بطاقة تعريف: المامقاني ، عبدالله ، 1872؟-1932م .
عنوان واسم المبدع: تنقیح المقال في علم الرجال / تالیف عبدالله المامقاني ؛ تحقیق و استدراک محیي الدین المامقاني .
مواصفات النشر: قم : موسسة آل البیت (علیهم السلام ) لاحیاءالتراث ، 1381.
مواصفات المظهر: 42 ج.
فروست : موسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث ؛ 268 ، 275 ، 278 ، 279 ، 280 ، 281 ، 282 ، 284286٬ ، 287 ، 294 ، 295 ، 296 ، 297 ، 298 ، 299 ، 300 ، 301 ، 302 ، 303 ، 305
شابک : دوره : 978-964-319-380-5 ؛ 95000ریال : ج. 3 964-319-384-5 : ؛ 95000 ریال : ج. 4 : 964-319-385-3 ؛ 15000 ریال :ج.9 964-319-471-X : ؛ 9500 ریال : ج. 10 964-319-421-3 : ؛ 9500 ریال : ج. 11 964-319-451-5 : ؛ 11000 ریال : ج. 12 : 964-319-464-7 ؛ 11000 ریال : ج. 13 964-319-465-5 : ؛ 11000ریال : ج. 14 964-319-466-3 : ؛ 11000ریال : ج. 15 964-319-467-1 : ؛ 11000 ریال : ج.17 964-319-469-8 : ؛ 15000ریال : ج. 20 964-319-472-8 : ؛ 15000ریال : ج.27 964-319-493 : ؛ 20000 ریال : ج.28 964-319-493-0 : ؛ 20000 ریال : ج. 29 964-319-495-7 : ؛ 25000 ریال : ج. 30 964-319-496-5 : ؛ 25000 ریال : ج. 31 964-319-497-3 : ؛ 25000 ریال : ج. 32 964-319-498-1 : ؛ 35000 ریال : ج.33 : 978-964-319-311-9 ؛ 35000 ریال : ج.34 978-964-319-380-5 : ؛ 60000 ریال : ج. 35 978-964-319-541-0 : ؛ 60000 ریال : ج. 36 978-964-319-542-7 : ؛ ج.43 978-964-319-621-9 : ؛ ج.44 978-964-319-622-6 : ؛ ج.45 978-964-319-623-3 : ؛ ج.46 978-964-319-623-3: ؛ ج.47 978-964-319-631-8: ؛ ج.48 978-964-319-632-5: ؛ ج.49 978-964-319-633-2: ؛ ج.50 978-964-319-634-9:
لسان : العربی.
ملحوظة: قائمة المؤلفين استنادا إلى المجلد الرابع ، 1423ق . = 1381.
ملحوظة: تحقیق و استدراک در جلد 36 محی الدین المامقانی و محمدرضا المامقانی است.
ملحوظة: ج. 3 (1423ق. = 1381).
ملحوظة: ج . 6 و 7 (1424ق . = 1382).
ملحوظة: ج.9(چاپ اول:1427ق.=1385).
ملحوظة: ج. 10، 11 (1424ق. = 1382).
ملحوظة: ج . 12و 13 (1425ق.=1383).
ملحوظة: ج. 14 ، 15 و 17 (چاپ اول: 1426ق. = 1384).
ملحوظة: ج.18(چاپ اول:1427ق.=1385).
ملحوظة: ج.19، 20، 25 و 26 (1427ق.=1385).
ملحوظة: ج.27 (1427ق = 1385).
ملحوظة: ج. 28، 29 (چاپ اول: 1428ق. = 1386).
ملحوظة: ج. 30- 32 (چاپ اول: 1430 ق.= 1388).
ملحوظة: ج.33 و 34 (چاپ اول : 1431ق.= 1389).
ملحوظة: ج. 35 و 36 (چاپ اول: 1434 ق.= 1392).
ملحوظة: ج.46- 50 (چاپ اول : 1443ق.=1401)(فیپا).
ملحوظة: تمت إعادة طباعة المجلدات السابعة والثلاثين إلى الثانية والأربعين من هذا الكتاب في عام 2018.
ملحوظة: فهرس.
مندرجات : .- ج. 35. شرید، صعصعه .- ج. 36. صعصعه، ظهیر
موضوع : حدیث -- علم الرجال
معرف المضافة: مامقانی ، محیی الدین ، 1921 - 2008م. ، مصحح
معرف المضافة: موسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث (قم)
تصنيف الكونغرس: BP114 /م2ت9 1300ی
تصنيف ديوي: 297/264
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 81-46746
معلومات التسجيل الببليوغرافي: سجل كامل
ص: 1
تنقيح المقال في علم الرجال
نويسنده: مامقانی، عبدالله سایر نویسندگان
تصحيح و تنظيم: مامقانی، محی الدین
تصحيح و تنظيم: مامقانی، محمدرضا
تعداد جلد: 43
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
جميع الحقوق محفوظة و مسجّلة لمؤسسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث
مؤسسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث
قم المقدّسة: شارع الشهيد فاطمي (دورشهر) زقاق 9 رقم 1-3 ص. ب 37185/996 هاتف: 5-7730001 فاكس: 7730020
ص: 4
الصورة
أوّل باب الضاد في المجلّد الثاني من الطبعة الحجريّة
ص: 5
الصورة
آخر باب الضاد و أوّل باب الطاء في المجلّد الثاني من الطبعة الحجريّة
ص: 6
الصورة
آخر باب الطاء و أوّل باب الظاء المعجمة في المجلّد الثاني من الطبعة الحجريّة
ص: 7
الصورة
آخر باب الظاء و أوّل باب العين من المجلّد الثاني من الطبعة الحجريّة
ص: 8
الترجمة:
عدّه ابن عبد البرّ(1) ، و ابن منده، و أبو نعيم من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قالوا: إنّه كان مسلما على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يره، و صغر عن ذلك.
و عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
و قال النجاشي(3): صعصعة بن صوحان العبدي، روى عهد مالك بن
ص: 10
الحارث الأشتر. قال ابن نوح: حدّثنا علي بن الحسين بن سفيان(1) الهمداني، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن علي بن حاتم التميمي، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب، قال: حدّثنا عمرو بن ثابت، عن جابر، قال: سمعت الشعبي ذكر ذلك عن صعصعة، قال: لما بعث [علي] عليه السلام مالك الأشتر كتب إليهم:
«من عبد اللّه أمير المؤمنين إلى نفر من المسلمين: سلام عليكم، إنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو.
أمّا بعد؛ فإنّي [قد] بعثت إليكم عبدا من عبيد اللّه لا ينام أيّام الخوف، و لا ينكل عن الأعداء، حرّاز الدوائر، لا ناكل من قدم، و لا واهن في عزم، أشدّ عباد اللّه بأسا، و أكرمهم حسبا، أضرّ على الكفّار من حريق النّار، و أبعد الناس من دنس أو عار، و هو مالك بن الحارث أخا مذحج، لا نابي(2)الضريبة، و لا كليل الحدّ، عليم في الجدّ، رزين في الحرب، نزل اصيب(3) ، و صبر جميل، فاسمعوا و أطيعوا أمره، فإن أمركم بالنفر فانفروا، و إن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنّه لا يقدم و لا يحجم إلاّ بأمري، و قد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، و شدّة شكيمته على عدوّكم، عصمكم اللّه بالتقوى، و زيّنكم بالمغفرة، و وفّقنا و إيّاكم لما يحبّ و يرضى، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته..». و ذكر الحديث. انتهى ما في كتاب النجاشي.
ص: 11
و قد عدّه البرقي(1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من ربيعة.
و في القسم الأوّل من الخلاصة(2): إنّه عظيم القدر، من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، روي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «ما كان مع أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقّه إلاّ صعصعة و أصحابه». انتهى.
و قد أخذ ذلك من كلام ابن طاوس، و أسقط سند الرواية. و قد ذكر السند في رجال الكشي(3) ، و التحرير الطاوسي(4) ، و هو: محمّد بن مسعود، قال:
حدّثني علي بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيى، عن العباس ابن معروف، عن أبي محمّد الحجال، عن داود بن أبي يزيد، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام.. إلى آخر ما سمعت. و قد وصف هذا السند بالصحّة في جامع الرواة(5).
و قال ابن داود(6) - بعد نقل مضمون الخبر ما لفظه -: و هذا مقنع في شرفه. انتهى(7).
ص: 12
و روى الكشي فيه روايات اخر:
فمنها: ما رواه(1) عن محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أبو جعفر حمدان بن أحمد، قال: حدّثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن أبي نصر(2) ، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا(3) عليه السلام - قال: و لا أعلم إلاّ قام و نفض الفراش بيده، ثمّ قال -: «يا أحمد! إنّ أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فقال: «يا صعصعة! لا تتخذ عيادتي لك أبّهة على قومك»، قال: فلمّا قال أمير المؤمنين عليه السلام لصعصعة هذه المقالة، قال صعصعة: بلى و اللّه، أعدّها منّة عليّ (4) و فضلا، قال: فقال [له] أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّي ما علمتك إلاّ خفيف(5) المؤونة،
ص: 13
حسن المعونة(1)».
قال: فقال صعصعة: و أنت و اللّه - يا أمير المؤمنين! - ما علمتك إلاّ باللّه عليما، و بالمؤمنين رؤوفا رحيما».
و منها: ما رواه هو رحمه اللّه(2) ، عن محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أبو الحسن علي بن أبي(3) علي الخزاعي، قال: حدّثني محمّد بن علي بن خلف(4) العطّار، قال: حدّثنا عمرو بن عبد الغفّار، عن أبي بكر بن عيّاش(5) ، عن عاصم بن أبي النجود، عمّن شهد ذلك: أنّ معاوية حين قدم الكوفة دخل عليه رجال من أصحاب علي عليه السلام - و كان الحسن عليه السلام قد أخذ الأمان لرجال منهم مسمّين بأسمائهم و أسماء آبائهم، و كان فيهم صعصعة - فلمّا دخل عليه صعصعة، قال معاوية لصعصعة: أما و اللّه إني كنت لأبغض أن تدخل في أماني، قال: و أنا - و اللّه - أبغض أن أسمّيك بهذا الاسم، ثمّ سلّم عليه بالخلافة.
قال: فقال معاوية: إن كنت صادقا، فاصعد المنبر و العن عليّا، قال: فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس! أتيتكم من عند رجل قدّم
ص: 14
شرّه، و أخّر خيره، و إنّه أمرني أن ألعن عليّا، فالعنوه(1) لعنه اللّه.. فضجّ أهل المسجد بآمين، فلمّا رجع إليه فأخبره بما قال، قال: و اللّه ما عنيت غيري، ارجع حتى تسمّيه باسمه، فرجع و صعد المنبر...
ثمّ قال: أيّها الناس! إنّ أمير المؤمنين أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب عليه السلام فالعنوا - من لعن علي بن أبي طالب(2) - قال: فضجّوا بآمين، قال: فلمّا خبّر معاوية، قال: لا و اللّه ما عنى غيري، أخرجوه لا يساكنني في بلد.. فأخرجوه.
و منها: خبران مضيا في ترجمة(3): أحمد بن محمّد بن أبي نصر(4) ، تضمّنا نهي أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه عن الافتخار بعيادته إيّاه.
فكون الرجل من أجلاّء أصحابه عليه السلام و ثقاتهم و عظمائهم ممّا لا شبهة فيه.
و من جملة شواهد عدالته، جعل أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه من شهود وصيّته المرويّة في باب صدقات النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة سلام اللّه عليها و الأئمّة عليهم السلام من وصايا الكافي(5) بعد تقيّد شهود
ص: 15
(3) - و لكنّه بالتعلّم، فقال عثمان: هات، فقلت: بسم اللّه الرحمن الرحيم: اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّٰاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقٰامُوا الصَّلاٰةَ وَ آتَوُا الزَّكٰاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّٰهِ عٰاقِبَةُ الْأُمُورِ [سورة الحج (22):41]، فقال عثمان: فينا نزلت هذه الآية! فقلت له؛ فمر بالمعروف و انه عن المنكر، فقال عثمان: دع هذا، و هات ما معك، فقلت له: بسم اللّه الرحمن الرحيم: اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّٰ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللّٰهُ ... إلى آخر الآية [سورة الحج (22):40].
فقال عثمان: و هذه أيضا نزلت فينا، فقلت له: فاعطنا بما أخذت من اللّه، فقال عثمان: يا أيّها الناس! عليكم بالسمع و الطاعة، فإنّ يد اللّه على الجماعة، و إنّ الشيطان مع الفذ، فلا تستمعوا إلى قول هذا.. و إنّ هذا لا يدري من اللّه، و لا أين اللّه.
فقلت له: أما قولك عليكم بالسمع و الطاعة، فإنّك تريد منّا أن نقول غدا: رَبَّنٰا إِنّٰا أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ [سورة الأحزاب (33):67]، و أمّا قولك: أنا لا أدري من اللّه.. فإنّ اللّه ربّنا و رب آبائنا الأوّلين، و أما قولك: إنّي لا أدري أين اللّه..
فإنّ اللّه تعالى بالمرصاد، قال: فغضب و أمر بصرفنا [و غلق الأبواب دوننا].
و روي الشيخ المفيد رحمه اللّه في الاختصاص: 121-123، بسنده:... لمّا بعث علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه صعصعة بن صوحان إلى الخوارج، قالوا له: أرأيت لو كان عليّ معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال: نعم، قالوا: فأنت إذا مقلّد عليّا دينك، ارجع فلا دين لك، فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلّد من قلّد اللّه فأحسن التقليد، فاضطلع بأمر اللّه صدّيقا، لم يزل أو لم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا اشتدّت الحرب قدّمه في لهواتها فيطؤ صماخها بأخمصه، و يخمد لهبها بحدّه، مكدودا في ذات اللّه عنه، يعبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المسلمون، فأنّى تصرفون ؟ و أين تذهبون ؟ و إلى من ترغبون ؟ و عمّن تصدفون ؟ عن القمر الباهر، و السراج الزاهر، و صراط اللّه المستقيم، و حسان الأعدّ المقيم [كذا، و في نسخة: و سبيل اللّه المقيم]، قاتلكم اللّه أنّى تؤفكون ؟ أفي الصديق الأكبر، و الغرض الأقصى ترمون، طاشت عقولكم، و غارت حلومكم، و شاهت وجوهكم، لقد علوتم القلّة من الجبل، و باعدتم العلّة من النهل، اتستهدفون أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لقد سوّلت لكم أنفسكم خسرانا مبينا، فبعدا و سحقا للكفرة -
ص: 17
(3) - الظالمين، عدل بكم عن القصد الشيطان، و عمى لكم عن واضح المحجّة الحرمان.
فقال له عبد اللّه بن وهب الراسبي: نطقت يابن صوحان بشقشقة بعير، و هدرت فأطنبت في الهدير، أبلغ صاحبك أنّا مقاتلوه على حكم اللّه و التنزيل.. إلى أن قال:
فقال صعصعة: كأنّي انظر إليك - يا أخا راسب - مترمّلا بدمائك، يحجل الطير بأشلائك، لا تجاب لكم داعية، و لا تسمع لكم واعية، يستحلّ ذلك منكم إمام هدى.
قال الراسبي:
سيعلم الليث إذا التقينادور الرحى عليه أو علينا أبلغ صاحبك أنّا غير راجعين عنه، أو يقرّ للّه بكفره أو يخرج عن ذنبه..! فإنّ اللّه قابل التوب، شديد العقاب، و غافر الذنب، فإذا فعل ذلك بذلنا المهج.
فقال صعصعة: عند الصباح يحمد القوم السرى.. ثمّ رجع إلى علي صلوات اللّه عليه فأخبره بما جرى بينه و بينهم، فتمثّل عليّ عليه السلام:
أراد رسولاي الوقوف فراوحايدا بيد ثمّ أسهما لي على السواء بؤسا للمساكين - يابن صوحان! - أما لقد عهد إليّ فيهم، و إنّي لصاحبهم، و ما كذبت و لا كذّبت، و إنّ لهم ليوما يدور فيه رحى المؤمنين على المارقين فيها، فياويحها حتفا، ما أبعدها من روح اللّه، ثمّ قال:
إذا الخيل جالت في الفتى و تكشّفتعوابس لا يسألن غير طعانفكرّت جميعا ثمّ فرّق بينهاسقى رمحه منها بأحمر قانفتى لا يلاقي القرن إلاّ بصدرهإذا أرعشت أحشاء كلّ جبان ثمّ رفع رأسه و يديه إلى السماء، و قال: «اللّهم اشهد» - ثلاثا - «قد أعذر من أنذر، و بك العون، و إليك المشتكى، و عليك التكلان، و إياك ندرء في نحورهم، أبى القوم إلاّ تماديا في الباطل، و يأبى اللّه إلاّ الحق، فأين يذهب بكم عن حطب جهنّم، و عن طيب المغنم».
و روى المسعودي في مروج الذهب 37/3-41 في وصف عقيل بن أبي طالب لبني صوحان عند معاوية، قال معاوية: أسألك عن أصحاب علي [عليه السلام] فإنّك ذو معرفة بهم، فقال عقيل: سل عمّا بدا لك، فقال: ميّز لي أصحاب عليّ ، و ابدء بآل صوحان؛ فإنّهم مخاريق الكلام.
قال: أمّا صعصعة؛ فعظيم الشأن؛ عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق -
ص: 18
(3) - قال: أمّا صعصعة؛ فعظيم الشأن؛ عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق، و يفتق ما رتق، قليل النظير.
و أمّا زيد و عبد اللّه؛ فإنّهما نهران جاريان، يصبّ فيهما الخلجان، و يغاث بهما البلدان، رجلا جدّ لا لعب معه، و بنو صوحان كما قال الشاعر:
إذا نزل العدو فإنّ عنديأسودا تخلس الأسد النفوسا فاتصل كلام عقيل بصعصعة، فكتب إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم ذكر اللّه أكبر، و به يستفتح المستفتحون، و أنتم مفاتيح الدنيا و الآخرة.. أمّا بعد؛ فقد بلّغ مولاك كلامك لعدوّ اللّه و عدوّ رسوله، فحمدت اللّه على ذلك، و سألته أن يفيء بك إلى الدرجة العليا، و القضيب الأحمر، و العمود الأسود، فإنّه عمود من فارقه فارق الدين الأزهر، و لإن نزعت بك نفسك إلى معاوية طلبا لما له إنّك لذو علم بجميع خصاله، فاحذر أن تعلق بك ناره فيضلك عن الحجّة، فإنّ اللّه قد رفع عنكم أهل البيت ما وضعه في غيركم، فما كان من فضل أو إحسان فبكم وصل إلينا، فأجّل اللّه أقداركم، و حمى أخطاركم، و كتب آثاركم، فإنّ أقداركم مرضيّة، و أخطاركم محميّة، و آثاركم بدريّة، و أنتم سلّم اللّه إلى خلقه، و وسيلته إلى طرقه، أيد عليّة، و وجوه جليّة، و أنتم كما قال الشاعر:
فما كان من خير أتوه فإنّماتوارثه آباء آبائهم قبلو هل ينبت الخطّي إلاّ وشيجةو تغرس إلاّ في منابتها نخل .. إلى أن قال في صفحة: 38: لمّا انصرف علي [عليه السلام] من الجمل، قال لآذنه: «من بالباب من وجوه العرب ؟» قال: محمّد بن عمير بن عطارد التميمي، و الأحنف بن قيس، و صعصعة بن صوحان العبدي.. في رجال سمّاهم، فقال:
«ائذن لهم»، فدخلوا فسلّموا عليه بالخلافة، فقال لهم: «أنتم وجوه العرب عندي، و رؤساء أصحابي، فأشيروا عليّ في أمر هذا الغلام المترف - يعني معاوية - فافتنت بهم المشورة عليه».
فقال صعصعة: إنّ معاوية أترفه الهوى، و حببت إليه الدنيا، فهانت عليه مصارع الرجال، و ابتاع آخرته بدنياهم، فإن تعمل فيه برأي ترشد و تصيب إن شاء اللّه، و التوفيق باللّه و برسوله و بك يا أمير المؤمنين، و الرأي أن ترسل له عينا من عيونك، وثقة من ثقاتك، بكتاب تدعوه إلى بيعتك، فإن أجاب و أناب كان له مالك، و عليه ما عليك، و إلاّ جاهدته و صبرت لقضاء اللّه حتى يأتيك اليقين. -
ص: 19
(3) - فقال علي [عليه السلام]: «عزمت عليك - يا صعصعة! - إلاّ كتبت الكتاب بيدك، و توجّهت به إلى معاوية، و اجعل صدر الكتاب تحذيرا و تخويفا، و عجزه استتابة و استنابة، و ليكن فاتحة الكتاب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه علي أمير المؤمنين إلى معاوية: سلام عليك، أمّا بعد.. ثمّ اكتب ما أشرت به عليّ ، و اجعل عنوان الكتاب: أَلاٰ إِلَى اللّٰهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [سورة الشورى (42):53]، قال:
اعفني من ذلك، قال: «عزمت عليك لتفعلنّ » قال: أفعل.
فخرج بالكتاب و تجهّز و سار حتى ورد دمشق، فأتى باب معاوية، فقال لآذنه:
استأذن لرسول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - و بالباب أزفلة من بني اميّة، فأخذته الأيدي و النعال لقوله، و هو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربّي اللّه.. و كثرت الجلبة و اللغط ، فاتّصل ذلك بمعاوية فوجّه من يكشف الناس عنه، فكشفوا، ثمّ أذن لهم فدخلوا - فقال لهم: من هذا الرجل ؟ فقالوا: رجل من العرب يقال له: صعصعة بن صوحان معه كتاب من عليّ [عليه السلام]، فقال: و اللّه! لقد بلغني أمره، هذا أحد سهام علي، و خطباء العرب، و لقد كنت إلى لقائه شيّقا، أئذن له يا غلام!
فدخل عليه، فقال: السلام عليك يابن أبي سفيان، هذا كتاب أمير المؤمنين، فقال معاوية: أما إنّه لو كانت الرسل تقتل في الجاهليّة أو الإسلام لقتلتك.. ثمّ اعترضه معاوية في الكلام و أراد أن يستخرجه ليعرف قريحته أطبعا أم تكلّفا..
[و من هنا نقله في تهذيب تاريخ ابن عساكر 427/6 إلاّ أنّه أضاف في آخره قول معاوية لصعصعة: يابن صوحان! و اللّه، إن كنت لأبغض أن أراك خطيبا، قال: إنّي و اللّه إن كنت لأبغض أن أراك أميرا.. و أسقط جملا متعددة عمّا هنا].
فقال: ممّن الرجل ؟ قال: من نزار، ثمّ ساءله عن أجداده.. إلى أن قال: قال:
ويحك يابن صوحان! فما تركت لهذا الحي من قريش مجدا و لا فخرا، قال: بلى و اللّه، يابن أبي سفيان! تركت لهم ما لا يصلح إلاّ بهم، و لهم، تركت الأبيض و الأحمر، و الأصفر و الأشقر، و السرير و المنبر، و الملك إلى المحشر، و أنّى لا يكون ذلك كذلك و هم منار اللّه في الأرض، و نجومه في السماء.
ففرح معاوية و ظنّ أنّ كلامه يشتمل على قريش كلّها، فقال: صدقت يابن صوحان! إنّ ذلك لكذلك، فعرف صعصعة ما أراد، فقال: ليس لك و لا لقومك في ذلك إصدار و لا إيراد، بعدتم عن انف المرعى، و علوتم عن عذب الماء. -
ص: 20
(3) - قال: فلم ذلك ويلك يابن صوحان ؟! قال: الويل لأهل النار، ذلك لبني هاشم، قال: قم، فأخرجوه.
فقال صعصعة: الصدق ينبئ عنك لا الوعيد، من أراد المشاجرة قبل المحاورة، فقال معاوية: لشيء ما سوّده قومه، وددت و اللّه أني من صلبه.. ثمّ التفت إلى بني اميّة، فقال: هكذا فلتكن الرجال.
.. إلى أن قال في صفحة: 40-41، قال: حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي، و عبد اللّه بن الكوّاء اليشكري و رجالا من أصحاب علي [عليه السلام] مع رجال من قريش.. إلى أن قال: ثمّ تكلّم صعصعة، فقال: تكلّمت يابن أبي سفيان فأبلغت، و لم تقصر عمّا أردت، و ليس الأمر على ما ذكرت، أنّى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا، و دانهم كبرا، و استولى بأسباب الباطل كذبا و مكرا؟ أما و اللّه ما لك في يوم بدر مضرب و لا مرمى، و ما كنت فيه إلاّ كما قال القائل: لا حلى و لا سيري، و لقد كنت و أبوك في العير و النفير ممّن أجلب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إنّما أنت طليق ابن طليق، أطلقكما رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، فأنّى تصلح الخلافة لطليق.
فقال معاوية: لو لا أنّي أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول:
قابلت جهلهم حلما و مغفرةو العفو عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم.
و أيضا في صفحة: 41-43، بسنده:.. عن ابن مردوع الكلبي، قال: دخل صعصعة بن صوحان العبدي على معاوية، فقال له: يابن صوحان! أنت ذو معرفة بالعرب و بحالها، فأخبرني عن أهل البصرة.. و إيّاك و الحمل على قوم لقوم.. فسأله عن أهل البصرة و أهل الكوفة فأجابه.. إلى أن قال: فأخبرني عن أهل الحجاز، قال:
أسرع الناس إلى فتنة، و أضعفهم عنها، و أقلّهم غناء [خ. ل: عناء] فيها، غير أنّ لهم ثباتا في الدين، و تمسّكا بعروة اليقين، يتبعون الأئمّة الأبرار، و يخلعون الفسقة الفجّار، فقال معاوية: من البررة و الفسقة ؟!
فقال: يابن أبي سفيان! ترك الخداع من كشف القناع، علي [عليه السلام] و أصحابه من الأئمّة الأبرار.. و أنت و أصحابك من أولئك.
ثمّ أحبّ معاوية أن يمضي صعصعة في كلامه بعد أن بان فيه الغضب، فقال: -
ص: 21
و يكفي في جلالته أنّه وثّقوه في كتب رجال العامّة أيضا، فعن تهذيب الكمال(1): صعصعة بن صوحان بن عمرو(2) ، و يقال: أبو طلحة، و يقال:
أبو عكرمة الكوفي، أخو زيد بن صوحان، روى عن عبد اللّه بن عبّاس،
ص: 22
و عثمان بن عفّان، و علي بن أبي طالب عليه السلام، و شهد معه صفّين، و أمّره على بعض الكرايس(1)، روى عنه عامر الشعبي، و عبد اللّه بن بريدة. و قال النسائي: ثقة. و قال محمّد بن سعد: كان من أصحاب الخطط بالكوفة، و كان خطيبا، و كان من أصحاب علي عليه السلام، و شهد معه الجمل هو و أخواه زيد و سيحان، و كان سيحان الخطيب قبل صعصعة، و كانت الراية يوم الجمل بيده، فقتل، فأخذها زيد و قتل، [و قيل] فأخذها صعصعة، و توفّي بالكوفة في خلافة معاوية، و كان ثقة قليل الحديث، و ذكره ابن حبان في كتاب الثقات(2).
روى له النسائي حديثا واحدا عن علي عليه السلام في النهي عن حلقة الذهب، و القسي(3) و الميثرة و الجعة. انتهى.
ص: 23
و قال في اسد الغابة(1): إنّ صعصعة كان من سادات قومه عبد القيس، و كان فصيحا، خطيبا، لسنا، ديّنا، فاضلا، يعدّ في أصحاب علي عليه السلام، و شهد معه حروبه، و صعصعة هو القائل لعمر بن الخطّاب - حين قسّم المال الذي بعث إليه أبو موسى، و كان ألف ألف درهم، و فضلت فضلة، فاختلفوا أين نضعها فخطب عمر الناس و قال: أيّها الناس! قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس، فقام صعصعة بن صوحان - و هو غلام شابّ - و قال: إنّما تشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن، فأمّا ما نزل به القرآن فضعه مواضعه التي وضعها(2) اللّه عزّ و جلّ فيها، فقال: صدقت، أنت منّي و أنا منك، فقسّمه بين المسلمين..
و هو ممّن سيّره عثمان إلى الشام، و توفّي أيّام معاوية، و كان ثقة قليل الحديث، أخرجه الثلاثة(3)(7). انتهى.
ص: 24
(3) - في باب قول الشعر، و أغفل ذلك المزي.
و قال ابن سعد في طبقاته 221/6: صعصعة بن صوحان.. إلى أن قال: و كان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه و لأمّه، و كان صعصعة يكنّى: أبا طلحة، و كان من أصحاب الخطط بالكوفة، و كان خطيبا، و كان من أصحاب علي بن أبي طالب [صلوات اللّه و سلامه عليه]، و شهد معه الجمل هو و أخواه زيد، و سيحان ابنا صوحان.
و كان سيحان الخطيب قبل صعصعة، و كانت الراية يوم الجمل في يده فقتل، فأخذها زيد فقتل، فأخذها صعصعة.
و قد روى صعصعة عن علي بن أبي طالب، قال: قلت لعلي [عليه السلام]: أنهنا عمّا نهانا عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم..! و روى صعصعة - أيضا - عن عبد اللّه بن عباس، و توفّي صعصعة بالكوفة في خلافة معاوية بن أبي سفيان. و كان ثقة، قليل الحديث.
و قال في تقريب التهذيب 367/1 برقم 97: صعصعة بن صوحان - بضمّ المهملة و بالحاء المهملة - العبدي، نزيل الكوفة، تابعيّ كبير، مخضرم، فصيح، ثقة، مات في خلافة معاوية..
و في ميزان الاعتدال 315/2 برقم 3891، قال: صعصعة بن صوحان، عن عثمان.
ثقة معروف، ذكره الجوزجاني في الضعفاء و عدّه من جملة الخوارج! و لم يصحّ ، و قد وثّقه ابن سعد و النسائي.
و قال في الكاشف 28/2 برقم 2412: صعصعة بن صوحان العبدي، عن عثمان و علي [عليه السلام]. و عنه الشعبي و أبو إسحاق، ثقة.
و في التاريخ الكبير للبخاري 319/4 برقم 2979، قال: صعصعة بن صوحان العبدي، عن علي [عليه السلام]، قال لي عبد اللّه بن محمّد، بسنده:.. عن صعصعة بن صوحان، عن علي [عليه السلام]: نهى النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم عن حلقة الذهب و القسية، و الميثرة، و الجعة.. إلى أن قال: توفّي بعد أخيه زيد، أدرك خلافة يزيد بن معاوية..
و في ثقات ابن حبّان 382/4-383، قال: صعصعة بن صوحان، من أهل الكوفة، يروي عن علي [عليه السلام]، روى عنه أبو إسحاق، و عبد اللّه بن بريدة. و هو أخو زيد ابن صوحان، يخطئ. -
ص: 25
(3) - و في الجرح و التعديل 446/4 برقم 1960، قال: صعصعة بن صوحان العبدي، روى عن علي رضي اللّه عنه [صلوات اللّه و سلامه عليه]، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، و مالك بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك.
و في الأعلام للزركلي 294/3، قال: صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي: من سادات عبد القيس. من أهل الكوفة. كان خطيبا، بليغا، عاقلا، له شعر.
شهد صفّين مع علي [عليه السلام]، و له مع معاوية مواقف. قال الشعبي: كنت أتعلّم منه الخطب. و نفاه المغيرة من الكوفة إلى جزيرة أوال في البحرين - بأمر معاوية - فمات فيها، و قيل: مات بالكوفة.
و في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 173، قال: صعصعة بن صوحان - بضم المهملة الاولى - العبدي: عن عثمان و علي [عليه السلام]، و شهد معه صفّين. و عنه عبد الملك بن عمير، و الشعبي، وثّقه النسائي، قيل: قتل يوم الجمل، و قيل: مات في خلافة معاوية.
و في الإصابة 192/2 برقم 4130: قال أبو عمر: كان مسلما في عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم يره، قلت: و له رواية عن عثمان و علي [عليه السلام].
و شهد صفّين مع علي [عليه السلام]. و كان خطيبا، فصيحا، و له مع معاوية مواقف..
إلى أن قال: و ذكر العلائي في أخبار زياد أنّ المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة، أو إلى البحرين، و قيل: إلى جزيرة ابن كافان فمات بها..
و في المغني 308/1 برقم 2884، قال: صعصعة بن صوحان، ذكره الجوزجاني في الضعفاء، و عدّه في الخوارج! و وثّقه غيره، سمع عثمان.
و في تجريد أسماء الصحابة 265/1 برقم 2794، قال: صعصعة بن صوحان العبدي، سيّد شريف كبير..
و ترجمه ابن بدران في تهذيب تاريخ ابن عساكر 423/6 ترجمة وافية، و ذكر عنه روايات و مواقف مع معاوية و غيره تدّل على صلابته، و قوة إيمانه..
وعدّ في تاريخ ابن خياط 221/2 من رؤساء الألوية في صفّين في جيش أمير المؤمنين عليه السلام.. و ذكر صعصعة صاحب لوائه على عبد القيس. -
ص: 26
(3) - صعصعة من بطون كتب التاريخ و الأدب قال الطبري في تاريخه 318/4-323، و ابن الأثير في الكامل 137/3-139 في حوادث سنة ثلاث و ثلاثين ما خلاصته: أنّ سعيد بن العاص الأموي والي الكوفة من قبل عثمان تلاحا في مجلسه جماعة فثار إليه الأشتر، و ابن ذي الحبكة، و جندب، و صعصعة، و ابن الكواء، و كميل [بن زياد]، و عمير بن ضائي.. فأخذوا [عبد الرحمن ابن خنيس] فذهب أبوه ليمنع عنه فضربوهما حتى غشي عليهما، فلمّا أفاقا طلب سعيد منهما الإمساك عن الكلام و أن لا يغشوه الجماعة الذين ضربوه، فكتب بعض أشراف الكوفة إلى عثمان فأمر بإرسالهم إلى معاوية. و كتب عثمان إلى معاوية: أنّ أهل الكوفة قد أخرجوا إليك نفرا خلقوا للفتنة فرعهم، و قم عليهم، فإن آنست منهم رشدا فاقبل منهم، و إن أعيوك فأرددهم عليهم.. إلى أن قال في صفحة: 321:
و بعد مدّة أخرجهم معاوية عن الشام فذهبوا إلى الجزيرة - و كان واليا عليها عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد من قبل معاوية - فاجتمع بهم و هدّدهم.. إلى أن قال:
و كان عبد الرحمن بن خالد كلّما مرّ بهم قال لصعصعة: يابن الخطيئة! أعلمت أنّ من لم يصلحه الخير أصلحه الشرّ.. إلى أن قال في صفحة: 323: و كتب عثمان إلى سعيد أن سيّرهم إلى معاوية فيهم مالك الأشتر، و ثابت بن قيس بن منقع، و كميل بن زياد النخعي، و صعصعة بن صوحان.. إلى أن قال في صفحة: 514 حوادث سنة 36 في حرب الجمل.
و في نهاية الأرب للنويري 70/20، و صفحة: 73، و فيه: و مع علي أقوام غير مضر.. و ذكر منهم: زيد بن صوحان.. و ذكر أنّه قد أصيب و أخوه سيحان و ارتثّ صعصعة و اشتدّت الحرب و كرّر شهادة زيد و إفلات صعصعة في موضعين بروايتين.
و في تاريخ الطبري 571/4 (في حوادث سنة 36 في وقعة صفّين)، و الأخبار الطوال للدينوري: 168، و نهاية الأرب 105/20-106 بلفظ متقارب، و في آثار البلاد و أخبار العبّاد لزكريّا بن محمّد بن محمود القزويني: 214 باختصار، قال: و قد جمعوا أن يمنعونا الماء، ففزعنا إلى أمير المؤمنين [عليه السلام] فخبّرناه بذلك، فدعا صعصعة ابن صوحان، فقال له: ائت معاوية و قل له: إنّا سرنا مسيرنا هذا إليكم، و نحن نكره قتالكم قبل الإعذار.. ثمّ ذكر عليه السلام أنّهم حالوا بين الناس و بين الماء، و طلب عليه السلام أن يخلّي بين الماء و بين الناس. فلمّا بلّغ صعصعة رسالته و أجمعوا على منع -
ص: 27
(3) - عسكر أمير المؤمنين عليه السلام من الماء، قال عبد اللّه بن أبي سرح: أمنعهم الماء منعهم اللّه يوم القيامة. فقال صعصعة: إنّما يمنعه اللّه عزّ و جل يوم القيامة الكفرة الفسقة و شربة الخمر ضربك و ضرب هذا الفاسق - يعني الوليد بن عقبة - قال: فتواثبوا إليه يشتمونه و يتهددونه، فقال معاوية: كفّوا عن الرجل فإنّه رسول..
و قال الطبري في تاريخه 185/5 (في حوادث سنة 43) في قصّة الخوارج و تهديد مغيرة بن شعبة رؤساء أهل الكوفة بأن لا يؤوا أحدا منهم: فخرجت الرؤساء إلى عشائرهم، فناشدوهم اللّه و الإسلام إلاّ دلّوهم على من يرون أنّه يريد أن يهيج فتنة أو يفارق جماعة، و جاء صعصعة بن صوحان فقام في عبد القيس.. ثمّ ذكر أنّ صعصعة قام في عبد القيس خطب خطبة، قال فيها: و لا قوم أعدى للّه و لكم و لأهل بيت نبيكم و لجماعة المسلمين من هذه المارقة الخاطئة، الذين فارقوا إمامنا، و استحلّوا دماءنا، و شهدوا علينا بالكفر، فإياكم أن تؤوهم، أو تكتموا عليهم..
إلى آخر خطبته.
أقول: و مع تصريحه و إعلانه بالعداء للخوارج كيف جاز للجوزجاني الخبيث الناصبي أن يرمي هذا البطل المجاهد بأنّه من الخوارج، نعم: اُنْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يَفْتَرُونَ [سورة الأنعام (6):24] أُولٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا يَفْتَرُونَ [سورة هود (11):21].. وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ عَمّٰا كٰانُوا يَفْتَرُونَ [سورة العنكبوت (29):13].
و قال الطبري أيضا في تاريخه 188/5-189، و قريب منه ما في الكامل 429/3:
لقد كان صعصعة بن صوحان قام بعد معقل بن قيس، و قال: ابعثني إليهم [أي إلى الخوارج] أيّها الأمير، فأنا و اللّه لدمائهم مستحلّ ، و بحملها مستقلّ ، فقال: اجلس، فإنّما أنت خطيب، فكان أحفظه ذلك، و إنّما قال ذلك؛ لأنّه بلغه أن يسبّ عثمان بن عفّان، و يكثر ذكر علي [عليه السلام] و يفضّله، و قد كان دعاه، فقال: إيّاك أنّ يبلغني عنك أنّك تعيب عثمان عند أحد من الناس، و إياك أن يبلغني عنك أنك تظهر شيئا من فضل علي [عليه السلام] علانية، فإنّك لست بذاكر من فضل علي [عليه السلام] شيئا أجهله، بل أنا أعلم بذلك، و لكن هذا السلطان قد ظهر، و قد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيرا ممّا أمرنا به، و نذكر الشيء الذي لا نجد منه بدّا، ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية، فإنّ كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك و بين أصحابك -
ص: 28
(3) - منازلكم سرّا، و أمّا علانية في المسجد، فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا، و لا يعذرنا به..
فكان يقول له: نعم أفعل، ثمّ يبلغه أنّه قد عاد إلى ما نهاه عنه، فلمّا قام إليه و قال له:
ابعثني إليهم.. وجد المغيرة قد حقد عليه خلافه إياه، فقال: اجلس فإنّما أنت خطيب..
و ذكر ابن الأثير في الكامل 427/3 في خطبة صعصعة لقومه في منعهم إيواء الخوارج ذكر مثل ما في تاريخ الطبري قوله: و قلتم أنتم: لا نريد إلاّ أهل بيت نبينا الذين ابتدأنا اللّه عزّ و جلّ من قبلهم بالكرامة، تسديدا من اللّه عزّ و جلّ لكم و توفيقا فلم تزالوا على الحقّ لازمين له آخذين به، حتى أهلك اللّه بكم و بمن كان على مثل هديكم الناكثين يوم الجمل..
و أورد اليعقوبي في تاريخه 179/2 قصة عزل أمير المؤمنين عليه السلام للمنذر بن الجارود.. و قد أغرمه ثلاثين ألفا ثمّ تركها لصعصعة بن صوحان بعد أن أحلفه عليها فحلف؛ و ذلك أنّ عليا عليه السلام دخل على صعصعة يعوده فلمّا رآه علي [عليه السلام] قال: إنّك ما علمت حسن الموتة [كذا] خفيف المؤنة.
فقال صعصعة: و أنت و اللّه يا أمير المؤمنين عليم، و أنّ اللّه في صدرك عظيم، فقال له علي [عليه السلام]: لا تجعلها ابّهة على قومك أن عادك إمامك. قال:
لا يا أمير المؤمنين! و لكنّه منّ من اللّه عليّ أن عادني أهل البيت و ابن عمّ رسول رب العالمين..
و لكن جاء في الغارات للثقفي 524/2 بصورة اخرى: قال الأسود بن قيس: جاء علي بن أبي طالب عليه السلام عائدا صعصعة فدخل عليه، فقال له: «يا صعصعة! لا تجعلنّ عيادتي إليك أبّهة على قومك»، فقال: لا و اللّه يا أمير المؤمنين! و لكن نعمة و شكرا. فقال له علي عليه السلام: «إن كنت لما علمت لخفيف المؤونة، عظيم المعونة»، فقال صعصعة: و أنت - و اللّه - يا أمير المؤمنين! إنّك ما علمت بكتاب اللّه لعليم، و أنّ اللّه في صدرك لعظيم، و أنّك بالمؤمنين لرؤوف رحيم.
و في قرب الإسناد: 167 بصورة ثالثة: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام أتى صعصعة ابن صوحان عائدا له، فلمّا أراد أن يقوم من عنده، قال: «يا صعصعة بن صوحان! لا تفتخر بعيادتي إيّاك، و انظر لنفسك و كأنّ الأمر قد وصل إليك، و لا يلهينّك الأمل..
استودعك اللّه و اقرء عليك السلام كثيرا».
و ذكر أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين: 37، و ابن أبي الحديد في شرح النهج 119/6، بسنده:.. أنّ صعصعة بن صوحان استأذن على [أمير المؤمنين] عليّ [عليه السلام] -
ص: 29
(3) - و قد أتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم [لعنه اللّه] فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة للآذن:
قل له: يرحمك اللّه يا أمير المؤمنين حيّا و ميّتا، فلقد كان اللّه في صدرك عظيما، و لقد كنت بذات اللّه عليما.. فأبلغه الآذن مقالته، فقال: «قل له: و أنت - يرحمك اللّه! - فلقد كنت خفيف المؤنة، كثير المعونة».
و في بحار الأنوار 211/23 حديث 19، بسنده:.. عن ابن نباتة، قال: خرجنا مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى انتهينا إلى صعصعة بن صوحان، فإذا هو على فراشه، فلمّا رأى عليا عليه السلام خفّ له، فقال له عليّ عليه السلام: «لا تتخذنّ زيارتنا إياك فخرا على قومك»، قال: لا يا أمير المؤمنين! و لكن ذخرا و أجرا، فقال له: «و اللّه ما كنت إلاّ خفيف المؤنة، كثير المعونة»، فقال صعصعة: و أنت - و اللّه - يا أمير المؤمنين! ما علمتك إلاّ أنّك باللّه لعليم، و أنّ اللّه في عينك لعظيم، و أنّك في كتاب اللّه لعلي حكيم، و أنّك بالمؤمنين رؤوف رحيم.
أقول: يتّضح ممّا نقلناه و غيره أنّ هذا التقريظ و نحوه تكرّر؛ فتارة قيل عندما عاد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه صعصعة، و اخرى عندما عاد صعصعة أمير المؤمنين عليه السلام، و ثالثة عندما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل.. و الألفاظ متقاربة.
و على كلّ حال؛ شرف عظيم، و منزلة جليلة لصعصعة أن يقرظه الإمام عليه السلام بهذا التقريظ الجامع.
و في الاشتقاق لابن دريد: 329، قال: و من رجالهم صعصعة و زيد و سيحان بنو صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس.. إلى أن قال: و كانت لبني صوحان صحبة لعليّ بن أبي طالب عليه السلام و خطابة، و قتل زيد يوم الجمل.
و قال الجاحظ في البيان و التبيين: 66: و شأن عبد القيس عجيب؛ و ذلك أنّهم بعد محاربة إياد تفرّقوا فرقتين. ففرقة وقعت بعمان و شقّ عمان، و فيهم خطباء العرب، و فرقة وقعت إلى البحرين، و شقّ البحرين، و هم من أشعر قبيلة في العرب. و لم يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية، و في معدن الفصاحة، و هذا عجب.
و من خطبائهم المشهورين: صعصعة بن صوحان، و زيد بن صوحان، و شيخان بن صوحان، و منهم: صحار بن عيّاش. و صحار من شيعة عثمان. و بنو صوحان من شيعة علي [عليه السلام]. -
ص: 30
(3) - و في صفحة: 67 في باب ذكر ناس من البلغاء و الخطباء، قال: و هو كالذي وصف به صعصعة بن صوحان المنذر بن الجارود عند علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه [صلوات اللّه عليه].
