البراهين القاطعة المجلد 4

هوية الكتاب

المؤلف: محمّد جعفر الأسترآبادي

المحقق: مركز العلوم والثقافة الإسلامية

الناشر: مؤسسة بوستان كتاب

المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي

الطبعة: 1

الموضوع : العقائد والكلام

تاريخ النشر : 1428 ه.ق

ISBN (ردمك): 964-548-224-0

المكتبة الإسلامية

آثار مركز مطالعات وتحقيقات اسلامی 182

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

لمحمد جعفر الأسترآبادي المعروف ب«شريعتمدار»

الجزءالرابع

مركزالأبحاث والدراسات الإسلامية

قسم إحياء التراث الإسلامي

ص: 1

اشارة

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

دليل الجزء الرابع

بقيّة مباحث الإمامة

المطلب الرابع : بعض الأخبار الواردة في أحوال الأئمّة علیهم السلام ....................... 7

المطلب الخامس : في المعجزات................................................. 42

في أسرار الأئمّة علیهم السلام ....................................................... 136

تذنيب : في مواليدهم علیهم السلام .................................................. 201

المقصد السادس : في الأصل الخامس

المعاد....................................................................... 209

الفصل الأوّل : في عود الأرواح بعد إزهاقها وحصول الموت................... 215

الفصل الثاني : في المعاد الجسمانيّ العنصريّ الترابيّ.............................. 245

الفصل الثالث : في بيان أحوال النار وأهلها.................................... 303

الفصل الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف.................................. 309

الفصل الخامس : في بيان أحوال الجنّة وأهلها.................................. 311

تكميل ، فيه ذكر أخبار متعلّقة بالمعاد.......................................... 327

فهرس الموضوعات.......................................................... 363

الفهارس العامّة للأجزاء الأربعة............................................... 369

ص: 5

ص: 6

[ بقيّة مباحث الإمامة ]

المطلب الرابع : [ بعض الأخبار الواردة في أحوال الأئمّة عليهم السلام ]

اشارة

في بيان نبذ ممّا ورد في « أصول الكافي » من الأخبار الواردة في أحوال الأئمّة علیهم السلام في فصول عديدة :

فصل [1] : في لزوم الحجّة

روي عن هشام بن الحكم أنّه بعد ما سأل عمرو بن عبيد عن فوائد العين ونحوها من الجوارح وأجاب ، سأله عن فائدة القلب فأجاب بأنّ فائدته رفع الشكّ عن الجوارح ، قال : يا أبا مروان ، اللّه تعالى لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح ويتيقّن به ما شكّ فيه ، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكّهم وحيرتهم؟! فحكى لأبي عبد اللّه علیه السلام فقال : هذا واللّه مكتوب في صحف إبراهيم وموسى.

قال علیه السلام للشاميّ : « كلّم هذا الغلام » - يعني هشام بن الحكم - فقال : نعم. فقال لهشام : يا غلام ، سلني في إمامة هذا ، فغضب هشام حتّى ارتعد ، ثمّ قال للشاميّ : يا هذا ، أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشاميّ : بل ربّي أنظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره لهم ما ذا؟ قال : أقام لهم حجّة ودليلا ؛ كيلا يتشتّتوا أو يختلفوا ، يتألّفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم ، قال : فمن هو؟ قال : رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، قال هشام :

ص: 7

فبعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله من؟ قال : الكتاب والسنّة ، قال هشام : فهل نفعت اليوم الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا؟

قال الشاميّ : نعم ، قال : فلما اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك؟ فسكت الشاميّ ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « ما لك لا تتكلّم؟ » قال الشاميّ : إن قلت : لم نختلف كذبت ، وإن قلت : إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت ؛ لأنّهما يحتملان الوجوه ، وإن قلت : قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ. فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنّة إلاّ أنّ لي هذه الحجّة ، (1) إلى آخر الحديث.

فصل [2] : في طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة علیهم السلام

عن زيد الشحّام ، قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ اللّه تعالى اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا ، واتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا ، وإنّ اللّه تعالى اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه خليلا ، وإنّ اللّه تعالى اتّخذه خليلا قبل أن يجعله إماما ، فلمّا جمع له الأشياء ، قال : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) فمن عظمها في عين إبراهيم علیه السلام قال : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قال : « لا يكون السفيه إمام التقيّ » (2).

بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتّى تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها [ إلاّ ] بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يقبل إلاّ العمل الصالح ، ولا يقبل اللّه إلاّ الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفى لله عز وجلّ شرطه واستعمل ما وصف من عهده ، نال من عنده واستكمل [ ما ] وعده ، إنّ اللّه تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم كيف

ص: 8


1- « الكافي » 1 : 169 - 172 ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 3 و 4.
2- « الكافي » 1 : 175 ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة ، ح 2. والآية في سورة البقرة 2. : 124.

يسلكون ، فقال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) ، (1) وقال تعالى : ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) ، (2) فمن اتّقى اللّه فيما أمره لقي اللّه مؤمنا بما جاء به محمّد صلی اللّه علیه و آله هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا ، وظنّوا أنّهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون. إنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها أخذ سبيل الردى ، وصل اللّه طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّه ولا رسوله ، وهو الإقرار بما أنزل من عند اللّه عزّ وجلّ » (3) إلى آخر الحديث.

بإسناده عن محمّد بن بريد الطبري قال : كنت قائما على رأس الرضا علیه السلام بخراسان وعنده عدّة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العبّاسي فقال : « يا إسحاق ، بلغني أنّ الناس يقولون : إنّا نزعم أنّ الناس عبيد لنا! لا ، وقرابتي من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ما قلته ، وما سمعته من أحد من آبائي قاله ، ولا بلغني من أحد من آبائي قاله ، ولكنّي أقول : الناس عبيد لنا في الطاعة ، موال لنا [ في الدين ] فليبلّغ الشاهد الغائب » (4).

عن أبي سلمة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « نحن الذين فرض اللّه طاعتنا ، لا يسع الناس إلاّ معرفتنا ، ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا ، و [ من ] لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاّ حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض اللّه عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته ، يفعل اللّه ما يشاء » (5).

ص: 9


1- طه (20) : 82.
2- المائدة (5) : 27.
3- « الكافي » 1 : 181 - 182 ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح 6 و 2 : 47 - 48 ، باب خصال المؤمن ، ح 3.
4- المصدر السابق 1 : 187 ، باب فرض طاعة الأئمّة علیهم السلام ، ح 10.
5- المصدر السابق ، ح 11.

بإسناده عن محمّد بن الفضيل قال : سألته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عز وجلّ ، قال : « أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عزّ وجلّ طاعة اللّه وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر » ، قال أبو جعفر علیه السلام : « محبّتنا إيمان وبغضنا كفر » (1).

وبإسناده عن أبي الحسن العطّار قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة » (2).

بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججه في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا » (3).

بإسناده عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، (4) فقال : « رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله المنذر ، وعليّ علیه السلام الهادي. يا أبا محمّد هل من هاد اليوم؟ قلت : بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتّى دفعت إليك ، [ فقال : ] « رحمك اللّه يا با محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب والسنّة ، ولكنّه حيّ يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى » (5).

بإسناده عن عبد اللّه بن سنان قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) ، (6) قال : « هم الأئمّة علیهم السلام » (7).

ص: 10


1- « الكافي » 1 : 187 ، باب فرض طاعة الأئمّة علیهم السلام ، ح 12.
2- المصدر السابق : 186 ، ح 5.
3- المصدر السابق : 191 ، باب في أنّ الأئمّة شهداء ... ، ح 5.
4- الرعد (13) : 7.
5- « الكافي » 1 : 192 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام هم الهداة ، ح 3.
6- النور (24) : 55.
7- « الكافي » 1 : 193 - 194 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام خلفاء اللّه عزّ وجلّ ... ، ح 3.

بإسناده عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء قال : سألت الرضا علیه السلام فقلت له : جعلت فداك ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (1) فقال : « نحن أهل الذكر ونحن المسئولون » قلت : فأنتم هم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : « نعم » قلت : حقّا علينا أن نسألكم؟ قال : « نعم » ، قلت : حقّا عليكم أن تجيبونا؟ قال : « لا ، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا ، وإن شئنا لم نفعل ، أما تسمع قول اللّه تعالى : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) » (2).

بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام في قوله اللّه عزّ وجلّ : ( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) ، (3) « فرسول اللّه الذكر وأهل بيته هم المسئولون وهم أهل الذكر » (4). وفي معناه أخبار أخر.

فصل [3] : في بيان أنّهم الموصوفون بالعلم

بإسناده عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) ، (5) قال أبو جعفر علیه السلام : « إنّما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدوّنا ، وشيعتنا أولو الألباب » (6).

فصل [4] : في بيان أنّهم هم الراسخون في العلم

وفي معناها خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « نحن الراسخون

ص: 11


1- النحل (16) : 43.
2- « الكافى » 1 : 210 - 211 ، باب أنّ أهل الذكر ... ، ح 2. والآية في سورة ص (38) : 39.
3- الزخرف (43) : 44.
4- « الكافي » 1 : 211 ، باب أنّ أهل الذكر ... ، ح 4.
5- الزمر (39) : 9.
6- « الكافي » 1 : 212 ، باب أنّ من وصفه اللّه تعالى ... ، ح 1.

في العلم ونحن نعلم تأويله » (1).

وفي معناه خبران آخران عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول في هذه الآية : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ، (2) فأومأ بيده إلى صدره (3).

وفي معناه أيضا أخبار أخر عن أبي عبيدة المدائني عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه عزّ وجلّ ذلك » (4).

عن سيف التمّار قال : كنّا مع أبي عبد اللّه علیه السلام جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : « علينا عين » ، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : « وربّ الكعبة وربّ البيت - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر علیهماالسلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وراثة » (5).

عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول - وعنده أناس من أصحابه - : « عجبت من قوم يتوالونا ويجعلونا أئمّة ويصفون بأنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينتقصون حقّنا ، ويعيبون ذلك على من أعطاه اللّه تعالى برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون أنّ اللّه تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يخفي عليهم أخبار السماوات والأرض ، ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم ». (6) إلى آخر الحديث.

ص: 12


1- المصدر السابق : 213 ، باب أنّ الراسخين في العلم ... ، ح 1.
2- العنكبوت (29) : 49.
3- « الكافي » 1 : 213 ، باب أنّ الأئمّة قد أوتوا العلم ... ، ح 1.
4- المصدر السابق : 258 ، باب أنّ الأئمّة إذا شاءوا أن يعلموا علموا ، ح 3.
5- المصدر السابق 1 : 260 - 261 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون ... ، ح 1.
6- المصدر السابق 1 : 261 - 262 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون ... ، ح 4.

فصل [5] : في بيان جهات علومهم

عن عليّ السائي عن أبي الحسن الأوّل موسى علیه السلام ، قال : قال : « مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ولا نبيّ بعد نبيّنا » (1).

عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي الحسن : روّينا عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع » ، فقال : « أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك » (2).

عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللّه فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر [ به ] الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتّى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه ، وجئت إلى هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذا دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فقلت : إنّ ذلك منه تقيّة قال : ثمّ التفت إليّ فقال : « يا ابن أشيم! إنّ اللّه عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داود علیه السلام فقال : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ، (3) وفوّض إلى نبيّه صلی اللّه علیه و آله وقال : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، (4) فما فوّض إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فوّضه إلينا » (5).

ص: 13


1- « الكافي » 1 : 264 ، باب جهات علوم الأئمّة علیهم السلام ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 3.
3- ص (38) : 39.
4- الحشر (59) : 7.
5- « الكافي » 1 : 265 - 266 ، باب التفويض إلى رسول اللّه ... ، ح 2.

عن عبد اللّه بن سنان قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « لا واللّه ما فوّض اللّه إلى أحد من خلقه إلاّ إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وإلى الأئمّة علیهم السلام قال اللّه عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ ) ، (1) وهي جارية في الأوصياء علیهم السلام » (2).

وفي آخر : « فما فوّض اللّه إلى رسول اللّه فوّضه إلينا » (3).

فصل [6] : في بيان علوّ منزلتهم

عن سدير قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (4)؟ فقال : « يا سدير! سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء ، وبرئ اللّه منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، ولا يجمعني اللّه وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ».

قال : قلت : وعندنا قوم يزعمون أنّكم رسل ويقرءون علينا بذلك قرآنا ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) ، (5) فقال : « يا سدير! سمعي وبصري شعري ولحمي ودمي من هؤلاء براء ، وبرئ اللّه ورسوله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، واللّه لا يجمعني اللّه وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ».

قال : قلت : فما أنتم؟ قال : « نحن خزّان علم اللّه ، ونحن تراجمة أمر اللّه ، نحن قوم معصومون ، أمر اللّه تعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض » (6).

ص: 14


1- النساء (4) : 105.
2- « الكافي » 1 : 267 - 268 ، باب التفويض إلى رسول اللّه ... ، ح 8.
3- المصدر السابق : 268 ، ح 9.
4- الزخرف (43) : 84.
5- المؤمنون (23) : 51.
6- « الكافي » 1 : 269 - 270 ، باب في أنّ الأئمّة بمن يشبهون ... ، ح 6.

فصل [7] : في بيان دليل على عصمتهم وافتراض طاعتهم

عن محمّد بن إسماعيل قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام يقول : « الأئمّة علیهم السلام علماء صادقون مفهّمون محدّثون » (1).

فصل [8] : في بيان أنّهم محدّثون

عن محمّد بن مسلم قال : ذكرت المحدّث عند أبي عبد اللّه علیه السلام فقال : « إنّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص » ، فقلت له : أصلحك اللّه كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال : « يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام الملك » ، (2) وفي معنى الأوّل خبران آخران.

عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة من حياة الأوّل » (3).

فصل [9] : في بيان أنّهم متى يعلم اللاحق علم السابق

عن داود النهدي ، عن عليّ بن جعفر ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : « نحن في العلم والشجاعة سواء وفي العطاء على قدر ما نؤمر » (4).

عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : نحن في الأمر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحدا ، فأمّا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام فلهما فضلهما » (5).

ص: 15


1- « بصائر الدرجات » : 319 ، ح 1 ؛ « الكافي » 1 : 271 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام محدثون مفهمون ، ح 3.
2- « بصائر الدرجات » : 323 ، ح 9.
3- « الكافي » 1 : 274 ، باب وقت ما يعلم الإمام ... ، ح 3. وفيه : « في آخر دقيقة تبقى من روحه ».
4- « الكافي » 1 : 275 ، باب في أنّ الأئمّة صلوات اللّه عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء ، ح 2.
5- المصدر السابق ، ح 3 ؛ « الاختصاص » : 267.

وفي آخر : « وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة » (1).

فصل [10] : في بيان أنّهم سواء في العلم والشجاعة

عن عمر بن الأشعث قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد؟! لا واللّه ولكن عهد من اللّه ورسوله صلی اللّه علیه و آله لرجل فرجل حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه » (2). وفي معناه أخبار أخر (3).

فصل [11] : في بيان أنّ الإمامة عهد من اللّه

عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين علیهماالسلام أبدا ، إنّما جرت من عليّ بن الحسين علیه السلام كما قال اللّه : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) (4) ، فلا تكون بعد عليّ بن الحسين علیهماالسلام إلاّ في أعقاب وأعقاب الأعقاب » (5).

وفي معناه أو قريب منه أخبار أخر (6).

فصل [12] : في بيان أنّه يكون أكبر ولده

عن ابن أبي نصر قال : قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام : إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده؟ فقال : « للإمام علامات : منها أن يكون أكبر ولد أبيه ، ويكون فيه الفضل

ص: 16


1- المصدر السابق : ذيل ح 1.
2- المصدر السابق : 277 - 278 ، باب أنّ الإمامة عهد من اللّه عزّ وجلّ ... ، ح 2.
3- راجع المصدر السابق.
4- الاحزاب (33) : 6.
5- « الكافي » 1 : 285 - 286 ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ... ، ح 1 ؛ « الغيبة » للطوسي : 5. ح 192.
6- راجع « الكافي » 1 : 286 ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ... ، ح 4 ؛ و « كمال الدين » : 6. باب ما روي في أنّ الإمامة لا تجتمع في أخوين بعد الحسن والحسين علیهماالسلام .

والوصيّة ويقدم الركب فيقول إلى من أوصى فلان ، فيقال : إلى فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل تكون الإمامة مع الصلاح حيثما كان » (1).

فصل [13] : في بيان أنّ الإمام واجب الإطاعة

عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمّد بن مسلم ويزيد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر علیه السلام قال : « أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله بولاية عليّ علیه السلام وقال : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ) (2) ... إلى آخره ، وفرض ولاية أولي الأمر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر اللّه محمّدا صلی اللّه علیه و آله أن يفسّر لهم الولاية ، كما فسّر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ » ، وساق الحديث إلى أن قال علیه السلام : « وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض » (3).

فصل [14] : في بيان أنّه انفتح لعليّ علیه السلام ألف ألف باب من العلم

عن يونس بن رباط قال : دخلت أنا وكامل التمّار على أبي عبد اللّه علیه السلام فقال له كامل : جعلت فداك حديثا رواه فلان؟ فقال : « اذكره » ، فقال : حدّثني أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله حدّث عليّا بألف باب يوم توفّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله من كلّ باب يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ، فقال : « لقد كان ذلك » ، قلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم؟ فقال : « يا كامل! باب أو بابان » ، فقلت له : جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلاّ باب أو بابان ، قال : فقال : « وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ، ما تروون من فضلنا إلاّ ألفا غير معطوفة في علومهم » (4).

ص: 17


1- « الكافي » 1 : 284 ، باب الأمور التي توجب حجّة الإمام علیه السلام ، ح 1.
2- المائدة (5) : 55.
3- « الكافي » 1 : 289 ، باب ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة علیهم السلام واحدا فواحدا ، ح 4.
4- المصدر السابق : 297 ، باب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين علیه السلام ، ح 9.

فصل [15] : في بيان لو لا أنّ الأئمّة يزدادون لنفد ما عندهم

عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « لو لا أنّا نزداد لأنفدنا » ، قال : قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : « أما إنّه إذا كان ذلك عرض على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ على الأئمّة علیهم السلام ثمّ انتهى الأمر إلينا » (1).

عن يونس بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « ليس يخرج شيء من عند اللّه عزّ وجلّ حتّى يبدأ برسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثمّ بأمير المؤمنين علیه السلام ، ثمّ بواحد بعد واحد ؛ لئلاّ يكون آخرنا أعلم من أوّلنا » (2).

فصل [16] : في بيان أنّهم يعلمون جميع علوم الأنبياء علیهم السلام

عن سماعة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ لله - تبارك وتعالى - علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فقد علمناه ، وعلما استأثر به ، فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا » (3).

عن ضريس قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « إنّ لله عزّ وجلّ علمين : علما مبذولا ، وعلما مكفوفا : فأمّا المبذول فإنّه ليس من شيء تعلمه الملائكة والرسل إلاّ نحن نعلمه ، وأمّا المكفوف فهو الذي عند اللّه عزّ وجلّ في أمّ الكتاب إذا خرج نفد » (4).

عن معمّر بن خلاّد قال : سأل أبا الحسن علیه السلام رجل من فارس ، فقال له : أتعلمون الغيب؟ فقال : قال أبو جعفر علیه السلام : « يبسط لنا العلم فنعلم ، ويقبض عنّا فلا نعلم » ، فقال :

ص: 18


1- المصدر السابق 1 : 255 ، باب لو لا الأئمّة يزدادون لنفذ ما عندهم ، ح 3.
2- المصدر السابق ، ح 4.
3- المصدر السابق ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح 1.
4- المصدر السابق 1 : 255 - 256 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح 3.

« سرّ اللّه عزّ وجلّ أسرّه إلى جبرئيل علیه السلام وأسرّه جبرئيل إلى محمّد صلی اللّه علیه و آله وأسرّه محمّد إلى من شاء اللّه » (1).

عن عمّار الساباطي قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن الإمام يعلم الغيب ، قال : « لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه اللّه ذلك » (2).

عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر علیه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ، (3) قال أبو جعفر علیه السلام : « إنّ اللّه عزّ وجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرض ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون ، أما تسمع قوله : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (4)؟ » فقال له حمران : أرأيت قوله جلّ ذكره : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ) (5) ؛ فقال أبو جعفر علیه السلام : ( إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (6) ، « وكان واللّه محمّد صلی اللّه علیه و آله ممّن ارتضاه اللّه ، وأمّا قوله : ( عالِمُ الْغَيْبِ ) فإنّ اللّه عزّ وجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه ، وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران ، علم موقوف عنده إليه فيه المشيئة ، فيقضيه إذا أراد ، ويبدو له فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره اللّه عزّ وجلّ فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ إلينا » (7).

فصل [17] : في بيان أنّ علم الأئمّة علیهم السلام يزداد كلّ ليلة جمعة

عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قال لي : « يا أبا يحيى إنّ لنا في

ص: 19


1- « الكافي » 1 : 256 ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 1.
2- المصدر السابق : 257 ، ح 4.
3- البقرة (2) : 117 ؛ الأنعام (6) : 101.
4- هود (11) : 7.
5- الجنّ (72) : 26 و 27.
6- الجنّ (72) : 26 و 27.
7- « الكافي » 1 : 256 ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 2.

ليالي الجمعة لشأنا من الشأن » ، قال : قلت : جعلت فداك وما ذاك الشأن؟ قال : « يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى ، وأرواح الأوصياء الموتى ، وروح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتّى توافي عرش ربّها ، فتطوف به أسبوعا وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها ، فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ، ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جمّ الغفير » (1).

وفي رواية أخرى : « فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لأنفدنا » (2). وبمعناه خبر آخر (3).

فصل [18] : في بيان كيفيّة ازدياد علمهم في ليلة القدر

وفي حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ، قال : فقال لأبي جعفر علیه السلام :

يا ابن رسول اللّه لا تغضب عليّ ، قال : « لما ذا؟ » قال : لما أريد أن أسألك عنه ، قال : « قل » ، قال : ولا تغضب؟ قال : « ولا أغضب ».

قال : أرأيت قولك في ليلة القدر و ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (4) إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قد علمه؟ أو يأتونهم بأمر كان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يعلمه؟ ، وقد علمت أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مات وليس من علمه شيء إلاّ وعليّ علیه السلام له واع؟

قال أبو جعفر علیه السلام : « ما لي ولك أيّها الرجل ومن أدخلك عليّ؟ » قال : أدخلني عليك القضاء لطلب الدين ، قال : « فافهم ما أقول لك ، إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا أسري به

ص: 20


1- المصدر السابق : 253 - 254 ، باب في أنّ الأئمّة علیهم السلام يزدادون في ليلة الجمعة ، ح 1.
2- المصدر السابق : 254 ، ح 2.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- القدر (97) : 4.

لم يهبط حتّى أعلمه اللّه جلّ ذكره علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان عليّ بن أبي طالب علیه السلام قد علم جمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ».

قال السائل : أو ما كان في الجمل تفسير؟ قال : « بلى ، ولكنّه إنّما يأتي بالأمر من اللّه سبحانه في ليالي القدر إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله وإلى الأوصياء : افعل كذا وكذا لأمر قد كانوا علموه ، أمروا كيف يعملون فيه » ، قلت : فسّر لي هذا ، قال : « لم يمت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إلاّ حافظا لجملة العلم وتفسيره » ، قلت : فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال : « الأمر واليسر فيما كان قد علم ».

قال السائل : فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟ ، قال : « هذا ممّا أمروا بكتمانه ، ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلاّ اللّه عزّ وجلّ ».

قال السائل : فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟ قال : « لا ، وكيف يعلم وصيّ غير علم أوصي إليه؟ ».

قال السائل : فهل يسعنا أن نقول : إنّ أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟ قال : « لا ، لم يمت نبيّ إلاّ وعلمه في جوف وصيّه ، وإنّما تنزّل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ».

قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال : « بلى ، قد علموه ولكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة ».

قال السائل : يا أبا جعفر ، لا أستطيع إنكار هذا؟ قال أبو جعفر علیه السلام : « من أنكره فليس منّا ».

قال السائل : يا أبا جعفر ، أرأيت النبيّ صلی اللّه علیه و آله هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟ قال : « لا يحلّ لك أن تسأل عن هذا ، أمّا علم ما كان وما سيكون

ص: 21

فليس يموت نبيّ ولا وصيّ إلاّ والوصيّ الذي بعده يعلمه ، أمّا هذا العلم الذي تسأل عنه فإنّ اللّه عزّ وجلّ أبى أن يطلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم » (1) إلى آخر الحديث.

فصل [19] : في بيان النصّ لمولانا صاحب الزمان علیه السلام

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن بلال ، قال : خرج إليّ من أبي محمّد علیه السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده (2).

عليّ بن محمّد ، [ عن جعفر بن محمّد الكوفي ] عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي ، قال : أراني أبو محمّد ابنه قال : « هذا صاحبكم بعدي » (3).

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمّد علیه السلام : جلالتك تمنعني من مسألتك ، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال : « سل » ، فقلت : يا سيدي ، هل لك ولد؟ فقال : « نعم » ، فقلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال : « بالمدينة » (4).

عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما.

أقول : وساق الكلام كثيرا إلى أن قال : فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى ، ثمّ قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّد علیه السلام ؟ فقال : إي واللّه ورقبته مثل هذا ، وأومأ بيده ، فقلت له : فبقيت واحدة؟ فقال لي : هات ، قلت : فالاسم؟ قال :

ص: 22


1- « الكافي » 1 : 251 - 252 ، باب في شأن إنّا أنزلناه ... ، ح 1. وقد صحّحنا النقل على المصدر.
2- المصدر السابق : 328 ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الأمر ، ح 1.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- المصدر السابق ، ح 2.

محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلّل وأحرّم ، ولكنّه عنه علیه السلام إلى آخر الحديث (1).

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بالعراق ، فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلام علیه السلام (2).

وعن حكيمة ابنة محمّد بن عليّ وهي عمّة أبيه : أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك (3).

عليّ بن محمّد عن حمدان القلانسي قال : قلت للعمري : قد مضى أبو محمّد علیه السلام ؟ فقال : قد مضى ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذا ، وأشار بيده (4).

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أرانيه أبو محمّد علیه السلام ، وقال : « هذا صاحبكم » ، (5) وبمضمون ما ذكر قريب منه أخبار كثيرة لا يطيل الكلام بذكرها.

فصل [20] : في بيان أنّه علیه السلام لا يسمّى باسمه

عن ابن رئاب ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « صاحب هذا الأمر لا يسمّيه باسمه إلاّ كافر » (6).

عن الريّان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضا علیه السلام يقول : وسئل عن القائم علیه السلام ، فقال : « لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه » (7) ، وقريب بمضمونها خبران آخران (8).

ص: 23


1- « الكافي » 1 : 329 - 330 ، باب في تسمية من رآه علیه السلام ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2.
3- المصدر السابق : 330 - 331 ، ح 3.
4- المصدر السابق : 331 ، ح 4.
5- المصدر السابق : 332 ، ح 12.
6- المصدر السابق : 333 ، باب في النهي عن الاسم ، ح 4.
7- المصدر السابق ، ح 3.
8- المصدر السابق : ح 1 و 2.

فصل [21] : في بيان غيبته

عن يمان التمّار قال : كنّا عند أبي عبد اللّه علیه السلام جلوسا ، فقال لنا : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد » ، ثمّ قال هكذا بيده : « فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ » ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق اللّه عبد وليتمسّك بدينه » (1).

عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر علیه السلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنّما هي محنة من اللّه عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».

قال : فقلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟ فقال : « يا بنيّ ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه » (2).

عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إيّاكم والتنويه ، أما واللّه ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ حتّى يقال : مات ، أو قتل ، أو هلك ، بأيّ واد سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلاّ من أخذ اللّه ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ » ، فبكيت ثمّ قلت : فكيف نصنع؟ قال : « فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة (3) » ، فقال : « يا أبا عبد اللّه! ترى هذه الشمس؟ » قلت : نعم ، فقال : « واللّه لأمرنا أبين من هذه الشمس » (4).

ص: 24


1- المصدر السابق : 335 - 336 ، باب في الغيبة ، ح 1.
2- المصدر السابق 1 : 336 ، باب في الغيبة ، ح 2 ؛ « كمال الدين » : 359 - 360 ، باب 34 ، ح 1.
3- الصفّة من البنيان : شبه البهو الواسع الطويل السمك ، جمعها : صفف مثل غرفة وغرف.
4- « الكافي » 1 : 336 ، باب في الغيبة ، ح 3 ؛ « الغيبة » للطوسي : 337 - 338 ، ح 285.

وبمضمونه مع تفاوت ما خبر آخر. عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي ، عن المفضّل بن عمر ، عنه علیه السلام . (1)

عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « يفقد الناس إمامهم ويشهد الموسم فيراهم ولا يرونه » (2).

عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين علیه السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّرا تنكت في الأرض ، أرغبة منك فيها؟ فقال : « لا ، واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، يكون له غيبة وحيرة ، يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ».

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الغيبة والحيرة؟ قال : « ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين » ، فقلت : وإنّ هذا لكائن؟ فقال : « نعم ، كما أنّه مخلوق وأنّى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمّة مع خيار أبرار هذه العترة ».

فقلت : ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال : « ثمّ يفعل اللّه ما يشاء ، فإنّ له بداءات وإرادات وغايات ونهايات » (3).

عن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم » ، قال : قلت : ولم؟ قال : « إنّه يخاف » ، وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل (4).

وقريب بمضمونه خبران آخران (5).

ص: 25


1- « الكافي » 1 : 338 - 339 ، باب في الغيبة ، ح 11.
2- المصدر السابق : 337 ، باب في تسمية من رآه ، ح 6.
3- المصدر السابق : 338 ، ح 7.
4- المصدر السابق : 340 ، ح 18.
5- المصدر السابق : 337 ، ح 5 ، وص 342 ، ح 29.

عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم يرى الناس ولا يرونه » (1) ، وبمضمونه خبر آخر أيضا عنه عنه علیه السلام (2).

عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيّبة وما بثلاثين من وحشة » (3).

عن إسحاق بن عمّار قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « للقائم علیه السلام غيبتان : إحداهما قصيرة ، والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم مكانه فيها إلاّ الخواصّ من شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة مواليه » (4) ، وقريب بمضمونه خبران.

عن المفضّل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « لصاحب هذا الأمر غيبتان : إحداهما يرجو منها إلى أهلها في أيّ واد سلك » ، قلت : كيف تصنع إذا كان كذلك؟ قال : « إذا ادّعى مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله » (5).

عن أمّ هانئ ، قالت : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ علیهماالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (6) قال : « إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء ، فإن أدركت زمانه قرّت عينك » (7).

وبمضمونه خبر آخر عن طريق آخر عنه علیه السلام (8).

عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن الثالث علیه السلام : « إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم » (9).

ص: 26


1- المصدر السابق : 339 ، ح 12.
2- المصدر السابق : 337 - 338 ، ح 6.
3- المصدر السابق : 340 ، باب في الغيبة ، ح 16.
4- المصدر السابق : ح 19.
5- المصدر السابق ، ح 20.
6- التكوير (81) : 15 - 16.
7- « الكافي » 1 : 341 ، باب في الغيبة ، ج 22.
8- المصدر السابق ، ح 23.
9- المصدر السابق ، ح 24.

عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (1) قال : « إنّ منّا إماما مظفّرا مستترا ، فإذا أراد اللّه عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر ، فقام بأمر اللّه تبارك وتعالى » (2).

فصل [22] : في بيان كراهية التوقيت

عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « يا ثابت ، إنّ اللّه تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا قتل الحسين علیه السلام اشتدّ غضب اللّه تعالى على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم غطاء السرّ ولم يجعل اللّه له بعد ذلك وقتا عندنا ، ويمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب » ، قال أبو حمزة : فحدّثت بذلك أبا عبد اللّه علیه السلام فقال : « قد كان ذلك » (3).

عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام إذ دخل عليه مهزم ، فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر ننتظره متى هو؟ فقال : « يا مهزم ، كذب الوقّاتون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلّمون » (4).

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سألته عن القائم علیه السلام ، فقال : « كذب الوقّاتون إنّا أهل بيت لا نوقّت » (5) ، وبمضمونه خبران آخران (6).

عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن يقطين ، قال :

ص: 27


1- المدّثّر (74) : 8.
2- « الكافي » 1 : 343 ، باب في الغيبة ، ح 30.
3- المصدر السابق : 368 ، باب كراهيّة التوقيت ، ح 1.
4- المصدر السابق ، ح 2.
5- المصدر السابق ، ح 3.
6- المصدر السابق ، ح 4 و 5.

قال لي أبو الحسن علیه السلام : « الشيعة تربّى بالأماني منذ مائتي سنة » ، قال : وقال يقطين لابنه عليّ بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟ قال : فقال عليّ : إنّ الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد ، غير أنّ أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم ، وأنّ أمرنا لم يحضر فعلّلنا بالأماني ، فلو قيل : إنّ الأمر لا يكون إلاّ إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامّة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تألّفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج (1).

فصل [23] : في بيان من عرف إمامه لم يضرّه تأخّر الظهور

عن الفضيل بن يسار ، قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن قول اللّه تبارك وتعالى :

( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (2) فقال : « يا فضيل ، اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه » ، قال : وقال : بعض أصحابه بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (3).

عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : « يا أبا بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره » (4).

عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه » (5).

ص: 28


1- « الكافي » 1 : 369 ، باب كراهيّة التوقيت ، ح 6.
2- الإسراء (17) : 71.
3- « الكافي » 1 : 371 ، باب من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم ... ، ح 2.
4- المصدر السابق ، ح 3.
5- المصدر السابق : 371 - 372 ، ح 5.

عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة؟ » قال : نعم قلت : جاهليّة جهلاء أو جاهليّة لا يعرف إمامه؟ قال : « جاهليّة كفر ونفاق وضلال » (1).

وبمضمون الأخبار المسطورة أو قريب منها أخبار أخر.

عن أبان قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي يحكم بحكومة آل داود علیه السلام ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها » (2).

وبمضمونه خبر آخر (3).

فصل [24] : في بيان صلة الإمام

عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإنّ اللّه ليجعل له الدراهم في الجنّة مثل جبل أحد » ، ثمّ قال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول في كتابه : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (4) قال : « هو واللّه في صلة الإمام خاصّة » (5).

وبمضمونه أخبار أخر. (6)

فصل [25] : في بيان حالات الأئمّة في السنّ

عن صفوان بن يحيى ، قال : قلت للرضا علیه السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك

ص: 29


1- « الكافي » 1 : 377 ، باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى ... ، 3.
2- المصدر السابق : 397 - 398 ، باب في الأئمّة علیهم السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم ... ، ح 2.
3- المصدر السابق : 398 ، باب في الأئمّة علیهم السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم ... ، ح 3.
4- البقرة (2) : 245.
5- « الكافي » 1 : 537 - 538 ، باب صلة الإمام ، ح 2.
6- المصدر السابق ، ح 4.

أبا جعفر علیه السلام فكنت تقول : « يهب اللّه لي غلاما » ، فقد وهب اللّه لك فقرّ عيوننا فلا أرانا اللّه يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار إلى أبي جعفر علیه السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟ قال علیه السلام : « وما يضرّه من ذاك شيء قد قام عيسى علیه السلام بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين » (1).

عن عليّ بن سيف ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر الثاني علیه السلام قال : قلت له : إنّهم يقولون في حداثة سنّك؟ فقال : « إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبيّ يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى اللّه تعالى إلى داود علیه السلام : أن خذ عصا المتكلّمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليها بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد ، فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود علیه السلام فقالوا : قد رضينا وسلّمنا » (2).

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال أبو بصير : دخلت عليه ومعي غلام يقودني خماسيّ لم يبلغ ، فقال لي : « كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه؟ » (3).

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : قال عليّ بن حسان لأبي جعفر علیه السلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ وجلّ ، وقد قال اللّه تعالى لنبيّه : ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) (4) ، فو اللّه ما تبعه إلاّ عليّ علیه السلام وله تسع سنين » (5).

وقريب بهذه المضامين أخبار أخر (6).

ص: 30


1- المصدر السابق : 383 ، باب حالات الأئمّة علیهم السلام في السنّ ، ح 2.
2- المصدر السابق ، ح 3.
3- المصدر السابق ، ح 4.
4- يوسف (12) : 108.
5- « الكافي » 1 : 384 ، باب حالات الأئمّة في السنّ ، ح 8.
6- المصدر السابق 1 : 382 - 383 ، باب حالات الأئمّة في السنّ.

فصل [26] : في بيان أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام علیه السلام

عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره ، عن الرضا علیه السلام قال : قلت له : إنّهم يحاجّونا يقولون : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، فقال : « فما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟ » قال : قلت : جعلت فداك قلت لهم : إن قال مولاي : إنّه غسّله تحت عرش ربّي فقد صدق ، وإن قال : غسّله في تخوم الأرض فقد صدق ، قال : « لا هكذا » ، فقلت : فما أقول لهم؟ قال : « قل لهم : إنّي غسّلته » ، فقلت : أقول لهم : إنّك غسّلته؟ قال : « نعم » (1).

عن محمّد بن جمهور ، قال : حدّثنا أبو معمر ، قال : سألت الرضا علیه السلام عن الإمام يغسّله الإمام ، قال : « سنّة موسى بن عمران علیه السلام » (2).

عن محمّد بن جمهور ، عن يونس عن طلحة ، قال : سألت الرضا علیه السلام عن الإمام يغسّله الإمام ، فقال : « أما تدرون من حضر لغسله؟ قد حضره خير ممّن غاب عنه ، الذين حضروا يوسف في الجبّ حين غاب عنه أبواه وأهل بيته » (3).

فصل [27] : في بيان ولادة الإمام علیه السلام

عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا أحبّ أن يخلق الإمام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام ، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه لا يسمع الصوت ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام ، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (4) ، فإذا مضى الإمام الذي كان

ص: 31


1- « الكافي » 1 : 384 - 385 ، باب الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، ح 1.
2- المصدر السابق : 385 ، ح 2.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- الأنعام (6) : 115.

قبله ، رفع له منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق ، فبهذا يحتجّ اللّه على خلقه » (1).

وفي خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث اللّه تعالى ملكا يقال له : حيوان ، فكتب على عضده الأيمن ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم لله أنزله من السماء إلى الأرض. وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى اسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان ، اثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جنّاتي وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول : ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (2) ، قال : فإذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر » (3) إلى آخر الحديث.

وفي خبر آخر عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « فإذا قام بهذا الأمر رفع اللّه له في كلّ بلدة » (4).

عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضا علیه السلام فقلت : جعلت فداك قد أكثر

ص: 32


1- « الكافي » 1 : 387 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 2.
2- آل عمران (3) : 18.
3- « الكافي » 1 : 385 - 386 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 1.
4- المصدر السابق : 387 ، ح 3.

الناس في العمود ، قال : فقال لي : « يا يونس ، ما تراه؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ » قال : قلت : ما أدري ، قال : « لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع اللّه به أعمال تلك البلدة » ، قال : فقام ابن فضّال فقبّل رأسه وقال : رحمك اللّه يا أبا محمّد ، لا تزال تجيء بالحديث الحقّ الذي يفرّج اللّه به عنّا (1).

عن زرارة ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّرا ، مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثأّب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك ، والأرض موكّلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كانت عليه وفقا ، فإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه » (2).

فصل [28] : في بيان خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم

عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ اللّه خلقنا من علّيّين ، وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من علّيّين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ؛ فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحنّ إلينا » (3).

عن عليّ بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر الذي دون عرشه نور نوّره ، وإنّ في حافّتي النهر روحين مخلوقين : روح القدس ، وروح من أمره ، وإنّ لله عشر طينات : خمس من الجنّة وخمس من الأرض » ، ففسّر الجنان وفسّر الأرض ، ثمّ قال : « ما من نبيّ ولا ملك

ص: 33


1- « الكافي » 1 : 388 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 7.
2- المصدر السابق : 388 - 389 ، ح 8.
3- المصدر السابق : 389 ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم علیهم السلام ، ح 1.

من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من إحدى الروحين ، وجعل النبيّ صلی اللّه علیه و آله من إحدى الطينتين » ، قلت لأبي الحسن الأوّل علیه السلام ما الجبل؟ فقال : « الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ، ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا » (1).

وروى غيره عن أبي الصامت قال : طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى وجنّة النعيم والفردوس والخلد ، وطين الأرض مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحائر (2). وقريب بمضمون ما ذكر غيره.

فصل [29] : في بيان أن تدخل الملائكة بيوتهم وتأتيهم بالأخبار

عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على عليّ بن الحسين علیه السلام فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، قلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟ قال : « فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا ولأولادنا » ، فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟ فقال : « يا با حمزة ، وإنّهم ليزاحمونا على تكأتنا » (3).

عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه اللّه في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وأنّ مختلف الملائكة من عند اللّه تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر » (4).

وفي خبر آخر ، عن مسمع كردين البصري بعد قوله : إنّي إذا أكلت عندكم لم أتأذّ به ، فقال : « يا با سيّار ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم » ، قال : قلت : ويظهرون لكم؟ قال : فمسح يده على صبيانه ، فقال : « هم ألطف

ص: 34


1- المصدر السابق ، ح 3.
2- المصدر السابق : 390 ، ذيل ح 3.
3- المصدر السابق : 393 - 394 ، باب أنّ الأئمّة تدخل الملائكة بيوتهم ... ، ح 3.
4- المصدر السابق ، ح 4.

بصبياننا منّا بهم » (1).

فصل [30] : في بيان أنّ الجنّ تأتيهم يسألونهم عن معالم دينهم

عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفر علیه السلام أريد الإذن عليه ، فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة ، وإذا الأصوات قد ارتفعت ، ثمّ خرج قوم معتمّين بالعمائم يشبهون الزطّ ، قال : فدخلت على أبي جعفر علیه السلام فقلت : جعلت فداك أبطأ إذنك عليّ اليوم ورأيت قوما خرجوا معتمّين بالعمائم فأنكرتهم؟ فقال : « أوتدري من أولئك يا سعد؟ » قال : قلت : لا ، قال : فقال : « أولئك إخوانكم من الجنّ يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم » (2).

عن سدير الصيرفي قال : « أوصاني أبو جعفر علیه السلام بحوائج له بالمدينة فخرجت ، فبينا أنا بين فجّ الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه ، قال : فملت إليه وظننت أنّه عطشان فناولته الأداوة ، فقال لي : لا حاجة لي بها ، وناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلمّا نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر علیه السلام ، فقلت : متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال : الساعة. وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها ، ثمّ التفتّ فإذا ليس عندي أحد ، قال : ثمّ قدم أبو جعفر علیه السلام فلقيته ، فقلت : جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب ، فقال : « يا سدير ، إنّ لنا خدما من الجنّ فإذا أردنا السرعة بعثناهم » (3).

وفي رواية أخرى قال : « إنّ لنا أتباعا من الجنّ كما أنّ لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم » (4) ، والأخبار التي تدلّ على ذلك كثيرة (5).

ص: 35


1- « الكافي » 1 : 393 ، باب أنّ الأئمّة تدخل الملائكة بيوتهم ... ، ح 1.
2- المصدر السابق : 395 ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ، ح 3.
3- المصدر السابق : 395 ، ح 4.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق : 394 ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم.

فصل [31] : في بيان حقّ الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمام علیه السلام

عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر علیه السلام ما حقّ الإمام على الناس؟ قال : « حقّه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا » ، قلت : حقّهم عليه؟ قال : « يقسم بينهم بالسويّة ويعدل في الرعيّة ، فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ هاهنا وهاهنا » (1).

وفي خبر آخر عنه علیه السلام مثله إلاّ أنّه قال : « هكذا وهكذا وهكذا » يعني بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله (2).

عن مسعدة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : « لا تختانوا ولاتكم ولا تغشّوا هداتكم ، ولا تجهلوا أئمّتكم ، ولا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم والزموا هذه الطريقة ، فإنّكم لو عاينتهم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم ، ولكن محجوب عنكم ، ما قد عاينوا ، وقريبا ما يطرح الحجاب » (3).

عن صباح بن سيابة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « قال رسول اللّه علیه السلام أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه ، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك ؛ إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) (4) الآية ، فهو من الغارمين ، فله سهم عند الإمام ، فإن حبسه فإثمه عليه » (5).

عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لا تصلح الإمامة

ص: 36


1- المصدر السابق : 405 ، باب ما يجب من حقّ الإمام ... ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2.
3- المصدر السابق 1 : 405 ، ح 3.
4- التوبة (9) : 60.
5- « الكافي » 1 : 407 ، باب ما يجب من حقّ الإمام ... ، ح 7.

إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي اللّه ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الولاية على من يلي حتّى يكون لهم كالوالد الرحيم » (1).

وفي رواية أخرى : « حتّى يكون للرعية كالأب الرحيم » (2).

فصل [32] : في بيان أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام

عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : وجدنا في كتاب عليّ علیه السلام : ( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (3) أنا وأهل بيتي الذين أورثنا اللّه الأرض ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليؤدّ خراجها إلى الإمام علیه السلام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها فإن تركها أو أخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحقّ بها من الذي تركها ، يؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها حتّى يظهر القائم علیه السلام من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ومنعها إلاّ ما كان في أيدي شيعتنا ؛ فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم » (4).

عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ، ثمّ قال : « إنّ اللّه - تبارك وتعالى - بعث جبرئيل وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض منها : سيحان ، وجيحان ، - وهو نهر بلخ - والخشوع ، ونهر الشاش ، ومهران ، - وهو نهر الهند - ونيل مصر ، ودجلة ، والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا ، وليس لعدوّنا منه شيء إلاّ

ص: 37


1- « الكافي » 1 : 407 ، باب ما يجب من حقّ الإمام ... ، ح 8.
2- المصدر السابق ، ذيل ح 8.
3- الأعراف (7) : 128.
4- « الكافي » 1 : 407 - 408 ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام ، ح 1.

ما غصب عليه ، وإنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه » - يعني بين السماء والأرض - ثمّ تلا هذه الآية : ( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (1) « المغصوبون عليها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصب » (2).

وفي معنى ما ذكر أخبار أخر (3).

فصل [33] : في بيان سيرة الإمام علیه السلام في نفسه

عن حمّاد ، عن حميد وجابر العبدي ، قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس ؛ كي يقتدي الفقير بفقري ، ولا يطغى الغنيّ بغناه » (4).

عن حمّاد بن عثمان قال : حضرت أبا عبد اللّه علیه السلام وقال له رجل : أصلحك اللّه ذكرت أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس الخشن ، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجديد! فقال له : « إنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا أهل البيت إذا قام لبس ثياب عليّ علیه السلام وسار بسيرة عليّ علیه السلام » (5).

فصل [34] : في بيان الولاية

عن بكير بن أعين قال : كان أبو جعفر علیه السلام يقول : « إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا

ص: 38


1- الأعراف (7) : 32.
2- « الكافي » 1 : 409 ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام ، ح 5.
3- المصدر السابق : 407 - 410 ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام .
4- المصدر السابق : 410 ، باب سيرة الإمام في نفسه ... ، ح 1.
5- المصدر السابق : 411 ، ح 4.

بالولاية وهم ذرّ يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّد صلی اللّه علیه و آله بالنبوّة » (1).

عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « ما من نبيّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا ، وتفضيلنا على من سوانا » (2).

عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : سمعته يقول : « واللّه في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ، لو اجتمع عليهم أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صفّ منهم ما أحصوهم ، وإنّهم ليدينون بولايتنا » (3).

عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : « ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث اللّه رسولا إلاّ بنبوّة محمّد صلی اللّه علیه و آله وولاية وصيّه عليّ علیه السلام » (4).

عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ نصب عليّا علیه السلام علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالاّ ، ومن نصب معه شيئا كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة » (5).

فصل [35] : في بيان معرفة أوليائهم والتفويض إليهم

عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « أنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علیه السلام وهو مع أصحابه فسلّم عليه ، ثمّ قال : أنا واللّه أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : كذبت [ ... ] ما أنت كما قلت ، ويلك إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض عليها

ص: 39


1- « الكافي » 1 : 436 ، باب فيه نتف وجوامع ... ، ح 1.
2- المصدر السابق : 437 ، ح 4.
3- المصدر السابق ، ح 5.
4- المصدر السابق ، ح 6.
5- المصدر السابق ، ح 7.

المحبّة لنا ، فو اللّه ما رأيت روحك فيمن عرض علينا ، فأين كنت ، فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه » (1).

وفي رواية أخرى قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « كان في النار » (2).

عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق » (3).

عن عبد اللّه بن سليمان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سألته عن الإمام علیه السلام فوّض اللّه عليه كما فوّض إلى سليمان بن داود علیه السلام ، فقال : « نعم » ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجاب فيها ، وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال : « هذا عطاؤنا فامنن أو - أعط - بغير حساب » (4) ، وهكذا في قراءة عليّ علیه السلام » ، قال : قلت : أصلحك اللّه فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ قال : « سبحان اللّه أما تسمع اللّه يقول : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) وهم الأئمّة ( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (5) لا يخرج منها أبدا ».

ثمّ قال لي : « نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه ، وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو ، إنّ اللّه يقول : ( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ ) (6) وهم العلماء ، وليس يسمع شيئا من الألسن ينطق به إلاّ عرفه ناج أو هالك ؛ فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم » (7).

ص: 40


1- المصدر السابق 1 : 438 ، باب في معرفتهم أولياءهم ... ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ذيل ح 1.
3- المصدر السابق ، ح 2.
4- مأخوذ من الآية 39 من سورة ص (38) ، ونصّ الآية هكذا : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) .
5- الحجر (15) : 75 - 76.
6- الروم (30) : 22.
7- « الكافي » 1 : 438 ، باب في معرفتهم أوليائهم ... ، ح 3.

فصل [36] : في بيان أنّه إذا قيل في الرجل فلم يكن فيه وكان في ولده وولد ولده فإنّه هو الذي قيل فيه

عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده ، فلا تنكروا ذلك ؛ فإنّ اللّه تعالى يفعل ما يشاء » (1).

وفي خبر آخر - بعد التنظير بحكاية امرأة عمران بقولها : ( إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى ) إلى آخره ، هكذا : « فإذا قلنا في الرجل منّا شيئا ، فكان في ولده أو ولد ولده ، فلا تنكروا ذلك » (2).

فصل [37] : في بيان أنّ الأئمّة كلّهم قائمون بأمر اللّه وهادون إليه

عن الحكم بن أبي نعيم قال : أتيت أبا جعفر علیه السلام - وهو بالمدينة - فقلت له : عليّ نذر بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله أم لا؟ فلم يجبني بشيء ، فأقمت ثلاثين يوما ، ثمّ استقبلني في طريق ، فقال : « يا حكم ، وإنّك لهاهنا بعد؟ » فقلت : نعم إنّي أخبرتك بما جعلت لله عليّ فلم تأمرني ولم تنهني عن شيء ولم تجبني بشيء ، فقال : بكّر عليّ غدوة المنزل ، فغدوت عليه فقال علیه السلام : « سل عن حاجتك » ، فقلت : إنّي جعلت لله عليّ نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله أم لا ، فإن كنت أنت رابطتك ، وإن لم تكن أنت سرت في الأرض وطلب المعاش ، فقال : « يا حكم ، كلّنا قائم بأمر اللّه » ، قلت : فأنت المهديّ؟ قال : « كلّنا نهدي إلى اللّه » ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : « كلّنا صاحب السيف ووارث السيف » ، قلت : فأنت الذي يقتل أعداء اللّه ، ويعزّ بك أولياء اللّه ، ويظهر بك

ص: 41


1- « الكافي » 1 : 535 ، باب أنّه إذا قيل في الرجل شيء ... ، ح 2.
2- « الكافي » 1 : 535 ، باب أنّه إذا قيل في الرجل شيء ... ، ح 2. والآية في سورة آل عمران (3) : 36.

دين اللّه؟ فقال : « يا حكم ، كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين سنة ، وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن منّي وأخفّ على ظهر الدابّة » (1).

المطلب الخامس : في نبذ من معجزات سائر الأئمّة عليهم السلام

اشارة

المذكورين علیهم السلام في فصول عديدة بعد الإشارة إلى طرق ثلاثة من طرق خمسة ؛ لأنّا أشرنا إلى أنّ كلّ واحد منهم علیه السلام معصوم منصوص أعلم ، وقد مرّ أنّ العصمة طريق من طرق إثبات الإمامة ، وأنّ النصّ طريق آخر ، وأنّ الأعلميّة طريق آخر ، فتثبت إمامة كلّ واحد منهم علیهم السلام بكلّ طريق من تلك الطرق ، فينبغي الإشارة إلى الطريقين الأخيرين اللذين أحدهما طريق المعجزة ؛ ولهذا نذكر معجزاتهم علیهم السلام في فصول عديدة :

فصل [1] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي محمّد الحسن المجتبى صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الأطهار

على وفق ما انتخبت من « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن عبد اللّه الكناسي ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « خرج الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته - قال : - فنزلوا في منهل من تلك المناهل - قال : - نزلوا تحت نخل يابس قد يبس من العطش - قال : - ففرش للحسن علیه السلام تحت نخلة ، وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى - قال : - فقال الزبيري - ورفع رأسه - : لو كان في هذا النخل رطبا لأكلنا منه ، - قال : - فقال له الحسن علیه السلام : وإنّك تشتهي الرطب؟ قال : نعم ، فرفع الحسن علیه السلام يده إلى

ص: 42


1- المصدر السابق : 536 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام كلّهم قائمون بأمر اللّه تعالى هادون إليه ، ح 1.

السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري ، فاخضرّت النخلة ، ثمّ صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا - قال : - فقال له الجمّال الذي اكتروا منه : سحر واللّه - قال : - فقال له الحسن علیه السلام : ويلك ليس بسحر ، ولكن دعوة ابن النبيّ صلی اللّه علیه و آله مستجابة ، - قال : - فصعدوا إلى النخلة حتّى صرموا ممّا كان فيها ما كفاهم ». (1)

ومنها : ما روي عن الصادق علیه السلام عن آبائه علیهم السلام : « أنّ الحسن علیه السلام قال يوما لأخيه الحسين علیه السلام ولعبد اللّه بن جعفر : إنّ معاوية بعث إليكم بجوائزكم وهي تصل إليكم يوم كذا لمستهلّ الهلال وقد أضاقا ، فوصلت في الساعة التي ذكرها لمّا كان رأس الهلال فلمّا وافاهم المال كان على الحسن علیه السلام دين كثير فقضاه ممّا بعثه إليه ، ففضلت فضلة ففرّقها في أهل بيته ومواليه ، وقضى الحسين علیه السلام دينه ، وقسّم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه ، وحمل الباقي إلى عياله. وأمّا عبد اللّه فقضى دينه وما فضل دفعه إلى الرسول ليتعرّف معاوية من الرسول ما فعلوا ، فبعث إلى عبد اللّه أموالا حسنة » (2).

ومنها : ما روي أنّ عليّا علیه السلام كان في الرحبة ، فقام إليه رجل فقال : أنا من رعيّتك وأهل بلادك ، قال علیه السلام : « لست من رعيّتي ولا من أهل بلادي وإنّ ابن الأصفر بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إليّ لأجلها » ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين ، إنّ معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطّلعت على ذلك ولا يعلمها غير اللّه ، فقال علیه السلام : « سل أحد ابنيّ هذين » ، قال : أسأل ذا الوفرة يعني الحسن فأتاه.

فقال له الحسن : « جئت تسألني كم بين الحقّ والباطل؟ وكم بين السماء والأرض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما المؤنّث؟ وما عشرة أشياء بعضها أشدّ من بعض؟ » قال : نعم ، قال الحسن علیه السلام : « بين الحقّ والباطل أربع

ص: 43


1- « بحار الأنوار » 43 : 323 ، ح 1 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 256 ، باب 13 ، ح 10.
2- المصدر السابق ، ح 2 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 238 - 239 ، ح 3.

أصابع : ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع بأذنيك باطلا ، وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومدّ البصر ، وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، وقزح اسم الشيطان ، وهو قوس اللّه وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق ، وأمّا المؤنّث فهو الذي لا يدرى أذكر أم أنثى ، فإنّه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم وإن كان أنثى حاضت وبدا ثدييها ، وإلاّ قيل له : بل ، فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر ، وإن انتكص بوله على رجليه كما ينتكص بول البعير ، فهو أنثى. وأمّا عشرة أشياء بعضها أشدّ من بعض : فأشدّ شيء خلق اللّه الحجر ، وأشدّ منه الحديد يقطع به الحجر ، وأشدّ من الحديد النار تذيب الحديد ، وأشدّ من النار الماء ، وأشدّ من الماء السحاب ، وأشدّ من السحاب الريح تحمل السحاب ، وأشدّ من الريح الملك الذي يردّها ، وأشدّ من الملك ملك الموت الذي يميت الملك ، وأشدّ من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت ، وأشدّ من الموت أمر اللّه الذي يدفع الموت » (1).

ومنها : ما روي عن الصادق علیه السلام : « قال بعضهم للحسن بن عليّ علیهم السلام في احتماله الشدائد عن معاوية فقال علیه السلام : كلاما معناه : لو دعوت اللّه تعالى لجعل العراق شاما والشام عراقا ، وجعل المرأة رجلا والرجل امرأة ، فقال رجل من أهل الشام : ومن يقدر على ذلك؟ فقال علیه السلام : انهضي ألا تستحين أن تقعدي بين الرجال ، فوجد الرجل نفسه امرأة ، ثمّ قال : وصارت عيالك رجلا تقاربك وتحمل عنها وتلد ولدا خنثى ، فكان كما قال علیه السلام ، ثمّ إنّهما تابا وجاءا إليه فدعا اللّه تعالى فعادا إلى الحالة الأولى » (2).

ومنها : ما روي عن الحسين بن أبي العلاء عن جعفر بن محمّد علیه السلام : « قال الحسن بن عليّ علیهماالسلام لأهل بيته : يا قوم إنّي أموت بالسمّ كما مات رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فقال له أهل بيته : ومن الذي يسمّك؟ قال : جاريتي أو امرأتي ، فقالوا له : أخرجها من

ص: 44


1- « بحار الأنوار » 43 : 325 - 326 ، ح 5 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 572 - 573 ، ح 2.
2- المصدر السابق : 327 ، ح 6.

ملكك عليها لعنة اللّه ، فقال : هيهات من إخراجها ومنيّتي على يدها ، ما لي منها محيص ، ولو أخرجتها ما يقتلني غيرها ، كان قضاء مقضيّا وأمرا واجبا من اللّه ، فما ذهبت الأيّام حتّى بعث معاوية إلى امرأته ، - قال : - فقال الحسن علیه السلام هل عندك من شربة لبن؟ فقالت : نعم ، وفيه ذلك السمّ الذي بعث به معاوية ، فلمّا شربه وجد مسّ السمّ في جسده ، فقال : يا عدوّة اللّه قتلتني قاتلك اللّه ، أما واللّه لا تصيبين منّي خلفا ولا تنالين من الفاسق عدوّ اللّه اللعين خيرا أبدا » (1).

ومنها : ما روي أنّه مرّت بالحسن بن عليّ علیه السلام بقرة ، فقال : « هذه حبلى بعجلة أنثى لها غرّة في جبينها ورأس ذنبها أبيض » ، فانطلقنا مع القصّاب حتّى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها ، فقلنا : أوليس اللّه عزّ وجلّ يقول : ( وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ) (2) فكيف علمت؟ فقال : « ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم الذي لم يطّلع عليه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل غير محمّد وذرّيّته » (3).

ومنها : ما روي عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « جاء الناس إلى الحسن بن عليّ علیهماالسلام فقالوا : أرنا من عجائب أبيك التي كان يرينا ، فقال : وتؤمنون بذلك؟ قالوا : نعم ، نؤمن واللّه بذلك ، قال : أليس تعرفون أبي؟ قالوا جميعا : بل نعرفه ، فرفع لهم جانب الستر فإذا أمير المؤمنين علیه السلام قاعد ، فقال : تعرفونه؟ قالوا بأجمعهم : هذا أمير المؤمنين علیه السلام ونشهد أنّك ابن رسول اللّه حقّا والإمام من بعده ، ولقد أريتنا أمير المؤمنين علیه السلام بعد موته كما أرى أبوك أبا بكر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله في مسجد قبا بعد موته ، فقال الحسن علیه السلام : ويحكم أما سمعتم قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ ) (4)؟ فإذا كان هذا نزل فيمن قتل في

ص: 45


1- « بحار الأنوار » 43 : 327 - 328.
2- لقمان (31) : 34.
3- « بحار الأنوار » 43 : 328 ، ح 7.
4- البقرة (2) : 154.

سبيل اللّه ما تقولون فينا؟ قالوا : آمنّا وصدّقنا يا ابن رسول اللّه » (1).

ومنها : ما روي عن داود بن الكثير الرقّي عن أبي عبد اللّه علیه السلام : لمّا صالح الحسن بن عليّ علیهماالسلام معاوية جلسا بالنخيلة ، فقال معاوية : يا أبا محمّد ، بلغني أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كان يخرص النخل ، فهل عندك من ذلك علم ، فإنّ شيعتكم يزعمون أنّه لا يعزب عنكم علم شيء لا في الأرض ولا في السماء؟ فقال الحسن علیه السلام : « إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كان يخرص كيلا وأنا أخرص عددا » ، فقال معاوية : كم في هذه النخلة؟ فقال الحسن علیه السلام : « أربعة آلاف بسرة وأربع بسرات » ، فأمر معاوية بها فصرمت وعدّت ، فجاءت أربعة آلاف وثلاث بسرات ، فقال : « واللّه ما كذبت ولا كذبت » ، فنظر فإذا في يد عبد اللّه بن عامر كويز بسرة » الحديث (2).

فصل [2] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي كثيرة :

منها : ما روي أنّه دخل على الحسين علیه السلام رجل شابّ يبكي ، فقال له الحسين علیه السلام : « ما يبكيك؟ » قال : إنّ والدتي توفّيت في هذه الساعة ولم توص ولها مال ، وكانت قد أمرتني أن لا أحدث في أمرها شيئا حتّى أعلمك خبرها ، فقال الحسين علیه السلام : « قوموا حتّى نصير إلى هذه الحرّة » ، فقمنا معه حتّى انتهينا إلى باب البيت الذي توفّيت فيه المرأة مسجّاة ، فأشرف على البيت ودعا اللّه ليحييها حتّى توصي بما تحبّ من وصيّتها ، فأحياها اللّه وإذا المرأة جلست وهي تتشهّد ، ثمّ نظرت إلى الحسين علیه السلام فقالت : ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك ، فدخل وجلس على مخدّة ، ثم قال لها : « وصي رحمك اللّه » ، فقالت : يا ابن رسول اللّه ، لي من المال كذا وكذا في

ص: 46


1- « بحار الأنوار » 43 : 328 - 329 ، ح 8.
2- المصدر السابق : 329 - 330 ، ح 9.

مكان كذا وكذا ، فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك ، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك وأوليائك ، وإن كان مخالفا فخذه إليك فلا حقّ للمخالفين في أموال المؤمنين ، ثمّ سألته أن يصلّي عليها وأن يتولّى أمرها ، ثمّ صارت المرأة ميتة كما كانت » (1).

ومنها ما روي عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « أقبل أعرابيّ إلى المدينة ليختبر الحسين علیه السلام لما ذكر من دلائله ، فلمّا صار بقرب المدينة ، [ خضخض ودخل المدينة ] فدخل على الحسين علیه السلام ، فقال له أبو عبد اللّه الحسين علیه السلام : « أما تستحيي يا أعرابيّ ، أن تدخل على إمامك وأنت جنب؟ » : فقال : أنتم معاشر العرب إذا دخلتم خضخضتم ، فقال الأعرابيّ قد بلغت حاجتي ممّا جئت فيه ، فخرج من عنده فاغتسل ورجع إليه فسأله عمّا كان في قلبه » (2).

ومنها : ما روي عن الصادق عن آبائه علیهم السلام قال : « إذا أراد الحسين علیه السلام أن ينفذ غلمانه في بعض أموره ، قال لهم : لا تخرجوا يوم كذا اخرجوا يوم كذا ، فإنّكم إن خالفتموني قطع عليكم طريقكم فخالفوه مرّة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم ، واتّصل الخبر إلى الحسين علیه السلام فقال : لقد حذّرتهم فلم يقبلوا منّي ، ثمّ قام من ساعته ودخل على الوالي ، فقال الوالي : بلغني قتل غلمانك فآجرك اللّه فيهم.

فقال الحسين علیه السلام : فإنّي أدلّك على من قتلهم فاشدد يدك بهم ، وقال الوالي : أو تعرفهم يا بن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : نعم ، كما أعرفك وهذا منهم ، فأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي ، فقال الرجل : ومن أين قصدتني بهذا؟ ومن أين تعرف أنّي منهم؟ فقال له الحسين علیه السلام : إن أنا صدّقتك تصدّقني؟ قال : نعم ، واللّه لأصدّقنّك ؛ فقال : خرجت ومعك فلان وفلان ، وذكرهم كلّهم فمنهم أربعة من موالي المدينة

ص: 47


1- « بحار الأنوار » 44 : 180 - 181 ، ح 3 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 245 - 246 ، ح 1.
2- المصدر السابق : 181 ، ح 4 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 246 ، ح 2.

والباقون من حيطان المدينة ، فقال الوالي : وربّ القبر والمنبر لتصدّقني أو لأهرقنّ لحمك بالسياط ، فقال الرجل : واللّه ما كذب الحسين علیه السلام وأصدّق وكأنّه كان معنا ، فجمعهم الوالي جميعا فأقرّوا جميعا فضرب أعناقهم » (1).

ومنها : ما روى زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يحدّث عن آبائه علیهم السلام : « إنّ مريضا شديد الحمّى عاده الحسين علیه السلام فلمّا دخل من باب الدار طارت الحمّى عن الرجل ، فقال : رضيت بما أوتيتم به حقّا حقّا والحمّى تهرب عنكم ، فقال له الحسين علیه السلام : واللّه ما خلق اللّه شيئا إلاّ وقد أمره بالطاعة لنا ، قال : فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول : لبّيك ، قال : أليس أمير المؤمنين علیه السلام أمرك أن لا تقربي إلاّ عدوّا أو مذنبا لكي تكوني كفّارة لذنوبه ، فما بال هذا؟ فكان المريض عبد اللّه بن شدّاد بن الهادي الليثي » (2).

ومنها : ما روي عن أيّوب بن أعين ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها ، فقال بيده حتّى وضعها على ذراعها ، فأثبت اللّه يد الرجل في ذراعها حتّى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء ، فجعلوا يقولون : اقطع يده فهو الذي جنى الجناية ، فقال : هاهنا أحد من ولد محمّد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ فقالوا : نعم ، الحسين بن عليّ علیه السلام قدم الليلة ، فأرسل إليه فدعاه ، فقال : انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو ، ثمّ جاء إليهما حتّى خلص يده من يدها ، فقال الأمير : ألا نعاقبه بما صنع؟ قال : لا » (3).

ومنها : ما روي عن صفوان بن مهران قال سمعت الصادق علیه السلام يقول : « رجلان اختصما في زمن الحسين علیه السلام في امرأة وولدها ، فقال : هذا لي ، وقال : هذا لي ، فمرّ بهما الحسين علیه السلام فقال لهما : فيما تمرجان؟ قال أحدهما : إنّ الامرأة لي ، وقال الآخر :

ص: 48


1- المصدر السابق ، ح 5 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 181 - 182 و 246 - 247 ، ح 3.
2- المصدر السابق : 183 ، ح 8 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 58.
3- المصدر السابق ، ح 10 ، نقلا عن « تهذيب الأحكام » 5 : 470 ، ح 1647.

إنّ الولد لي ، فقال علیه السلام للمدّعي الأوّل : اقعد ، فقعد وكان الغلام رضيعا ، فقال الحسين علیه السلام : يا هذه! اصدقي من قبل أن يهتك اللّه سترك ، فقالت : هذا زوجي والولد له ، ولا أعرف هذا ، فقال علیه السلام يا غلام ، ما تقول هذه؟ انطق بإذن اللّه تعالى ، فقال له : ما أنا لهذا ولا لهذا ، وما أبي إلاّ راعي لآل فلان ، فأمر علیه السلام برجمها » ، قال جعفر علیه السلام : « فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها » (1).

ومنها : ما روي عن أصبغ بن نباتة قال : سألت الحسين علیه السلام ، فقلت : يا سيّدي ، أسألك عن شيء أنا به موقن وإنّه من سرّ اللّه وأنت المسرور إليه ذلك السرّ ، فقال : « يا أصبغ ، أتريد أن ترى مخاطبة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لأبي دون يوم مسجد قبا؟ » قال : هذا الذي أردت ، قال : « قم » ، فإذا أنا وهو بالكوفة ، فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتدّ إليّ بصري ، فتبسّم في وجهي ، ثمّ قال : « يا أصبغ ، إنّ سليمان بن داود علیه السلام أعطي الريح غدوّها شهر ورواحها شهر وأنا قد أعطيت أكثر ممّا أعطي سليمان ».

