بطاقة تعريف: المامقاني ، عبدالله ، 1872؟-1932م .
عنوان واسم المبدع: تنقیح المقال في علم الرجال / تالیف عبدالله المامقاني ؛ تحقیق و استدراک محیي الدین المامقاني .
مواصفات النشر: قم : موسسة آل البیت (علیهم السلام ) لاحیاءالتراث ، 1381.
مواصفات المظهر: 42 ج.
فروست : موسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث ؛ 268 ، 275 ، 278 ، 279 ، 280 ، 281 ، 282 ، 284286٬ ، 287 ، 294 ، 295 ، 296 ، 297 ، 298 ، 299 ، 300 ، 301 ، 302 ، 303 ، 305
شابک : دوره : 978-964-319-380-5 ؛ 95000ریال : ج. 3 964-319-384-5 : ؛ 95000 ریال : ج. 4 : 964-319-385-3 ؛ 15000 ریال :ج.9 964-319-471-X : ؛ 9500 ریال : ج. 10 964-319-421-3 : ؛ 9500 ریال : ج. 11 964-319-451-5 : ؛ 11000 ریال : ج. 12 : 964-319-464-7 ؛ 11000 ریال : ج. 13 964-319-465-5 : ؛ 11000ریال : ج. 14 964-319-466-3 : ؛ 11000ریال : ج. 15 964-319-467-1 : ؛ 11000 ریال : ج.17 964-319-469-8 : ؛ 15000ریال : ج. 20 964-319-472-8 : ؛ 15000ریال : ج.27 964-319-493 : ؛ 20000 ریال : ج.28 964-319-493-0 : ؛ 20000 ریال : ج. 29 964-319-495-7 : ؛ 25000 ریال : ج. 30 964-319-496-5 : ؛ 25000 ریال : ج. 31 964-319-497-3 : ؛ 25000 ریال : ج. 32 964-319-498-1 : ؛ 35000 ریال : ج.33 : 978-964-319-311-9 ؛ 35000 ریال : ج.34 978-964-319-380-5 : ؛ 60000 ریال : ج. 35 978-964-319-541-0 : ؛ 60000 ریال : ج. 36 978-964-319-542-7 : ؛ ج.43 978-964-319-621-9 : ؛ ج.44 978-964-319-622-6 : ؛ ج.45 978-964-319-623-3 : ؛ ج.46 978-964-319-623-3: ؛ ج.47 978-964-319-631-8: ؛ ج.48 978-964-319-632-5: ؛ ج.49 978-964-319-633-2: ؛ ج.50 978-964-319-634-9:
لسان : العربی.
ملحوظة: قائمة المؤلفين استنادا إلى المجلد الرابع ، 1423ق . = 1381.
ملحوظة: تحقیق و استدراک در جلد 36 محی الدین المامقانی و محمدرضا المامقانی است.
ملحوظة: ج. 3 (1423ق. = 1381).
ملحوظة: ج . 6 و 7 (1424ق . = 1382).
ملحوظة: ج.9(چاپ اول:1427ق.=1385).
ملحوظة: ج. 10، 11 (1424ق. = 1382).
ملحوظة: ج . 12و 13 (1425ق.=1383).
ملحوظة: ج. 14 ، 15 و 17 (چاپ اول: 1426ق. = 1384).
ملحوظة: ج.18(چاپ اول:1427ق.=1385).
ملحوظة: ج.19، 20، 25 و 26 (1427ق.=1385).
ملحوظة: ج.27 (1427ق = 1385).
ملحوظة: ج. 28، 29 (چاپ اول: 1428ق. = 1386).
ملحوظة: ج. 30- 32 (چاپ اول: 1430 ق.= 1388).
ملحوظة: ج.33 و 34 (چاپ اول : 1431ق.= 1389).
ملحوظة: ج. 35 و 36 (چاپ اول: 1434 ق.= 1392).
ملحوظة: ج.46- 50 (چاپ اول : 1443ق.=1401)(فیپا).
ملحوظة: تمت إعادة طباعة المجلدات السابعة والثلاثين إلى الثانية والأربعين من هذا الكتاب في عام 2018.
ملحوظة: فهرس.
مندرجات : .- ج. 35. شرید، صعصعه .- ج. 36. صعصعه، ظهیر
موضوع : حدیث -- علم الرجال
معرف المضافة: مامقانی ، محیی الدین ، 1921 - 2008م. ، مصحح
معرف المضافة: موسسة آل البیت علیهم السلام لاحیاء التراث (قم)
تصنيف الكونغرس: BP114 /م2ت9 1300ی
تصنيف ديوي: 297/264
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 81-46746
معلومات التسجيل الببليوغرافي: سجل كامل
ص: 1
تنقيح المقال في علم الرجال
نويسنده: مامقانی، عبدالله سایر نویسندگان
تصحيح و تنظيم: مامقانی، محی الدین
تصحيح و تنظيم: مامقانی، محمدرضا
تعداد جلد: 43
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
ص: 4
[8638]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله:عامل علي عليه السلام على البصرة.
و قد عدّه في الخلاصة (2)في القسم الأوّل،حيث قال:زياد بن عبيد،عامل أمير المؤمنين عليه السلام على البصرة.انتهى.
و مثله فعل ابن داود (3).
و قال الفاضل الحائري رحمه اللّه (4)بعد نقل عبارة الخلاصة،معترضا عليه:
لم يعرف رحمه اللّه هذا الفاسق،و ذكره في القسم الأوّل و هو أشهر من أن ينكر، و كذا امّه.نعم أبوه غير معروف (5).انتهى.
و أقول:يبعد غاية البعد أن يكون العلاّمة رحمه اللّه لم يعرف زيادا هذا،
ص: 5
حيث أدرجه في القسم الأوّل،بل إنّما أدرجه هو و ابن داود رحمهما اللّه في القسم الأوّل باعتبار أنّه كان مع أمير المؤمنين عليه السلام في جميع مواقفه، و كذا مع الحسن عليه السلام إلى زمان الصلح،و له كتاب إلى معاوية يشهد باعتداله يومئذ.
و فساده بعد ذلك لا يقدح فيما رواه في زمان اعتداله،و إلاّ فكيف يخفى على آية اللّه تعالى مثالبه،بعد اتّباعه معاوية،فإنّه قتل أوّل ولايته من قبل معاوية جمعا كثيرا من المسلمين،ثمّ تتبّع الشيعة بعد ذلك و قتلهم تحت كلّ حجر و مدر..
إلى غير ذلك من شنائع أفعاله،و فضائع أعماله،لعنة اللّه تعالى عليه،و على نغله عبيد اللّه،و على من استخلفهما.
و إن شئت شرح حاله،فراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد في مواضع، منها في الجزء الرابع (1)،و الثامن (2)،و الخامس عشر (3)،و السادس عشر (4)، في شرح كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إليه حين بلغه كتاب معاوية إليه يريد خديعته باستخلافه،و راجع سائر كتب السير (5)،فإنّ مخازيه أكثر من أن
ص: 6
(5) -لم ير النبيّ صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،و أسلم في عهد أبي بكر،و ولي العراق لمعاوية..إلى أن قال:و هو زياد بن سميّة،و يقال له أيضا:زياد بن عبيد،فلمّا استلحقه معاوية و زعم أنّه أخوه،قيل:زياد بن أبي سفيان.
و في اسد الغابة 215/2،قال:زياد بن سميّة و هي امّه،قيل:هو زياد بن أبي سفيان..إلى أن قال:و هو المعروف ب:زياد بن أبيه،و ب:زياد بن سمية،و هو الّذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان،و كان يقال له قبل أن يستلحقه:زياد بن عبيد الثقفي،و امّه:سميّة؛جارية الحارث بن كلدة..إلى أن قال:و ليست له صحبة و لا رواية..إلى أن قال:سئل بعضهم عنه و عن الحجاج أيّهما كان أقوم لما يتولاّه، فقال:إنّ زيادا ولي العراق عقيب فتنة و اختلاف أهواء،فضبط العراق برجال العراق، و جبي مال العراق إلى الشام،و ساس الناس فلم يختلف عليه رجلان،و أنّ الحجاج ولي العراق فعجز عن حفظه إلاّ برجال الشام و أمواله،و كثرت الخوارج عليه و المخالفون له..فحكم لزياد.
و في الاستيعاب 895/1 برقم 841،قال:زياد بن أبي سفيان،و يقال:زياد بن أبيه..إلى أن قال:ليست له صحبة و لا رواية..إلى آخر ما ذكر في ترجمته.
و في المحبّر:479،قال:و صلب زياد بن أبيه مسلم بن زيمر،و عبد اللّه بن نجي الحضرميّين على أبوابهما أيّاما بالكوفة،و كانا شيعيين،و ذلك بأمر معاوية،و قد عدّهما الحسين بن علي رضي اللّه عنهما[صلوات اللّه عليهما]على معاوية في كتابه إليه:أ لست صاحب حجر و الحضرميين اللذين كتب إليك ابن سمية أنهما على دين علي [عليه السلام]و رأيه،فكتبت إليه:من كان على دين علي[عليه السلام]و رأيه فاقتله و أمثل به..فقتلتهما و مثّل بأمرك بهما،و دين علي و ابن عمّ علي الذي كان يضرب عليه أباك يضربه عليه أبوك اجلسك مجلسك الذي أنت فيه،و لو لا ذلك كان أفضل شرفك و شرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا منّ اللّه عليك بوضعها عنكم..في كتاب طويل يوبخه فيه بادعائه زيادا و توليته إياه العراقين.
و في لسان الميزان 493/2-494 برقم 1978،قال:زياد بن أبيه الأمير،لا يعرف له صحبة،مع أنّه ولد عام الهجرة،قال ابن حبان في الضعفاء:ظاهر أحواله المعصية، و قد أجمع أهل العلم على ترك الاحتجاج بمن كان كذلك..إلى أن قال:و كان من شيعة علي[عليه السلام]و ولاّه إمرة القدس،فلمّا استلحقه معاوية صار أشد الناس على-
ص: 7
تذكر،و أشهر من أن تحرّر،لكنّها لا تقدح فيما رواه في زمان اعتداله،و ليس الانحراف بعد الاعتدال منحصرا فيه،و كم له أشباه و نظائر يقف عليها المتتبّع (1).
ص: 8
( -الصادق عليه السلام،و ذكره في مجمع الرجال 69/3،و كذا في جامع الرواة 337/1 بعنوان:زياد الكناسي..
و في اصول الكافي 281/2 باب الكبائر حديث 15:عن أبان،عن زياد الكناسي،قال:قال أبو عبد اللّه عليه السلام..
حصيلة البحث إن كان زياد الكناسي متّحد مع المعنون،و لم يذكرهما أرباب الجرح و التعديل،و عليه؛يعدّ مهملا.
و قيل:إنّ زياد الكناسي و المعنون اثنان،و هما مهملان.
[8640] 134-زياد بن عبيد اللّه الحارثي
جاء بهذا العنوان في الكافي 395/5 حديث 3 هكذا قال:إنّي لذات يوم عند زياد بن عبيد اللّه الحارثي إذ جاء رجل يستعدي..
و مثله في الكافي 266/7 حديث 32،و التهذيب 84/10 حديث 331..،و عن الكافي في بحار الأنوار 226/47 حديث 14.
و جاء في من لا يحضره الفقيه 176/3 حديث 3667،و علل الشرائع 583/2 حديث 24..و غيرهما.
أقول:الظاهر أنّ هذا هو:زياد بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عبد المدان الحارثي خال أبي العباس السفاح،كما في الوافي بالوفيات 14/15 برقم 13..إلى أن قال:و ولي زياد الحرمين للسفّاح و المنصور، و أقام الحج للناس سنة 133،ثم عزله المنصور،و توفّي سنة 151.
حصيلة البحث المعنون من أعوان الظلمة بل من نفس الظلمة،فعليه يعدّ من أضعف الضعفاء،عامله اللّه بعدله.
ص: 9
[8641]
(7) -بسنده:..قال:حدّثنا وكيع،عن مسعر و سفيان،عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك،قال..،و في صفحة:83 باب الثلاثة حديث 9، بسنده:..قال:حدّثنا أبو حذيفة الثعلبي،عن زيد بن علاقة،عن جابر ابن سمرة السوائي..،و في 469/2 باب الاثني عشر حديث 12، بسنده:..قال:حدّثني عمّي إبراهيم بن محمّد،عن زياد بن علاقة و عبد الملك بن عمير،عن جابر بن سمرة..،و صفحة:471 باب الاثني عشر حديث 21،بسنده:..عن سماك بن حرب،و زياد بن علاقة و حصين بن عبد الرحمن كلّهم عن جابر بن سمرة..
و جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام 30/1 باب 6[و في طبعة اخرى 54/2 حديث 12]،بسنده:..قال:حدّثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق-يعني الهمداني-،قال:حدّثني عمّي إبراهيم بن محمّد،عن زياد ابن علاقة و عبد الملك بن عمير،عن جابر بن سمرة،قال:كنت مع أبي عند النبي صلّى اللّه عليه و آله..
و جاء أيضا في أمالي الشيخ الصدوق:387 حديث 499، و إكمال الدين:272 حديث 19،و كفاية الأثر:49،و الغيبة للشيخ النعماني:103 حديث 32،و صفحة:123 حديث 14.
أقول:إنّ هارون بن إسحاق و زياد بن علاقة من رواة العامة،و قد ترجمه جمع منهم في كتبهم،منها:الذهبي في سير أعلام النبلاء 215/5 برقم 87،و ذكر توثيقه عن جماعة.
كما و قد ترجم له في الجمع بين رجال الصحيحين 146/1 برقم 572..و كثير من المعاجم العاميّة،فهو من رواة العامة بلا ريب و ثقة عندهم،و روى في كفاية الأثر عنه في باب ما جاء عن جابر بن سمرة، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم..
حصيلة البحث المعنون من ثقات رواة العامة و ليس من رواتنا.و نحتج عليهم بما يرويه.
ص: 11
(7) - [8643] 136-زياد بن عمارة الطائي
عدّه الشيخ رحمه اللّه تعالى في رجاله:199 برقم 56 من أصحاب الصادق عليه السلام،و في نقد الرجال:141 برقم 28[المحقّقة 275/2 برقم(2099)]،و جامع الرواة 336/1،و مجمع الرجال 69/3.. و غيرهم نقلا عن رجال الشيخ من دون زيادة.
حصيلة البحث المعنون لم يذكر حاله المعنونون له فهو ممّن لم يبيّن حاله.
[8644] 137-زياد بن عمر الجعفي
جاء في المحاسن:608 باب البنيان حديث 6،بسنده:..عن عبد اللّه ابن الفضل النوفلي،عن زياد بن عمر الجعفي،عمّن حدثه،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و لكن في الكافي 528/6 حديث 1:زياد بن عمرو الجعفي.
و أورده في بحار الأنوار 150/76 حديث 13 عن المحاسن،و فيه: زياد بن عمرو الجعفي.
حصيلة البحث المعنون لم يذكره علماء الرجال فعليه يعدّ مهملا.و لعلّه و زياد بن عمرو الجعفي-الآتي مستدركا-واحد،فتفحص.
[8645] 138-زياد بن عمرو الجعفي
جاء في الكافي 528/6 باب تشييد البناء حديث 1،بسنده:..عن-
ص: 12
[8646]
قد مرّ (1)ضبط الحذّاء في:أديم بن الحرّ.
و قد عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (2)تارة:من أصحاب الباقر عليه السلام قائلا:زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء،و قيل:زياد بن رجاء،روى عنه و عن أبي عبد اللّه عليه السلام،مات في حياة أبي عبد اللّه عليه السلام.
و اخرى (3):من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء الكوفي.
ص: 13
و في آخر الباب (1):زياد أبو عبيدة الحذّاء.
و قال النجاشي (2):زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء كوفي،مولى (3)،ثقة، روى عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام و أخته حمادة بنت رجاء،و قيل:
بنت الحسن،روت عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قاله ابن نوح،عن ابن سعيد.
و قال الحسن بن علي بن فضّال:و من أصحاب أبي جعفر عليه السلام أبو عبيدة الحذّاء،و اسمه:زياد،مات في حياة أبي عبد اللّه عليه السلام.
و قال سعد بن عبد اللّه الأشعري:و من أصحاب أبي جعفر عليه السلام أبو عبيدة،و هو زياد بن أبي رجاء،كوفي ثقة صحيح،و اسم أبي رجاء:منذر، و قيل:زياد بن أحرم (4)(5)،و لم يصحّ.
و قال العقيقي العلوي:أبو عبيدة زياد الحذّاء،و كان حسن المنزلة عند آل محمّد عليهم السلام،و كان زامل أبا جعفر عليه السلام إلى مكّة،له كتاب يرويه علي بن رئاب.انتهى.
و روى الكشي (6)في ترجمة:أبي عبيدة زياد الحذّاء،عن أحمد بن محمّد
ص: 14
ابن يعقوب،قال:أخبرني عبد اللّه بن حمدويه،قال:حدّثني محمّد بن عيسى، عن بشير،عن الأرقط،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال:لمّا دفن أبو عبيدة الحذّاء،قال:انطلق بنا حتّى نصلّي على أبي عبيدة،قال:فانطلقنا..فلمّا انتهينا
( -الطبعة الحجرية[و صفحة:40 حديث 4 من طبعة تحقيق مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام،و جاء فيه:شك أبو الحسن،بدلا من:سئل أبو الحسن،و باختلاف يسير بينهما].ممّا استطرفه من كتاب أبان بن تغلب،بسنده:..عن حماد أو داود سئل أبو الحسن عليه السلام،قال:جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد اللّه عليه السلام بعد موته،فقالت:إنّما أبكي أنّه مات و هو غريب،فقال عليه السلام: «ليس هو بغريب،إنّ أبا عبيدة كان منا أهل البيت»[و جاء في بحار الأنوار 345/47 حديث 38].
و في الكافي 558/4 باب فضل المقام بالمدينة و الصوم و الاعتكاف عند الأساطين حديث 3،بسنده:..عن محمّد بن عمرو الزيات،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال: «من مات في المدينة بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة،منهم:يحيى بن حبيب،و أبو عبيدة الحذّاء،و عبد الرحمن بن الحجاج»،و روى الشيخ هذه الرواية في التهذيب 14/6 حديث 28 و أضاف قوله:هذا من كلام محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات،و في بحار الأنوار 99/21 الطبعة الحجرية[387/99 باب 4 الطبعة الحروفية]باب ثواب من مات في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق حديث 1،بسنده:..عن جميل،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال:«من مات بين الحرمين بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة،أما إن عبد الرحمن بن الحجاج و أبا عبيدة منهم».
و في الكافي 180/2 برقم 5،بسنده:..عن صفوان الجمال،عن أبي عبيدة الحذّاء،قال:زاملت أبا جعفر عليه السلام في شقّ محمل من المدينة إلى مكة،فنزل في بعض الطريق،فلمّا قضى حاجته و عاد،قال:«هات يدك يا أبا عبيدة»،فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي،ثم قال:«يا أبا عبيدة!ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه و شبك أصابعه في أصابعه إلاّ تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في يوم الشاتي».
و لا يخفى ما في هذه الروايات من التنبيه على جلالة أبي عبيدة و قربه من أئمة الهدى،و عظيم إخلاصه لهم،فهو إن لم يكن فوق الوثاقة،فلا أقل من أنّه ثقة ثقة،فتفطن.
ص: 15
إلى قبره،لم يزد على أن دعا له،فقال:«اللّهمّ برّد على أبي عبيدة،اللّهمّ نوّر له قبره،اللّهم ألحقه بنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم»،و لم يصلّ عليه،فقلت له:هل على الميت صلاة بعد الدفن؟قال:«لا،إنّما[هو] (1)الدعاء له».
ثمّ روى (2)عن حمدويه بن نصير،قال:حدّثنا محمّد بن الحسين،قال:
حدّثني جعفر بن بشير،عن داود بن سرحان،قال:قال أبو عبد اللّه عليه السلام لي في كفن أبي عبيدة (3):«إنّما الحنوط الكافور،و لكن اذهب فاصنع كما صنع الناس».
و روى الكشي رحمه اللّه (4)أيضا في ترجمة:سالم بن أبي حفصة،عن حمدويه و إبراهيم،قالا:حدّثنا أيوب بن نوح،عن صفوان،قال:حدّثني فضيل الأعور،عن أبي عبيدة الحذّاء،قال:قلت لأبي جعفر عليه السلام:إنّ سالم ابن أبي حفصة يقول لي:ما بلغك أنّه من مات و ليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهليّة؟فأقول:بلى،فيقول:من إمامك؟فأقول:أئمتي آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فيقول:و اللّه ما أسمعك عرفت إماما،قال أبو جعفر عليه السلام:«ويح سالم!و ما يدري[سالم] (5)ما منزلة الإمام،إنّها (6)أعظم و أفضل ممّا يذهب إليه سالم و الناس أجمعون».انتهى المهمّ ممّا في اختيار الكشي.
ص: 16
و عن تفسير العياشي (1)عن أبي عبيدة الحذّاء،قال:دخلت على أبي جعفر عليه السلام،فقلت:بأبي أنت و امّي!ربّما خلا بي الشيطان فخشيت على نفسي (2)،ثمّ ذكرت حبّي إيّاكم،و انقطاعي إليكم،فطابت نفسي،فقال:
«يا زياد!ويحك!و ما الدين إلاّ الحبّ،أ لا ترى إلى قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي.. » (3).
و فيه دلالة على خلوص أبي عبيدة.
و عنونه في الخلاصة (4)في القسم الأوّل،و ذكر نحو ما ذكره النجاشي إلى قوله:و أبي عبد اللّه عليه السلام،ثمّ نقل كلام ابن فضال،ثمّ رواية الكشي الأولى..إلى قوله:إنّما هو الدعاء..ثمّ نقل كلام العقيقي إلى قوله:إلى مكة.
و عدّه ابن داود (5)في القسم الأوّل،و اقتصر على عدّ الشيخ إيّاه من أصحاب الباقر و الصادق عليهما السلام،ثم نقل وقوف الصادق عليه السلام على قبره، و دعائه له،من دون أن يذكر وثاقته.
ص: 17
و وثّقه في الوجيزة (1)،و البلغة (2)،و المشتركاتين (3)،بل و الحاوي (4)..
و غيرها (5)و كذا في النقد (6)في باب الكنى،فوثاقة الرجل ممّا لا شبهة فيها.
و يستفاد من مجموع ما ذكر اتّحاد زياد بن عيسى،و زياد بن رجاء،و زياد ابن أبي رجاء،و زياد بن المنذر أبي رجاء الآتي،و زياد أبي عبيدة الحذّاء، فتوثيق النجاشي و العلاّمة يشمل هؤلاء جميعا،لشهادته هو و ابن فضّال باتّحاد
ص: 18
زياد بن عيسى مع أبي عبيدة الحذّاء،و شهادة سعد بن عبد اللّه الأشعري باتّحاد أبي عبيدة مع ابن أبي رجاء.و قد مرّ (1)اتحاد زياد بن رجاء و زياد بن أبي رجاء،و شهادة ابن داود-كما مرّ في ترجمة:زياد بن أبي رجاء-بأنّ اسم أبي رجاء:منذر (2).
قد سمعت من النجاشي (3)نقل رواية علي بن رئاب،عنه.و روايته عن الصادقين عليهما السلام.و اقتصر الطريحي (4)على التمييز به.
و زاد الكاظمي (5)التمييز برواية الفضل-أو الفضيل-بن عثمان الثقة-على الاختلاف عنه-و رواية عبد اللّه بن مسكان،و العلاء بن رزين،و أبي جعفر الأحول،و هشام بن الحكم،و أبي أيوب الخزاز،و إبراهيم بن عثمان،و جميل بن صالح،عنه.
و زاد في جامع الرواة (6)نقل رواية علي بن زيد،و حمّاد بن عثمان،و هشام
ص: 19
ابن سالم،و مالك بن عطيّة،و عاصم بن حميد،و عبد اللّه بن ميمون القداح، و يحيى بن زكريا،و عمرو بن الأفرق،و منصور بن حازم،و محمّد بن حمران، و ابن محبوب،و سعيد،و إسماعيل بن جابر،و ابن أبي عمير،و صفوان الجمال، و أبي جعفر الأحول،و الحسن الصيقل،و عمّار الساباطي،و ابن مسكان، و أبي اسامة،و سيف بن عميرة،و عمر بن أذينة،و داود بن كثير الرقّي،و داود ابن النعمان،و خليل العبدي،عنه.
و إن شئت العثور على مواضع رواية هؤلاء عنه،فراجع:جامع الرواة.
يتضمن أمورا:
الأوّل:إنّك قد سمعت من النجاشي (1)أنّ اخت زياد حمادة بنت رجاء، و قيل:بنت الحسن.و قد صرّح في باب المهور من التهذيب (2)،بأنّ الأجود حمادة بنت الحسن،و عليه تكون أخته لأمّه،لأنّ والد زياد مهما اختلف النقل عن اسمه لم يسمّه أحد ب:الحسن.
الثاني:إنّك قد سمعت من النجاشي (3)نقله عن ابن فضّال موت زياد بن عيسى هذا في حياة الصادق عليه السلام،و الحال أنّ الشيخ المفيد رحمه اللّه عدّه
ص: 20
في إرشاده من خاصّة أبي الحسن موسى عليه السلام و ثقاته،و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته.و روى عنه نصّا في ابنه الرضا عليه السلام،و قد أسبقنا نقل كلامه في الفائدة الثانية و العشرين من المقدمة (1)،فما ذكره ابن فضال ينافي ما ذكره المفيد رحمه اللّه،إلاّ أن يبنى على تغاير ابن أبي رجاء مع أبي عبيدة الحذّاء (2)،فتدبر.
الثالث:إنّه ياتي في ترجمة:عبد الرحمن بن الحجاج نقل روايتين متضمنتين مدح أبي عبيدة الحذّاء.
إحداهما:ما رواه في الكافي (3)مسندا،عن محمّد بن عمرو الزيات،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال:«من مات في المدينة بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة،منهم:يحيى بن حبيب،و أبو عبيدة الحذّاء،و عبد الرحمن ابن الحجاج».
و الاخرى:ما رواه البرقي (4)-بسند صحيح-،عن جميل،عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال:«من مات بين الحرمين بعثه اللّه في الآمنين يوم القيامة،أما
ص: 21
إنّ عبد الرحمن بن الحجاج،و أبا عبيدة منهم».
و يأتي سند الخبرين في عبد الرحمن إن شاء اللّه تعالى (1).
[8647]
[8648]
و أقول:ظاهره كونه إماميا،بل يستفاد من رسالته كونه محلّ اعتماد و وثوق، فإن لم نعدّه من الثقات،فلا أقلّ من حسنه (1).
ص: 24
[8650]
[8651]
البياضي أبو عبد اللّه
عدّه الثلاثة (1)من الصحابة،خرج إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أقام معه بمكة حتّى هاجر معه إلى المدينة،فكان يقال له:مهاجري أنصاري، شهد العقبة و بدرا و احدا و الخندق و المشاهد كلّها مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على حضرموت.و قد توفّي في أوّل ايام معاوية،و لو لا بقاؤه بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و دركه زمان الامتحان لوثّقناه،لاستعمال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إيّاه،و لكن دركه زمان الامتحان يثبّطنا عن الالتزام ببقائه على الوثاقة إلى آخر عمره (2).
[8652]
ثم إنّه عدّ الشيخ رحمه اللّه الرجل في رجاله (1)تارة:من أصحاب الباقر عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان-في نسختين من رجال الشيخ رحمه اللّه- قوله:روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام،روى عنه أبان.
و اخرى (2):من أصحاب الصادق عليه السلام مقتصرا على ما في العنوان.
و لم أقف فيه على غير ذلك.
و لم ينقلوا هذه الزيادة التي نقلناها عن باب أصحاب الباقر عليه السلام من رجال الشيخ،و إنما نقلوها في ترجمة:زياد بن أبي رجاء،و قد أشرنا هناك إلى خلوّ النسختين عنها هناك (3).
ص: 27
(7) -آل البيت عليهم السلام،و في الطبعة الإسلامية 326/7 حديث 9، بسنده:..عن زياد بن محمد،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..نقلا عن مصباح المتهجد:679[و طبعة مؤسسة فقه الشيعة(بيروت):736].
حصيلة البحث لم يذكر المعنون في المعاجم الرجالية،فهو مهمل.
[8654] 141-زياد بن محمد بن زياد الحنفي أبو الفضل
جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 104/51،بسنده:..عن أبي الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي،عن الحسين بن بشر بن محمد المزني..
و جاء أيضا في صفحة:105،قال:أخبرنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي،أخبرنا أبو معاذ عبد الرحمن المزني..
حصيلة البحث المعنون مهمل لم يذكر في معاجمنا الرجالية لكن روايته سديدة مؤيدة بأسانيد كثيرة اخرى.
[8655] 142-زياد بن محمد بن سوقة
جاء بهذا العنوان في التهذيب 211/6 حديث 494،بسنده:..عن-
ص: 28
(7) -الحسن بن الحسين اللؤلؤي،عن زياد بن محمد بن سوقة، عن عطاء..
و عنه في وسائل الشيعة 337/18 حديث 23798 مثله.
و قال في رجال الشيخ:89 برقم 3:زياد بن سوقة الجريري مولاهم كوفي،و أخواه:محمد و حفص.
حصيلة البحث لم أجد في معاجمنا الرجالية زياد بن محمد بن سوقة، فتدبر.
[8656] 143-زياد بن محمّد الملطي
جاء في طب الأئمة عليهم السلام:39:عن محمّد بن يزيد،عن زياد ابن محمّد الملطي،قال:حدّثنا أبي،عن هشام بن أحمر،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..و عنه بحار الأنوار 190/93،و مستدرك وسائل الشيعة 371/5 حديث 6116 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8657] 144-زياد بن مخراق
جاء في بشارة المصطفى:165[و في الطبعة الجديدة:261
ص: 29
( -حديث 69]،بسنده:..عن حماد بن سلمة،عن زياد بن مخراق، عن شهر بن حوشب،عن عقبة بن عامر،قال:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله..
و عنه في بحار الأنوار 286/39 حديث 78 مثله.
أقول:ذكره المزي في تهذيب الكمال 508/9 برقم 2067 باسم: زياد بن مخراق المزني مولاهم أبو الحارث البصري.
حصيلة البحث المعنون مهمل،و لا يبعد كونه من رواة العامة.
[8658] 145-زياد بن مروان العبدي
جاء بهذا العنوان في طب الأئمة:106،بسنده:..عن أحمد بن بصير،عن زياد بن مروان العبدي،عن محمد بن سنان..
و لكن في بحار الأنوار 112/76 حديث 12:زياد بن مروان القندي، و هو الصحيح،و قد ذكره الماتن قدّس سرّه.
و جاء أيضا في مستدرك وسائل الشيعة 135/13 حديث 14999،عن المجموع الرائق:176 مثله،و فيه:زياد بن مروان العبدي.
حصيلة البحث إن كان الصحيح العبدي فيعدّ مهملا،و إلاّ فالقندي له ترجمة في المتن و هو واقفي،فراجع ترجمته.
ص: 30
[8659]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)تارة:في أوائل المسمّين ب:زياد من أصحاب الصادق عليه السلام بقوله:زياد بن مروان القندي الأنباري أبو الفضل.
و اخرى:في أواخر باب الزاي (2)من أصحاب الصادق عليه السلام بقوله:
زياد القندي.
و ثالثة (3)من أصحاب الكاظم عليه السلام بقوله:زياد بن مروان القندي، يكنّى:أبا الفضل،له كتاب،واقفي.انتهى.
و قال في الفهرست (4):زياد بن مروان القندي (5)،له كتاب،أخبرنا به
ص: 32
الحسين بن عبيد اللّه،عن محمّد بن علي بن الحسين،عن محمّد بن الحسن (1)الصفار (2)،عن يعقوب بن يزيد،عن زياد بن مروان.انتهى.
و قال النجاشي (3):زياد بن مروان أبو الفضل،و قيل:أبو عبد اللّه الأنباري القندي،مولى بني هاشم،روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السلام و وقف في الرضا عليه السلام،له كتاب يرويه عنه جماعة،أخبرنا أحمد بن محمّد ابن هارون..و غيره،عن أحمد بن (4)محمّد بن سعيد،قال:حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي،قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل الزعفراني،[عن زياد] بكتابه.انتهى.
و نصّ الكليني (5)على وقفه في كتاب:الحجّة من الكافي،في باب:النص على أبي الحسن الرضا عليه السلام،حيث قال:و كان زياد بن مروان القندي من الواقفة.و عدّه العلاّمة رحمه اللّه في القسم الثاني من الخلاصة (6)،و ذكر نحو ما سمعته من النجاشي..إلى قوله:على الرضا عليه السلام،ثمّ نقل عن الكشي
ص: 33
عن حمدويه،قال:حدّثنا الحسن بن موسى،قال زياد:و هو أحد أركان الوقف،ثمّ قال:و بالجملة،فهو عندي مردود الرواية.انتهى.
و عدّه ابن داود أيضا في القسم الثاني (1)،و ذكر وقفه و لم يشر إلى وثاقته.
و أقول:ما نقله عن الكشي (2)موجود في كتابه،و فيه و في غيره روايات أخر.
فمنها:ما رواه هو رحمه اللّه بعد الخبر المذكور بلا فصل بقوله:و قال أبو الحسن حمدويه هو:زياد بن مروان القندي،بغدادي.
و منها:ما رواه (3)هو رحمه اللّه في ترجمة:يونس بن عبد الرحمن،عن علي ابن محمّد،قال:حدّثني محمّد بن أحمد،عن أحمد بن الحسين،عن محمّد بن جمهور،عن أحمد بن الفضل،عن يونس بن عبد الرحمن،قال:مات أبو الحسن عليه السلام و ليس من قوّامه إلاّ و عنده المال الكثير،فكان ذلك سبب وقفهم و جحودهم موته،و كان عند زياد القندي سبعون ألف دينار،و عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار،قال:فلمّا رأيت ذلك،تبيّن لي (4)الحقّ،و عرفت
ص: 34
من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت،تكلّمت و دعوت الناس إليه، قال:فبعثا إليّ و قالا لي (1):ما يدعوك (2)إلى هذا؟إن كنت تريد المال،فنحن نغنيك..و ضمنا لي عشرة الآلاف دينار و قالا لي:كفّ!قال يونس:فقلت لهما:
إنّا قد روينا (3)عن الصادقين عليهم السلام أنّهم قالوا:«إذا ظهرت البدع، فعلى العالم أن يظهر علمه،فإن لم يفعل سلب نور الإيمان من قلبه (4)، و ما كنت لأدع الجهاد في (5)أمر اللّه عزّ و جلّ على كلّ حال،فناصباني و أظهرا لي العداوة».
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (6)هنا،قال:حدّثني محمّد بن الحسن (7)،قال:
حدّثني أبو علي الفارسي،عن محمّد بن عيسى،و محمّد بن مهران،عن محمّد بن إسماعيل بن أبي سعيد (8)،قال:كنت مع زياد القندي حاجّا،و لم نكن نفترق ليلا و لا نهارا في طريق مكّة و بمكة و في الطواف،ثمّ قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر،فقلت:غمّني إبطاؤك،فأيّ شيء كانت الحال؟قال لي:ما زلت بالأبطح مع أبي الحسن عليه السلام-يعني أبا إبراهيم-و علي ابنه عليهما السلام عن يمينه،فقال:«يا أبا الفضل-أو يا زياد-هذا عليّ ابني،قوله قولي، و فعله فعلي،فإن كانت لك حاجة فأنزلها به،و أقبل قوله،فإنّه لا يقول
ص: 35
على اللّه إلاّ الحقّ».
قال أبو سعيد (1):فمكثنا ما شاء اللّه حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث، فكتب زياد إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يسأله عن ظهور هذا الحديث (2)أو الاستتار،فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام:«اظهر و لا بأس عليك منهم»،فظهر (3)زياد،فلمّا حدث الحديث قلت له:
يا أبا الفضل!أيّ شيء تعدل (4)بهذا الأمر؟فقال لي:ليس هذا أوان الكلام فيه،قال:فألححت عليه بالكلام في الكوفة و بغداد (5)..كلّ ذلك يقول لي مثل ذلك..إلى أن قال لي في آخر كلامه:ويحك!فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها..؟!
و منها:ما رواه الشيخ رحمه اللّه في كتاب:الغيبة (6)،عن ابن عقدة،عن علي ابن الحسن بن فضّال،عن محمّد بن عمر بن يزيد،و علي بن أسباط جميعا،قالا:
قال لنا عثمان بن عيسى الرواسي:حدّثني زياد القندي،و ابن مسكان،قالا:كنّا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذ قال:«يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض»،فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام،و هو صبيّ،فقلنا:هذا خير
ص: 36
أهل الأرض..!،ثمّ دنا فضمّه إليه فقبّله.و قال:«يا بني!،تدري ما[قال] ذان؟»،قال:«نعم يا سيّدي،هذان يشكّان فيّ»،قال علي بن أسباط:
فحدّثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب،فقال:بتر الحديث،لا،و لكن حدّثني علي بن رئاب أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال لهما:«إن جحدتماه حقّه و (1)خنتماه فعليكما لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين،يا زياد!لا تنجب أنت و أصحابك أبدا»،قال علي بن رئاب:فلقيت زياد القندي فقلت له:بلغني أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال لك كذا..و كذا،فقال:أحسبك قد خولطت..فمرّ و تركني، فلم أكلّمه و لا مررت به.
قال الحسن بن محبوب:فلم نزل نتوقّع لزياد دعوة أبي إبراهيم [عليه السلام]،حتى ظهر منه أيّام الرضا عليه السلام ما ظهر،فأظهر (2)و مات زنديقا.
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه في الكتاب المذكور (3)،عن محمّد بن الحسن بن
ص: 37
الوليد،عن الصفّار،و سعد بن عبد اللّه الأشعري جميعا،عن يعقوب بن زياد (1)الأنباري،عن بعض أصحابه،قالا (2):مضى أبو إبراهيم عليه السلام..و عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار،و خمس جوار،فبعث إليهم أبو الحسن عليه السلام:«أن احملوا ما قبلكم من المال،و ما كان اجتمع لأبي عندكم من أثاث و جوار،فإني وارثه و قائم مقامه،و قد اقتسمنا ميراثه،و لا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي و لوارثه».
فأمّا ابن أبي حمزة؛فإنّه أنكره و لم يعترف بما عنده،و كذلك زياد القندي.
و أمّا عثمان بن عيسى؛فإنّه كتب إليه:إنّ أباك لم يمت و هو حي قائم،و من ذكر أنّه مات فهو مبطل،و أعمل على أنّه قد مضى كما تقول،فلم يأمرني بدفع شيء إليك،فقد اعتقتهنّ و تزوّجت بهنّ.
و منها:ما رواه في أصول الكافي (3)في باب:النصّ على الرضا عليه السلام عن أحمد بن مروان (4)،عن محمّد بن علي،عن زياد بن مروان القندي-و كان من الواقفة-قال:دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام-و عنده ابنه
ص: 38
أبو الحسن عليه السلام-فقال لي:«يا زياد!هذا ابني فلان،كتابه كتابي، و كلامه كلامي،و رسوله رسولي،و ما قال فالقول قوله».
و منها:ما رواه في محكي العيون (1)-في الصحيح-عن زياد بن مروان القندي،قال:دخلت على أبي إبراهيم عليه السلام و عنده علي ابنه عليه السلام،فقال:«يا زياد!هذا كتابه كتابي،و كلامه كلامي،و رسوله رسولي،و ما قال فالقول قوله».
و قال الصدوق رحمه اللّه-بعد روايته هذه،ما لفظه-:قال مصنّف هذا الكتاب رحمه اللّه:إنّ زياد بن مروان روى هذا الحديث،ثمّ أنكره بعد مضيّ موسى عليه السلام و قال بالوقف،و حبس ما كان عنده من مال موسى عليه السلام.انتهى.
و أقول:غرضه بإنكاره للحديث،إنكاره عند عموم الناس،و إلاّ فقد سمعت الرواية الناطقة باعترافه بصحّة الحديث عند محمّد بن إسماعيل.
و إذ قد عرفت ذلك كلّه فاعلم أنّ الأصحاب قد اختلفوا فيه.
فمنهم:من ترك حديثه مطلقا نظرا إلى وقفه،و إنكاره إمامة الرضا عليه السلام طمعا في حطام الدنيا.و قد سمعت التصريح بذلك من العلاّمة في الخلاصة (2)،و هو الذي بنى عليه ابن طاوس.
قال في التحرير الطاوسي (3):زياد بن مروان القندي،حمدويه،قال:
ص: 39
حدّثني الحسن بن موسى،قال:زياد هو أحد أركان الوقف.و روى غير هذا، و فيما ذكرت مقنع.انتهى.
و عدّه في الحاوي (1)في الضعفاء.
و منهم:من اعتمد على حديثه مطلقا،نظرا إلى أنّه و إن وقف إلاّ أنّه ثقة في حديثه،و هو صريح الفاضل المجلسي رحمه اللّه في الوجيزة (2)حيث قال:زياد ابن مروان القندي،موثق.انتهى.
و مثله فعل في البلغة (3)،إلاّ أنّه عقّب قوله:موثق،بقوله:على المشهور، و فيه نظر.انتهى.