و في العقد الفريد 365/3-367، و كذا جاء في الاختصاص للشيخ المفيد رحمه اللّه: 64-65، بسنده - و اللفظ لابن عبد البر -:.. قال: قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه: خبّروني عن حيّ من أحياء العرب فيهم أشدّ الناس، و أسخى الناس، و أخطب الناس، و أطوع الناس في قومه، و أحلم الناس، و أحضرهم جوابا، قالوا:
يا أمير المؤمنين! ما نعرف هذه القبيلة.. ثمّ ذكر الموصوفين بالصفات الثلاثة في عبد القيس.. إلى أن قال: و أمّا أحضر الناس جوابا، فصعصعة بن صوحان، دخل على معاوية في وفد أهل العراق، فقال معاوية: مرحبا بكم يا أهل العراق، قدمتم أرض اللّه المقدّسة، منها المنشر و إليها المحشر، قدّمتم على خير أمير يبرّ كبيركم، و يرحم صغيركم، و لو أنّ الناس كلّهم ولد أبي سفيان لكانوا حلماء عقلاء.. فأشار الناس إلى صعصعة، فقام فحمد اللّه و صلّى على النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم، ثمّ قال: أمّا قولك يا معاوية!: إنّا قدمنا الأرض المقدّسة، فلعمري ما الأرض تقدّس الناس، و لا يقدّس الناس إلاّ أعمالهم، و أمّا قولك: منها المنشر و إليها المحشر، فلعمري ما ينفع قربها، و لا يضرّ بعدها مؤمنا، و أمّا قولك: لو أنّ الناس كلّهم ولد أبي سفيان لكانوا حلماء عقلاء.. فقد ولّدهم خير من أبي سفيان، آدم صلوات اللّه عليه، فمنهم الحليم و السفيه، و الجاهل و العالم. و أمّا أحلم الناس، فإنّ وفد عبد القيس قدموا على النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم بصدقاتهم - و فيهم الأشبح - ففرّقها رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم في أصحابه، و هو أوّل عطاء فرقه في أصحابه، ثمّ قال: «يا أشبح! ادن منّي»، فدنا منه، فقال: «إنّ فيك خلتين يحبّهما اللّه:
الأناة، و الحلم»، و كفى برسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم شاهدا. و يقال: إنّ الأشبح لم يغضب قطّ .
و في العقد الفريد 366/4 - أيضا -:.. و دخل صعصعة بن صوحان على معاوية، و معه عمرو بن العاص جالس على سريره، فقال: وسع له على ترابيّة فيه، فقال صعصعة: إنّي و اللّه لترابيّ ، منه خلقت، و إليه أعود، و منه ابعث، و إنّك لمارج من مارج من نار. -
ص: 31
(3) - و ذكر ابن قتيبة في المعارف: 402: و كان صعصعة بن صوحان مع علي ابن أبي طالب رضي اللّه عنه [صلوات اللّه و سلامه عليه] يوم الجمل، و كان من أخطب الناس.
و في صفحة: 642 تحت عنوان الشيعة: الحارث الأعور، و صعصعة بن صوحان..
و قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 130/2: فلمّا قدموا على معاوية الأشتر، و مالك بن كعب الأرحبي، و الأسود بن يزيد النخعي، و علقمة بن قيس النخعي، و صعصعة بن صوحان العبدي.. و غيرهم فتكلّم معاوية فمدح قريش و حضّ على اتّباع الأمراء و هدّدهم بالمخالفة.. إلى أن قال: فقال له صعصعة بن صوحان: أمّا قريش فإنّها لم تكن أكثر العرب و لا أمنعها في الجاهليّة، و إنّ غيرها من العرب لأكثر منها كان و أمنع. فقال معاوية: إنّك لخطيب القوم و لا أرى لك عقلا.
و في صفحة: 131-132، قال: إنّه كان لهم مع معاوية بالشام مجالس طالت فيها المحاورات و المخاطبات بينهم، و أنّ معاوية قال لهم - في جملة ما قاله -: إنّ قريشا قد عرفت أنّ أبا سفيان كان أكرمها و ابن أكرمها، إلاّ ما جعل اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه [و آله و سلّم] فإنّه انتجبه و أكرمه، و لو أنّ أبا سفيان ولّد الناس كلّهم لكانوا حلماء. فقال له صعصعة بن صوحان: كذبت! قد ولّدهم خير من أبي سفيان من خلقه اللّه بيده، و نفخ فيه من روحه، و أمر الملائكة فسجدوا له فكان فيهم البرّ و الفاجر، و الكيّس و الأحمق. قال: و من المجالس التي دارت بينهم أنّ معاوية قال لهم: أيّها القوم! ردّوا خيرا أو اسكتوا، و تفكروا و انظروا فيما ينفعكم و المسلمين، فاطلبوه و أطيعوني. فقال له صعصعة: لست بأهل ذلك! و لا كرامة لك أن تطاع في معصية اللّه، فقال: إنّ أوّل كلام ابتدأت به أن أمرتكم بتقوى اللّه و طاعة رسوله، و أن تعتصموا بحبل اللّه جميعا و لا تفرّقوا. فقالوا: بل أمرت بالفرقة و خلاف ما جاء به النبي صلّى اللّه عليه و آله [و سلّم]، فقال: إن كنت فعلت فإنّي الآن أتوب، و آمركم بتقوى اللّه و طاعته، و لزوم الجماعة و أن توقرّوا أئمّتكم و تطيعوهم، فقال صعصعة: إن كنت تبت فإنّا نأمرك أن تعتزل عملك.. إلى أن قال في صفحة: 133: ثمّ قام من عندهم، و كتب إلى عثمان في أمرهم..
و في شرح النهج لابن أبي الحديد 27/4 في ذكر رؤساء جيش أمير المؤمنين عليه السلام الذين نصبهم على إفخاذ القبائل في صفّين..: و على عبد القيس الكوفة -
ص: 32
(3) - صعصعة بن صوحان.
و في 25/1 في وصف أمير المؤمنين عليه السلام: قال صعصعة بن صوحان و غيره من شيعته و أصحابه: كان فينا كأحدنا، لين جانب، و شدّة تواضع، و سهولة قياد، و كنّا نهابه مهابة الأسير المربوط للسيّاف الواقف على رأسه.
و في 278/2 في قصّة الخوارج، قال: إنّ عليّا عليه السلام في أوّل خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي - و قد كان وجّهه إليهم - و زياد بن النضر الحارثي، مع عبد اللّه بن عبّاس، فقال لصعصعة: بأيّ القوم رأيتهم أشدّ إطافة ؟ قال: بيزيد بن قيس الأرحبي، فركب علي عليه السلام..
بعض روايات صعصعة و أقواله قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 330/3: و عن صعصعة، قال: أقبل الأشتر يوم الماء فضرب بسيفه جمهور أهل الشام حتى كشفهم.
و في 193/5 قال، بسنده:.. عن صعصعة العبدي، عن أبرهة بن الصباح، قال: قام يزيد بن أسد البجلي في أهل الشام يخطب الناس بصفّين.
و قال في صفحة: 249، بسنده:.. عن الشعبي، عن صعصعة بن صوحان، قال:
برز في بعض أيام صفّين رجل من حمير من آل ذي يزن اسمه: كريب..
و في 284/20 قال: جاء الأشعث إليه و هو على المنبر [أي أمير المؤمنين عليه السلام] فجعل يتخطّى رقاب الناس حتى قرب منه، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! غلبتنا هذه الحمراء على قربك - يعني العجم - فركض المنبر برجله، حتى قال صعصعة ابن صوحان: ما لنا و الأشعث! ليقولن أمير المؤمنين عليه السلام اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر، فقال عليه السلام: «من يعذرني من هؤلاء الضياطرة! يتمرّغ أحدهم على فراشه تمرّغ الحمار، و يهجر قوما للذكر، أفتأمرونني أن أطردهم! ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين! أما و الذي فلق الحبّة، و برأ النسمة، ليضربنّكم على الدين عودا، كما ضربتموهم عليه بدءا».
و قال في 130/16: في وفد الوليد بن جابر على معاوية و ملاحاته مع معاوية و تهديده للوليد بالقتل، و هجوم عفير بن سيف بن ذي يزن على مجلس معاويه لتخليص الوليد بن جابر، قال: ثمّ التفت إلى معاوية.. إلى أن قال: لقد رأيتك بالأمس خاطبت -
ص: 33
(3) - أخا ربيعة - يعني صعصعة بن صوحان - و هو أعظم جرما عندك من هذا، و أنكأ لقلبك، و أقدح في صفاتك، و أجدّ في عداوتك، و أشدّ انتصارا في حربك، ثمّ أثبته و صرّحته و أنت الآن مجمع على قتل هذا..
و قال في 75/6: روى الشعبي عن صعصعة بن صوحان كتاب أمير المؤمنين عليه السلام لأهل مصر لمّا ولي مالك الأشتر..
و في 289/18، قال: و سأل معاوية صعصعة بن صوحان العبدي عن قبائل قريش، فقال: إن قلنا غضبتم، و إن سكتنا غضبتم، فقال: أقسمت عليك، قال: فيمن يقول شاعركم:
و عشرة كلّهم سيّدآباء سادات و أبناؤهاإن يسألوا يعطوا و إن يعدموايبيضّ من مكّة بطحاؤها و هذه الرواية جاءت بألفاظ اخر؛ ففي تهذيب تاريخ ابن عساكر 425/6 في ترجمة صعصعة بن صوحان، قال: و روى عنه الحافظ من طريق أبي شيبة، عن علي [عليه السلام]، قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم عن الدباء، و الحنتم، و النقير، و الجعة، و حلق الذهب، و عن لبس الحرير، و لبس القسي، و المنترة الحمراء.
و قال في تهذيب تاريخ ابن عساكر 426/6، قال ابن سعد: كان صعصعة من أهل الخطط بالكوفة، و كان خطيبا، و كان من أصحاب علي [عليه السلام]، و شهد معه الجمل و توفّي بالكوفة في خلافة معاوية، و كان ثقة قليل الحديث، و تكلّم يوما فأكثر، فقال عثمان: يا أيها الناس! إنّ هذا البجباج النفاج ما يدري من اللّه، و لا أين اللّه ؟! فقال له: أمّا قولك: ما أدري من اللّه ؟! فإنّ اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأولين، و أمّا قولك:
لا أدري أين اللّه ؟! فإنّ اللّه لبالمرصاد. ثمّ قرأ: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللّٰهَ عَلىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.. الآيات [سورة الحج (22):39]، فقال عثمان:
ما نزلت هذه الآية إلاّ فيّ وفي أصحابنا، أخرجنا من مكّة بغير حقّ ..
و في صفحة: 427-428، قال: و قال الشعبي: خطب الناس معاوية، فقال: لو أنّ أبا سفيان ولّد الناس كلهم كانوا أكياسا. فقام إليه صعصعة، فقال له: قد ولّد الناس كلّهم من هو خير من أبي سفيان آدم عليه السلام، فمنهم: الأحمق و الكيّس، فقال معاوية: إنّ أرضنا قريبة من المحشر، فقال له: إنّ المحشر لا يبعد على مؤمن و لا يقرب من كافر، -
ص: 34
(3) - فقال معاوية: إنّ أرضنا أرض مقدّسة. فقال له صعصعة: إنّ الأرض لا يقدّسها شيء و لا ينجسها، إنّما تقدّسها الأعمال، فقال معاوية: عباد اللّه اتّخذوا اللّه وليّا، و اتّخذوا خلفاءه جنّة تحترزوا بها، فقال صعصعة: كيف و كيف ؟ و قد عطّلت السنّة، و أخفرت الذمّة.. فصارت عشواء مطلخمة، في دهياء مدلهمّة، قد استوعبتها الأحداث، و تمكّنت منها الأنكاث، فقال له معاوية: يا صعصعة! لأن تقسي على ظلعك خير لك من استبراء رأيك، و إبداء ضعفك - تعرّض بالحسن بن علي [عليه السلام] - و لقد هممت أن أبعث إليه، فقال له صعصعة: أي و اللّه وجدتهم أكرمكم جدودا، و أحياكم حدودا، و أوفاكم عهودا، و لو بعثت إليه فلوجدته في الرأي أريبا، و في الأمر صليبا، و في الكرم نجيبا، يلذعك بحرارة لسانه، و يقرعك بما لا تستطيع إنكاره، فقال له معاوية: و اللّه لأجفينك عن الوسادة، و لأشردنّ بك في البلاد، فقال له صعصعة: و اللّه إنّ في الأرض لسعة، و إنّ في فراقك لدعة، فقال له معاوية: و اللّه لأحبسنّك عطائك، قال: إن كان ذلك بيدك فافعل، إنّ العطاء و فضائل النعماء في ملكوت من لا تنفذ خزائنه، و لا يبيد عطاؤه، و لا يحيف في قضيته، فقال له معاوية: لقد استقتلت، فقال له صعصعة: مهلا، لم أقل جهلا، و لم أستحلّ قتلا، لا تقتل النفس التي حرّم اللّه إلاّ بالحق، و من قتل مظلوما كان اللّه لقاتله مقيما، يرهقه أليما، و يجرعه حميما، و يصليه جحيما، فقال معاوية لعمرو ابن العاص: اكفناه، فقال له عمرو: و ما تجهمّك لسلطانك ؟ فقال له صعصعة: ويلي عليك يا مأوى مطردي أهل الفساد، و معادي أهل الرشاد..
فسكت عنه عمرو.
حكميّات صعصعة قال في تهذيب تاريخ ابن عساكر 428/6-429: و قال له معاوية:
ما المروءة ؟ قال: الصبر و الصمت، فالصبر على ما ينوبك، و الصمت حتى تحتاج إلى الكلام.
و قيل له: ما السداد فيكم ؟ فقال: إطعام الطعام، و لين الكلام، و بذل النوال، و كفّ المرء نفسه عن السؤال.
و قيل له: مالمروءة ؟ قال: أخوان إذا اجتمعا ظهرا، و إن لقيا قهرا، حارسهما قليل، يحتاجان إلى حياطة مع نزاهة، فقيل له: هل تحفظ في ذلك شعرا؟ قال: نعم قول مرّة -
ص: 35
(3) - ابن ذهل بن شيبان:
إنّ السيادة و المروءة علّقاحيث السماك من السماك الأعزلو إذا تفاخر سيّدان بمفخرطرحا القداح ففاز منها الأمثلو إذا تقابل مجريان لغايةعين الهجين و أسلمته الأرجلو نجا الصريح من الغبار معودافوت الجياد و لم يخنه الأفكلو كذا المروءة من تعلّق حبلهاقتل المرير تعلقته الأحبل و مرّ صعصعة بقوم - و هو يريد مكة - فقالوا له: من أين أقبلت ؟ قال: من الفجّ العميق، قالوا: فأين تريد؟ قال: البيت العتيق، قالوا: هل كان من مطر؟ قال: نعم، عفي الأثر، و انضر الشجر، و دهده الحجر، قالوا: أي آية في كتاب اللّه أحكم ؟ قال:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة (99):7-8]..
و قال لابن أخيه: إذا رأيت المؤمن فخالصه، و إذا رأيت الفاجر فخالفه، و دينك لا تكله إلى أحد، إنّ الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن، و إنّه لحقّ عليك أن تخالص المؤمن.
و في شرح النهج لابن أبي الحديد أيضا 257/15: و قال المغيرة - و هو عامل معاوية يومئذ - لصعصعة بن صوحان: قم فالعن عليّا، فقام فقال: إنّ أميركم هذا أمرني أن ألعن عليا فالعنوه لعنه اللّه.. و هو يضمر المغيرة.
و في 226/2: فأمّا من قال بتفضيله على الناس كافة من التابعين فخلق كثير، كأويس القرني، و زيد بن صوحان، و صعصعة أخيه، و جندب الخير، و عبيدة السلماني.. و غيرهم ممّن لا يحصى كثرة، و لم تكن لفظة الشيعة تعرف في ذلك العصر إلاّ لمن قال بتفضيله، و لم تكن مقالة الإماميّة و من نحا نحوها من الطاعنين في إمامة السلف مشهورة حينئذ على هذا النحو من الاشتهار، فكان القائلون بالتفضيل هم المسمّون: الشيعة..
ثم بعد هذا أقول: لقد بذلت ما في وسعي في تسجيل ماله تأثير في شخصيّة المترجم، و إلقاء الضوء على حياته العقيديّة، و إليك النقاط البارزة من جميع ما شرحناه:
1 - قول الصادق عليه السلام إنّه: «ما كان أمير المؤمنين عليه السلام من يعرف حقّه إلاّ صعصعة و أصحابه». -
ص: 36
( - 2 - لحن أمير المؤمنين عليه السلام في خطابه لصعصعة بقوله صلوات اللّه عليه:
«إني ما علمتك إلاّ لخفيف المؤنة، حسن المعونة»، و ردّه بقوله: و أنت - و اللّه - يا أمير المؤمنين! ما علمتك إلاّ باللّه عليما، و بالمؤمنين رؤوفا رحيما.. فإنّ دراسة هاتين الكلمتين و تحليلهما تكشف عن عمق إيمان المترجم، و شدّة اختصاصه بأمير المؤمنين عليه السلام، و نيله شرف الاختصاص به.
3 - أخذ الإمام الحسن عليه السلام الأمان له من معاوية في جملة أفراد من خواصه. و يكشف هذا إنّه كان من مقربيه عليه السلام و ممّن يهمّه أمره.
4 - تقريظ عقيل للمترجم عندما سأله معاوية عن أصحاب علي عليه السلام و خصّ بالذكر آل صوحان فوصفه بأنّه: عظيم الشأن، عضب اللسان، قائد فرسان، قاتل أقران، يرتق ما فتق، و يفتق ما رتق، قليل النظير.. و يتضح من سؤال معاوية عنه أنّه كان من أعلام أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، و من الذين أقضّ مضجع معاوية، و من قول عقيل: (قليل النظير) عظيم مقامه، و شدة وطئته على أعداء اللّه.
5 - إرسال أمير المؤمنين عليه السلام له إلى معاوية مع توصيف أن يكون الحامل لرسالته عليه السلام ثقة من ثقاته، الصريح بأنّ المترجم كان ثقة من ثقات أمير المؤمنين عليه السلام، و كفى بذلك شرفا و فخرا.
6 - شهادة معاوية بأنّ المترجم حامل مديته على بني اميّة.
7 - حمل رسالة أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية و إلى أهل النهروان..
و غيرهم.
8 - تأميره من قبل أمير المؤمنين عليه السلام على جميع عبد القيس.
9 - جهاده المتواصل في الذبّ عن حياض أهل البيت الذين أذهب اللّه الرجس عنهم من زمن عثمان إلى آخر لحظة من حياته.
و إليك أيّها القارئ بدراسة ما سطرناه من مواقفه المشرّفة و جهاده المتواصل، و إليك ما تحكم به من الوثاقة أو الحسن، و اللّه سبحانه ولي التوفيق و السداد.(7)حصيلة البحث و إني - و أيم الحقّ - لا ينقضي أسفي من تسرّع بعض الأصحاب في عدّه حسنا أو ممدوحا، مع أنّ أقلّ ما يمكن أن يقال فيه: إنّه من أوثق الثقات، و أجلّ الأجلاّء، و لعلّ تسرّعهم ذلك ناشئ من عدم دراسة حياته و مواقفه كما ينبغي.
ص: 37
132 - صعصعة بن معاوية التميمي
[الترجمة:] عدّه ابن عبد البرّ(1) ، و أبو نعيم، و أبو موسى من الصحابة.
و لم أتحقّق حاله(2).
133 - صعصعة بن ناجية
جدّ الفرزدق الشاعر
[الترجمة:] عدّه(3) الثلاثة من الصحابة.
و كان من أشرف بني تميم، و وجوه بني مجاشع، و كان في الجاهليّة يفتدي الموءودات - أعني البنات اللّواتي كانوا يدفنوهنّ حيّات - و قد أحيى
ص: 38
ثلاثمائة و ستين موءودة، اشترى كلّ واحد منهنّ بناقتين عشراوين و جمل، و عده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يؤجر عليها حيث أسلم.
و لا يبعد لذلك حسن حاله(1).
و كذا عدّه ابن عبد البرّ(1) منهم، و لقّبه ب : السلمي، حليف بني أسد بن خزيمة، و قتل باليمامة.
و حاله مجهول.
و في رواية أبان، عن حريز أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، استعار من صفوان بن اميّة الجمحي سبعين درعا حطميّة، و الحطميّة منسوبة إلى حطمة بن محارب، كان يعمل الدروع، كما في القاموس(2).
و قال المقدسي(3): صفوان بن اميّة بن خلف بن [وهب بن] حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي الجمحي القرشي، يكنّى: أبا اميّة، و يقال: أبا وهب، سمع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مات بمكّة في أوّل ولاية معاوية سنة اثنتين و أربعين، و كان ممّن أسلم بعد الفتح(4).
ص: 42
137 - صفوان بن حذيفة بن اليمان
[الترجمة:] لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه اللّه إيّاه في رجاله(1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
و قد مرّ(2) في أخيه: سعيد بن حذيفة بن اليمان أنّهما فازا بالشهادة بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام بصفّين، و كونهما ملازمين له عليه السلام بموجب وصيّة أبيهما.
و كفى بذلك شرفا و فخرا، فحديثهما من الحسان أقلاّ، إن لم يكن من الصحاح(3)(7).
ص: 43
(3) - معه [أي مع أمير المؤمنين عليه السلام] فستكون له حروب كثيرة، فيهلك فيها خلق من الناس، فاجتهدا أن تستشهدا معه، فإنّه و اللّه على الحقّ ، و من خالفه على الباطل.
و صرّح سيّدنا بحر العلوم في رجاله 176/2-178 إنّه قد أوصى ابنيه:
صفوان و سعيد بلزوم أمير المؤمنين عليه السلام و اتّباعه.. فكانا معه بصفّين و قتلا بين يديه رضيّ اللّه عنهما و عن أبيهما.. و غير ذلك، و عليه فما ذكره المعاصر خطأ بلا ريب.(7)حصيلة البحث بناء على ما نقلناه، فصفوان شهيد صفّين من الحسان إن لم نقل أنّه من الثقات، فتفطن.
[11158] 115 - صفوان بن الحكم الحنّاط جاء في معاني الأخبار باب نوادر المعاني: 408 حديث 87، بسنده:.. قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن صفوان بن الحكم الحنّاط ، قال: حدّثني زيد الشحّام، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 172/81 حديث 8، و 135/95 حديث 7، و فيهما: عن صفوان، عن حكم الحنّاط .
حصيلة البحث المعنون مهمل - لو كان له وجود - و لكن روايته سديدة، و لا يبعد أنّ رواية سعد بن عبد اللّه عنه توجب نوع قوة له. -
ص: 44
( -[11159] 116 - صفوان بن حمدون الهروي جاء في الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه: 302 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة مؤسسة البعثة: 297 حديث 583] الجزء الحادي عشر، و بالإسناد:.. أبو محمّد الفحّام، قال: حدّثني صفوان بن حمدون الهروي، قال: حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد السرّي، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن بن محمّد الأزدي، قال: حدّثني أبي و عمّي عبد العزيز بن محمّد الأزدي، قالا: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبي يحيى، عن جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام..
و مثله بالسند و المتن المتقدّم في بحار الأنوار 85/97 باب 57 حديث 5، و وسائل الشيعة 106/8 حديث 10183.
حصيلة البحث المعنون مهمل و روايته سديدة لأنّها مؤيّدة بروايات آخر.
[11160] 117 - صفوان بن سلمان جاء بهذا العنوان في كتاب مائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ابن شاذان: 140 [و في طبعة اخرى: 132] المنقبة الثانية و السبعون، بسنده:.. عن زيد بن عياض، عن صفوان بن سلمان، عن سلمان ابن يسار..
حصيلة البحث المعنون لم يذكره أرباب الجرح و التعديل، فهو مهمل.
ص: 45
(7) - 66 حديث 49، بسنده:.. عن سفيان الثوري، عن صفوان بن سليمان، عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يصوم أكثر ممّا يصوم في شعبان.
و جاء أيضا في التهذيب 3/6 حديث 2.. و عنه في بحار الأنوار 84/97 حديث 55 مثله.
و لاحظ : مزار ابن المشهدي: 35 حديث 8.
حصيلة البحث المعنون مهمل و لا يبعد كونه من رواة العامة.
[11163] 119 - صفوان بن عيسى بن يحيى البياع جاء في طب الأئمّة عليهم السّلام: 100: أحمد بن محارب السوداني، قال: حدّثنا صفوان بن عيسى بن يحيى البيّاع، حدّثنا عبد الرحمن بن الجهم، قال: شكا ذريح المحاربي قراقر في بطنه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في بحار الأنوار 177/62 حديث 13: عن أحمد بن محارب، عن صفوان بن عيسى، عن عبد الرحمن بن الجهم، قال: شكا ذريح المحاربي قراقر في بطنه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام..
أقول: و جاء - أيضا - في طبّ الأئمّة: 62 و 63 بعنوان: صفوان بن يحيى البيّاع.
حصيلة البحث المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجاليّة، فهو مهمل. -
ص: 47
(7) -[11164] 120 - صفوان بن غسّان جاء في بحار الأنوار 185/1 حديث 106 عن منية الشهيد الثاني: و عن صفوان بن غسّان، قال: أتيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و في منية المريد: 106 (الطبعة المحقّقة لمكتب الإعلام الإسلامي قم)، و فيه: عن صفوان بن عسّال..
أقول: هذا هو: صفوان بن عسّال المرادي.
راجع عنه: اسد الغابة 24/3.
حصيلة البحث المعنون مهمل لو كان له وجود.
[11165] 121 - صفوان بن قبيصة أبو قبيصة جاء في الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه 219/2 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة مؤسسة البعثة: 606 حديث 1253] مجلس يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة 457 حديث 1، بسنده:.. عن الحسن بن عمرو النعتمي [النعيمي]، عن أبي قبيصة صفوان بن قبيصة، عن الحارث بن سويد، أنّه حدّثه أنّ عبد اللّه بن مسعود أخبرهم..
و عنه في بحار الأنوار 193/40 حديث 78، و 73/92 حديث 46 مثله.
و جاء في كفاية الأثر: 221 باب 29، بسنده:.. قال: حدّثنا جعفر -
ص: 48
( - ابن زياد الأحمر، عن ابيّ الصيرفي، عن صفوان بن قبيصة، عن طارق ابن شهاب، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام.. و في فرحة الغري: 157 مثله.
و قال ابن حجر في لسان الميزان 192/3 برقم 865: صفوان بن قبيصة، عن طارق بن شهاب، و عنه أبو الصيرفي و آخران مجهول، انتهى.
و ذكره ابن حبّان في الثقات 469/6، فقال: يروي عن طارق بن شهاب إن كان سمع منه.
حصيلة البحث المعنون مهمل عندنا، و يظهر أنّه من رواة العامّة.
[11166] 122 - صفوان بن محمّد الجمّال جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 353/66 حديث 7، بسنده:.. عن القاسم بن محمّد.. و غيره، عن صفوان بن محمّد الجمّال، عن أبي نميرة..
و لكن في علل الشرائع 283/1 باب 198 حديث 1: صفوان بن مهران الجمّال، و هو الصحيح.
حصيلة البحث المعنون مصحّف اسم الأب، و ابن مهران ستأتي ترجمته في المتن، فراجع.
ص: 49
139 - صفوان بن مهران الجمّال ابن المغيرة
الأسدي الكاهلي
[الضبط :] قد مرّ(1) ضبط مهران في: سماعة بن مهران.
و ضبط المغيرة في: جحدر بن المغيرة(2).
و ضبط الأسدي في: أبان بن أرقم(3).
و ضبط الكاهلي في: إسحاق بن بشر أبي حذيفة(4).
[الترجمة:] و قد عدّ الشيخ رحمه اللّه الرجل في رجاله(5) من أصحاب الصادق عليه السلام، قائلا: صفوان بن مهران الجمال أبو محمّد الأسدي الكاهلي، مولاهم كوفي.
و قال في الفهرست(6): صفوان بن مهران الجمال، له كتاب، أخبرنا به
ص: 50
ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن السندي بن محمّد، عن صفوان ابن مهران الجمال. انتهى.
و قال النجاشي(1): صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي؛ مولاهم، ثمّ مولى بني كاهل منهم، كوفي ثقة، يكنّى: أبا محمّد، كان يسكن بني خزام(2) بالكوفة، و أخواه: حسين و مسكين، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و كان صفوان جمّالا، له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا أحمد بن عليّ بن نوح، قال:
حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة، قال: حدّثني أبي(3) ، قال: حدّثنا أبي(4)، عن صفوان بن مهران، بكتابه. انتهى.
و مثله إلى قوله: ثقة، في القسم الأوّل من الخلاصة(5).
و نقل ابن داود في الباب الأوّل(6) توثيق (كش) مريدا به (جش) إيّاه، و شطرا ممّا ذكره، و زاد: إنّه كان جمّالا، و باع جماله امتثالا لأمر الكاظم عليه السلام. انتهى.
ص: 51
و في التحرير الطاوسي(1): صفوان بن مهران الجمّال، روى عنه ما يدلّ على شدّة قبوله من أبي الحسن عليه السلام و صلاح دينه.
الطريق: حمدويه، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازي، قال:
حدّثني الحسن بن فضّال، قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال.. و ذكر المتن. انتهى.
و عدّه في ترتيب اختيار الكشي(2) من أصحاب أبي الحسن موسى عليه السلام، ثمّ روى عن حمدويه، قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازي، قال: حدّثني الحسن بن علي بن فضّال، قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه السلام، فقال لي:
«يا صفوان! كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا»، قلت: جعلت فداك! أيّ شيء؟ قال: «إكراؤك جمالك من هذا الرجل» - يعني هارون - قلت: و اللّه ما أكريته أشرا و لا بطرا، و لا لصيد و لا للهو، و لكنّي أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة - و لا أتولاّه بنفسي، و لكني أبعث معه غلماني، فقال لي: «يا صفوان! أيقع(3) كراؤك عليهم ؟» قلت: نعم، جعلت فداك، قال: فقال لي: «أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراك ؟» قلت: نعم، قال: «فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم، و من كان منهم كان ورد النار»(4).
ص: 53
و قال صفوان: فذهبت و بعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك هارون فدعاني، فقال: يا صفوان! بلغني أنّك بعت جمالك ؟ قلت: نعم، فقال: لم ؟ قلت: أنا شيخ كبير، و إنّ الغلمان لا يقوون بالأعمال، فقال: هيهات! هيهات! إنيّ لأعلم من أشار إليك بهذا.. أشار عليك بهذا موسى بن جعفر.
قلت: مالي و لموسى بن جعفر..!؟
فقال: دع هذا عنك، فو اللّه لو لا حسن صحبتك لقتلتك.
التمييز:
قد سمعت من الفهرست(1) رواية السندي بن محمّد، عنه.
و من النجاشي(2) رواية عبد اللّه بن قضاعة، عنه.
و قد ميّزه بهما بزيادة رواية الحسن بن فضّال، عنه، في المشتركاتين(3).
و زاد الكاظمي رحمه اللّه(4) رواية عبد الرحمن بن أبي نجران، و أحمد بن
ص: 54
محمّد بن أبي نصر، و علي بن الحكم، و إسماعيل بن مهران، و ابن أبي عمير، و عبد اللّه بن محمّد أبو محمّد الحجال.
و زاد في جامع الرواة(1) - على من ذكر - رواية الحسن بن محبوب، و صالح بن خالد، و الوليد بن أبان، و سعدان بن مسلم، و صالح بن عقبة، و عبد اللّه بن القاسم، و القاسم بن محمّد، و علي بن الحسن، عنه. و رواية محمّد ابن عيسى، عن يونس، عنه(2).
[الترجمة:] و قد عدّه الشيخ رحمه اللّه(1) تارة من أصحاب الكاظم عليه السلام، قائلا:
صفوان بن يحيى، وكيل الرضا عليه السلام، ثقة.
و اخرى(2): من أصحاب الرضا عليه السلام، قائلا: صفوان بن يحيى البجلي بيّاع السابري، مولى ثقة، وكيله عليه السلام كوفي. انتهى.
و ثالثة(3): من أصحاب الجواد عليه السلام، قائلا: صفوان بن يحيى السابري. انتهى.
و قال في الفهرست(4): صفوان بن يحيى مولى بجيلة، يكنّى: أبا محمّد بيّاع السابري، أوثق أهل زمانه عند أهل(5) الحديث و أعبدهم، كان يصلّي كلّ يوم خمسين و مائة ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يخرج زكاة ماله في السنة ثلاث مرّات، و ذاك أنّه اشترك هو و عبد اللّه بن جندب و علي بن النعمان في بيت اللّه الحرام، فتعاقدوا جميعا [أنّه](6) إن مات واحد منهم يصلّي من بقي
ص: 56
بعده صلاته، و يصوم عنه، و يحجّ عنه، و يزكّي عنه مادام حيّا، فمات صاحباه و بقي صفوان بعدهما، و كان يفي لهما بذلك، كان يصلّي عنهما، و يصوم عنهما، و يحجّ عنهما، و يزكّي عنهما، و كلّ شيء من البرّ و الصلاح يفعله لنفسه كذلك يفعل عن صاحبيه.
و قال له بعض جيرانه من أهل الكوفة - و هو بمكّة -: يا أبا محمّد! احمل لي إلى المنزل دينارين، فقال له: إنّ جمالي بكري(1) [قف] حتى أستأمر فيه جمّالي.
روى عن أبي الحسن [الرضا] و عن [الجواد] أبي جعفر عليهما السلام، و روى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام، و له كتب كثيرة، مثل كتب: الحسين بن سعيد، و له مسائل عن أبي الحسن موسى عليه السلام، و روايات. أخبرنا بجميعها جماعة، عن محمّد بن علي بن الحسين، عن محمّد بن الحسن و سعد بن عبد اللّه [عنه].
و أخبرنا [بها] ابن أبي جيّد، عن محمّد بن الحسن(2)، عن محمّد بن الحسن، [و سعد بن عبد اللّه]، و محمّد بن يحيى، و أحمد بن إدريس، عن محمّد بن الحسين، و يعقوب بن يزيد، عن صفوان(3).
و أخبرنا بها الحسين بن عبيد اللّه، و ابن أبي جيّد جميعا، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه(4) ، و الحسين بن
ص: 57
سعيد، عن صفوان.
و ذكر ابن النديم(1) [من] كتبه، كتاب: الشراء و البيع، كتاب:
التجارات - غير الأوّل -، كتاب: المحبّة(2) و الوظائف، كتاب:
الفرائض، كتاب: الوصايا، كتاب: الأذان(3)، كتاب: بشارات المؤمن، و أخبرنا بها أحمد بن عبدون، عن ابن الزبير، عن زكريا بن شيبان، عن صفوان. انتهى.
و قال النجاشي(4): صفوان بن يحيى أبو محمّد البجلي بيّاع السابري، كوفي ثقة ثقة(5) ، عين، روى أبوه عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و روى هو عن
ص: 58
الرضا عليه السلام، و كانت له عنده منزلة شريفة، ذكره الكشي في رجال أبي الحسن موسى عليه السلام، و قد توكّل للرضا و أبي جعفر عليهما السلام، و سلم مذهبه من الوقف، و كانت له منزلة من الزهد و العبادة، و كان جماعة الواقفة بذلوا له مالا كثيرا، و كان شريكا لعبد اللّه بن جندب و علي بن النعمان.
و روي أنّهم تعاقدا(1) في بيت اللّه الحرام أنّه من مات منهم صلّى من بقي صلاته، و صام عنه صيامه، و زكّى عنه زكاته، فماتا و بقي صفوان، فكان يصلّي في كلّ يوم مائة و خمسين ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يزكي زكاته ثلاث دفعات، و كلّ ما يتبرّع به عن نفسه ما(2) عدا ما ذكرناه تبرّع(3) عنهما مثله.
و حكى بعض(4) أصحابنا أنّ إنسانا كلّفه حمل دينارين إلى أهله إلى الكوفة، فقال: إنّ جمالي مكرية(5) ، و أنا أستاذن الأجراء.
و كان من الورع و العبادة [على] ما لم يكن عليه أحد من طبقته رحمه اللّه.
و صنّف ثلاثين كتابا - كما ذكر أصحابنا - يعرف منها الآن كتاب الوضوء، كتاب الصلاة، كتاب الصوم، كتاب الحج، كتاب الزكاة، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب الفرائض، كتاب الوصايا، كتاب الشرى(6) و البيع، كتاب العتق
ص: 59
و التدبير، كتاب البشارات، نوادر، أخبرنا علي بن محمّد(1) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن(2) ، قال: أخبرنا محمّد بن الحسن(3) ، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطاب الزيات، عن صفوان، بسائر كتبه.
مات صفوان بن يحيى رحمه اللّه سنة عشرة و مائتين. انتهى.
و قد عدّه الكشي رحمه اللّه في عبارته التي ذكرناها في المقام الثاني من الجهة السادسة من الفصل السادس من مقباس الهداية(4) من الستة الذين اجتمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم من أصحاب أبي إبراهيم و أبي الحسن الرضا عليهما السلام، و أقرّوا لهم بالفقه و العلم.
و روى في ترجمته روايات تدلّ على مدحه و جلالة قدره:
فمنها: ما رواه هو رحمه اللّه(5) ، عن محمّد بن قولويه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن معمّر بن خلاّد، قال:
قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: «ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من حبّ الرياسة»، ثمّ قال: «لكن صفوان لا يحبّ الرياسة».
و منها: قوله(6): صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة،
ص: 60
و بعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى عليه السلام بالصلاة عليه.
و منها: قول الرضا عليه السلام - في خبر معمر بن خلاّد المتقدّم(1) في ترجمة: إسماعيل بن الخطّاب(2) -: «رحم اللّه إسماعيل بن الخطاب، رحم اللّه صفوان، فإنّهما من حزب آبائي عليهم السلام، و من كان من حزبنا دخل الجنّة».
و منها: خبر صفوان(3) المتقدّم(4) في ترجمة: إبراهيم بن أبي سمال، المتضمّن لقوله: أدخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام إبراهيم و إسماعيل ابني أبي سمال.. إلى آخره.
فإنّه يكشف عن كونه مقربا عنده عليه السلام، و من خواصّه الذي يدخل عليه شيعته.
و منها: ما رواه هو رحمه اللّه(5): عن محمّد بن قولويه، قال: حدّثني سعد ابن عبد اللّه، قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى، عن رجل، عن
ص: 61
علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى، و محمّد بن سنان بخير، و قال: «رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني قطّ »، هذا بعد ما جاء عنه فيهما ممّا(1) قد سمعته من أصحابنا.
و منها: ما رواه هو رحمه اللّه(2): عن محمّد بن مسعود، قال: حدّثني علي ابن محمّد، قال: حدّثني أحمد بن محمّد، عن رجل، عن عليّ بن الحسين بن داود القمّي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى، و محمّد بن سنان بخير، و قال: «رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السلام قطّ ». هذا(3) بعدما جاء فيهما ممّا(4) قد سمعه غير واحد.
و منها: ما رواه هو(5) رحمه اللّه: عن محمّد بن قولويه، قال: حدّثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع: أنّ أبا جعفر عليه السلام كان لعن صفوان بن يحيى، و محمّد بن سنان، فقال: «إنّهما خالفا أمري»، قال: فلمّا كان من قابل، قال أبو جعفر عليه السلام لمحمّد بن سهل البحراني(6): «تولّ صفوان و محمّد بن سنان فقد رضيت عنهما».
ص: 62
و أقول: إنّ قوله عليه السلام في سابقيه: «ما خالفاني قطّ ، و لا خالفا أبي قطّ » يكشف عن أنّ لعنه إيّاهما المنقول في الخبر الأخير كان لحفظهما كلعنهم عليهم السلام زرارة.. و أمثاله. و إلاّ لكان قوله عليه السلام:
«ما خالفاني و لا خالفا أبي عليه السلام..» كذبا! يجلّ عن ذلك.
و أيضا لو كان لعنه حقيقيّا، لأشكل من جهة عدم جواز لعن من يعلم أنّه يتوب و يرضيه.
و لقد أجاد الميرزا(1) حيث قال: اعلم أنّه كفى طعنا في رواية الذمّ أنّ في الطريق أحمد بن هلال(2) ، على أنّها تضمّنت الرضا و الأمر بالموالاة بعد ذلك، على أنّ روايات عدم المخالفة قطّ تنفي ذلك من أصله، كما لا يخفى. انتهى(3).
ص: 63
و على كلّ حال؛ فقد ظهر ممّا ذكرنا كلّه أنّ الرجل في غاية الوثاقة و الجلالة و علوّ القدر.
و قد وثّقه صريحا في الوجيزة(1) ، و البلغة(2) ، و المشتركاتين(3) ،
ص: 64
و الحاوي(1).. و غيرها(2) ، بل قد وثّقه الرضا عليه السلام بأمره محمّد بن عيسى اليقطيني، في أن يشهده على طلاق زوجته، فيما رواه الشيخ في الاستبصار(3) ، و التهذيب(4) ، بإسناده: عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضا عليه السلام رزم ثياب و غلمانا و دنانير(5) و حجة لي و حجة لأخي موسى بن عبيد، و حجّة ليونس بن عبد الرحمن، فأمرنا أن نحجّ عنه، فكانت بيننا مائة دينار أثلاثا فيما بيننا، فلمّا أردت أن أعبي الثياب، رأيت في أضعاف الثياب طينا، فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: ليس يوجّه بمتاع إلاّ جعل فيه طينا من قبر الحسين عليه السلام. ثمّ قال الرسول: قال أبو الحسن عليه السلام: «هو أمان بإذن اللّه»، و أمر بالمال بأمور في صلة أهل بيته، و قوم محاويج لا مؤونة [يؤبه] لهم، و أمر بدفع ثلاثمائة دينار إلى رحيم(6)؛ امرأة كانت له، و أمرني أن
ص: 65
أطلّقها عنه و أمتّعها بهذا المال، و أمرني أن أشهد على طلاقها صفوان بن يحيى و آخر.. نسي محمّد بن عيسى اسمه.
فإنّه نصّ في تعديله عليه السلام إيّاه؛ لأنّ من ضروريات مذهبنا اشتراط عدالة شاهدي الطلاق(1)فهرست الشيخ الطوسي رحمه اللّه: 109 برقم 358 [الطبعة الحيدرية، و سلفت الطبعات الاخر].(2).
بقي هنا أمور متعلّقة بالمقام، ينبغي التنبيه عليها:
الأوّل: إنّ العلاّمة رحمه اللّه و إن عدّ الرجل في القسم الأوّل(3) ؛ إلاّ أنّه سها قلمه الشريف فلم ينصّ على توثيقه، بل ذكر شطرا من عبارة الفهرست، ثمّ ذكر نقل الكشي إجماع العصابة عليه، ثمّ ذكر رواية معمّر بن خلاّد المتقدّمة..
ثمّ قال - أخذا من الفهرست(3) و النجاشي(4) ، ما لفظه -: و كانت له(5) عند
ص: 66
الرضا عليه السلام منزلة شريفة، و توكّل للرضا و أبي جعفر عليهما السلام و سلم مذهبه من الوقف، و كانت له منزلة من الزهد و العبادة. انتهى.
و كأنّه استغنى بما ذكره عن التنصيص بتوثيقه، لتضمّنه مرتبة أعلى من التوثيق، و لكن كان مقتضى قانون الفنّ أن يضيف إلى ذلك كلّه التنصيص بتوثيقه.
الثاني: إنّك قد سمعت من الفهرست و النجاشي أنّ صفوان كان يصلّي عن صاحبيه، و إنّه كان يصلّي في اليوم و الليلة مائة و خمسين ركعة، مع أنّ مقتضى صلاته عنهما أن يصلّي في كلّ يوم و ليلة مائة و ثلاث و خمسين ركعة، و لعلّهما عبرا بذلك مسامحة، و إلاّ فلا يخفى على أحد أنّ تكرار إحدى و خمسين ثلاث مرّات يجمع مائة و ثلاث و خمسين.
و لقد أجاد ابن داود(1) حيث نقل عبارة النجاشي، و زاد الثلاثة، فقال:
و كان يصلي كلّ يوم مائة و ثلاثة و خمسين ركعة.. إلى آخره.
الثالث: إنّك قد سمعت أنّ الرضا عليه السلام ترحّم عليه، و على إسماعيل ابن الخطاب في خبر معمر بن خلاّد(2). و قد سها قلم التحرير الطاوسي(3) فنسب ذلك إلى الصادق عليه السلام، حيث قال: صفوان بن يحيى، روي أنّ الصادق عليه السلام ترحّم عليه، و قال: «إنّه حزب آبائي» هذا معنى ما روي.. ثمّ أخذ في سنده، ثمّ سها أيضا قلمه بإبدال أبي جعفر - المراد به
ص: 67
الجواد عليه السلام - ب : أبي جعفر الباقر عليه السلام(1) ، حيث قال:
و روى - يعني الكشّي - حديثا يتضمّن مدح صفوان بن يحيى، و محمّد ابن سنان، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام بأنّهما ما خالفاه قطّ ، و بالرضاء عنهما.
مع أنّ من المعلوم أنّ صفوانا لم يلق الباقر عليه السلام، و أنّ المراد ب : أبي جعفر المذكور في الأخبار الثلاثة الأخيرة إنما هو الجواد عليه السلام، بل قيّد أبا جعفر في رواية علي بن الحسين بن داود القمّي(2) بالثاني النصّ في كونه الجواد عليه السلام.
الرابع: إنّ رواية معمر بن خلاد - التي قد أشرنا آنفا إلى درج العلاّمة رحمه اللّه إيّاها في ترجمة الرجل - قد تضمنت قوله: «ما ذئبان ضاريان في غنم غاب عنها رعاؤها..» إلى آخره.