فقلت : صدقت واللّه يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فقال : « نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه ، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا ؛ لأنّا أهل سرّ اللّه » ، فتبسّم في وجهي ، ثمّ قال : « نحن آل اللّه وورثة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، فقلت : الحمد لله على ذلك ، ثمّ قال لي : « ادخل » ، فدخلت فإذا أنا برسول اللّه صلی اللّه علیه و آله محتب بردائه ، فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين قابض على تلابيب الأعسر ، فرأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يعضّ على الأنامل وهو يقول : « بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة اللّه ولعنتي » (2).

ومنها : ما روي عن عطاء بن السائب ، عن أخيه قال : شهدت يوم قتل الحسين صلوات اللّه عليه فأقبل رجل من بني تميم يقال له : عبد اللّه بن جويرة ، فقال : يا حسين ، فقال صلوات اللّه عليه : « ما تشاء؟ » فقال : أبشر بالنار ، فقال علیه السلام : « كلاّ ، إنّي

ص: 49


1- « بحار الأنوار » 44 : 184 ، ح 11 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 59.
2- المصدر السابق : 184 - 185 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 59 - 60.

أقدم على ربّ غفور ، وشفيع مطاع ، وأنا من خير إلى خير ، من أنت؟ » قال : أنا ابن جويرة ، فرفع يده الحسين صلوات اللّه عليه إلى السماء حتّى رأينا بياض إبطيه ، وقال : « اللّهمّ جرّه إلى النار » ، فغضب ابن جويرة ، فحمل عليه فاضطرب فرسه في جدول وتعلّق رجله في الركاب ، ووقع رأسه في الأرض ونفر الفرس فأخذ يعدو به ، ويضرب رأسه بكلّ حجر وشجر ، وانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر متعلّقا في الركاب ، فصار - لعنه اللّه - إلى نار الجحيم (1).

ومنها : ما روي أنّه لمّا جاءوا برأس الحسين علیه السلام ونزلوا منزلا يقال له : قنسرين ، اطّلع راهب من صومعته إلى الرأس ، فرأى نورا ساطعا يخرج من فيه ويصعد إلى السماء ، فأتاهم بعشرة آلاف درهم ، وأخذ الرأس ، وأدخله صومعته ، فسمع صوتا ولم ير شخصا ، قال : طوبى لك ، وطوبى لمن عرف حرمتك ، فرفع الراهب رأسه ، وقال : يا ربّ ، بحقّ عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلّم معي ، فتكلّم الرأس ، وقال : « يا راهب ، أيّ شيء تريد؟ » فقال : من أنت؟ قال : « أنا ابن محمّد المصطفى ، وأنا ابن عليّ المرتضى ، وأنا ابن فاطمة الزهراء ، وأنا المقتول بكربلاء ، أنا المظلوم ، أنا العطشان » ، وسكت ، فوضع الراهب وجهه على وجهه ، فقال : لا أرفع وجهي عن وجهك حتّى تقول : أنا شفيعك يوم القيامة ، فتكلّم الرأس وقال : « ارجع إلى دين جدّي محمّد صلی اللّه علیه و آله » ، فقال الراهب : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه ، فقبل له الشفاعة ، فلمّا أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم فلمّا بلغوا الوادي نظروا الدراهم وقد صارت حجارة (2).

ومنها : ما روي عن أبي ثوبان الأسدي - وكان من أصحاب أبي جعفر علیه السلام - ، عن الصلت بن المنذر ، عن المقداد بن الأسود الكندي أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله خرج في طلب

ص: 50


1- المصدر السابق : 187 ، ح 16 ، نقلا عن « عيون المعجزات » : 62.
2- المصدر السابق 45 : 303 - 304 ، ح 3 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 67.

الحسن والحسين علیهماالسلام ، وقد خرجا من البيت وأنا معه فرأيت أفعى على الأرض ، فلمّا أحسّت بوطي النبيّ صلی اللّه علیه و آله قامت ونظرت وكان أعلى من النخلة وأضخم من البكر يخرج من فيها النار فهالني ذلك ، فلمّا رأت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله صارت كأنّها خيط ، فالتفت إليّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فقال : « ألا تدري ما تقول هذه يا أخا كندة؟ » قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : « قالت : الحمد لله الذي لم يميتني حتّى جعلني حارسا لابني رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، وجرت في الرمل رمل الشعاب ، فنظرت إلى شجرة لا أعرفها بذلك الموضع ، لأنّي ما رأيت فيه شجرة قطّ قبل يومي ذلك ، ولقد أتيت بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها ، وكانت الشجرة أظلّتهما ... الحديث (1).

ومنها : ما روي عن سلمان الفارسي رضی اللّه عنه قال : أهدي إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله قطف من العنب في غير أوانه ، فقال : « يا سلمان ، ائتني بولديّ : الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا العنب » ، قال سلمان الفارسي : فذهبت إلى منزل أمّهما فلم أرهما ، فأتيت منزل أختهما أمّ كلثوم فلم أرهما ، فجئت فخبّرت النبيّ صلی اللّه علیه و آله بذلك ، فاضطرب ووثب قائما وهو يقول : « وا ولداه ، وا قرّة عيناه ، من يرشدني عليهما فله على اللّه الجنّة » ، فنزل جبرئيل من السماء وقال : يا محمّد ، ما علّة هذا الانزعاج؟ فقال : « على ولديّ الحسن والحسين علیهماالسلام فإنّي خائف عليهما من كيد اليهود ».

فقال جبرئيل : يا محمّد صلی اللّه علیه و آله ، بل خفت عليهما من كيد المنافقين ، فإنّ كيدهم أشدّ من كيد اليهود ، واعلم يا محمّد ، إنّ ابنيك الحسن والحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح ، فسار النبيّ صلی اللّه علیه و آله من وقته وساعته إلى الحديقة وأنا معه حتّى دخلنا الحديقة فإذا هما نائمان ، وقد اعتنق أحدهما الآخر وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجههما.

فلمّا رأى الثعبان النبيّ صلی اللّه علیه و آله ألقى ما كان في فيه ، وقال : السّلام عليك يا رسول اللّه ،

ص: 51


1- « بحار الأنوار » 43 : 271 - 273 ، ح 39 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح 2 : 841 - 845 ، ح 60.

لست أنا ثعبانا ولكنّي ملك من ملائكة اللّه الكروبيّين غفلت عن ذكر ربّي طرفة عين فغضب عليّ ربّي ومسخني ثعبانا كما ترى وطردني من السماء إلى الأرض ، ولي منذ سنين كثيرة أقصد كريما على اللّه فأسأله أن يشفع لي عند ربّي عسى أن يرحمني ويعيدني ملكا كما كنت أوّلا إنّه على كلّ شيء قدير.

قال : فجعل النبيّ يقبّلهما حتّى استيقظا فجلسا على ركبتي النبيّ صلی اللّه علیه و آله ، فقال لهما النبيّ : « انظروا يا ولديّ ، هذا ملك من ملائكة اللّه الكروبيّين قد غفل عن ذكر ربّه طرفة عين فجعله اللّه هكذا ، وأنا مستشفع بكما إلى اللّه تعالى فاشفعا له » ، فوثب الحسن والحسين علیهماالسلام فأسبغا الوضوء وصلّيا ركعتين ، وقالا : « اللّهمّ بحقّ جدّنا الجليل الحبيب محمّد المصطفى ، وبأبينا عليّ المرتضى ، وبأمّنا فاطمة الزهراء إلاّ ما رددته إلى حالته الأولى » ، فما استتمّ دعاؤهما وإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة وبشّر ذلك الملك برضى اللّه عنه وبردّه إلى سيرته الأولى ، ثمّ ارتفعوا به إلى السماء وهم يسبّحون اللّه تعالى ، ثمّ رجع جبرئيل علیه السلام إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله وهو متبسّم وقال : يا رسول اللّه ، إنّ ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات ويقول لهم : من مثلي وأنا في شفاعة السيّدين السبطين : الحسن والحسين علیهماالسلام (1).

ومنها : ما روي أنّ أعرابيّا أتى الرسول صلی اللّه علیه و آله فقال له : يا رسول اللّه ، لقد صدت خشفة غزالة وأتيت بها إليك هديّة لولديك : الحسن والحسين ، فقبلها النبيّ صلی اللّه علیه و آله ودعا له بالخير ، فإذا الحسن علیه السلام واقف عند جدّه صلی اللّه علیه و آله فرغب إليها فأعطاه إيّاها ، فما مضى ساعة إلاّ والحسين علیه السلام قد أقبل فرأى الخشفة عند أخيه يلعب بها ، فقال : « يا أخي ، من أين لك هذه الخشفة؟ » فقال الحسن علیه السلام : « أعطانيها جدّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، فسار الحسين علیه السلام مسرعا إلى جدّه فقال : « يا جدّاه ، أعطيت أخي خشفة يلعب بها ولم تعطني مثلها » ، وجعل يكرّر القول على جدّه وهو ساكت لكنّه

ص: 52


1- المصدر السابق : 313 - 314 ، ذيل ح 73.

يسلّي خاطره ويلاطفه بشيء من الكلام حتّى أفضى من أمر الحسين إلى أن همّ أن يبكي.

فبينما هو كذلك إذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد ، فنظرنا فإذا ظبية ومعها خشفها ومن خلفها ذئبة تسوقها إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وتضربها بأحد أطرافها حتّى أتت بها إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله ثمّ نطقت الغزالة بلسان فصيح ، وقالت : يا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، قد كانت لي خشفتان : إحداهما صادها الصيّاد وأتى بها إليك ، وبقيت لي هذه الاخرى وأنا بها مسرورة ، وإنّي كنت الآن أرضعها فسمعت قائلا يقول : اسرعي اسرعي يا غزالة ، بخشفك إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله وأوصليه سريعا ؛ لأنّ الحسين علیه السلام واقف بين يدي جدّه وقد همّ أن يبكي والملائكة بأجمعهم قد رفعوا رءوسهم من صوامع العبادة ، ولو بكى الحسين علیه السلام لبكت الملائكة المقرّبون لبكائه.

وسمعت أيضا قائلا يقول : أسرعي يا غزالة ، قبل جريان الدموع على خدّ الحسين علیه السلام ، فإن لم تفعلي سلّطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك ، فأتيت بخشفي إليك يا رسول اللّه ، وقطعت مسافة بعيدة ، لكن طويت لي الأرض حتّى أتيتك سريعة ، وأنا أحمد اللّه ربّي على أن جئتك قبل جريان دموع الحسين علیه السلام على خدّه ، فارتفع التكبير والتهليل من الأصحاب ، ودعا النبيّ صلی اللّه علیه و آله للغزالة بالخير والبركة ، وأخذ الحسين علیه السلام الخشفة وأتى بها إلى أمّه الزهراء علیهاالسلام فسرّت به سرورا عظيما » (1).

فصل [3] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي محمّد زين العابدين عليّ بن الحسين علیهماالسلام

على وفق ما انتخبت من « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن أبي خالد الكابلي قال : دعاني محمّد بن الحنفيّة بعد قتل

ص: 53


1- « بحار الأنوار » 43 : 312 - 313 ، ح 73.

الحسين ورجوع عليّ بن الحسين علیهماالسلام إلى المدينة وكنّا بمكّة ، فقال : صر إلى عليّ بن الحسين علیه السلام وقل له : أنا أكبر أولاد أمير المؤمنين علیه السلام بعد أخويّ الحسن والحسين وأنا أحقّ بهذا الأمر منك فينبغي أن تسلّمه إليّ ، وإن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه ، فصرت إليه وأدّيت رسالته ، فقال : « ارجع إليه وقل له : يا عمّ اتّق اللّه ولا تدّع ما لم يجعل اللّه لك ، فإن أبيت فبيني وبينك الحجر الأسود ، فمن شهد له الحجر الأسود فهو الإمام ».

فرجعت إليه بهذا الجواب ، فقال له : قد أجبتك قال أبو خالد : فدخلا جميعا وأنا معهما حتّى وافيا الحجر الأسود ، فقال عليّ بن الحسين علیهماالسلام : « تقدّم يا عمّ ، فإنّك أسنّ فاسأله الشهادة لك » ، فتقدّم محمّد فصلّى ركعتين ودعا بدعوات ، ثمّ سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له ، فلم يجبه بشيء.

ثمّ قام عليّ بن الحسين علیهماالسلام فصلّى ركعتين ، ثمّ قال : « يا أيّها الحجر ، الذي جعله اللّه شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده ، إن كنت تعلم أنّي صاحب الأمر وأنّي الإمام المفترض الطاعة على جميع عباده فاشهد لي ، ليعلم عمّي أن لا حقّ له في الإمامة » ، فأنطق اللّه الحجر بلسان عربيّ مبين ، فقال : يا محمّد بن عليّ ، سلّم الأمر إلى عليّ بن الحسين علیهماالسلام ؛ فإنّه الإمام المفترض الطاعة عليك وعلى جميع عباد اللّه دونك ودون الخلق أجمعين ، فقبّل محمّد بن الحنفيّة رجله وقال : الأمر لك.

وقيل : إنّ ابن الحنفيّة إنّما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك.

وفي رواية أخرى : أنّ اللّه أنطق الحجر : يا محمّد بن عليّ ، إنّ عليّ بن الحسين علیهماالسلام حجّة اللّه عليك وعلى جميع من في الأرض ومن في السماء مفترض الطاعة فاسمع له وأطع ، فقال محمّد : سمعا وطاعة يا حجّة اللّه في أرضه وسمائه (1).

ومنها : ما روي عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن الباقر علیه السلام قال : « كان

ص: 54


1- المصدر السابق 46 : 29 - 30 ، ح 20 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح 1 : 257 - 258 ، ح 3.

عليّ بن الحسين علیهماالسلام جالسا مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء حتّى وقفت قدّامه فهمهمت وضربت بيدها الأرض ، فقال بعضهم : يا ابن رسول اللّه ، ما شأن هذه الظبية قد أتتك مستأنسة؟

قال : « تذكر أنّ ابنا ليزيد طلب عن أبيه خشفا ، فأمر بعض الصيّادين أن يصيد له خشفا ، فصاد بالأمس خشف هذه الظبية ولم تكن قد أرضعته ، فإنّها تسأل أن يحمله إليها لترضعه وتردّه عليه » ، فأرسل عليّ بن الحسين علیهماالسلام إلى الصيّاد فأحضره وقال : « إنّ هذه الظبية تزعم أنّك أخذت خشفا لها وأنّك لم تسقه لبنا منذ أخذته ، وقد سألتني أن أسألك أن تتصدّق به عليها » ، فقال : يا ابن رسول اللّه ، لست أستجرئ على هذا.

قال : « إنّي أسألك أن تأتي به إليها لترضعه وتردّه عليك ففعل الصيّاد » ، فلمّا رأته همهمت ودموعها تجري ، فقال عليّ بن الحسين علیه السلام للصيّاد : « بحقّي عليك إلاّ وهبته لها » ، فوهبه لها فانطلقت مع الخشف ، وقال : أشهد أنّك من أهل بيت الرحمة وأنّ بني أميّة من أهل بيت اللعنة (1).

ومنها : ما روي أنّ الحجّاج بن يوسف لمّا خرّب الكعبة بسبب مقاتلة عبد اللّه بن الزبير ، ثمّ عمروها ، فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلّما نصبه عالم من علمائهم أو قاض من قضاتهم أو زاهد من زهّادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقرّ الحجر في مكانه ، فجاءه عليّ بن الحسين علیه السلام وأخذه من أيديهم وسمّى اللّه ثمّ نصبه فاستقرّ في مكانه وكبّر الناس (2).

ومنها : ما روي أنّ إبليس تصوّر لعليّ بن الحسين علیه السلام - وهو قائم يصلّي - في صورة أفعى له عشرة رءوس محدّدة الأنياب منقلبة الأعين بحمرة ، فطلع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده ، ثمّ تطاول في محرابه فلم يفزعه ذلك ولم يكسر

ص: 55


1- « بحار الأنوار » 46 : 30 ، ح 21 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 259 - 260 ، ح 4.
2- المصدر السابق : 32 ، ح 25 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 268 ، ح 11.

طرفه إليه ، فانقضّ على رءوس أصابعه يكدمها بأنيابه وينفخ عليها من نار جوفه وهو لا يكسر طرفه إليه ولا يحوّل قدميه عن مقامه ولا يختلجه شكّ ولا وهم في صلاته ولا قراءته ، فلم يلبث إبليس حتّى انقضّ إليه شهاب محرق من السماء ، فلمّا أحسّ به صرخ وقام إلى جانب عليّ بن الحسين علیه السلام في صورته الأولى ، ثمّ قال : يا عليّ ، أنت سيّد العابدين كما سمّيت وأنا إبليس ، واللّه لقد رأيت عبادة النبيّين من عهد أبيك آدم علیه السلام إليك ، فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك ، ثمّ تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه حتّى قضى صلاته على تمامها (1).

ومنها : ما روي أنّه علیه السلام كان قائما يصلّي حتّى وقف ابنه محمّد علیهماالسلام وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها ، فنظرت إليه أمّه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول : يا ابن رسول اللّه ، غرق ولدك محمّد علیه السلام وهو لا ينثني عن صلاته وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر ، فلمّا طال عليها ذلك ، قالت حزنا على ولدها : ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلاّ عن كمالها وإتمامها ، ثمّ أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومدّ يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلاّ برشاء (2) طويل ، فأخرج ابنه محمّدا علیه السلام على يديه يناغي ويضحك لم يبتلّ له ثوب ولا جسد بالماء ، فقال : « هاك يا ضعيفة اليقين باللّه » ، [ فضحكت لسلامة ولدها ، وبكت لقوله علیه السلام : يا ضعيفة اليقين باللّه ] (3) ، فقال : « لا تثريب عليك اليوم لو علمت أنّي كنت بين يدي جبّار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنّي ، فمن يرى راحما بعده » (4).

ومنها : ما روي عن محمّد بن جرير الطبري قال : لمّا حضر عليّ بن الحسين علیه السلام

ص: 56


1- المصدر السابق 46 : 58 ، ح 11 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 146 - 147.
2- الرشاء : الحبل الذي يتوصّل به إلى الماء. « مجمع البحرين » 1 : 184 « ر ش ا ».
3- الزيادة أثبتناها من المصدر.
4- المصدر السابق : 34 - 35 ، ح 29 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 147 - 148.

فقال : « يا محمّد ، أيّ ليلة هذه؟ » قال : ليلة كذا وكذا ، قال : « وكم مضى من الشهر؟ » قال : كذا وكذا ، قال : « إنّها الليلة التي وعدتها » ، ودعا بوضوء ، فقال : « إنّ فيه فأرة » ، فقال بعض القوم : إنّه ليهجر ، فقال : « هاتوا المصباح » ، فجيء به فإذا فيه فأرة ، فأمر بذلك الماء فأهريق وأتوه بماء آخر فتوضّأ وصلّى حتّى إذا كان آخر الليل توفّي علیه السلام (1).

ومنها : ما روي عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ أبي خرج إلى ماله ومعنا ناس من مواليه وغيرهم ، فوضعت المائدة ليتغذّى وجاء ظبي وكان منه قريبا ، فقال له : « يا ظبي ، أنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام وأمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله هلمّ إلى هذا الغذاء ، فجاء الظبي حتّى أكل معهم ما شاء اللّه أن يأكل ، ثمّ تنحّى الظبي ، فقال له بعض غلمانه : ردّه علينا. فقال لهم : لا تخفروا ذمّتي ، فقالوا : لا ، فقال له : يا ظبي ، أنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، وأمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله هلمّ إلى هذا الغذاء وأنت آمن في ذمّتي ، فجاء الظبي حتّى قام على المائدة فأكل معهم ، فوضع رجل من جلسائه يده على ظهره فنفر الظبي ، فقال عليّ بن الحسين علیه السلام أخفرت ذمّتي لا كلّمتك كلمة أبدا » (2).

ومنها : ما روي عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال : « خرج أبو محمّد عليّ بن الحسين علیه السلام إلى مكّة - في جماعة من مواليه وناس من سواهم - فلمّا بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها ، فلمّا دنا عليّ بن الحسين علیهماالسلام من ذلك الموضع قال لمواليه : « كيف ضربتم في هذا الموضع وهذا موضع قوم من الجنّ هم لنا أولياء ولنا شيعة ، وذلك يضرّ بهم ويضيق عليهم؟ فقلنا : ما علمنا ذلك وعمدوا إلى قلع الفسطاط ، وإذا هاتف نسمع صوته ولا نرى شخصه وهو يقول : يا ابن رسول اللّه ، لا تحوّل فسطاطك من موضعه فإنّا نحتمل ذلك ، وهذا اللّطف قد أهديناه إليك ،

ص: 57


1- « بحار الأنوار » 46 : 43 ، ح 41 ، نقلا عن « فرج المهموم » : 228.
2- المصدر السابق 46 : 43 ، ح 42 ، نقلا عن « كشف الغمّة » 2 : 109.

ونحبّ أن تنال منه لنسرّ بذلك ، فإذا بجانب الفسطاط طبق عظيم وأطباق معه فيها عنب ورمّان وموز وفاكهة كثيرة ، فدعا أبو محمّد علیه السلام من كان معه فأكل وأكلوا من تلك الفاكهة » (1).

فصل [4] : في نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السلام

على وفق ما انتخبت من كتاب « البحار » وهي كثيرة :

منها : ما روي أنّه كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر علیه السلام وكان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر علیه السلام يقول له : يا محمّد ، ألا ترى أنّي إنّما أجيء مجلسك حياء منّي منك ، ولا أقول : إنّ أحدا في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت ، وأعلم أنّ طاعة اللّه وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ، ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فإنّما اختلافي إليك لحسن أدبك. وكان أبو جعفر علیه السلام يقول له خيرا ويقول : « لن تخفى على اللّه خافية » ، فلم يلبث الشامي إلاّ قليلا حتّى مرض واشتدّ وجعه ، فلمّا ثقل دعا وليّه وقال له : إذا أنت مددت عليّ الثوب فائت محمّد بن عليّ علیه السلام وسله أن يصلّي عليّ ، وأعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك.

قال : فلمّا أن كان في نصف الليل ظنّوا أنّه قد مات وسجّوه ، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى المسجد ، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّ علیهماالسلام وتورّك - وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه - قال : يا أبا جعفر ، إنّ فلانا الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلّي عليه ، فقال أبو جعفر : « كلاّ ، إنّ بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حرّ ولهبها شديد فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم » ، ثمّ قام من مجلسه فأخذ وضوء ، ثمّ

ص: 58


1- المصدر السابق 46 : 45 ، ح 45 ، نقلا عن « الأمان من أخطار الأسفار والأزمان » : 135.

عاد فصلّى ركعتين ، ثمّ مدّ يده تلقاء وجهه ما شاء اللّه ، ثمّ خرّ ساجدا حتّى طلعت الشمس ، ثمّ نهض فانتهى إلى منزل الشامي فدخل عليه فدعاه فأجابه ، ثمّ أجلسه وأسنده ودعا له بسويق فسقاه ، وقال لأهله : « املئوا جوفه وبرّدوا صدره بالطعام البارد ».

ثمّ انصرف ، فلم يلبث إلاّ قليلا حتّى عوفي الشامي فأتى أبا جعفر علیه السلام ، فقال : أخلني فأخلاه فقال : أشهد أنّك حجّة اللّه على خلقه ، وبابه الذي يؤتى منه ، فمن أتى من غيرك خاب وضلّ ضلالا بعيدا ، وقال له أبو جعفر علیه السلام : « وما بدا لك؟ » قال : أشهد أنّي عهدت بروحي وعاينت بعيني فلم يتفاجأني إلاّ ومناد ينادي أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم : ردّوا عليه روحه فقد سألنا ذلك محمّد بن عليّ علیهماالسلام ، فقال له أبو جعفر : « أما علمت أنّ اللّه يحبّ العبد ويبغض عمله ، ويبغض العبد ويحبّ عمله؟ » قال : فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر علیه السلام (1).

ومنها : ما روي عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « نزل أبو جعفر علیه السلام بواد فضرب خباءه ثمّ خرج أبو جعفر بشيء حتّى انتهى إلى النخلة ، فحمد اللّه عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ، ثمّ قال : يا أيّتها النخلة ، أطعمينا ممّا جعل اللّه فيك » ؛ قال : فتساقط رطب أحمر وأصفر فأكل علیه السلام ومعه أبو أميّة الأنصاري فأكل منه وقال : هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزّت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيّا » (2).

ومنها : ما روي عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه وأبي جعفر علیهماالسلام فقلت لهما : أنتما ورثة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : « نعم » ، قلت : فرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وارث الأنبياء علم كلّ ما علموا؟ فقال لي : « نعم » ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرءوا الأكمه والأبرص؟ فقال : « نعم ، بإذن اللّه » ، ثمّ قال : « ادن منّي

ص: 59


1- « بحار الأنوار » 46 : 233 - 234 ، ح 1 ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : 410 - 411 ، ح 923 / 71.
2- المصدر السابق : 236 ، ح 10 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 253 ، ح 2.

يا أبا محمّد » ، فمسح يده على عيني ووجهي فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكلّ شيء في الدار ، قال : « أتحبّ أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنّة خالصا؟ » قلت : أعود كما كنت ، قال : فمسح على عيني فعدت كما كنت (1).

ومنها : ما روي عن محمّد بن مسلم قال : كنت مع أبي جعفر علیه السلام بين مكّة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتّى انتهى إلى أبي جعفر علیه السلام فحبس البغلة ودنا الذئب حتّى وضع يده على قربوس السرج ومدّ عنقه إلى أذنه وأدنى أبو جعفر علیه السلام أذنه منه ساعة.

ثمّ قال : « امض فقد فعلت » ، فرجع مهرولا ، قال : قلت : جعلت فداك لقد رأيت عجبا!؟ قال : « وتدري ما قلت؟ » قال : قلت : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم ، قال : « إنّه قال لي : يا ابن رسول اللّه ، إنّ زوجتي في ذلك الجبل قد تعسّر عليها ولادتها فادع اللّه أن يخلّصها ولا يسلّط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم ، قلت : فقد فعلت » (2).

ومنها : ما روي عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام فشكوت إليه الحاجة ، قال : فقال : « يا جابر ، ما عندنا درهم » ، فلم ألبث أن دخل عليه الكميت فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي حتّى أنشدك قصيدة؟ قال : فقال : « أنشد » ، فأنشده قصيدة ، فقال : « يا غلام ، أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت » ، قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك ثانية؟ قال له : « أنشد » ، فأنشد ، فقال له : « يا غلام ، أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه » ، قال : فأخرج بدرة فدفعها إليه ، قال : فقال له : جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أنشدك ثالثة؟ قال له : « أنشد » ، فأنشد ، فقال له : « يا غلام ،

ص: 60


1- المصدر السابق : 237 ، ح 13 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 269 ، باب 3 ، ح 1.
2- المصدر السابق : 239 ، ح 20 ، نقلا عن « الاختصاص » : 300.

أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إليه » ، قال : فأخرج بدرة ودفعها إليه ، فقال الكميت : جعلت فداك ما أحبّكم لغرض الدنيا وما أردت بذلك إلاّ صلة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وما أوجب اللّه عليّ من الحقّ ، قال : فدعا له أبو جعفر علیه السلام ، ثمّ قال : « يا غلام ، ردّها مكانها ».

قال : فوجدت في نفسي وقلت : قال : « ليس عندي درهم » ، وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم ، قال : فقام الكميت وخرج ، قلت له : جعلت فداك قلت ليس عندي درهم وأمرت للكميت بثلاثين ألف درهم! فقال لي : « يا جابر ، قم وادخل البيت » ، قال : فقمت ودخلت البيت فلم أجد منه شيئا ، قال : فخرجت إليه فقال لي : « يا جابر ، ما سترنا عنكم أكثر ممّا أظهرنا لكم » ، فقام فأخذ بيدي وأدخلني البيت ، ثمّ قام وضرب برجله الأرض فإذا شبيه بعنق البعير قد خرجت من ذهب ، ثمّ قال لي : « يا جابر ، انظر إلى هذا ولا تخبر به أحدا إلاّ من تثق به من إخوانك ، إنّ اللّه أقدرنا على ما نريد ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها » (1).

ومنها : ما روي عن أبي عتيبة قال : كنت عند أبي جعفر علیه السلام ، فدخل رجل فقال : أنا من أهل الشام أتولاّكم وأبرأ من عدوّكم ، وأبي كان يتولّى بني أميّة وكان له مال كثير ولم يكن له ولد غيري ، وكان مسكنه بالرملة وكان له جنينة يتخلّى فيها بنفسه ، فلمّا مات طلبت المال فلم أظفر به ولا أشكّ أنّه دفنه وأخفاه منّي ، قال أبو جعفر علیه السلام : « أفتحبّ أن تراه وتسأله أين موضع ماله؟ » قال : أي واللّه إنّي لفقير محتاج ، فكتب أبو جعفر علیه السلام كتابا وختمه بخاتمه ، ثمّ قال : « انطلق بهذا الكتاب الليلة إلى البقيع حتّى تتوسّطه ، ثمّ تنادي : يا درجان يا درجان ، فإنّه يأتيك رجل معتمّ فادفع إليه كتابي وقل : أنا رسول محمّد بن عليّ بن الحسين علیه السلام فإنّه يأتيك بأبيك فاسأله عمّا بدا لك » ،

ص: 61


1- « بحار الأنوار » 46 : 239 - 240 ، ح 23 ، نقلا عن « الاختصاص » 271 - 272 ، و « بصائر الدرجات » : 375 - 376 ، باب 2 ، ح 5.

فأخذ الرجل الكتاب وانطلق.

قال أبو عتيبة : لمّا كان من الغد أتيت أبا جعفر علیه السلام لأنظر ما حال الرجل؟ فإذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له ، فأذن له فدخلنا جميعا ، فقال الرجل : اللّه يعلم عند من يضع العلم ، قد انطلقت البارحة وفعلت ما أمرت فأتاني الرجل ، فقال : لا تبرح من موضعك حتّى آتيك به فأتاني برجل أسود ، فقال : هذا أبوك؟ قلت : ما هو أبي ، قال : غيّره اللّهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم ، قلت : أنت أبي؟ قال : نعم. قلت : فما غيّرك عن صورتك وهيئتك؟ قال : يا بنيّ كنت أتولّى بني أميّة وأفضّلهم على أهل بيت النبيّ صلی اللّه علیه و آله بعد النبيّ صلی اللّه علیه و آله فعذّبني اللّه بذلك ، وكنت أنت تتولاّهم وكنت أبغضك على ذلك وحرّمتك مالي فزويته عنك وأنا اليوم على ذلك من النادمين ، فانطلق يا بنيّ ، إلى جنّتي فاحفر تحت الزيتونة وخذ المال مائة ألف درهم فادفع إلى محمّد بن عليّ علیهماالسلام خمسين ألفا والباقي لك ، ثمّ قال : وأنا منطلق حتّى آخذ المال فآتيك بمالك.

قال أبو عتيبة : فلمّا كان من قابل سألت أبا جعفر علیه السلام : ما فعل الرجل صاحب المال؟ قال : « قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت بها دينا عليّ وابتعت بها أرضا بناحية خيبر ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي » (1).

ومنها : ما روي عن جابر الجعفي قال : خرجت مع أبي جعفر علیه السلام إلى الحجّ وأنا زميله إذ أقبل ورشان (2) فوقع على عضادتي محمله فترنّم (3) ، فذهبت لآخذه فصاح بي : « مه يا جابر ، فإنّه استجار بنا أهل البيت » ، فقلت : وما الذي شكا إليك؟ فقال : « شكا إليّ أنّه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاثين سنة ، وأنّ حيّة تأتيه فتأكل فراخه ،

ص: 62


1- المصدر السابق : 245 - 246 ، ح 33 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 597 - 599 ، ح 9 وفيه « أبو عيينة ».
2- الورشان نوع من الطيور.
3- ترنم الحمام : إذا طرب بصوته وتغنّى.

فسألني أن أدعو اللّه عليها ليقتلها ، ففعلت وقد قتلها اللّه ».

ثمّ سرنا حتّى إذا كان وجه السحر قال لي : « انزل يا جابر » ، فنزلت فأخذ بخطام الجمل ، ونزل فتنحّى عن الطريق ثمّ عمد إلى روضة من الأرض ذات رمل ، فأقبل فكشف الرمل يمنة ويسرة وهو يقول : « اللّهمّ اسقنا وطهّرنا » ، إذ بدا حجر أبيض بين الرمل فاقتلعه فنبع له عين ماء أبيض صاف فتوضّأ وشربنا منه ، ثمّ ارتحلنا فأصبحنا دون قرية ونخل فعمد أبو جعفر علیه السلام إلى نخلة يابسة فيها ، فدنا منها وقال : « أيّتها النخلة ، أطعمينا ممّا خلق اللّه فيك » ، فلقد رأيت النخلة تنحني حتّى جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل وإذا أعرابيّ يقول : ما رأيت ساحرا كاليوم ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « يا أعرابيّ ، لا تكذبنّ علينا أهل البيت ؛ فإنّه ليس منّا ساحر ولا كاهن ولكن علّمنا أسماء من أسماء اللّه تعالى نسأله بها فنعطى وندعو فنجاب » (1).

ومنها : ما روي عن عبّاد بن كثير البصري قال : قلت للباقر علیه السلام : ما حقّ المؤمن على اللّه؟ فصرف وجهه ، فسألته عنه ثلاثا ، فقال : « من حقّ المؤمن على اللّه أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت » ، قال عبّاد : فنظرت واللّه إلى النخلة التي كانت هناك قد تحرّكت مقبلة فأشار إليها « قرّي فلم أعنك » (2).

ومنها : ما روي عن المفضّل بن عمر بينما أبو جعفر علیه السلام بين مكّة والمدينة إذا انتهى إلى جماعة على الطريق وإذا رجل من الحجّاج نفق (3) حماره وقد بدّد متاعه وهو يبكي ، فلمّا رأى أبا جعفر علیه السلام أقبل إليه ، فقال له : يا ابن رسول اللّه ، نفق حماري وبقيت منقطعا فادع اللّه تعالى أن يحيي لي حماري ، قال : فدعا أبو جعفر علیه السلام فأحيا اللّه له حماره (4).

ص: 63


1- « بحار الأنوار » 46 : 248 ، ح 38 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 604 - 605 ، ح 12.
2- المصدر السابق ، ح 39 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 272 ، ح 1.
3- « نفق الفرس والدابّة : مات ». « لسان العرب » 10 : 3. « ن ف ق ».
4- المصدر السابق : 260 ، ذيل ح 61 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 199.

ومنها : ما روي عن أبي بصير للباقر علیه السلام : ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج! فقال : « بل ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج ، أتحبّ أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا » ، فمسح يده على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا ، فقال : « انظر يا أبا بصير ، إلى الحجيج » ، قال : فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم كالكوكب اللامع في الظلمات ، فقال أبو بصير : صدقت يا مولاي ، ما أقلّ الحجيج وأكثر الضجيج ، ثمّ دعا بدعوات فعاد ضريرا ، فقال أبو بصير في ذلك ، فقال علیه السلام : « ما بخلنا عليك يا أبا بصير ، وإن كان اللّه تعالى ما ظلمك وإنّما خار لك ، وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل اللّه علينا ، ويجعلونا أربابا من دون اللّه ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته ، ولا نسأم من طاعته ، ونحن له مسلمون » (1).

ومنها : ما روي عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر علیه السلام عن قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (2) ، فدفع أبو جعفر علیه السلام بيده وقال : « ارفع رأسك » ، فرفعت فوجدت السقف متفرّقا ورمق ناظري في ثلمة حتّى رأيت نورا حار عنه بصري ، فقال : « هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات ، وانظر إلى الأرض ثمّ ارفع رأسك » ، فلمّا رفعته رأيت السقف كما كان ، ثم أخذ بيدي وأخرجني من الدار وألبسني ثوبا ، وقال : « غمّض عينيك ساعة » ، ثمّ قال : أنت في الظلمات التي رآها ذو القرنين ، ففتحت عيني فلم أر شيئا ، ثمّ تخطّى خطا ، وقال : « أنت على رأس عين الحياة للخضر » ، ثمّ خرجنا من ذلك العالم حتّى تجاوزنا خمسة ، فقال : « هذه ملكوت الأرض » ، ثمّ قال : « غمّض عينيك » ، وأخذ بيدي فإذا نحن في الدار التي كنّا فيها وخلع عنّي ما كان ألبسنيه ، فقلت : جعلت فداك كم ذهب من اليوم؟ فقال : « ثلاث ساعات » (3).

ص: 64


1- المصدر السابق : 261 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 200 ، ح 62.
2- الأنعام (6) : 75.
3- « بحار الأنوار » 46 : 268 ، ح 65 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 210.

ومنها : ما روي عن إسماعيل بن أبي حمزة قال : ركب أبو جعفر علیه السلام يوما إلى حائط له من حيطان المدينة ، فركبت معه إلى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد ، فقال له سليمان بن خالد : جعلت فداك يعلم الإمام ما في يومه؟ فقال : « يا سليمان ، والذي بعث محمّدا صلی اللّه علیه و آله بالنبوّة واصطفاه بالرسالة إنّه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته ».

ثمّ قال : « يا سليمان ، أما علمت أنّ روحا ينزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة إلى ما في مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار ، والساعة ترى ما يطمئنّ إليه قلبك » ، قال : فو اللّه ما سرنا إلاّ ميلا ونحو ذلك حتّى ، قال : « الساعة يستقبلك رجلان سرقا سرقة قد أضمرا عليها » ، فو اللّه ما سرنا إلاّ ميلا حتّى استقبلنا الرجلان ، فقال أبو جعفر علیه السلام لغلمانه : « عليكم بالسارقين » ، فأخذا حتّى أتي بهما ، فقال : « سرقتما » ، فحلفا باللّه أنّهما ما سرقا ، فقال : « واللّه لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لأبعثنّ إلى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما ، ولأبعثنّ إلى صاحبكما الذي سرقتماه حتّى يأخذكما ويرفعكما إلى والي المدينة فرأيكما » ، فأبيا أن يردّا الذي سرقاه.

فأمر أبو جعفر علیه السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما قال : « فانطلق أنت يا سليمان ، إلى ذلك الجبل » ، وأشار بيده إلى ناحية من الطريق ، « فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فإنّ في قلّة الجبل كهفا فادخل أنت فيه بنفسك تستخرج ما فيه وتدفعه إلى مولى هذا ، فإنّ فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي » ، فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم ممّا سمعت حتّى انتهيت إلى الجبل ، فصعدت إلى الكهف الذي وصفه لي فاستخرجت منه عيبتين حتّى أتيت بهما أبا جعفر علیه السلام ، فقال لي : « يا سليمان ، إن بقيت إلى الغد رأيت العجب بالمدينة ».

فرجعنا إلى المدينة ، فلمّا أصبحنا أخذ أبو جعفر علیه السلام بأيدينا فأدخلنا معه إلى والي المدينة وقد دخل المسروق منه برجال براء ، فقال : هؤلاء سرقوها وإذا الوالي

ص: 65

يتفرّسهم ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « إنّ هؤلاء براء وليس هم سرّاقه وسرّاقه عندي » ، ثمّ قال لرجل : ما ذهب لك؟ قال : عيبة فيها كذا وكذا فادّعى ما ليس له وما لم يذهب منه ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « لم تكذب؟ » فقال : أنت أعلم بما ذهب منّي ، فهمّ الوالي أن يبطش به حتّى كفّه أبو جعفر علیه السلام ، ثمّ قال للغلام : « ائتني بعيبة كذا وكذا » ، فأتى بها ، ثمّ قال للوالي : « إن ادّعى فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادّعى عندي ، وعندي عيبة أخرى لرجل آخر وهو يأتيك إلى أيّام وهو رجل من أهل بربر ، فإذا أتاك فارشده إليّ فإنّ عيبته عندي ، وأمّا هذان السارقان فلست ببارح من هاهنا حتّى تقطعهما » ، فأتي بالسارقين فكانا يريان أنّه لا يقطعهما بقول أبي جعفر علیه السلام ، فقال أحدهما : لم تقطعنا ولم نقرّ على أنفسنا بشيء؟ قال : ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل المدينة لأجزت شهادته.

فلمّا قطعهما قال أحدهما : واللّه يا أبا جعفر ، قطعتني بحقّ ، وما سرّني أنّ اللّه جلّ وعلا أجرى توبتي على يد غيرك وأنّ لي ما حازته المدينة ، وأنّي لأعلم أنّك لا تعلم الغيب ولكنّكم أهل بيت النبوّة وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة ، فرقّ له أبو جعفر علیه السلام ، وقال له : « أنت على خير » ، ثمّ التفت إلى الوالي وجماعة الناس فقال : « واللّه ، لقد سبقته يده إلى الجنّة بعشرين سنة » ، فقال سليمان بن خالد لأبي حمزة : يا أبا حمزة ، رأيت دلالة أعجب من هذا؟ فقال أبو حمزة : العجيبة في العيبة الأخرى ، فو اللّه ما لبثنا إلاّ قليلا حتّى جاء البربريّ إلى الوالي وأخبره بقصّتها ، فأرشده الوالي إلى أبي جعفر علیه السلام فأتاه ، فقال له أبو جعفر علیه السلام : « ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني؟ » فقال البربري : إن أنت أخبرتني بما فيها علمت أنّك إمام فرض اللّه طاعتك ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « ألف دينار لك وألف دينار لغيرك ومن الثياب كذا وكذا » ، قال : فما اسم الرجل الذي له الألف دينار؟ قال : « محمّد بن عبد الرحمن وهو على الباب ينتظرك ، تراني أخبرك إلاّ بالحقّ » ، فقال البربري : آمنت باللّه وحده لا شريك له وبمحمّد صلی اللّه علیه و آله ، وأشهد أنّكم أهل بيت الرحمة

ص: 66

الذين أذهب اللّه عنكم الرجس وطهّركم تطهيرا (1).

ومنها : ما روي عن جابر ، قال : لمّا أفضت الخلافة إلى بني أميّة ، سفكوا في أيّامهم الدم الحرام ، ولعنوا أمير المؤمنين علیه السلام على منابرهم ألف شهر ، واغتالوا شيعتهم في البلدان وقتلوهم واستأصلوا شأفتهم ، ومالأتهم على ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا ، وصارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين علیه السلام فمن لم يلعنه قتلوه ، فلمّا فشا ذلك في الشيعة وكثر وطال اشتكت الشيعة إلى زين العابدين علیه السلام وقالوا : يا ابن رسول اللّه ، أجلونا عن البلدان وأفنونا بالقتل الذريع ، وقد أعلنوا لعن أمير المؤمنين علیه السلام في البلدان وفي مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعلى منبره ولا ينكر عليهم منكر ولا يغيّر عليهم مغيّر ، فإن أنكر واحد منّا على لعنه قالوا : هذا ترابيّ ، ورفع ذلك إلى سلطانهم وكتب إليه : أنّ هذا ذكر أبا تراب بخير حتّى ضرب وحبس ، ثمّ قتل.

فلمّا سمع ذلك علیه السلام نظر إلى السماء وقال : « سبحانك ما أعظم شأنك إنّك أمهلت عبادك حتّى ظنّوا أنّك أهملتهم وهذا كلّه بعينك ؛ إذ لا يغلب قضاؤك ولا يردّ تدبير محتوم أمرك ، فهو كيف شئت وأنّى شئت لما أنت أعلم به منّا » ، ثمّ دعا بابنه محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام ، فقال : « يا محمّد ، » قال : « لبّيك » ، قال : « إذا كان غدا فاغد إلى مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل علیه السلام على رسول اللّه فحرّكه تحريكا ليّنا ولا تحرّكه تحريكا شديدا فيهلكوا جميعا ».

قال جابر رضی اللّه عنه : فبقيت متعجّبا من قوله علیه السلام ولا أدري ما أقول ، فلمّا كان من الغد جئته ، وكان قد طال عليّ ليلي حرصا لأنظر ما يكون من أمر الخيط ، فبينما أنا بالباب إذ خرج الباقر علیه السلام فسلّمت عليه فردّ السّلام ، وقال : « ما غدا بك يا جابر ، ولم تكن تأتينا في هذا الوقت؟ » فقلت له : لقول الإمام علیه السلام بالأمس : « خذ الخيط الذي أتى به جبرئيل علیه السلام وصر إلى مسجد جدّك صلی اللّه علیه و آله وحرّكه تحريكا ليّنا ولا تحرّكه

ص: 67


1- « بحار الأنوار » 46 : 272 - 274 ، ح 76 ، نقلا عن « رجال الكشّي » 356 - 360 ، ذيل الرقم 664.

شديدا فتهلك الناس جميعا » ، قال الباقر علیه السلام : « واللّه لو لا الوقت المعلوم والأجل المحتوم والقدر المقدور ، لخسفت بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين بل في لحظة ، ولكنّا عباد مكرمون لا نسبقه بالقول وبأمره نعمل يا جابر ».

قال : يا جابر ، فقلت : يا سيّدي ، ومولاي ولم تفعل بهم هذا؟ فقال لي أما حضرت بالأمس والشيعة تشكو إلى أبي ما يلقون من هؤلاء فقلت : يا سيّدي ومولاي نعم فقال : « إنّه أمرني أن أرعبهم لعلّهم ينتهون ، وكنت أحبّ أن تهلك طائفة منهم ويطهّر اللّه البلاد والعباد منهم ».

قال جابر رضوان اللّه عليه : فقلت : سيّدي ومولاي كيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا؟ فقال الباقر علیه السلام : « امض بنا إلى مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لأريك قدرة اللّه تعالى التي خصّنا بها وما منّ به علينا من دون الناس ».

فقال جابر رضوان اللّه عليه : فمضيت معه إلى المسجد فصلّى ركعتين ثمّ وضع خدّه على التراب وتكلّم بكلام ، ثمّ رفع رأسه وأخرج من كمّه خيطا رقيقا فاحت منه رائحة المسك ، فكان في المنظر أدقّ من سمّ الخياط ، ثمّ قال : « خذ يا جابر ، إليك طرف الخيط وامض رويدا وإيّاك أن تحرّكه » ، قال : فأخذت طرف الخيط ومشيت رويدا فقال علیه السلام : « قف يا جابر » ، ثمّ حرّك الخيط تحريكا خفيفا ما ظننت أنّه حرّكه من لينه ، ثمّ قال علیه السلام : « ناولني طرف الخيط » ، فناولته فقلت : ما فعلت به يا سيّدي؟ قال : « ويحك اخرج فانظر ما حال الناس؟ ».

قال جابر رضوان اللّه عليه : فخرجت من المسجد وإذا الناس في صياح واحد والصائحة من كلّ جانب ، فإذا بالمدينة قد زلزلت زلزلة شديدة وأخذتهم الرجفة والهدمة ، وقد خربت أكثر دور المدينة وهلك منها أكثر من ثلاثين ألفا رجالا ونساء دون الولدان ، وإذا الناس في صياح وبكاء وعويل وهم يقولون : إنّا لله وإنّا إليه راجعون خربت دار فلان وخرب أهلها ، ورأيت الناس فزعين إلى مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وهم يقولون : كانت هدمة عظيمة ، وبعضهم يقول : قد كانت زلزلة ،

ص: 68

وبعضهم يقول : كيف لا نخسف وقد تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر فينا الفسق والفجور وظلم آل الرسول صلی اللّه علیه و آله ، واللّه ليزلزل بنا أشدّ من هذا وأعظم أو نصلح من أنفسنا ما أفسدنا.

قال جابر رضوان اللّه عليه : فبقيت متحيّرا أنظر إلى الناس حيارى يبكون فأبكاني بكاؤهم وهم لا يدرون من أين أتوا ، فانصرفت إلى الباقر علیه السلام وقد حفّ به الناس في مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وهم يقولون : يا ابن رسول اللّه ، أما ترى إلى ما نزل بنا فادع اللّه لنا ، فقال لهم علیه السلام : « افزعوا إلى الصلاة والدعاء والصدقة ».

ثم أخذ علیه السلام بيدي وسار بي فقال لي : « ما حال الناس؟ » فقلت : لا تسأل يا ابن رسول اللّه ، خربت الدور والمساكن وهلك الناس ورأيتهم بحال رحمتهم ، فقال علیه السلام : « لا رحمهم اللّه ، أما إنّه قد أبقيت عليك بقيّة ولو لا ذلك لم ترحم أعداؤنا وأعداء أوليائنا » ، ثمّ قال : « سحقا سحقا وبعدا للقوم الظالمين ، واللّه لو لا مخافة مخالفة والدي لزدت في التحريك وأهلكتهم أجمعين ، وجعلت أعلاها أسفلها ، فكان لا يبقى فيها دار ولا جدار ، فما أنزلونا وأولياءنا من أعدائنا هذه المنزلة غيرهم ، ولكنّي أمرني مولاي أن أحرّك تحريكا ساكنا ».

ثمّ صعد علیه السلام المنارة ، وأنا أراه والناس لا يرونه فمدّ يده وأدارها حول المنارة فزلزلت المدينة زلزلة خفيفة وتهدّمت دور ، ثمّ تلا الباقر علیه السلام : ( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) (1) ، وتلا أيضا : ( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ) (2) ، وتلا : ( فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ) (3).

قال جابر : فخرجت العواتق من خدورهنّ في الزلزلة الثانية يبكين ويتضرّعن منكشفات لا يلتفت إليهنّ أحد ، فلمّا نظر الباقر علیه السلام إلى تحيّر العواتق رقّ لهنّ ، فوضع

ص: 69


1- سبأ (34) : 17.
2- هود (11) : 82.
3- النحل (16) : 26.

الخيط في كمّه وسكنت الزلزلة ، ثمّ نزل عن المنارة والناس لا يرونه ، وأخذ بيدي حتّى خرجنا من المسجد فمررنا بحدّاد اجتمع الناس بباب حانوته والحدّاد يقول : أما سمعتم الهمهمة في الهدم ، فقال بعضهم : بل كانت همهمة كثيرة ، وقال قوم آخرون بل واللّه كلام كثير ، إلاّ أنّا لم نقف على الكلام.

قال جابر رضی اللّه عنه : فنظر إليّ وتبسّم ثمّ قال : « يا جابر ، هذا لما طغوا وبغوا » ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، ما هذا الخيط الذي فيه العجب؟ فقال : « بقيّة ممّا ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ونزل به جبرئيل علیه السلام ، ويحك يا جابر ، إنّا من اللّه تعالى بمكان ومنزلة رفيعة ، فلولا نحن لم يخلق اللّه تعالى سماء ولا أرضا ولا جنّة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا جنّا ولا إنسا ، ويحك يا جابر ، لا يقاس بنا أحد ، يا جابر ، بنا واللّه أنقذكم اللّه وبنا نعشكم وبنا هداكم ونحن واللّه دللناكم على ربّكم ، فقفوا عند أمرنا ونهينا ولا تردّوا ما أوردنا عليكم ، فإنّا بنعم اللّه أجلّ وأعظم من أن يردّ علينا ، وجميع ما يردّ عليكم منّا ، فما فهمتموه فاحمدوا اللّه عليه وما جهلتموه فردّوه إلينا ، وقولوا : أئمّتنا أعلم بما قالوا ».

قال جابر رضوان اللّه عليه : ثمّ استقبله أمير المدينة المقيم بها من قبل بني أميّة قد نكب ونكب حواليه حرمته وهو ينادي : معاشر الناس ، احضروا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عليّ بن الحسين علیه السلام ، وتقرّبوا به إلى اللّه تعالى ، وتضرّعوا إليه ، وأظهروا التوبة والإنابة ، لعلّ اللّه يصرف عنكم العذاب ، قال جابر - رفع اللّه درجته - فلمّا بصر الأمير بالباقر علیه السلام سارع نحوه ، وقال : يا ابن رسول اللّه ، أما ترى ما نزل بأمّة محمّد صلی اللّه علیه و آله قد هلكوا وفنوا؟ ثمّ قال له : أين أبوك حتّى نسأله أن يخرج معنا إلى المسجد فنتقرّب به إلى اللّه تعالى ، فيرفع عن أمّة محمّد صلی اللّه علیه و آله البلاء؟ فقال الباقر علیه السلام : « يفعل إن شاء اللّه تعالى ، ولكن أصلحوا من أنفسكم وعليكم بالتوبة والنزوع عمّا أنتم عليه فإنّه لا يأمن مكر اللّه إلاّ القوم الخاسرون ».

ص: 70

قال جابر رضوان اللّه عليه : فأتينا زين العابدين علیه السلام بأجمعنا وهو يصلّي فانتظرنا حتّى انفتل وأقبل علينا ، ثم قال لابنه سرّا : « يا محمّد ، كدت أن تهلك الناس جميعا » ، قال جابر : قلت : واللّه يا سيّدي ، ما شعرت بتحريكه حين حرّكه ، فقال علیه السلام : « يا جابر ، لو شعرت بتحريكه ما بقي عليها نافخ نار ، فما خبر الناس؟ » فأخبرناه فقال : « ذلك ممّا استحلّوا منّا محارم اللّه وانتهكوا من حرمتنا » ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، إنّ سلطانهم بالباب قد سألنا أن نسألك أن تحضر المسجد حتّى تجتمع الناس إليك يدعون اللّه ويتضرّعون إليه ويسألونه الإقالة ، فتبسّم علیه السلام ثم تلا : ( أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ ) (1) ، قلت : يا سيّدي ومولاي ، العجب أنّهم لا يدرون من أين أتوا ، فقال علیه السلام : « أجل » ، ثمّ تلا : ( فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ) (2) « هي واللّه يا جابر ، آياتنا » الحديث (3).

وقد روي أنّه علیه السلام وضع يده على الأرض فقال لها : اسكني ، فسكنت (4).

ومنها : ما روي عن النعمان بن بشير قال : كنت مزاملا لجابر بن يزيد الجعفي ، فلمّا أن كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفر علیه السلام فودّعه وخرج من عنده وهو مسرور ، حتّى وردنا الأخيرجة - أوّل منزل تعدل من فيد إلى المدينة - يوم جمعة فصلّينا الزوال ، فلمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله فقبّله ووضعه على عينيه ، وإذا هو : من محمّد بن عليّ إلى جابر بن يزيد وعليه طين أسود رطب ، فقال له : متى عهدك لسيّدي؟ فقال : الساعة ، فقال له : قبل الصلاة أو بعدها؟ فقال : بعد الصلاة ، قال : ففكّ الخاتم وأقبل يقرأه ويقبض وجهه حتّى أتى على آخره ، ثمّ أمسك

ص: 71


1- غافر (40) : 50.
2- الأعراف (7) : 51.
3- « بحار الأنوار » 46 : 274 - 279 ، ح 80 ، نقلا عن « عيون المعجزات » 74 - 79.
4- المصدر السابق 41 : 254 ، ح 14. والحادثة وقعت في زمن أمير المؤمنين عليّ علیه السلام .

الكتاب ، فما رأيته ضاحكا ولا مسرورا حتّى وافى الكوفة ، فلمّا وافينا الكوفة ليلا بتّ ليلتي فلمّا أصبحت أتيته إعظاما له ، فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علّقها وقد ركب قصبة وهو يقول :

أجد منصور بن جمهور *** أميرا غير مأمور

وأبياتا من نحو هذا.

فنظر في وجهي فنظرت في وجهه ، فلم يقل لي شيئا ولم أقل له وأقبلت أبكي لما رأيته واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس ، جاء حتّى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون : جنّ جابر بن يزيد ، فو اللّه ما مضت الأيّام حتّى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه : أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه ، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا : أصلحك اللّه كان رجلا له علم وفضل وحديث وحجّ فجنّ ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم ، قال : فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال : الحمد لله الذي عافاني من قتله ، قال : ولم تمض الأيّام حتّى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر (1).

فصل [5] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام

على وفق ما انتخبت من « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن حنان بن سدير يقول : سمعت أبي - سدير الصيرفي - يقول : رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطّى بمنديل ، فدنوت منه وسلّمت عليه فردّ السّلام ، ثمّ كشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل

ص: 72


1- المصدر السابق 46 : 282 - 283 ، ح 85 ، نقلا عن « الكافي » 1 : 396 - 397 ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ... ، ح 7.

منه ، فدنوت منه ، فقلت : يا رسول اللّه ، ناولني رطبة ، فناولني واحدة فأكلتها ، ثمّ قلت : يا رسول اللّه ، ناولني أخرى ، فناولنيها فأكلتها ، وجعلت كلّما أكلت واحدة سألته أخرى حتّى أعطاني ثماني رطبات فأكلتها ، ثمّ طلبت منه أخرى فقال لي : « حسبك » ، قال : فانتبهت من منامي.

فلمّا كان من الغد دخلت على جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام وبين يديه طبق مغطّى بمنديل كأنّه الذي رأيته في المنام بين يدي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام ، ثمّ كشف عن الطبق فإذا فيه رطب ، فجعل يأكل منه ، فعجبت لذلك فقلت : جعلت فداك ناولني رطبة ، فناولني فأكلتها ، ثمّ طلبت أخرى فناولني فأكلتها ، وطلبت أخرى حتّى أكلت ثماني رطبات ، ثمّ طلبت منه أخرى فقال لي : « لو زادك جدّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله زدناك » ، فأخبرته الخبر ، فتبسّم تبسّم عارف بما كان (1).

ومنها : ما روي عن سدير الصيرفي قال : جاءت امرأة إلى أبي عبد اللّه علیه السلام فقالت له : جعلت فداك أبي وأمّي وأهل بيتي نتولاّكم ، فقال لها أبو عبد اللّه علیه السلام : « صدقت فما الذي تريدين؟ » قالت له المرأة : جعلت فداك يا ابن رسول اللّه ، أصابني وضح (2) في عضدي فادع اللّه أن يذهب به عنّي ، قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « اللّهمّ إنّك تبرئ الأكمه والأبرص وتحيي العظام وهي رميم ، ألبسها من عفوك وعافيتك ما ترى أثر إجابة دعائي » ، فقالت المرأة : واللّه لقد قمت وما بي منه قليل ولا كثير (3).

ومنها : ما روي عن ابن سنان قال : كنّا بالمدينة حين بعث داود بن عليّ إلى المعلّى بن خنيس فقتله ، فجلس أبو عبد اللّه علیه السلام فلم يأته شهرا ، قال : فبعث إليه : أن

ص: 73


1- « بحار الأنوار » 47 : 63 - 64 ، ح 2 ، نقلا عن « الأمالي » للمفيد : 335 - 336 ، المجلس 39 ، ح 6 ، و « الأمالي » للطوسي : 114 ، ح 174 / 28.
2- الوضح : بياض غالب في ألوان النساء قد انتشر في جميع الجسد.
3- المصدر السابق : 64 - 65 ، ح 4.

ائتني ، فأبى أن يأتيه ، فبعث إليه خمس نفر من الحرس ، فقال : ائتوني به فإن أبى فأتوني به أو برأسه.

فدخلوا عليه وهو يصلّي ونحن نصلّي معه الزوال ، فقالوا : أجب داود بن عليّ ، قال : « فإن لم أجب؟ » قال : أمرنا أن نأتيه برأسك ، فقال : « وما أظنّكم تقتلون ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، قالوا : ما ندري ما تقول ، وما نعرف إلاّ الطاعة ، قال : « انصرفوا فإنّه خير لكم في دنياكم وآخرتكم » ، قالوا : واللّه لا ننصرف حتّى نذهب بك معنا أو نذهب برأسك ، قال : فلمّا علم أنّ القوم لا يذهبون إلاّ بذهاب رأسه وخاف على نفسه قالوا : رأيناه قد رفع يديه فوضعهما على منكبيه ، ثمّ بسطهما ، ثمّ دعا بسبّابته فسمعناه يقول : « الساعة الساعة » ، فسمعنا صراخا عاليا ، فقالوا له : قم ، فقال لهم : « أما إنّ صاحبكم قد مات وهذا الصراخ عليه ، فابعثوا رجلا منكم فإن لم يكن هذا الصراخ عليه قمت معكم » ، قال : فبعثوا رجلا منهم فما لبث أن أقبل ، فقال : يا هؤلاء ، قد مات صاحبكم وهذا الصراخ عليه ، وانصرفوا ، فقلت له : جعلنا اللّه فداك ما كان حاله؟ قال : « قتل مولاي المعلّى بن خنيس فلم آته منذ شهر فبعث إليّ أن آتيه فلمّا أن كان الساعة لم آته فبعث إليّ ليضرب عنقي ، فدعوت اللّه باسمه الأعظم فبعث اللّه إليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله » ، قلت له : فرفع اليدين ما هو؟ قال : « الابتهال » ، قلت : فوضع يديك وجمعهما؟ قال : « التضرّع » (1).

ومنها : ما روي عن أبي كهمش قال : كنت نازلا بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني ، فانصرفت ليلا ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي ، فمددت يدي فقبضت على ثديها ، فلمّا كان من الغد دخلت على أبي عبد اللّه علیه السلام فقال : « يا أبا كهمش ، تب إلى اللّه ممّا صنعته البارحة » (2).

ص: 74


1- المصدر السابق : 66 ، ح 9 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 217 - 218 ، باب 2 ، ح 2.
2- المصدر السابق : 71 ، ح 28 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 242 ، باب 11 ، ح 1.

ومنها : ما روي عن إبراهيم بن مهزم ، قال : خرجت من عند أبي عبد اللّه علیه السلام ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمّي معي ، فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها ، فلمّا أن كان من الغد صلّيت الغداة وأتيت أبا عبد اللّه علیه السلام فلمّا دخلت عليه فقال لي مبتدئا : « يا أبا مهزم ، مالك والوالدة أغلظت في كلامها البارحة؟! أما علمت أنّ بطنها منزل قد سكنته ، وأنّ حجرها مهد قد غمزته ، وثديها وعاء قد شربته؟ » قلت : بلى ، قال : « فلا تغلظ لها » (1).

ومنها : ما روي عن يونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر وأبي سلمة بن السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا : كنّا عند أبي عبد اللّه علیه السلام فقال : « لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ، لو شئت أن أقول بإحدى رجليّ أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت » ، قال : فقال بإحدى رجليه فخطّها في الأرض خطّا فانفجرت الأرض ، ثمّ قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها ، فقال : « انظروا فيها حسّا حسنا حتّى لا تشكّوا » ، ثمّ قال : « انظروا في الأرض » ، فإذا سبائك في الأرض كثيرة بعضها على بعض يتلألأ ، فقال له بعضنا : جعلت فداك أعطيتم كلّ هذا وشيعتكم محتاجون؟ فقال : « إنّ اللّه سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ، ويدخلهم جنّات النعيم ويدخل عدوّنا الجحيم » (2).

ومنها : ما روي عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر علیه السلام عن قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (3) قال : كنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ، ثم قال لي : « ارفع رأسك » ، فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفجر حتّى خلص بصري إلى نور ساطع ، حار بصري دونه ، قال : ثمّ قال لي : « رأى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض هكذا » ، ثمّ قال لي : « أطرق » ، فأطرقت ،

ص: 75


1- « بحار الأنوار » 47 : 72 ، ح 32 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 243 ، باب 11 ، ح 3.
2- المصدر السابق : 87 ، ح 88 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 374 ، باب 2 ، ح 1 ؛ و « الاختصاص » : 269.
3- الأنعام (6) : 75.

ثمّ قال لي : « ارفع رأسك » ، فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله ، قال : ثمّ أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر ، فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها ، ثمّ قال : « غمّض بصرك » ، فغمّضت بصري ، وقال لي : « لا تفتح عينيك » ، فلبثت ساعة ، ثمّ قال لي : « أتدري أين أنت؟ » قلت : لا ، جعلت فداك ، فقال لي : « أنت في الظلمة التي سكنها ذو القرنين » ، فقلت له : جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عينيّ؟ فقال لي : « افتح فإنّك لا ترى شيئا » ، ففتحت عينيّ فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ، ثمّ سار قليلا ووقف ، فقال لي : « هل تدري أين أنت؟ » قلت : لا ، قال : « أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر علیه السلام » ، وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه وأهله ، ثمّ خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأوّل والثاني حتّى وردنا خمسة عوالم ، قال : ثم قال : « هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم وإنّما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالما كلّ عالم كهيئة ما رأيت ، كلّما مضى منّا إمام سكن أحد هذه العوالم حتّى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ».

قال : ثمّ قال لي : « غضّ بصرك » ، فغضضت بصري ، ثمّ أخذ بيدي فإذا نحن في البيت الذي خرجنا منه ، فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه ، وعدنا إلى مجلسنا ، فقلت : جعلت فداك كم مضى من النهار؟ قال علیه السلام : « ثلاث ساعات » (1).

ومنها : ما روي عن المعلّى بن خنيس قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام في بعض حوائجي ، قال : فقال لي : « ما لي أراك كئيبا حزينا؟ » قال : فقلت : ما بلغني عن العراق من هذا الوباء ، أذكر عيالي ، قال : « فاصرف وجهك » ، فصرفت وجهي ، قال : ثمّ قال : « ادخل دارك » ، قال : فدخلت ، فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا ولا كبيرا إلاّ

ص: 76


1- المصدر السابق : 90 - 91 ، ح 96 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 404 - 405 ، باب 13 ، ح 4 ؛ و « الاختصاص » : 322 - 323.

وهو في داري بما فيها ، قال : ثمّ خرجت فقال لي : « اصرف وجهك » ، فصرفته فنظرت فلم أر شيئا (1).

ومنها : ما روي عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : كان معه أبو عبد اللّه البلخي في سفر ، فقال له : « انظر هل ترى هاهنا جبّا؟ » فنظر البلخي يمنة ويسرة ثمّ انصرف ، فقال : ما رأيت شيئا ، قال : « بلى انظر » ، فعاد أيضا ، ثمّ رجع إليه فقال : ما أرى شيئا ، ثمّ قال علیه السلام بأعلى صوته : « ألا أيّها الجبّ الزاخر السامع المطيع لربّه اسقنا ممّا جعل اللّه فيك » ، قال : فنبع منه أعذب ماء وأطيبه وأرقّه وأحلاه ، فقال له البلخي : جعلت فداك سنّة فيكم كسنّة موسى علیه السلام (2).

ومنها : ما روي عن سعد الإسكاف قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام ذات يوم إذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف ، وكان فيما أهدي إليه جراب من قديد وحش ، فنشره أبو عبد اللّه علیه السلام قال : « خذها فأطعمها الكلاب » ، قال الرجل : لم؟ قال : « ليس بذكيّ » ، فقال الرجل : اشتريته من رجل مسلم ، ثمّ ذكر أنّه ذكيّ ، فردّه أبو عبد اللّه علیه السلام في الجراب وتكلّم عليه بكلام لم أدر ما هو؟ ثمّ قال للرجل : « قم فأدخله ذلك البيت » ، ففعل فسمع القديد يقول : يا أبا عبد اللّه علیه السلام ، ليس مثلي يأكله الإمام ولا أولاد الأنبياء لست بذكيّ ، فحمل الرجل الجراب وخرج ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « أما علمت يا أبا هارون ، أنّا نعلم ما لا يعلم الناس؟ » قال : فخرج وألقاه على كلب لقيه (3).

ومنها : ما روي عن داود بن كثير الرقّي قال : دخلت على أبي عبد اللّه علیه السلام فدخل عليه موسى ابنه وهو ينتفض ، فقال له أبو عبد اللّه علیه السلام : « كيف أصبحت؟ » قال : « في

ص: 77


1- « بحار الأنوار » 47 : 91 - 92 ، ح 98 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » 406 - 407 ، باب 13 ، ح 8 ، ونقلا عن « الاختصاص » : 323.
2- المصدر السابق : 92 - 93 ، ح 103 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 512 - 513 ، باب 18 ، ح 28.
3- المصدر السابق : 95 ، ح 107 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 242 ، وعن « الخرائج والجرائح » 2 : 606 ، ح 1.

كنف اللّه متقلّبا في نعم اللّه ، أشتهي عنقود عنب حرشي ورمّانة » ، قلت : سبحان اللّه هذا الشتاء؟! فقال : « يا داود ، إنّ اللّه قادر على كلّ شيء ، ادخل البستان ».

فدخلت فإذا شجرة عليها عنقود من عنب حرشي ورمّانة ، فقلت : آمنت بسرّكم وعلانيتكم ، فقطعتهما وأخرجتهما إلى موسى فقعد يأكل ، فقال : « يا داود ، واللّه لهذا فضل من رزق قديم خصّ اللّه به مريم بنت عمران من الأفق الأعلى » (1).

ومنها : ما روي عن محمّد بن مسلم قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام إذ دخل عليه المعلّى بن خنيس باكيا ، قال : « وما يبكيك؟ » قال : بالباب قوم يزعمون أن ليس لكم عليهم فضل وأنّكم وهم شيء واحد ، فسكت ، ثمّ دعا بطبق من تمر فحمل منه تمرة فشقّها نصفين وأكل التمر وغرس النوى في الأرض فنبتت فحملت بسرا ، وأخذ منها واحدة فشقّها وأخرج منه رقّا ودفعه إلى المعلّى ، وقال : « اقرأ » ، فإذا فيه : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليّ المرتضى والحسن والحسين وعليّ بن الحسين واحدا واحدا إلى الحسن بن عليّ علیه السلام وابنه (2).

منها : ما روي عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند الصادق علیه السلام مع جماعة فقلت : قول اللّه لإبراهيم : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ ) (3) أكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد؟ قال : « أتحبّون أن أريكم مثله؟ » قلنا : بلى ، قال : « يا طاوس » ، فإذا طاوس طار إلى حضرته ، ثمّ قال : « يا غراب » ، فإذا غراب بين يديه ، ثمّ قال : « يا بازيّ » ، فإذا بازيّ بين يديه ، ثمّ قال : « يا حمامة » ، وإذا حمامة بين يديه ، ثمّ أمر بذبحها كلّها وتقطيعها ونتف ريشها ، وأن يخلط ذلك كلّه بعضه ببعض ، ثمّ أخذ برأس الطاوس فرأينا لحمه وعظامه وريشه يتميّز من غيرها حتّى التصق ذلك كلّه برأسه ، وقام الطاوس بين يديه حيّا ، ثمّ صاح بالغراب كذلك وبالبازي

ص: 78


1- المصدر السابق : 100 ، ح 119 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 617 ، ح 16.
2- المصدر السابق : 102 ، ح 125 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 624 ، ح 25.
3- البقرة (2) : 260.

