتركَّز في فؤاد كل من عاينه فرداً كان أو أمّة، حتى لقد يتخذ مبدأ تؤرخُ بحدوثه الأيَّام و السّنون، و تُقَاسُ بوجوده الأعمار.
أمّا القرآن الكريم فإعجازه سارٍ فيه سريان الماء في العود الأخضر، لا تكاد تخلو سورة و لا آية منه، و أعرف الناس بوجوه إعجازه و أعظمهم ذوقاً لأسرار بلاغته هم أصحاب محمَّدٍ صلّى الله عليه و آله و سلّم لأنَّهم يصدرون في هذه المعرفة و هذا الذّوق عن فطرتهم العَربية الصّافية و سليقتهم السَّليمة السَّامية، و من هذا القرآن حياتهم الصّحيحة به يقومون و يقعدون و ينامون و يستيقظون و يعيشون و يتعاملون، و يلتذُّون و يتعبدون و هذا هو معنى كونه روحاً في قول الله سبحانه: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) (1).
و ليست هناك طائفة في التّاريخ تمثل فيها القرآن روحاً كما تمثَّل في هذه الطَّبقة العليا الكريمة طبقة الصّحابة الذين وهبوه حياتهم فوهبهم الحياة، و طبعهم طبعة جديدة حتى صاروا أشبه بالملائكة، و هكذا سواهم الله بكتابه خلقاً آخر، (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
و أما السُّنة النَّبوية فقد اقترن بعضها بمعجزات خارقة و أمامك أحاديث المعجزات، و هي كثيرة فيها المعجب و المطرب غير أنَّا نَرْبأُ بك أن تكون فيها كخاطب لَيْلٍ على حين أن بين أيدينا في الصَّحيح منها الجمُّ الغفير و العدد الكثير، (وَ لاٰ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
و هذا نموذج واحد، عن أبي العَبَّاس سهل بن سعد السّاعديّ _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال يوم خيبر: (الأَعْطِينَ هَذِهِ الرَّايَةُ غَداً رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، و يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولَهُ) فَبَاتَ النَّاسِ يَدُولونَ (2) ليلتهم أَيُّهم يعطاها، فلما أصْبحَ
ص: 38
النَّاس غدوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كلُّهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين عِليُّ بن أبي طالب؟ فقيل: يا رسول الله، هو يشتكي مرضاً بِعَيْنَيْهِ، قال: فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعينيه، و دعاله، فبرىء حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الرّاية، فقال عليّ _ رضي الله عنه _ يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: «انفذ عَلَى رَسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِم، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلى الإِسْلَامِ و أَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِم مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِ، وَ اللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَم» (1).
و هذه الوصيّة من الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم العليّ جديرة أن تقطع لسان من يقول: إنّ الإسلام انتشر بحدِّ السّيف (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يقولون الَّا كَذِباً) (2).
العَامِلُ العَاشِرُ
حكمة الله و رسوله في التّربية و التَّعليم، و حسن سياستهما في الدّعوة و الإرشاد مما جعل الكتاب و السُّنة يتقرران في الأذهان، و يسهلان على الصّحابة في الحفظ و الاستظهار.
أما القرآن الكريم فحسبك أن تعرف من حكمة الله في التربية و التعليم أنه أنزله على الأمة الإسلامية باللغة الحبيبة إلى نفوسهم، و بالأسلوب الخلّاب و النّظم المعجز الآخذ بقلوبهم و أنه تدرج بهم في نزوله، فلم ينزل جملة واحدة يرهقهم به و يعجزون عنه بل أنزله منجماً في مدى عشرين أو بضع و عشرين سنة، ثم ربطه بالحوادث و الأسباب الخاصة في كثير من آياته و سوره، و دعمه بالدّليل و الحجة، و خاطب به العقول و الضّمائر، وناط به مصلحتهم و خيرهم و سعادتهم، و صدر في ذلك كلّه عن رحمة واسعة بهم يكادون يلمسونها
ص: 39
باليد و يرونها بالعين: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (1).
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (2).
و أما السُّنة النَّبوية فلقد كان محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم هو المعلِّم الأوّل في رعاية تلك الوسائل الموضحة، لذلك لأنه صلّى الله عليه و آله و سلّم كان أفصح النّاس لساناً و أوضحهم بياناً، و أجودهم إلقاءً، يَنْتَقِي عيون الكلام و هو الّذي أوتي جوامع الكلم، و لا يسرد الحديث سرداً يزري بِرَوْنَقِهِ أو يذهب بشيء منه، بل يتكلّم كلاماً لو عدَّه العادّ لأحصاه، و كان يعيد الكلمة ثلاثاً، أو أكثر من ثلاث عند الحاجة كما تحفظ عنه كما جاء عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم قوله: «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ» (3) قالها ثلاثاً، و قال: «أَلَا أُنْبِئكُمْ بِأَكْبَرَ الكَبَائِرِ»: ثلاثاً - قلنا: بلى رسول الله، قال: «الإشْرَاكُ باللهِ، وَ عُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، أَلاَ وَ قَوْلُ الزُّورِ وَ شَهَادَةُ الزَّورِ _ و كان مُتّكِئاً فجلس _ فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت» (4).
و كان صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا خطب احمرّت عيناه، و علا صوته، و اشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبّحكم و مسّاكم، و يقول: « بُعِثْتُ أَنَا و السَّاعَة كَهَاتَيْن» (5) _ و يقرن بين أصبعيه
ص: 40
السّبّابة و الوسطى _ و يقول: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَ خَيْرُ الهَدْي هَدْي مُحَمَّدٍ، وَ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُتَها، وَ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» ثم يقول: «أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِن مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ، وَ مَنْ تَرَكَ دَيْناً أَوْ ضَيَاعاً فَإِلَيَّ وَ عَلَيَّ» (1).
و من وسائل إيضاحه صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه كان يضرب لهم الأمثال الرَّائعة التي تجلّس لهم المعاني ضرب لأصحابه المثل في ضرورة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و خطر إهمالهما فقال:
«مَثَلُ الْقَائِمِ في حُدُودِ اللَّهِ، وَ الوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمِ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَصَارَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا وَ كَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقُوا مِنَ المَاء مُرُّوا على مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لو أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبَنا خَرْقاً و لم نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَ مَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَميعاً، وَ إِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجُوْا، وَ نَجَوْا جميعاً» (2).
و من وسائل إيضاحه صلّى الله عليه و آله و سلّم أسئلته التي كان يلقيها على أصحابه، و نأخذ مثالاً واحداً من ذلك:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَتَدْرُونَ مَن المُفْلِسُ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له و لا دينار و لا متاع، فقال: «إِنَّ المُفْلِس مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلاة و صِيَامٍ وَ زَكَاةِ، و يَأْتِي وَ قَدْ شَتَمَ هذا، وَ قَذَفَ هَذَا، وَ أَكَلَ مَالَ هَذَا، وَ سَفَكَ دَمَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، و هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتِهِ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحِتْ عَلَيْهِ ثم طُرْحَ فِي النَّارِ» (3).
و كان صلّى الله عليه و آله و سلّم يستعين بالرّسم في توضيح المعاني و تقريبها إلى الأذهان رغم أنه كان أميَّا لا يقرأ و لا يكتب و لم يتعلم الهندسة و لا غيرها.
ص: 41
روى البُخَارِي في صَحِيحهِ عن ابْنِ مَسْعُودٍ _ رضي الله عنه _ قال: «خط لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خطَّا سريعاً، و خَطَّ وسطه خطَّا، و خطَّ خطوطاً إلى جنب الخطّ _ أي الذي في الوسط _ و خط خطَّا خارجاً فقال: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا»؟ قلنا: الله و رسوله أعلم، قال: «هَذَا الإِنْسَانُ» يريد الخط الّذي في الوسط - «وَ هَذَا الأجَلُ مُحِيطٌ بِهِ _ يريد الخط المربع _ و هَذِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ _ يشير إلى الخطوط التي حوله _ إِنْ أَخْطَأَء هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَ هَذَا الأَمَلُ» يعني الخطّ الخارج. من سياسته الحكيمة في التَّربية و التَّعليم أنه كان ينتهز فرصة الخطأ ليصحح لهم الفكرة في حِيْنِها.
من ذلك ما يقصُّه علينا سيدنا أنس _ رضي الله عنه _ قال: جاء ثلاثة رَهْطٍ إلى بيوت أزواج النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم يسألون عن عبادته، فلما أخبروا كأنهم تقالوها (1)، و قالوا: أين نحن من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر؟ قال أحدهم: أَمَّا أنا فأصلّي الليل أبداً و قال الآخر: و أنا أصوم الدّهر أبداً، و قال الآخر: و أنا أعتزل النّساء فلا أتزوّج أبداً، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إليهم فقال: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَ كَذَا !! أما و اللهِ إِني لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَ أَتْقَاكم للهِ، وَلَكِنِّي أَصُومَ وَ أَفْطِرُ، وَ أَصَلِّي وَ أَرْقَدْ، وَ أَنزَوْجُ النِّسَاءِ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي (2).
و كان من وسائل إيضاحه صلّى الله عليه و آله و سلّم تمثيله بالعمل يصلّي و يقول: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» (3) و يحج و يقول: «خُذُوا عَنِّي مناسِكَكُمْ» (4) و يشير بأصبعيه السَّبابة و الوسطى و يقول: «بُعِثْتُ أَنَا وَ السَّاعَة كهاتَيْنِ».
ص: 42
العَامِلُ الحَادِي عَشَرَ
التَّرغيب و التَّرهيب اللذان يفيض بهما بحر الكتاب و السُّنَّة، و لا ريب أن غريزة حب الإنسان لنفسه تدفعه إلى أن يحقق لها كلّ خير، و أن يحميها كل شرّ، سواء ما كان فيهما من عاجل أو آجلٍ، و من هنا تحرص النّفوس الموفقة على وَعْي هداية القرآن و هدي الرّسول، و تعمل جاهدة على أن تحفظ منها ما وسعها الامكان.
و لسنا بحاجة أن نلتمس شواهد التَّرغيب و التَّرهيب من الكتاب و السُّنَّة، فمددها فياض بأوفى ما عرف العلم من ضروب التَّرغيب و التَّرهيب، و فنون الوعد و الوعيد، و أساليب التَّبشير و الإنذار، على وجوه مختلفة، و أعتبارات متنوِّعة في العقائد و العبادات و المعاملات و الأخلاق على سواء.
و هذا نموذج من ترغيبات القرآن و ترهيباته على سبيل التذكرة، و الذكرى تنفع
المؤمنين:
يقول الله تعالى: («وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) (1).
فانظر بعين البصيرة في هذه الأساليب، و القرآن مَلِيءٌ كلّه من هذه الأنوار على هذا الغرار.
و لا تَحْسَبَنَّ السُّنَّة النّبوية إلا بَحْراً متلاطمَ الأمواج في هذا الباب، و هاك نموذجاً بل نماذج منها.
ص: 43
ها هو صلّى الله عليه و آله و سلّم يبشر واصل رحمه بسعة الرزق و البركة في العمر فيقول: «مَنْ سَرّهُ أَن يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَ أَنْ يُنْسَأَلَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحَمِه» (1).
و ها هو صلّى الله عليه و آله و سلّم يتحدث بالوعد لمن جعل الآخرة همَّه، و بالوعيد لمن جعل الدنيا همَّه فيقول:
«مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ. جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَ جَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَ أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَ هِيَ رَاغِمَةً، وَ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيهِ، وَ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَ لَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيا إلَّا ما قُدِّر لَهُ» (2).
و ها هو صلّى الله عليه و آله و سلّم يحرض المؤمنين على القتال فيقول:
«تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، لا يُخْرِجُهُ الَّا جِهَادٌ فِي سَبيلي، وَ إِيمَانٌ بِي، وَ تَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدِ بَيدِهِ، مَا مِنْ كَلم يُكْلَمُ فِي سَبيلِ اللَّهِ إِلّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّم، وَ رِيحُهُ رِيحُ مِسْكِ، وَ الَّذِي نَفْسٍ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى المُسْهِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَداً وَلَكِن لَا أَجِدُ سَعَةَ فَأَحْمِلَهُمْ، وَ لا يَجِدُونَ سَعَةَ فَيَتْبَعُونِي وَ يَشْقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأَقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُو فَأَقْتَلَ» (3).
فأنت ترى في هذه الكلمات النَّبوية قوة هائلة محولة تجعلها ماثلة في الأذهان كما تجعل النّفوس رخيصة هيّنة في سبيل الدّفاع عن الدين و الأوطان، حتى لقد كان الرّجل يستمع إلى هذه المرغبات و المُشوّقات و هو يأكل، فما يصبر حتي يتم طعامه، بل يرمي بما في يده، و يقوم فيجاهد متشوّقاً إلى الموت، متلهفاً على أن يستشهد في سبيل الله.
ص: 44
العَامِلُ الثَّانِي عَشَرَ
اهتداء الصّحابة _ رضوان الله عليهم _ بكتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم يحلّون ما فيهما من حلَالِ، و يحرّمون ما فيهما من حرام، و يتبعون ما جاء فيهما من نصح و رشد. و يتعهدون ظواهرهم و بواطنهم بالتربية و الآداب الإسلامية دستورهم القرآن، و أمامهم الرسول عليه الصّلاة و السّلام.
و ما من شك أن العمل بالعلم يقرّره في النّفس أبلغ تقرير و ينقشه في صحيفة الفكر أثبت نقش، على نحو ما هو معروف في فن التَّربية و علم النّفس، من أن التّطبيق يؤيد المعارف و الأمثلة تقيد القواعد، و لا تطبيق أبلغ من العمل، و لا مثال أمثل من الاتباع، خصوصاً المعارف الدِّينية، فإنها تزكو بتنفيذها، و تزيد باتباعها.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) (1) أي هداية و نوراً تفرقون بين الحق و الباطل، و بين الرشد و الغيّ كما جاء في بعض وجوه التفسير.
و ذلك أن المُجاهَدَة تؤدي إلى المشاهدة، و العناية بطهارة القلب و تزكية النفس تفجر الحكمة في قلب العبد، قال الغزالي: أما الكتب و التّعليم فلا تفي بذلك _ أي بالحكمة تتفجَّر في القلب بل الحكمة الخارجة عن الحصر و العدّ إنّما تتفتح بالمجاهدة و مراقبة الأعمال الظاهرة و الباطنة، و الجلوس مع الله عز وجل من الخلوة مع حضور القلب بصافي الفكرة، و الانقطاع إلى الله عزّ و جلَّ عما سواه فذلك مفتاح الإلهام و منيع الكشف فكم من متعلّم طال تعلّمه و لم يقدر على مجازاة مسموعه بكلمة و كم من مقتصر على المهم في التّعليم، و متوفر على العمل و مراقبة القلب، فتح الله من لطائف الحكمة ما تحار فيه عقول ذوي الألباب، و لذلك قال صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَكُنَ يَعْلَمُ» (2).
العَامِلُ الثالِثُ عَشَرَ
وجود الرَّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم بينهم يحفظهم الكتاب و السُّنة و يعلمهم ما لم يتعلموه، و يفقههم في أمور دينهم.
قال الشَّيخ الزُّرْقَانِيُّ: «و لا ريب أن هذا عامل مهمٌّ ييسر لهم الحفظ و يهون عليهم الاستظهار ...».
ص: 45
عوامل خاصّة بالقرآن الكريم:
و هذه العَوَامِلُ _ الخاصَّة _ توافرت في حفظ الصَّحابة للقرآن الكريم دون السُّنَّة النَّبوية المطهرة.
أوّلها: تحدّي القرآن للعرب بل لكافَّة الخلق.
قال تعالى: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ) (1)، و لما عجزوا قال: (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) (2)، و لما عجزوا قال: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (3)، و لما عجزوا سجّل عليهم هزيمتهم و أعلن إعجاز القرآن فقال عزّ اسمه:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (4).
ثانيها: عنايته صلّى الله عليه و آله و سلّم بكتابة القرآن فيما تيسر من أداوات الكتابة، إذا اتخذ كُتَّاباً للوحي من أصحابه، و أقر كل من يكتب القرآن لنفسه في الوقت الذي نهى فيه عن كتابة السنة ففي الحديث «لا تَكْتُبُوا عَنِّي، وَ مَنْ كَتَبَ عَنِّي شَيْئاً غَيْرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ» (5).
ثالثها: تشريع قراءة القرآن في الصّلاة، قرضاً كانت أو نفلاً. سرَّا أو جهراً . . و تلك
وسيلة فعّالة جعلت الصحابة يقرءونه و يسمعونه و يحفظونه.
رابعها: الترغيب في تلاوة القرآن في كل وقت، و اقرأ قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (6).
و يقول النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الّذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وَ هُوَ مَاهِرٌ بِهِ معَ السَّفْرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ وَ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَ هُوَ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَ هُوَ عَلَيْهِ شَاقٌ لَهُ أَجْرَانِ» (7).
و غير هذا الكثير و الكثير مما حفل به القرآن و السُّنة.
ص: 46
فهل يعقل أنّ أصحاب محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يتوانون لحظة بعد سماع ذلك عن قراءة القرآن؟!!
خامسها: عناية الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم و التعليم القرآن و إذاعته و نشره إذ كان يقرؤه على الناس على مُکْثٍ كما أمره الله . . و كان يرسل بَعْثات القرّاء إلى كل بلد يعلّمون أهلها كتاب الله . . قال عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: كان الرّجل إذا هاجر دفعه النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى رجل منا يعلّمه القرآن. سادسها: القداسة التي امتاز بها كتاب الله من كل ما سواه .. تلك القداسة التي تلفت الأنظار إليه، و تخلع همم المؤمنین به علیه، فیحیطون به علماً، و يخضعون لتعاليمه عملاً. .
قَالَ الشَّيْخُ الزُّرْقَانِيُّ:
«و نحن نتحدّى أمم العالم بهذه الدّواعي التي توافرت في الصّحابة حتى نقلوا الكتاب و السنة و تواتر عنهم ذلك خصوصاً القرآن الكريم. [الطويل]
أُولَئِكَ آبَائِي فَجِثْنِي بِمِثْلِهِمْ *** إِذَا جَمعَتْنَا يَا جَرِيرُ المَجَامِعُ
غمرهم الله برحمته و رضوانه. . آمین.
ثَانِياً: عَوامِلُ تَثَبُّتِ الصَّحَابَةِ فِي الكِتَابِ وَ السُّنَّةِ:
بعد أن ألقينا الضَّوء على عوامل حفظ الصّحابة للكتاب و السنة، تعرج على بيان عوامل تثبتهم _ رضوان الله عليهم _ فيهما.
قال الشَّيْخُ الزِّرْقَانِيُّ:
«إنّ النّاظر في تاريخ الصّحابة يروعه ما يعرفه عنهم في تثبتهم أكثر مما يروعه عنهم في حفظهم؛ لأن التثبت فضيلة ترجع إلى الأمانة الكاملة و العقل الناضج من ناحية، ثم هو في الصحابة بلغ القمة من ناحية أخرى.
و لهذا التّثبُّت النادر في دقته و استقصائه بواعث ودواع أو أسباب و عوامل إليك بيانها:
العَامِلُ الأَوَّلُ
أمر الله تعالى في محكم كتابه بالتَّثبُّت و التَّحَرّي، و حذّر من الطَّيش و التَّسرّع فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (1).
و كذلك نهى الله عن اتباع ما لا دليل له فقال: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (2).
ص: 47
و قد عاب القرآن على من يأخذون بالظَّن فقال جلّ شأنه:
(إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) (1).
و كان الصَّحابة هم المخاطبين بهذه التعاليم و المشافهين بها فلا ريب أن تكون تلك الآداب الإسلامية من أهم العوامل في تثبيتهم و حذرهم خصوصاً فيما يتصل بكتاب ربهم و سنة نبيهم، و بعيد كل البعد أن يكونوا قد أهملوا هذا النصح السّامي و هم خير طبقة أخرجت للناس.
العَامِلُ الثَّانِي
الترهيب الشديد، و التهديد و الوعيد لمن يكذب على الله أو يفتري على رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال عزّ اسمه: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ) (2).
و الآيات في هذا الشأن كثيرة.
و نقرأ في السنة النبويّة قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» و هو حديث مشهور، بل متواتر، ورد أنه قد رواه اثنان و ستون صحابيَّا منهم العشرة المبشرون بالجنّة.
و السُّنَّةُ أيضاً مليئةٌ بأحاديثَ من هذا النوع.
فهل يستبيح عاقل مُنْصِفٌ أن يقول: إن الصَّحابة الذين سمعوا هذه النَّصائح و تلك الزَّواجر يقدمون على كذب في القرآن و السُّنَة أو يقصرون في التَّثبُّت و التَّحَرّي و الاحتياط ..؟!!
العَامِلُ الثَّالِثُ
أَمر الإسلام لهم بالصّدق و نهاهم عن الكذب إطلاقاً فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (3).
ففي هذا إشارة إلى أن الصدق من مقتضيات الإيمان، و يفهم منه أن الكذب سبيل الكفر و الطغيان، و قد صرح الله سبحانه بذلك في قوله: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (4).
ص: 48
و يقول النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مِنَ البِرِّ وَ هُمَا فِي الجَنَّةِ، وَ إِيَّاكُمْ وَ الكَذِبَ فَإِنَّهُ مِنَ الفُجُورِ وَ هُمَا فِي النَّارِ» (1).
و في الكِتَابِ و السُّنَّةِ أضعاف أضعاف ما ذكر في الموضوع فهل بعد ذلك ترضى هذه الطبقة _ الصحابة _ أن تركب رأسها و تنكص على أعقابها فتكذب على الله و رسوله أو لا تتحرى الصدق في كتاب الله و سنة رسوله!! ذلك شطط بعيد لا يجوز إلا على عقول المغفلين.
العَامِلُ الرَّابِعُ
أن الصّحابة _ رضوان الله عليهم _ كانوا مغرمين بالتَّفقه و التعلّم مولعين بالبحث و التنقيب، مشغوفين بكلام الله و كلام رسوله روى البُخَارِيُّ و مسلم أن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ» (2) قلت: يا رسول الله أقرأ عليك و عليك أنزل؟ قال: «إِنِّي أُحُبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) قال: «حَسْبُكَ الآنَ» فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان.
و كذلك كان الصَّحابة همّتهم أن يقرءوا القرآن و يستمعوه روى الشَّيْخَانِ عن أَبِي مُوسَى _ رضي الله عنه _ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنِّي لأَعْرِفُ أَصْوَاتَ رُفْقَةِ الأَشْعَرِيين بِاللَّيْلِ حِينَ يَدْخُلُونَ، وَ أَعْرِفُ مَنَازِلَهُمْ مِنْ أَصْوَاتِهِمْ بِالقُرْآن باللَّيْلِ، وَ إِنْ كُنْتُ لَمْ أَرَ مَنَازِلَهُمْ حِينَ نَزَلُوا بالنَّهَارِ» (3) أ ليس هذا الولوع بالكتاب و السُّنة من دواعي تثبتهم فيهما، كما هو من دواعي
أسد الغابة/ ج 1 / م4
ص: 49
حفظهم لهما، لانّ اشتهار الشَّيء و ذيوعه و لين الالسنة به يجعله من الوضوح و الظّهور بحيث لا يشوبه لبس و لا يخالطه زيف، و لا يقبل فيه دخيل.
العَامِلُ الخَامِسُ
يسر الوسائل لدى الصَّحابة إلى أن يتثبتوا، و سهولة الوصول عليهم إلى أن يقفوا على جليّة الأمر، فيما استغلق عليهم معرفته من الكتاب و السُّنَّة، و ذلك لمعاصرتهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يتصلون به في حياته، فيشفي صدروهم من الرّيبة و الشّك، و يريح قلوبهم بما يشع عليهم من أنوار العلم و حقائق اليقين.
أما بعد غروب شمس النّبوة، و انتقاله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى جوار رَبِّه، فقد كان من السَّهل عليهم أيضاً أن يتَّصلوا بمن سمعوا بآذانهم من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و السامعون يومئذ عدد كثير و جَمٌّ غفير، يساكنونهم في بلدهم، يجالسونهم في نواديهم فإن شك أحدهم في آية من كتابالله تعالى، أو خبر عن رسول الله أمكنه التثبت من عشرات سواه دون عَنَتٍ و لا عُسْرِ.
العَامِلُ السَّادِسُ
الشّجاعة الفطرية لِلأَصحاب، و الصّراحة الطَّبيعية لهم، حتى لقد كان الرَّجل منهم يقف في وسط الجمهور يرد على أمير المؤمنين و هو يلقي خطاب عرشه ردّاً قويّاً صريحاً خَشناً، بل كانت المرأة تقف في بهوةِ المسجد الجامع فتقاطع خليفة المسلمين و هو يخطب، و تعارض رأيه برأيها، و تقرع حجته بحجتها فيما تعتقد أنه أخطأ فيه شاكلة الصّواب.
فهل يرضى العقل و المنطق أن تجرح هذه الأمّة الصريحة القوية و تتهم بالكذب أو بالسكوت على الكذب في كلام الله، و في سنة رسول الله؟!
ثم ألا يحملهم هذا الخلق المشرق فيهم على كمال التَّثبُّت و دقة التّحرّي في كتاب الله و سنة رسول الله؟!
العَامِلُ السَّابِعُ
تكافل الصّحابة تكافلاً اجتماعياً فرضه الإسلام عليهم. لقد كان كلّ واحد منهم يعتقد أنه عضو في جسم الجماعة، عليه أن يتعاون هو و المجموع في المحافظة على الملّة، و يعتقد أنه لبنة في بناء الجماعة، عليه أن يعمل على سلامتها من الدخل و الزغل و الافتراء و الكذب خصوصاً في أصل التَّشريع الأول و هو القرآن و أصله الثّاني و هو سنّة الرّسول عليه الصّلاة و السّلام.
و اقرأ آيات الأمْرٍ بالمعروف و النَّهي عن المنكر التي تقرر ذاك التَّكافل الاجتماعي
ص: 50
الإسلامي بين آحاد الأمّة بما لا يدع مجالاً لمفترٍ على الله، و لا يترك حيلة لحاطب ليلٍ في حدیث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
يقول الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) إلى أن قال جلّ ذكره: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...) (1).
و هكذا قدّم الله الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على الإيمان بالله، تنويها بجلالتهما، و حثَّا على التمسّك بحبلهما، و إشارة إلى أن الإيمان بالله لا يصان و لا يكون إلا بهما.
و أما السّنة فيقول صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَ لَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكُنَّ أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ عِقَابِاً مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» (2).
فهل بعد هذا كلّه يعقل أن يعبث الصّحابة، أو يقرون من يعبث بكتاب الله تعالى و سنّة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
العامِلُ الثَّامِنُ
تعويدهم الصّدق و ترويضهم عليه عملاً، كما أرشدوا إليه و أدبوا به فيما سمعت علماً، و التّربية غير التّعلم، و العلم غير العلم، و نجاح الفرد، و الأمّة مرهون بمقدار ما ينهلان من رحيق التّربية، و ما يقطفان من ثمرات الرّياضة النفسية و القوانين الخلقية.
أما العلم وحده فقد يكون سلاح شقاء، و نذير فناء، كما نرى و نسمع.
و لقد أدرك الإسلام هذه النَّاحية الجليلة في بناء الأمم فأعارها كل اهتمام، و عُنِيَ بالتَّنفيذ و العمل أكثر مما عني بالعلم و الكلام.
انظر إلى قول الرَّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم لمن يدرسون العلم في مسجد قباء «تعلّمُوا ما شِئْتُمْ أَنْ تَعلَمُوا فَلَن يَأْجُرَكُمُ الله حَتَّى تَعْمَلُوا».
لقد مرَّ بناء قبل ذلك الحديث عن الكذب، و هو أنواع، و شرع الله عقوبة من أشنع
ص: 51
العقوبات لمن اقترف نوعاً منه و هو الخوض في الأعراض، تلك العقوبة هي حدُّ القذف الذي يقول الحقّ جلّ شأنه فيه: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (1).
أ فبعد هذه التربية العالية يصح أن يقال: إن الصّحابة يكذبون على الله و رسوله، و لا يثبتون، ألا إن هؤلاء من إفكهم ليهرقون بما لا يعرفون، و يسرفون في تجريح الفضلاء و اتهام الأبرياء و لا يستحون، فويل لهم من يومهم الّذي يوعدون.
العَامِلُ التَّاسِعُ
القدوة الصَّالحة، و الأسوة الحسنة، التي كانوا يجدونها في رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ماثلة كاملة، جذابة أخّاذة، و لا شكَّ أن القدوة الصَّالحة خير عامل من عوامل التّعليم و التربية و التَّأديب و التَّهذيب.
و لم يعرف التَّاريخ و لن يعرف قدوة أسمى و لا أسوة أعلى و لا إمامة أسنى من محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم في كافة مناحي الكمال البشري، خصوصاً خلقه الرّضي، و أدبه السَّني، و لا سيما صدقه و أمانته و تحريه و دقته.
و كانت هذه الفَضائل المشرقة فيه، من بواعث إيمان المُنصِفِيِن من أَهْلِ الجاهليّة به، و لقد اضطر أن يشهد له بها أعداؤه الألِدَّاء، كما آمن بها أتباعه الأوفياء .
و مما يذكر بالإعجاب، و الفخر لنبي الإسلام صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه عرض الإسلام على بني عامر بن صَعْصَعَةَ، و ذلك قبل الهجرة، و قبل أن تقوم للدين شوكة، فقال كبيرهم: أ رأيت إن نحن تابعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أ يكون لنا الأمر من بعدك، فأجابه صلّى الله عليه و آله و سلّم بتلك الكلمة الحكيمة الخالدة: «الأَمْرُ لِلَّهِ بِضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ » (2)، فقال له كبيرهم: أفتهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك.
و هنا تتجلّى سياسة الإسلام، و أنها سياسة صريحة مكشوفة، رشيدة، شريفة لا تعرف الالتواء و الكذب و التَّضليل كما تتجلَّى صراحة في نبيّ الإسلام و صدق نبى الإسلام، و شرف نبيّ الإسلام، عليه الصّلاة و السّلام.
العَامِلُ العَاشِرُ
سموُّ تربية الصّحابة على فضائل الإسلام كلّها، و كمال تأدبهم بآداب هذا الدين
ص: 52
الحنيف و شدة خوفهم من الله، و صفاء نفوسهم إلى حدٍ لا يتفق و الكذب، خصوصاً الكذب على الله تعالى، و التجنِّي على أفضل الخليقة صلوات الله و سلامه عليه.
و إذا استعرضنا تاريخ الصّحابة _ رضوان الله عليهم _ نشاهد العجب في عظمة تأديب الإسلام لهم، و تربيته إيّاهم تربية سامية جعلتهم أشباه الملائكة يمشون على الأرض لا سيما ناحية الصّدق و الأمانة، و التثبُّت و التَّحرِّي و الاحتياط، و ذلك من كثرة ما قرر القرآن فيهم لهذه الفضائل.
و من عناية الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم و بهم علماً و عملاً و مراقبة حتى أصبحوا بنعمة من الله و فضْلٍ منطبعة قلوبهم على هذه الجلائل متشبِّعة نفوسهم بمبادىء الشّرف و النبل تأبى عليهم كرامتهم أن يقاربوا الكذب أو يقارفوا التّهجم لا سيما التَّهجُّم على مقام الكتاب العزيز و كلام صاحب الرسالة صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قالت عائشة _ رضي الله عنها _ «ما كان خلق أشد على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الكذب، و لقد كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يطّلع على الرّجل من أصحابه على الكذب فما يتجلى من صدره حتى يعلم أنه أحدث توبة لِلّه عزّ و جلَّ» (1).
الصَّحَابَةُ وَ الْفِقْهُ
الصَّحَابَةُ _ رضوان الله عليهم _ كانوا يسألون عما يقع لهم من الحوادث، و حكم الله فيها، يتوجّهون بالسؤال إلى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فيفتيهم تَارَةً بالآية أو الآيات ينزل الوحي بها عليه و تارة عندما لا يسعفه الوَحْي يفتيهم باجتهاده.
و عندما لا يتيسَّر لهم سؤال الرَّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم يسأل الصَّحابة بعضهم بعضاً فيما يَعِنُ لهم من أمور و ما يشكل عليهم من حوادث، علَّه يعرف في الواقعة حكماً لم يعرفه، فهم ليسوا سواء في العلم و الفقه، فقد كان عِلْمُ التَّيمُّم عند عَمَّارٍ و غيره و لم يعلمه عمر، و كان حكم المسح عند عَلِيٍّ و حذيفة و لم تعلمه عائشة و أبْن عمر و أبو هريرة.
و النَّاسُ في البَلَاد البَعِيدة عن المدينة يسألون الصحابة الموفدين إليهم من قبل الرَّسُولِ صلّى الله عليه و آله و سلّم فيما يعرض لهم من أُمور.
و بعد أن ألحق النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالرفيق الأعلى، و انتقلت السُّلْطَةُ التَّشْريعية إلى الخُلَفَاءِ الرِّاشدين و إلى كبار الصَّحَابة من بعده، بدأ الفقه يظهر بوضوح و يأخذ في الظهور شيئاً فَشيئاً، ذلك أن الفتوحات الإسلامية انتشرت و امتدت رقعة البلاد شرقاً و غرباً، و انتقل إلى هذه البلاد المفتوحة الصّحابة يحكمون و يقضون، و يفتون على وفق ما يفهمون من كتاب الله
ص: 53
و سنة رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإن لم يجدوا في كتاب الله و لا في سُنَّة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما يسعفهم فيما يسألون عنه أعملوا رأيهم و اجتهدوا و حاولوا الوصول إلى حكم الله في المسائل التي تعرض عليهم مُلَبِّين رغبات الناس و أهل البلاد المفتوحة و اتسعت صدورهم و لم يتقيَّدوا بقيود في المصلحة الواجب مراعاتها، و قبلوا من غير تفكير طويل الأمور الغريبة عنهم ما دام لا يوجد ضدّها اعتراض ديني أو خلقي أو واقعة فقهية حصلت، و بهذا كان اجتهادهم فسيحاً متسعاً لحاجات النّاس و مصالحهم، و كانت حريّة هذا الاجتهاد كَفِيلَةٌ بالتَّقنين و التَّشريع لكل معاملاتهم و حاجاتهم، و من هنا أخذ الفقه يتطور حثيثاً، و يخطو خطوات سريعة نحو التقدم و الازدهار.
كان عصر الخلفاء الراشدين، و عصر كبار الصحابة عصراً يحمل طابع التّقوى و الصَّلاح و التَّمسك بروح الدِّين الفضيلة التي عرفوها من الرَّسُول صلّى الله عليه و آله و سلّم هذا العصر الذي أَمْتَازَ بالهدوء و النِّظام، و لم تختلف فيه وجهات النَّظر كثيراً في الحكم بين الأُمَّة و حكامها، و كان عصر انتصار يقود من نصر إلى نصر، و من فتح إلى فتح، و اتَّسعت به رقعة البلاد الإسلامية و امتدت أطرافها وَ نَعِمَ النَّاس فيه بنعمة الدِّين و الدُّنيا.
و من هذا يتَّضح أن الصحابة _ رضوان الله عليهم _ تفرقوا في البلاد المفتوحة حاكمين و معلمين حُرَّاساً و مُرَابطين قضاة و مُفْتِينَ، و آثر بعضهم البقاء في المدينة كزيد بن ثابت و عبد الله بن عمر، ففي مكّة كان عبد الله بن عباس، و ذهب إلى الكوفة عبد الله بن مسعود، و إلى مصر عبد الله بن عمرو بن العاص، و إلى الشَّام معاذ بن جبل و عبادة بن الصّامت و أبو الدَّرداء، و إلى البَصْرة أبو موسى الأشعريُّ، و أنس بن مالك، و كانت الأمصار مُتَعَطِّشَةً إلى معرفة تعاليم الدّين الإسلاميّ الذي بزغ نُوره منذ فجرٍ قريب، فأقبل أهل كل مصر على من نزل بهم من الصّحابة يفترقون من بحورهم و يستفتونهم و يتعلَّمون منهم، و اكتفى كل مصر بما عنده، و وثقوا به لقلة الاتّصال و صعوبة المواصلات.
و لم يكن الصَّحابة جميعاً في العلم و الفهم و معرفة أحاديث الرّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم سواء، فمنهم من لازم النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم مدّة طويلة، فسمع من الحديث أكثر من غيره و منهم من لازمه في الغزوات و الأسفار، و منهم من لم يظفر بذلك.
و قد كان لهؤلاءِ الصَّحابة آثارهم الخاصَّة في البلاد لتي استوطنوها أو نزلوا بها ممَّا تركوا فيها من ثروة تشريعية كبيرة، و بما كان لهم فيها من تلاميذ أخذوا عنهم علمهم و فقههم و خلفوهم في التَّشريع و إفتاء الناس. و قاموا بما كان يقوم به أساتذتهم من الصَّحابة، و ذلك هُمُ التَّابِعُونَ كسعيد بن المسيّب بالمدينة و مجاهد و عطاء بن أبي رباح بمكَّة و إبراهيم النَّخَعي
ص: 54
بالكوفة و ابن سيرين و الحسن البصري بالبصر تمريكحول و عمر بن عبد العزيز، و أبو إدريس الخولاني بالشام و طاوس باليمن، و يزينبن حبيب بعصر.
و تبعاً لشخصيَّات الصَّحابة و مناحيهم في التشريع و تبعاً لشخصيّات تلامذتهم الَّذين ترسَّموا خطاهم، و نظراً لاختلاف عادات البلاد و تقاليدها و اختلاف معيشتها و أحوالها الاجتماعية، و الاقتصادية أخذت تبرز الخلافات التَّشْريعية في الأمصار المختلفة، و بدأت تتكوَّن المدارس الفقهيّة في هذه الأمصار و تظهر آثارها واضحة جليّة.
و في مقدمة هذه المدارس و مكان الصدارة منها كانتا تقوم مدرسة المدينة و مدرسة الكوفة، و بعبارة أخرى مدرسة الحِجَازِ، و مدرسة العراق، نظراً لما تركتاه من آثار تشريعية كبيرة، و بما تميَّزَتْ به كل واحدة عن الأخرى من سمات ظاهرة كانت علماً عليها، و كانت المنافسة بين هاتين المدرستين حامية الوَطِيسِ، كل تعيب على الأخرى مسلكها في التشريع، و كان لكل منهما رجالها و أعلامها المبرزون .
مَدْرَسَةُ المَدِينَةِ
كان المدرسة المدينة في العصر الأول للإسلام المكانة المرموقة إذ كانت الجامعة التي يقصدها طلاب الفقه و الحديث الرَّاغبُونَ في العلم و المعرفة؛ لأنَّها دار هجرة المصطفى صلّى الله عليه و آله و سلّم و البلد الذي نزل فيها الوحي و عاش فيها الصَّحابة _ رضوان الله عليهم أجمعون _ فضلاً عن كونها العاصمة السّياسيّة للدولة الإسلامية، و مركز الخلافة بعد النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فكانت مجمع
العلماء و مثوى الفقهاء، و دار الأَتْقِيَاء و الصَّالحين، و بقيت كذلك وقتاً طويلاً.
و كان إمام هذه المدرسة سعيد بن المسيّب، يرى هو و أصحابه أن أهل الحرمين أثبت النَّاس في الفقه، حيث الصَّحابة كثيرون و السُّنة متوافرة، فما وجدوه مجمعاً عليه بين علماء المدينة فإنهم يتمسكون به، و ما كان فيه اختلاف عندهم فإنَّهم يأخذون بأقواه و أرجحه، إمَّا بكثرة من ذهب إليه أو لموافقته لقياسّ جليِّ أو تخريج صريح من الكِتَاب و السّسنَّة أو نحو ذلك، و إذا لم يجدوا فيما حفظوا منهم جواب المسألة، خرجوا من كلامهم و تتبَّعوا الإيماء و الاقتضاء فحصل لهم من ذلك مسائل كثيرة في كل باب من أبواب الفقه.
أُصُولُ هَذِهِ المَدْرَسَةِ
الصَّحَابَةُ الَّذين أثروا فيها هم: عمر بن الخطاب، و زيد بن ثابت و عبد الله بن عمر، و أم المؤمنين عائشة، و عبد الله بن عباس.
قال الشُّعبي: من سَرَّهُ أَنْ يأخذ بالوثيقة في القضاء فليأخذ بقول عمر.
وَ قَالَ مُجَاهِدٌ، إذا اختلف النَّاس في شَيْءٍ فانظروا ما صنع عمر فخذوا به.
ص: 55
و قال ابْنُ المُسيّبِ: ما أعلم أحداً بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أعلم من عمر بن الخطاب.
و قال بعض التَّابعين: دفعت إلى عُمَرَ فإذا الفُقَهاء عنده مثل الصِّبيان قد استعلى عليهم في فقهه و علمه.
و أما عن زيد بن ثابت فقد قال مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الرَّاسخين في العلم، و صح عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال للصّحابة: «أَقْرَضُكُمْ زَيْدٌ».
و قال الشُّعبي: غلب زيد النَّاس على اثنتين: الفرائض و القرآن.
و قال سُلَيْمَانُ بْنُ يَسّارٍ: ما كان عمر و لا عُثمان يقدمان على زيد أحداً في القَضَاءِ و الفَتْوَى و الفَرَائِضِ و القراءة، و بالجملة: فقد كان واسع الاطّلَاع ضليعاً في فهم تعاليم الإسلام له القدرة الفائقة على استِنْبَاط الأحكام ذا رأي فيما لم يَرِدْ فيه أثر.
و أما عن ابن عمر وابن عبَّاس، فكان ميمون بن مهران يقول عنهما إذا ذكرا عنده: ابن عمر أورعهما، و ابن عباس أعلمهما، و قال أيضاً: ما رأيت أفقه من ابن عمر و لا أعلم من ابن عباس، و كان أبْنُ سيرين يقول: اللَّهم أبْقِنِي ما أبقيت ابْنَ عُمَرَ أقتدي به.
و قال ابْنُ الأَثِير: كان ابن عمر شديد الاحتياط و التوقِّي لدينه في الفَتْوَى، و كل ما تأخذه به نفسه.
و قال الشُّعبي: كان جيد الحديث و لم يكن جيد الفقه، و قد حمله الوَرَعُ على أن لا يكثر من الفَتْوَى، و من مذهبه في الفقه تفرَّع مذهب المدنيين ثم مالك و أَتْبَاعه.
و قال ابنُ عباس: ضمَّني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ»، و قال أيضاً: دعاني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فمسح على ناصيتي، و قال: «اللَّهُمَّ عَلّمْهُ الحِكْمَةَ وَ تَأْوِيلَ الكِتَابِ» .
و لما مات ابنُ عَبَّاس قال مُحَمَّدُ ابْنُ الحَنَفِيَّةِ: مات رباني هذه الأمّة، و قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحداً أعلم بالسُّنَّة و لا أجلد رأياً و لا أثقب نظراً حين ينظر مثل ابن عباس.
و قال عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: ما رأيت مجلساً أكرم من مجلس ابن عباس، أصحاب الفقه عنده، و أصحاب القرآن عنده، و أصحاب الشِّعر عنده يصدر هم كلهم من واد واسع.
و قال ابْنُ عَبَّاسٍ: كان عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و قال الأَعْمَسشُ: كان ابن عباس إذا رأيته قلت: أجمل النّاس، فإذا تكلم قلت: أفصح النّاس، فإذا حدث قلت: أعلم النّاس.
و أما عائشة _ رضي الله عنها _ فكانت مقدمة في العلم و الفرائض و الأحكام و الحلال
ص: 56
و الحرام، و كان من الآخذين عنها الَّذِين لا يكادون يتجاوزون قولها المتفقّهُون بها القاسم بن محمد بن أبي بكر أبن أخيها، و عروة بن الزبير ابن أختها أسماء.
قال مَسْرُوقٌ لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يسألونها عن الفَرَائِضِ.
و قال عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: ما جالست أحداً قطّ كان أعلم بقضاء و لا بحديث بالجاهلية و لا أروى للشعر، و لا أعلم بفريضة و لا طِبّ من عائشة.
الفُقَهَاءُ السَّبْعَةُ بالمَدِينَةِ
هُمْ عَلَى أَشْهَرِ الرِّوَايَاتِ:
سعيد بن المسيّب، و عروة بن الزّبير، و القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّديق، و أبو بكر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام، و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، و سليمان بن يسار، و خارجة بن زيد بن ثابت.
عبد الله بن عمر
عبيد الله - ابن عبد الله - ابن عتية - ابن مسعود / 94ه_
عروة بن الزبير بن العوام / 94ه_
القاسم بن محمد بن أبي بكر / 106ه_
سعيد ابن المسيب / 94ه_
سلیمان ابن يسار / 107ه_
خارجة ابن زید / 100ه_
أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام / 94ه_
و قد ذاعت شهرة الفُقَهاء حتى سمّي عصرهم بعصر الفقهاء السَّبعة، و كان عملهم هو تأسيس الفقه الإسلامي، و صبغ الحياة كلها، و العلم على نفاذها بأسرها على قواعد من الدِّين و الأَخْلَاق.
مَدْرَسَةُ الْكُوفَةِ
و في موازاة مدرسة المدينة، و في النِّصف الثّاني من القرن الهجري الأوّل كانت تقوم بالعراق مدرسة أخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة و تحاول جاهدة في إِفْسَاح الطَّريق أمام مبادئها، و قد كان لهذه المدرسة قيمة فقهيّة كبيرة و شهرة ذائعة حصلت عليها بفضل جهود فقهائها الّذين عملوا مخلصين في إرساء قواعدها، و كافحوا في سبيل إعلاء منارتها، و إن كانت لم تصل إلى مركز مدرسة المدينة و شهرتها، بل و لم تتبوَّأ مركزها الممتاز إلا في القرن الثَّاني الهجري بفضل جهود تلامذتها، و على الأَخَصِّ في عصر و على يد أبي حنيفة النُّعمان و أصحابه و تلامذته.
ص: 57
مُؤَسِّسُ هَذِهِ المَدْرَسَةِ
و مؤسِّس هذه المدرسة من الصَّحابة هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهزليّ من السَّابقين إلى الإسلام، و ممَّن شهدوا بدراً، و أحد المبشّرين بالجنّة، أقرب الناس سمتاً و دلاً و هدياً برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كما قال حُذَيْفَةُ، معلّم أهل الكوفة و قاضيها، و مؤسّس طريقتها، كان ينحو منحى عمر بن الخطّاب _ رضي الله عنه _ و على منحاه كان يسير من الاعتداد بالرَّأْيِ حيث لا نَصَّ من كتاب أو سنّة و هو الّذي يقول: لو سلك النّاس وادياً و شعباً و سلك عمر وادياً و شعباً لسلكت وادي عمر و شعبه، و كان لا يخالفه إلا في القليل النَّادر، و كان ذلك القليل النَّادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو و عمر _ رضي الله عنه _ .
عن الأَعْمَشِ عن ابراهيم النَّخَعِي أنه كان لا يعدل يقول عمر و عبد الله إذا اجتمعا، فإذا اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه، لأنه ألطف، و قرأ القرآن فأحلَّ حلاله و حرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسَّنة ، ولي بيت المال بالكوفة لعمر و عثمان _ رضي الله عنه _ و قدم آخر عمره المدينة و مات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان _ رضي الله عنه _ سنة 32 ه_.
تَلَامِيذُ هَذِهِ المَدْرَسِةِ
و أشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد الله بن مسعود الّذين أخذوا أقواله و تثقَّفوا بآرائه هم هؤلاء الفقهاء السِّتة: علقمة بن قيس النّخَعي، و الأسود بن يزيد النَّخعي، و مسروق بن الأجدع الهَمْدَانِي، و عبيدة بن عمرو السّلماني، و شريح بن الحارث القَاضي، و الحارث الأعور.
مَدْرَسَةُ الكُوفَةِ
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ
شريح بن الحارث الكندي / 78ه_
الأسود بن بزید النخعي / 75ه_
علقمة بن قيس النخعي / 62ه_
مسروق بن الأجدع الهمداني / 63ه_
عبيدة السلماني / 72ه_
الحار الأعور / 65ه_
إبراهيم النخعي / 95ه_
عامر بن شراحيل الشعبي / 104ه
ص: 58
أُصُولُ مَدْرَسَةِ الكُوفَةِ
كان أهل الكوفة يرون أن عبد الله بن مسعود و أصحابه أثبت النَّاس في الفقه، و اعتقدوا أنَّهم في الدَّرجة العليا من التَّحقيق و كانت قلوبهم أميل شيء إلى أصحابهم كما قال علقمة لمسروق: «هل أحدٌ منهم أَثْبَتُ من عبد الله» و قال أبو حنيفة: إبراهيم أفقه من سالم، و لو فضل الصّحبة لقلت علقمة أفقه من ابن عمر، و عبد الله هو عبد الله، و قد جمعوا من فَتَاوى ابن مسعود و قضايا علي و فتاواه و كل ما تيسَّر لهم جمعه، و صنعوا من آثار أصحابهم كما صنع أَهْلِ المدينة، و خرجوا كما خرج هؤلاء و لم يكن عندهم من الأحاديث و الآثار ما يقدرون به على استنباط الفِقْهِ على الأصول التي اختارها أهل الحديث، و لم تنشرح صدورهم للنَّظر في أقوال علماء البلدان و جمعها، و كان عندهم من الفطانة و الحَدَسِ و سرعة انتقال الذّهن من شيء إلى شيء ممَّا يقدرون به علی تخریج جواب المسائل على أقوال أصحابهم (و كلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ) و (كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ)، فمهدوا الفقه على قاعدة التخريج.
مُقَارَنَةٌ بَيْنَ الْمَدْرَسَتَيْنِ
كان طابع كلتا المدرستين فقهيَّا، غير أن مدرسة المدينة كانت تعتمد في الاسْتِنْبَاط الفقهي على النصوص لقيامها في المدينة تلك البلد التي عاش فيها النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و الخلفاء الرَّاشدون و أكثر الصَّحابة، فالأحاديث فيها كثيرة و الآثار متوافرة، و قد توجَّهت هممهم و انشرحت صدورهم لجمع أحاديث الرَّسول و آثار الخلفاء الرَّاشدين و الصّحابة المقربين بها، فحصل لهم من ذلك الشَّيء الكثير أغناهم في كثير عن اسْتِعْمَالَ الرَّأي، فما من مسألة مُسَائل إلا وجدوا فيها حديثاً مرفوعاً متَّصلاً أو مرسلاً أو موقوفاً صحيحاً أو حسناً أو صالحاً للاعْتِبَار، أو وجدوا أثراً من آثار الخُلَفَاء الرَّاشدين و الصَّحابة عندهم، و قلَّما تعرض مسألة ليس فيها نَصٍّ من كتاب أو سُنَّة أو أثر صحابي و لم يكن عندهم من العمران ما تتَّجه به المسائل و تتكاثر فالحياة بمنأى عن المؤثّرات الخارجية و الأعراف الأخرى فهي لا زالت يدويّة متكررة، ما يحدث اليوم قد حدث بالأمس القريب أو البعيد، و إن وقعت حادثة ليس لها سابقة و قلّما يكون أعملُوا رأيهم على نحو ما كان يفعل سلفهم من الصَّحابة مع مراعاة اقْتِضَاء النَّص و إيمائه، و لم يذهبوا بعيداً، فكانت بذلك أقرب إلى السُّنن النَّبوية وإلى الحديث.
و أمَّا مدرسة الكوفة، فإنّها و إن كانت تقليدية من حيث المبدأ و اعتمادها على الأحاديث، و الآثار المروية عن طريق الصحابة الذين عاشوا بينهم و وثقوا بهم إلا أن الأحاديث عندهم كانت قليلة، فقد روي أن عمر _ رضي الله عنه _ حينما بعث رَهْطاً من الأنصار إلى الكوفة نهاهم عن كثرة التَّحديث و قال لهم: إنكم تأتون قوماً لهم أزيز بالقرآن،
ص: 59
فيأتونكم فيقولون: قدم أصحاب محمد، فيأتونكم فيسألونكم عن الحديث، فأقِلُّوا الرّواية عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و نظراً لِشُيُوع الوضع في العراق من جانب الشِّيعة و غيرهم و تهيبهم من رواية الحديث كان بالتَّالي ذخيرة الأحاديث عندهم قليلة، و نظراً لأن هذه المدرسة كانت تقوم في جوِّ أوسع من جوّ التَّقليد المدني، فالحياة في العراق مزدحمة بالعمران و الحضارات متشَّعِّبة من رومانيّة و فارسيّة و المسائل متشابكة كان لا بد من استعمال الرّأي كثيراً و كثيراً جدّاً، و كانوا لا يكرهون المسائل و لا يهابون الفُتْيَا فخرجوا المسائل على أقوال أصحابهم و أفترقوا و أَجَابوا و ساروا في هذا الاتِّجاه شوطاً طويلاً (1). و لله الحمد و المنّة.
جُهُودُ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ فِي نَشْرِ الإِسْلَامِ
فَإِنَّ الله حين اختار نبيَّه محمداً صلّى الله عليه و آله و سلّم لتبليغ رسالته اختار له أصحاباً على شاكلته، عزَّروه و نصروه و اتَّبعوا النُّور الَّذِي أنزل معه عاشوا تحت راية نبيِّهم سعداء، و ماتوا صديقين أو شهداء، كان التَّوحيد مبدأهم، و الحب دَيْدَنَهُمْ، و السلام طبيعتهم، و الصلاة و الصيام و الصدقة و صلة الأرحام منهجهم، و رضا الله غايتهم. ملأوا الدنيا نوراً، و أشاعوا في الكون بهجة و سروراً، و قادوا الانسانية إلى ركب الحضارة المستنيرة و أرسوا قواعد الدين فلم يغيروا و لم يبدّلوا، حبب الله إليهم الإيمان و زنَّبه في قلوبهم، و كرَّه إليهم الكفر و الفسوق و العصيان أولئك هم الراشدون فضلاً من الله و نعمة.
و لما اختار الله نبيه إلى جواره بعد أن ترك الناس على المحجّة البيضاء تألق في سماء الإسلام نجم كان الوزير الأول في حياته صلّى الله عليه و آله و سلّم ثم صار الخليفة بعد مماته، ذلكم هو أبو بكر الصديق الذي سار على النَّهج المحمدي في غير تحريف و لا تبديل.
فقضى على أول فتنة ظهرت بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم في سقيفة بني ساعدة . . تلك التي أثارها و أشعل نارها سعد بن عبادة الخزرجي؛ بعد أن مَنَّ الله على أبي بكر بقوة الحجّة و البرهان، و منَّ على سعد بن عبادة و من اتبعه بالطاعة و الإذعان، ثم توجَّه إلى مانعي الزّكاة فأعادهم بقوة بأسه و رباطة جَأْشِهِ إلى ما كانوا عليه في عهد النبيّ عليه الصلاة و السلام، و حارب المرتدين فعادوا إلى حظيرة الإسلام صَاغِرِينَ، و أنفذ جيش أُسامة إلى الرّوم، و كان قد جهزه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم للخروج إليهم، و لتأديب الغَسَاسِنَةِ العرب الذين هجروا الجزيرة العربية، و استقروا في الشام، و واجه أدعياء النّبوة من أمثال مُسَيْلَمَةَ الكَذَّاب و الأسود العَنسيّ و طليحة الأسديّ و سجاح التميمية و غيرهم فارتدوا خاسرين.
ص: 60
ثم انطلق أبو بكر يرسل كَتَائِبَ الإيمان خارج الجزيرة العربية في العراق و الشام، ليكسر حاجز الخوف الذي استولى على نفوس العرب من بطش هاتين الدّولتين العظيمتين (الفرس و الروم).
و تم ذلك كله في غضون عامين مدّة خلافة الصّديق رضي الله عنه، ثم ودع الحياة راضياً مرضياً ليحمل الرّاية من بعده الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الذي وضع منهجاً للدولة الإسلامية يحوي التَّنظيمات الإدارية، فدوّن الدواوين كديوان العطاء، و ديوان الجُند، و ديوان الاستيفاء، كما أوجد مصادر للدخل بما أفاء الله على جيوشه من ثروات الدَّولة الفارسية و البيزنطية إلى جانب الزَّكاة، و الخراج و الجزية.
و نظم القضاء بصفة خاصّة، و لم يكن هو و صاحبه في سلوكهما هذا على بدع من القول أو الفعل، و إنما كان افتداء بالنبي القدوة، و الرّسول الأسوة صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و حقق الفاروق قضية الشّورى كما أرادها الله و رسوله في محكم التنزيل.
و ازدادت السِّياسة الخارجية في عهده رسوخاً و وضوحاً فتمت الفتوحات التي بدأت في عهد الصديق على يده بعد أن عدل الخطط الحربية، و غير القيادات، و فتحت دمشق، و تم الاستيلاء على بيت المقدس، و كانت الخاتمة الحسنى بفتح مصر في العام الثلاثين من الهجرة، و دخل الأقباط في الإسلام أفواجاً بعد أن خلصهم عمرو بن العاص و جنوده من اضطهاد الرومان و تعسّفهم.
ثم كان عثمان بن عفان الخليفة الثالث بعد استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب، و انكسر الباب، و خرجت الفتنة تطل برأسها من جُحْرها، فظنوا حلم عثمان ضعفاً، و ما كان إلا رجلاً حَبِيَّا سِتّيراً تستحيي منه ملائكة الرّحمن انظر إليه حين تولّى هذا الأمر، تجده أمام مهام تنوء بعصبة أولي قوة و قد حملها وحده.
فها هو معاوية يتربَّع على عرش الشام و يدين له أهلها بالطّاعة العمياء فلم يشأ أن ينقض بناء أرسى قواعده من سبق، و هذه أساليب الدّهاء و المكر و الخداع تحيط به من كل مكان حتى اضطر للاستعانة بأهل الثِّقة من أقاربه بعد أن فقدها فيمن حوله.
و مع ذلك فإن الامبراطورية التي امتدت في عهد أمير المؤمنين عمر من أقصى فارس شرقاً إلى حدود برقة و طرابلس غرباً، و من بحر قزوين شمالاً إلى بلاد النوبة جنوباً، لم تتوقف في عهد ذي النُّورَينِ عثمان بن عفان حيث اجتازت جيوشه أرض فارس حتى وصلت إلى طبرستان شرقاً، و إلى بلاد خراسان، كما تكونت أول قوة بحرية لصد عدوان الأساطيل البِيزَنْطِيّة على سواحل مصر و الشام، فانضم جزء آخر من بلاد النوبة في الجنوب و انضمت
ص: 61
لها بلاد أرْمِينيّة، و دخلت البحرية الإسلامية جزيرة «قُبْرص» و ما أمر واقعة «ذات الصَّوَاري» ببعيد حيث كان النصر فيها إيذاناً بتفوّق المسلمين على دول البحر المتوسط.
و انتقل الخليفة عثمان إلى جوار ربه متوّجاً بالشهادة و هو يقرأ القرآن على آثر فتنة تبنّاها عبد الله بن سبأ اليهودي، و أشعل نارها في سائر الولايات الإسلامية بما تحمل من شائعات كاذبة و انتقاضات باطلة تقلِّل من شأن الخليفة الراحل، و كانت هذه الفتنة اليهودية سبباً في الهرج و المرج و القيل و القال مما واجهه الإمام علي بن أبي طالب في بداية خلافته، و إن شئت قلت: في بداية محنته، فقد كان يمسك بزمام الأمور في عهد عثمان الشهيد بعض الولاة غير الأَكْفَاء، و منهم متطلّع إلى الخلافة نفسها، أو مطالب بدم عثمان بدعوى أنه ولي دمه. باختصار كان علي بن أبي طالب في موقف لا يُحْسَدُ عليه، فأراد أن يؤمِّن الدولة من الداخل بعزل بعض الولاة، و تولية آخرين ممن يراهم أهلاً للمهمِّة الخطيرة في المرحلة القادمة، فلم يلق إلا العصيان و التمرد و الخروج عليه مما عطل مسيرة الحكم الراشد الذي أراده لهذه الأمة.
و بينما عليٌّ يفكر في أمر معاوية إذا بأخبار تصله بخروج طلحة و الزبير في صحبة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، و استثمر اليهودي المتآمر عبد الله بن سَبَأِ ليعلن أن الثّوار قد خرجوا لمهاجمة علي وراع عليّا ما كان من خروج أم المؤمنين في صحبة هؤلاء، ولكنه سرعان ما هدأ حين علم أنها جاءت للصلح بين أولادها المتنازعين باعتبارها أمَّا للمؤمنين، و قال علي: لا بأس. إنها أُمُّنا و زوجة نبينا، ولكن زعيم الفتنة اليهودي خشى افتضاح أمره و تسليمه ليد العدالة فاجتمع بأتباعه، و قال لهم: يا قوم إن عزكم في خلطة النّاس فصانعوهم و تملَّقوهم، و إذا التقى الطرفان المتنازعان غداً فانشبوا القتال و لا تفرغوهم للنظر و الجلوس على مائدة الصلح و بات الجميع على الصلح، و بات ابن سبأ و أنصاره (قتلة عثمان الحقيقيون) بِشَرٌ ليلة حتى إذا أصبح الصباح نَشَبُوا القتال، و ظن أصحاب أم المؤمنين أن عليَّا قد بدأ القتال بينما تعجب علي مما رأى من تغيير النية فنادى طلحة قائلاً:
يا طَلْحَةُ جئت بعرس رسول الله تقاتل بها، و قد خبأت عرسك في بيتك؟ ماذا أَنْتَ صانع يوم القيامة حين يقول لك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لم جئت بزوجتي إلى هذه الأرض فأحس طلحة بعظم ما ارتكب فأدار وجهه و قفل راجعاً، ولكن لم يفلت من القتل على يد أحد أرباب الفتنة، و تذكر الزُّبير ما كان من أمره مع علي أمام النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فعاد و هو يقول: العار و لا النار، و حرض ابْنُ سبأ على قتل أم المؤمنين، فهاجم هو و جنوده الهودج الذي يحملها على جملها، ولكن عليَّا عاجل الجمل بضربة عقرته و أوقعت الهودج قبل أن يتمكن منه دعاة الفتنة و أعاد أم المؤمنين إلى بيتها في حماية اربعين حارساً أوصلوها سالمة و لم يكن هؤلاء الجنود
ص: 62
إلا نساء من فتيات قريش تزيوا بزيِّ الرجال مراعاة لحرمة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان على رأسهم أخوها محمد بن أبي بكر، فلما اكتشفت أم المؤمنين ذلك أطرقت برأسها قائلة: لقد أبي أبو الحسن إلا أن يكون عليَّا، و بعد شهر من هذه الواقعة بدأ يوم صفّين مكشراً عن أنيابه، و كانت نهاية هذه الموقعة أسوأ من بدايتها فقد انتهت بخدعة التحكيم المشهورة، أما الخوارج فقد حكموا على الإمام علي بالكفر و قتله أحدهم هو عبد الرحمن بن ملجم الذي ألحق الله بعاقر ناقة ثمود في النَّار بجريمته النّكراء و فعلته الشَّنماء.
و تولى الخلافة بعده ابنه الحسن بن علي الذي ما لبث أن ودعها غير آسف عليها تاركاً أعباءها لمعاوية بن أبي سفيان _ رضي الله عنه _ الذي لم تصح له الخلافة إلا بعد تنازل الحسن عنها له، و كان قد أخذ البيعة من أهل الحلّ و العقد كما بويع لأبيه الإمام علي من قبل و صدقت نبوءة النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فيما أخبر به عن الحسن حيث قال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَ سَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ» (1).
و هكذا أصبحت الخلافة مُلْكاً عضوضاً على يد معاوية الذي ورثها لإبنه اليزيد، و أجبر الناس على بيعته في حياته حتى لا ينازعه في ملكه منازع مِنْ بعده.
و لسنا نقول بأن الخبر الذي قاله النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الملك العضوض يفيد انتقاضاً من قدر المملوك فإنه غالباً ما يكون فيهم الحزم و الكياسة إلى جانب الشّدة و العنف، و ها هو داود و ابنه سليمان كانا رسولين ملكين، و كان الملك و الجاه و السلطان خير سند لرسالتهما، كما كانت ملكة سبأ من خير ملكات العالم بما أوتيت من الحكمة و الرشاد حيث حكمت اليمن، و قادت الجيوش الجرّارة حتى إذا دعيت للإسلام قادت شعبها و جيشها إلى الدّخول في طاعة سليمان قائلة: (وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ) و هذه الأرض يعيش عليها الآن ملوك يقودون شعوبهم متَّجهين بهم إلى السَّير في ركب الحَضَارة الإنسانية بما أوتوا من الحنْكَة و التجربة و عراقة الأصل و سلامة الدِّين.
هذا و ما زالت آثار الصّحابة و الخلفاء قائمة بين دول الإسلام بما خلَّفوه من علم و فَهْمٍ لكتاب الله و سنَّة نبيِّه صلّى الله عليه و آله و سلّم، و ستظل باقية حتى يرث الله الأرض و من عليها و هو خير الوارثين.
(أَبُو هُرَيْرَةَ) المُفْتَرى عَلَيْهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
طعن أرباب الأهواء قديماً و حديثاً في أبي هريرة _ رضي الله عنه _ ليتخلصوا من أحاديثه
ص: 63
التي تقف دون أهوائهم، و تردّ كيدهم في نُحُورهم، و سندهم في هذه المطاعن إمَّا روايات مكذوبة أو ضعيفة، و إما روايات صحيحة لم يفهموها على وجهها، بل تأوَّلوها تأويلاً باطلاً يتفق و أهواءهم، و إنَّا لذاكرون لك بعضاً من هذه الطُّعون، و الجواب عنها بإيجاز ليكون ذلك نموذجاً يحتذى في الدِّفاع عن هذا الصَّحابي الجليل، فنقول و بالله التوفيق:
(أ) مما طعن به أهل الأَهْوَاء في صدق أَبِي هُرَيْرَةَ _ رضي الله عنه _ «حَدِيث الوِعَاءَيْنِ» و هو ما رواه البُخَارِيُّ في باب «حِفْظِ العِلْمِ» من كتاب «العِلْمِ» عن أبي هريرة قال: «حفظت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وِعَاءَيْن، فأمّا أحدهما فبثَتُهُ و أمَّا الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم» (1).
قالوا: هذا الحديث لو صح لترتَّب عليه أن يكون النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قد كتم شيئاً من الوحي عن جميع الصحابة سوى أبي هريرة، و ذلك لا يجوز بإجماع المسلمين.
و الجواب: أنه ليس في الحديث ما يفيد أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد اختصه بهذا الوِعَاءِ دون غيره من الصحابة، و على تقدير أنه أختصه بهذا الوعاء دون غيره من الصَّحابة، فليس فيه شيء من كتمان الوحي الذي أمر الله رسوله أن يبلغه النّاس.
قال ابْنُ كَثِيرٍ: «هذا الوعاء الذي كان لا يتظاهر به هو الحروب و الفِتَنُ و المَلاحِمُ، و ما وقع بين النّاس من الحروب و القتال و ما سيقع» اه_.
فالإخبار عن بعض الحروب و المَلاحِم الَّتِي ستقع ليس مما يتوقف عليه شيء من أُصُولِ الدِّين أو فروعه، فيجوز لِلنَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يخص بمثل هذا النَّوع من الوحي شخصاً دون آخر، أو فريقاً دون فريق.
(ب) و ممَّا أَتَّخِذَ شُبْهَةً على صدق أبي هريرة في الحديث أنه كان يروي عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «مَنْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ وَ هُوَ جُنبٌ فَلا يَصُمْ»، و يفتي به النّاس فبلغ ذلك عَائِشَةَ و أُمَّ سَلَمَةَ _ رضي الله عنهما _ فأنكرتا عليه، و ذكرتا أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يدركه الفجر و هو جنب من أهله ثم يغتسل و يصوم»، فرجع إلى حديثهما و قال: كذلك حدثني الفَضْلُ بْنُ العَبَّاسِ و أَسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم و أمهات المؤمنين أعلم بمثل ذلك من الرجال.
و الجواب: أن أبا هريرة لم يسمع الحديث من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و إنما سمعه من الفَضْلِ و أَسَامَةَ عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم و هما من أهل الصّدق و الأمانة، ولكن لما ترجَّح لديه حديث عائشة و أم سلمة رجع إليه، و ترك فتواه اتّباعاً للحق، و أمَّا حديث الفَضْلِ و أَسَامَة، فقد أجاب عنه العلماء بأجوبة ( منها): أنه معارض بما هو أقوى منه، فيترك العمل به إلى الأرجح.
ص: 64
(و منها): انَّه كان مبدأ فرض الصِّيَامِ حين كان الاكل و الشّرب و الجماع محرّماً بعد النوم، ثم أباح الله ذلك كله الى طلوع الفجر، فكان للمجامع ان يستمر إلى طلوعه، فيلزم انْ يقع اغْتِسَالُهُ بعد طلوع الفجر، فدل على أنّ حديث عائشة و امّ سلمة ناسخ لحديث الفَضْلِ و أُسامَةَ، و لم يبلغهما و لا أبا هريرة الناسخ، فاستمر ابو هريرة على الفُتْيَا به، ثم رجع عنه بعد ذلك لما بلغه.
قال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ: «و فيه فضيلة لأبي هريرة لاعترافه بالحق و رجوعه إليه» (1).
(ج_) قالوا: روى أبو هريرة حديث: «لاَ عَدْوَى وَ لاَ صَفَرَ وَ لاَ هَامَةَ»، فقال أعرابيّ: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرَّمل كأنها الظَبَاء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ» (2). و روى أيضاً حديث: «لا يُورِدَنّ مُمرّضٌ عَلَى مُصحِّ»، اي: صاحب ابل مَرِيضَةٍ على صاحب ابل صحيحة مخافة العَدْوَى.
قالوا: و بين الحديثين تناقض إذ الحديث الأول ينفي العدوى و الثاني يثبتها، و النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يتكلم بمثل هذا فدار الأمر بين كذب أبي هريرة أو نسيانه في الرواية فإن قلنا بكذبه ارتفعت الثقة بمروياته، و إن قلنا بنسيانه ناقض حديث ضم الرداء و قوله فيه: فوالذي نفسي بیده ما نسيت منه شيئاً بعد.
وَ الجَوَابُ: أنه لا تَنَاقُضَ بين الحديثين، فحديث: «لاَ عَدْوَى» معناه نفى أن تكون العدوى مؤثرة بذاتها دون إرادته تعالى.
و حديث «لا يُورِدِنَّ مُمرّضٌ على مُصحِّ» المقصود منه الَّا يورد صاحب الإبل المريضة إبله على إبل صحيحة، لئلا تمرض فيتوهم النَّاس أن ذلك المرض جاء للإبل الصحيحة من طريق العَدْوَى بدون إذنه تعالى، و لك أن تقول: إنَّ المقصود من الحديث الثّاني هو إثْبَاتُ العدوى من طريق السَّببية العادية التي يجوز فيها تخلّف المُسبب عن سببه، فنهى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم
ص: 65
عن تلك المُخَالطة من باب اتِّقاء أسباب الهلاك العادية امتثالاً لقوله تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (1).
و إذا لم يكن بين الحديثين تَنَاقُضٌ فلا كذب و لا نِسْيان.
نعم ثبت أنَّ أبا هريرة كان يروي الحديثين جميعاً في بعض المجالس، و كان يقتصر على رواية أحدهما في بعضها، فأقتصر مرَّةً على رواية الحديث الثَّاني فقيل له: إنك رويت حديث: «لاَ عَدْوَى» فرطن بالحبشيَّة، و أنكر على من قال له ذلك، فظن أَبُو سَلَمَةَ «الرَّاوي للحديثين عنه» أن إعراض عن رواية حديث «لا عَدْوَى» في ذلك المجلس نسيان منه لروايته.
و يجاب عن ذلك بأن إعراضه عن روايته هذا الحديث ليس من قبيل النِّسْيان كما فهم أَبُو سلمة، و إنما هو من باب مُرَاعَاةِ حال من يحدثهم، و لذلك يقول القرطبي في «المُفْهِم»: و يحتمل أن يكون أبو هريرة خاف اعتقاد جاهل يظنهما مُتَنَاقضين فسكت عن أحدهما، و كان إذا أمن ذلك حدث بهما جميعاً اه_.
و إن أردت زيادة على ذلك فارجع إلى «فَتْحِ البَارِي» في باب (لاَ هَامَةَ) من كتاب «الطِّبِّ».
(د) قالوا: كان أبو هريرة يُدلِّس في الحديث، فيروي عن النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ما لم يسمعه منه كما في حديث: «مَنْ أَصْبَحَ جُنُباً فَلاَ صَوْمَ لَهُ»، و قد تقدَّم، و التّدْلِيسُ أخو الكذب.
و الجَواب عن ذلك: أن أبا هريرة بحكم تأخُّر إسلامه إلى سنة سبع من الهجرة قد فاته كثيرٌ من أحاديث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و فكان عليه ليستكمل علمه بالحديث أن يأخذه من الصّحابة الذين سمعوه من النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم شأنه في ذلك شَأْنَ سائر الصَّحابة الذين لم يحضروا مجالسه صلّى الله عليه و آله و سلّم إمّا لاشتغالهم ببعض أمور الدُّنيا، و إمَّا لحداثة سِنِّهم و إما لتأخُّر إسلامهم، أو لغير ذلك، يؤيد ذلك ما ثبت عن حُمَيدٍ قال: كنا مع أنس بن مالك، فقال: «و الله ما كُلُّ ما نحدثكم عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سمعناه منه، ولكن لم يكن يكذب بعضُنا بعضاً» (2). رواه الطَّبَرَانِيُّ في «الكَبِيرِ» و رجاله رجال الصحيح.
و عن البَرَاءِ قال: «ما كُلُّ الحديث سمعناه من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يحدّثنا أصحابه عنه، كانت تشغلنا عنه رعية الإبل» (3).
رواه أَحْمَدُ و رجاله رجال الصحيح، و رواه الحَاكِمُ أيضاً في المُسْتَدْرَكِ بلفظ: «ليس
ص: 66
كلُّنا سمع حديث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كانت لنا صَنيعَةٌ و أشغال، ولكن النّاس كانوا لا يكذبون يَوْمَئِذٍ، و يحدث الشَّاهد الغائب» (1) قال الحَاكِمُ: صحيح على شرطهما، و لم يخرجاه، و أقرَّه الذَّهَبِيُّ.
و لا ينبغي أن يعدَّ حذف الصَّحابي الذي سمع الحديث، و لقنهم إياه من قبيل التَّدْلِيس؛ إذ الصحابة كلهم عُدُولٌ بإجماع أهل الحق، و خلاف العلماء في الاحْتِجاج بالمرسل إنما كان للجهل بِحَال المحذوف، و ذلك لا يتأتَّى ها هنا، و لذلك يقول ابْنُ الصَّلّاحِ في «مُقَدِّمَتِهِ»: «مرسل الصَّحابي مثل ما يرويه ابن عباس و غيره من أحاديث الصحابة عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يسمعوه منه في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصَّحابة و الجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصّحابة كلهم عدول» اه_.
و قال السُّيُوطِيُّ في «التَّدْرِيبِ»: «أَمَّا مُرْسَلُ الصّحابي كإخباره عن شيء فعله النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أو نحوه مما يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه فمحكوم بصحته على المذهب الصّحيح الذي قطع به الجمهور من أصحابنا و غيرهم، و أطبق المحدثون المشترطون للصّحيح القائلون بضعف المرسل، و في «الصَّحِيحَيْن» من ذلك ما لا يحصى؛ لأن أكثر روايتهم عن الصّحابة، و كلهم عدول و رواياتهم عن غيرهم نادرة، و إذرووها بيَّنُوها، بل أكثر ما رواه الصَّحابة عن التَّابعين ليس أحاديث مرفوعة بل إِسْرائِيلِيَّاتٌ أو حكايات أو موقوفات».
و من ذلك كله يتبيبَّن أنه لا كَذِبَ من أبي هريرة؛ إذ إنه لم يقل في هَذَا الضَّرْبِ من الحديث: «سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول كذا، أو رأيته يفعل كذا»، بل كان يقول: «قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كذا، أو فعل كذا، و ما شابه ذلك» كما أنه لا تدليس منه أيضاً؛ لأن الرَّاوي المحذوف من الصَّحابة و الاجماع قائم على عدالتهم.
(ه_): قالوا نهاه عمر عن التحديث، و قال له: «لتتركن الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أو لألحقنك بأرض دَوْس»، و هذا من عمر يدل على كذب أبي هريرة.
و الجواب: إنَّ أبا هريرة كان يرى لزاماً عليه أن يحدِّث النَّاس بما سمعه من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خروجاً من إثم كِتْمَان العلم، و قد ألجأه العلم، و قد ألجأه ذلك إلى أن يكثر من رواية الحديث، فكان في المجلس الواحد يسرد الكثير من أحاديثه صلّى الله عليه و آله و سلّم ولكن عُمَرَ _ رضي الله عنه _ كان يرى أن يشتغل النَّاس أولاً بالقرآن، و أن يقلّوا الرِّوَاية عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في غير أحاديث العمل، و أن لا يروى للنّاس أحاديث الرُّخص لئلا يَتَّكِلُوا عليها، و لا الأحاديث المُشْكلة
ص: 67
التي تعلو على أفهامهم، كما أنه كان يخاف على المُكْثِرين الخطأ في رواية الحديث إلى غير ذلك، و من أجل ذلك كُلِّه نهى عمر الصحابة عن الإكثار من الرواية، و أغلظ لأبي هريرة القول و هدده بالنّفي؛ لأنه كان أكثر الصحابة رواية للأحاديث.
قال الحافظ ابْنُ كَثِيرِ: «و قد جاء أن عمر أَذِنَ له بعد ذلك في التَّحْدِيثِ فقال مُسَدَّدٌ بسنده عن أبي هريرة قال: بلغ عمر حديثي فأرسل إليّ فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيت فلان؟ قال: قلت: نعم، و قد علمت لِمَ تَسْأَلُنِي عن ذلك؟، قال: و لم سألتك؟ قلت: إن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال يومئذٍ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (1) قال: «أَمَّا إذن فاذهب فَحدِّثْ» (2).
(و) قالوا: و لم يكن عند أبي هريرة رَصِيدٌ من الأحاديث أكثر من غيره، و إنِّما الّذي جعله يتفوق على غيره من الصَّحابة في كثرة الرِّوَاية أنه استجاز لنفسه أن ينسب إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كل كلام حسن، قاله أو لم يقله، مما هو خارج عن دائرة الحَلَال و الحرام . . قالوا: و سند أبي هريرة في ذلك أحاديث رواها عن النّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم منها:
1- «إِذَا لَمْ تُحلُّوا حَرَاماً وَ لَمْ تُحَرِّمُوا حَلالاً، وَ أَصَبْتُمُ المَعْنَى فَلا بَأْسَ» (3).
2- «إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُوَافِقُ الحَقَّ فَخُذُوا بِهِ حَدَّثْتُ بِهِ أَوَلَمْ أُحَدِّثْ» (4).
3- «مَا بَلَغَكُمْ عَنِّي مِن قَوْلٍ حَسَنِ لَمْ أَقُلْهُ فَأَنَا قُلْتُهُ».
و الجواب عن ذلك: إن كثرة أحاديث أبي هريرة مع تأخُّر إسلامه لا ترجع إلى ما زعموه، و إنِّما ترجع إلى انقطاعه عن الدُّنيا إلى مجالسه صلّى الله عليه و آله و سلّم و ملازمته إياه سفراً و حضراً،
ص: 68
و إلى دعاء النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم له أَلَّا ينسى شيئاً من حديثه، و إلى أنه عاش بعد وفاته صلّى الله عليه و آله و سلّم نَحْو خمسين عاماً يأخذ عن الصحابة ما فاته من الأحاديث ثم يرويها للناس.
و أما زعمهم أنه استجاز لنفسه أن يكذب على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في غير الحلال و الحرام فباطل من وجوه:
1- أن أَبَا هُرَيْرَةَ من رواة حديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، و ثبت عنه أنه كان يذكره بين يدي ما يريد أن يرويه عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في كثير من مجالسه.
2- و أن الصَّحابة قد أَقَرُّوه على رواية الأَحاديث، و رووها عنه، و من هؤلاء عمر، و عُثمَانُ، وَ عَلِيٌّ، و طلحة و الزبير، و زَيْدُ بْنُ ثابت، و أبو أَيوبَ الأَنْصَارِي، و ابن عباس، و عائشة، و جابر، و عبد الله بن عمر، و أبي بن كعب و أبو موسى الأَشْعَرِيُّ (1)، و هذا إجماع منهم على صدقه و أمانته.
3- و أَنَّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة وجد أكثرها عند غيره من الصّحابة.
و أما الأحاديث التي نسبوها إلى أبي هريرة فنجيب عنها بما يلي:
1- الحديث الأول في الرّواية بالمعنى لا فيما زعموه من إباحة الكذب عليه صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يروه أبو هريرة بل رواه غيره.
روى الحافظ الهَيْثَمِيُّ عن يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جدّه قال: أتينا النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلنا له: بآبائنا و أمَّهَاتنا يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث، فلا نقدر أن نؤدّيه كما سمعنا قال: «إِذَا لَمْ تُحِلُّوا حَرَاماً وَ لَمْ تُحَرِّمُوا حَلالَا وَ أَصَبْتُمُ المَعْنَى فَلاَ بَأسَ» (2).
2، 3- و الحديثان الثَّاني و الثّالث مكتوبان على أبي هريرة، إذ في سند الأوّل منهما أَشْعَثُ بْنُ بُرَازِ كذاب ساقط لا يؤخذ حديثه، قال النسائي: متروك الحديث، قال البخاري: منكر الحديث.
و في سند الثاني منهما عبد الله بن سعيد كذّاب مشهور، قال إبْن معين: ليس بشيء، و قال الدارقطني: ذاهب، و قال الفلّاس: منكر الحديث. قال ابنُ حَزم: «و قد ذكر قوم لا يتَّقون الله عزّ و جلّ أحاديث في بعضها إِبْطَالُ شرائع الإسلام، و في بعضها نسبة الكذب إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و إباحة الكذب عليه ثم سرد تلك الأحاديث، و فيها هذان الحديثان، و أبطلهما
ص: 69
بما ذكرناه، ثم قال ردَّا على من أباح أن ينسب إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما لم يقله: «حسبنا أنهم مُقِرُّون على أنفسهم بأنَّهم كاذبون، و قد صَحَّ عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ وَ هُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ» (1) (2).
دَائِرَةُ المَعَارِفِ (الإِسْلَامِيّةِ) وَ رَأَيُها في أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضيَ اللَّهُ عَنْهُ)
كتب أستاذنا العلَّامة الجليل الشيخ «محمد عرفة» مقالاً قيِّماً في الدفاع عن راوية الإسلام (أبي هريرة) _ رضي الله عنه _ يفنَّد فيه مزاعم أصحاب دائرة المعارف اللإسلامية المترجمة عن الانجليزية، و أنا أنقله حتى يرى القارىء ما عليه أوروبا و الغرب من الحقد على الأمة الإسلامية.
قال:
للمستشرق «جُولد سپهر» رأْيٌ في الصَّحابي الجليل (أبي هريرة) _ رضي الله عنه _ نشره في العدد السابع من المجلّد الأول من دائرة المعارف (اللإسلامية)، هذا الرّأي لا يستند إلى بَحْث تاريخيّ و لا سند علمي.
طعن «جولد سيهر» في أبي هريرة طُعوناً عدة، لكنها تدور حول عدم أَمَانَتِه في نقل الحديث، فقد ذكر أنه مختلق، وَ مُسْرِفٌ في الاختلاق، و أنه كان يفعل ذلك بداعي الوَرَعِ، و أن الّذين أخذوا عنه مُبَاشَرَةً قد شكوا فيما ينقل، و عبروا عن هذا الشَّكِّ بأسلوب ساخر، و أنه كان يضمن أحاديثه أتفه الأشياء بأسلوب مؤثر، و ذلك يدلُّ على روح المزاح التي كانت فيه، و الَّتي كانت سبباً في ظهور كثير من القصص، و صاحب هذه المطاعن يعز و مطاعنه إلى كتب إسلامية، ليلقي عليها ثوباً خَلَّاباً. و ليوقع في روع الناس أنَّها صحيحة، و هذه طريقة فيها كثير من الخداع و اللّبس و التَّزوير، و سنُمِط اللِّثَامَ عَمَّا فيها و بالله التوفيق.
إن أبا هريرة الذي يجرحونه هذا التَّجريح، و يسيئون إليه هذه الإساءة هو من جملة الصَّحابة، و من أوسعهم رواية، بل هو أوسعهم رواية لا مُسْتَثْنِياً أحداً إلا أَبْنَ عَمْرو و تجريح هذا البحر الذي مُلِىءَ علماً و أدّاه إلى من حملوه عنه و أدوه إلى من بعدهم حتى وصل إلينا تجريح لهذا العلم الغزير، و رفع الثِّقة عن كل مروياته، و فيه إفساد كبير، و لو كان لهذا الطّعن وَجهٌ من الصحة لاحتمل، ولكن طعن باطل لا حق فيه.
هذا الإمام قد روى عنه ثمانمائةٌ من أهل العلم كما قال البُخَارِيُّ، و هذا فيه الدّلالة على
ص: 70
ثقتهم به، لأنهم لو لم يثقوا به لما رووا عنه، و هو ثقة ثبت عند الصحابة و أهل الحديث.
و قال ابْنُ عُمَرَ: أبو هريرة خير مني و أعلم بما يحدث.
و قال طلحة بن عبيد الله أحد العشرة: و لا شك أن أبا هريرة سمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما لم نسمع وروى النَّسَائِيُّ أن رجلاً جاء إلى زيد بن ثابت فسأله عن شيء، فقال زيد: عليك أبا هريرة . . الحديث».
و كان كثير الحفظ شديد الضَّبط، شهد له بذلك أهل العلم و الثِّقات.
قال الشَّافِعِيُّ: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره.
و حدث الأَعْمَشُ عن أبي صالح قال: كان أبو هريرة أحفظ أصحاب محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال أَبُو الزُّعِتَرعَةِ كاتب مَرْوَانَ: أرسل مروان إلى أبي هريرة فجعل يحدثه، و كان أجلسني خلف السَّرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان في رأس الحَوْلِ أرسل إليه فسأله، و أمرني أن أنظر، فما غَيَّرَ حرفاً عن حرف.
هذه آراء الثِّقات أصحاب هذا الشأن فيه، فمن عدلوه فهو الثبت الذي لا يجرح، و من يَهْرَجُوهُ فهو الزَّائف الذي لا يعدّل، و من حظي بمثل هذا الثَّناء من هؤلاء العلماء الأفاضل، فلا يضيره ما يقال بعد ذلك فيه. [الطويل]
إِذَا رَضِيتَ عَنِّي كِرَامُ عَشِيرَتِي *** فَلا زَالَ غَضْبَاناً عَلِيَّ لِئَامُهَا
قال الشَّيْخُ:
و لا بُدَّ لنا أن نعرض لهذه الشُّبهة التي أثاروها و نفندها:
1- زعموا أنَّ علمه الواسع بالأحاديث أثار الشَّك في نفوس الذين أخذوا عنه مباشرة فلم يترددوا في التَّعبير عن شكوكهم بأسلوب ساخر، و أحالوا القارىء على البُخَارِيّ في كتاب «فَضَائِل الأَصْحَابِ» رقم 11 يريدون بذلك حديث أبي هريرة أن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة، و إني كنت ألزم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لِشبع بَطْنِي حتى لا آكل الخمير، و لا أَلْبَسُ الحَبِيرَ، و لا يخدمني فلان و لا فلانة و كنت ألصق بطني بالحَصْبَاءِ من الجوع . . الحديث.
و المنصف يرى هذا الأثر أن بعض النَّاس قال: أكثر أبو هريرة تَعَجُّباً من كثرة حفظه
و روايته، و قد أظهر لهم السَّبب في كثرة روايته و حفظه و هو أنه كان ألزم النَّاس لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنه ما كان يعنيه الغنى، و إنما كان يعنيه الأَخْذُ عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان يلصق بطنه بالحَصْبَاء من الجوع، و ما كان يشغله عن رسول الله تجارة و لا زراعة، فحفظ ما لم يحفظوا و سمع ما لم يسمعوا، فلما بيّن لهم السبب سكتوا عنه. و لنسلم ما زعموه من أنهم كانوا شاكّين لا متعجِّين، أ فما كان ينبغي أن يأخذوا من تركهم إياه يُحَدِّث بعد ذلك مدة عمره. و قد عَمَّرَ بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم نحواً من خمسين سنة _ أنهم اقتنعوا بتعليله، و زال هذا الشَّكُ من نفوسهم، إذ لو
ص: 71
كانوا يرون في حديثه بَأْساً لكفُّوه عن التَّحديث، و هم من تعلم في المُحَافَظة على حديث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و الخوف أن يتسع النّاس فيه، و يدخله التَّدْلِيسُ و الكذب.
2- و أَمَّا زعمهم أن روايته ضمَّتها أَتْفَةَ الأَشياء بأسلوب مؤثر، و ذلك يدل على ما امتاز به من روح المزاح، الأمر الذي كان سبباً في ظهور كثير من القصص و عزوهم ذلك إلى أبْنِ قُتَيْبَةَ، فليس شيء أوغل في التَّضْليل و الإبهام من هذا _ نحن لا ندري ما هي هذه الأحاديث التي زعموها، و كان يجب عليهم أن يبيّنوها لنا لنناقشهم فيها، و كان يجب عليهم أيضاً إذ عزوا لابْنِ قُتَيْبَةَ أن يذكروا اسم ذلك الكتاب فإن لا بن قتيبة مؤلفات كثيرة، طبع منها كثير، إنهم لو فعلوا ذلك لكُنَّا نبين لهم أن ما في ابن قتيبة ليس كما فهموه، إذ لا يُعْقل أن يثني ابن قتيبة الثّناء المستطاب على أبي هريرة في كتابة «تَأْوِيلِ مُخْتَلَفِ الحَدِيثِ»، ثم هو ينسب إليه ما ذكره أصحاب الدائرة. عليهم دائرة السَّوْء و غضب الله عليهم و لعنهم و أعد لهم عذاباً عظيماً.
3- و أما ما نقلوه من وصف (شير نجر) لأبي هريرة من أنه المتطرِّف في الاختلاق ورعاً، فلسنا ممَّن يؤمن يقول (شير نجر) و غير (شير نجر) من المتطرِّفين في الاختلاق على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تضليلاً للمسلمين و تشويشاً على الدّين، و إيذاء للحقيقة، و ستراً للواقع. و بحسبنا أن نقول: هذا طعن لا مبرر له، و تجريح لا يستند عل سند: [الخفيف]
و الدَّعَاوَى إِنْ لَمْ تُقِيمُوا عَلَيْها *** بَيِّنَاتٍ أَبْنَاؤُهَا أَدْعِيَاءُ
وَ قَوْلُهُمْ: إنه المتطرِّف في الاختلاق ورعاً، كلام مُتَهَافِتٌ؛ لأنّا لا نعلم الوَرَعَ إلا مانعاً من الاختلاق على النَّاس، فضلاً عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كيف يختلق أبو هريرة على رسول الله؟ و هو راوي حديث: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، و كان يبدأ به عندما يرى أن يحدث.
فرجل سمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هذا الحديث، و وعاه و أدَّاه، و كان يستذكره و يذكِّر به، و يقدِّمه أمام تحديثه عن رسول الله، و هو مؤمن ورع تَقِيُّ، يستحيل في العادة أن يكذب على رسول الله، فضلاً عن أن يتطرّف في الكذب عليه، و يرى أن الاختلاق و الكذب عليه دين و ورع.
4- و أَمَّا قولهم أَنَّ كثيراً من الأحاديث التي و عزيت إلى أبي هريرة نُحِلَت عليه في عصر متأخِّر، فنحن نسلِّم أن أحاديث كثيرة وضعت و عزيت زوراً إلى أعاظم المحدثين مثل أبي هريرة، ولكن رجال نَقِد الحديث قد عنوا ببيان الموضوع منها، و بَهْرَجُوا الزائف، و لم يخف عليهم بطلانه و أفسدوا على الوضّاعين طريقهم.
ص: 72
و بعد: فإذا كان أصحاب (دائرة المعارف) قد ألّفوها لغرض أن تكون صورة صحيحة للمعارف الإسلامية فما أبعدها عن أن تكون كذلك، و ما أبعدهم فيها عن نَيْلِ هذا الغرض، و إذا كانوا قد ألِّفوها لغرض تقبيح حال المسلمين في نظر الغربيّين و تشويش عقائد المسلمين، و فتنة الشّباب في دينهم فهي صالحة لهذا الغرض مؤدية له (1).
قال الشَّيْخُ محمد محمد أبو زهو في تعليقه على ما سبق: و بعد فقد طفحت كتب المبتدعة و المُسْتَشرقين، و أعداء الدِّين، و من تتلمَذَ لهم من جهلة المسلمين المَأْجُورين قديماً و حديثاً بالكيد للإسلام في أشخاص أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لا سيما أبو هريرة راوية الإسلام الأوّل.
و في هذه الأَزْمَان المتأخِّرة، ظهرت شرذمة من أَدْعِيَاء العلم و الخلق التافهين، جمعوا كناسة العصور كلها من الطُّعون و الإزراء على صحابة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عامة و أبي هريرة خاصة، يريدون ليهدموا ركناً شامخاً من أركان الدين و أصلاً وَطيداً من أصوله ألا و هو سُنّة سيِّد المرسلين صلّى الله عليه و آله و سلّم فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضمّوا إليها تافهاً من القول و زوراً، و لا بَأْسَ أن نذكر لك شيئاً منها مع الرَّدِّ عليها بإيجاز فنقول:
1- زعموا أَنَّ أبا هريرة إنما أسلم حُبًّا في الدنيا لا رغبة في الدين، و هذه دعوى يكذبها ما كان عليه أبو هريرة من التقشُّف و الانقطاع إلى العلم و العِبَادَةِ و الجهاد في سبيل الله، و التَّفاني في تَبْلِيغِ أحاديثه صلّى الله عليه و آله و سلّم.
2- و زعموا أَنَّ أبا هريرة كان خفيف الوَزْنِ في العلم و الفقه و هذا محض افتراء على التاريخ و الواقع.
قال ابْنُ سَعْدٍ: كان أَبْنُ عَبَّاسِ و ابْنُ عُمَرَ و أبو سعيد الخدري و أبو هريرة، و عبد الله بن عمرو بن العاص، و جابر، و رافع بن خديج و سلمة بن الأكوع و أَبُو وَاقِدِ اللَّيْثي، و عبد الله ابن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يفتون بالمدينة، و يحدثون عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من لدن تُوفي عثمان إلى أن تُوفُّوا.
و معنى هذا أن أبا هريرة مكث يفتي النَّاس على ملأ من الصّحابة و التَّابعين ثلاثة
و عشرين عاماً
و قد ذكر ابْنُ القَيِّمِ المفتين من الصّحابة، و ذكر أنهم كانوا بين مكثر منها و مُقِلِّ
ص: 73
و متوسط، و ذكر أبا هريرة في المتوسطين مع أبي بكر الصِّديق و عثمان بن عفان و أبي سعيد الخدري و أم سلمة و أبي موسى الأشعري، و معاذ بن جبل و سعد بن أبي قاص، و جابر بن عبد الله و غيرهم، فَمَنْ زعم أن أبا هريرة غير فقيه فهو العَارِي عن الفقه (1).
3- و زعموا أَنَّ عُمَرَ استعمل أبا هريرة على «البَحْرين» ثم بلغه عنه ما يخل بأمانة الوالي العادل، فعزله و أخذ ما بيده من أموال و ضربه حتى أَدْمَاه، و هذا كلام من لم يُميِّز بين الحق و الباطل من أقوال المؤرّخين، و الرّواية التي يعوّل عليها أن عمر لما استحضر أبا هريرة من «البَحْرَين» قال له: استأثرت بهذه الأموال من أين لك؟ قال أبو هريرة: خيل نَتَجتْ و أعطَيَةٌ تَتَابَعَتْ، و خَرَاجُ رَقيقٍ لي، فنظر عمر فوجدها كما قال، ثم دعاه عمر ليستعمله أيضاً فأبى، فقال له عمر: لقد طلب العمل من كان خيراً منك، قال أبو هريرة: إنه يوسف نَبِيُّ الله ابْنُ نبي الله، و أنا أبو هريرة أبن أُمَيْمَةَ، و من ذلك يَتَبَيّن أن عمر حاسبه على ما بيده من مال كما حاسب غيره من العُمَّال _ فوجد الأمر كما قال، فعرض عليه أن يوليه ثانية فأبى، و هذا من عمر يدل على وثوقه بأبي هريرة و أنه كان لديه أميناً حق أمين.
4- و زعموا أنه كان في الفِتْنَة يصلّي خلف عليِّ، و يأكل مع معاوية، فإذا حمى الوَطِيسُ لَحِقَ بالجبل، فإذا سُئِل قال: عليُّ أعلم و معاوية أَوْسَمُ، و الجبل أَسْلَمُ، و هذا من إفكهم و أباطيلهم، و الثابت تاريخياً أنَّ أبا هريرة _ رضي الله عنه _ اعتزل الفتنة، و أقام بالمدينة و لم يَبْرَحْها.
5- و زعموا أنه كان متشيِّعاً لبني أمية، و يأخذ من معاوية جُعْلاً على وضع الأحاديث في ذَمّ عليّ _ رضي الله عنه _ و التاريخ الصحيح يُسَجِّل أن أبا هريرة روى من الأحاديث ما فيه الثَّناء المستطاب على عليِّ _ رضي الله عنه _ و آل البيت.
ذكر أَحْمَدُ في مسنده طرفاً منها، و قصنه مع مَرْوَانَ حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم شاهد عدل على مبلغ حبه لآل البيت (2).
ثم أَيْنَ هي تلك الأحاديث الَّتي وضعها أبو هريرة في ذَمّ علي _ رضي الله عنه _ و من رواها من الثّقات أنها لا وجود لها إلَّا في أدمغتهم و خيالاتهم.
إن الّذي نقرؤه عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ في الصَّحيح عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليس هو الإزراء على أمير المؤمنين عليٍّ كرم الله وجهه، و إنما هو الإشارة إلى ما سيكون من بعض حُكّامِ الأمويين من ظلم.
ص: 74
و من تلك الأحاديث: «هَلاكَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غَلَمَةٍ مِنْ قُرَيْش» (1) فقال مروان: غلمة قال أبو هريرة: «إن شئت أن أسميهم بني فلان و بني فلان».
«يَهْلِكُ النَّاسَ هَذَا الحَيُّنُّ مِنْ قُرَيْشِ» قالوا فما تأمرنا؟ قال: «لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ» (2).
و في هذا و ذاك تعريض ظاهر ببعض أُمراء بني أميّة، و تحريض على اعتزالهم، و ممّا كان يدعو به كما في الصحيح: «اللهم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ رَأَسْ السِّتِّينَ وَ إِمَارَةِ الصَّبْيَانِ».
و قد استجاب الله دعاء أَبِي هريرة فمات سنة ثمان و خمسين، و لم يدرك سنة ستين الَّتي تولى فيها يزيدُ، و كان منه ما كان (3).
العُلَمَاءُ الَّذِينَ أَلَّفُوا فِي الصَّحَابَةِ
لقد ألَّف كثير من العلماء في الصّحابة منهم:
إمام الجَرْحِ و التَّعْدِيلِ «عَلِيُّ بْنُ المَدِينيِّ» في كتابه: «مَعْرِفَةُ مَنْ نَزَلَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَائِرَ البُلْدَانِ»، و هو في خمسة أجزاء فيما قاله الخَطِيبُ (4).
و منهم: البُخَارِيُّ (5)، قال ابنُ حَجَرٍ: «إنّه أول من صَنّفَ فيه فيما علم».
ص: 75
و منهم التَّرْمِذِيُّ (1)، و مُطَيَّنٌ (2)، و أبو بكر بن أبي داود و عبدان، و أبو عليِّ بن السِّكن (3) في «الحروف» و أبو حفص بن شَاهِينَ (4)، و أبو منصور البَارُوديُّ، و أبو حاتم بن حبان (5)، و أبو العَبَّاس الدّغولِيُّ (6)، و أبو نُعَيْم (7) و أبو عبد الله بن منده (8) و الذيل عليه لأبي
ص: 76
موسى المديني (1) و منهم: أبو عمر بن عبد البرّ (2) في «الاسْتِيعَابِ» و «الذَّيْل» عليه لجماعة كأبي إسْحَاقَ بن الأمين (3) و أبي بكر بن فَتْحُون (4) و ثانيهما أحسنهما، و اختصر محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد الخليلي (5) «الإسْتِيعَاب» و سماه: «أَعْلامُ الإِصابة بأَعلَامِ الصَّحَابةِ».
و منهم: أبو الحسن محمد بن صالح الطَّبَريُّ،
و أبو القاسم البَغَوِيُّ (6) و العثماني و أبو الحسين بن قانع (7) في معاجيمهم، و كذا أبو
ص: 77
القاسم الطَّبَرَانِيُّ (1) في «معجمه الكبير» خاصة،
ثم العز أبو الحسن بن الأَثِيرِ (2) أخو صاحب «النَّهَايَةِ» في كتابه: «أُسْدُ الغَابَةِ» جمع فيه بين عدة من الكتب السابقة كأبن مَنْدَه و أبي نُعَيم، و ابن عبد البَرِّ، و ذيل أبي موسى، و عوّل عليه من جاء بعده ، حتى إن كلَّا من النَّووي (3) و الكاشغريّ (4) اختصره، و اقتصر الذَّهبي (5) على «تجريده» و زاد عليه العِراقيُّ (6) عدة أسماء.
ص: 78
و كذا لأبي العبَّاس جعفر بن محمّد بن المعتز المُسْتَغفِري (1) مؤلف في الصّحابة، و لأبي أحمد العسكري فيه كتاب رتبه على القبائل.
و لأبي القاسم عبد الصَّمد بن سعيد الحمصي (2) «مَنْ نَزَلَ مِنْهُمْ حِمْصَ خَاصَّةً».
و لمحمد بن الرّبيع الجيزي من نزل منهم مصر.
و للمحب الطَّبَرِيّ (3) «الرِّيَاضُ النَّضِيرَةُ فِي مَنَاقِبِ العَشْرَةِ»، و لأبي محمد بن الجَارُود (4) «الآحَادُ» منهم.
و لأبي زكريَّا بن منده «أَرْدَافُه» منهم و كذا من عاش منهم مائة و عشرين.
و لأبي عبيدة معمَّر بن المثنى (5)، و زهير بن العلاء العبسيّ (6) و غيرهما.
ص: 79
و للمحب الطَّبَرِيّ كتاب «السِّمْطِ الثَّمِين فِي مَنَاقِبِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ».
و للخَطِيبِ «مَنْ رَوَى مِنْهُمْ عَنِ التَّابِعِينَ».
و لأبي الفتح الأَزْدِيّ (1) «مَنْ لَمْ يَرُو عَنْهُ مِنْهُمْ سِوَى وَاحِدٍ» و للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (2) «الإِصَابَة لأوهام حصلت في معرفة الصّحابة لأبي نُعَيْم في جزء كبير و لخليفة بن خَيَّاط (3)، و محمد بن سعد (4)، و يعقوب بن سفيان (5) و أبي بكر بن أبي خَيْثَمَةَ (6) و غيرهم في كتب لم يخصها بهم بل يضم من بعدهم إليهم.
ص: 80
و كتاب الحافظ ابن حجر المسمى «بالإصابَةِ» جامع لما تفرق منها مع تحقيق ولكنه لم يكمل (1).
طَبَقَاتُ الصَّحَابَةِ
للعلماء آراء في طبقات الصَّحَابة، فمنهم من جعلها خَمْسَ طبقات، و الأشهر ما ذهب إليه الحَاكِمُ حيث جعل الطبقات اثنتي عشرة طبقة و هي:
1- قوم تقدّم إسلامهم بمكّة كالخلفاء الأربعة.
2- الصّحابة الَّذين أسلموا قبل تشاوُر أهل مكّة في دار النّدوة.
3- مُهَاجرة الحبشة.
4- أصحاب العقبة الأولى.
ه- أصحاب العقبة الثانية.
6- أول المهاجرين الذين وصلوا إلى النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم بقُبَاء قبل أن يدخل المدينة.
7- أهل بَدْر.
8- الذين هاجروا بين بدر و الحديبية.
9- أهل بيعة الرّضوان في الحديبية.
10- من هاجر بين الحديبية و فتح مكّة مثل خالد بن الوليد و عمرو بن العاص.
11- مسلمة الفتح الَّذين أسلموا في فتح مكّة.
12- صبيان و أطفال رأوا النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الفتح في حجّة الوَدَاعِ (2).
أَوَّلُهُمْ إِسْلَامَاً وَ آخِرُهُمْ مُوْتاً
تنوعت آراء السَّلف الصَّالح من الصَّحابة و التّابعين فمن بعدهم في أي الصّحابة أول إسلاماً؟ على أقوال:
قيل: أبو بكر، و قيل: عليّ، و قيل: زيد، و قيل: خديجة، و الصّحيح أن أبا بكر أوَّل من أسلم من الرّجال الأحرار، قاله ابن عباس و حسَّان و الشَّعبي و النَّخَعِي في آخرين، و يدلّ له ما رواه مسلم عن عمرو بن عبسة في قصة إسلامه، و قوله للنَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم من معك على هذا؟ قال: «حُرٌّ وَ عَبْدٌ»، قال: و معه يومئذ أبو بكر و بلال ممَّن آمن به (3).
ص: 81
و روى الحَاكِمُ في «المُسْتَدْرَكِ» من رواية خالد بن سعيد قال: سئل الشّعبي: من أوّل مَنْ أسلم؟
فقال: أما سمعت قول حسّان: [ البسيط]
إِنْ تَذَكَّرْتَ شَجُوا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ *** فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرِ بِمَا فَعَلاً
خَيْرَ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَ أَعْدَلَهَا *** بَعْدَ النَّبِيِّ وَ أَوْفَاهَا بِمَا حَمَلاَ
و الثَّانِيَ التَّالِيَ المَحْمُودَ مَشْهَدُهُ *** وَ أَوَّلُ النَّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلاً
و روى الطَّبَرَانِيُّ في «الكَبِيرِ» عن الشعبي قال: سألت ابن عباس، فذكره (1).
قال ابْنُ الصَّلاح: و الأورع أن يقال: أوّل من أسلم من الرِّجَال الأحرار أبو بكر، و من
الصِّبيان عليّ، و من النِّساء خديجة، و من الموالي زيد، و من العبيد بلال.
قال البَرْمَاوِيُّ: و يحكى هذا الجمع عن أبي حنيفة. قال ابْنُ خَالَوَيْهِ: و أول امرأة
أسلمت بعد خديجة لبابة بنت الحارث زوجة العبّاس.
و آخرهم موتاً أبو الطّفيل عامر بن واثلة اللّيثي مات سنة مائة من الهجرة، قاله مسلم في صحيحه، و رواه الحَاكِمُ في المستدرك عن خليفة بن خياط، و قال خليفة في غير رواية الحاكم! إنه تأخر بعد المائة، و قيل: مات سنة اثنتين و مائة، قاله مصعب بن عبد الله الزبيري، و جزم ابن حيان و ابن قانع و أبو زكريّا بن منده أنه مات سنة سبع و مائة.
و قال وَهْبُ بْنُ جرير بن حازم عن أبيه: كنت بِمكَّة سنة عشر و مائة، فرأيت جنازة فسألت عنها فقالوا: هذا أبو الطُّفيل، و صحح الذَّهَبِيُّ أنه سنة عشر و أما كونه آخر الصّحابة موتاً مطلقاً، فجزم به مسلم و مصعب الزبيريّ و ابن منده و المُرْيُّ في آخرين.
و في صحيح مسلم عن أبي الطفيل: رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و ما على وجه الأرض رجل رآه غيري.
قال العِرَاقِيُّ: و ما حكاه بعض المتأخرين عن ابْنِ دُرَيْدٍ من أن عكراش بن ذؤيب تأخر
ص: 82
بعد ذلك، و أنه عاش بعد الجمل مائة سنة فَهَذا بَاطِلٌ لا أصل له، و الَّذي أَوْقع ابْنُ دريد في ذلك ابن قتيبة، فقد سبقه إلى ذلك، و هو إمّا باطل أو مؤول بأنه استكمل المائة بعد أجل لا أنه بقي بعدها مائة سنة.
و أما قول جرير بن حازم أن آخر هم موتاً سهل بن سعد، فالظَّاهر أنه أراد بالمدينة و أخذه من قول سهل: لو مت لم تسمعوا أحداً يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إنما كان خطابه بهذا لأهل المدينة.
و آخرهم موتاً قبله أنس بن مالك مات بالبَصْرَةِ سنة ثلاث و تسعين، و قيل: اثنتين، و قيل: إحدى، و قيل: تسعين، و هو آخر من مات بها.
قال ابْنُ عَبْدِ البَرِّ: لا أعلم أحداً مات بعده ممن رأى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلا أبا الطُّفيل.
و قال العِرَاقِيُّ: بل مات بعد محمود بن الرّبيع بلا خلاف في سنة تسع و تسعين، و قد رآه وحدث عنه كما في صحيح البُخَارِيّ، و كذا تأخر بعده عبد الله بن بسر المازني في قول من قال وفاته سنة ست و تسعين.
و آخر الصَّحَابة موتاً بالمدينة سهل بن سعد الأنصاري، قاله ابن المَدِينيِّ و الوَاقِدِيُّ و إبراهيم بن المنذر و ابن حبّان و ابن قانع و ابن منده، و أدَّعى ابن سعد نفي الخلاف فيه، و كانت وفاته سنة ثمان و ثمانين، و قيل: إحدى و تسعين، و قال قَتَادَةُ: بل مات بمصر، و قال ابن أبي داود: بالإسكندرية.
و قيل: السائب بن يزيد، قاله أبو بكر بن أبي داود، و كانت وفاته سنة ثمانين، و قيل: جابر بن عبد الله، قاله قتادة و غيره.
قال العِرَاقِيُّ: و هو قول ضعيف؛ لأن السَّائب مات بالمدينة بلا خلاف، و قد تأخَّر بعده، و قيل: بِمكَّة، و كانت وفاته سنة اثنتين و سبعين، و قيل: ثلاث، و قيل: أربع، و قيل سبع، و قيل ثمان، و قيل: تسع.
قال العِرَاقِيُّ: و قد تأخَّر بعد الثَّلاث محمود بن الرّبيع الَّذي عقل المجَّة، و تُوفي بها سنة تسع و تسعين، فهو إذاً آخِرُ الصَّحابة موتاً بها.
و آخرهم بمكّة ذكرنا أنه أبُو الطّفيل، و هو قول ابن المَدِينيّ و ابن حبان و غيرهما، و قيل: جابر بن عبد الله، قاله ابن أبي داود، و المشهور وفاته بالمدينة، و قيل: ابن عمر قاله قتَادَةُ، و أبو الشَّيخ بن حبان، و مات سنة ثلاث و قيل: أربع و سبعين.
و آخرهم بالكوفة عبد الله بن أبي أوفى، مات سنة ست و ثمانين، و قيل: سبع، و قيل: ثمان، و قال ابن المديني: أَبُو جُحَيْفَةً، و الأَوَّل أصح فإنّه مات سنة ثلاث و ثمانين، و قد
ص: 83
اختلف في وفاة عمرو بن حريث فقيل: سنة خمس و ثمانين، و قيل: سنة ثمان و تسعين فإن صحَّ الثَّاني فهو آخر من مات من أهل بيعة الرّضوان رضي الله عنهم.
و آخرهم بالشَّام عبد الله بن بسر المازنيُّ، قاله خلائق و مات سنة ثمان و ثمانين، و قيل: ستّ و تسعين، و هو آخر من مات ممّن صلَّى للقِبْلَتَيْنِ، و قيل: آخرهم بالشّام أبو أمامة الباهِليُّ، قاله الحسن البصري و ابن عُيَيْنَةً، و الصحيح الأول فوفاته سنة ست و ثمانين، و قيل: إحدى و ثمانين و حكى الخليل في «الإرْشَادِ» القولين بلا ترجيح.
ثم قال: روى بعض أهل الشّام أنه أدرك رجلاً بعدهما يقال له الهَدَّارُ رأى النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو مجهول،
و قيل: آخرهم بالشّام وَاثلَةُ بن الأَسْفَعِ، قاله أبو زكريا بْنُ مَنْدَه و موته بدمشق، و قيل: بيت المقدس، و قيل: بحمص سنة خمس و ثمانين، و قيل: ثلاث و قيل ست و آخرهم بحمص عبد الله بن بسر، و آخرهم بالجزيرة العرس بن عميرة الكِنْدي، و آخرهم بفلسطين أَبُو أبي عبد الله بن حرام ربيب عباده بن الصَّامت، و قيل: مات بدمشق، و قيل: ببيت المقدس،
و آخرهم بمصر عبد الله بن الحارث بن جزء الزّبيديّ، مات سنة ست و ثمانين، و قيل: خمس، و قيل: سبع و قيل: ثمان، و قيل: تسع، قاله الطَّحَاوِيُّ، و كانت وفاته ب_«سقطِ القُدُورِ» و تعرف الآن ب_«سقط أبي كراب» و قيل: باليمامة، و قيل: إنه شَهِدَ بدراً و لا يصحُّ فعلى هذا هو آخر البَدْريْين موتاً.
و آخرهم باليمامة الهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادِ البَاهِليُّ سنة اثنتين و مائة أو مائة، أو بعدها. و آخر هم بَبَرْقَةً رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتِ الأَنْصَارِيُّ: و قيل: بإفريقية، و قيل بأنْطَابْلِسَ، و قيل ب_«الشّام» و مات سنة ثلاث و ستين، و قيل: سنة ست و ستين.
و آخرهم بالبادية سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَع، قاله أبو زكريا ابن منده، و الصَّحيح أنه مات بالمدينة، و مات سنة أربع و سبعين، و قيل: أربع و ستين، و هذا آخر ما ذكره ابن الصَّلاح.
و آخرهم. «بخُرَاسَانَ» بُرَيْدَةَ بن الحُصَيبِ، و آخرهم بِسِجِسْتَانَ العَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنُ
هَوْذَةَ ذكرهما أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ مَنْدَه.
قال العِرَاقِيُّ: و في بريدة نظر فإن وفاته سنة ثلاث و سبعين، و قد تأخر بعده أبو برْزَةَ الأسْلَمِيُّ، و مات بها سنة أربع و سبعين،
و آخرهم «بأَصْبَهَانَ» النابغة الجَعْدِيُّ، قاله أَبُو الشَّيْخِ وَ أَبُو نُعَيْمٍ،
و آخرهم «بسَمَرْقَندَ» الفضل بن العباس و قيل: قثم بن العباس، وب_«وَاسِطَ» لبى _ مصغر _ ابن لبا - ک_«عصا» و آخر البدریّين من الانصار أبو أسيد مالك بن ربيعة السّاعدي، أو أبو اليسر
ص: 84
كعب بن عمر، و من البَدْريين المهاجرين سعد بن أبي وقاص، و هو آخر العشرة المبشّرين أيضاً، و آخر أزواجه _ عليه السلام _ ميمونة، و قيل: أم سلمة _ و رجَّحه ابْنُ حجر كما ذكر كل ذلك السَّخاوِيُّ (1).
العَبَادِلَةُ مِنَ الصَّحَابَةِ
قيل لأحمد بن حنبل: من العَبَادِلةُ؟ فقال: عبد الله بن عباس، و عبد الله بن عمر، و عبد الله بن الزبير، و عبد الله بن عمرو، و قيل له: فأين ابن مسعود؟ قال: لا ليس من العَبَادِلَةِ.
قال البَيْهَقِيُّ: و هذا لأنه تقدم موته و هؤلاء عاشوا حتى احتيج إلى علمهم، فإذا
اجتمعوا على شَيْءٍ قيل: هذا قول العبادلة.
و ما ذكر من أن العبادلة هم هؤلاء الأربعة هو المشهور بين أهل الحديث و غيرهم.
و اقتصر الجَوْهريُّ صاحب «الصِّحَاح» على ثلاث، و أسقط ابن الزبير، و أما ما حكاه النَّوَوِيُّ في «التَّهْذِيبِ» أن الجوهري ذكر فيهم ابن مسعود و أسقط أبنَ العَاصِي فوهم، نعم وقع في كلام الزَّمَخْشَرِيّ في «المُفَصَّل» أن العبادلة ابن مسعود و ابن عمر وابن عباس، و كذا قال الرّافِعِيُّ في «الشَّرْحِ الكَبِيرِ» في «الدِّيَاتِ» و غلط في ذلك من حيث الاصْطِلاح،
قال ابْنُ الصَّلاح: و يلتحق بابن مسعود في ذلك سائر العبادلة المسمين بعبد الله من الصَّحَابة و هم نحو من مائتين و عشرين نَفْساً أي فلا يسمون العبادلة اصْطِلَاحاً (2).
عَدَدُ الصَّحَابَةِ
قال العِرَاقِيُّ: حصر الصحابة _ رضي الله عنهم _ بالعد و الإحصاء متعذِّر لتفرقهم في البُلْدان و البَوَادي.
و قد روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك قال في قصة تخلُّفه عن غزوة «تَبُوك» و أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ _ يعني الدِّيوان ولكن قد جاء ضبطهم في بعض مشاهده ك_«تَبُوك» و «حِجَّةَ الوَدَاع».
المُكْثرونَ مِنَ الصَّحَابَةِ رِوَايَةً وَ إِفْتَاءَ و المُقِلِّونَ
قال الحافظ ابنُ كَثِير و غيره نقلاً عن الإمام أحمد:
ص: 85
الذين زاد حديثهم على «ألف» ستة هم: أنس بن مالك رضي الله عنه، و عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، و أم المؤمنين عائشة _ رضي الله عنها،
و البحر عبد الله بن عباس _ رضي الله عنه _ و سمي بحراً لسعة علمه و كثرته، و ممن سمَّاهُ بذلك أَبُو الشَّعْثَاءِ جابر بن زيد أحد التّابعين ممن أخذ عنه، وَ وَصْفُهُ بالبحر ثابت في صحيح البخاري و غيره و جابر بن عبد الله _ رضي الله عنه _ . و أبو هريرة _ رضي الله عنه _ قال السّخَاوِيُّ: و هو بإجماع _ حَسْبَمَا حكاه النَّوَوِيُّ _ أكثرهم، كما قاله سعيد بن أبي الحسن و ابن حنبل، و تبعهما ابنُ الصَّلَاح غير متعرض الترتيب من عداه في الأكثرية، و الذي يدل لذلك ما نسب لبَقِيِّ بن مخلد مما أودعه في مسنده خاصّة كما أفاده شيخنا لا مطلقاً، فإنه روى لأبي هريرة خمسة آلاف و ثلاثمائة و أربعة و سِتِّين و لا بن عمر ألفين و ستّمائة و ثلاثين، و لأنس ألفين و مائتين و ستة و ثمانين، و لعائشة ألفين و مائتين و عشرة، و لابن عباس ألفاً و ستمائة و ستين، و لجابر ألفاً و خمسائة و أربعين ول هم سابع _ كما حكاه أَبْنُ كَثِيرٍ _ و هو أبو سعيد الخدريّ، فروی له بَقِيُّ بْنُ مُخَلّدٍ ألفاً و مائة و سبعين، و قد نظمه البُرْهَانِيُّ الحَلَبِيُّ ، فقال أبو سعيد نسبة لخدرة سابعهم أهمل في القَصِيدة.
و كذا أدرج ابْنُ كثير في المكثرين ابن مسعود و ابن عمرو بن العاص و لم يبلغ حديث واحد فيهما عند بقي ألفاً إذ حديث أو لهما عنده ثمان مائة و ثمانية و أربعون و منهما سبعمائة، و استثناء أبي هريرة له من كونه أكثر الصّحابة حديثاً كما في الصَّحيح لا يخدش فيما تقدَّم و لو كان الاسْتِثْنَاء مُتَّصِلاً فقد أُجيب بأن عبد الله كان مُشْتَغِلاً بالعبادة أكثر من أشتغاله بالتعليم، فقلَّت الرِّواية عنه أو أن أكثر مقامه بعد فتوح الأَمْصَار كان بمصر أو بالطَّائف، و لم تكن الرّحلة إليهما ممَّن يطلب العلم كالرّحلة إلى المدينة.
و كان أبو هريرة يأتيها لِلْفَتْوى و التَّحْدِيث حتى مات، أو لأن أبا هريرة أختصَّ بدعوة النَّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم بأن لا ينسى ما يحدثه به فانتشرت روايته إلى غير ذلك من الأجوبة،
و أمَّا المكثرون منهم إفتاء سبعة: عمر، و عليّ، و ابن مسعود، و ابن عمر، و ابن
عباس، و زید بن ثابت، و عائشة.
قال ابنُ حَزْم: يمكن أن يجمع بين فُتْيَا كل واحد من هؤلاء مُجَلَّد ضخم، و البحر ابن عبَّاس في الحقيقة أكثر الصّحابة كلهم على الاطْلَاق فتوى فيما قاله الإمام أحمد بحيث كان كبار الصَّحابة يحيلون عليه في الفَتْوَى، و كيف لا وقد دعا النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بقوله: «اللَّهُمَّ عَلَّمْهُ
ص: 86
الكتاب» (1)، و في لفظ «اللَّهُمَّ فَقهْهُ في الدِّينَ و عَلَّمْهُ التَّأْوِيلَ» (2)، و في آخر: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الحِكْمَةَ وَ تَأْوِيلَ الكِتَابِ» (3)،
و في آخر: «اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ و أَنْشُرْ مِنْهُ» (4)،
و قال ابن عمر: هو أعلم من بَقِيِّ بما أنزل الله على محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و قال أبو بكرة: قدم علينا البَصْرَةَ و ما في العرب مثله حشماً و علماً و بياناً و جمالاً.
و قال ابْنُ مَسْعُودٍ: لو أدرك أسناننا ما عاشره منَّا أحد. و قالت عائشة: هو أعلم النَّاس بالحَجِّ،
قال أَبْنُ حَزْمِ: و يلي هؤلاء السَّبعة في الفَتْوَى عشرون و هم:
أَبُو بَكْرِ الصديق _ رضي الله عنه،
و عثمان بن عفان _ رضي الله عنه،
و أبو موسى الأشعريُّ _ رضي الله عنه،
و معاذ بن جبل _ رضي الله عنه،
و سلمان الفارسي _ رضي الله عنه،
و جابر بن عبد الله _ رضي الله عنهما،
و أبو سعد _ رضي الله عنه،
ص: 87
و طلحة بن عبيد الله _ رضي الله عنه،
و الزبير بن العوّام _ رضي الله عنه،
و عبد الرحمن بن عوف _ رضي الله عنه،
و عمران بن حصين _ رضي الله عنه،
و أبو بكرة _ رضي الله عنه،
و عبادة بن الصّامت _ رضي الله عنه،
و معاوية بن أبي سفيان _ رضي الله عنهما،
و عبد الله بن الزُّبير _ رضي الله عنهما،
و أم سلمة _ رضي الله عنها.
قال ابْنُ حَزْم: و في الصَّحابة نحو من مائة و عشرين نفساً مُقِلُّونَ في الفُتْيا جداً لا تروى عن الواحد منهم إلّا المَسْأَلَةُ و المَسْأَلَتَانِ و الثلاث كأبيّ بن كعب، و أبي الدّرداء، و أبي طلحة، و المقداد رضي الله عنهم، و سرد الباقين ممّا في بعضه نظر و قال: و يمكن أن يجمع من فُتْيَا جميعهم بعد البحث جزء صغير (1).
ترجمة ابن الأثير
اسْمُهُ وَ نَسَبُهُ (2)
الشَّيْخُ الإمام العلامة المحدِّث، الأديب، النَّسَّابةُ عز الدين أبو الحسن علي بن محمد ابن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الجزري الشيباني ابن الشيخ الأثير أبي الكرم.
قال الذهبي: و كان يكتب اسمه كثيراً: «علي بن محمد بن عبد الكريم»، و كذا ذكره المُنْذري و القوصيُّ و ابن الحاجب و ابن الظاهري في تخريجه لابن العديم.
قال الذَّهَبِيُّ: و إِنَّما هو بلا ريب: «علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم» كما هو في نسب أخويه و ابن أخيه شرف الدين، و كما ذكره ابن خلِّكان و ابن الساعي، و شمسُ الدين يوسف ابن الجَوْزيّ (3).
ص: 88
و الأثير: بفتح الهمزة و كسر الثاء المثلثة و سكون الياء و بعدها راء مهملة.
مَوْلدُهُ
ولد ابن الأثير _ رحمه الله _ في الجريزة العُمَرِيَّة سنة خمسٍ و خمسين و خمسمائة، و نشأ بها، ثُمَّ تحوَّل به والده هو و أخويه إلى الموصل.
قال ابن خِلَّكان: و الجزيرة المذكورة أكثرُ النَّاس يقولون: إنَّها جزيرة ابن عمر، و لا أدري مَن ابن عمر؟
و قيل: إنّها منسوبة إلى يوسف بن عمر الثقفي أمير العراقيين، ثم إني ظفرت بالصواب في ذلك، و هو أنَّ رجلاً من قرية من أعمال الموصل بناها و هو عبد العزيز بن عمر، و أضيفت إليه، و قال ابن خلكان أيضاً، و رأيتُ في بعض التواريخ أنَّها جزيرة ابني عمر أوس و كامل، و لا أدري أيضاً من هما؟ ثم رأيت في تاريخ ابن المستوفي في ترجمة أبي السعادات المبارك ابن محمد أخي أبي الحسن أنه من جزيرة أوس و كامل ابني عمر ابن أوس التغلبي (1).
و قال ياقوت في معجم البلدان (2): جَزِيرَةُ ابن عُمَرَ: بلدة فوق الموصل، بينهما ثلاثة أيام، و لها رستاق مخصب واسع الخيرات، و أحسب أن أوّل من عمّرها الحسن بن عمر بن خَطَّاب التغلبي، و كانت له امرأة بالجزيرة و ذكر قرابُه سنة 250؛ و هذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال، ثم عُمِل هناك خندقُ أجرى فيه الماءُ و نصبت عليه رحىّ فأحاط بها الماءُ من جميع جوانبها بهذا الخندق.
شُيُوخُهُ
1- الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي.
2- أَبُو الفَرج يحيى بن محمود الثقفي.
3- أبو منصور مُسلم بن علي بن محمد السِّيحِيّ الموصليّ.
4- أبو القاسم يعيش بن صدقة الشّافعي الفراتي.
5- أبو أحمد عبد الوهّاب بن علي بن علي.
6- عبد الوهَّاب ابن سُكَيْنَة.
7- عبد المنعم بن كُلَيْبِ.
ص: 89
8- زين الأُمَناء بدمشق و غير ذلك ممَّن في طَبَقَاتهم.
ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ
وصفه الذَّهَبِيُّ في السِّيَّر (1) ب_«الإمام، العلامة، المحدث النَّسَّابة...
و في تذكرة الحّفَّاظ بفخر العلماء.
و قال: كان إماماً علامة ، أخبارياً، أديباً، متقناً، رئيساً، محتشماً، كان منزله مأوى طلبة العلم ..
و وصفه السبكي في طبقاته بقوله: الحافظ المؤرِّخ صاحب الكامل (2)... و وصفه
ابن قاضي شهبة بالمؤرخ الحافظ.
و وصفه الإسنوي في طبقاته (3) ب_«المحدِّث، الحافظ، المؤرخ» و وصفه شمس الدين أبي المعالي بن الغزلي ب_«الإمام المحدِّث المؤرخ».
و وصفه الحافظ المنذري في التكملة لوفيات النقلة (4) ب_«الشيخ الأجل...» و قال: كان عارفاً بالسِّيَّر و أيَّام النَّاس.
موقفُ ابن الأثير مِنَ التَّتَارِ
يقول ابن الأثير في كامله: لقد بقيت لمدة سنين معرضاً عن ذكر هذه الحادثة استعظاماً لها كارها لذكرها، فأنا أقدم إليه رجلاً، و أؤخر أخرى فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نص الإسلام و المسلمين، و من الذي يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمي لم تلدني، و يا ليتني مت قبل هذا، و كنت نسياً منسياً، إلا أني حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها، و أنا متوقف، ثم رأيت أن أترك ذلك لا يجدي نفعاً، فنقول هذا الفعل يتضمن ذكر الحادثة العظمى، و المصيبة الكبرى التي عقت الأيام و الليالي عن مثلها عمت الخلائق، و خصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم مُذْ خلق الله سبحانه و تعالي آدم إلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقاً، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها و لا ما يدانيها.
و من أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله بختنصر ببني إسرائيل من القتل، و تخريب البيت المقدس، و ما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل
ص: 90
مدينة، منها أضعاف البيت المقدس، و ما بنوا اسرائيل بالنسبة إلى من قتلوا، فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل و لعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة، إلى أن ينقرض العالم، و تفنى الدين إلا يأجوج و ماجوج، و أما الدجال، فإنه يبقى على من اتبعه، و يهلك من خالفه، و هؤلاء لم يبقوا على أحد، بل قتلوا النساء و الرجال و الأطفال، و شقوا بطون الحوامل، و قتلوا الأجنة، فإنا لله و إنا إليه راجعون، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم، لهذه الحادثة التي استطار شررها، و عم ضررها، و صارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح، فإن قوماً خرجوا من أطراف الصين، فقصدوا بلاد ترکستان مثل کاشغر و بلاساتمون، ثم منها إلى بلاد ما وراء النهر مثل سمرقند و بخارى، و غيرهما، فتملكونها، و يفعلون بأهلها _ ما نذكره _ ثم تعبر طائفة منهم إلى خراسان، فيفرغون منها ملكاً و تخريباً و قتلاً و نهباً، ثم يتجاوزونها إلى «الري» و همذان و بلد الجبل ...» (1).
و ها هو الحافظ ابن كثير في سنة 617 و هو يصنف هذا الخطب الجسيم بقوله: «في هذه السنة عم البلاء و عظم العزاء» ب_«جنكز خان» المسمى ب_«تموجين» لعنه الله، و من معه من التتار قبحهم الله أجمعين، و استفحل أمرهم و اشتد إفسادهم من أقصى بلاد الصين إلى أن وصلوا بلاد العراق، و ما حولها حتى انتهوا إلى «إربل» و أعمالها فملكوا في سنة واحدة و هي سنة 617 جميع الممالك إلا العراق و الجزيرة و الشام و مصر.
و سيطروا على جميع الطوائف بتلك النواحي الخوارزمية و القفجاق و الكرج و اللان و الخزر و غيرهم.
ثم دخلت سنة 618 و ما زالت محنة التتار بالأمة المسلمة، و قد استولى هؤلاء التتار على كثير من بلدان أمتنا المسلمة مثل «همذان» و «أردبيل» و «كنجة»، ثم تعاقبت السنوات و الحروب قائمة حتى دخلت سنة ثمان و عشرين و ستمائة و قد قدمت التتار في هذه السنة إلى الجزيرة، و ديار بكر فعاثوا بالفساد يميناً و شمالاً، فلما كانت سنة 656 أغار هولاكو التتري على بغداد بمكيدة الوزير ابن العلقمي و هو من الروافض و تدبيره فاستولى عليها، و قتل الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء. و السلاجقة، و كانت دول الأيوبيين في مصر في أخريات أيامها و قد لاقت كثير من الضعف و العناء بسبب الغارات الصليبية، أو حروب الفرنجة، و ملوك الشام على مصر.
ص: 91
الحالة الاجتماعية في عصر ابن الأثير
تمهيد:
بادىء ذي بدء أقول: إن النّاظر إلى الحالة الاجتماعية لتلك الفترة من حياة المجتمع الإسلامي، ليتضح له ذلك الرعب و الفزع و التمزق في صفوف المجتمع أكمله؛ و ذلك إنما تسبب عن الحروب و الصراعات و الغارات التي تعرضت لها الدولة الإسلامية، فقد انحلت _ تبعاً لذلك _ وحدة الأمة المسلمة، و انفصمت عراها، و ضاعت قوة العباسيين، فأضحت الخلافة لا حول لها و لا قوة، و أصبحت هشيماً كأن لم تغن بالأمس. و بقيت الخلافة رسماً لا فائدة منه، كما قال الشاعر:
فأَصبحت من ليلى الغداة لقابض *** على الماء خانته فروج الأصابع
اه_، و عليه فقد انقسم المجتمع الإسلامي _ في ذلك العصر _ إلى طبقات هي:
1- طبقة الخاصة:
و المقصود بها الخليفة و حاشيته من ذوي الوجوه البارزة، و الأحساب الرفيعة، فكان منهم الوزراء و القواد، و القضاة، و علية القوم.
و هذه الطبقة هي أصغر الطبقات و أقواها نفوذاً و بأساً، فكان الخليفة _ على رأسها _ هو صاحب السلطتين الدينية و الدنيوية، أما السلاطين فهم أصحاب السلطة الدنيوية فقط.
2- طبقة العامة:
و كانت تمثل غالب المجتمع الإسلامي، و هي أكثر طبقاته عدداً، و أوهنهم قوة وجاهاً، و هذه الطبقة تشمل أصحاب الحرف و الصنائع، و التجار و الفلاحين و الجند و الرقيق، على أن هذه الطبقة في الواقع كانت تنقسم إلى فريقين:
فريق قريب من الخاصة، و قد استظلوا بظلهم و عاشوا في رعايتهم و كنفهم، و هؤلاء هم الشعراء و الفنانون و المطربون، و منهم بعض العلماء و الأدباء ممن كانوا يحبون التقرب من الخاصة.
أما أصحاب الصناعات الهامة و التجارات الرفيعة كأصحاب المجوهرات فأولئك كان لهم الحظ الأوفر من تقريب الخاصة لهم.
و الفريق الثاني، و هم سواد الناس من الدهماء و أصحاب الحرف البسيطة، و منهم اللصوص و الصعاليك.
خلافات مذهبية:
كان من أبرز ما يميز الحياة الاجتماعية في القرن السابع تلك الاضطرابات الداخلية في
ص: 92
الدولة الإسلامية، و ذلك نتيجة للاضطرابات و الخلافات المذهبية، و المعتقدات الدينية، و لقد تمثلت تلك العصبيات في أشكال كثيرة مختلفة،
فهناك عصبية الدم: كالفرس، و الأتراك، و العرب، و الأكراد.
و عصبية البلاد: كبصريين و كوفيين و شاميين و مصريين.
و عصبية دينية: بين السنة و الشيعة.
و كان سبب هذه الأخيرة تعدد الفرق الإسلامية في ذلك القرن، فقد انتشر أمرها، و استفحل خطرها، و كانت المعول الهدام الذي أصاب الولايات الإسلامية في مقتل، و لقد أصبحت بغداد محل نزاع مستمر بين أهل السنة و الشيعة، و كان أخطر هذه الأحداث الفتنة المهولة التي أثارها الرافضة ببغداد، و من آثارها نهب «الكرخ» محلة الشيعة، و كان ذلك بأمر «أبي بكر» بن الخليفة «المستعصم بالله» فقتل عدداً من الرافضة، فغضب الوزير ابن العلقمي _ و كان رافضياً _ فَتَنَمر، و تعصب لشيعته، و لجأ إلى التتار ليعاونهم على أهل السنة من المسلمين، و كان ذلك طمعاً منه في القضاء على خلافة أهل السنة، و أن يقيم الرافضة الخلافة مع الفاطميين، بدلاً من خلافة العباسيين القائمة ببغداد (1).
الحياة العلمية و الفكرية في عصر ابن الأث
تمهید:
ما أصدقها من كلمة ان قيل: «إنه عصر الحروب بلا نزاع»!!
و لقد بيَّنا آنفاً الاضطرابات و الحروب التي دارت بين المسلمين و أَعْدائهم، و التي أدت إلى ما رأيناه من تفكك الوحدة الإسلامية، و انقسام المجتمع إلى طبقات شتى.
و لما كان ذلك كذلك، فإن الحياة العلمية في ذلك القرن، لم تكن بأحسن حالاً من
سابقتها الاجتماعية، فتلك الاضطرابات و القلاقل أدت إلى ركود سوق العلم و بوار تجارته.
ولكن لا يعني هذا أن الآثار كلها كانت نقمة، بل منها ما كان نعمة، و من نعمها أن ردت الناس إلى عقيدتهم يلوذون بها، و يحتمون بحماها، و يستنصرون بها على عدو الله و عدوهم، فكان _ سبباً لذلك _ نزول النصر المبين.
و من ثم وجدنا الملوك الذين تعاقبوا على مصر من لدن صلاح الدين الأيوبي، و حتى آخر سلاطين المماليك قد عملوا جميعاً على تشجيع التعليم، و تقريب العلماء، و إجزال العطاء لهم.
ص: 93
و من هنا ظهرت المدارس و المساجد، و كان لها الأثر العظيم في إحياء الحركة الفكرية و الحياة العلمية.
دُور التعليم:
و مما جدير بالذكر أن المدارس مما أحدث في الإسلام. فلم تكن تعرف في زمن الصحابة، و لا التابعين، و إنما أحدثت بعد المائة الرابعة من الهجرة، و أول من حفظ عنه أنه بنى مدرسة في الإسلام، أهل نيسابور، فبنيت بها المدرسة البيهقية.
و قد ذكر المقريزي في خططه قال (1): «و أول مدرسة أحدثت بديار مصر المدرسة الناصرية بجوار الجامع العتيق بمصر، ثم المدرسة القمحية المجاورة للجامع أيضاً، ثم المدرسة السيوفية التي بالقاهرة».
هذا، و لقد كان للمدارس _ في هذا العصر _ دور جد خطير، في ازدهار الحركة الفكرية، و من أبرز هذه المدارس:
1- المدرسة الصلاحية (2):
بجوار الإمام الشافعي _ رضي الله عنه _ و ينبغي أن يقال لها تاج المدارس، و هي أعظم مدارس الدنيا على الاطلاق، بناها السلطان صلاح الدين الأيوبي _ رحمه الله _ و ذلك سنة 572 ه_، و جعل شيخها: نجم الدين الخبوشاني، و ولي تدريسها جماعة من الأكابر، ثم خلت من مدرس ثلاثين سنة، و اكتفى فيها بالمعيدين، و لقد تعاقب عليها كبار المشايخ و الفقهاء.
2- المدرسة الكاملة:
و كانت داراً للحديث (3)، و لم يكن بمصر غيرها، بناها الملك الكامل خامس ملوك بني أيوب، و ذلك سنة 621 ه_، و لقد توالى عليها العلماء و المشايخ حتى توالت صروف الدهر، فتلاشت كغيرها من المدارس (4).
3- المدرسة الصالحية (5):
و قد بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل سنة 639 ه_، و درس فيها الفقه على مذاهبه الأربعة المشهورة.
ص: 94
4- المدرسة الظاهرية (1):
بناها الملك الظاهر بيبرس البندقداري، و تم بناؤها سنة 662 ه_، و كانت تعد آنذاك جامعة العلوم و المعارف، فكان يدرس فيها التفسير و الحديث و علومه، و الفقه بمذاهبه الأربعة، و اللغة، نحواً و صرفاً، و كان بها خزانة للكتب مشتملة على أمهات الكتب.
و بعد أن عرضنا للمدارس و أثرها آنذاك، فنعرض الآن لبعض المساجد التي ظهر أثرها _ «جلياً» _ واضحاً في ذلك القرن، و هي:
1- جامع عمرو بن العاص:
و هو ذلك الجامع الشهير بتاج الجوامع، و قد بني بعد فتح عمر و بن العاص لمصر، و يقال: إنه وقف على إقامته ثمانون رجلاً من الصحابة _ رضي الله عنهم _ منهم: الزبير بن العوام و المقداد بن الأسود، و عبادة بن الصامت، و أبو الدرداء، و أبوذر، و أبو بصرة، و عقبة ابن عامر، و فضالة بن عبيد، و رافع بن مالك و غيرهم.
و قد تعرض المسجد لتجديدات واسعة في مرات عديدة، و ممن تولى إمامة هذا الجامع أبو رجب العلاء بن عاصم الخولاني، و هو أول من سلم في الصلاة تسليمتين بهذا الجامع، و صلى خلفه الإمام الشافعي حين قدم مصر، فقال: هكذا تكون الصلاة، ما صليت خلف أحدٍ أتم الصلاة من أبي رجب و لا أحسن (2).
2- جامع أحمد بن طولون:
و هذا الجامع موضعه يعرف بجبل يشكر، بناه أحمد بن طولون سنة 265 ه_ قال
المقريزي: و أملى فيه الحديث الربيع بن سليمان تلميذ الإمام الشافعي (3).
3- الجامع الأزهر (4):
و هو أول جامع أسس بالقاهرة، أنشأه جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي، و ذلك لما اختط القاهرة، و كمل بناؤه لسبع خلون من رمضان سنة 361 ه_ و قد توالت علية تجديدات، و كان مناراً للعلم و العلماء، يدرس فيه العلوم الشرحية، و المعارف العلمية من تفسير و حديث و سيرة، فأضحى جامعة يتلقى فيها طلاب العلم و رواده من كل صوب.
ص: 95
4- جامع الحاكم (1):
و أول من أسسه العزيز بالله بن المعز، و خَطَبَ فيه، فصلَّى بالنَّاس، و قد أكملَهُ الحاكم بأمر الله، و قد تعرض المسجد الزلزال، فجدده الأمير ركن الدين بيبرس، و في هذا المسجد خزانة كتب جليلة، و جعل فيه عدة متصدرين لتلقين القرآن.
... و من هذا كله تبين لنا أن المساجد كان لها دور بارز في إثراء الحياة الفكرية و العلمية في هذا القرن.
مُصَنَّفَاتُهُ
1- آدَابُ السِّيَاسَة.
2- الكامل في التاريخ: قال أبْن خلكان: هو من خيار التَّواريخ.
3- الجامع الكبير في علم البيان.
4- تاريخ دولة الأتابكية بالموصل.
5- تحفة العَجَائب و طرفة الغَرائب في التَّاريخ.
6- اللُّباب في تهذيب الأَنساب، و هو اختصار الأنساب للسَّمعاني، قال ابْنُ خلكان و هو كتاب مفيد جداً.
7- كتاب الجِهَاد.
8- أُسْدُ الغَابة و هو الَّذي نحن بصدد تحقيقه.
أُسرَتُهُ
قال أبْنُ خِلِّكان: «كان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل و الواردين عليها ...»، و كان من نتاج هذا البيت الأخوان العظيمان مجد الدِّين أبو السعادات، و ضياء الدين أبو الفتح نصر الله، و إليك كلمة موجزة عنهما.
مجد الدين بن الأثير (2)
القاضي الرَّئيس العَلّامة الأوحد البَلِيغ مجد الدِّين أبو السَّعادات المُبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشَّيْبَانِيُّ الجَزَريُّ ثم المَوْصِليٌ، الكاتب ابن الأثير صاحب «جامع الأصول» و «غريب الحديث» و غير ذلك.
ص: 96
مَوْلِدُهُ:
ولد بجزيرة ابن عمر في أحد الربيعين سنة أربع و أربعين و خمسمائة و نشأ بها، ثم تحوَّل إلى الموصل، و سمع من يحيى بن سعدون القُرطبيِّ و خطيب المَوْصِل، و طائفة.
و روى الكتب نازلاً فأسند «صحيح البُخاريّ» عن ابن سرايا عن أبي الوَقْت، و «صحيح مسلم» عن أبي ياسر بن أبي حبة، عن اسماعيل بن السَّمر قنديّ عن التُّنكُتي، عن أبي الحسين عبد الغافر. ثم عن ابن سُكَينة إجازة عن الفُراويّ و «الموطأ» عن ابن سَعدون، حدثنا ابن عَتّاب عن ابن مُغيث فوهم، و «سنن أبي داود و الترمذي» بسماعه من ابن سكينة، و «سنن النِّسائِي».
ثم اتصل بالأمير مُجاهد الدين قيماز الخادم إلى أن توفّى مخدومه، فكتب الإنشاء لصاحب الموصل عز الدين مسعود الأتابكيّ، و ولى ديوان الإنشاء، و عظم قدره. و له اليد البيضاء في التَّرَسُل و صنَّف فيه. ثُمَّ عرض له فالج في أطرافه، و عجز عن الكِتابة، و لزم دارَهُ، و أنشأ رباطاً في قرية وقف عليه أملاكه، و له نظم يسير.
قال الذَّهَبِيُّ: روى عنه ولده، و الشهاب القُوصيُّ، و الإمام تاج الدين عبد المحسن بن محمد بن محمد بن الحامض شيخ الباجر بقي و طائفة. و آخر من روى عنه بالإجازة الشيخ فخر الدين ابن البخاريّ.
قال ابن الشَّعّار: كان كاتب الإنشاء لدولة الموصل نور الدين أرسلان شاه بن مسعود بن مودود، كان حاسياً، كاتباً، ذكيّاً.
مُصَنَّفَاتُهُ (1)
1- جامع الأُصُول لأحاديث الرَّسول صلّى الله عليه و آله و سلّم جمع بين الصِّحاح السِّنَّة.
2- غَرِيب الحديث.
3- النّهاية (في غريب الحديث).
4- شرح لمسند الشَّافعي (الشّامي).
5- كتاب الإِنْصاف في الجمع بين الكَشْف و الكشاف. (تفسير الثَّعلبي و الزَّمخشريّ) .
6- كتاب المُصْطفى المُخْتار في الأدعية و الأذكار.
7- البَدَائع في شرح مقدمة ابن الدّهان.
8- و دِيَوان رَسَائل.
ص: 97
9- و له (كتاب لطيف في صناعة الكتابة).
10- كتاب الفُروق في الأَبنْيَة.
11- كتاب الأذْواء و الذَّوات.
12- كتاب المُخْتَار فِي مَنَاقِبِ الأخيار (الأبرار).
13- شرح غَرِيبِ الطّوال.
14- الباهر في النحو.
15- البنون و البنات و الآباء و الأمهات من رجال الحديث.
16- تهذيب فصول ابن الدّهان.
17- الجَوَاهِر و اللآلىء من إملاء المولى الوَزير الجلالي.
18- صِنَاعة الكتاب.
19- كتاب الآباء و الأمَّهات.
20- المرصّع، في اللّغة.
21- نهاية الأَثِيرية في اللّغات الحديثية.
وَفَاتُهُ:
لقد عاش ثلاثاً و ستين سنة. توفّي في سنة ست و ستمائة بالمَوْصل.
ضِيَاءُ الدِّين بْنُ الَأَثِيرِ
الصّاحبُ العلّامةُ الوزيرُ ضياءُ الدّين أبو الفتح نصرُ الله بن محمد بن محمد بن الكريم ابن عبد الواحد الشَّيْبَانِيُّ الجَزَرِيُّ المُنشىء صاحبُ كتابِ «المَثَلِ السّائر في أَدَبِ الكاتب و الشّاعر».
مَوْلدُهُ:
ولد ابن عمر في سنة ثمانٍ و خمسين و خمس مائةٍ و تحوَّل منها مع أبيه و إخواتِه، فنشأ بالمَوْصِلِ، و حفظ القرآن، و أقبل على النّحوِ و اللغةِ و الشعرِ و الأخبار.
و قال في أول كتاب «الوَشْي» لَهُ: حَفظتُ من الأَشْعارِ ما لا أُحْصِيهِ ثم اقتصرت على الدّواوين لأبي تَمّام و البُحتريّ و المتنبّي فحفظتُها.
قال ابنُ خلمّان قصد السلطان صلاح الدين فقدّمهُ و وصّله القاضي الفاضل، فأقام عنده أشهراً، ثم بعث به إن ولده الملك الأفضل فاستوزره، فلما تُوُفِّيَ صلاح الدّين تمَلّك
ص: 98
الأفضلُ دمشق و فوّض الأمور إلى الضّياءِ، فأساء العشرةَ، و همُّوا بقتله، فأُخْرِجَ في صندوق، و سار مع الأفضل إلى مِصْرَ، فراح الملك من الأفضل، و اختفى الضياءُ، و لما استقرّ الأفضل يُسمَيساط ذهب إليه الضّياء، ثم فارقه في سنة سبع و ستَّمائةٍ، فاتّصل بصاحب حلب، فلم ينفُقْ، فتألم، و ذهب إلى الموصل فكتب لصاحبها. و له يدُ طولى في التَّرسُّلِ، كان يجاري القاضي الفاضلَ و يعارِضُهُ، و بينهما مكاتباتُ و محارباتُ.
و قال ابْنُ النَّجار: قَدِمَ بغداد رسولاً غير مَرَّةٍ، و حَدَّثَ بها بكتابهِ، و مَرِضَ فُتُوفِّيَ فِي ربيع الآخر سنة سبعٍ و ثلاثينَ و ستِّمائةٍ، و قيل: كان بينهُ و بين أخيه عِزِّ الدين مقاطعةُ و مجانية شدیدةُ (1).
مُصْنَّفاتُهُ (2)
كانت له تصانيف منها:
1- كتاب المَثَل السَّائر في أدب الكَاتب و الشَّاعر.
2- كتاب الوَشْي المرقوم في حل المَنْظُوم.
3- كتاب المعاني المخترعة في صناعة الإنشاء.
4- كتاب ديوان رسائل في عِدّة أجزاء (الرَّسائل البديعة) .
5- كتاب التَّشْبيهات العربية.
6- كتاب كفاية الطَّالب في نقد كلام الشَّاعر و الكاتب (98 ورقة).
7- كتاب المفتاح المنشى لحديقة الإنشا (كتب سنة 748).
8- كتاب الجامع الكبير في صناعة المنظوم و المنثور.
9- كتاب البُرهان في علم البَيان.
تَلاَمِيذُهُ وَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ
أَوَّلاً: سُنْقُر القضائِيّ.
ثَانِياً: أبو عبد الله الواسطي المعروف بابن الدبيثي.
ثَالِثاً: الشَّهَاب القوصي.
رابعاً: شرف الدين بن عَسَاكر.
خَامِساً: المَجْدُ بن أبي جرادة.
ص: 99
رَحَلَاتُهُ
المقدمة
ارتحل به والده في بداية أمره إلى «الموصل» و سكن بها و سمع بها من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب الطوسي، و من في طبقته، و قدِم بغداد مراراً حاجاً و رسولاً من صاحب الموصل، و سمع بها من الشيخين أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي، و أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي و غيرهما.
ثم وصل إلى الشام و القدس و سمع هناك من خلق كثير، و لما قدِمَ إلى دمشق سمع من أبي القاسم بن صصري و زين الأمناء قال ابن خلكان: و لمَّا وصلت إلى حلب في أواخر سنة ست و عشرين و ستمائة كان عز الدين المذكور مقيماً بها في صورة الضيف عند الطواشي شهاب الدين طغريل الخادم أتابك الملك العزيز ابن الملك الظاهر صاحب حلب، و كان الطواشي كثير الإقبال عليه حسن الاعتقاد فيه مكرماً له، فاجتمعت به فوجدته رجلاً مكملاً في الفضائل و كرم الأخلاق و كثرة التواضع، فلازمت الترداد إليه، و كان بينه و بين الوالد _ رحمه الله تعالى _ مؤانسة أكيدة، فكان بسببها يبالغ في الرعاية و الإكرام. ثمَّ إنه سافر إلى دمشق في أثناء سنة سبع و عشرين، ثم عاد إلى حلب في أثناء سنة ثمان و عشرين، فجريت معه على عادة الترداد و الملازمة، و أقام قليلاً ثم توجه إلى الموصل (1). و لزم بيته منقطعاً إلى التوفر على النظر في العلم و التصنيف...
وَفَاتُهُ
قال القَاضِي سعد الدين الحارثي: تُوفّيَ عز الدين في الخامس و العشرين من شعبان سنة ثلاثين و ستمائة.
و قال أبو العباس أحمد بن الجَوهَريِّ: مات في رمضان من السنة.
و قال المُنذريُّ و ابن خَلِّكان و أبو المُظَفّر سِبْط الجوزيّ و ابن السَّاعيّ و ابن الظاهريّ: مات في شعبان، لم يعينوا اليوم، و قد عَيَّنَهُ الحارثيُّ.
قال الذهبي: قد رأيت أنا خطّه تصحيحاً على طبقة سماع تاريخها في نصف شعبان من السَّنة (2).
و انفرد أبو شامة في ذيل الروضتين بذكر وفاة عز الدين في سنة إحدى و ثلاثين
و ستمائة.
ص: 100
نِسْبَةُ الكِتَابِ إلى مُوَلفِهِ
قال الذَّهَبِيُّ:.... و مصنّف كتاب «معرفة الصحابة» قلت: و هو المعروف ب_«أُسْدِ الغَابةِ».
قال ابْنُ قَاضِي شهبة (1): و صنَّف كتاباً حافلاً في معرفة الصحابة جمع فيه كتاب ابن منده، و كتاب أبي نُعَيم، و كتاب ابن عبد البرِّ، و كتاب أبي موسى في ذلك و زاد و أفاد و سمَّاهُ «أُسْدُ الغابة في معرفة الصحابة».
و قال الإسنوي: صنَّف كتاباً في «معرفة الصحابة».
و قال ابن خلكان: و له كتاب «أخبار الصحابة» _ رضوان الله عليهم _ في ست مجلدات كبار.
و قال شمس الدِّين أبي المعالي بن الغزي في ديوان الإسلام: «مصنف كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة»...
و ذكره السخاوي في «الإعلان و التوبيخ لمن ذمَّ التاريخ» فقال: ثم العز أبو الحسن بن الأثير أخو صاحب «النهاية» في كتابه «أُسْد الغابة» جمع فيه بين عدة كُتُبٍ من الكتب السابقة کابن منده، و أبي نُعَيم، و ابن عبد البَرِّ، و ذيل أبي موسى، و عوّل عليه من جاء بعده، حتى أن كُلَّا من النووي و الكاشغري اختصره، و اقتصر الذهبيُّ على تجريده، و زاد عليه العراقي عدة أسماء.
و قال العلَّامة حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2): أُسْدُ الغابة في معرفة الصحابة مجلَّدَان للشيخ عز الدين... ذكر فيه سبعة آلاف و خمسمائة ترجمة و استدرك على ما فاته من تقدمه و بيّن أوهامهم (3).
و قال الذَّهَبِيُّ في «التَّجْرِيدِ»... و كتاب ابن الأثير نفيس مستقصي لأسماء الصحابة الذين ذكروا في الكتب الأربعة المصنّفة في معرفة الصحابة و هي كتاب ابن منده، و كتاب أبي نعيم، و كتاب أبي موسى الأصبهانيين، و هو ذيل كتاب ابن منده، و كتاب ابن عبد البَرّ و زيادة المصنف عليهم، و جعل علامة «د» لابن منده و «ع» لأبي نعيم، و «ب» لابن عبد البَرِّ، و «س» لأبي موسى.
ص: 101
و قال صديق حسن القنوجي في «أبجد العلوم» (1) و له كتاب أخبار الصحابة في ست مجلدات.
و قال ابن العماد في شذرات الذهب (2) و صنف كتاباً حافلاً في معرفة الصحابة جمع فيه بين كتاب ابن منده و كتاب أبي نعيم و كتاب ابن عبد البر و كتاب أبي موسى و زاد و أفاد و سماه «أسد الغابة في معرفة الصحابة».
وصف نسخ الكتاب
و منهج التحقيق
اعتمدنا في نص الكتاب على النسخ الآتية:
الأولى: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (110) مصطلح حديث، تقع في ثلاثة أجزاء.
الثانية: المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (111) مصطلح حدیث، تقع في أربعة أجزاء بها خروم في الجزء الأول منها و رمزنا لها بالرمز (أ).
و اعتمدنا كذلك على طبعة دار الشعب من هذا الكتاب التي قام فيها المحققون بجهد مشكور. و قمنا بعد مقابلة النسخ بعمل الآتي:
1- عزو الآيات إلى مواضعها.
2- تخريج الأحاديث و درنا في ذلك على متن الحديث.
3- توثيق التراجم.
4- توثيق الأشعار مع ذكر بحر كل بيت.
5- الضبط الكامل للأحاديث و الأشعار.
6- شرح للمعاني اللغوية الصعبة بالرجوع إلى مصادر اللغة.
7- وضع فهارس عامة للكتاب.
ص: 102
الصورة
صورة آخر الجزء الأول من المخطوط
ص: 103
الصورة
صورة أول الجزء الرابع من المخطوط
ص: 104
الصورة
صورة آخر الجزء الرابع من المخطوط
ص: 105
ص: 106
اسَدُ الغَابَةُ
في مَعَرفَة الصَّحَابَة
ص: 107
ص: 108
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السَّلَف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب_«ابن الأثير» _ رضي الله عنه _:
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و الحمْد لله المنزَّه عن أن يكون له نُظَرَاء و أشباه، المقدَّس فلا تقرب الحوادث حِماه، الذي اختار الإسْلَام ديناً، و ارتضاه، فأرسل به محمداً _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _، و اصطفاه، و جعل له أصحاباً فأخْتَار كلَّا منهم لصحبته و اجتباه، و جعلهم كالنجوم بأيهم اقتدى الإنسان اهتدى إلى الحق و اقتفاه، فصلى الله عليه و على آله و أصحابه صلاةً توجب لهم رضاه، أحمده على نعمه كلِّها حمداً يقتضي الزيادة من نعمه، و يجزل لنا النَّصِيبَ من قسمه.
أما بعد، فلا عِلْمَ أشرف من علم الشريعة فإنه يحصل به شرف الدنيا و الآخرة، فمن تحلى به فقد فاز بالصفقة الرابحة، و المنزلة الرفيعة الفاخرة، و من عري منه فقد حَظِيَ بِالْكَرَّةِ الخاسرة.
و الأصل في هذا العلم كتاب الله، عز و جل، و سنَّة رسوله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _، فأما الكتابُ العزيز فهو متواتر مجمع عليه غير محتاج إلى ذكر أحوال ناقليه، و أما سنة رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ فهي التي تحتاج إلى شرح أحوال رواتها و أخبارهم.
و أول رواتها أصحابُ رَسُولِ الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ و لم يُضْبطُوا و لا حفظوا في عَصْرِهِمْ كما فعل بمن بعدهم من علماء التابعين و غيرهم إلى زماننا هذا؛ لأنهم كانوا مقبلين على نصرة الدين و جهاد الكافرين إذ كان المُهِمَّ الأعظم؛ فإن الإسلام كان ضعيفاً و أهله قليلون، فكان أحدهم يشغله جهاده و مجاهدة نفسه في عبادته عن النظر في معيشته و التفرغ لِمُهِمِّ، و لم يكن فيهم أيضاً من يعرف الخط إلا النفر اليسير، و لو حفظوا ذلك الزمان لكانوا أضعاف من ذكره العلماء، و لهذا اختلف العلماء في كثير منهم؛ فمنهم من جعله بعض العلماء من الصحابة، و منهم من لم يجعله فيهم، و معرفتهم و معرفةُ أمورهم و أحوالهم و أنسابهم و سيرتهم مهمٌّ في الدين.
و لا خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد أن من تبوأ الدار و الإيمان من المهاجرين و الأنصار و السابقين إلى الإسلام و التابعين لهم بإحسان الذين شهدوا الرسول _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ وسعوا كلامه و شاهدوا أحواله و نقلوا ذلك إلى من بعدهم من الرجال و النساء من الأحرار و العبيد و الإماء أولى بالضبط و الحفظ، و هم الذين آمنوا و لم يُلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم
ص: 109
الأمن و هم مهتدون بتزكية الله، سبحانه و تعالى لهم و ثنائه عليهم، و لأن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام و معرفة الحلال و الحرام إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها و رواتها، و أولهم و المقدم عليهم أصحاب رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _؛ فإذا جَهِلَهُمُ الإنسانُ كان بغيرهم أشدَّ جهلاً، و أعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم و أحوالهم هم و غيرهم من الرُّواة، حتى يصحَّ العمل بما رواه الثقات منهم، و تقوم به الحجة؛ فإن المجهول لا تصح روايته، و لا ينبغي العمل بما رواه، و الصَّحَابة يشاركون سائر الرُّوَاة في جميع ذلك إلا في الجرح و التعديل؛ فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجَرْح؛ لأن الله _ عز و جل _ و رسوله زكياهم و عدَّلَاهم، و ذلك مشهور لا نحتاج لذكره، و يجيء كثير منه في كتابنا هذا، فلا نطول به هنا.
و قد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرة، و منهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب و المغازي و غير ذلك، و اختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن مَنْدَه وأبو نُعَيْم أحمدُ بن عبد الله الأصفهانيان، و الإمام أبو عمر بن عبد البَرِّ القرطبيُّ _ رضي الله عنهم _، و أجزل ثوابهم، و حمد سعيهم، و عظم أجرهم و أكرم مآبهم فلقد أحسنوا فيما جمعوا، و بذلوا جهدهم و أبقوا بعدهم ذكراً جميلاً؛ فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً؛ فإنهم جمعوا ما تفرَّق منه.
فلما نظرت فيها رأيت كلَّا منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريق الآخر، و قد ذكر بَعْضُهم أسماءً لم يذكرها صاحبه، و قد أتى بعدهم الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهانيُّ، فاستدرك على ابن مَنْدَه ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثُلَثَىْ كتابِ ابْنِ مَنْدَه.
فرأيت أن أجمع بين هذه الكتب، و أضيف إليها ما شذَّ عنها مما استدركه أبو عليِّ الغساني، على أبي عمر بن عبد البرِّ، كذلك أيضاً ما استدركه عليه آخرون و غير من ذكرنا فلا نطول بتَعْدَادِ أسمائهم هُنَا، و رأيت ابن منده و أبا نعيم و أبا موسى عندهم أسماء ليست عند ابن عبد البر، و عند ابن عبد البر أسماء ليست عندهم. فعزمت أن أجمع بين كتبهم الأربعة، و كانت العوائق تمنع و الأعذار تصد عنه، و كنت حينئذ ببلدي و في وطني، و عندي كُتُبِي و ما أراجعه من أصول سماعاتي، و ما أنقل منه، فلم يتيسر ذلك لصداع الدنيا و شواغلها.
فاتفق أني سافرت إلى البلاد الشامية عازماً على زيارة البيت المقدس _ جعله الله سبحانه و تعالى داراً للإسلام أبداً _ فلما دخلتُها اجتمع بي جماعةٌ من أعيان المحدِّثِين، و ممن يعتني بالحِفْظ و الإتْقَان فكان فيما قالوه: إننا نرى كثيراً من العلماء الذين جَمَعُوا أَسْماء الصَّحَابة يَخْتَلِفُون في النَّسَب و الصُّحْبَة و المشاهد التي شهدها الصَّاحب؛ إلى غير ذلك من أحوال
ص: 110
الشخص و لا نعرف الحقَّ فيه، و حَثُّوا عزمي على جمع كتابٍ لهم في أسماءِ الصَّحَابة، _ رضي الله عنهم _؛ أستقصي فيه ما وصل إليَّ من أسمائهم، و أبين فيه الحق فيما اختلفوا فيه، و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستَقيم؛ مع الإتيان بما ذكروه و استدراك ما فاتهم، فاعتذرتُ إليهم بتَعَذُّرِ وصولي إلى كتبي و أصولي و أنني بعيد الدار عنها، و لا أرى النقل إلا منها فأَلَحُّوا في الطلب؛ فثار العزم الأول و تجدد عندي ما كنت أحدث به نفسي، و شرعت في جمعه و المبادرة إليه، و سألت الله تعالى أن يوفقني إلى الصواب في القول و العمل، و أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم بمنه و كرمه.
و اتفق أنَّ جماعَةً كانوا قد سمعوا عليَّ أشياء بالموصل و ساروا إلى الشام فنقلت منها أحاديث مسندة و غير ذلك، ثم إنني عدتُّ إلى الوَطَن بعد الفراغ منه و أردت أن أكثر الأسانيد و أخرِّجَ الأحاديثَ التي فيه بأسانيدها، فَرَأَيْتُ ذلك مُتْعِباً يحتاجُ أن أَنْقُضَ كلَّ ما جَمَعْتُ، فحملني الكَسَلُ و حبُّ الدعةِ و الميلُ إلى الراحة إلى أن نقلْتُ ما تدعو الضرورة إليه، مما لا يخل بترتيب، و لا يكثر إلى حد الإضجار و الإملال.
و أنا أذكر كيفيَّةَ وضعِ هذا الِكتَابِ، ليعلم من يراه شرطنا و كيفيته، و الله المستعان فأقول.
إني جمعت بين هذه الكتب كما ذكرته قبل، و علَّمْتُ على الاسم علامةَ ابْنِ مَنْدَه صورةَ (د) و علامةَ أبي نُعَيْمٍ صورةَ (ع)، و علامةَ ابْنِ عبد البَرِّ صورةَ (ب) و علامة أبي موسَى صورةَ (س) فإن كان الاسم عند الجميع عَلَّمْتُ عليه جميع العلائم، و إنْ كان عِنْدَ بَعْضِهِمْ عَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَلَامَتَهُ، و أذكر في آخِرِ كلِّ ترجمةٍ اسْمَ مَنْ أخرجه؛ و إن قُلْتُ أخرجه الثلاثة فأعني ابْنَ مَنْدَه و أبا نُعيْم و أبا عُمَرَ بْنَ عبد البَرِّ؛ فإن العلائم ربما تسقط من الكتابة و تُنْسَى، و لا أعني بقولي أخرجه فلان و فلان أو الثلاثة أنهم أخرجوا جميعَ ما قلته في ترجمته؛ فلو نقلت كل ما قالوه لجاء الكتاب طويلاً؛ لأن كلامهم يتداخل و يخالف بعضهم البعض في الشيء بعد الشيء، و إنما أعني أنهم أخرجوا الاسم.
ثم إني لا اقتصر على ما قالوه إنما أذكر ما قاله غيرهم من أهل العلم، و إذا ذكرت اسماً ليس عليه علامة أحدهِم، فهو ليس في كتبهم. و رأيت ابن منده و أبا نعيم قد أكثرا من الأحاديث و الكَلَام عليها، و ذَكَرَا عِلَلَها، و لم يكثرا من ذكر نَسَب الشَّخْص، و لا ذكر شيء من أخباره و أحْوالَه، و ما يعرف به، و رأيت أبا عمر قد استقصى ذِكْرَ الأنساب و أحوالِ الشَّخْصِ و مَنَاقِبِهِ، و كلِّ ما يعرفه به، حتى إنه يقول: هو ابن أخي فلانٍ و ابن عمِّ فلانٍ و صاحبُ الحادثة الفلانية، و كان هذا هو المطلوبَ من التعريف؛ أما ذكر الأحاديث و عللها و طرقها فهو بكتب الحديث أشبه؛ إلا أني نقلت من كلام كل واحد منهم أجودَه و ما تدعو الحاجة إليه طلباً للاختصار، و لم
ص: 111
أخل بترجمة واحدة من كتبهم جميعها بل أذكر الجميع، حتى إنني أخرج الغلط كما ذكره المخرِّج له، و أبين الحق و الصواب فيه إن علمته؛ إلا أن يكون أحدهم قد أعاد الترجمة بعينها، فأتركها و أذكر ترجمة واحدة، و أقول: قد أخرجها فلان في موضعين من كتابه.
و أما ترتيبه و وضعه فإنني جعلته على حروف أ، ب، ت، ث، و لزمت في الاسم الحرْفَ الأوَّل و الثانيَ و الثالثَ و كذلك إلى آخرِ الاسْمِ، و كذلك أيضاً في اسم الأب و الجَدِّ و من بعدهما و القبائل أيضاً.
مثاله: أنني أقدم «أبانا» على إبراهيم؛ لأن ما بعد الباء في أبان ألف، و ما بعدها في إبراهيم راء، و أقدم إبراهيم بن الحارث، على إبراهيم بن خَلَّاد؛ لأن الحارث بحاء مهملة و خَلَّاد بخاء معجمة، و أقدم أبانا العبدي على أبان المُحَارِبِيِّ، و كذلك أيضاً فعلت في التعبيد فإني ألزم الحرف الأول بعد عبد، و كذلك في الكنى فإني ألزم الترتيب في الاسم الذي بعد «أبو» فإني أقدم أبا داود على أبي رافع، و كذلك في الولاء، فاني أقدم أسود مولى زيد على أسود مولى عمرو، و إذا ذكر الصحابي و لم ينسب إلى أب بل نسب إلى قبيلة فإنني أجعل القبيلة بمنزلة الأب مثاله: زَيْدٌ الأنصاريُّ أقدمه على زيْدٍ القرشيِّ، و لزمت الحروف في جميع أسماء القبائل.
و قد ذكروا جماعة بأسمائهم، و لم ينسبوهم إلى شيء، فجعلت كل واحد منهم في آخر ترجمة الاسم الذي سمي به مثاله: زَيْد، غير منسوب، جعلته في آخر من اسمه زَيْد، و أقدم ما قلت حروفه على ما كثرت؛ مثاله: أقدم «الحَارِثَ» على «حارثه».
و قد ذكر ابنُ مَنْدَه، و أبو نُعَيْم، و أبو موسى في آخر الرجال و النساء جماعة من الصحابة و الصحابيات لم تعرف أسماؤهم؛ فَنَسَبُوهم إلى آبائهم؛ فقالوا: ابن فلان، و إلى قبائلهم و إلى أبنائهم، و قالوا: فُلَانٌ عن عَمِّه، و فلان عن جَدِّه و عن خالِهِ، و روى فلانٌ عن رَجُلٍ من الصَّحَابة؛ فرتَّبْتهم أولاً بأن ابتدأت بابن فلان، ثم بمَنْ روى عن أبيه؛ لأن ما بعد الباء في ابنِ نونٌ، و ما بعدها في أبيه ياء، ثم بمن روى عن جَدِّه، ثم عن خَالِهِ، ثم عن عَمِّه؛ لأن الجيم قبل الخاء، و هما قبل العين، ثم بمن نسب إلى قبيلة، ثم بمَنْ روى عن رَجُلٍ من الصحابةِ؛ ثم رتبت هؤلاء أيضاً ترتيباً ثانياً؛ فجعلت من روى عن ابن فلان مرتبين على الآباء، مثاله: ابنُ الأَدْرَعِ أقدمه على ابن الأَسْقَع، و أقدمهما على ابن ثعلبة، و أرتِّبُ من روى عن أبيه على أسماء الآباء، مثاله: إبراهيم عن أبيه أجعله قبل الأسْوَدِ عن أبيه، و جعلت من روى عن جَدِّهِ على أسماء الأحفاد، مثاله: أقدم جَدَّ الصَّلْتِ على جَدِّ طلحة و جعلت من روى عن خاله على أسماء أولاد الأخوات، مثاله: أقدم خال البراء على خال الحارث، و من روى عن عمه جعلتهم على أسماء أولاد
ص: 112
الإخوة، مثاله: عَمُّ أَنَسٍ مقدم على عَمِّ جَبْر، و من نسب إلى قبيلته و لم يعرف اسمه جعلتهم مرتبين على أسماء القبائل؛ فإنني أقدم الأزديَّ على الْخَثْعَمِيُّ.
و قد ذكروا أيضاً جماعة لم يعرفوا إلا بصحبة رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ فرتبتهم على أسماء الراوين عنهم، مثاله: أنس بن مالك عن رجل من الصَّحَابة أقدمه على ثابت بن السمط عن رجُل من الصحابة، و إن عرفت في هذا جميعه اسم الصَّحَابيِّ ذكرتُ اسمه؛ ليعرف و يطلب من موضعه.
و رأيت جماعة من المحدِّثين إذا وضعوا كتاباً على الحروف يجعلون الاسم الذي أوله «لا»، مثل: لا حق و لا شر في باب مفرد عن حرف اللام، و جعلوه قبل الياء، فجعلتها أنا من حرف اللام في باب اللام مع الألف فهو أصَحُّ و أجودُ، و كذلك أفعل في النساء سَوَاء.
و إذا كان أحدٌ من الصحابة مشهوراً بالنِّسْبة إلى غير أبيه ذكرته بذلك النَّسَب: ك_«شرحبيل ابن حسنة»، أذكره فيمن أَوَّلُ اسْمِ أبيه حاءٌ، ثم أبين اسم أبيه، و مثل شريك ابن السحماء، و هي أمه، أذكره أيضاً فيمن أول اسم أبيه سين، ثم أذكر اسم أبيه، أفعل هذا قصداً للتقريب و تسهيل طلب الاسم.
و اذكر الأسماء على صورها التي ينطق بها لا على أُصُولِهَا، مثل: أَحْمَرَ، أذكره في الهمزة و لا أذكره في الحاء، و مثل أسود في الهمزة أيضاً، و مثل عمار أذكره في «عما» و لا أذكره في «عمم»؛ لِأنَّ الحرف المُشَدَّد حرفان الأَوَّل منهما سَاكِن؛ فعلته طلباً للتَّسْهِيل.
و أقدم الاسْم في النسب على الكُنْية، إذا اتفقا، مثاله: أقدم عبد الله بن ربيعة على: عبد الله بن أبي ربيعة، و أذكر الأسماء المشتبهة في الخطِّ و أضبطها بالكلام لِئَلَّا تلتبس؛ فإنَّ كثيراً من الناس يغلطون فيها، و إن كانت النعتية التي ضبطها تعرِّف الاسم و تبينه، ولكني أزيده تسهيلا و وضوحاً، مثال ذلك: سَلِمَة في الأنصار، بكسر اللام، و النسبة إليه سَلَمِيُّ، بالفتح في اللام و السين، و أما سليم فهو ابن منصور من قيس عيلان.
***
و أَشْرَحُ الألفاظَ الغريبةَ التي ترد في حديث بعض المذكورين في آخر ترجمته.
***
و أذكر في الكتاب فصْلاً يتضمن ذكر الحوادث المشهورة للنبي _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ و أصحابه، كالهجرة إلى الحبشة، و إلى المدينة، و بيعة العقبة، و كل حادثة قتل فيها أحد من الصحابة؛ فإن الحاجة تدعو إلى ذلك؛ لأنه يقال: أسلم فلان قبل دخول رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ دار الأرقم، أو و هو فيها، و هاجر فلان إلى الحبشة، و إلى المدينة، و شهد بدراً، و شهد بيعة العقبة، و بيعة
ص: 113
الرضوان، و قتل فلان في غزوة، كذا أذكر ذلك مختصراً؛ فليس كل الناس يعرفون ذلك ففيه زیادةُ کَشْف.
و أذكر أيضاً فَصْلاً أُضَمِّتُه أسانيد الكتب التي كَثُرَ تخريجي منها؛ لئلا أكرر الأسانيد في الأحاديث طلباً للاختصار.
***
و قد ذكر بعض مصنفي معارف الصحابة جماعة ممن كان في زمن النبي صلّي الله علیه و آله و سلّم و لم يره، و لم يصحبه ساعة من نهار، كالأحنف بن قيس و غيره، و لا شبهة في أن الأحنف كان رجلاً في حياة رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ و لم يَرَهُ؛ و دليلٌ أنه كان رَجُلاً في حياة رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ قدومه على عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ في وفد أهل البصرة، و هو رجل من أعيانهم، و القصة مشهورة إلا أنه لم يفد إلى النبي _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ و لم يصحبه، فلا أعلم لِمَ ذكروه و غيره ممن هذه حاله؟ فإن كانوا ذكروهم لأنهم كانوا موجودين على عهد رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ مسلمين فكان ينبغي أن يذكروا كلَّ من أسلم في حياته وَ وَصَلَ إليهم اسْمه، لِأنَّ الوقود في سنة تسع و سنة عشر قدموا على رسول الله _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ من سائر العرب بإسلام قومهم؛ فكان ينبغي أن يذكروا الجميع قياساً على من ذكروه.
***
و أذكر فيه في فصل جميع ما في هذا الكتاب من الأنساب، و جعلتها على حُرُوف مُعْجم، و لم أذكر من الأنساب إلا ما في هذا الكتاب، لِئَلَّا يطُولَ ذلك، و إنما فعلت ذلك؛ لأن بعض من وقف عليه من أهل العلم و المعرفة أشار به ففعلته، و ليكون هذا الكتاب أيضاً جامعاً لما يحتاج إليه الناظر فيه غير مفتقر إلى غيره. و ما يشاهده الناظر في كتابي هذا من خطأ و وَهْم فليعلم أني لم أقله من نفسي، و إنما نقلته من كلام العلماء و أهل الحفظ و الإنقاد، و يكون الخطَأ يسيراً إلى ما فيه من الفوائد و الصواب، و من الله سبحانه استمد الصواب في القول و العمل، فرحم الله امراً أصلح فاسده، و دعا لي بالمغفرة و العفو عن السيئات، و أن يحسن منقلبنا إلى دار السلام عند مجاورة الأموات و السلام.
***
فَصْلٌ
أذكر فيه أسانيدَ الكُتُبِ الكبار التي خرجت منها الأحاديث و غَيْرها، و قد تكرر ذكرها في الكتاب؛ لئلا يطول الإسناد و لا أذكر في أثناء الكتاب إلا اسم المصنف و ما بعده، فليعلم ذلك:
ص: 114
أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بنَ مَهْدِيِّ الزرزاريُّ الشيخُ الصالحُ رحمه الله تعالى قال: أخبرنا الرئيس مسعودُ بن الحسن القاسمُ الأصبهانيُّ، و أبو عبد الله الحسن بن العباس الرستميُّ؛ قالا: أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازيُّ، قال: أنبأنا أبو إسحاقَ أحمدُ بن محمدِ بنِ إبراهيمَ الثعلبيُّ بجميع كتاب «الكَشْفِ و البَيَانِ في تَفْسِيرِ القُرْآنِ»، سمعت عليه من أوَّل الكتاب إلى آخر سورة النساء، و أما من أول سورة المائدة إلى آخر الكتاب، فإنه حصل لي بعضُه سماعاً و بعضُه إجازة، و اختلط السماع بالإجازة فأنا أقول فيه: أخبرنا به إجازة إن لم يكن سماعاً.
فإذا قلت: أخبرنا أحمد بإسناده إلى الثعلبيِّ، فهو بهذا الإسْنَادِ:
أخبرنا بجميع كتاب «الوسيط في تفسير القرآن المجيد» أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدةَ التكريتيُّ قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن الفرخان السمناني، و عبد الرحمن بنُ أبي الخيرِ بْنِ سعيد الميهتيّ، كلاهما إجازةً؛ قالا: أنبأنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بْنِ منويهَ الواحديُّ (ح) قال أبو محمد: و أخبرنا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير بن سعيد قراءة عليه و أنا أسمع قال: أنبأنا الواحدي.
فإذا قلت: أخبرنا أبو محمد بن سويدة قال: أخبرنا الواحدي فهو بهذا الإسْنَادِ.
أخبرنا بجميع «الجامع الصحيح» تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، _ رضي الله عنه _ أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي، و أبو الفرج محمدُ بن عبْدِ الرحمنِ بْنِ أبي العِزِّ الواسطيُّ، و أبو بكرِ مسمارُ بْنُ عُمَرَ بن العويسِ النيار البغداديُّ، و أبو عبد الله الحسين بن أبي صالح بن فناخسرو الديلمي التكريتي الضَّرِيرُ، قالوا: أَخبرنا أبو الوَقْتِ عبد الأول بن عيسى بن شعيب السَّجْزِيّ، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوديّ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي السرخسي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفربري، أخبرنا محمد بن إسماعيلَ.
فإذا قلت: أخبرنا أحد هؤلاء أو كلُّهم بإسنادهم عن البخاري، و ذكرت إسناده إلى النبي _ صلّي الله علیه و آله و سلّم _ فهو بهذا الإِسْنَادِ.
ص: 115
أخبرنا بجميع «الصحيح» تأليف أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري _ رضي الله عنه _ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الأصفهانيُّ الثقفيُّ قراءةً عليه، و أنا أسمع، قال: أخبرنا عَمُّ جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي قراءةً عليه و أنا أسمع، و أبو عبد الله محمد بن الفَضْلِ الفراوي إجازةً، قال جعفر: أجازَ لنا، و قال الفراوي: أخبرنا سماعاً أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي؛ أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسَى بْن عَمْرَوَيْه الجلوديُّ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيهُ، أخبرنا أبو الحسينِ مسلمُ بْنُ الحَجَّاجِ النيسابوريُّ.
فإذا قلت: أخبرنا يحيى و أبو ياسر بإسنادهما عن مسلم، فهو بهذا الإسناد.
أخبرنا به الشيخ أبو الحرم مكي بن زيان ابن شبه المقريّ النحويّ الماكسينيّ رحمه الله، أخبرنا أبو بكر يحيى بن سَعْدُون بن تمام الأزدي القرطبيّ، أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبيد الله، أخبرنا عم أبي عُبَيْدِ اللهِ بن يَحْيَى، أخبرنا أبو يحيى بْن يحيى، أخبرنا الإمام مالك بْن أنسٍ _ رضي الله عنه _.
فإذا قلت: أخبرنا أبو الحرم بإسناده عن يحيى بن يحيى عن مالك، فهو بهذا الإسْنَادِ.
أخبرنا به أبو المكارم فتيان بن أحمد بن محمد بن سمينة الجَوهريُّ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن نصر بن خميس الفقيه، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلَّاف، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحَرْبِيُّ، أخبرنا القَعْنَبِيُّ عن مالك _ رضي الله عنه _ .
أخبرنا به أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المَذْهَب الوَاعِظ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعيّ، أخبرنا عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حدثني أبي _ رضي الله عنه _ .
ص: 116
فكُلُّ ما فيه أخبرنا أبو ياسر أو عبد الوهَّاب بإسناده، عن عبد الله: حَدَّثَني أبي، فهو بهذا الإسْنَاد.
أخبرنا به الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطُّوسِيُّ، أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المُطَرِّز الفقيه إذْناً، أخبرنا أبو نُعَيْم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني، و أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس، أخبرنا يونس بن حبيب، أخبرنا أبو داود الطَّيَالِسِيُّ _ رضي الله عنه _.
فإذا قلت: قال أبو داود الطَّيَالِسِيُّ، فهو بهذا الإسْنَاد.
أخبرنا به أجمع أبو الفِدَا إسماعيل بن علي بن عبيد الوَاعِظ المَوْصِلِيُّ و أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين، و أخبرنا به ما عدا أبواب الطهارة الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الشافعيُّ، قالوا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخيُّ، قال: أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد بن محمد الأزدي، و أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن علي الترياقيُّ، و أبو بكر عبد الصمد بن أبي الفضل الفورجيُّ، قالوا: أخبرنا أبو محمد بن أبي الجَرَّاح الجراحيّ المروزيّ، أخبرنا أبو العباس المحبوبيُّ، أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذيُّ _ رضي الله عنه _ .
أخبرنا به أبو أحمد عبد الوهَّاب بن علي بن علي بن الأمين الصوفي الشيخ الصالح المعروف بابن سكينة _ رضي الله عنه _ ، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماورديُّ، أخبرنا أبو علي بن أحمد التُّسْتَرِيُّ، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميُّ، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤيُّ، أخبرنا أبو داود سليمان بن الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ.