و علّق الشهيد الثاني رحمه اللّه(3) على ذلك قوله: هذا لفظ الرواية في كتاب الكشي بخطّ السيّد ابن طاوس، و الصواب «رعاتها» - بالتاء، موضع الواو - جمع راع، كقضاة جمع قاض، و أمّا الرعاء بالمدّ فهو صوت. انتهى.
و أنت خبير بأنّ هذا سهو عظيم، و مساهاة كبيرة، في موضعين:
أحدهما: قوله: و الصواب: رعاتها - بالتاء - فإنّ فيه: إنّ من راجع
ص: 68
كلمات أهل اللغة ظهر له أنّ الرعاء أكثر شيوعا و استعمالا عند العرب - في جمع راعي - من رعاة، قال ابن الأثير في نهايته(1): الرعاء - بالكسر و المدّ - جمع راعي(2) ، و قد يجمع على رعاة - بالضمّ -.. هذا قوله بعد ذكره حديثا فيه رعاء الشاة(3).
و صاحب القاموس(4) ذكر أنّ جمع الراعي: رعاء و رعاة و رعيان.
بل في تاج العروس(5) و غيره أنّ الغالب استعمال الرعاة في الولاة، و استعمال رعاء و رعيان في جمع الراعي.
ثمّ هب أنّه قدّس سرّه ما راجع كلمات أهل اللغة، فما أذهله عن قوله سبحانه: حَتّٰى يُصْدِرَ الرِّعٰاءُ وَ أَبُونٰا شَيْخٌ كَبِيرٌ (6).
ثانيهما: قوله: و أمّا الرّعاء - بالمدّ - فهو صوت.. فإنّه من أغرب الغرائب؛ فإنّ الذي بمعنى الصوت هو الرغاء - بضمّ الراء المهملة، و بالغين المعجمة - فإنّه صوت الإبل، على ما قاله ابن الأثير(7) و الجوهري(8).. و غيرهما(9).
ص: 69
الخامس: إنّ السيّد الداماد المحقق رحمه اللّه(1) قال: إنّ فئة من الآخذين في هذه العلوم بطرف يستشكلون أمر استصحاح الأصحاب رواية صفوان بن يحيى، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و هو ممّن لم يلقه، و لم يدرك عصره. و رواية الشيخ رحمه اللّه - في الصحيح - عن صفوان بن يحيى، عن أبي عبد اللّه عليه السلام(2) إنّما يكون بواسطة، فعدم ذكرها ينافي الصحّة..!! و هذه الفئة في غفلة طويلة، و غفول عريض؛ لأنّ أبا محمّد صفوان بن يحيى روايته عن أبي عبد اللّه عليه السلام معدودة من الصحاح، و إن كان هو لم يرو عنه عليه السلام(3) ؛ لأنّه روى عن أربعين رجلا من أصحاب الصادق عليه السلام كما في الفهرست، و لإجماع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه، فالمستبين أنّه ليس يروي الحديث عن الصادق عليه السلام إلاّ بسند صحيح، و أنّ إسقاط الواسطة أبلغ في التصحيح من توسيطها(4) ، فذلك من قبل صفوان كلّه كاد أن لا يخرج الحديث عن الصحّة الحقيقية [إلى الصحّية]، فضلا عن إخراجها عن دائرة الصحّة رأسا. انتهى.
و ما ذكره كلام متين، و جوهر ثمين.
السادس: إنّه قد وقع في بعض أسانيد التهذيب(5) أحمد بن محمّد، عن
ص: 70
صفوان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.
و قال في مشرق الشمسين(1): اعلم أنّ بعض الفضلاء ناقش العلاّمة رحمه اللّه حيث وصف في المنتهى(2) ، و المختلف(3) هذا الحديث بالصحّة، و قال: التحقيق أنّه ليس بصحيح؛ إذ لا سبيل إلى حمل صفوان على ابن يحيى؛ لأنّه لا يروي عن الصادق عليه السلام إلاّ بواسطة، فسقوطها قادح في الصحة، فتعيّن أن يكون ابن مهران؛ لأنّه هو الذي يروي عنه عليه السلام بغير واسطة، و حينئذ يكون أحمد بن محمّد عبارة عن البزنطي لا ابن عيسى و لا ابن خالد؛ لأنّ روايتهما عنه عليه السلام بواسطة، و غير هؤلاء الثلاثة لا يثمر [صحة] الطريق. و طريق الشيخ رحمه اللّه في الفهرست(4) إلى أحد كتابي البزنطي غير صحيح، و لا يعلم من أيّهما أخذ هذا الحديث، فلا وجه لوصفه بالصحة.. هذا ملخص كلامه.
و فيه نظر؛ إذ لا وجه لقطع السبيل إلى حمله على صفوان بن يحيى:
فإنّ الظاهر أنّه هو، و لهذا نظائر، و ما ظنّه قادحا في الصحة غير قادح فيها، لإجماع الطائفة على تصحيح ما يصح عنه، و لذلك قبلوا مراسيله.
ص: 71
و العلاّمة رحمه اللّه يلاحظ ذلك كثيرا، بل يحكم بصحة حديث من هذا شأنه و إن لم يكن إماميا كابن بكير.. و أمثاله. انتهى ما في مشرق الشمسين.
و قال في موضع آخر(1): ربّما يسلك المتأخرون طريقة القدماء في بعض الأحيان، فيصفون الخبر المحفوف بالقرائن بالصحة(2). انتهى.
و أقول: قد ذكرنا في الفائدة الثالثة و العشرين من مقدّمة الكتاب(3) ، ما يظهر به النظر فيما سمعته من البعض الذي نقل عنه المحقق البهائي قدس سرّه، و ما سمعته من المحقق الداماد رحمه اللّه يؤيّد ما سمعته من المحقق البهائي رحمه اللّه.
السابع: إنّه صرّح الشيخ رحمه اللّه في العدّة(4) بأنّ صفوان بن يحيى لا يروي إلاّ عن ثقة.
و قال الشهيد رحمه اللّه في أوائل الذكرى(5): إنّ الأصحاب أجمعوا على قبول مراسيله، و إنّها كالمسانيد.
ص: 72
التمييز:
قد سمعت من الفهرست(1) رواية سعد بن عبد اللّه، و يعقوب بن يزيد، و الحسين بن سعيد، و محمّد بن خالد البرقي، و زكريّا بن شيبان، عنه.
و سمعت من النجاشي(2) رواية محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عنه.
و قد ميّزه بهؤلاء الشيخ الطريحي(3) رحمه اللّه.
و زاد الكاظمي(4) على هؤلاء التمييز برواية محمّد بن عيسى بن يقطين، و الحسن بن محمّد بن سماعة، و علي بن حسن الطويل(5) ، و عليّ بن السندي، و الفضل بن شاذان، و أيّوب بن نوح - و هو أبو الحسن التميمي أو النخعي -، و محمّد بن عبد الجبّار الصهباني، و العباس بن معروف، و علي بن إسماعيل، و إبراهيم بن هاشم، و موسى بن القاسم(6).
و زاد في جامع الرواة(7) نقل رواية سعد بن سعد، و معاوية بن وهب، و محمّد بن إسماعيل بن بزيع، و محمّد بن الحسن بن علاّن، و العباس بن عامر، و بنان بن محمّد، و عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، و ابن أبي نجران، و سعيد بن يسار، و محمّد بن أبي عمير، و موسى بن عمر البصري، و الحسن بن
ص: 73
الحسين اللؤلؤي، و جمهور والد محمّد(1) ، و سهل بن زياد، و أحمد بن أبي عبد اللّه، و علي بن أحمد بن أشيم، و محمّد بن عبد الحميد، و معاوية بن حكيم، و النضر بن سويد، و إسماعيل بن مهران، و فضالة، و السندي بن محمّد البزاز، و محمّد بن علي بن محبوب، و عبد اللّه بن الصلت، و محمّد بن عبد اللّه الأنصاري، و علي بن مهزيار، و الحسن بن علي الوشاء، و الحسن بن علي بن يوسف، و علي بن الحكم، و أبي الفضل، و الحسين بن المختار، و أحمد بن محمّد بن أبي نصر، و الحسين بن هاشم، و ابن رباط ، و علي بن موسى، و منصور بن العبّاس، و صالح بن أبي حمّاد، و محمّد بن خالد الطيالسي.
تذييل:
قال المولى الأمين الكاظمي قدس سرّه في المشتركات(2): إنّه وقع في التهذيب(3) توسّط أيّوب بن نوح بين محمّد بن الحسين، و بين صفوان ابن يحيى.
و قال في المنتقى(4): إنّ الأظهر كون أيّوب معطوفا على محمّد بن الحسين،
ص: 74
ثمّ عرض له التصحيف، و مثله كثير. انتهى(1).
و وقع في كتابي الشيخ رحمه اللّه(2) رواية معاوية بن وهب، عن صفوان ابن يحيى.
و لا ريب أنّه غلط ؛ لأنّ معاوية بن وهب أقدم في الطبقة من صفوان بن يحيى، فروايته عنه غير معقولة(3).
و وقع فيهما أيضا سند هذه صورته: عن الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن صفوان، عن عيص(4).
و الصواب فيه: و صفوان؛ إذ لا يعهد للحسين بن سعيد رواية عن صفوان ابن يحيى بالواسطة.
و وقع في الكافي(5) ، و التهذيب(6) ، رواية موسى بن القاسم، عن صفوان ابن يحيى الأزرق.
ص: 75
و هو تصحيف. و الصواب: عن يحيى؛ فإنّ صفوان بن يحيى من الآحاد(1) ، و لم يقيد في ترجمته ب : الأزرق.
و في إسناد الشيخ رحمه اللّه(2) أيضا رواية ابن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى، و الصواب فيه العطف.
و في الفقيه(3) ، روى موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان بن يحيى.
و في التهذيب(4) في كتاب: الحج سند صورته: سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن العباس، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار.
و قال الشيخ حسن في المنتقى(5): المعهود من رواية أبي جعفر - و هو أحمد بن محمّد بن عيسى - عن ابن أبي نجران، أن يكون بغير واسطة، و كذا رواية العبّاس عن صفوان، فالظاهر أنّ ما في طريق هذا الخبر من رواية العبّاس، عن ابن أبي نجران.. سهو، و صوابه
ص: 76
العطف. انتهى(1).
و في الكافي(2) في باب: من بدأ بالمروة قبل الصفا، رواية ابن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى.. و هو سهو، و الصواب فيه العطف(3).
هذا كلام الكاظمي(4) ، و إن كنت على ذكر ممّا نقلناه آنفا عن المحقّق الداماد رحمه اللّه، و ما بيّناه في الفائدة الثالثة من فوائد مقدّمة الكتاب(5) ، ظهر لك أنظار فيما ذكره، فلاحظ و تدبّر.
إكمال:
حيث إنّ ممّا يميّز به الراوي المرويّ عنه، فاعلم أنّ صفوان بن يحيى روى عن الكاظم و الرضا عليهما السلام، و عن أربعين رجلا من أصحاب الصادق عليه السلام، كما سمعت التنصيص به من الشيخ رحمه اللّه في الفهرست.
ص: 77
و ممّن عثرنا على روايته عنه: إسماعيل بن جابر، و العلاء بن رزين، و معاوية بن عمّار، و سعيد بن يسار، و إسحاق بن عمّار، و هارون بن خارجة، و شعيب العقرقوفي، و ابن بكير، و عاصم بن حميد، و ابن مسكان، و عبد اللّه بن سنان، و عبد الرحمن بن العيص بن الحجّاج، و القاسم، و منصور بن حازم، و ذريح، و هشام بن سالم(1).. و غيرهم(2).
ص: 78
(7) - لأبي إبراهيم عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 297/99 حديث 21 مثله.
و في منتقى الجمان 567/2: عن صفوان بن يحيى الأزرق، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام.. و في صفحة: 433، و فيه: عن صفوان، عن يحيى الأزرق.. إلى أن قال: التهذيب: عن صفوان بن يحيى الأزرق.. في عدّة طرق.
و لاحظ : شرح اصول الكافي للمازندراني 81/9، قال: و ما رواه الشيخ في الصحيح عن صفوان، عن يحيى الأزرق..
أقول: بعد التأمّل في أسانيد الروايات و من روى عنهم و رووا عنه يظن وقوع التصحيف هنا، و أنّ الصحيح: عن صفوان، عن يحيى الأزرق، و أبدل (عن) ب : (ابن)، فتدبّر.
و عليه؛ فالظاهر أنّه يحيى بن عبد الرحمن الأزرق الثقة، و إن ثبت ذلك فيعدّ يحيى الأزرق ثقة، و صفوان مجهولا لعدم المميّز له.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[11170] 124 - صفوان بن يحيى البيّاع كذا جاء في أسانيد طب الأئمة: 110، قال: محمّد بن بكير، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى البيّاع، قال: حدّثنا المنذر بن هامان، عن محمّد بن مسلم و سعد المولى، قالا: قال أبو عبد اللّه الصادق عليه السلام.. -
ص: 79
( - و بنفس السند و المتن في بحار الأنوار 264/62 باب نوادر طبّهم عليهم السلام حديث 26، و فيه: صفوان بن اليسع، و قد سلف منا مستدركا: صفوان بن عيسى بن يحيى البيّاع، فلاحظ .
حصيلة البحث المعنون مهمل، و احتملنا فيه أن يكون صفوان بن يحيى الثقة المدرج في المتن.
[11171] 125 - صفوان بن اليسع جاء في بحار الأنوار عن طبّ الأئمّة عليهم السلام 264/62 باب نوادر طبّهم عليهم السلام حديث 26، و 150/95 حديث 7 الطبّ : عن محمّد بن بكير، عن صفوان بن اليسع، عن منذر بن هامان، عن محمّد بن مسلم و سعد المولى، قالا: قال أبو عبد اللّه عليه السلام..
و لكن في طبّ الأئمّة: 110 بالسند و المتن المتقدّم إلاّ أنّ فيه: صفوان ابن يحيى البيّاع. و ليس لصفوان بن اليسع ذكر في المعاجم الرجاليّة و الحديثيّة سوى ما في بحار الأنوار.
أقول: أورده ابن سابور في كتابه (طب الأئمّة) في صفحة: 100 بعنوان: صفوان بن عيسى بن يحيى البيّاع، و قد استدركناه بهذا العنوان، فراجع.
حصيلة البحث الراجح عندي أنّ الصحيح: صفوان بن يحيى الثقة الثقة المعنون في المتن.
ص: 80
تذييل
قد عدّ المتكلفون لتعداد الصحابة جماعة مسمّين ب : صفوان، و لاشتراكهم في الجهالة نذكرهم نسقا، و هم:
و
و
و
و
154 - صفير مولى أبي عبد اللّه عليه السّلام
[الترجمة:] لم يذكره المتأخرون، و إنّما روى الكشّي(1) رحمه اللّه في ترجمة: معتّب، عن حمدويه، و إبراهيم، عن محمّد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع، أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:
«هم عشرة» - يعني مواليه - «فخيرهم [و] أفضلهم معتّب، و فيهم خائن فاحذروه، و هو: صفير(2)».
و في بعض نسخ الكشّي إبدال: صفير - بالفاء - ب : صعير - بالعين -، و الظاهر أنّ الصواب الأوّل، و اللّه العالم(3).
ص: 87
عنه عليه السلام في ابنه الحسن و القائم صلوات اللّه عليهما و أنّه الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت ظلما و جورا.
و كذا روى عنه عليه السلام(1) تفسير الأيّام في قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم» إنّها الأئمّة الإثنا عشر مع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ما هو المشهور المعروف على ما ذكره المولى الوحيد رحمه اللّه(2).
و أقول: لا يخفى عليك أنّ الذي روى تفسير الأيّام بالأئمّة عليهم السلام هو: الصقر بن أبي دلف الكرخي، كما في الرواية التي ذكرها
ص: 89
الصدوق عليه الرحمة في الخصال(1) و العلل(2).
و أمّا راوي النصّ على مولانا العسكري عليه السلام و الحجّة المنتظر عليه السلام، فغير موصوف ب : الكرخي، و لعلّ الوحيد رحمه اللّه فهم الاتّحاد من قرائن قامت عنده على أنّ الصقر الذي من شيعة الإمام الهادي عليه السلام بسرّ من رأى واحد، و هو غير بعيد.
ثمّ لا يخفى عليك أنّ الموجود في البحار(3) في باب: النصوص
ص: 90
على الحسن بن عليّ عليهما السلام نقلا عن كتاب إكمال الدين(1): الصقر بن دلف(2) ، فيمن روى النصّ ، و ابن أبي دلف الكرخي، فيمن روى تفسير الأيّام بالأئمّة عليهم السلام، و لعلّ سقوط نسخة أبي من النسّاخ، فتفحّص.
تكملة
لا يبعد أن يكون أبو دلف هذا هو: القاسم بن إدريس بن عيسى العجلي(3) ، صاحب المنصور، ثمّ الأمين و المأمون العباسيّين، و هو سيّد العرب الذي يقول فيه الشاعر:
إنّما الدنيا أبو دلف *** بين باديه و محتضره
فإذا ولّى أبو دلف *** ولّت الدنيا على أثره(4)(5)
ص: 91
(7) -[11188] 127 - الصقعب بن الزبير جاء بهذا العنوان في مستدرك وسائل الشيعة 290/3 حديث 3606 هكذا:.. و عن الصقعب بن الزبير أنّه سأله أمير المؤمنين عليه السلام عن التختّم في اليمين..
و لكن في مناقب ابن شهر آشوب 88/3: الصقعب بن زهير.
و قد ذكره الرازي في الجرح و التعديل 455/4 برقم 2010 بعنوان:
صقعب بن زهير الأزدي، فراجع.
أقول: إنّا نعتقد أنّه و صقعب بن زهير الآتي واحد.
حصيلة البحث سواء أكان الصحيح في العنوان: الصعقب بن الزبير، أو:
الصقعب بن زهير، فلا قرينة على ترجيح أحد العنوانين.. فهما كلاهما واحد و مهمل.
[11189] 128 - الصقعب بن زهير ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه 88/3 [و في طبعة المطبعة العلمية بقم 303/3] هكذا: الصقعب بن زهير أنّه سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن التختم في اليمين..
و عنه في بحار الأنوار 63/42 مثله.
و لكن في مستدرك وسائل الشيعة 290/3 حديث 3606: الصعقب ابن الزبير المستدرك آنفا.
أقول: الظاهر إنّ الصحيح هو: صقعب بن زهير. -
ص: 92
و ظاهره كونه إماميا، و لم أقف فيه على ما يدرجه في الحسان(1).
157 - الصلت بن الحرّ الجعفي
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب الصادق عليه السلام.
و قال النجاشي(3): الصلت بن الحرّ، له كتاب، أخبرنا أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، قال: حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، عنه. انتهى(4).
و ظاهره و إن كان كونه إماميّا، إلاّ أنّ حاله مجهول(5).
ص: 94
(10) -[11192] 129 - الصلت الخزاز جاء بهذا العنوان في الكافي 77/4 باب الأهلّة و الشهادة عليه حديث 7، بسنده:.. عن عبد اللّه بن الحسين، عن الصلت الخزّاز، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و جاء في مشارق الشموس للخوانساري 469/2، و هو مجهول عنده، و في كتاب الصوم 94/2 قال عن رواية هو فيها:..
لجهالة الصلت.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[11193] 130 - الصلت بن الشريف بن جعفر ابن الشريف جاء في أسناد كشف الغمّة 308/3، و الخرايج و الجرايح: 424 حديث 4، و الثاقب في المناقب: 214 حديث 189، و بحار الأنوار 262/50 حديث 22، و الصراط المستقيم 206/2 حديث 3، و متن الحديث في الجميع واحد.
و روى أيضا جعفر بن الشريف الجرجاني، قال: حججت سنة، فدخلت على أبي محمّد صلوات اللّه عليه بسرّ من رأى، و قد كان أصحابنا حمّلوا معي شيئا من المال، فأردت أن أسأله إلى من أدفعه.. إلى أن قال:
«فامض راشدا، فإنّ اللّه سيسلّمك و يسلّم ما معك، و تقدم على أهلك و ولدك، و يولد لولدك الشريف ابن فسمّه: الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف، و سيبلغ اللّه به و يكون من أوليائنا..». -
ص: 95
(10) - حصيلة البحث تصريح الإمام المعصوم صلوات اللّه عليه بأنّه يكون من أوليائنا يوجب عدّه حسنا أقلا.
[11194] 131 - الصلت بن عبد اللّه بن نوفل جاء بهذا العنوان في عوالي اللئالي 174/1 حديث 205 هكذا:
و روى الصلت بن عبد اللّه بن نوفل، قال: رأيت ابن عبّاس يتختّم في يمينه..
و عنه في مستدرك وسائل الشيعة 291/3 حديث 3607 مثله.
أقول: ذكره ابن حجر في تقريب التهذيب 440/1 [و في طبعة 369/1 برقم (118)]، و قال: مقبول من السادسة.
حصيلة البحث المعنون مهمل أو مجهول.
[11195] 132 - الصلت بن العلاء جاء في الخصال 21/1 باب الواحد حديث 72، بسنده:.. عن عليّ ابن حفص العبسي، عن الصلت بن العلاء، عن أبي الحزور، عن أبي جعفر عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 278/22 حديث 31 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل. -
ص: 96
( -[11196] 133 - صلت بن المنذر جاء في الخرايج و الجرايح 841/2 حديث 60، بسنده:.. عن أبي ثوبان الأسدي - و كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام - عن الصلت بن المنذر، عن المقداد بن الأسود، أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خرج في طلب الحسن و الحسين عليهما السلام..
و عنه في بحار الأنوار 271/43 حديث 39 مثله، و العوالم للشيخ عبد اللّه البحراني: 10 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل، إلاّ أنّ روايته سديدة.
[11197] 134 - الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التيمي جاء بهذا العنوان في كتاب وقعة صفّين: 290، بسنده:.. عن عمر، عن الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التيمي، قال: سمعت أشياخ الحيّ من بني تيم اللّه بن ثعلبة..
و لكن في شرح نهج البلاغة 226/5: عن عمرو، عن يزيد بن أبي الصلت التيمي..
حصيلة البحث اختلف في العنوان، ففي وقعة صفّين: الصلت بن يزيد بن أبي الصلت، و في شرح النهج: عمرو، عن يزيد بن أبي الصلت؛ و لا قرينة لمعرفة الصحيح منهما، فالعنوان مجهول بمعنى، و مهمل بمعنى آخر.
ص: 97
[تذييل]
و مثله في الجهالة عدّة اخرى مسمّون ب : الصلت معدودون من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ك :
أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
و لم أقف فيه على مدح، فحاله مجهول(1).
165 - صمد أبو محمّد
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب الصادق عليه السلام.
ص: 103
و ظاهره كونه إماميّا، إلاّ أنّ حاله مجهول.
[الضبط :] [صمد:] و هو: بفتح الصاد المهملة، و الميم، بعدها دال مهملة، علم، و أصله الرجل الذي لا يعطش و لا يجوع في الحرب(1)(2).
ص: 104
166 - الصنابح بن الأعسر الأحمسي
كوفي
[الترجمة:] عدّه الثلاثة(1) من الصحابة.
و لم أستثبت حاله(2).
167 - صندل
[الترجمة:] ذكره أهل السير في عداد متصوّفة العامّة - كالجنيد و أبي يزيد البسطامي - و يذكرون له أقاصيص من كرامات الأولياء.
و الظاهر أنّه المدفون ببغداد، و قبره بها معروف، و اسمه على ما يظهر من الكشّي(3) في ترجمة: بشّار هو: [ابن] محمّد بن الحسن الأنباري، أخو عليّ
ص: 105
168 - صندل الخيّاط بن محمّد
ابن الحسن الأنباري
الضبط :
صندل: بالصاد المهملة المفتوحة، و النون الساكنة، و الدال المهملة المفتوحة، و اللام(1).
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب الكاظم عليه السلام، قائلا: صندل الذي روى عنه الحسن بن عليّ بن فضال. انتهى.
و ظاهر الرواية التي رواها الكشّي(3) في ترجمة: هند بن الحجّاج كونه معروفا، حيث جعله معرّفا لعليّ بن محمّد بن الحسن الأنباري، حيث قال:
و روى لي عليّ بن محمّد بن الحسن الأنباري أخو صندل، قال: بلغني من جهة اخرى.. إلى آخره(4).
ص: 107
[التمييز:]
و نقل في جامع الرواة(1) رواية الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عنه. و رواية أحمد بن إدريس، و محمّد بن زياد، و الحسين ابن عبد الرحمن.
و روايته عن زيد الشحام، و عبد الرحمن بن الحجاج، و أبي الصباح الكناني.
و قد أخذنا وصفه ب : الخيّاط من وصفه به في الرواية التّي رواها في باب التفويض إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من الكافي(2)(7).
ص: 108
(2) - عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..
و في الكافي 547/6 حديث 10، بسنده:.. عن ابن أبي حمزة، عن صندل، عن داود بن فرقد، قال: كنت جالسا في بيت أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 546 حديث 7، بسنده:.. عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن صندل، عن زيد الشحام، قال: ذكرت الحمام عند أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في التهذيب 52/6 حديث 123، بسنده:.. عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام.. و في صفحة: 192 حديث 417، بسنده:.. عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن عبد الرحمن بن الحجاج و داود بن فرقد جميعا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 343 حديث 959، بسنده:.. عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن مندل (صندل)، عن عبد الرحمن بن الحجاج و داود بن فرقد جميعا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
هذه جملة من أسانيد الروايات التي رويت، و في الطريق: (مندل)، و من المقارنة بينها و التأمّل في متنها يعلم أن (مندل) محرّف (صندل)، و أنّه متحد مع الخياط الذي يروي عن زيد الشحام.(7)حصيلة البحث لم يتّضح لي حال المعنون، فهو ممّن لم يبيّن حاله إلاّ أنّ رواياته سديدة.
[11212] 138 - صنعي بن عبد الرحمن بن محمّد ابن علي بن هيّار جاء في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 132/2 [الطبعة الحيدرية] -
ص: 109
( - الجزء الثامن عشر، بسنده:.. قال: حدّثني عيسى بن زيدان الليثي، عن صنعي بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي بن هيّار، قال:
حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه علي بن هبار، قال: اجتاز النبي صلّى اللّه عليه و آله..
و لكن في طبعة مؤسسة البعثة للأمالي: 518 حديث 1138: صيفي بن عبد الرحمن، و مثله في بحار الأنوار 260/79 حديث 6، و 275/103 حديث 32.
أقول: الرواية نقلها ابن الأثير في اسد الغابة 42/4، و فيها: عن يحيى ابن عبد الملك بن علي بن هبار بن الأسود، عن أبيه، عن جدّه..
و كذلك في الإصابة لابن حجر 470/4.
حصيلة البحث رواة الحديث فيهم من العامة الضعفاء، و الحديث مخالف مضمونه لمذهبنا، فعدّ المعنون ضعيفا هو المتعيّن عندي، و اللّه العالم.
[11213] 139 - صوحان بن صعصعة بن صوحان ذكره أبو مخنف الأزدي في مقتله: 240 هكذا: فقام إليه صوحان بن صعصعة بن صوحان - و كان زمنا - فاعتذر إليه فقبل عذره..
و هكذا في اللهوف لابن طاوس: 118.. و عنه في بحار الأنوار 149/45.
حصيلة البحث اعتذار المعنون من إمام زمانه لكونه زمنا و قبول الإمام عليه السلام عذره يدلّ على حسنه.
ص: 110
قائلا: صهيب، يكنّى: أبا حكيم، جدّ حنان بن سدير.
و اخرى(1): من أصحاب السجاد عليه السلام قائلا: صهيب أبو حكيم الصيرفي الكوفي، تابعي. انتهى.
و قال في التعليقة(2): صهيب، فيه ما مرّ في حباب. انتهى.
و هو سهو من قلمه الشريف، إذ لم يمض في(3) حباب ما له دخل في صهيب هذا و لا من بعده، و إنّما مضى في بلال ما له ربط بصهيب المولى - الآتي -.
و إنّما الذي يستكشف منه حسن حال الرجل، و كونه من خواصّ الشيعة، و الباذلين لأنفسهم في لوازم [كذا] التشيّع، ما رواه الكشّي(4): عن حمدويه و إبراهيم، قالا: حدّثنا أيوب، عن حنّان بن سدير، عن أبيه، عن جدّه، قال:
قال لي ميثم التمّار ذات يوم: يا أبا حكيم! إنّي أخبرك بحديث - و هو حقّ - قال: فقلت: يا أبا صالح! بأيّ شيء تحدّثني ؟ قال: إنّي [أخرج] العام(5) إلى
ص: 112
مكّة، فإذا قدمت القادسيّة راجعا، أرسل إليّ هذا الدعيّ ابن زياد رجلا في مائة فارس، حتّى يجيء بي إليه، فيقول لي: أنت من هذه السبابة(1) الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودها، و أيم اللّه لأقطعنّ يدك و رجلك.. إلى آخر ما يأتي في ترجمة: ميثم.
و موضع الحاجة قول أبي حكيم: فاجتمعنا سبعة من التمّارين، فأنفذنا بحمله(2) فجئنا إليه ليلا و الحرّاس يحرسونه، و قد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا و بينهم، فاحتملناه بخشبته حتّى انتهينا به إلى فيض من ماء في مراد(3) فدفنّاه فيه، و رمينا بخشبته في مراد في الخراب، و أصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا.. الحديث.
فإنّ إقدامه على المخاطرة في دفن ميثم، يكشف عن قوّة إيمانه، و شدّة موالاته لأهل بيت نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أوليائهم عليهم السلام(4).
ص: 113
و لكنّ الرجل ليس روميّا بل هو نمريّ ، و إنّما سمّي صهيب ب : الرومي؛ لأنّه أقام في بلاد الروم مدّة، فعرف بذلك، كما نصّ على ذلك في سبائك الذهب(1).
و النمري: بالنون و الميم المفتوحتين، و الراء المهملة المكسورة، و الياء، نسبة إلى نمر - وزان كتف - ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة، أبي قبيلة أعقب، من تيم اللاّت و أوس مناة، كما نصّ على ذلك في القاموس(2) و التاج(3).. و غيرهما و نصّوا أيضا بأنّ الميم في نمر و إن كانت مكسورة، إلاّ أنّها تفتح عند النسبة استيحاشا لتوالي الكسرات؛ لأنّ فيه حرفا واحدا غير مكسورة، و إنّما قيّدنا النمري في العنوان ب : بني نمر بن قاسط ؛ لأنّ المسمّى ب : نمر من آباء البطون متعدّد، ففي أسد بن ربيعة هذا، و في قضاعة نمر بن وبرة، و في الأزد نمر بن عيمان(4).
ثمّ إنّ النمري غير النميري - بالياء بين الميم و الراء - الذي مرّ(5) ضبطه في:
الحارث بن شريح.
ص: 115
الترجمة:
عدّه(1) الثلاثة من الصحابة، و كان من السابقين إلى الإسلام، أسلم هو و عمّار في يوم واحد، و كان إسلامهما بعد بضعة و ثلاثين رجلا، و كان من المستضعفين بمكّة، الذين عذّبوا في اللّه عزّ و جلّ ، و قدم في آخر الناس في الهجرة إلى المدينة مع علي بن أبي طالب عليه السلام في النصف من ربيع الأوّل، و لمّا هاجر تبعه نفر من قومه، فقال لهم: يا معشر قريش! تعلمون أنّي من أرماكم، و اللّه لا تصلون إليّ حتّى أرميكم بكلّ سهم معي، ثمّ أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا:
فدلّنا على مالك و نخلّي عنك.. فتعاهدوا على ذلك، فدلّهم عليه، و لحق برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فنزل فيه قوله سبحانه: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ (2) ، و قد شهد الرجل بدرا و احدا و الخندق و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(3).
ص: 116
(3) - 311/8 حديث 485 إنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه و سلامه عليه بعد ما بات في فراش الرسول الكريم صلوات اللّه و سلامه عليه و على آله المنتجبين.
و لكن المنحرفين عن الصراط المستقيم، و المعادين لخلفاء رسول رب العالمين، أوّلوا الآية الكريمة، و حرّفوا شأن نزولها و أخذوا بعمومها، ثمّ اختلفوا فيمن هو مصداق هذه الآية.
فقال جمع: بأنّها نزلت في صهيب بن سنان!.
و قال آخرون: بأنّها نزلت في صهيب و عمّار بن ياسر و سمية و ياسر و بلال و خباب ابن الأرت و عابس مولى حويطب؛ لأنّ المشركين أخذوهم و عذبوهم!
و طائفة لم يعينوا مصداقا للآية، فقالوا: إنّها نزلت في رجل أمر بمعروف و نهى عن منكر!
و قالت طائفة اخرى: إنّها نزلت في علي عليه السلام لما بات على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة خروجه إلى الغار، و إنّه لمّا نام على فراشه قام جبرئيل عليه السلام عند رأسه و ميكائيل عند رجليه، و جبرئيل ينادي: بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب! يباهي اللّه بك الملائكة.. و نزلت الآية.
راجع: تفسير الفخر الرازي 223/5-224 ثمّ قال - بعد أن ذكر بعض الوجوه المتقدمة -: إذا عرفت هذا فنقول: يدخل تحت هذا كلّ مشقة يتحملها الإنسان في طلب الدين، فيدخل فيه المجاهد، و يدخل فيه الباذل مهجته، الصابر على القتل، كما فعله أبو عمار و امه. و يدخل فيه الآبق من الكفار إلى المسلمين، و يدخل فيه المشتري نفسه من الكفار بماله، كما فعل صهيب، و يدخل فيه من يظهر الدين و الحق عند السلطان الجائر. و روي أنّ عمر بعث جيشا فحاصروا قصرا فتقدم منهم واحد، فقاتل حتى قتل، فقال بعض القوم: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال: عمر كذبتم رحم اللّه فلان! و قرأ: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ [سورة البقرة (2):207].
و لا يخفى أنّ الأخذ بعموم الآية الكريمة شيء و بيان شأن نزول الآية شيء آخر، و حيث إنّ الآية الكريمة نزلت في أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه خلط القوم بين بيان شأن النزول و عموم الآية، و هذا شأن القوم في كلّ آية نزلت في أهل البيت عليهم السلام، عداء منهم للسادة الأطهار، و حسدا و حقدا، و من هذا الخلط بين شأن -
ص: 117
و أقول: ظاهر بذله ماله لللحوق بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حسن حاله إلاّ أنّه لا عبرة بذلك بعد بقائه بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و دركه زمان ارتداد من عدا الأربعة، فإنّ ذلك يثبّطنا عن القول بحسنه، سيّما و روى الشعبي في كتاب الشورى، و الجوهري في كتاب السقيفة أنّ عمر لمّا طعن أوصى صهيب بن سنان أن يصلّي بالناس ما دام الجماعة في الشورى حتّى يرضون رجلا منهم، فصلّى صهيب بالناس ثلاثة أيّام بعد عمر، و لمّا مات عمر و أدرج في أكفانه وضع ليصلّى عليه، فوقع الاختلاف بين عليّ و عثمان في أنّ الوقوف عند صدره أو عند رجليه، فقال عبد الرحمن بن عوف لصهيب: صلّ على عمر كما رضي أن تصلّي بالناس المكتوبة. فتقدّم صهيب فصلّى عليه.
فإنّ هذا يومىء إلى ولاء صهيب لعمر، و إلاّ فقد حضر يوم الشورى من المهاجرين المقداد و عمّار، و من الأنصار خزيمة و بنو حنيف.. و غيرهم، و من سادات المهاجرين و الأنصار عبد اللّه بن عبّاس، و لم يشر عمر إلى أحد منهم بالصلاة و لا بغيرها، و قد أراد المقداد أن يدخل رأسه بحيث يسمع ما يقول القوم في الشورى، فما سمح أحد له بذلك(1).
ص: 118
و أما رواية ورود آية: وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ .. في حقّه،
لصهيب، حسن الظن فيه، حتى أنّه لمّا ضرب أوصى أن يصلّي عليه صهيب، و أن يصلّي بجماعة المسلمين ثلاثا حتى تتفق أهل الشورى على من يستخلف..
أقول: لا يخفى أنّ صهيبا هذا كان من أعداء آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و من الموالين لعمر بن الخطاب و من حزبه، و يرشدك إلى هذا أنّه لم يبايع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه أفضل الصلاة و السلام كما نصّ على ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج 50/9-51، و ذكر الطبري في تاريخه 431/4 في ذكر بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، و النص للطبري:.. و بايع الناس عليّا [عليه السلام] بالمدينة، و تربّص سبعة نفر فلم يبايعوه، منهم: سعد بن أبي وقاص، و منهم ابن عمر، و صهيب، و زيد بن ثابت، و محمّد بن سلمة، و سلمة بن وقش، و أسامة بن زيد، و لم يتخلف أحد من الأنصار إلاّ بايع فيما نعلم.
و قال ابن الأثير في الكامل 191/3 في ذكر بيعة أمير المؤمنين عليه السلام و لم يبايعه عبد اللّه بن سلام، و صهيب بن سنان..
و روى الكشي في رجاله: 38 برقم 79، بسنده:.. عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: «كان بلال عبدا صالحا، و كان صهيب عبد سوء..».
و روى الشيخ المفيد في الاختصاص: 73 في ترجمة: بلال، و قال فيه أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام: «رحم اللّه بلالا فإنّه كان يحبّنا أهل البيت. لعن اللّه صهيبا فإنّه كان يعادينا..».
بخّ بخّ لمثل هذا الصحابي الذي نصبه الخليفة الثاني إماما يقتدي به المسلمون، و هو يعادي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمعاداته لأهل بيته الذي أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و لم يبايع أمير المؤمنين المنصوص على خلافته من صاحب الرسالة و المجمع على بيعته من المسلمين، و قد قال الرسول العظيم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - باتفاق نقلة الآثار -: «يا علي! من أحبك أحبني و من أحبني أحبّ اللّه، و من أبغضك أبغضني و من أبغضني أبغض اللّه» و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من عاداك عاداني، و من عاداني عاد اللّه، و دخل النار بغير حساب».
و من غريب ما اتفق قول شيخي الوالد قدّس اللّه روحه الطاهرة في مثل هذا المترجم: فأنّا في حال صهيب متوقف..!
أقول: هناك خلط غريب جدا بين هذه الترجمة و الآتية، موضوعا و حكما، فلاحظ .
ص: 119
فرواية عاميّة، و قد ورد من الطريقين نزولها في حقّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فأنّا في حال صهيب متوقف.
و قد توفّي سنة ثمان و ثلاثين في شوال، و قيل: سنة تسع و ثلاثين، و هو ابن ثلاث و سبعين سنة، و دفن بالمدينة.
و عن الثلاثة: إنّه كان أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل و لا بالقصير، و هو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس. انتهى(1).
ص: 120
172 - صهيب، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
ص: 121
و قد مرّ في ترجمة بلال(1) رواية هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه(2) عليه السلام، قال: «كان بلال عبدا صالحا، و كان صهيب عبد سوء، و كان يبكي على عمر».
قلت: و كان عمر يثني عليه و يمدحه، و يتمنّى عند موته يقلّده الأمر لو صلح أن يناله روميّ ، ذكر ذلك أهل السير و المحدثون من العامّة، و أنّه قال فيه ما قاله في سالم مولى حذيفة: لو كان حيّا لما عدلت بها إلى غيره.
و قد يتوهم أنّه يعارض ذلك ما مرّ(3) في ترجمة خبّاب - بالخاء المعجمة - من قول أمير المؤمنين عليه السلام(4): «السباق خمسة، فأنا سابق العرب، و سلمان سابق الفرس، و بلال سابق الحبشة، و صهيب سابق الروم، و خباب سابق النبط ».
و ما روته العامّة: نعم العبد صهيب لو لم يخف اللّه لم يعصه..!
و ما في محكي نور الثقلين(5) ، عن مجمع البيان(6) في تفسير قوله تعالى:
وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (7)
ص: 122
نزلت في سلمان و أبي ذرّ و صهيب و(1) خباب.. و غيرهم من فقراء أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ذلك أنّ المؤلّفة قلوبهم جاؤوا إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ عيينة بن حصن(2) ، و الأقرع بن حابس، و ذووهم، فقالوا: يا رسول اللّه! إن جلست في صدر المجلس و نحّيت [عنّا] هؤلاء، و روائح صنانهم(3) - و كانت عليهم جباب(4) الصوف - جلسنا نحن إليك، و أخذنا عنك، فلا يمنعنا عن الدخول إليك إلاّ هؤلاء..! فلمّا نزلت الآية قام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يلتمسهم فأصابهم في مؤخّر المسجد يذكرون اللّه تعالى، فقال: «الحمد للّه الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبّر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا و معكم الممات».
و وجه عدم المعارضة: أنّ أسبقيّة الروم [كذا] إلى الإسلام لا ينافي كونه عبد سوء، و كذا كونه من أهل الصفّة الذين نزلت فيهم الآية، فليس كلّ فرد منهم من صالحي السريرة.
و قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «معكم المحيا و معكم الممات» خطاب للمجموع لا لكلّ واحد.
ثمّ إنّا قد تبعنا في ذكر صهيب بن سنان و صهيب مولى
ص: 123
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تحت عنوانين الشيخ و الميرزا.. و غيرهما، و المستفاد من كلمات أهل السير - و منهم ابن أبي الحديد(1) - أنّ صهيب صاحب عمر، و صهيب مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو ابن سنان الرومي، و هو من أهل الصفة، و كلّ من ذكر أحوال عمر عند موته يذكره بعنوان: صهيب بن سنان، فتدبر(2).
و عدّه ابن عبد البرّ من الصحابة.
و تنظّر ابن الأثير(1) في صحبته، و قال: شهد صفّين مع علي عليه السلام، أخرجه عمر مختصرا. انتهى(2).
و أقول: لم أستثبت حاله(3).
ص: 126
[تذييل]
و مثله عدّة معدودون من الصحابة من المسمّين ب : صيفي، منهم:
و
و مرّ(1) ضبط ربعي في: أحمد بن الحسن بن فضّال(2).
180 - صيفي بن فسيل الشيباني
الضبط :
سمعت الآن ضبط صيفي.
و فسيل: بفتح الفاء، و كسر السين المهملة، و سكون الياء المثنّاة التحتانية، و اللاّم(3).
و مرّ(4) ضبط الشيباني في: إبراهيم بن رجاء.
الترجمة:
هو من أصحاب علي عليه السلام و رجاله المعتمدين.
و حكي عن البرقي(5) أنّه قال: كان ممّن خدم عليا عليه السلام، و هو جدّ
ص: 129
عبد الملك بن هارون بن عنترة.
و في رجال ابن داود(1): إنّه من خواصه عليه السلام.
و في آخر القسم الأوّل من الخلاصة(2): إنّه من أصحابه عليه السلام، من ربيعة(3).
و كفى في حسن حاله ما اتفق عليه المؤرخون من كونه من أصحاب حجر ابن عديّ الكندي، و أنّ رأيه رأيه، و إنّه سيّره زياد إلى معاوية مع حجر و أصحابه، و هم اثنا عشر رجلا، فقتل منهم سبعة، و كان صيفي هذا أحد السبعة المقتولين مع حجر بمرج العذراء.
و نقل ابن الأثير(4) أنّ زياد بن أبيه بعث في طلب صيفي بن فسيل الشيباني، فأتي به، فقال: يا عدو اللّه! ما تقول في أبي تراب ؟ فقال: لا أعرفه! فقال:
ما أعرفك به.. أتعرف علي بن أبي طالب ؟ قال: نعم، قال: فذاك أبو تراب، قال: كلاّ ذاك أبو الحسن و الحسين عليهما السلام، فقال له صاحب الشرطة:
يقول الأمير هو أبو تراب و تقول: لا! قال: فإن كذب الأمير أكذب أنا و أشهد على باطل كما شهد؟! فقال له زياد: و هذا أيضا.. عليّ بالعصاء، فأتي بها فقال: ما تقول في علي ؟ قال: أحسن قول، قال: اضربوه.. فضربوه حتى لصق بالأرض، ثمّ قال: أقلعوا عنه.
ص: 130
[قال:] ما قولك في عليّ ؟ قال: و اللّه لو شرحتني بالمواسي ما قلت فيه إلاّ ما سمعت مني، قال: لتلعننّه أو لأضربنّ عنقك، قال: لا أفعل فأوثقوه حديدا و حبسوه. انتهى.
و فيه دلالة على قوة إيمانه، و إخلاصه في الولاء، و خشونته في جنب اللّه رضوان اللّه عليه.
و إني أعتبر مثل هذا ثقة، و العلم عند اللّه تعالى(1).
ص: 132
ص: 133
ص: 134
باب الضاد
و حاله مجهول.
و كون الرجل أمويّا - و إن كان من أمارات الضعف عند بعضهم، كما نبّهنا عليه في ذيل الكلام على أسباب الذم من مقباس الهداية(1) - إلاّ أنّ هذا الرجل ليس من بني اميّة حقيقة، بقرينة كونه سعديّا؛ ضرورة كون الأموي هنا نسبة إلى بني اميّة، بطن من بني سعد بن ذبيان، و هم بنو أمة بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن ذبيان(2) ، و النسبة إليه أيضا: أموي، و حينئذ فزال عنه موجب الضعف، و بقيت جهالة منتجة نتيجة الضعف.