و أقول:المستند في وثاقته نصّ مثل الشيخ المفيد رحمه اللّه في الإرشاد (4)على أنّه من خاصّة الكاظم عليه السلام و ثقاته و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته،و من روى عنه نصّا على ابنه الرضا عليه السلام.و يؤيّده أنّه في زمان
ص: 40
وقفه لمّا ألحّ عليه محمّد بن إسماعيل (1)في خصوص حديث نصّ أبي الحسن عليه السلام على ابنه الرضا عليه السلام اعترف بصحّة روايته التنصيص،و لم ينكرها.فيكشف ذلك عن أنّه صادق اللّهجة،لا يقدم على الكذب في الرواية، و لا تكذيب الرواية الواردة حتى إذا كانت مضرّة به،و ذلك يورث الاطمئنان الكامل بأخباره،و يوجب اعتبارها مطلقا،كما لا يخفى.بل قوله:ويحك! فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها..نصّ في أنّه غير كاذب في رواياته؛فإنّ غرضه بذلك أنّ الكاظم عليه السلام قد قال ذلك،و حال روايتي كحال سائر ما رويته عنه عليه السلام،فلو كذّبت هذا لزم كذبي في جميع ما رويت،و التالي باطل،فالمقدّم مثله.بل ربما يظهر من ذلك أنّه معتقد بإمامة الرضا عليه السلام إلاّ أنّه منكر صورة لأكل الأموال،و ذلك يقوّي الظّن بعدم كذبه في أخباره.
و ربّما أيّد الوحيد رحمه اللّه (2)توثيق المفيد رحمه اللّه بكشف رواية ابن أبي عمير،عنه،عن كونه من الموثّقين،و كذا رواية الزعفراني عنه،و كذا رواية الأجلاّء عنه،و كونه كثير الرواية..و غير ذلك.
و منهم من فصّل بين روايته التي رواها قبل الوقف و التي رواها بعده،بقبول الأولى و ترك الأخيرة،بنى عليه الفاضل الشيخ عبد النبي الكاظمي رحمه اللّه في التكملة (3)حيث قال:اعلم أنّه لم يوثّقه أحد من الرجاليين و لا الفقهاء إلاّ الشيخ المفيد رحمه اللّه،فإنّه جعله من ثقات الكاظم عليه السلام،فيكون ثقة في
ص: 41
حياته عليه السلام،فغاية ما تثبت به الوثاقة في ذلك الزمن،و كلّ من ضعّفه كان تضعيفه للوقف،فيكون حادثا و متأخرا عن الوثاقة،فالحديث الذي ينقله ينبغي أن ينظر فيه زمان روايته،و يجعل حجّة إذا كان نقله في زمن وثاقته، و ليس بحجّة في غيره،و مع الجهل ففي التعلق به إشكال.انتهى.
و لعلّ ما ذكره وجه نظر الفاضل البحراني في البلغة (1)،و لكن فيه ما عرفت من أنّ عدم إقدامه على الكذب فيما يضرّه فيه الصدق،يكشف عن غاية وثاقته في الرواية،و أنّه متحرّز عن الكذب فيها،و إن كان فاسقا من جهة التغلّب على أموال الإمام عليه السلام،فالإعتماد على حديثه مطلقا هو الأقوى،و اللّه العالم.
ثمّ إني بعد مدّة مديدة عثرت على كلام العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه في الرجل،رام به إسقاط حديثه عن الاعتبار بالمرة،قال-بعد نقل عدّة من الأخبار المزبورة،ما لفظه (2)-:في هذه الروايات دلالة واضحة على جحده للنصّ الصريح،و معاندته للحقّ الصحيح،و كذبه في الرواية،و موته على الزندقة.و أيضا،فالتوثيق إنّما يجتمع مع فساد المذهب،لو كان السبب فيه اعتراض الشبهة،و المعروف من سبب وقف زياد و أحزابه من رؤساء الواقفة خلاف ذلك..
ثمّ نقل بعضا آخر من الأخبار المزبورة،ثمّ قال (3):و قد استبان بما ذكرنا من كلام الأصحاب و رواياتهم ضعف زياد بن مروان بالوقف،و جحد النصّ،
ص: 42
و الميل إلى الحطام،و استمالة الناس إلى الباطل،و الخيانة في المال و الدين،و من هذا شأنه،فلا ينبغي التوقّف فيه،و لا الالتفات إلى ما يرويه.
و أمّا توثيق المفيد رحمه اللّه؛فمع ما فيه من الكلام،لا ينهض لمقاومة ما ذكرنا من أسباب الجرح،فإنّها أقوى و أكثر و أشهر بين الطائفة.و الجرح مقدّم على التعديل مع التعادل،فكيف به مع[ظهور] (1)الترجيح و تقدّم الجارح و تأخّره؟ على أنّ الظاهر ممّا ذكره فيه صحّة مذهبه،و سلامة عقيدته،و سلامته عن صمة (2)القدح،و المعلوم بالنظر (3)المتظافر خلاف ذلك،فإنّ وقف زياد، و خبث عقيدته،كاد يكون ضروريّا.و النصّ الذي حكاه عنه في الإرشاد مأخوذ من الكافي،و الوقف مصرّح به في سند الرواية،فيوشك أن يكون المراد-كما يقتضيه وقوع الكلام (4)مع الواقفيّة-الاحتجاج عليهم بالنصّ الذي رواه من يعتقدون فيه الثقة و العدالة و الاختصاص بالإمام عليه السلام،فكأنّه قال:إنّ هذا النصّ الذي ندّعيه قد رواه عندكم من هو بهذه المثابة و المنزلة،و قد كان كذلك قبل حدوث الفتنة،و مثل ذلك يقع في الكلام مع الخصوم كثيرا، و المفيد هنا مناظر مخاصم،فلا يبعد أن يكون مراده هذا المعنى.
و أمّا رواية ابن أبي عمير و يونس..و غيرهما عنه،فلا دلالة فيها على التوثيق،فإنّ الأجلاّء كثيرا ما يروون عن الضعفاء،و يحتمل أن يكونوا رووا عنه قبل وقفه،أو أنّهم رووا ما حدّث به قبل الوقف.
ص: 43
و كيف كان؛فهذا الرجل عندي من الضعفاء المجروحين،دون الثقات المعدّلين.انتهى كلامه علا مقامه.
و تنقيح المقال،و تحقيق الحال،أن يقال:إنّ وقف الرجل حقيقة ممنوع، لكشف قوله:ويحك!فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها (1)،عن اعتقاده بإمامة الرضا عليه السلام بسبب سماعه التنصيص عليه من مولانا الكاظم عليه السلام.نعم،لا شبهة في فسقه بغصبه أموال الكاظم عليه السلام،و عدم تسليمه إيّاها إلى مولانا الرضا عليه السلام،كما لا ينبغي الشبهة في عدالته في زمان الكاظم عليه السلام نظرا إلى توثيق الشيخ المفيد رحمه اللّه إيّاه،فرواياته التي رواها في زمان الكاظم عليه السلام محكومة بالصحّة لصدورها منه في حال الاعتدال،و عروض الزندقة لا يسقطها عن الحجيّة.و الظاهر أنّه لا رواية له بعد وفاة الكاظم عليه السلام؛لأنّه صار في عالم آخر غير عالم الرواية و التحديث،بل باع دينه بدنياه جزافا،و إن اتفقت له رواية
ص: 44
عن الكاظم عليه السلام بعد وفاته عليه السلام لم يندرج في الصحيح و لا الموثّق،لفقد الوثاقة المعتبرة في اتّصاف خبره بشيء من الوصفين.
نعم؛يكون خبره من القويّ،لما عرفت من كشف اعترافه بصحة رواية التنصيص عن تحرّزه عن الكذب في الرواية،حتى إذا كان الصدق فيها مضرّا به.
و مما ذكرنا ظهر النظر في وصف الفاضل المجلسي رحمه اللّه إيّاه ب:الموثّقية؛ فإنّه كما ترى،لأنّه في زمان الكاظم عليه السلام ثقة بشهادة المفيد رحمه اللّه، و بعد وفاته عليه السلام ليس بموثّق؛لأنّ من شرط الموثّق أن يكون صاحبه ثقة غير فاسق،و عدم نقص فيه إلاّ وقفه،كما سمعت من العلاّمة الطباطبائي رحمه اللّه الإشارة إلى ذلك بقوله:التوثيق إنما يجتمع مع فساد المذهب لو كان السبب فيه اعتراض الشبهة.انتهى.و اعتراف الرجل بسماع التنصيص من الكاظم عليه السلام على الرضا عليه السلام اعتراف باعتقاده بإمامة الرضا عليه السلام،و أنّه تغلّب على الأموال عصيانا و ظلما،و مثل هذا لا يسمّى موثقا و لا حسنا،بل إماميّا فاسقا.نعم؛لازم ما استفدناه آنفا من كلامه هو كونه متحرّزا عن الكذب،فغاية ما هناك كون خبره من القويّ.
و ما أيّدنا به الفاضل المجلسي رحمه اللّه من توثيق المفيد رحمه اللّه إيّاه،يردّه أنّ المفيد رحمه اللّه لم يوثّقه بعد وقفه،لعدم إمكان توثيقه إيّاه مع هذا التغلّب و الظلم،و إنّما غرضه توثيقه في زمان روايته للتنصيص،و هو زمان الكاظم عليه السلام فلا يحتجّ بتوثيقه على كون الرجل موثّقا بعد وقفه،و بذلك استغنينا عمّا تكلّفه العلاّمة الطباطبائي رحمه اللّه في منع دلالة كلام الشيخ المفيد رحمه اللّه
ص: 45
على توثيقه.
فإنّ فيه:إنّه قدّس سرّه حكم بوثاقته في زمان روايته للتنصيص،و هو ممّا لا غبار عليه،و لا يعقل توثيقه إيّاه بعد ارتكاب الغصب و الظلم،بعد وفاة الكاظم عليه السلام،و ما حمل قدّس سرّه عليه كلام المفيد خلاف ظاهره،سيما بعد إقرانه إيّاه برجال ثقات عدول،كما لا يخفى.
لا يقال:إنّا نمنع من عدّ حديثه من القويّ أيضا؛لأنّ اعترافه بصحّة الرواية قد لا يكون لتحرّزه عن الكذب،بل لعدم تمكّنه من إنكارها،و الحقّ قد يجري على لسان المبطل لإلزامه به وقتا ما.و كيف يتحرّز عن الكذب و يتحرّج عنه من لا يتحرّج من أكل مال الإمام عليه السلام،و هو يعلم أنّ الكذب أقلّ وزرا من ذلك،و أخفّ مع مطالبة الإمام به لنفسه و لورثة أبيه،و لو أنّه قال بالوقف لشبهة عرضت له لأمكن القول بثقته،أو تحرّزه في مذهبه الفاسد عن الكذب،لكن الرجل زنديق كما في الخبر،فترك ما يتفرّد بروايته زمن وقفه هو المتعيّن.
لأنّا نقول:إنّ ما ذكرته-و إن زعمه بعض الفضلاء-إلاّ أنّه منهدّ البنيان؛ ضرورة أنّ التحرّز من الكذب لا ينحصر سببه في الخوف من الوزر،حتى يتأتّى ما ذكره من كون وزر الكذب أقلّ من ظلمه الإمام عليه السلام،فإنّا نرى وجدانا استنكاف بعض النفوس من الكذب،و إن كانت في ارتكاب سائر الذنوب أجرئ من خاصي الأسد،و هذا المعنى متى ما أحرز من شخص، أورثنا الوثوق بخبره،و اندراجه في القويّ لذلك،و قد عرفت أنّ الرجل تحرّز من الكذب،مع كون الصدق مضرا به،فعدّ خبره الذي رواه بعد زندقته من القويّ هو المتعيّن،و اللّه العالم.
ص: 46
ثمّ إنّي قد عثرت بعد حين على رواية رواها الشيخ رحمه اللّه في الاستبصار (1):عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه،قال:حدّثني محمّد بن
ص: 47
همام بن سهيل (1)،عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري،قال:حدّثني محمّد بن عمران المدائني،عن زياد القندي،قال:قال أبو الحسن عليه السلام:
«يا زياد!أحبّ لك ما أحبّه لنفسي،و أكره لك ما أكره لنفسي،أقم الصلاة في الحرمين و بالكوفة..»الخبر.
و هذا الخبر ينافي ما مرّ،لعدم تعقل مثل هذا التلطّف منه عليه السلام مع الواقف عليه،إلاّ أن يجاب بكونه هو الراوي فلا يكون حجّة في مدحه،فتأمّل، و اللّه العالم.
و في مشيخة الصدوق رحمه اللّه (1)رواية محمّد بن عيسى بن عبيد،عنه.
و قد ميّزه برواية أحد الأولين عنه الشيخ الطريحي (2).
و زاد الكاظمي (3)الثالث،و عبد اللّه بن سنان،و محمّد بن أبي بكر الأرجني (4)،و كثير بن عيّاش،عنه.
و قد سمعت من الكشّي رواية محمّد بن علي،عنه.
و زاد في جامع الرواة (5)رواية ابن أبي عمير،و محمّد بن عمران الأشعري، و محمّد بن حمدان المدائني،و يونس-يعني ابن عبد الرحمن-و أحمد بن أبي عبد اللّه،و عبد الرحمن بن حماد،و إبراهيم بن هاشم،و علي بن سليمان، و أحمد بن محمّد بن عيسى،عنه.
و زاد العلاّمة الطباطبائي رحمه اللّه (6)رواية الحسين بن محمّد بن عمران، و علي بن الحكم،عنه (7).
ص: 49
[8660]
عدّه الشيخ المفيد رحمه اللّه في الإرشاد (1)في باب النصّ على الرضا عليه السلام من خاصته و ثقاته،و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعة الكاظم عليه السلام.
و كفى بالشيخ المفيد رحمه اللّه موثّقا.
و روى هو أنّ أمّه كانت من ولد جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
و العجب من الميرزا (2)حيث عنونه ب:المخزومي في أواخر باب الميم، و في الألقاب (3).و قال-بعد ذكر ترجمته-ما لفظه:و كأنّه المغيرة بن توبة المخزومي،انتهى.
ص: 50
مع أنّ الشيخ المفيد رحمه اللّه سمّاه ب:زياد بن مروان،و لقّبه ب:المخزومي (1)،و لعلّه لم يلاحظ الإرشاد،أو سقط من نسخته محمّد بن زياد (2)(3).
ص: 51
[8661]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا،إلاّ أنّ حاله مجهول.
و النسخ في اسم جدّه مختلفة،ففي بعضها:عتاب-بالعين المهملة المكسورة، و التاء المثنّاة من فوق المفتوحة،و الألف،و الباء الموحّدة من تحت (2)-.و في بعضها الآخر:غياث (3)-بإبدال العين المهملة بالغين المعجمة المكسورة،و التاء المثناة المفتوحة من فوق بالياء المثنّاة من تحت،و الباء الموحدة من تحت بالثاء المثلثة من فوق-.
ثمّ إنّ ظاهر عبائرهم أنّ أبا عتاب أو غياث كنية زياد،حيث ضمّوا كلمة أب صفة لزياد،و لو كان كنية أبيه مسلم،للزم إدخال الياء على كلمة الأب،مع أنّك قد عرفت في ترجمة:زياد بن مسلم أبي غياث صراحة عبارة النجاشي في كون أبي غياث كنية مسلم لا زياد،و كذا عبارة الفهرست.
ص: 52
و كيف كان؛فقد مرّ الكلام في زياد هذا بعنوان:زياد بن أبي عتاب، و أبي غياث،فراجع (1).
[8662]
هو من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و حيث إنّه روى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه قال:«من أحبّ أن يحيا حياتي،و يموت ميتتي،و يدخل الجنّة،فليتولّ عليا عليه السلام و ذريّته من بعده».أنكر بعضهم كونه صحابيا.
قال ابن الأثير في اسد الغابة (2):زياد بن مطرف،ذكره مطين في الصحابة، و لا تصحّ له صحبة،أخرجه أبو نعيم و ابن منده مختصرا.انتهى.
ص: 53
و اعترف في الإصابة (1)بأنّه من الصحابة،إلاّ أنّه ناقش بأنّ:في إسناد الرواية يحيى بن يعلى المحاربي،و هو واه.انتهى.
و أقول:بهذا و مثله من الفذلكات الشيطانية،ضيّعوا حقّ علي عليه السلام:
وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (2) (3) .
ص: 54
[8664]
الهمداني الأعمى سرحوب الخراساني العبدي
الخارقي أو الخارفي أو الحرفي أو الحوفي
(على اختلاف النسخ)
و الحاء المهملة المضمومة،و الواو،و الباء الموحّدة من تحت (1).
قال الكشّي (2):حكي أنّ أبا الجارود سمّي سرحوبا،و تنسب (3)إليه السرحوبية من الزيديّة،و سمّاه بذلك أبو جعفر عليه السلام و ذكر أنّ سرحوب اسم شيطان أعمى يسكن البحر،و كان أبو الجارود مكفوفا أعمى،أعمى القلب.انتهى.
قلت:في جعله السرحوبية من الزيديّة كلام،يتّضح بمراجعة تفسير
ص: 56
الجاروديّة،عند التعرض للمذاهب الفاسدة من مقباس الهداية (1).
و الخراساني:معروف (2)،و إنما نسبناه إلى خراسان لتصريحهم في الجاروديّة السرحوبية بأنّ رئيسهم من أهل خراسان،يقال له:أبو الجارود،زياد ابن المنذر.
و قد تبعنا في وصفه ب:العبدي،و تكنيته ب:أبي النجم..ابن النديم في فهرسته (3).
و قد مر (4)ضبط العبدي في:إبراهيم بن خالد العطار.
و الخارقي:بالخاء المعجمة،و القاف-كالخارفي بالفاء-،قد تقدما (5)في
ص: 57
إبراهيم الخارقي.
و أما الحرقي:بضم الحاء المهملة،و فتح الراء المهملة،و القاف،و الياء،فنسبة إلى حرقة،و هي قبيلة من همدان (1).
و عن المقدسي:إنّ حرقة من جهينة.
و أمّا الحوفي:بالحاء،و الواو،و الفاء،و الياء،فنسبة إلى حوف،موضع في عمّان (2).
و قد اختار الأخير ابن داود (3)،حيث قال:زياد بن المنذر أبو الجارود
ص: 58
الهمداني-بالمهملة-الكوفي الحوفي-بالحاء المهملة،و الفاء-و من أصحابنا من اثبته:الخارقي-بالخاء المعجمة،و الراء،و القاف-و منهم:من قال:الحرقي- بالحاء المهملة،و الراء،و القاف-و الأوّل المعتمد،و هو ما عبره الشيخ أبو جعفر رحمه اللّه.انتهى.
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)،تارة من أصحاب الباقر عليه السلام قائلا:زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الحوفي،كوفيّ تابعيّ،زيديّ أعمى، إليه تنسب الجارودية منهم.انتهى.
و اخرى (2):من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:زياد ابن المنذر أبو الجارود الهمداني الحارفي الحوفي،مولاهم كوفي، تابعي.انتهى.
و عدّه المفيد أيضا في الاختصاص (3)من أصحاب الباقر عليه السلام.
و قال الشيخ رحمه اللّه في الفهرست (4):زياد بن المنذر،يكنّى:أبا الجارود، زيدي المذهب،و إليه تنسب[الزيديّة]الجاروديّة،له أصل،و له كتاب التفسير،عن أبي جعفر[الباقر]عليه السلام،أخبرنا به الشيخ أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن النعمان،و الحسين بن عبيد اللّه،عن محمّد بن علي بن الحسين،عن
ص: 59
أبيه،عن علي بن الحسن (1)بن سعد (2)الهمداني،عن محمّد بن إبراهيم القطّان (3)،عن كثير بن عيّاش،عن أبي الجارود،عن أبي جعفر عليه السلام.
و أخبرنا بالتفسير أحمد بن عبدون،عن أبي بكر الدوري (4)،عن أحمد بن محمّد بن سعيد (5)،عن أبي عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه،عن (6)جعفر بن محمّد بن علي بن أبي طالب المحمّدي (7)،عن كثير بن عيّاش القطّان-و كان ضعيفا،خرج أيّام أبي السرايا معه فأصابته جراحة-عن زياد ابن المنذر أبي الجارود،عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.انتهى.
و نقل ابن النديم (8)عن الصادق عليه السلام أنّه لعنه،و قال:إنّه أعمى القلب،أعمى البصر.ثم نقل عن محمّد بن سنان أنّه قال:أبو الجارود لم يمت حتى شرب المسكر و تولّى الكافرين.انتهى.
و قال النجاشي (9):زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارقي (8)الأعمى،
ص: 60
أخبرنا ابن عبدون،عن علي بن محمّد،عن علي بن الحسن،عن حرب بن الحسن،عن محمّد بن سنان،قال:قال لي أبو الجارود:ولدت أعمى،ما رأيت الدنيا قطّ..كوفي،كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام،و روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام.و تغيّر لما خرج زيد رضي اللّه عنه.
و قال أبو العباس ابن نوح:[و] (1)هو ثقفي،سمع عطيّة.و روى عن أبي جعفر عليه السلام.و روى عنه مروان بن معاوية،و علي بن هاشم بن البريد يتكلّمون فيه،قاله البخاري.
له كتاب تفسير القرآن،رواه عن أبي جعفر عليه السلام،أخبرنا به عدّة من أصحابنا،عن أحمد بن محمّد بن سعيد،قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه المحمدي (2)، قال:حدّثنا أبو سهل كثير بن عيّاش القطّان،قال:حدّثنا أبو الجارود بالتفسير.انتهى.
و قال ابن الغضائري (3):زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارفي،روى عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام،و زياد هو صاحب المقام،حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيديّة،و أصحابنا يكرهون ما رواه محمّد بن سنان،عنه،و يعتمدون ما رواه محمّد بن بكر الأرحبي (4).انتهى.
ص: 61
و في التحرير الطاوسي (1):زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى السرحوب، مذموم،لا شبهة في ذمّه،و سمي سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر.انتهى.
و في القسم الثاني من الخلاصة (2):زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني-بالدال المهملة-الخارقي-بالخاء المعجمة،و بعدها ألف،وراء مهملة، و قاف-و قيل:الخرقي-بالخاء المضمومة المهملة،و الراء،و القاف-الكوفي الأعمى،تابعي،زيديّ المذهب،و إليه تنسب الجارودية من الزيديّة،كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام.و روى عن الصادق عليه السلام،و تغيّر لما خرج زيد رضي اللّه عنه،و روى عن زيد..ثم نقل عبارة ابن الغضائري المذكورة،ثمّ عبارة الكشي المزبورة في الضبط.
و قد روى الكشي في ترجمة زياد هذا روايات أخر:
فمنها:ما رواه (3)،عن إسحاق بن محمّد البصري،قال:حدّثني محمّد بن جمهور،قال:حدّثني موسى بن يسار (4)الوشّاء،عن أبي بصير،قال:كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام فمرّت بنا جارية معها قمقم فقلبته،فقال أبو عبد اللّه عليه السلام:«إنّ اللّه عزّ و جلّ إن كان قلب قلب أبي الجارود كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم،فما ذنبي؟!».
ص: 62
قلت:هذا الخبر يشهد بأنّ ما مرّ في أخبار ذم زرارة بهذا المضمون قد ورد في زياد هذا،و أنّ إبداله بزرارة من سهو القلم،فلاحظ و تدبر.
و منها:ما رواه هو (1)رحمه اللّه عن علي بن محمّد،قال:حدّثنا (2)محمّد بن أحمد،عن علي بن إسماعيل،عن حمّاد بن عيسى،عن الحسين بن المختار،عن أبي أسامة،قال:قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:«ما فعل أبو الجارود،أما و اللّه ما يموت (3)إلاّ تائها».
قلت:هذا كسابقه في احتمال كون نقله في زرارة من سهو القلم في إبدال زياد:ب:زرارة.
و منها:ما رواه (4)علي بن محمّد،قال:حدّثني محمّد بن أحمد،عن العباس ابن معروف،عن أبي القاسم الكوفي،عن الحسين بن محمّد بن عمران،عن زرعة،عن سماعة،عن أبي بصير،قال:ذكر أبو عبد اللّه عليه السلام كثير النوى،و سالم بن أبي حفصة،و أبا الجارود،فقال:«كذّابون مكذّبون كفّار عليهم لعنة اللّه»،قال:قلت:جعلت فداك!كذّابون قد عرفتهم،فما معنى مكذّبون؟قال:«كذّابون يأتوننا فيخبرونا أنّهم يصدّقونا،و ليسوا كذلك، و يسمعون حديثنا فيكذّبون به».
و منها:ما رواه (5)عن محمّد بن الحسن البراثي (6)،و عثمان بن حامد
ص: 63
الكشيّان،قالا:حدّثنا محمّد بن يزداد (1)،عن محمّد بن الحسين،عن عبد اللّه المزخرف،عن أبي سليمان الحمّار،قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه،رافعا صوته:«يا أبا الجارود!كان و اللّه أبي إمام أهل الأرض حيث مات،لا يجهله إلاّ ضالّ».ثمّ رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك،قال:فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة،فقلت[له]:أ ليس قد سمعت ما قال أبو عبد اللّه عليه السلام مرّتين؟!قال:إنّما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام.
و تلخيص المقال:أنّ الرجل لم يرد فيه توثيق بوجه،بل هو مذموم أشدّ الذّم.و قد ضعّفه في الوجيزة (2)..و غيرها (3).و لا ينفع بعد ذلك عدّ الشيخ المفيد رحمه اللّه (4)إيّاه في الجماعة الذين مدحهم من أصحاب الباقرين عليهما السلام.لما نبّهنا عليه عند نقل عبارته في الفائدة الثانية و العشرين
ص: 64
من المقدّمة (1)من أنّ شهادته إنّما تنفع في مجهول الحال،دون معلوم الضعف، و الرجل معلوم الضعف،فتدبّر (2).
و من النجاشي (1)رواية مروان بن معاوية،و علي بن هاشم بن البريد، فبرواية كلّ منهم يتميّز عن غيره.
و ميّزه الطريحي (2)برواية محمّد بن سنان،و محمّد بن أبي بكر الأرحبي، و كثير بن عيّاش القطّان.
و زاد الكاظمي (3)عليه التميّز بعبد اللّه بن سنان.
و زاد في جامع الرواة (4)على رواية هؤلاء عنه:رواية أبي مالك الحضرمي،و محمّد بن سليمان الأزدي،و ثعلبة بن ميمون،و عمر بن اذينة،و منصور بن يونس،و عبد الصمد بن بشير،و صالح بن أبي الأسود، و إبراهيم الشيباني،و أبان بن عثمان،و ابن مسكان،و علي بن إسماعيل الميثمي، و سليمان بن المفضّل،و عثمان بن عيسى،و إبراهيم بن عبد الحميد،و علي بن النعمان،و محمّد بن بكر،و معاوية بن ميسرة،و سيف،و عمرو بن جبلّة الأحمسي،و محمّد بن أبي حمزة،و مالك بن عطية،و أحمد بن الحسين، و ابن محبوب،عنه.
و روايته عن أبي إسحاق،عن أمير المؤمنين عليه السلام (5).
ص: 66
[8665]
[8667]
([8668] 148-زياد(يزيد)بن مهاجر الكندي
جاء في بحار الأنوار 320/44:و برز من بعده زياد بن مهاجر الكندي فحمل عليهم و أنشأ يقول:
أنا زياد و أبي مهاجر أشجع من ليث العرين الخادر يا ربّ إني للحسين ناصر و لابن سعد تارك مهاجر و في بحار الأنوار 72/45-أيضا-:«السلام على زياد بن مهاجر الكندي».
و التي أوردها العلاّمة المجلسي في الزيارة الصادرة من الناحية المقدسة،قال:«السلام على يزيد بن زياد بن المظاهر-المهاجر- الكندي».
و في إبصار العين:102،قال:يزيد بن زياد بن مهاجر أبو الشعثاء الكندي البهدلي.
و في رسالة الفضيل بن الزبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي في تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام المنشورة في مجلة تراثنا للسنة الأولى العدد الثاني:155،قال:و يزيد بن زيد ابن المهاجر.
أقول:هكذا ورد في المصادر المشار إليها مختلفا في اسمه: زياد و يزيد،و ابن مهاجر،و يزيد بن زياد بن المهاجر،و لا دليل على الترجيح.
حصيلة البحث المعنون أيّا كان فهو من المستشهدين بين يدي ريحانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فهو غنيّ عن التوثيق.
ص: 69
[8669]
الذي كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام،و قد ولاّه على مقدّمة جيشه عند مسيره إلى صفّين (1)،و كانت مقدّمته اثنى عشر ألفا،
ص: 71
(1) -يزيد بن قيس لما صرع،و في صفحة:64 في اعتزال الخوارج و احتجاج أصحاب أمير المؤمنين مع الخوارج لعنهم اللّه،قال:فقال لهم زياد بن النضر:و اللّه ما بسط علي[عليه السلام]يده فبايعناه قطّ إلاّ على كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنة نبيه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،و لكنكم لما خالفتموه،جاءته شيعته،فقالوا:نحن أولياء من واليت،و أعداء من عاديت،و نحن كذلك،و هو على الحق و الهدى و من خالفه ضال مضل.
و في شرح نهج البلاغة 278/2،قال:إنّ عليّا عليه السلام في أوّل خروج القوم عليه،دعا صعصعة بن صوحان العبدي،و قد كان وجّهه إليهم و زياد ابن النضر الحارثي،مع عبد اللّه بن عباس،و في 180/3،قال:لما دخل يزيد ابن قيس الأرحبي على عليّ عليه السلام و حضّه على قتال معاوية و بذل نفسه و عشيرته في نصرته عليه السلام،فقال زياد بن النضر:لقد نصح لك يزيد بن قيس يا أمير المؤمنين و قال ما يعرف،فتوكل على اللّه،وثق به،و اشخص بنا إلى هذا العدو،راشدا معانا..،و في صفحة:183-184،قال زياد بن النضر الحارثي لعبد اللّه بن بديل:إنّ يومنا اليوم عصبصب،ما يصبر عليه إلاّ كل مشيّع القلب،الصادق النية،رابط الجأش،و أيم اللّه ما أظنّ ذلك اليوم يبقى منهم، و لا منّا إلاّ الرذال،فقال:عبد اللّه بن بديل:أنا و اللّه أظنّ ذلك،و قال في صفحة:191: و دعا علي عليه السلام زياد بن النضر،و شريح بن هاني-و كانا على مذحج و الأشعريين-فقال:«يا زياد!اتق اللّه في كل ممسى و مصبح»..إلى أن قال عليه السلام:«فإنّي قد وليتك هذا الجند،فلا تستطيلنّ عليهم،إنّ خيركم عند اللّه أتقاكم،تعلّم من عالمهم،و علّم جاهلهم،و احلم عن سفيههم،فإنّك إنّما تدرك الخير بالحلم،و كفّ الأذى و الجهل».فقال زياد:أوصيت يا أمير المؤمنين!حافظا لوصيتك، مؤدّيا لأربك،يرى الرشد في نفاذ أمرك،و الغيّ في تضييع عهدك،و قال في صفحة: 212:فلمّا قطع عليّ عليه السلام الفرات،دعا زياد بن النضر،و شريح بن هاني فسرّحهما أمامه نحو معاوية.
و في شرح النهج لابن أبي الحديد 30/4-أيضا-قال:و كان مع عمّار زياد بن النضر على الخيل فأمره أن يحمل في الخيل،فحمل فصبر له،و شدّ عمّار في الرجّالة،فأزال عمرو بن العاص عن موقفه،و بارز يومئذ زياد بن النضر أخا له،-
ص: 72
و ولّى شريح بن هاني الحارثي على طائفة منها إن انفردا،أمّا إذا اجتمعا فالأمير على الجميع زياد وحده،قاله نصر بن مزاحم في كتابه صفين (1).
و قال:إنّه عليه السلام أوصى زيادا عند عزمه على المسير بوصيّة ذكرها، فقال زياد:أوصيت يا أمير المؤمنين حافظا لوصيّتك،مؤدّبا بأدبك،يرى الرشد في إنفاذ (2)أمرك،و الغي في تضييع عهدك.
و لمّا كان يوم صفّين،و قسّم عليه السلام عسكر الكوفة أسباعا،جعله على مذحج و الأشعريّين خاصّة من اليمانيين.
و لا يخفى عليك أنّ التأمير المزبور منه عليه السلام يقضي بعدالة الرجل و ديانته،كما أوضحناه في فوائد المقدّمة (3).
(7) [8672] 150-زياد بن النعمان
جاء في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 331/2 مطبعة النعمان [و صفحة:721 حديث 1520 تحقيق مؤسسة البعثة]،بسنده:.. عن إبراهيم بن صالح،عن محمّد بن الفضيل و زياد بن النعمان و سيف بن عميرة،عن هشام الأحمر،قال:أرسل أبو عبد اللّه عليه السلام..
و جاء أيضا في إعلام الورى:31..و عنه في بحار الأنوار 8/48 حديث 11 مثله.
حصيلة البحث لم أجد للمعنون ذكرا في المعاجم الرجالية فهو مجهول موضوعا و حكما.
[8673] 151-زياد بن النوار
جاء في فلاح السائل:96،بسنده:..عن علي بن حسان،عن زياد ابن النوار،عن محمد بن مسلم..
و عنه في بحار الأنوار 54/87،و مستدرك وسائل الشيعة 126/3 حديث 3174 مثله.
حصيلة البحث المعنون غير مذكور في المعاجم الرجالية فهو مهمل.
ص: 75
([8674] 152-زياد بن وهب
جاء في الاختصاص للشيخ المفيد قدّس سرّه:213،بسنده:..عن الأعمش،عن زياد بن وهب،عن عبد اللّه بن مسعود،قال:أتيت فاطمة صلوات اللّه عليها..
و عنه في بحار الأنوار 150/39 حديث 15 مثله.
أقول:الظاهر أنّ هذا هو:زيد بن وهب الجهني أبو سليمان الكوفي،راجع:تهذيب الكمال 111/10 برقم 2131 حيث نقل توثيقاتهم.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8675] 153-زياد بن هارون العبدي
جاء في طبّ الأئمة:121:محمّد بن سليمان بن مهران،قال:حدّثنا زياد بن هارون العبدي،عن عبد اللّه بن محمّد البجلي،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 25/63 حديث 19،و 127/95 حديث 6 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 76
[8676]
[8678]
[8680]
( -عبد الحميد بن أبي الخنساء،عن زياد بن يزيد،عن أبيه،عن جدّه فروة الظفاري..
و جاء أيضا بهذا السند في أمالي الشيخ المفيد:30 حديث 3..،و عنه في بحار الأنوار 9/28 حديث 12 مثله.
و لكن في مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام للكوفي 98/2 السند هكذا:عن عبد الحميد بن أبي الحسناء،عن زيد بن[أبي]زياد، عن أبيه و فروة الغطفاني،عن جدّه.
حصيلة البحث المعنون مهمل لم يذكره أرباب الجرح و التعديل،و لكن روايته سديدة.
[8682] 156-زياد بن يزيد بن المظاهر بن النعمان ابن سلمة بن الشجار
قال الكلبي:و هو أبو الشعثاء،قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام بالطف،ثم قال:و ذكره الكميت في قصيدته:
و مال أبو الشعثاء أشعث داميا و إنّ أبا حجر قتيل مزمل انظر:كتاب نسب معد و اليمن الكبير 159/1.
حصيلة البحث المعنون إن ثبت كونه شهيد الطف،عدّ في أعلى مراتب الوثاقة.
ص: 80
و
[8685]
و
[8688]
و
[8691]
و
[8694]
و [8697]
و
[8700]
و
[8703]
[8706]
و ظاهره كونه إماميّا،إلاّ أنّ حاله مجهول.
ص: 92
[باب زيد]
ص: 93
ص: 94
[زيد:]بالزاي المعجمة المفتوحة،و الياء المثنّاة من تحت الساكنة،و الدال المهملة،من أسماء الرجال الشائعة.
و ما في القاموس (1)من أنّ:زيدا:بالفتح و الكسر و التحريك ليس ضبطا لزيد اسما،بل لزيد مصدرا،فلا تشتبه.
[8709]
( -كلّهم قائمون حديث 1،بسنده:..عن علي بن الحكم،عن زيد أبي الحسن،عن الحكم بن أبي نعيم،قال:أتيت أبا جعفر عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 140/51 حديث 14 مثله،و في الكافي (الروضة)242/8 حديث 333،بسنده:..عن محمّد بن الهيثم،عن زيد أبي الحسن،قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..
و رجّح بعض المتأخرين كونه زيد بن الحسن،و لم يذكر له شاهدا.
حصيلة البحث احتمل بعضهم أنّ المعنون هو زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام، لكن رواية علي بن الحكم عنه يدفعه؛لأنّه لم يدرك الإمام الصادق و الباقر عليهما السلام،فعليه لا بدّ من عدّه غير معلوم موضوعا و حكما.
[8712] 159-زيد بن أبي اسامة
جاء بهذا العنوان في إقبال الأعمال 383/1[و في الطبعة الحجرية: 211]،بسنده:..عن إسحاق بن زريق،عن زيد بن أبي اسامة،عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السلام..
و عنه في وسائل الشيعة 474/14 حديث 19631،و فيه:زيد أبو اسامة و هو الصحيح،فهذا هو زيد الشحام الذي هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام..
و جاء أيضا في تفسير العياشي 43/2 حديث 128..،و عنه في بحار الأنوار 287/70 حديث 13،و كذلك في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام لمحمد بن علي الشجري:93 حديث 87.
أقول:الظاهر في الكل إنّه تصحيف لزيد الشحام الذي يكنّى: أبا اسامة الثقة.
حصيلة البحث لا ريب في وقوع التصحيف،و الصحيح:زيد الشحام،المكنّى ب:أبي اسامة الثقة الجليل.
ص: 97
[8713]
( -برقم 460،و الجمع بين رجال الصحيحين 145/1 برقم 568..و غير هؤلاء من أعلام العامّة.
حصيلة البحث المعنون ثقة عند العامّة و من رواتهم.نحتجّ بما يرويه.
[8715] 161-زيد بن أبي بلال الكوفي
جاء في لسان الميزان 480/2 برقم 1932 في ترجمة زكريا بن صمصامة،قال:رواه الحمامي،عن شيخه زيد بن أبي بلال الكوفي، عن محمد بن عقبة الشيباني المعدل..
و سيأتي عن بحار الأنوار 206/92 حديث 2،و غيره:زيد بن علي ابن هلال..و سنستدركه في محلّه،فراجع.
حصيلة البحث المعنون مردد العنوان مهمل الحكم.
[8716] 162-زيد بن أبي حبيب
جاء في علل الشرائع 58/1 باب 53 حديث 1،بسنده:..عن عمرو ابن الحارث،عن زيد بن أبي حبيب،عن عبد اللّه بن عمر،قال..
و عنه في بحار الأنوار 132/13 حديث 37 مثله.
أقول:الظاهر هذا هو:يزيد بن أبي حبيب و اسمه:سويد الأزدي أبو رجاء المصري،راجع:تهذيب الكمال 102/32 برقم 6975، و الثقات لابن حبان 546/5.
حصيلة البحث يظهر من رواة الحديث أنّه من العامّة،فعليه يحتجّ بما يرويه.
ص: 99
[8717]
(7) -ابن داود بن حكيم]،عن سلمة بن الخطّاب،قال:حدّثني زيد ابن أبي زيد الهروي،عن قتيبة[خ.ل:قطيبة]بن سعيد،قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
حصيلة البحث لم يذكره علماء الرجال فهو يعدّ مهملا.
[8719] 164-زيد بن أبي شيبة الزهري
جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 126/6 حديث 4،بسنده:..عن داود،عن زيد بن أبي شيبة الزهري،عن أبي جعفر عليه السلام..
و لكن في كتاب الزهد للحسين بن سعيد الكوفي:78:داود بن أبي يزيد،عن أبي شيبة الزهري.
أقول:و الرواية في الكافي 257/3 حديث 27،و فيه:عن داود بن فرقد[أبي يزيد]،عن ابن أبي شيبة الزهري.
و لكن في الخصال:38 حديث 20 مثل ما في الزهد،و كذلك في أمالي الشيخ الصدوق رحمه اللّه:417 حديث 551،و ثواب الأعمال: 319 حديث 3.
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكر في معاجمنا الرجالية فهو مهمل،إلاّ أنّ روايته سديدة جدا.
[8720] 165-زيد بن أحزم[أحرم،أخزم] أبو طالب الطائي
جاء في علل الشرائع 212/1:و روى أبو بكر محمّد بن الحسن بن-
ص: 101
[8721]
من أصحاب العيّاشي
كذا ذكره في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ رحمه اللّه (1).
و ظاهره كونه إماميّا،إلاّ أنّ حاله مجهول.
و الخلقي:بفتح الخاء المعجمة،و اللام،بعدهما قاف و ياء،نسبة إلى
ص: 102
بيع الخلق،و هو البالي من الثياب و الملاحف..و غيرهما (1).
و في نسخة مصحّحة مرّتين من المنهج:الخلفي-بالفاء بدل القاف- و لعلّه أصحّ.
و على تقديره،فهو نسبة إلى بني خلف (2)،بطن من محارب من قيس عيلان، و هم بنو خلف بن محارب،قيل:و بنو خلف أيضا بطن من ضبّة،ذكرهم الحمداني و لم يرفع نسبهم.
و يزدكي:لفظ لا يعرف له معنى،و لا أستبعد كونه نسبة إلى يزد البلدة المعروفة من بلاد العجم،فإنّ استعمال اليزدكي في النسبة إليهما مسموع من بعض أهلها (3).
[8722]
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و اخرى (1)بعنوان:زيد بن أرقم الأنصاري عربي مدني خزرجي،عمي بصره،من أصحاب علي عليه السلام.
و ثالثة (2)بعنوان:زيد بن أرقم،من أصحاب الحسن عليه السلام.
و رابعة (3):بذلك العنوان من أصحاب الحسين عليه السلام.
و عدّه الكشي (4)في عبارته التي أسبقنا نقلها في الفائدة الثانية عشرة من المقدّمة (5)من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
و في رجال البرقي (6):إنّه عربي مدني،و هو الذي أظهر نفاق المنافقين من بني الخزرج.انتهى.
و قال في القسم الأوّل من الخلاصة (7):زيد بن أرقم،من الجماعة السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام.قاله الفضل بن شاذان.انتهى.
و كذلك في القسم الأوّل من رجال ابن داود (8)،مع رمزه لعدّ الشيخ إيّاه من
ص: 104
أصحاب المذكورين سلام اللّه عليهم.