فإذا قلت: أخبرنا أبو أحمد بإسناده عن أبي داود، فهو بهذا الإسْنَاد.
أخبرنا به أبو القاسم يَعِيشُ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عليِّ الفقيهُ الشافعيُّ الضَّرِيرُ _ رضي الله عنه _ قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمويه اليزديُّ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن الدوني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السبتيُّ، أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعَيْبِ النسائيُّ _ رضي الله عنه _.
ص: 117
فإذا قلت: أخبرنا القاسم أو يعيش بإسناده إلى عبد الرحمن، أو أحمد بن شعيب، فهو بهذا الإسْنَاد.
أخبرنا به أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الفقيه المخزوميُّ المعروفُ بالدينيِّ، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشَّحَّامِيُّ، أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجروديُّ، أخبرنا أبو عمرو بن حَمْدَانَ، أخبرنا أبو يَعْلَى أحمدُ بنُ عليِّ بْنِ المُثَنَّى الموصليُّ _ رضي الله عنه _ .
أخبرنا به أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور إجازة (ح) قال أبو جعفر: و أخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر البطائحيُّ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المرزوقي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المُخْلِصُ، أخبرنا أبو الحسين رضوان بن أحمد الصَّيْدَلَانيُّ، أخبرنا أبو عمر أحمد بن عبد الجَبَّارِ العطارديُّ، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ.
فإذا قلت في الكتاب بهذا الإسْنَاد، فهو مَعْرُوفٌ.
أخبرنا به أبو الفَرَجِ يحيى بن محمود الثقفيُّ إجازةً أخبرنا عَمَّ جَدِّي الرئيسُ أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثَّقَفِيُّ قال: أخبرنا أبو القاسم عبْدُ الرحمن الأصبهانيُّ، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي علي أَحمد بن عبد الرحمنِ الذكوانيُّ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن العَتَّاب، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمدُ بنُ عَمْرِو بْنِ أبي عَاصِمِ المُصَنِّفُ.
فكل ما في هذا الكتاب عن ابن أبي عاصم فهو بهذا الإسناد، و إذا كان بغيره ذكرته.
أخبرنا به أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المُؤدِّب المَوْصِلِيُّ، أخبرنا أبو القاسم نضر بن محمد بن صَفْوَانَ، أخبرنا أبو البركاتِ سعدُ بن محمد بن إدريس و الخطيب أبو الفضائلِ الحسنُ بن هبة الله، قالا: أخبرنا أبو الفرج محمدُ بن إدريسَ بنِ محمدٍ إدريسُ قال:
ص: 118
أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطُّوسِيُّ، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي المُصَنِّفُ.
أخبرنا به أبو منصور بن مكارم، أيضاً أخبرنا به أبو القاسم ابن صفوان، أخبرنا الخَطِيبُ أبو الحَسَن علي بن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حبان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، أخبرنا المعافى بن عمران الأزدي، رضي الله عنه.
فهذه الكُتُبُ التي كَثُرَ النقل منها، و ما عداها فإنني أذكر إسنادي إليها لأنها لا تتكرر كثيراً، و الله وَلِيُّ التَّوْفِيقِ.
قال الإمام أبو بكر أحمد بن علي الحافظ بإسْناده عن سعيد بن المُسَيَّب أنه قال: الصحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم سَنَةً أو سَنَتَيْنِ و غَزَا مَعَهُ غزوةً أو غزوتين.
قال الواقدي: و رأينا أهْلَ العلْمِ يقولون: كلُّ من رَأَى رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ و قد أدرك الحُلُمَ فأَسْلَمَ، و عقل أمر الدين و رَضِيَهُ، فهو عندنا ممن صَحِبَ رَسُولَ الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ و لو ساعة مِنْ نَهَارِ، ولكنَّ أصْحَابَهُ على طبقاتهم و تقدمهم في الإسلام.
و قال أحمد بن حنبل: أصحابُ رَسُولِ الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ كلُّ من صحبه شَهْراً أو يَوْماً أو ساعةً أو راه.
و قال محمد بن إسماعيل البخاريُّ: من صَحِبَ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.
و قال القاضي أبو بكر محمد بن الطَّيِّبِ: لا خِلَافَ بين أهْلِ اللُّغَةِ في أن الصَّحَابيَّ مشتق من الصُّحْبَة و أنه ليس مشتقاً على قَدْرِ مخصوصٍ منها؛ بل هو جارٍ على كل من صِحَبَ قليلاً كان أو كثيراً، و كذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال و لذلك يقال: صحبت فلاناً حولاً و شهراً و يوماً و ساعة، فيوقع اسم الصحبة لقليل ما يَقَعُ عليه منها و كثيرِهِ، قال: و مع هذا فقد تقرر للأمة عُرْفٌ، أنهم لا يستعملون هذه التسميةَ إلا فيمن، كثرت صحبته، و لا يجيزون ذلك إلا فيمن کثرت صحبته، لا على مَنْ لَقِيَهُ ساعةً أو مَشَى مَعَهُ خَطَّاً، أو سَمِعَ منه حديثاً؛ فوجب لذلك أن لا يجري هذا الاسم إلا على من هذه حَالُهُ، و مع هذا فإن خبر الثقة الأمين الثقة الأمين عنه مقبولٌ و معمولٌ به، و إن لم تَطُلْ صحبته و لا سمع منه إلا حديثاً واحداً، و لَوْ رَدَّ قوْلَهُ أنه صحابيُّ لَرَدَّ خَبَرَهُ عَنِ الرسول.
ص: 119
و قال الإمام أبو حامد الغزاليُّ: لا يطلق اسم الصُّحْبَة إلا على مَنْ صَحِبَهُ، ثم يكفي في الاسم من حيث الوَضْعُ الصحبةُ و لو ساعة، ولكنَّ العُرْفَ يخصصه بمَنْ كَثُرَتْ صحبته.
قلت: و أصحابُ رَسُولِ الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ على ما شَرَطُوهُ كَثِيرُونَ؛ فإن رسول الله شهد حُنَيْناً و معه اثنا عشر ألفاً سوى الأتباع و النِّسَاء، و جاء إليه هوازن مسلمين فاستنقذوا حريمهم و أولادهم، و ترك مكةَ مَمْلُوءَةً ناساً، و كذلك المدينة أيضاً، و كل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين؛ فهؤلاء كلُّهم لهم صُحْبَةٌ، و قد شَهِدَ معه تَبُوكَ من الخلق الكثير مَا لَا يُحْصِيهِمْ دِيوَانٌ، و كذلك حَجَّةُ الوَدَاع، و كلُّهم له صُحْبةٌ، و لم يذكروا إلا هذا القَدْرَ، مع أن كثيراً منهم ليست له صُحْبَةٌ، و قد ذكر الشخص الواحد في عدة تراجم، ولكنهم معذورون، فإن مَنْ لم يروَ و لا يأتي ذكره في رواية كيف السبيل إلى معرفته! .
***
و هذا حين فَرَاغِنا من الفُصُول المقدمة على الكتاب، ثم نخوض غمرته فنقول:
نبدأ بذكر سيدنا رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ تبركاً باسمه، و تشريفاً للكتاب بذكره المبارك، و لأن معرفة المصحوب ينبغي أن تقدم على معرفة الصاحب، و إن كان أَظْهَرَ من أن يعرف.
لقد ظهرت فما تخفى على أحد إلا على أحد لا يعرف القمرا
لكنَّ الأَكْثَرَ يعرفونه جملةً فارغةً عن معرفة شيء من أحواله، و نحن نذكر جملاً من تفاصيل أموره على سبيل الاختصار، فنقول و بالله التوفيق و هو حسبنا و نعم الوكيل:
ص: 120
محمد رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيِّ بْنِ كلاب بن مرة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضْرِ بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضَرَ بن نِزَارِ بن مَعَدِّ بن عَدْنَانَ أبو القَاسِمِ، سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ صلّي الله عليه و آله و سلّم.
فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليلُ _ صلى الله عليهما و سلم _ ففيه اختلافٌ كثيرٌ في العَدَدِ و الأَسْمَاء، لا ينضبط و لا يَحْصُل منه غَرَضٌ فتركناه لذلك، و مُضَرُ و ربيعةُ هم صريحُ ولَدِ إسماعيل باتفاق جميع أهْل النَّسَب، و ما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً، و أمُّ رَسُول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم آمنةُ بنتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ منافِ بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية، تجتمع هي و عَبْدُ الله في كلاب.
خرج عبد المطلب بابنه عبد الله إلى وهب بن عبد مناف، فَزَوَّجه ابنته آمِنَةُ، و قيل كانت آمنة في حِجْرِ عَمِّهَا وُهَيْبِ بْن عبد منافٍ، فأتاه عبد المُطَّلِب، فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، و خطب على ابنه عبد الله ابنة أخيه آمنة بنت وَهْب، فتزوجا في مجلس واحد فَوَلَدَتْ هالة لعبد المطلب حمزة.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن جعفر بإسناده عن يونس بن بُكَيْر، عن ابْن إِسْحَاق، قال: و كانت آمنةُ بنتُ وَهْبٍ تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فقيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة فَسَمِّيهِ مُحَمَّداً . . فلما وضعته أرسلتْ إلى جَدِّه عبد المطلب تقول: قد وُلِدَ لك الليلةَ ولدٌ فانظر إليه، فلما جاءَها أخبرته بالذي رَأَتْ.
و كان أبوه عبد الله قد توفي و أمه حامل به، و قيل: تُوُفِّيَ و للنبيِّ صلّي الله عليه و آله و سلّم ثمانيةٌ و عشرون شهراً و قيل: كان له سبعة أشهرٍ، و الأول أثْبَتُ، و كانت وفاته بالمدينة عند أخواله بني عُدِيِّ بن النَّجَّار، و كان أبوه عبد المطلب بعثه إلى المدينة يَمْتَارُ تمراً، فمات، و قيل: بل أرسله إلى الشام في تجارة فعاد من غَزَّةَ مريضاً فتُوُفِّي بالمدينةِ، و كان عمره خَمْساً و عشرين سنةً و يقال: كان عمره ثمانياً و عشرين سنةً.
و إنما قيل لبني عَدِيٍّ أخواله لأن أم عبد المطلب سَلْمَى بنْت زيد، و قيل بنت عمرو بن زيد، من بني عدي بن النجار.
ص: 121
و كان عبد المطلب قد أرسل ابنه الزبير بن عبد المُطَّلب إلى أخيه عبد الله بالمدينة فشهد وفاته، و دُفن في دار النابغة.
و كان عبد الله و الزُّبَيْرُ و أبو طَالِبٍ إخوةً لأَبٍ و أمٍّ؛ أُمُّهُمْ فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
و ورث النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم من أبيه أمَّ أيمنَ و خمسةَ أجمالٍ و قطيعَ غَنَمٍ، و سيفاً مأثوراً وَ وَرقاً، و كانت أُمُّ أيمن تحضنه.
قال: أخبرنا ابن إسحاق قال: حدثني المطَّلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جَدِّه قيس بن مَخْرَمَةَ قال: ولدت أنا و رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ عام الفيل كنا لدَتَيْن قيل: و كان مولد رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يوم الإثنين لعشر ليال خَلَوْنَ من ربيع الأوَّلِ، و يقال لليلتين خَلَتَا منه، و قيل لثمانٍ خَلَوْنَ منه عام الفيل، و ذلك لأربعين سنةً مضت من ملك كَسْرَى أنوشروان بن قباذ، و كان ملك أنوشروان سبعاً و أربعين سنةً و ثمانيةَ أشهرٍ.
و لما وُلِدَ خَتَنَهُ جَدُّه عبد المُطَّلِبِ في اليوم السابع، و قيل: وُلِدَ مَخْتُوناً مَسْرُوراً، و قد استقصينا ذكر آبائه و أسمائهم و أحوالهم في الكامل في التاريخ فلا نطول بذكره هنا؛ فإننا نقصد ذكر الجُمَل لا التفصيل.
و لما ولد رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ التمسوا له الرُّضعَاء، فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر بن هوازن بن مَنْصُور، يقال لها: حليمة بنت أبي ذُؤَيْب و اسمه الحارث، فليطلب خبرها من ترجمتها، و من ترجمة أخته من الرَّضَاعَة: الشيماء، فقد ذكرناهما.
قال ابن إسْحَاقَ:
قالت حَلِيمَةُ: «فلم نزل يرينا الله البركة و نتعرفها تعني بِرَسُولِ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حَتَّى بَلَغَ سنتين، فقد منا به على أمه و نحن أضنُّ شيء به مما رأينا فيه من البركة؛ فلما رأته قلنا لها: دعينا نرجع به هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه و باء مكة، فسرحته معنا، فأقمنا به شهرين أو ثلاثة؛ فبينا هو خلف بيوتنا مع أخ له إذ جاء أخوه يَشْتَدُّ، فقال: أخي القرشي قد جاء رجلان فأضجعاه و شقَّا بطنه، فخرجت أنا و أبوه نشتدُّ نحوه، فنجده قائماً ممتقعاً لونه، فاعتنقه أبوه و قال: أي بُنَيَّ، ما شأنُك؟ فقال: جاءني رجلان عليهما ثيابٌ بياضٌ فشقَّا بطني فاستخرجا منه شيئاً ثُمَّ رداه فقال أبوه: لقد خَشِيتُ أن يكون قد أصيب، فلنردَّه إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف، قالت: فاحتملناه؛ فقالت أمه: ما ردكما به فقد كنتما عليه حريصَيْنِ؟ فقلنا: إن الله قد أدى عنا و قضينا الذي علينا، و إنا نخشى عليه الأحداث، فقالت: أصدقاني شَأْنَكُمَا، فأخبرناها خَبَرَهُ، فقالت: أَخَشِيتُمَا
ص: 122
عليه الشَّيْطَانَ؟ كلَّا، و الله، إني رأيت حين حملْتُ به أنه خرج منِّي نُورٌ أضاءَتْ له قُصُورُ الشَّام، فدعاه عنكما».
و أرضعته أيضاً ثويبة مولاة أبي لَهَبٍ أياماً قبل حليمة بلبن ابن لها يقال له مَسْرُوح، و أرضعت قبله حمزة عمه، و أرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأَسَد، و لما هاجر رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم كان يبعث إلى ثويبة بصلة و كسوة حتى تُوُفِّيَتْ منصرفه من خيبر سنة سبع، فسأل عن ابنها مَسْرُوح فقيل: تُوُفِّيَ قبلها، فقال: هل ترك من قرابة؟ فقيل: لم يَبْقَ له أَحَدٌ.
و بالإسناد عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر [بن محمد] بن عمرو بن حزم، قال: قدمت آمنة بنت وَهْب أُمُّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم على أخواله بني عَدِيِّ بن النَّجَّار المدينة، ثم رجعت فماتت بالأبْوَاءِ و رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم ابنُ ستِّ سنين، و قيل: ماتت بمكة و دُفِنَتْ في شِعْب أبي دب، و الأول أصَحُّ.
قال ابن إسحاق: و كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم معَ جدِّه عبد المطلب قال: فحدثني العباس بن عبد الله بن مَعْبَدٍ عن بعض أهله قال: كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، و كان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له، و كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يأتي حتى يجلس عليه، فيذهب أعمامه يؤخرونه، فيقول عبد المطلب: دَعُوا ابني، و يمسح على ظهره، و يقول: أن لابْنِي هذا لَشَأناً، فتُوُفِّيَ عبد المطلب، و النبيُّ ابن ثمان سنين، و كان قد كُفَّ بَصَرُهُ قبل موته.
و كان عبد المطلب أول من خضب بالوسمة، و لما حضره الموت جمع بنيه و أوصاهم برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، فاقْتَرَعَ الزبير و أبو طالب أيهما يَكْفُلُ رسولَ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، فأصابَتِ القرعة أبا طالب فأخذه إليه، و قيل: بل اختاره رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و على الزبير، و كان ألطف عميه به، و قيل: أوصى عبد المطلب أبا طالب به، و قيل: بل كفله الزبير حتى مات، ثم كفله أبو طالب بعده، و هذا غلط، لأن الزبير شهد حلف الفضول بعد موت عبد المطلب، و لرسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يومئذ نَيِّفٌ و عشرون سنةً.
و أجمع العلماء أن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم شَخَصَ مع عمه أبي طالب إلى الشام بعد موت عبد المطلب بأقلِّ من خمس سنين؛ فهذا يدل على أن أبا طالب كَفَلَهُ؛ ثم إن أبا طَالبِ سار إلى الشام و أَخَذَ معه رسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و كان عمره اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنةً و قيل: تِسْعُ سِنِين و الأوَّلُ أَكْثَرُ، فرآه بحيرا الراهبُ، و رأى علائم النبوة، و كانوا يتوقعون ظهور نبي من قريش، فقال لعمه: ما هذا منك؟ قال: ابني، قال: لا ينبغي أن يكون أبُوهُ حَيّاً، قال: هو ابنُ أَخِي. قال: إني لأَحْبَسُه الذي بَشَّرَ به عيسى؛ فإن زمانه قد قرب فاحتفظ به، فَرَدَّه إلى مكَّةَ.
ص: 123
ثم إن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم شهد مع عمومته حَرْبَ الفِجَار، يوم نخلة، و هو من أعظم أيام الفِجَارِ. و الفِجَارُ حرب كانت بين قريش و معها كنانة، و بين قيس و قد ذكرناه في الكامل، و هو من أعظم أيام العرب، و كان يناولهم النَّبْل و يحفظ متاعهم، و كان عمره يومئد نحو عشرين سنة أو ما يقاربها.
و قيل: إنه شهد يوم شمطة أيضاً و هو من أعظم أيام الفِجَارِ و كانت الهزيمةُ فيه على قريش و كَنَانَةَ، قال الزُّهْرِيُّ: لم يشهدْ رسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم هذا اليَوْمَ، و لو شهده لم تَنْهَزِمْ قريشٌ، و هذا ليس بشَيْءٍ؛ فإن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قدِ انْهزم أصحابه عنه يَوْمَ أَحُد، وَ كُثَر القتل فيهم.
قال: و أخبرنا يونس عن ابن إِسْحَاق قال: و كانت خديجة بنت خويلد امرأةٌ ذاتَ شَرَفٍ و مالٍ، تستأجر له الرِّجَالَ، أو تضاربُهُم بشيء تجعلُه لهم منه، فلما بلَغَها عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم ما بلغها من صِدْقٍ حَدِيثِهِ، و عِظَم أمانته، و كرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخْرُج في مالها إلى الشام مع غُلَامٍ لها يقال له: مَيْسَرَة، فَقَبِلَهُ منها رسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و خرج في مالها إلى الشام، فرآه راهِبٌ اسمه نسطور، فأخبر مَيْسَرَةً أنه نبي هذه الأمة، ثم باع رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و اشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعته فأضعف أو قريباً، و حدثها ميسرةُ عن قول الراهب، فأرسلت إلى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أني قد رغبت فيك، لقرابتك مني، و شرفك و أمانتك، و حسن خلقك، و صدق حديثك، و عرضَتْ عليه نَفْسَها، فخطبها و تزوَّجها على اثنتيْ عَشْرَةَ أوقيةً و نش و الأوقية أربعون درهماً. و قد ذكرنا ذلك في ترجمة خديجة _ رضي الله عنها _ .
و ولد له من الولد بناته كلهن، و أولاده الذكور كلهم من خديجة إلا إبراهيمَ؛ فأما البناتُ فزينبُ و رقيةُ و أمُّ كلثومٍ و فاطمةُ _ رضي الله عنهن _ و أما الذكورُ فالقاسمُ، و به كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يُكنّى، و الطاهر و الطيِّب و قيل: القاسم و الطاهر، و عبد الله و هو الطيِّب؛ لأنه ولد في الإسلام، و قيل: القاسم و عبد الله و هو الطَّاهر و الطيب، فمات القاسم بمكة و هو أول من مات من ولده، ثم عبد الله قاله الزبير بن بَكَّار. و قد ذكرت في خديجة و في بناته _ رضي الله عنهن _ أكثر من هذا.
و لما تزوَّج خديجة كان عمره خمساً و عشرين سنةً، و كانت هي ابنةُ أربعين سنةً، و قيل: غير ذلك.
قال ابن إسحاق: كانت الكعبة رضماً فوق القَامَةِ، فأرادت قريش أن يهدموها و يرفعوها و يسقفوها، و كانوا يهابون هَدْمَها، فاتَّفق أنَّ نفراً من قريش سرقوا كنز الكعبة، و كان يكون في جوف الكعبة، و كان البحر قد ألقى سفينة إلى جدة لرجل من الروم، فتحطَّمَتْ، فأخذوا خشبها
ص: 124
فأعدوه لسقفها، فاجتمعت قريش على هدمها، و ذلك بعد الفِجَارِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سنةٌ، و رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إذ ذاك ابْنُ خَمْسٍ و ثلاثين سَنَةً، فلما أجمعوا على هدمها قام أبو وَهب بْن عمرو بن عائد بن عمران بن مَخْزُوم، و هو جَدُّ سعيد بن المُسَيَّب بن حزن بن أبي وهب، فتناول حجراً من الكعبة فوثب من يده فرجع إلى موضعه، فقال: يا معشر قریش، لا تدخلن في بنيانها من كسبكم إلا طيباً، و لا تُدْخِلُوا فيها مَهْرَ بَغِيِّ، و لا رباً و لا مظلمةً.
و قيل: إن الوليد بن المغيرة قال هذا.
فهدموها و اقتسمت قريش عمارة البيت، فكان الباب لبني عبد مناف و بني زُهْرَةَ، و كان ما بين الركن الأسود و اليمانيِّ لبني مخزوم و تَيْم و قبائل من قريش، و كان ظهرها لسهم و جُمَحَ، و كان شق الحِجْر لبني عبد الدار و بني أسد، و بني عدي بن كعب؛ فَبَنَوْا حتى بلغ البناء موْضِعَ الرُّكُن، فكانت كل قبيلة تريد أن ترفعه حتى تجاذبوا و تخالفوا و أعدوا للقتال، فبقوا أربع ليال أو خمس ليال، فقال أبو أمية المخزوميُّ: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد، فلما توافقوا على ذلك و رَضُوا به، دخل رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فقالوا: هذا الأمين قد رضينا به، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر، فقال: هَلُمُّوا ثوباً، فأتوه به، فوضَعَ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الرُّكْنَ فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً، فرفعوه حتى إذا بلغوا به مَوْضِعَه، وضعه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بيده، ثم بنى عليه.
و كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يُسَمَّى في الجاهلية: الأمِينَ، قبل أن يُوحَى إليه.
و قیل: كان سبب بنائها أن السيل ملأ الوادي، و دخل الكعبة فتصدعت، فبنتها قريش.
و قيل: إن الذي أشار بأول من يدخل أبو حذيفة بن المغيرة، و كانت هذه فضيلةً لرسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم على سائر قريش، و مما قدمه الله له قبل المبعث من الكرامة.
قالوا: بُعِثَ رسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و له أربعونَ سنةً، و ذلك في ملك أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان مِلك الفُرْسِ.
و قال ابن المُسَيِّب: بعثه الله عزّ وجَلَّ، و له ثلاثٌ و أربعون سنةً، فأقام بمكة عَشْراً، و بالمدينة عشْراً.
و قال ابن إسحاق: بعثه الله و له أربعون سنةً، فأقام بمكةَ ثلاثَ عَشْرَةَ سنةً، و بالمدينة عشراً.
و قيل: إنه كتم أمره ثلاث سنين، فكان يدعو مستخفياً إلى أن أنزل الله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فأظهر الدعوة.
ص: 125
قال أبو عمر: بعثه الله عزّ و جلّ، نبياً يوم الاثنين لِثَمَانٍ من ربيع الأول سنة إحدى
و أربعين من عامِ الفِيلِ.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق، حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن جارية الثقفيّ _ و كان واعية _ عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حين أراد الله كرامَتَهُ و ابتدأه بالنبوة؛ فكان لا يمر بحَجَر و لا شَجَر إلا سَلَّم عَليه و سَمِعَ منه، فيلتفت رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم خلفه، و عن يمينه و شماله فلا يرى إلا الشجر و ما حوله من الحجازة، و هي تقول: السلام عليك يا رسول الله.
و أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل، أخبرنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: «أوَّلُ ما بُدِئَ به رسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم من الوحي الرؤيا الصالحةُ في النوم؛ كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّبَ إليه الخلاء؛ فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه _ و هو التعبد _ اللياليَ ذواتِ العَدَدِ، حتى جاءه الحقُّ، و هو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مِنّي الجَهْدَ، ثم أَرْسَلَني، فقال: اقرأ، فقُلْتُ: ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجَهْدَ، ثم أرْسَلَني فَقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (1)) [العلق 1، 2، 3] فرجع بها رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يرجف فؤاده، فدخل على خديجةَ، و ذكر الحديث في ذهابها إلى ورقةَ بْنِ نَوْفَل.
و روي عن جابر بإسناد صحيح: أن أول ما نزل من القرآن «يَأَيُّهَا المُدَّثِرُ».
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يُونُسَ، عن ابن إسحاق قال: فابْتُدِئَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بالتنزيل يوم الجمعة في رمضانِ بِقول الله عزّ و جَلَّ، («شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) إلى آخر الآية [البقرة/ 185]. و قال تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) [الانفال/ 41] و ذلك ملتقى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و المشركين يومَ بَدْرٍ صبيحةَ الجُمُعَةِ لسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ من رَمَضَانَ.
و قال يونس عن بشر بن أبي حفص الكندي الدمشقيُّ قال: حدَّثَني مكحولٌ أن رسول
ص: 126
الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قال لبلالٍ: «لَا يُغَادِرَنَّكَ صِيَامُ يَوْمِ الاثْنَيْنِ، فإِنِّي وُلِدتُّ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَ أُوحِيَ إِلَيَّ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، و هَاجَرْتُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ» (1).
ثم إن جبريل عليه السلام عَلَّمَ رسُول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الوضوءَ، و الصلاةَ رَكْعتين، فأتى خديجة فأخبرها، فتوضأت و صلَّت ركعتين معه، و قيل: كانت الصلاةُ الضُّحَى و العَصْر.
ثم دعا الناس إلى الإسلام، و قد ذكرنا أول من أسلم في أبي بكر، و علي، و زيد بن حارثة، و استجاب له نفر من الناس سراً حتى كثروا فظهر أمرهم، و الوجوه من كفار قريش غير منكرين لما يقول، و كان إذا مر بهم يقولون: «إِنَّ مُحَمَّداً يُكَلَّمُ مِنَ السَّمَاءِ» فلم يزالوا كذلك، حتى أظهر عيب آلهتهم، و أخبرهم أن آباءهم ماتوا على الكُفْر و الضَّلَال، و أنهم في النار، فعادَوْه و أبغضُوه، و آذَوْه، و كان أصحابه إذا صلَّوُا انطلقوا إلى الأودية و صلَّوْا سراً، و لما أظهرت قريش عداوته حدب عليه أبو طالب عَمُّه وَ نَصَرَه وَ مَنَعَهُ، ثم إِنَّ رَسُولَ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم لَمَّا خافَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ، اختفى هو و من معه في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزوميِّ إلى أن أسلمَ عُمَرُ فَخَرَجُوا، و وثبتْ قريش على من فيها من المستضعفين فعذبوهم، و ذكرنا ذلك في أسمائهم مثل: بِلَالٍ، وَ عَمَّارٍ، وَ صُهَيْبٍ و غيرهم، ثم إن المسلمين هاجروا إلى الحبشة هجرتين على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، و أرادت قريشٌ قتْلَ رسُول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و أن يترك أبو طالب بينهم و بينه، فلم يَفْعَلْ؛ فكتبوا صحيفةً. على أن يقاطعوا بني هاشم و بني المطلب و من أسلم معهم و لا يناكحوهم و لا يبايعوهم و لا يكلّموهم و لا يجلسوا إليهم؛ على ما نذكره، إن شاء الله تعالى.
ذِكْرُ وَفَاةِ خَدِيجَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَهَابِ رَسُولِ الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ إِلَى الطَّائِفِ وَ عَوْدِهِ
قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةٌ عَنِّي حَتَّى مَاتَ عَمِّي أبو طالِبٍ (2)». و في السَّنَةِ العاشرةِ أَوَّل ذي القعدة و قيل: النِّصْف من شَوَّال تُوُفِّيَ أبو طالب و كان عمره بضعاً و ثمانين سَنَةً، ثم تُوُفِّيَتْ بعده خديجةُ بثلاثة أيَّامٍ، و قيل بِشَهْرٍ، و قيل: كان بينهما شَهْرٌ و خمسةُ أيَّامٍ، و قيل: خمسون يوماً و دفنها رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بالحَجُونِ، و لم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، و قيل: إنها ماتت قبل أبي طالب و كان عمرها خمساً و ستين سنةً، و كان مقامها مع رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بعد ما
ص: 127
تزوّجها أربعاً و عشرين سنةً و ستةَ أشهر، و كان موتها قبل الهجرة بثَلَاثِ سِنِينَ و ثلاثةِ أَشْهُرٍ و نصْفٍ، و قيل: قبل الهجرة بسَنَةٍ، و الله أعلم.
قال عُرْوَةُ: ما ماتت خديجةُ إلا بعد الإسْرَاء، و بعد أن صلَّت الفريضةَ مع رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و لما اشتد بأبي طالب مَرَضُه دعا بني عبد المطلب فقال: إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد و اتبعتم أمْرَهُ؛ فَاتَّبِعُوه و صَدِّقُوه تَرْشُدُوا.
أخبرنا عُبَيْدُ الله بْنُ أحمد بإسناده عن يُونُسَ بن بكير عن ابْنِ إسْحاق قال: ثم إن خديجة و أبا طالب ماتا في عامٍ واحِدٍ؛ فتتابعت على رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ المصائبُ، و كانت خديجة وَزيرَ صِدْقٍ على الإسْلَامِ، و كان يَسْكُنُ إليها، و لم يتزوجْ عليها رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ حتى مَاتَتْ.
و لما تُوُفِّيَا خرج رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إلى الطائف لثلاثِ بَقِينَ من شوَّال سنة عشر من المبعث، و معه مولاه زيد بن حارثة، يدعوهم إلى الإسلام؛ فآذته ثقيف و سمع منهم ما يكره، و أغروا به سفهاءهم، و ذكرنا القصة في «عداس» و غيره، و لما عاد من الطائف أرسل إلى المطعم بن عدي يطلب منه أن يُجيِرَهُ، فأجاره فدخل المَسْجِدَ معه، و كان رسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ يشْكُرُها له، و كان دخوله من الطائف لثلاثٍ و عشرين ليلة خلَتْ من ذي القَعْدَةِ.
أُسْرِيَ برسول الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ من المسجد الحرام إلى المَسْجِد الأَقْصَى، و قد اختلفوا في المكان الذي أسريَ به منه فقيل: المسجد. و قيل: كان في بيته، و قيل: كان في بيت أم هانئ و من قال هذين قال: المدينة كلُّها مسجدٌ.
واختلفوا في الوقت الذي أسريَ به فيه، فروى عمرو بن شُعَيْبٍ عن أبيه عن جَدِّه أنه أسريَ به ليلة سبع من ربيع الأَوَّل قبل الهجرةِ بِسَنَةٍ، و قال ابن عباس و أنسٌ: أُسْرِيَ به قبل الهجرة بِسَنَةٍ. و قال السُّدِّيُّ: قبل الهجرة بستة أشهر. و قال الواقدي: أسري به لسبعَ عَشْرَةَ من رمضان قبل الهجرة بثمانيةَ عَشَرَ شَهْراً، و قيل: أسري به في رَجَبٍ.
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطيُّ، و الحسين بن صالح بن فناخسر و التَّكْرِيتيُّ و غيرُهما، قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل قال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة أن نبي الله _ صلّي الله عليه و آله و سلّم _ حدثهم عن ليلة أسري به قال: «بينما أنا في الحطيم _ و ربما قال في الحجر _ مضطجعاً إذ أتاني آتٍ فَقَدَّ قال، و سمعته يقول: فَشَقَّ ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود _ و هو إلى جنبي _ ما يعني؟ قال من ثغرة نحره إلى شعرته فاستخرج قلبي، ثم أُتِيتُ بِطِسْتِ من ذَهَبٍ مملوءةٍ إيماناً، فَغَسَلَ قلبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أُتِيتُ بدابة دون البغل و فوق الحمار أبيضَ، فقال له الجارود:
ص: 128
هو البُرَاقُ يا أبا حمزة؟ قال: نعم، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح قيل: مَنْ هذا؟ قال: جبريل قيل: و مَن معك؟ قال: محمد _ قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً، فنعم المجيء جاء» (1).
و ذكر الحديث في صعوده إلى السماء السَّابعة و إلى سدرة المنتهى قال: «فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ لي: بمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنْ أُمَّتَكَ لا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؛ قَدْ جَرَّبْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْراً، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْراً، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتهُ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ. فَلَمْ أَزَلْ بَيْن رَبِّي وَ مُوسَى حَتَّى جَعَلَهَا خمْسَاً، فَقَالَ مُوسَى: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: قُلْتُ قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ: قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَ خَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي» (2).
قال أحمد بن يحيى بن جابر البَلاذُرِيُّ قالوا: فرض على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الصلاة ركعتين ركعتين ثم أتمت صلاة المقيم أربعاً، و بقيت صلاة المسافر على حالها، و ذلك قبل قدوم رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إلى المدينة مهاجراً بشهر.
لما بايعت الأنصار رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، أمر أصحابه فهاجروا إلى المدينة، و بقي هو و أبو بكر و علي فخرج هو و أبو بكر مستخفيين من قريش فقصدا غاراً بجبل ثور، فأقاما به ثلاثة، و قيل أكثر من ذلك؛ ثم سارا إلى المدينة و معهما عامر بن فُهَيْرةَ مولى أبي بَكْر، و دليلهم عبد الله بن أُرَيْقِط، و كان مقامه بمكة عَشْرَ سِنين، و قيل ثلاث عشرة سنة، و قيل خمس عشرة سنة، و الأكثر ثلاث عشرة سنة. و كان قدوم رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إلى المدينة في قول ابن إسحاق يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، و قال الكلبيُّ: خرج من الغار أولَ ربيعٍ الأَوَّلِ، و قدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه يوم الجمعة، و الله تعالى أعلم.
ص: 129
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصبهانيُّ، أخبرنا الأديب أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي ذر الصالحاني، أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، حدثنا ابن أبي حاتم، حدثنا الفضل بن شاذان، حدثنا محمد بن عمرو زنيج، حدثنا أبو زهير، حدثنا الحجاج بن أبي عثمان الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال: غَزَا رَسولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إحْدَى وَ عِشْرِينَ غَزْوَةً بِنَفْسِهِ، شَهِدْتُ مِنْهَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةٌ وَ غِبْتُ عَنْ اثْنَتَيْنِ.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس عن ابن إسحاق قال: فجميع ما غزا رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بنفسه ست و عشرون غزوةً.
و أول غزوة غزاها «وَدَّان» و هي الأبْوَاءُ؛ قال ابن إسحاق: و كان آخر غزوة غزاها رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حتى قبضه الله تعالى تبوك، و بالإسناد عن ابن إسحاق قال: و كانت سرايا رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و بعوثه فيما بين أن قدم المدينة إلى أن قبضه الله خمسة و ثلاثين من بعث و سرية.
و في السنة الأولى من الهجرة بعد شهر من مقدمة المدينة، جعلت الصلاة أربع ركعات، و كانت ركعتين.
و فيها صلى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الجمعة لما ارتحل من قُبَاء إلى المدينة، صَلَّاها في طريقه في بني سَالِمٍ و هي أول جمعة صُلِّيَتْ، و خطبهم و هي أول خطبة في الإسْلَام.
و فيها بنى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم مسجده و مساكنه و مسجده قباء.
و فيها أري عبد الله بن زيد الأذان، فعلمه بلال المؤذن.
و فيها أخى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بين المهاجرين والأنصار، بعد ثمانية أشهر.
و في السنة الثانية كانت غزوة بدر العظمى في شهر رمضان.
و فيها، في شَعْبَانَ، فَرضَ صوم رمضان، و أَمَرَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بزكاة الفِطْر.
و فيها، في شَعْبَانَ، أيضاً صرفت القبلة عن البيت المقدس إلى الكَعْبة، و قيل في رَجَبٍ.
و فيها فرضت زكاة الفطر قبل العيد بيومين.
و فيها ضحى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بالمدينة، و خرج بالناس إلى المصلى، و ذبح بیده شاتين، و قيل شاةٌ.
و في السنة الثالثة كانت غزوة أُحُدٍ في شوَّالٍ، و فيها، و قيل سنة أربع، حرمت الخمر في ربيع الأول.
ص: 130
و في سنة أربع صلى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم صلاة الخوف في غزوة ذات الرِّقَاعِ، و قيل: إن فيها قصرت الصلاة.
و فيها رَجَمَ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم اليهوديَّ و اليهوديةَ و القصَّةُ معروفةٌ.
و فيها نزلت آية التيمم [المائدة/ 6].
و في سنة خمس نزلت آية الحجاب [الأحزاب/ 3] في ذي القعدة.
و فيها زلزلت المدينة، فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَسْتَعِتْبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ» و فيها كانت غزوة الخندق.
و في سنة ست قال أهل الإفك ما قالوا في غزوة بني المُصْطَلقٍ.
و فيها قال عبد الله بن أبي ابن سَلُولٍ رأس المنافقين: (لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) [المنافقون / 8].
و فيها كسفت الشمس، فصلی رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم صلاة الكسوف و هي أول ما صليت.
و فيها في ذي القعدة اعتمر رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم عمرة الحديبية، و بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.
و فيها قحط الناس فاستسقى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فأتاهم المطر و دام، فقال له رجل: يا رسولَ الله، انْقَطَعَتِ الطُّرُقُ وَ تَهَدِّمَتِ المَنَازِلُ؛ فَقَالَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «اللَّهُمَّ، حَوَالَيْنَا وَ لَا عَلَيْنَا» (1) فانقشع السحاب عن المدينة.
و فيها سابق رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بين الرواحلَ، فسبق قَعُودٌ لرَجُلٍ من العرب القصواءَ نَاقَةَ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و لم تكن تسبق قبلها، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «حُقِّ عَلَى الله أنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَضَعَهُ» (2).
و فيها أيضاً سابق بين الخَيْلِ، فسبق فرس لأبي بكر فأخذ السبق؛ و هذان أول مسابقة كانت في الإسلام.
و في سنة سبع اعتمر رسول الله عمرة القضاء قضاء، عن عمرة الحديبية، حيث صده
ص: 131
المشركون، فاضطبع فيها رسول الله و المسلمون و رَمَلُوا، و هو أول اضطباع و رَمَلٍ كان في الإسلام.
و فيها كانت غزوةُ خَيْبَرٍ.
و فيها سم صلّي الله عليه و آله و سلّم، سمته امرأة اسمها زينب امرأة سلام بن مشْكَم، أهدتْ له شَاةٌ مَسْمُومَةٌ فأَكَلَ منها.
و فيها بَعَثَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الرُّسُلَ إلى الملوك: كسرى و قيصر و النجاشي و ملك غسان و هوذة بن علي، و اتخذ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم الخاتم و ختم به الكتب التي سيَّرَها إلى الملوك.
و فيها حرم رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم لحوم الحُمرُ الأهلية، و متعة النساء يوم خيبر.
و في سنة ثمان عمل منبر رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فخطب عليه، و كان يخطب إلى جزع فحَنَّ الجذْع حتى سمع الناس صوته، فنزل إليه فوضع يده عليه فسَكَن، و هو أول مِنْبَر عمل في الإسلام.
و فيها أقاد رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم رجلاً من هُذَيْل برجل من بني ليث، و هو أول قود كان في الإسْلَام.
و فيها فتح رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم مكَّةَ، و حَصَر الطائفَ، و نصب عليه المَنْجَنِيقَ و هو أوَّل منجنيق نُصِبَ في الإسلام.
و في سنة تسْعٍ آلَى رسول الله من نسائه، و أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً، و القصةُ مشهورةٌ.
و فيها هدم رسول الله مسجد الضّرَارِ بالمدينة، و كان المنافقون بنوه، و كان هدمه بعد عود رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم من تَبُوكَ.
و فيها قدمت الوفود على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم من كل النواحي و كانت تسمى سنة الوفود.
و فيها لَا عَنَ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بين عويمر العجلانيِّ، و بين امرأته في مسجده بعد العصر في شعبان، و كان عُوَيْمِر قدم من تبوك فوجدها حبلى.
و فيها في شوال مات عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، فصلى عليه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و لم يُصَلِّ بعدها على منافق، لأن الله أنزل (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) [التوبة / 84].
و فيها أمر رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أبا بكر على الحج، فحج بالناس، و أمر علي بن أبي طالب أن يقرأ سورة براءة على المشركين و يَنْبِذَ إليهم عهدَهم، و أن لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عُرْيَانٌ، و هي آخر حجة حجها المشركون.
و في سنة عشر نزلت (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) [النور/ 58] و كانوا لا يفعلونه قبل ذلك.
ص: 132
و فيها حج رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حجة الوداع، و قيل: إنه اعتمر معها، و لم يحج رسول الله بعد الهجرة غيرها.
أخبرنا الحسين بن توحن بن أبوية بن النعمان الباوريُّ، و أحمد بن عثمان بن أبي عليِّ قَالَا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الواحد بن محمد النيلي الأصفهانيُّ، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعيُّ، أخبرنا أبو سعيدٍ الهيثمُ بن كليب الشاشيُّ، حدثنا محمد بن عيسى بن سَوْرَةَ التَّرْمِذِيُّ، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجليُّ، حدثني رجل من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى: أبا عبد الله، عن ابن أبي هالة، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال:
سألت خالي هند بن أبي هالة، و كان وصافاً، عن حلية رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و أنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أ تعلق به، فقال:
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فَخْماً مُفَخَّماً، يَتَلأْلأُ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع و أقصر من المُشَذَّب، عظيم الهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إن انفرقت عقيصته فَرَقَ، و إلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللَّونْ، واسع الجَبين، أزجَّ الحواجب سوابغَ في غير قَرَنٍ، بينهما عرق يُدِرُّه الغَضَب أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشَمَّ، كثَّ اللحيةِ، سهلَ الخدين، ضليعَ الفم، مُفْلَجَ الأسنانِ، دقيق المسربة، كأن عنقه جيِّدُ دميةٍ في صفاء الفِضَّة، معتدل الخَلْق، بادَنٌ متماسك، سواء البطن و الصدر، بُعَيْدَ ما بين المنكبين، ضَخْم الكَرَادِيسِ، أنُورُ المُتَجَرَّدِ، موصول ما بين السُّرَّة و اللَّبَّةِ بشعر يجري كالخَطِّ، عاري الثديين و البطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين و المنكبين و أعالي الصدر، رَحْب الراحة، شئْن الكفَّيْن و القدمَيْن، سائل الأطراف، أو سائن الأطراف، خُمْصَان، الأخْمَصَيْنِ مسيح القدمين ينبو عنهما الماءُ إذا زال قَلْعاً يخطو تَكَفِّياً، و يَمْشِي هَوْنَاً ذَرِيع المشية، إذا مشى كأنما ينحَطُّ من صَبَبٍ، و إذا التفت التفت جميعاً، خافض الطَّرْف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلُّ نظره الملاحظةُ يسوق أصحابَه، يبدر من لقي بالسلام.
قال: وحدثنا محمد بن عيسى، و أحمد بن عبدة الضَّبِّيُّ، و علي بن حجر، و أبو جعفر محمد بن الحسين و هو ابن أبي حليمة، المعنى واحد، قالوا حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثنا إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:
كان علي رضي الله عنه إذا وصف رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قال: لم يكن بالطويل الممغط و لا بالقصير المتردد، كان ربْعَةً من القوم، لم يكن بالجعد القِطَطِ و لا بالسَّبِطِ، كان جَعْدَاً رَجِلاً، و لم
ص: 133
يكن بالمطهم و لا بالمُكَلْثَمِ كان في وجهه تدويرٌ أبيضُ مشرب، أدعج العينين أهْدَب الأَشْفَار، جليل المشاش و الكتد، أجرد ذو مسربة، شئن الكفين و القدمين، إذا مشى تَقَلَّعَ كأنما ينحط من صَبَبٍ، إذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، و هو خاتم النبيين، أجرأ الناس صدراً و أصدق الناس لهجة، و ألينهم عريكةً، و أكرمهم عِشْرَةً، من رآه بديهةً هابَهُ، و من خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله و لا بعده مثله صلّي الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني، أخبرنا أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي الصالحاني، أخبرنا جدي أبوذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني الواعظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري من كتابه (ح) قال أبو الشيخ: و حدثنا إسحاق بن جميل حدثنا سفيان بن وكيع قالا: حدثنا جميع بن عمر العجلي، حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي مال:
سألت خالي عن دخول النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزاً دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله عز و جل، و جزءاً لأهله و جزءاً لنفسه، ثم يجعل جُزْأَهُ بينه و بَيْنَ النَّاسِ، فيرد ذلك على العامَّة بالخَاصَّة، و لا يَدَّخِرُ عنهمْ شَيْئاً.
فكان من سيرته في جُزْءِ الأُمَّة إيثار أهل الفَضْل على قدر فضائلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، و منهم ذو الحاجتين، و منهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم و يشغلهم فيما يصلحهم و الأمة عن مسألتهم و إخبارهم بالذي ينبغي لهم، و يقول: «اليُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، وَ أَبْلَغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى إِبْلَاغِي حَاجَتَهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَاناً حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا إِيَّاهُ ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ» لا يذكر عنده إلا ذلك و لا يقبل من أحد غيره، يدخلون رواداً و لا يتفرقون إلا عن ذواق و يخرجون أدلة.
قال: فسألته عن مخرجه: كيف كان يصنع فيه؟ فقال:
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه أو يعنيهم، و يؤلفهم و لا ينفرهم، و يكرم كريم كل قوم و يُوَلِّيهِ عليهم، و يَحْذَرُ الناس و يحترسُ منهم، من غير أن يطوي عن أحد منهم بِشْرَهُ و لا خلقه، و يتفقد أصحابه، و يسأل عما في الناس، يُحَسِّنُ الحَسَنَ و يُقَوِّيه، و يُقَبِّح القبيح و يوهيه. معتدل الأمر غير مختلف، لا يميل مخافة أن يغفلوا و يميلوا، لا يقصر عن الحق و لا يتجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، و أفضلهم عنده أعمهم نصيحةً، و أعظمهم عنده منزلةً أحسنهم مواساةً و مؤازرةً.
فسألته عن مجلسه فقال:
ص: 134
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم لا يجلس و لا يقوم إلا على ذكر الله عز و جل، و لا يُوطِنُ الأماكنَ و ينهي عن إيطانها و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، و يأمر بذلك، و يعطي كل جلسائه نصیبه، لا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرمُ عليه منه؛ من جالسه أو قاومه لحاجة سايره حتى يكون هو المصرف، و من سأله حاجة لم ينصرف إلا بها، أو بميسور من القول، قد وَسِع الناس خلقُه فصار لهم أباً، و صاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم و حياء و صبر و أمانة و صدق، لا ترفع فيه الأصوات و لا تُؤَبَّنُ فيه الحُرَم، و لا تنثى فلتاته، معتدلين يتواصون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير و يرحمون فيه الصغير، و يؤثرون ذا الحاجة و يحفظون الغريب.
قلت: كيف كانت سيرته في جُلَسَائِهِ؟ قَالَ:
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم دائمَ البِشْرِ، سَهْلَ الخَلْق، ليِّن الجَانِب، ليس بفَظٍّ و لا غليظ و لا سخَّاب في الأسواق، و لا فاحش و لا عيَّاب و لا مدَّاح، يتغافل عما لا يشتهي، و لا يؤيس منه و لا يُحَبِّبُ فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المِرَاءِ، و الإِكْثَارِ، و مَا لا يَعْنِيهِ، وَ تَرَكَ الناسَ من ثلاث: كان لا يذم أحداً و لا يعيِّرهُ، و لا يطلب عَوْرَتَه، و لا يتكلمُ إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطَيْرُ، و إذا سَكَتَ تَكَلَّموا، و لا يتنازعون عنده الحَدِيثَ، من تكلم أنصتوا له حتى يَفْرَغَ، حديثهم عنده حديثُ أولهم، يضحك مما يضحكون منه، و يتعجب مما يتعجبون منه، و يصبر للغريب على الجفوة في منطقه و مسألته؛ حتى كان أصحابه يستجلبونهم فيقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأَرْفِدُوهُ، و لا يقبل الثناء إلا من مكافئ (1)، و لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام (2).
قال: فسألته كيف كان سُكُوتُهُ ؟ فقال:
كان سكوت رسول صلّي الله عليه و آله و سلّم على أربع: على الحلم، و الحَذَر، و التقدير، و التَّفْكِير؛ فأما تَقْدِيرُهُ ففي تسوية النَّظَر و الاستماع من الناس، و أما تفكيره ففيما يبقى و يفنى، و جَمَعَ له الحلْمَ و الصَّبْرَ، فكان لا يغضبه شيء و لا يستفزُّه، و جمع له الحذر في أربعة: أخذه بالحسن ليقتدى به، و تركه القبيح ليتناهى عنه، و اجتهاده الرأي فيما أصلح أمته، و القيام فيما هو خير لهم، و فيما جَمَعَ لهم خَيْرُ الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ.
ص: 135
كَانَ فَخْماً مُفَخَّماً: أي كان جميلاً مهيباً، مع تمام كل ما في الوجه، من غير ضخامة و لا نقصان.
و المُشَذَّبُ: المفرط في الطول و لا عرض له، و أصله النخلة إذا جردت عن سعفها كانت أفحش في الطول، يعني أن طوله يناسب عرضه.
و قوله عَظِيم الهَامَةِ: أي تامّ الرَّأْس في تدويره.
و الرّجل: بين القطط و السبط.
و العَقِيصَةُ فعيلة بمعنى مفعولة، و هي الشعر المجموع في القفا من الرأس، يريد: إن تفرق شعره بعد ما جمعه و عقصه فرق _ بتخفيف الراء _ و ترك كل شيء في منبته، و قال ابن قتيبة: كان هذا أول الإسلام ثم فرق شعره بعد.
و الأَزْهَرُ: هو الأنور الأبيض المشرق، و جاء في الحديث الآخر: أبيض مشرباً حمرة، و لا تناقض يعني ما ظهر منه للشمس مشرب حمرة، و ما لم يظهر فهو أزهر.
و قوله: أَزَجُّ الحَوَاجِبِ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، يعني أن حاجبيه طويلة سابغة غير مقترنة، أي ملتصقة في وسط أعلى الأنف، بل هو أبلج: و البلج بياض بين الحاجبين، و إنما جمع الحواجب لأن كل اثنين فما فوقهما جمع؛ قال الله تعالى (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) [الأنبياء 78] يعني داود و سليمان، و أمثاله كثير.
و قوله: بينهما عرق يدره الغضب أي إذا غضب النبي امتلأ العرق دماً فيرتفع. و قوله: أقنى العرنين، فالعرنين: الأنف و القنا: طول في الأنف مع دقة الأرنبة، و الأشم: الدقيق الأنف المرتفعه يعني أن القنا الذي فيه ليس بمفرط.
سَهْلُ الخَدَّيْن، يريد: ليس فيهما نتوء و ارتفاع، و قال بعضهم: يريد أسيل الخدين.
و الضَّلِيعُ الفَمِ: أي الواسع و كانت العرب تستحسنه، و الأسنان المفلجة: أي المتفرقة.
و المسربة: الشعر ما بين اللبة إلى السرة. و الجيد: العنق. و الدمية: الصورة. و قوله: معتدل الخلق أي: كل شيء من بدنه يناسب ما يليه في الحسن و التمام.
و البادن: التام اللحم، و المتماسك: الممتلئ لحماً غير مسترخ، و قوله: سواء البطن و الصدر: أي ليس بطنه مرتفعاً ولكنه مساو لصدره.
و الكَرَاديس، رؤوس العظام مثل الركبتين و المرفقين و غيرهما.
ص: 136
و المُتَجَرَّدُ: أي ما تستره الثياب من البدن فيتجرد عنها في بعض الأحيان يصفها بشد البياض.
و قوله: رَحْبَ الرَّاحَةِ: يكنون به عن السخاء و الكرم. و الشئن: الغليظ. و قوله: خمصان الأخمصين فالأخمص وسط القدم من أسفل، يعني أن أخمصه مرتفع من الأرض تشبيهاً بالخمصان، و هو ضامر البطن.
و قوله مَسِيحَ القَدَمَيْنِ: أي ظهر قدميه ممسوح أملس لا يقف عليه الماء.
و قوله: زال قلعاً إن روي بفتح القاف كان مصدراً بمعنى الفاعل، أي: يزول قالعاً لرجله من الأرض، و قال بعض أهل اللغة بضم القاف، و حكى أبو عبيد الهروي أنه رأى بخط الأزهري بفتح القاف و كسر اللام؛ غير أن المعنى فيه ما ذكرناه، و أنه عليه السلام كان لا يخط الأرض برجليه.
و قوله: تكفياً، أي: یمید في مشیته.
و الذریع: السريع المشي، و قد كان يتثبت في مشيته و يتابع الخطو و يسبق غيره، و ورد في حديث آخر: كان يمشي على هيئة و أصحابه يسرعون فلا يدركونه، و الصبب: الحدور و قوله: يسوق أصحابه: أي يقدمهم بين يديه.
و قوله: يفتتح الكلام و يختمه بأشداقه، قيل: إنه كان يتشدق في كلامه، بأن يفتح فاه كله و يتقعر في الكلام.
و أشاح: أي أعرض، و ترد بمعنى جد و انكمش.
و قوله: فيرد ذلك على العامة بالخاصة: يعني أن الخاصة تصل إليه فتستفيد منه، ثم يردون ذلك إلى العامة، و لهذا كان يقول: ليليني منكم أولوا الأحلام و النهي.
يحذر الناس: أكثر الرواة على فتح الياء و الذال و التخفيف، يعني يحترس منهم، و إن روي بضم الياء و تشديد الذال و كسرها فله معنى، أي: إنه يحذر بعض الناس من بعض.
و قوله: لا يُوطِنُ الأَمَاكِنَ: يعني لا يتخذ لنفسه مجلساً لا يجلس إلا فيه، و قد فسره ما بعده.
قاومه: أي قام معه.
و قوله: لا تُؤْبَنُ فيه الحُرُمُ، أي: لا يذكرن بسوء، و قوله: و لا تنثى فلتاته أي: لا تذكر و الفلتات هو ما يبدر من الرجل، و الهاء عائدة إلى المجلس.
و قوله لا يتفرقون إلا عن ذواق: الأصل فيه الطعام إلا أن المفسرين حملوه على العلم
ص: 137
و المُمَغَّطُ: الذاهب طولاً، يقال: تمغط في نُشابته: مدها مداً شديداً، فعلى هذا هو فَعَّل، و قيل: هو انفعل فأدغم، يقال: مغطه فانمغط و امتغط أي امتد.
و المُطَهَّمُ: البادن الكثير اللحم، و المُكَلْثَمُ المدور الوجه، و قيل: المكلثم من الوجه القصير الحنك الداني الجبهة المستدير الوجه، و الجمع بين هذا و بين قوله: في وجهه تدوير و قوله سهل الخدين أنه لم يكن بالأسيل جداً، و لا المدور مع إفراط التدوير، بل كان بينهما، و هو أحسن ما يكون.
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أَعْبَدَ الناسِ، قام في الصلاة حتى تفطَّرتْ قَدَمَاه، و كان أزهدَ النَّاسَ؛ لا يجد في أكثر الأوقات ما يأْكُل، و كان فراشه محشواً ليفاً، و ربما كان كساء من شَعَرِ.
و كان أحلم الناس يحب العفو و السّتْر و يأمر بهما، و كان أجود الناس؛ قالت عائشة: «كَانَ عِنْدَ النَّبيِّ صلّي الله عليه و آله و سلّم سِتَّةُ دَنَانِيرَ فَأَخْرَجَ أَرْبَعَةً وَ بَقِيَ دِينارانِ، فَامْتَنَع مِنْهُ النَّوْمُ، فَسَأَلَتْهُ فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: إِذَا أَصْبَحَتْ فَضَعْهَا فِي مَوَاضِعِهَا، فَقَالَ: و مَنْ لي بالصُّبْح» (1) و ما سئل شيئاً قط فَقَالَ: لا.
و كان أشجع الناس؛ قال علي: «كنا إذا أَحْمَرَّ البأسُ اتقينا برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فَكَانَ أَقْرَبَنَا إِلَى العَدُوِّ».
و كان متواضعاً في شرفه و علو محله؛ كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيده في حاجتها، فلا يفارقها حتى تكون هي التي تنصرف، و ما دعاه أحد إلا قال: لبيك.
و كان طويل الصَّمْت، ضَحِكُهُ التبسم، و كان يخوض مع أصحابه إذا تحدثوا، فيذكرون الدنيا فيذكرها معهم، و يذكرون الآخرة فيذكرها معهم.
و لم يكن فاحشاً و لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو و يصفح؛ قالت عائشة: ما خير رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم؛ فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، و ما ضرب امرأةً قَطُّ، و لا ضرب خادماً، و لا ضرب شيئاً قط إلا أن يُجَاهِد.
و قال أنس: خدمت رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم عشر سنين فما سبني قط و لا ضربني و لا انتهرني و لا عبس في وجهي، و لا أمرني بأمر فتوانيت فيه فعاتبني، فإن عتب أحداً من أهله قال: دعُوهُ فَلَوْ قُدِّرَ لَكَانَ.
و كان أشد الناس لطفاً؛ و قالت عائشة رضي الله عنها: «كان يرقع الثوب وَ يقُمّ البيت، و يخصف النعل، و يطحن عن خادمه إذا أعيا.
ص: 138
هذا القدر كاف، و تركنا أسانيدها اختصاراً.
فمنها: إخباره عن عير قريش ليلة أسريَ به أنها تقدم وقت كذا فكان كما قال.
و منها ما أخبر به من قتل كفار قريش ببدر، و موضع كل واحد منهم فكان كذلك. و لما اتخذ المنبر حن الجذع الذي كان يخطب عنده حتى التزمه فَسَكَنَ.
و منها أن الماء نبع من بين أصابعه غير مَرَّةٍ.
و بورك في الطعام القليل حتى كان يأكل منه الكثير من الناس، فعل ذلك كثيراً.
و أمر شجرة بالمجيء إليه فجاءت، و أمرها بالعود فعادت، و سبح الحصى بيده. و منها ما أخبر به من الغيوب، فوقع بعده كما قال: مثل إخباره عن انتشار دعوته و فتح الشام و مصر و بلاد الفرس و عدد الخلفاء، و أن بعدهم يكون ملك و إخباره أن بعده أبا بكر و عمر.
و قوله عن عثمان: يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ، و قوله: «إِنَّ اللهَ مُقَمِّصُكَ قَميصاً فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ» (1) يعني الخلافة و قوله: «لَعَلَّكَ تُضْرَبُ عَلَى هَذِهِ فَتَخْتَضِبُ» (2) يعني جانب رأسه و لحيته، فكان كذلك.
و قوله عن ابنه الحسن: «يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ» (3).
و قوله عن عمار: «تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ» (4).
و إشارته بالوصف إلى المختار و الحجاج، إلى غير ذلك مما لا يحصى.
و ما ظهر بمولده من المعجزات منها: الفيل و هو الأمر المجمع عليه و ارتجاس إيوان كسرى، و إخبار أهل الكتاب بنبوته قبل ظهوره، إلى غير ذلك مما لا نطول به، ففي هذا كفاية.
كان رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم يُسمي كل شيء له، فكان لرسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم عمامة تسمى: السَّحَاب
ص: 139
و كان يلبس تحت العمامة القلانس اللاطية.
و كان له رداء اسمه: الفتح.
و كان له سيوف منها: سيف ورثه من أبيه، و منها ذو الفِقَار، و المِخْذَم، و الرّسوب، و القَضيب.
و كان له دروع: ذاتُ الفُضُول، و ذات الوِشَاح، و البَتْرَاء، و ذَاتُ الحَوَاشِي، و الخِرْنِق.
و كان له مِنْطَقَة من أدم مبشور، فيها ثلاث حِلَقٍ من فضة.
و اسم رمحه: المثوى، و اسم حربته: العَنَزَة، و هي حربة صغيرة شبه العكاز، و كانت تحمل معه في العيد، تجعل بين يديه يصلي إليها، و له حربة كبيرة اسمها: البيضاء.
و كان له مِحْجَنٌ قدر ذراع، و كان له مخصرة تسمى: العُرْجُون.
و كان اسم قوسه: الكَتُوم، و اسم كنانته: الكَافُور و اسم نبله: الموتصلة.
و اسم تُرْسِهِ: الزَّلوق، و مغفره: ذو السَّبوع.
و كان له أفراس: المرتجز، كان أبيض، و هو الذي اشتراه من الأعرابي و شهد به
خزيمة بن ثابت و قيل: هو غير هذا و الله أعلم، و ذو العُقَّال، و السَّكْب، و هو أدهم، و الشَّحَّاء، و البحر، و هو كُمَيْت، و اللَّحِيفُ، أهداه له ربيعة بن مُلاعِبِ الأسِنَّةِ، و اللّزَاز، أهداه له المقوقس، و الظرب، أهداه له فروة الجُذَامَى، و قيل: إن فروة أهدى له بغلة، و كان له فرس اسمه: سبحة؛ رَاهَنَ عليه رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، فجاء سابقاً، فهَشَّ لذلك.
و كانت له بغلة اسمها دُلْدلُ، أخذها علي بعْدِ النبيِّ صلّي الله عليه و آله و سلّم فكان يركبها، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم محمد ابن الحنفية، فكبرت و عميت، فدخلتْ مبطحة، فرماها رجل بسهم فقتلها، و بغلة يقال لها: الإيلية، و كانت محذوفة طويلة فكانت تعجبه؛ فقال له علي: نحن نصنع لك مثلها، فإنَّ أباها حمارٌ و أمَّها فرسٌ فنهاه أن ينزى الحمير على الخَيْلِ.
و كان له حمار أَخْضَرُ اسمه: عُفَيْر، و قيل: يَعْفُور.
و كان له ناقة تسمى: العضباء، و أخرى تسمى: القَصْوَاء، و قيل هما صفتان لناقة واحدة، و قيل كان له غيرها.
و له شاة تسمى: غوثة، و قيل غيثة، و عنز تسمى: اليَمَن.
و له قدحان، اسم أحدهما: الريان و الآخر: المُضَبَّب.
و له تور من حجارة يقال له: المُخَضَّب، يتوضأ منه، و له مخضب من شَبَّه و له ركوة تسمى: الصادر، و له فسْطَاط يسمى: الزكي، و له مرآة تسمى: المدلة، و مقراض يسمى:
ص: 140
الجَامِع، و قضيب من الشوحط يسمى: الممشوق، و نعل يسميها: الصفراء، و كل هذه الأسماء إما صفات، أو يسميها تفاؤلاً بها.
و أما معانيها فالقَضِيبُ من أسماء السيف، فعيل بمعنى فَاعل: يعني يقطع الضريبة، و ذو الفِقَار: سمي به لحفر كانت في متنه حسنة، و البَتْرَاء: سميت له لقصرَها، و ذات الفضول لطولها.
و المُرْتَجز: لحسن صهيله، و العُقَّال: داء يأخذ الدواب في أرجلها، و تشدد القاف و تخفف.
و السَّكْبُ قيل: هو الفرس الذي اشتراه صلّي الله عليه و آله و سلّم من الفزاري بعشر أواق، و أول مشاهده عليه يوم أحد، و قيل إن الذي اشتراه من الفزاري المرتجز، و معنى السَّكْب الواسع الجري و كذلك البحر، و كان لأبي طلحة الأنصاري.
و الشَّحَّاء: إن صح، فهو الواسع الخَطْوِ، و اللَّحِيفُ: فعيل بمعنى فاعل، يلحف الأرض بذنبه لطوله، و اللَّزَّاز: من اللز، كأنه سمي به لتلززه و دموجه.
و الظُّرُوب: سمي به تشبيهاً بالظرب من الأرض، و هو الرابية؛ سمي به لكبره و سمنه، و قيل لصلابة حافره.
و المَثْوَى من ثوى: الإقامة، أي أن المطعون به يقيم بمكانه؛ يعني به الموت.
و الكَتُوم: سميت به لانخفاض صوتها إذا رمى عنها.
والكَافُور: كّمُّ العنب و غلاف الطلع سميت الكنانة بها؛ لأنها غلاف النبل.
و المُوْتَصَل: هذه لغة قريش يثبتون الواو فيها و غيرهم يحذفها و يقول: المتصل، يعني أن النبل يصل إلى المرمى.
و الزَّلُوق: يزلق عنه السلاح.
والدُّلْدُل: سميت به لسرعة مشيها.
و عُفَيْر تصغير أعفر كسُويد تصغير أسود، و القياس: أعيفر.
و العَضْبَاء: المشقوقة الأذن، و قيل: المثقوبة؛ قيل: إن العضباء هي الناقة التي اشتراها صلّي الله عليه و آله و سلّم من أبي بكر الصديق _ رضي الله عنه _ و هاجر عليها، و قيل: بل غيرها.
و القَصْوَاء: المقطوعة الأذن، و قيل: لم يكن بهما ذلك، و إنما سميتا به، و سميت الركوة بالصادر، لأنها يصدر عنها بالري، سميت باسم من هي من سببه.
ص: 141
ذِكْرُ أَعْمَامِهِ وَ عَمَّاتِهِ صلّي الله عليه و آله و سلّم
كان للنبي صلّي الله عليه و آله و سلّم من الأعمام عَشَرَةٌ، و من العمات خَمْسٌ؛ فالأعمام: الزبير، و أبو طالب و اسمه عبد مناف، و عبد الكعبة درج صغيراً، و أم حكيم البيضاء، و هي تَوْءَمَة عبد الله أبي رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم تزوجها كُرَيْزُ بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له أروى أم عثمان، و عامر بن كُرَيْز، و عاتكة بنت عبد المطلب، تزوجها أبو أمية بن المغيرة المخزومي، فولدت له زهيراً و عبد الله ابني أبي أميمة، و هما أخَوا أمِّ سلمة زوجة النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم لأبيها، وبرة بنت عبد المُطَّلب، تزوجها عبد الأسد بن هلال بن عبد الله المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم خَلَّف عليها أبو رُهْم بن عبد العُزَّى أخو حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبدود، من بني عامر بن لُؤَيِّ، فولدت له: أبا سبره، و أميمة بنت عبد المطلب تزوجها عُمَيْر بن وَهْب بن عبد بنِ قُصيّ فولدت له طليب بن عمير، و أم هؤلاء جميعاً فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عِمْران بن مخزوم، و هم أشقاء عبْد الله بن عبد المطَّلب.
و حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أسد الله، و أسد رسوله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و المُقَوَّمُ، و حَجَل و اسمه المغيرة وصفية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير، و السائب و عبد الكعبة درج .. و أمهم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زُهْرَة، و هي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف، أمّ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم.
و العباس بن عبد المطلب، و أمه نُتَيْلَة بنْت جناب بن كليب بن مالك امرأة من النمر بن قَاسِط، و ضِرَارُ بن عبد المطلب مات حدثاً قبل الإسلام، و أمه نُتَيْلَة أيضاً.
و الحارِثُ بن عبد المُطَّلب، و كان أكبر ولده، و به كان يكنى، و أمه صفية بنت جندب بن حُجيْر بن زباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صَعْصَعَة، و قُثَمُ بن عبد المطلب، هَلَكَ صغيراً، و أمه صفية أيضاً.
و عبد العُزَّى بن عبد المطلب، و هو أبو لهب، و كان جَوَاداً، كناه أبوه بذلك لحسنه، و أُمَّهُ لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حُبْشِيَّة بن سَلُول الخُزَاعية.
و الغَيْدَاقُ بْنُ عبد المطلب، و اسمه نوفل، و أمه: ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل بن سويد بن سعد بن مشنوء بن عبد بن حَبْتَر، امرأة من خزاعة، و قيل: إِنَّ قُثَمَ كان أخا الغَيْدَاقِ لأُمِّهِ، و لم يكن أخا الحَارِثِ لأُمِّهِ.
لم يسلم من أعمامه إلا حمزة و العباس، و أسلمت عمته صفية إجْمَاعاً، و أختلفوا في أروى و عاتكة على ما ذكرناه في اسميهما.
و حجل بالحاء المفتوحة و الجيم.
ص: 142
أول امرأة تزوجها رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم خديجة، و لم يتزوج عليها حتى ماتت.
ثم تزوج بعدها سَوْدَة بنت زَمْعة؛ قال الزهري: تزوجها قبل عائشة، و هو بمكة، و بنى بها بمكة أيضاً، و قال غيره: تزوَّج عائشة قبلها، و إنما ابتنى بسودة قبل عائشةِ لِصِغَرِ عائشة.
و تزوَّج عائشة بنت أبي بكر مكة و بنى بها بالمدينة سنة اثنتين.
و تزوَّج حفصة بنت عمر بن الخطاب في شعبان سنة ثلاث.
و تزوَّج زينب بنت خُزَيمة الهلالية أُمّ المساكين سنة ثلاث، فأقامت عنده شهرين أو ثلاثة و لم يمت من أزواجه قبله غيرها، و غير خديجة.
و تزوج أم سلمة بنت أبي أمية في شعبان سنة أربع.
و تزوج زينب بنت جحش الأسدية سنة خمس، و قيل غير ذلك.
و تزوج أم حَبِيبة بنت أبي سفيان سنة ست، و بنى بها سنة سبع.
و تزوج جُوَيْرية بنت الحارث سنة ست، و قيل سنة خمس.
و تزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع.
و تزوج صفية بنت حُيَيِّ سنة سبع.
و قد ذكرنا كل واحدة منهن، في ترجمتها مستقصى، فهؤلاء اللواتي لم يختلف فيهن، و مات عن تسع منهن، و هن اللواتي خيَّرَهن من الله سبحانه، فاخترن الله و رسوله.
و أما اللواتي تزوجهن و لم يدخل بهن، أو خطبهن و لم يَتِمَّ له العقدُ، أو استعاذت منه ففارقها، فقد اختلف فيهن و في أسباب فراقهن اختلافاً كثيراً، و لا يحصل من ذكرهن فائدة، فمنهن العالية بنت ظبيان، و أسماء بنت النعمان بن الجون، و قيل: اسمها أميمة، و المستعيذة، قيل: هي أميمة، و قيل: فاطمة بنت الضَّحَّاك، و قيل: مُلَيْكَة.
و منهن الغفارية رأى بها وضحاً ففارقها.
و منهن أم شريك وهبت نفسها للنبي صلّي الله عليه و آله و سلّم.
و أسماء بنت الصلت السلمية، و ليلى بنت الخَطِيْمِ الأنصاريةُ.
و قد ذكرن في أسمائهن.
و أما سَرَارِيهِ فمنهن ماريةُ القبطيةُ، و هي أم ابنه إبراهيم، و منهن رَيْحَانَةُ بِنْتُ عَمْر و القُرَظِيَّةُ.
ص: 143
ذِكْرُ وَفَاتِهِ وَ مَبْلَغ عُمْرِهِ صلّي الله عليه و آله و سلّم
أخبرنا الحسن بن توحن بن النعمان الباوري اليمني، و أحمد بن عثمان قالا: أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأصفهاني، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخيُّ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعيُّ، أخبرنا أبو سعيد الشاشيُّ؛ أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى، أخبرنا أبو عمار وقتيبة و غيرهما، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة الهلاليُّ عن الزهري عن أنس قال:
«آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم كشفت الستارة يوم الاثنين، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مُصْحَف و الناس خلف أبي بكر، فأشار إلى الناس أن اثبتوا مكانكم، و أبو بكر يؤمهم، و ألقى السَّجْفَ و توفي آخر ذلك اليوم.
قال أبو عمر: ثم بدأ برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم مرضه الذي مات منه يوم الأربعاء، لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بيت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد مرضه إلى بيت عائشة، رضي الله عنها، و قبض يوم الاثنين ضحى في الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول و دفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس، و قيل: بل دفن ليلة الأربعاء.
قالت عائشة: ما علمنا بدفن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حتى سمعنا صوت المَسَاحي، من جوف الليل ليلة الأربعاء، و صلّى عليه علي و العباس و أهل بيته، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجِرُون فصلَّوا عليه صلّي الله عليه و آله و سلّم، ثم الأنصار، ثم النساء، ثم العبيد يصلون عليه أرسالا لم يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ.
و غسَّله عليّ، و الفضل بن العبَّاس، و العبَّاس، و صالح مولاه و هو شُقْرَان، و أوس بن خَوْلِيَّ الأنصاريُّ و في رواية أسامة بن زيد، و عبد الرحمن بن عوف، و كان عليّ يلي غسله و العبَّاس و الفضل و قُثَمُ، و أسامة و صالح يَصُبُّونَ عليه.
قال عليّ: «فما كنا نريد أن نرفع منه عُضْواً لِنَغْسِلَه إلا رُفِعَ لنا» و لم ينزعوا عنه ثيابه، و كفن في ثلاثة أثوابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ ليس فيها قميصٌ و لا عمامة، و نزل في قبره علي، و العباس، و الفضل، و قُثَمُ، و شقران، و أسامة، و أوس بن خَوْلِيِّ.
و كان قُثَمُ آخِرَ الناسِ عَهْداً برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم؛ ذكر ذلك عن عليّ و ابن عباس، و كان المغيرة يدعي أنه ألقى خاتمه في قبر رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فنزل ليأخذه فكان آخِرَهُمْ عَهْداً برسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و لم يَصِحَّ ذَلِكَ، و لم يحضر دفنه فضلاً عن أن يكون آخِرَهُمْ عَهْداً به، و سئل علي عن قول المغيرة فقال: كَذِبٌ، آخرنا عهداً به قثم، و حفروا له لَحْداً، و ألقى شقران تحت رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قطيفة كان يجلس عليها.
و قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: يقول: مَا قَبَضَ اللَّه نَبِيَّا إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ يُقْبَضُ فَرَفَعَ
ص: 144
فِرَاشَهُ، وَ حَفَرُوا تَحْتَهُ، وَ بَنَى أبو طَلْحَةَ في قَبْرِهِ تِسْعَ لِبَنَاتٍ، وَ جُعِلَ قَبْرُهُ مُسَطَّحاً، وَ رَشَّوا عَلَيْهِ المَاءَ.
قال أنس: لما دخل رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و المدينة أضاء منها كل شيء و لما قبض أظلم منها كل شيء.
و كان عمره ثلاثاً و ستين سنة، و قيل خمساً و ستين، و قيل: ستين سنة، و الأَوَّلُ أَصَحُّ.
فهذا القدر كاف، و لو رمنا شرح أحواله على الاستقصاء لكان عدة مجلدات، و في هذا كفاية للمذاكرة و التبرك فلا نطول فيه، و السلام.
ص: 145
ص: 146
باب الهمزة
1- آبي اللَّحْمِ الغِفَارِيّ (1)
(ب د ع) آبي اللَّحْمِ الغِفَارِيُّ. قديم الصحبة، و هو مَؤْلى عمير من فوق.
و قد اختلف في اسمه مع الاتفاق على أنه من غفار؛ فقال خليفة بن خياط: هو عبد الله بن عبد الملك.
و قال الكلبي: آبي اللحم هو خَلَفُ بن مالك بن عبد الله بن حارثة بن غفار، من ولده الحويرث بن عبد الله بن آبي اللحم؛ فقد جعل الكلبي الحويرث من ولد آبي اللحم.
و قال الهيثم: اسمه خلف بن عبد الملك، و قيل: اسمه الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بن غفار بن مُلَيْل بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
و قيل: عبد الله بن عبد الله بن مالك بن عبد الله بن ثعلبة بن غفار.
و إنما قيل له: أبي اللحم لأنه كان لا بأكا ما ذبح على النُّصُبِ، و قيل: كان لا يأكل اللحم.
شهد مع رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم خيبر، و روي عنه مولاه عمير. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران، و إسماعيل بن عبيد الله بن عَلي، و أبو جعفر عبيد الله بن علي بن علي البغدادي، قالوا: أخبرنا أبو الفتح عدد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، بإسناده إلى أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، أخبرنا قتيبة بن سعيد، أخبرنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله، عن عمير مولى أبي اللحم، عن آبي اللحم أنه رأى النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم عند أحجار الزيت يستسقي، و هو مُقْنِعٌ (2) يديه يدعو.
ص: 147
و قتل يوم حنين.
أخرجه الثلاثة.
2- أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ (1)
(ب د ع) أبَانُ بن سعيدِ بْنِ العَاصِ بْنِ أميةَ بْنِ عَبْدِ شمسِ بنِ عبد مناف بن قُصَيِّ بن كلاب لأبن مرة بن كعب بن لُؤَيِّ القرشيُّ الأمويُّ.
و أمه: هند بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، و قيل: صفية بنت المغيرة عمة خالد بن الوليد بن المغيرة.
يجتمع هو و رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم في عبد مناف، أسلم بعد أخويه خالد و عمر و قال لما أسلما: [الطويل]
أَلَا لَيْتَ مَيْتاً بالظُّرَيْبَةِ شَاهِدٌ *** لِمَا يَفْتِرِي في الدِّيْنِ عَمْرُهُ وَ خَالِدُ
أَطَاعَا مَعَاً أَمْرَ النِّسَاءِ فَأَصْبَحَا *** يُعِينَانِ مِنْ أَعْدَائِنَا مَنْ يُكَابِدُ
فأجابه عمرو: [الطويل]
أخِي مَا أَخِي لا شَاتِمُ أَنَا عِرْضَهُ *** وَ لَا هُوَ عَنْ بَعْضِ المَقَالَةِ مُقْصِرُّ
يَقُولُ: إِذَا اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ أُمُورُهُ *** الاَ لَيْتَ مَيّتاً بالظُّرَيْبَةِ يُنْشَرُ
فَدَعْ عَنْكَ مَيْتاً قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ *** وَ أَقْبِلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي هُوَ أَقْفَر
يعني بالميت على الظريبة: أباه أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، دفن به و هو جبل يشرف على الطائف.
قال أبو عمر بن عبد البر: أسلم أبان بين الحديبية و خيبر، و كانت الحديبية في ذي القعدة من سنة ست، و كانت غزوة خيبر في المحرم سنة سبع. و قال أبو نعيم: أسلم قبل خيبر و شهدها، و هو الصحيح؛ لأنه قد ثبت عن أبي هريرة أن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بعث أبان بن سعيد بن
ص: 148
العاص في سرية من المدينة، فقدم أبان و أصحابه على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بعد فتح خيبر، و رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بها.
و قال ابن منده: تقدم إسلام أخيه عمرو؛ يعني أخا أبان. قال: و خرجا جميعا إلى أرض الحبشة مهاجرين، و أبان بن سعيد تأخَّر إسلامه، هذا كلام ابن منده، و هو متناقض، و هو و هم؛ فإن مهاجرة الحبشة هم السابقون إلى الإسلام، و لم يهاجر أبان إلى الحبشة، و كان أبان شديداً على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و المسلمين.
و كان سبب إسلامه أنه خرج تاجراً إلى الشام، فلقي راهباً فسأله عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و قال: إني رجل من قريش، و إن رجلاً منا خرج فينا يزعم أنه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم أرسله مثل ما أرسل موسى و عيسى، فقال ما اسم صاحِبِكُمْ؟ قال: محمد، قال الراهب: إني أصفه لك، فذكر صفة النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم و سنه و نسبه، فقال أبان: هو كذلك، فقال الراهب: و الله، ليظهرنَّ على العرب، ثم ليظهرنَّ على الأرْضِ، و قال لأبان: اقرأ على الرجل الصالح السلام، فلما عاد إلى مكة سأل عن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم، و لم يقل عنه و عن أصحابه كما كان يقول، و كان ذلك قبيل الحديبية.
ثم إن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم سار إلى الحديبية، فلما عاد عنها تبعه أبان فأسلم و حسن إسلامه.
و قيل إنه هو الذي أجار عثمان لما أرسله النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم يوم الحديبية إلى مكة و حمله على فرسه، و قال: «أَسْلُكْ مِنْ مَكَّةَ حَيْثُ شِئْتَ آمِناً».
أخبرنا أبو أحمد بن أبي داود، أخبرنا سعيد بن منصور، أخبرنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيديِّ، عن الزهري أن عبد الله بن سعيد بن العاص أخبره أنه سمع أبا هريرة أن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم مبعث أبان بن سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد، فقدم أبان و أصحابه على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم بخيبر بعد أن فتحها، و إن حزم خيلهم ليف فقال أبان أقْسِمْ لنا يا رسول الله؛ قال أبو هريرة: فقلت: لا تقسم لهم يا رسول الله. فقال أبان: و أنت بها يا وَبْرُ (1) تَحَدَّر من رأس ضال، فقال النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم: «اجْلِسْ يَا أَبَانُ (2)» و لم يقسم لهم رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم.
و استعمله رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم على البحرين لما عزل عنها العلاء بن الحضرميِّ، فلم يزل عليها إلى أن توفي رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فرجع إلى المدينة، فأراد أبو بكر أن يرده إليها فقال: «لا أعمل لأحد
ص: 149
بعد رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و قيل: بل عمل لأبي بكر على بعض اليمن، و الله أعلم.
و كان أبوه يكنى أبا أحيحة بولد له اسمه أحيحة، قتل يوم الفِجَارِ، و العاصي قتل ببدر كَافِراً؛ قتله علي و عُبَيْدَة قتل بِبَدْرٍ أيضاً كافراً، قتله الزبير، و أسلم خمسة بنين و صحبوا رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و لا عقب لواحد منهم إلَّا العاصي بن سعيد فجاء العقب منه حسب. و من ولده سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية استعمله معاوية على المدينة، و سيرد ذكره، إن شاء الله تعالى، و هو والد عمر و الأشدق، الذي قتله عبد الملك بن مَرْوَانَ.
و كان أبان أحد من تخلف عن بيعة أبي بكر لينظر ما يصنع بنو هاشم، فلما بايعوه بايع. و قد اختلف في وقت وفاته، فقال ابن إسحاق: قتل أبان و عمر و ابنا سعيد يوم اليرموك، و لم يُتَابَعْ عليه، و كانت اليرموك بالشام لخمس مَضَيْنَ من رجب سنة خَمْسَ عَشْرَةَ في خلافة عُمَرَ.
و قال موسى بن عقبة: قتل أبان يوم أَجْنَادِينَ، و هو قول مصعب و الزبير، و أكثر أهل النسب و قيل: إنه قتل يوم مَرْج الصُّفَّر عند دمشق. و كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة اثني عشرة في خلافة أبي بكر قبل وفاته بقليل، و كان يوم مَرْج الصُّفَّر سنة أربعَ عَشْرَةَ في صدر خلافة عمر، و قيل كانت الصُّفَّر ثم اليرموك ثم أجنادين، و سبب هذا الاختلاف قرب هذه الأيام بعضها من بعض.
و قال الزَّهْرِيُّ: إن أبان بن سعيد بن العاصي أملى مصحف عثمان على ريد بن ثابت بأمر عثمان، و يؤيد هذا قول من زعم أنه تُوُفِّيَ سنة تسع و عشرين، روي عنه أنه خطب فقال: إن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم قد وضع كُلَّ دَمٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ.
أخرجه ثلاثتهم.
الظُّرَيْبَة بضم الظاء المعجمة، و فتح الراء، قاله الحموي ياقوت. و قد رأيته في بعض
الكتب: الصُّرَيْمَة: بضم الصاد المهملة، و فتح الراء، و آخره ميم.
3- أبان العبدي (1)
(د) أبَانُ العَبْدِيُّ، ذكره ابن منده وحده، و قال: وفد على النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم، و روي ذلك عن محمد بن سعد الواقدي، و هو و هم، و يرد الكلام عليه في الترجمة التي بعد هذه.
ص: 150
4- أبان المحاربي (1)
(ب د ع) أبَان المُحَاربي. كان أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم من عبد القيس.
أخرجه ثلاثتهم.
روى الحكم بن حبان المُحَارِبِيُّ، عن أبان المُحَارِبيّ قال: «كنت في الوفد فرأيت بياض إِبِطِ رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم حين رفع يديه، استقبل بهما القِبْلَةَ».
قلت: و لم يذكر أبو نُعَيْمٍ و أبو عمر أبانا العبدي، و ذكره ابن منده، و هو و هم منه؛ فإن أباناً العبدي هو المحاربي، و محارب بطن من عبد القيس، و هو محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فهو عبدي محاربي، و لعل ابن منده قد رآه محاربياً فظنه من محارب بن خصفة بن قيس عيلان؛ فلهذا جعلهما اثنين و هما واحد.
وَدِيعة: بفتح الواو و كسر الدال.
وَلكَيْز: بضم اللام و فتح الكاف.
و أَقْصَى: بالفاء.
و حبان.
5- أَبْجَرُ المَزَنِيُّ (2)
(د ع) أَبجَرُ المُزَنِيُّ. ذكره ابنِ مَنْدَه و أَبو نُعَيْمَ.
قال أبو نُعَيْم: و اختلف فيه فقيل: ابن أَبْجَرَ، و قيل: أبجر و صوابه: غالب بن أبجر، أخبرنا الخطیب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده إلى أبي داود الطَّيالِسيِّ؛ قال: حدثنا شعبة عن عبيد بن الحسن، قال: سمعت عبد الله بن معقل يُحَدِّثُ، عن عبد الله بن بشر، عن ناس من مُزَيْنَةَ الظاهرة أن سيدنا أبجر أو ابن أبجر سأل النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسولَ الله، لم يبْقَ مِنْ مَالِي إلا حُمُرَى. فقال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «أَطْعِمُ أَهْلَكَ مِن سَمِين مَالِكَ، فَإِنَّمَا حَرَّمْتُها مِنْ أَجْلِ جَوَال (3) القَرْيَةِ» (4) كذا رواه أبو داود، و خالفه غندر:
ص: 151
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة قال: سمعت عبيداً أبا الحسن، قال: سمعت عبد الله بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر أن ناساً من أصحاب النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم حدثوا أن سيد مزينة ابن الأبجر سأل النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال: «إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي مَا أُطْعِمُ أَهْلِي إِلَّا حُمُرَى» فذكر مثله.
و رواه غيرهما؛ فقال: غالب بن أبجر و سيرد في غالب، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
6- إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم (1)
[ب د ع] إبراهيم ابن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و أمه مارية القبطية، أهداها لرسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم المقوقس صاحب الإسكندرية هي و أختها سيرين. فوهب رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم سيرين لحسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان، فهو و إبراهيم ابن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم ابنا خالة.
و كان مولده في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة؛ و سر النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم بولادته كثيراً و ولد بالعالية، و كانت قابلته سلمى مولاة النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم امرأة أبي رافع ، فبشر أبو رافع النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فوهب له عبداً، و حلق شعر إبراهيم يوم سابعه، و سماه، و تصدق بزنته وَرِقا، و أخذوا شعره فدفنوه؛ كذا قال الزبير، ثم دفعه إلى أم سيف: امرأة قَيْنٍ (2) بالمدينة يقال له أبو سَيْفٍ، ترضعه.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن عبد الله الطبري المخزومي المعروف بالديني بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، حدثنا شيبان و هدبة بن خالد، قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة، أخبرنا ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم:
«وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ وَلَدٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَسْمِ أبي إبْرَاهِيمَ. ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أَمِّ سَيْفِ أَمْرَأَةِ قَيْنِ بالمَدِينَةِ » (3).
و في حديث شيبان: فانطلق رسول الله له بابنه فاتبعته، فانتهى إلى أبي سيف، و هو ينفخ في كيره، و قد امتلأ البيت دخاناً، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم [حتى انتهيت إلى أبي سيف، فقلت: يَا أَبَا سَيْفِ، أَمْسِكْ، جَاءَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم] فَأَمْسَكَ، فَدَعَا رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم
ص: 152
بالصَّبِيِّ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، و قَالَ: مَا شَاءَ الله أَنْ يَقُولَ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ هُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بين (1) يَدَيْ رَسُولِ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم.
و في حديث هدبة: «وَ عَيْنُ رَسُولِ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم تَدْمَعُ».
و في حديث شيبان: فدَمَعَتْ عَيْناً رَسُولِ اللهِ صلّي الله عليه و آله و سلّم، فَقَالَ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم: «تَدْمَعُ العَيْنُ، وَ يَحْزَنُ القَلْبُ، وَ لَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا».
و في حديث شيبان «وَ الله، إِنَّا بِكَ يا إِبْرَاهِيمُ لمَحْزُونُونَ» (2).
و قال الزبير أيضاً: إن الأنصار تنافسوا فيمن يرضعه، و أحبوا أن يُفَرِّغوا مارية للنبي صلّي الله عليه و آله و سلّم لميله إليها، فجاءت أُمُّ بُرْدَةَ، اسمها: خولة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار زوج البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار فكلمت رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم في أن ترضعه، فكانت ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بن النجار، و ترجع به إلى أمه، و أعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلّي الله عليه و آله و سلّم أُمُّ بُرْدَةَ قِطْعَةٌ مِنْ نَخْلٍ.
و تُوفِّيَ و هو ابن ثمانية عَشَرَ شَهْراً؛ قاله الوَاقِدِيُّ.
و قال محمد بن مؤمل المخزومي: كان ابن ستة عَشَرَ شَهْراً وَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.
و صلی علیه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و قال: نَدْفِنُهُ عِنْد فَرَطنا عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُون، و دفنه بالبقيع.
روى جابر أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه يجود بنفسه، فأخذه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فَوَضَعَهُ في حِجْرِهِ، ثم قال: «يا إِبْرَاهِيمُ، إِنَّا لَا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهُ شَيْئًا» ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، ثم قال: «يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَ وَعْدٌ صِدْقٌ، وَ أَنَّ يَا آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوَّلَنَا، لَحَزِنًا عَلَيْكَ حُزْناً هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، تَبْكِي العَيْنُ، وَ يَحْزَنُ القَلْبُ، وَ لَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ» (3).
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي بإسناده عن أبي داود الطیالسي، عن
ص: 153
شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء يقول: قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم لما مات إبراهيم: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعاً في الجَنَّةِ» (1).
و لما توفي إبراهيم اتفق أن الشمس كسفت يومئذ؛ فقال قوم: إن الشمس انكسفت لموته، فخطبهم رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال: «إِنَّ الشَّمْسَ و القَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّه، لَا يُحْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَ لَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَأَنْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهَ وَ الصَّلَاةِ» (2).
و روى الداء أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم صلى عليه، و كبر أربعاً. هذا قول جمهور العلماء و هو الصحيح.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين بإسناده إلى أبي داود السجستاني، حدثنا هناد بن السري، أخبرنا محمد بن عبيد، عن وائل بن داود قال: سمعت البهي قال: «لَمّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلَّي الله عليه و آله و سلّم صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم في المَقَاعِدِ».
و بالإسناد عن أبي داود قال: قرأت على سعيد بن يعقوب الطالقاني، حدثكم ابن
المبارك، عن يعقوب بن القعقاع عن عطاء أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم صَلَّى عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
و روى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم لم يصل على إبراهيم. قال أبو عمر: و هذا غير صحيح، و الله أعلم؛ لأن جمهور العلماء قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وراثة و عملاً مستفيضاً عن السلف و الخلف.
قيل: إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم، و نزل في قبره هو و أسامة بن زيد، و جلس رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم على شفير القبر.
قال الزبير: ورش على قبره ماء، و علم قبره بعلامة، و هو أول قبر رَشَّ عَلَيْهِ المَاءَ.
و روي عن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لأَعْتَقْتُ أَخْوَالَهُ»، وَ لَوَضَعْتُ الجِزْيَةَ عَنْ كُلِّ نبطِيِّ» (3).
و روي عن أنس بن مالك أنه قال: لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ لَكَانَ صِدِّيقاً نَبِيَّاً.
ص: 154
قال أبو عمر: لا أدري ما هذا القول؟ فقد ولد نوح غَيْرَ نَبِيٍّ، و لو لم يدل النبي إلا نبياً لكان كل واحد نبياً، لأنهم من ولد نوح عليه السلام.
أخرجه ثلاثتهم.
7- إبْرَاهِيمُ الأَشْهَلِيُّ (1)
(د ع) إبراهيم أبو إسماعيلَ الأشَهْلي روى حديثه إسحاق الفَرْوي، عن أبي الغصن ثابت، عن إسماعيل بن إبْرَاهيم الأشهلي، عن أبيه، قال: خرج النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم إلى بني سلمة، و يقال هو وهم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
الفَرْوِيُّ: بسكون الراء، و سَلِمَةُ: بكسر اللام.
8- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(د ع) إبْرَاهيم بن الْحَارِث بن خالِد بن صَخْر بن عامر بن كعب سعد بن تيم بن مرة التيمي القُرَشِيُّ.
قال البخاري: ممن هاجر مع أبيه، و ذكر عن أحمد بن حنبل أنه ذكر محمد بن إبراهيم بن الحارث فقال: «كان أبوه من المهاجرين».
روى ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه قال:
«بعثنا رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم في سرية و أمرنا رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم إذا نحن أمسينا و أصبحنا أن نقول: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) فَقَرَأْنَا وَ غَنِمْنَا وَ سَلِمْنَا».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلَّاردٍ (3)
(د ع) إِبْرَاهيم بن خَلَاد بن سُوَيْد الخَزرجي، أتى به النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم و هو صغير:
روى محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن إبراهيم بن خلاد بن سويد الأشهلي قال:
ص: 155
جاء جبريل إلى النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال: «يا مُحَمَّدُ، كُنْ عَجَّاجاً (1) ثجاجاً (2)» (3).
قلت: ذكر أبو نعيم أنه خزرجي، و روى ابن منده في إسناد هذا الحديث فجعله أشهلياً، و هما متناقضان، فإن الأشهل متى أطلق فهو ينسب إلى عبد الأشهل، قبيلة مشهورة من الأوس إلا إن أراد نسبه إلى عبد الأشهل بن دينار بن النجار، فصح له ذلك، لأن النجار من الخزرج، ولكن متى قيل: أشهلي، لا يعرف إلا الأول، و الله أعلم.
و الصحيح أنه خزرجي، و قد ذكر نسبه في خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد هذا.
10- إِبْرَاهِيمُ أَبُو رَافِعٍ (4)
(د ع) إبْراهيم أبو رَافِع، مولى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم.
قال ابن معين: اسمه إبراهيم، و قيل هرمز، و قال علي بن المديني و مصعب: اسمه أسلم؛ قال علي: و يقال هرمز، و قيل: ثابت، و كان قبطياً، و كان للعباس، رضي الله عنه، فوهبه للنبي صلّي الله عليه و آله و سلّم.
و كان إسلامه بمكة مع إسلام أم الفضل، فكتموا إسلامهم، و شهد أحداً، و الخندق، و كان على ثقل (5) النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم و لما بشر النبي بإسلام العباس أعتقه، و زوجه مولاته سلمى، و شهد فتح مصر، و توفي سنة أربعين؛ قاله ابن ماكولا، و قيل غير ذلك.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني الثقفي إجازة بإسناده عن أبي بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، حدثنا هدبة، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع أن رسول الله طاف على نسائه جُمَع، فاغتسل عند كل واحدة منهن غسلاً، فقلت: يَا رَسُولَ الله، لَوْ جَعَلَتْهُ غَسْلاً وَاحِداً، قَالَ: «هَذَا أَزْكَى وَ أَطْيَبُ» (6).
و توفي أبو رافع في خلافة عثمان، و قيل: في خلافة علي، و هو الصواب.
ص: 156
و كان ابنه عبيد الله كاتباً لعلي، رضي الله عنه.
ذكره أبو عمر في أسلم، و أخرجه ابن منده و أبو نعيم ها هنا.
11- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ (1)
(ب س) إِبْرَاهِيم بن عَبَّاد بن نهيك بن إساف بن عَدي بن زيد بن جُشَم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي، شَهِدَ أُحُداً .
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
حَارِثَةُ: بالثاء المثلثة، و إليه نسب.
12- إبْرَاهِيمُ العُذْرِيُّ (2)
(د ع) إبْرَاهيم بن عَبْد الرَّحْمنِ العُذريُّ.
روى عنه معان بن رفاعة ذكره الحسن بن عرفه بن عياش، عن معان، عن إبراهيم و قال: كان من الصحابة، و لم يتابع عليه.
قال ابن منده: أخبرنا محمد بن عبيد الله ابن أبي رجاء، أخبرنا موسى بن هارون، حدثنا سليمان بن داود الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، عن تقية بن الوليد، عن معان بن رفاعة، عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم:
«يَحْمِلُ هَذَا العِلْمِ مَنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفَونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وَ انْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وَ تَأْوِيلَ الجَاهِلِينَ» (3).
و رواه الوليد بن مسلمة، عن معان مثله.
و رواه محمد بن سليمان بن أبي كريمة، عن معان، عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زید.
و رواه تقية أيضاً، عن مسلمة بن علي، عن أبي محمد السلامي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة.
و كلها مضطربةٌ غَيْرُ مستقيمةٍ.
ص: 157
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نُعَيْم.
عَيَّاش: بالياء تحتها نقطتان و آخره شين معجمة.
13- إبْرَاهِيمُ الزُّهْرِيُّ (1)
(د ع) إِبْرَاهيم بن عَبْد الرَّحْمن بن عَوْفِ الزُّهْرِي.
و نذكر نسبه عند أبيه يكنى: أبا إسحاق، و قيل: أبا محمد، و أمه أم كلثوم بنت عُقْبة بن أبي مُعَيْط، ذكر محمد بن سعد الواقدي أنه أدرك النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم.
قال أبو نعيم: و مما يدل على أنه ولد في حياة رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم ما روي عن إبراهيم بن المنذر أن إبراهيم بن عبد الرحمن توفي سنة خمس و سبعين، و له ست و سبعون سنة، و روايته عن عمر بن الخطاب و عن أبيه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: في قول أبي نعيم عندي نظر؛ لأنه استدل على صحبته بقول ابن المنذر إنه مات سنة خمس و سبعين و له ست و سبعون سنة، فعلى هذا تكون ولادته قبل الهجرة بسنة.
و قد ذكر المفسرون و مصنفو السير و كتب الأنساب و أسماء الصحابة أن أم كلثوم بنت عقبة أقامت بمكة إلى أن صالح النبي كفار قريش سنة سبع بالحديبية، ثم هاجرت فجاء أخواها يطلبانها، فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ) الآية فلم يسلمها إليهما، و تزوجها زيد بن حارثة فقتل عنها بمؤتة سنة ثمان، فتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم و حميداً و غيرهما؛ فإن كان قد ولد في زمن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فيكون في آخر عمره لأن زيداً قتل في جمادى الأولى سنة ثمان فتزوجها الزبير، و ولدت له، و انقضت لها عدتان من زيد، و الزبير، ثم تزوجها عبد الرحمن فولدت إبراهيم، فيكون في آخر أيامه، و الله أعلم.
(د ع) إِبْرَاهِيم بن عَبْد الله بن قَيْس، و هو ابن أبي موسى الأشعري، و يرد نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى، ولد في عهد النبي فسماه: إبراهيم، و حَنَّكه.
ص: 158
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي البلدي، و أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي، و أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس النيار البغدادي، و أبو عبد الله الحسين بن أبي صالح بن فناخسر و الديلمي التكريتي، قالوا: حدثنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثنا إسحاق بن نصر، أخبرنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي موسى قال: «ولد لي غلام في عهد رسول الله ، فأتيت به النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فسماه إبراهيم، و حَنَّكه بتمرة، و دعا بالبركة، و دفعه إلي».
و كان أكبر أولاد أبي موسى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
بُرَيْد: بضم الباء الموحدة، و فتح الراء و آخره دال مهملة.
15- إبْرَاهِيمُ الأَنْصَارِيُّ (1)
(س) إِبْرَاهيم بن عُبَيْد بن رِفاعَة الأنصاري الزَّرَقي، قاله أبو موسى و قال: ذكره عَبْدَان في الصحابة، و روي بإسناده عن محمد بن المنكدر، عن إبراهيم بن عُبید بن رفاعة الأنصاري، قال:
«صَنَعَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ طَعَاماً، فَدَعَا رَسُولُ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و أصحابه فقال رَجُلٌ مِنْهُمْ: إني صائم فقال رسول الله: تَكَلَّفَ لَكَ أَخُوكَ وَ صَنَعَ طَعَاماً، فَأَطْعَمْ وَ هُمْ يَوْماً مَكَانَهُ» (2).
قال أبو موسى: و هكذا إبراهيم تابعي؛ و إنما يروى هذا الحديث عن أبي سعيد، فأرسل الرواية من هذه الطريق، و قد ورد من طريق أخرى عن إبراهيم عن أبي سعيد «أَنَّهُ صَنَعَ طَعَاماً».
عُبَيْد: بضم العين.
16- إبْرَاهِيمُ الثَّقَفِيُّ (3)
(ب د ع) إبْرَاهِيمُ أبو عَطَاء الثِّقَفي الطائفي.
روى يزيد بن هرمز، عن يحيى بن عطاء بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم قال: «قَابِلُوا النِّعَالَ».
ص: 159
قال أبو عمر: لم يرو عنه غير ابنه عطاء، و إسناد حديثه ليس بالقائم، و لا يحتج به، و لا يصح عندي ذكره في الصحابة، و حديثه عندي مرسل.
أخرجه ثلاثتهم.
قوله: «قَابِلُوا النَّعَالَ» (1) أي اجعلوا لها قِبَالا، و هو السير الذي يكون بين الأصابع.
17- إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَيْسِ (2)
(س) إِبْرَاهِيمُ بن قَيْس بن مَعْدِي كَرِب الكندي، أخو الأشعث بن قيس، وفد إلى
النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم قاله هشام الكلبي: و أخرجه أبو موسی مستدرکاً علی ابن منده.
18- إِبْرَاهِيمُ النَّجَّارُ (3)
(س) إِبْرَاهِيمُ النَّجَّار الذي صنع المنبر لرسول الله.
روى أبو نضرة عن جابر «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَخْطُبُ إِلى جِذْعِ نَحْلَةٍ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ كَثُرَ النَّاسُ وَ يَأْتِيكَ الوُفُودُ مِنَ الآفَاقِ؛ فَلَوْ أَمَرْتَ بِشَيْءٍ تَشْخَصُ عَلَيْهِ، فَدَعَا رَجُلًا فَقَالَ: أَ تَصْنَعُ المِنْبَر؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، قَالَ: لَسْتُ بِصَاحِبِهِ، ثُمَّ دَعَا آخَرَ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَعَا الثَّالثَ فَقَالَ: مَا أَسْمُكَ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: خُذْ فِي صُنْعِهِ (4)، فَلَمَّا صَنَعَهُ صَعِدَهُ رَسُولُ الله، فَحَنَّ الجِذْعُ حَنينَ النَّاقَةِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ فَالْتَزَمَهُ فَسَكَنَ».
و قد رواه أيمن عن جابر، فقال: صنع المنبر غلام امرأة، و في رواية أبي سعيد: عمله رجل رومي و في رواية اسمه: باقوم، و قيل: باقول الرومي، غلام سعيد بن العاص.
أخرجه أبو موسى.
19- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ (5)
(د ع) إِبْرَاهِيمَ بن نُعَيْم بن النَّحَّام العَدوَي، ذكره أبو عبد الله بن منده في الصحابة، و قال:
ص: 160
روى عنه جابر إن صح، و روي بإسناده عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن عطاء عن جابر أن عبداً كان لإبراهيم بن النحام فَدَبَّرَه (1)، ثم احتاج إلى ثمنه فباعه بثمان مائة درهم.
قال أبو نُعَيْم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن مَنْدَه، من حديث أبي حَنِيفَةَ، عن عطاء، عن جابر أن عبداً كان لإبراهيم بن النَّحَّام فَدَبَّرَهُ، الحديثَ؛ قَالَ و هذا وَهُمٌ وَ تَصْحِيفٌ، إنما كان عبداً لابن نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ فصحَّفه، فقال: لإبراهيم بن النَّحَّام؛ لأن الأَثْبَات قد رَوَوْا هذا الحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ عن جابر، فقالوا: نعيم بن عبد الله بن النَّحَّام، منهم حسين المُعَلِّم و سلمة بن كُهَيلْ و غيرهما، و ممن روى هذا الحديث عن جابر، عمرو بن دينار، و محمد بن المُنْكَدِر و أبو الزُّبَيْر فلم يَذْكُرْ واحدٌ منهم إبراهيمَ بْنَ النَّحَّام.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نُعَيْمٍ.
قلت: و الصحيح قول أبي نعيم. و قد ذكر البخاري إبراهيم بن نعيم النَّحَّام، و قال: هو العَدَوِيُّ، قتل يَوْمَ الحَرَّةِ، و قد ترجم له أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب الآحَادِ وَ المَثَاني، فقال: إبراهيم بن نُعَيْمِ النَّحَّامُ و قالَ: هو العَدَويُّ، و قد ذكر الزُّبَيْرُ بن أبي بَكْرٍ أن عُمَرَ بْن الخَطَّابِ زَوَّج ابنته رقية من إبراهيم بن نعيم بن عبد الله النَّحام، و الله أعلم.
20- أَبْرَهَهُ(2)
(س) أَبْرَهَةُ.
أخبرنا أبو موسى إجازةً قال: أخبرنا عَبَّاد بن محمد بن المحسن في كتابه، أخبرنا أبو أحمد المكفوف، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا الوليد، هو ابن أبان، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا عامر عن يعقوب، هو القمي، عن جعفر عن سعيد (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) [القصص/ 52]، قال: بعث رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم جَعْفَراً في سَبْعِينَ رَاكِباً إلى النجاشيِّ، فلما بلغهم أن نبيَّ الله قَدْ ظَهَرَ ببدر استأذنوه، فقال الذين آمنوا من أصحاب النجاشيِّ للنجاشيِّ: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَأْتِ هَذَا النَّبيَّ الَّذي كُنَّا نَجِدُهُ في الكِتَابِ، فَأَتَوُا النَّبِيِّ صلّي الله عليه و آله و سلّم فَشَهَدُوا مَعَهُ أَحَداً، وَ ذَكَرَ عَنْ مُقَاتِلِ أَوْ غَيْرَه قَالَ: هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلا، اثْنَانِ وَ ثَلَاثُونَ جَاؤُوا مَعَ جَعْفَرِ الطَّيَّارِ مِنَ الحَبَشَةِ، و ثَمَانِيَةٌ مِنَ الشَّامِ: بُحَيْرا، وَ أَبْرَهَةُ، وَ الأشْرَفُ، وَ تَمَّامٌ، وَ إِدْرِيسُ و أَيْمَنُ، وَ نَافِعٌ، و تَمِيمٌ.
هذا الذي ذكره أبو موسى وحده، و ليس أبرهة عند أحد منهم، و عندي فيه نظر؛ فإن النبي
ص: 161
رأى بحيراً، و هو صبي، مع عمه أبي طالب و قصته مشهورة، و قد أخرجه ابن منده؛ فإن كان أبو موسى أراد غيره فيحتمل، و إن أراده فقد أخرجه ابن منده، فلا وجه لاستدراكه عليه.
أخرجه أبو موسى.
21- أَبْزَى الخُزَاعِيُّ (1)
(ب دع) أبْزَى، والد عبد الرحمن بن أَبْزَى الخُزَاعِيّ، ذكره محمد بن إسماعيل في الوحدان و لم تصحَّ له صحبة و لا رؤية، و لابنه عبد الرحمن صحبة و رؤية.
و روى ابن منده بإسناده، عن هشام بن عبيد الله الرازي، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم «أنه خطب الناس قائماً، فحمد الله و أثنى عليه، و ذكر طوائف من المسلمين فأثنى عليهم ثم قال: «مَا بَالُ أَقْوَامَ لَا يَعْلَمُونَ جِيرَانَهُمْ وَ لَا يَفْقَهُونَهُمْ وَ لَا يَقْطِئُونَهُمْ وَ لَا يَأْمُرُونَهُمْ وَ لَا يَنْهَوْنَهُمْ، وَ مَا لأَقْوَامٍ لَا يَتَعَلَّمُونَ مِنْ جِيرَانِهِمْ وَ لَا يَتَفَقَّهُونَ وَ لَا يَتَفَطَّنُونَ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُعلمُنَّ جِيرَانَهُمْ وَ لِيُفْقَهُنَّهِمْ وَ لَيُقَطِّنُنَّهُمْ وَ لَيَأْمُرُنَّهُمْ وَ لَيَنْهُوَنَّهُمْ، وَ لَيَتَعَلَّمَنَّ قَوْمٌ مِنْ جِيرَانِهِمْ وَ لَيَتَفَقَّهُنَّ وَ لَيَتَفَطَّنَنَّ أَوْ لأَعَاجِلَنَّهُمْ بِالعُقُوبَةِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلّي الله عليه و آله و سلّم فَدَخَلَ بَيْتَهُ» (2). الحَدِيثَ.
و رواه إسحاق بن راهويه في المسند، عن محمد بن أبي سهل، عن بكير بن معروف، عن مقاتل عن علقمة بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم بهذا. و محمد بن أبي سهل هذا هو أبو وهب محمد بن مزاحم تفرد به. هذا معنی کلام ابن منده.
و قد رده أبو نعيم عليه، و قال: ذكر، يعني ابن منده، أن البخاري ذكره في كتاب الوحدان و أخرج له حديث أبي سلمة، عن ابن أبزى، عن أبيه من رواية هشام، عن بكير بن معروف، عن مقاتل، عن أبي سلمة، و هشام إنما رواه عن ابن أبزى، عن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم، و لم يقل فيه عن أبيه، قال: و ذكره أيضاً من حديث أبي وهب محمد بن مزاحم، عن بكير، عن مقاتل، عن علقمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم، و زعم أن إسحاق بن راهويه رواه عن محمد بن أبي سهل، و هو محمد بن مزاحم عن بكير مثله، و رواه إسحاق مجرداً، خلاف ما روي عنه، فقال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا
ص: 162
أبي، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن علقمة بن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن جده، قال: «خَطَبَ رَسُولُ الله » و ذكر الحديث فأتى به في ترجمة عبد الرحمن بن أبزى عن النبي، و لم يصح لأبزى عن النبي رواية و لا رؤية.
هذا كلام أبي نعيم و لقد أحسن فيما قال، و أصاب الصواب رحمة الله تعالى عليه.
و أما أبو عمر فلم يذكر أبزى، و إنما ذكر عبد الرحمن؛ لأنه لم تصح عنده صحبة أبزى، و الله أعلم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم و أبو عمر.
22- أَبْيَضُ بنُ حَمَّالٍ (1)
(ب د ع) أَبْيَضُ بن حَمَّال بن مَرْثَد بن ذي لُحْيَانُ بضم اللام عامر بن ذي العنبر بن معاذ بن شرحبيل بن مَعْدان بن مالك بن زيد بن سدد بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كعب بن الأذروح بن سدد، هكذا نسبه النسابة الهمداني، و هو أبيض المأربي السبائي.
أخبرنا إبراهيم بن محمد و إسماعيل بن علي و عبيد الله أبو جعفر بإسنادهم عن أبي عيسى التّرْمِذِيِّ قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثكم محمود بن يحيى بن قيس المأربي، أخبرني أبي عن ثمامة بن شراحيل، عن سمي بن قيس، عن شمير عن أبيض بن حمال: أنه وفد إلى رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و استقطعه الملح الذي بمأرب فأقطعه، فلما ولى قال رجل: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَدْرِي مَا أَقْطَعْتَ لَهُ؟ إِنَّمَا أَقْطَعَت لَهُ المَاءَ العَدّ (2)، فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ».
و من حديثه أيضاً: أنه سأل النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم عَمَّا يَحْمي مِنَ الأَرَاكِ (3)، قال: مَا لَا تَنَالُهُ أَخْفَافُ الْإِبِلِ.
ص: 163
قال أبو عمر: و قد روى ابن لُهَيْعَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عن سهل بن سعد «أن رسولَ الله صلّي الله عليه و آله و سلّم غَيْرَ اسْمَ رَجُلٍ كَانَ أَسْمُهُ أَسْوَدَ فَسَمَّاهُ أَبْيَضَ» قال: فلا أدري أ هُوَ هذا أم غيره.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: الصحيح أن الذي غير النبي اسمه غير هذا؛ لأن أبيض بن حمال، عاد إلى مأرب من أرض اليمن، و الذي غير النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم اسمه نزل مصر على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، و قد ذكر هما البخاري بترجمتين.
حَمَّال: بالحاء المهملة، و شُمَیْر بالشين المعجمة. و المَأْرِبِيُّ بالراء و الباء الموحدة نسبة إلى مأرب من اليمن.
23- أَبْيَضُ (1)
(د ع) أبْيَض. رجل كان اسمه أسود فسماه النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم أبيض، نزل مصر.
روى ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد، قال: كان رجل من أصحاب النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم اسمه: أسود، فسماه النبي أبيض؛ رواه ابن وهب، عن ابن لهيعة، و مثله قال ابن منده، و سمعت أبا سعيد بن يونس بن عبد الأعلى يقول: أبيض هذا له ذكر فيمن دخل مصر.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
24- أَبْيَضُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2)
(س) أَبْيَضُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قال ابن شاهين: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد عن رجاله قال: و أبو عزيز و اسمه أبيض بن عبد الرحمن بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق، و قد وفد على النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه أبو موسى.
25- أَبْيَضُ بْنُ هَنِيِّ (3)
(س) أبْيَضُ بن هَنِي بن مُعَاوِيَة، أدرك النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر، روى عنه ابنه هبيرة.
ص: 164
ذكره الحافظ أبو عبد الله بن منده في تاريخه، عن أبي سعيد بن يونس، قاله ابن الكلبي في الجمهرة، و أخرجه أبو موسى.
26- أَبْيَضُ (1)
(س) أبْيَض.
قال أبو موسى: ذكره عبدان بن محمد المروزي، و قال: أراه من الأنصار، و قال: حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا حرملة بن يحيى: حدثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة و عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة قال: إن مُوسَى بْنَ الأَشْعَثِ حدَّثه أن الوليد حدثه أنه انطلق هو و أبيض: رجل من أصحاب النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم إلى رجل يعودانه، قال: فدخلنا المسجد، فرأينا الناس يصلون، فقلت: الحمد لله الذي جمع بالإسلام الأحْمَرَ وَ الأسْوَدَ، فقال أبيض: «وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تَبْقَى مَلَّةٌ إِلَّا لَهَا مِنْكُمْ نَصِيبٌ» قُلْتُ: يُبَادِرُونَ يَخْرُجُونَ مِنَ الإِسْلَامِ؟ قال: «يُصَلُّونَ بِصَلَاتِكُمْ وَ يَجْلِسُونَ مَجَالِسَكُمْ، وَ هُمْ مَعَكُمْ في سَوَادِكُمْ، وَ لِكُلٍّ ملَّةٍ مِنْهُم نَصِيبٌ».
أخرجه أبو موسى.
27- أُبَيُّ بْنُ أُمَيَّةَ (2)
أُبَيُّ بْنُ أُمَيَّة الشاعر ابن حُرْثان بن الأشْكَر بن سِرْبال الموت، و هو عبد الله بن زهرة بن ذنيبة بن جُنْدَع بن ليث الكناني الليثي، أسلم هو و أخوه كلاب، و هاجرا إلى النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم فقال أبوهما أمية: [الوافر]
إذَا بَكَتِ الحَمَامَةُ بَطْنَ وَجّ *** عَلَى بَيْضَانِها أَدْعُو كِلَابا
و أسلم أبوهما، ذكره ابن الكلبي.
28- أُبَيُّ بْنُ ثَابِتٍ (3)
(د ع س) أبَيُّ بن ثَابت بن المِنْذِر بن حَرَام بن عَمْرُو بن زيد مناة بن عَديّ بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخَزرجي، أخو حسان، و أوس ابني ثابت، يكنى: أبا شَيْخ، و قيل: أبو شيخ كنية ابنه، و الله أعلم.
ص: 165
و روى ابن منده عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: و أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة من بني عدي بن عمرو الأنصاري أبو شَدَّاد، شهد بدراً و قتل يوم أحد،و هو أخو حسان بن ثابت الأنصاري.
قلت: كذا ذكر ابن منده الترجمة لأبي، و الإسناد إلى ابن إسحاق لأوس، و من الدليل على أنه أوس أنه كناه: أبا شداد، و هي كنية أوس بن ثابت، كني بابنه شداد، و سيرد ذكرهما.
قال أبو نعيم: ذكر بعض الواهمين، يعني ابن منده، أبي بن ثابت بن المنذر، و لم يخرج له حديثاً و لا ذكراً و لا نسباً، و قال: هو أخو حسان و أوس؛ قال: و هو تصحيف، و ساق إسناده إلى ابن إسحاق أن أوساً شهد بدراً و قتل يوم أحد.
و أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال: أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، شهد بدراً و أحداً و قتل يوم بئر معونة شهيداً في صفر، على رأس ستة و ثلاثين شهراً من الهجرة، قاله ابن شاهين.
و هذا استدراك لا وجه له؛ فإن ابن منده أخرجه كذلك إلا أنه جعله قتل يوم أحد؛ فإن كان أبو موسى حيث رأى أنه قتل في بئر معونة و الذی ذكره ابن منده قتل يوم أحد، فظنه غيره، فهو وهم؛ فإنه هو و إنما ابن منده وهم في نقله عن يونس عن ابن إسحاق، و الله أعلم.
و ليس فيما رويناه من طريق يونس عن ابن إسحاق أن أبياً قتل بأحد، إنما أخوه أوس قتل بها، و ليس كل وهم في كتابه أخذه عليه هو و أبو نعيم، و لا ذكر كل ما فاته من أحوال الصحابي، فلهذا أسوة غيره.
حَرَام: بفتح الحاء و الراء. و مَعُونة: بفتح الميم و ضم العين المهملة، و بعد الواو الساكنة نون ثم هاء.
29- أَبَيُّ بْنُ شَرِيقٍ (1)
(س) أُبَيُّ بن شَرِيق، و يعرف بالأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العُزى بن غِيَرَة بن عوف بن ثقيف الثقفي، يكنى أبا ثعلبة.
أخبرنا أبو موسى كتابة قال: أخبرنا أبو علي إذناً عن كتاب أبي أحمد، حدثنا عمر بن أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن يزيد عن رجاله، قال: و الأخنس بن شريق و اسمه أبي بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج، و كان اسمه أبياً، فلما أشار على بني زهرة
ص: 166
بالرجوع إلى مكة في وقعة بدر، فقبلوا منه فرجعوا، قيل: خنس (1) بهم فسمي الأخنس، و كان حليفاً لبني زهرة، و أعطاه رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم مع المؤلفة قلوبهم، و توفي في أول خلافة عمر بن الخطاب.
قلت: كان الأخنس حليفاً لبني زهرة و مقدماً فيهم، فلما خرجت قريش إلى بدر، و أتاهم الخبر عن أبي سفيان بن حرب أنه قد نجا من النبي، و أجمعت قريش على إتيان بدر، أشار الأخنس على بني زهرة بالرجوع إلى مكة، و قال لهم: قد نجى الله عيركم التي مع أبي سفيان، فلا حاجة لكم في غيرها، فعادوا، فلم يقتل منهم أحد ببدر، و حينئذ لقب: الأخنس.
أخرجه أبو موسى.
غِيرَة: بكسر الغين المعجمة، و فتح الياء تحتها نقطتان، و بعدها راء.
30- أُبَيُّ بْنُ عَجْلَانَ (2)
(س) أُبَيُّ بن عَجلَان. روى عن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم، و هو أخو أبي أمامة الصُّدَيِّ بن عجلان الباهلي.
قال ابن شاهین: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول ذلك.
أخرجه أبو موسى.
31- أُبَيُّ بْنُ عِمَارَةَ (3)
(ب د ع) أبَيُّ بنُ عِمارة الأنصاري. صلى مع رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم في بيته القبلتين؛ روى سعيد بن عفير، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن رزين، عن محمد بن يزيد، عن أيوب بن قطن، عن عبادة بن نُسيُّ، عن أبي بن عمارة الأنصاري «أن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم صلى في بيته، فقلت: يا رسول الله، أَمْسَحُ عَلَى الحُفَّيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَوْماً؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: وَ يَوْمَيْنِ؟ : قَالَ نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: وَ ثَلَاثَاً يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: نَعَمْ وَ مَا بَدَا لَكَ» رواه عمرو بن الربيع بن طارق عن يحيى بن أيوب، و لم يذكر عبادة بن نسي (4).
ص: 167
قال أبو عمر: اضطرب في أسناد حديثه، و لم يذكره البخاري في التاريخ الكبير، لأنهم يقولون: إنه خطأ، و إنما هو أبو أبي ابن أم حرام، كذا قاله ابن أبي عبلة، و ذكر أنه رآه و سمع منه، و أبو أبي ابن أم حرام اسمه: عبد الله و سيذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
عِمَارَة: قد ضبطه ابن ماكولا بكسر العين، و قال أبو عمر: قيل عمارة يعني بالكسر و الأكثر يقولون: عُمَارَة بالضم.
32- أبَيُّ بْنُ القِشْبِ (1)
(د ع) أُبَيُّ بْنُ القِشْبِ.
قال ابن منده: أبي بن القشب، إن صح، و ذكر حديث ابن جُرَيجْ، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صلّي الله عليه و آله و سلّم دخل المسجد بعد ما أقيمت الصلاة، و أبي بن القشب يصلي ركعتين، فضرب بيده على منكبه، و قال: «ابن القشب أَ تُصَلِّي أَرْبَعاً؟ (2)» قال أبو نعيم: و هم فيه بعض الرواة فسماه أبياً، و إنما هو ابن القشب.
33- أَبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ ثَوْرِ (3)
(س) أُبَيُّ بن كَعْب بن عبد ثور.
أخبرنا أبو موسى إجازةً، أخبرنا أبو علي إذناً، عن كتاب أبي أحمد، أنبأنا عمر بن أحمد، أنبأنا عمر بن الحسن، أنبأنا المنذر بن محمد، أنبأنا الحسين بن محمد عن علي بن محمد المدائني عن رجاله قالوا: «قدم خزاعي في نفر من قومه، فيهم أبي بن كعب بن عبد ثور فبايعوا سول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم و أسلموا».
أخرجه أبو موسى.
و هذا الوفد المذكور في هذه الترجمة هم من مزينة.
34- أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ مِّن قَيْسٍ (4)
(ب د ع) أبَيُّ بن كَعْب بن قَيْس بن عُبَيْد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
ص: 168
و اسمه تيم اللات، و قيل: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي، و إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، و قيل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار.
و بنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني حُدَيْلَةْ، و هي أم معاوية، نسب ولده إليها، و هي حديلة بنت مالك بن زيد بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَمَ بْنِ الخزرج، و أم أبي صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، تجتمع هي و أبوه في عمرو بن مالك بن النجار، و هي عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم، و له كنيتان: أبو المنذر؛ كناه بها النبيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أبُو الطَّفَيْل؛ كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل، و شهدَ العَقَبَةَ وَ بَدْراً، و كان عمر يقول: «أُبَيُّ سَیِّدُ المُسْلِمِين». روى عنه عبادة بن الصامت، و ابن عباس، و عبد الله بن خباب، و ابنه الطفيل بن أبي.
أخبرنا إبراهيم بن محمد، و إسماعيل بن عبيد، و أبو جعفر بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي، أنبأنا خالد الحَذَّاء، [عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك أن النبي قال لأبي بن كعب: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال: الله سُمَّاني لَكَ؟ قال: نَعَمْ. فَجَعَلَ أُبِيٌّ يَبْكِي (1)]: و روى عبد الرحمن بن أبزى عن أبي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال نحوه. قال عبد الرحمن: قلت لأبي: و فرحت بذلك؟ قال: و ما يمنعني و هو قول: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يونس/ 58].
قال الترمذي: و بالإسناد المذكور حدثنا ابن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار، عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَ أَشَدُّهُمْ في دين الله عُمَرُ، وَ أَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَ أَعْلَمُهُمْ بالحَلَالِ و الحَرَامِ مَعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَ أَفْرَضُهُمْ
ص: 169
زيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَ أَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمينٌ، وَ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ جَرَّاحِ» (1).
و قد رواه أبو قلابة عن أنس نحوه و زاد فيه: «وَ أَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ».
و قد روي عن زر بن حُبَيْش أنه لزم أبي بن كعب، و كانت فيه شراسة (2)، فقلت له: «اخْفِضْ لي جَنَاحَكَ رَحِمَكَ الله».
أخبرنا أبو منصور بن السيحي المعدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن خميس الجهني الموصلي، أخبرنا أبو نصر بن طوق، أخبرنا ابن المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدة بن حرب، حدثنا أبو علي الحسن بن قزعة، أخبرنا سفيان بن حبيب، أخبرنا سعيد عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن الطفيل، عن أبيه، يعني، أبي بن كعب قال:
سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقرأ (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى) قال: «شَهَادَةُ، أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله».
و روى الحسن بن صالح، عن مطرف، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله ستة: عمر، و علي، و عبد الله، و أُبي، و زيد، و أبو موسى.
قال أبو عمر، قال: محمد بن سعد عن الواقدي: «أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ لِرَسُولِ الله، مَقْدَمَهُ المَدينَةَ، أَبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ في آخِرِ الكِتَابِ، وَ كَتَبَ فُلَانُ بْنُ فُلانٍ، فَإِذَا لَمْ يَحْضُرْ أَبَيُّ، كَتَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدِ الله بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، ثُمَّ اَرْتَدَّ وَ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَ فِيهِ: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) [الانعام / 93]، و كان من المواظبين على كتاب الرسائل عبد الله بن الأرقم الزهري، و كان الكاتِبَ لعهوده صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا عاهد، و صلحه إذا صالح، عليُّ بن أبي طالب. و ممن كتب لرسول الله أبو بكر الصديق، و عمر بن الخطاب، و عثمان بن عفان، و الزبير بن العوام، و خالد و أبان ابنا سعيد بن العاصي، و حنظلة الأسيدي، و العلاء بن الحضرمي، و خالد بن الوليد، و عبد الله بن رواحة، و محمد بن مسلمة، و عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول،
ص: 170
و المغيرة بن شعبة، و عمرو بن العاص، و معاوية بن أبي سفيان وَجُهَيم بن الصلت، و مُعَيقِيب بن أبي فاطمة، و شُرَحْبِيل بن حسنة.
قال أبو نعيم: اختلف في وقت وفاة أبي. فقيل: توفي سنة اثنتين و عشرين في خلافة عمر، و قيل: سنة ثلاثين في خلافة عثمان قال: و هو الصحيح، لأن زرَّ بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
و قال أبو عمر: «مات سنة تسع عشرة، و قيل: سنة عشرين، و قيل: سنة اثنتين و عشرين، و قيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين و ثلاثين، و الأكثر أنه مات في خلافة عمر».
و كان أبيض الرأس و اللحية، لا يغير شيبه.
أخرجه ثلاثتهم.
حُدَيْلَةْ: بضم الحاء المهملة، و فتح الدال.
وَ حُبَيْش: بضم الحاء المهملة، و فتح الباء الموحدة، و سكون الياء تحتها نقطتان و آخره شين معجمة.
و السِّيحي: بكسر السين المهملة، و بعدها ياء تحتها نقطتان. ثم حاء مهملة.
و ثوير: بضم الثاء المثلثة تصغير ثور.
و سرح: بالسين و الحاء المهملتين.
35- أَبَيُّ بْنُ مَالِكِ (1)
(ب د ع) أبَيُّ بن مَالِك الحَرَشِي و يقال: العامري قاله أبو عمر، و قال ابن منده و أبو نعيم: القشيري العامري، فقد اتفقوا على أنه من عامر بن صعصعة و اختلفوا فيما سواه فالحَريش و قُشَيْر أخوان، و هما ابنا كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مُضَرَ، و هو بَصْرِيٌّ.
و من حديثه ما أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده، عن أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي بن مالك، أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ» (2).
و مثله روى غندور و علي بن الجعد و عاصم بن علي عن شعبة، و رواه أبو داود أيضاً، عن
ص: 171
شعبة عن علي بن زيد، عن زرارة عن رجل من قومه، يقال له مالك، أو أبو مالك أو ابن مالك عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و رواه الثوري و هشيم، عن علي بن زيد، عن زرارة، عن عمرو بن مالك.
و رواه حماد عن علي بن زيد، عن زرارة، عن مالك القشيري.
و رواه أشعث بن سوار، عن زرارة، عن رجل من قومه يقال له: مالك أو أبو مالك أو عامر بن مالك.
و قال البخاري: إنما هذا الحديث لمالك بن عمرو القشيري.
قال يحيى بن مَعِينْ: ليس في أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أبي بن مالك إنما هو عمرو بن مالك.
و ذكر البخاري أبي بن مالك هذا في كتابه الكبير في باب أبي، و ذكر الاختلاف فيه، و غير البخاري يصحح أمر أبي بن مالك هذا، و الله أعلم، و يرد في عمرو بن مالك، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
36- أَبَيُّ بْنُ مُعَاذٍ (1)
(ب س) أبَي بن مُعَاذ بن أنس بن قيس بن عُبَيْد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاريّ.
شهد مع أخيه أنس بن معاذ بدراً و أُحُداً، و قُتِلَا يوم بَئْر مَعُونَةً شهيدين، قاله ابن شاهين عن الواقدي.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
37- أَثَالُ بْنُ النُّعْمَان (2)
(س) أَثَالُ بْنُ النُّعْمَانِ الحَنَفِيُّ.
ذكره عبدان بن محمد المروزي، و قال: حدثنا محمد بن مرزوق، حدثني غالب بن
حَلبس، أخبرنا الحارث بن عبيد الإيادي، عن أبيه، عن أثال بن النعمان الحنفي قال:
أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنا و فرات بن حیان، فسلمنا عليه، فرد علينا، و لم نكن أسلمنا بعد، فأقطع فرات بن حيان.
ص: 172
و كان يبلغ فراتاً قول حسان بن ثابت: [الطويل]
فَإِنْ نَلْقَ فِي تَطْوَافِنَا وَ الْتِمَاسِنَا *** فُرَاتَ بْنَ حَيَّانٍ يَكُنْ رَهْنَ هَالِكِ (1)
لم يزد على هذا.
أخرجه أبو موسى.
أثَال: بضم الهمزة، و فتح الثاء المثلثة. و حيان بالحاء المهملة و بالياء نقطتان، و حلبس: بفتح الحاء المهملة، و بالباء الموحدة.
38- أَثْوَبُ بْنُ عُتْبَةَ (2)
(س) أثْوَبُ بن عُتْبة.
ذكره ابن قانع في الصحابة؛ أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن هارون بقراءتي عليه من كتاب أحمد بن أبي الحسن، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقري إجازة، أخبرنا عبد الباقي بن قانع (ح) قال أحمد: و أخبرنا الزهري، أخبرنا علي بن عمر، أخبرنا ابن قانع حدثنا حسين، حدثنا علي بن بحر، حدثنا ملازم بن عمرو حدثنا هارون بن بجيد، عن جابر، عن أثوب بن عتبة، قال. قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«الدِّيكُ الأَبْيَضُ خَلِيلِي، وَ خَلِيلُ سَبْعِينَ مِنْ جِيرَاني».
قال أحمد: حديث منكر، لم يصح إسناده.
ذكره أبو موسى
39- أَجْمَدُ (3)
(د ع) أجمد بالجيم.
قال الدَّارَ قُطْنِيُّ: أجمد بن عُجْيان الهمداني وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر أيام عمر بن الخطاب، و خطته معروفة بجيزة مصر، قال: أخبرني بذلك عبد الواحد بن محمد
ص: 173
السُّلَمِيِّ، قال: سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي بقوله، و لا أعلم له رواية.
40- أَحَبُّ (1)
أحَبُّ بالحاء المهملة، هو ابن مالك بن سعد الله، ذكره بَعْضُهُمْ في الصحابة، قَالَهُ ابْنُ الدَّبَّاغِ.
41- أَحْزَابُ بْنُ أَسِيْدِ (2)
(د ع) أَحْزَابُ بن أسِيد أبو رُهْم السَّمْعي الظَّهْري و هو السماعي أيضاً، نسبة إلى السمع بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شمس، ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي فيمن نزل الشام من الصحابة.
و قال البخاري: هو تابعي، و ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة.
روى علي بن عياش، و هشام بن عمار، عن معاوية بن يحيى الأطرابلسي و معاوية بن سعيد التجيبي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي رهم قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«مَنْ أَسْرَقَ السُّرَّاقِ مَنْ يَسْرِقُ لِسَانَ الأمير، وَ إِنَّ أَعْظَمَ الخَطَايَا مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَ إِنَّ مِنَ الحَسَنَاتِ عِیَادَةَ المَرِيضِ، وَ إِنَّ مِنْ تَمَام عِیَادَتِهِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ وَ تَسْأَلُهُ: كَيْفَ هُوَ؟ وَ إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الشَّفَاعَةِ أَنْ تَشْفَعَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فِي نِكَاحَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، وَ إِنَّ مِنْ لُبْسَةِ الأَنْبِيَاءِ القَمِيصَ قَبْلَ السَّرَاوِيلِ، وَ إِنَّ مِمَّا يُسْتَجَابُ بِهِ عِنْدَ الدُّعَاءِ العُطَاسَ» (3).
قال أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني: أبو رهم أحزاب بن أسيد، و يقال: أسيد السمعي تابعي يروي عن أبي أيوب الأنصاري، روى عنه مكحول، و خالد بن معدان.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 174
أسِيد: بفتح الهمزة، و كسر السين، قال ابن ماكولا: الظَّهري: بفتح الظاء، و من قال بكسرها قد أخطأ.
42- أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ (1)
(د ع) أحَمْدُ بن حَفْص بن المُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عمرو المخزومي، و هو ابن عم خالد بن الوليد، و أبي جهل بن هشام، و خيثمة بنت هاشم بن المغيرة، أم عمر بن الخطاب.
ذكره أبو عبد الرحمن النسائي، عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، أنه سأل أبا هشام المخزومي و كان علامة بأنساب بني مخزوم ، عن اسم أبي عمرو بن حفص فقال: أحمد، و أمه درة بنت خزاعي بن الحارث بن حويرث الثقفي.
روى علي بن رباح، عن ناشرة بن سمي اليزني، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول يوم الجابية و هو يخطب: «إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ من خالد بن الوليد؛ إني أمرته أن يحبس هذا المال على المهاجرين فأعطاه ذا البأس، و ذا الشرف، و ذا اللسان، فنزعته، و أثبت أبا عبيدة بن الجراح فقام أبو عمرو بن حفص فقال: و الله ما عدلت يا عمر؛ لقد نزعت عاملاً استعمله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و غمدت سيفاً سله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و وضعت لواء نصبه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و لقد قطعت الرحم. و حسدت ابن العم، فقال عمر: «إنك قريب القرابة حديث السن، مغضب في ابن عمك».
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم، و هذا أبو حفص هو زوج فاطمة بنت قيس، و يرد ذكره أيضاً.
43- أَحْمَرُ بْنُ جِزِيٍّ (2)
(ب د ع) أحْمَر، آخره راء، هو ابن جِزِي بن شهاب بن جزء بن ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان الربعي السدوسي؛ قاله ابن منده و أبو نعيم عن البخاري.
و قال ابن عبد البر: أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان، مولى الحارث السدوسي، قال: و قال الدارقطني: جِزِيّ بكسر الجيم و الزاي.
قلت: روى عنه الحسن البصري وحده، أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن المخزومي بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، أخبرنا أبو موسى، حدثنا
ص: 175
عبد الرحمن بن مهدي، أنبأنا عباد بن راشد قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أحمر صاحِبُ رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال «إِنْ كُنَّا لِنَأْوِيَ (1) لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مِمَّا يُجَافِي مِرْفَقَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ».
أخرجه ثلاثتهم .
44- أَحْمَرُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ (2)
(د ع) أحْمَر مولى أم سلمة.
روى جبارة بن مغلس، عن شريك، عن عمران النخلي، عن أحمر مولى أم سلمة قال:
«كُنتُ مَعَ النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في غَزَاةٍ، فَمَرَرْنَا بِوَادٍ أَوْ نَهْرٍ، فَكُنتُ أَعَبرُ النَّاسَ، فَقَالَ النَّبِيُّ مَا كُنتُ في هَذَا اليَوْمِ إِلَّا سَفِينَةً» (3)
هذا حديث مشهور عن جبارة، و خالفه غيره عن شريك.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
عمران النخلي: بالنون و الخاء المعجمة.
45- أَحْمَرُ بْنُ سَلِيم (4)
(س) أحْمَر بن سليم. و قيل: سليم بن أحمر. رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و روى عنه يزيد بن الشُّخير، ذكره ابن منده في تاريخه.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
46- أَحْمَرُ بنُ سَوَاءٍ (5)
(د ع) أحْمَر بن سَوَاء بن عَدِي بن مُرَّة بن حُمْران بن عوف بن عمرو بن الحارث بن
سدوس السدوسي، عداده في أهل الكوفة، تفرد بالرواية عنه إياد بن لقيط.
روی ابن منده بإسناده عن الحسن بن محمد بن علي الأزدي، حدثنا أبي قال: حدثنا العلاء بن المنهال، عن إياد بن لقيط، عن أحمر بن سواء السدوسي أنه كان له صنم يعبده، فعمد إليه فألقاه في بئر، ثم أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فبايعه.
ص: 176
قال ابن مَنْدَه: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، و العلاء بن المنهال كوفي يجمع حديثه، لم يكتبه إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
47- أَحْمَرُ أَبُو عَسِيبٍ (1)
(ب د ع) أحْمَر أبو عَسِيب مولى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم روى عنه أبو عمران الجوني، و حازم بن القاسم، مختلف في اسمه، روى يزيد بن هارون، عن أبي نصيرة مسلم بن عبيد، عن أبي عسیب مولی رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السلام بالحُمَّى وَ الطَّاعُونِ، فَأَمْسَكَتِ الحُمَّى بِالمَدِينَةِ، وَ أُرْسِلَتِ الطَّاعُونُ إِلَى الشَّامِ، وَ هِيَ رَحْمَةٌ لأُمَّتِي وَ رِجْسٌ عَلَى الكُفَّارِ» (2).
أخرجه ثلاثتهم.
نُصَيْرَة: بضم النون، و فتح الصاد المهملة.
48- أَحْمَرُ بْنُ قَطَن (3)
أحْمَرُ بن قَطَن الهَمْدَانيّ. شهد فتح مصر؛ يقال: له صحبة، قاله الأمير أبو نصر بن ماكولا عن ابن يونس.
49- أَحْمَرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (4)
49 (د ع) أحْمرُ بن مُعَاوِيَة بن سليم بن لأيْ بن الحارث بن صريم بن الحارث، و هو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم يكنى: أبا شِعْبل. كتب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم له و لابنه كتاب أمان، و كان وافد بني تميم، و قد اختلف في اسمه؛ قال أبو الفتح الأزدي: مرة، يُعد في الكوفيين، حديثه عند أولاده، يرويه محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن سواء بن شعبل بن أحمر بن معاوية، عن أبيه عن جده أن أحمر وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان وافد بني تميم فكتب له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتاباً، و لابنه شعبل، و كان يكنى بأبي شعيل: «هَذَا كِتَابٌ لِأَحْمَرِ بْنِ
ص: 177
مُعَاوِيَةَ، وَ شِعْبِلِ بْنِ أَحْمَرَ في رِحَالِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ، فَمَنْ آذَاهُمْ فَذِمَّةُ اللَّهَ مِنْهُ خَلِيَّةٌ، إِنْ كَانُو صَادِقِينَ» وَ كَتَبَ علي بن أبي طالب، و ختم الكتاب بخاتم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال أبو نعيم: كذا قال محمد بن عمر، و أرى فيه إرسالاً، و ذكر أنه غريب لا يعرف إلا مر هذا الوجه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
شِعْبل: ضبطه محمد بن نقطة بكسر الشين المعجمة.
50- الأَحْمَرِيُّ (1)
(د ع) الأحْمَري يقال: إنه أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، يعد في المدنيين.
روى حديثه إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن أبي سفيان، عن أبيه عن الأحمري قال: «كُنْتُ وَ عَدْتُّ امرأتي بِعُمْرَةٍ، فغزوت ، فوجدت من ذلك وجداً شديداً، و شكوت ذلك إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: مُوْهَا فَلْتَعْتَمِرْ في رَمَضَانَ؛ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ حَجَّةٌ» (2).
أخرجه أبو نعيم و ابن منده.
و قيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حُصَيْن بن عُبَادَة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، أبو بحر التميمي السعدي.
أدرك النبي و لم يره، و دعا له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فلهذا ذكروه، و أمه امرأة من باهلة.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن المثنى، أنبأنا حجاج، حدثنا ابن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال:
«بينما أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان، إذ أخذ رجل من بني ليث بيدي فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال : أ تذكر إذ بعثني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى قومك، فجعلت أعرض عليهم الإسلام و أدعوهم إليه ، فقلت أنت: إنك لتدعو إلى خير، و تأمر به، و إنه ليدعو إلى الخير، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: اللهم اغفر للأحنف فكان الأحنف يقول: فما شيء من عملي أرجى عندي من ذلك. يعني: دعوة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم» (1).
و كان الأحنف أحد الحكماء الدهاة العقلاء.
و قدم على عمر في وفد البصرة، فرأى منه عقلاً و ديناً و حسن سمت، فتركه عنده سنة، ثم أحضره، و قال: يا أحنف، أ تدري لم احتبستك عندي؟ قال: لا يا أمير المؤمنين قال: إن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و حذرنا كل منافق عليم، فخشيت أن تكون منهم، ثم كتب معه كتاباً إلى الأمير على البصرة يقول له: الأحنف سيد أهل البصرة فما زال يعلو من يومئذ.
و كان ممن اعتزل الحرب بين علي و عائشة رضي الله عنهما بالجمل، و شهد صفين مع علي، و بقي إلى إمارة مصعب بن الزبير على العراق، و توفي بالكوفة سنة سبع و ستين، و مشى مصعب بن الزبير _ و هو أمير العراق لأخيه عبد الله _ في جنازته.
و ذكر أبو الحسن المدائني أنه خلف ولده بحراً و به كان يكنى، و توفي بحر و انقرض عقبه من الذكور، و الله أعلم.
أخرجه ثلاثتهم .
ص: 179
52- الأَحْوَصُ بْنُ مَسْعُود (1)
الأحْوص بن مَسْعُود الأنصَاري، أخو محَيْصَة و حَوَيْصَة ابني مسعود الأنصاري، و يرد نسبه عند أخويه، شهد أحداً و المشاهد بعدها، ذكره ابن الدباغ الأندلسي عن العدوي.
53- أُحَيْحَةُ بْنُ أُمَيَّةَ (2)
(ب س) أحَيْحَةُ بن أُمَيَّة بن خَلَف بن وَهْب بن حُذَافة بن جمع الجمحي أخو صفوان بن أمية. كان من المؤلفة قلوبهم، قال له ابن عبد البر.
و قال أبو موسى فيما استدركه علی ابن منده: قال عبدان: لم تبلغنا له رواية إلا أنه ذكر اسمه، و قال يعني عبدان: حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي أبو سعيد، حدثنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن بشير بن تيم و غيره، قالوا في تسمية المؤلفة قلوبهم منهم: أحيحة بن أمية بن خلف.
54- الأخْرَمُ الأَسَدِيُّ (3)
(ب س) الأخْرَم، بالخاء المعجمة هو الأسدي، من أسد بن خزيمة كان يقال له: فارس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كما كان يقال لأبي قتادة. قتل في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما أغار عبد الرحمن بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على سرح (4) رسول الله سنة ست، روی خبر مقتله سلمة بن الأكوع، في حديث طويل مخرج في الصحيحين، و الأخرم لقب و اسمه: محرز بن نضلة، و سيرد هناك أتم من هذا.
أخرجه أبو عمر و أبو موسی.
55- الأخْرَمُ (5)
(ب دع) الأخْرَم. لا يعرف له اسم، و لا قبيلة، و عداده في أهل الكوفة.
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، و روى حديثه يحيى بن اليمان العجلي، عن رجل من تيم اللات، عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال يوم ذي قار: «اليوم أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم و بي نصروا» (6).
ص: 180
أخرجه ثلاثتهم، و ذكروا هذا الحديث حسب.
56- أَخْرَمُ الهُجَيْمِيُّ (1)
أخْرَم الهُجَيْمي: معدود في الصحابة، من حديث يحيى بن اليمان، عن عبد الله التيمي قاله ابن ماكولا، و يذكر نسبه عند ابنه عبد الله بن الأخرم.
قلت: الذي أظنه أن هذا الهجيمي هو الذي قبله، و لا يعرف له اسم و لا قبيلة؛ لأن الراوي عنهما في الترجمتين عبد الله، و عن عبد الله يحيى، و إنما اتبعت فيهما الأمير أبا نصر بن ماكولا، فإنه ذكرهما في كتابه أحدهما بعد الآخر فلا شك أنه ظنهما اثنين. و الله أعلم.
57- الأخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ (2)
الأخْنَس بن شَرِيق الثقفي، و قد تقدم نسبه في أبي بن شريق، و هو حليف بني زهرة.
58- الأخْنَسُ بْنُ خَبَّابٍ (3)
الأخْنَس بن خَبَّاب السُّلَمِيِّ له صحبة، ذكره أبو عمر في ترجمة معن بن يزيد، و قد ذكرناه في معن أتم من هذا، و هو ممن شهد بدراً
59- الأَدْرَعُ الأَسْلَمِيُّ (4)
(د ع ب) الأدرَع الأسْلَمي، كان في حرس النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم روى عنه سعيد بن أبي سعيد المقْبُري وحده، حديثاً واحداً، و هو قال: «جئت ليلة أحرس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإذا رجل ميت، فقيل، هذا عبد الله ذو البجادين» (5)، و تُوُفِّيَ بالمدينة، و فرغوا من جهازه و حملوه فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «ارْفُقُوا بِهِ رَفَقَ اللهُ بِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ اللهَ وَ رَسُولَهُ» (6).
و هو حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ثلاثتهم.
ص: 181
60- الأدْرَعُ الضَّمْريُّ (1)
(د ع ب) الأدْرَع الضَّمْري أبو الجَعْد. معروف بكنيته، هكذا سماه القاضي أبو أحمد و قال: لم أجد له اسما إلا في كتاب علي بن سعيد العسكري، و قيل: اسمه عمرو و يذكر هناك، إن شاء الله تعالى.
و روي عن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري، و كانت له صحبة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلَاثَاً مِنْ غَيْرِ عُذْرِ طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» (2). هذا حديث مشهور عن محمد بن عمر و عن عبيدة، و رواه صالح بن كيسان عن عبيدة بن سفيان، فقال: عن
عمرو بن أمية الضمري
أخرجه ثلاثتهم.
61- إِدْرِيسُ (3)
(س) إدْرِيس. تقدم ذكره مع أبرهة فيمن قدم من الشام.
أخرجه أبو موسى.
62- أُدَيْمُ التَّغْلِبِيُّ (4)
(ب ع س) أدَيْم التَّغْلَبِيُّ. روى عنه الصُّبيّ بن معبد.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا أبو بكر الطلحي، عن عبيد بن غنام، عن علي بن حكيم، أخبرنا إسرائيل، عن منصور عن أبي وائل، عن الصبي بن معبد قال: «كنت قريب عهد بنصرانية، فأسلمت فأردت الحج ، فسألت رجلا من قومي يقال له: أديم، فأمرني أن أقرن (5)، و أخبرني أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قرن.
و رواه جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن الصبي فقال: عن هُدَيْم بن عبد الله.
ص: 182
و رواه أيضاً شريك، عن منصور، عن أبي وائل، عن الصبي فقال: عن أديم أو هديم.
قال أبو موسى: و لم يذكر أحد منهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و ذكره ابن ماکولا. هديم بالهاء و الدال المهملة.
قال أبو موسى: و المشهور؛ هديم بالهاء و الذال المعجمة.
و التغلبي ذكره أبو نُعَيْم و من تبعه بالثاء المعجمة بثلاث و العين المهملة، و إنما هو بالتاء المثناة من فوقها و الغين المعجمة، لأن بني تغلب كانوا نصارى، و أما بنو ثعلبة فكانوا على دين العرب.
و أُدَيْم بضم الهمزة و فتح الدال، و قيل بفتح الهمزة و كسر الدال.
أخرجه أبو عمر و أبو نعيم، و أبو موسى.
63- أُذَيْنَةُ بْنُ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) أذَيْنةَ بن الحَارِث بن يَعْمَر، و هو الشدَّاخ بن عوف بن كعب بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة الكناني الليثي أبو عبد الرحمن، ذكر هذا السبب ابن منده و أبو نعيم عن البخاري.
و قال ابن عبد البر: أذينة العبدي، والد عبد الرحمن، اختلف فيه فقيل: أذينة بن مسلم العبدي من عبد القيس، و قيل: أذينة بن الحارث بن يعمر، و ساق نسبه إلى كنانة كما تقدم، قال: و الأول أصح قال: و قد قال بعضهم فيه: الشَّنِّي، و لا يصح.
و روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن سلام أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أذينة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْراً مِنْهَا فَلِيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَ لَيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِه» (2) لم يروه هكذا عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص سلام بن سليم.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: من قال: إنه عبدي أصح ، و يقوي ذلك ما رواه ابن حبيب عن ابن الكلبي أنه أذينة بن مسلم العبدي، و قد ذكره أبو أحمد العسكري في عبد القيس، فقال: أذينة العبدي أبو عبد الرحمن بن أذينة، ولي قضاء البصرة للحجاج، و هو ابن سلمة بن الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن بهثَةْ، و كان أذينة رأس عبد القيس في زمن عثمان،
ص: 183
ثم أدرك الجمل فكان له فيه ذكر، قال بعضهم: لا تثبت له صحبة، قال أبو حاتم: هو مرسل، و قال الفضل بن دكين: هو تابعي من أهل الكوفة، و ابن دكين كوفي، و هو أعلم بأهل بلده من غيره، و الله أعلم.
و لعل من يجعله كنانياً اشتبه عليه حيث رأى أنه قد اشتهر ذكر ابن أذينة الشاعر الكناني، فيظن هذا أباه و ليس كذلك (1).
و قال ابن منده و أبو نعيم في سياق نسبه: العنبري بالنون و الراء، و هذا من أغرب ما يقال، بينما يجعلانه ليثياً من كنانة إلى أن يجعلاه عنبرياً من تميم، و لا شك أنهما قد صحفا عبدياً فجعلاه عنبرياً.
و قد ذكره البخاري فقال: أذينة العبدي، يروي عن عمر، روى عنه ابنه عبد الرحمن و يروي عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مرسلاً.
اخرجه ثلاثتهم
64- أَرْبَدُ بْنُ حُمَيِّرٍ (2)
(د ع) أرْبَد بن حُمَيِّر و قيل: ابن حمزة.
رویى وهب بن جرير، عن أبيه عن ابن إسحاق قال: و ممن هاجر مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أربد بن حمیر.
و قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: أربد بن حمزة.
و رواه ابن سعد عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فيمن شهد بدراً: أربد بن حمير يعني: بضم الحاء المهملة، و فتح الميم، و تشديد الياء و آخره راء، قاله الأمير أبو نصر بن ماكولا.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
65- أَرْبَدُ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ (3)
(س) أَرْبَدُ خادم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ص: 184
أخبرنا أبو موسى إجازة قال: أربد خادم رسول الله، ذكره أبو عبد الله بن منده في التاريخ و قال: روى حديثه أصبغ بن زيد، عن سعيد بن راشد، عن زيد بن علي، عن جدته فاطمة بحديث له فيه ذكر.
أخرجه أبو موسى.
66- أَرْبَدُ بْنُ مَخْشِيٍّ (1)
أرْبَدُ بن مَخْشيَّ و قيل: سويد بن مخشي، له صحبة، و هو طائي، ذكره أبو معشر و غيره فيمن شهد بدراً.
ذكره أبو عمر في ترجمة سويد، و ذكره أبو أحمد العسكري أيضاً.
67- أَرْطَاةُ الطَّائِيُّ (2)
(د ع) أرْطَاة الطَّائِّي، و قيل: أبو أرطاة، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مبشراً بفتح ذي الخلصة فسماه بشيراً.
روى قيس بن الربيع عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه إلى ذي الخلصة يهدمها، قال: فبعث إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بريداً يقال له: أرطاة، فجاء فبشره، فخرَّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ساجداً.
و رواه محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن إسماعيل فقال: أبو أرطاة.
و قال أكثر أصحاب إسماعيل: فبعث جرير رجلا يقال له حصين بن ربيعة الطائي، و هو الصحيح.
و ذكره أبو عمر في حصين، و سيرد هناك، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نُعَيْمٍ.
68- أرْطَاةُ بْنُ كَعْبٍ (3)
(س) أَرْطَاة بن كَعْب بن شَرَاحِيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَّخْع بن عمرو بن عُلَة بن جَلْد بن مالك بن أُدَد.
وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و فعقد له لواء شهد به القادسية فقتل، فأخذه أخوه زيد بن كعب فقتل،
ص: 185
ثم أخذه قيس بن كعب فقتل، و يجتمع هو و الحجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل في شراحيل.
ذكره أبو موسى في ترجمة أوس بن جهيش، و لم يفرده بترجمة.
69- أَرْطَاةُ بْنُ المُنذِر (1).
(س) أَرْطَاةُ بن المنْذِر.
أخبرنا أبو موسى إجازة قال: قال عبدان المروزي: أرطاة بن المنذر السكوني، و كانت له صحبة، و قال: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا مسلمة بن علي حدثنا نصر بن علقمة، عن أخيه عن ابن عائذ، عن أرطاة بن المنذر السكوني قال: «لَقَدْ قَتَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم تَسْعَةً وَ تِسْعِينَ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَ مَا أُحِبُّ الي قَتَلْتُ مِثْلَهُمْ، وَ أَنِّي كَشَفْتُ قِنَاعَ مُسْلِمٍ».
قال عبدان، قال محمد بن علي بن رافع: الصحيح لقيط بن أرطاة السكوني، و ليس لأرطاة بن المنذر معنى:
قال أبو موسى: و قول هذا الرجل صحيح، قال: يدل عليه ما أخبرنا أبو غالب الكشودي، أخبرنا أبو بكر بن ربذة، أخبرنا الطبراني، أخبرنا أحمد بن المعلا الدمشقي و الحسن بن إسحاق التستري، قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا مسلمة بن علي، حدثنا نصر بن علقمة عن أخيه، يعني محفوظاً، عن ابن عائذ، و اسمه عبد الرحمن بن لقيط بن أرطاة السكوني أن رجلاً قال له: إن جاراً لنا يشرب الخمر و يأتي القبيح، فارفع أمره إلى السلطان، فقال له: «قتلت تسعة و تسعين» و ذكر مثله.
قال أبو موسى: و لا أدري كيف وقع الطريق للأول لأن عبدان قد رواه بعقبه عن هشام بن عمار أيضاً، فقال فيه: لقيط بن أرطاة، و لعله أخطأ فيه مرة، و أرطاة يروي عن التابعين و أتباعهم، و فيه من الثقات الشاميين لم يلق أحداً من الصحابة فكيف بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و مسلمة: يعرف بابن علي بضم العين، و كان يكره أن يصغر اسم أبيه.
أخرجه أبو موسى.
ص: 186
70- الأرْقَمُ بن أَبي الأَرْقَمِ (1)
(د ب ع ) الأرْقَم بن أبِي الأرْقَم، و اسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، و أمه أميمة بنت عبد الحارث، و قيل اسمها: تماضر بنت حذيْمَ من بني سهم، و قيل اسمها: صفية بنت الحارث بن خالد بن عمير بن غُبْشَان الخزاعية، يكنى أبا عبد الله.
كان من السابقين الأولين إلى الإسلام. أسلم قديماً، قيل: كان ثاني عشر. و كان من المهاجرين الأولين، و شهد بدراً و نفله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم منها سيفاً، و استعمله على الصدقات، و هو الذي استخفى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في داره، و هي في أصل الصفا، و المسلمون معه بمكة لما خافوا المشركين، فلم يزالوا بها حتى كملوا أربعين رجلاً، و كان آخرهم إسلاماً عمر بن الخطاب فلما كملوا به أربعين خرجوا.
و قال أبو عمر: ذكر ابن أبي خيثمة أن أبا الأرقم والد الأرقم أسلم أيضاً، و روي من بني مخزوم، و هذا غلط.
قال: و غلط أبو حاتم الرازي و ابنه فجعلاه والد عبد الله بن الأرقم، و ليس كذلك؛ فإن عبد الله بن الأرقم زهري؛ فإنه عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة، و كان عبد الله على بيت المال لعثمان بن عفان، رضي الله عنه.
و روى يحيى بن عمران بن عثمان بن عفان بن الأرقم الأرقمي، عن عمه عبد الله بن عثمان، و عن أهل بيته عن جده عثمان بن الأرقم عن الأرقم: أنه تجهز يريد البيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يودعه فقال: ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟ قال: لا يا رسول الله، بأبي أنت و أمي، ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: صَلاةَ في مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِمَا سِوَاهُ مِنَ المَسَاجِدِ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ. قال: فَجَلَسَ الأَرْقَمُ» (2).
ص: 187
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن هشام بن زياد، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، عن أبيه، و كان من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«إِنَّ الَّذِي يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الجُمْعَةِ وَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ، بَعْدَ خُرُوجِ الإِمَامِ كَالجار قُصْبَهُ (1) في النَّارِ» (2).
و قال عثمان بن الأرقم: توفي أبي الأرقم سنة ثلاث و خمسين و هو ابن ثلاث و ثمانين سنة، و قيل توفي سنة خمس و خمسين، و هو ابن بضع و ثمانين سنة، و أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص، و كان سعد بالعقيق، فقال مروان: يحبس صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لرجل غائب؟ و أراد الصلاة عليه، فأبي عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، و قامت معه بنو مخزوم، و وقع بينهم كلام، ثم جاء سعد فصلى عليه.
و قد ذكر أبو نعيم أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق. و الأول أصح. و دفن بالبقيع.
أخرجه ثلاثتهم.
71- الأَرْقَمُ بْنُ جُفَيْنَةَ (3)
(د ع) الأرْقَمُ بن جُفَيْنة التَّجَيْبي. من بني نصر بن معاوية شهد فتح مصر، له ذكر و عقب بمصر. قاله ابن منده، و رواه عن أبي سعيد بن يونس، عداده في الصحابة، روى حديثه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن الأرقم بن جفينة، عن أبيه أنه تخاصم إلى عمر هو و ابنه.
قال أبو نعيم: لم يذكره أحد من المتقدمين و ذكره بعض المتأخرين، يعني: ابن منده، و لم يخرج له شيئاً، و أحال به على أبي سعيد بن عبد الأعلى، و ذكر أنه ممن شهد فتح مصر، لا يعرف له اسم و لا ذكر في حديث.
ص: 188
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
72- الأَرْقَمُ النَّخْعِيُّ (1)
(س) الأرْقَمِ النَّخْعي، و اسمه أوس بن جهيش بن يزيد النخعي.
أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو علي الحداد إذناً، عن كتاب أبي أحمد العطار، و حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا عمر بن الحسن بن مالك، حدثنا المنذر القابوسي، حدثنا الحسين، حدثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن عبد الرحمن بن عابس النخعي، عن قيس بن كعب أنه وفد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من النخع أخوه أرطاة بن كعب بن شراحيل و الأرقم، و اسمه: أوس بن جهيش بن يزيد، و كانا من أجمل أهل زمانهما و أنظفه، فدعاهما إلى الإسلام، فأسلما، و أعجب بما رأى منهما، فقال: «هَلْ خَلَقْتُمَا مِنْ وَرَائِكُمَا مِثْلَكُمَا؟ قَالا: يَا رَسُولَ الله، قَدْ خَلَفْنَا مِنْ قَوْمَنَا سَبْعِينَ، مَا يُشْرِكُونَا فِي الأَمْرِ إذَا كَانَ، فَدَعَا لَهُمَا بِخَيْرٍ، وَ كَتَبَ لأَرْطَاةَ كِتاباً وَ عَقَدَ لَهَا لَوَاءٌ، وَ شَهِدَ بِذَلِكَ اللِّوَاءَ يَوْمَ القَادِسِیَّة، فَقُتِلَ، فَأَخَذَ اللّواءَ أَخُوهُ زَيْدٌ، فَقُتِلَ. ثُمَّ أَخَذَهُ أَخُوهُ قَيْسُ بْنُ كَعْبٍ، وَ قَالَ رَسُولُ الله: «اللَّهُمَّ بَارِكْ في النَّخْعِ، وَ دَعَا لَهُمْ بِخَيْرِ» (2).
قال ابن عابس: و حدثني أبي، عن زرارة، عن قيس بن كعب أنه وفد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم، و كتب له كتاباً و دعا له فيه. ذكره أبو موسى فيما فات ابن منده هكذا، و قد نسبه ابن حبيب عن ابن الكلبي، و لم يسم الأرقم أوساً؛ إنما قال: فولد بكر، يعني ابن عوف بن النخع، مالكاً و الشيطان و مرسوعاً منهم الأرقم و هو جهيش بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن نسي بن ياسر بن جشم بن مالك بن بكر الوافد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و يقوي هذا أن ابن منده قد ذكر جهيش بن أوس النخعي، و سيرد في بابه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
73- أرْمَى بنُ أَصْحَمَة (3)
(س) أَرْمَى بن أَصْحَمَة النَّجاشِيَ ابن بحر.
أخبرنا أبو موسى إجازة قال: قال محمد بن إسحاق بن يسار: النجاشي أصحمة و هو
ص: 189
بالعربية: عطية، و إنما النجاشي اسم الملك كقولك: كسرى قال: و ذكر الإمام أبو القاسم إسماعيل: يعني ابن محمد بن الفضل شیخه، رحمة الله عليه، في المغازي عمن ذكر أن السنة السابعة كتب فيها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الكتب إلى الملوك، و بعث إليهم الرسل، يدعوهم إلى الله عز و جل، فقيل: إنهم لا يقرأون كتاباً إلا بخاتم، فاتخذ خاتماً من فضة نقش فيه: «مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله» يختم به الصحف، و بعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي أصحمة بن بحر، كتب إليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«سِلْمٌ أَنْتَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ الله المَلِكَ القُدُّوسَ السَّلَامِ المُؤْمِنَ المُهَيْمَنَ العَزِيزَ الجَبَّار المُتَكَبِّر، وَ أَشْهَدُ أَنَّ عِيسَى رُوحُ الله، وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمْ البَتُولِ الطَّيِّبَةِ الحَصِينَةِ، فَحَمَلَتْ بِعِيسَى فَخَلَقَهُ مِنْ رُوحِهِ، وَ خَلَقَهُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَ نَفَخَهُ، وَ إِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللَّه تَعَالَى، وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ ابْنَ عَمِّي جَعْفَراً وَ مِنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَدَعِ التَّجَبُّرَ و اقْبَلْ نُصْحِي، وَ السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى» (1). فقرأ النجاشي الكتاب و كتب جوابه:
«بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليك يا نبي الله و رحمته و بركاته الذي لا إله إلا هو، الذي هداني إلى الإسلام. أما بعد، فقد أتاني كتابك فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء و الأرض إن عيسى لا يزيد على ما قلت ثفروقاً (2)، و إنه كما قلت، و لقد عرفنا ما بعثت به إلينا، و لقد قربنا ابن عمك و أصحابه، و أشهد أنك رسول الله صادقاً مصدوقاً، و قد بايعتك، و بايعت ابن عمك، و أسلمت على يديه الله رب العالمين، و بعثت إليك بابني أرمى بن الأصحم، فإني لا أملك إلا نفسي، و إن شئت أن آتيك يا رسول الله فعلت، فإني أشهد أن ما تقوله حق، و السلام عليك يا رسول الله».
فخرج ابنه في ستين نفساً من الحبشة في سفينة في البحر، فلما توسطوا البحر غرقوا كلهم.
أخرجه أبو موسى.
74- أزاذ مرد (3)
(د ع) أزاذ مرد. بعد الألف زاي، هو ابن هرمز الفارسي، من أساورة كسرى.
ص: 190
أدرك أيام النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يره.
روى حديثه عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن جرير بن يزيد بن حرير البجلي، عن أبيه. عن جده، جرير بن عبد الله، عن أزاذ مرد قال:
«بينما أنا على باب كسرى ننتظر الإذن، فأبطأ علينا الإذن و اشتد الحر، و ضجرنا، فقال رجل من القوم: لا حول ورلا قوة إلا بالله ما شاء الله كان، و ما لم يشأ لم يكن، فقال رجل من القوم: تدري ما قلت؟ قال: نعم. إن الله عز و جل يفرج عن صاحبها. ثم ذكر حديثاً طويلاً في أن بعض الجن شاركه في زوجته و أنه كان يتشبه به، و أنه صعد به إلى السماء يسترق السمع، فبلغا السماء الدنيا، فسمعا صوتاً من السماء: لا حول و لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان ما لم يشأ لم يكن، فسقطا ثم حمله الجني إلى بيته، ثم إن الجني عاد إلى امرأة الفارسي، فقال الفارسي: «لا حول و لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان ما لم يشأ لم يكن» فلم يزل الجني يحترق حتى صار رماداً .
و قد رواه سليمان بن إبراهيم بن جرير عن أبيه عن جده جرير بن عبد الله قال:
«كنت بالقادسية فسمعني فارسي و أنا أقول: «لا حول و لا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقال: لقد سمعت هذا الكلام من السماء» و ذكر الحديث بطوله، و لم يذكر أزاذ مرد.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
75- أَزْدَاذُ (1)
(د ع) أزداذ و قيل: يزداد بن عيسى؛ قال البخاري: هو مرسل لا صحبة له، و قال غيره: له صحبة.
روى زكرياء بن إسحاق، عن عيسى بن أزداذ عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان إذا بال يَنْتُر ذكره ثلاثاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
76- أَزْهَرُ بْنُ حُمَيْضَةَ (2)
(ب) أَزْهَر بن حُميْضة، في صحبته نظر، روى عن أبي بكر الصديق.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
ص: 191
77- أَزْهَرُ بْنُ عَبْدَ عَوْفٍ (1).
(ب د ع) أَزْهَر بن عَبْد عوْف بن عبد بن الحارث بن زُهْرَة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري عم عبد الرحمن بن عوف، و والده عبد الرحمن بن أزهر الذي يروي عنه ابن شهاب.
روى أبو الطفيل عن ابن عباس قال: «امتريت (2) أنا و محمد ابن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة بن عبيد الله، و عامر بن ربيعة، و أزهر بن عبد عوف أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دفعها إلى العباس يوم الفتح».
و روي عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب بعث أربعة من قريش؛ فنصبوا أعلام الحرم: مخرمة بن نوفل، و أزهر بن عبد عوف، و سعيد بن يربوع و حويطب بن عبد العزي.
أخرجه ثلاثتهم.
78- أَزْهَرُ بْنُ قَيْسٍ (3)
(ب س) أَزْهَرُ بن قَيْس أبو الوليد.
روى عنه حرِيزُ بن عثمان، لم يرو عنه غيره، قاله ابن عبد البر: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يَتَعَوَّذُ من فِتْنَةِ المَغْرِبِ.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى (4).
79- أَزْهَرُ بْنُ مِنْقَرٍ (5)
(د ب ع) أَزْهَرُ بن منْقَر. من أعراب البصرة، حديثه قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله و سلّم وَ صَلَّيْتُ خَلْفَهُ، فسمعته يفتتح القراءة بالحمد لله رب العالمين و يسلم تسليمتين».
ص: 192
80- إِسَافُ بْنُ أَنْمَارٍ (1)
(د ع) إِسَافُ بن أنْمَار و إسَافُ بن نِهيك. لهما ذكر في حديث رافع بن خديج في المزارعة الذي رواه أيوب بن عتبة عن أبي النجاشي، عن رافع، قال: حدثني عمي ظُهير أنه قال: يا ابن أخي، لقد نهى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن نكري محاقلنا فسمعه رجل من بني سليم يقال له: إساف بن أنمار، فقال: [الطويل]
لَعَلَّ ضِرَاراً أَنْ تَبِيدَ بِئَارُهَا *** وَ تَسْمَعَ بِالرَّيَّانِ تَعْوِي ثَعَالِبُهُ
فقال شاعرنا إساف بن نهيك أو نهيك بن إساف: [الطويل]
لَعَلَّ ضِرَاراً أَنْ تَعِيشَ بِئَارُهَا *** وَ تَسْمَعَ بِالرَّيَّانِ تُبْنَى مَشَارِبهْ
أخرجه ابن مَنْدَةْ و أَبُو نُعَيْمٍ.
81- إسَافُ بْنُ نَهِيكٍ (2)
(د ع) إِسَافُ بن نَهِيك أو نهِيك بن إساف. له ذكر في الحديث المتقدم.
أخرجه ابن منده و أبو نُعَيْمٍ.
82- أُسَامَةُ بْن أَخْدَرِيِّ (3)
(د ب ع) أسَامَةُ بن أخْدَرِي الشَّقَري. و اسم شَقِرة: الحارث بن تميم بن مر، كذا قال ابن عبد البر.
و قال هشام الكلبي: اسم شقيرة: معاوية بن الحارث بن تميم، و إنما سمي شقرة ببيت قاله: [الطويل]
وَ قَدْ أَحْملُ الرُّمحْ الأَصَمَّ كُعُوبهُ *** بهِ مِنْ دِمَاءِ الحَيِّ كالشَّقرَاتِ
ص: 193
و الشقرات: شقائق النعمان؛ كان النعمان قد حمى أرضاً و أنبته فيها، فنسبت إليه.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا يحيى بن جعفر، أخبرنا علي بن عاصم، أخبرنا بشير بن ميمون، حدثني أسامة بن أخدري قَالَ:
«قدم الحي من شقرة على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فيهم رجل ضخم اسمه: أصرم قد ابتاع عبداً حبشياً، قال: يا رسول الله: سمِّه وادع له، قال: ما اسمك؟ قال أصرم. قال: بل زُرْعة، قال: ما تریده؟ قال: أريده راعياً، فقال النبيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم بأصابعه و قبضها، و قال: هو عاصمٌ، هو عاصم» (1).
و نزل أسامة بن أخدري البصرة، و ليس له إلا هذا الحديث الواحد.
أخرجه ثلاثتهم.
83- أَسَامَةُ بْنُ خُزَيْمٍ (2)
(ب) أَسَامَةُ بن خُزَيْم. روى عن مُرَّة روى عنه عبد الله بن شقيق. لا تصح له صحبة.
أخرجه أبو عمر.
84- أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ (3)
(د ب ع) أسَامَةُ بن زَيْد بن حارثة بن شَرَاحِيل بن كعب بن عبد العُزَّى بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ودَّ بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة الكلبي.
ص: 194
و قد ذكر ابن منده و أبو نُعَيْم في نسبه ابن رفيدة بن لؤي بن كلب و هو تصحيف، و إنما هو ثور بن كلب، لا شك فيه.
أمه أم أيمن الحاضنة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فهو و أيمن أخوان لأم. يكنى أسامة: أبا محمد، و قيل: أبو زيد، و قيل: أبو يزيد، و قيل: أبو خارجة، و هو مولى رسول الله من أبويه، و كان يسمى. حبَّ رسول الله.
روى ابن عمر أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّ أَسَامَةَ بْنَ زَيْدِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، أَوْ مِنْ أَحَبَّ النَّاسَ إلَيَّ، وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ، فَأَسْتَوْصُوا بِهِ خَيْراً» (1).
و استعمله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ابن ثماني عشرة سنة.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب الموصلي، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن طوق، حدثنا أبو جابر يزيد بن عبد العزيز بن حيان، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن عمار، أخبرنا معافى بن عمران عن شريك، عن ابن عباس عن ذَرِيح عن البهي عن عائشة قالت: «عثر أسامة بِأَسْكُفَّةِ (2) الباب، فَشُجَّ في وَجْهِهِ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أميطي (3) عَنْهُ، فَكَأَنِّي تَقَذَرْتُهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهَ يَمُصُّه ثُمَّ يَمُجُّهُ، و قالَ لَوْ كَانَ أَسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَ حَلَّيْتُهُ حَتَّى يَنْقَةٌ (4)» (5).
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ إجازة، إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو الحسن بن رزقويه، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، أخبرنا الرمادي، أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد «أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رَكِبَ على حمارٍ عليه قطيفةٌ، و أردف وراءه أسامةَ، و هو يعود سعدَ بْنَ عبادةَ، قبل وقْعة بَدْرٍ».
و لما فرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف.
(1) أخرجه بنحوه أحمد 96/2 و الحاكم 596/3 ، و الطبراني في الكبير 122/1، و الطيالسي كما في منحة المعبود رقم 2522.
(2) الأَسْكُفَةُ و الأسْكوفة: عتبة الباب التي يوطأ عليها، اللسان 2049/3.
(3) أي نَحِّي، النهاية 380/4.
(4) نَقِه المريض يَنْقَهُ فهو نَاقِهٌ إذا برأ و أفاق النهاية 111/5.
(5) أخرجه أحمد (139/6) و ابن ماجة (635/1) كتاب النكاح باب الشفاعة في التزويج رقم (1976) و ذكره العراقي في المغني عن حمل الأسعار 218/2 و ابن بدران في تهذیب ابن عساکر 398/2.
ص: 195
و فرض لابنه عبد الله بن عمر ألفين، فقال ابن عمر: فضَّلْتَ عليّ أسامة و قد شهدت ما لم يشهد؟: فقال إن أسامة كان أحب إلى رسول الله منك، و أبوه كان أحب إلى رسول الله من أبيك.
و لم يبايع علياً، و لا شهد معه شيئاً من حروبه؛ و قال له: لو أدخلت يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها، و لكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حين قتلت ذلك الرجل الذي شهد أن لا إله إلا الله و هو ما أخبرنا به أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين البغدادي، بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن أسامة بن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أسامة بن زيد قال: أدركته، يعني، كافراً كان قتل في المسلمين في غزاة لهم، قال: «أدركته أنا و رجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح قال: «أشهد أن لا إله إلا الله، فلم نبرح عنه حتى قتلناه، فلما قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أخبرناه خبره فقال: يَا أَسَامَةُ، مَنْ لَكَ بِلَا إِله إِلَّا الله؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذاً مِنَ القَتْلِ، فَقَالَ: مِنْ لَكَ يَا أَسَامَةُ بِلَا إِله إِلَّا اللَّهِ؟ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا زَالَ يُرَدُّدُهَا عَلَي حَتَّى وَدِدتُ أَنَّ مَا مَضَى مِنْ إِسْلَامِي لَمْ يَكُنْ، وَ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ، فَقُلْتُ: «أَعْطَى اللَّه عَهْداً أَنْ لا أَقْتُلَ رَجُلا يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله» (1).
و روی محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله قال: «رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعی مرْوان إلى جنازة ليصلي عليها، فصلى عليها ثم رجع، و أسامة يصلي عند باب بيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال له مروان: إنما أردت أن يرى مكانك فعل الله بك و فعل، و قال قولاً قبيحاً، ثم أدبر، فانصرف أسامة و قال: يا مرْوان، إنك آذيتني، و إنك فاحش متفحش، و إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ» (2).
و كان أسامة أسود أفطس، و توفي آخر أيام معاوية سنة ثمان أو تسع و خمسين، و قيل: توفي سنة أربع و خمسين، قال أبو عمر: و هو عندي أصح، و قيل: توفي بعد قتل عثمان بالجرف، و حمل إلى المدينة.
روى عنه أبو عثمان النهدي، و عبد الله بن عبد الله بن عتبة و غيرهما.
ص: 196
أخرجه ثلاثته.
قلت: قد ذكر ابن منده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أمَّرَ أسامة بن زيد على الجيش الذي سيره إلى مؤتة في عله التي توفي فيها. و هذا ليس بشيء؛ فإن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم استعمل على الجيش الَّذي سَارَ إلى مُؤْتَةَ أَباه زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فقال: إِنْ أُصِيبَ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِب، فَإِنْ أُصِيبَ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَة، وَ أَمَّا أَسَامَةُ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله و سلّم اسْتَعْمَلَهُ عَلَى جَيْشِ وَ أَمَّرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى الشَّامِ أَيْضَاً، وَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ المَرَضُ بِرَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم أَوْصَى أَنْ يَسِيرَ جَيْشُ أسَامَةَ، فَسَارُوا بَعْدَ مَوْتِهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم، وَ لَيْسَتْ هَذِهِ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، وَ اللَّهُ أَعْلَمُ (1).
85- أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكِ (2)
(د ب ع) أَسَامَةُ بن شَرِيْكَ الثَّعْلبيّ. من بني ثعلبة بن يَرْبوع؛ قاله أبو نعيم. و قال أبو عمر: من بني ثعلبة بن سعد، و يقال: من ثعلبة بن بكر بن وائل، و قال ابن منده: الذبياني الغطفاني أحد بني ثعلبة بن بكر، عداده في أهل الكوفة.
أخبرنا أبو الفضل الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة و المسعودي، عن زياد بن علاقة قال: سمعت أسامة بن شريك يقول:
أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فجاءته الأعراب من جوانب يسألونه عن أشياء لا بأس بها. فقالوا: يَا رَسُولَ الله علينا من حَرَج في كذا، علينا من حَرَج في كذا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عِبَادَ الله، وَضَعَ الله الحَرَجَ أَوْ قَالَ : رَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الحَرَجَ إِلَّا مَنْ اقْتَرَضَ أَمْراً ظُلْماً ، فَذَلِكَ الَّذِي حَرَجَ وَ هَلَكَ» (3). وَ رَوِيَ: إِلَّا مَنِ اقْتَرَضَ مِنْ عَرْضِ أَخِيهِ، فَذَلِكَ الَّذي حَرَجَ وَ سَألوه عن الدواء فقال: عِبَادَ الله تَدَاوَوْا؛ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً إِلَّا الهَرَمَ، و سئل: ما خير ما أعطي الرجل؟ قال: خُلُقٌ حَسَنُ» (4). رواه الأعمش و الثوري و مسعر
ص: 197
و ابن عيينة و مالك بن مغول و غيرهم كلهم عن زياد عن أسامة، و خالفهم وهب بن إسماعيل الأسدي الكوفي فرواه عن محمد بن قيس الأسدي، فقال: عن رياد عن قطبة بن مالك، و الأول أصح.
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول ابن منده فيه نظر؛ فإنه إن كان غطفانياً، فيكون من ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن رَيْث بن غطفان، فكيف يكون من ثعلبة بن بكر بن وائل، و أولئك من قيس عيلان من مضر، و بكر بن وائل من ربيعة؟ هذا متناقض، و إنما الذي قاله أبو عمر مستقيم فإنه قد قيل إنه من ذبيان، و قيل من بكر، و لا مطعن عليه، و قول أبي نعيم: إنه من ثعلبة بن يربوع، فليس بشيء، لأنه يكون من تميم، و لم يقله أحد يعول عليه؛ إنما الصواب إنه من ثعلبة بن سعد، و الله أعلم.
86- أَسَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ (1)
(أ ب ع) أسَامَةُ بن عُمير بن عامر بن أقيْشر، و اسم أقيشر: عمير بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناحيه بن عمرو بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هُذَيل بن مدركة بن إلياس بن مصر الهذلي. ذكره ابن الكلبي، و هو والد أبي المليح الهذلي.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عفان، أخبرنا همام، حدثنا قتادة عن أبي المليح عن أبيه.
«أن يوم حنين كان مطيراً، فأمر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم منادیه أن وصلوا في الرحال».
روى هذا الحديث ابن منده، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الوليد بن عَبَدَةَ الباهلي، عن أبي المليح، عن أبيه.
و قال أبو نعيم: عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن أبي أسامة، عن عامر بن عبدة
ص: 198
الباهلي، عن أبي المليح، عن أبيه قال: و وهم فيه بعض الواهمين، يعني ابن منده، عن أبي أسامة فقال: عن الوليد بن عبدة، و هو كوفي، و إنما هو عن عامر بن عبدة و قيل: عبادة.
أخبرنا يحيى بن مسعود الأصفهاني فيما أذن بإسناده، عن ابن أبي عاصم، حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، أخبرنا محمد بن حمران، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة عن أبي المليح، عن أبيه قال:
«كنت ردف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فعثر بعيرنا فقلت: تعِس الشيطان، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ؛ فَإِنَّهُ يَعْظُمُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ البَيْتِ، وَ يَقُولُ: بِقُوَّتِي، وَلَكِنْ قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يصْغُرُ حَتَّى يَصِيرَ مِثْلَ الذُّبَابِ» (1).
أخرجه ثلاثتهم.
كبير: بالباء الموحدة، و أقيشر: بضم الهمزة، و فتح القاف، و بعدها ياء تحتها نقطتان ثم شين معجمة وراء.
87- أَسَامَةُ بْنُ مَالِكِ (2)
(س) أَسَامَةُ بنُ مَالِك أبو العُشَرَاء الدَّارمِي.
قال الحافظ أبو موسى: ذكر عبدان بن محمد المروزي أنه من الصحابة، و وهم في ذلك؛ لأن اسم أبي العشراء قد قيل: إنه أسامة مع اختلاف كثير فيه؛ إلا أن الصحبة لأبيه دونه. و عبْدان، و إن كان موصوفاً بالحفظ، و ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، و أثنى عليه، و كتب عنه الطبراني و غيره من الحفاظ، إلا أن أحداً لم يسلم من الغلط و الخطأ، و من الذي يدعي ذلك بعد قوله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرُ أُخْطِئُ وَ أُصِيبُ وَ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ»؟ (3)
و قد أورد عبدان في هذه الترجمة الحديث، عن أبي العشراء عن أبيه، قال: و ذكرنا
ص: 199
أحاديثه و الاختلاف فيها من موضع مفرد، و إنما أردنا إيراد اسمه ها هنا؛ لئلا ينظر من لا علم عنده في كتاب عبدان، فيظنه قد سقط علينا.
أخرجه أبو موسى.