و قال بعض الباحثين: إنّ ضابي - هذا - هو ضابي بن عمير ابن ضابي البرجمي الذي قتل الحجاج أباه عمير، لزعمه أنّه دخل على عثمان يوم الدار فيمن دخل، و كسر ضلعين من أضلاعه، و البراجم من بني حنظلة، و هم من بني سعد من تميم، لكنّي لم أعثر في كتب الأنساب(3) على كون بني اميّة أو بني أمة بطنا منهم، فتفحص(4).
ص: 136
(7) -[11231] 1 - ضابي بن الملك بن عمر السعيدي كذا عنونه القهپائي في مجمع الرجال 224/3 نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه، و عليه نسخة بدل: ابن عمر السعدي، إلاّ أنّ الذي جاء فيه: 221 برقم 9 هو: ضابي بن عمرو السعدي الأموي الكوفي، في عداد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، و هو الذي عنونه المصنّف رحمه اللّه، كما سلف.
و قال التفرشي في نقد الرجال 426/2 - بعد عنوانه ب : ضابي بن عمر السعدي -: و في نسخة: ابن الملك الأموي.
حصيلة البحث المعنون مردد بين الإهمال و الجهالة.
[11232] 2 - ضبّ بن عاصم الأسدي ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه 99/2 [و في طبعة قم 263/2] فصل في أخباره بالغيب، و قال: إنّه أحد المقتولين من أصحاب الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في وقعة النهروان.
و عنه في بحار الأنوار 307/41 حديث 39 مثله.
حصيلة البحث استشهاده تحت راية إمام المتقين عليه أفضل الصلاة و السلام توجب عدّه حسنا أقلا. -
ص: 137
(7) -[11233] 3 - ضبابي بن عمر [عمير] السعدي [السعيدي] الأموي الكوفي كذا جاء نسخة في جامع الرواة 418/1 نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه، إلاّ أنّ الذي عنونه المصنّف رحمه اللّه تبعا للشيخ الطوسي رحمه اللّه هو: ضابي بن عمرو السعدي الأموي الكوفي، فراجع ما هناك.
حصيلة البحث الأقوى كون المعنون مهملا.
[11234] 4 - ضباع بن نصر الهندي جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 180/60 حديث 12 عن المناقب هكذا: قال ضباع بن نصر الهندي للرضا عليه السلام:
ما أصل الماء؟..
و جاء أيضا في بحار الأنوار 250/61 حديث 4، و صفحة: 316 حديث 21، و لكن في مناقب ابن شهر آشوب 353/4-354: صباح بن نصر الهندي، و هو الصحيح.
راجع: رجال النجاشي: 165 برقم 436 [طبعة جماعة المدرسين، و طبعة بيروت 378/1-379 برقم (434)] في ترجمة:
ريان بن شبيب، و قال: جمع مسائل الصباح بن نصر الهندي للرضا عليه السلام.. -
ص: 138
( - و لاحظ صفحة: 202 برقم 539 [طبعة جماعة المدرسين، و في طبعة بيروت 447/1 برقم (537)] في ترجمة:
صباح بن نصر الهندي، و قال: له مسائل عن الرضا عليه السلام..
حصيلة البحث المعنون مجهول الحال، و الظاهر أنّه قرين عمران الصابي، فتفحّص.
[11235] 5 - ضبيعة بن عمرو ذكره ابن طاوس في إقبال الأعمال 346/3 [و في الطبعة الحجريّة:
714] في زيارة الإمام الحسين عليه السلام و أصحابه المنتجبين في النصف من شعبان.
و كذلك في المزار للشهيد الأوّل: 153.. و عنهما في بحار الأنوار 341/101 مثله.
حصيلة البحث المستشهد تحت راية سيد الشهداء عليه الصلاة و السلام مدافعا عن حريم الولاية و حرائر الرسالة صلوات اللّه عليهم أجمعين لا بدّ من عدّه فوق الوثاقة، بل هو من أعظم مراتب الجلالة.
ص: 139
و لذا عنونه الشيخ رحمه اللّه في باب الألف من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لا في باب الضاد(1).
من قلمه الشريف، و الصحيح هو: أبو مالك، لا ابن مالك.
و قد مرّ(1) ضبط الحضرمي في: إبراهيم الحضرمي.
[الترجمة:] و قد عدّ الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) الرجل من أصحاب الصادق عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله: كوفي.
و قال النجاشي(3): الضحّاك أبو مالك الحضرمي، كوفي عربي، أدرك أبا عبد اللّه عليه السلام، و قال قوم من أصحابنا: روى عنه [عليه السلام]، و قال آخرون: لم يرو عنه عليه السلام، و روى عن أبي الحسن عليه السلام، و كان متكلّما، ثقة ثقة في الحديث.
و له كتاب في التوحيد، رواية علي بن الحسن الطاطري، أخبرنا محمّد بن عثمان، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عبد اللّه(4) ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك، عن علي بن الحسن الطاطري، عنه. انتهى.
و مثله بعينه إلى قوله: في الحديث، في القسم الأوّل من الخلاصة(5).
ص: 142
و وثّقه في الوجيزة(1) ، و البلغة(2) ، و المشتركاتين(3) ، بل رجال ابن داود(4) ، و الحاوي(5) ، حيث عدّاه في قسم الثقات، و نقلا توثيق النجاشي إيّاه(6).
ص: 143
[التمييز:]
و ميّزه في المشتركاتين(1) بما سمعته من النجاشي من رواية علي بن الحسن الطاطري.
إبراهيم، عن السري بن الربيع، قال: لم يكن ابن أبي عمير يعدل عن هشام بن الحكم شيئا، و كان لا يغبّ إتيانه، ثمّ انقطع عنه و خالفه، و ذلك أنّ أبا مالك الحضرمي كان أحد رجال هشام، وقع بينه و بين ابن أبي عمير ملاحاة [في شيء من الإمامة](1) ، قال ابن أبي عمير: الدنيا كلّها للإمام عليه السلام على وجه(2) الملك، و أنّه أولى بها من الذين في أيديهم، و قال أبو مالك: ليس له سوى الخمس، يضعه حيث أمر.. فتحاكما إلى هشام بن الحكم، فحكم لمالك، فغضب ابن أبي عمير و هجره بعد ذلك.
فإنّه نصّ في كونه من الشيعة، و لكنّي لم أقف على مدح فيه يلحقه بالحسان.
و قال المجلسي الأوّل في شرح الفقيه(3): الظاهر أنّ هجران بن أبي عمير؛ لأنّ هشاما - على جلالته - إذا لم يعرف حق الإمام كما هو حقه، فلا ينبغي أن ينقل عنه الحديث. انتهى.
ص: 145
أبي نصر، عن الضحّاك بن زيد، عن عبيد بن زرارة.. إلى آخره(1).
و قد استشكل في الذخيرة(2) في تعيين الضحّاك هذا، فقال: و ليس في الطريق من يتوقف في شأنه إلاّ الضحّاك بن زيد؛ فإنّه بهذا العنوان غير مذكور في كتب الرجال، و ذكر بعض المتأخرين(3) أنّ الظاهر أنّه أبو مالك الثقة، و هو غير بعيد.
و يؤيده إيراد المصنّف - يعني العلاّمة - و غيره هذه الرواية من الصحاح.
و ممّا يؤيد صحّة هذه الرواية أنّ الراوي عن الضحّاك ابن أبي نصر، و هو من الثقات النقاد.. إلى آخر ما ذكره من حال أحمد.
و اعترضه في التكملة(4) بأنّ : رواية أحمد عنه تبعد كونه أبا مالك؛ لأنّ الظاهر من أهل الرجال عدم ملاقاته [الملاقاة بين هذين الرجلين؛ لأنّ غاية ما يترقى في أبي مالك أن يكون من أصحاب الكاظم عليه السلام](5) ؛ لأنّه من أصحاب الصادق عليه السلام، و لم يذكروا أنّ أبا مالك من أصحاب الرضا عليه السلام؛ بل مقطوع أنّه ليس
ص: 147
من أصحابه، لوقوع الخلاف في كونه من أصحاب الكاظم عليه السلام، و ليس أحمد(1) من أصحاب الكاظم عليه السلام حتّى تحتمل الملاقاة، ليتحمل الرواية عنه.
و أمّا تأييده بعدّ العلاّمة الرواية من الصحاح، فلا تأييد فيه أيضا، لجواز أن يكون عيّنه بغير هذا التعيين، أو أنّه عنده من مشايخ الإجازة، أو الصحّة بمعنى ما عند القدماء.. أو غير ذلك من أسباب الحمل على الصحّة، إن لم يحمل على الاشتباه(2). انتهى.
و هو كلام متين، و جوهر ثمين(3).
ص: 148
6 - الضحّاك بن سعد الواسطي(1)
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام، قائلا:
الضحّاك بن سعد الواسطي، روى عنه حميد بن زياد، عن إبراهيم بن سليمان، عنه. انتهى.
و قال في الفهرست(3): الضحّاك بن سعيد(4) الواسطي، له كتاب، أخبرنا [به] جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد بن زياد، عن إبراهيم بن سليمان، عن(5) حنان الخزّاز، عنه. انتهى.
و قال النجاشي(6): الضحّاك بن سعد الواسطي، له كتاب: أخبرنا الحسين
ص: 149
ابن عبيد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، قال: حدّثنا حميد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سليمان، بكتابه. انتهى.
و قد اشتبه قلم ابن داود، فعنون في الباب الأوّل(1): الضحّاك بن سعيد الواسطي، و قال: ذكره الكشّي. له كتاب.. انتهى.
فزاد الياء في (سعيد) قبل الدال، و أراد بالكشّي: النجاشي، و ليس في كلام أحد توثيقه.. فعدّه إيّاه في الباب الأوّل خال عن الوجه.
و عنون في الباب الثاني(2): الضحّاك بن سعد الواسطي، و ألحقه بقوله:
أبو عاصم النبيل [الشيباني] البصري، (لم) (جش) [أي إنّه ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام، ذكره النجاشي](3) عامي، كذا رأيته بخطّ الشيخ أبي جعفر رحمه اللّه. انتهى.
ص: 150
و فيه: أنّ أبا عاصم ليس كنية الضحّاك بن سعد في كلام أحد ممّن تقدمه أو تأخّر عنه، و لا النبيل و الشيباني لقبه، و إنّما هذه الكنية و اللّقبان للضحاك بن محمّد - بالحاء المهملة، بالميم بين الميم و الدّال - أو مخلّد - بالخاء المعجمة، و اللاّم بين الميم و الدّال - فخبط بعضا ببعض(1).
و على كلّ حال؛ فالمستفاد من كلام الشيخ و النجاشي و إن كان كون ابن سعد الواسطي إماميا، حيث لم يتعرّضا لمذهبه، إلاّ أنّا لم نقف فيه على ما يدرجه في الحسان. و مجرّد كونه ذا كتاب، لا يكفي في ذلك كما حقّق في محلّه(2)(3).
ص: 151
(7) - ابن داود في رجاله: 189 برقم (774) [و في الطبعة الحيدرية: 112 برقم (786)] عنونه: سعيد، حيث قال - في الترجمة السالفة -:
و قد اشتبه قلم ابن داود فعنون في الباب الأوّل.. إلى آخره، و قال: فزاد الياء في (سعيد) قبل الدال.. ثم قال: فعدّه في الباب الأوّل خال من الوجه.. إلاّ إنّ ما نسبه إلى ابن داود لم يرد في مطبوع رجاله بكلا طبعتيه، إذ الكل (سعد). نعم؛ هناك نسخة خطية عندنا منه بالياء (سعيد).
حصيلة البحث المعنون لا وجود له قطعا، فلاحظ .
[11242] 7 - الضحّاك بن سفيان بن عوف بن كعب العامري الكلابي قال ابن الأثير في اسد الغابة 36/3 - بعد العنوان السالف -:..
يكنّى: أبا سعيد، أسلم و صحب النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و كان ينزل في بادية المدينة، و ولاّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم على من أسلم من قومه، و كتب إليه أن يورّث إمرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، و كان قتل خطأ، و كان يقوم على رأس النبي صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم متوشحا بسيفه و كان من الشجعان..
إلى أن قال: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: كان عمر بن الخطاب يقول: الدية للعاقلة و لا ترث المرأة من دية زوجها. حتّى قال له الضحّاك بن سفيان الكلابي: كتب إلي رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم: أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها.. -
ص: 152
( - و في الإصابة 198/2 برقم 4166 ذكر ما في اسد الغابة، و زاد: أنّه كان سيافا للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنّه كان واليا على أسلم.
حصيلة البحث المترجم و إن كان واليا للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على بنى أسلم و سيّافا له، لكن لمّا لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن عاقبة أمره مع دركه للفتنة الكبرى، لزم التوقف فيه و عدّه غير متضح الحال.
[11243] 8 - الضحّاك بن عبد اللّه المشرقي عدّه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله: 94 برقم 2 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة جماعة المدرسين: 116 برقم (1163)] - بهذا العنوان - من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام، و مثله في مجمع الرجال 225/3، و نقد الرجال 427/2 برقم (2653)..
و غيرهما، نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه، و ظاهره كونه إماميّا إلاّ أنّ حاله مجهول..
و قد عنونه المصنّف رحمه اللّه بعنوان: ابن عبيد اللّه - كما سيلي -..
و كأنّ نسخة المصنّف كانت كذلك، و مثله نسخة الأردبيلي في جامع الرواة 418/1، فراجع.
حصيلة البحث المعنون إمامي مهمل.
ص: 153
في القرآن تشكّكني، قال: «و ما هي ؟» قلت: قول اللّه تعالى(1): إِنَّمٰا يَتَقَبَّلُ اللّٰهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (2)لم ترد الواو في المصدر المطبوع.(3) ، قال: «و أيّ شيء شككت فيها؟» [قلت:] من صلّى و صام و عبد اللّه قبل منه ؟ قال: «إنّما يتقبّل اللّه من المتقين العارفين».
ثمّ قال عليه السلام: «أنت أزهد في الدنيا أم الضحّاك [بن قيس]؟» قلت: لا، بل الضحّاك بن قيس. قال: «فذلك(4) لا يتقبّل منه شيء ممّا ذكرت». انتهى.
و قال في التكملة(5): و الظاهر أنّ الضحّاك هو: الضحّاك أبو بحر [و هو] الملقّب ب : الأحنف بن قيس، فإنّه تقدّم ذكره، و أنّ اسمه: الضحّاك، فالذي ذكره المصنّف رحمه اللّه هنا في ترجمة: الضحّاك أبو بحر، و(5) هو الأحنف بن قيس، و هو الضحّاك بن قيس، فالثلاثة واحد، فتأمّل.
و فيه مدح من حيث كونه زاهدا في الدنيا، و ذمّ من حيث كونه غير مقبول العمل هذا(6). انتهى.
و أقول: الضحّاك بن قيس إذا أطلق يراد به الفهري، صاحب معاوية و خليفته على الشام، و المغير على أطراف الكوفة حتى الثعلبيّة، و القاتل لعمرو ابن عميس العبد الصالح صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و أمّا الأحنف بن قيس: فلا يعرف باسمه، بل لقبه أشهر في تعيينه من اسمه
ص: 156
الذي عرفت أنّه صخر، لا الضّحاك.
و لكن يبعد إرادة الفهري أنّه لم يوصف بالزهد في الدنيا قطّ (1) ، و ظاهر الرواية كون الزهد صفة معروفة مشهورة للمسمّى ب : الضحاك.
كما أنّه يبعد إرادة الأحنف كونه من العارفين بالإمام، و المجاهدين معه، و الآمر من قبله يوم صفّين على تميم البصرة. و من وقف على مواقفه مع معاوية، و عدم ميله له بالمال الذي بذل له، أذعن بنفوذ بصيرته في معرفة الإمام الحقّ .
و الحاصل: أنّ الزاهد هو: الأحنف صاحب عليّ عليه السلام، و لكنّه عارف..
و الجاهل بالإمام بل العدوّ له هو: الضحّاك بن قيس الفهري، صاحب معاوية، لكنّه ليس بزاهد بلا ريب(2).
فتطبيق المسمّى ب : الضحّاك - في الرواية - على الأحنف - كما سمعته من التكملة - في غاية البعد؛ لأنّه زاهد عارف، و لولا انتفاء معروفيّة الفهري بالزهد، لكانت الرواية أشدّ انطباقا عليه، سيّما و هو المنصرف إليه إطلاق الضحّاك بن قيس كما عرفت، و الغرض سقوط الرواية عن كونها طعنا على
ص: 157
الأحنف، كما يشهد بذلك قرائن أحواله لا تعيين المراد منها؛ فإنّ اللّه تعالى و أولياءه هم العاملون بذلك.
و إن صدق ظني(1) ، فإني لا استبعد أن يراد ب : الضحّاك بن قيس رجل من الخوارج من أصحاب البهلول بن بشر(2) ، الملقّب: كثارة، الخارج سنة مائة و عشرون في إمارة خالد القسري، فلعلّ ذلك الرجل مع معروفيّته بالزهد
ص: 158
و العبادة و الجهل بالأئمّة عليهم السلام(1) كان معهودا معلوما في زمن أبي عبد اللّه عليه السلام بحيث يفهم من إطلاق اسمه، و اللّه وليّ العلم و أولياؤه الكرام عليهم منه أفضل الصلاة و السلام(2).
ص: 159
10 - [الضحّاك بن قيس الفهري الكناني
القرشي أبو أنيس](1)
و كيف كان؛ فالضحّاك بن قيس الفهري الكناني القرشي قد عدّه ابن عبد البر(2) ، و ابن منده، و أبو نعيم من الصحابة، و كنيته: أبو أنيس، و قيل:
أبو عبد الرحمن، و قيل: إنّه ولد قبل وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسبع سنين.. أو نحوها، و أنّه لا صحبة له، و لا يصحّ سماعه من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
قال في اسد الغابة(3): إنّه كان على شرطة معاوية، و له في الحروب معه
ص: 160
بلاء عظيم، و سيّره معاوية على جيش فعبر على جسر منبج، و صار إلى الرقّة، و مضى منها فأغار على سواد العراق، و أقام بهيت، ثمّ عاد، ثمّ استعمله معاوية على الكوفة بعد زياد سنة ثلاث و خمسين، و عزله سنة سبع و خمسين، و لمّا توفّي معاوية صلّى الضحّاك عليه، و ضبط البلد حتى قدم يزيد بن معاوية، فكان مع يزيد و ابنه معاوية إلى أن ماتا، فبايع الضحّاك بدمشق لعبد اللّه بن الزبير، و غلب مروان بن الحكم على بعض الشام، فقاتله الضحّاك بمرج راهط عند دمشق، فقتل الضحّاك بالمرج، و قتل معه كثير من قيس عيلان، و كان قتله في(1) منتصف ذي الحجّة سنة أربع و ستّين. انتهى(2).
ص: 161
جعفر عليه السلام كتابا رواه هارون بن مسلم، أخبرنا عدّة، عن الحسن ابن حمزة الطبري، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن بطّة، قال:
حدّثنا محمّد بن القاسم(1) ، عن الحسن بن علي بن محبوب، عن هارون، عنه.
و أخبرنا محمّد بن عثمان بن الحسن، قال: حدّثنا أبو علي إسماعيل بن
ص: 163
محمّد بن صالح الصفّار - قراءة عليه - قال: حدّثنا عباس بن محمّد بن حاتم ابن واقد أبو الفضل الدوري، قال: حدّثنا أبو عاصم بن النبيل، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام. انتهى(1).
و مثله فعل في الخلاصة(2) ، فعنونه في القسم الثاني بما ذكر في العنوان، و اقتصر على قوله: عامي(3).
و أقول: إنّ النجاشي - و إن كان ضابطا - إلاّ أنّ ملاحظة المشخصات(4) تورث للإنسان الظنّ القوي بأنّ محمّدا في كلامه مصحّف:
مخلّد - الآتي -، و أنّ العلاّمة رحمه اللّه تبعه في ذلك من غير تعمّق، و لم أقف في كلام غيرهما على الضحّاك بن محمّد، و إنّما المذكور في كتب رجال الخاصّة و العامّة(5) ابن مخلّد - بالخاء المعجمة، و اللاّم -
ص: 164
كما تسمع الآن.
التمييز:
ميّزه الشيخ الأمين الكاظمي رحمه اللّه(1) برواية الحسن بن علي بن محبوب، عن هارون بن مسلم، عنه. و عبّاس بن محمّد بن سالم، عنه(2).
ص: 165
12 - الضحّاك بن مخلد بن الضحّاك بن مسلم
الشيباني أبو عاصم النبيل
الضبط :
قد مرّ(1) ضبط مخلد في: أحمد بن مخلد النخاس.
و ضبط الشيباني في: إبراهيم بن رجاء(2).
و ضبط عاصم في: بشر بن عاصم(3).
و النبيل: بالنون المفتوحة، و الباء المفردة المكسورة، و الياء المثناة التحتية الساكنة، و اللام: الذكيّ النجيب(4).
[التمييز:]
و قد وقع في طريق الصدوق رحمه اللّه(5) في باب: ما يقبل من الدعاوي
ص: 166
بغير بيّنة: أبو عاصم النبال.
و من المعلوم أنّ مراده بالضحّاك المذكور؛ لأنّه روى عنه، عن جريح، و أبو عاصم الذي يروي عن جريح، هو الضحّاك بن مخلد، لكن المذكور في كتب الرجال من الخاصة و العامّة أبو عاصم النبيل لا النبّال، فالظاهر أنّ الإبدال ب : النبّال سهو من قلم الناسخين، أو قلمه الشريف.
الترجمة:
قد عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: الضحّاك بن مخلّد الشيباني أبو عاصم البصري [النبيل]. انتهى.
و قال المقدسي(2): الضحّاك بن مخلد بن الضحّاك بن مسلم(3) الشيباني،
ص: 167
مولاهم أبو عاصم [النبيل] سمع عبد الملك بن جريح و غيره، قال عمرو بن علي: سمعت أبا عاصم يقول: ولدت سنة اثنتين و عشرين و مائة، و مات سنة اثنتي عشرة و مائتين، و هو ابن تسعين سنة و أربعة أشهر. انتهى.
و قال الذهبي(1): الضحّاك بن مخلّد أبو عاصم الشيباني البصري النبيل الحافظ (2) ، روى عنه البخاري و عبّاس(3) الدوري، قال عمر بن شبه: و اللّه ما رأيت مثله، و قال أبو عاصم: ما دلّست قطّ ، و ما اغتبت أحدا منذ عقلت؛ إنّ الغيبة حرام، مات في ذي الحجّة سنة اثنتي عشر و مائتين. انتهى.
و قال ابن حجر(4): الضحّاك بن مخلد أبو عاصم النبيل الشيباني، ثقة ثبت. انتهى.
فتلخّص أنّ الرجل عامي، لم يوثّقه أحد من أصحابنا، و توثيق العامّة لا يجدينا نفعا(5).
ص: 168
13 - الضحّاك بن مزاحم الخراساني
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب السجاد عليه السلام، مضيفا إلى ما في العنوان قوله: أصله كوفي(2) تابعيّ .
و ظاهره و إن كان إماميّا، إلاّ أنّا لم نقف فيه على ما يدرجه في الحسان.
و قال في ملحقات الصراح(3): الضحّاك بن مزاحم بن يزيد الهلالي المفسّر، كنيته: أبو القاسم، حملته أمه سنتين، ثم ولدته! و كان يقيم ببلخ و بمرو، و كان أيضا ببخارا و سمرقند مدّة، و يعلّم الصبيان احتسابا، و له التفسير الكبير و الصغير(4) ، مات ببلخ سنة اثنتي و مائة. انتهى.
و أقول: تكنيته إيّاه ب : أبي القاسم(5) قد صدر من ابن معين أيضا، و لكنّ
ص: 169
الغلاّس قد كنّاه ب : أبي محمّد.
و إقامته ببلخ و موته بها هي التي دعى وصف بعضهم إيّاه ب : البلخي، بدل:
الخراساني، و وصفه ابن معين ب : المشرقي أيضا، و تبعه على ذلك يعقوب الفسوي، و ردّه بعض علماء العامّة ب : ابن الضحّاك المشرقي هو ابن شرحبيل(1) ، حدّث عن أبي سعيد الخدري، و مشرق بطن من همدان.
و أمّا قوله: كان يعلّم الصبيان.. فقد ذكره جماعة، و قد قيل: إنّه كان في مكتبه ثلاثة آلاف صبيّ ، و كان يطوف عليهم على حمار.
و أمّا تاريخ وفاته بسنة اثنتي و مائة(2) ، فيعارضه ما عن عبد اللّه بن أحمد من أنّه مات سنة خمس و مائة(3) ، و قيل: سنة ستّ و مائة.
ص: 170
و زعم بعض الفضلاء من ترجمة العامّة إيّاه كونه عاميّا، فيعارض ما استظهرناه من الشيخ رحمه اللّه من كونه إماميّا..
و يردّه؛ أنّ تضعيف جمع منهم إيّاه يشهد بكونه إماميّا؛ لأنّ ذلك عادتهم مع الإمامي.
و قد ضعّف الرجل يحيى بن سعيد.
و قال ابن حجر(1): إنّ شعبة كان لا يحدّث عنه، و ينكر أن يكون لقي ابن عبّاس قطّ .
نعم؛ وثّقه أحمد بن حنبل، و ابن معين، و أبو زرعة، و العجلي، و الدارقطني.. و غيرهم. و بعد بنائنا على ما يظهر من الشيخ رحمه اللّه من كونه إماميّا، يكون توثيق الجماعة مدرجا له في الحسان، و العلم عند اللّه تعالى.
[الضبط :] و قد مرّ(2) ضبط مزاحم في: بشار بن مزاحم(3).
ص: 171
تذييل
قد عدّ المتكفّلون لتعداد الصحابة جمعا منهم مسمّين ب : الضحّاك، نذكرهم نسقا بسبب اشتراكهم في الجهالة، و هم:
و
و
و
و
28 - ضرار بن ضمرة الضبابي
[الضبط :] قد مرّ(1) ضبط الضبابي في: أشيم الضبابي.
[الترجمة:] و الرجل من خلّص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، حسن الحال، فصيح المقال، و قد أمره معاوية بأن يصف له عليا، فاستعفاه، فلم يعفه، فقال: ما أصف منه ؟ كان و اللّه شديد القوى، بعيد المدى، يتفجّر العلم من أنحائه، و الحكمة من أرجائه، حسن المعاشرة، سهل المباشرة، خشن المأكل، قصير الملبس، غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه، و يخاطب نفسه، و كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و يبتدئ إذا سكتنا،
ص: 180
و نحن مع تقريبه لنا أشدّ ما يكون صاحب لصاحب هيبة، لا نبتدئه الكلام لعظمته، يحبّ المساكين، و يقرّب أهل الدين، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه.. الحديث.
و قد نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج(1) عن كتاب عبد اللّه بن إسماعيل
ص: 181
ابن أحمد الحلبي في التذييل على نهج البلاغة(1).
ص: 182
( - هو ركن الشيعة ؟ فقال ضرار: هلمّ من شئت، فبعث إلى هشام بن الحكم فأحضره..
و في صفحة: 371 باب 21 حديث 3: و أخبرني الشيخ أيضا، قال:
جاء ضرار إلى أبي الحسن علي بن ميثم رحمه اللّه..
و في 189/48 باب 8، و فيه: مناظرة ضرار بن عمرو.
و في صفحة: 198 باب 42، و فيه: مناظرة ضرار مع هشام بن الحكم عليه الرحمة.
و في 42/25 حديث 16، بسنده:.. قال: و سأل ضرار بن هشام ابن الحكم.
و في الفصول المختارة للشيخ المفيد قدّس سرّه: 10 [و في طبعة اخرى: 28]: و أخبرني الشيخ أدام اللّه عزّه، قال: دخل ضرار بن عمرو الضبي على يحيى بن خالد البرمكي.. ناظر هشام بن الحكم.. و أيضا جاء ضرار إلى أبي الحسن عليّ بن ميثم رحمه اللّه، فقال له: يا أبا الحسن! قد جئتك مناظرا.
و المعنون حكم بكفره أحمد بن حنبل، حيث جاء في سير أعلام النبلاء 544/10 برقم 175 تحت عنوان: ضرار بن عمرو نعم، و من رؤوس المعتزلة ضرار بن عمرو شيخ الضراريّة.. إلى أن قال: قال أحمد ابن حنبل: شهدت على ضرار بن عمرو عند سعيد بن عبد الرحمن فأمر بضرب عنقه فهرب.
أقول: كأنّ المعنون ينكر ضروريات الدين و لا يؤمن بالمعاد.
حصيلة البحث المعنون معتزلي، له مقالات خبيثة، ضعيف عند العامة، محكوم عندهم بالزندقة، و عليه و على مقالاته لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.
ص: 183
تذييل
قد عدّ في اسد الغابة و غيره نقلا عن المتصدّين لتعداد الصحابة نفرا مسمّين ب : ضرار، كلّهم عندنا ما بين مجهول و ضعيف، و هم:
و
33 - ضرغامة بيّاع الغزل
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب الباقر عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا، و لم أقف فيه على مدح، فهو مجهول الحال.
[الضبط :] و ضرغامة: بكسر الضاد المعجمة، و سكون الراء المهملة، و الغين المعجمة، و الألف، و الميم، و الهاء(2)(3).
34 - ضرغامة بن مالك التغلبي
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(4) من أصحاب الحسين عليه السلام.
ص: 186
و هو على ما نصّ عليه أهل السير(1) من الشيعة، و ممّن بايع مسلما عند وروده الكوفة، فلمّا خذل مسلم فرّ، ثمّ خرج مع عمر بن سعد، و لحق بالحسين عليه السلام، و قاتل يوم الطفّ مبارزة، و قتل من القوم جماعة كثيرة، ثمّ قتل رضوان اللّه عليه.
و زاده شرفا على شرف الشهادة، تسليم الإمام عليه السلام عليه في زيارة الناحية المقدّسة(2) ، و الزيارة المخصوصة بأوّل يوم من رجب(3) ، و كفى بذلك شهادة على وثاقته و جلالته(4).
ص: 187
( - بسنده:.. عن علي بن رئاب، عن ضريس بن أعين، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام..
و مثله في صفحة: 406 حديث 1413 منه، إلاّ أنّ في غالب الأسانيد - كما عنونه الشيخ في رجاله: 221 برقم 6 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة جماعة المدرسين: 227 برقم (3076)]، و البرقي في رجاله: 6.. و غيرهما - هو: ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني الكوفي، و بهذا العنوان ترجمه المصنّف رحمه اللّه في موسوعته كما سيأتي..
و إذا اطلق في الأسانيد: (ضريس) لوحده أريد به هذا، فلا تغفل.
حصيلة البحث المعنون ثقة بلا ريب لو كان ابن عبد الملك، و إلاّ فهو مهمل.
[11278] 15 - ضريس بياع الغزل ذكره الشيخ في رجاله: 126 برقم 1 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة جماعة المدرسين: 138 برقم (1461)] من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام، و لكن في جامع الرواة 418/1: ضرغامة بيّاع الغزل.. و قد سلف من الماتن رحمه اللّه.
حصيلة البحث المعنون لم يذكره أعلام الجرح و التعديل، فهو مهمل أو مجهول.
ص: 188
35 - ضريس بن عبد الملك بن أعين
الشيباني الكوفي
الضبط :
ضريس: بالضاد المعجمة، و الراء المهملة، و الياء المثنّاة التحتانيّة، و السين المهملة، وزان زبير(1).
و قد مرّ(2) ضبط الشيباني في: إبراهيم بن رجاء.
الترجمة:
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(3) من أصحاب الصادق عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله: أبو عمارة و أخوه علي. انتهى.
و في التحرير الطاوسي(4): ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني، حمدويه، قال: سمعت أشياخي يقولون: إنّما سمّي: الكناسي؛ لأنّ تجارته بالكناسة، و كان تحته بنت حمران، و هو خيّر فاضل ثقة. انتهى.
ص: 189
و مثله بعينه في رجال الكشي(1).
و له رواية(2) تأتي في: أبي خالد الكابلي - إن شاء اللّه تعالى - تدلّ على كونه إماميّا صحيح الاعتقاد، بريئا من الغلوّ.
و عدّه في القسم الأوّل من الخلاصة(3) ، و نقل عبارة الكشي.
و مثله فعل ابن داود(4) إلاّ أنّه سقط من قلمه كلمة: (ثقة).
ص: 190
و وثّقه في الوجيزة(1) ، و البلغة(2) ، و المشتركاتين(3) ، بل و الحاوي(4) حيث عدّه في قسم الثقات. و قال - بعد نقل عبارة الخلاصة، ما لفظه -: الّذي نقله العلاّمة رحمه اللّه عن الكشّي هو الموجود في كتاب الكشّي، و الظاهر أنّ المدح و التوثيق معوّل للكشيّ ، و لو كان معوّلا للمشايخ، فالظاهر الاعتماد عليه. و الإرسال لا يضرّ مع الإضافة المفيدة للعموم المقتضي لدخول الثقة فيهم. انتهى(5).
ثمّ إنّه قد ظهر من كلام الكشّي و ابن طاوس و العلاّمة و ابن داود..
ص: 191
و غيرهم أنّ الكناسي مشترك بين ضريس بن عبد الملك، و ضريس بن عبد الواحد - الآتي - فلا يتوهّم اشتباههم في ذكر خبر الكناسي في حقّ الشيباني، و عدم وصف الشيخ رحمه اللّه في رجاله الشيباني ب : الكناسي(1) لا يدلّ على العدم حتّى يعارض كلامهم.
التمييز:
ميّزه في المشتركاتين(2) بوقوعه في طبقة حمران؛ لأنّ ابنته كانت تحته.
ص: 192
و زاد الكاظمي(1) تمييزه برواية عليّ بن رئاب، و عمر بن أبان الكلبي، و ابن محبوب، و مالك بن عطيّة.
و زاد في جامع الرواة(2) رواية أبي أيّوب الخزّاز، و عبد اللّه بن بكير، و أبي خالد القمّاط ، و محمّد بن يحيى الخثعمي، و جميل بن درّاج، و شعيب الحدّاد، و جعفر بن بشير، و ابن مسكان، و أبي جميلة.
تذييل:
روى الكشّي(3) عن حمدويه، قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام لعبد الملك بن أعين: «كيف سمّيت ابنك ضريسا؟» فقال:
كيف سمّاك أبوك جعفرا؟ قال: «إنّ جعفرا نهر في الجنّة، و ضريس اسم شيطان».
و ربّما يسبق إلى الذهن استفادة ذمّ منه، و لكنّه تبادر إطلاقي، و بعد إمعان النظر يزول؛ لأنّ تسمية أبيه إيّاه باسم من غير ملاحظة المناسبة، و لا مراعاة
ص: 193
لضريس الكناني: «لم سمّاك أبوك ضريسا؟» قال: كما سمّاك أبوك جعفرا.
قال: «إنّما سمّاك أبوك: ضريسا بجهل، إنّ لإبليس ابنا يقال له: ضريس، و أنّ أبي سمّاني: جعفرا يعلم على أنّه نهر في الجنّة، أما سمعت قول ذي الرمّة:
أبكى الوليد أبا الوليد *** أخ الوليد فتى العشيرة
قد كان غيثا في السنين *** و جعفرا غدقا و ميرة»(1)
39 - ضريس الوابشي الكوفي
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب الصادق عليه السلام.
ص: 196
و حاله كسابقه.
و مثله الحال في:
و رواية الكليني رحمه اللّه(1) في باب: النوادر، من كتاب الأحكام، عن إسماعيل بن أبي أويس(2) ، عن الحسين بن ضمرة بن أبي ضمرة، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين عليه السلام..
و لم أقف له على ذكر في كتب الرجال، فحاله مجهول(3).
ص: 201
(7) ضمرة بن أبي ضمرة برقم 6173، و في صفحة: 150، و قارن.
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكر في معاجمنا الرجاليّة، فهو مهمل إلاّ إنّ روايته سديدة.
[11292] 17 - ضمرة بن بشر بعد أن عنون ابن الأثير في اسد الغابة 44/3: ضمرة بن عمرو الجهني - الذي ترجمه المصنّف رحمه اللّه في محلّه - قال: و يقال: ضمرة بن بشر، و هو من الصحابة الذين شهدوا بدرا، و قتل شهيدا يوم أحد.
لاحظ : الاستيعاب 327/1 برقم 1428، و تجريد أسماء الصحابة 273/1 برقم 2873.. و غيرهما.
حصيلة البحث أقلّ ما في الشهادة تحت راية صاحب الرسالة صلوات اللّه عليه و آله هو الحسن.
[11293] 18 - ضمرة بن حبيب جاء في الخصال 522/2 أبواب العشرين حديث 11، بسنده:.. عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن ضمرة بن حبيب، قال: سئل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الصلاة.. -
ص: 202
47 - ضمرة بن سمرة
[الترجمة:] من المخالفين المعاندين، ضحك و أضحك من حديث عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، رواه السجاد عليه السلام، فدعا عليه فمات فجأة، و سمع و هو يقول عند موته: ويل لضمرة بن سمرة، خلا منّي كلّ حميم، و حللت بدار الجحيم.. روى ذلك في الخرايج و الجرايح(1)
ص: 203
مرسلا(1).
ص: 204
49 - ضمرة بن أبي العيص الخزاعي
[الترجمة:] عدّه(1) الثلاثة من الصحابة، و قالوا: إنّه عند الهجرة كان مريضا، فأمر أهله أن يفرشوا له على سرير، و يحملوه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ففعلوا، فتوفّي في التنعيم قريبا من مكّة، فنزل قوله سبحانه: وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهٰاجِراً إِلَى اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّٰهِ (2).
و ذلك آية حسن حاله(3).
ص: 206
تذييل
قد عدّ المتصدّون لعدّ الصحابة جمعا منهم مسمّين ب : ضمرة، نذكرهم نسقا لاشتراكهم عندنا في جهالة الحال، و هم:
و
و
و
و لم أستثبت حاله(1).
و مثله الحال في:
64 - الضياء بن إبراهيم بن الرضا العلوي
الحسني الشجري
[الترجمة:] عنونه كذلك منتجب الدين(1) ، و لقّبه ب : الشيخ أبي النجم، و قال: فقيه صالح، قرأ على الشيخ أبي عليّ ابن الشيخ أبي جعفر
ص: 215
الطوسي رحمهما اللّه. انتهى(1).
ص: 216
ص: 217
ص: 218
باب الطاء المهملة
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و حاله مجهول.
[الضبط :] و قد مرّ(1) ضبط أشيم في: أحمد بن أشيم(2).
و ضبط (3) الأشجعي في: الجرّاح الأشجعي(4).
ص: 220
أمير المؤمنين عليه السلام.
و قال الميرزا(1): و يفهم من الخلاصة(2) ، و جامع الأصول(3) خلافه، كما
ص: 222
يأتي في الكنى. انتهى.
و أقول: غرضه بذلك المناقشة في كون أبي حيّة كنية طارق بن شهاب الأحمسي، و هي مناقشة جيّدة؛ ضرورة صراحة كلمات عدّة من المخالفين
قال: سمعت حذيفة يقول: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: «إذا كان عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أيّها الناس! قطع عنكم مدّة الجبّارين، و ولي الأمر خير أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فألحقوا بمكّة، فيخرج النجباء من مصر، و الأبدال من الشام، و عصائب العراق..».
و هذه الرواية رواها عن الاختصاص المجلسي في بحار الأنوار 179/13 (من طبعة كمپاني) [الطبعة الحروفية 304/52 حديث 73].
و جاء في الأمالي للشيخ الطوسي 337/2 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة مؤسسة البعثة: 727-732 حديث 1530].. و الحديث طويل جدّا، و هو في بيعة الناس لأمير المؤمنين عليه السلام.. إلى أن جاء في صفحة: 340 من الأمالي [طبعة البعثة:
730-731]: و كان عليّ عليه السلام جعل عمّار بن ياسر على الخيل، فقال لأبي الهيثم بن التيهان و لخالد بن زيد أبي أيّوب و لأبي حيّة و لرفاعة بن رافع في رجال من أصحاب رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قوموا إلى هؤلاء القوم فإنّه بلغنا عنهم ما نكره من خلاف أمير المؤمنين إمامهم و الطعن عليه، و قد دخل معهم قوم من أهل الجفاء و العداوة، و أنّهم سيحملونهم على ما ليس من رأيهم»، قال: فقاموا و قمنا معهم حتّى جلسوا إليهم، فتكلّم أبو الهيثم بن التيهان.. إلى أن قال: فتكلّم عبد اللّه ابن الزبير، فقال: لقد تهذّرت يا أبا اليقظان! فقال له عمّار: ما لك تتعلّق في مثل هذا يا أعبس! ثمّ أمر به فأخرج، فقام الزبير و التفت إلى عمّار.. إلى أن قال:
فاجتمع عمّار بن ياسر و أبو الهيثم و رفاعة و أبو أيّوب و سهل بن حنيف فتشاوروا أن يركبوا إلى علي عليه السلام بالقناة فيخبروه بخبر القوم.. فركبوا إليه فأخبروه باجتماع القوم.. إلى أن قال: و بعث إلى طلحة و الزبير فدعاهما، ثمّ قال لهما: «ألم تأتياني و تبايعاني طائعين غير مكرهين، فما أنكرتم ؟ أجور في حكم أو استيثار في فيء؟» قالا: لا..
و الخبر طويل، و يظهر من الحديث أنّ أبا حيّة قرن بخواصّ أمير المؤمنين عليه السلام مثل عمّار و أبا الهيثم..
و تدلّ هذه الرواية و التي قبلها على حسن الرجل أقلاّ.
ص: 223
في أنّ أبا حيّة غير معلوم الإسم، و أنّ اسم والده: قيس.
ألا ترى إلى قول الذهبي(1): أبو حيّة بن قيس الوداعي.
و قول ابن حجر في تقريبه(2): أبو حيّة بن قيس الوداعي الكوفي،
ص: 224
قيل: اسمه عمرو بن نصر، و قيل: أبو عبد اللّه، و قيل: اسمه عامر بن الحارث، و قال أبو أحمد الحاكم و غيره: لا يعرف اسمه، مقبول من الثالثة. انتهى.
و مقتضى عطف العلاّمة رحمه اللّه في آخر القسم الأوّل من الخلاصة طارقا على أبي حيّة عند تعداد أصحاب علي عليه السلام من اليمن، هو كون أبي حيّة كنية غير طارق، و حينئذ فيكون تكنية الشيخ رحمه اللّه إيّاه ب : أبي حيّة سهو القلم.
و في 485/4 برقم 2128: طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أبو عبد اللّه أدرك الجاهليّة. رأى النبيّ صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم. و غزى في خلافة أبي بكر.. إلى أن قال: عن يحيى بن معين، قال: طارق بن شهاب ثقة.
و ترجمه في تهذيب التهذيب 3/5 برقم 5 بعنوان: طارق بن شهاب بن عبد شمس ابن هلال بن سلمة بن عوف بن خيثم البجلي الأحمسي أبو عبد اللّه الكوفي. رأى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و روى عنه مرسلا، و عن الخلفاء الأربعة، و بلال، و حذيفة، و خالد بن الوليد، و المقداد، و سعد، و ابن مسعود، و أبي موسى، و أبي سعيد، و كعب بن عجرة.. ثمّ ذكر جمعا رووا عنه، ثمّ نقل توثيق ابن معين و العجلي و أنّه مات سنة 82..
و قال في 81/12 برقم 352 باب الكنى: أبو حيّة بن قيس الوادعي الخارفي الهمداني الكوفي. عن عليّ بن أبي طالب [عليه السلام].. ثمّ ذكر الاختلاف في اسمه، ثمّ نقل توثيق ابن حبّان، و ابن الجارود عن ابن نمير و توثيق بعضهم له..
هذا بعض كلمات العامّة فيه؛ و يتّضح من النظر في جميع كلمات القوم أنّ أبا حيّة و طارق بن شهاب إثنان، و كلاهما من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و يرويان عنه، و رواياتهما سديدة لا نقاش فيها.
و يظهر من كلمات العامّة أنّ أبو حية بن قيس الوادعي غير أبو حيّة الغير المذكور باسم، و كلاهما من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، و طارق بن شهاب الأحمسي الوداعي شخص ثالث، فتدبر. و سوف يأتي طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أبو عبد اللّه المعدود في الكوفيين، و هو غير معلوم الحال.
ص: 225
و على كلّ ؛ فلم أقف في أبي حيّة على ما يكشف عن حاله.
و أمّا طارق بن شهاب فظاهر الشيخ كونه إماميّا.
و له رواية طويلة في أوصاف الإمام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام، أوردها في الثلث الأخير من صفحة مائتين و اثنين و عشرين من المجلّد السابع من البحار، المطبوع طبع الكمپاني(1). و قد تضمّنت الرواية ما يكشف عن كون الرجل إماميّا بحتا، بل من خاصّة أمير المؤمنين عليه السلام و بطانته و أهل سرّه، كحار همدان.. و أمثاله، تركنا نقل الرواية لغاية طولها، و لا بدّ لك من ملاحظتها حتّى يتّضح لك صدق ما قلناه، و تجزم بحسن حال الرجل، و قوّة إيمانه، و عظم يقينه، لتضمّن الرواية فقرات لا تبيّن إلاّ لإماميّ عارف، بل لا يواجه به إلاّ عالم تودع الأسرار عنده، بحيث يتحمّل عقله جمع الصفات المتضادّة في واحد، كقوله: بشر ملكي، و جسم روحاني، و جسد سماويّ .. إلى آخره.
فالرجل عندي في أعلى درجات الحسن، و العلم عند اللّه تعالى.
[الضبط :] و قد مرّ(2) ضبط شهاب في بابه.
و ضبط الأحمسي في: أحمد بن عائذ(3)(4).