و قال العلاّمة الطباطبائي رحمه اللّه (1):إنّه صحابيّ مشهور،غزا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سبع عشرة غزوة (2)،و أوّل مشاهده الخندق (3)، و هو الذي أنزل اللّه تصديقه في سورة المنافقين (4)،لمّا أظهر نفاقهم..إلى أن
ص: 105
قال:و قد روي عنه حديث الغدير بطرق متعددة تقرب من عشرة 1،
ص: 106
و له روايات كثيرة في فضل علي عليه السلام،و مناقب أهل البيت عليهم السلام،توفّي رحمه اللّه سنة ستين أو ثمان و ستين (1).انتهى.
و قد مرّ (2)في ترجمة:أنس بن مالك نقلنا عن ابن أبي الحديد في شرح النهج (3):إنّ عدّة من الصحابة و التابعين كانوا منحرفين عن عليّ عليه السلام،
ص: 107
كاتمين مناقبه حبّا للدنيا،فناشد جمعا على سماع حديث:«من كنت مولاه فهذا علي مولاه»..إلى أن قال:و كان ممّن أنكر عليه ذلك اليوم زيد بن أرقم،فدعا عليه بالعمى،فكفّ بصره.
و لكن ينافيه ما نقلنا هناك من رواية الكشي (1)الناطقة بأنّ من دعا
ص: 108
(1) -ابن عازب،و الأشعث بن قيس الكندي،و خالد بن يزيد البجلي»،ثم أقبل على أنس، فقال:«يا أنس!إن كنت سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:«من كنت مولاه فهذا علي مولاه»ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة،و أما أنت يا أشعث!فإن كنت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يقول:«من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللّهم وال من والاه و عاد من عاداه»،ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك اللّه حتى يذهب بكريمتيك»..إلى أن قال:قال جابر بن عبد اللّه:و لقد رأيت الأشعث ابن قيس و قد ذهبت كريمتاه،و هو يقول:الحمد للّه الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا و لم يدع عليّ بالعذاب في الآخرة فاعذّب..
أقول:في رجال الكشي أنّ الذي دعا أمير المؤمنين عليه السلام عليه بالعمى هو: البراء بن عازب،و الذي في الخصال و الأمالي:الأشعث بن قيس،و في الإرشاد للشيخ المفيد رحمه اللّه تعالى:167،و شرح نهج البلاغة 74/4 في ذكر المنحرفين عن علي عليه السلام ذكر أنّه زيد بن أرقم عمى بدعائه عليه،و من المعلوم لمن تصفّح المصادر التاريخية و الرجالية أنّ الذي عمى بدعائه عليه السلام واحد لا أكثر،فمن هو هذا الأعمى؟لم أجد في المصادر المتوفرة لديّ من أشير إليه من هؤلاء الثلاثة بالعمى سوى البراء بن عازب،فإنّ ابن قتيبة في المعارف:587 تحت عنوان(المكافيف)عدّه مكفوفا،و عليه فالراجح أنّه الذي عمى بدعاء أمير المؤمنين عليه السلام و ليس غيره، نعم ذكر بعض العامة في ترجمة:زيد بن أرقم أنّه عمى بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،ثم ردّ اللّه تعالى شأنه بصره عليه،ذكر ذلك في تهذيب تاريخ دمشق الكبير 439/5 لابن عساكر،و الوافي بالوفيات 22/15 برقم 26..و غيرهما،و كان ذلك قبل واقعة الطف،لأنّه روى الخوارزمي في مقتله 45/2-46،بسنده:..عن زيد بن أرقم، قال:كنت جالسا عند عبيد اللّه بن زياد إذ أتى برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه،فأخذ قضيبه فوضعه بين شفتيه،فقلت له:إنّك لتضع قضيبك في موضع طالما لثمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فقال:قم إنّك شيخ قد ذهب عقلك.و جاء هذا الحديث في المراسيل،و فيه زيادة،قال زيد بن أرقم:نحّ قضيبك هذا فطالما رأيت شفتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على هاتين الشفتين..ثم رفع زيد صوته-
ص: 109
عليه بالعمى هو البراء بن عازب،و ما نقلنا (1)في البراء بن عازب من رواية أمالي الصدوق رحمه اللّه (2)و خصاله (3)الناطقتين بأنّ من دعا عليه السلام عليه بالعمى هو:الأشعث بن قيس،و ليس في الخبرين ذكر من زيد بن أرقم.بل مرّ (4)في ترجمة:جابر بن عبد اللّه الأنصاري،عدّ زيد
ص: 110
ابن أرقم من السبعة الذين وفوا بما التزموا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالمودّة في القربى،في الخبر الذي رويناه عن نور الثقلين (1).
ص: 111
(1) -أعجب و أعجب..!
أقول:هذا التناقض يوجب الريب في صحتها،فإنّه تارة يروي أنّه كان في غرفته، و اخرى بأنّه كان في مجلس عبيد اللّه،و ثالثة أنّه كان في مجلس يزيد بن معاوية،ثم على فرض صحة إحدى هذه الروايات فما هي الغميزة عليه،فإنّ الحضور عند امراء زمانهم كان على الأفراد النابهين إلزاميّا،بل حتى الحضور في الصلوات جماعة كان ممّا يؤاخذ على تركها،فلا غميزة على المترجم من هذه الجهة،نعم لقائل أن يقول:زيد كان صحابيا عاش زمن جدّ الحسين و أبيه و أخيه عليهم أفضل الصلاة و السلام،فلما ذا لم يكن مثل ابن عفيف الأزدي عند ما رفع صوته ابن سمية ابن العاهرة و حفيد العاهرة لعنه اللّه لعن عاد و ثمود بقوله:الحمد للّه الذي أظهر الحق و أهله،و نصر أمير المؤمنين يزيد و حزبه و قتل الكذّاب ابن الكذّاب..و لم ينكر عليه أحد فقام ابن عفيف،و قال: يا بن مرجانة!الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك و الذي ولاّك و أبوه،يا بن مرجانة! أ تقتلون أبناء النبيّين و تتكلّمون بكلام الصدّيقين،فقال ابن زياد:من هذا المتكلم؟!قال ابن عفيف:أنا المتكلم يا عدوّ اللّه،أ تقتلون الذرية الطاهرة التي أذهب اللّه عنهم الرجس،و تزعم أنّك على دين الإسلام..وا غوثا أين أولاد المهاجرين و الأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين على لسان محمّد رسول ربّ العالمين..؟
و جوابه:أنّ الجوّ الذي كان يعيشه زيد،و الظروف التي كانت تحيط به ربّما كانت تسوغ له التقية،ثم ليس كلّ أحد بمنزلة واحدة في الإقدام و الشجاعة و التفاني في سبيل الحقّ،فإنكاره في مجلس ابن زياد أو يزيد دليل ولائه لهم عليهم السلام.
المترجم في مجاميع العامة
في تهذيب الكمال 9/10-12 برقم 2087،قال:زيد بن أرقم..إلى أن قال:غزا مع النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم سبع عشرة غزوة،روى عن النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،و عن علي بن أبي طالب[صلوات اللّه عليه].. ثم ذكر جمعا ممّن رووا عنه..إلى أن قال:و هو الذي رفع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم عن عبد اللّه بن أبي بن سلول قوله:لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل..فأكذبه عبد اللّه بن أبي و حلف ما قال،فأنزل اللّه تعالى-
ص: 112
(1) -تصديق زيد بن أرقم،قيل:كان ذلك في غزوة بني المصطلق،و قيل:في غزوة تبوك. و شهد صفين مع عليّ[صلوات اللّه عليه]،و كان من خواص أصحابه.قال خليفة بن خياط:مات بالكوفة أيام المختار سنة ست و ستين،و قال الهيثم بن عدي و غير واحد: مات سنة ثمان و ستين.
و عنونه في تهذيب تاريخ دمشق الكبير 439/5 و ذكر الاختلاف في كنيته،ثم قال: سكن الكوفة و روى عن النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم أحاديث،روى عنه جماعة، ثم بسنده قال:..قال أنس بن مالك:حزنت على من أصيب بالحرّة من قومي فكتبت إلى زيد بن أرقم و بلغته شدة حزني..إلى أن قال:و قال البخاري في التاريخ:سكن الكوفة،و شهد مع علي[صلوات اللّه عليه]المشاهد.و قال الحاكم:غزا مع النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم سبع عشرة غزوة..إلى أن قال:إنّ النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم دخل على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به،فقال: «ليس عليك من مرضك هذا بأس،و لكنّه كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت»،فقال: إذن أحتسب و أصبر،قال:«إذن تدخل الجنة بغير حساب»،قال:فعمى بعد ما مات النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،ثم ردّ اللّه عليه بصره،ثم مات..،ثم ذكر له ترجمة مفصّلة.
و في تهذيب التهذيب 394/3 برقم 727،قال:زيد بن أرقم..و ذكر نسبه و الاختلاف في كنيته و من روى عنه و رووا عنه،ثمّ قال:و هو الذي أنزل اللّه تصديقه في سورة المنافقين،و شهد صفين مع علي[صلوات اللّه عليه]و كان من خواصّه..
و قال في الكاشف 326/1 برقم 1738:زيد بن أرقم الخزرجي،بالكوفة،غزا سبع عشرة مرّة،عنه طاوس،و أبو إسحاق،و كان من خواص علي[صلوات اللّه عليه]، توفّي سنة 68،و قيل:سنة 66.
و في الاستيعاب 190/1 برقم 816،قال:زيد بن أرقم..إلى أن قال:كانت وفاته في سنة 68،و زيد بن أرقم هو الذي رفع إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن عبد اللّه بن أبيّ بن سلول..إلى أن قال:و شهد زيد بن أرقم مع علي رضي اللّه عنه [صلوات اللّه عليه]صفين،و هو معدود في خاصة أصحابه..
و في اسد الغابة 219/2-بعد أن عنونه و نقل قصة عبد اللّه بن أبيّ،و نزول الآية بتصديق زيد-قال:و شهد مع علي[صلوات اللّه عليه]صفين و هو معدود في-
ص: 113
نعم عن البحار (1)أنّه قال زيد بن أرقم:كنت أنا ممّن كتم شهادة:«من كنت مولاه فعلي مولاه»فذهب اللّه ببصري..و كان يندم على ما فاته،و يستغفر اللّه.
و فيه (2)أيضا:أنّه أصاب دعاؤه جماعة منهم:زيد بن أرقم،فإنّه قد عمى.
و لكن ينافي ذلك عدّه إيّاه في الوجيزة (3)ممدوحا.
و عن دعائم الإسلام (4)عن علي عليه السلام أنّه:عاد زيد بن أرقم فلمّا
ص: 114
دخل عليه السلام عليه،قال:مرحبا يا أمير المؤمنين عائدا.و هو علينا عائب (1)،قال علي عليه السلام:«إنّ ذلك لم يكن يمنعني عن عيادتك،إنّه من عاد مريضا التماس رحمة اللّه عزّ و جلّ و تنجّز موعوده،كان في خريف الجنّة ما دام جالسا عند المريض»..الحديث.
دلّ على تقرير أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه على كونه عليه السلام عائبا له (2)(3).
ص: 115
( -حمّاد الأنصاري،عن زيد بن اسامة،قال:كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق عليه السلام..و لكن في أمالي الشيخ: 318 حديث 646:زيد أبو أسامة،و كذلك في بحار الأنوار 119/101 حديث 4 و هو الصحيح؛لأنّه لا يوجد في الأسانيد أو المعاجم الرجالية زيد بن اسامة.
حصيلة البحث يحتمل اتحاده مع زيد أبو اسامة المعنون في المتن،و على فرض التعدّد تكشف روايته عن حسن عقيدته و إماميته.
[8724] 167-زيد بن إسحاق
جاء في الكافي 578/4 باب زيارة قبر أبي عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السلام حديث 4:علي بن إبراهيم،عن أبيه،عن ابن أبي نجران،عن زيد بن إسحاق،عن الحسن بن عطيّة،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و عنه في وسائل الشيعة 517/14 حديث 19726 مثله،و لكن في بحار الأنوار 151/101 حديث 2:يزيد بن إسحاق و هو الصحيح،و هو: يزيد بن إسحاق شعر الآتي في محله.
حصيلة البحث الظاهر إنّ زيد مصحف:يزيد و هو يزيد بن إسحاق شعر،الذي يروي عن الحسن بن عطية،و ستأتي ترجمته في محلها من المصنف رحمه اللّه.
ص: 116
[8725]
[8727]
و ظاهره كونه إماميّا،و لم أقف فيه على مدح يلحقه بالحسان (1).
ص: 119
[8729]
و اخرى (1):من أصحاب الصادق عليه السلام بقوله:زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب المدني العدوي،فيه نظر.انتهى.
و قال في القسم الأوّل (2)من الخلاصة (3):زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب،من أصحاب الصادق عليه السلام المدني العدوي،قال الشيخ رحمه اللّه:فيه نظر.انتهى.
و عدّه ابن داود (4)في القسمين،و نقل فيهما جميعا نظر الشيخ رحمه اللّه فيه.
ص: 121
(4) -و أبي هريرة،و عائشة،و جابر،و ربيعة بن عباد الديلمي،و سلمة بن الأكوع،و أنس، و أبي صالح السمّان،و بسر بن سعيد،و الأعرج،و علي بن الحسين،و عبد الرحمن بن و علة،و عبد الرحمن بن أبي سعيد،و القعقاع بن حكيم،و عياض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح،و الأعرج،و ام الدرداء..و غيرهم.و عنه أولاده الثلاثة:اسامة و عبد اللّه و عبد الرحمن،و مالك،و ابن عجلان،و ابن جريح،و سليمان بن بلال،و حفص بن ميسرة،و داود بن قيس الفراء..إلى أن قال:كان زيد بن أسلم رجلا صالحا،و كان في حفظه شيء،و قال ابن سعد:كان كثير الحديث،توفّي قبل خروج محمّد بن عبد اللّه بن الحسن..إلى أن قال:و ذكره ابن حبّان في الثقات،و ذكر ابن عبد البرّ في مقدمة التمهيد ما يدلّ على أنّه كان يدلّس.
و قال في شذرات الذهب 194/1 في حوادث سنة ست و ثلاثين و مائة:و فيها زيد ابن أسلم العدوي مولاهم الفقيه العابد،لقي ابن عمر و جماعة،و كانت له حلقة للفتوى و العلم بالمدينة.قال أبو حازم الأعرج:لقد رأيتنا في حلقة زيد بن أسلم أربعين فقيها، أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا،و نقل البخاري أنّ زين العابدين بن[كذا]علي ابن الحسين[عليهما السلام]كان يجلس إلى زيد بن أسلم!
و في التاريخ الكبير للبخاري 387/3 برقم 1287،قال:زيد بن أسلم أبو أسامة مولى عمر بن الخطاب العدوي القرشي سمع ابن عمر،قال ابن المنذر،عن زيد بن عبد الرحمن:توفي سنة استخلف أبو جعفر في ذي الحجة في العشر الأول سنة 136، و قال زكريا بن عديّ:حدّثنا هشيم،عن محمّد بن عبد الرحمن القرشي،كان علي بن الحسين[عليهما السلام]يجلس إلى زيد بن أسلم و يتخطّى مجالس قومه،فقال له نافع ابن جبير بن مطعم:تخطى مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب؟فقال:إنّما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه.
و في الكاشف 336/1 برقم 1739،قال:زيد بن أسلم الفقيه العمري.عن أبيه، و ابن عمر،و جابر.و عنه مالك،و الدراوردي.قال ابن عجلان:ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم.و قال أبو حازم الأعرج:لا يريني اللّه يوم زيد،توفي سنة 136.
و في الجرح و التعديل 555/3 برقم 2511،ذكر بعد العنوان بسنده:..عن حماد بن زيد،قال:قدمت المدينة و زيد بن أسلم حي،فسألت عبيد اللّه بن عمر،فقلت:إنّ الناس يتكلمون فيه،فقال:ما أعلم به بأسا،إلاّ أنّه يفسّر القرآن برأيه،ثم نقل توثيق-
ص: 122
[8731]
[8733]
أسند عنه.
و ظاهره كونه إماميا،إلاّ أنّ حاله مجهول.
( -غير معلوم الحال.
[8735] 172-زيد بن بكير بن حسن[حبيس]الكوفي
كذا عنونه القهپائي في مجمع الرجال 77/3،و مثله التفريشي في نقد الرجال:142 برقم 6[المحقّقة 282/2 برقم(2118)]،و الأردبيلي في جامع الرواة 341/1..و غيرها،كلا نقلا عن رجال الشيخ رحمه اللّه..إلاّ أنّ المصنف رحمه اللّه تبعا لرجال الشيخ رحمه اللّه المطبوع عنونه ب:زيد بن بكر..و أشار إلى نسخة بكيرا-مصغّرا-كما صرّح بوجود نسخة:حبيس-بالحاء المهملة المضمومة،و الباء الموحّدة من تحت المفتوحة،و الياء المثناة من تحت الساكنة،و السين المهملة-.
حصيلة البحث لم يذكر المعنون له ما يبيّن حاله،فهو مهمل.
[8736] 173-زيد بن بكير السلمي
كذا جاء نسخة بدلا عن:زيد بن بكر-الذي عنونه المصنف رحمه اللّه تبعا للشيخ الطوسي في رجاله:197 برقم 29،و كأن نسخة القهپائي-كما في مجمع الرجال 77/3-و كذا الأردبيلي-كما في جامع الرواة 341/1-كانت-كذلك-بالتصغير،و كلاهما نقلا العنوان عن رجال الشيخ رحمه اللّه..
حصيلة البحث سواء أ كان المعنون بكرا أو بكيرا فهو مهمل،لم يرد في المعاجم الرجالية و الحديثية ما يوضّح حاله.
ص: 128
[8737]
التغلبي كوفي
[8738]
[8739]
الأنصاري الخزرجي النجاري (1)
قد عدّ الشيخ رحمه اللّه في رجاله (2)زيد بن ثابت من أصحاب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم (3).
و روى في التهذيب (4)عن ثعلبة بن ميمون،عن أبي بصير،عن أبي جعفر عليه السلام،قال:«الحكم حكمان،حكم اللّه،و حكم الجاهلية»..[إلى أن قال:]و أشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
قلت:يعني لقد حكم في المواريث بحكم الجاهلية،فإنّه عمل بالعول و التعصيب..و غيرهما اجتهادا منه،و عملا برأيه،و اتّباعا لعمر،و خلافا على أمير المؤمنين عليه السلام.
و قال المقدسي (5):زيد بن ثابت بن الضّحاك،يسمّى (6):أبا خارجة،
ص: 131
و يقال (1):أبا سعيد،و يقال:أبا عبد الرحمن،كاتب النبي،و هو أخو يزيد بن ثابت،سمع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،مات سنة إحدى و خمسين في ولاية معاوية.و قيل:إنّه مات سنة خمس و أربعين،و صلّى عليه مروان.انتهى.
و في اسد الغابة (2)إنّه:كان عمره حين قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
ص: 132
إلى المدينة إحدى عشرة سنة،و كان يوم بعاث (1)ابن ستّ سنين،و فيها قتل أبوه،و استصغره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم بدر،[فرده] (2)و شهد احدا،و قيل:لم يشهدها،و إنّما شهد الخندق أوّل مشاهده،و كان ينقل التراب مع المسلمين..إلى أن قال:و كان زيد يكتب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الوحي..و غيره،و كانت ترد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كتب بالسريانية،فأمر زيدا فتعلّمها،و كتب بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
ص: 133
لأبي بكر و عمر..إلى أن قال:و رمي يوم اليمامة بسهم فلم يضرّه،و كان أعلم الصحابة بالفرائض،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أفرضكم زيد»فأخذ الشافعي بقوله في الفرائض عملا بهذا الحديث،و كان من أعلم الصحابة،و الراسخين في العلم..إلى أن قال:و كان على بيت المال لعثمان..إلى أن قال:و كان زيد عثمانيا (1)،و لم يشهد مع علي عليه السلام شيئا من حروبه،
ص: 134
و كان يظهر فضل علي و تعظيمه..إلى أن قال:و توفي سنة خمس و أربعين، و قيل:اثنتان،و قيل:ثلاث و أربعين،و قيل:سنة إحدى و خمسين،و قيل:
اثنتان،و قيل:خمس و خمسون،و صلى عليه مروان بن الحكم.انتهى المهمّ مما في اسد الغابة.
و في كونه عثمانيّا كفاية في بيان حاله.
(7) حصيلة البحث المعنون و إن كان قدم على مولى الموحدين أمير المؤمنين عليه السلام مع جماعة عند نزوله الكوفة إلاّ إنا لا نعرف عن سيرته شيء،و لذلك أعدّه مهملا.
[8742] 176-زيد بن جبير
جاء في التوحيد للشيخ الصدوق:66 باب 2 حديث 20،بسنده:.. عن إسماعيل بن أبان،عن زيد بن جبير،عن جابر الجعفي،قال:جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبي جعفر عليه السلام..،و عنه في بحار الأنوار 66/57 حديث 44 مثله.
أقول:و في الفصول المهمة 144/1 حديث 50:سعيد بن جبير.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8743] 177-زيد بن جعفر العلوي المحمّدي الشريف أبو الحسين
يروي عنه أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن كما في كتاب نور الهدى،الذي روى عنه ابن طاوس في كتاب التحصين،و هو غير زيد ابن ناصر العلوي الآتي،فراجع.
و لصاحب الترجمة كتاب الدعاء الذي نقل عنه ابن طاوس في الإقبال: 452 الطبعة الحجرية[و في طبعة بيروت:761]دعاء أوّل ليلة الغدير، قال ما لفظه:وجد في كتاب الشريف الجليل أبي الحسين زيد بن جعفر المحمدي بالكوفة،أخرج إليّ أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه الغضائري-
ص: 137
(7) -جزأ عتيقا بخط أبي غالب أحمد بن محمّد الزاري[خ.ل:الرازي] فيه أدعية بغير أسانيد،من جملتها هذا الدعاء منسوبا إلى ليلة الغدير..
و في جمال الأسبوع:40،قال:حدّث الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،قال:حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن جعفر الحميري،قال:حدّثنا الحسين بن أحمد بن إبراهيم البوشنجي،قال: حدّثنا عبد اللّه بن موسى السلامي،قال:حدّثنا علي بن إبراهيم البغدادي، قال:حدّثنا عبد اللّه بن محمّد القرشي،قال:سمعت أبا الحسن العلوي يقول:سمعت أبا محمّد الحسن بن علي العلوي-و هو الذي تسمّيه الإمامية:المؤدّي،يعني صاحب العسكر الآخر عليه السلام-يقول: قرأت من كتب آبائي عليهم السلام..
و في صفحة 41:و حدّث الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،عن أبي عبد اللّه الحسين بن جعفر الحميري بإسناده الأوّل عن الحسن بن علي العسكري عليهما السلام..
و في صفحة:385،قال:و هذه الرواية حدث أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،قال:حدّثني أبو الحسين أحمد بن محمّد بن سعيد الكاتب،قال:حدّثني أبو العباس أحمد بن سعيد الهمداني ابن عقدة..
و قال في صفحة:512-513:ما حدّث به الشريف الجليل أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،قال:حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن الحسن العلوي الغفراني.
و في مهج الدعوات:42،قال:دعاء اليماني برواية اخرى..إلى أن قال:و هذا لفظ ما وجدناه،حدّثنا السيّد الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،قال:حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عبد اللّه السباط [خ.ل:البساط]قراءة عليه.
و أيضا في مهج الدعوات:132 في سند الحرز اليماني،قال:و هذا لفظ ما وجدناه؛حدّثنا السيّد الشريف أبو الحسين زيد بن جعفر العلوي المحمدي،قال:حدّثنا محمّد بن عبد اللّه..و في الإقبال:452 في أدعية-
ص: 138
(7) -ليلة عيد الغدير،قال:وجد في كتاب الشريف الجليل أبي الحسين زيد بن جعفر المحمدي بالكوفة..
و في بحار الأنوار 10/90،قال:و هذه الرواية حدث أبو الحسين زيد ابن جعفر العلوي المحمدي،عن أبي الحسين أحمد بن محمّد بن سعيد الكاتب،عن أبي العباس أحمد بن سعيد الهمداني ابن عقدة..و صفحة: 278 باب 102 حديث 42،قال:حدث الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن الحسين بن جعفر الحميري..
و في بحار الأنوار 246/95 باب 107 حديث 32،و صفحة:100 باب 17 ذيل حديث 21 عن المزار الكبير،بسنده:..عن محمد بن عبد اللّه بن زيد النهشلي،عن أبيه،عن الشريف زيد بن جعفر العلوي،عن محمّد بن وهبان..
و قال في تاريخ بغداد 451/8 برقم 4565:زيد بن جعفر بن علي بن الحسين بن زيد بن جعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن محمّد ابن علي بن أبي طالب،أبو الحسين،من ساكني الكوفة قدم علينا في سنة 431،و حدّثنا عن علي بن محمّد بن موسى التمار البصري و محمّد بن جعفر بن النجار الكوفي،و كان صدوقا..إلى أن قال:سألته عن مولده، قال:ولدت بالبصرة نحو سنة 370،و بلغنا أنّه مات بالكوفة سنة 448.
حصيلة البحث لم يذكر المعنون أرباب الجرح و التعديل فهو مهمل اصطلاحا،لكن رواياته و بعض القرائن توجب عدّه حسنا،و عليه فلا ينبغي التأمّل في حسن المعنون و جلالته،هذا ما اعتقده،و اللّه العالم.
[8744] 178-زيد بن جعفر بن محمّد بن حاجب
جاء في بشارة المصطفى:73،بسنده:..قالا:أخبرنا أبو عبد اللّه-
ص: 139
(7) -محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلويّ،قال:أخبرنا زيد بن جعفر بن محمّد بن حاجب،قال:حدّثنا أبو العباس محمّد بن الحسين بن هارون..و في الطبعة الجديدة:118 حديث 60،و فيه:جعفر بن محمّد ابن حاجب.
و في صفحة:87[و في الطبعة المحقّقة:123 حديث 69]،بسنده:.. قال:أخبرنا جعفر بن محمّد الجعفري و زيد بن جعفر بن حاجب،قالا: حدّثنا محمّد بن القاسم المحاربي قراءة..
و في بحار الأنوار 132/68 باب 18 حديث 64،بسنده:..عن جعفر بن محمّد الجعفري و زيد بن جعفر بن الحاجب،عن محمّد بن القاسم المحاربي..
و في بحار الأنوار 195/27 حديث 54،بسنده:..عن زيد بن جعفر ابن محمّد بن حاجب..
و في مستدرك وسائل الشيعة 168/1 حديث 271-272.
أقول:في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس:82،قال: زيد بن جعفر بن محمّد بن حاجب أبو الحسين الخزاز بالكوفة قرأ عليه الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن الشجري مؤلف كتاب(التعازي)..و غيره،و أكثر النقل عن زيد هذا في كتابه(فضل زيارة الحسين)،و في بعضها يقول:أخبرنا زيد بن حاجب في كتابه إلينا،و في بعضها:أجازني زيد ابن حاجب،و يروي زيد بن حاجب،عن أحمد بن محمّد بن سعيد في بعض رواياته.و مراده ابن عقدة ظاهرا المتوفي سنة 333،و يأتي أنّ الشريف الشجري القارئ على صاحب الترجمة توفي سنة 455،فيظهر أنّ ابن حاجب الخزاز كان في أوائل هذا القرن،و قد ترجمته في المائة الرابعة،و في صفحة:132،قال: لاحتمال عدم بلوغه إلى هذا القرن،و كانت رواية الشجري عنه بالكتابة و الإجازة،لكنه صرّح في الحديث الأوّل من فضل زيارة الحسين[عليه السلام]بأنّه قرأه عليه.
ص: 140
(حصيلة البحث المعنون مهمل و رواياته سديدة.
[8745] 179-زيد بن جعفر بن محمّد بن الحسين الخزّاز أبو الحسين
جاء في كفاية الأثر:180 باب ما جاء عن أمّ سلمة،بسنده:.. قال:حدّثنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن محمّد بن الحسين الخزّاز بالكوفة في سنة 377،قال:حدّثنا العبّاس بن العباس الجوهري ببغداد..
و لاحظ:بحار الأنوار 346/36 باب 41 حديث 213 عنه.
و قال شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع:132: زيد بن جعفر بن محمّد بن الحسين أبو الحسين الخزّاز بالكوفة،روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمّد بن محمّد بن منده سنة 377،و يروي عن ابن منده علي بن محمّد بن علي الخزّاز في كفاية الأثر حديث ام سلمة في النصّ على الأئمّة الاثني عشر،و يروي عنه كثيرا الشريف الشجري محمّد بن علي بن الحسن الحسيني مؤلّف كتاب التعازي،في كتاب فضل زيارة الحسين[عليه السلام]:و قد توفي الشجري هذا-كما في: المنتظم لابن الجوزي سنة 455-فاحتملنا بقاء صاحب الترجمة إلى أوائل القرن الخامس،و لذا ترجمنا له هناك مبسطا.
و قد عنون بعضهم:الخزار المتقدم و المحمدي بعنوانين،و شيخنا الطهراني جزم باتحادهما،فتدبر.
حصيلة البحث لم يعنونه أرباب الجرح و التعديل و لذلك يعدّ مهملا،إلاّ أنّ القرائن-و منها رواياته-تفيد حسنه فهو عندي حسن،و اللّه العالم.
ص: 141
[8746]
الهلالي الكوفي
عدّه الشيخ رحمه اللّه (1)تارة:بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه السلام.
ثمّ فيه أيضا (2):زيد بن جهيم الكوفي.
و في بعض النسخ في الموضعين:جهم-بغير ياء قبل الميم-.
و على كل حال؛فظاهره كونه إماميّا،و هو الذي يدلّ عليه صريحا ما رواه الكليني رحمه اللّه في أوّل باب النصّ على أمير المؤمنين عليه السلام من اصول الكافي (3)،مسندا عنه،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،فلاحظ.و الموجود فيه
ص: 142
الجهم-مكبّرا-.
و لم نقف على مدح له يدرجه في الحسان.
[8748]
[8749]
عدّه الشيخ في رجاله (1)من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله:و ليس بأبي أسامة بن زيد.انتهى.
قلت:زيد بن حارثة (2)،هو الذي تبنّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جعله أميرا على سريّة مؤتة فقتل بها،فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصحابه يوم حرب أهل الإسلام فيها،فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«أخذ الراية زيد فأصيب،ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب».
و قد مرّ (3)في ترجمة:جعفر بن أبي طالب الطيّار-روحي فداه-أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين جاءه خبر وفاة جعفر بن أبي طالب،و زيد ابن حارثة،كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدا،و يقول:«كانا يحدّثاني
ص: 145
و يؤنساني،فذهبا جميعا».
و شرح تبنّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إيّاه:أنّ عادة العرب في الجاهلية كانت على أنّه إذا كان لأحد عبد،فأراد أن ينسبه و يلحقه بنسبه فعل ذلك و جاز عندهم،و زوّجه كريمة من العرب فيلحقها بنسبه،فكان هذا من سنن العرب،و قد فعل ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بزيد بن حارثة، اشتراه من سوق عكاظ بمال خديجة،و كان قد سرق من أبيه حارثة الكلبي (1)، و بيع في سوق عكاظ،فاشتراه رسول اللّه (2)صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،
ص: 146
(2) -المؤلف قدّس سرّه في هذه الترجمة أنّما أخذه من اسد الغابة 225/2.
أقول:و قد آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين زيد بن حارثة و حمزة بن عبد المطلب،و إليه أوصى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين حضر القتال،ذكره ابن سعد في طبقاته 9/3،و في صفحة:605،قال:فآخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بين أسيد بن الحضير و زيد بن حارثة.
و قد زوّجه زينب بنت جحش ابنة عمة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و هي التي نزلت الآية الكريمة فيها بقوله تعالى: فَلَمّٰا قَضىٰ زَيْدٌ مِنْهٰا وَطَراً زَوَّجْنٰاكَهٰا، و قد زوجه النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّ أيمن حاضنته و مولاته فولدت اسامة و كنّى به، و ظهر أنّ في الإصابة آخى بينه و بين حمزة بن عبد المطلب،و مثله في اسد الغابة،و لكن في طبقات ابن سعد أنّه:آخى بينه و بين اسيد بن حضير،و الراجح أنّ الإخاء وقع مع حمزة رضوان اللّه تعالى عليه.
قصة مضحكة مخزية
ذكر ابن عبد ربّه في العقد الفريد 99/5-100:في احتجاج المأمون على الفقهاء في فضائل علي عليه السلام،قال المأمون:يا إسحاق!هل تروي حديث الولاية؟ قلت:نعم يا أمير المؤمنين.قال:اروه،ففعلت،قال:يا إسحاق!أ رأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر و عمر ما لم يوجب لهما عليه؟قلت:إنّ الناس ذكروا أنّ الحديث إنّما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه و بين علي،و أنكر ولاء علي، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللّهم وال من والاه و عاد من عاده»،قال:و في أي موضع قال هذا؟أ ليس بعد منصرفه من حجة الوداع؟قلت:أجل.قال:فإن قتل زيد بن حارثة قبل الغدير،كيف رضيت لنفسك بهذا؟أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشرة سنة يقول: مولاي مولى ابن عمّي،أيّها الناس فاعلموا ذلك،أ كنت منكرا عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون و لا يجهلون؟فقلت:اللهم نعم،قال:يا إسحاق!أ فتنزه ابنك عما لا تنزّه عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،ويحكم!لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم،إنّ اللّه جلّ ذكره قال في كتابه: اِتَّخَذُوا أَحْبٰارَهُمْ وَ رُهْبٰانَهُمْ أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ و لم يصلّوا لهم و لا صاموا و لا زعموا أنّهم أرباب،و لكن أمروهم فأطاعوا أمرهم.
ص: 147
فلمّا أظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الدّعوة سارعت خديجة إلى الإسلام،فسارع زيد أيضا إليه،فاستوهبه الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من خديجة ليعتقه،ففعلت خديجة ذلك،فبلغ أباه خبره أنّه مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بمكة،فأقبل إلى مكّة في طلبه،و كان أبوه حارثة من وجوه بني كلب،فصار إلى أبي طالب في جماعة من العرب،فحمل بهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أن يرد عليه ابنه زيدا بعتق أو بيع،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«زيد حرّ،فليذهب حيث شاء»،فقال له أبوه:الحق يا بني بقومك و نسبك و حسبك،فقال زيد:ما كنت لأفارق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فجهد به أبوه،و تلطّف به،فقال:ما أفارق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فقال له أبوه:أتبرّأ منك،فقال له:
فذلك إليك،فقال حارثة:يا معاشر قريش و العرب!إني قد تبرأت من زيد، فليس هو ابني و لا أنا أبوه،فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند ذلك:«يا معاشر قريش!زيد ابني و أنا أبوه»فدعي زيد بن محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على رسمهم الذي كانوا عليه في الجاهلية في أدعيائهم، و كان زيد كذلك حتى هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
ثمّ تزوّج بامرأة زيد بعد مفارقته إياها،فأنكر ذلك جماعة من جهّال الصحابة،فخاضوا فيه خوضا،فأنزل اللّه جلّ ذكره في ذلك يعلمهم العلّة في تزويج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بامرأة زيد: مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ.. (1)..إلى أن قال تعالى: وَ مٰا جَعَلَ
ص: 148
أَدْعِيٰاءَكُمْ أَبْنٰاءَكُمْ.. الآية (1)،ثمّ ذكر العلّة: فَلَمّٰا قَضىٰ زَيْدٌ مِنْهٰا وَطَراً زَوَّجْنٰاكَهٰا.. الآية (2)،فأخبر اللّه سبحانه أنّ الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعل ذلك ليعلم المسلمون أنّ أزواج أدعيائهم عليهم حلال تزويجهنّ بعد مفارقتهنّ،فإنهنّ لسن كأزواج الأبناء اللاّتي حرّمهن اللّه تعالى على الأبناء.
بقي من ترجمة الرجل (3)أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا سيّر الجيش إلى الشام،جعل أميرا عليهم زيد بن حارثة،فقتل زيد في مؤتة من أرض الشام،في جمادى سنة ثمان من الهجرة (4)(5).
ص: 149
( -ثم إمرته من قبله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على الجيش،و شهادته في سبيل الدفاع عن الإسلام..،يرفعه إلى قمّة الوثاقة و الجلالة،بل هو أجلّ من التوثيق،فرضوان اللّه تعالى عليه،و حشرنا اللّه تعالى بفضله و منّه و كرمه في زمرته،بمحمّد و آله الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
[8750] 181-زيد بن حجيّة بن عامر بن حجية ابن عمرو بن عبد اللّه بن عائذ
قال الكلبي في جمهرة النسب:519:زيد بن حجية كان من أصحاب علي بن أبي طالب[أمير المؤمنين]عليه السلام ولاّه الري و دستبى فكسر الخراج،فبعث إليه فحبسه،ثم خرج فلحق بمعاوية.عليه الهاوية.
حصيلة البحث المعنون ضعيف ساقط عامله اللّه تعالى بعدله.
[8751] 182-زيد بن حسّان
جاء في كفاية الأثر:101 باب 13 ما جاء عن زيد بن أرقم حديث 2، بسنده:..عن الأعمش،عن زيد بن حسّان،عن زيد بن أرقم،قال..
و جاء في آخر الباب صفحة:104 ما نصه:..و هذا زيد بن أرقم روى عنه محمّد بن زياد و زيد بن حسان و أبو الضحى.
و رجّح بعض المتأخرين أنّ زيد بن حباب مصحّف:زيد بن حسّان و لا شاهد له.
و عنه في بحار الأنوار 320/36 حديث 172 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 150
[8752]
و ظاهره كونه إماميّا،و لا مدح فيه يلحقه بالحسان.
السجاد عليه السلام.
و في إرشاد المفيد رحمه اللّه (1):إنّ زيد بن الحسن كان يلي صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أسن،و كان جليل القدر،كريم الطبع (2)،كثير البرّ،
ص: 154
و مدحه الشعراء،و قصده الناس من الآفاق (1).انتهى.
و أقول:قد روى في أوائل باب أحوال أصحاب الباقر عليه السلام و أهل زمانه من الخلفاء..و غيرهم من البحار (2)حديثا طويلا (3)عن
ص: 155
(7) -يا زيد!أنت ظالم و محمّد أحقّ بالأمر منك فكفّ عنه و إلاّ قتلتك..فغشي على زيد،فأخذ أبي بيده و انصرفت الشجرة إلى موضعها فحلف زيد أن لا يعرض لأبي و لا يخاصمه.
فانصرف و خرج زيد من يومه إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه،و قال له:أتيتك من عند ساحر كذّاب لا يحلّ لك تركه..و قصّ عليه ما رأى،و كتب عبد الملك إلى عامل المدينة أن ابعث إلىّ محمّد بن عليّ مقيّدا،و قال لزيد..أ رأيتك إن وليتك قتله قتلته..! قال:نعم.[قال:]فلمّا انتهى الكتاب إلى العامل أجاب عبد الملك:ليس كتابي هذا خلافا عليك يا أمير المؤمنين!و لا أردّ أمرك،و لكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة لك و شفقة عليك،و إن الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعفّ منه و لا أزهد و لا أورع منه،و إنّه[ليقرأ]في محرابه فيجتمع عليه الطير و السباع تعجبا لصوته،و إنّ قراءته لتشبه[في بحار الأنوار:كشبه]مزامير داود،و إنّه من أعلم الناس،و أرقّ الناس[و أشدّ الناس] اجتهادا و عبادة،و كرهت لأمير المؤمنين التعرّض له فإنّ اللّه لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم..
فلمّا ورد الكتاب على عبد الملك سرّ بما أنهى إليه الوالي و علم أنّه قد نصحه،فدعى بزيد ابن الحسن فأقرأه الكتاب،فقال[زيد]:أعطاه و أرضاه.فقال عبد الملك:فهل تعرف أمرا غير هذا؟!قال:نعم،عنده سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سيفه و درعه و خاتمه و عصاه و تركته..فاكتب إليه فيه،فإن هو لم يبعث به فقد وجدت إلى قتله سبيلا.
فكتب عبد الملك إلى العامل أن احمل إلى أبي جعفر محمّد بن علي ألف ألف درهم [و]ليعطيك ما عنده من ميراث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،فأتى العامل منزل أبي[جعفر]فأقرأه الكتاب،فقال:أجّلني أياما،قال:نعم،فهيأ أبي متاعا[مكان كل شيء] ثم حمله و دفعه إلى العامل،فبعث به إلى عبد الملك و سرّ به سرورا شديدا،فأرسل إلى زيد فعرض عليه،فقال زيد:و اللّه ما بعث إليك من متاع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قليلا و لا كثيرا،فكتب عبد الملك إلى أبي:إنك أخذت ما لنا و لم ترسل إلينا بما طلبنا.
فكتب إليه أبي:«إنّي قد بعثت اليك بما قد رأيت،فإن شئت كان ما طلبت و إن شئت لم يكن»..فصدّقه عبد الملك و جمع أهل الشام،و قال:هذا متاع رسول اللّه(ص)قد أتيت به، ثم أخذ زيدا و قيّده و بعث به[إلى أبي]و قال له:لو لا إني[لا]أريد أن أبتلي [في بحار الأنوار:ابتلي]بدم أحد منكم لقتلتك،و كتب إلى أبي[جعفر]عليه السلام:أني بعثت إليك ابن عمك فأحسن أدبه..فلمّا أتى به[اطلق عنه و كساه،ثم إنّ زيدا ذهب إلى-
ص: 156
الخرائج و الجرائح (1)،عن أبي بصير،عن أبي عبد اللّه عليه السلام في مخاصمة زيد بن الحسن مع زيد بن علي في صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و توكيل زيد بن علي عليه السلام-بعد واقعة بينهما-مولانا الباقر عليه السلام، و احتجاج الباقر عليه السلام عليه بمعجزات باهرة،تضمّن سعي زيد بن الحسن
ص: 157
في قتل مولانا الباقر عليه السلام.