والحمامة كذلك فقامت كلّها أحياء بين يديه (1).

ومنها : ما روي عن الرضا علیه السلام أنّه قال : « قال لي أبي موسى علیه السلام : كنت جالسا عند أبي إذ دخل عليه بعض أوليائنا ، فقال : بالباب ركب كثير يريدون الدخول عليك ، فقال لي : انظر إلى الباب ، فنظرت إلى جمال كثيرة عليها صناديق ورجل ركب فرسا ، فقلت : من الرجل؟ قال : رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمّد علیهماالسلام ، فأعلمت والدي بذلك ، فقال : لا تأذن للنجس الخائن ، فأقام بالباب مدّة مديدة فلم يؤذن له حتّى شفع له يزيد بن سليمان فأذن له ، فدخل الهندي وجثا بين يديه ، فقال : أصلح اللّه الإمام أنا رجل من السند والهند من قبل ملكهما بعثني إليك بكتاب مختوم وكنت بالباب حولا لم تأذن لي فما ذنبي؟ أهكذا يفعل أولاد الأنبياء؟ قال : فطأطأ رأسه ، ثمّ قال : ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (2) ، قال موسى علیه السلام : فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكّه فإذا فيه :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، إلى جعفر بن محمّد الطاهر من كلّ نجس ، من ملك الهند ، أمّا بعد فقد هداني اللّه على يديك ، وأنّه أهدي إليّ جارية ولم أر أحسن منها ولم أجد أحدا يستأهلها غيرك ، فبعثتها إليك مع شيء من الحلي والجوهر والطيب ، ثمّ جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة ، واخترت من الألف مائة ، واخترت من المائة عشرة ، واخترت من العشر واحدا ، وهو ميزاب بن حباب ، لم أر أوثق منه فبعثت على يده هذه.

فقال جعفر علیه السلام : ارجع أيّها الخائن فما كنت بالذي أتقبّلها ؛ لأنّك خائن فيما ائتمنت عليه. فحلف أنّه ما خان ، فقال علیه السلام : إن شهد بعض ثيابك بما خنت تشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : أو تعفيني من ذلك ، قال : اكتب إلى

ص: 79


1- « بحار الأنوار » 47 : 111 ، ح 148 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 297 ، ح 4.
2- ص (38) : 88.

صاحبك بما فعلت ، قال الهندي : إن علمت شيئا فاكتب ، فكان عليه فروة فأمره بخلعها ، ثمّ قام الإمام فركع ركعتين ، ثمّ سجد ، قال موسى علیه السلام فسمعته في سجوده يقول :

اللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وآله ، وأن تأذن لفرو هذا الهندي أن يحكم بلسان عربيّ مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا ؛ ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت فيزدادوا إيمانا مع إيمانهم.

ثمّ رفع رأسه فقال : أيّها الفرو تكلّم بما تعلم من الهندي ، فانتفضت الفروة وصارت كالكبش ، وقالت : يا ابن رسول اللّه ، ائتمنه الملك على هذه الجارية وما معها وأوصاه بحفظها ، حتّى صرنا إلى بعض الصحاري أصابنا المطر وابتلّ جميع ما معنا ، ثمّ احتبس المطر وطلعت الشمس ، فنادى خادما مع الجارية يخدمها يقال له : بشر ، وقال : لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام ، ودفع إليه دراهم ودخل الخادم المدينة ، فأمر ميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبّتها إلى مضرب قد نصب في الشمس ، فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ كان في الأرض وحل ونظر هذا الخائن إليها فراودها عن نفسها فأجابته وفجر بها وخانك.

فخرّ الهندي فقال : ارحمني فقد أخطأت وأقرّ بذلك ، ثمّ صارت فروة كما كانت ، وأمره أن يلبسها ، فلمّا لبسها انضمّت في حلقه وخنقته حتّى اسودّ وجهه ، فقال الصادق علیه السلام : أيّها الفرو خلّ عنه حتّى يرجع إلى صاحبه فيكون هو أولى به منّا ، فانحلّ الفرو ، وقال الهندي : اللّه اللّه فيّ وأنّك إن رددت الهديّة خشيت أن ينكر ذلك عليّ فإنّه بعيد العقوبة ، فقال : أسلم أعطك الجارية ، فأبى ، فقبل الهديّة وردّ الجارية ، فلمّا رجع إلى الملك رجع الجواب إلى أبي بعد أشهر فيه مكتوب :

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، إلى جعفر بن محمّد الإمام علیه السلام من ملك الهند ، أمّا بعد : فقد أهديت إليك جارية فقبلت منّي ما لا قيمة له ورددت الجارية ، فأنكر ذلك قلبي ،

ص: 80

وعلمت أنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة ، فنظرت إلى الرسول بعين الخيانة ، فاخترعت كتابا وأعلمته أنّه أتاني منك الخيانة وحلفت أنّه لا ينجيه إلاّ الصدق ، فأقرّ بما فعل وأقرّت الجارية بمثل ذلك وأخبرت بما كان من الفرو ، فتعجّبت من ذلك وضربت عنقها وعنقه وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، واعلم أنّي في أثر الكتاب ، فما قام إلاّ مدّة يسيرة حتّى ترك ملك الهند وأسلم وحسن إسلامه » (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن مهران ، عن داود بن كثير الرقّي قال : كنّا في منزل أبي عبد اللّه علیه السلام ونحن نتذاكر فضائل الأنبياء علیهم السلام فقال علیه السلام مجيبا لنا : « واللّه ما خلق اللّه نبيّا إلاّ ومحمّد أفضل منه » ، ثمّ خلع خاتمه ووضعه على الأرض وتكلّم بشيء فانصدعت الأرض وانفرجت بقدرة اللّه عزّ وجلّ ، فإذا نحن ببحر عجّاج في وسطه سفينة خضراء من زبرجدة خضراء في وسطها قبّة من درّة بيضاء ، حولها دار خضراء مكتوب عليها : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عليّ أمير المؤمنين علیه السلام بشّر القائم فإنّه يقاتل الأعداء ويغيث المؤمنين وينصره اللّه عزّ وجلّ بالملائكة في عدد نجوم السماء.

ثمّ تكلّم صلوات اللّه عليه بكلام فثار ماء البحر وارتفع مع السفينة ، فقال : « ادخلوها » ، فدخلنا القبّة التي في السفينة فإذا فيها أربعة كراسيّ من ألوان الجواهر ، فجلس هو على أحدها وأجلسني على واحد ، وأجلس موسى وإسماعيل علیهماالسلام كلّ واحد منهما على كرسيّ ، ثمّ قال علیه السلام للسفينة : « سيري بقدرة اللّه تعالى » ، فسارت في بحر عجّاج بين جبال الدرّ واليواقيت ، ثمّ أدخل يده في البحر وأخرج دررا وياقوتا فقال : « يا داود ، إن كنت تريد الدنيا فخذ حاجتك » ، فقلت : يا مولاي ، لا حاجة لي في الدنيا ، فرمى به في البحر ، وغمس يده في البحر وأخرج مسكا وعنبرا فشمّه وشمّني وشمّم موسى وإسماعيل علیهماالسلام ، ثمّ رمى به في البحر وسارت السفينة حتّى انتهينا إلى جزيرة عظيمة ، فيما بين ذلك البحر وإذا فيها قباب من الدرّ الأبيض مفروشة

ص: 81


1- « بحار الأنوار » 47 : 113 - 115 ، ح 150 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 299 - 300 ، ح 6.

بالسندس والإستبرق ، عليها ستور الأرجوان محفوفة بالملائكة ، فلمّا نظروا إلينا أقبلوا مذعنين له بالطاعة مقرّين له بالولاية ، فقلت : مولاي لمن هذه القباب؟ فقال : « للأئمّة من ذرّيّة محمّد صلی اللّه علیه و آله كلّما قبض إمام فصار إلى هذا الموضع إلى الوقت المعلوم الذي ذكره اللّه تعالى ».

ثمّ قال علیه السلام : « قوموا بنا حتّى نسلّم على أمير المؤمنين علیه السلام » ، فقمنا وقام ووقفنا بباب إحدى القباب المزيّنة وهي أجلّها وأعظمها وسلّمنا على أمير المؤمنين علیه السلام وهو قاعد فيها ، ثمّ عدل إلى قبّة أخرى وعدلنا معه فسلّم وسلّمنا على الحسن بن عليّ علیهماالسلام ، وعدلنا إلى قبّة بإزائها وسلّمنا على الحسين بن عليّ علیهماالسلام ، ثمّ على عليّ بن الحسين علیهماالسلام ثمّ على محمّد بن عليّ علیهماالسلام كلّ واحد منهم في قبّة مزيّنة مزخرفة.

ثمّ عدل إلى بنيّة بالجزيرة وعدلنا معه وإذا فيها قبّة عظيمة من درّة بيضاء مزيّنة بفنون الفرش والستور ، وإذا فيها سرير من ذهب مرصّع بأنواع الجواهر ، فقلت : يا مولاي ، لمن هذه القبّة؟ فقال : « للقائم منّا أهل البيت صاحب الزمان صلوات اللّه عليه وآله »!.

ثمّ أومأ بيده وتكلّم بشيء وإذا نحن فوق الأرض بالمدينة في منزل أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام وأخرج خاتمه وختم الأرض بين يديه فلم أر فيها صدعا ولا فرجة (1).

فصل [6] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي إبراهيم موسى الكاظم صلوات اللّه وسلامه عليه

وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن محمّد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح

ص: 82


1- « بحار الأنوار » 47 : 159 - 160 ، ح 227 ، نقلا عن « عيون المعجزات » : 86 - 87.

الرجلين في الوضوء ، هو من الأصابع إلى الكعبين ، أم هو من الكعبين إلى الأصابع؟ فكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى علیه السلام : إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين ، فإن رأيت أن تكتب إليّ بخطّك ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء اللّه ، فكتب إليه أبو الحسن علیه السلام : « فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا ، وتستنشق ثلاثا ، وتغسل وجهك ، وتخلّل شعر لحيتك ، وتغسل يديك إلى المرفقين ثلاثا ، وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا ، ولا تخالف ذلك إلى غيره ».

فلمّا وصل الكتاب إلى عليّ بن يقطين تعجّب بما رسم فيه ممّا أجمع العصابة على خلافه ، ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره ، وكان يعمل في وضوئه على هذا الحدّ ويخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر أبي الحسن علیه السلام .

وسعي بعليّ بن يقطين إلى الرشيد ، وقيل : إنّه رافضيّ مخالف لك ، فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر عندي القول في عليّ بن يقطين والقرف له بخلافنا وميله إلى الرفض ، ولست أرى في خدمته لي تقصيرا وقد امتحنته مرارا فما ظهر منه عليّ ما يقرف به ، وأحبّ أن استبرئ أمره من حيث لا يشعر بذلك فيتحرّز منّي.

فقيل له : إنّ الرافضة يا أمير المؤمنين ، تخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه ولا ترى غسل الرجلين ، فامتحنه يا أمير المؤمنين ، من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه.

فقال : أجل ، إنّ هذا الوجه يظهر به أمره ، ثمّ تركه مدّة وناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى دخل وقت الصلاة ، وكان عليّ بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى عليّ بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء للوضوء فتمضمض ثلاثا ، واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، وخلّل شعر لحيته ، وغسل يديه إلى المرفقين

ص: 83

ثلاثا ، ومسح رأسه وأذنيه ، وغسل رجليه والرشيد ينظر إليه ، فلمّا رآه وقد فعل ذلك لم يملك نفسه حتّى أشرف عليه بحيث يراه ، ثمّ ناداه : كذب يا عليّ بن يقطين ، من زعم أنّك من الرافضة ، وصلحت حاله عنده وورد عليه كتاب أبي الحسن علیه السلام « ابتداء من الآن يا عليّ بن يقطين ، فتوضّأ كما أمر اللّه ، واغسل وجهك مرّة فريضة وأخرى إسباغا ، واغسل يديك من المرفقين كذلك ، وامسح مقدّم رأسك وظاهر قدميك بفضل نداوة وضوئك ، فقد زال ما كان يخاف عليك والسّلام » (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن يقطين قال : كنت واقفا عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم وكان فيها درّاعة (2) ديباج سوداء منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها ، فرآني أنظر إليها فوهبها لي وبعثتها إلى أبي إبراهيم علیه السلام ، ومضت عليها برهة تسعة أشهر وانصرفت يوما من عند هارون بعد أن تغدّيت بين يديه ، فلمّا دخلت داري قام إليّ خادمي - الذي يأخذ ثيابي - بمنديل على يده وكتاب لطيف ختمه رطب ، فقال : أتاني بهذا رجل الساعة ، فقال : أوصله إلى مولاك ساعة يدخل ، ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولاي أبي إبراهيم علیه السلام وفيه : « يا عليّ ، هذا وقت حاجتك إلى الدرّاعة وقد بعثت بها إليك » ، فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها.

ودخل عليّ خادم هارون بغير إذن فقال : أجب أمير المؤمنين ، قلت : أيّ شيء حدث؟ قال : لا أدري ، فركبت ودخلت عليه وعنده عمر بن بزيع واقفا بين يديه فقال : ما فعلت الدرّاعة التي وهبتك؟

قلت : خلع أمير المؤمنين عليّ كثيرة من دراريع وغيرها فعن أيّها يسألني؟

قال : درّاعة الديباج السوداء الروميّة المذهّبة.

ص: 84


1- « بحار الأنوار » 48 : 38 - 39 ، ح 14 ، نقلا عن « الإرشاد » للمفيد 2 : 227 - 229 ، و « مناقب آل أبي طالب » 4 : 313 ، و « إعلام الورى » للطبرسي 2 : 21 - 22.
2- ثوب من صوف يتدرّع به. والدرّاعة واحدة الدراريز. « مجمع البحرين » 4 : 324 « درع ».

فقلت : ما عسى أن أصنع بها ألبسها في أوقات وأصلّي فيها ركعات ، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها.

فنظر إلى عمر بن بزيع فقال : قل له يحضرها ، فأرسلت خادمي جاء بها ، فلمّا رآها فقال : يا عمر ، ما ينبغي أن تنقل على عليّ بعد هذا شيئا ، قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدرّاعة إلى داري.

قال عليّ بن يقطين : وكان الساعي ابن عمّ لي ، فسوّد اللّه وجهه وكذّبه والحمد لله (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن يقطين قال : استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام ويقطعه ويخجله في المجلس ، فانتدب له رجل معزم فلمّا أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز ، فكان كلّما رام خادم أبي الحسن علیه السلام تناول رغيفا من الخبز طار من بين يديه ، واستفزّ هارون الفرح والضحك لذلك.

فلم يلبث أبو الحسن علیه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور ، فقال له : « يا أسد اللّه ، خذ عدوّ اللّه » ، قال : فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم ، فخرّ هارون وندماؤه على وجوههم مغشيّا عليهم وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه ، فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن علیه السلام : أسألك بحقّي عليك لمّا سألت الصورة أن تردّ الرجل ، فقال : « إن كانت عصا موسى ردّت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيّهم فإنّ هذه الصورة تردّ ما ابتلعته من هذا الرجل » ، فكان ذلك من أعمل الأشياء في إفاقة نفسه (2).

ومنها : ما روي عن عليّ بن المغيرة قال : مرّ العبد الصالح علیه السلام بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون وقد ماتت بقرة لها ، فدنا منها ثمّ قال لها : « ما يبكيك

ص: 85


1- « بحار الأنوار » 48 : 59 - 60 ، ح 72 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 656 - 657 ، ح 9.
2- « بحار الأنوار » 48 : 41 - 42 ، ح 17 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 148 ، ح 19.

يا أمة اللّه؟ »

قالت : يا عبد اللّه ، إنّ لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة ، منها معيشتي ومعيشة صبياني ، فقد ماتت وبقيت منقطعة بي وبولدي ولا حيلة لنا.

فقال لها : « يا أمة اللّه ، هل لك أن أن أحييها لك؟ » قال : فألهمت أن قالت : نعم يا عبد اللّه ، قال : « فتنحّى ناحية » ، فصلّى ركعتين ، ثمّ رفع يديه يمنة وحرّك شفتيه ثم قام فمرّ بالبقرة فنخسها (1) نخسا وضربها برجله ، فاستوت على الأرض قائمة ، فلمّا نظرت المرأة إلى البقرة قد قامت صاحت : عيسى بن مريم وربّ الكعبة ، قال : فخالط الناس وصار بينهم صلّى اللّه عليه وعلى آبائه الطاهرين (2).

ومنها : ما روي عن المفضّل بن عمر قال : لمّا قضى الصادق علیه السلام كانت وصيّته في الإمامة إلى موسى الكاظم علیه السلام فادّعى أخوه عبد اللّه الإمامة ، وكان أكبر ولد جعفر علیه السلام في وقته ذلك ، وهو المعروف بالأفطح ، فأمر موسى بجمع حطب كثير في وسط داره ، فأرسل إلى أخيه عبد اللّه يسأله أن يصير إليه ، فلمّا صار عنده ومع موسى جماعة من وجوه الإماميّة فلمّا جلس إليه أخوه عبد اللّه ، أمر موسى أن يجعل النار في ذلك الحطب كلّه فاحترق كلّه ، ولا يعلم الناس السبب فيه حتّى صار الحطب كلّه جمرا ، ثمّ قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدّث الناس ساعة ، ثمّ قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس.

فقال لأخيه عبد اللّه : « إن كنت تزعم أنّك الإمام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس » ، فقالوا : فرأينا عبد اللّه تغيّر لونه فقام يجرّ رداءه حتّى خرج من دار موسى علیه السلام (3).

وفي رواية هشام بن الحكم قال علیه السلام له : « يا أخي ، إن كنت صاحب هذا الأمر فهلمّ

ص: 86


1- نخسها أي دفعها.
2- « بحار الأنوار » 48 : 55 - 56 ، ح 62 ، نقلا عن « الكافي » 1 : 485 ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر ، ح 6.
3- المصدر السابق 47 : 251 ، ح 22 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 308 - 310 ، ح 2.

يدك فأدخلها النار » ، وكان حفر حفيرة وألقى فيها حطبا وضربها بنفط ونار ، فلم يفعل عبد اللّه ، وأدخل أبو الحسن علیه السلام يده في تلك الحفيرة ولم يخرجها من النار إلاّ بعد احتراق الحطب وهو يمسحها (1).

ومنها : ما روي عن اسحاق بن منصور ، عن أبيه ، قال : سمعت موسى بن جعفر علیه السلام يقول ناعيا إلى رجل من الشيعة نفسه ، فقلت في نفسي : وإنّه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ، فالتفت إليّ فقال : « اصنع ما أنت صانع فإنّ عمرك قد فني وقد بقي منه دون سنتين وكذلك أخوك ، ولا يمكث بعدك إلاّ شهرا واحدا حتّى يموت ، وكذلك عامّة أهل بيتك ويتشتّت كلّهم ويتفرّق جمعهم ويشمت بهم أعداؤهم وهم يصيرون رحمة لإخوانهم ، أكان هذا في صدرك؟ ».

فقلت : أستغفر اللّه ممّا في صدري ، فلم يستكمل منصور سنتين حتّى مات ومات بعده بشهر أخوه ، ومات عامّة أهل بيته وأفلس بقيّتهم وتفرّقوا حتّى احتاج من بقي منهم إلى الصدقة (2).

ومنها : ما روي عن عليّ بن أبي حمزة قال : أخذ بيدي موسى بن جعفر علیه السلام يوما فخرجنا من المدينة إلى الصحراء ، فإذا نحن برجل مغربي على الطريق يبكي وبين يديه حمار ميّت ورحله مطروح ، فقال له موسى علیه السلام : « ما شأنك؟ ».

قال : كنت مع رفقائي نريد الحجّ فمات حماري هاهنا وبقيت ومضى أصحابي ، وقد بقيت متحيّرا ليس لي شيء أحمل عليه ، فقال موسى علیه السلام : « لعلّه لم يمت » ، قال : أما ترحمني حتّى تلهو بي!.

قال : « إنّ عندي رقية جيّدة » ، قال الرجل : ليس ما يكفيني ما أنا فيه حتّى تستهزئ بي.

ص: 87


1- « بحار الأنوار » 48 : 65 - 66 ، ح 85 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 325 ، ح 17.
2- المصدر السابق : 68 ، ح 90 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 310.

فدنا موسى علیه السلام من الحمار ونطق بشيء لم أسمعه ، وأخذ قضيبا كان مطروحا فضربه فصاح عليه فوثب الحمار صحيحا سليما ، فقال : « يا مغربي ، ترى هاهنا شيئا من الاستهزاء ، فألحق بأصحابك » ، ومضينا وتركناه.

قال عليّ بن أبي حمزة : فكنت واقفا يوما على بئر زمزم بمكّة فإذا المغربي هناك ، فلمّا رآني عدا إليّ وقبّل يدي فرحا مسرورا ، فقلت له : ما حال حمارك؟

فقال : هو واللّه سليم صحيح ، وما أدري من أين ذلك الرجل الذي منّ اللّه به عليّ فأحيا لي حماري بعد موته.

فقلت له : قد بلغت حاجتك فلا تسأل عمّا لا تبلغ معرفته (1).

ومنها : ما روي عن شقيق البلخي إنّه قال : خرجت حاجّا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت القادسية ، فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم فنظرت إلى فتى حسن الوجه ، شديد السمرة ، ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف ، مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان وقد جلس منفردا ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفيّة يريد أن يكون كلاّ على الناس في طريقهم ، واللّه لأمضينّ إليه ولاوبّخنّه ، فدنوت منه فلمّا رآني مقبلا : قال : « يا شقيق ، ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ، (2) » ثمّ تركني ومضى ، فقلت في نفسي : إنّ هذا الأمر عظيم ، قد تكلّم بما في نفسي ونطق باسمي ، وما هذا إلاّ عبد صالح ، لألحقنّه ولأسألنّه أن يحلّلني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه ، وغاب عن عيني.

فلمّا نزلنا واقصة (3) وإذا به يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري ، فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه ، فصبرت حتّى جلس وأقبلت نحوه فلمّا رآني مقبلا

ص: 88


1- المصدر السابق : 71 ، ح 95 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 314.
2- الحجرات (49) : 12.
3- واقصة : منزل بطريق مكّة.

قال : « يا شقيق ، اتل ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) ، (1) » ثمّ تركني ومضى حتّى غاب ، فقلت : إنّ هذا الفتى لمن الأبدال ، لقد تكلّم على سرّي مرّتين.

فلمّا نزلنا زبالة (2) إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة (3) يريد أن يستقي ماء ، فسقطت الركوة من يده في البئر وأنا أنظر إليه ، فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :

أنت ربّي إذا ظمئت إلى الماء *** وقوتي إذا أردت الطعاما

اللّهمّ يا سيّدي ما لي غيرها فلا تعدمنيها

قال شقيق : فو اللّه رأيت البئر قد ارتفع ماؤها فمدّ يده وأخذ الركوة وملأها ماء فتوضّأ وصلّى أربع ركعات ، ثمّ مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحرّكه ويشرب. فأقبلت إليه وسلّمت عليه فردّ عليّ السّلام ، فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللّه عليك ، فقال : « يا شقيق ، لم تزل نعمة اللّه علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك » ، ثمّ ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر ، فو اللّه ما شربت قطّ ألذّ منه ولا أطيب ريحا ، فشبعت ورويت وأقمت أيّاما لا أشتهي طعاما ولا شرابا.

ثمّ لم أره حتّى دخلنا مكّة فرأيته ليلة إلى جنب قبّة الشراب في نصف الليل قائما يصلّي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتّى ذهب الليل ، فلمّا رأى الفجر جلس في مصلاّه يسبّح ، ثمّ قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت أسبوعا وخرج ، فتبعته وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه ، فقلت لبعض من رأيته يقرب منه : من هذا الفتى؟

فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن

ص: 89


1- طه (20) : 82.
2- زبالة : منزلة من منازل طريق مكّة.
3- الركوة : تكون من أدم يسقى فيها ويحلب ويتوضّأ ، والجمع : الركوات والرّكاء. كتاب « العين » 1 : 3. ( ر ك و).

عليّ بن أبي طالب علیهم السلام .

فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيّد ، ولقد نظم بعض المتقدّمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة (1).

ومنها : ما روي عن داود الرقّي قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : حدّثني عن أعداء أمير المؤمنين علیه السلام وأهل بيت النبوّة صلی اللّه علیه و آله .

فقال : « الحديث أحبّ إليك أم المعاينة؟ » قلت : المعاينة ، فقال لأبي إبراهيم موسى علیه السلام : « ائتني بالقضيب » ، فمضى وأحضره إيّاه ، فقال له : « يا موسى ، اضرب به الأرض ضربة » ، فضربها فانشقّ الأرض عن بحر أسود ، ثمّ ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء ، فضرب الصخرة فانفتح منها باب ، فإذا بالقوم جميعا لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودّة وأعينهم زرق ، كلّ واحد منهم مصفّد مشدود في جانب من الصخرة وهم ينادون : يا محمّد ، والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم : كذبتم ليس محمّد لكم ولا أنتم له.

فقلت له : جعلت فداك من هؤلاء؟ فقال : « الجبت والطاغوت والرجس واللعين ابن اللعين » ، ولم يزل يعدّدهم كلّهم من أوّلهم إلى آخرهم حتّى أتى على أصحاب السقيفة وأصحاب الفتنة وبني الأزرق والأوزاع وبني أميّة جدّد اللّه عليهم العذاب بكرة وأصيلا » ، ثمّ قال علیه السلام للصخرة : « انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم » (2).

ومنها : ما روي عن الفضل بن ربيع ورجل آخر قالا : حجّ هارون الرشيد وابتدأ بالطواف ومنعت العامّة من ذلك ؛ لينفرد وحده ، فبينما هو في ذلك إذ ابتدر أعرابي البيت وجعل يطوف معه ، فقال الحاجب : تنحّ يا هذا عن وجه الخليفة ، فانتهرهم الأعرابيّ وقال : « إنّ اللّه ساوى بين الناس في هذا الموضع ، فقال : ( سَواءً الْعاكِفُ

ص: 90


1- « بحار الأنوار » 48 : 80 - 82 ، ح 102 ، نقلا عن « كشف الغمّة » 2 : 214 ، في مناقب الإمام الكاظم علیه السلام .
2- « بحار الأنوار » 48 : 84 ، ح 104 ، نقلا عن « عيون المعجزات » : 89 - 90.

فِيهِ وَالْبادِ ) ، (1) » فأمر الحاجب بالكفّ عنه ، فكلّما طاف الرشيد طاف الأعرابيّ أمامه ، فنهض إلى الحجر الأسود ليقبّله فسبقه الأعرابيّ إليه والتثمه ، ثمّ صار الرشيد إلى المقام ليصلّي فيه فصلّى الأعرابيّ أمامه ، فلمّا فرغ هارون من صلاته استدعى الأعرابي فقال الحجّاب : أجب أمير المؤمنين.

فقال : « ما لي إليه حاجة فأقوم إليه ، بل إن كانت الحاجة له فهو بالقيام إليّ أولى » ، قال : صدق ، فمشى إليه وسلّم عليه فردّ علیه السلام ، فقال هارون : أجلس يا أعرابيّ؟ فقال : « ما الموضع لي ولك فتستأذنني فيه بالجلوس ، إنّما هو بيت اللّه نصبه لعباده ، فإن أحببت أن تجلس فاجلس ، وإن أحببت أن تنصرف فانصرف » ، فجلس هارون وقال : ويحك يا أعرابي مثلك من يزاحم الملوك؟! قال : « نعم وفيّ مستمع ».

قال : فإنّي سائلك فإن عجزت آذيتك. قال : « سؤالك هذا سؤال متعلّم أو سؤال متعنّت؟ » قال : بل سؤال متعلّم قال : « اجلس مكان السائل من المسئول وسل وأنت مسئول ».

فقال هارون : أخبرني ما فرضك؟ قال : « إنّ الفرض واحد ، وخمسة ، وسبعة عشر ، وأربعة وثلاثون ، وأربعة وتسعون ، ومائة وثلاثة وخمسون ، على سبعة عشر ، ومن اثني عشر واحد ، ومن أربعين واحد ، ومن مائتين خمس ، ومن الدهر كلّه واحد ، وواحد بواحد ».

قال : فضحك الرشيد ، فقال : ويحك أسألك عن فرضك وأنت تعدّ عليّ الحساب؟ قال : « أما علمت أنّ الدين كلّه حساب ، ولو لم يكن الدين حسابا لما اتّخذ اللّه للخلائق حسابا ، ثمّ قرأ ( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) (2) ».

قال : فبيّن لي ما قلت ، وإلاّ أمرت بقتلك بين الصفا والمروة ، فقال الحاجب : تهبه

ص: 91


1- الحجّ (22) : 25.
2- الأنبياء (21) : 47.

لله ولهذا المقام قال : فضحك الأعرابي من قوله ، فقال الرشيد : ممّا ضحكت يا أعرابي؟ قال : « تعجّبا منكما ؛ إذ لا أدري من الأجهل منكما : الذي يستوهب أجلا قد حضر ، أو الذي استعجل أجلا لم يحضر؟ ».

فقال الرشيد : فسّر ما قلت؟

فقال : « أمّا قولي : الفرض واحد ، فدين الإسلام كلّه واحد ، وعليه خمس صلوات وهي سبع عشرة ركعة وأربع وثلاثون سجدة وأربع وتسعون تكبيرة ومائة وثلاث وخمسون تسبيحة.

وأمّا قولي : من اثني عشر واحد ، فصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا.

وأمّا قولي : من الأربعين واحد ، فمن ملك أربعين دينارا أوجب اللّه عليه دينارا.

وأمّا قولي : من مائتين خمسة ، فمن ملك مائتي درهم أوجب اللّه عليه خمسة دراهم.

وأمّا قولي : فمن الدهر كلّه واحد فحجّة الإسلام.

وأمّا قولي : واحد من واحد ، فمن أهرق دما من غير حقّ وجب إهراق دمه ، قال اللّه تعالى ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (1) ».

فقال الرشيد : لله درّك ، وأعطاه بدرة ، قال : « فبما استوجبت منك هذه البدرة يا هارون ، بالكلام أو بالمسألة؟ ».

قال : بل بالكلام.

قال : « فإنّي أسألك عن مسألة فإن أنت أتيت بها كانت البدرة لك تصدّق بها في هذا الموضع الشريف ، وإن لم تجبني عنها أضفت إلى البدرة بدرة أخرى لأتصدّق بها على فقراء الحيّ من قومي » ، فأمر بإيراد أخرى وقال : سل عمّا بدا لك ، فقال : « أخبرني عن الخنفساء تزقّ أم ترضع ولدها ».

ص: 92


1- المائدة (5) : 45.

فحرد (1) هارون وقال : ويحك يا أعرابي ، مثلي من يسأل عن هذه المسألة؟

فقال : « سمعت ممّن سمع من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : من ولي أقواما وهب له من العقل كعقولهم ، وأنت إمام هذه الأمّة يجب أن لا تسأل عن شيء من أمر دينك ومن الفرائض إلاّ أجبت عنها ، فهل عندك له الجواب؟ ».

قال هارون : رحمك اللّه لا ، فبيّن لي ما قلته وخذ البدرتين.

فقال : « إنّ اللّه تعالى لمّا خلق الأرض خلق دبابات الأرض التي من غير فرث ودم ، خلقها من التراب وجعل عيشها ورزقها منه ، فإذا فارق الجنين أمّه لم تزقّه ولم ترضعه وكان عيشها من التراب ».

فقال هارون : واللّه ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة.

وأخذ الأعرابي البدرتين وخرج ، وتبعه بعض الناس وسأله عن اسمه فإذا هو موسى بن جعفر بن محمّد علیهم السلام ، فأخبر هارون بذلك ، فقال : واللّه لقد كان ينبغي أن تكون هذه الورقة من تلك الشجرة (2).

فصل [7] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیهماالسلام

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي أنّه لمّا جعل المأمون الرضا علیه السلام وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده ، كان في حاشية المأمون أناس كرهوا ذلك ، وخافوا خروج الخلافة عن بني العبّاس وردّها إلى بني فاطمة - على الجميع السّلام - فحصل عندهم من الرضا علیه السلام نفور ، وكان عادة الرضا علیه السلام إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه ، يبادر من بالدهليز من

ص: 93


1- حرد : تنحّى وتحوّل.
2- « بحار الأنوار » 48 : 141 - 143 ، ح 18 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 336 - 338.

الحاشية إلى السلام عليه ورفع الستر بين يديه ليدخل ، فلمّا حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم ، وقالوا : إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه ولا ترفعوا الستر له ، فاتّفقوا على ذلك.

فبينا هم قعود إذ جاء الرضا علیه السلام على عادته ، فلم يملكوا أنفسهم أن سلّموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم ، فلمّا دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وقفوا على ما اتّفقوا عليه ، وقالوا : النوبة الآتية إذا جاء لا نرفعه له ، فلمّا كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلّموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا إلى رفع الستر ، فأرسل اللّه ريحا شديدة دخلت في الستر فرفعته أكثر ممّا كانوا يرفعونه ثمّ دخل فسكنت الريح فعاد إلى ما كان ، فلمّا خرج عادت الريح ودخلت في الستر فرفعته حتّى خرج ثمّ سكنت فعاد الستر.

فلمّا ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا : هل رأيتم؟ قالوا : نعم ، فقال بعضهم لبعض : يا قوم ، هذا رجل له عند اللّه منزلة ولله به عناية ، ألم تروا أنّكم لمّا لم ترفعوا له الستر أرسل اللّه الريح وسخّرها له لرفع الستر كما سخّرها لسليمان ، فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم ، فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه (1).

ومنها : ما روي أنّه كان بخراسان امرأة تسمّى زينب ، فادّعت أنّها علويّة من سلالة فاطمة علیهاالسلام ، وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها ، فسمع بها عليّ الرضا علیه السلام فلم يعرف نسبها ، فأحضرت إليه فردّ نسبها ، وقال : « هذه كذّابة » ، فسفهت عليه وقالت : كما قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك.

فأخذته الغيرة العلويّة فقال علیه السلام لسلطان خراسان وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين ، يسمّى ذلك الموضع بركة السباع ، فأخذ الرضا علیه السلام بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك السلطان وقال : « هذه

ص: 94


1- « بحار الأنوار » 49 : 60 - 61 ، ح 79 ، نقلا عن « كشف الغمّة » 2 : 260.

كذّابة على عليّ وفاطمة علیهماالسلام وليست من نسلهما فإنّ من كان حقّا بضعة من عليّ وفاطمة علیهماالسلام فإنّ لحمه حرام على السباع ، فألقوها في بركة السباع ، فإنّ السباع لا تقربها إن كانت صادقة ، وإن كانت كاذبة فتفترسها السباع ».

فلمّا سمعت ذلك منه قالت : فأنزل أنت إلى السباع ، فإن كنت صادقا فإنّها لا تقربك ولا تفترسك. فلم يكلّمها وقام ، فقال له ذلك السلطان : إلى أين؟ قال : « إلى بركة السباع ، واللّه لأنزلنّ إليها » ، فقام السلطان والناس والحاشية وجاءوا وفتحوا باب البركة فنزل الرضا علیه السلام والناس ينظرون ، فلمّا حصل بين السباع أقعت إلى الأرض على أذنابها ، وصار يأتي إلى واحد واحد يمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع ، ثمّ طلع والناس يبصرونه ، فقال لذلك السلطان : « أنزل هذه الكذّابة على عليّ وفاطمة علیهماالسلام ليتبيّن لك » ، فامتنعت ، فألزمها ذلك السلطان وأمر أعوانه بإلقائها ، فمذ رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها ، فاشتهر اسمها بخراسان بزينب الكذّابة ، وحديثها هناك مشهور (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن محمّد القاشاني قال : أخبرني بعض أصحابنا أنّه حمل إلى الرضا علیه السلام مالا له خطر فلم أره سرّ به ، فاغتممت لذلك وقلت في نفسي : قد حملت مثل هذا المال وما سرّ به ، فقال : « يا غلام ، الطست والماء » ، وقعد على كرسي وقال للغلام : « صبّ عليّ الماء » ، فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب ، ثمّ التفت إليّ وقال : « من كان هكذا لا يبالي بالذي حمل إليه » (2).

ومنها : ما روي عن الريّان بن الصلت قال : لمّا أردت الخروج إلى العراق عزمت على توديع الرضا علیه السلام ، فقلت في نفسي : إذا ودّعته سألته قميصا من ثياب جسده لأكفّن به ، ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي خواتيم ، فلمّا ودّعته شغلني البكاء

ص: 95


1- « بحار الأنوار » 49 : 61 - 62 ، ذيل ح 79 ، نقلا عن « كشف الغمّة » 2 : 260 - 261.
2- المصدر السابق : 63 ، ح 80 ، نقلا عن « كشف الغمّة » 2 : 303.

والأسى على فراقه عن مسألتي ذلك ، فلمّا خرجت من بين يديه صاح بي : « يا ريّان ، ارجع » ، فرجعت ، فقال لي : « أما تحبّ أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفّن فيه إذا أفنى أجلك؟ أو ما تحبّ أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم؟ » فقلت : يا سيّدي ، قد كان في نفسي أن أسألك ذلك فمنعني الغمّ بفراقك ، فرفع علیه السلام الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إليّ ، ورفع جانب المصلّى فأخرج دراهم فدفعها إليّ فعددتها فكانت ثلاثين درهما (1).

ومنها : ما روي أنّه لمّا جعل علیه السلام وليّ العهد ، فحبس المطر مدّة ، وقيل : إنّ ذلك باعتبار أنه جعل وليّ العهد ، فاستدعي منه علیه السلام الدعاء لنزول المطر ، ودعا يوم الاثنين وجاءت عشر سحابات وعبرت ويقول علیه السلام في كلّ واحد : « ليست هذه لكم إنّما هي لأهل بلد كذا » ، ثمّ أقبلت سحابة حادية عشرة ، فقال : « هذا لكم فاشكروا اللّه عزّ وجلّ على تفضّله عليكم » ، ثمّ جاءت بوابل المطر فملأت الأودية والحياض والغدران فتكلّم حسّاده علیه السلام فيه ، وطعنوا المأمون بفعله ، وجعله وليّ عهده ، وقالوا : إنّك أخرجت الخلافة وهذا الشرف من بني العبّاس إلى بني فاطمة علیهاالسلام وأنّه ساحر ولد السحرة.

فقال - عليه اللعنة - مجيبا : قد كان هذا الرجل مستترا يدعو إلى نفسه ، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا ، وليعترف بالملك والخلافة لنا ، وقد خشينا أن تركناه على تلك الحال أن ينفتق علينا منه ما لا نسدّه ، ويأتي علينا منه ما لا نطيقه ، والآن فإذ قد فعلنا به ما فعلنا وأخطأنا في أمره بما أخطأنا وأشرفنا من الهلاك على ما أشرفنا ، فليس يجوز التهاون في أمره ، ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتّى نصوّره عند الرعيّة بصورة من لا يستحقّ لهذا الأمر ، ثمّ ندبّر فيه بما يحسم عنّا موادّ بلائه.

ص: 96


1- المصدر السابق : 35 - 36 ، ح 16 ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » 2 : 229 ، ح 17.

قال الرجل : يا أمير المؤمنين ، فولّني مجادلته فإنّي أفحمه وأصحابه وأضع من قدره فلولا هيبتك في صدري لأنزلته منزلته وبيّنت للناس قصوره ، قال المأمون ما شيء أحبّ إليّ من هذا. قال : فاجمع وجوه أهل مملكتك والقوّاد والقضاة وخيار الفقهاء لأبيّن نقصه بحضرتهم.

فجمع الناس في مجلس واسع قعد فيه لهم ، وأقعد الرضا علیه السلام بين يديه في المرتبة التي جعلها له ، فابتدأ الرجل [ المتضمّن للوضع من الرضا علیه السلام (1) ] وقال له : إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات وأسرفوا في وصفك بما أرى أنّك برئت منه : فأوّل ذلك أنّك دعوت اللّه في المطر المعتاد مجيؤه فجاء فجعلوه آية لك معجزة ، أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا ، وهذا أمير المؤمنين - أدام اللّه ملكه وبقاءه - لا يوازن بأحد إلاّ رجّح ، وقد أحلّك المحلّ الذي عرفت ، فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا علیه السلام : « ما أدفع عباد اللّه عن التحدّث بنعم اللّه عليّ وإن كنت لا أبغي أشرا ولا بطرا ، وأمّا ذكرك صاحبك الذي أحلّني ، فما أحلّني إلاّ المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصدّيق علیه السلام وكانت حالهما ما قد علمت ».

فغضب الرجل عند ذلك ، فقال : يا ابن موسى ، لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث اللّه تعالى بمطر مقدّر وقته لا يتقدّم ولا يتأخّر جعلته آية تستطيل بها ، وصولة تصول بها ، كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم علیه السلام لمّا أخذ رءوس الطيور بيده ، ودعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال ، وأتينه سعيا وطرن بإذن اللّه عزّ وجلّ ، فإن كنت صادقا فيما توهّم فأحي هذين وسلّطهما عليّ فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة ، فأمّا المطر المعتاد مجيؤه فلست أحقّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا كما دعوت ، وكان الرجل قد أشار إلى أسدين مصوّرين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه ، وكانا متقابلين على المسند.

ص: 97


1- أضفناه من المصدر.

فغضب عليّ بن موسى الرضا علیه السلام وصاح بالصورتين : « دونكما الفاجر فافترساه ولا تبقيا له عينا ولا أثرا » ، فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين فتناولا الرجل وعضّاه ورضّاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه ، والقوم ينظرون متحيّرين ممّا يبصرون ، فلمّا فرغا منه أقبلا على الرضا علیه السلام ، وقالا : يا وليّ اللّه ، في أرضه ما ذا تأمرنا نفعل بهذا أنفعل به فعلنا بهذا؟ يشيران إلى المأمون ، فغشي على المأمون ممّا سمع منهما ، فقال الرضا علیه السلام : « قفا » ، فوقفا ، ثمّ قال الرضا علیه السلام : « صبّوا عليه ماء ورد وطيّبوه » ، ففعل ذلك به وعاد الأسدان يقولان : أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟

قال : « لا ؛ فإنّ لله عزّ وجلّ فيه تدبيرا هو ممضيه ».

فقالا : ما ذا تأمرنا؟ فقال : « عودا إلى مقرّكما كما كنتما » ، فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا.

فقال المأمون : الحمد لله الذي كفاني شرّ حميد بن مهران - يعني الرجل المفترس - ثمّ قال للرضا علیه السلام : يا ابن رسول اللّه هذا الأمر لجدّكم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ لكم ، فلو شئت لنزلت عنه لك.

فقال الرضا علیه السلام : « لو شئت لما ناظرتك ولم أسألك ؛ فإنّ اللّه عزّ وجلّ قد أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين إلاّ جهّال بني آدم ؛ فإنّهم وإن خسروا حظوظهم فلله عزّ وجلّ فيهم تدبير ، وقد أمرني بترك الاعتراض عليك وإظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك ، كما أمر يوسف عليه بالعمل تحت يد فرعون مصر » ، قال : فما زال المأمون ضئيلا إلى أن قضى في عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ما قضى (1).

ومنها : ما روي عن أبي إسماعيل السندي قال : سمعت بالهند أنّ لله في العرب حجّة ، فخرجت منها في الطلب ، فدللت على الرضا علیه السلام فقصدته فدخلت عليه وأنا

ص: 98


1- « بحار الأنوار » 49 : 180 - 185 ، ح 16 ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » 2 : 179 - 183 ، ح 1.

لا أحسن من العربية كلمة ، فسلّمت بالسنديّة فردّ عليّ بلغتي ، فجعلت أكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بالسنديّة ، فقلت له : إنّي سمعت بالسند إنّ لله حجّة في العرب فخرجت إلى الطلب ، فقال - بلغتي - : « نعم » ، ثمّ قال : « فاسأل عمّا تريد » ، فسألته عمّا أردته ، فلمّا أردت القيام من عنده قلت : إنّي لا أحسن من العربيّة فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها ، فمسح يده على شفتيّ فتكلّمت من وقتي بالعربيّة (1).

ومنها : ما روي عن إبراهيم بن موسى - وكان يؤمّ في مسجد الرضا بخراسان - قال : ألححت على الرضا علیه السلام في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيّين وجاء وقت الصلاة ، فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت صخرة بقرب القصر وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : « أذّن ».

فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا.

فقال : « غفر اللّه لك ، لا تؤخّرنّ صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك ، ابدأ بأوّل الوقت ».

فأذّنت وصلّينا ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ولا أظفر بمسألتك كلّ وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّا شديدا ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحكّ فأخرج سبيكة ذهب ، فقال : « خذها بارك اللّه لك فيها وانتفع بها واكتم ما رأيت ». قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كانت قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي (2).

ومنها : ما روي عن أبي محمّد الغفاري قال : لزمني دين ثقيل فقلت : ما للقضاء غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، فلمّا أصبحت أتيت منزله

ص: 99


1- « بحار الأنوار » 49 : 50 ، ح 51 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 340 ، ح 5.
2- المصدر السابق 49 : 49 ، ح 49 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 337 - 338 ، ح 2.

فاستأذنت فأذن لي ، فلمّا دخلت قال لي ابتداء : « يا أبا محمّد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك » ، فلمّا أمسينا أتى بطعام للإفطار فأكلنا ، فقال : « يا أبا محمّد ، تبيت أو تنصرف؟ »

فقلت : يا سيّدي ، إن قضيت حاجتي فالانصراف أحبّ إليّ.

قال : فتناول علیه السلام من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ ، فخرجت فدنوت إلى السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر فأوّل دينار وقع بيدي ورأيت نقشه ، كان عليه : « يا أبا محمّد ، الدنانير خمسون ، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك » ، فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار وإذا هي لا تنقص شيئا (1).

فصل [8] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا وإمامنا أبي جعفر محمّد التقيّ الجواد صلوات اللّه وسلامه عليه ،

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي أنّه جاء رجل إلى محمّد بن عليّ بن موسى علیهم السلام ، فقال : يا ابن رسول اللّه ، إنّ أبي مات ، وكان له مال ولست أقف على ماله ولي عيال كثيرون وأنا من مواليكم فأغثني ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمّد فإنّ أباك يأتيك في النوم ويخبرك بأمر المال ».

ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم ، فقال : يا بنيّ ، مالي في موضع كذا فخذه واذهب إلى ابن رسول اللّه فأخبره أنّي دللتك على المال ، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الإمام بأمر المال ، وقال : الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك (2).

ص: 100


1- المصدر السابق : 38 ، ح 22 ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » 2 : 235 ، ح 29.
2- المصدر السابق 50 : 42 ، ح 8.

ومنها : ما روي عن أميّة بن عليّ القيسي قال : دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفر علیه السلام بالمدينة لنودّعه ، فقال لنا : « لا تخرجا ، أقيما إلى غد ».

قال : فلمّا خرجنا من عنده قال حمّاد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي. قلت : أمّا أنا فأقيم ، قال : فخرج حماد فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيّالة (1).

ومنها : ما روي عن القاسم بن المحسن قال : كنت فيما بين مكّة والمدينة فمرّ بي أعرابيّ ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إيّاه ، فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت ولا أين مرّت ، فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر بن الرضا علیهماالسلام فقال لي : « يا أبا القاسم ، ذهبت عمامتك في الطريق؟ » قلت : نعم.

فقال : « يا غلام ، أخرج إليه عمامته » ، فأخرج إليّ عمامتي بعينها. قلت : يا ابن رسول اللّه ، كيف صارت إليك؟

قال : « تصدّقت على أعرابيّ فشكر اللّه لك فردّ إليك عمامتك ، فإنّ اللّه لا يضيع أجر المحسنين » (2).

ومنها : ما روي أنّه اجتاز المأمون بابن الرضا علیه السلام وهو بين صبيان فهربوا سواه ، فقال : عليّ به ، فقال له : ما لك لا هربت في جملة الصبيان؟ قال : « ما لي ذنب فأفرّ منه ، ولا الطريق ضيّق فأوسّعه عليك سر حيث شئت ».

فقال : من تكون أنت؟ قال : « أنا محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام ».

فقال ما تعرف من العلوم؟ قال : « سلني عن أخبار السماوات » ، فودّعه ومضى وعلى يده باز أشهب يطلب به الصيد ، فلمّا بعد عنه نهض عن يده الباز ونظر يمينه

ص: 101


1- « بحار الأنوار » 50 : 43 ، ح 10.
2- المصدر السابق : 47 - 48 ، ح 24 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 377 - 378 ، ح 6.

وشماله لم ير صيدا والباز يثب عن يده ، فأرسله فطار يطلب الأفق حتّى غاب عن ناظره ساعة ثمّ عاد إليه وقد صاد حيّة ، فوضع الحيّة في بيت المطعم وقال لأصحابه : قد دنا حتف ذلك الصبيّ في هذا اليوم على يدي ، ثمّ عاد وابن الرضا علیه السلام في جملة الصبيان ، فقال : ما عندك من أخبار السماوات؟

فقال : « نعم ، يا أمير المؤمنين ، حدّثني أبي عن آبائه عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله عن جبرئيل علیه السلام ، عن ربّ العالمين أنّه قال : بين السماء والهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج ، فيه حيّات خضر البطون رقط الظهور ، يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء ».

فقال : صدقت وصدق أبوك وصدق جدّك وصدق ربّك ، فأركبه ، ثمّ زوّجه أمّ الفضل (1).

ومنها : ما روي عن محمّد بن إبراهيم الجعفري ، عن حكيمة بنت الرضا علیه السلام قالت : لمّا توفّي أخي محمّد بن الرضا علیه السلام صرت يوما إلى امرأته أمّ الفضل بسبب احتجت إليها فيه ، قالت : فبينما نتذاكر فضل محمّد وكرمه وما أعطاه اللّه من العلم والحكمة إذ قالت امرأته أمّ الفضل : يا حكيمة ، أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا علیه السلام بأعجوبة لم يسمع أحد بمثلها؟ قلت : وما ذاك؟ قالت : إنّه كان ربما أغارني مرة بجارية ومرّة بتزويج ، فكنت أشكوه إلى المأمون ، فيقول : يا بنيّة احتملي فإنّه ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله . فبينما أنا ذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة فقلت : من أنت؟ فكأنّها قضيب بان أو غصن خيزران.

قالت : أنا زوجة لأبي جعفر علیه السلام .

قلت : من أبو جعفر؟

قالت : محمّد بن الرضا علیه السلام وأنا امرأة من ولد عمّار بن ياسر.

ص: 102


1- المصدر السابق : 56 ، ذيل ح 31 ، نقلا عن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 420.

قالت : فدخل عليّ من الغيرة ما لم أملك نفسي ، فنهضت من ساعتي وصرت إلى المأمون وقد كان ثملا من الشراب ، وقد مضى من الليل ساعات ، فأخبرته بحالي وقلت له : يشتمني ويشتمك ويشتم العبّاس وولده. قالت : وقلت ما لم يكن.

فغاظه ذلك منّي جدّا ولم يملك نفسه من السكر ، وقام مسرعا فضرب بيده إلى سيفه وحلف أنّه يقطّعه بهذا السيف ما بقي في يده وصار إليه.

قالت : فندمت عند ذلك وقلت في نفسي : ما صنعت هلكت وأهلكت.

قالت : فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع ، فدخل إليه وهو نائم فوضع فيه السيف فقطّعه قطعة قطعة ، ثمّ وضع سيفه على حلقه فذبحه وأنا أنظر إليه ، وياسر الخادم قائم ينظر ، وانصرف وهو يزبد (1) مثل الجمل.

قالت : فلمّا رأيت ذلك هربت على وجهي حتّى رجعت إلى منزل أبي فبتّ بليلة لم أنم فيها إلى أن أصبحت.

قالت : فلمّا أصبحت دخلت إليه وهو يصلّي وقد أفاق من السكر ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ، هل تعلم ما صنعت الليلة؟

قال : لا واللّه فما الذي صنعت ويلك؟

قلت : فإنّك صرت إلى ابن الرضا علیه السلام وهو نائم فقطّعته إربا إربا وذبحته بسيفك وخرجت من عنده ، قال : ويلك ما تقولين؟

قلت : أقول ما فعلت ، فصاح : يا ياسر ، ما تقول هذه الملعونة ويلك؟ قال : صدقت في كلّ ما قالت.

قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون هلكنا وافتضحنا ، ويلك يا ياسر ، بادر إليه وائتني بخبره ، فركض ثمّ عاد مسرعا فقال : يا أمير المؤمنين ، البشرى. قال : وما وراءك؟

قال : دخلت فإذا هو جالس يستاك وعليه قميص ورداء فبقيت متحيّرا في أمره ،

ص: 103


1- زبد الجمل : لغامه الأبيض الذي تتلطّخ به مشافره إذا هاج. انظر « لسان العرب » 6 : 1. « ز ب د ».

ثمّ أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شيء من الأثر فقلت له : أحبّ أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرّك به ، فنظر إليّ وتبسّم كأنّه علم ما أردت بذلك ، فقال : « أكسوك كسوة فاخرة ».

فقلت : لست أريد غير هذا القميص الذي عليك ، فخلعه وكشف لي بدنه كلّه ، فو اللّه ما رأيت له أثرا.

فخرّ المأمون ساجدا ووهب لياسر ألف دينار ، وقال : الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه ، ثمّ قال : يا ياسر ، كلّ ما كان من مجيء هذه الملعونة إليّ وبكائها بين يديّ فأذكره ، وأمّا مصيري إليه فلست أذكره.

فقال : ياسر ، واللّه ما زلت تضربه بالسيف وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتّى قطّعته قطعة قطعة ، ثمّ وضعت سيفك على حلقه فذبحته وأنت تزبد كما يزبد البعير.

فقال : الحمد لله ، ثمّ قال لي : واللّه لئن عدت بعدها في شيء ممّا جرى لأقتلنّك. الحديث (1).

فصل [9] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا وإمامنا أبي الحسن النقيّ صلوات اللّه وسلامه عليه

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن صالح بن سعيد قال : دخلت على أبي الحسن علیه السلام فقلت : جعلت فداك في كلّ الأمور ، أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك.

فقال : « هاهنا أنت يا ابن سعيد » ، ثمّ أومأ بيده ، فقال : « أنظر » ، فنظرت فإذا بروضات آنقات ، وروضات ناضرات فيهنّ خيرات عطرات ، وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ

ص: 104


1- « بحار الأنوار » 50 : 69 - 71 ، ح 47 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 372 - 375 ، ح 2.

المكنون وأطيار وظباء ، وأنهار تفور ، فحار بصري والتمع وحسرت عيني ، فقال : « حيث كنّا فهذا لنا عتيد ولسنا في خان الصعاليك » (1).

ومنها : ما روي عن أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي الحسن علیه السلام فكلّمني بالهنديّة فلم احسن أن أردّ عليه ، وكان بين يديه ركوة ملأى حصا ، فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصّها مليّا ، ثمّ رمى بها إليّ فوضعتها في فمي ، فو اللّه ما برحت من عنده حتّى تكلّمت بثلاثة وسبعين لسانا أوّلها الهندية (2).

ومنها : ما روي أنّ أبا هاشم كان منقطعا إلى أبي الحسن علیه السلام بعد أبيه أبي جعفر وجدّه الرضا علیه السلام ، فشكى إلى أبي الحسن علیه السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد ، ثمّ قال : يا سيّدي ، ادع اللّه لي فربما لم أستطع ركوب الماء فسرت إليك على الظهر ، وما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه ، فادع اللّه أن يقوّيني على زيارتك.

فقال : « قوّاك اللّه يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك ».

قال الراوي : وكان أبو هاشم يصلّي الفجر ببغداد ويسير على ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرّ من رأى ، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون ، فكان هذا من أعجب الدلائل (3).

ومنها : ما حدّث جماعة من أهل أصفهان منهم أبو العبّاس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمّد بن علويّة قالوا : كان بأصفهان رجل يقال له : عبد الرحمن وكان شيعيّا ، قيل له : ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة عليّ النقيّ علیه السلام دون غيره من أهل الزمان؟

قال : شاهدت ما أوجب عليّ ، وذلك أنّي كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة ،

ص: 105


1- « بحار الأنوار » 50 : 132 - 133 ، ح 15 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 407 ، ح 11.
2- المصدر السابق : 136 ، ح 17 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 673 ، ح 2 ، وعن « مناقب آل أبي طالب » 4 : 440.
3- المصدر السابق : 137 - 138 ، ح 21 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 2 : 672 ، ح 1.

فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكّل متظلّمين ، فكنّا ببابه يوما إذ خرج الأمر بإحضار عليّ بن محمّد بن الرضا علیهم السلام فقلت لبعض من حضر : من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟

فقيل : هذا رجل علويّ تقول الرافضة بإمامته ، ثمّ قال : ويقدّر أنّ المتوكّل يحضره للقتل.

فقلت : لا أبرح من هاهنا حتّى أنظر إلى هذا الرجل أيّ رجل هو؟ قال : فأقبل راكبا على فرس وقد قام الناس يمنة ويسرة في الطريق صفّين ينظرون إليه ، فلمّا رأيته وقع حبّه في قلبي ، فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع اللّه عنه شرّ المتوكّل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابّته لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا دائم الدعاء ، فلمّا صار إليّ أقبل إليّ بوجهه وقال : « استجاب اللّه دعاءك وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك ».

قال : فارتعدت ووقعت بين أصحابي ، فسألوني وهم يقولون : ما شأنك؟ فقلت : خير ، ولم أخبر بذلك.

فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح اللّه عليّ وجوها من المال حتّى أنا اليوم أغلق بأبي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري ، ورزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من عمري نيّفا وسبعين سنة ، وأنا أقول بإمامة الرجل الذي علم ما في قلبي واستجاب اللّه دعاءه فيّ ولي (1).

ومنها : ما روي عن أبي هاشم الجعفري أنّه ظهر برجل من أهل سرّ من رأى برص فتنغّص عليه عيشه ، فجلس إلى أبي عليّ الفهريّ فشكا إليه حاله ، فقال له : لو تعرّضت يوما لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا علیهماالسلام فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك.

ص: 106


1- المصدر السابق : 141 - 142 ، ح 26 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 392 - 393 ، ح 1.

فجلس له يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكّل ، فلمّا رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك ، فقال : « تنحّ عافاك اللّه » ثلاث مرّات ، فأبعد الرجل ولم يجسر أن يدنو منه ، فانصرف فلقي الفهريّ فعرّفه الحال وما قال ، فقال : قد دعا لك قبل أن تسأل ، فامض فإنّك ستعافى ، فانصرف الرجل إلى بيته فبات تلك الليلة فلمّا أصبح لم ير على بدنه شيئا من ذلك (1).

ومنها : ما روي أنّ المتوكّل أو الواثق أو غيرهما أمر العسكر - وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسرّ من رأى - أن يملأ كلّ واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ، ويجعلون بعضه على بعض في وسط تربة واسعة هناك ففعلوا ، فلمّا صار مثل جبل عظيم واسمه تلّ المخالي ، صعد فوقه واستدعى أبا الحسن علیه السلام واستصعده وقال : استحضرتك لنظارة خيولي ، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة وقد عرضوا بأحسن زينة وأتمّ عدّة وأعظم هيبة ، وكان غرضه أن يكسر قلب كلّ من يخرج عليه ، وكان خوفه من أبي الحسن علیه السلام أن يأمر أحدا من أهل بيته أن يخرج على الخليفة.

فقال له أبو الحسن علیه السلام : « وهل أعرض عليك عسكري؟ »

قال : نعم ، فدعا اللّه سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق والمغرب ملائكة مدجّجون ، فغشي على الخليفة ، فلمّا أفاق قال له أبو الحسن علیه السلام : « نحن لا ننافسكم في الدنيا ، نحن مشتغلون بأمر الآخرة ، فلا عليك شيء ممّا تظنّ » (2).

ومنها : ما روي عن هاشم بن زيد قال : رأيت عليّ بن محمّد علیه السلام صاحب العسكر وقد أتي بأكمه فأبرأه ، ورأيته يهيّئ من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيطير ، فقلت له : لا فرق بينك وبين عيسى علیه السلام ، فقال : « أنا منه وهو منّي » (3).

ص: 107


1- « بحار الأنوار » 50 : 145 - 146 ، ح 29 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 399 - 400 ، ح 5.
2- المصدر السابق : 155 - 156 ، ح 44 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 414 ، ح 19.
3- المصدر السابق : 185 ، ح 63 ، نقلا عن « عيون المعجزات » : 119.

ومنها : ما روي عن إبراهيم بن محمّد الطاهري قال : مرض المتوكّل من خراج خرج به فأشرف منه على التلف ، فلم يجرأ أحد أن يمسّه بحديدة ، فنذرت أمّه إن عوفي أن تحمل إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد علیهماالسلام مالا جليلا من مالها ، وقال له الفتح بن خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل - يعني أبا الحسن علیه السلام - فسألته فإنّه ربّما كان عنده صفة شيء يفرّج اللّه به عنك ، قال : ابعثوا إليه ، فمضى الرسول ورجع فقال : « خذوا كسب الغنم فديفوه (1) بماء ورد وضعوه على الخراج فإنّه نافع بإذن اللّه » ، فجعل من بحضرة المتوكّل يهزأ من قوله.

فقال لهم الفتح : وما يضرّ من تجربة ما ، قال : فو اللّه إنّي لأرجو الصلاح به فأحضروا الكسب وديف بماء الورد ووضع على الخراج فانفتح وخرج ما كان فيه ، وبشّرت أمّ المتوكّل بعافيته ، فحملت إلى أبي الحسن علیه السلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها فاستقلّ المتوكّل من علّته.

فلمّا كان بعد أيّام سعى البطحائي بأبي الحسن علیه السلام إلى المتوكّل ، فقال : عنده سلاح وأموال ، فتقدّم المتوكّل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجد عنده من الأموال والسلاح ويحمل إليه.

فقال إبراهيم بن محمّد : قال لي سعيد الحاجب : سرت إلى دار أبي الحسن علیه السلام بالليل ومعي سلّم فصعدت عنه إلى السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة ، فلم أدر كيف أصل إلى الدار ، فناداني أبو الحسن علیه السلام من الدار : « يا سعيد ، مكانك حتّى يأتوك بشمعة » ، فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جبّة من صوف وقلنسوة منها وسجّادته على حصير بين يديه وهو مقبل على القبلة فقال لي : « دونك البيوت » ، فدخلتها وفتّشتها فلم أجد فيها شيئا ووجدت البدرة مختومة بخاتم أمّ المتوكّل وكيسا مختوما معها ، فقال أبو الحسن علیه السلام : « دونك المصلّى » ، فرفعت

ص: 108


1- داف الشيء يديفه دوفا ، وأدافه : خلطه. « لسان العرب » 9 : 1. « د وف ».

فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس ، فأخذت ذلك وصرت إليه.

فلمّا نظر إلى خاتم أمّه على البدرة بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة ، فأخبرني بعض خدم الخاصّة أنّها قالت له : كنت نذرت في علّتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار ، فحملتها إليه وهذا خاتمك على الكيس ما حرّكها وفتح الكيس الآخر وكان فيه أربعمائة دينار ، فأمر أن يضمّ إلى البدرة بدرة أخرى ، وقال لي : احمل ذلك إلى أبي الحسن علیه السلام وأردد إليه السيف والكيس بما فيه ، فحملت ذلك إليه واستحييت منه وقلت : يا سيّدي ، عزّ عليّ دخول دارك بغير إذنك ولكنّي مأمور به ، فقال لي : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (1) » (2).

فصل [10] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا وإمامنا أبي محمّد الزكيّ النقيّ الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن أبي هاشم أنّه ركب أبو محمّد علیه السلام يوما إلى الصحراء وركبت معه ، فبينما يسير قدّامي وأنا خلفه إذ عرض لي فكر في دين كان عليّ قد حان أجله فجعلت أفكّر في أيّ وجه قضاؤه؟ فالتفت إليّ وقال : « اللّه يقضيه » ، ثمّ انحنى على قربوس سرجه فخطّ بسوطه خطّة في الأرض ، فقال : « يا أبا هاشم ، انزل فخذ واكتم » ، فنزلت وإذا سبيكة ذهب قال : فوضعتها في خفّي.

وسرنا فعرض لي الفكر ، فقلت : إن كان فيها تمام الدين ، وإلاّ فإنّي أرضي صاحبه بها ويجب أن ننظر في وجه نفقة الشتاء وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها ،

ص: 109


1- الشعراء (26) : 227.
2- « بحار الأنوار » 50 : 198 - 200 ، ح 10 ، نقلا عن « الكافي » 1 : 499 ، باب مولد أبي الحسن وعليّ بن محمّد علیهماالسلام ، ح 6 ، وعن « إعلام الورى » 2 : 119 - 121.

فالتفت إليّ ثمّ انحنى ثانية فخطّ بسوطه مثل الأولى ، ثمّ قال : « انزل وخذ واكتم » ، قال : فنزلت فإذا بسبيكة فجعلتها في الخفّ الآخر.

وسرنا يسيرا ، ثمّ انصرف إلى منزله وانصرفت إلى منزلي فجلست وحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ، ثمّ وزنت سبيكة الذهب فخرج بقسط ذلك الدين ما زادت ولا نقصت ، ثمّ نظرت ما نحتاج إليه لشتائي من كلّ وجه فعرفت مبلغه الذي لم يكن بدّ منه على الاقتصاد بلا تقتير ولا إسراف ، ثمّ وزنت سبيكة الفضّة فخرجت على ما قدّرته ما زادت ولا نقصت (1).

ومنها : ما روي أنّه حدّث بطريق متطبّب بالريّ قد أتى عليه مائة سنة ونيّف وقال : كنت تلميذ بختيشوع - طبيب المتوكّل - وكان يصطفيني ، فبعث إليه الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا علیهم السلام أن يبعث إليه بأخصّ أصحابه عنده ليفصده ، فاختارني وقال : قد طلب منّي ابن الرضا علیه السلام من يفصده فصر إليه ، وهو أعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء ، فاحذر أن لا تعترض عليه فيما يأمرك به ، فمضيت إليه فأمرني إلى حجرة وقال : « كن إلى أن أطلبك ».

قال : وكان الوقت الذي دخلت إليه فيه عندي جيّدا محمودا للفصد ، فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طستا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتّى امتلأ الطست ، ثمّ قال لي : « اقطع » ، فقطعت وغسل يده وشدّها وردّني إلى الحجرة وقدّم من الطعام الحارّ والبارد شيء كثير وبقيت إلى العصر.

ثمّ دعاني فقال : « سرّح » ، ودعا بذلك الطست فسرّحت وخرج الدم إلى أن امتلأ الطشت ، فقال : « اقطع » ، فقطعت وشدّ يده وردّني إلى الحجرة فبتّ فيها.

فلمّا أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطست ، وقال : « سرّح » ، فسرّحت فخرج مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطست ، فقال : « اقطع » ، فقطعت وشدّ

ص: 110


1- المصدر السابق : 259 - 260 ، ح 20 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 421 ، ح 2.

يده وقدّم لي بتخت ثياب وخمسين دينارا وقال : « خذ هذا وأعذر وانصرف » ، فأخذت وقلت : يأمرني السيّد بخدمة؟ قال : « نعم ، تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول ».

فصرت إلى بختيشوع وقلت له القصّة ، فقال : اجتمعت الحكماء على أنّ أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمناء من الدم ، وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجبا ، وأعجب ما فيه اللبن ، ففكّر ساعة ، ثمّ مكثنا ثلاثة أيّام بلياليها نقرأ الكتب على أن نجد لهذه القصّة ذكرا في العالم فلم نجد.

ثمّ قال : لم يبق اليوم في النصرانيّة أعلم بالطبّ من راهب بدير العاقول ، فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى ، فخرجت وناديته فأشرف عليّ وقال : من أنت؟

قلت : صاحب بختيشوع قال : معك كتابه؟ قلت : نعم.

فأرخى لي زنبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته ، فقال : أنت الرجل الذي فصدت؟ قلت : نعم ، قال : طوبى لأمّك ، وركب بغلا ومرّ ، فوافينا سرّ من رأى وقد بقي من الليل ثلثه ، قلت : أين تحبّ دار أستاذنا أو دار الرجل؟

قال : دار الرجل.

فصرنا إلى بابه قبل الأذان ، ففتح الباب وخرج إلينا غلام أسود ، وقال : أيّكما راهب دير العاقول؟

فقال : أنا جعلت فداك.

فقال : انزل ، وقال لي الخادم : احتفظ بالبغلتين وأخذ بيده ودخلا ، فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ، ثمّ خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانيّة ولبس ثيابا بيضاء وقد أسلم ، فقال : خذني الآن إلى دار أستاذك ، فصرنا إلى دار بختيشوع فلمّا رآه بادر يعدو إليه ، ثمّ قال : ما الذي أزالك عن دينك؟

قال : وجدت المسيح فأسلمت على يده.