ص: 226
4 - طارق بن عبد الرحمن الأحمسي
البجلي، كوفي
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب السجّاد عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا، إلاّ أنّ حاله مجهول.
و لعلّه المراد ب : طارق، فيما رواه في كتاب: الأيمان من التهذيب(2) ، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن منصور بن حازم، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: «أما سمعت بطارق، إنّ طارقا كان نخّاسا بالمدينة، فأتى أبا جعفر عليه السلام، فقال: يا أبا جعفر! إني هالك(3) ، إنيّ حلفت بالطلاق و العتاق و النذور، فقال له: يا طارق! إنّ هذه من خطوات الشيطان».
و احتمل السيّد صدر الدين اتحاد هذا مع سابقه، و لعلّه لمجرّد الاتّحاد في اللقب - أعني الأحمسي - و إلاّ فذاك ابن شهاب، و هذا ابن عبد الرحمن، مع أنّ بقاء ذاك من زمان أمير المؤمنين عليه السلام إلى زمان الصادق عليه السلام لا يخلو من بعد، و إن كان ممكنا، فتدبّر.
ص: 227
و لا يتوهّم أنّ وصف هذا ب : البجلي دون ذاك مبعّد آخر للاتّحاد؛ ضرورة أنّ كلّ أحمسي بجلّي، فوصف ذلك بالأحمسي يستلزم وصفه مثل هذا ب : البجلي(1).
تذييل
قد عدّ المتصدّون لعدّ الصحابة جمعا منهم مسمّين ب : طارق، نذكرهم نسقا لاشتراكهم بالجهالة عندنا، و هم:
و
و
.. و غيرهم(1).
ص: 232
13 - طالب بن عليّ العلوي
الحسيني الأبهري
[الترجمة:] عنونه منتجب الدين(1) كذلك، و قال: فقيه صالح واعظ ، قرأ على الشيخ الجليل محيي الدين بن الحسين بن المظفّر الحمداني رحمهم اللّه.
قوله: أسند عنه.
و ظاهره كونه إماميّا، و لم أقف على ما يدرجه في الحسان.
و حاله مجهول(1).
19 - طاوس بن كيسان
أبو عبد الرحمن اليماني
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) من أصحاب السجاد عليه السلام.
و يعبّر عنه ب : طاوس الفقيه أيضا.
و لم ينصّوا في كتب الرجال عليه بمدح و لا قدح.
نعم؛ يستفاد ممّا رواه في باب مكارم أخلاق السجاد عليه السلام و عبادته من البحار(3) من وضعه رأسه عليه السلام على ركبته، و بكائه حتى جرت
ص: 237
دموعه على خدّه عليه السلام كونه من الموالين لأهل البيت عليهم السلام، و هذا المقدار لا يكفي في قبول خبره.
نعم؛ يستفاد من الخبر الآتي في ترجمة: هشام بن عبد الملك المدعي للخلافة كونه شيعيّا، حيث عبّر عن عليّ عليه السلام مكرّرا
الحسين عليه السلام] يطوف من العشاء إلى السحر و يتعبّد، فلمّا لم ير أحدا رمق السماء بطرفه، و قال: «إلهي غارت نجوم سماواتك، و هجعت عيون أنامك، و أبوابك مفتّحات للسائلين، جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجه جدّي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في عرصات القيامة». ثمّ بكى و قال: «و عزّتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، و ما عصيتك إذ عصيتك و أنا بك شاكّ ، و لا بنكالك جاهل، و لا لعقوبتك متعرّض..
و لكن سوّلت لي نفسي و أعانني على ذلك سترك المرخي به عليّ ، فالآن من عذابك من يستنقذني ؟ و بحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني ؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفّين: جوزوا! و للمثقلين حطّوا! أمع المخفّين أجوز؟ أم مع المثقلين أحطّ؟ و يلي كلّما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب، أما آن لي أن استحي من ربّي..» ثمّ بكى و أنشأ يقول:
أتحرقني بالنّار يا غاية المنىفأين رجائي ثمّ أين محبّتيأتيت بأعمال قباح رزيّةو ما في الورى خلق جنى كجنايتي ثمّ بكى، و قال: «سبحانك تعصى كأنّك لا ترى، و تحلم كأنّك لم تعص، تتودّد إلى خلقك بحسن الصنيع، كأنّ بك الحاجة إليهم، و أنت يا سيّدي الغنيّ عنهم..». ثمّ خرّ إلى الأرض ساجدا، قال: فدنوت منه، و شلت برأسه و وضعته على ركبتي و بكيت حتّى جرت دموعي على خدّه، فأستوى جالسا و قال: «من الذي أشغلني عن ذكر ربّي ؟» فقلت: أنا طاوس يابن رسول اللّه! ما هذا الجزع و الفزع ؟ و نحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا و نحن عاصون جافون ؟! أبوك الحسين بن علي، و أمّك فاطمة الزهراء، و جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: فالتفت إليّ ، و قال: «هيهات هيهات، يا طاوس! دع عنّي حديث أبي و أمّي و جدّي، خلق اللّه الجنّة لمن أطاعه و أحسن و لو كان عبدا حبشيّا، و خلق النار لمن عصاه و لو كان ولدا قرشيّا، أما سمعت قوله تعالى: فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاٰ أَنْسٰابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لاٰ يَتَسٰاءَلُونَ [سورة المؤمنون (23):101] و اللّه، لا ينفعك غدا إلاّ تقدمة تقدّمها من عمل صالح».
ص: 238
ب : أمير المؤمنين عليه السلام، و ليس ذلك من طريقة العامّة.
و يستفاد من مكالماته مع هشام كونه متديّنا متصلّبا في الشرعيّات، خشنا في جنب اللّه سبحانه.
و أقلّ ما يفيد ذلك كونه من الحسان، و لكن يعارض ذلك أمور:
فمنها: أنّه قد ذكر الشيخ ورّام بن أبي فراس في كتابه تنبيه الخواطر(1): أنّه دخل طاوس اليماني على جعفر بن محمّد [الصادق] عليهما السلام فقال له:
«أنت طاوس ؟» فقال: نعم، فقال: «طاوس طير مشؤوم ما نزل بساحة قوم إلاّ آذنهم بالرحيل، نشدتك اللّه هل تعلم أنّ أحدا أقبل للعذر من اللّه سبحانه ؟» قال: «اللّهم لا، قال: «فنشدتك اللّه هل تعلم أصدق من قال: لا أقدر و لا قدرة له ؟» قال: اللّهم لا، قال: «فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه ممّن لا أصدق في القول منه ؟» قال: فنفض أثوابه، و قال: ما بيني و بين الحقّ عداوة. انتهى.
فإنّ صدره يدلّ على ذمّه، بل كونه عاميّا، لعدم جريان عادتهم عليهم السلام على مثل هذه تعريضات بالنسبة إلى الشيعة، كما أنّ ذيله يدلّ على أنّه كان يقول بالجبر و نفي الاستطاعة، و تلك عقيدة أغلب العامّة. نعم؛
ص: 239
ظاهر الخبر أنّه تاب من تلك العقيدة و رجع، لكن بعد إقامة الإمام عليه السلام البرهان، لا بمجرّد قوله من دون برهان، و لو كان من شيعته العارفين له حقّ الإمامة، لما كان يحتاج في إبطال الجبر أزيد من قول الإمام عليه السلام له من غير حاجة إلى إقامته البرهان، على أنّ الشيعة كافّة لا يقولون بنفي الاستطاعة.
و الحاصل أنّ عبارات الخبر تدلّ على ذمّه و عدم معرفته بحق الإمام عليه السلام، فراجع.
و منها: ما رواه الراوندي - في القصص(1) - بسنده: عن الصدوق رحمه اللّه عن ابن المتوكّل، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن عليّ بن سالم، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: كان أبو جعفر الباقر عليه السلام جالسا في الحرم، و حوله عصابة من أوليائه، إذ أقبل طاوس اليماني في جماعة، فقال:
من صاحب الحلقة ؟ قيل: محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: إيّاه أردت.. فوقف عليه و سلّم و جلس.
ثمّ قال: أتأذن لي في السؤال ؟ فقال الباقر عليه السلام: «قد أذنّا لك، فسل». قال: أخبرني بيوم هلك ثلث الناس ؟ قال عليه السلام: «و همت يا شيخ! أردت أن تقول ربع الناس، و ذلك يوم قتل هابيل كانوا أربعة: قابيل و هابيل و آدم و حوّا، فهلك ربعهم»، قال: أصبت، و وهمت أنا، فأيّهما كان
ص: 240
الأب للناس القاتل أو المقتول ؟ قال: «لا واحد منهما، بل أبوهم شيث بن آدم عليه السلام».
فإنّه كما ترى سؤال متعنّت ممتحن، و ليس من أسئلة الشيعة لإمامهم، مع أنّ صدره يدلّ على أنّه لا يعرف شخص الإمام، على أنّ في تعبير أبي بصير بقوله: كان أبو جعفر عليه السلام في عصابة من أوليائه، إذ أقبل طاوس في جماعة.. إشعارا بأنّ طاوس و جماعته لم يكونوا من أولياء الإمام عليه السلام.
و قد روى الطبرسي في الاحتجاج(1) هذا الخبر إلى قوله: «شيث بن آدم»، و زاد عليه أسئلة كثيرة، كلّها أسئلة ممتحن متعنّت لا تشبه أسئلة الرجل لإمامه. و هي سؤاله عن سبب تسمية آدم بآدم، و حوّا بحوّا، و إبليس بإبليس، و تسمية الجنّ جنّا، و عن أوّل كذبة كذبت، و عن قوم شهدوا شهادة حقّ و هم كاذبون، و عن طير طار مرّة و لم يطر قبلها و لا بعدها؛ ذكره اللّه في القرآن، و عمّن أنذر قومه ليس من الجنّ و لا من الأنس و لا من الملائكة ذكره اللّه في كتابه، و عن شيء قليله حرام و كثيره حرام، و عن صلاة مفروضة تصلّى بغير وضوء، و عن صوم لا يحجز عن أكل و شرب، و عن شيء يزيد و ينقص، و عن شيء يزيد و لا ينقص، و عن شيء ينقص و لا يزيد.
فإنّ هذه الأسئلة الإمتحانيّة تشبه أسئلة العامّة بعضهم لبعض في مقام الاختبار، و هذا الرجل - هب أنّه قنع بهذه الأجوبة - لكن
ص: 241
لم يعلم اعتقاده بإمامته عليه السلام، بل غاية ما يعتقده به كونه عالما من علماء أهل البيت عليهم السلام، كما أنّ قبوله لقول الحقّ في القول بالجبر و نفي الاستطاعة لا يدلّ بوجه على اعتقاده بإمامة الصادق عليه السلام(1).
و تلخيص المقال: إنّ الذي يظهر من تتّبع أخباره في البحار في باب: أحوال السجّاد و الباقر عليهما السلام و سائر الكتب أنّ الرجل من عبّاد العامّة و زهّادهم، و أنّه أقام بمكّة مجاورا متعبدا،
ص: 242
و أنّه ليس بناصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام، و على هذا لا يندرج خبره في الحسن لعدم تشيّعه. نعم؛ لا يبعد إدراج خبره في الموثّق، و الاعتماد عليه إذا خلا عن معارض أقوى، و اللّه العالم(1).
ص: 243
سنة خمس و سبعمائة(1)*.
ص: 245
و اخرى(1): ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام بقوله: طاهر بن حاتم بن ماهويه، روى عنه محمّد بن عيسى بن يقطين، غال. انتهى.
و قال في الفهرست(2): طاهر بن حاتم بن ماهويه، كان مستقيما، ثمّ تغيّر و أظهر القول بالغلوّ، و له روايات، أخبرنا برواياته حال استقامته جماعة، عن محمّد بن علي بن الحسين، عن أبيه، و محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن طاهر بن حاتم، في حال استقامته(3). انتهى.
و قال النجاشي(4) رحمه اللّه: طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني، أخو فارس بن حاتم، كان صحيحا ثمّ خلط عليه(5) ، له كتاب، ذكر(6) الحسن بن الحسين، قال: حدّثنا خالي الحسين بن الحسن، و ابن الوليد، عن الحميري، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن طاهر. انتهى.
و قال ابن الغضائري(7): طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني، أخو فارس، كان فاسد المذهب، ضعيفا، و كانت له استقامة كما كانت لأخيه، و لكنّها
ص: 247
لا تثمر. انتهى(1).
و هو من غرائب الكلام؛ ضرورة أنّه لا معنى لقدح انحرافه أخيرا فيما رواه في حال الاستقامة.
و العجب من العلاّمة رحمه اللّه في القسم الثاني من الخلاصة(2) حيث نقل ذلك عن ابن الغضائري ساكتا عليه، بعد نقل مضمون كلامي الشيخ رحمه اللّه في رجاله و فهرسته.
فالأظهر أنّ روايات حال استقامته تقبل دون ما رواه بعد انحرافه، سيّما و الرمي بالغلوّ في كلمات القدماء محلّ ريب، لعدّهم جملة مما هو الآن من ضروريّات مذهب الشيعة في أهل البيت صلوات اللّه عليهم أجمعين غلوّا(3).
و ربّما زعم الفاضل الجزائري في الحاوي(4) منافاة عدّ الشيخ رحمه اللّه
ص: 248
إيّاه فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام لعدّه من أصحاب الرضا عليه السلام، و سقوطه يظهر ممّا بيّناه في الفائدة الثامنة من المقدّمة(1) ، فلاحظ .
التمييز:
ميّزه في المشتركات(2) بما سمعته من الشيخ و النجاشي من رواية محمّد بن عيسى بن عبيد، عنه(3).
ص: 249
و بنو طاهر ينسب إليهم التشيّع، كما في مروج الذهب(1).. و غيره، لكن أفعال الكثير منهم مع العلويّين تدلّ على خلاف ذلك(2).
منهم: عبد اللّه بن طاهر بن الحسين؛ من أكبر قوّاد المأمون، و أشدّ أنصار الدولة العباسيّة، ولد اليد الكبرى في قتال أبي السرايا بالكوفة، و إبادة جنده، و قتل محمّد بن زبيدة الأمين و من بايعه، و بقي إلى آخر أيّام المعتصم، فقبض على محمّد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين عليه السلام في نساء، فحبسه بنيسابور، ثمّ بالري، ثمّ نقله إلى بغداد، فقتل فيها(3).
ص: 251
و قبض على محمّد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين عليه السلام و كان قد خرج بالكوفة فقتله(1) ، و حمل رأسه إليه ببغداد، و كان هو الوالي عليها، فاجتمع أهلها إليه يهنّونه بالفتح، فدخل عليه فيمن دخل أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، فقال له: أيّها الأمير! قد جئتك مهنّيا بما لو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حيّا لكان معزّى به، فلم يجبه محمّد ابن عبد اللّه بن طاهر بشيء(2).
و في يحيى هذا يقول أبو هاشم المذكور:
ص: 252
يا بني طاهر كلوه وبيّا *** إنّ لحم النبي غير مري(1)
و منهم: طاهر بن عبد اللّه بن طاهر؛ فإنّه قتل في وقعة كانت بينه و بين الكواكبي بقزوين جمعا.
[و] منهم: إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الحسن بن عبد اللّه بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
و منهم: الحسين بن إسماعيل الطاهر، و إسحاق بن إبراهيم الطاهري؛ و لهما من الأفعال نحو من هذا، و سيجمع اللّه بينهم و بين من قتلوا و ظلموا و يعلمون حينئذ أيّ منقلب ينقلبون، فنسبتهم إلى التشيّع لاغر و فيها؛ لأنّهم شنيعة لا شيعة.
و ربّما استشهد بعضهم لتشيّع طاهر بن الحسين بما ذكره أبو الفرج في المقاتل(2) من أنّه: لمّا استفحل أمر أبي السرايا بالكوفة مع محمّد بن إبراهيم
ص: 253
العلوي، و هزم جيوش بني العباس غير مرّة.. عظم أمره على الحسن بن سهل ذي الرياستين و هو ببغداد، و له إمارة العراق و ما وراءه، كتب إلى طاهر بن الحسين أن يصير إليه لينفذه إلى قتال أبي السرايا، فكتبت إلى الحسن رقعة لا يدري من كتبها، و فيها هذه الأبيات:
قناع الشكّ يكشفه اليقين *** و أفضل كيدك الرأي الرصين
تثبّت قبل ينفذ منك(1) أمر *** يهيج لشرّه(2) داء دفين
أتندب طاهرا لقتال قوم *** بطاعتهم و نصرتهم يدين
سيطلعها(3) عليك معقلات *** تصرّ و دونها حرب زبون
و يبعث كامنا في الصدر منه *** و لا يخفى إذا ظهر المصون
فشأنك و اليقين فقد أنارت *** معالمه و أظلمت الظنون
و دونك لا ترد بعزم و ان(4) *** تدبره و دع ما لا يكون
ص: 254
فعدل عن طاهر و أنفذ إلى هرثمة بن أعين - و هو بحلوان - فاستقدمه، و أنفذه إلى أبي السرايا و جعل السندي بن شاهك ردأ له. انتهى.
و في شهادته على تشيّعه تأمّل ظاهر(1).
الطوسي رحمه اللّه(1).
ص: 256
(7) - الإعلام (قم) 35/2 فصل 5] فصل فيما نذكره من فضل صلاة تصلّى كلّ ليلة من عشر ذي الحجة، بسنده:.. قال أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاّج: سمعت طاهر ابن العباس، يقول: سمعت محمّد بن الفضل الكوفي، يقول: سمعت الحسن بن علي الجعفري يحدّث عن أبيه، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام..
و عنه في وسائل الشيعة 183/8 حديث 10372 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[11352] 10 - طاهر بن عبد اللّه بن طاهر جاء في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 64/2 [من طبعة النجف الأشرف، و في طبعة مؤسسة البعثة: 449 حديث 1004] الجزء السادس عشر، بسنده:.. قال: حدّثنا أبو علي محمّد بن همام، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر بن أحمد [أبو أحمد] المصعبي، قال: كنت في مجلس أخي طاهر ابن عبد اللّه بن طاهر بخراسان، و في مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظلي..
و مثله سندا و متنا في بحار الأنوار 69/69 باب 30 حديث 24.
حصيلة البحث المعنون مهمل، و الظاهر أنّه من رواة العامّة. -
ص: 257
( -[11353] 11 - طاهر بن عبيد قال في الإقبال: 582 [و في الطبعة الجديدة لجواد القيومي 88/3]:
ذكر يحيى بن الحسن الحسني في كتاب الأمالي، بإسناده:.. عن طاهر ابن عبيد، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن عليه السلام أنّه سئل عن أخيه محمّد أخو المهدي..
و عنه في بحار الأنوار 303/47 مثله.
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يتّضح حاله.
[11354] 12 - طاهر بن عليّ بن أحمد أبو القاسم جاء في رجال الكشي: 615-616 في ترجمة:
أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي حديث 1149، قال أبو بكر: حدّثني أبو القاسم طاهر بن عليّ بن أحمد ذكر أنّ مولده بالمدينة.
حصيلة البحث لم أظفر على ذكر للمعنون في المعاجم الرجاليّة، فهو مهمل.
ص: 258
و نفى الحائري في المنتهى(1) البعد عن كونه من مشايخ الكشي(2) ، ثمّ قال:
و كيف كان؛ فإنّه يروي عنه على سبيل الاعتماد و الاعتداد.
[التمييز:]
في مشتركات الكاظمي(3): إنّه روى عنه الكشّي و هو روى عن أحمد بن جعفر الخزاعي(4) ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.
و لا يخفى أنّ ما في المنتهى من نقل زيادة في كلام المشتركات و هو: أنّه لا أصل له و لا كتاب قد نشأ من غلط نسخة المشتركات التي كانت عند الحائري؛ فإنّ الموجود في المشتركات بعد تميّز هذا الرجل و الآتي بعده، قال: و أمّا من عداهم فلا أصل له و لا كتاب، فغرضه نفي الأصل و الكتاب لغيرهما، لا نفي الأصل و الكتاب لابن الورّاق(5).
ص: 261
من تحت -.
و في كلام النجاشي(1): أبي الحبيش - بالحاء المهملة، و الباء الموحّدة، و الياء المثنّاة من تحت(2) - و لم يتميّز عندي الصحيح منها، و لكنّي لم أقف على مسمّى ب : حبش - بحاء، و باء موحّدة - و المسمّى ب : جيش - بالجيم، و الياء المثناة - نفر، و ب : حبيش - بالحاء، و الباء الموحّدة، و الياء المثنّاة - جماعة كثيرون، و إذا انضمّ إلى ذلك كون النجاشي أضبط ، تعيّن، و اللّه العالم.
الترجمة:
قال في الفهرست(3): طاهر غلام أبي الحبش، و كان متكلّما، و له كتب. انتهى.
و قال النجاشي(4): طاهر غلام أبي الحبيش(5) ، كان متكلّما، و عليه كان ابتداء قراءة شيخنا أبي عبد اللّه رحمه اللّه، له كتب، كان الشيخ رضي اللّه عنه يذكر منها كتابا له كلام في فدك. انتهى(6).
ص: 263
و مثله بعينه بتبديل الحبيش ب : الجيش، و زيادة (المفيد) بعد (أبي عبد اللّه) في القسم الأوّل من الخلاصة(1) ، و ظاهر عدّه إيّاه في القسم الأوّل كونه معتمدا ثقة، و لعلّه لكونه من المشايخ؛ فإنّه لا يتوقّف الاعتماد عليهم على التنصيص بتوثيقهم، كما بيّناه في المقدّمات(2)(3).
ص: 264
(7) - و عنه في بحار الأنوار 18/48 حديث 22 مثله.
و جاء أيضا في كشف الغمّة 11/3، و 380/2، و المستجاد من الإرشاد: 177.. و غيره.
و في اصول الكافي 306/1 باب الإشارة و النصّ على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق صلوات اللّه عليهما حديث 4، بسنده:.. عن عليّ بن الحكم، عن طاهر، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام، فقال أبو جعفر عليه السلام..
و في الإمامة و التبصرة: 199 باب إمامة أبي عبد اللّه عليه السلام حديث 55: و عنه، عن محمّد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام..
و في بحار الأنوار 18/48 حديث 22 عن إرشاد الشيخ المفيد: 309 [الطبعة المحقّقة 218/2]: روى الفضل [خ. ل: فضيل]، عن طاهر بن محمّد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
حصيلة البحث المعنون من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، و لم يذكره علماء الرجال، فهو مهمل إلاّ أنّ رواياته تدلّ على أنّه إماميّ قريب من الأئمّة، و لا يبعد عدّه حسنا لذلك، فتأمل.
[11359] 14 - طاهر بن محمّد الجعفري أبو الحسين جاء في إعلام الورى: 333 [و في الطبعة المحقّقة 98/2] -
ص: 265
(7) - الفصل الثالث، في ذكر طرف من دلائله و معجزاته عليه السلام، قال: و في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري للشيخ أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن عيّاش الذي أخبرني بجميعه السيّد أبو طالب محمّد بن الحسين الحسيني القصي الجرجاني، قال: أخبرني والدي السيّد أبو عبد اللّه الحسين بن القصي، عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمّد الجعفري، عنه، قال: حدّثني أبو علي أحمد بن محمّد بن يحيى العطار القمي، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال: قال أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري: دخلت على أبي جعفر الثاني [عليه السلام]..
و عنه في بحار الأنوار 43/50 ذيل حديث 8 مثله.
و قال في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس: 66: طاهر بن محمّد الجعفري الشريف أبو الحسين تلميذ أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد ابن عياش الجعفري..
حصيلة البحث المعنون لم يذكره علماء الرجال، فهو مهمل اصطلاحا، إلاّ أنّ بعض القرائن تشير إلى حسنه، و اللّه العالم.
[11360] 15 - طاهر بن محمّد بن يونس أبو الحسن الفقيه جاء في علل الشرايع 468/2 باب 222 حديث 28: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد بن يونس الفقيه، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي، قال: حدّثنا أبو حامد أحمد بن تميم، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدة، قال: حدّثنا محمّد بن حميدة الرازي، قال: حدّثنا محمّد بن -
ص: 266
(7) - عيسى، عن عبد اللّه بن يزيد، عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و في صفحة: 12 باب 9 حديث 7: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد ابن يونس بن حياة الفقيه فيما أجازه لي ببلخ، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي، قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن مهاجر، قال: حدّثنا هشام بن خالد، قال: حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: حدّثنا صدقة بن عبد اللّه، عن هشام، عن أنس، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و لكن عنه في بحار الأنوار 16/70 باب 43 حديث 8 بالسند و المتن المتقدم، إلاّ أنّ فيه بدل: طاهر بن محمّد بن يونس: طاهر بن محمّد بن إدريس.
و في كتاب التوحيد: 398 باب 62 حديث 1 بالسند المتقدم.
و في الخصال 29/1 باب الواحد حديث 103: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي، قال:
حدّثنا أحمد بن نجدة، قال: حدّثنا أبو بشر ختن المقرئ، قال: حدّثنا معمّر بن سليمان، قال: إنّي سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله..
و في 542/2 حديث 17 أبواب الأربعين: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمّد بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان الهروي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن سوار، قال: حدّثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، قال: حدّثنا عروة بن مروان البرقي، قال: حدّثنا ربيع بن بدر، عن أبان، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و مثله في صفحة: 541-542 حديث 16.. و غير هذه الروايات.
حصيلة البحث كون المعنون من مشايخ الصدوق قدّس سرّه و مضمون روايته ترجح الجزم بحسنه، و اللّه العالم. -
ص: 267
(7) -[11361] 16 - طاهر بن مدرار ذكر في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 152/1 [من طبعة النجف الأشرف (الحيدرية)، و في طبعة مؤسسة البعثة: 254 حديث 456] الجزء السادس، بسنده:.. قال: حدّثنا الحسن بن جعفر، قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار [خ. ل: مدرك]، قال: حدّثني زرّ بن أنس، قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام..
و فيه - أيضا - 259/1 [من طبعة النجف الأشرف (الحيدرية)، و في طبعة مؤسسة البعثة: 254 حديث 456] الجزء التاسع، بسنده:.. قال:
حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار، قال: حدّثنا معاوية بن ميسر بن شريح، قال: حدّثني الحكم بن عيينة [عتيبة] و سلمة بن كهيل، قالا: حدّثنا حبيب و كان إسكافا في بني بدي - و أثنى عليه خيرا - أنّه سمع زيد بن أرقم، يقول: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله..
و في صفحة: 277 [من الطبعة الحيدرية، و في طبعة مؤسسة البعثة:
271 حديث 506] الجزء العاشر، بسنده:.. قال: حدّثنا الحسن بن جعفر ابن مدار الطنافسي، قال: حدّثنا عمّي طاهر بن مدرار، قال: حدّثنا الحسن بن عمّار، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن الحارث، عن عليّ عليه السلام..
و كذا جاء في بشارة المصطفى: 198 حديث 19 إلاّ أنّ الذي جاء في تأويل الآيات 417/1 حديث 10 هو: ظاهر بن مدرار.
و في بحار الأنوار 296/67 حديث 21، بسنده:.. عن الحسن بن جعفر، عن طاهر بن مدرار، عن رزين بن أنس، قال: سمعت جعفر بن محمّد عليهما السلام..
حصيلة البحث المعنون مهمل إلاّ أنّ رواياته سديدة. -
ص: 268
( -[11362] 17 - طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني أبو الحسن أورده الكراجكي في كنز الفوائد: 80 [طبعة دار الذخائر 184/1] في إيمان أبي طالب عليه السلام، بسنده:.. و حدّثني أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني، قال: حدّثنا أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني، قال: حدّثنا مزاحم بن عبد الوارث البصري، قال حدّثنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أيّوب الجوهري، قال: حدّثنا العبّاس بن عليّ ، حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الجرشي..
و في صفحة: 153: حدّثني الشريف أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني - الحسني - بمصر في شوال سنه 404، قال: أخبرني أبو القاسم عبد الوهّاب بن أحمد بن حسن الخلال إجازة..
و في صفحة: 262: خبر المعمّر المغربي و هو عليّ بن عثمان بن الخطاب البلوي، حدّثني الشريف أبو الحسن طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني بمصر في شوال سنة 407، قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم ميمون بن حمزة الحسيني، قال: رأيت المعمّر المغربي..
و عنه في بحار الأنوار 59/38 باب 58 حديث 12 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 269
29 - طاهر، مولى أبي جعفر عليه السّلام
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب الباقر عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا، و لم أقف فيه على مدح و لا قدح.
[التمييز:]
و نقل في جامع الرواة(2) رواية عليّ بن الحكم، و يونس بن يعقوب، و فضيل بن عثمان [عنه](3).
30 - طاهر، مولى أبي عبد اللّه عليه السّلام
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(4) من أصحاب الصادق عليه السلام،
ص: 270
و حاله كسابقه(1).
ص: 271
( - حديث 2، و فيه: فدخلت مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله في ذي القعدة، فأصبت قافلة المصريّين، و بها أبو بكر محمّد ابن علي المادرائي و معه رجل من أهل المغرب، و ذكر أنّه رأى أصحاب رسول صلّى اللّه عليه و آله فاجتمع عليه الناس و ازدحموا و جعلوا يمسحون به، و كادوا يأتون على نفسه فأمر عمّي أبو القاسم طاهر بن يحيى فتيانه و غلمانه، فقال:
أفرجوا عنه الناس.
نقلا عن إكمال الدين: 544 مثله.
حصيلة البحث ليس للمعنون ذكر في المعاجم الرجاليّة، فهو مهمل.
[11367] 20 - الطبيب بن محمّد بن الحسن بن شمّون جاء بهذا العنوان في مدينة المعاجز 499/7 حديث 2491، بسنده:.. عن الطبيب بن محمّد بن الحسن بن شمون، قال: ركب المتوكّل..
و لكن في الثاقب في المناقب: 540 حديث 481: الطيب بن محمّد بن الحسن بن شمون.. و سيأتي مستدركا منّا.
حصيلة البحث المعنون مهمل لم يذكر في معاجمنا الرجاليّة، لكن روايته سديدة جدّا.
ص: 272
و حاله كسوابقه.
[التمييز:]
و نقل في جامع الرواة(1) رواية خطّاب أبي محمّد الهمداني، عنه، في عدّة مواضع من التهذيبين(2) و الفقيه(3)(4).
ص: 275
34 - طرخان النخّاس
[الضبط :] قد مرّ(1) ضبط طرخان في: أحمد بن القاسم.
و ضبط النخاس في: آدم بن الحسين(2).
[الترجمة:] و لم أقف في الرجل إلاّ على رواية الكليني رحمه اللّه في باب: نوادر في الدوابّ ، من كتاب: الدواجن من الكافي(3) ، عنه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام. و قد تضمّنت الرواية دعاءه عليه السلام له قال في آخرها:
جعلت فداك، ادع اللّه لي. فقال: «كثّر اللّه مالك و ولدك»، قال: فصرت أكثر أهل الكوفة مالا و ولدا.
و قد تقدّم(4) في ترجمة ابنه: بشر بن طرخان نحو هذا الخبر، و الكلام فيه
ص: 276
على ما يقتضي، فراجع و تدبّر(1).
(11) -[11375] 22 - الطرماح بن حكيم جاء في بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 10-11 [و في الطبعة المحقّقة: 30 حديث 16]، بسنده:.. قال: حدّثنا هشام بن محمّد، عن أبيه، قال: اجتمع الطرمّاح و هشام المرادي، و محمّد بن عبد اللّه الحميري عند معاوية بن أبي سفيان.. فأخرج بدرة فوضعها بين يديه، و قال: يا معشر شعراء العرب! قولوا قولكم في علي بن أبي طالب و لا تقولوا إلاّ الحق، و أنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيت هذه البدرة إلاّ من قال الحق في علي [عليه السلام]، فقام الطرماح و تكلّم في عليّ عليه السلام، و وقع فيه، فقال معاوية: إجلس فقد عرف اللّه نيتك، و عرف مكانك، ثمّ قام هشام المرادي فقال أيضا و وقع فيه، فقال معاوية:
إجلس فقد عرف اللّه مكانكما، فقال: عمرو بن العاص لمحمّد بن عبد اللّه الحميري - و كان خاصّا به -، تكلّم و لا تقل إلاّ الحقّ ، ثمّ قال: يا معاوية! قد آليت أن لا تعطي هذه البدرة إلاّ لمن قال الحقّ في عليّ [عليه السلام] قال: نعم، أنا نفي من صخر بن حرب إن أعطيتها منهم إلاّ من قال الحقّ في علي [عليه السلام]، فقام محمّد بن عبد اللّه فتكلّم، ثمّ قال:
بحق محمّد قولوا بحقفإنّ الإفك من شيم اللئّامأبعد محمّد بأبي و أميّ رسول اللّه ذي الشرف الهمامأليس عليّ أفضل خلق ربّيو أشرف عند تحصيل الأنامولايته هي الإيمان حقّافذرني من أباطيل الكلامو طاعة ربّنا فيها، و فيهاشفاء للقلوب من السقامعليّ إمامنا بأبي و أميّ أبو الحسن المطهّر من حرامإمام هدى أتاه اللّه علمابه عرف الحلال من الحرامو لو أنّي قتلت النفس حبّاله ما كان فيها من إثاميحلّ النّار قوما أبغضوهو إن صلّوا و صاموا ألف عام -
ص: 278
(11) - و لا و اللّه لا تزكوا صلاةبغير ولاية العدل الإمامأمير المؤمنين بك اعتماديو بالغرّ الميامين اعتصاميفهذا القول لي دين و هذاإلى لقياك يا ربّ كلاميبرئت من الذي عادى عليّاو حاربه من أولاد الحرامتناسوا نصبه في يوم خمّ من الباري و من خير الأنامبرغم الأنف من يشنأ كلاميعليّ فضله كالبحر طاميو أبرء من أناس أخّروهو كان هو المقدّم بالمقامعلي هزم الأبطال لمّارأوا في كفّه ذات الحسامعلى آل الرسول صلاة ربّيصلاة بالكمال و بالتمام فقال معاوية: أنت أصدقهم قولا فخذ هذه البدرة.
أقول: وقف بعض الإخوان على ما في بشارة المصطفى من أنّ طرمّاح وقع في أمير المؤمنين عليه السلام فتحيّر في الأمر، حيث إنّه كان يعتقد ولاء الطرمّاح لأمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و قربه منه، و عداؤه و برائته من أعدائه، و لذلك سئلني رفع ما التبس عليه فأجبته بأنّ طرمّاح الموالي لسيدنا و مولانا أمير المؤمنين عليه السلام هو طرمّاح بن عديّ بن حاتم الطائي، و المعادي له عليه السلام هو: طرماح بن حكيم بن حكم بن نفر ابن قيس بن جحدر أبو نفر الشامي المولد و المنشأ الخارجي الشاري البدوي اليمني، و قد ترجم له جمع من العامّة، و ابن عدي كان مواليا لأمير المؤمنين عليه السلام من نعومة أظفاره و معاديا لأعدائه متجاهرا بذلك، و ابن حكيم كان من قوّاد معاوية و من شعرائه و الموالين له، و لم يدخل الكوفة إلاّ بعد صلح الإمام السبط الحسن المجتبى عليه السلام مع جيش الأمويّين، ثم صار من الخوارج الشراة لعنهم اللّه تعالى.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات 427/16 برقم 465:
الشاعر الطرمّاح - بكسر الطاء المهملة و الراء و تشديد الميم و بعد الألف حاء مهملة - ابن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر أبو نفر، و أبو ضبينة شاميّ المولد و المنشأ، خارجيّ المذهب.. إلى أن قال: -
ص: 279
(4) - مؤمنا لم يكفر أبدا بعد الإسلام، و لم يزن قطّ بعد الإحصان، و هو حجر بن عديّ بن حاتم أخو طرماح..
و لم أجد في المعاجم الرجاليّة و التاريخية ذكرا لحجر بن عدي بن حاتم، بل حجر ابن عديّ المعروف هو ابن معاوية بن جبلة لا ابن حاتم الطائي، و ليس لحجر بن عديّ ابن حاتم وجود، بل هو تحريف في العنوان، كما أنّه ليس لحجر بن عدي بن حاتم الطائي أخا مسمّى ب : طرماح، و من المقطوع به عندي خطأه؛ و ذلك أنّ حجر كندي، و طرماح طائي، وجد حجر هو: معاوية بن جبلة، وجد الطرماح: حاتم الطائي، و حجر من أعيان الصحابة، و الطرماح من التابعين، هذا و استبعد بعض الأفاضل كون المترجم ابنا لعديّ بن حاتم حيث إنّ أولاده ثلاثة: طرفة، و طريف، و طراف، أو طارف، و استشهدوا ثلاثتهم بصفّين، و الاستبعاد المذكور في غير محلّه؛ لأنّ الذي ذكر هؤلاء الثلاثة إنّما ذكرهم لاستشهادهم بصفّين تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام لا أنّه حصروا أولاد عدي بن حاتم بهؤلاء الثلاثة، فتفطّن.
ثمّ إنّه اشتبه على بعض الأماجد فحسب أنّ طرماح هذا صار من قوّاد معاوية بن أبي سفيان، ثمّ لمّا دخل الكوفة مع جيش الأمويّين صار خارجيّا، و هذا خطأ عظيم؛ فإنّ طرماح الذي كان من قوّاد معاوية أموي النزعة، ثمّ صار خارجيّا هو طرماح بن حكيم بن الطائي - كما سلف - و يحدّثنا أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 156/10، فقال: أخبار الطرماح بن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن حجر بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أبان بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ، و يكنّى: أبا نفر، و أبا ضبيبة [خ. ل: ضبينة].. إلى أن قال: و الطرماح من فحول الشعراء الإسلاميّين و فصحائهم، و منشؤه بالشام، و انتقل إلى الكوفة بعد ذلك مع من وردها من جيوش أهل الشام، و اعتقد مذهب الشراة الأزارقة.
و له ترجمة مبسطة في المعاجم - و قد استدركناه سابقا - فاتّضح جليّا بأنّ طرماح هذا كان شاميّا ثمّ انتقل إلى الكوفة مع جيوش أهل الشام، و انتقال جيوش أهل الشام كان بعد صلح الإمام الحسن الزكي صلوات اللّه عليه، و طرماح بن عدي لم يسكن الشام، و لم ينشأ فيها، و لم يدخلها سوى مرّة على الرواية التي تأتي في إيصال رسالة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية بن أبي سفيان إن -
ص: 282
إلى معاوية(1).
ص: 283
(1) - من الكوفة، قال: إنّه يعرض عليك الحوائج، قال: أمّا أوّل حاجتي إليه فنزع روحه من بين جنبيه، و أن يقوم من مجلسه حتّى يجلس فيه من هو أحقّ به و أولى منه، قال له:
يا أعرابي! فإنّا ندخل عليه، فما فيك حيلة، قال: لذلك قدمت.. فاستأذن له على أبيه؛ فلمّا دخل على معاوية نظر إلى معاوية و السرير، قال: السلام عليك أيّها الملك، قال: ما منعك أن تقول يا أمير المؤمنين ؟ قال: نحن المؤمنون فمن أمرّك علينا؟ فقال:
ناولني كتابك، قال: إني لأكره أن أطأ بساطك، قال: فناوله وزيري، قال: خان الوزير، و ظلم الأمير، قال: فناوله غلامي، قال: غلام سوء اشتراه مولاه من غير حلّ ، و استخدمه في غير طاعة اللّه، قال: فما الحيلة يا أعرابي!؟ قال: ما يحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك، قم صاغرا فخذه! فقام معاوية صاغرا فتناوله، ثم فضّه و قرأ، ثمّ قال:
يا أعرابي! كيف خلّفت عليّا؟ قال: خلّفته و اللّه جلدا، حريّا، ضابطا، كريما، شجاعا، جوادا، لم يلق جيشا إلاّ هزمه، و لا قرنا إلاّ أراده، و لا قصرا إلاّ هدّمه، قال: كيف خلّفت الحسن و الحسين ؟ قال: خلفتهما صلوات اللّه عليهما صحيحين، فصيحين، كريمين، شجاعين، جوادين، شابّين، طريّين، مصلحان للدنيا و الآخرة، قال:
فكيف خلّفت أصحاب عليّا [عليه السلام]؟ قال: خلّفتهم و عليّ عليه السلام بينهم كالبدر و هم كالنجوم، إن أمرهم ابتدروا، و إن نهاهم أرتدعوا، فقال له:
يا أعرابي! ما أظنّ بباب عليّ أحدا أعلم منك ؟ قال: ويلك استغفر ربّك و صم سنة كفّارة لما قلت، كيف لو رأيت الفصحاء الأدباء النطقاء، و وقعت في بحر علومهم لغرقت يا شقي!، قال: الويل لأمك! قال: بل طوبى لها ولدت مؤمنا يغمز منافقا مثلك، قال له: يا أعرابي! هل لك فيّ جائزة ؟ قال: أرى استنقاص روحك، فكيف لا أرى استنقاص مالك..! فأمر له بمائة ألف درهم، قال: أزيدك يا أعرابي ؟ قال: أسديدا سدّ أبدا، فأمر له بمائة ألف اخرى، فقال: ثلّثها فإنّ اللّه فرد.. ثمّ ثلّثها، فقال: الآن ما تقول ؟ فقال: أحمد اللّه و أذمّك، قال: و لم ويلك ؟! قال: لأنّه لم يكن لك و لأبيك ميراثا، إنّما هو من بيت مال المسلمين أعطيتنيه.
ثمّ أقبل معاوية على كاتبه، فقال: أكتب للأعرابي جوابا فلا طاقة لنا به، فكتب: أمّا بعد؛ يا عليّ ! فلأوجّهن إليك بأربعين حملا من خردل، مع كلّ خردلة ألف مقاتل، يشربون الدجلة و يسقون الفرات..! فلمّا نظر الطرمّاح إلى ما كتب به -
ص: 284
و اخرى(1): من أصحاب الحسين عليه السلام.
ص: 285
و هو في غاية الجلالة و النبالة، و لو لا إلاّ مكالماته مع معاوية الّتي أظلمت الدنيا في عينه لأجلها، و ملازمته لسيّد الشهداء عليه السلام في الطفّ إلى أن جرح، و سقط بين القتلى، لكفاه شرفا و جلالة.
و لا يضرّ عدم توفّقه للشهادة؛ لأنّه كان به رمق فأتوه قومه و حملوه و داووه، فبرئ و عوفي، و كان على موالاته و إخلاصه إلى أن مات، كما يظهر شرح ذلك كلّه لمن راجع كتب الأخبار و السير و التواريخ(1)(7).
ص: 286
(1) قال: و أقبل إليهم الحرّ بن يزيد، فقال: إنّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك، و أنا حابسهم أو رادّهم، فقال له الحسين [عليه السلام]: «لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسي، إنّما هؤلاء أنصاري و أعواني، و قد كنت أعطيتني ألاّ تعرض لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد»، فقال: أجل، لكن لم يأتوا معك، قال: «هم أصحابي، و هم بمنزلة من جاء معي، فإن أتممت تممت عليّ ما كان بيني و بينك و إلاّ ناجزتك»، قال: فكفّ عنهم الحرّ.
قال: ثمّ قال لهم الحسين [عليه السلام]: «أخبروني خبر الناس وراءكم ؟!»، فقال له مجمع بن عبد اللّه العائذي - و هو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه -: أمّا أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، و ملئت غرائرهم بسمّال ودّهم، و يستخلص به نصيحتهم، فهم إلب و أحد عليك، و أما سائر الناس بعد، فإنّ أفئدتهم تهوي إليك، و سيوفهم غدا مشهورة عليك، قال: «أخبروني، فهل لكم برسولي إليكم ؟» قالوا: من هو؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي.. إلى أن قال في صفحة: 406-407:.. عن الطرمّاح بن عدي، أنّه دنا من الحسين [عليه السلام]، فقال له: و اللّه إنّي لأنظر فما أرى معك أحدا، و لو لم يقاتلك إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم، و قد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة و فيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحد، جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا، ثمّ يسرّحون إلى الحسين [عليه السلام]، فأنشدك اللّه إن قدرت على ألاّ تقدّم عليهم شبرا إلاّ فعلت! فإن أردت أن تنزل بلدا يمنعك اللّه به حتّى ترى من رأيك، و يستبين لك ما أنت صانع، فسر حتّى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى: أجأ، امتنعنا و اللّه به من ملوك غسّان و حمير و من النعمان بن المنذر، و من الأسود و الأحمر، و اللّه إن دخل علينا ذلّ قطّ ، فأسير معك حتّى أنزلك القرية، ثمّ نبعث إلى الرجال ممّن بأجأ و سلمى من طيء، فو اللّه لا يأتي عليك عشرة أيّام حتّى تأتيك طيء رجالا و ركبانا، ثمّ أقم فينا ما بدا لك، فإن هاجّك هيج فأنا زعيم لك بعشرين ألف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم، و اللّه لا يوصل إليك أبدا و منهم عين تطرف، فقال له: «جزاك اللّه و قومك خيرا! إنّه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف، و لا ندري علام تنصرف بنا و بهم الأمور في عاقبه».