فإن كان ذاك هذا الذي نحن بصدد ترجمته-كما هو ظاهر قول الشيخ المفيد رحمه اللّه:كان يلي صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..إلى آخره- فمدح الشيخ رحمه اللّه له و سكوته عن فعله هذا غريب،إلاّ أن يكون لم يقف الشيخ المفيد رحمه اللّه على الخبر،أو بان له كونه غير هذا،و إلاّ كان ينبغي إبدال مدحه بجلالة القدر بلعنه و التعوّذ إلى اللّه تعالى من فعله الشنيع.
و حيث إنّ اتّحاد الرجل قويّ،فالإعراض عن روايته لازم.
إلاّ أن يقال:إنّ روايته قبل فعله هذا من الحسان لكونه إماميّا من أصحاب السجاد عليه السلام ممدوحا،و عروض الفسق أو الكفر له بفعله ذاك لا يفسد ما رواه في زمان استقامته،فتأمّل (1).
ص: 158
(1) -إلى القاسم بن محمّد و سالم بن عبد اللّه[بن عمر بن الخطاب]يستشيرهما،قال:فأقاما ربيعة معهم،فذكر لهما ذلك،و قال:إنّي لم أكن آمن من الوليد على دمي لو لم أجبه، فقد كتبت هذا الكتاب،فترون أن أحلف،قالوا:لا تحلف و لا تبادر[لا تبارز]اللّه عزّ و جلّ عند منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،فإنا نرجوا أن ينجيك اللّه عزّ و جلّ بالصدق،فأقرّ بالكتاب و لم يحلف،فكتب بذلك أبو بكر،فكتب سليمان إلى أبي بكر أن يضربه مائة سوط،و يدر عنه عباءة و يمشيه حافيا،قال:فحبس عمر بن عبد العزيز الرسول من عسكر سليمان،و قال:لا تخرج حتى أكلّم أمير المؤمنين فيما كتب في زيد بن حسن لعلّي استطيب نفسه فيترك هذا الكتاب،قال:فجلس الرسول و مرض سليمان،فقال للرسول:لا تخرج فإنّ أمير المؤمنين مريض..إلى أن قال: و افضى الأمر إلى عمر بن العزيز فدعا بالكتاب فخرقه..
و في تهذيب تاريخ دمشق 463/5-464-بعد أن عنونه و ذكر نسبه-قال:و أخرج عن أبي معشر،قال:كان علي بن أبي طالب[عليه السلام]اشترط في صدقته أنّها إلى ذي الدين و الفضل من أكابر ولده،قال:فانتهت صدقته في زمن الوليد بن عبد الملك إلى زيد بن الحسن فنازعه فيها أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفية،فقال:أنت تعلم أنّي و إياك في النسب سواء إلى جدنا علي[عليه السلام]،و إن كانت فاطمة[عليها السلام] لم تلدني و ولدتك،فإنّ هذه الصدقة لعلي[عليه السلام]و ليست لفاطمة[عليها السلام]، و أنا أفقه منك،و أعلم بالكتاب و السنة،و طالت المنازعة بينهما فخرج زيد من المدينة إلى الوليد بن عبد الملك و هو بدمشق،فكبر عنده على أبي هاشم،و أعلمه أن له شيعة بالعراق يتخذونه إماما،و أنّه يدعو إلى نفسه حيث كان،فوقع ذلك في نفس الوليد و وقّر في صدره و صدّق زيدا فيما ذكره و حمله منه على جهة النصيحة،و تزوّج ابنته نفيسة بنت زيد،و كتب الوليد إلى عامله بالمدينة في إشخاص أبي هاشم إليه،و أنفذ بكتابه رسولا قاصدا يأتي بأبي هاشم،فلمّا وصل إلى باب الوليد أمر بحبسه في السجن فمكث فيه مدّة،فوفد في أمره علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب[عليهم السلام] فقدم على الوليد،فكان أوّل ما افتتح به كلامه حين دخل عليه أنّه قال: يا أمير المؤمنين!ما بال آل أبي بكر و آل عمر و آل عثمان يتقرّبون بآبائهم فيكرمون و يحبون،و آل رسول اللّه[صلّى اللّه عليه و آله و سلّم]يتقرّبون به فلا ينفعهم ذلك،فبم حبست ابن عمي عبد اللّه بن محمّد طول هذه المدّة؟!فقال له:يقول ابن عمكما زيد:
ص: 159
[زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام] (1)
[قال في عمدة الطالب (2):إنه:كان يكنى:أبا الحسين،و قال الموضح النسّابة:أبا الحسن،و كان يتولى صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و تخلّف عن عمّه الحسين،فلم يخرج معه إلى العراق و بايع بعد قتل عمّه الحسين عليه السلام عبد اللّه بن الزبير؛لأنّ أخته لأمّه و أبيه كانت تحت عبد اللّه بن الزبير،قاله أبو نصر البخاري.فلمّا قتل عبد اللّه أخذ زيد (3)بيد أخته و رجع إلى المدينة و له (4)مع الحجاج قصة،و كان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا،عاش مائة سنة،و قيل:خمسا و تسعين،و قيل:تسعين،و كانت وفاة زيد بن الحسن سنة عشرين و مائة (5)،و مات بين مكة و المدينة بموضع يقال له:حاجر،و ام
ص: 160
زيد فاطمة بنت أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري.
انتهى ما في العمدة (1).
و أقول:قد عنونا (2)في باب الزاي:زيد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أبي الحسين الهاشمي مريدا ب:الحسن الأوّل:الحسن المثنى،و لكن ملاحظة تكنية كليهما ب:أبي الحسين و وصفيهما بأنّه:يلي صدقات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،دلّتنا على أنّ الحسن الأوّل هناك وقع سهوا،و أنّ الصواب:زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أبو الحسين الهاشمي،و قد أكّد ذلك أنّا راجعنا كتب الأنساب فلم نجد ذكر ولد للحسن المثنّى يسمّى ب:زيد،بل قالوا:إنّه أعقب من خمسة رجال:عبد اللّه المحض،و إبراهيم الغمر،و الحسن المثلث،و أمهم فاطمة بنت الحسين عليه السلام،و من داود و جعفر و أمهما ام ولد رومية تدعى:حبيبة-قال في هامش عمدة الطالب نقلا عن مناهل الضرب-:و هي التي علّمها الإمام الصادق عليه السلام،الدعاء المعروف ب:ام داود،فعقبه خمسة أسباط و ليس منهم زيد،فما صدر منا في باب الزاي من تكرار الحسن بعد زيد تبعا لجملة من كتب الرجال اشتباه] (3)(4).
ص: 161
( -حاله رعاية-لمكان نسبه الشريف-أولى،و لو لا ذلك لحكمت بضعفه بل أكثر من الضعف.
[8754] 183-زيد بن الحسن بن عيسى
جاء بهذا العنوان في إرشاد الشيخ المفيد رحمه اللّه 169/2، بسنده:..عن زيد بن الحسن بن عيسى،عن أبي بكر بن أبي اويس..
و عنه في بحار الأنوار 188/79 حديث 25،و وسائل الشيعة 259/28 حديث 34708 مثله.
حصيلة البحث المعنون ممّن لم يذكر في معاجمنا الرجالية،فهو مهمل.
[8755] 184-زيد بن الحسن الكوفي
جاء في بحار الأنوار 349/32 حديث 333 عن أمالي الشيخين المفيد و الطوسي رحمهما اللّه،بسندهما:..عن زيد بن الحسن الكوفي،عن جعفر بن نجيح:..إلاّ أنّ في أمالي الشيخ 10/1،و أمالي الشيخ المفيد:235 كلاهما:زيد بن الحسين-مصغّرا-الكوفي.
حصيلة البحث المعنون مهمل إلاّ أنّ روايته سديدة.
ص: 162
[8756]
(1) -النبي،و لابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب منها:تلخيص مسائل الذريعة..إلى آخر ما في المعالم..إلى أن قال:ثم أقول:ظني أن ما في المعالم أظهر.
ثم قال:و أعلم أن ابن شهرآشوب نفسه قال في المناقب-في أثناء ذكر كتب الخاصة في أوله-:و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف،و الظاهر أنّ مراده هو هذا الشيخ،لكن فيه أمران:الأوّل أنّه جعل كنيته في المعالم كما عرفت هو أبو القاسم و هنا أبو الحسن.الثاني أنّه لو قلنا بصحة كلام الشيخ منتجب الدين لكان الصواب أبو الحسين مصغّرا كما فيه لا أبو الحسن مكبّرا كما في المناقب،و لعل أمثال ذلك مبني على تعدد الكنى لشخص واحد،أو هو من جهة سهو بعض النسّاخ،فتأمّل.نعم كان كنية ولده:أبو الحسن المشار إليه،و لكن ليس هو بصاحب حلية الأشراف بل والده كما عرفت،و سيجيء في باب الكنى في ترجمة ولده المذكور ما ينفع في هذا المقام.
و قال شيخنا في الذريعة 80/7-81:حلية الأشراف؛للإمام أبي القاسم زيد بن الحاكم الإمام أميرك محمّد بن الحاكم أبي علي الحسيني..إلى آخر نسبه المذكور في أوّل تاريخ بيهق المطبوع،و في مشارب التجارب المذكور في معجم الأدباء 219/13 برقم 32 و كلاهما لولد المؤلف أبي الحسن علي،الموصوف ب:فريد خراسان،و ذكر في المشارب أنّ والده المؤلف للحلية توفي سلخ جمادى الثانية سنة 517،و المؤلف كان من مشايخ ابن شهرآشوب الذي توفي سنة 588 عن مائة سنة إلاّ عشرة أشهر، فتكون ولادته حدود سنة 487،قال في معالم العلماء:أبو القاسم زيد بن الحسين البيهقي له حلية الأشراف،و هي في أنّ أولاد الحسين عليه السلام أولاد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و لابنه فريد خراسان تلخيص مسائل الذريعة،و قال ابن شهرآشوب في أوّل المناقب[12/1]؛و ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف. و مراده أبو القاسم زيد؛لأنّ المناولة تكون من المؤلف اصطلاحا،كما أنّ نسبة زيد في معالم العلماء إلى الحسين نسبة إلى الجد و هي شائعة،ثم قال:ما في فهرست منتجب الدين:الشيخ أبو الحسين..،فمن غلط النساخ فإنّه صرّح فريد خراسان في كتابيه المذكورين بأنّ جدّه الحسين مصغّرا و إن كنية والده:أبو القاسم. انتهى ما في الذريعة.
و لكن في معجم الأدباء 219/13 برقم 32،قال:علي بن زيد أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي مات سنة 565،قال هو في كتب مشارب التجارب:أنا أبو الحسن-
ص: 164
(1) -علي ابن الإمام أبي القاسم زيد بن الحاكم الإمام أميرك محمّد بن الحاكم أبي علي الحسين بن أبي سليمان..و منه يعلم أنّ ما ذكره مطابق لما عنونه الشيخ منتجب الدين، و ما ذكره شيخنا في الذريعة من سهو القلم،و قد علّق المحقق لفهرست الشيخ منتجب الدين في ذيل ترجمة زيد هذا بقوله:هو فخر الدين البروقني الزيدي المتوفى حدود سنة 551.و قيل:زيد بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد اللّه.روى عن السيّد أبي الحسن علي بن محمّد بن جعفر الحسيني الأسترآبادي..إلى أن قال:ترجم له ابن أبي الرجال في مطلع البدور..،و لدينا نسخة مطالع البدور 107/2 من نسختنا و لا زال الكتاب مخطوطا،و فيها قال:العلاّمة شيخ الحفّاظ إمام المعقول و المنقول زيد ابن علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن عبد اللّه الخراساني الزيدي،و اشتهر بنسبته إلى جدّه الحسن..إلى أن قال:و هو كثير الالتباس بتاج الدين زيد بن أحمد ابن الحسن البيهقي..إلى أن قال:و ترجم لزيد هذا الجلة من الأصحاب، قال السيّد الصارم في علومه..إلى أن قال:زيد بن الحسن الخراساني البيهقي الزيدي..
أقول:بعد تطبيق ما ذكر في الفهرست و أمل الآمل و معجم الادباء و رياض العلماء يتّضح جليا أنّ المعنون في مطالع البدور يختلف عن المعنون هناك اختلافا كبيرا،فتدبر. *حصيلة البحث إنّ ما توهّمه بعض بأنّ المعنون هو زيدي المذهب،و المذكور في مطالع البدور،في غير محلّه،و المعنون من أعلام فقهائنا الأعلام،و ينبغي عدّه في أعلى مراتب الحسن، و عد حديثه من جهته حسنا كالصحيح،و اللّه العالم.
[8757] 185-زيد بن الحسين الكوفي
جاء في الأمالي للشيخ الطوسي 10/1 الجزء الأول[طبعة دار البعثة:-
ص: 165
[8758]
و ظاهره كونه إماميا،إلاّ أنّ حاله مجهول.
([8759] 186-زيد بن حمزة بن محمّد بن علي بن زياد القصّار
جاء في تفسير الفرات:128 حديث 146(طبعة وزارة الإرشاد)، قال:حدّثني زيد بن حمزة بن محمّد بن علي بن زياد القصار،و جاء في صفحة:476 حديث 621،قال:حدّثنا زيد بن حمزة،عن سالم بن عبد اللّه بن عمر..،و في صفحة:483 حديث 630،قال:حدّثنا زيد بن حمزة معنعنا،عن إبراهيم-يعني ابن الهيثم الزهري-قال:سمعت خالي يقول:قال سعيد بن جبير..و انظر:بحار الأنوار 198/35،و 144/36 باب 39 حديث 112،و 232/39 مثله.
حصيلة البحث المعنون مهمل و روايته سديدة.
[8760] 187-زيد الحناط
جاء بهذا السند في النوادر لأحمد بن عيسى الأشعري:41 حديث 62:عن زيد الحناط،قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام..
و عنه في بحار الأنوار 238/104 حديث 123 مثله،و لكن في صفحة:158 حديث 80،و مستدرك وسائل الشيعة 295/15 حديث 18294:زيد الخياط.
حصيلة البحث المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية،فهو مهمل.
ص: 168
[8761]
245-زيد بن خالد الجهني (1)
عدّه الشيخ رحمه اللّه بهذا العنوان في رجاله (2)،تارة:من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و اخرى (3):من أصحاب علي عليه السلام.
و قال في اسد الغابة (4):إنّه يكنى:أبا عبد الرحمن،و قيل:أبا زرعة، و قيل:أبا طلحة،سكن المدينة،و شهد الحديبية مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و كان معه لواء جهينة يوم الفتح..إلى أن قال:
ص: 169
و توفّي بالمدينة،و قيل:بمصر،و قيل:بالكوفة،و كانت وفاته سنة ثمان و سبعين، و هو ابن خمس و ثمانين سنة،و قيل:مات سنة خمسين و هو ابن ثمان و سبعين سنة،و قيل:توفّي آخر أيّام معاوية،و قيل:سنة اثنتين و سبعين،و هو ابن ثمانين سنة.انتهى.
قلت:في عدّ الشيخ رحمه اللّه إيّاه من أصحاب علي عليه السلام دلالة على كونه إماميّا،فإن كان كون اللواء بيده يوم الفتح بأمر من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أدرجه في الحسان،إن لم يدرجه في الثقات، و اللّه العالم (1).
[8762]
(10) -و على كلّ حال فهو ممّن لم يتّضح حاله.
[8763] 188-زيد الخيّاط[الحنّاط]
روى في مستدرك الوسائل 295/15 حديث 18294،قال:أحمد ابن محمد بن عيسى في نوادره:عن زيد الخياط،قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام..
و مثله في بحار الأنوار 158/104 حديث 80 عن النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري،عنه قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام..إلاّ أنّ في النوادر:41 حديث 62،و كذا في بحار الأنوار 238/104 حديث 123:زيد الحنّاط،فراجع.
حصيلة البحث المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية،فهو مهمل.
[8764] 189-زيد بن خيثمة
جاء في بحار الأنوار 186/78:و عن زيد بن خيثمة،عن أبي جعفر عليه السلام..و لكن في كشف الغمة 344/2:زياد بن خثيمة،و في البداية و النهاية لابن كثير 339/9:زيد بن خيثمة.
و في تهذيب التهذيب 364/3 برقم 668:زياد بن خيثمة الجعفي الكوفي،روى عن أبي إسحاق السبيعي،و نعيم بن أبي هند،و سعد بن مجاهد الطائي،و سماك بن حرب،و عطية العوفي..إلى أن قال:قال ابن معين و أبو زرعة:ثقة،و ذكره ابن حبان في الثقات.
أقول:لا يبعد أنّ(زيد)المعنون و(زياد)الذي في التهذيب أحدهما مصحّف الآخر،و اللّه العالم.
ص: 171
(حصيلة البحث المعنون مهمل إن كان إماميا.
[8765] 190-زيد بن دثنة
و هو من أصحاب النبي الأكرم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و هو أحد الذين بعثهم الرسول الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى عضل و الديش حينما طلبوا منه أن يبعث لهم من يعلمهم القرآن و يفقههم في الدين،كما ذكره الطبرسي في إعلام الورى 185/1،و ابن شهرآشوب في مناقبه 168/1..
و عنهما في بحار الأنوار 150/20 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث ليس للمعنون ذكر في معاجمنا الرجالية فهو مهمل.
[8766] 191-زيد بن ربيع
جاء في تفسير فرات:199:فرات؛قال:حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفزاري معنعنا عن زيد بن ربيع،قال:كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يشدّ على بطنه الحجر من الغوث-يعني الجوع-..و مثله في بحار الأنوار 252/35 حديث 8،و لكن في الطبعة الجديدة لتفسير فرات:526 حديث 677:زيد بن أرقم،و كذلك في تفسير شواهد التنزيل 407/2.
حصيلة البحث المعنون مهمل،و روايته مؤيدة بروايات اخرى كثيرة.
ص: 172
[8767]
تبعا لهم
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب علي عليه السلام بالعنوان المذكور.
و عدّ ابن منده،و أبو نعيم زيد بن ربيعة القرشي الأسدي من بني أسد بن عبد العزّى من الصحابة،و قالا:إنّه استشهد يوم حنين.
و نقل في اسد الغابة (2)عن ابن إسحاق أنّه:يزيد بن ربيعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد،و أنّه إنّما قتل؛لأنّه أجمح به فرس له يقال له:الجناح فقتل.انتهى.
ص: 173
[8770]
نسب إلى رجال الشيخ رحمه اللّه (1)عدّه من أصحاب الصادق عليه السلام.
و لم أقف عليه في عدّة نسخ عندي.
و قال في الفهرست (2):زيد النرسي،و زيد الزرّاد،لهما أصلان لم يروهما محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه.
و قال في فهرسته:لم يروهما محمّد بن الحسن بن الوليد،و كان يقول:هما موضوعان،و كذلك كتاب خالد بن عبد اللّه بن سدير،و كان يقول:وضع هذه الأصول محمّد بن موسى الهمداني،و كتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير، عنه.انتهى.
و قال النجاشي (3):زيد الزرّاد كوفيّ،روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام،له كتاب،أخبرنا محمّد بن محمّد،قال:حدّثنا جعفر بن محمّد،قال:حدّثنا أبي، و علي بن الحسين بن موسى،قالا:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،قال:
ص: 175
حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد،عن ابن أبي عمير،عن زيد، بكتابه.انتهى.
و لا يخفى عليك أنّ نقله رواية ابن أبي عمير كتابه يوهن ما سمعته في عبارة الفهرست نقلا عن ابن بابويه،كما نبّه على ذلك ابن الغضائري (1)أيضا بقوله:زيد النرسي،و زيد الزرّاد،رويا عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال أبو جعفر بن بابويه:إنّ كتابيهما موضوع،وضعه محمّد بن موسى السمّان.
و غلط أبو جعفر في هذا القول،فإنّي رأيت كتبهما (2)مسموعة من محمّد بن أبي عمير.انتهى.
و قال العلاّمة رحمه اللّه في القسم الثاني من الخلاصة (3):زيد النرسي-بالنون-و زيد الزرّاد.قال الشيخ الطوسي رحمه اللّه:لهما أصلان لم يروهما محمد بن علي بن الحسين[بن بابويه]،و قال في فهرسته:لم يروهما محمّد ابن الحسن بن الوليد،و كان يقول:إنّهما (4)موضوعان،و كذلك كتاب خالد بن محمد بن سدير،و كان يقول:وضع هذه الأصول محمّد بن موسى الهمداني.
قال الشيخ الطوسي:و كتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير،عنه..ثمّ نقل
ص: 176
عين عبارة ابن الغضائري المذكورة.
ثمّ قال:و الذي قاله الشيخ عن ابن بابويه،و ابن الغضائري،لا يدلّ على طعن في الرجلين (1)فإن كان توقّف ففي (2)رواية الكتابين،و لمّا لم أجد لأصحابنا تعديلا لهما و لا طعنا فيهما،توقّفت عن قبول روايتهما.انتهى ما في الخلاصة.
و ظاهر ابن داود (3)أيضا التوقف؛لأنّه ذكره في البابين جميعا.و نقل في الثاني كلام ابن بابويه.
و لكن الفاضل المجلسي رحمه اللّه قال في البحار (4)إنّه:..أخذ عنه أولو العلم و الرشاد،ثمّ ذكر كلام النجاشي،و الفهرست،و ابن الغضائري،ثمّ قال:
إنّهما-يعني النرسي و الزرّاد-و إن لم يوثّقهما أرباب الرجال،لكن أخذ أكابر المحدّثين من كتابهما و اعتمادهم عليهما حتّى الصدوق رحمه اللّه في معاني الأخبار..و غيره.و رواية ابن أبي عمير عنهما.و عدّ الشيخ رحمه اللّه كتابهما في (5)الأصول لعلّها تكفي لجواز الاعتماد عليهما.ثمّ قال:مع أنّا وجدنا نسخة (6)قديمة مصحّحة بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي،و هو نقله من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن القمي،و كان تاريخ كتابتها سنة 374،و ذكر أنّه
ص: 177
أخذهما و سائر الأصول المذكورة[بعد ذلك] (1)من خط الشيخ الأجلّ هارون ابن موسى بن أحمد التلعكبري[رحمه اللّه] (2)،و ذكر في أوّل كتاب النرسي سنده،هكذا:حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري [أيّده اللّه،قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني،قال:
حدّثنا جعفر بن عبد اللّه العلوي أبو عبد اللّه المحمّدي،قال:حدّثنا محمّد بن أبي عمير،عن زيد النرسي.
و ذكر في أوّل كتاب الزرّاد سنده،هكذا:حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري] (1)،عن أبي علي محمّد بن همام،عن حميد بن زياد،عن (2)حمّاد، عن أبي العباس عبد اللّه (3)بن أحمد بن نهيك،عن محمّد بن أبي عمير،عن زيد الزرّاد.و هذان السندان غير ما ذكره النجاشي.انتهى ما في البحار.
و ما ذكره موجّه متين،لكن غاية ما هناك كون حديثهما من الحسن المعتمد كالصحيح الذي هو حجّة عندنا،لا من الصحيح المصطلح.و تظهر الثمرة فيما إذا عارضه حديث صحيح،فإنّه يرجّح عليه إن كان أوثق في النفس،كما لا يخفى على الفطن العارف.
و قد عثرت بعد حين على استيفاء العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه (4)الكلام في
ص: 178
(6) -بعض المعاصرين سامحه اللّه على طريقته المعلومة بعد أن نقل كلام النجاشي و الشيخ في الفهرست و كلام ابن الغضائري و ردّه لأبي جعفر في نسبة الوضع للأصلين،قال في قاموسه 549/4 برقم 3041:أقول:وقفت على أصليهما..-ثم ذكر روايات من الأصل و من الكافي عن زيد النرسي..إلى أن قال:و كيف كان؛فاختلف في أصليهما لا في أنفسهما إلاّ أنّه لا أثر لذلك بعد حصر رواياتهما في أصليهما.
أقول:إنّ وثاقة الراوي شيء،و صحة كتابه و عدمها،أو اشتماله على رواية صحيحة أو باطلة شيء آخر،و هل يلزم أن لا يروي الثقة الجليل خبرا لا نهتدي إلى معناه،و إذا روى ذلك فهو من شواهد ضعفه؟!ثم هل يخلو كتاب معتمد في الحديث عن رواية لا يمكن الأخذ بظاهرها و لا بدّ من توجيهها؟!فربط وثاقة الرجل بكتابه أو أصله لا معنى له،و هذا المعاصر فرق بين الزرّاد و النرسي فاعتمد على الزرّاد و ضعف النرسي؛ لأنّ أصله يحتوي على روايات لم تظهر له معناها،أو أنّه لم يتمكن من توجيهها.
و للشيخ الكاظمي في تكملة الرجال 420/1 بحث حول الزراد و النرسي،و كذا القهپائي في مجمع الرجال 84/3.
أقول:تصفحت أصل زيد الزراد فلم أجد ما يخالف أصول المذهب،و تصفحت أصل زيد النرسي فوجدت فيه ثلاث روايات،اثنان منها يمكن توجيهها،و لكن رواية واحدة لم اهتد إلى معرفة الصحيح من معناها،ففي صفحة:54،قال:زيد،عن عبد اللّه ابن سنان،قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام،يقول:«إنّ اللّه ينزل في يوم عرفة في أوّل الزوال إلى الأرض،على جمل أفرق،يصال بفخذيه أهل عرفات يمينا و شمالا، و لا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب و نفر الناس،و كلّ اللّه ملكين بجبال المازمين يناديان عند المضيق الذي رأيت:يا رب!سلّم سلّم..و الربّ يصعد إلى السماء و يقول جل جلاله:آمين آمين يا رب العالمين،فلذلك لا تكاد ترى صريعا و لا كسيرا».
و حيث إنّ التعبد بظاهرها كفر،و لم أستطع توجيهها،و لعلك تهتدي إلى ذلك،و إني أعتقد أنّ الأيدي الأثيمة و الوضاعة دمجت هذه الرواية في الأصل كي يقال:إنّ العامّة رووا أنّ اللّه جلّ و عزّ ينزل ليلة الجمعة على سطح المسجد،و هو على حمار،و في رجليه نعال من ذهب،فوضعوا هذه الرواية و أدخلوها في هذا الأصل لكي يقولوا:إنّ الشيعة أيضا قالوا:إنّ اللّه ينزل من السماء على جمل،تعالى عن ذلك علوا كبيرا،و من المعلوم أنّ الشيعة الإمامية-رفع اللّه تعالى شأنهم و أهلك من يريد السوء بهم-يكفّرون-
ص: 179
اعتبار أصل زيد النرسي،بل و أصل زيد الزرّاد فأحببت نقل كلامه برمّته، لتضمنه لئالئ ثمينة،قال رحمه اللّه-بعد نقل الطرق المزبورة إلى أصل زيد النرسي،ما لفظه-:إنّا إنّما أوردنا هذه الطرق تنبيها على اشتهار اعتبار هذا الأصل،و الطعن فيمن رواه.و اعترض عليه:
أوّلا:بجهالة زيد النرسي،إذ لم ينصّ علماء الرجال بمدح فيه و لا قدح.
و ثانيا:بأنّ الكتاب المنسوب إليه مطعون[فيه] (1)،فإنّ الشيخ رحمه اللّه حكى في الفهرست عن ابن بابويه أنّه لم يرو أصل زيد النرسي،ثمّ نقل ما مرّ نقله عن ابن الوليد و ابن بابويه،ثمّ قال:و الجواب عن ذلك:إنّ رواية ابن أبي عمير لهذا الأصل تدل على صحته و اعتبار الوثوق بمن رواه،فإنّ المستفاد من تتبع الحديث و كتب الرجال بلوغه الغاية في الثقة و العدالة و الورع و الضبط، و التحذّر (2)عن التخليط و الرواية عن الضعفاء و المجاهيل،و لذا ترى أنّ الأصحاب يسكنون إلى روايته،و يعتمدون على مراسيله.
و قد ذكر الشيخ رحمه اللّه في العدّة (3)أنّه لا يروي و لا يرسل إلاّ عمّن يوثق
ص: 180
به،و هذا توثيق عامّ لمن روى عنه،و لا معارض له هنا.
و حكى الكشّي (1)في رجاله إجماع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه، و الإقرار له بالفقه و العلم،و مقتضى ذلك صحّة الأصل المذكور لكونه ممّا قد صحّ عنه،بل توثيق راويه أيضا لكونه العلّة في التصحيح غالبا،و الاستناد إلى القرائن و إن كان ممكنا،إلاّ أنّه بعيد في جميع روايات الأصل.
و عدّ النرسي من أصحاب الأصول،و تسمية كتابه أصلا،ممّا يشهد بحسن حاله و اعتبار كتابه،فإنّ الأصل في اصطلاح المحدّثين من أصحابنا بمعنى:
الكتاب المعتمد الذي لم ينتزع من كتاب آخر.
ثمّ إنّه قدّس سرّه بعد جملة من الكلام أخذ في الجواب عمّا سمعته من ابني الوليد و بابويه،فقال:و أمّا الطعن على هذا الأصل،و القدح فيه بما ذكر؛فإنّما الأصل فيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي،و تبعه على ذلك ابن بابويه على ما هو دأبه في الجرح و التعديل و التضعيف و التصحيح،و لا موافق لهما فيما أعلم.
و في الاعتماد على تضعيف القميّين و قدحهم في الأصول و الرجال طريق (2)
ص: 181
معروف،فإنّ طريقتهم في الانتقاد تخالف ما عليه جماهير النقّاد،و تسرّعهم إلى الطعن بلا سبب ظاهر ممّا يريب اللبيب الماهر،و لم يلتفت أحد من أئمّة الحديث و الرجال إلى ما قاله الشيخان المذكوران في هذا المجال،بل المستفاد من تصريحاتهم و تلويحاتهم تخطئتهما في ذلك المقال.
قال الشيخ ابن الغضائري (1):زيد الزرّاد و زيد النرسي،رويا عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال أبو جعفر بن بابويه:إنّ كتابيهما (2)موضوع، وضعه محمّد بن موسى السمّان،و غلط أبو جعفر في هذا القول،فإنّي رأيت كتبهما (3)مسموعة من محمّد بن أبي عمير.انتهى.
و ناهيك بهذه المجاهرة في الردّ من هذا الشيخ الذي بلغ الغاية في تضعيف الروايات،و الطعن في الرواة،حتى قيل:إنّ السالم من رجال الحديث من سلم منه،و إنّ الاعتماد على كتابه في الجرح طرح لما سواه من الكتب،و لو لا أنّ هذا الأصل من الأصول المعتمدة[المتلقاة] (4)بالقبول بين الطائفة لما سلم من طعنه و غمزه على ما جرت به عادته في كتابه الموضوع لهذا الغرض؛فإنّه قد ضعّف فيه كثيرا من أجلاّء الأصحاب المعروفين بالتوثيق،نحو:إبراهيم بن سليمان بن حيّان،و إبراهيم بن عمر اليماني،و إدريس بن زياد،و إسماعيل بن مهران، و حذيفة بن منصور،و أبي بصير ليث المرادي..و غيرهم من أعاظم الرواة،
ص: 182
و أصحاب الحديث.و اعتمد في الطعن عليهم غالبا بأمور لا توجب قدحا فيهم، بل في رواياتهم،كاعتماد المراسيل،و الرواية عن المجاهيل،و الخلط بين الصحيح و السقيم،و عدم المبالاة في أخذ الروايات،و كون رواياتهم ممّا تعرف تارة و تنكر اخرى،و ما يقرب من ذلك،هذا كلامه في[مثل] (1)هؤلاء المشاهير الأجلّة.و أمّا إذا وجد في أحد ضعفا بيّنا،و طعنا ظاهرا،و خصوصا إذا تعلّق بصدق الحديث،فإنّه يقيم عليه النوائح،و يبلغ منه كلّ مبلغ،و يمزّقه كلّ ممزّق.
فسكوت هذا الشيخ رحمه اللّه عن حال زيد النرسي،و مدافعته عن أصله بما سمعت من قوله،أعدل شاهد في أنّه لم يجد فيه مغمزا،و لا للقول في أصله سبيلا.
ثمّ نقل قول الشيخ رحمه اللّه في عبارة الفهرست (2)المتقدّمة:و كتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه،ثمّ قال:و في هذا الكلام تخطئة ظاهرة للصدوق رحمه اللّه و شيخه في حكمهما بأنّ أصل زيد النرسي من موضوعات محمّد بن موسى الهمداني،فإنّه متى صحّت رواية ابن أبي عمير إيّاه عن صاحبه امتنع إسناد وضعه إلى الهمداني المتأخّر العصر عن زمن الراوي و المرويّ عنه.
ثمّ قال:و أمّا النجاشي-و هو أبو عذرة هذا الأمر،و سباق (3)حلبته،كما يعلم من كتابه الذي لا نظير له في فنّ الرجال-فقد عرفت من كلامه (4)روايته
ص: 183
لهذا الأصل في الحسن كالصحيح،بل الصحيح على الأصحّ،عن ابن أبي عمير، عن صاحب الأصل.و قد روى أصل زيد الزرّاد عن المفيد،عن ابن قولويه، عن أبيه،و علي بن بابويه،عن علي بن إبراهيم،عن محمّد بن عيسى بن عبيد،عن ابن أبي عمير،عن زيد الزرّاد،و رجال هذا الطريق وجوه الأصحاب و مشايخهم،و ليس فيه من يتوقّف في شأنه سوى العبيدي، و الصحيح توثيقه.
و قد اكتفى النجاشي على ذكر هذين الطريقين.و لم يتعرّض لحكاية الوضع في شيء من الأصلين،بل أعرض عنها صفحا،و طوى عنها كشحا،تنبيها على غاية فسادها،مع دلالة الإسناد الصحيح المتّصل على بطلانها،و في كلامه في زيد النرسي دلالة على أنّ أصله من جملة الاصول المشهورة المتلقّاة بالقبول بين الطائفة،حيث أسند روايته عنه أوّلا إلى جماعة من الأصحاب،و لم يخصّه بابن أبي عمير،ثمّ عدّ في طريقه إليه من مرويّات المشايخ الأجلّة،و هم:أحمد بن عليّ بن نوح السيرافي،و محمّد بن أحمد بن عبد اللّه الصفواني،و علي بن إبراهيم القمي،و أبوه إبراهيم بن هاشم.
و قد قال السيرافي:إنّه كان ثقة في حديثه،متقنا لما يرويه،فقيها بصيرا في الحديث و الرواية.
و في الصفواني:إنّه شيخ ثقة،فقيه فاضل.
و في القمي:إنّه ثقة في الحديث.
و في أبيه:إنّه أوّل من نشر أحاديث الكوفيين بقم.
و لا ريب في أنّ رواية مثل هؤلاء الفضلاء الأجلاء يقتضي اشتهار الاصول
ص: 184
في زمانهم،و انتشار أخباره فيما بينهم،و قد علم بما سبق كونه من مرويّات الشيخ المفيد،و شيخه أبي القاسم جعفر بن قولويه،و الشيخ الجليل الذي انتهت إليه رواية جميع الأصول و المصنّفات أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري، و أبي العباس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ المشهور،و أبي عبد اللّه جعفر بن عبد اللّه رأس المذري،الذي قالوا فيه:إنّه أوثق الناس في حديثه..
و هؤلاء مشايخ الطائفة،و نقدة الأحاديث،و أساطين الجرح و التعديل،و كلّهم ثقات أثبات،و منهم المعاصر لابن الوليد،و المتقدّم عليه،و المتأخّر عنه الواقف على دعواه.فلو كان الأصل المذكور موضوعا معروف الوضع-كما ادّعاه-لما خفي على هؤلاء الجهابذة النّقاد بمقتضى العادة في مثل ذلك.
و قد أخرج ثقة الإسلام الكليني رحمه اللّه لزيد النرسي في جامعه الكافي-الذي ذكر أنّه قد جمع فيه الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام- روايتين:
إحداهما:في باب:التقبيل من كتاب الإيمان و الكفر (1).
و الثانية:في كتاب:الصوم،في باب صوم عاشوراء (2).
ثمّ ذكر الروايتين جميعا بسندهما و متنهما.
ص: 185
ثمّ أشار إلى الثانية بقوله:و الشيخ في كتابي الأخبار (1)أورد هذه الرواية بإسناده عن محمّد بن يعقوب،و أخرج لزيد في كتاب:الوصايا من التهذيب (2)، في باب وصيّة الإنسان لعبده حديثا آخر..ثمّ ذكر سند الحديث.
ثمّ قال:و الغرض من إيراد هذه الأحاديث (3)التنبيه على عدم خلوّ الكتب الأربعة عن أخبار زيد النرسي،و بيان صحّة رواية ابن أبي عمير عنه، و الإشارة إلى تعداد الطرق إليه،و اشتمالها على عدّة من الرجال الموثوق بهم سوى من تقدّم ذكره في السالفة..و في ذلك كلّه تنبيه على صحّة هذا الأصل و بطلان دعوى وضعه،كما قلنا.
و يشهد لذلك أيضا أنّ محمّد بن موسى الهمداني-و هو الذي ادّعي عليه وضع هذه الاصول-لم يتّضح ضعفه بعد،فضلا عن كونه وضّاعا للحديث.
ثمّ أخذ قدّس سرّه في الكلام على محمّد بن موسى الهمداني بما يأتي نقله في ترجمته.
و أقول:قد أجاد هذا العلاّمة فيما أفاد،و أتى بما هو فوق المراد،و للّه درّه.
على ظهر كتاب زيد الزرّاد بخطّ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي:أخبرنا محمّد بن محمّد،عن جعفر بن محمّد،عن أبيه،و علي بن الحسين بن موسى،عن محمّد بن أبي عمير،عن زيد الزرّاد،قاله النجاشي،كذا بخط الحرّ.
ثمّ قال:و قد ظفرت بحمد اللّه تعالى بكتاب زيد الزرّاد،و فيه ثلاثة و ثلاثون حديثا،و صورة السند في أوّل الكتاب:حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري،قال:حدّثنا أبو عليّ بن همام،قال:أخبرنا حميد بن زياد بن حمّاد،قال:حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك أبو العباس،قال:حدّثنا محمّد بن أبي عمير،عن زيد الزرّاد،قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..و في آخره:
فرغ من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسين بن الحسن بن أيوب القمي-أيده اللّه-في يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة الحرام سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة،و رجال السند كلّهم ثقات أجلاّء من أصحابنا،نعم يرمى حميد بن زياد بالوقف.انتهى.
و قال في ترجمة زيد النرسي-ما لفظه-:بخطّ الحرّ العاملي رحمه اللّه ما صورته:زيد النرسي،روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السلام،له كتاب يرويه جماعة،أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن نوح،قال:حدّثنا محمّد ابن أحمد الصفواني،قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن أبيه،عن محمّد ابن أبي عمير،عن زيد النرسي بكتابه،قاله النجاشي.انتهى.
ثمّ قال السيّد:و رأيت كتاب زيد النرسي منقولا من خطّ منصور بن الحسن ابن الحسين الآبي،و تاريخه في ذي الحجّة الحرام سنة أربع و سبعين و ثلاثمائة، و في أوّل الكتاب ما صورته:حدّثنا الشيخ أبو هارون موسى بن أحمد بن
ص: 187
التلعكبري-أيّده اللّه تعالى-قال:حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني،قال:حدّثنا جعفر بن عبد اللّه العلوي أبو عبد اللّه المحمّدي،قال:
حدّثنا محمّد بن أبي عمير،عن زيد النرسي،عن أبي عبد اللّه عليه السلام.
ثمّ قال السيّد:و رجال السند كلّهم ثقات،بل من الأجلاّء أيضا،و إن كان أبو العباس منهم زيديّا جاروديّا،فمع ما ذكرنا من السندين لكتاب الزيدين، و ما ذكرنا من خطّ الحرّ العاملي نقلا عن النجاشي،كيف يتصوّر كون الكتابين موضوعين،مع أخذها يدا بيد كما ذكرنا؟!انتهى (1).
ص: 188
[8772]
عدّه الشيخ رحمه اللّه (1)بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا،و لم يرد فيه ما يلحقه بالحسان.
[8774]
( -ممّن لم يبيّن حاله.
[8775] 196-زيد بن سعيد الهاشمي
روى في مستدرك وسائل الشيعة 155/5 حديث 5547،بسنده:.. عن زيد بن سعيد الهاشمي،عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه..
و عن الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 78/2 جزء 16[و في طبعة مؤسسة البعثة:463 حديث 1031]:الزبير بن سعيد الهاشمي..و هو الظاهر،و قد سلف مستدركا،فراجع.
حصيلة البحث المعنون مهمل في معاجمنا،قوي على اصطلاحنا لمدلول روايته، و اللّه العالم.
[8776] 197-زيد بن سلام الجعفي
جاء في بحار الأنوار 193/23 باب 10 حديث 18:علي بن محمد الزهري رفعه إلى زيد بن سلام الجعفي،قال:دخلت على أبي جعفر عليه السلام..
و في بحار الأنوار 171/24 حديث 10 عن تفسير الفرات،و 56/68 باب 15 حديث 101:عن علي بن محمّد الزهري معنعنا،عن زيد ابن سلام الجعفي،قال:دخلت على أبي جعفر عليه السلام..
و في تفسير فرات:68:فرات،قال:حدثني معنعنا عن زيد بن سلام الجعفي،قال:دخلت على أبي جعفر عليه السلام..
حصيلة البحث المعنون مهمل،إلاّ أنّ روايته سديدة.
ص: 191
[8777]
[8779]
[8781]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و أقول:هو الأنصاري الخزرجي النجاري عقبيّ بدريّ نقيب، و امّه عبادة بنت مالك،و هو مشهور بكنيته:أبي طلحة،و هو زوج ام سليم بنت ملحان ام أنس بن مالك،و هو الذي حفر قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لحّده و صام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعين سنة،و لم يفطر إلاّ أيّام العيد.و توفي سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث و ثلاثين،و قيل:سنة إحدى و خمسين،و هو أقرب بالنظر إلى رواية مدّة صومه (2).