88- إِسْحَاقُ الغَنَوِيُّ (1)
(ع س) إِسْحَاق الغَنَوِي.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله، أخبرنا موسى بن إسماعيل «ح» قال أبو موسى: و أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، و اللفظ لروايته، أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، أخبرنا يونس بن محمد، قالا: أخبرنا بشار بن عبد الملك المزني، حدثتني جدتي أم حکیم بنت دينار المزنية، عن مولاتها أم إسحاق الغنوية أنها هاجرت من مكة تريد المدينة هي و أخوها، حتى إذا كانت في بعض الطريق قال لها أخوها: يا أم إسحاق، اجلسي حتى أرجع إلى مكة، فآخذ نفقة لي نسيتها. قالت: إني أخشى عليك الفاسق أن يقتلك، تعني زوجها، فذهب أخوها إلى مكة و تركها، فمر عليها راكب جاء من مكة بعد ثلاثة أيام، فقال: يا أم إسحاق، ما يقعدك ها هنا؟ قالت: انتظر أخي إسحاق؛ قال: لا إسحاق لك، أدركه الفاسق زوجك بعد ما خرج من مكة فقتله، قالت: فقمت؛ و أنا أسترجع و أبكي، حتى دخلت المدينة، و نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيت زوجته حفصة بنت عمر و هو قاعد يتوضأ، فقلت يا رسول الله، بأبي و أمي، قتل أخي إسحاق، و أنا أنظر إليه نظراً شديداً و هو يتوضأ، فغفلت عنه من النظر غفلة، فأخذ ملء كفه ماء فضربني به، فقالت جدتي: قد كانت تصيبها المصيبات العظام بعد وفاة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فترى الدمع يتغرغر على مقلتيها، لا يسيل على وجهها منه شيء.
هذا حديث مشهور من حديث بشار، رواه أبو عاصم، و عبد الصمد بن عبد الوارث و غيرهما عنه.
أخرجه أبو نُعَيْمٍ و أبو موسى.
قال أبو موسى: ذكره عبدان أيضاً و قال: حدثنا محمد بن حسين، و لقبه بنان بغدادي، أخبرنا محمد بن عمرو بن جبلة، أخبرنا محمد بن خالد المخزومي، أخبرنا خالد بن عبد الرحمن، عن إسحاق صاحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «أَنَّ نَبِيَّ الله نَهَى عَنْ فَتْحِ التَّمْرَةِ وَ قَشْرِ الرُّطَبَةِ» (1).
أخرجه أبو موسى.
90- أَسَدُ ابْنُ أَخِي خَدِيجَةَ (2)
(د ب ع) أسَدُ ابن أخي خديجة، قاله أبو عمر، و قال ابن منده و أبو نعيم: أسد بن خويلد نسيب خديجة، فعلى هذا يكون أخاها.
و قال ابن منده: روى حديثه سماك عمن سمع أسد بن خويلد، و حديثه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى أن يبيع ما ليس عنده (3).
و ذكره العقيلي و قال: في إسناده مقال.
أخرجه ثلاثتهم.
91- أَسَدُ بْنُ حَارِثَةَ (4)
(ب) أَسَدُ بن حَارثَة العُليْمِي الكلبي، من بني عليم بن جناب.
قدم على النبي هو و أخوه قطن بن حارثة في نفرٍ من قومهم، فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء، و كان متكلمهم و خطيبهم قطن بن حارثة، و ذكر حديثاً فصيحاً كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عُرْوة بن الزبير، و ذكره ابن عبد البر كما ذكرناه.
و قال هشام الكلبي: حارثه و حصن ابنا قطن بن زاير بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. و سيرد ذلك في حارثة، إن شاء الله تعالى، و لم يذكر أسد بن حارثة.
و قد ذكره ابن عبد البر في حارثة على الصحيح.
أخرجه أبو عمر.
جناب: بالجيم و النون و آخره باء موحدة. حارثة: بالحاء المهملة و الثاء المثلثة.
ص: 201
92- أَسَدُ بْنُ زُرَارَةَ (1)
أسَدُ بن زُرَارَة الأنْصاري.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر، قدم علينا إجازة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الفارسي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي الهاشمي بالكوفة، أخبرنا جعفر بن محمد الأحمسي، أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا جعفر بن زياد الأحمر، عن غالب بن مقلاص، عن عبد الله بن أسد بن زرارة الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ انْتَهَى بي إِلَى قَصْرِ مِنْ لُؤْلُؤِ، فَرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ يَتَلأْلأُ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ، أَوْ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي فِي عَليٍّ بِثَلَاثِ خِلَالٍ: أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، وَ إِمَامُ المُتَّقِينَ، وَ قَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ (2)» (3).
قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث غريب المتن و الإسناد، لا أعلم لأسد بن زرارة في الوحدان حديثاً مسنداً غير هذا.
قال أبو موسى: و قد وهم الحاكم أبو عبد الله في روايته، و في كلامه عليه، و إنما هو أسعد بن زرارة الأنصاري، و ليس في الصحابة من يسمى أسداً إلا أسد بن خالد، قال أبو موسى: أخبرنا به أبو سعد بن أبي عبد الله، أخبرنا أبو يعلى الطهراني، حدثنا أحمد موسى، أخبرنا إسحاق هو ابن محمد بن علي بن خالد المقري بإسناده مثله؛ إلا أنه قال: عن هلال بن مقلاص بدل غالب و قال: عبد الله بن أسعد بن زرارة، و هو الصواب.
93- أسَدُ بْنُ سَعْيَةَ (4)
(د ع) أسَدُ بن سَعْيَةَ القُرَظي، يقال فيه: أسد و يقال: أسِيد بفتح الهمزة و كسر السين و هو الصحيح.
و قد روى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: أسيد بن سعية بضم الهمزة و الفتحة أصح.
و قال ابن إسحاق: ثعلبة بن سعية و أسيد بن سعية و أسد بن عُبيد، و هم من بني هَدْل،
ص: 202
و ليسوا من بني قريظة و لا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت في غدها [بنو ] قريظة على حكم سعد بن معاذ، رضي الله عنه، فمنعوا دماءهم و أموالهم.
سعية بفتح السين و سكون العين المهملتين، و بفتح الباء بنقطتين من تحتها، و آخرها هاء.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و أما أبو عمر فأخرجه في أسيد.
94- أَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ (1)
(ب د ع) أَسَدُ بنُ عُبَيْدِ القُرَظي اليهودي.
روی سعید بن جبير و عكرمة عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، و ثعلبة بن أسيد، و أسد بن عبيد، و من أسلم معهم من يهود، فأمنوا و صدقوا و رغبوا فيه، قال أحبار يهود و أهل الكفر: «ما آمن بمحمد و لا اتبعه إلا شرارنا» فأنزل الله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ) . [آل عمران/ 113] الآية.
أخرجه ثلاثتهم.
95- أَسَدُ بْنُ كُرْزٍ (2)
(د ب ع) أَسَدُ بنُ كُرْز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن غَمْغَمة بن جَرير بن شِق بن صَعْب بن يَشْكُر بن رُهُم بن أفرك بن نَذِير بن قَسْر بن عَبْقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نَبْت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ البَجَلي القسري، جد خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري أمير العراق، عداده في أهل الشام، صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و لأبيه يزيد أيضاً صحبة.
روى عنه مهاجر بن حبيب، و ضمرة بن حبيب، و حفيده خالد بن عبد الله، و أهدى للنبي قوساً، فأعطاها قتادة بن النعمان.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبو معمر، أنبأنا هشيم، أخبرنا سيار عن خالد القسري، عن أبيه عبد الله أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لجده يزيد بن أسد: «أَحَبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ» (3).
ص: 203
أخرجه ثلاثتهم.
و قيل فيه: أسيد بزيادة ياء و ضم الهمزة و فتحها، و يذكر في موضعه، إن شاء الله تعالى.
و غمغمة: بغينين معجمتين، و أفرك: بالفاء و الراء و آخره كاف، و نذير: بفتح النون و كسر الذال المعجمة، و آخره راء، و قسر: بالقاف المفتوحة و السين الساكنة، و اسمه: مالك.
96- أَسْعَدُ بْنُ حَارِثَةَ (1)
(ع س) أَسْعَدُ بن حَارِثَةَ بن لَوْذَان الأنصاري الساعدي، هكذا ذكره أبو نعيم، و أظنه ابن لوذان بن عبد ودِّ بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الحسين علي بن طباطبا العلوي، و أبو بكر محمد بن أبي قاسم القراني و أبو غالب الكوشيدي، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ربذة (ح) قال أبو موسى: و أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم قال: أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا الحسن بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق المسيبي أخبرنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب في تسمية من استشهد يوم الجسر من الأنصار ثم من بني ساعدة: أسعد بن حارثة بن لوذان.
و كان الجسر أيام عمر بن الخطاب.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
حارثة: بالحاء المهملة و الثاء المثلثة.
97- أَسْعَدُ الخَيْرِ (2)
(د ع) أسْعَدُ الخَيْر. سكن الشام، ذكره البخاري في الوُحدان، و قيل: إنه أبو سعد الخير. و يشبه أن يكون اسمه أحمد.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم كذا مختصراً.
ص: 204
98- أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةً (1)
(د ب ع) أَسْعَدُ بن زُرَارَة بن عُدَس بن عبَيد بن ثعلبة بن غَنْم بن مالك بن النجار، و اسمه تیم الله، و قيل له النجار؛ لأنه ضرب رجلاً بقدوم فنجره، و قيل غير ذلك، و النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري، و يقال له أسعد الخير و كنيته: أبو أمامة.
و هو من أول الأنصار إسلاماً. و كان سبب إسلامه ما ذكره الواقدي أن أسعد بن زرارة خرج إلى مكة هو و ذَكْوان بن عبد قيس يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأتياه، فعرض عليهما الإسلام و قرأ عليهما القرآن فأسلما، و لم يقربا عتبة، و رجعا إلى المدينة، و كانا أول من قدم بالإسلام إلى المدينة.
و قال ابن إسحاق: إن أسعد بن زرارة إنما أسلم مع النفر الذي سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى.
و كان عقبياً شهد العقبة الأولى و الثانية و الثالثة و بايع فيها، و كانت البيعة الأولى، و هم ستة نفر أو سبعة، و الثانية و هم أثنا عشر رجلا، و الثالثة و هم سبعون رجلاً. و بعضهم لا يسمي بيعة الستة، عقبة، و إنما يجعل عقبتين لا غير، و كان أبو أمامة أصغرهم؛ إلا جابر بن عبد الله، و كان نقيب بني النجار.
و قال ابن منده و أبو نعيم: إنه كان نقيب بني ساعدة، و كان النقباء اثني عشر رجلاً: سعد بن عبادة، و أسعد بن زرارة، و سعد بن الربيع، و سعد بن خيثمة، و المنذر بن عمرو، و عبد الله بن رواحة، و البراء بن معرور، و أبو الهيثم بن التيهان، و أسيد بن حضير، و عبد الله بن عمرو بن حرام، و عبادة بن الصامت، و رافع بن مالك.
و يقال: إن أبا أمامة أول من بايع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة العقبة، و قيل غيره، و يَرد في موضعه.
و هو أول من صلى الجمعة بالمدينة في هزمة (2) من حرة بني بياضة يقال له: نقيع الخضمات. و كانوا أربعين رجلاً.
و مات أسعد بن زرارة في السنة الأولى من الهجرة في شوال قبل بدر؛ لأن بدراً كانت في رمضان سنة اثنتين، و كان موته بمرض يقال له الذُّبْحَة فكواه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بيده، و مات، و المسجد
ص: 205
يبني، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «بِئْسَ المَيْتَةُ لِليَهُودِ، وَ يَقُولُونَ أَ فَلَا دَفَعَ عَنْ صَاحِبِهِ وَ مَا أَمْلِكُ لَهُ وَ لَا لِنَفْسِي شَيْئاً» (1).
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول ابن منده و أبي نعيم: إن أسعد بن زرارة نقيب بني ساعدة، وَهْمٌ منهما، إنما هو نقيب قبيلته بني النجار، و لما مات جاء بنو النجار إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ أَسْعَدَ قَدْ مَاتَ وَ كَانَ نَقِيبَنَا؛ فَلَوْ جَعَلَتْ لَنَا نَقِيباً فَقَالَ: أَنْتُمْ أَخْوَالِي وَ أَنَا نَقِيبَكُمْ (2) فَكَانَتْ هَذِهِ فَضِيلَةً لِبَني النَّجَّارِ. وَ كَانَ نَقِيبَ بَنِي سَاعِدَةَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ؛ لأنه صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يجعل نقيب كل قبيلة منهم، و لا شك أن أبا نعيم تبع ابن منده في وهمه. و الله أعلم
99- أَسْعَدُ بْنُ سَلَامَةَ (3)
(س ع) أسْعَدُ بن سَلامةَ الأشْهَلي الأنصاري.
استشهد يوم الجسر، أخرجه أبو نعيم و أبو موسى، و رويا بالإسناد المذكور في أسعد بن حارثة عن ابن شهاب أنه قتل يوم الجسر؛ جسر أبي عبيدة، و ذكره هشام بن الكلبي سعد بغير لف (4) ابن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، و قال: إنه قتل يوم الجسر، و قد خرجه ابن منده، و أبو نعيم و أبو عمر في حرف السين، في سعد، و هذا مما يقوي قول ابن الكلبي. و الله أعلم.
100- أَسْعَدُ بْنُ سَهْلٍ (5)
(ب د ع) أسَعَدُ بن سَهْل بن حُنَيف، و يذكر باقي نسبه عند أبيه، إن شاء الله.
ولد في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل وفاته بعامين، و أتى به أبوه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فحَنَّكه، و سماه باسم جده لأمه أسعد بن زرارة. و كناه بكنيته، و هو أحد الأئمة العلماء.
ص: 206
روى عنه محمد و سهل ابناه، و الزهري، و يحيى بن سعيد الأنصاري، و سعد بن إبراهيم و لم يرو عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حديثاً.
و قال ابن أبي داود: صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و بايعه و بارك عليه وحنكه، و الأول أصح.
روی سفيان بن عيينة ويونس، و معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف و هو يغتسل فقال: لم أر كاليوم و لا جلد مخبأة (1)، قال: فلُبط به (2)، فأتوا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالوا: أدرك سهلا. و ذكر الحديث.
أخرجه ثلاثتهم.
101- أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (3)
(ع س) أَسْعَدُ بن عَبْدِ الله الخُزاعي.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن الحداد إذناً، أخبرنا إسماعيل بن عبد الغفار، أخبرنا أحمد بن الحسين بن علي، أخبرنا محمد بن عبد الله الحاكم أخبرني جعفر بن لاهز (4) بن قريط عن سليمان بن كثير الخزاعي، و هو جد جعفر أبو أمه، عن أبيه كثير، عن أبيه أسعد بن عبد الله بن مالك بن أقصى الخزاعي قال: قال: رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«أحَبُّ الأَدْيَانِ إلَى اللَّه الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ، وَ إِذَا رَأَيْتُ أمَّتي لا يَقُولُونُ لِلظَّالِم: إنتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمُ (5)» (6).
ص: 207
أخرجه أبو موسی و أبو نعیم.
قلت: في هذا الإسناد عندي نظر؛ لأن سليمان بن كثير هو من نقباء بني العباس، قتله أبو مسلم الخراساني سنة اثنتين و ثلاثين و مائة، فكيف يلحق الحاكم ابنه جعفراً حتى يروي عنه. و الله أعلم.
102- أَسْعَدُ بْنُ عَطِيَّة (1)
(د ع) أسْعدُ بن عَطِيَّة بن عُبَيْد بن بجالة بن عوف بن و دم بن ذبيان بن همیم بن ذهل بن هَنِي بن بَلِي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القضاعي البَلَوي.
بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بيعة الرضوان تحت الشجرة، له ذكر و ليست له رواية.
قال ابن منده عن أبي سعيد بن يونس: شهد فتح مصر.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
و دم بالدال المهملة.
103- أَسْعَدُ بْنُ يَرْبُوعٍ (2)
(ب) أَسْعَدُ بن يَرْبُوع الأنْصاري الخزرجي الساعدي. قتل يوم اليمامة شهيداً. أخرجه أبو عمر.
و قد ذكر أبو عمر أيضاً في أسيد بن يربوع الساعدي: أنه قتل باليمامة؛ فإن كانا أخوين، و إلا فأحدهما تصحيف، و قد ذكره سيف بن عمر: أسعد. و الله أعلم.
104- أَسْعَدُ بْنُ يَزِيدَ (3)
(ب ع س) أَسْعَدُ بن يَزِيد بن الفاكة بن يَزِيد بن خَلَدة بن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَم بن الخزرجَ، قاله أبو عمر، و هشام الكلبي.
و قال الكلبي و موسى بن عقبة: إنه شهد بدراً، و لم يذكره ابن إسحاق فيهم. و قال أبو نعيم: أسعد بن يزيد الأنصاري، و قيل: ابن زيد، و روى عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني النجار، ثم من بني زريق: أسعد بن يزيد بن الفاكه.
ص: 208
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى.
قلت: في قول أبي نعيم نظر؛ فإن زريقاً ليس من بطون النجار؛ فإن النجار هو ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، و زريق هو ابن عبد حارثة من بني جشم بن الخزرج فليس بينه و بين النجار ولادة.
و قد قيل فيه: سعد بن زيد بن الفاكه، و قيل سعد بن يزيد بن الفاكه، و الجميع يرد في مواضعه، إن شاء الله تعالى.
105- أَسْعَرُ (1)
(د) أسعَر: آخره راء و قيل: ابن سِعْر، و قيل: سعر.
روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى أبو مرارة الجهني، عن ابن أسعر، عن أبيه قال: «كنت بناحية مكة في غنم لي، فإذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقلْتُ: مَرْحَباً بِرَسُول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مَا تُرِيدُ؟ قال صَدَقَهُ مَالِكَ، قَالَ: فَجِئْتُ بِشَاةٍ مَاخِضِ (2) خَيْرِ مَا وَجَدَتُّهُ، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ: لَيْسَ حَقُّنَا فِي هَذِهِ، حَقُّنَا فِي الثَّنْيَّة (3)، و الجَذَعِ (4)» (5).
أخرجه ههنا ابن منده، و أما أبو نعيم و أبو عمر فأخرجاه في سِعْر.
106- الأسْفَعُ البَكْرِيُّ (6)
(ع س) الأسْفَعُ البَكْرِي.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله (ح) قال أبو موسى و أخبرنا ابن طباطبا و الكوشيدي و القراني، قالوا: أخبرنا ابن ربذة قالا: أخبرنا الطبراني سليمان بن أحمد أخبرنا أبو يزيد القراطيسي، أخبرنا يعقوب بن أبي عباد المكي، أخبرنا مسلم بن خالد، أخبرنا ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء مولى ابن الأسفع، رجل صدق، أخبره
ص: 209
عن الأسفع البكري أنه سمع يقول: «إن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) (1) [البقرة/ 255] حتى انقضت الآية كذا ذكره الطبراني و أبو نعيم، و أبو زكرياء بن منده.
و كذا أورده أبو عبد الله بن منده في تاريخه و روى حديثه؛ إلا أنه قال في جماعة
المهاجرين.
و أورده عبدان عن روح بن عبادة عن ابن جريج عن مولى الأسفع عن ابن الأسفع و قال أيضاً في صفة المهاجرين.
أورده أبو نعيم و أبو موسى.
قال الأمير أبو نصر: الأسفع بالفاء هو البكري، يختلف فيه، يقال: له صحبة، و يقال: ابن الأسفع.
107- الأَسْقَعُ بْنُ شُرَيْحٍ (2)
الأسْقَعُ بن شُرَيح بن صريم بن عمرو بن رياح، بن عوف، بن عميرة، بن الهون بن
أعجب بن قدامة، بن حزم.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم. قاله الطبري.
و قال ابن ماكولا مثله، و قال في باب: رياح بكسر الراء، و الياء تحتها نقطتان، و ذكره.
108- أَسْقُفُّ نَجْرَانَ (3)
(س) أَسْقُفُّ نَجْرَانَ.
قال أبو موسى: لا أدري أسلم أم لا.
روى صلة بن زفر، عن عبد الله قال: «إِنَّ أَسْقفَ نَجْرَانَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ: ابْعَثْ مَعِي رَجُلًا أَمِيناً حَقَّ أَمِينِ، فَقَالَ النَّبي: لأَبْعَثَنَّ مَعَكَ رَجُلاً أَمِينَا حَقَّ أَمِينِ، فَاسْتَشْرَفَ (4) لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه و آله و سلّم، فَقَالَ النَّبِيُّ لأبي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ: اذْهَبْ مَعَهُ (5).
ص: 210
قلت: قول أبي موسى أسقف نجران؛ فجعله اسماً عجيب؛ فإنه ليس باسم، و إنما هو منزلة من منازل النصرانية، كالشماس و القس و المطران و البترك، و الأسقف، و اسمه أبو حارثة بن علقمة، أحد بني بكر بن وائل، و لم يسلم. ذكر ذلك ابن إسحاق.
109- أَسْلَعُ بْن الأسْقَعِ (1)
(ب) أسْلَعُ بن الأسْقَع الأعرابي: له صحبة. روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في التيمم «ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ، وَ ضَرْبَةٌ لِلْيَدَيْنِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ» (2)؛ قال أبو عمر: لا أعلم له غير هذا الحديث، لم يرو عنه غير الربيع بن بدر المعروف بعُليلة بن بدر، عن أخيه، و فيه نظر.
أخرجه أبو عمر.
110- أَسْلَعُ بْنُ شَرِيكٍ (3)
(ب د ع) أسْلَعُ بن شَرِيك بن عوف الأعوجي التميمي. خادم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و صاحب راحلته. نزل البصرة، روى عنه زريق المالكي المدلجي عن النبي، و فيه نظر، و كان مؤاخياً لأبي موسى.
روى العلاء بن أبي سوية، عن الهيثم بن زريق المالكي، عن أبيه عن الأسلع بن شريك قال: «كنت أرحل ناقة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و لا أصابتني جنابة في ليلة باردة، فخشيت أن اغتسل بالماء البارد، فأموت أو أمرض، فكرهت أن أرحل له، و أنا جنب فقلت: يا رسول الله، أصابتني جنابة، فقال: تيمم يا أسلع، فقلت: كيف؟ فضرب بيده الأرض ضربتين: ضربة للوجه، و ضربة لليدين إلى المرفقين قاله: أبو أحمد العسكري.
أخرجه ثلاثتهم.
ص: 211
111- أَسْلَمُ بْنُ أُوسِ (1)
أسْلَم بالميم، ابن أوس بن بجرة بن الحارث بن غَيَّان بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الساعدي.
قال ابن ماكولا: شهد أحداً، و قال هشام الكلبي: هو الذي منعهم أن يدفنوا عثمان بالبقيع، فدفنوه في حَشِّ كوكب (2)، و الحش: النخل.
بَجْرة: بفتح الباء و سكون الجيم، و غيان: بالغين المعجمة و الياء، تحتها نقطتان و آخره نون. قاله الأمير أبو نصر.
112- أَسْلَمُ بْنُ بَجْرَةَ (3)
(ب د ع) أَسْلَم بن بَجْرة الأنصاري الخزرجي:
ولَّاه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أسارى قريظة. روى إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن محمد بن أسلم بن بجرة، عن أبيه عن جده، قال: «جعلني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على أسارى بني قريظة، فكنت أنظر إلى فرْج الغُلام، فإذا رَأَيْتُهُ قَدْ أَنْبَتَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ».
قال أبو عمر: إسناد حديثه لا يدور إلا على إسحاق بن أبي فروة، و لم يصح عندي نسب أسلم بن بجرة هذا، ودفي صحبته نظر.
قلت: قد روي عن غير إسحاق؛ رواه الزبير بن بكار، عن عبد الله بن عَمْرو الفهري، عن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أسلم عن أبيه، عن جده، فجعل في الإسناد محمد بن إبراهيم عوض محمد بن إسحاق. أخرجه ثلاثتهم،
و لا أعلم: هل هذا و الذي قبله أسلم بن أوس بن بجرة واحد أو اثنان؟ و يكون في هذه الترجمة قد نسب إلى جده، و ما أقرب أن يكونا واحداً؛ فإنهم كثيراً ما ينسبون إلى الجد؛ و ذكرناه لئلا يراه من يظنه غير الأول (4)، و الله أعلم.
ص: 212
113- أَسْلَمُ بْنُ جُبَيْرَة (1)
أسلم بنُ جُبيرَةَ بن حُصَينِ بن جبِيرَةَ بن حُصين بن النعمان بن سنان بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي؛ قاله ابن الكلبي.
و قد ذكر البخاري أسلم بن الحصين بن جبيرة، و سيأتي ذكره، و أظنهما واحداً.
114- أَسْلَمُ حَادِي رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم (2)
(د ع) أسْلَم حادي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو رفيق رافع، روى ابن وهب، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أنه قال: ما شعرنا ليلة، و نحن مع عمر، فإذا هو قد رحل رواحلنا، و أخذ راحلته، فرحلها، فلما أيقظنا ارتجز: [الرجز]
لا يَأْخُذُ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالَهِمْ *** وَ الْبَسَنْ لَهُ القَمِيصَ وَ أَعْتَمْ
وَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ وَ أَسْلِمُ *** وَ أَخْدُمِ القَوْمِ لِكَيمَا تُخْدمْ
فوثبنا إليه، و قد فرغ من رحله و رواحلنا، و لم يرد أن يوقظهم و هم نيام.
قال سعيد بن عبد الرحمن المدني: كان رافع و أسلم حاديين للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه ابن منده و أبو نُعَيْم.
115- أَسْلَمُ الحَبَشَيُّ (3)
(ب س) أَسْلَم الحَبَشَي الأسْودَ، ذكره أبو عمر، فقال: أسلم الحبشي الأسود كان راعياً ليهودي، يرعى غنماً له، و كان من حديثه ما أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين بإسناده إلى ابن إسحاق قال: حدثني إسحاق بن يسار أن راعياً أسود أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو محاصر لبعض حصون خيبر، و معه غنم كان فيها أجيراً لرجل من يهود، فقال: يا رسول الله، أعرض عليَّ الإسلام، فعرضه عليه فأسلم، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يحقر أحداً يدعوه إلى الإسلام، فعرضه عليه، فقال الأسود: كنت أجيراً لصاحب هذا الغنم، و هي أمانة عندي، فكيف أصنع بها؟ فقال رسول الله: اضرب في وجوهها؛ فَإِنَّهَا سَتَرْجِعُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَامَ الأَسْوَدُ فَأَخَذَ حَفْنَةٌ مِنَ التُّرَابِ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهَا، وَ قَالَ: ارْجِعِي إِلَى صَاحِبِك فَوَالله لَا أَصْحَبُكِ، فَرَجَعَتْ مُجْتَمَعَةً كَأَنَّ سَائِقاً يَسُوقُهَا، حَتَّى دَخَلَتِ الحِصْنَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ الأَسْوَدُ إِلَى ذَلِكَ الحِصْنِ لِيُقَاتِلَ مَعَ المُسْلِمِينَ، فَأَصَابَهُ حَجَرٌ فَقَتَلَهُ، وَ مَا صَلَّى صَلَاةً قَطُّ، فَأَتَى بِهِ رَسُولُ الله، فَوَضَعَ خَلْفَهُ، وَ سُجِّيَ بِشَمْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ،
ص: 213
و التفت إِلَيْهِ رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ أَعْرَضَ إِعْرَاضَاً سَرِيعاً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهُ، أَعرَضْتَ عَنْهُ: قَالَ: إِنْ مَعَهُ لَزَوْجَتَهُ مِنَ الحُورِ العِينِ».
و قد استدرك أبو موسى الراعي الأسود على أبي عبد الله، قال: و ذكر عبدان الأسود، و أعاده في أسلم، و الأسود صفة له، و أسلم اسمه. و ذكر إسناد عبدان إلى محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار أن راعياً أسود أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو محاصر لبعض حصون خيبر. و ذكر نحو ما تقدم.
فأما استدراك أبي موسى على ابن منده، فلا وجه له، فإن ابن منده قد ذكره، و أنه قتل بخيبر، و إن كان قد وهم في أن كناه أبا سلمى، و روي عنه الحديث، فقد أتى بذكره و ترجم عليه، و الذي أظنه أن أبا موسى حيث رأى أبا نُعَيْم قد نسب ابن منده إلى الوهم، ظن أن الترجمة كلها خطأ، و ليس كذلك، و إنما أخطأ في البعض، و أصاب في الباقي، على ما نذكره في الترجمة التي بعد هذه، و الله أعلم.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
116- أَسْلَمُ الرَّاعِي (1)
(دع) أسْلَم الرَّاعِي الأسْود.
قال ابن منده: أسلم الراعي الأسود، يكنى أبا سَلْمى، استشهد بخيبر، روي حديثه أبو سلام، عن أبي سلمى الراعي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «بَخْ بَخْ لِخَمْسِ مَا أَنْقَلَهُنَّ فِي المِيزَانِ» (2).
قال أبو نعيم: أبو سلمى راعي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم زعم بعض الواهمين أن اسمه أسلم، و إنما اسمه حريث (3)، و ادعى أنه استشهد بخيبر، و هو وهم آخر، و ذكر الحديث الذي رواه ابن منده أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «بَخْ بَخْ لِخَمْسِ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي المِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَ الله أَكْبَرُ، وَ سُبْحَانُ الله، وَ الحَمْدُ الله، وَ الوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى لِلرَّجُلِ المُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ».
قال أبو نعيم: المستشهد بخيبر لا يروي عنه أبو سلام فيقول: حدثنا؛ فلو قال عن أبي سلمى لكان مرسلاً.
ص: 214
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
117- أَسْلَمُ بْنُ الحُصَيْنِ (1)
(د ع) أسْلم بن الحُصَيْن بن جَبَيْرة بن النعمان بن سِنَان، ذكره البخاري في الصحابة و لم يذكر له حديثاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قد تقدم أسلم بن جبير، و أظنهما واحداً و الله أعلم.
118- أَسْلَمُ أَبُو رَافِعٍ (2)
(ب د ع) أسْلم أبو رَافِع مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
غلبت عليه كنيته، و اختلف في اسمه؛ فقال ابن المديني: اسمه أسلم، و مثله قال ابن نمير، و قيل: هرمز، و قيل: إبراهيم، و قد تقدم في إبراهيم.
و هو قبطي، كان للعباس فوهبه اللنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قيل: كان مولى لسعيد بن العاص فورثه بنوه، و هم ثمانية، فأعتقوه كلهم إلا خالداً؛ فإنه تمسك بنصيبه منه، فكلمه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليعتق نصيبه، أو يبيعه، أو يهبه منه، فلم يفعل، ثم وهبه رسول الله فأعتقه، و قيل: أعتق منهم ثلاثة، فأتى أبو رافع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يستعينه على من لم يعتق، فكلمهم فيه رسول الله، فوهبوه له، فأعتقه. و هذا اختلاف، و الصحيح: أنه كان للعباس عم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فوهبه للنبي فأعتقه، فكان أبو رافع يقول: «أنا مولى رسول الله»، و بقي عقبه أشراف المدينة.
و زوّجه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مولاته سَلمى، فولدت له عبيد الله بن أبي رافع، و كانت سلمى قابلة إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و شهدت معه خيبر، و كان عبيد الله خازناً لعلي بن أبي طالب، و كاتباً له أيام خلافته.
و شهد أبو رافع أحداً، و الخندق، و ما بعدهما من المشاهد، و لم يشهد بدراً؛ لأنه كان بمكة، و قصته مع أبي لهب لما ورد خبر بدر إلى مكة مشهورة.
روى عنه ابناه عبيد الله و الحسن، و عطاء بن يسار.
و قد اختلفوا في وقت وفاته، فقيل مات قبل عثمان، و قيل: مات في خلافة علي.
أخرجه ثلاثتهم، و يرد في الكني، إن شاء الله تعالى.
ص: 215
119- أَسْلَمُ بْنُ سَلِيمٍ (1)
(د ع) أَسْلَم بنُ سَلِيم، عم خنساء بنت معاوية بن سليم الصّريميَّة . و هم ثلاثة إخوة: الحارث، و معاوية، و أسلم. ذكره ابن منده.
و قال أبو نعيم: زعم بعض المتأخرين، يعني ابن منده، أن اسمه أسلم، و لا يصح، و أخرج له حديث عوف الأعرابي، عن خنساء بنت معاوية، عن عمها أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «النَّبيُّ في الجَنَّةِ، وَ الشَّهِيدُ في الجَنَّةِ، وَ المَوْلُودُ في الجَنَّةِ، و المَوْءُودَةُ في الجَنَّةِ» (2) و بعض الرواة يقول: حدثتَني عمتي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
120- أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ (3)
(دع) أسْلَم، مولى عمر بن الخطاب، من سبي اليمن، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال محمد بن إسحاق: بعث أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحج، و ابتاع فيها أسلم، قال: إنه أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يره، و هو من الحبشة، قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه: أن أباه أسلم.
روی عبد المنعم بن بشير بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن جده أنه سافر مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سفرتين، و عبد المنعم لا يعرف. و قال أبو عبيد القاسم بن سلَّام : مات أسلم سنة ثمانين، و قيل: مات و هو ابن مائة سنة و أربع عشرة سنة، و صلى عليه مروان بن الحكم. و هذا يناقض الأول؛ فإن روان مات سنة
ص: 216
أربع و ستين، و كان قد عزل قبل ذلك عن المدينة، و روى عن أسلم ابنه زيد، و مسلم بن جندب، و نافع مولى ابن عمر.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
121- أَسْلَمُ بْنُ عَمِيرَة (1)
(ب) أسْلَم بن عَمِيرة بن أمية بن عامر بن جُشَم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحداً، قاله الطبراني.
أخرجه أبو عمر.
عميرة: بفتح العين.
122- أَسْلَمُ (2)
(س) أسلم آخر؛ ذكره أبو موسى فقال: قاله عبدانُ المروزي: و قال: لا أعلم ذكره و لا نسبه إلا في هذا الحديث، و يمكن أن يريد بأسلم قبيلة و هو أشبه، و قال، يعني عبدان، أخبرنا بندار و أبو موسى، قالا: أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، عن عمه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لأسلم: «صُومُوا هَذَا اليَوْمَ، قَالُوا: إنَّا قَدْ أَكَلْنَا قَالَ: صُومُوا بَقِيَّةً يَوْمَ عَاشُورَاءَ» (3).
قال أبو موسى: هذا حديث محفوظ بهذا الإسناد، مفهوم منه أن أسلم يراد به القبيلة، يدل عليه قوله: قالوا قد أكلنا.
و قد ورد من حديث أسماء بن حارثة و غيره أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه إلى أسلم يأمرهم بصوم يوم عاشوراء.
قلت: و الصحيح قول أبي موسى. و من العجب أن عبدان يشتبه عليه ذلك مع ظهوره، و لولا أننا شرطنا أننا لا نترك ترجمة أخرجوها، لتركنا هذه و أشباهها.
أخرجه أبو موسى.
123- أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ (4)
(ب د ع) أَسْمَاء بن حَارِثَة بن هِنْد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن
ص: 217
ثعلبة بن مالك بن أفصى. قاله أبو عمر، و قيل في نسبه غير ذلك. قال ابن الكلبي: أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك، و مالك بن أفصى هو أخو أسلم، و كثيراً يضاف ابنا مالك إلى أسلم، فيقال: أسلمي، يكنى أسماء: أبا هند.
له صحبة، و كان هو و أخوه هند من أهل الصفة قال أبو هريرة: «ما كنت أرى أسماء وهنداً ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من طول ملازمتهما بابه، و خدمتهما له».
و أسماء هو الذي بعثه رسول الله يوم عاشوراء إلى قومه فقال: مُرْ قَوْمَكَ بِصِيَامٍ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ: أَ رَأَيْتَ إِنْ وَجَدَتُهُمْ قَدْ طَعِمُوا؟ قَالَ: «فَلْيُتِمُّوا» (1).
و توفي سنة ست و ستين بالبصرة، و هو ابن ثمانين سنة، قاله محمد بن سعد عن الواقدي، قال محمد بن سعد: و سمعت غير الواقدي يقول: توفي بالبصرة أيام معاوية، في إمارة زياد، و كانت وفاة زياد سنة ثلاث و خمسين.
أخرجه ثلاثتهم.
حارثة: بالحاء المهملة و الثاء المثلثة، و غياث: بالغين المعجمة و الثاء المثلثة.
124- أَسْمَاءُ بْنُ رِبَانٍ (2)
(ب) أسَمَاء بن رِبَان بن معاوية بن مالك بن سُلَيَّ، و هو الحارث بن رفاعة بن عُذْرة بن عدي بن شَمِيس بن طَرُود بن قدامة بن جَرْم بن رِبَان الجرمي، و هو الذي خاصم بني عقيل إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في «العقيق» الذي في أرض بني عامر بن صعصعة، و ليس الذي بالمدينة، فقضى ه لجرم، و هو القائل: [الطويل]
وَ إِنِّي أَخُو جَرْمٍ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمُ *** إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ المَجَامِعُ
فَإِن أَنْتُمُ لَمْ تَقْنَعُوا بِقَضَائِهِ *** فَإِنِّي بِمَا قَالَ النَّبِيُّ لَقَانِعُ
أخرجه أبو عمر.
جرم: بالجيم و الراء، و ربان: بالراء و الباء الموحدة، و آخره نون.
ص: 218
125- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ (1)
(د ع) إِسْمَاعِيل بن أبي حَكيم المُزني، أحد بني فضيل.
روى عبد الله بن سلمة إسماعيل بن أبي حكيم عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي حكيم المزني، ثم أحد بني فضيل، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «إِنَّ الله، عَزَّ وَجَلَّ، لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ: لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُ: «أَبْشِرْ عَبْدِي فَوَعِزَّتِي لأُمَكِّنَنَّ لَكَ فِي الجَنَّةِ حَتَّى تَرْضَى» (2).
قال أبو نُعَيْم: كذا رواه محمد بن إسماعيل الجعفي عن عبد الله بن سلمة، و هو عندي إسناد منقطع، لم يذكر أحد من الأئمة إسماعيل في الصحابة، و قال ابن منده: هذا حديث منكر. أخرجه البخاري في الأفراد، و لا أعرف له رؤية و لا صحبة.
أخرجه ابن منده و أبو نُعَيْمٍ.
126- إِسْمَاعِيلُ (3)
(د ع) إِسْمَاعِيل. رجل من الصحابة، نزل البصرة، إن كان محفوظاً، أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الأصفهاني، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد _ و أنا حاضر _ أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الموصلي، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، أخبرنا جعفر بن عون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال: «جاء شيخ من أهل البصرة إلى أبي، فقال: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: سمعته يقول: «لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا (4)» فقال الشيخ: أنت سمعته من رسول الله؟ قال: سمعته أذناي، و وعاه قلبي، فقال الشيخ: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول ما قلت، و لم يوافقني عليه أحد. رواه شعبة و الثوري و زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد، و رواه
ص: 219
عبد الملك بن عمير عن أبي بكر و لم يسم أحد منهم الرجل، و رواه يزيد بن هارون عن ابن أبي خالد، فقال فيه: فسأله رجل من أهل البصرة يقال له: إسماعيل و لم يتابع عليه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
رُوَيْبَة: بضم الراء و فتح الواو.
127- إسْمَاعِيلُ الزَّيْدِيُّ (1)
(س) إِسْمَاعِيلَ الزَّيْدِي. ذكره أبو موسى مستدركاً على ابن منده و قال: إن صح.
أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المعداني، أخبرنا محمد بن أحمد بن علي أخبرنا أحمد بن موسى، قال حدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، أخبرنا أحمد بن عمر و الديبقي، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني هارون بن يحيى بن هارون من ولد حاطب بن أبي بلتعة، حدثني زكريا بن إسماعيل الزيدي، من ولد زيد بن ثابت عن أبيه قال:
«خَرَجْنَا جَمَاعَة مِنَ الصَّحَابَةِ غَدَاة مِنَ الغَدَوَاتِ، مَعَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم حَتَّى وَقَفْنَا فِي مَجْمَعِ طُرُقٍ، فَطَلَعَ أَعْرَابِيٌّ يَجُرُّ عِظَامَ بَعِيرٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ الله، فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ بِأَبِي وَ أُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ لَهُ: أَحْمَدُ الله تَعَالَى إِلَيْكَ (2)، و ذكر الحديث، في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال أبو موسى: إسماعيل بن زيد يروي عن أبيه: لا أعلم له إدراكاً للنبي، و يروى هذاالحديث عن الثوري عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر.
قلت: هذا إسماعيل بن زيد بن ثابت يروي عن أبيه، و هو تابعي، و لا اعتبار بإرساله هذا الحديث فإن التابعين لم يزالوا يروون المراسيل، و مما يقوي أنه لم تكن له صحبة أن أباه زيد بن ثابت استصغر يوم أحد، و كانت سنة ثلاث من الهجرة فمن يكون عمره كذا كيف يقول ولده خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ و هذا إنما يقوله رجل. و قد صح عن ابن مسعود أنه قال لما كتب زيد المصحف: لقد أسلمت و إنه في صلب رجل كافر» و هذا أيضاً يدل على حداثة سنه عند وفاة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أخرجه أبو موسى.
128- أَسْمَرُ بْنُ سَاعِدٍ (3)
(د ع) أسْمَر بن سَاعِد بن هلواث المَازِنيّ. مجهول، في إسناد حديثه نظر، روى
ص: 220
أسمر بن ساعد بن هلواث قال: «وَفَدتُّ أَنا وَ أَبي سَاعِدِ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ لَهُ: إِنَّ أَبَانَا شَيْخٌ كَبيرٌ، يعني هِلْوَاثاً، و قد سمع بك، و آمَنَ بِكَ، وَ لَيْس به نهوض، و قد وجه إليك بلَطَفِ (1) الأعراب، فقبل منه الهدية، و دعا له و لوالده».
و هذا غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
129- أَسْمَر بْنُ مُضَرِّسٍ (2)
(ب د ع) أَسْمَر بن مُضَرِّس الطَّائِيّ.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده إلى أبي داود السجستاني قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثني عبد الحميد بن عبد الله، حدثتني أم الجنوب بنت نميلة، عن أمها سويدة بنت جابر، عن أمها عَقِيلَة بنت أسمر بن مضرس قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فبايعته، فقال: من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له» (3) يقال: هو أخو عروة بن مضرس، روت عنه ابنته عقيلة، و كلاهما أعرابيان، قاله أبو عمر.
و قال ابن منده و أبو نعيم: هو أسمر بن أبيض بن مضرس. و ذكرا الحديث، و لم قولا هو أخو عروة بن مضرس، و قال أبو نعيم: هو من أعراب البصرة.
أخرجه ثلاثتهم.
عقيلة: بفتح العين المهملة و كسر القاف، و نميلة بضم النون.
130- الأَسْوَدُ بْنُ أبْيَضَ (4)
(س) الأَسْوَدُ بنُ أبْيَض؛ قاله أبو موسى وحده فيما استدركه على ابن منده عن عبدان، فقال عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السَّلَمي و رجال من أهله قالوا: بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عبد بن عتيك، و عبد الله بن أنيس،
ص: 221
و مسعود بن سنان بن الأسود، و أبا قتادة بن رِبْعِيَ بن بلدمة من بني سلمة، و أسود بن خزاعي حليفاً لهم، و أسود بن حرام حليفاً لبني سواد، و أمر عليهم عبد الله بن عتيك فطرقوا (1) أبا رافع بن أبي الحقيق؛ قال ابن شهاب: فقدموا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو على المنبر فقال: «أَفْلَحَتِ الوُجُوهُ، قالوا: أَفْلَحَ وَجْهكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالوا: نَعَمْ. قَالَ: نَاوِلُونِي السَّيْفَ. قَالَ: فَسَلْهُ، فَقَالَ: هَذَا طَعَامُهُ فِي ذُبَابِ السَّيْفِ» (2).
قال عبدان: و قال حماد بن سلمة: أسود بن أبيض أظنه أراد بدل ابن حرام.
لم يذكره غير أبي موسى.
السَّلمِي بفتح السين و اللام نسبة إلى سَلِمَة بكسر اللام، وَ حَرَام: بفتح الحاء و الراء.
131- الأَسْوَدُ بْنُ أَبي الأَسْوَدِ (3)
(د ع) الأسْوَدُ بنُ أبي الأسودُ النَّهْدِي. أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو مجهول.
روی یونس بن بكير، عن عنبسة بن الأزهر، عن ابن الأسود النهدي عن أبيه قال: ركب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى الغار، فأصيبت إصبع رجله، فقال: [الرجز]
هَلْ أَنْتِ إِلَّا أَصْبَعُ دَميتِ *** و في سَبِيلِ الله مَا لَقِيتِ (4)
ذكره ابن منده.
و قال أبو نُعَيْمٍ: ذكره بعض الواهمين عن يونس بن بكير، و ذكر الحديث. قال: و الصحيح ما رواه الثوري، و شعبة، و ابن عيينة، و أبو عوانة و إسرائيل، و الحسن و علي ابنا صالح عن الأسود بن قيس، عن جندب البجلي، قال: كنت مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الغار فدميت إصبعه فقال مثله.
ص: 222
قلت: و هذا أيضاً وهم، فإن جندبا البجلي لم يكن مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الغار (1)، و لا كان مسلماً ذلك الوقت؛ فلو لم يقل: كنت مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، لكان الأمر أسهل، إلا أن يكون أراد غارة آخر فتمكن صحبته؛ على أنه إذا أطلق لم يعرف إلا الغار الذي اختفى فيه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما هاجر. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
132- الأَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ (2)
(د ع ب) الأسود بن أصْرَم المُحَاربيّ. عداده في أهل الشام، روى عنه سليمان بن حبيب وحده.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن حسنون، أخبرنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، أخبرنا القاضي أبو القاسم الحسن بن علي بن المنذر، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا أبو بكر بن أبي الدنيا، أخبرنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، أخبرنا عمرو بن أبي سلمة، أخبرنا صدقة بن عبد الله عن عبيد الله بن علي القرشي، عن سليمان بن حبيب المحاربي، حدثني أسود بن أصرم المحاربي قال:
«قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَوْصِني، قَالَ: أَتَمْلِكُ يَدَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ يَدِي؟ قَالَ: أَتَمْلِكُ لِسَانَكَ؟ قُلْتُ: فَمَا أَمْلِكُ إِذَا لَمْ أَمْلِكُ لِسَانِي؟ قَالَ: لَا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ، وَ لَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفاً » (3).
أخرجه ثلاثتهم.
133- الأَسْوَدُ بْنُ أَبي البَخْتِرِي (4)
(ب د ع) الأسْوَد بن أبي البَخْترِي، و اسم أبي البَخْتَرِي: العاص بن هاشم بن الحارث بن
ص: 223
أسد بن عبد العزى بن قُصيّ بن كلاب القرشي الأسدي، و أمه عاتكة بنت أمية بن الحارث بن أسد.
أسلم الأسود يوم الفتح، و صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قتل أبوه أبو البختري يوم بدر كافراً؛ قتله المُجَذَّر بن ذياد البلوي. و كان ابنه سعيد بن الأسود جميلاً فقالت فيه امرأة:
أَلَا لَيْتَني أَشْرِي (1) وِشَاحِي وَ دُمْلُجِي *** بِنَظْرَةِ عَيْن مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَسْوَدِ
روی سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: لما بعث معاوية بُسْر بن أبي أرطاة إلى المدينة ليقتل شيعة علي، أمره أن يستشير الأسود، فلما دخل المسجد سد الأبواب و أراد قتلهم، فنهاه الأسود بن أبي البختري، و كان الناس اصطلحوا عليه أيام علي و معاوية.
هذا كلام أبي عمر.
و ذكره ابن منده و أبو نعيم فقالا: الأسود بن البختري بن خويلد سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، ذكره البخاري في الصحابة، و ذكرا حديث أبي حازم، أن الأسود بن البختري، قال: «يَا رَسُولَ الله، أعظم لأجْرِي أَنْ أَسْتَغْنِي عَنْ قَوْمِي».
قلت كذا أخرجاه فقالا: البختري بغير أبي، و قالا: هو ابن خويلد، و إنما هو كما ذكره أبو عمر: لا أعلم في بني أسد: الأسود بن البختري بن خويلد، فإن كان و لا أعرفه، فهما اثنان، و إلا فالحق مع أبي عمر، و مما يقوي أن الحق هو الذي قاله أبو عمر أن الزبير لم يذكره في ولد خويلد، و ذكر الأسود بن أبي البختري، كما ذكرناه عن أبي عمر، و أيضاً فإن أبا موسى قد استدرك على ابن منده الأسود بن أبي البختري، فلو لم يكن وهمه فيه ظاهراً؛ حتى كأنه غيره . . . لما استدركه عليه، و نسبه ابن الكلبي أيضاً كما نسبه أبو عمر.
البختري بالباء الموحدة و الخاء المعجمة و المجذر: بضم الميم و بالجيم و الذال المعجمة و آخره راء، و ذياد بكسر الذال المعجمة، و بالياء تحتها نقطتان، و آخره دال مهملة.
أخرجه ثلاثتهم.
و قد استدركه أبو موسى على ابن منده، و هو في كتاب ابن منده، فلا وجه لذكره.
135- الأَسْوَدُ بْنُ حَازِمٍ (1)
(د ع) الأَسْوَدُ بنُ حَازِم بن صَفْوان بن عَزار نزل بخاری. روى أبو أحمد بَحِير بن النضر، عن أبي جميل عباد بن هشام الشامي، و كان مؤذناً في بمَجْكَث قرية من قرى بخاري قال: رأيت رجلاً من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقال له: الأسود بن حازم بن صفوان بن عزار، و كنت آتيه مع أبي و أنا يومئذ ابن ست أو سبع سنين فقال شهدت غزوة الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، فسئل: كما أتى لك؟ قال خمس و خمسون و مائة سنة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
بحير بفتح الباء الموحدة، و كسر الحاء المهملة.
136- الأسودُ الحَبَشِيُّ (2)
(د ع) الأسود الحَبَشيّ. الذي سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الصور و الألوان.
روى أبو قاسم الطبراني، عن علي بن عبد العزيز، عن محمد بن عمار الموصلي، عن عفیف بن سالم عن أيوب بن عتبة، عن عطاء، عن ابن عمر قال: «جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يسأله فقال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: سَلْ وَ اسْتَفْهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَضَّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالصُّورِ و الأَلْوَانِ وَ النُّبُوَّةِ؛ أَ فَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتَ بِمِثْلِ مَا آمَنْتُ بِهِ، وَ عَمَلْتَ مِثْلَ مَا عَمِلْتُ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ في الجَنَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِي، إِنَّهُ لَيَرَى بَيَاضَ الأَسْوَدِ فِي الجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ، و ذکر الحدیث، إلی أن بکی الأسود، و مات فدفنه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و دلاه في حفرته» (3).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
137- الأسودُ بْنُ حَرَامٍ (4)
أسْوَد بن حَرَام. تقدم ذكره في الأسود بن أبيض فليطلب منه.
أخرجه أبو موسى.
ص: 225
138- الأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيٍّ (1)
(دع) الأسْوَد بنُ خُزَاعِيّ و قيل: خزاعي بن الأسود الأسلمي، من حلفاء بني سلمة الأنصار، أحد من قتل ابن أبي الحُقَيق.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك في حديث قتل أبي رافع اليهودي قال: فلما قتلت الأوس كعب بن الأشرف، تذكرت الخزرج رجلاً هو في العداوة لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله، فذكروا أبا رافع بن أبي الحقيق بخيبر، فاستأذنوا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في قتله، فأذن لهم، فخرج إليه عبد الله بن عَتِيك، و عبد الله بن أنيس، و مسعود بن سنان، و الأسود بن خُزَاعي، حليف لهم من أسلم.
و روي عن عطاء بن يسار عن أبي رافع أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما حصر خيبر و أمر علياً بقتالهم قال: فبرز رجل من مَذْحِج من خيبر، فبرز إليه الأسود بن خزاعي، فقتله الأسود و أخذ سلبه (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
139- الأَسْوَدُ بْنُ خُطَامَة (3)
(د ع) الأسْوَد بن خُطَامَة الكناني.
أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو أخو زهير بن خطامة؛ روى حديثه إسماعيل بن النضر بن الأسود بن خطامة عن أبيه عن جده قال: «خرج زهير بن الخطامة وافداً حتى قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فَآمن بالله و رسوله» فذكر إسلام الأسود بن خطامة بطوله.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
140- الأسْوَدُ بنُ خَلَفٍ (4)
(ب د ع) الأسْودُ بنُ خَلَف بن عَبْد يَغُوث القُرشي الزُّهْري، و يقال: الجمحي، قال أبو عمر: و هو أصح، و قال ابن منده و أبو نعيم؛ هو زهري أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ص: 226
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، أخبرنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، قال: أخبرني عبد الله بن عثمان بن خيثم، أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره أن أباه الأسود رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يبايع الناس عند قَرْن مَصْقَلة، فبايع الناس على الإسلام و الشهادة قال: قلت: و ما الشهادة؟ قال: أخبرني محمد بن الأسود بن خلف أنه بايعهم على الإيمان بالله، و شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله».
و من حديثه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الولد مَبْخَلَةٌ (1) مَجْبَنَةٌ (2)» (3).
أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قول أبي عمر: الصحيح أنه من جُمَح، فلا شك حيث رأه ابن خَلَف ظنه من جمح مثل: أمية و أُبي بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح .. غلب على ظنه أنه من جمح ، و ليس كذلك؛ لأنه ليس لخلف أب اسم عبد يغوث، و أما ابن منده و أبو نعيم فذكراه زهرياً حَسْبُ. و فيه أيضاً نظر؛ فإن عبد مناف بن زهرة ولد وهباً، و ولد وهب عبد يغوث، و ولد عبد يغوث الأسود، و كان من المستهزئين و لم يسلم؛ و إنما الأسود الصحابي في زهرة هو الأسود بن عوف، و سيرد ذكره، و ليس في نسبه خلف، و لا عبد يغوث، ولكنهم قد اتفقوا على نسبه إلى خلف؛ و لعل فيه ما لم نره.
و قد ذكره أبو أحمد العسكري فقال: الأسود بن خلف بن عبد يغوث، قال: قال المطيِّن: هو قرشي، أسلم يوم فتح مكة، و عبد يغوث بن وهب هو خال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أخو آمنة أم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لو لم يدرك المبعث. و ابنه الأسود، كان أحد المستهزئين بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و المسلمين، مضى على كفره، قال: و أظن أن خلف بن عبد يغوث أخوه؛ و هذا قريب مما ذكرناه، و الله أعلم.
141- الأَسْوَدُ بْنُ رَبيعَة اليَشْكُريُّ (4)
(د ع) الأسْوَد بن رَبِيعَة بن أسْوَدَ اليَشْكُرِي. عداده في أعراب البصرة روى عباية أو ابن
ص: 227
عباية، رجل من بني ثعلبة، عن أسود بن ربيعة بن أسود اليشكري أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما فتح مكة قام خطيباً فقال: «ألا إن دماء الجاهلية و غيرها تحت قدمي إلا السقاية و السدانة» (1).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
142- الأسْودُ بْن رَبِيعَةَ (2)
(س) الأسودُ بنُ رَبِيعَة. استدركه أبو موسى على ابن منده، و قال: روى سيف بن عمر، عن ورقاء بن عبد الرحمن الحنظلي، قال قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الأسود بن ربيعة، أحد بني ربيعة بن حنظلة فقال: ما أقدمك؟ قال: أقترب بصحبتك، فترك الأسود و سمِّي المقترب فصحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد مع علي صفين. هكذا أورده ابن شاهين، و إحدى الترجمتين وَهَم فيما أرى، انتهى كلام أبي موسى.
و قد ذكر أبو موسى هذه الترجمة و جعل هذا الأسود هو المقترب، و ذكر الأسود بن عبس، و سيذكر إن شاء الله تعالى، و سماه هناك: المقترب، و ذكر الطبري أن عمر بن الخطاب استعمل الأسود بن ربيعة أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة، و هو صحابي مهاجري، و هو الذي قال للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «جِئْتُ لِأقْتَرِبَ إِلَى الله تَعَالَى بِصُحْبَتِكَ» فسماه المقترب.
أخرجه أبو موسى.
143- الأَسْودُ بْنُ زَيْدٍ (3)
(ب س ع) الأسْودُ بنُ زِيْد الأَنصَارِيِّ.
قال موسى بن عقبة: فيمن شهد بدراً من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني سَلِمَة: الأسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن غنم؛ قاله أبو نعيم.
و قال أبو عمر: أسود بن زيد بن قُطْبة و يقال: الأسود بن رَزْم بن زيد بن قطبة بن غنم الأنصاري، من بني عبيد بن عدي. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.
و قال أبو موسى مستدركاً على ابن منده مثل أبي نعيم، و قال أيضاً:
أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا اروق الخطابي، أخبرنا زياد بن الخليل،
ص: 228
أخبرنا إبراهيم بن المنذر، أخبرنا فليح عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب مثله، يعني قول أبي نعيم، و قال: ابن ثعلبة بن عبيد بن غنم.
قال أبو موسى: و قال غيرهما: ابن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تَزِيد بن جُشَم بن الخزرج بن ثعلبة.
فأما على ما ساقه أبو نعيم و أبو موسى فيحتمل أن يكونا أسقطا عدياً بين عبيد و غنم، و قد جرت عادة النسابين بذلك يفعلونه كثيراً، و حينئذ يستقيم النسب، فيكون أسود بن زيد بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة. و هكذا ساق النسب ابن الكلبي، و أما على ما ساقه أبو عمر ففيه اختلاف.
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى.
سَلِمَةَ: بكسر اللام، وَ تَزيد: بالتاء فوقها نقطتان، و جُشَمُ: بضم الجيم، و فتح الشين المعجمة.
144- الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ (1)
(ب د ع) الأَسْوَدُ بن سَرِيع بن حِمْير بن عُبادة بن النزَّال بن مُرَّة بن عبيد بن مقاعس، و اسمه: الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا عبد الله، غزا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. و مرة بن عبيد هو أخو مِنْقَر بن عبيد، يجتمع الأسود بن سريع و الأحنف بن قيس في عبادة، و هو أول من قص في جامع البصرة.
روى عنه الحسن و عبد الرحمن بن أبي بكرة. قال ابن منده: لا يصح سماعهما منه، و روى عنه الأحنف بن قيس.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأسود بن سريع قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي قَدْ حَمِدْتُ رَبِّي بِمَحَامِدَ وَ مِدْحِ وَ إِيَّاكَ، قَالَ: هَاتِ مَا حَمِدتُّ بِهِ رَبَّكَ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَنْشُدُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ آدَمٌ فَاسْتَأْذَنَ،
ص: 229
قَالَ، فَقَالَ النَّبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: س س، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَاً، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ هَذَا الَّذِي اسْتَنْصَتَنَّي لَهُ؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، هَذَا رَجُلٌ لا يُحِبُّ البَاطلَ. (1).
أخرجه ثلاثتهم.
145- الأَسْودُ بْنُ سُفْيَانَ (2)
(ب س) الأسْودُ بنُ سُفيان بن عَبْد الأسَد بن هِلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أخو هَبَّار بن سفيان بن عبد الأسد، و ابن أخي أبي سلمة، في صحبته نظر. أخرجه أبو عمر و أبو موسى؛ إلا أن أبا موسى قال: أسود بن عبد الأسد، و لم يذكر سفيان، و قال: قال عبدان: لا تعرف له رواية، إلا أن ابن عباس ذكر اسمه، و هذا ليس بشيء؛ فإن ابن الكلبي و الزبير بن بكار قالا: إن الأسود بن عبد الأسد قتل ببدر كافراً، و ذكر الزبير: سفیان بن عبد الأسد و ابنه الأسود.
146- الأَسْودُ بْنُ سَلَمَةَ (3)
(س) الأسودُ بن سَلمة بن حُجْر بن وَهْب بن ربيعة بن معاوية الكِنْدي. وفد إلى
النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و معه ابنه، فدعاله؛ ذكره ابن الكلبي فيمن وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه أبو موسى.
147- الأَسْوَدُ وَالِدُ عَامِرِ بْنِ الأَسْوَدِ (4)
(ب) الأسْوَدُ والدُ عَامر بن الأسود.
روى هشيم و أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن عامر بن الأسود، عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الصبح في مسجد الخَيْفِ فلما قَضَى صَلَاتَهُ إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا، فأتى بهما تُرعَد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا؟ (5) . . . الحديث.
ص: 230
و خالفهما شعبة فقال: عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله سواء.
أخرجه أبو عمر.
148- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ (1)
(س) الأَسْوَدُ بن عَبْد الأسَد. تقدم القول فيه في الأسود بن سفيان.
أخرجه أبو موسى.
149- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (2)
(ب د) الأَسْوَدُ بن عبد الله السَّدُوسِيّ اليمامي و قيل: عبد الله بن الأسود. وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع بشير بن الخصاصيَّة.
روى الصعق بن حزن، عن قتادة قال: هاجر من ربيعة إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أربعة رجال من سَدوس: بشير بن الخصاصية، و أسود بن عبد الله من اليمامة، و عمرو بن تغلب من النمر بن قاسط، و فرات بن حيَّان، من بني عجل.
أخرجه ثلاثتهم، و يرد في عبد الله بن الأسود أكثر من هذا.
150- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْسِ (3)
(س) الأَسْوَدُ بن عَبْس بن أسمَاء بن وهْب بن رباح بن عَوْذ بن منقذ بن كعب بن
ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
ولد على عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال: «أَتَيْتُكَ لأَقْتَرِبَ إِلَيْكَ» فسمي: المقترب
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو أحمد العطار إجازة، أخبرنا عمر بن أحمد، أخبرنا محمد بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن يزيد، عن رجال هشام [بن] الكلبي، عن هشام، عن أبيه بذلك.
أخرجه أبو موسى.
و قد تقدم أن الأسود بن ربيعة هو المقترب، و هو رواية سيف بن عمر، و قد تقدم ذكره و الله أعلم.
ص: 231
151- أَسْوَدُ بْنُ عِمْرَانَ (1)
(ب د ع) أَسْوَدُ بن عِمْران البَكْرِي. من بكر بن وائل من ربيعة و قيل: عمران بن الأسود، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. حديثه عند حكام بن سليم، عن عمرو بن أبي قيس، عن ميسرة النهدي، عن أبي المحجل، عن عمران بن الأسود، أو الأسود بن عمران قال: «كنت رسول قومي إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و وافدهم، لما دخلوا في الإسلام و أقروا».
أخرجه ثلاثتهم؛ قال أبو عمر: في إسناده مقال.
152- أَسْوَدُ بْنُ عَوْفٍ (2)
(ب د ع) أَسْوَدُ بن عَوْف بن عَبْد عوف بن عبد بن الحارث بن زُهْرة بن كلاب بن مرة القرشي الزهري، أخو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث، و أمه: الشِّفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة، له صحبة، هاجر قبل الفتح، و هو والد جابر بن الأسود الذي ولى المدينة لابن الزبير و جابر هو الذي جلد سعيد بن المسيب في بيعة ابن الزبير، قاله أبو عمر.
و قال محمد بن سعد الواقدي: أسلم يوم الفتح، و مات بالمدينة، و له بها دار.
أخرجه ثلاثتهم.
153- أَسْوَدَ بْنُ عُوَيْمٍ (3)
(د ع) أَسْوَدُ بن عُوَيم السَّدُوسِيّ.
روى عنه حبيب بن عامر بن مسلم السدوسي أنه قال: «سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الجمع بين الحرة و الأمة فقال: للحرة يومان و للأمة يوم» (4).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
154- الأَسْوَد بْنُ مَالِكٍ (5)
(د ع) الأسْوَد بنُ مَالِك الأسَدِيِّ اليمامي، أخو الحدرجان بن مالك، لهما صحبة و وفادة على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
روى إسحاق بن إبراهيم الرملي، عن هاشم بن محمد بن هاشم بن جزء بن
ص: 232
عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان بن مالك، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال: حدثني أبي جزء بن الحدرجان عن أبيه. قال:
«قدمت أنا و أخي الأسود على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فآمنا به وصدقناه، و كان جزء، و الأسود قد خدما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و صحباه».
قال ابن منده و أبو نعيم: تفرد به إسحاق الرملي.
155- الأَسْوَدُ بْنُ وَهْب (1)
(ب د ع) الأَسْوَدُ بن نَوْفل بن خُوَيْلِد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي الأسدي، و كان من مهاجرة الحبشة، و هو ابن أخي خديجة بنت خويلد، و ابن عم وَرَقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، و أمه فُرَيعة بنت عَدِي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، و هو جد أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل، يتيم عروة بن الزبير، شيخ مالك بن أنس.
و روى محمد بن إسحاق في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة إلى جوار النجاشي: الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى.
و قال الزبير بن بكار: كان نوفل شديداً على المسلمين، و هو الذي قرن أبا بكر و طلحة في حبل بمكة لأجل الإسلام، فقيل لهما: القرينان و قتل يوم بدر كافراً، قال: و قد انقرض ولد نوفل بن خویلد.
أخرجه ثلاثتهم.
156- الأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ (2)
(س) الأَسْوَدُ بن هِلَال المُحاربيّ.
كوفي قتل في الجماجم سنة نيف و ثمانين، و قيل: أدرك الجاهلية أيضاً، استدركه أبو موسی علی ابن منده.
157- الأَسْوَدُ بْنُ وَهْبٍ (3)
(ب د ع) الأسْوَدُ بنَ وهْب بن عبد مناف بن زهرة، و قيل: وهب بن الأسود.
ص: 233
روی صدقة بن عبد الله، عن أبي مُعَيد حفص بن غيلان، عن زيد بن أسلم، عن هب بن الأسود، عن أبيه الأسود بن وهب خال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَلَا أُنْبِئُكَ بِشَيْءٍ
عَسَى اللَّه أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ المَرْءِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقٍّ» (1). رواه أبو بكر الأعين، عن عمرو بن أبي سلمة، عن أبي معيد، عن الحكم الأيلي عن زيد بن أسلم، عن وهب بن الأسود خال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن النبي بهذا.
و روى القاسم عن عائشة رضي الله عنها: «إن الأسود بن وهب خال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و استأذن على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال النبي: يَا خَالُ، ادْخُلْ. فَدَخَلَ، فَبَسَطَ لَهُ رِدَاءَهُ، وَ قَالَ: اجْلِسْ عَلَيْهِ، قَالَ: حَسْبِي، قَالَ: أَجْلِسْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: إِنَّ الخَالَ وَالِدٌ يَا خَالُ، مَنْ أُسْدِيَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَلَمْ يَشْكُرْ، فَلْيَذْكُرْ، فَإِنَّهُ إِذَا ذَكَرَ فَقَدْ شَكَرَ» (2).
أخرجه ثلاثتهم.
158- الأسْودُ بْنُ يَزِيدَ (3)
(ب س) الأسْودُ بن يَزِيد بن قَيْس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النَّخَع النخعي.
أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مسلماً و لم يره، روي عنه أنه قال: «قضى فينا معاذ في اليمن، و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حي، في رجل ترك ابنته و أخته، فأعطى الابنة النصف و الأخت النصف».
و الأسود هذا هو صاحب ابن مسعود، و هو أخو عبد الرحمن بن يزيد، و ابن أخي علقمة بن قيس، و كان أكبر من علقمة، و هو خال إبراهيم بن يزيد أمه مليكة بنت يزيد النخعي،
ص: 234
روى عن عمر و ابن مسعود و عائشة رضي الله عنهم، و هو من فقهاء الكوفة و أعيانهم توفي سنة خمس و سبعين.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
159- الأَسْوَدُ (1)
(د ع) الأسْوَدُ. كان اسمه أسود ، فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أبيض.
روى بكر بن سوادة، عن سهل بن سعد قال: كان رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم اسمه أسود، فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أبيض، و قد تقدم ذكره في أبيض.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
160- أَسِيْدُ بْنُ أَبي أُسَيْدٍ (2)
(س) أسِيد، بفتح الهمزة و كسر السين، هو أسِيدُ بن أبي أسَيْد، فالأول مفتوح الهمزة، و الثاني بضمها و فتح السين، و هو أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البَدَن، و قيل: البدي، و الأول أكثر، ابن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرجي الساعدي.
ذكره عبدان المروزي في الصحابة، و روي بإسناده عن عمر بن الحكم، عن أسِيد بن أبي أسَيد أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تزوج امرأة من بلجون، قال: فَبَعَثَني فَجْئْتُهَا، فَأَنْزَلْتُهَا بِالشَّعْبِ فِي أجَم (3)، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، جِئْتُكَ بِأَهْلِكَ، قَالَ: فَأَتَاهَا، فَأَهْوَى إِلَيْهَا لِيَقْبَلَهَا، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بالله مِنْكَ، فَقَالَ: عُذْتِ بِمَعَاذِ ، فَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا (4).
قال أبو موسى: كذا أورده عبدان، و الصحيح أن عمر بن الحكم روى ذلك عن أبي أسيد، و هذا هو المشهور، و المستعيذة قد اختلف فيها؛ فقيل: أميمة، و قيل: مُلَيكة الليثية، و قيل: عزة، و قيل: فاطمة بنت الضحاك.
و قوله: من بلجون: يريد بني الجون.
ص: 235
أخرجه أبو موسى.
161- أسِيدُ بْنُ أَبي أُنَاسِ (1)
(س) أسِيد، بالفتح أيضاً، و هو أسيد بن أبي أناس بن زُنَيْم بن عمرو بن عبد الله
جابر بن مَحْمِية بن عُبيد بن عَدي بن الدُّئِل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر الكناني الدُّؤَلي العدوي. و هو ابن أخي سارية بن زنيم الذي ناداه عمر بن الخطاب، و هو على المنبر.
و قال أبو أحمد العسكري: أسيد _ بكسر السين _ منهم أسيد بن أبي أناس، و هو أسيد بن زنیم؛ فعلى هذا يكون أخا سارية.
و كان أسد شاعراً فأهدر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دمه؛ قال ابن عباس: إن وفد بني عدي بن الديل قدموا على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فيهم الحارث بن وهب، و عُوَيمر بن الأخرم، و حبيب و ربيعة ابنا مسلمة، و معهم رهط من قومهم، و طلبوا منه أن لا يقاتلوه، و لا يقاتلوا معه قريشاً، و تبرءوا إليه من أسيد بن أبي أناس، و قالوا: إنه قد نال منك، فأباح النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دمه، و بلغ أسيداً ذلك؛ فأتي الطائف، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فأخبر أسيداً بذلك، و أخذو و أتى به النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و فجلس بين يديه و أسلم، فأمنه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و مسح وجهه و صدره، فقال: [الطويل]
وَ أَنْتَ الفَتَى تهْدِي مَعَدًّا لِدِينِهَا *** بَلِ اللَّهُ يَهْدِيهَا وَ قَالَ لَكَ: أَشْهَدِ
فَمَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ كُورِهَا *** أبرَّ وَ أَوْفَى ذِمَّةٌ مِنْ مُحَمَّدِ
وَ أَكْسَى لِبرْدِ الخَالِ قَبْلَ ابْتِذَالِهِ *** وَ أَعْطَى لِرَأْسِ السَّابِقِ المُتَجَرِّدِ
تَعَلَّمْ رَسُولَ الله أَنَّكَ قَادِرٌ *** عَلَى كُلِّ حَيٍّ مُتْهِمِينَ وَ مُنْجِدِ
تَعَلَّمْ بِأَنَّ الرَّكْبَ رَكْبَ عُوَيْمِرٍ *** هُمُ الكَاذِبُونَ المُخْلِفُو كُلِّ مَوْعِدِ
أَنَبَّوا رَسُولَ الله أَنْ قَدْ هَجَوْتَهُ؟ *** فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ إِذَنْ يَدِي
سِوَى أنَّني قَدْ قُلْتُ: وَ يْلُمّ فَتْيَةٍ *** أَصِيبُوا بِنَحْسٍ لَا بِطَلْقٍ وَ أَسْعَدِ (2)
و هي أكثر من هذا.
فلما أنشده:
*و أنت الفتى تهدي معداً لدينها *
ص: 236
قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «بل الله يهديها» (1) قال الشاعر:
بل الله يهديها و قال لك اشهد.
قال أبو نصر الأمير: أسيد بن أبي أناس بن زنيم بن محمية بن عبيد بن عدي بن الديل، كان شاعراً، و هو الذي كان يحرض على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فأهدر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دمه، ثم أتاه عام الفتح فأسلم و صحبه. و قد أسقط ابن ماكولا من نسبه، و الصحيح ما ذكرناه أولاً.
و ذكره المرزباني، بضم الهمزة و فتح السين، و الأول أصح.
أخرجه أبو موسى.
162- أَسِيدُ بْنُ جَارِيَةَ (2)
(ب س) أسِيدُ _ بفتح الهمزة أيضاً _ و هو أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن غِيرَة بن عوف بن ثقيف، و هو قَسِي بن مُنَبَه بن بكر بن هوازن.
أسلم يوم الفتح، و شهد حنيناً.
قال أبو عمر: و هو جد عمرو بن أبي سفيان بن أسيد الذي روى عنه الزهري حديث الذبيح إسحاق قال البخاري: و قيل: عمرو بن أسيد، و الأول أصح.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
163- أَسِيدُ بْنُ سَعْيَةَ القُرَظِيُّ (3)
(ب س) أسِيد بالفتح أيضاً هو ابن سَعْيَة القُرَظِيّ، أسلم و أحرز ماله، و حسن إسلامه. و ذكر الطبري عن ابن حميد، عن سلمة، عن أبي إسحاق قال: ثم إن ثعلبة بن سعية، و أسيد بن سعية، و أسد بن عبيد، و هم من بني هَدْل، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم سعد.
قال البخاري: توفي أسيد بن سعية، و ثعلبة بن سعية، في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و قد تقدم الخلاف في اسمه في أسد.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 237
164- أسِيدُ بْنُ صَفْوَانَ (1)
(ب د ع) أسِيدُ بن صَفْوان. بالفتح أيضاً، له صحبة، عداده في أهل الحجاز، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعيد المؤدب بإسناده إلى أبي زكرياء يزيد بن إياس الأزدي الموصلي، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، أخبرنا علي بن حرب، أخبرنا دلهم بن يزيد الموصلي، حدثنا العوام بن حوشب، أخبرنا عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان و كانت له صحبة بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«لما توفي أبو بكر، رضي الله عنه، ورجت المدينة بالبكاء، و دهش الناس، كيوم قبض النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، جاء علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مسرعاً باكياً مسترجعاً، و هو يقول: «اليوم انقطعت خلافة النبوة» حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، ثم قال: «رحمك الله يا أبا بكر؛ كنت أول القوم إسلاماً، و أخلصهم إيماناً، و أكثرهم يقيناً، و أعظمهم غناء، و أحدبهم على الإسلام، و أحوطهم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ و آمنهم على أصحابه، و أحسنهم صحبة، و أفضلهم مناقب، و أكثرهم سوابق، و أرفعهم درجة، و أقربهم من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مجلساً و أشبههم به هدياً و سمتاً و خلقاً و دلّا، و أشرفهم منزلة، و أكرمهم عليه، و أوثقهم عنده، فجزاك الله عن الإسلام و عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خيراً؛ صدقت برسول الله حين كذبه الناس؛ فسماك الله في كتابه صديقاً».
و ذكر الحديث بطوله.
و رواه أبو عمر الضرير، عن عمران القطان أبي العوام، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم العدوي، بإسناده و رواه بعض المراوزة عن عمر بن إبراهيم عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان.
أخرجه ثلاثتهم.
ص: 238
165- أَسِيدُ بْنُ عَمْروٍ (1)
(س) أسِيدُ بن عَمْرو بن مِحْصَن بن عَمْرو، من بني عمرو بن مبذول ثم من بني النجار شهد بدراً.
اختلف في اسمه فقيل: بشر، و قيل: بشير و قيل: ثعلبة أخرجه أبو موسى، و قال: أخرجوه في غير باب الألف؛ إلا أن طلبه في كتبهم في باب الألف لم يجده، و عسى أن لا يعرف أنه مختلف فيه.
بن عبد
166- أَسِيدُ بْنُ كُرْزِ (2)
(د) أسِيدُ بن كُرْز القُسرِي، بالفتح أيضاً، ذكره ابن منيع و قد تقدم نسبه في أسد، و هو جد خالد بن عبد الله القسري، و قيل: أسد، و هو الصحيح، و روى خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسيد، عن أبيه، عن جده أسيد بن كرز، و كان خالد جواداً ممدحاً؛ إلا أنه كان يبالغ في سب علي، فقيل: كان يفعله خوفاً من بني أمية، و قيل غير ذلك، و كان أمير العراق لهشام بن عبد الملك بن مروان.
أخرجه ابن منده.
167- أسِيدُ المُزَنِيُّ (3)
(د ع) أسيدُ المُزَنِيّ، بالفتح أيضاً، مجهول. روى حديثه يحيى بن سعيد الأنصاري القطان عن عبد الله بن أبي سلمة، عن أسيد المزني قال:
أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوماً أريد أن أسأله، فوجدت عنده رجلاً يريد أن يسأله، فأعرض عنه مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: «من كان عنده أوقية، ثم سأل فقد سأل إلحافاً (4)» (5) هذا حديث غريب.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 239
168- أُسَيْدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (1)
(ب) أسَيدُ، بضم الهمزة و فتح السين، هو أسيد بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدراً، و شهد صفين مع علي بن أبي طالب.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
169- أُسَيْدُ بْنُ أَبِي الجَدْعَاءِ (2)
(س) أُسَيْدَ، بضم الهمزة، هو ابن أبي الجدعاء. أخرجه أبو موسى و قال: قال ابن ماكولا: يقال له صحبة، روى عنه عبد الله بن شقيق، كذا ذكره ابن ماكولا، و الذي روى عنه ابن شقيق المشهور أنه عبد الله بن أبي الجدعاء.
170- أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ (3)
(ب د ع) أُسَيْد، بضم الهمزة أيضاً هو أسَيْد بن حُضَيْر بن سماك بن عَتيك ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
يكنى: أبا يحيى، بابنه. يحيى، و قيل: أبا عيسى، كناه بها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: كنيته أبو عتيك، و قيل: أبو حضير، و قيل: أبو عمرو.
و كان أبوه حضير فارس الأوس في حروبهم مع الخزرج ، و كان له حصن واقم و كان رئيس الأوس يوم بعاث، و أسلم أسيد قبل سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير بالمدينة، و كان إسلامه بعد العقبة الأولى، و قيل الثانية، و کان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يكرمه و لا يقدم عليه واحداً، و يقول: إنه لا خلاف عنده.
أمه أم أسيد بنت السَّكَن، و شهد العقبة الثانية، و كان نقيباً لبني عبد الأشهل، و قد اختلف في شهوده بدراً، فقال ابن إسحاق و ابن الكلبي: لم يشهدها، و قال غيرهما: شهدها و شهد أحداً و ما بعدها من المشاهد، و شهد مع عمر فتح البيت المقدس.
ص: 240
روى عنه كعب بن مالك و أبو سعيد الخدري، و أنس بن مالك، و عائشة رضي الله عنها.
و آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينه و بين زيد بن حارثة، و كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، و كان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي، و له في بيعة أبي بكر أثر عظيم.
روى عنه أنس بن مالك أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال للأنصار: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ» (1).
أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن هبة الله بن عساكر، عن أبي المظفر القشيري إجازة، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري، أخبرنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكيم، أخبرنا أبي و شعيب بن الليث، عن الليث عن خالد، هو ابن يزيد، عن أبي هلال، يعني سعيداً، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير، و كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، قال: قرأت ليلة سورة البقرة، و فرس لي مربوط، و يحيى ابني مضطجع قريب مني و هو غلام، فجالت الفرس، فقمت، و ليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فقمت و ليس لي هم إلا ابني، ثم قرأت فجالت الفرس، فرفعت رأسي، فإذا شيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح، مقبل من السماء فهالني، فسكت، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فَأَخْبَرْتَهُ فَقَالَ: اقْرَأْ يَا أَبا يَحْيَى؛ فَقُلْتُ قَدْ قَرَأْتُ، فَجَالَتْ فَقُمْتُ لَيْسَ هَمْ لِي إِلَّا ابْنِي، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ يَا أَبَا يَحْيَى، فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَجَالَتِ الفَرسُ فَقَالَ: اقْرَأْ أَبَا حُضَيْر فَقُلْتُ: قَدْ قَرَأْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا كَهَيْئَةِ الظُّلَّةِ فِيهَا المَصَابِيحُ فَهَالَنِي؛ فَقَالَ: تِلْكَ المَلَائِكَةُ دَنَوْا لِصَوْتِكَ؛ وَ لَوْ قَرَأْتَ حَتَّى تُصْبح لأَصْبَحَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ (2).
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق قال: حدثنا أبو جابر عبد العزيز بن حيان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: حدثنا المعافى بن
ص: 241
عمران، عن سليمان بن بلال، عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، نِعْمُ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ» (1).
توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين، و حمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه السرير حتى وضعه بالبقيع؛ و صلى عليه، و أوصى إلى عمر، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع ثمر نخله أربع سنين بأربعة آلاف، و قضى دينه.
أخرجه ثلاثتهم.
حُضَير بضم الحاء المهملة و فتح الضاد المعجمة و بعدها ياء تحتها نقطتان و آخره راء.
171- أُسَيْدِ ابْنُ أَخِي رَافِعٍ (2)
(د ع) أسَيْد، بالضم أيضاً؛ هو ابن أخي رافع بن خَدِيج؛ روى عنه عكرمة و مجاهد، روى أبو مسعود عن حماد بن مسعدة، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد أن أسيداً حدثه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِذَا وَجَدَ الرَّجُلُ سَرِقَةً، وَ كَانَ الرَّجُلُ غَيْرَ مُتَهَمٍ، إِنْ شَاءَ أَخَذَهَا بِالثَّمَنِ وَ إِنْ شَاءَ اتَّبَعَ سَارِقَهُ» (3). و قضى بذلك أبو بكر و عمر و عثمان؛ قاله ابن منده.
و قال أبو نعيم في هذه الترجمة: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده و أخرج له هذا الحديث، و هو أسيد بن ظهير؛ و روي هذا الحديث بعينه، عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد المخزومي، أن أسيد بن ظُهَيْر الأنصاري أحد بني حارثة كان عاملاً على اليمامة وأن مروان كتب إليه أن معاوية كتب إليه: «أيما رجل سرقت منه سرقة فهو أحق بها حيثما وجدها» (4). فكتب إلى مروان أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قضى أن كان الذي ابتاعها من الذي سرقها غير متهم فخير سيدها، فإن شاء أخذ ما سرق منه بثمنه، أو اتبع سارقه، ثم قضى بذلك بعده أبو بكر و عمر و عثمان. فكتب بذلك مروان إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: إنك لست أنت و لا أسيد بقاضيين عليّ، و لكني قضيت عليكما فيما وليت فأرسل مروان إلى أسيد بكتاب معاوية فقال أسيد: لست أقضي ما وليت بما قال معاوية.
ص: 242
قال أبو نعيم: رواه هذا الواهم من حديث أبي مسعود، و لم ينسب أسيداً، و جعله ترجمة على حدة و قد أخرج أبو مسعود هذا الحديث في مسند المُقِلِّين عن حماد في ترجمة أسيد بن ظهير، و إن لم ينسب أسيداً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و الصواب قول أبي نعيم.
و أسيد بضم الهمزة و فتح السين، و ظهير بضم الظاء المعجمة و فتح الهاء.
172- أُسَيْدُ بْنُ سَاعِدَة (1)
(ب س) أُسَيْد، بضم الهمزة أيضاً، هو ابن ساعدة بن عامر بن عدي بن جُشَم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي.
شهد أحداً هو و أخوه أبو حَثْمةَ و ابنه يزيد بن أسيد، و هو عم سهل بن أبي حثمة.
أخرجه أبو عمر، و أبو موسى.
حارثه: بالحاء و الثاء المثلثة.
173- أُسَيْدُ بْنُ سَعْيَةَ (2)
(ب س) أُسَيْد، بالضم أيضاً، هو ابن سعية، و قيل: بفتح الهمزة، و قيل: أسد، و قد تقدم ذكره فيهما.
قال أبو عمر: قال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: أسيد بالضم، و قال يونس بن بكير عنه: أسيد بالفتح، قال الدارقطني: و هو الصواب.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
174- أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ (3)
(ب د ع) أسيد بن ظهير، بضم الهمزة أيضاً، و ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. له صحبة و رواية، ساق ابن منده و أبو نعيم نسبه كما ذكرناه؛ إلا
ص: 243
أنهما قالا: عدي بن زيد بن جشم، فأسقطا زيداً الأول و عمراً، و أثبتهما ابن الكلبي و أبو عمر و غيرهما، و هو الصواب و قالا: هو عم رافع بن خديج، و ليس كذلك، و إنما هو ابن عمه؛ لأن رافع بن خديج بن رافع بن عدي، فظهير عمه، و هو أخو أنس بن ظهير لأبيه و أمه، و أخو عباد بن بشر لأمه، أمهم فاطمة بنت بشر بن عدي بن غنم بن عوف، و يكنى أسيد: أبا ثابت، عداده في أهل المدينة، استصغر يوم أحد، و شهد الخندق.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله، و أبو جعفر بن السمين، و إبراهيم بن محمد، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا أبو كريب و ابن وكيع قالا: أخبرنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن ابن أبي الأبرد أنه سمع أسَيد بن ظهير، و كان من أصحاب النبي، يحدث عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «صَلَاةٌ في مَسْجِدِ قُبَاءِ كَعُمْرَةِ» (1). و اسم ابن أبي الأبرد زياد مولى بني خطمة.
و روى ابن منده بإسناده عن عمير بن عبد المجيد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن رافع بن خديج، عن أسيد بن ظهير أنه رجع من عند رسول الله فقال: «نَهَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ» (2).
قال أبو نعيم: و هم بعض الناس، فقال: رافع بن خديج عن أسيد، و إنما هو رافع بن أسَيد. رواه خالد بن الحارث الهجيمي، و هو أحد الأثبات المتقنين؛ فقال: رافع بن أسَيد بن ظهير عن أبيه.
توفي أسَيد بن ظهير في خلافة عبد الملك بن مروان.
أخرجه ثلاثتهم.
ظُهَير: بضم الظاء المعجمة و فتح الهاء، و خَدِيج: بفتح الخاء المعجمة و كسر الدال المهملة و آخره جيم.
ص: 244
175- أُسَيْدُ بْنُ يَرْبُوع (1)
(ب ع س) أُسَيْد، بالضم أيضاً، هو ابن يَرْبُوع بن البدي بن عمرو بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الساعدي.
و هو ابن عم أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي، شهد أحداً، و قتل باليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر و أبو نعيم و أبو موسى.
البدي: بالباء الموحدة، و قيل بالياء تحتها نقطتان و آخره ياء، و قيل: البدن بالباء الموحدة و آخره نون، و قال أبو أحمد العسكري: البدي بالباء الموحدة و تشديد الدال، و ليس بشيء، قال أبو عمر: و اختلفوا في فتح الدال و كسرها.
176- أُسَيْرُ بْنُ جَابِرٍ (2)
(د ع) أُسَيْر، بضم الهمزة و فتح السين و آخره راء، هو أسَيْر بن جابر، يُعد في البصريين، في صحبته نظر؛ روی عمران القطان، عن قتادة، عن أبى العالية، عن أسير بن جابر أن ريحاً هبت على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلعنها رجل، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا تَلْعَنْهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَ مَنْ لَعَنَ شَيْئاً لَيْسَ بِأَهْلِهِ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ» (3).
و رواه أبان، عن قتادة عن أبي العالية، عن ابن عباس.
من حديث أسير ما رواه حميد بن عبد الرحمن عنه قال: قال رسول الله: «إِنَّ الحَيَاءَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» (4).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
177- أُسَيْرُ بنُ عُرْوَةَ (5)
(ب س) أسير بن عُزوة و قيل: ابن عمرو بن سواد بن الهيثم بن ظَفَر بن سَواد الأنصاري الظفري الأوسي.
ص: 245
روى الواقدي بإسناده عن محمود بن لبيد، قال: كان أسير بن عروة رجلاً منطيقاً بليغاً، فسمع بما قال قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر في بني أبيرق قال للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فجمع جماعة من قومه، و أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: إِنَّ قَتَادَةَ وَ عَمَّهُ عَمِدَا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَّا، أَهْلِ حَسَبٍ وَ صَلَاحٍ، يَقُولَانَ لَهُمُ القَبِيحَ بِغَيْرِ ثَبْتَ وَ لَا بَيِّنَةٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَأَقْبَلَ قَتَادَةُ إِلَى رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فَجَبَهَهُ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقَامَ قَتَادَةُ مِنْ عِنْدَهُ، وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) [النساء/ 105].
أخرجه أبو عمر و أبو موسى؛ إلا أن أبا موسى جعل الترجمة أسير بن عمرو، و قيل: ابن عروة، و جعلها أبو عمر: أسير بن عروة حسب، و هما واحد.
178- أُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الدَّرْمَكِيُّ (1)
(ب د ع) أُسَيْر بن عَمْر و الدرمكي، بالضم أيضاً.
أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يسمع منه، قال علي بن المديني: أسير بن عمرو هو أسير بن جابر، قاله ابن منده. و روى هو و أبو نعيم أنه روي عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «أَصْرَمَ الأَحْمَقُ » (2).
و قال أبو عمر: أسير بن عمرو بن جابر، و يقال: يسير، بالياء، المحاربي، و يقال فيه: أسير بن جابر، و يسير بن جابر، فينسب إلى جده، و قيل: إنه كندي، يكنى: أبا الخيار، قاله عباس عن ابن معين، و قال علي بن المديني: أهل الكوفة يسمونه أسير بن عمرو، و أهل البصرة سمونه أسير بن جابر، و هو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود، و روي عن أبي بكر و عمر، و روى عنه من أهل البصرة زرارة بن أوفى، أبو نضرة و ابن سيرين، و من أهل الكوفة المسيب بن رافع، و أبو إسحاق الشيباني.
و ولد مُهَاجَرَ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و مات سنة خمس و ثمانين، و أدرك الجاهلية، قاله أبو إسحاق الشيباني.
و روى حميد بن عبد الرحمن عنه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «لَا يَأْتِيكَ مِنَ الحَيَاءِ إِلَّا خَيْرٌ» (3).
ص: 246
و روى عمرو بن قيس بن أسير، و قيل: يسير عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَصْرَمَ الأَحْمَقُ».
و رواه شهاب بن خراش، عن أبيه، عن أسير بن عمرو، و كان رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، موقوفاً.
أخرجه ثلاثتهم؛ إلا أن أبا عمر جعل هذا و أسير بن جابر واحداً، و جعلهما ابن منده و أبو نعيم اثنين، و الله أعلم.
179- أُسَيْرُ بْنُ عَمْرِو (1)
(ب د ع) أُسَيْر، بالضم و الراء أيضاً، هو أسير بن عمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج يكنى: أبا سليط بن أبي خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري، من بني عدي بن النجار.
شهد بدراً، روى عنه ابنه عبد الله أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ بِخَيبرَ، وَ القُدُورُ تَفُورُبِهَا، فَأَكْفَأْنَاهَا» (2).
و قيل فيه: أسيرة بالهاء في آخره؛ ذكره ابن ماكولا و أبو عمر.
و قد ذكره محمد بن إسحاق من رواية سلمة: أسيرة، و ذكره من رواية يونس: أنس و نذكره في أنس، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ثلاثتهم، و يذكر في الكني، إن شاء الله تعالى.
180- الأَشَّجُّ العَبْدِيُّ (3)
(ب د ع) الأشَّجُّ العَبْدِيّ. و اسمه: المنذر بن الحارث بن زياد بن عَصَر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جَدِيمَة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لُكَيْز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دُعْمِيّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن
ص: 247
عدنان العَبْدِي العَصري. قاله ابن الكلبي، و قيل في نسبه غير ذلك، و يذكر في المنذر بن عائذ، إن شاء الله تعالى.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد عبد القيس.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الديني المخزومي الفقيه الشافعي، بإسناده إلى أبي يعلي أحمد بن علي بن المثنى، قال: قال حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا هشيم، أخبرنا يونس بن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن الأشج أشج عبد القيس قال: قال لي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«إِنَّ فِيكَ لَخَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله، قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا هُمَا؟ قَالَ: الحِلْمُ وَالأَناةُ، أَو الحِلْمُ وَ الحَيَاءُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله كَانَا فِي أَمْ حَدِيثٌ؟ قَالَ: بَلْ قَدِيمٌ، قَالَ: قُلْتُ: الحَمْدُ لله الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خَلَّتَيْنِ يُحِبُّهُمَا» (1).
أخرجه ثلاثتهم.
181- أَشْرَسُ بْنُ غَاضِرَةَ (2)
(د ع) أَشْرَسُ بن غَاضِرَة.
له صحبة و ذكر، روى إسحاق بن الحارث القرشي، قال: رأيت عمير بن جابر، و أشرس بن غاضرة الكندي، و كانت لهما صحبة، يخضبان بالحناء و الكَتَم (3).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
182- أَشْرَفُ (4)
(س) أَشْرَفُ. غير منسوب، ذكره ابن ياسين فيمن قدم هراة من الصحابة.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو زكرياء بن منده إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو سعيد
ص: 248
النصْرَوِيّ بنيسابور، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن عُضم، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحافظ بذلك.
أخرجه أبو موسى.
183- أَشْرَفُ (1)
(س) أشْرَف آخر، قال أبو موسى: قدم من الشام، ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أبو موسى.
184- الأَشْعَثُ العَبْدِيُّ (2)
(د ع) الأشْعَثُ بن جَوْدَانِ العَبْدِي. قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: عمير بن جودان، و هو الصحيح.
روى أبو حمزة، عن عطاء بن السائب، عن عمير بن الأشعث بن جودان، عن أبيه أنه قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد عبد القيس، و رواه غيره فقال: الأشعث بن عمير بن جودان، قال ابن منده: و هو الصواب، و قال أبو نعيم: الصحيح الأشعث بن عمير عن أبيه، فقلبه بعض الناس. عن ابن شقيق عن أبي حمزة عن عطاء فقال: عمير بن الأشعث و هو خطأ، و الذي ذكرناه عن ابن منده مثل أبي نعيم، فما لطعنه عليه وجه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
185- الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ (3)
(ب د ع) الأشْعَثُ بن قَيْس بن مَعْدِي كَرِب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندي.
كذا ساق نسبه ابن منده و أبو نعيم، و الذي ذكره هشام الكلبي: الأشعث، و اسمه: معدي كرب بن قيس، و هو الأشج بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية
ص: 249
الأكرمين، ابن الحارث الأصغر بن معاوية ابن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مَرْتِع و اسمه، عمرو بن معاوية بن ثور بن عفير، و ثور بن عفير هو كندة، و إنما قيل له: كندة، لأنه كند أباه النعمة.
و هكذا ذكره أبو عمر أيضاً، و هو الصحيح، و كنيته: أبو محمد.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سنة عشر من الهجرة في وفد كندة، و كانوا ستين راكباً فأسلموا، و قال الأشعث الرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنت منا، فقال: «نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ لَا نَقَفُو أَمَّنا وَ لَا تَنْتَفِي مِنْ أبينَا»، فكان الأشعث يقول: «لَا أُوتَي بِأَحَدٍ يَنْفِي قُرَيْشَاً مِنَ النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُّهُ» (1).
و لما أسلم خطب أم فروة أخت أبي بكر الصديق فأجيب إلى ذلك، و عاد إلى اليمن.
أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شريك العامري، عن عبد الرحمن بن علي الكندي، عن الأشعث بن قيس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَشْكَرُ النَّاسِ له أَشْكُرُهُمْ لِلنَّاسِ» (2).
و كان الأشعث ممن ارتد بعد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فسير أبو بكر الجنود إلى اليمن، فأخذوا الأشعث أسيراً، فأحضر بين يديه، فقال له: استبقني لحربك و زوجني أختك، فأطلقه أبو بكر و زوجه أخته، و هي أم محمد بن الأشعث، و لما تزوجها اخترط (3) سيفه، و دخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملاً و لا ناقة إلا عرقبه، و صاح الناس: كفر الأشعث، فلما فرغ طرح سيفه، و قال: إني و الله ما كفرت، ولكن زوجني هذا الرجل أخته ، و لو كنا ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه، يا أهل المدينة، انحروا و كلوا و يا أصحاب الإبل، تعالوا خذوا أثمانها فما رئي وليمة مثلها.
و شهد الأشعث اليرموك بالشام، ففقئت عينه، ثم سار إلى العراق فشهد القادسية و المدائن، و جلولاء، و نهاوند، و سكن الكوفة و ابتنى بها داراً، و شهد صفين مع علي، و كان ممن ألزم علياً بالتحكيم، و شهد الحكمين بدومة الجندل، و كان عثمان، رضي الله عنه، قد
ص: 250
استعمله على أذربيجان، و كان الحسن بن علي تزوج ابنته، فقيل: هي التي سقت الحسن السم، فمات منه.
و روي عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث. روى عنه قيس بن أبي حازم، و أبو وائل و غيرهما، و شهد جنازة، و فيها جرير بن عبد الله البجلي، فقدم الأشعث جريراً، و قال: إن هذا لم يرتدّ عن الإسلام و إني ارتددت، و نزل فيه قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا) الآية [آل عمران/ 77]، لأنه خاصم رجلا في بئر، فنزلت.
و توفي سنة اثنتين و أربعين، و صلى عليه الحسن بن علي، قاله ابن منده، و هذا وهم؛ لأن الحسن لم يكن بالكوفة سنة اثنتين و أربعين، إنما كان قد سلم الأمر إلى معاوية و سار إلى المدينة.
و قال أبو نعيم: توفي بعد علي بأربعين ليلة و صلى عليه الحسن بن علي.
و قال أبو عمر: مات سنة اثنتين و أربعين، و قيل: سنة أربعين، و صلى عليه الحسن بن علي، و هذه لا مطعن فيه على أبي عمر.
أخرجه ثلاثتهم.
186- أُشَيْمُ الضِّبابِيُّ (1)
(ب س) أَشَيْمَ الضبِّابِي، قتل في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد و غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة و غير واحد، قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: إن عمر كان يقول: «الدية على العاقلة، و لا ترث المرأة من دية زوجها، حتى أخبره الضحاك بن سفيان الكلابي أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب إليه أن ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها».
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
و أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل، و أبو الفضل، جعفر بن عبد الواحد، قالا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الله بن عمر بن إياس أخبرنا ابن المبارك، عن مالك، عن الزهري، عن أنس قال: كان قتل أشيم خطأ.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 251
187- أَصْبَغُ بْنُ غِيَاثٍ (1)
(د ع) أصْبَغُ بن غِيَاث، أو عتاب، ذكره بعض الرواة في الصحابة، روى حماد بن بحر، عن محمد بن مُيَسَّر، عن عمر بن سليمان، عن جابر، عن الشعبي عن الأصبغ بن غياث أو عتاب _ شك حماد _ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:
«فِيكُمْ أَيَّتُهَا الأَمَةُ خَلَّتَانِ لَمْ يَكُونَا فِي الأُمَمِ قَبْلَكُمْ» (2) الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
مُيَسَّر: بضم الميم و فتح السين المهملة المشددة.
188- أَصْحَمَةُ النَّجَاشِي (3)
(د ع) أصْحمَةُ النَّجاشِيِّ ملك الحبشة، أسلم في عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أحسن إلى المسلمين الذين هاجروا إلى أرضه، و أخباره معهم و مع كفار قريش الذي طلبوا منه أن يسلم إليهم المسلمين مشهورة، و توفي ببلاده قبل فتح مكة، و صلى عليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالمدينة و كبر عليه أربعاً؛ و أصحمة اسمه، و النجاشي لقب له و لملوك الحبشة، مثل كسرى للفرس، و قيصر للروم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم؛ و هذا و أشباهه ممن لم ير النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، ليس لذكرهم في الصحابة معنى؛ و إنما اتبعناهم في ذلك.
189- أَصْرَمُ الشَّفَرِيُّ (4)
(ب د ع) أصْرَمُ الشَّقَري: من شَقِرة بطن من تميم؛ و اسم شقرة معاوية بن الحارث بن تميم بن مر؛ إنما سُمِّي شقرة ببيت قاله و هو: [الطويل]
وَ قَدْ أَحْملُ الرُّمحَ الأَصَمَّ كُعُوبهُ بهِ مِنْ دِمَاءِ الحَيِّ كَالشَّقِرَاتِ
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعا له النبي، و سماه زرعة.
ص: 252
روى بشر بن المفضل، عن بشير بن ميمون، عن عمه أسامة بن أخدري، عن أصرم قال: أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بغلام أسود، فقلت: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذَا، وَ إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ تُسَمِّيهُ وَ تَدْعُوَ لَهُ بِالبَرَكَةِ، فَقَالَ: مَا أَسْمُكَ؟ قُلْتُ: أَصْرَمُ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ زرعة، فَمَا تُرِيدُهُ؟ قُلْتُ: أُرِيدُهُ رَاعِياً، قَالَ: فَهُوَ عَاصِمٌ، وَ قَبَضَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم كَفَّه (1).
أخرجه ثلاثتهم.
190- أَصْرَمُ (2)
(د ع) أصْرَم، و يقال أصيرم، و اسمه: عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الأشهلي.
قتل يوم أحد، و شهد له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالجنة، و سيذكر في عمرو، إن شاء الله تعالى، أتمّ من هذا.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
191- أَصْیَدُ بْنُ سَلَمَةَ (3)
(س) أَصْيَدُ بن سَلَمَة السُّلَمِيِّ.
أخبرنا أبو موسى إجازه أخبرنا أبو زكرياء، هو ابن منده في كتابه، أخبرنا أبي و عمي، قالا: حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن أحمد الشيرازي بما أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمود البزاز بتُسْتر أخبرنا الحسن بن أحمد بن المبارك، أخبرنا أحمد بن علي الخزاز الكوفي، أخبرنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثنا سعيد بن عبيد الله بن الوليد الرصافي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
«بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سرية، فأسروا رجلا من بني سليم، يقال له: الأصيد بن سلمة، فلما رآه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رق له، و عرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك أباه و كان شيخاً فكتب إليه يقول: [الكامل]
ص: 253
مَنْ رَاكِبٌ نَحْرَ المَدِينَةِ سَالِماً *** حَتَّى يُبَلِّغَ مَا أَقُولَ الأصْيَدا
إِنَّ البَنِينَ شِرَارُهُمْ أَمْثَالُهُمْ *** مَنْ عَقَّ وَالِدَهُ وَ بَرَّ الأَبْعَدَا
أَ تَرَكْتَ دِينَ أبِيكَ وَ الشُمِّ العُلَى *** أوْدَوا وَ تَابَعْتَ الغَدَاةَ مُحمَّدَا
فَلأَيِّ أَمْرِ يَا بُنَيَّ عَقَقْتَني *** وَ تَرْكَتْنَي شَيْخاً كَبِيراً مُفْنِدَا (1)
أَمَّا النَّهَارُ فَدَمْعُ عَيني سَاكِبٌ *** وَ أَبِيتُ لَيْلَى كَالسّلِيم (2) مُسَهَّدَا
فَلَعَلَّ رَبَّاً قَدْ هَدَاكَ لِدِينِهِ *** فَاشْكُرْ أَيَادِيهُ عَسَى أَنْ تُرْشَدَا
وَ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا أَصَبْتَ مِنَ الهُدَى *** وَ دِينِهِ لَا تَتْركُنِّي مُوْحَدَا
وَ أَعْلَمْ بِأَنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ قَرَابَتِي *** وَ عَقَقْتِنِي لَمْ أَلْفَ إِلَّا لِلْعَدِى (3)
فلما قرأ كتاب أبيه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبره و استأذنه في جوابه، فأذن له، فكتب إليه: [ الكامل]
إنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بِقُدْرَةٍ *** حَتَّى عَلَا فِي مُلْكِهِ فَتَوَحَّدَا
بَعَثَ الَّذِي لَا مِثْلَهُ فِيمَا مَضَى *** يَدْعَوْ لِرَحْمتِهِ النَّبِيَّ مُحَمَّدَا
ضَخْمَ الدَّسِيعَةِ (4) كَالغَزَالَةِ وَجْهُهُ *** قَرْناً تَأَزَّرَ بِالمَكَارِمِ وَ ارْتَدَى
فَدَعَا العِبَادَ لِدِينِهِ فَتَتَابَعُوا *** طَوْعاً وَ كَرْهاً مُقْبِلِينَ عَلَى الهُدَى
وَ تَخَوَّفُوا النَّارَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا *** كَانَ الشَّقِيُّ الخَاسِرَ المُتَلَدِّدَا
وَ أعْلَمْ بِأَنَّكَ مَيِّتٌ وَ مُحاسَبٌ *** فَإِلَى مَتَى هَذِي الضَّلَالَةُ وَ الرّدَى (5)
فلما قرأ كتاب ابنه أقبل إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم.
أخرجه أبو موسى.
192- أَصَيْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الهُذَلِيُّ (6)
(ب س) أَصَيْل بن عَبْد الله الهُذَلي، و قيل: الغفاري.
روی ابن شهاب الزهري قال: «قدم أصيل الغفاري قبل أن يضرب الحجاب على أزواج
ص: 254
النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فدخل على عائشة، رضي الله عنها، فقالت له: يَا أَصَيْلُ، كَيْفَ عَهَدْتَ مَكَّةَ؟ قَالَ: عهدتُّهَا قَدْ أَحْصَبَ جَنَابُهَا وَ ابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا. قَالَتْ: أَقِمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ: يَا أَصَيْلُ، كَيْفَ عَهِدْتَ مَكَّةَ؟ قَالَ: عَهِدْتُهَا وَ الله قَدْ أَخْصَبَ جَنَابُهَا، و ابْيَضَّتْ بَطْحَاؤُهَا وَ أَعْذَقَ إِذْخِرُهَا، وَ أَسْلَبَ تُمَامُهَا وَ أَمْشَرَ سَلَمُهَا، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا أَصَيْلُ، لَا تُحْزِنَّا» رواه محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن مدلج، هو ابن سدرة السلمي، قال قدم أصيل الهذلي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من مكة، نحوه.
و رواه الحسن عن أبان بن سعيد بن العاص، أنه قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال له: «يَا أَبَانُ، كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ مَكَّةَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَ قَدْ جَيَّدُوا (1). و ذكر نحوهL.
قوله: أعذق إذخرها: أي صارت له أفنان كالعذوق، و الإذخر: نبت معروف بالحجاز.
و أسلب تُمامُها أي: أخوص و صار له خوص، و الثمام: نبت معروف بالحجاز ليس بالطويل.
و قوله: و أمشر سلمها أي: أورق و اخضر، و روي: وامش بغير راء يعني أن ثمارها خرجت ناعمة رخصة كالمشاش (2)، و الأول أصح و قوله: جيدوا أي أصابهم الجَوْدُ، و هو المطر الواسع، فهو مجود.
أخرجه أبو عمر، و أبو موسى، و روي من طرق، و فيه اختلاف ألفاظ، و المعاني متقاربة.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
194- الأضْبَطُ السُّلَمِيُّ (1)
(ع د) الأضْبَطُ السَّلَمي أبو حَارِثَة، حديثه عن عبد الرحمن بن حارثة بن الأضبط، عن أبيه، عن جده الأضبط السلمي، و كانت له صحبة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
195- أَمْرَسُ بْنُ عَمْروٍ (3)
(د ع) أعْرَسُ بن عَمْرو الیَشْكُرِي. يُعد في البصريين.
روی حديثه عبد الله بن يزيد بن الأعرس، عن أبيه، عن جده، قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بهدية فقبلها مني، و دعا لنا في مرعانا». و له بهذا الإسناد أحاديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
196- الأَعْشَى المَازِنِيُّ (4)
(ب د ع) الأَعْشَى المَازِنيِّ. من بني مازن بن عمرو بن تميم، و اسمه عبد الله بن الأعور ، و قيل غير ذلك، سكن البصرة.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي عبد الله الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا المقدمي، حدثنا أبو معشر يوسف بن يزيد، حدثني صدقة بن طيسلة، قال: حدثني معن بن ثعلبة المازني، حدثني الأعشى المازني أنه قال: أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأنشدته: [الرجز]
ص: 256
يَا مَالِكَ النَّاسِ وَ دَيَّانَ العَرَبْ *** إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَة مِنَ الذّرَب (1)
غَدَوْتُ أَبْغِيَهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ *** فَخَلَفَتْني فِي نِزَاعٍ وَ هَرَبْ
أَخْلَفَتِ العَهْدَ وَ لَطَّتْ بِالّذنَبْ *** وَ هُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غُلِبْ (2)
قال: فجعل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: و من شر غالب لمن غلب (3).
و سبب هذه الأبيات أن الأعشى كانت عنده امرأة اسمها معاذة، فخرج يمير أهله من هجر، فهربت امرأته بعده ناشزاً عليه، فعاذت برجل منهم يقال له: مطرف بن نهصل فجعلها خلف ظهره، فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته، و أخبر أنها نشزت عليه، و أنها عاذت بمطرف، فأتاه فقال له: يا ابن عم، عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فقال: ليست عندي، و لو كانت عندي لم أدفعها إليك، و كان مطرف أعز منه، فسار إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فَعَاذَ بِهِ، وَ قَالَ الأَبْيَاتَ، و شكا إليه امْرَأَتُهُ و ما صنعتْ، و أنها عند مطرف بن نهصل، فكتب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى مطرف: انْظُرِ امْرَأَةَ هَذَا مُعَاذَةً فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ (4)، فأتاه كتاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقرئ عليه، فقال: يَا مُعَاذَةُ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فيكِ، وَ أَنَا دَافِعُكَ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذلي العَهْدَ و المِيثَاقَ، وَ ذِمَّةَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم أَنْ لَا يُعَاقِبَنِي فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَلِكَ، وَ دَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَأَنْشَأْ يَقُولُ: [الطويل]
لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مَعَاذَةَ بِالَّذي *** يُغَيّرهُ الوَاشِي وَ لا قِدَمُ العَهْدِ
وَ لَا سُوءُ مَا جَاءَتْ بهِ إِذْ أَزَلَّها *** غُوَاةُ رِجَالٍ إِذْ يُنَادُونَهَا بَعْدِي
أخرجه ثلاثتهم ههنا، و أخرجوه في عبد الله بن الأعور، إلا أن أبا عمر قال: الحِرْمَازِي المازني، و ليس في نسب الحرماز إلى تميم مازن؛ فإنه قد ذكر هو و ابن منده و أبو نعيم: مازن بن عمرو بن تميم، فإذن يكون الحرماز بطناً من مازن، و إنما هو ابن مالك بن عمرو بن تميم و قيل: الحرماز بن الحارث بن عمرو بن تميم، و هم إخوة مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، و قد جرت عادتهم ينسبون أولاد البطن القليل إلى أخيه إذا كان مشهوراً، مثل أولاد نُعْيَلة بن مُلَيْل أخي غفار بن مليل يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بن عمرو الغفاري، و ليس
ص: 257
من غفار، و إنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار و شهرتها، و مثل بني مالك بن أفصى أخي أسلم بن أفصى، ينسب كثير من ولده إلى أسلم لشهرة أسلم، على أن أبا عمر يعلم ما لم يُعْلَم؛ فإن الرجل عالم بالنسب، و الله أعلم.
197- الْأَعْوَرُ بْنُ بَشَامَةَ العَنْبَرِيُّ (1)
(س) الأعْوَرُ بنُ بَشَّامَة العَنْبَرِيّ، قال أبو موسى: ذكره عبدان بن محمد، و قال: حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق البصري، أخبرنا سالم بن عدي بن سعيد بن جاؤوه بن شعثم عن بكر بن مرداس عن الأعور بن بشامة، و وردان بن مخرمة و ربيعة بى رفيع العنبريين [أنهم] أتوا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو في حجرته نائم و نحن ننتظره، إذ جاء عيينة بن حصن الفزاري بسبي بَلْعَنْبر، فقلنا: يا رسول الله ما لنا سُبينا و قد جئنا مسلمين؟ قال: احلفوا أنكم جئتم مسلمين، فكففت أنا و وردان، و قال ربيعة: أنا أحلف يا رسول الله أنَا مَا جِئْنَا حَتَّى وَجهنا مساجدنا، و عشرنا أموالنا، و جئنا مسلمين، فقال: اذْهَبُوا عَفَا اللَّهُ عَنْكُمْ، وَ قَالَ لِرَبيعَةَ: أَنْتَ الأَصَيْلِعُ الحَلَّاف (2).
قال عبدان: لا أعلم كتبنا له حديثاً إلا عن هذا الشيخ.
قلت: و قد ذكر هشام الكلبي الأعورَ و نسبَه، و اسمه: ناشب، و هو الأعور بن بشامة بن نضلة بن سنان بن جندب بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، و لم يذكر له صحبة، و إنما قال: كان شريفاً رئيساً، و عادته يذكر من له وفادة و صحبة بذلك، و لم يهمله إلا و لم تصح عنده صحبته.
و هذا استدركه أبو موسى على ابن منده و قال: وردان بن مخرمة، و يذكر في بابه إن شاء الله تعالى و الذي ذكره ابن ماكولا: مُخَرِّم بضم الميم و فتح الخاء المعجمة و كسر الراء المشددة و آخره ميم، و الله أعلم.
198- أعْيَنُ بنُ ضُبَيْعةَ (3)
(ب) أعْيَنُ بنُ ضُبَيْعةَ بن ناجِيةَ بن عقَال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الدارمي ثم المجاشعي. يجتمع هو و الفرزدق الشاعر في ناجية؛ فإن الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعةُ بن ناجية، و يجتمع هو
ص: 258
و الأقرع بن حابس بن عقال في عقال و هو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة رضي الله عنها يوم الجمل. أخرجه أبو عمر.
و لما أرسل معاوية عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة ليملكها له بَلغ الخبر علياً، فأرسل أعين بن ضبيعة ليقاتله، و يخرجه من البصرة، فقتل أعين غيلة، و ذلك سنة ثمان و ثلاثين، و قد ذكرنا الحادثة في الكامل في التاريخ، فأرسل علي رضي الله عنه بعده خارثة بن قدامة التميمي السعدي، ففرق جمع ابن الحضرمي، و أحرق عليه الدار التي تحصن فيها، فاحترق فيها.
199- الأَغَرُّ الغِفَارِيُّ (1)
(ب د ع) الأغَرُّ الغِفَارِيّ. نسبه أبو عمر غفارياً، و أما ابن منده و أبو نعيم فقالا: الأغر رجل من الصحابة، و ذكرا عنه الحديث الذي يرويه شبيب بن روح عن الأغر أنه قال: «صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم في الصُّبْحِ فَقَرَأ بالرُّوم».
و أما أبو نعيم فيرد كلامه عند ذكر الأغر بن يسار، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ثلاثتهم.
200- الأغَرُّ المُزَنِيُّ (2)
(ب د) الأغَر المُزَنِيّ. قال ابن منده: روى عنه عبد الله بن عمر، و معاوية بن قرة المزني؛ روى خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة، عن الأغر المزني أن رجلاً أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني أصبحت و لم أوتر، فقال: «إِنَّمَا الوِتْرُ بِاللَّيْلِ، أَعَادَهَا ثَلَاثاً» (3).
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني بإسناده عن مسلم بن الحجاج قال: حدثنا يحيى بن يحيى، و قتيبة بن سعيد، و أبو الربيع العتكي جميعاً، عن حماد قال يحيى: أخبرنا حماد بن زيد، عن ثابت عن أبي بردة، عن الأغر المزني، و كانت له صحبة، أن رسول
ص: 259
الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّهُ لَيُغَانُ (1) عَلَى قَلْبِي، وَ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ في اليَوْمِ مَائَةِ مَرَّةٍ» (2).
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
201- الأَغَرُّ بْنُ يَسَارٍ (3)
(د ع) الأغَرّ بن يَسَار الجُهَنِيّ، له صحبة، روى عنه أبو بردة بن أبي موسى و غيره، عداده في أهل الكوفة.
روى عنه عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» (4) هذا معنى ما قاله ابن منده.
و أما أبو عمر فإنه جعل هذا و المزني واحداً فقال: الأغر المزني، و يقال: الجهني، و هما واحد، له صحبة، روى عنه أهل البصرة: أبو بردة و غيره و يقال: إنه روى عنه ابن عمر، قال: و قيل إن سليمان بن يسار روى عنه و لا يصح، و قد جعل أبو عمر هذا و الذي قبله واحداً.
و أما أبو نعيم فقال: الأغر بن يسار المزني، و قيل: جهني، يعد في الكوفيين، روى عنه أبو بردة و غيره، و ذكر الحديث الذي أخبرنا به أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا أبو سعد المطرز إجازة، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، و أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال، قالا: أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب، أخبرنا أبو داود، هو الطيالسي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر المزني، أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ مَانَةَ مَرَّةٍ» (5).
ص: 260
قال أبو نعيم: و روى نافع عن ابن عمر عن الأغر، و هو رجل من مزينة، كانت له صحبة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هو أنه كان له أوْسُق من تمر على رجل من بني عمرو بن عوف و ذكر الحديث في السلم (1).
ثم قال أبو نعيم: الأغر، روى عنه عبد الله بن عمر، و معاوية بن قرة المزني، قال: و ذكره بعض الناس، يعني ابن منده، في ترجمة أخرى، و زعم أنه غير الأول، و هما واحد، و ذكر حديث معاوية بن قرة، عن الأغر المزني في الوتر، و قال: و ذكره بعض الناس أيضاً، و جعله ترجمة أخرى، و هو المتقدم.
و روى له أبو نعيم حديث شبيب بن روح عن الأغر المزني، و كانت له صحبة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قرأ في الصبح بالروم. قال أبو نعيم: و هذه الأحاديث الثلاثة عن أبي بردة، و معاوية بن قرة، و شبيب بن روح جمعتها في ترجمة واحدة، و من الناس من فرقها و جعلها ثلاث تراجم، و هو عندي رجل واحد، هذا قول أبي نعيم.
قلت: قد جعل ابن منده الأغر ثلاث تراجم، و هو: المزني و الجهني و الثالث لم ينسبه، و هو الأول الذي جعله أبو عمر غفارياً، و جعلهما أبو عمر ترجمتين، و هما الغفاري و الذي لم ينسبه ابن منده، و هو الذي روى قراءة سورة الروم و المزني، و قال: هو الجهني، و له حجة أن الراوي عنهما واحد و هو ابن عمر، و معاوية بن قرة، و أما قول أبي نعيم أن الثلاثة واحد فهو بعيد؛ فإن الذي يجعل التراجم واحدة فإنما يفعله لاتحاد النسبة أو الحديث أو الراوي و ربما اجتمعت في شخص واحد، و [أما] هذه التراجم فليست كذلك؛ فإن الغفاري لم يشارك في النسبة و لا في الراوي عنه و لا في الحديث فلا شك أنه صحيح، و أما الآخران فاشتراكهما في الرواية عنهما يُوهِم أنهما واحد، و قد ذكر أبو أحمد العسكري ترجمة الأغر المزني و ذكر فيها: «إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ سِبْعِينَ مَرَّةً» و حديث الأوسقُ من التمر. و الله أعلم (2).
202- الأَغْلَبُ الرَّاجِزُ (3)
(الأغْلَبُ الراجِزُ العِجْلي) و هو الأغلب بن جُشَم بن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دُلَف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لُجَيْم.
ص: 261
قال ابن قتيبة: أدرك الإسلام فأسلم و حسن إسلامه (1)، و هاجر ثم كان فيمن سار إلى العراق مع سعد بن سعد بن أبي وقاص، فنزل الكوفة، و استشهد في وقعة نهاوند، و قبره بها. ذكره الأشِيري.
203- أَفْطَسُ (2)
(ب دع) أفْطَس. لا يعرف له اسم و لا قبيلة، سكن الشام. قال: أبو نعيم: و لم يذكره من الماضين أحد في الصحابة، و إنما ذكره بعض المتأخرين من حديث ابن أبي عبلة قال: «أدركت رجلاً من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقال له الأفطس عليه ثوب خز» أخرجه ثلاثتهم.
قلت: قد وافق ابن منده على إخراجه أبو عمر فإنه ذكره، و كذلك ذكره ابن أبي عاصم في الآحاد و المثاني و قالا: روى عنه ابن أبي عبلة و قال: «رأيت رجلا من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عليه ثوب خز» فبان بهذا أن ابن منده لم ينفرد بذكره، و الله أعلم.
204- أَفْلَحُ بْنُ أَبِي القُعَيْسِ (3)
(ب د ع) أَفَلَحُ بنُ أَبِي القُعَيْس، و قيل: أفلح أبو القعيس، و قيل: أخو أبي القعيس.
أخبرنا أبو المكارم فتيان بن أحمد بن محمد بن سمينة الجوهري، بإسناده عن القعنبي عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن أفلح أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها، و هو عمها من الرضاعة، بعد أن نزل الحجاب، قالت: فأبيت أن آذن له، فلما جاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أخبرته بالذي صنعت، فَأَمَرَنِي أَنْ آذَنَ لَهُ.
و قد رواه سفيان بن عيينة و يونس و معمر عن الزهري نحوه.
و رواه ابن نمير و حماد بن زید، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فقال: «إن أخا أبي القعيس».
و كذلك رواه عطاء عن عروة، و رواه عباد بن منصور عن القاسم بن محمد قال: حدثنا أبو القعيس أنه جاء إلى عائشة، رضي الله عنها، فذكر نحوه.
ص: 262
و الصحيح: أنه أخو أبي القعيس.
أخرجه ثلاثتهم.
205- أَفْلَحَ مَوْلَى الرَّسُولِ صلّى الله عليه و آله و سلّم (1)
(ب د ع) أفَلَحُ مَوْلَى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. قال ابن منده: أراه هو الذي قال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «ترب و بنهك»، و أما أبو نعيم فروى له حديث أم سلمة قالت: «رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم غلاماً لنا يقال له: أَفْلَحَ، يَنْفُخُ إِذَا سَجَدَ، فَقَالَ لَهُ: تَرِّبْ وَجْهَكَ (2)».
و روى حبيب المكي عن أفلح مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أَنه قال: «أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي ضَلَالَةَ الأَهْوَاءِ، وَ اتَّبَاعَ الشَّهَوَاتِ، وَ الغَفْلَةَ بَعْدَ المَعْرِفَةِ » (3).
أخرجه ثلاثتهم.
206- أَفْلَحَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ (4)
(د ع) أفْلَحَ مولى أم سَلَمَةَ. قال ابن منده: له ذكر في حديث أم سلمة أنها قالت: رأى صلّى الله عليه و آله و سلّم غلاماً لي يقال له: أَفْلَحَ، إِذَا سَجَدَ نَفَخَ، فَقَالَ لَهُ: تَرِّب وَجْهَكَ.
و أما أبو نعيم فجعل هذا و الذي قبله واحداً، فقال: أفلح مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو الذي يقال له مولى أم سلمة، قال: و من الناس من فرقهما فجعلهما اثنين يعني ابن منده، و قال في الأول: أراه الذي قال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «تَرِّبْ وَجْهَكَ»، و ذكر الثاني و أورد له هذا الحديث بعينه فحكم على نفسه بأنهما واحد، فلا أعلم لم فرق بينهما؟.
و أما أبو عمر قلم يذكر غير الأول.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله و أبو جعفر بن السمين و إبراهيم بن محمد الفقيه بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: أخبرنا ابن منيع، أخبرنا عباد بن العوام، أخبرنا ميمون أبو حمزة، عن أبي صالح، عن أم سلمة قالت: «رَأَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غُلَامًا لَنَا يُقَالُ لَهُ: أَفْلَحَ، إِذَا سَجَدَ
ص: 263
نَفَخَ» فَقَالَ: «يَا أَفَلَحُ تَرِّبْ وَجْهَكَ» فهذا أبو عيسى قد جعل الذي قال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «تَرِّبْ وَجْهَكَ» هو مولى أم سلمة، فما لابن منده عذر في أنه قال في الأول أراه الذي قال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «تَرِّبْ وَجْهَكَ (1)»، قال الترمذي: و روى بعضهم عن أبي حمزة فقال: مولى لنا يقال له: رباح، و يرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
207- أفْلَحُ أَبُو فُكَيْهَةَ (2)
أفْلَح أبو فُكَيْهة، مولى بني عبد الدار، و قيل: مولى صفوان بن أمية، أسلم قديماً بمكة، و كان ممن يعذب في الله، و هو مشهور بكنيته، و يذكر هناك، إن شاء الله تعالى، و قيل: اسمه يسار، ذكره الطبري.
208- الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ (3)
(ب د ع) الأقْرَعُ بن حَابِس بن عِقَال بن محمد بن سفيان بن مُجَاشِع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ساقوا هذا النسب إلا أن ابن منده و أبا نعيم قالا: جندلة بدل حنظلة و هو خطأ، و الصواب حنظلة، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع عُطارد بن حاجب بن زُرارة، و الزبرقان بن بدر، و قيس بن عاصم و غيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة، و قد كان الأقرع بن حابس التميمي، و عيينة بن حصن الفزاري شهدا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فتح مكة، و حنيناً، و حضرا الطائف.
فلما قدم وفد تميم كان معهم، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بن حابس، حين نادى: يا محمد، إن حمدي زين، و إن ذمي شين، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ذَلِكُمُ اللَّهَ سُبْحَانَهُ. وَ قِيلَ: بَل الوَفْدُ كُلُّهُمْ نَادَوْا بِذَلِكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وَ قَالَ: ذَلِكُمُ اللَّهُ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نَحْنُ
ص: 264
نَاسٌ مِنْ تَمِيمٍ جِئْنَا بِشَاعِرِنَا وَ خَطِيبِنَا لِنُشَاعِرَكَ وَ نُفَاخِرَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: مَا بِالشِّعْرِ بُعِثْنَا وَ لَا بِالفَخَارِ أَمُرْنَا، وَلَكِنْ هَاتُوا، فَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ لِشَابٌ مِنْهُمْ: قُمْ يَا فُلَانٌ فَاذْكُرْ فَضْلَكَ وَ قَوْمَكَ، فَقَالَ: الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَنَا خَيْرَ خَلْقِهِ، وَ آتَانَا أَمْوَالاً نَفْعَلُ فِيهَا مَا نَشَاءُ، فَنَحْنُ خَيْرٌ مِنْ أهْل الأَرْضِ، أَكْثَرُهُمْ عَدَداً، وَ أَكْثَرُهُمْ سِلَاحَاً، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا فَلْيَأْتِ بِقَوْلٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلَنَا، وَ بِفِعَالُ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ فَعَالِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ الْأَنْصَارِيِّ، وَ كَانَ خَطِيبَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله و سلّم: قُمْ فَأَجِبُهُ، فَقَامَ ثَابِتٌ فَقَالَ: الحَمْدُ للَّه أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعِينَهُ، وَ أَوْمِنُ بِهِ وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَ أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، دَعَا المُهَاجِرِينَ مِنْ بَنِي عَمِّه أَحْسَنُ النَّاسِ وُجُوهَا، وَ أَعْظَمُ النَّاسِ أَحْلَامَاً، فَأَجَابُوهْ، وَ الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلْنَا أَنْصَارَهُ وَ وُزَرَاءَ رَسُولِهِ، وَ عِزّاً لِدِينِهِ، فَنَحْنُ نُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إله إلا الله، فَمَنْ قَالَهَا مَنَعَ مِنَّا نَفْسَهُ وَ مَالَهُ، وَ مَنْ أَبَاهَا قَاتَلْنَاهُ وَ كَانَ رَغْمُهُ فِي اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْنا هَيِّناً، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَ اسْتَغْفِرُ الله لِلْمُؤْمِنِينَ وَ المُؤْمِنَاتِ فَقَالَ الزِّبْرَقَانُ بْنُ بَدْرٍ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ: يَا فُلَانُ، قُمْ فَقُلْ أَبْيَاتاً تَذْكُرُ فِيهَا فَضْلَكَ وَ فَضْلَ قَوْمِكَ فَقَالَ: [الطويل]
نَحْنُ الكِرَامُ فَلَا حَيّ يُعَادِلُنَا *** نَحْنُ الرُّؤوسُ وَ فِينَا يُقْسَمُ الرُّبُعُ
وَ نُطْعِمُ النَّاسَ عِنْدَ المَحْلِ كُلَّهُمُ *** مِنَ السَّدِيفِ (1) إِذَا لَمْ يُؤْنِسِ القَزعُ
إذَا أَبَيْنا فَلَا يَأْبَى لَنَا أَحَدٌ *** إِنَّا كَذَلِكَ عِنْدَ الفَخْرِ نَرْتَفِعُ
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: عَلَيَّ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، فَحَضَرَ، وَ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَبْعَثُوا إِلَى هَذَا العَوْدِ، وَ العَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنُّ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: قُمْ فَأَجِبْهُ فَقَالَ: أَسْمِعْنِي مَا قُلْتَ، فَأَسْمَعَهُ، فَقَالَ حَسَّانُ: [الطويل]
نَصَرْنَا رَسُول الله وَ الدِّينَ عِنْوَةً (2) *** عَلَى رَغْمِ عَاتٍ مِنْ مَعَدِّ وَ حَاضِرِ
بِضَرْبٍ كَإيزاغ (3) المَخَاضِ مُشَاشَهُ (4) *** وَ طَعْن كَأفْوَاءِ اللّقَاحِ الصَّوَادِرِ
وَ سَلْ أُحُداً يَوْمَ اسْتَقَلَّتْ شِعابهُ *** بِضَرْبٍ لَنَا مِثْل اللّیُوثِ الخَوَادِرِ
أَ لَسْنَا نَخُوضُ المُوْتَ فِي حَوْمَةِ الوَغَى *** إِذَا طَابَ وِرْدُ المَوْتِ بَيْن العَسَاكِرِ
وَ نَضْرِبُ هَامَ الدَّارِعِينَ وَ نَنْتَمِي *** إِلَى حَسَبٍ مِنْ جِذْمٍ غَسَّانَ قَاهِرِ
فَأَحْيَاؤُنَا مِنَ خَيْرٍ مَنْ وَطِيَء الحَصَى *** وَ أَمْوَاتُنَا مِنْ خَيْر أَهْلِ المَقَابِرِ
ص: 265
فَلَوْلا حَيَاءُ الله قُلَنَا تَكَرُّماً *** عَلَى النَّاسِ بِالخَيْفيْن (1) هَلْ مِنْ مُنَافِرِ
فقام الأقرع بن حابس فقال: إني و الله يا محمد، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء، قد قلت شعراً فأسمعه، قال: هات، فقال: [الطويل]
أَتَيْنَاكَ كَيْمَا يَعْرِفَ النَّاسُ فَضْلَنَا *** إِذَا خَالَفُونَا عِنْدِ ذِكْرِ المَكَارِمِ
وَ أَنا رُؤوسُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ مَعْشَرٍ *** وَ أَنْ لَيْسَ فِي أَرْضِ الحِجَازِ كَدَارِمٍ
فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: قم با حسان فأجبه، فقال: [الطويل]
بَنِي دَارِمِ لا تَفْخُرُوا إِنَّ فَخْرَكُمْ *** يَعُودُ وَبالاً عِندَ ذِكْرِ المَكَارِمِ
هَبِلْتُمْ عَلَيْنَا؟ تَفْخُرُونَ وَ أَنْتُمُ *** لَنَا خَوَلٌ (2) مِنْ بَيْن ظِئرٍ (3) وَ خَادِمٍ
فَقَالَ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَقَدْ كُنْتَ غَنِيّاً يَا أَخَا بَنِي دَارِمِ أَنْ يَذْكُرَ مِنْكَ مَا كُنْتَ تَرَى أَنَّ النَّاسِ قَدْ نَسَوْهُ» (4)؛ فكان قول رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أشد عليهما من قول حسان.
ثم رجع حسان إلى قوله: [الطويل]
وَ أَفْضَلُ مَا نِلْتُم وَ مِنَ المَجْدِ وَ العُلَى *** رِدَافَتُنَا (5) مِنْ بَعْدِ ذِكْرِ المَكَارِمِ
فَإِنْ كُنْتُمُ جنتُم لحقن دمائكم *** و أموالكم أن تُقْسَمُوا في المقاسم
فَلَا تُجْعَلُوا الله نِدَّا وَ أَسْلِمُوا *** وَ لَا تَفْخَرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ بِدَارِمِ
وَ إِلَّا وَ رَبِّ البَيْتِ مَالَتْ أكُفُّنا *** عَلَى رُؤْسِكُمْ بِالمُرَهَفَاتِ الصَّوارِمِ
فقام الأقرع بن حابس فقال: يا هؤلاء، ما أدري ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتاً، و تكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتاً، و أحسن قولاً، ثم دنا إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا يَضُرُّكَ مَا كَانَ قَبْلَ
هذا» (6).
ص: 266
و في وفد بني تميم نزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) [الحجرات/ 4].
تفرد برواية هذا الحديث مطولاً بأشعاره المعلى بن عبد الرحمن بن الحكم الواسطي.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي، و إبراهيم بن محمد بن مهران، و أبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا ابن أبي عمر، و سعيد بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال «أَبْصَرَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسِ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وَ هُوَ يُقَبِّلُ الحَسَنَ، و قال ابن أبي عمر: أو الحسين، فقال: إن لي من الولد عشرة ما قبلت واحداً منهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» (1).
و أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عفان، أخبرنا وهيب، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن الأقرع بن حابس أنه نادي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من وراء الحجرات، فقال: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ مَدْحِي رين، وَ إِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ فَقَالَ: «ذَلِكُمُ الله عَزَّ وَجَلَّ» كما حدث أبو سلمة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و شهد الأقرع بن حابس مع خالد بن الوليد حرب أهل العراق، و شهد معه فتح الأنبار، و هو كان على مقدمة خالد بن الوليد.
قال ابن دريد: اسم الأقرع: فراس و لُقِّبَ الأقرع لِقرع كان به في رأسه، و القرع: انحصاص الشعر، و كان شريفاً في الجاهلية و الإسلام، و استعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان، فأصيب بالجُوْز جَان هو و الجيش.
209- الأَقْرَعُ بْنُ شُفَيِّ (2)
(ب د ع) الأقْرَعُ بن شُفَيِّ العَكِّي. نزيل الرملة، توفي في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قاله ضمرة بن ربيعة.
روى حديثه المفضل بن أبي كريم بن لفاف، عن أبيه عن جده لفاف، عن الأقرع بن شفي العكي قال: «دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في مرضي، فقلت: لا أحسب إلا أني ميت في مرضي
ص: 267
هذا، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كَلَّا لَتَبْقَيَّنَّ وَ لَتُهَاجِرَنَّ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ، وَ تَمُوتُ وَ تُدْفَنُ بِالرَّبْوَةِ مِنْ أَرْضِ فلَسْطِين» (1).
و رواه ضمرة بن ربيعة، عن قادم بن ميسور القرشي، عن رجال من عك، عن الأقرع نحوه.
أخرجه ثلاثتهم.
210- الأقْرَعُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (2)
(ب) الأقْرع بن عَبْد الله الحِمْيَريِّ، بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى ذي مُرَّان و طائفة من اليمن.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
211- الأقْرَعُ الغِفَارِيُّ (3)
(د ع) الأقْرَعُ الغِفارِيُّ. في صحبته نظر، روى حديثه عاصم الأحول عن أبي حاجب، عن الأقرع الغفاري أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نَهَى أَنْ يَتَوَضَّأ الرَّجُلُ بِفَضْلِ وُضُوءِ المَرْأَةِ (4).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
212- الأقْرَمُ بْنُ زَيْدٍ (5)
(ب د ع) أقْرَمُ، آخره ميم، هو الأقرم بن زيد أبو عبد الله الخُزَاعي.
روي حديثه داود بن قيس، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي، عن أبيه عبد الله قال: كنت مع أبي بالقاع من نمِرَة، فمر بنا ركب فأناخوا بناحية الطريق، فقال لي أبي: كن في بَهْمك (6) حتى آتي هؤلاء القوم فإني سائلهم، قال: فخرج و خرجت في أثره، قال: فإذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ص: 268
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفُرَاتِيّ، بإسناده إلى أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا على بن حَجَر، أخبرنا إسماعيل، أخبرنا داود، عن قيس، عن عبيد الله بن أقرم، عن أبيه قال: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فَكُنْتُ أَرَى عُفْرَةَ (1) إِبِطِهِ إِذَا سَجَدَ».
رواه الوليد بن مسلم، و ابن مهدي، و الفضل بن دكين و الطيالسي و القعنبي، فقالوا: عن عبید الله، و رواه وكيع فقال: عبد الله بن عبد الله.
قال أبو عمر: و قال بعضهم: أرقم، و لا يصح، و الصواب أقرم.
أخرجه ثلاثتهم.
213- أَقْعَسُ بْنُ سَلَمَةَ (2)
(ب د ع) أقْعَس بن سَلمَة و قيل: مسلمة الحنفي السحيمي.
يعد في أهل اليمامة، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو وَطْلق بن علي، و سلم بن حنظلة، و علي بن شیبان، كلهم من بني سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة بن لُجَيْم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، بطن من بني حنيفة.
روی حديثه المنهال بن عبد الله بن صبرة بن هوذة، عن أبيه قال: «أشهد لجاء
الأقعس بن سلمة بالإدارة التي بعث بها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يَنْضَحُ بِهَا مَسْجِدَ قُرَّان».
هكذا رواه جماعة و رواه غيرهم فقال: الأقيصر بن سلمة و لا يصح.
أخرجه ثلاثتهم.
214- الأَقْمَرُ أَبُو عَلِيٍّ (3)
(س) الأقْمَر أبو علي و كُلْثُوم الوادعي، كوفي؛ قال ابن شاهين: يقال إن اسمه عمرو بن الحارث بن معاوية بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله بن وادعة بطن من همدان قال: إن صح و إلا فهو مرسل.
أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني الحافظ كتابة، أخبرنا أبو علي إذناً، عن كتاب أبي أحمد عبد الملك بن الحسين، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا هشام بن أحمد بن هشام القاري بدمشق، أخبرنا أبو مسلمة عبد الرحمن بن
ص: 269
محمد الألهاني، أخبرنا عبد العظيم بن حبيب بن زغبان، أخبرنا أبو حنيفة، عن علي بن الأقمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«المَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَ النُّفَسَاءُ شَهِيدٌ، و الغَريبُ شَهِيدٌ، وَ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله فَهُوَ شَهِيدٌ» (1).
أخرجه أبو موسى.
215- أكْبَرُ الحَارِثيُّ (2)
أكبرُ الحَارِثيّ. كان اسمه أكبر فسماه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيراً، قاله ابن ماكولا.
216- أَكْتَلُ بْنُ شَمَّاخٍ (3)
(ب) أكْتَل بن شَمَّاخ بن يزيد بن شدَّاد بن صخر بن مالك بن لؤي بن ثعلب بن سعد بن كنانة بن الحارث بن عوف بن وائل بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة العُكلي، نسبه هكذا هشام بن الكلبي، و قال: كان علي بن أبي طالب إذا نظر إلى أكتَل قال: من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل.
قال أبو عمر: و شهد يوم الجسر، و هو يوم قُس الناطف مع أبي عبيد والد المختار الثقفي، و أسر فرخان شاه و ضرب عنقه، و شهد القادسية، و له فيها آثار محمودة.
أخرجه أبو عمر.
127- أكْثَمُ بْنُ الجَوْنِ (4)
(ب د ع) أكْثَمُ بن الجَوْن. و قيل: ابن أبي الجون، و اسمه: عبد العزى بن
منقذ بن
ص: 270
ربيعة بن أصْرَم بن ضبيس بن حرام بن حُبشِيَّة بن كعب بن عمرو بن ربيعة و هو لحي بن حارثة بن عمرو مُزَيْقياء، و عمرو بن ربيعة هو أبو خزاعة و إليه ينسبون، هكذا نسبه هشام.
قيل: هو أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد في قول، و هو الذي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم «رَأَيْتُ الدَّجَّالَ فَإِذَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى» فَقَامَ أَكْثَمُ فَقَالَ: أَيَضُرُّنِي شَبَهِي إِيَّاهُ؟ فقال: لا أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَ هُوَ كَافِرٌ، و قيلَ: بل قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما أخبرنا به أبو الفرج بن أبي الرجا الثقفي، أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد بن عبد الله التكريتي الوزان، أخبرنا الأديب أبو مسلم محمد بن علي بن محمد بن مهرابزد، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أخبرنا أبو عَرُوبَة، أخبرنا سليمان بن سيف، أخبرنا سعيد بن بزيع، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول لأكثم بن الجَوْنِ:
«يا أكْثَمُ بْنُ الجَوْنِ، رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً أشْبَهَ برَجُلٍ مِنْكَ بِهِ، قَالَ أَكْثَمُ: عَسَى أَنْ يَضُرَّني شَبَهُهُ؟. قَالَ: لَا، إِنَّكَ مُؤْمِنٌ وَ هُوَ كَافِرٌ، إِنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ غَيَّرَ دينَ إِسْمَاعِيلَ، فَنَصَبَ الأَوْثَانَ، وَ سَيَّبَ السَّائِبَةَ، وَ بَحَر البَحِيرَةَ، وَ وَصَلَ الوَصِيلَةَ، وَ حَمَى الحَامِيَ (1)» (2).
قال أبو عمر: الحديث الذي فيه ذكر الدجال لا يصح، إنما يصح ما قاله في ذكر عمرو بن لحي.
و هو عم سليمان بن صُرَد الخزاعي، رأس التوابين الذي قتل بعين الوردة طالباً بثأر الحسين بن علي عليهما السلام، و سيرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
و من حديث أكثم ما رواه ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي نهيك، عن شبل بن خليد المزني عن أكثم بن الجون قال:
ص: 271
قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله ، فُلَانٌ لَجَرِيءٌ فِي القِتَالِ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولُ الله، فُلَانٌ فِي عِبَادَتِهِ وَ اجْتِهَادِهِ وَ لِينِ جَانِبِهِ فِي النَّارِ، فَأَيْنَ نَحْنُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَاكَ اخْتَارَ النِّفَاقَ وَ هُوَ فِي النَّارِ. قَالَ: فَكُنَّا نَتَحَفّظُ عَلَيْهِ فِي القَتْلِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِهِ فَارِسٌ وَ لَا رَاجِلٌ إِلَّا وَثَبَ عَلَيْهِ فَكَثُرَ جرَاحُهُ، فَأَتَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، اسْتَشْهَدَ فُلَانٌ، قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ أَلَمُ الجِرَاجِ أَخَذَ سَيْفَهُ فَوَضَعَهُ بَيْنَ ثَدَيْیهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه و آله و سلّم فقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله، فَقَالَ «إِنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ بِعَمَل أَهْلِ الجَنَّةِ، وَ إِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ النَّارِ، وَ إِنَّ الرَّجُلَ لِيعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَ إِنَّهُ لِمَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، تَدركه الشقوة و السعادة عند خروج نفسه فيختم له بها» (1).
أخرجه الثلاثة.
218- أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنُ عَبْدِ العُزَّى (2)
(د ع) أكْثَمُ بن صَيْفِي. و هو ابن عبد العزى بن سعد بن ربيعة بن أصرم، من ولد كعب بن عمرو، عداده في أهل الحجاز.
ساق هذا النسب ابن منده و أبو نعيم.
و لما بلغ أكثم ظهور رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أرسل إليه رجلين يسألانه عن نسبه، و ما جاء به، فأخبرهما و قرأ عليهما (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل/ 90] فعادا إلى أكثم فأخبراه، و قرآ عليه الآية، فلما سمع أكثم ذلك قال: يا قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق و ينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤوساً و لا تكونوا أذناباً، و كونوا فيه أولاً ولا تكونوا فيه آخراً، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فأوصى أهله: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليها أصل، و لا يهتصر عليها فرع.
219- أَكَثْمُ بْنُ صَيْفِىِّ (3)
(د) أكَثْمَ بنُ صَيْفِي. قاله ابن منده، و قال: قد تقدم ذكره. روى عبد الملك بن عمير، عن أبيه، قال: بلغ أكثم بن أبي الجون مخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه
ص: 272
قال: فليأته من يبلغه عني و يبلغني عنه، فأرسل رجلين فأتيا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالا: نحن رسل أكثم، و ذكر حديثاً طويلاً. أخرجه ابن منده وحده.
قلت: أخرج ابن منده هذه التراجم الثلاث، و أخرج أبو نعيم الترجمتين الأوليين، و لم يخرج الثالثة، و ذكر النسب فيهما كما سقناه عنهما، و هو من عجيب القول؛ فإنهما ذكرا النسب في الأولى و الثانية واحداً، و لا شك أنهما رأيا في الأول النسب متصلاً إلى حارثة بن عمرو مزيقياء، و رأياه في الثاني لم يتصل، إنما هو ربيعة بن أصرم من ولد كعب بن ربيعة، فظناه غير الأول و هو هو، و زادا على ذلك بأن رويا عنه في الترجمة الأولى أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال له: «يَا أَكْثَمُ، أغْزُ مَعَ غَيْرِ أَهْلِكَ يَحْسُن خُلُقُكَ»، ثم إنهما ذكراه في اسم حنظلة بن الربيع الكاتب الأسيدي، و جعلاه من أسيد بن عمرو بن تميم، و قالا: ابن أخي أكثم بن صيفي، فكيف يكون أكثم بن صيفي في هذه الترجمة خزاعياً، و يكون في ترجمة حنظلة تميمياً؟.
و الصحيح فيه أنه أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جِرْوَة بن أسيد بن عمرو بن تميم، هكذا ساق نسبه غير واحد من العلماء، منهم ابن حبيب، و ابن الكلبي، و أبو نصر بن ماكولا، و غيرهم لا اختلاف عندهم أنه من تميم، ثم من بني أسيد، و لو لم يسوقا نسبه مثل نسب أكثم بن أبي الجون الذي في الترجمة الأولى لكان أصلح، ثم قالا جميعاً في نسب أكثم بن صيفي: إنه من ولد كعب بن عمرو، يعني خزاعة، ثم إنهما جعلاه من أهل الحجاز لظنهما أنه خزاعي، و إلا فلو ظناه تميمياً لما جعلاه من أهل الحجاز، و مثل هذا لا يخفى على من هو دونهما فكيف عليهما؟ و الجواد قد يكبو و السيف قد ينبو ! !
220- أَكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ (1)
(د ع) أكَيْدِر بن عَبْدِ المَلِك، صاحب دومة الجَنْدل كتب إليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أرسل سرية إلى أكيدر مع خالد بن الوليد و قال لهم: «إنكم ستجدون أكيدراً خارج الحصن».
و ذكر ابن منده و أبو نعيم أنه أسلم و أهدى إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حلة حرير، فوهبها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: أما سرية خالد فصحيح، و إنما أهدى لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و صالحه و لم يسلم، و هذا لا اختلاف بين أهل السير فيه، و من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهراً، و كان أكيدر نصرانياً و لما صالحه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و سلم عاد إلى حصنه و بقي فيه، ثم إن خالداً أسره لما حصر دومة أيام أبي
ص: 273
بكر، رضي الله عنه، فقتله مشركاً نصرانياً، و قد ذكر البلاذري أن أكيدراً لما قدم على النبي مع خالد أسلم و عاد إلى دومة، فلما مات النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ارتد و منع ما قبله، فلما سار خالد من العراق إلى الشام قتله، و على هذا القول أيضاً فلا ينبغي أن يذكر في الصحابة (1)، و إلا فيذكر كل من أسلم في حياة رسول الله ثم ارتد.
221- أَكَيْمَةُ اللَّيْثيُّ (2)
(س) أكَيْمة اللَّيْثي. و قيل: الزهري، ذكره الحافظ أبو موسى.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر التاجر بقراءتي عليه، عن كتاب عبد الرحمن بن محمد الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أحمد بن علي بن زيد الدينوري، أخبرنا عبدان المروزي، أخبرنا محمد بن مصعب المروزي، أخبرنا عمر بن إبراهيم الهاشمي، حدثني محمد بن إسحاق بن سليمان بن أكيمة، عن أبيه عن جده، أن أكيمة قال:
(يَا رَسُول الله، إِنَّا نَسْمعُ مِنْكَ الحَدِيثَ وَ لَا نَقْدِرُ عَلَى تَأْدِيَتِهِ، قَالَ: لَا بَأْسَ زِدتَّ أَوْ نَقَصْتَ إِذَا لَمْ تُحِلَّ حَرَاماً أَوْ تُحَرِّمُ حَلَالًا وَ أَصَبْتَ المَعْنَى».
و قد روى بعضهم هذا الحديث أيضاً عن أبيه عن جده، قال: قلت: يا رسول الله، و لم يقل «إن أكيمة».
و في كتاب أبي نعيم أورده في ترجمة سليمان بن أكيمة.
و قد ذكر عامر بن أكيمة في حديث.
222- أَمَانَاةُ بْنُ قَيْسٍ (3)
أمَانَاةُ بن قَيْس بن الحَارِث بن شَيْبَان بن الفاتك الكِنْدي، من بني معاوية الأكرمين، من كندة، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان قد عاش دهراً طويلا، و له يقول عوضة الشاعر: [الطويل]
ص: 274
أَلَا لَيْتَنِي عُمِّرْتُ يَا أُمَّ خَالِدِ *** كَعُمْرِ أَمَانَاةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَيْبَانِ
لَقَدْ عَاشَ حَتَّى قِيلَ لَيْسَ بِمَيِّتِ *** وَ أَفْنَى فِقَاماً (1) مِنْ كُهُولٍ وَ شُبَّان
وفد معه ابنه يزيد فأسلم ثم ارتد، قتل يوم النُّجَيْر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.
223- أمَدُ بْنُ أبَدٍ (2)
(س) أَمَدُ بنُ أبد الحَضْرَمِيّ.
أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن نصر بن أحمد بن عثمان الواعظ لفظاً، أخبرنا أبو العلاء محمد بن عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا علي بن عبد العزيز، أخبرنا أبو عبيد القاسم بن سلام، أخبرنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، حدثني أخي يزيد بن المثنى، عن سلمة بن سعيد قال:
كنا عند معاوية، فقال: ودِدْتُ أن عندنا من يحدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه اليوم؟ قيل له: بحضر موت رجل قد أتت عليه ثلاثمائة سنة، فأرسل إليه معاوية، فأتى به، فلما دخل عليه أجله، ثم قال له: ما اسمك؟ قال: أمد بن أبد، فقال له: كم أتى عليك من السنين؟ قال: ثلاثمائة سنة، فقال له معاوية: كذبت، ثم أقبل على جلسائه فحدثهم ساعة، ثم أقبل عليه فقال: حدثنا أيها الشيخ، فقال له: و ما تصنع بحديث الكذاب؟ فقال: إني و الله ما كذبتك و أنا أعرفك بالكذب، ولكني أردت أن أَخْبُرَ من عقلك، فأراك عاقلاً، حدثنا عما مضى من الزمن، هل يشبه ما نحن فيه؟ فقال: نعم كأنه ما ترى، ليل يجيء من ها هنا و يذهب من ها هنا، قال: أخبرني عن أعجب ما رأيت، قال: رأيت الظعينة تخرج من الشام حتى تأتي مكة، لا تحتاج إلى طعام و لا شراب، تأكل من الثمار و تشرب من العيون، ثم هي الآن كما ترى. قال: و ما آية ذلك؟ قال: دول الله في البقاع كما ترى. ثم سأله عن عبد المطلب، و عن أمية بن عبد شمس، ثم قال له: فهل رأيت محمداً؟ قال : و من محمد؟ قال: رسول الله، قال: سبحان الله، ألا عظمته بما عظمه الله سبحانه؟ ألا قلت: رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟... نعم، قال: صفه لي، قال: «رأيته بأبي و أمي، فما رأيت قبله و لا بعده مثله» و ذكر الحديث.
أخرجه أبو موسى.
ص: 275
224- أَمْرُؤ القَيْسِ بْنُ الأَصْبَغ (1)
(ب) امْرُؤ القَيْس بن الأصْبَغَ الكَلْبي. من بني عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن
عذرة بن زيد اللات بن رُفيَدة بن ثور بن كلب بن وبرة، بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عاملاً على كَلْب، حين أرسل عماله على قضاعة، فارتد بعضهم و ثبت امرؤ القيس على دينه، و امرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف فيما أظن، و الله أعلم؛ لأن أم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغبن ثعلبة بن ضمام الكلبي، و كان الأصبغ زعيم قومه و رئيسهم.
هذا كلام أبي عمر، و هو أخرجه وحده.
225- أَمْرُؤُ القَيْسِ بْنُ عَابِسٍ (2)
(ب د ع) امْرُؤ القَيْس بن عَابس بن المنذر بن امرئ القيس بن السِّمط بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مُرْتح بن معاوية بن الحارث بن كندة الكندي.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم و ثبت على إسلامه، و لم يكن فيمن ارتد من كندة، و كان شاعراً نزل الكوفة، و هو الذي خاصم الحضرمي إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال للحضرمي: «بينتك و إلا فيمينه قال: يا رسول الله، إن حلف ذهب بأرضي، فقال: رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالاً لقي الله و هو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس: يا رسول الله، ما لمن تركها و هو يعلم أنها حق؟ قال: «الجَنَّةُ» قال: فأشهدك أني قد تركتها له».
و اسم الذي خاصمه ربيعة بن عَيْدَان، و سيرد ذكره في الراء، إن شاء الله تعالى.
عيدان: بفتح العين المهملة، و سكون الياء تحتها نقطتان، و آخره نون، قال عبد الغني: و يقال: عبدان بكسر العين و بالباء الموحدة.
و من شعر امرئ القيس: [مجزوم الكامل]
قِفْ بِالدِّيَارِ وُقُوفَ حَابِسْ *** وَ تَأَنَّ إِنَّكَ غَيْرُ آيسْ
لَعِبَتْ بِهِنَّ العَاصِفَاتُ *** الرَّائِحَاتُ مِنَ الرَّوَامِسْ
مَاذَا عَلَيْكَ مِنَ الوُقُوفِ(م) *** بهالِكِ الطَّلَلَينُ دَارِسْ؟
يَا رُبَّ بَاكِيَةٍ عَلَيَّ (م) *** وَ مُنْشِدِ لِي فِي المَجَالِس
أوْ قَائِلٍ: يَا فَارِساً *** مَاذَا رُزِئْتَ مِنَ الفَوَارِسْ
لا تَعْجَبُوا أَنْ تَسْمَعُوا *** هَلَكَ أَمْرؤُ القَيْسِ بْنُ عَابِسْ (3)
ص: 276
أخرجه الثلاثة.
226- أمْرُؤُ القَيْسِ بْنُ الفَاخِرِ (1)
(د ع) امرؤ القَيْس بن الفَاخِر بن الطَّمَّاح بن شُرَحْبِيل الخَوْلانيّ. شهد فتح مصر، ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، و لا تعرف له رواية، و قد ذكر أن له صحبة.
أخرجه ابن منده و أبو نُعَيْمٍ.
227- أُمَيَّةُ بْنُ الأَشْكَرِ (2)
(ب د ع) أميَّةُ بن الأشْكَر الجندعي. أدرك الإسلام و هو شيخٌ كبير، قاله علي بن مسمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هكذا نسبوه و هو: أمية بن حُرْثان بن الأشكر بن عبد الله _ و هو سرْبال الموت _ ابن زهرة بن زبِينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، الكناني الليثي الجندعي.
و كان شاعراً، و له ابنان كلاب و أبي اللذان هاجرا، فبكاهما بأشعاره، و مما قال فيهما: [الوافر]
إِذَا بَكَتِ الحَمَامَةُ بَطْنَ وَجٍّ *** عَلَى بَيْضَاتِها أَدْعُو كِلَابَا (3)
فردهما عمر بن الخطاب عليه، و حلف عليهما أن لا يفارقاه حتى يموت.
قال أبو عمر: خبره مشهور، رواه الزهري و هشام بن عروة عن عروة.
أخرجه الثلاثة.
228- أُمَيَّةُ بْنُ ثعْلَبَةَ (4)
أميَّةُ بنُ ثعْلبةَ له حديثان في مسند ابن مفرج المستخرج من روايات قاسم بن أصبغ، ذكره الأشيري.
ص: 277
229- أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الأُمَوِيُّ (1)
(ب د ع) أُمَيَّة بنُ خَالِد بن عَبْد الله بن أسِيد الأمَوي. في صحبته نظر. عداده في التابعين، أخرجه ابن أبي شيبة و القواريري و ابن منيع في الصحابة، و روى حديثه قيس بن الربيع، عن المهلب بن أبي صفرة، عن أمية أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كَانَ يَسْتَفْتِحُ صَعَالِيكَ المُهَاجِرِينَ.
و رواه یونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أمية و لم يذكر المهلب .. هكذا أخرج نسبه ابن منده .
و أما أبو عمر فإنه قال: أمية بن خالد، يروى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه كان يستفتح (2) بصعاليك المهاجرين. قال: و لا تصح عندي صحبته، قال: و يقال إنه أُمَيَّةَ بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، قاله الثوري و قيس بن الربيع.
و أما أبو نُعَيْمٍ فإنه ذكره على الصحيح فقال: أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، مختلف في صحبته، و ذكر الحديث عن أمية بن عبد الله، و رواه من طريق آخر عن أمية بن خالد بن عبد الله.
قلت: و الصحيح أنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص، و كان عتاب بن أسيد عم أبيه عبد الله، و كان زياد ابن أبيه قد استعمل عبد الله على فارس، و استخلفه على عمله حين مات، فأقره عليه معاوية؛ و أما أمية بن عبد الله فإن عبد الملك استعمله على خراسان، و الصحيح أنه لا صحبة له، و الحديث مرسل.
و قد ذكر مصنفو التواريخ و السير أمية و ولايته خراسان، و ساقوا نسبه كما ذكرناه.
و ذكر أبو أحمد العسكري عتَّاب بن أسيد بن أبي العيص ثم قال: و أخوه خالد بن أسيد، و ابنه أمية بن خالد، ثم قال في ترجمة منفردة: أمية بن خالد بن أسيد، ذكر بعضهم أن له رواية، و قد روى عن ابن عمر وروى له: أَنَّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِصَعَالِيكِ المُهَاجِرِينَ.
و قد ذكره الزبير بن أبي بكر فقال بعد أن نسبه: و استعمل عبدُ الملك أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد على خراسان.
ص: 278
و أم خالد و أمية و عبد الرحمن بني عبد الله بن خالد بن أسيد: أم حُجَيْر بنت عثمان بن شيبة العبدرية.
و قد ذكر الزبير أيضاً أن أسيداً ولد خالداً و عتَّاباً، ثم قال: و مات خالد بن أسيد بمكة، و خلف من الولد عبد الله بن خالد، استعمله زياد على فارس، و أبا عثمان و أمية بن خالد.
فلعل من جعل أمية المذكور في هذه الترجمة ابن خالد بن عبد الله، قد أتِيَ من هذا، و يكون قد أسقط خالداً والد عبد الله الذي هو ابن أسيد من نسبه، و ليس بشيء؛ فإن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد المذكور في هذه الترجمة هو الذي وقع الوهم فيه، و قدموا خالداً على عبد الله، و الصواب: عبد الله بن خالد بن أسيد.
أخرجه الثلاثة.
230- أُمَيَّةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ الضَّمْرِيُّ (1)
(ب د ع) أميَّةُ بن خُوَيْلد الضَّمْري. و قيل: أمية بن عمرو، والد عمر بن أمية، حجازي له صحبة، و لابنه عمر و صحبة، و هو أشهر من أبيه.
روى حديثه جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه عيناً وحده هذا قول أبي عمر.
و أما ابن منده وأبو نعيم فإنهما قالا: أمية بن عمرو، و قيل: ابن أبي أمية الضمري، عداده، في أهل الحجاز، روى عنه ابنه عمرو، من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن مجمّع، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه عيناً إلى قريش ، قال: فجئت إلى خشبة بن خبيب بن عدي، فرقيت فيها، فحللت خُبيْباً فوقع إلى الأرض، فذهبت غير بعيد، ثم التفت فلم أرخبيباً، و لكأنما الأرض ابتلعته. و لم ير لخبيب رمَّة حتى الساعة.
[و رواه الترمذي] و رواه الزهري عن جعفر عن أبيه قال: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و ذكر الحديث و هو أصح، و قد اختلفوا في اسم أبي أمية على ما ذكرناه.
و أما هشام بن الكلبي فقال: أمية بن خُوَيْلِد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن جُدَي بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الضمري، و لم يذكر له صحبة؛ و إنما قال: عن أبيه عمرو، صَحِبَ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه الثلاثة.
ص: 279
خبيب: بضم الخاء المعجمة، و فتح الباء الموحدة، و بالياء الساكنة تحتها نقطتان، و آخره باء ثانية موحدة.
و جدي: بضم الجيم.
231- أُمَيَّة بْنُ ضُبَادَة (1)
أمَيَّة بن ضُفَارَة من بني الخَصِيب. قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مع رفاعة بن زيد الجذامي في وفد جذام، قاله ابن إسحاق، ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
232- أُمَيَّةُ بْنُ سَعْدِ القُرَشِيُّ (2)
(س) أُمَيَّة بن سَعْد القُرَشِي. استدركه الحافظ أبو موسى على ابن منده و قال: أخرجه أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده و قال: كان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم تحت الشجرة، و هو جد سليمان بن كثير. أخرجه محمد بن حمدويه في تاريخ مرو، فيمن قدمها من الصحابة.
قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكرياء في كتابه، أخبرنا عمي الإمام. أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عصمة محمد بن أحمد بن عباد بن عيمة، أخبرنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، حدثنا عبد الله الحجاجي، أخبرنا خلف بن عامر، عن الفضل بن سهل، عن نصر بن عطاء الواسطي، عن همام، عن قتادة، عن عطاء، عن أمية القرشي أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«إِذَا أَتَاكَ رُسُلِي فَأَعْطِهِمْ كَذَا وَ كَذَا دِرْعَاً أَوْ قَالَ بَعِيراً، قُلْتُ: وَ الْعَارِيَةُ مُؤدَّاةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ».
قال أبو موسى: كذا ترجم و روي، قال: و قد أخبرنا بهذا الحديث أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي سنة عشر و خمسمائة، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب، أخبرنا أبو بكر عبد بن محمد القباب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا فضل بن سهل، بإسناده المقدم إلى عطاء و قال: عن يعلى بن صفوان بن أمية، عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله.
قال أبو موسى: و كذلك رواه حبان بن هلال، عن همام، و الحديث محفوظ عن صفوان بن أمية، و يروى عن أمية بن صفوان عن أبيه. انتهى كلام أبي موسى. قلت: أما الحديث فعن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي، و أما ترجمة أبي زكرياء،
ص: 280
و قوله أمية بن سعد، فلم ينبه أبو موسى عليه، و لا أعلم من أين جاء بهذا النسب الذي لا يعرف، و مثل هذا تركه أولى، لكن نحن لا بد لنا من ذكره خوفاً من أن يأتي من لا يعلم فيظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، و أما قول أبي زكرياء: كان أَحَدَ السبعين الذين بايعوا تحت الشجرة، فبيعة الشجرة هي بيعة الرضوان، و لم يكونوا سبعين، و إنما كانوا زيادة على ألف، و قد اختلف في الزيادة، و أما السبعون الذين بايعوا فكانوا عند العقبة، و لم يكن فيهم من غير الأنصار و حلفائهم أحدٌ، و لم يشهدها قرشي إلا العباس عم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان حينئذ كافراً.
حبان بن هلال: بفتح الحاء المهملة، و الباء الموحدة، و آخره نون.
233- أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو (1)
(س) أمَيَّة بن عَبْد الله بن عَمْرو بن عُثمان.
قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، و روى بإسناده عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الله بن دينار عن أمية بن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما فتح مكة قام خطيباً، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ، قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَ تَعَظُّمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ: بَرُّتَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهُ، عَزَّ وَ جَلَّ، وَ فَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ، النَّاسُ بَنُو أَدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ، قَالَ الله تَعَالَى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنثَیٰ وَ جَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبًا وَ قَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاۡ ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات / 13] أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ الله لِي وَ لَكُمْ» (2)
أخرجه أبو موسى و قال: هذا حديث مشهور بعبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، و عبد الملك بن قدامة مشهور بالرواية عن ابن دينار، فلا أدري كيف وقع.
عبية الجاهلية يعني: كبرها و تضم عينه و تكسر.
234- أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القُرَشِيُّ (3)
(س) أميَّةُ بْنُ عَبْدِ الله القُرشِيُّ.
ص: 281
قال أبو موسى: هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، أورده ابن منده؛ إلا أنه قال: أمية بن خالد بن عبد الله، قال: و كذا فيمن اسمه أمية من الصحابة في كتبهم أوهام.
أخرجه أبو موسى.
و قد ذكرناه في أمية بن خالد و ذكر ما فيه كفاية، و هذا لم يتركه ابن منده حتى يستدركه عليه، و إنما وهم فيه؛ و لم يذكر أبو موسى أوهامه؛ فليس لذكره وجه.
235- أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ (1)
(د ب) أميَّة بن أبي عُبيْدَةَ بن هَمَّام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحَنظلي. حليف بني نوفل بن عبد مناف، نسبه أبو عمر، و هو والد يعلى بن أمية الذي يقال له: يعلى ابن مُنْيةَ، و هي أمه، و لأبيه أمية صحبة، و لابنه يعلى صحبة أيضاً، و هو أشهر من أبيه.
وفد أمية على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فَقَالَ: «يَا رَسُولَ الله، بَايَعْنَا عَلَى الهِجْرَةِ قَالَ: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفتح وَلَكِنْ جِهَادٌ وَ نِيَّةٌ» (2).
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي، قال بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو الربيع، أخبرنا فُليْح بن سليمان، عن الزهري، عن عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى، عن أبيه، عن يعلى ابن منية، قال: جئت بأبي أميَّةَ إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الفتح، فقلت: يا رسول الله بايع أبي على الهجرة. فَقَالَ رَسُولُ الله: «أُ بايِعُهُ عَلَى الجِهَادِ؛ فَقَدْ انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ» (3).
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
مُنْيَةُ: أم يعلى بضم الميم، و سكون النون، و بعدها ياء تحتها نقطتان.
236- أُمَيَّةَ بْنُ عَلِيٍّ (4)
(د ب) أميَّة بن عَليّ. قال ابن منده: سمع النبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو و هم، روى يحيى بن زياد
ص: 282
الفراء، عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أمية بن علي قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يَقْرَأُ عَلَى المِنْبَرِ: يَا مَالِ».
قال: و الصواب ما رواه أصحاب ابن عيينة عنه عن عمرو، عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي قرأ: يا مال.
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
237- أُمَيَّةُ جَدُّ عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ (1)
(ب) أميَّة جَدُّ عَمْرو بن عُثْمان الثَقَفِي. مدني.
حديثه: «أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صلى في الماء و الطين على راحلته يومي إيماء، سجوده أخفض من ركوعه».
أخرجه أبو عمر.
قلت: كذا أخرجه أبو عمر، و قد أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله و غيره بإسنادهم إلى الترمذي، حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا شبابة بن سوار، أخبرنا عمر بن الرماح، عن كثير بن زياد، عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده أنهم كانوا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فانتهوا إلى مضيق، و حضرت الصلاة فمطروا، السماء من فوقهم و البلة من أسفل منهم، فأذن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو على راحلته، و تقدم و هو على راحلته، و صلى بهم يُومِي إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع، فسماه أبو عيسى كما ذكرناه؛ فعلى قوله الحديث لِيَعْلَى لا لأُميَّة.
238- أُمَيَّةُ بْنُ لَوْذَانَ (2)
(د ع) أُمَيَّة بن لَوْذَان بن سالم بن مالك من بني غَنْم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. ثم من بني عوف بن الخزرج.
شهد بدراً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يعرف له حديث؛ قال ابن إسحاق: شَهِدَ بَدْرَاً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من بني غنم بن مالك: أمية بن لوذان بن سالم بن مالك، قاله ابن منده.
و روى أبو نعيم بإسناده عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني قربوس بن غنم بن سالم: أمية بن لوذان بن سالم بن ثابت بن هزال بن عمرو بن قربوس بن غنم مثله. و مثله قال ابن إسحاق في رواية سلمة عنه.
و الذي رواه ابن منده عن ابن إسحاق فهو من رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
ص: 283
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
239- أُمَيَّة بْنُ مَخْشِيِّ (1)
(ب د ع) أُمَيَّة بن مَخْشِي الخُزاعي. بصري، يكنى أبا عبد الله، قاله أبو نعيم و أبو عمر، و قال ابن منده: الخزاعي، و هو من الأزد.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده عن أبي داود، حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، أخبرنا عيسى، أخبرنا جابر بن صُبَيْح، حدثنا المثنَّى بن عبد الرحمن بن مخشي الخزاعي، عن عمه أمية بن مخشي، و كان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال:
«كان رسول الله جالساً، و رجل يأكل و لم يسم، حتى لم يبق إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله و آخره، فضحك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال: «مَا زَالَ الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا ذَكَرَ أَسْمَ اللَّهَ اسْتَقَاءَ مَا فِي بَطْنِهِ» (2).
رواه أحمد بن حنبل عن ابن المديني، عن يحيى بن سعيد، و لا يعرف له غير هذا الحديث.
أخرجه الثلاثة.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج، حدثنا عبيد الله بن عمر بن أحمد المرو الروذي، أخبرنا عبد الله بن ماسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا الأنصاري، أَخْبَرَنا حميدُ عَنْ أَنَسِ قَالَ: كان يسوق بهم رجل، يقال له: أَنْجَشَةُ بأمهات المؤمنين، فاشتد بهم السير، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «يَا أَنْجَشَةُ رِفْقَاً بِالقَوَارِيرِ» (1).
و أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كان أنجشة يحدو بالنساء، و كان البراء بن مالك يحدو بالرجال، و كان أنجشة حَسَنَ الصوت، و كان إذا حدا أعنقت (2) الإبل فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ» (3).
أخرجه الثلاثة.
241- أَنَسُ بْنُ أَرْقَمَ (4)
(س) أَنَسُ بن أَرْقَمِ الأنْصارِي. قال أبو موسى: قال عبدان: قتل يوم أحد سنة ثلاث من الهجرة، لا يذكر له حديثَ؛ إلا أنه شهد له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالشهادة.
و روي عن عمار بن الحسن، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال: «و قتل من المسلمين يوم أحد من الأنصار ثم من الخزرج ثم من بني الحارث بن الخزرج: أنس بن الأرقم بن زيد، أو قال: ابن يزيد بن قيس بن النُّعمان [بن مالك] بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج».
أخرجه أبو موسى.
242- أنَسُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ (5)
(د) أنَسُ بن أبي أنَس من بني عَدِي بن النجار من الأنصار يكنى: أبا سليط.
ص: 285
شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: اسمه أسير أو أنيس.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال في تسمية من شهد بدراً من الأنصار و من بني عدي بن النجار: أبو سليط و اسمه أنس.
و رواه سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق فيمن شهد بدراً من الأنصار، قال: و من بني عدي بن النجار أبو سليط و هو أُسَيْرُ بن عمرو، و عمرو هو أبو خارجة بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، و قيل: اسمه أنيس، و أسيرة تقدم ذكره في أسيرة.
أخرجه ابن منده.
243- أَنَسُ ابْنُ أُمِّ أَنَسِ (1)
(س) أنَسُ ابن أم أنس: قال أبو موسى: ذكره البغوي و غيره في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد، أخبرنا عمر بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني عبد الملك بن الحسن، حدثني محمد بن إسماعيل، أخبرنا يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس أنها قالت:
«يا رسول الله، جعلك الله في الرفيق الأعلى و أنا معك، قال أنس: قالت: يا رسول الله، علمني عملاً، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الجِهَادِ، وَ اهْجُرِي المَعَاصِي فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الهِجْرَةِ».
قال أبو موسى: كذا ذكره البغوي و ابن شاهين و ترجما لأنس لذكر أنس في خلال الحديث، و لا معنى لذكره فيه.
قال أبو موسى: حدثنا أبو غالب أحمد بن العباس، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، أخبرنا أبو كريب، أخبرنا زيد بن الحباب ، أخبرنا عبد الملك بن الحسن الأحول مولى مروان بن الحكم، حدثني محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن يونس بن عمران بن أبي أنس، عن جدته أم أنس قالت:
«أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: جعلك الله في الرفيق الأعلى في الجنة و أنا معك، و قلت:
ص: 286
يا رسول الله علمني عملاً صالحاً أعمله، فَقَالَ: «أُقِيمِي الصَّلَاةَ؛ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الجِهَادِ» (1) الحديث.
قال: أورده الطبراني في ترجمة أم أنس الأنصارية و قال: ليست بأم أنس بن مالك، و أورده في ترجمة أم أنس بن مالك.
و أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا سليمان، أخبرنا أحمد بن المعلى الدمشقي، أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، حدثني مربع، عن أم أنس أنها قالت:
«يَا رَسُولَ الله، أَوْصِنِي فَقَالَ: «اهْجُرِي المَعَاصِي». الحديث.
قال أبو موسى: فقد علمت من هذين الحديثين أنه لا معنى لذكر أنس في هذا الحديث.
244- أَنَسُ بْنُ أَوْسِ الأَوْسِيُّ (2)
(ب د ع) أنَسُ بن أوْسِ الأَنْصَارِي الأوْسِي. و هو ابن أوس بن عَتِيك بن عَمْرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زَعُورَاء بن جُشَم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، و زعوراء هذا أخو عبد الأشهل، كذا نسبه ابن الكلبي، و هو أخو مالك و عمير و الحارث بني أوس.
شهد أحداً، و قتل يوم الخندق، قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: رماه خالد بن الوليد سهم فقتله، و لم يشهدَ بَدْراً، و قال غيره: إنه قُتِلَ يوم أُحُدٍ.
أخرجه الثلاثة.
245- أَنَسُ بْنُ أَوْس الأشْهَلِيُّ (3)
(ع) أَنَسُ بن أَوْسِ الأَنْصَارِيُّ، من بني عبد الأشهل، من بني زَعُوراء، استشهد يوم الجسر، في خلافة عمر بن الخطاب، انفرد أبو نعيم بإخراجه، و جعله غير الذي قبله، و روى
ص: 287
بإسناده عن موسى بن عقبة أيضاً، عن الزهري، في تسمية من استشهد يوم الجسر من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: أنس بن أوس.
قلت: و قد ساق الكلبي نسب أنس بن أوس الأنصاري المذكور في الترجمة التي قبل هذه، و جعله من زعوراء بن جُشَم بن الحارث أخي عبد الأشهل، و ذكر أبو نعيم هذا و قال: أشهلي من بني زعوراء، و لعبد الأشهل ابن اسمه زعوراء، و أخ اسمه زعوراء؛ فإن كان هذا من زعوراء بن عبد الأشهل فهو غير الأول، و إن كان من زعوراء أخي عبد الأشهل، و قد نسب إلى عبد الأشهل كما يفعلونه من نسبة البطن القليل إلى أخيه البطن الكثير، فهو هو، فلينظر و يحقق.
و قد ذكر ابن هاشم فيمن قتل يوم الخندق من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ و أنس بن أوس بن عمرو، و قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: و لم يقتل من المسلمين يوم الخندق إلا ستة نفر: سعد بن معاذ، و أنس بن أوس بن عتيك، و عبد الله بن سهل، ثلاثة نفر، فهذان جعلاه من بني عبد الأشهل. و الله أعلم.
246- أَنَسُ بْنُ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) أنَسُ بن الحَارِثِ. عداده في أهل الكوفة، روى حديثه أشعث بن سحيم، عن أبيه عنه أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يَقُولُ: «إِنَّ أَبْنِي هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضٍ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيَنْصُرْهُ» (2)، فقتل مع الحسين رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة، و هو من التابعين، و قد وافق ابن منده و أبو عمر و أبو أحمد العسكري، و قالا: له صحبة، و قال أبو أحمد: يُقَالُ هو أنس بن هزلة، و الله أعلم.
247- أَنَسُ بْنُ حُذَيْفَةَ (3)
(د ع) أنَسُ بن حُذَيفَة البَحْرَاني. أرسل حديثه عنه الحكم بن عتيبة. روى مكحول عن أنس بن حذيفة صاحب البحرين، قال: «كتبت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إِنَّ الناس قد اتخذوا بعد الخمر أشربة تسكرهم كما تسكر الخمر، من التمر و الزبيب، يصنعون ذلك في الدُّبَّاء و النَّقِير و المزَفَّت وذالحَنْتَم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ كُلَّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ وَ الْمُزَفَّتُ حَرَامٌ،
ص: 288
وَ النَّقِيرُ حَرَامٌ وَ الحَنْتَمُ حَرَامٌ (1)، فاشربوا في القرب و شدوا الأوكية (2)» فاتخذ الناس في القرب ما يسكرهم، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقام في الناس فقال: «إِنَّهُ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا أَهْلُ النَّارِ، كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَ كُلُّ مُقَيّرِ حَرَامٌ وَ كُلُّ مُخَدِّرٍ حَرَامٌ، وَ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، وَ مَا خَمَرَ القَلْبَ فَهُوَ
حرامٌ» (3).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
عتيبة: بالتاء فوقها نقطتان، و آخره باء موحدة.
248- أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ (4)
(د ع) أنَسُ بن رَافِعِ بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل أبو الحيسر.
قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في فتية من بني عبد الأشهل، فأتاهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يدعوهم إلى الإسلام، و فيهم إياس بن معاذ، و كانوا قدموا مكة يلتمسون الحلف من قريش على قومهم. ذكر ذلك ابن إسحاق، عن حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لَبِيد و سيأتي ذكرهم في إياس بن معاذ.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
249- أَنَسُ بْنُ زُنَيْم (5)
(س) أنَسُ بن زُنَيم أخو سَارِيةَ بن زنيم.
ص: 289
قال أبو موسى: أورده عبدان المروزي و ابن شاهين في الصحابة، و قد ذكرناه في ترجمة أسيد بن أبي إياس، روی حدیثه حزام بن هشام بن خالد الكعبي عن أبيه قال:
لما قدم ركب خزاعة على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يستنصرونه، فلما فرغوا من كلامهم قالوا: يا رسول الله، إن أنس بن زنيم الديلي قد هجاك؛ فأهدر دمه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فلما كان يوم الفتح أسلم أنس و أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يعتذر إليه مما بلغه، و كلمه فيه نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الديليُّ، و قال: و أنت أولى الناس بالعفو فعفا عنه.
أخرجه أبو موسى و هكذا سماه هشام بن الكلبي و نسبه فقال: أنس بن أبي إياس بن زنيم، و جعلة ابن أخي سارية بن زنيم، و قال: هو القائل يوم أحد يحرض على علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [الكامل]
في كُلِّ مُجمَع غَايَةٍ أخْزَاكُمُ *** جَذْعٌ أَبَرّ عَلى المَذَاكِي القُرَّحِ
250- أَنَسُ بْنُ صِرْمَةَ (1)
أنَس بن صِرْمة قال ابن منده في ترجمة صرمة بن أنس: و قيل: أنس بن صرمة بن أنس، و قيل: صرمة بن أنس، و الله أعلم.
251- أَنَسُ بْنُ ضَبُعٍ (2)
(ب س) أنس بن ضَبُع بن عامر بن مجْدَعة بن جُثَّمْ بن حارثة شهد أحداً.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
ضبطه أبو عمر بالحاء المهملة و الثاء المثلثة.
252- أَنَسُ بْن ظُهَيْرٍ (3)
(ب د ع) أَنَسِ بن ظُهَيْرِ الأَنْصَارِي الحَارِثي.
قال أبو عمر: هو أخو أسيد بن ظُهَيْر.
و قال ابن منده و أبو نعيم: هو ابن عم رافع بن خَدِيج، و قال أبو نعيم: هو تصحيف من بعض الواهمين، يعني ابن منده، و إنما هو أسيد بن ظُهَیْر، و قول أبي عمر يصدق قول ابن منده في أنه ليس بتصحيف.
ص: 290
و ذكر أبو أحمد العسكري أسيد بن ظُهَير، ثم قال: و أخوه أنس بن ظهير شهد أُحداً، و هذا أيضاً يصحح قول ابن منده، و قد ذكر البخاري أنس بن ظهير مثل ابن منده، و الله أعلم.
روى حديثه إبراهيم الحزامي، عن محمد بن طلحة، عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير، و هو حفيد أنس، عن أخته سعدى بنت ثابت، عن أبيها، عن جدها أنس قال: «لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاستصغره، و قال: هذا غلام صغير، و هَمَّ برده، فقال له عمي رافع بن ظهير بن رافع: إن ابن أخي رجل رامٍ، فأجازه» (1).
و رواه يوسف بن يعقوب الصفار و ابن كاسب، و لم يسمياً أنساً.
أخرجه الثلاثة.
253- أَنَسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (2)
(س) أَنَسُ بن عَبْد الله بن أبِي ذُبَاب.
قال أبو موسى: ذكره أبو زكرياء، يعني ابن منده، فيما استدركه على جده أبي عبد الله محيلاً به على ذكر علي بن سعيد العسكري إياه، أخرجه في الأفراد، و لعله أراد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، و هو معروف مذكور مخرج، و لو أورد له شيئاً لعلم أنه هو أو غيره.
قلت: و قد ذكر ابن أبي عاصم بعد إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، فبان بهذا أنه ظنهما اثنين، و الله أعلم.
أخبرنا يحيى بن محمود أبو الفرج إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن المثنى، حدثنا أبو الوليد، أخبرنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أنس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهُ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ النِّسَاءَ قَدْ ذَئِرْنَ (3) عَلَى أَزْوَاجهن، قَالَ: فَاضْرِبُوهُنَّ، قَالَ: فأصبح عند باب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سبعون امرأة يشتكين أزواجهن، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ إِنْسَاناً، لَا تَحْسِبُونَ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ خِيَارَكُمْ» (4).
و هذا الحديث هو الذي ذكر في إياس بن عبد الله بن أبي ذُبَابٍ، فلا أعلم لم فرق بينهما ابن أبي عاصم و هو قد روى الحديث في الترجمتين؟ و الله أعلم.
ص: 291
254- أَنَسُ بْنُ فَضَالَة (1)
(ب ع) أنسُ بن فَضَالة.
قال أبو عمر: هو فضالة بن عدي بن حرام بن الهيتم بن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أخاه مؤنساً، حين بلغه دنو قريش، يريدون أحُداً، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبراه خبرهم و عددهم و نزولهم و شهدا معه أحداً، و من ولد أنس بن فضالة يونس بن محمد الظفري، منزله بالصفراء.