قال أبو مخنف: فحدثني جميل بن مرثد، قال: حدّثني الطرمّاح بن عدّي، قال: -
ص: 287
( - فودّعته و قلت له: دفع اللّه عنك شرّ الجنّ و الإنس، إني قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة، و معي نفقة لهم فآتيهم، فأضع ذلك فيهم، ثمّ أقبل إليك إن شاء اللّه، فإن ألحقك فو اللّه لأكون من أنصارك، قال: «فإن كنت فاعلا فعجّل رحمك اللّه»، قال: فعلمت أنّه مستوحش إلى الرجال حتّى يسألني التعجيل، قال: فلمّا بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم، و أوصيت، فأخذ أهلي يقولون: إنك لتصنع مرّتك هذه شيئا ما كنت تصنعه قبل اليوم، فأخبرتهم بما أريد، و أقبلت في طريق بني تعل حتّى إذا دنوت من عذيب الهجانات استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إليّ فرجعت..
و ذكر بعض المعاصرين بعض ما رآه نعرض عنه و لا نطيل البحث عمّا رآه..!(7)حصيلة البحث لا ينبغي التأمّل في حسن المترجم وعدّ الحديث حسنا من جهته أقلا.
[11378] 23 - طريف، الخادم أبو نصر جاء في الإرشاد للشيخ المفيد رحمه اللّه 354/2 [من الطبعة المحقّقة، و في طبعة بصيرتي (قم): 351]، بسنده:.. عن الحسن بن علي النيسابوري، عن إبراهيم بن محمّد، عن أبي نصر طريف الخادم..
و عنه في بحار الأنوار 61/52 حديث 49 مثله.
و لاحظ : الدعوات للراوندي رحمه اللّه: 207 حديث 563، و الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه: 246 حديث 215، و الخرائج و الجرائح 458/1 حديث 3، و إكمال الدين: 441 حديث 12، و ينابيع المودة 330/3 حديث 5.. و غيرها.
و قد سلف عن اصول الكافي 332/1 باب تسمية من رآه عليه السلام حديث 13 إنّ ممّن رآه: أبي نصر ظريف الخادم.. و قد استدركناه.
حصيلة البحث لا نعرف عن المعنون إلاّ اسمه و قد اهمل ذكره.
ص: 288
39 - طريف بن سنان الثوري الكوفي
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا، و لم أقف فيه على ما يدرجه في الحسان.
[الضبط :] و قد مرّ(2) ضبط طريف في: سعد بن طريف الحنظلي.
و قد مرّ(3) ضبط الثوري في: الحسن بن صالح.
[التمييز:]
و قد نقل في جامع الرواة(4) رواية حنان، عن معاوية، عنه، في الكافي(5)
ص: 289
و مثل طريف هذا في الجهالة:
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
و حاله كسابقه.
و عن تقريب ابن حجر(2): إنّه من السادسة(3).
و مثله:
44 - الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله: بدري.
و عدّه ابن عبد البر(2) ، و ابن منده، و أبو نعيم أيضا من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لكنّهم جعلوا الحارث بن المطّلب لا ابن عبد المطلب.
و الظاهر أنّ كلمة (العبد) زيادة(3) من النسّاخ، أو سهو من قلم الشيخ رحمه اللّه.
ص: 293
و أيضا و صفوه ب : القرشي المطّلبي، و قالوا: إنّه شهد بدرا و احدا و الخندق و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و توفّي سنة إحدى و ثلاثين، و قيل: سنة اثنتين و ثلاثين. انتهى.
و أقول: لازم هذا التاريخ أنّ كون الرجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قبل خلافته الظاهرية، و ذلك يقضي بحسن حاله، و العلم عند اللّه تعالى.
[الضبط :] و الطّفيل: بضمّ الطاء المهملة، و فتح الفاء، و سكون الياء المثنّاة من تحت، و اللام(1)(2).
45 - طفيل بن سعد بن عمرو النجاري
[الترجمة:] عدّه(3) الثلاثة من الصحابة، و قالوا: إنّه شهد أحدا، و استشهد يوم بئر معونة.
ص: 294
و أقول: يمكن إثبات حسنه بشهادته هذه(1).
ص: 295
[الترجمة:] و قد عدّ الشيخ رحمه اللّه الرجل في رجاله(1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميا، إلاّ أنّ حاله مجهول(2).
ص: 297
[تذييل]
ثمّ إنّه قد عدّ المتصدّون لتعداد الصحابة جمعا مسمّين ب : طفيل، نذكرهم نسقا لاشتراكهم في الجهالة عندنا، و هم:
و
و
56 - طلاّب بن حوشب الشيباني الكوفي
يكنّى: أبا رويم
الضبط :
طلاّب: بفتح الطاء المهملة، و اللاّم، و الألف، و الباء المفردة(1).
و قد مرّ(2) ضبط حوشب في أصرم بن حوشب.
و ضبط الشيباني في: إبراهيم بن رجاء(3).
و رويم: بالراء المهملة، و الواو، و الياء المثنّاة التحتانيّة، و الميم، وزان زبير(4).
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه(5) بالعنوان المذكور من أصحاب الصادق عليه السلام.
ص: 301
و قال النجاشي(1): طلاّب بن حوشب بن يزيد بن الحارث ابن رويم بن الحارث بن عبد اللّه بن مسعد بن مرّة بن ذهل بن شيبان أبو رويم.
أخبرنا بنسبه(2) أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن طلاّب ابن حوشب.
كوفي ثقة، روى عن جعفر بن محمّد عليهما السلام كتابا، أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون في آخرين، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، قال:
حدّثنا المنذر بن محمّد القابوسي، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن علي الأزدي، عن طلاّب، به. انتهى.
و قال في الخلاصة(3): طلاّب - بتشديد اللاّم - ابن حوشب - بالشين المعجمة - ابن يزيد بن الحرث، كوفيّ ثقة، روى عن جعفر بن محمّد عليهما السلام كتابا. انتهى.
و عدّه ابن داود في الباب الأوّل(4) ، و رمز لرجال الشيخ و توثيق الكشي مريدا به النجاشي.
ص: 302
(7) - حصيلة البحث المعنون إمامي مهمل، كما لا نعرف له رواية.
[11400] 27 - طلائع بن رزّيك قال في طبقات أعلام الشيعة للقرن السادس: 145: طلائع بن رزّيك الملك الصالح الأمير، أطرأه في الجزء الرابع من الخطط للمقريزي، و ذكر غلوّه في التشيّع و مجالس مناظرته و إكثاره في الإيصال إلى أشراف الحرمين في كلّ عام جميع حوائجهم، و كذا إلى العلويّين في المشاهد، و ذكر من تصنيفاته (الاعتماد في الردّ على أهل العناد)، فيه إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، و القصيدة الموسومة ب : (الجوهريّة) في ردّ القدريّة، و (إثبات العدل و التوحيد) و ديوانه يشتمل على شعر كثير في كلّ فنّ في مجلّدين، و ذكر قتله في يوم الاثنين 19 رمضان سنة 559، و كانت ولادته سنة 495، و من شعره في عقيدته:
يا أمّة سلكت ضلالا بيّناحتّى استوى إقرارها و جحودهاقلتم ألا إنّ المعاصي لم تكنإلاّ بتقدير الإله وجودهالو صحّ ذا كان الإله بزعمكممنع الشريعة أن تقام حدودهاحاشا و كلاّ أن يكون إلهناينهى عن الفحشاء ثمّ يريدها و ترجمه في شذرات الذهب 177/1، و قال: كان في نصرة التشيّع كالسكة المحمّاة.
قال المقريزي في خطط الشام 261/3: جامع الصالح؛ هذا الجامع من المواضع التي عمّرت في زمن الخلفاء الفاطميّين و هو خارج باب زويلة، قال ابن عبد الظاهر: كان الصالح طلائع بن رزّيك لمّا خيف على مشهد الإمام الحسين رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه] إذ كان -
ص: 304
(7) - بعسقلان من هجمة الفرنج و عزم على نقله قد بنى هذا الجامع ليدفنه فيه، فلمّا فرغ منه لم يمكّنه الخليفة من ذلك.. إلى أن قال في صفحة: 263:
و كان شجاعا، كريما، جوادا، فاضلا، محبا لأهل الأدب، جيّد الشعر، رجل وقته فضلا و عقلا و سياسة و تدبيرا، و كان مهابا في شكله، عظيما في سطوته، و جمع أموالا عظيمة، و كان محافظا على الصلوات فرائضها و نوافلها، شديد المغالات في التشيّع، صنع كتابا سمّاه: الاعتماد على أهل العناد جمع له الفقهاء، ناظرهم عليه، و هو يتضمّن إمامة عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه] و الكلام على الأحاديث الواردة في ذلك.. إلى أن قال: و وقف ناحية بلقس على أن يكون ثلثاها على الأشرف من بني حسن و بني حسين ابني عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنهم [صلوات اللّه عليهم] و سبع قراريط منها على أشراف المدينة النبويّة، و جعل فيها قيراطا على بني معصوم إمام مشهد عليّ رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه]، و أظهر مذهب الإماميّة، و هو مخالف لمذهب القوم.. إلى أن قال: و كان له مجلس في الليل يحضره أهل العلم و يدوّنون شعره، و لم يترك، و كان مدّة أيّامة غزو الفرنج و تسيير الجيوش في البرّ و البحر، و كان يخرج البعوث في كلّ سنة مرارا، و كان يحمل في كلّ عام إلى أهل الحرمين - مكّة و المدينة - من الأشراف سائر ما يحتاجون إليه من الكسوة و غيرها حتّى يحمل إليهم ألواح الصبيان الّتي يكتب فيها و الأقلام و المداد.. إلى أن قال: و يحمل كلّ سنة إلى العلويّين الذين بالمشاهد جملا كبيرة، و كان أهل العلم يغدون إليه من سائر البلاد فلا يخيب أمل قاصد منهم، و لما كان في الليلة التي قتل صبيحتها، قال: هذه الليلة ضرب في مثلها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه] و أمر بقربة ممتلئة فاغتسل و صلّى على رأي الإمامية مائة و عشرين ركعة أحيى بها ليله، و خرج ليركب فعثر و سقطت عمامته عن رأسه و تشوّشت، فقعد في دهليز دار الوزارة و أمر بإحضار ابن الضيف - و كان يتعمّم للخلفاء و الوزراء و له على ذلك الجاري الثقيل - فلمّا أخذ في إصلاح -
ص: 305
(7) - العمامة، قال رجل للصالح: نعيذ باللّه مولانا و يكفيه هذا الذي جرى أمرا يتطير منه، فإن رأى مولانا الأمير أنّ يؤخّر الركوب فعل، قال: الطيرة من الشيطان ليس إلى تأخير الركوب سبيل.. و ركب فكان من ضربه ما كان و عاد محمولا فمات منها.
و في سير أعلام النبلاء 397/20-399 برقم 272 قال: الصالح وزير مصر الملك الصالح أبو الغارات طلائع بن رزّيك الأرمني المصري الرافضي، واقف جامع صالح الذي بالشارع.. إلى أن قال:
و كان أديبا عالما شاعرا سمحا جوادا ممدحا شجاعا سائسا..
إلى أن قال: قال الشريف الجواني: كان في نصر المذهب كالسّكة المحماة، لا يفري فريّة و لا يباري عبقريّة، و كان يجمع العلماء و يناظرهم على الإمامة. قلت: صنّف في الرفض و القدر.. و لقد قال لعليّ بن الزبد: لما ضجّت الغوغاء يوم خلافة العاضد و هو حدث: يا علي! ترى هؤلاء القوّادين دعاة الإسماعيليّة يقولون: ما يموت الإمام حتّى ينصّها في أخر، و ما علموا أنّي من ساعة كنت استعرض لهم خليفة كما استعرض الغنم.
أقول: ترجم له في الكامل لابن الأثير 274/11، و مرآة الزمان 146/8، و الروضتين 124/1، و وفيات الأعيان 526/2، و العبر 160/4، و دول الإسلام 72/2، و المشتبه: 337، و تتمة المختصر 99/2، و البداية و النهاية 243/12، و الخطط للمقريزي 293/2، و النجوم الزاهرة 345/5، و حسن المحاضرة 205/2، و شذرات الذهب 177/4.. و مصادر اخرى كثيرة.
حصيلة البحث المعنون من مفاخر الشيعة الإمامية، و من ألمّ بما ذكره في مصادرنا و المصادر العاميّة تيقّن ذلك، فأقلّ ما يوصف به هو الحسن، بل عندي في أعلى مراتب الحسن، فرضوان اللّه تعالى عليه و حشره مع من كان يتولاّهم عليهم السلام. -
ص: 306
(7) -[11401] 28 - طلحة بن أحمد بن طلحة بن محمّد الصرّام أبو زكريّا جاء بهذا العنوان في كتاب مائة منقبة لمحمّد بن أحمد القمي: 18 (المنقبة الثانية): عن أبي زكريا طلحة بن أحمد بن طلحة ابن محمّد الصرّام، عن أبي معاد شاه بن عبد الرحمن بهراة، عن عليّ بن عبد اللّه..
أقول: هذا هو: طلحة بن أحمد بن محمّد النيشابوري الآتي على ما ظنّه بعض.
و الذي يظهر من العنوان أنّ طلحة الثاني لم يذكر في العنوان المتقدّم، و زكريّا هنا كنية، و في المتقدّم جدّ محمّد، و هنا ذكر الصرام صفة لمحمّد، و في المتقدّم لم يذكره أصلا، و هنا لم يذكر بلده و هناك صرّح بأنّه نيشابوري.. و هذه الفوارق تبعد عدّهما واحدا.
حصيلة البحث المعنون مهمل إلاّ أنّ رواياته سديدة.
[11402] 29 - طلحة بن أحمد بن محمّد بن زكريّا النيشابوري جاء بهذا العنوان في كتاب مائة منقبة: 133 (المنقبة الخامسة و الستّون)، بسنده:.. عن طلحة بن أحمد بن محمّد بن زكريا النيشابوري، عن سناه بن عبد الرحمن، عن علي بن عبد اللّه ابن عبد الحميد..
و جاء - أيضا - في مناقب الخوارزمي: 318 حديث 321، و فيه: -
ص: 307
( - طلحة بن أحمد بن محمّد أبو زكريّا النيسابوري، عن سابور ابن عبد الرحمن..
و عنه في اليقين لابن طاوس: 154 [و صفحة: 40 من طبعة قم] مثله.
و لكن في اليقين لابن طاوس: 248: أحمد بن طلحة بن أحمد بن محمّد بن زكريّا النيشابوري.
و في صفحة: 438: طلحة بن أحمد بن محمد، عن أبو زكريّا النيشابوري [و في طبعة قم: 164 مثله].
أقول: الظاهر إن هذا هو طلحة بن أحمد بن طلحة المتقدّم، فلاحظ .
حصيلة البحث المعنون مهمل لم يذكر في معاجمنا الرجاليّة، و رواياته سديدة جدّا.
[11403] 30 - طلحة بن زيد روى الشيخ الطوسي رحمه اللّه في التهذيب 189/6 حديث 400:
عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و بهذا الإسناد في الكافي 100/5 باب بيع الدين بالدين حديث 1..
إلاّ أنّ فيه: طلحة بن يزيد.
و في الكافي 265/6 حديث 2، و تهذيب الأحكام 90/9 حديث 383.. طلحة بن زيد.. إلاّ أنّ غالب ما جاء في الأسانيد هو بعنوان:
طلحة بن يزيد، و سيأتي.
حصيلة البحث المعنون مردّد اسم الأب، مهمل الحكم على كلا الحالين.
ص: 308
57 - طلحة بن زيد أبو الخزرج النهدي
الشامي أو الجزري
الضبط :
طلحة: بفتح الطاء المهملة، و سكون اللام، و فتح الحاء المهملة، و الهاء(1).
و الخزرج: بالخاء المعجمة المفتوحة، و الزاي المعجمة الساكنة، و الراء المهملة المفتوحة(2).
و قد مرّ(3) ضبط النهدي في: أشعث بن سويد.
و ضبط الجزري(4) في: بشر بن زاذان(5).
ص: 309
الترجمة:
عدّه الشيخ رحمه اللّه(1) تارة: من أصحاب الباقر عليه السلام، قائلا:
طلحة بن زيد، بتري.
و اخرى(2): من أصحاب الصادق عليه السلام، بقوله: طلحة بن زيد الجزري القرشي. انتهى.
و قال النجاشي(3): طلحة بن زيد أبو الخزرج النهدي الشامي، و يقال:
الخزرجي، عامي، روى عن جعفر بن محمّد عليهما السلام، ذكره أصحاب الرجال، له كتاب يرويه جماعة يختلف برواياتهم، أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، قال: حدّثنا حميد بن زياد، قال:
حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن غالب، قال: حدّثنا علي بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن كليب، قال: حدّثنا سيف بن عميرة، عن منصور بن يونس، عن طلحة بن زيد، بكتابه. انتهى.
و قال في الفهرست(4): طلحة بن زيد، له كتاب، و هو عامي المذهب، إلاّ
ص: 310
أنّ كتابه معتمد، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد.
و أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن حميد، عن أبي محمّد القسم [القاسم] بن إسماعيل القرشي، عن طلحة بن زيد. انتهى.
و عنونه في القسم الثاني من الخلاصة(1) كعنوان النجاشي، و قال: إنّه عامي المذهب، ثم قال: قال الشيخ الطوسي في موضع: إنّه بتري، و في آخر: إنّه عامي المذهب، إلاّ أنّ كتابه معتمد. انتهى.
و عدّه ابن داود في الباب الثاني(2) ، و رمز لما سمعته من الشيخ في الكتابين و النجاشي(3).
ص: 311
و بالجملة؛ فمنهم من قال: إنّه بتري، كالشيخ في رجاله، و المحقق في المعتبر(1).. و غيرهما.
و منهم: من قال: إنّه عامي، كالشيخ رحمه اللّه في الفهرست، و النجاشي، و صاحب المدارك(2) ، و ابن داود في الفصل الذي عقده في آخر كتابه لعدّ العامّة(3).. و غيرهم.
و قد تفرّد الشيخ رحمه اللّه بقوله: إنّ كتابه معتمد. و لم أقف على من نطق به غيره، و ذلك لا ينفع إلاّ فيما علم أنّه من كتابه؛ لأنّ النتيجة تتبع أخسّ المقدّمات.
و نقل المولى الوحيد رحمه اللّه(4) عن خاله - يعني المجلسي الثاني(5) - الحكم بكونه كالموثق، قال: و لعلّه لقول الشيخ رحمه اللّه: كتابه معتمد، و يروي عنه صفوان بن يحيى(6) ، ثمّ قال: و باقي الكلام مرّ في: إسماعيل بن
ص: 312
أبي زياد؛ إذ لا يخفى أنّه أيضا من جملتهم(1).
التمييز:
قد سمعت من النجاشي رواية منصور بن يونس، عنه.
و من الفهرست رواية محمّد بن سنان، و أبي محمّد القاسم بن إسماعيل
ص: 313
القرشي، و بهؤلاء ميّزه في المشتركاتين(1).
و نقل في جامع الرواة(2) رواية محمّد بن يحيى الخزاز، و أبو الجراح، و إبراهيم بن هاشم، و محمّد بن يحيى، و محمّد بن أحمد بن يحيى، و صفوان ابن يحيى، و موسى بن بكر، و عبد اللّه بن المغيرة، و منصور بن حازم، و إبراهيم بن مهزم، و عثمان بن عيسى، و العباس بن معروف، و إبراهيم الكرخي(3)(7).
ص: 314
(3) - و في صفحة: 50 حديث 16، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:..
و في صفحة: 114 حديث 5، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهما السلام..
و في الكافي 3/6 كتاب العقيقة باب فضل الولد حديث 8، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في الكافي 156/7 حديث 2، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في من لا يحضره الفقيه 48/4: باب في حد السرقة حديث 169، و في صفحة:
123 باب الرجل يقتل فيوجد متفرقا حديث 428: و روى محمّد بن سنان، عن طلحة ابن زيد، عن فضيل بن عثمان عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في من لا يحضره الفقيه 229/4 حديث 732: روى الحسن بن محبوب، عن ابن مهزم، عن طلحة بن زيد، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام..
و في مشيخة من لا يحضره الفقيه 80/4، قال: و ما كان فيه عن طلحة بن زيد؛ فقد رويته عن أبي.. إلى أن قال: عن محمّد بن يحيى الخزاز و محمّد بن سنان جميعا، عن طلحة بن زيد.. و مثله عنه في روضة المتقين 153/14.
و في الاستبصار 451/1 باب صلاة الاستسقاء حديث 1748: عن موسى ابن بكر أو عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 468 أبواب الصلاة على الأموات حديث 1809، بسنده:..
عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و في الاستبصار 103/4 باب من تصدق بمسكن على غيره حديث 394، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و فيه - أيضا - صفحة: 134: باب من أوصى بسهم من ماله حديث 504 مثله.
و في صفحة: 186 باب ميراث حديث 700، بسنده:.. عن الحسن بن محبوب، -
ص: 315
(3) - عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و في التهذيب 29/3 حديث 104، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام..
و في صفحة: 150 حديث 326، بسنده:.. أخبرني موسى بن بكر أو عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و في صفحة: 322 حديث 1002، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 328 حديث 1025، بسنده:.. عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في التهذيب 135/6-136 حديث 229، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 140 حديث 238، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و في صفحة: 189 حديث 400، بسنده:.. عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في التهذيب 481/7-482 حديث 1932، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام..
و في صفحة: 482 حديث 1935، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام..
و في التهذيب 299/8 حديث 1106: عن محمّد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام..
و في التهذيب 348/9 حديث 1250، بسنده:.. عن الحسن بن محبوب، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهما السلام..
و في التهذيب 127/10 حديث 506، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى، عن طلحة ابن زيد، عن جعفر عليه السلام..
و في صفحة: 213 حديث 842، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن -
ص: 316
(3) - زيد أبي الخزرج، عن فضل بن عثمان الأعور، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في الاختصاص: 21، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام..
و في صفحة: 262، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و في الخصال للشيخ الصدوق: 100 (باب الثلاثة) حديث 54، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة الشامي، عن أبي جعفر عليه السلام..
و في صفحة: 107 حديث 72، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام..
و في صفحة: 242 (باب الأربعة) حديث 93، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و في صفحة: 277 (باب الخمسة) حديث 20، بسنده:.. عن الحسن بن علي بن عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام..
و في الأمالي للشيخ الصدوق: 39 المجلس العاشر حديث 8، بسنده:.. عن محمّد ابن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام..
و في صفحة: 55 المجلس الثالث عشر حديث 3، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام..
و في صفحة: 217 المجلس التاسع و الثلاثون حديث 2، بسنده:.. عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام..
و في صفحة: 270 المجلس السادس و الأربعون حديث 4، بسنده:.. عن محمّد ابن سنان، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و في صفحة: 397 المجلس الثاني و الستون حديث 9، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة و محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، -
ص: 317
(3) - قال: كان أبي عليه السلام يقول:..
و في صفحة: 421 المجلس الخامس و الستون حديث 18، بسنده:.. عن محمّد ابن سنان، عن طلحة بن زيد، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..
و في صفحة: 495 المجلس الخامس و السبعون حديث 1، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام..
و في التوحيد للشيخ الصدوق: 392 باب 61 حديث 3، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السلام..
و في بشارة المصطفى: 16، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام..
و في صفحة: 39، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر ابن محمّد الصادق عليه السلام..
و في صفحة: 154، بسنده:.. عن محمّد بن يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام..
و في الأمالي للشيخ الطوسي 102/1 من طبعة النجف الأشرف [و في طبعة مؤسسة البعثة: 104 حديث 160]، بسنده:.. عن محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام..
و في 53/2 [طبعة مؤسسة البعثة: 438 حديث 979]، بسنده:.. عن عبد اللّه بن المغيرة و محمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام..
هذه جملة من رواياته في معاجمنا الحديثية، و لكن لا ريب أنّه من العامة، و قد ضعّفه البخاري و النسائي و ابن حبان.. و غيرهم؛ لأنّه كان يروي المناكير.
و لا يخفى أنّ تضعيفهم لروايته في فضائل أهل البيت عليهم السلام! و هو ديدنهم في كلّ من يروي في فضائلهم عليهم السلام، بل يزيدون على التضعيف بنسبة وضع الحديث له عاملهم اللّه تعالى بعدله.
أقول: لا ريب أنّه من العامة و قد ذكر بعض المعاصرين في قاموسه عن العامة تضعيفه و لم يتفطن بأنّ التضعيف منهم له لروايته في فضائل أهل البيت عليهم السلام..!(7)حصيلة البحث لو لا تصريح الشيخ الطوسي رحمه اللّه و النجاشي بعاميته لأمكن عدّه شيعيا إماميا، -
ص: 318
60 - طلحة بن عبيد اللّه
[الترجمة:] لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه اللّه إيّاه في رجاله(1) من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و في عدّة من النسخ المعتمدة: عبد اللّه، بدل: عبيد اللّه، و الصواب:
عبيد اللّه، و هو المتكرر ثبتا في عبارات الأعلام الأثبات من المؤلفين في التاريخ و السير، مع أنّي لم أقف عند مراجعة الكتب المعدّة لعدّ الصحابة على من كان اسمه: طلحة، و اسم أبيه: عبد اللّه.
و كيف كان(2) ؛ فطلحة بن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن
ص: 321
تيم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ ، أبو محمّد القرشي التيمي من الصحابة، أسلم بمكة قبل الهجرة، ثمّ هاجر مع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى المدينة،
نال حتفه، فهو ممّن لا ريب في سوء عاقبته.
و قد ذكر الشيخ المفيد في إرشاده: 123 [طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام المحقّقة 256/1-257] و مرّ [أمير المؤمنين عليه السلام] على طلحة بن عبيد اللّه، فقال: «هذا الناكث بيعتي، و المنشئ الفتنة في الأمّة، و المجلب عليّ ، و الداعي إلى قتلي و قتل عترتي.. أجلسوا طلحة بن عبيد اللّه..» فأجلس، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: «يا طلحة [بن عبيد اللّه]! قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعدك ربكّ حقا؟».
ثم قال: «اضجعوا طلحة» و سار.
فقال له بعض من كان معه: يا أمير المؤمنين! أتكلّم كعبا و طلحة بعد قتلهما؟ فقال: «أم و اللّه [إنّهما] لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوم بدر».
و روى الشيخ المفيد رحمه اللّه في كتابه الجمل: 392 [المطبوع من جملة مصنفات الشيخ المفيد] في استعراض أمير المؤمنين عليه السلام القتلى، فمرّ عليه السلام فرأى طلحة صريعا، فقال: «أجلسوا طلحة» فأجلس، قال: «يا طلحة بن عبيد اللّه! قد وجدت ما وعدني ربي حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟» ثم قال: «أضجعوه»، فوقف رجل من القراء أمامه، قال: يا أمير المؤمنين! ما كلامك ؟ هذه الهام، قد صديت، لا تسمع لك كلاما، و لا تردّ جوابا! فقال عليه السلام: «[و اللّه] إنّهما ليسمعان كلامي كما تسمع أصحاب القليب كلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لو أذن لهما في الجواب لرأيت عجبا».
و ذكر الشيخ المفيد رحمه اللّه في كتابه الجمل: 189 [383/1]، و الجزري في اسد الغابة 60/3.. و غيرهما أنّ مروان بن الحكم هو الذي قتل طلحة، فقد روى الشيخ المفيد رحمه اللّه، بسنده:.. قال: حدّثني أبي علي زين العابدين عليه السلام، قال: قال لي مروان بن الحكم: لما رأيت الناس يوم الجمل قد كشفوا [خ. ل: انكشفوا] قلت:
و اللّه لأدركن ثاري و لأفرنّ منه [و لأفوزنّ به] الآن، فرميت طلحة فأصبت نساه، فجعل الدم ينزف [لا يرقع] فرميته [فرميت] ثانية فجاءت به، فأخذوه حتى وضعوه تحت شجرة، فبقي تحتها ينزف منه الدم حتى مات.
ص: 322
و شهد معه أكثر مشاهده، و لمّا توفّى اللّه سبحانه نبيّه إليه، دخل فيما دخل فيه الناس، و عمته الفتنة.
و لمّا استخلف عليّ عليه السلام كان أوّل من بايعه، ثمّ كان أوّل من نكث بيعته، و لو لاه و الزبير ما خرجت عائشة من خدرها، و لا ركبت جملا، و لا شهدت حربا، و لا آذت عليّا عليه السلام(1).
ص: 323
(1) - يذهبن إلى بيت عائشة، و ينقلن إليها كلمات عن فاطمة عليها السلام، و كما كانت فاطمة عليها السلام تشكو إلى بعلها كانت عائشة تشكو إلى أبيها، لعلمها أنّ بعلها [النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] لا يشكّيها على ابنته.. ثم سرد وفاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بيعة أبي بكر..
و قال في صفحة: 198: و كان يبلغه [أي يبلغ عليّا عليه السلام] و فاطمة [عليها السلام] عنها [أي من عايشة] كلّ ما يكرهانه منذ مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى أن توفّيت فاطمة [عليها السلام]، و هما صابران على مضض و رمض، و استظهرت بولاية أبيها، و استطالت و عظم شأنها، و انخذل على و فاطمة و قهرا، و أخذت فدك، و خرجت فاطمة [عليها السلام] تجادل في ذلك مرارا فلم تظفر بشيء، و في ذلك تبلغها النساء و الداخلات و الخارجات عن عائشة كلّ كلام يسوءها..
إلى أن قال في صفحة: 199: و استمرت الأمور على هذا مدة خلافة أبيها و خلافة عمر و عثمان، و القلوب تغلي.. إلى أن قال: إلى أن قتل عثمان، و قد كانت عائشة فيها أشدّ الناس عليه تأليبا و تحريضا، فقالت: أبعده اللّه!.. لمّا سمعت قتله، و أمّلت أن تكون الخلافة في طلحة فتعود الإمرة تيمية، كما كانت أوّلا، فعدل الناس عنه إلى علي بن أبي طالب [عليه السلام]، فلمّا سمعت ذلك صرخت: و اعثماناه! قتل عثمان مظلوما..
و ثار ما في الأنفس حتى تولّد من ذلك يوم الجمل و ما بعده..!
و ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج 49/9.. و غيره: لمّا طعن عمر جعل الأمر شورى بين ستّة نفر: عليّ بن أبي طالب [عليه السلام]، و عثمان بن عفان، و عبد الرحمن بن عوف، و الزبير بن العوام، و طلحة بن عبيد اللّه، و سعد بن مالك، و كان طلحة يومئذ بالشام، و قال عمر: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم قبض و هو عن هؤلاء راض، فهم أحقّ بهذا الأمر من غيرهم.
أقول: إنّ ادخال عمر لطلحة في الشورى هو الذي أيقظ في نفسه الضغائن، و أوجد في نفسه أنّه أهل للخلافة، فلمّا صرف عنها وجد على عثمان و اشترك في قتله بغية نيلها، و لما صرف عنه الأمر و توّجت الخلافة لعلي صلوات اللّه عليه ازداد غيضا، فسعى في صرفها عنه، فلمّا لم يوفّق و وجد عائشة و الزبير يشاركانه في الفتنة سعى و أشعل الحرب، فكانت وقعة الجمل، فالذي أغرى طلحة و الزبير لنيل الخلافة هو عمر، و لكن يظهر أنّه كان تواقا للخلافة قبل عمر، و ذلك أنّ ابن أبي الحديد ذكر في شرح النهج -
ص: 324
و إذا رجونا للزبير بعد ندمه و رجوعه التوبة، و ما كادت أن تكون؛ فإنّها عن
164/1-165: لمّا استخلف أبو بكر عمر: دخل طلحة بن عبيد اللّه على أبي بكر، فقال: إنّه بلغني أنّك يا خليفة رسول اللّه! استخلفت على الناس عمر، و قد رأيت ما يلقى الناس منه و أنت معه، فكيف به إذا خلا بهم، و أنت غدا لاق ربّك، فيسألك عن رعيّتك! فقال أبو بكر: أجلسوني، ثم قال: أباللّه تخوّفني! إذا لقيت ربي فسألني، قلت: استخلفت عليهم خير أهلك، فقال طلحة: أعمر خير الناس يا خليفة رسول اللّه ؟! فاشتدّ غضبه، و قال: أي و اللّه، هو خيرهم و أنت شرّهم. أما و اللّه لو ولّيتك لجعلت أنفك في قفاك، و لرفعت نفسك فوق قدرها، حتى يكون اللّه هو الذي يضعها! أتيتني و قد دلكت عينك، تريد أن تفتنني عن ديني، و تزيّلني عن رأيي، قم لا أقام اللّه رجليك! أما و اللّه لئن عشت فواق ناقة، و بلغني أنّك غمصته فيها، أو ذكرته بسوء، لألحقنّك بمحمضات قنّة حيث كنتم تسقون و لا تروون، و ترعون و لا تشبعون، و أنتم بذلك الحجون راضون.. فقام طلحة فخرج..
و في 185/1-186 في قصة الشورى: إنّ عمر لمّا علم أنّه ميّت استشار من يولّيه.. إلى أن قال: ثمّ قال: إنّ رسول اللّه [صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] مات و هو راض عن هذه الستّة من قريش: عليّ [عليه السلام]، و عثمان، و طلحة، و الزبير، و سعد، و عبد الرحمن بن عوف، و قد رأيت أن أجعلها شورى بينهم.. إلى أن قال: ثمّ أقبل على طلحة - و كان له مبغضا منذ قال لأبي بكر يوم وفاته ما قال في عمر - فقال له: أقول أم أسكت ؟ قال: قل، فإنّك لا تقول من الخير شيئا، قال: أمّا إنّي أعرفك منذ أصيبت إصبعك يوم احد وائبا بالذي حدث لك، و لقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ساخطا عليك بالكلمة التي قلتها يوم أنزلت آية الحجاب.
قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ .. الكلمة المذكورة أنّ طلحة لما أنزلت آية الحجاب قال بمحضر ممّن نقل عنه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما الذي يعنيه حجابهنّ اليوم، و سيموت غدا فننكحهنّ !
قال أبو عثمان أيضا: لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مات و هو راض عن الستة، فكيف تقول الآن لطلحة إنّه مات عليه السلام ساخطا عليك للكلمة التي قلتها، لكان قد رماه بمشاقصه، و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا، فكيف هذا.
و في صفحة: 194، قال: و قدم طلحة في اليوم الذي بويع فيه لعثمان فتلكّأ ساعة، ثمّ بايع.
ص: 325
طلحة أبعد من أن تكون محلا للرجاء و الطمع، فهو عندنا من أضعف الضعفاء، لكونه بنكثه بيعة أمير المؤمنين عليه السلام و خروجه عليه بحكم المرتدّ على أصول مذهبنا، و إن بالغ علماء الجمهور في تعظيمه، و عدّ مآثره.. و لعمري ما مبالغاتهم في مدحه و الثناء عليه إلاّ لمخالفته عليا عليه السلام و نكث بيعته، و إضرامه مع صاحبه الزبير نار حرب الجمل التي قتل فيها الألوف المؤلّفة من المسلمين.. و غير ذلك من مثالبه التي ملئت بها كتب الأخبار عن الصادقين عليهم السلام.
لا يقال: إنّه تاب و أناب و أعاد بيعة عليّ عليه السلام إلى عنقه قبل موته، و ما صدر منه قبل ذلك من الزلاّت يرجى له العفو عنها..!
و يدلّ على إعادته البيعة ما أخرجه الحاكم في المستدرك(1) عن ثور بن جزئة(2) ، قال: مررت بطلحة بن عبيد اللّه يوم الجمل - و هو صريع في آخر رمق - فوقفت عليه، فرفع رأسه، فقال: إني لأرى وجه رجل كأنّه القمر، فمن(3) أنت ؟ قلت: من أصحاب أمير المؤمنين [علي] عليه السلام، قال:
أبسط يدك أبايعك له(4).. فبسطت يدي، فبايعني.. ففاضت نفسه.. الحديث.
و قد مرّ في مقدمة الكتاب(5) إنّ استقامة الرجل في آخر عمره تجعل أخباره حال انحرافه بمنزلة الأخبار الصحيحة.
ص: 326
لأنّا نقول:
أوّلا: إنّ من المحتمل بل المظنون، أنّ بيعته كانت لأجل تخليص نفسه من أن يذبحه ثور بن جزئة، كما استشمّ ذلك من قوله: إني لأرى وجه رجل كأنّه القمر.
و ثانيا: إنّ رفع اليد عن الانحراف الثابت بالأخبار المتواترة، بل الضرورة بخبر مرسل، لا يناسب المحصّل، مع أنّ المظنون أنّ القوم لما رتقوا مثالبه بما شاءت أهواءهم لم يستطيعوا سدّ الخلل منه في نكث البيعة إلاّ بوضع هذا الخبر، حيث رأوا إنّ التشبّث بذيل اجتهاد طلحة لا يجديهم، بل يفتح عليهم أبواب نقوض كثيرة.
و قد روى أبو الحسن المدائني(1) - و هو من معتمدي علماء التاريخ - أنّ عليا عليه السلام مرّ بطلحة و هو يكيد بنفسه، فوقف عليه و قال: «أما و اللّه إنّي(2) كنت لأبغض أن أراكم مصرّعين في البلاد».
و روى أيضا(3): إنّه لمّا أدبر طلحة و هو جريح يرتاد مكانا ينزله جعل يقول لمن يمرّ به من أصحاب علي عليه السلام: أنا طلحة من يجيرني.. يكرّرها، فكان الحسن البصري إذا ذكر ذلك يقول: لقد كان في جوار عريض. انتهى.
و لو أنّه يريد مبايعة علي عليه السلام، لبايع عليا عليه السلام بنفسه حين وقف عليه و هو يكيد بنفسه، و لأخبر أصحاب علي عليه السلام ببيعته له
ص: 327
عوض طلب الجوار منهم.
و الحاصل؛ إنّ أمر البيعة لو كان واقعيا، لكان أرباب التاريخ أولى بذكره، و لما كان مما يتفرّد الحكم بتخريج حديث فيه.
و قد روى أبو مخنف في كتاب الجمل(1): أنّ طلحة مات في دار من دور البصرة، فكيف يجتمع ذلك مع مرور ثور بن جزئة به و هو صريع في آخر رمق ؟(2)
قال أبو مخنف: لمّا تضعضع أهل الجمل، قال مروان: لا أطلب ثار عثمان من طلحة بعد اليوم.. فانتحى له بسهم فأصاب ساقه، فقطع أكحله، فجعل الدم يبضّ ، فاستدعى من مولى له بغلة فركبها و أدبر، و قال لمولاه: أما من مكان أقدر فيه على النزول، فقد قتلني الدم، فقال له مولاه: انج و إلاّ لحقك القوم..
فقال: باللّه ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي هذا حتى انتهى إلى دار من دور البصرة، فنزلها و مات بها.
و ثالثا: إنّه روى ابن أبي الحديد في شرح النهج(3) ، عن أبي مخنف في كتاب الجمل، إنّ عليا عليه السلام مرّ بطلحة بن عبيد اللّه قتيلا، فقال:
«أجلسوه»، فأجلس، فقال: «ويل أمّك طلحة! لقد كان لك قدم لو نفعك، و لكن الشيطان أضلّك فأزلّك، فعجّلك إلى النّار».
فإنّه لو كان ثابتا مقبول التوبة لما فعل عليه السلام ذلك.
ص: 328
و رابعا: إنّ مجرد بيعته لعلي عليه السلام عند بلوغ روحه التراقي غير محرز النفع في إيمانه، كما لم ينفع مثله فرعون، و لو سلّم، فلا يثبت بذلك إلاّ إيمانه دون عدالته و وثاقته. و كيف يوثق بمن فعل ما فعل..؟!
و خامسا: إنا قد اشترطنا في عدّ خبر من لحقته الاستقامة من الصحيح مضيّ زمان يمكن له فيه الإخبار بكذبه في إخباره حتّى تقضي عدالته أخيرا من باب قبح الإغراء بالجهل، و حرمته بإخباره بكذبه لو كان كاذبا، و الفرض هنا فيضان نفسه بمجرّد البيعة، فلا تذهل(1)(7).
ص: 329
(1) - المسير، فقال الزبير: باللّه ما هذا الحوأب، و لقد غلط فيما أخبرك به.. و كان طلحة في ساقة الناس، فلحقها فأقسم أنّ ذلك ليس بالحوأب، و شهد معهما خمسون رجلا ممّن كان معهم..! فكان ذلك أوّل شهادة زور أقيمت في الإسلام.
مواقف طلحة مع عثمان بن عفان قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 28/9:.. و حتى أفضى الأمر إلى قتل عثمان.
و كان أعظم الأسباب في قتله طلحة، و كان لا يشك أنّ الأمر له من بعده لوجوه.. ثم ذكر وجوها.. إلى أن قال في صفحة: 29: فلمّا فاتت طلحة و الزبير، فتقا ذلك الفتق العظيم على عليّ [عليه السلام] و أخرجا أمّ المؤمنين معهما، و قصدا العراق، و أثارا الفتنة، و كان من حرب الجمل ما قد علم و عرف، ثم كانت حرب الجمل مقدمة و تمهيدا لحرب صفين..
و في صفحة: 35، قال: روي أنّ عثمان قال: ويلي على ابن الحضرميّة - يعني طلحة - أعطيته كذا و كذا بهارا [البهار: الحمل، قيل: ثلاثمائة رطل بالقبطية] ذهبا، و هو يروم دمي، يحرض على نفسي، اللهم لا تمتّعه به و لقه عواقب بغيه.
و روى الناس الذين صنّفوا في واقعة الدار: أنّ طلحة كان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب قد استتر به عن أعين الناس؛ يرمي الدار بالسهام. و رووا أيضا: أنّه لما امتنع على الذين حصروه الدخول من باب الدار، حملهم طلحة إلى دار لبعض الأنصار، فأصعدهم إلى سطحها، و تسوّروا منها على عثمان داره فقتلوه.. إلى أن قال: و قال مروان بن الحكم يوم الجمل: و اللّه لا أترك ثأري و أنا أراه، و لأقتلنّ طلحة بعثمان؛ فإنّه قتله، ثمّ رماه بسهم فأصاب مأبضه فنزف الدم حتّى مات.
و في صفحة: 113، قال: فأمّا طلحة؛ فإنّ أهل الجمل لمّا تضعضعوا، قال مروان:
لا أطلب ثأر عثمان من طلحة بعد اليوم! فانتحى له بسهم فأصاب ساقه، فقطع أكحله فجعل الدم يبضّ ، فاستدعى من مولى له بغلة، فركبها و أدبر، و قال لمولاه: و يحك! أما من مكان أقدر فيه على النزول فقد قتلني الدم! فيقول له مولاه: انج؛ و إلاّ لحقك القوم، فقال: باللّه ما رأيت مصرع شيخ أضيع من مصرعي هذا! حتى انتهى إلى دار من دور البصرة فنزلها و مات بها.. إلى أن قال: و روى أبو الحسن المدائني: أنّ عليا عليه السلام مرّ بطلحة - و هو يكيد بنفسه - فوقف عليه و قال: «أما و اللّه إن كنت لأبغض أن أراكم مصرّعين في البلاد، و لكن ما حتم واقع..». -
ص: 330
(1) - ثمّ تمثل:
و ما تدري إذا أزمعت أمرابأيّ الأرض يدركك المقيلو ما يدري الفقير متى غناهو لا يدري الغني متى يعيلو ما تدري إذا ألقحت شولاأتنتج بعد ذلك أم تحيل و في 230/1-231 من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد - تحت عنوان: أمر طلحة و الزبير مع علي بن أبي طالب [عليه السلام] بعد بيعتهما له - قال: لمّا بويع علي عليه السلام كتب إلى معاوية.. إلى أن نقل كتاب معاوية إلى الزبير بن العوام، و فيه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، لعبد اللّه الزبير أمير المؤمنين من معاوية بن أبي سفيان؛ سلام عليك، أما بعد؛ فإني قد بايعت لك أهل الشام، فأجابوا و استوسقوا كما يستوسق الجلب، فدونك الكوفة و البصرة لا يسبقك إليها ابن أبي طالب؛ فإنّه لا شيء بعد هذين المصرين، و قد بايعت لطلحة بن عبيد اللّه من بعدك، فأظهرا الطلب بدم عثمان، و ادعوا الناس إلى ذلك، و ليكن منكما الجدّ و التشمير، أظفر كما اللّه و خذل مناوئكما..!
ثم قال: فلمّا وصل هذا الكتاب إلى الزبير سرّ به، و أعلم به طلحة و أقرأه إيّاه، فلم يشكّا في النصح لهما من قبل معاوية، و أجمعا عند ذلك على خلاف علي عليه السلام.
و في صفحة: 232 ذكر ما ملخصه: أنّ الزبير و طلحة طلبا من أمير المؤمنين عليه السلام أن يولّيهما الكوفة و البصرة فلم يفعل، فدخلا عليه فاستاذنا في العمرة، فقال: «ما العمرة تريدان»، فحلفا له باللّه أنّهما ما يريدان غير العمرة، فقال لهما:
«ما العمرة تريدان، و إنّما تريدان الغدرة، و نكث البيعة..»، فحلفا باللّه ما الخلاف عليه و لا نكث بيعة يريدان و ما رأيهما غير العمرة، قال لهما: «فأعيدا البيعة لي ثانية»، فأعاداها بأشدّ ما يكون من الأيمان و المواثيق، فأذن لهما، فلمّا خرجا من عنده، قال لمن كان حاضرا: «و اللّه لا ترونهما إلاّ في فتنة يقتتلان فيها..».
و في صفحة: 248 - في قصة الجمل -: ثمّ مرّ بطلحة بن عبيد اللّه قتيلا، فقال:
«أجلسوه»، فأجلس، قال أبو مخنف في كتابه: فقال: «ويل أمك طلحة! لقد كان لك قدم لو نفعك! و لكن الشيطان أضلك فأزلك فعجلك إلى النار».