ص: 111

قال : وجدت المسيح؟

قال : أو نظيره ، فإنّ هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلاّ المسيح ، وهذا نظيره في آياته وبراهينه ، ثمّ انصرف إليه ، ولزم خدمته إلى أن مات (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن جعفر ، عن الحلبي قال : اجتمعنا بالعسكر وترصّدنا لأبي محمّد علیه السلام يوم ركوبه فخرج توقيعه : « ألا لا يسلّمن عليّ أحد ولا يشير إليّ بيده ولا يومئ فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم ».

قال : وإلى جانبي شابّ ، فقلت : من أين أنت؟

قال : من المدينة ، قلت : ما تصنع هاهنا؟ قال : اختلفوا عندنا في أبي محمّد علیه السلام فجئت لأراه وأسمع منه أو أرى منه دلالة ليسكن قلبي وإنّي لولد أبي ذرّ الغفاري. فبينما نحن كذلك إذ خرج أبو محمّد علیه السلام مع خادم له ، فلمّا حاذانا نظر إلى الشابّ الذي بجنبي ، فقال : « أغفاريّ أنت؟ » قال : نعم. قال : « ما فعلت أمّك حمدويه؟ » فقال : صالحة ، ومرّ.

فقلت للشابّ : أكنت رأيته قطّ وعرفته بوجهه قبل اليوم؟ قال : لا

قلت : فينفعك هذا؟ قال : ودون هذا (2).

ومنها : ما روي عن عليّ بن الحسن بن سابور قال : قحط الناس بسرّ من رأى في زمن الحسن الأخير علیه السلام فأمر الخليفة الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء ، فخرجوا ثلاثة أيّام متوالية إلى المصلّى يستسقون ويدعون فما سقوا.

فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء ومعه النصارى والرهبان ، وكان فيهم راهب فلمّا مدّ يده هطلت السماء بالمطر ، فشكّ أكثر الناس وتعجّبوا وصبوا إلى دين النصرانيّة ، فأنفذ الخليفة إلى الحسن علیه السلام وكان محبوسا واستخرجه من محبسه

ص: 112


1- « بحار الأنوار » 50 : 260 - 262 ، ح 21 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 422 - 424 ، ح 3.
2- المصدر السابق : 269 - 270 ، ح 34 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 439 - 440 ، ح 20.

وقال : الحق أمّة جدّك فقد هلكت ، فقال : « إنّي خارج لأزيل الشكّ إن شاء اللّه تعالى ».

فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن علیه السلام في نفر من أصحابه ، فلمّا بصر بالراهب - وقد مدّ يده - أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه ، ففعل وأخذ من بين سبّابتيه عظما أسود ، فأخذه الحسن علیه السلام بيده ثمّ قال له : « استسق الآن » ، فاستسقى وكانت السماء متغيّمة فتقشّعت وطلعت الشمس بيضاء ، فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمّد؟

قال علیه السلام : « هذا رجل مرّ بقبر نبيّ من الأنبياء فوقع إلى يده هذا العظم وما كشف من عظم نبيّ إلاّ وهطلت السماء بالمطر » (1).

ومنها : ما روي عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي محمّد علیه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم ، فسلّم عليه بالولاية فردّ عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا؟

فقال أبو محمّد علیه السلام : « هذا من ولد الأعرابيّة صاحب الحصاة التي طبع آبائي فيها » ، ثمّ قال : « هاتها » ، فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأنّي أقرأ الخاتم الساعة : الحسن بن عليّ علیه السلام فقلت لليماني : رأيته قطّ؟

قال : لا واللّه وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتّى كان الساعة أتاني شابّ لست أراه ، فقال : قم فادخل ، فدخلت ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة اللّه وبركاته عليكم أهل البيت ذرّيّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ

ص: 113


1- « بحار الأنوار » 50 : 270 ، ح 37 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 441 - 442 ، ح 23 ، و « مناقب آل أبي طالب » 4 : 425.

أمير المؤمنين والأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وإليك انتهت الحكمة والإمامة ، وأنّك وليّ اللّه الذي لا عذر لأحد في الجهل به.

فسألته عن اسمه فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أمّ غانم ، وهي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين علیه السلام .

وقال أبو جعفر الهاشمي في ذلك :

بدرب الحصا مولى لنا يختم الحصا *** له اللّه أصفى بالدليل وأخلصا

وأعطاه رايات الإمامة كلّها *** كموسى وفلق البحر واليد والعصا

وما قمّص اللّه النبيّين حجّة *** ومعجزة إلاّ الوصيّين قمّصا (1).

ومنها : ما روي عن أبي هاشم قال : دخلت على أبي محمّد علیه السلام وكان يكتب كتابا ، فحان وقت الصلاة الأولى فوضع الكتاب من يده ، فرأيت القلم يمرّ على باقي القرطاس من الكتاب فيكتب حتّى انتهى إلى آخره ، فخررت ساجدا ، فلمّا انصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذن للناس (2).

ومنها : ما روي عن أبي الحسن الكرخي قال : كان أبي بزّازا في الكرخ فجهّزني بقماش إلى سرّ من رأى ، فلمّا دخلت إليها جاءني خادم فناداني باسمي واسم أبي ، وقال : أجب مولاك.

قلت : ومن مولاي حتّى أجيبه؟

ص: 114


1- المصدر السابق : 302 ، ح 78 ، نقلا عن « إعلام الورى » 2 : 138 - 139.
2- المصدر السابق : 304 ، ح 80 ، نقلا عن « عيون المعجزات » : 122 - 123.

فقال : ما على الرسول إلاّ البلاغ.

قال : فتبعته فجاء بي إلى دار عالية البناء لا أشكّ أنّها الجنّة ، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جماله يغشى الأبصار ، فقال لي : « إنّ فيما حملت من القماش حبرتين : إحداهما في مكان كذا ، والأخرى في مكان كذا في السفط الفلاني ، وفي كلّ واحدة منهنّ رقعة مكتوبة فيها ثمنها وربحها ، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا والربح ديناران ، وثمن الأخرى ثلاثة عشر دينارا والربح كالأولى ، فاذهب فأت بهما ».

قال الرجل : فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه فقال لي : « اجلس » ، فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالا لهيبته.

قال : فمدّ يده إلى طرف البساط - وليس هناك شيء - وقبض قبضة ، وقال : « هذا ثمن حبرتيك وربحهما ».

قال : فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشترى والربح كما كتب والدي لا يزيد ولا ينقص (1).

ومنها : ما روي عن عليّ بن عاصم الكوفي الأعمى قال : دخلت على سيّدي الحسن العسكري فسلّمت عليه ، فردّ عليّ السّلام وقال : « مرحبا بك اجلس هنيئا لك يا ابن عاصم ، أتدري ما تحت قدميك؟ »

فقلت : يا مولاي ، إنّي أرى تحت قدميّ هذا البساط كرّم اللّه وجه صاحبه.

فقال لي : « يا ابن عاصم ، اعلم أنّك على بساط جلس عليه كثير من النبيّين والمرسلين » ، فقلت : يا سيّدي ، يا ليتني كنت لا أفارقك ما دمت في دار الدنيا ، ثمّ قلت في نفسي : ليتني كنت أرى هذا البساط.

فعلم الإمام علیه السلام ما في ضميري فقال : « ادن منّي » ، فدنوت منه فمسح يده على

ص: 115


1- « بحار الأنوار » 50 : 314 - 315 ، ح 12 ، نقلا عن « مشارق أنوار اليقين » : 101 ، الفصل 13.

وجهي فصرت بصيرا بإذن اللّه ، ثمّ قال : « هذا قدم أبينا آدم ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر إدريس ، وهذا أثر هود ، وهذا أثر صالح ، وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر لوط ، وهذا أثر شعيب ، وهذا أثر موسى ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر سليمان ، وهذا أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال ، وهذا أثر ذي القرنين ، وهذا أثر عدنان ، وهذا أثر عبد المطّلب ، وهذا أثر عبد اللّه ، وهذا أثر عبد مناف ، وهذا أثر جدّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وهذا أثر جدّي عليّ بن أبي طالب علیه السلام ».

قال عليّ بن عاصم : فأهويت على الأقدام كلّها فقبّلتها وقبّلت يد الإمام علیه السلام وقلت له : إنّي عاجز عن نصرتكم بيدي ، وليس أملك غير موالاتكم والبراءة من أعدائكم واللعن لهم في خلواتي فكيف حالي يا سيّدي؟

فقال علیه السلام : « حدّثني أبي عن جدّي عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قال : من ضعف عن نصرتنا أهل البيت ولعن في خلواته أعداءنا بلّغ اللّه صوته إلى جميع الملائكة ، فكلّما لعن أحدكم أعداءنا ساعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم ، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له وأثنوا عليه وقالوا : اللّهمّ صلّ على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ، ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل فإذا النداء من قبل اللّه يقول : يا ملائكتي ، إنّي أجبت دعاءكم في عبدي هذا وسمعت نداءكم وصلّيت على روحه مع أرواح الأبرار وجعلته من المصطفين الأخيار » (1).

فصل [11] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا المنتظر المهديّ أبي القاسم صاحب الزمان صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطاهرين

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما قال سعد : فما شبّهت مولانا أبا محمّد حين غشينا نور وجهه إلاّ ببدر

ص: 116


1- المصدر السابق : 316 - 317 ، ح 13 ؛ « مشارق أنوار اليقين » : 100 - 101 ، الفصل 13 ، مع اختلاف.

قد استوفى من لياليه أربعا بعد عشر ، وعلى فخذه الأيمن غلام يناسب المشتري في الخلقة والمنظر ، وعلى رأسه فرق بين وفرتين كأنّه ألف بين واوين ، وبين يدي مولانا رمّانة ذهبيّة تلمع بدائع نقوشها وسط غرائب الفصوص المركّبة عليها قد كان أهداها إليه بعض رؤساء أهل البصرة ، وبيده قلم إذا أراد أن يسطر به على البياض قبض الغلام على أصابعه ، فكان مولانا علیه السلام يدحرج الرمّانة بين يديه ويشغله بردّها لئلاّ يصدّه عن كتابة ما أراد.

فسلّمنا عليه فألطف في الجواب وأومأ إلينا بالجلوس ، فلمّا فرغ من كتبة البياض الذي كان بيده أخرج أحمد بن إسحاق جرابه من طيئ كسائه فوضعه بين يديه ، فنظر الهادي علیه السلام إلى الغلام وقال له : « يا بنيّ ، فضّ الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك ».

فقال : يا مولاي ، أيجوز أن أمدّ يدا طاهرة إلى هدايا نجسة وأموال رجسة قد شيب أحلّها بأحرمها؟

فقال مولاي علیه السلام : « يا ابن إسحاق ، استخرج ما في الجراب ليميّز [ ما ] بين الأحلّ والأحرم منها ».

فأوّل صرّة بدأ بإخراجها فقال الغلام : « هذه لفلان بن فلان من محلّة كذا بقم ، تشتمل على اثنين وستّين دينارا فيها من ثمرة حجيرة باعها صاحبها ، وكانت إرثا له من أخيه خمسة وأربعون دينارا ، ومن أثمان تسعة أثواب أربعة عشر دينارا ، وفيها من أجرة حوانيت ثلاثة دنانير ».

فقال مولانا علیه السلام : « صدقت يا بنيّ ، دلّ الرجل على الحرام منها؟ »

فقال علیه السلام : « فتّش على دينار رازيّ السكّة تأريخه سنة كذا قد انطمس من نصف إحدى صفحتيه نقشه وقراضة آمليّة وزنها ربع دينار ، والعلّة في تحريمهما أنّ صاحب هذه الجملة وزن في شهر كذا من سنة كذا على حائك من جيرانه من الغزل منّا وربع منّ ، فأتت على ذلك مدّة قيّض في انتهاؤها لذلك الغزل سارقا ، فأخبر به

ص: 117

الحائك صاحبه فكذّبه واستردّ منه بدل ذلك منّا ونصف منّ غزلا أدقّ ممّا كان دفعه إليه واتّخذ من ذلك ثوبا كان هذا الدينار مع القراضة ثمنه ».

فلمّا فتح رأس الصرّة صادف رقعة في وسط الدنانير باسم من أخبر عنه وبمقدارها على حسب ما قال ، واستخرج الدينار والقراضة بتلك العلامة.

ثمّ أخرج صرّة أخرى فقال الغلام علیه السلام : « هذه لفلان بن فلان من محلّة كذا بقم ، تشتمل على خمسين دينارا لا يحلّ لنا مسّها ».

قال : وكيف ذلك؟ قال : « لأنّها من ثمن حنطة حاف صاحبها على أكّاره في المقاسمة ، وذلك أنّه قبض حصّته منها بكيل واف وكال ما حصّ الأكّار بكيل بخس ».

فقال مولانا علیه السلام : « صدقت يا بنيّ ».

ثمّ قال : « يا بن إسحاق ، احملها بأجمعها لتردّها أو توصي بردّها على أربابها ، فلا حاجة لنا في شيء منها وائتنا بثوب العجوز ».

قال أحمد : وكان ذلك الثوب في حقيبة لي فنسيته.

فلمّا انصرف أحمد بن إسحاق ليأتيه بالثوب نظر إليّ مولانا أبو محمّد علیه السلام فقال : « ما جاء بك يا سعد؟ » فقلت : شوّقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا علیه السلام قال : « فالمسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ » قلت : على حالها يا مولاي ، قال : « فاسأل قرّة عيني » وأومأ إلى الغلام. الحديث (1).

ومنها : ما سمعنا [ أنّ ] شيخا من أصحاب الحديث يقال له : أحمد بن فارس الأديب يقول : سمعت بهمذان حكاية حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني ، فسألني أن أثبتها له بخطّي ولم أجد إلى مخالفته سبيلا ، وقد كتبتها وعدتها إلى من حكاها ، وذلك أنّ بهمذان أناسا يعرفون ببني راشد ، وهم كلّهم يتشيّعون ، ومذهبهم مذهب

ص: 118


1- « بحار الأنوار » 52 : 80 - 82 ، ح 1 ، نقلا عن « كمال الدين » 2 : 457 - 459 ، ح 21.

أهل الإمامة فسألت عن سبب تشيّعهم من بين أهل همذان.

فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا : إنّ سبب ذلك أنّ جدّنا الذي ننتسب إليه خرج حاجّا ، فقال : إنّه لمّا صدر من الحجّ وساروا منازل في البادية ، قال : فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلا حتّى أعييت وتعبت وقلت في نفسي : أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت ، فقال : فما انتبهت إلاّ بحرّ الشمس ولم أر أحدا فتوحّشت ولم أر طريقا ولا أثرا ، فتوكّلت على اللّه عزّ وجلّ وقلت : أسير حيث وجّهني.

ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنّها قريبة عهد بغيث وإذا تربتها أطيب تربة ، ونظرت في سواء تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنّه سيف ، فقلت :

يا ليت ، شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به فقصدته ، فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلّمت عليهما فردّا عليّ ردّا جميلا ، وقالا : اجلس فقد أراد اللّه بك خيرا ، وقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد ، ثمّ خرج فقال : قم فادخل ، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بناء ولا أضوأ منه ، وتقدّم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه ، ثمّ قال لي : ادخل ، فدخلت البيت فإذا فتى جالس في وسط البيت وقد علّق على رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمسّ رأسه ، والفتى بدر يلوح في ظلام ، فسلّمت فردّ السّلام بألطف الكلام وأحسنه ، ثمّ قال لي : « أتدري من أنا؟ »

فقلت : لا واللّه.

فقال : « أنا القائم من آل محمّد صلی اللّه علیه و آله ، أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - فأملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ».

فسقطت على وجهي وتعفّرت ، فقال : « لا تفعل ، ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها : همذان ».

ص: 119

قلت : صدقت يا سيّدي ومولاي.

قال : « فتحبّ أن تئوب إلى أهلك؟ »

قلت : نعم يا سيّدي ، وأبشّرهم بما أتاح اللّه عزّ وجلّ لي. فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرّة ، وخرج ومشى معي خطوات فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة مسجد ، فقال : أتعرف هذا البلد؟

قلت : إنّ بقرب بلدنا بلدة تعرف بأستاباد وهي تشبهها.

قال : فقال : هذه أستاباد امض راشدا. فالتفتّ فلم أره ، ودخلت أستاباد وإذا في الصرّة أربعون أو خمسون دينارا ، فوردت همذان وجمعت أهلي وبشّرتهم بما أتاح اللّه لي ويسرّه عزّ وجلّ ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير (1).

ومنها : الخبر المشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغروي : كان رجل من أهل الخير والصلاح ويدعى حسين له عيال وأطفال ، فأصابه فالج فمكث مدّة لا يقدر على القيام وإنّما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته ، ومكث على ذلك مدّة مديدة ، فدخل على عياله وأهله بذلك شدّة شديدة واحتاجوا إلى الناس واشتدّ عليهم البأس ، فلمّا كان سنة عشرين وسبعمائة هجريّة في ليلة من لياليها بعد ربع الليل نبّه عياله ، فانتبهوا في الدار فإذا الدار والسطح قد امتلأ نورا يأخذ بالأبصار ، فقالوا : ما الخبر؟

فقال : إنّ الإمام علیه السلام جاءني وقال لي : « قم يا حسين ».

فقلت : يا سيّدي ، أتراني أقدر على القيام؟ فأخذ بيدي وأقامني فذهب ما بي وها أنا صحيح على أتمّ ما ينبغي (2).

ومنها : ما قال الفاضل العلاّمة في « البحار » :

ص: 120


1- « بحار الأنوار » 52 : 40 - 42 ، ح 30 ، نقلا عن « كمال الدين » 2 : 453 - 454 ، ح 20.
2- المصدر السابق : 73 - 74 ، ذيل ح 55.

من الحكايات التي سمعتها عمّن قرب من زماننا : ما أخبرني جماعة عن السيّد الفاضل أمير علاّم ، قال : كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغريّ - على مشرّفها السّلام - وقد ذهب كثير من الليل ، فبينا أنا أجول فيها إذ رأيت شخصا مقبلا نحو الروضة المقدّسة فأقبلت إليه ، فلمّا قربت منه عرفت أنّه أستاذنا الفاضل العالم التقيّ الزكيّ مولانا أحمد الأردبيلي - قدّس اللّه روحه - فأخفيت نفسي عنه حتّى أتى الباب وكان مغلقا فانفتح له عند وصوله إليه ، ودخل الروضة فسمعته يتكلّم كأنّه يناجي أحدا ، ثمّ خرج وأغلق الباب ، فمشيت خلفه حتّى خرج من الغريّ وتوجّه نحو مسجد الكوفة ، فكنت خلفه بحيث لا يراني حتّى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين علیه السلام عنده ومكث طويلا ، ثمّ رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغريّ فكنت خلفه حتّى قرب من الحنّانة فأخذني سعال لم أقدر على دفعه فالتفت إليّ فعرفني ، فقال : أنت مير علاّم؟ قلت : نعم. قال : ما تصنع هاهنا؟

قلت : كنت معك حيث دخلت الروضة المقدّسة إلى الآن ، وأقسم عليك بحقّ صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك في تلك الليلة من البداية إلى النهاية.

فقال : أخبرك على أن لا تخبر أحدا ما دمت حيّا ، فلمّا توثّق ذلك منّي قال : كنت أفكّر في بعض المسائل وقد أغلقت عليّ ، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين علیه السلام وأسأله عن ذلك ، فلمّا وصلت إلى الباب فتح لي بغير مفتاح كما رأيت فدخلت الروضة ، وابتهلت إلى اللّه تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك ، فسمعت صوتا من القبر أن ائت مسجد الكوفة واسأل عن القائم علیه السلام فإنّه إمام زمانك ، فأتيت عند المحراب وسألته عنها وأجبت ، وها أنا أرجع إلى بيتي (1).

ومنها : ما قال الفاضل العلاّمة في « البحار » :

ص: 121


1- « بحار الأنوار » 52 : 174 - 175 ، باب نادر فيمن رآه علیه السلام قريبا من زماننا.

أخبرني بعض الأفاضل الكرام والثقات الأعلام ، قال : أخبرني بعض من أثق به ، يرويه عمّن يثق به ويطريه أنّه قال : لمّا كانت بلدة البحرين تحت ولاية الإفرنج جعلوا واليها رجلا من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها ، وأصلح بحال أهلها ، وكان هذا الوالي من النواصب ، وله وزير أشدّ نصبا منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبّهم لأهل البيت علیهم السلام ، ويحتال في إهلاكهم وإضرارهم بكلّ حيلة ، فلمّا كان في بعض الأيّام دخل الوزير على الوالي وبيده رمّانة فأعطاها الوالي ، فإذا كان مكتوبا عليها : لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ خلفاء رسول اللّه.

فتأمّل الوالي ورأى الكتابة من أصل الرمّانة بحيث لا يحتمل عنده أن يكون من صناعة بشر ، فتعجّب من ذلك وقال للوزير : هذه آية بيّنة وحجّة قويّة على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين؟

فقال له : أصلحك اللّه إنّ هؤلاء جماعة متعصّبون ينكرون البراهين ، وينبغي لك أن تحضرهم وتريهم هذه الرمّانة ، فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل ، وإن أبوا إلاّ المقام على ضلالتهم فخيّرهم بين الثلاث : إمّا أن يؤدّوا الجزية وهم صاغرون ، أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البيّنة التي لا محيص لهم عنها ، أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم ونأخذ بالغنيمة أموالهم.

فاستحسن الوالي رأيه ، وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمّانة ، وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف : من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفّار ، فتحيّروا في أمرها فلم يقدروا على جواب وتغيّرت وجوههم وارتعدت فرائصهم. فقال كبراؤهم : أمهلنا أيّها الأمير ثلاثة أيّام لعلّنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلاّ فاحكم فينا ما شئت.

فأمهلهم ، فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحيّرين فاجتمعوا في مجلس

ص: 122

وأجالوا الرأي في ذلك ، فاتّفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهّادهم عشرة ففعلوا ، ثمّ اختاروا من العشرة ثلاثة ، فقالوا لأحدهم : اخرج الليلة إلى الصحراء واعبد اللّه فيها واستغث بإمام زماننا وحجّة اللّه علينا ، لعلّه يبيّن لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء ، فخرج وبات طول ليلته متعبّدا خاشعا داعيا باكيا يدعو اللّه ويستغيث بالإمام علیه السلام حتّى أصبح ولم ير شيئا ، فأتاهم وأخبرهم.

فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبه ولم يأتهم بخبر ، فازداد قلقهم وجزعهم فأحضروا الثالث وكان تقيّا فاضلا اسمه محمّد بن عيسى ، فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة ، فدعا وبكى وتوسّل إلى اللّه تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البليّة عنهم واستغاث بصاحب الزمان علیه السلام فلمّا كان آخر الليل إذ هو برجل يخاطبه ويقول : « يا محمّد بن عيسى ، ما لي أراك على هذه الحالة؟ لما ذا خرجت إلى هذه البريّة؟ ».

فقال له : أيّها الرجل ، دعني فإنّي خرجت لأمر عظيم وخطب جسيم لا أذكره إلاّ لإمامي ولا أشكوه إلاّ إلى من يقدر على كشفه عنّي.

فقال : « يا محمّد بن عيسى ، أنا صاحب الزمان فاذكر حاجتك ».

فقال : إن كنت هو فأنت تعلم قصّتي ولا تحتاج إلى أن أشرحها لك.

فقال له : « نعم ، خرجت لمّا دهمكم من أمر الرمّانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به ».

قال : فلمّا سمعت ذلك توجّهت إليه ، وقلت : نعم يا مولاي ، قد تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنّا.

فقال علیه السلام : « يا محمّد بن عيسى ، إنّ الوزير - لعنه اللّه - في داره شجرة رمّان ، فلمّا حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمّانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كلّ نصف بعض تلك الكتابة ، ثمّ وضعهما على الرمّانة وشدّهما عليها وهي صغيرة فأثّر فيها وصارت هكذا. فإذا مضيتم غدا إلى الوالي فقل له : جئتك بالجواب

ص: 123

ولكنّي لا أبديه إلاّ في دار الوزير ، فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك ترى فيها غرفة ، فقل للوالي : لا أجيبك إلاّ في تلك الغرفة ، وسيأبى الوزير عن ذلك وأنت بالغ في ذلك ولم ترض إلاّ بصعودها ، فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه وحده يتقدّم عليك ، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوّة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ، ثمّ ضعها أمام الوالي وضع الرمّانة فيها لينكشف له جليّة الحال.

وأيضا يا محمّد بن عيسى ، قل للوالي : إنّ لنا معجزة أخرى وهي أنّ هذه الرمّانة ليس فيها إلاّ الرماد والدخان ، وإن أردت صحّة ذلك فأمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته ».

فلمّا سمع محمّد بن عيسى ذلك من الإمام علیه السلام فرح فرحا شديدا وقبّل بين يدي الإمام علیه السلام فانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور ، فلمّا أصبحوا مضوا إلى الوالي ، وفعل محمّد بن عيسى كلّ ما أمره الإمام علیه السلام وظهر كلّ ما أخبره ، فالتفت الوالي إلى محمّد بن عيسى وقال : من أخبرك بهذا؟

فقال : إمام زماننا وحجّة اللّه علينا.

فقال : ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمّة واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر علیهم السلام ، فقال : الوالي : مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا صلی اللّه علیه و آله عبده ورسوله ، وأنّ الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين عليّ علیه السلام ثمّ أقرّ بالأئمّة علیهم السلام إلى آخرهم وحسن إيمانه وأمر بقتل الوزير واعتذر إلى أهل البحرين وأحسن إليهم وأكرمهم.

قال : وهذه القصّة مشهورة عند أهل البحرين ، وقبر محمّد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس (1).

ص: 124


1- « بحار الأنوار » 52 : 178 - 180 ، باب نادر فيمن رآه علیه السلام قريبا من زماننا.

[ فضائل سائر الأئمّة في الصواعق المحرقة ]

اعلم : أنّ ابن حجر ذكر في صواعقه نبذا من فضائل سائر الأئمّة علیهم السلام ينبغي ذكرها ؛ لما مرّ من أنّ « الفضل ما شهدت به الأعداء » ؛ حيث قال في بيان ما يتعلّق بمولانا الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام :

إنّه آخر الخلفاء الراشدين بنصّ جدّه صلی اللّه علیه و آله ، ولي الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعة أهل الكوفة فأقام بها ستّة أشهر وأيّاما ، خليفة حقّ وإمام عدل وصدق تحقيقا لما أخبر به جدّه الصادق المصدوق صلی اللّه علیه و آله بقوله : « الخلافة بعدي ثلاثون سنة » ، فإنّ تلك الستّة أشهر هي المكمّلة ، فكانت خلافته منصوصا عليها وقام عليها إجماع من ذكر فلا مرية في حقيّتها ؛ ولذا أناب معاوية عنه وأقرّ له بذلك ثمّ ذكر الأحاديث الواردة في فضائله (1).

ومنها : أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله كان على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرّة وإليه مرّة ويقول : « إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ اللّه أن يصلح به بين فئتين من المسلمين » (2).

ومنها : أنّه قال صلی اللّه علیه و آله : « هما ريحانتاي من الدنيا » ، (3) يعني الحسن والحسين علیهماالسلام .

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله قال : « الحسن والحسين علیهماالسلام سيّدا شباب أهل الجنّة » (4).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله قال في حالة كون الحسن والحسين على وركيه : « هذان ابناي وابنا ابنتي اللّهمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما » (5).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله سئل : أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال : « الحسن والحسين » (6).

ص: 125


1- « الصواعق المحرقة » : 135 - 136.
2- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « صحيح البخاري » 3 : 1369 ، ح 3536.
3- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « صحيح البخاري » 3 : 1371 ، ح 3543.
4- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « سنن الترمذي » 5 : 656 ، ح 3768.
5- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « سنن الترمذي » 5 : 657 ، ح 3769.
6- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « سنن الترمذي » 5 : 658 ، ح 3772.

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله أقبل وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل فقال : نعم المركب ركبت يا غلام ، فقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « ونعم الراكب » (1).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله كان يصلّي فيجيء الحسن وهو ساجد وهو إذ ذاك صغير ، فيجلس على ظهره ومرّة على رقبته ، فيرفعه النبيّ صلی اللّه علیه و آله رفعا رقيقا فلمّا فرغ من الصلاة قالوا : يا رسول اللّه ، إنّك تصنع بهذا الصبيّ شيئا لا تصنعه بأحد؟ فقال النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « إنّ هذا ريحانتي وإنّ هذا ابني سيّد ، وحسبي أن يصلح اللّه تعالى به بين فئتين من المسلمين » (2). إلى غير ذلك (3).

ثمّ ذكر بعض آثاره وأنّه علیه السلام كان مطلاقا للنساء ، وكان لا يفارق امرأة إلاّ وهي تحبّه ، وأحصوها تسعين امرأة. وقال عليّ علیه السلام : « يا أهل الكوفة ، لا تزوّجوا الحسن فإنّه رجل مطلاق » ، (4) فقال رجل من همذان نزوّجه فما رضي أمسك وما كره طلّق ، (5) إلى غير ذلك ممّا دلّ على حلمه وكرمه وزهده ووقاره.

ثمّ ذكر الآيات الواردة في فضائل أهل البيت كآية التطهير والمباهلة والمودّة في القربة وغيرها (6) ، ثمّ ذكر الأحاديث الواردة فيهم إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قال : « إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك » (7). وفي أخرى : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (8).

ص: 126


1- « الصواعق المحرقة » : 137 ؛ « المستدرك » للحاكم النيسابوري 4 : 162 ، باب حبّ الصبيان من رحمة اللّه تعالى ، ح 4847.
2- « الصواعق المحرقة » : 138 ؛ « حلية الأولياء » 2 : 35 ، ح 132.
3- راجع « الصواعق المحرقة » : 138.
4- « الصواعق المحرقة » : 139 ؛ « بحار الأنوار » 6 : 56 ، باب تطليق المرأة غير الموافقة ، ح 5.
5- « الصواعق المحرقة » : 139 - 140.
6- المصدر السابق : 143 - 171.
7- « الصواعق المحرقة » : 186 ؛ « المناقب » لابن المغازلي : 148 ، ح 1291.
8- « الصواعق المحرقة » : 186 ؛ « المستدرك » للحاكم النيسابوري 3 : 81 ، باب مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، ح 3365 ؛ « تأريخ بغداد » 12 : 91 ؛ « المناقب » لابن المغازلي : 149 ، ح 175.

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله : « من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب في الدنيا فعليّ مكافأته إذا لقيني » (1).

ومنها : أنّه قال صلی اللّه علیه و آله : « النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمّتي » (2).

ومنها : أنّه [ قال ] صلی اللّه علیه و آله : « أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّا لأهل بيتي ولأصحابي » (3).

ومنها : أنّه قال : « إنّ هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قطّ قبل هذه الليلة استأذن ربّه أن يسلّم عليّ ويبشّرني بأنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة ، وأنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (4).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله قال : « أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم » (5).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله قال : « كلّ بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم إلاّ ولد فاطمة فإنّي أنا وليّهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم » (6).

ومنها : أنّه صلی اللّه علیه و آله قال : « فاطمة بضعة منّي يبغضني من يبغضها ويغبطني من يغبطها » (7).

ومنها : رواية عليّ علیه السلام أنه صلی اللّه علیه و آله قال : « من آذى شعرة منّي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه » (8).

إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على غاية جلالتهم ونهاية فضيلتهم.

ثمّ ذكر أحوال مولانا الحسين علیه السلام وقضيّة كربلاء وحمل رأسه إلى ابن زياد ويزيد

ص: 127


1- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « تأريخ بغداد » 10 : 103.
2- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « المستدرك » للحاكم النيسابوري 3 : 149.
3- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « كنز العمّال » 12 : 96 ، ح 34157.
4- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « سنن الترمذي » 5 : 661 - 662 ، ح 3781.
5- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « سنن الترمذي » 5 : 360 ، ح 3962.
6- « الصواعق المحرقة » : 188 ؛ « المعجم الكبير » للطبراني 22 : 423 ، ح 1042.
7- « الصواعق المحرقة » : 188 ، مع اختلاف ؛ « سنن الترمذي » 5 : 360 ، ح 3961.
8- « الصواعق المحرقة » : 187 ؛ « الأمالي » للصدوق : 451 ، المجلس 16 ، ح 1006.

وأخذ راهب الدير له في أثناء الطريق عارية في ليلة بعوض عشرة آلاف دينار وتغسيله له وتطييبه ، ووضعه على فخذه والنور منه ساطع إلى السماء وإسلامه لذلك ، وخروجه من الدير وخدمته لأهل البيت (1).

ثمّ ذكر أحوال مولانا سيّد الساجدين زين العابدين علیه السلام ، وأنّ عبد الملك حمله مقيّدا من المدينة بأثقلة من حديد ووكّل به حفظة ، فدخل عليه الزهري لوداعه ، فبكى وقال : وددت أنّي مكانك ، فقال : « أو تظنّ أنّ ذلك يكربني لو شئت لما كان وأنّه ليذكّرني عذاب اللّه ».

ثمّ أخرج رجليه من القيد وفكّ يده من الغلّ ، ثمّ قال : لأجزت معهم على هذا يومين من المدينة ، فما مضى يومان إلاّ وفقدوه حين طلع الفجر وهم يرصدونه ، فطلبوه فلم يجدوه ، فقال الزهري فقدمت على عبد الملك فسألني عنه فأخبرته ، فقال : قد جاءني يوم فقده الأعوان فدخل عليّ فقال : « ما أنا وأنت؟ » فقلت : أقم عندي ، فقال : « لا أحبّ ».

ثمّ خرج ، فو اللّه لقد امتلأ قلبي منه خيفة ، ومن ثمّ كتب عبد الملك للحجّاج أن تجنّب دماء بني عبد المطّلب وأمره بكتم ذلك ، فكوشف به زين العابدين فكتب إليه : « أنّك كتبت للحجّاج يوم كذا أمرا في حقّنا بني عبد المطّلب بكذا وكذا وقد شكر اللّه لك ذلك » ، وأرسل به إليه ، فلمّا وقف عليه وجد تأريخه موافقا لتأريخ كتابه للحجّاج ، ووجد مخرج الغلام موافقا لمخرج رسوله للحجّاج ، فعلم أنّ زين العابدين كوشف بسرّه ، فسر به وأرسل إليه مع غلامه يوقر راحلته دراهم وكسوة ، وسأله أن لا يخليه من صالح دعائه (2).

وقال الفرزدق في شأنه إذ أقبل حتّى استلم وتنحّى له الناس الذين كان عند

ص: 128


1- « الصواعق المحرقة » : 192 - 200.
2- المصدر السابق : 200.

هشام ، نظم :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحلّ والحرم

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم *** هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم

إذا رأته قريش قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

ينمى إلى ذروة العز التي قصرت *** عن نيلها عرب الإسلام والعجم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله *** بجدّه أنبياء اللّه قد ختموا

فليس قولك من هذا بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم (1)

ثمّ ذكر أحوال مولانا الباقر علیه السلام فقال : هو باقر العلوم وجامعه ، وعمر بطاعة اللّه أوقاته ، وله من مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين ، وكفاه شرفا أنّه قال [ له ] جابر - وهو صغير - : رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يسلّم عليك فقيل له : وكيف ذاك؟ قال : كنت جالسا عنده ، والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال : « يا جابر ، يولد له مولود اسمه عليّ ، إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : ليقم زين العابدين فيقوم ولده ، ثمّ يولد له ولد اسمه محمّد فإذا أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السّلام » (2).

ثمّ ذكر أحوال مولانا الصادق علیه السلام وفضله وكماله ، ثمّ حكى عن الليث بن سعد أنّه قال : حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ، فلمّا صلّيت العصر في المسجد رقيت أبا قبيس فإذا رجل جالس يدعو ، فقال : « يا ربّ يا ربّ » ، حتّى انقطع نفسه ، ثمّ قال : « يا حيّ يا حيّ » ، حتّى انقطع نفسه ، ثمّ قال : « إلهي إنّي أشتهي العنب فأطعمنيه ، اللّهمّ وإنّ برداي قد خلقا فاكسني ».

قال الليث : فو اللّه ما استتمّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّة مملوءة عنبا وليس على الأرض يومئذ عنب وإذا ببردان موضوعان لم أر مثلهما في الدنيا ، فأراد أن يأكل

ص: 129


1- « الصواعق المحرقة » : 200.
2- « الصواعق المحرقة » : 201 ؛ « بحار الأنوار » 46 : 125.

فقلت : أنا شريكك فقال : « ولم؟ » فقلت : لأنّك دعوت وكنت أؤمّن ، قال : « فتقدّم وكل » ، فتقدّمت وأكلت عنبا لم آكل مثله قطّ ما كان له عجم ، فأكلنا حتّى شبعنا ولم تتغيّر السلّة ، فقال : « لا تدّخر ولا تخبّئ منه شيئا ».

ثمّ أخذ أحد البردين ودفع إليّ الآخر فقلت : أنا بي غنى عنه فاتّزر بأحدهما وارتد بالآخر وأعطى برديه الخلقين فقيرا سأله ، قلت : من هذا؟ قال : جعفر الصادق علیه السلام فطلبته بعد ذلك لأسمع منه شيئا فلم أقدر عليه (1).

ثمّ ذكر أحوال مولانا الكاظم علیه السلام قال : سمّي كاظما لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند اللّه ، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم.

قال : ومن بديع كراماته ما حكي من شقيق البلخي أنّه خرج حاجّا سنة تسع وأربعين ومائة فرآه بالقادسية منفردا عن الناس ، فقال في نفسه : هذا فتى من الصوفيّة يريد أن يكون كلاّ على الناس لأمضينّ إليه ولأوبخنّه فمضى إليه ، فقال : « يا شقيق ، ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ ) » الآية ، (2) فأراد أن يحاللّه فغاب عن عينيه ، فما رآه إلاّ بواقصة يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تتحادر ، فجاء إليه ليعتذر فخفّف صلاته وقال له : « ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ ) » الآية ، (3) فلمّا نزلوا زبالة رآه على بئر سقطت ركوته فيها فدعا فطغى الماء حتّى أخذها فتوضّأ وصلّى أربع ركعات ، ثمّ مال إلى كثيب رمل فطرح منه فيها وشرب ، فقلت : أطعمني من فضل ما رزقك اللّه تعالى ، فقال : « يا شقيق ، لم تزل أنعم اللّه علينا ظاهرة فأحسن ظنّك بربّك » فناولنيها ، فشربت منها فإذا سويق وسكّر ما شربت واللّه ألذّ منه ولا أطيب ريحا ، فشبعت ورويت وأقمت أيّاما لا أشتهي شرابا ولا طعاما ، ثمّ لم أره إلاّ بمكّة وهو بغلمان

ص: 130


1- « الصواعق المحرقة » : 201 - 203.
2- الحجرات (49) : 12.
3- طه (20) : 82.

وغاشية وأمور على خلاف ما كان عليه بالطريق (1).

ثمّ ذكر أحوال مولانا الرضا علیه السلام قال : وهو أنبههم - أي أولاد مولانا الكاظم علیه السلام وهم سبعة وثلاثون - ذكرا وأجلّهم قدرا ، ومن ثمّ أحلّه المأمون محلّ مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوّض إليه أمر خلافته ، فإنّه كتب بيده كتابا سنة إحدى ومائتين بأنّ عليّا الرضا علیه السلام وليّ عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين (2).

وقال : قيل للمتوكّل : جرّب فيه ما يقال : إنّ اللّه حرّم لحم أولاد الحسين على السباع ، فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره ، ثمّ دعاه فلمّا دخل أغلق الباب عليه والسباع قد أصمّت الأسماع من زئيرها ، فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت ، فتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمّه ، ثمّ ربضت فصعد للمتوكّل وتحدّث معه ساعة ، ثمّ نزل ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة ، فقيل للمتوكّل : افعل كما فعل ابن عمّك فلم يجرأ عليه ، وقال : أتريدون قتلي؟ ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك (3).

وقيل : إنّ صاحب هذه القصّة هو عليّ العسكري ؛ لأنّ الرضا علیه السلام توفّي في خلافة المأمون اتّفاقا ولم يدرك المتوكّل (4).

ثمّ ذكر أحوال مولانا الجواد محمّد التقيّ علیه السلام وقال : وممّا اتّفق أنّه بعد موت أبيه بسنة كان واقفا والصبيان يلعبون في أزقّة بغداد إذ مرّ المأمون ، ففرّوا ووقف محمّد - وعمره تسع سنين - فألقى اللّه محبّته في قلبه ، فقال له : يا غلام ، ما منعك من الانصراف؟ فقال له مسرعا : « يا أمير المؤمنين ، لم يكن في الطريق ضيق فأوسّعه لك ، وليس لي جرم فأخشاك ، والظنّ بك حسن أن لا تضرّ من لا ذنب له » ، فأعجبه كلامه

ص: 131


1- « الصواعق المحرقة » : 203 - 204.
2- المصدر السابق : 204.
3- المصدر السابق : 205.
4- المصدر السابق.

وحسن صورته ، فقال له : ما اسمك واسم أبيك؟ قال : « محمّد بن عليّ الرضا علیه السلام » ، فترحّم على أبيه وساق جواده وكان معه بزاة للصّيد.

فلمّا بعد عن العمار أرسل بازا على درّاجة فغاب عنه ، ثمّ عاد من الجوّ في منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء الحياة ، فتعجّب من ذلك غاية التعجّب ، ورجع فرأى الصبيان على حالهم ومحمّد عندهم ففرّوا إلاّ محمّدا ، فدنا منه فقال : يا محمّد ، ما في يدي؟ قال : « يا أمير المؤمنين ، إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته سمكا صغارا يصيدها بزاة الملوك والخلفاء فيختبر بها سلالة أهل بيت المصطفى علیه السلام ».

فقال له : أنت ابن الرضا حقّا. وأخذه معه ، وأحسن إليه وبالغ في إكرامه ، ولم يزل مشفقا به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنّه ، وعزم على تزويجه ابنته أمّ الفضل ، وصمّم على ذلك فمنعه العبّاسيّون من ذلك ؛ خوفا من أنّه يعهد إليه كما عهد إلى أبيه ، فذكر لهم إنّما اختاره لتميّزه على كافّة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما على صغر سنّة ، فتنازعوا في اتّصاف محمّد بذلك ، ثمّ تواعدوا على أن يرسلوا إليه يحيى بن أكثم ، ووعدوه بشيء كثير إن قطع لهم محمّدا ، فحضروا للخليفة ومعهم ابن أكثم وخواصّ الدولة ، فأمر المأمون بفراش حسن لمحمّد فجلس عليه فسأله يحيى مسائل أجابه عنها بأحسن جواب وأوضحه.

فقال له الخليفة : أحسنت أبا جعفر ، فإن أردت أن تسأل يحيى ولو بمسألة واحدة فقال : « ما تقول في رجل نظر إلى امرأة أوّل النهار حراما ، ثمّ حلّت له عند ارتفاعه ، ثمّ حرمت عليه عند الظهر ، ثم حلّت له عند العصر ، ثمّ حرمت عليه في المغرب ، ثمّ حلّت له العشاء ، ثمّ حرمت عليه نصف الليل ، ثمّ حلّت له الفجر؟ ».

فقال يحيى : لا أدري ، فقال محمّد : « هي أمة نظرها أجنبيّ بشهوة وهي حرام ، ثمّ اشتراها ارتفاع النهار ، وأعتقها الظهر ، وتزوّجها [ العصر ] ، وظاهر منها المغرب ، وكفّر العشاء ، وطلّقها رجعيّا نصف الليل ، وراجعها الفجر ».

ص: 132

فعند ذلك قال المأمون للعبّاسيّين : قد عرفتم ما كنتم تنكرونه ، ثمّ زوّجه في ذلك المجلس ابنته أمّ الفضل ، ثمّ توجّه بها إلى المدينة ، فأرسلت تشتكي منه لأبيها أنّه تسرّى عليها ، فأرسل إليها أبوها : أنا لم أزوّجك له لتحرّمي عليه حلالا فلا تعودي لمثله.

قال : يقال : إنّه سمّ عن ذكرين وبنتين (1).

ثمّ ذكر أحوال مولانا [ عليّ ] العسكري علیه السلام واستصوب كونه ممتحنا بقضيّة السباع.

ثمّ ذكر أحوال مولانا الحسن العسكري علیه السلام قال : وقع لبهلول معه أنّه رآه وهو صبيّ يبكي والصبيان يلعبون فظنّ أنّه يتحسّر على ما في أيديهم ، فقال : أشتري لك ما تلعب به ، فقال : « يا قليل العقل ، ما للعب خلقنا » ، فقال له : فلما ذا خلقنا؟ قال : « للعلم والعبادة » ، فقال له : من أين لك ذلك؟ قال : « من قول اللّه تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ) (2) ».

ثمّ سأله أن يعظه فوعظه بأبيات ، ثمّ خرّ الحسن مغشيّا عليه ، فلمّا أفاق قال له : ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟ فقال : « إليك عنّي ، إنّي رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتّقد إلاّ بالصغار ، وإنّي أخشى أن أكون من صغار حطب جهنّم » (3).

ولمّا حبس قحط الناس بسرّ من رأى قحطا شديدا فأمر الخليفة المعتمد بن المتوكّل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيّام فلم يسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب كلّما مدّ يده إلى السماء هطلت ، ثمّ في اليوم الثاني كذلك ، فشكّ بعض الجهلة فارتدّ بعضهم ، فشقّ ذلك على الخليفة ، فأمر بإحضار الحسن الخالص وقال له :

ص: 133


1- « الصواعق المحرقة » : 206.
2- المؤمنون (23) : 115.
3- « الصواعق المحرقة » : 206 - 207.

أدرك أمّة جدّك صلی اللّه علیه و آله قبل أن يهلكوا ، فقال الحسن : « يخرجون غدا وأزيل الشكّ إن شاء اللّه ».

وكلّم الخليفة في إطلاق أصحابه من السجن فأطلقهم ، فلمّا خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيّمت السماء ، فأمر الحسن علیه السلام بالقبض على يده فإذا فيها عظم آدميّ ، فأخذه من يده وقال : استسق فرفع يده فزال الغيم وطلعت الشمس ، فتعجّب الناس من ذلك.

فقال الخليفة للحسن : ما هذا يا أبا محمّد؟

فقال : « هذا عظم نبيّ ظفر به هذا الراهب من بعض القبور ، وما كشف عن عظم نبيّ تحت السماء إلاّ هطلت بالمطر » ، فامتحنوا ذلك العظم فكان كما قال وزالت الشبهة عن الناس ، ورجع الحسن إلى داره ، وأقام عزيزا مكرّما وصلات الخليفة تصل إليه كلّ وقت إلى أن مات بسرّ من رأى ودفن عند أبيه ، وعمره ثمان وعشرون سنة ، ويقال : إنّه سمّ أيضا (1).

ثمّ ذكر أحوال مولانا صاحب الزمان علیه السلام وقال : عمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه اللّه الحكمة (2).

وعن النبي صلی اللّه علیه و آله وآله أنّه قال : « لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتّى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي » (3).

وفي بعض الأخبار الأخر زيادة « واسم أبيه اسم أبي » (4).

وعنه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « سيكون بعدي خلفاء ، ومن بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض

ص: 134


1- المصدر السابق : 207 - 208.
2- المصدر السابق : 208.
3- « الصواعق المحرقة » : 163 ؛ « سنن الترمذي » 4 : 505 ، ح 2230 ؛ « سنن أبي داود » 4 : 104 ، ح 4282.
4- « الصواعق المحرقة » : 163 ؛ « سنن أبي داود » 4 : 104 ، ح 4282 ؛ « كنز العمّال » 14 : 266 ، ح 38661.

قسطا وعدلا كما ملئت جورا » (1).

وعنه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « المهديّ رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدرّيّ » (2).

وعنه صلی اللّه علیه و آله أيضا أنّه قال : « المهديّ من ولد العبّاس عمّي » (3).

والتعارض بينهما مدفوع بأنّهما مهديّان أحدهما من آل النبيّ والآخر عمر بن عبد العزيز الملقّب بالمهديّ إشارة إلى أنّه محتاج إلى الهادي وحمل الخبر « لا مهديّ إلاّ عيسى بن مريم » ، على أنّ المراد ولا مهديّ كامل الكمال المطلق إلاّ عيسى (4).

وذكر قبل ذلك عند ذكر قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) (5) وذكر قول جمع من المفسّرين أنّه نزل في المهديّ اختلاف الناس في أنّ المهديّ (6) من ولد فاطمة يخرج ويبايعه ناس من أهل مكّة بين الركن والمقام أو عمر بن عبد العزيز واسمه محمّد بن عبد اللّه بن المنصور فيوافق ما ورد : « أنّ اسمه يوافق اسمي واسم أبيه اسم أبي » (7).

ثمّ ذكر عن بعض أنّه قال : والشيعة ترى فيه أنّه المنتظر والقائم المهديّ وهو صاحب السرداب عندهم ، وأقاويلهم فيه كثيرة ، وهم ينتظرون خروجه آخر الزمان من السرداب بسرّ من رأى.

وعن بعض أنّ مولانا العسكريّ علیه السلام لم يكن له ولد لطلب أخيه جعفر ميراثه من تركته لمّا مات (8).

ص: 135


1- « الصواعق المحرقة » : 166 ؛ « المعجم الكبير » للطبراني 22 : 375 ، ح 137 ؛ « كنز العمّال » 14 : 274 ، ح 38704.
2- « الصواعق المحرقة » : 164 ؛ « كنز العمّال » 14 : 264 ، ح 38666.
3- « الصواعق المحرقة » : 166 ؛ « كنز العمّال » ، ح 38663.
4- انظر « الصواعق المحرقة » : 165.
5- الزخرف (43) : 61.
6- « الصواعق المحرقة » : 162.
7- المصدر السابق : 165 - 166.
8- المصدر السابق : 167 - 168.

ثمّ قال : والحاصل أنّهم تنازعوا في المنتظر بعد وفاة العسكري على عشرين فرقة ، وأنّ الجمهور غير الإماميّة على أنّ المهديّ غير الحجّة. فذكر تمسّكهم بكون غيبة شخص هذه المدّة المديدة من خوارق العادة ، وأنّه لو كان هو لوصفه النبيّ صلی اللّه علیه و آله بذلك ، وأنّ المقرّر في الشريعة المطهّرة أنّ الصغير لا تصحّ ولايته فكيف تجوز إمامة من عمره خمس سنين؟! وكيف يصحّ أن يقال : إنّه أوتي الحكم صبيّا مع أنّه لم يخبر به؟! ولقد أحسن القائل :

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** كلّمتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنّكم *** ثلّثتم العنقاء والغيلانا

وعن فرقة من الشيعة أنّ الإمام المهديّ هو أبو القاسم محمّد بن عليّ بن عمر بن الحسين السبط.

وعن فرقة أنّه محمّد بن الحنفيّة وأنّه بجبال رضوى (1) ، إلى غير ذلك.

ثمّ ذكر تعجّبه من قول الإماميّة من جهة كون مولانا صغيرا لم يظهر خرق العادة (2). ولا يخفى ما فيه بعد ملاحظة ما ذكرنا.

[ في أسرار الأئمّة عليهم السلام ]

اشارة

ثمّ اعلم أنّه ذكر في بعض كتب الأخبار لسائر الأئمّة الأطهار أيضا نبذا من الأسرار في فصول أخر.

فصل [1] : في أسرار مولانا الحسن المجتبى علیه السلام

فمن ذلك أنّ معاوية لعنه اللّه لمّا أراد حرب عليّ علیه السلام وجمع أهل الشام سمع بذلك ملك الروم فقيل له : رجلان قد خرجا يطلبان الملك ، فقال : من أين؟ فقيل له :

ص: 136


1- المصدر السابق : 168.
2- المصدر السابق : 169.

بالكوفة رجل ، وبالشام رجل ، فقال : صفوهما ، فوصفوهما ، فقال : الشامي مبطل والحقّ في يد الكوفي.

ثمّ كتب إلى معاوية أن ابعث إليّ أعلم أهل بيتك وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إليّ أعلم أهل بيتك ؛ حتّى أجمع بينكما وأنظر في الإنجيل من أحقّ بالملك منكما وأخبركما؟

فبعث إليه معاوية ابنه يزيد لعنهما اللّه ، وبعث إليه أمير المؤمنين ابنه الحسن علیهماالسلام فلمّا دخل يزيد أخذ بيده وقبّلها ثمّ قبّل رأسه ، ولمّا دخل الحسن علیه السلام قام الرومي وانحنى على قدميه فقبّلهما ، فجلس الحسن علیه السلام لا يرفع بصره ، فلمّا نظر ملك الروم إليهما ثمّ أخرجهما ثمّ استدعى يزيد وحده وأخرج له 313 صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وصورهم قد زيّنت بزينة كلّ نبيّ ، فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ، ثمّ سأله عن أرزاق العباد وعن أرواح المؤمنين وأرواح الكفّار أين تجتمع بعد الموت؟ فلم يعرف.

فدعا الحسن علیه السلام وقال : إنّما بدأت حتّى يعلم أنّك تعلم ما لا يعلم ، وأنّ أباك يعلم ما لا يعلم أبوه ، وأنّ أباك ربّاني هذه الأمّة ، وقد نظرت في الإنجيل فرأيت الرسول محمّدا والوزير عليّا ، ونظرت إلى الأوصياء فرأيت أباك فيها وصيّ محمّد ، فقال الحسن علیه السلام للرومي : « سلني عمّا بدا لك من علم التوراة والإنجيل والفرقان أخبرك ».

فدعا الأصنام ، فأوّل صنم عرضه عليه على صفة القمر فقال الحسن علیه السلام : « هذه صفة آدم أبي البشر ».

ثمّ عرض عليه آخر على صفة الشمس ، فقال : « هذه صفة حوّاء أمّ البشر ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة شيث بن آدم علیه السلام ، وهذا أوّل من بعث وكان عمره في الدنيا 1040 سنة ».

ص: 137

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة نوح علیه السلام صاحب السفينة وكان عمره في الدنيا 1400 ولبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة إبراهيم علیه السلام عريض الصدر طويل الجبهة ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة موسى بن عمران علیه السلام ، وكان عمره 245 وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة سنة ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة إسرائيل علیه السلام ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة يوسف علیه السلام ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة سليمان علیه السلام ».

ثمّ عرض عليه آخر ، فقال : « هذه صفة شعيب علیه السلام ».

ثمّ زكريّا علیه السلام ، ثمّ عيسى بن مريم روح اللّه علیه السلام وكلمته وكان عمره في الدنيا 32 سنة ثمّ رفعه اللّه إليه ثمّ يهبط إلى الأرض بدمشق ويقتل الدجّال ».

ثمّ عرضت عليه أصنام الأوصياء والوزراء فأخبر بأسمائها ، ثمّ عرضت عليه أصنام في صفة الملوك ، وقال له ملك الروم : هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة والإنجيل ، فقال الحسن علیه السلام : « هذه صفة الملوك ».

فقال الملك عند ذلك : أشهد لكم يا آل محمّد ، أنّكم أوتيتم علم الأوّلين والآخرين وعلم التوراة والإنجيل وصحف إبراهيم وألواح موسى ، وإنّا نجد في الإنجيل أنّ أوّل فتنة هذه الأمّة وثوب شيطانها الضليل على ملك بينهما واجتراؤه على ذرّيّته.

ثمّ قال للحسن علیه السلام أخبرني عن سبعة أشياء خلق اللّه تعالى لم تركض في رحم ، فقال علیه السلام : « آدم علیه السلام وحوّاء علیهماالسلام وكبش إسماعيل علیه السلام وناقة صالح علیه السلام وإبليس والحيّة والغراب الذي في القرآن ».

ثمّ سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن علیه السلام : « في السماء الرابعة ينزل بقدر

ص: 138

ويبسط بقدر ».

وسأله عن أرواح المؤمنين أين تكون؟ فقال علیه السلام : « تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كلّ ليلة جمعة وهي العرش الأدنى ، ومنها يبسط اللّه الأرض ويطوّلها وإليها المحشر ».

ثمّ سأله عن أرواح الكفّار ، فقال : « تجمع في وادي حضرموت عند مدينة اليمن ، ثمّ يبعث اللّه نارا من المشرق ونارا من المغرب وتتبعها ريح شديدة فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس ، فأهل الجنّة عن يمينها وأهل النار عن يسارها في تخوم الأرض السابعة ، فيفوق الناس عند الصخرة ، فمن وجبت له الجنّة دخلها ومن وجبت له النار دخلها ، وذلك قوله تعالى : ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) (1) ».

فالتفت الملك إلى يزيد لعنه اللّه وقال : هذا بقيّة الأنبياء وخليفة الأوصياء ووارث الأصفياء وثاني النقباء ورابع أهل الكساء والعالم بما في الأرض والسماء ، فلا يقاس هذا بمن طبع على قلبه وهو من الضالّين.

ثمّ كتب إلى معاوية : أنّ من آتاه اللّه العلم والحكمة بعد نبيّكم وحكم بالتوراة والإنجيل وأخبار الغيب فالحقّ والخلافة له ومن نازعه فإنّه آثم.

ثمّ كتب إلى أمير المؤمنين علیه السلام : إنّ الحقّ لك وأنّ الخلافة فيك وفي ولدك إلى يوم القيامة ، فقاتل من قاتلك يعذّبه اللّه بيدك ، ومن حاربك وعصاك فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين (2).

ومن ذلك كراماته علیه السلام ما روي عن مولانا الباقر علیه السلام : « أنّ جماعة من أهل الكوفة قالوا للحسن علیه السلام : يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ما عندك من أسرار عجائب أمير المؤمنين علیه السلام الذي كان يرينا إيّاها شيئا نريد أن ترينا إيّاه؟

ص: 139


1- الشورى (42) : 7.
2- « مشارق أنوار اليقين » : 86 - 88 ؛ « تفسير القمّي » 2 : 241 - 246 ، مع اختلاف.

فقال علیه السلام : هل تعرفون أمير المؤمنين علیه السلام ؟ فقالوا : نعم ، فرفع سترا كان على باب البيت ، فقال علیه السلام : انظروا ، فنظروا فإذا أمير المؤمنين علیه السلام ، فقالوا : هذا أمير المؤمنين لا يشكّ فيه ونشهد أنّك خليفته حقّا وصدقا » (1).

فصل [2] : في أسرار الحسين علیه السلام

فمن ذلك أنّه لمّا أراد الخروج إلى العراق ، قالت له أمّ سلمة : يا بنيّ ، لا تحزنّي بخروجك ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله [ يقول ] : « يقتل ولدي الحسين علیه السلام بالعراق » ، فقال لها الحسين علیه السلام : « يا أمّاه ، إنّي مقتول لا محالة وليس من الأمر المحتوم بدّ ، وإنّي لأعرف اليوم الذي أقتل فيه والحفرة التي أدفن فيها ، ومن يقتل معي من أهل بيتي وشيعتي ، وإن أردت أريك مضجعي ومكاني » ، ثمّ أشار بيده فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه ومكانه (2).

ومن ذلك من كتاب الراوندي أنّ رجلا جاء إلى الحسين علیه السلام فقال : إنّ أمّي توفّيت ولم توص بشيء غير أنّها أمرتني أن لا أحدث في أمرها حدثا حتّى أعلمك يا مولاي ، فجاء الحسين علیه السلام وأصحابه فرآها ميّتة ، فدعا اللّه ليحييها فإذا المرأة تتكلّم وقالت : ادخل يا مولاي ، ومرني بأمرك ، فدخل وجلس علیه السلام وقال لها : « أوص يرحمك اللّه » ، فقالت : يا سيّدي ، إنّ لي من المال كذا وكذا وقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت ، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك ، وإن كان مخالفا فلا حظّ للمخالف في أموال المؤمنين ، ثمّ سألته أن يتولّى أمرها وأن يصلّي عليها ، ثمّ صارت ميتة كما كانت (3).

ص: 140


1- « مشارق أنوار اليقين » : 88 ؛ « بحار الأنوار » 27 : 303.
2- « مشارق أنوار اليقين » : 88 ؛ « بحار الأنوار » 44 : 331.
3- « الخرائج والجرائح » 1 : 245 - 246 ، ح 1 ؛ « مشارق أنوار اليقين » : 88 - 89 ؛ « بحار الأنوار » 44 : 180 - 181.

فصل [3] : في أسرار عليّ بن الحسين علیهماالسلام

فمن ذلك ما رواه خالد بن عبد اللّه قال : كان عليّ بن الحسين علیه السلام حاجّا ، فجاء أصحابه فضربوا فسطاطه في ناحية ، فلمّا رآه علیه السلام قال : « هذا مكان قوم من الجنّ المؤمنين وقد ضيّقتم عليهم » ، فناداه هاتف : يا ابن رسول اللّه ، قرّب فسطاطك منّا رحمة ، لنا وإنّ طاعتك مفروضة علينا ، وهذه هديّتنا إليك فاقبلها.

قال جابر : فنظرنا فإذا إلى جانب الفسطاط أطباقا مملوءة رطبا وعنبا وموزا ورمّانا ، فدعا زين العابدين علیه السلام من كان معه من أصحابه فقال : « كلوا من هديّة إخوانكم من المؤمنين » (1).

ومن ذلك ما رواه صاحب كتاب الأربعين أنّ بني مروان لعنهم اللّه لمّا كثر استنقاصهم بشيعة عليّ بن الحسين علیه السلام شكوا إليه حالهم فدعا الباقر علیه السلام وأخرج من كمّه خيطا أصفر وأمره أن يحرّكه تحريكا لطيفا فصعد السطح وحرّكه وإذا الأرض ترجف وبيوت المدينة تساقط حتّى هوى من المدينة ستّمائة وأقبل الناس هاربين إليه يقولون : أجرنا يا ابن رسول اللّه ، أجرنا يا وليّ اللّه ، فقال : « هذا دأبنا ودأبهم يستنقصون بنا ونحن نغنيهم » (2).

ومن ذلك أنّ رجلا سأله : بما ذا فضّلنا على أعدائنا وفيهم من هو أجمل منّا؟ فقال له الإمام علیه السلام : « أتحبّ أن ترى فضلك عليهم؟ » فقال : نعم ، فمسح يده على وجهه ، فقال : « انظر » ، فنظر واضطرب وقال : جعلت فداك ردّني إلى ما كنت فإنّي لم أر في المسجد إلاّ دبّا وقردا وكلبا ، فمسح يده فعاد إلى حاله ، وإليه الإشارة بقوله : « أعداء عليّ علیه السلام مسوخ هذه الأمّة » (3) ، وفي النقل : « اقتلوا الوزغ فإنّه مسوخ

ص: 141


1- « مشارق أنوار اليقين » : 89 ؛ « بحار الأنوار » 46 : 45 ، ح 45.
2- « مشارق أنوار اليقين » : 89 ، مع اختلاف يسير.
3- المصدر السابق : 89.

بني أميّة عليهم اللعنة » (1).

فصل [4] : في أسرار أبي جعفر علیه السلام

فمن ذلك ما رواه محمّد بن مسلم قال : كنت عند أبي جعفر علیه السلام إذ وقع عليه ورشانان ثمّ هدلا ، فردّ عليهما فطارا ، فقلت : جعلت فداك ما هذا؟ فقال : « هذا طائر ظنّ في زوجته سوء فحلفت له فقال لها : لا أرضى إلاّ بمولاي محمّد بن عليّ ، فجاءت فحلفت له بالولاية أنّها لم تخنه فصدّقها ، وما من أحد يحلف بالولاية إلاّ صدق ، إلاّ الانسان فإنّه حلاّف مهين » (2).

ومن ذلك : ما رواه ميسر قال : قمت بباب أبي جعفر علیه السلام فخرجت جارية جلاسيّة ، فوضعت يدي على رأسها فناداني من أقصى الدار : « ادخل لا أبا لك ، فلو كانت الجدران تحجب أبصارنا عنكم كما تحجب أبصاركم عنّا ، لكنّا نحن وإيّاكم سواء » (3).

ومن ذلك : ما رواه محمّد بن مسلم قال : خرجت مع أبي جعفر علیه السلام إلى مكان يريده فسرنا فإذا ذئب قد انحدر من الجبل وجاء حتّى وضع يده على قربوس السرج وتطاول فخاطبه وقال له الإمام علیه السلام : « ارجع فقد فعلت » ، قال : فرجع الذئب مهرولا ، فقلت : يا سيّدي ، ما شأنه؟ فقال علیه السلام : « ذكر أنّ زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج ، وأن يرزقها اللّه ولدا لا يؤذي دوابّ شيعتنا ، فقلت له : اذهب فقد فعلت ».

قال : ثمّ سرنا فإذا قاع محدب يتوقّد حرّا وهناك عصافير يتطايرون ودرن حول بغلته فزجرها ، وقال : « لا ولا كرامة » ، قال : ثمّ سار إلى مقصده ، فلمّا رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت فسمعته يقول :

ص: 142


1- المصدر السابق.
2- المصدر السابق : 89 - 90 ، مع اختلاف يسير.
3- المصدر السابق : 90.

« اشربي وارتوي » ، قال : فنظرت فإذا في القاع ضحضاح من الماء.

فقلت : يا سيّدي ، بالأمس منعتها واليوم سقيتها؟ فقال : « اعلم أنّ اليوم خالطتها القنابر فسقيتها ، ولو لا القنابر لما سقيتها » ، فقلت : يا سيّدي ، وما الفرق بين القنابر والعصافير؟

فقال : « ويحك أمّا العصافير فإنّهم موالي الرحل ؛ لأنّهم منه ، وأمّا القنابر فإنّهم من موالينا أهل البيت وإنّهم يقولون في صفيرهم : بوركتم أهل البيت وبوركت شيعتكم ولعن اللّه أعداءكم » ، ثمّ قال : « عادانا من كلّ شيء حتّى من الطيور الفاختة ومن الأيّام الأربعاء » (1).

ومن ذلك : ما رواه إسماعيل السندي عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال : سمعته يقول لرجل من خراسان كان قدم إليه : « كيف أبوك؟ » قال الرجل : بخير ، قال : « وأخوك؟ » قال : خلفته صالحا ، فقال : « قد هلك أبوك بعد خروجك بيومين ، وأمّا أخوك فقتلته جاريته يوم كذا وقد صار إلى الجنّة » ، فقال الرجل : جعلت فداك إنّ ابني قد خلفته وجعا؟ » فقال : « أبشر فقد برئ وزوّجه عمّه ابنته ، وصار له غلام وسمّاه عليّا وليس من شيعتنا » ، فقال الرجل فما إليه من حيلة؟ فقال : « كلاّ ، قد أخذ من صلب آدم علیه السلام أنّه من أعدائنا فلا يغرّنّك عبادته وخشوعه » (2).

ومن ذلك ما رواه جابر بن يزيد قال : كنّا مع أبي جعفر علیه السلام في المسجد فدخل عمر بن عبد العزيز وهو غلام وعليه ثوبان معصفران ، فقال أبو جعفر علیه السلام : « لا تذهب الأيّام حتّى يملكها هذا الغلام ويستعمل العدل جهرا والجور سرّا ، فإذا مات يبكيه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء » (3).

ومن ذلك : ما رواه أبو بصير قال : قال لي مولاي أبو جعفر علیه السلام : « إذا رجعت إلى

ص: 143


1- « مشارق أنوار اليقين » : 90.
2- « الخرائج والجرائح » 2 : 595 ، ح 6 ؛ « مشارق أنوار اليقين » : 90 - 91.
3- « مشارق أنوار اليقين » : 91.

الكوفة يولد لك ولد وتسمّيه عيسى ويولد لك ولد وتسمّيه محمّدا ، وهما من شيعتنا وأسماؤهما في صحيفتنا وما يولدون إلى يوم القيامة » ، قال : فقلت له : وشيعتكم معكم؟ قال : « نعم ، إذا خافوا اللّه واتّقوه وأطاعوه » (1).

ومن ذلك : أنّه دخل في المسجد يوما فرأى شابّا يضحك في المسجد ، فقال له : « تضحك في المسجد وأنت بعد ثلاثة من أصحاب القبور » ، فمات الرجل في أوّل يوم الثالث ودفن في آخره (2).

ومن ذلك : ما ورد في كتاب كشف الغمّة عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال : قلت له يوما : أنتم ذرّيّة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : « نعم » ، قلت : ورسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وارث الأنبياء؟ قال : « نعم » ، قلت : وأنتم ورثتم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : « نعم » ، قلت : فتقدر أن تحيي الموتى وتبرئ الأكمه والأبرص وتخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون؟ قال : « نعم ، بأمر اللّه » ، ثمّ قال : « ادن منّي » ، فدنوت فمسح يده على وجهي فأبصرت السماء والأرض ، ثمّ مسح يده على وجهي فعدت كما كنت لا أرى شيئا (3).

فصل [5] : في أسرار أبي عبد اللّه الصادق علیه السلام

فمن ذلك : ما رواه محمّد بن سنان أنّ رجلا قدم عليه من خراسان ومعه صرر من الصدقات معدودة مختومة وعليها أسماء أصحابها مكتوبة ، فلمّا دخل الرجل جعل أبو عبد اللّه علیه السلام يسمّي أصحاب الصرر ، ويقول : « أخرج صرّة فلان فإنّ فيها كذا وكذا » ، ثمّ قال : « أين صرّة المرأة التي بعثتها من غزل يدها؟ أخرجها فقد قبلناها ».

ثمّ قال للرجل : « أين الكيس الأزرق؟ » وكان فيما حمل إليه كيس أزرق فيه ألف درهم ، وكان الرجل قد فقده في بعض طريقه ، فلمّا ذكره الإمام استحى الرجل وقال :

ص: 144


1- المصدر السابق.
2- المصدر السابق.
3- « كشف الغمّة » 2 : 142 - 143 ؛ « مشارق أنوار اليقين » : 91.

يا مولاي ، إنّي فقدته في بعض الطريق.

فقال له الإمام : « تعرفه إذا رأيته؟ » فقال : نعم ، فقال : « يا غلام ، أخرج الكيس الأزرق » ، فأخرجه فلمّا رآه الرجل عرفه ، فقال له الإمام : « إنّا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا ».