روی ابن منده و أبو نعيم بإسناديهما، عن محمد بن أنس عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سلك شعب بني ذبيان و ذكرا حديث يعقوب بن محمد الزهري عن إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري، قال: حدثني جدي يونس بن محمد عن أبيه، قال: «قدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة و أنا ابن اسبوعين، فأتى بي إليه فمسح على رأسي و دعا لي بالبركة، وَ قَالَ: «سَمُوهُ بِاسْمِي، وَ لَا تُكَنُّوهُ بِكُنْيَتي» (2).
قال: و حج بي معه عام حجة الوداع، و أنا ابن عشر سنين و لي ذؤابة، فلقد عمر حتى شاب رأسه و لحيته و ما شاب موضع يد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال أبو نعيم: أخرجه بعض الواهمين، يعني ابن منده، في ترجمة أنس بن فضالة، من حديث يعقوب الزهري، بعد أن أخرجه من حديثه في ترجمة محمد بن أنس بن فضالة، هذا الحديث بعينه، و لقد أصاب أبو نعيم؛ فإن ابن منده ذكر هذا الحديث في أنس، و ذكره أيضاً في محمد بن أنس بن فضالة، و في الموضعين ليس لأنس فيه ذكر؛ و إنما الذكر لمحمد بن أنس و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
و قال ابن منده: قتل أنس بن الفضالة يوم أحد، فأتى بابنه محمد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فتصدق عليه بصدقة لا تباع و لا توهب.
255- أَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ (3)
(د ع) أنَسُ بن قَتَادَة بن ربيعةَ بن مُطَرِّف، هذا لقب، و اسمه خالد بن الحارث بن زيد بن
ص: 292
عبيد بن زيد [مناة] مالك بن بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي من بني عبيد بن زيد بن مالك، و يرد أيضاً في أنيس بن قتادة.
قال موسى بن عقبة و الزهري: شَهِدَ بَدْراً من الأنصار، ثم من بني عبيد بن زيد: أنس بن قتادة.
و قال غيرهما هو أنيس بن قتادة، قال أبو عمر: و من قال: أنس، فليس بشيء.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم في أنس و في أنيس، و أخرج أبو عمر و أنيساً و قال: و قد قال بعضهم أنس.
و هو رواية يونس بن بكير و غيره عن ابن إسحاق، و الله أعلم.
256- أَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ البَاهِلِيُّ (1)
أنس بن قَتَادة، البَاهِلي، و قيل فيه: أنيس، و يستقصى الكلام عليه هناك، إن شاء الله تعالى.
قال أبو عمر، و قد ذكره في أنيس: و قال بعضهم: أنس و الأول أكثر.
و كان يجب على أبي موسى أن يستدركه ههنا على ابن منده، لأنه هكذا عادته في استدراكه عليه، و لم يخرجه واحد منهم هذه الترجمة.
257- أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ القُشَيْرِيُّ (2)
(ب د ع) أنس بن مالك أبو أميَّة القُشَيْرِي. و قيل: الكعبي، قالوا: و كعب أخو قشير له صحبة نزل البصرة.
روى عنه أبو قِلَابةَ و نسبه ابن منده فقال: أنس بن مالك الكعبي، و هو كعب بن ربيعة بن عامر بن عامر بن صعصعة القشيري، و كعب أخو قشير.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي، بإسناده إلى أبي داود
ص: 293
السجستاني، قال: حدثنا شيبان بن فَرَّوخ، أخبرنا أبو هلال الراسبي، أخبرنا ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك، رجل من بني عبد الله بن كعب. أخوه قشير، قال:
«أغارت علينا خيل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فانتهبت، فانطلقت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ و هو يأكل، فَقَالَ: «أَجْلِسْ فَأَصِبْ مِنْ طَعَامِنَا هَذَا» ، فقلت: إني صائم، قَالَ: «أَجْلِسْ أَحَدِّثُكَ عَنِ الصَّلَاةِ وَ عَنِ الصِّيَامِ، إِنَّ الله عَزَّ وَ جَلَّ، وَضَعَ شَطْرَ الصَّلَاةِ، أَوْ نِصْفَ الصَّلَاةِ، وَ الصَّوْمَ عَنِ المُسَافِرِ وَ عَنِ المُرْضِعِ وَ الْحُبْلَى، وَ اللَّهُ لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعاً أَوْ أَحَدَهُمَا» (1)، قال: فتلهفت نفسي أن لا أكون أكلت من طعام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».
أخرجه الثلاثة.
قلت: قولهم: إن كعباً أخو قشير، فكعب هو أبو قشير، فإنه قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، فكيف يقولون أول الترجمة إن كعباً أخو قشير؟ و إنما الذي جاء في هذا الإسناد أنه من بني عبد اللهبن كعب، أخوه قشير فصحيح، لأن قشيراً و عبد الله أخوان، و كعب أبو قشير، فقولهم فشيري و كعبي كقولهم: عباسي و هاشمي، و كقولهم سعدي و تميمي؛ فهاشم جد للعباس و تميم جد لسعد و الله أعلم.
258- أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ (2)
(ب د ع) أنَسُ بنُ مَالِك بن النَضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن
ص: 294
غَنْم بن عدي بن النجار، و اسمه تيم الله؛ بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار.
خادم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، كان يتسمَّى به و يفتخر بذلك، و كان يجتمع هو و أم عبد المطلب جدة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و اسمها: سلمى بنت عمرو بن زيد بن أسد بن خداش بن عامر في عامر بن غنم، و كان يكنى: أبا حمزة، كناه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بقبلة كان يجتنيها (1)، و أمه أم سُلَيم بنت مِلْحَان، و یرد نسبها عند اسمها.
و كان يَخْضِبُ بالصفرة، و قيل: بالحناء، و قيل بالورس، و كان يُخَلق ذراعيه بِخَلوق (2) للمعة بياض كانت به، و كانت له ذؤابة فأراد أن يجزَّها فنهته أمه، و قالت: كان النبي يمدها و يأخذ بها. و داعبه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال له: «يَا ذَا الأُذُنَيْنِ» (3).
و قال محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن مولى لأنس بن مالك أنه قال لأنس: أشهدت بدراً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: لا أم لك؟ و أين غبت عن بدر؟ قال محمد بن عبد الله: خرج أنس مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بدر و هو غلام يخدمه، و كان عمره لما قدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة مهاجراً عشر سنين، و قيل: تسع سنين و قيل: ثماني سنين.
و روى الزهري عن أنس قال: قدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة و أنا ابن عشر سنين، و توفي و أنا ابن عشرين سنة و قيل: خدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عشر سنين، و قيل: خدمه ثمانياً. و قيل سبعاً.
أخبرنا إسماعيل بن عُبَيْد الله، و أبو جعفر و إبراهيم بن محمد بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود، عن أبي خلدة قال:
قلت لأبي العالية: سمع أنس من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: خدمه عشر سنين، و دعا له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و كان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين، و كان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك.
أبو خلدة اسمه: خالد بن دينار و قد أدرك أنس بن مالك.
ص: 295
و أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طَبَرْزَد البغدادي و غيره قالوا أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، و زهير بن أبي زهير قالا: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، أخبرنا سلمة بن وَرْدان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «ارتقى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على المنبر درجة فَقَالَ: «آمِينَ» فقيل له؛ علام أمَّنتَ يا رسول الله؟ فقال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَغْمَ أَنْفِ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، قُلْ: آمِينَ» (1).
روی ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد قال: رأيت أنس بن مالك مختوماً في عنقه ختمه الحجاج، أراد أن يذله بذلك، و كان سبب ختم الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي.
و هو من المكثرين في الرواية عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عنه ابن سيرين، و حميد الطويل، و ثابت البُنَانيّ، و قتادة، و الحسن البصري، و الزهري، و خلق كثير.
و كان عنده عُصَية لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلما مات أمر أن تدفن معه، فدفنت معه بین جنبه و قميصه.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:
أخذت أم سليم بيدي فأتت بي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: يا رسول الله. هذا ابني، و هو غلام كاتب، قال: فخدمته تسع سنين، فما قال لي لشيء قط صنعته: أسأت أو بئس ما صنعت..
و دعا له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم له بكثرة المال و الولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكراً و ابنتان، إحداهما: حفصة، و الأخرى: أم عمرو، و مات و له من ولده و ولد ولده مائة و عشرون ولداً، و قيل: نحو مائة.
و كان نقش خاتمه صورة أسد رابض، و كان يشد أسنانه بالذهب، و كان أحد الرماة المصيبين، و يأمر ولده أن يرموا بين يديه، و ربما رمى معهم فيغلبهم بكثرة إصابته، و كان يلبس الخز و يتعمم به.
و اختلف في وقت وفاته و مبلغ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى و تسعين، و قيل: سنة اثنتين و تسعين، و قيل: سنة ثلاث و تسعين، و قيل: سنة تسعين.
قيل: كان عمره مائة سنة و ثلاث سنين و قيل: مائة سنة و عشر سنين، و قيل: مائة سنة و سبع سنين، و قيل: بضع و تسعون سنة؛ قال حُمَيد: توفي أنس و عمره و تسعون سنة؛ أما
ص: 296
قول من قال مائة و عشر سنين و مائة و سبع سنين فعندي فيه نظر؛ لأنه أكثر ما قيل في عمره عند الهجرة عشر سنين، و أكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث و تسعين، فيكون له على هذا مائة سنة و ثلاث سنين؛ و أما على قول من يقول إن كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصاً بيناً و الله أعلم.
و هو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، و كان موته بقصره بالطَّفِّ، و دفن هناك على فرسخين من البصرة، و صلى عليه قَطَنُ بنُ مُدْرِك الكلابي.
أخرجه الثلاثة.
259- أنسُ بْنُ مُدْرَكٍ
(س) أنَسُ بنُ مُدْرِك. قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله قال: أنس بن مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن حارثة بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عِفْرِس بن حُلْف بن أفتل، و هو خثعم، بن أنمار، قيل: إن خثعماً أخو بجيلة لأبيه، و إنما سمي خثعماً بجبل يقال له خثعم كان يقال: احتمل و نزل إلى خثعم و يكنى أنس أبا سفيان، و هو شاعر، و قد رأس، و لا أعرف له حديثاً.
قلت: هذا كلام أبي موسى، و قد جعل خنعماً جبلاً، و الذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال: احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب: هذا قول ابن الكلبي، و قال غيره: إن أقتل بن أنمار لما تحالف بعض ولده على سائر ولده، نحروا بعيراً و تخثعموا بدمه أي تلطخوا به في لغتهم، فبقي الاسم عليهم، و قد ذكر ابن الكلبي أنساً، و نسبه مثل ما تقدم و قال: أبو سفيان الشاعر، و قد رأس، و لم يذكر له صحبة.
حارثة: بالحاء المهملة، قال ابن حبيب: كل شيء في العرب حارثة يعني بالحاء إلا جارية بن سليط بن يربوع في تميم، و في سليم جارية بن عبد بن عبس، و في الأنصار جارية بن عامر بن مجمع، قاله ابن ماكولا.
260- أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ (1)
(د ع) أنَسُ بن أبي مَرْثَد الغَنوِيّ الأنْصَاريّ، يكنى أبا يزيد، كذا قال ابن منده و أبو نعيم،
ص: 297
و ليس بأنصاري، و إنما هو غَنَوي، حليف حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، و أبو مرثد اسمه: كناز بن الحُصَين بن يربوع بن طَرِيف بن خَرَشة بن عُبَيد بن سعد بن عوف بن كعب بن جِلَّان بن غَنم بن غَنِيّ بن أعصر بن سعد بن قيس بن عَيْلان بن مضر، و اسم أعصر مُنَبِّه، و كان يلقب دخاناً فيقال: باهلة و غنى ابنا دخان؛ و إنما قيل له ذلك؛ لأن بعض ملوك اليمن قديماً أغار عليهم، ثم انتهى بجمعه إلى كهف و تبعه بنو معد، فجعل مُنَبِّه يدخن عليهم فهلكوا، فقيل له: دخان، و إنما قيل له: أعصر ببيت قاله و هو: [الكامل]
قَالَتْ عُمَيْرُةُ: مَا لِرَأْسِكَ بَعْدَ مَا *** فُقِد الشَّبَابُ أَتَى بِلَوْنٍ مُنْكَرٍ؟
أعمَيرُ، إِنَّ أَبَاكَ غَيَّر رَأْسَهُ *** مَرُّ اللَّيَالي وَ اخْتِلَافُ الأَعْصُرِ
لأنس ولأبيه ،صحبة ، وكان بينهما في السن عشرون سنة .
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود السجستاني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا معاوية بن سلام ، عن يزيد بن سلام أنه سمع أبا سلام، حدثنا السلولي، يعني أبا كبشة، أنه حدثه سهل ابن الحنظلية: أنهم ساروا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية، فحضرت صلاة الظهر عند رحل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فجاء رجل فارساً فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي انْطَلَقْتُ بين أيديكم حتى صعدت جبل كذا و كذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بطعنهم و نَعَمهم و شائهم اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قال: «تِلَكَ غَنِيمَةُ المُسْلِمِينَ غداً إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى»، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ»؟ قَالَ أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله. قال: «فَأَرْكَبْ فَرَكِبَ فَرَسَاً لَهُ، فَجَاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال له رسول الله: اسْتَقْبِلْ هَذَا الشَّعْبَ حَتَّى تَكُونَ في أَعْلَاهُ، وَ لَا تَغُرَّنَّ مِنْ قِبْلِكَ اللَّيْلَةَ»، فَلَمَّا أصبحنا خرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فركع ركعتين ثم قال: «أَحْسَسْتُمْ (1) فَارِسَكُمْ»؟ قالوا: يا رسول الله، ما أحسسنا، فثوَّب بالصلاة، فجعل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلي و هو يتلفت إلى الشعب، حتى إذا قضى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صلاته قال: «أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ»، فَجَعَلْنَا نَنْظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: إني انطلقت حتى إذا كنت في أعلى هذا الشعب، حيث أمرني رسول الله، فلما أصبحت أطلعت الشعبين كليهما فلم أر أحداً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ؟» قال: لا، إلا مصلياً أو قاضي حاجة، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «فَقَدْ أَوْجَبْتَ، فَلَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَعْمَلَ بَعْدَهَا» (2).
ص: 298
أخرجه أحمد بن خليد الحلبي، و أبو حاتم الرازي عن أبي توبة مثله، و قد ذكره أبو عمر في أنيس، و جعله ابن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، قال: و يقال أنس، و الأول أكثر، و الحديث المذكور يرد عليه، و نذكر الكلام عليه في أنيس إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
سلام: بالتشديد، وجلان: بالجيم، و اللام المشددة، و آخره نون، و عيلان: بالعين
المهملة.
261- أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ (1)
(ب د ع) أنسُ بنُ مُعاذ بن أنَس بن قَيْس بن عُبَيْد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي النجاري: شَهِدَ بَدْراً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و اختلف في اسمه؛ فقيل: أنس، و قيل: أنيس، و قال ابن إسحاق: اسمه أنس بن معاذ، و قال الواقدي: أنس بن معاذ، و نسبه كما ذكرناه، و قال: شهد بدراً و أُحداً و الخندق، و مات في خلافة عثمان. هذا كلام أبي عمر.
و روى ابن منده و أبو نعيم بإسنادهما عن الزهري قال: و أنس بن معاذ بن أنس من بني عمرو بن مالك بن النجار. لا عقب له شَهِدَ بَدْراً.
أخرجه الثلاثة.
262- أنَسُ بْنُ مُعَاذِ الجُهَنِيُّ (2)
(د) أنَسُ بنُ مُعاذ الجُهَنِيِّ الأنْصَارِي، عداده في أهل المدينة، روى حديثه سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده.
قال ابن منده: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة، أخبرنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا نعيم بن حماد، أخبرنا رِشْدينُ بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في قوله تعالى: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ) [الطارق/ 12] قال: «تُصْدَعُ بِإِذْنِ اللهِ عَنِ الأَمْوَالِ وَ النَبَاتِ».
ص: 299
و روى أيضاً حديثاً آخر عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه عن جده، عن رسول الله في فضل الحراسة في سبيل الله.
و لم يذكر أبو نعيم و لا أبو عمر أنساً هذا؛ لأن أحاديث سهل بن معاذ بن أنس كلها عن أبيه حسب؛ فلو بين أبو عبد الله هذا لكان حسناً.
و يشهد بصحة ما ذهب إليه أبو نعيم و أبو عمر ما أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري الفقيه الشافعي بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، أخبرنا محرز، أخبرنا رِشْدين بن سعد، عن زبَّان بن فائد عن سهل بن معاذ، عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ حَرَسَ مِنْ وَرَاءِ المُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهَ مُتَطَوِّعاً لَا يَأْخُذُهُ سُلْطَانُ لَمْ يَرَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ القَسَمِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا (1)) [مريم / 71].
و أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي أخبرنا الحسن عن ابن لهيعة، قال: و حدثنا أبي أخبرنا يحيى بن غيلان أخبرنا رِشْدينُ بن سعد، عن زبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فضل الغزاة في سبيل الله. فهذان الحديثان كفى بهما شاهداً.
أخرجه ابن منده.
263- أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ (2)
(ب د ع) أنَسُ بن النَّضْر بن ضَمْضَم. و قد تقدم نسبه في أنس بن مالك، و هذا أنس هو عم أنس بن مالك، خادم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قُتِلَ يَومَ أَحُدٍ شَهِيداً.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي البلدي و غير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل البخاري، أخبرنا عمرو بن زرارة، أخبرنا زياد، حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، عن عمه أنس بن النضر، و به سمي أنس:
غاب عمي عن قتال بدر فقال: يا رسول الله؛ غبت عن أول قتال قاتلتَ فيه المشركين، و الله لئن أشهدني الله قتال المشركين لَيَرَيَنَّ الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون، فقال: اللهم إن اعتذر إليك مما صنع هؤلاء، يعني المسلمين، و أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني المشركين، ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ فقال: أي سعد، هذه الجنة و ربِّ أنس أجد
ص: 300
ريحها دون أحد، قال سعد بن معاذ: فما استطعت ما صنع، فقاتل. قال أنس: فوجدنا به بضعاً و ثمانين ما بين ضربة بسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، و وجدناه قد قتل و مثل به المشركون، فما عرفته أخته الرُّبَيِّع بنت النضر إلا ببنانه.
قال أنس: كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه و في أشباهه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) [الاحزاب / 23].
قال: و أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن سلام، أخبرنا الفزاري عن حميد، عن أنس قال: «كسرت الرُّبَيِّع، و هي عمة أنس بن مالك، ثنية (1) جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأمر النبي بالقصاص فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك: لا و الله لا تكسر ثنيتها يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كِتَابُ الله القِصَاصُ، فَرَضِيَ القَوْمُ، وَ قَبلُوا الأَرْشَ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهُ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهُ لأَبَرَّهُ» (2).
أخرجه الثلاثة.
سلام: بالتخفيف، و الربيع: بضم الراء، و فتح الباء الموحدة، و تشديد الياء تحتها نقطتان.
264- أَنَسُ بْنُ هُزْلَةٌ (3)
(ب) أَنَسُ بنُ هُزْلَة. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم روى عنه ابنه عمرو بن أنس، أخرجه أبو عمر مختصراً.
قال أبو أحمد العسكري: أنس بن هزلة، و يقال: أنس بن الحارث له صحبة، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، و هذا أنس بن الحارث، قد تقدم ذكره؛ فلا أعلم أهما واحد أم اثنان. و أبو أحمد عالم فاضل لو لم يعلم أنهما واحد لما قاله، و ما أقرب أن يكونا واحداً؛ لأنه قد ذكر في أنس بن الحارث أنه قتل مع الحسين، و الله أعلم.
265- أَنَسَةُ (4)
(ب د ع) أنَسَةُ، بزيادة هاء، هو مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من مولَّدي السَّراةِ يكنى: أبا مسروح
ص: 301
و قيل: أبا مسرح، و كان يأذن على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا جلس، و شهد معه بدراً؛ قاله عروة و الزهري و ابن إسحاق، و توفي في خلافة أبي بكر الصديق.
و قال داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: إنه استشهد يوم بدر، قال الواقدي: ليس عندنا بثبت قال: و رأيت أهل العلم يثبتون أنه قد شهد أحداً، و بقي بعد ذلك زماناً، و مات بعد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في خلافة أبي بكر.
أخرجه الثلاثة.
266- أُنَيْسٌ الأَنْصَارِيُّ (1)
(ب د ع) أنَيْس. تصغير أنس، هو أنيس الأنصاري الشامي.
روى عنه شَهْر بن حَوْشَب؛ روى عباد بن راشد، عن میمون بن سياه، عن شهر بن حوشب؛ عن أنيس الأنصاري أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنِّي لأَشْفَعُ يَوْمَ القِيَامَةِ لأَكْثَرِ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ» (2)، لم يرو عنه غيرُ شَهْر.
أخرجه أبو عمر و أبو نعيم، و استدركه أبو موسى على ابن منده، قال أبو موسى: و هو عندي أنيس البياضي. و الله أعلم.
267- أُنَيْسُ بْنُ جُنَادَةَ (3)
(ب د ع) أنَيْس بن جُنَادَة الغفَاريّ، أخو أبي ذر، و قد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً، يرد عند ذكر أخيه أبي ذرّ: جُنْدَب، أرسله أخوه أبو ذر إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما بلغه خبر ظهوره، فمضى إليه و عاد إلى أبي ذر فأخبره، و نذكره في خبر إسلام أبي ذر.
أخرجه الثلاثة.
268- أُنَيْسُ بْنُ الضَّحَّاكِ (4)
(ب د ع) [أنَيْس بن الضَحَّاك الأسْلَميّ، و هو الذي أرسله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى الامرأة الأسلمية ليرجمها، إن اعترفت بالزنا.]
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا ابن أبي ذئب،
ص: 302
و زمعة بن صالح. عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد، و أبي هريرة قالا:
اختصم رجلان إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال أحدهما: أنْشُدُكَ الله لمَّا قضيت بيننا بكتاب الله، و ذكر قصته، فقال فيه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ أَغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ، يَعْنِي بِالزِّنَا، فَأَرْجُمْهَا (1)، فغدا عليها فسألها فاعترفت فرجمها».
و ذكر هذا الحديث ابن منده و أبو نعيم، [و قال أبو عمر: روى عنه عمرو بن سليم و قيل: عمرو بن مسلم]، و روى أنيس أيضاً عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يا أنه قال لأبي ذر: «البْسِ الخَشِنَ الضَّيِّقَ» (2) [يعد في الشاميين].
أخرجه الثلاثة.
269- أَنَيْسُ بْنُ عَتِيكٍ (3)
(س) أنَيْس بن عَتِيك الأَنْصَارِيّ و يقال: أوس.
أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر الأصفهاني كتابة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أخبرنا أبو بكر بن زِيَدَةَ، أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، أخبرنا أبي، أخبرنا ابن لهيعة؛ عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من قتل يوم جسر المدائن من الأنصار من بني عبد الأشهل، ثم من بني زعوراء: أنَيس بن عتيك بن عامر. ذكره محمد بن إسحاق فسماه أوساً. أخرجه أبو موسى.
قوله: جسر المدائن ربما يظن ظان أن بعض أيام المسلمين مع الفرس يسمى جسر المدائن؛ و ليس كذلك، إنما هو يوم الجسر الذي قتل فيه أبو عبيد الثقفي والد المختار، و هو يوم قُسُّ النَّاطِف أيضاً، و يقال له: جسر أبي عبيد؛ لأنه كان أمير الجيش و قتل فيه.
أخرجه أبو موسى.
270- أُنَيْسُ أَبُو فَاطِمَةَ (4)
(د ع) أنَيْس أبو فَاطِمةَ الضَّمْرِيّ. عداده في أهل مصر، و قيل: اسمه إياس، و قد اختلف
ص: 303
في إسناد حديثه فروى ابن منده بإسناده عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو، أخبرنا رِشْدِينُ بن سعد، عن زهرة بن معبد، عن عبد الله بن أنيس أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: « أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَصِحَ فَلَا يَسْقَمُ؟ قَالُوا: كلنا يا رسول الله، قال: «أَ تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالحُمُرِ الصَّالَّةِ (1) أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابُ بُلاءِ وَ أَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ، وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ إِنَّ العَبْدَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ فِي الجَنَّةِ، فَمَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ، فَيَبْتِلَيْهِ الله بِالبَلَاءِ لَيَبْلُغَ تِلْكَ الدَّرَجَةَ، وَ مَا يَبْلُغُهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ».
و رواه محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل الزرقي، و هو زهرة بن معبد، عن ابن أبي فاطمة، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نحوه.
و رواه الحجاج بن أبي الحجاج و اسم أبي الحجاج: رشدين بن سعد، عن أبيه عن زهرة، عن عبد الله بن أنيس أبي فاطمة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يذكر عن أبيه.
و يرد في إياس بن أبي فاطمة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
271- أنيْسُ بْنُ قَتَادَةَ البَاهِلِيُّ (2)
(ب د ع) أنيس بنُ قَتَادَة البَاهِلي. يعد في البصريين.
روى عنه أسير بن جابر و شهر بن حوشب، حديثه عند عباد بن راشد، عن ميمون بن سياه، عن شهر بن حوشب قال:
أ قام فلان خطباء يشتمون علياً، رضي الله عنه و أرضاه، و يقعون فيه، حتى كان آخرهم رجل من الأنصار، أو غيرهم، يقال له: أنيس؛ فحمد الله و أثنى عليه؛ ثم قال: إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل و شتمه، و إني أقسم بالله أني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «إنّي لأَشْفَعُ يَوْمَ القِيَامَةِ لأَكْثَرِ مِمَّا عَلَى الأَرْضِ مِنْ مَدَرٍ وَ شَجَرِ (3)»، و أقسم بالله ما أحد أوصل لرحمه منه، أفترون شفاعته تصل إليكم و تَعجِز عن أهل بيته؟.
تفرد به میمون بن سیاه، و هو بصري ثقة يجمع حديثه، هكذا أورده ابن منده و أبو نعيم.
و أما أبو عمر فإنه قال: أنيس رجل من الصحابة من الأنصار، و لم ينسبه، روى عنه
ص: 304
شهر بن حوشب حديثه: «إِنِّي لأَشْفَعُ يَوْمَ القِيَامَةِ لأَكْثَرِ مِمَّا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ» (1) و قال: إسناده ليس بالقوي.
و قال أيضاً: أنيس بن قتادة الباهلي بصري، روى عنه أبو نَضْرَةً، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في رَهْط من بني ضُبَيعة. قال: و يقال فيه أنس، و الأول أكثر.
و قد روى أبو نعيم حديث الشفاعة في أنيس الأنصاري البياضي، و جعل له ترجمة مفردة، و استدركه أبو موسى على ابن منده، و ابن منده قد أخرج هذا المتن بهذا الإسناد؛ إلا أنه أضاف إلى الترجمة أن جعله باهلياً؛ فإذا كان الراوي واحداً، و هو عباد بن راشد، عن ميمون بن سیاه و شهر بن حوشب و الحديث واحد، و هو الشفاعة، و قد قال ابن منده و أبو نعيم: فقام رجل من الأنصار أو غيرهم؛ فبان بهذا أنهما واحد، فلا أدري كيف نقلا أنه باهلي؟ على أن أبا نعيم كثيراً ما يتبع ابن منده؛ و أما استدراك أبي موسى على ابن منده فلا وجه له؛ فإنه و إن لم يذكر الأنصاري فقد ذكر المعنى الذي ذكره أبو موسى في ترجمة الباهلي؛ إلا أنه لو لم يذكر في هذه الترجمة أنه باهلي لكان أحسن؛ فإنه ليس في الحديث ما يدل على أنه باهلي، و إنما فيه ما يدل على أنه أنصاري و الله أعلم.
و أما أبو عمر فإنه ذكر ترجمة أنيس الباهلي، كما ذكرناه. و أورد له حديثاً آخر و هو: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في رَهْطٍ من ضُبَيْعة» و ذكر ترجمة أنيس الأنصاري، و أورد له حديث الشفاعة فلا مطعن عليه.
أخرجه الثلاثة.
272- أُنَيْسُ بْنُ قَتَادَةَ بْنِ رَبِيعَةَ (2)
(ب د) أنيس بنُ قَتَادَةَ بن ربيعة بن [مُطرف] بن خالد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدراً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قتل يوم أحد، قتله الأخنس بن شريق، و قال أبو عمر: و يقال إنه كان زوج خنساء بنت خِذام الأسدية، قال: و قد قال فيه بعضهم: أنس، و ليس بشيء.
و قد ذكرناه نحن في أنس، أيضاً، و قد روى مُجمِّع بن جارية أن خنساء بنت خِذام كانت
ص: 305
تحت أنيس بن قتادة، فقتل عنها يوم أحد، فزوجها أبوها رجلاً من مزينة، فكرهته، فجاءت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فرد نکاحه، فتزوجها أبو لبابة، فجاءت بالسائب بن أبي لبابة.
أخرجه الثلاثة، و قد جعل أبو عمر خنساء أسدية، و إنما هي أَنْصَارِيَّةٌ.
273- أَنَيْسُ بْنُ مَرْثَدٍ (1)
(ب) أَنَيْس بن مَرْثَد بن أبي مَرْتَد الغَنَوِيّ و يقال: أنس و الأول أكثر، قاله أبو عمر، وفد أخر جناه في أنس، و ذكرنا نسبه هناك.
قال أبو عمر: يُكْنَى أبا يزيد، و قال بعضهم: إنه أنصاري لحلف كان له بينهم في زعمه، و ليس بشيء، و إنما كان حليف حمزة بن عبد المطلب، و نسبه من غني بن أعصر، صحب هو و أبوه مرثد و جده أبو مرثد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قتل أبوه يوم الرجيع في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و مات جده في خلافة أبي بكر الصديق.
و شهد أنَيْسٌ هذا مع النبي فتح مكة و حنيناً، و كان عين النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم حنين بأوطاس و يقال: إنه الذي قال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ أَغْدُ يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا» (2).
قيل: إنه كان بينه و بين أبيه مرثد بن أبي مرثد إحدى و عشرون سنة.
و مات أنَیس في ربیع الأول سنة عشرین.
روى عنه الحكم بن مسعود عن النبي في الفتنة.
أخرجه أبو عمر.
و قيل: إن الذي أمره النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم برجم الامرأة الأسلمية أنيس بن الضحاك الأسلمي، و ما أشبه ذلك بالصحة، لكثرة الناقلين له، و لأن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يقصد ألا يأمر في قبيلة بأمر إلا لرجل منها، لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها، فكان يتألفهم بذلك.
و قد ذكره أبو أحمد العسكري في الأنصار، فقال: أنيس بن أبي مرثد الأنصاري، و روى له حديث الفتنة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «سَتَكُونُ فِتْنَةً عَمْيَاءَ صَمَّاءَ بَكْمَاءَ» (3) الحديث و ليس هذا من الأنصار في شيء.
ص: 306
274- أُنَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ (1)
(ع) أَنَيْسُ بنُ مَعَاذ بن أنَسَ بن قَيْس بن عُبَيْد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي. بدري، و قيل: اسمه أنس، و قيل في نسبه: معاذ بن قيس. أخرجه أبو نعيم وحده، و قال: قال عروة بن الزبير، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عمرو بن مالك بن النجار: أنيس بن معاذ بن قيس، و قال أبو بكر، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من بني عمرو بن مالك بن النجار و هم بنو حُدَيْلة: أنس بن معاذ بن أنس بن قيس، و نسبه كما ذكرناه، و قد تقدم ذكره.
أخرجه أبو نعيم، و لم يستدركه أبو موسى على ابن منده، و عادته يستدرك عليه أمثال هذا.
275- أُنَيْفُ بْنُ جُشَمَ (2)
(د ع) أنَيْف، آخره فاء، هو ابن جُشَم بن عَوْذ الله بن تاج بن أرَاشَة بن عامر بن عَبِيل بن قِسْمِيل بن فَرَّان بن بلى بن عمرو بن الحاف بن قُضَاعة حليف الأنصار، شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قاله محمد بن إسحاق، و أخرجه ابن منده و أبو نعم.
فران بالفاء، و الراء المشددة، و آخره نون، و جشَم: بالجيم، و الشين المعجمة، و عبيل بالعين المهملة، و الباء الموحدة، و الياء، و آخره لام.
276- أُنَيْفُ بْنُ حَبِيبٍ (3)
(ب س) أنيْفُ بن حَبِيب. ذكره الطبري فيمن قتل يوم خيبر شهيداً.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى، و قال: قتل بخيبر سنة سبع، و لم يحفظ له حديث.
277- أُنَيْفُ بْنُ مَلَّةَ (4)
(د ع) أنَيْفُ بنُ مَلَّة اليَمامي أخو حَيَّان، قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أخوه حيان ابنا ملة، و رفاعة و بحجة ابنا زيد في اثني عشر رجلاً في وفد أهل اليمامة. فلما رجعوا سأل أنيفاً قومه «ما أمركم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، و نتوجه إلى القبلة و نذبح و نهريق دمها، و نأكلها ثم نحمد الله عز وجل».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 307
278- أُنَيْفُ بْنُ وَايِلَةَ (1)
(ب) أنَيْفُ ْبنُ وَايلةَ. هكذا قال الواقدي، يعني بالياء تحتها نقطتان، و قال ابن إسحاق: واثلة، يعني بالثاء المثلثة، قتل يوم خيبر شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
279- أَهْبَانُ ابْنُ أُخْتِ أَبي ذَرٍّ (2)
(ب د) أَهْبَانَ ابن أخت أبي ذَرّ.
قال ابن منده: قال محمد بن إسماعيل: هو ابن صيفي، و خالفه غیره، روى عنه حمید بن عبد الرحمن و روى ابن منده بإسناده، عن محمد بن سعد الواقدي، قال: ممن سكن البصرة أهبان بن صيفي الغفاري، و يكنى: أبا مسلم، و أوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثة، فأصبحوا و الثوب الثالث على المشجب. أخرجه ابن منده و أبو عمر، إلا أن ابن منده أورد هذا الذي قاله محمد بن سعد في هذه الترجمة، و قال أهبان بن صيفي: فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى؛ و أما أبو عمر فلم يذكر من هذا شيئاً، و إنما قال: أهبان ابن أخت أبي ذر، روى عنه حميد بن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة؛ و إنما يروي عن أبي ذر، و هذا لا كلام عليه فيه، و الله أعلم.
280- أَهْبَانُ بْنُ أُوْسٍ (3)
(ب د ع) أهْبَان بنُ أوْس الأسلمي يعرف بمكلِّم الذئب، يكنى أبا عقبة، سكن الكوفة و قيل: إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ الخزاعي.
قال ابن منده: هو عم سلمة بن الأكوع، أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا البلدي، و غيره، قالوا: أخبرنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الله بن محمد،
ص: 308
أخبرنا أبو عامر، أخبرنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر، عن رجل منهم اسمه أهبان بن أوس، من أصحاب الشجرة، و كان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه و سادة.
و روى أنَيْس بن عمرو عنه أنه قال: كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب على ذنبه و خاطبني و قال: من لها يوم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقا رزقني الله: قال: فصفقت بيدي و قلت: ما رأيت أعجب من هذا، فقال: تعجب و رسول الله في هذه النخلات؟ و هو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق و أنباء ما يكون، و هو يدعو إلى الله و إلى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبره بأمره و أسلم.
أورد أبو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، و أورد ابن منده في ترجمة أهبان بن عياذ. و أما أبو عمر فإنه قال: في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال أنه مكلّم الذئب، قال: و يقال: إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ.
انتهى كلامه.
و لم يسق واحد منهم نسبه و قال هشام الكلبي: هو أهبان بن الأكوع، و اسم الأكوع: سنان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يَقَظَةَ بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، قال: و هكذا كان ينسب محمد بن الأشعت القائد، و جميع أهله، و كان من أولاده؛ لأنه محمد بن الأشعث بن عقْبة بن أهْبان، و لا يناقض هذا النسب قوله فيما تقدم: عم سلمة بن الأكوع فإن سلمة هو ابن عمرو بن الأكوع في قول بعضهم.
أخرجه الثلاثة.
عِيَاذ بكسر العين، و الياء تحتها نقطتان، و آخره ذال معجمة.
281- أَهْبَانُ بْنُ صَيْفِيِّ (1)
(ب د ع) أَهْبَانُ بنُ صَيْفِي الغِفَاري. من بني حرام بن غفار، سكن البصرة، يكنى: أبا مسلم، و قيل: وهبان، و يذكر في الواو إن شاء الله تعالى.
روت عنه ابنته عُدَيْسة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله. بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه،
ص: 309
أخبرنا مُرَيج بن النعمان. أخبرنا حماد، يعني ابن زيد، عن عبد الكريم بن الحكم الغفاري، و عبد الله بن عبيد. عن عُدَيسة عن أبيها قال:
أتاني علي بن أبي طالب فقام على الباب فقال: أ ثَمَّ أبو مسلم؟ قال: نعم، قال يا أبا مسلم، ما يمنعك أن تأخذ نصيبك من هذا الأمر و تخف فيه؟ قال: يمنعني من ذلك عهد عهده إلي خليلي و ابن عمك أن إذا كانت الفتنة أن اتخذ سيفاً من خشب، و قد اتخذته، و هو ذاك معلق.
قال الواقدي: و ممن نزل البصرة أهبان بن صيفي الغفاري و أوصى أن يكفن في ثوبين فكفنوه في ثلاثه اثوابٍ، فأصبحوا و الثوب الثالث على المشجب.
قال أبو عمر: هذا رواه جماعة من ثقات البصريين: سليمان التيميُّ، و ابنه المعتمر، و يزيد بن زُرَيْع، و محمد بن عبد الله بن المثنى، عن المعلَّى بن جابر بن مسلم، عن عُدَيسة بنت و هبان.
و قد أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أهبان ابن أخت أبي ذر، و قد تقدم.
أخرجه الثلاثةُ.
282- أَهْبَانُ بْنُ عِيَاذٍ (1)
(د) أَهْبَانُ بنُ عِيَاذ الخُزاعِيُّ. قيل: إنه مكلم الذئب، و هو من أصحاب الشجرة.
روى عنه يزيد بن معاوية البكائي، و قال: هو الذي كلمه الذئب، و قال: إنه كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة، و الصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي. أقر _ ابن منده هذا أهبان بن عياذ بترجمة؛ و أما أبو عمر و أبو نعيم فإنهما ذكراه في ترجمة أهبان بن أوس، و قالا: قيل إن مكلم الذئب هو أهبان بن عياذ الخزاعي، و الله أعلم.
عياذ: بالعين المهملة و بالياء تحتها نقطتان، و آخره ذال معجمة.
283- أهْوَدُ بْنُ عِيَاضٍ (2)
أهْوَد بنُ عِيَاض الأزْدِيّ، هو الذي جاء بنعي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى حِمْيَرَ، و له عند ذلك كلام يدل على أنه كان مسلماً.
ذكره ابن الدباغ عن محمد بن إسحاق.
ص: 310
284- أَوْسُ بْنُ الأَرْقَمٍ (1)
(ب د ع) أوْسُ بنُ الأرقم بن زَيْد بن قيس بن النُّعْمان بن مالك الأغَرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، من بني الحارث بن الخزرج، أخو زيد بن الأرقم، قتل يوم أحد.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل يوم أحد من بني الحارث بن الخزرج أخو زيد بن الأرقم، قتل يوم أحد، قال: و أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس، و ساق نسبه. أخرجه الثلاثة.
285- أَوْسُ بْنُ الأَعْوَر (2)
(ب د ع) أَوْسُ بن الأعْوَر بن جَوْشَن بن عَمْرو بن مسعود ذكره البخاري، و يرد ذكره في الأذواء.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قالا: ابن جوشن بن عمرو بن مسعود، فهذا نسب غير صحيح، و أورده أبو عمر في الذال، في ذي الجوشن، و هو ذو الجوشن، و اسمه: أوس في قول، و قيل غير ذلك، و يذكر الاختلاف في اسمه في الذال، إن شاء الله تعالى، و هو أوس بن الأعور بن عمرو بن معاوية، و هو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و هو والد شمر بن ذي الجوشن، صاحب الحادثة مع الحسين بن علي رضي الله عنهما.
نزل أوس الكوفة. و يرد باقي خبره في ذي الجوشن إن شاء الله تعالی.
أخرجه الثلاثة.
286- أَوْسُ بْنُ أَنَيْسٍ (3)
(د ع) أوْسُ بن أُنَيْس القَرَنِيّ. و قيل: أويس بن عامر، و هو الزاهد المشهور، و يرد في أويس إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 311
287- أَوْسُ بْنُ أوْسٍ الثَّقَفِيُّ (1)
(ب د) أوْسُ بنُ أوْسٍ الثَّقَفِيَّ.
قال ابن منده: جعلهم البخاري ثلاثة، و روى ابن منده عن ابن معين أنه قال: أوس بن أوس، و أوس بن أبي أوْس واحد، روى عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن أبيه عن جده أوس بن حذيفة قال: «كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من بني مالك، يعني وفد ثقيف، و بنو مالك بطن منهم، قال: فأنزلهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قُبَّةٌ له بين المسجد و بين أهله، و كان يختلف إليهم بعد العشاء الآخرة يحدثهم».
و رواه شعبة عن النعمان بن سالم، عن أوس بن أوس الثقفي و كان في الوفد، و قيل: عن شعبة عن أوس بن أوس، عن أبيه. انتهى كلام ابن منده.
أخرجه ابن منده و أبو عمر؛ إلا أن أبا عمر قال: و يقال أوس بن أبي أوس، و هو والد عمرو بن أوس، و قال: روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث منها: «مَن غَسَّلَ وَ اغْتَسَلَ» (2) الحديث الذي أخرجه ابن منده في الترجمة التي نذكرها بعد هذه الترجمة، و لم ينسبه ابن منده إلى ثقيف.
و أما أبو نعيم فلم يفرده بترجمة، و إنما أورده في ترجمة أوس بن حذيفة على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، و جعله أنس بن أبي أنس، و اسم أبي أنس: حذيفة، و مثله قال أبو عمر، و نذكره هناك إن شاء الله تعالى.
288- أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ (3)
(د ع) أوسُ بنُ أوْس و قيل: أوس بن أبي أوس. عداده في أهل الشام.
روى عنه أبو الأشعث الصَّنْعانِيّ، و عبد الله بن محيريز، أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، حدثنا محمد بن
ص: 312
حاتم الجرجاني، أخبرنا ابن المبارك عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:
«مَنْ غَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَ اغْتَسَلَ، ثُمَّ بَكْرَ وَ ابْتَكَرَ، وَ مَشَى وَ لَمْ يَرْكَبْ، وَ دَنَا مِنَ الإِمَامِ، فَاسْتَمَعَ وَ لَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَ قِيَامِهَا» (1). قاله ابن منده.
و رواه أحمد بن شعیب، عن محمد بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث، فقال: عن أوس بن أوس الثقفي، فبان بهذا أن هذا و الذي قبله واحد.
و أما أبو نعيم فإنه قال: أوس بن أبي أوس، و روى ما أخبرنا به عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده، إلى أبي داود سليمان بن داود، عن شعبة؛ عن النعمان بن سالم قال: سمعت ابن عمرو بن أوس يحدث عن جده أوس بن أبي أوس أنه رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم توضأ فاستوكف ثلاثاً، فقلت: ما استوكف؟ قال: غسل يديه. و روى أيضاً عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن أوس بن أبي أوس. قال: رأيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم توضأ و مسح على نعليه، و قام إلى الصلاة.
فجعل أبو نعيم أوساً والد عمر و غير أوس الثقفي، و خالف أبا عمر؛ فإن أبا عمر جعله الثقفي، و لم يترجم لأوس بن أوس، و لا لأوس بن أبي أوس غير الثقفي.
و يرد الكلام على هاتين الترجمتين في أوس بن حذيفة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
289- أَوْسُ بْنُ بَشِيرٍ (2)
(ب س) أوْسُ بنُ بَشِير، رجل من أهل اليمن، يقال إنه من جَيْشَان، قاله أبو عمر.
و أخبرنا الحافظ محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا أبو زكرياء بن منده إذناً، أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي بكر، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الهمداني، أخبرنا عم أبي العاصي أبو محمد أخبرنا علي بن سعيد، أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد عن عامر بن يحيى، عن أبيه، عن أوس بن بشير أن رجلاً من أهل اليمن أحد بني خنساء، أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «إن لنا شراباً يقال له: المِزْر (3) من الذرة؛ فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم « لَهُ
ص: 313
نَشْوَةٌ؟ قال: نعم، قال: «فَلَا تَشْرَبُوهُ»، فأعاد عليه ثلاثاً كل ذلك، يقول: له نشوة؟ فيقول: نعم، فيقول: لا تشربوه قال: فإنهم لا يصبرون قال: «فَإِنْ لَمْ يَصْبِرُوا فَاضْرِبُوا رُؤُوسَهَمْ» (1).
كذا قال أحد بني خنساء، و هو غلط؛ و إنما هو جَيْشَان قبيلة من اليمن، و قد روي هذا الحديث عن جابر بن عبد الله، و عن ديلم الجيشاني.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى؛ فعلى رواية أبي موسى ليس أوس من أهل اليمن؛ إنما كان حاضراً حين سأل اليمني النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
290- أوْسُ بْنُ ثَابتٍ (2)
(ب د ع) أوْسُ بن ثَابت بن المُنْذر بن حَرَام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي البخاري أخو حسان بن ثابت الشاعر، شهد العقبة و بدراً.
و قال ابن منده: أوْس بن ثَابت بن المُنْذِرٍ بن حَرَام، من بني عمرو بن مالك بن النجار، قال: و قال غيره: من بني عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار فظن أن هذا اختلاف في النسب، و ليس كذلك فإن قوله في الأول من بني عمرو بن زيد مناة، فهو عمرو الأول، و قوله: من بني عمرو بن مالك بن النجار فهو عمر و الأخير، و هو جد الأول، و من رأى الذكر ذكرناه من نسبه أولاً علم أن لا اختلاف بين القولين.
قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري: قتل أوس يوم أحد.
و قال الواقدي: شهد بدراً و أحداً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و توفي في خلافة عثمان بالمدينة. قال أبو عمر: و القول عندي قول عبد الله، و الله أعلم.
و قال ابن إسحاق: إنه شهد بدراً، و قتل يوم أحد، و لم يعقب، و فيه نزل و في امرأته قوله تعالى: (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ).
أخرجه الثلاثة.
قلت: و قد ذكرت هذه القصة في خالد بن عُرْفُطَة، و ذكرنا الكلام عليها هناك.
ص: 314
291- أَوْسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (1)
(س) أوس بنُ ثَعْلَبة التَّيْمِيّ، ذكره الحاكم أبو عبد الله فيمن قدم نيسابور من الصحابة.
أخرجه أبو موسى.
292- أَوْسُ بْنُ جُبَيْرٍ (2)
(ب س) أوْس بنُ جُبَيْر الأنْصَارِيُّ، من بني عمرو بن عوف؛ قتل بخیبر شهيداً على حصن ناعم؛ ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى و أبو عمر؛ إلا أن أبا عمر قال: أوس بن حبيب. و الله أعلم.
293- أَوْسُ بْنُ جَهِيشٍ (3)
(س) أَوْسُ بن جَهِيش بن يَزيد النَّخَعِي، و يعرف بالأرقم، وفد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد النخع، و قد تقدم في الأرقم.
أخرجه أبو موسى.
294- أوْسُ أَبُو حَاجِبِ الكِلَابِيُّ (4)
أوْسُ أبو حَاجِب الكِلابِي. ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه حاجب أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فبايعه:
و قال ابن أبي حاتم: أوس الكلابي، يروي عن الضحاك بن سفيان الكلابي، و يروي عنه ابنه حاجب.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
295- أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ (5)
أوْسُ بن حَارِثة بن لامِ بن عمرو بن ثُمَامَة بن عَمْرو بن طَريف الطَّائِيّ. ذكره ابن قانع، و روى بإسناده عن حميد بن منهب، عن جده أوس بن حارثة قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في سبعين راكباً من طیئ، فبايعته على الإسلام». و ذكر حديثاً طويلاً.
ذكره ابن الدباغ.
ص: 315
296- أَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ (1)
(ب) أَوْسُ بنُ حَبِيب الأَنْصَارِيّ، من بني عمرو بن عوف، قتل بخيبر شهيداً و قتل فيه: أوس بن جبير.
أخرجه ههنا أبو عمر، و قد تقدم في أوس بن جبير.
297- أَوْسُ بْنُ الحَدَثَانِ (2)
(ب د ع) أوْسُ بن الحَدَثَان بن عَوْف بن رَبيعَة بن سَعْد بن يَرْبُوع بن وَابِلَة بن دَهْمَان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.
ساق هذا النسب أبو نعيم، له صحبة، يعد في أهل المدينة، و هو الذي أرسله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أيام منى ينادي: «أَنَّ الجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَ إِنَّ أَيَّامَ مِنِى أَيَّامُ أَكْلِ وَ شُرْبٍ» (3).
و روى عنه ابنه مالك بن أوس في صدقة الفطر.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا محمد بن بَكَّار العَيْشِي، أخبرنا محمد بن بكر البُرْساني، أخبرنا محمد بن عمرو بن صهبان، أخبرني الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«أَخْرِجُوا زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ، وَ طَعَامُنَا يَوْمَئِذٍ البُرُّ وَ التَّمْرُ وَ الزَّبِيبُ و الأَقِطُ (4)» (5).
روى عنه سلمة بن وَرْدَان، و قد اختلف في صحبة ابنه مالك بن أوس.
أخرجه الثلاثة.
298- أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ (6)
(ب د ع) أوْسُ بنُ حُذَيْفَة بن رَبِيعةَ بن أبي سَلَمة بن غِيَرَة بن عوف الثقفي، و هو أوس بن أبي أوس.
ص: 316
قال البخاري: أوس بن حذيفة بن أبي عمرو بن وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطیط بن جُشَم الثقفي، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عنه ابنه و عثمان بن عبد الله، و عبد الملك بن المغيرة.
قال محمد بن سعد الواقدي: و ممن نزل الطائف من الصحابة: أوس بن حذيفة الثقفي، كان في وفد ثقيف، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال هذا جميعه ابن منده.
و أما أبو عمر فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، يقال فيه: أوس بن أبي أوس، قال: و قال خليفة بن خياط: أوس بن أوس، و أوس بن أبي أوس، و اسم أبي أوس حذيفة.
قال أبو عمر: و هو جد عثمان بن عبد الله بن أوس، و لأوس بن حذيفة أحاديث، منها المسح على القدمين، في إسناده ضعف، و كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من بني مالك، فأنزلهم في قبة بين المسجد و بين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة، و قال ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، و حديثه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حديث ليس بالقائم في تحزيبِ (1) القُرْآنِ.
فهذا كلام أبي عمر، و قد جعل أوس بن حذيفة هو ابن أبي أوس؛ فلا أدري لم جعلهما ترجمتين؟ و هما عنده واحد.
و أما أبو نُعَيْم فإنه قال: أوس بن حذيفة الثقفي، و ساق نسبه مثل ما تقدم أول الترجمة. و روى ما أخبرنا به أبو الفضل عبد الله الخطيب، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده أوس بن حذيفة قال:
«قدمنا وفد ثقيف على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة، و أنزل المالكيين قبته، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يأتينا فيحدثنا بعد العشاء الآخرة، حتى يراوح (2) بين قدميه من طول القيام، و كان أكثر ما يحدثنا اشتكاء قريش؛ يقول: كنا بمكة مستذلين مستضعفين، فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم، فكانت سجال: الحرب لنا و علينا، و احتبس عنا ليلة عن الوقت الذي كان يأتينا فيه، ثم أتانا فقلنا: يا رسول الله، احتبست عنا الليلة عن الوقت الذي كنت تأتينا فيه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إِنَّهُ طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ القُرْآنِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ» (3)،
ص: 317
قال: فلما أصبحنا سألنا أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن أحزاب القرآن: كيف تحزبونه؟ فقال: ثلاث و خمس و سبع و تسع و إحدی عشرة و ثلاث عشرة و حزب المفصل».
قال أبو نعيم: و رواه بعض المتأخرين عن عثمان بن عبد الله عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، فصار واهماً في هذا الحديث من ثلاثة أوجه: أحدها أنه زاد فيه عن أبيه عن جده أوس بن حذافة، و الثاني أنه جعل اسم حذيفة حذافة، و الثالث أنه بنى الترجمة على أوس بن عوف، و أخرج الحديث عن أوس بن حذافة، و إنما اختلف المتقدمون في أوس الثقفي هذا؛ فمنهم من قال: أوس بن حذيفة، و منهم من قال: أوس بن أبي أوس و كنى أباه، و منهم من قال: أوس بن أوس؛ و أما أوس بن أبي أوس الثقفي و قيل: أوس بن أوس فروى عنه الشاميون و عداده فيهم، فممن روى عنه: أبو الأشعث الصنعاني _ صنعاء دمشق _ و أبو أسماء الرَّحَبيّ، و عبادة بن نسيّ، و ابن محيريز، و مرثد بن عبد الله اليَزَنِيّ، و عبد الملك بن المغيرة الطائفي، فروى عنه أبو الأشعث. «مَنْ غَسَّلَ وَ اغْتَسَلَ» (1) الحديث قال أبو نعيم: مات سنة تسع و خمسين.
هذا كلام أبو نعيم، و قد جعل أوس بن أبي أوس الثقفي، و أوس بن حذيفة واحداً، و جعل الراوي عنه أبا الأشعث، و جعله شامياً.
و الذي قاله محمد بن سعد: إن أوس بن حذيفة الثقفي نزل الطائف؛ فإذن يكون غير الذي نزل الشام، و روى عنه الشاميون، و قال أبو نعيم عن محمد بن سعد: إن الذي سكن الطائف أوس بن عوف الثقفي، و قال: هو أوس بن حذيفة و نسبه إلى جده، فلم ينقل ابن منده عن محمد بن سعد إلا أوس بن حذيفة لا أوس بن عوف، فليس لأبي نعيم فيه حجة، فصار الثلاثة عند أبي نعيم واحداً، و هم: أوس بن حذيفة، و أوس بن أبي أوس، و أوس بن عوف؛ و أما أبو عمر فجعلهم ثلاثة، و جعل لهم ثلاث تراجم.
و أما ابن منده فجعل الثقفيين ثلاثة و هم: أوس بن أوس، و أوس بن حذيفة، و أوس بن عوف، و قال في أوس بن عوف: توفي سنة تسع و خمسين، كما قال أبو نعيم في أوس بن حذيفة، و هذا يؤيد قول أبي نعيم أنهما واحد.
و قد جعل البخاري الثلاثة واحداً؛ فقال: أوس بن حذيفة الثقفي والد عمرو بن أوس، و يقال: أوس بن أبي أوس، و يقال: أوس بن أوس، هذا لفظه. و قد نقل عنه ابن منده في
ص: 318
ترجمة أوس بن أوس أنه جعلهم ثلاثة، و الذي نقلناه نحن من تاريخه ما ذكرناه فلا أدري كيف نقل هذا عن البخاري؟ .
و قد جعل أحمد بن حنبل أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة، فقال في المسند: أوس بن أبي أوس الثقفي و هو أوس بن حذيفة.
أخبرنا به عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال حدثني أبي: أخبرنا هشيم، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه أوس بن أوس الثقفي قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أَنَّى كِظَامَة (1) قَوْمٍ فَتَوَضَّأَ» و الله أعلم.
299- أَوْسُ بْنُ حَوْشَبٍ (2)
(ب د ع) أوْسُ بن حَوْشَب الأَنْصَارِيّ.
أخبرنا أبو عيسى فيما أذن لي، أخبرنا والدي، عن كتاب أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله أجاز له، حدثنا أبو بكر محمد بن عيسى العطار سنة ثمان و أربعين و ثلثمائة، أخبرنا أبو محمد عبدان بن محمد بن عيسى الفقيه، أخبرنا أحمد الخليلي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا الجُرَيْرِي عن أبي السليل قال: أخبرني أبي قال:
«شهدت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جالساً في دار رجل من الأنصار يقال له: أوس بن حوشب، فأتي بعُس (3) فوضع في يده فقال: «مَا هَذَا؟» فقالوا: يا رسول الله، لبن و عسل، فوضعه من يده فقال: «هَذَانِ شَرَابَانِ لا نَشْرَبُهُ وَ لَا نُحَرِّمُهُ، فَمَنْ تَوَاضَعَ اللَّهَ رَفَعَهُ اللَّهُ، وَ مَنْ تَجَبَّرَ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَ مَنْ أَحْسَنَ تَدْبِيرَ مَعِيشَتِهِ رَزَقَهُ الله تَعَالَى» (4).
قال أبو موسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، و روي أن طلحة بن عبيد الله هو الذي أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بذلك بمكة ، فقال ما قال، و الله أعلم .
أخرجه الثلاثة.
ص: 319
300- أَوْسُ بْنُ خَالِدٍ (1)
أوْسُ بن خَالِد بن عُبَيْد بن أمَيّة بن عَامِر بن خَطمَة بن جُشَم بن مالك بن الاوس
الأَنْصَارِي الأوسي، و هو الذي قال فيه حسان بن ثابت يوم اليرموك: [الطويل]
وَ أَفَلَتَ يَوْمَ الرَّوْع أوْسُ بْنُ خَالِدٍ *** يَمُجُّ دَماً كَالوَّ عْثِ مُخْتَضِبَ النَّحْرِ (2)
ذكره الكلبي.
301- أَوْسُ بْنُ خِذَامٍ (3)
(د ع) أوس بن خِذَام، أحد الستة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فربط نفسه إلى سارية في مسجد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لتخلفه، فنزل فيه و في أصحابه: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا) [التوبة/ 102] و أسماء الستة: أوس بن خذام، و أبو لبابة، و ثعلبة بن وديعة، و كعب بن مالك، و مرارة بن الربيع، و هلال بن أمية، و قيل إن أبا لبابة إنما ربط نفسه بسبب بني قريظة، و سيذكر عند اسمه و كنيته إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
302- أَوْسُ بْنُ خَوْلِيٍّ (4)
(ب د ع) أوْسُ بن خَوْلِيّ بن عبد الله بن الحارث بن عُبَيد بن مالك بن سالم الحُبلي بن غَنْم بن عوف بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي أبو ليلى.
شهد بدراً و أحداً، و سائر المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقال: كان من الكملة، و آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينه و بين شُجَاع بن وَهْب الأسدي.
و لما قبض النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال أوس لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: أَنْشُدُك الله و حَظَّنَا من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأمره فحضر غسله، و نزل في حفرته صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: إن الأنصار اجتمعت على الباب و قالوا: الله الله؛ فإنا أخواله فليحضره بعضنا؛ فقيل: اجتمعوا على رجل منكم، فاجتمعوا على أوس بن خولي فحضر غسل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و دفنه. قال ابن عباس: نزل في قبر رسول
ص: 320
الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الفضل بن عباس و أخوه قُثَم و شقران مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أوس بن خولي. و توفي أوس بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
أخرجه الثلاثة.
303- أَوْسُ بْنُ سَاعِدَةَ (1)
(س) أوْسُ بن سَاعِدَة الأنْصارِي.
أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى إجازة، أخبرنا أبو عبد الله بن مرزوق بن عبد الله الهروي الحافظ إذناً، أخبرنا أبو عمرو بن محمد، أخبرنا والدي، أخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، أخبرنا محمد بن سليمان بحلب، أخبرنا إبراهيم بن حَيَّان، أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
دخل أوس بن ساعدة الأنصاري على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فرأى في وجهه الكراهية، فقال: «يَا أبْنَ سَاعِدَةَ، مَا هَذِهِ الكَرَاهِيَةُ الَّتي أَرَاهَا فِي وَجْهِكَ»؟ قال: يا رسول الله، إنَّ لي بنات و أنا أدعو عليهن بالموت، فقال: «يَا ابْنَ سَاعِدَةَ، لَا تَدْعُ؛ فَإِنَّ البَرَكَةَ فِي البَنَاتِ؛ هُنَّ المُجَمِّلَاتُ عِنْدَ النِّعْمَةِ وَ المُنْعِيَاتُ عِنْدَ المُصِيبَةِ». و روى من وجه آخر و زاد فيه: «وَ المُمَرْضَاتُ عِنْدَ الشِّدَّةِ، ثُقُلُهُنَّ عَلَى الْأَرْضِ، وَ رِزْقُهُنَّ عَلَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ» (2).
أخرجه أبو موسى.
304- أَوْس بْن سَعْدٍ (3)
(س) أَوْسُ بن سَعْد أبو زَيْد، ذكره عبدان المروزي، و قال: توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ابن ثمان و خمسين سنة.
روى يحيى بن بكير، عن أبيه، عن مشيخة له أن أوس بن سعد والي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على الشام، أحد بني أمية بن زيد، يكنى أبا زيد، مات سنة ست عشرة، و هو ابن أربع و ستين سنة. أخرجه أبو موسى.
305- أَوْسُ بْنُ سَعيدٍ
(ع س) أوْسُ بن سَعيد الأنْصَاري، غير منسوب.
روى أبو الزبير عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
ص: 321
«إِذَا كَانَ يَوْمٌ العِيدِ وَقَفَتِ المَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطَّرِيقِ فَنَادَوْا: أَغْدُوا يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ إلَى رَبِّ كَرِيمٍ، يَمُنُّ بِالخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الجَزِيلَ، وَ قَدْ أَمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ، وَ أَمَرْتُمْ بِصِيَامٍ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، فَاقْبِضُوا جَوَائِزِكُمْ، فَإِذَا صَلَّوا نَادَى مُنَادٍ: أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ، فَهُوَ يَوْمُ الجَوَائِزِ، وَ يُسَمَّى ذَلِكَ اليَوْمُ في السَّمَاءِ يَوْمَ الجَائِزَةِ» (1).
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
306- أَوْسُ بْنُ سَمْعَانَ (2)
(ب د ع) أوْسُ بن سَمْعانَ أبو عَبْد الله الأنْصارِي. له ذكر في حديث أنس بن مالك.
روی سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن سُوَيد، عن هلال بن زيد بن يسار، عن
أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«بَعَثَنِي الله، عَزَّ وَ جَلَّ، هُدَى وَ رَحْمَةٌ لِلْعَالَمِينَ، وَ بَعَثَنِي لَأَمْحُو المَزَامِيرَ وَ المَعَازِفَ وَ الأوْثَانَ وَ أَمْرَ الجَاهِلِيَّةِ، وَ حَلَفَ رَبِّي بِعِزَّتِهِ لا يَشْرَبُ عَبْدٌ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا حَرَّمْتُهَا عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَ لَا يَتْرُكُهَا عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَقَاهُ اللهُ إِيَّاهَا فِي حَظِيرَةِ القُدَسِ» (3) فقال أوس بن سَمْعان: و الذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة: حَقٌّ أن لا يشربها عبد من عبيده إلا سقاه الله من طينة الخبال. قالوا: و ما طينة الخبال يا أبا عبد الله؟ قال: صديد أهل النار».
قال ابن منده: هذا حديث غريب تفرد به سعيد بن أبي مريم.
أخرجه الثلاثة.
307- أَوْسُ بْنُ شُرَحْبِيلَ (4)
(ب د ع) أوْسُ بن شُرَحْبِيل. و قيل: شرحبيل بن أوس، أحد بني المجمّع، يعد في الشاميين.
ص: 322
روى عنه نمران أبو الحسن الرَّحبي أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ لِيُعِينَهُ، وَ هُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ ظَالِمٌ، فَقَدْ خَرَجَ مِنَ الإِسْلَامِ» (1).
أخرجه الثلاثة.
308- أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ (2)
(ب د ع) أوْسُ بن الصَّامِتْ بن قَيْس بن أَصْرَم بن فِهْر بن ثَعْلَبة بن غَنْم، و هو قَوْقَل بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنْصَارِي الخزرجي أخو عبادة بن الصامت.
شهد بدراً و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو الذي ظاهر من امرأته و وطئها قبل أن يُكَفِّر فأمره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يكفر بخمسةَ عشرَ صاعاً من شعير على ستين مسكيناً.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن معمر بن عبد الله بن حنظلة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت: ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت، و ذكر الحديث.
قال ابن عباس: أول ظهار كان في الإسلام أوس بن الصامت، و كان تحته بنت عم له، فظاهر منها و كان شاعراً و من شعره: [الوافر]
أَنَا ابْنُ مُزَيقِيَا عَمْرٍو وَ جَدِّي *** أَبُوهُ عَامِرٌ مَاءُ السَّمَاءِ
و سكن هو و شداد بن أوس الأنصاري البيت المقدس، و توفي بالرملة من أرض فلسطين سنة أربع و ثلاثين، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة، و مات أخوه عُبَادة بالرملة، و قيل بالبيت المقدس، قاله أبو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
ص: 323
309- أَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ (1)
(س) أوْسُ بن ضَمْعَج الحضْرَمِيّ، من أهل الكوفة، أدرك الجاهلية، يروي عن
الصحابة، مات سنة ثلاث و سبعين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه، و إسماعيل بن عبيدة، و أبو جعفر عبيد الله بن أحمد قالوا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بإسناده إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا هُنَاد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«لا يُؤَمُّ رَجُلٌ فِي سُلْطَائِهِ وَ لَا يُجْلَسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ (2) فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ» (3).
هذا حديث حسن. أخرجه أبو موسى.
310- أَوْسُ بْنُ عَابِدٍ (4)
(ب) أوْسُ بنُ عابِد. أخرجه أبو عمر مختصراً و قال: قتل يوم خيبر شهيداً.
311- أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّه (5)
(ب د ع) أوْسُ بن عَبْد الله بن حَجَر الأَسْلَميّ. و قيل: أوس بن حَجَر الأسلمي، و قيل: أبو أوس تميم بن حجر الأسلمي، قيل: كنيته أبو تميم، و قال بعضهم: أوس بن حجر. بفتحتين. كاسم الشاعر التميمي الجاهلي.
ص: 324
قال أبو عمر: أسلم بعد قدوم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة، و كان يسكن العَرْج.
روى إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله، عن أبيه مالك، عن أبيه أوس بن عبد الله قال: «مر بي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و معه أبو بكر رضي الله عنه بقحداوات بين الجحفة و هرشى، و هما على جمل واحد، متوجهان إلى المدينة، فحملهما على فحل إبله و بعث معهما غلاماً له اسمه: مسعود، فقال: اسلك بهما حيث تعلم، فسلك بهما الطريق حتى أدخلهما المدينة، ثم رد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مسعوداً إلى سيده، و أمره أن يأمر أوساً أن يَسِمَ إبله في أعناقها قيد الفرس، و هو حلقتان، و مد بينهما مداً، فهي سمتهم.
و لما أتى المشركون يوم أحد أرسل غلامه مسعود بن هنيدة من العرج على قدميه إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يخبره بهم.
ذكره ابن ماكولا عن الطبري.
وكذا جاء في هذا الحديث: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أبا بكر كانا على جمل واحد و الصحيح أنهما كانا على بعيرين.
أخرجه الثلاثة.
312- أَوْسُ بْنُ عَرَابَةَ (1)
(د ع) أَوْسُ بن عَرَابة الأَنْصَارِيّ.
روى نافع عن ابن عمر أنه عرض على النبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم أحد، فاستصغره، فرده، ورد معه زيد بن ثابت، و أوس بن عرابة، و رافع بن خديج، كذا قاله ابن منده و أبو نعيم.
و أما أبو عمر فإنه ذكره: عرابة بن أوس بن قيظي و قال: استصغره النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم أحد فرده، و هذا أصح.
و يذكر في عرابة إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
313- أَوْسُ بْنُ عَوْفِ الثَّقَفِيُّ
(ب د ع) أَوْسُ بنُ عَوْفِ الثَّقَفِيّ. سكن الطائف، و قدم في الوفد على رسول الله أَوْسُ بْنُ عَوْفِ الثَّقَفِيُّ توفي سنة تسع و خمسين، قاله محمد بن سعد كاتب الواقدي، نقله ابن منده و أبو نعيم.
ص: 325
قال أبو نعيم: و هو أوس بن حذيفة فنسبه إلى جده، و قد تقدم الكلام عليه في أوس بن حذيفة.
و قال أبو عمر: أوس بن حذيفة الثقفي، حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع عبد ياليل بن عمرو، فأسلموا، و أسلمت ثقيف كلها.
أخرجه الثلاثة.
314- أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ (1)
(د) أَوْسُ بن عَوْفَ الثَقَفيّ. مات سنة تسع و خمسين.
أخرج ابن منده هذه الترجمة، و هي الأولى التي قبلها؛ فلا أدري لأيِّ معنى جعلهما اثنتين في ترجمتين و هما واحد؟ و ليس فيه ما يشكل و لا يخفى على أحد، و لا شك أنه سهو، و لولا أني لا أترك ترجمة مما ذكروه لتركت هذه و أمثالها.
315- أَوْسُ بْنُ الفَاتِكِ (2)
(ب س) أَوْسُ بن الفَاتِك. و قیل: الفائد بالدال، و قيل الفاكه.
قال أبو موسى: ذكره عبدان على الشك، قال: و قال محمد بن إسحاق: و قتل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم خيبر، من الأنصار، ثم من بني أوس، ثم من بني عمرو بن عوف: أوس بن فائد. و روى عن مشيخة له أن أوس بن الفاتك من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قتل يوم خيبر،
هكذا قاله أبو موسى.
و قال أبو عمر: أوس بن الفاكه الأنصاري من الأوس، قتل يوم خيبر شهيداً، فقد اختلفا في اسم أبيه فقيل: فاكه، و قيل: فاتك، و قيل: فائد.
و الله أعلم أخرجه أبو موسى و أبو عمر.
316- أَوْسُ بْنُ قَبْظِيِّ (3)
(د) أَوْسُ بنُ قَيْظِيّ بن عَمْرو بن زَيْد بن جُشَم بن حَارِثَة الأنصَارِيّ الحارثي. شهد أحداً
ص: 326
هو و ابناه: كباثة و عبد الله، و لم يحضر عَرَابة بن أوس أحداً مع أبيه و أخويه، استصغره رسول الله فرده يومئذ، هذا كلام أبي عمر.
و أخرجه أبو موسى فيما استدركه على ابن منده.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو محمد بن حبان أبو الشيخ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الطبركي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الدامغاني، أخبرنا سلمة بن الفضل، أخبرنا محمد بن إسحاق، حدثني الثقة، عن زيد بن أسلم قال: مَرَّشاسُ بن قيس، و كان شيخاً قد عسا (1)، عَظِيمَ الكُفْرِ، شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الأوس و الخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من جماعتهم و ألفتهم و صلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ بني قَيْلة _ يعني الأوس و الخزرج _ بهذه البلاد، لا و الله ما لنا معهم إذا اجتمع مَلَؤُهم بها من قرار؛ فأمر فتى شاباً من يهود كان معه، قال: فاعمِدْ فاجلس إليهم، ثم ذكَّرْهُمْ يوم بُعَاث و ما كان فيهم، و أنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار، و كان يوم بُعَاث يوماً اقتتلت فيه الأوس و الخزرج؛ ففعل.
فتكلم القوم عند ذلك، فتنازعوا و تفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب: أوس بن قيظي أحد حارثة بن الحارث بن أوس، و جبَّار بن صخر أحد
بني فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم و الله رددناها الآن جَذَعة، و غضب الفريقان و قالوا: قد فعلنا، السلاحَ السلاحَ، و موعدكم الظاهرة، و الظاهرة: الحرَّة فخرجوا إليها، و تجاور الناس، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعوتهم التي كانوا عليها في الجاهلية.
فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه، حتى جاءهم فقال: «يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، اللهَ اللهَ، أَ بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّة وَ أَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الإِسْلَامِ، وَ أَكْرَمَكُمْ بِهِ، وَ قَطَعَ عَنْكُمْ أَمْرَ الجَاهِلِيَّةِ، وَ اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الكُفْرِ، وَ أَلَّفَ بَيْنَكُمْ، تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارَاً؟» فَعَرِفَ القَوْمُ أَنَّهَا نَزْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَ كَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ لَهُمْ (2)، فألقوا السلاح من أيديهم، و بكوا و عانق الرجال من الأوس و الخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سامعین مطيعين، و أطفأ الله عنهم كيد عدوهم وعدو الله: شاس بن قيس.
فأنزل الله تعالى في شاس بن قيس و ما صنع: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ
ص: 327
شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ، قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ) إِلى آخر الآية [آل عمران 98/ 99].
و أنزل في أوس بن قيظي و جبّار بن صخر و من كان معهما من قومهما الذين صنعوا [ما صنعوا] عَمّا أدخل عليهم شاس بن قيس من أمر الجاهلية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) الآيات إلى قوله تعالى: (عذاب عظيم) [آل عمران].
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
317- أَوْسُ أَبُو كَبْشَةَ (1)
(ع) أوْسُ أبُو كَبْشَة، مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: سليمان، و هو دوسي، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً.
أخرجه أبو نعيم وحده مختصراً.
318- أَوْسُ بْنُ مَالِكِ الأَشْجَعِيُّ (2)
(د) أوْسُ بن مَالِك الأَشْجَعِي. له ذكر في حديث رواه مكي بن إبراهيم، أخرجه ابن منده مختصراً.
319- أَوْسُ بْنُ مَالِكِ (3)
(س) أوْسُ بن مالك بن قَيْس بن محرث بن الحارث يكنى: أبا السائب، شهد أحداً فيما ذكره أبو حفص بن شاهين.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
320- أَوْسُ بْنُ مِحْجَنٍ (4)
(س) أوْسُ بن مِحْجَن أبو تَمِيم الأسلمي. أسلم بعد أن قدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى المدينة مهاجراً.
كذا ذكره ابن شاهين، و إنما هو أوس بن حَجَر، و قد ذكروه في كتبهم، و أعاده ابن شاهين
ص: 328
على الصواب، و يقال فيه: حجر بالفتح، قاله أبو موسى، و قد تقدم في أوس بن عبد الله حجر.
أخرجه أبو موسى.
321- أَوْسُ المَرَئِيُّ (1)
(س) أوْسُ المَرَئِيُ من بني امرئ القيس.
روت ابنته أم جميل بنت أوس المرئية قالت: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مع أبي، و كنت مستسرة في الجاهلية، و على ذوائب لي و قنزعة (2)، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أحْلِقْ عَنْهَا زِيّ الجَاهِلِيَّةِ، وَ ائْتِنِي بِهَا»، فذهب بي أبي و حلق عني زَيّ الجاهلية، و ردني إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعا لي، و بارك علي، و مسح يده على رأسي.
أخرجه أبو موسى، و نقله عن أبي محمد عبدان بن محمد بن عيسى.
322- أَوْسُ بْنُ مُعَاذِ (3)
(د ع) أوْسُ بنُ مُعَاذ بن أوْسُ الأَنْصَارِيّ. بدري، استشهد يوم بئر معونة، قاله محمد بن إسحاق، و رواه أبو الأسود عن عروة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
323- أَوْسُ بْنُ المُعَلَّى (4)
أوْسُ بن المُعَلّى بن لَوْذَان بن حَارِثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك [بن غَضْب] بن جُشَم بن الخزرج له و لإخوته صحبة، و منهم من شهد بدراً، و ترد أخبارهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
ذكره الكلبي.
324- أَوْسُ بْنُ مِعْيَرٍ (5)
(ب د ع) أوْسُ بن مِعْيَر بن لَوْذَان بن رَبِيعةَ بن عُرَيج بن سعد بن جُمَح، أبو محذورة القرشي الجمحي مؤذن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بمكة بعد الفتح، غلبت عليه كنيته.
ص: 329
و قد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرناه، و هو قول ابن مَنِيع عن الزبير بن بكار، و قيل: سَمُرة و يرد هناك إن شاء الله تعالى، و قيل إن أوساً اسم أخي أبي محذورة و فيه نظر، و الأول أكثر، و الصحيح أن أخاه اسمه أنيس، قتل يوم بدر كافراً. قاله الزبير و هشام الكلبي و غيرهما، و سمي هشام أبا محذورة: أوساً، مثل الزبير، و لا عقب لهما.
و ورث الأذان عن أبي محذورة بمكة إخوتهم من بني سَلَامان بن ربيعة بن سعد بن جمع.
قال ابن مُحَيْرِيز: «رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و له شعر، قلت: ياعم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لأخذ شعراً مسح عليه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و دعا فيه بالبركة».
أخرجه الثلاثة.
335- أَوْسُ بْنُ المُنْذِرٍ (1)
(د ع) أوْسُ بن المُنْذر من بني عَمْرو بن مالك بن النَّجَّار الأَنْصَارِي النَّجَّارِيّ. استشهد يوم أحد، قاله ابن إسحاق و عروة بن الزبير.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
326- أَوْسُ بْنُ يَزِيدَ (2)
(ع س) أَوْسُ بن يَزِيد بن أصْرَم الأَنْصَارِيّ. قال ابن شهاب: شهد العقبة من بني النجار: أوْس بن يزيد بن أصرم.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
327- أَوْسٌ (3)
أوْس، غیر منسوب، ذكره ابن قانع، روى عنه ابنه يعلى أنه قال: «كنا نعد الرياء في زمن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الشرك الأصغر».
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
ص: 330
328- أَوْسَطُ بْنُ عَمْرِو البَجَلِيُّ (1)
(د ع) أوْسَط بن عَمْر و البَجَلي. أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يره.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر، عن أوسط البجلي قال: «قدمت المدينة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعام، فألفيت أبا بكر يخطب الناس، فقال: قام فينا رسول الله عام الأول». الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
329- أوْفَى بْنُ عُرْفُطَةَ (2)
(ب) أوْفَى بن عُرْفُطَة. له و لأبيه عرفطة صحبة، و استشهد أبوه يوم الطائف.
أخرجه أبو عمر.
330- أوْفَى بْنُ مَوْلَهَ (3)
(ب د ع) أوْفَى بن موله التَّمِيمِي العَنْبَرِيّ، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، له صحبة، يعد في البصريين.
روى حديثه منقذ بن حصين بن حجوان بن أوفى بن موله، عن أبيه عن جده عن [أوفى بن] موله قال:
أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأقطعني الغُمَيم، و شرط عَلَي: و ابن السبيل أول ريان. و أقطع ساعدة رجلاً منا بئراً بالفلاة، و أقطع إياس بن قتادة العنبري الجابية، و هي دون اليمامة، و كنا أتيناه جميعاً، و كتب لكل رجل منا بذلك في الأديم.
أخرجه الثلاثة.
331- أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ (4)
(د ع) أُوَيْس بن عَامِر بن جَزْء بن مالك بن عَمْرو بن مسعدة بن عمرو بن سعد بن
ص: 331
عُصْوَان بن قَرَن بن رَدْمان بن ناجية بن مُرَاد المرادي، ثم القَرَني الزاهد المشهور، هكذا نسبه ابن الكلبي.
أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يره، و سكن الكوفة، و هو من كبار تابعيها.
روى أبو نضرة، عن أسير بن جابر قال: كان محدث يتحدث بالكوفة فإذا فرغ من حديثه تفرقوا، و يبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحداً يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابي: هل تعرفون رجلاً كان يجالسنا كذا و كذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه؛ ذاك أويس القرني، قلت: أو تعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته ، فخرج إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا؟ فقال: العُرْي. قال: و كان أصحابه يسخرون منه و يؤذونه، قال: قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم يؤذونني، قال: فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم، فقالوا: من تُرَى خُدِع عن بُرْده هذا؟ فجاء فوضعه، و قال: قد ترى، فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة و يكتسي مرة، و أخذتهم بلساني.
فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل ها هنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، قال: فقال عمر: إن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد قالَ: «إِنَّ رَجُلاً يَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمَنِ يُقَالُ لَهُ: أَوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِاليَمَنِ غَير أم، وَ قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مِثْلَ الدِّينَارِ أَوْ الدِّرْهَم؛ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُروُهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» (1).
فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله، فقال أويس: ما هذه بعادتك؟ قال: سمعت عمر يقول: كذا و كذا فاستغفر لي، قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أنك لا تسخر بي و لا تذكر قول عمر لأحد فاستغفر له.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد بإسناده عن مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و محمد بن مثنى، و محمد بن بشار، قال إسحاق: أخبرنا، و قال الآخران: حدثنا، و اللفظ لابن مثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أسير بن جابر قال:
كان عمر بن الخطاب إذا أتى أمداد اليمن سألهم: أ فيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: كان
ص: 332
بك برص، فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول:
«يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنْ مِنْ مَرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَضٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَم، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّه لِأَبَرَّهُ؛ فَإِنِ اسْتَطَعَتْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَأَفْعَلْ»، فَاسْتَغْفِر (1) لي، فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إلي.
قال: فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر، فسأله عن أويس، قال: تركته رث البيت قليل المتاع قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «يَأْتِي عَلَيْكَ أَوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنْ، ثُمَّ مِنْ مَرادِ ثُمَّ مِنْ قَرَنِ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَم، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ؛ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهُ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» (2) فأتى أويساً فقال: استغفر لي، قال: أنت أحدث عهداً بسلف صالح فاستغفر لي، قال: لقيت عمر؟ قال: نعم، فاستغفر له.
ففطن له الناس، فانطلق على وجهه، قال أسير: و كسوته بردة فكان كلما رآه إنسان قال: من أين لأويس هذه البردة؟.
قال هشام الكلبي: قتل أويس القرني يوم صفين مع علي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
332- إيَادٌ أَبُو السَّمْح (3)
(ب) إيَادُ أبو السَّمْح. مولى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا مُحِلّ بن خليفة، و سنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
333- إِيَاسُ بْنُ أَوْسٍ (4)
(ب د ع) أياسُ بن أوْس بن عَتِيك بن عَمْرو الأنصاري الأشهلي. نسبه هكذا ابن منده و أبو نعيم.
ص: 333
و أما أبو عمر فإنه قال: إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زَعوَراء بن جُشَم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، و هو النبيت بن مالك بن الأوس، و زعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، قال: و يقال فيه الأنصاري الأشهلي، و هذا أصح، و كذلك نسبه ابن الكلبي و ابن حبيب؛ إلا أن أبا عمر قال: عبد الأعلى، و قيل: عبد الأعلم، و الصحيح عبد الأعلم.
استشهد يوم أحد، قاله ابن إسحاق من رواية يونس و البكائي و سلمة بن الفضل، و جعله ابن إسحاق من بني عبد الأشهل، و تناقض قوله فيه؛ لأنه قال في تسمية من استشهد يوم أحد قال: و من بني عبد الأشهل، و ذكر جماعة منهم و من حلفائهم، ثم قال: و من أهل راتج و هو حصن بالمدينة، فهذا يدل على أن أهل راتج غير بني عبد الأشهل، فذكر إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زَعُوراء بن جُشَم بن عبد الأشهل، فجعله من أهل راتج، و الجميع قد جعلوا أهل راتج ولد زعوراء بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم، و إنما ابن إسحاق جعلهم في أول كلامه منهم، و في آخر كلامه من بني عبد الأشهل، و هو جعل هذا زعوراء بن جَشم بن عبد الأشهل، و زعوراء بن عبد الأشهل هو ابنه لصلبه ليس بينهما جشم و لا غيره؛ فلو كان بينهما أب آخر لقلنا إنهم اختلفوا فيه كغيره، و إنما هو ابنه لصلبه، و هذا تناقض ظاهر، و الصحيح أنه من زعوراء أخي عبد الأشهل.
و قال عُرْوة و موسى بن عُقْبة: إنه استشهد بأحد، و قال ابن الكلبي: قبل يوم الخندق، و الأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
عتيك: بالتاء فوقها نقطتان، و الياء تحتها نقطتان، و آخره كاف.
334- إِيَاسُ بْنُ البُكَيْرِ (1)
(ب د ع) إيَّاسُ بنُ البُكَيْر بن عبد ياليل بن ناشب بن غِيَرَة بن سعد بن لَيْث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس الكناني الليثي، حليف بني عَدِيّ بن كعب بن لؤي.
شهد بدراً، و أحداً، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان من السابقين إلى
ص: 334
الإسلام، أسلم و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في دار الأرقم، و كان من المهاجرين الأولين، و إياس هذا هو والد محمد بن إياس بن بكير، يروي عن ابن عباس، و توفي إياس سنة أربع و ثلاثين.
و كانوا أربعة إخوة: إياس، و عاقل، و عامر، و خالد بنو البكير، شهدوا كلهم بدراً، و ترد أسماؤهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
335- إِيَاسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (1)
(ب دع) إِيَاسُ بنُ ثَعْلَبة، أبو أمَامَة الأنْصَارِي الحارثي، أحد بني الحارث بن الخزرج، و قيل: إنه بلوي و هو حليف بني حارثة، و هو ابن أخت أبي بردة بن نِيار، روى عنه ابنه عبد الله، و محمود بن لبيد، و عبد الله بن كعب بن مالك.
روى معبد بن كعب، عن أخيه عبد الله بن كعب، عن أبي أمامة أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ أَمْرِيءٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ. و أَوْجَبَ لَهُ النَّارَ»، قالوا: و إن كان شيئاً يسيراً؟ قال: «وَ إِنْ كَانَ قَضِيِباً مِنْ أَرَاكَ» (2).
و روى عنه أيضاً ابنه عبد الله و محمود بن لبيد عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «البَذَاذَةُ (3) مِنَ الإِيمَانِ» (4).
و توفي مُنْصَرَفَ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من أحد، فصلى عليه.
قلت: رواية من روى عنه مرسلة؛ فإن عبد الله بن كعب لم يدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أما محمود بن لبيد، فولد بعد وفاة إياس على قول من يقول: إنه قتل يوم أحد؛ و أما عبد الله بن إياس فلم يذكره أحد منهم في الصحابة، و هذا رد على من يقول: إنه قتل يوم أحد؛ على أن الصحيح أنه لم تكن وفاته مرجع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من أحد، و إنما كانت وفاة أمه عند منصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من بدر، فصلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عليها، و كانت مريضة عند مسیر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى
ص: 335
بدر، فأراد الخروج معه فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أقِمْ عَلَى أُمِّكَ»، فأقام، فرجع رسول الله و قد توفيت، فصلى عليها؛ فمنعه مرضها من شهود بَدْر.
و مما يقوي أنه لم يقتل بأحد أن مسلماً روى في صحيحه بإسناده عن عبد الله بن كعب عن أبي أمامة بن ثعلبة: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ مُسْلِمِ» (1) الحديث، فلو كان منقطعاً لم يسمعه عبد الله من أبي أمامة، و لم يخرجه مسلم في الصحيح.
أخرجه الثلاثة.
336- إِيَاسُ بْنُ رَبَابٍ (2)
(د) أيَاسُ بنُ رَبَاب المُزَنِي، جد معاوية بن قرَّة، روى يوسف بن المبارك، عن ابن إدريس، عن خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قُرَّة، عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث أباه جد معاوية، إلى رجل أعرس بامرأة أبيه، فضرب عنقه، و خمس ماله.
قال ابن منده: هذا غريب من هذا الوجه، قال: و قال يحيى بن معين: هذا صحيح، كان ابن إدريس أسنده لقوم و أرسله لآخرين.
أخرجه ابن منده.
و قال أبو نعيم في ترجمة إياس بن معاوية المزني بإسناده عن عبد الله بن الوضاح عن عبد الله بن إدريس، عن خالد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه إلى رجل أعرس بامرأة أبيه فقتله و خمس ماله، فأخرج أبو نعيم هذا الحديث في ترجمة إياس بن معاوية بن قرة، و قال: أخرج بعض المتأخرين هذا الحديث عن يوسف بن المبارك عن ابن إدريس، عن خالد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه «أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث أباه، جد معاوية، إلى رجل أعرس بامرأة أبيه» فجعله في ترجمة إياس بن رباب جد معاوية بن قرة، وجد معاوية هو إياس بن هلال بن رباب، و ذكر جده في هذا الحديث غير متابع عليه.
قلت: الصحيح ما قاله أبو نعيم، فإن إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رباب بن عبيد بن سواءة بن سارية بن ذُبْيان بن محارب بن سليم بن أوس بن عمرو بن أد، و ولد عثمان و أوس أبني عمرو، و هم مزينة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة.
ص: 336
337- إِيَاسُ بْنُ سَهْلٍ (1)
(د ع) إيَّاسُ بنُ سَهْل الجهَني. عداده في المدنيين في الأنصار.
روی ابن منده بإسناده عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن موسى بن جبير قال: سمعت من حدثني عن إياس بن سهل الجهني أنه كان يقول: قال معاذ: يا رسول الله، أي الإيمان أفضل؟ قال: «تُحِبُّ الله، وَ تُبغِضُ الله، وَ تُعَمِلُ لِسَانَكَ فِي ذِكْرِ الله » (2).
قال أبو نعيم: ذكره، يعني إياس بن سهل، في الصحابة، و هو فيما أراه من التابعين، و روايته عن معاذ تدل على أنه تابعي، و ذكرا جميعاً الحديث عن أبي حازم، عن إياس بن سهل الأنصاري الساعدي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
338- إِيَاسُ بْنُ شَرَاحِيلَ (3)
إيَاس بن شَرَاحِيل بن ... بن يَزيد الذَّائِد، و اسمه: امرؤ القيس بن بكر بن الحارث بن معاوية، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ذكره أبو بكر بن مفوِّز الأندلسي على أبي عمر.
339- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ (4)
(د) إِيَاسُ بن عَبْد الأسَد، حليف بني زهرة. له ذكر في الصحابة، شهد فتح مصر و اختط بها داراً. قاله ابن عُفير.
أخرجه ابن منده.
340- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (5)
(ب د ع) إيَّاسُ بنُ عَبْد الله، أبو عبد الرحمن الفِهْرِي. روى عنه عبد الله بن يسار أبو همام.
أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، بإسناده إلى أبي داود
حماد الطيالسي، عن بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن يسار أبي همام، عن أبي عبد الرحمن الفهري، قال:
ص: 337
كنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في يوم قَائِظٍ شَدِيدِ الحرّ، فنزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في فسطاطه فقلت: يا رسول الله، حَانَ الرَّحِيلُ. و ذكر الحديث بطوله.
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي: اسمه إياس بن عبد الله، و شهد حنيناً.
أخرجه الثلاثة.
إلا أن أبا عمر قال: إياس بن عبد و الله أعلم.
341- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الله الدَّوْسِيُّ (1)
(ب د ع) إِيَاسُ بن عَبْد الله بن أبي ذُبَاب الدَّوْسِي. و قيل: المزني، و الأول أكثر سكن مكة، و قال أبو عمر: هو مدني له صحبة، و قال ابن منده و أبو نعيم: اختلف في صحبته.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي منصور الصوفي، بإسناده عن سليمان بن الأشعث، عن ابن أبي خلف، و أحمد بن عمرو بن السرح، قالا: أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«لا تضربوا إماء الله عز وجل، فجاء عمر إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ذَئِر النساء على أزواجهن، فرخّص فى ضربهن، فأطاف بآل رسول الله نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدِ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، لَيْسَ أُولئِكَ بِخِيَارِكُمْ» (2).
أخرجه الثلاثة.
قوله: ذئر النساء أي: اجترأن على أزواجهن و نشزن عليهم.
342- إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ (3)
(ب د ع) إِيَاسُ بنُ عَبْد أبو عَوْف المزُنِيّ، و قيل: أبو الفرات، كوفي، تفرد بالرواية عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم.
أخبرنا إسماعيل، و إبراهيم، و أبو جعفر قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، قال:
ص: 338
حدثنا قتيبة، أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال، عن إياس بن عبد المزني أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهی عن بيع الماء.
قال علي بن المديني: قلت لسفيان: إياس بن عبد المزني، روى عنه أبو المنهال، يعرف؟ قال: نعم، سألت عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل بن مقرن عنه فقال: هو جدي أبو أمي.
و قال أبو عمر: هو حجازي روى عنه أبو المنهال عبد الرحمن بن مطعم، و روى أبو المنهال هذا عن ابن عباس و البراء، قال: و أما أبو المنهال سيار بن سلامة فلا أعلم له رواية عن صاحب إلا عن أبي برزة الأسلمي، و أكثر روايته عن أبي العالية الرياحي. كذا ذكره الثلاثة.
إياس بن عبد: غير مضاف إلى اسم الله تعالى، و الذي ذكره الترمذي: عبد الله، و كلهم رووا عنه النهي عن بيع الماء.
343- إِيَاسُ بْنُ عَدِيٍّ (1)
(ب) إياسُ بن عَدِيّ الأَنْصَارِيِّ النَّجَّاري، من بني عمرو بن مالك بن النجار، قتل يوم أحد شهيداً، و لم يذكره ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر.
344- إِيَاسٌ أَبُو فَاطِمَةَ
(د ع) إيَّاسُ أبو فَاطمَة، و قيل: ابن أبي فاطمة، و يقال: اسم أبي فاطمة أنيس، و قد تقدم ذكره.
قال ابن منده، بإسناده عن أحمد بن عصام، عن أبي عامر، هو العقدي، عن محمد بن أبي حميد، عن مسلم أبي عقيل مولى الزَّرَقيين قال:
دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمةَ فقال: يا أبا عقيل، حدثني أبي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَصِحَّ فَلَا يَسْقَمَ؟». فذكر الحديث.
و قال: و رواه ابن وهب عن ابن أبي حميد، فقال: عن أبيه عن جده، و قد روي عن ابن أبي حميد، عن عبد الله بن إياس عن جده، و ذكر اختلافاً على محمد بن أبي حميد، فتارةً عن أبيه، و تارة عن أبيه عن جده.
قال أبو نعيم: إياس هذا من التابعين، و جعله بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في
ص: 339
الصحابة، و روى أبو نعيم حديث ابن وهب، عن ابن أبي حميد، عن مسلم، عن عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة ، فقال: عن أبيه عن جده، قال أبو نعيم: و أخرجه الواهم من حديث أبي عامر العقدي، عن ابن أبي حميد، عن مسلم، عن عبد الله بن إياس، عن أبيه، و أسقط ذكر جده في الصحابة.
قال: و مما يبين وهمه رواية إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر، عن محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل قال: دخلت على عبد الله بن إياس بن أبي فاطمة فقال: يا عقيل، حدثني أبي أن أباه أخبره قال: «بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جالس»، فذكره مثل رواية ابن وهب، مجوداً عن أبيه عن جده.
قلت: لا مطعن على ابن منده؛ فإن الذي ذكره أبو نعيم من الاختلاف على محمد بن أبي حميد تارة عن أبيه، و تارة عن أبيه عن جده، قد ذكره أبو عبد الله بن منده، و إنما أورد ابن منده رواية أبي عامر التي رواها أحمد بن عصام؛ لئلا يراها من لا علم عنده، فيظنه قد أسقط صحابياً، فلما ذكرها ذكر الاختلاف فيها، و لا حجة على ابن منده برواية ابن راهويه عن أبي عامر، و قوله عن أبيه عن جده؛ فإن الأئمة ما زالوا كذلك يروي عنهم راو بزيادة رجل في الإسناد و يروي آخر بإسقاطه، و كتبهم مشحونة بذلك، و يكون الاختلاف على أبي عامر كالاختلاف على محمد بن أبي حميد، و لولا خوف التطويل لذكرنا له أمثلة، و لعل أبا عمر ترك إخراج هذا الاسم في إياس و أنيس لهذا الاختلاف، و الله أَعْلَمُ.
أخرجه ابْنُ مَنْدَهَ وَ أَبُو نُعَيْمٍ.
345- إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ (1)
(س) إياس بن قَتَادَةَ العَنْبَري، أو الغُبَرِيّ، كذا ذكره أبو موسى على الشك، و ذكر حديث أوفى بن موله أنه قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأقطعني الغميم، و شرط عَلَيّ: و ابن السبيل أول ريان، و أقطع ساعدة _ رجلاً منا _ بئراً بالفلاة يقال لها: الجعونية، و أقطع إياس بن قتادة العنبري الجابية، و هي دون اليمامة، و كنا أتيناه جميعاً و كتب رجل منا بذلك في أديم».
قال أبو موسى: وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ، ففي بعضها العنبري و في بعضها الغبري، و في بعضها: العَنَزِي، و لا أتحققه، و كذلك أسامي المواضع المذكورة.
أخرجه أبو موسى.
قلت: الصحيح أنه عنبري من بني العنبر، و يقوي هذا أن ابن أوفى بن موله تميمي عنبري
ص: 340
و ساعدة عنبري أيضاً، و كلهم من بني العنبر، على عادتهم في الوفادة، يفد من كل قبيلة جماعة، فلا مدخل لرجل من غُبَر و هو بطن من يشكر، و يشكر من ربيعة، و كذلك العنزي، إن فتحت النون أو سكنتها، فهو قبيلة من ربيعة أيضاً، و الصحيح أنه عنبري.
346- إِيَاسُ بْنُ مَالِكٍ (1)
(د ع) إیَاسُ بن مَالِك بن أوْس بن عَبْد الله بن حَجَر الأَسْلَمِي.
قال ابن منده: أخرجه محمد بن إسحاق السراج في الصحابة، و هو تابعي و لجده أوس صحبة، و روى عن محمد بن إسحاق، هو السراج، عن محمد بن عباد بن موسى العكلي، عن أخيه موسى بن عباد، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس الأسلمي قال:
«لما هاجر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أبو بكر مروا بابل لنا بالجحفة» و ذكر الحديث.
و رواه صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر، عن أبيه مالك، عن أبيه إياس عن أبيه مالك عن أبيه أوس بن حجر مر به النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و ذكر الحديث، و قد تقدم في أوس بن عبد الله بن حجر.
قال أبو نعيم في هذا: إياس ذكره بعض الواهمين في الصحابة، و هو تابعي، و لجده أوس صحبة، و روى حديث السراج في تاريخه عن محمد العكلي عن أخيه موسى، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن الأوس عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الحديث.
قال أبو نعيم: نسب الواهم خطأه إلى السراج، و السراج منه بريء؛ لأنه رواه على ما ذكرناه عن إياس بن مالك عن أبيه مالك مجوداً، و ذكر أبو نعيم حديث صخر بن مالك المذكور أولاً مستدلاً به على أن الصحبة لأوس.
قلت: قد ذكر ابن منده الحديث أيضاً، و قال: هو تابعيٌّ، فلم يبق عليه اعتراض إلا أنه نسبه إلى السراج، و في تاريخ السراج خلافة، و إلا فهو قد أخبر أنه تابعيٌّ.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
347- إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ (2)
(ب د ع) إيَاس بن مُعَاذ الأَنْصَارِيِّ الأَوْسِيِّ الأَشْهَليّ.
ص: 341
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لَبِيد، أخي بني عبد الأشهل، قال:
لما قدم أبو الحَيْسر أنس بن رافع مكة، و معه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحِلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأتاهم فجلس إليهم فقال: «هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرِ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ»؟ قالوا: و ما ذاك؟ قال: «أَنَا رَسُولُ الله، بَعَثَنِي إِلَى العِبَادِ، أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوهُ وَ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَ أَنْزَلَ عَلَيَّ الكِتَابَ» (1)، ثم ذكر لهم الإسلام، و تلا عليهم القرآن.
فقات، إياس بن معاذ، و كان غلاماً حدثاً: يا قوم، هذا و الله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء و ضرب بها وجه إياس و قال: دعنا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا فسكت، و قام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عنهم، و انصرفوا إلى المدينة، فكانت وقعة بعاث بين الأوس و الخزرج، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومه أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله و يكبره، و يحمده، و يسبحه حتى مات، فكانوا لا يشكون أن قد مات مسلماً؛ قد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس، حين سمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ما سمع في ذلك المجلس.
أخرجه الثلاثة.
الحيسر: بفتح الحاء المهملة، و سكون الياء تحتها نقطتان، و بالسين المهملة و آخره راء.
و بعاث: بضم الباء الموحدة، و فتح العين المهملة، و آخره ثاء مثلثة، و قيل: بالغين المعجمة، و ليس بشيء.
348- إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2)
(س ع) إِيَاسُ بن مُعَاوِيَةَ المُزَنِيّ.
روى يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن إياس بن معاوية المزني قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
ص: 342
«لَا بُدَّ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَ لَوْ حَلْبَ نَاقَةٍ، وَ لَوْ حَلْبَ شَاةٍ، وَ مَا كَانَ بَعْدَ عِشَاءِ الْآخِرَةِ فَهُوَ مِنَ اللَّيْلِ».
و روى أيضاً حديث خالد بن أبي كريمة، عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه إلى رجل أعرس بامرأة أبيه، فقتله و خمس ماله.
و ذكر أبو نعيم هنا الرد على ابن منده، و قد نقلنا قوله في إياس بن رباب، فلا حاجة إلى ذكره هنا.
و أخرج أبو موسى إياس بن معاوية مستدركاً على ابن منده، و ذكر حديث قيام الليل، و قال: قد ذكره الطبراني و أبو نعيم في الصحابة قال: و أظن إياساً هذا هو ابن معاوية بن قرة و هو يروي عن أنس بن مالك و عن التابعين؛ و إنما الصحبة لجده قرة دون أبيه.
قلت: و الحق هو الذي قاله أبو موسى، و هذا إياس هو الذي كان قاضي البصرة الموصوف بالذكاء، و توفي سنة إحدى و عشرين و مائة، و الله أعلم.
349- إِيَاسُ بْنُ وَدْقَةَ (1)
(ب س ع) إِيَاس بن وَدْقَة الأَنْصَارِيّ، من بني سالم بن عوف بن الخزرج، روى موسى بن عقبة عن ابن شهاب، في تسمية من استشهد من يوم اليمامة من بني سالم إياس بن ودقة. أخرجه أبو عمر، و أبو نعيم، و أبو موسى.
و قال أبو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عن أبي نعيم فوق و دقة فاء كأنه أملاه بالفاء، قال أبو موسى: و الصحيح فيه القاف. قلت: و الصواب عندي بالفاء، و الله أعلم.
350- أَيْفَعُ بْنُ عَبْدِ الكَلَاعِيُّ (2)
أنْفَعَ بن عبد الكُلاعي الشَّامِيّ. ذكره أبو بكر الإسماعيلي و عبدان بن محمد في الصحابة.
فقال عبدان: سمعت محمد بن المثنى يقول: توفي أيفع بن عبد سنة ست و مائة، و قال أبو الفتح الأزدي الموصلي: أيفع بن عبد كلال له صحبة، روى عنه صفوان بن عمرو. و قيل عن أيفع عن عبد الله بن عمر قال: فإن صح فهما اثنان.
أخبرنا أبو موسى محمد بن عمر كتابة، أخبرنا أبو زكرياء إذناً، أخبرنا محمد بن عبد الواحد المحدث، أخبرنا إبراهيم بن عامر العلوي، إمام جامع بسطام، أخبرنا والدي
ص: 343
عامر بن محمد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، أخبرني أبو عبد الله الصوفي أحمد بن الحسن، أخبرنا الحكم بن موسى، أخبرنا الوليد عن صفوان بن عمرو قال:
سمعت أيفع بن عبد الكلاعي على منبر حمص يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «إِذَا أَدْخَلَ الله تَعَالَى أَهْلَ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، قَالَ: نِعْمَ مَا أَتَّجَرَتُمْ فِي يَوْمٍ أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ رِضْوَانِي وَ جَنَّتِي، أَمْكُثُوا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ؟ قَالُوا: لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ: بِئْسَ مَا اتَّجَرْتُمْ فِي يَوْمِ أَوْ بَعْضِ يَوْمٍ ، غَضَبِي وَ سُخْطِي، أَمْكُثُوا فِيهَا خَالِدِينَ مُخَلَّدِينَ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ، فَيَقُولُ: أَخْسَئُوا فِيهَا وَ لَا تُكَلِّمُونِ، فَيَكُونُ ذَلِكَ آخِرَ عَهْدِهِمْ بِكَلَامِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَ جَلَّ» (1)
أخرجه أبو موسى.
351- إيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ (2)
(ب د ع) إيمَاء بن رَحَضَةَ بن خُرْبَة بن خفاف بن حَارِثة بن غِفَار، سید غفار في زمانه، و وافدهم، كان يسكن غَيْقَة من ناحية السُّقْيا، ثم انتقل إلى المدينة فاستوطنها قبيل الحديبية، و قال أبو عمر: أسلم قبيل الحديبية، و له و لابنه خُفَاف صحبة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال:
«خرجنا مع قومنا غفار، و كانوا يحلون الشهر الحرام، فخرجت أنا و أخي أنيس و أمي، و ذكر إسلامه. و فيه: فجئنا قومنا غفاراً فأسلم نصفهم، قبل أن يقدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة، فكان يؤمهم إيماء بن رحضة و كان سيدهم».
أخرجه الثلاثة.
352- أَيْمَن بْنُ خُرَيْم (3)
(ب د ع) أَيْمَن بن خُرَيم بن فَاتِك بن الأخْرَم بن شَدَّاد بن عمرو بن الفاتك بن القُليْب بن
ص: 344
عمرو بن أسد بن خزيمة الأسدي، و أمه الصماء بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك الأسدية.
أسلم يوم الفتح، و هو غلام يَفَاع، و روى عن أبيه و عمه، و هما بدريان، و قالت طائفة: أسلم أيمن بن خريم مع أبيه يوم الفتح؛ قال أبو عمر و الصحيح أن أباه شهد بدراً، و هو شامي الأصل، نزل الكوفة.
روى عنه الشعبي وفاتك بن فضالة و أبو إسحاق السبيعي. أخبرنا إسماعيل بن عبيد، و إبراهيم بن محمد، و عبيد الله بن أحمد، بإسنادهم عن أبي عيسى قَال: حدثنا أحمد منيع، حدثنا مروان بن معاوية أخبرنا سفيان، عن زياد الأسدي، عن فاتك بن فضالة، عن أيمن بن خريم أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«أَيُّهَا النَّاسُ، عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ الإِشْرَاكَ بِاللَّهِ»، ثُمَّ قَرَأَ (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (1).
و أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا رحمويه أخبرنا صالح بن عمر، عن مطرف، عن عامر هو الشعبي، قال:
لما قاتل مروان، هو ابن الحكم، الضحاك بن قيس، أرسل إلى أيمن بن خريم: إنا نحب أن تقاتل معنا قال: إن أبي و عمي شهدا بدراً، و إنهما عهدا إليّ أن لا أقاتل أحداً يشهد أن لا إله إلا الله؛ فإن جئتني ببراءة من النار قاتلت معك، قال: اذهب، و وقع فيه، و سبه فأنشأ يقول: [الوافر]؛
وَ لَسْتُ مُقَاتِلا رَجُلاً يُصَلِّي *** عَلَى سُلْطَان آخَرَ مِنْ قُرَيشِ
لهُ سُلْطَانَهُ وَ عَلَىُّ إِثْمِي *** مَعَاذَ اللَّهُ مِنْ سَفَهِ وَ طَيْشٍ
أ أَقْتُلُ مُسْلِماً فِي غَيْرُ جُرْمِ؟ *** فَلَسْتَ بِنَافِعِي مَا عِشْتُ عَيْشِي (2)
قال الدارقطني: روى أيمن عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه و عمه.
أخرجه الثلاثة.
ص: 345
353- أَيْمَنُ بن عُبَيْدٍ (1)
(ب د ع) أَيْمَنُ بن عُبَيْد بن عَمْرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، و هو ابن أم أيمن حاضنة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و يرد ذكرها عند اسمها، و هو أخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمه، استشهد يوم حنين؛ قاله ابن إسحاق، و قال: هو الذي عنى العباس بن عبد المطلب بقوله: [الطويل]
نَصَرْنَا رَسُولَ الله فِي الدِّين سَبْعَةٌ *** وَ قَدْ فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْهُ فَأَقْشَعُوا
وَ ثَامِنُنَا لَاقَى الحِمَامَ بِنَفْسِهِ *** بِمَا مَسَّهُ فِي الدِّينَ لَا يَتَوَجَّعُ
و السبعة: العباس، و علي، و الفضل بن عباس، و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب و أسامة بن زيد؛ هؤلاء من أهل بيته، و أما غيرهم: فأبو بكر، و عمر رضي الله عنهم أجمعين.
روى عنه مجاهد و عطاء: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لم يقطع إلا في ثمن المِجَنّ (2) و كان ثمن المجن يومئذ ديناراً، و هذا حديث مرسل؛ فإن مجاهداً و عطاء لم يدركا أيمن.
و قال ابن إسحاق: كان أيمن على مَطْهَرَة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و يعاطيه حاجته، و لأيمن ابن يقال له: الحجاج بن أيمن، له خبر مع عبد الله بن عمر.
أخرجه الثلاثة.
354- أَيْمَنُ بْنُ يَعْلى (3)
(د ع) أيمن بن يَعْلى أبو ثَابِت الثَّقَفي.
روى العلاء بن هلال، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أيمن بن يعلى أبي ثابت، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال:
«مَنْ سَرَقَ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ، أَوْ غَلَّةُ جَاءَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ إِلَى أَسْفَلِ الأَرْضِينَ». (4)
قال عبيد الله: و قد سمعته أنا من إسماعيل، و رواه عمرو بن زرارة، و علي بن معبد، في
ص: 346
جماعة، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسماعيل، عن الشعبي، عن أيمن عن يعلى بن مرةالثقفي.
و ذكر الحديث.
قلت: هذا الحديث فيه نظر؛ لأن أيمن هذا ليس بصحابي ، و إنما هو تابعي كوفي مولى بني ثعلبة؛ قال البخاري: أيمن أبو ثابت مولى بني ثعلبة سمع ابن عباس، و يعلى بن مرة روى عنه أبو يعفور، و مثله قال ابن أبي حاتم، و الحاكم أبو أحمد، و الحديث يرويه أبو يعفور عن أبي ثابت، عن يعلى بن مرة، فصحف عن بابن، و يقع الغلط مثل هذا كثيراً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
355- أَيْمَنُ (1)
(س) أيْمَن. قدم من الشام إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ما ذكرناه في ترجمة أبرهة.
أخرجه أبو موسى.
356- أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ (2)
(س) أيُّوبُ بنِ بَشير الأَنْصَارِيّ. ذكره عبدان و ابن شاهين في الصحابة.
روی محمد بن يحيى بن حبان، عن أيوب بن بشير الأنصاري أنه قال الرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«قد أجمعت على أن أجعل ثلث صلاتي دعاء لك و صلاة عليك، قال: «لَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ (3)»، فمكث ما شاء الله، ثم قال: يا رسول الله، بل نصف صلاتي صلاة عليك و دعاء لك، فقال: «لَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ» فمكث ما شاء الله تعالى، ثم قال لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إني قد أجمعت أن أجعل صلاتي كلها صلاة و دعاء لك، قال: «إِذَنْ يَكْفِيكَ الله تَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ».
و روى يحيى بن حمزة، و الفرج بن فضالة، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري،
ص: 347
عن أيوب بن بشير الأنصاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الكَاشِحِ (1)» (2).
قال أبو موسى: قال ابن أبي حاتم: أيوب بن بشير الأنصاري: أبو سليمان المعاوي، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، روى عنه الزهري؛ فإذن هذا الأخير ليس بصحابي؛ فأما الأول فالظاهر أنه صحابي؛ على أن ذلك الحديث يروي أن غيره قاله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قلت: رواه أ رواه أبي بن كعب، و أبو هريرة، و رواه محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه أن رجلاً قال للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد، أخبرنا أبو عدنان محمد بن أبي بكر بن أحمد بن المطهر اللَّفْتَواني، أخبرنا أبو سعيد محمود بن عبد الله بن أحمد بن زكرياء (ح) قال أبو الفرج: و أخبرنا عم جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي، قال: أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان الأعرج، قال: أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فُورَك القَّبَّاب، قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال:
قال رجل للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أ رَأَيْتَ إن جعلتُ صلاتي كلها عليك؟ قال: «إِذَنْ يَكْفِيكَ اللهُ مَا أَهَمَكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ » (3)
357- أَيُّوبُ بْنُ مُكْرَزِ (4)
(س) أيُّوبُ بن مُكْرَز. ذكره ابن شاهين أيضاً، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، قال: و ممن عد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أيوب بن مكرز.
أخرجه أبو موسى.
ص: 348
358- باقوم الرومي
ب دع باقوم، و قيل: باقول الرومي، مولى سعيد بن العاص كان نجاراً بالمدينة، روى عنه صالح مولى التوأمة: أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه و سلم منبره، من طرفاء ثلاث درجات: القعدة و درجتيه.
أخرجه الثلاثة، و قال أبو عمر: إسناده ليس بالقائم.
359- باذان الفارسي
باذان الفارسي من الأبناء، و هم من أولاد الفرس الذين سيرهم كسرى أنو شروان مع سيف بن ذي يزن إلى اليمن لقتال الحبشة، فأقاموا باليمن، و كان باذان بصنعاء فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه و سلم، و له أثر كبير في قتل الأسود العنسي، و قد أتينا على خبره في الكامل في التاريخ.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
360- بجاد بن السائب
ب بجاد، و يقال: بجار بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي.
قتل يوم اليمامة شهيداً، في صحبته نظر، و أخواه: جابر و عويمر ابنا السائب، قتلا يوم بدر كافرين، و ليسا في کتاب موسى بن عقبة، و أخوهم عائذ بن السائب، أسر يوم بدر كافراً، و قيل: أسلم و صحب النبي صلى الله عليه و سلم.
أخرجه أبو عمر.
ص: 349
361- بجراة بن عامر
ب بجراة بن عامر حديثه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلمنا، و سألناه أن يضع عنا صلاة العتمة فإنا نشتغل بحلب إبلنا فقال: إنكم إن شاء الله ستحلبون إبلكم و تصلون.
أخرجه أبو عمر.
و أما ابن منده و أبو نعيم، فإنهما أخرجا هذا المتن في بيجرة و قالا: و قيل: بجرة و نذكره في بيرجة إن شاء الله تعالى.
362- بجير بن أوس
ب بجير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي. هو عم عروة بن مضرس الطائي، في إسلامه نظر.
أخرجه أبو عمر.
بجير: بضم الباء و فتح الجيم، و حارثة: بالحاء المهملة و الثاء المثلثة.
363- بجير بن بجرة الطائي
ب دع بجير بن بجرة الطائي، مثله، قاله أبو عمر: لا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه و سلم، و له في قتال أهل الردة في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، آثار و أشعار ذكرها ابن إسحاق.
و أما ابن منده و أبو نعيم فرويا عن أبي المعارك الشماخ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطائي الفيدي عن أبيه المعارك عن جده عن أبيه صخر عن أبيه بجير بن بجرة قال: كنت في الجيش الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم مع خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنك تجده بصيد البقر في ليلة مقمرة، قال: فوافقناه، و قد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأخذنا، و قتلنا أخاه و كان قد حاربنا، فلما أتينا النبي صلى الله عليه و سلم أنشدته:الوافر
ص: 350
تَبَارَكَ سَائِقُ البَقَرَاتِ إِنِّي *** رَأَيْتُ اللَّهَ يَهْدِي كُلَّ هَادِ
فَمَنْ يَكُ عَائِداً عَنْ ذِي تَبُوكِ *** فَإِنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِالجِهَادِ
فقال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم «لَا يَفْضُضُ الله فَاكَ»، (1) قال، فأتت عليه تسعون سنة، و ما تحركت له سن و لا ضرس.
أخرجه ثلاثتهم.
بجرة: بفتح الباء ،و سكون الجيم.
364- بُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيْرٍ (2)
(ب د ع) بُجَير بن أبي بُجَير العَبْسِيّ، من بني عَبس بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفَان و قيل: بل هو من جهينة، حليف لبني دينار بن النجار، شهد بدراً و أُحداً، و بنو دينار بن النجار يقولون: هو مولانا، قاله أبو عمر.
و قال ابن منده و أبو نعيم: قال الزهري: أنه شَهِدَ بَدْراً.
بجير: بضم الباء و فتح الجيم أيضاً.
365- بُجَيْرٌ الثَّقَفِيُّ
بُجَيْر، مثله، هو الثَّقَفِيّ، قال ابن ماكولا: له صحبة و رواية عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم روت عنه حفصة بنت سيرين و قال: رواه أبو بكر الشافعي، فقال: بجير، و رواه الإسماعيلي فقال: بَشير بالفتح و قيل: بُشير بالضم.
366- بُجَیْرُ بْنُ زُهَيْرٍ (3)
(ب د ع) بُجَيْر مثله هو ابن زُهَيْر بن أبي سُلْمى، و اسم أبي سُلْمَى: ربيعة بن رياح بن قُرْط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هُذْمةَ بن لاطم بن عثمان بن مزينة المَني، أخو كعب بن زهير.
ص: 351
أسلم قبل أخيه كعب، و كلاهما شاعران مجيدان، و كان أبوهما زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين.
روى حجاج بن ذي الرّقَيْبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه عن جده قال: خرج كعب و بجير ابنا زهير حتى أتيا أبْرق العزَّاف فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل، يعني النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأسمع ما يقول، قال: فثبت کعب، و خرج بجير، فجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فعرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك كعباً فقال: [الطويل]
أَلا أَبْلِغَا عَنِّي يُجَيْراً رِسَالَةً *** عَلَى أَيِّ شَيءٍ وَيْبَ غَیرِكَ دَلَّكا
الأبيات، و ترد في اسم كعب بن زهير.
و شهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الطائف، ثم لما قدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الطائف، كتب بجير إلى كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة فاقدم إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، و بعث إليه بجير: [الطويل]
مَنْ مُبْلِغٌ كُعْباً فَهَلْ لَكَ فِي الَّتي *** تَلُومُ عَلَيْهَا بَاطِلًا وَ هْيَ أَحْزَمُ
إلى الله، لا العُزَّى وَ لَا اللَّاتَ، وَحْدَهُ *** فَتَنْجُو إِذَا كَانَ النّجاءُ وَ تَسْلَمُ
لَدَى يَوْمِ لَا يَنْجُو وَ لَيْسَ بِمُفَلَتٍ *** مِنَ النَّارِ إِلَّا طَاهِرُ القَلْبِ مُسْلِمُ
فَدِينُ زُهَیرِ وَ هْوَ لَا شَيْءَ عِندَهُ *** وَ دِينُ أَبِي سُلْمَى عَلَيَّ مُحرَّمُ
و بجير هو القائل يوم الطائف: [الطويل]
كَانَتْ عَلَالَةُ يَوْمَ بَطْنِ حُنَيْكُمْ *** و غزاة أَوْطَاسٍ وَ يَوْمَ الأبْرَقِ
جَعَتْ هَوَازِنُ جْعَهَا فَتَبَدَّدُوا *** كَالطَّير تَنْجُو مِنْ قَطَامِ أَزْرَقِ
لَمْ يَمْنَعُوا مِنَّا مَقَاماً وَاحِداً *** إِلَّا جِدَارَهمُ وَ بَطْنَ الخَنْدَقِ
وَ لَقَدْ تَعَرَّضْنَا لِكَيمَا يُخْرُجُوا *** فَتَحَصَّنُوا مِنَّا بِبَابٍ مُغْلَقِ (1)
في شعر له غير هذا.
أخرجه ثلاثتهم.
سُلمی: بضم السين، و بالإمالة، قاله الأمير أبو نصر.
ص: 352
367- بُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1)
(ب) بُجَيْر بن عَبْد الله بن مُرة بن عَبْد الله بن صَعْب بن أسَد، هو الذي سرق عَيْبةَ (2) النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أخرجه أبو عمر.
368- بُجَيْرُ بْنُ عِمْرَانَ (3)
بُجَيْر بن عمْران الخُزَاعيّ، و هو القائل في الفتح: [الطويل]
وَ قَدْ أَنْشَأ الله السَّحَابَ بِنَصْرِنَا *** رُكَامَ سَحابِ الهَيدَبِ المُتَرَاكِبِ
و هِجْرَتُنَا فِي أَرْضِنَا عِنْدَنَا بِها *** كِتَابٌ لَنَا مِنْ خَيْرُ مُمْلٍ وَ كَاتِبِ
وَ مِنْ أَجْلِنَا حَلَّتْ بِمَكَّةَ حُرْمَةٌ *** لِنُدْرِكَ ثَأْرَا بِالسُّيُوفِ القَوَاضِبِ
أخرجه أبو علي الغَسَّاني، و ابن مُفَوز.
369- بَحَّاثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (4)
(ب س) بحَّاثُ بن ثَعْلَبَة بن خَزْمَة بن أَصْرَم بن عَمْرو بن عَمَّارة بن مالك بن عمرو بن بثيِرَة بن مَشْنُوء بن القُشَر بن تميم بن عَوْذ مناة بن تاج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عُبَيلة بن قِسْميل بن فَرَّانَ بن بليّ بن عمرو بن الحاف بن قَضاعة البلوي حليف الأنصار؛ يجتمع هو و المجذَّر بن ذياد في عمرو بن عمارة. نسبه هكذا هشام؛ و أما أبو عمر فنسبه إلى مالك، ثم قال: البلوي حليف بني عوف بن الخزرج.
قال أبو عمر: قال الكلبي: بحاث، يعني بالباء الموحدة، و روى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون و يرد هناك.
شهد بدراً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال أبو عمر: و القول عندي قول ابن الكلبي.
و له أخوان: عبد الله و يزيد، شهد عبد الله بدراً، و شهد يزيد العقبتين، و لم يشهد بدراً.
و استدركه أبو موسى على ابن منده فقال: بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم من بني عوف بن الخزرج من بَلْحُبْلى، أخو عبد الله بن ثعلبة، و قيل: ابن أصرم بن عمرو بن عمارة،
ص: 353
شهد بدراً مع النبي هو و أخوه عبد الله، و روى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون. انتهى كلام أبي موسى.
قلت: قوله من بَلْحُبْلى، و اسمه سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، رهط عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، إن أراد به نسباً فليس فيهم هذا النسب، و إن أراد به حليفاً فكان ينبغي أن يذكره؛ على أن قوله: و قيل: أصرم بن عمرو بن عمارة يدل على أنه قد ظن أن نسبه الأول غير هذا حتى قال: و قيل كذا، و الله أعلم.
عَمَّارَةُ: بفتح العين المهملة و تشديد الميم.
و بَثِيْرَة: بفتح الباء الموحدة، و كسر الثاء المثلثة، و سكون الياء تحتها نقطتان، و بعد الراء هاء.
وَ مَشْنُوءُ: بفتح الميم، و سكون الشين المعجمة، و ضم النون، و بعد الواو همزة. و القُشَرُ: بضم القاف، و فتح الشين المعجمة و بالراء.
370- بَحُرُ بْنُ ضُبُعٍ (1)
(ب د ع) بُحُر بن ضُبُع بن أتَّة الرُّعَيْنِي. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر، و اختط بها، و خطته معروفة بِرُعَيْن.
و من ولده: أبو بكر السمين بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط سنة إحدى و مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، و من ولده أيضاً مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر الشاعر، و كان فصيحاً، و هو القائل يمدح جده: [الطويل]
وَ جَدِّي الَّذِي عَاطَى الرَّسُولُ يَمِينَهُ *** وَ خَبَّتْ إِلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ رَوَاحِلُهُ
بِبَدْرٍ لَنَا بَيْتٌ أَقَامَتْ أُصُولُهُ *** عَلَى المَجْدِ يُبْنَى عُلْوُهُ وَ أَسَافِلُهُ (2)
قال أبو عمر: ذكر ذلك كله حفيد يونس، يعني: أبا سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى صاحب تاريخ مصر.
و قد ساق نسبه الأميرُ أبو نصر بن ماكولا فقال: بُحُر بن ضُبُع بن أتة بن يحمد بن موهشل بن عقب بن الليشرح بن سعد بن بدر بن شرحبيل بن حجر بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع يعفر بن غريب بن عبد كلال.
أخرجه الثلاثة.
ص: 354
بُحُرُ: بضم الباء و الحاء المهملة، و ضُبُعُ: بضم الضاد و الباء الموحدة.
371- بَحِيَرا الرَّاهِبُ (1).
(د ع) بَحِيرا الرَّاهِب. رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل مبعثه، و آمن به.
روى ابن عباس أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو ابن ثماني عشرة سنة، و النبي ابن عشرين سنة، و هما يريدان الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلاً فيه سدرة قعد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في ظلالها، و مضى أبو بكر إلى راهب اسمه بحيرا يسأله عن شيء. فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال له: هذا و الله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى ابن مريم إلا محمد، فوقع في قلب أبي بكر اليقين و التصديق، فلما نبي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم اتبعه أبو بكر رضي الله عنه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
372- بَحِيرَا
(س) بَحِيرا. ذكره أبو موسى فيما استدركه على ابن منده، عن مقاتل أو غيره، قال: قدم إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع جعفر بن أبي طالب أربعون رجلاً، اثنان و ثلاثون من الحبشة، و ثمانية من الشام: بحيرا و أبرهة و الأشرف و تمام و إدريس و أيمن و نافع و تميم، فلو لم يكن عنده أن هذا غير الذي قبله لما استدركه؛ فإن الراهب قد ذكره ابن منده، و لأن الراهب لم يكن عاش إلى هذا الوقت غالباً. و الله أعلم.
373- بَحِيرٌ الأَنْمَارِيُّ (2)
بَحِير بغير ألف. هو الأنماري، قال ابن ماكولا: له صحبة و رواية عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو أبو سعد الخير، يرد ذكره في الكُنَى. ذكره ابْنُ سُمَيْعِ في الطبقات، روى عنه قيس بن حجر الكندي، و ابن لهيعة، و بكر بن مضر.
374- بَحِيرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ (3)
(د) بِحَير، مثله، هو ابن أبي ربِيعة، و اسمه عمرو بن المغِيرَة بن عَبْد الله بن عُمَر بن مخزوم القرشي المخزومي، كان اسمه بَحِيراً فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عبد الله، و هو والد عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر المشهور، و ابن عم خالد بن الوليد و أبي جهل بن هشام.
ص: 355
أخرجه ههنا ابن منده، و قد أخرجه الثلاثة في عبد الله بن أبي ربيعة.
375- بُحَيْنَةَ... (1)
(س) بُحَيْنة. قال الحافظ أبو موسى مستدركاً على ابن منده: ذكره عبدان، و روى بإسناده عن عبدان بن محمد، عن عباس بن محمد، عن أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة قال:
مربي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا منتصب أصلي بعد طلوع الفجر فقال: «لَا تُصَلُّوا هَذِهِ الصَّلَاةَ مِثْلَ قَبْلِ الظُّهْرِ وَ بَعْدَهَا، وَ اجْعَلُوا بَيْنَهُمَا فَضْلاً» (2).
قال: كذا رواه و ترجمه، و الصحيح ما أخبرنا و ذكر إسناده إلى السري بن يحيى، عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن بحينة.
قال: و كذلك رواه يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان و سمي ابن بحينة: أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة نحوه، قال: و بحينة اسم أمه، و ربما نسب إليها و إلى أبيه، و ههنا قد نسب إليهما جميعاً.
قلت: الصحيح هو الذي قاله أبو موسى، و هو ظاهر مشهور، و لا شك أنه قد سقط من أصل عبدان: «ابن» فظنه بحينة، و لم يكفه هذا حتى ظن الامرأة رجلاً؛ صارت العصا رَكوَة (3).
أخرجه أبو موسى.
376- بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الخَطَمِيُّ (4)
(د ع) بَدْر بن عَبْد الله الخَطمِي. و قيل: برير، و هو جد ملیح بن عبد الله بن بدر روی
ص: 356
مليح عن أبيه عن جده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «خَمْسٌ مِنْ سُنَن المُرْسَلَينِ: الحَيَاء وَ الحِلْمُ وَ الحَجَامَةُ وَ السَّوَاكُ و التَّعَطُّرُ» (1).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم؛ إلا أن ابن منده جعله سعدياً و جعله أبو نعيم خطمياً، و وهم ابن نده لأنه رأى مليح بن عبد الله السعدي فظنه حافد بدر، فنسبه كذلك، و مليح السعدي يروي عن أبي هريرة و مليح بن عبد الله بن بدر يروي عن أبيه عن جده و الحق مع أبي نعيم، ذكرهما الأمير أبو نصر بن ماكولا.
377- بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيُّ (2)
(د ع) بَدْر بن عَبْد الله المُزَنِيّ. روى عنه بكر بن عبد الله المُزَني أنه قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل محارب أو محارف (3) لا يَنْمَى لي مال، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «يَا بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ: بِسمِ اللهِ عَلَى نَفْسِي، بِسْمِ اللَّه عَلَى أَهْلِيَ وَ مَالِي، اللَّهُمَّ رَضِّني بِمَا قَضَيْتَ لِي، وَ عَافِنِي فِيمَا أَبْقَيْتَ، حَتَّى لَا أُحِبُّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَ لَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلَتُ» (4). فكنت أقولهن، فأثمر الله مالي، و قضى عني ديني، و أغناني و عيالي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
378- بَدْرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (5)
(س) بدْر أبو عبْد الله مَوْلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، قال: و قرأته على جعفر بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن أبيه مولى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
قضی رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالدين قبل الوصية، و أن الإخوة من الأب و الأم يتوارثون دون
ص: 357
الإخوة من الأب». و رواه إسحاق الطباع، و رواه ابن الجراح، عن محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر، عن ابن عمر.
أخرجه أبو موسى.
379- بُدَيلُ بْنُ سَلَمَةَ (1)
(ب س) بُدَيْل بن سَلَمة بن خَلف بن عَمْرو بن الأحَبَّ بن مِقْباس بن حَبْتَر بن عَدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، و هو لحيّ بن حارثة الخُزَاعي السَّلولي، و هو بديل ابن أم أصرم هي بنت الأجحم بن دِنْدِنَة بن عمرو بن القين بن رِزَاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة من خزاعة أيضاً، و أمها: حية بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي. و عرف بديل بأمه. هكذا نسبه هشام بن الكلبي، تجتمع هي و ابنها في كعب بن عمرو و هي عمة أبي مالك أسيد بن عبد الله بن الأجحم، و يجتمع هو و عمرو بن الْحَمِق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين في: عمرو.
و بديل هو الذي بعثه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و بعث معه بسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفر هم لغزو مكة، أخرجه أبو عمر.
و أخرجه أبو موسى على ابن منده، فقال: بديل بن عبد مناف بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقابس بن حنين، و ساق باقي النسب كما ذكرناه، ثم قال في آخره: و هذه الأسامي التي أوردتها لا أتحققها، و هذا من مثل ذلك الإمام غريب؛ فإنها قد ذكرها ابن الكلبي، و ابن عبد البر، و الأمير أبو نصر كما ذكرناه.
فأما قوله: مقابس، بتقديم الألف على الباء، فليس كذلك، و إنما هو مقباس.
و قوله: حنين بنونين فليس كذلك و إنما هو: حبتر بحاء مهملة و باء موحدة و تاء فوقها نقطتان و آخره راء.
بديل: بضم الباء و فتح الدال المهملة.
و أسيد: بفتح الهمزة و كسر السين.
وحية: بالياء تحتها نقطتان.
و الأجحم: بتقديم الجيم على الحاء المهملة قاله: الأمير أبو نصر.
ص: 358
380- بُدَيْلُ بْنُ عُمَرَو الأَنْصَارِيُّ (1)
(د ع) بُدَيْل، مثله، هو ابن عَمْرو الأنْصارِيّ الخَطْمِيّ، له صحبة. روى حليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بن عمرو الخطمي، قال: عرضت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رقية الحية، فأذن لي فيها و دعا فيها بالبركة.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
و قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.
381- بُدَيْلَ بْنُ كُلْثُومٍ (2)
(د) بُدَيْل بن كُلْثُوم الخُزَاعِيّ، و قيل: عمرو بن كلثوم، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في عهد خزاعة لما غدرت بهم قريش، و أنشده: [الرجز]
*لَا هُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدا*
أخرجه ابن منده وحده.
فأما قوله: و قيل عمرو بن كلثوم فلا أعرفه، و كان يجب عليه أن يذكره في عمرو بن كلثوم، فلم يذكره و إنما هو عمر و بن سالم بن كلثوم، فأسقط الأب.
382- بُدَيْلُ بْنُ مَارِيَةَ (3)
(د ع) بُدَيْل، مثله، هو ابن مارية، مولى عمرو بن العاص السهمي، روى عنه المطلب بن أبي وداعة و ابن عباس قصة الجام، لما سافر هو و تميم الداري، و عديّ بن بداء، هكذا أورده ابن منده، و أبو نعيم.
بديل: بضم الباء و فتح الدال المهملة، و الذي ذكره الأئمة في كتبهم: بُزيل بضم الباء و بالزاي، و نحن نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
383- بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ (4)
(ب د ع) بُدَيْل بن وَرْقَاء بن عَمْرو بن ربِيعةَ بن عبد العُزَّى بن رَبيعة بن جُزَيّ بن
عامر بن مازن الخزاعي. كذا نسبه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 359
و قال ابن الكلبي: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة و هو لُحَيّ الخُزَاعي؛ كذا نسبه ابن الكلبي.
و قال أبو عمر: بديل من ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي.
و ساق ابن ماكو لا نسبه إلى جزيّ مثل هشام، و ما فوق جزي متفق عليه عند الجميع.
قال ابن منده و أبو نعيم: تقدم إسلامه.
و قال أبو عمر: أسلم هو و ابنه عبد الله و حكيم بن حزام، يوم فتح مكة بمر الظهران، في قول ابن شهاب.
قال: و قال ابن إسحاق: إن قريشاً يوم فتح مكة لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، و دار مولاه رافع، و شهد بديل و ابنه عبد الله حنيناً و الطائف و تبوك، و كان من كبار مسلمة الفتح.
قال: و قيل أسلم قبل الفتح.
أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي، فيما أذن لي، بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بدیل بن ورقاء قال: حدثني أبي محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه محمد بن بشر، عن أبيه بشر بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن سلمة، عن أبيه سلمة قال:
دفع إلى أبي بديل بن ورقاء الكتاب، و قال: يا بني، هذا كتاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاستوصوا به فلن تزالوا بخير ما دام فيكم:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء (1)، وَ سَرَوات بني عمرو، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني لم آثم بالكم (2) و لم أضع في جنبكم، و إن أكرم أهل تِهَامة عليَّ أنتم، و أقربهم لي رحماً و من معكم من المُطَيَّبين، و إني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، و لو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمراً أو حاجاً، و إني لم أضع فيكم إذا سلمت، و إنكم غير خائفين من قبلي و لا محصرين».
هذا حديث غريب، و كان الكتاب بخط علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، و توفي
ص: 360
بدیل بن ورقاء قبل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمره أن يحبس النِّساء و الأموال بالجِعِرَّانَةَ معه حتى يقدم. يعني التي غنمها من حُنَين.
أخرجه الثلاثة.
384- بُدَيْلٌ.. (1)
(د ع) بُدَيْل، غير منسوب. عداده في أهل مصر، روى حديثه موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن بديل قال: «رَأَيْتُ الَّنبِيَّ صلّى الله عليه و آله و سلّم يَمْسَحُ عَلَى الخُفَّيْنِ».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
385- بُدَيْلٌ (2)
(د ع) بُدَيْل، غیر منسوب، انفرد ابن منده بإخراجه، و قال: أخرج في الصحابة، و ذكره أهل المعرفة في التابعين، و روى عنه: «كان كُمُّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى الرُّسُغَينِ».
386- بَذِيمةُ (3)
(د) بَذِيمة والد عليّ، ذكره يحيى بن محمد بن صاعد فيمن سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و روى عن أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن ثعلبة، عن علي بن بذيمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ قَالَ ...» و ذكر حديثاً في الدعاء كذا أخرجه ابن منده وحده مختصراً.
بذيمة: بفتح الباء و كسر الذال المعجمة.
قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بذيمة في الصحابة، و هو وهم؛ قاله في بريل الشهالي.
387- بَرُّ بْنُ عَبْدِ الله (4)
بَرُّ بن عَبْد الله أبو هِنْد الدَارِيّ. له صحبة و رواية عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و يرد ذكره في الكنى أتم من هذا.
ص: 361
قاله الأمير أبو نصر.
388- البَرَاءُ بْنُ أَوْسٍ (1)
(ب د ع) البَرَاءُ بن أوْس بن خَالِد. شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إحدى غزواته، و قاد معه فرسین، فضرب له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الخمسة أسهم؛ قاله ابن منده و أبو نعيم.
و أما أبو عمر فإنه قال: البراء بن أوس بن خالد بن الجَعْد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غَنْم بن عدي بن النجار، هو أبو إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من الرضاعة؛ لأن زوجته أم بردة أرضعته بلبنه.
و إن كانا واحداً، و هو الظاهر، و إلا فهما اثنان، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
389- البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ (2)
(ب د ع) البَرَّاءُ بن عازب بن الحَارث بن عَدِي بن جُشَم بن مجْدعةَ بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عمرو، و قيل أبا عمارة، و هو أصح.
رده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن بدر، استصغره، و أول مشاهده أحد، و قيل الخندق، و غزا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أربع عشرة غزوة.
و هو الذي افتتح الري سنة أربع و عشرين صلحاً أو عنوة، في قول أبي عمرو الشيباني، و قال أبو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة اثنتين و عشرين، و قال المدائني: افتتح بعضها أبو موسى، و بعضها قَرَظَة بن كعب، و شهد غزوة تُسْتَر مع أبي موسى، و شهد البراء مع علي بن أبي طالب الجمل و صفين و النهروان، هو و أخوه عبيد بن عازب، و نزل الكوفة و ابتنى بها داراً، و مات أيام مصعب بن الزبير.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:
استصغرني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنا و ابن عمر، فردنا يوم بدر فلم نشهدها. و رواه عمار بن
ص: 362
رُزَيق، عن أبي إسحاق، فقال: عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء نحوه، و زاد: «و شهدنا أحداً»، تفرد عمار بذكر عبد الرحمن بن عوسجة.
و قد رواه شعبة و الثوري و زهير وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء:
أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب غيلان. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي. أخبرنا عَبْثَر، عن برد أخي يزيد بن زياد، عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم:
«مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَ مَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ».
و كان البراء يقول: أنا الذي أرسل معه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم السهم إلى قليب الحديبية فجاش بالريِّ، و قيل إن انذي نزل بالسهم ناجية بن جُنْدَب، و هو أشهر.
أخرجه الثلاثة.
رُزَيق: بتقديم الراء على الزاي.
390- البَرَاءُ بْنُ قَبِيصَةَ (1)
(س) البَرَاء بن قَبِيصَة. قال أبو موسى: ذكره عبدان المروزي، و قال: رأيته في التذكرة، و لا أعلم له صحبة.
استدركه أبو موسى على ابن منده، و ليس له فيه حجة؛ لأن الذي ذكره عنه لا تعرف له صحبة، و أظنه البراء بن قبيصة بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن مُعَتِّب الثقفي، و الله أعلم، و لا أعلم لقبيصة صحبة.
معتب: بضم الميم، و فتح العين المهملة، و تشديد التاء، فوقها نقطتان.
391- البَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ (2)
(ب د ع) [البَراء بن مَالك بن النَّضْرِ الأَنْصَارِي].
ص: 363
تقدم نسبه عند أخيه أنس بن مالك، و هو أخوه لأبيه و أمه، و [شهد أحداً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلا بدراً، و كان شجاعاً مقداماً، و كان يكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين؛ فإنه مهلكة من المهالك، يقدم بهم].
و لما كان يوم اليمامة، و اشتد قتال بني حنيفة على الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم، فقاتلهم على باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين، فدخل المسلمون، فقتل الله مسيلمة، و جرح البراء يومئذ بضعاً و ثمانين جراحة ما بين رمية و ضربة، فأقام عليه خالد بن الوليد شهراً حتى برأ من جراحه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، و إبراهيم بن محمد بن مهران، و غيرهما، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا ثابت و علي بن زيد، [عن أنس بن مالك أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ لَا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ البَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ» (1).
فلما كان يوم تستر، من بلاد فارس، انكشف الناس فقال له المسلمون: يا براء: أقسم على ربك، فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم، و ألحقتني بنبيك، فحمل و حمل الناس معه، فقتل مَرْزبان الزارة، من عظماء الفرس، و أخذ سلبه، فانهزم الفرس، و قتل البراء]، و ذلك [سنة عشرين في قول الواقدي، و قيل: سنة تسع عشرة و قيل: سنة ثلاث و عشرين، فقتله الهرمزان].
و كان حسن الصوت يحدو بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في أسفاره، فكان هو حادي الرجال، و أنجشة حادي النساء، و قتل البراء على تستر مائة رجل مبارزة سوى من شَرك في قتله.
أخرجه الثلاثة.
392- لبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ (2)
(ب د ع) البَراء بن مَعْرُور بن صَخر بن خَنْسَاء بن سِنَان بن عُبَيْد بن عديّ بن غَنْم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جُشَم بن الخزرج الأنصاري
ص: 364
الخزرجي السلمي، كنيته: أبو بشر، و أمه: الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، عمه سعد بن معاذ.
كان أحد النقباء، كان نقيب بني سلمة، و أول من بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة العقبة الأولى في قول، و أول من استقبل القبلة، و أوصی بثلث ماله، و توفي أول الإسلام على عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و روى كعب بن مالك، و كان فيمن بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة العقبة، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، و قد صلينا و فقهنا، و معنا البراء بن معرور كبيرنا و سيدنا، فقال البراء لنا يا هؤلاء قد رأيتُ أن لا أدع هذه البَنِيَّة، يعني الكعبة، مني بظهر و أن أصلي إليها، قال: فقلنا و الله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام، و ما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصل إليها، قال: قلنا له: لكنا لا نفعل، قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام و صلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى أسأله عما صنعت في سفرى هذا، فإنه و الله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه.
قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و كنا لا نعرفه و لم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا إليه، قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، و قد هداني الله عز و جل للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البَنِيَّة مني بظهر، فصليت إليها، و قد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا رسول الله؟ قال «و لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبَلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا» (1) قالَ: فَرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فصلى معنا إلى الشام.
قال: و أهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات و ليس ذلك كما قالوا؛ نحن أعلم به منهم.
قال: فخرجنا إلى الحج، فواعدنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فجاء، و جاء معه العباس، يعني عمه، قال: فتكلم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم أنت يا رسول الله، فخذ لنفسك و لربك عز و جل فتكلم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فتلا القرآن، و دعا إلى الله عز و جل وَ رَغَّبَ في الإسلام، و قال: «أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَ أَبْنَاءَكُمْ» (2). قال: فأخذ البراء بن معرور بيده و قال: و الذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزُرَنا (3) فبايعنا رسول الله، فنحن _ و الله _ أهل الحَلْقَة (4) ورثناها كابراً عن كابر.
ص: 365
قال: فاعترض القولَ _ و البراء يكلم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم _ أبو الهيثم بن التَّيِّهان حليف بني عبد الأشهل، فكان البراء أول من ضرب على يد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثم تتابع القوم.
و توفي في سفر قبل قدوم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم المدينة مهاجراً بشهر، فلما قدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أتى قبره في أصحابه، فكبَّر عليه، و صلى و كبَّر أربعاً، و لما حضره الموت أوصى أن يدفن و نستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك».
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام، فإذا نسبت إليه فتحتها.
و تزيد: بالتاء فوقها نقطتان، و بالزاي.
و معرور: بالعين المهملة.
و ساردة: بالسين المهملة، و الراء و الدال المهملة.
393- بِرْحُ بْنُ عُسْكَرٍ (1)
(د ع) بِرْح بنُ عُسْكر بن وتَّار. قاله ابن منده و أبو نعيم و قالا: إنه وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّمله و شهد فتح مصر، عن ابن يونس.
و قال ابن ماكولا: و أما برح بكسر الباء المعجمة بواحدة، و سكون الراء، و بالحاء المهملة، فهو: برح بن عسكر بن وتار بن كرع بن حضرمي بن النعمان بن مهري بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر، و اختط بها و سکنها، و هو معروف من أهل مصر، و قال: قال ابن يونس: و رأيت في بعض الكتب القديمة في النسب القديم خط ابن لهيعة: برح بن عسكر و ذكر نسبه الذي ذكرناه . . كذا ضبطه ابن ماكولا بالعين، و الكاف المضمومتين، و الله أعلم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
394- يَرْذَعُ بْنُ زَيْدِ الجُذَامِيُّ (2)
(د ع) بَرْدَعُ بن زَيْد الجُذَامِي. أخو رفاعة بن زيد، نزل بيت جبرين بالشام.
روی حدیثه محمد بن سلام بن زيد بن رفاعة بن زيد الرفاعي من بني الضبيب. عن أبيه
ص: 366
سلام، عن أبيه زيد، عن أبيه رفاعة بن زيد قال: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنا و جماعة من قومي، و كنا عشرة، فذكر رجوعه إلى قومه، و إسلام برذع و سويد».
أخرجه ابْنُ مَنْدَه وَ أَبُو نُعَيمٍ.
395- بَرْذَعُ بْنُ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ (1)
بَرْذَع بن زيد بن النَّعْمان بن زَيْد بن عامر بن سواد بن ظَفَر الأنصاري الأوسي. شهد أحداً و ما بعدها، و هو ابن أخي قتادة بن النعمان، و هو شَاعِرٌ، قاله ابن ماكولا و هذا غير الذي قبله، لأن هذا أنصاري و الأول جذامي، و هذا قديم الإسلام، و الأول متأخر الإسلام.
396- بُرْزُ بْنُ قَهْطَمٍ (2)
بُرْز، و قيل: بلز، و قيل: مالك، و قيل: رزن بن قهطم أبو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكني، و غيرها.
397- بَرِيحُ بْنُ عَرْفَجَة (3)
(د ع) بَرِيح بن عَرْفَجَة أو عَرْفَجة بن بَرِيح. قال ابن منده: هكذا قاله عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث بن أبي سليم، عن زياد بن عَلَاقَة، عن بريح بن عرفجة أو عرفجة بن بريح، شك المحاربي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «سَتَكُونُ بَعْدِي هَنَاتٌ وَ هَنَاتٌ» (4).
رواه غيره عن ليث بإسناده، فقال: عن عرفجة بن شريح، و هو الصواب، و قيل: عرفجة بن ضريح، قاله ابن منده و قال أبو نعيم و ذكره: هكذا حكى، و هو وهم؛ و إنما هو عرفجة بن ضريح أو ضريح بن عرفجة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
398- بُرَيْدَةُ بْنُ الحُصَيْبِ (5)
(ب د ع) بُرَيْدَة بن الحُصَيْب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن
ص: 367
عَدِيّ بن سَهْم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمر بن عامر الأَسلمي، يكنى: أبا عبد الله، و قيل: أبا سهل و قيل: أبا الحصيب، و قيل: أبا ساسان، و المشهور: أبو عبد الله.
أسلم حين مر به النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مهاجراً، هو و من معه، و كانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم العشاء الآخرة فصلوا خلفه، و أقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعد أحد، فشهد معه مشاهده، و شهد الحديبية، و بيعة الرضوان تحت الشجرة، و كان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، و ابتنى بها داراً، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات و دفن بها، و بقي ولده بها.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المُصَيْصِيّ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا ابن ناجية الخراساني، حدثنا أبو طيبة عبد الله بن مسلم، عن عبد الله بن بُرَيْدة، عن أبيه قال: قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ أَصْحَابِي يَمُوتُ بِأَرْض إِلَّا كَانَ قَائِداً وَ نُوراً لَهُمْ يَومَ القِيَامَةِ» (1).
و روی عبد بن بريدة عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال له و للحكم بن عمر و الغفاري: «أَنْتُما عَيْنَانِ لِأَهْلِ المَشْرِقِ» فَقَدمَا مَرْوَ، و ماتا بها.
و قال عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يتفاءل و لا يتطير، فركب بريدة في سبعين
ص: 368
راكباً من أهل بيته من بني سهم، فلقي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فَقَالَ لَهُ: «مِمَّنْ أَنْتَ»؟ قَالَ: مِنْ أَسْلَمَ، فقال لأبي بكر: «سَلِمْنَا»، ثم قال: «مِنْ بَنِي (1) مَنْ»؟ قال: من بني سهم، قال: «خرج سهمك».
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران. و أبو جعفر بن أحمد و غيرهما، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن حميد، أخبرنا زيد بن الحباب و أبو تُميْلة، عن عبد بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و عليه خاتم من حديد، فقال: «مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ»؟ ثم جاءه و عليه خاتم من صُفر فقال: «مَا لِي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ الأَصْنَامِ»؟ ثم أتاه و عليه خاتم من ذهب، فقال: «مَا لِي أَرَى عَلَيْكَ حِلْيَةَ أَهْلِ الجَنَّةِ»؟ قال: من أي شيء أتخذه؟، قال: «مِنْ وَرِقِ وَ لَا تُتِمَّهُ مِثْقَالا» (2).
و أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا الرئيس أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو علي الحسن المذكر أخبرنا أحمد بن مالك أبو بكر، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا روح، عن علي بن سويد بن مُنْجَوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم علياً إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس، و قال روح مَرَّةً: ليقبض الخمس، قال: و أصبح علي و رأسه يقطر، قال: فقال خالد لبريدة: ألا ترى إلى ما يصنع هذا؟ قال: فلما رجعت إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أخبرته بما صنع علي، قال: و كنت أبْغِضُ علياً فقال: «يَا بُرَيْدَةُ، أَ تُبْغِضُ عَلِيّاً (3)؟ قال»: قلت: نعم، قال: «فَلَا تُبْغِضُه و قال روح مرة: فَأَحِبَّهُ، فَإِنَّ لَهُ فِي الخُمُسِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ».
أخرجه الثلاثة.
الحُصَيْب: بضم الحاء المهملة، و فتح الصاد.
و بريدة: بضم الباء الموحدة، و فتح الراء، و بعد الدال المهملة هاء.
و رزاح: قد ضبطه ابن ماكولا في باب رزاح: بكسر الراء و بعدها زاي ثم ألف و حاء مهملة و ضبطه هو أيضاً في باب رياح بكسر الراء و بالياء تحتها نقطتان و بعد الألف حاء مهملة، و لا شك قد اختلف العلماء فيه، فنقله على ما قالوه.
ص: 369
و أفصى: بالفاء الساكنة، و بالصاد المهملة المفتوحة.
399- بُرَيْدَةُ بْنُ سُفَيَانَ الأَسْلَمِيُّ (1)
(س) بُرَيْدة بن سُفْيان الأَسْلَمِيّ. ذكره عبدان، و قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا هارون بن معروف، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي؛ أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث عاصم بن عديّ، و زيد بن الدَّثِنَة، و خُبَيْب بن عديّ، و مَرْثَد بن أبي مرثد، يعني إلى جماعة من بني لحيان بالرجيع، فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم عهداً إلا عاصماً فإنه أبى، و قال: «لَا أَقْبَلُ اليَوْمَ عَهْداً مِنْ مُشَرِكٍ». و ذكر الحديث.
قال أبو موسى: هكذا رواه، و أورده، و المحفوظ في هذا الحديث: عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، و أما بريدة بن سفيان فرجل ليس من الصحابة، و ليس هو أيضاً بذاك في الرواية، إلا أن يكون هذا غير ذاك.
قلت: هكذا ذكر عاصم بن عدي، و هو خطأ؛ و إنما هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، و أما عاصم بن عدي فمن بني العجلان، و هو أيضاً أنصاري، و توفي سنة خمس و أربعين، و لم یقتل في عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه أبو موسى.
400- بُرَيْرُ بْنُ جُنْدَبٍ (2)
بُرَيْر بن جُنْدَب. و قيل: ابن عِشْرِقَةَ أبو ذَر الغِفَارِيّ؛ قد اختلف في اسمه، و سيرد ذكره في جندب، و في الكنى إن شاء الله تعالى.
برير: بضم الباء و فتح الراء، و بعد الياء تحتها نقطتان، راء ثانية،
ص: 370
401- بُرَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (1)
(ب د ع) بُرَيْر مثله، هو برير بن عبد الله، و يقال: بَرُّ بن عبد الله بن رُزَين بن عُمَيْث بن ربيعة بن دَرَّاع بن عديّ بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نُمَارَة بن لَخْم، و هو مالك بن عديّ بن الحارث بن مرة بن أدَد، أبو هند الداري، أخو تميم و الطيب، سماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عبد الله، و سكن فلسطين بالبيت المقدس.
روى مكحول الشامي عن أبي هند عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءِ وَ سُمْعَةٍ رَاءَى الله بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَ سَمَّعَ» (2).
و روى زياد بن أبي هند عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي و يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي، فَلْيَلْتَمِسُ لَهُ رَبِّاً غَيْرِي» (3). قال أبو عمر: لا يوجد هذا الحديث إلا عند ولده، و ليس إسناده بالقوي.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أبي نعيم و ابن منده أنه أخو تميم و الطيب وَهْمٌ، و هما حكما على أنفسهما بالغلط في كتابيهما؛ فإنهما ذكرا في تميم الداري أنه تميم بن أوس، و يجتمع هو و أبو هند في دَرَّاع بن عديّ، فكيف يكون أخاه، و يجتمعان في الأب الخامس؟ و لا شك أنهما لم يريدا أخاً في القبيلة؛ لأنه لا وجه لتخصيصه، و إنما يقال: أخو تميم و أخو بني فلان، و أما الطيب ففيه اختلاف، قال هشام بن الكلبي: إنه أخو أبي هند؛ و أما أبو عمر فلم يقع في هذا الوهم بل قال بعد ذكر نسبه: يقال: اسم أبي هند الطيب، و قيل: إن الطيب أخوه، قال: و قال البخاري: برير بن عبد الله أبو هند أخو تميم الداري، كان بالشام سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هذا مما غلط فيه البخاري غلطاً لاخفاء به عند أهل العلم بالنسب، و ذلك أن تميماً ليس بأخ لأبي هند؛ و إنما يجتمع هو و أبو هند في دَرّاع بن عديّ، و ساق نسبهما كما ذكره ابن منده و أبو نعيم، فظهر الوهم، و قال: هكذا نسبهما ابن الكلبي و خليفة و جماعتهم.
402- بُرَيْرٌ أَبُو هُرَيْرَةَ (4)
(د ع) بُرَيْر أبو هُرَيْرَة. سماه مَرْوَان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز: بريراً، و لم يتابع عليه، قال أبو نعيم: هذا وهم؛ أراد أن يقول: اسم أبي هند برير، و قد اختلف في اسم أبي
ص: 371
هريرة اختلافاً كثيراً، و يرد ذكره في الأبواب التي سمي بها، و إنما نستقصي ذكره عند كنيته؛ فإنها أشهر من جميع أسمائه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
403- بُرَيْلٌ الشَّهَّالِيُّ (1)
(د ع) بُرَيْل الشّهالي. قال ابن منده: ذكر في الصحابة، و لا يثبت، و روى بإسناده عن بقيه، عن أبي عمر و السلفي، عن بريل الشهالي، قال: «مر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم برجل يعالج طعاماً لأصحابه، فآذاه و هج النار، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: لَنْ يُصِيبَكَ حَرُّ جَهَنَّمَ بَعْدَهَا» (2). قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بريلاً الشهالي في الصحابة، و هو وَهُمٌ.
قلت: و قد قال ابن منده: لا يثبت، يعني أنه من الصحابة، و قد ذكره ابن منده و أبو نعيم في الباء كما ذكرناه، و قال ابن ماكولا: و أما نزيل، أوله نون مضمومة فهو نزيل الشهالي، و يقال الشاهلي؛ شيخ له حكاية في الرباط، روى عنه شيخ يقال له: أبو عمرو في عداد المجهولين من شيوخ بقية، و قال أبو سعد السمعاني: السُّلَفِيُّ بضم السين: بطن من الكَلَاعِ من حمیر.
404- بَزِيعٌ الأَزْدِيُّ (3)
(س) بَزِيع الأزْدِي، والد عباس، ذكره عبدان، و قال: لم يبلغنا نسبه و لا ندري سمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أو و هو مرسل؟ روى عنه ابنه العباس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «قَالَتْ الجَنَّةُ: يَا رَبِّ زَيَّنْتَنِي فَأَحْسَنْتَ زِينَتِي، فَأَحْسِنُ أَرْكَانِي، فَأَوْحَى اللَّه، تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، إِلَيْهَا أَنِّي قَدْ حَشَوْتُ أَرْكَانَكِ بِالحَسَنِ وَ الحُسَيْنِ وَ جَنْبَيْكَ بِالسُّعُودِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَ عِزَّتِي وَ جَلَالي لَا يَدْخُلُكِ مُرَاءِ وَ لَا بخيلٌ» (4).
أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده. و قال هذا حديث غريب جداً.
ص: 372
405- بَسْبَسٌ الجُهَنِيُّ (1)
(ب د ع) بَسْبَس الجُهَنِي الأنصَاري. من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ، حليف لهم، قال عروة بن الزبير: هو من بني طريف بن الخزرج شهد بدراً، قاله الزهري هذا جميع ما ذكره ابن منده.
و أما أبو نعيم فقال: بسبس الأنصاري الجهني، و قيل: بسبسة ابن عمرو، و لم يزد في نسبه على هذا.
و قال أبو عمر: بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان
الذبياني، ثم الأنصاري، قال: و يقال بسبس بن بشر، شهد بدراً.
و نسبه ابن الكلبي مثله و زاد بعد ذبیان: ابن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، و عداده في الأنصار، و له يقول الراجز:
*أقِمْ لَهَا صُدُورَهَا يَا بَسْبَسُ (2)*
أ ه_ كلام الكلبي.
قالوا: و شهد بدراً؛ قال أبو عمر و أبو نعيم عن أنس قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بسبس، و قيل: بسبسة، مع عَدِي بن أبي الزَّغْبَاء إلى عِير أبي سفيان، فعاد إليه، فأخبره فسار إلى بدر.
أخرجه الثلاثة.
قلت: ليس بين قولهم إنه من بني ساعدة و بين قولهم هو من بني طريف بن الخزرج تناقض؛ فإن طريفاً هو ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، و طريف بطن من بني ساعدة.
406- بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةٍ (3)
(ب د ع) بُسْر بضم الباء و سكون السين هو بُسْر بن أرْطَاة و قيل: ابن أبي أرطاة، و اسمه
ص: 373
عمرو بن عُوَيْمِر بن عِمْران بن الحُلَيْس بن سَيَّار بن نِزَار بن مُعَيْص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كنانة و قيل: أرطاة بن أبي أرطاة و اسمه عمير، و الله أعلم. يكنى أبا عبد الرحمن و عداده في أهل الشام.
قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بسنتين، و قال يحيى بن معين، و أحمد بن حنبل و غيرهما: قبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو صغير، و قال أهل الشام: سمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو أحد من بعثه عمر بن الخطاب مدداً لعمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضاً فمن ذكره فيهم قال: كانوا أربعة: الزبير، و عمير بن وهب، و خارجة بن حذافة، و بسر بن أرطاة، و الأكثر يقولون: الزبير و المقداد، و عمير، و خارجة. قال أبو عمر: و هو أولى بالصواب، قال: و لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي، مناولة، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن صالح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حيوة، عن عَيَّاش بن عباس القِتْبَاني، عن شُيَيْم بن بيتان، و يزيد بن صبح الأصبحي، عن جنادة بن أبي أمية قال: كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر، فأتى بسارق يقال له: مصدر، قد سرق، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «لَا تُقْطَعُ الأَيْدِي (1) في السفر».
و شهد صفين مع معاوية، و كان شديداً على علي و أصحابه:
قال أبو عمر: كان يحيى بن معين يقول: لا تصح له صحبة، و كان يقول: هو رجل سوء و ذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار و أهل الحديث أيضاً؛ من ذبحه عبد الرحمن وَقُثَم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، و هما صغيران، بين يدي أمهما، و كان معاوية سيَّره إلى الحجاز و اليمن ليقتل شيعة علي و يأخذ البيعة له، فسار إلى
ص: 374
المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة و سار إلى اليمن، و كان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملاً لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فهرب عبيد الله، فنزلها بسر ففعل فيها هذا، و قيل: إنه قتلهما بالمدينة، و الأول أكثر.
قال: و قال الدارقطني: بسر بن أرطاة له صحبة، و لم تكن له استقامة بعد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول:
ها من أحس بَنِيَّ اللذين هما *** كالدرتين تَشَظَّى عنهما الصدف (1)
الأبيات، و هي مشهورة، ثم وسوست؛ فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، ثم تهيم على وجهها. ذكر هذا ابن الأنباري. و المبرد، و الطبري، و ابن الكلبي، و غيرهم، و دخل المدينة، فهرب منه كثير من أهلها منه: جابر بن عبد الله، و أبو أيوب الأنصاري، و غيرهما و قتل فيها كثيراً. و أغار على همدان بالیمن، و سبی نساءهم، فكنّ أول مسلمات سبين في الإسلام، و هدم بالمدينة دوراً، و قد ذكرت الحادثة في التواريخ، فلا حاجة إلى الإطالة بذكرها.
قيل: توفي بسر بالمدينة أيام معاوية، و قيل: توفي بالشام أيام عبد الملك بن مروان، و كان قد خَرِف آخر عمره.
أخرجه الثلاثة.
407- بُسْرُ بْنُ أَبِي بُسْرِ المَازِنِيُّ (2)
(ب د ع) بُسْر _ مثله أيضاً _ و هو بُسْر بن أبي بُسْر المَازِنيّ.
قال أبو سعد السمعاني: هو من مازن بن منصور بن عِكْرِمة بن خَصَفَة بن قيس عَيْلان روي عنه ابنه عبد الله قال: «جاء النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فنزل على أبي، فأتاه بطعام و سَوِيق و حَيْس (3) فأكل، و أتاه بشراب فشرب، فناول مَنْ عن يمينه، و أتى بتمر فأكل، و كان إذَا أكل التمر ألقى التمر على ظهر أصبعيه، يعني السبابة و الوسطى، فلما ركب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جاء أبي فأخذ بلجامه فقال: يا رسول الله، ادع الله لنا، فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتُهُمْ، وَ اغْفِرْ لَهُمْ وَ أَرْحَمْهُمْ» (4).
ص: 375
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: السلمي و قيل: المازني نزل عندهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و دعا لهم، و هو والد عبد الله بن بسر، روى عنه ابنه عبد الله بن بسر، و ليس من الصَّمَّاء في شيء. و قد جعله في ترجمة الصماء أخاها.
و قال الأمير أبو نصر بن ماكولا: بسر، و عبد الله بن بسر أبو صَفْوان، و أخوه عطية، و أختهم الصماء لهم صحبة، و هم من بني سليم من بني مازن و قد ذكره ابن أبي عاصم في بني سليم، و الله أعلم.
408- بُسْرُ بْنُ جِحَاشْ (1)
(ع) بُسْرُ بن جِحَاش القُرشي. عداده في الشاميين.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني حَرِيز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش «أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بزق في كفه، يوماً، فوضع عليها إصبعه، ثم قال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَنْ تُعْجِزَنِي، وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَ عَدَلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَينِ وَ لِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ فَجَمَعْتَ وَ مَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِي قُلْتَ: أَ تَصَدَّقُ وَ أَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟» (2)
أخرجه أبو نعيم ها هنا، و أخرجه أبو نعيم و أبو عمر في بشر بالباء، و الشين المعجمة، و يرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
لا يعرف له عقب.
الوئيد: هو صوت شدة المشي، حريز: بالحاء المهملة المفتوحة، و كسر الراء و بعدها ياء تحتها نقطتان، و آخره زاي، و نفير: بالنون و الفاء.
ص: 376
409- بُسْرٌ الأَشْجَعِيُّ (1)
(د ع) بُسْر بالسين المهملة أيضاً هو ابن راعي العير الأشجعي، روى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما رأى رجلاً يقال له: بسر بن راعي العير يأكل بشماله، فقال له: «كُلْ بِيَمِينِكَ»، قال: لا أستطيع، قال: «لَا اسْتَطَعْتَ»، قال: فما وصلت يمينه بعد إلى فيه».
أخرجه أبو نعيم و ابن منده.
قال أبو نصر بن ماكولا: بسر يعني بالباء الموحدة، و السين المهملة: بسر بن راعي العير الذي أمره النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يأكل بيمينه، فقال: لا أستطيع (2). و لم يذكر فيه اختلافاً على عادته في الأسماء المختلف فيها.
410- بُسْرُ السُّلَمِيُّ (3)
بُسْر، مثله، أبو رافع السلمي، قاله ابن ماكولا في بُشَيْر بضم الباء الموحدة، و فتح الشين المعجمة، قال: بشير السلمي عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حِبْسِ سَيَلَ (4)» (5).
روى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير، و في اسمه أيضاً اختلاف، فقيل ما ذكرناه، و قيل: بشير، يعني بفتح الباء، و قيل: بشر، يعني بغير ياء، و قيل: بسر بضم الباء و بالسين المهملة، و يذكر في مواضعه.
411- بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ (6)
(ب د ع) بُسْر، مثله، هو ابن سفيان بن عمرو بن عُوَيْمر بن صِرْمة بن عبد الله بن قُمَير بن حُبْشِيَّة بن سَلُول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، و هو لُحَيّ، الخزاعي الكعبي.
كان شريفاً، كتب إليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يدعوه إلى الإسلام، له ذكر في قصة الحديبية، و هو الذي لقي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما اعتمر عمرة الحديبية، و ساق معه الهَدْيَ، فأخبره أن قريشاً خرجت
ص: 377
بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، الحديث، و أسلم سنة ست من الهجرة، و شهد الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه الثلاثة.
قوله: العوذ المطافيل: يريد النساء و الصبيان، و العوذ: في الأصل جمع عائذ: و هي الناقة إذا وضعت، و بعدما تضع أياماً حتى يقوى ولدها، و المطافيل: جمع مطفل و هي الناقة التي معها ولدها.
قمیر: بضم القاف و بعد الميم و الياء راء، و حبشية: بضم الحاء المهملة و سكون الباء الموحدة و كسر الشين المعجمة.
412- بُسْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ (1)
بُسْر _ مثله _ أيضاً هو بسر بن سليمان، روت عنه ابنته سَعْيَة أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و صليت خلفه. هكذا قاله الأمير أبو نصر.
سعية: بفتح السين، و سكون العين المهملتين، و فتح الياء تحتها نقطتان.
413- بُسْرُ بْنُ عصمَةَ (2)
بُسْر، مثله، أيضاً هو ابن عصمة المُزِني أحد بني ثَوْر بن هُذْمَة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أحد سادات بني مزينة، يقال: له صحبة، و روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ آذَى جُهَيْنَةَ فَقَدُ أَذَانِي». ذكر ذلك الآمدي، قاله ابن ماكولا.
414- بُسْرُ بْنُ مِحْجَنٍ (3)
(د ع) بُسْر، مثله أيضاً، و هو ابن مِحْجَن الدُّؤَليّ.
سكن المدينة، روی عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي أنه قال: «صليت الظهر في منزلي، ثم مررت بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم أصلّ، فذكرت ذلك له فقال: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّي مَعَنَا»؟ قلت: صليت، قال: «وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ
ص: 378
صَلَّيت» (1)، رواه زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، و هو الصواب، قاله ابن منده قال: و قال البخاري: هو تابعي، و قال أبو نعيم: هو تابعي، و أخرجه بعض الناس، يعني ابن منده، في الصحابة، و لا تصح صحبته و تصح صحبة أبيه محجن.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
415- بُسْرَةُ الغِفَارىُّ (2)
(د ع) بسرَة: بزيادة هاء، و قيل : بصرة ، وقيل : نضلة الغفاري، روى عنه سعيد بن المسيب أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينهما؛ و قال: «إِذَا وَضَعَتْ فَأَقِيمُوا عَلَيْهَا الحَدَّ، وَ أَعْطَاهَا الصَّدَاقِ بِمَا أَسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا » (3).
و روى عن سعيد عن رجل من الأنصار يقال له: بصرة، و زاد: «وَ الوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
416- بُسَيْسَةُ بْنُ عَمْرو (4)
(د) بُسَيْسَة بن عَمْرو بعثه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى عِير أبي سفيان، و روى عن أنس أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث بسيسة بن عمرو عيناً إلى عير أبي سفيان فجاء فأخبره. و ذكر الحديث. أخرجه ابن منده وحده، و رأيته مضبوطاً في ثلاث نسخ صحيحة مسموعة، و قد ضبطها أصحابها، أما إحداها فيقال: إنها أصل أبي عبد الله بن منده، و عليها طبقات السماع من ذلك الوقت إلى الآن، و قد ضبطوها بسيسة، بضم الباء و فتح السين و بعدها ياء تحتها نقطتان، و ليس بشَيء.
قلت: هكذا ذكر ابن منده هذه الترجمة و ظنها غير الأولى؛ لأنه لم يذكر في تلك أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه عيناً، و هما واحد، و قيل: بسيس بغير هاء، و قيل: بسبسة بباءين موحدتين، و قد تقدم القول في بسبس.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود الأصبهاني بإسناده، عن مسلم بن الحجاج، حدثنا أبو
بكر بن النضر بن أبي النضر، و هارون بن عبد الله، و محمد بن رافع، و عبد بن حميد،
ص: 379
و ألفاظهم متقاربة، قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، أخبرنا سليمان _ هو ابن المغيرة _ عن ثابت عن أنس قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بسبسة عيناً، ينظر ما فعلت عير أبي سفيان، فجاء، و ما في البيت أحد غيري و غير رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: ما أدري ما استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث. قال: فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فتكلم، و قال: «إِنَّ لَنَا طَلِبَةً (1) فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ (2) حَاضِراً فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا»، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم في علو المدينة فقال: «لا؛ إِلَّا مَنْ كَان ظَهْرُهُ حَاضِراً»، فانطلق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بَدْرٍ» (3). و ذكر الحديث.
417- بِشْرُ بْنُ البَرَاءِ (4)
(ب د ع) بِشْر بن البَرَاء بن مَعْرُور الأنصاري الخزرجي. من بني سَلمة، و قد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. شهد بشر العقبة و بدراً و أحداً، و مات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة، من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الشاة المسمومة، قيل: إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات و قيل: بل لزمه و جعه ذلك سنة، ثم مات و آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينه و بين واقد بن عبد الله عبد التميمي حليف بني عدي، و هو الذي قال فيه رسول الله: «من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ أَيُّ دَاءِ أَدْوَى (5) مِنَ البُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ: الأَبْيَضُ الجَعْدُ بِشْرُ بْنُ البَرَاءِ» (6).
كذا ذكره ابن إسحاق، و وافقه صالح بن كيسان، و إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه.
و روى، معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك «أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لبني ساعدة: «مَنْ سَيِّدُكُمْ»؟ قالوا: الجد بن قيس».
و هذا ليس بشيء؛ لأن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان يسود على كل قبيلة رجلا منها، و يجعله عليهم،
ص: 380
وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع طباعهم أن يسودهم غيرهم، و الجد من بني سلمة و ليس من بني ساعدة، و إنما كان سيد بني ساعدة سعد بن عبادة، و هو لم يمت في حياة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و إنما مات بعده، و قال الشعبي، و ابن عائشة: إن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لبني سلمة: «بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الجَمُوحِ» (1). و قول ابن إسحاق، و الزهري أصح.
أخرجه الثلاثة.
سِلْمَةُ: بكسر اللام.
418- بِشْرٌ الثَّقَفِيُّ (2)
(ب) بِشر الثَّقَفِيّ: و يقال: بشير. روت عنه حفصة بنت سيرين.
أخرجه أبو عمر ههنا، و قد أخرجه ابن منده و أبو نعيم في بشير.
419- بِشْرُ بْنُ جِحَاشٍ (3)
(ب د) بِشْر بن جحَاش. و يقال: بُسْر، بضم الباء و بالسين المهملة و قد تقدم، و هو الأکثر.
قال أبو عمر: هو القرشي، و لا أدري مِنْ أيِّهِم؟ سكن الشام و مات بحمص. روى عنه جبير بن نفير.
قال ابن منده: أهل الشام يقولون: هو بشر، و أهل العراق يقولون: بسر، قال الدارقطني: هو بسر _ يعني بالسين المهملة _ و لا يصح بشر، و مثله قال الأمير أبو نصر بن ماكولا.
أخرجه أبو عمر و ابن منده؛ و أما أبو نعيم فذكره في بسر، بالباء الموحدة و السين المهملة، و قال: و قيل: بشر، يعني بالشين المعجمة.
420- بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ (4)
(ب) بِشْر بن الحَارِث، و هو أبَيْرِق بن عَمْرو بن حَارثة بن الهَيْثَم بن ظَفَر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري.
شهد أحداً، هو و أخواه هو و أخواه مبشِّر و بشير، و كان بشير شاعراً منافقاً، يهجو أصحاب
ص: 381
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كانوا أهل حاجة، فسرق بُشَير من رفاعة بن زيد درعة، ثم ارتد في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، و لم يذكر لبشر نفاق، و الله أعلم. و قد ذكر فيمن شهد أحداً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه أبو عمر.
بشير: بضم الباء و فتح الشين المعجمة.
421- بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ بْنُ قَيْسٍ (1)
(ب س) بِشْر بنُ الحَارِث. ذكره أبو موسى عن عبدان أنه قال: سمعت أحمد بن يسار يقول: بشر بن الحارث من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من قريش، من المهاجرين إلى الحبشة، و هو: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و قال أبو موسى: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤي، و كان ممن أقام بأرض الحبشة، و لم يقْدَم إلا بعد بدر؛ فضرب له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بسهم، لا يعرف له ذكر إلا في المهاجرين إلى الحبشة.
قلت: قدسها الحافظ أبو موسى، رحمه الله تعالى، فجعل قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو و ليس كذلك، و إنما هو عدي بن سعد بن سهم، ذكر ذلك ابن منده و أبو نعيم، و من القدماء ابن حبيب، و هشام الكلبي، و الزبير بن بكار و غيرهم، و الوهم الثاني: أنه جعل سعد: ابن عمرو، و إنما هو ابن سهم بن عمرو، و رأيته في نسختين صحيحتين من أصل أبي موسى كذلك، فلا ينسب الغلط إلى الناسخ، و قد أخرجه أبو عمر كما ذكرناه.
422- بِشْرُ بْنُ حَزْنِ النَّضْرِيُّ (2)
(د ع) بِشْر بن حَزْن النَّصْرِي.
أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن بشر بن حزن النصري قال: «افتخر أصحاب الإبل و أصحاب الغنم عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «بُعِثَ دَاوُدُ، وَ هُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وَ بُعِثَ مُوسَى، وَ هُوَ رَاعِي غَنَم، وَ بُعِثْتُ أنا، و أَنَا أرْعَى غَنَماً لأهْلِي بِجِيَادَ» (3).
ص: 382
قال أبو نعيم: رواه أبو داود عن شعبة، و تابعه غيره عليه، و رواه ابن أبي عدي و غيره، عن شعبة، عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن، و هو الصواب، و رواه الثوري و زكريا بن أبي زائدة، و إسرائيل، و غيرهم عن أبي إسحاق فقالوا: عبدة، و هناك أخرجه أبو عمر، و أخرجه في بشر ابن منده و أبو نعيم.
423- بِشْرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الجُعْفِيُّ (1)
بِشْر بن حَنْظَلَة الجُعْفِي. ذكره ابن قانع، و روى بإسناده عن سويد بن غفلة أو غيره، عن بشر بن حنظلة الجعفي قال: «خرجنا مع وائل بن حجر الحضرمي نريد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فمررنا بعد و لوائل و أهل بيته، و كانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائل؟ قلنا: لا، قالوا: فإن هذا وائل، فحلفت لهم أنه أخي ابن أبي و أمي، فكفوا، فلما قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أخبرناه، فقال: «صَدَقْتَ، هُوَ أَخُوكَ: أَبُوكُمَا آدَمَ وَ أَمُّكُمَا حَوَّاءُ» (2).
هذا الحديث لسويد بن حنظلة، و ذكره ههنا ابن الدباغ الأندلسي.
424- بِشَرٌ أَبُو خَلِيفَةَ (3)
(دع ) بِشْر أبو خَليفَة. له صحبة عداده في أهل البصرة، تفرد بالرواية عنه ابنه خليفة أنه أسلم فرد عليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مالَه و ولده، ثم لقيه النبي فرآه هو و ابنه مقرونين (4) فقال له: ما هذا يا بشر؟ قال: حلفت لئن رد الله عليّ مالي و ولدي لأحجن بيت الله مقروناً، فأخذ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الحبل فقطعه و قال لهما: «حُجَّا، فَإِنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ» (5). أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قال ابن منده: هذا حديث غريب.
425- بِشْرُ بْنُ رَاعِي العِير (6)
(د ع) بِشْر بن رَاعي العِير. قال ابن منده و أبو نعيم: له ذكر في حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أبصر رجلاً من أشجع يقال له: بشر بن راعي العير، يأكل بشماله. الحديث، و تقدم في بسر، قال أبو نعيم: صوابه بسر، يعني بالسين المهملة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 383
426- بِشْرٌ أَبُو رَافِعٍ (1)
(ب د ع) بِشْر أبو رَافِع [و قيل: بُشَير]، و قيل بَشِير: و قيل: يُسْر، و قد تقدم.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بَن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن علي أبي جعفر، عن رافع بن بشر السلمي، عن أبيه، أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال:
«تَخْرُجُ نَارٌ بِأَرْضِ حِبْسِ سَيَلِ، تَسِيرُ سَيْرَ بَطِيءِ الإِبِلِ، تَكْمُنُ بِاللَّيْلِ وَ تَسِيرُ بِالنَّهَارِ تَغْدُو وَ تَرُوحُ، يُقَالُ: غَدَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَاغْدُوا، وَ قَالَتِ النَّارُ أَيُّها النَّاسُ فَقِيلُوا؛ وَ رَاحَتِ النَّارُ أَيُّهَا النَّاسُ فَرَوُحُوا؛ مَنْ أَدْرَكَتْهُ أَكَلَتْهُ» (2).
و روى: تخرج نار ببصري.
و رواه أبو عاصم عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بشير، عن أبيه، بزيادة ياء، و رواه عبيد الله بن موسى، عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بُشَير، يعني بضم الباء و زيادة الياء.
أخرجه الثلاثة.
427- بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ (3)
(ب د ع) بِشْر بن سُحَيم الغِفَارِي. من ولد حَرَام بن غفار بن مليل. و قيل: البَهْزِيّ، عداده في أهل الحجاز، كان يسكن كُراع الغَمِيم و ضَجْنَان. قاله ابن منده و أبو نعيم، عن محمد بن سعد، و قال أبو عمر: بشر بن سُحيم بن حرام بن غفار بن مليل بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري. روى عنه نافع بن جبير بن مُطْعِم حديثاً واحداً في أيام التشريق: أنها أيام أكل و شرب قال: لا أحفظ له غيره و يقال: البهزي، قال: و قال الواقدي: بشر بن سحيم الخزاعي، كان يسكن كراع الغميم و ضجنان و الغفاري أكثر.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا وكيع،
ص: 384
أخبرنا سفيان (ح) و عبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم خطب يوم التشريق، قال عبد الرحمن: في أيام الحج فقال: «لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَ إِنَّ هَذِهِ الأَيَّامِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَ شُرْبٍ» (1).
أخرجه الثلاثة.
428- بِشْرُ بْنُ صُحَارٍ (2)
(س) بِشْر بن صُحَار. ذكره عبدان بن محمد في الصحابة، و قال بإسناده عن سَلْم بن قتيبة، عن بشر بن صحار قال: «رأيت ملحفة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مُوَرَّسة (3)» قال: «و أدركت مَربِط حمار النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان اسمه عُفَيراً، و كنت أدخل بيوت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأنال أسقفها». أخرجه أبو موسى، و قال: بشر هذا هو ابن صحار بن عباد بن عمرو، و قيل: ابن عبد عمرو الأزدي من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري و نحوه، و رؤيته للملحفة و المربط لا تصيره صحابياً؛ إذ لو كان كل من رأى من آثار النبي صلّى الله عليه و آله و سلّمله شيئاً كان صحابياً، لكان أكثر الناس صحابة، و سَلْم بن قتيبة من المتأخرين لا يقضى له إدراك التابعين، فكيف بالصحابة؟
429- بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ الثَّقَفِيُّ (4)
(ب د ع) بِشْر بن عَاصِم بن سُفْيَان الثَّقَفِي. كذا نسبه أكثر العلماء، و قد جعله بعضهم مخزومياً؛ فقال: بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، و الأول أصحه (5)، و كان عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صدقات هَوَازن. روى أبو وائل أن عمر بن الخطاب استعمله على صدقات هوازن، فتخلف عنها و لم يخرج، فلقيه فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعاً و طاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمُورِ
ص: 385
استعمله على صدقات هوازن، فتخلف عنها و لم يخرج، فلقيه فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعاً و طاعة؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ شَيْئاً أَتِي بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَإِنْ كَانَ مُحْسِنَا نَجَا، وَ إِنْ كَانَ مُسِيئاً أَنْخَرَقَ بِهِ الجِسْرُ فَهَوَى فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفاً» (1) قال: فخرج عمر كثيباً حزيناً، فلقيه أبوذر، فقال: ما لي أراك كثيباً حزيناً؟ قال: ما يمنعني أن أكون كثيباً حزيناً، و قد سمعت بشر بن عاصم يذكر عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ وَلِيَ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ شَيْئاً». و ذكر الحديث، فقال أبوذر و أنا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال عمر: من يأخدها مني بما فيها؟ فقال أبوذر: من سلت الله أنفه (2) و ألصق خده بالأرض؛ شقت عليك يا عمر؟ قال: نعم».
و قد أخرج البخاري فقال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعةالثقفي، حجازي أخو عمرو، و قال: قال لي علي: مات بشر بعد الزهري، و مات الزهري سنة أربع و عشرين و مائة، يروي عن أبيه، سمع منه ابن عيينة و نافع بن عمر و قال: حدثني أبو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بن زيد عن بشر بن عاصم بن عبد الله بن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
430- بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ (3)
بِشْر بن عَاصِم، قال البخاري: بشر بن عاصم، صاحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هذا جميع ما ذكره، و جعله ترجمة منفردة. عن بشر بن عاصم بن سفيان المقدم ذكره، و جعل هذا صحابياً، و لم يجعل الأول صحابياً، و جعله غيره في الصحابة. و الله أعلم.
431- بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (4)
(ب) بِشْر بن عَبد الله الأنْصاري. من بني الحارث بن الخزرج قتل باليمامة شهيداً، و لم يوجد له في الأنصار نسب، و يقال: بشير؛ قاله أبو عمر.
ص: 386
أخبرنا عمار عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: و بشر بن عبد الله، و لم ينسبه، و يرد في بشير إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر.
432- بِشْرُ بْنُ عَبْدِ (1)
(ب) بِشْر بن عَبْد. سكن البصرة، و روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسمعه يقول: «إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَ قَدْ مَاتَ فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ» (2). لم يرو عنه غير [ابنه] عفان فيما علمت.