و في صفحة: 310 - بعد أن خطب أمير المؤمنين عليه السلام و شكى طلحة و الزبير - قال: ثمّ رفع يديه، فقال: «اللهمّ إنّ طلحة و الزبير قطعاني، و ظلماني، و ألّبا عليّ ، و نكثا بيعتي، فاحلل ما عقدا، و انكث ما أبرما، و لا تغفر لهما أبدا، و أرهما -
ص: 331
(1) - المساءة في ما عملا و أملاّ».
و في 9/3 فقال - في جملة كلام -: فأما ادعاؤه أنّ طلحة رجع لمّا ناشده عثمان يوم الدار، فظاهر البطلان، و غير معروف في الرواية، و الظاهر المعروف أنّه لم يكن على عثمان أشد من طلحة و لا أغلظ منه..
و في 215/6، قال: و قد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال، و أخذ نجائب كانت لعثمان في داره، ثمّ فسد أمره، فدفعها إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.
و في صفحة: 343، قال: و طلحة هو الذي قال لأبي بكر عند موته: ماذا تقول لربك و قد وليت فينا فظّا غليظا! و هو القائل له: يا خليفة رسول اللّه! إنّا كنّا لا نحتمل شراسته و أنت حيّ تأخذ على يديه، فكيف يكون حالنا معه و أنت ميت و هو الخليفة ؟
و فيه 40/7-42 ما حاصله: أنّ عليّا عليه السلام دعا طلحة و الزبير، و استوضح منهما سبب انعزالهما عنه، فقالا: إنّه ساوى بينهما و بين غيرهما من المسلمين في العطاء، و هو ممّا أفاءه اللّه عليهم بأسيافهم.. ثمّ ذكر احتجاجه عليه السلام معهما بما أخرسهما، و ثبت أنّه ليس لهما دين و لا ورع، بل عبيد المال.. في كلام طويل. فراجع.
و في 134/17، قال: و لا شبهة أنّهم لو حكموا و شهدوا بصورة الحال لحكموا ببراءة علي عليه السلام من دم عثمان، و بأنّ طلحة كان هو الجملة و التفصيل في أمره، و حصره، و قتله، و كان الزبير مساعدا له على ذلك و إن لم يكن مكاشفا مكاشفة طلحة.
و في 148/2، قال: و روى أبو جعفر - أيضا - أنّ عليا عليه السلام كان في ماله بخيبر لما حصر عثمان، فقدم المدينة و الناس مجتمعون على طلحة، و كان لطلحة في حصار عثمان أثر، فلمّا قدم عليّ عليه السلام أتاه عثمان، و قال له: أما بعد؛ فإنّ لي حق الإسلام، و حق الأخاء و القرابة و الصهر، و لو لم يكن من ذلك شيء و كنّا في جاهلية لكان عارا على بني عبد مناف أن يبتز بنو تيم أمرهم - يعني طلحة -.
فقال له عليّ [عليه السلام]: «أنا أكفيك، فاذهب أنت».
ثم خرج إلى المسجد فرأى اسامة بن زيد فتوكّأ على يده حتّى دخل دار طلحة - و هي مملؤة من الناس - فقال له: «يا طلحة! ما هذا الأمر الذي صنعت بعثمان ؟» فقال: يا أبا الحسن! أبعد أن مسّ الحزام الطبيين!
فانصرف عليّ عليه السلام حتى أتى بيت المال، فقال: «افتحوه»، فلم يجدوا -
ص: 332
(1) - المفاتيح، فكسر الباب و فرق ما فيه على الناس.. فانصرف الناس من عند طلحة حتى بقي وحده، و سرّ عثمان بذلك، و جاء طلحة فدخل على عثمان، فقال يا أمير المؤمنين! إني أردت أمرا فحال اللّه بيني و بينه، و قد جئتك تائبا، فقال: و اللّه ما جئت تائبا، و لكن جئت مغلوبا، اللّه حسيبك يا طلحة!
و في 9/3، قال: و قد روي أنّ عثمان كان يقول يوم الدار: اللهم اكفني طلحة..
و يكرر ذلك، علما بأنّه أشد القوم عليه، و روي أنّ طلحة كان عليه يوم الدار درع و هو يرامي الناس، و لم ينزع عن القتال حتّى قتل الرجل.
و في 6/1، قال: و روي المدائني في كتاب مقتل عثمان: أنّ طلحة منع من دفنه ثلاثة أيام.. إلى أن قال: فأقعد طلحة لهم في الطريق ناسا بالحجارة، فخرج به نفر يسير من أهله و هم يريدون به حائطا بالمدينة يعرف ب : حش كوكب - كانت اليهود تدفن فيه موتاهم - فلما صار هناك رجم سريره، و هموا بطرحه.. فأرسل علي عليه السلام إلى الناس يعزم عليهم ليكفوا عنه.. فكفوا، فانطلقوا به حتى دفنوه في حش كوكب.. إلى أن قال في صفحة: 7: و لم يشهد جنازته إلاّ مروان بن الحكم و ابنه عثمان و ثلاثة من مواليه، فرفعت ابنته صوتها تندبه و قد جعل طلحة ناسا هناك أكمنهم كمينا، فأخذتهم الحجارة و صاحوا: نعثل.. نعثل..
و لاحظ منه 28/9.
و قال في طرائف السيّد ابن طاوس 495/2: و ذكره أيضا أبو المنذر هشام بن محمّد ابن السائب الكلبي في كتاب المثالب، فقال: و ذكر من جملة البغايا من ذوي الرايات صعبة، فقال: و أمّا صعبة؛ فهي بنت الحضرميّة كانت لها راية بمكة و استبضعت بأبي سفيان فوقع عليها أبو سفيان و تزوجها عبيد اللّه بن عثمان بن عمر بن كعب بن سعد ابن تيم فجاءت بطلحة بن عبيد اللّه لستة أشهر، فاختصم أبو سفيان و عبيد اللّه في طلحة، فجعلا أمرهما إلى صعبة فألحقته لعبيد اللّه، فقيل لها: كيف تركت أبا سفيان ؟ فقالت: يد عبيد اللّه طلقة، و يد أبي سفيان كرّة.. ثمّ ذكر صاحب كتاب المثالب - المشار إليه - هجاءا لبني طلحة بن عبيد اللّه، من جملته: في هجاء بني طلحة:
لعبيد اللّه أنتم معشريأم أبي سفيان ذاك الأموي و في الطرائف 494/2 عن تفسير السدي في قوله تعالى: لاٰ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصٰارىٰ أَوْلِيٰاءَ [سورة المائدة (5):51] أنّه لمّا اصيب أصحاب -
ص: 333
(1) - النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم باحد، قال عثمان: لألحقنّ بالشام فإنّ لي به صديقا من اليهود يقال له: دهلك، فلآخذنّ منه أمانا، فإني أخاف أن يدال علينا اليهود، و قال طلحة بن عبيد اللّه: لأخرجن إلى الشام فإنّ لي صديقا من النصارى فلآخذن منه أمانا، فإني أخاف أن يدال علينا النصارى..
نزول آية في طلحة و سيرة الخلفاء معه في شرح النهج 259/12: إنّ عمر قال لأصحاب الشورى: روحوا إليّ .. فلمّا نظر إليهم، قال: قد جاءني كلّ واحد منهم يهزّ عفريته يرجو أن يكون خليفة، أما أنت يا طلحة! أفلست القائل: إن قبض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنكح أزواجه من بعده ؟ فما جعل اللّه محمّدا أحقّ ببنات أعمامنا منّا، فأنزل اللّه تعالى فيك: وَ مٰا كٰانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّٰهِ وَ لاٰ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوٰاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً [سورة الأحزاب (33):53]..
أمّا تقريظ أبو بكر لطلحة؛ فقد روى ابن أبي الحديد في شرح النهج 164/1: لمّا استخلف أبو بكر عمر دخل عليه طلحة و وبخه في استخلافه حتّى أغضبه، فقال:
أي و اللّه هو خيرهم و أنت شرهم، أما و اللّه لو ولّيتك لجعلت أنفك في قفاك، و لرفعت نفسك فوق قدرها، حتى يكون اللّه هو الذي يضعها.
و أما تقريظ عمر لطلحة؛ فقد روى في شرح النهج 185/1 - أيضا - في قصة الشورى، فقال عمر: أفلا أخبركم عن أنفسكم! قال: قل، فإنّا لو استعفيناك لم تعفنا، فقال: أما أنت يا زبير.. و سيأتي نص كلامه قريبا.. إلى أن قال في صفحة: 186: قال أبو عثمان أيضا: لو قال لعمر قائل: أنت قلت: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مات و هو راض عن الستّة، فكيف تقول الآن لطلحة إنّه مات عليه السلام ساخطا عليك للكلمة التي قلتها: لكان قد رماه بمشاقصه، و لكن من الذي كان يجسر على عمر أن يقول له ما دون هذا، فكيف ذا؟
و في 142/12 من شرح نهج البلاغة قال في حديث بعد أن طعن عمر دخل عليه ابن عبّاس فدار حديث في أنّه من يخلف، فذكر عثمان، فقال: كلّف بأقاربه، قال:
فعلي [عليه السلام]؟ قال: فيه دعابة، قال: فطلحة ؟ قال: لو لا بأو فيه..
و قال عليه السلام - كما في شرح النهج 38/9: «اللّهمّ إنّهما قطعاني، و ظلماني، و نكثا بيعتي، و ألّبا الناس عليّ ، فاحلل ما عقدا، و لا تحكم لهما ما أبرما، و أرهما -
ص: 334
(1) - المساءة فيما أمّلا و عملا، و لقد استثبتهما قبل القتال، و استأنيت بهما أمام الوقاع، فغمطا النعمة، و ردّا العافية..».
و في شرح النهج 162/2: لا تلقين طلحة، فإنّك إن تلقه تجده كالثور، عاقصا قرنه، يركب الصعب و يقول: هو الذلول.
طلحة و حرصه على جمع الأموال، و ثروته التي خلّفها و تحمّل وزرها
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 293/9:.. و جعلها معاوية عصبية الجاهليّة، و لم يأت أحد منهم الأمر من بابه، و قبل ذلك ما كان من أمر طلحة و الزبير، و نقضهما البيعة، و نهبهما أموال المسلمين بالبصرة و قتلهما الصالحين من أهلها.
و قال في مروج الذهب 333/2: ثروة طلحة بن عبيد اللّه، و كذلك طلحة بن عبيد اللّه التيمي؛ ابتنى داره بالكوفة المشهورة به هذا الوقت، المعروفة بالكناسة ب : دار الطلحيين، و كان غلّته من العراق كلّ يوم ألف دينار، و قيل أكثر من ذلك، و بناحية الشراة أكثر ممّا ذكرنا، و شيّد داره بالمدينة و بناها بالآجر و الجصّ و الساج.
و في مستدرك الحاكم 369/9، بسنده:.. والدة يحيى بن طلحة، قالت: قتل طلحة ابن عبيد اللّه و في يد خازنه ألف ألف درهم و مئتا ألف درهم، و قومت أصوله و عقاره بثلاثين ألف ألف درهم.
و في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 53/1: و كان طلحة شجاعا، و كان شحيحا، أمسك عن الإنفاق حتى خلف من الأموال ما لا يأتي عليه الحصر.
و قال في شرح النهج 161/2: قال أبو جعفر: و كان لعثمان على طلحة بن عبيد اللّه خمسون ألفا، فقال طلحة له يوما: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال: هو لك معونة على مروءتك، فلما حصر عثمان، قال عليّ عليه السلام لطلحة: «أنشدك اللّه إلاّ كففت عن عثمان»! فقال: لا و اللّه حتى تعطي بنو أميّة الحق من أنفسها، فكان علي عليه السلام يقول: «لحا اللّه ابن الصعبة! أعطاه عثمان ما أعطاه و فعل به ما فعل!!».(7)حصيله البحث لا يبقى شكّ لمن وقف على ما ذكرناه في ترجمة الرجل بأنّه كان في ابتداء إسلامه رجلا معتدلا في إسلامه إلى حد ما، أو لا نعرف عنه مثلبة ظاهرا، إلاّ أنّ نسبه و أصالته لمّا كانت خسيسة انجرف إلى حطام الدنيا، و غلب عليه حبّ النفس و الشهوات، فسلك سلوكا مشينا أوجب مستحقا أن يقول فيه أبو بكر و عمر و عثمان -
ص: 335
(2) - هذا؛ و إنّ من ألمّ بشعر المترجم، و وقف على لحن نظمه لا يجد بدّا من الاعتراف بأنّه حسن في أعلى مراتب الحسن رضوان اللّه عليه، و إليك قصيدته المعروفة بالمذهبة التي توجد قطعة منها في المناقب، نذكرها برمتها لتقف على صورة من نظمه.
وسائل عن العلي الشانهل نصّ فيه اللّه بالقرآنبأنّه الوصيّ دون ثانلأحمد المطهّر العدنانيفاذكر لنا نصّا به جليّاأجبت يكفي خم في النصوصمن آية التبليغ بالمخصوصو جملة الأخبار و النصوصغير الذي انتاشت يد اللصوصو كتّمته ترتضى اميّاأما سمعت يا بعيد الذهنما قاله أحمد كالمهنيأنت كهارون لموسى منيإذ قال موسى لأخيه اخلفنيفاسألهم لم خالفوا الوصيّاأما سمعت خبر المباهلةأما علمت أنّها مفاضلةبين الورى فهل رأى من عادلهفي الفضل عند ربّه و قابلهو لم يكن قرّ به نجيّاأما سمعت أنّه أوصاهو كان ذا فقر كما تراهفخص بالدين الذي يرعاهفان عداه و هو ما عداهغادر دينا لم يكن مرعيّافقال هل من آية تدلّ على علي الطهر لا تعلّ بحيث فيها الطهر يستقلّ تدنيه للفضل فيقصي كلّ و يغتدى من دونه مقصيّافقلت: إنّ اللّه جلّ قالاإذ شرّف الآباء و الأنسالاو آل إبراهيم فازوا آلاإنّا وهبنا لهم إفضالالسان صدق منهم عليّافكان إبراهيم ربانيّاثم رسولا منذرا رضيّاثم خليلا صفوة صفيّاثم إماما هاديا مهديّاو كان عند ربّه مرضيا
ص: 337
(2) - فعندها قال: و من ذريتيقال له: لا، لن ينال رحمتيو عهدي الظالم من بريّتىأبت لملكي ذاك وحدانيّتيسبحانه لا زال وحدانيّافالمصطفى الآمر فينا الناهيو عادم الأمثال و الأشباهفالفعل منه و المقال الزاهيلم يصدرا إلاّ بأمر اللّهلم يتقوّل أبدا فريّاإن كان غير ناطق عن الهوىإلاّ بأمر مبرم من ذي القوىفكيف أقصاهم و أدنى المجتوىإذن لقد ضلّ ضلالا و غوىو لم يكن حاشا له غويّالكنما الأقوام في السقيفةقد نصبوا برأيهم خليفةو كان في شغل و في وظيفهمن غسل تلك الدرة النظيفةو حزنه الذي له تهيّاحتّى إذا قضى الخليفة انتخبمن عقد الأمر له بين العربثم قضى و اختار منهم من أحبو إن تكن شورى فللشورى سببإن كان ذا ترتيبه مقضيّاثمّ قضى ثالثهم فانثالواله الرجال تتبع الرجالفلم تسع غير القبول الحالفقام و الرضا به محالإذ كان كلّ يتمنى شيئافغاضبت أوّلهم ذات الجملو قام معها الرجلان في العملفردّهم سيف القضاء و فصلو لم يكن قد سبق السيف العذلفقد تأتّى حربهم مليّاو غاضب الشاني لأمر سالففاجتاحه بذي الفقار القاصفو أصبح الناصر كالمخالفإذ شكّت الرماح بالمصاحفو أخذ الانحدار و الرقيّاو كان أن يردّ للتسليمإذ ردّ للأحبش في الهزيمفأعمل الحيلة في التحكيمبأمر شيطانهم الرجيم
ص: 338
(2) - ففي الرعاة حكم الرعيّافلم يجد للكفّ من مناصو أخذ التحكيم بالنواصيفجاء أهل الشام بابن العاصيفاحتال فيها حيلة القنّاصغرّ أبا موسى الأشعريّاقام أبو موسى فوق المنبرو قال: إنّي خالع بحيدركما خلعت خاتمي من خنصرثمّ جعلتها لنجل عمريا عمرو قم أنت اخلع الشاميّافقال عمرو: أيّها الناس اشهدواأن خلع الذي له يعتمدثمّ اسمعوا قولي و لا تردّدوابه فإنّي لابن هند أعقدفاتّخذوه مذهبا عمريّافما ترى أنت بهذى الحالمن المقال و من الأفعاللا تدخل المفتاح في الأقفالتفتح عن الأضغان و الأذحالو ما يكون في الحشا مطويّاإنّ عليّا عند أهل العلمأوّل من سمّي بهذا الاسمقد ناله من ربّه في الحكمعلى يدي أخيه و ابن العمّ و حيا قديم الفضل عد مليّاو هو الذي سمّي في التوراةعند الأولى هاد من الهداةبالنصّ و التصريح في البراةبرغم من سييء من العداةمن كلّ عيب في الورى بريّاو هو الذي يعرف عند الكهنةإذ جمعوا التوراة في الممتحنةفأخذوا من كلّ شيء حسنةو هم لتوراة الكليم الخزنةليوردوا الحقّ لهم بوريّاو هو الذي يعرف في الإنجيلبرتبة الإعظام و التبجيلو ميزة الغرّة و التحجيلو فوزة الرقيب للمجيلو كان يدعى عندهم أليّاو هو الذي يعرف بالزبورزبور داود حليف النورو ذي العلا و العلم المنشورفي اسم الهزبر الأسد الهصور -
ص: 339
(2) - ليث الوغى أعني به آريّاو هو الذي تدعوه ما بين الورىأكابر الهند و أشياخ القرىذووا العلوم منهم بكنكرالأنّه كان عظيما خطراو كنكر كان له سميّاو هو الذي يعرف عند الرومببطرس القوّة و العلومو صاحب الستر لها المكتومو مالك المنطوق و المفهومو من يكن ذا يدع بطر سيّاو هو الذي يعرف عند الفرسلدى التعاليم و عند الدرسبغرسنا و ذاك اسم قدسيمعناه قابض بكلّ نفسكما دعوه عندهم باريّاو هو الذي يعرف عند التركتيرا و ذاك مشبه المحكّ و إنّه يرفع كلّ شكّ عن كلّ حاك قوله و محكيإذا عرفت المنطق التركياو هو الذي يدعونه في الحبشبتريك أي مدبر لا يختشيلقدرة به و بطش مدهشو ينعتونه بأقوى قرشيفاسئل به من يعرف الحبشيّاو هو الذي يعرف عند الزنجبحنبني أي مهلك و منهجو قاطع الطريق في المحجّ إلاّ بإذن في سلوك النهجفإن أردت فاسأل الزنجيّاو هو فريق بلسان الأرمنفاروقه الحقّ لكلّ مؤمنتعرفه أعلامهم في الزمنفاسأل به إن كنت ممّن يعتنيتحقيقه من كان أرمنيّاو هو الذي سمّته تلك الجوهرةإذ ولدت في الكعبة المطهرّةو خرّجت به فقال الجمهرةمن ذا؟ فقالت: هو شبلي حيدرةولدته مطهرا قدسيّاهذا و قد لقّبه ظهيراأبوه إذ شاهده صغيرايصرع من إخوانه الكبيرامشمّرا عن ساعد تشميرا -
ص: 340
(2) - و كان عبلا فتلا قويّاو لقّبته ظئره ميموناإذ رأت السعد به مقرونافكان درا عندها مكنونايحمي أخا رضاعه المنوناثمّ يدرّ ثديها الأبيّاو اسم أبيه في بني هلالمعلّق الميمون بالحباليذكره في سمر اللياليرجالهم فاسمع من الرجالموهبة خصّ بها صبيّاو الاسم عند اللّه في العلى عليو هو الصحيح و الصريح و الجلياشتقه من اسمه في الأزلكمثل ما اشتق لخير الرسلو منح النبيّ و الوصيّاو اتّفقت آراء أهل العلمعلى اسمه من دون معنى الاسمفاختلفت في قصده و الفهمله و كلّ لم يطش بسهمإذ قد أصاب الغرض المرقيّافقال قوم قد علا برازاأقرانه و ابتزّها ابتزازافما رآه القرن إلاّ انحازاو كان دونا سافلا فامتازافهو علي إذ علا العديّاو قال قوم: قد علا مكانامتن النبي و رمى الأوثاناإذ لم يطق حمل نبي كانامن ثقل الوحى حكى ثهلانافنال منه المنزل العليّاو قال فرقة: علي الدارفي جنّة الخلد مع المختارعلاّه ذو العرش على الأبرارفي روضة تزهو و في أنهارفنال منه المرتضى العلويّاو قال فرقة: علاهم علمافكان أقضاهم لذاك حكماو من إلى القضاء قد تسمّىيكون أعلى رفعة و أسمىفوال ذاك العالم السميّاودع تأويل الكتاب و الخبرو خذ بما بان لديك و ظهرقد خاطب اللّه به خير بشرليفهموا الأحكام في بادي النظر -
ص: 341
(2) - و يعرفوا النبي و الوصيّافاستمسكن بالعروة الوثقى التيلم تنفصم عنه و لم تنفلتتمش على الصراط لم تلتفتفي قدم رأس و قلب مثبتحتّى تجوز سالما سويّاإلى جنان الخلد في أعلى الرتبإذ ينثني كلّ أمرء مع من أحبّ موهبة ممّن له الشكر وجبفهو أبرّ خالق و خير ربّ عزّ و جلّ ملكا قويّايا ربّ عبدك الذي غمرتهبالفضل و الأنعام مذ صيّرتهو قد عصى جهلا و قد أمرتهإن تاب فالذنب له غفرتهقد تبت فاغفر ذنبي العديّايا ربّ ما لي عمل سوى الولالأحمد و آله أهل العلاصنو الرسول و الوصي المبتليو فاطم و الحسنين في الملاغرّا تزيّن العرش و الكرسيّاثمّ عليّ و ابنه محمّدو جعفر الصدق و موسى المهتديثم عليّ و الجواد الأجودمحمّد ثمّ علي الأمجدو الحسن الذي جلا المهديّافأعطني بهم جمال الدنياو راحة القبر زمان البقياو الأمن و الستر بحشر المحياو الريّ من كوثر أهل السقياو الحشر معهم في العلى سويّايا طلح إن تختم بهذا في العمللم يدن منك فزع و لا وجلو أنت طلح الخير إن جاء الأجلبالأجر من ربّ الورى عزّ و جلكفى بربى راحما كفيّا انظر: الغدير للعلاّمة الأميني، و المناقب لابن شهر آشوب.. و غيرهما.
أقول: لا ينقضي عجبي من ابن شهر آشوب من قوله: و يتهمونه بالغلوّ، و كيف ذكر ذلك مع ما هو عليه من التحقيق و المتانة في النقل و استقامة في الرأي، و لكن ليس المعصوم إلاّ من عصمه اللّه تعالى، و انظر إلى هذه القصيدة العصماء فهل تجد فيها إلاّ إقرار باللّه تعالى و صفاته، و الإيمان بالنبوة الإلهيّة، و الاعتقاد بالأئمّة الاثنى عشر، -
ص: 342
( - و الاعتراف بالمعاد و الحساب، نعم؛ إذا كان الاعتقاد بأنّ عليا عليه السلام هو أقدس إنسان بعد صاحب الرسالة صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غلوا فذلك ما عليه جميع الطائفة الإماميّة، و جميع من رزقه اللّه سبحانه شعيرة من العقل و الإنصاف و عافاه من النصب و سوء المولد.(7)حصيلة البحث المترجم لم يثبت غلوه، بل هو من الشيعة الإماميّة و الاثنى عشريّة الخلص، و بعيد عن الغلوّ، و أنّي أعده حسنا بلا ريب، و اللّه العالم.
[11410] 32 - طلحة بن عمرو الحضرمي جاء في الخصال للشيخ الصدوق قدّس سرّه 344/2 (باب السبعة) حديث 10، بسنده:.. قال: حدّثني خالد بن يزيد بن صبيح، عن طلحة بن عمرو الحضرمي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عبّاس، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله..
و عنه في بحار الأنوار 217/13 حديث 9، و 118/60 حديث 2.
و جاء في المحاسن للبرقي 550/2 حديث 884، بسنده:.. عن أبي البختري، عن طلحة بن عمرو، قال: دخل طلحة بن عبيد اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و عنه في بحار الأنوار 171/66 حديث 16.
أقول: ذكره المزي في تهذيب الكمال 427/13 برقم 2978، و هو من رواة العامّة و قد ضعفه جلّهم.
حصيلة البحث المعنون مهمل عندنا.
ص: 343
( - 207/1، و في بحار الأنوار 148/42 حديث 9 نقلا عن الخرائج و الجرائح.
أقول: و الرواية أوردها المزي في تهذيب الكمال 398/22، و فيه:
عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد، فتدبر.
و عليه؛ فيحتمل أن يكون هذا هو طلحة بن مصرف اليامي.
راجع: فهرست ابن النديم: 33، و قد ذكره ابن حبّان في ثقاته 393/4.. و غيره، و سيأتي قريبا مستدركا.
حصيلة البحث المعنون مهمل، إلاّ أنّ روايته مؤيدة بروايات صحاح.
[11413] 34 - طلحة بن عيسى التوزي [الثوري] جاء بهذا العنوان في المزار لمحمّد بن المشهدي: 127 حديث 8 [طبعة نشر قيوم، و في طبعة اخرى: 149]، بسنده:.. عن العلاء بن سعيد الكندي، عن طلحة بن عيسى التوزي، عن الفضل بن ميمون البجلي.
و عنه في بحار الأنوار 394/100 حديث 28 بدون لقب، و مستدرك وسائل الشيعة 408/3 حديث 3891.
و جاء - أيضا - في فضل الكوفة و مساجدها لمحمّد بن جعفر المشهدي: 33.
و كذا في الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي 800/2.
أقول: ذكره الرازي في الجرح و التعديل 484/4 برقم 2122 بعنوان:
طلحة بن عيسى الثوري.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 345
63 - طلحة، قرين الزبير
[الترجمة:] قد وقع بهذا العنوان في طريق الصدوق في باب: ميراث الجنين من الفقيه(1).
و هو غريب؛ ضرورة أنّ طلحة أعرف من أن يعرف بالزبير، و قد سمعت ترجمته.
و بقي شيء منها لم يتقدّم و هو: أنّه حكي عن ابن نمير(2) أنّه قال: إنّ طلحة قتل سنة ستّ و ثلاثين، و هو ابن أربع و ستين سنة، و قبره بالبصرة. انتهى.
و قد عرفت سوء حاله لنقضه البيعة مع أمير المؤمنين عليه السلام، و رواية نصّاب العامّة - أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شهد له بالجنة، و مات و هو عنه راض - كذب مجعول، جزاء لنقضه بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، و تحريكه عائشة على محاربته عليه السلام(3).
ص: 346
64 - طلحة بن النضر المدني
[الترجمة:] لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه اللّه إيّاه في رجاله(1) من أصحاب السجاد عليه السلام.
ص: 347
و ظاهره كونه إماميّا، إلاّ أنّ حاله مجهول(1).
ص: 348
( - حديث 400، و فيه: عن طلحة بن زيد.. و هو الصحيح، و يزيد، مصحّف: زيد، فالعنوان ساقط .
و جاء أيضا في الاستبصار 44/4 حديث 152، و في المحاسن 565/2 حديث 974: طلحة بن يزيد.. و عنه في بحار الأنوار 154/60 حديث 14، و لكن في الكافي 265/6 حديث 2، و تهذيب الأحكام 90/9 حديث 383: طلحة بن زيد.
و جاء أيضا في علل الشرائع 336/2 حديث 2، إلاّ أنّ في ثواب الأعمال: 52 [و طبعة مكتبة الصدوق: 77 باب ثواب صوم رجب حديث 1]: طلحة بن يزيد.
حصيلة البحث العنوان مردد بين (زيد) و (يزيد) و الأخير أظهر، و الإهمال على كلّ حال محكم.
[11419] 38 - طلحة بن يزيد جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق رحمه اللّه: 254 حديث 5، بسنده:.. قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب الجند بنيسابور، قال: وجدت في كتاب أبي بخطّه، حدّثنا طلحة بن يزيد، عن عبيد [عبد اللّه] بن عبيد، عن أبي معمر السعداني: أنّ رجلا أتى أمير المؤمنين عليه السلام..
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية، فهو مهمل، و هو يغاير الآتي قطعا، فتدبر.
ص: 349
تذييل
قد عدّ المتصدّون لعدّ الصحابة جماعة أخر مسمّين ب : طلحة، عدّوهم من الصحابة، و لاشتراكهم عندنا في الجهالة نذكرهم نسقا، و هم:
و
و
و
و
و
و مثله في الجهالة:
و
85 - طلبيب بن عمير العبدي(1)
الذي عدّه الثلاثة من الصحابة الشاهد بدرا، المقتول بأجنادين أو اليرموك(2).
86 - طليحة بن خويلد الأسدي الفقعسي
الضبط :
طليحة: مصغّر طلحة.
و خويلد: مصغّر خالد.
و قد مرّ(3) ضبط الأسدي في: أبان بن أرقم.
و الفقعسي: بالفاء المفتوحة، و القاف الساكنة، و العين المهملة المفتوحة، و السين المهملة، و الياء، نسبة إلى فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان أبي حيّ من أسد بن خزيمة بن مدركة، علم مرتجل
ص: 357
قياسي. قال الأزهري: و لا أدري أصله في العربيّة(1).
الترجمة:
عدّه ابن عبد البرّ(2) ، و أبو موسى من الصحابة، كان من أشجع العرب، و كان يعدّ بألف فارس، و له في قتال الفرس بالقادسيّة بلاء حسن، و كان إسلامه إسلاما صحيحا، و مع ذلك فحاله مجهول(3).
و مثله:
و
محقّقا، روى عن الشيخ شمس الدين محمّد بن صالح، عن السيّد فخّار بن معد الموسوي.. و غيره من مشايخه.
و ذكر الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في إجازته أنّ عنده بخطّ الشيخ شمس الدين محمّد بن صالح إجازة للشيخ الفاضل نجم الدين طمآن بن أحمد العاملي، و ذكر فيها أنّه يروي عن السيّد فخار و الشيخ نجيب الدين بن نما..
و جماعة آخرين.
و قال - عند ذكره للرواية عن السيّد فخار - إنّه: قرأ عليه سنة ستمائة و ثلاثين بالحلّة، و إنّه روى عن الفقيه محمّد بن إدريس و غيره من مشايخنا. و قال: هي السنة التي توفّي فيها.
و قال - عند ذكره للرواية عن الشيخ نجيب الدين بن نما -: أجاز له جميع ما قرأه، و رواه، و أجيز له و أذن له في روايته في تواريخ آخرها سنة سبع و ثلاثين و ستّمائة، و ذكر أنّه قرأ على السيّد رضي الدين علي بن موسى ابن طاوس، و أجاز له سنة أربع و ثلاثين و ستّمائة، و فيها توفّي.
قال: و ذكر الشهيد رحمه اللّه في بعض إجازاته أنّ والده جمال الدين أبا محمّد المكيّ رحمه اللّه من تلامذة الشيخ العلاّمة الفاضل نجم الدين طومان و المتردّدين إليه إلى حين سفره إلى الحجاز الشريف، و وفاته بطيبة في نحو سنة 728 أو ما قاربها. انتهى.
ثمّ ذكر الشيخ الحرّ رحمه اللّه ما لا يهمّنا نقله(1).
ص: 360
( - الأبرار، و الثقات الأخيار، و إنّي أعدّه ثقة جليلا، و اللّه العالم.
[11446] 39 - الطيّب بن محمّد جاء بهذا العنوان في مستدرك وسائل الشيعة 461/3 حديث 3997، بسنده:.. عن أيوب بن النجّار، عن الطيب بن محمّد، عن عطاء.. عن كتاب الجعفريات: 147 مثله.
و جاء أيضا - عن الجعفريات - في المستدرك 210/8 حديث 9274، و 202/13 حديث 15106 مثله، و 248/14 و صفحة: 348 حديث 16918، و 353/14 حديث 16938 مثله.
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكر في معاجمنا الرجاليّة و لذا يعدّ مهملا.
[11447] 40 - الطيّب بن محمّد بن الحسن بن شمّون جاء بهذا العنوان في الثاقب في المناقب: 540 حديث 481، بسنده:.. عن الطيب بن محمّد بن الحسن بن شمون، قال:
مركب المتوكّل..
و عنه في مدينة المعاجز 499/7 حديث 2491، و فيه: الطبيب بن محمّد بن الحسن بن شمون، و قد سلف مستدركا منا..
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 361
التسع من الهجرة خطابة مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، تتضمن ألفاظا غريبة، شرحها في اسد الغابة.
و لم أستثبت حاله(1).
و
ص: 365
ص: 366
باب الظاء المعجمة(1)
ص: 367
1 - ظالم بن سراق [سراقة]
يكنّي: أبا صفرة
[الترجمة:] عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، مضيفا إلى ما في العنوان قوله:
والد المهلّب، و كان شيعيّا، و قدم بعد الجمل، و قال لعلي عليه السلام:
أما و اللّه لو شهدتك ما قاتلك أزدي..! مات بالبصرة، و صلّى عليه علي عليه السلام. انتهى.
و بمثله نطق في القسم الأوّل من الخلاصة(2).
و ظاهره اعتماده عليه، و هو حسن اصطلاحا، لكونه شيعيّا(3) ،
ص: 368
و كون مقاله ذلك لأمير المؤمنين عليه السلام مدحا فيه، لكشفه عن خلوص ولائه(1).
فعدّ الفاضل الجزائري(2) إيّاه في الضعفاء من تفريطاته، كجعل الفاضل المجلسي(3) مطلق من سمّي ب : ظالم مجهولا، و اللّه العالم(4).
ص: 369
( -[11457] 2 - ظالم بن سفيان بن عمر [عمرو، عمير] بذا عنون السيوطي أبو الأسود الدؤلي في بغية الوعاة:
274، و أشار إلى سائر الأقوال فيه، و قد فصّلنا الكلام فيه تبعا للمصنّف رحمه اللّه في ترجمة: ظالم بن ظالم أبو الأسود الدؤلي، فراجع.
حصيلة البحث المعنون إن لم نقل بوثاقته فهو في أعلى مراتب الحسن.
[11458] 3 - ظالم بن شراف كذا عنونه القهپائي في مجمع الرجال 233/3 نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه، و قال: و هو بعينه الذي ترجمه المصنّف رحمه اللّه هنا بعنوان: ظالم بن سراق نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه، فراجع ما هناك.
حصيلة البحث المعنون حسن لما مرّ.
ص: 370
[الترجمة، و الضبط :]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(1) تارة: من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، قائلا: ظالم بن ظالم، و قيل: ظالم بن عمرو، يكنّى:
أبا الأسود الدؤلي.
و اخرى(2): من أصحاب الحسن عليه السلام، قائلا: ظالم بن عمرو، و يقال: ظالم بن ظالم، يكنّى: أبا الأسود الدؤلي.
و ثالثة(3): من أصحاب الحسين عليه السلام، قائلا: ظالم بن عمرو، يكنّى: أبا الأسود الدؤلي.
و رابعة(4): من أصحاب السّجاد عليه السلام مثل ما في الحسين عليه السلام.
و أقول: في كلماتهم اختلاف في اسمه و في نسبته.
أمّا الاسم(5) ؛ فقيل: هو ظالم بن عمرو بن سفيان، و قيل: ظالم بن عمرو
ص: 372
ابن ظالم، و قيل: بتصغير عمرو فيهما، و قيل: ظالم بن سارق، و قيل: ظالم بن ظالم، و قيل: ظالم بن عمرو بن عثمان، و قيل: بالعكس.
و أمّا في النسبة(1): الدئلي - بكسر الدال المهملة، و سكون الياء المثناة من تحت - و قيل: الدؤلي - بضمّ المهملة، و فتح الواو المهموزة -.
و قال المقدسي(2) في ترجمة: محمّد بن عمرو بن طلحة(3): قال البخاري:
الديلي من حنيفة، و الدؤلي من كنانة.
و في المغرب(4): الدؤل - بضمّ الدّال، و كسر الواو المهموزة - دويبة صغيرة شبيهة بابن عرس، و بها سمّيت قبيلة أبي الأسود الدؤلي، و إنّما فتحت الهمزة في النسبة استثقالا للكسرة مع ياء النسبة كالنمري - بفتح الميم - إلى نمرة - بكسر الميم -.
ص: 373
و في القاموس(1): في شرح اللمع للأصفهاني(2): أبو الأسود ظالم بن عمرو الدئلي، إنّما هو بكسر الدال، و فتح الهمزة، نسبة إلى دئل كعنب، و هي قبيلة(3) من كنانة. انتهى.
و عن تقريب ابن حجر(4): ابن الدولي أبو الأسود الدؤلي، و يقال: الديلي، منسوب إلى الدؤل، و يقال: الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، قال أبو علي القالي في كتاب الفارع: قال الأصمعي، و سيبويه، و الأخفش، و ابن السكيت، و أبو حاتم، و العدوي.. و غيرهم هو: بضم الدال، و كسر الهمزة، و إنّما فتحت في النسب كما فتحت ميم نمر في: النمري، و لام سلمة في: السلمي.
قال الأصمعي(5): و كان عيسى بن عمر يقولها في النسب بكسر الهمزة أيضا تبقية على الأصل.. و حكاه أيضا عن يونس.. و غيره قال: و تبقيته على الأصل شاذّ في القياس.
قال أبو علي: و كان الكسائي، و أبو عبيد، و محمّد بن حبيب، يقولون:
ص: 374
أبو الأسود منسوب إلى الديل - بكسر الدّال و سكون الياء(1) -.
ثمّ اعلم أنّ أبا الأسود بصري مخضرم(2) ، فاضل ثقة، كان من سادات التابعين و أعيانهم، صحب علي بن أبي طالب عليه السلام، و شهد معه وقعة صفّين(3) ، و هو من أكمل الرجال، رأيا و أسدّهم عقلا.
و عن الجاحظ :(4): إنّ أبا الأسود مقدّم في طبقات الناس، كان معدودا في الفقهاء و الشعراء، و الدهاة و النحاة، و الحاضري الجواب، و الشيعة و البخلاء، و الصلع الأشراف. انتهى.
و هو أوّل من وضع النحو.
قال الذهبي: إنّ أبا الأسود الدئلي قاضي البصرة، روى عن عليّ عليه السلام، و من أجملهم رأيا و عقلا. و قد أمره علي عليه السلام بوضع النحو، فلمّا أراه أبو الأسود ما وضع، قال: «ما أحسن هذا النحو الذي نحوت».
ص: 375
و من ثمّ سمّي النحو نحوا. انتهى(1).
و قيل: إنّ عليّا عليه السلام وضع له: إنّ الكلمة ثلاثة، اسم و فعل و حرف.
فشرح أبو الأسود ذلك و بسطه.
و قيل: كان له بالبصرة دار، و له جار يتأذّى منه كلّ وقت، فباع الدار فقيل له: بعت دارك، فقال له: بل بعت جاري، فأرسلها مثلا(2) ،
ص: 376
و سنّه خمس و ثمانون سنة، فأصابه الفالج، و توفّي سنة تسع و تسعين، و قيل:
غير ذلك(1).
و يحكى(2) أنّه كان يخرج إلى السوق و يجرّ رجليه لإصابة الفالج، و كان موسرا ذا عبيد و إماء، فقيل له: قد أغناك اللّه تعالى عن السعي في حاجتك، فاجلس في بيتك، فقال: لو جلست في البيت، لبالت عليّ الشاة، و هو معروف بالبخل(3).
ص: 377
و قال المقدسي(1): ظالم بن عمرو بن سفيان أبو الأسود الدئلي، و قيل(2):
عمرو بن ظالم. و يقال: ظالم بن سارق، شهد مع علي(3) [عليه السلام]، صفين(4) ، و ولي(5) البصرة(6) لابن عباس رضي اللّه عنه و مات بها و قد أسنّ ، و هو أوّل من تكلم بالنحو.
ثمّ لا يخفى أنّ الرجل من الحسان، لكونه شيعيّا ممدوحا بما سمعت(7).
ص: 378
و عن عمدة عيون صحاح الآثار(1) ليحيى بن البطريق الحلي - و هو من أجلاّء علمائنا - أنّه قال: أبو الأسود الدؤلي، و هو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى من شعراء الإسلام، و شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. انتهى(2).
ص: 379
(2) - و في صفحة: 79، قال:.. فخرج جارية فعسكر، و خرج أبو الأسود فحشر الناس فاجتمع إلى جارية ألف و سبعمائة..
و في صفحة: 93: و كان على البصرة عبد اللّه بن العبّاس، و على قضائها أبو الأسود الدؤلي..
و في صفحة: 136: و كانت عمال عليّ [عليه السلام] في هذه السنة على الأمصار الذين ذكرنا أنّهم كانوا عمّاله في سنة ثمان و ثلاثين غير ابن عبّاس، كان شخص في هذه السنة عن عمله بالبصرة و استخلف زيادا - الذي كان يقال له: زياد بن أبيه - على الخراج، و أبا الأسود الدؤلي على القضاء..
و في صفحة: 141، و كذا في العقد الفريد 354/4 - و النص للطبري - بسنده:.. مرّ عبد اللّه بن عباس على أبي الأسود الدؤلي، فقال: لو كنت من البهائم كنت جملا، و لو كنت راعيا ما بلغت من المرعى، و لا أحسنت مهنته في المشي..!
قال: فكتب أبو الأسود إلى علي [عليه السلام]: أمّا بعد؛ فإنّ اللّه جلّ و علا جعلك واليا و مؤتمنا، و راعيا مستوليا، و قد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة، ناصحا للرعية، توفّر لهم فيئهم، و تظلف نفسك عن دنياهم، فلا تأكل أموالهم، و لا ترتشي في أحكامهم.. و إنّ ابن عمّك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك، فلم يسعني كتمانك ذلك، فانظر رحمك اللّه فيما هناك، و اكتب إليّ برأيك فيما أحببت أنته إليك إن شاء اللّه، و السلام.
و في صفحة: 155، قال: و كان على قضائها من قبل عليّ أبو الأسود الدؤلي..
و روى الزمخشري في ربيع الأبرار 490/1 هذين البيتين له:
أمفنّدي في حبّ آل محمّدحجر بفيك فدع ملامك أو زدمن لم يكن بحبالهم متمسكافليعترف بولادة لم يرشد و روى القفطي في إنباه الرواة 17/1-18 و هو الذي يقول لبني قشير - و كانوا أخواله و أصهاره، و كانوا يردّون عليه قوله في علي عليه السلام -:
يقول الأرذلون بنو قشيرطوال الدهر لا تنسى عليافقلت لهم: و كيف يكون تركيمن الأعمال ما يجدي علياأحبّ محمّدا حبّا شديداو عبّاسا و حمزة و الوصياو جعفر إنّ جعفر خير سبط شهيدا في الجنان مهاجريا
ص: 380
(2) - بنو عمّ النبي و أقربوهأحبّ الناس كلّهم إليّافإن يك حبهم رشدا أصبهو لست بمخطئ إن كان غيّا فقالت له بنو قشير: شككت يا أبا الأسود! في قولك؛ فإن يك حبّهم، فقال:
أما سمعتم قول اللّه تعالى: وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ [سورة سبأ (34):24].
و قال في إنباه الرواة 18/1: و استعمله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على البصرة، و استعمل زيادا على الديوان و الخراج، و كان زياد يسبع [أي يطعن] أبا الأسود عند علي عليه السلام، فقال في ذلك أبو الأسود أشعارا؛ منها:
رأيت زيادا ينتحيني بشرهو اعرض عنه و هو باد مقاتلهو يعجبه صفحي له و تحمليو ذو الفحش يحذو الجهل من لا يماثله و في صفحة: 19-20، قال: و ولّي أبو الأسود القضاء بالبصرة في ولاية عبد اللّه بن العباس، و استخلفه حين خرج إلى الحكمين. و قال أبو الأسود حين قتل علي عليه السلام: ألا أبلغ معاوية بن حرب الأبيات..
و قال يرثى حسينا [عليه السلام] و من أصيب معه من بني هاشم عليهم السلام:
أقول لعاذلتي مرّةو كانت على ودّنا قائمةإذا أنت لم تبصري ما أرىفبيني و أنت لنا صارمةألست ترين بني هاشمقد أفنتهم الفئة الظالمةو أنت ترثيهم بالهذاءو بالطفّ هام بني فاطمةفلو كنت راسخة في الكتابو بالحرب خابرة عالمةعلمت بأنّهم معشرلهم سبقت لعنة حاثمةسأجعل نفسي لهم جنةفلا تكثري لي من اللاّئمّةأرجى بذلك حوض الرسول و الفوز بالنعمة الدائمةلتهلك إن هلكت برةو تخلص إن خلصت غانمة و كذا قاله ابن عبد البرّ في العقد الفريد 349/4: قال ابن دأب [هو: عيسى يزيد بن بكر بن دأب]: بلغني أنّ معاوية قال لأبي الأسود الدؤلي: إنّ عليا - كرّم اللّه وجهه [صلوات اللّه عليه و آله] - أراد أن يدخلك في الحكومة، فعزمت عليك إلاّ أخبرتني أيّ -
ص: 381
بقي هنا شيء و هو: أنّ أبا موسى، و ابن شاهين، عدّ الرجل من الصحابة، و أنكر ذلك عليهما ابن الأثير(1) و غيره و قالوا: إنّه ليس له صحبة، و إنما هو تابعي من خواص(2) أصحاب علي عليه السلام(3)(7).