ص: 195
(2) -و في صفحة:229،و قال لأبي طلحة الأنصاري:يا أبا طلحة!إنّ اللّه عزّ و جلّ طالما أعزّ الإسلام بكم،فاختر خمسين رجلا من الأنصار،فاستحثّ هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم..
و في الاستيعاب 187/1 برقم 806،و الإصابة 549/1 برقم 2905، و تهذيب تاريخ دمشق الكبير 6/6،و فيها ذكروا المعنون و ذكروا جهاده و مواقفه!
و في اسد الغابة 234/5،ذكر له ترجمة وافيه،و قال:و قال له بنوه:قد غزوت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم حتى قبض،و مع أبي بكر7و مع عمر..
و في تهذيب الكمال 75/10-77 برقم 2110،و قال:زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجار النجاري،أبو طلحة الأنصاري المدني صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم، شهد العقبة،و بدرا،و احدا و المشاهد كلها..ثم ذكر من روى عنه و روى عنهم.. إلى أن قال بسنده:..عن أنس بن مالك:كان أبو طلحة لا يصوم على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم من أجل الغزو،فصام بعده أربعين سنة لا يفطر إلاّ يوم أضحى،أو يوم فطر.و قال أبو زرعة الدمشقي:توفي بالشام،و عاش بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم أربعين سنة.و قال ثابت البناني،و علي ابن زيد بن جدعان،عن أنس بن مالك:إنّ أبا طلحة غزا البحر،فمات فيه،فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلاّ بعد سبعة أيام،و لم يتغير..إلى أن قال: أبو حاتم الرازي:مات سنة 34 و صلّى عليه عثمان بن عفان..إلى أن قال:عن الواقدي:إنّه مات سنة 32.
أقول:إذا كان موته في غزوته في البحر فكيف صلّى عليه عثمان الذي كان بالمدينة؟!
و ترجم له في سير أعلام النبلاء 27/2 برقم 5 و ذكر كل ما ذكر في تهذيب الكمال و أضاف أنّه:و هو الذي كان لا يرى ابتلاع البرد للصائم بأسا،و يقول: ليس بطعام و لا شراب،و قال:قال أبو زرعة الدمشقي:إنّ أبا طلحة عاش بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم أربعين سنة يسرد الصوم.قلت:بل عاش-
ص: 196
و حاله حسن،و اللّه العالم (1).
ص: 197
[8782]
[8783]
هو:زيد بن يونس.و قد أخّر الميرزا قدّس سرّه (1)عنوانه إلى زيد ابن يونس،و حيث إنّ الوارد في الروايات:زيد الشحّام من دون اسم أبيه، و وقع الاختلاف في اسم أبيه،كان عنوانه هنا أولى.
فنقول:
الشّحّام:بالشين المعجمة المفتوحة،و الحاء المهملة المشدّدة،و الألف،و الميم، بيّاع الشحم (2).
و قد مرّ (3)ضبط الأزدي في:إبراهيم بن إسحاق.
قد عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (4)تارة:في أصحاب الباقر عليه السلام قائلا:زيد بن محمّد بن يونس أبو اسامة الشحّام الكوفي.
ص: 199
و اخرى (1):من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا:زيد بن يونس أبو اسامة الأزدي،مولاهم الشحّام الكوفي.انتهى.
و قال في الفهرست (2):زيد الشحّام،يكنى:أبا اسامة،ثقة،له كتاب، أخبرنا به ابن أبي جيّد،عن محمّد بن الحسن بن الوليد،و عدّة من أصحابنا،عن محمّد بن علي بن الحسين،عن أبيه،و محمّد بن الحسن،عن سعد بن عبد اللّه،عن محمّد بن عبد الحميد،عن أبي جميلة،عن زيد الشحّام.انتهى.
و وثّقه في معالم ابن شهرآشوب (3)،و الوجيزة (4)،و البلغة (5)، و المشتركاتين (6)..و غيرها (7).و جعله الشيخ المفيد (8)في عبارته المتقدمة في
ص: 200
الفائدة الثانية عشرة (1)من فقهاء أصحاب الصادقين عليهما السلام الأعلام الرؤساء،المأخوذ عنهم الحلال و الحرام،و الفتيا،و أحكام الدين،لا مطعن عليهم و لا طريق إلى ذمّ واحد منهم.
و قال النجاشي (2):زيد بن يونس،و قيل:ابن موسى أبو اسامة الشحّام،مولى سديد (3)بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي، كوفي،روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السلام،له كتاب يرويه عنه جماعة،أخبرني محمّد بن علي بن شاذان،قال:حدّثنا علي ابن حاتم،قال:حدّثنا محمّد بن أحمد بن ثابت،قال:حدّثنا محمّد ابن بكر بن جناح،قال:حدّثنا صفوان بن يحيى،عن زيد، بكتابه.انتهى.
و أقول:نقله قولا بأنّه ابن موسى اشتباه من القائل أو منه،فإنّ ابن موسى واقفي يأتي ذكره،و أمّا هذا فأمّا ابن محمّد بن يونس-كما سمعته من الشيخ في باب أصحاب الباقر عليه السلام (4)-أو ابن يونس-كما
ص: 201
سمعته منه في باب أصحاب الصادق عليه السلام (1)-و الجمع بين عبارتيه يقضي بأنّه ابن محمّد بن يونس،و لكن اشتهر نسبته إلى الجدّ،و قد لوّح إلى ما ذكرنا ابن داود أيضا.
و مثل عبارة النجاشي إلى قوله:أبي عبد اللّه[عليه السلام]،في القسم الأوّل من الخلاصة (2)،بزيادة ضبط الشحّام في الأثناء،و قوله:
ثقة عين،في آخره.
و عدّه ابن داود أيضا في القسم الأوّل (3).و نقل توثيق الشيخ رحمه اللّه إيّاه، ثمّ أشار إلى اختلاف كلامي الشيخ رحمه اللّه في نسبته إلى الأب.
ص: 202
و قال في التحرير الطاوسي (1):زيد الشحّام روى (2)في مدحه حديثين،في الأوّل:محمّد بن موسى الهمداني،و قد ضعّفه ابن الغضائري.و الآخر:الحسن ابن علي بن[أبي] (3)عثمان سجّادة،و قد ضعّفه المشار إليه..و غيره.و ليس البناء في تزكيته على هاتين الروايتين،بل على ما ظهر من تزكية الأشياخ المعتبرين له رحمه اللّه.انتهى.
و فيه دلالة على صدور توثيقه من غير الشيخ رحمه اللّه أيضا.
و تلك حجة بديعة كافية في وثاقة الرجل،إلاّ أنّه لا بأس بنقل الأخبار الواردة فيه:
فمنها:ما رواه الكشي (4)،عن محمّد بن مسعود،قال:حدّثني علي بن محمّد،قال:حدّثني محمّد بن أحمد،عن محمّد بن موسى الهمداني،عن منصور ابن العباس،عن مروك بن عبيد،عمّن رواه،عن زيد الشحّام،قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام:اسمى في تلك الأسامي؟-يعني في كتاب أصحاب اليمين-قال:«نعم».
ص: 203
و منها:ما رواه هو رحمه للّه (1)عن نصر بن الصباح،قال:حدّثنا الحسن بن علي بن أبي عثمان سجّادة،قال:حدّثنا محمّد بن وضاح (2)،عن زيد الشحام، قال:دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام،فقال لي:«يا زيد!جدّد التوبة، و أحدث عبادة»،قال:قلت:نعيت إليّ نفسي؟قال:فقال:«يا زيد!ما عندنا خير لك (3)،و أنت من شيعتنا،إلينا الصراط،و إلينا الميزان،و إلينا حساب شيعتنا،و اللّه،لإنّا لكم أرحم من أحدكم بنفسه،يا زيد!كأنّي انظر إليك في درجتك من الجنّة،و رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري».
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (4)،عن علي بن محمّد القتيبي،عن الفضل ابن شاذان،عن ابن أبي عمير،عن بكر بن محمّد الأزدي،قال:و زعم لي زيد الشحام،قال:إنّي لأطوف حول الكعبة،و كفّي في كفّ أبي عبد اللّه عليه السلام،فقال-و دمعه (5)يجري على خدّيه-فقال:«[يا شحام!] (6)ما رأيت ما صنع ربي إليّ»،ثمّ بكى و دعا،ثمّ قال لي:«يا شحّام!إني طلبت إلى إلهي في سدير،و عبد السلام بن عبد الرحمن-و كانا في السجن- فوهبهما لي و خلّي سبيلهما».
فإنّ أخذ أبي عبد اللّه عليه السلام يد الشحام بيده،يكشف عن جلالته، و كونه راجعا إلى حال نفسه،غير قادح.
ص: 204
و منها:ما عن كشف الغمّة (1)،قال:«يا أبا اسامة!أبشر فأنت معنا،و أنت من شيعتنا،أما ترضى أن تكون معنا»،قلت:[بلى]يا سيّدي،فكيف لي أن أكون معكم؟فقال:«يا زيد!إنّ إلينا الصراط (2)،و إلينا الميزان،و إلينا حساب شيعتنا،و اللّه لإنّا لكم أرحم من أحدكم بنفسه.يا زيد!كأني انظر إليك في درجتك من الجنة،و رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري».
قال الوحيد (3)رحمه اللّه-بعد نقله-:و لا يقدح ضعف السند،و الشهادة للنفس.انتهى.
و أمّا ما ربّما يوهم ذمّه،ممّا رواه الكشي (4)،عن حمدويه،قال:حدّثنا أيّوب ابن نوح،عن محمّد بن الفضيل،عن أبي اسامة،قال:دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام لأودّعه،فقال لي:«يا زيد!ما لكم و للنّاس،قد حمّلتم الناس
ص: 205
عليّ،إني (1)-و اللّه-ما وجدت أحدا يطيعني و يأخذ بقولي إلاّ رجلا واحدا رحمه اللّه؛عبد اللّه بن أبي يعفور،فإنّي أمرته و أوصيته بوصية فاتّبع أمري، و أخذ بقولي».
فالإنصاف أنّه غير قادح فيه،و إلاّ للزم القدح في أجلاّء أصحاب الصادق عليه السلام إلاّ ابن أبي يعفور،و هو كما ترى.
على أنّ مثل هذا العتاب ليس ذمّا،و لو فرض كونه ذمّا،لكفى برهانا على ورعه و إخلاصه لهم عليهم السلام على وجه روى حتّى ما يتضمّن ذمّه.
فتلخّص من ذلك كلّه:أنّ الرجل ثقة جليل.
ميّزه في المشتركاتين (2)بما أفاده كلام الشيخ في الفهرست،و النجاشي، و الكشّي من رواية صفوان بن يحيى،و أبي جميلة،و محمّد بن صباح (3)،عنه.
وليته أضاف إلى ذلك محمّد بن وضاح،و محمّد بن الفضيل،حيث عرفت روايتهما عنه.
و زاد الكاظمي (4)راوية المفضّل بن صالح،و أبان بن عثمان،و سيف ابن عميرة،و جميل بن دراج،و حمّاد بن عثمان،و حريز،و العلاء بن رزين، و يحيى الحلبي،و علي بن النعمان،و إبراهيم بن عمر اليماني،و الحسن بن محبوب،
ص: 206
و ابن مسكان-الثقة-،و عمرو بن عثمان،و ابن أذينة،و عبد الرحمن الحجاج [البجلي] (1)،و ابن أبي عمير،و عمّار بن مروان،و الحسين بن عثمان-الثقة-.
و زاد في جامع الرواة (2)رواية الحسين بن المختار،و سلمة صاحب السابري، و معاوية بن عمّار،و سدير الصيرفي،و عبد الكريم بن عمرو،و مثنّى الحنّاط، و إبراهيم بن عبد الحميد،و يونس بن يعقوب،و صباح الحذّاء،و محمّد بن سنان، و حسّان،و إبراهيم بن أبي البلاد،و محمّد بن عبد الحميد العطار،و هارون ابن خارجة،و صالح بن عقبة،و صندل الخياط،و محمّد بن مروان،و أيمن ابن محرز،و الحكم بن أيمن،و معاوية بن وهب،و درست،و أبي عبد الرحمن الحذّاء،عنه (3).
ص: 207
[8785]
[8787]
[8790]
أخو صعصعة،أكبر منه.
صوحان:بضم الصاد المهملة،و سكون الواو،و فتح الحاء المهملة،بعدها ألف،و نون (1).
و مرّ (2)ضبط العبدي في:إبراهيم بن خالد.
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (3)من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلا:زيد بن صوحان،و كان من الأبدال،قتل يوم الجمل،و قيل:إنّ عائشة استرجعت حين قتل.انتهى.
ص: 210
و قد مرّ (1)في الفائدة الثانية عشرة نقل ما تضمن من كلام العلاّمة رحمه اللّه (2)نقل كونه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من ربيعة، عن البرقي (3).
و روى الكشي (4)عن جبرئيل بن أحمد،قال:حدّثني موسى بن معاوية بن وهب،قال:حدّثني علي بن سعد (5)عن عبد اللّه الواسطي،عن واصل بن سليمان (6)الكوفي،عن عبد اللّه بن سنان،عن أبي عبد اللّه عليه السلام،قال:لمّا صرع زيد بن صوحان رحمة اللّه عليه يوم الجمل،جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتى جلس عند رأسه،فقال:«رحمك اللّه يا زيد!قد كنت خفيف المؤنة،عظيم المعونة»،قال:فرفع زيد رأسه[إليه]،ثمّ قال:و أنت فجزاك اللّه خيرا يا أمير المؤمنين،فو اللّه ما علمتك إلاّ باللّه عليما،و في ام الكتاب لعليّا (7)حكيما،و إنّ اللّه لفي (8)صدرك لعظيم،و اللّه ما قاتلت معك على جهالة،و لكنّي سمعت ام سلمة زوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تقول:سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم و ال
ص: 211
من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله»،فكرهت و اللّه أنّ أخذلك فيخذلني اللّه.
و روى هو (1)رحمه اللّه عن علي بن محمّد القتيبي،قال:قال الفضل بن شاذان:ثمّ عرف الناس بعده،فمن التابعين و رؤساهم و زهّادهم:زيد ابن صوحان.
ثمّ قال الكشي (2):و روي أنّ عائشة كتبت من البصرة إلى زيد بن صوحان إلى الكوفة:من عائشة زوج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ابنها زيد بن صوحان (3):أمّا بعد؛فإذا أتاك كتابي هذا فاجلس في بيتك،و خذّل الناس على علي بن أبي طالب حتّى يأتيك أمري.
فلمّا قرأ كتابها،قال:أمرت بأمر و أمرنا بغيره،فركبت ما أمرنا به،و أمرتنا أن نركب ما أمرت هي به..!امرت أن تقرّ في بيتها،و أمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة (4)..!
ص: 212
(4) -علي عليه السلام بالبصرة،كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي:من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان:أمّا بعد؛فأقم في بيتك،و خذّل الناس عن علي،و ليبلغني عنك ما أحبّ، فإنك أوثق أهلي عندي،و السلام.
فكتب إليها:من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر،أما بعد؛فإنّ اللّه أمرك بأمر و أمرنا بأمر،أمرك أن تقرّي في بيتك،و أمرنا أن نجاهد،و قد أتاني كتابك، فأمرتيني أن أصنع خلاف ما أمرني اللّه،فأكون قد صنعت ما أمرك اللّه به،و صنعت ما أمرني اللّه به،فأمرك عندي غير مطاع،و كتابك غير مجاب،و السلام.
و ذكر الكتاب و جواب زيد رحمة اللّه عليه،الطبري في تاريخه 476/4.
و ينبغي ذكر نبذ يسير من مواقفه،و لمعة من حياته نجمعها من طيات التاريخ.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 134/2:عن الواقدي،قال:لما سير بالنفر الذين طردهم عثمان عن الكوفة إلى حمص-و هم:الأشتر،و ثابت بن قيس الهمداني،و كميل بن زياد النخعي،و زيد بن صوحان و أخوه صعصعة،و جندب بن زهير الغامدي،و جندب بن كعب الأزدي،و عروة بن الجعد،و عمرو بن الحمق الخزاعي، و ابن الكواء-..
و في صفحة:140،قال-نقلا عن الواقدي أيضا-:لمّا أجلب الناس على عثمان و كثرت القالة فيه،خرج ناس من مصر..إلى أن قال:و خرج ناس من الكوفة،منهم: زيد بن صوحان العبدي،و مالك الأشتر النخعي،و زياد بن النضر الحارثي،و عبد اللّه بن الأصم الغامدي في ألفين..
و في 10/14،قال:بعث إلى الكوفة الحسن ابنه عليه السلام و عمّار بن ياسر و زيد ابن صوحان و قيس بن سعد بن عبادة و معهم كتاب إلى أهل الكوفة..،و في صفحة: 19-20 بتلخيصه:لما أرسل أمير المؤمنين عليه السلام الحسن عليه السلام و عمار إلى الكوفة أتاهما مسروق بن الأجدع و سلّم عليهما،ثمّ وبّخ عمّارا بموقفه من عثمان و نال منه،فغضب عمّار و ساءه ذلك،فثار زيد بن صوحان و طبقته،فانتصروا لعمّار..ثم ذكر أنّ زيد بن صوحان لمّا ورد كتاب عائشة إليه و كتابها لأهل الكوفة،قال:أيها الناس! انظروا إلى هذه!أمرت أن تقرّ في بيتها،و أمرنا نحن أن نقاتل حتى لا تكون فتنة، فأمرتنا بما امرت به،و ركبت ما أمرنا به،فقام إليه شبث بن ربعي،فقال له:و ما أنت-
ص: 213
(4) -و ذاك أيها العمّاني الأحمق!سرقت أمس بجلولاء فقطعك اللّه،و تسبّ ام المؤمنين،فقام زيد،و شال يده المقطوعة و أومأ بيده إلى أبي موسى-و هو على المنبر-،و قال له: يا عبد اللّه بن قيس،أ تردّ الفرات عن أمواجه!دع عنك ما لست تدركه،ثم قرأ: الم أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَ هُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ [سورة العنكبوت (29):1]ثم نادى:سيروا إلى أمير المؤمنين،و صراط سيد المرسلين،و انفروا إليه أجمعين..ذكر هذا الموقف له الطبري في تاريخه 483/4-484،و في 226/2،قال: فأمّا من قال بتفضيله على الناس كافة من التابعين فخلق كثير كأويس القرني و زيد ابن صوحان و صعصعة أخيه،و جندب الخير و عبيدة السلماني..و غيرهم ممّن لا يحصى كثرة..
و عدّه الطبري في تاريخه 326/4 من أشراف العراق أجتمع نفر بالكوفة-يطعنون على عثمان-من أشراف أهل العراق:مالك بن الحارث الأشتر،و ثابت بن قيس النخعي،و كميل بن زياد النخعي،و زيد بن صوحان العبدي،و جندب بن زهير الغامدي،و جندب بن كعب الأزدي،و عروة بن الجعد،و عمرو بن الحمق الخزاعي.
و في صفحة:349،قال:و خرج أهل الكوفة في أربع رفاق،و على الرفاق:زيد ابن صوحان العبدي،و الأشتر النخعي،و زياد بن النضر الحارثي،و عبد اللّه بن الأصم..،و عدّ المترجم الطبري في تاريخه 488/4 من رؤساء النفّار الذين استنفروا الناس لحرب أهل البصرة.
و في صفحة:514،قال:و مع علي[عليه السلام]أقوام غير مضر،فمنهم:زيد بن صوحان،فقال له رجل من قومه:تنحّ إلى قومك،مالك و لهذا الموقف!أ لست تعلم أنّ مضر بحيالك،و أنّ الجمل بين يديك،و أن الموت دونه!فقال:الموت خير من الحياة، الموت ما أريد،فأصيب و أخوه سيحان،و ارتثّ صعصعة.
و في صفحة:515،قال:و اقبلت ربيعة،فقتل على راية الميسرة من أهل الكوفة زيد،و صرع صعصعة،ثم سيحان..
و في صفحة:519،قال:لمّا صرع عمرو بن يثربي قاتل زيد و جماعة و هو يرتجز و يقول:
إن تقتلوني فأنا ابن يثربي قاتل علباء و هند الجملي ثم ابن صوحان على دين علي -
ص: 214
(4) -و أخذ أسيرا حتى انتهى به إلى علي[عليه السلام]،فقال:استبقني،فقال:«أبعد ثلاثة تقبل عليهم بسيفك تضرب به وجوههم»،فأمر به فقتل.
و في صفحة:542،قال:ما كتب به علي بن أبي طالب[عليه السلام]من الفتح إلى عامله بالكوفة:من عبد اللّه علي أمير المؤمنين..»..إلى أن قال:«و اصيب ممّن اصيب منّا:ثمامة بن المثنى،و هند بن عمرو،و علباء بن الهيثم،و سيحان و زيد ابنا صوحان، و محدوج..».
و قال في الإصابة 565/1 برقم 2997:زيد بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجاس بن صبرة بن حدرجان العبدي أبو سليمان،و يقال:أبو عائشة أخو صعصعة و سيحان،قال ابن الكلبي في تسمية من شهد الجمل مع علي[عليه السلام]:و زيد بن صوحان أدرك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صحبه.و تعقبه أبو عمر،فقال:لا أعلم له صحبة،و إنّما أدرك و كان فاضلا ديّنا سيّدا في قومه.انتهى.
و قد حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمّر بن المثنى أنّ له وفادة،و يأتي في ترجمة زيد العبدي ما يؤيد ذلك..إلى أن قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان»..إلى أن قال:ساق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأصحابه فجعل يقول:«جندب و ما جندب؟و الأقطع الحبر زيد»،فسئل عن ذلك فقال:«أمّا جندب؛ فيضرب ضربة يكون فيها أمّة وحده،و أما زيد؛فرجل من أمتي تدخل الجنة يده قبل بدنه»..إلى أن قال:و أمّا زيد بن صوحان فقطعت يده يوم القادسية،و قتل يوم الجمل، فقال:ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم..إلى أن قال:العيزار بن حريث،عن زيد بن صوحان،قال:لا تغسلوا عنا دماءنا فإنّي رجل محاجّ،و قال يعقوب بن سفيان:كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل،و كان على عبد القيس.
و ذكر البلاذري:أنّ عثمان كان سيّره فيمن سيّر من أهل الكوفة إلى الشام،فجرى بينه و بين معاوية كلام،فقال له زيد بن صوحان:إن كنّا ظالمين فنحن نتوب،و إن كنّا مظلومين فنحن نسأل اللّه العافية،فقال له معاوية:يا زيد!إنّك امرؤ صدق..و أذن له بالرجوع إلى الكوفة،و كتب إلى سعيد بن العاص يوصيه به لما رأى من فضله و هديه و قصده،و أمره باحسان جواره و كف الأذى عنه..،و بسنده:..قال:وطّأ عمر لزيد بن صوحان راحلته،و قال:هكذا فاصنعوا بزيد..إلى أن قال:و كان زيد بن صوحان يحبّ-
ص: 215
(4) -سلمان فمن شدّة حبه له اكتنى أبا سلمان،و كان يكنى:أبا عبد اللّه،و يقال:أبا عائشة..
و ذكر في اسد الغابة 233/2 ما يقرب منه إلاّ أنّه قال:و كان زيد بن صوحان قطعت يده يوم جلولاء،و قيل:بالقادسية في قتال الفرس،و قتل هو يوم الجمل..إلى أن قال: و لم يرو عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شيئا،و إنّما روى عن عمر و علي [عليه السلام]،و مثله في الاستيعاب 191/1 برقم 821.
و قال الكلبي في كتابه نسب معد و اليمن الكبير 107/1:زيد بن صوحان بن حجر ابن الحارث بن الهجرس بن صبرة أخ صعصعة بن صوحان،و كان سيحان الخطيب قبل صعصعة،فقتل هو و زيد يوم الجمل و معهما الراية.
و قال الشيخ المفيد في كتابه الجليل(الجمل):118[و جاء في سلسلة مصنفات الشيخ المفيد 248/1-249]:و رفع يده لمّا خذل أبو موسى الأشعري الناس عن أن ينفروا لحرب طلحة و الزبير،فقام زيد بن صوحان-و كانت يده قطعت يوم جلولاء-، ثم قال:يا أبا موسى!تريد أن تردّ الفرات عن أدراجه،إنّه لا يرجع من حيث بدأ،فإن قدرت على ذلك فستقدر على ما تريد[و جاء في سلسلة مصنفات الشيخ المفيد:دع] ويلك[ما لست مدركه]: الم أَ حَسِبَ النّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَ هُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ، ثم قال:أيها الناس!سيروا إلى أمير المؤمنين،و اطيعوا ابن سيد المرسلين،و انفروا إليه أجمعون[أجمعين]،تصيبوا الحقّ و تظفروا بالرشد،قد و اللّه نصحتكم فاتبعوا رأيي ترشدون.
و قال الشيخ المفيد في كتابه الجمل:168 أيضا[345/1-346 في سلسلة مصنفات الشيخ المفيد]:و برز من بعده عمر بن يثري[في مصنفات الشيخ المفيد:عمرو ابن يثربي]و كان من شياطين أصحاب الجمل،فنادى:هل من مبارز..إلى أن قال: فبرز مقامه زيد بن صوحان العبدي فتضاربا،و جاء فارس من أصحاب الجمل و وقف بجنب عمر[عمرو]يحميه،فطعنه زيد في خاصرته طعنة اثخنه بها،و بدر إليه عمر[لم ترد:عمر في المحقّقة]فضربه فقضى منها،و بدأ عمر[عمرو]يفتخر و يقول:
إن تنكروني فأنا ابن يثربي قاتل علباء و هند الجملي ثم ابن صوحان على دين علي و قال ابن سعد في طبقاته 32/5:و رحل من الكوفة إلى عثمان:الأشتر مالك بن الحارث،و يزيد بن مكفّف،و ثابت بن قيس،و كميل بن زياد النخعي،و زيد و صعصعة-
ص: 216
(4) -ابنا صوحان العبديان.
و في 221/6،قال:و كان صعصعة أخا زيد بن صوحان لأبيه و امّه،و كان صعصعة يكنى:أبا طلحة،و كان من أصحاب الخطط بالكوفة،و كان خطيبا،و كان من أصحاب علي بن أبي طالب[عليه السلام]،و شهد معه الجمل هو و أخواه زيد و سيحان ابنا صوحان،و كان سيحان الخطيب قبل صعصعة،و كانت الراية يوم الجمل في يده فقتل، فأخذها زيد فقتل،فأخذها صعصعة..
و قال الخطيب في تاريخ بغداد 439/8 برقم 4549-بعد أن ذكر نسبه-:يكنّى: أبا عائشة،و قيل:أبا سلمان،و قيل:أبا عبد اللّه،و قيل:أبا مسلم،و قيل:كان له كنيتان:أبو عبد اللّه،و أبو عائشة..إلى أن قال:عن حميد بن هلال،قال:كان زيد بن صوحان يقوم الليل و يصوم النهار،و إذا كانت ليلة الجمعة أحياها،فإن كان ليكرهها إذا جاءت ممّا كان يلقى فيها،فبلغ سلمان ما كان يصنع،فأتاه فقال:أين زيد؟قالت امرأته:ليس هاهنا،قال:فأني أقسم عليك لما صنعت طعاما،و لبست محاسن ثيابك..ثم بعثت إلى زيد،قال:فجاء زيد فقرب الطعام،فقال سلمان:كل يا زيد! قال:إني صائم،قال:كل يا زيد!لا ينقص-أو تنقص-دينك،إنّ شر السير الحقحقة [سير الحقحقة:المتعب من السير،و قيل:أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه،انظر:نهاية ابن الأثير 412/1]إنّ لعينك عليك حقا،و إنّ لبدنك عليك حقا،و إنّ لزوجتك عليك حقا،كل يا زيد!..فأكل،و ترك ما كان يصنع،و في صفحة:440،بسنده:..قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:«من سرّه أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان»قلت:قطعت يد زيد في جهاده المشركين،و عاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل..إلى أن قال:حدّثنا محمّد بن سعد،قال:زيد بن صوحان العبدي يكنّى:أبا عائشة،قتل يوم الجمل سنة ست و ثلاثين..
أقول:تأمل في قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هذا،و قول شبث بن ربعي: ما أنت و ذاك أيها العماني الأحمق سرقت بجلولاء فقطعك اللّه،لشد ما اختلفا في الدنيا، و اختلافها في الآخرة أشدّ،فلعنة اللّه و ملائكته و الناس أجمعين على من خالف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قولا و فعلا.
و قال ابن أعثم في فتوحه 318/2-319:ثم تقدم زيد بن صوحان العبدي من-
ص: 217
(4) -أصحاب علي[عليه السلام]فقاتل حتى قتل،فأخذ الراية أخوه صعصعة فقاتل فجرح،و أخذ الراية أبو عبيدة العبدي-و كان من خيار أصحاب علي[عليه السلام]- فقاتل فقتل..
و في صفحة:323-324،قال:..و خرج عمرو بن يثربي من أصحاب الجمل.. ثم نزل إليه عمار سريعا فأخذ برجله و جعل يجره حتى ألقاه بين يدي علي [عليه السلام]،فقال علي:«اضرب عنقه»،فقال عمرو:يا أمير المؤمنين!استبقني حتى أقتل لك منهم كما قتلت منكم،فقال علي[عليه السلام]:«يا عدو اللّه أبعد ثلاثة من خيار أصحابي استبقيك؟،لا كان ذلك أبدا».
و قد صرّح الطبري في تاريخه 210/5 أن عمرو هذا قتل يومئذ:علباء بن الهيثم، و هند بن عمرو الجملي و زيد بن صوحان.
أقول:لا يخفى أنّ قول أمير المؤمنين أرواحنا فداه:«أبعد ثلاثة من خيار أصحابي؟»،و جعل زيد بن صوحان من خيار أصحابه شرف ليس فوقه شرف،و وسام مقدس منح أمير المؤمنين عليه السلام به زيدا رضوان اللّه عليه.
و ذكره المجلسي في بحار الأنوار 176/32[432/8 طبعة الكمپاني].
و قال المسعودي في مروج الذهب 369/2:و أشتد حزن علي[عليه السلام]على من قتل من ربيعة قبل وروده البصرة،و هم الذين قتلهم طلحة و الزبير من عبد القيس و غيرهم من ربيعة،و جدّد حزنه قتل زيد بن صوحان العبدي..إلى أن قال:و كان علي [عليه السلام]يكثر من قوله:
يا لهف نفسي على ربيعة ربيعة السامعة المطيعة و قال في 37/3:فقال عقيل[لمعاوية]:سل عمّا بدا لك،فقال:ميّز لي أصحاب علي[عليه السلام]،و أبدا بآل صوحان فإنّهم مخاريق الكلام،قال:أمّا صعصعة؛ فعظيم الشأن،عضب اللسان،قائد فرسان،قاتل أقران،يرتق ما فتق،و يفتق ما رتق، قليل النظير،و أما زيد و عبد اللّه؛فإنهما نهران جاريان،يصبّ فيهما الخلجان،و يغاث بهما البلدان،رجلا جدّ لا لعب معه،و بنو صوحان كما قال الشاعر:
إذا نزل العدوّ فإن عندي أسودا تخلس الأسد النفوسا و قال في مروج الذهب 45/3-46:فقال له ابن عباس:فأين أخواك منك يا بن صوحان؟صفهما لأعرف وزنكم،قال:أمّا زيد،فكما قال-
ص: 218
(4) -أخو غني:
فتى لا يبالي أن يكون بوجهه إذا سدّ خلات الكرام شحوب إذا ما ترا آه الرجال تحفّظوا فلم ينطقوا العوراء و هو قريب حليف الندى يدعو الندى فيجيبه إليه و يدعوه الندى فيجيب يبيت الندى يا ام عمرو ضجيعه إذا لم يكن في المنقيات حلوب كأن بيوت الحيّ ما لم يكن بها بسابس ما يلفي بهنّ غريب ..في أبيات،كان و اللّه يا بن عباس!عظيم المروءة،شريف الاخوة،جليل الخطر، بعيد الأثر،كميش العروة،أليف البدوة،سليم جوانح الصدر،قليل وساوس الدهر، ذاكرا للّه طرفي النهار و زلفا من الليل،الجوع و الشبع عنده سيان،لا ينافس في الدنيا، و أقلّ أصحابه من ينافس فيها،يطيل السكوت،و يحفظ الكلام،و إن نطق نطق بمقام، يهرب منه الدعار و الأشرار،و يألفه الأحرار الأخيار،فقال ابن عباس:ما ظنّك برجل من أهل الجنة،رحم اللّه زيدا.
و قال في سير أعلام النبلاء 525/3-526 برقم 133:زيد بن صوحان بن حجر ابن الحارث بن هجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس العبدي الكوفي،أخو صعصعة بن صوحان،و لهما أخ اسمه:سيحان لا يكاد يعرف،كنية زيد:أبو سليمان، و قيل:أبو عائشة.كان من العلماء العباد،ذكروه في كتب معرفة الصحابة،و لا صحبة له،لكنّه أسلم في حياة النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم،و سمع من عمر،و علي [عليه السلام]،و سلمان..إلى أن قال:و ذكر بعضهم أنّه وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم..إلى أن قال:قال الأجلح:أمّا جندب،فقتل الساحر، و أمّا زيد،فقطعت يده يوم جلولاء،و قتل يوم الجمل..إلى أن قال:سماك،عن النعمان أبي قدامة:أنّه كان في جيش عليهم سلمان الفارسي فكان يؤمّهم زيد بن صوحان يأمره بذلك سلمان.سماك عن رجل[سماه ابن سعد في طبقاته 124/6: ملحان بن ثروان]أنّ سلمان كان يقول لزيد بن صوحان يوم الجمعة:قم فذكّر قومك، و بسنده:..في صفحة:527-528،قال:قام زيد بن صوحان إلى عثمان،فقال: يا أمير المؤمنين!ملت فمالت امّتك،اعتدل يعتدلوا.قال:أ سامع مطيع أنت؟قال: نعم،قال:الحق بالشام..فطلّق امرأته،ثم لحق بحيث أمره.أيوب السختياني،عن غيلان بن جرير،قال:ارتثّ زيد بن صوحان يوم الجمل..إلى أن قال:و قال شدّوا-
ص: 219
و قد أسبقنا (1)في ترجمة:جندب بن كعب حديثا تضمّن أخبار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأنّ يد زيد بن صوحان تقطع في سبيل اللّه،ثمّ يتبع اللّه آخر جسده بأوّله.
و قد عدّه في الخلاصة (2)في القسم الأوّل،و قال:كان من الأبدال،قتل يوم الجمل،من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام..ثمّ نقل مضمون الخبر الأوّل.
و قريب منه في رجال ابن داود (3).
و نقل في التحرير الطاوسي (4)ما سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام في حقّه..إلى قوله:عظيم المعونة،ثمّ نقل طريقه الذي سمعته من الكشي،ثم قال:
و روي في مدحه غير ذلك..ثمّ نقل ما نقله الكشي عن الفضل بن شاذان.
و قد عدّه الفاضل الجزائري (5)في الحسان.و هو في محلّه؛لأنّه
ص: 220
شيعي بلا شبهة.
و ما سمعته من المدائح إن لم يدلّ على وثاقته-لعدم صراحتها فيها-فلا أقلّ من إفادتها أعلى درجات الحسن له (1)(2).
ص: 221
[8792]
الناعظي الكوفي
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميّا،إلاّ أنّا لم نقف فيه على مدح يدرجه في الحسان.
و قد مرّ (2)ضبط الناعظي في:الحسين بن نوف.
و جزم بعض من يتكلّم على الحدس و التخمين،أنّ الصواب:
الناعطي-بالطاء المهملة-نسبة إلى بني ناعط،بطن من همدان،مع اعترافه بأنّ الموجود في الكتب:الناعظي-بالظاء المعجمة-و استند في هذا التخمين إلى أنّه ليس في الأحياء بنو ناعظ-بالظاء-قال:فهو تصحيف من النساخ بلا شبهة.انتهى.
قلت:قد اشتبه في ذلك بلا شبهة،أ لا ترى إلى ما في التاج (3)مازجا:
ص: 222
و بنو ناعظ بطن من العرب،قاله ابن دريد.انتهى (1).
و لا أمنع أن يكون المترجم ناعطيّا،نسبة إلى ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف أبي بطن من همدان،نزل ربيعة جبلا يقال له:ناعط،فسمّي به،و غلب عليه.و إنّما غرضي أنّ إنكار نسبة الناعظي-بالظاء-ليس على ما ينبغي (2).
ص: 223
[8794]
روى الكشّي رحمه اللّه (1)ما يدلّ على ذمّه،حيث قال:حدّثنا ابن مسعود، قال:أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضّال،قال:حدّثني محمّد بن الوليد البجلي،قال:حدّثني العباس بن هلال،عن أبي الحسن الرضا عليه السلام..ذكر أنّ حذيفة لما حضرته الوفاة،و كان آخر الليل قال لابنته:أيّة ساعة هذه؟قالت:آخر اللّيل،قال:الحمد للّه الذي بلغني هذا المبلغ،و لم أوال ظالما على صاحب حقّ،و لم أعاد صاحب حقّ..فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث،فقال:كذب و اللّه،لقد والى على عثمان..!فأجابه بعض من حضره:أنّ عثمان والاه (2)،و اللّه يا أخا زهرة..و الحديث منقطع!..
و قد مرّ (3)في ترجمة حذيفة،فإنّه يكشف عن أنّه كان عثمانيا،حيث انتصر له و كذب مثل حذيفة الذي هو أتقى للّه و أبرّ و أورع من عثمان (4).
ص: 225
(7) -و شيعته،لم يستبعد صدور التكذيب من ابنه لمثل حذيفة بن اليمان الذي كان من خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام،فالمعنون ضعيف،و الرواية من جهته لا يعتد بها.
[8796] 204-زيد بن عبد الغفار الطيالسي
جاء في الأمالي للشيخ الطوسي رحمه اللّه 365/1 الجزء 12 مطبعة النعمان[و صفحة:355 حديث 736 تحقيق مؤسسة البعثة]،بسنده:.. قال:حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة،قال:حدّثنا زيد بن عبد الغفار الطيالسي،قال:حدّثنا حسين بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن عمّه علي ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن أخيه موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن محمّد بن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن الحسين بن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،عن علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،قال..
و عنه في وسائل الشيعة 333/16 حديث 21693،و فيه:زيدان بن عبد الغفار،و كذلك في بحار الأنوار 225/96 حديث 23.
حصيلة البحث المعنون لم يذكره علماء الرجال من الخاصة و العامة و لذلك يعدّ مهملا، و لا يبعد كونه من رواة العامة.
ص: 226
([8797] 205-زيد بن عبد اللّه جاء بهذا العنوان في كتاب النوادر للراوندي:265،بسنده:.. عن إسماعيل بن جعفر،عن زيد بن عبد اللّه،عن أبيه،عن أنس ابن مالك..
و عنه في بحار الأنوار 50/97 حديث 39،و مستدرك وسائل الشيعة 283/6 حديث 6848 مثله.
حصيلة البحث المعنون لم يذكر في المعاجم الرجالية،فهو مهمل.
[8798] 206-زيد بن عبد اللّه البغدادي
جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 63/76 حديث 4،بسنده:..عن أبي العباس أحمد بن الحسين الآبي العروضي،عن زيد بن عبد اللّه البغدادي،عن علي بن سنان الموصلي..
و كذلك في مستدرك وسائل الشيعة 66/9 حديث 10220،و لكن في إكمال الدين:476 حديث 26:أبو الحسين بن زيد بن عبد اللّه البغدادي،و كذلك في بحار الأنوار 47/52 حديث 34:الحسين بن زيد ابن عبد اللّه البغدادي.
حصيلة البحث لا يمكن ترجيح إحدى العناوين المذكورة،و على التقادير فهو مهمل.
ص: 227
[8799]
أبو حكيم الجمحي
الخيّاط:بالخاء المعجمة،و الياء المثنّاة من تحت المشدّدة،و الألف، و الطاء (1).
ذلك إلى(ق)(جخ)[أي من أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ رحمه اللّه] (1).
[8800]
[8801]
عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)من أصحاب الصادق عليه السلام.
و ظاهره كونه إماميا،و لم يرد فيه مدح يلحقه بالحسان.
قلت:لذلك نعتبره حسن الحال (1).
[8803]
[8804]
[8806]
[8807]
زيد الشهيد
لم أقف فيه إلاّ على ما في إرشاد المفيد رحمه اللّه (1)عن محمّد بن علي، قال:أخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد،قال:مرضت فدخل الطبيب عليّ ليلا،و وصف لي دواء آخذه في السحر كذا و كذا..يوما،فلم يمكنني (2)تحصيله من الليل،و خرج الطبيب،و ورد صاحب أبي الحسن عليه السلام في الحال،و معه صرّة فيها ذلك الدواء بعينه،فقال لي:أبو الحسن عليه السلام يقرئك السلام،و يقول لك:«خذ هذا الدواء كذا (3)..يوما»، فأخذته فشربته فبرئت.
قال محمّد بن علي:قال لي زيد بن علي:يا محمّد!أين الغلاة عن هذا الحديث؟!انتهى.
و روى في آخر باب مولد أبي الحسن علي بن محمّد عليه السلام من الكافي (4)هذه الرواية بتغيير يسير غير مغيّر للمعنى،عن بعض أصحابنا،عن محمّد بن علي،عن زيد-هذا- (5).
ص: 234
[8808]
أقول:هذا هو:زيد المجاهد المعروف،الذي تنسب إليه الزيديّة،أخو الباقر عليه السلام.
و حيث إنّ في أذهان بعض القاصرين منه شيئا،يلزمنا شرح حاله حسب الوسع.
فنقول:قد عدّه الشيخ رحمه اللّه في رجاله (1)تارة:من أصحاب أبيه السجّاد عليه السلام بالعنوان المذكور.
و اخرى (2):من أصحاب الباقر عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله:
أبو الحسين أخوه.يعني أنّه الباقر عليه السلام.