أخرجه أبو عمر.
433- بِشْرُ بْنُ عَرْفَطَة (3)
(د ع) بِشر بن عُرْفُطَة بن الخَشْخَاش الجُهني، و قيل: بشير، قال ابن منده: و الأول أصح، شهد فتح مكة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عنه عبد الله بن حميد الجهني شعراً قاله و هو: [الطويل]
وَ نَحْنُ غَدَاةَ الفَتْحِ عِندَ مُحمَّدٍ *** طَلَعْنَا أَمَامَ النَّاسِ أَلْفاً مُقَدَّما (4)
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
434- بِشْرُ بْنُ عَصمَةَ (5)
(ب د ع) بِشْر بن عصمة اللَّيْثي و قيل: ابن عطية، روى عنه أبو الطفيل أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «الأَزْدُ مِنّي وَ أَنَا مِنْهُم؛ أغْضَبُ لَهُمْ إِذَا غَضِبُوا، وَ يَغْضَبُونَ إِذَا غَضِبْتُ، وَ أَرْضَى لَهُمْ إِذَا رَضُوا، وَ يَرْضَوْنَ إِذَا رَضَيْتُ (6)»، قاله ابن منده و أبو نعيم.
ص: 387
و قال أبو عمر: بشر بن عصمة المزني، قال: «سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «خُزَاعَةُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».
روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، في إسناده شيخ مجهول، و وافقه على هذا أبو أحمد العسكري، و قد روى ابن منده و أبو نعيم بإسنادهم، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر قال: سأل بشر بن عطية رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن شيء فأجابه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هذا يدل على أنه له صحبة، و لعله هذا، فقد قيل في أبيه: عصمة و قيل: عطية، و الله أعلم.
435- بِشْرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيُّ (1)
(ب د) بِشْر بن عَقْرَبَة الجَهني و قيل: بشير، عداده في أهل فلسطين، يكنى أبا اليمان، روي عنه عبد الله بن عوف أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «مَنْ قَامَ مَقَاماً يُرِائي فِيهِ النَّاسَ أَقَامَهُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ مَقَامِ رِيَاءِ وَ سُمْعَةٍ» (2). أخرجه ابن منده و أبو عمر: و أما أبو نعيم فأخرجه في بشر بن راعي العير، و قال: صوابه بشير، بزيادة ياء، و نذكره هناك إن شاء الله تعالى.
436- بِشْرُ بْنُ عَمْرِو (3)
(د ع) بِشْر بن عَمْرو بن محصن بن عَمرو من بني عمرو بن مبذول ثم من بني النجار أبو عمرة الأنصاري الخزرجي النجاري، كذا نسبه ابن منده و أبو نعيم، و قال هشام الكلبي: عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، و هو ممن شهد بدراً، و كنيته: أبو عمرة، كذا ذكره ابن الكلبي، كنية عمرو بن محصن: أبو عمرة، و نقل أبو عمر في الكنى أن اسم أبي عمرة: عمرو، و قال الكلبي في موضع آخر: اسم أبي عمرة بشير، و لاشك أن الاختلاف في اسمه قديم، و الله أعلم.
و قيل: اسمه بشير، و قيل: ثعلبة، و قيل: ثعلبة أخوه. عداده في أهل المدينة، و هو جد أبي المُقَوَّم يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة، و كان تحت أبي عمرة بنت المقوم بن عبد المطلب علم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فولدت له عبد الله و عبد الرحمن، روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: «قلت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: یا رسول الله، أ رأيت من آمن بك و لم يرك؟ قال: «أُولَئِكَ مِنَّا وَ أُولَئِكَ مَعَنَا».
ص: 388
و روى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جده أبي عمرة: أنه جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و معه أخوه يوم بدر أو يوم خيبر و معهم فرس، و هم أربعة، فأعطى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الرجال بأعيانهم سهماً سهماً، و أعطى الفرس سهمين».
و روى أبو عمر هذا الحديث عن ثعلبة بن عمرو بن محصن رقد اختلف فيه كثيراً، و سنذكره في بشير، و ثعلبة، و في أبي عمرة إن شاء الله تعالى.
أخرج بشراً ابن منده و أبو نعيم؛ و أما أبو عمر فأخرجه في بشير.
437- بِشْرٌ الغَنَوِيُّ (1)
(ب د ع) بِشْر الغَنَوي أبو عَبْد الله، و قيل: الخَثْعَمِي، روى عنه ابنه عبيد الله. أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، و سمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني الوليد بن المغيرة المعافري، حدثني عبيد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «لَتُفْتَحُنَّ القُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَ لَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَ لَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْشُ» (2).
قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية. و رواه أبو كريب، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن المغيرة عن عبد الله بن بشر الغنوي، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
438- بِشْرُ بْنُ قُحَيْفٍ (3)
(د ع) بِشْر بن قُحَيْف، ذكره أحمد بن سيار المروزي في الصحابة، ممن سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و وهم فيه، و ليست له صحبة، و ذكره البخاري في التابعين، و روى أحمد بن سيار عن يحيى بن يحيى، عن محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن بشر بن قحيف قال: كنت أشهد الصلاة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فكان ينصرف حيث كان وجهه، مرة عن يمينه، و مرة عن يساره.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو نعيم: ليست له صحبة و لا رؤية.
ص: 389
439-بِشْرُ بْنُ قُدَامَةَ الضَّبَابِيُّ (1)
(ب د ع) بِشْر بن قُدَامة الضَّبابي. عداده في أهل اليمن، روى عنه عبد الله بن حُكَيم الكناني من أهل اليمن قال: أبصرت عيناي حِبِّي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم واقفاً بعرفات مع الناس، على ناقة حمراء قصواء و تحته قطيفة بَوْلَانية، و هو يقول: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا حَجَّةً غَيْرَ رَيَاءِ وَ لَا سُمْعَةٍ» (2)، و النَّاسُ يقولون: هذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».
قال عبد الله بن حكيم: أحسب القصواء المبتَّرَة الآذان، فإن النوق تبتر آذانها لتسمع و قد قيل: إنها لم تكن مقطوعة الآذان، و إنما كان ذلك لقباً لها و الله أعلم. أخرجه الثلاثة، و قد أخرجه أبو نعيم في موضعين من كتابه بلفظ واحد بينهما ثلاثة أسماء.
حُكَيْمُ: بضم الحاء و فتح الكاف؛ من أهل اليمن من مواليهم.
440- بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الأَسَدِيُّ (3)
(س) بِشْرُ بنُ مُعاذ الأسَدي. روى أبو نصر أحمد بن أحمد بن نوح البزاز أنه سمع أبا سعید جابر بن عبد الله بن جابر العقيلي، سنة ست و أربعين و مائتين، قال: حدثني بشر بن معاذ الأسدي، من أهل تُوز و سَمِيرَاء: أنه صلى مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أبوه و كان غلاماً ابن عشر سنين، فكان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إمامنا و كان جبريل إمام النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ينظر إلى خيال جبريل شبه ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. و لم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا، قال أبو نصر: أتى على جابر مائة و خمسون سنة، و لا يعرف إلا من هذا الوجه.
أخرجه أبو موسى.
441- بِشْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (4)
(ب د ع) بِشْر بن مُعَاوِيةَ بن ثَوْر البَكَّائِي، من بني كلاب بن عامر بن صعصعة، يعد في أهل الحجاز، روى عنه حفيده ماعز بن العلاء بن بشر، عن أبيه العلاء، عن أبيه بشر: أنه قدم
ص: 390
هو و أبوه معاوية بن ثور وافدين على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان معاوية قال لابنه بشر يوم قدم، و له ذؤابة: «إذا جئت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقل ثلاث كلمات لا تنقص منهن و لا تزد عليهن، قل: السلام عليك يا رسول الله، أتيتك يا رسول الله لأسلم عليك، و نسلم إليك، و تدعو لي بالبركة»، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على رأسي و دعا لي بالبركة، و أعطاني أعنزا عفراً (1)، فقال ابنه محمد بن بشر في ذلك: [الكامل]
وَ أَبِى الَّذِي مَسَحَ النَّبِيُّ بِرَأْسِهِ *** وَ دَعَا لَهُ بِالخَيرَ وَ البَرَكاتِ
أَعْطَاهُ أَحْمَدُ إِذَا أَتَاهُ أَعْنُزَا *** عُفْراً ثَوَاجلَ لَسْنَ باللّجَبَاتِ (2)
يَمْلأُنَ رَفْدَ (3) الحَيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ *** وَ يَعُودُ ذَاكَ المِلءُ بِالغَدَوَاتِ (4)
بَورِكْنَ مِنْ مِنَحِ و بُورِكَ مَانِحٌ *** وَ عَلَيْهِ مِنِّي مَا حَيَيْتُ صَلَاتِي
قوله ثواجل: يعني عظام البطون.
أخرجه هكذا مطولا ابن منده و أبو نعيم، و أما أبو عمر فإنه قال: بشر بن معاوية البكائي قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع أبيه وافدين.
قلت: لم يرفع أحد منهم نسبه، و قد نسبه هشام و ابن البرقي فقال: معاوية بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء، و اسمه: ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وقال خليفة : البكاء ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو شيخ كبير، و معه ابنه بشر، فدعا له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و مسح رأسه.
و لم يذكر واحد منهم في نسبه كلاباً، على ما قالوه، و قد جعل ابن منده و أبو نعيم كلاباً بن عامر بن صعصعة، و إنما هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ و أما أبو عمر فكثير الاعتماد على ما يذكره من النسب على ابن الكلبي، و قد خالفه ههنا فجعل بِشْراً من كلاب، و الله أعلم.
442- بِشْرُ بْنُ المُعَلَّى (5)
(د ع) بِشْرُ بنُ المُعلَّى، و قيل: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، و قيل: حنش بن النعمان أبو المنذر العبدي، و يلقب الجارود، روى يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم
ص: 391
الجذَمِي، عن الجارود قال: قلت _ أو قال رجل _ يا رسول الله؛ اللُّقَطَةُ نجدها؟ قال: «انْشِدْهَا و لا تَكْتِمْ وَ لَا تُغَيِّبْ فَإِنْ وَجَدْتَ رَبَّهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ، وَ إِلَّا فَهُوَ مَالُ اللَّهَ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ» (1).
و رواه بشر بن المفضل، و ابن عُلية، و عبد الوارث فقالوا: يزيد، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و لم يرفعا نسبه، و هو بشر بن حنش بن المعلى، و هو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فزادوا فيه حنشاً، و الله أعلم.
443- بِشْرُ بْنُ الهَجَنَّعِ البَكَّائِيُّ (2)
(ب د ع) بِشْر بن الهَجَنّع البَكَّائِيّ، كان ينزل ناحية ضَريَّة، ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي، في الطبقة السادسة ممن أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: بشر بن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضريَّة، و كان ممن قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم.
أخرجه الثلاثة.
444- بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ العَبْدِيُّ (3)
(س) بِشْرُ بنُ هِلال العَبْديّ. ذكره عبدان في الصحابة و قال: ليس له إلا ذكره في الحديث الذي رواه بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَرْبَعَةٌ سَادَةٌ فِي الإِسْلَام: بِشْرُ بْنُ هَلَالِ العَبْدِيُّ، وَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِم، وَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ المَدْلَجِيُّ، وَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ» (4).
أخرجه أبو موسى.
445- بَشِيرُ بْنُ أَكَّالِ (5)
(د ع) بشير، بزيادة ياء بعد الشين، هو بشير بن أكَّال المُعاوِي و قيل: الحارثي، عداده في المدنيين، روى عنه ابنه أيوب قال: «كانت ثائرة في بني معاوية فخرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يصلح بينهم، فبينما هم كذلك التفت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى قبر فقال: «لا دَرَيْتَ» (6)، فقال له رجل: بأبي أنت و أمي يا
ص: 392
رسول الله، ما نرى قربك أحداً، فقال: إني مررت به و هو يُسْأل عني فقال: لا أدري، فقلت: «لَا دَرَيتَ»
قلت: هكذا أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و لم ينسباه، و لا نسبا قبيلته، و الذي أظنه أنه: بشر بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و يكون على هذا أخا زيد بن أكال المعاوي، والد النعمان الذي خرج حاجاً بعد بدر، فأسره أبو سفيان بن حرب، و كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أسر عمرو بن أبي سفيان ببدر، فقال أبو سفيان يحرض بني أكال على مفاداة النعمان بعمرو: [الطويل]
أرَهْطَ ابْنِ أَكَالِ أَجِيبُوا دُعَاءَهُ *** تَعَاقَدْتُمْ لَا تُسْلِمُوا السَّيِّدَ الكَهْلَا
و ترد القصة في النعمان، إن شاء الله تعالى، و لا أعرف من اجتمع أنه من بني أكال و أنه معاوي غير هذا النسب، و الله أعلم.
446- بَشِيرُ بْنُ أَنَسِ (1)
(ب) بَشير، مثله أيضاً، و هو ابن أنس بن أمية بن عامر بن جُشَم بن حارثة بن الحارث بن الخَزْرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد أحداً، قاله أبو عمر.
447- بَشِيرٌ الأَنْصَارِيُّ (2)
(س) بشير الأنْصَاري، أخرجه أبو موسى و قال: ذكره عبدان فيمن استُشهد يوم بئر معونة، و هو ماء لبني عامر. أخرجه أبو موسى.
مَعُونَةُ: بفتح الميم و ضم العين و بالنون.
448- بَشِيرُ بْنُ تَيْمٍ (3)
(ع س) بشيرُ بن تَيْم. ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان، أخبرنا أبو موسی إذنا، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب، أخبرنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه عن عكرمة، عن بشير بن تَيْم «أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فادى أهل بدر فداء مختلفاً، و قال للعباس: «فُكّ نَفْسَكَ.»
ص: 393
و روى عن معروف بن خرَّبُوذ قال: «لما كان ليلة مولد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم رأى مُوبَذان كسرى خيلاً و إبلاً قطعت دجلة، و غاض بحر ساوة و طفئت نار فارس». و ذكر الحديث، و الشعر بطوله.
أخرجه أبو موسى و أبو نعيم.
449- بَشِيرُ الثَّقَفِيُّ (1)
(د ع) بشير الثَّقَفِيّ، روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن لا أكل لحوم الجُزُرِ، و لا أشرب الخمر، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَمَّا لُحُومُ الإِبِلِ فَكُلْهَا، وَ أَمَّا الخَمْرُ فَلَا تَشْرَبْ». أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قال ابن ماكولا: و قد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، و قيل: بُشَير بالضم، و قيل بجير بالباء الموحدة و الجيم.
450- بَشِيرُ بْنُ جَابِرٍ (2)
(ب د ع) بشير، هو ابن جابر بن عُرَاب بن عوف بن ذُؤالة العبسي، قاله ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: العكي، و قيل: الغافقي، قالوا: ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر.
و قال: له صحبة و لا رواية له.
قلت: ليس بين قولهم عكي و عبسي تناقض؛ فإنه يريد عبْس بن صُحار بن عَكَّ، لا عبْس بن بَغِيض بن رَیْثِ بن غَطَفان، و سياق نسبه يدل عليه، و هو: بشير بن جابر بن عُرَاب بن عوف بن ذُوالة بن شبْوة بن ثوبان بن عبْس بن صُحار، و كذلك ليس بين العكي و الغافقي تناقض؛ فإن غافقاً هو ابن الشاهد بن عك بن عُدْثان، و عبس و غافق ابنا عم.
عراب: بضم العين المهملة، و شبوة: بفتح الشين المعجمة و تسكين الباء الموحدة، و ذؤالة: بضم الذال المعجمة و بالواو.
451- بَشِيرٌ أَبُو جَمِيلَة (3)
(د ع) بَشِيرُ أبو جَمِيلة. من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ذكره ابن منده عن ابن سعد كاتب الواقدي، و قال أبو نعيم: صعف فيه بعض الناس، يعني ابن منده، فجعله ترجمة و لم يخرج له شيئاً؛ و إنما هو سُنْين أبو جميلة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 394
452- بَشِيرُ بْنُ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) بشير بن الحَارِث الأنصاري (2). ذكره عبد بن حُمَيْدِ، فيمن أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو وهم، و عداده في التابعين، روَى داود الأودي عن الشعبي عن بشير بن الحارث فقال: بشر أو بشير أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الیَاءِ وَ التَّاءِ فَاكْتُبُوهَا بِاليَاءِ» رواه جماعة عن الشعبي عن بشر بن الحارث عن ابن مسعود. قوله هذا قول ابن منده و أبي نعيم؛ و أما أبو عمر فإنه ذكره عن ابن أبي حاتم في الصحابة، و لم يخطئ قائله.
أخرجه الثلاثة.
453- بَشِيرُ بْنُ الحَارِثِ العَبْسِيُّ (3)
بشير بن الحَارث العبْسي، أحد التسعة الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من عبس فأسلموا.
454- بَشِيرٌ الحَارِثِيُّ (4)
(ب د ع) بشير، هو الحَارثي، و قيل: الكعبي، يكنى: أبا عصام، قال أبو نعيم: هو بشير بن فديك، و جعل ابن منده: بشير بن فديك غير بشير الحارثي أبي عصام، و يرد الكلام عليه في بشير بن فديك، إن شاء الله تعالى، له رؤية، و لأبيه صحبة، روى عنه ابنه عصام بن بشير أنه قال: «و فدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بإسلامهم فدخلت عليه فقال: «مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ»؟ قلت: أنا وافد قومي بني الحارث بن كعب إليك بالإسلام، فقال: «مَرْحَباً، مَا اسْمُكَ»؟ قُلْتُ: اسمي أكبر، قال: «أَنْتَ بَشِيرٌ» (5).
و الحارث بن كعب: هو ابن عُلة بن جلْد بن مالك أدَد بن زيد بن يشْجُب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبا؛ ذكر هذا النسب أبو عمر وحده، أخرجه ابن منده و أبو عمر؛
ص: 395
إلا أن ابن منده قال: بشير الكعبي، أحد بني الحارث بن كعب، و هذه نسبة غريبة؛ فإن أحداً لا ينسب إليهم إلا الحارثي.
علة: بضم العين المهملة و تخفيف اللام، و جلد: بالجيم و اللام الساكنة، و عريب: بالعين المهملة.
455- بَشِيرُ ابْنُ الخَصَاصِيَّةِ (1)
(ب د ع) بشير هو المعروف بابن الخصَاصِيَّة، و قد اختلفوا في نسبه فقالوا: بشير بن يزيد بن معْبد بن ضَباب بن سبع و قيل: بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضُباريّ بن سدُوس بن شيْبان بن ذُهل بن ثعلبة بن عُكَابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، و كان اسمه زحما، فسماه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيراً.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد كتابة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عام قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أخبرنا عفان، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب عن دَيْسم السدوسي، عن بشير ابن الخصاصية أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فسماه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيراً، و إنما قيل له: ابن الخصاصية نسبة إلى أمه، في قولهم.
و قال هشام الكلبي: وَلَد سَدُوس بن شيبان: ثعلبة و ضبَاريّا، و أمهما، الخصاصية من الأزد، و الوافد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بشير ابن الخصاصية، نسب إلى جدته هذه، و هو ممن سكن البصرة، روى عنه بشير بن نهيك، و جُرَيّ بن كُلَيب، و ليلى امرأة بشير، و غيرهم. روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث صالحة و هو من المهاجرين من ربيعة، روى عنه أبو المثنى العبدي أنه قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أبايعه، فقال: «أَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ تَصُومُ رَمَضَانَ، وَ تَحُجُّ البَيْتَ، وَ تُؤدِّي الزَّكَاةَ، وَ تَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ الله»؟ قال: قلت: يا رسول الله، أما إتيان الزكاة فما لي إلا عشر ذَوْدٍ (2) هُنَّ رَسَلُ (3) أهلي و حمولتهن، و أما الجهاد فيزعمون أنه من وَلّى فقد باء بغضب من الله، عز و جل، فأخاف إن حضرني قتال جبنت نفسي و كرهت الموت،
ص: 396
فقبض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يده ثم حركها و قال: «لَا صَدَقَةَ وَ لَا جِهَادَ فِيمَ تَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ فَبَايَعَهُ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ» (1).
أبو المثنى العبدي: هو موثر بن عفارة، و الخصاصية منسوبة إلى خصاصة، و اسمه إلاءة مثل خلافة، ابن عمرو بن كعب بن الغطريف الأصغر، و اسمه الحارث بن عبد الله بن الغطريف الأكبر و اسمه: عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر من الأزد.
أخرجه الثلاثة.
456- بَشِيرٌ أَبُو خَلِيفَةَ
(د) بَشِير، و قيل: بِشْر أبو خَلِيفة روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الجهاد، تقدم ذكره في بشر.
أخرجه ابن منده.
457- بَشِيرٌ أَبُو رَافِعٍ (2)
(ب د ع س) بَشِير، هو أبو رافِع الأنْصَارِي السَّلِميّ، و قيل: بشر وقد تقدم. أخرجه ابن منده ههنا مختصراً فقال: له صحبة، روى عنه ابنه رافع، مختلف في اسمه، و أخرجه أبو نعيم، و ذكر رواية ابنه عنه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «تَخْرُجُ نَارٌ» الحديث.
و قد أخرجه أبو موسى فقال: ذكره أبو زكرياء مستدركاً على جده أبي عبد الله بن منده، قال أبو موسى: و هذا قد أخرجه أبو عبد الله في بشر و بشير، و الحق بيد أبي موسى فإن ابن منده أخرجه فيهما، قال أبو موسى: أخرجه أبو زكرياء في الزيادات حيث رأى بشيراً السلمي بزيادة ياء و رأى جده قد أخرجه في بشر، فظن أنه غيره، و هو في المواضع كلها بفتح السين و اللام نسبة إلى بني سَلِمة بكسر اللام من الأنصار، و أظن أن أبا زكرياء رأى في كتاب جده في بشر ما علم منه أنه أنصاري، و في بشير السلمي، فظن أنه بضم السين من سُليم بن منصور، فاعتقد أنه فات جده، و الله أعلم.
و أخرجه أبو عمر فقال: بشير السلمي قال: و يقال: بُشير بضم الباء، قاله الدارقطني،
ص: 397
روى عنه ابنه حديثاً واحداً أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ نَارٌ تُضِيءُ لَهَا أَعْنَاقُ الإِبِلِ بِبُصْرَى تَسِيرُ سَيْرَ بَطِئَ الإِبِلِ، تَسِيرُ النَّهَارَ وَ تَقُومُ اللَّيْلَ» (1).
458- بَشِيرُ بْنُ أَبي زَيْدٍ (2)
(ب د) بَشِير بن أبي زَيْد، و اسمه ثابت بن زيد، و أبو زيد: أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قتل يوم الحرة؛ قاله ابن منده عن محمد بن سعد، و قوله: قتل يوم الحرة وهم و تصحيف؛ و إنما قتل يوم الجسر، يوم قتل أبو عبيد الثقفي بالعراق في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يوم قُسّ النَّاطِف، و تصحف الجسر بالحرة إذا أسقطت صورة السين و كتبت معلقة، و الله أعلم، و ذكره أبو عمر و الكلبي أيضاً؛ إلا أنهما سميا أبا زيد: قيس بن السكن الذي جمع القرآن، و قد اختلف الناس في اسم أبي زيد اختلافاً كثيراً يرد في أبي زيد، و قد أخرج أبو عمر بشير بن أبي زيد الأنصاري و قال: قال الكلبي: استشهد أبوه أبو زيد يوم أحد، و شهد بشير بن أبي زيد و أخوه وداعة بن أبي زيد صِفِّين مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلا أدري أ هو المذكور في هذه أو غيره؟
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
459- بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ (3)
(ب د ع) بَشِير بن سَعْد بن ثَعْلبة بن خِلَاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. يكنى أبا النعمان بابنه النعمان بن بشير، شهد العقبة الثانية و بدراً وأحداً و المشاهد بعدها، يقال: إنه أول من بايع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يوم السقيفة من الأنصار و قتل يوم عين التمر، مع خالد بن الوليد، بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه ابنه النعمان، و جابر بن عبد الله، و روى عنه، مرسلا، عروة، و الشعبي؛ لأنهما لم يدركاه.
و روی محمد بن إسحاق عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن
ص: 398
النعمان بن بشير عن أبيه أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بابن له يحمله، فقال: يا رسول الله، إني نَحَلْتُ ابني هذا غلاماً، و أنا أحب أن تشهد، قال: «لَكَ أَبْنٌ غَيْرُهُ»؟ قال: نعم، قَالَ: «فَكُلُّهُمْ نَحَلْتَ مِثْلَ مَا نَحَلْتَهُ»؟ قال: لا، قال: «لَا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا» (1) و قد روى عن الزهري نحوه، و قال: عن النعمان أن أباه بشير بن سعد جاء بالنعمان ابنه إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جعله من مسند النعمان.
أخرجه الثلاثة.
460- بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانَ (2)
بَشِير بن سَعْد بن النُّعْمان بن أكَّال. شهد أحداً و الخندق مع أبيه و المشاهد كلها، قاله العدوي عن ابن القداح، ذكره ابن الدباغ.
461- بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (3)
(ب د ع) بَشِير بن عَبْد الله الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج، قاله الزهري، و قيل: بشر، و قد تقدم. استشهد يوم اليمامة، قال محمد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب.
أخرجه الثلاثة.
462- بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ (4)
(ب د ع) بَشير بن عَبْد المُنْذِرِ أبو لُبابة الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بن عوف، ثم من بني أمية بن زيد. لم يصل نسبه أحد منهم، و هو: بشير بن عبد المنذر بن زَنْبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و قيل: اسمه رفاعة،
ص: 399
و هو بكنيته أشهر، و يذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى، سار مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يريد بدراً، فرده من الرَّوْحَاء و استخلفه على المدينة، و ضرب له بسهمه، و أجره، فكان كمن شهدها.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلا المصيصي، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا محمد بن حماد الظهراني، أخبرنا سهل بن عبد الرحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد الله بن عبد الله أبي أويس المديني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة قال:
«استسقى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الجمعة فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد، فقال رسول الله: «اللَّهُمَّ أَسْقِنَا»، فقال أبو لبابة: إن التمر في المَرْبَد (1) و ما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اللَّهُمَّ أَسْقِنَا في الثالثة حتى يقوم أبو لبابة عرياناً، فيسد ثعلب مَرْبَده (2) بإزاره، قال: فاستهلت السماء فمطرت مطراً شديداً، و صلى بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، إن السماء لن تقلع حتى تقوم عرياناً تسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقام أبو لبابة عرياناً فسد ثعلب مَرْبَده بإزاره، قال: فأقلعت السماء».
و توفي أبو لبابة قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه، و يرد باقي أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
463- بَشِيرُ بْنُ عُرْفُطَةَ (3)
(ع) بَشير بن عُرْفُطة بن الخَشْخَاش الجُهني. شهد فتح مكة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: اسمه بشر، و قد تقدم في بشر، و قال شعراً في الفتح منه: [الطويل]
وَ نَحْنُ غَدَاةَ الفتح عِندَ مُحمَّدٍ *** طَلعْنا أَمَامَ النَّاسِ الفاً مقدماً
و هي أبيات. أخرجه أبو نعيم.
ص: 400
464- بَشِيرُ بْنُ عُقَبَةَ (1)
(ب د ع) بَشير بن عُقْبَة، و كنية عُقْبة: أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خُدَارَة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم صغيراً و له و لأبيه صحبة. روى أبو بكر بن حزم أن عروة بن الزبير كان يحدث عمر بن عبد العزيز، و هو يومئذ أمير المؤمنين، قال: حدثني أبو مسعود، أو بشير بن أبي مسعود، و كلاهما قد صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن جبريل جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حين دَلَكَتْ (2) الشمس، فقال: يا محمد، صل الظهر، فقام فصلى. فذكر قصة المواقيت.
و قال أبو معاوية بن مِسْعر عن ثابت عن عبيد الله قال: «رأيت بَشِيرَ بْنَ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ و كانت له صحبة، و شهد بشير صِفِّين مع علي رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة.
465- بَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيُّ (3)
(ب د ع) بَشِير بن عَقْرَبة الجُهَني، و يقال: الكناني، و قيل: اسمه بشر، يكنى أبا
الیمان.
قال أبو عمر: و بشير، يعني بالياء أكثر، نزل فلسطين، و قتل أبوه عقربة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بعض غزواته.
روی عبد الله بن عوف الكناني قال: شهدت يزيد بن عبد الملك قال البشير بن عقربة يوم قتل عَمْرو بن سعيد بن العاص: أبا اليمان، قد احتجت إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلَّا رِيَاءً وَ سُمْعَةً وَقَفَهُ اللَّهُ مَوْقِفَ رِيَاءِ وَ سُمْعَةٍ».
قلت: روى أبو نعيم هذا الحديث فقال: يزيد بن عبد الملك؛ و إنما هو عبد الملك بن مروان؛ لأنه هو الذي قتل عمرو بن سعيد بن العاص، و قد عاد أورده هو و أبو عمر من طريق آخر على الصواب.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا
ص: 401
سعيد بن منصور قال عبد الله: حدثنا به أبي عنه و هو حي قال: حدثنا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة، عن عبد الله بن عوف الكناني، و كان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرملة، أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان، قد احتجت اليوم إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ بِهَا إِلَّا رِيَاءَ وَ سُمْعَةً وَقَفَهُ اللَّهَ يَوْمَ القِيَامَةِ مَوْقِفَ رِيَاءِ وَ سُمْعَةٍ» (1).
أخرجه الثلاثة.
466- بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ (2)
(ب س) بَشير بن عَمْرو بن مِحصن أبو عمرة الأنصاري و قد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، و قيل: بشر، و قد تقدم أتم من هذا. أخرجه أبو عمر و قال: قتل بصفين، أخرجه أبو موسى و أبو عمرو قال: و قد اختلف في اسم أبي عمرة هذا والد عبد الرحمن بن أبي عمرة، و سنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
467- بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو (3)
(ب) بَشير بن عمرو. ولد عام الهجرة، قال بشير: «توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أنا ابن عشر سنين». و روى عنه أنه كان عريف قومه زمن الحجاج، و توفي سنة خمس و ثمانين.
أخرجه أبو عمر.
468- بَشِيرُ بْنُ عَنْبَسٍ (4)
(ب) بشير بن عَنْبَس بن زيد بن عامر بن سَوَاد بن ظَفَر، و اسمه: كعب بن الخزرج بن عَمْرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الظَّفَري، شهد أحداً، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قتل يوم جسر أبي عبيد، ذكره الطبري، و يعرف بشير بن العنبس بفارس الحَوَّاء، اسم فرسه.
و هذا بشير هو ابن عم قتادة بن النعمان بن زيد الذي أصيبت عينه يوم أحد، فردها
ص: 402
النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو ابن أخي رفاعة بن زيد بن عامر الذي سرق بنو أبَيْرق دِرْعَه، و قيل فيه: يسير بالياء المضمومة تحتها نقطتان، و فتح السين المهملة، و يرد ذكره إن شاء الله تعالي.
أخرجه أبو عمر.
469- بَشِيرٌ الغِفَارِيُّ (1)
(ب د ع) بَشِير الغِفَاري، له ذكر في حديث أخبرنا به عمر بن محمد بن طَبَرْزَد، أخبرنا أبو العباس بن الطلاية الزاهد البغدادي، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا سوار بن عبد الله، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد السلام بن عجلان العجيفي، عن أبي يزيد المديني عن أبي هريرة أن بشيراً الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لا يكاد يخطئه، ففقده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ثلاثاً، ثم جاء فرآه شاحباً، فقال: «مَا غَيَّرَ لَوْنَكَ»؟ قال: اشتريت بعيراً من فلان، فشرد، فكنت في طلبه، و لم أشترط فيه شرطاً، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَمَّا إِنَّ الشَّرُودَ يُرَدُّ»، ثم قال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَمَا غَيَّرَ لَوْنَكَ غَيْرَ هَذَا»؟ قال: لا، قال: فَكَيْفَ بِيَومٍ مِقَدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ» (2).
أخرجه الثلاثة.
470- بَشِيرُ بْنُ فُدَيْكٍ
(ب د ع) بَشِير، هو ابن فُدَيْك، قال ابن منده و أبو نعيم: يقال: له رؤية و لأبيه صحبة، و جعل ابن منده بشير بن فديك غير بشير الحارثي المقدم ذكره، و روى هو و أبو نعيم في ترجمة بشير بن فديك حديث الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن جده فديكاً جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: إنهم يقولون من لم يهاجر هلك قال: «يَا فُدَيْكُ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَ آتِ الزَّكَاةَ وَ أَهْجُرِ السُّوءَ وَ اسْكُنْ مِنْ أَرْضِ قَوْمِكَ حَيْثُ شِئْتَ» (3).
و رواه الأوزاعي من طريق أخرى، عن صالح بن بشير، عن أبيه قال: جاء فديك.
و رواه عبد الله بن حماد الآملي عن الزبيدي عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن أبيه قال: جاء فديك إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. الحديث.
ص: 403
اتفق ابن منده و أبو نعيم على رواية هذه الأحاديث في هذه الترجمة، و زاد أبو نعيم فيها على هذه الأحاديث فقال: ذكره عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن الحارث بن عبيدة عن الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه بشير الكعبي يكنى: أبا عصام أحد بني الحارث، كان اسمه: أكبر، فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيراً، و روى أيضاً فيها الحديث الذي رواه عصام عن أبيه قال: «وفدت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال لي: «مَا أَسْمُكَ»؟ قلت: أكبر، فقال: «أَنْتَ بَشِيرُ » (1). و قد تقدم الحديث في بشير الحارثي، فاستدل أبو نعيم بقول عبد الله بن عبد الجبار على أنهما واحد، و لا حجة في قوله؛ لأنه قد ذكر أولاً له رؤية و لأبيه صحبة، و ذكر أخيراً أنه وفد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فغير اسمه، و من يقال: له رؤية، يدل على أنه صغير، و الوافد لا يكون إلى كبيراً؛ لاسيما و في بعض طرق الحديث: «وفدني قومي إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بإسلامهم». و هذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.
و أما ابن منده فإنه جعلهما ترجمتين كما ذكرناه، و ليس في ترجمة بشير بن فديك ما يدل على صحبته؛ فإن مدار الجميع على صالح بن بشير، فمن الرواة من يقول: إن جده فديكاً جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و منهم من يقول عن أبيه قال: جاء فديك؛ فهو راو لا غير، و قد وافق الأمير أبو نصر أبا عبد الله بن منده في أنهما إثنان فقال: «و بشير الحارثي كان اسمه أكبر، فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بشيراً»، روى عنه عصام ثم قال: و بشير بن فديك قيل: إن له صحبة، روى عنه ابنه صالح، و الحديث يعطي أن أباه له صحبة، و ذكره البغوي في الصحابة. انتهى كلامه.
و أما أبو عمر فإنه لم يذكر تراجمة بشير بن فديك، و إنما ذكر بشيراً الحارثي، و ذكر قدومه إلى النبي.
و أنه غير اسمه لا غير؛ فخلص بهذا من الاشتباه عليه، و الله أعلم.
قال أبو عمر: هو جد محمد بن بشر بن بشير الأسلمي، و له حديث آخر رواه ابنه أيضاً عنه أنه أتى بأشْنَان يتوضأ به فأخذه بيمينه فأنكر عليه بعض الدهاقين (1) فَقَالَ إِنَّا لَا نَأْخُذُ الخَيْرَ إِلَّا بِأيْمَانِنَا».
أخرجه الثلاثة.
472- بَشِيرُ بْنُ النَّهَّاسِ العَبْدِيُّ (2)
(س) بَشير بن النَّهَّاسِ العَبدي. قال أبو موسى. ذكره عبدان و قال: يقال له صحبة، روى حديثه أبو عتاب القرشي، عن يحيى بن عبد الله، عن بشير بن النهاس العبدي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَا اسْتَرْذَلَ الله عَبْداً إِلَّا حُرِمَ العِلْمَ» (3).
أخرجه أبو موسى.
473- بَشِيرُ بْنُ يَزِيدَ الضُّبَعِيُّ (4)
(ب) بشير بن يزيد الضُّبَعي. أدرك الجاهلية، عداده في أهل البصرة قال أبو عمر: و قال خليفة بن خياط فيه مرة: يزيد بن بشر، و الأول أكثر، روى عنه الأشهب الضبعي قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم ذي قار: «هَذَا أَوَّلُ يَوْمٍ انْتَصَفَتْ فِيهِ العَرَبُ مِنَ العَجَم» (5).
أخرجه أبو عمر.
474- بَشِيرٌ الثَّقَفِيُّ (6)
بُشَيْر، بضم الباء و فتح الشين، هو بشير الثقفي، قاله ابن ماكولا، له صحبة و رواية؛ روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في
ص: 405
الجاهلية أن لا أكل لحوم الجزر، و لا أشرب الخمر، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَمَّا لُحُومُ الجُزُرِ فَكُلْهَا، وَ أَمَّا الخَمْرُ فَلَا تَشْرَبُ».
و قد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشيرُ بفتح الباء، و قد تقدم، و قيل: بُشير بضم الباء، و قيل: بُجَير بضم الباء و بالجيم، و قد تقدم أيضاً.
475- بَشِيرُ أَبُو رَافِعٍ (1)
(ب) بُشَير، بالضم أيضاً، هو بشير أبو رَافِع السُّلَمي روى عنه ابنه رافع: «تَخْرُجُ نَارُ مِنْ حِبْسِ سَيَلَ». الحديث، و قيل: بشَيرُ بفتح الباء، و قيل: بِشْرُ بكسر الباء، و سكون الشين المعجمة، و قيل: بسر بضم الباء و سكون السين المهملة، و قد تقدم الجميع.
أخرجه أبو عمر.
476- بَشِيرُ العَدَوِيُّ (2)
(س) بُشَيْر العدوي، بالضم، و هو: بشير بن كعب أبو أيوب العدوي بصري، قال أبو موسی: قال عبدان: و إنما ذكرناه، يعني في الصحابة، لأن بعض مشايخنا و أستاذينا ذكره، و لا نعلم له صحبة، و هو رجل قد قرأ الكتب، و روى طاووس عن ابن عباس أنه قال البشير بن كعب العدوي: «عد في حديث كذا و كذا فعادله، ثم قال: عد لحديث كذا و كذا فعادله، و قال: و الله ما أدري أنكرت حديثي كله، و عرفت هذا أو عرفت حديثي كله و أنكرت هذا، قال: كنا نحدث عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذ لم يكن يُكْذَبُ عليه، فلما ركب الناسُ الصَّعْبُ و الذُّلُولَ تركنا الحديث».
قال: و روى طَلْق بن حبيب عن بشير بن كعب قال: «جاء غلامان شابان إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالا: يا رسول الله، أ نعمل فيما جفت به الأقلام و جرت به المقادير أو في أمر يستأنف؟ قال «لَا بَلْ فِي أَمْرِ جَفَّتْ بِهِ الأَقْلَامُ وَ جَرَتْ بِهِ المَقَادِيرُ»، قَالَا: ففيم العمل إذاً يا رسول الله؟ قال: «كُلُّ عَامِلٍ مُيَسَّر (3) لِعَمَلِهِ. قالا: فالآن نجد و نعمل».
قال أبو موسى: هذان الحديثان يوهمان أن لبشير صحبة، و لا صحبة له.
قلت: لا شك أنه لا صحبة له، و إنما روايته عن أبي ذر، و عن أبي الدرداء، و أبي هريرة، و يروي عن طَلْق، و عبد الله بن بريدة، و العلاء بن زياد.
ص: 406
أخرجه أبو موسى.
477- بصرة بن أبي بصرة (1)
(ب د ع) بَصْرةُ بن أبي بَصْرةُ الغِفاري، له و لأبيه صحبة، و قد اختلف في اسم أبيه، و هما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.
أخبرنا مكي بن زيان بن شبة النحوي المقري بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت إلى الطور فلقيت به بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ، وَ مَسْجِدَي، وَ مَسْجِدُ بَيْتِ المَقْدِسِ» (2).
قال أبو عمر: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة، و رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بصرة، و كذلك رواه سعيد بن المسيب، و سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة فقالا: عن أبي بصرة قال: و أظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد. و الله أعلم.
قلت: قول أبي عمر: «لا يوجد هكذا إلا في الموطأ» وهم منه؛ فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من محمد بن إبراهيم؛ فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
ص: 407
487- بَصْرَةُ الأَنْصَارِيُّ (1)
(د ع) بَصْرَةَ و قيل: بسرة، و قيل: نضلة الأنصاري.
روى عنه سعيد بن المسيب أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينهما، و قال: «إِذَا وَضَعَتْ فَأَقِيمُوا عَلَيْهَا الحَدَّ، وَ أَعْطَاهَا الصَّدَاقِ بِمَا اسْتُحِلَّ مِنْ فَرْجِهَا» (2). و قد ذكرناه في بسرة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
479- بَعْجَةُ بْنُ زَيْدٍ (3)
(د ع) بَعْجَةُ بن زَيد الجُذَامي
روت ظبية بنت عمرو بن حزابة عن بهيسة مولاة لهم قالت: «خرج رفاعة و بعجة ابنا زيد، وحيان و أنيف ابنا مَلَّة في اثني اثني عشر رجلاً إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلما رجعوا قلنا: ما أمركم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقالوا: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، و نتوجَّه القبلة و نسمي الله عز و جل و نذبح». هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
480- بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (4)
(س) بَعْجة بن عبد الله الجُذَامي، و قيل: الجُهَني.
قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، و روى بإسناده عن أبي إسحاق، عن أبي إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن بعجة الجهني عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَیْرُ النَّاسِ فِيهِ رَجُلُ آخِذُ بِعَنَانِ فَرَسِهِ، إِذَا سَمِعَ هَيْعَةٌ تَحَوَّلَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ، ثُمَّ الْتَمَسَ المَوْتَ فِي مَظَانٌهِ، أَوْ رَجَلُ فِي غَنِيمَةٍ لَهُ فِي شِعْبِ مِنَ الشَّعَابِ يُقِيمُ الصَّلَاةَ وَ يُؤْتِي الزَّكَاةَ حَتَّى يَأْتِيهِ المَوْتُ» (5).
قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا رؤية و لا سماعاً، و إنما عرفنا الصحبة لأبيه عبد الله بن بدر، و بعجة يروي عن أبيه و عثمان و علي و أبي هريرة، و إنما كتابنا على رسم بعض أصحابنا
ص: 408
قلت: الذي قاله عبدان من أن بعجة لا صحبة له صحيح، و أمثال هذا من المراسيل لا أعلم لأي معنى يثبتها؟ و أما هذا الحديث الذي ذكره فهو مرسل، أخبرنا به أبو بكر محمد بن رمضان بن عثمان التبريزي الشيخ الصالح، قدم حاجاً، حدثني القاضي محمود بن أحمد بن الحسن الحداد التبريزي، أخبرني أبي، أخبرنا الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد البصري، أخبرنا عبد العزيز بن معاوية، أخبرنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلا آخِذاً بِعَنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ الله، إِنْ سَمِعَ فَزْعَةً، أَوْ هَيْعَةً، كَانَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ (1)» الحديث، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي حازم، فبان بهذا أن الحديث الذي ذكره عبدان مرسل لا احتجاج فيه، و الله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
حازم: بالحاء المهملة و الزاي.
481- بَغِيضُ بْنُ حَبِيبٍ (2)
بغيضُ بن حبيب بن مَرْوَان بن عامر بن ضُباري بن جَحْبة بن كابِية بن حُرْقُوص بن
مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله عن اسمه فقال: بغيض، قال: «أَنْتَ حَبِيبٌ»، فهو يدعى حبيباً.
ذكره هشام الكلبي.
482- بَكْرُ بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمَريُّ (3)
(ب د ع) بَكْرُ بن أمِّيَّة الضَّمْري، أخو عمرو بن أميَّة بن خُوَيْلِد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن حُدَيّ بن ضَمرة الكناني الضمري، عداده في أهل الحجاز، انفرد بحديثه محمد بن إسحاق.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا النقيب طراد بن محمد إجازة، إن لم
ص: 409
يكن سماعاً، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان البرذعي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، أخبرنا الفضل بن غانم الخزاعي، حدثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية، عن أبيه عن عمه بكر بن أمية قال: كان لنا في بلاد بني ضمرة جار من جُهينة في أول الإسلام، و نحن إذ ذاك على شركنا، و كان منا رجل محارب خبيث قد جعلناه، يقال له: ريشة، و كان لا يزال يعدو على جارنا ذلك الجهني، فيصيب له البكر (1) و الشارِف (2)، فيأتينا يشكوه إلينا فنقول: و الله ما ندري ما نصنع به، فاقتله، قتله الله، حتى عدا عليه مرة، فأخذ له ناقة خياراً، فأقبل بها إلى شعب في الوادي فنحرها، و أخذ سنامها و مطايب لحمها ثم تركها، و خرج الجهني في طلبها حين فقدها فاتبع أثرها حتى وجدها عند منحرها، فجاء إلى نادي ضمرة و هو آسف و هو يقول: [الرجز]
أَصَادِقٌ رِيشَةُ يَالَ ضَمْرَهْ *** أَنْ لَيْسَ اللَّه عَلَيْهِ قُدْرَهْ
مَا إِنْ يَزَالُ شَارِفَاً وَ بَكْرَهْ *** يَطْعنُ مِنْهَا فِي سَوَادِ الثُّغرَهْ
بِصَارِم ذِي رَوْنقِ أَوْ شَفْرَهْ *** لَا همَّ إِنْ كَانَ مُعِدّاً فُجْرَهْ
فَاجْعَلْ أَمَامَ العَيْن مِنْهُ فُجْرَهْ *** تَأكُلُهُ حَتَّى يُوَافِي الحُفْرَهْ
قال: فأخرج الله أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بُثَيرهْ مثل النبقة، و خرجنا إلى المواسم فرجعنا من الحج و قد صارت أكلة أكلت رأسه أجمع، فمات حين قدمنا.
أخرجه الثلاثة.
483- بَكْرُ بْنُ جَبَلَةَ الكَلْبِيُّ (3)
(د ع) بَكْر بن جَبَلة الكَلْبي. كان اسمه عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر، و هو الجُلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذْرَة بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فغير اسمه. روى عنه أنه كان له صنم يقال له: عتر، يعظمونه، قال: فعبرنا عنده، فسمعنا صوتاً يقول لعبد عمرو: يا بكر بن جبلة، تعرفون محمداً.
ثم ذكر إسلام بكر بطوله من ولده الأبرش، و اسمه سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
ص: 410
484- بَكْرُ بْنُ الحَارِثِ (1)
بَكْرُ بن الحارث أبو مَيْفَعة الأنصاري. سكن حمص، قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: اسم أبي ميفعة: بكر.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
485- بَكْرُ بْنُ حَارِثَةَ (2)
(د ع) بَكْرُ بن حارثة الجُهَني. روى حديثه الحسن بن بشير بن مالك بن نافد بن مالك الجهني قال: حدثني أبي، عن أبيه أنه سمع أباه يحدث عن جده قال: حدثني بكر بن حارثة الجهني قال: «كنت في سرية بعثها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فاقتتلنا نحن و المشركون، و حَمَلْتُ على رجل من المشركين، فتعوذ مني بالإسلام، فقتلته فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فغضب، و أقصاني فأوحى الله إليه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) [النساء/ 92]. الآية قال: فرضي عني و أدناني».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
486- بَكْرُ بْنُ حَبِيبٍ (3)
(ع س) بكر بن حبيب الحَنَفي. قال أبو نعيم: له ذكر في حديث بكر بن حارثة الجهني، سماه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بريراً، هذا الذي ذكره أبو نعيم، و قد تقدم ذكر بكر بن حارثة و ليس له فيه ذكر، و قال أبو موسى: بكر بن حبيب الحَنَفي، ذكره أبو نعيم في الصحابة، و أن له ذكراً، هذا القدر ذكره أبو موسى.
487- بَكْرُ بْنُ شُدَّاخٍ (4)
(د ع) بَكرُ بن شُدَّاخ اللَّيْثي. و قيل: بكير، كان يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عنه عبد الملك بن يعلى الليثي أنه كان ممن يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو غلام، فلما احتلم جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني كنت أدخل على أهلك و قد بلغت مبلغ الرجال، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «اللَّهُمَّ صَدِّقْ قَوْلِهِ وَ لَقِّهَ الظَّفَرَ» (5)؛ فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب جاء و قد قتل
ص: 411
يهودياً، فأعظم ذلك عمر و خرج، و صعد المنبر و قال: أ فيما ولاني الله و استخلفني تقتل الرجال؟ أ ذَكَّرُ الله رجلاً كان عنده علم إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ فقال: أنا به، فقال: الله أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج، فقال: بلی، خرج فلان غازياً و وكلني بأهله فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي في منزله و هو يقول: [ الوافر]
وَ أَشْعَثُ غَرَّهُ الإِسْلَامُ مِنِّي *** خَلَوتُ بِعُرْسِهِ لَيْلَ التّمَامِ
أبيت عَلَى تَرَائِبَها (1) وَ يُمْسِي *** عَلَى قَوَدِ الأعِنَّةِ وَ الحِزَامَ
كَأَنَّ مَجَامِعَ الرَّبَلاتِ (2) مِنْهَا *** فِئَامٌ بِنَهَضُونَ إِلَى فِئَام (3)ينظر البيت في الإصابة ترجمة رقم (728)، و اللسان ظلل و الاشتقاق: 171.
488- بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (4)
(د س) بكر بن عبد الله بن الرَّبيع الأنصاري. روي عنه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «عَلَّمُوا أَبْنَاءَكُمْ السَّبَاحَةَ وَ الرِّمَايَةَ، وَ نِعْمَ لَهْوُ المُؤْمِنَةِ فِي بَيْتِهَا المِغْزلِ، وَ إِذَا دَعَاكَ أَبَوَاكَ فَأَجِبْ أُمَّكَ» (5)
أخرجه ابن منده و أبو موسى.
ص: 412
489- بَكْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ (1)
(ب د ع) بَكْرُ بن مُبَشِّر بن خَيْر الأنصاري. من بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و بنو عبيد بطن من الأوس، له صحبة، عداده في أهل المدينة.
روى عنه إسحاق بن سالم، روى سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن سويد، عن أنيس بن أبي يحيى، عن إسحاق بن سالم، مولى بني نوفل بن عدي، عن بكر قال: كنت أغدو إلى المصلى يوم الفطر و يوم الأضحى مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فنسلك بطن بطحان، حتى نأتي المصلى فنصلي مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثم نرجع من بطن بطحان مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. أخرجه الثلاثةُ.
قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، تفرد به سعيد عن إبراهيم.
قلت: قال أبو عمر: روى عنه إسحاق بن سالم، و أنيس بن أبي يحيى و ليس كذلك؛ إنما أنيس راو عن إسحاق و الله أَعْلَمُ.
490- بُكَيْرُ بْنُ شَدَّادٍ (2)
بكَيْر، بضم الباء و زيادة ياء التصغير، هو: بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر
الشداخ الكناني الليثي، و قد تقدم الكلام عليه في بكر بن الشداخ.
نسبه هكذا ابن الكلبي.
491- بِلَالُ بْنُ الحَارِثِ (3)
(ب د ع) بلالٌ بن الحارث بن عُصْم بن سعيد بن قُرَّة بن خلَاوة بن ثعلبة بن ثور بن
ص: 413
هُدْمة بن لاطِم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أبو عبد الرحمن المُزَني، و ولد عثمان يقال لهم: مزينة، نسبوا إلى أمه مزينة، و هو مدني قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، و كان ينزل الأشعر و الأجرد وراء المدينة، و كان يأتي المدينة، و أقطعه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم العقيق و كان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة.
روى عنه ابنه الحارث و علقمة بن وقاص.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي المذكر و إبراهيم بن محمد الفقيه، و أحمد بن عبيد الله بن علي، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا حماد، هو ابن السري، حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن جده قال: سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «إِنَّ أَحَدُكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةَ مِنْ رِضْوَانِ الله مَا يَظُنُّ أَن تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إلَى يَوْمٍ يَلْقَاهُ، وَ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهُ، لَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» (1).
رواه سفیان بن عيينة، و محمد بن فليح، و محمد بن بشر، و الثوري، و الدراوردي، و يزيد بن هارون هكذا موصولاً، و رواه محمد بن عجلان و مالك بن أنس، عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة عن بلال. و رواه ابن المبارك، عن موسى بن عقبة عن علقمة عن بلال.
و توفي بلال سنة ستين آخر أيام معاوية، و هو ابن ثمانين سنة. أخرجه ثلاثتهم؛ إلا أن ابن منده قال: روى عنه ابناه: الحارث، و علقمة؛ و إنما هو علقمة بن وقاص. و الله أعلم.
و قال هو و أبو نعيم في نسبه: مرة بالميم، و إنما هو قرة بالقاف، و قد وهم فيه بعض الرواة فجعل الصحابي الحارث بن بلال، و يرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.
خلاوة: بفتح الخاء المعجمة و ثور: بالثاء المثلثة، هدمه: بضم الهاء و سكون الدال، و لاطم: بعد اللام ألف و طاء مهملة و ميم.
روی كعب بن نوفل المزني، عن بلال بن حمامة قال: «طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك؟ قال: «بِشَارَةُ أنثنِي مِنَ الله عَزَّ وَ جَلَّ، فِي أَخِي وَ ابْنِ عَمِّي وَ ابْنَتِي؛ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ عَلِيًّا مِنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَمَرَ رَضْوَانَ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَي فَنَثَرَتْ رَقَاقاً، يَعْنِي صكاكاً، بِعَدَد مُحِبِّينا أَهْلَ البَيْتِ، ثُمَّ أَنْشَأَ مِنْ تَحَتِهَا مَلَائِكَةٌ مِنْ نُورٍ، فَأَخَذَ كُلُّ مَلِكِ رَقَاقَاً، فَإِذَا اسْتَوَتْ القِيَامَةُ غَدَا بِأَهْلِهَا، مَاجَتِ المَلَائِكَةُ فِي الخَلَائِقِ؛ فَلَا يَلْقُونَ مُحِبّاً لَنَا أَهْلَ البَيْتِ إِلَّا أَعْطَوْهُ رِقًّا فِيهِ بَرَاءَةُ مِنَ النَّارِ، فَنِثَارِ أخِي وَ ابْن عَمِّي فِكاكُ رِجَالٍ وَ نِسَاءِ مِنْ أُمَّتِي مِنَ النَّارِ» (1).
أخرجه أبو موسى و قال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه، و بلال هذا قيل: هو بلال بن رباح المؤذن، و حمامة: أمه نسب إليها.
493- بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ (2)
(ب د ع) بلال بن رَبَاح. يكنى أبا عبد الكريم، و قيل: أبا عبد الله، و قيل: أبا عمرو و أمه حمامة من مُوَلَّدي مكة لبني جُمَح، و قيل: من مولدي السَّراة، و هو مولى أبي بكر الصديق، اشتراه بخمس أواقي، و قيل: بسبع أواقي، و قيل: بتسع أواقي، و أعتقه الله عز وجل و كان مؤذناً لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و خازناً.
شهد بدراً و المشاهد كلها، و كان من السابقين إلى الإسلام، و ممن يعذب في الله عز و جل فيصبر على العذاب، و كان أبو جهل يَبْطَحُه على وجهه في الشمس، و يضع الرحا عليه حتى تصْهَره الشمس، و يقول: أكفُر برب محمد، فيقول: أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، و هو يعذب و يقول، أحد، أحد؛ فقال: يا بلال، أحد أحد، و الله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حناناً (3).
ص: 415
قيل: كان مولى لبني جُمح، و كان أمية بن خلف يعذبه، و يتابع عليه العذاب، فقدر الله سبحانه و تعالى أن بلالاً قتله ببدر.
قال سعيد بن المسيب، و ذكر بلالاً: كان شحيحاً على دينه، و كان يعذب؛ فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله، قال: فلقي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أبا بكر، رضي الله عنه، فقال: «لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ لَاشْتَرَيْنَا بِلَالا»: قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالاً، فانطلق العباس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: و ما تصنع به؟ إنه خبيث، و إنه، و إنه . . ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، و بعث به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، و قيل: إن أبا بكر اشتراه و هو مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
و آخی رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينه و بين أبي عبيدة بن الجراح، و كان يؤذن لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حياته سفراً و حضراً، و هو أول من أذن له في الإسلام.
أخبرنا يعيش بن صَدَقَةَ بن علي الفُرَاتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال: حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال: «آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله».
فلما توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، و إن كنت اعتقتني الله، عز و جل، فذرني أذهب إلى الله عز و جل فقال: اذهب، فذهب إلى الشام، فكان به حتى مات. و قيل: إنه أذن لأبي بكر، رضي الله عنه، بعد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد و عمار بن حفص بن سعد، و عمر بن حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم أنهم أخبروهم قالوا:
لما توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جاء بلال إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، إني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «أَفْضَلُ أَعْمَالِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله» و قد أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال، و حرمتي و حقي، فقد كبرت و اقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي جاء بلال إلى عمر رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر، فرد عليه كما رد أبو بكر، فأبى، و قيل إنه
ص: 416
لما قال له عمر، ليقيم عنده، فأبى عليه: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى قبض، ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض؛ لأنه كان ولي نعمتي، و قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «يَا بِلَالُ، لَيْسَ عَمَلُ أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله (1)»، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ مجاهداً، و إنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة، فلم يُرَ باكياً أكثر من ذلك اليوم.
روى عنه أبو بكر و عمر، و علي، و ابن مسعود، و عبد الله بن عمر، و كعب بن عُجْرة و أسامة بن زيد، و جابر، و أبو سعيد الخدري، و البراء بن عازب، و روى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة و الشام، و روى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل مِنْ فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: و أخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بيني و بينه؟ قال: و أخوك، فنزلا دَارَيَّا في خَوْلان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، و قد كنا كافرين، فهدانا الله، و كنا مملوكين فأعتقنا الله، و كنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تُزَوِّجونا فالحمد لله، و إن تردونا فلا حول و لا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالاً رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في منامه و هو يقول: «مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلَالُ؟ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا»؟ فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و جعل يبكي عنده و يتمرغ عليه، فأقبل الحسن و الحسين، فجعل يقبلهما و يضمهما، فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: «الله أكبر، الله أكبر» ارتجت المدينة، فلما قال: «أشهد أن لا إله إلا الله» زادت رَجَّتُها، فلما قال: «أشهد أن محمداً رسول الله» خرج النساء من خدورهن منمارئي يوم أكثر باكياً و باكية من ذلك اليوم.
أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، و إسماعيل بن عبيد الله بن علي، و إبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: «أصبح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعا بلالاً فقال: «يَا بِلَالُ، بِمَ سَبَقْتَني إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلَتْ الجَنَّةِ قَطُّ إِلَّا سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ (2) أَمَامِي» (3).
و أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر و غيره قالوا: أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب،
ص: 417
أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سلیمان بن محمد بن الفضل البَجَلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالاً قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا تسبقني بآمين (1)» (2).
و كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «أبو بكر سيدنا، و أعتق سيدنا» يعني: بلالاً.
و قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله، و أبو بكر، و خباب، و صهيب، و عمار، و بلال، و سمية أم عمار؛ فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، عز و جل، و هان على قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلاً من ليف فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، و أما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
و روى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال. قال: «أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فلم ير في المسجد أحداً فقال: «أَيْنَ النَّاسُ؟ فقلت: حبسهم القَرّ، فقال: «اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ البَرْدَ» (3)، قال: فلقد رأيتهم يتروحون (4) في الصلاة». و رواه الحماني، و غيره عن أيوب، و لم يذكروا أبا بكر.
قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، و دفن بباب الصغير سنة عشرين، و هو ابن بضع و ستين سنة، و قيل: مات سنة سبع أو ثماني عشرة، و قال علي بن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، و دفن على باب الأربعين، و كان آدم شديد الأدْمة، نحيفاً طوالاً، أجْنَى (5) خفيف العارضين.
قال أبو عمر: و له أخ اسمه خالد، و أخت اسمها: غُفَيرة، و هي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث، و لم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.
ص: 418
494- بِلَالُ بْنُ مَالِكِ المَازِنِيُّ (1)
(ب) بلَالُ بن مَالِك المُزَنِي، بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بني كِنانَة في سَريَّةَ، فأشْعِرُوا [به] ففارقوا مكانهم فلم يُصِبْ منهم إلا فرساً واحداً، و ذلك في سنة خمس من الهجرة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
495- بِلالُ بْنُ يَحْيَى (2)
(ع س) بِلَالُ بن يَحْيى، ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان.
أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد أبو علي، أخبرنا الحافظ أبو نعيم، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، أخبرنا المقدمي محمد بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عثمان القرشي، أخبرنا حبيب بن سليم، عن بلال بن يحيى، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّ مَعَافَاةَ اللَّه العَبْدَ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهِ فِي الدُّنْيَا، وَ إِنَّ أَوَّلَ خِزْيِ الله تَعَالَى العَبْدَ أَنْ يُظْهِرَ عَلَيْهِ سَيِّئَاتِهِ» (3).
قال أبو نعيم: أراه العبسي الكوفي و هو صاحب حذيفة، لا صحبة له.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
496- بِلَالٌ (4)
(ب) بِلَال، رجل من الأنصار، ولاه عمر بن الخطاب عمان، ثم عزله و ضمها إلى عثمان بن أبي العاص، أخرجه أبو عمر و قال: لا أقف على نسبه، و خبره هذا مشهور.
497- بِلْزٌ (5)
(د ع) بِلْز، و قيل: برز و قيل: رزن، و قيل: مالك بن قهطم أبو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى و غيرها من أسمائه إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 419
498- بُلَيْلُ بْنُ بِلَالٍ (1)
بُليْل بن بِلَالُ بن أحَيْحةَ بن الجُلاح أبو ليلى، و هو أخو عمران صحبا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم جميعا، و شهدا معه أحداً و ما بعدها، قاله العدوي.
ذكره ابن الدباغ.
499- بَنَّةُ الجُهَنِيُّ (2)
(ب د ع) بَنَّةُ الجُهني و يقال نُبَيه و يقال: ينة. روى معاذ بن هانىء، و يحيى بن بكر، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر عن بنة الجهني أن رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم مر على قوم يسلون سيفاً يتعاطونه، فقال: «أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ هَذَا؟ لَعَنَ الله مَنْ فَعَلَ هَذَا» (3).
و رواه ابن وهب عن ابن لهيعة فقال: نبيه، و قال مثله ابن معين، و ابن وهب أثبت الناس في ابن لهيعة، و ذكر ابن السكن في كتابه في الصحابة: ينة بالياء تحتها نقطتان و النون المشددة، و رواه عن محمد بن عبد الله المقري، عن أبيه عن ابن لهيعة بإسناده. ذكر هذا الاختلاف أبو عمر، و أخرجه الثلاثة.
و رواه عباد بن يوسف، عن ثبيت فقال عن القشيري و رواه مُخيَّس بن تميم، عن بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده، فذكر نحوه.
قال أبو عمر: إسناده ليس بالقائم.
أخرجه الثلاثة.
501- بَهْزَادُ أَبُو مَالِكٍ (1)
(س) بَهْزَاد أبو مَالِك، ذكره عبدان في الصحابة، و روى عن جعفر بن عبد الواحد، عن محمد بن يحيى التوزي، عن أبيه، عن مسلم بن عبد الرحمن، عن يوسف بن ماهك بن هزاد، عن جده بهزاد قال:
«خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فقال: «أَحْفَظُونِي فِي أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّهُ لَمْ يَسُؤْنِي مِنْذُ صَحِبَنِي».
قال عبدان: لا يعرف إلا ممن كتبناه عنه.
أخرجه أبو موسى.
502- بَهْلُولُ بْنُ ذُؤَيْبٍ (2)
(س) بُهْلُول بن ذُؤيب.
قال أبو موسى، بإسناد غير متصل عن أبي هريرة قال: «دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم، و هو يبكي بكاء شديداً، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم: «مَا يَبْكِيكَ يَا مُعَاذُ»؟ فقال: يا رسول الله؛ إن بالباب شاباً طريَّ الجسد، ناصع اللون، نقي الثياب، حسن الصورة، يبكي على شبابه كبكاء الثكلى على ولدها، و هو يريد الدخول عليك، فقال النبي صلّى الله عليه و آله سلّم: «يَا مُعَاذُ؛ أَدْخِل الشَّابَّ عَلَيّ وَ لَا تَحْبِسَهُ بِالْبَابِ»، قال: فأدخل معاذ الشاب، فقال النبي صلّى الله عليه و آله سلّم: «يَا شَابّ، مَا يَبْكِيكَ»؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله كَيْفَ لَا أَبْكِي وَ قَدْ رَكِبْتُ ذُنُوباً، إِنْ أُخِذْتُ بِبَعْضِهَا خَلَّدَنِي فِي جَهَنَّمَ؟ و لا أرى إلا أنه سيأخذني، و ذكر الحديث قال: فمضى الشاب باكياً حتى أتى بعض جبال المدينة، فتغيب، و لبس مِسْحاً و غل يده إلى عنقه بالحديد، و نادى: إلهي و سيدي و مولاي، هذا بهلول بن ذُؤيب مغلولاً مسلسلاً معترفاً بذنوبه».
و قد روي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه دخل النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و هو يبكي. و ذكر نحواً منه، و لم يسم الرجل قال: و قد جاء أن اسمه كان ثعلبة، و لم يثبت منها كبير شيء.
ص: 421
أخرجه أبو موسى.
503- بُهَيْزُ بْنُ الهَيْثَم (1)
(ب د ع) بُهَيْز بن الهَيْثم بن عامر بن بني بَابي الأنصاري الأوسي الحارثي. من بني حارثة بن الحارث، شهد العقبة و أحداً مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم. رواه أبو الأسود عن عروة. قاله الطبري، و ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، و قيل اسمه: نهيز بالنون، و يرد هناك إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
504- بُهَيْسُ بْنُ سَلْمَى (2)
(ب) بُهَيْس بن سَلْمى التَّمِيمي. قال: «سمعت النبي صلّى الله عليه و آله سلّم يقول: «لَا يَحِلُّ لِمُسَلِم مِنْ مَالِ أخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» (3).
أخرجه أبو عمر مختصراً.
505- بَوْلَى (4)
(س) بَوْلَى، قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، و روى بإسناده عن خطاب بن محمد بن بولي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم: «إِيَّاكُمْ وَ الطَّعَامَ الحَارَّ؛ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ بِالبَرَكَةِ وَ عَلَيْكُمْ بِالبَارِدِ؛ فَإِنَّهُ أَهْنَا وَ أَعْظَمُ بَرَكَةً» (5). أخرجه أبو موسى.
506- بَوْدَانُ (6)
(س) بَوْدانَ.
قال أبو موسى: ذكره علي بن سعيد العسكري في الأفراد، و ذكره أبو بكر بن أبي علي. أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر عم
ص: 422
أبي، أخبرنا علي بن سعيد، حدثنا القاسم بن يزيد الأشجعي، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان، عن ابن جريج، عن ابن مينا. عن بودان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم: «مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ المُسْلِمُ، فَلَمْ يَقْبَلْ عُذَرَهُ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ صَاحِبِ مَكْسٍ (1)» (2).
كذا أورده، و المشهور فيه: جودان، و يرد في بابه إن شاء الله تعالى.
507- بَيْجَرَةُ بْنُ عَامِرٍ (3)
(د ع) بَيْجَرة بن عَامِرٍ. روى حديثه الرجال بن المنذر العمري عن أبيه المنذر أنه سمع أباه بيجرة بن عامر قال: «أتينا رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فأسلمنا، و سألناه أن يضع عنا العَتَمَة فإنا نشتغل بحلب الإبل فقال: «إِنَّكُمَ سَتَحْلِبُونَ إِبِلَكُمْ وَ تُصَلُّونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم؛ و أما أبو عمر فأخرجه في بجراة و ذكر له هذا المتن.
508- بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ (4)
(ب د ع) بَيْرَح بن أسد الطَّاحِي. أدرك النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و لم يره. قدم المدينة بعد وفاة النبي صلّى الله عليه و آله سلّم بأيام؛ قاله ابن منده و أبو نعيم، و قاله أبو عمر: و قد كان رأى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم يعني قبل قدومه عليه.
روى الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال: خرج رجل من أهل عمان يقال له: بيرح بن أسد مهاجراً إلى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فقدم المدينة، فوجده قد توفي، فبينا هو في بعض طرق المدينة إذ لقيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: كأنك لست من أهل البلد؟ فقال: أنا رجل من أهل عمان، فأتى به أبا بكر رضي الله عنه، فقال: هذا من الأرض التي ذكرها رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبَّة بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، أخبرنا جرير، عن الزبير بن الخريت نحو هذا، و فيه اختلاف ألفاظ.
أخرجه الثلاثة.
ص: 423
424
509- التَّلِبُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (1)
(ب د ع) التَّلِبُ بنُ ثَعْلَبَةَ بن رَبيعة بن عَطيَّة بن الأخَيْف، و هو مُجْفِر، بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مُرّ التميمي العنبري، نسبه كذلك خليفة بن خياط.
و قال ابن قانع: أخيف بن الحارث بن مجفر سكن البصرة و کان شعبة يقول: الثلب بالثاء المثلثة، و كان ألثغ لا يبين التاء. و الأول أصح، يكنى أبا هلقام روى عنه ابنه هلقام.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الأمين، بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث قال:
حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا غالب بن حَجْرة، حدثني هلقام بن تلب عن أبيه قال: «صحبت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فلم أسمع لحشرات الأرض تحريماً».
و روی غالب بن حَجْرة بن هلقام بن التلب عن هلقام بن التلب، عن أبيه أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فقال: يا رسول الله، استغفر لي، فاستغفر له. أخرجه الثلاثة.
أخيف: بضم الهمزة، و فتح الخاء المعجمة، و سكون الياء تحتها نقطتان و آخره فاء؛ قاله شباب، و ابن البرقي، و ابن قانع، و قد ذكره الدارقطني عن شباب بفتح الهمزة؛ قال الأمير: و ليس بشيء.
و مجفر: بضم الميم، و سكون الجيم، و كسر الفاء، و آخره راء.
و حَجْرة: بفتح الحاء المهملة، و سكون الجيم، و بعدها راء وهاء.
510- تَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاس (2)
(ب د ع) تَمَّام بن العَبَّاس بن عَبْد المُطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ القرشي
ص: 424
الهاشمي؛ ابن عم النبي صلّى الله عليه و آله سلّم، و قد اختلف العلماء في صحبته، أمه أم ولد رومية، و شقيقه كثير بن العباس.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، أخبرنا سفيان عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم أنه قال: أتوا النبي، أو قال: أتى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فقال: «مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحاً! أسْتَاكُوا، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضَتْ عَلَيْهِمُ الوُضُوءَ» (1).
و رواه جرير عن منصور مثله، و رواه سريج بن يونس، عن أبي حفص الأبار عن منصور عن أبي علي، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن العباس نحوه.
و كان تمام والياً لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، على المدينة؛ فإن علياً لما سار إلى العراق استعمل سهل بن حنيف على المدينة، ثم عزله و أخذه إليه، و استعمل تمام بن العباس على المدينة بعد سهل، ثم عزله، و استعمل عليها أبا أيوب الأنصاري، فسار أبو أيوب نحو علي، و استخلف على المدينة رجلاً من الأنصار، فلم يزل عليها إلى أن قتل علي، قاله أبو عمر عن خليفة.
و قال الزبير بن بكار: كان للعباس عشرة من الولد، و كان تمام أصغرهم، فكان العباس يحمله و يقول: [الرجز]
تَمُّوا بِتَمَّامِ فَصَارُوا عَشَرَهُ *** يَا رَبِّ فَاجْعَلْهُمْ كِرَامَ بَرَرَهُ
و اجْعَلْ لَهُمْ ذِكْراً و أَنْمِ الثَّمَرَهْ (2)
قال أبو عمر: و كل بني العباس لهم رؤية و للفضل و عبد الله سماع و رواية، و يرد ذكر كل واحد منهم في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال أبو نعيم أول الترجمة: تمام بن العباس، و قيل تمام بن قثَمَ بن العباس، و هذا من أغرب القول؛ فإن تمام بن العباس مشهور، و أما تمام بن قثم بن العباس؛ فإن أراد قثم بن العباس بن عبد المطلب فقد قال الزبير بن بكار: و قثم بن العباس ليس له عقب، و إنما تمام بن العباس له ولد اسمه قثم؛ فإن كان اشتبه عليه، و هو بعيد، فإنه لم يدرك النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فإن أباه في صحبته اختلاف، فكيف هو ! و لعل أبا نعيم قد وقف على الحديث الذي في مسند أحمد بن
ص: 425
حنبل الذي أخبرنا به أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا معاوية بن هشام، أخبرنا سفيان عن أبي علي الصيقل، عن تمام بن قثم _ أو قثم بن تمام _ عن أبيه قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فقال: «مَا بَالُكُمْ تَأْتُونِي قُلْحاً لَا تُسَوِّكُونَ! لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ» (1). و يكون قد سقط من الأصل عن أبيه فقال: تمام بن قُثم أو قثم بن تمام، و الصحيح في هذا قثم بن تمام بن العباس عن أبيه، و الله أعلم.
سریج: بالسين المهملة و الجيم. القُلْح: جمع أقلح، و القَلَح: صفرة تعلو الأسنان و وسخ يركبها.
511- تَمَّامُ بْنُ عُبَيْدَة (2)
(د ع) تَمَّام بن عُبَيدة. أخو الزبير بن عبيدة من بني غَنْم بن دُودَان بن أسد بن خُزيْمة ممن هاجر مع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق: ثم قدم المهاجرون أرسالاً (3) و كانت بنو غنم بن دُودان أهل إسلام، قد أوْ عَبُوا (4) إلى المدينة مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فممن هاجر مع نسائهم: تمام بن عبيدة:
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
512- تَمَّامٌ (5)
(س) تَمَّام، وقد إلى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم مع بحيرا و أبرهة، ذكرناه في أبرهة.
أخرجه أبو موسى.
513- تَمِيمُ بْنُ أَسِيدٍ (6)
(ب د ع) تَمِيمُ بن أسيد، و قيل: أسدُ بن عَبْد العُزَّى بن جَعْوَنَة بن عمرو بن القَيْن بن رِزَاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو الخزاعي، أسلم، و ولاه النبي صلّى الله عليه و آله سلّم تجديد أنصاب الحرم و إعادتها، نزل مكة؛ قاله محمد بن سعد.
ص: 426
و روى عنه عبد الله بن عباس أنه قال: «دخل النبي صلّى الله عليه و آله سلّم مكة يوم الفتح، فوجد حول البيت ثلثمائة و نيفاً أصناماً قد شددت بالرصاص، فجعل يشير إليها بقضيب في يده و يقول: (جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (1)، فلا يشير إلى وجه الصنم إلا وقع لقفاه، و لا يشير إلى قفاه إلا وقع لوجهه فقال تميم: [الوافر]
وَ فِي الأَنْصَابِ مُعْتَبرٌ و عِلْمٌ *** لِمَنْ يَرْجُو الثَّوَابَ أَوْ العِقَابَا
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و أورده أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال: تميم بن أسد الخزاعي، ذكره عبدان في الصحابة و قال: لم نجد له شيئاً، هذا الذي ذكره أبو موسى عن عبدان، و لا وجه له فإن ابن منده قد ذكره، و قول عبدان: لم نجد له شيئاً، فلا شك أن الذي ذكرناه من تجديد أنصاب الحرم لم يصل إليه.
514- تَمِيمُ بْنُ أَسِيدِ العَدَوِيُّ (2)
(ب د ع) تميم بن أسيد العَدِوي، من عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، و عدي من الرباب، يقال لهم: عدي الرباب، و كنيته: أبو رفاعة، و قد اختلف في اسمه؛ فقيل: تميم بن أسيد؛ قاله أحمد بن حنبل و ابن معين، و قيل: تميم بن نُذَير، و قيل: تميم بن إياس، قاله ابن منده.
روى عنه حميد بن هلال قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم و هو يخطب فقلت: رجل غريب جاء يسأل عن دينه، لا يدري ما دينُه؟ قال: فأقبل عليّ النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و ترك خطبته و أتى بكرسي خُلْبٍ (3)، قوائمه حديد، فقعد عليه النبي صلّى الله عليه و آله سلّم ثم جعل يعلمني مما علمه الله عز و جل». قال أبو عمر: قطع الدارقطني في اسم أبي رفاعة أنه تميم بن أسيد بفتح الهمزة و كسر السين، قال: و رواه أيضاً في موضع آخر عن يحيى بن معين، و ابن الصواف، و عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: تميم بن نذير .. هكذا روى أبو عمر، و قال ابن منده ما تقدم؛ و أما أبو نعيم: فلم ينسب إلى أحد قولاً؛ بل قال بعد الترجمة: تميم بن أسيد، و قيل: ابن إياس، و الله أعلم.
ص: 427
و قال الأمير أبو نصر في باب نذير: بضم النون و فتح الذال المعجمة أبو قتادة العدوي تميم بن نذیر، روى عنه محمد بن سيرين، و حميد بن هلال فخالف في الكنية، و قال في أسيد: بصم الهمزة: أبو رفاعة تميم بن أسيد، و قيل: ابن أسيد و الضم أكثر، و يقال: ابن أسد، و هو عدوي سكن البصرة، قال: و روى شباب عن حَوْثَرَة بن أشرس أن اسمه عبد الله بن الحارث، و توفي بسِجسْتَان مع عبد الرحمن بن سَمُرة.
أخرجه الثلاثة؛ و قد اختلفت الرواية في «خلت قوائمه من حديد» فرواه بعضهم خلت التاء فوقها نقطتان و نصب قوائمه و حديداً، و منهم من رواه خلب يضم الخاء و آخره باء موحدة، و رفع قوائمه و حديداً و الخلب: الليف، و الله أعلم.
515- تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ (1)
(ب د ع) تَمِيم بن أوْس بن خَارِجَة بن سود بن خُزَيْمة، و قيل: سَوَاد بن خُزَيْمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ، كذا نسبه ابن منده و أبو نعيم، يكنى: أبا رقية بابنته رقية، لم يولد له غيرها، و قال أبو عمر: خارجة بن سواد، و لم ينقل غيره، و قال هشام بن محمد: تميم بن أوس بن جارية بن سود بن جذيمة بن ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فقد جعل بين سبأ و بين عمر و عدة آباء، و غيَّر فيها أسماء تراها.
حدث عن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم حديث الجساسة (2)، و هو حديث صحيح، و روى عنه أيضاً: عبد الله بن وهب، و سليمان بن عامر، و شرحبيل بن مسلم، و قبيصة بن ذُؤيب، و كان أول من قَصَّ؛ استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فأذن له، و هو أول من أسرج السراج في
ص: 428
المسجد؛ قاله أبو نعيم، و أقام بفلسطين و أقطعه النبي صلّى الله عليه و آله سلّم بها قرية عَيْنون و كتب له كتاباً، و هي إلى الآن قرية مشهورة عند البيت المقدس.
و قال أبو عمر: كان يسكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، و كان نصرانياً، فأسلم سنة تسع من الهجرة.
و كان كثير التهجد، قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن فيركع، و يسجد، و يبكي و هي: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) الآية.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن رَوْح بن زِنْبَاع زار تميماً الدَّاريَّ، فوجده ينقي شعيراً لفرسه، و حوله أهله فقال له روح: أما كان في هؤلاء من يكفيك؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم يقول: «مَا مِنْ أَمْرِئَ مُسْلِمٍ يُنَقّي لِفَرَسِهِ شَعِيراً، ثُمَّ يُعَلِّقَهُ عَلَيْهِ إِلَّا كَتَبَ الله لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ (1)»، و رواه طاهر بن روح بن زنباع عن أبيه عن جده قال: «مررت بتميم، و هو ينقي شعيراً لفرسه، فقلت له . . . الحديث، و له أحاديث غير هذا، و كان له هيئة و لباس.
أخرجه الثلاثة.
516- تَمِيمُ بْنُ بِشْرٍ (2)
(س) تميم بن بِشْر بن عمرو بن الحارث بن كَعْب بن زَيْد مَناة بن الحارث بن الخزرج، شهد أحداً.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
517- تَمِيمُ بْنُ جُرَاشَةَ (3)
(س) تميم بن جُراشَةَ، بضم الجيم، هو ثقفي.
ذكر ابن ماكولا أنه وفد على النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و روى عنه أنه قال: قدمت على النبي صلّى الله عليه و آله سلّم في وفد ثقيف، فأسلمنا و سألناه أن يكتب لنا كتاباً فيه شروط، فقال: اكتبوا ما بدا لكم، ثم انتوني به،
ص: 429
فسألناه في كتابه أن يحل لنا الربا، و الزنا، فأبى عليٌ رضي الله عنه أن يكتب لنا، فسألناه خالد بن سعيد بن العاص فقال له علي: تدري ما تكتب؟ قال: أكتب ما قالوا، و رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم أولى بأمره، فذهبنا بالكتاب إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فقال للقارئ: اقرأ، فلما انتهى إلى الربا قال: ضع يدي عليها في الكتاب فوضع يده فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا) [البقرة/ 278] الآية ثم محاها، و ألقيت علينا السكينة فما راجعناه، فلما بلغ الزنا وضع يده عليها و قال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً). الآية، ثم محاه، و أمر بكتابنا أن ينسخ لنا.
أخرجه أبو موسى.
518- تَمِيمُ بْنُ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) تَمِيم بن الحارث بن قَيْس بن عدي بن سعد بن سَهْم القُرَشي السَّهْمي. كان من مهاجرة الحبشة، و قتل بأجنَادَيْن من أرض الشام، و هو أخو سعيد، و أبي قيس، و عبد الله، و السائب، بني الحارث هؤلاء أسلموا، و له أخ سادس أسر يوم بدر، و كان أبوهم الحارث من المستهزئين، و هو الذي يقال له ابن الغَيْطَلة، و هو اسم أمه، وهي من كنانة.
قال أبو عمر: لم يذكر ابن إسحاق تميماً في مهاجرة الحبشة، و ذكر عوضه بشر بن الحارث.
أخرجه الثلاثة.
519- تَمِيمُ بْنُ حُجْرٍ (2)
(ب د ع) تميم بن حُجْر أبو أوْس الأسْلَمي. كان ينزل بلاد أسلم من ناحية العَرْج؛ قاله محمد بن سعد كاتب الواقدي، و هو جد بُرَيدة بن سفيان، قال ابن منده و أبو نعيم: وَهِم ابن سعد، و الصواب ما روى إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حُجْر عن أبيه عن جده أوس قال: «لما مر النبي صلّى الله عليه و آله سلّم به مهاجراً، بعث معه مسعوداً مولاه». و قد تقدم في أوس.
أخرجه الثلاثة.
520- تَمِيمُ بِنُ الحُمَامِ (3)
(د ع) تَميم بن الحُمَام الأنصاري، استشهد يوم بدر، و فيه نزلت و في أصحابه: (وَلَا
ص: 430
تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ) [البقرة/ 154]. ذكره ابن منده، و رواه عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
قال أبو نعيم: ذكره بعض الواهمين، و صحف فيه؛ و إنما هو عُمَيْر بن الحُمام؛ اتفقت رواية الرواة و أصحاب المغازي و السير أنه: عمير بن الحمام من بني حرام بن كعب بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة، و الذي صَحَّف في اسمه محمد بن مروان السدي، و تبعه بعض الناس على هذا التصحيف، و يرد في عمير إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بفتح الحاء و الراء، و سلِمة: بكسر اللام.
521- تَمِيمٌ مَوْلَى خِرَاشٍ (1)
(ب د ع) تميم مَوْلى خِرَاش بن الصَمَّة الأنصَاري، شهد بدراً مع مولاه خراش، ذكره عروة بن الزبير و الزهري فيمن شهد بدراً، و شهد أحداً، و آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم بينه، و بين خباب مولى عتبة بن غزوان.
أخرجه الثلاثة.
522- تَمِيمُ بْنُ رَبِيعَةَ (2)
(س) تميم بن ربيعة بن عَوْف بن جَرَاد بن يَرْبُوع بن طُحَيْل بن عدي بن الرَّبْعة بن رَشْدَان بن قَيْس بن جُهَينَة بن زيد الجهني. أسلم، و شهد الحديبية مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم و بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.
أخرجه أبو موسى، و ذكره هشام في الجمهرة.
523- تَمِيمُ بْنُ زَيْدِ (3)
(ب د ع) تَميمُ بن زَيْد. أخو عبد الله بن زيد الأنصاري المازني أبو عبَّاد، يعد في أهل المدينة، روى عنه ابنه عباد.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا ابن أبي
ص: 431
شيبة و أبو بشر بكر بن خلف قالا: حدثنا عبد الله بن زيد، أخبرنا سعيد بن أبي أيوب، أخبرنا أبو الأسود، أخبرنا عباد بن تميم عن أبيه قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم توضأ و مسح الماء على رجليه».
و روى عنه أيضاً: «أن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم لو سئل عن الرجل يجد في الصلاة كأنه قد أحدث، فقال: «لا، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يَجِدَ رِيْحاً» (1). أخرجه ابن منده و أبو نعيم هكذا؛ و أما أبو عمر فقال: تميم الأنصاري المازني والد عباد قيل فيه: تميم بن عبد بن عمرو، و قيل: تميم بن زيد و قيل: تميم بن عاصم، يكنى: أبا الحسن، روى عنه ابنه عباد، قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم توضأ و مسح الماء على رجليه». و هو حديث ضعيف الإسناد، قال: و أما ما روى عباد بن تميم عن عمه فصحيح، إن شاء الله تعالى، و لا أعرف تميماً بغير هذا، و فيه و في صحبته نظر.
ثم قال في أخيه عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري المازني، من بني مازن بن النجار: يعرف بابن أم عُمارَةَ شهد أحداً، و لم يشهد بدراً ثم قال: روى عنه ابن أخيه عباد بن تميم؛ فإذا كان قد صحح حديث عباد عن عمه، فكيف لا يعرف تميماً.
أخرجه الثلاثة.
524- تَمِيمُ بْنُ سَعْدٍ (2)
(س) تَميم بن سَعْد التَّمِيمي. كان في وفد تميم الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم فأسلموا.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
525- تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ (3)
(س) تَمِيمُ بنُ سَلَمة. روى حديثه خالد الحذّاء، عن رجل عنه أنه قال: «بينما أنا عند
ص: 432
النبي صلّى الله عليه و آله سلّم إذا انصرف من عنده رجل، فنظرت إليه مولياً مُعْتَماً بعمامة قد أرسل عمامته من ورائه، قلت: يا رسول الله، من هذا؟ قال: ««هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ» (1).
أخرجه أبو موسى، قال: و في الأتباع رجل يقال له: تميم بن سلمة يروي عن أبي الزبير و التابعين، أظنه غير هذا، و الله أعلم.
و قال أبو موسى: أخبرنا أبو زكرياء، أخبرنا عمر بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أخبرنا عم أبي أبو محمد، حدثنا علي بن سعيد، أخبرنا جعفر بن محمد بن عيسى الوراق، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا مِسْعَر، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة قال: قال صلّى الله عليه و آله سلّم: «أَمَّا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهَ تَعَالَى رَأْسَهُ رَأْسَ حمارٍ؟ (2).
526- تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ عَمْرو (3)
(ع س) تَميمُ بن عَبْد عَمْرو أبو الحسن المازني، كان عاملاً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه على المدينة، حين خرج إليه سهل بن حنيف إلى العراق؛ قاله أبو نعيم بإسناده إلى ابن إسحاق.
و قال أبو موسى عن أبي حفص بن شاهين قال: تميم أبو الحسن بن عبد عمرو بن قيس بن محرث بن الحارث بن ثعلبة بن مازن بن النجار، ذكره عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى و يذكر في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.
527- تَمِيمٌ الغَنْمِيُّ (4)
(ب د ع) تميم الغَنْمي. مولى بني غَنْم بن السِّلْم بن مالك بن الأوس بن حارثة
ص: 433
الأنصاري الأوسي بدري. قاله ابن شهاب و ابن إسحاق: قال أبو عمر، شهد بدراً و أحداً في قول جميعهم، قال: و قال [ابن] هشام: هو مولى سعد بن خيثمة، و سعد هو المقدم من بني غنم. قال الطبري: السلم بكسر السين.
أخرجه الثلاثة.
528- تَمِيمُ بْنُ غَيْلَانَ (1)
(د ع) تميم بن غَيْلان بن سلمة الثَّقَفي. و يرد نسبه عند ذكر أبيه، يقال: إنه ولد على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم روى عنه ابنه الفضل أنه قال: «بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم أبا سفيان بن حرب و المغيرة بن شعبة، و رجلاً آخر: إما أنصارياً، و إما خالد بن الوليد و أمرهم أن يكسروا طاغية ثقيف، قالوا: يا رسول الله، أين نجعل مسجدهم؟ «قَالَ: حَيْثُ طَاغِيَتِهِمْ حَتَّى يُعْبَد الله حَيْثُ كَانَ لَا يُعْبدُ» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
529- تَمِيمُ بْنُ مَعْبَدٍ
(ب) تميم بن مَعْبَد بن عَبْد سَعْد بن عامر بن عَدي بن مَجْدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي. شهد أحداً مع أبيه معبد، ذكره أبو عمر في ترجمة أبيه.
530- تَمِيمُ بْنُ نَسْرٍ (3)
تَميم بن نَسْر بن عَمْرو الأنصاري الخَزْرجي. من بني الخزرج، شهد أحداً مع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم قاله ابن ماكولا، و ذكره في نسر، بالنون المفتوحة و السين المهملة الساكنة، و ذكر أيضاً سفيان بن نسر بالنون أيضاً جعلهما اثنين، و قال ابن الكلبي: سفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد مناة بن الحارث بن الخزرج. شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و قد ذكره أبو عمر في سفيان و أما هاهنا فلم يخرجه أحد منهم.
531- تَمِيمُ بْنُ يَزِيدَ (4)
(د ع) تَميم بن يزيد. و قيل: ابن زيد، مجهول، روى أبو المليح الرقي، عن أبي هاشم
ص: 434
الجعفي، عن تميم بن يزيد قال: «دَخَلْنَا مَسْجِد قُبَاء، وَ قَدْ أسفروا، و كان النبي صلّى الله عليه و آله سلّم أمر معاذاً أن يصلي بهم. و ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
532- تَمِيمُ بْنُ يَعَارَ (1)
(ب د ع) تميم بن يَعَار بن قيس بن عدي بن أُمَيَّة بن خُذْرَة بن عوف بن الحارث بن
الخزرج بن حارثة. شهد بدراً. كذا قال ابن منده و أبو نعيم: إنه خدري.
و قال ابن الكلبي: إنه من ولد خُدَارَة بن عوف أخي خدرة و هذا كما يقال للحكم بن عمرو الغفاري؛ و إنما هو من ولد نُعَيْلة أخي غفار.
و قال ابن عبد البر: هو تميم بن يعار بن نسر بن عمرو الأنصاري الخزرجي، شهد أحداً مع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم قال: كذا ذكره علي بن عمر الدارقطني بالنون و السين غير معجمة. قلت: و مثله قال ابن ماكولا.
533- تَمِيمٌ (2)
(د ع) تمیم غیر منسوب، روى عنه يزيد بن حصين في قصة سبأ، قيل: إنه تميم الداري، و لا يصح. روى أبو عمرو، عن الليث بن سعد، عن موسى بن علي عن يزيد بن حصين، عن تميم قال: «سئل النبي صلّى الله عليه و آله سلّم عن سبأ أرجل أم امرأة؟». و ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
534- تَوْأَمٌ أَبُو دُخَانٍ (3)
(د ع) تَوْأم أبو دُخَان، روى حديثه العباس الأزرق، عن هذيل بن مسعود، عن شعبة بن دخان بن التوأم، عن أبيه، عن جده أن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم قال: «إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ سَجْعٌ مِنْ كَلَامِ العَرَبِ» (4).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 435
535- التَّیِّهانُ بْنُ التَّيِّهانِ (1)
(د ع) التَّيِّهان أبو الهَيْثَم بن التَّيهان. رواه محمد بن جعفر مطين عن هناد بن السري، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي الهيثم بن التيهان، عن أبيه أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم يقول في مسيره لخيبر العامر بن الأكوع و اسم الأكوع سِنَان: «خُذْ لَنَا مِنْ هُنَيَّاتِكَ» (2) فنزل يرتجز لرسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم و يقول: [الرجز]
وَ الله لَوْلا الله مَا أَهْتَدَيْنَا *** وَ لَا تَصَدَّقْنَا وَ لَا صَلَّينَا
فَانْزِلَنْ سَكِينَةٌ عَلَنَا *** وَ ثَبِّتِ الأَقْدَامِ إِن لاقَينا
الحديث، أخبرنا به أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير مثله سواء، كذا قال يونس بن بكير، و صوابه: إبراهيم بن أبي الهيثم عن أبيه، و روى له أبو نعيم حدیث محمد بن سُوقة، عن أسعد بن التيهان الذي نذكره في الترجمة التي بعد هذه الترجمة، جعلهما واحداً، و جعلهما ابن منده اثنين.
536- التَّيِّهانُ (3)
(د) التَّيِّهان. مجهول، قال ابن منده: في إسناد حديثه نظر. رواه أبو عبد الله الجُعْفي، عن محمد بن سوقة، عن أسعد بن التيهان الأنصاري، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم، و قد سمع المؤذن، فقال مثل قوله.
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، أخرج ابن منده هذه الترجمة وحده، و أما أبو نعيم فأخرج هذا الحديث في التيهان والد أبي الهيثم، و قال: في هذا و الذي قبله نظر.
ص: 436
537- ثَابِتُ بْنُ أثْلَةَ (1)
(س) ثابتُ بن أثْلَةَ الأنصاري الأوْسي، قتل بخيبر مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم. ذكره عبدان عن ابن إسحاق. أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
538- ثَابِتٌ مَوْلَى الأَخْنَس (2)
(س) ثابِتُ مولى الأخْنَس بن شَرِيق بن عمرو بن وَهْب الثَّقَفي، حليف بني زُهْرة بن کلاب، و كان ثابت من المهاجرين، ثم شهد مصر، لا يعرف له رواية؛ قاله عبدان.
أخرجه أبو موسى.
539- ثَابِتُ بْنُ أَقرَمَ (3)
(ب د ع) ثَابِت بن أقْرَم بن ثَعْلَبَة بن عَدي بن العَجْلان بن حارثة بن ضُبيْعَة بن حرام بن جُعَل بن جشم بن وَدْمَ بن ذُبْيَان بن هَميم بن ذُهْل بن هَني بن بَلِي. و هو ابن عم مرة بن الحُبَاب بن عدي البلوي، و حلفه في الأنصار.
قال عروة و موسى بن عقبة: إنه شهد بدراً و شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم، و شهد مؤتة مع جعفر بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلما أصيب عبد الله بن رواحة دفعت الراية إليه، فسلمها إلى خالد بن الوليد، و قال: أنت أعلم بالقتال مني، و قتل ثابت سنة إحدى عشرة في قتال أهل الردة، و قيل: سنة اثنتي عشرة؛ قتله طليحة الأسدي، و قتل معه عُكَّاشَة بن مِحْصن، اشترك طليحة و أخوه في قتلهما، ثم أسلم طليحة.
ص: 437
و قال عروة: «إن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم بعث سَرِيةً قِبَلَ نَجْدٍ، أميرهم ثابت بن أقرم، فأصيب ثابت فيها». و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
540- ثَابِتُ بْنُ الجِذْعِ (1)
(ب د ع) و ثَابِتُ بنُ الجِذْع. [و اسم الجذع: ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سَلِمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم السلمي] . قال ابن إسحاق: شهد العقبة و بدراً، و قتل بالطائف مع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم.
و قال موسى بن عقبة و الزهري: إنه بدري.
أخرجه الثلاثة.
حرام: بفتح الحاء المهملة، و بالراء، و سلمة: بكسر اللام.
541- ثَابِتُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(ب د ع) ثَابِت بن الحَارِث الأنصاري. شهد بدراً، يعد في المصريين، روى عنه الحارث بن يزيد أنه قال: «كانت يهود تقول: إذا هلك لهم صغير قالوا: هو صِدِّيق، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه و آله سلّم فقال: «كَذَبَتْ يَهُودُ، مَا مِنْ نَسْمَةٍ يَخْلُقَها الله تَعَالَى فِي بَطْنِ أُمِّهِ إِلَّا أَنَّهُ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدُ (3)»، فأنزل الله تعالى هذه الآية (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ). الآية.
أخرجه الثلاثة.
542- ثَابِتُ بْنُ حَسَّانَ (4)
(د ع) ثابِتُ بن حَسَّان بن عَمْرو. من بني عَدِيّ بن النَّجَّار، لا عقب له، شهد بدراً؛ قاله الزهري.
ص: 438
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
543- ثَابِتُ بْنُ خَالِدٍ (1)
(ب د ع) ثَابِتُ بن خَالِد بن النُّعْمان بن خَنْساء بن عُسَيْرَةَ بن عَبْد بن عوف بن غنم بن مالك من بني تيم الله. هكذا نسبه ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: هو ثابت بن خالد بن عمرو بن النعمان بن خنساء من بني مالك بن النجار.
قال موسى بن عقبة، و عروة بن الزبير، و ابن إسحاق: إنه شهد بدراً، و قال ابن حبيب عن ابن الكلبي: ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، شهد بدراً، يجتمع هو و أبو أيوب في عبد بن عوف.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن منده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من بني غنم: ثابت بن خالد بن النعمان، و قال ابن منده: و قال موسى بن عقبة: من بني تيم الله، و روى عن ابن شهاب فيمن شهد بدراً نحو حديث ابن إسحاق، و قال: مِنْ بَنِي تَيْمِ الله.
قلت: لا شك أن ابن منده قد ظن أن بني غنم غير بني تيم الله، و ليس كذلك؛ فإن غنماً هو ابن مالك بن النجار، و النجار هو تيم الله، و كان اسمه: تيم اللات، فقيل تيم الله، و النجار لقب له، و قد تقدم ذكره، و قد شهد ثابت أحداً أيضاً، و قتل يوم اليمامة، و قيل: بل قتل يوم بئر معونة، و الله أعلم.
544- ثَابِتُ بْنُ خَنْسَاءَ (2)
(ب س) ثَابِتُ بن خَنْسَاء بن عَمْرو بن مَالِك بن عَدِي بن عامر بن غَنْم بن عَدِي بن النجَّار الأنصاري الخزرجي النجاري. شهد بدراً في قول الواقدي وحده.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
قال أبو موسى: و قد أورد الحافظ أبو عبد الله بن منده ثابت بن خالد بن النعمان بن خنساء من بني تيم الله، شهد بدراً، و قتل باليمامة، لا أدري هو هذا أم غيره؟.
ص: 439
قلت: لا شك أنه غيره؛ فإن النسب مختلف في الأب و الجد، ثم إن ثابت بن خالد من بني مالك بن النجار، و هذا من بني عدي بن النجار، فلا أدري كيف اشتبه عليه.
545- ثَابِتُ بْنُ الدَّحْدَاحِ (1)
(ب د ع) ثَابِتُ بن الدَّحْداح و قيل: الدَّحْدَاحة بن نُعَيْم بن غَنْم بن إياس، يكنى أبا الدحداح، كان في بني أنَيْف أو في بني العَجْلان من بَلِي حلفاء بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
قال محمد بن عمر الواقدي: قال عبد الله بن عمر الخطمي، «أقبل ثابت بن الدحداح يوم أحد و المسلمون أوزاع، قد سقط في أيديهم، فجعل يصيح: يا معشر الأنصار، إليّ، أنا ثابت بن الدحداحة؛ إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلو عن دينكم فإن الله مظهركم و ناصركم؛ فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين، و قد وقفت له كتيبة خشناء (2) فيها رؤساؤهم: خالد بن الوليد، و عمرو بن العاص، و عكرمة بن أبي جهل، و ضرار بن الخطاب فجعلوا يناوشونهم، و حمل عليه خالد بن الوليد بالرمح، فأنفذه فوقع ميتاً، و قتل من كان معه من الأنصار فيقال: إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين يومئذ.
قال الواقدي: و بعض أصحابنا الرواة يقولون: إنه برأ من جراحاته، و مات على فراشه من جرح أصابه، ثم انتقض به مرجع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم من الحديبية.
و روى سماك بن حرب عن جابر بن سَمُرة قال: صلينا على ابن الدحداح، رجل من الأنصار، فلما فرغنا منه أتى رجل رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم بفرس حصان فركبه حتى رجع. و هذا يؤيد قول من يقول: إنه مات على فراشه، و قد ذكرناه في كنيته.
أخرجه الثلاثة.
546- ثَابِتُ بْنُ دِينَارٍ (3)
(س) ثَابِتُ بن دِينَار. و قال إبراهيم بن الجنيد: هو ثابت بن عازب أخو البراء بن عازب، و هو والد عدي بن ثابت، ذكره أبو عبد الله بن ماجة في سننه في الصلاة عن محمد بن يحيى، عن الهيثم بن جميل، عن ابن المبارك، عن أبان بن ثعلب، عن عدي بن ثابت، عن أبيه قال:
ص: 440
كان النبي صلّى الله عليه و آله سلّم إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم. قال ابن ماجه: أرجو أن يكون متصلاً.
و قد ذكر أبو موسى: أن عدي بن ثابت هو ابن هذا، و ذكر أبو عمر أن عدي بن ثابت هو: ثابت بن قيس بن الخطيم و الله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
547- ثَابِتُ بْنُ الرَّبِيعِ (1)
(س) ثَابِت بن الرَّبيع، ذكره عبدان بإسناده عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم دخل علي ثابت بن الربيع، و هو بالموت، فناداه فلم يجبه، فبكى رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم و قال: «لَوْ سَمِعَنِي لأَجَابَ، مَا فِيهِ عِرْقٌ إِلَّا وَ هُوَ يَجِدُ أَلَمَ المَوْتِ عَلَى حِدَّتِهِ، و بَكَى النساء فنها هن أسامة بن زید، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم: «دَعْهُنَّ يَبْكِينَ مَا دَامَ بَيَنْ أَظْهُرِهِنَّ، فَإِذَا وَجَبَ فَلَا أَسْمَعَنَّ صَوْتَ بَاكِيَةٍ» (2).
كذا أورده عبدان، و الحديث مشهور من رواية جابر، أو جبر بن عتيك، و فيه أن المنزول به عبد الله بن ثابت.
أخرجه أبو موسى.
548- ثَابِتُ بْنُ رَبِيعَةَ (3)
(ب د ع) ثَابِتُ بن رَبيعةَ. من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني الحُبْلى، و اسمه سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج أنصاري. قال موسى بن عقبة: شهد بدراً. و قال: يشك فيه.
أخرجه الثلاثة.
549- ثَابِتُ بْنُ رِفَاعَةَ (4)
(د ع) ثَابِتُ بن رِفَاعَة الأَنْصَارِي. له ذكر في حديث رواه قتادة مرسلاً: أن عم ثابت بن
ص: 441
رفاعة، رجل من الأنصار، أتى النبي صلّى الله عليه و آله سلّم، و ثابت يومئذ يتيم في حجره، فقال: يا رسول الله، إن ثابتاً يتيم في حجري، فما يحل لي من ماله؟ فقال: «أنْ تَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقِيَ مَالَكَ بِمَالِهِ» (1).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
550- ثَابِتْ بْنُ رُفَيْعٍ (2)
(ب د ع) ثَابِت بن رُفَيْع، و يقال: رويفع الأنصاري سكن البصرة، ثم انتقل إلى مصر، تفرد بالرواية عنه الحسن، و قال أبو عمر: روى عنه الحسن و أهل الشام، روى الحسن أنه كان يؤمَّر على السرايا، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم: «إِيَّاكُمْ وَ الغُلُولَ (3) تُنْكَحُ المَرْأَةُ قَبْلَ أَنْ تقسم، ثُمَّ تُرَدُّ إِلَى المقسمِ، أوْ يَلْبِسُ الرَّجُلَ التَّوْبَ حَتَّى إِذَا أَخْلَقُه رَدَّه إِلَى المقسم» (4).
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم قال: ثابت بن رفيع، و قال ابن منده و أبو عمر: ثابت بن رُفيع، و قيل: ثابت بن رُوَيفع.
قلت: ذكر بعض العلماء ثابت بن رفيع هذا، و ذكر ما تقدم، و قال: هذا مصحَّف مقلوب و كذلك قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين فقال: ثابت بن رويفع بن ثابت بن السكن الأنصاري، روى عن ابن أبي مليكة البلوي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، و قد روى الحسن البصري عن ثابت بن رفيع، من أهل مصر، كان يؤمر على السرايا: النهي عن الغلول، قال: و أحسبه ثابت بن رويفع بن ثابت هذا، و أباه: رويفع بن ثابت، و هو عندي الذي روى عنه الحسن، قال: و أبو سعيد أعلم بأهل بلده و أضبط، و مرجع أكثر الأئمة في المصريين إليه و هذا كلامه. فإن ثابت بن رويفع هذا إن لم يكن كما ذكر فلا يعلم من هو، و الله أعلم.
و يؤيد هذا ما أخبرنا به أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصفهاني إذناً بإسناده إلى أبي بكر بن
ص: 442
أبي عاصم، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا عبد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن زياد المصفر، عن الحسن، عن ثابت بن رويفع من أهل مصر، كان يؤمر على السرايا قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم يقول: «إِيَّاكَ وَ الغُلُولَ، الرَّجُلُ يُنْكَحُ المَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ تقسم، ثُمَّ يَرَدُّهَا إِلَى المقسم، وَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلُقَ ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَى المقسم».
551- ثَابِتُ بنُ زَيْدِ الحَارِثِيُّ (1)
(د ع) ثَابِتُ بن زَيْد الحَارثي. أحد بني الحارث بن الخزرج من الأنصار يكنى: أبا زيد
الذي جمع القرآن على عهْد النبي صلّى الله عليه و آله سلّم، اختلف في اسمه؛ فقيل: قيس بن زعوراء، و قيل: قيس بن السكن من بني عدي بن النجار، فيما ذكره أنس بن مالك، و هو الصحيح؛ لقول أنس حين قيل له: من جمع القرآن؟ فقال: معاذ و أبي بن كعب و زيد بن ثابت و أحد عمومتي أبو زيد، و إلى هذا ذهب هشام الكلبي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
552- ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ (2)
(ب س) ثَابِتُ بن زَيْد بن مالك بن عُبَيْد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي. أخو سعد بن زيد الذي شهد بدراً، كنيته أبو زيد.
قال عباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، قال: أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم اسمه: ثابت بن زيد.
قال أبو عمر: و ما أعرف أحداً قال هذا غير يحيى بن معين، و قيل: غير ذلك، و سيرد الاختلاف عليه في الكُنَي في أبي زيد إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
و في قول ابن معين نظر؛ إن كان جعل أبا زيد الذي جمع القرآن من بني عبد الأشهل فإن أنساً قال، أحد عمومتي، فلا يكون إلا من بني النجار من الخزرج، و بنو عبد الأشهل من الأوس، فلا يكون منهم. و الله أعلم.
ص: 443
553- ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ (1)
ثابت بن زَيْد بن وَدِيعة و قيل: ابن يزيد بن وديعة، و يرد ذكره في ثابت بن وديعة، و ثابت بن يزيد.
ذكره أبو عمر في ترجمة ثابت بن وديعة.
554- ثَابِتُ بْنُ سُفْيَانَ (2)
(س) ثَابِت بن سُفْيان بن عَدي بن عَمْرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. شهد هو و ابناه: سماك و الحارث أحداً، و قتل الحارث يومئذ.
أخرجه أبو موسى.
555- ثَابِتُ بْنُ سِمَاك (3)
(س) ثَابِتُ بن سِمَاك بن ثابت بن سفيان بن عدي و هو حافد الذي قبله، شهد أحداً، ذكرهما ابن شاهين فكان هذا ثابت قد شهد هو وأبوه وجده أحداً.
أخرجه أبو موسى.
556- ثَابِتُ بْنُ الصَّامِتِ (4)
(ب د ع) ثابت بن الصَّامت الأنْصَاري. يقال: إنه أخو عبادة بن الصامت.
روی حديثه إسماعيل بن أبي أويس، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه عن جده قال: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم في مسجد بني عَبْدِ الأَشْهَل في كساء ملتفاً به يقيه بَرْدَ الأَرْضِ». و قد اختلف على ابن أبي حبيبة، فقيل: ما ذكرناه، و قيل: عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، و قيل: عبد الرحمن بن الصامت عن أبيه عن جده؛ قاله ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: ثابت بن الصامت الأنصاري أشهلي،
ص: 444
روى حديثه ابنه عبد الرحمن قال: و قد قيل: إن ثابت بن الصامت توفي في الجاهلية، والصحبة لابنه عبد الرحمن.
أخرجه الثلاثة.
قلت: إن كان أشهلياً، كما ذكره أبو عمر، فليس بأخ لعبادة بن الصامت؛ لأن عبادة خزرجي و عبد الأشهل من الأوس، و قال أبو حاتم بن حبان: ثابت بن الصامت الأشهلي يقال: إن له صحبة، ولكن في إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، يعني أنه ضعيف في الحديث، و هذا يقوي قول أبي عمر: إنه أشهلي، و قد ذكر ابن منده و أبو نعيم عبد الرحمن بن ثابت في عبد الرحمن فقالا: عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب الأنصاري الأشهلي، و قالا: ذكره البخاري في الصحابة، و مسلم بن الحجاج في التابعين، و هذا أيضاً يقوي أنه أشهلي، و قال أبو أحمد العسكري ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل بن جشم، و ليس بأخي عبادة بن الصامت، لأن عبادة و أخاه أوساً من الخزرج؛ و روى بإسناده، عن علي بن المبارك الصنعاني، عن ابن أبي أويس، عن ابن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم قام في مسجد بني عبد الأشهل، و ذكره يقوي من لم يجعله أخا عبادة، و الله أعلم.
557- ثَابِتُ بْنُ صُهَيْبٍ (1)
(ب س) ثَابِت بن صُهَيْبٍ بن كُرْز بن عَبْد مناة بن عمرو بن غَيّان بن ثعلبة بن طَرِيف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي. شهد أحداً. ذكره الطبري.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
غيان: بالغين المعجمة و الياء المشددة تحتها نقطتان و آخره نون.
558- ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ (2)
(ب د ع) ثابِتُ بن الضَّحَّاك بن أميَّة بن ثعلبة بن جُشَم بن مالك بن سالم بن غَنْم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. كذا نسبه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 445
و قال أبو عمر: سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج.
و قال الكلبي: سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، و كنيته أبو يزيد، كان يسكن الشام، ثم انتقل إلى البصرة، و هو أخو أبي جبيرة بن الضحاك. كان ثابت بن الضحاك رديف رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم يوم الخندق، و دليله إلى حَمْراء الأسد يوم أحد، و كان ممن بايع بيعة الرضوان و هو صغير.
قال هذا جميعه أبو عمر، و فيه نظر؛ فإن من يكون دليل النبي صلّى الله عليه و آله سلّم إلى حمراء الأسد و هي سنة ثلاث، و كانت بيعة الرضوان سنة ست، فكيف يكون فيها صغيراً من كان قبلها دليلاً و لا يكون الدليل إلا كبيراً. و قول أبي عمر إنه: أخو أبي جبيرة فهذا أيضاً غير مستقيم؛ لأن أبا عمر ساق نسب أبي جبيرة بن الضحاك بن ثعلبة الأنصاري الأشهلي، و كذلك أيضاً نسبه الكلبي في بني عبد الأشهل؛ فكيف يكون أخاه و أبو جبيرة من الأوس، و هذا الذي في هذه الترجمة من الخزرج؟ و العجب منه أنه يقول في هذا: إنه أخو أبي جبيرة، و لا يقول في الذي بعد هذه الترجمة: إنه أخوه، و النسب واحد، فلو قاله في الثانية لكان أولى.
و قال أبو نعيم: ذكر محمد بن سعد: ثابت بن الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج. و لم يتابع عليه، و لا يعرف له ذكر، و لا حديث.
أخرجه الثلاثة.
559- ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ خَلِيفَةَ (1)
(ب د ع س) ثَابِت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل. كذا نسبه أبو عمر؛ و أما ابن منده و أبو نعيم فلم يجاوزا في نسبه خليفة و قالا: إنه أخو أبي جبيرة بن الضحاك شهد الحديبية، و قال ابن منده: قال البخاري: إنه شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله سلّم، قال أبو نعيم هذا وهم؛ و إنما ذكر البخاري في الجامع أنه من أهل الحديبية و استشهد بحديث أبي قِلَابَة عنه عن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم الذي أخبرنا به أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد بإسناده إلى مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا معاوية بن سلام بن أبي سلام الدمشقي، عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة أخبره أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم تحت الشجرة.
أخبرنا أبو الربيع سليمان بن محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو نصر محمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم بن المرجي، أخبرنا أبو يعلى الموصلي،
ص: 446
أخبرنا هدبة بن خالد، أخبرنا أبان بن يزيد، أخبرنا محمد بن أبي كثير، أن أبا قلابة حدثه أن ثابت بن الضحاك حدثه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله سلّم قال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَ لَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ» (1).
و روى عنه عبد الله بن مغفل أن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم نهى عن المزارعة و قال ابن منده: توفي النبي صلّى الله عليه و آله سلّم و هو ابن ثماني سنين. و قيل: توفي سنة خمس و أربعين، و قيل: توفي في فتنة ابن الزبير. أخرجه الثلاثة، و أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال: ثابت بن الضحاك بن ثعلبة الأنصاري أبو جبيرة.. هكذا أورده أبو عثمان، و قال بعضهم: هو أخو ثابت بن الضحاك بن خليفة، و قال حماد بن سلمة: هو الضحاك بن أبي جبيرة، أورده في غير باب الثاء. انتهى كلام أبي موسى.
فأما قوله في نسبه: الضحاك بن ثعلبة فهو وهم، أسقط منه خليفة و ما لإخراجه عليه وجه؛ فإن بعض الرواة قد أسقط الجد الذي هو خليفة، و قد أخرجه ابن منده على الصواب.
560- ثَابِتُ بْنُ طَرِيفٍ (2)
(د ع) ثَابِتُ بن طريف المُرَادي ثم العُرَني شهد فتح مصر و غيرها من الأمصار أدرك النبي صلّى الله عليه و آله سلّم روی عنه أبو سالم الجيشاني، ذكره ابن منده عن ابن يونس بن عبد الأعلى قال: و ثابت بن طريف المرادي ثم العرني شهد فتح مصر، و غيرها من الأمصار، من العرب، له صحبة؛ فإن العرب لما عاودت الإسلام بعد الردة، ندبهم أبو بكر و عمر، رضي الله عنهما، إلى الجهاد، فسارت العرب إلى الشام و العراق، و الذين ساروا إلى الشام توجهوا بعد فتحه إلى مصر، ففتحوها، فكان فيهم من له صحبة، و فيهم من لا صحبة له، و إن أدركوا الجاهلية؛ فإن كل من شهد الفتوح أيام أبي بكر و عمر أدركوا الجاهلية؛ فإن آخر أيام عمر بعد وفاة النبي صلّى الله عليه و آله سلّم بثلاث عشرة سنة تقريباً، فكل من قاتل في أيامهما كان كبيراً في حياة النبي صلّى الله عليه و آله سلّم، و الله أعلم؛ فلهذا أحال أبو نعيم على ابن منده فقال: ذكر الحاكي عن أبي سعيد: أنه صحابي، و أنه أدرك الجاهلية.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 447
561- ثَابِتُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ (1)
(ع س) ثَابِت بن أبي عَاصِم. قال أبو نعيم: ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة، و هو
بالتابعين أشبه.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الله بن محمد، هو القَبَّاب أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن منصور الطوسي، أخبرنا محمد بن صبيح، أخبرنا بقية، أخبرنا عقيل بن مدرك، عن ثعلبة بن مسلم، عن ثابت بن أبي عاصم أن النبي صلّى الله عليه و آله سلّم قال: «إِنَّ أَدْنَى رَوْعَاتِ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صِيَامُ سَنَةٍ وَ قِيَامُهَا»، فقال قائل: يا رسول الله، ما أدنى روعات المجاهدين؟ قال: «يَسْقُطُ سَوْطُهُ وَ هُوَ نَاعِسُ فَيَنْزِلُ فَيَأْخُذُهُ» (2).
أخرجه أبو نعيم. و أبو موسى.
562- ثَابِتُ بْنُ عَامِرٍ (3)
(ب) ثابِتُ بن عَامِرِ بن زَيد الأنصاري. شهد بدراً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
563- ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ (4)
(ب) ثابت بن عُبَيْد الأنصاري. شهد بدراً، و شهد صِفِّين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه أبو عمر.
564- ثَابِتُ بْنُ عَتِيكِ (5)
(د ع) ثَابِتُ بن عَتيك الأنصاري. من بني عمرو بن مَبْذُول، قتل يوم الجسر مع أبي عبيد الثقفي، سنة خمس عشرة. قاله ابن منده عن عروة، و الزهري، و قال أبو نعيم مثله، و قال عروة فيمن استشهد يوم جسر المدائن مع سعد بن أبي وَقَّاص من الأنصار من بني عمرو بن مبذول: ثابت بن عتيك.
ص: 448
قلت: و هذا ليس بصحيح؛ فإن سعداً لم يكن له على المدائن قتال عند جسر؛ إنما عبروا دجلة على دوابهم، و إنما كان يوم الجسر يوم قُسَ النَّاطِف مع أبي عبيد الثقفي والد المختار، و فيه قتل أبو عبيد.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
565- ثَابِتُ بْنُ عَدِيِّ (1)
(س) ثَابِتُ بن عَدِيّ بن مَالك بن حَرَامَ بن خَدِيج بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو الأنصاري الأوسي المعاوي. أخو عبد الرحمن، و سهل، و الحارث، شهدوا جميعاً أحُداً .
أخرجه أبو موسى، و لم يتجاوز بنسبه معاوية.
566- ثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ (2)
(ب د ع) ثَابِتُ بن عَمْرو بن زَيد بن عَدِي بن سوَاد بن أشْجَع الأَنْصَارِيّ. حليف لهم من بني النجار، قُتل بأحد. قاله ابن إسحاق و الزهري و غيرهما.
نسبه ابن منده هكذا، و فيه خبط؛ فإنه جعل النسب إلى أشجع، و جعله أنصارياً، و قال: حليف لهم من بني النجار، فبنو النجار من الأنصار، فكيف يكون النسب من أشجع من بني النجار، و بنو النجار ليسوا من أشجع؛ إنما هم من الأنصار؟ فلو وصل النسب إلى أشجع و قال: حليف للأنصار أو لبني النجار لكان مستقيماً؛ على أن هذا النسب إلى سواد من نسب الأنصار و ليس من نسب أشجع.
و قال أبو عمر: ثابت بن عمرو بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. و هذا نسب صحيح إلى النجار، و قال: شهد بدراً، و قتل يوم أحد شهيداً في قول الجميع، و لم يجعله ابن إسحاق في البدريين.
و أما أبو نعيم فإنه قال: ثابت بن عمرو الأشجعي حليف الأنصار شهد بدراً، و ذكر عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد بدراً: ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن عصمة، حليف لهم من أشجع، و فيه أيضاً نظر؛ على أن كثيراً من حلفاء الأنصار قد طال مقامهم و مقام آبائهم فيهم، فصاروا ينتسبون إليهم بالبنوة، مثاله: كعب بن عُجْرَة كان ينتسب إلى بَلِيّ، على ما نذكره في اسمه، ثم انتسب في بني عمرو بن عوف من الأنصار فقال بعض العلماء فيه:
ص: 449
أنصاري، و قال بعضهم: بلوى حليف للأنصار، و ربما قيل أنصاري بالحلف، و هذا يمشي قول ابن منده و أبي نعيم في سياقة النسب إلى الأنصار، و في قولهم: أشجعي، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
567- ثَابِتُ بْنُ عَمْرِو الأَنْصَارِيُّ (1)
(ع) ثَابِتُ بن عَمْرو الأَنْصَارِي. شهد بدراً، أخرجه أبو نعيم وحده، و روى عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار ثم من بني مالك بن النجار: ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي.
قلت: و هذا الاسم هو الاسم الذي في الترجمة قبله، فلا أعلم لأي معنى أفرده بترجمة أخرى، مع وقوفه على النسب و ليس له عذر؛ إلا أنه حيث رأى في الأول أنه أشجعي، و رأى في هذا أنه من بني مالك بن النجار، ظنهما اثنين و هذا كثير يفعله النسابون في الشخص الواحد؛ منهم من ينسبه إلى قبيلته و منهم ينسبه إلى حلفه، و قد يوصل النسب إلى الحلف كما ذكرناه قبل، و لهذه العلة لم يستدركه أبو موسى على ابن منده مع وقوفه على كتاب أبي نعيم، و الله أعلم.
568- ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ (2)
(ب س) ثَابِت بن قَيْس بن الخَطِيم بن عَمْرو بن يَزِيد بن سَوادَ بن ظَفَر. قاله أبو عمر، و قال ابن الكلبي و أبو موسى: هو قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري. و ظفر: بطن من الأوس، مذكور في الصحابة، مات في خلافة معاوية، و أبوه: قيس بن الخطيم أحد الشعراء، مات على شركه قبل قدوم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى المدينة مهاجراً، و شهد ثابت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الجَمَل و صِفِّين والنَّهْرَوَان، و لثابت بن قيس ثلاثة بنين: عمر، و محمد، و يزيد، قتلوا يوم الحرة، و ليس لثابت هذا رواية، و ابنه عدي بن ثابت من الرواة الثقات.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 450
569- ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ (1)
(ب د ع) ثَابِت بن قَيْس بن شَمَّاس بن زُهَيْر بن مَالِك بن امْرِئ القيس بن مالك، و هو الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج و أمه امرأة من طيء، يكنى: أبا محمد بابنه محمد، و قيل: أبو عبد الرحمن، و كان ثابت خطيب الأنصار، و خطيب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، كما كان حسان شاعره، و قد ذكرنا ذلك قبل، و شهد أحداً و ما بعدها، و قتل يوم اليمامة، في خلافة أبي بكر شهيداً.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك، أخبرنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، أخبرنا أزهر بن سعد، عن ابن عون قال: أ نبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم افتقد ثابت بن قيس فقال: «من يعلم لي علمه؟» فقال رجل: أنا يا رسول الله، فذهب فوجده في منزله جالساً منكِّساً رأسه، فقال: ما شأنك؟ قال: شر؛ كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقد حبط عملي، و أنا من أهل النار. فرجع إلى رسول الله فأعلمه، قال موسى بن أنس فرجع إليه، و الله، في المرة الأخيرة ببشارة عظيمة فقال: «اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ: لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَ لَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ» (2).
أخبرنا علي بن عبيد الله، و إبراهيم بن محمد و أبو جعفر بإسنادهم عن أبي عيسى، أخبرنا قتيبة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرِ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيرِ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْس، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ» (3).
قال أنس بن مالك: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس بن شماس: ألا تری يا عم؟ و وجدته يتحنَّط (4) فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، بئس ما عودتم
ص: 451
أقرانكم، و بئس ما عودتكم أنفسكم؛ اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء، يعني الكفار، و أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء، يعني المسلمين، ثم قاتل، حتى قتل، بعد أن ثبت هو و سالم مولى أبي حذيفة؛ فقاتلا حتى قتلا، و كان على ثابت درع له نفيسة فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينما رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال له: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول: هذا حلم، فتضيعه؛ إني لما قتلت أمس، مربي رجل من المسلمين فأخذ درعي، و منزله في أقصى الناس، و عند خبائه فرس يستن (1) في طوله (2) و قد كفأ على الدرع بُرْمَة (3) و فوق البُرْمَة رَحْلٌ، فأتِ خالداً، فمره فليبعث فليأخذها؛ فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، يعني أبا بكر، فقل له: إن عليّ من الدين كذا و كذا، و فلان من رقيقي عتيق، و فلان؛ فاستيقظ الرجل فأتي خالداً فأخبره، فبعث إلى الدرع فأتى بها على ما وصف، و حدث أبا بكر رضي الله عنه برؤياه، فأجاز وصيته، و لا يُعْلَم أحد أجيزت وصيته بعد موته سواه.
روى عنه أنس بن مالك، و أولاده: محمد، و يحيى، و عبد الله أولاد ثابت و قتلوا يوم الحَرَّة.
أخرجه الثلاثة.
570- ثَابِتُ بْنُ مُخَلَّدٍ (4)
(د ع) ثَابِتُ بن مُخلَّد بن زَيْد بن مُخلَّد بن حارثة بن عمرو، و هو أحد ولد عامر بن
لَوْذان بن خَطْمة. قتل يوم الحَرَّة، لا عقب له.
روى حديثه محمد بن بكر، عن ابن جريج، عن محمد بن المنكدر، عن أبي أيوب، عن ثابت بن مُحلَّد أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ الله فِي الدُّنْيَا وَ الآخِرَةِ» (5).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، قال أبو نعيم: هذا وَهُمٌ ظاهر؛ لأن الأثبات رووه عن
ص: 452
محمد بن بكر، فقالوا: عن ابن المنكدر عن مسلمة بن مخلد، و رواه يحيى بن أبي بكر عن ابن جريج، فقال: مسلمة بن مخلد.
مُخلَّد: بضم الميم، و فتح الخاء المعجمة؛ و اللام المشددة.
571- ثَابِتُ بْنُ مُرَيِّ (1)
ثَابِتُ بن مُرَيّ بن سِنان بن ثَعْلبة بن عُبيْد بن ثَعلبةَ بن ثابت بن عبيد بن الأبْجَر كان صغيراً على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ و أخوه لأمه: سمرة بن جندب، قاله العدوي.
572- ثَابِتُ بْنُ مَسْعُودٍ (2)
(ب س) ثَابِتُ بن مَسْعُودٍ. قال أبو عمر: قال صفوان بن مُحْرِزُ: كان جاري رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، أحسبه ثابت بن مسعود، فما رأيت أحسن جواراً منه، و ذكر الخير، هذا كلام أبي عمر.
و أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده و قال: ثابت بن مسعود؛ قال: و قال عبدان: لا أعرف له حديثاً إلا ذكر صفوان له، قال: و أخرجه أبو عثمان سعيد بن يعقوب السراج في الأفراد، و أورد له ما كتبه عبد الله بن مندويه عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا الحجاج، أخبرنا حماد، عن ثابت البُناني، عن صفوان بن محرز البناني قال: كنت أصلي خلف المقام، و إلى جنبي رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، يحسبه ثَابِتَ بنَ مَسْعُودٍ، و كنت إذا جهرت بالقراءة خفض عني صوته، فلم أر جاراً أحسن جواراً منه، و كنت إذا تتعتعت فتح عليّ؛ فلما انصرفت دخلت الطواف، فلحقني فأخذ بيدي، و قال: «الأَرْوَاحُ جُنُودُ مُجَنَّدَةُ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفْ، وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ، إِنَّكَ لَا تَزَالَ بِخَيرِ مَا سَاقَكَ الرُّوحُ وَ سَاقَ إِلَيْكَ» (3)
قال أبو موسى: كذا أورداه، و العجب من رجلين حافظين! كيف وقع لهما هذا الوهم قال: و أظن أن الصواب الصحيح فيه، يحسبه ثابت، و هو البناني الراوي له أن ذاك الرجل من الصحابة ابن مسعود، فابن مسعود؛ نصب: مفعول ثان لقوله: يحسبه، و لولا ذلك لقال: و إلى جنبي رجل أحسبه ثابت بن مسعود و الله أعلم.
ص: 453
قلت: قد أورده أبو عمر و قال: أحسبه؛ كما ذكرناه أولا.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
573- ثَابِتُ بْنُ مَعْبَد (1)
(د ع) ثابِتُ بن مَعْبَد. روى أن رجلاً سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن امرأة من قومه أعجبه حسنها. رواه عبيد الله بن عمرو عن رجل من كلب عنه، و هو وَهْم، و الصواب ما رواه علي بن معبد و غيره عن عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك بن عمير، عن ثابت بن معبد عن رجل من كلب، و ثابت بن معبد تابعي كوفي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
574- ثَابِتُ بْنُ الْمُنْذِرِ (2)
ثابِتُ بن المُنْذِر بن حَرَام بن عَمْرو بن زَيْد مناة بن عَدِيٌّ بن عمرو، من بني مالك بن النجار بن أوس. شهد بدراً، كذا قال ابن منده: النجار بن أوس، و قال بإسناده عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من بني مالك بن النجار بن أوس: ثابت بن المنذر بن حرام، قال أبو نعيم: هذا وهم من ابن لهيعة لم ينبه الواهم عليه؛ فإن النجار هو ابن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج.
قلت: و الذي أظنه رأى في نسخة سقيمة من بني مالك بن النجار: أوس بن ثابت فأضاف الناسخ بعد النجار «ابن» و ظنه النجار بن أوس، و ليس كذلك، و إنما هو من بني مالك بن النجار: أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو حسان بن ثابت، و قد تقدم في أوس، و الله أعلم.
575- ثَابِتُ بنُ النُّعْمَان (3)
(د ع) ثَابِتُ بنِ النُّعْمَان بن أمَية بن امْرئ القَيْس. يكنى: أبا حبة البدري، شهد فتح مصر؛ قاله ابن منده عن أبي سعيد بن يونس؛ قال أبو نعيم: ذكره بعض الرواة أنه المكنى بأبي حبة البدري، و حكى عن أبي سعيد بن يونس أنه شهد فتح مصر، و روى الزهري عن ابن حزم أن
ص: 454
ابن عباس و أبا حبة الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حديث المعراج، قال: «ثُمَّ عُرِجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوَى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلَامِ».
و أما أبو عمر فلم يذكر هذه الترجمة، و إنما ذكر في الكنى: أبا حبة الأنصاري البدري و ذكر الاختلاف في اسمه، و كنيته، و في بعض ما ذكر اسمه ثابت بن النعمان، و هو أخو سعد بن خيثمة لأمه.
و قال ابن ماكولا عن ابن البرقي و ابن يونس: ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، كنيته: أبو حبة، و ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم أحد، فقال فيه: أبو حبة، و نسبه إلى بني عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن عوف، فإن كان قد قتل يوم أحد فلا تصح الرواية عنه متصلة، و الله أعلم.
و قد اختلف في حبة فقيل: بالباء الموحدة، و قيل بالنون، و يرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
576- ثَابِتُ بْنُ النَّعْمَانِ بْنِ الحَارِثِ (1)
(ب) ثَابِتُ بنِ النُّعْمَان بن الحَارِث بن عَبْد رِزَاح بن ظَفَر الأنصاري الأوْسي. من بني
ظفر، مذكور في الصحابة.
أخرجه أبو عمر.
577- ثَابِتُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدِ (2)
(ب س) ثَابِتُ بنِ النُّعْمَانِ بن زَيْد بن عَامر بن سَوَاد بن ظَفَر الأنصاري الظَّفَري. مذكور في الصحابة. قاله أبو عمر.
و استدركه أبو موسى على ابن منده فقال: ثابت بن النعمان، ذكره عبدان و ابن شاهين، فقال ابن شاهين: ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، قال: و يقال أيضاً: ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، قال: و قال عبدان: ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، كنيته: أبو الضَّياح، و روى بإسناده عن موسى بن عقبة عن الزهري قال: و شهد بدراً من الأنصار من بني عمرو بن
ص: 455
عوف، ثم من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: ثابت بن النعمان أبو الضَّياح، قتل بخيبر؛ قال عبدان: قال ابن إسحاق. و قتل بخيبر من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و ذكر القصة، ثم قال: أبو الضَّياح ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف، و قد أورد الحافظ أبو عبد الله بن منده: ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس، و قال: يكنى أبا حبة البدري، و كأن هؤلاء غير ذاك، انتهى كلام أبي موسى.
قلت: قد أخرج أبو موسى عن ابن شاهين في هذه الترجمة نسب ثابت بن النعمان كما ذكرناه فقال: ثابت بن النُّعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، قال: و يقال: ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر؛ و قال: و يقال: ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، كنيته: أبو الضياح، فقد ظن أبو موسى و ابن شاهين أن هذه الأنساب الثلاثة لرجل واحد، فلهذا جمعاها في ترجمة واحدة؛ أما النسبان الأولان فلهما فيهما بعض العذر، إذ هما من بطن واحدة و هو ظفر، و على الحقيقة فلا عذر؛ فإن أحدهما من بني سواد بن ظفر و الآخر من بني عبد رزاح بن ظفر، و أما النسب الثالث الذي هو من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف فلا عذر لهما؛ فإن ظفراً و ثعلبة لا يجتمعان إلا في مالك بن الأوس، فكيف يشتبه أن يكون هو هو، هذا بعيد وقوعه، و أما النسبان اللذان إلى ظفر فقد فرق أبو عمر بينهما كما ذكرناه عنه، و جعلهما اثنين؛ الأول: ثابت بن النعمان بن الحارث بن عبد رزاح بن ظفر، و الثاني: ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، و الحق معه؛ فإنه ليس بينهما ما يوجب أن يكونا واحداً لا اجتماعهما في ظفر، و كل البطون يكون منها جماعة من الصحابة، فعلى هذا يجعل الجميع واحداً؛ لاجتماعهم في بطن واحد، و الله أعلم.
578- ثَابِتُ بْنُ هَزَّالٍ (1)
(ب د ع) ثَابِتُ بن هَزَّال بن عمرو الأنصاري. من بني عمرو بن عوف بن الخزرج، من
بلْحُبْلَى، شهد بدراً؛ و الله أعلم قاله الزهري، و قتل يوم اليمامة؛ قاله ابن منده.
و أما أبو عمر فإنه قال: من بني عمرو بن عوف، شهد بدراً و المشاهد كلها، مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قتل يوم اليمامة.
ص: 456
و قال يونس بن بكير عن ابن إسحاق فيمن استشهد يوم اليمامة قال: و من بني سالم بن عوف: ثابت بن هزال.
أخرجه الثلاثة.
579- ثَابِتُ بْنُ وَائِلَةَ (1)
(ب) ثَابِتُ بن وَائِلة، قتل يوم خيبر شهيداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
580- ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ (2)
(ب د) ثابتُ بن وَدِيعة بن جُذَام، أحد بني أمية بن زيد بن مالك بن بني عمرو بن عوف من الأنصار ثم من الأوس، يُكْنَى: أبا سعد، و كان أبوه من المنافقين، عداده في أهل المدينة؛ قاله ابن منده عن محمد بن سعد كاتب الواقدي.
و قال أبو نعيم: ثابت بن يزيد بن وديعة على ما نذكره بعد هذه الترجمة.
و قال أبو عمر: ثابت بن وديعةَ، نسب إلى جده و هو: ثابت بن يزيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم، و هو الحبلى، بن عوف بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري قال الواقدي: يكنى أبا سعد، كوفي، روى عنه زيد بن وهب، و عامر بن سعد، و البراء بن عازب حديثه في الضب، يختلفون فيه اختلافاً كثيراً؛ و أما حديثه في الحُمُر الأهلية يوم فتح خيبر فصحيح.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الصوفي، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن وديعة قال: «كنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في جيش فأصبنا ضِباباً، فشويت منها ضَباً، فأتيت
ص: 457
به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوضعته بين يديه، قال: فأخذ عوداً بأصابعه و قال: «إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ دَوَابٌ وَ إِنِّي لَا أَدْرِي أَيُّ الدُّوَابِّ هِيَ»؟ فلم يأكل و لم ينه (1).
و روي من عدة طرق كلها عن ثابت بن وديعة. و رواه ورقاء و محمد بن فضيل، في جماعة، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن ثابت بن زيد الأنصاري.
و رواه الحسن بن عمارة، عن عدي بن ثابت، عن زيد بن وهب، عن حذيفة.
و رواه شعبة، عن حصين، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، و الله أعلم.
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
وَدِيعَةُ: بفتح الواو و كسر الدال.
581- ثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ (2)
(ب د ع س) ثَابِتُ بن وَقْش بن زَعُوراء الأنصاري. كذا نسبه ابن منده، و أبو نعيم. و قال أبو عمر: ثابت بن وَقْش بن زُغْبة بن زَعُوراء بن عبد الأشهل، فزاد في النسب: زغبة، و هو الصحيح، و مثله قال الكلبي.
استشهد بأحُد، و جعله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الآطام (3) هو و حُسيْل بن جابر أبو حذيفة بن اليمان، لما سار إلى أحُد و هما شيخان كبيران، فقال أحدهما لصاحبه: ما ننتظر؟ و الله ما نحن إلا هامة (4) اليوم أو غداً؛ فلو خرجنا، أ فلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لعل الله أن يرزقنا الشهادة؟ فأخذا أسيافهما حتى دخلا في الناس، و لم يعلم بهما، فأما ثابت فقتله المشركون، و أما حسيل فاختلف عليه أسياف المسلمين، و هم لا يعرفونه فقتلوه. قاله ابن منده و أبو نعيم.
و أما أبو موسى فإنه استدركه على ابن منده فقال: ثابت و رفاعة ابنا وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، قتلا يوم أحد، و قتل معهما سلمة و عمرو ابنا ثابت، قال أبو موسى: فرَّق ابن شاهین بین ثابت بن وقش هذا، و بين ثابت بن وقش بن زعوراء.
أخرجه الثلاثة و أبو موسى.
ص: 458
قلت: لا أشك أنهما واحد، و هذا فرق بعيد جداً، و إنما أسقط بعض الرواة زغبة من النسب؛ فإنهم جرت عادتهم بمثله كثيراً، فلو أراد هذا المفرق بينهما أن ينسبهما لم يجد لهما إلا نسباً واحداً إلى زعوراء بن عبد الأشهل، و أنهما قتلا يوم أحد، و هذا جميعه يدل أنهما واحد، و قد نسب ابن الكلبي سلمة بن ثابت و عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، و أنهما قتلا يوم أحد، فكيف يكون الاتحاد إلا هكذا، و قال أيضاً: إن عَمْراً هو: أصَيْرِمُ بني عبد الأشهل الذي دخل الجنة و لم يصلّ صلاة قط، و الله أعلم.
582- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ (1)
(د ع) ثابت بن يَزِيد بن وَديعةَ، و قيل: ابن زيد بن وديعة، يكنى: أبا سعد، له صحبة، نزل الكوفة، روى عنه البراء بن عازب، و زيد بن وهب، و عامر بن ربيعة البجلي؛ قاله أبو نعيم، و ذكر فيه حديث الضب الذي تقدم في ثابت بن وديعة، و جعل هذا و ثابت بن وديعة واحداً، و كذلك أبو عمر، و أما ابن منده فإنه جعلهما اثنين و جعل لهما ترجمتين، و مع هذا فجعل الراوي عنهما في الترجمتين البراء و زيداً و عامراً، و المتن واحد، و هو الضب، فلا أدري لم جعلهما اثنين؟ و قد تقدم الكلام عليهما في ثابت بن وديعة و لو نسب ابن منده هذا الظهر له الحق، و الله أعلم.
أخرجه هاهنا ابن منده و أبو نعيم، و أخرجه في ثابت بن وديعة، ابن منده و أبو عمر.
583- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ (2)
(د ع) ثابتُ بن يزيد. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الحِمْصِي الإزْدي أنه قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و رجلي عرجاء لا تمس الأرض، فدعا لي فبرأت حتى استوت مع الأخرى».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
و قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه.
584- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ (3)
(د ع) ثابِتُ بن يزيد الأنصارِي.
ص: 459
قال أبو نعيم: أراه الأول، يعني الذي قبل هذه الترجمة الذي دعا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لرجله فبرأت، و قال: روى عنه الشعبي و عامر بن سعد حديثه في الكوفيين، و روى أبو نعيم بإسناده إلى أبي إسحاق عن عامر بن سعد، قال: «دخلت على قَرظَة بن كعب، و ثابت بن يزيد، و أبي سعيد الأنصاري، و إذا عندهم جوار و أشياء، فقلت: تفعلون هذا و أنتم أصحاب محمد صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: إن كنت تسمع و إلا فامض؛ فإن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رخص لنا في اللهو عند العرس و في البكاء عند الموت».
و قال ابن منده: ثابت بن يزيد الأنصاري، و هو وَهْم، و قيل: عبد الله بن ثابت، و روي عن ابن أبي زائدة عن مجالد، و حريث بن أبي مطر، عن الشعبي، يزيد بعضهم على بعض، فذكر بعضهم. ثابت بن يزيد، و بعضهم عن غيره، قال: جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكتاب إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: أقرأ عليك هذا الكتاب؟ فغضب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. أخرجه ابْنُ مَنْدَه وَ أَبُو نُعَيمٍ.
و أما أبو عمر فلم يخرجه عن ثابت، و إنما أخرجه في عبد الله، فقال: عبد الله، فقال: عبد الله بن ثابت الأنصاري، هو أبو أسيد، يعني بالضم، و قيل: أبو أسيد، يعني بالفتح، قال: و الصواب بالفتح، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كُلُوا الزَّيْتَ» و روى عنه أيضاً أنه نهى عن قراءة كتب أهل الكتاب، ثم ذكره في الكنى، فقال: أبو أسيد ثابت الأنصاري، و قيل: عبد الله بن ثابت كان يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كُلُوا الزَّيْتَ» (1). و قيل: أبو أسيد بالضم، و الصواب بالفتح، و إسناده مضطرب.
و كان يلزم أبا عمر أن يخرجه ها هنا؛ لأنه ذكر أن اسم أبي أسيد ثابت، و قد ذكره ابن ماكولا فقال: أبو أسيد، يعني بالفتح، بن ثابت، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كُلُوا الزَّيْتَ» روى عنه عطاء الشاميُّ، و قيل: بالضم، و لا يصح.
ص: 460
585- ثَرْوَانُ بْنُ فَزَارَةَ (1)
(س) ثَرْوَانُ بن فَزَارَة بن عَبْد يَغُوثَ بن زُهَيْر، و هو الصَّتْم، يعني التام، ابن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعَةَ. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو الذي يقول: [الطويل]
إلَيْكَ رَسُولَ الله خَبَّتْ (2) مَطِیَّتِي *** مَسَافَةَ أَرْبَاعٍ تَرُوحُ وَ تَغْتَدِي
ذكره ابن شاهين عن ابن الكلبي.
أخرجه أبو موسى.
قلت: و قد أورده ابن الكلبي في الجمهرة مثله، و عمرو بن عامر بن ربيعة هو أخو البكاء اسمه ربيعة الذي ينسب إليه بكائي.
586- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبي بَلْتَعَةَ (3)
ثَعْلَبَةُ بن أبي بَلْتَعَة أخُو حَاطِب بن أبي بَلْتعَة، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و عامة روايته عن الصحابة قاله الترمذي.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
587- ثَعْلَبَةُ البَهْرَانِيُّ (4)
(س) ثَعْلَبةَ البَهْرَانِي. ذكره عبدان بن محمد، عن علي بن إشْكاب عن أبي ذر، عن موسى بن أعين الجزري، عن عبد الكريم عن فرات، عن ثعلبة البهراني قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «يُوشِكُ العِلْمُ أَنْ يُخْتَلَسَ مِنَ العَالم حَتَّى لَا يَقْدِرُوا مِنْهُ عُلُى شَيْءٍ»، قالوا: يا رسول الله، كَيْفَ يُخْتَلَسُ وَ كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَنَا نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «التَّوْرَاةُ وَ الإِنْجِيلُ عِنْدَ اليَهُودِ وَ النَّصَارَى فَمَا يُغْنِي عَنْهُمْ ؟» (5).
أخرجه أبو موسى، و قال: هذا الحديث يعرف بأبي الدرداء.
ص: 461
588- ثَعْلَبَةُ بْنُ الجِذْعِ الأَنْصَارِيُّ (1)
(د ع) ثَعْلَبة بن الجِذْع الأنصاري. من بني الخزرج ثم من بني سلمة، ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة. شهد بدراً؛ قاله عروة و الزهري، قال ابن منده: قتل يوم الطائف، و قال أبو نعيم: و روي عن عروة و الزهري في البدريين: ثعلبة الذي يدعى الجذع، جعل الجذع لقباً له لا اسماً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: الحق مع أبي نعيم؛ فإن الجذع لقب ثعلبة لا اسمه، و إنما ثابت بن الجذع الذي تقدم ذكره هو اسم أبيه، و أظن أن ابن منده قد اعتقد أن هذا مثله، و لو علم أن هذا ثعلبة الجذع هو أبو ثابت لم يقله، و الله أعلم.
589- ثَعْلَبَةُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(د ع) ثَعْلبةَ بن الحَارِث بن حَرام بن كَعْب بن غَنْم بن كعب بن سلمة، شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قتل بالطائف شهيداً؛ قاله ابن منده.
و قال أبو نعيم في ترجمة ثعلبة بن الجذع ما تقدم ذكره، و قال فيها أيضاً بإسناده عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً من الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام: ثعلبة الذي يدعى الجذع، و قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فقال: ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد بدراً و قتل يوم الطائف شهيداً؛ أفرد لذكره ترجمة و هما واحد.
قلت: قول أبي نعيم صحيح، و قد وهم ابن منده، و الجذع لقب لثعلبة، و قد ذكره هو في ترجمة ثابت بن الجذع، فقال: و الجذع: اسمه ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام؛ فمع هذا كيف يقول ههنا ثعلبة بن الحارث؟ فقد أسقط اسم أبيه زيد؛ فهو ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام على ما ذكره في ثابت أبيه، و كذا ساق هذا النسب غير واحد؛ منهم: هشام و ابن حبيب، و قد ذكر ثعلبة قبل هذه الترجمة فقال: ابن الجذع، و هو الجذع، و هو هذا، و الله أعلم.
590- ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ (3)
(ب د ع) [ثَعْلَبة بن حَاطِب بن عَمْرو بن عُبيد بن أميَّة بن زَيْد بن مالك بن عوف بن
ص: 462
عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي شهد بدراً؛ قاله محمد بن إسحاق و موسى بن عقبة].
و هو الذي سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يدعو الله أن يرزقه مالاً.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري إجازة إن لم يكن سماعاً، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله الرستمي، و الرئيس مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي الأصفهاني قالا: أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي، حدثنا الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، أخبرنا محمد بن نصر، حدثني أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، حدثنا مروان بن محمد، حدثنا محمد بن شعيب، أخبرنا مُعان بن رفاعة عن علي بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي قال:
«جاء ثعلبة بن حاطب الأنصاري إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالاً، فقال: «وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ، قَلِيلٌ تُؤدِّي شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرِ لَا تُطِيقُهُ». ثم أتاه بعد ذلك فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالا، قال: «أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَرَدْتَ أَنْ تَسِيرَ الجِبَالُ مَعِي ذَهَباً وَ فِضَّةً لَسَارَتْ»، ثم أتاه بعد ذلك فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالاً، و الذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالاً لأعطين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: اللَّهُمَّ أَرْزِقْ ثَعْلَبَةَ مَالاً، اللَّهُمَّ أَرْزِقْ ثَعْلَبَةَ مَالاً»، قال: فاتخذ غنماً فنمت كما ينمي الدود، فكان يصلي مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الظهر و العصر، و يصلي في غنمه سائر الصلوات، ثم كثرت و نمت، فتقاعد أيضاً حتى صار لا يشهد إلا الجمعة، ثم كثرت و نمت فتقاعد أيضاً حتى كان لا يشهد جمعة و لا جماعة، و كان إذا كان يوم جمعة خرج يتلقى الناس يسألهم عن الأخبار فذکره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات يوم فقال: «مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ»؟ فقالوا: يا رسول الله، اتخذ ثعلبة غنماً لا يسعها واد، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ، يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ»، و أنزل الله آية الصدقة، فبعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رجلا من بني سليم، و رجلاً من بني جهينة، و كتب لهما أسنان الصدقة كيف يأخذان و قال لهما: «مُرَا بِثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ، وَ بُرَجُلٍ مِنَ بَنِي سُلَيْمٍ، فَخُذَا صَدَقَاتِهِمَا»، فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاة الصدقة، و أقرآه كتاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ما هذه إلا جزية: ما هذه إلا أخت الجزية: انطلقا حتى تفرغا ثم عودا إليّ، فانطلقا و سمع بهما السلمي، فنظر إلى خيار أسنان إبله، فعزلها للصدقة، ثم استقبلهما بها، فلما رأياها قالا: ما هذا عليك، قال: خذاه فإن نفسي بذلك طيبة، فمرا على الناس و أخذا الصدقة، ثم رجعا إلى ثعلبة، فقال: أروني كتابكما، فقرأه فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، اذهبا حتى أرى رأيي،
ص: 463
فأقبلا فلما رآهما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل أن يكلماه قال: «يَا وَيْحَ ثَعْلَبَةَ»، ثم دعا للسلمي بخير، و أخبراه بالذي صنع ثعلبة، فأنزل الله عز و جل: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) إِلَى قوله (بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) و عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رجل من أقارب ثعلبة سمع ذلك، فخرج حتى أتاه، فقال: وَيْحك يا ثعلبة، قد أنزل الله عز و جل فيك كذا و كذا فخرج ثعلبة حتى أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فسأله أن يقبل منه صدقته فقال: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَنَعَنِي أَنْ أَقْبِلَ مِنْكَ صَدَقَتَكَ»، فجعل يحثي التراب على رأسه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «هَذَا عَمَلُكَ، قَدْ أَمَرْتُكَ فَلَمْ تُطْعِنِي»، فلما أبى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يقبض صدقته رجع إلى منزله، و قُبِض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يَقْبِض منه شيئاً (1).
ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه حين استخلف، فقال: قد علمت منزلتي من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و موضعي من الأنصار فاقبل صدقتي، فقال أبو بكر: لم يقبلها رسول الله منك، أنا أقبلها؟ فقبض أبو بكر رضي الله عنه و لم يقبلها.
فلما ولي عمر أتاه فقال: يا أمير المؤمنين، اقبل صدقتي، فقال: لم يقبلها منك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لا أبو بكر، أنا أقبلها؟ فقبض و لم يقبلها.
ثم ولي عثمان رضي الله عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته، فقال: لم يقبلها رسول الله و لا أبو بكر و لا عمر، أنا أقبلها؟ و لم يقبلها. و هلك ثعلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة، و نسبوه كما ذكرناه و كلهم قالوا: إنه شهد بدراً، و قال ابن الكلبي: ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية، يعني، ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري من الأوس، شهد بدراً، و قتل يوم أحُد فإن كان هذا الذي في هذه الترجمة؛ فإما أن يكون ابن الكلبي قد و هم في قتله، أو تكون القصة غير صحيحة، أو يكون غيره، و هو هو لا شك فيه.
591- ثَعْلَبَةُ أَبُو حَبِيبٍ (2)
(د) ثَعْلَبة أبو حَبِيبٍ العَنْبري. جَدُّ هِرْماس بن حبيب. نسبه إسحاق بن راهويه عن
النضر بن شميل، عن الهرماس بن حبيب بن ثَعلبة، عن أبيه، عن جده.
أخرجه ابن منده.
ص: 464
592- ثَعْلَبَةُ بْنُ الحَكَم (1)
(ب د ع) ثَعْلَبَةُ بن الحَكَم اللَّيْثِي. نزل البصرة، ثم انتقل إلى الكوفة، و لم ينسبه واحد منهم، و هو ثعلبة بن الحكم بن عُرْفُطة بن الحارِث بن لَقِيط بن يَعْمَر الشُّدَّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني ثم اللَّيْثِي: قال: كنت غلاماً على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
روى عنه سماك بن حرب و يزيد بن أبي زياد، شهد خيبر.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي عن شعبة عن سماك قال: سمعت ثعلبة بن الحكم يقول: «كنا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فانتهب الناس غنماً، فنهى عنها فأكفئت القدور».
و روى إسرائيل عن سماك عن ثعلبة قال: «أصبنا غنماً يوم خيبر».
و رواه أسباط عن سماك عن ثعلبة عن ابن عباس قال: «انتهب الناس يوم خيبر الحُمُر، فذبحوها فجعلوا يطبخون منها، فأمر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالقدور فَأُكْفِئَتْ».
و رواه جرير عن يزيد بن أبي زياد عن ثعلبة عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يذكر ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
593- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي رُقَيَّةَ
(د ع) ثَعْلَبة بن أبي رُقَيَّة اللَّخْمِي. شهد فتح مصر، و له ذكر في كتبهم، قاله أبو سعيد بن یونس بن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
594- ثَعْلَبَةُ بْنُ زُبَيْب (2)
(د ع) ثَعْلَبَة بن زُبَيْب العَنْبَرِي، روى عنه ابنه عبد الله قال: كان على رقبة من ولد إسماعيل. في إسناد حديثة إرسال و ضعف.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
زبيب: بالزاي و الباءين الموحدتين بينهما ياء، تحتها نقطتان.
ص: 465
595- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَهْدَمٍ (1)
(ب د ع) ثَعْلَبَة بن زَهْدَم التَّمِيمِي الحَنْظَلِي. له صحبة، يعد في الكوفيين.
روى عنه الأسود بن هلال، روى سفيان الثوري عن الأشعت بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي أنه قال: «قدمنا على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في نفر من بني تميم، فانتهينا إليه و هو يقول «يَدُ المُعْطِي العُليَا، أَبْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: أَمَّكَ وَ أَبَاكَ وَ أُخْتَكَ وَ أَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ» (2).
و رواه شعبة و زيد بن أبي أنيسة عن الأشعت، عن الأسود، عن رجل من بني ثعلبة، و رواه أبو الأحوص، عن الأشعت عن رجل، عن أبيه، عن رجل من بني ثعلبة. أخرجه الثلاثة.
قلت: ليس بين قوله من ثعلبة و من حنظلة تناقض؛ فإن ثعلبة هو ابن يربوع بن حنظلة، و هو البطن الذي منهم متمم و مالك ابنا نويرة.
596- ثَعْلَبَة بن زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ
(د ع) ثَعْلَبَة بن زَيْدٍ الأَنْصَارِي.
قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، فزعم أن له ذكراً في المغازي، و لا يعرف له حديث، و لم يخرج له شيئاً، و لا نسب قوله إلى غيره من المتقدمين.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
597- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ (3)
(س) ثَعْلَبَةُ بن زَيْد.
قال أبو موسى: ذكره عبدان و قال: سمعت أحمد بن يسار يقول: ثعلبة بن زيد من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحَد بني حرام، و هو أحد البكائين الذين أنزل الله تعالى فيهم: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) [التوبة/ 92] الآية.
أخرجه أبو موسى.
ص: 466
598- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ (1)
(س) ثَعْلَبَة بن زَيْد. آخر.
قال أبو موسى: ذكره عبدان أيضاً و قال: سمعت أحمد بن يسار يقول: ثعلبة بن زيد ابن الحارث بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً، لا تحفظ له رواية.
و ذكره أبو موسى عن الزهري، و قال: هو الذي يسمى الجِذْع أبو ثابت بن ثعلبة، و قد ذكر الحافظُ أبو عبد الله ثعلبةَ بن زيد و لم ينسبه، و قال: ذكر في المغازي، و قال أيضاً: ثعلبة بن الجذع شهد بدراً، و قتل يوم الطائف.
أخرجه أبو موسى.
قلت: هذا ثعلبة بن زيد هو الذي أخرجه ابن منده؛ إلا أنه قال: ثعلبة بن الجذع الأنصاري من بني الخزرج ثم من بني سلمة ثم من بني حرام، و قد ذكرنا هناك أن الجذع لقب له؛ فهو هو لا شك، و قال ابن منده: إنه شهد بدراً و قتل يوم الطائف؛ و إنما غلط ابن منده في أبيه فسماه الجذع؛ و إنما هو زيد، و الله أعلم.
599- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَاعِدَةَ (2)
(د ع) ثَعْلَبَةُ بنُ ساعِدَة بن مالِك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر بن ثعلبة الأنصاري، استشهد يوم أحد؛ قاله عروة و الزهري.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
600- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْدٍ (3)
(ب د ع) ثَعْلَبَةُ بن سَعْد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة، قاله أبو عمر، و قال: هو عم أبي حميد الساعدي، و عم سهل بن سعد الساعدي.
و قال ابن منده و أبو نعيم: هو أخو سهل بن سعد الساعدي، شهد بدراً، و قتل يوم أحد، و لم يعقب.
ص: 467
و روي عباس بن سعد عن أبيه قال: شهد ثعلبة بدراً و قتل يوم أحد و لم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
قلت: هذا ثعلبة بن سعد هو ثعلبة بن ساعدة الساعدي، الذي تقدم قبله، و ليس على أبي عمر في إخراجه ههنا كلام، و إنما الكلام على ابن منده و أبي نعيم، و قول أبي عمر: إنه عم أبي حميد و عم سهل، فيه نظر و بعد؛ إلا على قول العدوي؛ فإنه جعل سهل بن سعد بن سعد بن مالك فيكون عمه، و أما على قول غيره فيكون أخاه مثل قول ابن منده و أبي نعيم، و أما أبو حميد ففي نسبه اختلاف كثير، لا يصح معه هذا القول.
601- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ (1)
(ب د ع) ثَعْلبة بنُ سَعْيَة، و قيل: ابن يامين.
روى سعيد بن جبير و عكرمة عن ابن عباس قال: لما أسلم عبد الله بن سلام، و ثعلبة بن سعية، و أسيد بن سعية، و أسد بن عبيد، و من أسلم من يهود معهم، فآمنوا و صدقوا و رغبوا في الإسلام، قالت أحبار يهود و أهل الكفر منهم: و الله ما آمن بمحمد و لا اتبعه إلا أشرارنا، و لو كانوا من أخيارنا ما تركوا دين آبائهم و ذهبوا إلى غيره؛ فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ) إلى قوله تعالى: (مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران 113، 114].
أخرجه الثلاثة، و هذا لفظ أبي نعيم، و من يسمعه يظن أنهما قد أسلما هما و عبد الله بن سلام في وقت واحد، و ليس كذلك، و قد ذكره أبو عمر أوضح من هذا فقال في ثعلبة: قد تقدم ذكره في الثلاثة الذين أسلموا يوم قريظة، فمنعوا دماءهم و أموالهم. و هذا كان بعد إسلام عبد الله بن سلام، قال: و قال البخاري: توفي ثعلبة بن سعية و أسيد بن سعية في حياة النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: و ذكر الطبري أن ابن إسحاق قال في ثعلبة بن سعية، و أسيد بن سعية، و أسد بن عبيد: هم من بني هَدْل ليسوا من بني قريظة و لا النضير، فنسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم سعد بن معاذ.
أَسِيدُ: بفتح الهمزة و كسر السين، و سَعْيَةُ: بالسين المهملة المفتوحة، و سكون العين و آخره ياء تحتها نقطتان.
ص: 468
602- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَلَامٍ (1)
(ب) ثَعْلَبة بنُ سَلَام، أخو عبد الله بن سلام، فيه و في أخيه عبد الله بن سلام، و أسد و مُبشر نزل قوله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً) [آل عمران/ 113] الآية أخرجه أبو عمر.
603- ثَعْلَبَةُ بْنُ سُهَيْلٍ (2)
(ب) ثَعْلبةُ بنُ سُهَيْل، أبو أمَامَة الحَارِثيّ، هو مشهور بكنيته، و اختلف في اسمه فقيل: إياس بن ثَعْلبة، و قيل ثعلبة: ابن عبد الله، و قيل: ثَعلَبة بن إياس، و الأول أشهر، و قد تقدم ذكره في إياس، و يذكر في الكنى إن شاء الله تعالى، و حديثه في اليمين.
أخرجه أبو عمر.
604- ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَيْرٍ (3)
(ب د ع) ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْر، و يقال: ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزَّاز بن كاهل بن عُذْرَة بن سعد بن هذيم القضاعي العذري، حليف بني زهرة، روى عنه عبد الله، و عبد الرحمن بن كعب بن مالك.
قال ابن منده و أبو نعيم: هو مختلف فيه فقيل: ابن صعير، و قيل: ابن أبي صعير، و قيل: ثعلبة بن عبد الله، و قيل: عبد الله بن ثعلبة.
أخبرنا يحيى بن أبي الرجاء إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا عمرو بن عاصم، أخبرنا همام، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قام خطيباً فأمر بصدقة الفطر عن الصغير و الكبير و الحر و العبد: صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير.
قال أبو عمر: قال الدارقطني: الثعلبة هذا و لابنه عبد الله صحبة؛ فعلى هذا لا يكون فيه اختلاف.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن عبيد الله، بإسناده عن أبي داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا مسدد و سليمان بن داود العتكي، قالا: أخبرنا حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، عن الزهري، قال مسدد: عن ثعلبة بن أبي صعير عن أبيه، و قال سليمان بن داود:
ص: 469
عبد الله بن ثعلبة، أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : «صَاعٌ مِنْ بُرُّ أوْ قَمْحِ عَلَى كُلِّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ حُرِّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أو أُنْثَى» (1).
و رواه عبد الله بن يزيد عن همام، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن ثعلبة بن عبد الله، أو عبد الله بن ثعلبة.
و رواه موسى بن إسماعيل، عن همام، عن بكر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن أبيه، و لم يشك.
أخرجه الثلاثة.
حَزَّاز: بحاء مهملة و زاءين، و صعير: بضم الصاد و فتح العين المهملتين، و آخره راء.
605- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (2)
(د ع) ثَعْلَبَةُ بنُ عَبْد الله الأنصاري. و قيل: البَلَوِيَّ، حليف الأنصاري، روى عنه ابنه عبد الله، و عبد الرحمن بن كعب بن مالك، روى عبد الحميد بن جعفر عن عبد الله بن ثعلبة قال: سمعت عبد الرحمن بن كعب بن مالك يقول: سمعت أباك ثعلبة يقول: سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «أَيُّمَا أمْرِىءٍ اقْتَطَعَ مَالَ أَمْرِىءٍ بِيَمِينِ كَاذِبَةٍ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ نِفَاقٍ فِي قَلْبِهِ لَا يُغَيِّرُهَا شَيْءٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» (3).
و قد روي عن عبد الحميد أيضاً، عن عبد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن عن ثعلبة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «البَذَاذَةُ (4) مِنَ الإِيمَانِ» (5).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: و هذا ثعلبة هو الذي تقدم قبل، و هو ابن سهيل و هو: إياس بن ثعلبة أبو أمامة، و لولا أننا شرطنا أن نأتي بجميع تراجم كتبهم لتركنا هذا و أمثاله، و أضفنا ما فيه إلى ما تقدم من تراجمه، و هذان الحديثان مشهوران بأبي أمامة بن ثعلبة المقدم ذكره، و روى أبو داود
ص: 470
السجستاني له في السنن حديث: «البَذَاذَةُ مِنَ الإِيمَانِ» من رواية أبي أمامة، و قال: هذا أبو أمامة بن ثعلبة، فبان بهذا أن الجميع واحد، و الله أعلم.
606- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
(د ع) ثَعْلَبَةُ بنُ عَبْد الرَّحْمَن الأَنْصَارِي. خدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و قام في حوائجه، روى حديثه محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن فتى من الأنصار، يقال له: ثعلبة بن عبد الرحمن أسلم، و كان يخدم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل، فكرر النظر إليها، و خاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فخرج هارباً على وجهه، فأتى جبالا بين مكة و المدينة، فولجها، ففقده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أربعين يوماً، و هي الأيام التي قالوا و دعه ربه و قلاه، ثم إن جبريل نزل على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا محمد، إن ربك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: «إِنَّ الهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ فِي هَذِهِ الجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي». فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: يَا عُمَرُ، وَ يَا سُلَيْمَانُ، انْطَلِقَا حَتَّى تَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ»، فَخَرَجَا، فَلَقِيهُمَا رَاعٍ مِنْ رِعَاءِ المَدِينَةِ اسْمُهُ ذَفَافَةُ (2)، فقال له عمر: يا ذفافة، هل لك علم من شاب بين هذه الجبال؟ فقال: لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال له عمر: ما علمك به؟ قال: إذا كان جوف الليل خرج بين هذه الجبال واضعاً يده على رأسه و هو يقول: يا رب، ليت قبضت روحي في الأرواح، و جسدي في الأجساد، فانطلق بهم ذفافة، فلقياه، و أحضراه معهما إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فمرض، فمات في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قلت: أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و فيه نظر غير إسناده؛ فإن قوله تعالى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) [الضحى / 3] نزلت في أول الإسلام والوحي، و النبي بمكة، و الحديث في ذلك صحيح، و هذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.
607- ثَعْلَبَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3)
(د ع) ثَعْلَبَة أبو عَبْد الرحمن الأنْصاري، روى عنه ابنه عبد الرحمن، عداده في أهل مصر؛ روی يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري، عن أبيه أن عمرو بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، و هو أخو عبد الرحمن بن سمرة، جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا
ص: 471
رسول الله، إني سرقت جملاً لبني فلان، فأرسل إليهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالوا: إنا فقدنا جملا لنا، فأمر به النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقطعت يده؛ قال ثعلبة: أنا أنظر إليه حين وقعت يده، و هو يقول: الحمد لله الذي طهرني منك، أردتِ أن تدخلي جسدي النار.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
608- ثَعْلَبَةُ بْنُ العَلَاءِ (1)
(س) ثَعْلَبَةُ بن العَلَاءِ الكِنانِي؛ ذكره أبو بكر بن أبي عليِّ، و قال: ذكره أبو أحمد أخبرنا العَسَّال.
أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني، فيما أذن لي، و أخبرنا والدي أحمد بن محمد، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن إبراهيم، حدثني علي بن العباس، أخبرنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي، حدثنا هانئ بن سعيد، حدثنا حجاج، عن سماك بن حرب، عن ثعلبة بن العلاء الكناني قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم خيبر ينهى عن المُثْلَةِ.
و رواه زهير، عن سماك، عن ثعلبة بن الحكم أخي بني ليث أنه رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مر بقدور فيها لحم انتهبوها، فأمر بها فأكفئت، و قال: «إِنَّ النَّهْبَةَ (2) لَا تَحِلّ» (3).
أخرجه أبو موسى و قال: أخرجه ابن منده في ثعلبة بن الحكم الليثي، و قد تقدم نسبه هناك.
609- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ (4)
(ب د ع) ثَعْلَبَةَ بنُ عَمْرو بن مِحْصَن الأنصاري. من بني مالك بن النجار، ثم من بني
ص: 472
عمرو بن مبذول، شهد بدراً، و قتل يوم الجِسْر مع أبي عبيد الثقفي، قاله موسى بن عقبة، كذا نسبه ابن منده و أبو نعيم.
و قال أبو عمر: ثعلبة بن عمرو بن عبيد بن مِحْصَن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر الذي يقال له: سَدَن بن مالك بن النجار. فزاد في نسبه عبيداً، و خالفه هشام بن محمد فلم يذكر عبيداً؛ قال أبو عمر: شهد بدراً، وأحداً، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قتل يوم جسر أبي عبيد، في خلافة عمر، و قال الواقدي: توفي في خلافة عثمان بالمدينة.
روى حديثه يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن ثعلبة بن عمرو عن أبيه أن رجلاً سرق جملاً لبني فلان، فقطع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يده قال: و ثعلبة هذا هو الذي قال عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إنه
قطع عمرو بن سمُرة في السرقة.
و من حديثه أيضاً: لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، وَ لِلْفَرَسِ سَهْمَانِ» (1)؛ قاله أبو عمر.
و أما ابن منده و أبو نعيم فلم يذكرا في هذه الترجمة إلا أنه شهد بدراً، و أما حديث السرقة فذكراه في ترجمة ثعلبة أبي عبد الرحمن المقدم ذكره.
أخرجه الثلاثة.
قلت: و هذا ثَعْلبة هو ثعلبة أبو عبد الرحمن المقدم ذكره، جعلهما أبو عمر ترجمة واحدة و أما ابن منده و أبو نعيم فلو رفعا نسب ثعلبة أبي عبد الرحمن لظهر لهما هل هو هذا أو غيره؟ و الله أعلم.
610- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْروِ (2)
ثَعْلبَة بنُ عَمْرو. ذكره ابن إسحاق في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيمن أسره زید بن حارثة من جذام بعد إسلامهم، فأمر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بإطلاقهم و أعطاهم ما أخذ منهم.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
611- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ (3)
(ب د ع) ثَعْلَبَة بنُ عَنَمة بن عَدي بن نَابي بن عمرو بن سَوَاد بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة
ص: 473
الأنصاري الخزرجي السلمي، شهد العقبة في البيعتين، و شهد بدراً، و هو أحد الذين كسروا آلهة بني سَلِمَةَ، قتل يوم الخندق شهيداً، قاله ابن إسحاق؛ قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي.
و قال عروة بن الزبير: إنه قتل يوم خيبر، و الذين كسروا الأصنام: معاذ بن جبل، و عبد الله بن أنيس، و ثعلبة بن عنمة.
و روى أبو صالح عن ابن عباس في قوله تعالى: («يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) [البقرة/ 189] قال: نزلت في ابن جبل، و ثعلبة بن عنمة، و هما من الأنصار قالا: «يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو فيطلع رقيقاً، ثم يزيد حتى يعظم. و يستوي و يستدير، ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما كان؟» فنزلت الآية.
أخرجه الثلاثة.
612- ثَعْلَبَةُ بْنُ قَيْظِيٍّ (1)
(ع س) ثَعْلبةُ بن قَيْظي. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي قال: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال في حديث ابن أبي رافع: ثعلبة بن قيظي بن صخر بن سلمة، بدري.
أخرجه أَبُو نُعَيمٍ، و أبو موسى مختصراً.
613- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ (2)
(ب د ع) ثَعْلبةُ بن أبي مَالك القُرَظي، يكنى أبا يحيى، و هو إمام بني قريظة: ولد على عهد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قال محمد بن سعد: قدم أبو مالك من اليمن، و هو على دين اليهودية، فتزوج امرأة من بني قريظة، فنسب إليهم، و هو من كندة.
قال يحيى بن معين: له رؤية، و قال مصعب الزبيري: ثعلبة بن أبي مالك، سنه سن عطية القرظي و قصته كقصته، تركا جميعاً فلم يقتلا.
روى محمد بن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أتاه أهل مَهْزور، فقضى أن الماء إذا بلغ الكعبين لم يُحْبَس الأعلى.
ص: 474
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بن سعد بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مَخْلَد كتابة قال: حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن صفوان بن سليم، عن ثعلبة بن أبي مالك أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (1)، و أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قضى في مشارب النخل بالسيل للأعلى على الأسفل، يشرب الأعلى، ويروي الماء إلى الكعبين، و يسرح الماء إلى الأسفل، و كذلك حتى تنقضي الحوائط أو يفنى الماء.
أخرجه الثلاثة.
و مهزور: واد فيه ماء؛ اختصم أهل البساتين فيه، فقضى رسول الله بذلك.
614- ثَعْلَبَةُ بْنُ وَدِيعَةَ (2)
(د ع) ثَعْلبة بن وَدِيعة الأنصاري، أحد النفر الذين تخلفوا عن تبوك فربطوا أنفسهم إلى السواري حتى تاب الله عليهم، و روى الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر قال: «كان فيمن تخلف عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ستة: أبو لبابة، و أوس بن خِذام، و ثعلبة بن وديعة، و كعب بن مالك، و مَرارة، و هلال بن أمية، فجاء أبو لبابة و أوس بن خذام و ثعلبة فربطوا أنفسهم، و جاؤوا بأموالهم فقالوا: يا رسول الله، خذها؛ هذا الذي حبسنا عنك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا أَحُلُّهُمْ حَتَّى يَكُونَ قِتَالٌ» (3). فأنزل الله تعالى: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا) [التوبة/ 102] الآية.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قد قيل في أمر أبي لبابة غير هذا، و هو مذكور عند اسمه.
615- ثَقْبُ بْنُ فَرْوَةَ (4)
(ب س) ثَقْبُ بن فَرْوة بن البَدَن الأنصاري السَّاعِدِي. هكذا قال الواقدي، و قال عبد الله بن محمد، و إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: ثقيب بن فروة و هو الذي يقال له:
ص: 475
الأخرس، و في بعض كتب السير: ثقف بالفاء، و الصحيح ثقب أو ثقيب بالباء، كما قال ابن القداح، و هو عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري النسابة، و هو أعلم الناس بأنساب الأنصار، و ثقب هو ابن عم أبي أسيد الساعدي، قتل يوم أحد شهيداً، و قد ذكرنا في ترجمة أبي أسيد الساعدي من قال: البدن و البدي. أخرجه أبو عمر و أبو موسى؛ إلا أن أبا موسى قال: ثقيف، و هو وهم، ثم قال: ثقب قتل يوم أحد، و شهد له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالشهادة، و يرد نسبه عند أبي أسيد.
616- ثَقْفُ بْنُ عَمْروٍ (1)
ثَقْفُ بنُ عَمْرو العَدْوانِي، من بني حجر بن عِيَاذ بن يَشْكُر بن عَدْوان. شهد بدراً هو و إخوته.
عياذ: بكسر العين و بالياء تحتها نقطتان، و آخره ذال معجمة.
617- ثَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنُ سُمَيْطٍ (2)
(ب د ع) ثَقْفُ بن عمرو بن سُمَيط من بني غنم بن دُودَان بن أسد. استشهد يوم خيبر، قاله موسى بن عقبة عن ابن شهاب، و قال: هو حليف الأنصار، و قال ابن إسحاق مثله؛ إلا أنه قال: من بني غنم، حليف لهم.
و قال عروة: قتل يوم خيبر من قريش من بني عبد مناف: ثقف بن عمرو، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة نقل هذا ابن منده و أبو نعيم، و قول عروة أصح؛ فإن بني غنم بن دودان كانوا حلفاء قريش و هاجروا إلى المدينة و هم على حلفهم.
و قال أبو عمر: ثقف بن عمرو الأسلمي، و يقال : الأسدي، حليف بني عبد شمس، يكنى: أبا مالك، شهد هو و أخواه: مِدْلَاجُ و مالك بدراً، و قتل ثقف يوم أحد شهيداً، قال: و قال موسى بن عقبة: قتل يوم خيبر شهيداً؛ قتله يهودي، اسمه أسير، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده و أبا نعيم قالا: من بني لوذان بن أسد، و أخرجا أيضاً أخاه مالكاً و جعلاه سلمياً، و يذكر هناك إن شاء الله تعالى.
قلت: قول ابن منده و أبي نعيم في نسب ثقف: لوذان باللام، وهم؛ و إنما هو دودان
ص: 476
بدالین مهملتين أجمع النسابون عليه، و متى جعل هذا الاسم أوله لام فيكون بالذال المعجمة، لا المهملة، و الله أعلم.
618- الثَّلِبُ بْنُ ثَعْلَبَةَ (1)
الثَّلِب، بالثاء، هو ابن ثَعْلبة بن عَطِيَّة بن الأخْيَف بن مُجْفر بن كعب بن العنبر التميمي العنبري. يكنى أبا هلقام، و قيل: التلب، بالتاء فوقها نقطتان و قد تقدم، و هناك أخرجوه. و لم يخرجه واحد منهم ههنا.
619- ثُمَامَةُ بْنُ أَثَالٍ (2)
(ب د ع) ثُمَامَةُ بن أثَال بن النُّعْمَان بن مَسْلَمة بن عُبَيْد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لُجَيْم، و حنيفة أخو عجل.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا الله حين عرض لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بما عرض أن يمكنه منه، و كان عرض لرسول الله و هو مشرك، فأراد قتله، فأقبل ثمامة معتمراً و هو على شركه حتى دخل المدينة، فتحير فيها، حتى أخذ، فأتى به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد، فخرج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عليه، فقال: «مَا لَكَ يَا ثُمَامُ هَلْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكَ»؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، و إن تعف تعف عن شاكر، و إن تسأل مالاً تُعْطَه، فمضى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و تركه، حتى إذا كان من الغد مر به، فقال: «مَا لَكَ يَا ثُمَامُ»؟ قال: خير يا محمد؛ إن تقتل ثقتل ذا دم، و إن تعف تعف عن شاكر. و إن تسأل مالا تعطه، ثم انصرف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال أبو هريرة: فجعلنا، المساكين. نقول بيننا: ما نصنع بدم ثمامة؟ و الله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة، فلما كان من الغد مر به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «مَا لَكَ يَا ثُمَامُ»؟ قال: خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، و إن تعف تعف عن شاكر، و إن تسأل مالا تعطه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَطْلِقُوهُ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكَ يَا ثُمَامُ» (3).
فخرج ثمامة حتى أتى حائطاً من حيطان المدينة، فاغتسل فيه و تطهر، و طهر ثيابه ثم جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو جالس في المسجد فقال: يا محمد، لقد كنت و ما وجه أبغض إليّ من
ص: 477
وجهك، و لا دين أبغض إليّ من دينك، و لا بلد أبغض إليّ من بلدك، ثم لقد أصبحت و ما وجه أحب إليّ من وجهك، و لا دين أحب إليّ من دينك، و لا بلد أحب إليّ من بلدك؛ و إني أشهد أن لا إله إلا الله، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله، يا رسول الله، إني كنت خرجت معتمراً، و أنا على دين قومي، فأسرني أصحابك في عمرتي؛ فسيّرْني، صلى الله عليك، في عمرتي، فسيره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في عمرته، و علمه، فخرج معتمراً، فلما قدم مكة، و سمعته قريش يتكلم بأمر محمد، قالوا: صبأ ثمامة، فقال: و الله ما صبوت ولكنني أسلمت و صدقت محمداً و آمنت به، و الذي نفس ثمامة بيده لا تأتيكم حبة من اليمامة، و كانت ريف أهل مكة، حتى يأذن فيها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و انصرف إلى بلده، و منع الحمل إلى مكة، فجهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يسألونه بأرحامهم، إلا كتب إلى ثمامة يخلي لهم حمل الطعام؛ ففعل ذلك رسول الله.
و لما ظهر مسيلمة و قوي أمره، أرسل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فُرَات بن حيَّان العِجْلي إلى ثمامة في قتال مسيلمة و قتله.
قال محمد بن إسحاق: لما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام لم يرتد ثمامة، و ثبت على إسلامه، هو و من اتبعه من قومه، و كان مقيماً باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة و تصديقه، و يقول: إياكم و أمراً مظلماً لا نور فيه، و إنه لشقاء كتبه الله عز و جل على من أخذ به منكم، و بلاء على من [لم] يأخذ به منكم يا بني حنيفة، فلما عصوه و أصفقوا (1) على اتباع مسيلمة عزم على مفارقتهم، و مر العلاء بن الحضرمي و من معه على جانب اليمامة يريدون البحرين، و بها الحُطّم و من معه من المرتدين من ربيعة، فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني و الله ما أرى أن أقيمَ مَعَ هؤلاء، و قد أحدثوا، و إن الله ضاربهم ببلية لا يقومون بها و لا يقعدون، و ما أرى أن نتخلف عن هؤلاء، يعني ابن الحضرمي و أصحابه، و هم مسلمون، و قد عرفنا الذي يريدون، و قد مروا بنا و لا أرى إلا الخروج معهم، فمن أراد منكم فليخرج، فخرج ممداً للعلاء و معه أصحابه من المسلمين، ففت ذلك في أعضاد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة، و شهد مع العلاء قتال الحطم، فانهزم المشركون و قتلوا، و قسم العلاء الغنائم، و نفل رجالاً، فأعطى العلاء خميصةً _ كانت للحطم يباهي بها _ رجلاً من المسلمين، فاشتراها منه ثمامة، فلما رجع ثمامة بعد هذا الفتح رأى بنو قيس بن ثعلبة، قوم الحطم، خميصته على ثمامة فقالوا: أنت قتلت الحطم، قال: لم أقتله، ولكني اشتريتها من المغنم، فقتلوه.
أخرجه الثلاثة.
ص: 478
620- ثُمَامَةُ بْنُ بِجَادٍ العَبْدِيُّ (1)
(ب د ع) ثُمَامَةُ بن بِجَاد العَبْدي. له صحبة، عداده في أهل الكوفة، و لم يسند شيئاً. روى عنه أبو إسحاق السبيعي و العيزار بن حريث؛ روى شعبة و زهير عن أبي إسحاق، عن ثمامة بن بجاد، و له صحبة، قال: أنذركم سوف أقوم، سوف أصوم، سوف أصلي.
و رواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، عن ثمامة بن بجاد، نحوه.
أخرجه الثلاثة.
621- ثُمَامَةُ بْنُ أَبِي ثُمَامَةَ (2)
(د ع) ثُمَامَة بن أبي ثُمَامة الجُذامِي. أبو سوادة، روى ابن منده عن أبي سعيد بن يونس قال: وجدت في كتاب عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة، عن مولى لهم أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا لجده ثمامة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
622- ثُمَامَةُ بْنُ حَزْنٍ (3)
(د ع) ثُمَامَة بن حَزْن بن عَبْد الله بن سَلَمة بن قُشَيْر بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، روی عنه القاسم بن الفضل، و قال: قدم على عمر في خلافته، و هو ابن خمس و ثلاثين سنة، قاله ابن منده و قال أبو نعيم: أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يره، و رأى عمر بن الخطاب، و عثمان، و عائشة، أخرجه ابْنُ مَنْدَه و أبو نعيم.
623- ثُمَامَةُ بْنُ عَدِيٍّ (4)
(ب د ع س) ثُمَامَة بن عدي القُرَشي. له صحبة، قال أبو عمر: لا أدري من أي قريش هو؟ كان والياً لعثمان رضي الله عنه على صنعاء الشام.
ص: 479
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الفَرَضي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حَيُّويه ، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن القَهْم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا عازم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني قال: «لما بلغ ثمامة بن عدي، و كان أميراً على صنعاء الشام، و كانت له صحبة، قتل عثمان بن عفان بکی، فطال بكاؤه، فلما أفاق قال: هذا حين انتزعت خلافة النبوة، و صار ملكاً و جبرية، من غلب على شيء أَكَلَهُ.
أخرجه الثلاثة هكذا، و قد أخرجه أبو موسى على ابن منده و قال: كان من المهاجرين و شهد بدراً.
و قال: قاله ابن جرير الطبري، و قد أخرجه ابن منده كما ذكرناه، فليس لاستدراكه عليه وجه.