فقال الرجل : يا مولاي ، إنّي ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتكم ، فقال له : « إنّ الجواب كتبناه وأنت في الطريق » (1).

ومن ذلك : ما رواه عبد اللّه بن الكاهلي قال : قال لي الصادق علیه السلام : « إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسيّ ، وقل : عزمت عليك بعزيمة اللّه وعزيمة الرسول وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة عليّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده. فإنّه ينصرف عنك ».

قال : فخرجت مع ابن عمّ لي قادما من الكوفة فعرض لنا السبع ، فقرأت عليه ما علّمني مولاي ، فطأطأ رأسه ورجع عن الطريق ، فلمّا قدمت إلى سيّدي من قبل أن أعلمته بالخبر ، فقال : « أتراني لم أشهدكم؟ أنّ لي مع كلّ وليّ أذنا سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا » ، ثمّ قال : « يا عبد اللّه ، أنا واللّه صرفته عنكما ، وعلامة ذلك أنّكما كنتما على شاطئ النهر » (2).

ومن ذلك : ما رواه أبو بصير قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « إنّ المعلّى بن خنيس ينال درجتنا ، وإنّ المدينة من قابل يليها داود بن عروة ويستدعيه ويأمره أن يكتب له أسماء شيعتي فيأبى فيقتله ويصلبه ، فينال بذلك درجتنا ».

فلمّا ولي داود المدينة من قابل أحضر المعلّى وسأله عن الشيعة ، فقال : ما أعرفهم ، فقال : اكتبهم لي وإلاّ ضربت عنقك ، فقال : أبالقتل تهدّدني؟ واللّه لو كانوا

ص: 145


1- « مشارق أنوار اليقين » : 91 - 92 ؛ « بحار الأنوار » 47 : 156 - 157.
2- المصدر السابق.

تحت قدميّ ما رفعتهما عنهم. فأمرهم بضرب عنقه وصلبه.

فلمّا دخل عليه الصادق علیه السلام قال : « يا داود ، قتلت معلّى وكيلي وما كفاك القتل حتّى صلبته ، واللّه لأدعو اللّه عليك فيقتلك كما قتلته » ، فقال له داود : أتهدّدني بدعائك؟ ادع اللّه لك فإذا استجاب لك فادعه عليّ ، فخرج أبو عبد اللّه مغضبا فلمّا جنّ الليل اغتسل واستقبل القبلة ، ثمّ قال : « يا ذا يا ذي يا ذو ، ارم داود سهما من سهام قهرك ويتبلبل به قلبه » ، ثمّ قال لغلامه : « اخرج واسمع الصائح » ، فجاء الخبر أنّ داود قد هلك ، فخرّ الإمام ساجدا فقال : « واللّه لقد دعوت اللّه عليه بثلاث كلمات لو أقسمت على أهل الأرض لزلزلت بمن عليها » (1).

ومن ذلك : أنّ المنصور يوما دعا الصادق علیه السلام فركب معه إلى بعض النواحي ، فجلس المنصور على تلّ هناك وإلى جانبه أبو عبد اللّه علیه السلام فجاء ، رجل وهمّ أن يسأل المنصور ، ثمّ أعرض عنه وسأل عن الصادق علیه السلام ، فحثى له من رمل هناك ملء يديه ثلاث مرّات ، فقال : « اذهب وأغل » ، فقال له بعض حاشية المنصور : أعرضت عن الملك وسألت فقيرا لا يملك شيئا؟ فقال الرجل - وقد غرق وجهه خجلا ممّا أعطاه - إنّي سألت من أنا واثق بعطائه ، ثمّ جاء بالتراب إلى بيته ، فقالت له زوجته : من أعطاك هذا؟ فقال : جعفر علیه السلام ، فقالت : وما قال لك؟ قال : قال لي : « أغل » ، فقالت : إنّه صادق فاذهب منه بقليل إلى أهل المعرفة فإنّي أشمّ منه رائحة الغناء ، فأخذ الرجل منه جزءا ومرّ به إلى بعض اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم ، وقال له : ائتني بباقيه على هذه القيمة (2).

ومن ذلك : أنّ المنصور لمّا أراد قتل أبي عبد اللّه علیه السلام استدعى قوما من الأعاجم يقال لهم : البعرعر لا يفهمون ولا يعقلون ، فخلع عليهم الديباج المثقل والوشي

ص: 146


1- المصدر السابق : 92 - 93 ؛ « بحار الأنوار » 47 : 181.
2- المصدر السابق : 93 ؛ « بحار الأنوار » 47 : 156.

المنسوج ، وحملت الأموال إليهم ، ثمّ استدعاهم وكانوا مائة رجل ، وقال للترجمان : قل لهم : إنّ لي عدوّا يدخل عليّ الليلة فاقتلوه إذا دخل ، قال : فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره.

فاستدعى جعفرا علیه السلام وأمره أن يدخل وحده ، ثمّ قال للترجمان : قل لهم : هذا عدوّي فقطعوه ، فلمّا دخل الإمام تعاووا عوى الكلاب ورموا أسلحتهم وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم ، وخرّوا له سجّدا ، ومرّغوا وجوههم على التراب ، فلمّا رأى المنصور ذلك خاف وقال : ما جاء بك؟

قال : « أنت ، وما جئتك إلاّ مغتسلا محنّطا ».

فقال المنصور : معاذ اللّه أن يكون ما تزعم ، ارجع راشدا ، فرجع جعفر علیه السلام والقوم على وجوههم سجّدا فقال للترجمان : قل لهم : لم لا قتلتم عدوّ الملك؟ فقالوا : نقتل وليّنا الذي يلقانا كلّ يوم ويدبّر أمرنا كما يدبّر الرجل أمر ولده ، ولا نعرف وليّا سواه ، فخاف المنصور من قولهم وروّحهم تحت الليل ثمّ قتله بعد ذلك بالسمّ (1).

ومن ذلك : ما رواه أحمد البرقي ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي قال : رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله في المنام وبين يديه طبق مغطّى فدنوت منه وسلّمت عليه فكشف الطبق وإذا فيه رطب ، فقلت : يا رسول اللّه ، ناولني رطبة ، فناولنيها فأكلتها ثمّ طلبت اخرى فناولني حتّى أكلت ثمان رطبات فطلبت أخرى فقال : « حسبك ».

قال : فلمّا استيقظت من الغد دخلت على الصادق علیه السلام وإذا بين يديه طبق مغطّى كما رأيته في المنام فكشف عنه وإذا فيه رطب ، فقلت : جعلت فداك ناولني رطبة فناولنيها فأكلتها حتّى سألته أخرى فأعطاني حتّى ناولني ثماني رطبات فأكلتهنّ ثمّ سألته أخرى فقال : « حسبك لو زادك جدّي لزدتك » (2).

ص: 147


1- « مشارق أنوار اليقين » : 93 ؛ « بحار الأنوار » 47 : 181 - 182.
2- المصدر السابق : 94.

فصل [6] : في أسرار أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام

فمن ذلك : أنّ الرشيد لمّا حجّ دخل المدينة فاستأذن عليه الناس ، فكان آخر من أذن له موسى بن جعفر علیه السلام فلمّا أدخل عليه دخل وهو يحرّك شفتيه ، فلمّا قرب إليه قعد الرشيد على ركبتيه وعانقه ، ثمّ أقبل عليه وقال : كيف أنت يا أبا الحسن؟ كيف عيالك؟ كيف عيال أبيك؟ كيف أنتم؟ كيف حالكم؟ وهو يقول : « خير خير » ، فلمّا قام أراد الرشيد أن ينهض أقسم عليه أبو الحسن فقعد ، ثمّ عانقه وخرج ، فلمّا خرج قال له المأمون : من هذا الرجل؟ فقال : يا بنيّ ، هذا وارث علوم الأوّلين والآخرين ، هذا موسى بن جعفر علیه السلام فإن أردت علما حقّا فعند هذا (1).

ومن ذلك : ما رواه أحمد البزّاز قال : إنّ الرشيد - لعنه اللّه - لمّا أحضر موسى علیه السلام إلى بغداد فكّر في قتله فلمّا كان قبل قتله بيومين قال للمسيّب - وكان من الحرس عليه لكنّه كان من أوليائه وكان الرشيد لعنه اللّه قد سلّم موسى علیه السلام إلى السندي بن شاهك لعنه اللّه وأمره أن يقيّده بثلاثة قيود من الحديد وزنها ثلاثون رطلا - قال : فاستدعى المسيّب نصف الليل قال : « إنّي ظاعن عنك في هذه الليلة إلى المدينة لأعهد إلى من بها عهدا يعمل به بعدي » ، فقال المسيّب : يا مولاي ، كيف أفتح لك الأبواب والحرس قياما؟ فقال : « ما عليك » ، ثمّ أشار بيده إلى القصور المشيّدة والأبنية العالية والدور المرتفعة فصارت أرضا ، ثمّ قال لي : « يا مسيّب كن على هيئتك فإنّي راجع إليك بعد ساعة » ، فقلت : يا مولاي ، ألا أقطع لك الحديد؟ قال : فنفضه وإذا هو ملقى ، قال : ثمّ خطى خطوة فغاب من عيني ، ثمّ ارتفع البنيان كما كان ، قال المسيّب : فلم أزل قائما على قدمي حتّى رأيت الأبنية والجدران قد خرّت ساجدة إلى الأرض وإذا سيّدي قد أقبل وعاد إلى محبسه وأعاد الحديد إليه ، فقلت :

ص: 148


1- المصدر السابق.

يا سيّدي ، أين قصدت؟ فقال : « كلّ محبّ لنا في الأرض شرقا وغربا حتّى الجنّ في البراري ومختلف الملائكة » (1).

ومن ذلك : ما رواه صفوان بن مهران قال : أمرني سيّدي أبو عبد اللّه علیه السلام يوما أن أقدّم ناقته على باب الدار ، فجئت بها قال : فخرج أبو الحسن موسى علیه السلام مسرعا وهو ابن ستّ سنين فاستوى على ظهر الناقة وأثارها وغاب عن بصري ، قال : فقلت : إنّا لله وإنّا إليه راجعون وما أقول لمولاي إذا خرج ويريد ناقته؟ قال : فلمّا مضى من النهار ساعة إذ الناقة قد انقضّت كأنّها شهاب وهي ترفضّ عرقا فنزل عنها ودخل الدار ، فخرج الخادم فقال : أعد الناقة مكانها وأجب مولاك ، قال : ففعلت ما أمرني ودخلت عليه ، فقال : « يا صفوان ، إنّما أمرتك بإحضار الناقة ليركبها مولاك أبو الحسن ، فقلت في نفسك : كذا وكذا فهل علمت يا صفوان ، إلى أين بلغ عليها في هذه الساعة؟ أنّه بلغ ما بلغه ذو القرنين ، وجاوزه أضعافا مضاعفة وأبلغ كلّ مؤمن ومؤمنة سلامي » (2).

ومن ذلك : ما رواه المسيّب أنّ الرشيد - لعنه اللّه - لمّا أراد قتل موسى أرسل إلى عمّاله في الأطراف ، فقال : أن التمسوا لي قوما لا يعرفون اللّه أستعين بهم في مهمّ لي. فأرسلوا إليه قوما يقال لهم : العبدة ، فلمّا قدموا عليه - وكانوا خمسين رجلا - أنزلهم في بيت من بيوت داره قريب المطبخ ، ثمّ حمل إليهم المال والثياب والجواهر والأشربة والخدم ، ثمّ استدعاهم وقال : من ربّكم؟ فقالوا : لا نعرف ربّا وما سمعنا بهذه الكلمة ، فخلع عليهم.

ثمّ قال للترجمان : قل لهم : إنّ لي عدوّا في هذه الحجرة فادخلوا عليه فقطّعوه ، فدخلوا بأسلحتهم على أبي الحسن موسى علیه السلام والرشيد ينظر ما ذا يفعلون ، فلمّا رأوه رموا أسلحتهم وخرّوا له سجّدا ، فجعل موسى علیه السلام يمرّ يده على رءوسهم وهم

ص: 149


1- « مشارق أنوار اليقين » : 94 - 95.
2- المصدر السابق : 95 ؛ « بحار الأنوار » 48 : 99 - 100.

يبكون وهو يخاطبهم بألسنتهم ، فلمّا رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان : أخرجهم ، فأخرجهم يمشون القهقرى إجلالا لموسى علیه السلام ثمّ ركبوا خيولهم وأخذوا الأموال ومضوا (1).

فصل [7] : في أسرار أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام

ومن ذلك : أنّ الرضا علیه السلام لمّا قدم إلى خراسان توجّهت إليه الشيعة من الأطراف ، فكان عليّ بن أبي أسباط قد توجّه إليه بهدايا وتحف فأخذت القافلة وأخذ ماله وهداياه وضرب على فيه فانتثرت نواجذه ، فرجع إلى قرية هناك ونام فرأى الرضا علیه السلام في منامه وهو يقول : لا تحزن إنّ هداياك ومالك وصلت إلينا ، وأمّا فمك وثناياك فخذ من السعد المسحوق واحش به فاك.

قال : فانتبه مسرورا وأخذ من السعد وحشّى به فاه ، فردّ اللّه عليه نواجذه ، قال : فلمّا وصل إلى الرضا علیه السلام ودخل عليه ، قال له : « قد وجدت ما قلناه لك في السعد حقّا فادخل هذه الخزانة » فإذا ماله وهداياه كلاّ على حدته (2).

ومن ذلك : أنّ رجلا في الواقفيّة جمع مسائل مشكلة في طومار ، وقال في نفسه : إن عرف معناها فهو وليّ الأمر. فلمّا أتى الباب وقف ليخفّ الناس من المجلس ، فخرج إليه خادم وبيده رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام علیه السلام فقال الخادم : أين الطومار؟ فأخرجه ، فقال له : يقول لك وليّ اللّه : « هذا جواب ما فيه » ، فأخذه ومضى (3).

ومن ذلك : أنّ الرضا علیه السلام قال يوما في مجلسه : « لا إله إلاّ اللّه مات فلان » ، ثمّ صبر هنيئة ، وقال : « لا إله إلاّ اللّه غسّل وكفّن وحمل إلى حفرته » ، ثمّ صبر هنيئة ، ثمّ قال :

ص: 150


1- المصدر السابق : 95 - 96 ؛ « بحار الأنوار » 48 : 249.
2- المصدر السابق : 96.
3- المصدر السابق.

« لا إله إلاّ اللّه وضع في قبره وسئل عن ربّه فأجاب ثمّ سئل عن نبيّه فأقرّ ثمّ سئل عن إمامه فأخبر وعن العترة فعدّهم ، ثمّ وقف عندي فما باله وقف؟ » وكان الرجل واقفيّا (1).

ومن ذلك : ما رواه الراوندي في كتابه عن إسماعيل قال : كنت عند الرضا علیه السلام فمسح يده على الأرض فظهرت سبائك من فضّة ، ثمّ مسح يده فغابت ، فقلت : أعطني واحدة منها ، فقال : « إنّ هذا الأمر ما آن وقته » (2).

ومن كراماته : أنّ أبا نواس مدحه بأبيات فأخرج له رقعة فيها تلك الأبيات فتحيّر أبو نواس وقال : يا وليّ اللّه ، واللّه ما قالها أحد غيري ولا سمعها أحد سواك ، فقال : « صدقت ، ولكن عندي في الجفر والجامعة أنّك تمدحني بها » (3).

ومن ذلك : ما رواه أبو الصلت الهروي قال : بينما أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام أنّه قال لي : « سيحفر لي هاهنا قبر فتظهر صخرة لو اجتمع عليها كلّ معول بخراسان لم يقدروا على قلعها ، فمرهم أن يحفروا إلى سبع مراقي إلى أسفل وأن يشقّ لي ضريح ، فإنّ الماء سينبع حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتانا صغارا ، ثمّ يخرج حوت كبير يلتقط الحيتان الصغار ، ثمّ يغيب فدع يديك على الماء فتكلّم بهذا الكلام ، فإنّه ينضب لك ولا يبقى منه شيئا ، ولا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون ».

ثمّ قال لي : « يا أبا الصلت غدا أدخل إلى هذا الفاجر فإن خرجت مكشوف الرأس فتكلّم أكلّمك ، وإن خرجت مغطّى الرأس فلا تكلّمني ».

قال أبو الصلت : فلمّا أصبحنا من الغد لبس ثيابه وجلس في محرابه ، فجاء غلام المأمون وقال : أجب أمير المؤمنين فلبس نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه ، ثمّ

ص: 151


1- « مشارق أنوار اليقين » : 96.
2- المصدر السابق ؛ « بحار الأنوار » 49 : 50 ، ح 50 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 340 ، ح 4 ، مع اختلاف يسير.
3- المصدر السابق : 96 - 97.

دخل على المأمون وبين يديه أطباق فاكهة ، وبيده عنقود من عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه ، فلمّا رآه مقبلا وثب قائما وعانقه وأجلسه ثمّ ناوله العنقود ، وقال : يا ابن رسول اللّه ، هل رأيت أحسن من هذا العنب؟

فقال : « قد يكون في بعض الجنان أحسن منه » ، قال له : كل منه ، فقال له الرضا علیه السلام : « اعفني » ، فقال : لا بدّ من ذلك ، ثمّ قال : ما يمنعك أتتّهمني؟

ثمّ تناول العنقود منه وأكل منه وناوله الرضا علیه السلام فأكل منه ثلاث حبّات ، ثمّ رمى به وقام ، فقال له المأمون إلى أين؟ فقال له الرضا علیه السلام : « إلى حيث وجّهتني ».

ثمّ خرج علیه السلام مغطّى الرأس حتّى دخل الدار ، ثمّ أمر أن تغلق الأبواب ، ثمّ نام على فراشه ، فكنت واقفا على صحن الدار باكيا حزينا إذ دخل شابّ حسن الوجه أشبه الناس بالرضا علیه السلام فبادرت إليه ، وقلت : من أين دخلت والباب مغلق؟ فقال : « الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق » ، فقلت من أنت؟

فقال : « أنا حجّة اللّه ، يا أبا الصلت أنا محمّد بن عليّ » ، ثمّ مضى نحو أبيه الرضا فدخل وأمرني بالدخول ، فلمّا نظر إليه الرضا علیه السلام نهض إليه ليعتنقه ثمّ سحبه سحبا إلى فراشه فأكبّ عليه محمّد بن عليّ فقبّله ، فسر إليه شيئا لم أفهمه ورأيت على شفتي الرضا بياضا أشدّ بياضا من الثلج ورأيت أبا جعفر علیه السلام يلحسه بلسانه ، ثمّ أدخل يده بين صدره وثوبه فاستخرج منه شيئا يشبه العصفور فابتلعه ، ثمّ مضى الرضا علیه السلام فقال لي : « يا أبا الصلت ائتني المغسل والماء من الخزانة » ، فقلت : ما في الخزانة مغسل ولا ماء ، فقال : « ائتمر بما آمرك به » ، قال : فدخلت الخزانة فإذا فيها مغسل وماء فأتيته بها ، ثمّ شمّرت ثيابي لأعاونه ، فقال : « تنحّ فإنّ لي من يساعدني ».

ثمّ قال لي : « ادخل الخزانة وأخرج السفط الذي فيه كفنه وحنوطه » ، فدخلت وإذا أنا بسفط لم أره قبل ذلك ، وأخرجته إليه فكفّنه وصلّى عليه.

ص: 152

ثمّ قال : « ائتني بالتابوت » ، فقلت : أمضي إلى النجّار؟ فقال : « إنّ في الخزانة تابوتا » ، فدخلت وإذا تابوت لم أر مثله قطّ ، فأخرجته إليه فوضعه فيه بعد أن صلّى عليه ، ثمّ تباعد عنه وصلّى ركعتين وإذا التابوت قد ارتفع فانشقّ السقف وغاب التابوت ، فقلت : يا ابن رسول اللّه ، الساعة يأتي المأمون ويسألنا عن الرضا علیه السلام فما ذا نقول؟ فقال : « اسكت يا أبا الصلت ، سيعود أنّه ما من نبيّ من شرق الأرض يموت ووصيّه في غربها إلاّ جمع اللّه بين روحيهما. فما تمّ الحديث حتّى عاد التابوت ».

قال : فاستخرج الرضا من التابوت ووضعه على فراشه كأن لم يكفّن ولم يغسّل ، ثمّ قال : « افتح الباب للمأمون » ، ففتحت الباب وإذا أنا بالمأمون والغلمان على الباب ، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه ولطم رأسه وهو يقول : وا سيّداه ، ثمّ جلس عند رأسه وقال : خذوا في تجهيزه وأمر بحفر القبر ، فظهر جميع ما ذكره الرضا علیه السلام ، فقلت له : أمرني أن أحفر له سبع مراقي وأن أشقّ ضريحه ، قال : فافعل ، ثمّ ظهر الماء والحيتان ، فقال المأمون لعنه اللّه : لم يزل الرضا يرينا بعجائبه في حياته حتّى أرانا بعد وفاته ، فقال له وزيره الذي كان معه : أتدري ما أخبرك به؟ قال : لا ، قال : أخبرك أنّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم وطول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّى إذا انقضت دولتكم وولّت أيّامكم سلّط اللّه عليكم رجلا فناكم عن آخركم ، فقال له المأمون : صدقت ، ثمّ دفن الرضا ، ومضى لعنة اللّه عليه (1).

فصل [8] : في أسرار أبي جعفر محمّد الجواد النور المستضيء علیه السلام

فمن ذلك : ما روي عنه أنّه جيء به إلى مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بعد موت أبيه الرضا علیه السلام وهو طفل ، فجاء إلى المنبر ورقى منه درجة ، ثمّ نطق فقال : « أنا محمّد بن عليّ الرضا علیه السلام أنا الجواد ، أنا العالم بأنساب الناس في الأصلاب ، أنا أعلم بسرائركم

ص: 153


1- « مشارق أنوار اليقين » : 97 - 98.

وظواهركم وما أنتم صائرون إليه ، علم منحنا به من قبل خلق اللّه أجمعين وبعد فناء السموات والأرضين ، ولو لا تظاهر أهل الباطل ودولة أهل الضلال ووثوب أهل الشكّ لقلت قولا يعجب منه الأوّلون والآخرون ، ثمّ وضع يده الشريفة على فيه وقال : يا محمّد ، اصمت كما صمت آباؤك من قبل » (1).

ومن ذلك ما رواه أبو جعفر الهاشمي ، قال : كنت عند أبي جعفر الثاني علیه السلام ببغداد فدخل عليه ياسر الخادم يوما وقال : يا سيّدنا إنّ سيّدتنا أمّ جعفر تستأذنك أن تصير إليها ، فقال للخادم : « ارجع فإنّي في الأثر » ، ثمّ قام وركب البغلة وأقبل حتّى قدم الباب قال : فخرجت أمّ جعفر أخت المأمون فسلّمت عليه وسألته الدخول على أمّ الفضل بنت المأمون ، وقالت : يا سيّدي ، أحبّ أن أراك مع ابنتي في موضع واحد فتقرّ عيني ، قال : فدخل والستور تشال بين يديه ، فما لبث أن خرج راجعا وهو يقول : ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ) (2) قال : ثمّ جلس ، فخرجت أمّ جعفر تعثر ذيولها فقالت : يا سيّدي ، أنعمت عليّ بنعمة فلم تتمّها ، فقال لها : « ( أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) (3) إنّه حدث ما لم يحسن إعادته فارجعي إلى أمّ الفضل فاستخبريها عنه » ، فرجعت أمّ جعفر فأعادت عليها ما قال ، فقالت : يا عمّة ، وما أعلمه بذاك عنّي ، ثمّ قالت : فكيف لا أدعو على أبي وقد زوّجني ساحرا ، ثم قالت : واللّه يا عمّة ، إنّه لمّا طلع عليّ جماله حدث لي ما يحدث للنساء فضربت يدي إلى أثوابي فضممتها ، قال : فبهتت أمّ جعفر من قولها ثمّ خرجت مذعورة ، وقالت : يا سيّدي ، وما حدثت لها؟ قال : « هو من أسرار النساء ».

وقالت : يا سيّدي ، أتعلم الغيب؟ قال : « لا » ، قالت : فنزل إليك الوحي؟ قال : « لا » ، قالت : فمن أين لك علم ما لا يعلمه إلاّ اللّه وهي؟

ص: 154


1- المصدر السابق : 98 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 108 ، ح 27.
2- يوسف (12) : 31.
3- النمل (16) : 1.

فقال : « وأنا أيضا أعلمه من علم اللّه » ، قال : فلمّا رجعت أمّ جعفر قلت له : يا سيّدي ، وما كان إكبار النسوة ، قال : « ما حصل لأمّ الفضل ، فعلمت أنّه الحيض » (1).

فصل [9] : في أسرار أبي الحسن عليّ الهادي علیه السلام

فمن ذلك : ما رواه محمّد بن الحسن الحصيني ، قال : حضر مجلس المتوكّل - لعنه اللّه - مشعبذ هندي ، فلعب عنده بالحقق فأعجبه ، فقال له المتوكّل : يا هندي ، الساعة يحضر مجلسنا رجل شريف فإذا حضر فالعب عنده بما يخجله ، قال : فلمّا حضر أبو الحسن علیه السلام المجلس لعب الهنديّ ، فلم يلتفت إليه ، فقال له : يا شريف ، ما يعجبك لعبي كأنّك جائع.

ثمّ أشار إلى صورة مدوّرة في البساط على شكل الرغيف ، وقال : يا رغيف ، مرّ إلى هذا الشريف ، فارتفعت الصورة فوضع أبو الحسن يده على صورة سبع في البساط ، وقال : « قم فخذ هذا » ، فصارت الصورة سبعا وابتلع الهنديّ وعاد إلى مكانه في البساط ، فسقط المتوكّل لوجهه ، وهرب من كان قائما (2).

ومن ذلك : ما رواه محمّد بن داود القمّي ومحمّد الطلحي قالا : حملنا مالا من خمس ونذور ، وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها ، وخرجنا نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي ، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول إلينا ، فرجعنا إلى قم وأحرزنا ما كان عندنا فجاءنا أمره بعد أيّام « أن أنفذنا إليكم إبلا غبراء ، فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها » ، قال : فحملناها وأودعنا اللّه ، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه ، فقال : « انظروا إلى ما حملتم إلينا » ، فنظرنا إذ المنائح كما هي (3).

ص: 155


1- « مشارق أنوار اليقين » : 98 - 99 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 83 - 84 ، ح 7.
2- المصدر السابق : 99 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 211 ، ح 24.
3- المصدر السابق : 100 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 185 ، ح 62.

فصل [10] : في أسرار أبي محمّد العسكري علیه السلام

فمن ذلك : ما رواه عليّ بن عاصم الكوفي ، قال : دخلت على أبي محمّد العسكري علیه السلام فقال لي : « يا عليّ بن عاصم ، انظر إلى ما تحت قدميك فإنّك على بساط قد جلس عليه كثير من النبيّين والوصيّين والمرسلين والأئمّة الراشدين ».

قال : قلت : يا سيّدي ، لا أتنعّل ما دمت في الدنيا إكراما لهذا البساط.

فقال : « يا عليّ ، إنّ هذا النعل الذي في رجلك نجس ملعون لا يقرّ بولايتنا » ، قال : قلت في نفسي : ليتني أرى هذا البساط ، فعلم ما في ضميري ، فقال : « ادن منّي » ، فدنوت منه ، فمسح يده الشريفة على وجهي فصرت بصيرا ، فقال : فرأيت في البساط أقداما وصورا ، فقال : « هذا قدم آدم علیه السلام وموضع جلوسه ، وهذا أثر هابيل ، وهذا أثر شيث ، وهذا أثر نوح ، وهذا أثر قيدار ، وهذا أثر مهلائيل ، وهذا أثر دياد ، وهذا أثر أخنوخ ، وهذا أثر إدريس ، وهذا أثر متوشلخ ، وهذا أثر سام ، وهذا أثر أرفخشد ، وهذا أثر هود ، وهذا أثر صالح ، وهذا أثر لقمان ، وهذا أثر إبراهيم ، وهذا أثر لوط ، وهذا أثر إسماعيل ، وهذا أثر إلياس ، وهذا أثر إسحاق ، وهذا أثر يعقوب ، وهذا أثر يوسف ، وهذا أثر شعيب ، وهذا أثر موسى ، وهذا أثر يوشع بن نون ، وهذا أثر طالوت ، وهذا أثر داود ، وهذا أثر سليمان ، وهذا أثر الخضر ، وهذا أثر دانيال ، وهذا أثر اليسع ، وهذا أثر ذي القرنين الإسكندر ، وهذا أثر شابور بن أردشير ، وهذا أثر لؤيّ ، وهذا أثر كلاب ، وهذا أثر قصيّ ، وهذا أثر عدنان ، وهذا أثر عبد المطّلب ، وهذا أثر عبد اللّه ، وهذا أثر عبد مناف ، وهذا أثر سيّدنا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، وهذا أثر أمير المؤمنين ، وهذا أثر الأولياء من بعده إلى المهديّ علیه السلام ؛ لأنّه قد وطأ وجلس عليه ».

ثمّ قال : « انظر إلى الآثار واعلم أنّها آثار دين اللّه وأنّ الشاكّ في اللّه ومن

ص: 156

جحدهم كمن جحد اللّه ».

ثمّ قال : « اخفض طرفك يا عليّ » ، فرجعت محجوبا كما كنت (1).

ومن ذلك : ما رواه الحسن بن حمدان ، عن أبي الحسن الكرخي ، قال : كان أبي بزّازا في الكرخ فجهّزني بقماش إلى سرّ من رأى ، فلمّا دخلت إليها جاءني خادم وناداني باسمي واسم أبي ، وقال : أجب مولاك ، فقلت : ومن مولاي حتّى أجيبه؟

فقال : ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين ، قال : فتبعته فجاء بي إلى دار عظيمة البناء لا أشكّ أنّها الجنّة ، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جماله يغشي الأبصار ، فقال لي : « إنّ فيما حملت من القماش حبرتين : إحداهما في مكان كذا والأخرى في مكان كذا ، في السفط الفلاني ، ففي كلّ واحدة منهما رقعة مكتوبة فيها ثمنها وربحها ، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا وربحه ديناران ، وثمن الأخرى ثلاثة عشر دينارا والربح كالأولى فاذهب فأت بهما ».

قال الرجل : فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه ، فقال لي : « اجلس » ، فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالا لهيبته ، قال : فمدّ يده إلى طرف البساط وليس هناك شيء ، فقبض قبضة ، وقال : « هذا ثمن حبرتيك وربحهما » ، قال : فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشترى والربح كما كتب أبي لا يزيد ولا ينقص (2).

فصل [11] : في أسرار الإمام المهديّ محمّد بن الحسن علیه السلام

اشارة

فمن ذلك : ما رواه الحسن بن حمدان عن حكيمة بنت محمّد بن عليّ الجواد علیهماالسلام قالت : كان مولد القائم علیه السلام ليلة النصف من شعبان سنة 256 (3) وأمّه نرجس بنت ملك الروم قالت حكيمة : فلمّا وضعته سجد ، وإذا على عضده مكتوب بالنور ( جاءَ الْحَقُ

ص: 157


1- « مشارق أنوار اليقين » : 100 - 101 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 304 - 305 ، ح 81.
2- المصدر السابق : 101 ؛ « بحار الأنوار » 50 : 314 - 315 ، ح 12.
3- في المصدر : « سنة 250 ».

وَزَهَقَ الْباطِلُ ) (1).

قالت : فجئت به إلى الحسن علیه السلام فمسح يده الشريفة على وجهه وقال : « تكلّم يا حجّة اللّه ، وبقيّة الأنبياء وخاتم الأوصياء وصاحب الكرّة البيضاء والمصباح من البحر العميق الشديد الضياء ، تكلّم يا خليفة الأنبياء ، ونور الأوصياء ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأشهد أنّ عليّا وليّ اللّه ».

ثمّ عدّ الأوصياء إليه فقال له الحسن علیه السلام : « اقرأ ما نزل على الأنبياء » ، فابتدأ بصحف إبراهيم فقرأها بالسريانيّة ، ثمّ قرأ كتاب نوح وإدريس وكتاب صالح وصحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى وفرقان محمّد صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين ، ثمّ قصّ قصص الأنبياء إلى عهده علیه السلام . (2)

تكميل

اعلم أنّه قد ورد في « الكافي » في باب لزوم الحجّة أخبار ينبغي ذكر بعضها على وجه الاختصار من غير أن يستلزم التكرار.

فأقول : قد روي فيه عن عبد اللّه الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر علیه السلام : « إنّ لله على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة : فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّة علیهم السلام ، وأمّا الباطنة فالعقول » (3). إلى غير ذلك من الأخبار.

وفيه في باب لزوم الحجّة : عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد اللّه علیه السلام جماعة من أصحابه وفيهم هشام بن الحكم وهو شابّ ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « يا هشام ، ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ » فقال هشام :

ص: 158


1- الإسراء (17) : 81.
2- « مشارق أنوار اليقين » : 101 - 102.
3- « الكافي » 1 : 16 ، كتاب العقل والجهل ، ح 12.

يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، إنّي أجلّك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك. فقال له أبو عبد اللّه علیه السلام : « إذا أمرتكم بشيء فافعلوا ».

فقال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه ، فدخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد ، وعليه شملة سوداء متّزر بها من صوف ، وشملة مرتد بها والناس يسألونه ، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثمّ قعدت في آخر القوم على ركبتيّ ، ثمّ قلت : أيّها العالم إنّي رجل غريب تأذن لي في مسألتي؟ فقال : نعم.

فقلت له : ألك عين؟ فقال : يا بنيّ ، أيّ شيء هذا من السؤال؟ وشيء تراه كيف تسأل عنه؟!

فقلت : هكذا مسألتي ، فقال : يا بنيّ ، سل وإن كانت مسألتك حمقاء ، قلت : أجبني فيها ، فقال لي : سل؟!

قلت : ألك عين؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع بها؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص.

قلت : فلك أنف؟ قال : نعم ، قلت : ما تصنع به؟ قال : أشمّ الرائحة.

قلت : ألك فم؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أذوق به الطعم.

قلت : فلك أذن؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع بها؟ قال : أسمع بها الصوت.

قلت : ألك قلب؟ فقال : نعم ، قلت : فما تصنع به؟ قال : أميّز به كلّ ما ورد على هذه الجوارح والحواسّ.

قلت : أوليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال : لا ، قلت : وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟

قال : يا بنيّ إنّ الجوارح إذا شكّت في شيء شمّته أو أدركته أو ذاقته أو سمعته ردّته إلى القلب فليستيقن اليقين ويبطل الشكّ.

ص: 159

قال هشام : فقلت له : فإنّما أقام اللّه القلب لشكّ الجوارح؟ قال : نعم ، قلت له : فلا بدّ من القلب وإلاّ لم يستيقن الجوارح؟ قال : نعم.

فقلت له : يا أبا مروان ، فاللّه تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتّى جعل لها إماما يصحّح لها الصحيح ويتيقّن به ما شكّت فيه ، ويترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردّون إليه شكّهم وحيرتهم ، ويقيم لك إماما لجوارحك تردّ إليه حيرتك وشكّك؟

قال : فسكت ولم يقل لي شيئا. ثمّ التفت إليّ فقال : أنت هشام بن الحكم؟ فقلت : لا ، فقال : أفمن جلسائه؟ قلت : لا ، قال : فمن أين أنت؟ قال : قلت : من أهل الكوفة ، قال : فأنت هو ، ثمّ ضمّني إليه وأقعدني في مجلسه وزال عن مجلسه وما نطق حتّى قمت.

قال : فضحك أبو عبد اللّه علیه السلام وقال : « يا هشام ، من علّمك هذا » ، قلت : شيء أخذته منك وألّفته ، فقال : « هذا واللّه مكتوب في صحف إبراهيم وموسى » (1).

وفي خبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة : فقال علیه السلام للشامي : « كلّم هذا الغلام » - يعني هشام بن الحكم - ، فقال : نعم ، فقال لهشام : يا غلام ، سلني في إمامة هذا ، فغضب حتّى ارتعد ، ثمّ قال للشامي : يا هذا ، أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي : بل ربّي أنظر لخلقه.

قال : ففعل بنظره لهم ما ذا؟ قال : أقام لهم حجّة ودليلا كيلا يتشتّتوا أو يختلفوا ، يتألّفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربّهم ، قال : فمن هو؟ قال : رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، قال هشام : فبعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله من؟ قال : الكتاب والسنّة.

قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا؟ قال الشامي : نعم ، قال ، فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك؟ قال :

ص: 160


1- « الكافي » 1 : 169 - 171 ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 3.

فسكت الشامي.

فقال أبو عبد اللّه علیه السلام للشامي : « ما لك لا تتكلّم؟ » قال الشامي : إن قلت : لم نختلف كذبت ، وإن قلت : إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلت ؛ لأنّهما يحتملان الوجوه ، وإن قلت : قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ ، فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنّة إلاّ أنّ لي عليه هذه الحجّة ... إلى آخر الحديث (1).

وفي باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة علیهم السلام : عن زيد الشحّام قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ اللّه تعالى اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا ، وإنّ اللّه اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا ، وإنّ اللّه تعالى اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه خليلا ، وإنّ اللّه تعالى اتّخذه خليلا قبل أن يجعله إماما ، فلمّا جمع له الأشياء قال : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) ، قال : « فمن عظمها في عين إبراهيم قال : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (2) قال : « لا يكون السفيه إمام التقيّ » (3).

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتّى تسلّموا أبوابا أربعة لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ اللّه عزّ وجلّ لا يقبل إلاّ العمل الصالح ولا يقبل اللّه إلاّ الوفاء بالشروط والعهود ، فمن وفى لله عزّ وجلّ بشرطه واستكمل ما وصف من عهده نال من عنده واستكمل وعده ، إنّ اللّه تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار ، وأخبرهم كيف يسلكون؟ فقال : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (4).

وقال تعالى : ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (5).

ص: 161


1- المصدر السابق : 172 - 173 ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 4.
2- البقرة (2) : 124.
3- « الكافي » 1 : 175 ، باب طبقات الأنبياء ... ، ح 2.
4- طه (20) : 82.
5- المائدة (5) : 27.

فمن اتّقى اللّه فيما أمره لقي اللّه مؤمنا بما جاء به محمّد صلی اللّه علیه و آله هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنّوا أنّهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون أنّه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذها في غيرها أخذ سبيل الردى ، وصل اللّه طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع اللّه ولا رسوله ، وهو الإقرار بما أنزل من عند اللّه عزّ وجلّ ... » إلى آخر الحديث (1).

عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب ، فجعل لكلّ شيء سببا ، وجعل لكلّ سبب شرحا ، وجعل لكلّ شرح علما ، وجعل لكلّ علم بابا ناطقا عرفه من عرفه وجهله من جهله ، ذاك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ونحن » (2).

عن محمّد بن زيد الطبري قال : كنت قائما على رأس الرضا علیه السلام بخراسان وعنده عدّة من بني هاشم وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العبّاسي ، فقال : « يا إسحاق ، بلغني أنّ الناس يقولون : إنّا نزعم أنّ الناس عبيد لنا ، لا وقرابتي من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ما قلته قطّ وما سمعته من أحد من آبائي قاله ، ولا بلغني من أحد من آبائي - قال : - ولكنّي أقول : الناس عبيد لنا في الطاعة ، موال لنا في الدين ، فليبلّغ الشاهد الغائب » (3).

عن أبي سلمة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « نحن الذين فرض اللّه طاعتنا لا يسع الناس إلاّ معرفتنا ، ولا يعذر الناس بجهالتنا ، من عرفنا كان مؤمنا ، ومن أنكرنا كان كافرا ، ومن لم ينكرنا ولم يعرفنا كان ضالاّ حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترض اللّه عليه من طاعتنا الواجبة ، فإن يمت على ضلالته يفعل اللّه به ما يشاء » (4).

عن محمّد بن الفضيل قال : سألته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عزّ وجلّ قال :

ص: 162


1- « الكافي » 1 : 181 - 182 ، باب معرفة الإمام والردّ إليه ، ح 6.
2- المصدر السابق : 183 ، ح 7.
3- المصدر السابق : 187 ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح 10.
4- المصدر السابق : 187 - 188 ، ح 11.

« أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عزّ وجلّ طاعة اللّه وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر » (1) قال أبو جعفر علیه السلام : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر » (2).

عن أبي الحسن العطّار قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة » (3).

عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا » (4).

عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (5) ، فقال : « رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله المنذر وعليّ الهادي ، يا أبا محمّد ، هل من هاد اليوم؟ » قلت : بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتّى دفعت إليك ، فقال : « رحمك اللّه يا با محمّد ، لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثمّ مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب والسنّة ولكنّه حيّ يجري في من بقي كما جرى في من مضى » (6).

عن عبد اللّه بن سنان قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (7) ، قال : « هم الأئمّة » (8).

وفي باب أهل الذكر الذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم هم الأئمّة علیهم السلام : عن

ص: 163


1- « الكافي » 1 : 188 ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح 12.
2- المصدر السابق : 188 ، ذيل الحديث 12.
3- المصدر السابق : 186 ، ح 5.
4- المصدر السابق : 191 ، باب في أنّ الأئمّة شهداء اللّه ... ، ح 5.
5- الرعد (13) : 7.
6- « الكافي » 1 : 192 ، باب أنّ الأئمّة هم الهداة ، ح 3.
7- النور (24) : 55.
8- « الكافي » 1 : 193 - 194 ، باب أنّ الأئمّة خلفاء اللّه في أرضه ، ح 3.

معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء قال : سألت الرضا علیه السلام فقلت له : جعلت فداك ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (1) ، فقال : « نحن أهل الذكر ونحن المسئولون ».

قلت : فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : « نعم » قلت : حقّا علينا أن نسألكم؟ قال : « نعم » قلت : حقّا عليكم أن تجيبونا؟

قال : « لا ، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل ، أما تسمع قول اللّه عزّ وجلّ : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ؟ (2) » (3).

عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه علیه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (4) « فرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله الذكر ، وأهل بيته علیهم السلام هم المسئولون وهم أهل الذكر ». (5) وفي معناه أخبار أخر (6).

وفي باب أنّ من وصفه اللّه تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمّة علیهم السلام :

عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (7) ، قال أبو جعفر : « إنّما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدوّنا ، وشيعتنا أولو الألباب » (8). وفي معناه خبر آخر. (9)

[ الأبواب المتعلّقة بعلوم الأئمّة علیهم السلام ]

[ وفي ] باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة علیهم السلام : عن أبي بصير ، عن

ص: 164


1- النحل (16) : 43 ؛ الأنبياء (21) : 7.
2- ص (38) : 39.
3- « الكافي » 1 : 210 ، باب أنّ أهل الذكر الذين أمر اللّه ... ، ح 3.
4- الزخرف (43) : 44.
5- « الكافي » 1 : 211 ، باب أنّ أهل الذكر الذين أمر اللّه ... ، ح 4.
6- المصدر السابق ، ح 5 - 7.
7- الزمر (39) : 9.
8- « الكافي » 1 : 212 ، باب من وصفه اللّه تعالى في كتابه ... ، ح 1.
9- المصدر السابق ، ح 2.

أبي عبد اللّه علیه السلام : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » (1). وفي معناه خبران آخران. (2)

وفي باب أنّ الأئمّة علیهم السلام قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم علیهم السلام :

عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول في هذه الآية ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (3) فأومأ بيده إلى صدره (4). وفي معناه أيضا أخبار أخر.

وفي باب أنّ الأئمّة علیهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا :

عن أبي عبيدة المدائني ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه عزّ وجلّ ذلك » (5).

وفي باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون ، وأنّه لا يخفى عليهم شيء صلوات اللّه عليهم :

عن سيف التمّار ، قال : كنّا مع أبي عبد اللّه علیه السلام جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : « علينا عين » ، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : « وربّ الكعبة وربّ البنيّة - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر علیهماالسلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وراثة » (6).

عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول - وعنده أناس من

ص: 165


1- « الكافي » 1 : 213 ، باب أنّ الراسخين في العلم ... ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2 و 3.
3- العنكبوت (29) : 49.
4- « الكافي » 1 : 213 ، باب أنّ الأئمّة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم ، ح 1.
5- المصدر السابق : 258 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام إذا شاءوا علموا ... ، ح 3.
6- المصدر السابق 1 : 260 - 261 ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان ... ، ح 1.

أصحابه - : « عجبت من قوم يتوالونا ويجعلونا أئمّة ويصفون بأنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثمّ يكسرون حجّتهم ويخصّمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه اللّه تعالى برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون أنّ اللّه تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثمّ يخفي عليهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم » وفي آخر الحديث « أرأيت ما كان من أمر قيام عليّ بن أبي طالب علیه السلام والحسن والحسين وخروجهم » (1).

وفي باب جهات علوم الأئمّة علیهم السلام : عن عليّ السائي ، عن أبي الحسن الأوّل موسى علیه السلام قال : قال : « مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ، ولا نبيّ بعد نبيّنا » (2).

عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ جبرئيل أتى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله برمّانتين فأكل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إحداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم عليّا علیه السلام نصفا ، ثمّ قال له رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : يا أخي ، هل تدري ما هاتان الرمّانتان؟ قال : لا ، قال : أمّا الأولى فالنبوّة ليس لك فيها نصيب ، وأمّا الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه ».

فقلت : أصلحك اللّه كيف كان؟ يكون شريكه فيه؟ قال : « لم يعلّم اللّه محمّدا صلی اللّه علیه و آله علما إلاّ أمره أن يعلّمه عليّا علیه السلام » (3). وفي معناه خبران آخران (4) منزلتهم.

عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي الحسن روّينا عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال :

ص: 166


1- المصدر السابق 1 : 261 - 262 ، باب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان ... ، ح 4.
2- المصدر السابق 1 : 264 ، باب جهات علوم الأئمّة علیهم السلام ، ح 1.
3- المصدر السابق 1 : 263 ، باب أنّ اللّه عزّ وجلّ لم يعلّم نبيّه علما إلاّ ... ، ح 1.
4- المصدر السابق ، ح 2 و 3.

علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع » ، فقال : « أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك » (1).

وفي باب التفويض إلى رسوله صلی اللّه علیه و آله وإلى الأئمّة علیهم السلام في أمر الدين : عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب اللّه عزّ وجلّ فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر [ به ] الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء اللّه حتّى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه ، وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فعلمت أنّ ذلك منه تقيّة.

قال : ثمّ التفت إليّ فقال : « يا ابن أشيم ، إنّ اللّه عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داود علیه السلام فقال : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (2) ، وفوّض إلى نبيّه صلی اللّه علیه و آله فقال : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، (3) فما فوّضه إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فوّضه إلينا » (4).

عن عبد اللّه بن سنان قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « لا واللّه ما فوّض اللّه إلى أحد من خلقه إلاّ إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وإلى الأئمّة علیهم السلام قال اللّه عزّ وجلّ : ( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ ) (5) ، وهي جارية في الأوصياء علیهم السلام » (6).

ص: 167


1- « الكافي » 1 : 264 ، باب جهات علوم الأئمّة علیهم السلام ، ح 3.
2- ص (38) : 39.
3- الحشر (59) : 7.
4- « الكافي » 1 : 265 - 266 ، باب التفويض إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ... ، ح 2.
5- النساء (4) : 105.
6- « الكافي » 1 : 267 - 268 ، باب التفويض إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ... ، ح 8.

وفي آخر : « فما فوّضه اللّه إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقد فوّضه إلينا » (1).

وفي باب أنّ الأئمّة يشبّهون بمن مضى ، وكراهية القول فيهم بالنبوّة : عن سدير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (2) ، فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء [ براء و ] برئ اللّه منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي واللّه لا يجمعني اللّه وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ».

قال : وقلت : وعندنا قوم يزعمون أنّكم رسل ويقرءون علينا بذلك قرآنا ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (3).

فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وشعري ولحمي ودمي من هؤلاء بريء ، وبرئ اللّه ورسوله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، واللّه لا يجمعني اللّه وإيّاهم يوم القيامة وهو ساخط عليهم ».

قال : قلت : فما أنتم؟ قال : « نحن خزّان علم اللّه ، نحن تراجمة أمر اللّه ، نحن قوم معصومون ، أمر اللّه تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض » (4).

وروي في باب أنّ الأئمّة محدّثون : عن محمّد بن إسماعيل قال : سمعت أبا الحسن علیه السلام يقول : « الأئمّة علیهم السلام علماء صادقون مفهّمون محدّثون » (5).

عن محمّد بن مسلم قال : ذكر المحدّث عند أبي عبد اللّه علیه السلام ، فقال : « إنّه يسمع

ص: 168


1- المصدر السابق : 265 - 266 ، ح 2.
2- الزخرف (43) : 84.
3- المؤمنون (23) : 51.
4- « الكافي » 1 : 269 - 270 ، باب في أنّ الأئمّة بمن يشبّهون ... ، ح 6.
5- المصدر السابق 1 : 271 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام محدّثون مفهّمون ، ح 3.

الصوت ولا يرى الشخص » ، فقلت له : أصلحك اللّه كيف يعلم أنّه كلام الملك؟ قال : « إنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك » (1).

وفي معنى الأوّل خبران آخران. (2)

وفي باب وقت ما يعلم الإمام علیه السلام جميع علم الإمام الذي كان قبله عليهم جميعا السّلام : عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا : سمعنا أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه » (3).

وفي خبر آخر قال : قلت له : الإمام متى يعرف إمامته وينقل الأمر إليه؟ قال : « في آخر دقيقة من حياة الأوّل » (4).

وفي باب أنّ الأئمّة علیهم السلام في العلم والشجاعة والطاعة سواء :

عن داود النهديّ ، عن عليّ بن جعفر عن أبي الحسن علیه السلام قال : قال لي : « نحن في العلم والشجاعة سواء ، وفي العطاء على قدر ما نؤمر » (5).

عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحدا ، فأمّا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام فلهما فضلهما » (6).

وفي آخر : « وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة » (7).

ص: 169


1- « الكافي » 1 : 271 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام محدّثون مفهّمون ، ح 4.
2- راجع المصدر السابق : 270 - 271 ، ح 2 و 5.
3- المصدر السابق : 274 - 275 ، باب وقت ما يعلم الإمام ... ، ح 2.
4- المصدر السابق : 275 ، ح 3.
5- المصدر السابق : 275 ، باب في أنّ الأئمّة علیهم السلام في العلم والشجاعة والطاعة سواء ، ح 2.
6- المصدر السابق ، ح 3.
7- المصدر السابق ، ح 1.

وفي باب أنّ الإمامة عهد من اللّه عزّ وجلّ معهود من واحد إلى واحد علیهم السلام :

عن عمر بن الأشعث قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد ، لا واللّه ولكن عهد من اللّه ورسوله صلی اللّه علیه و آله لرجل فرجل حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه » (1). وفي معناه أخبار أخر (2).

وفي باب ثبات الإمامة في الأعقاب وأنّها لا تعود في أخ ولا عمّ ولا غيرهما من القربات :

عن يونس ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا ، إنّما جرت من عليّ بن الحسين ، كما قال اللّه تبارك وتعالى : ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) (3) ، فلا تكون بعد عليّ بن الحسين علیهماالسلام إلاّ في الأعقاب وأعقاب الأعقاب » (4). وفي معناه أو قريب منه أخبار أخر (5).

وفي باب الأمور التي توجب حجّة الإمام علیه السلام : عن ابن أبي نصر ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام : إذا مات الإمام بمن يعرف الذي بعده؟

فقال : « للإمام علامات : منها أن يكون أكبر ولد أبيه ، ويكون فيه الفضل والوصيّة ، ويقدم الركب فيقول : إلى من أوصى فلان؟ فيقال : إلى فلان ، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، تكون الإمامة مع السلاح حيثما كان » (6).

وفي باب ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله صلی اللّه علیه و آله على الأئمّة علیهم السلام واحدا فواحدا :

ص: 170


1- المصدر السابق : 277 - 278 ، باب أنّ الإمامة عهد من اللّه ... ، ح 2.
2- راجع الباب المذكور في المصدر السابق.
3- الأحزاب (33) : 6.
4- « الكافي » 1 : 285 - 286 ، باب ثبات الإمامة في الأعقاب ... ، ح 1.
5- راجع الباب المذكور في المصدر السابق.
6- المصدر السابق : 284 ، باب الأمور التي توجب حجّة الإمام ، ح 1.

عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمّد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر علیه السلام قال : « أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله بولاية عليّ علیه السلام وأنزل عليه ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (1) ، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي؟ فأمر اللّه محمّدا أن يفسّر لهم الولاية كما فسّر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحجّ - وساق الحديث إلى أن قال علیه السلام - : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض » (2).

وفي باب لو لا أنّ الأئمّة علیهم السلام يزدادون لنفد ما عندهم علیهم السلام :

عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « لو لا أنّا نزداد ، لأنفدنا » ، قال : قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : « أما إنّه إذا كان ذلك عرض على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثمّ على الأئمّة ، ثمّ انتهى الأمر إلينا » (3).

عن يونس بن عبد الرحمن ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « ليس يخرج شيء من عند اللّه عزّ وجلّ حتّى يبدأ برسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ بأمير المؤمنين علیه السلام ثمّ بواحد بعد واحد لئلاّ يكون آخرنا أعلم من أوّلنا » (4).

وفي باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت للملائكة والأنبياء علیهم السلام :

عن سماعة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ لله تبارك وتعالى علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله فقد علمناه ، وعلما استأثر به ، فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك ، وعرض على الأئمّة الذين

ص: 171


1- المائدة (5) : 55.
2- « الكافي » 1 : 289 ، باب ما نصّ اللّه عزّ وجلّ ورسوله على الأئمّة ... ، ح 4.
3- المصدر السابق : 255 ، باب لو لا أنّ الأئمّة علیهم السلام يزدادون ... ، ح 3.
4- المصدر السابق ، ح 4.

كانوا من قبلنا » (1).

عن ضريس قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « إنّ لله عزّ وجلّ علمين : علما مبذولا ، وعلما مكفوفا ، فأمّا المبذول فإنّه ليس من شيء تعلمه الملائكة والرسل إلاّ نحن نعلمه ، وأمّا المكفوف فهو الذي عند اللّه عزّ وجلّ في أمّ الكتاب إذا خرج نفذ » (2).

عن معمّر بن خلاّد قال : سأل أبا الحسن علیه السلام رجل من فارس ، فقال له : أتعلمون الغيب؟ فقال : قال أبو جعفر علیه السلام : « يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنّا فلا نعلم ». - وقال : - « سرّ اللّه عزّ وجلّ أسرّه إلى جبرئيل علیه السلام وأسرّه جبرئيل إلى محمّد صلی اللّه علیه و آله وأسرّه محمّد صلی اللّه علیه و آله إلى من شاء اللّه » (3).

عن عمّار الساباطي ، قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن الإمام يعلم الغيب؟ فقال : « لا ، ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه اللّه ذلك » (4).

عن سدير الصيرفي قال : سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر علیه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (5) ، قال أبو جعفر علیه السلام : « إنّ اللّه عزّ وجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه على غير مثال كان قبله ، فابتدع السماوات والأرضين ولم يكن قبلهنّ سماوات ولا أرضون أما تسمع لقوله : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (6)؟ ».

فقال له حمران : أرأيت قوله - جلّ ذكره - : ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ) (7)؟ فقال له أبو جعفر علیه السلام : « ( إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (8) ، وكان واللّه

ص: 172


1- المصدر السابق ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح 1.
2- المصدر السابق : 255 - 256 ، ح 3.
3- المصدر السابق : 256 ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 1.
4- المصدر السابق : 257 ، ح 4.
5- الأنعام (6) : 101.
6- هود (11) : 7.
7- الجنّ (72) : 26.
8- الجنّ (72) : 27.

محمّد صلی اللّه علیه و آله ممّن ارتضاه ، وأمّا قوله : ( عالِمُ الْغَيْبِ ) فإنّ اللّه عزّ وجلّ عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدّر من شيء ويقضيه في علمه قبل أن يخلفه وقبل أن يفضيه إلى الملائكة ، فذلك يا حمران ، علم موقوف عنده إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه ، فأمّا العلم الذي يقدّره عزّ وجلّ ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثمّ إلينا » (1).

وفي باب أنّ علم الأئمّة يزداد كلّ ليلة جمعة : عن أبي يحيى الصنعاني ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : قال لي : « يا أبا يحيى ، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن » ، قال : قلت : جعلت فداك وما ذاك الشأن؟

قال : « يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى علیهم السلام وأرواح الأوصياء الموتى وروح الوصيّ الذي بين أظهركم يعرج بها إلى السماء حتّى توافي بها عرش ربّها فتطوف به أسبوعا ، وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا سرورا ، ويصبح الوصيّ الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جمّ الغفير » (2).

وفي رواية أخرى : « فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ، ولو لا ذلك لأنفدنا » (3). وبمعناه خبر آخر (4).

وفي حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة : قال : فقال لأبي جعفر علیه السلام : يا ابن رسول اللّه ، لا تغضب عليّ قال : « لما ذا؟ » قال : لما أريد أن أسألك عنه ، قال : « قل » ، قال : ولا تغضب؟ قال : « ولا أغضب » ، قال : أرأيت قولك في ليلة القدر وتنزّل الملائكة والروح فيها إلى الأوصياء يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قد علمه ، أو

ص: 173


1- « الكافي » 1 : 256 - 257 ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 2.
2- المصدر السابق : 253 - 254 ، باب في أنّ الأئمّة علیهم السلام يزدادون ... ، ح 1.
3- المصدر السابق ، ح 2.
4- المصدر السابق ، ح 3.

يأتونهم بأمر كان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يعلمه ، وقد علمت أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مات وليس من علمه شيء إلاّ وعليّ علیه السلام له واع؟

قال أبو جعفر علیه السلام : « ما لي ولك أيّها الرجل؟ ومن أدخلك عليّ؟ » قال : أدخلني عليك القضاء لطلب الدين.

قال : « فافهم ما أقول لك إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا أسري به لم يهبط حتّى أعلمه اللّه جلّ ذكره علم ما قد كان وما سيكون ، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر ، وكذلك كان عليّ بن أبي طالب علیه السلام قد علم جمل العلم ويأتي تفسيره في ليالي القدر كما كان مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ».

قال السائل : أو ما كان في الجمل تفسير؟ قال : « بلى ، ولكنّه إنّما يأتي بالأمر من اللّه تعالى في ليالي القدر إلى النبيّ صلی اللّه علیه و آله وإلى الأوصياء : افعل كذا وكذا لأمر قد كانوا علموه أمروا كيف يعملون فيه ».

قلت : فسّر لي هذا ، قال : « لم يمت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إلاّ حافظا لجملة العلم وتفسيره » ، قلت : فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟ قال : « الأمر واليسر فيما كان قد علم ».

قال السائل : فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا ، قال : « هذا ممّا أمروا بكتمانه ولا يعلم تفسير ما سألت عنه إلاّ اللّه عزّ وجلّ ».

قال السائل : فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟ قال : « لا ، وكيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصي إليه؟ »

قال السائل : فهل يسعنا أن نقول : إنّ أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟ قال : « لا ، لم يمت نبيّ إلاّ وعلمه في جوف وصيّه ، وإنّما تنزّل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ».

قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم؟ قال : « بلى قد علموه ، ولكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى

ص: 174

السنة المقبلة » :

قال السائل : يا أبا جعفر ، لا أستطيع إنكار هذا ، قال أبو جعفر علیه السلام : « من أنكره فليس منّا » ، قال السائل : يا أبا جعفر ، أرأيت النبيّ صلی اللّه علیه و آله هل كان يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟

قال : « لا يحلّ لك أن تسأل عن هذا ، أمّا علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبيّ ولا وصيّ إلاّ والوصيّ الذي بعده يعلمه ، أمّا هذا العلم الذي تسأل عنه فإنّ اللّه عزّ وجلّ أبى أن يطّلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم ». إلى آخر الحديث (1).

وفي باب النصّ والإشارة إلى عليّ أمير المؤمنين علیه السلام : عن يونس بن رباط قال : دخلت أنا وكامل التمّار على أبي عبد اللّه علیه السلام فقال له كامل : جعلت فداك حديث رواه فلان ، فقال : « اذكره » ، فقال : حدّثني أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله حدّث عليّا بألف باب يوم توفّي رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كلّ باب يفتح ألف باب فذلك ألف ألف باب ، فقال : « لقد كان ذلك » ، فقلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم؟ فقال : « يا كامل ، باب أو بابان ».

فقال : جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلاّ باب أو بابان؟ قال : فقال : « وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلاّ ألفا غير معطوفة » (2).

وفي باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم علیهم السلام : عن أبي جعفر الثاني علیه السلام أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال لابن العبّاس : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة ، وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ؛ ولذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، فقال ابن عبّاس من هم؟ قال : « أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون » (3).

ص: 175


1- « الكافي » 1 : 251 - 252 ، باب في شأن إنّا أنزلناه ... ، ح 8.
2- المصدر السابق : 297 ، باب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين علیه السلام ، ح 9.
3- المصدر السابق : 532 - 533 ، باب ما جاء في الاثني عشر ... ، ح 11.

وبهذا الإسناد قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لأصحابه : « آمنوا بليلة القدر إنّها تكون لعليّ بن أبي طالب علیه السلام ، ولولده الأحد عشر من بعدي » (1).

وبهذا الإسناد « أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال لأبي بكر : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) (2) ، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله مات شهيدا واللّه ليأتينّك فأيقن إذا جاءك ؛ فإنّ الشيطان غير متخيّل به. فأخذ عليّ علیه السلام بيد أبي بكر فأراه النبيّ صلی اللّه علیه و آله ، فقال له : يا أبا بكر ، آمن بعليّ وبأحد عشر من ولده إنّهم مثلي إلاّ النبوّة ، وتب إلى اللّه ممّا في يدك فإنّه لا حقّ لك فيه ، قال : ثمّ ذهب فلم ير » (3).

وعن أبي الجارود ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ ، زرّ الأرض - يعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد اللّه الأرض أن تسيخ بأهلها ، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت بأهلها ولم ينظروا » (4).

وعن أبي جعفر علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : من ولدي اثنا عشر نقيبا نجباء محدّثون مفهّمون ، آخرهم القائم بالحقّ يملأها عدلا كما ملئت جورا » (5).

وعن أبي حمزة قال : سمعت عليّ بن الحسين علیهماالسلام يقول : « إنّ اللّه خلق محمّدا وعليّا وأحد عشر من ولده من نور عظمته ، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبّحون اللّه ويقدّسونه وهم الأئمّة علیهم السلام من ولد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » (6).

وفي باب النصّ والإشارة على الحسن بن عليّ علیهماالسلام : عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ

ص: 176


1- « الكافي » 1 : 533 ، باب ما جاء في الاثني عشر ... ، ح 12.
2- آل عمران (3) : 169.
3- « الكافي » 1 : 533 ، باب ما جاء في الاثني عشر ... ، ح 13.
4- المصدر السابق : 534 ، ح 17.
5- المصدر السابق ، ح 18.
6- المصدر السابق : 530 - 531 ، ح 6.

أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه لمّا حضره الذي حضره ، قال لابنه الحسن : ادن منّي حتّى أسرّ إليك ما أسرّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إليّ ، وائتمنك على ما ائتمنني عليه ففعل » (1).

وعن شهر بن حوشب أنّ عليّا علیه السلام حين سار إلى الكوفة استودع أمّ سلمة كتبه والوصيّة ، فلمّا رجع الحسن علیه السلام دفعتها إليه (2).

وفي باب الإشارة إلى الحسين بن عليّ علیه السلام : عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام - أخذنا منه موضع الحاجة - قال : « لمّا حضرت الحسن بن عليّ علیهماالسلام الوفاة قال : يا قنبر ، ... ادع لي محمّد بن عليّ ، فأتيته ... ، فقال : يا محمّد بن عليّ ، لو شئت أن أخبرك وأنت نطفة في ظهر أبيك لأخبرتك يا محمّد بن عليّ ، أما علمت أنّ الحسين بن عليّ علیهماالسلام بعد وفاة نفسي ومفارقة روحي وجسمي إمام من بعدي وعند اللّه جلّ اسمه في الكتاب وراثة من النبيّ صلی اللّه علیه و آله أضافها اللّه عزّ وجلّ له في وراثة أبيه وأمّه صلوات اللّه عليهم ، فعلم اللّه أنّكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمّدا صلی اللّه علیه و آله واختار محمّد عليّا علیه السلام واختارني عليّ علیه السلام بالإمامة واخترت أنا الحسين علیه السلام » إلى آخر الحديث (3).

وفي باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسين علیه السلام : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « لمّا حضر الحسين علیه السلام ما حضره ، دفع وصيّته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرّج ، فلمّا أن كان من أمر الحسين علیه السلام ما كان ، دفعت ذلك إلى عليّ بن الحسين علیهماالسلام قلت : فما فيه - يرحمك اللّه -؟ فقال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى » (4).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر : عن الحسين بن أبي العلاء ، عن

ص: 177


1- « الكافي » 1 : 298 ، باب الإشارة والنصّ على الحسن بن عليّ علیهماالسلام ، ح 2.
2- المصدر السابق : 298 ، ح 3.
3- المصدر السابق : 300 - 302 ، باب الإشارة والنصّ على الحسين بن عليّ علیهماالسلام ، ح 2.
4- المصدر السابق : 304 ، باب الإشارة والنصّ على عليّ بن الحسين علیهماالسلام ، ح 2.

أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « إنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه بصدقة عليّ وعمر وعثمان ، وأنّ ابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن - وكان أكبرهم - فسأله الصدقة ، فقال زيد : إنّ الوالي كان بعد عليّ الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين عليّ بن الحسين ، وبعد عليّ بن الحسين محمّد بن عليّ علیهم السلام فابعث إليه.

فبعث ابن حزم إلى أبي ، فأرسلني بالكتاب إليه حتّى دفعته إلى ابن حزم ، فقال له بعضنا : يعرف هذا ولد الحسن؟ قال : نعم كما يعرفون أنّ هذا ليل ، ولكنّهم يحملهم الحسد ، ولو طلبوا الحقّ بالحقّ لكان خيرا لهم ، ولكنّهم يطلبون الدنيا » (1).

وعن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء مثله (2).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام : عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر علیه السلام إلى أبي عبد اللّه علیه السلام يمشي ، فقال : « ترى هذا؟ هذا من الذين قال اللّه عزّ وجلّ : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (3) » (4).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى علیه السلام : عن محمّد بن عليّ ، عن عبد اللّه القلاّء (5) ، عن الفيض بن المختار قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل عليه أبو إبراهيم علیه السلام - وهو يومئذ غلام - فقال : « هذا صاحبكم فتمسّك به » (6).

ص: 178


1- المصدر السابق : 305 - 306 ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر علیه السلام ، ح 3.
2- المصدر السابق : 306 ، ذيل حديث 3.
3- القصص (28) : 5.
4- « الكافي » 1 : 306 ، باب الإشارة والنصّ على أبي عبد اللّه ... ، ح 1.
5- في « بحار الأنوار » : « عبد الأعلى ».
6- « الكافي » 1 : 307 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى علیه السلام ، ح 1 ؛ « بحار الأنوار » 48 : 18 ، ح 18.

وعن عبد الرحمن بن الحجّاج قال : سألت عبد الرحمن في السنة التي أخذ فيها أبو الحسن الماضي علیه السلام فقلت له : إنّ هذا الرجل قد صار في يد هذا وما يدري إلى ما يصير ، فهل بلغك عنه في أحد من ولده شيء؟

فقال لي : ما ظننت أنّ أحدا يسألني عن هذه المسألة ، دخلت على جعفر بن محمّد علیهماالسلام في منزله فإذا هو في بيت كذا في داره في مسجد له وهو يدعو وعلى يمينه موسى بن جعفر علیهماالسلام يؤمّن على دعائه ، فقلت : جعلني اللّه فداك قد عرفت انقطاعي إليك وخدمتي لك فمن وليّ الناس بعدك؟ فقال : « إنّ موسى قد لبس الدرع وساوى عليه ».

فقلت له : لا أحتاج بعد هذا إلى شيء (1).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا علیه السلام : عن داود الرقّي قال : قلت لأبي إبراهيم علیه السلام : جعلت فداك إنّي قد كبر سنّي فخذ بيدي من النار. قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن علیه السلام فقال : « هذا صاحبكم من بعدي » (2).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني علیه السلام : عن معمر بن خلاّد قال : سمعت الرضا علیه السلام وذكر شيئا ، فقال : « ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته مكاني » ، وقال : « إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا من أكابرنا القذّة بالقذّة » (3).

وفي باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث علیه السلام : عن إسماعيل بن مهران قال : لمّا خرج أبو جعفر علیه السلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه ، قلت له عند خروجه : جعلت فداك إنّي أخاف عليك في هذا الوجه فإلى

ص: 179


1- « الكافي » 1 : 308 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى علیه السلام ، ح 3.
2- المصدر السابق : 312 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الرضا علیه السلام ، ح 3.
3- المصدر السابق : 320 ، ح 2.

من الأمر بعدك؟

فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا وقال : « ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة » ، فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت : جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتّى اخضلّت لحيته بالدموع ، ثمّ التفت إليّ فقال : « عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني عليّ » (1).

وفي باب النصّ والإشارة على أبي محمّد علیه السلام : أنّ يحيى بن يسار القنبري قال : أوصى أبو الحسن علیه السلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي (2).