و ثالثة (3):من أصحاب الصادق عليه السلام مضيفا إلى ما في العنوان قوله:أبو الحسين مدني تابعي،قتل سنة إحدى و عشرين و مائة،و له اثنتان و أربعون سنة.انتهى.
و قال في التكملة (4):اتّفق علماء الإسلام على جلالته و ثقته و ورعه و علمه و فضله،و قد روي في ذلك أخبارا كثيرة،حتّى عقد ابن بابويه في العيون بابا لذلك.انتهى.
ص: 236
و صرّح الشهيد رحمه اللّه في قواعده (1)في بحث الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بأنّ خروجه كان بإذن الإمام عليه السلام.
و قال الشيخ المفيد رحمه اللّه في إرشاده (2):كان زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام عين إخوته (3)بعد أبي جعفر عليه السلام.و أفضلهم، و كان ورعا عابدا،فقيها سخيّا،شجاعا،و ظهر بالسيف،يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر،و يطلب بثارات الحسين عليه السلام.
أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد،عن جدّه،عن الحسن (4)بن يحيى،عن (5)الحسن بن الحسين،عن يحيى بن مساور،عن أبي الجارود [زياد بن المنذر]،قال:قدمت المدينة فجعلت كلّما سألت عن زيد بن علي عليه السلام قيل لي:ذاك حليف القرآن.
و روى هشام بن هشام،قال:سألت خالد بن صفوان عن زيد بن علي عليه السلام،و كان يحدّثنا عنه،فقلت:أين لقيته؟قال:بالرصافة (6)،
ص: 237
فقلت:أيّ رجل كان؟قال:كان-كما علمت-يبكي من خشية اللّه حتى تختلط دموعه بمخاطه.
و اعتقد كثير من الشيعة فيه الإمامة،و كان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف يدعو إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فظنّوه يريد بذلك نفسه،و لم يكن يريدها به،لمعرفته باستحقاق أخيه عليه السلام للإمامة من قبله،و وصيّته عند وفاته إلى أبي عبد اللّه عليه السلام.و كان سبب خروج أبي الحسين زيد بن علي رضي اللّه عنه[بعد الذي ذكرناه من غرضه في الطلب بدم الحسين عليه السلام]،أنّه دخل على هشام بن عبد الملك،و قد جمع له هشام أهل الشام،و أمر أن يتضايقوا في المجلس حتّى لا يتمكّن من الوصول إلى قربه،فقال له زيد:إنّه ليس من عباد اللّه أحد فوق أن يوصي بتقوى اللّه، و لا من عباده أحد دون أن يوصي بتقوى اللّه،و أنا أوصيك بتقوى اللّه يا أمير المؤمنين!فاتّقه..
فقال له[هشام]:أنت المؤهّل نفسك للخلافة،الراجي لها؟!و ما أنت و ذاك،لا أمّ لك،و إنّما أنت ابن أمة!
فقال له زيد:إني لا أعلم أحدا أعظم منزلة عند اللّه من نبيّه (1)صلى اللّه عليه و آله و سلّم،و هو ابن أمة،فلو كان ذلك يقصر عن منتهى غاية لم يبعث،و هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام،فالنبوّة أعظم منزلة عند اللّه أم الخلافة يا هشام؟!.
و بعد:فما يقصر برجل أبوه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و هو ابن
ص: 238
علي بن أبي طالب عليه السلام أن يكون ابن أمة؟! (1)..
فوثب هشام عن مجلسه،و دعا قهرمانه،و قال:لا يبيتنّ هذا في عسكري.
فخرج زيد و هو يقول:إنّه لم يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلاّ ذلّوا.
فلمّا وصل الكوفة اجتمع إليه أهلها،فلم يزالوا به حتّى بايعوه على الحرب، ثمّ نقضوا بيعته و أسلموه،فقتل رحمه اللّه،و صلب بينهم أربع سنين لا ينكر أحد منهم،و لا يغيّر بيد و لا لسان (2).
و لمّا قتل بلغ ذلك أبا عبد اللّه (3)الصادق عليه السلام كلّ مبلغ،و حزن له حزنا شديدا (4)عظيما،حتى بان عليه.و فرّق من ماله في (5)عيال من أصيب مع زيد من أصحابه ألف دينار..[إلى أن قال]:و كان مقتله يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنة عشرين و مائة،و كان (6)سنّه يومئذ اثنتين و أربعين سنة (7).
ص: 239
(7) -سنة 121 كان مقتل زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام،و هو يوم يتجدّد فيه أحزان آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و في مقاتل الطالبيين:144،قال:قتل زيد بن علي يوم الجمعة في صفر سنة 121،و ذهب ابن داود في رجاله:164 برقم 653-بعد العنوان-قال:قتل سنة إحدى و عشرين و مائة،و له اثنان و أربعون سنة،و ابن قتيبة في معارفه:365،قال:قتل زيد بن علي رحمة اللّه عليه و على آبائه الطاهرين،قتله يوسف بن عمر سنة إحدى و عشرين و مائة بالكوفة،و الشيخ الطوسي رحمه اللّه في مصباح المتهجد:551،قال:صفر أوّل يوم منه سنة إحدى و عشرين و مائة كان مقتل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،و في شذرات الذهب 158/1 في حوادث سنة 121،قال:و فيها قتل الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين رضي اللّه عنهم بالكوفة،و مرآة الجنان 257/1 في حوادث سنة 121،قال:و فيها قتل زيد بن علي بن الحسين بن علي[عليهم السلام]بالكوفة..،و الشيخ الطوسي في رجاله:195 برقم 1-بعد العنوان-،قال:قتل سنة إحدى و عشرين و مائة،و له اثنتان و أربعون سنة،و الكاشف 341/1 برقم 1766،قال بعد العنوان:استشهد في صفر سنة 121.
القول الثالث:إنها في سنة اثنتين و عشرين و مائة:
ذكر ذلك ابن قتيبة في معارفه:216:و أمّا زيد بن علي بن الحسين فكان يكنّى:أبا الحسن[أبا الحسين]،و امه سندية،و خرج في خلافة هشام سنة اثنتين و عشرين و مائة، و في عمدة الطالب:258،قال:و كان قتله على ما قال الواقدي:سنة إحدى و عشرين و مائة،و قال ابن إسحاق بن موسى:قتل على رأس مائة سنة و عشرين سنة و شهر و خمسة عشر يوما.و قال الزبير بن بكار:قتل سنة اثنتين و عشرين و مائة، و هو ابن اثنتين و أربعين سنة،و قال ابن خرداذبه:قتل و هو ابن ثمان و أربعين سنة.
و في التاريخ الكبير للبخاري 403/3 برقم 1341-بعد العنوان-قال:قتل سنة اثنتين و عشرين و مائة،و النجوم الزاهرة 286/1 في حوادث سنة 121،قال: و فيها خرج زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم [سلام اللّه عليهم]..إلى أن قال:و قتل في سنة اثنتين و عشرين و مائة،و قال ابن سعد في الطبقات 310/6:أخبرنا الفضل بن دكين و محمّد بن عمر،قالا: توفي زيد سنة 122 أيام زيد بن علي،و في صفحة:316،قال:سلمة بن كهيل-
ص: 240
(7) -الحضرمي،توفي سنة اثنتين و عشرين و مائة حين قتل زيد بن علي بالكوفة،و في تهذيب التهذيب 419/3 برقم 769-و بعد العنوان-قال:فرجع فبايعه ناس و خرج فقتل فيها-يعني سنة 122-،و قال ابن سعد:قتل في صفر سنة 120،و يقال:سنة 122،و قال مصعب بن الزبير:قتل و هو ابن 42 سنة،و قال في تقريب التهذيب 276/1 برقم 199-بعد ذكر العنوان-:أبو الحسين المدني،ثقة،من الرابعة..إلى أن قال: فقتل بالكوفة سنة اثنتين و عشرين-أي بعد المائة-.
و قال الطبري في تاريخه 180/7 في حوادث سنة مائة و اثنتين و عشرين خبر مقتل زيد بن علي،و قال أحمد بن حنبل في رجاله المسمّى ب:العلل:232-233 برقم 1460:سمعت سفيان بن عيينة،قال:جاء زيد بن علي إلى الكوفة زمان يوسف في إحدى و عشرين،فجئنا نحن إلى مكة،فلمّا حج الناس قتل زيد في أول صفر-يعني سنة اثنتين-.
و قال خليفة خياط في تاريخه 536/2(في حوادث سنة اثنتين و عشرين و مائة): و فيها قتل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب[عليهم السلام بالكوفة].
..هذه جملة من الأقوال في تاريخ شهادة سيدنا المترجم رضوان اللّه عليه،و من المتفق عليه أنّ شهادته كانت بالكوفة في زمن يوسف بن عمر الثقفي لعنه اللّه،و خالف هذا الاتفاق من العامة و الخاصة ابن عبد ربّه الأندلسي في العقد الفريد 409/2، فقال:و من الرافضة:الزيدية؛و هم أصحاب زيد بن علي المقتول بخراسان، و في 32/4 في دخول زيد على هشام بن عبد الملك،قال:ثم خرج بخراسان،فقتل و صلب في كناسة.
و فيه يقول:سديف بن ميمون في دولة بني العباس:
و اذكروا مقتل الحسين و زي دا و قتيلا بجانب المهراس و قال في صفحة:483:و خرج زيد حتى قدم الكوفة،فقال:
شرّده الخوف و أزرى به كذاك من يكره حرّ الجلاد محتفي الرجلين يشكو الوجى تنكبه أطراف مرو حداد قد كان في الموت له راحة و الموت حتم في رقاب العباد ثم خرج بخراسان فوجه يوسف بن عمر إليه الخيل،و خرج في أثرها حتى لقيه فقاتله،فرمي زيد في آخر النهار بنشابة في نحره فمات..
ص: 241
انتهى ما في الإرشاد.
و عدّه ابن داود من رجاله (1)،و رمز لما سمعته من فقرات رجال الشيخ رحمه اللّه،ثم قال:شهد له الصادق عليه السلام بالوفاء و ترحّم عليه.
و ذكر في عمدة الطالب (2)نحوا ممّا في الإرشاد..إلى قوله:لا يكره قوم قطّ حرّ السيوف إلاّ ذلّوا.ثمّ قال:فحملت كلمته إلى هشام،فقال:أ لستم تزعمون أنّ أهل هذا البيت قد بادوا؟و لعمري ما انقرضوا (3)من مثل هذا خلفهم..! فلمّا (4)رجع زيد (5)إلى الكوفة،أقبلت الشيعة تختلف إليه[و غيرهم من المحكمة] (6)يبايعونه حتّى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة (7)،سوى أهل المدائن و البصرة و واسط و الموصل و خراسان و الري و جرجان و الجزيرة.انتهى.
و أقول:ينبغي نقل شطر من الأخبار و الآثار الواردة فيه،حتّى تكون على
ص: 242
طمأنينة من حاله و جلالته:
فمنها:ما رواه الكشّي رحمه اللّه (1)،عن محمّد بن مسعود،قال:حدّثني أبو عبد اللّه الشاذاني-و كتب به إليّ-قال:حدّثني الفضل،قال:حدّثني أبي، قال:حدّثنا أبو يعقوب المقرئ-و كان من كبار الزيدية-[قال:أخبرنا عمرو ابن خالد-و كان من رؤساء الزيديّة-عن أبي الجارود و كان رأس الزيديّة]، قال:كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا،إذ أقبل زيد بن علي عليه السلام،فلمّا نظر إليه أبو جعفر عليه السلام،قال:«هذا سيّد أهل بيتي، و الطالب بأوتارهم» (2).
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (3)في ترجمة:الحميري،عن نصر بن الصباح، عن إسحاق بن محمّد البصري،عن علي بن إسماعيل،عن فضيل الرسّان،قال:
دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي عليه السلام- فأدخلت بيتا جوف بيت-فقال لي:«يا فضيل!قتل عمّي زيد؟»قلت:نعم، جعلت فداك،قال:«رحمه اللّه،أما إنّه كان مؤمنا،و كان عارفا،و كان عالما، و كان صدوقا.أما إنّه لو ظفر لوفى،أما إنّه لو ملك لعرف كيف يضعها».
أقول:يظهر من هذا أنّ غرض زيد رحمه اللّه من الخروج إخراج الخلافة عن
ص: 243
أيدي المتغلّبين ليضعها في مستحقّها،و كان قد صدّق بإمامة أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام،و لكنّه كان يخفي ذلك حتى عن أتباعه،لئلاّ يتضرّر بذلك أبو عبد اللّه عليه السلام.
و منها:ما رواه الصدوق رحمه اللّه في العيون (1)،عن محمّد بن بريد (2)النحوي،عن أبي عبدون (3)،عن أبيه،قال:لمّا حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون،و كان قد خرج بالبصرة،و أحرق دور ولد بني العباس،و وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا عليهما السلام،و قال له:
يا أبا الحسن!لئن خرج أخوك و فعل ما فعل،لقد خرج من قبله زيد بن علي(ع)فقتل.و لو لا مكانك لقتلته،فليس ما أتاه بصغير..
فقال له الرضا عليه السلام:«يا أمير المؤمنين!لا تقس أخي زيد إلى زيد ابن علي(ع)،فإنّه كان من علماء آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،غضب للّه فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله،و لقد حدّثني أبي موسى بن جعفر عليهما السلام أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد[بن علي]عليهم السلام يقول:
«رحم اللّه عمي زيدا،إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لو ظفر لوفى بما دعا إليه،و لقد استشارني في خروجه فقلت له:يا عمّ!إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك».
فلمّا ولّى،قال جعفر بن محمّد عليهما السلام:«ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه».
فقال المأمون:يا أبا الحسن!أ ليس قد جاء فيمن ادّعى الإمامة بغير حقّها
ص: 244
ما جاء؟!فقال الرضا عليه السلام:«إنّ زيد بن علي(ع)لم يدّع ما ليس له بحقّ،و إنّه كان أتقى للّه من ذاك،إنّه قال:أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و إنّما جاء ما جاء فيمن يدّعي أنّ اللّه نصّ عليه،ثمّ يدعو إلى غير دين اللّه،و يضلّ عن سبيله بغير علم،و كان زيد بن علي(ع)و اللّه ممّن خوطب بهذه الآية: وَ جٰاهِدُوا فِي اللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ هُوَ اجْتَبٰاكُمْ (1).
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (2)فيه،عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري،عن أبيه،عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،عن الحسين بن علوان،عن عمرو (3)بن ثابت،عن داود بن عبد الجبار،عن جابر بن يزيد الجعفي،عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام،عن أبيه عليه السلام،
ص: 245
عن علي عليه السلام،قال:قال رسول اللّه للحسين:«يا حسين!يخرج من صلبك رجل يقال له:زيد،يتخطى هو و أصحابه يوم القيامة[على] (1)رقاب الناس غرّا محجّلين،يدخلون الجنّة بغير حساب».
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (2)فيه (3)عن علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق[رضي اللّه عنه،قال:حدّثنا] (4)،عن علي بن الحسين القاضي العلوي، عن الحسن (5)بن علي الناصر[ي]قدّس سرّه،عن علي بن أحمد بن (6)رشيد، عن عمر بن سعيد (7)،عن أخيه معمر،قال:كنت جالسا عند الصادق عليه السلام فجاء زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام فأخذ بعضادتي الباب، فقال له الصادق عليه السلام:«يا عمّي!اعيذك باللّه أن تكون المصلوب بالكناسة»،فقالت أمّ زيد:ما يحملك على هذا القول غير الحسد لابني، فقال عليه السلام:«يا ليته حسدا..يا ليته حسدا..يا ليته حسدا»ثلاثا،ثمّ قال:«حدّثني أبي عليه السلام،عن جدّي عليه السلام،أنّه قال:
ص: 246
يخرج من ولدي (1)رجل يقال له:زيد،يقتل بالكوفة،و يصلب بالكناسة،يخرج من قبره حين ينشر،تفتح له أبواب السماء يتبهج به أهل السموات و الأرض،يجعل روحه في حوصلة (2)طير أخضر يسرح في الجنّة حيث يشاء».
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (3)فيه،عن أحمد بن الحسن القطان،عن الحسن بن علي السكري،عن أحمد بن زكريا الجوهري (4)،عن جعفر بن محمّد ابن عمارة،عن أبيه،عن عمرو بن خالد،عن عبد اللّه بن سيابة..و ساق الحديث..إلى أن قال:فأتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه:أمّا بعد؛فإنّ زيد بن علي(ع)قد خرج يوم الأربعاء غرّة صفر،و مكث[يوم] (5)الأربعاء و الخميس،و قتل يوم الجمعة،و قتل معه فلان و فلان..فدخلنا على الصادق عليه السلام فدفعنا إليه الكتاب (6)فقرأه و بكى،ثمّ قال: «إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ ،عند اللّه أحتسب عمّي،إنّه كان نعم العمّ،إنّ عمّي كان رجلا لدنيانا و آخرتنا،مضى و اللّه عمي شهيدا كشهداء استشهدوا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليّ و الحسن و الحسين عليهم السلام».
ص: 247
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (1)فيه،عن محمّد بن الحسين (2)بن أحمد بن الوليد،عن محمّد بن الحسن الصفّار،عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي،عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن ميمون (3)،عن عبد اللّه بن سنان،عن الفضيل بن يسار، قال:انتهيت إلى زيد بن علي(ع)صبيحة يوم خرج بالكوفة،فسمعته يقول:
من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام،فو الذي بعث محمّدا(ص)بالحقّ بشيرا و نذيرا لا يعينني على قتالهم منكم أحد إلاّ أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن اللّه تعالى..
فلمّا قتل رضي اللّه عنه اكتريت راحلة،و توجّهت نحو المدينة،فدخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام،فقلت في نفسي:و اللّه لا أخبرته بقتل زيد بن علي(ع) فيجزع عليه،فلمّا دخلت عليه قال:«ما فعل عمّي زيد؟»فخنقتني العبرة، فقال:«قتلوه؟»قلت:إي و اللّه قتلوه،قال:«فصلبوه؟»قلت:إي و اللّه صلبوه،فأقبل يبكي:و دموعه تنحدر على ديباجتي خدّه (4)كأنّها الجمان،ثمّ قال:«يا فضيل!شهدت مع عمّي زيد قتال أهل الشام؟»،قلت:نعم،قال:
«فكم قتلت منهم؟»قلت:ستّة،قال:«فلعلّك شاكّ في دمائهم»فقلت:لو كنت شاكّا في دمائهم ما قتلتهم،فسمعته يقول:«أشركني اللّه في تلك الدماء،مضى و اللّه عمّي زيد و أصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام و أصحابه».
ص: 248
و منها:ما رواه الكشي رحمه اللّه (1)في ترجمة:سليمان بن خالد،عن محمّد ابن الحسن،و عثمان بن حامد،قالا:حدّثنا محمّد بن يزداد،عن محمّد بن الحسين،عن الحسن بن علي بن فضال،عن مروان بن مسلم،عن عمّار الساباطي،قال:كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي عليه السلام حين خرج،قال:فقال له رجل و نحن وقوف في ناحية،و زيد واقف في ناحية:
ما تقول في زيد،هو خير أم جعفر عليه السلام؟قال سليمان:قلت:و اللّه ليوم من جعفر خير من زيد أيّام الدنيا،قال:فحرّك دابته،و أتى زيدا و قصّ عليه القصّة،قال:و مضيت نحوه فانتهيت إلى زيد و هو يقول:جعفر إمامنا في الحلال و الحرام.
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (2)في ترجمة سورة بن كليب:عن محمّد بن مسعود،قال:حدّثني الحسين بن إشكيب،عن عبد الرحمن بن حمّاد،عن محمّد ابن إسماعيل الميثمي،عن حذيفة بن منصور،عن سورة بن كليب،قال:قال لي زيد بن علي(ع):يا سورة!كيف علمتم أنّ صاحبكم على ما تذكرونه؟قال:
فقلت له:على الخبير سقطت،قال:فقال:هات،فقلت له:كنّا نأتي أخاك محمّد ابن علي عليهما السلام نسأله فيقول:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و قال اللّه جلّ و عزّ في كتابه..حتى مضى أخوك عليه السلام فاتيناكم آل محمّد(ص)و أنت فيمن أتينا،فتخبرونا ببعض و لا تخبرونا بكلّ الذي نسألكم عنه،حتى أتينا ابن أخيك جعفر عليه السلام،فقال لنا كما قال
ص: 249
أبوه عليه السلام،قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..و قال تعالى..
فتبسّم و قال:أما و اللّه إن قلت هذا فإنّ كتب علي عليه السلام عنده.
قلت:هذا اعتراف منه بإمامة الصادق عليه السلام،لعلمه و علم كلّ أحد بأنّ تلك الكتب لا تكون عند أحد بالغلبة،و لا بميراث النسب،بل بالوصية و ميراث الإمامة.
و منها:ما رواه في الأمالي (1)،بسنده:..إلى ابن أبي عمير،عن حمزة بن حمران،قال:دخلت على الصادق عليه السلام،فقال:«[يا حمزة!]من أين أقبلت؟»فقلت:من الكوفة،فبكى عليه السلام حتى بلّت دموعه لحيته،فقلت له:يا بن رسول اللّه(ص)!مالك أكثرت من البكاء؟فقال:«ذكرت عمّي زيدا،و ما صنع به فبكيت»فقلت[له]:و ما الذي ذكرت منه؟قال:«مقتله، و قد أصاب جبينه سهم،فجاء ابنه يحيى فانكبّ عليه،و قال له:أبشر يا أبتاه فإنّك ترد على رسول اللّه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام،قال:
أجل يا بني.ثمّ دعا بحدّاد فنزع السهم من جبينه،فكانت نفسه معه،فجيء به إلى ساقية تجري إلى بستان زائدة،فحفر له فيها و دفن،و أجرى عليه الماء.
و كان معهم غلام سندي[لبعضهم]،فذهب إلى يوسف بن عمر-لعنه اللّه-من الغد فأخبره بدفنهم إيّاه،فأخرجه يوسف[بن عمر]و صلبه في الكناسة أربع سنين،ثمّ أمر به فأحرق بالنار،و ذري في الرياح،فلعن اللّه قاتله و خاذله، [و]إلى اللّه جلّ اسمه أشكو ما نزل بنا أهل بيت نبيّه بعد موته،و به نستعين على
ص: 250
عدونا و هو خير مستعان».
و منها:ما في بعض المراسيل،من أنّه:لما أقبلت الشيعة إليه،و بايعت معه، خرج سنة إحدى و عشرين و مائة،فلمّا صفقت الراية على رأسه،قال:الحمد للّه الذي أكمل لي دينه،إنّي كنت أستحي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن أرد عليه الحوض غدا و لم آمر في امّته بمعروف،و لا أنهى عن منكر.
و جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف فصفّ أصحابه صفا بعد صفّ، حتى لا يستطيع أحدهم أن يولّي عنقه،فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي عليه السلام،و يقال:رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي اسمه:راشد، فأصاب بين عينيه فأنزل،و كان رأسه في حجر محمّد بن مسلم الخيّاط،ثمّ نزع السهم و كانت نفسه معه.
و قال الناصر الكبير الطبرستاني رحمه اللّه:لمّا قتل زيد بعثوا برأسه إلى المدينة،فنصب عند قبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
و وجدت عن بعضهم أنّه قال:لمّا قتل زيد بن علي عليه السلام و صلب، رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تلك اللّيلة مستندا إلى خشبة، و يقول:إنّا للّه و إنا إليه راجعون أ يفعلون هذا بولدي؟
..إلى غير ذلك من الأخبار المسندة (1).
ص: 251
و سيأتي ثمّة ذكر ما هو أصرح في المدح منها،و هي من الكثرة و وضوح الدلالة بحيث لا يبقى شكّ في تواترها سندا،و القطع بصدورها مضمونا (1).
ص: 252
(1) فقال زيد:اسكت أيّها القحطاني،فإنا لا نجيب مثلك،فقال الأنصاري:و لم ترغب عني!فو اللّه إني لخير منك،و أبي خير من أبيك،و أمي خير من امّك! فتضاحك زيد.
و قال:يا معشر قريش!هذا الدين قد ذهب،أ فذهبت الأحساب!
فتكلم عبد اللّه بن واقد بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب،فقال:كذبت أيّها القحطاني، و اللّه لهو خير منك نفسا و أبا و أمّا و محتدا..و تناوله بكلام كثير،و أخذ كفّا من الحصى، فضرب به الأرض،و قال:إنّه و اللّه ما لنا على هذا من صبر،و قام.فقام زيد أيضا فشخص من فوره إلى هشام بن عبد الملك،فجعل هشام لا يأذن له و زيد يرفع إليه القصص،و كلّما رفع إليه قصة كتب هشام في أسفلها:ارجع إلى أرضك،فيقول زيد: و اللّه لا أرجع إلى ابن الحارث أبدا..ثم أذن له بعد حبس طويل و هشام في علية له، فرقى زيد إليها،و قد أمر هشام خادما له أن يتبعه حيث لا يراه زيد،و يسمع ما يقول. فصعد زيد-و كان بادنا-فوقف في بعض الدرجة،فسمعه الخادم،و هو يقول:ما أحبّ الحياة إلاّ من ذلّ!فأخبر الخادم هشاما بذلك،فلمّا قعد زيد بين يدي هشام و حدثه حلف له على شيء،فقال هشام:لا أصدقك،فقال زيد:إنّ اللّه لا يرفع أحدا عن أن يرضى باللّه،و لم يضع أحدا عن أن يرضى بذلك منه.قال له هشام:إنّه بلغني أنك تذكر الخلافة و تتمنّاها،و لست هناك!لأنك ابن أمة،فقال زيد:إنّ لك جوابا،قال:تكلّم، قال:إنّه ليس أحد أولى باللّه و لا أرفع درجة عنده من نبيّ ابتعثه،و هو إسماعيل بن إبراهيم و هو ابن أمة،قد اختاره اللّه لنبوته،و أخرج منه خير البشر،فقال هشام:فما يصنع أخوك البقرة!فغضب زيد حتى كاد يخرج من إهابه،ثم قال:سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:الباقر،و تسميه أنت البقرة!لشدّ ما اختلفتما!لتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا،فيرد الجنّة،و ترد النار.
فقال هشام:خذوا بيد هذا الأحمق المائق!فأخرجوه،فأخذ الغلمان بيده فأقاموه، فقال هشام:احملوا هذا الخائن الأهوج إلى عامله،فقال زيد:و اللّه لئن حملتني إليه لا أجتمع أنا و أنت حيّين،و ليموتنّ الأعجل منا.فأخرج زيد و اشخص إلى المدينة، و معه نفر يسيرونه حتى طردوه عن حدود الشام،فلمّا فارقوه عدل إلى العراق،و دخل الكوفة،و بايع لنفسه،فأعطاه البيعة أكثر أهلها،و العامل عليها و على العراق يومئذ يوسف بن عمر الثقفي،فكان بينهما من الحرب ما هو مذكور..إلى أن قال:عنّف-
ص: 253
و هناك أخبار أخر ربّما تفيد ذمّه؛
فمنها:ما رواه الكشي (1)،عن حمدويه،عن أيّوب،عن حنان بن سدير، قال:كنت جالسا عند الحسن (2)بن الحسين،فجاء سعيد بن منصور-و كان من رؤساء الزيدية-فقال:ما ترى في النبيذ؛فإنّ زيدا كان يشربه عندنا؟ قلت:ما أصدّق على زيد إنّه كان يشرب مسكرا،قال:بلى قد يشربه،
ص: 254
قال:فإن كان فعل،فإنّ زيدا ليس بنبيّ و لا وصي نبي،إنّما هو رجل من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يخطئ و يصيب.
و فيه:إنّ زيدا و إن كان بنفسه ممدوحا،لكن لا شبهة في كون الزيديّة فسقة بحكم الصادق و الجواد و الهادي عليهم السلام،نصّابا أو بمنزلتهم (1)،فلا اعتماد على ما رواه رئيسهم،و هو سعيد بن منصور.و كيف يعقل بكاء الصادق عليه السلام و حزنه الشديد على من كان يشرب المسكر؟!فالخبر كذب بلا شبهة (2).
ص: 255
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (1)في ترجمة:أبي بكر الحضرمي،عن علي بن محمّد بن قتيبة القتيبي،عن الفضل بن شاذان،عن أبيه،عن محمّد بن جمهور (2)،
ص: 256
عن بكار بن أبي بكر الحضرمي (1)،قال:دخل أبو بكر و علقمة على زيد بن علي عليه السلام،و كان علقمة أكبر من أبي،فجلس أحدهما عن يمينه و الآخر عن يساره،و كان بلغهما أنّه قال:ليس الإمام منّا من أرخى عليه ستره،إنّما الإمام من شهر سيفه،فقال له أبو بكر-و كان أجرأهما-:يا أبا الحسين!أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام كان (2)إماما و هو مرخى عليه ستره،أو لم يكن إماما حتى خرج و شهر سيفه؟قال-و كان زيد يبصر الكلام-،قال:فسكت فلم يجبه، فردّ عليه الكلام ثلاث مرات،كلّ ذلك لا يجيبه بشيء،فقال له أبو بكر:
إن كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام[إماما]،فقد يجوز أن يكون بعده إمام مرخى عليه ستره،و إن كان علي عليه السلام لم يكن إماما و هو مرخ عليه ستره،فأنت ما جاء بك هاهنا،قال:فطلب إلى علقمة أن يكفّ عنه،فكفّ.
و يمكن الجواب عن ذلك بعدم مقاومته للأخبار المزبورة الناطقة باعترافه بإمامة أخيه و ابن أخيه الباقرين عليهما السلام،فيحمل هذا على نحو من المصلحة.
و يمكن أن يكون إنّما ادّعى الإمامة ليتّبعوه فيستنقذ الحقّ من المتغلّبين ثمّ يسلّمه إلى أهله،و الظاهر أنّ هذا هو الضرب من التدبير الذي أشار إليه
ص: 257
العياشي في كتابه مقتضب الأثر (1)(2)،إذ قال فيه:إنّ زيد بن علي عليه السلام خرج على سبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،لا على سبيل المخالفة لابن أخيه جعفر بن محمّد عليهما السلام،و إنّما وقع الخلاف من جهة الناس،و ذلك أنّ زيد بن علي عليه السلام لما خرج و لم يخرج جعفر بن محمّد عليهما السلام،توهم قوم من الشيعة أنّ امتناع جعفر عليه السلام كان للمخالفة،و إنّما كان لضرب من التدبير،فلمّا رأى الذين صاروا للزيدية سلفا ذلك،قالوا:ليس (3)الإمام من جلس في بيته و أغلق بابه و أرخى ستره،و إنّما الإمام من خرج بسيفه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر،فهذا سبب وقوع الخلاف بين الشيعة.
و أمّا جعفر عليه السلام و زيد فما كان بينهما خلاف،و الدليل على صحة قولنا قول زيد بن علي عليه السلام:من أراد الجهاد فاليّ،و من أراد العلم فإلى ابن أخي جعفر عليه السلام.و لو ادعى الإمامة لنفسه لم ينف كمال العلم عن نفسه، إذ الإمام أعلم من الرعية.
و من مشهور قول جعفر عليه السلام:«رحم اللّه عمي زيدا،لو ظفر لوفّى،
ص: 258
إنّما دعى إلى الرضا من آل محمّد،و أنا الرضا».
و تصديق ذلك ما حدّثنا به (1)علي بن الحسن،عن عامر بن عيسى بن عامر السيرافي-بمكّة في ذي الحجة سنة ثلاثمائة و إحدى و ثمانين-قال:حدّثني أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللّه بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام،عن محمّد بن مطهّر،عن أبيه،عن عمير (2)بن المتوكل (3)بن هارون البجلي،عن أبيه المتوكّل ابن هارون،قال:لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه،و هو متوجّه إلى خراسان،فما رأيت مثله رجلا في عقله و فضله،فسألته عن أبيه،فقال:
إنّه قتل و صلب بالكناسة،ثمّ بكى و بكيت حتّى غشي عليه،فلمّا سكن قلت له:
يا بن رسول اللّه!و ما الذي أخرجه إلى قتال هذا الطاغي،و قد علم من أهل الكوفة ما علم؟
فقال:نعم،لقد سألته عن ذلك فقال:سمعت أبي عليه السلام يحدّث عن أبيه الحسين بن علي عليهما السلام،قال:«وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على صلبي،فقال:يا حسين!يخرج من صلبك رجل يقال له:زيد يقتل شهيدا،فإذا كان يوم القيامة يتخطّى هو و أصحابه رقاب الناس،و يدخل الجنّة»،فأحببت أن أكون كما وصفني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
ص: 259
قال:رحم اللّه أبي زيدا،كان و اللّه أحد المتعبّدين،قائم ليله،صائم نهاره، مجاهد في سبيل اللّه عزّ و جلّ حق جهاده،فقلت:يا بن رسول اللّه(ص)!هكذا السلام بهذه الصفة؟
فقال:يا عبد اللّه!إنّ أبي لم يكن بإمام،و لكن من السادة الكرام و زهادهم،و كان من المجاهدين في سبيل اللّه،قلت:يا بن رسول اللّه(ص)!، إنّ أباك قد ادّعى الإمامة،و خرج مجاهدا،و قد جاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيمن ادّعى الإمامة كاذبا.
فقال:مه يا عبد اللّه!إنّ أبي كان أعقل من أن يدّعي ما ليس له بحق،و إنّما قال:أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..عني بذلك عمّي جعفرا،قلت:فهو اليوم صاحب الأمر؟
قال:نعم،هو أفقه بني هاشم.
ثمّ قال:يا عبد اللّه!إنّي أخبرك عن أبي (1)..إلى آخر ما نقله من زهد أبيه و عبادته،و إنّما نقلناه بطوله لمتانة أصله و تفريعه و إحاطته بالفوائد المهمّة في هذا الباب،و إصابته ما هو الحقّ في الجواب.
هذا الخبر قد دلّ على أنّ سبب خروجه هو أن يكون هو المعني بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،و أنّه داع إلى الرضا من آل محمّد،و دلّ غيره من الأخبار بأنّه خرج غضبا للّه و أمرا بالمعروف و دعوة إلى الرضا من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
ص: 260
و روي في كشف الغمة (1)،عن دلائل الحميري (2)،عن جابر،قال:سمعت أبا جعفر عليه السلام،يقول:«لا يخرج على هشام أحد إلاّ قتله»،فقلنا لزيد هذه المقالة.
فقال:إنّي شهدت هشاما و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يسبّ عنده، فلم ينكر ذلك و لم يغيّره،فو اللّه لو لم يكن إلاّ أنا و آخر لخرجت عليه.
و أقول:لا تنافي بين جميع الأخبار؛إذ يجوز أن يكون لخروجه أسباب كثيرة غير متنافية،أهمّها و عمدتها استخلاص الإمامة لأهلها،و يحتمل أن يكون دعواه في الخروج غير الإمامة لا قناع الناس الذين لا يقرّون بإمامة الأئمّة عليهم السلام،و اللّه العالم.
و ملخّص المقال:إنّي أعتبر زيدا ثقة،و أخباره صحاحا اصطلاحا، بعد كون خروجه بإذن الصادق عليه السلام لمقصد عقلائي عظيم،و هو مطالبة حقّ الإمامة إتماما للحجّة على الناس،و قطعا لعذرهم،بعدم مطالب له.
و قول جمع فيه الإمامة بتسويل الشيطان،مع نفيه إيّاها عن نفسه،و إثباته لها لابن أخيه الصادق عليه السلام لا يزري فيه،كعدم إزراء نسبة القائلين بإمامته إليه أحكاما فقهية مخالفة للحقّ مباهتين إيّاه بها،كما لا يخفى.
ص: 261
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (1)في ترجمة:محمّد بن علي بن النعمان الأحول، عن محمّد بن مسعود،عن إسحاق بن محمّد البصري،عن أحمد بن صدقة الكاتب الأنباري،عن أبي مالك الأحمسي،عن مؤمن الطاق[و اسمه:] (2)محمّد ابن علي بن النعمان أبي جعفر الأحول،قال:كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل زيد بن علي عليه السلام،فقال لي:يا محمّد بن علي!أنت الذي تزعم أنّ في آل محمّد إماما مفترض الطاعة،معروفا بعينه؟قال:قلت:نعم،أبوك عليه السلام أحدهم،قال:ويحك!و ما يمنعه أن يقول لي،فو اللّه لقد كان يؤتى بالطعام الحارّ فيقعدني على فخذه،و يتناول البضغة فيبرّدها،ثمّ يلقمنيها.أ فتراه كان يشفق عليّ من حرّ الطعام،و لا يشفق عليّ من حرّ النار؟!قال:قلت:كره أن يقول لك فتكفر،فيجب عليك من اللّه الوعيد،و لا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئا للّه فيك المسألة (3)،و له فيك الشفاعة.
و رواه بطريق آخر،و زاد فيه قوله:فقال أبو عبد اللّه عليه السلام:«أخذته من بين يديه و من خلفه،فما تركت له مخرجا».
و منها:ما رواه هو رحمه اللّه (4)في ترجمة:أبي الصباح إبراهيم بن نعيم،عن
ص: 262
محمّد بن مسعود،قال كتب إليّ الشاذاني،قال:حدثني الفضل،قال:حدّثني عليّ بن الحكم..و غيره،عن أبي الصباح الكناني،قال:جاءني سدير،فقال لي:إنّ زيدا تبرّأ منك،قال:فأخذت عليّ ثيابي-قال:و كان أبو الصباح رجلا ضاريا (1)-قال:فأتيته فدخلت عليه،فسلّمت عليه فقلت له:يا أبا الحسين (2)! بلغني أنّك زعمت (3)أنّ الائمّة أربعة،ثلاثة مضوا و الرابع هو القائم!قال زيد:
هكذا قلت،قال:فقلت لزيد:هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر عليه السلام،و أنت تقول:إنّ اللّه تعالى قضى في كتابه أنّ من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليّه سلطانا،و إنّما الأئمّة ولاة الدّم،و أهل الباب،و هذا أبو جعفر الإمام، فإن حدث به حدث فإنّ فينا خلفا،فقال لي:ما أتذكّر هذا القول،فقلت:
ص: 263
بلى (1)،فإنّ منكم من هو كذلك،قال:ثمّ خرجت من عنده،فتهيأت و هيّأت راحلة،و مضيت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام و دخلت عليه،و قصصت ما جرى بيني و بين زيد،فقال:أ رأيت لو أنّ اللّه تعالى ابتلى زيدا فخرج منّا سيفان آخران بأيّ شيء يعرف أيّ السيوف سيف الحقّ؟!و اللّه ما هو كما قال،و لئن خرج ليقتلنّ،قال:فرجعت فانتهيت إلى القادسية،فاستقبلني الخبر بقتله رحمه اللّه.
..إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على دعواه الإمامة،المحمولة على ما ذكرناه في الجواب عن الأوّل،فيكون معتقدا بإمامة الصادقين عليهما السلام، بحكم الأخبار الأوّلة،مظهرا لإمامة نفسه ليأخذها و يسلّمها إلى الصادق عليه السلام؛و لأن لا يصيب ضرره الصادق عليه السلام إن صار مغلوبا.
و قال الوحيد رحمه اللّه:إنّ ما يظهر من بعض الأخبار من الذم لعلّه ورد تقيّة،أو صونا للشيعة عن الضلال،أو تخطئة الاجتهاد.انتهى.
و أقول:يدلّ على ما ذكرنا من اعتقاده إمامة الأئمّة عليهم السلام و كون خروجه لاستخلاص إمامة إمام الحقّ من يد الغصّاب،بحيث يتعيّن حمل ما يظهر منه الذّم على التقية أو نحوها،زيادة على ما مرّ نقله عدّة أخبار أخر:
فمنها:ما رواه الصدوق رحمه اللّه في الأمالي (2)،بسنده:..عن عمرو بن خالد،قال:قال زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام:
ص: 264
في كلّ زمان رجل منّا أهل البيت يحتجّ اللّه به على خلقه،و حجّة زماننا ابن أخي جعفر بن محمّد عليها السلام،لا يضلّ من تبعه،و لا يهتدي من خالفه.
و منها:ما رواه ابن عيّاش،في كتاب:مقتضب الأثر (1)،عن الحسين بن علي،عن هارون بن موسى،عن أحمد بن علي بن إبراهيم العلوي المعروف ب:الحوات،عن أبيه،عن علي بن إبراهيم،عن عبد اللّه بن محمّد المديني،عن عمارة بن زيد الأنصاري،عن عبد اللّه بن العلاء،قال:قلت لزيد بن علي عليه السلام:ما تقول في الشيخين؟قال:ألعنهما؛قلت:فأنت صاحب الأمر؟قال:لا،و لكنّي من العترة،قلت:من تأمرنا،قال:عليك بصاحب الشعر،و أشار إلى الصادق عليه السلام جعفر بن محمّد.
و منها:ما رواه فيه (2)عن أبي علي أحمد بن سليمان،عن عليّ بن همام،عن الحسن بن محمّد بن جمهور العمي،عن أبيه،عن حمّاد بن عيسى،عن محمّد بن مسلم،قال:دخلت على زيد بن علي عليه السلام فقلت:إنّ قوما يزعمون أنّك صاحب هذا الأمر؟قال:لا (3)،و لكنّي من العترة،قلت:فمن يلي هذا الأمر بعدكم؟قال:سبعة من الخلفاء..المهدي منهم.
قال ابن مسلم:ثمّ دخلت على الباقر محمّد بن علي عليهما السلام فأخبرته بذلك،فقال:«صدق أخي زيد،سيلي هذا الأمر بعدي سبعة من الأوصياء،و المهدي منهم».ثم بكى،و قال:«كأنيّ به و قد صلب في الكناسة.
ص: 265
يا بن مسلم!حدّثني أبي،عن أبيه الحسين عليه السلام،قال:وضع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يده على كتفي،و قال:يا حسين!يخرج من صلبك رجل يقال له:زيد،يقتل مظلوما،فإذا كان يوم القيامة حشر و أصحابه إلى الجنة».