624- ثَوْبَانُ بْنُ بُجْدُدٍ (1)
(ب د ع) ثَوْبان، مولی رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. و هو ثوبان بن بُجْدُد و قيل: ابن جحدر، يكنى أبا عبد الله، و قيل: أبو عبد الرحمن، و الأول أصح، و هو من حِمير من اليمن، و قيل هو من السراة، موضع بين مكة و اليمن، و قيل: هو من سعد العشيرة من مذحج، أصابه سباء فاشتراه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأعتقه، و قال له: «إنْ شِئْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُمْ، وَ إِنْ شِئْتَ إِنْ تَكُونَ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ» (2) فثبت على ولاء رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يزل معه سفراً و حضراً إلى أن توفي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فخرج إلى الشام فنزل إلى الرملة و ابتنى بها داراً، و ابتنى بمصر داراً، و بحمص داراً، و توفي بها سنة أربع و خمسين، و شهد فتح مصر.
روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث ذوات عدد، روي عنه شداد بن أوس، و جُبَير بن نُفَير و أبو إدريس الخولاني، و أبو سلام مَمْطور الحبشي، و معدان بن أبي طلحة، و أبو الأشعث الصنعاني، و أبو أسماء الرَّحَبي، و أبو الخير اليَزَني و غيرهم.
ص: 480
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو عمرو بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أخبرنا معاذ بن هشام، أخبرنا أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى (1) لي الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَ مَغَارِبَهَا، وَ أَعْطَانِي الكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ وَ الْأَبْيَضَ، وَ إِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» (2).
و روی هشام بن عمار، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «إِنَّ حَوضِي كَمَا بَيْنَ عَدْنٍ إِلَى عُمَانَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَ أَطْيَبُ رَائِحَةَ مِنَ المِسْكِ، أَكاوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةٌ لَمْ يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَداً، وَ أَكْثَرُ النَّاسُ وُرُوداً عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَقُرَاءُ المُهَاجِرِينَ»، قلنا: من هم يا رسول الله؟ قال: «الشَّعْثَةُ رُؤُوسُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ المُنَعَّمَاتِ وَ لَا تُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ (3)، الَّذِينَ يُعْطُونَ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَ لَا يُعْطُونَ الَّذِي لَهُمْ» (4).
رواه عباس بن سالم، و زيد بن سلام، و خالد بن معدان، و يزيد بن أبي مالك، و يحيى بن الحارث، عن أبي سلام.
و رواه قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان.
و رواه عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، و لم يذكر معدان.
أخرجه الثلاثة.
625- ثَوْبَانُ بْنُ سَعْدٍ (5)
(د ع) ثَوْبان بن سَعْد أبو الحَكَم. أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي كتابة بإسناده
أسد الغابة / ج1/ م31
ص: 481
عن أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا يعقوب بن حميد، عن عبيد الله بن عبد الله الأموي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عمه، عن أبيه ثوبان أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نهى عن نَقْرَةِ الغُراب (1) و افتراش السبع (2)، و خالفه أصحاب عبد الحميد فقالوا: عنه، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن عبد الرحمن مرسلاً، و قد ذكره ابن أبي عاصم في الصحابة، و هو من التابعين.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
626- ثَوْبَانُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3)
(د ع) ثَوْبان أبو عَبْدِ الرَّحْمَن الأنْصَاري. روى حديثه محمد بن حِمير، عن عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يُنْشِدُ شِعَراً فِي المَسْجِدِ فَقُولُوا: فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَ مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي المَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا وَجَدْتَهَا، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَ مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يَبيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي المَسْجِدِ فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ» (4)، كذلك قال لنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. غریب تفرد به محمد بن حمير عن عباد بن كثير. و رواه عبد العزيز الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نحوه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
627- ثَوْرُ بْنُ تُلَيْدَةَ (5)
(س) ثَوْر بن تُليْدَة الأسَدي. من أسد بن خزيمة، ذكره أبو عثمان السراج في الأفراد و روى بإسناده، عن عاصم بن بهدلة قال: «كنا، يعني بني أسد، سُبْع المهاجرين يوم بدر، و كان فينا رجل يقال له: ثور بن تليدة، بلغ مائة و عشرين سنة، أدرك معاوية فأرسل إليه فقال: من أدركت من آبائي؟ قال: أدركت أمية بن عبد شمس في أوضاح (6) له، ثم أدركته و قد عَمِي يقوده غلام له يقال له: ذكوان، و ربما قاده أبو معيط».
ص: 482
أخرجه أبو موسى.
628- ثَوْرُ بْنُ عَزْرَةَ (1)
(س) ثَوْرُ بن عَزْرَة أَبُو العُكَيْر القُشَيْري. روى علي بن محمد المدائني أبو الحسن، عن يزيد بن رومان، و رجال المدائني قالوا: وفد ثور بن عزرة بن عبد الله بن سلمة القشيري على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأقطعه حُمَام و السُّد، و هما من العقيق، و كتب له كتاباً، و قد ذكر الشاعر حماماً فقال: [الوافر]
فَإِذْ يَغْلِبُكَ مَيْسَرَةُ بْنُ بِشْرٍ *** فَإِنَّ أَبَا العُكَير عَلَى حُمامِ
أخرجه أبو موسى.
629- ثَوْرُ وَالِدُ يَزِيدَ بْنِ ثَوْرٍ (2)
(د ع) ثَوْر والدُ يَزِيد بن ثوْر السلمي. يكنى أبا أمامة، بايع هو و ابنه يزيد، و ابن ابنه معن بن یزید، قاله محمد بن جعفر مُطَيَّن، و سماه ثوراً. أخبرنا يحيى بن أبي الرجاء محمود بن سعد بإسناده إلى ابن أبي عاصم، و أخبرنا محمد بن عُبَيد بن حِسَاب، أخبرنا أبو عوانة، عن أبي الجويرية الجرمي، عن معن بن يزيد قال: «بايعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنا و أبي وَجَدِّي، و خاصمت إليه فأفلج (3) لي، و خطب عليَّ فأنكحني.
قال معن: لا تحل غنيمة حتى تقسم على كفة واحدة؛ فإذا قسم حل لنا أن نعطيك».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 483
630- جَابَانُ أَبُو مَیْمُونٍ (1)
(د) جَابَانُ أبو مَيْمُون. روى عنه ابنه ميمون أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غير مرة، حتى بلغ عشراً، يقول: «أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةٌ وَ هُوَ يَنْوِي أَنْ لَا يُعْطِيهَا صَدَاقَهَا، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَانِياً» (2). كذا روى عن أبيه إن كان محفوظاً.
أخرجه ابن منده.
631- جَابِرُ بْنُ الْأَزْرَقِ (3)
(د ع) جَابِر بن الأَزْرَق الغَاضِري. عداده في أهل حِمص، روى عنه أبو راشد الحُبْراني قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على راحلة و متاع، فلم أزل أسايره إلى جانبه حتى بلغنا، فنزل إلى قبة من أدَم فدخلها، فقام على بابه أكثرُ من ثلاثين رجلاً معهم السياطُ فدنوت، فإذا رجل يدفعني فقلت: لئن دفعتني لأدفعنَّك، و لئن ضربتني لأضربنك، فقال: يا شرَّ الرجال، فقلت: أنت و الله شرٌّ مني، قال: كيف؟ قلت: جئتُ من أقطار اليمن لكي أسمع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأعي، ثم أرجع فأحدِّث مَنْ وراثي، ثم أنت تمنعني؟ قال: نعم، و الله لأنا شر منك، ثم ركب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فتعلقه الناس من عند العقبة من مِنى حتى كثروا عليه يسألونه، فلا يكاد أحد يصل إليه من كثرتهم، فجاء رجل مُقصر شعره، فقال: صلِّ عليَّ يا رسول الله، فقال: «صَلَّى اللهُ عَلَى المُحَلِّقِينَ» (4)، ثم قال: صلِّ عليّ، فقال: صَلَّى اللَّهُ عَلَى المُحَلِّقِينَ»، فقالهن ثلاث مرات، ثم انطلق فحلق رأسه، فلا أرى إلا رجلاً محلوقاً.
قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا بهذا الإسناد.
ص: 484
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نُعَيمٍ.
632- جَابِرُ بْنُ أَسَامَةَ (1)
(ب د ع) جَابِرٍ بنُ أسَامَة الجهَني. يُعَد في الحجازيين.
روى عنه معاذ بن عبد الله بن خُبَيب.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود الأصبهاني بإسناده إلى القاضي أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مَخْلَد قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحِزَامِيَّ، أخبرنا عبد الله بن موسى، عن معاذ بن عبد الله، عن جابر بن أسامة الجهني أنه قال: لقيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالسوق في أصحابه فسألتهم: أين تريدون؟ قالوا: نخط لقومك مسجداً، فرجعت فإذا قومي قيام، فقلت: ما لكم؟ فقالوا: خط لنا رسول الله مسجداً، و غرز لنا في القِبْلَةِ خَشَبَةٌ، فأقامها فيها.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن ماكولا: أبو سعاد هو جابر بن أسامة، و نذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
الحزامي: بالحاء المهملة المكسورة و بالزاي، و خبيب: بالخاء المعجمة المضمومة ودبالباءين الموحدتين، بينهما ياء مثناة من تحتها.
633- جَابِرُ بْنُ حَابِسٍ (2)
(ب د) جابر بن حَابِس اليَمامي. مجهول، و في إسناد حديثه نظر، روى حديثه حصين بن حبيب عن أبيه قال: حدثنا جابر بن حابس أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّاْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (3).
أخرجه ابن منده و أبو عمر.
434- جَابِرُ بْنُ خَالِدٍ (4)
(ب د ع س) جَابِر بنُ خَالِد بن مَسْعُود بن عبد الأشْهَل بن حارثة بن دينار بن النجار
ص: 485
الأنصاري الخزرجي النجاري. و نسبه أبو نعيم و أبو موسى هكذا و قالا الأشهلي، و لا يقال هذا مطلقاً في الأنصار إلا لبني عبد الأشهل، رهط سعد بن معاذ، و مثل هذا يقال فيه: من بني دينار، ثم من بني عبد الأشهل ليزول اللبس.
قال عروة و محمد بن إسحاق و موسى بن عقبة: إنه شهد بدراً و أحداً، و قال ابن عقبة: لا عقب له.
و قد استدركه أبو موسى على ابن منده، و قد أخرجه ابن منده و قال عن ابن إسحاق: فيمن
شهد بدراً: جابر بن عبد الأشهل من بني دينار بن النجار، ثم من بني مسعود بن عبد الأشهل، و قد ذكروه جميعهم: مسعود بن عبد الأشهل، و أما ابن الكلبي فإنه جعل مسعود بن كعب بن عبد الأشهل فيكون ابن عم الضحاك و النعمان و قُطْبة بَنِي عبد عمرو بن مسعود، و هم بدريون أيضاً.
أخرجه بالنسب الأول أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى، و أخرجه ابن منده؛ إلا أنه جعل أباه عبداً عوض خالد، و الله أعلم.
635- جَابِرُ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ (1)
(ب د ع) جَابِرُ بن أبي سَبْرة الأسَدي.
روی طارق بن عبد العزيز، عن ابن عجلان، عن أبي جعفر موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن أبي سبرة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه ذكر الجهاد؛ فقال: «إنَّ الشَّيْطَان جَلَسَ لابْنَ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَجَلَسَ لَهُ عَلَى سَبِيلِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَ تَدَعُ دِينَكَ وَ دِينَ آبَائِكَ! فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنْ قِبَلَ الهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَ تَدَعُ أَرْضَكَ وَ سَمَاءَكَ وَ مَوْلِدَكَ وَ تُضيعُ مَالَكَ! فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ قِبَل الجِهَادِ فَقَالَ: تُجَاهِدُ فَيُهْرَاقُ دَمُكَ، وَ تُنْكَحُ زَوْجَتُكَ، وَ يُقَسَّمُ مَالُكَ، وَ تَضِيعُ عِیَالُكَ! فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ، قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: فَحَقُّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ فَمَاتَ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَ إِنْ لَسَعَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَ إِنْ قَتَلَ قَعْصاً (2) فَحَقُّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ» (3).
هذا الحديث تفرد فيه طارق بذكر جابر، و رواه ابن فضیل و غيره، عن أبي جعفر، عن
ص: 486
سالم، عن سبرة بن أبي فاكه؛ هذا قول ابن منده و أبي نعيم. و قال أبو عمر: جابر بن أبي سبرة، أسدي كوفي، روى عنه سالم بن أبي الجعد أحاديث، منها حديث في الجهاد.
636- جَابِرُ بْنُ سُفْيَانَ (1)
(ب) جَابِرُ بنُ سُفْيان الأنصارِيُّ الزَّرَقي، من بني زريق بن عامر بن زريق عبد حارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَم بن الخزرج، ينسب أبوه سفيان إلى معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح؛ لأنه حالفه و تبناه بمكة؛ قاله ابن إسحاق، و قدم جابر و جنادة مع أبيهما من أرض الحبشة في السفينتين، و هلكا في خلافة عمر، و أخوهما لأمهما شرحبيل ابن حسنة، تزوج سفيان أمهم بمكة.
أخرجه أبو عمر.
637- جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ (2)
(ب د ع) جَابِر بن سُليْم و يقال: سليم بن جابر، و الأول أصح. أبو جُرَيّ التميمي
الهُجَيمي، من بَلْهُجيم بن عمرو بن تميم.
قال البخاري: أصح شيء عندنا في اسم أبي جُرَيّ: جابر بن سليم.
و قال أبو أحمد العسكري: سليم بن جابر أصح، و الله أعلم، سكن البصرة.
روى عنه ابن سيرين، و أبو تميمة الهجيمي.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب الدقاق بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد، حدثنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، حدثنا أبو جريّ الهجيمي، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلِّمْنا شيئاً ينفعنا الله به، قال: «لَا تُحَقِّرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، وَ لَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنَ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَقِي، وَ لَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَ وَجْهَكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطُ، وَ لَا تُسْبِلِ الإِزَارَ، فَإِنَّهُ مِنَ الخُيَلَاءِ، وَ الخَيَلَاءِ لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى، وَ إِنِ امْرؤُ سَبَّكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَسُبُّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ؛ فَإِنَّ أَجَرهُ لَكَ وَ وَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ» (3).
ص: 487
رواه حماد و عبد الوارث عن الجريري، عن أبي السليل، عن أبي تميمة الهجيمي، و رواه يونس بن عبيد، عن عبيدة بن جابر، عن أبي تميمة، عن جابر بن سليم.
أخرجه الثلاثة.
638- جَابِرُ بْن سَمُرَةَ (1)
(ب د ع) جَابِرُ بنُ سَمُرة بن جُنَادة بن جُنْدَب بن حُجَيْر بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة العامري ثم السوائي.
و قيل: جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب، و قد اختلف في كنيته؛ فقيل: أبو خالد، و قيل: أبو عبد الله، و هو حليف بني زهرة، و هو ابن أخت سعد بن أبي وقاص، أمه خالدة بنت أبي وقاص، سكن الكوفة و ابتنى بها داراً، و توفي في أيام بشر بن مروان على الكوفة، و صلى عليه عمرو بن حريث المخزومي، و قيل: توفي سنة ست و ستين أيام المختار.
روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث كثيرة، روى عنه الشعبي، و عامر بن سعد بن أبي وقاص، و تميم بن طَرَفة الطائي، و أبو إسحاق السبيعي، و أبو خالد الوالبي، و سماك بن حرب، و حصين بن عبد الرحمن و أبو بكر بن أبي موسى، و غيرهم.
أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّ بِمَكَّةَ حَجَراً كَانَ يُسَلَّمَ عَلىَّ لَيَالِي بُعِثْتُ».
و روى عنه عبد الملك بن عمير أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَ إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» (2).
ص: 488
و لما توفي جابر خلَّف من الذكور أربعة بنين: خالد، و أبو ثور مسلم، و أبو جعفر، و جبير، فالعقب منهم المسلم، و خالد.
أخرجه الثلاثة.
639- جَابِرُ بْنُ شَيْبَانَ (1)
جَابِرُ بنُ شَيْبَان بن عَجْلَان بن عَتاب بن مالك الثقفي. شهد بيعة الرضوان؛ قاله المدائني في كتاب: أخبار ثقيف.
ذكره ابن الدباغ.
640- جَابِرُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ (2)
(د ع) جَابِرُ بن صَخْر بن أميَّة بن خَنْساء بن عُبيد بن عَدي بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة، شهد العقبة، و لم يشهد بدراً، و شهد أحداً.
أخرجه أبو موسى.
سِلمَةُ: بكسر اللام، و لم يعرفه موسى بن عقبة و لا الواقدي فيمن شهد العقبة و أحداً، و الذي ذكره ابن إسحاق من رواية يونس بن بكير، و رواية سلمة، و رواية عبد الملك بن هشام، عن زياد بن عبد الله البكائي: كلهم عن ابن إسحاق أن جَبَّار بن صخر بن أمية بن خنساء شهد العقبة و بدراً، و لم يذكر أيضاً جابرا، و الله أعلم.
641- جَابِرُ بْنُ صَخْرٍ
(د ع) جَابِرُ بنُ صَخْر.
روى مسدد عن عمر بن علي المُقدَّمي، عن محمد بن إسحاق، عن أبي سعد مولى بني خطمة قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صلی به و بجابر بن صخر و أقامهما خلفه. ذكره ابن منده، و قال: و قد رواه محمد بن أبي بكر المقدمي، و عاصم بن عمر جميعاً، عن عمر بن علي، عن ابن إسحاق، عن أبي سعد، عن جابر أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم صلى به و بجبار بن صخر فأقامهما و قال: جابر وَهْمٌ.
ص: 489
و قال أبو نعيم: جَابِرُ بن صخر له ذِكْر أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم صَلَى به [و هو و هم، ذكره بعض الواهمين عن عمر بن علي. عن ابن إسحاق، عن أبي سعد، عن جابر: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم صلی به] و بجابر. و رواه محمد بن أبي بكر المقدمي، عن عاصم بن عمر [عن عمر] بن علي، عن محمد بن إسحاق عن أبي سعد الخطمي، و هو شرحبيل بن سعد، فقال: جبار.
أخرجه ابْنُ مَنْدَه وَ أَبُو نُعَيمٍ.
قلت: ليس على ابن منده في هذا مأخذ؛ لأن الذي ذكره أبو نعيم قد ذكره ابن منده جميعه، و العجب أنه يرد عليه بكلامه لا غير.
642- جَابِرُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ (1)
(ب س) جَابِرُ بن أبي صَعْصَعَةَ. أخو قيس بن أبي صعصعة، من بني مازن بن النجار، و هم أربعة إخوة: قيس، و الحارث، و جابر، و أبو كلاب، قتل جابر يوم مؤتة. أخرجه أبو عمر هكذا.
و قال أبو موسى: جابر بن أبي صعصعة، و اسمه: عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، قتل يوم مؤتة شهيداً. ذكره ابن شاهين.
643- جَابِرُ بْنُ طَارِقٍ (2)
(ب د ع) جَابِرُ بن طَارِق بن عَوْف، و قيل: جابر بن عوف بن طارق الأحمسي أبو حكيم، و هو من بني أحمس بن الغوث بن أنمار، بطن من بَجِيلة، نزل الكوفة، و له صحبة.
قال ابن سعد: و ممن نزل الكوفة: جابر بن طارق أبو حكيم.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن أبيه قال: «دخلت على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في بيته و عنده من هذا الدباء، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: «القَرْعُ نُكْثِرُ بِهِ طَعَامَنَا».
و رواه حفص بن غِيَاث، و محمد بن بشر، و علي بن مسهر، و شريك، و أبو أسامة، و غيرهم، عن إسماعيل، عن حكيم نحوه.
ص: 490
و روي أيضاً أن أعرابياً مدح النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى أزبد شدقه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عَلَيْكُمْ بقِلَّةِ الكَلَامِ وَ لَا يَسْتَهْوِيَّنَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَإِن تَشْقِيقَ الكَلَامِ مِنْ شَقَائِنِ الشَّيْطَانِ» (1).
أخرجه الثلاثة.
644- جَابِرُ بْنُ ظَالِمٍ (2)
(ب) جَابِرُ بن ظَالم بن حَارِثَة بن عَتَّاب بن أبي حارثة بن جُدُيّ بن تَدُول بن بُحْتُر بن عَتود بن عُنَيْن بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغوث بن طيء الطائي ثم البحتري؛ ذكره الطبري فيمن وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من طيء قال: فكتب له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كتاباً فهو عندهم، و بحتر هذا الذي نسب إليه هو البطن الذي منه أبو عبادة البحتري الشاعر.
أخرجه أبو عمر.
عنين: بضم العين المهملة و بالنون المفتوحة و بعدها ياء تحتها نقطتان ثم نون ثانية، و جُدُي: بضم الجيم و بالدال، وَ تَدُولُ: بفتح التاء فوقها نقطتان و ضم الدال المهملة و بعد الواو لام، و ثُعَلُ: بضم الثاء المثلثة و فتح العين المهملة و آخره لام.
645- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّاسِبِيُّ (3)
(ب د ع) جَابِر بنُ عَبْد الله الرَّاسِبيُّ. له صحبة ، روى عنه أبو شداد، قال صالح بن محمد جَزَرَة: إنه الرَّاسِبيُّ نزل البصرة، قال أبو نعيم: و لا أراه إلا جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي.
روى أبو شداد عن جابر بن عبد الله الرَّاسِبيُّ عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ، وَ أَدَّى حَقَّنَا، وَ قَرَأَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عَشْرَ مَرَّاتٍ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ، وَ زُوِّجَ مِنَ الحُورِ العَيْنِ مَا شَاءَ» (4)، فَقَالَ أَبُو بَكر الصديق رضي الله عنه: أو واحدة من هؤلاء؟ قال: «أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْ هَؤُلَاءِ». قال ابن منده: هذا حديث غريب إن كان محفوظاً.
قلت: أخرجه الثلاثة، و قول أبي نعيم، لا أراه إلا جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي، فجابر بن عبد الله بن رئاب، و جابر بن عبد الله بن عمر، و كلاهما أنصاريان سلميان، فأيهما أراد؟ و مع هذا فكلاهما سكن المدينة، ليس فيهما من سكن البصرة، و الله أعلم.
ص: 491
646- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِئَابٍ (1)
(ب د ع) جَابِرُ بنُ عبد الله بن رِئاب بن النعمان بن سِنَان بن عبيد بن عدي بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة الأنصاري السلمي، شهد بدراً، و أحداً، و الخندق، و سائر المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو من أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى.
،
قال محمد بن إسحاق، فيما أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه قالوا: لما لقيهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، يعني النفر من الأنصار، قال: «مِمَّنْ أَنْتُمْ» و ذكر الحديث و كانوا ستة نفر منهم من بني النجار: أسعد بن زرارة، و عوف بن [الحارث] بن رفاعة، و هو ابن عفراء، و رافع بن مالك بن العجلان، و قُطْبة بن عامر بن حَدِيدة، و عقبة بن عامر بن نابي بن زيد، و جابر بن عبد الله بن رئاب، فأسلموا، فلما قدموا المدينة ذكروا لهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الحديث، روى الوازع بن نافع، عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَرَّ بِي جِبْرِيلُ وَ أَنَا أَصَلِّي، فَضَحِكَ إِلَيَّ وَ تَبَسَّمَتْ إِلَيْهِ». أسند عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم غير حديث، روى عنه ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
647- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ (2)
(ب دع) جَابِر بن عَبْد الله بن عَمْرو بن حَرَام بن كَعْب بن غَنْم بن كَعْب بن سَلِمة، يجتمع هو و الذي قبله في غنم بن كعب، و كلاهما أنصاريان سلميان، و قيل في نسبه غير هذا، و هذا أشهرها، و أمه: نُسَيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، تجتمع هي و أبوه في حرام، يكنى أبا عبد الله، و قيل: أبو عبد الرحمن، و الأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه و هو صبي، و قال بعضهم: شهد بدراً، و قيل: لم يشهدها، و كذلك غزوة أحد.
ص: 492
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة، أخبرنا روح، أخبرنا زكريا، حدثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر أيقول: غزوت مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سبع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدراً و لا أحداً؛ منعني أبي، فلما قتل يوم أحد، لم أتخلف عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في غزوة قَطُّ.
و قال الكلبي: شهد جابر أحداً و قيل: شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ثمان عشرة غزوة، و شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و عَمِي في آخر عمره، و كان يحفى شاربه، و كان يخضب بالصفرة، و هو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة.
و قد أورد ابن منده في اسمه أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حضر الموسم و خرج نفر من الأنصار، منهم أسعد بن زرارة، و جابر بن عبد الله السلمي، و قطبة بن عامر؛ و ذكرهم، قال: فأتاهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و دعاهم إلى الإسلام، و ذكر الحديث، فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام، و ليس كذلك، و إنما هو جابر بن عبد الله بن رئاب، و قد تقدم ذكره قبل هذه الترجمة، و قد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأساً فيهم .. هذا بعيد؛ على أن النقل الصحيح من الأئمة أنه جابر بن عبد الله بن رئاب. و الله أعلم.
و كان من المكثرين في الحديث، الحافظين للسنن، روى عنه محمد بن علي بن
الحسين، و عمرو بن دينار، و أبو الزبير المكي، و عطاء، و مجاهد، و غيرهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القاري، إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أبو علي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، أخبرنا أبو ربيعة، أخبرنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله، صلى الله عليه و سلم، يقول: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذِ» (1)، فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير، فقال جابر: كان بين هذين الحيين: الأوس و الخزرج ضغائن، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ».
قلت: و جابر أيضاً من الخزرج، حمله دينه على قول الحق و الإنكار على من كتمه.
ص: 493
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي، و أبو جعفر أحمد بن علي، و إبراهيم بن محمد بن مهران، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عیسی قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا بشر بن السري، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «استغفر لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة البعير خمساً و عشرين مرة» يعني بقوله: «ليلة البعير» أنه باع من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعيراً، و اشترط ظهره إلى المدينة، و كان في غزوة لهم.
و توفي جابر سنة أربع و سبعين، و قيل: سنة سبع و سبعين، و صلى عليه أبان بن عثمان، و كان أمير المدينة، و كان عمر جابر أربعاً و تسعين سنة.
أخرجه الثلاثة.
648- جَابِرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
(ب د ع) جَابِرُ أبُو عَبْد الرَّحْمَن، و هو: جابر بن عبيد العَبْدي، روى عنه ابنه عبد الرحمن و قيل: اسم ابنه عبد الله، قال محمد بن سعد: كان في وفد عبد القيس، سكن البصرة، و قيل: سكن البحرين.
روى علي بن المديني، عن الحارث بن مرة الحنفي، عن نفيس، عن عبد الرحمن بن ابر العبدي، قال: كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من عبد القيس و لست منهم؛ إنما نت مع أبي، فنهاهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الشرب في الأوعية: الدُّباء و الحِنْتم و النَّقِير و المُزفَّت. كذا رواه ابن منده من طريق علي بن المديني، و رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن الحارث بن مرة، عن نفيس، فقال: عبد الله بن جابر، مثله أخبرنا به أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد.
أخرجه الثلاثة.
649- جَابِرُ بْنُ عَتِيكٍ (2)
(ب د ع) جَابِرُ بن عَتِيك و قيل: جَبْر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هَيْشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
ص: 494
الأنصاري الأوسي، من بني معاوية؛ قاله ابن إسحاق، و نسبه الكلبي مثله؛ إلا أنه أسقط الحارث الأول و زيداً.
شهد بدراً و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، و قال ابن منده: كنيته أبو الربيع، قال أبو نعيم: و هو وهم، فإنها كنية عبد الله بن ثابت الظفري، و كانت معه راية بني معاوية عام الفتح، و هو أخو الحارث بن عتيك.
روى عنه ابناه: عبد الله و أبو سفيان، و عتيك بن الحارث بن عتيك.
أخبرنا فِتْيان بن أحمد بن محمد المعروف بابن سَمْنِيَّة الجوهري بإسناده عن القعنبي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك، و هو جد عبد الله أبو أمه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلِب فصاح به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فلم يجبه، فاسترجع ودقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع، فصاح النسوة ودبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ فَلَا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ»، قالوا: و ما الوجوب يا رسول الله؟ قال: «إِذَا مَاتَ»، فقالت ابنته: و الله إن كنت لأرجو أن يكون شهيداً؛ فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَ مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ»؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الشُّهَدَاءُ سِوَى القَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: المَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَ الغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَ صَاحِبُ ذَاتِ الجَنْبِ شَهِيدٌ، وَ المَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَ صَاحِبُ الحَرِيقُ شَهِيدٌ، وَ الَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الهدم شَهِيدٌ، وَ المَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْع شَهِيدٌ» (1).
و توفي جابر سنة إحدى و ستين، و عمره إحدى و تسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
بِجُمْعٍ مضمومة الجيم: هي المرأة تموت و في بطنها ولد، و قيل: هي البكر، و الأول أصح، و قاله الكسائي بجيم مكسورة.
650- جَابِرُ بْنُ عُمَيْرٍ (2)
(ب ع) جَابِرُ بن عُمَيْر الأنصاري. له صحبة، عداده في أهل المدينة.
ص: 495
روى عنه عطاء بن أبي رباح. أخبرنا محمد بن عمر المديني كتابة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا القاضي أبو أحمد، و حبيب بن الحسن، و محمد بن حبيش، قالوا: حدثنا خلف بن عمرو العكبري، أخبرنا المعافى بن سليمان، أخبرنا موسى بن أعين، عن أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد، عن عبد الرحيم الزهري، عن عطاء أنه رأى جابر بن عبد الله و جابر بن عمير الأنصاريين يرتميان، فملَّ أحدهما فجلس، فقال له صاحبه: کسلت؟ قال: نعم، قال أحدهما للآخر: أما سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، عَزَّ وَ جَلَّ، فَهُوَ لَعِبُ؛ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَرْبَعَةُ: مُلَاعَبَةُ الرَّجُل امْرَأَتَهُ، وَ تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَ مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الفَرَضَيْنِ، وَ تَعَلَّمُ الرَّجُلِ السَّبَاحَةَ» (1).
أخرجه الثلاثة.
651- جَابِرُ بْنُ عَوْفٍ (2)
(س) جَابِر بن عَوْف أبو أوس الثَّقَفِي.
ذكره أبو عثمان سعيد بن يعقوب السراج القرشي في الأفراد؛ كتبه عنه ابن مندويه.
روی حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أوس بن أبي أوس، عن أبيه و اسمه جابر أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم صلى و مسح على قدميه. و رواه هشيم و شعبة عن يعلى مثله، و رواه شريك عن يعلى، و لم يذكر بين يعلى و أوس أحداً.
أخرجه أبو موسى.
652- جَابِرُ بْنُ عَيَّاشٍ (3)
(ع) جَابِرُ بن عَيَّاش. قال أبو نعيم: لا يعرف له حديث. أخرجه أبو نعيم كذا مختصراً.
ص: 496
653- جَابِرُ بْنُ مَاجِدِ الصَّدَفِيُّ (1)
(ب د ع) جَابِر بنَ مَاجِد الصَدَفي. وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس، و في حديثه اختلاف. روى الأوزاعي عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ وَ مِنْ بَعْدِ الخُلَفَاءِ أَمَرَاءُ، وَ مِنْ بَعْدِ الأَمَرَاءِ مُلُوكٌ جَبَابِرَةٌ، ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ يُؤْمَّرُ بَعْدَهُ القَحْطَانِيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا هُوَ بِدُونِهِ» (2). كذا قال الأوزاعي عن قيس بن جابر، و رواه ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس، عن جابر، عن أبيه عن جده؛ فعلى رواية الأوزاعي يكون الصحابي ماجداً. أخرجه الثلاثة.
654- جَابِرُ بْنُ النُّعْمَانِ (3)
(ب) جَابِر بن النُّعْمَان بنُ عُمَير بن مالك بن قمير بن مالك بن سُوَاد بن مُرَي بن أرَاشة بن عامر بن عَبِيلة بن قِسْميل بن فران بن بَلِي البلوي السُّوادي، من بني سُواد، له صحبة، و هو حليف الأنصار، و هو من رهط كعب بن عجرة، و هو الذي عُمِّر كثيراً فقال: [الطويل]
تَهَدَّلَتِ العَيْنَانِ بَعْدَ طَلالَةٍ *** وَ بَعْدَ رِضاً فَأَحْسِبُ الشَّخْصَ رَاكِبا
وَ أَبْعِدُ مَا أَنْكَرْتُ في أَسْتَبِينَهُ *** فَأَعْرِفُهُ وَ أَنكِرُ المُتَقَارِبَا
أخرجه أبو عمر.
655- جَابِرُ بْنُ يَاسِرٍ (4)
(د ع) جَابر بن يَاسِر بن عَوِيص بن فدك بن ذي إيوان بن عمرو بن قيس بن سلمة بن شراحيل بن الحارث بن معاويَة بن مُرْتِع بنَ قِتْبان بن مصبح بن وائل بن رُعيْن الرعيني القتباني، شهد فتح مصر. له ذكر في الصحابة، قال أبو سعيد بن يونس: و ممن شهد فتح مصر ممن له إدراك: جابر بن ياسر بن عويص القتباني، جد عياش و جابر ابني عباس بن جابر، لا يعرف له حديث، قاله ابن منده و أبو نعيم إلا أنهما لم يذكرا نسبه بعد عويص، و ساق نسبه كما ذكرناه ابن ماکولا و قال: و أما العويص بعين مهملة بعدها واو، و آخره صاد مهملة فهو [جد]
ص: 497
جابر، و ذكره و قال: كذلك هو بخط الصوري مقيد، و في غيره مثله سواء؛ إلا أنه قال: شرحبيل عوض شراحيل.
عياش بن عباس: فالأول بالياء تحتها نقطتان و الشين المعجمة، و قتبان: بالقاف و التاء فوقها نقطتان و بالباء الموحدة.
656- جَاحِلٌ أَبُو مُسْلِمِ الصَّدَفِيُّ (1)
(د ع) جَاحِل أبو مُسْلم الصَّدَفي. روى عنه ابنه مسلم أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «إِنَّ أَحْصَاهُمْ لِهَذَا القُرْآنِ مِنْ أُمَّتِي مُنَافِقُوهُمْ» (2) أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو نعيم: ذكره بعض الناس، يعني ابن منده، في جملة الصحابة قال: و عندي ليست له صحبة، و لم يذكره أحد من المتقدمين و لا المتأخرين.
657- جَارُودُ بْنُ المُعَلَّى (3)
(ب د ع) جَارُود بنُ المُعَلى، و قيل: ابن العلاء، و قيل: جارود بن عمرو بن المعلى العبدي، من عبد القيس يكنى، أبا المنذر، و قيل: أبا غياث و قيل: أبا عتاب، و أخشى أن يكون أحدهما تصحيفاً، و قيل: اسمه بشر، و قد تقدم ذكره، و قيل: هو الجارود بن المعلى بن العلاء، و قيل: الجارود بن عمرو بن العلاء، و قيل: الجارود بن المعلى بن عمرو بن حنش بن یعلی، قاله ابن إسحاق، و قال الكلبي: الجارود و اسمه بشر بن حنش بن المعلى، و هو الحارث، بن يزيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي، و أمه دريمكة بنت رويم من بني شيبان، و إنما لقب الجارود؛ لأنه أغار في الجاهلية على بكر بن وائل، فأصابهم وجردهم.
وفد على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سنة عشر في وفد عبد القيس، فأسلم، و كان نصرانياً، ففرح النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بإسلامه، فأكرمه و قربه، و روى عنه من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص، و من
ص: 498
التابعين: أبو مسلم الجَذَمِي، و مطرف بن عبد الله بن الشخير، و زيد بن علي أبو القموص، و ابن سيرين.
أخبرنا منصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الفقيه بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا هدبة، عن أبان، عن قتادة، عن يزيد بن الشخير، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «ضَالَّةُ المُسْلِمُ حَرَقُ النَّارِ (1)» (2)، و لما أسلم الجارود قال: [الطويل]
شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ حَقٌّ وَ سَامَحتْ *** بَنَاتُ فُؤادِي بِالشَّهَادَةِ وَ النَّهْضِ
فَأَبْلِغْ رَسُولَ الله عَنِّي رِسَالَةً *** بِأَنِّي حَنِيفٌ حَيْثُ كُنْتُ مِنَ الأَرْضِ (3)
و سكن البصرة، و قتل بأرض فارس، و قيل: إنه قتل بنهاوند مع النعمان بن مُقَرِّن و قيل: إن عثمان بن أبي العاص بعث الجارود في بعث إلى ساحل فارس، فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، و كان سيد عبد القيس. أخرجه الثلاثة.
غياث: بالغين المعجمة، و الياء تحتها نقطتان، و الثاء المثلثة.
658- الجَارُودُ بْنُ المُنْذِر (4)
(د) الجَارُود بن المُنْذِر، روى عنه الحسن و ابن سيرين، قاله ابن منده جعله ترجمة ثانية هذا و الذي قبله، و قال محمد بن إسماعيل البخاري في كتاب الوحدان: هما اثنان، و فرق بينهما، روى حديثه ابن مسهر، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن الجارود قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: إني على دين؛ فإن تركت ديني، و دخلت في دينك لا يعذبني الله يوم القيامة؟ قال: «نَعَمْ». أخرجه ابن منده وحده.
قلت: جعله ابن منده غير الذي قبله، و هما واحد، و لا شك أن بعض الرواة رأى كنيته «أبو» المنذر فظنها ابن، و الله أعلم.
ص: 499
659- جَارِيَةُ بْنُ أَصْرَمَ (1)
(د ع) جَارِيَةُ بن أَصْرَم الكَلْبي الأجْدَارِي، حَيٌّ من كلب، و هو عامر بن عوف بن
كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، قال الكلبي: و إنما قيل له: الأجدار؛ لأنه كان جالساً إلى جنب جدار، فأقبل رجل يريد عامر بن عوف بن بكر، فسأل عنه، فقال له المسؤول: أي العامرين تريد أعامر بن عوف بن بكر أم عامر الأجدار؟ فبقي عليه، و قيل: كان في عنقه جَدَرَة (2) فسمى بها و هو بطن كبير، منه جماعة من الفرسان، روى الشرقي بن القُطَامي الكلبي، عن زهير بن منظور الكلبي، عن جارية بن أصرم الأجداري قال: رأيت وَداً في الجاهلية بدومة الجندل في صورة رجل. و ذكر الحديث.
قال أبو نعيم: لا تعرف له صحبة و لا رؤية، و ذكره بعض الرواة في الصحابة و ذكر أنه رأى وَداً بدومة الجندل؛ هذا كلام أبي نعيم، و قد ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا في جارية بالجيم، فقال: جارية بن أصرم صحابي، يعد في البصريين. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
660- جَارِيَةُ بْنُ حُمَيْلٍ (3)
(ب س) جَارِيةُ بن حُمَيْل بن نُشَبَة بن قُرْط بن مُرَّة بن نصر بن دُهْمان بن بِصَار بن سُبَيع بن بكر بن أشجع الأشجعي. أسلم و صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. ذكره الطبري، قاله أبو عمر، و قال أبو موسى: ذكره الدارقطني و ابن ماكولا عن ابن جرير، و قال هشام بن الكلبي: إنه شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
حميل: بضم الحاء المهملة و فتح الميم، و بِصَارُ: بكسر الباء الموحدة و بالصاد المهملة و آخره راء.
661- جَارِيَةُ بْنُ زَيْدٍ (4)
(ب) جَارِيَة بن زَيْد، قال أبو عمر: ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة.
أخرجه أبو عمر.
ص: 500
662- جَارِيَةُ بْنُ ظَفَرٍ (1)
(ب د ع) جَارِيَة بن ظُفَر اليَمَامي الحنَفي أبو نِمْران. يعد في الكوفيين، حديثه عند ابنه نمران، و مولاه عقيل بن دينار، و روى عنه من الصحابة يزيد بن معبد. روی مروان بن معاوية عن دهتم بن قرآن، عن عقيل بن دينار؛ مولى جارية بن ظفر، عن جارية أن داراً كانت بين أخوين فحظرا في وسطها حظاراً ثم هلكا، و ترك كل واحد منهما عقباً، فادعى عقب كل واحد منهما أن الحظار له، فاختصما إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأرسل حذيفة بن اليمان ليقضي بينهما، فقضى أن الحظار لمن وجد معاقد القُمُط (2) تليه، ثم رجع فأخبر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، «فقال: أصبت أو أحسنت (3)».
و رواه أبو بكر بن عياش، عن دهتم، عن نمران بن جارية، عن أبيه، و قد روى نمران عن أبيه أحاديث.
أخرجه الثلاثة.
663- جَارِيَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ (4)
(د ع) جَارِية بنُ عَبْد المُنذر بن زَنْبر؛ قاله ابن منده و قال: قال ابن أبي داود: خارجة بن عبد المنذر؛ روى محمد بن إبراهيم الأسباطي، عن ابن فضيل، عن عمرو بن ثابت، عن ابن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن جارية بن عبد المنذر أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «يَوْمُ الجُمْعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ» (5) و روى ابن أبي داود، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن ابن فضيل، فقال: خارجة بن عبد المنذر، و رواه بكر بن بكار عن عمرو بن ثابت بإسناده، عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: عن أبي لبابة بن عبد المنذر، و ذكر الحديث،
قال أبو نعيم: و هو وهم، يعني ذكر جارية، و صوابه رفاعة بن عبد المنذر، و الحديث
ص: 501
مشهور بأبي لبابة بن عبد المنذر، و اسم أبي لبابة: رفاعة، و قيل: بشيرٍ، و لم يقل أحد إن اسمه جارية، أو خارجة إلا ما رواه هذا الواهم عن ابن أبي داود.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
664- جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ (1)
(ب د ع) جَارِيَة بن قُدَامَة التَّمِيمِي السَّعْدي، عم الأحنف بن قيس، و قيل: ابن عم الأحنف؛ قاله ابن منده و أبو نعيم؛ إلا أن أبا نعيم قال: و قيل ليس بعمه و لا ابن عمه أخي أبيه، و إنما سماه عمه توقيراً، و هذا أصح؛ فإنهما لا يجتمعان إلا إلى كعب بن سعد بن زيد مناة، على ما نذكره؛ فإن أراد بقوله: ابن عمه أنهما من قبيلة واحدة، فربما يصح له ذلك، و هو: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير بن حصن، و يقال: حصين بن رزاح و قيل: رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، يكنى أبا أيوب و أبا يزيد، يعد في البصريين، روي عنه أهل المدينة و أهل البصرة.
فمن حديثه ما أخبرنا به أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن هشام، يعني ابن عروة، أخبرني أبي، عن الأحنف بن قيس، عن عم له يقال له: جارية بن قدامة أن رجلاً قال: يا رسول الله؛ قل لي قولاً و أقلل لعلي أعقله. قال: «لَا تَغْضَبْ»، فأعاد عليه ذلك مراراً كل ذلك يقول: «لَا تَغْضَبْ» (2). قال يحيى: قال هشام: «قلت: يا رسول الله» و هم يقولون: لم يدرك النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و شهد معه حروبه، و هو الذي حصر عبد الله بن الحضرمي بالبصرة في دار ابن سنبيل و حرقها عليه، و كان معاوية أرسله إلى البصرة ليأخذها له، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم، و كان زياد بالبصرة أميراً فكتب إلى علي، فأرسل عليٌّ إليه أعينَ بن ضبيعة
ص: 502
المجاشعي، فقتل غيلة، فبعث علي بعده جارية بن قدامة فأحرق علي بن الحضرمي الدار التي سكنها.
أخرجه الثلاثة.
665- جَارِيَةُ بْنُ مُجَمَّعٍ (1)
(س) جَارِيَةُ بن مُجَمع بن جَارِيَة، روى الطبراني، عن مطين، عن إبراهيم بن محمد بن عثمان الحضرمي، عن محمد بن فضيل، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ستة من الأنصار: زيد بن ثابت، و أبو زيد، و معاذ بن جبل، و أبو الدرداء، و سعد بن عبادة، و أبي بن كعب، و كان جارية بن مجمع بن جارية قد قرأه إلا سورة أو سورتين. كذا قاله الطبراني.
و رواه إسحاق بن يوسف عن زكريا به، و قال: المجمع بن جارية.
و كذلك قاله إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، و هو الصحيح، و كان جارية بن عامر والد المجمع فيمن اتخذ مسجد الضرار، و كان المجمع يصلي لهم فيه، و هذا يقوي قول من يقول: إن المجمع كان الحافظ للقرآن.
أخرجه أبو موسى.
666- جَاهِمَةُ بْنُ العَبّاسِ (2)
(ب د ع) جَاهِمَة بن العبَّاس بن مِرداس السُّلمي أبو معاوية. أخبرنا عبد الله بن أحمد الطوسي الخطيب، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، أخبرنا عمر بن شاهين، أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، أخبرنا علي بن عمرو الأنصاري، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن محمد بن طلحة بن ركانة، عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال: «أتيت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فسألته عن الغزو، فقال: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمِّ»؟ قال: قلت: نعم، قال: «الزَمْهَا؛ فَإِنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا» (3).
ص: 503
و قال أبو عمر: جاهمة السلمي، والد معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، حجازي؛ و روى عنه حديث الجهاد نحو ما تقدم، و قد روى عن معاوية أنه قال: «أتيت النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم». و يذكر عند اسمه، و قال ابن ماكولا: جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، يقال له صحبة.
أخرجه الثلاثة.
667- جَبَّارُ بنُ الحَارِثِ (1)
(د ع) جَبَّارُ بن الحَارِث كان اسمه جباراً فسماه النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم عبد الجبار؛ ذكره ابن منده، و أبو نعيم بإسناديهما عن عبد الله بن طلاسة، عن أبيه طلاسة، عن عبد الجبار بن الحارث أنه أتى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال له: «مَا اسْمُكَ»؟ فقال: جبار بن الحارث، فقال: «بَلْ أَنْتَ عَبْدُ الجَبَّارِ» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
668- جَبَّارُ بْنُ الحَكَمِ السَّلَمِيُّ (3)
جَبَّار بن الحَكَم السّلمي يقال له: الفرار؛ ذكره المدائني فيمن و فد من بني سليم على ول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فأسلموا، و سألوا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم أن يدفع لواءهم إلى الفرار، فكره ذلك الاسم، فقال له الفرار: إنما سميت الفرار بأبيات قلتها و أولها: [الكامل]
وَ كَتِيبَةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتِيبَةٍ *** حَتَّى إِذَا الْتَبَسَتْ نَفَضْتُ لَهَا يَدِي
669- جَبَّارُ بْنُ سُلْمَى (4)
(ب د ع) جَبَّارُ بن سُلْمَى بن مالك بن جَعْفر بن كِلَاب بن رَبِيعة بن عامر بن صَعْصَعة. وفد على النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فأسلم، ثم رجع إلى بلاد قومه بضَريَّة، قاله محمد بن سعد، و كان ممن حضر مع عامر بن الطفيل بالمدينة لما أراد أن يغتال النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم ثم أسلم بعد ذلك، و هو الذي قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، و كان يقول: «مما دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلاً منهم فسمعته يقول: فُزْتُ و الله، قال: فقلت في نفسي: ما فاز؟ أ ليس قد قتلته؟ حتى سألتُ بعد ذلك
ص: 504
عن قوله، فقالوا: الشهادة فقلت: «فاز لَعَمْرُ اللَّهِ» . لم يخرج البخاري جبار بن سلمى، و لا جبار بن صخر. أخرجه الثلاثة.
سلمی: بضم السين و الإمالة.
670- جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ (1)
(ب د ع) جَبَّار بن صَخْر بن أمية بن خنساء بن سِنَان و يقال: خُنَيْس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي، يكنى: أبا عبد الله، أمه سعاد بنت سلمة من ولد جشم بن الخزرج، شهد العقبة و بدراً و أحداً، و المشاهد كلها مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم.
أخبرنا أبو ياسر هبة الله بن عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا حسين بن محمد، أخبرنا أبو أويس، عن شرحبيل عن جبار بن صخر الأنصاري، أحد بني سلمة قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و هو بطريق: «مَنْ يَسْبِقْنَا إِلَى الأَثَايَةِ فَيَمْدُرُ حَوْضَهَا وَ يَفْرُطَ فِيهِ فَيَمْلَؤُهُ حَتَّى نَأْتِيهِ»؟ قال: قال جبار: فقمت فقلت: أنا، قال: «اذْهَبْ»، فذهبت، و أتيت الأثاية فمدرت حوضها، و فرطت فيه فملأته، ثم غلبتني عيناي فنمت، فما انتبهت إلا برجل تنازعه راحلته إلى الماء فكفها عنه، و قال: يا صاحب الحوض، أورد حوضك، فإذا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقالت: نعم، فأورد راحلته ثم انصرف فأناخ، ثم قال: «أَتْبَعْنِي بِالإِدَاوَةِ (2) فَأَتْبَعْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ وَ تَوَضَّأْتُ مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَحَوَّلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّيْنَا ثُمَّ جَاءَ النَّاسُ» (3).
و قد تقدم ذكره في جابر بن صخر، و جبار أصح. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده و أبا نعيم قالا: بعثه رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم عيناً له على المشركين مع جابر، و ليس كذلك؛ إنما بعثهما ليستقيا الماء كما ذكرناه في الحديث، و هما أيضاً ذكرا ذلك في متن الحديث، فنقضا على أنفسهما ما قالا، و الله أعلم.
ص: 505
671- جِبَارَةُ بْنُ زُرَارَةَ (1)
(ب د ع) جِبَارة، بزيادة هاء، هو ابن زُرارة البلوي. له صحبة و ليست له رواية، شهد فتح مصر، قال الدارقطني و ابن ماكولا: هو جبارة بكسر الجيم. أخرجه الثلاثة.
672- جَبْرٌ الأَعْرَابِيُّ (2)
(ب س) جَبْر الأعْرَابِي المُحَارِبي، ذكره ابن منده، حديثه في ترجمة جبر بن عتيك، و روى بإسناده عن الأسود بن هلال قال: «كان أعرابي يؤذن بالحيرة يقال له: جبر فقال: إن عثمان لا يموت حتى يلي هذه الأمة فقيل له: من أين تعلم؟ قال لأني صليت مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم صلاة الفجر فلما سلم استقبلنا ما سلم استقبلنا بوجهه و قال: «إِنَّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِي وُزِنُوا اللَّيْلَةَ فَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُثْمَانُ فَوَزَنَ» (3).
و هذا الحديث غريب بهذا الإسناد. أخرجه أبو عمر، و أبو موسى، و جعل له أبو موسى ترجمة منفردة عن ترجمة جبر بن عتيك فقال: جبر آخر غير منسوب، و روى له هذا الحديث، و قال في آخره: أورد هذا الحديث الحافظ أبو عبد الله في آخر ترجمة جبر بن عتيك، و لم يترجم له، و هو آخر بلا شك.
قلت: و الحق فيه مع أبي موسى إن كان ابن منده ظن أن جبر بن عتيك هو الراوي لهذا الحديث، و إن كان نسي هو أو الناسح أن يترجم له فلا، و الله أعلم.
673- جَبْرُ بْنُ أُنَسٍ (4)
(ع س) جَبْر بن أنَسَ، بدري.
قال أبو نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الحضر مي قال في كتاب عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي، يعني صفين: و جبر بن أنس، بدري، من بني زريق، قال أبو موسى: و يقال: جزء بن أنس أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
ص: 506
674- جَبْرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
جَبْر أبو عَبْد الله. روى الزهري عن عبد الله بن جبر عن أبيه قال: «قرأت خلف رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فلما انصرف قال: «يَا جَبْرُ أَسْمَعْ رَبَّكَ وَ لَا تُسْمِعْني». ذكره أبو أحمد العسكري.
675- جَبْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1)
(ب د ع) جَبْر بن عَبْد الله القِبْطي. مولى أبي بصرة الغفاري و هو الذي أتى من عند المقوقس رسولاً و معه مارية القبطية؛ قاله أبو سعيد بن يونس، و قال الأمير أبو نصر: و جبر بن عبد الله القبطي مولى بني غفار، رسول المقوقس بمارية إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم، قيل: هو مولى أبي بصرة، و قال ابن يونس و قوم من غفار يزعمون أنه منهم، و نسبوه منهم فقالوا: جَبْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ يَا لَيْلِ بْنِ حَرَامِ بْنِ غِفَارٍ، و ذكر هانئ بن المنذر أنه توفي سنة ثلاثة و ستين.
أخرجه الثلاثة.
676- جَبْرُ بْنُ عَتِيكٍ (2)
(ب د ع) جَبْر بن عَتِيك، و قيل: جابر، وقد تقدم في جابر و هو جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن مالك بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، و قيل: جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زید بن معاوية الأنصاري الأوسي العمري المعاوي و أمه: جميلة بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن حبيب بن حارثة بن الحارث الأنصارية.
شهد بدراً و المشاهد كلها مع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و سكن المدينة إلى حين وفاته.
و قال ابن منده: هو أخو جابر بن عتيك، و ليس بشيء، و إنما هو قيل فيه: جابر و جبر.
و روى ابن منده في آخر ترجمته الحديث الذي يرويه الأسود بن هلال: أنه كان بالحيرة رجل يؤذن اسمه جبر؛ تقدم في جبر الأعرابي.
و قال أبو عمر: روى وكيع و غيره، عن أبي عميس، عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم عاده في مرضه فقال قائل من أهله: إنا كنا لنرجو أن تكون وفاته شهادة في سبيل الله. الحديث.
ص: 507
و قد روي عن جبر أن المريض الذي عاده رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم هو عبد الله بن ثابت، و الله أعلم.
و توفي سنة إحدى و ستين، و عمره تسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
677- جَبْرٌ الكِنْدِيُّ (1)
(س) جَبْر الكِنْدي. ذكره أبو موسى مستدركاً على ابن منده فقال: عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من كندة يقال له: ابن جبر الكندي عن أبيه أنه كان في الوفد، أن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم صلى على السَّكُون و السَّكاسِكِ و قال: «أَتَاكُمْ أَهْلُ اليَمَنِ؛ هُمْ أَلْيَنُ قُلُوباً وَ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الإِيمَانُ يَمَانِ وَ الحِكْمَةُ يَمَانِيَةُ» (2).
678- جَبَلُ بْنُ جَوَالٍ (3)
(ب) جَبَل بن جَوال بن صَفْوان بن بِلَال بن أصْرَم بن إياس بن عَبْد غَنْم بن جِحَاش بن بَجَالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذُبْيان الشاعر الذبياني، ثم الثعلبي.
ذكره ابن إسحاق، أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن علي بن علي بإسناده عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: ثم استنزلوا، يعني بني قريظة، فحبسهم، و ذكر الحديث في قتلهم، و قال: فقال جبل بن جوال الثعلبي كذا قال يونس: [الطويل]
لَعَمْرُكَ مَا لَامَ ابْنُ أَخْطَبَ نَفْسَهَ *** وَ لَكِنَّهُ مَنْ يُخْذُلِ اللَّهُ يخذَل (4)
قال: وبعض الناس يقول: حيي بن أخطب قالها، و نسبه هشام بن الكلبي مثل النسب الذي ذكرناه، و قال: كان يهودياً فأسلم، ورثى حيي بن أخطب، و قال الدارقطني و أبو نصر و ذكراه فقالا: له صحبة، و هو جبل، آخره لام. أخرجه أبو عمر.
ص: 508
679- جَبَلَةُ بْنُ الأَزْرَقِ الكِنْدِيُّ (1)
(ب د ع) جَبَلةَ، بزيادة هاء، هو جبلة بن الأزرق الكندي، من أهل حمص، روى عنه راشد بن سعد أن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم صلى إلى جدار كثير الأحجرة، فصلى إما الظهر و إما العصر، فلما جلس في الركعتين، لدغته عقرب، فغشي عليه، فرقاه الناس، فلما أفاق قال: إن الله عز و جل شفاني و ليس برقيتكم.
أخرجه الثلاثة.
680- جَبَلَةُ بْنُ الأَشْعَرِ الخُزَاعِيُّ (2)
(ب) جَبَلَةُ بن الأَشْعَرِ الخُزَاعي الكَعبي، اختلف في اسم أبيه، قال الواقدي: قتل مع کرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح؛ قاله أبو عمر، و قيل: إن الذي قتل: خنيس بن خالد الأشعر، و هو الصحيح.
الأشعر: بالشين المعجمة.
681- جَبَلَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ (3)
(ع س) جَبَلَة بن ثَعْلَبَة الأنصاري الخَزْرَجي البَيَاضِي. شهد بدراً؛ ذكره عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، صفين: جبلة بن ثعلبة من بني بياضة أخرجه أبو نعيم و أبو موسى، و قد أخرج أبو نعيم في الراء: رخيلة بن خالد بن ثعلبة بن خالد، و هو هذا أسقط أباه.
682- جَبَلَةُ بْنُ جُنَادَةَ (4)
(س) جَبَلةَ بن جُنَادة بن سُويد بن عَمْرو بن عُرْفُطَة بن الناقد بن تيم بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة، و هو لحي الخزاعي؛ بايع النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم.
أخرجه أبو موسى.
ص: 509
683- جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ (1)
(ب د ع) جَبَلة بن حَارِثَة، أخو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، تقدم نسبه عند أسامة بن زيد، و يأتي في زيد، إن شاء الله تعالى، قدم على النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم مع أبيه حارثة، و النبي بمكة، و كان أكبر سناً من زيد، فأقام حارثة عند ابنه زيد، و رجع جبلة ، ثم عاد إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فأسلم.
أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد و غيره، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا أحمد بن حمدون بن رستم، أخبرنا الوليد بن عمرو بن السكين، أخبرنا عمرو بن النضر، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن حارثة قال: أتيت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقلت: أرسل معي أخي، فقال: «هَا هُوَ ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ؛ إِنْ ذَهَبَ فَلَيْسَ أَمْنَعُهُ» (2)، فقال زيد: لا أختار عليك يا رسول الله أحداً قال: فوجدت قول أخي خيراً من قولي.
قال الدارقطني: ابن حارثة هو: جبلة بن حارثة، و روى عنه أبو إسحاق السبيعي و بعضهم يدخل بين أبي إسحاق و بين جبلة فروة بن نوفل، قال أبو إسحاق: قيل لجبلة بن حارثة: أأنت أكبر أم زيد؟ قال: زيد خير مني و أنا ولدت قبله، و سأخبركم أن أمنا كانت من طَيْىءٍ، فماتت، فبقينا في حجر جدنا لأمنا، و أتى عماي فقالا لجدنا: نحن أحق بابني أخينا، فقال: خذا جبلة و دعا زيداً، فأخذاني فانطلقا، و جاءت خيل من تهامة فأصابت زيداً، فترامت به الأمور حتى وقع إلى خديجة، فوهبته للنبي صلّی الله علیه و آله و سلّم.
و قد روى بعضهم فقال: جبلة نسيب لأسامة بن زيد، و روى عن جبلة بن ثابت أخي زيد، و الصحيح: جبلة بن حارثة أخو زيد، و ما سوى هذا فليس بصحيح.
أخرجه الثلاثة.
ص: 510
684- جَبَلَةُ بْنُ سَعِيدٍ (1)
(س) جَبَلَةُ بن سَعيد بن الأسْوَد بن سلمة بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية
الأكرمين. وفد إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم.
أخرجه أبو موسى.
685- جَبَلَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ (2)
(د) جَبَلَةُ بن شَراحِيل. أخو حارثة بن شراحيل بن عبد العزى، ذكره ابن منده بترجمة مفردة، و رفع نسبه إلى عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، فعلى هذا يكون عم زيد بن حارثة، و ذكر أن حارثة تزوج بامرأة من نبهان من طيء، فأولدها جبلة، و أسماء و زيداً، و توفيت أمهم، و بقوا في حجر جده. و ذكر الحديث الذي تقدم في ترجمة جبلة بن حارثة.
قال أبو نعيم: وهم بعض الرواة فقدر أن جبلة عم لزيد، فجعل الترجمة لجبلة عم زيد، و من نظر في القصة و تأملها علم وهمه؛ لأن في القصة أن حارثة تزوج إلى طيء امرأة من بني نبهان، فأولدها جبلة و أسماء و زيداً، فإذا ولد حارثة جبلة يكون أخا زيد، لا عمه.
قلت: و الذي قاله أَبُو نُعَيمٍ حق، و الوهم فيه ظاهر.
أخرجه ابن منده.
686- جَبَلَةُ بْنُ عَمْرِو الأَنْصَارِيُّ (3)
(ب د ع) جَبَلَة بن عَمْرو الأنْصَاري، أخو أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري، قاله ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: هو ساعدي، و قال: فيه نظر، يعد في أهل المدينة، روى عنه ثابت بن عبيد، و سليمان بن يسار.
و كان فيمن غزا إفريقية مع معاوية بن خديج سنة خمسين، و شهد صفين مع علي، و سكن مصر، و كان فاضلاً من فقهاء الصحابة، و روى خالد أبو عمران عن سليمان بن يسار: أنه سأل
ص: 511
عن النفل في الغزو فقال: لم أر أحَداً يعطيه غير ابن خديج؛ نفلنا في إفريقية الثلث بعد الخمس، و معنا من أصحاب محمد صلّی الله علیه و آله و سلّم و المهاجرين غير واحد، منهم: جبلة بن عمرو الأنصاريّ.
قلت: قول أبي عمر إنه ساعدي و إنه أخو أبي مسعود لا يصح؛ فإن أبا مسعود هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، و خدارة و خدرة أخوان، و نسب ساعدة هو: ساعدة بن كعب بن الخزرج، فلا يجتمعان إلا في الخزرج؛ فكيف يكون أخاه! فقوله: ساعدي، وهم، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
687- جَبَلَةُ بْنُ أَبِي كَرِبٍ (1)
(س) جَبَلَة بن أبي كَرِب بن قيْس بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، وفد إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و كان في ألفين و خمسمائة من العطاء.
أخرجه أبو موسى.
688- جَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ (2)
(ب س) جبلة بن مالك بن جبلة بن صُفارة بن دَرَّاع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم اللخمي الداري، من رهط تميم الداري، وفد إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم مع الداريين منصرفه من تبوك.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
689- جَبَلَةُ (3)
(ب د ع) جَبَلَةُ، غير منسوب. له صحبة، روى محمد بن سيرين قال: كان بمصر من الأمصار رجل من الصحابة يقال له: جبلة؛ جمع بين امرأة رجل و ابنته من غيرها؛ قال أيوب: و كان الحسن يكره أن يجمع بين امرأة رجل و ابنته.
أخرجه الثلاثة.
690- جَبَلَةُ
(س) جَبَلَة. آخر، غير منسوب.
ص: 512
أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحارث في كتابه، أخبرنا أبو أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا الحسين بن أحمد، أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة، أخبرنا ابن الأصبهاني، أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن رجل قد سماه، عن عمه جبلة قال: «سأل رجال النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم قال: ما أقول إذا أويت إلى فراشي؟ قال: اقرأ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) (1) فإنها براءة من الشرك» و رواه محمد بن الطفيل، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن جبلة بن حارثة، و لم يذكر بينهما أحداً؛ هكذا أخرجه أبو موسى؛ فإن صحت الرواية الثانية فيكون جبلة أخا زيد بن حارثة.
691- جُبَيْبُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(ب د ع) حُبيْب بن الحارث، له ذكر في حديث هشام بن عروة. عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: جاء جبيب بن الحارث إلى رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني رجل مقراف للذنوب، قال: «فَتُبْ إِلَى اللَّهِ يَا جُبَيْبُ» (3)؛ قال: يارسول الله، إني أتوب ثم أعود، قال: «فَكُلَّمَا أَذْنَبْتَ فَتُبْ»، قال: يا رسول الله، إذن تكثر ذنوبي، قال: «عَفْوُ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِكَ يَا جُبَيْبُ بْنَ الحَارِثِ».
أخرجه الثلاثة.
جبيب: تصغير جب.
692- جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسٍ (4)
(ب د ع) جُبَير بن إيَاس بن خَلْدةَ بن مُخَلَّد بن عامر بن زُرَيْق بن عامر بن زُرَيق الأنصاري الخَزْرَجِي الزُّرَقِي، شهد بدراً و أحُداً؛ قاله ابن إسحاق، و موسى بن عقبة، و الواقدي، و أبو معشر، و قال عبد الله بن محمد بن عمارة: هو جبر بن إياس، و هذا جبير هو ابن عم ذكوان بن عبد قيس بن خلدة.
ص: 513
5140
خَلْدة: بسكون اللام و آخره هاء، و مُخَلَّدُ: بضم الميم و فتح الخاء و باللام المشددة. أخرجه الثلاثة.
693- جُبَيْرُ ابْنُ بُحَيْنَةَ (1)
(ب د ع) جُبَيْر ابن بُحَيْنة، و هي أمه، و اسم أبيه: مالك القرشي من بني نوفل بن عبد مناف، له صحبة، قتل يوم اليمامة؛ هكذا قاله ابن منده و أبو نعيم، من بني نوفل بن عبد مناف، فمن يراه يظنه منهم نسباً، و إنما هو منهم بالحلف، و هو أزدي، و قال أبو عمر: هو حليف بني المطلب بن عبد مناف، و قد ذكر ابن منده و أبو نعيم في أخيه عبد الله ابن بحينة: أنه حليف بني المطلب بن عبد مناف، و هذا يصحح قول أبي عمر.
أخرجه الثلاثة، و إنما نسبناه إلى أمه؛ لأنه أشهر بالنسبة إليها منه إلى أبيه.
بُحَيْنَةُ: بضم الباء الموحدة، و فتح الحاء المهملة، و بعدها ياء تحتها نقطتان، و آخره نون.
694- جُبَيْرُ بْنُ الحُبَاب (2)
(د ع) جُبَيْر بن الحُبَاب بن المُنْذر، ذكره محمد بن عبد الله الحضرمي مطين في الصحابة، و قال: إنه في سير عبيد الله بن أبي رافع، في تسمية من شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة: جبير بن الحباب بن المنذر، لا يعرف له ذكر و لا رواية إلا هذه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
695- جُبَيْرُ بْنُ الحُوَيْرِثِ (3)
(ب س) جُبَيْر بن الحُوَيْرِث بن نقيد بن عبد بن قصي بن كلاب. ذكره ابن شاهين و غيره، أدرك النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و رأه و لم يرو عنه شيئاً، و روى عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم: «مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ» (4). و روى عنه سعيد بن
ص: 514
عبد الرحمن بن يربوع، و ذكره عروة بن الزبير فسماه: جبيباً، و قتل أبوه الحويرث يوم فتح مكة؛ قتله علي، و هذا يدل على أن لابنه جبير صحبة أو رؤية.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى، و قال أبو عمر: في صحبته نظر.
696- جُبَيْرُ بْنُ حَيَّةَ (1)
(س) جُبَيْر بن حَيَّة الثَّقَفي. قال أبو موسى: أورده علي بن سعيد العسكري في الأبواب، و تبعه أبو بكر بن أبي علي، و يحيى، و هو تابعي يروي عن الصحابة، و روى جرير بن حازم عن حميد الطويل، عن جبير بن حية الثقفي قال: كان النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم إذا أراد أن يزوج بعض بناته، جاء فجلس إلى خدرها فقال: «إِنَّ فُلاناً يَذْكُرُ فُلَانَةَ» (2)، فإن تكلمت و عرَّضتْ لم يزوجها، و إن هي صمتت زوجها قال: هذا الحديث يرويه أبو قتادة، و ابن عباس، و عائشة رضي الله عنهم.
أخرجه أبو موسى.
697- جُبَيْرُ مَوْلَى كَبِيرَةَ (3)
(د ع) جُبَيْر موْلَى كَبِيرَة بنت سُفْيان. له ذكر فيمن أدرك النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم. روى يحيى بن أبي ورقة بن سعيد عن أبيه قال: أخبرتني مولاتي كبيرة بنت سفيان، و كانت من المبايعات، قالت: قلت يا رسول الله، إني وأدت أربع بنات في الجاهلية قال: «أَعْتِقِي رِقَابَاً» (4)، قالت: فأعتقت أباك سعيداً، و ابنه ميسرة، و جبيراً، و أم ميسرة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
698- جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ (5)
(ب د ع) جُبيْر بن مُطْعِم بن عَدِي بن نَوْفل بن عبد مناف بن قُصَيّ القرشي النوفلي،
ص: 515
يكنى أبا محمد، و قيل: أبا عدي، أمه أم حبيب، و قيل: أم جميل بنت سعيد، من بني عامر بن لؤي، و قيل: أم جميل بنت شعبة بن عبد الله بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي، و أمها: أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس؛ قاله الزبير.
و كان من حلماء قريش و ساداتهم، و كان يؤخذ عنه النسب لقريش و للعرب قاطبة، و كان يقول: أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، و جاء إلى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فكلمه في أسارى بدر، فقال: «لَوْ كَانَ الشَّيْخُ أَبُوكَ حَيّاً فَأَتَانَا فِيهِمْ لَشَفَّعْنَاهُ». و كان له عند رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم يد، و هو أنه كان أجار رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم لما قدم من الطائف، حين دعا ثقيفاً إلى الإسلام، و كان أحد الذين قاموا في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم و بني المطلب، و إياه عنى أبو طالب بقوله: [الطويل]
أَ مُطْعِمُ إِنَّ القَوْمَ سَامُوكَ خُطَّةً وَ إِنِّي مَتَى أُوكَلْ فَلَسْتُ بِوَائِلِ
و كانت وفاة المطعم قبل بدر بنحو سبعة أشهر، و كان إسلام ابنه جبير بعد الحديبية و قبل الفتح، و قيل: أسلم في الفتح.
و روي عن ابن عباس أن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم قال ليلة قربه من مكة في غزوة الفتح: «إِنَّ بِمَكَّةَ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَاً بِهِمْ عَنِ الشِّرْكِ، وَ أَرْغَبُ لَهُمْ فِي الإِسْلَام: عَتَّابُ بْنُ أَسَيْدِ، وَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ، وَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو» (1).
و روى عنه سليمان بن صرد، و عبد الرحمن بن أزهر، و ابناه: نافع و محمد ابنا جبير.
أخبرنا أبو محمد أرسلان بن بغان الصوفي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد بن أبي سعيد المَيْهَنِي الصوفي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، حدثنا عمر بن حفص السدوسي، أخبرنا عاصم بن علي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: «أتت النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أ رأيت إن رجعت فلم أجدك؟ كأنها تعني الموت، قال: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» (2).
ص: 516
و توفي جبير سنة سبع و خمسين، و قيل: سنة ثمان، و قيل: سنة تسع و خمسين.
أخرجه الثلاثة.
699- جُبَيْرُ بْنُ النُّعْمَانِ (1)
(س) جُبَيْر بن النُّعمان بن أميَّة. من بني ثعلبَة بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي، أبو خوَّات بن جبير، قال أبو موسى: ذكره أبو عثمان السراج. و روى بإسناده عن أبي بكر محمد بن يزيد، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن زيد بن أسلم، عن خوات بن جبير، عن أبيه قال: «خرجت مع النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم في غزوة فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة حواليَّ، فرجعت إلى خبائي، فلبست حلة لي، ثم أتيتهن فجلست إليهن أتحدث معهن، فجاء النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فقال: «يَا جُبَيْرُ، مَا يُجْلِسُكَ هُنَا» قلت: يا رسول الله، بعير لي شرد. و ذكر الحديث، قال أبو موسى: و رواه أحمد بن عصام، و الجراح بن مخلد، عن وهب بن جرير، فقال: عن خوات، قال: «خرجت مع النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم» و لم يقل عن أبيه، و هو الصحيح.
أخرجه أبو موسى.
700- جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ (2)
(ب د ع) [جُبَيْر بن نُفَيْر أبو عبد الرحمن الحضرمي. أسلم في حياة النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و هو باليمن، و لم يره، و قدم المدينة، فأدرك أبا بكر، ثم انتقل إلى الشام فسكن حمص، و روى عن أبي بكر، عمر، و أبي ذر، و المقداد، و أبي الدرداء و غيرهم. روى عنه ابنه، و خالد بن معدان، و غيرهما.
قال أبو عمر: جبير بن نفير، من كبار تابعي الشام، و لأبيه نفير صحبة، و قد ذكرناه في بابه].
ص: 517
روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: «أتانا رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم باليمن فأسلمنا». روى عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم أَنه قال: «مَثَلُ الَّذِينَ يَغْزُونَ، وَ يَأْخُذُونَ الجُعَلَ يَتَقَوَّوْنَ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِمْ، مَثَلُ أُمِّ مُوْسَى تَأْخُذُ أَجْرَهَا وَ تُرْضِعُ وَلَدَهَا» (1).
أخرجه الثلاثة.
701- جُبَيْرُ بْنُ نَوْفَلٍ (2)
(د ع) جُبَيْر بن نَوْفل غير منسوب، ذكره مطين في الصحابة، و فيه نظر، روى أبو بكر بن عياش، عن ليث عن عيسى، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نوفل، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم «مَا تَقَرَّبَ عَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَفْضَلَ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ»، يعني القرآن، و رواه بكر بن حنيس، عن ليث، عن زيد بن أرطاة، عن أبي أمامة، و رواه الحارث، عن زيد، عن جبير بن نفير، عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم مرسلاً، و هو الصواب.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
702- جَثَّامَةُ بْنُ قَيْسٍ (3)
(د) جَنَّامَةُ بْنُ قَيْسٍ، له ذكر في حديث تقدم ذكره.
روی حبیب بن عبيد الرحبي، عن أبي بشر، عن جثامة بن قيس، و كان من أصحاب النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم، عن عبد الله بن سفيان، عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم قال: «مَنْ صَامَ يَوْمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ مِقَدَارَ مِائِةِ عَامٍ» (4).
أخرجه ابن منده.
ص: 518
703- جَثَّامَةُ بْنُ مُسَاحِقٍ (1)
(د ع) جَثَّامة بن مُساحِق بن الرَّبيع بن قَيْس الكناني. له صحبة و كان رسول عمر إلى هر قل، قال: جلست على شيء ما أدري ما تحتي، فإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته نزلت عنه، فضحك، و قال لي: لم نزلت عن هذا الذي أكرمناك به؟ فقلت: إني سمعت رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم ینهي عن مثل هذا».
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
704- الجَحَّافُ بْنُ حَكِيمٍ (2)
الجَحَّاف بن حَكيم بن عَاصِم، بن سباع بن خُزَاعي بن مُحَارِب بن مُرَّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بُهئة بن سُليْم السلمي الفاتك. قيل: هو القائل يصف خيله، و يذكر شهوده حنيناً و غيرها: [الوافر]
شَهِدْنَ مَعَ النَّبِيِّ مُسَوَّمَاتٍ *** حُنَيناً وَ هِيَ دَامِيَةُ الحَوَامِي (3)
و هي أكثر من هذا، و قيل: إنها للحريش، و قد ذكرناها هناك، و هذا الجحاف هو الذي أوقع ببني تغلب، فأكثر فيهم القتل، في حروب قيس و تغلب، فقال الأخطل: [الطويل]
لَقَدْ أَوْقَعَ الجَحَّافُ بِالبشْرِ وَقْعَةً إِلَى اللَّهِ مِنْها المُشْتَكَى وَ المُعَوَّلُ
و قد أتينا على القصيدة في الكامل في التاريخ.
البشر: موضع معروف كانت به وقعة.
705- جَحْدَمٌ وَالِدُ حَكِيمٍ (4)
(د ع) جَحْدَم والدحَكِيم. له صحبة، روى عنه ابنه حكيم أن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم قال: «مَنْ حَلَبَ شَاتَهُ، وَ رَقَعَ قَمِيصَهُ، وَ خَصَفَ نَعْلَهُ، وَ أَكَلَ خَادِمَهُ، وَ حَمَلَ مِنْ سُوقِهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنْ الكِبْرِ» (5).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
706- جَحْدَمُ بْنُ فَضَالَةَ (6)
(د ع) جَحْدَم بن فَضَالة. أتى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم و كتب له كتاباً. روى حديثه محمد بن عمرو بن
ص: 519
بد الله بن جحدم الجهني، عن أبيه عمرو، عن أبيه عبد الله، عن أبيه جحدم أنه أتى النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فمسح رأسه، و قال: «بَارَكَ اللَّهِ فِي جَحْدَمَ» (1). و كتب له كتاباً.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
707- جَحْشُ الجُهَنِيُّ (2)
(ع س) جَحْشُ الجُهَنِي. روى عنه ابنه عبد الله، ذكره الحضرمي في المفاريد، حدث محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الله بن جحش الجهني، عن أبيه قال: «قلت: يا رسول الله، إن لي بادية أنزلها أصلي فيها، فمرني بليلة في هذا المسجد أصلي فيه، فقال النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم: «أُنْزِلَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ؛ فَإِنْ شِئْتَ فَصَلِّ. وَ إِنْ شِئْتَ فَدَعْ » (3).
يروي هذا الحديث من غير وجه، عن عبد الله بن أنيس الجهني، عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم، و من حديثه أخرجه مسلم في صحيحه، و أبو داود في سننه، و رواه الزهري، عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، و هو الصحيح.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
708- جِدَارُ الْأَسْلَمِيُّ (4)
(د ع) جِدَار الأسلمي، أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى بن أبي عاصم، حدثنا عمر بن الخطاب، أخبرنا أبو معاذ الحكمي سعد بن عبد الحميد بن جعفر، أخبرنا أبو الفضل عباس بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار رجل من أصحاب النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم، قال: «غزونا مع النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم فلقينا عدونا، فقام فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ بَيْنَ أَخْضَرَ وَ أَحْمَرَ وَ أَصْفَرَ، وَ فِي الرِّحَالِ مَا فِيهَا، فَإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوَّكُمْ فَقَدْماً قُدْماً، لَيْسَ أَحَدٌ يَحْمِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْ إِلَيْهِ ثِنْتَانِ مِنَ الحَوْرِ العَيْنِ، فَإِذَا حَمَلَ اسْتَتَرَتَا مِنْهُ، فَإِذَا
ص: 520
اسْتَشْهَدَ فَإِنَّ أَوَّلَ قَطْرَةٍ تَقَعْ مِنْ دَمِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ ذَنْبٍ، ثُمَّ تَجِينئَانِ، فَتَجْلِسَانِ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ تَمْسَحَانِ الغُبَارَ عَنْ وَجْهِهِ، وَ تَقُولَانِ لَهُ: مَرْحَبَاً قَدْ آنَ لَكَ، وَ يَقُولُ: قَدْ آنَ لَكُمَا» (1).
و رواه يزيد بن شجرة، عن النبي صلّی الله علیه و آله و سلّم، و رواه منصور، عن مجاهد، عن يزيد من قوله و لم يرفعه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
جدَارُ: بكسر الجيم.
709- جَدُّ بْنُ قَيْسٍ (2)
(ب د ع) [جَدُّ بن قَيْس بن صَخْر بن خَنْساء بن سِنَان بن عُبَيْدِ بن عَدِي بن غَنْم بن كعب بن سَلِمة الأنصاري السلمي. يكنى: أبا عبد الله هو ابن عم البراء بن معرور، روى عنه جابر و أبو هريرة، و كان ممن يظن فيه النفاق]، و فيه نزل قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) [التوبة/ 49]، و ذلك أن رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قال لهم في غزوة تبوك: «آغْزُوا الرُّومَ تَنَالُوا بَنَاتِ الأَصْفَرِه» (3)، فقال جد بن قيس: قد علمت الأنصار أني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي فنزلت: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي). الآية، [و كان قد ساد في الجاهلية جميع بني سلمة فانتزع رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم سؤدده، و جعل مكانه في النقابة عمرو بن الجموح، و حضر يوم الحديبية، فبايع الناس رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم إلا الجد بن قيس، فإنه استتر تحت بطن ناقته].
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: و لم يتخلف عن بيعة رسول صلّی الله علیه و آله و سلّم أحد، يعني في الحديبية، من المسلمين حضرها إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة، قال جابر بن عبد الله: لكأني أنظر إليه لاصقاً بإبط ناقة رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم قد صبا إليها، يستتر بها من الناس، [و قيل: إنه تاب، و حسنت توبته، و توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه].
أخرجه الثلاثة.
ص: 521
710- جُدَيْعُ بْنُ نُذَيْرٍ (1)
(د ع) جُدَيْع بن نُذَيْر المُرَادِي الكَعْبي. من كعب بن عوف بن أنعم بن مراد، صحب رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم و خدمه. قال ابن منده: سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى يذكره في كتاب التاريخ على ما ذكرت. قال أبو نعيم بعد ذكر اسمه: ذكره الحاكي، عن أبي سعيد بن يونس.
نُذَيْرُ: بضم النون، و فتح الذال المعجمة.
711- جُذْرَةُ بْنُ سَبْرَةَ (2)
(د ع) جُدْرَةُ بن سَبْرة العتقي. له صحبة، و شهد فتح مصر. ذكره أبو سعيد بن يونس؛ حكاه عنه ابن منده و أبو نعيم.
جُذْرَةُ: بضم الجيم و سكون الذال و آخره راء.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
712- الجَذْعُ الأَنْصَارِيُّ (3)
(س) الجَذْعِ الأَنْصَارِي ذكره ابن شاهين و أبو الفتح الأزدي إلا أن الأزدي ذكره بالخاء المعجمة، روى شريك بن أبي نمر قال: حدثني رجل من الأنصار يسمى ابن الجذع عن أبيه قال: قال رسول الله صلّی الله علیه و آله و سلّم: «أَكْثَرَ أُمَّتِي الَّذِينَ لَمْ يُعْطُوا فَيَبْطَرُوا، وَ لَمْ يُقَتَّرْ عَلَيْهِمْ فَيَسْأَلُوا». أخرجه أبو موسى، و قال في الصحابة: ثعلبة بن زيد؛ يقال له: الجذع، و ابنه: ثابت بن الجذع الأنصاريان، فلا أدري هو هذا أم غيره؟ و هو في مواضع بالدال المهملة، و في آخر بالذال المعجمة، قال: و لا أتحققه. أخرجه أبو موسى.
713- جَذْيَةُ (4)
(س) جذية أورده ابن شاهين، و قال: هو رجل من الصحابة.
روى محمد بن إبراهيم بن زياد النيسابوري، عن المقدمي، عن سلم بن قتيبة، عن
ص: 522
ذيال بن عبيد بن حنظلة بن حنيفة عن جذية قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ، وَ لَا يُتْمَ عَلَى جَارِيَةٍ إِذَا هِيَ حَاضَتْ» (1).
أخرجه أبو موسى و قال: هذا وهم و تصحيف، و لعله أراد عن جده، فصحفه بجذية، و اسمه: حنظلة، رواه مطين عن المقدمي، عن سلم عن ذيال عن جده حنظلة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، مثله.
أخرجه أبو موسى.
714- الجَرَّاحُ بْنُ أَبِي الجَرَّاحِ (2)
(ب د ع) الجَرَّاحُ بن أبي الجَرَّاح الأشْجَعِي له صحبة، روى عنه عبد الله بن عتبة بن مسعود.
أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده إلى ابن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، أخبرنا أبو داود، أخبرنا هشام عن قتادة، عن خِلاس، عن عبد الله بن عتبة قال: أتى عبد الله بن مسعود في رجل تزوج امرأة فمات عنها، و لم يدخل بها، و لم يفرض لها، فسئل عنها شهراً فلم يقل فيها شيئاً، ثم سألوه فقال: أقول فيها برأيي؛ فإن يكن خطأ فمني و من الشيطان، و إن يكن صواباً فمن الله؛ لها صدقة إحدى نسائها، و لها الميراث، و عليها العدة، فقام رجل من أشجع، فقال: قضى فينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بذلك في بَرْوع بنت واشق قال: «هَلُمَّ شاهِدَيْكَ عَلَى هَذَا»، قال: فشهد له أبو سنان و الجراح، رجلان من أشجع.
أخرجه الثلاثة.
715- جَرَادٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (3)
(د ع) جَرَادُ أبو عَبْد الله العُقَيْلي، روى عنه ابنه عبد الله إن كان محفوظاً، روى يعلى بن الأشدق، عن عبد الله بن جراد، عن أبيه، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سرية فيها الأزد
ص: 523
و الأشعريون فَغَنِمُوا و سَلِموا، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أتَتْكَ الأَزْدُ وَ الأَشْعَرِيُّونَ حَسِنَةٌ وُجُوهُهُمْ، طَيِّبَةً أَفْوَاهُهُمْ، لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يَجْبُنُونَ» (1).
أخرجه ابنُ مَنْدَه، و أَبُو نُعَيمٍ.
716- جَرَادُ بْنُ عَبْسٍ (2)
(د ع) جَرَاد بن عَبْس، و يقال: ابن عيسى، من أعراب البصرة.
روى عبد الرحمن بن جبلة، عن قرة بنت مزاحم، قالت: سمعنا من أم عيسى، عن أبيها الجراد بن عيسى، أو عبس، قال: «قلنا: يا رسول الله، إن لنا ركايا (3) تنبع، فكيف لنا أن تَعْذُب رکایانا؟». و ذكر الحديث.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم كذا مختصراً.
717- جُرْثُومُ بْنُ نَاشِبٍ (4)
(ب د ع) جُرْثُوم، و قيل: جُرْهم بن ناشب، و قيل: ابن ناشم، و قيل: ابن لاشر، و قيل، ابن عمرو، أبو ثعلبة الخشني، و قد اختلف في اسمه و اسم أبيه كثيراً، و هو منسوب إلى خشين، بطن من قضاعة.
شهد الحديبية، و بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، و ضرب له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بسهمه يوم خيبر، و أرسله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى قومه، فأسلموا، و نزل الشام، و مات أول إمرة معاوية، و قيل: مات أيام يزيد، و قيل: توفي سنة خمس و سبعين، أيام عبد الملك بن مروان، و هو مشهور بكنيته، و يذكر في الكنى أكثر من هذا، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
718- جُرْمُوزٌ الهُجَيْمِيُّ (5)
(د ع) جُرْمُوز الهُجَيْمِي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم، و قيل: القريعي، و هو بطن من تميم أيضاً، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
ص: 524
718- جُرْمُوزُ الهُجَيْمِيُّ (1)
(د ع) جُرْمُوز الهُجَيْمِي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم، و قيل: القريعي، و هو بطن من تميم أيضاً، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
أخبرنا يحيى بن محمود الأصفهاني، فيما أذن لي، بإسناده إلى القاضي أبي بكر بن أبي عاصم، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا عبيد الله بن هوذة القريعي، عن جرموز الهجيمي، أنه قال: «يا رسول الله، أوصني، قال: «لَا تَكُنْ لعَّاناً» (2).
و روى عنه أيضاً ابنه الحارث بن جرموز.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
719- جَرْوُ السَّدُوسِيُّ (3)
(د ع) جَرْو السَّدُوسي. روى حديثه حفص بن المبارك، فقال: عن رجل من بني سدوس يقال له: جرو، قال: «أتينا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بتمر من تمر اليمامة، فقال: «أَيُّ تَمْرِ هَذَا»؟ قلنا له: الجُرَام فقال: «اللَّهُمَّ بَارَكَ فِي الجُرَامِ» (4).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و أخرجه أبو عمر بالجيم و الزاي، و يرد ذكره، إن شاء الله تعالى.
720- جَرْوُ بْنُ عَمْروِ العُذْرِيُّ (5)
(د ع) جَرْو بن عَمْرو العُذري. و قيل: جري، حديث قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كتب لي كتاباً: «لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحْشَرُوا (6) وَ لَا يُعْشَرُوا (7). أخرجه ابن منده و أبو نعيم بالراء، و أخرجه أبو عمر في ترجمة جزء بالزاي، و يرد ذكره، إن شاء الله تعالی.
ص: 525
قال عروة بن الزبير، في تسمية من استشهد يوم اليمامة، من الأنصار، من بني جحجبي: جرو بن مالك بن عامر بن حدير، و قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم اليمامة، من الأنصار من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف: جرو بن مالك، و قال ابن ماكولا: حر، بالحاء المهملة و الراء من بني جحجبى، شهد أحداً، و قال: قاله الطبري، و قال: و أنا أحسبه الأول و أنه جزء: بالجيم و الزاي و الهمزة.
أخرجه ههنا أبو نعيم و أبو موسى.
قلت: جحجبي هو ابن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف مالك بن الأوس، و قد أخرجه أبو عمر في: جزء، بالجيم و الزاي.
722- جَرْوَلُ بْنُ الأَحْنَفِ (1)
(س) جَرْول بن الأحنَف الكِنْدي. شامي، جد رجاء بن حيوة، روى رجاء بن حيوة عن أبيه، عن جده، و اسمه جرول بن الأحنف الكندي، من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أن جارية من سَبْي حنين مرت بالنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هي مُجِحّ، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لِمَنْ هَذِهِ»؟ فَقَالُوا: لفلان؛ فقال: «أَ يَطَؤُهَا»؟ فقيل: نعم، فقال: «كَيْفَ يَصْنَعُ بِوَلَدِهَا، يَدَّعِيهِ وَ لَيْسَ لَهُ بِوَلَدٍ، أَمْ يَسْتَعْبِدُهُ وَ هُوَ يَغْذُو سَمْعَهُ وَ بَصَرَهُ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَلْعَنَهُ لَعْنَةً تَدْخُلُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ» (2).
أخرجه أبو موسى.
المجح: الحامل التي قددنا وِلادُها.
723- جَرْوَلُ بْنُ العَبَّاسِ (3)
(ب) جَرْوَل بن العَّبَاس بن عامر بن ثابت، أو نابت، الأنصاري الأوسي، اختلف في ذلك ابن إسحاق و أبو معشر، فيما ذكر خليفة بن خياط، و اتفقا على أنه قتل يوم اليمامة.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
ص: 526
724- جَرْوَلُ بْنُ مَالِكٍ (1)
جَرْوَل بن مَالِك بن عَمْرو بن عزيز بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن
الأوس الأنصاري الأوسي، هدم بُسْر بن أرطاة داره بالمدينة؛ قاله هشام الكلبي.
725- جَرْهَدُ بْنُ خُوَيْلِدِ (2)
(ب د ع) جَرْهَدُ بنُ خُوَيْلِد، و قيل: بن رِزَاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي، و قيل: جرهد بن خويلد بن بَجَرَة بن عبد ياليل بن زرعة بن رزاح بن عدي بن سهم، قاله أبو عمر، قال: و جعل ابن أبي حاتم جرهد بن خويلد غير جرهد بن دَرَّاج، كذا قال دراج، و ذكر ذلك عن أبيه.
و هو من أهل الصفة، و شهد الحديبية، يكنى أبا عبد الرحمن، سكن المدينة و له بها دار.
و قد ذكر أبو أحمد العسكري جَرْهَداً بترجمتين، فقال في الأولى: جرهد الأسلمي، و نقل عن بعضهم أنّ جرهداً آخر في أسلم يقال له: جرهد بن خويلد، و أنه هو الذي قال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «غَطِّ فَخْذَكَ» (3). و كلاهما من أسلم، و ذكر في الترجمة الثانية ترجمة ابن خويلد، و أظنهما واحداً. و الله أعلم.
قال أبو عمر: قول ابن أبي حاتم وهم؛ و هو رجل واحد من أسلم، لا يكاد تثبت له صحبة.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و إبراهيم بن محمد، و أبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن زرعة بن مسلم بن جرهد الأسلمي، عن جده، قال: «مر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بجرهد في المسجد، و قد انكشفت فخذه، فقال: إِنَّ الفَخَذَ عَوْرَةٌ» (4).
ص: 527
قال الترمذي: ما أراه متصلاً، و قد رواه معمر، عن أبي الزناد، عن ابن جرهد، عن أبيه، و رواه عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جرهد، عن أبيه، نحوه.
أخرجه الثلاثة.
بجرة: بفتح الباء و الجيم.
726- جُرَيْجٌ أَبُو شَاةٍ (1)
(س) جُرَيْج، أبو شاة ابن سلامة بن أوس بن عمرو بن كعب بن القُرَاقِر بن الصَّبْحَان من بَلِيّ كذا ذكره ابن شاهين، و قال ابن ماکولا: أبو شباث، بالباء الموحدة، و بعد الألف ثاء مثلثة، و قال: خديج، بالخاء المعجمة و الدال، حليف بني حرام، شهد العقبة، و بايع فيها.
أخرجه أبو موسى.
727- جَرِيرُ بْنُ الْأَرْقَطِ (2)
(د ع) جَرِير بنُ الأرْقَط، روى يعلى بن الأشدق، عن جرير [بن] الأرقط قال: رأيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع، فسمعته يقول. «أُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» (3).
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
728- جَرِيرُ بْنُ أَوْسٍ (4)
(ب) جَرِيرُ بنُ أوْس بن حَارِثَة بن لام الطائي، و قيل: خُرَيم بن أوس، و فيه أخرجه الثلاثة، و أخرجه ههنا أبو عمر، و قال: أظنه أخاه؛ هاجر إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فورد عليه مُنْصَرفَه من تبوك، فأسلم، و روى شعر عباس بن عبد المطلب، الذي مدح به النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو عمر عروة بن مضرس الطائي، و هو الذي قال له معاوية: من سيدكم اليوم؟ قال: من أعطى سائلنا، و أغضى عن جاهلنا، و اغتفر زلتنا، فقال له معاوية: أحسنت يا جَرِيرُ.
قال أبو عمر: قدم خريم و جرير على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم معاً، و رويا شعر العباس.
أخرجه أبو عمر.
ص: 528
خُرَيم: بضم الخاء المعجمة. و الله أعلم.
729- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحِمْيَرِىُّ (1)
جَرِيرُ بنُ عَبْد الله الحِمْيَرِيّ. و قيل: ابن عبد الحميد، و هو رسول رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى اليمن، و كان مع خالد بن الوليد بالعراق، فسار معه إلى الشام مجاهداً، و هو كان الرسول إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالبشارة بالظفر يوم اليرموك؛ قاله سيف بن عمر.
ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر.
730- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ (2)
(ب د ع) جَرِير بن عَبْد الله بن جابر، و هو الشَّلِيل، بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جُشَم بن عوف بن حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نَذِير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش، أبو عمرو، و قيل: أبو عبد الله البجلي، و قد اختلف النسابون في بجيلة؛ فمنهم من جعلهم من اليمن. و قال: إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت، و عمرو هذا هو أخو الأزد، و هو قول الكلبي و أكثر أهل النسب، و منهم من قال: هم من نزار، و قال: هو أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، و هو قول ابن إسحاق و مصعب، و الله أعلم. نسبوا إلى أمهم: بجيلة بنت صعب بن علي بن سعد العشيرة.
أسلم جرير قبل وفاة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بأربعين يوماً، و كان حسن الصورة؛ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: جرير يوسف هذه الأمة، و هو سيد قومه، و قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما دخل عليه جرير فأكرمه و قال: «إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ» (3).
و كان له في الحروب بالعراق: القادسية و غيرها، أثر عظيم، و كانت بَجِيلة متفرقة، فجمعهم عمر بن الخطاب، و جعل عليهم جريراً.
أخبرنا الأستاذ أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن مكارم المؤدب، أخبرنا أبو القاسم
ص: 529
نصر بن محمد بن صفوان، أخبرنا أبو البركات سعد بن محمد بن إدريس، و الخطيب أبو الفضل الحسن بن هبة الله، قال: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس، أخبرنا أبو المنصور المظفر بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي الموصلي، قال: أخبرت عن محمد بن حميد الرازي، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: لما انتهت إلى عمر مصيبة أهل الجِسْر، و قدم عليه فَلُّهم (1)، قدم عليه جرير بن عبد الله من اليمن في ركب من بجيلة، و عَرْفجة بن هَرْثمة، و كان عرفجة يومئذ سيد بجيلة، و كان حليفاً لهم من الأزد، فكلمهم و قال: قد علمتم ما كان من المصيبة في إخوانكم بالعراق، فسيروا إليهم، و أنا أخرج إليكم من كان منكم في قبائل العرب و أجمعهم إليكم، قالوا نفعل يا أمير المؤمنين، فأخرج إليهم قيس كُبَّة، و سَحْمة، و عُرَيْنة، من بني عامر بن صعصعة، و هذه بطون من بجيلة، و أمَّر عليهم عرفجة بن هرثمة، فغضب من ذلك جرير بن عبد الله، فقال لبجيلة: كلموا أمير المؤمنين؛ فقالوا: استعملت علينا رجلاً ليس منا، فأرسل إلى عرفجة فقال: ما يقول هؤلاء؟ قال: صدقوا يا أمير المؤمنين، لست منهم؛ لكني من الأزد؛ كنا أصبنا في الجاهلية دماً في قومنا فلحقنا ببجيلة، فبلغنا فيهم من السؤدد ما بلغك، فقال عمر: فاثبت على منزلتك؛ فدافعهم كما يدافعونك. فقال: لست فاعلاً و لا سائراً معهم، فسار عرفجة إلى البصرة بعد أن نُزِلتَ، و أمَّر عمر جريراً على بجيلة فسار بهم مكانه إلى العراق، و أقام جرير بالكوفة، و لما أتى عليّ الكوفة و سكنها، سار جرير عنها إلى قَرْقيِسْياء فمات بها، و قيل: مات بالسراة.
و روى عنه بنوه: عبيد الله، و المنذر، و إبراهيم، و روى عنه قيس بن أبي حازم، و الشعبي و همام بن الحارث، و أبو وائل، و أبو زرعة بن عمرو بن جرير، و غيرهم.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله و غير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، أخبرنا أحمد بن منيع، أخبرنا معاوية بن عمرو الأزدي، عن زائدة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: ما حجبني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم منذ أسلمت، و لا رآني إلا ضحك.
و رواه زائدة أيضاً، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، مثله. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
و أرسله رسول الله إلى ذي الخَلَصَة، و هي بيت فيه صنم لخثعم ليهدمها فقال: إني لا
ص: 530
أثبت على الخيل فصك رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في صدره و قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّا» (1)، فخرج في مائة و خمسين راكباً من قومه، فأحرقها، فدعا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لخيل أحمس و رجالها.
أخبرنا أبو الفضل الخطيب، أخبرنا أبو الخطاب بن البطر، إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا عبد الله بن عبيد الله المعلم، أخبرنا الحسين المحاملي، أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد، أخبرنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن بيان البجلي، عن قيس بن أبي حازم: أخبرنا جرير بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ليلة البدر، فقال: «إِنَّكُمْ تَرَونَ رَبَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ كَمَا تَرَونَ هَذَا، لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ» (2).
و توفي جرير سنة إحدى و خمسين، و قيل: سنة أربع و خمسين، و كان يخضب بالصفرة.
أخرجه الثلاثة.
الشَّلِيلُ: بفتح الشين المعجمة، و بلامين بينهما ياء تحتها نقطتان، و حَزيمَةُ: بفتح الحاء المهملة و كسر الزاي، و نذير بفتح النون، و كسر الذال المعجمة.
731- جَرِيرُ (3)
(د ع) جَرِير، أو أبو جَرِير، و قيل: حريز، روى عنه أبو ليلى الكندي أنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو يخطب بمنى، فوضعت يدي على رَحْله فإذا مِيْنرته جلد ضائنة.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
732- جُرَيُّ الحَنَفِيُّ (4)
(د ع) جُرَيُّ الحَنْفِي، روى حديثه حكيم بن سلمة، فقال عن رجل من بني حنيفة يقال له: جريّ أن رجلاً أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إني ربما أكون في الصلاة، فتقع يدي على فَرَجِي، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ أَنَا رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ، أَمْضِ فِي صَلَاتِكَ» (5)
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 531
جُرَيّ: بضم الجيم و بالراء؛ ذكره الأمير ابن ماكولا و قال: هو والد نحاز بن جري الحنفي.
نحاز: بالنون و الحاء المهملة و الزاي.
733- جُرَيُّ بْنُ عَمْرِو العُذْرِيُّ (1)
(د ع) جُرَي بن عَمْر و العُذْري، و قيل: جرير و قيل: جرو، و حديثه أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فكتب له كتاباً «لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحْشَرُوا أَوْ يُعْشَرُوا» أخرجه ابن منده و أبو نعيم في جرو، و أخرجه أبو عمر في جزء.
734- جُرَيٌّ (2)
(ب) جُرَيّ. و يقال: جزي، بالزاي، غير منسوب، حديثه عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الضب، و السبع، و الثعلب، و خشاش الأرض. و ليس إسناده بقائم، يدور على عبد الكريم بن أبي أمية.
أخرجه أبو عمر.
735- جَزْءُ بْنُ أَنَسِ السُّلَمِيُّ (3)
(س) جَزْء بنُ أَنَس السُّلَمي، أخرجه ابن أبي عاصم في الصحابة.
أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أخبرنا أبو بكر القَبَّاب، أخبرنا ابن أبي عاصم، أخبرنا محمد بن سنان، حدثنا إسحاق بن إدريس، أخبرنا نائل بن مطرف بن عبد الرحمن بن جزء بن أنس السلمي قال: أدركت أبي وجدي، و في أيديهم كتاب من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و زعم نائل أن الكتاب عندهم اليوم، و كتبه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لرزين بن أنس، و هو عمُّ جده، و فيه: هذا الكتاب من محمد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لرزين بن أنس و قال: فذكر الحديث، و قال: هذا الكتاب لرزين، و لا مدخل لجزء فيه.
أخرجه أبو موسى.
ص: 532
736- جَزْءُ بْنُ الحِدْرِجَانِ (1)
(د ع) جَزْءُ بْنُ الحِدْرِجَان، بن مالك. له و لأبيه و لأخيه قُداد صحبة، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم طالباً لدية أخيه و ثأره.
روی هشام بن محمد بن هاشم بن جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الحدرجان، قال: حدثني أبي، عن أبيه هاشم عن أبيه جزء، عن جده عبد الرحمن، عن أبيه جزء بن الحدرجان، و كان من أصحاب النبي الله قال : وفد أخي قداد بن الحدرجان على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من اليمن، من موضع يقال له القَنَوْنَى، بسروات الأزد، بإيمانه و إيمان من أعطى الطاعة من أهل بيته، و هم إذ ذاك ستمائة بيت ممن أطاع الحدرجان، و آمن بمحمد صلّى الله عليه و آله و سلّم، فلقيه سرية النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال لهم قُدَاد: أنا مؤمن، فلم يقبلوا منه، و قتلوه في الليل قال: فبلغنا ذلك فخرجت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته، و طلبت ثأري، فنزلت على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). [ النساء / 94]. الآية، فأعطاني النبي ألف دينار دية أخي، و أمر لي بمائة ناقة حمراء، و عقد له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على سرية من سرايا المسلمين، فخرجت إلى حي حاتم طيء، و غنمت غنماً كثيراً، و أسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت بالنسوة، فهدا هن الله سبحانه إلى الإسلام، و زوجهن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أصحابه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
737- جُزْءٌ السَّدُوسِيُّ (2)
(ب) جَزْء السَّدوسي ثم اليمامي، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بتمر من تمر اليمامة، و قيل: جرو، بالجيم و الراء و آخره واو، و قد تقدم.
أخرجه هناك ابن منده و أبو نعيم، و أخرجه ههنا أبوع عمر.
738- جَزْءُ بْنُ عَمْروٍ العُذْرِيُّ (3)
(ب) جَزْء بن عَمْر و العُذْرِيّ، و يقال: جرو، و يقال: جزأ، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فكتب له كتاباً. أخرجه أبو عمر ههنا مختصراً، و أخرجه ابن منده و أبو نعيم في جرو بالراء و الواو، و قد تقدم.
ص: 533
739- جَزْء بْنُ مَالِكٍ (1)
(ب ع) جَزْء بنُ مَالِك بن عَامِر من بني جَحْجَبي، أنصاري. استشهد يوم اليمامة، ذكره موسى بن عقبة هكذا، و قال الطبري: الحر بن مالك، بضم الحاء المهملة و بالراء، و قال: هو ممن شهد أحداً، و قد تقدم الكلام عليه مستوفى في جرو.
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر.
740- جَزْءٌ (2)
(د ع) جَزْء، غير منسوب، عداده في أهل الشام.
روى معاوية بن صالح، من أسد بن وداعة، عن رجل يقال له: جزء، قال: يا رسول الله، إن أهلي يعصوني، فيم أعاقبهم؟ قال: تغفر، ثم عاد الثانية، فقال: تغفر، قال: فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، و اتق الوجه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
741- جَزِي (3)
(ب) جَزِي، بالجيم و الزاي المكسورة و آخره ياء. و قيل: جري، بضم الجيم و بالراء، و قد تقدم حديثه في الضب.
أخرجه ههنا أبو عمر.
742- جَزِيُّ أَبُو خُزَيْمَةَ السُّلَمِيُّ (4)
(ب د ع) جَزِيّ، أبو خُزَيمة السلمي، و قيل: الأسلمي. قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و كساه بردین، روی حديثه ابنه عبد الله بن جزي، عن أخيه حيان بن جزي، عنه، أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بأسير كان عنده من صحابة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كانوا أسروه، و هم مشركون، ثم أسلموا، فأتوا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بذلك الأسير، فكسا جزياً بردين و أسلم جزي.
أخرجه الثلاثة.
جزي: قال الدارقطني: أصحاب الحديث يقولون بكسر الجيم، و أصحاب العربية
ص: 534
يقولون: بعد الجيم المفتوحة زاي و همزة، و قال عبد الغني: جَزِي بفتح الجيم و كسر الزاي، و قيل: بكسر الجيم و سكون الزاي، و بالجملة فهذه الأسماء كلها قد اختلف العلماء فيها اختلافاً كثيراً على ما ذكرناه.
743- جَزِيُّ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1)
(ب) جَزِي بن مُعَاوِيَة بن حُصَين بن عُبَادَةَ بن النَّزَّال بن مُرَّة بن عُبَيْد بن مقاعس، و هو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي، عن الأحنف بن قيس.
قيل: له صحبة، و قيل: لا تصح له صحبة، و كان عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على الأهواز.
أخرجه أبو عمر هكذا، و قيل: فيه جزء، آخره همزة، و الله أعلم.
744- جِسْرُ بْنُ وَهْبٍ (2)
جِسْر، قال ابن ماكولا: أما جسر، بكسر الجيم و بالسين المهملة، فهو جِسْر بن وَهْب بن سلمة الأزدي، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حديثاً تفرد بروايته أولاده عنه.
745- جُشَيْبٌ (3)
(د ع) جُشیْب، مجهول، روی جهضم بن عثمان، عن ابن جشيب عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ سمَّى بِأَسْمِي يَرْجُو بَرَكَتِي وَ يُمْنِي، غَدَتْ عَلَيْهِ البَرَكَةُ وَ رَاحَتْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ».
و هو تابعي قديم، يروي عن أبي الدرداء، و هو حمصي، قال ابن أبي عاصم: لا أدري جشيب صحابي أو أدرك أم لا؟.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
746- جُشَيْشُ الدَّيْلَمِيُّ (4)
جُشَيْش الدَّيْلَمي، هو ممن كاتبه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في قتل الأسود العَنْسي باليمن، فاتفق مع فیروز و داذويه على قتله، فقتلوه، ذكره الطبري.
ص: 535
قال الأمير أبو نصر: أما خشيش، بضم الخاء المعجمة و شين معجمة مكررة مصغر، و ذكر جماعة، ثم قال: و أما جشيش مثل الذي قبله سواء، إلا أن أوله جيم، فهو جشيش الديلمي، كان في زمن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم باليمن، و أعان على قتل الأسود العنسي.
747- الجُشَيْش الكِنْدِيُّ (1)
(د ع) الجُشَيْش الكِندي، يرد نسبه في الجُفْشِيش بالجيم، إن شاء الله تعالى.
قال أبو موسى: كذا أورده ابن شاهين، روى سعيد بن المسيب قال: قام الجشيش الكندي إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، ألست منا؟ قالها ثلاثاً، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: لَا نَقْفُو أَمَّنَا وَ لَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا؛ أَنَا مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ»، قال: و قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «جُمْجُمَة هَذَا الحَيِّ مِنْ مُضَرِ كَنَانَةَ، وَ كَاهِلُهُ الَّذِي يَنْهَضُ بِهِ تَمِيمٌ وَ أَسَدٌ، وَ فُرْسَانُهَا وَ نُجُومُهَا قَيْسٌ» (2).
كذا أورده في هذا الحديث، و هو غلط، و إنما هو جفشيش أو حفشيش أو خفشيش، و كل هذه تصحیفات، و الصحيح منها واحد.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
748- جُعَالٌ (3)
(ب د ع س) جُعَال، و قيل: جُعَيْل بن سُرَاقة الغِفَارِي، و قيل: الضمري، و يقال: الثعلبي، و قيل: إنه في عديد بني سواد من بني سلمة، و هو أخو عوف، من أهل الصفة و فقراء المسلمين، أسلم قديماً، و شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحداً، و أصيبت عينه يوم قريظة، و كان دميماً قبيح الوجه، أثنى عليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و وكله إلى إيمانه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قائلاً قال لرسول الله: «أعطيت الأقرع بن حابس، و عيينة بن حصن مائةً من الإبل، و تركت جعيلاً، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
ص: 536
لِجُعَيْلُ خَيْرُ مِنْ طِلَاعِ الأَرْضِ مِثْلِ عُيُيْنَةَ وَ الأَقْرَعِ، وَ لَكِنِّي تَأَلَّفْتُهُمَا لِيُسْلِمَا، وَ وَكَّلْتُ جُعَيْلًا إِلَى إسْلَامِهِ» (1).
قال أبو عمر: غير ابن إسحاق يقول فيه: جُعال، و ابن إسحاق يقول: جُعيل.
أخرجه الثلاثة، و أخرجه أبو موسى على ابن منده فقال: جعال الضمري. و روى بإسناده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم غزا بني المصطلق من خزاعة، في شعبان من سنة ست، و استحلف على المدينة جعالا الضمري، و روى عنه أخوه عوف أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَ وَ لَيْسَ الدَّهْرُ كُلُّهُ غداً»؟ و قد أوردوا جعيل بن سراقة الضمري، و لعله هذا، صُغّر اسمه؛ إلا أن الأزدي ذكره بالفاء و تشديدها، و الأشهر بالعين.
قلت: قول أبي موسى، و لعله جعال، عجب منه، فإنه هو هو، و قد أخرجه ابن منده، فقال: و قيل: جعال، فلا وجه لاستدراكه عليه، و أما جفال فهو تصحيف.
749- جُعَال آخَرُ (2)
(س) جُعال آخرُ. أخرجه أبو موسى على ابن منده، و قال: لا أدري هو ذاك المتقدم أم لا؟ و روى بإسناده عن مجاهد، عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، أ رأيت إن قاتلت بين يديك حتى أقْتَل، يُدخلني ربي عز و جل الجنة و لا يحقرني؟ قال: «نَعَمْ»، قال: فكيف و أنا مُنْتِنُ الريح، أسود اللون، خسيس في العشيرة! و مضى، فقاتل، فاستُشْهِد، فمر به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «الآنَ طَيَّبَ اللهُ رِيحَكَ، يَا جُعَالُ، وَ بَيَّضَ وَجْهَكَ».
قلت: هذا غير الأول؛ لأن الأول قد رُوِيَ عنه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هذا قتل في عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فهو غيره.
750- جَعْدَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الصِّمَّةِ الجُشَمِيُّ (3)
(ب د ع) [جَعْدَةُ بن خالِد بن الصَّمَّة الجُشمي، من بني جُشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، حديثه في البصريين].
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني
ص: 537
أبي، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و رأى رجلاً سميناً، فجعل النبي يُوْمي بيده إلى بطنه، و يقول: «لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا لَكَانَ خَيْراً لَكَ».
و بهذا الإسناد قال جعدة: «رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أتى برجل فقيل: يا رسول الله، إن هذا أراد أن يقتلك، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَنْ تُرَاعَ لَنْ تُرَاعَ، لَوْ أَرَدْتَ ذَلِكَ لَمْ يُسَلِّطْكَ اللَّهُ عَلَيْهِ» (1).
أخرجه الثلاثة.
751- جَعْدَةُ بْنُ هَانِيءِ الحَضْرَمِيُّ (2)
(د ع) جَعْدةُ بن هَانئ الحَضَرْمِيُّ، جاهلي، عداده في أهل حمص، روى ابن عائد، عن المقدام الكندي، و جعدة بن هانئ، و أبي عتبة، أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث عمر إلى رجل نصراني بالمدينة يدعوه إلى الإسلام، فإن أبى عليه يقسم ماله نصفين، فأتاه، فقسمه.
كذلك أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
752- جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الأَشْجَعِيُّ (3)
(ب) جَعْدَة بن هُبَيْرة الأشْجَعي كوفي.
روى حديثه عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، و داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عنه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي» (4).
أخرجه أبو عمر، و أخرج أيضاً جعدة بن هبيرة المخزومي، و جعل هذا غيره، و غالب الظن أنه هو؛ لأن هذا الحديث قد رواه عبد الله بن إدريس بن يزيد، و داود بن يزيد، عن أبيهما، عن جدهما، عن جعدة بن هبيرة المخزومي، على ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
ص: 538
753- جَعْدَةُ بْنُ مُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ (1)
(ب د ع) جَعْدَةُ بن هُبَيْرة بن أبي وَهْب بن عَمْرو بن عَائِذ بن عِمْران بن مخزوم القرشي المخزومي، و أمه أم هانئ بنت أبي طالب؛ قاله أبو عمر.
و قال أبو عبيدة: ولدت أم هانئ بنت أبي طالب من هُبيرة ثلاثة بنين: جعدة، و هانئ، و يوسف.
و قال الزبير: ولدت أم هانئ لهبيرة أربعة بنين، أحدهم جعدة.
و قال هشام الكلبي: جعدة بن هبيرة، ولي خراسان لعلي رضي الله عنه، هو ابن أخته؛ أمه أم هانئ بنت أبي طالب.
و قال ابن منده و أبو نعيم: جعدة بن هُبَيْرة بن أبي وهب ابن بنت أم هانئ؛ و قيل: إن جعدة هو القائل: [الطويل]
أَبِي مِنْ بَنِي مخْزُومَ إِنْ كُنْتَ سَائِلاً *** وَ مِنُ هَاشِمِ أُمِّي لِخَيْرُ قَبِيلِ
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْأَى عَلَيَّ بِخَالِهِ *** كَخَالِي عَلَيَّ ذِي النَّدِى وَ عَقِيلِ؟ (2)
روى عنه مجاهد و يزيد، عن عبد الرحمن الأودي؛ و سعيد بن علاقة؛ و سكن الكوفة، و قد اختلف في صحبته.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو القاسم بن محمد الذكواني، أخبرنا أبو بكر القَبَّاب، أخبرنا أبو بكر بن الضحاك بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن جعدة بن هبيرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنَيَّ؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ؛ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الآخَرُ أَرْدَأُ» (3). أخرجه الثلاثة.
ص: 539
قلت: قول ابن منده و أبي نعيم إن جعدة هو ابن بنت أم هانئ، هذا وهم منهما، و ليس بابن ابنتها، إنما هو ابنها لاغير؛ على أن أبا نعيم يتبع ابن منده كثيراً في أوهامه، و الله أعلم.
754- جُعْشُمُ الخَيْرِ بْنُ خُلَيْبَةَ (1)
(ب) جُعْشُم الخَيْر بن خُلَيْبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جُعْشُم بن حُرَيْم بن الصَّدف الصَّدَفي الحُرَيمي.
بايع تحت الشجرة، و كساه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قميصه و نعليه، و أعطاه من شعره، و تزوج جعشم آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس، قتله الشريد بن مالك في الردة، بعد قتل عكاشة، و ذكره أبو سعيد بن يونس كما ذكرناه، و قال: إنه شهد فتح مصر؛ فعلى هذا لا يكون قد قتل في قتال أهل الردة، و يؤيد قول ابن يونس أن ابن ماكولا قال في اسمه: فتزوج آمنة بنت طليق قبل الشريد بن مالك؛ فجعل الشريد زوجاً لها، و لم يجعله قاتلاً له، و الله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
حُرَيم: بضم الحاء المهملة، و فتح الراء.
755- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الحَكَم (2)
(ع س) جَعْفر بنُ أبي الحكم، ذكره الحِمَّاني و محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان. روى الحماني، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عبد الحكم بن صهيب قال: رآني جعفر بن أبي الحكم، و أنا آكل من ههنا و ههنا فقال: مه يا ابن أخي، هكذا يأكل الشيطان، إن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان إذا أكل لم تَعْد يدُهُ [ما] بين يديه.
و رواه النعمان بن شبل، عن المخرمي، عن عبد الحكم، عن جعفر قال: رآني الحكم، يعني ابن رافع، فذكر نحوه.
أخرجه أبو نعيم، و أبو موسى.
756- جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ (3)
(د ع) جَعْفر بن الزُّبير بن العوم، أخو عبد الله. روى إبراهيم بن العلاء، عن إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه. أن عبد الله بن الزبير، و جعفر بن الزبير
ص: 540
بايعا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو. و هو وهم، و الصواب ما روى أبو اليمان و سليمان بن عبد الرحمن و غيرهما، عن ابن عياش، عن هشام، عن عروة أن عبد الله بن الزبير و عبد الله بن جعفر بايعا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هما ابناست.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم.
757- جَعْفَرٌ أَبُو زَمْعَةَ البَلَوِيُّ (1)
جَعْفر أبو زَمْعة البلوي، ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، سكن مصر، اختلف في اسمه، فقيل: جعفر، و قيل: عبد. ذكره أبو موسى في عبد، و لم يذكره في جعفر (2).
758- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفَيَانَ (3)
(ب د ع) جَعْفر بن أبي سُفْيان بن الحارث بن عبْد المطلب بن هاشم، و اسم أبي سفيان المعيرة، و هو بكنيته أشهر. و أمه جُمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب، ذكر الواقدي، أنه أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد معه حنيناً، و بقي إلى أيام معاوية، و توفي أوسط أيامه، و قال أبو نعيم: و وهذا وهم؛ لأن الذي شهد حنيناً هو أبو سفيان، و لم يشهدها جعفر.
759- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (4)
(ب د ع) جَعْفر بنُ أبي طالب، و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أخو علي بن أبي طالب لأبويه، و هو جعفر الطيار، و كان أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خُلُقاً و خلْقاً، أسلم بعد
إسلام أخيه عليّ بقليل.
ص: 541
روي أن أبا طالب رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و علياً رضي الله عنه يصليان، و علي عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: «صلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ، وَ صَلِّ عَنْ يَسَارِهِ»، قيل: أسلم بعد واحد و ثلاثين إنساناً، و كان هو الثاني و الثلاثين؛ قاله ابن إسحاق، و له هجرتان هجرة إلى الحبشة، و هجرة إلى المدينة.
روى عنه ابنه عبد الله، و أبو موسى الأشعري؛ و عمرو بن العاص، و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يسميه، أبا المساكين. و كان أسن من علي بعشر سنين، و أخوه عقيل أسن منه بعشر سنين، و أخوهم طالب أسن من عقيل بعشر سنين، و لما هاجر إلى الحبشة أقام بها عند النجاشي إلى أن قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حين فتح خیبر، فتلقاه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و اعتنقه، و قبّل بين عينيه، و قال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ و أنزله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى جنب المسجد.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و غير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى، قال: حدثنا محمد بن بشار. أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، أخبرنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن أبي هريرة، قال: ما احتذى النعال. و لا ركب المطايا، و لا ركب الكُور (1) بعد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أفضل من جعفر.
قال: و أخبرنا أبو عيسى، أخبرنا علي بن حجر. أخبرنا عبد الله بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «رَأَيْتُ جَعْفَر يَطِيرُ فِي الجَنَّةِ مَعَ المَلَائِكَةِ» (2).
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، قال: حدثنا محرز بن سلمة، أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن عبد الله الهاد، و محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «وَ أَمَّا أَنتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهْتَ خَلْقِي و خُلُقِي، وَ أَنْتَ مِنْ عِتْرَتِي الَّتِي أَنَا مِنْهَا» (3). و في الحديث قصة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي،
ص: 542
أخبرنا أبو نعيم، هو الفضل بن دكين، أخبرنا فِطْر، عن كثير بن نافع النَّوَّاء قال: سمعت عبد الله بن مُليل، قال: سمعت علياً يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطى سبعة رفقاء نجباء وزراء، و إني أعطيتُ أربعة عشر: حمزة، و جعفر، و علي، و حسن، و حسين، و أبو بكر، و عمر، و المقداد، و حذيفة، و سلمان، و عمار و بلال».
أخبرنا غير واحد بإسنادهم، عن محمد بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن أبي بكر؛ أخبرنا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو عبد الله الجهني، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: «إن كنت لألصق بطني بالحصباء من الجوع، و إن كنت لأستقرئ الرجل الآية، و هي معي، كي ينقلب بي، فيطعمني، و كان أخير الناس للمسكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إنْ كان ليخرج إلينا العُكَّة التي ليس فيها شيء، فنشقها، فنلعق ما فيها».
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال قدم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من عمرة القضاء المدينة، في ذي الحجة فأقام بالمدينة حتى بعث إلى مؤتة، في جمادى سنة ثمان، قال: و أخبرنا محمد بن جعفر، عن عروة، قال: فاقتتل الناس قتالاً شديداً حتى قتل زيد بن حارثة، ثم أخذ الراية جعفر، فقاتل بها حتى قتل.
قال: و أخبرنا ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: حدثني أبي الذي أرضعني، و كان أحد بني مرة بن عوف، قال: «و الله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة، حين اقتحم عن فرس له شقراء، فعقرها ثم تقدم، فقاتل حتى قتل. قال ابن إسحاق: فهو أول من عقر في الإسلام.
و لما قاتل جعفر قطعت يداه و الراية معه، لم يُلْقِها؛ قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أبدُلَهُ اللهُ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الجَنَّةِ» (1) و لما قتل وُجِد به بضع و سبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، و طعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه و قيل: بضع و خمسون، و الأول أصح.
قال ابن إسحاق: فلما أصيب القوم قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فيما بلغني: أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم صمت
ص: 543
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى تغيرت وجوه الأنصار، و ظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون، ثم قال: «أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ [بِهَا] حَتَّى قَتَلَ شَهِيداً، ثُمَّ [قَالَ] لَقَدْ رُفِعُوا فِي الجَنَّةِ عَلَى سُرُرٍ مِنْ ذَهَبٍ»، فَرَأَيْتُ فِي سَرِيرِ عَبْدِ اللَّهِ أَزْوِرَاراً عَنْ سَرِيرَي صَاحِبيه، فقلت: عمَّ هذا؟ فقيل لي: مضيا و تردد [عبد الله بعض التردد] ثم مضى.
قال ابن إسحاق: و حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أم عيسى، عن أم جعفر بنت جعفر بن أبي طالب، عن جدتها أسماء بنت عميس أنها قالت: لما أصيب جعفر و أصحابه دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قد عجنت عجيني، و غسلت بنيَّ و دهنتهم و نظفتهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «ائْتِينِي بِبَنِي جَعْفَرٍ»، فأتيته بهم، فشمهم و دمعت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي و أمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر و أصحابه شيء؟ قال: «نَعَمْ، أصِيبُوا هَذَا اليَوْمَ»، فقمت أصیح و أجمع النساء، و رجع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى أهله، فقال: «لا تُغْفِلُوا آلَ جَعْفَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا» (1).
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لما أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الحزن.
و روي أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما أتاه نعي جعفر، دخل على امرأته أسماء بنت عميس، فعزاها فيه و دخلت فاطمة و هي تبكي و تقول: واعماه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عَلَى مِثْلِ جَعْفَرٍ فَلْتَبْكِ البَوَاكِي» (2).
و دخله من ذلك هم شديد حتى أتاه جبريل، فأخبره أن الله قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة.
و قال عبد الله بن جعفر: كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني، و قلت له: بحق جعفر، إلا أعطاني، و قال: كان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين.
و كان عُمْر جعفر لما قتل إحدى و أربعين سنة، و قيل غير ذلك.
أخرجه الثلاثة.
760- جَعْفَر العَبْدِيُّ (3)
(س) جَعْفَر العَبْدِي، ذكره العسكري علي بن سعيد في الصحابة.
ص: 544
روي حديثه ليث بن أبي سليم، عن زيد، عن جعفر العبدي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَيْلُ لِلمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: فُلَانٌ فِي الجَنَّةِ وَ فُلَانٌ فِي النَّارِ».
أخرجه أبو موسى.
761- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ (1)
(س) جَعْفر بن مُحَمد بن مَسْلمة، قال ابن شاهين: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول: جعفر بن محمد بن مسلمة صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مكة و المشاهد بعد.
أخرجه أبو موسى.
762- جُعْفِيٌّ (2)
(ب) جُعْفِي، بضم الجيم و آخره ياء.
ذكره ابن أبي حاتم، فقال: جعفي بن سعد العشيرة، و هو من مَذْحِج، كان وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد جعف في الأيام التي توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فيها . . كذا قال عن أبيه.
أخرجه أبو عمر.
قلت: و هذا من أغرب ما يقوله عالم؛ فإن جَعْفِي بن سعد العشيرة مات قبل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بدهر طويل؛ فإن بعض من صحب النبي من جعفي بينه و بين جعفي ما يزيد على عشرة آباء، و الذي أظنه أنه رأى وفد جعفي، فظنه اسم رجل منسوب إلى جعف، فظن أن جعفاً هو الاسم، و أن جعفياً زيدت الياء فيه للنسبة، و لو علم أن جعفياً هو الاسم، و أنه قبل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، لم يجعله صحابياً.
764- جُعَيْلُ بْنُ زِيَادٍ الأَشْجَمِيُّ (1)
(ب د ع) جُعيل بن زياد الأشجعي. كوفي له صحبة، و قيل فيه: جعال، و قد تقدم . . هكذا نسبه ابن منده، و أما أبو عمر و أبو نعيم فلم ينسباه؛ بل قالا: جعيل الأشجعي.
روى عنه عبد الله بن أبي الجعد أخو سالم، أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا زيد بن الحباب، أخبرنا رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد، حدثني عبد الله بن أبي الجعد، عن جعيل الأشجعي، قال: «خرجت مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في بعض غزواته، و أنا على فرس عجفاء ضعيفة، فكنت في آخر الناس، فلحقني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «سِرْ يَا صَاحِبَ الفَرَسِ»، فقلت: يا رسول الله، عجفاء ضعيفة، قال: فرفع مِخْفقة كانت معه، فضربها بها، و قال: «اللَّهُمَّ بَارِكُ لَهُ فِيهَا» (2)، فلقد رأيتني ما أملك رأسها قُدَّام القوم، و لقد بِعْتُ من بطنها باثني عشر ألفاً.
أخرجه الثلاثة.
قال ابن ماكولا: أما جُعيل، بضم الجيم و فتح العين، و سكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو جعيل الأشجعي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. قال: و قيل: جميل، و هو تصحيف.
765- جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ (3)
(ب د ع) جُعَيْل بن سُرَاقة الضَّمْرِي، و قيل: الغفاري، أخو عوف، و قيل: جُعال، و هو من أهل الصفَّة، و قد تقدم ذكره في جعال.
أخرجه الثلاثة.
766- جُعَيْلٌ (4)
(س) جُعَيْل سماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عَمْراً، روى عروة بن الزبير، عن عبد الله بن كعب بن مالك، قال: لما حفر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الخندق قسم الناس، و كان هو يعمل معهم، و كان فيهم رجل كان اسمه جعيلاً، فسماه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عمراً، و ارتجز بعضهم فقال: [الرجز]
سَمَّاهُ مِنْ بَعْدِ جُعَيْلِ عَمْراً *** وَ كَانَ لِلْبَائِسِ يَوْمَاً ظَهْرَا (5)
ص: 546
و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا قالوا: عمرا، قال: عمرا، و إذا قالوا: ظهراً، قال معهم: ظهرا.
أخرجه أبو موسى.
767- جُفْشِيشُ بْنُ النُّعْمَانِ الكِنْدِيُّ (1)
(ب د ع) جُفْشِيشُ بن النُّعْمان الكِنْدِي، يقال فيه بالجيم و الحاء و الخاء، و قيل: هو حضرمي يكنى أبا الخير.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع الأشعث بن قيس الكندي، في وفد كندة، و هو الذي قال للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنت منا، فقال: «لَا نَقْفُو أَمَّنَا وَ لَا تَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا؟ نَحْنُ مَنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كَنَانَةَ» (2) و لم ينسبه أحد من الثلاثة.
و قال هشام الكلبي: هو معدان، و هو الجُفْشِيش بن الأسود بن معدي كرب بن ثُمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثوْر بن مُرْتِع بن معاوية، و هو كندة، الكندي، و قيل: إن الجفشيش لقب له، و هو الذي خاصمه رجل في أرض إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فجعل اليمين على أحدهما، فقال: يا رسول الله، إن حلف دفعت
إليه أرضي. فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَعْهُ؛ فَإِنَّهُ إِنْ حَلَفَ كَاذِبًا لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ».
و رواه الشعبي عن الأشعث بن قيس، قال: كان بين رجل منا و رجل من الحضرميين، يقال له: الجفشيش، خصومة في أرض، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «شُهُودَكَ وَ إِلَّا حَلَفَ لَكَ»، هكذا رواه أبو عمر، فقال: الشعبي عن الأشعث، و الشعبي لم يرو عن الجفشيش، و الصحيح ما أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله و غير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: «جاء رجل من حضرموت و رجل من كندة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا غلبني على أرض لي كانت في يدي، فقال الكندي: هي أرضي، و في يدي، ليس له فيها حق، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم للحضرمي: «أَ لَكَ بَيِّنة»؟ قال: لا، قال: «فَلَكَ يَمِينُهُ»، قال: يا رسول الله، إن الرجل فاجر؛ لا يبالي على ما حلف عليه، و ليس يتورع من شيء، قال: «لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلَّا ذَلِكَ»، فانطلق الرجل ليحلف له، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما أدبر: «لَئِنْ حَلَفَ عَلَى مَالِهِ
ص: 547
لِيَأْكُلَهُ ظُلْماً لَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ وَ هُوَ عَنْهُ مُعْرِضٌ» (1). و هذا حديث صحيح، قال أبو نعيم: و قال بعض الناس: إنه الحفشيش بالحاء، و هو وهم، و قد قاله أبو عمر مثل قول ابن منده.
768- جُفَيْنَةُ الجُهَنِىُّ (2)
(ب د ع) جُفَينَةُ الجُهِني. و قيل: النهدي، روي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب إليه كتاباً، فرقع به دلوه، فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب، فرقعت به دلوك، فهرب. فأخِذ كل قليل و كثير هو له، ثم جاء بعد مسلماً، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «انْظُرْ مَا وَجَدْتَ مِنْ مَتَاعِكَ قَبْلَ قِسْمَةِ السِّهَامِ (3)، فَخُذهُ» . أخرجه الثلاثة.
769- الْجَلاسُ بْنُ سُوَيْدٍ (4)
(ب د ع) الجُلَاسَ بن سُوَيْد بن الصَّامِت بن خالد بن عطِية بن خَوْط بن حبيب بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف، له صحبة، و له ذكر في المغازي.
روى أبو صالح، عن ابن عباس أن الحارث بن سويد بن الصامت رجع عن الإسلام في عشرة رهط، فلحقوا بمكة، فندم الحارث بن سويد، فرجع، حتى إذا كان قريباً من المدينة، أرسل إلى أخيه جلاس بن سويد أني قد ندمت على ما صنعت، فسل لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فهل لي من توبة إن رجعت و إلا ذهبت في الأرض؟ فأتى الجلاس النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبره بخبر الحارث و ندامته و شهادته، فأنزل الله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا) [آل عمران/ 89] فأرسل الجلاس إلى أخيه،
ص: 548
فأقبل إلى المدينة، و اعتذر إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و تاب إلى الله تعالى من صنيعه، فقبل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عذره.
و كان الجلاس منافقاً، فتاب، و حسنت توبته، و قصته مع عمير بن سعد مشهورة في التفاسير، و هي أنه تخلف عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في تبوك، و كان يُثبِّط الناس عن الخروج، فقال: و الله إن كان محمد صادقاً لنحن شر من الحمير، و كانت أم عمير بن سعد تحته، كان عمير يتيماً في حجره لا مال له، و كان يكفله، و يحسن إليه، فسمعه يقول هذه الكلمة، فقال: يا جلاس، لقد كنت أحب الناس إليَّ، و أحسنهم عندي يداً، و أعزهم عليَّ، و لقد قلت مقالة لئن ذكرتها لأفضحنك، و لئن كتمتها لأهلكن، فذكر للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم المقالة الجلاس، فبعث النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى الجلاس، فسأله عما قال عمير، فحلف بالله ما تكلم به و إن عمير الكاذب، و عمير حاضر، فقام عمير من عند النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو يقول: اللهم أنزل على رسولك بيان ما تكلمت به، فأنزل الله تعالى: (وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ) [التوبة/ 74] الآية، فتاب بعد ذلك الجلاس، و اعترف بذنبه، و حسنت توبته، و لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير، فكان ذلك مما عرفت به توبته.
أخرجه الثلاثة.
و قال ابن منده، عن أبي صالح، عن ابن عباس: إن الحارث بن الجلاس بن الصامت، و ليس بصحيح، و إنما هو أخو الجلاس بن سويد؛ ذكر ذلك ابن منده و أبو نعيم في الحارث، فقالا: الحارث بن سويد، و ذكره غيرهما كذلك، و الله أعلم.
770- الجُلَاسُ بْنُ صُلَيْتٍ (1)
(د ع) الجُلَاس بن صليت اليرْبوعي، أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله عن الوضوء، روت عنه ابنته أم منقذ أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله عن الوضوء، فقال: واحدة تجزئ، و ثنتان، و رأيته توضأ ثلاثاً ثلاثاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
771- الجُلَاسُ بْنُ عَمْرِو (2)
(س) الجُلاسُ بن عَمْر و الكندي. روى حديثه زيد بن هلال بن قطبة الكندي، عن أبيه، عن جلاس بن عمر و الكندي قال: «وفدت في نفر من قومي بني كندة، على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فلما أردنا
ص: 549
الرجوع إلى بلاد قومنا، قلنا: يا نبي الله، أوصنا، قال: «إِنَّ لِكُلِّ سَاعِ غَايَةً، وَ غَايَةُ ابْنِ آدَمَ المَوْتُ، فَعَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُسَهْلُكُمْ وَ يُرَغِّبُكُمْ فِي الآخِرَةِ» (1).
أخرجه أبو موسى بإسناده، و قال: علي بن قَرِين، و هو راوي الحديث، ضعيف.
772- جُلَيْبِيبٌ (2)
(ب د ع) جُلَيْبِيبٌ، بضم الجيم، على وزن قُنيْدِيل، و هو أنصاري، له ذكر في حديث أبي برزة الأسلمي في إنكاح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ابنة رجل من الأنصار، و كان قصيراً دميماً، فكأن الأنصاري أبا الجارية و امرأته كرها ذلك، فسمعت الجارية بما أراد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقتلت قول الله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [الأحزاب / 36] و قالت: رضيت، و سلمت لما يرضى لي به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فدعا لها رسول الله، و قال: «اللَّهُمَّ أَصْبُبْ عَلَيْهَا الخَيْرَ صَبّاً، وَ لَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدّاً» (3). فكانت من أكثر الأنصار نفقة و مالاً.
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن كنانة بن نعيم العدوي، عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان في مغزى له، فلما فرغ من القتال، قال: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أُحُدٍ»؟ قالوا: نفقد و الله فلاناً و فلاناً، قال: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبَاً»، فوجدوه عند سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبر فقال: «قَتَلَ سَبْعَةَ ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ» (4)، حتى قالها مرتين أو ثلاثاً، ثم قال بذراعيه فبسطهما، فوضع على ذراعي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى حفر له، فما كان له سرير إلا ذراعي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حتى دفن، و ما ذكر غسلاً، و رواه ديلم بن غزوان، عن ثابت عن أنس، و هو وهم. أخرجه الثلاثة.
773- جُلَيْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (5)
(د ع) جُلَيحَةُ بن عبد الله بن مُحَارِب بن ناشِب بن غِيرَة بن سعد بن ليث بن بكر بن
ص: 550
عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، قاله الواقدي، و قال ابن إسحاق: عبد الله بن الحارث الليثي، استشهد يوم الطائف مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فجعل الحارث عِوض محارب، و ساق باقي النسب مثله. رواه يونس بن بكير عنه. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
غِيرَةُ: بكسر الغين المعجمة، و فتح الياء تحتها نقطتان، ثم راء و هاء.
744- جُمَانَةُ البَاهِلِيُّ (1)
(س) جُمَانة الباهلي، قال أبو موسى: ذكره الأزدي، و قال: له صحبة، روى بإسناده عن بكر بن خُنيْس، عن عاصم بن عاصم، عن جمانة الباهلي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَمَّا أَذِنَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُوسَى علیه السلام بِالدُّعَاءِ عَلَى فَرْعَونَ أُمَّنَتِ المَلَائِكَةُ، فَقَالَ: قد استجبت لك و دعاء من جاهد في سبيل الله عز و جل . ثم قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «اتَّقُوا أذَى المُجَاهِدِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لَهُمْ كَمَا يَغْضَبُ لِلرُّسُلِ، وَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُمْ كَمَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءَ الرُّسُلِ» (2).
أخرجه أبو موسى.
775- جَمْدُ الكِنْدِيُّ (3)
جَمْدُ الكِنْدي. روى حماد بن سلمة، عن عاصم بن بَهْدَلة أن جمد الكندي قال: لأن أوتي بقصعة فأصيب منها، أحب إليّ من أن أبشر بغلام، فأخبر بذلك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: ياجمد، قلت: كذا و كذا؟ قال: نعم، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّهُمْ ثَمَرَةُ الفُؤَادِ وَ قُرَّةُ العَيْنِ، وَ إِنَّهُمْ لَمَحْزَنَةٌ مَبْخَلَةُ مَجْبَنَةُ» (4).
و رواه سفيان، عن سليمان، عن خيثمة أن الأشعث بن قيس الكندي بشر بغلام، و هو عند النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فذكر مثله.
و رواه مجالد، عن الشعبي أن الأشعث بن قيس... قال أبو نعيم: و هو المشهور
المستفيض، و شبه حماد بن سلمة قلة رحمة الأشعث بالجماد، فلقبه بجمد.
جمد: بفتح الجيم و سكون الميم، و لا أعرف جمداً من كندة إلا جمداً أحد الملوك الأربعة الذين دعا عليهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقتلوا في الردة كفاراً، و الله أعلم.
ص: 551
776- جَمْرَةُ بْنُ عَوْفٍ (1)
(د ع) جَمْرةُ بن عَوْف. يكنى أبا يزيد، يعد في أهل فلسطين حديثه عند أولاده.
روى وَهَّاس بن علاق بن هاشم بن يزيد بن جمرة، عن أبيه، عن جده يزيد بن جمرة، قال: أتى أبي جمرةُ بن عوف إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أخوه حُرَيث، فبايعا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و أن رسول الله أتاه فمسح صدره، و دعا فيه بالبركة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
777- جَمْرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ (2)
(ب س ع) جَمْرَةُ بن النُّعْمان بن هَوْذة بن مالك بن سنان بن البَيَّاع بن دُلَيم بن عدي بن حزَّاز بن كاهل بن عذرة. سيد بني عذرة، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد عذرة، و أتاه بصدقتهم، قاله الطبري.
روي عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه أمره بدفن الشعر و الدم، و أقطعه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم رَمْية سوطه وَ حُضْر (3) فرسه من وادي القرى، و هو أول من قدم بصدقة العمارة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى؛ إلا أن أبا موسى أسقط من نسبه ثلاثاً، فقال: البياع بن كاهل بن عذرة، و الذي ذكرناه أصح، و كذلك ذكره ابن ماكولا، و ابن الكلبي، و غيرهما.
حَزَّازُ: بفتح الحاء المهملة، و الزاي المشددة، و آخره زاي أخرى. و البياع: بالباء الموحدة، و الياء المشددة تحتها نقطتان، و آخره عين مهملة.
778- جُمَهَانُ الأَعْمَى (4)
جُمْهانُ الأعْمى. أخبرنا أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، قال: أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الأخرم، حدثنا أبو نصر بن علي الفامي، أخبرنا أبو العباس الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن موسى، أخبرنا نصر بن طريف، عن أيوب بن موسى، عن المقبري، عن ذكوان، عن أم سلمة أنها كانت عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فجاء جمهان الأعمى، فقال
ص: 552
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَستَتْرَي مِنْهُ»، قالت: يا رسول الله، جمهان الأعمى؟ قال: «إِنَّهُ يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى الرِّجَالِ، كَمَا يُكَرَهُ لِلرِّجَالِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى النِّسَاءِ» (1).
779- جُمَیْعُ بْنُ مَسْعُودٍ (2)
جُمَيْع بن مَسْعُود بن عَمْرو بن أَصْرَم بن سالم بن مالك بن سلم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي، و هو الذي تصدق بجميع جهازه في سبيل الله عز و جل، قاله ابن الكلبي.
780- جَمِيلُ بْنُ بَصْرَةَ (3)
(د ع) جميل بن بَصْرَة الغِفَارِي. و قيل: حُميل، بضم الحاء و فتح الميم، و هو أكثر، و قيل: بصرة بن أبي بصرة، سكن مصر، و له بها دار.
روى المقبري، عن أبي هريرة، عن جميل الغفاري، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا تُشَدَّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ مَكَّةِ، وَ مَسْجِدِي هَذَا، وَ مَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ» (4).
قال ابن ماكولا: و أما حميل بضم الحاء المهملة و فتح الميم، فهو أبو بصرة الغفاري حميل بن بصرة، قال علي بن المديني: و قال مالك في حديث زيد بن أسلم عن المقبري، عن أبي هريرة أنه لقي جميلاً، يعني بالجيم، و تابعه الدراوردي و أبي، و قال روح بن القاسم عن زيد بن أسلم: حميل بحاء مهملة، و تابعه سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر، عن زيد، و قال ابن الهاد: بصرة بن أبي بصرة؛ قال ابن ماكولا: و الصحيح: حميل، يعني بضم الحاء، و قال: على ذلك اتفقوا، و هو جميل بن بصرة بن وقاص بن حاجب بن غفار، حدث عنه عمرو بن العاص، و أبو هريرة، و أبو تميم الجيشاني، و تميم بن فرع المهري، و مرثد بن عبد الله اليزني، و غيرهم، انتهى كلام ابن ماكولا.
أخرجه ههنا ابن منده و أبو نعيم، و أخرجه أبو عمر في حميل، بالحاء المهملة.
ص: 553
781- جَمِيلُ بْنُ رِدَامٍ (1)
(د ع) جَمِيل بن رِدَامِ العُذْري، أقطعه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الرمداء؛ روی عمرو بن حزم، قال: كتب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لجميل بن ردام: «هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهَ جَمِيل بْنَ رَدَامِ الْعُذَرِى، أَعْطَاهُ الرَّمْدَاءَ لَا يُحَاقِّهِ فيهِ أَحَدُ». و كتب علي بن أبي طالب.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
782- جَمِيلُ بْنُ عَامِرٍ (2)
(ب) جَمِيلُ بن عامِر بن حِذيم بن سلامانَ بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جُمح القرشي الجمحي، أخو سعيد بن عامر، و هو جد نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي المكي المحدث.
أخرجه أبو عمر و قال: لا أعلم له رواية.
783- جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ (3)
(ب س) جَمِيلُ بن مَعْمَر بن حَبِيب بن وهب بن حُذَافةَ بن جُمحَ القرشي الجمحي و هو أخو سفيان بن معمر، و عم حاطب، و حطاب ابني الحارث بن معمر.
قال الزبير: ليس لجميل و سفيان عقب، و العقب لأخيهما الحارث.
و كان لا يكتم ما استودعه من سر؛ و خبره في ذلك مع عمر بن الخطاب مشهور، و كان يسمى: ذا القلبين، و فيه نزلت: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) [الأحزاب/ 4] في قول.
أسلم جميل عام الفتح، و كان مسناً، و شهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حنيناً، فقتل زهير بن الأبجر مأسوراً، فلذلك قال أبو خراش الهذلي يخاطب جميل بن معمر: [الطويل]
فَأَقْسِمُ لَوْ لَاقَيْتَهُ غَيْرُ مُوْثَقِ *** لآبَكَ بالجِزْع الضِّبَاعُ النَّوَاهِلُ
وَ كُنْتَ، جِميلُ أَسْوَأَ النَّاسِ صِرَعَةً *** وَلَكِنَّ أَقْرَانَ الظُّهُورِ مُقَاتِلُ
وَ لَيْسَ كَعَهْدِ الدَّارِ يَا أُمُّ مَالِكِ *** وَلَكِنْ أَحَاطَتْ بِالرِّقَابِ السَّلاسِلُ (4)
ص: 554
و شهد مع أبيه الفجار، قال الزبير بن بكار: جاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف رضي عنهما، فسمعه قبل أن يدخل يتغنى بالنَّصْب: [الطويل]
وَ كَيْفَ ثَوَائي بِالمَدِينَةِ بَعْدَمَا *** قَضَى وَ طَراً مِنْهَا جِيلُ بْنُ مَعْمَرِ (1)
فدخل إليه و قال: ما هذا يا أبا محمد؟ قال: إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس، و روی محمد بن يزيد هذا الخبر، فقلبه، فجعل المتغني: عمر، و الداخل عبد الرحمن، و الزبير أعلم بهذا الشأن.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى، و زاد أبو موسى في نسبه، فقال: جميل بن معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب، و الأول أصح.
784- جَمِيلُ النَّجْرَانِيُّ (2)
جَمِيل النَّجْرَاني. روى محكم بن صالح الضبي، عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي، قال: حدثني جميل النجراني قال: شهدت مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل موته بعام و هو يقول: «إِنِّي لأَبْرَأَ إِلَى كُلِّ ذِي خُلَّةٍ (3) مِنْ خُلَّتِهِ، وَ لَوْ كُنتُ مُتَّخِذَاً خَلِيلًا لأنْخَلْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا؛ وَلَكِنْ أَخِي فِي اللَّهِ وَ صَاحِبِي في الغَارِ» (4).
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
785- جَنَابٌ أَبُو خَابِطٍ (5)
(د ع) جَنَابُ أبو خَابِط الكِنَانِي، روى حديثه سعيد بن المسيب، عن خابط بن جناب عن أبيه جناب، قال: كنت بالفلاة إذ مر علينا جيش عَرَمْرَم؛ فقيل: هذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم».
ص: 555
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
خابط: بالخاء المعجمة و الباء الموحدة.
786- جَنَابُ بْنُ قَيْظِيٍّ (1)
جَنَابُ بن قَيْظِي الأَنْصَارِي. قتل يوم أحد. قاله ابن إسحاق من رواية المروزي، عن أبي أيوب، عن ابن سعد، عنه، و قال غيره: حباب بن قيظي، بضم الحاء و الباءين الموحدتين، و قيل: خباب بالخاء المعجمة، و بالحاء المهملة هو الصواب.
787- جَنَابُ الكَلْبِيُّ (2)
جَنَابُ الكَلْبِي. أسلم يوم الفتح. روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه سمعه يقول لرجل ربعة: «إنَّ جِبْرِيلَ عَنْ يَمِينِي وَ مِيكَائِيلَ عَنْ يَسَارِي، وَ المَلَائِكَةَ قَدْ أَظَلَّتْ عَسْكَرِي، فَخُذِ فِي بَعْضِ هَنَاتَكِ» (3) فأطرق الرجل شيئاً، ثم قال: [الكامل]
يَا رُكْنَ مُعْتَمِد وَ عِصْمَةَ لَائِذٍ *** وَ مَلَاذَ مُنْتَجِعِ وَ جَارَ مُجاوِرِ
يَا مَنْ تَخَيَّرَهُ الإِلَهُ لِخَلْقِهِ *** فَحَبَاهُ بِالخُلُقِ الزَّكِيِّ الطَّاهِرِ
أَنتَ النَّبِيُّ وَ خَيْرُ عُصْبَةِ آدَمِ *** يَا مَنْ يُجودُ كَفَيْضِ بَحْرٍ زَاخِرِ
مِيْكَالُ مَعْكَ وَ جِبْرَئِيلُ كِلَاهُما *** مَدَدٌ لِنَصْرِكَ مِنْ عَزِيزِ قَاهِرِ (4)
قال: فقلت: من هذا الشاعر؟ فقيل: حسان، فرأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يدعو له و يقول خيراً.
788- جُنَادِحُ بْنُ مَيْمُونٍ (5)
(دع) جُنَادِح بنُ مَيْمُون. يعد في الصحابة، شهد فتح مصر لا يعرف له حديث؛ قاله أبو سعيد بن يونس:
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
جنادح: بالحاء في آخره.
ص: 556
789- جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ (1)
(ب د ع) جُنَادَة، بالهاء، هو جناد، بن أبي أمَيَّة الأزْدِي، ثم الزهراني، و اسم أبي أمية مالك، قاله أبو عمر عن خليفة و غيره.
و قال البخاري: اسم أبي أمية كثير. و قال ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن جنادة بن أبي أمية الدوسي، و اسم أبي أمية كبير، و لأبيه صحبة، و هو شامي، و شهد فتح مصر، و عقبه بالكوفة.
و قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: جنادة بن أبي أمية غير جنادة بن مالك الذي يأتي ذكره، قال أبو عمر: هو كما قال محمد بن سعد، هما اثنان عند أهل العلم بهذا الشأن، قال: و كان جنادة بن أبي أمية على غزو الروم في البحر لمعاوية، من زمن عثمان رضي الله عنه إلى أيام يزيد، إلا ما كان من أيام الفتنة و شتا في البحر سنة تسع و خمسين.
قال أبو عمر: و كان مِنْ صِغَارِ الصَّحابة و قد سمع من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و روى عن معاذ بن جبل، و عبادة بن الصامت، و ابن عمر. روى عنه أبو قبيل المعافري، و مرثد بن عبد الله، و بسر بن سعيد، و تييم بن بيتان، و الحارث بن يزيد الحضرمي.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حجاج، عن ليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجالاً من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و اختلفوا، فقال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، قال جنادة:
ص: 557
فانطلقت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقلت: يا رسول الله، إن ناساً يقولون: إن الهجرة قد انقطعت، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ مَا كَانَ الجِهَادُ» (1).
و له حديث في صوم يوم الجمعة وحده، و توفي بالشام سنة ثمانين، و هو من صغار الصحابة. أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن مَنْدَه لم يُسَمِّ أباه كبيراً، و إنما جعل كبيراً أبا جنادة الذي نذكره بعد هذه الترجمة إن شاء الله تعالى.
790- جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ (2)
(د ع) جُنَادَة بن أبي أُميَّة. قال ابن منده: و اسم أبي أمية كبير، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لا تصح له صحبة، قال: و قال محمد بن إسماعيل: اسم أبي أمية كثير، تُوفِّيَ سنة سبع و ستين، روى أبو عبد الله الصنابحي أن جنادة بن أبي أمية أمَّ قوماً، فلما قام إلى الصلاة التفت عن يمينه فقال: أ ترضون؟ قالوا: نعم، ثم فعل عن يساره، ثم قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ أَمَّ قَوْماً وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ، فَإِنَّ صَلَاتُهُ لا تُجَاوِزُ تُرْقُوَتَهُ» (3). هذا قول ابن منده.
و قال أبو نعيم لما ذكره: هو عندي جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي تقدم ذكره، فرق بينهما بعض المتأخرين من الرواة، و هما عندي واحد، و ذكر الحديث: من أم قوماً و هم له كارهون . .
و أما أبو عمر فإن قوله: إن اسم أبيه كبير، قاله في الترجمة الأولى، و لم يذكر هذه الترجمة، يدل على أنه رآهما واحداً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
791- جُنادَةَ بْن أبي أُمَيَّةَ الأَزْدِيُّ
(ع) جُنَادةَ بن أبي أمَيَّة الأَزْدِي، أبو عَبْد الله. له صحبة نزل مصر، و عقبة بالكوفة، واسم أبي أمية كثير، قاله البخاري، توفي سنة سبع و ستين.
روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير: أن حذيفة البارقي حدثه أن جنادة بن أبي أمنية حدثه أنهم دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ثمانية نفر هو ثامنهم. فقرب إليهم
ص: 558
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم طعاماً في يوم جمعة، فقال: «كُلُوا»، فقالوا: إنا صيام، فقال: «أَصُمْتُمْ أمْسِ»؟ (1). و ذكر الحديث.
أخرج هذه الترجمة أبو نعيم وحده، فإذن يكون قد أخرج جنادة بن أبي أمية ثلاث تراجم، هذه إحداها، و الثانية: جنادة بن أبي أمية، و قال: و اسم أبي أمية كبير. و ذكر له حديث الإمامة، و قال: هو عندي جنادة بن أبي أمية الأزدي، يعني هذا الذي في هذه الترجمة و هما واحد، و الثالثة: جنادة بن أبي أمية الزهراني الذي ولي غزو البحر، و روى له حديث الهجرة، و جعل الثلاثة واحداً، فلا أدري من أين ذكر هذه الترجمة؟ و ابن منده إنما ذكر جنادة بن أبي أمية ترجمتين لا غير. و الله أعلم. و أبو عمر صرح بأنهما اثنان؛ أحدهما: جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني، و اسم أبيه كبير، و الثاني: جنادة بن مالك، و الله أعلم.
792- جُنَادَةُ بْنُ جَرَادٍ (2)
(ب د ع) جُنَادَة بنُ جَرَاد العَيْلاني الأسْدي، أحد بني عيلان، سكن البصرة.
روى عنه زياد بن قريع أحد بني عيلان بن جآوَة أنه قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بإبل قد و سمتها في أنفها، فقال: «يَا جُنَادَةُ، أَمَا وَجَدْتَ عَظْماً تَسِمُهَا فِيهِ إِلَّا الوَجْهَ؟ أَوَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَمَامَكَ القِصَاصَ»؟ قلت: أمرها إليك، قال: «ائْتِني بِشَيْءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وَسْمٌ»، فأتيته بِابْنِ لَبُونٍ و حِقَّة، و جعلت الميسم حيال العنق، فقال: «أَخِّرْ»، و لم يزل يقل: «أَخِّرْ»، حتى بلغ الفخذ، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ»، فوسمتها في أفخاذها، و كانت صدقتها حقتين (3).
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا نسبه أبو عمر، فقال: العيلانيُّ الأسديُّ، و لا أعرف هذا النسب.. إنما عيلان بن جآوة بن معن، و ولد معن من باهلة، فهو عيلانيُّ باهليُّ، و أما أسديُّ فلعله له فيهم حلف؛ و إلا فليس منهم، و قد ذكره أبو أحمد العسكري في باهلة، و الله أعلم.
قُرَيعُ: بضم القاف، و فتح الراء، و بالياء تحتها نقطتان.
ص: 559
793- جُنَادَةُ بْنُ زَيْدِ الحَارِثِيُّ (1)
(د ع) جُنَادَة بنُ زَيْد الحارِثِي. من أهل البصرة من أعرابها، لا تصح صحبته، في إسناده نظر، روت عنه ابنته أم المتلمس، عن أبيها جنادة بن زيد، قال: وفدت فقلت: يا رسول الله، إني وافد قومي من بلحارث من أهل البحرين، فادع الله أن يعيننا على عدونا من ربيعة و مضر حتى يسلموا، فدعا الله، و كتب بذلك كتاباً، و هو عندنا.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
794- جُنَادَةُ بْنُ سُفْيَانَ (2)
(ب) جُنادة بن سُفْيان الأَنْصَارِي، و قيل: الجُمحي؛ لأن أباه سفيان ينسب إلى معْمر بن حبيب بن حُذَافة بن جمح؛ لأن معمراً تبناه بمكة، و قد ذكرنا خبره في باب سفيان. و هو من الأنصار أحد بني زُرَيق بن عامر من بني جُشم بن الخزرج، إلا أنه غلب عليه معمر بن حبيب الجمحي، و هو و بنوه ينسبون إليه.
قدم جُنَادَة و أخوه جابر بن سفيان، و أبوهما سفيان من أرض الحبشة. و هلكوا ثلاثتهم في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، قاله ابن إسحاق.
و جُنَادة و جابر ابنا سفيان هما اخوا شرحبيل ابن حسنة؛ لأن سفيان أباهما تزوج حسنة أم شرحبيل بمكة، فولدت له.
أخرجه أبو عمر.
795- جُنادَةُ بْنُ عَبْدِ الله (3)
(ب) جُنادة بنُ عبْدِ الله بن علْقمة بن المطلب بن عبد مناف، و أبوه عبد الله هو أبو نبْقة، قتل جنادة يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
796- جُنَادَةُ بْنُ مَالِكٍ (4)
(ب د ع) جُنادة بن مالِك الأزْدي. سكن مصر، و عقبه بالكوفة، روى حديثه مرثد بن
ص: 560
عبدالله اليزني أبو الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدى أنه قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الجمعة مع نفر من الأزد، سبعة أنا ثامنهم، و نحن صيام، فدعانا لطعام بين يديه؛ فقلنا: يا رسول الله، إنا صيام، قال: «فَهَل صُمْتُمْ أَمْسِ»؟ قلنا: لا، قال: «فَتَصُومُونَ غَدَاً»، قلنا: ما نريد ذلك، قال «فَأَفْطِرُوا» (1).
هذا كلام ابن منده.
و أما أبو نعيم فذكر له ترجمة: جنادة بن مالك، و يكنى أبا عبيد الله، و عقبه بالكوفة، و أخرج حديثه عن مصعب بن عبيد الله بن جنادة، عن أبيه، عن جده جنادة بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «ثَلَاثَ مِنْ فِعْلِ الجَاهِلِيَّةِ لَا يَدَعُهُنَّ أَهْلُ الإِسْلَامِ: أَسْتِسْقَاءُ بِالكَوَاكِبِ، وَ طَعْنُ فِي النَّسَبِ، وَ النِّيَاحَةُ عَلَى المَيِّتِ» (2).
و أخرج أبو عمر نحوه؛ أما حديث صوم يوم الجمعة فأخرجه أبو نعيم في ترجمة جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي يكنى أبا عبيد الله في ترجمة منفردة، و قد ذكرناه، و أخرج أبو عمر هذا الحديث في ترجمة جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني، و جعله هو: ابن مالك و ابن كثير.
و بالجملة فقد اختلفوا في ذلك؛ فأما أبو عمر فقد صرح بأنهما اثنان، أحدهما جنادة بن أبي أمية، و جنادة بن مالك، و روى عنه حديث النياحة، و أما أبو نعيم فإنه جعل جنادة بن أبي أمية الأزدي، و كنيته أبو عبيد الله، الذي سكن مصر و عقبه بالكوفة، ترجمة، و روى عنه صوم یوم الجمعة، و جنادة بن أبي أمية، و اسمه كبير، الذي روى حديث الإمامة ترجمة ثانية، و جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني الذي شهد فتح مصر ترجمة ثالثة، و روى عنه حديث الهجرة، ثم قال: و بعض المتأخرين، يعني ابن مَنْدَه، أفرد حديث جنادة في الإمامة، و حديث الهجرة فجعلهما ترجمتين تكثيراً لتراجمهم، و ثلاثتهم عندي واحد: جنادة الأزدي، و جنادة الزهراني، و جنادة الذي روى حديثه حذيفة في الصوم، و أما ابن مَنْدَه فجعل جنادة بن أبي أمية ترجمتين، و جنادة بن مالك ترجمة أخرى، فجعلهم ثلاثة، و لم يتكلم عليهم بشيء، فدل على أنه ظنهم ثلاثة، و ما أشبه كلام أبي نعيم و أبي عمر بالصحة و الصواب، و الله أعلم.
797- جُنَادَةُ الأَزْدِيُّ (3)
(ب) جُنادة الأزْدي، قال أبو عمر: ذكره ابن أبي حاتم بعد ذكر جنادة بن مالك، جعله
أسد الغابة/ ج 1 /م36
ص: 561
آخر فقال: جنادة الأزدي، له صحبة، مصري، روى الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي، و قد وهم فيه ابن أبي حاتم و في جنادة بن أبي أمية.
قلت: و هذا جنادة هو المذكور في الترجمة التي قبل هذه، و حديثه في الصوم يوم الجمعة، و قد أخرجه أبو عمر؛ فلا أدري لم أخرج هذا منفرداً و هما واحد؟.
798- جُنَادَةُ (1)
(د ع) جُنَادة. غير منسوب، كتب له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتاباً، له ذكر في حديث عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، قال: كتب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كتاباً لجنادة: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ رَسُولِ الله لجُنَادَةَ وَ قَوْمِهِ، وَ مَنِ اتَّبَعَهُ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَ إِطَاعَةِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ، وَ إِعْطَاءِ الخُمُسِ مِنَ المَغَانَمِ، خُمُسِ اللَّهِ، وَ مُفَارَقَةِ المُشْرِكِينَ؛ فَإِنَّ لَهُ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ ذِمَّةَ مُحَمَّدٍ» (2).
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
799- جُنْبُدٌ (3)
جُنْبُدُ. بتقديم النون على الباء الموحدة، و آخره ذال معجمة.
قال الأمير أبو نصر: هو جنبذ بن سبُع، قال: «قاتلت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أول النهار كافراً، و قاتلت معه آخر النهار مسلماً». رواه أبو سعيد مولى بني هاشم، عن حجر أبي خلف، عن عبد الله بن عوف، قال: سمعت جنبذاً. قال الخطيب أبو بكر: رأيته في كتاب ابن الفرات بخطه، عن أبي الفتح الأزدي، عن أبي يعلى، عن محمد بن عباد، عنه مضبوطاً كذلك، و هو غاية في ضبطه، حجة في نقله.
800- جُنْدَبُ بْنُ جُنَادةَ (4)
(ب د ع) جُنْدَبُ بنُ جُنَادةَ بن سُفيان بن عُبيْد بن حرَام بن غِفار بن مُليل بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خُزَيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، و قيل غير ذلك، أبوذر
ص: 562
الغفاري، و يرد في الكنى إن شاء الله تعالى. أسلم و النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بمكة أول الإسلام، فكان رابع أربعة، و قيل: خامس خمسة، و قد اختلف في اسمه و نسبه اختلافاً كثيراً، و هو أول من حيا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بتحية الإسلام، و لما أسلم رجع إلى بلاد قومه، فأقام بها حتى هاجر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأتاه بالمدينة، بعد ما ذهبت بدر و أُحد و الخندق، و صحبه إلى أن مات، و كان يعبد الله تعالى قبل مبعث النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بثلاث سنين، و بايع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، و على أن يقول الحق، وَ إِنْ كَانَ مرّاً.
أخبرنا إبراهيم بن محمد، و إسماعيل بن عبيد الله، و أبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن عثمان بن عمير هو أبو اليقظان، عن أبي حرب، عن أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ، وَ لَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرِّه» (1).
و روي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَبُو ذَرِّ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ فِي زُهْدِ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ».
و روى عنه عمر بن الخطاب، و ابنه عبد الله بن عمر، و ابن عباس، و غيرهم من الصحابة، ثم هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فاستقدمه لشكوى معاوية منه، فأسكنه الرَّبذَة حتى مات بها.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الأنصاري، يعرف بابن الشيرجي، و غير واحد، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن الحسن الشافعي، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن الحسين، و هو أبو الحسن، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني، أخبرنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي، أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي، أخبرنا أبو مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن جبريل عليه السلام، عن الله تبارك و تعالى أنه قال: «يَا عِبَادِي، إِنِّي قَدْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَ جَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلَا تَظَّالَمُوا، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ، وَ أَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَ لَا أَبَالِي؛ فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعُ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَأَسْتَطْعِمُونِي أَطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ؛ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسِكُمْ، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ
ص: 563
وَ إِنْسَكُمْ وَ جِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ (1) رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ إِنْسَكُمْ وَ جِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَنقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَ آخِرَكُمْ وَ إِنْسَكُمْ وَ جِنَّكُمْ كَانُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَا سَأَلَ، لَمْ يُنْقِصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً؛ إِلَّا كَمَا يُنْقِصُ البَحْرَ أَنْ يُغْمَسَ فِيهِ المِخْيَطُ غَمْسَةٌ وَاحِدَةً، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظْهَا عَلَيْكُمْ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَا فَلْيَحْمِدِ اللَّهِ، وَ مَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي القاسم علي بن الحسن إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو الفضل الرازي، أخبرنا جعفر بن عبد الله، أخبرنا محمد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خُثَيم، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، عن أبيه، عن زوجة أبي ذر، أن أباذر حضره الموت، و هو ب«الربذة»، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: أبكي أنه لا بد لي من تكفينك، و ليس عندي ثوب يسع لك كفناً، فقال: لا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ذات یوم و أنا عنده في نفر يقول: «اليَمُوتَنَّ رَجُلُ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةُ مِنَ المُؤْمِنِينَ» (2)، فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة و قرية، و لم يبق غيري، و قد أصبحت بالفلاة أموت، فراقبي الطريق، فإنك سوف ترين ما أقول لك، و إني و الله ما كذبت و لا كُذِّبْتُ، قالت: و أني ذلك و قد انقطع الحاج! قال: راقبي الطريق؛ فبينما هي كذلك إذ هي بقوم تَخِبّ بهم رواحلهم كأنهم الرَّخَم، فأقبل القوم حتى وقفوا عليها، فقالوا: مالك؟ فقالت: امرؤ من المسلمين تكفنونه و تؤجرون فيه، قالوا: و من هو؟ قالت: أبو ذر، قال: فقدوه بآبائهم و أمهاتهم، ثم وضعوا سياطهم في نحورها، يبتدرونه، فقال: أبشروا؛ فأنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ... ثم قال: أصبحت اليوم حيث ترون، و لو أن ثوباً من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه، فأنشدكم بالله لا يكفنني رجل كان أميراً أو عريفاً أو بريداً، فكل القوم كان نال من ذلك شيئاً إلا فتى من الأنصار كان مع القوم، قال: أنا صاحبه؛ الثوبان فيَّ عيْبَتِي من غزل أمي، و أحد ثوبيَّ هذين اللذين عليَّ، قال: أنت صاحبي فكفني».
(1) أخرجه الترمذي في السنن 566/4، كتاب صفة القيامة . . . (38) باب (48) حديث رقم 2495 و قال أبو عيسى هذا حديث حسن و البيهقي في السنن 93/6، و أبو نعيم في الحلية 125/5.
(2) أخرجه أحمد المسند 155/56، و الحاكم في المستدرك 345/3. و ابن سعد في الطبقات 1/4/ 171، 172. و ابن حبان في صحيحه حديث رقم 2260. و البيهقي في دلائل النبوة 401/6، 402. و أبو نعيم في الحلية 170/1. و أورده المنذري في الترغيب 4/ 220. و الهندي في كنز العمال حديث رقم 36893.
ص: 564
توفي أبو ذر سنة اثنتين و ثلاثين بالربذة، و صلى عليه عبد الله بن مسعود؛ فإنه كان مع أولئك النفر الذين شهدوا موته، و حملوا عياله إلى عثمان بن عفان رضي الله عنهم بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، و قال: يرحم الله أبا ذر.
و كان آدم طويلاً أبيض الرأس و اللحية، و سنذكر باقي أخباره في الكنى، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
801- جُنْدَبُ بْنُ حَيَّانَ (1)
(س) جُنْدَبُ بنُ حيَّان أبو رِمْثَةَ التَّمِيمي. من بني امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، اختلف في اسمه، فسماه البرقي كذلك، و أورده أبو عبد الله بن مَنْدَه في رفاعة.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
802- جُنْدَبُ بْنُ زُهَيْرٍ (2)
(ب د ع) جُندب بن زُهَيْر بن الحارث بن كثير بن جُشم بن سُبَيع بن مالك بن ذُهْل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد الأزدي الغامدي. كان على رجَّالة صفين مع علي، و قتل في تلك الحرب بصفين.
قال أبو عمر: قيل إن الذي قتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة بن أبي معيط هو: جندب بن زهير، قاله الزبير بن بكار، و قيل: جندب بن كعب، و هو الصحيح، قال: و قد اختلف في صحبة جندب بن زهير؛ فقيل: له صحبة، و قيل: لا صحبة له، و إن حديثه مرسل، و تكلموا في حديثه من أجل السري بن إسماعيل.
قال أبو نعيم: ذكره البغوي و قال: هو أزدي. و روى الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق، فذكر بخير ارتاح له؛ فزاد في ذلك القالة الناس، فأنزل الله تعالى في ذلك: ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف/ 110] و كان فيمن سيَّره عثمان رضي الله عنه من الكوفة إلى الشام، و هو أحد جناب الأزد، و هم أربعة: جندب الخير بن عبد الله، و جندب بن كعب قاتل الساحر، و جندب بن عفيف، و جندب بن زهير، و قتل مع علي بصفين.
ص: 565
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و أما أبو عمر فأخرج من أخباره شيئاً في ترجمة جندب بن كعب.
803- جُنْدَبُ بْنُ ضَمْرَةَ (1)
(ب د ع) جُنْدب بن ضمْرة اللَّيْثي. هو الذي نزل فيه قوله تعالى: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [النساء/ 100] الآية.
و قد اختلف العلماء في اسمه، فروى طاوس عن ابن عباس أن رجلاً من بني ليث، اسمه جندب بن ضمرة، كان ذا مال، و كان له أربعة بنين، فقال: اللهم إني أنصر رسولك بنفسي، غير أني أعود عن سواد المشركين إلى دار الهجرة، فأكون عند النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فأكثر سواد المهاجرين و الأنصار، فقال لبنيه: احملوني إلى دار الهجرة، فأكون مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فحملوه، فلما بلغ التَّنعيم مات، فأنزل الله عز و جل: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ) الآية.
و روى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط، مثله، و روى حجاج بن منهال، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن قسيط، مثله، و روى أيضاً اسمه جندع بن ضمرة، و وافقه عليه عامة أصحاب ابن إسحاق.
و روى عكرمة عن ابن عباس: ضمرة بن أبي العيص، و قال عبد الغني بن سعيد: اسمه ضمرة، و روى أبو صالح عن ابن عباس اسمه: جندع بن ضمرة، و قيل: ضمضم بن عمرو الخزاعي، و هذا اختلاف ذكره ابن منده و أبو نعيم.
و أما أبو عمر فقال: جندب بن ضمرة الجندعي، لما نزلت: (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) [النساء/ 97] فقال: اللهم قد أبلغتَ في المعذرة و الحجة، و لا معذرة و لا حجة، ثم خرج و هو شيخ كبير، فمات في بعض الطريق، فقال بعض أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: مات قبل أن يهاجر فلا ندري أعلى ولاية هو أم لا؟ فنزلت: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) و لم ينقل من الاختلاف شيئاً.
أخرجه الثلاثة.
804- جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (2)
(ب د ع) جُنْدَبُ بنُ عبد الله بن سُفيان البَجَلي العَلقي. و علقة: بفتح العين و اللام: بطن
ص: 566
من بجيلة، و هو علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث، له صحبة ليست بالقديمة، يكنى أبا عبد الله، سكن الكوفة ثم انتقل إلى البصرة؛ قدمها مع مصعب بن الزبير.
روى عنه من أهل البصرة: الحسن، و محمد و أنس ابنا سيرين، و أبو السَّوَّار العدوي، و بكر بن عبد الله، و يونس بن جبير الباهلي، و صفوان بن محرز، و أبو عمران الجوني. و روى عنه من أهل الكوفة عبدُ الملك بن عمير، و الأسود بن قيس، و سلمة بن كُهيل.
و له رواية عن أبي بن كعب، و حذيفة، روى عنه الحسن أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَانْظُرْ لَا يَطْلُبَنَّكَ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ» (1).
قال ابن مَنْدَه و أبو نعيم: و يقال له: جندب الخير؛ و الذي ذكره ابن الكلبي أن جندب الخير هو جندب بن عبد الله بن الأخرم الأزدي الغامدي.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد، أخبرنا جعفر بن أحمد بن الحسين المقري، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أخبرنا أبو الحسين عبد الله بن جعفر بن بیان، الزَّبيبي، حدثنا أحمد بن أبي عوف، حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا معمر، قال: سمعت أبي يحدث أن خالداً الأثبج ابن أخي صفوان بن محرز، حدث عن صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبد الله البجلي بعث إلى عَسْعَس بن سلامة، زمن فتنة ابن الزبير، قال: اجمع لي نفراً من إخوانك حتى أحدثهم، فبعث رسولاً إليهم، فلما اجتمعوا جاء جندب، و عليه بُرْنُس أصفر، فحسر البرنس عن رأسه فقال: «إِنَّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بَعَثَ بَعْثَاً مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَ أَنَّهُمُ الْتَقَوْا، فَكَانَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ، فَقَتَلَهُ، و إن رجلاً من المسلمين
ص: 567
التمس غفلته، قال: و كنا نحدث أنه أسامة بن زيد، فلما رفع عليه السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله. و جاء البشير إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فسأله، و أخبره، حتى أخبره خبر الرجل كيف صنع، فدعاه فسأله فقال: لم قتلته؟ فقال: يا رسول الله، أوجع في المسلمين. و قتل فلاناً و فلاناً، و سمى له نفراً، و إني حملت عليه السيف، فلما رأى السيف قال: لا إله إلا الله، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَ قَتَلْتَهُ» ؟ قال: نعم، قال: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ القِيَامَةِ»؟ قال: فجعل لا يزيد على أن يقول: «كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ القِيَامَةِ؟» (1).
فقال لنا جندب عند ذلك: قد أظلتكم فتنة من قام لها أرْدَتْه، قال: فقلنا: فما تأمرنا، أصلحك الله، إن دخل علينا مصرنا؟ قال: ادخلوا دوركم، قلنا: فإن دخل علينا دورنا؟ قال: ادخلوا بيوتكم، قال: فقلنا: إن دخل علينا بيوتنا؟ قال: ادخلوا مخادعكم، قلنا: فإن دخل علينا مخادعنا؟ قال: كن عبد الله المقتول و لا تكن عبد الله القاتل.
أخرجه الثلاثة.
805- جُنْدَبُ بْنُ عَمْرِوٍ (2)
(د ع) جُنْدَبُ بن عَمْرو بن حُمَمَة الدَّوسي. حليف بني عبد شمس. قال عروة بن الزبير و ابن شهاب: إنه قتل بأجنادين.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
806- جُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ (3)
(ب د ع) جُنْدَبُ بنُ كَعْب بن عَبد الله بن غَنْم بن جَزْء بن عامر بن مالك بن ذُهْل بن ثعلبة بن ظبيان بن غامد الأزدي ثم الغامدي، و قيل في نسبه غير ذلك. و هو أحد جنادب الأزد. و هو قاتل الساحر عند الأكثر. و ممن قاله الكلبي و البخاري.
روى عنه الحسن، أخبرنا ابراهيم بن محمد بن مهران الفقيه و غيره، قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى، أخبرنا أحمد بن منيع، أخبرنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جندب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «حَدُّ السَّاحِرٍ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ» (4).
ص: 568
قد اختلف في رفع هذا الحديث، فمنهم من رفعه بهذا الإسناد، و منهم من وقفه على جندب.
وكان سبب قتله الساحر أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما كان أميراً على الكوفة حضر عنده ساحر، فكان يلعب بين يدي الوليد يريه أنه يقتل رجلاً، ثم يحييه، و يدخل في فم ناقة ثم يخرج من حيائها (1)، فأخذ سيفاً من صيقل و اشتمل عليه، و جاء إلى الساحر فضربه ضربة فقتله، ثم قال له: أحي نفسك ثم قرأ: (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) [الأنبياء/ 3] فرفع إلى الوليد فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «حَدَّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْف»، فحبسه الوليد، فلما رأى السجان صلاته و صومه خلى سبيله، فأخذ الوليد السجانَ فقتله، و قيل: بل سجنه؛ فأتاه كتاب عثمان باطلاقه، و قيل: بل حبس الوليد جندباً، فأتى ابن أخيه إلى السجان فقتله، و أخرج جندباً فذلك قوله: [الطويل]
أ فِي مَضْرَبِ السَّحَّارِ يُجبَسُ جُنْدَبٌ *** وَ يُقْتَلُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ الأَوَائِلُ
فَإِنْ يَكُ ظَنِّي بِابْنِ سَلْمَى وَ رَهْطِهِ *** هُوَ الحَقِّ يُطْلِقُ جُنْدَباً وَ يُقَاتِلُ (2)
و انطلق إلى أرض الروم، فلم يزل يقاتل بها المشركين، حتى مات لعشر سنوات مضين من خلافة معاوية.
و قيل لابن عمر: إن المختار قد اتخذ كرسياً يطيف به أصحابه يستسقون به و يستنصرون، فقال: أين بعض جنادبة الأزد عنه؟ و هم: جندب بن زهير من بني ذبيان، و جندب الخير بن عبد الله، و جندب بن كعب، و جندب بن عفيف.
أخرجه الثلاثة.
807- جُنْدَبُ بْنُ مَكِيثٍ (3)
(ب د ع) جُنْدَبُ بنُ مَكِيث بن عمرو بن جراد بن يرْبوع بن طُحيل بن عدي بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد الجهني، أخو رافع بن مكيث، لهما صحبة.
روى عنه مسلم بن عبد الله الليثي، و أبو سبرة الجهني، و استعمله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على صدقات جهينة، قاله محمد بن سعد، و سكن المدينة.
ص: 569
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يعقوب قال: قال أبي: حدثني محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله الليثي، عن جندب بن مكيث قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم غالب بن عبد الله الكلبي، كلب ليث، إلى بَلْملوح، قال: فخرجنا فلما أجلبوا (1) و سكنوا و ناموا، شننا عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا، و استقنا النِّعَمَ.
و قال أبو أحمد العسكري: هو جندب بن عبد الله بن مكيث، ثم نقض هو على نفسه فإنه قال في ترجمة رافع بن مكيث: إنه أخو جندب، و لم يذكر في نسب رافع: عبد الله، فكيف يكون أخا جندب! إنما هو على ما ذكره في جندب: عم جندب بن عبد الله بن مكيث.
أخرجه الثلاثة.
808- جُنْدَبُ بْنُ نَاجِيَةَ (2)
(د ع) جُنْدبُ بن نَاجِيَة أو نَاجِية بن جُنْدَبُ. روى محمد بن معمر، عن عبيد الله بن موسى، عن موسى عبيدة، عن عبد الله بن عمرو الأسلمي، عن ناجية بن جندب، أو جندب بن ناجية قال: «لما كنا بالغمِيم أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم خبر أن قريشاً بعثت خالد بن الوليد في خيل يتلقى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ و فکره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يلقاه، و كان بهم رحيماً، قال: «مَنْ رَجُلٌ يَعْدِلُ بِنَا عَنِ الطَّرِيقِ»؟ (3). فقلت: أنا بأبي أنت، فأخذتهم في طريق، فاستوت بنا الأرض حتى أنزلته الحديبية، و هي نَزَح (4)؛ فألقى فيها سهماً أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها، و دعا، ففارت عيونها حتى إني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا.
و رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبيد الله، و قال: عن ناجية، و لم يشك.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قوله: لما كنا بالغميم، هذا في عمرة الحديبية؛ فإن خالداً كان حينئذ كافراً، ثم أسلم بعدها.
ص: 570
809- جُنْدَبٌ أَبُو نَاجِيَةَ (1)
(د ع) جُنْدبُ أبو نَاجِية. في إسناده نظر، يقال: إنه الأول، روى مجزأة بن زاهر الأسلمي، عن ناجية بن جندب، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حين صد الهدي، فقلت: يا رسول الله، تبعث معي بالهدي فلينحر بالجرم؟ قال: «وَ كَيْفَ تَصْنَعُ »؟ (2) قلت: آخذ به في أودية لا يقدرون عليَّ، قال: و بعث به فنحرته بالحرم.
كذا ذكره ابن منده.
و قال أبو نعيم: ذكره بعض الرواة و زعم أنه الأول، و هو وهم، و صوابه: ناجية بن جندب، و روى عن مجزأة بن زاهر، عن أبيه، عن ناجية بن جندب الأسلمي، قال: «أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حين صد الهدي . . .» و ذكره قال: رواه بعض الرواة، فوهم فيه، فجعل رواية مجزأة عن أبيه، إلى ناجية، عن أبيه، فجعل وهمه ترجمة، و لا خلاف أن صاحب بدن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ناجية بن جندبٍ، و اتفقت رواية الأثبات، عن إسرائيل، عن مجزأة، عن أبيه، عن ناجية.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
810- جُنْدَبٌ (3)
(د ع) جُنْدبُ، مجهول، في إسناده مقال و نظر، روى حديثه إسحاق بن ابراهيم شاذان، عن سعد بن الصلت، عن قيس عن زهير بن أبي ثابت، عن ابن جندب، عن أبيه، قال: سمعت رسول صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي، وَ آمِنْ رَوْعَتِي، وَ أَقْضِ دَيْنِي» (4).
أخرجه ابن مَنْدَه، وَ أَبُو نُعَيمٍ.
811- جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ (5)
(ب د ع) جَنْدَرَة بن خَيْشَنة بن نُقَير بن مُرة بن عُرَنَةَ بن وائلة بن الفاكة بن عمرو بن
ص: 571
الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو قرْصَافة، من بني مالك بن النضر، و جعله ابن ماكولا ليثياً، و ليس بشيء.
و نسبه ابن منده و أبو نعيم، و أسقطا من نسبه الحارث و النضر و كنانة، و قالا: هو من ولد بن النضر بن مالك كنانة. و لم يذكراهما في نسبه، نزل فلسطين من الشام، و له أحاديث مخرجها من الشاميين.
أخرجه الثلاثة، و يرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
وايلة: بالياء تحتها نقطتان. و خيشنة: بالخاء المعجمة المفتوحة، و بعدها ياء تحتها نقطتان، ثم شين معجمة و نون. و جندرة: بالجيم و النون و الدال المهملة و آخره راء و هاء. و عرنة: بضم العين المهملة، و فتح الراء و النون.
812- جُنَدَعُ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ (1)
(ب د ع) جُنْدَعُ الأَنْصَارِي الأوْسي. روى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن قُسَيط أن جندع بن ضمرة الجُنْدَعي أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قاله ابن منده.
و رواه أبو نعيم عن آدم، عن حماد، عن ثابت، عن ابن لعبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه، عن جندع الأنصاري، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِه».
و روى عطاء بن السائب، عن عبد الله بن الحارث أن جندعا الجندعي كان يأتي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فَيَقُوتُه وَ يُلْطِفهُ» (2).
و روى أبو أحمد العسكري بإسناده عن عمارة بن يزيد، عن عبد الله بن العلاء، عن الزهري قال: سمعت سعيد بن جناب يحدث عن أبي عنفوانة المازني، قال: سمعت أبا جنيدة جندع بن عمرو بن مازن، قال سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»، و سمعته _ و إلا صُمَّتا _ يقول، و قد انصرف من حجة الوداع، فلما نزل غدير خُمّ قام في
ص: 572
الناس خطيباً و أخذ بيد علي و قال: «مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادَ مَنْ عَادَاهُ» (1).