وعن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن علیه السلام في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه فقلت له : جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : « لا ، صاحبكم بعدي الحسن » (3).

وعن عبد اللّه بن محمّد الأصفهاني قال : قال أبو الحسن علیه السلام : « صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ » ، قال : ولم نعرف أبا محمّد قبل ذلك ، قال : فخرج أبو محمّد فصلّى عليه (4).

وعن سعد بن عبد اللّه عن جماعة من بني هاشم - منهم الحسن بن الحسن الأفطس - أنّهم حضروا يوم توفّي محمّد بن عليّ علیه السلام باب أبي الحسن يعزّونه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، فقالوا : قدّرنا أن يكون حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن عليّ علیه السلام قال : جاء مشقوق الجيب حتّى قام عن يمينه ونحن

ص: 180


1- المصدر السابق : 323 ، باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن الثالث علیه السلام ، ح 1.
2- المصدر السابق : 325 ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد علیه السلام ، ح 1.
3- المصدر السابق : 325 - 326 ، ح 2.
4- المصدر السابق : 327 ، ح 3.

لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن بعد ساعة ، فقال : « يا بنيّ ، أحدث لله عزّ وجلّ شكرا فقد أحدث فيك أمرا ».

فبكى الفتى وحمد اللّه واسترجع وقال : « الحمد لله ربّ العالمين وأنا أسأل اللّه تمام نعمه لنا فيك ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ».

فسألنا عنه فقيل : هذا الحسن ابنه ، وقدّرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد أشار إليه بالإمامة فأقامه مقامه (1).

وفي باب الإشارة إلى صاحب الدار علیه السلام : عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عليّ بن بلال قال : خرج إليّ من أبي محمّد علیه السلام قبل مضيّه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثمّ خرج إليّ من قبل مضيّه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده (2).

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال : أراني أبو محمّد ابنه ، فقال : « هذا صاحبكم بعدي » (3).

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن إسحاق ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : قلت لأبي محمّد علیه السلام : جلالتك تمنعني عن مسألتك ، أتأذن لي أن أسألك؟ فقال : « سل » ، قلت : يا سيّدي ، هل لك ولد؟ فقال : « نعم ».

فقلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه؟ قال : « بالمدينة » (4).

وفي باب تسمية من رآه علیه السلام : عن عبد اللّه بن جعفر الحميري قال : اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمه اللّه عند أحمد بن إسحاق فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو ، إنّي أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه ، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الأرض لا تخلو من حجّة إلاّ إذا كان قبل

ص: 181


1- « الكافي » 1 : 326 - 327 ، باب الإشارة والنصّ على أبي محمّد علیه السلام ، ح 8.
2- المصدر السابق : 328 ، باب الإشارة والنصّ على صاحب الدار علیه السلام ، ح 1.
3- المصدر السابق : 328 ، ح 3.
4- المصدر السابق : ح 2.

يوم القيامة بأربعين يوما.

أقول : وساق الكلام كثيرا إلى أن قال : فخرّ أبو عمرو ساجدا وبكى ، ثمّ قال : سل حاجتك ، فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمّد علیه السلام ؟ فقال : إي واللّه ورقبته مثل ذا ، وأومأ بيده.

فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي هات : قلت : فالاسم؟ قال : محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي فليس لي أن أحلّل ولا أحرّم ، ولكن عنه علیه السلام - وساق الحديث إلى أن قال : - وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتّقوا اللّه وأمسكوا عن ذلك (1).

عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر - وكان أسنّ شيخ من ولد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بالعراق - فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلام علیه السلام (2).

وعن حكيمة بنت محمّد بن عليّ - وهي عمّة أبيه - : أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك (3).

عليّ بن محمّد عن حمدان القلانسي قال : قلت للعمري : قد مضى أبو محمّد علیه السلام ؟ فقال : قد مضى ، ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده (4).

عليّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفي ، عن جعفر بن محمّد المكفوف ، عن عمرو الأهوازي قال أرانيه أبو محمّد علیه السلام وقال : « هذا صاحبكم » (5).

وبمضمون ما ذكر وقريب منه أخبار كثيرة لا نطيل الكلام بذكرها.

وفي باب النهي عن الاسم : عن ابن رئاب ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « صاحب هذا

ص: 182


1- المصدر السابق : 329 - 330 ، باب في تسمية من رآه علیه السلام ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2.
3- المصدر السابق : 330 - 331 ، ح 3.
4- المصدر السابق : 331 ، ح 4.
5- المصدر السابق : 332 ، ح 12.

الأمر لا يسمّيه باسمه إلاّ كافر » (1).

عن الريّان بن الصلت قال : سمعت أبا الحسن الرضا علیه السلام يقول - وسئل عن القائم علیه السلام - فقال : « لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه » (2).

وقريب بمضمونها خبران آخران (3).

وفي باب الغيبة : عن يمان التمّار قال : كنّا عند أبي عبد اللّه علیه السلام جلوسا فقال لنا : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ».

ثمّ قال هكذا بيده « فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ».

ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق اللّه عبد وليتمسّك بدينه » (4).

عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر علیهماالسلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه من أديانكم لا يزيلكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنّما هي محنة من اللّه عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».

قال : قلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟ فقال : « يا بنيّ ، عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه » (5).

عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إيّاكم والتنويه أما واللّه ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ حتّى يقال : مات ، أو قتل ، هلك بأيّ واد سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفّأنّ كما تكفأ

ص: 183


1- « الكافي » 1 : 333 ، باب في النهي عن الاسم ، ح 4.
2- المصدر السابق ، ح 3.
3- راجع الباب المذكور في المصدر السابق.
4- المصدر السابق : 335 - 336 ، باب في الغيبة ، ح 1.
5- المصدر السابق : 336 ، ح 2.

السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلاّ من أخذ اللّه ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا تدرى أيّ من أيّ ».

فبكيت ثمّ قلت : فكيف نصنع؟ قال : فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة فقال : « يا أبا عبد اللّه ، ترى هذه الشمس؟ » قلت : نعم ، فقال : « واللّه لأمرنا أبين من هذه الشمس » (1).

وبمضمونه مع تفاوت ما خبر آخر (2) عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي ، عن المفضّل بن عمر عنه علیه السلام

عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم ولا يرونه » (3).

عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض : فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما لي أراك متفكّرا تنكت؟ أرغبة منك فيها؟

فقال : « لا واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما تكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون ».

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال : « ستّة أيّام أو ستّة أشهر أو ستّ سنين » ، فقلت : وإنّ هذا لكائن؟ فقال : « نعم كما أنّه مخلوق وأنّى لك بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الأمّة مع خيار أبرار هذه العترة ».

فقلت : ثمّ ما يكون بعد ذلك؟ فقال : « ثمّ يفعل اللّه ما يشاء فإنّ له بداءات وإرادات

ص: 184


1- المصدر السابق ، ح 3.
2- المصدر السابق : 338 - 339 ، ح 11.
3- المصدر السابق : 337 - 338 ، ح 6.

وغايات ونهايات » (1).

عن زرارة قال : سمعت أبا عبد اللّه صلوات اللّه عليه يقول : « إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم » ، قال : قلت : ولم؟ قال : « إنّه يخاف » ، وأومأ بيده إلى بطنه يعني القتل (2).

وقريب بمضمونه خبران آخران (3).

عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم ، ويرى الناس ولا يرونه » (4).

وبمضمونه خبر آخر أيضا (5).

عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بدّ له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيّبة وما بثلاثين من وحشة » (6).

عن إسحاق بن عمّار قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والأخرى طويلة ، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلاّ خاصّة مواليه » (7).

وقريب بمضمونه خبران : عن مفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « لصاحب هذا الأمر غيبتان إحداهما يرجع منها إلى أهله ، والأخرى يقال : هلك في أيّ واد سلك ».

قلت : كيف نصنع إذا كان كذلك؟ قال : « إذا ادّعاها مدّع فاسألوه عن أشياء

ص: 185


1- « الكافي » 1 : 338 ، باب في الغيبة ، ح 7.
2- المصدر السابق : 338 ، ح 9.
3- المصدر السابق : 340 ، ح 18 و 342 ، ح 29.
4- المصدر السابق : 339 ، ح 12.
5- المصدر السابق : 337 - 338 ، ح 6.
6- المصدر السابق : 340 ، ح 16.
7- المصدر السابق ، ح 19.

يجيب فيها مثله » (1).

عن أمّ هانئ قالت : سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ علیه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) (2) ، قالت : فقال : « إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يظهر كالشهاب يتوقّد في الليلة الظلماء فإن أدركت زمانه قرّت عينك » (3).

وبمضمونه خبر آخر (4) عن طريق آخر عنه علیه السلام .

عن أيّوب بن نوح قال : قلت لأبي الحسن علیه السلام ... قال : « إذا وقع رفع علمكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج من تحت أقدامكم » (5).

عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ : ( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (6) قال : « إنّ منّا إماما مظفّرا مستترا فإذا أراد اللّه عزّ ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر فقام بأمر اللّه تبارك وتعالى » (7).

وفي باب كراهية التوقيت : عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « يا ثابت ، إنّ اللّه تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلمّا أن قتل الحسين علیه السلام اشتدّ غضب اللّه تعالى على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع السرّ ولم يجعل اللّه له بعد ذلك وقتا عندنا ( يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (8) » ، قال أبو حمزة : فحدّثت بذلك

ص: 186


1- المصدر السابق : 340 ، باب في الغيبة ، ح 20.
2- التكوير (81) : 15 - 16.
3- « الكافي » 1 : 341 ، باب في الغيبة ، ح 22.
4- المصدر السابق ، ح 23.
5- المصدر السابق ، ح 24.
6- المدّثّر (74) : 8.
7- « الكافي » 1 : 343 ، باب في الغيبة ، ح 30.
8- الرعد (13) : 39.

أبا عبد اللّه علیه السلام فقال : « قد كان ذلك » (1).

عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام إذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو؟ فقال : « يا مهزم ، كذب الوقّاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلّمون » (2) « إنّا أهل بيت لا نوقّت » (3).

وبمضمونه خبران آخران (4).

عن الحسن بن عليّ بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه عليّ بن يقطين قال : قال لي أبو الحسن علیه السلام : « الشيعة تربّى بالأماني منذ مائتي سنة ».

قال : وقال يقطين لابنه عليّ بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان ، وقيل لكم فلم يكن؟

قال : فقال له عليّ : إنّ الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد ، غير أنّ أمركم حضر ، فأعطيتم محضة ، فكان كما قيل لكم ، وإنّ أمرنا لم يحضر ، فعلّلنا بالأماني ، فلو قيل لنا : إنّ هذا الأمر لا يكون إلاّ إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامّة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه تألّفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج (5).

وفي باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أو تأخّره : عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن قول اللّه تبارك وتعالى : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (6) ، فقال : « يا فضيل ، اعرف إمامك ، فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر. ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان

ص: 187


1- « الكافي » 1 : 368 ، باب كراهيّة التوقيت ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- المصدر السابق ، ح 4 - 5.
5- المصدر السابق : 369 ، ح 6.
6- الإسراء (17) : 71.

بمنزلة من كان قاعدا في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه ». قال : وقال بعض أصحابه : بمنزلة من استشهد مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله . (1)

عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : « يا با بصير ، وأنت ممّن يريد الدنيا ، من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره » (2).

عن فضيل بن يسار قال : سمعت أبا جعفر يقول : « من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضرّه تقدّم هذا الأمر أم تأخّر ، ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه » (3).

وبمضمون الأخبار المسطورة أو قريب منها أخبار أخر (4).

عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة؟ » قال : « نعم » ، قلت : جاهليّة جهلاء أو جاهليّة لا يعرف إمامه؟ قال : « جاهليّة كفر ونفاق وضلال » (5).

وفي باب أنّه علیه السلام يحكم بحكم آل داود : عن أبان قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي ، يحكم بحكومة آل داود ، ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلّ نفس حقّها » (6). وبمضمونه خبر آخر (7).

وفي باب صلة الإمام علیه السلام : عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدراهم إلى الإمام ، وإنّ اللّه ليجعل له الدرهم

ص: 188


1- « الكافي » 1 : 371 ، باب أنّه من عرف إمامه لم يضرّه ... ، ح 2.
2- المصدر السابق : 371 - 372 ، ح 3.
3- المصدر السابق ، ح 5.
4- المصدر السابق : 372 ، ح 6 - 7.
5- المصدر السابق : 377 ، باب من مات وليس له إمام ... ، ح 3.
6- المصدر السابق : 397 - 398 ، باب في الأئمّة علیهم السلام إذا ظهر أمرهم ... ، ح 2.
7- المصدر السابق : 397 ، ح 1.

في الجنّة مثل جبل أحد ».

ثمّ قال : « إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه : ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (1) قال : « هو واللّه في صلة الإمام خاصّة » (2).

وبمضمونه أخبار أخر (3).

عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا علیه السلام : قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر علیه السلام فكنت تقول : « يهب اللّه لي غلاما » ، فقد وهب اللّه لك ، فأقرّ عيوننا ، فلا أرانا اللّه يومك فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر علیه السلام وهو قائم بين يديه ، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟! قال علیه السلام : « وما يضرّه من ذاك شيء قد قام عيسى علیه السلام بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين » (4).

عن عليّ بن سيف ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي جعفر الثاني علیه السلام قال : قلت له : إنّهم يقولون في حداثة سنّك ، فقال : « إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبيّ يرعى الغنم ، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل وعلماؤهم ، فأوحى اللّه تعالى إلى داود علیه السلام أن خذ عصا المتكلّمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليهما بخواتيم القوم ، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة ، فأخبرهم داود علیه السلام فقالوا : قد رضينا وسلّمنا » (5).

عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال أبو بصير : دخلت عليه ومعي غلام يقودني خماسيّ لم يبلغ ، فقال لي : « كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه؟ » (6).

ص: 189


1- البقرة (2) : 245.
2- « الكافي » 1 : 537 ، باب صلة الإمام علیه السلام ، ح 2.
3- المصدر السابق : 537 - 538 ، ح 4 - 7.
4- المصدر السابق : 321 ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني ... ، ح 4. بتفاوت يسير.
5- المصدر السابق : 383 ، باب حالات الأئمّة علیهم السلام في السنّ ، ح 3.
6- المصدر السابق ، ح 4.

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه قال : قال عليّ بن حسان لأبي جعفر علیه السلام : يا سيّدي ، إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك ، فقال : « وما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ وجلّ وقد قال اللّه تعالى لنبيّه : ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) ، (1) فو اللّه ما تبعه إلاّ عليّ علیه السلام وهو له تسع سنين » (2).

وقريب بهذه المضامين أخبار أخر (3).

وفي باب أنّ الإمام لا يغسّل إلاّ إمام ، عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره ، عن الرضا علیه السلام قال : قلت له : إنّهم يحاجّونا يقولون : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام ، فقال : « ما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟ » قال : قلت - جعلت فداك - لهم : إن قال مولاي : غسّله تحت عرش ربّي فقد صدق ، وإن قال : غسّله في تخوم الأرض فقد صدق ، قال : « لا هكذا » ، قلت : فما أقول لهم؟ قال : « قل : إنّي غسّلته » ، فقلت : أقول لهم : إنّك غسّلته؟ قال : « نعم » (4).

عن محمّد بن جمهور ، قال : حدّثنا أبو معمّر قال : سألت الرضا علیه السلام عن الإمام : يغسّله الإمام؟ قال : « سنّة موسى بن عمران علیه السلام » (5).

عن محمّد بن جمهور ، عن يونس ، عن طلحة قال : قلت للرضا علیه السلام : إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام؟ فقال : « أما تدرون من حضر لغسله قد حضره خير ممّن غاب عنه ، الذين حضروا يوسف في الجبّ حين غاب عنه أبواه وأهل بيته » (6).

وفي باب ولادة الإمام : عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول :

ص: 190


1- يوسف (12) : 108.
2- « الكافي » 1 : 384 ، باب حالات الأئمّة علیهم السلام في السنّ ، ح 8.
3- راجع الباب المذكور في المصدر السابق ، ح 1 ، 5 ، 6 ، 7.
4- المصدر السابق : 384 - 385 ، باب أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام من الأئمّة علیهم السلام ، ح 1.
5- المصدر السابق : 385 ، ح 2.
6- المصدر السابق ، ح 3.

« إنّ اللّه تبارك وتعالى إذا أحبّ أن يخلق الإمام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام ، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه ، لا يسمع الصوت ، ثمّ يسمع بعد ذلك الكلام ، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1) ، فإذا مضى الإمام الذي كان قبله رفع له منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق ، فبهذا يحتجّ اللّه على خلقه » (2).

وفي خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث اللّه تبارك وتعالى ملكا يقال له : حيوان فكتب على عضده الأيمن ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (3) ... إلى آخره ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم لله أنزله من السماء إلى الأرض ، وأمّا رفعه برأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان ، أثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري.

ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي.

فإذا انقضى الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى

ص: 191


1- الأنعام (6) : 115.
2- « الكافي » 1 : 387 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 2.
3- الأنعام (6) : 115.

السماء يقول : ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) - إلى - ( الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، (1) فإذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر » (2) إلى آخر الحديث.

وفي خبر آخر ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « فإذا قام بهذا الأمر رفع اللّه له في كلّ بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد » (3).

وفي خبر آخر عنه علیه السلام : « فإذا ولد خطّ بين كتفيه ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) (4) ... الآية فإذا صار الأمر إليه جعل اللّه له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كلّ بلدة » (5).

عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضا علیه السلام فقلت : جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود ، قال : فقال لي : « يا يونس ، ما تراه؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ ».

قال : قلت : ما أدري ، قال : « لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع اللّه به أعمال تلك البلدة ».

قال : فقام ابن فضّال ، فقبّل رأسه وقال : رحمك اللّه يا با محمّد ، لا تزال تجيئني بالحديث الحقّ الذي يفرّج اللّه به عنّا (6).

عن زرارة ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « للإمام عشر علامات : يولد مطهّرا مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام

ص: 192


1- آل عمران (3) : 18.
2- « الكافي » 1 : 386 - 387 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 1.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- الأنعام (6) : 115.
5- « الكافي » 1 : 387 ، باب مواليد الأئمّة علیه السلام ، ح 4.
6- المصدر السابق : 388 ، ح 7.

عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ، ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك والأرض موكّلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كانت عليه وفقا ، وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه علیه السلام » (1).

وفي باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم : عن أبي يحيى الواسطي ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ اللّه خلقنا من علّيّين وخلق أرواحنا من فوق ذلك ، وخلق أرواح شيعتنا من علّيّين ، وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم ، وقلوبهم تحنّ إلينا » (2).

عن عليّ بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين علیه السلام قال : قال أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر الذي دون عرشه نور نوّره ، وإنّ في حافتي النهر روحين مخلوقين : روح القدس ، وروحا من أمره ، وإنّ لله عشر طينات خمس من الجنّة وخمس من الأرض » ، ففسّر الجنان وفسّر الأرض ، ثمّ قال : « ما من نبيّ ولا ملك من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من أحد الروحين وجعل النبيّ صلی اللّه علیه و آله من إحدى الطينتين ».

قلت لأبي الحسن الأوّل علیه السلام : ما الجبل؟ فقال : « الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا » (3).

وروى غيره عن أبي الصامت قال : « طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى وجنّة النعيم والفردوس والخلد ، وطين الأرض مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحائر » (4).

ص: 193


1- « الكافي » 1 : 388 - 389 ، باب مواليد الأئمّة علیهم السلام ، ح 8.
2- المصدر السابق : 389 ، باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم ... ، ح 1.
3- المصدر السابق ، ح 3.
4- المصدر السابق : 390 ، ذيل الحديث 3.

وقريب بمضمون ما ذكر غيره (1).

وفي باب تدخل الملائكة بيوتهم وتأتيهم بالأخبار : عن أبي حمزة الثمالي قال :

دخلت على عليّ بن الحسين علیه السلام فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، قلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟ فقال : « فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لأولادنا » ، فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟ فقال : « يا أبا حمزة ، وإنّهم ليزاحمونا على تكأتنا » (2).

عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه اللّه في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام علیه السلام فعرض ذلك عليه وإنّ مختلف الملائكة من عند اللّه تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر » (3).

وفي خبر آخر ، عن مسمع البصري بعد قوله : - إنّي إذا أكلت عنده لم أتأذّ به ، - فقال : - « يا با سيّار ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم ».

قال : قلت : ويظهرون لكم قال : فمسح يده على بعض صبيانه ، فقال : « هم ألطف بصبياننا منّا بهم » (4).

وفي باب أنّ الجنّ تأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم : عن سعد الإسكاف قال : أتيت أبا جعفر علیه السلام أريد الإذن عليه فإذا رحال إبل على الباب مصفوفة وإذا الأصوات قد ارتفعت ، ثمّ خرج قوم معتمّين بالعمائم يشبهون الزطّ ، قال : فدخلت على أبي جعفر علیه السلام فقلت : جعلت فداك أبطأ إذنك عليّ اليوم ، ورأيت قوما خرجوا عليّ معتمّين بالعمائم فأنكرتهم؟ فقال : « أو تدري من أولئك يا سعد؟ » قال : قلت : لا ،

ص: 194


1- راجع الباب السابق من المصدر السابق.
2- المصدر السابق : 393 - 394 ، باب أنّ الملائكة تدخل بيوتهم ... ، ح 3.
3- المصدر السابق : 394 ، ح 4.
4- المصدر السابق : 393 ، ح 1.

قال : فقال : « أولئك إخوانكم من الجنّ يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم » (1).

عن سدير الصيرفي قال : أوصاني أبو جعفر علیه السلام بحوائج له بالمدينة ، فخرجت فبينا أنا بين فجّ الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي بثوبه قال : فملت إليه وظننت أنّه عطشان فناولته الإداوة فقال لي : لا حاجة لي بها ، وناولني كتابا طينه رطب ، قال : فلمّا نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر علیه السلام ، فقلت : متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال : الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها. ثمّ قد التفتّ فإذا ليس عندي أحد.

قال سدير : فلقيته فقلت : جعلت فداك رجل أتى بكتابك وطينه رطب؟ فقال : « يا سدير ، إنّ لنا خدما من الجنّ فإذا [ أردنا ] السرعة بعثناهم » (2).

وفي رواية أخرى قال : « إنّ لنا أتباعا من الجنّ كما أنّ لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا أمرا بعثناهم » (3). والأخبار التي تدلّ على ذلك كثيرة.

وفي باب حق الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمام علیه السلام : عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر علیه السلام ما حقّ الإمام على الناس؟ قال : « حقّه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا » ، قلت : فما حقّهم عليه؟

قال : « يقسم بينهم بالسويّة ، ويعدل في الرعيّة ، فإذا كان ذلك في الناس فلا يبالي من أخذ هاهنا وهاهنا » (4).

وفي خبر آخر عنه علیه السلام مثله إلاّ أنّه قال : « هكذا وهكذا وهكذا » يعني بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله (5).

ص: 195


1- « الكافي » 1 : 395 ، باب أنّ الجنّ تأتيهم ... ، ح 3.
2- المصدر السابق ، ح 4.
3- المصدر السابق ، ذيل ح 4.
4- المصدر السابق : 405 ، باب ما يجب من حقّ الإمام على الرعيّة ... ، ح 1.
5- المصدر السابق ، ح 2.

عن مسعدة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « قال أمير المؤمنين علیه السلام : لا تختانوا ولاتكم ، ولا تغشّوا هداتكم ، ولا تجهّلوا أئمّتكم ، ولا تصدعوا عن جبلكم ، فتفشلوا وتذهب ريحكم ، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم وألزموا هذه الطريقة فإنّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم ، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب » (1).

عن صباح بن سيّابة عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد ولا إسراف فعلى الإمام أن يقضيه ، فإن لم يقضه فعليه إثم ذلك ، إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) الآية (2) ، فهو من الغارمين وله سهم عند الإمام فإن حبسه فإثمه عليه » (3).

عن حنان ، عن أبيه عن أبي جعفر علیه السلام قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي اللّه ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن الولاية على من يلي حتّى يكون لهم كالوالد الرحيم ».

وفي رواية أخرى « حتّى يكون للرعية كالأب ». (4)

وفي باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام : عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر علیه السلام قال : « وجدنا في كتاب عليّ علیه السلام : أنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين ، أنا وأهل بيتي الذين أورثنا اللّه الأرض ، ونحن المتّقون ، والأرض كلّها لنا ، فمن أحيا أرضا من المسلمين فليؤدّ خراجها إلى الإمام علیه السلام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها فإن تركها وأخربها وأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمّرها وأحياها فهو أحقّ بها من الذي تركها ، ويؤدّي خراجها إلى الإمام من أهل بيتي ، وله ما أكل منها

ص: 196


1- المصدر السابق ، ح 3.
2- التوبة (9) : 60.
3- « الكافي » 1 : 407 ، باب ما يجب من حقّ الإمام على الرعيّة ... ، ح 7.
4- المصدر السابق ، ح 8.

حتّى يظهر القائم علیه السلام من أهل بيتي بالسيف ، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها ، كما حواها رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ومنعها إلاّ ما كان في أيدي شيعتنا فإنّه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم » (1).

عن يونس بن ظبيان أو المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : ما لكم من هذه الأرض؟ فتبسّم ثمّ قال : « إنّ اللّه تبارك وتعالى بعث جبرئيل علیه السلام وأمره أن يخرق بإبهامه ثمانية أنهار في الأرض منها سيحان وجيحان - وهو نهر بلخ - والخشوع - وهو نهر الشاش - ومهران - وهو نهر الهند - ونيل مصر ودجلة والفرات ، فما سقت أو استقت فهو لنا ، وما كان لنا فهو لشيعتنا وليس لعدوّنا منه شيء إلاّ ما غصب عليه ، وأنّ وليّنا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه ، يعني بين السماء والأرض.

ثمّ تلا هذه الآية : ( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (2) المغصوبين عليها ( خالِصَةً ) لهم ( يَوْمَ الْقِيامَةِ ) بلا غصب » (3). وفي معنى ما ذكر أخبار أخر (4).

وفي باب سيرة الإمام في نفسه : عن حمّاد ، عن حميد وجابر العبدي قال :

قال أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه ففرض عليّ التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس ، كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغنيّ بغناه » (5).

وبمضمونه خبران آخران (6).

ص: 197


1- « الكافي » 1 : 407 - 408 ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام ، ح 1.
2- الأعراف (7) : 32.
3- « الكافي » 1 : 409 ، باب أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام ، ح 5.
4- راجع المصدر السابق : 408 - 410 من الباب السابق.
5- المصدر السابق : 410 ، باب سيرة الإمام في نفسه ... ، ح 1.
6- المصدر السابق : 410 - 411 ، ح 3 و 4.

عن حمّاد بن عثمان قال : حضرت أبا عبد اللّه علیه السلام ، وقال له رجل : أصلحك اللّه ذكرت : أنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس الخشن يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد؟ فقال له : « إنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس في زمان لا ينكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به ، فخير لباس كلّ زمان لباس أهله ، غير أنّ قائمنا أهل البيت علیهم السلام إذا قام لبس ثياب عليّ علیه السلام وسار بسيرة عليّ علیه السلام » (1).

وفي باب فيه نتف وجوامع من الولاية : عن بكير بن أعين قال : كان أبو جعفر علیه السلام يقول : « إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ والإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد صلی اللّه علیه و آله بالنبوّة » (2).

عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « ما من نبيّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا وتفضيلنا على من سوانا » (3).

عن أبي الصباح الكناني ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : سمعته يقول : « إنّ لله في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ، لو اجتمع أهل الأرض كلّهم يحصون عدد كلّ صفّ منهم ما أحصوهم ، وأنّهم ليدينون بولايتنا » (4).

عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن علیه السلام قال : « ولاية عليّ علیه السلام مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث اللّه رسولا إلاّ بنبوّة محمّد صلی اللّه علیه و آله ووصيّة عليّ علیه السلام » (5).

عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّ اللّه عزّ وجلّ نصب عليّا علیه السلام علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ضالاّ ، ومن

ص: 198


1- المصدر السابق ، ح 4.
2- المصدر السابق : 436 ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية ... ، ح 1.
3- المصدر السابق : 437 ، ح 4.
4- المصدر السابق ، ح 5.
5- المصدر السابق : 437 ، ح 6.

نصب معه شيئا كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنّة » (1).

وفي باب معرفة أوليائهم والنصوص إليهم : عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « إنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علیه السلام وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثمّ قال له : أنا واللّه أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : كذبت قال : بلى واللّه إنّي أحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين علیه السلام : كذبت ما أنت كما قلت ، إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فو اللّه ما رأيت روحك فيمن عرض ، فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه » (2).

وفي رواية أخرى قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « كان في النار » (3).

عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « إنّا لنعرف الرجل بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق » (4).

عن عبد اللّه بن سليمان ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سألته عن الإمام : فوّض اللّه إليه كما فوّض إلى سليمان بن داود علیه السلام ؟

فقال : « نعم ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها ، وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل ، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين ، ثمّ قال : « هذا عطاؤنا فامنن أو - أعط - بغير حساب » (5) وهكذا في قراءة عليّ علیه السلام ».

قال : قلت : أصلحك اللّه فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟ قال علیه السلام :

« سبحان اللّه أما تسمع اللّه يقول : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (6) ، وهم الأئمّة

ص: 199


1- « الكافي » 1 : 437 ، باب فيه نتف وجوامع من الرواية ، ح 7.
2- المصدر السابق : 438 ، باب في معرفتهم أولياءهم ... ، ح 1.
3- المصدر السابق ، ذيل الحديث.
4- المصدر السابق ، ح 2.
5- اقتباس من سورة ص (38) : 39.
6- الحجر (15) : 75.

( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (1) لا يخرج منها أبدا ».

ثمّ قال لي : « نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو؟ إنّ اللّه يقول : ( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ ) (2) ... إلى آخره ، وهم العلماء ، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلاّ عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم » (3).

وفي باب أنّه إذا قيل للرجل فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده : عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك فإنّ اللّه يفعل ما يشاء » (4).

وفي خبر آخر بعد التنظير بحكاية امرأة عمران بقولها : ( إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى ) (5) إلى آخره هكذا : « فإذا قلنا في الرجل منّا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك » (6).

وفي باب في أنّ الأئمّة علیهم السلام كلّهم قائمون بأمر اللّه هادون إليه : عن الحكم بن أبي نعيم قال : أتيت أبا جعفر علیه السلام وهو بالمدينة فقلت له : عليّ نذر بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله أم لا؟ فلم يجبني بشيء ، فأقمت ثلاثين يوما ثمّ استقبلني في طريق فقال : « يا حكم ، وإنّك لها هنا بعد؟ ».

فقلت : نعم إنّي أخبرتك بما جعلت لله عليّ فلم تأمرني ولم تنهني عن شيء

ص: 200


1- الحجر (15) : 76.
2- الروم (30) : 30.
3- « الكافي » 1 : 438 - 439 ، باب في معرفتهم أولياءهم ... ، ح 3.
4- المصدر السابق : 535 ، باب في أنّه إذا قيل في الرجل شيء ... ، ح 2.
5- آل عمران (3) : 36.
6- « الكافي » 1 : 535 ، باب في أنّه إذا قيل في الرجل شيء ... ، ح 1.

ولم تجبني بشيء ، فقال : « بكّر عليّ غدوّا المنزل » ، فغدوت عليه ، فقال علیه السلام : « سل عن حاجتك ».

فقلت : إنّي جعلت لله عليّ نذرا أو صياما أو صدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك ألاّ أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله أم لا؟ فإن كنت أنت رابطتك ، وإن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش.

فقال : « يا حكم ، كلّنا قائم بأمر اللّه ». قلت : فأنت المهديّ؟ قال : « كلّنا نهدي إلى اللّه » ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : « كلّنا صاحب السيف ، ووارث السيف ».

قلت : فأنت الذي تقتل أعداء اللّه ، ويعزّ بك أولياء اللّه ، ويظهر بك دين اللّه؟ فقال : « يا حكم ، كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين سنة ، وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن منّي وأخفّ على ظهر الدابّة ». (1)

تذنيب

في مولد النبيّ صلی اللّه علیه و آله

ولد النبيّ صلی اللّه علیه و آله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال.

وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة (2).

في نسب الأئمّة علیهم السلام وزمان ولادتهم ووفاتهم ومدّة حياتهم :

قال في الكافي في مولد أمير المؤمنين علیه السلام :

ولد أمير المؤمنين علیه السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقتل علیه السلام في شهر رمضان لتسع بقين منه ، ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستّين سنة ، فبقي بعد

ص: 201


1- « الكافي » 1 : 536 ، باب أنّ الأئمّة علیهم السلام كلّهم قائمون بأمر اللّه ... ، ح 1.
2- المصدر السابق : 439 ، باب مولد النبي صلی اللّه علیه و آله ووفاته.

قبض النبيّ صلی اللّه علیه و آله ثلاثين سنة. وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وهو أوّل هاشمي ولده هاشم مرّتين. (1)

وفي مولد فاطمة الزهراء علیهاالسلام :

ولدت فاطمة علیهاالسلام بعد مبعث رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بخمس سنين ، وتوفّيت علیهاالسلام ولها ثمان عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما ، وبقيت بعد أبيها صلی اللّه علیه و آله خمسة وسبعين يوما (2).

وفي مولد الحسن بن عليّ علیهماالسلام :

ولد الحسن بن عليّ علیهماالسلام في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين من الهجرة. وروي أنّه ولد في سنة ثلاث ، ومضى علیه السلام في شهر صفر في آخره من سنة تسع وأربعين ، ومضى وهو ابن سبع وأربعين سنة وأشهر. وأمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (3).

وفي مولد الحسين بن عليّ علیهماالسلام :

ولد الحسين بن عليّ علیهماالسلام في سنة ثلاث ، وقبض علیه السلام في شهر المحرّم من سنة إحدى وستّين من الهجرة وله سبع وخمسون سنة وأشهر. قتله عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه في خلافة يزيد بن معاوية لعنه اللّه ، وهو على الكوفة وكان على الخيل التي حاربته ، وقتله عمر بن سعد - لعنه اللّه - بكربلاء يوم الاثنين لعشر خلون من المحرّم. وأمّه فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » (4).

وفي مولد عليّ بن الحسين علیهماالسلام :

ولد عليّ بن الحسين علیهماالسلام في سنة ثمان وثلاثين ، وقبض في سنة خمس وتسعين وله سبع وخمسون سنة. وأمّه سلامة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى برويز ، وكان يزدجرد آخر ملوك الفرس (5).

ص: 202


1- المصدر السابق : 452 ، باب مولد أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه.
2- المصدر السابق : 458 ، باب مولد الزهراء فاطمة علیهاالسلام .
3- المصدر السابق : 461 ، باب مولد الحسن بن عليّ صلوات اللّه عليهما.
4- المصدر السابق : 463 ، باب مولد الحسين بن عليّ علیهماالسلام .
5- المصدر السابق : 466 ، باب مولد عليّ بن الحسين علیهماالسلام .
وفي مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهماالسلام :

ولد أبو جعفر علیه السلام سنة سبع وخمسين ، وقبض علیه السلام سنة أربع عشرة ومائة ، وله سبع وخمسون سنة. ودفن بالبقيع بالمدينة في القبر الذي دفن فيه أبوه عليّ بن الحسين علیهماالسلام ، وكانت أمّه أمّ عبد اللّه بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام وعلى ذريّتهم الهادية » (1).

وفي مولد أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد علیهماالسلام :

ولد أبو عبد اللّه سنة ثلاث وثمانين ، ومضى علیه السلام في شوّال من سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة ، ودفن بالبقيع في القبر الذي دفن أبوه وجدّه والحسن بن عليّ علیهم السلام وأمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر (2).

وفي مولد أبي الحسن موسى علیه السلام :

ولد أبو الحسن موسى بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقال بعضهم : تسع وعشرين ومائة ، وقبض علیه السلام لستّ خلون من رجب من سنة ثلاث وثمانين ومائة وهو ابن أربع أو خمس وخمسين سنة. وقبض علیه السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك ، وكان هارون حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوّال سنة تسع وسبعين ومائة ، وقد قدم هارون المدينة منصرفه من عمرة شهر رمضان ، ثمّ شخص هارون إلى الحجّ وحمله معه ، ثمّ انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر ، ثمّ أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك فتوفّي علیه السلام في حبسه ، ودفن ببغداد في مقبرة قريش. وأمّه أمّ ولد يقال لها : حميدة (3).

ص: 203


1- « الكافي » 1 : 469 ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ علیه السلام .
2- المصدر السابق : 472 ، باب مولد أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد علیه السلام .
3- المصدر السابق : 476 ، باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر علیهماالسلام .
و في مولد أبي الحسن الرضا علیه السلام :

ولد أبو الحسن الرضا علیه السلام سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقبض علیه السلام في صفر من سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة. وقد اختلف في تأريخه إلاّ أنّ هذا التأريخ هو أقصد إن شاء اللّه ، وتوفّي علیه السلام بطوس في قرية يقال لها : سناباد من نوقان على دعوة. ودفن بها علیه السلام وكان المأمون أشخصه من المدينة إلى مرو على طريق البصرة وفارس ، فلمّا خرج المأمون وشخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفّي في هذه القرية. وأمّه أمّ ولد يقال لها : أمّ البنين (1).

وفي مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني علیهماالسلام :

ولد علیه السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة ، وقبض علیه السلام سنة عشرين ومائتين في آخر ذي القعدة ، وهو ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وثمانية عشر يوما. ودفن ببغداد في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى علیه السلام وقد كان المعتصم أشخصه إلى بغداد في أوّل هذه السنة التي توفّي فيها علیه السلام ، وأمّه أمّ ولد يقال لها :

سبيكة نوبيّة. وقيل أيضا : إنّ اسمها كان خيزران. وقيل : إنّها كانت من أهل بيت مارية أمّ إبراهيم بن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (2).

وفي مولد أبي الحسن عليّ بن محمّد علیهماالسلام :

ولد علیه السلام للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين ، وروي أنّه علیه السلام ولد في رجب سنة أربع عشرة ومائتين.

وروي أنّه قبض علیه السلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين وله إحدى وأربعون سنة وستة أشهر وأربعون سنة على المولد الآخر الذي روي. وكان المتوكّل أشخصه مع يحيى بن هرثمة بن أعين من المدينة إلى سرّ من رأى فتوفّي بها علیه السلام

ص: 204


1- المصدر السابق : 486 ، باب مولد أبي الحسن الرضا علیه السلام .
2- المصدر السابق : 492 ، باب مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني علیهماالسلام .

ودفن في داره. وأمّه أمّ ولد يقال لها : سمانة (1).

وفي مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ علیهماالسلام :

ولد علیه السلام في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض علیه السلام يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين وهو ابن ثمان وعشرين سنة ودفن في داره في البيت الذي دفن فيه أبوه بسرّ من رأى. وأمّه أمّ ولد يقال لها :

حديث. وقيل : سوسن. (2)

وفي مولد الصاحب علیه السلام :

ولد علیه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين (3).

ص: 205


1- « الكافي » 1 : 497 - 498 ، باب مولد أبي الحسن عليّ بن محمّد علیهماالسلام .
2- المصدر السابق : 503 ، باب مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ علیهماالسلام .
3- المصدر السابق : 514 ، باب مولد الصاحب علیه السلام .

( المقصد السادس ): في الأصل الخامس وهو ( المعاد )

اشارة

ص: 206

ص: 207

ص: 208

( المقصد السادس )

في الأصل الخامس وهو ( المعاد )

الذي هو زمان جزاء العباد وعود الأرواح وحشر الأجساد ( والوعد والوعيد وما يتّصل بذلك )

اعلم أنّ المعاد - لغة - عبارة عن العود ، أو زمانه أو مكانه.

واصطلاحا - بحسب المعنى التصوّري - عبارة عن عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب.

وبحسب المعنى التصديقي عبارة عمّا يجب تصديقه بالجنان وإقراره باللسان ، وهو أنّ اللّه تعالى يحيي العباد بعد أن أماتهم في القبر في الأبدان الأصليّة للسؤال ونحوه من الأحوال ، وفي البرزخ في الأبدان المثالية لغير النبيّ والوصيّ للجزاء بمقتضى الأعمال ، وفي المحشر في البدن الأصلي العنصري للحساب والثواب والعقاب ، مع إنطاق جوارح العباد ، وتطاير الكتب ، والتميز بالميزان والمرصاد.

ويدخل الكفّار ومن بحكمهم من العاصين في نار جهنّم خالدين ، إلاّ من تمّ استحقاقه العذاب من المؤمنين المعتقدين بالأئمّة الاثني عشر أجمعين ، أو عفي عنه بنحو شفاعة الشافعين ، فإنّه يخرج من جهنّم ويدخل في الناجين.

ويعبر عباده الصالحين ومن بحكمهم من المكلّفين - كالذين عفي عنهم بنحو

ص: 209

الشفاعة ممّا ثبت أنّه يذهب السيّئات في الدين - عن الصراط الذي هو أحدّ من السيف وأدقّ من الشعر على قدر أعمال العاملين ، ويدخلهم في جنّة الخلد التي دلّت على وجودها الأخبار والكتاب المبين ، أو حظائر الأعراف التي ورد أنّها مقام مؤمني الجنّ ، وأولاد الزنى من المؤمنين إلى سبعة أبطن ، وبعض المجانين.

والمراد أنّه يجب الاعتقاد بأنّ مقتضى العدل والحكمة عود الأرواح إلى الأجساد للحساب والثواب والعقاب ؛ لأنّ إيصال النعيم الأبدي إلى الروح بلا واسطة الجسم بالكمالات والنعم الباطنة ، وبواسطة الآلات بالنعم الظاهرة أكمل وأرجح من إيصال إحداهما عند عدم المانع والمفسدة ، كما أنّ الأمر كذلك في القيامة ، وترك الأرجح وترجيح المرجوح قبيح بلا شبهة. وكذا إيصال العقاب الأشدّ عند استحقاقه ، كما في يزيد ومن عيّنه يزيد ؛ لوجوب الانتقام بمقتضى العدل بنحو نار ( تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) (1).

وبالجملة ، العلّة الموجبة لإعادة الأرواح هي العلّة الموجبة لإعادة الأجساد ، بل قد يقال : الأرواح والأجساد من هيولى واحدة بسيطة ، ففيها من الإدراك والشعور والإحساس والفهم وغير ذلك من الأمور الموجبة للتكليف الموجب للجزاء الموجب للإعادة مثل ما في الأرواح ، إلاّ أنّ ما في الأرواح أقوى ممّا في الأجساد ، بنسبة ما فيها من اللطافة والكثافة على حسب مراتب الوجود بحسب الضعف والقوّة ، مضافا إلى النقل القاطع كما سيأتي إلى بعض منها الإشارة ، مثل ما يفيد عود الأرواح إلى الأجساد الأصليّة أو المثاليّة بعد الموت متنعّمة في جنان الدنيا وفي وادي السلام ، أو معذّبة عند مطلع الشمس وغروبها ببرهوت في وادي حضرموت مع دخول شرر النار في قبورهم إلى نفخة الصور ، أو باقية في القبر إلى يوم النشور

ص: 210


1- ق (50) : 30.

فيخرجون من القبور ؛ لأنّه متمّم للغرض والفضل ، وموافق للحكمة والعدل ، ولطف أتمّ مقدور ، وليس فيه مانع وقبح وشرور ، كسائر ما جاء به النبيّ صلی اللّه علیه و آله من أحوال النشور ، وأمور النار والجنّة والحور والقصور والفواكه والطيور ، ونحوها ممّا هو في الكتاب والسنّة مذكور ، فالكلام في هذا الأصل - الذي هو أيضا من أعظم الأصول - يقع في خمسة فصول :

الأوّل : في عود الأرواح بعد الإماتة إلى الأجساد الأصليّة في القبر للسؤال والجزاء على وفق الأعمال إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا ، وهو من أصول المذهب ظاهرا ؛ ردّا على العامّة وأمثالهم كأهل التناسخ. وفي انتقال الروح إلى البدن المثالي في البرزخ بعد ذلك للجزاء أيضا إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا. وهو أيضا من أصول المذهب ردّا على العامّة.

الثاني : في المعاد الجسماني العنصري ، وعود الأرواح إلى الأجساد الأصليّة العنصريّة بعد نفخة الصور يوم النشور في المحشر والقيامة الكبرى للحساب والثواب والعقاب مع الاعتقاد بالميزان وتطاير الكتب والشفاعة كما ورد في الكتاب.

ويخالفه ما قال بعض العلماء من « أنّ الإنسان له جسدان وجسمان :

الأوّل : مركّب من العناصر الأربعة المعروفة المحسوسة ، وهو الآن في هذه الدنيا عبارة عن الكثافة العارضة ، وفي الحقيقة هو الجسد الصوري.

الثاني : مركّب من عناصر أربعة ، لكنّها ليست من هذه العناصر الزمانيّة المعروفة الفانية بل من عناصر باقية جوهريّة نوريّة ، وهي من عناصر هورقليا في الإقليم الثامن الذي فيه الجنّتان المدهامّتان وجنان الدنيا ، وإليها تأوي أرواح السعداء من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين ، وهذا هو الجسد المثالي ، وهو الباقي ، وهو الذي نزل إلى الدنيا ولبس الكثافة البشريّة العنصريّة ، وهو بعينه هذا الجسد الموجود في هذه الدنيا إلاّ أنّه عليه غبار ووسخ ، وهو من العناصر المحسوسة ، وهذه الكثافة

ص: 211

ليست من الجنّة حتّى تعود إليها وإنّما هي من هذه الدنيا - إلى أن قال : - وهذه الصورة الأولى هي الجسد الأوّل الذي لا يعود ، وهو من العناصر المحسوسة وهو الكثافة.

والجسد الثاني ، وهو الذي يعود ، وهو مخلوق من عناصر هورقليا ، أعني العالم الذي قبل هذا العالم ، وفيه جنان الدنيا والجنّتان المدهامّتان ، وإليه تأوي أرواح المؤمنين.

و « هورقليا » معناه ملك آخر وفي أرضها بلدان : جابرسا ، وجابرقا. ومثله ما يدلّ على أنّ ما خلق من هذه العناصر المعروفة إذا تفكّكت في القبر ، رجع ما فيه من النّار إلى عنصر النار وامتزج بها ، وما فيه من الهواء إلى الهواء كذلك ، وكذلك الماء والتراب ، وذهب فلا يعود ؛ إذ لا حساب عليه ولا عقاب ولا نعيم ولا ثواب ، ولا شعور فيه ولا إحساس ، ولا تكليف عليه ، ولا مدخل له في الحقيقة ، وإنّما هو بمنزلة الثوب لبسته ثمّ تركته ولبست غيره.

إلى غير ذلك من الكلمات الدالّة على أنّ العظام التي تصير رميما لا تعود ، وأنّ المعاد في المعاد هو الجسم النوراني الهورقليائي. زعما منه أنّه على وفق ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام بعد ما سئل عن الميّت : هل يبلى جسده؟ قال : « نعم ، حتّى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها ؛ فإنّها لا تبلى بل تبقى في القبر مستديرة حتّى يخلق منها كما خلق أوّل مرّة » (1).

ومثل ذلك ما قال بعض من تبعه حيث قال في تفسير قوله تعالى : ( وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ) . (2) و « الأرض » هي أرض

ص: 212


1- « الكافي » 3 : 251 ، باب النوادر من كتاب الجنائز ، ح 7.
2- يس (36) : 33.

الجرز ، وحياتها بإشراق نور الرجحان الظاهر من شمس الوجود الراجح عليها. و « الحبّ » المخرج منها هو بحر المحبّة ، وهو ما ذكر من نور الرجحان ، وهو الوجود المقيّد ، ومثال الألوهيّة ، ومجلى الأسماء الحسنى والأمثال العليا والكبرياء والآلاء. ومن ذلك أكمل كلّ موجود مشهود أم مفقود ، وبه إمدادهم ، ومنه استمدادهم ، وعليه مردّهم ومعادهم.

( وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ ) . (1) « الجنّات » هي العوالم المتحصّلة من ذلك الحبّ في قوله عزّ وجلّ : « فأحببت أن أعرف » (2).

« النخيل » هي عالم العقول إلى عالم الأرواح ، وعالم النفوس ، أي الخلق الأوّل - من عالم الغيب. « والأعناب » هي عالم الطبائع والموادّ إلى عالم الأجسام بجميع مراتبها وأفلاكها وعناصرها ، وهي الخلق الثاني أي عالم الشهادة - إلى أن قال : - وهذا العالم المشار إليه - وهو الواقعي الأوّلي - هو المعاد يوم الآخرة عند رجوع كلّ شيء إلى أصله. انتهى.

وبالجملة : فالاعتقاد المذكور من أصول الدين ، ومنكره من الكافرين.

الثالث : في أحوال أهل النار الموجودة الآن بدلالة الآيات والأخبار ، ببيان وجوب الاعتقاد ، بحقّيّة الصراط وتعذيب الكفّار وأمثالهم من الأشرار والفجّار في طبقات النار بالعذاب الجسماني أيضا على وجه الخلود ، أو بدونه على وفق ما استفيد من العقل أو النقل الواصل من النبيّ صلی اللّه علیه و آله أو الأئمّة الأطهار. وهو أيضا من أصول الدين ومنكره من الكافرين.

الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف.

ص: 213


1- يس (36) : 34.
2- « شرح نهج البلاغة » 5 : 163 ؛ « بحار الأنوار » 84 : 199.

الخامس : في أحوال الناجين عن النار المتنعّمين في الجنّة الموجودة أيضا الآن ، بدلالة الآيات والأخبار ، ببيان وجوب الاعتقاد بحقّيّة الجنّة وثبوت التنعّم بالنعم الأبديّة الجسمانيّة أيضا على وفق ما استفيد من الأدلّة ، وهو أيضا في الجملة من أصول الدين ومنكره من الكافرين.

فنقول في تفصيل الفصول :

ص: 214

الفصل الأوّل : في عود الأرواح بعد إزهاقها وحصول الموت

اشارة

الذي قال تعالى في حقّه : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ ) (1) ونحوه ، إلى تلك الأبدان الأصليّة في القبر للسؤال ونحوه من الأحوال على وفق الأعمال ، وكذا انتقال الروح إلى البدن في البرزخ للجزاء على وفق الأعمال.

وهذا هو الحقّ ، بل هو من أصول المذهب ، خلافا لمن خالفنا : كالنسخيّة ، القائلين بأنّ النفوس الناقصة التي بقي شيء من كمالاتها الممكنة بالقوّة تدور في الأبدان الإنسانيّة وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتّى تبلغ النهاية في كمالها من علومها وأخلاقها. وهذا الانتقال يسمّى نسخا.

والمسخيّة ، القائلين بأنّ النفوس المذكورة ربما تنزّلت من بدن الإنسان إلى بدن حيوان يناسبه ، كبدن الأسد للشجاع ، والأرنب للجبان. ويسمّى ذلك مسخا.

والرسخيّة ، القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام النباتيّة. ويسمّى ذلك رسخا.

والفسخيّة ، القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام الجماديّة ، كالمعادن والبسائط. ويسمّى ذلك فسخا.

وكذلك من قال بأنّها تتعلّق بالأجرام السماويّة للاستكمال (2). وأمثالهم.

لنا - مضافا إلى الضرورة في المذهب - : الأخبار المتكاثرة.

ص: 215


1- الملك (67) : 2.
2- حكاه المجلسي عن بعض الفلاسفة في « بحار الأنوار » 58 : 117.

وبالجملة : فالكلام يقع في مطالب :

المطلب الأوّل : أنّ المعاد لغة - كما مرّ - هو العود ، أو محلّه ، أو زمانه.

واصطلاحا : عبارة عن عود أرواح الإنسان إلى الأبدان بعد مفارقتها يوم القيامة ، بإحياء اللّه سبحانه جميع أفراده بعد إماتتهم بجميع الأجزاء الأصليّة الباقية من أوّل العمر إلى آخره ، وتصويرها بصور مخصوصة ، وإفاضة أرواحها عليها ، وإحضار الجميع في موقف الحساب ، وإدخال الكفّار وبعض العصاة جهنّم المخلوقة لإيصال العذاب جزاء بما كانوا يكسبون ، وإدخال المؤمنين الجنّة المجعولة لإيصال الثواب بما أسلفوا في الأيّام الخالية ، ويجب على المكلّف اعتقاد ما ذكرنا والإقرار به.

ثمّ اعلم أنّ ما ذكرنا إنّما هو في القيامة الكبرى. وأمّا القيامة الصغرى وهي التي بين زمان الموت وزمان الأجساد في القيامة الكبرى ، ويطلق عليها عالم البرزخ ، فلا تتعلّق الأرواح فيها بتلك الأجساد بل تتعلّق بالقوالب المثاليّة كما في بعض الأخبار :

فقد روي عن يونس بن ظبيان أنّه قال : كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام فقال علیه السلام : « ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ » قلت : يقولون : في حواصل طير خضر في قناديل تحت العرش ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « سبحان اللّه ، المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه في حوصلة طائر أخضر. يا يونس ، ... المؤمن إذا قبضه اللّه تعالى صيّر روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا » (1).

وفي رواية عن أبي بصير أنّه قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن أرواح المؤمنين ، فقال : « في الجنّة على صورة أبدانهم لو رأيته لقلت : رأيت فلانا » (2).

ص: 216


1- « الكافي » 3 : 245 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 6.
2- « تهذيب الأحكام » 1 : 466 ، ح 1527.

ومن هذا ظهر بطلان القول بأنّ النفس الفاقدة للفضائل ، المقارنة بالرذائل ، المتمكّنة بعد المفارقة عن البدن تكون بلا بدن ، وتدرك رذائلها المتمكّنة ؛ لفراغها عن الشواغل المانعة عن كسب ما كانت مستعدّة له ، تتألّم بألم النار الروحانيّة ، وتلك نار اللّه الموقدة تطّلع على الأفئدة.

وأمّا النفس الكاملة بتصوّرات حقائق الأشياء وبالاعتقادات البرهانيّة الجازمة المطابقة الثابتة فتتّصل بعد المفارقة بالعالم القدسي في حضرة جلال ربّ العالمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وقد ذهب إليه بعض الحكماء ، ونسب إلى المشهور.

وظهر أيضا بطلان قول أهل التناسخ من أنّ النفس تبقى مجرّدة عن الأبدان خرجت كمالاتها من القوّة إلى الفعل حتّى تتّصل إلى عالم القدس.

وأمّا النفوس الناقصة التي بقي شيء من كمالاتها بالقوّة فإنّها تتردّد في الأبدان الإنسانيّة وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتّى تبلغ النهاية فيما هو كمالها من علومها وأخلاقها. ويسمّى هذا الانتقال نسخا.

وهكذا ما قيل من أنّها ربما نزلت من البدن الإنساني إلى بدن حيوان يناسبه في الأوصاف كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان. ويسمّى فسخا.

وما قيل : ربما نزلت إلى الأجسام النباتيّة. ويسمّى رسخا.

وما قيل : ربما نزلت إلى الجماديّة كالمعادن والبسائط. ويسمّى فسخا. وكذا يقول بتعلّقها ببعض الأجرام السماويّة للاستكمال.

وقد روي عن الحسن بن الجهم قال : قال المأمون للرضا علیه السلام : يا أبا الحسن ، ما تقول في القائلين بالتناسخ؟ فقال الرضا علیه السلام : « من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم ، مكذب بالجنّة والنار » (1). ومثلها رواية أخرى عنه علیه السلام (2).

ص: 217


1- « عيون أخبار الرضا » 2 : 200 - 202 ، الباب 46 ، ح 1.
2- المصدر السابق ، ح 2.

وعن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبد اللّه علیه السلام أخبرني عمّن قال بتناسخ الأرواح من أيّ شيء قالوا ذلك؟ وبأي حجّة قالوا على مذاهبهم؟

قال : « إنّ أصحاب التناسخ قد خلّفوا وراءهم منهاج الدين ، وزيّنوا لأنفسهم الضلالات ، وأمرجوا أنفسهم في الشهوات ، وزعموا أنّ السماء خاوية ما فيها شيء ممّا يوصف ، وأنّ مدبّر هذا العالم في صورة المخلوقين بحجّة من روى : أنّ اللّه عزّ وجلّ خلق آدم على صورته. وأنّه لا جنّة ولا نار ولا بعث ولا نشور. والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه ، وولوجه في قالب آخر. إن كان محسنا في القالب الأوّل أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة الدنيا ، وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدوابّ المتعبة في الدنيا » (1).

[ المطلب ] الثاني : في بيان إمكان المعاد وإيجاد عالم آخر مثل هذا العالم ، ووجوبه عقلا ونقلا.

أمّا إمكانه عقلا فواضح ؛ لأنّ أحد المثلين إذا كان ممكنا كان الآخر أيضا ممكنا ، وإلاّ لم يكن مثله ، مضافا إلى عدم وجود مانع ذاتي أو عرضي يتصوّر بالنسبة إليه. وأنّ مادّة الأجساد والأرواح - أعني النفوس الناطقة - باقية ولا تعدم إلاّ الصورة ، ففي المعاد تتعلّق مثل تلك الصورة بالبدن المعاد ، فتتعلّق الأرواح الباقية إلى ما أعيد من الأجساد. وتغيّر مجرّد الصورة لا ينافي كون الثاني عين الأوّل ، كما في الشيخ الذي هو عين الطفل مع تغيّر الصورة ، بل زيادة الأجزاء المادّية الزائدة عن الأصليّة أيضا ، فلا يلزم إعادة المعدوم بعينه ، ولا كون المثاب غير المطيع ، ولا كون المعاقب غير العاصي كما يفهم من اعتبار كون البدن الثاني عين الأوّل أو مثله.

أو يقال : إنّ المعدوم بسبب الموت وافتراق أجزاء البدن هو الحياة المشروطة

ص: 218


1- « الاحتجاج » 2 : 344 ، احتجاج أبي عبد اللّه الصادق علیه السلام ، وعنه في « بحار الأنوار » 4 : 320 ، باب في إبطال التناسخ.

باجتماع الأجزاء ، فعند الاجتماع بعد الافتراق تعود الحياة ، ويكون الثاني عين الأوّل ؛ بناء على أنّ تفرّق أجزاء الجسم لا دخل له في التشخّص. ومن لا يقول بامتناع إعادة المعدوم فهو في سعة ممّا ذكر.

وأمّا الدليل النقلي على ما ذكر فقوله تعالى : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ ) (1). وقوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (2). ونحو ذلك من الآيات والأخبار.

وما يقال : من أنّه لو وجد عالم آخر لكان كرة مثل هذا العالم ، ولا يمكن ذلك إلاّ بتحقّق فرجة بين الكرتين ، فيلزم الخلاء ، وأنّه لو وجد عالم آخر مثل هذا العالم لكان فيه العناصر الأربعة ، فإن لم تطلب أمكنة عناصر هذا العالم لزم اختلاف متّفقات الطبائع في مقتضائها ، فإن طلبت لزم أن تكون في الأمكنة الأخر دائما.

فالجواب عنه أوّلا : أنّ ما ذكر أوّلا يلزم لو كان الكرويّة لازمة.

وثانيا : أنّه يلزم لو كان الكرتان موجودتين معا.

وثالثا : أنّه يلزم لو كان ما بينهما موجودا ولم يكن مثل ما وراء الفلك الأعظم.

ورابعا : أنّه يلزم لو كان العالم الآخر خارجا - بأن كان المراد إيجاد سماوات وأرضين مثل هذه ، ولم يكن المراد مجرّد إعادة الأرواح إلى الأبدان - وكان كلّ منهما في حيّز على حدة ولم يكوّن في جسم آخر. وجميع ذلك ممنوع.

مضافا إلى كونه في مقابل قول خالق العالم وأمنائه المستلزم لكون قائله من أعدائه ، وأنّ مقتضى المماثلة أن يقتضي كلّ عنصر في عالمه مكانا مماثلا لمكان

ص: 219


1- يس (36) : 81.
2- القيامة (75) : 3 - 4.

مماثله. مثلا : أرض كلّ عالم تقتضي مركزه ، وناره محيط ، فلا يلزم اختلاف متّفقات الطبائع ، فيكون ما ذكره ثانيا فاسدا ، مع أنّ وروده مبنيّ على خروج كلّ من الأجزاء ومعيّتهما في الوجود وهما ممنوعان ، مضافا إلى ما ذكر في كونه في مقابلة النصّ الإلهي والأخبار النبوي والإمامي.

وحيث كان العالم ممكنا والممكن يجوز له العدم كما يجوز له الوجود ، فيجوز عدم العالم كما يقتضيه قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) (1) و ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (2). ونحوهما.

والمعقول من الفناء المذكور في الآيات وأخبار أئمّة الأنام التي يجب حمل ألفاظها على ما يفهم في العرف العامّ ليس إلاّ العدم الحاصل عن الإعدام لا شيء يفني به الأجسام ، ولكن العدم في الأغلب كالمكلّفين بتفريق الأجزاء كما تشهد به قصّة إبراهيم علیه السلام حيث قال : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) ، (3) فإنّها تدلّ على أنّ إحياء الموتى إنّما يكون بتأليف الأجزاء المتفرّقة بالموت.

وهكذا قوله تعالى : ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (4).

وقوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (5) ونحو ذلك ، تدلّ على بقاء المادّة وعدم الانعدام بالكلّيّة ، فلا يلزم من طريان العدم على العالم مع القول بالمعاد إعادة المعدوم كما توهّم.

ص: 220


1- الرحمن (55) : 26.
2- القصص (28) : 88.
3- البقرة (2) : 260.
4- يس (36) : 79.
5- القيامة (75) : 3 - 4.

وأمّا وجوبه عقلا ؛ فلأنّ أفعال اللّه تعالى معلّلة بالأغراض لئلاّ يعدّ عبثا ، وليست عائدة إليه ؛ لاستحالة استكماله تعالى ، بل عائدة إلى المخلوقات ، وليست هي النعم الدنيويّة ؛ لأنّها على تقدير كونها نعما وعدم كونها دفع آلام كالجوع والعطش ونحو ذلك فهي مشوبة بالآلام الكثيرة التي توجب عدم صلاحيّتها لأن تكون أغراضا لأفعاله تعالى ، كما أنّ عدم بقائها وفنائها أيضا كذلك ، فهي عبارة عن النعيم الأبدي.

ولا ريب أنّ اللذّة الروحانيّة والجسمانيّة معا أولى لأن تكون أغراضا لأفعاله تعالى ؛ لأنّ المجموع أفضل من البعض ولا مانع منه كما مرّ. فيلزم أن يكون هو الغرض ؛ لئلاّ يلزم ترجيح المرجوح القبيح على اللّه تعالى ، مع أنّ ذات الفيّاض يقتضي كمال الفيض مع عدم المانع ، ففعل الناقص مع إمكان الكامل خلاف مقتضى ذاته.

وهكذا الألم الروحاني والجسماني فإنّهما معا أشدّ من أحدهما ، فلو استحقّ أحد ذلك الأشدّ بسبب الظلم الكثير على مظلوم - كما ظلم يزيد الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهماالسلام - ولم يفعل اللّه بالنسبة إليه ذلك الأشدّ لزم الظلم عليه تعالى وعدم عدله ، وهو في حقّه محال كما مرّ ، فيجب على أشدّ المعاقبين في مقام النكال والنقمة أن يفعل أشدّ العذاب عند استحقاقه ، وهو المركّب من الروحاني والجسماني كما لا يخفى.

مضافا إلى أنّ العوض - أعني النفع المستحقّ الخالي عن التعظيم والإجلال بإزاء إنزال الألم بالعبد من غير استناد إلى فعله كالمرض وغيره - واجب عليه تعالى ، وإلاّ لكان ظلما وهو قبيح. وهكذا عوض تفويت المنافع إذا كان من المصلحة للغير.

وكذا إنزال الغموم المستندة إليه تعالى بالعلم الضروري كنزول مصيبة ، أو كسبيّ ، أو بظنّ ، كأن يغتمّ عند إفازة وصول مضرّة أو فوات منفعة إذا كان من اللّه.

ص: 221

وكذا عوض تمكين غير العاقل كالسباع على الإيلام بخلاف الإحراق عند الإلقاء في النار والقتل عند شهادة الزور ؛ فإنّ العوض واجب علينا لا على اللّه وفيما سبق واجب على اللّه تعالى ، ولا يتحقّق غالبا في الدنيا بالوجدان والعيان ، فيجب أن يكون في الآخرة ، ولا يتمّ ذلك إلاّ بالمعاد الجسماني.

وأيضا إنّه تعالى وعد المكلّف بالثواب على الإطاعة ، وتوعّد على العقاب بالمعصية بعد الموت ، وجعل كلاّ منهما جسمانيّا كما في قوله تعالى : ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً ) ، (1) فيجب العود إيفاء للوعد والوعيد ؛ لئلاّ يلزم الكذب المحال عليه تعالى كما مرّ سابقا.

وأيضا فإنّه تعالى كلّف بالأوامر والنواهي ، فيجب الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ؛ لئلاّ يلزم العبث والظلم ، ولا يمكن ذلك إلاّ بالمعاد الجسماني ؛ إذ الروحاني المحض ليس إلاّ بالالتذاذ بالكمالات العلميّة ، وأمّا العمليّة فلا فائدة لها إلاّ الالتذاذ الجسماني.

وأمّا [ وجوبه ] نقلا ؛ فلقوله تعالى : ( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (2) ؛ لأنّه يدلّ على إثبات المعاد الجسماني بحيث لا يقبل التأويل ، فلو لم يقع يلزم الكذب على اللّه تعالى وهو محال ، فيجب وقوعه.

وقوله تعالى : ( فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (3).

وقوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (4).

ص: 222


1- النساء (4) : 56.
2- يس (36) : 78 - 79.
3- يس (36) : 51 - 52.
4- القيامة (75) : 3 - 4.

وقوله تعالى ( إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ) (1).

وقوله تعالى : ( يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللّهِ ) - إلى قوله تعالى : - ( وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ) الآية (2).

وقوله تعالى : ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) (3). إلى غير ذلك ممّا لا يكاد يحصى.

فالمعاد الجسماني من ضروريّات دين نبيّنا صلی اللّه علیه و آله ، فلمّا أخبر به الصادق فيجب التصديق والإيمان ، مضافا إلى الدليل العقلي السابق.

فلا وجه لما يقال : من أنّ عود الروح إلى البدن في عالم العناصر مستلزم للتناسخ ، وفي عالم الأفلاك مستلزم لخرقها ، وهما محالان. ومن لزوم تولّد البدن من غير توالد. ومن امتناع كون جنّة يكون عرضها السماوات والأرض ، كما في كتاب اللّه (4) في عالم العناصر والأفلاك ، فلا بدّ أن تكون فوقها ، وهو مناف لكون المحيط محدّد الجهات وما به انتهاء العالم الجسمانيّات. ومن امتناع دوام الحياة مع الاحتراق :

لأنّ جميع ذلك مع أنّها في مقابل ما أخبر به ، فجعل الكلّ إنكارا لقدرة الواجب ، مع أنّ إمكان الفلك المستلزم لجواز العدم عليه مستلزم لجواز الخرق عليه ، والتناسخ لا يلزم عند عود الروح إلى بدنه في أيّ عالم كان ، وأنّ السماوات والأرض تحت الكرسيّ ؛ إذ وسع كرسيّه السماوات والأرض ، وفرش الجنّة وسقفها عرش الرحمن مع إمكان الفوقيّة أيضا.

وبالجملة ، لمّا كان كون إيجاب التكاليف شكرا للنعم التي أنعم اللّه تعالى بها قبيحا ، وكانت المشقّة من غير عوض أيضا قبيحة وجب إعطاء العوض على ما وعد

ص: 223


1- العاديات (100) : 9.
2- فصّلت (41) : 19 - 21.
3- النساء (4) : 56.
4- آل عمران (3) : 133 ؛ الحديد (57) : 21.

في الآخرة بالبعث بشرط تحصيل شرطه لتصديق النبيّ ونحوه ، ولهذا لا يثاب من كان عارفا باللّه فقط ، ويجب أن يكون خالصا من الشوائب ؛ لئلاّ يكون العوض أنقص ، ولما مرّ ، وذي مرتبة لا يطلب أزيد من مرتبته فلا يكون مغتمّا لمشاهدة من هو أعظم من درجته درجة.

[ المطلب ] الثالث : في بيان الوعد والوعيد وما يتعلّق بهما.

اعلم أنّ الإخبار بوصول النفع وعد ، وبوصول الضرر وعيد.

والأوّل إن كان مع الاستحقاق والتعظيم ثواب ، وإن كان مع الأوّل بدون الثاني انتقام ، وإن كان بالعكس تفضّل.

والثاني إن كان مع الاستحقاق والإهانة عقاب ومع الأوّل بدون الثاني انتقام ، وإن كان بالعكس ظلم.

ووجوب الثواب عقليّ ؛ لكونه في مقابل الإتيان بالمأمور به ، والكفّ عن المنهيّ عنه اللذين يكونان مستلزمين للمشقّة العظيمة ، والمشقّة العظيمة من غير عوض مع التعظيم قبيح ، فيكون العوض مع التعظيم لازما ، وهو المراد من الثواب.

ووجوب العقاب بالنسبة إلى حقوق الناس عقليّ إن لم يستحقّ التعظيم ؛ لئلاّ يلزم المنافاة مع العدل ، وبالنسبة إلى حقوق اللّه نقليّ.

ويجب أن يكونا خالصين من الشوائب. لما مرّ.