و منها:ما رواه فيه (1)عن محمّد بن جعفر التميمي،عن محمّد بن القسم بن زكريا،عن هشام بن يونس،عن القسم بن خليفة،عن يحيى بن زيد،قال:
سألت أبي عن الأئمّة عليهم السلام،فقال:الأئمّة اثنا عشر،أربعة من الماضين، و ثمانية من الباقين،قلت:فسمّهم يا أبه!قال:أمّا الماضين،فعليّ بن أبي طالب و الحسن،و الحسين،و علي بن الحسين عليهم السلام.و من الباقين:أخي الباقر،و بعده جعفر الصادق عليه السلام ابنه،و بعده موسى ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده محمّد ابنه،و بعده علي ابنه،و بعده الحسن ابنه،و بعده المهدي ابنه (2)،
ص: 266
فقلت:يا أبه!أ لست منهم؟قال:لا،و لكنّي من العترة.
قلت:فمن أين عرفت أسماءهم (1)؟قال:عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
بقي الإشكال من وجه آخر،و هو:أنّه إذا كان يعتقد بإمامة الصادقين عليهما السلام فما هذه الفتاوى الغريبة،بل الموافق أكثرها للعامّة؟
قال الفاضل المجلسي رحمه اللّه (2):و الغالب من أخباره الموافقة للعامة،فهي إمّا التقية من زيد أو لكذب الحسين بن علوان،و عمرو بن خالد عليه.انتهى.
و قال المحقق الوحيد رحمه اللّه (3)-بعد نقله-:لعلّ الأظهر الأوّل،لعدم تمكّن أهل البيت عليهم السلام من إظهار الحق إلى أن اشتغل بنو أميّة ببني العباس، و زيد و إن كان حين خروجه لا يتّقي،لكن لعلّه ما كان يرى المصلحة،أو صدرت الروايات عنه قبله،لكن يظهر من الأخبار أنّ مثل عبد اللّه بن الحسن..و غيره من أهل البيت ما كان مطّلعا على حقّ حكم اللّه في جميع المسائل،و ليس ذلك ببعيد أيضا،و لعلّه لا بعد في كون زيد أيضا كذلك.
و أقول:ما ذكره لا يخلو من وجه،إلاّ ما يظهر منه من افتاء زيد بما لا يعلم، فإنّ ذلك في غاية البعد.كيف لا،و قد جاء (4)في حديث المتوكل بن هارون،عن يحيى بن زيد،وصفه أباه زيدا بغاية الورع و الزهد و العبادة،
ص: 267
و أنّ النور (1)كان يجري في أسارير وجهه،و قد أثّر السجود في جبهته..إلى أن قال:قلت:كان يصوم دهره،قال:لا (2)كان يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يصوم في الشهر ثلاثة أيّام،قلت:و كان يفتي الناس في معالم دينهم،قال:
ما أذكر ذلك عنه.
و روى أبو الفرج في المقاتل (3)عن رجاله،عن أبي قرّة،أنّ زيدا قال له:
و الذي يعلم ما تحت وريدي زيد بن علي،إنّ زيد بن علي عليه السلام لم يهتك للّه محرّما مذ عرف يمينه من شماله.
و روى أيضا (4)عن الحسين (5)بن علي السلوي (6)،قال:حدّثنا أحمد بن راشد،قال:حدّثني عمّي سعيد بن خيثم،قال:حدّثني أبو قرّة،قال:خرجت مع زيد بن علي عليه السلام ليلا إلى الجبانة (7)،و هو مرخى اليدين لا شيء معه، فقال لي:يا أبا قرة!أ جائع أنت؟قلت:نعم،فناولني كمثراة ملأ الكفّ،
ص: 268
ما أدري أ ريحها أطيب أم طعمها؟ثمّ قال:يا أبا قرة!أ تدري أين نحن؟،نحن في روضة من رياض الجنّة،نحن عند قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام، يا أبا قرة!و الذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي عليه السلام إنّ زيد بن علي لم يهتك للّه محرما منذ عرف يمينه من شماله.يا أبا قرة!من أطاع اللّه أطاعه ما خلق.
و روى أبو الفرج (1)،و الشيخ المفيد في الإرشاد (2)،عن أبي الجارود:أنّه كلّما سئل عن زيد أحدا،قال:إنّه حليف القرآن.
و لا يخفى أنّ إفتاءه بما لا يعلم من أظهر أفراد هتك المحرّم،و من أجلى مصاديق مخالفة القرآن لا مخالفته هذا.
مضافا إلى ما ورد من شدّة محبّة الإمام السجاد عليه السلام له،بل و محبّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له،و هما لا يحبّان من يهتك حرمات اللّه بالإفتاء بغير علم.
و قد روى ابن إدريس-في السرائر (3)-عن حذيفة بن اليمان،قال:نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى زيد بن حارثة،فقال:«المقتول في اللّه، و المصلوب في امتي المظلوم (4)من أهل بيتي.سمّي هذا»و أشار بيده إلى زيد بن حارثة،ثمّ قال له:«أدن منّي يا زيد:زادك اسمك عندي حبا،فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي».
و روى الناصر الكبير الطبرستاني و أبو الفرج في كتاب المقاتل (5)،عن رجاله،عن جرير بن حازم،قال:رأيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في
ص: 269
المنام و هو متساند إلى جذع زيد بن علي عليه السلام و هو مصلوب،و هو يقول:أ هكذا تفعلون بولدي (1).
و روى السيّد المرتضى في شرح المسائل الناصرية (2)عن أبي الجارود،زياد ابن المنذر،قال:قيل لأبي جعفر الباقر عليه السلام:«أيّ إخوتك أحبّ إليك و أفضل؟قال:«أمّا عبد اللّه فيدي التي أبطش بها (3).و أمّا عمر؛فبصري الذي أبصر به،و أما زيد؛فلساني الذي أنطق به،و أمّا الحسين؛فحليم يمشي على الأرض هونا: وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً (4)» (5).
ص: 270
بيان:
عبد اللّه المذكور هو الأرقط،و هو أخو الباقر عليه السلام لأبيه و أمّه،و تأتي ترجمته في محلّه إن شاء اللّه تعالى.
و أمّا عمر؛فهو الملقّب ب:الأشرف،كان فخم السيادة،جليل القدر و المنزلة،و كان ذا علم،و قد روي عنه الحديث.
و أمّا الحسين؛فقيل:إنّه الحسين الملقّب ب:ذي الدمعة،و لعلّه من الوهم، فإن ذا الدمعة هو الحسين بن زيد،و قد مر (1)ذكره في باب الحسين من أبواب الحاء المهملة (2)(3).
ص: 271
(7) -عاشها،و طواغيت الظلم و الجور الذي عاصرهم،ثم تأمّل في الشهادات المتكررة من أئمّة الدين و أمناء اللّه المعصومين عليهم الصلاة و السلام بنزاهته و جلالته،اتضح له أنّ هذا الشهم في قمة الجلالة و الورع و التقوى،و أنّه من المتفانين في سبيل إعلاء كلمة الحقّ و الذبّ عن حريم النبيّ و أهل بيته الطاهرين،فهو فوق الوثاقة،و رواياته من جهته صحاح،و بعض الروايات التي رويت في الحطّ من مقامه الرفيع إنّما هي إمّا عن غال أو مجهول الحال،و هي مع مقارنتها مع الروايات الأخر يتّضح كذبها و وضعها،فصلوات اللّه عليه و على آبائه الطاهرين،و حشرنا اللّه معه في مستقر رحمته إنّه رءوف رحيم.
[8809] 208-زيد بن علي بن هلال
جاء في بحار الأنوار 206/92 حديث 2،و مستدرك وسائل الشيعة 377/4 باب 45 النوادر حديث 4980،بسنده:..عن زيد بن علي بن [أبي]هلال،عن محمّد بن محمّد بن عقبة،عن جعفر بن محمّد العنبري.. و لكن في المناقب للخوارزمي:85 حديث 76:زيد بن علي بن أبي بلال الكوفي..و جاء في لسان الميزان 480/2 برقم 193 في ترجمة زكريا بن صمصامة:رواه الحمامي،عن شيخه زيد بن أبي بلال الكوفي،عن محمّد ابن عقبة الشيباني المعدل،ثنا جعفر بن محمّد العنبري..
حصيلة البحث المعنون مردّد بين ابن هلال أو ابن أبي بلال مع اتحاد متن الحديث، و على التقديرين فهو مهمل.
[8810] 209-زيد بن عمر
جاء في فهرست الشيخ الطوسي:149 برقم 561:الطبعة الحيدرية-
ص: 272
[8811]
[8812]
القرشي العدوي
عدّه ابن عبد البر (1)من الصحابة.كان يتعبّد في الجاهلية،و يطلب دين إبراهيم عليه السلام،و يوحّد اللّه تعالى،و يعيب على قريش ذبائحهم على غير اسم اللّه،و كان لا يأكل ما ذبح على النصب،و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لزيد:«إنّه يبعث يوم القيامة أمّة وحده» (2)،و مات قبل مبعثه عليه السلام (3).
ص: 274
[8813]
(7) -430/13-431 حديث 10]،بسنده:..عن عائذ بن حبيب،عن زيد ابن عيسى،عن جعفر بن محمد عليهم السلام..
و لكن في التهذيب 183/9 حديث 738،و الكافي 69/7 حديث 8: عيسى بن زيد..و ذكره في هامش وسائل الشيعة.
حصيلة البحث المعنون اختلف ذكره و ضبطه في الأسانيد،و لم أعثر على مرجّح للعنوانين،فعليه يعدّ مجهول العنوان،و قد أهمل ذكره أعلام الجرح و التعديل.
[8815] 211-زيد بن عيسى بن موسى
جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 281/36 حديث 101،بسنده:.. عن بدر،عن زيد بن عيسى بن موسى-و كان رجلا مهيبا-قلت له:من أدركت من التابعين..
و لكن في غيبة النعماني:93 حديث 23:بدر بن عيسى،عن أبيه عيسى بن موسى.
حصيلة البحث سواء أ كان الصحيح في العنوان زيد أو بدر؛فإنّه ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية،فهو لذلك يعد مهمل،لكن روايته سديدة عندنا لأنّها مؤيدة بأخبار صحاح.
[8816] 212-زيد القتات
جاء في الكافي 427/2 باب الاعتراف بالذنوب حديث 8،-
ص: 276
(7) -بسنده:..عن أحمد بن عمر،عن زيد القتات،عن أبان بن تغلب،قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..
و في الكافي 85/5 باب كراهية الكسل حديث 7،بسنده:..عن أحمد بن عمر الحلبي،عن زيد القتات،عن أبان بن تغلب،قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام..
و في الخصال:100 حديث 52..،و عنه في بحار الأنوار 338/71 حديث 3.
أقول:ذكره الشيخ في رجاله:155 برقم 1703،هكذا:أحمد بن جابر الكوفي أخو زيد القتات.
حصيلة البحث المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية سوى رجال الشيخ،فهو مجهول الحال.
[8817] 213-زيد بن قدامة
جاء في بحار الأنوار 148/51 باب ما ورد عن الصادق عليه السلام: حديث 19،بسنده:..عن أحمد بن الحسن الميثمي،عن زيد بن قدامة، عن بعض رجاله،عن أبي عبد اللّه عليه السلام..
و لكن في غيبة النعماني:154 حديث 13:زائدة بن قدامة.و قد مرت ترجمته.
حصيلة البحث سواء أ كان الصحيح:زيد بن قدامة،أو:زائدة بن قدامة،فهما مهملان،و قد ذكر الثاني في المتن،و حكم المؤلف قدّس سرّه عليه بأنّه إمامي مجهول.
ص: 277
(7) [8818] 214-زيد بن قميع
كذا جاء في رجال الشيخ الطوسي رحمه اللّه:42 برقم 12 في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام..إلاّ أنّ نسخة المصنف رحمه اللّه من رجال الشيخ:زيد بن تبيع،و لذا عنونه،و كأنّ نسخة القهپائي-كما في مجمع الرجال 77/3-و التفريشي-كما في نقد الرجال 282/2 برقم(2120)-و الأردبيلي-كما في جامع الرواة 141/1- كذلك،فراجع.
و في رجال السيد الخوئي 327/7[307/8 من طبعة بيروت برقم(4838)]:زيد بن تبيع(قميع).
حصيلة البحث المعنون مهمل لم نجد في المجاميع الرجالية و التاريخية ما يستكشف منه حاله.
[8819] 215-زيد بن كامل بن أبي نوفل
جاء بهذا العنوان في مدينة المعاجز 242/3 حديث 865،بسنده:.. عن سليمان بن إبراهيم الضبي،عن زيد بن كامل بن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي،قال:شهدت الحسن بن علي عليهما السلام..
و لكن في دلائل الإمامة:171 حديث 90،و نوادر المعجزات:106 حديث 15:زر بن كامل،عن أبي نوفل محمد بن نوفل العبدي..و قد مرّ مستدركا.
حصيلة البحث المعنون مردّد الاسم،و مهمل عند أعلام الجرح و التعديل.
ص: 278
([8820] 216-زيد بن كثير الجمحي
جاء في مستدرك وسائل الشيعة 65/15 باب 4 حديث 17550: الحسين بن حمدان الحضيني،و في كتاب الهداية:196،عن زيد بن عامر،عن محمّد بن شهاب الأزدي،عن زيد بن كثير الجمحي،عن أبي سمينة،عن أبي بصير،عن الصادق عليه السلام..
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8821] 217-زيد بن كثير اللخمي
جاء بهذا العنوان في الهداية الكبرى للخصيبي:112،بسنده:..عن زيد بن شهاب الأزدي،عن زيد بن كثير اللخمي،عن أبي سمينة محمد ابن علي..
حصيلة البحث لم يعنون المعنون فيما لدينا من مصادر رجالية و غيرها،و لذا نعدّه مهملا.
[8822] 218-زيد بن كثير المرادي
جاء في بحار الأنوار 282/33 حديث 545:فصاح زيد بن كثير المرادي،و قال:يا أمير المؤمنين![عليه السلام]تقول بالأمس و أنت تجهز إلى معاوية..
و قد رواه عن الهداية الكبرى للخصيبي:126.
حصيلة البحث المعنون مهمل.
ص: 279
[8823]
(7) -رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سمع بذلك رجل من أهل الخير يقال له: مجنون،و لكنّه ذو عقل سديد و رأي رشيد،و إنّما لقّب ب:المجنون؛ لأنّه أفحم كلّ لبيب،و قطع حجّة كل أريب،و كان لا يعيا عن الجواب و لا يملّ من الخطاب..
حصيلة البحث المعنون مهمل،بل لا نعرف له رواية.
[8825] 220-زيد بن محمّد البغدادي أبو محمّد
في عيون أخبار الرضا عليه السلام 143/1[و في طبعة اخرى 234/2 حديث 16]باب 27:حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الحوري-الجوزي-حدّثنا زيد بن محمّد البغدادي،قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد الطائي بالبصرة،قال:حدّثنا أبي،قال:حدّثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام..و في 349/2 باب 59،بسنده:..قال:حدّثنا زيد بن محمّد البغدادي،قال: حدّثنا علي بن أحمد العسكري،قال:حدّثنا عبد اللّه بن داود ابن قبيصة الأنصاري،عن موسى بن علي القرشي،عن أبي الحسن الرضا عليه السلام..
و في الخصال 188/1 باب الثلاثة حديث 260:حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الجوزي(خ.ل:الحوري)،قال:حدّثنا زيد ابن محمّد البغدادي،قال:حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد الطائي..و في صفحة:208 باب الأربعة حديث 28:حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر،قال:حدّثنا أبو محمّد زيد-
ص: 281
[8826]
زيد بن محمّد بن جعفر المعروف ب:ابن أبي إلياس الكوفي،روى عنه التلعكبري،قال:قدم علينا بغداد،و نزل في نهر البزّازين،سمع منه سنة ثلاثين و ثلاثمائة،و له منه إجازة،و كان له كتاب الفضائل،روى عنه الحسين بن علي بن الحسين الدينوري (1)العلوي (2)،روى عنه علي بن الحسين بن بابويه.انتهى (3).
ص: 283
و ظاهره كونه إماميّا،و رواية التلعكبري عنه،و كونه شيخ إجازة،توجبان عدّ حديثه في الحسان (1).
[8827]
أبو الحسن
لم أقف فيه إلاّ على ما في أمالي الشيخ أبي علي (2)،عن والده الشيخ الطوسي، عن الشيخ المفيد،قال:أخبرني أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر التيملي إجازة.انتهى.
ص: 284
و لازم كونه شيخ إجازة المفيد وثاقته،كما هو ظاهر.
(7) -ترجمة ابن أبي رافع،و هذا ليس بالبعيد.
و على كل حال؛المعنون من مشايخ الشيخ المفيد قدّس سرّه.
حصيلة البحث المعنون رواياته سديدة و كونه شيخا للشيخ المفيد تسبغ عليه نوع حسن أقلا.
[8829] 222-زيد بن محمّد بن جعفر العامري
جاء في رجال النجاشي:120 برقم 409 الطبعة المصطفوية[و في طبعة جماعة المدرسين:157 برقم(415)]في ترجمة داود بن يحيى بن البشير الدهقان،قال أبو محمّد هارون بن موسى:حدّثنا زيد بن محمّد بن جعفر العامري عنه،أخبرني بذلك محمّد بن علي الكاتب القناني..
و في بشارة المصطفى:43،بسنده:..قال:أخبرنا أبو الطيب محمّد ابن الحجاج الجعفي،قال:حدّثنا زيد بن محمّد بن جعفر العامري،قال: حدّثنا علي بن الحسين بن عبيد القرشي،قال:حدّثنا إسماعيل بن أبان الأزدي،عن عمرو بن ثابت،عن ميسرة بن حبيب،عن علي بن الحسين عليهما السلام..
حصيلة البحث لم يتضح لي حال المعنون.
[8830] 223-زيد بن محمّد بن جعفر الكوفي أبو الحسين
جاء في دلائل الإمامة:3:و أخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن-
ص: 286
( -أحمد الطبري،قال:أخبرنا أبو الحسين زيد بن محمّد بن جعفر الكوفي قراءة عليه،قال:أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن الحكم الحبري قراءة عليه،قال:أخبرنا إسماعيل بن صبيح،قال:حدّثنا يحيى بن مساور،عن علي بن حزور،عن القاسم بن أبي سعيد الخدري رفع الحديث إلى فاطمة عليها السلام..
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8831] 224-زيد بن محمّد الحسيني الجرجاني القصي
جاء في بشارة المصطفى:136:أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن بابويه..إلى أن قال:حدّثنا السيد الزاهد أبو عبد اللّه الحسن بن الحسين بن زيد الحسيني الجرجاني القصي(القاضي)،قال:حدّثنا والدي رحمه اللّه،عن جدي زيد بن محمد،قال أبو الطيب الحسن بن أحمد السبعي..
و لكن في الطبعة المحقّقة:217 حديث 43:الحسين بن الحسن بن زيد..و مثل هذا في بحار الأنوار 168/37 حديث 43.
و لاحظ مستدرك وسائل الشيعة 210/18 حديث 22523.
حصيلة البحث المعنون مهمل،إلاّ أنّ رواياته سديدة معتضدة بروايات أخر.
ص: 287
[8832]
ابن نعيم (1)كونه من الأجلاّء المشهورين،و من نظراء ابن قولويه و الكشي،و نحن لا نعرفه،و هم لم يذكروه في كتب الرجال،و لا يبعد حسن حاله (2).
ص: 289
[8834]
ابن السائب الثقفي
أسند عنه.
نسب عدّه كذلك من أصحاب الصادق عليه السلام إلى رجال الشيخ رحمه اللّه (1).و لم أقف فيه إلاّ على ما مرّ (2)من عدّه زيد بن عطاء بن السائب الثقفي من أصحابه عليهم السلام.و لعلّ نسختنا سقطت منها كلمة(ابن محمّد)، أو زيدت في نسخة الميرزا.
و على كلّ حال؛فالظاهر كونه إماميّا،إلاّ أنّه مجهول الحال (3).
ص: 290
(7) [8835] 226-زيد بن محمّد بن قابوس
جاء في كفاية الأثر:219 باب ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام، بسنده:..عن عبد اللّه بن محمّد الطيالسي،عن زيد بن محمّد،عن النظر ابن السهمي(السري)،عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق،عن ثعلبة بن ميمون،عن مالك الجهني،عن الحارث بن المغيرة البصري،عن الأصبغ بن نباتة..
و في إكمال الدين 289/1 باب 26 حديث 1،بسنده:..عن عبد اللّه ابن محمّد الطيالسي،عن منذر بن محمّد بن قابوس[و هو الصحيح،و زيد مصحّف]،عن النصر(النضر)بن أبي السري،عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق،عن ثعلبة بن ميمون..
أقول:منذر بن محمّد بن المنذر أبو الجهم القابوس،ترجم له النجاشي في رجاله:328 برقم 1114،و قال:ثقة من أصحابنا،و مما يطمأن به أنّ زيدا في العنوان محرّف:منذر،و على فرض وجود زيد بن محمّد بن قابوس فهو لم يذكره علماء الرجال و يعد مهملا.
حصيلة البحث من المطمأن به أنّ العنوان مصحّف و لذا يعدّ العنوان ساقطا.
[8836] 227-زيد بن محمّد بن المبارك الكوفي
جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 359/35 حديث 11،بسنده:.. عن محمد بن المظفر،عن زيد بن محمد بن المبارك الكوفي،عن أحمد ابن موسى بن إسحاق..
أقول:الرواية أوردها فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره:248- 249 حديث 336 بهذا السند.
ص: 291
[8837]
(7) [8839] 228-زيد بن مطرف
جاء بهذا العنوان في بشارة المصطفى:94 حديث 28[في الطبعة الحيدرية:52-53]،بسنده:..عن أبي إسحاق،عن زيد بن مطرف، قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم..
و عنه في بحار الأنوار 106/27 حديث 76 مثله.و قد سلف ترجمة ابن مطرف في محلها.
أقول:و لكن في بصائر الدرجات:71 حديث 13:زياد بن مطرف، و كذا في أمالي الشيخ:492 حديث 1079:زياد بن مطرف،عن زيد بن أرقم،و يحتمل أنّه الصحيح،فقد ذكر السند ابن حجر في لسان الميزان 466/4 و لكن متن الحديث في المقامين مختلف.
حصيلة البحث المعنون ممّن ليس له ذكر في معاجمنا الرجالية فهو مهمل.
[8840] 229-زيد بن المعدّل
جاء في الأمالي للشيخ المفيد:14 المجلس الثاني حديث 2، بسنده:..قال:حدّثني إسحاق بن محمّد،قال:حدّثنا زيد بن المعدّل، عن سيف بن عمر..،و في صفحة:146 المجلس الثامن عشر حديث 6،بسنده:..قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل،عن زيد بن المعدّل،عن يحيى بن صالح..،و في صفحة:212 المجلس الرابع و العشرين حديث 2،بسنده:..قال:حدّثنا زيد بن المعدّل،عن أبان بن عثمان الأجلح..
ص: 293
(7) و في الأمالي للشيخ الطوسي 177/1[و في طبعة مؤسسة البعثة:173 حديث 293]الجزء السادس،بسنده:..قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل،عن زيد بن المعدّل،عن يحيى بن صالح الطيالسي..
و في توحيد الصدوق:138 باب 10 حديث 15،و بصائر الدرجات 112/2[و في طبعة اخرى:132]باب 21 حديث 15،فيهما:زيد بن معدل النميري،و في مختصر بصائر الدرجات:127،و الظاهر اتحاده مع المعنون.
و جاء في كتاب اليقين لابن طاوس:284،و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 122/6،و في رجال الكشي:20[و طبعة اخرى 75/1] حديث 47،و تأويل الآيات 181/1 حديث 21 بعنوان:زيد ابن المعدل.
حصيلة البحث المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل و رواياته سديدة.
[8841] 230-زيد بن المعدّل النميري
جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق:138 باب 10 حديث 15، بسنده:..عن الحسين بن يزيد،عن زيد بن المعدّل النميري و عبد اللّه بن سنان،عن جابر،عن أبي جعفر عليهما السلام..
و في الأمالي للشيخ الطوسي 177/1 الجزء السادس،بسنده:.. قال:حدّثنا محمّد بن إسماعيل،عن زيد بن المعدل،عن يحيى بن صالح الطيالسي،عن إسماعيل بن زياد،عن ربيعة بن ناجذ..
و في الأمالي للشيخ المفيد:14 المجلس الثاني حديث 2..-
ص: 294
[8842]
[8844]
[8845]
285-زيد بن موسى الكاظم عليه السّلام (1)
لم أقف فيه إلاّ على رواية الكليني رحمه اللّه في باب:ما يفصل به بين الحقّ و الباطل،من باب إمامة الكافي (2)،عن موسى بن محمّد بن إسماعيل بن عبد اللّه ابن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام،قال:حدّثني جعفر ابن زيد بن موسى،عن أبيه عليه السلام،عن آبائه عليهم السلام.
و زيد هذا هو المعروف ب:زيد النار،خرج بالمدينة.فأحرق و قتل،ثمّ مضى إلى البصرة سنة ستّ و تسعين و مائة.
و قال أبو الفرج (3):لمّا مات محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا بن إبراهيم
ص: 297
ابن الحسن بن الحسن مع أبي السرايا بالكوفة،و كان محمّد هذا إمام الزيديّة، و صاحب الدعوة،ولي الناس بعده محمّد بن زيد بن علي عليه السلام،و بايعه الزيدية،و فرّق في الآفاق عمّاله،فولى زيد بن موسى بن جعفر عليهما السلام الأهواز فمرّ بالبصرة و عليها علي بن جعفر بن محمّد فأحرق دور العباسيين فلقّب بذلك،و سمّي:زيد النار.انتهى.
( و في تاريخ الطبري 535/8،قال:و كان علي بن أبي سعيد حين عبر أبو السرايا توجه إليه،فلمّا فاته توجه إلى البصرة فافتتحها،و الذي كان بالبصرة من الطالبيين زيد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [عليه السلام]و معه جماعة من أهل بيته،و هو الذي يقال له:زيد النار-و إنّما سمّي:زيد النار لكثرة ما حرّق من الدور بالبصرة من دور بني العباس و أتباعهم، و كان إذا أتى برجل من المسوّدة كانت عقوبته عنده أن يحرقه بالنار!و انتهبوا بالبصرة أموالا..،و في صفحة:544-في دخول الحسن بن سهل بغداد-قال: و جعل يعطي فلم يتمّ لهم إعطاءهم حتى خرج زيد[في المصدر:زين،و لكنّ الصحيح ما أثبتناه]بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب [عليهم السلام]،الخارج بالبصرة المعروف ب:زيد النار،كان أفلت من الحبس عند علي بن أبي سعيد،فخرج في ناحية الأنبار و معه أخو أبي السرايا في ذي القعدة سنة مائتين.
و قال في تاريخ الكامل 305/6:لمّا استولى أبو السرايا على الكوفة و فرق الولاة، قال:و ولى الأهواز زيد بن موسى بن جعفر[عليهما السلام]،فسار إلى البصرة،و غلب عليها،و في صفحة:310،قال:و سار علي بن سعيد إلى البصرة،فأخذها من العلويّين،و كان بها زيد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين[في متن المصدر:الحسن]بن علي عليه السلام و هو الذي يسمى:زيد النار،و إنّما سمي بها لكثرة ما أحرق بالبصرة من دور العباسيين و أتباعهم،و كان إذا أتى برجل من المسوّدة أحرقه،و أخذ أموالا كثيرة من أموال التجار سوى أموال بني العباس،فلمّا وصل علي إلى البصرة استأمنه منه زيد فأمنه،و أخذه..
و في صفحة:316،قال:فلم يتم العطاء حتى أتاهم خبر زيد بن موسى من البصرة المعروف ب:زيد النار،و كان هرب من الحبس،و كان عند علي بن سعيد..
ص: 298
و يظهر من بعض أهل السير ما ينافي ذلك،حيث قال:لمّا ظهر أمر أبي السرايا بالكوفة،قدم عليه فولاّه عليها،فلمّا كان من أمر أبي السرايا ما كان،و تفرّق أصحابه،استتر زيد هذا فطلبه الحسن بن سهل،فدلّ عليه فحبسه،فلم يزل في الحبس ببغداد حتى ظهر إبراهيم المهدي المعروف ب:ابن شكلة (1)فجسر أهل بغداد بالحسن،فأخرجوا زيدا من حبسه،فمضى إلى المدينة فأحرق و قتل،و دعا لبيعة محمّد؛بن جعفر بن محمّد؛ فبعث إليه المأمون فأسر و حمل إليه،فقال له:يا زيد!خرجت بالبصرة، و تركت أن تبدأ بدور أعدائنا من أميّة،و ثقيف،و غنيّ،و باهلة، و آل زياد،و قصدت دور بني عمّك؟!فقال-و كان مزّاحا-:أخطأت يا أمير المؤمنين!من كلّ جهة،و إن عدت للخروج،بدأت بأعدائنا..! فضحك المأمون،و بعثه إلى أخيه الرضا عليه السلام،و قال:قد وهبت لك جرمه،فأحسن أدبه.
فلمّا جاءوا به عنّفه و خلّى سبيله،و حلف أن لا يكلّمه أبدا ما عاش (2).
و قد أورد الصدوق رحمه اللّه في العيون (3)أخبارا كثيرة تدلّ على ذمّه
ص: 299
(3) -و كان ممّن توارى زيد بن موسى هذا،فطلبه الحسن بن سهل حتى دلّ عليه،فأتي به فحبسه،ثم أحضره على أن يضرب عنقه،و جرّد السيّاف السيف ليضرب عنقه،و كان حضر هناك الحجاج بن خيثمة،فقال:أيّها الأمير!إن رأيت أن لا تعجل و تدعوني إليك،فإنّ عندي نصيحة،ففعل و أمسك السيّاف..فلمّا دنى منه،قال:أيّها الأمير! أتاك بما تريد أن تفعله أمر من أمير المؤمنين؟قال:لا،قال:فعلام تقتل ابن عمّ أمير المؤمنين من غير إذنه و أمره و استطلاع رأيه فيه؟!ثم حدّثه بحديث أبي عبد اللّه بن أفطس،و أنّ الرشيد حبسه عند جعفر بن يحيى،فأقدم عليه جعفر فقتله من غير أمره، و بعث برأسه إليه في طبق مع هدايا النيروز،و أنّ الرشيد لمّا أمر مسرور الكبير بقتل جعفر بن يحيى قال له:إذا سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به،فقل له:إنّما أقتلك يا بن عمّي بابن الأفطس الذي قتلته من غير أمري،ثم قال الحجاج بن خيثمة للحسن بن سهل.أ فتأمن أيّها الأمير حادثة تحدث بينك و بين أمير المؤمنين و قد قتلت هذا الرجل فيحتجّ عليك بمثل ما احتج به الرشيد على جعفر بن يحيى؟فقال الحسن للحجاج: جزاك اللّه خيرا،ثم أمر برفع زيد،و أن يردّ إلى محبسه،فلم يزل محبوسا إلى أن ظهر أمر إبراهيم المهدي،فخيّر أهل بغداد بالحسن بن سهل فأخرجوه عنها،فلم يزل محبوسا حتى حمل إلى المأمون،فبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلام فاطلقه،و عاش زيد بن موسى إلى آخر خلافة المتوكل،و مات بسرّمن رأى.
و في عيون أخبار الرضا عليه السلام:346 باب 59،بسنده:..قال:حدّثنا صالح ابن أبي حمّاد،قال:حدّثنا الحسن بن موسى بن علي الوشّاء البغدادي،قال:كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام في مجلسه و زيد بن موسى حاضر، قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم،و يقول:نحن،و نحن نقول.. و أبو الحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدّثهم فسمع مقالة زيد،فالتفت إليه فقال: «يا زيد!أغرّك قول ناقلي الكوفة:إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذريتها على النار..فو اللّه ما ذاك إلاّ للحسن و الحسين و ولد بطنها خاصة فأمّا أن يكون موسى بن جعفر[عليهما السلام]يطيع اللّه و يصوم نهاره و يقوم ليله،و تعصيه أنت..ثم تجيئان يوم القيامة سواء!لأنت أعزّ على اللّه عزّ و جلّ منه،إنّ علي بن الحسين عليهما السلام كان يقول:لمحسننا كفلان من الأجر،و لمسيئنا ضعفان من العذاب».
قال الحسن الوشاء:ثم التفت إليّ فقال لي:«يا حسن!كيف تقرؤون هذه الآية:-
ص: 300
ولد أبي الحسن عليه السلام فضل و منقبة مشهورة،و كان الرضا عليه السلام المقدّم عليهم في الفضل.
و عاش زيد هذا إلى آخر خلافة المتوكّل،و كان ينادم المنتصر،و كان في لسانه فضل.
قال الصدوق رحمه اللّه في العيون (1):و كان زيد بن موسى هذا زيديّا،و كان ينزل بغداد على نهر كرخايا (2)،و هو الذي خرج بالكوفة أيّام أبي السرايا فولّوه عليها.
قلت:أشار بقوله:في لسانه فضل..إلى كونه مزاحا بلسانه.
و مراده من كونه زيديا أنّه يذهب مذهب الزيديّة في الخروج،لا أنّه يعتقد
ص: 302
إمامة الخارج،كما هو مذهبهم.و لكن كفى بخروجه و قتله و حرقه مسقطا له، فضلا عن منادمته للخلفاء،و حضوره معهم في مجالسهم المشهورة،فلا اعتماد على خبره.
نعم؛قد أمرنا بعدم التعرّض لذرّيتهم،و عدم الانتقاص لأحد منهم (1).
و ورد عنهم عليهم السلام أنّهم قالوا:«إنّا أهل بيت لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقرّ لكلّ ذي فضل بفضله (2)» (3)(4).
ص: 303
(7) حصيلة البحث لم يذكره أعلام الجرح و التعديل فهو مهمل،و الراوون عنه ثقات و لا يبعد حسنه،و اللّه العالم.
و لعلّه هو و زيد مولى هبيرة الفزاري-الآتي-واحد.
[8847] 233-زيد مولى زينب بنت جحش
جاء في الأمالي للشيخ الطوسي 323/1 الجزء الحادي عشر، بسنده:..عن جذير أو جدمر بن عبد اللّه المازني،عن زيد مولى زينب بنت جحش،عن زينب بنت جحش،قالت:كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ذات يوم عندي..
حصيلة البحث المعنون مهمل.
[8848] 234-زيد مولى هبيرة الفزاري
جاء في كامل الزيارات:52 باب 14 حديث 10،بسنده:..عن ابن مسكان،عن زيد مولى ابن هبيرة،قال:قال أبو جعفر عليه السلام..
و أورده في رجال البرقي:46 في أصحاب الصادق عليه السلام، فقال:زيد مولى هبيرة الفزاري،و لعلّه متّحد مع زيد مولى ابن هبيرة.
حصيلة البحث سواء اتّحد المعنون مع من في رجال البرقي أم تعدّد يعدّ مهملا إلاّ أنّ متن رواية كامل الزيارات سديدة جدّا.
ص: 304
([8849] 235-زيد بن ناصر العلوي
جاء في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس:84-85:زيد ابن ناصر العلوي الشريف النقيب أبو الحسن[خ.ل:أبو الحسين] الحسيني،من مشايخ أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن تلميذ الطوسي و صهره على بنته،و يروي صاحب الترجمة عن الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، صاحب كتاب(التعازي)،كما يظهر من أسانيد(بشارة المصطفى) لعماد الدين محمّد بن علي الطبري،و في صدر نسخة من(التعازي) إنّه يرويه ابن شهريار الخازن عن صاحب الترجمة قراءة عليه بمشهد أمير المؤمنين و أنّه يروي صاحب الترجمة كتاب(التعازي)عن مؤلّفه الشريف أبي عبد اللّه العلوي في شوّال سنة 443،يعني قبل وفاة مؤلفه بسنين،فإنّ مؤلّف«التعازي»توفّي في سنة 445 كما في(شذرات الذهب 274/3)،و يظهر من بعض المواضع أنّ الخازن يروي كتاب(التعازي)عن مؤلّفه بغير واسطة أيضا،كما ذكرناه في ترجمته.
و في بشارة المصطفى:17،بسنده:..قال:أخبرنا الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن شهريار الخازن،قال:أخبرنا الشريف النقيب أبو الحسن زيد بن الناصر العلوي،قال:أخبرنا الشريف أبو عبد اللّه محمّد ابن عبد الرحمن العلوي،قال:حدّثنا عمر بن إبراهيم الكتاني المقري و محمّد بن عبد الرحمن المخلص..
حصيلة البحث لم يذكره علماء الرجال فهو مهمل اصطلاحا،و عندي الجزم بحسنه متعيّن و عدّ الحديث من جهته حسنا متيقن.
ص: 305
[8850]
النرسي:نسبة إلى نرس،بفتح النون،و سكون الراء المهملة،و السين غير المعجمة،نهر حفره نرس (1)بن بهرام بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات،و عليه عدّة قرى،نسب إليها جماعة من المحدثين بالكوفة،و قيل:هي قرية من قرى الكوفة تنسب إليها الثياب النرسيّة،و يمكن كون تسمية القرية بذلك باعتبار وقوعها على النهر المذكور (2).
قال النجاشي (3):زيد النرسي،روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السلام،له كتاب يرويه جماعة،أخبرنا أحمد بن علي بن نوح،قال:
حدّثنا محمّد بن أحمد الصفواني،قال:حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،عن
ص: 306
أبيه،عن ابن أبي عمير،عن زيد النرسي،بكتابه.انتهى.
و قال العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه (1):إنّه من أصحاب الاصول، صحيح المذهب.
و قد مرّ (2)ما قيل أو ينبغي أن يقال فيه في ترجمة:زيد الزراد،فلاحظ (3).
ص: 307
[8853]
و قد عدّ الشيخ رحمه اللّه (3)الرجل بهذا العنوان،بزيادة قوله:كوفي،في باب أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
و قال في الفهرست (4):زيد بن وهب،له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر في الجمع و الأعياد..و غيرها،أخبرنا به أحمد بن محمّد ابن موسى،عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة،عن يعقوب بن يوسف بن زياد الضبّي،عن نصر بن مزاحم المنقري،عن عمرو (5)بن ثابت،عن عطيّة بن
ص: 308
الحارث،عن عمر بن سعد،عن أبي مخنف لوط بن يحيى،عن أبي منصور الجهني،عن زيد بن وهب،قال:خطب أمير المؤمنين عليه السلام..و ذكر الكتاب (1).انتهى.
و في اسد الغابة (2):إنّه كان في جيش علي عليه السلام عند مسيره إلى النهروان.
و أقول:قد مرّ (3)في الفائدة الثانية عشرة نقل العلاّمة (4)،عن البرقي (5)كونه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام من ربيعة (6).
ص: 309
(5) -ابن سفيان أشار إلى أنّه كبر و تغيّر ضبطه.مات سنة ست و تسعين،كما و قد ذكره في تجريد أسماء الصحابة 202/1 برقم 2104.
و في تاريخ بغداد 440/8-442 برقم 4550،قال:زيد بن وهب أبو سليمان الهمداني،ثم الجهني،جاهلي،ذكر أنّه رحل إلى النبي صلّى اللّه عليه[و آله]و سلّم، فقبض و هو في الطريق،و أسلم،سمع عمر بن الخطاب،و علي بن أبي طالب [عليه السلام]،و عبد اللّه بن مسعود،و أبا ذر الغفاري،و عمّار بن ياسر،و حذيفة بن اليمان،و أبا موسى الأشعري،و جرير بن عبد اللّه،و البراء بن عازب،و عبد اللّه بن حسنة.روى عنه حبيب بن أبي ثابت،و الحكم بن عتبة،و منصور بن المعتمر، و سليمان الأعمش،و سلمة بن كهيل..إلى أن قال:و كان قد نزل الكوفة،و حضر مع علي بن أبي طالب[عليه السلام]الحرب بالنهروان،ثم ذكر توثيقه عن جماعة..إلى أن قال:زيد بن وهب الجهني يكنّى:أبا سليمان،توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم.
و في الجرح و التعديل 574/3 برقم 2600،و التاريخ الكبير للبخاري 407/3 برقم 1352،و تهذيب التهذيب 427/3 برقم 781.
و قال في تقريب التهذيب 277/1 برقم 210:زيد بن وهب الجهني،أبو سليمان الكوفي،مخضرم،ثقة جليل،لم يصب من قال:في حديثه خلل،مات بعد الثمانين، و قيل:سنة ست و تسعين.
و قال في ميزان الاعتدال 107/2 برقم 3031:زيد بن وهب من أجلّة التابعين و ثقاتهم،متّفق على الاحتجاج به..إلى أن قال-بعد توثيقه-:مات سنة تسعين أو بعدها،و انظر:الكاشف 342/1 برقم 1775،و حلية الأولياء 171/4،و تهذيب الأسماء و اللغات 205/1 برقم 193،و تذكرة الحفاظ 62/1،و النجوم الزاهرة 201/1،و طبقات الحفاظ للسيوطي:25.
و انظر:تهذيب الكمال 111/1 برقم 2131،و سير أعلام النبلاء 196/4 برقم 78، و طبقات ابن سعد 102/6..و غيرها.
المترجم في كتب التاريخ و السير
روى الطبري في تاريخه 13/5 عن زيد بن وهب الجهني،روى خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في صفّين.و في صفحة:14،و صفحة:16-
ص: 310
و ظاهر مقابلة هؤلاء بالجماعة المجهولين من أصحابه عليهم السلام كون من سمّاهم أوّلا معلوم الثقة و الديانة،و لعلّ ذلك بضميمة كونه ذا كتاب يقتضي عدّه من الحسان (1).