قال عبيد الله: فقلت للزهري: لا تحدث بهذا بالشام، و أنت تسمع ملء أذنيك سب علي، فقال: و الله إن عندي من فضائل علي ما لو تحدثت بها لقتلت.
أخرجه الثلاثة.
قلت: كذا روى ابن منده في أول الترجمة، جعل الترجمة لجندع الأنصاري، و الحديث لجندع بن ضمرة الجندعي، و لا شك قد اشتبه عليه؛ فإن جندع بن ضمرة يأتي في الترجمة بعد هذه.
813- جُنْدَعُ بْنُ ضَمْرَةَ (2)
جُندَعُ بن ضَمْرَةَ. روى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، أن جندب بن ضمرة الليثي هو الذي نزل فيه: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [النساء/ 100] الآية.
و روى حجاج بن منهال، عن ابن إسحاق، عن يزيد، فقال: إن جندع بن ضمرة . . و وافقه عليه عامة أصحاب ابن إسحاق، و قد تقدم في جندب بن ضمرة أتم من هذا.
814- جَنْدَلَةُ بْنُ نَضْلَةَ (3)
(ب) جَنْدلَةُ بن نَضْلة بن عَمْرو بن بَهْدلة. حديثه في أعلام النبوة حديث حسن.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
815- جُنَيْدُ بْنُ سِبَاعِ الجُهَنِيُّ (4)
(ب د ع) جُنَيْد بن سِبَاع الجُهني، و قيل: حبيب، و كنيته أبو جمعة، يعد في الشاميين،
ص: 573
ذكروه ههنا بالياء المثناة من تحتها بعد النون، و قد تقدم حديثه في جُنْبُذ بالباء الموحدة بعد النون.
أخرجه الثلاثة.
816- جُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1)
جُنَيْد بن عَبْد الرّحمن بن عَوْف بن خالد بن عفيف بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وفد هو و أخوه: حميد و عمرو بن مالك على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قاله هشام بن الكلبي.
817- جَهْبَلُ بْنُ سَيْفٍ (2)
(س) جَهْبَل بن سَيْف، من بني الجُلاح. و هو الذي ذهب يَنْعَي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى حضرموت، و له يقول امرؤ القيس بن عابس: [الكامل]
شَمِتَ البَغَايَا يَومَ أَعْلَنَ جَهْبَلٌ *** بِنَعِيِّ أحْمدٍ النَّبِيِّ المُهْتَدِي (3)
وَ جَهْبَلُ و أهل بيته من كلب، يسكنون حضرموت، و كذلك ذكره ابن الكلبي: أنه من كلب بن وبرة.
أخرجه أبو موسى.
818- جَهْجَاهُ بْنُ قَيْسٍ (4)
(ب دع) جَهْجَاه بن قَيْس، و قيل: ابن سعيد بن سعد بن حرام بن غِفَارِ، الغفاري، و هو من أهل المدينة، روى عنه عطاء و سليمان ابنا يسار، و شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ربيعة الرّضوان، و شهد غزوة المُرَيْسِيع إلى بني المصطلق من خزاعة، و كان يومئذٍ أجيراً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه و وقع بينه و بين سِنان بن وبر الجهني في تلك الغزوة شر؛ فنادى جهجاه: يا للمهاجرين، و نادى
ص: 574
سنان: يا للأنصار، و كان حليفاً لبني عوف بن الخزرج، و كان ذلك سبب قول عبد الله بن أبَيّ رأس المنافقين: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ).
روى عنه عطاء بن يسار أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «الكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَ المُؤْمِنُ يَأْكُلُ (1) فِي مِعَى وَاحِدٍ». و هو المراد بهذا الحديث في كفره و إسلامه؛ لأنه شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم، ثم أسلم فلم يستتم حلاب شاة واحدة.
قال أبو عمر: و هو الذي تناول العصا من يد عثمان، رضي الله عنه، و هو يخطب، فكسرها يومئذ، فأخذته الأكُلَةُ في ركبته، و كانت عصا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و توفي بعد قتل عثمان بسنة.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و غير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول: كنا في غزوة، يرون أنها غزوة بني المصطلق، فكَسَع (2) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال المهاجري: يا للمهاجرين، و قال الأنصاري: يا للأنصار؛ فسمع ذلك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ»؟ قالوا: رجل من المهاجرين كسع رجلاً من الأنصار، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَة»، فسمع ذلك عبد الله ابن أبي ابن سلول فقال: و قد فعلوها. لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ» (3).
و قال غير عمرو بن دينار: فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله: و الله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل و رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم العزيز، ففعل.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي الطبري بإسناده إلى أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو كريب قال: أخبرنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، عن عبيد بن سلمان القرشي، عن عطاء بن يسار، عن
ص: 575
جهجاه الغفاري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم «المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعىً وَاحِدٍ، وَ الكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ» (1).
أخرجه الثلاثة.
819- جَهْدَمَةُ (2)
(س) جَهْدَمة، قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين و غيره. أخبرنا أبو موسى كتابة أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذناً، أخبرنا أبو أحمد العطّار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان أبو حفص، حدثني أبي، أخبرنا جعفر بن محمد بن شاكر (ح) قال أبو حفص: و حدثنا محمد بن يعقوب الثقفي، أخبرنا أحمد بن عمار الرازي قالا: حدثنا محمد بن الصلت، أخبرنا منصور بن أبي الأسود، عن أبي جناب، عن إياد بن لقيط، عن الجهدمة قال: «رأيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم خرج إلى الصلاة و برأسه رَدْع (3) الحناء». و رواه جماعة عن إياد، عن أبي رمثة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و ذكر عَبْدَانُ أن الجهدمة اسم أبي رمثة. أخرجه أبو موسى.
قلت: و قد اختلف في اسم أبي رمثة التيميّ، و لم أظفر فيها بأن اسمه جهدمة إلا أن الراوي عنه إياد بن لقيط.
820- جَهْرٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ (4)
(د ع) جَهْر أبو عَبْد الله. روى حديثه الزهري، عن عبد الله بن جهر، عن أبيه، قال: قرأت خلف النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فلما انصرف قال: «يَا جَهْرُ، أَسْمِعْ رَبَّكَ وَ لَا تُسْمِعْنِي» (5).
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
821- جَهْمٌ الأَسْلَمِيُّ (6)
(د ع) جَهْم الأسْلَمي. و قيل: السلمي، و هو وهم، و الصواب: جاهمة، عداده في أهل
ص: 576
المدينة. روى حسان بن غالب، عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبي حنظلة بن عبد الله، عن معاوية بن جهم الأسلمي، عن أبيه جهم أنه قال: «جئت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: فقلت: يا رسول الله، إني قد أردت الجهاد في سبيل الله، فقال: «هَلْ مِنْ أَبَوَيْكَ مِنْ حَيِّ»؟ قلت: نعم أمي. قال: «فَالْزَمْ رِجْلَهَا»، قال: فأعدت عليه ثلاثاً، فقال: «وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا؛ فَثَمَّ الجَنَّةُ» (1).
خالفه ابن جريج فرواه عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية بن جاهمة، و هو أصح.
قال أبو نعيم: اختلف على ابن إسحاق فيه؛ فمنهم من قال: عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه جاهمة، و منهم من قال: عن ابن معاوية بن جاهمة قال: «أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم . .» و لم يقل أحد منهم جهم، إلاحسان بن غالب عن ابن لهيعة، عن يونس بن يزيد، عن ابن إسحاق، و أدخل بين محمد و معاوية: أبا حنظلة بن عبد الله؛ فخالف فيه أصحاب ابن جريج؛ لأن أصحاب ابن جريج اتفقوا في روايتهم عنه، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، و هو طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قد أخرجه الثلاثة في جاهمة، و جعلوه سلمياً لا أسلمياً.
822- جَهْمُ البَلَوِيُّ (2)
(ب د ع) جَهْم البَلَوِي. روى عنه ابنه علي أنه قال: «وافينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الجمعة فسألنا: من نحن؟ فقلنا: نحن بنو عبد مناف، فقال: «أَنْتُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ» (3).
أخرجه الثلاثة.
823- جَهْمُ بْنُ قُثَمَ (4)
(ع) جهم بن قُثَم. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع وفد عبد القيس مع الزارع، إن صح.
أسد الغابة / ج 1/ م 37
ص: 577
روی مطر بن عبد الرحمن، عن امرأة من عبد القيس يقال لها: أم أبان بنت الزارع، عن جدها الزارع أنه وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع ابن عم له. و رواه بكار بن قتيبة، عن موسى بن إسماعيل بإسناده، فسمى ابن عمه: جهم بن قثم.
و جهم هذا هو الذي ذكر في حديث عبد القيس لما سألوا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الأشربة، فنهاهم عنها، و قال: «حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَضْرِبُ ابْنَ عَمِّهِ بِالسَّيْفِ، وَ فِي القَوْم رَجُلٌ قَدْ أَصَابَتْهُ جِرَاحِةٌ»، كذلك قال ابن أبي خيثمة: هو جهم بن قثم.
أخرجه أبو نُعَيمٍ.
824- جَهْمُ بْنُ قَيْسٍ
(ع) جَهْم بنَ قَيْس. له ذكر في حديث أبي هند الداري.
أخرجه أبو نعيم كذا مختصراً.
825- جَهْمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ (1)
(ب) جَهْم بن قَيْس بن عَبْد بنُ شُرَحْبِيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار القرشي العبدري، أبو خزيمة.
هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أم حرملة بنت عبد بن الأسود الخزاعية. و يقال: حريملة بنت عبد [بن] الأسود، و توفيت بأرض الحبشة، و هاجر معه ابناه عمرو و خزيمة ابنا جهم بن قيس، و يقال فيه: جهيم بن قيس، و هو غير الذي قبله، قاله أبو عمر، و قد ذكره هشام الكلبي و الزبير فقالا: جهم بغير ياء، و قالا: هاجر إلى أرض الحبشة.
827- جُهَيْشُ بْنُ أُوَيْسٍ (1)
(د ع) جُهَيْشُ بن أُوَيْس النَّخَعِي. قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، في إسناد حديثه نظر.
روی عبد بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في نفر من أصحابه من مَذْحِج، فقالوا: يا رسول الله، إنا حي من مذحج» فذكر حديثاً طويلاً فيه شعر.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
828- جهيم بن الصلت (2)
(ب س) جهيم بن الصلت بن مَخْرَمَةَ بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي.
أسلم عام خيبر، و أعطاه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من خيبر ثلاثين وسقاً، و جهيم هذا هو الذي رأى الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش، لتمنع غِيْرَها يوم بدر، و نزلوا بالجحفة؛ ليتزوّدوا من الماء، فغلبت جهيماً عينه، فرأى في منامه راكباً على فرس له، و معه بعير له، حتى وقف على العسكر فقال: قتل فلان و فلان؛ فعدد رجالاً من أشراف قريش، ثم طعن في لَبَّة بعيره، ثم أرسله في العسكر؛ فلم يبق خباء من أخبية قريش إلا أصابه بعض دمه؛ قاله يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
و روی ابن شاهين، عن موسى بن الهيثم، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن سعد قال: جهيم بن الصلت بن المطلب بن عبد مناف، أسلم بعد الفتح، لا أعلم له رواية. و وافقه على هذا النسب و وقت إسلامه أبو أحمد العسكري، و أسقط من نسبه مخرمة، و إثباته صحيح ذكره ابن الكلبي، و ابن حبيب، و الزبير، و أبو عمر، و غيرهم.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
829- جهيم بن قيس (3)
(ب) جُهَيم بن قَيْس بن عَبْد بن شُرحبِيل. و قيل: جهم، و قد تقدم ذكره في جهم، و هاجر إلى الحبشة مع امرأته خولة.
أخرجه أبو عمر.
ص: 579
830- جَوْدَانُ (1)...
(ب د ع) جوْدَان. غير منسوب، و قيل: ابن جودان. سكن الكوفة.
روى عنه الأشعث بن عمير، و العباس بن عبد الرحمن، روى ابن جريج، عن
العباس بن عبد الرحمن بن مينا، عن جودان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيهِ أَخُوهُ مَعْذِرَةً فَلَمْ يَقْبَلُهَا كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ خَطِيئَةِ [صَاحِبِ] مَكْسِ» (2).
و روى عنه الأشعت بن عمير قال: أتى وفد عبد القيس نبي الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلموا، و سألوه عن النبيذ فقالوا: يا رسول الله، إن أرضنا أرض وَخِمَة لا يصلحنا إلا النبيذ، قال: «فَلَا تَشْرَبُوا في النَّقِيرِ، فَكَأَنَيّ بِكُمْ إِذَا شَرِبْتُمْ فِي النَّقِيرِ قَامَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيوفِ، فَضُرِبَ رَجُلٌ مِنْكُمْ ضَرْبَةً لا يَزَالُ أَعْرِجَ مِنْهَا إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ»، فضحكوا، فقال: «مَا يُضْحِكُكُمْ؟» (3) فقالوا: و الله لقد شربنا في النقير، فقام بعضنا إلى بعض السيوف، فضرب هذا ضربة بالسيف، فهو أعرج كما ترى.
أخرجه الثلاثة.
831- جَوْن بن قَتَادةَ (4)
(د ع) جَوْن بن قَتَادةَ بن الأعْوَر بن سَاعِدة بن عوف بن كعب بن عبشمس بن زيد مناة بن تميم التميمي.
يعد في البصريين، قيل له صحبة، و قيل: لا صحبة له و لا رؤية، و هم فيه هشيم، فروى يحيى بن أيوب، عن هشيم، عن منصور بن وردان، عن الحسن، عن الجون بن قتادة قال: كنا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في بعض أسفاره، فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء، فأراد أن يشرب، فقال صاحب السقاء: إنه ميتة، فأمسك حتى لحقه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فذكر ذلك له، فقال: «اشْرَبُوا؛ فَإِنَّ دِبَاغَ المَيْتَةِ طَهُوُرَها» (5).
ص: 580
كذا قال هشيم، و رواه جماعة عنه، منهم: شجاع بن مخلد، و أحمد بن منيع، و رواه عمرو بن زرارة و الحسن بن عرفة، عن هشيم عن منصور، و يونس و غيرهما عن الحسن، عن سلمة بن المحبِّق، و لم يذكر في الإسناد جوناً. و رواه قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق و هو الصحيح؛ قاله ابن منده.
و قال أبو نعيم بعد أن أخرجه: و روى الحديث عن هشيم، عن منصور، عن الجون، فقال: أخرجه بعض الواهمين في الصحابة، و نسب و همه إلى هشيم، و حكم أيضاً أن جماعة رووه عن هشيم، عن منصور و يونس، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق، و لم يذكر في الإسناد جوناً، و هو وهم ثان؛ لأن زكريا بن يحيى بن حَمُّويه رواه عن هشيم نحو ذا و الراوي عنه أسلم بن سهل الواسطي، و هو من كبار الحفاظ و العلماء من أهل واسط؛ فتبين أن الواهم غير هشيم إذا وافقت روايته رواية قتادة، عن الحسن، عن جون، عن سلمة، و الله أعلم.
و شهد الجون وقعة الجمل مع طلحة و الزبير.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
832- جُوَيْرِيَةُ العَصْرِيُّ (1)
(ب د ع) جُوَيريَة العَصري. أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد عبد القيس، روت سهلة بنت سهل الغنوية، عن جدتها جَمادة بنت عبد الله، عن جويرية العصري قال: أتيتُ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد عبد القيس، و معنا المنذر، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «فيك خَلَّتَان يحبهما الله: الحلم و الأناة» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
833- جَيْفَرُ بْنُ الْجَلَنْدِيِّ (3)
(ب س) جَيْفَر بن الجَلَندِي بن المستكبر بن الحراز بن عبد العزى بن مِعْولة بن عثمان بن عمرو بن غَنْم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران الأزدي العماني.
ص: 581
كان رئيس أهل عمان هو و أخوه عبد بن الجلندي، أسلما على يد عمرو بن العاص لما بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى ناحية عمان، و لم يقدما على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يرياه، و كان إسلامهما بعد خيبر.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 582
باب الحاء
834- حَابِسُ بْنُ دُغُنَّةَ الكَلْبِيُّ (1)
(ب) حَابسُ بن دُغُنَّة الكلبي. له خبر في أعلام النبوة، له رؤية و صحبة.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
835- حَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ (2)
(ب دع) حَابِسُ بن رَبِيعَة التَّمِيمي، أبو حَيَّة، و ليس بوالد الأقرع.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي و غيره، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي، أخبرنا عمرو بن علي، أخبرنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن حية بن حابس، عن أبيه أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «لا شَيْء فِي الهَامِ؛ وَ العَيْنُ حَقٌّ» (3).
و رواه الأوزاعي، عن يحيى، عن حيوة بن حابس، أو عائش، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نحوه.
و رواه شیبان؛ عن يحيى، عن أبي حية، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و رواه حرب بن شداد مثل علي بن المبارك؛ و لم يذكر أبا هريرة و لا أباه.
أخبرنا يحيى بن محمود بإسناده، عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا
ص: 583
عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا حرب بن شداد، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن حية بن حابس التميمي، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «لاشَيْءَ فِي الهَامِ؛ وَ العَيْنُ حَقٌّ، وَ أَصْدَقُ الطَّيَرَةِ الفَأْلُ».
أخرجه الثلاثة.
حية: بالياء تحتها نقطتان.
836- حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ (1)
(ب د ع) حَابِسُ بن سَعْد. و يقال: ابن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربي بن عبد بن قصي بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن جَرْم، و هو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طیئ الطائي، يعد في أهل حمص.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا أبو المغيرة، أخبرنا حَرِيز بن عثمان الرَّحَبي، قال: سمعت عبد الله بن غابر الألهاني، قال: دخل حابس بن سعد الطائي المسجد من السَّحَر، و قد أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فرأى الناس يصلون في مقدم المسجد؛ فقال: المراءون. فقال: «أَرْعِبُوهُمْ فَمَنْ أَرْعَبَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ»، فَأَتَاهم الناس فأخرجوهم قال: و قال: «إِنَّ المَلَائِكَةَ تُصَلِّي مِنَ السَّحَرِ فِي مَقْدِمِ المَسْجِدِ».
و قال أبو عمر: يعرف في أهل الشام باليماني، و قال: إن أهل العلم بالخبر قالوا إن عمر بن الخطاب دعا حابس بن سعد الطائي، فقال: إني أريد أن أوليك قضاء حمص، فكيف أنت صانع؟ قال: أجتهد رأيي و أشاور جلسائي، فقال: انطلق فلم يمض إلا يسيراً حتى رجع، فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيت رؤيا فأحببت أن أقصها عليك، قال: هاتها، قال: رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق و معها جمع عظيم من الملائكة، و كأن القمر قد أقبل من المغرب و معه جمع عظيم من الكواكب، فقال له عمر: مع أيهما كنت؟ قال مع القمر، قال عمر: كنت مع الآية الممحوة، لا و الله لا تعمل لي عملاً أبداً، ورده، فشهد صفين مع معاوية و معه راية طیئ، فقتل يومئذ، و هو خَتَن عدي بن حاتم، و خال ابنه زيد، و قتل زيد قاتله غدراً، فأقسم أبوه عدي ليدفعنه إلى أولياء المقتول، فهرب إلى معاوية، قال: و خبره مشهور عند أهل الأخبار.
أخرجه الثلاثة، روي من وجوه.
غابر: بالغين المعجمة و الباء الموحدة، و جرم: بالجيم و الراء، و حريز: بالحاء المهملة و آخره زاى، و الرَّحَبِي: بفتح الراء و الحاء.
ص: 584
837- حَاتِمٌ خَادِمُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه و آله و سلّم (1)
(س) حَاتِم. خادم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال حاتم: اشتراني النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بثمانية عشر ديناراً فأعتقني، فقلت: لا أفارقك و إن أعتقتني؛ فكنت معه أربعين سنة.
أخرجه أبو موسى، و إسناده من أغرب الأسانيد.
838- حَاتِمُ بْنُ عَدِيٍّ (2).
(س) حَاتِم بنُ عَدِي. روى حديثه ابن لهيعة، عن سالم بن غيلان، عن سليمان بن أبي عثمان، عن حاتم بن عدي أو عدي بن حاتم الحمصي، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الإِفْطَارَ وَ أَخَّرُوا السُّحُورَ» (3).
أخرجه أبو موسى.
839- حَاجِبُ بْنُ زَيْدٍ (4)
(ب س) حَاجِبُ بن زَيْد بن تَيْم بن أمَيَّة بن خفاف بن بياضة الأنصاري الخزرجي البياضي، أخو الحباب، ذكر ابن شاهين و الطبري أنهما شهدا أحداً.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
840- حَاجِبُ بْنُ يَزِيدٍ (5)
(ب) حَاجِبُ بن يَزِيد الأنْصارِي الأشْهَلي. من بني عبد الأشهل، و قيل: إنه من بني زعوراء بن جُشَم من الأوس، و زعوراء أخو عبد الأشهل، و قيل: هو حليف لهم من أزد شنوءة، قتل يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
ص: 585
841- الحَارِثُ بْنُ الأَزْمَعِ (1)
(ب س) الحَارِثُ بن الأَزْمَع الهَمْدَانِي، مذكور في الصحابة، توفي آخر أيام معاوية؛ قاله أبو عمر.
و قال أبو موسى: ذكره عبدان و ابن شاهين في الصحابة، و قال ابن شاهين: أدرك الجاهلية، و هو تابعي، روى عن عمر و غيره.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
842- الحَارِثُ بْنُ أَسَدٍ (2)
الحَارِث بن أسَد بن عَبْد العُزَّى بن جَعْوَنة بن عَمْرو بن القَيْن بن رِزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، له صحبة، قاله ابن الكلبي.
843- الحَارِثُ بْنُ أُشَيْمٍ (3)
(د ع) الحَارِث بن أشيم بن رَافع بن امْرئ القَيْس بن زيد بن عبد الأشهل؛ كذا نسبه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من الأوس من بني عبد الأشهل.
قال أبو نعيم: و قال أبو معشر نَجِيح المدني: الحارث بن أوس، و سنذكره إن شاء الله تعالى.
و قال ابن إسحاق: الحارث بن أنس بن رافع، و مثله قال ابن الكلبي.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
844- الحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ (4)
(ب د ع) الحَارِثُ بن أُقَيْش و قيل: وُقَيْش و هو واحد، و هو عُكْلي، و قيل: عوفي، و هم
ص: 586
واحد؛ فإن ولد عوف بن وائل بن قيس عوف بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة يقال لكل منهم: عكلي باسم أمَة حضنتهم، فنسبوا إليها، يقال: كان حليفاً للأنصار.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا حجاج بن يوسف، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا أبي، عن داود بن أبي هند، عن عبد الله بن قيس، عن الحارث بن أقيش أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةُ مِنَ الوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الحِنْثَ (1) إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ الجَنَّةَ». قالوا: يا رسول الله، و ثلاثة؟ قال: «وَ ثَلَاثَةُ»، قالوا: يا رسول الله، و اثنان؟ قال: «وَ أَثْنَانِ» (2).
و رواه شعبة و جعفر بن سليمان، و بشر بن المفضل و ابن أبي عدي، و غيرهم عن داود، و من حديثه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب لبني زهير بن أقيش حي من عكل . . الحديث.
أخرجه الثلاثة.
845- الحَارِثُ بْنُ أَنَسٍ (3)
(ب د ع) الحَارِثُ بن أنَسَ بن رَافع بن امْرِئ القَيْس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي.
قال أبو عمر: و أنس هو أبو الحَيْسر، شَهد بدراً، و قتل يوم أحد شهيداً، و وافقه ابن إسحاق و الكلبي.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم جعل هذا الحارث مختلفاً فيه؛ فذكره ابن أنس، و قال: خالف ابن إسحاق أبو معشر، فقال: الحارث بن أوس. و قال عروة: الحارث بن أشيم؛ هذا كلام أبي نعيم؛ فقد جعل الثلاثة واحداً.
و خالفه ابن منده؛ فجعلهما اثنين: أحدهما الحارث بن أنس، و قيل: ابن أوس بن رافع، و الثاني: الحارث بن أشيم، و جعل أبو عمر الحارث بن أوس غير الحارث بن أنس بن رافع؛ إلا أنه قال في الحارث بن أنس بن مالك: أخاف أن يكون ابن رافع الأشهلي، على ما
ص: 587
ذکره آنفاً، و خالفه ابن منده في نسبه، فقال: الحارث بن أنس بن رافع بن أوس بن حارثة، من بني عبد الأشهل، و فيه نظر؛ فإنه خالف الجميع، و لا عقب عليه.
أخرجه الثلاثة.
846- الحَارِثُ بْنُ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ (1)
(ب ع) الحَارِثُ بن أنَس بن مَالك بن عُبَيْدِ بن كَعْب الأَنْصَارِي. ذكره موسى بن عقبة في البدريين، و قال عن ابن شهاب: شهد بدراً من بني النَّبِيتِ، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب، قاله أبو نعيم؛ و قال: قال ابن إسحاق: الحارث بن أنس بن رافع، و قال أبو عمر: الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب، ذكره موسى بن عقبة في البدريين. فيه نظر؛ أخاف أن يكون الأشهلي ابن رافع، يعني الذي قبل هذه الترجمة.
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر: و قد تقدم الكلام عليه في الترجمة التي قبله، و الله أعلم.
قلت: بنو النبيت ينسبون إلى النبيت، و اسمه: عمرو بن مالك بن الأوس، و هو جد عبد الأشهل؛ فإن عَبْدَ الْأَشْهَلِ هو ابن جشم بن الخزرج بن النبيت.
847- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ الثَّقَفِيُّ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن أوْس الثَّقَفِي. و قيل: الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي. قال محمد بن سعد: الحارث بن أوس الثقفي له صحبة. روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث. و الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي نزل الطائف؛ روى عباد بن العوام، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي، عن عبد الرحمن البيلماني عن عمرو بن أوس، عن الحارث بن أوس، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «مَنْ حَجَّ أَوْ أَعْتَمَرَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ الطَّوَافَ بِالبَيْتِ» (3).
ص: 588
روى هذا الحديث عمر بن علي المقدمي. و عبد الله بن المبارك، و عبد الرحيم بن سليمان، و غيرهم عن الحجاج، فقالوا: الحارث بن عبد الله بن أوس.
أخرجه الثلاثة.
848- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ (1)
(ب) الحَارِثُ بن أوْس بن عَتِيك بن عَمْرو بن عَبْد الأَعْلَم بن عامر بن زَعُوراء بن جُشَم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الأوسي، و زعوراء أخو عبد الأشهل.
شهدا أحداً و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قتل يوم أجنادين، و ذلك لليلتين بقيتا من جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة بالشام.
أخرجه أبو عمر.
849- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذِ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن أوْس بن مُعَاذ بن النُّعْمان بن امْرئ القَيْس بن زيد بن عبد الأشهل بن جُشَم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو. و هو النَّبِيت بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي. يكنى أبا أوس. و هو ابن أخي سعد بن معاذ.
شهد بدراً. و قتل يوم أحد شهيداً. و كان يوم قتل ابن ثمان و عشرين سنة؛ قاله أبو عمر.
و قد روى علقمة بن وقاص، عن عائشة قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس، فو الله إني لأمشي إذ سمعت وئيد الأرض من خلفي، يعني حِسَّ الأرض، فالتفتُّ، فإذا أنا بسعد بن معاذ. فجلست إلى الأرض، و معه ابن أخيه الحارث بن أوس؛ فهذا يدل على أنه عاش بعد أحد. و هو ممن حضر قتل ابن الأشرف. قال ابن إسحاق: لم يعقب.
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده و أبا نعيم لم يذكرا أنه قتل يوم أحد؛ و إنما ذكرا له حديث عائشة المذكور، و الله أعلم.
850- الحَارِثُ بْنُ أَوْس بْنِ النُّعْمَانِ (3)
(د ع) الحَارِثُ بن أوْس بن النُّعمان النَّجَّاري. حضر قتل كعب بن الأشرف مع محمد بن مسلمة. حين بعثهما النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لقتله. قال عروة بن الزبير: إن سعد بن معاذ بعث الحارث بن
ص: 589
أوس بن النعمان، أخا بني حارثة، مع محمد بن مسلمة إلى كعب بن الأشرف، فلما ضرب ابن الأشرف أصاب رجل الحارث ذباب السيف، فحمله أصحابه. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: قول ابن منده و أبي نعيم في نسبه: النجاري، و أظنه تصحيفاً، فإن بني النجار من الخزرج و لم يشهد قتل كعب بن الأشرف خزرجي؛ إنما قتله نفر من الأوس. و قد رواه بعضهم الحارثي، فظنه النجاري. أو قد نقلاه من نسخة غلط الناسخ فيها، و يؤيد ما قلناه أنهما نقلا عن عروة أن سعد بن معاذ بعث الحارث بن أوس بن النعمان أخا بني حارثة، و لا أشك أن أبا نعيم تبع ابن مَنْدَه، و الله أعلم. و يرد الكلام عليه آخر ترجمة الحارث بن أوس الأنصاري، إن شاء الله تعالى، و لو لم يقولا: إنه حارثي لكنت أقول: إنه الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان بن أخي سعد بن معاذ؛ و إن كان الذي روى أنه حارثي عن عروة هو ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، و هو إسناد لا اعتبار به.
851- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ الأَنْصَارِيُّ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن أوْس الأنْصَارِي، هو ابن رافع. و قيل: ابن أنس بن رافع. قتل يوم أحد شهيداً. قال ذلك عروة، و موسى بن عقبة. و قالوا: استشهد من الأنصار بأحد من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن أوس.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و قد تقدم.
852- الحَارِثُ بْنُ أَوْس الْأَنْصَارِيُّ
(د ع) الحَارِثُ بن أوْس الأنْصَارِي. شهد بدراً، لا تعرف له رواية. قال موسى بن عقبة عن الزهري: شهد بدراً من النبيت، ثم من بني عبد الأشهل، الحارث بن أوس.
أخرجه أيضاً ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
قلت: قد أخرج ابن منده و أبو نعيم الحارث بن أوس أربع تراجم، إحداها: الحارث بن أوس بن معاذ أخو سعد بن معاذ، و الثانية: الحارث بن أوس بن النعمان النجاري الذي حضر قتل كعب، و الثالثة: الحارث بن أوس بن رافع الأنصاري، و قتل يوم أحد، و الرابعة: الحارث بن أوس من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل؛ فهذه أربع تراجم، قال بعض العلماء: كلها واحد؛ فإن الحارث بن أوس بن معاذ هو ابن أخي سعد بن معاذ، هو من بني عبد الأشهل، و عبد الأشهل من بني النبيت كما ذكرناه في نسبه، و شهد بدراً و قتل يوم أحد، و قيل: بقيَّ إلى يوم الخندق، و هو الذي أرسله سعد بن معاذ عمه لقتل كعب بن الأشرف، و هو
ص: 590
الحارث بن أوس بن النعمان نسب إلى جده؛ فإن أوس بن معاذ بن النعمان، هو أخو سعد بن معاذ، و جعلاه نجارياً، و ليس كذلك؛ فإن بني النجار من الخزرج الأكبر، و هذا من الأوس، ثم جعلاه حارثياً في الترجمة التي جعلاه فيها نجارياً، و هما متناقضان؛ فإن حارثة من الأوس و هو حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، و هو النبيت، بن مالك بن الأوس، و لا يقال: خزرجي، إلا لمن ينسب إلى الخزرج الأكبر أخي الأوس، و الله أعلم. و هذا قول صحيح لا شبهة فيه.
853- الحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ
(س) الحَارِثُ بن أوْس، له صحبة، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أحاديث.
أخرجه أبو موسى، عن ابن شاهين، و قال: أظنه الحارث بن أوس الذي ذكر في الکتب، فإن الواقدي ذكره هكذا بهذا اللفظ.
854- الحَارِثُ بْنُ بَدَلٍ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بن بَدَل السَّعْدِي، و قيل: الحارث بن سليمان بن بدل، يعد في أهل الشام، و هو تابعي.
روى حديثه عبيد الله بن معاذ، عن محمد بن عبد الله الشُّعيثي، عنه، أنه قال: شهدت مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم حنين، و انهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب، و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فرمی رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا، فما
خيّل إليّ أن شجرة و لا حجراً إلا و هو في آثارنا.
و قد روى بكر بن بكار، عن الشعيثي، عن الحارث بن سليم بن بدل، قال: كنت مع المشركين يوم حنين، فأخذ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كفاً من حصى فضرب به وجوههم، و قال: «شَاهَتِ الوُجُوهُ» (2)، فهزمهم الله تعالى. و مدار حديثه على الشعيثي، و هو ضعيف، و مع ضعفه فالاختلاف عليه فيه كثير.
أخرجه الثلاثة.
ص: 591
855- الحَارِثُ بْنُ بِلَالٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن بِلال المُزَني. و قد تقدم نسبه في بلال بن الحارث، و هذا و هم؛ و الصواب بلال بن الحارث؛ رواه هكذا نعيم بن حماد، عن الدراوردي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن بلال بن الحارث بن بلال، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في فَسْخ (2) الحج، وَ هِمَ فيه نعيم، و رواه غيره، عن الدّراوردي، عن ربيعة، عن الحارث بن بلال بن الحارث، عن أبيه، و هو الصواب.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
856- الحَارِثُ بْنُ تَبِيعٍ (3)
(ب) الحَارِثُ بن تَبِيع الرّعَيْني. و فد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
تُبَيْعُ، قال ابن ماكولا: بفتح التاء، يعني فوقها نقطتان، و كسر الباء الموحدة، قال: و قاله عبد الغني: بضم التاء و فتح الباء الموحدة، و ذكره أبو عمر: بضم التاء و فتح الباء مثل عبد الغني، و الله أعلم.
857- الحَارِثُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سُفْيَانَ
(ب س) الحَارِثُ بن ثَابِت بن سُفْيان بن عَدِي، بن عمرو بن امرئ القيس بن مالک الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، قتل يوم أحد شهيداً، أخرجه هكذا أبو عمر.
و استدركه أبو موسى على ابن منده، فقال: الحارث بن ثابت بن سعيد بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس، بن عمرو بن امرئ القيس؛ فزاد في النسب عمرو بن امرئ القيس، و ليس بصحيح، و الأول أصح، و جعل بدل سفيان سعيداً، و الأول أصح.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 592
858- الحَارِثُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1)
(س) الحَارِثُ بن ثابت بن عَبْد الله بن سَعْد بن عمرو بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، قتل يوم أحد شهيداً. أخرجه أبو موسى عن ابن شاهين، و ما أقرب أن يكون هذا هو الذي قبله، و قد وقع الغلط في أول نسبه. فإنه قال في الأول سعيداً و في هذه سعداً، و زاد في هذا: عبد الله، و الباقي مثله.
859- الحَارِثُ بْنُ جَمَّازٍ (2)
(س) الحَارِثُ بن جَمَّاز بن مالك بن ثعلبة، أخو كعب بن جماز. أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
و قال الأمير أبو نصر: قال الطبري: الحارث بن جماز بن مالك بن ثعلبة بن غسان، حليف بني ساعدة، شهد أحداً، و شهد أخوه كعب بن جماز بدراً، و يرد نسبه مستقصى عند ذكر أخيه سعد و أخيه كعب إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
860- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الأَزْدِيُّ (3)
(ب) الحَارِثُ بن الحَارِث الأزْدِي. روى حديثه محمد بن أبي قيس، عن عبد الأعلى بن هلال، عنه، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. أنه كان إذا طعم أو شرب قال: «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ؛ أَطْعَمْتَ وَ سَقَيْتَ وَ أَشْبَعْتَ وَ أَرْوَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَ لَا مُوَدَّعٍ (4) وَ لَا مُسْتَغْنىً عَنْكَ» (5).
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
ص: 593
861- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الأَشْعَريُّ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بن الحارث الأشْعَرِي، أبو مالك، كناه أبو نعيم وحده، له صحبة، عداده في أهل الشام.
روى عنه ربيعة الجرشي، و عبد الرحمن بن غنم الأشعري، و أبو سلَّام ممطور الحَبشِي، و شريح بن عبيد الحضرمي، و شهر بن حوشب و غيرهم.
أخبرنا أبو المكارم بن منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن ابراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن ابراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حبان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافى بن عمران، عن موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام أن جده ممطوراً حدثه، حدثني الحارث الأشعري أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حدثه قال: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِخَمْسٍ كَلِمَاتٍ، يَعْمَلُ بِهِنَّ وَ يَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ، وَ أَنَّهُ كَادَ يُبْطِئُ بِهِنَّ أَوْ كَأَنَّهُ أَبْطَأَ (2)، فقال له عيسى صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن الله عز و جل أمرك بخمس كلمات تعمل بهن و تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن؛ فإما أن تأمرهم و إما أن آمر هم، قال يحيى عليه السلام: إن سبقتني بهن خشيت أن يخسف بي، قال: فجمعهم في بيت المقدس حتى امتلأ، و قعدوا على الشُّرَف، فحمد الله و أثنى عليه و قال: إن الله تعالى أمرني بخمس كلمات أعمل بهن، و آمركم أن تعملوا بهن، أولاهن: أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئاً، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو وَرِق فقال: هذه داري و هذا عملي، فاعمل و أدِّ إليَّ، فكان يعمل و يؤدي إلى غير سيده؛ فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك؟ و إن الله خلقكم و رزقكم فاعبدوه و لا تشركوا به شيئاً، و أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله عز و جل ينصب وجهه تبارك و تعالى لوجه عبده ما لم يلتفت في صلاته، و أمركم بالصيام، و إنما مثل ذلك مثل رجل معه صُرَّة فيها مسك في
ص: 594
عصابة كلهم يعجبه أن يجد ريحه، و إن خُلوف فم الصائم عند ربه أطيب من ريح المسك، و إن الله أمركم بالصدقة، و إنما مثل ذلك مثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، فقال: دعوني أفد نفسي منكم، فجعل يعطيهم القليل و الكثير حتى يفدي نفسه، و إن الله أمركم بذكر الله كثيراً، و إنما مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه منهم، و إن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا ذكر الله عز و جل».
قال: و قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ وَ آمَرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: الجَمَاعَةُ، وَ السَّمَعُ، وَ الطَّاعَةُ، وَ الهِجْرَةُ، وَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ قَيْدَ شِبْرٍ فَقَدَ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يُراجِعَ، وَ مَنْ دَعَا دَعْوَى الجَاهِلِيَّةَ كَانَ مِنْ جِثِيّ جَهَنَّمَ»، قيل: يا رسول الله، و إن صام و صلى و زعم أنه مسلم؟ قال: «وَ إِنْ صَامَ وَ صَلَّى وَ زَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، أَدْعُوا بِدَعْوَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِي سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ، الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّه» (1).
رواه مروان بن محمد، و محمد بن شعيب بن شابور، و غير واحد، عن معاوية بن سلام. أخرجه ابن منده و أبو نعيم مطولا، و اختصره أبو عمر.
قلت: ذكر بعض العلماء أن هذا الحارث بن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك، و أكثر ما يرد هذا غير مكنى، و قال: قاله كثير من العلماء منهم: أبو حاتم الرازي، و ابن معين و غيرهما، و أما أبو مالك الأشعري، فهو كعب بن عاصم على اختلاف فيه، و قال: روى أحمد بن حنبل في مسند الشاميين: الحارث الأشعري، و روى له هذا الحديت الواحد الذي ذكرناه، و لم يكنه؛ و ذكر كعب بن عاصم، و أورد له أحاديث لم يذكرها الحارث الأشعري؛ و قد ذكره ابن منده و أبو نعيم و أبو عمر في كعب بن عاصم.
862- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الغَامِدِيُّ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن الحَارِثُ الغَامدي. له و لأبيه صحبة.
روى عنه شريح بن عبيد؛ و الوليد بن عبد الرحمن؛ و سليم بن عامر؛ و عدي بن هلال؛ روى الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عنه، قال: «قلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ لهم؛ قال: فأشرفنا فإذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يدعو الناس إلى عبادة الله و الإيمان به وهم يؤذونه، حتى ارتفع النهار و انتبذ عنه الناس؛ فأقبلت امرأة تحمل قدحاً و منديلاً؛ قد بدا نحرها تبكي، فتناول القدح، فشرب، ثم توضأ، رفع رأسه إليها فقال: «يَا
ص: 595
بُنَيَّةُ، خَمِّرِي عَلَيْكِ نَحْرَكِ وَ لَا تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ غَلَبَةً وَ لَا ذُلّاً» (1)؛ فقلت: من هذه؟ فقالوا: هذه ابنته زينب.
و روى أبو نعيم بعد هذا الحديث الذي في الحارث بن الحارث الأزدي؛ الذي رواه عنه عبد الأعلى بن هلال؛ ما كان يقوله إذا فرغ من طعامه و شرابه؛ فهما عنده واحد، و كذلك قال ابن منده، فإنه قال في هذا: و قيل: هو الأول، و أراد به الأشعري الذي قبل هذه، و أما أبو عمر فإنه رآهما اثنين: الأول الغامدي، و الثاني هذا، و لم يرو في هذا إلا طرفاً من حديث قوله لابنته: خمري نحرك، و حديث: الفردوس سُرَّة الجنة (2).
و ما يبعد أن يكون هذا الأزدي و الغامدي واحداً؛ فإن غامداً بطن من الأزد، و أما على قول ابن منده أن هذا قيل: إنه الأشعري؛ فإن الأشعري ليس بينه و بين الأزدي إلا أنهما من اليمن، و الله أعلم.
863- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ (3)
(ب د ع) الحَارِث بن الحَارِث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي.
كان من مهاجرة الحبشة، مع أخويه بشر و معمر، ابني الحارث، قاله أبو عمر، و قال ابن منده و أبو نعيم: إنه قتل يوم أجنادين، و لا تعرف له رواية.
أخرجه الثلاثة.
864- الحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلدَةَ (4)
(ب) الحَارِث بن الحَارِث بن كَلدَة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن غِيَرَة بن عوف بن ثقيف.
كان أبوه طبيب العرب و حكيمها، و هو من المؤلفة قلوبهم، و كان من أشراف قومه، و أما أبوه الحارث بن كلدة فمات أول الإسلام، و لم يصح إسلامه، و قد روى أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أمر
ص: 596
سعد بن أبي وقاص أن يأتيه و يستوصفه في مرض نزل به. فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب، إذا كانوا من أهله، و قد ذكرنا القصة في الحارث بن كلدة.
أخرجه الثلاثة.
865- الحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بن حَاطِب بن الحَارِث بن مَعْمَر بن حَبِيب بن وَهْب بن حُذَافَة بن جُمح القرشي الجمحي، و أمه: فاطمة بنت المجلل.
ولد بأرض الحبشة، و هو أخو محمد بن حاطب، و الحارث أسَنُّ، و استعمل عبد الله بن الزبير الحارثَ على مكة سنة ست و ستين، و قيل: إنه كان يلي المساعي أيام مروان، لما كان أميراً على المدينة لمعاوية، قاله أبو عمر و الزبير بن بكار و ابن الكلبي.
و قال ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة، من بني جمح: الحارث بن حاطب بن معمر، قاله ابن منده و أبو نعيم عن ابن إسحاق، و الأول أصح.
و روى ابن منده عن ابن إسحاق في هذه الترجمة قال: زعموا أن أبا لبابة بن عبد المنذر و الحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بدر، فردهما؛ أمَّرَ أبا لبابة على المدينة، و صرب لهما بسهم مع أصحاب بدر.
و من حديثه ما أخبرنا به يحيى بن محمود بن سعد بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد الحذاء، عن يوسف بن يعقوب، عن محمد بن حاطب أو الحارث بن حاطب، أنه ذكر ابن الزبير فقال: طالما حرص على الإمارة، قلنا: و ما ذاك؟ قال: أتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بلص فأمر بقتله؛ فقيل له: إنه سرق، فقال: «أقْطَعُوهُ» (2)، ثم أتى به بعد إلى أبي بكر، و قد سرق، و قد قطعت قوائمه فقال: ما أجد لك شيئاً إلا ما قضى فيك
ص: 597
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم أمر بقتلك، فإنه كان أعلم بك، ثم أمر بقتله أغيلمةً من أبناء المهاجرين، أنا فيهم؛ فقال ابن الزبير: أمِّرُوني عليكم، فأمَّرناه علينا، ثم انطلقنا به، فقتلناه.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول ابن منده و أبي نعيم في نسبه: الحارث بن حاطب بن معمر، و رويا ذلك عن ابن إسحاق، فليس بشيء؛ فإن ابن إسحاق ذكره فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فقال حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، كذا عندنا فيما رويناه، عن يونس، عن ابن إسحاق، و كذلك ذكره عبد الملك بن هشام عن ابن إسحاق، و سلمة عنه أيضاً، و أما قول ابن منده: إن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم رده مع أبي لبابة في غزوة بدر؛ فإن هذا الحارث ولد بأرض الحبشة، و لم يقدم إلى المدينة إلا بعد بدر، و هو صبي، و إنما الذي رده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الطريق إلى المدينة هو: الحارث بن حاطب الأنصاري الذي نذكره بعد هذه الترجمة، و ظن ابن منده أن الذي أعاده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الطريق هو هذا، فلم يذكر الأنصاري، و قد ذكره أبو نعيم و أبو عمر على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
866- الحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْروٍ (1)
(ب س ع) الحَارِثُ بن حاطِب بن عَمْرو بن عُبَيْد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي و قيل: إنه من بني عبد الأشهل، و الأول أصح، يكنى أبا عبد الله، و هو أخو ثعلبة بن حاطب؛ ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف، ثم من بني أمية بن زيد.
خرج مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بدر، هو و أخوه أبو لبابة بن عبد المنذر، فردهما من الرَّوحاء، جعل أبا لبابة أميراً على المدينة، و أمر الحارث بإمرة إلى بني عمرو بن عوف، و ضرب لهما بسهمهما و أجرهما؛ فكانا كمن شهدها، و شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
أخرجه أبو نعيم، و أبو عمر، و أبو موسى.
867- الحَارِثُ بْنُ الحُبَابِ (2)
(س) الحارِثُ بن الحُباب بن الأرقم بن عَوْف بن وهب، أبو معاذ القاري. ذكره ابن شاهين.
ص: 598
أخرجه أبو موسى.
868- الحَارِثُ بْنُ حِبَالٍ (1)
(س) الحَارِثُ بن حِبَال بن رَبِيعَة بن دِعْبِل بن أنَس بن خُزَيْمة بن مالك بن سلامان بن أسلم الأسلمي.
صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد معه الحديبية؛ ذكره ابن شاهين، و الطبري، و الكلبي، و نسبه الكلبي كما ذكرناه، و ساق نسب أبي برزة؛ فقال: أبو برزة بن عبد الله بن الحارث بن حبال؛ فعلى هذا يكون الحارث جد أبي برزة، و هو بعيد، و يرد ذكر نسب أبي برزة مستوفى، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
869- الحَارِثُ بْنُ حَسَّانَ (2)
(ب ع) الحَارِثُ بن حَسَّان الرَّبَعِي البَكْرِي الذهْلِي، و قيل: حويرث، سكن الكوفة، روى عنه أبو وائل، و سماك بن حرب.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عفان، أخبرنا سلام هو أبو المنذر القاري، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن حسان، قال: مررت بعجوز بالربَذَة منقطع بها من بني تميم، فقالت: أين تريدون؟ فقلنا: نريد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: احملوني معكم؛ فإن لي إليه حاجة، قال: فحملتها، فلما وصلت دخلت المسجد، و هو غاص بالناس، فإذا راية سوداء تخفق، قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: هذا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها، و بلال متقلد السيف قائم بين يدي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقعدت في المسجد فلما دخل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أذن لي، فدخلت، فقال: «هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ بَنِي تَمِيمٍ شَيْءٌ»؟ (3) فقلت: نعم يا رسول الله، فكانت لنا الدائرة عليهم، و مررت على عجوز منهم؛ و ها هي بالباب، فأذن لها، فدخلت فقلت: يا رسول الله، إن رأيت أن تجعل الدهناء، حجازاً بيننا و بين بني تميم فافعل؛ فإنها قد كانت لنا مرة، قال: فاسْتَو فَزَتْ (4)
ص: 599
العجوز و أخذتها الحمية، و قالت: يا رسول الله، فأين تضطر مضرك؟ قال: قلنا: يا رسول الله، إنا حملنا هذه و لا نشعر أنها كانت لي خصماً؛ أعوذ بالله و برسول الله أن أكون كما قال الأول، قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ مَا قَالَ الأَوَّلُ»؟ قال: قلت: على الخبير سقطت (1)، قال سلام: هذا أحمق يقول لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: على الخبير سقطت! قال: فقال صلّى الله عليه و آله و سلّم: «هِية، يَسْتَطْعِمُنِي (2) الحَدِيثَ»، فقال: إنَّ عاداً قُحِطُوا فأرسلوا وافدهم يستسقي لهم، فنزل على معاوية بن بكر شهرا، يسقيه الخمر و تغنيه الجرادتان یعنی قينتين كانتا لمعاوية، ثم أتى جبال مهرة، فقال: اللهم لم آت لأسير فأفاديه، و لا لمريض فأداويه، فاسق عبدك ما أنت مسقيه، واسق معه معاوية شهراً، يشكر له الخمر التي شربها عندهم، قال: فمرت به سحابات سود، فنودي منها أن تَخيَّرْ السحاب. فقال: إن هذه لسحابة سوداء فنودي منها أن خذها رَمَاداً رَمْدَدًا، لا تدع من عاد أحداً، قال أبو وائل: فبلغني أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر ما يجري في الخاتم.
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن عفان، عن أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل، مثله. و رواه زيد بن الحباب، عن أبي المنذر.
و رواه أحمد بن حنبل أيضاً، و سعيد الأموي، و يحيى الحِمَّاني، و عبد الحميد بن صالح، و أبو بكر بن أبي شيبة، كلهم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن الحارث، و لم يذكر أبا وائل.
و رواه عنبسة بن الأزهر الذهلي، عن سماك بن حرب، عن الحارث بن حسان البكري، قال: «لما كان بيننا و بين إخواننا من بني تميم ما كان، وفدت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فوافيته، و هو على المنبر، و هو يقول: «جَهْزُوا جَيْشاً إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ»، قال: فقلت: يا رسول الله، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد» و ذكر الحديث بطوله.
أخرجه الثلاثة؛ إلَّا أنَّ أبا عمر قال: الحارث بن حسان بن كلدة البكري، و يقال:
الربعي، و يقال: الذهلي، من بني ذهل بن شيبان، و يقال: الحارث بن يزيد بن حسان، و يقال: حريث بن حسان؛ و الأول أكثر، و هو الصحيح.
ص: 600
قلت: من يرى قوله: بكري و ربعي و ذهلي، يظن أن هذا اختلاف، و ليس كذلك؛ فإن ذهل بن شيبان من بكر، و بكر من ربيعة؛ فإذا قيل: ذهلي فهو بكري و ربعي، و إذا قيل: ربعي فهو بكري، و إذا قيل: ربعي فقد يكون من بكر و من ذهل، و قد يكون من غيرهما كتغلب و حنيفة و عجل و عبد القيس و غيرهم، و الله أعلم، و لولا أن أبا عمر نسبه إلى كلدة لغلب على ظني أنه الحارث بن حسان بن خوط؛ فإنه شهد الجمل مع علي، و أخوه بشر القائل: [الرجز]
أنا أَبْنُ حَسَّانَ بْنِ حُوطِ وَ أَبِي *** رَسُولُ بَكْرِ كُلْهَا إلَى النَّبِي
و الله أعلم.
870- الحَارِثُ بْنُ الحَكَم (1)
(د ع) الحَارِثُ بن الحَكَم السُّلَمِي. غزا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ثلاث غزوات، روى عنه عطية الدعاء، و هو وهم، و الصواب: الحكم بن الحارث؛ قاله ابن منده، و قال أبو نعيم في ترجمته: ذكره بعض المتأخرين، و ذكر أنه وهم، و صوابه الحكم بن الحارث؛ و قد ذكر في الحكم، و أما أبو عمر، فإنه ذكره في الحكم، و ذكراه أيضاً.
781- الحَارِثُ بْنُ حَكِيمٍ (2)
(س) الحَارِثُ بن حَكيم الضَّبي. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذناً، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا أبو عمر بن الحسن بن علي الشيباني، أخبرني المنذر بن محمد القابوسي، أخبرنا الحسين بن محمد، عن سيف بن عمر، عن الصعب بن هلال الضّبي، عن أبيه، عن الحارث بن حكيم الضبي أنه قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «مَا أَسْمُكَ»؟ (3) فقال: عبد الحارث، فقال: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّه»، فسُمِّي عبد الله، و ولاه صدقات قومه.
أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، و ليس له فيه حجة؛ فإنه إن سماه باسمه في الجاهلية فهو عبد الحارث، و إن سماه باسمه في الإسلام فهو عبد الله، فذكره ههنا لا وجه له.
و قد ذكره هشام الكلبي و نسبه، فقال: عبد الحارث بن زيد بن صفوان بن صُبَاح بن طريف بن زيد بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فسماه عَبْدَ اللَّهِ.
ص: 601
872- الحَارِثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صَخْرٍ (1)
(ب د ع س) الحَارِثُ بن خَالد بن صَخْر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، جد محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي.
من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة؛ هاجر هو و امرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، يجتمع هو و امرأته في عامر.
و قيل: إنه هاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة في الهجرة الثانية؛ فولدت له بأرض الحبشة موسى، و عائشة، و زينب، و فاطمة أولاد الحارث، فهلكوا بأرض الحبشة، و قيل: بل خرج بهم أبوهم من أرض الحبشة، يريد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فلما كانوا ببعض الطريق شربوا ماء فماتوا أجمعون، و نجا هو وحده، فقدم المدينة فزوجه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بنت [عبد] يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
و قد ذكر أبو عمر في ترجمته من أولاده الذين هلكوا: ابراهيم، و رواه عن الزبير، و لم يذكره الزبير، و إنما ابنه ابراهيم عاش بعده، و من ولده محمد بن ابراهيم بن الحارث الفقيه، و لعله قد كان له ولد آخر اسمه ابراهيم.
أخرجه الثلاثة، و استدركه أبو موسى على ابن منده، و هو في كتاب ابن منده ترجمة طويلة.
873- الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ القُرَشِيُّ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن خَالِد القُرَشِي. روى حديثه هشيم بن عبد الرحمن العذري، عن موسى بن الأشعث، أن رجلاً من قريش يقال له: الحارث بن خالد، كان مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في سفر، قال: فأتى بوضوء فتوضأ.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: ما أقرب أن يكون هذا هو الحارث بن خالد بن صخر التيمي، و لم ينسبه ههنا، و الله أعلم، و قد تقدم ذكره مستوفى.
874- الحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ (3)
(ب د ع) الحَارِثُ بن خَزَمةَ بن عَدِي بن أبي بن غَنْم، و هو قوقل، بن سالم بن عوف بن
ص: 602
عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، و هو حليف لبني عبد الأشهل، و قيل: الحارث بن خزيمة، و قيل: خزمة بفتحتين، قاله الطبري، و ساق نسبه كما ذكرناه، و نسبه ابن الكلبي مثله.
و قالوا: شهد بدراً، و أُحداً، و الخندق، و ما بعدها من المشاهد كلها؛ و هو الذي جاء بناقة رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم حين ضلت في غزوة تبوك، و قال المنافقون: إن محمداً لا يعلم خبر ناقته، فكيف يعلم خبر السماء! فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما علم مقالتهم: «إِنِّي لَا أَعْلَمُ إِلَّا مَا عَلَّمَنِي اللَّهَ، وَ قَدْ أَعْلَمَنِي مَكَانَهَا، وَ إِنَّا فِي الوَادِي فِي شِعْبِ كَذَا»، فَانْطَلَقُوا فجاؤوا بها، و كان الذي جاء بها الحارث بن خزمة.
و ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً، فقال: شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني النَّبيت،ثم من بني عَبْدِ الأَشْهَلِ: الحارث بن خزمة بن عدي، حليف لهم.
أخبرنا أبو الحرم مكي بن زَيّان بإسناده إلى يحيى بن يحيى؛ عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن عباد بن تميم أن أبا بشير الأنصاري، و هي كنية الحارث بن خزمة، أنه كان مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في بعض أسفاره فأرسل رسولاً: «لا تُبْقِينَّ فِي رَقَبَةِ بَعْيرٍ قَلَادَةً مِنْ وَتَرٍ إِلَّا قُطِعَتْ» (1)، قال مالك: أرى ذلك من العين.
و قد ذكر ابن منده أن الحارث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه بالآيتين خاتمة سورة التوبة: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى آخر السورة؛ و هذا عندي فيه نظر.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي و غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عیسی، قال: حدثنا محمد بن يسار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، أخبرنا ابراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عُبَيد بن السبَّاق أن زيد بن ثابت حدثه، قال: بعث إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه مَقْتَلَ أهل اليمامة. و ذكر حديث جمع القرآن، و قال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) إلى: (الْعَرْشِ الْعَظِيمِ).
و هذا حديث صحيح، و توفي سنة أربعين في خلافة علي رضي الله عنه.
أخرجه الثلاثة.
ص: 603
875- الحَارِثُ بْنُ خُزَيْمَةَ (1)
(ب) الحَارِثُ بن خُزَيمة، أبو خزيمة، الأنصاري.
قال ابن شهاب، عن عبيد بن السباق، عن زيد، قال: وجدت آخر التوبة، مع أبي خزيمة الأنصاري، و هذا لا يوقف له على اسم، و قد تقدم أنها وجدت مع خزيمة بن ثابت، و هو الصحيح.
أخرجه أبو عمر.
876- الحَارِثُ بْنُ خَضْرَامَةَ الضَّبِّيُّ (2)
(س) الحَارِثُ بن خَضْرَامَة الضَّبي الهِلَالي، بالإسناد المذكور في الحارث بن حكيم، عن سيف بن [عمر عن] الصعب بن هلال الضبي، عن أبيه قال: قدم الحرُّ بن خَضْرَامَة؛ كذا ذكره: الهلالي الضبي، و كان حليفاً لبني عبس، فقدم المدينة بغنم و أعْبُدٍ فلم يلبث أن مات، فأعطاه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كَفَناً و حُناطاً، فقدم ورثته، فأعطاهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الغنم، و أمر ببيع الرقيق بالمدينة، و أعطاهم أثمانها، ذكر بعضهم عن الدارقطني، عن المنذر، و قال: الحارث، بدل الحر، و الله عز و جل أعلم.
أخرجه أبو موسي.
877- الحَارِثُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَكِيثٍ (3)
(س) الحَارِث بن رَافِع بن مَكِيث، روى بقية، عن عثمان بن زفر، عن محمد بن خالد بن رافع بن مكيث، عن عمه الحارث بن رافع أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «حُسْنُ المَلَكَةِ (4) نَمَاءٌ، وَ سُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، وَ البِرُّ زِيَادَةُ فِي العُمُرِ» (5).
رواه معمر عن عثمان، فقال: عن بعض بني رافع بن مكيث، عن رافع بن مكيث، و هو أصح، و يرد هناك.
أخرجه ههنا أبو موسى.
ص: 604
878- الحَارِثُ بْنُ رَافِعٍ (1)
(س) الحَارِثُ بن رَافع. أخرجه أبو موسى، عن عبدان، أنه قال: سمعت أحمد بن سيار يقول: الحَارِثُ بنُ رَافع من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ممن قتل بأحد سنة ثلاث، لم يحفظ له حديث.
879- الحَارِثُ بْنُ رِبْعِيِّ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن رِبْعِي بن بَلْدَمة بن خُنَاس بن سِنَان بن عُبَيْد بن عَدِي بن غَنْم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن راشد بن ساردة بن تَزِيد بن جُشَم بن الخزرج، أبو قتادة الأنصاري الخزرجي، ثم من بني سلمة، فارس رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و قيل: اسمه النُّعمَان؛ قاله ابن إسحاق و هشام بن الكلبي.
قال أبو عمر: يقولون: بلدمة بالفتح، و بلذمة، بالذال المعجمة و الضم، و يرد ذكره في الكني، و هو مشهور بكنيته.
أخرجه الثلاثة.
880- الحَارِثُ بْنُ الرَّبِيعِ (3)
(س) الحَارِثُ بن الرّبِيع بن زِيَاد بن سُفْيان بن عبد الله بن ناشب بن هِدْم بن عَوْذ بن غالب بن قُطَيْعة بن عبس الغطفاني العبسي.
روى هشام الكلبي، عن أبي الشعب العبسي، قال: وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم تسعة رهط من بني عبس، و كانوا من المهاجرين الأولين، منهم: الحارث بن الربيع بن زياد، فأسلموا؛ فدعا لهم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال ابن ماكولا: الربيع الكامل، و عمارة الوهاب، و أنس الفوارس، و قيس الحفاظ بنو زیاد.
أخرجه أبو موسى.
ص: 605
881- الحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ (1)
(د ع) الحَارِثُ بنُ أبي رَبِيعةَ المَخْزُومي، استسلف منه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخرجه ابْنُ مَنْدَه، و قال: هو وهم؛ رواه عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي، عن القاسم الجرمي، عن سفيان، عن اسماعيل بن ابراهيم، عن أبيه، عن الحارث بن أبي ربيعة؛ و رواه أصحاب الثوري عنه، عن اسماعيل بن ابراهيم بن عبد الله أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده، و الصواب ما رواه ابن المبارك، و قبيصة، و أصحاب الثوري، عن الثوري، عن [اسماعيل بن ابراهيم] عن أبيه عن جده. قال: و كذلك رواه وكيع و بشر بن عمرو و ابن أبي فديك في آخرين، عن [اسماعيل بن ابراهيم] عن أبيه عن جده، قال: و ذكر الحارث في هذا الحديث وهم.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده، عن أبي بكر بن أبي عاصم، أخبرنا يعقوب بن حميد بن كاسب، أخبرنا ابن أبي فديك، أخبرنا موسى و اسماعيل ابنا ابراهيم الربعيان، عن أبيهما، عن عبد الله بن أبي ربيعة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما قدم مكة استسلف منه سلفاً، و قال موسى: ثلاثين ألفاً مالاً، قال: و استعار منه سلاحاً، فلما رجع رد ذلك إليه، و قال: «إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الوَفَاءُ وَ الحَمْدُ» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: الحارث بن أبي ربيعة هو ابن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، و هو عامل ابن الزبير على البصرة و يلقب: القُبَاع، و ليس له صحبة، و يرد ذكر عبد الله بن أبي ربيعة في بابه.
882- الحَارِثُ بْنُ زُهَيْر (3)
(س) الحَارِثُ بن زُهَير بن أقَيْش العُكْلي، قال ابن شاهين: لا أدري هو الأول، يعني
ص: 606
الحارث بن أقيش، أو غيره، و قد تقدم، روى حديثه الحارث بن يزيد العكلي، عن مشيخة من الحي، عن الحارث بن زهير بن أقيش العكلي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب له و لقومه كتاباً هذه نسخته:
«بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدِ النَّبِيِّ لِبَني قَيْس بْنِ أُقَيسٍ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ إِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ، وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ، وَ أَعْطَيْتُمْ سَهْمَ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الصَّفِي (1)، فَأَنْتُمْ آمِنُونِ بِأَمَانِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ» (2).
أخرجه أبو موسى.
قلت: أما أنا فلا أشك أنهما واحد، أعني هذا و الحارث بن أقيش الذي تقدم ذكره، و لعله اشتبه عليه حيث رأى لأحدهما حديث كتاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و الثاني حديث: «مَنْ مَاتَ لَهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الوَلَدِ»، فَظَنَّهُمَا اثْنَيْنِ، و إنما الحديثان لواحد، و هو الحارث بن أقيش، و هو ابن زهير بن أقيش، نسب مرة إلى أبيه، و مرة إلى جده، و الله أعلم.
883- الحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ الأَنْصَارِيُّ (3)
(ب د ع) الحارِثُ بنُ زِيَادَ الأَنْصَارِي السَاعِدِي. بدري، يعد في أهل المدينة، شَهِدَ بَدْراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يونس بن محمد أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، أخبرنا حمزة بن أبي أسيد، و كان أبوه بدرياً، عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم الخندق، و هو يبايع الناس على الهجرة، فقال: يا رسول الله، بايع هذا، قال: «وَ مَنْ هَذَا»؟ قال: ابن عمي حَوْط بن يزيد، أو يزيد بن حَوْط، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا أُبَايِعُكَ؛ إِنَّ النَّاسَ يُهَاجِرُونَ إِلَيْكُمْ، وَ لَا
ص: 607
وَ لَا تُهَاجِرُونَ إِلَيْهِمْ، وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُحِبُّ رَجَلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهُ، إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ يُحِبُّهُ، وَ لَا يُبْغِضُ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّه؛ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ يُبْغِضُهُ» (1).
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن مَنْدَه قال السعدي، و الصواب الساعدي، و قال أبو أحمد العسكري: إنه نزل الكوفة.
حَوْط: بفتح الحاء المهملة.
884- الحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن زِياد، و ليس بالأنصاري، يعد في الشاميين، مختلف في صحبته.
روى الحسن بن سفيان، عن قتيبة، عن الليث، عن معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَ الحِسَابَ، وَ قِهِ العَذَابَ» (3).
رواه الحسن بن عرفة، عن قتيبة، و قال فيه: الحارث بن زياد، صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هذه الزيادة وهم.
و رواه أسد بن موسى، و آدم، و أبو صالح، عن الليث، عن معاوية بن صالح، فقالوا: عن الحارث، عن أبي رهم، عن العرباض، و هو الصواب.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
885- الحَارِثُ بْنُ زَيْدُ بْنِ حَارِثَةَ (4)
(س) الحَارِثُ بن زَيْد بن حَارِثة بن معاوية بن ثعلبة بن جَذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعي العبدي. و أمه: ذَوْملة بنت رُوَيم، من بني هند بن شيبان، و كنيته أبو عتاب، قتل سنة إحدى و عشرين.
أخرجه أبو موسى.
ص: 608
886- الحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ العَطَّافُ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن زَيد بن العَطَّاف بن ضُبَيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي؛ قاله محمد بن إسحاق.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
887- الحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن زَيْد، أخو بني مَعِيص، أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش، قال: قال لي القاسم بن محمد: نزلت هذه الآية: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) [النساء/ 92] في جدك عياش بن أبي ربيعة، و الحارث بن زيد، أخي مَعِيص؛ كان يؤذيهم بمكة، و هو على شركه، فلما هاجر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أسلم الحارث، و لم يعلموا بإسلامه، و أقبل مهاجراً حتى إذا كان بظاهرة بني عمرو بن عوف لقيه عياش بن أبي ربيعة، و لا يظن إلا أنه على شركه، فعلاه بالسيف حتى قتله؛ فأنزل الله تعالى فيه: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) إلى قوله (فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) يقول: تحرير رقبة مؤمنة، و لا يؤدي الدية إلى أهل الشرك.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
888- الحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ (3)
(س) الحَارِثُ بن زَيْد. آخر. قال عبدان المروزي: سمعت أحمد بن سيار يقول: كان الحارث بن زيد من أشد الناس على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فجاء مسلماً يريد النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و لم يكن عُرِف بالإسلام، فلقيه عياش بن أبي ربيعة فقتله، و فيه نزلت: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً).
قلت: أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، و قد أخرجه ابن منده في الترجمة التي قبل هذه، و هو ابن معيص بن عامر بن لؤي، فلا وجه لاستدراكه.
ص: 609
889- الحَارِثُ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ (1)
(ب) الحَارِثُ بن أبي سَبْرة. و هو والد سبرة بن الحارث بن أبي سبرة، و ربما قيل: سبرة بن أبي سبرة، ينسب إلى جده، و قد قيل: إن والد سبرة يزيد بن أبي سبرة، و الله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
890- الحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن سُرَاقةَ. و قيل: حارثة بن سراقة، أنصاري من بني عدي بن النجار، استشهد ببدر، و هو ينظر؛ ذكره عروة بن الزبير فيمن شهد بدراً، و يرد في حارثة أتم من هذا، إن شاء الله تعالى، أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
891- الحَارِثُ بْنُ سَعْدٍ (3)
(س) الحَارِثُ بن سَعْد. قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين، و هو وهم، و رواه عن عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن الحارث بن سعد عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم حديث الرُّقى.
و قال يحيى بن معين: حدث عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد، أخطأ فيه؛ إنما هو عن أبي خزامة، أحد بني الحارث بن سعد.
و قال يحيى بن معين: الصواب فيه، عن أبي خزامة، عن أبيه.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده عن أبي بكر بن عاصم، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد، أخبرنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري أن أبا خزيمة أحد بني الحارث بن سعد هذيم، أخبره عن أبيه أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، أ رأيت دواء يتداوى به و تُقَاةً نتقيها، هل يرد ذلك من قدر الله؟ . .
قال ابن أبي عاصم: قد اختلفوا فيه، فقالوا: خريمة و خرينة، و أبو خزانة، و أبو خزامة، و ابن أبي خزامة، و اختلفوا في الرفع و النصب و الخفض.
أخرجه أبو موسى.
ص: 610
892- الحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ (1)
(س) الحَارِثُ بن سَعِید بن قَيْس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية الأكرمين الكندي، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم؛ ذكره ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى، و ذكره هشام بن الكلبي في الجمهرة أيضاً أنه وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
893- الحَارِثُ بْنُ سُفْيَانَ (2)
الحَارِثُ بن سُفْيَان بن مَعمر بن حبيب بن وهب بن حُذَافَة بن جُمَح القرشي الجمحي، قدم به أبوه سفيان من أرض الحبشة.
ذكره أبو عمر في أبيه سفيان، و لم يفرده بترجمة.
894- الحَارِثُ بْنُ سَلَمَةَ (3)
(د ع) الحَارِثُ بن سَلَمَة العَجْلاني شهد أحداً، لا تعرف له رواية؛ قاله محمد بن إسحاق.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
895- الحَارِثُ بْنُ سُلَيْم (4)
الحَارِثُ بن سُلَيْم بن ثَعْلَبَة بن كعب بن حارثة. شهد بدراً، و قتل يوم أحد شهيداً، قاله العدوي، ذكره أبو علي الغساني.
896- الحَارِثُ بْنُ سَهْلٍ (5)
(ب د ع) الحَارِثَ بن سَهْل بن أبي صعصعة الأنْصَارِي، من بني مازن بن النجار، استشهد يوم الطائف، لا تعرف له رواية.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من قتل من الأنصار يوم الطائف، و من بني مازن بن النجار: الحارث بن سهل بن أبي صعصعة؛ قاله ابن منده، و قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، فوهم فيه و صَحَّف، و إنما هو الحباب بن سهل بن صعصعة، و روى بإسناده إلى أبي جعفر النُّفَيلي عن ابن إسحاق في تسمية
ص: 611
من استشهد يوم الطائف من الأنصار من بني مازن بن النجار: الحباب بن سهل بن أبي صعصعة. أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ظلم أبو نعيم أبا عبد الله بن منده؛ فإنه لم يصحف، و قد أورده ابن بكير عن ابن إسحق كما ذكرناه، و أورده ابن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق، و كذلك سلمة عنه أيضاً، و أخرجه أبو عمر مثل ابن منده؛ إلا أنه لم ينسب قوله إلى أحد، و ما هذا أول اسم اختلفوا فيه، و الوهم إلى النفيلي أولى؛ لأنه قد رواه ثلاثة إلى ابن إسحاق مثل ابن منده، فلا يرد قولهم بقول واحد، و الله أعلم.
897- الحَارِثُ بْنُ سَوَادٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن سَوَادِ الأَنْصَارِي، شهد بدراً، قاله عروة بن الزبير.
أخرجه ابن منده، و أبو نعيم كذا مختصراً.
898- الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ التَّيْمِيُّ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن سُوَيد التَّيْمِي، عداده في أهل الكوفة.
روى عنه مجاهد، حديثه عند قطن بن نُسَير، عن جعفر بن سليمان، عن حُمَيد الأعرج، عن مجاهد، عن الحارث بن سويد، و كان مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مُسْلِماً، و لحق بقومه مرتداً، ثم أسلم، قاله ابن منده و أبو نعيم.
و قال ابو عمر: الحارث بن سويد، و قيل: ابن مسلم المخزومي، ارتد عن الإسلام، و لحق بالكفار، فنزلت هذه الآية: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ) إلى قوله: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا) [آل عمران 86، 87، 88] فحمل رجل هذه الآيات فقرأهن عليه؛ فقال الحارث: و الله ما علمتك إلا صدوقاً، و إن الله أصدق الصادقين، فرجع فأسلم، فحسن إسلامه، روى عنه مجاهد.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذکر بعض العلماء أن الحارث بن سوید التمیمي تابعي، من أصحاب ابن مسعود، لا تصح له صحبة و لا رؤية؛ قاله البخاري و مسلم، و قال: إن الذي ارتد ثم أسلم: الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ، و لَعَمْري لم يزل المفسرون يذكر أحدهم أن زيداً سبب نزول آية كذا، و يذكر مفسر آخر أن عمر اً سبب نزولها، و الذي يجمع أسماء الصحابة يجب عليه أن يذكر
ص: 612
كل ما قاله العلماء، و إن اختلفوا، لئلا يظن ظان أنه أهمله، أو لم يقف عليه، و إنما الأحسن أن يذكر الجميع، و يبين الصواب فيه، فقد ذكر في هذه الحادثة أبو صالح، عن ابن عباس: أن الذي أسلم، ثم ارتد، ثم أسلم: الحارث بن سُوَيد بن الصامت، و ذكر مجاهد هذا، و مجاهد أعلم و أوثق، فلا ينبغي أن يترك قوله لقول غيره، و الله أعلم.
899- الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن سُوَيْد بن الصَّامِت، أخو الجلاس، أحد بني عمرو بن عوف، و قد تقدم نسبه.
قال ابن منده: الحارث بن سويد بن الصامت، و ذكر أنه ارتد عن الإسلام، ثم ندم، و قال: أراه الأول، يعني التيمي الذي تقدم ذكره، و ذكر هو في التيمي أنه كوفي، و لا خلاف بين أهل الأثر أن هذا قتله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بالمجذّر بن زياد؛ لأنه قتل المجذر يوم أحد غَيْلَةً، و ذكر ابن منده في المجذر أن الحارث بن سويد بن الصامت قتله، ثم ارتد، ثم أسلم؛ فقتله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بالمجذر، و إنما قتل الحارث المجذر لأن المجذر قتل أباه سويد بن الصامت في الجاهلية، في حروب الأنصار، فهاج بسبب قتله وقعة بعاث، فلما رآه الحارث يوم أحد قتله بأبيه، و الله أعلم، و قد تقدمت القصة في الجلاس، فلا نعيدها.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
900- الحَارِثُ بْنُ شُرَيْح (2)
(ب د ع) الحَارِثَ بن شَريح النُّمَيرِي، و قيل: ابن ذُؤَيب؛ قاله ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن عامر بن ربيعة المنقري التميمي، قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد بني مِنْقَر مع قيس بن عاصم، فأسلموا، حديثه عند دَلْهم بن دَهْثَم العجلي، عن عائذ بن ربيعة، عنه، و قد قيل: إنه نميري، و قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد بني نمير.
و روى ابن منده و أبو نعيم حديث دلهم عن عائذ بن ربيعة النميري، عن مالك، عن قرة بن دعموص أنهم وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: قرة، و قيس بن عاصم، و أبو مالك، و الحارث بن شريح، و غيرهم.
ص: 613
أخرجه الثلاثة.
قلت: الذي أظنه أن الحق مع ابن منده و أبي نعيم في أن الحارث نميري، و ليس بتميمي، و أن أبا عمر وهم فيه؛ لأنه قد جاء ذكر من وفد مع الحارث، و منهم قيس بن عاصم، و ليس في كتاب أبي عمر قيس بن عاصم إلا المنقري، فظن الحارث منقرياً، حيث رأه مع قيس في الوفادة، و هو لم يذكر قيساً النميري و ليس كذلك، و إنما هذا قيس بن عاصم هو ابن أسيد بن جعونة النميري، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فمسح رأسه؛ ذكره ابن الكلبي، و غيره فيمن وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فمسح رأسه، فبان بهذا أن الحارث أيضاً نميري، و قد ذكر أبو موسى قيس بن عاصم النميري مستدركاً على ابن منده، و هذا يؤيد ما قلناه؛ فلو أنه منقري لما كان مستدركاً ؛ فإن ابن منده قد ذكر المنقري، و الله أعلم.
شريح: بالشين المعجمة.
901- الحَارِثُ بْنُ صُبَيْرَةَ
(س) الحَارِثُ بن صُبَيرة بن سُعَيْد بن سَعْد بن سَهْم بن عَمْرو بن هُصَيص بن كعب، أبو وداعة السهمي، كان فيمن شهد بدراً مع المشركين فأسر؛ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: إن له ابناً كيساً (1) بمكة، له مال، و هو مُغْلٍ فداءه؛ فخرج ابنه المطلب من مكة إلى المدينة في أربع ليال؛ فافتدى أباه، فكان أول من افتدى من أسرى قريش، و أسلم أبو وداعة يوم الفتح، و بقيَّ إلى خلافة عمر، و كان أبوه صبيرة قد عُمِّر كثيراً، و لم يَشِبْ، و فيه يقول الشاعر: [مجزوء الكامل]
حُجَّاجَ بَيْتِ الله إِنْ_ (م) *** ن صُبَيرةَ القُرَشِيَّ مَاتَا
سَبَقَتْ مَنيَّتُهُ المَشِيبَ (م) *** وَ كَانَ مَيْتَتُهُ افْتِلَاتَا
أخرجه أبو موسى.
سُعَيْد: بضم السين و فتح العين.
902- الحَارِثُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ (2)
(ب) الحَارِثُ بن أبي صَعْصَعَة. أخو قيس بن أبي صعصعة، و اسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، قتل يوم اليمامة شهيداً، و له ثلاثة إخوة: قيس، و أبو كلاب، و جابر، و قتل أبو كلاب و جابر يوم مؤتة شهيدين.
أخرجه أبو عمر.
ص: 614
903- الحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ (1)
(ب د ع) [الحَارِثُ بن الصِّمَّة بن عَمْرو بن عَتِيك بن عمرو بن عامر، و لقبه مبذول، بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري، يكنى أبا سعد، بابنه سعد.
و كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد أخى بينه و بين صهيب بن سنان، و كان فيمن سار مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بدر، فكسر بالروحاء، فرده، و ضرب له بسهمه و أجره، و شهد معه أحداً، فثبت معه يومئذ، و قتل عثمان بن عبد الله بن المغيرة، و أخذ سَلَبَه، فأعطاه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم السلب، و لم يعط السلب يومئذ غيره، و بايع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم على الموت، ثم شهد بئر معونة، و كان هو و عمرو بن أمية في السرح، فرأيا الطير تعكف على منزلهم، فأتوا، فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟ قال: أرى أن ألحق برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال الحارث: ما كنت لأ تأخر عن موطن قتل فيه المنذر، و أقبل حتى لحق القوم، فقاتل حتى قتل.
قال عبد الله بن أبي بكر: ما قتلوه حتى أشرعوا إليه الرماح فنظموه بها، حتى مات، و أسر عمرو بن أمية، ثم أطلق، و في الحارث يقول الشاعر يوم بدر: [الرجز]
يَا رَبِّ إِنَّ الحَارِثَ بْنَ الصِّمَّةْ *** أهْلُ وَفَاءٍ صَادِقِ وَ ذِمَّهْ
أَقْبَلَ فِي مَهَامِهِ مُلِمَّهْ *** فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّهْ
يَسُوقُ بِالنَّبِيِّ هَادِي الأُمَهْ *** يَلْتَمِسُ الجَنَّةَ فِيمَا ثَمَّهْ (2)
و قيل: إنما قال هذه الآبيات علي بن أبي طالب يوم أحد. ذكر الزهري و موسى بن عقبة و ابن إسحاق أنه شهد بدراً، و كسر بالروحاء، و عاد و ذكر عروة و الزهري أنه قتل يوم بئر معونة، و روی محمود بن لبيد، قال: قال الحارث بن الصمة: «سألني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم أحد، و هو في الشعب، فقال: «هَلْ رَأَيْتَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفِ»؟ فقلت: نعم ، رأيته إلى جنب الجبيل، و عليه عسكر من المشركين، فهويت إليه لأمنعه، فرأيتك، فعدلت إليك، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّ المَلَائِكَةَ تَمْنَعُهُ» (3)، قال: الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى، فقلت: ظفرت يمينك؛ أكلَّ هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا، لأرطاة بن شرحبيل و هذان، فأنا قتلتهم، و أما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق الله و رسوله.
ص: 615
أخرجه الثلاثة.
904- الحَارِثُ بْنُ ضِرَارٍ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بن ضِرَار. و قيل: ابن أبي ضِرار الخُزَاعِي المُصْطَلِقِي، يكنى أبا مالك، يعد في أهل الحجاز.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن سابق عن عيسى بن دينار، عن أبيه، أنه سمع الحارث بن أبي ضرار، يقول: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه و أقررت به، و دعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، فقلت: يا رسول الله، أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام و أداء الزكاة، فمن استجاب لي منهم جمعت من زكاته، فترسل إليّ يا رسول الله لإبَّان كذا و كذا، ليأتيك بما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له و بلغ الإبان الذي أراد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أن يبعث إليه، احتبس عليه الرسول، فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله و من رسوله، فدعا سروات قومه، فقال لهم: إن رسول الله قد كان وَقَّتَ لي وقتاً ليرسل إليّ برسوله، ليقبض ما كان عندي من الزكاة، و ليس من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الخلف، و لا أرى رسوله احتبس إلا من سخطة كانت، فانطلقوا فنأتي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و بعث رسول الله الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى الحارث، ليقبض ما كان عنده، مما جمع من الزكاة، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فَرق، فرجع ، فأتى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: يا رسول الله، إن الحارث قد منعني الزكاة و أراد قتلي، فضرب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم البعث إلى الحارث، و أقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث قد فصل من المدينة، إذ لقيهم الحارث، فلما غشيهم قال: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: و لم؟ قالوا: إن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كان بعث إليك الوليد بن عقبة فرجع إليه فزعم أنك منعته الزكاة، و أردت قتله، فقال: لا، و الذي بعث محمداً بالحق ما رأيته و لا أتاني، فلما دخل الحارث على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال له: منعتَ الزكاة و أردتَ قتل رسولي (2)؟ قال: لا، و الذي بعثك بالحق ما رأيته و لا أتاني، و لا أقبلت إلا حين احتبس علىَّ رسولك؛ خشيت أن يكون كانت سخطة من الله تعالى و من رسوله؛ فنزلت الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ
ص: 616
جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ) إلى قوله: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [الحجرات 6، 7، 8]
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: الحارث بن ضرار، و قيل: ابن أبي ضرار، و قال: أخشى أن يكونا اثنين، و الله أعلم.
905- الحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ (1)
الحَارِثُ بن أبي ضِرَار، و هو حبيب، بن الحارث بن عائد بن مالك بن جَذِيمة، و هو المصطلق، بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي المصطلقي، أبو جويرية، زوج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بنت الحارث: قال ابن اسحاق: تزوج رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، و كانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة، فوقعت لثابت بن قيس بن شماس، فذكر الخبر، ثم قال: فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لفداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها. فغيبهما في شعب من شعاب العقيق . . ثم أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا محمد، أخذتم ابنتي و هذا فداؤها، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «فَأَيْنَ البَعِيرَانِ اللَّذَانِ غَيَّبْتَ بِالعَقِيقِ فِي شِعْبِ كَذَا وَ كَذَا»؟ (2) فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله، و أنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله. و أسلم الحارث، و ابنان له، و ناس من قومه.
هذا الحارث أخرجه أبو علي الغساني، مستدركاً على أبي عمر.
906- الحَارِثُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ صَخْرٍ (3)
(ع) الحَارِثُ بن الطُّفَيْل بن صَخْر بن خُزَيْمة. أخو عوف بن الطفيل؛ ذكره محمد بن اسماعيل البخاري في الصحابة؛ لا تعرف له رؤية.
أخرجه أبو نعيم.
907- الحَارِثُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْن عَبْدِ اللهِ (4)
(ب) الحَارِثُ بن الطُّفَيْل بن عَبْد الله بن سَخْبَرة القرشي، قال أحمد بن زُهير: لا أدري
ص: 617
من أي قريش هو؟ و قال الواقدي: هو أزدي، و نسبه في الأزد، و سنذكر ذلك في باب الطفيل أبيه، إن شاء الله تعالى.
و الحارث هذا هو ابن أخي عائشة و عبد الرحمن، ولدي أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، لأمهما؛ لأن الطفيل أباه هو أخو عائشة لأمها، و لأبيه صحبة.
أخرجه أبو عمر.
908- الحَارِثُ بْنُ ظَالِمٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بنُ ظَالِم بن عَبْسِ السلمي؛ قاله ابن منده و أبو نعيم، و قالا: إنه يكنى أبا الأعور، و قد ذكرناه في الكنى أكثر من هذا.
شَهِدَ بَدْراً، قاله ابن إسحاق، مختلف في اسمه، روى عنه قيس بن أبي حازم. أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
قلت: قد رد بعض العلماء هذا القول على أبي نعيم و ابن منده، فقال: هذا وهم كبير، جعلا رجلين واحداً؛ فإن الحارث بن ظالم كنيته أبو الأعور، و أبو الأعور السلمي اسمه عمرو بن سفيان، و كلاهما يكنى أبا الأعور؛ إلا أن الأول أنصاري خزرجي، من بني عدي بن النجار، لا يختلف في صحبته، بدري، و الثاني عمرو بن سفيان السلمي، مختلف في صحبته، فقد جعل ابن منده و أبو نعيم الرجلين وحداً، مع اختلاف في اسمهما و نسبهما.
909- الحَارِثُ بْنُ العَبَّاسِ (2)
الحَارِثُ بن العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب. أمه امرأة من هذيل؛ ذكره أبو عمر مدرجاً في ترجمة أخيه تمام بن العباس، و قال: لكل بني العباس رؤية؛ ذكرناه كما ذكره كذلك.
910- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ (3)
(ب) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله بن أوْسِ الثَّقفي، و ربما قيل: الحارث بن أوس، و قد تقدم، و هو حجازي، سكن الطائف، روى في الحائض: يكون آخر عهدها الطواف بالبيت.
أخبرنا ابراهيم بن محمد بن مهران و غيره قالوا: أخبرنا الكروخي بإسناده إلى أبي
ص: 618
عيسى الترمذي قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، أخبرنا المحاربي، عن الحجاج بن أرطاة، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن البيلماني، عن عمرو بن أوس، عن الحارث بن عبد الله بن أوس، قال: سمعت رسول الله يقول: «مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِو بالبَيْتِ» (1).
أخرجه أبو عمر بن عبد البر.
911- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الله البَجَلِيُّ (2)
(د ع س) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله البَجَلِي. و قيل: الجُهني، يعد في أهل الكوفة، روى حديثه حماد بن عمرو النَّصيبي، عن زيد بن رُفَيع، عن معبد الجهني، قال: بعثني الضحاك بن قيس إلى الحارث بن عبد الله الجهني بعشرين ألف درهم، و قال: قل له: إن أمير المؤمنين أمرنا أن ننفق عليك فاستعن بهذه، قال: و من أنت؟ قلت: أنا معبد بن عبد الله بن عويمر، قلت: و أمرني أن أسألك عن الكلمة التي قال لك الحبر باليمن، فقال: نعم، بعثني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى اليمن، و لو أوقن أنه يموت لم أفارقه، قال: فأتاني الحبر فقال: إن محمداً قد مات، قلت: متى؟ قال: اليوم، فلو أن عندي سلاحاً لقاتلته، قال: فلم ألبث إلا يسيرا حتى أتاني آت من عند أبي بكر أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قد توفي، و بايع لي الناس خليفة من بعده؛ فبايع من قبلك، فقلت: إن رجلاً أخبرني بهذا من يومه لخليق أن يكون عنده علم، فأرسلت إليه فقلت: إن الذي أخبرتني كان حقاً، قال: ما كنت لأكذبك؛ فقلت: من أين علمت ذلك؟ قال: إنه في الكتاب الأول أنه يموت نبي هذا اليوم، قلت: كيف يكون بعده؟ قال: تدور رحاهم إلى خمس و ثلاثين سنة.
رواه محمد بن سعد، عن حماد بن عمرو، أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و استدركه أبو موسى على ابن منده؛ و قد أخرجه ابن منده؛ فقد سها في استدراكه عليه، و قال: ذكره عبدان، و قال أبو موسى: و هذه القصة مشهورة بجرير بن عبد الله البجليّ، و أظنه صحف جريراً بالحارث.
912- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَةَ (3)
(د ع) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله بن أبي رَبِيعة بن المُغِيرَة بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم
ص: 619
القرشي المخزومي. ابن أخي عياش بن أبي ربيعة، روى عبد الكريم بن أبي أمية، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أتى بسارق . . . الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و هو أخو عُمَر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر، و هو القُبَاع، و قد تقدم القول فيه في الحارث بن أبي ربيعة، و ولى البصرة لابن الزبير.
913- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ (1)
(س) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله بن السَّائب بن المطلب بن أسَد بن عبد العُزَّى بن قُصَي.
روی حديثه سعيد المقبري، عنه، أنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا تَتَقَدَّمُوا قُرَيْشاً، وَ لَا تُعَلِّمُوا قريشاً، وَ لَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهَا بِمَاذَا لِخِيَارِهَا عِنْدَ الله عَزَّ وَ جَلٌ » (2).
أخرجه أبو موسى.
914- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ (3)
(ب) الحَارِثُ بن عبد الله بن سعد بن عمرو بن قيس بن امرىء القيس بن مالك الأغَرّ بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. قتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه أبو عمر.
915- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَلْكَثَةَ (4)
الحَارِثُ بن عَبْد الله أبو عَلْكَثَةَ. عداده في الشاميين، من أهل الرملة، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو أزدي. مخرج حديثه من أهل بيته.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
916- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ (5)
(س) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله بن كَعْب بن مالك بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصاري.
ص: 620
شهد الحديبية و ما بعدها، و قتل يوم الحرة، و قد ذكر أبو عمر أباه.
917- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بنُ عَبْد الله بن وَهْب الدَّوْسِي. ذكره البخاري في الصحابة، حديثه عند محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا أخي خالد بن مغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب، و كان الحارث قدم مع أبيه على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في السبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و رجع أبوه إلى السراة، و كان كثير الثمار فقبض النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و الحارث بالمدينة، و شهد اليرموك، و نزل فلسطين، و كان مع معاوية بصفين. و مات أيام معاوية.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
918- الحَارِثُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (2)
(ب) الحَارِثُ، أبو عَبْد الله. روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في الصلاة على الميت، حديثه عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، أخرجه أبو عمر.
قلت: هو الحارث بن نوفل، و قد ذكره أبو عمر في الحارث بن نوفل، و ذكر الحديث، فما كان يجوز له أن يعيد ذكره، و الله أعلم.
919- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ (3)
(د ع) الحَارِثُ بن عَبْد شَمْس الخَثْعَمِي. وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عداده في أهل الشام، روى عنه ابنه الحميري بن الحارث أنه خرج إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أخذ لجميع أصحابه الأمان على دمائهم و أموالهم، فكتب لهم كتاباً، و أباحهم في بلادهم كذا و كذا.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نُعَيْمٍ.
920- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى (4)
(د ع) الحَارِثُ بن عَبْد العُزَّى بن رِفَاعة بن مَلَان بن نَاصِرَةَ بن فُصَيَّة بن نَصْر بن سعد بن بكر بن هوازن، أبو رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الرضاعة.
ص: 621
روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن يسار، عن رجال من بني سعد بن بكر قالوا: قدم الحارث بن عبد العزى، أبو رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من الرضاعة. على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مكة، فقالت له قريش: أ لا تسمع ما يقول ابنك هذا؟ قال: ما يقول؟ قالوا: يزعم أن الله يبعث بعد الموت، و أن للناس دارين يعذب فيهما من عصاه، و يكرم من أطاعه! و قد شتت أمرنا، و فرق جماعتنا، فأتاه فقال: أي بني، مالك و لقومك يشكونك و يزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت، ثم يصيرون إلى جنة و نار؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «نَعَمْ، أَنَا أَزْعُمُ ذَلِكَ، وَ لَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ اليَوْمُ يَا أَبَةُ قَدْ أَخَذْتُ بِيَدِكَ حَتَّى أَعَرِّفَكَ حَدِيثَكَ اليَوْمَ». فأسلم الحارث بعد ذلك، فحسن إسلامه، و كان يقول حين أسلم: لو قد أخذ ابني بيدي، فعرفني ما قال لم يرسلني حتى يدخلني الجنة.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
921- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ قَیْسٍ (1)
(ب د) الحَارِثُ بنُ عَبْد قَيْس بن لَقِيط بن عامر بن أميَّة بن ظَرِب بن الحارث بن فِهْر. كان من مهاجرة الحبشة، هو و أخوه سعيد بن [عبد] قيس.
أخرجه ابن منده و أبو عمر ههنا، و عاد ابن منده أخرجه هو و أبو نعيم في: الحارث بن قيس؛ و يرد هناك، و هما واحد، و الله أعلم.
922- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ (2)
(د ع) الحَارِثُ بنُ عَبْد كُلَال. كتب إليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كتاباً، يعد في أهل اليمن، له ذكر في حديث عمرو بن حزم. روى الزهري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب إلى شرحبيل بن عبد كلال، و الحارث بن عبد كلال، و نعيم بن عبد كلال: أما بعد ... و ذكر فرائض الصدقات و الديات، و بعثه مع عمرو بن حزم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و هذا ليست له صحبة، و إنما كان موجوداً، فلا أدري لأي معنى يذكرون هذا و أمثاله، مثل الأحنف و مروان و غيرهما، و ليست لهم صحبة و لا رؤية!
923- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ (3)
(س) الحَارِثُ بنُ عَبْد مَنَاف بن كِنَانة. ذكره عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ في الصحابة، و روى حديثه
ص: 622
شَرِيك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عنه، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عن ميراث العمة و الخالة فقال: «لَا مِيرَاثَ لَهُمَا» (1).
أخرجه أبو موسى.
924- الحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ (2)
الحَارِثُ بنُ عُبَيْدِ بن رِزَاح بن كَعْب الأَنْصَارِي الظَّفَري، صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ذكره أبو عمر في ترجمة ابنه: النضر بن الحارث.
925- الحَارِثُ بْنُ عَنِيقٍ (3)
(س) الحَارِثُ بنُ عَتيق بن قَيْس بن هَيْشَة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف، شهد أحُداً مع أبيه و عميه.
أخرجه أبو موسى.
926- الحَارِثُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الحَارِثِ (4)
الحَارِثُ بن عَتِيك بن الحَارِث بن قَيْس بن هَيْشَة، أخو جبر بن عتيك. شهد أحداً و ما بعدها؛ و معه ابنه عتيك بن الحارث بن عتيك؛ قاله العدوي، و ذكره أبو عمر في: جابر بن عتيك، و هو أخوه، و قال: له صحبة.
927- الحَارِثُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ (5)
(ب س) الحَارِثُ بن عَتِيك بن النُّعْمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول. و هو عامر بن مالك بن النجار، و هو أخو سهل بن عتيك الذي شهد العقبة و بدراً، و شهد الحارث أحداً و المشاهد كلها، و كان الحارث يُكْنَى أبا أخزم، و قتل يوم جسر أبي عبيد شهيداً؛ ذكره الواقدي و الزبير.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 623
928- الحَارِثُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ (1)
(ب) الحَارِثُ بنُ عَدِي بن خَرَشَة بن أمية بن عامر بن خَطْمَة الأنصاري الخَطْمِي. قتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
929- الحَارِثُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ مَالِكٍ (2)
(ب د ع س) الحَارِثُ بن عَدِيِّ بن مالك بن حرام بن حديج بن معاوية الأنصاري المعاوي، شهد أحداً، و قتل يوم جسر أبي عبيد. أخرجه الثلاثة مختصراً، و أخرجه أبو موسى كذلك أيضاً، و قد أخرجه ابن منده؛ فلا معنى لاستدراكه.
930- الحَارِثُ بْنُ عَرْفَجَةَ (3)
(ب س) الحَارِثُ بن عَرْفَجَةَ بن الحارث بن مالك بن كعب بن النَّحَّاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السَّلْم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة و الواقدي.
و نسبه الكلبي و قال: شهد بدراً، و نسبه أبو عمر، و أسقط مالكاً و كعبا الثاني، و لم يذكره ابن إسحاق في البدريين، و قد انقرض بنو السلم كلهم.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
السَّلْمُ: بفتح السين و تسكين اللام.
931- الحَارِثُ بْنُ عَفِيفٍ (4)
(د ع) الحَارِثُ بن عفيف الكِنْدي. ذكره البخاري في الصحابة، و لم يذكر له حديثاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
932- الحَارِثُ بْنُ عَقَبَةَ (5)
(ب) الحَارِثُ بن عُقْبة بن قابُوس، وفد مع عمه وهب بن قابوس، من جبل مزينة، بغنم
ص: 624
لهما المدينة، فوجداها، خلواً فسألا: أين الناس؟ فقيل: بأحد يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم أتيا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقاتلا المشركين قتالاً شديداً، حتى قتلا، رضي الله عنهما.
أخرجه أبو عمر.
933- الحَارِثُ بْنُ عُمَرَ الهُذَلِيُّ (1)
(ب) الحَارِثُ بن عُمَر الهُذَلي. ولد على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، روى عن عمر و ابن مسعود أحاديث، و توفي سنة سبعين؛ ذكره الواقديُّ.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عمر: بضم العين.
934- الحَارث بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ (2)
(ب د ع) الحَارث بن عَمْرو، بفتح العين و بالواو، و هو الأنصاري، عم البراء بن عازب، و قيل. خال البراء.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب، بإسناده إلى عبد الله، قال: حدثني أبي، حدثنا هشيم، عن أشعث بن سوار، عن عدي بن ثابِت، عن البراء بن عازب، قال: مربي الحارث بن عمرو، و قد عقد له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لواء، فقلت: أيْ عم، إلى أين بعثك رسول الله؟ فقال: بعثني إلى رجل تزوج امرأة أبيه. فأمرني أن أضرب عنقه.
و رواه حجاج بن أرطاة، عن عدي، عن البراء. و رواه معمر، و الفضل بن العلاء، و زيد بن أبي أنيسة، عن أشعث، عن عدي، عن زيد بن البراء بن عازب، عن أبيه، قال: «لقيني عمي . . .»
و رواه السدي، و الربيع بن الركين، في آخرين، عن عدي، عن البراء، قال: مربي خالي و معه راية . . . الحديث، و خاله أبو بردة بن نيار؛ قاله ابن منده و أبو نعيم.
و قال أبو عمر، بعد ذكر الاختلاف فيه: و فيه اضطراب يطول ذكره؛ فإن كان الحارث بن عمرو هذا هو الحارث بن عمرو بن غزية، كما زعم بعضهم، فعمرو بن غزية ممن شهد العقبة، و كان له فيما يقول أهل النسب أربعة بنين كلهم صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هم: الحارث،
ص: 625
و عبد الرحمن و زيد، و سعيد، بنو عمرو، و ليس لواحد منهم رواية إلا الحارث، هكذا زعم بعض من ألف في الصحابة، و في قوله نظر. و قد روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم الحجاج بن عمرو بن غزية، لا يختلفون في ذلك، و ما أظن الحارث هذا هو [ابن] عمرو بن غزية، و الله أعلم.
و قد روى الشعبيُّ، عن البراء بن عازب: كان اسم خالي قليلاً، فسماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كثيراً، و قد يمكن أن يكون له أخوال و أعمام، انتهى كلام أبي عمر.
935- الحَارِثُ بْنُ عَمْرِوٍ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بن عَمْرو بن ثَعْلبة بن غَنْم بن قُتيْبة بن مَعْن بن مالك بن أعْصَر الباهلي. نسبه هكذا أبو أحمد العسكري، و قال ابن منده و أبو نعيم و أبو عمر: الحارث بن عمرو الباهلي السهمي، و لم يذكر أبو أحمد في النسب الذي ساقه سهماً، و مع هذا فقد ذكر في ترجمته أنه سهمي، فدل ذلك على أنه ترك شيئاً، و كذلك جعله ابن أبي عاصم باهلياً سهمياً، و مما يقوي أنه أسقط من النسب شيئاً أن من صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من باهلة، ثم من سهم، يَعُدُّون إلى معن، الذي ولده من باهلة، ثمانية آباء، و أقلهم سبعة آباء، منهم: سلمان بن ربيعة بن يزيد بن عمرو بن سهم بن نضلة بن غنم بن قتيبة بن معن، فقد أسقط أبو أحمد عدة آباء، و الله أعلم.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يحيى، حدثنا عفان، هو ابن زرارة، هو ابن كريم بن الحارث بن عمرو، عن أبيه، عن جده الحارث بن عمرو: «أنه لقي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع، و هو على ناقته العضباء، فقلت: بأبي أنت و أمي يا رسول الله استغفر لي، فقال: «غَفَرَ الله لَكُمْ»، ثم استدرت إلى الشق الآخر رجاء أن يخصني، فقلت: استغفر لي يا رسول الله، فقال: «غَفَرَ اللَّه لَكُمْ»، فقال رجل: يا رسول الله، الفرائع و العتائر؟ فقال: «مَنْ شَاءَ فَرَعَ، وَ مَنْ شَاءَ لَمْ يَفْرِعْ، وَ مَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَ مَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرُ (2)،
ص: 626
وَ فِي الغَنَم أَضْحِيَتُهَا»، ثم قال: «أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» (1).
رواه عبد الله بن المبارك، و المعتمر بن سليمان، و أبو سلمة المنقري، و غيرهم، عن يحيى بن زرارة.
أخرجه الثلاثة.
936- الحَارِثُ بْنُ عَمْرو الأَسْدِيُّ (2)
الحَارِثُ بن عَمْرو، أبو مُكْعِت الأسدي، ذكر في الكنى أتم من هذا، قال الأمير أبو نصر: أبو مكعت الأسدي الحارث بن عمرو، و ذكر سيف بن عمر أنه قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أنشده شِعْراً.
937- الحَارِثُ بْنُ عَمْرو المُزَنِيُّ (3)
(ب) الحَارِثُ بن عَمْرو بن غَزِيَّة المُزَنِي، توفي سنة سبعين، و هو معدود في الأنصار أخرجه أبو عمر، و قال: أظنه الحارث بن غزية الذي روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ» (4).
و أما أبو نعيم و ابن منده فأخرجاه في الحارث بن غزية، و يرد هناك إن شاء الله تعالى.
938- الحَارِثُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُؤمَّلٍ (5)
(ب) الحَارِثُ بن عَمْرو بن مُؤمَّل بن حَبِيب بن تَمِيم بن عَبْد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عَدي بن كعب بن لؤي القُرَشي العَدَوي. هاجر في الركب الذين هاجروا من بني عدي عام خيبر، و هو سبعون رجلاً، و ذلك حين أو عبت بنو عديّ بالهجرة، و لم يبق بمكة منهم رجل.
أخرجه أبو عمر.
ص: 627
939- الحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ (1)
(ب س) الحَارِثُ بن عُمَير الأزْدي، أحد بني لِهْب، بعثه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بكتابه إلى الشام، إلى ملك الروم، و قيل: إلى ملك بصری، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني. فأوثقه رباطاً، ثم قدم فضربت عنقه صبراً، و لم يقتل لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رسول غيره، فلما اتصل خبره برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث البعث الذي سيره إلى مُؤتَةَ، وَ أَمَّرَ عليهم زيد بن حارثة، في نحو ثلاثة.
آلاف، فلقيتهم الروم في نحو مائة ألف.
أخرجه أبو عمر كذا، و أخرج أبو موسى اسمه حَسْبُ، و قال: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
لِهْبُ: بكسر اللام و سكون الهاء.
940- الحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَسِيدٍ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن عَوْف بن أسيد بن جابر بن عُوَيْرَة بن عبد مناة بن شِجْع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة أبو واقد الليثي. و ليث بطن من كنانة.
و اختلف في اسمه: فقيل ما ذكرناه، و قيل: عوف بن مالك، و قيل: الحارث بن مالك، و الأول أصح، و هو مشهور بكنيته، و يذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى.
أسلم قبل الفتح، و قيل: هو من مسلمة الفتح، و قال القاضي أبو أحمد في تاريخه: إنه شهد بدراً و لا يصح؛ لأنه أخبر عن نفسه أنه كان مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بحُنَيْن، قال: و نحن حديثو عهد بكفر؛ روى عنه سعيد بن المسيب، و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، و عروة بن الزبير، و عطاء بن يسار، و بُسْر بن سعيد، و غيرهم.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، و غيره، بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس، عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقرأ به في الفطر و الأضحى؟ قال: كان يقرأ ب_ (ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)، و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).
و توفي سنة ثمان و ستين، و عمره سبعون سنة؛ قاله يحيى بن بكير، و قال الواقدي: توفي سنة خمس و ستين، و قال ابراهيم بن المنذر الحزامي: توفي أبو واقد الليثي سنة ثمان و ستين،
ص: 628
و عمره خمس و سبعون سنة، و كأن هذا أصح؛ لأنه إذا كان عمره سبعين سنة على قول من يجعله توفي سنة ثمان و ستين، يكون له في الهجرة سنتان، و في حنين عشر سنين؛ فكيف يشهدها! و إذا كان له خمس و سبعون سنة يكون له في حنين خمس عشرة سنة، و هو أقرب، و الله أَعْلَمُ.
أخرجه الثلاثة.
941- الحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ (1)
(ب س) الحَارِثُ بن عَوْف بن أبي حَارِثة بن مُرَّة بن نُشبة بن غَيْظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذُبيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفَان، الغطفاني، ثم الذبياني، ثم المري.
قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم، و بعث معه رجلاً من الأنصار إلى قومه ليسلموا، فقتلوا الأنصاري، و لم يستطع الحارث أن يمنع عنه، و فيه يقول حسان: [ الكامل]
يَا حَارِ مَنْ يَغْدُرْ بِذِمَّةِ جَارِهِ *** مِنكُمْ فَإِن مُحمَّداً لَا يَغْدِرُ
وَ أَمَانَةُ المُرِّيِّ مَا أَسْتَوْدَعْتَهُ *** مِثلُ الزُّجَاجَةِ صَدْعُهَا لَا يُجْبَرُ (2)
فجعل الحارث يعتذر، و يقول: أنا بالله و بك يا رسول الله من شر ابن الفريعة؛ فوالله لو مزج البحر بشره لمزجه، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَعْهُ يَا حَسَّانُ»، قال: قد تركته.
و هو صاحب الحَمَالة في حرب داحس و الغبراء ، و أحد رؤوس الأحزاب يوم الخندق، و لما قتل الأنصاري الذي أجاره بعث بديته سبعين بعيراً، فأعطاها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ورثته، و استعمله النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم على بني مرة، و له عقب.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
942- الحَارِثُ بْنُ غَزِيَّةَ (3)
(ب د ع) الحَارِثُ بن غَزِيَّة و قيل: غزية بن الحارث، يعد في المدنيين، روى عنه عبد الله بن رافع.
روى يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله، عن عبد الله بن رافع، عن الحارث بن
ص: 629
غزية أنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول يوم فتح مكة: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ؛ إِنَّمَا هُوَ الإِيمَانُ، وَ النِيَّةُ، وَ الجِهَادُ، وَ مُتْعَةُ النِّسَاءِ حَرَامٌ» (1).
و رواه سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَةَ، عن عبيد الله بن أبي رافع.
أخرجه الثلاثة.
943- الحَارِثُ بْنُ غُطَيْفٍ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن غُطَيْف السَّكُوني الكِنْدي، و قيل: غضيف بن الحارث، و الأول أصح.
يعد في الشاميين، نزل حمص، روى عنه يونس بن سيف العبسي أنه قال: ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس أني رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم واضعاً يده اليمنى على اليسرى في الصلاة.
أخرجه الثلاثة.
944- الحَارِثُ بْنُ فَرْوَةَ (3)
(س) الحَارِثُ بن فَرْوَة بن الشَّيْطَان بن خَدِيج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
قال ابن شاهین: قال ابن الكلبي: إنما سمته العرب: الشيطان؛ لجماله.
ذكر أبو موسى في نسبه: قرة، و الذي رأيته في الجمهرة للكلبي: فروة، بالفاء و زيادة واو، و كذلك قاله الطبري.
أخرجه أبو موسى.
945- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الحَارِثِ (4)
الحَارِثُ بنُ قَيْس بن الحَارِث بن أسماء بن مُر بن شهاب بن أبي شَمِر. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّمو كان فارساً شاعراً.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي، عن ابن الكلبي.
ص: 630
946- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ (1)
الحَارِثُ بنُ قَيْس بن حِصْن بن حُذَيْفَة بن بَدْر الفَزَارِي. و هو ابن أخي عيينة بن حِصْن، تقدم نسبه عند عمه، و كان في وفد فزارة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مَرْجِعَه من تبوك؛ قاله أبو أحمد العسكري، و روي عن ابن عباس: أنه نزل عليه عمه عيينة بن حصن، و كان من النفر الذين يُدْنِيهم عُمَر، و ذكر القصة.
قلت: و هذا وهم من العسكري؛ إنما هو الحر بن قيس، و قد تقدم مستوفى، و إنما ذكرنا هذا؛ لئلا يراه أحد فيظنه صحابياً، و أننا أهملناه، و الله أعلم.
947- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن قَيْس بن خَلْدة بن مُخَلَّد بن عامر بن زُرَيق [بن عامر بن زريق] بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جُشم بن الخزْرج الأنصاري الخزرجي، ثم الزرقي. عقبي، بدري؛ قاله عروة و ابن إسحاق، يكنى أبا خالد، غلبت عليه كنيته، و هو مذكور في الكنى.
أخرجه الثلاثة.
948- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ (3)
(ب) الحَارِثُ بنُ قَيْس بن عَدِي بن سعد بن سَهْم القُرشي السهمي.
كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، و إليه كانت الحكومة و الأموال التي يسمونها لآلهتهم، ثم أسلم، و هاجر إلى أرض الحبشة. أخرجه أبو عمر.
و قال هشام بن الكلبي: قيس بن عدي بن سعد بن سهم، و كانت عنده الغيطلة بنت مالك بن الحارث بن عمرو بن الصَّعِق بن شَنُوق بن مُرَّة بن عبد مناة بن كنانة، و كانوا ينسبون إليها. و الحارث بن قيس بن عدي كان من المستهزئين، و فيه نزلت: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ). و جعله الزبير أيضاً من المستهزئين.
قلت: لم أر أحداً ذكره من الصحابة إلا أبا عمر، و الصحيح أنه كان من المستهزئين.
949- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ (4)
(د ع) الحَارِثُ بنُ قَيْس، و قيل: ابن عبد قيس بن لَقِيط بن عامر بن أمية بن الظَّرِب بن
ص: 631
الحارث بن فِهْر القرشي الفهري، من مهاجرة الحبشة، قاله محمد بن إسحاق. أخرجه ههنا ابن منده، و أبو نعيم، و أما أبو عمر فأخرجه في: الحارث بن عبد قيس و معه ابن منده أيضاً.
قلت: قد أخرجه ابن منده ههنا و في الحارث بن عبد قيس، ظناً منه أنهما اثنان؛ فإنه لم يقل في أحدهما: و قيل فيه كذا. و هما واحد؛ قيل فيه: قيس، و قيل: عبد القيس، و ليس على أبي نعيم، و لا على أبي عمر كلام؛ لأن أبا نعيم ذكره هنا حسب، و قال: و قيل: ابن عبد قيس، و أخرجه أبو عمر هناك حسب، و الله أعلم.
950- الحَارِثُ بْنُ قَيْس بْنِ عُمَيْرَةَ الأَسَدِىُّ (1)
(ب ع د) الحَارِثُ بن قَيْس بن عُمَيْرة الأسَدِي، أسلم و عنده ثمان نسوة، و قيل: قيس بن الحارث، له حديث واحد لم يأت من وجه يصح، روى عنه حُميضة بن الشَّمَرْذَل.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، حدثنا مسدد، أخبرنا هشيم (ح) قال أبو داود: و حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا هشيم، عن ابن أبي ليلى، عن حميضة بن الشمرذل عن الحارث بن قيس، قال مسدد: بن عميرة، و قال وهب: الأسدي، قال: أسلمت و عندي ثمان نسوة، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال النبي: «أُخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعاً» (2).
و رواه حمید بن ابراهيم، عن هشيم، فقال: قيس بن الحارث، قال أحمد بن ابراهيم بن أحمد: هذا الصواب، يعني قيس بن الحارث، و قد ذكرناه في قيس.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
951- الحَارِثُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْروٍ (3)
الحَارِثُ بن كَعْبَ بن عَمْرو بن عَوْف بن مَبْذول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النَّجار، الأنصاري النَّجَّاري، ثم المازني.
صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قتل يوم اليمامة شهيداً، ذكره الكلبي.
ص: 632
952- الحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بنُ كَعْب يعرف بالأسلع، سماه علي بن سعيد العسكري في الصحابة، إن كان محفوظاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم كذا مختصراً.
953- الْحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ (2)
(س) الحَارِثُ بن كَعْب، جاهلي، قال عبدان: سمعت أحمد بن سيار يقول: الحارث جاهلي، حكى عن نفسه أنه أتى عليه مائة و ستون سنة، و ذكر أنه أوصى بنيه خصالاً حسنة، تدل على أنه كان مسلماً.
أخرجه أبو موسى.
954- الحَارِثُ بْنُ كَلَدَةَ (3)
(د ع) الحَارِثُ بن كَلَدَةَ بن عمرو بن عِلَاج بن أبي سلمة بن عبد العُزى بن غِيَرَة بن عوف بن ثقيف الثقفي.
طبيب العرب، و هو مولى أبي بكرة من فوق مختلف في صحبته.
روى ابن إسحاق، عمن لا يتهمه، عن عبد الله بن مُكَدم، عن رجل من ثقيف، قال: «لما أسلم أهل الطائف تكلم نفر منهم في أولئك العبيد، يعني الذين نزلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم لما حصر الطائف، فأسلموا منهم أبو بكرة، قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أُولَئِكَ عُتَقَامُ الله» (4)، و كان ممن تكلم فيهم الحارث بن كلدة.
و روى ابن إسحاق، عن اسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: مرض
ص: 633
سعد، وهو مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع، فعاده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ فقال: يا رسول الله، ما أراني إلا لمابي، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَشْفِيَكَ اللَّهَ حَتَّى يُضَرَّ بِكَ قَوْمٌ وَ يَنْتَفِعَ بِكَ آخَرُونَ»، ثم قال للحارث بن كلدة: «عَالِجُ سَعْداً ممِّا بهِ» (1)، فَقَالَ: وَ الله إني لأرجو شفاءه فيما ينفعه في رحله، هل معك من هذه التمرة «العجوة» شيء؟ قال: نعم، فصنع له الفَرِيقَة، خلط له التمر بالحلبة، ثم أوسعها سمنا، ثم أحساها إياه، فكأنما نشط من عقال.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
955- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ الطَّائِيُّ (2)
الحَارِثُ بن مَالِك الطَّائي، وفد مع عدي بن حاتم على أبي بكر إثر موت النبي، بصدقة طيیء، و له في ذلك شعر. قاله ابن الدباغ عن وثيمة.
956- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ (3)
(ب دع) الحَارِثُ بن مَالِك بن قَيْس بن عَوْذ بن جابر بن عبد مناة بن شِجْع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، المعروف بابن البرصاء، و هي أمه، و قيل: أم أبيه مالك، و اسمها: رَيْطَة بنت ربيعة بن رياح بن ذي البردين، من بني هلال بن عامر. و هو من أهل الحجاز، أقام بمكة، و قيل: بل نزل الكوفة.
روى عنه عبيد بن جريج، و الشعبي، و قيل: اسمه مالك بن الحارث، و الأول أصح.
أخبرنا إبراهيم بن محمد و غيره، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، أخبرنا محمد بن بشار، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن الحارث بن مالك ابن البرصاء، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم فتح مكة يقول: «لَا تُغْزَى قُرَيْشٌ بَعْدَ اليَوْمِ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» (4).
هكذا رواه جماعة عن زكرياء، و رواه عبد الله بن أبي السَّفَر، عن الشعبي، عن عبد الله بن مطيع، عن أبيه.
ص: 634
و رواه عنه عبيد بن جريج قال: سمعت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم بين الجمرتين، يقول: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِين كَاذِبَةٍ عِنْدَ هَذَا المِنْبَرِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (1).
أخرجه الثلاثة.
السفر: بفتح الفاء.
957- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ الأَنْصَارِيُّ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن مَالِك. و قيل: حارثة، الأنصاري. روى عنه زيد السلمي و غيره.
حدث يوسف بن عطية، عن قتادة و ثابت، عن أنس: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لقي الحارث يوماً، فقال: «كَيْفَ أَصْبَحَتْ يَا حَارِثُ»؟ قال: أصبحت مؤمناً بالله حقاً، قال: «انْظُرْ مَا تَقُولُ فَإِنَّ لَكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ»؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا؛ فأسهرت لذلك ليلي، و أظمأت نهاري، و كأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً، و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، و كأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون (3) فيها، فقال: «يَا حَارِثُ، عَرَفْتَ فَأَلْزَمْ» (4).
و رواه مالك بن مِغْول عن زُبَيْد: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال للحارث . . . فذكر نحوه.
و رواه ابن المبارك، عن صالح بن مسمار أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «يَا حَارِثُ، مَا لَكَ»؟ . فذكر نحوه.
و روى عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، نحوه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
958- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ (5)
(د ع) الحَارثُ بنُ مَالِك، مولى أبي هند الحَجَّام.
قال ابن منده: سماه لنا بعض أهل العلم، و يقال: إن اسم أبي هند الحارث بن مالك، روى أبو عوانة، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: «احتجم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أعطى
ص: 635
الحجام أجره، حَجَمَهُ أبو هند، غلام لبني بياضة، و كان أجره كل يوم مداً و نصفاً، فشفع له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى مولاه، فوضع عنه نصف مد.
و رواه شعبة و الثوري و شريك و أبو إسرائيل، عن جابر؛ فمنهم من قال: أبو طيية، و منهم من قال: مولى لبني بياضة.
و رواه إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن ورقاء، عن جابر، عن الشعبي، عن ابن عباس أن النبي حجمه أبو هند، و اسمه الحارث بن مالك.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و ليس فيه ذكر لمولى أبي هند، و إنما الاسم لأبي هند لا غير، و الله أعلم.
959- الحَارِثُ بْنُ مُخَاشِنٍ (1)
(ب) الحَارِثُ بنُ مُخَاشِن، ذكر إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني، قال: الحارث بن مخاشن من المهاجرين، قبره بالبصرة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
960- الحَارِثُ بْنُ مُخَلَّدٍ (2)
(س) الحَارِثُ بنُ مُخَلّد، ذكره عبدان و ابن شاهين في الصحابة و هو تابعي.
روى أحمد بن يحيى الصوفي، عن محمد بن بشر، عن سفيان بن سعيد، عن سهيل، عن أبيه، عن الحارث بن مخلد، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ أَتَى النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ لَمْ يَنْظُرِ الله عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ» (3).
كذا رواه مرسلاً. و رواه معاوية بن عمرو، عن محمد بن بشر، و رواه موسى بن أعين، كلاهما، عن الثوري، عن سهيل عن الحارث بن مخلد الزرقي، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال، نحوه.
أخرجه أبو موسى.
مُخَلَّدٌ: بضم الميم، و تشديد اللام المفتوحة.
ص: 636
961- الحَارِثُ بْنُ مَسْعُودٍ (1)
(ب د ع) الحَارِثُ بنُ مَسْعُود بن عَبْدَة بن مُظَهَر بن قَيْس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.
له صحبة. قتل يوم الجسر مع أبي عبيد شهيداً، قاله الطبري، عن شهاب و ابن إسحاق.
و مظهر: بضم الميم، و فتح الظاء المعجمة، و تشديد الهاء المكسورة.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
962- الحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ (2)
(ب د ع) الحَارِثُ بن مُسْلِم بن الحَارِث التَمِيمي، و يقال: مسلم بن الحارث، و الأول أصح، يكنى أبا مسلم.
روی حدیثه هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي، أن أباه حدثه: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أرسلهم في سرية، فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي، فسبقت أصحابي، و استقبلنا الحي بالرنين (3) فقلت لهم: قولوا: لا إله إلا الله تُحْرَزُوا، فقالوها، و جاء أصحابي فلاموني، و قالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا، فلما قفلنا ذكروا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فدعاني فحسَّن ما صنعت، و قال: «أمَّا إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ كَتَبَ لَكَ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ كَذَا وَ كَذَا» _ قَالَ عَبْد الرحمن: فأنا نسيت ذلك _ قال: ثم قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَمَّا إِنِّي سَأَكْتُبُ لَكَ كِتَابَاً، وَ أُوصِي بِكَ مَنْ يَكُونُ بَعْدِي مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ»، ففعل، و ختم عليه، و دفعه إليّ.
أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، أخبرنا يزيد بن عبد ربه، أخبرنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني: أن مسلم بن الحارث التميمي حدثه، عن أبيه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِذَا صَلَّيْتَ الغَدَاةَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلَّمَ أَحَداً: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذَلِكَ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ جَوَاراً
ص: 637
مِنَ النَّارِ، وَ إِذَا صَلَّيْتَ المَغْرِبَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تُكَلَّمَ أَحَدَاً: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّكَ إنْ مِتَّ تِلكَ اللَّيْلَةَ كَتَبَ الله لَكَ جَوَاراً مِنَ النَّارِ» (1).
فلما قبض الله تعالى رسوله صلّى الله عليه و آله و سلّم أتيت أبا بكر بالكتاب، ففضه، و قرأه، و أمر لي، و ختم عليه، ثم أتيت به عمر، ففعل مثل ذلك، ثم أتيت به عثمان، ففعل مثل ذلك، قال مسلم: فتوفي أبي في خلافة عثمان فكان الكتاب عندنا. حتى و لي عمر بن عبد العزيز، فكتب إلى عامل قِبَلَنا أن أشخص إلى مسلم بن الحارث التميمي بكتاب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم الذي كتبه لأبيه، قال: فشخصت به إليه، فقرأه، و أمر لي، و ختم عليه، ثم قال لي: أما إني لم أبعث إليك إلا لتحدثني بما حدثك أبوك به، قال: فحدثته بالحديث على وجهه.
و رواه الحَوْطِي، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن
مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم كتب له كتاباً . .
و سئل أبو زرعة: مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم؟ قال: الصحيح مسلم بن الحارث، عن أبيه.
أخرجه الثلاثة.
963- الحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ (2)
الحَارِثُ بن مُسْلِم بن المُغِيرة، القُرَشِي الحجازي، له صحبة، قال ابن أبي حاتم: يقول ذلك، و ذكره البخاري أيضاً في الصحابة، فقال: الحارث بن مسلم، أبو المغيرة المخزومي القرشي الحجازي، له صحبة.
ذكره ابن الدباغ الأندلسي.
964- الحَارِثُ بْنُ مُضَرِّسٍ (3)
الحارث بن مُضْرَس بن عبد رِزَاح، بايع تحت الشجرة، و شهد ما بعدها، و استشهد بالقادسية، و له عقب.
قاله العدوي.
ص: 638
965- الحَارِثُ بْنُ مُعَاذٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بن مُعَاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأوسي الأشهلي. أخو سعد بن معاذ.
له صحبة، و شهد بدراً، و هم ثلاثة إخوة: سعد، و الحارث، و أوس. قال عروة في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عبد الأشهل: الحارث بن معاذ بن النعمان.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
966- الحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2)
(د ع) الحَارِثُ بن مُعَاوِية له ذكر في الصحابة، في حديث عبادة بن الصامت، روى الحسن، عن المقدام الرهاوي قال: جلس عبادة، و أبو الدرداء، و الحارث بن معاوية، فقال أبو الدرداء: أيكم يذكر يوم صلى بنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بعير من المغنم؟ قال عبادة: أنا، قال: فحدث، قال صلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى بعير من المغنم، فلما انصرف تناول وبرة من وبر البعير، ثم قال: «مَا يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ مَا يَزِنُ هَذِهِ إِلَّا الخُمُسَ، وَ هُوَ مَرْدُودُ فِيكُمْ» (3).
و رواه أبو سلام الأسود، عن المقدام بن معد يكرب الكندي، فقال: الحارث بن معاوية الكندي.
و قد روى عن المقدام، عن الحارث بن معاوية، حدثنا عبادة بن الصامت.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
967- الحَارِثُ بْنُ المُعَلَّى (4)
(د ع) الحَارِثُ بن المُعَلَّى الأَنْصَارِي، أبو سعيد، سماه فليح، عن سعيد بن الحارث بن المعلى.
روی حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «الحَمْدُ لله السَّبْعُ المَثَانِي، وَ القُرآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُه» (5)
ص: 639
أخرجه ابن منده و أبو نعيم، و يرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
968- الحَارِثُ بْنُ مَعْمَرٍ (1)
(د) الحَارِثُ بن مَعْمَر بن حَبِيب بن وَهْب بن حُذَافَة بن جُمَح، الجُمَحي، من مهاجرة الحبشة. ذكره ابن منده، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: و ممن هاجر إلى أرض الحبشة من بني جمح بن عمرو: الحارث بن معمر بن حبيب، و معه امرأته بنت مظعون، ولدت له بأرض الحبشة حاطباً، و رواه ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة.
أخرجه ابن منده.
969- الحَارِثُ المُلَيكِيُّ (2)
(ب) الحَارِثُ المُلَيكي، روى حديثه يزيد بن عبد الله بن الحارث هذا، عن أبيه، عن جده الحارث المليكي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «الخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ وَ النَّيْلُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَ أَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا» (3).
أخرجه أبو عمر مختصراً.
970- الحَارِثُ بْنُ نُبَيْه (4)
(س) الحَارِثُ بن نُبَيْه، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصُّفَّة.
روى أنس بن الحارث بن نُبَيْه، عن أبيه الحارث بن نبيه، و كان من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، من أهل الصفة، قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و الحسين في حجره، يقول: «إِنَّ أَبْنِي هَذَا يُقْتَلُ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: العِرَاقُ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيَنْصُرْهُ» (5). فقتل أنس بن الحارث مع الحسين.
و قد روي عن أنس بن الحارث، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم. و لم يقل: عن أبيه.
ص: 640
أخرجه أبو موسى.
971- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ (1)
الحَارِثُ بن النُّعْمَان بن إسَاف بن نَضْلة بن عبد بن عوف بن غَنْم بن مالك بن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري، ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم مؤتة.
و قال العدوي: شهد بدراً و أحداً، و ما بعدهما، و قتل يوم مؤتة.
ذكره أبو علي، على أبي عمر.
972- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْن أُمَيَّةَ (2)
(ب) الحَارِثُ بن النُّعْمان بن أمية بن امْرئ القَيْس، و هو البَرْكُ بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد بدراً و أحداً، و هو عم عبد الله و خوّات ابني جبير.
أخرجه أبو عمر.
973- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَزْمَةَ (3)
(س) الحَارِثُ بن النُّعْمان بن خَزْمة بن أبي خَزْمةَ، و قيل: خُزَيْمة، بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة الأنصاري الأوسي.
شهد بدراً، ذكره عبدان، و أورد له من حديث عبد الكريم الجزري، عن ابن الحارث، عن أبيه أنه رأى جبريل عليه السلام مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
و هذا هو الذي يقال له: حارثة بن النعمان، إلا أن عبدان فرق بينهما في الاسم و الكنية و النسب، و ذكر حارثة فقال: هو ابن النعمان بن رافع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار بن مالك بن عمرو بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، و أورد له من حديث الزهري، عن عبد الله بن عامر: أنه رأى جبريل عليه السلام.
أخرجه أبو موسى، و هذا كلامه.
و قد أخرجه ابن منده؛ إلا أن أبا موسى رأى في نسبه: ابن أبي خزمة، و لم يذكره ابن منده، و غير النسب على ما تراه بعد هذه الترجمة عقيبها، فظنه غيره، و هو هو ، و لو نبه أبو موسى على الغلط في النسب الذي ذكره ابن منده أول الترجمة الآتية، لكان أحسن من أن يستدرك عليه
أسد الغابة / ج 1 / م41
ص: 641
اسما أخرجه. و الذي رأى جبريل إنما هو حارثة بن النعمان الخزرجي، و قد ذكره ابن مَنْدَه أيضاً، و الله أعلم.
974- الحَارِثُ بْنُ النَّعْمَانِ بْنِ رَافِعٍ (1)
(د ع) الحَارِثُ بنُ النُّعمان بن رَافِع بن ثَعْلَبة بن جُشَم بن مالك.
هكذا نسبه ابن منده و أبو نعيم، ثم نقضا قولهما، فروى ابن منده، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن الحارث بن النعمان، عن أبيه الحارث بن النعمان الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، شهد بدراً. و قال أبو نعيم، عن عروة، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: الحارث بن النعمان، فهذا النسب غير الأول، و هذا أصح.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: الحارث بن النعمان بن أبي حرام، فهذا يقوي قولهما إنه من بني عمرو بن عوف، و أن النسب الذي أول الترجمة غير صحيح، و أنه هو الذي استدركه أبو موسى على ابن منده، و إنما ابن منده غلط في نسبه، و الله أعلم.
975- الحَارِثُ بْنُ نُفَيْعٍ (2)
(ب) الحَارِثُ بن نُفَيع بن المُعَلَّى بن لَوْذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة، الزُّرَقِي الأنصاري، أبو سعيد بن المعلى، و قيل: الحارث بن المعلى، و هو مشهور بكنيته.
أخرجه أبو عمر.
976- الحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ (3)
(ب د ع) الحَارِثُ بن نَوْفل بن الحَارِث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، و أبوه ابن عم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، صحب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و ولد له على عهده ابنه عبد الله الذي يلقب: بَيَّة، الذي ولي البصرة عند موت يزيد بن معاوية، و سيذكر عند اسمه إن شاء الله تعالى. و أما أبوه الحارث فإنه أسلم عند إسلام أبيه نوفل، قاله أبو عمر. و استعمل أبو بكر الصديق رضي الله عنه الحارث بن نوفل على مكة، ثم انتقل إلى البصرة من المدينة، و اختط بالبصرة داراً، في إمارة عبد الله بن عامر، قيل: مات آخر خلافة عمر، و قيل: توفي في خلافة عثمان، و هو ابن سبعين سنة.
ص: 642
و كان سلف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، كانت أم حبيبة بنت أبي سفيان عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و كانت هند بنت أبي سفيان عند الحارث، و هي أم ابنه عبد الله.
روي عنه ابنه عبد الله أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم علمهم الصلاة على الميت: «اللَّهُمَّ اغْفِر لأحْيَاتِنَا وَ أَمْوَاتِنَا، وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنَنَا، وَ أَلِّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا، اللَّهُمَّ، هَذَا عَبْدُكَ وَ لَا تَعْلَمُ إِلَّا خَيْراً، وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ، فَاغْفِرْ لَنَا وَ لَهُ». فقلت، و أنا أصغر القوم: فإن لم أعلم خيراً؟ قال: «فَلَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ» (1).
أخرجه الثلاثة.
قلت: قول أبي عمر إن أبا بكر ولى الحارث مكة وهم منه؛ إنما كان الأمير بمكة في خلافة أبي بكر عَتَّاب بن أسيد، على القول الصحيح، و إنما النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم استعمل الحارث على جُدَّة، فلهذا لم يشهد حنيناً، فعزله أبو بكر، فلما ولي عثمان ولاه، ثم انتقل إلى البصرة.
977- الحَارِثُ بْنُ هَانِیءٍ (2)
(س) الحَارِثُ بنُ هَانىء بن أبي شَمِر بن جَبَلة بن عَدِي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين؛ الكندي.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد يوم ساباط، و هو يوم بالعراق، لما سار سعد من القادسية إلى المدائن فوصلوا ساباط، قاتلوا فاستلحم يومئذ و أحاط به العدو؛ فنادي: يا حكر يا حكر، بلغة أهل اليمن، يريد: حجر بن عدي، فعطف عليه حجر فاستنقذه، و كان في ألفين و خمسمائة من العطاء، قاله الكلبي و ابن شاهين، و أخرجه أبو موسى عن ابن شاهين.
978- الحَارِثُ بْنُ هِشَامِ الجُهَنِيُّ (3)
(ب) الحَارِثُ بنُ هِشَامِ الجُهَني، أبو عبد الرحمن، حَدَّث عنه أهل مصر.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
979- الحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ المُغِيرَةِ (4)
(ب د ع) [الحَارِثُ بنُ هِشَام بن المُغيرة بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم، أبو
ص: 643
عبد الرحمن القرشي، المخزومي، و أمه: أم الجلاس أسماء بنت مُخَرِّبة بن جَنْدل بن أبَير بن نهشل بن دارم التميمية، و هو أخو أبي جهل لأبويه، و ابن عم خالد بن الوليد، و ابن عم حَنْتَمَة أم عمر بن الخطاب؛ على الصحيح، و قيل: أخوها، و شهد بدراً كافراً، فانهزم، و عير بفراره ذلك]؛ فمما قيل فيه ما قاله حسان: [ الكامل]
إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةً بِمَا حَدَّثْتِني *** فَنَجَوْتِ مَنْجَى الحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ
تَرَكَ الأحِبَّةَ أَن يُقَاتِلَ دُونُهُمْ *** وَ نَجَا بِرَأْسِ طِمِرَّةٍ وَ لِجَامِ (1)
فاعتذر الحارث عن فراره بما قال الأصمعي: إنه لم يسمع أحسن من اعتذاره في الفرار، و هو قوله: [الكامل]
الله يَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ قِتَالَهُمْ *** حَتَّى رَمَوْا فَرَسِي بِأَشْقَرَ مُنْبِدِ
و الأبيات مشهورة.
[و أسلم يوم الفتح،] و كان استجار يومئذ بأم هانئ بنت أبي طالب، فأراد أخوها عليٌ قتله، فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتَ» (2). هذا قول الزبير و غيره، و قال مالك و غيره: إن الذي أجارته هبيرة بن أبي وهب. و لما أسلم الحارث حسن إسلامه، ورلم ير منه في إسلامه شيء يكره، و أعطاه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مائة من الإبل من غنائم حنين، كما أعطى المؤلفة قلوبهم؛ و شهد معه حنيناً.
أخبرنا أبو الحرم مكي بن ريان بن شبة النحوي المقري، بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم سأله الحارث بن هشام: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَحْيَاناً يَأْتِينِي فِي مِثَلِ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وَ هُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي وَ قَدْ وَ عَيتُ مَا قَالَ، وَ أَحْيَانَا يَتَمَثَّلُ لِي المَلَكُ رَجُلاً، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ»، قَالَتْ (3) عائشة: فلقد رأيته في اليوم الشديد البرد فَيَفْصمُ عنه، و إن جبينه لَيَتفصَّدُ عرقاً.
ص: 644
[و خرج إلى الشام مجاهداً أيام عمر بن الخطاب بأهله و ماله، فلم يزل يجاهد حتى استشهد يوم اليرموك في رجب من سنة خمس عشرة، و قيل: بل مات في طاعون عِمْوَاس سنة سبع عشرة، و قيل: سنة خمس عشرة].
و لما توفي تزوج عمر بن الخطاب امرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، أخت خالد بن الوليد، و هي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[و قال أهل النسب: لم يبق من ولد الحارث بن هشام بعده إلا عبد الرحمن، و أخته أم حكيم] . روی عبد الله بن المبارك عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: خرج الحارث بن هشام من مكة للجهاد، فجزع أهل مكة جزعاً شديداً، فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه، فلما كان بأعلى البطحاء وقف و وقف الناس حوله يبكون، فلما رأى جزعهم رَقَّ فبكي، و قال: يأيها الناس، إني و الله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، و لا اختيار بلد عن بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخرجت رجال، و الله ما كانوا من ذوي أسنانها، و لا في بيوتاتها، فأصبحنا، و الله، و لو أن جبال مكة ذهباً، فأنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يوماً من أيامهم، و الله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسَنَّ أن نشاركهم به في الآخرة، ولكنها النقلة إلى الله تعالى.
و توجه إلى الشام فأصيب شهيداً.
روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: «يا رسول الله، أخبرني بأمر أعتصم به، قال: «أمْلِكُ عَلَيْكَ هَذَا» (1)، و أشار إلى لسانه، قال: فرأيت ذلك يسيراً، و كنت رجلاً قليل الكلام، و لم أفطن له، فيما رمته فإذا هو لا شيء أشد منه.
و روى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام، و عكرمة بن أبي جهل، و عياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك، فلما أُثْبِتوا (2) دعا الحارث بن هشام بماء ليشربه؛ فنظر إليه عكرمة، فقال: ادفعه إلى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش، فقال: ادفعه إلى عياش، فاوصل إلى عياش حتى مات، و لا وصل إلى واحد منهم، حتى ماتوا.
أخرجه الثلاثة.
مُخَرِّبَةٌ: بضم الميم و فتح الخاء، و كسر الراء المشددة، و أُبَير: بضم الهمزة، و فتح الباء الموحدة و عياش: بالياء تحتها نقطتان، و آخره شين معجمة.
ص: 645
980- الحَارِثُ بْنُ وَهْبَانَ (1)
(س) الحارثُ بن وَهْبَان قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد بني عبد بن عدي بن الديل، فيهم الحارث بن وهبان؛ فقالوا: يا محمد، نحن أهل الحرم، و ساكنه، و أعز من به.
و قد ذكر في: أسيد بن أبي أناس.
أخرجه أبو موسى.
981- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْأَسَدِيُّ
(د ع) الحَارِثُ بنُ يَزيد الأسَدِي روى محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن الحارث بن يزيد، أنه قال: يا رسول الله، الحج في كل عام؟ فنزلت: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) [آل عمران/ 97].
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
982- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْن أَنَسَةَ (2)
(ب) الحَارِثُ بنُ يَزيد بن أنَسة و قيل: أنَيسة، و هو الذي لقيه عياش بن أبي ربيعة بالبقيع، عند قدومه المدينة؛ هكذا ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه.
أخرجه أبو عمر، و قد أخرجه بترجمة أخرى، فقال: الحارث بن يزيد القرشي، ترد بعد هذه إن شاء الله تعالى.
983- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الجُهَنِيُّ (3)
(س) الحَارِثُ بن يَزيد الجُهَنِي ذكره عبدان، و قال: سمعت أحمد بن سَيَّار يقول: هو رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من جهينة لا يعرف له حديث؛ إلا أن ذكره قائم في حديث أبي اليَسَر.
روی جابر بن عبد الله، قال: قال أبو اليسر: كان لي على الحارث بن يزيد الجهني مال، فطال حبسه. الحديث مشهور، روى الحسن بن زياد، عن الحارث بن يزيد الجهني، قال: كان النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم ينهى أن يُبَال في الماء المستنقع.
أخرجه أبو موسى.
ص: 646
984- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَعْدِ البَكْرِيُّ (1)
(س) الحَارِثُ بن يَزِيد بن سَعْد البَكْرِي ذكره ابن شاهين و السراج، و العسكري المروزي في الصحابة.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا زيد بن الحُباب، حدثني أبو المنذر، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن الحارث بن يزيد البكري قال: خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي، فمررت بالرَّبذَة، فإذا عجوز من بني تميم منقطع بها، فقالت: يا عبد الله، إن لي حاجة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فهل أنت مبلغي إياه؟. و ذكر الحديث، كذا نسبه زيد بن الحباب، و إنما هو الحارث بن حسان المذكور في كتبهم، و قد يقال: حريث بن حسان.
أخرجه أبو موسى.
985- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ القُرَشِيُّ (2)
(ب) الحَارثُ بن يَزِيد القُرشي العامري، من بني عامر بن لؤي. فيه نزلت: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً)، [النساء/ 92] و ذلك أنه خرج مهاجراً إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فلقيه عياش بن أبي ربيعة، و كان ممن يعذبه بمكة مع أبي جهل، فعلاه بالسيف، و هو يحسبه كافراً، ثم جاء إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبره، فنزلت: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً). فقرأها النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، ثم قال لعياش: «قُمْ فَحَرِّرْ».
عياش: بالياء تحتها نقطتان و آخره شين معجمة.
أخرجه أبو عمر، و قد أخرجه أيضاً قبل، فقال: الحارث بن يزيد بن أنسة . . و ذكر القصة، و لا فرق بين الترجمتين؛ إلا أنه في الأولى ذكر القصة، و نسبه إلى جده، و هنا لم يذكره، و هذا لا يوجب أن يكونا اثنين، و الله أعلم.
986- الحَارِثُ (3)
(د ع) الحَارثُ، روى حديثه الحسن بن موسى الأشيب، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن حبيب أبن سُبَيعة، عن الحارث: أن رجلاً كان جالساً عند النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فمر رجل،
ص: 647
فقال: يا رسول الله، إني أحبه في الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ»؟ فَقَال: لا، قال: «فَاذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ» (1)، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.
و رواه ابن عائشة، و عفان، عن حماد عن ثابت، عن حبيب بن سبيعة الضبعي، عن الحارث: أن رجلاً حدثه أنه كان عند النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نحوه.
و رواه مبارك بن فضالة، و حسين بن واقد، و عبد الله بن الزبير، و عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، و هو وهم، و حديث حماد أشهر.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
987- حَارِثَةُ (2)
(د ع) حارثَة، بزيادة هاء، هو ابن الأضْبط الذكْواني، في أهل الجزيرة، روى حديثه عبد الله بن يحيى بن حارثة بن الأضبط، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ يُوَقِّرُ كَبِيرَنَا (3).
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
988- حَارِثَةُ بْنُ جَبَلَةَ (4)
(س) حَارِثَة بن جَبَلَةَ بن حَارِثة الكَلْبِي. و هو ابن أخي زيد بن حارثة، مولى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قد تقدم نسبه في أسامة بن زيد؛ ذكره عبدان.
أخرجه أبو موسى.
989- حَارِثَةُ بْنُ خِذَام (5)
خارِثَة بنُ خِذَام، ذكره عبدان و قال: لقي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و أهدى إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هدية من صيد اصطاده، فقبلها، و أكل منها، و كساه رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عِمَامَةُ عدنية.
ص: 648
و عداده في الشاميين.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
990- حَارِثَةُ بْنُ خُمَيْرٍ (1)
(ب د ع) حَارِثَة بن خُمَيْر الأشجَعِي. حليف لبني سلمة من الأنصار، و قيل: حليف لبني الخزرج.
ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً، و ذكر يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً: حارثة بن خمير، و عبد الله بن خمير، من أشجع، حليفان.
و خمير: بالخاء المنقوطة، و روى ابراهيم بن سعد، و سلمة، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً: خارجة بن الحمير، و عبد الله بن الحمير، من أشجع، حليفان لبني سلمة، كذا قال: خارجة، و قال: الحمير بالحاء المهملة المضمومة و الياء المشددة، و قال الواقدي: حمزة بن الحمير، و نذكره إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال أبو عمر: حليف لبني سلمة من الأنصار، و قيل: حليف لبني الخزرج؛ فهذا يدل على اختلاف، و لا اختلاف؛ فإن بني سلمة من الخزرج، فإذا كان حليفاً لهم فهو حليف للخزرج، و الله أعلم.
991- حَارِثَةُ ابْنُ الرَّبِيعِ (2)
(ع س) حَارِثَة ابن الرَّبيع. كذا ذكره عبدان و ابن أبي علي، يعني بالفتح و التخفيف، و إنما هو الرُّبَيِّع، بضم الراء و تشديد الياء، و هو اسم أمه.
روى حماد، عن ثابت، عن أنس: أن حارثة بن الربيع جاء نظاراً يوم بدر، و كان غلاماً، فجاءه سهم غَرب (3)، فوقع في ثغرة نحره، فقتله، فجاءت أمه الربيع، فقالت: يا رسول الله، قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن في الجنة فسأصبر، و إلا فسيرى الله تعالى ما أصنع، فقال: «يَا أَمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ، وَ لَكِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيرَةٌ، وَ هُوَ فِي الفِرْدُوسِ الأَعْلَى»، قالت: سأصبر.
و قد روي أنه قتل يوم أحد، و الأول أصح.
ص: 649
أخرجه أبو موسى و أبو نعيم، و قال: و هذا هو حارثة بن سراقة الذي يأتي ذكره، و الربيع أمه، نسب إليها؛ لأنها التي خاطبت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ و هي التي بَقِيَتْ من أبويه عند هذه الحادثة، و ليس على ابن منده فيه استدراك؛ لأن نسبه إلى أمه ليس مشهوراً بالنسبة إليها، و لأن ابن منده قد ذكر حارثة بن سراقة، و قال: و يقال: حارثة بن الربيع، و هو ابن عمة أنس بن مالك.
992- حَارِثَةُ بْنُ زَيْدٍ (1)
(ع) حَارِثَةُ بن زَيْد الأَنْصَارِي، بدري. قال محمد بن إسحاق المُسَيْنِي، عن محمد بن فُليْح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن شهد بدراً من الأنصار، من بني الحارث بن الخزرج: حارثة بن زيد بن أبي زهير بن امرئ القيس، كذا في رواية المسيني: حارثة، و في رواية ابراهيم بن المنذر خارجة، و مثله قال ابن إسحاق.
أخرجه ههنا أبو نعيم، و أخرجه ابن منده و أبو عمر في: خارجة، و هو أصح، و الأول وهم.
993- حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ (2)
(ب د ع) حَارثَةُ بنُ سُرَاقَةَ بن الحَارِث بن عَدِي بن مالك بن عَدِي بن عامر بن غَنْم بن عدي بن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري. أصيب ببدر، و أمه الربيع بنت النضر، عمة أنس بن مالك، قتله حِبَّان بن العَرِقَة ببدر شهيداً؛ رماه بسهم و هو يشرب من الحوض، فأصاب حنجرته فقتله، و كان خرج نظاراً و هو غلام، و لم يعقب، فجاءت أمه الربيع إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقالت: یا رسول الله قد علمت مكان حارثة مني، فإن يكن من أهل الجنة فسأصبر، و إلا فسيرى الله ما أصنع، قال: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةِ وَلَكِنَّهَا جَنَّاتٌ كَثِيرَةٌ، وَ هُوَ فِي الفِرْدُوسِ الأَعْلَى» (3)؛ قالت: سأصبر.
قال أبو نعيم: و كان عظيم البر بأمه، حتى قال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَخَلَتْ الجَنَّةُ فَرَأَيْتُ حَارِثَةَ، كَذَلِكُمُ البِرُّ».
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي، أخبرنا أبو محمد
ص: 650
يحيى بن علي بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن محمد المهتدي بالله، أخبرنا محمد بن يوسف بن دُوسْت العلاف، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الله بن عون، أخبرنا يوسف بن عطية، عن ثابت البناني، عن أنس، قال: بينما رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يمشي إذ استقبله شاب من الأنصار، فقال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كَيْفَ أَصْبَحَتْ يَا حَارِثُ»؟ قال: أصبحت مؤمناً بالله حقاً، قال: «انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ؟ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً»، قال: يا رسول الله، عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي و أظمأت نهاري، و كأني بعرش ربي عز و جل بارزاً، و كأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، و كأني أنظر إلى أهل النار يتعاوَوْن فيها، قال: «أَلْزَمْ؛ عَبْدٌ نَوَّرَ الله الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ»، فقال: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة، فدعا له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فنودي يوماً في الخيل، فكان أول فارس ركب، و أول فارس استشهد، فبلغ ذلك أمه، فجاءت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقالت: يا رسول الله، إن يكن في الجنة لم أبك و لم أحزن، و إن يكن في النار بكيت ما عشت في دار الدنيا، قال: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ، وَ إِنَّ حَارِثَةَ فِي الفِرْدَوسِ الأَعْلَى»، فرجعت أمه، و هي تضحك، و تقول: بخ بخ لك يا حارثة (1).
قيل: إنه أول من قتل من الأنصار ببدر، و قال ابن منده: إنه شهد بدراً، و استشهد يوم أحد، و أنكره أبو نعيم، و أتبع ابن منده قوله ذلك بروايته عن ابن إسحاق و أنس، أنه أصيب يوم بدر.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكر أبو نعيم أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم رآه في الجنة فقال: كذلكم البر، و كان باراً بأمه، و هو وهم، و إنما الذي رآه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو حارثة بن النعمان، ذكره غير واحد من الأئمة، منهم: أحمد بن حنبل، ذكره في مسنده أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قارئ يقرأ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان، فقلت: كذلك البر (2).
و قد تقدم ذكر حارثة بن سراقة في حارثة بن الربيع، و هو هذا، و لولا أننا شرطنا أن لا نخلّ بترجمة، لتركنا تلك، و اقتصرنا على هذه.
الرُّبَيّعُ: بضم الراء و تشديد الياء، تحتها نقطتان، تصغير ربيع، و حبان: بكسر الحاء و آخره نون، و قيل غير ذلك، و هذا أصح، و الله أعلم.
ص: 651
994- حَارِثَةُ بْنُ سَهْلٍ (1)
(س) حَارثة بن سَهْل بن حَارِثَة بن قَيس بن عامر بن مالك بن لَوْذان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد أحداً.
أخرجه أبو موسى، و قال العدوي: أجمع أهل المغازي أنه شهد أحداً.
995- حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ (2)
(د ع) حَارثَةُ بنُ شَرَاحيل بن كعب بن عبد العُزّى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان الكلبي. أبوزيد بن حارثة، مولى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و قد تقدم نسبه عند أسامة بن زید.
قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم طالباً لابنه زيد، فأسلم.
روى أسامة بن يزيد، عن أبيه زيد بن حارثة: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم دعا أباه حارثة إلى الإسلام، فشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
996- حَارِثَةُ بْنُ ظَفَرٍ (3)
(س) حَارثَةُ بن ظَفَر، ذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
997- حَارِثَةُ بْنُ عَدِيٍّ (4)
(ب د ع) حَارثَةُ بن عدي بن أميَّة بن الضبَيْب. ذكره بعضهم في الصحابة، قال أبو عمر: و هو مجهول لا يعرف، و قد ذكره البخاري.
روی عصمة بن كُمَيل بن وهب بن حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب، عن آبائه، عن حارثة بن عدي قال: كنت أنا و أخي في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِحَارِثَةِ فِي طَعَامِهِ » (5).
و قد ذكره ابن ماكولا، فقال: حارثة بن عدي، عداده في أهل الشام، له صحبة.
ص: 652
أخرجه الثلاثة .
998- حَارِثَةُ بْنُ عَمْرِرِ الأَنْصَارِيُّ (1)
(ب) حَارثَةُ بن عَمْرو الأَنْصَاري، من بني ساعدة، قتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
999- حَارِثَةُ بْنُ قَطَنٍ (2)
(ب س) حَارثَةُ بن قَطَن بن زَابِر بن كَعْب بن حِصْن بن عُليم بن جَنَاب بن هُبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عُذْرة بن زيد اللات بن رَفيدة بن ثور بن كلب بن وَبَرة، الكلبي.
وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أخوه حصن، فكتب لهما كتاباً: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله لحارثة و حصن ابني قطن، لأهل الموات من بني جناب من الماء الجاري العشر، و من العَثَرِي (3) نصف العشر في السنة، في عمائر كلب».
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
زابر: بالزاي، و بعد الألف باء موحدة. وراء.
1000- حَارِثَةُ بْنُ مَالِكِ الأَنْصَارِيُّ (4)
(ب د ع) حَارِثَةُ بنُ مَالِك الأَنْصَاري، من بني حبيب بن عبد، شهد بدراً؛ قاله محمد بن إسحاق، من رواية يونس بن بكير، عنه، فيمن شهد بدراً من بني حبيب بن عبد: حارثة بن مالك؛ قاله ابن منده.
و قال أبو نعيم: ذكره بعض الواهمين، يعني ابن منده، و نسب وهمه إلى محمد بن إسحاق، و وهم هو، و صوابه: حبيب بن عبد حارثة بن مالك، ففصل بين عبد و حارثة؛ فقدر أن حارثة، اسم الصحابي، و الذي قاله ابن إسحاق بخلاف ما حكاه عنه، و روي عن ابراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، في تسمية من قتل من المسلمين من بني حبيب بن
ص: 653
عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن المعلى؛ فالمقتول رافع، و هو من بني حبيب بن عبد حارثة، فقدر الواهم أن المقتول حارثة.
قال أبو نعيم: و سبقه إلى هذا الوهم ما رواه هو بإسناده إلى ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، في تسمية أصحاب العقبة من الأنصار من بني بياضة: حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج أخرجه الثلاثة.
قلت: الحق في هذا مع أبي نعيم، و إن كان لا يلزم ابن منده نقل أبي نعيم، عن ابراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، فإن الرواة عن ابن إسحاق يختلفون كثيراً؛ إنما يلزم ابن منده ما رواه يونس، عن ابن إسحاق، و قد روى يونس، عن ابن إسحاق ما أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، قال: و من بني حبيب بن عبد: رافع بن المعلى بن لوذان، و قد نسبه الكلبي، فقال: رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، و ذكر أن رافعاً شهد بدراً، و هذا يقوي قول أبي نعيم، و الله أعلم.
و قد رواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، فقال، في تسمية من شهد بدراً، فقال: و من بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن عدي بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب، و هذا أيضاً يؤيد قول أبي نعيم في أن ابن منده وهم و ظن حارثة بن مالك من بني حبيب بن عبد صحابياً، و إنما هو جد صحابي، و الله أعلم.
1001- حَارِثَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ غَضْبٍ (1)
(ب د) حَارثَةُ بنُ مَالِك بن غَضْب بن جُشَم بن الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زُرَيق، الأنصاري الزرقي؛ ذكره الواقدي فيمن شهد بدراً، قاله أبو عمر.
و قال ابن مَنْدَه: حارثة بن مالك بن غضب بن جشم الأنصاري، من بني بياضه، شهد العقبة، و روي ذلك عن أبي الأسود، عن عروة. أخرجه ابن منده و أبو عمر.
قلت: هذا غلط منهما؛ فإن قولهما حارثة بن مالك بن غضب، فهذا بعيد جداً، فإن من مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من بني مالك بن غضب، بينهم و بينه نحو عشرة آباء، فيكون مقدار ثلثمائة سنة على أقل التقدير، فكيف يكون مالك أبا حارثة! ثم إن أبا عمر يقول: حارثة بن مالك، و ينسبه ثم
ص: 654
يقول: من بني مخلد بن زريق؛ فإن أراد بقوله: ثم من بني مخلد الخزرج، لا يصح؛ لأن زريقاً من بني الخزرج، و إن أراد حارثة فكيف يكون مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ثم يكون من بني مخلد، و مخلد هو ابن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب! هذا متناقض لا يصح؛ على أن الواقدي لم يذكره من الصحابة؛ إنما ذكره في الأنساب لا في الصحابة، و الله أعلم.
1002- حَارِثَةُ بْنُ مُضَرَّبٍ (1)
(س) حَارثة بن مُضَرّب، أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فيما قيل، و هو كوفي، يروي عن عمر، و غيره.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1003- حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ (2)
(ب د ع) حَارثةُ بنُ النُّعْمان بن نَقْع بن زيد بن عُبَيْد بن ثَعْلبَة بن غَنْم بن مالك بن النجار، الأنصاري الخزرجي. ثم من بني النجار، يُكْنَى أبا عبد الله.
شهد بدراً، و أحداً، و الخندق، و المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و كان من فضلاء الصحابة.
روی عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن حارثة بن النعمان، قال: مررت على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و معه جبريل، جالساً بالمقاعد، فسلمت عليه و جزت فلما رجعت و انصرف النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: «هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ مَعِي»؟ قلت: نعم، قال: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، وَ قَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السلام» (3).
و روى ابن عباس أن حارثة بن النعمان، مر على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و معه جبريل، يناجيه، فلم يسلم، فقال جبريل: ما منعه أن يسلم؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلَّمَ حِينَ
ص: 655
مَرَرْتُ»؟ قال: رأيت معك إنساناً تناجيه؛ فكرهت أن أقطع حديثك، قال: «أَوَ قَدْ رَأَيْتَهُ»؟ قال: نعم، قال: «أَمَا إِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ»، و قال: «أَمَّا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمْ تَرَدَدْتُ عَلَيْهِ (1)، ثُمَّ قَالَ: أما إنه من الثمانين، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «وَ مَا الثَّمَانُونَ»؟ قال: يفر الناس عنك غير ثمانين فيصبرون معك، رزقهم و رزق أولادهم على الله في الجنة، فأخبر حارثة بذلك.
أخبرنا أبو الفرج بن محمود بن سعد إذنا، أخبرنا عم جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الشافعي، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ قِرَاءَةٌ»، فقلت من هذا؟ فقيل: حارثة بن النعمان، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «كَذَلِكُمُ البِرُّ وَ كَانَ بَرَّاً بِأُمِّهِ» (2).
و ذكر أبو نعيم أن الذي كان براً بأمه: حارثة بن الربيع، و هذا أصح. و هو ممن ثبت مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم حنين في ثمانين رجلاً لما انهزم الناس و بقي حارثة، و ذهب بصره، فاتخذ خيطاً من مصلاه إلى باب حجرته، و وضع عنده مكتلاً فيه تمر، فكان إذا جاء المسكين فسلم، أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، فكان أهله يقولون: نحن نكفيك، فقال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مُنَاوَلَةُ المِسْكِينِ تَقِي مَيْتَةَ السُّوءِ» (3).
قال ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار من الخزرج من بني ثعلبة: حارثة بن النعمان بن رافع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك.
و قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: شهد بدراً من الأنصار من بني النجار: حارثة بن النعمان، و هو الذي مر برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو مع جبريل عند المقاعد.
أخرجه الثلاثة، و قد خالف ابن إسحاق في نسبه؛ فقال: النعمان بن رافع، و وافقه ابن ماكولا، و ساق النسب الأول أبو عمر، فقال: النعمان بن نقع، و وافقه الكلبي.
1004- حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ الخُزَاعِيُّ
(س) حَارِثَةُ بن النُّعْمَانِ الخُزاعي، أبو شُرَيح؛ كذا ذكره العسكري علي بن سعيد في الأفراد: و قد خولف في اسمه؛ فأورده في موضع آخر.
ص: 656
1005- حَارِثَةُ بْنُ وَهْبِ الخُزَاعِيُّ (1)
(ب د ع) حَارِثَةُ بن وَهْب الخُزاعِي. أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، و معبد بن خالد الجهني.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و غيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا سفيان، عن معبد بن خالد، قال: سمعت حارثة بن وهب الخزاعي، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، يقول: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهُ لأَبَرَّهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلِّ جَواظٍ مُتَكَبَّرٍ» (2).
هذا حديث صحيح. أخرجه الثلاثة.
العُتَلُّ: هو الشديد الجافي، و الجَوَّاظُ قيل: هو الجموع المنوع، و قيل: الكثير اللحم المختال، و قيل: القصير البطين.
1006- حَازِمٌ الأَنْصَارِيُّ
(س) حَازِمُ الأَنْصَارِي. روى جابر بن عبد الله: أن معاذ بن جبل صَلّى بالأنصار المغرب، و أن حازماً الأنصاري لم يصبر لذلك، فغضب عليه معاذ، فأتى حازم النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: إن معاذاً طول علينا، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لمعاذ: «أَ فَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ! خَفِّفْ عَلَى النَّاسِ، فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ وَ الضَّعِيفَ و الكَبِيرَ» (3).
أسد الغابة / ج1/م42
ص: 657
أخرجه أبو موسى، و قال: هكذا في هذه الرواية: حازم، و في رواية أنه حزام بن مِلحان، و قيل: حزم بن أبي كعب، و قيل: سليم، و الله أعلم.
1007- حَازِمُ بْنُ أَبِي حَازِم الأَحْمَسِیُّ (1)
(ب) حَازِم بنُ أبي حَازِمِ الأحْمَسي. أخو قيس بن أبي حازم، و اسم أبي حازم عبد عوف بن الحارث؛ كان حازم و قيس أخُوه مُسْلمين، على عهد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و لم يرياه، قتل حازم بصفين مع علي، تحت راية أحمس و بَجِيلة.
أخرجه أبو عمر.
1008- حَازِمُ بْنُ حَرْمَلَةَ (2)
(ب د ع) حَازِمُ بن حَرْمَلَة بن مَسْعُود الغِفَاري، و قيل: الأسلمي، له حديث واحد.
أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الأصبهاني بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا ابراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا محمد بن معن، حدثني خالد بن سعيد، حدثني أبو زينب، مولى حازم بن حرملة، عن حازم بن حرملة، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «لا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله كَنزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ» (3).
أخرجه الثلاثة.
حازم: بالحاء المهملة و الزاي، و زينب: بالزاي، و بعد الياء تحتها نقطتان نون، و باء موحدة.
1009- حَازِمُ بْنُ حَرَامٍ (4)
(ب د ع) حَازِمُ بن حَرَام، و قيل: حزام، الخزاعي، ذكره العقيلي في الصحابة، روى حديثه مدرك بن سليمان بن عقبة بن شبيب بن حازم، عن أبيه، عن جده شبيب، عن أبيه حازم: أنه قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «مَا اسْمُكَ»؟ قال: حازم، قال: «أَنْتَ مُطْعِمٌ» (5).
ص: 658
و جعله أبو عمر خزاعياً، و جعله ابن منده جذامياً، قال ابن منده و غيره: مدرك بن سليمان، و قال الدارقطني و عبد الغني: محمد بن سليمان، عوّض مدرك بن سليمان؛ قاله ابن ماكولا.
أخرجه الثلاثة.
1010- حَازِمٌ (1)
(س) حَازِم، آخر، ذكره عبدان، حديثه قال: فرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم زكاة الفطر طَهوراً للصائم من اللغو و الرفث؛ من أداها قبل الصلاة كانت له زكاة، و من أداها بعد الصلاة كانت له صدقة».
أخرجه أبو موسى.
1011- حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ (2)
(ب د ع) حَاطِبُ بن أبي بَلْتَعَة، و اسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة، من بني خالفة، بطن من لخم.
و قال ابن ماكولا: حاطب بن أبي بلتعة بن عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سَعَّاد بن راشدة بن جَزِيلَة بن لخم بن عدي، حليف بني أسد، و كنيته أبو عبد الله، و قيل: أبو محمد، و قيل: إنه من مذحج، و هو حليف لبني أسد بن عبد العزى، ثم للزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، و قيل: بل كان مولى لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، فكاتبه، فأدى كتابته يوم الفتح، و شهد بدراً؛ قاله موسى بن عقبة و ابن إسحاق، و شهد الحديبية، و شهد الله تعالى له بالإيمان في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ). [الممتحنة/ 1] الآية.
و سبب نزول هذه السورة ما أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و غير واحد، بإسنادهم عن محمد بن عيسى، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسين بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يقول: بعثنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم أنا و الزبير بن العوام، و المقداد، فقال: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ؛ فَإِنَّ بِهَا
ص: 659
ظَعِينَةً (1) مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا، فَائْتِونِي بِهِ»، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنجردن الثياب، قال: فأخرجته من عِقَاصها (2) قال: فأتينا به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: «مَا هَذَا يَا حَاطِبُ؟ قال: لا تعجل عليّ يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقاً في قريش، و لم أكن من أنفسها، و كان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم و أموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي، و ما فعلت ذلك كفراً و ارتداداً عن ديني، و لا رضاء بالكفر، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «صَدَقَ»، فقال عمر: دعني يا رسول الله أضربْ عنق هذا المنافق، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرَا؛ فَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: أَعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ!» (3).
قال: و فيه نزلت هذه السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ).
و قد رواه أبو عبد الرحمن السلمي، عن علي.
و كان سبب هذا الكتاب أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم لما أراد أن يغزو مكة عام الفتح، دعا الله تعالي أن يُعَمِّيَ الأخبار على قريش، فكتب إليهم حاطب يعلمهم بما يريده رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من غزوهم، فأعلم الله رسوله بذلك، فأرسل علياً و الزبير، فكان ما ذكرناه.
و أرسله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى المقوقس، صاحب الإسكندرية، سنة ست، فأحضره، و قال: أخبرني عن صاحبك، أ ليس هو نبياً؟ قال: قلت: بلى، هو رسول الله، قال: فما له لم يَدْع على قومه حيث أخرجوه من بلدته؟ قال: فقلت له: فعیسی ابن مريم، أ تشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أراد قومُه صلبه لم يَدْعُ عليهم حتى رفعه الله؟ فقال: أحسنت، أنت حكيم جاء من عند حكيم، و بعث معه هدية لرسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، منها: مارية القبطية، و سيرين أختها، و جارية أخرى، فاتخذ مارية لنفسه، فهي أم ابراهيم ابن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و وهب سيرين لحسان بن ثابت،
ص: 660
فهي أم ابنه عبد الرحمن، و وهب الأخرى لأبي جهم بن حذيفة العدوي، و أرسل معه من يوصله إلى مأمنه.
و توفي حاطب سنة ثلاثين، و صلى عليه عثمان، و كان عمره خمساً و ستين سنة، روى يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب الحاطبي، عن أبيه، عن جده حاطب، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَ لَبِسَ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَ بَكَّرَ وَ دَنَا، كَانَتْ كَفَّارَةً إِلَى الجُمُعَةِ الأُخْرَى» (1).
أخرجه الثلاثة.
سَعَّادُ: بفتح السين و تشديد العين؛ و جزيلة: بفتح الجيم، و كسر الزاي، و تسكين الياء تحتها نقطتان، ثم لام و هاء.
1012- حَاطِبُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(ب د ع) حَاطِب بن الحَارِث بن مَعْمَر بن حبيب بن وهب بن حُذَافة بن جُمَح الجمحي.
مات بأرض الحبشة مهاجراً، كان خرج إليها و معه امرأته فاطمة بنت المجلل العامرية، ولدت هناك ابنيه: محمداً و الحارث، قاله أبو عمر.
و قال ابن منده: حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب، هاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته فاطمة و ابناه: محمد و الحارث، روى عن ابن إسحاق في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة: حاطب بن الحارث بن المغيرة بن حبيب بن حذافة الجمحي، و هذا وهم من ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير، و قد رواه ابن هشام عن البكائي، عن ابن إسحاق، على الصواب، فقال: و حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة، و كذا رواه سلمة عن ابن إسحاق؛ فلعل الوهم فيه من يونس أو من في إسناده، و الله أعلم.
أخرجه الثلاثة.
1013- حَاطِبُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى (3)
(س) حَاطِبُ بن عَبْد العُزى بن أبي قيس بن عَبْدوُدَ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي. ذكره عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن بشير بن تَيْم، و غيره، قالوا: من المؤلفة قلوبهم من بني عامر بن لؤي: حاطب بن عبد العزى.
ص: 661
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1014- حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ (1)
(ب د ع) حَاطِبُ بن عمرو بن عبد شمس بن عَبْدود بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي، أخو سهيل و سليط و السكران بني عمرو.
أسلم قبل دخول رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم دار الأرقم بن أبي الأرقم، و هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين معاً، و هو أول من هاجر إليها في قول، وَ شَهِدَ بَدْراً مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال موسى بن عقبة، و ابن إسحاق، و الواقدي فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، و فيمن شهد بدراً: حاطب بن عمرو، من بني عامر بن لؤي، و قيل فيه: أبو حاطب، و يرد في الكني، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1015- حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَتِيكٍ (2)
(ب) حَاطِبُ بن عَمْرو بن عَتِيك بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عَمْرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. شهد بدراً، و لم يذكره ابن إسحاق فيمن شهدها.
أخرجه أبو عمر.
1016- حَامِدُ الصَّائِدِيُّ الكُوفِيُّ (3)
(س) حَامِدُ الصَّائِدي الكُوفي. ذكره أبو الفتح الأزدي، و قال: إنه صحابيٌّ. و لم يورد له شيئاً. أخرجه أبو موسى، و قال: أظنه ذكره غيره، فنسبه إلى الأزد.
أخرجه أبو موسى.
1017- الحُبَابُ بْنُ جُبَيْرِ (4)
(ب) الحُباب بن جُبَير. حليف لبني أمية، و ابنه عُرْفُطة بن الحباب، استشهد يوم الطائف مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ص: 662
أخرجه أبو عمر مختصراً.
1018- الحُبَابُ بْنُ جَزْءٍ (1)
(ب س) الحُبَابُ بن جَزْء بن عَمْرو بن عامر بن عبد رِزَاح بن ظَفَر الأنصاري الظفري.
ذكره الطبري فيمن شهد بدراً، و ذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
قال ابن ماكولا: جَزْء، بفتح الجيم و سكون الزاي، و بعدها همزة؛ فمنهم: حباب بن جَزْء بن عمرو بن عامر الأنصاري، له صحبة، و شهد أحداً، و ما بعدها، و قتل بالقادسية، و قال مصعب عن ابن القَدَّاح: هو الحباب بن جُزي، بضم الجيم، و كأن الأول أكثر.
1019- الحُبَابُ بْنُ زَيْدٍ (2)
(ب س) الحُبَابُ بن زَيْد بن تَيْم بن أمية بن خُفَاف بن بَيَاضة بن خُفَاف بن سعيد بن مُرَّة بن مالك بن الأوس الأنصاري البياضي. شَهِدَ أَحداً مع أخيه حاجب بن زيد، وَ قُتِلَ بِاليَمَامَةِ.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
1020- الحُبَابُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (3)
(د ع) الحُبَاب بن عَبْد الله بن أبي ابن سَلُول. كان اسمه الحباب، و به كان أبوه يكنى، فلما أسلم سماه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عبد الله، و يرد في عبد الله مستقصى، إن شاء الله تعالى، و هو الذي استأذن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في قتل أبيه، لما كان يظهر منه من النفاق، فلم يأذن له.
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
1021- الحُبَابُ بْنُ عَمْروٍ (4)
(د ع) الحُبَاب بن عَمرو، أخو أبي اليَسَر الأنصاري، عداده في أهل المدينة.
روی يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الخطاب بن صالح، عن أمه، عن سلامة بنت معقل، قالت: قدم عمي في الجاهلية. فباعني من الحباب بن عمرو، فاستسرني،
ص: 663
فولدت له عبد الرحمن بن الحباب، فتوفي و ترك ديناً، فقالت لي امرأته: الآن، و الله، تباعين يا سلامة في الدين، فقلت: إن كان الله قضى ذلك عَليّ احتسبت، فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأخبرته خبري، فقال: «مَنْ صَاحِبُ تَرِكَةِ الحُبَابِ»؟ قَالوا: أخوه أبو اليَسَر بن عمرو ، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «اعْتِقُوهَا، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِرَقِيقِ قَدَمَ عَلَيَّ فَائْتُونِي أُعَوِّضَكُمْ مِنْهَا»، فأعتقوها، فقدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم رقيق، فدعا أبا اليسر، فقال: «خُذْ مِنْ هَذَا الرَّقِيقِ غُلَامَاً لابْنِ أخِيكَ» (1).
رواه أحمد بن حنبل، عن إسحاق بن ابراهيم، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، فذكر نحوه، و قال: سلامة، قال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين من حديث سلمة، عن ابن إسحاق، فقال: عن الخطاب، عن أمه، عن سلمة بنت معقل، و هي سلامة لا يختلف فيها، و قيل: الحنات. و يرد في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1022- الحُبَابُ بْنُ قَيْظِيٍّ (2)
(ب د ع) الحُبَاب بن قَيْظِي. و أمه الصعبة بنت التَّيِّهان أخت أبي الهيثم بن التيهان، قتل يوم أحد، قال ابن شهاب: قتل مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم أحد من المسلمين من الأنصار، ثم من بني النَبِيت: حُباب بن قيظي، و قال ابن إسحاق: من بني عبد الأشهل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: و عبد الأشهل من النبيت أيضاً، فإن النبيت هو لقب عَمْرو بن مالك بن الأوس، و عبد الأشهل هو ابن جُشَم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو النبيت.
و أخرجه أبو عمر و أبو موسى في الخاء المعجمة، و الباءين الموحدتين. و قال الأمير أبو نصر في حباب يعني بالحاء المهملة المضمومة: حباب بن قيظي الأنصاري، قُتِلَ يوم أحد، و أمه الصعبة بنت التيهان، و قال ابن إسحاق في رواية المروزي، عن ابن أيوب، عن ابن سعد، عنه: جناب بن قيظي، بالجيم.
ص: 664
1023- حُبَابُ بْنُ المُنْذِرِ (1)
(ب د ع) حُبَابُ بن المُنْذرِ بن الجَمُوح بن زيد بن حَرَام بن كعب بن غَنْم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي. يكنى أبا عمر، و قيل: أبا عمرو، و شهد بدراً، و هو ابن ثلاث و ثلاثين سنة؛ هكذا قال الواقدي و غيره، و قالوا كلهم: إنه شهد بدراً إلا ابن إسحاق، من رواية سَلمة عنه، و الصحيح أنه شهدها.
و كان يقال له: ذو الرأي، لما أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي،بإسناده إلى ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير «ح» قال ابن إسحاق: و حدثني الزهري، و محمد بن يحيى بن حَبَّان، و عاصم بن عمر بن قتادة، و عبد الله بن أبي بكر، و غيرهم من علمائنا، فيما ذكرت من يوم بدر قالوا: «و سار رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يبادرهم، يعني قريشاً إليه، يعني إلى الماء، فلما جاء أدنى ماء من بدر نزل عليه، فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه، و لا نقصر عنه، أم هو الرأي و الحرب و المكيدة؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «بَلْ هُوَ الرَّأْيُ وَ الحَرْبُ وَ المَكِيدَةُ»، قال الحباب: يا رسول الله، ليس بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القُلُب كلها من وراء ظهرك، ثم غَور كل قليب بها إلا قليباً واحداً، ثم احفر عليه حوضاً، فنقاتل القوم و نشرب و لا يشربون، حتى يحكم الله بيننا و بينهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «قَدْ أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ»، ففعل ذلك.
و شهد الحباب المشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و هو القائل يوم سقيفة بني ساعدة، عند بيعة أبي بكر: أنا جُذَيْلها المحكك، وعُذَيْقها المرجب، منا أمير و منكم أمير، و توفي الحباب في خلافة عمر بن الخطاب. روى عنه أبو الطفيل عامر بن وائلة.
أخرجه الثلاثة.
قوله: جُذَيْلها، هو تصغير جِذْل؛ أراد العود الذي يُنصَبُ للإبل الجَرْبَى لتحتكَّ به، أي أنا ممن يُسْتَشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربي بالاحتكاك؛ و عُذَيقها: تصغير عَذْق، بالفتح، و هو النخلة؛ و المُرَجَّب: الرُّجْبَةُ هو أن تُدْعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها و كثرة حملها أن تقع، يقال: رَجَّبْتُها فهي مُرَجَّبة.
يحيى بن حبان: بفتح الحاء المهملة، و الباء الموحدة، و آخره نون.
ص: 665
1024- الحُبَاب الأَنْصَارِيُّ
(د) الحُبَاب الأَنْصَارِي. روى سعيد بن المسيب، قال: بلغني أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم غير اسم الحباب رجل من الأنصار، و قال: الحباب شيطان.
أخرجه ابن منده، و هذا أظنه عبد الله بن عبد الله بن أبَيّ ابن سلول، و قد تقدم.
1025- حَبَّان (1)
(ب د ع) حَبَّان، بفتح الحاء و الباء الموحدة المشددة و آخره ،نون، و هو حَبَّان بن مُنْقِذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مَبْذول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي المازني، له صحبة، و شهد أحداً و ما بعدها، و تزوج زينب الصغرى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت يحيى بن حَبَّان، و واسع بن حَبَّان، و هو جد محمد بن يحيى بن حبان، شيخ مالك، و هو الذي قال له النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إذا بعْتَ فَقُلْ لَا خِلَابَةَ (2)» (3)، و كان في لسانه ثقل، فاذا اشترى يقول: لا خيابة؛ لأنه كان يخدع في البيع، لضعف في عقله، و توفي في خلافة عثمان.
أخرجه الثلاثة.
1026- حِبَّانُ بْنُ بَحٍّ (4)
(ب د ع) حِبَّان، بكسر الحاء و قيل: بفتحها، و الكسر أكثر و أصح، و بالباء الموحدة و النون، و قيل: حَيَّان بالياء تحتها نقطتان و آخره نون، و يرد ذكره؛ و هو حبان بن بح الصدَائي، وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و شهد فتح مصر.
روى ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن حبان بن بح الصدائي، قال: كنت مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في سفر، فحضرت صلاة الصبح، فقال لي: «يَا أَخَا صَدَاءٍ، أَذِّنْ»، فأذنت، فجاء بلال ليقيم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا يُقِيمُ إِلَّا مَنْ أَذَّنَ» (5).
ص: 666
هكذا في هذه الرواية، و رواه هَنَّاد، عن عبدة و يعلى، عن عبد الرحمن بن أنعم، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصدائي، و ذكر نحوه، و هذا هو المشهور؛ على أن الحديث لا يعرف إلا عن الإفريقي و هو ضعيف عند أهل الحديث.
و من حديث حبان بن بُحْ، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لا خَيْرَ فِي الإِمَارَةِ لِمُسْلِمٍ» (1) في حديث طويل.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد روى حديث الأذان، و حديث: لا خير في الإمارة، عن زياد بن الحارث الصدائي، و يبعد أن يكون هذان الحديثان لرجلين من صداء، مع قلة الوافدين من صداء على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و زياد هو المشهور الأكثر.
1027- حِبَّانُ بْنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ (2)
حِبَّان بن الحكم السُّلَمي، بكسر الحاء أيضاً، و يقال له: الفرار، شهد الفتح، و معه راية بني سليم، و لما عقد رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم راية بني سليم يوم الفتح، قال: «لِمَنْ أُعْطِي الرَّايَةَ»؟ قالوا: أعطها حبان بن الحكم الفرار، فكره رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قولهم: الفرار، فأعاد القول عليهم، ثم دفعها إليه، فشهد معه الفتح و حنيناً، ثم نزع الراية منه، و دفعها إلى يزيد بن الأخنس من بني زغب، بطن من سليم.
ذكره أبو علي الغساني.
1028- حَبْحَابٌ أَبُو عَقِيل الأَنْصَارِيُّ (3)
(د ع) حَبْحَاب أبو عَقِيل الأنصاري، هو الذي لمزه المنافقون لما جاء بصاع من تمر صدقة، فأنزل الله تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ) [التوبة/ 79] الآية، روى سعيد، عن قتادة في قوله عز و جل: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ)، قال: جاء عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال: يا رسول الله، هذا نصف مالي أتيتك به، و تركت نصفه لعيالي، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «بَارَكَ الله لَكَ فِيمَا أَعْطَيْتَ وَ مَا
ص: 667
أبْقَيْتَ » (1)، فلمزه المنافقون، و قالوا: ما أعطى إلا رياء و سمعة، و أقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار، يقال له: الحبحاب أبو عقيل؛ فقال: يا نبي الله، بِتّ أجرُ بالجَرِير (2) على صاعين من تمر؛ فأما صاع فأمسكته لأهلي، و أما صاع فها هو ذا؛ فقال له المنافقون: إن كان الله و رسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، فأنزل الله عز و جل: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) [التوبة/ 80] الآية.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1029- حُبْشِيُّ بْنُ جُنَادَةَ (3)
(ب د ع) حُبْشِي بن جُنادَةَ بن نصر بن أسامة بن الحارث بن معيط بن عمرو بن جندل بن مُرَّة بن صَعْصَعة. و مرة أخو عامر بن صعصعة، و يقال لكل من ولده: سلولي، نسبوا إلى أمهم سلول بنت ذُهْل بن شيبان، يكنى أبا الجنوب.
يعد في الكوفيين، رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع، روى عنه الشعبي، و أبو إسحاق السبيعي.
روى إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الجَمْرَ» (4).
أخبرنا أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن مهران الفقيه، و غير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن سعيد الكندي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن الشعبي، عن حبشي بن جنادة، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في حجة الوداع، و هو واقف بعرفة، أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه فأعطاه و ذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، و قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «الصَّدَقَةُ لَا تَحِلَّ لَغَنِيٍّ، وَ لَا لِذِي مِرّةٍ سَوِيٍّ (5) إِلَّا لِذِي فَقْرِ مُدْقِع (6)، وَ مَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِي بِهِ مَالَهُ كَانَ خُمُوشاً (7) فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة وَ رَضْفاً (8): مِنْ جَّهَنَّمْ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ وَ مَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ» (9).
ص: 668
أخرجه الثلاثة.
1030- حَبَّةُ بْنُ بَعْكَكٍ (1)
(ب س) حَبَّة بن بَعْكَك، أبو السنابل بن بعكك القرشي العامري، كذا قاله أبو عمر.
و قال أبو موسى: حبة أبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن السباق بن عبد الدار بن قصي، و قيل: اسمه عمرو، و قول أبي موسى أنه من عبد الدار، أصح.
و قد ذكره أبو عمر في الكنى، كما ذكره أبو موسى، و كذلك ذكره الكلبي، و هو من مسلمة الفتح، و هو الذي تزوج سُبَيْعَة الأسلمية بعد وفاة زوجها، و نذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر، و أبو موسى.
قال ابن ماكولا: حبة، يعني بالحاء المهملة و الباء الموحدة، ابن بعكك هو: أبو السنابل، قال: و قال بعضهم: حنة، بالنون.
1031- حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ (2)
(س) حَبَّةُ بن جُويْن، البَجَلي ثم العُرَني، أبو قدامة.
كوفي، من أصحاب علي رضي الله عنه، ذكره أبو العباس بن عُقْدَةَ في الصحابة، و روى عن يعقوب بن يوسف بن زياد، و أحمد بن الحسين بن عبد الملك، قالا: أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا عبد الملك بن مسلم الملائي، عن أبيه، عن حبة بن جوين العرني البجلي، قال: لما كان يوم غدير خُم دعا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: الصلاةُ جامعة، نصف النهار، قال: فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَ تَعْلَمُون أَنِّي أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ»؟ قالوا: نعم، قال: «فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ وَ عَادَ مَنْ عَادَاهُ» (3)، و أخذ بيد علي حتى رفعها، حتى نظرت إلى آباطهما، و أنا يومئذ مشرك.
ص: 669
أخرجه أبو موسى.