ص: 382
(3) - و عند اللّه نحتسب مصيبتنا بأمير المؤمنين، و عليه السلام و رحمة اللّه يوم ولد و يوم قتل و يوم يبعث حيا..
ثمّ بكى حتى اختلفت أضلاعه.
ثم قال: و قد أوصى بالإمامة بعده إلى ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه [و آله] و سلّم و ابنه و سليله و شبيهه في خلقه و هديه، و إنّي لأرجو أن يجبر اللّه به ما و هى، و يسدّ به ما انثلم، و يجمع به الشمل، و يطفئ به نيران الفتنة.. فبايعوه ترشدوا..
فبايعت الشيعة كلّها و توقف ناس ممّن كان يرى رأى العثمانية و لم يظهروا أنفسهم بذلك و هربوا إلى معاوية مع رسول دسّه إليهم..
و في الأعيان 403/7-404 (طبعة دار التعارف بيروت) - في ترجمة: أبي الأسود - قال: و له يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
يا من بمقتله دهى الدهرقد كان منك و منهم أمرزعموا قتلت و عندهم عذركذبوا و قبرك ما لهم عذريا قبر سيّدنا المجنّ سماحةصلّى عليك اللّه يا قبرما ضرّ قبرا أنت ساكنهأن لا يمرّ بأرضه القطرفليعدلنّ سماح كفّك قطرهو ليروقنّ بقربك الصخرو إذا رقدت فأنت منتبهو إذا انتبهت فوجهك البدرو إذا غضبت تصدعت فرقامنك الجبال و خافك الذعريا ساكن القبر السلام علىمن حال دون لقائه القبريا هاجري إذ جئت زائرهما كان من عاداتك الهجرو اللّه لو بك لم أدع أحداإلاّ قتلت لفاتنى الوتر و الظاهر أن (يا ساكن القبر) و البيت الذي بعده تضمين؛ لأنّهما رويا لنديم كان لأبي زبيد الطائي، فلمّا أخبروه بموت أبي زبيد وقف على قبره و قال البيتان.
و قال في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام أيضا:
ألا يا عين ويحك فاسعديناألا فابكي أمير المؤمنينارزئنا خير من ركب المطاياوحيسها و من ركب السفيناو من لبس النعال و من جذاهاو من قرأ المثاني و المئينافكلّ مناقب الخيرات فيهو حبّ رسول ربّ العالمينا -
ص: 383
(3) - و كنا قبل مقتله بخيرنرى مولى رسول اللّه فينايقيم الدين لا يرتاب فيهو يقضي بالفرائض مستبيناو يدعو للجماعة من عصاهو ينهك قطع أيدي السارقيناو ليس بكاتم علما لديهو لم يخلق من المتجبرينا و قد نسب هذه الأبيات أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: 27 [باختلاف يسير] إلى ام الهيثم بنت الأسود النخعية ترثي بها أمير المؤمنين..
ألا أبلغ معاوية.. - و قد تقدم -.. إلى أن قال في الأعيان:
إذا استقبلت وجه أبي حسينرأيت البدر راع الناظريناكأنّ الناس إذ فقدوا عليانعام جال في بلد سنينافلا و اللّه لا أنسى عليّاو حسن صلاته في الراكعيناتبكي [كذا] أم كلثوم عليهبعبرتها و قد رأت اليقيناو لو أنا سئلنا المال فيهبذلنا المال فيه و البنينافلا تشمت معاوية بن حربفإنّ بقية الخلفاء فيناو أجمعنا الإمارة عن تراضإلى ابن نبينا و إلى أخينا .. إلى آخر الأبيات، و قد جاء في المقاتل، و الأغاني.. و غيرهما باختلاف و تقديم و تأخير بين أبياته.
عفّة أبي الأسود قال أبو الفرج في الأغاني 119/11: و قال المدائني: كان لأبي الأسود صديق يقال له: الحرث بن خليد، و كان في شرف من العطاء، فقال لأبي الأسود: ما يمنعك من طلب الديوان ؟ فإنّ فيه غنى و خيرا، فقال له أبو الأسود: قد أغناني اللّه عنه بالقناعة و التجمّل، فقال: كلاّ و لكنك تتركه إقامة على محبّة ابن أبي طالب و بغض هؤلاء القوم.
و زاد الكلام بينهما حتّى أغلظ له الحرث بن خليد، فهجره أبو الأسود و ندم الحرث على ما فرط منه، فسأل عشيرته أن تصلح بينهما، فأتوا أبا الأسود في ذلك، و قالوا له: قد اعتذر إليك الحرث ممّا فرط منه و هو رجل حديد، فقال أبو الأسود:
لنا صاحب لا كليل اللسانفيصمت عنّا و لا صارمو شر الرجال على أهلهو أصحابه الحمق العارم -
ص: 384
(3) - و قال فيه:
إذا كان شيء بيننا قيل إنّهحديد فخالف جهله و ترفّقشنئت من الأصحاب من لست بارحاأدامله دمل السقاء المخرقأبو الأسود و يومياته قال غريض: قال شيخ العلم و فقيه الناس و صاحب عليّ عليه السلام و خليفة ابن عباس على البصرة أبو الأسود لابنته ليلة النبأ: إنّ أطيب الماء، و أحسن الحسن الدهن، و أحلى الحلاوة الكحل.. لا تكثري مباشرة زوجك فيملّك، و لا تباعدي فيجفوك و يعتلّ عليك، و كوني كما قلت لأمك:
خذي العفو منّي تستديني مودّتيو لا تنطقي في سورتي حين أغضب و نسب البيت لأحد الأزواج في فقه السنة 233/2، كما و نسب المناوي في فيض القدير 519/3 نقلا عن البيهقي في الوصايا إلى أسماء بنت خارجة الفزاري عندما أراد إهداء بنته إلى زوجها.
لاحظ : الكشاف 262/1، و تفسير القرطبي 254/2، و 61/3.. و كتب اللغة مادة (العفو).. و غيرها.
و قال في ربيع الأبرار 484/3: حجّ أبو الأسود الدؤلي بامرأته - و كانت جميلة شابّة - فعرض لها عمر بن أبي ربيعة فغازلها، فأخبرت أبا الأسود فأتاه فقال:
و إني ليثنيني عن الجهل و الخناو عن شتم أقوام خلائق أربعحياء و إسلام و تقوى و إننيكريم و مثلي قد يضرّ و ينفعفشتّان ما بيني و بينك إننيعلى كلّ حال أستقيم و تضلع هذه جملة ممّا جادت به قريحة شيخنا المترجم، و انظر و تأمل فهل تجد مايوهم غلوه أو خروجه عن الاعتقاد الصحيح..؟! كلاّ ثم كلاّ.(7)حصيلة البحث التأمّل في كلمات المترجمين له، و دراسة سيرته، و تاريخ حياته، يوجب الجزم بأنّه في أعلى مراتب الحسن، و إذا علم أنّ القضاء له حساب خاصّ في الشريعة، و نصبه للقضاء من المعصوم عليه السلام يوجب عدّه ثقة جليلا، و هو المختار، و اللّه العالم بالصواب. -
ص: 385
(3) -[11460] 4 - ظالم بن عثمان بن عمرو هذا أحد الأقوال في اسم أبي الأسود الدؤلي، و قد سلف من المصنّف رحمه اللّه في ترجمة ظالم بن ظالم الإشارة له، فراجع ما هناك من أقوال و مصادر، فلا نعيد.
حصيلة البحث المعنون في أعلى مراتب الحسن إن لم نقل بوثاقته.
[11461] 5 - ظالم بن عمرو بن جندل ابن سفيان كذا عبّر الجاحظ في البيان و التبيان: 171-172: عن أبي الأسود الدؤلي، و قال: كان... خطيبا عالما، و كان قد جمع سدد العقل، و صواب الرأي، وجودة اللسان.. إلى آخره.
و قال الحائري في منتهى المقال 43/3 برقم (1501): ظالم بن عمرو، يكنى: أبا الأسود الدؤلي (سين) (ين).. إلى آخره، ثم قال: و يأتي في الكنى ذكره.
و قد ترجمه المصنّف قدّس سرّه بعنوان: ظالم بن ظالم، و ذكرنا ما يلزم ذكره هناك، فراجع.
حصيلة البحث يعد في أعلى مراتب الحسن بلا ريب، إن لم نقل بوثاقته، و اللّه العالم.
[11462] 6 - ظالم بن عمرو [بن ظالم] الدئلي [الدؤلي] ذكره الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجال: 46 برقم 1 [الطبعة -
ص: 386
(3) - الحيدرية، و في طبعة جماعة المدرسين: 70 برقم (636)] على نحو القيل، فقال في أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ظالم بن ظالم، و قيل: ظالم بن عمرو، يكنّى: أبا الأسود الدئلي.. إلاّ أنّه نص في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام: 69 برقم 1، و جعل القيل في: ظالم ابن ظالم.. فراجع ما عنونه المصنّف رحمه اللّه بعنوان: ظالم بن ظالم..
حصيلة البحث المعنون هو السالف موضوعا و حكما.
[11463] 7 - ظالم بن عمرو بن سفيان [عثمان، جندل] كذا عنون القفطي في إنباه الرواة 13/1 برقم 3: أبو الأسود الدؤلي، ثم أشار إلى الأقوال فيه، و كذا ابن خلكان في وفيات الأعيان 535/2 برقم 313 تحت عنوان: ظالم بن ظالم أبو الأسود الدؤلي، فراجع.
و قد مرت ترجمته فلا نعيد.
حصيلة البحث تعددت الأقوال في اسمه و اسم أبيه وجدّه لا يحط من الحكم عليه بالحسن إن لم نقل بالوثاقة.
[11464] 8 - ظالم بن عمير بن سفيان [ظالم] بذا أشار المصنّف رحمه اللّه إلى هذا الاسم في ترجمة ظالم بن ظالم أبو الأسود الدؤلي، و فيه أقوال اخر سلفت في تلك الترجمة، فراجع. -
ص: 387
أمير المؤمنين عليه السلام(1).
ص: 389
و نقل في محكي جامع الأصول(1) قولا بكسر الظاء في ظبيان، ثم قال(2):
و أكثر أصحاب اللغة و الحديث على الفتح. انتهى(3).
و قد مرّ(4) ضبط عمارة في: أبيّ بن عمّارة.
و ضبط التميمي في: أحنف بن قيس(5)(6).
ص: 392
المفيد أبو عبد اللّه رحمه اللّه، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ابن الوليد.
و أخبرنا ابن أبي جيّد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح. انتهى.
و قال النجاشي رحمه اللّه(1): ظريف بن ناصح، أصله كوفي، نشأ ببغداد، و كان ثقة في حديثه صدوقا.
له [كتب منها:] كتاب الديات؛ رواه عدّة من أصحابنا، أخبرنا عدّة من أصحابنا، عن أبي غالب أحمد بن محمّد، قال: قريء على عبد اللّه بن جعفر - و أنا أسمع - قال: حدّثنا الحسن بن ظريف، عن أبيه، به.
و كتابه الحدود؛ أخبرنا(2) عدّة من أصحابنا، عن جعفر بن محمّد، قال:
حدّثنا القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه علي بن إبراهيم، عن ظريف.
و كتابه النوادر؛ أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، قال: حدّثنا الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه، به. انتهى.
و كتاب(3) الجامع في سائر أبواب الحلال و الحرام؛ أخبرنا به عدّة من
ص: 394
أصحابنا، عن العطار، عن الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه، به. انتهى.
و مثله بعينه إلى قوله: صدوقا، في القسم الأوّل من الخلاصة(1).
و عدّه ابن داود في الباب الأوّل(2) ، و نقل توثيق الكشي مريدا به النجاشي كما هو الغالب فيه.
و عدّه في الحاوي(3) في قسم الثقات.
و وثّقه في الوجيزة(4) ، و البلغة(5)أقول: جاء المترجم بعناوين متعدّدة، فتارة بعنوان:
ظريف الأكفاني؛ كما في الكافي 303/5 حديث 1، بسنده:.. عن عثمان بن -(6) أيضا؛ فالرجل مسلّم الوثاقة(6).
ص: 395
بقي هنا شيء؛ و هو: إنّك قد سمعت من الشيخ رحمه اللّه عدّه من أصحاب الباقر عليه السلام، و مع ذلك رمز ابن داود بكونه ممّن لم يرو عنهم. و في النقد(1) ، و المنهج(2) ، و حاشية الوسيط (3) إنّه سهو منه، و لكن ذلك منهما نشأ
ص: 396
من عدم الالتفات إلى طريقة ابن داود؛ فإنّه يرمز ب : (لم) - لكلّ من لم ينصّ النجاشي بروايته عن إمام عليه السلام، و لما لم ينصّ النجاشي بروايته عن إمام رمز ب : (لم)، فلا تذهل.
التمييز:
قد سمعت من الفهرست(1) رواية الحسن بن علي بن فضال، عنه.
و سمعت من النجاشي(2) رواية الحسن بن ظريف، عن أبيه، و رواية علي ابن إبراهيم، عنه.
و نقل في جامع الرواة(3) رواية محمّد بن إسماعيل بن بزيع، و أحمد ابن محمّد، و الحسين بن سعيد، و عثمان بن عيسى، و موسى بن جعفر البغدادي، و إسماعيل بن جعفر الكندي، و عمّار بن المبارك، و عثمان بن المبارك، عنه4(7).
ص: 397
( - المبارك، و محمّد بن إسماعيل بن بزيع، و موسى بن جعفر البغدادي، و عثمان ابن عيسى.(7)حصيلة البحث إنّ التأمل في النظر إلى توثيقات الخبراء بالجرح و التعديل، و النظر إلى رواياته، و عمل الأعلام بها، لا تدع مجالا للتشكيك في وثاقته، و تشكيك بعض المعاصرين ليس له من الصواب نصيب، فتفطن.
[11471] 10 - ظريف الخادم أبو نصر أورده في اصول الكافي 332/1 باب في تسمية من رآه عليه السلام حديث 13، بسنده:.. عن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر، عن أبي نصر ظريف الخادم أنّه رآه..
و مثله في إعلام الورى 218/2، و لكن في إرشاد الشيخ المفيد رحمه اللّه 354/2: أبو نصر طريف الخادم.
و عن الإرشاد في بحار الأنوار 61/52 حديث 49 مثله.
و في العدد القويّة لعليّ بن يوسف الحلّي: 73 حديث 121، و روضة الواعظين: 262، و المستجاد من الإرشاد: 241، و كشف الغمّة: 247 و صفحة: 302.
أقول: و جاء في الدعوات للراوندي: 207 حديث 563 هكذا: عن طريف أبي نصر الخادم، و قد مرّ منّا مستدركا..
و جاء في الغيبة للشيخ الطوسي رحمه اللّه: 246 حديث 215، و الخرائج و الجرائح للقطب الراوندي 458/1 حديث 3، و إكمال الدين للشيخ الصدوق: 441 حديث 12، و ينابيع المودّة للقندوزي 330/3 حديث 5.. و غيرهم في غيرها.
حصيلة البحث ليس للمعنون ذكر في كتب الرجال و الحديث فعليه يعدّ مهملا.
ص: 398
8 - ظفر بن حمدون أبو منصور البادرائي(1)
[الضبط :] قد مرّ(2) ضبط ظفر في: جارية بن ظفر.
و حمدون: بفتح الحاء المهملة، و سكون الميم، و ضمّ الدال المهملة، و سكون الواو، بعدها النون(3).
و البادرائي: بالباء الموحدة، و الألف و الدال المهملة الساكنة، و الراء المهملة، و الألف، و الهمزة، أو النون بعدها ياء، نسبة إلى بادرايا(4) طسّوج بالنهروان، و هي بليدة بقرب باكسايا، بين البندنيجين و نواحي واسط (5).
ص: 399
أو إلى بادران من قرى أصفهان(1).
الترجمة:
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله(2) فيمن لم يرو عنهم عليه السلام قائلا:
ظفر بن محمّد البادرائي، روى عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري، أخبرنا عنه ابن شبيل(3) الوكيل. انتهى.
قلت: إبدال: حمدون ب : محمّد.. من الناسخ.
و قال النجاشي(4): ظفر بن حمدون أبو منصور البادرائي، من أصحابنا، له كتب، منها: أخبار أبي ذر، قرأته على أبي القاسم عليّ بن شبل بن أسد، قال: أخبرني به أبو منصور ظفر بن حمدون البادرائي. انتهى.
ص: 400
و قال ابن الغضائري(1): ظفر بن حمدون بن شدّاد البادرائي أبو منصور، روى عن إبراهيم الأحمر، كان في مذهبه ضعفا.
انتهى.
و عنونه في القسم الأوّل من الخلاصة(2) ، و نقل عن النجاشي أنّه من أصحابنا، ثمّ نقل عبارة ابن الغضائري، ثمّ قال: و الأقوى عندي التوقف في روايته، لطعن هذا الشيخ فيه. انتهى(3).
و أقول: إنّ تضعيف ابن الغضائري لا وثوق به، و مع ذلك ينبغي التوقف في روايته؛ لأنّ مجرد كونه من أصحابنا لا يكفي في قبول روايته، مع عدم ورود توثيق و لا مدح فيه. و مجرد كونه ذا كتب غير كاف كما قرّرناه في محله(4)(5).
ص: 401
9 - ظفر بن الداعي بن ظفر
الحمداني القزويني
[الترجمة:] عنونه كذلك منتجب الدين(1) و كنّاه ب : الشيخ أبي سليمان، و قال إنّه:
فقيه صالح، قرأ على الشيخ أبي علي بن الشيخ أبي جعفر [رحمهم اللّه]، و له نظم لطيف.
[الضبط :] و قد مرّ(2) ضبط الحمداني في: أحمد بن الحسين بن محمّد(3).
10 - ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي
العمري الأسترآبادي
[الترجمة:] عنونه منتجب الدين(4) ، و كنّاه ب : السيّد أبي الفضل، و قال إنّه: فقيه ثقة
ص: 402
صالح، قرأ على الشيخ أبي الفتح الكراجكي [رحمهما اللّه].
[الضبط :] و قد مرّ(1) ضبط الاسترآبادي في: الرحيم بن محمّد مؤمن.
و وصفه ب : العلوي العمري(2) ؛ لكونه من ولد عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام(3).
ص: 403
( - عن الحسن بن الحسين الأنصاري، عن ظفر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيوب السجستاني، عن أبي قلاّبة.. نقلا عن أمالي الشيخ المفيد رحمه اللّه، إلاّ أنّه سبق فيما استدركناه بعنوان: زفر بن سليمان [برقم 8429] أنّه كذلك.
و في الأمالي 185/1 (الطبعة الحيدرية): زافن بن سليمان.. فراجع كلا الترجمتين، و كذا: زافر بن سليمان.
حصيلة البحث المعنون مردد اسما، عامي مذهبا، ثقة عندهم، نحتج بما برويه عليهم.
[11476] 12 - ظفر بن محمّد البادرائي كذا عنونه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله: 477 برقم 1 [الطبعة الحيدرية، و في طبعة جماعة المدرسين: 429 برقم (6157)]، و قال: روى عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري، أخبرنا عنه ابن شبل الوكيل..
و قد عنونه المصنّف رحمه اللّه بعنوان: ظفر بن حمدون أبو منصور البادرائي، و قال: إبدال: حمدون، ب : محمّد، من الناسخ.. و مرّ ما فيه مفصّلا هناك، فراجع.
حصيلة البحث لم يذكر المعنونون له ما يوجب الحكم عليه بالحسن أو الضعف سوى أنّه قيل فيه إنّه: من أصحابنا، و أنّ له كتب.. و هذا يفيد قوّته أقلا.
ص: 404
11 - ظفر بن الهمام بن سعد الأردستاني
[الترجمة:] عنونه كذلك منتجب الدين(1) ، و قال إنّه: إمام اللغة.
[الضبط :] قلت: الأردستاني: نسبة إلى أردستان - بالفتح، ثمّ السكون، و كسر الدال [المهملة]، و سكون السين [المهملة]، و تاء مثنّاة من فوقها، و ألف، و نون - مدينة بين قاشان و أصفهان، بينها و بين أصفهان ثمانية عشر فرسخا، قاله في المراصد(2)(3).
12 - ظهير بن رافع
[الترجمة:] لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه اللّه إيّاه في رجاله(4) من
ص: 405
أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و هو الذي عدّه الثلاثة(1) أيضا من الصحابة. و وصفوه ب : الأنصاري، و قالوا: إنّه شهد العقبة الثانية و بدرا و احدا و ما بعدها من المشاهد، و هو عمّ رافع بن خديج، و والد اسيد بن ظهير.
و لم أستثبت حاله(2).
ص: 410
تتمة حرف الصاد
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
\نماذج من الطبعة الحجرية\ - \ - \ 5
11148 \صعصعة بن صوحان\ 131-\-\9
11149 \صعصعة بن معاوية التميمي\ 132\-\38
11150 \صعصعة بن ناجية (جد الفرزدق الشاعر) \ 133-\38
11151 \الصعق أبو عبد اللّه\ 134\-\39
11152 \صعير، مولى أبي عبد اللّه عليه السّلام\ - \ 112\39
11153 \صفرة أبو معدان\ 135\-\40
11154 \صفوان بن أبي سليم\ - \ 113\40
11155 \صفوان بن الأكحل\ - \ 114\40
11156 \صفوان بن أميّة\ 136\-\41
11157 \صفوان بن حذيفة بن اليمان\ 137\-\43
11158 \صفوان بن الحكم الحنّاط \ - \ 115\44
11159 \صفوان بن حمدون الهروي\ - \ 116\45
ص: 411
11160 \صفوان بن سلمان\ - \ 117\45
11161 \صفوان بن سليم الزهري المدني\ 138\-\46
11162 \صفوان بن سليمان\ - \ 118\46
11163 \صفوان بن عيسى بن يحيى البياع\ - \ 119\47
11164 \صفوان بن غسان\ - \ 120\48
11165 \صفوان بن قبيصة أبو قبيصة\ - \ 121\48
11166 \صفوان بن محمّد الجمّال\ - \ 122\49
11167 \صفوان بن مهران الجمال ابن المغيرة الأسدي\ 139\-\50
11168 \صفوان بن يحيى أبو محمّد البجلي بياع السابري\ 140\-\55
11169 \صفوان بن يحيى الأزرق\ - \ 123\78
11170 \صفوان بن يحيى البياع\ - \ 124\79
11171 \صفوان بن اليسع\ - \ 125\80
تذييل
11172 \صفوان بن صفوان\ 141\-\81
11173 \صفوان بن عبد اللّه الخزاعي\ 142\-\81
11174 \صفوان بن عبد الرحمن القرشي الجمحي\ 143\-\82
11175 \صفوان بن عسال من بني الربض\ 144\-\82
ص: 412
11176 \صفوان بن عمرو الأسدي\ 145\-\83
11177 \صفوان بن عمرو السلمي\ 146\-\83
11178 \صفوان بن قدامة التميمي المرائي\ 147\-\83
11179 \صفوان بن مالك التميمي الأسيدي\ 148\-\84
11180 \صفوان بن محمّد\ 149\-\84
11181 \صفوان بن مخرمة القرشي الزهري\ 150\-\84
11182 \صفوان بن المعطّل السلمي الذكواني\ 151\-\85
11183 \صفوان بن وهب القرشي الفهري\ 152\-\85
11184 \صفوان بن اليمان العبسي\ 153\-\86
11185 \صفير بن شجرة العامري\ - \ 126\86
11186 \صفير، مولى أبي عبد اللّه عليه السّلام\ 154\-\87
11187 \الصقر بن أبي دلف الكرخي\ 155\-\88
11188 \الصقعب بن الزبير\ - \ 127\92
11189 \الصقعب بن زهير\ - \ 128\92
11190 \الصلت بن الحجاج\ 156\-\93
11191 \الصلت بن الحرّ الجعفي\ 157\-\94
ص: 413
11192 \الصلت الخزّاز\ - \ 129\95
11193 \الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف\ - \ 130\95
11194 \الصلت بن عبد اللّه بن نوفل\ - \ 131\96
11195 \الصلت بن العلاء\ - \ 132\96
11196 \صلت بن منذر\ - \ 133\97
11197 \الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التيمي\ - \ 134\97
تذييل
11198 \الصلت أبي زبيد بن الصلت\ 158\-\98
11199 \الصلت بن أبي كليب\ 159\-\98
11200 \الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي\ 160\-\99
11201 \الصلتان العبدي\ - \ 135\99
11202 \صلصل بن شرحبيل\ 161\-\100
11203 \صلة بن أشيم العدوي\ 162\-\100
11204 \صلة بن الحارث الغفاري\ 163\-\101
11205 \صلة بن زفر\ - \ 136\101
11206 \صلد بن زفر، صاحب عمر\ 164\-\102
11207 \صمد أبو محمّد\ 165\-\103
ص: 414
11208 \صمصم بن زرعة\ - \ 137\104
11209 \الصنابح بن الأعسر الأحمسي، كوفي\ 166\-\105
11210 \صندل\ 167\-\105
11211 \صندل الخيّاط بن محمّد بن الحسن الأنباري\ 168\-\107
11212 \صنعي بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي بن هيار\ - \ 138\109
11213 \صوحان بن صعصعة بن صوحان\ - \ 139\110
11214 \صهبان بن عثمان أبو طلاسة الحديبي\ 169\-\111
11215 \صهيب أبو حكيم الصيرفي الكوفي\ 170\-\111
11216 \صهيب بن سنان\ - \ 140\113
11217 \صهيب بن سنان الربعي الرومي النمري\ 171\-\114
11218 \صهيب بن عباد بن صهيب\ - \ 141\120
11219 \صهيب، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله\ 172\-\121
11220 \صهيب بن النعمان\ 173\-\124
11221 \صواب\ 174\-\125
11222 \صيفي بن ربعي بن أوس\ 175\-\125
11223 \صيفي بن عبد الرحمن\ - \ 142\126
تذييل
11224 \صيفي بن سواد الأنصاري السلمي\ 176\-\127
ص: 415
11225 \صيفي بن عامر، سيّد بني ثعلبة\ 177\-\127
11226 \صيفي أبو المرقع بن صيفي\ 178\-\128
11227 \صيفي بن ربعي\ 179\-\128
11228 \صيفي بن فسيل الشيباني\ 180\-\129
11229 \صيفي بن قيظي من بني عبد الأشهل.. ابن التيهان\ 181\-\131
مجموع التسلسل الخاص (المتن) هو:
5778 + 181-5959
مجموع ما استدركناه حتى الآن هو:
5128 + 142-5270
ص: 416
باد الضاد
11230 \ضابي بن عمرو السعدي الأموي الكوفي\ 1\-\135
11231 \ضابي بن الملك بن عمر السعيدي (السعدي) \ - \ 1\137
11232 \ضبّ بن عاصم الأسدي\ - \ 2\137
11233 \ضبابي بن عمر (عمير) السعدي (السعيدي) \ - \ 3\138
11234 \ضباع بن نصر الهندي\ - \ 4\138
11235 \ضبيعة بن عمرو\ - \ 5\139
11236 \الضحاك أبو بحر\ 2\-\140
11237 \الضحاك أبو مالك الحضرمي\ 3\-\141
11238 \الضحاك بن الأشعث\ 4\-\144
11239 \الضحاك بن زيد\ 5\-\146
11240 \الضحاك بن سعد الواسطي\ 6\-\149
11241 \الضحاك بن سعيد الواسطي\ - \ 6\151
11242 \الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب العامري\ - \ 7\152
11243 \الضحاك بن عبد اللّه المشرقي\ - \ 8\153
11244 \الضحاك بن عبيد اللّه المشرقي\ 7\-\154
11245 \الضحاك العجلي\ - \ 9\154
ص: 417
11246 \الضحاك بن عمارة الكوفي\ 8\-\155
11247 \الضحاك بن قيس\ 9\-\155
11248 \ [الضحاك بن قيس الفهري الكناني أبو أنيس] \ 10\-\160
11249 \الضحاك بن مالك الحضرمي\ - \ 10\161
11250 \الضحاك بن محمّد بن شيبان أبو عاصم النبيل\ 11\-\162
11251 \الضحاك بن مخلّد بن الضحاك بن مسلم الشيباني\ 12\-\166
11252 \الضحاك بن مزاحم الخراساني\ 13\-\169
11253 \الضحاك بن النعمان الجابري الهمداني الكوفي\ 14\-\172
11254 \الضحاك بن يزيد كوفي\ 15\-\173
تذييل
11255 \الضحاك الأنصاري\ 16\-\174
11256 \الضحاك بن أبي جبيرة\ 17\-\174
11257 \الضحاك بن حارثة الخزرجي السلمي\ 18\-\175
11258 \الضحاك بن خليفة الأشهلي\ 19\-\175
11259 \الضحاك بن ربيعة الحميري\ 20\-\176
11260 \الضحاك بن زمل الجهني\ 21\-\176
11261 \الضحاك بن سفيان السلمي\ 22\-\176
ص: 418
11262 \الضحاك بن سفيان الكلابي أبو سعيد\ 23\-\177
11263 \الضحاك بن عبد عمرو الخزرجي البخاري\ 24\-\177
11264 \الضحاك بن عرفجة السعدي (سعد تميم) \ 25\-\177
11265 \الضحاك بن النعمان بن سعد\ 26\-\178
11266 \ضرار بن صامت\ 27\-\178
11267 \ضرار بن صرد أبو نعيم التيمي الكوفي\ - \ 11\179
11268 \ضرار بن ضمرة الضبابي\ 28\-\180
11269 \ضرار بن عمرو الشمشاطي [السميساطي] \ - \ 12\182
11270 \ضرار بن عمرو الضبّي\ - \ 13\182
تذييل
11271 \ضرار بن الأزور الأسدي\ 29\-\184
11272 \ضرار بن الخطاب الفهري\ 30\-\185
11273 \ضرار بن القعقاع\ 31\-\185
11274 \ضرار بن مقرن المزني\ 32\-\185
11275 \ضرغامة بياع الغزل\ 33\-\186
11276 \ضرغامة بن مالك التغلبي\ 34\-\186
11277 \ضريس بن أعين\ - \ 14\187
ص: 419
11278 \ضريس بيّاع الغزل\ - \ 15\188
11279 \ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني الكوفي\ 35\-\189
11280 \ضريس بن عبد الواحد بن المختار الكناسي الكوفي\ 36\-\194
11281 \ضريس بن قطيعة\ 37\-\195
11282 \ضريس الكناني\ 38\-\195
11283 \ضريس الوابشي الكوفي\ 39\-\196
11284 \ضريس بن يزيد (مولى بني شيبان) كوفي\ 40\-\197
11285 \ضريح بن عرفجة\ 41\-\198
11286 \ضغاطر الأسقف الرومي\ 42\-\198
11287 \ضمار بن ثعلبة الأزدي (من أزد شنوءة) \ 43\-\199
11288 \ضمام بن ثعلبة السعدي\ 44\-\199
11289 \ضمام بن زيد بن ثوابة بن الحكم الهمداني\ 45\-\200
11290 \ضمرة\ 46\-\200
11291 \ضمرة بن أبي ضمرة\ - \ 16\201
11292 \ضمرة بن بشر\ - \ 17\202
11293 \ضمرة بن حبيب\ - \ 18\202
11294 \ضمرة بن سمرة\ 47\-\203
ص: 420
11295 \ضمرة بن عمر بن عدي النهدي\ - \ 19\204
11296 \ضمرة بن عمرو الجهني\ 48\-\205
11297 \ضمرة بن عمرو الخزاعي\ - \ 20\205
11298 \ضمرة بن أبي العيص الخزاعي\ 49\-\206
11299 \ضمرة بن العيص بن زنباع الخزاعي\ - \ 21\206
11300 \ضمرة بن يحيى بن ضمرة الشعبي\ 50\-\207
تذييل
11301 \ضمرة بن أنس الأنصاري\ 51\-\208
11302 \ضمرة بن ثعلبة البهزي\ 52\-\208
11303 \ضمرة بن سعد السلمي\ 53\-\209
11304 \ضمرة أبو عبيد اللّه\ 54\-\209
11305 \ضمرة بن عمرو الخزاعي\ 55\-\209
11306 \ضمرة بن عياض الجهني\ 56\-\210
11307 \ضمرة بن عرنة الخزرجي النجاري\ 57\-\211
11308 \ضمرة بن كعب الخزرجي الساعدي\ 58\-\211
11309 \ضمضم بن عمرو الخزاعي\ 59\-\211
11310 \ضمضم بن قتادة\ 60\-\212
ص: 421
ضميرة\ - \ - \ 212
11311 \ضميرة الأسدي\ - \ 22\212
11312 \ضميرة بن حبيب\ 61\-\213
11313 \ضميرة بن سعد السلمي، و قيل: الضمري\ 62\-\213
11314 \ضميرة بن أبي ضميرة، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلم\ 63\-\214
11315 \ضوء بن علي العجلي\ - \ 23\214
11316 \الضياء بن إبراهيم بن الرضا العلوي الحسني\ 64\-\215
11317 \ضياء بن أحمد بن أبي علي\ - \ 24\216
مجموع التسلسل الخاص (المتن) هو:
5959 + 64-6023
مجموع ما استدركناه حتى الآن هو:
5270 + 24-5294
ص: 422
باب الطاء المهملة
11318 \طارق بن أحمر\ 1\-\219
11319 \طارق بن أشيم الأشجعي\ 2\-\219
11320 \طارق بن سويد\ - \ 1\220
11321 \طارق بن شهاب الأحمسي، أبو حيّة، كوفي\ 3\-\221
11322 \طارق بن عبد الرحمن الأحمسي البجلي، كوفي\ 4\-\227
تذييل
11323 \طارق بن زياد\ 5\-\228
11324 \طارق بن سويد الحضرمي\ 6\-\229
11325 \طارق بن شريك\ 7\-\229
11326 \طارق بن شهاب البجلي الأحمسي أبو عبد اللّه\ 8\-\230
11327 \طارق بن عبد اللّه المحاربي\ 9\-\230
11328 \طارق بن عبيد\ 10\-\231
11329 \طارق بن علقمة\ 11\-\231
11330 \طارق المرقع\ 12\-\231
11331 \طالب بن حاتم\ - \ 2\232
11332 \طالب بن حاتم بن طالب\ - \ 3\232
ص: 423
11333 \طالب بن علي العلوي الحسيني الأبهري\ 13\-\233
11334 \طالب كيا بن أبي طالب\ 14\-\233
11335 \طالب بن عمير [عمر] الحنفي الكوفي\ 15\-\234
11336 \طالب بن كلثوم الهمداني\ - \ 4\234
11337 \طالب بن المحسن بن محمد\ 16\-\235
11338 \طالب بن هارون بن عمر النخعي أبو سالم الكوفي\ 17\-\235
11339 \طاوس\ 18\-\236
11340 \طاوس بن كيسان أبو عبد الرحمن اليماني\ 19\-\237
11341 \طاهر\ - \ 5\243
11342 \طاهر بن أحمد القزويني النحوي\ 20\-\244
11343 \طاهر بن إسماعيل الخثعمي أبو الحسين\ - \ 6\245
11344 \طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني\ 21\-\246
11345 \طاهر بن حرب الصيرفي\ - \ 7\249
11346 \طاهر بن الحرزمي\ 22\-\250
11347 \طاهر بن الحسين ذو اليمينين\ 23\-\250
11348 \طاهر بن الحسين بن علي\ 24\-\255
11349 \طاهر بن زيد بن أحمد\ 25\-\255
ص: 424
11350 \طاهر، صاحب أبي جعفر عليه السّلام\ - \ 8\256
11351 \طاهر بن العباس\ - \ 9\256
11352 \طاهر بن عبد اللّه بن طاهر\ - \ 10\257
11353 \طاهر بن عبيد\ - \ 11\258
11354 \طاهر بن علي بن أحمد أبو القاسم\ - \ 12\258
11355 \طاهر بن علي الجرجاني\ 26\-\259
11356 \طاهر بن عيسى الورّاق\ 27\-\259
11357 \طاهر، غلام أبي الحبش\ 28\-\262
11358 \طاهر بن محمد\ - \ 13\264
11359 \طاهر بن محمد الجعفري أبو الحسين\ - \ 14\265
11360 \طاهر بن محمد بن يونس أبو الحسن الفقيه\ - \ 15\266
11361 \طاهر بن مدرار\ - \ 16\268
11362 \طاهر بن موسى بن جعفر الحسيني أبو الحسن\ - \ 17\269
11363 \طاهر، مولى أبي جعفر عليه السّلام\ 29\-\270
11364 \طاهر، مولى أبي عبد اللّه عليه السّلام\ 30\-\270
11365 \طاهر بن هارون بن موسى العلوي أبو القاسم\ - \ 18\271
11366 \طاهر بن يحيى أبو القاسم\ - \ 19\271
ص: 425
11367 \الطبيب بن محمد بن الحسن بن شمون\ - \ 20\272
11368 \طربال\ 31\-\273
11369 \طربال بن جابر الكوفي\ - \ 21\273
11370 \طربال بن جميل الكوفي\ 32\-\274
11371 \طربال بن رجاء الكوفي\ 33\-\274
11372 \طرخان النخاس\ 34\-\276
11373 \طرفة، والد تميم\ 35\-\277
11374 \طرفة بن عرفجة\ 36\-\277
11375 \الطرماح بن حكيم الطائي\ - \ 22\278
11376 \طريح بن سعيد الثقفي\ 37\-\280
11377 \الطرماح بن عدي\ 38\-\281
11378 \طريف، الخادم أبو نصر\ - \ 23\288
11379 \طريف بن سنان الثوري الكوفي\ 39\-\289
11380 \طريف بن أبان\ 40\-\290
11381 \طريفة بن حاجز\ 41\-\291
11382 \طعمة بن غيلان الجعفي الكوفي\ 42\-\291
11383 \طعمة بن أبيرق\ 43\-\292
ص: 426
11384 \الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب\ 44\-\293
11385 \طفيل بن سعد بن عمرو البخاري\ 45\-\294
11386 \طفيل بن عمرو الدوسي\ - \ 24\295
11387 \الطفيل بن لقيط النخعي\ - \ 25\295
11388 \طفيل بن النعمان بن خنساء الخزرجي السلمي\ 46\-\296
11389 \الطفيل بن مالك بن المقداد النخعي الكوفي\ 47\-\296
تذييل
11390 \طفيل بن أبي بن كعب الأنصاري\ 48\-\298
11391 \طفيل بن أخي جويرية\ 49\-\298
11392 \طفيل بن زيد الحارثي\ 50\-\299
11393 \طفيل بن سعد النجاري\ 51\-\299
11394 \طفيل بن عبد اللّه بن الحارث الأزدي\ 52\-\299
11395 \طفيل بن عمرو بن طريف الأوسي\ 53\-\300
11396 \طفيل بن مالك بن خنساء\ 54\-\300
11397 \طفيل بن مالك المدني\ 55\-\300
11398 \طلاب بن حوشب الشيباني الكوفي أبو رويم\ 56\-\301
11399 \طلبة بن قيس بن عاصم المنقري\ - \ 26\303
ص: 427
11400 \طلائع بن رزّيك\ - \ 27\304
11401 \طلحة بن أحمد بن طلحة بن محمد الصرام\ - \ 28\307
11402 \طلحة بن أحمد بن محمد بن زكريا النيشابوري\ - \ 29\307
11403 \طلحة بن زيد\ - \ 30\308
11404 \طلحة بن زيد أبو الخزرج النهدي الشامي الجزري\ 57\-\309
11405 \طلحة السلمي\ 58\-\319
11406 \طلحة (الراوي عن الإمام الرضا عليه السّلام) \ 59\-\320
11407 \طلحة بن عبد اللّه (نسخة في: عبيد اللّه) \ - \ 31\320
11408 \طلحة بن عبيد اللّه\ 60\-\321
11409 \طلحة بن عبد اللّه [بن عبيد اللّه] بن محمد الغساني\ 61\-\336
11410 \طلحة بن عمرو الحضرمي\ - \ 32\343
11411 \طلحة بن عمرو المدني\ 62\-\344
11412 \طلحة بن عميرة\ - \ 33\344
11413 \طلحة بن عيسى التوزي (الثوري) - \ 34\345
11414 \طلحة، قرين الزبير\ 63\-\346
11415 \طلحة بن مصرف\ - \ 35\346
11416 \طلحة بن النضر المدني\ 64\-\347
ص: 428
11417 \طلحة النهدي\ - \ 36\348
11418 \طلحة بن يزيد (الراوي عن الإمام الصادق عليه السّلام) \ - \ 37\348
11419 \طلحة بن يزيد (الراوي عن عبيد بن عبيد) \ - \ 38\349
تذييل
11420 \طلحة الأنصاري\ 65\-\350
11421 \طلحة بن البراء البلوي\ 66\-\350
11422 \طلحة بن أبي حدرد الأسلمي\ 67\-\351
11423 \طلحة بن خراش بن الصمة\ 68\-\351
11424 \طلحة بن داود\ 69\-\351
11425 \طلحة الزرقي أبو عبيد\ 70\-\352
11426 \طلحة بن زيد الأنصاري\ 71\-\352
11427 \طلحة السحيمي\ 72\-\352
11428 \طلحة بن سعيد الجهني\ 73\-\353
11429 \طلحة، أخو عبد الملك\ 74\-\353
11430 \طلحة بن عتبة الأنصاري الأوسي\ 75\-\353
11431 \طلحة أبو عقيل السلمي\ 76\-\354
11432 \طلحة بن عمرو النضري\ 77\-\354
ص: 429
11433 \طلحة بن مالك الخزاعي\ 78\-\354
11434 \طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي\ 79\-\355
11435 \طلحة بن نضيلة\ 80\-\355
11436 \طلق بن علي الربعي الحنفي السحيمي\ 81\-\355
11437 \طلق بن يزيد\ 82\-\356
11438 \طليب بن أزهر\ 83\-\356
11439 \طليب بن عرفة\ 84\-\356
11440 \طليب بن عمير العبدي\ 85\-\357
11441 \طليحة بن خويلد الأسدي الفقعسي\ 86\-\357
11442 \طليحة الديلي\ 87\-\358
11443 \طليحة بن عتبة الأنصاري\ 88\-\359
11444 \طليق بن سفيان\ 89\-\359
11445 \طمآن بن أحمد العاملي\ 90\-\359
11446 \الطيب بن محمّد\ - \ 39\361
11447 \الطيب بن محمّد بن الحسن بن شمون\ - \ 40\361
11448 \الطيب بن الهادي بن زيد الحسني الشجري\ 91\-\362
11449 \طهفة بن زهير النهدي\ 92\-\362
ص: 430
11450 \طهفة بن قيس\ 93\-\363
11451 \طهمان، مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلم\ 94\-\363
11452 \طهمان، مولى سعيد بن العاص\ 95\-\364
11453 \طهية بن زهير النهدي\ 96\-\364
11454 \الطيب بن عبد اللّه الداري\ 97\-\364
مجموع التسلسل الخاص (المتن) هو:
6023 + 97-6120
مجموع ما استدركناه حتى الآن هو:
5294 + 40-5334
ص: 431
باب الظاء المعجمة
11455 \ظالم بن سارق\ - \ 1\367
11456 \ظالم بن سراق [سراقة] أبو صفرة\ 1\-\368
11457 \ظالم بن سفيان بن عمر [عمرو، عمير] \ - \ 2\370
11458 \ظالم بن شراف\ - \ 3\370
11459 \ظالم بن ظالم أبو الأسود الدؤلي\ 2\-\371
11460 \ظالم بن عثمان بن عمرو\ - \ 4\386
11461 \ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان\ - \ 5\386
11462 \ظالم بن عمرو [بن ظالم] الدئلي [الدؤلي] \ - \ 6\386
11463 \ظالم بن عمرو بن سفيان [عثمان، جندل] \ - \ 7\387
11464 \ظالم بن عمير بن سفيان [ظالم] \ - \ 8\387
11465 \الظاهر بن أبي المفاخر بن أبي العشائر الحسيني\ 3\-\388
11466 \ظبيان بن عمارة التميمي\ 4\-\388
11467 \ظبيان بن ربيعة الأسدي\ 5\-\391
ص: 432
11468 \ظبيان بن كداوة (أوكداد) الأيادي أو الثقفي\ 6\-\391
11469 \ظريف الأكفاني\ - \ 9\392
11470 \ظريف بن ناصح، بيّاع الأكفان\ 7\-\393
11471 \ظريف الخادم أبو نصر\ - \ 10\398
11472 \ظفر بن حمدون أبو منصور البادرائي\ 8\-\399
11473 \ظفر بن الداعي بن ظفر الحمداني القزويني\ 9\-\402
11474 \ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي الآسترابادي\ 10\-\402
11475 \ظفر بن سليمان\ - \ 11\403
11476 \ظفر بن محمد البادرائي\ - \ 12\404
11477 \ظفر بن الهمام بن سعد الأردستاني\ 11\-\405
11478 \ظهير بن رافع\ 12\-\405
11479 \ظهير بن سنان الأسدي\ 13\-\406
11480 \ظهير بن صالح العمري\ - \ 13\406
11481 \ظهير بن عمارة البارقي الكوفي\ 14\-\407
ص: 433
11482 \ظهير، والد الحكم بن ظهير الفراري كوفي\ 15\-\408
11483 \ظهير الدين بن علي بن زين العابدين العاملي\ 16\-\409
الفهرس\ - \ - \ 411
مجموع التسلسل الخاص (المتن) هو:
6120 + 16-6136
مجموع ما استدركناه حتى الآن هو:
5334 + 13-5347
ص: 434