ص: 311
[8855]
مولى أبي جعفر عليه السّلام
[8859]
و
[8862]
و
[8864]
و
[8867]
و
[8870]
و
[8873]
و
[8875]
و
[8877]
و
[8880]
و
[8883]
و
[8886]
و
[8889]
و
[8892]
و
[8895]
و
[8898]
ضمّها-و هم شعب-كما في القاموس (1)،و حيّ-كما في المحيط و التكملة (2)-من اليهود كانوا بالمدينة (3).
و
[8901]
و
[8903]
و
[8906]
و
[8909]
[8911]
[8912]
( -[طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام]،عن أمالي الشيخ الطوسي رحمه اللّه،بإسناده:..قال:حدّثنا إسحاق بن عبد اللّه ابن مسلمة[سلمة]،قال:حدّثنا زيدان بن عبد الغفار، عن حسين بن موسى بن جعفر،عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام..
و مثله في بحار الأنوار 225/96 حديث 23،إلاّ أنّ في الأمالي 365/1 جزء 16 طبعة النعمان[و طبعة مؤسسة البعثة:355 حديث 736،و في طبعة اخرى:227]:زيد بن عبد الغفار الطيالسي،و قد سلف.
حصيلة البحث المعنون مهمل و لم يذكره علماء الخاصة و العامة،و لعلّه من العامة.
[8914] 242-زيدان بن عمر
جاء في فهرست الشيخ الطوسي رحمه اللّه:251 برقم 552 (من طبعة مشهد)على إسناد فيه:علي بن إبراهيم و معلى،عن زيد ابن عمر..
و عليه نسخة بدل:زيدان بن عمر،فراجع ما هناك.
حصيلة البحث المعنون مهمل لخلو المعاجم الرجالية عن ترجمته.
ص: 336
[8915]
[8916]
فاضل،يروي عن الشيخ و المرتضى..و من عاصرهما (1).
[8918]
جمال الدين بن تقي الدين بن صالح
تلميذ العلاّمة ابن شرف الدين العاملي الجبعي الشهيد الثاني قدّس اللّه روحه و نوّر ضريحه.
أمره في الثقة و العلم،و الفضل و الزهد،و العبادة و الورع،و التحقيق و التبحّر،و جلالة القدر،و عظم الشأن،و جمع الفضائل و الكمالات،أشهر من أن يذكر،و محاسنه و أوصافه الحميدة أكثر من أن تحصى و تحصر،و كان كثير الحفظ،نقي الكلام،و وضع كتابنا و إن لم يكن لشرح تراجم العلماء بل تراجم الرجال خاصّة،إلاّ أنّ أمثال هذا الشيخ نذكر شطرا من حالهم تيمنا،ملتقطا من أمل الآمل و تكملته (2).
ص: 339
فنقول:ولد-على ما نقل عن رسالته التي ترجم فيها نفسه-ثالث عشر شوال،سنة تسعمائة و إحدى عشرة،و ختم القرآن و عمره تسع سنين،و قرأ على والده في فنون العربية و الفقه إلى أن توفّي والده سنة تسعمائة و خمس و عشرين، فارتحل في تلك السنة مهاجرا إلى ميس (1)،فاشتغل على الشيخ علي بن عبد العالي إلى أواخر سنة تسعمائة و ثلاث و ثلاثين،ثمّ ارتحل إلى كرك نوح، و قرأ بها على السيّد حسن بن جعفر جملة من الفنون،ثمّ انتقل إلى وطنه،ثمّ رحل إلى مصر سنة اثنتين و أربعين و تسعمائة لتحصيل ما أمكن من العلوم،و قرأ على جماعة من علماء العامّة،و ذكر في رسالته المزبورة أسماءهم،و ما قرأ عليه من كتبهم في الحديث و الفقه..و غيرهما،و إنّه قرأ بمصر على ستّة عشر رجلا من أكابر علمائهم..و ذكرهم مفصّلا،و أنّه ارتحل سنة أربع و أربعين و تسعمائة إلى الحجاز فحجّ و رجع إلى جبع،ثمّ سافر إلى العراق لزيارة الأئمّة عليهم السلام سنة ست و أربعين و تسعمائة،و رجع تلك السنة،ثمّ سافر إلى بلاد الروم سنة إحدى و خمسين و تسعمائة،و أقام بقسطنطينية ثلاثة أشهر،و أعطوه المدرسة النوريّة ببعلبك و رجع و أقام بها،و درّس في المذاهب الخمسة مدّة طويلة، و يظهر من الرسالة و من إجازة الشيخ حسن و إجازات والده أنّه قرأ على
ص: 340
كثيرين جدا من علماء العامّة،و قرأ عندهم كثيرا من كتبهم في الفقه و الحديث و الاصولين..و غير ذلك،و روى جميع كتبهم،و كذلك فعل الشهيد و العلاّمة، و لا شكّ أنّ غرضهم كان صحيحا،و لكن ترتب على ذلك ما ترتّب من المضارّ الدنيويّة،و قتل بقسطينية سنة ست و ستين و تسعمائة،و لازم الجمع بين تاريخ ولادته و وفاته أنّ عمره الشريف خمس و خمسون سنة.
و نقل عن بعض الأدباء سنة تاريخ وفاته بقوله:
تاريخ وفاة ذلك الأوّاه *** (الجنّة مستقرّه و اللّه)
و سبب شهادته أنّه ترافع إليه رجلان فحكم لأحدهما على الآخر،فغضب المحكوم عليه و ذهب إلى قاضي صيدا و اسمه:معروف،فأرسل القاضي إلى جبع من يطلبه،و كان مقيما في كرم له مدّة منفردا عن البلد للتأليف،فقال له بعض أهل البلد:قد سافر عنّا،فخطر ببال الشيخ أن يسافر إلى الحج،و كان قد حجّ مرارا،لكنّه قصد الاختفاء،فسافر في محمل مغطّى،و كتب قاضي صيدا إلى سلطان الروم أنّه قد وجد ببلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة، فأرسل السلطان رجلا في طلب الشيخ،و قال له:ايتيني به حيّا حتّى أجمع بينه و بين علماء بلادي فيبحثوا معه،و يطّلعوا على مذهبه،فيخبروني فأحكم عليه بما يقتضيه مذهبي،فجاء الرجل فأخبر أنّ الشيخ رحمه اللّه توجّه إلى مكّة، فذهب في طلبه فاجتمع به في طريق مكّة،فقال له:تكون معي حتى نحجّ بيت اللّه ثم افعل ما تريد.فرضي بذلك،فلمّا فرغ من الحجّ سافر معه إلى بلاد الروم،فلمّا وصل إليها رآه رجل فسأله عن الشيخ،فقال:رجل من علماء الشيعة الإمامية أريد أن أوصله إلى السلطان،فقال:أ فلا تخاف أن يخبر
ص: 341
السلطان بأنّك قد قصرت في خدمته و آذيته،و له هناك أصحاب يساعدونه فيكون سببا لهلاكك،بل الرأي أن تقتله و تأخذ رأسه إلى السلطان.فقتله في مكان من ساحل البحر،و كان هناك جماعة من التركمان،فرأوا في تلك الليلة أنوارا تنزل من السماء و تصعد،فدفنوه هناك،و بنوا عليه قبّة،و أخذ الرجل رأسه إلى السلطان فأنكر عليه،و قال:أمرتك أن تأتيني به حيّا فقتلته.و سعى السيد عبد الرحيم العباسي في قتل ذلك الرجل فقتله السلطان.
و مصنفاته كثيرة مذكورة في أمل الآمل..و غيره.
فمنها:شرح الإرشاد في الفقه للعلاّمة؛يسمّى ب:روض الجنان،خرج منه الطهارة و الصلاة و لم يتمّ،و هو أوّل ما ألّفه.و كتاب:شرح الألفية-مختصر-، و شرح متوسط،و شرح مطوّل،و شرح:النفلية،و شرح:الشرائع،مسمى ب:مسالك الأفهام،ثلاث مجلدات،و حاشية فتوى خلافيّات الشرائع، و حاشية الشرائع و تسمى ب:فوائد الشرائع،و حاشية القواعد،و حاشية الإرشاد (1)،و منية المريد في آداب المفيد و المستفيد،و حاشية المختصر النافع، و رسالة في أسرار الصلاة،و رسالة في نجاسة البئر بالملاقاة و عدمها،و رسالة في تيقن الطهارة و الحدث و الشك في السابق،و رسالة فيمن أحدث في أثناء غسل الجنابة،و رسالة في تحريم طلاق الحائض الحامل الحاضر زوجها المدخول بها، و رسالة في طلاق الغائب،و رسالة صلاة الجمعة،و رسالة في الحث على صلاة الجمعة،و رسالة في آداب الجمعة،و رسالة في حكم المقيمين في الأسفار،و منسك الحج الكبير،و منسك الحج الصغير،و رسالة في إثبات الحجّ و العمرة،و رسالة في
ص: 342
أحكام الحبوة،و رسالة في ميراث الزوجة،و رسالة في جواب ثلاث مسائل، و رسالة في عشرة مباحث مشكلة في عشرة علوم،و كتاب مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة و الأولاد،و كتاب كشف الريبة في أحكام الغيبة،و رسالة في عدم جواز تقليد الميّت،و رسالة في الاجتهاد،و البداية في الدراية،و شرح الدراية للشهيد الأوّل سمّاه:الرعاية في شرح الدراية،و كتاب غنية القاصدين في اصطلاحات المحدثين،و كتاب:منار القاصدين في أسرار معالم الدين،و رسالة في تحقيق النيّة،و رسالة في أنّ الصلاة لا تقبل إلاّ بالولاية،و رسالة في فتوى الخلاف من اللمعة،و رسالة في تحقيق الإجماع،و كتاب الإجازات،و حاشية على عقود الإرشاد،و منظومة في النحو و شرحها،و رسالة في شرح البسملة، و سؤالات الشيخ زين الدين و أجوبتها،و سؤالات الشيخ أحمد و أجوبتها، و فتاوى الشرائع،و فتاوى الإرشاد،و مختصر منية المريد،و مختصر مسكّن الفؤاد،و مختصر الخلاصة،و فتاوى المختصر،و رسالة في تفسير قوله تعالى:
وَ السّٰابِقُونَ الْأَوَّلُونَ.. (1) ،و رسالة في تحقيق العدالة،و جواب المسائل الخراسانيّة،و جواب المباحث النجفيّة،و جواب المسائل الهنديّة،و جواب المسائل الشاميّة،و رسالة المسائل الإسلامبوليّة في الواجبات العينيّة،و البداية في سبيل الهداية،و إجازة الشيخ حسين بن عبد الصمد،و فوائد خلاصة الرجال،و رسالة دعوى الإجماع في مسائل من الشيخ رحمه اللّه مخالفة نفسه، و رسالة في ذكر أحواله.
..إلى غير ذلك من الرسائل و الإجازات و الحواشي،و آخر ما صنّف
ص: 343
شرح اللمعة الدمشقية.
قال الشيخ الحرّ رحمه اللّه:إنّه كان يكتب منه غالبا كراسا،ثمّ قال:و يظهر من نسخة الأصل أنّه ألّفه في ستة أشهر و ستّة أيّام؛لأنّه كتب على ظهر النسخة تاريخ ابتداء التأليف و على آخره انتهاءه (1).
[8919]
عنونه العلاّمة الطباطبائي 1كذلك في باب الزاي،و قال:له رسالة في تحقيق
ص: 344
معنى الناصب،ردّ ملا حيدر علي رحمهما اللّه،و في آخر الرسالة:كتب مؤلّفه المعترف بيمناه الخاطئة في شعبان سنة 1133،[و]رسالة فيما لا تتمّ الصلاة فيه [من الحرير]،ردّ فيها على المولى محمّد شفيع التبريزي،ذكر أنّه حرّرها في سنة خمسين و مائة بعد الألف (1).انتهى (2).
ص: 345
[8920]
[8921]
ابن زين الدين الشهيد الثاني رحمه اللّه
متبحّرا،محقّقا ثقة،صالحا عابدا،ورعا شاعرا،منشيا أديبا،حافظا جامعا لفنون العلم-العقليات و النقليّات-،جليل القدر،عظيم المنزلة،لا نظير له في زمانه،قرأ على أبيه،و على الشيخ الأجلّ بهاء الدين العاملي،و على مولانا محمّد أمين الأسترآبادي..و جماعة من علماء العرب و العجم،و جاور بمكّة مدّة و توفّي بها،و دفن عند خديجة الكبرى،قرأت عليه جملة من كتب العربيّة و الرياضي و الحديث،و الفقه..و غيرها،و كان له شعر رائق،و فوائد و حواش كثيرة،و ديوان شعر صغير رأيته بخطّه،و لم يؤلّف كتابا مدوّنا لشدّة احتياطه و لخوف الشهرة،و كان يقول:قد أكثر المتأخّرون التأليف،و في مؤلّفاتهم سقطات كثيرة عفى اللّه عنا و عنهم،و قد أدّى ذلك إلى قتل جماعة منهم،و كان يتعجّب من جدّه الشهيد الثاني،و من الشهيد الأوّل، و من العلاّمة في كثرة قراءتهم على علماء العامّة،و كثرة تتبع كتبهم في الفقه و الحديث و الأصولين،و قراءتها عندهم،و كان ينكر عليهم،و كان يقول:قد ترتّب على ذلك ما ترتّب،عفى اللّه عنهم.انتهى ما أهمّنا من كلام الشيخ الحرّ.
و أقول:إنّ عدم ارتضائه لما صدر من هؤلاء الأعلام اشتباه منه،و هم
قال:و هو قدّس سرّه سبط الشيخ حسن صاحب المعالم،و حافد الشهيد الثاني،و هذا الشيخ هو الأخ الأكبر للشيخ علي بن الشيخ محمّد المعاصر الذي كان يسكن بأصبهان، و كان رضي اللّه عنه علاّمة عصره في أنحاء العلوم،و فهّامة دهره في أقسام الفنون..ثم ذكر عبارة أمل الآمل و هي:و ذكره أخوه الشيخ علي بن محمّد العاملي في كتاب الدر المنثور..،و ترجمه في سلافة العصر:308-بعد العنوان-قال:زين الأئمة و فاضل الامة..ثم ذكر جملا في التعريف به و مدحه..إلى أن قال:فتوفّي سنة اثنين و ستين و ألف رحمه اللّه تعالى.
ص: 348
مصيبون فيما فعلوا،كما لا يخفى على ذوي الأفكار السليمة.
ثمّ إنّ الشيخ الحرّ قال (1):و ذكره أخوه الشيخ علي بن محمّد العاملي في كتاب الدرّ المنثور،فقال فيه:كان فاضلا زكيّا،و عالما لوذعيّا،و كاملا رضيّا،و عابدا تقيّا،اشتغل في أوّل أمره في بلادنا على تلامذة أبيه و جدّه،ثمّ سافر إلى العراق في أوقات إقامة والده بها،ثمّ سافر إلى بلاد العجم،فأنزله المرحوم المبرور الشيخ بهاء الدين في منزله،و أكرمه إكراما تامّا،و بقي عنده مدة طويلة مشتغلا عنده قراءة و سماعا لمصنّفاته..
و غيرها.و كان يقرأ عند غيره من الفضلاء في تلك البلاد في العلوم الرياضية..
و غيرها،ثمّ سافر إلى مكّة في السنة التي انتقل فيها الشيخ بهاء الدين فأقام بها،ثمّ رجع إلى بلادنا،و كان مولده سنة 1009،و توفي سنة ألف و أربع و سبعين.انتهى.
و نقل في أمل الآمل جملة من أشعاره،ثمّ قال:و شعره كلّه جيّد،ما رأيت له بيتا واحدا رديّا،كما قالوه في شعر الرضيّ،و كان حسن التقرير جدّا،عظيم الاستحضار،حاضر الجواب،دقيق الفكر،أخبرني قدّس سرّه بأنّ بعض أمراء الملاحدة قال له:قد سألت علماء هذه البلاد عن مسألتين فلم يقدروا على الجواب عنهما.
إحداهما:إنّ ما ذكر في القرآن في نوح: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً (2)لا يقبله العقل،لأنّا رأينا كثيرا من القلاع و العمارات المحكمة المبنيّة
ص: 349
بالصخر المنحوت قد خربت و تكسّرت أحجارها،و تفرّقت أجزاء صخورها في مدّة يسيرة أقل من ثلاث مائة سنة..،فكيف يبقى البدن المؤلف من لحم و دم ألف سنة؟!
قال:فقلت له في الحال:ليس هذا عجيبا و لا بعيدا؛لأنّ الحجر ليس فيه نمو و زيادة،فإذا تحلّل منه جزء و لم يخلفه في مكانه جزء آخر تحلّل في عشر سنين، و بدن الحيوان إذا تحلّل منه جزء حصل مكانه جزء بسبب الغذاء و النمو كما هو مشاهد فيمن جرح أو قطع منه لحم أو شعر أو ظفر؛فإنّه يخلف مكانه في وقت يسير..فاستحسن الجواب.
قال الثانية:إنّ عندنا تفسيرا صنّفه بعض المتأخرين،و ذكر أنّه ألّفه لرجل من الأكابر،و أثنى عليه ثناء بليغا جدّا بما يليق بالملوك، و لم يذكر اسمه و إنّما قال اسمه مذكور في سورة الرحمن،فقال الأمير:
أحبّ أن تعرّفوني اسم هذا الرجل،و لم يذكر المؤلف اسمه مع هذا الثناء البليغ؟
قال:فقلت له في الحال:اسمه مرجان؛لأنّي سمعت أنّ في بغداد مدرسة تسمى المرجانيّة،و إنّما لم يذكر اسمه؛لأنّه من أسماء العبيد.
فاستحسن منه الجوابين،و تعجب منه،و كان يكثر الثناء عليه (1).
ص: 350
[8923]
ابن محمّد الحرّ العاملي المشغري
أخو الشيخ الحرّ.
قال رحمه اللّه في أمل الآمل (1):كان فاضلا عالما،محقّقا صالحا،أديبا شاعرا،منشئا عارفا بالعربية و الفقه و الحديث و الرياضي..و سائر الفنون،له شرح الرسالة الحجيّة لشيخنا البهائي،سمّاها:المناسك المرويّة في شرح الاثني عشرية الحجيّة،و رسالة في الهيئة،سمّاها:متوسّط الفتوح بين المتون و الشروح،و رسالة في التقيّة،و تاريخ بالفارسيّة،و ديوان شعر يقارب خمسة آلاف بيت،توفّي بصنعاء بعد رجوعه من الحجّ سنة ألف و ثمان و سبعين (2).
[8924]
سليمان العاملي النباطي
جليل القدر،قرأ عند عمي الشيخ محمّد الحرّ العاملي الجبعي،و روى عنه،و كان من تلامذة الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني (1).
[8925]
علي بن علي بن أبي الحسن
الموسوي العاملي الجبعي
و قد بلغ الحال بي إلى هنا في اليوم الحادي و العشرين من ذي القعدة الحرام سنة ألف و ثلاثمائة و ثمان و أربعين هجرية.
*** و يأتي الكلام في المجلّد الرابع في باب السين إن شاء اللّه تعالى (1).
*** و قد تشرف بكتابة هذا الكتاب المستطاب الحقير الفقير الراجي رحمة ربه الغني:
أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني.
ص: 353
ثم جاء ما نصه:
قد كتب المصنّف مدّ ظله العالي[منه(قدّس سرّه)]،في ظهر المجلّد ما نصّه:
فائدة:
ربّما وقع في أثناء التراجم من الفوائد الشريفة ما كان ينبغي ثبته في فوائد المقدمة فينبغي الالتفات إلى ذلك.
فمنها:تفرقتنا في استصحاب العدالة بين الصحابي و غيره بإجرائه في غير الصحابي إذا ثبتت عدالته في زمان و شك في عدالته إلى آخر عمره و كذا الصحابيّ الذي لم يبق إلى فوت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عدم جريانه في الصحابيّ الذي ثبتت عدالته في زمان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بقي بعده و أدرك زمان الفتنة و لم يعلم أنّه نجى منها أو غمسته الفتنة و أغرقته البلية؛فإنّه لا مجرى لاستصحاب عدالته؛ضرورة أنّ الاستصحاب إنّما يجري حيث لا يكون هناك علم تفصيلي و لا إجمالي محصور أو ما بحكمه و هو العلم الإجمالي في غير المحصور الذي تكون الشبهة في مورده من الكثير في الكثير حيث إنّه ملحق بالمحصور حكما يلزم فيه الاحتياط و ما نحن فيه من هذا القبيل؛لأنّا نعلم إجمالا بارتداد جمع كثير من الصحابة مشتبهين في جميع الصحابة سعوا في غصب حقّ علي أمير المؤمنين عليه السلام و ارتدّوا أو فسقوا بذلك على اختلافهم في إقداماتهم و هذا العلم الإجمالي يمنع من جريان الاستصحاب المذكور كما لا يخفى على من أحاط خبرا بالمسائل الأصولية.
ص: 354
و منها:قال الشيخ البهائي قدّس سرّه في بعض فوائده:إنّ جرح غير الإمامي لا عبرة به و إن كان الجارح ثقة،أما تعديل غير الإمامي إذا كان ثقة لمن هو إمامي المذهب،فحقيق بالاعتماد و الاعتبار؛لأنّ الفضل ما شهدت به الأعداء.
و أقول:قد نبّهنا في طيّ التراجم مرارا عديدة على أنّ توثيق غير الإماميّ- عاميّا كان أو فطحيّا أو زيديّا..أو نحوهم-يعتمد عليه إن كان صادرا من ثقة منهم لكن لا بما أنّه توثيق يوجب درج حديث من وثّقوه في الصحاح،بل بما أنّه مدح مدرج للرجل في الحسان للشك في مراد غير الإمامي بلفظ الثقة و عدم العلم بإرادته بذلك العدل الإمامي الضابط كما عليه اصطلاح أصحابنا و عدم العلم بما يوصف به الرجل عندهم بالعدالة،فلا بدّ من الأخذ فيه بالقدر المتيقّن و هو المدح المدرج له في الحسان.
فائدة:
قد نقحنا في مقباس الهداية (1)أنّ كون الرجل ذا كتاب أو أصل بمجرّده لا يدلّ على الوثاقة،و ذكرنا في طيّ التراجم أنّ رواية ابن أبي عمير و صفوان..و نحوهما من أصحاب الإجماع من شخص بنفسها لا تدل على وثاقته.
ص: 355
و حينئذ نقول:إنّ ذلك كلّه بمنزلة الأصل يرجع إليه عند عدم الظن الخاص، فإذا وجدت في كتابنا هذا جعل كون رجل ذا كتاب أو أصل مدرجا في الحسان و كذا جعل رواية أحد المذكورين عنه بمنزلة المدح المدرج له في الحسان؛فاعلم أنّ في خصوص ذلك الرجل حصل لنا الظنّ بحسنه فلا تعترض بالتنافي بين بعض فقرات الكتاب و بعض آخر (1).
ص: 356
و جاء في خاتمة المجلّد الأول من الكتاب ما يلي:
لا يقدّر هذا الكتاب حق التقدير إلاّ من راجع تمام كتب الرجال حتى يقف على ما تضمّنه هذا الكتاب من التحقيقات الرشيقة و التدقيقات الأنيقة و نفائس الأفكار المبتكرة العميقة،كثر اللّه تعالى في العلماء أمثال مصنّفه،و أدام لخدمة الدين وجوده،و قد قدّم الأدباء تقريظات لهذا الكتاب،و حيث إنّ كل مدح في حقّه و إن بلغ ما بلغ يسير،و الوجه الجميل لا يحتاج إلى زينة،نعتذر إلى أربابها في ترك ثبتها إلاّ آخر بيت من تقريظ بعض الأفاضل الأدباء المتضمن للتاريخ و هو قوله:
و شيخ الكل(عبد اللّه)أرّخ *** له:(قد تمّ تنقيح المقال)
1349 ه
عدد أبيات هذا المجلّد ست و ستون ألف بيت و مائتان و ست و ستون بيتا و ربعا تقريبا.
*** طبع بمباشرة الاستاذ محمد رضا (1)
ص: 357
ص: 358
آخر حرف الزاي و به يتم المجلد الأوّل من الكتاب في طبعته الاوفست دون الحجرية
ص: 359
آخر حرف الزاي من تنقيح المقال من الطبعة الحجريّة دون الاوفست
ص: 360
الصفحة ما قبل الأخيرة من المجلّد الأوّل من الكتاب في طبعته الحجرية (تصويب الخطأ و الصواب)و قد حذفت من طبعة الاوفست هي و التي تليها حيث صحّح الكتاب عليها،ادرجت حفظا لإطار الكتاب
ص: 361
آخر المجلّد الأوّل من المجلّدات الثلاث من الموسوعة الرجالية:
تنقيح المقال في طبعته الحجرية دون الاوفست
ص: 362
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8638\زياد بن عبيد\177\-\5
8639\زياد بن عبيد الكناسي الكوفي\-\133\8
8640\زياد بن عبيد اللّه الحارثي\-\134\9
8641\زياد بن عريب الهمداني الصائدي أبو عمرة\178\-\10
8642\زياد بن علاقة\-\135\10
8643\زياد بن عمارة الطائي\-\136\12
8644\زياد بن عمر الجعفي\-\137\12
8645\زياد بن عمرو الجعفي\-\138\12
8646\زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذّاء\179\-\13
8647\زياد بن عيسى الكوفي بياع السابري\180\-\22
8648\زياد بن كعب بن مرحب\181\-\23
8649\زياد الكناسي\-\139\24
ص: 363
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8650\زياد الكوفي الحنّاط\182\-\25
8651\زياد بن لبيد الخزرجي البياضي أبو عبد اللّه\183\-\26
8652\زياد المحاربي الكوفي\184\-\26
8653\زياد بن محمد\-\140\27
8654\زياد بن محمد بن زياد الحنفي أبو الفضل\-\141\28
8655\زياد بن محمد بن سوقة\-\142\28
8656\زياد بن محمد الملطي\-\143\29
8657\زياد بن مخراق\-\144\29
8658\زياد بن مروان العبدي\-\145\30
8659\زياد بن مروان القندي الأنباري\185\-\31
8660\زياد بن مروان المخزومي\186\-\50
8661\زياد بن مسلم أبو عتاب الكوفي\187\-\52
8662\زياد بن مطرف\188\-\53
8663\زياد المكفوف\-\146\54
8664\زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الخراساني\189\-\55
8665\زياد بن المنذر أبو رجاء\190\-\67
8666\زياد بن المنذر النهدي\-\147\67
8667\زياد بن موسى الأسدي\191\-\68
ص: 364
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8668\زياد(يزيد)بن مهاجر الكندي\-\148\69
8669\زياد مولى(أبي)جعفر(عليه السّلام)\192\-\70
8670\زياد بن النصر الحارثي\193\-\70
8671\زياد بن النضر بن بشر بن مالك بن الديان\-\149\74
8672\زياد بن النعمان\-\150\75
8673\زياد بن النوار\-\151\75
8674\زياد بن وهب\-\152\76
8675\زياد بن هارون العبدي\-\153\76
8676\زياد الهاشمي مولاهم كوفي\194\-\77
8677\زياد بن الهيثم الوشاء\195\-\77
8678\زياد بن يحيى التميمي الحنظلي\196\-\78
8679\زياد بن يحيى الحنظلي\-\154\78
8680\زياد بن يحيى الكوفي\197\-\79
8681\زياد بن يزيد بن فروة الظفاري\-\155\79
8682\زياد بن يزيد بن المظاهر بن النعمان\-\156\80
8683\زياد الأخرس الجهني\198\-\81
ص: 365
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8684\زياد أبو الأغر النهشلي\199\-\81
8685\زياد بن جارية التميمي\200\-\82
8686\زياد بن الجلاس\201\-\82
8687\زياد بن جهور\202\-\82
8688\زياد بن الحارث الصدائي\203\-\83
8689\زياد بن حذرة بن عمرو بن عدي\204\-\83
8690\زياد بن سبرة اليعمري\205\-\83
8691\زياد مولى سعد\206\-\84
8692\زياد بن سعد السلمي\207\-\84
8693\زياد بن طارق\208\-\84
8694\زياد بن عبد اللّه الأنصاري\209\-\85
8695\زياد بن عبد اللّه الغطفاني\210\-\85
8696\زياد بن عمرو\211\-\85
8697\زياد بن عياض الأشعري\212\-\86
8698\زياد الغفاري\213\-\86
8699\زياد القرد أو ابن أبي القرد\214\-\86
8700\زياد بن كعب الجهني\215\-\87
8701\زياد بن نعيم الحضرمي\216\-\87
ص: 366
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8702\زياد بن نعيم الفهري\217\-\87
8703\زياد النهشلي أبو الأغر\218\-\88
8704\زياد أبو هرماس الباهلي\219\-\88
8705\زياد بن أبي هند\220\-\88
8706\زيادة بن جمهور اللخمي\221\-\89
8707\زيادة بن فضالة الكلبي\222\-\89
8708\زيتون أبا محمد قمي\223\-\90
8709\زيد الآجري\224\-\95
8710\زيد بن أبان بن عثمان\-\157\96
8711\زيد أبو الحسن\-\158\96
8712\زيد بن أبي اسامة\-\159\97
8713\زيد أبو اسامة الشحام\225\-\98
8714\زيد بن أبي أنيسة\-\160\98
8715\زيد بن أبي بلال الكوفي\-\161\99
8716\زيد بن أبي حبيب\-\162\99
8717\زيد بن أبي الحلال المزني الكوفي\226\-\100
ص: 367
8718\زيد بن أبي زيد الهروي\-\163\100
8719\زيد بن أبي شيبة الزهري\-\164\101
8720\زيد بن أحزم أبو طالب الطائي\-\165\101
8721\زيد بن أحمد الخلقي[الخلفي]يزدكي\227\-\102
8722\زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي\228\-\103
8723\زيد بن اسامة\-\166\115
8724\زيد بن إسحاق\-\167\116
8725\زيد بن إسحاق الجعفري\229\-\117
8726\زيد بن إسحاق بن عيسى بن موسى\-\168\117
8727\زيد الأسدي الكوفي\230\-\118
8728\زيد بن أسلم\-\169\119
8729\زيد بن أسلم المدني العدوي\231\-\120
8730\زيد بن إسماعيل الصائغ\-\170\124
8731\زيد بن إسماعيل بن محمد الحسني\232\-\125
8732\زيد البرسي\-\171\125
8733\زيد بن بكر بن حسن الكوفي\233\-\126
8734\زيد بن بكير السلمي\234\-\127
8735\زيد بن بكير بن حسن(حبيس)الكوفي\-\172\128
ص: 368
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8736\زيد بن بكير السلمي\-\173\128
8737\زيد بن بنان(بيان)التغلبي\235\-\129
8738\زيد بن تبيع\236\-\130
8739\زيد بن ثابت بن الضحاك الأشعري\237\-\131
8740\زيد بن ثبيت القيسي\-\174\136
8741\زيد بن جبلة\-\175\136
8742\زيد بن جبير\-\176\137
8743\زيد بن جعفر العلوي المحمدي\-\177\137
8744\زيد بن جعفر بن محمد بن حاجب\-\178\139
8745\زيد بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز\-\179\141
8746\زيد بن جهيم[جهم]الهلالي الكوفي\238\-\142
8747\زيد بن الحارث\-\180\143
8748\زيد بن حباب الطائي الكوفي\239\-\144
8749\زيد بن حارثة الكلبي\240\-\145
8750\زيد بن حجية بن عامر بن حجيّة\-\181\150
8751\زيد بن حسان\-\182\150
8752\زيد بن الحسن الأنماطي\241\-\151
8753\زيد بن الحسن بن الحسن بن علي الهاشمي\242\-\153
ص: 369
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8754\زيد بن الحسن بن عيسى\-\183\162
8755\زيد بن الحسن الكوفي\-\184\162
8756\زيد بن الحسن بن محمد البيهقي\243\-\163
8757\زيد بن الحسين الكوفي\-\185\165
8758\زيد بن الحصين الأسلمي\244\-\166
8759\زيد بن حمزة بن محمد بن علي القصار\-\186\168
8760\زيد الحناط\-\187\168
8761\زيد بن خالد الجهني\245\-\169
8762\زيد الخباز\246\-\170
8763\زيد الخياط(الحنّاط)\-\188\171
8764\زيد بن خيثمة\-\189\171
8765\زيد بن دثنة\-\190\172
8766\زيد بن ربيع\-\191\172
8767\زيد بن ربيعة أبا سعيد\247\-\173
8768\زيد بن رفيع\-\192\174
8769\زيد بن رقيش\-\193\174
8770\زيد الزرّاد\248\-\175
8771\زيد بن(أبي)زياد\-\194\188
ص: 370
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8772\زيد السراج الكوفي\249\-\189
8773\زيد بن سعد الأنصاري أبو طلحة\-\195\189
8774\زيد بن سعيد الأسدي\250\-\190
8775\زيد بن سعيد الهاشمي\-\196\191
8776\زيد بن سلام الجعفي\-\197\191
8777\زيد بن سليط\251\-\192
8778\زيد بن سنان البجلي\-\198\192
8779\زيد بن سوقة البجلي\252\-\193
8780\زيد بن سويد الأنصاري الحارثي\253\-\194
8781\زيد بن سهل أبو طلحة\254\-\195
8782\زيد بن سيف القيسي[العبسي]البكري الكوفي\255\-\198
8783\زيد الشحام أبو اسامة الأزدي\256\-\199
8784\زيد بن شراحيل الأنصاري\-\199\207
8785\زيد بن شروانشاه بن مانكديم العلوي العباسي\257\-\208
8786\زيد بن شهاب الأزدي\-\200\208
8787\زيد بن صالح الأسدي\258\-\209
8788\زيد الصائغ\259\-\209
8789\زيد بن صعصعة التميمي\-\201\209
ص: 371
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8790\زيد بن صوحان العبدي\260\-\210
8791\زيد بن عاصم الخياط\-\202\221
8792\زيد بن عاصم بن المهاجر الناعظي الكوفي\261\-\222
8793\زيد بن عامر الطاطري\-\203\223
8794\زيد بن عبد الرحمن الأسدي الكوفي\262\-\224
8795\زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث\263\-\224
8796\زيد بن عبد الغفار الطيالسي\-\204\226
8797\زيد بن عبد اللّه\-\205\227
8798\زيد بن عبد اللّه البغدادي\-\206\227
8799\زيد بن عبد اللّه الخياط[الحناط]أبو حكيم الجمحي\264\-\228
8800\زيد بن عبيد الأزدي الغامدي\265\-\229
8801\زيد بن عبيد بن الكناسي\266\-\230
8802\زيد بن عبيد بن المعلى بن لوذان\267\-\230
8803\زيد بن عطاء بن السائب الثقفي\268\-\231
8804\زيد بن عطية السلمي الكوفي\269\-\232
8805\زيد بن علي بن أبي بلال الكوفي\-\207\232
8806\زيد بن علي بن الحسين الحسني\270\-\233
8807\زيد بن علي بن الحسين بن زيد الشهيد\271\-\234
ص: 372
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8808\زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام\272\-\235
8809\زيد بن علي بن هلال\-\208\272
8810\زيد بن عمر\-\209\272
8811\زيد العمي البصري\273\-\273
8812\زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي\274\-\274
8813\زيد بن عياض الكناني الكوفي\275\-\275
8814\زيد بن عيسى\-\210\275
8815\زيد بن عيسى بن موسى\-\211\276
8816\زيد القتات\-\212\276
8817\زيد بن قدامة\-\213\277
8818\زيد بن قميع\-\214\278
8819\زيد بن كامل بن أبي نوفل\-\215\278
8820\زيد بن كثير الجمحي\-\216\279
8821\زيد بن كثير اللخمي\-\217\279
8822\زيد بن كثير المرادي\-\218\279
8823\زيد بن مانكديم بن أبي الفضل العلوي الحسني\276\-\280
8824\زيد المجنون\-\219\280
8825\زيد بن محمد البغدادي أبو محمد\-\220\281
ص: 373
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8826\زيد بن محمد بن جعفر\277\-\282
8827\زيد بن محمد بن جعفر التيملي أبو الحسن\278\-\284
8828\زيد بن محمد بن جعفر السلمي\-\221\285
8829\زيد بن محمد بن جعفر العامري\-\222\286
8830\زيد بن محمد بن جعفر الكوفي أبو الحسين\-\223\286
8831\زيد بن محمد الحسيني الجرجاني القصي\-\224\287
8832\زيد بن محمد الخلقي\279\-\288
8833\زيد بن محمد الرهاوي أبو فروة\-\225\289
8834\زيد بن محمد بن عطاء بن السائب الثقفي\280\-\290
8835\زيد بن محمد بن قابوس\-\226\291
8836\زيد بن محمد بن المبارك الكوفي\-\227\291
8837\زيد بن محمد بن يونس أبو اسامة الشحام\281\-\292
8838\زيد بن المستهل بن الكميت الأسدي الكوفي\282\-\292
8839\زيد بن مطرف\-\228\293
8840\زيد بن المعدّل\-\229\293
8841\زيد بن المعدّل النميري\-\230\294
8842\زيد بن معقل\283\-\295
ص: 374
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8843\زيد بن معقل الجعفي\-\231\295
8844\زيد بن موسى الجعفي الكوفي\284\-\296
8845\زيد بن موسى الكاظم عليه السّلام\285\-\297
8846\زيد مولى ابن هبيرة\-\232\303
8847\زيد مولى زينب بنت جحش\-\233\304
8848\زيد مولى هبيرة الفزاري\-\234\304
8849\زيد بن ناصر العلوي\-\235\305
8850\زيد النرسي\286\-\306
8851\زيد بن نفيع\-\236\307
8852\زيد بن الوليد الخثعمي\-\237\307
8853\زيد بن وهب الجهني\287\-\308
8854\زيد بن هاشم المري\-\238\311
8855\زيد الهاشمي مولاهم المدني أبو محمد\288\-\312
8856\زيد بن هاني السبيعي\289\-\312
8857\زيد الهروي\-\239\313
8858\زيد اليمامي\-\240\313
8859\زيد بن يونس الشحّام\290\-\314
ص: 375
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8860\زيد بن الأخنس\291\-\315
8861\زيد بن أبي أرطاة\292\-\315
8862\زيد بن إسحاق الأنصاري\293\-\316
8863\زيد بن أسلم البلوي العجلاني\294\-\316
8864\زيد بن أبي أوفى الأسلمي\295\-\317
8865\زيد بن بولا\296\-\317
8866\زيد بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي\297\-\317
8867\زيد بن جارية الأوسي العمري\298\-\318
8868\زيد بن الجلاس\299\-\318
8869\زيد بن الحارث الأنصاري\300\-\318
8870\زيد أبو حسن الأنصاري\301\-\319
8871\زيد بن خارجة الخزرجي الحارثي\302\-\319
8872\زيد بن خريم\303\-\319
8873\زيد بن[أبي]خزامة\304\-\320
8874\زيد بن الخطاب القرشي العدوي\305\-\320
8875\زيد بن الدثنة الخزرجي البياضي\306\-\321
8876\زيد الديلمي\307\-\321
ص: 376
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8877\زيد مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله\308\-\322
8878\زيد بن رقيش\309\-\322
8879\زيد بن سراقة الخزرجي\310\-\322
8880\زيد بن سفنة الحبر\311\-\323
8881\زيد بن سلمة\312\-\323
8882\زيد بن شراحيل\313\-\323
8883\زيد بن أبي شيبة\314\-\324
8884\زيد بن الصامت الأنصاري\315\-\324
8885\زيد بن صحار العبدي\316\-\324
8886\زيد بن عاصم الخزرجي النجاري\317\-\325
8887\زيد بن عامر الثقفي\318\-\325
8888\زيد بن عايش المزني\319\-\325
8889\زيد بن عبد اللّه الأنصاري\320\-\326
8890\زيد أبو عبد اللّه\321\-\326
8891\زيد أبو العجلان\322\-\326
8892\زيد بن عمرو بن غزية الأنصاري\323\-\327
8893\زيد بن عمير\324\-\327
8894\زيد بن عمير العبدي\325\-\327
ص: 377
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8895\زيد بن عمير الكندي\326\-\328
8896\زيد بن قيس\327\-\328
8897\زيد بن كعابة\328\-\328
8898\زيد بن كعب السلمي\329\-\329
8899\زيد بن لبيد الأنصاري البياضي\330\-\329
8900\زيد بن لصيت القينقاعي\331\-\329
8901\زيد بن مالك\332\-\330
8902\زيد بن مريع بن قيظي الأنصاري\333\-\330
8903\زيد بن المرس الأنصاري\334\-\331
8904\زيد بن المزين الخزرجي الحارثي\335\-\331
8905\زيد بن معاوية النميري\336\-\331
8906\زيد بن ملحان النجاري\337\-\332
8907\زيد بن مهلهل الطائي النبهاني\338\-\332
8908\زيد بن وديعة الخزرجي\339\-\332
8909\زيد أبو يسار\340\-\333
8910\زيد بن يساف بن غزية\341\-\333
8911\زيدان بن أبي دلف الكليني\342\-\334
8912\زيدان بن الحسن بن سعيد\343\-\335
ص: 378
التسلسل العام\الاسم\التسلسل الخاص\تسلسل المستدرك\الصفحة
8913\زيدان بن عبد الغفار\-\241\335
8914\زيدان بن عمر\-\242\336
8915\الزيرقان البصري أبو محمد\344\-\337
8916\زين الدين بن جعفر بن الحسام العاملي العيناثي\345\-\338
8917\زين بن الداعي الحسيني\346\-\338
8918\زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين\347\-\339
8919\زين الدين علي الخونساري\348\-\344
8920\زين الدين بن علي الفقعاني العاملي\349\-\346
8921\زين الدين بن علي بن محمد بن الحسن\350\-\347
8922\زين الدين بن محمد بن الحسن ابن الشهيد الثاني\351\-\347
8923\زين العابدين بن الحسن بن علي الحر العاملي\352\-\351
8924\زين العابدين بن محمد بن أحمد العاملي النباطي\353\-\351
8925\زين العابدين بن السيد نور الدين علي..الموسوي\354\-\352
الفهرس\-\-\363
مجموع التسلسل الخاص(المتن)هو:
4297+354-4651
مجموع ما استدركناه حتى الآن هو:
4032+242-4274
ص: 379