قلت: لم يكن لحبة بن جوين صحبة، و إنما كان من أصحاب علي وابن مسعود، و قوله: إنه شهدهما و هو مشرك، فإن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال هذا في حجة وداع، و لم يحج تلك السنة مشرك لأن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يسير علياً سنة تسع إلى مكة في الموسم، و أمره أن ينادي أن لا يحج بعد العام مشرك، و حج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سنة عشر حجة الوداع، و الإسلام قد عم جزيرة العرب، و أما نسب حبة فهو: حبة بن جوين بن علي بن عبد نِهْم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عُرَينة بن نُذَير بن قَسْر بن عبقر بن أنمار بن إراش البجلي، ثم العرني.
1032- حَبَّةُ بْنُ حَابِسٍ (1)
(س) حَبَّة بن حَابِس ذكره ابن أبي عاصم، و قيل: حية، معجمة باثنتين من تحتها، و نذكره في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.
1033- حَبَّةُ بْنُ خَالِدٍ (2)
(ب د ع) [حَبَّة بن خَالِد، أخو سواء بن خالد الخزاعي، يعد في الكوفيين]، روى حديثه سلام أبو شرحبيل: أنه سمع حبة و سواء ابني خالد، قالا: دخلنا على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو يعالج بناء، فقال لهما: «هَلُمَّا فَعَالِجَا»، فلما أن فرغاً أمر لهما بشيء، ثم قال لهما: «لَا تَأْيَسَا مِنَ الرِّزْقِ تَهَزْهَزَتْ (3) رُؤُوسُكُمَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ أُمِّهِ إِلَّا أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ (4)، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللَّه عَزَّ وَ جَلَّ» (5).
أخرجه الثلاثة.
1034- حَبَّةُ بْنُ مُسْلِمٍ (6)
(س) حَبَّة بن مُسْلم، أورده عبدان، عن أحمد بن سيار.
ص: 670
أخبرنا يوسف بن يعقوب العصفري، أخبرنا عبد المجيد بن أبي رَوَّاد، أخبرني ابن جريج، قال: حدثت عن حبة بن مسلم أنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَلْعُونٌ مَنْ لَعِبَ بِالشَّطْرَنجِ، وَ النَّاظِرُ إِلَيْهَا كَالآكِلِ لَحْمَ الخَنْزِيرِ» (1).
أخرجه أبو موسى.
1035- حَبِيبُ بْنُ إِسَافٍ (2)
(ع) حَبِيب بن إسَاف، و قيل: يسَاف الأنصاري، أخو بَلْحَارِث بن الخزرج، و يقال: خُبَيب، بالخاء المعجمة، و يرد نسبه في الخاء هناك: فإنه أصح، و هذا تصحيف من بعض رواته.
روى وهب بن جرير، عن أبيه، عن ابن إسحاق، قال: نزل أبو بكر على حبيب بن إساف، أخي بلحارث بن الخزرج، و يقال: بل نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير، أخي بلحارث بن الخزرج.
أخرجه أبو نعيم.
1036- حَبِيبُ بْنُ الأَسْوَدِ (3)
(س) حَبِيبُ بنُ الأسْود، من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. أخرجه أبو موسى في خُبَيب، بالخاء المعجمة، قال: و يقال: حبيب، و نذكره هناك، إن شاء الله تعالى.
1037- حَبِيبُ بْنُ أَسِيدٍ (4)
(ب) حَبِيبُ بن أسِيد بن جارية الثَّقَفي. حليف لبني زهرة، قتل يوم اليمامة شهيداً، و هو أخو أبي بصير. أخرجه أبو عمر مختصراً.
أَسِيدُ: بفتح الهمزة، و جارية: بالجيم.
1038- حَبِيبُ بْنُ بُدَيْلٍ (5)
(س) حَبيب بن بُدَیل بن وَرْقاء. أورده أبو العباس بن عُقْدةَ و غيره من الصحابة.
ص: 671
روی حدیثه زر بن حبيش، قال: خرج علي من القصر فاستقبله ركبان متقلدو السيوف، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مولانا و رحمة الله و بركاته، فقال علي: من ههنا من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؟ فقام اثنا عشر، منهم: قيس بن ثابت بن شماس، و هاشم بن عتبة، و حبيب بن بديل بن ورقاء، فشهدوا أنهم سمعوا النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ».
أخرجه أبو موسى.
1039- حَبِيبُ بْنُ الحَارِثِ (1)
(ب د ع) حَبِيبُ بنُ الحارث، صحب أبا الغادية مهاجِرين إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
روى العاص بن عمرو الطفاوي، قال: خرج أبو الغادية و أمه، و حبيب بن الحارث، مهاجرين إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلموا؛ فقالت المرأة: أوصني يا رسول الله، فقال: «إِيَّاكَ وَ مَا يَسُوءُ الأُذُنَ» (2).
أخرجه الثلاثة.
1040- حَبِيبُ بْنُ حُبَاشَةَ (3)
(س) حَبِيبُ بن حُبَاشة، ذكر عبدان أنه من الأنصار، له صحبة، توفي في حياة النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم من جراحة أصابته، قال: ذُكِرَ لنا أنه دفن ليلاً، فخرج النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فصلى على قبره، قال: و لم يحفظ له إلا ذكر وفاته. أخرجه أبو موسى كذا؛ و قد نسبه الكلبي فقال: حبيب بن حباشة بن جويرية بن عبيد بن عَنَان بن عامر بن خَطْمة، و صلى عليه النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم.
1041- حَبِيبُ بْنُ حِمَاز (4)
(س) حَبِيب بن حِمَاز، قال عبدان: هو من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و شهد معه الأسفار، لا يعرف له إلا حديث واحد، رواه زائدة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن
ص: 672
حارث، عن حبيب بن حماز، قال: كنا مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في سفر، فنزل منزلا، فتعجل ناس إلى المدينة، فقال: «لَنَتْرُكَنَّهَا أَحْسَنَ مَا كَانَتْ» (1).
و روى جرير عن الأعمش، فقال: عن حبيب، عن أبي ذر. أخرجه أبو موسى، و قال: الأول مرسل.
حِمَاز: بحاء مكسورة، و ميم خفيفة، و آخره زاي.
1042- حَبِيبُ بْنُ حَمَامَةَ السُّلَمِيُّ (2)
(س) حَبِيب بنُ حَمَامة السلمي، ذكره ابن منده و غيره في المجهولين، و قالوا: ابن حمامة، و حكى عبدان، عن أحمد بن سيار، قال: قال بعضهم اسم ابن حمامة: حبيب، و أورده أبو زكرياء بن منده: حمامة، و إنما هو ابن حمامة، له حديث مشهور، و قد أخرجوه.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1043- حَبِيبُ بْنُ حَيَّانَ (3)
(ب د ع) حَبيبُ بن حَيَّان أبو رِمْثة التيمي، و قال أبو عمر: التميمي، يختلف في اسمه؛ فقيل: رفاعة، و قيل: عمارة، و قيل: خشخاش، و قيل: حيان، قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و ابنه، فقال له رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ هَذَا مَعَكَ» ؟ فقال: ابني، قال: «أَمَّا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ» (4).
أخرجه الثلاثة، و يرد في الكني، إن شاء الله تعالى.
1044- حَبِيبُ بْنُ خِرَاشٍ (5)
(س) حَبِيبُ بن خِرَاش بن حُريث بن الصامت بن الكُبَاس بن جعفر بن ثعلبة بن يَرْبوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي.
شهد بدراً و معه مولاه الصامت، قاله الكلبي، و قال: كان حليف بني سلمة من الأنصار، و ذكره ابن شاهين، أخرجه أبو موسى.
كُبَاس: بضم الكاف؛ و آخره سين مهملة؛ قاله الأمير أبو نصر.
ص: 673
1045- حَبِيبُ بْنُ خِرَاشٍ العَصْرِيُّ (1)
(د ع) حَبِيبُ بن خِرَاش العَصري، من عبد القيس، عداده في البصريين.
روی حدیثه محمد بن حبيب بن خراش العَصَرِي، عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول: «المُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ؛ لَافَضْلَ لأحَدٍ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا بِالتَّقْوَى» (2).
أخرجه أبو نعيم و ابن مَنْدَه.
1046- حَبِيبُ بْنُ خُمَاشَةَ الأَنْصَارِيُّ (3)
(ب د ع) حَبِيب بن خُمَاشة الأنصاري الأوْسِي الخَطْمي. وَ خَطْمة هو ابن جُشَم بن مالك بن الأوس، يعد في المدنيين، حديثه أنه سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يقول بعرفة: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ، وَ المُزْدَلَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ مُحَسِّرِ» (4).
قال أبو عمر: حبيب بن خماشة هو جد أبي جعفر عُمَير بن يزيد بن حبيب بن خماشة الخطمي.
أخرجه الثلاثة.
1047- حَبِيبُ بْنُ رَبِيعَةَ (5)
حَبِيبُ بن رَبِيعةَ بن عَمْرو بن عُمَير الثَّقَفي. استشهد يوم الجِسْر مع أبي عبيد.
ذكره الغساني.
1047- حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ تَمِيمٍ (6)
(ب س) حَبِيبُ بن زَيد بن تَمِيم بن أسيد بن خُفَاف بن بياضة، الأنصاري البياضي. من بني بياضة، قتل يوم أحد شهيداً.
قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة، عن محمد بن ابراهيم. عن محمد بن زيد، عن رجاله.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
ص: 674
1049- حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ (1)
(ب ع س) حَبِيبُ بن زَيْد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بن النجار. عقَبي ذكره ابن إسحاق، و قال: شهدت نسِيبة بنت كعب، أم عمارة، و زوجها زيدُ بن عاصم بن كعب، و ابناها: حبيب و عبد الله، ابنا زيد العقبة، و شهدت هي و زوجها و ابناها أحداً.
و حبيب هو الذي أرسله رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى مسيلمة الكذاب الحنفي، صاحب اليمامة، فكان مسيلمة إذا قال له: أ تشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، و إذا قال: أ تشهد أني رسول الله؟ قال: أنا أصم لا أسمع، ففعل ذلك مراراً، فقطعه مسيلمة عضواً عضواً، فمات شهيداً رضي الله عنه.
أخرجه أبو عمر، و أبو نعيم، و أبو موسى.
1050- حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الكِنْدِيُّ (2)
(س) حَبِيبُ بنُ زَيْد الكِنْدي، له صحبة، ذكره أبو الحسن العسكري و غيره في الصحابة.
روی حدیثه ابنه عبد الله بن حبيب، عن أبيه حبيب بن زيد، قال: سألت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما للمرأة من زوجها إذا مات؟ قال: «لَهَا الرُّبُعُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ، فَإِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَلَهَا الثَّمُنُ»، و سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم عن الوضوء.
أخرجه أبو موسى.
1051- حَبِيبُ بْنُ سِبَاعٍ (3)
(ب د ع) حَبِيبُ بن سِبَاع، و قيل: حبيب بن وهب، و قيل: حبيب بن سبع الأنصاري، و قيل: الكناني، و الأول أصح، و كنيته: أبو جمعة، و يرد في الكني، إن شاء الله تعالى، أكثر من هذا، يعد في الشاميين.
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا أبو المغيرة، أخبرنا الأوزاعي، أخبرنا أسيد بن عبد الرحمن، حدثني صالح بن محمد، حدثني أبو جمعة، قال: تغدينا مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، و معنا أبو عبيدة بن
ص: 675
الجراح، فقال أبو عبيدة: يا رسول الله، أ أحد خير منا؟ أسلمنا و جاهدنا معك، و آمنا بك؟ قال: «نَعَمْ، قَوْمُ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي وَ لَمْ يَرَوْني» (1).
أخرجه الثلاثة.
أَسِيد: بفتح الهمزة و كسر السين، قاله ابن مَاكُولَا.
1052- حَبِيبُ بنُ سَعْدٍ (2)
(ب) حَبِيبُ بنُ سَعْد، مَوْلى الأنصار. قال موسى بن عقبة: إنه شهد بدراً، و قيل: حبيب بن أسود بن سعد، و قيل: حبيب بن أسلم، مولى جشم بن الخزرج، و كلهم قالوا: إنه شهد بدراً.
أخرجه أبو عمر، و قال: لا أدري أفي واحد هذا القول كله أو في اثنين؟
1053- حَبِيبُ السُّلَمِيُّ (3)
(ب د ع) حَبِيب السلمي، والد أبي عبد الرحمن السلمي، و كنيته أبو عبد الله، باسم ولده أبي عبد الرحمن؛ روى زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: كان أبي شهد مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم مشاهده كلها؛ و كان ولده أبو عبد الرحمن من فضلاء التابعين؛ روى عن عثمان، و علي، و حذيفة.
أخرجه الثلاثة.
1054- حَبِيبُ بْنَ سَندِرٍ
(س) حَبِيبُ بنُ سَنْدر، ذكره عبدان في الصحابة، و كنيته أبو عبد الرحمن، و هو الذي خصی عبده، عداده في أهل مصر، كذا سماه عبدان، و هو مشهور با بن سندر، أوردوه فيه، و له حدیث مشهور به.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1055- حَبِيبُ بْنُ الضَّحَّاكِ الجُمَحِيُّ (4)
(س) حَبيب بن الضَّحَّاك الجُمْحي.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدر
ص: 676
الحلواني، أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء، أخبرنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، أخبرنا أبو علي بن الصواف، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا ابن وهب ابن بقية، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن سلمة بن حامد، عن حبيب بن الضحاك الجمحي: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَ هُوَ يَتَبَسَّمُ، فَقُلْتُ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: ضَحِكْتُ مِنَ رَحِمَ رَأَيْتُهَا مُعَلَّقَةَ بِالعَرْشِ، تَدْعُو الله عَلَى مَنْ قَطَعَهَا، قَالَ: قُلْتُ:
يَا جِبْرِيلُ، كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: خَمْسَةَ عَشَرَ أَباً» (1).
أخرجه أبو موسى، و جعله جهنياً.
1056- حَبِيبُ أبُو ضَمْرَةَ. (2)
حَبِيبُ أبو ضَمْرَة، روى عنه ابنه ضمرة، و هو جد عبد العزيز بن ضمرة بن حبيب.
روى عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، قال، و كانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «تَفضُلُ صَلَاةُ الجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسَا وَ عِشْرِينَ دَرَجَةً، وَ تَفْضُلُ صَلَاةُ التَّطَوّعِ فِي البَيْتِ كَفَضْلِ صَلَاةِ الجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ».
ذكره الغساني.
1057- حَبِيبُ بْنُ عَمْرو السَّلَامَانِيُّ (3)
(ب س) حَبِيبُ بن عَمْر و السَّلَامَاني. من قضاعة، و قيل: حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني؛ و كان يسكن الجناب؛ ذكره ابن شاهين في الصحابة، و قال أبو عمر: حبيب السلاماني، قال الواقدي: و في سنة عشر قدم وفد سلامان، و هم سبعة نفر، رأسهم حبيب السلاماني.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
1058- حَبِيبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ (4)
(د ع) حَبِيبُ بن عَمْرو بن عُمَير بن عوف بن عُقْدة بن غِيَرة بن عوف بن ثَقِيف الثقفي. أخو مسعود بن عمرو [و] أخو ربيعة جد أمية بن أبي الصلت بن ربيعة، و فيه وفي إخوته نزلت: (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ) [البقرة/ 279] روى أبو صالح، عن ابن عباس في قوله
ص: 677
تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة/ 278] في ثقيف، منهم: مسعود، و ربيعة، و حبيب، و عبد ياليل بنو عمرو بن عمير بن عوف.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم. و عندي في صحبته نظر.
1059- حَبِيبُ بْنُ عَمْروٍ (1)
(ب س) حَبِيبُ بن عَمْرو بن محصن بن عَمْرو بن عَتِيك بن عمرو بن مبذول بن غَنْم بن مازن بن النجار. قتل و هو ذاهب إلى اليمامة، فهو معدود من جملة الشهداء باليمامة.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى مختصراً.
1060- حَبِيبُ بْنُ عَمْروٍ (2)
(س) حَبِيبُ بن عَمْرو. ذكره عبدان، قال: حدثنا أحمد بن سيار، أخبرنا أحمد بن المغيرة، أخبرنا جمعة بن عبد الله، أخبرنا العلاء بن عبد الجبار، أخبرنا حماد، عن أبي جعفر الخَطْمي، عن حبيب بن عمرو، و كان قد بايع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: أنه كان إذا سلم على قوم، قال: السلام عليكم.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1061- حَبِيبُ بْنُ عَمَيْرٍ (3)
(س) حَبِيب بن عُمَير الخَطْمي. ذكره عبدان أيضاً: و قال: أخبرنا ابراهيم بن يعقوب السعدي، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو جعفر الخطمي، عن جده حبيب بن عمير: أنه جمع بنيه و قال: اتقوا الله و لا تجالسوا السفهاء، فإن مجالستهم داء، من تحلم على السفيه يُسَر بحلمه، و من يحب السفيه يندم، و من لا يصبر على قليل أذى السفيه لا يَصْبِرْ على كثيره، و من يصبر على ما يكره يُدْرِكْ ما يحب، فإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر فلا يفعلْ حتى يُوطنَ نفسه على الصبر على الأذى، و يثق بالثواب من الله عز و جل، فإنه من يثق من الله عز و جل لا يجد مَسَّ الأذى.
أخرجه أبو موسى.
قلت: الصحيح أن حبيب بن خماشة، و حبيب بن عمر و الذي يروي حديث السلام، و هذا حبيب بن عمير واحد؛ لأن النسب واحد، و هو خطمي، و الراوي واحد، و هو أبو جعفر
ص: 678
حافد حبيب، و لهذا السبب لم يذكر أبو عمر إلا حبيب بن خماشة، و لا حجة لأبي موسى في إخراج حبيب بن عمرو، و حبيب بن عمير على ابن منده؛ فإنه هو حبيب بن خماشة، و قد نبه عليه، و الله أعلم.
1062- حَبِيبُ العَنَزِيُّ (1)
(س) حَبِيبُ العَنَزي، والد طلق بن حبيب. ذكره عبدان، و زعم أن حديثه مختلف في إسناده، قال: و الصحيح ما رواه غُنْدَر، عن شعبة، عن يونس بن خَبَّاب، عن طلق، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه: أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و به الأسْر (2) فأمره أن يقول: «رَبُّنَا اللَّهَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ أَسْمُكَ» الحديث.
أخرجه أبو موسى.
1063- حَبِيبُ بْنُ فُدَيْكٍ (3)
(ب د ع) حَبِيبُ بن فُدَيك و يقال: حبيب بن فويك، بالواو، و قيل: حبيب بن عمر فديك السلاماني؛ قد اختلف في حديثه.
أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة، بإسناده إلى ابن أبي عاصم، أخبرنا أبو بكر أبي شيبة، أخبرنا محمد بن بشر، عن عبد العزيز بن عمر، عن رجل من بني سلامان بن عن أمه، أن خالها حبيب بن فديك حدثها: أن أباه خرج به إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و عيناه مبيضت يبصر بهما، فسأله: «مَا أَصَابَهُ»؟ قال: كنت أرُمّ حملاً إليّ، فوَقعْت على بيض حَيَّة فأصيب بصري، فنفث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في عينيه، فأبصر، قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة، و إنه لابن ثمانين، و إن عينيه المبيضتان.
و روى محمد بن سهل، عن أبيه، عن حبيب بن عمرو السلاماني: أنه قدم على
رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد سلامان، و قد تقدم حبيب بن عمرو السلاماني.
أخرجه الثلاثة.
1064- حَبِيبُ الفِهْرِيُّ (4)
(د ع) حَبِيب الفِهْري، أخرج ابن منده حبيباً الفهري، و جعل له ترجمة مفردة غير
ص: 679
حبيب بن مسلمة الفهري، و روى بإسناده، عن أبي عاصم و داود العطار، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حبيب الفهري: أنه أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و هو بالمدينة، فقال: يا رسول الله، ابني يدي و رجلي، فقال: «ارْجِعْ مَعَهُ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَهْلِكَ». فَهَلَكَ فِي تلك السنة.
قال أبو نعيم، و قد ذكر هذا الحديث، فقال: عن ابن أبي مُلَيكة، عن حبيب بن مسلمة: قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا نبي الله، ليس لي ولد غيره يقوم في مالي و ضيعتي و على أهل بيتي، و أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم رده معه، و قال: «لَعَلَّكَ يَخُلُو وَجْهَكَ فِي عَامِكَ». فمات مسلمة في ذلك العام، و عزى حبيباً فيه.
قال: أخرجه بعض المتأخرين من حديث داود العطار، عن ابن جريج مختصراً، فأفرد لذكر حبيب ترجمة، و هو حبيب بن مسلمة، لاشك فيه.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1065- حَبِيبُ بْنُ مِخْتَفٍ (1)
(ب د ع) حَبِيبُ بنُ مخْنَف الغَامِدي. قاله ابن منده و أبو نعيم، و قال أبو عمر: العمري.
عداده في أهل الحجاز، أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: ذكره بعض المتأخرين، يعني ابن منده، في الصحابة، و هو وهم، و صوابه ما رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله يوم عرفة، و هو يقول: هل تعرفونها؟ فلا أدري ما رجعوا عليه، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ أَنْ يَذْبَحُوا شَاةً فِي كُلِّ رَجَبٍ، وَ فِي كُلِّ أَضْحَى شَاةً» (2)، قال: و كان عبد الرزاق يرويه في بعض الأوقات، و لا يذكر أباه.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب، بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، قال: انتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يوم عرفه... مثله سواء.
و قد رواه ابن عون، عن أبي رمْلَة، عن مخنف بن سليم، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعرفة.
أخرجه الثلاثة.
ص: 680
1066- حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْضِيَّةٍ (1)
(س) حَبِيبُ بنُ أَبِي مَرْضِيَّة، ذكره عبدان، و قال: لا أعرف له صحبة، إلا أن هذا الحديث رري عنه هكذا، و حديثه أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نزل منزلاً بخيبر و بيئاً، فقال له أهل خيبر: نزلت منزلاً و بيئاً؛ فإن رأيت أن تنتقل إلى منزل، أشاروا إليه، فإنه صحيح؟
أخرجه أبو موسى.
1067- حَبِيبُ بْنُ مَرْوَانَ (2)
حَبيبُ بن مَرْوان بن عامر بن ضِبَاري بن حجية بن كابية بن حُرْقوص بن مازن بن
مالك بن عمرو بن تميم التميمي المازني. وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «مَا اسْمُكَ»؟ فقال: بغيض، فقال: «أَنْتَ حَبِيبٌ»؛ فسماه حبيباً.
ذكره ابن الكلبي، و لم يخرجه أحد منهم.
1068- حَبِيبُ بْنُ سَلَمَةَ (3)
(ب د ع) حَبِيبُ بن سلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شیبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر القرشي الفهري، يكنى أبا عبد الرحمن. و يقال له: حبيب الدروب، و حبيب الروم، لكثرة دخوله إليهم و نيله منهم.
قال الزبير بن بكار: و حبيب بن مسلمة كان شريفاً، و كان قد سمع من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: و قد أنكر الواقدي أن يكون حبيب سمع من النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم. ولاه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بن غنم، ثم ضم إليه أرمينية و أذربيجان، ثم عزله، و قيل: لم يستعمله عمر، و إنما سيره ه عثمان إلى أذربيجان من الشام؛ و بعث سلمان بن ربيعة الباهلي من الكوفة، أمد به حبيب بن مسلمة فاختلفا في الفيء؛ و توعد بعضهم بعضاً؛ و تهددوا سلمان بالقتل، فقال رجل من أصحاب سلمان: [الطويل]
فَإِن تَقْتُلُوا سَلْمَانَ نَقْتُلْ حَبِيبَكُمْ وَ إِن تَرْحَلُوا نَحْوَ ابْنِ عَفَّانَ نَرْحَل
و هذا أول اختلاف كان بين أهل العراق و أهل الشام؛ و كان أهل الشام يثنون عليه ثناء كثيراً
ص: 681
و يقولون: هو مجاب الدعوة؛ و لما حُصِر عثمان أمده معاوية بجيش، و استعمل عليهم حبيب بن مسلمة لينصروه؛ فلما بلغ وادي القرى لقيه الخبر بقتل عثمان، فرجع و لم يزل مع معاوية في حروبه كلها بصفين و غيرها؛ و سيره معاوية إلى أرمينية والياً عليها؛ فمات بها سنة اثنتين و أربعين؛ و لم يبلغ خمسين سنة، و قيل: توفي بدمشق.
روی ابن وهب عن مكحول، قال: سألت الفقهاء: هل كان لحبيب صحبة؟ فلم يعرفوا ذلك، فسألت قومه، فأخبروني أنه كان له صحبة.
قال الواقدي: مات النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و للحبيب بن مسلمة اثنتا عشرة سنة، و لو لم يغز مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم شيئاً، و زعم أهل الشام أنه غزا معه.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي _ فيما أذن لي _ بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب بن مسلمة؛ أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم نفل في بَدْأتهِ الربع و في (1) الرجعة الخمس.
أخرجه الثلاثة.
1069- حَبِيبُ بْنُ ملَّةَ (2)
(س) حَبيبُ بن ملة، أخو ربيعة بن ملة، قدم على رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، ورد ذكره في حديث أسيد بن أبي أناس.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1070- حَبِيبُ بْنُ وَهْبٍ
(د) حَبِيبُ بنُ وَهْب، أبو جمعة القاري، و قيل: حبيب بن سِباع، و قيل: حبيب بن جنبذ، عداده في أهل الشام.
أخرجه ابن منده ههنا، و أما أبو نعيم و أبو عمر فأخرجاه في حبيب بن سباع، مع ابن مَنْدَه، و أما ههنا فانفرد به ابن منده.
ص: 682
1071- حَبِيبُ بْنُ یِسَافٍ
(س) حَبِيبُ بن يِسَاف. ذكره ابن شاهين، و قال عبدان: هو رجل من أهل بدر، لا يذكر له رواية؛ إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لولا أنك من أهل بَدْرٍ» و ذلك في قصة رجمه له؛ كذا أورده في باب الحاء، يعني المهملة، و هذا إنما هو بالخاء المعجمة، و ضمها مشهور.
أخرجه أبو موسى، و قد أخرجه أبو نعيم أول من اسمه: خبيب، في خبيب بن إساف؛ قال: و قيل: يساف.
1072- حَبِيبُ بْنُ أَبِي الیُسْرِ (1)
حَبِيبُ بنُ أبي اليسر بن عَمْرو الأنصاري. له صحبة. و قتل يوم الحرة، و كان له أخوان: يزيد، و عمير؛ فأما يزيد فقتل أيضاً يوم الحرة، و أما عمير فقتل يوم الجِسر، ذكره الغساني.
1073- حُبِّي بْنُ حَارِثَةَ الثَّقَفِيُّ (2)
(ب) حبّي بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة بن كلاب، أسلم يوم فتح مكة، و قتل يوم اليمامة شهيداً. أخرجه أبو عمر، و قال: هذا قول الطبري.
و في رواية ابراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: و ممن قتل يوم اليمامة: حبيّ بن حارثة، من ثقيف قال: و قال الدارقطني: كذا ضبطه بالكسر ممالاً، و قال: ابن حارثة، بالحاء و الثاء المثلثة، و قال الواقدي: حبيّ بن جارية، و كذلك ذكره الطبري، و قال أبو معشر: يعلى بن جارية الثقفي، قال أبو عمر: و الصواب ما قاله ابن إسحاق.
قلت: لم يضبطه أبو عمر بالحروف حتى لا يتغير الضبط، و قد ذكره الأمير ابن ماكولا و ضبطه ضبطاً جيداً بالحروف؛ فنذكره ليزول اللبس فقال: و أما حبيّ بباء مشددة معجمة بواحدة ممالة، فذكر نفر ثم قال: حبي بن حارثة، حليف لبني زهرة من ثقيف؛ قاله ابن إسحاق في رواية ابراهيم بن سعد، و قال يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن إسحاق: بياءين، و قال: ابن حارثة، و قال الواقدي: هو حيي إلا أنه قال: ابن جارية، بالجيم، و قال الطبري: هو حيّ، بحاء مهملة مفتوحة و ياء واحدة مشددة، ابن جارية، بالجيم، الثقفي، أسلم يوم الفتح، و اتفق الجماعة على أنه قتل يوم اليمامة، هذا كلام ابن ماكولا.
ص: 683
1074- حُبَيْشٌ الأَسَدِيُّ (1)
حُبيش الأسدِي، أسدُ بن خُزَيمة، كان ممن خطب في بني أسد لما توفي النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و حرضهم على لزوم الإسلام، حين ظهر طليحة و ادعى النبوة؛ قاله ابن إسحاق.
1075- حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ (2)
(ب د ع) حُبَيْش بنُ خَالِد بن مُنْقِذ بن ربِيعة بن أصْرَم بن ضَبِيس بن حزَام بن حُبْشِيَّةُ بن كعب بن عمرو. [و قيل: حبيش بن خالد بن حليف بن منقذ بن ربيعة]
[و قيل: حبيش بن خالد بن ربيعة] لا يذكرون منقذاً، الخزاعي الكعبي، أبو صخر، و أبوه خالد يقال له: الأشعر.
و قال ابن الكلبي: حبيش هو الأشعر، و زاد في نسبه، فقال: حبيش بن خالد بن حليف بن منقذ بن أصرم، و وافقه ابن ماكولا إلا أنه جعل الأشعر خالداً.
و قال ابراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: خنيس، بالخاء المعجمة و النون، و الأول أصح، يكنى أبا صخر، و هو أخو أم معبد، و صاحب حديثها.
أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر البغدادي و غيره، قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن
الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم، حدثني بشر بن أنس أبو الخير، أخبرنا أبو هشام محمد بن سليمان بن الحكم بن أيوب بن سلیمان بن زيد بن ثابت بن يسار الكعبي الربعي الخزاعي قال: حدثني عمي أيوب بن الحكم «ح» قال أبو بكر: و حدثنا أحمد بن يوسف بن تميم البصري أخبرنا أبو هشام محمد بن سلمان بقديد، حدثني عمي أيوب بن الحكم، عن حزام بن هشام القديدي، عن أبيه هشام بن حبيش، عن جده حبيش بن خالد، صاحب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم خرج من مكة مهاجراً، هو و أبو بكر، و مولى أبي بكر عامر بن فهيرة، و دليلهما عبد الله بن أريقط، فمروا على خيمتي أم مَعْبد الحُزَاعِية، و كانت برْزَة (3) جلْدَةً تحتبي و تجلس بفناء القُبَّة (4)، ثم تسقي و تطعم، فسألوا
ص: 684
لحماً و تمراً ليشتروه منها، فلم يصِيبوا عندها شيئاً، و كان القوم مُرْملين (1) مسْنِتِين، فنظر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إلى شاة في كِسْر الخيمة، فقال: «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبِدِ»؟ قالت: شاة خلَّفها الجهْد عن الغنم، قال: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنِ»؟ قالت: هي أجْهدُ من ذلك. قال: «أَ تَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا»؟ (2) قالت: بأبي أنت و أمي نعم إن رأيت بها حلباً، فدعا بها رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فمسح ضرْعها، و سمى الله عز و جل، و دعا لها في شاتها، فتفاجت (3) و دَرت، و اجْترَّت، و دعا بإناء يُرْبِضُ الرهط (4)، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رَوِيت، ثم سقى أصحابه حتى رَوُوا، ثم شرب آخرهم، ثم حلب فيه ثانية بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، فبايعها، و ارتحلوا عنها.
فقلما لبثت أن جاء زوجها يسوق أعنز ا عجافاً، يتساوكُنَ هُزَالاً، مُخُّهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، و قال: من أين لك هذا يا أم معبد، و الشاة عازب، و لا حلوب في البيت؟ قالت: لا و الله إلا أنه مر بنا رجل مبارك، من حاله كذا و كذا، قال: صِفِيه يا أم معبد، قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلجَ الوجه، حسن الخَلْق، لم تعبه ثُجْلة، و لم تَزْر به صَعْلة، و سيم قسيم، في عينيه دَعَجَ، و في أشفاره وَطَف، و في صوته صَحَل، و في عنقه سَطَع، و في لحيته كَثَافة، أزَجّ أقرن، إن صمت فعليه الوقار، و إن تكلم سما و علاه البهاء، أجمل الناس و أبهاه من بعيد، و أحسنه و أحلاه من قريب، حلو المنطق، فَصْل، لا نَزْر و لا هَذْر، كأن منطقه خَرَزَات نظم يَتَحَدِّرْن، رَبْعة لا بائن من طول، و لا تزدريه عين من قِصَر، غُصْن بين غُصْنَين، و هو أنضر الثلاثة منظراً، و أحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، و إن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس و لا مُفَنَّد.
قال أبو معبد: هذا و الله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، و لقد هممت أن أصْحَبه، و لأفعلن إن وجدت سبيلاً. فأصبح صوت بمكة عال، يسمعون الصوت و لا يدرون من صاحبه، و هو يقول: [الطويل]
جَزَى الله رَبُّ النَّاسِ خَير جَزَائِهِ *** رَفِيقَينَ قَالَا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ
هُما نَزَلَاهَا بِالهُدَى وَ اهْتَدَتْ بهِ *** فَقَدْ فَارَ منْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحمَّدِ
ص: 685
فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى الله عَنْكُمُ *** بِهِ مِنْ فَعَالٍ لَا يُجارَي وَ سُؤْدُدِ
لِيَهْن بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ فَتَاتِهِمْ *** وَ مَقْعَدِهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِها وَ إِنَائِهَا *** فَإِنَّكُمُ إِن تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ *** عَلَيْهِ صَرِيحاً ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبدِ
فَغَادَرَهَا رَهْنا لَدَيْها لِحَالِبٍ *** يُرَدُّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت شبب يجاوب الهاتف، فقال: [الطويل]
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيِّهُمْ *** وَ قُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَ يَعْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْم فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ *** وَ حَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلَالَةِ رَبُّهُمْ *** وَ أَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعُ الحَقَّ يَرْشَدِ
وَ هَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَفَّهوا *** عَمَى وَ هُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهَتَدِ
وَ قَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ *** رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعُدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ *** وَ يَتْلُو كِتَابَ اللهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ
وَ إِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبِ *** فَتَصْدِيقُهَا فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الغَدِ
و أسلم حُبيش، و شهد الفتح مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقتل يوم الفتح، هو وكرز بن جابر، كانا في خیل خالد بن الوليد، فسلكا غير طريقه، فلقيهما المشركون، فقتلوهما.
أخرجه الثلاثة.
غریبه:
مُسْنتين: أي مجدبين أصابتهم السنة، و هي القحط، إناء يُرْبِض الرهط، بالباء الموحدة و بالضاد المعجمة، أي يُرْويهم و يثقلهم حتى يناموا و يُرْبِضوا على الأرض، و من رواه: يُريض، بالياء تحتها نقطتان، فهو من أراض الوادي: إذا استنقع فيه الماء، و منه قولهم: شربوا حتى أراضوا.
فحلب فيه ثجَّا: أي سائلاً كثيراً، و البهاء: أراد بهاء اللبن، و هو وَبِيصُ رغوته.
و الأعنز العجاف: جمع عجفاء و هي المهزولة، يتساوكن يقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال؛ أراد بها تتمايل من ضعفها.
و الوضاءة: الحسن و البهجة. أبلج: البلج: إشراق الوجه و إسفاره، و الثُّجْلة: ضخم البطن، و رجل أثجل بالثاء المثلثة. و الصعلة: صغر الرأس. و سيم قسيم: القسامة الحسن، و رجل قسيم الوجه أي: جميل كله، و الدعج: السواد في العين و غيرها، تريد أن سواد عينيه كان شديداً، و الدعج أيضاً: شدة سواد العين في شدة بياضها. و الوَطف: طول شعر الأجفان،
ص: 686
و الصحَل: بُحَّة في الصوت، و روي بالهاء، و هو حدة و صلابة من صهيل الخيل. و السطع: ارتفاع العنق و طوله. و الزجج في الحواجب تقوس و امتداد مع طول أطرافها. و النزر: القليل الذي يدل على العِيّ. و الهَذْر: الكثير؛ يعني: ليس بقليل و لا كثير. و المفند: هو الذي لا فائدة في كلامه.
حُبيش: بالحاء المهملة، و الباء الموحدة، و آخره شين معجمة، و قيل: بالخاء المعجمة و النون و السين المهملة، و الأشعر: بالشين المعجمة، و حزام بالزاي.
1076- حُبَيْشُ بْنُ شُرَيْحٍ (1)
(د ع) حُبَيْش بن شُرَيح، أبو حَفْصَة الحبشي. أخرجه إسحاق بن سويد الرَّمْلي في الصحابة، من أهل فلسطين، سكن بيت جبرين، و أخرجه موسى بن سهل في التابعين، و هو أصح.
يروي عن عبادة بن الصامت. روى عنه علي بن أبي جملة، روى عنه حسان بن أبي معن أنه قال: اجتمعت أنا و ثلاثون رجلاً من الصحابة فأذنوا و أقاموا و صليت بهم.
و ذكر الحديث، و حسان سماه حبيشاً.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1077- الحُتَاتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ (2)
الحتاتُ بن عَمْرو الأنصاري، أخو أبي اليَسَر، و هو بالتاءين المثناتين من فوقهما، و قيل: الحُباب، بالباءين الموحدتين، و قد تقدم ذكره في الحباب.
1078- الحَتَاتُ بْنُ يَزِيدَ (3)
(ب) الحتَات بن يَزِيد بن عَلْقَمة بن حُوَي بن سُفْيان بن مُجَاشِع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، التميمي الدارمي.
ص: 687
قدم على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في وفد بني تميم، مع عطارد بن حاجب، و الأقرع بن حابس، و غيرهما، فأسلموا: ذكرهم ابن إسحاق و الكلبي.
و آخى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بينه و بين معاوية بن أبي سفيان، و لما اجتمعت الخلافة لمعاوية، قدم عليه الحتات، و جارية بن قدامة، و الأحنف بن قيس، و كلاهما من تميم، و كان الحتات عثمانياً، و كان جارية و الأحنف من أصحاب علي، فأعطاهما معاوية أكثر مما أعطى الحتات، فرجع إليه، و قال: فَضَّلتَ عليَّ مُحَرَقاً و مُخَذِّلا! قال: اشتريت منهما دينهما، و وكلتك إلى هواك في عثمان؛ قال: و أنا أيضاً فاشتر مني ديني.
قوله: مُحَرِّقاً، يعني جارية بن قُدامة؛ لأنه أحرق ابن الحضرمي، و قد تقدم في جارية، و قوله: مُخَذِّلاً، يعني الأحنف؛ خذل الناس عن عائشة، و طلحة، و الزبير، رضي الله عنهم، قيل: إن الحتات وفد على معاوية، فمات عنده، فورثه معاوية بتلك الأخوة، و كان معاوية خليفة، فقال الفرزدق في ذلك لمعاوية: [الطويل]
أبُوكَ وَ عَمِّي يَا مُعَاوِيَ أَوْرَثَا *** تُرَاثاً فَيَحْتَازُ التَّراثَ أَقَارِبهُ
فَمَا بَالُ ميراثِ الحُتَاتِ أَكَلْتَهُ *** وَ مِيرَاتُ صَخْرٍ جَامِدٌ لَكَ ذَائِبُهُ
فَلَوْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ فِي جَاهِلِيَّةٍ *** عَلِمْتَ مَنِ المَرْءُ القَلِيلُ حَلَائِبُهُ (1)
وَ لَوْ كَانَ فِي دِينِ سِوَى ذَا سَنَنْتُمُ *** لَنَا حَقَّنَا أَوْ غَصَّ بِالمَاءِ شَارِبهُ
أَ لَسْتُ أَعَزَّ النَّاسِ قَوْماً وَ أَسْرَةً *** وَ أَمْنَعَهُمْ جَاراً إِذَا ضِيمَ جَانِبُهُ
وَ مَا وَلَدَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ وَ آلِهِ *** كَمِثْلِي حصَانٌ فِي الرِّجَالِ يُقَارِبه
وَ بَيْتِي إِلَى جَنْبِ الثُّرَيَا فِنَاؤُهُ *** وَ مِنْ دُونِهِ البَدْرُ المُضِيءُ كَوَاكِبُهْ
أَنَا ابْنُ الجِبَالِ الشُّمِّ في عَدَدِ الحَصَى *** وَ عِرْقُ الثَّرَى عِرْقِي فَمَنْ ذَا يُحاسِبُهُ؟
و هي أكثر من هذا، و هي من أحسن ما قيل في الافتخار.
أخرجه أبو عمر.
1079- حَجَاجُ البَاهِلِيُّ (2)
(د ع) حَجّاجُ الباهِلي، له صحبة، روى القواريري، عن غُندَر، عن شعبة، قال: سمعت
ص: 688
الحجاج بن الحجاج الباهلي يحدث عن أبيه، و كان له صحبة، عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أراه ابن مسعود، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا أَشْتَدَّ الحَرُّ فَأبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ» (1).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1080- حَجَّاجُ بْنُ الحَارِثِ (2)
(ب د ع) حَجَّاج بن الحارث بن قَيْس بن عَدِي بن سعد بن سَهْم، القرشي السهمي.
هاجر إلى أرض الحبشة، و انصرف إلى المدينة بعد أحُد، لا عقب له، و هو أخو السائب و عبد الله و أبي قَيْس، بني الحارث لأبيهم و أمهم، و هو ابن عم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي.
قال عروة بن الزبير و الزهري و ابن اسحاق: قتل الحجاج بن الحارث السهمي يوم أجنادين.
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن ابن منده قال: حجاج بن قيس بن عدي.
1081- حَجَّاجُ بْنُ عَامِرِ الثَّمَالِيُّ (3)
(ع ب س) حَجَّاج بنُ عَامر الثُّمالي، عداده في الحِمْصيين، روى عنه خالد بن مَعْدان، و شرحبيل بن مسلم.
روى ثور، عن خالد بن معدان، عن الحجاج بن عامر الثمالي، و كان من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، و عن عبد الله بن عامر الثمالي، و كان أيضاً من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنهما صليا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرأ (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) فسجد فيها.
و روی شرحبيل بن مسلم، عنه، و كان من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و رفعه، قال: «إِيَّاكُمْ وَ كِثْرَةَ السُّؤالِ وَ إِضَاعَةَ المَالِ وَ قِيلَ وَ قَالَ: وَ أَنْ يُعْطَى العَطَاءُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُمْسَكَ، وَ أَنْ يُمْسَكَ شَرٌّ لَهُ، وَ لَا يَلُومُ الله عَلَى الكَفَافَ، وَ أَبْدَأُ بِمَنْ تَعُولُ» (4).
قال أبو عمر: الحجاج بن عامر الثمالي، و يقال: الحجاج بن عبد الله الثمالي، و قيل:
أسد الغابة / ج 1 / م44
ص: 689
النصري، سكن الشام، روى عنه حديث واحد من حديث أهل حمص؛ رواه عنه شرحبيل بن مسلم مرفوعاً: إياكم و كثرة السؤال.
فقد جعل أبو عمر الحجاج بن عامر الثمالي، و الحجاج بن عبد الله النصري، الذي يأتي في الترجمة بعدها واحداً، و فرق بينهما أبو نعيم، و جعل لهما ترجمتين، و وافقه على ذلك أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخه فقال: الحجاج بن عامر الثمالي، صحابي، أخبرني من رأى بعض ولده بحمص، ثم قال: الحجاج بن عبد الله الثمالي، حدث عنه أبو سلام الأسود، و كان رأى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم و حج معه حجة الوداع، و وافقهما أبو أحمد العسكري، فقال: الحجاج بن عبد الله النصري الثمالي، و قيل: الحجاج بن عامر الثمالي، روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «العَيْنُ حَقٌّ» (1).
أخرجه أبو نعيم، و أبو عمر، و أبو موسى.
1082- حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ (2)
(ر ع س) حَجَّاج بن عَبْد الله النَّصْري. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا عبيد بن يعيش، أخبرنا يحيى بن يعلي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر؛ قال أبو نعيم: و حدثنا محمد بن أحمد المقري، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي؛ قال أيضاً: و حدثنا أبو عمر بن حمدان، أخبرنا الحسين بن سفيان، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا أبو أسامة، عن عبد الرحمن بن يزيد، أخبرنا مكحول، أخبرنا الحجاج بن عبد الله النصري، قال: النَّفَل حق؛ نَفَل رسولُ الله صلّى الله عليه و آله و سلّم.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: سئل عنه أبو زرعة: هل له صحبة؟ قال: لا أعرفه.
أخرجه أبو نعيم و أبو موسى.
1083- حَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ (3)
(ب د ع) حَجَّاجُ بنُ عِلاط بن خَالِد بن ثُوَيْرة بن حَنْثَر بن هلال بن عبيد بن ظفر بن
ص: 690
سعد بن عمرو بن تيم بن بَهْز بن امرئ القيس بن بُهْئة بن سليم بن منصور السلمي ثم البهزي. یکني: أبا كلاب، و قيل: أبا محمد، و قيل: أبا عبد الله.
سكن المدينة، و هو معدود من أهلها، و بنى بها مسجداً و داراً تعرف به، و هو والد نصر بن حجاج الذي نفاه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حين سمع المرأة تنشد: [البسيط]
هَلْ مِنْ سَبِيلِ إِلَى خمرٍ فَأَشْرَبَهَا *** أَمْ هَلْ سَبِيلٌ إِلَى نَصْرِ بْنِ حَجَّاجِ (1)
و كان جميلاً.
و أسلم الحجاج، و حسن إسلامه، و شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم خيبر، و كان سبب إسلامه أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة، فلما جن عليه الليل، و هو في واد وَحْشٍ مخُوف [قَعَد]، فقال له أصحابه: قم _ يا أبا كلاب _ فخذ لنفسك و لأصحابك أماناً؛ فقام الحجاج بن علاط يطوف حولهم يكلؤهم، و يقول: [الرجز]
أُعيِذُ نَفْسِي وَ أُعِيذُ صَحْبِي *** مِنْ كُلِّ جِنِيٍّ بِهذَا النَّقْبِ
حَتَّى أَؤُوبَ سَالِماً وَ رَكْبِي (2)
فسمع قائلاً يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن / 33].
فلما قدم مكة خَبَّر بذلك في نادي قريش؛ فقالوا له: صبأت و الله يا أبا كلاب؛ إن هذا فيما يزعم محمد أنه نزل عليه، فقال: و الله لقد سمعته و سمعه هؤلاء معي، ثم أسلم.
و لما افتتح رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، خیبر، قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إن لي بمكة مالاً. و إن لي بها أهلاً، و إني أريد أن آتيهم؛ فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئاً؟ . .
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض أهل المدينة، قال: لما أسلم الحجاج بن عِلَاط السلمي شهد خيبر مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: يا رسول الله، إن لي بمكة مالاً على التجار، و مالاً عن صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة، أخت بني عبد الدار، و أنا أتخوف إن علموا باسلامي أن يذهبوا بمالي، فائذن لي باللحوق به، لعلي أتخلصه، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «قَدْ فَعَلْتَ»، فقال: يارسول الله، إنه لا بد لي من أن أقول، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «قُلْ وَ أَنْتَ فِي حِلّ» (3). فخرج الحجاج، قال: فلما
ص: 691
انتهيت إلى ثَنِيَّة البيضاء إذا بها نفر من قريش يتجسسون الأخبار، فلما رأوني قالوا: هذا الحجاج و عنده الخبر، قلت: هزم الرجل أقبح هزيمة سمعتم بها، و قتل أصحابه، و أخذ محمد أسيراً، فقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة، فيقتل بين أظهرهم. ثم جئنا مكة فصاحوا بمكة، و قالوا: هذا الحجاج قد جاءكم بالخبر أن محمداً قد أسر، و إنما تنتظرون أن تؤتوا به فيقتل بين أظهركم، فقلت: أعينوني على جمع مالي فإني أريد أن ألحق بخيبر، فأشتري مما أصيب من محمد، قبل أن يأتيهم التجار، فجمعوا مالي أحث جمع، و قلت لصاحبتي: مالي مالي، لعلي ألحق فأصيب من فرص البيع، فدفعت إلي مالي.
فلما استفاض ذكر ذلك بمكة أتاني العباس، و أنا قائم في خيمة تاجر، فقام إلى جانبي منكسراً مهموماً، فقال: يا حجاج، ما هذا الخبر؟ فقلت: استأخر عني حتى تلقاني خالياً، ففعل، ثم قصد إليّ، فقال: يا حجاج، ما عندك من الخبر؟ فقلت: الذي و الله يسرك، تركت و الله ابن أخيك قد فتح الله عليه خيبر، و قتل من قتل من أهلها، و صارت أموالها له و لأصحابه، و تركته عروساً على ابنة ملكهم، و لقد أسلمت، و ما جئت إلا لآخذ مالي، ثم ألحق برسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، فاكتم علي الخبر ثلاثاً، فإني أخشى الطلب، و انطلقت.
فلما كان اليوم الثالث لبس العباس حلة، و تخلق، ثم أخذ عصاه، و خرج إلى المسجد، و استلم الركن، فنظر إليه رجال من قريش، فقالوا: يا أبا الفضل، هذا والله التجلد على حر المصيبة، فقال: كلا، و الذي حلفتم به، ولكنه قد فتح خيبر، و صارت له و لأصحابه، و تُرِكَ عَرُوساً على ابنة ملكها، قالوا: من أنباك بهذا الخبر؟ قال: الحجاج بن علاط، و لقد أسلم و تابع محمداً على دينه، و ما جاء إلا ليأخذ ماله، ثم يلحق به، فقالوا: أي عِبَادَ الله، خدعنا عدو الله، فلم يلبثوا أن جاءهم الخبر.
أخرجه الثلاثة.
1084- حَجَّاجُ بْنُ عَمْروٍ (1)
(ب د ع) حَجَّاج بن عَمْرو بن غَزِية بن ثَعْلبة بن خنساء بن مَبْذُول بن عمرو بن غَنم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي، ثم من بني مازن بن النجار.
ص: 692
قال البخاري: له صحبة. روى عنه عكرمة مولى ابن العباس، و كثير بن العباس، و غيرهما.
أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، و ابراهيم بن محمد و أبو جعفر بن السمين بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا روح بن عبادة، أخبرنا حجاج الصواف، أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، قال: حدثني حجاج بن عمرو، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «من كسر أو عرج فَقَدْ حَلَّ، وَ عَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى»، فذكرت ذلك لابن عباس و أبي هريرة، فقالا: صدق.
و رواه معمر؛ و معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن عبد الله بن رافع، عن الحجاج بن عمرو؛ و قال البخاري: و هذا أصح.
و روى عنه كثير بن العباس حديث التهجد. و هو الذي ضرب مَرْوان يوم الدار، حتى
سقط؛ و حمله أبو حفصة مولاه، و هو لا يعقل.
و شهد مع علي صفين؛ و هو الذي كان يقول عند القتال: يا معشر الأنصار، أ تريدون أن نقول لربنا إذا لقيناه: (إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب/ 67]. أخرجه الثلاثة.
1085- حَجَّاجُ أَبُو قَابُوسَ (1)
حَجَّاج أبو قابُوس، روى سِمَاك بن حرب؛ عن قابوس بن الحجاج، عن أبيه: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أ رأيت رجلاً يأخذ مالي، ما تأمر؟ قال: تعظه و تدفعه.
كذا قال ابن قانع؛ و هو وهم؛ و صوابه: مخارق أبو قابوس؛ و يذكر في مخارق، إن شاء الله تعالى.
1086- حَجَّاجُ بْنَ قَيْسٍ (2)
(د) حَجَّاج بن قَيْس بن عَدِي السَّهْمِي؛ عم عبد الله بن حُذَافة السهمي.
هاجر إلى الحبشة مع عبد الله بن حذافة، و أخيه قيس بن حذافة، و لا تعرف له رواية. أخرجه ابن منده كذا مختصراً؛ و أخرجه أبو نعيم، فقال: حجاج بن الحارث بن قيس القرشي؛ و قال: أظنه المتقدم، يعني الذي ذكرناه، و هو السهمي.
قلت: ظنه ابن منده غیر حجاج بن الحارث بن قيس السهمي الذي ذكرناه، و هو هو و لا
ص: 693
شك، حيث رآه قد أسْقِط ذكر أبيه الحارث ظنه غيره؛ و أبو نعيم لم يسقط ذكر أبيه في الترجمتين؛ و روى فيهما إلى ابن الزبير و الزهري و ابن إسحاق شيئاً واحداً من الهجرة و القتل بأجنادين، و الله أعلم، و لا شك قد سقط من نسبه اسم أبيه الحارث؛ و قد تقدم الكلام عليه في الحجاج بن الحارث.
أخرجه ابن منده.
1087- حَجَّاجُ بْنُ مَالِكٍ (1)
(ب د ع) حَجّاج بنُ مَالك بن عوَيمر بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هَوَازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي، و يقال: الحجاج بن عمر و الأسلمي، و الأول أصح.
و هو مدني، كان ينزل العرج، له حديث واحد مختلف فيه، رواه سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الحجاج، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: ما يذهب عني مَذَمَّة الرضاع؟ قال: «غُرَّةُ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ» (2).
و قد خالف سفيانَ غيره.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي و غير واحد، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا قتيبة أخبرنا حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه: «أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم». فذكره، فأدخل بين عروة و بين الحجاج الأسلمي: الحجاج بن الحجاج.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، أخبرنا أبو معاوية، «ح» قال أبو داود: و حدثنا ابن العلاء، أخبرنا ابن إدريس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج، عن أبيه، قال: «قلت: يا رسول الله، ما يذهب عني مَذَمَّة الرضاع؟ قال: «الغُرَّةُ، العَبْدُ أوْ الأَمَةُ» (3).
ص: 694
قال النفيلي: حجاج بن حجاج الأسلمي، و هذا لفظه، و قد وافق حاتم بن إسماعيل معمر و الثوري، و ابن جريج، و الليث بن سعد، و عبد الله بن نمير، و يحيى القطان، و غيرهم، فذكروا في الإسناد: حجاج بن حجاج، و حديث ابن عيينة خطأ.
أخرجه الثلاثة.
أسيد: بفتح الهمزة؛ و كسر السين.
مذَمَّة الرضاع: مفعلة من الذم، قيل: كانوا يستحبون أن يهبوا المرضعة عند فصال الصبي شيئاً سوى أجرتها؛ فكأنه سأل ما يسقط عني حق المرضعة و ذمامها الحاصل برضاعها.
1088- حَجَّاجُ بْنُ مَسْعُود (1)
(د ع) حَجَّاج بن مَسْعُود، قال ابن منده: و هو وهم، و ذكر حديث أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن حجاج بن حجاج الأسلمي، عن أبيه، عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، أحسبه حجاج بن مسعود، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا (2) بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَیْحِ (3) جَهَنَّمَ» (4).
أخرجه ابن مَنْدَه و أبو نعيم.
و قال أبو نعيم: ما أخبرنا به أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، قال: سمعت حجاج بن حجاج و كان إمامهم، يحدث عن أبيه، و كان حج مع رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم، عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال حجاج: أراه عبد الله، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» الحديث.
و رواه أبو داود الطيالسي؛ عن شعبة، فقال: أحسبه ابن مسعود. و رواه القواريري، عن محمد بن جعفر. و قال: أحسبه عبد الله بن مسعود.
قلت: لم ينصف أبو نعيم أبا عبد الله بن منده؛ فإن ابن منده لما ترجم الحجاج بن مسعود، قال: هو وهم، و الصواب ما بعده، و ذكر حديث القواريري؛ فلم يبق عليه اعتراض، و لم يشك ابن منده في أن الحديث ليس للحجاج بن مسعود فيه إلا رواية، و إنما احتج بالحديث
ص: 695
حيث فيه قال: سمعت الحجاج بن الحجاج، عن أبيه، و كانت له صحبة. و في هذه الترجمة قال: و كان حج مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم؛ فهو احتج بالحديث لهذا، لا بالحديث، فإنه ليس فيه حجة، و لما خاف أن يظن فيه الوهم قال: و هو وهم، و قد جعل ابن منده لهذا الحديث ترجمتين، هذه إحداهما، و الثانية: حجاج الباهلي، و فيه رد أبو نعيم على ابن منده لأنهما واحد، و الله أعلم.
1089- حَجَّاجُ بْنُ مُنَبِّهٍ (1)
حَجَّاجُ بن مُنَبه بن الحَجَّاج بن حُذَيفة بن عامر السهمي. قال ابن قانع بإسناده، عن ابراهيم بن منبه بن الحجاج السهمي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ رَأَيْتُموهُ يَذْكُرُ أَبا بَكْرٍ وَ عُمَرَ بِسُوءٍ فَإِنَّمَا يُرِيدُ غَيْرَ الإِسْلَام» (2).
ذكره أبو علي الغساني.
1090- حُجْر بْنُ رَبيعَة
1090- حُجْر بْنُ رَبيعَة (3)
(ب) حُجْر بن رَبيعَة بن وائل، والد وائل بن حجر الحضرمي، روي عنه حديث واحد فيه نظر؛ روی هشيم، عن عبد الجبار بن وائل بن حُجْر، عن أبيه، عن جده: أنه رأى سول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم يسجد على جبهته و أنفه.
قال أبو عمر: إن لم يكن قوله وهماً فحجر هذا صاحب، و إن كان خطأ فالحديث لابنه وائل، و ليس في صحبته اختلاف.
أخرجه أبو عمر.
قلت: ذكر جده في الحديث وهم و غلط، و الحديث مشهور عن وائل ابنه، و الله أعلم.
1091- حُجْرٌ أَبُو عَبْدِ الله
حُجْر، أبو عَبْد الله. روى عنه ابنه عبد الله أنه قال: قرأت خلف رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فقال: «يَا حُجْرُ، أَسْمعِ اللَّهَ وَ لَا تُسْمِعْنِي» (4).
قاله الغساني، عن ابن قانع.
ص: 696
1092- حُجْرُ العَدَوِيُّ (1)
(س) حُجْرُ العَدَوِي. أخرجه أبو موسى بإسناده عن أبي عيسى الترمذي، عن القاسم بن دينار، عن إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن جَحْل، عن حجر العدوي أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال لعمر رضي الله عنه إنا قد أخذنا زكاة العباس.
قلت: قد أخرجه أبو عيسى في جامعه بالإسناد الذي ذكره أبو موسى، و زاد فيه حجر العدوي، عن علي، و روى الترمذي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل بن زكرياء، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن حُجَيَّة بن عدي، عن علي: أن العباس سأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك.
قال أبو عيسى: و حديث إسماعيل بن زكرياء عن الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار، و الله أعلم.
1093- حُجرٌ بن عَدِيٍّ (2)
(ب س) حُجْر بن عَدِي بن معاوية بن جَبَلة بن عدي بن ربيعة بن مُعاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مُرْتع بن معاوية بن كندة الكندي. و هو المعروف بحجر الخير، و هو ابن الأدبر، و إنما قيل لأبيه: عدي الأدبر؛ لأنه طُعِن على الْيَتِه مولياً، فسمي الأدبر.
وفد على النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم هو و أخوه هانئ، و شهد القادسية، و كان من فضلاء الصحابة، و كان على كندة نصفين، و على المسيرة يوم النَّهروان، و شهد الجمل أيضاً مع علي، و كان من أعيان أصحابه. و لما ولي زياد العراق، و أظهر من الغلظة و سوء السيرة ما أظهر، خلعه حُجْر و لم يخلع معاويه، و تابعه جماعة من شيعة علي رضي الله عنه، و حصبه يوماً في تأخير الصلاة هو و أصحابه؛ فكتب فيه زياد إلى معاوية، فأمره أن يبعث به و بأصحابه إليه، فبعث بهم مع وائل بن حجر الحضرمي، و معه جماعة، فلما أشرف على مرج عذراء، قال: إني لأول المسلمين كبر في نواحيها، فأنزل هو و أصحابه عذراء، و هي قرية عند دمشق، فأمر معاوية بقتلهم، فشفَع
ص: 697
أصحابه في بعضهم فشفَّعهم، ثم قُتِل حجر و ستة معه، و أطلق ستة، و لما أرادوا قتله صلى ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما، و قال: لا تنزعوا عني حديداً و لا تغسلوا عني دماً، فإني لاق معاوية على الجادة.
و لما بلغ فعل زياد بحجر إلى عائشة رضي الله عنها، بعثت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية تقول: الله الله في حُجْر و أصحابه، فوجده عبد الرحمن قد قتل، فقال لمعاوية: أين عزب عنك حلم أبي سفيان في حجر و أصحابه، ألا حبستهم في السجون، و عرضتهم للطاعون؟ قال: حين غاب عني مثلك من قومي، قال: و الله لا تَعُد لك العرب حلماً بعدها و لا رأياً، قَتَلْتَ قوماً بعث بهم أسارى من المسلمين! قال: فما أصنع؟ كتب إلى زياد فيهم يشدد أمرهم، و يذكر أنهم سيفتقون فتقاً لا يرقع. و لما قدم معاوية المدينة دخل على عائشة رضي الله عنها، فكان أول ما قالت له في قَتْل حجر، في كلام طويل، فقال معاوية: دعيني و حجراً حتى نلتقي عند ربنا.
قال نافع: كان ابن عمر في السوق، فنعيَ إليه حجر، فاطلق حَبْوته (1)، و قام و قد غلبه النَّحِيب.
و سئل محمد بن سيرين عن الركعتين عند القتل، فقال: صلاهما خبيب و حُجْر، و هما فاضلان، و كان الحسن البصري يعظم قتل حجر و أصحابه.
و لما بلغ الربيع بن زياد الحارثي، و كان عاملاً لمعاوية على خراسان، قَتْل حجر، دعا الله عز و جل و قال: اللَّهُمَّ إنْ كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك و عجل، فلم يبرح من مجلسه حتى مات.
و كان حجر في ألفين وخمسمائة من العطاء، و كان قتله سنة إحدى و خمسين، و قبره مشهور بعذراء و كان مجاب الدعوة.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
1094- حُجْرُ بْنُ العَنْبَسِ (2)
(ب د ع) حُجْر بنُ العَنْبَس و قيل: ابن قيس، أبو العنبس الكوفي، و قيل: يكنى أبا
ص: 698
السكن، أدرك الجاهلية، و شرب فيها الدم، و لم ير النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، ولكنه آمن به في حياته، و روايته عن علي بن أبي طالب، و وائل بن حجر، و شهد مع علي الجمل و صفين.
و روى عنه موسى بن قيس الحضرمي، قال: خطب أبو بكر و عمر رضي الله عنهما فاطمة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، فقال النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم: «هَلْ لَكَ يَا عَلِيُّ»؟ (1).
و رواه عبد الله بن داود الخُرَيبي عن موسى بن قيس، فقال: حجر بن قيس و زاد: علی أن تحسن صحبتها.
أخرجه الثلاثة.
1095- حُجْرٌ وَالِدُ مَخْشِيّ (2)
(س) حُجْر، والد مَخْشِي، كذا ذكره عبدان، و إنما هو حُجَير مصغراً، و قد أوردوه فيه.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
1096- حُجْرُ بْنُ النُّعْمَانِ (3)
(س) حُجْر بن النعمَان بن عَمْرو بن عَرْفَجَةَ بن العاتك بن امرئ القيس بن ذُهْل بن معاوية بن الحارث الأكبر. وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم فأسلم، و كان ابنه الصَّلت بن حُجْر في ألفين و خمسمائة من العطاء، قاله ابن شاهين.
أخرجه أبو موسى.
1097- حُجْرُ بْنُ يَزِيدَ (4)
(س) حُجر بن يَزيد بن سَلَمة بن مرة بن حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، و هو الذي يقال له: حجر الشر، و إنما قيل له ذلك لأنه كان شريراً، و كان حجر بن عدي الأدبر خيراً ففصلوا بينهما بذلك.
وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و كان أحد الشهود في التحكيم، و كان مع علي، و ولاه معاوية إرْمِينيَةَ، و كان ابنه عائذ شريفاً، و هو الذي لطم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فلم تغضب له كندة، و غضبت له هَمْدان.
ص: 699
أخرجه أبو موسى، عن ابن شاهين، و كذلك نسبه الكلبي أيضاً.
1098- الحَجْنُ (1)
الحَجْن، آخره نون، هو ابن المُرَقع بن سعد بن عبد الحارث بن الحارث بن عبد الحارث، الأزدي الغامدي، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم و أسلم .
قاله هشام الكلبي.
1099- حُجَيْرُ بْنُ أَبِي إِهَابٍ (2)
(ب) حُجَيْر، بضم الحاء، تصغير حجر، هو حُجَيْر بن أبي إهاب التميمي، حليف بني
نوفل، له صحبة، روت عنه مارية مولاته خبر زيد بن عمرو بن نفيل.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
1100- حُجَيْرُ بْنُ بَيَانٍ (3)
(ب د ع) حُجَير بنُ بَيَان. يعد في أهل العراق، قال ابن مَنْدَه: ذكر في الصحابة، و لا يصح. روى عنه أبو قزعة أنه قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [آل عمران/ 180] بالياء. أخرجه الثلاثة.
1101- حُجَيْرُ بْنُ أَبِي حُجَيْرٍ (4)
(ب د ع) حجير بن أبي حجير، أبو مخشي الهلالي، و قيل: إنه حنفي، و قيل: من ربيعة بن نزار. روى عنه ابنه مخشي أنه رأى النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم يخطب في حجة الوداع، فقال: إنَّ دمَاءَكُمْ وَ أَمْوَالَكُمْ وَ أَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» (5).
أخرجه الثلاثة.
ص: 700
1102- حُجَيْرَةُ
(د) حُجَيرة، بزيادة هاء، أبو يزيد، قال ابن منده: روى عنه ابنه يزيد، و لا تعرف له رؤية و لا صحبة، أخرجه الحسن بن سفيان و غيره في الصحابة، روى يزيد بن حجيرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَ الفَرَاغُ» (1).
أخرجه ابن منده.
1103- حِدْرِجَانُ بْنُ مَالِكٍ (2)
(د ع) حِدْرجان بن مَالك، تقدم ذكره مع ذكر أخيه.
أخرجه ابن منده، و أبو نُعَيْمٍ مختصراً.
1104- حَدْرَدُ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ (3)
(ب د ع) حَدْرَدُ بن أبي حَدْرَدٍ، و اسمه سَلَامة بن عمير بن أبي سَلَامة بن سعد بن مِسآب بن الحارث بن عَنْبَس بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، يكنى: أبا خِرَاش.
روى جَنْدل بن والق، عن يحيى بن يعلى الأسلمي، عن سعيد بن مقلاص، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عمران بن أبي أنس، عن حدود الأسلمي: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «هِجْرَةُ الرَّجُلِ أَخَاهُ سَنَةٌ كَسَفْكِ دَمِهِ» (4).
رواه عباد بن يعقوب، عن يحيى بن يعلى، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي خراش.
و رواه ابن وهب و المقبري، عن حيوة، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عمران، عن أبي خراش السلمي، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مثله.
أخرجه الثلاثة.
ص: 701
1105- حُدَيْرٌ (1)
(د ع) حُدَيْر. له ذكر في الصحابة، روى ابن رَوّاد عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم بعث جيشاً، فيهم رجل يقال له: حدير، و ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
1106- حُدَيْرٌ أَبُو فَوْزَة (2)
(د ع) حُدَير أبو فَوْزَة. و قيل: أبو فروة السلمي، و قيل: الأسلمي.
له صحبة، روى عنه العلاء بن الحارث، و بشير مولى معاوية، حدث عثمان بن أبي العاتكة، قال: حدثني أخ لي، يقال له: زياد، أن النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان إذا رأى الهلال، قال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَهْرِنَا هَذَا (3) الدَّاخِلِ» قال زياد: و توالى على الدعاء ستة من الصحابة أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم سمعوه منه، و السابع صاحب الفرس الجرور (4) و الرمح الثقيل أبو فوزة السلمي.
و رواه أبو عمر و الأزدي عن بشير مولى معاوية قال: سمعت عشرة من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، أحدهم: حدير أبو فوزة، كانوا إذا رأوا الهلال دعوا بهذا الدعاء.
و روي في ذكره، عن أبي الدرداء ما أخبرنا به أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي الحافظ، أخبرنا زاهر بن طاهر إجازة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا أبو الحسن الكارِزي، أخبرنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: سمعت ابن علية يحدث، عن الجريري، قال: حدثت أن أبا الدرداء ترك الغزو سنة، فأعطى رجلاً صرة فيها دراهم، فقال: انطلق فإذا رأيت رجلاً يسير من القوم حَجْرَةٌ (5) فادفعها إليه، قال: ففعل، قال: فرفع رأسه إلى السماء و قال: اللهم، إنك لم تنس حديراً، فاجعل حديراً لا ينساك، فأخبر أبا الدرداء، فقال: ولي النعمة ربها.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 702
1107- حُذَيْفَةُ الأَزْدِيُّ (1)
(س) حُذَيفةُ الأزْدِي. ذكره البغوي و غيره في الصحابة.
روى عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخیر، عن جنادة الأزدي، عن حذيفة الأزدي، قال: أتيت النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم مع ثمانية نفر من الأزد، أنا ثامنهم، يوم الجمعة، و نحن صيام، فدعانا إلى طعام عنده، قلت: يا رسول الله، نحن صيام، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «أَصُمْتُمْ أَمْسِ»؟ قال: قلنا: لا. قال: «فَتَصُومُونَ غَداً»؟ قلنا: لا، قال:
«فَأَفْطِرُوا».
رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد؛ فقدم جنادة على حذيفة، جعل جنادة صحابياً، و حذيفة راوياً، ودكذلك رواه الليث بن سعد، و هو الأصح.
أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، و قد أخرجه ابن منده، فقال: حذيفة البارقي، و يرد الكلام عليه في حذيفة البارقي، إن شاء الله تعالى.
1108- حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ (2)
(ب د ع) حُذَيفة بن أسِيد بن خالد [بن الأغْوَزِ بن واقعة بن حَرَام بن غِفار بن مليل، أبو سَريحة الغفاري.
بايع تحت الشجرة، و نزل الكوفة و توفي بها، و صلى عليه زيد بن أرقم، و كبر عليه أربعاً]؛ روى عنه أبو الطفيل، و الشعبي، و الربيع بن عَمِيلة، و حبيب بن حِمَاز، و هو بكنيته أشهر، و يرد في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخبرنا ابراهيم بن محمد بن مهران الفقيه الشافعي، و غيره، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثا بندار، أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا سفيان، عن فرات القزاز، عن
ص: 703
أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد، قال: أشرف علينا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم من عرفة، و نحن نتذاكر الساعة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ، وَ الدَّابَةَ، وَ ثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالمَشْرِقِ، وَ خَسَفٌ بِالمَغْرِبِ، وَ خَسْفٌ بِجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدْنٍ، تَسُوقُ النَّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النَّاسُ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا» (1).
أخرجه الثلاثة.
أغوز: بالغين المعجمة، و الزاي؛ قاله الأمير أبو نصر، و قيل: أغوس، بالسين.
1109- حُذَيْقَةُ بْنُ أَوْسٍ (2)
(س) حُذَيْفَة بنُ أوْس، له عقب، و له نسخة عند أولاده.
أخبرنا الحافظ أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو بكر بن الحارث إذناً، أخبرنا أبو أحمد المقري؛ أخبرنا أبو حفص بن شاهين، أخبرنا محمد بن سليمان الحراني، أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف العبدي، أخبرنا عبد الله بن أبان بن عثمان بن حذيفة بن أوس، قال: حدثني أبان بن عثمان، عن أبيه عثمان بن حذيفة، عن جده حذيفة بن أوس، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم: «مَنْ رَأَى مُبْتَلَى فَقَالَ: الحَمْدُ اللَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَ فَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ
مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلاً، إِلَّا عَافَاهُ الله مِنْ ذَلِكَ البَلَاءِ، كَاتِنَا مَا كَانَ» (3). و له بهذا الإسناد عدة أحاديث.
أخرجه أبو موسى.
1110- حُذَيْفَةُ البَارِقِيُّ (4)
(د ع) حُذَيْفَةُ البارقيُّ، له ذكر فيمن أدرك النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم، يحدث عن جنادة الأزدي، يحدث عنه أبو الخير اليزني.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم مختصراً.
قلت: قد أخرج أبو موسى حذيفة الأزدي مستدركاً على ابن منده، و قد ذكرناه أول الباب،
ص: 704
ظناً منه أن الأزدي غير البارقي، و ليس كذلك فإن الأزد شعب عظيم، يشتمل على عدة قبائل و بطون كثيرة، منها: الأوس، و الخزرج، و خزاعة، و أسلم، و بارق، و العتيك، و غيرها؛ فأما بارق فاسمه سعد، و هو ابن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، فبان بهذا السياق أن كل بارقي أزدي، و في سبب تسميته ببارقي أقوال، لا حاجة إلى ذكرها.
ثم إن أبا موسى قد حكم على نفسه بأنهما واحد بقوله: و رواه ابن إسحاق، فقدم جنادة على حذيفة، جعل جنادة صحابياً، و حذيفة راوياً عنه، و كذا رواه الليث بن سعد، و هو الأصح؛ هذا كلام أبي موسى. و هكذا ذكر ابن منده في ترجمة البارقي: حذيفة يروي عن جنادة، و أبو الخير يروي عن حذيفة البارقي، و هو أيضاً جنادة بن أبي أمية الأزدي الذي تقدم في جنادة، و حديثه أيضاً في صوم يوم الجمعة وحده؛ فظهر به أن هذا جنادة الذي قيل: إنه يروي عن حذيفة، و قيل: إن حذيفة يروي عنه، و هو الصحيح، و جنادة بن أبي أمية الأزدي، واحد، و أن حذيفة الأزدي ليس لاستدراكه على ابن منده وجه، لأنه قد ذكره و ترجمه بالبارقي، و الله أعلم.
1111- حُذَيْفَةُ بْنُ عُبَيْدِ المُرَادِيُّ (1)
(د ع) حُذَيْفَة بن عُبَيْد المُرَادِي. له ذكر في قضاء عمر، و شهد فتح مصر، و أدرك الجاهلية، و لا يعرف.
ذكره ابن منده و أبو نعيم، عن أبي سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.
1112- حُذَيْفَةُ القَلْمَانِيُّ (2)
(ب) حُذَيفة القَلْعاني، أخرجه أبو عمر، و قال: لا أعرفه بأكثر من أن أبا بكر الصديق عزل عكرمة بن أبي جهل عن عُمَان، و سيره إلى اليمن، و استعمل على عمان حذيفة القلعاني، فلم يزل والياً عليها إلى أن توفي أبو بكر.
أخرجه أبو عمر، و ضبطه فيما رأينا من النسخ، و هي في غاية الصحة بالقاف و اللام و العين، و أنا أشك فيه، و ذكره الطبري فقال: حذيفة بن محصن الغلفاني، بالغين المعجمة و اللام و الفاء. و له في قتال الفرس آثار كثيرة، و استعمله عمر على اليمامة.
أسد الغابة / ج 1 / م 45
ص: 705
1113- حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ (1)
(ب د ع) حُذَيْفةُ بنُ اليَمَان، و هو حُذَيفة بن حِسْل، و يقال: حُسَيل، بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جِرْوَة بن الحارث بن مازن بن قُطَيْعَةَ بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو عبد الله العبسي، و اليمان لقب حسل بن جابر. و قال ابن الكلبي: هو لقب جروة بن الحارث، و إنما قيل له ذلك لأنه أصاب دماً في قومه، فهرب إلى المدينة، و حالف بني عبد الأشهل من الأنصار، فسماه قومه اليمان؛ لأنه حالف الأنصار، و هم من اليمن.
روى عنه ابنه أبو عبيدة، و عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و قيس بن أبي حازم، و أبو وائل، و زيد بن وهب، و غيرهم.
و هاجر إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم فخيره بين الهجرة و النصرة، فاختار النصرة، و شهد مع النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم حداً و قتل أبوه بها، و يذكر عند اسمه.
و حذيفة صاحب سر رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم في المنافقين، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة؛ أعلمه بهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، و سأله عمر: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم، واحد، قال: من هو؟ نال: لا أذكره. قال حذيفة: فعزله، كأنما دل عليه، و كان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، و إن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.
و شهد حذيفة الحرب بنهاوند، فلما قتل النعمان بن مُقَرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية، و كان فتح هَمذان، و الرّي، و الدِّيْنَور على يده، و شهد فتح الجزيرة، و نزل نصيبين، و تزوج فيها.
و كان يسأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم عن الشر ليتجنبه، و أرسله النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم ليلة الأحزاب سرية ليأتيه بخبر الكفار، و لم يشهد بدراً؛ لأن المشركين أخذوا عليه الميثاق لا يقاتلهم، فسأل النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم: هل يقاتل أم لا؟ فقال: بل نفي لهم، و نستعين الله عليهم (2).
و سأل رجل حذيفة: أي الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير و الشر، لا تدري أيهما تركب.
ص: 706
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي و غيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، أخبرنا هَنَّاد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: حدثنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم حديثين، قد رأيت أحدهما و أنا أنتظر الآخر؛ حدثنا أن الأمانة نزلت في جَذْر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن و علموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوَكْت، ثم ينام نومة، فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل أثر المجْل، كجمر دحرجته على رجلك فَنَفِطتْ (1) فتراه مُنْتَبراً و ليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله، قال: فيصبح الناس فيتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، و حتى يقال للرجل: ما أجلده و أظرفه و أعقله، و ما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قال: و لقد أتى عليّ زمان ما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً ليردنه عليّ دينه، و لئن كان يهودياً أو نصرانياً ليردنه عليّ ساعيه، و أما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلاناً و فلاناً.
روی زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه مالاً و جواهر ينفقونها في سبيل الله، فقال عمر: لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة، و معاذ بن جبل، و حذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله عز و جل، ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة، و قال: انظر ما يصنع، فقسمه، ثم بعث بمال إلى حذيفة، و قال: انظر ما يصنع، قال: فقسمه، فقال عمر: قد قلت لكم.
و قال ليث بن أبي سليم: لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً و بكى بكاء كثيراً، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليَّ، ولكني لا أدري علام أقدم، على رضى أم على سخط؟.
و قيل: لما حضره الموت قال: هذه آخر ساعة من الدنيا، اللهم إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك ثم مات.
و كان موته بعد قتل عثمان بأربعين ليلة، سنة ست و ثلاثين.
و قال محمد بن سيرين: كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عهده: و قد بعثت فلاناً و أمرته بكذا، فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده: أن اسمعوا له و أطيعوا و أعطوه ما سألكم، فلما قدم المدائن استقبله الدهاقین (2)، فلما قرأ عهده، قالوا: سلنا ما شئت، قال:
ص: 707
أسألكم طعاماً آكله و علف حماري مادمت فيكم، فأقام فيهم، ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق، فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها، أتاه فالتزمه، و قال: أنت أخي و أنا أخوك.
أخرجه ثلاثتهم.
غریبه:
الجذر: الأصل، و جَذْر كل شيء: أصله، و تفتح الجيم و تكسر. و المجل: يقال مَجلت يده تمجَل مجلاً، و مجِلت تَمْجَل مجلا، إذا ثخن جلدها و تَعَجَّر حتى يظل أثرها مثل أثر المجل. المنتبر: المنتفط المرتفع، و كل شيء رفع شيئاً فقد نبره. و الوكتة: الأثر اليسير، و جمعه وَكْت، بالتسكين، و قيل لليسر إذا وقعت فيه نكتة من الإرطاب: قد وَكَّت، بالتشديد.
1114- حِذْيَمُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ حِلْيَمٍ (1)
(ب د ع) حِذِيم بن حَنِيفَة بن حِذيم، أبو حنظلة الحنفي.
روى عنه ابنه حنظلة أن جده حنيفة أخذ بيد حنظلة، و أتى به النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم و قال: يا رسول الله، إني ذو بنين، و هذا أصغرهم فشمِّت (2) عليه، قال حنظلة: فأخذ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم بيدي، و مسح برأسي، و قال: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهِ» (3).
و ذكره أبو حاتم الرازي، و ذكر أنه كان أعرابياً من ناحية البصرة.
أخرجه الثلاثة.
1115- حِذْيَمٌ جَدُّ حَنْظَلَةَ (4)
(د) حِذيم جَدُّ حَنْظَلة، أتى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم يُكْنَى أبا حذيم، له و لابنه حذيم، و لحنظلة بن حذيم صحبة، تقدم ذكرهم، و هو جد حذيم بن حنيفة المقدم ذكره.
أخرجه ابن منده، و هذا هو الذي قد اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً؛ فمنهم من قدم حنظلة، و منهم من أخره، وذقد ذكرنا الاختلاف في حنظلة بن حذيم. فلما رأى ابن منده في الأول: حذيم أبو حنظلة، و رأى في هذا حذيم جد حنظلة، ظنهما اثنين، و هما واحد، و الله أعلم.
ص: 708
ص: 709
الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال ابن عباس: هو الخضر، إذ مر بهما أبي بن كعب، فناداه ابن عباس، فقال: إني تماريت أنا و صاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لُقُيِّه، فهل سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم يذكر شأنه؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم يقول: «بَيْنَا رَسُولُ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي مَلأ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: لَا». و ذكر الحديث.
و قيل: إن الذي خالف ابن عباس هو نوف البكالي.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي، بإسناده إلى أبي الحسن علي بن أحمد بن مَتُّويه الواحدي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحِيْري، أخبرنا محمد بن يعقوب الأموي، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس بموسى بني إسرائيل، قال: كذب عدو الله؛ أخبرني أبي بن كعب، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم فقال: «إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَامَ خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيل، فُسِئَلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ» (1). و ذكر الحديث.
و كان الحر من جلساء عمر بن الخطاب، فاستأذن لعمه عيينة بن حصن.
أخبرنا أبو محمد بن سويدة أيضاً بإسناده إلى أبي الحسن الواحدي، قال: أخبرنا محمد بن مكي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قدم عيينة بن حصن، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، و كان من النفر الذين يدنيهم عمر، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، لك وجه عند هذا الرجل؛ فاستأذن لي عليه، فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: ها ابن الخطاب، و الله ما تعطينا الجزيل، و لا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هم أن يوقع به؛ فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله عز و جل قال لنبيه صلّى الله عليه و آله و سلَّم: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف/ 199] و إن هذا من الجاهلين، قال: فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، و كان وقافاً عند كتاب الله.
قال الغلابي: كان للحر ابن شيعي، و ابنة حرورية، و امرأة معتزلة، و أخت مرجنة، فقال لهم الحر: أنا و أنتم كما قال الله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) [الجن/ 11] أي أهواء مختلفة.
ص: 710
أخرجه الثلاثة.
1119- الحُرُّ بْنُ مَالِكٍ
(ب س) الحُرُّ بن مَالِك بن عامر بن حُذَيْفة بن عامر بن عمرو بن جَحْجَبي. شهد أحداً، قاله الطبري بالحاء المهملة، قال ابن ماكولا: و أنا أحسبه الأول، يعني جزء بن مالك، بالجيم و الزاي و الهمزة، و قد تقدم في جزء.
أخرجه أبو موسى، عن ابن شاهين، بالحاء و الراء، و أخرجه أبو عمر، و قال: ذكره
الطبري: الحر بن مالك، شهد أحداً. و قد ذكرناه في جزء.
1120- حِرَاشُ بْنُ أُمَيَّة الكَعْبِيُّ (1)
(س) حِرَاش بن أُمَيَّة الكَعْبي، روى عنه ابنه عبد الله بن حراش، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم أَوْضَع (2) في وادي مُحَسِّر.
أخرجه أبو موسى في الحاء، و قال: ذكره ابن طرخان في باب الحاء يعني المهملة، قال: و أورده ابن أبي حاتم في باب الخاء المعجمة .
1121- حَرَامُ بْنُ عَوْفٍ البَلَوِيُّ
حَرَامُ بنُ عَوْف البَلَوي، رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم، شهد فتح مصر، قاله ابن ماكولا عن ابن يونس، و قال: ما علمت له رواية.
1122- حَرَامُ بْنُ أَبِي كَعْبِ الأَنْصَارِيُّ
(ب س) حَرَامُ بنُ أَبي كَعْب الأنْصاري السُّلَمِي و يقال: حزم، قيل: هو الذي صلى خلف معاذ بن جبل صلاة العتمة، ففارق الجماعة، و أتم لنفسه، فشكا بعضهم بعضاً إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم، فقال رسول الله لمعاذ: «أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ»! (3).
رواه عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، فقال: حرام بن أبي كعب. و رواه عبد الرحمن بن جابر عن أبيه، فقال: حزم. و قال غيرهما: سليم.
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
ص: 711
1123- حَرَامُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1)
(س) حَرَامُ بنُ مُعَاوِية، ذكره عبدان، روی معمر، عن زيد بن رُفَيع، عن حرام بن معاوية، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم: «مَنْ وَلِيَ مِنَ السُّلْطَانِ فَفَتَحَ بَابَهُ لِذِي الحَاجَةِ وَ الفَاقَةِ وَ الفَقْرِ، فَتَحَ اللَّهُ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ لِحَاجَتِهِ وَ فَاقَتِهِ، وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الحَاجَةِ وَ الفَقْرِ وَ الفَاقَةِ، أَغْلَقَ الله أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ حَاجَتِهِ وَ فَقْرِهِ».
أخرجه أبو موسى، و قال: هذا الاسم في كتاب عبدان بالزاي، و قال ابن أبي حاتم في باب حرام بن معاوية: روى عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم مرسلاً، قال: و قيل: عن حزام، يعني بالزاي، و قال الخطيب: حرام بن معاوية هو حرام بن حكيم الدمشقي.
1124- حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ (2)
(ب د ع) حَرَامُ بن مِلْحان، و اسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جُنْدَب بن عامر بن غَنْم بن عَدِي بن النجار الأنصاري النجاري، ثم من بني عدي بن النجار، خال أنس بن مالك.
شهد بدراً و أحداً، و قتل يوم بئر معونة. روى ثمامة بن عبد الله بن أنس [أن] حرام بن ملحان، و هو خال أنس: لما طعن يوم بئر معونة أخذ من دمه، فنضحه على وجهه و رأسه، و قال: فزتُ و رب الكعبة.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي كتابة، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الحسن بن ابراهيم أبو محمد، أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد، أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن خليل، أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، أخبرنا أحمد بن الحسين بن طلاب، أخبرنا العباس بن الوليد بن صبح، أخبرنا أبو مسهر، أخبرنا ابن سماعة، أخبرنا الأوزاعي، حدثني إسحاق بن عبد الله: أن أنس بن مالك حدثه، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم سبعين رجلاً إلى عامر الكلابي فلما دنوا منه قال رجل من الأنصار، يقال له حرام: مكانكم حتى آتيكم بالخبر، فانطلق حتى أشفي عليهم من شرف الوادي، فنادى: إني رسول رسول الله إليكم، فأمنوني حتى آتيكم فأكلمكم، فأمنوه، فبينما هو يكلمهم أتاه رجل من خلفه فطعنه، فلما أحس حرام حرارة السنان، قال: فزت و رب الكعبة، فقتلوه، ثم
ص: 712
اقتصوا أثره حتى هجموا على أصحابه فقتلوهم، قال: فكنا نقرأ فيما نسخ: بلغوا إخواننا أن قد لقينا ربنا، فرضي عنا و رضينا عنه.
و قيل: إن حرام بن ملحان ارتُثَّ (1) يوم بئر معونة، فقال الضحاك بن سفيان الكلابي، و كان مسلماً يكتم إسلامه، لامرأة من قومه: هل لك في رجل إن صح فنعم الراعي؟ فضمته إليها و عالجته فسمعته، و هو يقول: [الطويل]
أَتَتْ عَامِرٌ تَرْجُو الهَوَادَةَ بَينْنَا *** وَ هَلْ عَامِرٌ إِلَّا عَدُوٌّ مُدَاجِنُ
إذَا مَا رَجَعْنَا ثُمَّ لَمْ تَكُ وَقعَةٌ *** بِأَسْيَافِنَا فِي عَامِرٍ وَ نُطَاعِنُ
فَلَا تَرْجُوّنًا أَنْ يُقَاتِلَ بُعْدَنَا *** عَشَائِرُنَا وَ المُقْرَبَاتُ الصَّوَافِنُ (2)
فلما سمعوا ذلك و ثبوا عليه فقتلوه، و الأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1125- حَرْبُ بْنُ حَارِثٍ المُحَارِبيُّ (3)
(ب س ع) حَرْبُ بن حَارِثُ المُحَارِبي، روى عنه الربيع بن زياد، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم يقول: «قَدْ أَمَرْنَا لِلنِّسَاءِ بِوَرْس (4)» (5) و كان قد أتاهم من اليمن.
أخرجه أبو عمر، و أبو نعيم، و أبو موسى.
1126- حَرْبُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ (6)
(س) حَرْبُ بنُ أبي حَرْب، قال أبو موسى: ذكره عبدان، و اختلف فيه، فروى عبدان عن أبي سعيد الأشج، عن وكيع عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن أبي حرب، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم قال: «لَيْسَ عَلَى المُسْلِمِينَ عُشُورٌ، إِنَّمَا العُشُورُ عَلَى اليَهُودِ وَ النَّصَارَى» (7).
رواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، عن عطاء، عن حرب بن عبيد الله، عن
ص: 713
خاله، رجل من بكر بن وائل. و قال جرير: عن عطاء، عن حرب بن هلال الثقفي، عن أبي أمية رجل من بني ثعلبة، و لا عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم.
أخرجه أبو موسى.
قلت: إن كان حرب بن أبي حرب بكرياً فيكون متفقاً عليه؛ فإن البكري و رجلاً من ثعلبة واحد، لأن ثعلبة هو ابن عُكَابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل؛ و إنما وقع الاختلاف في الراوي عنه، و هو عطاء؛ فمنهم من جعله راوياً عن حرب، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم، و منهم من جعله راوياً عن حرب، عن الصحابي و هو خاله أبو أمية.
1127- حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرِ السَّعْدِيُّ (1)
[حُرْقُوص بن زُهَيْر السَّعْدِي، ذكره الطبري، فقال: إن الهرمزان الفارسي، صاحب خوزستان كفر و منع ما قبله، و استعان بالأكراد، فكثف جمعه، فكتب سُلْمَى و من معه بذلك إلى عتبة بن غزوان، فكتب عتبة إلى عمر بن الخطاب، فكتب إليه عمر يأمره بقصده، و أمد المسلمين بحرقوص بن زهير السعدي، و كانت له صحبة من رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، و أمَّره على القتال [و] على ما غلب عليه، فاقتتل المسلمون و الهرمزان، فانهزم الهرمزان، و فتح حرقوص سوق الأهواز و نزل بها، و له أثر كبير في قتال الهرمزان، و بقي حرقوص إلى أيام علي، و شهد معه صفين، ثم صار من الخوارج، و من أشدهم على علي بن أبي طالب، و كان مع الخوارج لما قاتلهم علي، فقتل يومئذ سنة سبع و ثلاثين].
1128- حَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ (2)
حَرْمَلَةُ بن إياس، جد صفية و دُحَيْبة ابنتي عليبة، فرق البغوي بينه و بين حرملة بن عبد الله بن إياس، جد ضرغامة، و جمع الحافظ أبو نعيم و غيره بينهما و ذكروهما، و قال أبو أحمد العسكري: حرملة بن إياس العنبري، و قيل: حرملة بن عبد الله بن إياس من بني مُجْفِر بن كعب من العنبر، مثل ابن منده و أبي نعيم و أبي عمر، و هو الصواب.
ص: 714
1129- حَرْمَلَةُ بْنُ زَيْدِ الأَنْصَارِيُّ (1)
(د ع) حَرْملة بن زَيْد الأَنْصَارِي، أحد بني حارثة، روى عبد الله بن عمر، قال: كنت جالساً عند رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم إذ جاءه حرملة بن زيد الأنصاري أحد، بني حارثة، فجلس بين يديه، و قال: يا رسول الله، الإيمان ها هنا، و أشار بيده إلى لسانه، و النفاق ها هنا، و وضع يده على صدره، و لا نذكر الله إلا قليلاً، فسكت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، وردد ذلك حرملة، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم لسان حرملة، و قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ لِسَاناً صَادِقَا وَ قَلْبَاً شَاكِراً وَ ارْزُقُهُ حُبِّي وَ حُبَّ مَنْ أَحَبَّنِي، وَ صَيّرْ أَمْرَهُ إِلَى خَيْرٍ» فقال له حرملة: يا رسول الله، إن لي إخواناً منافقين، و كنت رأساً فيهم، أ فلا أدلك عليهم، فقال رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم: «مَنْ جَاءَنَا كَمَا جِئْتَنَا أَسْتَغْفَرْنَا لَهُ كَمَا اسْتَغْفَرْنَا لَكَ، وَ مَنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ فَاللَّه أَوْلَى بِهِ، وَ لَا تَخْرقْ عَلَى أَحَدٍ سِتْراً» (2).
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
1130- حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ (3)
(ب د ع) حَرْملة بنُ عَبْد الله بن إيَاس. و قيل: حرملة بن إياس التميمي العنبري، يعد في لبصريين، حديثه عند صفية وُدَحْيَبة ابنتي عليبة، عن أبيهما عليبة، عن جدهما، و روى عنه أيضاً ضرغامة بن عليبة.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر أبو الفضل، بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، قال: حدثنا قرة بن خالد، حدثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة العنبري، عن أبيه عليبة، عن جده حرملة، قال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم في اركب من الحي، فصلى بنا صلاة الصبح، فجعلت أنظر إلى الذي بجنبي، فما أكاد أعرفه من الغلس، فلما أردت الرجوع، قلت: أوصني يا رسول الله، قال: «اتَّقِ الله، وَ إِذَا كُنْتَ فِي مَجْلِسِ فَقُمْتَ عَنْهُمْ، فَسَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ مَا يُعْجِبُكَ فَأَئْتهِ، وَ إِذَا سمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ مَا تَكْرَهُ فَلا تأْتِهِ» (4).
و رواه ابن مهدي، و معاذ بن معاذ، عن قرة، مثله.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده و أبا نعيم قالا: أوس، و قال أبو عمر: إياس، و قال أبو موسى: إياس، و قد أزال أبو عمر اللبس بقوله: حرملة بن عبد الله بن إياس، و قيل: حرملة بن إياس؛ فجمع بين ما قاله ابن منده و أبو موسى.
ص: 715
1131- حَرْمَلَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَنَّةَ الأَسْلَمِيُّ (1)
(ب د ع) حَرْملة بن عَمْرو بن سَنة الأسْلمي، والد عبد الرحمن بن حرملة.
كان يسكن ينبع، روى عبد الرحمن بن حرملة؛ عن يحيى بن هند بن حارثة الأسلمي، عن حرملة بن عمرو، قال: كنت مع عمي سنان بن سنة؛ فرأيت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم يخطب؛ فقلت لعمي: ما يقول؟ قال: يقول: «أرْمُوا الجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ (2)» (3).
رواه عن عبد الرحمن بن حرملة جماعة، منهم: وهيب بن الورد، و الدراوردي، و يحيى بن أيوب، و لهند والد يحيى بن هند هذا صحبة أيضاً؛ و نذكره في موضعه، إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
1132- حَرْمَلَةُ المُدْلِجِيُّ (4)
(ب س) حَرْمَلَةُ المُدْلِجِي، معدود في الصحابة.
أخبرنا الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني إذناً، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبید الله بن الحارث كتابة، أخبرنا أبو أحمد العطار المقري، حدثنا أبو حفص عمر بن شاهين، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا ابن سعد، أخبرنا حرملة المدلجي أبو عبد الله، كان ينزل ينبع، سمع النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم و روى عنه، و يقولون: سافر معه أسفاراً، و روى عنه ابنه عبد الله أنه قال: قلت: يا رسول الله، إنا نحب الهجرة، و أرضنا أرفق بنا في المعيشة، فقال: «إِنَّ الله لا يَلِتُكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا حَيْثُمَا كُنْتَ» (5).
أخرجه أبو عمر و أبو موسى.
1133- حَرْمَلَةُ بْنُ مُرَيْطَةَ (6)
حَرْمَلَةُ بنُ مُرَيْطة، ذكره سيف في كتاب الفتوح، قال: حرملة بن مريطة من صالحي
ص: 716
الصحابة، و ذكره الطبري فيمن كان مع عتبة بن غَزْوان بالبصرة، و سيره عتبة إلى قتال الفرس بمَيْسان و دَسْتُمِسان، من خوزستان، و له صحبة و هجرة إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم، و سير عتبة معه سُلْمى بن القين، و كان من المهاجرين أيضاً، كانا في أربعة آلاف من تميم و الرباب، فنزلوا الجِعِرَّانة، و نَعْمان، و كلاهما من نواحي العراق، و كان بإزائهما النوشجان و القيومان في جموع الفرس بالوركاء.
1134- حَرْمَلَةُ بْنُ هَوْذَةَ (1)
(ب س) حَرْمَلَةُ بن هَوْذَة، بن خالد بن ربيعة بن عمرو بن عامر، فارس الضَّحْياء، فرس كانت له، و هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، و عمرو بن عامر هو أخو البكاء، و اسم البكاء: ربيعة بن عامر، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم هو و أخوه خالد، فأسلما؛ فسُرَّ بهما، و هما معدودان في المؤلفة قلوبهم، و لما أسلما كتب رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم إلى خزاعة يبشرهم باسلامهما.
أخرجه أبو عمر، و أبو موسى.
1135- حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ (2)
(ع ب س) حُرَيْث بن حَسَّان الشَّيْبَاني، و قيل: الحارث، و قد تقدم في الحارث، و خبره هناك مذكور، و هو صاحب قيلة بنت مخرمة، و هو وافد بكر بن وائل، فلا نطول بذكره، و الحارث أصح.
أخرجه ها هنا أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى، و أخرجوه كلهم في الحارث.
1136- حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ بْن عَبْدِ رَبِّهِ (3)
(ع ب س) حُرَيْث بن زَيْد بن عَبْد رَبه بن ثَعْلبة بن زيد من بني جُشَم بن الحارث بن الخزرج. شهد بدراً مع أخيه عبد الله بن زيد الذي أرِيَ الأذان، و شهد أيضاً أحداً في قول جميعهم، كذا نسبه أبو عمر.
و نسبه أبو نعيم و أبو موسى، فقالا: حريث بن زيد بن ثَعْلبة بن عبد رَبه بن زيد بن الحارث بن الخزرج الخزرجي.
قلت: و الحق معهما فإنه ليس من بني جشم بن الحارث بن الخزرج، و إنما هو من بني
ص: 717
زيد بن الحارث، و كذلك نسبه ابن إسحاق أيضاً؛ فقال: حريث بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زید، و وافقه على هذا النسب هشام بن الكلبي، و الله أعلم.
أخرجه أبو نعيم و أبو عمر و أبو موسى.
1137- حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ الخَيْلِ الطَّائِيُّ (1)
حُرَيْث بنُ زَيْد الخَيْلِ الطَّائي، و يذكر نسبه عند أبيه، إن شاء الله تعالى، شهد هو و أخوه مُكْنِف بن زيد قتال الردة مع خالد بن الوليد، قال أبو عمر في ترجمة أبيهما زيد الخيل: كان له ابنان مكنف و حريث، و قيل فيه: الحارث. أسلما و صحبا النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم و شهدا قتال الردة مع خالد، و لم يذكر أبو عمر لهما ترجمتين.
أخرجه أبو علي الغساني.
1138- حُرَيْثُ بْنُ سَلَمَةَ (2)
(ب) حُرَيثُ بنُ سَلَمة بن سلامة بن وَقْش بن زُغْبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي. روى عنه محمود بن لبيد.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
1139- حُرَيْثٌ أَبُو سُلْمَى (3)
(د ع) حُرَيْث أبو سُلْمَى، راعي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، يعد في الشاميين، روى حديثه الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي سلام الأسود، عن حريث أبي سلمى، راعي رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم يقول: «بَخٍ بَخٍ لِخَمْسِ، مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي المِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَ سُبْحَانَ اللَّهَ، وَ الحَمْدُ الله، وَ الوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ» (4).
و رواه الليث بن سعد، عن الوليد، مثله. و رواه زيد بن يحيى بن عبيد، و ابراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن عبد الله بن العلاء، عن أبي سلام، عن ثَوْبَان، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
ص: 718
1140- حُرَيْثُ بْنُ شَيْبَانَ (1)
(س) حُرَيْث بنُ شَيْبَان، وافد بكر بن شيبان، قال أبو موسى: كذا ذكره عَبْدَان، قال: و قيل: الحارث بن حسان، و كلاهما واحد.
أخرجه أبو موسى.
قلت: هذا الذي نقله أبو موسى عن عبدان من أعجب الأقوال و أغربها في نسبه، وفي القبيلة التي وفد منها! فأي قبيلة هي بكر بن شيبان؟ فلو عكس لكان أقرب إلى الصحة، و قوله: و هما واحد؛ فكيف يكونان و احداً و أحدهما حريث بن شيبان، و الآخر حريث أو الحارث بن حسان! و لعله قد رأى حريث من شيبان، فصحفها، و جعل ابناً عوض من، و هذا يقع مثله كثيراً.
1141- حُرَيْثُ بْنُ عَمْروٍ (2)
(ب د ع) حُرَيْث بن عَمْرو بن عثمان بن عبيد الله بن عُمَر بن مَخْزوم، القرشي المخزومي. والد عمرو و سعيد ابني حريث، لكلهم صحبة، حمل ابنه عمراً إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم فدعا له.
روى حديثه عطاء بن السائب، عن عمرو بن حريث، عن أبيه حريث، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم أنه قال: «الكَمْأَةُ (3) مِنَ المَنِّ، وَ مَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» (4).
و رواه عبد الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، و هو أصح. أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده و أبا نعيم جعلا الترجمة حريث بن أبي حريث، ثم نسبه أبو نعيم بعد ذلك، فربما يراه من يظنه غير هذا، و هو هو.
1142- حُرَيْثُ بْنُ عَوْفٍ (5)
حُرَيث بن عَوف، وفد إلى النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم ذكره ابن منده و أبو نعيم في ترجمة أخيه ضمرة بن عوف.
ص: 719
1143- حَرِيزُ بْنُ شَرَاحِيلَ الكِنْدِيُّ (1)
(د ع) حَرِيزُ بن شَرَاحِيل الكِنْدي، له صحبة، قال الوليد بن مسلم، عن عمرو بن قيس الكندي السكوني، عن حريز. و قال اسماعيل بن عياش: عن عمرو بن قيس، عن حريز، عن رجل، عن النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم، قال أبو زرعة الدمشقي: قول اسماعيل أصح.
أخرجه ابن منده و أبو نعيم.
حَرِيزٌ: بفتح الحاء، و كسر الراء، و آخره زاي، قاله ابن ماكولا، و قال: قتل عام الخازر سنة ست و ستين.
1144- حَرِيزُ أَوْ أَبُو حَرِيزٍ (2)
(ب د ع) حَرِيز أو أبو حَرِيز. كذا روي على الشك، روى عنه أبو ليلى الكندي، قال: «انتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم، و هو يخطب بمنى، فوضعت يدي على رحله فإذا ميثرته جلد ضائنة».
و قد أخرجه أبو مسعود في الأفراد، فقال: جَرِيرٌ أوْ أبُو جَرِيرٍ بالجيم، و الأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
1145- حَرِيشٌ (3)
(س) حَرِيش. روى حبيب بن خُدْرة عن الحريش قال: كنت مع أبي حين رُجِم ماعز، فلما أخذته الحجارة أرعدت، فضمني رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم فسال عليّ من عرقه مثل ريح المسك.
أخرجه أبو موسى.
قال ابن ماكولا، خدرة، بضم الخاء المعجمة، و سكون الدال المهملة، و فتح الراء، و بعدها هاء، رجل من ولد حريش أنه كان مع أبيه حين رجم النبي صلّى الله عليه و آله و سلَّم ماعزاً، روى عنه أبو بكر بن عياش، و روى عنه ابن عُيَيْنَةَ أبياتاً.
ص: 720
1146- حَرِيشُ بْنُ هِلَالٍ (1)
حَرِيش بن هِلال القُريْعي. ذكر له أبو تمام الطائي أبياتاً في الحماسة تدل على صحبته، و أولها: [ الوافر]
شَهِدْن مَعَ النَّبِيِّ مُسَوَّمَاتٍ *** حُنَيْناً وَ هِيَ دَامِيَةُ الحَوَامِي
و وَقْعَةَ خَالِدٍ شَهِدَتْ وَ حَكَّت *** سَنَابِكَها عَلَى البَلَدِ الحَرَامِ (2)
فإن كان هذا الشعر صحيحاً، فهو صحابي لا شك فيه، و قال ابن هشام: الأبيات للجحاف بن حكيم السلميُّ، و قد ذكرناه في الجيم.
اسد الغابة / ج 1/ م 46
ص: 721
ص: 722
التقريظ ... 3
مقدمة المحقق ... 5
تقديم ... 9
المقدمة ... 11
مقدمة المؤلف ... 108
فَصْلٌ ... 114
تَفْسِيرُ القُرْآنِ المَجِيدِ لأبي إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيِّ ... 115
الوَسِيطُ في التَّفْسِير أيضاً للوَاحِدِيِّ ... 115
صَحِيحُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيِّ ... 115
صَحِيحُ مُسْلِمِ بْنِ الحَجَّاجِ ... 116
المُوطًاً لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رِوَايَةَ يَحْيَى بْنِ يحْيَى ... 116
الموطأُ لِمَالِكِ أَيْضاً رِوَايَةَ الْقَعَنَبِيِّ ... 116
مُسْنَدُ أحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ... 116
مُسْتَدُ أَبِي دَاوُدَ الطَّیَالِسِيِّ ... 117
الجَامِعُ الكَبِيرُ لِلترْمِذِيّ ... 117
سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتاني ... 117
سُنَنُ أَبي عَبْدِ الرَّحْمنِ النَّسَائِيِّ ... 117
مُسْنَدُ أَبي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ ... 118
مَغَازِي ابْنِ إِسْحَاقَ ... 118
الآحَادُ وَ المَثَاني لابْنِ أَبِي عَاصِمٍ ... 118
طَبَقَاتُ مُحدِّثي المَوْصِل ... 118
مُسْنَدُ المُعَافَى بن عِمْرَانَ ... 119
فَصْل نَذْكُرُ فِيهِ مَنْ يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الصُّحْبَةِ ... 119
ذِكْرُ وَفَاةِ أُمِّهِ وَ جَدِّهِ وَ كَفَالَةِ عَمِّهِ أبي طَالِبٍ لَهُ ... 123
ذِكْرُ تَزَوُّج رَسُول صلّى الله عليه و آله و سلَّم خَدِيجَةَ وَ ذِكْرُ أَوْلادِه ... 124
ذِكْرُ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَ وَضْعِ رَسُولِ الله _ صلّى الله عليه و آله و سلَّم _ الحَجَرَ الأسْوَدَ ... 124
ذِكْرُ المَبْعَثِ ... 125
ذِكْرُ وَفَاةِ خَدِيجَةَ وَ أَبِي طَالِبٍ وَ ذَهَابِ رسول الله _ صلّى الله عليه و آله و سلَّم _ إلى الطَّائِفِ وَ عَوْدِهِ ... 127
ذِكْرُ الإِسْرَاءِ ... 128
الْهِجْرَةُ إِلَى المَدِينَةِ ... 129
ذكْرُ الحَوَادِثَ بَعْدَ الهِجْرَةِ ... 130
ذكْرُ صِفَتِهِ وَ شَيْءٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 133
تَفْسِيرُ غَرِيِبِهِ ... 136
ذِكْرُ جُمَلٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ وَ مُعْجِزَاتِهِ صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 138
وَ أَمَّا مُعْجِزَاتُهُ صلّى الله عليه و آله و سلَّم فَهِيَ أَكْثَرُ مِنْ أنْ تُحصَى ... 139
ذِكْر لِبَاسِهِ وَ سِلَاحِهِ وَ دَوَابه صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 139
ذِكْرُ أَعْمَامِهِ وَ عَمَّاتِه صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 142
ذِكْرُ زَوْجَاتِهِ وَ سَرَارِيهِ صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 143
ذِكْرُ وَفَاتِهِ وَ مَبْلَغ عُمْرِهِ صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 144
باب الهمزة مع الألف و ما يثلثهما
1- أبي اللَّحْمِ الغِفَارِيّ ... 147
بَابُ الْهَمْزَةِ وَ الْبَاءِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
2- أَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ ... 148
3- أبان العبدي ... 150
4- أبان المحاربي ... 151
5- أبْجَرُ المُزَنِيِّ ... 151
6- إبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُول الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 152
ص: 723
7- إِبْرَاهِيمُ الأَشْهَلِيُّ ... 155
8- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحَارِثِ ... 155
9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلَّادٍ ... 155
10- إِبْرَاهِيمُ أَبُو رَافِعٍ ... 156
11- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّادٍ ... 157
12- إِبْرَاهِيمُ العُذْرِيُّ ... 157
13- إبْرَاهِيمُ الزُّهْرِيُّ ... 158
14- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 158
15- إبْرَاهِيمُ الأَنْصَارِيُّ ... 159
16- إِبْرَاهِيمُ الثَّقَفِيُّ ... 159
17- إِبْرَاهِيمُ بْنُ قَيْسٍ ... 160
18- إِبْرَاهِيمُ النَّجَّارُ ... 160
19- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمٍ ... 160
20- أَبْرَهَةُ ... 161
21- أَبْزَى الخُزَاعِيُّ ... 162
22- أَبْيَضُ بْنُ حمّالٍ ... 163
23- أَبْيَضُ ... 164
24- أَبْيَضُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 164
25- أَبْيَضُ بْنُ هَنِيٍّ ... 164
26- أَبْيَضُ ... 165
27- أُبَيُّ بْنُ أُمَيَّةَ ... 165
28- أُبَيُّ بْنُ ثَابِتٍ ... 165
29- أبَيُّ بْنُ شَرِيقٍ ... 166
30- أُبَيُّ بْنُ عَجْلَانَ ... 167
31- أُبَيُّ بْنُ عِمَارَةَ ... 167
32- أُبَيُّ بْنُ الْقِشْبِ ... 168
33- أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ ثَوْرٍ ... 168
34- أُبَيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسٍ ... 169
35- أُبَيُّ بْنُ مَالِكٍ ... 171
36- أُبَيُّ بْنُ مُعَاذٍ ... 172
37- أَثَالُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 172
38- أَثْوَبُ بْنُ عُتْبَةَ ... 173
بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الجِيمِ وَ مَعَ الحَاءِ وَ مَا يُثَلِّثَهُمَا
39- أجْمدُ ... 173
40- أَحَبُّ ... 174
41- أَحْزَابُ بْنُ أَسِيْدٍ ... 174
42- أَحْمدُ بْنُ حَفْصٍ ... 175
43- أحْمرُ بْنُ جِزِيٍّ ... 175
44- أحْمرُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ... 176
45- أحْمرُ بْنُ سَلِيمٍ ... 176
46- أحْمرُ بْنُ سَوَاءٍ ... 176
47- أحْمرُ أَبُو عَسِيبٍ ... 177
48- أحْمرُ بْنُ قَطَنٍ ... 177
49- أحْمرُ بنُ مُعَاوِيَةَ ... 177
50- الأحْمِريُّ ... 178
51- الأحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ... 178
52- الأَحْوَصُ بْنُ مَسْعُودٍ ... 180
53- أحَيْحَةُ بْنُ أُمَيَّةَ ... 180
54- الأخُرَمُ الأسَدِيُّ ... 180
55- الأخْرَمُ ... 180
56- أَخْرَمُ الهُجَيْمِیُّ ... 181
57- الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ ... 181
58- الأخْنَسُ بْنُ خَبَّابٍ ... 181
بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الدَّالِ المُهْمَلَةِ وَ مَعَ الذَّالِ المُعْجَمَةِ
59- الأدْرَعُ الأَسْلَمِيُّ ... 181
60- الأدْرَعُ الضَّمْرِيُّ ... 182
61- إدْرِيسُ ... 182
62- أدَيْمُ التَّغْلِبِيُّ ... 182
63- أَذَيْنَةُ بْنُ الحَارِثِ ... 183
ص: 724
بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الرَّاءِ
64- أَرْبَدُ بْنُ حُمَيْرٍ ... 184
65- أَرْبَدُ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ ... 184
66- أَرْبَدُ بْنُ مُخْشِيِّ ... 185
67- أَرْطَاةُ الطَّائِيُّ ... 185
68- أَرْطَاةُ بْنُ كَعْبٍ ... 185
69- أَرْطَاةُ بْنُ المُنْذِرِ ... 186
70- الأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ ... 187
71- الأَرْقَمُ بْنُ جُفَيْنةَ ... 188
72- الأرْقَمُ النَّخْمِيُّ ... 189
73- أَرْمَى بْنُ أَصْحَمَةَ ... 189
بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ الزّاي وَ مَا يَثَلِّثُهُمَا
74- أزاذ مرد ... 190
75- أَزْدَاذُ ... 191
76- أَزْهَرُ بْنُ حُيْضَةَ ... 191
77- أَزْهَرُ بْنُ عَبْدَ عَوْفٍ ... 192
78- أَزْهَرُ بْنُ قَيْسٍ ... 192
79- ازْهَرُ بْنُ مِنْقَرِ ... 192
بَابُ الْهَمْزَةِ وَ السِّين وَ مَا يُثَلِّثُهُما
80- إِسَافُ بْنُ أَنْمَارٍ ... 193
81- إِسَافُ بْنُ نَهِيكٍ ... 193
82- أَسَامَةُ بْنُ أَخْدَرِيِّ ... 193
83- أَسَامَةُ بْنُ خُزَيْمٍ ... 194
84- أَسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ... 194
85- أَسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ ... 197
86- أسَامَةُ بْنُ عُمَيْر ... 198
87- أُسَامَةُ بْنُ مَالِكٍ ... 199
88- إِسْحَاقُ الغَنَوِيُّ ... 200
89- إسْحَاقُ ... 200
90- أَسَدُ ابْنُ أَخِي خَدِيجَةَ ... 201
91- أَسَدُ بْنُ حَارِثَةَ ... 201
92- أَسَدُ بْنُ زُرَارَةَ ... 202
93- أسَدُ بْنُ سَعْيَةَ ... 202
94- أَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ... 203
95- أَسَدُ بْنُ كُرْزٍ ... 203
96- أَسْعَدُ بْنُ حَارِثَةَ ... 204
97- أسْعَدُ الخَيْر ... 204
98- أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ... 205
99- أَسْعَدُ بْنُ سَلَامَةَ ... 206
100- أَسْعَدُ بْنُ سَهْلٍ ... 206
101- أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 207
102- أَسْعَدُ بْنُ عَطِيَّة ... 208
103- أَسْعَدُ بْنُ يَرْبُوعٍ ... 208
104- أَسْعَدُ بْنُ يَزِيدَ ... 208
105- أسْعَرُ ... 209
106- الأسْفَعُ البَكْرِيُّ ... 209
107- الأَسْقَعُ بْنُ شُرَيحْ ... 210
108- أَسْقُفْ نَجْرَانَ ... 210
109- أَسْلَعُ بْنُ الأَسْقَعِ ... 211
110- أَسْلَعُ بْنُ شَرِيكٍ ... 211
111- أسْلَمُ بْنُ أَوسٍ ... 212
112- أَسْلَمُ بْنُ بَجْرَةَ ... 212
113- أَسْلَمُ بنُ جُبَيْرةَ ... 213
114- أَسْلَمُ حَادِي رَسُولِ الله صلّى الله عليه و آله و سلَّم ... 213
115- أَسْلَمُ الحَبَشَيُّ ... 213
116- أَسْلَمُ الرَّاعِي ... 214
117- أَسْلَمُ بْنُ الحُصَينْ ... 215
118- أَسْلَمُ أَبُو رَافِعٍ ... 215
119- أَسْلَمُ بْنُ سَلِيمٍ ... 216
120- أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ ... 126
ص: 725
121- أَسْلَمُ بْنُ عُمَيْرةَ ... 217
122- أَسْلَمُ ... 217
123- أَسْمَاءُ بْنُ حَارِثَةَ ... 217
124- أَسْمَاءُ بْنُ رِبَان ... 218
125- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي حَكِيمٍ ... 219
126- إسْمَاعِيلُ ... 219
127- إِسْمَاعِيلُ الزَّيْدِيُّ ... 220
128- أَسْمَرُ بْنُ سَاعِدٍ ... 220
129- أَسْمَر بْنُ مُضَرِّسٍ ... 221
130- الأَسْوَدُ بْنُ أَبْيَضَ ... 221
131- الأَسْوَدُ بْنُ أَبي الأَسْوَدِ ... 222
132- الأَسْوَدُ بْنُ أَصْرَمَ ... 223
133- الأَسْوَدُ بْنُ أَبي البَخْتِرِي ... 223
134- الأَسْوَدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 224
135- الأَسْوَدُ بْنُ حَازِمٍ ... 225
136- الأَسْوَدُ الحَبَشِيُّ ... 225
137- الأَسودُ بْنُ حَرَامٍ ... 225
138- الأَسْوَدُ بْنُ خُزَاعِيِّ ... 226
139- الأَسْوَدُ بْنُ خُطَامَةَ ... 226
140- الأَسْوَدُ بْنُ خَلَفٍ ... 226
141- الأَسْوَدُ بْنُ رَبِيعَةَ اليَشْكُرِيُّ ... 227
142- الأَسْودُ بْنُ رَبِيعَةَ ... 228
143- الأسودُ بْنُ زَيْدٍ ... 228
144- الأَسْوَدُ بْنُ سَرِيع ... 229
145- الأسْودُ بْنُ سُفْيَانَ ... 230
146- الأَسْودُ بْنُ سَلَمَةَ ... 230
147- الأَسْوَدُ وَالِدٌ عَامِرِ بْنِ الْأَسْوَدِ ... 230
148- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ ... 231
149- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 231
150- الأَسْوَدُ بْنُ عَبْسٍ ... 231
151- أَسْوَدُ بْنُ عِمْرَانَ ... 232
152- أَسْوَدُ بْنُ عَوْفٍ ... 232
153- أَسْوَدُ بْنُ عُوَيْمٍ ... 232
154- الأسود بنُ مَالِكٍ ... 232
155- الأَسْوَدُ بْنُ وَهْبٍ ... 232
156- الأَسْوَدُ بْنُ هِلَالٍ ... 233
157- الأَسْوَدُ بْنُ وَهْبٍ ... 233
158- الأسودُ بْنُ يَزِيدَ ... 234
159- الأَسْوَدُ ... 235
160- أسِيدُ بْنُ أَبي أُسَيْدِ ... 235
161- أسيدُ بْنُ أبي أُنَاسٍ ... 236
162- أسيدُ بْنُ جَارِيَةَ ... 237
163- أَسِيدُ بْنُ سَعْيَةَ القُرَظِيُّ ... 237
164- أسِيدُ بْنُ صَفْوَانَ ... 238
165- أسيدُ بْنُ عَمْررٍ ... 239
166- أسيدُ بْنُ كُرْزٍ ... 239
167- أسِيدُ المُزَنِيُّ ... 239
168- أُسَيْدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 240
169- أُسَيْدُ بْنُ أَبِي الجَدْعَاءِ ... 240
170- أُسَيْدُ بْنُ حُضَير ... 240
171- أُسَيْدِ ابْنُ أَخِي رَافِعِ ... 242
172- أُسَيْدُ بْنُ سَاعِدَةَ ... 243
173- أُسَيْدُ بْنُ سَعْيَةَ ... 243
174- أُسَيْدُ بْنُ ظُهَير ... 243
175- أُسَيْدُ بْنُ يَرْبُوع ... 245
176- أُسَيْرُ بْنُ جَابِرٍ... 245
177- أَسَيرُ بْنُ عُرْوَةَ ... 245
178- أَسَيرُ بْنُ عَمْرٍو الدَّرْمَكِيُّ ... 246
179- أَسَيرُ بْنُ عَمْرِو ... 247
ص: 726
بَابُ الْهَمْزَةِ وَ الشِّينِ المُعْجَمَةَ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
180- الأشَّجُّ العَبْدِيُّ ... 247
181- أَشْرَسُ بْنُ غَاضِرَةَ ... 248
182- أَشْرَفُ ... 248
183- أَشْرَفُ ... 249
184- الأَشْعَثُ العَبْدِيُّ ... 249
185- الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ... 249
186- أُشَيْمُ الضّبابِيُّ ... 251
بَابُ الْهَمْزَةِ وَ الصَّادِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
187- أَصْبَعُ بْنُ غِيَاثٍ ... 252
188- أَصْحَمَةُ النَّجَاشِيُّ ... 252
189- أَصْرَمُ الشَّقَرِيُّ ... 252
190- أَصْرَمُ ... 253
191- أَصْبَدُ بْنُ سَلَمَةَ ... 253
192- أَصَيْلُ بْنُ عَبْدِ الله الهُذَلِيُّ ... 254
بَابُ الهَمْزَةِ مَعَ الضَّادِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
193- الأَضْبَطُ بْنُ حُيَيِّ ... 255
194- الأضْبَطُ السُّلَمِيُّ ... 256
بابُ الهَمْزَةِ مَعَ العَيْن وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
195- أَعْرَسُ بْنُ عَمْرِوٍ ... 256
196- الأَعْشَى المَازِنِيُّ ... 256
197- الْأَعْوَرُ بْنُ بَشَامَةَ العَنْبِرِيُّ ... 258
198- أعْيُن بْنُ صُبَيْعَةَ ... 258
بَابُ الهَمْزَةِ وَ الغَينُ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
199- الأَغَرُّ الغِفَارِيُّ ... 259
200- الأَغَرُّ المُزْنِيُّ ... 259
201- الأغَرُّ بْنُ يَسَارٍ ... 260
202- الأغْلَبُ الرَّاجِزُ ... 261
بَابُ الهَمْزَةِ وَ الفَاءِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
203- أَفْطَسُ ... 262
204- أَفْلَحُ بْنُ أَبِي القُعَيْسِ ... 262
205- أَفْلَحَ مَوْلَى الرَّسُولِ صلّی الله علیه و آله و سلّم ... 263
206- أَفْلَحُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ... 263
207- أَفْلَحُ أَبُو فُكَيْهَةَ ... 264
بَابُ الهَمْزَةِ وَ القَافِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
208- الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ ... 264
209- الأَقْرَعُ بْنُ شُفَيٍّ ... 267
210- الأَقْرَعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 268
211- الأقْرَعُ الغِفَارِيُّ ... 268
212- الأقْرَمُ بْنُ زَيْدٍ ... 268
213- أَقْعَسُ بْنُ سَلَمَةَ ... 269
214- الأَقْمَرُ أَبُو عَلِيٍّ ... 269
بَابُ الهَمْزَةِ مَعَ الكَافِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
215- أكْبَرُ الحَارِثيُّ ... 270
216- أَكْتَلُ بْنُ شَمَّاخٍ ... 270
217- أكْتُمُ بْنُ الجَوْنِ ... 270
218- أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيِّ بْنُ عَبْدِ العُزَّى ... 272
219- أَكَثْمُ بْنُ صَيْفِيّ ... 272
220- أَكَيْدِرُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ ... 273
221- أَكَيْمَةُ اللَّیْثيُّ ... 274
بَابُ الهَمْزَةِ وَ المِيمَ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
222- أَمَانَاةُ بْنُ قَيْسٍ .... 274
223- أَمَدُ بْنُ أَبَدٍ ... 275
224- أَمْرُؤُ القَيْسِ بْنُ الأَصْبَعغِ ... 276
225- أَمْرُؤُ القَيْسٍ بْنُ عَابِسٍ ... 276
226- أَمْرُو القَيْسِ بْنُ الْفَاخِرِ ... 277
227- أُمَيّةُ بْنُ الأَشْكَرِ ... 277
228- أُمَيَّةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 277
229- أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الأُمَوِيُّ ... 278
230- أُمَيَّةُ بْنُ خُوَيْلِدِ الضَّمْرِيُّ ... 279
ص: 727
231- أُمَيَّة بنُ ضُبَادَةَ ... 280
232- أُمَيَّةُ بْنُ سَعْدِ القُرَشِيُّ ... 280
233- أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو ... 281
234- أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ الله القُرَشِيُّ ... 281
235- أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ... 282
236- أُمَيَّةُ بْنُ عَلِيٌّ ... 282
237- أُمَيَّةُ جَدُّ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ... 283
238- أُمَيَّةُ بْنُ لَوْذَانَ ... 283
239- أُمَيَّةُ بْنُ مُخْشِيّ ... 284
بَابُ الهَمْزَةِ وَ النُّونِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
240- انْجَشَةُ ... 284
241- أَنَسُ بْنُ أَرْقَمَ ... 285
242- أَنَسُ بْنُ أَبِي أُنَسٍ ... 285
243- أَنَسُ ابْنُ أُمِّ أَنَسِ ... 286
244- أَنَسُ بْنُ أَوْسِ الأَوْسِيُّ ... 287
245- أَنَسُ بْنُ أَوْسٍ الأَشْهَلِيُّ ... 287
246- أَنَسُ بْنُ الحَارِثِ ... 288
247- أَنَسُ بْنُ حُذَيْفَةَ ... 288
248- أُنَسُ بْنُ رَافِعٍ ... 289
249- أَنَسُ بْنُ زُنَيْمِ ... 289
250- أَنَسُ بْنُ صِرْمَةَ ... 290
251- أَنَسُ بْنُ ضَبُعٍ ... 290
252- أَنَسُ بْنُ ظُهَيْر ... 290
253- أَنَسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 291
254- أَنَسُ بْنُ فَضَالَةَ ... 292
255- أَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ ... 292
256- أَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ البَاهِلِيُّ ... 293
257- أَنَسُ بْنُ مَالِكِ القُشَيْريُّ ... 293
258- أَنَسُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ ... 294
259- أَنَسُ بْنُ مُدْرَكٍ ... 297
260- أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ ... 297
261- أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ... 299
262- أَنَسُ بْنُ مُعَاذِ الجُهَنِيُّ ... 299
263- أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ ... 300
264- أَنَسُ بْنُ هُزْلَةَ ... 301
265- أَنَسَهةُ ... 301
266- أُنَيْسُ الأَنْصَارِيُّ ... 302
267- أُنَيْسُ بْنُ جُنَادَةَ ... 302
268- أنَيْسُ بْنُ الضَّحَّاكِ ... 302
269- أنَيْسُ بْنُ عَتِيكٍ ... 303
270- أنيْسُ أَبُو فَاطِمَةَ ... 303
271- أُنَيْسُ بْنُ قَتَادَةَ البَاهِلِيُّ ... 304
272- أَنَيْسُ بْنُ قَتَادَةَ بن رَبِيعَةَ ... 305
273- أُنَيْسُ بْنُ مَرْثَدٍ ... 306
274- أَنَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ ... 307
275- أُنَيْفُ بْنُ جُشَمَ ... 307
276- أُنَيْفُ بْنُ حَبِيبٍ ... 307
277- أنَيْفُ بْنُ مَلَّةَ ... 307
278- أنَيْفُ بْنُ وَايِلةَ ... 308
بَابُ الهَمْزَةِ وَ الهَاءِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
279- أَهْبَانُ ابْنُ أُخْتِ أَبي ذَرّ ... 308
280- أَهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ ... 308
281- أَهْبَانُ بْنُ صَيْفِيِّ ... 309
282- أَهْبَانُ بْنُ عِيَاذٍ ... 310
283- أَهْوَدُ بْنُ عِيَاضٍ ... 310
بَابُ الهَمْزَةِ مَعَ الوَاوِ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
284- أَوْسُ بْنُ الأَرْقَمِ ... 311
285- أَوْسُ بْنُ الأعْوَرِ ... 311
286- أَوْسُ بْنُ أَنَيْسِ ... 311
287- أَوْسُ بْنُ أَوْسِ الثَّقَفِيُّ ... 312
ص: 728
288- أَوْسُ بْنُ أَوْسٍ ... 312
289- أوسُ بْنُ بَشِيرٍ ... 313
290- أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ ... 314
291- أوْسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 315
292- أوْسُ بْنُ جُبَيرْ ... 315
293- أَوْسُ بْنُ جَهِيشٍ ... 315
294- أوسُ أَبُو حَاجِبِ الكِلَابِيُّ ... 315
295- أَوْسُ بْنُ حَارِثَةَ ... 315
296- أَوْسُ بْنُ حَبِيبٍ ... 316
297- أَوْسُ بْنُ الحَدَثَانِ ... 316
298- أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ ... 316
299- أوْسُ بْنُ حَوْشَبٍ ... 319
300- أَوْسُ بْنُ خَالِدٍ ... 320
301- أَوْسُ بْنُ خِذَامٍ ... 320
302- أَوْسُ بْنُ خَوْلِيٍّ ... 320
303- أَوْسُ بْنُ سَاعِدَةَ ... 321
304- أَوْسُ بْنُ سَعْدٍ ... 321
305- أوْسُ بْنُ سَعيدٍ ... 321
306- أوْسُ بْنُ سَمْعَانَ ... 322
307- أوْسُ بْنُ شُرَحْبِيل ... 322
308- أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ ... 323
309- أوسُ بْنُ ضَمْعَجٍ ... 324
310- أوسُ بْنُ عَابِدِ ... 324
311- أوسُ بْنُ عَبْدِ الله ... 324
312- أَوْسُ بْنُ عَرَابَةَ ... 325
313- أَوْسُ بْنُ عَوْفِ الثَّقَفِيُّ ... 325
314- أَوْسُ بْنُ عَوْفٍ ... 326
315- أوْسُ بْنُ الفَاتِكِ ... 326
316- أَوْسُ بْنُ قَيْظِيِّ ... 326
317- أوْسُ أبُو كَبْشَةَ ... 328
318- أَوْسُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ... 328
319- أوسُ بْنُ مَالِكٍ ... 328
320- أَوْسُ بْنُ مُحجَنٍ ... 328
321- أوْسُ المَرَئِيُّ ... 329
322- أُوْسُ بْنُ مُعَاذ ... 329
323- أَوْسُ بْنُ المُعَلَّى ... 329
324- أَوْسُ بْنُ مِعْير ... 329
335- أَوْسُ بْنُ المُنْذِرِ ... 330
326- أَوْسُ بْنُ يَزِيدَ ... 330
327- أوْسٌ ... 330
328- أَوْسَطُ بْنُ عَمْرٍو البَجَلِيُّ ... 331
329- أَوْفَى بْنُ عُرْفَطَةَ ... 331
330- أَوْفَى بْنُ مَوْلَهَ ... 331
331- أَوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ... 331
بَابُ الْهَمْزَةِ مَعَ اليَاءَ وَ مَا يُثَلِّثُهُمَا
332- إيَادٌ أَبو السَّمْحِ ... 333
333- إِيَاسُ بْنُ أَوْسٍ ... 333
334- إِيَاسُ بْنُ البُكَيْر ... 334
335- إِيَاسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 335
336- إِيَاسُ بن رَبَابٍ ... 336
337- إِيَاسُ بْنُ سَهْلِ ... 337
338- إِيَاسُ بْنُ شَرَاحِيلَ ... 337
339- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ ... 337
340- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 337
341- إِيَاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الدَّوْسِيُّ ... 338
342- إِيَاسُ بْنُ عَبْدٍ ... 338
343- إِيَاسُ بْنُ عَدِيِّ ... 339
344- إِيَاسٌ أَبو فَاطِمَةَ ... 339
345- إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ ... 340
346- إِيَاسُ بْنُ مَالِكٍ ... 341
ص: 729
347- إِيَاسُ بنُ مُعَاذٍ ... 341
348- إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ... 342
349- إِيَاسُ بْنُ وَدْقَةَ ... 343
350- أَیْفَعُ بْنُ عَبْدِ الكُلَاعِيُّ ... 343
351- إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ ... 344
352- أَيْمَن بْنُ خُرَيْمٍ ... 344
353- أَيْمَنُ بن عُبَيْدٍ ... 346
354- أَيْمَنُ بْنُ يَعْلى ... 346
355- أَيْمَنُ ... 347
356- أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ ... 347
357- أَيُّوبُ بْنُ مُكْرَز ... 348
باب الباء و الألف
358- بَاقُومُ الرُّومِيُّ ... 349
359- بَاذَانُ الفَارِسِيُّ ... 349
بَابُ الْبَاءِ وَ الْجِيمِ
360- بِجَادُ بْنُ السَّائِبِ ... 349
361- بُجْرَاةُ بْنُ عَامِرٍ ... 350
362- بُجَيْرُ بْنُ أَوْسٍ ... 350
363- بُجَيْرُ بْنُ بَجْرَةَ الطَّائِيُّ ... 350
364- بُجَيْرُ بْنُ أَبِي بُجَيرْ ... 351
365- بُجَيْرُ الثَّقَفِيُّ ... 351
366- بُجَيْرُ بْنُ زُهَيْر ... 351
367- بُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 353
368- بُجَيْرُ بْنُ عِمْرَانَ ... 353
بَابُ البَاءِ وَ الحَاءِ
369- بَحَّاثُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 353
370۔ بُحْرُ بْنُ ضُبُع ... 354
371- بَحِيَرا الرَّاهِبُ ... 355
372- بَحِيرَا ... 355
373 - بَحِيْرُ الأَنْمَارِيُّ ... 355
374- بَحِيرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ... 355
375- بُحَيْنَةَ ... 356
بَابُ الْبَاءِ وَ الدَّالِ
376- بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخَطَمِيُّ ... 356
377- بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنِيُّ ... 357
378- بَدْرُ أَبُو عَبْدِ الله ... 357
379- بُدَيِلُ بْنُ سَلَمَةَ ... 358
380- بُدَيْلُ بْنُ عُمَرَ الأَنْصَارِيُّ ... 359
381- بُدَيْلُ بْنُ كَلْثُومٍ ... 359
382- بُدَيْلُ بْنُ مَارِيَةَ ... 359
383- بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ ... 359
384- بُدَيْلٌ ... 361
385- بُدَيْلٌ ... 361
بَابُ البَاءِ وَ الذَّالِ المُعْجَمَة
386- بَذِيمةُ ... 361
بَابُ البَاءِ وَ الرَّاءِ
387- بَرُّ بْنُ عَبْدِ الله ... 361
388- البَراءُ بْنُ أَوْسٍ ... 362
389- البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ... 362
390- البَراءُ بْنُ قَبِيصَةَ ... 363
391- البَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ ... 363
392- البَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ... 364
393- بِرْحُ بْنُ عُسْكَرِ ... 366
394- بَرْذَعُ بْنُ زَيْدِ الجُذَامِيُّ ... 366
395- بَرْذَعُ بْنُ زَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ ... 367
396- بُرْزُ بْنُ قَهْطَم ... 367
397- بَرِيحُ بْنُ عَرْفَجَةَ ... 367
398- بُرَيْدَةُ بْنُ الحُصَيْبِ ... 367
399- بُرَيْدَةُ بْنُ سُفَيَانَ الأَسْلَمِيُّ ... 370
400- بُرَيْرُ بْنُ جُنْدَبٍ ... 370
ص: 730
401- بُرَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 371
402- بريرٌ أَبو هُرَيْرَةَ ... 371
403- بُرَيْلُ الشَّهَّالِيُّ ... 372
بَابُ البَاءِ وَ الزَّاي
404- بَزِيع الأَزْدِيُّ ... 372
بَابُ البَاءِ وَ السِّينِ
405- بَسْبَسُ الجُهَنِيُّ ... 373
406- بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةٍ ... 373
407- بُسْرُ بْنُ أَبِي بُسْرِ المَازِنِيُّ ... 375
408- بُسْرُ بْنُ جِحَاشْ ... 376
409- بُسْرٌ الأَشْجَعِيُّ ... 377
410- بُسْر السُّلَمِيُّ ... 377
411- بُسْرُ بْنُ سُفْيَانَ ... 377
412- بُسْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ... 378
413- بُسْرُ بْنُ عصمَةَ ... 378
414- بُسْرُ بْنُ محْجَنِ ... 378
415- بُسْرَةُ الغِفَارِيُّ ... 379
416- بَسَيْسَةُ بْنُ عَمْرِو ... 379
بَابُ البَاءِ وَ الشَّين
417- بِشْرُ بْنُ البَراءِ ... 380
418- بِشَرِّ الثَّقَفِيُّ ... 381
419- بِشْرُ بْنُ جِحَاشٍ ... 381
420- بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ ... 381
421- بِشْرُ بْنُ الحَارِثِ بْنُ قَيْسٍ ... 382
422- بِشْرُ بْنُ حَزْنٍ النَّضْرِيُّ ... 382
423- بِشْرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الجُعْفِيُّ ... 383
424- بِشْرٌ أَبو خَلِيفَةَ ... 383
425- بِشْرُ بْنُ رَاعِي العِيرِ ... 383
426- بِشْرٌ أَبُو رَافِعِ ... 384
427- بِشْرُ بْنُ سُحَيْمٍ ... 384
428- بِشْرُ بْنُ صُحَارٍ ... 385
429- بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ ... 385
430- بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ ... 386
431- بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 386
432- بِشْرُ بْنُ عَبْدٍ ... 387
433- بِشْرُ بْنُ عَرْفَطَةَ ... 387
434- بِشْرُ بْنُ عَصمَةَ ... 387
435- بِشْرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيُّ ... 388
436- بِشْرُ بْنُ عَمْرِو ... 388
437- بِشْرُ الغَنَوِيُّ ... 389
438- بِشْرُ بْنُ قُحَيْفِ ... 389
439- بِشْرُ بْنُ قُدَامَةَ الضَّبَابِيُّ ... 390
440- بِشْرُ بْنُ مُعَاذِ الأَسَدِيُّ ... 390
441- بِشْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ... 390
442- بِشْرُ بْنُ المُعَلَّى ... 391
443- بِشْرُ بْنُ الهَجَنَّعِ البَكَّائِيُّ ... 392
444- بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ العَبْدِيُّ ... 392
445- بَشِيرُ بْنُ أكَّالٍ ... 392
446- بَشِيرُ بْنُ أَنَسٍ ... 393
447- بَشِيرٌ الأَنْصَارِيُّ ... 393
448- بَشِيرُ بْنُ تَيْمٍ ... 393
449- بَشِيرٌ الثَّقَفِيُّ ... 394
450- بَشِيرُ بْنُ جَابِرٍ ... 394
451- بَشِيرٌ أَبُو جِميلَةَ ... 394
452- بَشِيرُ بْنُ الحَارِثِ ... 395
453- بَشِيرُ بْنُ الحَارِثِ العَبْسِيُّ ... 395
454- بَشِيرٌ الحَارِثِيُّ ... 395
455- بَشِيرُ بنُ الخَصَاصِيَّةِ ... 396
456- بَشِيرُ أبو خَلِيفَة ... 397
457- بَشِيرُ أَبُو رَافِع ... 397
ص: 731
458- بَشِيرُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ ... 398
459- بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ ... 398
460- بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانَ ... 399
461- بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 399
462- بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ ... 399
463- بَشِيرُ بْنُ عُرْفُطَةَ ... 400
464- بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ ... 401
465- بَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ الجُهَنِيُّ ... 401
466- بَشِيرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحْصَنٍ ... 402
467- بَشِيرُ بْنُ عَمْرٍو ... 402
468- بَشِيرُ بْنُ عَنْبَسٍ ... 402
469- بَشِيرٌ الغِفَارِيُّ ... 403
470- بَشِيرُ بْنُ فُدَيْكٍ ... 403
471- بَشِيرُ بنُ مَعْبَدٍ ... 404
472- بَشِيرُ بْنُ النَّهَّاسِ العَبْدِيُّ ... 405
473- بَشِيرُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبَعِيُّ ... 405
474- بَشِيرٌ الثَّقَفِيُّ ... 405
475- بَشِيرُ أَبُو رَافِعٍ ... 406
476- بَشِيرٌ العَدَوِيُّ ... 406
بَابُ الْبَاءِ وَ الصَّادِ وَ الْعَينَ وَ الْغَين
477- بصرة بن أبي بصرة ... 407
478- بَصْرَةُ الأَنْصَارِيُّ ... 408
479- بَعْجَةُ بْنُ زَيْدِ ... 408
480- بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 408
481- بَغِيضُ بْنُ حَبِيبٍ ... 409
بَابُ الْبَاءِ وَ الْكَافِ
482- بَكْرُ بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ... 409
483- بَكْرُ بْنُ جَبَلَةَ الكَلْبِيُّ ... 410
484- بَكْرُ بْنُ الحَارِثِ ... 411
485- بَكْرُ بْنُ حَارِثَةَ ... 411
486- بَكْرُ بْنُ حَبِيبٍ ... 411
487- بَكْرُ بْنُ شُدَّاخٍ ... 411
488- بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الله ... 412
489- بكْرُ بْنُ مُبَشِّرِ ... 413
490- بُكَيْرُ بْنُ شَدَّادِ ... 413
بَابُ الْبَاءِ وَ اللَّامِ
491- بِلَالُ بْنُ الحَارِثِ ... 413
492- بِلَالُ بْنُ حَمامَةَ ... 414
493- بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ ... 415
494- بِلَالُ بْنُ مَالِكِ المَازِنِيُّ ... 419
495- بِلَالُ بْنُ يحيَى ... 419
496- بِلَالٌ ... 419
497- بِلْزٌ ... 419
498- بُلَيْلُ بْنُ بِلَالٍ ... 420
بَابُ الْبَاءِ وَ النُّونِ وَ الْوَاوِ وَ الْهَاءِ وَ الْيَاءِ
499- بَنَّةُ الجُهَنِيُّ ... 420
500- بهزٌ ... 420
501- بهْزَادُ أَبُو مَالِكٍ ... 421
502- بهْلُولُ بْنُ ذُؤَيْبٍ ... 421
503- بُهيْزُ بْنُ الهَيْثَم ... 422
504- بُهيْسُ بْنُ سَلْمَى ... 422
505- بَوْلَى ... 422
506- بَوْدَانُ ... 422
507- بَيْجَرَةُ بْنُ عَامِرٍ ... 423
508- بَيْرحُ بْنُ أَسَدٍ ... 423
بَابُ التَاءِ وَ اللَّامِ و المِيمِ
509- التَّلِبُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 424
510- تَمَّامُ بْنُ الْعَبَّاسِ ... 424
511- تَمَّامُ بْنُ عُبَيْدَةَ ... 426
512- تَمَّامٌ ... 426
513- تَمِيمُ بْنُ أَسِيدٍ ... 426
ص: 732
514- تَمِيمُ بْنُ أَسِيدٍ العَدَوِي ... 427
515- تَمِيمُ بْنُ أَوْسٍ ... 428
516- تَمِيمٌ بْنُ بِشْرٍ ... 429
517- تَمِيمُ بْنُ جُرَاشَةَ ... 429
518- تَمِيمُ بْنُ الحَارِثِ ... 430
519- تَعِيمُ بْنُ حُجْرٍ ... 430
520- تَمِيمُ بِنُ الحُمَامِ ... 430
521- تَمِیم مَوْلَى خِرَاشٍ ... 431
522- تَمِيمُ بْنُ رَبِيعَةَ ... 431
523- تَمِيمُ بْنُ زَيْدٍ ... 431
524- تَمِيمُ بْنُ سَعْدٍ ... 432
525- تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ ... 432
526- تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو ... 433
527- تميم الغنوي ... 433
528- تَمِيمُ بْنُ غَيْلَانَ ... 434
529- تَمِيمُ بْنُ مَعْبَدٍ ... 434
530- تَمِيمُ بْنُ نَسْرٍ ... 434
531- تَمِيمُ بْنُ يَزِيدَ ... 434
532- تَمِيمُ بْنُ يُعَارَ ... 435
533- تميمُ ... 435
بَابُ التَّاءِ مَعَ الوَاءِ وَ مَعَ اليَاءِ
534- توْأم أبُو دُخَانٍ ... 435
535- التَّيِّهانُ بْنُ التَّيِّهان ... 436
536- التَّيِّهانُ ... 436
بَابُ الثَاءِ وَ الألف
537- ثَابِتُ بْنُ أَثْلَةَ ... 437
538- ثَابِتُ مَوْلَى الأَخْنَسِ ... 437
539- ثَابِتُ بنُ أَقْرَمَ ... 437
540- ثَابِتُ بنُ الجِذْعِ ... 438
541- ثَابِتُ بْنُ الحَارِثِ ... 438
542- ثَابِتُ بْنُ حَسَّانَ ... 438
543- ثَابِتُ بْنُ خَالِدٍ ... 439
544- ثَابِتُ بْنُ خَنْسَاءَ ... 439
545- ثَابِتُ بْنُ الدُّحْدَاحِ ... 440
546- ثَابِتُ بْنُ دِينَارٍ ... 440
547- ثَابِتُ بنُ الرَّبِيعِ ... 441
548- ثَابِتُ بْنُ رَبِيعَةَ ... 441
549- ثَابِتُ بْنُ رِفَاعَةَ ... 441
551- ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ الحَارِثِي ... 443
552- ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ ... 443
553- ثَابِتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةً ... 444
554- ثَابِتُ بْنُ سُفْيَانَ ... 444
555- ثَابِتُ بْنُ سِمَاك ... 444
556- ثَابِتُ بْنُ الصَّامِتِ ... 444
557- ثَابِتُ بْنُ صُهَيْبٍ ... 445
558- ثَابِتُ بنُ الضَّحَّاكِ ... 445
559- ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ خَلِيفَةَ ... 446
560- ثَابِتُ بنُ طَرِيفِ ... 447
561- ثَابِتُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ... 448
562- ثَابِتُ بنُ عَامِرٍ ... 448
563- ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدِ ... 448
564- ثَابِتُ بْنُ عَتِيك ... 448
565- ثَابِتُ بْنُ عَدِيِّ ... 449
566- ثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ ... 449
567- ثَابِتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ... 450
568- ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ ... 450
569- ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ... 451
570- ثَابِتُ ثَابِتُ بْنُ مُخَلَّدٍ ... 452
571- ثَابِتُ بن مُرَيِّ ... 453
572- ثَابِتُ بنُ مَسْعُودٍ ... 453
ص: 733
573- ثَابِتُ بْنُ مَعْبَدٍ ... 454
574- ثَابِتُ بْنُ المُنْذِرِ ... 454
575- ثَابِتُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 454
576- ثَابِتُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الحَارِثِ ... 455
577- ثَابِتُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ زَيْدٍ ... 455
578- ثَابِتُ بنُ هَزَّال ... 456
579- ثَابِتُ بْنُ وَائِلَةَ ... 457
580- ثَابِتُ بنُ وَدِيعَةَ ... 457
581- ثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ ... 458
582- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ ... 459
583- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ ... 459
584- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ ... 459
بابُ الثَّاءِ مَعَ الرَّاءِ وَ مَعَ العَيْن
585- ثَرْوَانُ بْنُ فَزَارَةَ ... 461
586- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبي بَلْتَعَةَ ... 461
587- ثَعْلَبَةُ البَهْرَانِيُّ ... 461
588- ثَعْلَبَةُ بْنُ الجِذْعِ الأَنْصَارِيُّ ... 462
589- ثَعْلَبَةُ بْنُ الحَارِثِ ... 462
590- ثَعْلَبَةُ بْنُ حَاطِبٍ ... 462
591- ثَعْلَبَه أَبو حَبِيبٍ ... 464
592- ثَعْلَبَةُ بْنُ الحَكَمِ ... 465
593- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي رُقَيَّةَ ... 465
594- ثَعْلَبَةُ بْنُ زُبَيْبٍ ... 465
595- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَهْدَمٍ ... 466
596- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ... 466
597- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ ... 466
598- ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ ... 467
599- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَاعِدَةَ ... 467
600- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْدٍ ... 467
601- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْيَةَ ... 468
602- ثَعْلَبَةُ بْنُ سَلَام ... 469
603- ثَعْلَبَةُ بْنُ سُهَيْل ... 469
604- ثَعْلَبَةُ بْنُ صُعَير ... 469
605- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 470
606- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 471
607- ثَعْلَبَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 471
608- ثَعْلَبَةُ بْنُ العَلَاءِ ... 472
609- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحْصَنٍ ... 472
610- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَمْرو ... 473
611- ثَعْلَبَةُ بْنُ عَنَمَةَ ... 473
612- ثَعْلَبَةُ بْنُ قَيْظِيِّ ... 474
613- ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ ... 474
614- ثَعْلَبَةُ بْنُ وَدِيعَةَ ... 475
بَابُ الثَّاءِ مَعَ القَافِ وَ مَعَ اللَّامِ وَ مَعَ المِيمِ
615- ثَقْبُ بْنُ فَرْوَةَ ... 475
616- ثَقْفُ بْنُ عَمْروٍ ... 476
617- تَقْفُ بْنُ عَمْرِو بْنُ سُمَيْطٍ ... 476
618- الثَّلِبُ بْنُ ثَعْلَبَةَ ... 477
619- ثُمَامَةُ بْنُ أَثَالٍ ... 477
620- ثُمَامَةُ بْنُ بِجَادٍ العَبْدِيُّ ... 479
621- ثُمَامَةُ بْنُ أَبِي ثُمَامَةَ ... 479
622- ثُمَامَةُ بْنُ حَزْنٍ ... 479
623- تُمَامَةُ بْنُ عَدِيِّ ... 479
بَابُ الثَّاءِ وَ الْوَاوِ
624- ثَوْبَانُ بْنُ بُجْدُدِ ... 480
625- ثَوْبَانُ بْنُ سَعْدٍ ... 481
626- ثَوْبَانُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 482
627- ثَوْرُ بْنُ تُلَيْدَةَ ... 482
628- ثَوْرُ بْنُ عَزْرَةَ ... 483
629- ثَوْرُ وَالِدُ يَزِيدَ بْنِ ثَوْرٍ ... 483
ص: 734
باب الجيم و الألف
630- جَابَانُ أَبُو مَيْمُون ... 484
631- جَابِرُ بْنُ الأَزْرَقِ ... 484
632- جَابِرُ بْنُ أُسَامَةَ ... 485
633- جَابِرُ بْنُ حَابِسٍ ... 485
634- جَابِرُ بْنُ خَالِدٍ ... 485
635- جَابِرُ بْنُ أَبِي سَبْرةَ ... 486
636- جَابِرُ بْنُ سُفْيَانَ ... 487
637- جَابِرُ بْنُ سُلَيْم ... 487
638- جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ ... 488
639- جَابِرُ بْنُ شَيْبَانَ ... 489
640- جَابِرُ بْنُ صَخْرِ بْنِ أُمَيَّةَ ... 489
641- جَابِرُ بْنُ صَخْرٍ ... 489
642- جَابِرُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ ... 490
643- جَابِرُ بنُ طَارِقٍ ... 490
644- جَابِرُ بْنُ ظَالِمٍ ... 491
645- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الرَّاسِبيُّ ... 491
646- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ ... 492
647- جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ ... 492
648- جَابِرُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 494
649- جَابِرُ بْنُ عَتِيكٍ ... 494
650- جَابِرُ بْنُ عُمَيرْ ... 495
651- جَابِرُ بْنُ عَوْفٍ ... 496
652- جَابِرُ بْنُ عَيَّاشٍ ... 496
653- جَابِرُ بْنُ مَاجِدِ الصَّدِّفِيُّ ... 497
654- جَابِرُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 497
655- جَابِرُ بْنُ يَاسِرٍ ... 497
656- جَاحِلٌ أَبُو مُسْلِم الصَّدَفِيُّ ... 498
657- جَارُودُ بْنُ المُعَلَّى ... 498
658- الجَارُودُ بْنُ المُنْذِرِ ... 499
659- جَارِيَةُ بْنُ أَصْرَمَ ... 500
660- جَارِيَةُ بْنُ حُمَيْلٍ ... 500
661- جَارِيَّةُ بْنُ زَيْدِ ... 500
662- جَارِيَةُ بْنُ ظَفَرِ ... 501
663- جَارِيَةُ بْنُ عَبْدِ المُنْذِرِ ... 501
664- جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ ... 502
665- جَارِيَة بْن مُجمَّع ... 503
666- جَاهِمِةُ بْنُ العَبَّاسٍ ... 503
بَابُ الْجِيمِ مَعَ البَاءِ
667- جَبَّارُ بْنُ الحَارِثِ ... 504
668- جَبَّارُ بْنُ الحَكَمِ السَّلَمِيُّ ... 504
669- جَبَّارُ بْنُ سُلْمَى ... 504
670- جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ ... 505
671- جِبَارَةُ بْنُ زُرَارَةَ ... 506
672- جَبْرُ الأَعْرَابِيُّ ... 506
673- جَبْرُ بْنُ أَنَسٍ ... 506
674- جَبْر أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ... 507
675- جَبْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 507
676- جَبْر بْنُ عَتِيكٍ ... 507
677- جَبْر الكِنْدِيُّ ... 508
678- جَبَلُ بْنُ جَوَالٍ ... 508
679- جَبَلَةُ بْنُ الأَزْرَقِ الكِنْدِيُّ ... 509
680- جَبَلَةُ بْنُ الأَشْعَرِ الخُزَاعِيُّ ... 509
681- جَبَلَةُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ ... 509
682- جَبَلَةُ بنُ جُنادَةَ ... 509
683- جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ ... 510
684- جَبَلَةُ بْنُ سَعِيدٍ ... 511
685- جَبَلَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ ... 511
686- جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ... 511
687- جَبَلَةُ بْنُ أَبِي كَرِبٍ ... 512
ص: 735
688- جَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ ... 512
689- جَبَلَةُ ... 512
690- جَبَلَةُ ... 512
691- جُبَيْبُ بْنُ الحَارِثِ ... 513
692- جُبَيْرُ بْنُ إِيَاسٍ ... 513
693- جُبَيْر ابْنُ بُحَينَةَ ... 514
694- جُبَيرُ بْنُ الحُبَابِ ... 514
695- جُبَيرُ بْنُ الحُوَيْرِثٍ ... 514
696- جُبَير بْنُ حَيَّةَ ... 515
697- جُبَيْر مَوْلَى كَبِيرَةَ ... 515
698- جُبَير بْنُ مُطْعِمٍ ... 515
699- جُبَير بنُ النُّعْمَانِ ... 517
700- جُبَيْر بْنُ نُفَيْر ... 517
701- جُبَيْرُ بْنُ نَوْفَل ... 518
بَابُ الجِيمِ وَ الثَّاءِ وَ الحَاءِ المُهْمَلَةِ
702- جَثَّامَةُ بْنُ قَيْسٍ ... 518
703- جَثَّامَةُ بْنُ مُسَاحِقٍ ... 519
704- الجَحَّافُ بْنُ حَكِيم ... 519
705- جَحْدَم وَالِدُ حَكِيمٍ ... 519
706- جَحْدَمُ بْنُ فَضَالَةَ ... 519
707- جَحْشُ الجُهَنِيُّ ... 520
بَابُ الجِيمِ وَ الدَّالِ
708- جِدَارُ الأَسْلَمِيُّ ... 520
709- جَدُّ بْنُ قَيْسٍ ... 521
710- جُدَيْعُ بْنُ نُذَيْرِ ... 522
بَابُ الجِيمِ وَ الذَّالِ المُعْجَمَةِ
711- جُذْرَةُ بْنُ سَبْرةَ ... 522
712- الجَذْعُ الأَنْصَارِيُّ ... 522
713- جَذْيَةُ ... 522
بَابُ الْجِيمِ وَ الرَّاءِ
714- الجَرَّاحُ بْنُ أَبِي الجَرَّاحِ ... 523
715- جَرَادٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ ... 523
716- جَرَادُ بْنُ عَبْسٍ ... 524
717- جُرْثُومُ بْنُ نَاشِبٍ ... 524
718- جُرْمُوزُ الهُجَيْمِيُّ ... 524
719- جَرْوُ السَّدُوسِيُّ ... 525
720- جَرْوُ بْنُ عَمْرِدِ العُذْرِيُّ ... 525
721- جَرْوُ بْنُ مَالِكِ بْنُ عَامِرٍ ... 525
722- جَرْوَلُ بْنُ الأَحْنَفِ ... 526
723- جَرْوَلُ بْنُ العَبَّاسِ ... 526
724- جَرْوَلُ بْنُ مَالِكٍ ... 527
725- جَرْهَدُ بْنُ خُوَيْلِدِ ... 527
726- جُرَيج أَبُو شَاةٍ ... 528
727- جَرِيرُ بْنُ الأَرْقَطِ ... 528
728- جَرِيرُ بْنُ أَوْسٍ ... 528
729- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحِمْيرىُّ ... 529
730- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ ... 529
731- جَرِيرُ ... 531
732- جُرَيُّ الحَنَفِيُّ ... 531
733- جُرَيُّ بْنُ عَمْرِو العُذْرِيُّ ... 532
734- جُرَيٌّ ... 532
باب الجِيم وَ الزَّاي وَ السِّينِ
735- جَزْءُ بْنُ أَنَسِ السُّلَمِيُّ ... 532
736- جُزءُ بْنُ الحِدْرِجَانِ ... 533
737- جُزءُ السَّدُوسِيُّ ... 533
738- جَزْءُ بْنُ عَمْروِ العُذْرِيُّ ... 533
739- جَزْءُ بْنُ مَالِكٍ ... 534
740- جَزْءٌ ... 534
741- جَزِي ... 534
ص: 736
742- جَزِيٌّ أَبُو خُزَيْمَةَ السُّلَمِيُّ ... 534
743- جَزِيَ بْنُ مُعَاوِيَةَ ... 535
744- جِسْرُ بْنُ وَهْبٍ ... 535
بَابُ الجِيمِ وَ الشَّينِ المُعْجَمَةِ
745- جُشَيْبٌ ... 535
746- جُشَيْشُ الدَّيْلَمِيُّ ... 535
747- الجُشَيْشُ الكِنْدِيُّ ... 536
بَابُ الجِيمِ وَ العَينُ المُهْمَلَةِ
748- جُعَالٌ ... 536
749- جُعَالٌ آخَرُ ... 537
750- جَعْدَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الصِّمَّةِ الجُشَمِيُّ ... 537
751- جَعْدَةُ بْنُ هَانِیء الحَضْرَمِيُّ ... 538
752- جَعْدَةُ بْنُ هُبَيرَةَ الأَشْجَعِيُّ ... 538
753- جَعْدَةُ بْنُ هُبَيرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ ... 539
754- جُعْشُمُ الخَيْرُ بْنُ خُلَيْبَةَ ... 540
755- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الحَكَمِ ... 540
756- جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ ... 540
757- جَعْفَرٌ أَبُو زَمْعَةَ البَلَوِيُّ ... 541
758- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفَيَانَ ... 541
759- جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ... 541
760- جَعْفَرُ العَبَدِيُّ ... 544
761- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ... 545
762- جُعْفِيٌّ ... 545
763- جَعْوَنَةُ بْنُ زِيَادِ الشَّنيُّ ... 545
764- جُعَيْلُ بْنُ زِيَادِ الأَشْجَعِيُّ ... 546
765- جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ ... 546
766- جُعَيْلٌ ... 546
بَابُ الجِيمِ وَ الفَاءِ
767- جُفْشِيشُ بْنُ النَّعْمَانِ الْكِنْدِيُّ ... 547
768- جُفَيْنةُ الجُهَنِيُّ ... 548
بَابُ الجِيمِ وَ اللَّامِ
769- الْجَلاسُ بْنُ سُوَيْدٍ ... 548
770- الجُلَاسُ بْنُ صُلَيْتٍ ... 549
771- الجُلَاسُ بْنُ عَمْرِو ... 549
772- جُلَيْبِيبٌ ... 550
773- جُلَيْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 550
بَابُ الجِيمِ وَ المِيمِ
774- جُمانَةُ البَاهِلِيُّ ... 551
775- جمدُ الكِنْدِيُّ ... 551
776- جُمرَةُ بْنُ عَوْفٍ ... 552
777- جُمرَةُ بنُ النُّعْمَانِ ... 552
778- جُمهَانُ الأَعْمَى ... 552
779- جُمْيعُ بْنُ مَسْعُودٍ ... 553
780- جميلُ بْنُ بَصْرَةً ... 553
781- جِميلُ بْنُ رِدَامٍ ... 554
782- جِميلُ بْنُ عَامِرٍ ... 554
783- جِميلُ بْنُ مَعْمَرٍ ... 554
784- جِميلٌ النَّجْرَانِيُّ ... 555
بَابُ الجِيمِ وَ النُّونِ
785- جَنَابُ أَبُو خَابِطٍ ... 555
786- جَنَابُ بْنُ قَيْظِيّ ... 556
787- جَنَاب الكَلْبِيُّ ... 556
788- جُنَادِحُ بْنُ مَيْمُونٍ ... 556
789- جُنادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ... 557
790- جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ... 558
791- جُنَادَةَ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الأَزْدِيُّ ... 558
792- جُنادَةُ بْنُ جَرَادٍ ... 559
793- جُنَادَةُ بْنُ زَيْدٍ الحَارِثِيُّ ... 560
794- جُنَادَةُ بْنُ سُفْيَانَ ... 560
795- جُنَادَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 560
أسد الغابة / ج 1 / م47
ص: 737
796- جُنادَةُ بْنُ مَالِكِ ... 560
797- جُنَادَةُ الأَزْدِيُّ ... 561
798- جُنَادَةُ ... 562
799- جُنْبُذٌ ... 562
800- جُنْدَبُ بْنُ جُنادَةَ ... 562
801- جُنْدَبُ بْنُ حَيَّانَ ... 565
802- جُندَبُ بْنُ زُهَيْر ... 565
803- جُنْدَبُ بْنُ ضَمْرَةَ ... 566
804- جُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ... 566
805- جُنْدَبُ بْنُ عَمْرٍو ... 568
806- جُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ ... 568
807- جُنْدَبُ بْنُ مَكِيثِ ... 569
808- جُنْدَبُ بْنُ نَاجِيَةَ ... 570
809- جُنْدَبٌ أَبُو نَاجِيَةَ ... 571
810- جُنْدَبٌ ... 571
811- جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ ... 571
812- جُنَدَعٌ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ ... 572
813- جُنْدَعُ بْنُ ضَمْرَةَ ... 573
814- جَنْدَلَهُ بْنُ نَضْلَةَ ... 573
815- جُنَيْدُ بْنُ سِبَاعِ الجُهَنِيُّ ... 573
816- جُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ... 574
بَابُ الجِيمِ وَ الهَاءِ
817- جَهْبَلُ بْنُ سَيْفٍ ... 574
818- جَهْجَاهُ بْنُ قَيْسٍ ... 574
819- جَهْدَمَةُ ... 576
820- جَهْرٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ... 576
821- جَهْمُ الأَسْلَمِيُّ ... 576
822- جَهْمُ البَلَوِيُّ ... 577
823- جَهْمُ بْنُ قُثَمَ ... 577
824- جَهْمُ بْنُ قَيْسٍ ... 578
825- جَهْمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ ... 578
826- جَهْمٌ ... 578
827- جُهَيْشُ بْنُ أُوَيْسٍ ... 579
828- جهيم بن الصلت ... 579
829- جهيم بن قيس ... 579
باب الجيم و الواو و الياء
830- جَوْدَانُ ... 580
831- جَوْن بن قَتَادةَ ... 580
832- جُوَيْرِيَةُ العَصْرِيُّ ... 581
833- جَيْفَرُ بْنُ الْجَلَنْدِيُّ ... 581
باب الحاء و الألف
834- حَابِسُ بْنُ دُغُنَّةَ الكَلْبِيُّ ... 583
835- حَابِسُ بْنُ رَبِيعَةَ التَّمِيمِيُّ ... 583
836- حَابِسُ بْنُ سَعْدٍ ... 584
837- حَاتِمٌ خَادِمُ النَّبِيِّ صلّی الله علیه و آله و سلّم ... 585
838- حَاتِمُ بْنُ عَدِيِّ ... 585
839- حَاجِبُ بْنُ زَيْدِ ... 585
840- حَاجِبُ بْنُ يَزِيدَ ... 585
841- الحَارِثُ بْنُ الأَزْمَعِ ... 586
842- الحَارِثُ بْنُ أَسَدٍ ... 586
843- الحَارِثُ بْنُ أُشَيْمٍ ... 586
844- الحَارِثُ بْنُ أُقَيْشٍ ... 586
845- الحَارِثُ بْنُ أَنَسٍ ... 587
846- الحَارِثُ بْنُ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ ... 588
847- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ الثَّقَفِيُّ ... 588
848- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِیكٍ ... 589
849- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ ... 589
850- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ النُّعْمَانِ ... 589
851- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ الأَنْصَارِيُّ ... 590
852- الحَارِثُ بْنُ أَوْسِ الأَنْصَارِيُّ ... 590
ص: 738
853- الحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ ... 591
854- الحَارِثُ بْنُ بَدَلٍ ... 591
855- الْحَارِثُ بْنُ بِلَالٍ ... 592
856- الحَارِثُ بْنُ تَبِيعٍ ... 592
857- الحَارِثُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ سُفْيَانَ ... 592
858- الحَارِثُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ... 593
859- الحَارِثُ بْنُ جمازٍ ... 593
860- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الأَزْدِيُّ ... 593
861- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الأَشْعَرِيُّ ... 594
862- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ الغَامِدِيُّ ... 595
863- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ ... 596
864- الحَارِثُ بْنُ الحَارِثِ بْنِ كَلدَةَ ... 596
865- الحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ الحَارِثِ ... 597
866- الحَارِثُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ عَمْرو ... 598
867- الحَارِثُ بْنُ الحُبَابِ ... 598
868- الحَارِثُ بْنُ حِبَالٍ ... 599
870- الحَارِثُ بْنُ الحَكَمِ ... 601
871- الحَارِثُ بْنُ حَكِيمٍ ... 601
872- الحَارِثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صَخْرٍ ... 602
873- الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ القُرَشِيُّ ... 602
874- الحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ ... 602
875- الحَارِثُ بْنُ خُزَيْمَةَ ... 604
876- الحَارِثُ بْنُ خَضْرَامَةَ الضَّبِّيُّ ... 604
877- الحَارِثُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَكِيثِ ... 604
878- الحَارِثُ بْنُ رَافِعٍ ... 605
879- الحَارِثُ بْنُ رِبْعِيِّ ... 605
880- الحَارِثُ بْنُ الرَّبِیعِ ... 605
881- الحَارِثُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ... 606
882- الحَارِثُ بْنُ زُهَيْر ... 606
883- الحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ الأَنْصَارِيُّ ... 607
884 - الحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ ... 608
885- الحَارِثُ بْنُ زَيْدُ بْنِ حَارِثَةَ ... 608
886- الحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ العَطَّافُ ... 609
887- الحَارِثُ بْنُ زَيْدِ ... 609
888- الحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ ... 609
889- الحَارِثُ بْنُ أَبِي سَبْرةَ ... 610
890- الحَارِثُ بْنُ سُرَاقَةَ ... 610
891- الحَارِثُ بْنُ سَعْدٍ ... 610
892- الحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ ... 611
893- الحَارِثُ بْنُ سُفْيَانَ ... 611
894- الحَارِثُ بْنُ سَلَمَةَ ... 611
895- الحَارِثُ بْنُ سُلَيْمٍ ... 611
896- الحَارِثُ بْنُ سَهْلِ ... 611
897- الحَارِثُ بْنُ سَوَادٍ ... 612
898- الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ التَّيْمِيُّ ... 612
899- الحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ ... 613
900- الحَارِثُ بْنُ شُرَيحْ ... 613
901- الحَارِثُ بْنُ صُبَيْرةَ ... 614
902- الحَارِثُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ ... 614
903- الحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ ... 615
904- الحَارِثُ بْنُ ضِرَارٍ ... 616
905- الحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ ... 617
906- الحَارِثُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْنِ صَخْرِ ... 617
907- الحَارِثُ بْنُ الطُّفَيْلِ بْن عَبْدِ اللَّهِ ... 617
908- الحَارِثُ بْنُ ظَالِمٍ ... 618
909- الحَارِثُ بْنُ العَبَّاسِ ... 618
910- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ ... 618
911- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ ... 619
912- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ... 619
913- الحَارثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ ... 620
ص: 739
914- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْن سَعْدٍ ... 620
915- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَلْكَثَةَ ... 620
916- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ... 620
917- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ ... 621
918- الحَارِثُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ... 621
919- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ ... 621
920- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى ... 621
921- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ ... 622
922- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ ... 622
923- الحَارِثُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ ... 622
924- الحَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ ... 623
925- الحَارِثُ بنُ عَتِيقٍ ... 623
926- الحَارِثُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ الحَارِثِ ... 623
927- الحَارِثُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ النُّعْمَانِ ... 623
928- الحَارِثُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ خَرَشَةَ ... 624
929- الحَارِثُ بْنُ عَدِيِّ بنِ مَالِكٍ ... 624
930- الحَارِثُ بْنُ عَرْفَجَةَ ... 624
931- الحَارِثُ بْنُ عَفِيفٍ ... 624
932- الحَارِثُ بْنُ عَقَبَةَ ... 624
933- الحَارِثُ بْنُ عُمَرَ الهُذَلِيُّ ... 625
934- الحَارِثِ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ... 625
935- الحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو
936- الحَارِثُ بْنُ عَمْرو الأَسْدِيُّ
937- الحَارِثُ بْنُ عَمْرو المُزَنِيُّ ... 627
938- الحَارِثُ بْنُ عَمْرُو بْنِ مُؤمَّلٍ ... 627
939- الحَارِثُ بْنُ عُمَيرْ ... 628
940- الحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَسِيدٍ ... 628
941- الحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ ... 629
942- الحَارِثُ بْنُ غَزِيَّةَ ... 629
943- الحَارِثُ بْنُ غُطَيْفٍ ... 630
944- الحَارِثُ بْنُ فَرْوَةَ ... 630
945- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الحَارِثِ ... 630
946- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنِ ... 631
947- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ خَلْدَةَ ... 631
948- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ ... 631
949- الحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ ... 631
950- الحَارِثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ عُمَيْرَةَ الْأَسَدِيُّ ... 632
951- الحَارِثُ بْنُ كَعْبِ بْنِ عَمْرو ... 632
952- الحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ ... 633
953- الحَارِثُ بْنُ كَعْبٍ ... 633
954- الحَارِثُ بْنُ كَلدَةَ ... 633
955- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ الطَّائيُّ ... 634
956- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ ... 634
957- الحَارِثُ بْنُ مَالِكِ الأَنْصَارِيُّ ... 635
958- الحَارِثُ بْنُ مَالِكٍ ... 635
959- الحَارِثُ بْنُ مُخَاشِن ... 636
960- الحَارِثُ بْنُ مُخَلَّدٍ ... 636
961- الحَارِثُ بْنُ مَسْعُودٍ ... 637
962- الحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ ... 637
963- الحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ ... 638
964- الحَارِثُ بْنُ مُضَرِّسٍ ... 638
965- الحَارِثُ بْنُ مُعَاذٍ ... 639
966- الحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ... 639
967- الحَارِثُ بْنُ المُعَلَّى ... 639
968- الحَارِثُ بْنُ مَعْمَرٍ ... 640
969- الحَارِثُ المُليكِيُّ ... 640
970- الحَارِثُ بْنُ نُبيهٍ ... 640
971- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 641
972- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ ... 641
973- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ خَزْمَةً ... 641
ص: 740
974- الحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ رَافِعٍ ... 642
975- الحَارِثُ بْنُ نُفَيْعٍ ... 642
976- الحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ ... 642
977- الحَارِثُ بْنُ هَانِيءٍ ... 643
978- الحَارِثُ بْنُ هِشَامِ الجُهَنِيُّ ... 643
979- الحَارِثُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ... 643
980- الحَارِثُ بْنُ وَهْبَانَ ... 646
981- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الأَسَدِيُّ ... 646
982- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَنَسَةَ ... 646
983- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الجُهَنِيُّ ... 646
984- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَعْدٍ البَكْرِيُّ ... 647
985- الحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ القُرَشِيُّ ... 647
986- الحَارِثُ ... 647
987- حَارِثَةُ ... 648
988- حَارِثَةُ بْنُ جَبَلةَ ... 648
989- حَارِثَةُ بْنُ خِذَامٍ ... 648
990- حَارِثَةُ بْنُ خُمير ... 649
991- حَارِثَةُ بْنُ الرَّبِيعِ ... 649
992- حارِثَةُ بْنُ زَيْدٍ ... 650
993- حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ ... 650
994- حَارِثَةُ بْنُ سَهْلِ ... 652
995- حَارِثَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ ... 652
996- حَارِثَةُ بْنُ ظَفَرٍ ... 652
997- حَارِثَةُ بْنُ عَدِيِّ ... 652
998- حَارِثَةُ بْنُ عَمْرِوِ الأَنْصَارِيُّ ... 653
999- حَارِثَةُ بْنُ قَطَنٍ ... 653
1000- حَارِثَةُ بْنُ مَالِكِ الأَنْصَارِيُّ ... 653
1001- حَارِثَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ غَضْبٍ ... 654
1002- حَارِثَةُ بْنُ مُضَرَّبٍ ... 655
1003- حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 655
1004- حَارِثَةُ بْنُ النَّعْمَانِ الخُزَاعِيُّ ... 656
1005- حَارِثَةُ بْنُ وَهْبِ الخُزَاعِيُّ ..657
1006- حَازِمٌ الأَنْصَارِيُّ ... 657
1007- حَازِمُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ الأَحْمسِيُّ ... 658
1008- حَازِمُ بْنُ حَرْمَلَةَ ... 658
1009- حَازِمُ بن حَرَامٍ ... 658
1010- حَازِمٌ ... 659
1011- حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ ... 659
1012- حَاطِبُ بْنُ الحَارِثِ ... 661
1013- حَاطِبُ بْنُ عَبْدِ العُزَّى ... 661
1014- حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ... 662
1015- حَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَتِيك ... 662
1016- حَامِدٌ الصَّائِدِيُّ الكُوفِيُّ ... 662
بَاب الحَاءِ وَ البَاءِ
1017- الحُبَابُ بْنُ جُبَير ... 662
1018- الحُبَابُ بْنُ جَزْءٍ ... 663
1019- الحُبّابُ بْنُ زَيْدٍ ... 663
1020- الحُبَابُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ... 663
1021- الحُبَابُ بْنُ عَمْرو ... 663
1022- الحُبَابُ بْنُ قَيْظِيِّ ... 664
1023- حُبّابُ بْنُ المُنذِرِ ... 665
1024- الحُبَاب الأَنْصَارِيُّ ... 666
1025- حَبَّان ... 666
1026- حِبَّانُ بْنُ بَحِّ ... 666
1027- حِبَّانُ بْنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ .... 667
1028- حَبْحَابٌ أَبُو عَقِيلِ الأَنْصَارِيُّ ... 667
1029- حُبْشِيُّ بْنُ جُنادَةَ ... 668
1030- حَبَّةُ بنُ بَعْكَكِ ... 669
1031- حَبَّةُ بنُ جُوَيْنِ ... 669
1032- حَبَّةُ بْنُ حَابِسِ ... 670
ص: 741
1033- حَبَّةُ بْنُ خَالِدٍ ... 670
1034- حَبَّةُ بْنُ مُسْلِم ... 670
1035- حَبِيبُ بْنُ إِسَافٍ ... 671
1036- حَبِيبُ بْنُ الأَسْوَدِ ... 671
1037- حَبِيبُ بْنُ أَسِيدٍ ... 671
1038- حَبِيبُ بْنُ بُدَيْلٍ ... 671
1039- حَبيبُ بْنُ الحَارِثِ ... 672
1040- حَبِيبُ بْنُ حُبَاشَةَ ... 672
1041- حَبِيب بن حِماز ... 672
1042- حَبِيبُ بْنُ حَمَامَةَ السُّلَمِيُّ ... 673
1043- حَبِيبُ بْنُ حَيَّانَ ... 673
1044- حَبِيبُ بْنُ خِرَاشٍ ... 673
1045- حَبِيبُ بْنُ خِرَاشِ العَصْرِيُّ ... 674
1046- حَبِيبُ بْنُ خُماشَةَ الأَنْصَارِيُّ ... 674
1047- حَبِيبُ بْنُ رَبِيعَةَ ... 674
1048- حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ تَمِيمٍ ... 674
1049- حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ ... 675
1050- حَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الكِنْدِيُّ ... 675
1051- حَبِيبُ بْنُ سِبَاعِ ... 675
1052- حَبِيبُ سَعْدٍ ... 676
1053- حَبِيبُ السُّلَمِيُّ ... 676
1054- حَبِيبُ بْنُ سَنْدَرٍ ... 676
1055- حَبِيبُ بْنُ الضَّحَّاكِ الجُمَحِيُّ ... 676
1056- حَبِيبُ أَبُو ضَمْرَةَ ... 677
1057- حَبِيبُ بْنُ عَمْرو السَّلَامَانِيُّ ... 677
1058- حَبِيبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَير ... 677
1059- حَبِيبُ بْنُ عَمْرو ... 678
1060- حَبِيبُ بْنُ عَمْرو ... 678
1061- حَبِيبُ بْنُ عُمَير ... 678
1062- حَبِيبُ العَنَزِيُّ ... 679
1063- حَبِيبُ بْنُ فُدَيْكِ ... 679
1064- حَبِيبُ الفِهْرِيُّ ... 679
1065- حَبِيبُ بْنُ مُخْنَفِ ... 680
1066- حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْضِيَّةٍ ... 681
1067- حَبِيبُ بْنُ مَرْوَانَ ... 681
1068- حَبِيبُ بْنُ سَلَمَةَ ... 681
1069- حَبِيبُ بْنُ ملَّةَ ... 682
1070- حَبِيبُ بْنُ وَهْبٍ ... 682
1071- حَبِيبُ بْنُ يِسَافٍ ... 683
1072- حَبِيبُ بْنُ أَبِي اليُسْرِ ... 683
1073- حُبِّي بْنُ حَارِثَةَ الثَّقَفِيُّ ... 683
1074- حُبَيْشُ الأَسَدِيُّ ... 684
1075- حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ ... 684
1076- حُبَيْشُ بْنُ شُرَيحْ ... 687
بَابُ الحَاءِ وَ التَّاءِ
1077- الحُتَاتُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ ... 687
1078- الحَتَاتُ بنُ يَزِيدَ ... 687
بَاب الحَاءِ وَ الجِيمِ
1079- حَجّاجُ البَاهِليُّ ... 688
1080- حَجَّاجُ بْنُ الحَارِثِ ... 689
1081- حَجَّاجُ بْنُ عَامِرٍ الثَّمَالِيُّ ... 689
1082- حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيُّ ... 690
1083- حَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ ... 690
1084- حَجَّاجُ بْنُ عَمْرو ... 692
1085- حَجَّاجُ أَبُو قَابُوسَ ... 693
1086- حَجَّاجُ بْنُ قَيْسٍ ... 693
1087- حَجَّاجُ بْنُ مَالِكٍ ... 694
1088- حَجَّاجُ بْنُ مَسْعُود ... 695
1089- حَجَّاجُ بْنُ مُنَبِّه ... 696
1090- حُجْر بْنُ رَبيعَة ... 696
ص: 742
1091- حُجْرٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ... 696
1092- حُجرٌ العَدَوِيُّ ... 697
1093- حُجْرٌ بْنُ عَدِيّ ... 697
1094- حُجْرُ بْنُ العَنْبَسِ ... 698
1095- حُجرٌ وَالِدُ مُخشِيّ ... 699
1096- حُجْرُ بْنُ النُّعْمَانِ ... 699
1097- حُجْرُ بْنُ يَزِيدَ ... 699
1098- الحَجْنُ ... 700
1099- حُجَيْر بْنُ أَبِي إِهَابٍ ... 700
1100- حُجَيْرُ بنُ بَيَانٍ ... 700
1101- حُجَيْرُ بْنُ أَبِي حُجَير ... 700
1102- حُجَيْرةُ ... 701
بَابُ الحَاءِ وَ الدَّالِ
1103- حِدْرِجَانُ بْنُ مَالِك ... 701
1104- حَدْرَدُ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ ... 701
1105- حُدَيْرٌ ... 702
1106- حُدَيْرٌ أَبو فَوْزَة ... 702
بابُ الحَاءِ وَالذَّالِ المُعْجَمَةِ
1107- حُذَيْفَةُ الأَزْدِيُّ ... 703
1108- حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ ... 703
1109- حُذَيْفَةُ بْنُ أَوْسٍ ... 704
1110- حُذَيْفَةُ البَارِقِيُّ ... 704
1111- حُذَيْفَةُ بْنُ عُبَيْدِ المُرَادِيُّ ... 705
1112- حُذَيْفَةُ القَلْعَانِيُّ ... 705
1113- حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ ... 706
1114- حِذْيَمُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ حِذْيَمٍ ... 708
1115- حِذْيَمٌ جَدُّ حَنْظَلَةَ ... 708
1116- حِذْيَمُ بْنُ عَمْروِ السَّعْدِيُّ ... 709
بَابُ الحَاءِ وَ الرَّاءِ
1117- الحُرُّ بْنُ خَضْرَامَةَ ... 709
1118- الحُرُّ بْنُ قَيْسِ ... 709
1119- الحُرُّ بْنُ مَالِكِ ... 711
1120- حِرَاشُ بْنُ أُمَيَّة الكَعْبِيُّ ... 711
1121- حَرَامُ بْنُ عَوْفٍ البَلْوِيُّ ... 711
1122- حَرَامُ بْنُ أَبِي كَعْبِ الأَنْصَارِيُّ ... 711
1123- حَرامُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ... 712
1124- حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ ... 712
1125- حَرْبُ بْنُ حَارِث المُحَارِبِيُّ ... 713
1126- حَرْبُ بْنُ أَبِي حَرْبٍ ... 713
1127- حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرُ السَّعْدِيُّ ... 714
1128- حَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ ... 714
1129- حَرْمَلَةُ بْنُ زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ ... 715
1130- حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسٍ ... 715
1131- حَرْمَلَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَنَّةَ الأَسْلَمِيُّ ... 716
1132- حَرْمَلَةُ المُدْلِجِيُّ ... 716
1133- حَرْمَلَةُ بْنُ مُرَيْطَةَ ... 716
1134- حَرْمَلَةُ بْنُ هَوْذَةَ ... 717
1139- حُرَيْثُ بْنُ حَسَّانَ الشَّيْبَانِيُّ ... 717
1136- حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ بْن عَبْدِ رَبةٌ ... 717
1137- حُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ الخَيْلِ الطَّائِيُّ ... 718
1138- حُرَيْثُ بْنُ سَلَمَةَ ... 718
1139- حُرَيْثٌ أَبُو سُلْمَى ... 718
1140- حُرَيْثُ بْنُ شَيْبَانَ ... 719
1141- حُرَيْثُ بْنُ عَمْرو ... 719
1142- حُرَيْثُ بْنُ عَوْفِ ... 719
1143- حَرِيزُ بْنُ شَرَاحِيلَ الكِنْدِيُّ ... 720
1144- حَرِيزُ أَوْ أَبُو حَرِيزٍ ... 720
1145- حَرِيشٌ ... 720
1146- حَرِيشُ بْنُ هِلَالٍ ... 721
ص: 743