ويجب دوامهما ؛ دفعا للشوب ، مضافا إلى دلالة السمع كقوله تعالى : ( خالِدَيْنِ فِيها ) ، (1) ولكن عذاب الفسّاق من أهل الإيمان منقطع ؛ لاقتضاء الإيمان الثواب الذي لا يجتمع مع العقاب ، ولا يقدّم عليه إجماعا ، فيكون مؤخّرا. وذلك لا يستلزم انقطاع العقاب.

ص: 224


1- الحشر (59) : 17.

والجنّة دار معدّة لإيصال الثواب ، وجهنّم دار معدّة لإيصال العقاب. ووجودهما في الجملة إجماعي.

وإنّما الخلاف في وجودهما الآن ، وهو الحقّ.

تدلّ عليه قصّة آدم وحوّاء وإسكانهما الجنّة وإخراجهما عنها بأكل الشجرة ، وكونهما يخصفان عليهما من ورق الجنّة على ما نطق به الكتاب (1) والسنّة (2). وانعقد عليه إجماع الخاصّة والعامّة قبل المخالف على ما حكي (3).

والحمل على البساتين خلاف الظاهر الذي لا تدعو إليه حاجة إلاّ تشهّي النفس والتفسير بالرأي على ما يطابق رضاه. وعدم القول بوجود الجنّة دون النار يثبت تمام المدّعى.

وقد وردت في ذلك ما عدا ما ذكر آيات كثيرة صريحة كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) (4).

وقوله تعالى في حقّ الجنّة : ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (5) ، ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (6).

وفي حقّ النار ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ ) (7). ونحو ذلك.

وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للمبالغة في تحقّقهما كما في ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) (8) ونحوه خلاف الظاهر ، ولا قرينة عليه.

والتمسّك في المنع بأنّ خلقهما قبل يوم الجزاء عبث لا يليق بجنابه تعالى فاسد ،

ص: 225


1- الأعراف (7) : 20 - 22 ؛ طه (20) : 117 - 121.
2- « معاني الأخبار » : 108 - 110 ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 11 : 172 - 174 ، ح 19.
3- « شرح المقاصد » 5 : 108.
4- النجم (53) : 13 - 15.
5- آل عمران (3) : 133.
6- الشعراء (26) : 90.
7- الشعراء (26) : 91.
8- الكهف (18) : 99.

أمّا أوّلا ؛ فلأنّهما محلاّن لبعض المخلوقين كالحور والغلمان في الجنّة.

وأمّا ثانيا ؛ فلأنّ عدم العلم بالفائدة لا يستلزم عدمها.

وأمّا قوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (1) فعلى تقدير عدم إرادة كونه كالهالك لضعف الوجود الإمكاني غير مناف لما ذكرنا ، من جهة لزوم دوام أكل الجنّة وظلّها المنافي للفناء ظاهرا ؛ لكون المراد زوال الصورة لا المادّة. ولو سلّم فمخصوص بغير هما ، مع احتمال حمل الدوام على عدم انقطاع البقاء زمانا يعتدّ به ، كما في دوام المأكول فإنّه يتجدّد تجدّدا غير مناف لفنائه لحظة.

وأمّا قوله تعالى : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ) (2) فعلى تقدير كونهما في هذا العالم غير مناف لوجودهما من جهة امتناع تداخل الأجسام ؛ لأنّه محمول على التشبيه ولو سلّم العدم لامتناع قيام عرض شخصي بمحلّين موجودين ، ويشهد عليه قوله تعالى في آية أخرى : ( كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (3). وورد خبر دالّ على أنّ : من لم يقل بوجودهما الآن فهو ليس منّا (4).

وأمّا سؤال القبر وعذابه فهما ممكنان قد تواترت الأخبار عليهما مضافا إلى الآيات ، بل قد قيل : إنّ الخلاف مسبوق بالإجماع (5).

وأمّا الآيات : فمنها قوله تعالى : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ) ، (6) إذ عطف عذاب القيامة على عرض النار صباحا ومساء يقتضي كونه غيره ، وكون المعطوف عليه قبله ، فهو في القبر.

ص: 226


1- القصص (28) : 88.
2- آل عمران (3) : 133.
3- الحديد (57) : 21.
4- « عيون أخبار الرضا » 1 : 116 ، ح 3 ؛ « الأمالي » للصدوق : 373 ، المجلس 70.
5- تقدّم في ص 225.
6- غافر (40) : 46.

ومنها : قوله تعالى حكاية : ( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (1). وإحدى الحياتين ليست إلاّ في القبر ، ومن قال بالإحياء فيه قال بالسؤال والعذاب فيه أيضا.

ويدلّ عليه ما روي عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال في القبر : « روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران » (2). ونحوه آخر (3).

وقوله صلی اللّه علیه و آله : « استنزهوا من البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه » (4).

وكذا ما روي أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كفّن أمّ أمير المؤمنين علیه السلام فاطمة بنت أسد رضی اللّه عنه في قميصه بعد ما فرغت النساء من غسلها ، وحمل جنازتها على عاتق عنقه فلم يزل تحت جنازتها حتّى أوردها قبرها ، ثمّ وضعها ودخل القبر واضطجع فيه ، ثمّ قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها ، ثمّ انكبّ عليها يناجيها طويلا ويقول : « ابنك ابنك » ، ثمّ خرج وسوّى عليها التراب ، ثمّ انكبّ على قبرها فسمعوه وهو يقول : « اللّهم إنّي أودعتها إيّاك » ثمّ انصرف ، فقال له المسلمون : يا رسول اللّه إنّا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم؟

فقال : « في اليوم فقدت برّ أبي طالب علیه السلام ، إنّها كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها ، وإنّي ذكرت القيامة ، وأنّ الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها اللّه كاسية ، وذكرت ضغطة القبر ، فقالت : وا ضعفاه ، فضمنت لها أن يكفيها اللّه ذلك ، فكفّنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها فلقّنتها ما تسأل عنه ، وإنّما سئلت عن ربّها ، فقالت اللّه ، وسئلت عن نبيّها فأجابت ، وسئلت عن وليّها وإمامها فأرتج عليها فقلت لها : ابنك ابنك ، فقالت : ولدي إمامي فانصرفا عنها ، وقالا : لا سبيل لنا عليك نامي كما تنام العروس في

ص: 227


1- غافر (40) : 11.
2- « بحار الأنوار » 6 : 205 و 275 ؛ « سنن الترمذي » 4 : 640 ، ح 2460 ؛ « مجمع الزوائد » 3 : 46.
3- « الخصال » : 119 - 120 ، ح 108 ؛ « الأمالي » للطوسي : 28 ، ح 31 ، المجلس 1.
4- « سنن الدارقطني » 1 : 128 ، باب نجاسة البول ... ، ح 7 ؛ « نيل الأوطار » 1 : 114 ؛ « نصب الراية » 1 : 128.

خدرها ، ثمّ مرّة ثانية » (1).

والاحتجاج لإنكار ما ذكرنا بقوله تعالى : ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (2) فاسد ؛ إذ المراد وصف أهل الجنّة ، فلا دلالة فيه على انتفاء الموت بعد السؤال وقبل دخول الجنّة.

والتخصيص بالموتة الأولى إنّما هو لظهورها ، والمقصود نفي الموت في الجنّة على طريق التعليق بالمحال ؛ إذ عود الموتة الأولى محال.

وكيف كان فالظاهر أنّ سؤال القبر عقيب الدفن لا في زمان يكون قريب الساعة.

[ المطلب ] الرابع : في بيان مراد أحوال الناس في القبر وعالم البرزخ ،

اشارة

بمعنى أنّ الأرواح بعد الموت - الذي قال اللّه في حقّه : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (3) - وبعد إزهاق تلك الأرواح هل تعود للسؤال ونحوه إلى تلك الأبدان في القبر ونحوه من عالم البرزخ والقيامة الصغرى قبل الحشر أم لا؟

قولان : والحقّ هو الأوّل ، خلافا لما يقول أمثال النسخيّة القائلين بأنّ النفوس الناقصة التي بقي شيء من كمالاتها الممكنة بالقوّة تدور في الأبدان الإنسانيّة وتنتقل من بدن إلى بدن آخر حتّى تبلغ النهاية في كمالها من علومها وأخلاقها. وهذا الانتقال يسمّى نسخا.

والمسخيّة القائلين بأنّ النفوس المذكورة ربما تنزّلت من بدن الإنسان إلى بدن الحيوان الذي يناسبه كبدن الأسد للشجاع والأرنب للجبان. ويسمّى ذلك مسخا.

والرسخيّة القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام النباتيّة. ويسمّى ذلك رسخا.

والفسخيّة القائلين بأنّها ربما تنزّلت إلى الأجسام الجماديّة كالمعادن والبسائط.

ص: 228


1- « الكافي » 1 : 453 - 454 ، باب مولد أمير المؤمنين علیه السلام مع الاختلاف ، ح 2 ؛ بحار الأنوار 6 : 279.
2- الدخان (44) : 56.
3- الملك (67) : 2.

ويسمّى ذلك فسخا.

وكذلك من قال بأنّها تتعلّق بالأجرام السماويّة للاستكمال ، وأمثالهم.

وعلى الأوّل هل هو إلى هذا البدن أو البدن المثالي ، وأنّ تألّمهم وتنعّمهم بما ذا؟ أمن الجنّة والنار الحقيقيّتين أو الشبيهتين بهما؟

اعلم أوّلا أنّ المؤمن وغيره يعاينون عند الموت الأئمّة علیهم السلام . عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « لا يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلاّ ويحضره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام والحسن والحسين علیهماالسلام فيرونه ويبشّرونه ، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه ».

والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين علیه السلام لحارث الهمداني :

يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا (1)

وعنه أنّه قال : « الميّت تدمع عينه عند الموت فقال ذلك عند معاينة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يرى ما يسرّه - ثمّ قال : - أما ترى الرجل إذا رأى ما يسرّه وما يحبّ فتدمع عينه ويضحك؟ » (2).

وعنه علیه السلام في قول اللّه تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) (3). قال : « هو رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » (4).

وفي الآخر : « إيمان أهل الكتاب ، إنّما هو لمحمّد صلی اللّه علیه و آله » (5).

وفي الآخر في تفسير [ ها ] : « ليس من أحد من أهل الأديان يموت إلاّ رأى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام حقّا من الأوّلين والآخرين » (6).

ص: 229


1- « تفسير القمّي » 2 : 265 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 180 - 181 ، ح 8.
2- « الكافي » 3 : 133 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 6.
3- النساء (4) : 159.
4- « تفسير العيّاشي » 1 : 283 ، الرقم 299 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 188 ، ح 27.
5- « تفسير العيّاشي » 1 : 284 ، الرقم 301 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 188 ، ح 28.
6- « تفسير العيّاشي » 1 : 284 ، الرقم 302 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 188 ، ح 30.

إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على ذلك ، وعلى إتيان الشياطين على يمين المؤمن الموالي ويساره ، ليصدّه عمّا هو عليه فيأبى اللّه ذلك كما قال : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) (1).

ثمّ اعلم أنّ للإنسان بعد الموت حياة في البرزخ ، وهو القيامة الصغرى كالحياة في القيامة الكبرى ويتبعها أحوال حسنة أو غيرها كما قال : ( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (2).

وقال تعالى : ( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (3).

وعن الصادق علیه السلام أنّه قال : « واللّه ما أخاف عليكم إلاّ البرزخ ، وأمّا إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم » (4).

وعن عليّ بن الحسين علیهماالسلام أنه قال : « القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران » (5).

وعن الصادق علیه السلام أنّه قال : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) . قال : في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (6) قال في الآخرة ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) (7) في القبر ( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (8) في الآخرة » (9).

وعن عليّ بن إبراهيم أنّه قال في تفسير قوله تعالى : « ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها

ص: 230


1- « تفسير العيّاشي » 2 : 225 ، ذيل الآية 27 من سورة إبراهيم.
2- المؤمنون (23) : 99 - 100.
3- غافر (40) : 11.
4- « تفسير القمّي » 2 : 94.
5- تقدّم في ص 227 ، التعليقة 2.
6- الواقعة (56) : 88 - 89.
7- الواقعة (56) : 92 - 93.
8- الواقعة (56) : 94.
9- « تفسير القمّي » 2 : 350 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 217 ، ح 11.

غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) (1) فأمّا الغدوّ والعشيّ إنّما يكونان في الدنيا في دار المشركين. فأمّا القيامة فلا يكون غدوّ ولا عشيّ. ( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (2). يعني في جنان الدنيا التي ينقل إليها أرواح المؤمنين ، فأمّا في جنّات الخلد فلا يكون غدوّ ولا عشي » (3).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « ضغطة القبر [ للمؤمن ] (4) كفّارة لما كان منه [ من ] (5) تضييع النعم » (6).

وعن الصادق علیه السلام : « من مات بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه اللّه تعالى من ضغطة القبر » (7).

وعن موسى بن جعفر عن أبيه علیه السلام أنّه قال : « إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربّي اللّه ، ومحمّد نبيّي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان. وذلك قوله عزّ وجلّ : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) يعني في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (8) يعني في الآخرة ».

ثم قال علیه السلام : « إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره وأنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول : ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (9) ويقول : ( رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) فتجيبه الزبانية :

ص: 231


1- غافر (40) : 46.
2- مريم (19) : 62.
3- انظر « تفسير القمّي » 2 : 52 و 258 و 350 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 6 : 218 ، ح 19.
4- الزيادة أضفناها من المصدر.
5- الزيادة أضفناها من المصدر.
6- « الأمالي » للصدوق : 434 ، المجلس 80 ، ح 2 ؛ « علل الشرائع » 1 : 360 ، ح 3.
7- « الأمالي » للصدوق : 231 ، المجلس 47 ، ح 11.
8- الواقعة (56) : 88 - 89.
9- الزمر (39) : 58.

( كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) (1) ، ويناديهم ملك : ( لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) (2) فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ، ثمّ يقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان له : لا دريت ولا هديت ولا أفلحت.

ثمّ يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنّم ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) في القبر ( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (3) في الآخرة » (4).

وعن الصادق علیه السلام أنّه قال : « من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساءلة في القبر ، والشفاعة » (5).

وعن أمير المؤمنين علیه السلام أنّه قال : « ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأوّل يوم من الآخرة مثّل له ماله وأهله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله ، فيقول : واللّه إنّي كنت عليك لحريصا شحيحا فما ذا لي عندك؟ فيقول : خذ منّي كفنك.

ثمّ يلتفت إلى ولده ، فيقول : واللّه إنّي كنت لكم محبّا وإنّي كنت عليكم محاسبا فما ذا لي عندكم؟ فيقولون : نؤدّيك إلى حفرتك ونواريك فيها.

ثمّ يلتفت إلى عمله فيقول : واللّه إنّي كنت فيك مزاهدا وإنّك كنت عليّ ثقيلا فما ذا عندك؟ فيقول : وأنا قرينك في قبرك ويوم حشرك حتّى أعرض أنا وأنت على ربّك » الحديث (6).

وعن الصادق علیه السلام : « لا يسأل في القبر إلاّ من محض الإيمان محضا ، أو محض

ص: 232


1- المؤمنون (23) : 99 - 100.
2- الأنعام (6) : 28.
3- الواقعة (56) : 92 - 94.
4- « الأمالي » للصدوق : 239 ، المجلس 48 ، ح 12.
5- المصدر السابق : 242 ، المجلس 49 ، ح 9.
6- « تفسير القمّي » 1 : 371 ، ذيل الآية 14 من سورة إبراهيم علیه السلام ، « الأمالي » للطوسي : 347 - 348 ، المجلس 12.

الكفر محضا ، والآخرون يلهون عنهم » (1).

وعنه علیه السلام بعد السؤال عن نجاة أحد من ضغطة القبر أنّه قال : « نعوذ باللّه منها ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ». الحديث (2).

وعنه علیه السلام : « يجيء الملكان : منكر ونكير إلى الميّت حين يدفن ، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يخطّان الأرض بأنيابهما ويطئان في شعورهما ويسألان الميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ فإذا كان مؤمنا قال : اللّه ربّي وديني الإسلام ، فيقولان : ما هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول : عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله تسألاني؟ فيقولان له تشهد أنّه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فيقول : أشهد أنّه لرسول اللّه ، فيقولان : نم نومة لا حلم فيها ، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ، ويفتح له باب الجنّة ويرى مقعده فيها.

وإذا كان الرجل كافرا دخلا عليه وأقيم الشيطان بين يديه ، عيناه من نحاس ، فيقولان من ربّك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرجل الذي قد خرج من ظهرانيكم؟ فيقول : لا أدري ، فيخلّيان بينه وبين الشيطان فيسلّط عليه في قبره تسعة وتسعين تنّينا ، ولو أنّ تنّينا واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شجرا أبدا ، ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها » (3).

ومثله أخبار أخر مع زيادة : تمنّي المؤمن تعجيل قيام الساعة ، والكافر تأخيره في بعضها (4).

وعنه علیه السلام : « إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبرّ مظلّ عليه ويتنحّى الصبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته قال

ص: 233


1- « الكافي » 3 : 235 ، باب المسألة في القبر ، ح 1.
2- المصدر السابق : 236 ، ح 6.
3- المصدر السابق ، ح 7.
4- المصدر السابق : 238 - 239 ، ح 11.

الصبر للصلاة والزكاة : دونكما صاحبكم ، فإن عجزتم عنه فأنا دونه » (1).

وعنه علیه السلام : « يسأل الميّت في قبره عن خمس : عن صلاته ، وزكاته ، وحجّه ، وصيامه ، وولايته إيّانا أهل البيت ، فتقول الولاية من جانب القبر للأربع : ما دخل فيكنّ من نقص فعليّ تمامه » (2). وفي الخبر بعد السؤال عن المصلوب يصيبه عذاب القبر : « إنّ ربّ الأرض هو ربّ الهواء فيوحي اللّه عزّ وجلّ إلى الهواء فيضغطه ضغطة القبر » (3).

وفي آخر ما يدلّ على تجسّم أعمال المؤمن العمل الصالح بصورة حسنة له ، وأعمال الكافر بصورة قبيحة (4).

وعنه علیه السلام أنّه قال بعد ما حكي لهم أنّهم يرون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش : « لا ، المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه في حوصلة طير لكن في أبدان كأبدانهم » (5).

وفي آخر : « في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا » (6).

وعنه علیه السلام : « إنّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلون » الحديث (7).

ونحو ذلك ممّا يدلّ على تعارف الأرواح وتساؤلهم ، وكون أرواح الكفّار في النار ، وكون ماء برهوت بحضرموت ترده هام الكفّار :

فعن أبي جعفر علیه السلام : « إنّ لله جنّة خلقها في المغرب ، وماء فراتكم يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على ثمارها وتأكل

ص: 234


1- المصدر السابق : 240 ، ح 13.
2- المصدر السابق : 241 ، ح 15.
3- المصدر السابق ، ح 17 ، صحّحنا النقل عن المصدر.
4- المصدر السابق : 241 - 242 ، باب ما ينطق به موضع القبر ، ح 1.
5- المصدر السابق : 244 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 1.
6- المصدر السابق : 245 ، ح 6.
7- المصدر السابق : 244 ، ح 2.

منها ، وتتنعّم فيها ، وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة ، فكانت فيما بين السماء والأرض ، تطير ذاهبة وجائية ، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس ، وتتلاقى في الهواء وتتعارف. وإنّ لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت أشدّ حرّا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة » (1).

فقال بالنسبة إلى المستضعفين ومن يعرف النبوّة دون الولاية من غير ولاية لهم : « إنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها يدخل عليهم الروح من الجنّة في المغرب إلى القيامة فيحاسب ، فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النار. وكذلك البله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم » (2).

ونحوه ما دلّ على : « أنّ اللّه تعالى يؤجّج للأطفال والمجانين والبله نارا ثمّ يبعث ملكا فيقول لهم : إنّ ربّكم يأمركم أن تبغوا فيها فمن دخلها كانت بردا وسلاما وأدخل الجنّة ، ومن تخلّف عنها فدخل النار » (3).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام : « إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد صلی اللّه علیه و آله في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت علیهم السلام ، فإذا قام قائمنا بعثهم اللّه فأقبلوا معه » (4).

إلى غير ذلك من الأخبار - الواردة في هذا الباب ، ويوجب ذكرها الإطناب - التي يستفاد منها أنّ النفس باقية بعد الموت إمّا متنعّمة أو معذّبة أو يلهى عنها في البرزخ ، المفسّر في الخبر بالقبر حين الموت إلى يوم القيامة.

ص: 235


1- « الكافي » 1 : 246 - 247 ، باب جنّة الدنيا ، ح 1.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق : 248 ، باب الأطفال ، ح 1.
4- « بحار الأنوار » 6 : 243 ، ح 66.

فعن الصادق علیه السلام : « إنّ كلّ شيعتنا في الجنّة ». وبعد السؤال : أنّ الذنوب كثيرة كبار ، قال : « أمّا في القيامة فكلّكم في الجنّة بشفاعة النبيّ المطاع أو وصيّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله ولكنّي واللّه أتخوّف عليكم في البرزخ ». قلت : وما البرزخ؟ قال : « القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة » (1).

وكذا يستفاد منها كون تعلّقها بالبدن الأصلي للسؤال ، وكون السؤال والضغطة في الأجساد الأصليّة ، وتعلّقها بعد ذلك بالأجساد المثاليّة اللطيفة الشبيهة بالأبدان الأصليّة من غير نسخ ومسخ وفسخ ورسخ.

عن محمّد بن أحمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أخيه الحسن ، عن زرعة ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : إنّا نتحدّث عن أرواح المؤمنين أنّها في حواصل طير خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش؟ قال : « لا ، إذن ما هي في حواصل طير؟ ».

قلت : فأين هي؟ قال : « في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة » (2).

وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عميدة محمّد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن أرواح المؤمنين ، فقال : « في حجرات في الجنّة ، يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويقولون : ربّنا أقم لنا الساعة ، وأنجز لنا ما وعدتنا ، وألحق آخرنا بأوّلنا » (3).

وبهذا الإسناد عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سألته عن أرواح المشركين ، فقال : « في النار يعذّبون يقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة ، ولا تنجز لنا ما وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأوّلنا » (4).

ص: 236


1- « الكافي » 3 : 242 ، باب ما ينطق به موضع القبر ، ح 3.
2- المصدر السابق : 245 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 7.
3- المصدر السابق : 244 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 4.
4- المصدر السابق : 245 ، باب في أرواح الكفّار ، ح 1.

وعن أمير المؤمنين علیه السلام أنّه قال : « شرّ بئر في النار برهوت الذي فيه أرواح الكفّار » (1).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام : « شرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت ، وهو واد بحضرموت ترد عليه هام الكفّار وصداهم » (2).

وعن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس قال : سألت أبا جعفر علیه السلام : إنّ الناس يذكرون أنّ فراتنا يخرج من الجنّة ، فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصبّ فيه العيون والأودية؟

قال : فقال أبو جعفر علیه السلام وأنا أسمع : « إنّ لله جنّة خلقها اللّه في المغرب وماء فراتكم يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على أثمارها ، وتأكل منها ، وتتنعّم فيها ، وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض تطير ذاهبة وجائية ، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس ، وتتلاقى في الهواء وتتعارف.

قال : وإنّ لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ويأكلون من زقّومها ويشربون من حميمها ليلهم ، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له : برهوت ، أشدّ حرّا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون ، فإذا كان المساء عادوا إلى النار ، فهم كذلك إلى يوم القيامة ».

قال : قلت : أصلحك اللّه ما حال الموحّدين المقرّين بنبوّة محمّد صلی اللّه علیه و آله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال : « أمّا هؤلاء فإنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها ، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنّه يخدّ له خدّ إلى الجنّة التي خلقها اللّه في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة فيلقى اللّه فيحاسبه بحسناته وسيّئاته ، فإمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار ، فهؤلاء موقوفون لأمر اللّه - قال : - وكذلك يفعل اللّه بالمستضعفين

ص: 237


1- « الكافي » 1 : 246 ، باب في أرواح الكفّار ، ح 3.
2- المصدر السابق ، ح 5.

والبلّه والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم ، فأمّا النصّاب من أهل القبلة فإنّهم يخدّ لهم خدّ إلى النار التي خلقها اللّه في المشرق فيدخل عليهم اللّهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ، ثمّ مصيرهم إلى الحميم في النار ... » (1).

وغير ذلك من الأخبار الواردة عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أو الأئمّة الأخيار ، مثل ما رواه عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاّد الحنّاط ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال ، قلت : جعلت فداك يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش ، فقال : « لا ، المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه في حوصلة طير لكن في أبدان كأبدانهم » (2). وكذا ما رواه غيره (3).

وكيف كان فالظاهر أنّ البدن المثالي بدن مستقلّ يخلق بقدرته تعالى لتعلّق الروح ، وليس مأخوذا من البدن الأصلي بأخذ لطيفه [ كتلطيفه ] (4) كما توهّم. كما أنّه ليس عبارة عن الصورة النوعيّة الإنسانيّة أيضا كما حكي عن بعض.

وكذا ما حكي عن المنزلة من أولاد أبي هاشم من : « أنّه تعالى ينزع من جسد كلّ واحد منهم أجزاء قدر ما يتعلّق به البرزخ ، وهوى هذا من أجزاء أجسادهم في قبورهم في أجساد سائر الموتى ». وليس هذا قولا بالتناسخ الباطل بالاتّفاق عبارة عن تعلّق الأرواح في هذا العالم بعد مفارقتها عن أجسادها بأجساد أخر عنصريّة كما يقول أهل النسخ والمسخ والفسخ والرسخ ، أو فلكيّة كما عن بعض. وأمّا تعلّقها في القيامة الصغرى في عالم البرزخ بأبدان مثاليّة وفي القيامة الكبرى بأبدان أصليّة كما هو المستفاد من الأخبار فلا.

وقد يقال : يمكن كون أحوال القبر كمثل نزول الملك الذي لا يرى بتلك العين ، أو

ص: 238


1- المصدر السابق : 246 - 247 ، باب جنّة الدنيا ، ح 1.
2- المصدر السابق : 244 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 1.
3- المصدر السابق : 245 ، ح 6.
4- كذا في الأصل.

كحال النائم المتلذّذ أو المتألّم بما يرى في المنام من غير مشاهدة شيء ، أو بوصول الأثر من غير وجود المؤثّر العادي.

وقد ورد ما يدلّ على حضور الرقيب والعتيد عند حضور الموت ، وإظهار كتاب الأعمال الحسنة والسيّئة ، ومجيء ملك بعد الدفن يقال له : المنبّه ، فيقول : « اكتب عملك وما لك وما عليك في دار الدنيا ، فيقول الميّت : لا أحصيه ولا أعرفه ، فيقول الملك : أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ : ( أَحْصاهُ اللّهُ وَنَسُوهُ ) (1) اكتب الآن أنا أملي لك ، لأنّي موكّل عليك ، فيقول الميّت : وأين البياض ، فيأخذ الملك من الكفن قطعة فيصيّر ورقا ، ثمّ يقول : هذه صحيفتك ، فيقول الميّت : وأين القلم؟ فيقول : إصبعك ، فيقول : أين المداد؟ فيقول : ريقك ، فيملي جميع ما فعله في دار الدنيا ، ثمّ يتلو هذه الآية ( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) ، (2) فيأخذ الملك الكتاب فيختمه فيطوّقه في عنق الميّت ، فيقول : أما سمعت قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ) (3)؟.

ثمّ يجيء منكر ونكير للسؤال عن العقائد (4).

وبالجملة : فينبغي أن يكون الكلام في هذا المقام أوّلا : في المعاد في الجملة في مقابل منكريه.

وثانيا : في بيان المعاد الأصغر وعود الروح إلى البدن الأصلي في القبر في القيامة الصغرى.

وثالثا : في الانتقال إلى البدن المثالي في المعاد الأوسط في القيامة الوسطى في البرزخ.

ص: 239


1- المجادلة (58) : 6.
2- الكهف (18) : 49.
3- الإسراء (17) : 13.
4- راجع « الفضائل » : 89 ؛ « بحار الأنوار » 59 : 234 - 235.

ورابعا : عود الروح في القيامة الكبرى إلى البدن الأصلي مع تغاير الصور دون العنصر في المحشر الذي هو المعاد الأكبر.

وخامسا : فيما بعد المعادات ، وفي أحوال النار والجنّة والأعراف الواقعة بينها وأهلها على وفق العقل والنقل.

نعم ، في بعض الاعتقادات لا بدّ من ملاحظة النقل خاصّة ؛ إذ لا مدخل للعقل فيه ، كتعلّق الروح بالبدن المثالي في غير النبيّ والوصيّ ، بمعنى عدم احتياجهما إليه مع تسلّطهما على التصرّف فيه ، مثل ما روي في الكافي في باب زيارات النبيّ صلی اللّه علیه و آله والأئمّة علیهم السلام عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « ما من نبيّ ولا وصيّ نبيّ يبقى في الأرض أكثر من ثلاثة أيّام حتّى يرفع روحه ولحمه وعظمه إلى السماء ، وإنّما يؤتى مواضع آثارهم ، ويبلّغونهم من بعيد السّلام ، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب » (1). إلى غير ذلك.

[ إثبات امكان وجود عالم مماثل ]

وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع شرح الشارح القوشچي بقوله : « حكم المثلين واحد والسمع دلّ على إمكان التماثل ».

اختلفوا في أنّه هل يمكن وجود عالم آخر مماثل لهذا العالم أم لا؟ ذهب المليون إلى إمكانه ، وذهب بعض الأوائل إلى امتناعه.

واحتجّ المصنّف على إمكانه بدليلين : عقلي وسمعي :

أمّا العقلي فهو أنّ حكم المثلين واحد ، وإذا كان أحد المثلين ممكنا كان الآخر أيضا ممكنا ، وإلاّ لم يكونا مثلين ما فرضناهما مثلين.

وأمّا السمعي فقوله تعالى : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ ) (2).

ص: 240


1- « الكافي » 4 : 567 ، كتاب الحجّ ، ح 1 ؛ « تهذيب الأحكام » 6 : 106 ، ح 186.
2- يس (36) : 81.

واحتجّ من زعم أنّ مثل هذا العالم ممتنع بوجهين :

أحدهما : أنّه لو وجد عالم آخر [ لكان كرة مثل هذا العالم ولا يمكن وجود كرتين متماثلتين إلاّ بتحقّق فرجة بينهما.

الثاني : أنّه لو وجد عالم آخر ] (1) مثل هذا العالم ، لكان فيه أيضا العناصر الأربعة ، فإن لم تطلب أمكنة عناصر هذا العالم لزم اختلاف متّفقات الطبائع في مقتضياتها ، وإن طلبت ليكون في الأمكنة الأخر بالقسر دائما.

والجواب عن الأوّل : أنّا لا نسلّم أنّ العالم كرة ، ولو سلّم فلا نسلّم وجوب الخلاء بينهما ، لم لا يجوز أن يكونا في ثخن جسم آخر؟

وعن الثاني : أنّا لا نسلّم أنّه يلزم اختلاف متّفقات الطبائع في مقتضياتها.

أقول : يجوز أن يقتضي كلّ في عالمه مكانا مماثلا لمكان مماثله ، مثلا أرض كلّ عالم تقتضي مركز هذا العالم ، ونار كلّ عالم تقتضي محيط هذا العالم.

وإنّما لم يسند المنع بما أسند في المشهور ، أعني يجوز أن يكون طبائع عناصر عالم مخالفة لطبائع عناصر عالم آخر وإن كانت مماثلة لها في الجسميّة ؛ لأنّ اختلاف طبائع عناصر العالمين ينافي تماثلهما.

وإلى هذين الجوابين أشار بقوله : ( والكرويّة ووجوب الخلاء ، واختلاف المتّفقات ممنوعة ).

واختلفوا في أنّ العالم هل يصحّ أن يعدم ويفنى أم لا؟ فذهب الفلاسفة إلى امتناعه ؛ ذهابا إلى قدمه ، وما ثبت قدمه امتنع عدمه. وذهب الكراميّة والجاحظ إلى أنّ العالم محدث ومع ذلك ممتنع الفناء.

وذهب الاشاعرة وأبو عليّ إلى أنّ جواز فناء العالم يعلم بالعقل.

وذهب أبو هاشم إلى أنّه إنّما يعرف بالسمع.

ص: 241


1- الزيادة أثبتناها من المصدر.

والمصنّف اختار أنّ جواز عدمه يعلم بالعقل ، ووقوع عدمه بالسمع. أمّا الأوّل فلأنّه ممكن والممكن يجوز له العدم كما يجوز له الوجود ؛ إذ لو امتنع عليه العدم لزم الانقلاب من الإمكان إلى الوجوب.

وإلى هذا المعنى أشار بقوله : ( والإمكان يعطي جواز العدم ).

أقول : فيه نظر ؛ لأنّ الممكن يجوز أن يمتنع فناؤه أعني عدمه الطارئ بعد وجوده ، ولا يلزم من ذلك انقلابه من الإمكان الذاتي إلى الوجوب الذاتي ، وإنّما كان يلزم لو امتنع عليه العدم مطلقا طارئا كان أو مبتدأ. وقد مرّ بيان ذلك مستقصى في مبحث أنّ المعدوم لا يعاد.

وأمّا الثاني ؛ فلأنّ الدلائل السمعيّة تدلّ على وقوع العدم. مثل قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) (1) ، ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) (2) والآخريّة في حقّه تعالى إنّما تتحقّق أن لو بقي بعد فناء ما سواه. وقوله تعالى : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) (3) إلى غير ذلك من النصوص القطعيّة.

وإلى هذا المعنى أشار بقوله : ( والسمع دلّ عليه ) أي على العدم.

وقوله : ( ويتأوّل في المكلّف بالتفرّق كما في قصّة إبراهيم علیه السلام ) إشارة إلى جواب دخل مقدّر تقديره : أنّ القول بوقوع العدم ينافي القول بالمعاد ؛ لأنّ إعادة المعدوم ممتنعة ، فإذا وقع العدم امتنعت الإعادة ، فلم يتحقّق المعاد.

وتقرير الجواب : أنّه لا إشكال في غير المكلّفين فإنّه يجوز أن يعدم بالكلّيّة ولا يعاد. وأمّا بالنسبة إلى المكلّفين فإنّه يتأوّل العدم بتفرّق الأجزاء ، ويتأوّل المعاد بجمع تلك الأجزاء وتأليفها بعد التفريق.

والذي يصحّح هذا التأويل قصّة إبراهيم علیه السلام فإنّه طلب إراءة إحياء الموتى حيث

ص: 242


1- الرحمن (55) : 26.
2- الحديد (57) : 3.
3- الأنبياء (21) : 104.

قال : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) قال اللّه تعالى : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ) ، (1) فإنّه يظهر منه أنّه أراد بإحياء الموتى تأليف الأجزاء المتفرّقة بالموت.

( وإثبات الفناء غير معقول ؛ لأنّه إن قام بذاته لم يكن ضدّا ، وكذا إن قام بالجوهر ، ولانتفاء الأولويّة ، ولاستلزامه انقلاب الحقائق أو التسلسل ).

ذهب أبو عليّ وأبو هاشم وأتباعهما إلى أنّ اللّه تعالى يخلق لكلّ جوهر فناء ، فقال أبو هاشم : إنّ فناء واحدا يكفي لإفناء الكلّ ، والمصنّف أبطل هذا المذهب.

ولمّا كان مشتملا على ثلاثة دعاو :

أحدها : أنّ الفناء موجود.

وثانيها : أنّه مناف لما سواه من الموجودات.

وثالثها : أنّه يفنى به الموجودات ، جعل إبطال كلّ منها وجها على حدة.

أمّا إبطال أنّ الفناء موجود ؛ فلأنّه لو كان موجودا وقد كان معدوما قبل وإلاّ لم يكن ما فرضناه فانيا موجدا أصلا. فعدمه إمّا لذاته ، فيلزم الانقلاب من الامتناع الذاتي إلى الإمكان الذاتي أو الوجوب ، وإلاّ لم يقبل الوجود. وإمّا بسبب وجود ضدّه ، وحينئذ يستلزم التسلسل. وإلى هذا أشار بقوله : ( ولاستلزامه انقلاب الحقائق أو التسلسل ).

وأمّا إبطال أنّه مناف لما سواه ؛ فلأنّه لو كان قائما بذاته كان جوهرا فلا يكون ضدّا للجوهر ، وإن كان قائما بغيره فلا بدّ وأن يكون قائما بجوهر ابتداء أو بواسطة ، فلا يكون على هذا التقدير أيضا ضدّا للجوهر ، فلا يكون على التقديرين منافيا للجوهر. وإلى هذا المعنى أشار بقوله : « لأنّه إن قام بذاته لم يكن ضدّا ، وكذا إن قام بالجوهر ».

وأمّا إبطال أنّه يفنى به الموجودات ؛ فلأنّ إعدامه لموجود ليس أولى من إعدام ذلك الموجود إيّاه ، أعني منعه من الدخول في الوجود ، بل يقال : هذا أولى من ذلك ؛

ص: 243


1- البقرة (2) : 260.

لما اشتهر من أنّ الدفع أسهل من الرفع.

وإلى هذا أشار بقوله : ( ولانتفاء الأولويّة ).

( وإثبات بقاء لا في محلّ يستلزم الترجيح بلا مرجّح ، أو اجتماع النقيضين.

وإثباته في محلّ يستلزم توقّف الشيء على نفسه ، إمّا ابتداء أو بواسطة ).

ذهبت طائفة إلى أنّ الجوهر باق ببقاء قائم بذاته فإذا انتفى ذلك البقاء انتفى الجوهر. والمصنّف أبطل هذا المذهب ، وقال في إبطاله : وإثبات بقاء لا في محلّ يستلزم الترجيح بلا مرجّح ، أو اجتماع النقيضين ؛ وذلك لأنّ البقاء لا يخلو إمّا أن يكون جوهرا أو عرضا. فإن كان الأوّل يلزم الترجيح بلا مرجّح ؛ لأنّه لا يمكن أن يكون كلّ من الجوهرين - أعني الجوهر الذي هو باق بالبقاء والجوهر الذي هو البقاء - شرطا للآخر ؛ لاستحالة الدور ، فيكون أحدهما شرطا للآخر من غير عكس ، فيلزم الترجيح بلا مرجّح ؛ لأنّه لم يكن جعل أحدهما شرطا للآخر أولى من العكس. وإن كان الثاني يلزم اجتماع النقيضين ؛ لأنّه باعتبار أن يكون قائما بذاته لا يكون في محلّ ، وباعتبار كونه عرضا يكون في محلّ ، فيلزم اجتماع النقيضين.

وذهب جماعة من الأشاعرة إلى أنّ الجوهر باق ببقاء قائم به ، فإذا أراد اللّه تعالى إعدام الجوهر لم يوجد البقاء فانتفت الجوهريّة.

فأبطل المصنّف ذلك المذهب بأنّ حصول البقاء في المحلّ يستلزم توقّف الشيء على نفسه إمّا ابتداء أو بواسطة ؛ وذلك لأنّ حصول البقاء في المحلّ يتوقّف على حصول المحلّ في الزمان الثاني ، فحصوله في الزمان الثاني إمّا نفس البقاء ، فيلزم توقّف الشيء على نفسه ابتداء ، أو معلول البقاء ، فيلزم توقّف الشيء على نفسه بواسطة (1).

وصل : هذا الاعتقاد الذي ذكرنا من أصول المذهب الجعفري ، ومنكره خارج عن المذهب.

ص: 244


1- « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 380 - 382.

الفصل الثاني : في المعاد الجسمانيّ العنصريّ الترابيّ

اشارة

وعود الأرواح إلى الأجساد الأصليّة العنصريّة الترابيّة التي تصير رميما بعد نفخة الصور يوم النشور في المحشر والقيامة الكبرى للحساب والثواب والعقاب.

وينبغي هنا بيان أمور :

منها : أنّه يجب الاعتقاد بالميزان ؛ لقوله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) (1). ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ * فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ) (2).

والظاهر أنّ للميزان كفّتين وشاهينا ، وأنّ الوزن يكون بجعل الأعمال مجسّمة ؛ لجواز أن يصير ما هو الأعراض في هذه النشأة جواهر في النشأة الأخرى ، كما تدلّ عليه بعض الأخبار الدالّة على أنّ الأعمال الصالحة تصوّر بصورة حسنة تكون أنيسا لعاملها (3). ونحوها. فلا وجه لإنكار بعض المعتزلة ذهابا إلى أنّها أعراض لا يمكن وزنها ، بل المراد به العدل الثابت في كلّ شيء ؛ ولذا ذكر بلفظ الجمع ، وإلاّ فالميزان المشهور واحد ، مضافا إلى إمكان وزن صحائف الأعمال.

ومثل ذلك ما قيل من : أنّ الميزان هو الإدراك ، فميزان الألوان البصر ، والأصوات

ص: 245


1- الأنبياء (21) : 47.
2- القارعة (101) : 6 - 9.
3- « المحاسن » 1 : 448 - 449 ، ح 1036 ؛ « بحار الأنوار » 6 : 234 - 235 ، ح 50.

السمع ، والطعوم الذوق ، وكذا سائر الحواسّ ، وميزان المعقولات العقل ؛ وذلك لظهور بعض الآيات في خلافه.

ولا ينافيه ما روي عن الصادق علیه السلام من : « أنّ الموازين الأنبياء والأوصياء » (1) ؛ لأنّ لكلّ آية ظهرا وبطنا.

ومنها : وجود الصراط ؛ لما روي من أنّه جسر ممدود على متن جهنّم يرده الأوّلون والآخرون ، أحدّ من السيف ، وأدقّ من الشعر » (2) ، ولعلّ المراد من ورود كلّ أحد النار في قوله تعالى : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) (3) هو المرور عليه.

والإنكار بعد الفجرة (4) - تمسّكا بأنّه غير ممكن ، مع أنّه تعذيب ولا عذاب على الصلحاء ، فالمراد طريق الجنّة والنّار ، أو الأدلّة الواضحة ، أو العبادات ، أو الأعمال السيّئة التي يؤاخذ عليها - لا وجه له ؛ لإمكان المرور كالطيران على الهواء ، كما يدلّ عليه ما روي أنّ منهم من هو كالبرق الخاطف ، ومنهم من هو كالريح الهابّة ، ومنهم من هو كالجواد ، ومنهم من يمشي على رجليه وتعلّق يديه ، ومنهم من يكبّ على وجهه (5).

ومنها : الحساب ، كما قال تعالى : ( إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) (6) ، ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) . (7) ونحو ذلك من الآيات والأخبار.

ومنها : تطاير الكتب ، كما يدلّ عليه قوله تعالى : ( كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي

ص: 246


1- « معاني الأخبار » : 31 ؛ عنه في « بحار الأنوار » 7 : 249 ، ح 6.
2- « الأمالي » للصدوق : 149 ، المجلس 33 ، ح 4.
3- مريم (19) : 71.
4- كذا في جميع النسخ.
5- « بحار الأنوار » 8 : 64 ، ح 1.
6- آل عمران (3) : 199.
7- الانشقاق (84) : 7 - 8.

عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ) (1). والمراد من الطائر صحيفة الأعمال التي تطير إلى صاحبها.

ومنها : في بطلان الإحباط ، وجواز العفو ، ووقوع الشفاعة.

اعلم أنّ معنى الإحباط عبارة عن إسقاط الثواب المتأخّر للمكلّف بإساءته المتقدّمة وبالعكس على وجه الحتم واللزوم.

وهذا مخالف للعقل والنقل.

أمّا العقل ؛ فلاستلزامه الظلم فيما إذا كان الثواب مثلا أكثر.

وأمّا النقل ؛ فلقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (2).

وأمّا قوله تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) (3) ، فلا يستلزم الإحباط المتنازع فيه ؛ إذ إحباط الشرك غير مستلزم لإحباط كلّ واحدة من المعاصي لكلّ واحدة من الحسنات ، مضافا إلى عدم دلالة الآية على العكس ، والإحباط لا يتمّ إلاّ به.

وأمّا قوله تعالى : ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (4) ، فهو مخصوص ببعض الحسنات كالحسنة المذكورة في بعض الأخبار من قراءة بعض الأدعية ونحوها كما يقتضيه سبب النزول (5).

والحديث المنقول في هذا المقام من : « أنّ الصلاة إلى الصلاة كفّارة لما بينهما ما اجتنب الكبائر » (6). مضافا إلى عدم دلالة الآية على إذهاب السيّئات تقتضي

ص: 247


1- الإسراء (17) : 13.
2- الزلزلة (99) : 7 - 8.
3- الزمر (39) : 65.
4- هود (11) : 114.
5- انظر « تفسير مجمع البيان » 5 : 200 - 201 ، ذيل الآية 114 من سورة هود (11).
6- « بحار الأنوار » 79 : 319.

العكس بالإجماع المركّب فيتمّ المطلوب.

قلت : الإجماع المركّب ممنوع ، مع أنّ مقتضى قوله تعالى : ( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ) (1) و ( إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (2). ونحوهما المتناسبين لرحمته الواسعة عدم العكس ، وهما مقدّمان ؛ لقوّتهما بالاشتهار والكثرة والاعتبار. هذا مضافا إلى إمكان إرادة أنّ الحسنات تقتضي عدم صدور السيّئات ، تقتضي لغلبتها.

ويظهر ممّا ذكرنا الجواب عن الاستدلال للإحباط بقوله تعالى : ( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (3) ونحوه ؛ إذ إبطال شيء خاصّ لا يستلزم العموم ، مضافا إلى أنّه بيان لشرط مقبوليّة الصدقات أو نحوها.

فإن قلت : عدم الإحباط يستلزم عدم خلوص الثواب والعقاب. أمّا مع الاجتماع فظاهر ، وأما مع التعاقب ؛ فلأنّ انتظار ما يخالف الواقع يهوّن ذلك الواقع.

قلت : إنّ العقاب مقدّم مع عدم تذكّر الثواب ؛ لشدّة العقاب فيكون خالصا.

وأمّا العفو ، فمع التوبة جائز كتابا وسنّة وإجماعا بل وعقلا ؛ لقوله تعالى : ( إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ ) (4) ونحوه ، وبدونها فالظاهرين من الإطلاقات بل العمومات كقوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) (5) ، وقوله تعالى : ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) (6) ذلك (7). والتخصيص بما تاب عنه خلاف الظاهر.

ص: 248


1- آل عمران (3) : 195.
2- التوبة (9) : 120.
3- البقرة (2) : 264.
4- طه (20) : 82.
5- النساء (4) : 48.
6- الزمر (39) : 53.
7- خبر لقوله : « فالظاهر ».

ويؤيّده الاعتبار ؛ إذ الثواب والعقاب حقّ اللّه فجاز له إسقاط حقّه من غير ضرر فيه ، فهو حسن ، وكلّ ما هو حسن فهو واقع ، مضافا إلى أنّه إحسان فيصدر من أهل الكرم ، وإن كان الذنب حقّ آدمي يجب الإيصال إليه أو إلى وارثه ونحوه إن أمكن بردّ المال أو تسليم البدل أو العفو أو الدية إلى الوارث ، ويجب الغرم عليه مع التعذّر ، ويجب الإرشاد إن كان الذنب اعتلالا ، ويجب الاعتذار على المغتاب مع بلوغه ، ومع عدمه يستغفر له.

والظاهر عدم وجوب تجديد التوبة بعد تذكّر المعصية ، وكذا عدم وجوب تفصيل المعصية ولو مع الإمكان عند التوبة.

وأمّا الشفاعة ، فهي واقعة بالإجماع والكتاب والسنّة كقوله تعالى : ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) (1) ونحوه.

وما روي من قوله صلی اللّه علیه و آله : « ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي » (2).

وقوله صلی اللّه علیه و آله : « حقّت شفاعتي لمن أعان ذرّيّتي بيده ولسانه وماله » (3).

وقوله صلی اللّه علیه و آله : « أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا : المكرم لذرّيّتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم عند اضطرارهم ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه » (4).

وما روي من « أنّ أدنى المؤمن يشفع من أهله سبعين عاصيا » (5) ، وفي بعض الأخبار ورد أزيد من ذلك بمراتب (6). ولا حاجة إلى بيانه ؛ لكثرته وشهرته كقوله

ص: 249


1- البقرة (2) : 255.
2- « إعلام الدين » : 253 ؛ « بحار الأنوار » 8 : 30 ؛ « مجمع الزوائد » 10 : 378.
3- « جامع الأخبار » : 140.
4- « بشارة المصطفى » : 36 ؛ « صحيفة الرضا » : 40 ؛ « بحار الأنوار » : 95 : 225 ، ح 24.
5- راجع باب الشفاعة في « بحار الأنوار » 8 : 30 و 56 - 57 ، ح 70 ، نقلا عن « روضة الكافي » 8 : 101 ، ح 72 ، بتفاوت في الألفاظ.
6- « بشارة المصطفى » : 38.

تعالى : ( ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ ) (1) ، وقوله تعالى : ( وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ ) (2). كما نقل عن المعتزلة التمسّك بهما ؛ حيث نفى اللّه قبول الشفاعة عن الظالمين (3) ، فلا ينافي ما ذكرنا ؛ لأنّه تعالى نفى الشفيع المطاع والناصر الدافع بالغلبة لا مطلق الشفيع والناصر على وجه الطلب بالخضوع ، مضافا إلى لزوم التخصيص بالكفّار جمعا بين الأدلّة.

ومنها : ما ورد في أحوال المكلّفين في المحشر الذي لا ريب فيه ، كما قال اللّه تعالى : ( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ ) (4). و ( وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ) (5). و ( أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ) (6).

وقال تعالى : ( مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (7).

وقال اللّه تعالى : ( أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ * قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ ) (8).

( وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ ) (9).

( سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ) (10).

( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) (11).

ص: 250


1- غافر (40) : 18.
2- البقرة (2) : 270.
3- « متشابه القرآن » 2 : 118 - 119.
4- آل عمران (3) : 158.
5- الحجر (15) : 25.
6- الحجّ (22) : 7.
7- يس (36) : 78 - 79.
8- الصافّات (37) : 16 - 18.
9- الأحقاف (46) : 6.
10- القمر (54) : 26.
11- الواقعة (56) : 1 - 2.

( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) (1).

( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللّهُ وَنَسُوهُ ) (2).

( قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ ) (3).

( وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (4) ، ( إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (5) ، ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) (6).

( يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (7).

( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) (8). إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على تحقّق المعاد الجسماني وجميع أجزاء هذا البدن في القيامة الكبرى.

وعن هشام بن الحكم أنّه قال الزنديق للصادق علیه السلام : أنّى للروح بالبعث والبدن قد بلي والأعضاء قد تفرّقت ، فعضو في بلدة قد تأكلها سباعها ، وعضو بأخرى مزّقة هوامّها ، وعضو قد صار ترابا بني به مع الطين حائط؟ قال : « إنّ الذي أنشأه من غير شيء أو صوّره على غير مثال كان سبق إليه قادر أن يعيده كما بدأ ».

قال : أوضح لي ذلك؟ قال : « الروح مقيمة في مكانها ، روح المحسنين في ضياء وفسحة ، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير ترابا منه خلق. وما تقذف به السباع والهوامّ من أجوافها ممّا أكلته ومزّقته ، كلّ ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرّة في ظلمات الأرض ، ويعلم عدد الأشياء ووزنها ، وأنّ تراب الروحانيّين بمنزلة الذهب في التراب ، فإذا كان حين البعث مطرت الأرض فتربو

ص: 251


1- الواقعة (56) : 49 - 50.
2- المجادلة (58) : 6.
3- التغابن (64) : 7.
4- الملك (67) : 15.
5- البقرة (2) : 203.
6- القيامة (75) : 1.
7- الإنسان (76) : 7.
8- المطفّفين (83) : 10 - 11.

الأرض ثمّ تمخّض مخض السقاء ، فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ، والزبد من اللبن إذا مخض ، فيجتمع تراب كلّ قالب [ إلى قالبه فينتقل بإذن اللّه القادر إلى حيث الروح ] فتعود الصور بإذن اللّه تعالى المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها » (1).

وعنه علیه السلام : « إذا أراد اللّه أن يبعث أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال » (2).

إلى غير ذلك من الأدلّة الدالّة على وقوع المعاد الجسماني كما هو اتّفاق الملّيّين. وهو من ضروريّات الدين.

وعن الصادق علیه السلام أنّه قال : « إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين في صعيد فتغشّاهم ظلمة شديدة فيضجّون إلى ربّهم ويقولون : يا ربّنا ، اكشف عنّا هذه الظلمة » فساق الحديث إلى أن ذكر ظهور نور ذرّيّة رسول اللّه لهم « فيجيء النداء : اشفعوا في محبّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم فيشفعون » (3).

إلى غير ذلك ممّا دلّ على أنّهم في المحشر حفاة عراة يتوقّفون في المحشر كالسكارى حتّى يعرقوا عرقا شديدا ، فيقدم رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أمام الناس فيبكي صلی اللّه علیه و آله إذا رأى من يصرف عنه من شيعة عليّ علیه السلام فيقول له الملك : اللّه يقول : قد وهبتهم لك يا محمّد ، وصفحت لهم عن ذنوبهم ، وألحقهم بك وبمن كانوا يقولون فيلحقون في حزبهم (4).

وأنّهم يقفون قياما على أقدامهم حتّى يلجئهم فينادوا : ربّ حاسبنا ولو إلى النار ، فيبعث اللّه رياحا فيضرب بينهم ، فصار المجرمون إلى النار ومن كان في قلبه إيمان

ص: 252


1- « الاحتجاج » 2 : 350.
2- « الأمالي » للصدوق : 149 ، المجلس 33 ، ح 5 ؛ « تفسير القمّي » 2 : 253.
3- « الأمالي » للصدوق : 234 ، المجلس 47 ، ح 18 ، مع اختلاف يسير.
4- « تفسير القمّي » 2 : 64 ؛ وراجع « بحار الأنوار » 7 : 101 - 102 ، ح 9 ، و 8 : 17 ، ح 1 ، و 65 : 58 - 59 ، ح 108.

إلى الجنّة (1).

وأنّ : « في القيامة خمسين موقفا ، لكلّ موقف ألف سنة » (2).

وأنّه : « يسأل كلّهم عن جسده فيما أبلاه ، وعمره فيما أفناه ، وعن ماله ممّا اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّ أهل البيت علیهم السلام » (3).

وأنّه : يكون فيه الميزان القسط الذي يقال : إنّ له لسانا شاهينا وكفّتين يصوّر الأعمال الحسنة بصورة حسنة والسيّئة بصورة قبيحة فتوضع في كفّة الميزان (4).

وأنّه : « ليكون فيه تطاير الكتب فكلّ إنسان طائره في عنقه » (5) يجعل عمله من خير أو شرّ في عنقه كالطوق.

وأنّه : تنشر صحف الأعمال فينظر كلّ إلى كتابه (6).

وأنّه يكون فيه « الوسيلة » (7) ، و « اللواء » (8) ، و « الكوثر » الذي ورد : « أنّه نهر يجري تحت عرش اللّه وماؤه أشدّ بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وألين من الزبد ، حصاه الزبرجد الياقوت والمرجان ، حشيشه الزعفران ، ترابه المسك » (9).

وأنّه يكون فيه الشفاعة ، ونحو ذلك. يكون من كان له ولاية أمير المؤمنين علیه السلام يومئذ من فزع آمنين (10).

اعلم أنّ المعاد الجسماني - كما أشرنا إليه - ممّا وقع فيه الاختلاف بين العلماء ، فمنهم من هدى اللّه ، ومنهم من حقّ عليه الضلالة. والحقّ أنّه بهذا الجسم من غير

ص: 253


1- « تفسير القمّي » 2 : 216.
2- « الكافي » 8 : 143 ، ح 108 ؛ « تفسير القمّي » 2 : 386.
3- « الأمالي » للطوسي : 593 ، المجلس 26 ، ح 1227.
4- راجع « بحار الأنوار » 7 : 244.
5- راجع الإسراء (17) : 13 و 14.
6- راجع الإسراء (17) : 13 و 14.
7- « بحار الأنوار » 7 : 326 ، ح 2.
8- « الأمالي » للصدوق : 266 ، المجلس 3 ، ح 102.
9- « الأمالي » للمفيد : 294 ، المجلس 35 ، ح 5.
10- « الكافي » 1 : 185 ، باب معرفة الإمام ... ، ح 14.

نقيصة وتصفية بطرح الرديء ونحوه ، سواء قلنا باللطيف أم لا.

[ ما قاله الشيخ المعاصر في المعاد الجسمانى ]

قال الشيخ المعاصر في جواب السؤال - عن أنّك تقول : إنّ للإنسان جسمين وجسدين ، وفي المعاد بعد الموت لا تعود الروح إلى هذا البدن العنصري الطبيعي المركّب من الأخلاط الأربعة ؛ إذ لا حسّ له ولا شعور له - كلاما مشتملا على هذه العبارة :

« من يعترض ، إنّما اعترض ؛ لأنّه ما عرف المقصود ، ولا علم أيضا أنّه من كلام أئمّته ؛ فلذا قال ما قال ، مع أنّي لم أقل من هذا شيئا ولكنّه ما فهم مرادي. ومعنى كلامي ومرادي هو أنّ الإنسان له جسدان وجسمان :

الجسد الأوّل مركّب من العناصر الأربعة المعروفة المحسوسة ، وهو الآن في هذه الدنيا عبارة عن الكثافة العارضة ، وفي الحقيقة هو الجسد الصوري. ومثاله : إذا كان عندك خاتم من فضّة فإنّ صورته هي استدارة حلقته وتركيب موضع الفصّ المركّب منه مثلا ، فإذا كسرته وأذبته وجعلته سبيكة ، أو سحلته بالمبرد وجعلته سحالة ، ثمّ بعد ذلك صغت تلك الفضّة - أعني السبيكة أو السحالة - خاتما على هيئة الأوّل ، فإنّ الصورة الأولى هي الجسد الصوري لا تعود ، ولكن صنعته على هيئة كالأولى ، فهذا الخاتم في الحقيقة فهو ذلك الخاتم الأوّل بعينه من حيث مادّته ، وهو غيره من جهة صورته.

نعني بالجسد العنصري - الذي هو الكثافة البشريّة - هذه الصورة التي هي الجسم الصوري ؛ لأنّ اعتقادنا - الذي ندين اللّه به ، ونعتقد أنّ من لم يقل به ليس بمسلم - هو أنّ هذا الجسد الذي هو الآن موجود محسوس بعينه هو الذي يعاد يوم القيامة ، وهو الذي يدخل الجنّة أو النار ، وهو الخالد الذي خلق للبقاء ، وهو الذي نزل إلى هذه الدنيا من ألف ألف عام حتّى وصل إلى التراب ، ثمّ أخذ يصعد من النطفة والعلقة

ص: 254

والمضغة والعظام وهكذا صاعدا ، في مقابلة تلك العوالم ألف ألف رتبة من الترقّي آخرها لا انتهاء لها ، فهي باقية ببقاء اللّه سبحانه بلا نهاية.

فهذا الجسد المحسوس هو بعينه المعاد ، وهو بعينه متعلّق الثواب والعقاب ، لا يشكّ في ذلك إلاّ من يشكّ في إسلامه ؛ لأنّ هذا من أصول الإسلام. ولكن أصله مادّة نوريّة كلّما نزلت جمدت ، مثل الحجر الأسود ، وهو ملك فلمّا نزل كان حجرا.

ومثل جبرئيل ، هو جوهر مجرّد عن المادّة العنصريّة والمدّة الزمانيّة ، فإذا أنزل لبس صورة دحية الكلبي أو غيره ، فكذلك هذا الجسم كان نورا مجرّدا عن المادّة العنصريّة والمدّة الزمانيّة ، فأخذ يتنزّل إلى أن وصل إلى الزمان والعناصر ، فلبس هيئتها وكثافتها أعني الصورة المعبّر عنها بالمادّة العنصريّة والكثافة البشريّة.

[ و ] مثل الماء ، هو لطيف ، فإذا جمد لبس الصورة الثلجيّة ، فإذا ذاب عاد إلى أصله من غير أن يختلف إلاّ بمحض الصورة المعبّر عنها بالجسد العنصري ، فإذا جمد ذلك الماء مرّة ثانية لم يعد إليه الجمود الأوّل فلبس جمودا ثانيا مع أنّه بعينه هو ذلك الماء لم يتغيّر مع أنّه قد تغيّر.

وهذا هو مرادنا بالجسد الأوّل الذي لا يعود ، فالموجود في الدنيا بعينه - وهو المرئيّ بالبصر - هو جسد الآخرة بعينه لكنّه كسر في أرض الجرز ، أرض القابليات ، وصيغ في العقول معنى ، ثمّ صيغ ذلك المعنى في رتبة الأرواح رقيقة ، ثمّ صيغت في النفوس نفسا ، ثمّ كسرت في الطبيعة وحصّصت حصصا في جوهر الهباء وتعلّقت بها الصور في المثال ، ثمّ كسرت في محدّد الجهات ، ومنه إلى الرياح ، ومنه إلى السحاب ، ومنه إلى المطر والأرض والنبات ، ثمّ صيغت نطفة ، ثمّ علقة ، ثمّ مضغة ، ثمّ عظاما ، ثمّ كسي لحما وأنشئ خلقا آخر فكان إنسانا في هذه الدنيا ، ثمّ كسر في القبور ، ثمّ يصفّى في الأرض ، بمعنى أنّ الأرض تأكل جميع ما فيه من الغرائب والأعراض الكثافات المعبّر عنها بالجسد العنصري ، ويخرج يوم القيامة هذا الجسد

ص: 255

بعينه ، أعني الموجود في الدنيا بعينه هو الذي يخرج يوم القيامة بعد أن يصفّى.

ومعنى قولنا : بعد أن يصفّى هو أن يذهب عنه الجسد العنصري. ومعنى قولنا : هو أن يذهب الجسد العنصري يعني يذهب الكثافات الغريبة ، وهي الصورة الأولى ؛ لأنّه إذا صيغ ثانيا لا تعود الصورة الأولى.

فافهم ، فهذا مرادي وأبرأ إلى اللّه تعالى من غير هذا. وهذا هو مذهب أئمّة الهدى علیهم السلام . ».

فذكر حديثا مشتملا على أنّ رجلا لو أخذ لبنة فكسرها ثمّ ردّها إلى طينها فهي هي ، وهي غيرها (1). إلى أن قال بعد ذكر مثال الخاتم : « فإنّه صيغ من الفضّة وبعد أن كسر ذهبت الصورة والهيئة التي هي بمنزلة الجسد الأوّل ، أعني العنصري ، وهو الكثافة الغريبة التي ليست في الحقيقة من الإنسان. ثمّ قال : « وهو الجسد الأوّل الفاني.

وأمّا الجسد الثاني فهو مركّب من عناصر أربعة ، لكنّها ليست من هذه العناصر الزمانيّة المعروفة الفانية ، بل من عناصر باقية جوهريّة نوريّة ، وهي من عناصر هورقليا في الإقليم الثامن الذي فيه الجنّتان المدهامّتان وجنان الدنيا ، وإليها تأوي أرواح السعداء من الأنبياء والأوصياء والمؤمنين ، وهذا هو الجسد الثاني ، وهو الباقي ، وهو الذي نزل إلى الدنيا ، ولبس الكثافة البشريّة العنصريّة ، وهو بعينه هذا الجسد الموجود في هذه الدنيا إلاّ أنّه عليه غبار ووسخ ، وهو من العناصر المحسوسة ، وهذه الكثافة ليست من الجنّة حتّى تعود إليها وإنّما هي من هذه الدنيا ».

قال : « والحاصل أنّ عود كلّ شيء إلى أصله ممّا لا خلاف فيه ، فإذا ثبت بأنّ الكثافة من هذه العناصر ، وأنّ الإنسان إنّما تعلّقت به في هذه الدنيا ، وعاد إلى أصله كلّ شيء لم تصحبه الكثافة إلى الجنّة ».

ص: 256


1- « الاحتجاج » 2 : 354 ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 7 : 38 ، ح 6.

ثمّ قال : « الإنسان له جسدان وجسمان : فالجسد الأوّل من العناصر المحسوسة ، ونريد به هذه الصورة والتركيب في الدنيا ؛ لأنّه إذا مات وكان ترابا ذهبت هذه الصورة ».

قال : « وهذه الصورة الأولى هي الجسد الأوّل الذي لا يعود ، وهو مخلوق من العناصر المحسوسة وهو الكثافة.

والجسد الثاني ، وهو الذي يعود ، وهو مخلوق من عناصر هورقليا أعني العالم الذي قبل هذا العالم ، وفيه جنان الدنيا والجنّتان المدهامّتان ، وإليه تأوي أرواح المؤمنين. وهورقليا معناه ملك آخر ، وهذا اسم لتلك الأفلاك ، وفي أرضها بلدان جابرسا وجابلقا.

والجسم الأوّل هو الذي يلبسه الروح في البرزخ ما بين الموت إلى نفخة الصور الأولى ، فإذا نفخ في الصور بطل كلّ روح وكلّ متحرّك أربعمائة سنة ، ظهر ذلك الجسم عن أوساخ البرزخ وكثافاته بالنسبة إلى عالم الآخرة ، وهذه الكثافات هو مرادنا بالجسم الأوّل الذي لا يعود. ويبقى الجسم الثاني الصافي تحلّه الروح وتمضي معه إلى الجسد الثاني بين أطباق الثرى الباقي ، فتدخل بحسبها فيه فيخرج في النشورين : القبور والحساب ، بجسمه وجسده الصافيين ، وهما هذا الجسم والجسد الموجود في الدنيا بعينه وإنّما يظهر ».

ثمّ قال : « إنّ المعاد في هذا الجسد العنصري يدخل الجنّة بهذه الكثافة ، أو يصفّى عن الأعراض الغريبة التي ليست منه؟

فإن قلت : يدخل الجنّة بهذه الكثافة على هذه الحالة ، فقد خالفت العقل والنقل الدالّين على أنّ صفاء أبدان أهل الجنّة ومطاعمهم بحيث يأكلون ولا يتغوّطون ولا يبولون ».

إلى أن قال : « ولو لم يصف لبقيت فيه الأعراض والغرائب فلا يبقى في الجنّة بل يموت ويزول ؛ لأنّ علّة الموت والزوال إنّما هي ممازجة تلك الأعراض والكثافات

ص: 257

الأجنبيّة الغريبة مثل الذهب ، فإنّك إذا أخذت مثقالا من الذهب ومزجته بمثقالين من النحاس والحديد ودفنت ذلك الممزوج في الأرض تأكل الأرض جميع ما فيه من الحديد والنحاس وتبقى أجزاء الذهب متخلّلة متفرّقة ».

إلى أن قال : « فلو دخلت أجسام الأناس الجنّة على هذه الحالة لفنيت ؛ لأنّ فيها أسباب الفناء. هذا على ظاهر الدليل. وأمّا على حقيقة الأمر - فكما أشرنا إليه من أنّ كلّ شيء يرجع إلى مبدئه وأصله - الإنسان لطيف ، وإنّما لحقته هذه الكثافات الغريبة في هذه الدنيا ؛ لأنّ هذه الدنيا دار تكليف لم تخلق للبقاء ، فلمّا خلق الخلق رحمة بهم أنزلهم في دار التكليف والمشقّة ؛ ليتزوّدوا منها لدار مفارقتهم ، وألزمهم مقتضى هذه الدار من لزوم الأعراض والغرائب والكثافة التي هي أسباب الانتقال ودواعي الزوال ؛ لئلاّ يبقوا في دار المشقّة دائما فلا يصلوا إلى دار الجزاء والحال أنّه سبحانه خلقهم وبرأهم رحمة بهم ليوصلهم إلى النعيم الدائم الذي لا ينفد ، والبقاء الدائم المخلّد.

فإذا قلت : إنّهم يعودون في هذا البدن العنصري وتريد به - مع ما هو عليه من الكثافة والغرائب التي يفنى بها - الجسد العنصري المحبوس البشري ، لزمك أنّهم لا يبقون في الجنّة ولا في النار ؛ لأنّ العلّة الموجبة للانتقال من هذه الدار هي تلوّث على ذلك الجسد اللطيف - أعني الثاني - والجسم النوراني ، وهما حقيقة الجسم الذي هو الإنسان ، وما سوى هذين فهي أعراض وكثافات » (1).

[ ردّ مقالة الشيخ المعاصر ]

أقول : الظاهر أنّ ما ذكره من الأعراض والكثافات فينبغي أن يصفّي عنه الاعتقادات.

ص: 258


1- هذا النقل عن الشيخ أحمد الأحسائي ، المعاصر للمصنّف ، إلاّ أنّ جلّ كتبه غير متوفّرة لدينا.

أمّا أوّلا : فلأنّ ذلك مخالف للحكمة المقتضية ؛ لكون الإنسان مركّبا من أجزاء العالي والسافل ، وأنموذج العالم الأكبر قابلا لجميع العلوم ، كما يشهد بذلك قوله تعالى : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ * قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) (1).

وقوله علیه السلام :

وتزعم أنّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر (2)

لدلالة الآية على أنّ الملائكة مع نورانيّتهم لم يكونوا قابلين للتعليم وإلاّ يستلزم الترجيح بلا مرجّح وعدم توجّه الجواب العياذ باللّه ، فاحتيج إلى مادّة قابلة بالتركيب من أجزاء الجميع ، كما أنّ العنّين لا يمكن أن يتعلّم لذّة الجماع ، والأكمه لا يميّز بين الألوان ولو تليت عليه القرآن. والحديث أصرح من الآية ، إلى غير ذلك من الأدلّة العقليّة والنقليّة. وعلى ذلك يلزم كون الجميع معادا في المعاد.

وأمّا ثانيا : فلأنّ ذلك خلاف اعتقاد أهل الإسلام المأخوذ من الشارع ونوّابه علیهم السلام ، وهو أنّ أجزاء الجسم من عناصر هذا العالم سيّما الأرض ولو بواسطة ، كما في بني آدم فإنّهم خلقوا من ماء حاصل من الأجزاء الأرضيّة ، كيف؟ وقد قال اللّه تعالى : ( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ) (3).

وقال تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (4).

ص: 259


1- البقرة (2) : 31 - 33.
2- « الديوان المنسوب للإمام عليّ علیه السلام » : 236.
3- طه (20) : 55.
4- آل عمران (3) : 59.

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) (1).

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) (2). وقال تعالى : ( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ ) (3).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين » (4). إلى غير ذلك من الآيات والأخبار الدالّة على أنّ أجزاء جسد الإنسان من هذا العالم ، بل لم يتصوّر أحد كون عالم آخر محلّ العناصر حتّى يتصوّر التنزّل والانتقال ، بل لو قيل لقيل : ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين على خلاف كلمات الكافرين.

وتوهّم كون أصل عنصر الأرض عنصرا لطيفا حصل له التكثّف من تصادم العناصر - مع أنّه غير نافع في كون العنصر اللطيف من عالم آخر - غير نافع في المقام ؛ لأنّ ألفاظ الكتاب والسنّة تحمل على المعاني العربيّة ولا تعتبر فيها الدقائق الفلسفيّة.

وأمّا ثالثا : فلأنّ قوله : « إنّ مرادي من الجسد الذي لا يعود هو الصورة الأولى كما في الخاتم واللبنة » ، مع قوله : « إنّ علّة الموت والزوال إنّما هي ممازجة تلك الأعراض والكثافات » ، ونحو ذلك يوهم التدليس والطفرة ، بل بينهما تباين ؛ لأنّ الصورة الثانية التي هي مثل الصورة الأولى غير مقتضية للفناء والزوال بلا إشكال ، فلا بدّ على القول الأخير من كون الكثافات المقتضية للزوال أجزاء مادّيّة لاحقة للعنصر اللطيف كما هو ظاهر قوله : « بل من عناصر باقية جوهريّة نوريّة وهي من عناصر هورقليا ». وذلك يقتضي كون المعاد بأخذ اللطيف وطرح الكثيف كما في الرديء من الذهب أو الخليط بغيره ، كما يشهد عليه مثاله بالذهب المخلوط بالحديد ، لا بالتلطيف كما في تلطيف النحاس بالإكسير.

ص: 260


1- الحجر (15) : 26.
2- المؤمنون (23) : 12 - 13.
3- ص (38) : 71.
4- « المناقب » لابن شهرآشوب 1 : 266 ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 16 : 402 ، ح 1.

وقد صرّح في شرح الزيارة الجامعة أنّ : « هذا الجسم الذي في الدنيا هو بعينه هذا المرئيّ لطيف وكثيف ، فأمّا الكثيف فيصفّى فتفنى كثافته التي سمّيناها الجسد الأوّل العنصريّ ويبقى لطيفه في قبره ، وهو الجسد الثاني الباقي. وأمّا اللطيف فيظهر [ به ] في البرزخ » (1). انتهى.

وذلك خلاف ظاهر قوله تعالى : ( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (2) ؛ لرجوع الضمير إلى العظام الرميم.

وعلى هذا المذهب لا بدّ من تقدير مضاف ، بأن يقدّر : « قل يحيي لطيفها » مع أنّه حينئذ لا يكون جوابا للمنكر الذي قام في مقام الإنكار ، ونحو ذلك من الآيات والأخبار ، بل ذلك خلاف اعتقاد المؤمنين : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً ) (3).

وأمّا رابعا : فلأنّ قوله : « إنّ بقاء الغرائب يقتضي الزوال وعدم البقاء في الجنّة ». منقوض ببقاء عيسى وخضر وإلياس وصاحب الزمان وأمثالهم.

وأمّا خامسا : فلأنّه تعالى جعل النار التي تكون حرّا وإيلاما بمقتضى الطبيعة بردا وسلاما بحيث لو لم يقل : « سلاما » لأهلكت إبراهيم من البرودة كما روي (4). وكأنّه غفل عن قدرة اللّه تعالى وجعلها أقلّ من الإكسير الموجب لانقلاب الصفو ذهبا قابلا للبقاء من غير طرح وإعدام ، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا.

وبالجملة : فلو لم نقل بأنّ ما ذكر اعتقاد خارج عن اعتقاد المسلمين ، فلا أقلّ من كونه ممّا فيه ريب باليقين ، فيتوجّه قوله صلی اللّه علیه و آله : « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » (5). فميل

ص: 261


1- « شرح الزيارة الجامعة الكبيرة » 4 : 28.
2- يس (36) : 79.
3- النساء (4) : 115.
4- حكاه الطبرسي عن أبي العالية في « مجمع البيان » 7 : 55 ، ذيل الآية 70 من سورة الأنبياء (21) ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 12 : 24.
5- « بحار الأنوار » 2 : 259.

أرباب العقول إليه غير معقول ؛ لأنّ الميل إلى ما فيه الارتياب لشيء عجاب ، بل هو من العاقل بعيد. ولقد كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد (1).

[ كلمات أخرى صدر من الشيخ المعاصر ]

اعلم أنّه صدر من الشيخ المعاصر (2) مثل الكلمات المذكورة المخالفة للشريعة كلمات أخرى في مواضع أخر :

منها : ما قال في شرح الزيارة حيث قال : « الإنسان له جسدان وجسمان : فأمّا الجسد الأوّل فهو ما تألّف من العناصر الزمانيّة. وهذا الجسد كالثوب يلبسه الإنسان ويخلعه ولا لذّة له ولا ألم له ولا طاعة ولا معصية ، ألا ترى أنّ زيدا يمرض ويذهب جميع لحمه حتّى لا يكاد يوجد فيه رطل لحم ، وهو زيد لم يتغيّر ، وأن تعلم قطعا ببديهتك أنّ هذا زيد العاصي ولم تذهب من معاصيه واحدة ، ولو كان ما ذهب منه أو له مدخل في المعصية لذهبت أكثر معاصيه بذهاب محلّها ومصدرها ، وهذا مثلا زيد المطيع لم تذهب من طاعاته شيء ؛ إذ لا ربط لها بالذاهب بوجه من الوجوه ، لا وجه علّيّة ولا وجه مصدريّة ولا تعلّق ولو كان الذاهب من زيد لذهب بما يخصّه من خير وشرّ ، وكذا لو سمن بعد ذلك هو زيد بلا زيادة في زيد بالسمن ، ولا نقصان فيه بالضعف ، لا في ذات ، ولا في صفات ، ولا في طاعة ، ولا في معصية.

والحاصل : هذا الجسد ليس منه وإنّما هو بمنزلة الكثافة في الحجر والقلى ، فإنّهما إذا أذيبا حصل زجاج وهذا الزجاج هو بعينه هو ذلك الحجر والقلى الكثيفان لمّا ذاب زالت عنه الكثافة وليست من الأرض ؛ فإنّ الأرض لطيفة شفّافة ، وإنّما كثافتها من تصادم العناصر » (3).

ص: 262


1- اقتباس من الآية 22 من سورة ق (50).
2- يقصد به الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
3- « شرح زيارة الجامعة الكبيرة » 4 : 25 - 26.

إلى أن قال : « وأمّا الجسد الثاني فهو الجسد الباقي ، وهو الطينة التي خلق منها ويبقى في الأرض إذا أكلت الأرض الجسد العنصري وتفرّق كلّ جزء منه ولحق بأصله ، فالناريّة تلحق بالنار ، والهوائيّة تلحق بالهواء ، والمائيّة تلحق بالماء ، والترابيّة تلحق بالتراب ، يبقى مستديرا كما قال الصادق (1). وقد قال عليّ علیه السلام في النفس النامية النباتيّة : « فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدئت ، عود ممازجة لا عود مجاورة ». وعنى بها هذا الجسد العنصري الذي ذكرنا.

وأمّا الثاني الباقي هو الذي ذكره الصادق علیه السلام : « تبقى طينته التي خلق منها في قبره مستديرة » (2) أي مترتّبة على هيئة صورته ، أجزاء رأسه في محلّ رأسه ، وأجزاء رقبته في محلّها ، وأجزاء صدره في محلّه ، وهو تأويل قوله تعالى : ( وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) (3). وهذا الجسد هو الإنسان الذي لا يزيد ولا ينقص ، يبقى في قبره بعد زوال الجسد العنصري عنه الذي هو الكثافة والأعراض ، فإذا زالت الأعراض عنه المسمّاة بالجسد العنصري لم تره الأبصار الحسيّة ؛ ولهذا إذا كان رميما وعدم لم يوجد شيء حتّى قال بعضهم : إنّه يعدم ، وليس كذلك وإنّما هو في قبره إلاّ أنّه لم يره أبصار أهل الدنيا ؛ لما فيها من الكثافة ، فلا ترى إلاّ من هو من نوعها.

ولهذا مثّل به الصادق علیه السلام بأنّه : « مثل سحالة الذهب في دكّان الصائغ » (4) ، يعني أنّ سحالة الذهب في دكّان الصائغ لم ترها الأبصار ، فإذا غسل التراب بالماء وصفّاه استخرجها ، كذلك هذا الجسد يبقى في قبره هكذا ، فإذا أراد اللّه - سبحانه - بعث الخلائق أمطر على كلّ الأرض ماء من بحر تحت العرش أبرد من الثلج ، ورائحته

ص: 263


1- « الكافي » 3 : 251 ، باب النوادر من كتاب الجنازة ، ح 7 ؛ « الفقيه » 1 : 121 ، ح 580.
2- المصدر السابق.
3- الصافّات (37) : 164.
4- « الاحتجاج » 2 : 350 ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 7 : 38 ، بهذا اللفظ : « فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء ».

كرائحة المني التي يقال له : صاد ، وهو المذكور في القرآن ، فيكون وجه الأرض بحرا واحدا فيتموّج بالرياح وتتصفّى الأجزاء ، كلّ شخص تجتمع أجزاء جسده في قبره مستديرة أي على هيئة بنيته في الدنيا ، أجزاء الرأس ، ثمّ تتّصل بها أجزاء الرقبة ، ثم تتّصل أجزاء الرقبة بأجزاء الصدر ، والصدر بالبطن وهكذا ، وتمازجها أجزاء تنمو من تلك الأرض فينمو في قبره كما تنمو الكمأة في نبتها ، فإذا نفخ إسرافيل في الصور تطايرت الأرواح كلّ روح إلى قبر جسدها فتدخل فيه ، فتنشقّ الأرض عنه كما تنشقّ عن الكمأة ، فإذا هم قيام ينظرون. وهذا الجسد الباقي هو من أرض هورقليا ، وهو الجسد الذي فيه يحشرون ويدخلون به الجنّة والنار » (1).

إلى غير ذلك من نحو هذه الكلمات كما أشرنا إلى بعضها.

ومنها : ما صدر عنه بعد السؤال عن حقيقة جسم الإنسان المثاب أو المعاقب حيث قال : « أمّا حقيقة جسم الإنسان فهو مركّب من عشر قبضات من صفوة الأتربة : قبضة من تراب من الفلك الأطلس خلق منها قلبه. وقبضة من تراب فلك الكوكب خلق منها صدره. وقبضة من تراب فلك الزحل خلق منها دماغه وأسكنها عقله. وقبضة من تراب فلك المشتري أسكنها علمه. وقبضة من تراب فلك المرّيخ أسكنها وجهه. وقبضة من تراب فلك الشمس أسكنها الوجود الثاني. وقبضة من تراب فلك الزهرة أسكنها خياله. وقبضة من تراب فلك عطارد أسكنها فكره. وقبضة من تراب فلك القمر أسكنها حياته ، وقبضة من تراب أرض الدنيا أسكنها هذه القوى والنفوس النباتيّة والقوى العنصرية.

وهذه القبضات العشر من التراب ، وبسيطة ليس فيه فساد ، ورتبته في اللطافة رتبة الفلك الأطلس ، بمعنى شدّة بساطته وعدم فساده ، لكنّه لو جمع وخلّي وطبعه بدون قاسر ترتّبت القبضات في العلو والهبوط على ما هي عليه الآن.

ص: 264


1- « شرح زيارة الجامعة الكبيرة » 4 : 25 - 27.

وبالجملة : فزيد مثلا يمرض ويكون في غاية الضعف وهو زيد ؛ لأنّ ما يتحلّل من لحمه ليس من جسمه الحقيقي الذي هو القبضات المشار إليها ، وإنّما يتحلّل منه ما طرأ على تلك القبضات من المآكل ، وكذلك يضعف زيد ويسمن سمنا كثيرا وهو زيد ؛ لأنّه لم يزد في القبضات شيء ، وإنّما الزيادة من الأغذية التي ليست من جنس القبضات ؛ لأنّه لو أخذت سحالة ذهب ومزجتها بمثالها ترابا وعملت من الجميع صورة الشيء وكانت قيمة تلك الصورة ونورانيّتها إنّما تتعلّق بما فيها من سحالة الذهب ، وكذا الحسن ، فإذا أزلت تلك الصورة وصفّيت ما فيها من الذهب ثمّ مزجتها بتراب جديد وعملت تلك الصورة بعينها كانت القيمة هي القيمة قبل ، وتتعلّق بما تعلّقت به من قبل من غير مغايرة وهي بنفسها هي الأولى ، فلا يضرّ تغيير تلك الصورة وضع الصورة الأخرى ؛ لبقاء الأجزاء الأصليّة التي هي متعلّق القيمة والحسن.

وأصل هذه القبضات من مادّة نوريّة مجرّدة ومن صورة نوعيّة. فهذه حقيقة جسم الإنسان المثاب والمعاقب المفاض عليه النفس لكن بواسطة الصورة الشخصيّة إن أردت بالنفس نفسه المختصّة به.

وإذا رجع كلّ شيء إلى أصله رجع منه ما طرأ عليه إلى أصله لا إلى ما طرأ ، ولا ينقص منه شيء ، فلو أنّ رجلا أكل لحوم الآدميّين واغتذى بها حتّى نما وكبر ، ورجع كلّ شيء إلى أصله ، ورجع منه ما طرأ عليه ، ولا يرجع إلى الآدميّين بل يرجع إلى التراب ؛ لأنّ الذي اغتذى به أصله التراب. وأمّا أجسام الآدميّين فإنّها لا تكون غذاء ؛ لأنّها أصليّة فهي فوق القوّة الهاضمة وأعلى منها فلا تحلّها ؛ إذ القوّة الهاضمة عنصريّة ، والأجزاء الأصليّة أعلى من العناصر ثمان مراتب. والأرواح بينها وبين الأجسام كمال المناسبة والمقاربة ، وإنّما نفرت منها لما لحق الأجسام من الأمور الغريبة الأجنبيّة كالعناصر والتركيبات ، فإذا مات المرء ودفن في الأرض وأكلت

ص: 265

الأرض ما فيه من الأعراض والأغراض والغرائب صفت الأجزاء الأصليّة من الأغيار ، فإذا صفت عن المنافي تعلّقت الأرواح بالأجسام التعلّق التامّ ، فلا يطرأ عليها مفارقة وليس بينهما منافرة فتبقى أبدا » (1).

ومنها : ما صدر منه بعد ما سئل عن رواية عمّار أنّه قال : سئل أبو عبد اللّه علیه السلام عن الميّت هل يبلى جسده؟ قال : « نعم ، حتّى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها ، فإنّها لا تبلى ، بل تبقى في القبر مستديرة حتّى يخلق منها كما خلق أوّل مرّة » (2).

حيث قال : « اعلم أنّ للإنسان الموجود الآن جسمين وجسدين :

فالجسم الأوّل هو الحامل للعقل والروح وهو الأربعة قوّة تحقّقا ، وزانة وخفّة ، ولطافة وعظما ، وهو الذي وقع عليه التكليف في عالم الذرّ ، وبه يدخل الجنّة إن كان مؤمنا ، ويدخل به النار إن كان كافرا ، وهو موجود الآن في غيب الإنسان ، وهو الباقي الذي لا يجري عليه الفناء والدثور ، وله النعيم والعذاب الأليم.

الجسم الثاني هو الذي يعبّر عنه في الروايات بأنّه هيكل كهيكل الدنيا ، فإذا رأيته قلت : هذا فلان (3). وربما يعبّر عنه بقولهم علیهم السلام : في حواصل طيور خضراء (4). وهذا هو الذي قبضه ملك الموت مع الروح وقبضها فيه وأخذها معه ، ويبقى - إن كان من الأخيار - في الجنان يتنعّم ، ويأتي وادي السّلام ويزور أهله وحفرة قبره ، وتبقى إلى نفخة الصور الأولى باقية. وكذلك إن كان من الأشرار فإنّه يعذّب بنار الدنيا عند مطلع الشمس ، وتأوي إلى وادي برهوت عند غروبها إلى نفخة الصور الأولى ، وهو

ص: 266


1- « جوامع الكلم » : 158 ، الرسالة القطيفيّة.
2- « الكافي » 3 : 251 ، باب النوادر من كتاب الجنازة ، ح 7 ؛ « الفقيه » 1 : 121 ، ح 580.
3- « المحاسن » 1 : 285 ، ح 561 ؛ « بحار الأنوار » 6 : 234 ، ح 48.
4- « سنن الترمذي » 5 : 231 ، ح 3011 ؛ « صحيح مسلم » 3 : 1502 - 1503 ، ح 1887 ؛ « سنن ابن ماجة » 1 : 466 ، ح 1449. وقد نفت الروايات الواردة عن طرق أهل البيت علیهم السلام أن تكون أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضراء ، كما في « الكافي » 3 :4. 245 ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح 1 و 6 و 7 ؛ « تهذيب الأحكام » 1 : 466 ، ح 1526.

قول الصادق علیه السلام في تأويل قوله تعالى : ( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ * فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) (1) قال : « تبقى الأرواح ساهرة لا تنام ». الحديث (2).

وهذا الجسم الثاني هو ظاهر الجسم الأوّل ومركبه ، وذلك باطنه ولبّه ، وإن كان الميّت من المستضعفين وأمثالهم بقيت روحه في قبره مع هذين الجسمين مجاورة للجسد الأوّل إلى يوم القيامة.

وأمّا الجسد الأوّل فهو مخلوق من عناصر هورقليا ، وهو من جنس محدّب محدّد الجهات إلاّ أنّه ألطف من المحدّد ؛ لأنّ أسفل مراتبه فوق محدّب محدّد الجهات في الإقليم الثامن من الحاوي للعجائب والغرائب. وهذا الجسد يبقى في القبر مستديرا متغيّبا في هذه الأرض كسحالة الذهب في دكّان الصائغ. وهذا هو الطينة التي خلق منها الإنسان كما قال علیه السلام : « إنّها تبقى في قبرها مستديرة » (3). فإذا نفخ في الصور نفخة النشور نزلت الروح مصاحبة لذلك الجسم الأوّل ، دخلت معه في هذا الجسد فخرج من قبره للحساب.

وأمّا الجسد الثاني فهو من هذه العناصر المعروفة تكوّن منها من لطائف الأغذية ، فإذا تفكّكت في القبر رجع ما فيه من النار إلى عنصر النار وامتزج بها ، وما فيه من الهواء كذلك ، وكذلك الماء والتراب ، وذهب فلا يعود ؛ إذ لا حساب عليه ولا عقاب ولا نعيم ولا ثواب ، ولا شعور فيه ولا إحساس ، ولا تكليف عليه ، ولا مدخل له في الحقيقة ، وإنّما هو بمنزلة الثوب لبسته ثمّ تركته ولبست غيره ، فافهم ».

ومنها : ما صدر عنه بعد سؤال سلطاننا (4) - أدام اللّه سلطنته ، ورفع على جميع

ص: 267


1- النازعات (79) : 13 - 14.
2- « بحار الأنوار » 53 : 44 - 45 ، ح 17.
3- تقدّم تخريجه في ص 263 ، هامش 1 و 3.
4- هناك مجموعة من الأسئلة الاعتقاديّة سألها السلطان فتح عليّ شاه من الشيخ الأحسائي ، وقد جمعت في « الرسالة السلطانيّة » ضمن مجلّدات « جوامع الكلم ».

الملوك رتبته - بقوله : فما الذي يلحق بالجنّة؟ حيث قال :

« اعلم أنّ الذي يلحق بالجنّة جنّة المأوى هو الذي يقبضه الملك وهو الإنسان الحقيقي. وأصل وجوده مركّب من خمسة أشياء : عقل ونفس وطبيعة ومادّة ومثال. فالعقل في النفس ، والنفس بما فيها في الطبيعة ، والكلّ في المادّة ، والمادّة بما فيها إذا تعلّق بها المثال تحقّق الجسم الأصلي ، وهو الغالب في العنصري المركّب من العناصر الأربعة : النار والهواء والماء والتراب. وهذا العنصري هو الذي يبقى في الأرض ويفنى ظاهره ، وهو ينمو من لطائف الأغذية.

وإنّما قلت : يفنى ظاهره في الأرض ؛ لأنّ باطنه يبقى وهو الجسد الثاني ، وهو من عناصر هورقليا الأربعة ، وهي أشرف من عناصر الدنيا سبعين مرّة ، وهذا هو الذي يتنعّم ؛ لأنّ المؤمن بعد الحساب في قبره يخدّ له خدّا من قبره إلى الجنّة التي في المغرب ، يدخل عليه منها الروح والريحان وهو قوله تعالى : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (1).

والذي يتنعّم بهذا الروح هو الجسد الثاني الذي هو من عنصر هورقليا ، وهو في باطن الجسد الأوّل الظاهري الذي هو من العناصر المعروفة.

وأمّا الذي يخرج مع الروح ، وهو الجسم الحقيقي المركّب من الهيولى والمثال ، وهو الحامل للطبيعة المجرّدة والنفس والعقل ، وهو الإنسان الحقيقي. وهذا الجسم من جنس جسم الكل ورتبته في رتبته ، محدّب محدّد الجهات ، وقوّة لذّاته في الأكل والشرب والنكاح واللبس بقدر قوّة لذّة الجسد العنصري سبعين مرّة ، وهذا الجسم الحقيقي ولا يفارقها إلاّ بين النفختين ، فإنّه إذا نفخ إسرافيل في الصور نفخة الصعق - وهي نفخة الجذب - انجذبت كلّ روح إلى ثقلها من الصور ، وله ستّ مخازن ، فأوّل أحوالها تلقى في المخزن الأوّل مثالها ، وفي الثاني هيولاها ، وفي الثالث طبيعتها ، وفي الرابع النفس ، وفي الخامس الروح ، وفي السادس العقل. فإذا تفكّكت بطلت

ص: 268


1- الواقعة (56) : 88 - 89.

وبطل فعلها ، فهي ليست بفانية إلاّ بهذا المعنى ، ولا ممازجة ؛ لأنّ الممازجة إنّما هي في النفوس النباتيّة والحيوانيّة.

أمّا النباتيّة ؛ فلأنّها من نار وهواء وماء وتراب ، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عودا إلى التراب ، وكلّ واحد يمازج ما منه أخذ. وكذلك النفس الحيوانيّة فإنّها أخذت من حركات الأفلاك ، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ؛ لأنها قوى ألّفت من قوى الأفلاك ، بتقدير حركاتها تعلّقت بالطبائع التي في الدم الأصفر في العلقة التي في تجاويف القلب ، والدم الذي في البدن يقوم بالعلقة ، والبدن يقوم بالدم ، ومعنى تعلّقها بالطبائع أنّ البسائط لما تألّفت على هذا الترتيب حرارة ويبوسة وبرودة ورطوبة ، وكانت معتدلة في الوزن الطبيعي بأن تكون الأربعة خمسة أجزاء ؛ لأنّ البرودة جزءان حصل منها بخار معتدلة من نضجه فناسبها ، فاكتسب من قوّتها قوة الحياة بواسطة حركاتها وأشعّة كواكبها ، فذلك البخار المعتدل فكرت (1) عليه الأفلاك فاعتدل من نضجه ، بمنزلة الأجزاء الدخانيّة من الأجزاء الدهنيّة في السراج إذا قاربت في الاحتراق الدخان.

والروح الحيوانيّة بمنزلة استنارة تلك الأجزاء الدخانيّة عن النار ، فكما أنّ الاستنارة من الكثافة المنفعلة بالضوء عن النار كذلك ذلك البخار المعتدل نضجه الفعل بالحركة والحياة الحيوانيّة عن نفوس الأفلاك من طبائعها السارية بواسطة حركاتها وأشعّة كواكبها ، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ؛ لأنّها في الحقيقة تألّفت من طبائعها التي هي من صفات نفوسها ، فمع المفارقة يرجع كلّ إلى أصله ممتزجا معه كالقطرة في الماء ، فافهم فما بين النفسين بعد الموت يلحقان بأصلهما. هذا حكم ظاهرهما.

وأمّا حكم باطن الروح النباتيّة فإنّه يبقى في القبر ، وهو عناصر هورقليا ويأتيها الروح والريحان من الجنّة.

ص: 269


1- كذا في الأصل ، ولعلّ الصحيح : « أثّرت ».

وأمّا باطن الروح الحيواني فإنّه من طبائع نفوس هورقليا ، وهي تلحق بالجنّة ، جنّة الدنيا كما مرّ.

والحاصل : أنّ الروح لا تنفكّ عن الجسم الأصلي إلاّ بين النفختين : نفخة الصعق ونفخة البعث. فجواب قوله - أدام اللّه تأييده ونصره : الروح وحدها أم مع المثال أم مع الجسم؟ - : هو أنّ الذي يمضي إلى جنّة الدنيا الروح مع الجسم الأصلي ؛ لأنّ الروح فيها العقل ، وهي في الطبيعة ، والجسم هو الهيولى والمثال ؛ ولهذا كان إحساسه ولذّته أقوى من الدنيا بسبعين مرّة ؛ لأنّ لذّته حسيّة معنويّة ، وعلى هذا يحسن به ترغيب المكلّفين.

وأمّا الذي يبقى في القبر ، وهو الجسد الثاني الذي هو من عناصر هورقليا ، فأمّا الذي من هذه العناصر فإنّه يفنى. ولذلك أمثلة كثيرة نذكر بعضها. منها : مثاله الزجاج فإنّه من الصخرة والقلى وهما كثيفان بمنزلة الجسد العنصري المعروف عند العوامّ ، فلمّا أذيب ذهبت منه الكدورة ، فكان هو بنفسه زجاجا شفّافا يرى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره ، وهو نظير الجسد الثاني الذي يبقى في القبر ويدخل عليه من الجنّة روح وريحان ، والكثافة نظير الجسد العنصري » (1) إلى آخر ما قال.

[ إبطال ما قاله الشيخ المعاصر ]

أقول : لا يخفى أنّ هذه الكلمات أشدّ مخالفة للشريعة ممّا ذكر ؛ لصراحتها في أنّ النار والهواء والماء والتراب لا تعود ، وأنّ البدن الأصلي لا يفنى ولا يصير رميما ، وهذا الذي لا يفنى يعاد في المعاد ، والرميم لا يعاد في المعاد ، بمعنى أنّ الجسد المعاد غير رميم والجسد الرميم غير معاد. وهذا خلاف صريح الآية التي تدلّ على أنّ الإحياء في المعاد يتعلّق بما يتعلّق به الإنشاء أوّل مرّة (2) ، لئلاّ يلزم تفكيك الضمير

ص: 270


1- لم نعثر على هذا النقل في « الرسالة السلطانيّة » ، ولعلّه موجود في آثار الشيخ الأحسائيّ الأخرى.
2- يس (36) : 79.

والإضمار ، مضافا إلى السنّة والاعتقاد ، بل هو كفر وإلحاد ، مضافا إلى لزوم تفويت النقمة الزائدة الحاصلة بانضمام الجسد العنصري من جهة عدم المسبّب من غير سبب وكذا العقاب. وهذا قبيح.

بل الإنصاف أنّ النقل الوارد في هذا الباب مثل الآية المذكورة ، وحديث اللبنة (1) ، وقوله تعالى : ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ) (2) الآية ، في مقام بيان كيفيّة إحياء الموتى.

وقوله تعالى : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) (3).

وقوله تعالى : ( حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ) (4).

وقوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (5). ونحو ذلك ممّا يشتمل على الكلمات التي لا تفيد عرفا إلاّ الأعضاء المركّبة من هذه العناصر ممّا لا يقبل التأويل.

وبالجملة : فقد صدرت من الشيخ المعاصر كلمات مشتملة على العقائد الفاسدة ، بل المفسدة في مقامات عديدة مثل مسألة العلم ، ومسألة المعراج ، ومسألة فضائل الأئمّة ، ومسألة المعاد إلى غير ذلك من فاسد الاعتقاد ، ولكنّه بعد ما اشتهر ما توجّه عليه من الإيراد تعرّض لبيان المراد في رسالتين مختصرتين على ما ذكره من عليه

ص: 271


1- « الاحتجاج » 2 : 354 ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 7 : 38 ، ح 6.
2- البقرة (2) : 260.
3- يس (36) : 65.
4- فصّلت (41) : 20 - 22.
5- القيامة (75) : 3 - 4.

الاعتماد ، وهما وإن كانتا ممّا لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ لعدم كون الكلمات المذكورة غير قابلة للتأويل بعد الملاحظة بعين الإنصاف ، وسدّ باب الاعتساف لكشفها عن حقيقة الحال ، وما هو المكنون في البال ، إلاّ أنّ الأولى ذكرهما دفعا لما لعلّه يقال ؛ فإنّ المراد ليس حصول التضييع والتخفيف أعاذنا اللّه عن ذلك ، بل المقصود حفظ الدين عن شبه المبطلين كما هو طريقة المتكلّمين ، فلا بدّ من الاحتراز عمّا يوجب الاتّهام لأهل الزيغ والأوهام. فأقول بعون اللّه الملك العلاّم :

[ الرسالة القطيفيّة للشيخ أحمد الأحسائي ]

قال بعد التسمية : « الحمد لله ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين.

أمّا بعد ، فيقول العبد المسكين أحمد بن زين الدين : إنّه قد اشتبه على بعض الناظرين في كتبي حتّى ظنّوا الظنون التي لا يجوز احتمالها ؛ لعدم معرفتهم بالفنّ ، وعدم أنسهم بما جرى عليه الاصطلاح ، ولأسباب أخر ، فأشار عليّ بعض المؤمنين أن أذكر مجمل ما اشتبهوا فيه وأذكر ما أعتقده في ذلك وأدين اللّه به ، عسى أن يكون أولئك إنّما قالوا بما فهموه فتقوم بذلك الحجّة ، وما أذكر إلاّ ما يعلم اللّه أنّه اعتقادي الذي أدين به وأنّه مرادي من عباراتي كلّها التي يتوهّم فيها بعض من نظر فيها ؛ لأنّ تلك العبارات أرسلناها على نمط اصطلاح أهل ذلك الفنّ ، فلأجل ذلك لا يعرف المراد منها أكثر من نظر فيها خصوصا طالب التأويل ، وعليّ عهد اللّه أن أذكر مرادي من مضمونها صريحا.

فمن ذلك أنّ اللّه عالم بكلّ شيء كلّي أو جزئي ، زماني أو غيره ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ) (1) ومن اعتقد غير هذا فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين.

واعتقادي أنّه سبحانه ما فقد شيئا من الأشياء من ملكه ، وأنّه تعالى لا ينتظر شيئا لم يحصل له ، وأنّه لا يستقلّ بل كلّها عنده بالفعل ، وعلمه أزلي قبل كلّ شيء وبعد

ص: 272


1- الملك (67) : 14.

كلّ شيء ومع كلّ شيء ، وجميع المعلومات من كلّ ما سواه في الإمكان ، وهو تعالى في أزل الآزال وحده ، وهو الآن على ما كان ، ومع ذلك لا يحويه مكان ، ولا يخلو منه مكان ، ولا يعلم أحد كيف ذلك إلاّ هو سبحانه ، ومن اعتقد غير ذلك فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين.

ومن ذلك أنّه سبحانه خالق كلّ شيء قال اللّه تعالى : ( قُلِ اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ) (1) ، وأمّا أفعال العباد الاختياريّة ففيها الخلاف بين علماء المسلمين ، وكلّ من اعتقد أنّ أحدا غير اللّه خالق لشيء من السماوات والأرض ، أو ممّا فيها ، أو رازق لشيء ممّا فيها فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين.

نعم ، قد يطلق هذان مجازا كما قال تعالى : ( فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) (2) ، وقال تعالى : ( وَاللّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (3).

وما يعترض به بعض من ليس له أنس بالفنّ ولا باصطلاح أهله بأنّي قلت : إنّهم علیهم السلام العلّة الفاعليّة ، فمرادي أنّهم محالّ مشيئة اللّه ، بمعنى أنّ اللّه سبحانه أطلعهم على خلق ما خلق ، فوجودهم شرط لإيجاد غيرهم ؛ لأنّهم الوسائط من اللّه ومن خلقه وإن كان تعالى قادرا على الإيجاد بدون توسّط الأسباب والآلات إلاّ أنّه عزّ وجلّ جرت عادته أن يجري الأشياء على ترتّب أسبابها (4) ليعرف العباد الدليل والاستدلال على معرفة ما يريد منهم ، على نمط قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ) (5). فإنّه تعالى إنّما يخلق على العلل ليعرّف لعباده كلّ شيء

ص: 273


1- الرعد (13) : 16.
2- المؤمنون (23) : 14.
3- الجمعة (62) : 11.
4- إشارة إلى الحديث الشريف القائل : « أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب ». « الكافي » 1 : 4. باب معرفة الإمام والردّ عليه ، ح 7.
5- الحجّ (22) : 5.

بما يتوقّف عليه الإيجاد. والتعريف من العلل الفاعليّة لا من المادّيّة ولا الصوريّة ولا الغائيّة ، وهذا معروف عند أهله. وليس المراد بالعلّة الفاعليّة أنّهم هم الخالقون ، تعالى اللّه عن أن يشاركه في خلقه علوّا كبيرا ، أما تقرأ قوله تعالى : ( هذا خَلْقُ اللّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) (1)؟

ومن ذلك اعتقاد المعاد للنفوس والأجسام والأجساد بأنّ اللّه يبعث من في القبور.

أمّا معاد النفوس فظاهر. وأمّا الأجسام والأجساد فالاعتقاد أنّ هذه الأجساد والأجسام الموجودة في الدنيا الملموسة المرئيّة جميعها تعاد بعينها حتّى أنّ كلّ شخص يعرف باسمه وصورته في الدنيا ، فلا تبقى ذرّة من الأجساد والأجسام من جميع المكلّفين إلاّ وتعاد بعينها ، كما قال تعالى : ( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ ) (2) فقوله : ( أَتَيْنا بِها ) يعني بعينها الموجودة في الدنيا الملموسة فتعود إلى محلّها من الجسد.

ويجب الإيمان بذلك مجملا لا مفصّلا. مثل قولنا : تعود إلى محلّها من الجسد. بل الواجب اعتقاد عود كلّ جزء من بدن المكلّف وجسمه الموجود في الدنيا. فمن زعم أنّ قدر ذرّة من أجساد المكلّفين وأجسامهم لا يعيدها اللّه تعالى ولا يبعثه حتّى يتّصل بصاحبه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين ».

وقال في الرسالة الأخرى بعد التسمية : « أمّا بعد فيقول أحمد بن زين الدين : اعلم أيّها الناظر في رسائلي وكتبي أنّي بعون اللّه وتوفيقه ما كتبت فيها إلاّ ما فهمته على نحو اليقين أنّه مذهب أهل العصمة علیهم السلام ، وما تتوهّمه مخالفا من كلامي فليس منافيا لدليل العقل والنقل معا ولكنّه على اصطلاح غير مأنوس عندك ، وذلك في مثل قولي : إنّ للإنسان جسدين وجسمين ، وأنّ الجسد الأوّل متكوّن من العناصر من كلّ

ص: 274


1- لقمان (31) : 11.
2- الأنبياء (21) : 47.

ما تحت فلك القمر يلحق كلّ شيء من حرارته إلى النار ومن هوائه إلى الهواء ومن مائه إلى الماء ومن ترابه إلى التراب ، وهذا لا يرجع. فهذا كتب لأهله ، ومرادي منه - واللّه الشاهد عليّ - أنّه الجسد التعليمي ، والجسم التعليمي ، وهو ذو الأبعاد الثلاثة من دون مادّة ، كالصورة في المرآة ، فإنّها أعراض ، والأعراض الغريبة التي ليست من ذوات الشيء لا تعاد معه ، ألا ترى إلى جلد كتابك إذا كان أحمر ثمّ عاد إلى يوم القيامة إلى الشاة لا تعود الحمرة معه ؛ لأنّها أجنبيّة من الجلد ومن الشاة.

ولا يقال : إنّك قلت : من العناصر ، وهو يدلّ على أنّ المراد الجواهر.

لأنّا نقول : كلّ ما في هذه الدنيا ممّا تحت فلك القمر كلّها من العناصر جواهرها وأعراضها ، والأعراض الغريبة من الشيء كلّها من العناصر ومع ذلك لا تعاد يوم القيامة مع ذلك الشيء ، ألا سمعت ما كتبت في كثير من كتبي؟ فإنّي كتبت : أنّ الجسم الذي يعاد يوم القيامة لو وزن بهذا المرئيّ الموجود في هذه الدنيا الملموسة لم ينقص عن هذا الذي في الدنيا قدر ذرّة. ولو كان مرادي به الجسم أو فردا منه ولم أرد العرض لكان المبعوث ينقص إذا وزن البتّة. وإن يخف عليك فهم مرادي فانظر في هذه المسألة في كتب العلماء كالتجريد وشرحه للعلاّمة (1) ، وكتب المجلسي مثل حقّ اليقين (2) وغيرها ممّا هو متّفق عليه بينهم.

وقد أشار سيّدنا أمير المؤمنين علیه السلام في حديث الأعرابي إلى تلك الفضلات التي قال العلماء : إنّها لا تعاد. قال حين سأله الأعرابي ، فقال له : يا مولاي ، ما النباتيّة؟ قال : « قوّة أصلها الطبائع الأربع بدء إيجادها عند مسقط النطفة مقرّها الكبد ، مادّتها من لطائف الأغذية ، فعلها النموّ والزيادة ، وسبب فراقها اختلاف المتولّدات ، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ». الحديث.

وهو معروف عند أهل الفنّ ، مقبول لا رادّ له منهم.

ص: 275


1- « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 406 وما بعدها.
2- « حقّ اليقين » : 47 وما بعدها.

وإلى هذا المعنى الذي أشار إليه علیه السلام وهو مرادي في قولي : إنّه ملحق كلّ شيء من حرارته إلى النار ومن هوائه إلى الهواء ... إلى آخره.

والحاصل : العاقل المنصف يعرف من هذا الكلام ونحوه اعتقادي في ضميري وفي جميع كتبي ، ولعنة اللّه على من يعتقد غير هذا الذي كتبته منّي ومن غيري ، واللّه على ما أقول وكيل ، وهو شاهد عليّ ، وكفى باللّه شهيدا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريء ممّا تجرمون ، وحسبي اللّه وكفى.

وكتب المسكين أحمد بن زين الدين البحريني الأحسائي في ثامن ذي القعدة الحرام سنة 1240 ». (1)

أقول : لا يخفى أوّلا : أنّ الكلمات المذكورة سابقا غير قابلة لذلك التأويل كما هو الظاهر عند الإنصاف وعدم الاعتساف ، وواضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وكان له إخلاص بالشرع السديد ، وليس مطيعا لهواه بل كان مطيعا لمولاه ، وليس ضعف في إسلامه ودينه واعتقاده.

وثانيا : أنّ بناء الشرع على الظاهر ، والتأويل سيّما البعيد من غير قرينة متّصلة أو منفصلة أو نحو ذلك غير مسموع حتّى بالنسبة إلى النقوش ظاهرا ، ولهذا يكفّر صاحب التأليف الباطل بتأليفه ، وينسب إلى الكفر أو التسنّن أو التشيّع أو نحو ذلك أهل التأليف بتأليفه ، بل يمكن دعوى كون ذلك سيرة العلماء والسابقين بل الأنبياء والمرسلين بالنسبة إلى التواريخ ، كما لا يخفى على المتتبّع المنصف الذي في قلبه حبّ الإيمان وخشية الرحمن.

نعم ، يصحّ أن يقال : إنّ ذلك إن شاء اللّه - تعالى - رجوع عن الاعتقاد السابق وندامة ، وعند ذلك كاف على القول بكفاية توبة المرتدّ الفطري في الطهارة والحكم بإسلامه ، كما هو أصحّ المختار إن كان مثل ما ذكر توبة ، وعلم كونه عن اعتقاد ولو ظاهرا.

ص: 276


1- راجع كتاب « جوامع الكلم » ، الرسالة القطيفيّة.

وثالثا : أنّ ما اشتملت عليه الكلمات المحكيّة ممّا لم يقل به أحد فضلا عن كونه متّفقا عليه ؛ فإنّ مدلولها عدم عود الأجزاء الحاصلة من العناصر الأربعة الكائنة في هذا العالم التي ترى بهذه الأبصار.

ومقصود القوم في مسألة شبهة الآكل والمأكول عدم وجوب عود الفواضل والأجزاء الفضليّة مثل اللحوم الحاصلة من الأغذية ، وأمّا العناصر الأربعة التي تكون في الأجزاء الأصليّة فلا خلاف في عودها وعدم طرحها بالتصفية ، وأخذ اللطيف الكائن من عالم آخر وطرح رديء حاصل من هذا العالم المحسوس كما لا يخفى على من لاحظ كتب القوم كالتجريد ونحوه ، فقد قال في التجريد : « ولا يجب إعادة فواضل المكلّف ». وقال بعض شرّاحه : قوله : ولا يجب إعادة فواضل المكلّف ، إشارة إلى جواب شبهة.

تقدير الشبهة : أنّ المعاد الجسماني غير ممكن ؛ لأنّه لو أكل إنسان إنسانا حتّى صار جزء بدن المأكول جزء بدن الآكل فليس بأن يعاد جزء بدن أحدهما أولى من أن يعاد جزء بدن الآخر ، وجعله جزء لبدنيهما معا محال ، فينبغي أن لا يعاد واحد منهما.

تقدير الجواب : أنّ الجزء الأصلي لأحدهما فضل الآخر فردّه إليه أولى » (1). انتهى.

وهكذا غير ذلك مثل حقّ اليقين (2). ولا يخفى أنّ ذلك دالّ على أنّ الفواضل من الأجزاء لا يجب عودها إلى صاحب الفواضل الثانوي ، بل تعود إلى من كانت تلك الفواضل أجزاء أصليّة ؛ لا أنّها لا تعود أصلا كما يقول الشيخ المعاصر ، كما يقول بعدم عود مثلها من الأصليّة ، بل الظاهر أنّ القول بعدم عود العناصر المعروفة في هذا العالم وانحصار العود في الجوهر اللطيف النوراني النازل من عالم هورقليا خارج عن اعتقاد جميع الملّيّين حتّى اليهود والنصارى فضلا عن المسلمين.

ص: 277


1- « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 383 ، باختصار.
2- انظر « حقّ اليقين » : 47 وما بعدها.

فما ذكره من كون ما اعتقده موافقا لغيره غفلة أو تدليس كالتشبّث بكلّ حشيش ، مضافا إلى أنّ ما ذكره سابقا من كون وجود المعصومين شرطا لإيجاد الخلق - مع عدم مناسبته لما صدر منه في الكلمات السابقة - مخالف لما في الصحيفة السجاديّة ، كقوله : « أنت الذي لم يعنك على خلقك شريك ، ولم يؤازرك في أمرك وزير ، ولم يكن لك مشاهد ولا نظير » (1). وهكذا سائر الكلمات الصادرة من الأئمّة الطاهرين صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.

[ أدلّة إثبات المعاد الجسماني ]

وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع بيان الشارح القوشجي بقوله : ( ووجوب إيفاء الوعد والحكمة تقتضي وجوب البعث. والضرورة قاضية بثبوت الجسماني من دين محمّد صلی اللّه علیه و آله مع إمكانه. ولا يجب إعادة فواضل المكلّف ).

اختلفوا في المعاد فأطبق الملّيّون على المعاد الجسماني. وذهب طائفة من المحقّقين إلى المعاد النفساني ، والمراد به وجود الروح بعد موت البدن وخرابه ، وهو ممّا يمكن إثباته بالبراهين القطعية (2).

وأمّا المعاد الجسماني فلا مجال للبرهان على إثباته ونفيه ، ولكن يجب أن يعتقد على الوجه الذي ذكره الأنبياء ؛ لأنّهم صادقون. وذهب طائفة إلى نفيهما.

واحتجّ المصنّف على وجود المعاد بوجهين :

الأوّل : أنّ اللّه تعالى وعد المكلّفين بالثواب على الطاعات وتوعّد بالعقاب على المعاصي بعد الموت ، ولا يتصوّر الثواب والعقاب بعد الموت إلاّ بعد العود ، فيجب العود إيفاء للوعد والوعيد.

والثاني : أنّ اللّه تعالى كلّف بالأوامر والنواهي فيجب أن يصل الثواب بالطاعة

ص: 278


1- « الصحيفة السجاديّة » : 253 ، الدعاء 47.
2- في المصدر : « العقليّة ».

والعقاب على المعصية ، فيجب البعث بمقتضى الحكمة وإلاّ لكان ظالما - تعالى اللّه عمّا يقولون علوّا كبيرا - وهذا البيان مبنيّ على قاعدة التحسين والتقبيح العقليّين ، وأنّ العدل واجب على اللّه تعالى كما هو مذهب المصنّف.

والحقّ أنّ المعاد الجسماني والروحاني كلاهما واقع. أمّا الروحاني فلما تبيّن من أنّ النفس تبقى بعد خراب البدن ولها سعادة وشقاوة ، وقد جاء في القرآن مثل قوله تعالى : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ ) (1). وقال : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً ) (2).

وأمّا المعاد الجسماني فلا يستقلّ العقل بإثباته ، ولكن قد وردت في القرآن آيات كثيرة دالّة على إثباته بحيث لا يقبل التأويل.

منها : قوله تعالى : ( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (3).

( فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) (4).

( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (5).

( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ) (6).

( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) (7).

( وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ) (8).

ص: 279


1- آل عمران (3) : 169 - 170.
2- الفجر (89) : 27 - 28.
3- يس (36) : 78 - 79.
4- يس (36) : 51.
5- الإسراء (17) : 51.
6- القيامة (75) : 4 - 5.
7- النازعات (79) : 11.
8- فصّلت (41) : 21.

( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) (1).

( يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ ) (2).

( وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً ) (3).

( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ) (4). إلى غير ذلك ممّا لا يحصى.

فالمعاد الجسماني من ضروريّات دين محمّد صلی اللّه علیه و آله ؛ لأنّه أمر ممكن أخبر به الصادق فيجب التصديق والإيمان به.

وإنّما قلنا : إنّه ممكن ؛ لأنّ المراد به جمع الأجزاء المتفرّقة ، وهو ممكن بالضرورة.

قوله : « ولا يجب إعادة فواضل المكلّف » ، إشارة إلى جواب شبهة تقريرها : أنّ المعاد الجسماني غير ممكن ؛ لأنّه لو أكل إنسان إنسانا حتّى صار جزء بدن المأكول جزء بدن الآكل ، فهذا الجزء إمّا أن لا يعاد أصلا وهو المطلوب ، أو يعاد في كلّ واحد منهما وهو محال ؛ لاستحالة أن يكون جزء واحد بعينه في آن واحد في شخصين متباينين ، أو يعاد في أحدهما وحده فلا يكون الآخر معادا بعينه وهو - مع إفضائه إلى الترجيح بلا مرجّح - يثبت مقصودنا ، وهو أنّه لا يمكن إعادة جميع الأبدان بأعيانها كما زعمتم.

تقرير الجواب : أنّ المعاد إنّما هو في الأجزاء الأصليّة ، وهي الباقية من أوّل العمر إلى آخره لا جميع الأجزاء على الإطلاق ، وهذا الجزء فضل في الإنسان الآكل ، فلا يجب إعادته فيه ، وهذا معنى قول المصنّف : ولا يجب إعادة فواضل المكلّف ، ثمّ إن كان من الأجزاء الأصليّة للمأكول أعيد فيه وإلاّ فلا.

ص: 280


1- النساء (4) : 56.
2- ق (50) : 44.
3- البقرة (2) : 259.
4- العاديات (100) : 9 - 10.

( وعدم انخراق الأفلاك ، وحصول الجنّة فوقها ، ودوام الحياة مع الاحتراق ، وتولّد البدن من غير التوالد ، وتناهي [ القوى ] الجسمانيّة استبعادات ).

احتجّ المنكرون للمعاد على امتناع حشر الأجساد : بأنّه لو ثبت المعاد الجسماني فإمّا أن يكون عود الروح إلى البدن في عالم العناصر وهو التناسخ ، أو في عالم الأفلاك فهو يوجب انخراق الأفلاك وهو محال. وبأنّه يلزم تولّد البدن من غير التوالد ، وذلك عند البعث ، وهو ممتنع.

وعلى امتناع وجود الجنّة : بأنّه لا يمكن حصولها في عالم العناصر ولا في عالم الأفلاك ؛ لأنّها لا يسعها ؛ لقوله تعالى : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (1). فبالضرورة يكون فوق الأفلاك أعني خارجها ، وذلك محال ؛ لأنّ الفلك المحيط بجميع الأفلاك محدّد للجهات ، وبه ينتهي عالم الجسمانيّات.

وعلى امتناع تأبيد الثواب والعقاب : بأنّه يلزم دوام الحياة مع الاحتراق ، وعدم تناهي القوى الجسمانيّة ؛ لأنّ وصول الثواب دائما ووصول العقاب بالنسبة إلى البعض يوجب التحريكات غير المتناهية.

وأجاب المصنّف عن هذه الوجوه : بأنّها استبعادات ، ولا امتناع في شيء ممّا ذكر ؛ فإنّ الأفلاك حادثة كما ذكر ، فيكون عدمها جائزا ، وإن كان عدمها جائزا كان انخراقها أيضا جائزا ، على أنّ عود الروح إلى البدن في عالم العناصر لا يوجب التناسخ. وحصول الجنّة فوق الأفلاك جائز.

وما ذكر من حديث المحدّد فهو مسألة فلسفيّة لا نسلّمها ، ودوام [ الحياة مع دوام ] (2) الاحتراق ممكن. والتولّد أيضا ممكن كما في حقّ آدم علیه السلام ، والقوى الجسمانيّة قد لا تتناهى انفعالاتها وكذا فعلها [ بواسطة ] (3).

ص: 281


1- الحديد (57) : 21.
2- الزيادة أثبتناها من المصدر.
3- الزيادة أثبتناها من المصدر.

[ في استحقاق الثواب والعقاب ]

( ويستحقّ الثواب ) وهو النفع المستحقّ المقارن للتعظيم والإجلال ( والمدح ) ، وهو قول ينبئ عن ارتفاع حال الغير مع قصد الترفّع فيه ( بفعل الواجب والمندوب وفعل ضدّ القبيح ) وهو الترك له على مذهب من يثبت الترك ضدّا ، ( والإخلال به ) أي بالقبيح ( بشرط فعل الواجب لوجوبه أو لوجه وجوبه ) ، يعني يشترط في استحقاق الفاعل الثواب والمدح بفعل الواجب أن يفعل الواجب لوجوبه أو لوجه وجوبه.

( والمندوب كذلك ) أي يشترط في استحقاق الفاعل الثواب والمدح بفعله أن يفعله لندبه أو لوجه ندبه ( والضدّ ؛ لأنّه ترك قبيح ) أي إنّما يستحق فاعل ضدّ القبيح الثواب والمدح إذا فعله لأنّه ترك قبيح.

( والإخلال به ) أي بالقبيح ( لأنّه إخلال به ) فإنّه إذا فعله لأنّه إخلال بالقبيح يستحقّ الثواب والمدح. فإنّه لو فعل الواجب أو المندوب لا لما ذكرنا لم يستحقّ مدحا ولا ثوابا لهما ، وكذا لو ترك القبيح أو أخلّ به لغرض آخر من لذّة وغيرها لم يستحقّ المدح والثواب ، وإنّما يستحقّ المدح والثواب بفعل الطاعة ؛ لأنّ الطاعة مشقّة ألزمها اللّه تعالى للمكلّف ، وظاهر ( أنّ المشقّة من غير عوض ، ظلم وهو قبيح ) لا يصدر من الحكيم ، والعوض لا يكون إلاّ نفعا.

( ولا يصحّ الابتداء به ) إذ لو أمكن الابتداء به كان التكليف عبثا ، ( وكذا يستحقّ العذاب ) وهو الضرر المستحقّ المقارن للإهانة ، ( والذمّ ) وهو قول ينبئ عن اتّضاع (1) حال الغير مع قصده ( بفعل القبيح والإخلال بالواجب ؛ لاشتماله على اللطف ) وذلك لأنّ المكلّف إذا علم أنّ المعصية يستحقّ لها العقاب فإنّه يبعد عن فعلها ويقرب إلى فعل ضدّها ، واللطف على اللّه تعالى واجب ( ولدلالة السمع ) من القرآن

ص: 282


1- في النسخ : « مبنيّ على الضياع » وما أثبتناه من المصدر.

والأحاديث على أنّ فعل القبيح والإخلال بالواجب سبب لاستحقاق العقاب.

ولمّا كان لسائل أن يقول : لو كان الإخلال بالواجب سببا لاستحقاق الذمّ ، والإخلال بالقبيح سببا لاستحقاق المدح ، لكان المكلّف إذا أخلّ بالواجب وبالقبيح كان مستحقّا للمدح والذم أيضا ، فيلزم اجتماع الاستحقاقين ، أي استحقاق المدح والذمّ في مكلّف ، وهو ممتنع.

أجاب بقوله : ( ولا امتناع في اجتماع الاستحقاقين باعتبارين ) استحقاق المدح باعتبار الإخلال بالقبيح ، واستحقاق الذمّ باعتبار الإخلال بالواجب ( وإيجاب المشقّة في شكر المنعم قبيح ) ذهب أبو القاسم البلخي إلى أنّ إيجاب هذه التكاليف وقع شكرا للنعم التي أنعم اللّه تعالى بها فلا يستحقّ المكلّف بها ثوابا (1) فبيّن المصنّف بطلانه ، بأنّ إيجاب المشقّة في شكر المنعم قبيح عند العقلاء ؛ إذ يقبح عقلا أن ينعم الإنسان على غيره نعمة ثمّ يكلّفه ويوجب عليه شكره على تلك النعمة من غير أن يصل إليه ثواب ، والقبيح لا يصدر عن اللّه تعالى ، فتعيّن أن يكون إيجاب التكاليف لاستحقاق الثواب ( ولقضاء العقل به مع الجهل ) دليل آخر على بطلان هذا المذهب.

تقريره : أنّ العقل يقضي بوجوب شكر المنعم مع الجهل بالتكاليف [ الشرعيّة ، وقضاء العقل بوجوب الشكر مع الجهل بالتكاليف يوجب الحكم بأنّ التكاليف ] (2) ليست شكرا.

أقول : فيه منع ظاهر.

( ويشترط في استحقاق الثواب كون الفعل المكلّف به ) الواجب أو المندوب ( أو الإخلال به ) أي بالقبيح ( شاقّا ) والمقتضي لاستحقاق الثواب هو المشقّة فإذا انتفت انتفى الثواب.

ص: 283


1- حكاه عنه العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 409 ؛ و « مناهج اليقين » : 347 ؛ وانظر « شرح الأصول الخمسة » للقاضي عبد الجبّار : 617 - 618.
2- الزيادة أثبتناها من المصدر.

( ولا يشترط ) في استحقاق الثواب بفعل الطاعة ( رفع الندم على فعل الطاعة ) فإنّ الطاعة حالة صدورها عن الفاعل ممتنع الندم عليها فلا فائدة في اشتراط رفعه. مع أنّها سبب لاستحقاق الثواب [ نعم ، رفع الندم شرط في بقاء استحقاق الثواب ] (1).

( و) كذا ( لا ) يشترط في استحقاق الثواب ( انتفاء النفع العاجل إذا فعل ) الفعل المكلّف به ( للوجه ) أي إذا أوقعه لوجه الوجوب أو للوجوب ، أو لوجه الندب أو للندب.

( ويجب اقتران الثواب بالتعظيم والعقاب بالإهانة ؛ للعلم الضروري باستحقاقهما مع فعل موجبهما ).

ذهب المعتزلة إلى أنّ الثواب يجب أن يقترن بالتعظيم ، والعقاب يجب أن يقترن بالإهانة (2) واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بأنّا نعلم بالضرورة أنّ من فعل الفعل الشاقّ المكلّف به فإنّه يستحق التعظيم والإجلال ، وكذلك من فعل القبيح يستحقّ الإهانة والاستخفاف.

( ويجب دوامهما ) ذهب المعتزلة إلى أنّه يجب دوام ثواب أهل النعيم وعقاب أهل الجحيم (3).

واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بوجوه :

الأوّل : أنّ دوام الثواب على الطاعة ، وكذا دوام العقاب على المعصية يبعث المكلّف على فعل الطاعة ويزجره عن المعصية ، فيكون لطفا ، واللطف واجب.

وإليه أشار بقوله : ( لاشتماله على اللّطف ).

ص: 284


1- الزيادة أثبتناها من المصدر.
2- حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » 410 ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد » 5 : 130 ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : 667.
3- حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 410 - 411 ؛ وفي « مناهج اليقين » : 349 ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد » 5 : 129 ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : 667.

الثاني : أنّ المدح والذمّ دائمان ؛ إذ لا وقت إلاّ ويحسن فيه مدح المطيع وذمّ العاصي ، وهما معلولا الطاعة والمعصية ، فيجب دوام الثواب والعقاب ؛ لأنّ دوام أحد المعلولين يستلزم دوام المعلول الآخر.

وإليه أشار بقوله : ( ولدوام المدح والذمّ ).

الثالث : أنّ الثواب لو كان منقطعا لحصل لصاحبه الألم بانقطاعه ، والعقاب لو كان منقطعا لحصل لصاحبه السرور بانقطاعه ، فلم يكن الثواب والعقاب خالصين عن شوب ، لكن يجب خلوصهما ، لما سيأتي متّصلا بهذا البحث.

وإلى ذلك أشار بقوله : ( ولحصول نقيضهما لولاه ) أي يلزم بانقطاع الثواب الذي هو النفع حصول ضرر الألم الذي هو نقيضه ، وبانقطاع العقاب الذي هو الضرر حصول نفع السرور الذي هو نقيضه.

( ويجب خلوصهما ) أي خلوص الثواب والعقاب عن الشوائب. أمّا الثواب ؛ فلأنّه لو لم يكن خالصا لكان أنقص حالا من العوض والتفضّل إذا كانا خالصين ، وأنّه غير جائز.

وإلى هذا أشار بقوله : ( وإلاّ لكان الثواب أنقص حالا من العوض والتفضّل على تقدير حصوله ) أي حصول الخلوص ( فيهما ) أي في العوض والتفضّل. وأمّا العقاب فلأنّه ( أدخل في باب الزجر ) من الثواب ، فيجب خلوصه بالطريق الأولى.

وإلى هذا أشار بقوله : ( وهو أدخل في باب الزجر ).

ولمّا كان لسائل أن يقول : إنّ الثواب لا يخلص عن الشوائب ؛ لأنّ أهل الجنّة درجاتهم متفاوتة ، فمن كان أدنى مرتبة يكون مغتمّا إذا شاهد من هو أعظم درجة ؛ ولأنّه يجب على أهل الجنّة الشكر على نعم اللّه تعالى ، ويجب عليهم الإخلال بالقبائح ، وكلّ ذلك مشقّة ، فلا يكون الثواب خالصا من الشوب.

وأيضا فإنّ أهل النار يتركون القبائح فيجب أن يثابوا بتركها ، فلا يكون عقابهم

ص: 285

خالصا عن شوب من الثواب.

أجاب عنه فقال : ( وكلّ ذي مرتبة في الجنّة لا يطلب الأزيد من مرتبته ) فلا يكون مغتمّا بمشاهدة من هو أعظم درجة منه ( ويبلغ سرورهم بالشكر إلى حدّ انتفاء المشقّة ، وغناهم بالثواب ينفي عنهم مشقّة ترك القبائح ، وأهل النار ملجئون إلى ترك القبائح ) فلا يثابون به فيكون عقابهم خالصا عن الشوب. ( ويجوز توقّف الثواب على شرط وإلاّ لأثيب العارف باللّه تعالى خاصّة ).

ذهب جماعة من المعتزلة إلى أنّ الثواب يجوز أن يتوقّف على شرط.

واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بأنّه لو لم يجز توقّف الثواب على شرط ، لكان العارف باللّه تعالى وحده من غير أن يصدّق النبيّ صلی اللّه علیه و آله في رسالته مثابا ، والتالي باطل بالاتّفاق.

بيان الملازمة : أنّ العارف باللّه تعالى وحده من غير أن يصدّق النبيّ صلی اللّه علیه و آله له معرفة مستقلّة ، فلو لم يجز توقّف الثواب على شرط لوجب أن يثاب بالمعرفة المستقلّة وإن لم يصدّق النبيّ صلی اللّه علیه و آله .

( والإحباط باطل ؛ لاستلزامه الظلم ، ولقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) (1) ).

ذهب جماعة من المعتزلة إلى الإحباط والتكفير ، على معنى أنّ المكلّف يسقط ثوابه المتقدّم بمعصيته المتأخّرة ، وتكفّر ذنوبه المتقدّمة بطاعته المتأخّرة (2) ، ونفاه المحقّقون ، واختاره المصنّف ، واحتجّ عليه بأنّه ظلم ؛ لأنّ من أطاع وأساء وكانت إساءته أكثر يكون بمنزلة من لم يحسن ، ومن كان إحسانه أكثر يكون بمنزلة من لم يسئ ، وإن تساويا يكون مساويا لمن لم يصدر عنه أحدهما ، وليس كذلك عند

ص: 286


1- الزلزال (99) : 7.
2- حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 413 ؛ « شرح الأصول الخمسة » : 624.

العقلاء ؛ ولقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) ، والإيفاء بوعده واجب.

ثمّ القائلون بالإحباط والتكفير اختلفوا. فقال أبو عليّ : إنّ المتأخّر يسقط المتقدّم ويبقى هو على حاله.

وقال أبو هاشم : ينتفي الأقلّ بالأكثر وينتفي من الأكثر بالأقلّ ما ساواه ويبقى الزائد مستحقّا ، وإن تساويا صارا كأن لم يكن ، وهذا هو الموازنة (1).

والمصنّف أراد إبطال مذهب أبي هاشم فقال : ( ولعدم الأولويّة إذا كان الآخر ضعفا ، وحصول المتناقضين مع التساوي ).

تقريره : أنّا لو فرضنا استحقاق المكلّف خمسة أجزاء من الثواب وعشرة أجزاء من العقاب ، فإسقاط إحدى الخمستين من العقاب دون الأخرى ليس أولى من العكس ، فإمّا أن يسقطا معا فهو خلاف مذهبه ، أو لا يسقط شيء منهما وهو المطلوب.

ولو فرضنا أنّه استحقّ خمسة أجزاء من الثواب وخمسة أجزاء من العقاب ، فإنّ تقدّم إسقاط أحدهما للآخر لم يسقط الباقي بالمعدوم ؛ لاستحالة صيرورة المغلوب والمعدوم غالبا ومؤثّرا ، وإن تقارنا لزم وجودهما وعدمهما معا ؛ لأنّ علّة عدم كلّ واحد منهما وجود الآخر ، فلو عدما دفعة وجدا دفعة ؛ لأنّ العلّة موجودة حال حدوث المعلول وهما موجودان حال كونهما معدومين فيلزم الجمع بين النقيضين.

وأجيب بأنّ كلّ واحد من العملين يؤثّر في الاستحقاق الناشئ عن الآخر حتّى يبقى من أحد الاستحقاقين بقيّة بحسب رجحانه ، فليس الكاسر والمنكسر واحدا ، كما لم يتّحدا في المزاج أيضا.

والحقّ أنّه ليس هاهنا تأثير وتأثّر حقيقي ، بل معنى إحباط الطاعة واستحقاق الثواب أنّ اللّه تعالى لا يثيبه عليها ، ومعنى الموازنة أنّه لا يثيبه عليها ويترك العقوبة

ص: 287


1- حكى عنه العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 413 ؛ وراجع أيضا « شرح الأصول الخمسة » :

على المعصية بقدرها ، وحينئذ يخرج الجواب عن الصورة الأولى أيضا ؛ فإنّ إسقاط إحدى الخمستين وإن لم يكن أولى من الأخرى ، لكنّ المختار يرجّح أيّهما شاء على ما مرّ من أمثلة الهارب والجائع وغيرهما.

( والكافر مخلّد ، وعذاب صاحب الكبيرة منقطع ؛ لاستحقاق الثواب بإيمانه ، ولقبحه عند العقلاء ).

اتّفق المسلمون على أنّ عذاب الكفّار المعاندين دائم لا ينقطع. والكافر المبالغ في الاجتهاد الذي لم يصل إلى المطلوب ، زعم الجاحظ والعنبري أنّه معذور ؛ لقوله تعالى : ( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (1) ؛ ولأنّ تعذيبه مع بذله الجهد والطاعة من غير تقصير قبيح عقلا (2).

وذهب الباقون إلى أنّه غير معذور ، وادّعوا الإجماع عليه قبل ظهور المخالفين ، قالوا : كفّار عهد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله الذين قتلوا وحكم النبيّ بخلودهم في النار لم يكونوا عن آخرهم معاندين ، بل منهم من اعتقد الكفر بعد بذل المجهود ، ومنهم من بقي على الشكّ بعد إفراغ الوسع ، وختم اللّه على قلوبهم ولم يشرح صدرهم للإسلام فلم يهتدوا إلى حقيقة ، ولم ينقل عن أحد قبل المخالفين هذا الفرق الذي ذكره الجاحظ والعنبري.

وقوله تعالى : ( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) خطاب على أهل الدين لا إلى الخارجين من الدين ، وكذلك أطفال المشركين عند الأكثرين ؛ لدخولهم في العمومات ، ولما روي أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله قال : « هم في النار ». حين سألت خديجة عن حالهم (3) ، وقالت المعتزلة وبعض الأشاعرة : لا يعذّبون بل هم خدم أهل الجنّة ؛

ص: 288


1- الحجّ (22) : 78.
2- حكاه عن العنبري والجاحظ العلاّمة في « مناهج اليقين » : 357 ؛ والتفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 134.
3- « الفقيه » 3 : 317 ، ح 1543 ؛ « بحار الأنوار » 5 : 294 ، ح 21 ، عن عليّ ؛ « العلل المتناهية » 2 : 924 ، ح 1541 ، عن عائشة.

لما ورد في الحديث (1) ؛ ولأنّ تعذيب من لا جرم له ظلم (2).

وأمّا أنّ عذاب صاحب الكبيرة هل هو منقطع أم لا؟ فذهب أهل السنّة والإماميّة من الشيعة وطائفة من المعتزلة إلى أنّه ينقطع (3) ، واختاره المصنّف. واحتجّ عليه بأنّ صاحب الكبيرة يستحقّ الثواب بإيمانه ؛ لقوله تعالى : ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) (4) ، ولا شكّ أنّ الإيمان أعظم أعمال الخير ، فإن استحقّ العقاب بالمعصية ، فإمّا أن يقدّم الثواب على العقاب وهو باطل بالاتّفاق ، أو بالعكس وهو المطلوب. وبأنّه لو لم ينقطع عذابه ، يلزم أنّه إذا عبد اللّه تعالى مكلّف مدّة عمره ثمّ عمل كبيرة في آخر عمره لا ينقطع عذابه وهو قبيح عقلا.

( والسمعيّات متأوّلة ، ودوام العقاب مختصّ بالكافر ) السمعيّات التي تمسّك المعتزلة بها في عدم انقطاع عذاب صاحب الكبيرة مثل قوله تعالى : ( وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها ) (5) ، ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها ) (6) ، ( وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها ) (7). متأوّلة إمّا بتخصيص العمومات بالكفّار ، أو بحمل الخلود على المكث الطويل.

وأمّا قولهم : إنّ الثواب والعقاب ينبغي أن يكونا دائمين لما تقدّم ، فإن أريد بدوام العقاب دوام عقاب الكفّار فمسلّم وإلاّ فممنوع.

( والعفو واقع ؛ لأنّه حقّه تعالى فجاز إسقاطه ، ولا ضرر عليه في تركه المكلّف فحسن إسقاطه ؛ ولأنّه إحسان ؛ وللسمع ).

ص: 289


1- « بحار الأنوار » 5 : 291 ، ح 6.
2- انظر « شرح المقاصد » 5 : 134 - 135.
3- « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 414 ؛ وانظر « شرح المقاصد » 5 : 135.
4- الزلزال (99) : 7.
5- الجنّ (72) : 23.
6- النساء (4) : 93.
7- النساء (4) : 14.

اتّفقت الأمّة على أنّ اللّه تعالى يعفو عن الصغائر مطلقا وعن الكبائر بعد التوبة ، ولا يعفو عن الكفر قطعا.

واختلفوا في جواز العفو عن الكبائر بدون التوبة ، فذهب جماعة من المعتزلة إلى أنّه جائز عقلا غير جائز سمعا (1).

وذهب الباقون إلى وقوعه عقلا وسمعا. (2) واختاره المصنّف ، واحتجّ على وقوعه عقلا بأنّ العقاب حقّ اللّه تعالى ، فجاز له إسقاط حقّه ، وبأنّ العقاب ضرر على المكلّف ، ولا ضرر على اللّه تعالى بإسقاطه ، وكلّ ما كان كذلك فإسقاطه حسن ، وكلّ ما هو حسن فهو واقع.

ولأنّ العفو إحسان والإحسان على اللّه تعالى واجب. وعلى وقوعه سمعا بالدلائل السمعيّة مثل قوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) (3) وقوله تعالى : ( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ) (4). إلى غير ذلك من النصوص (5).

ص: 290


1- حكاه عنهم العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 415 ؛ وفي « مناهج اليقين » : 358 ؛ وراجع أيضا « شرح المقاصد » 5 : 148 - 149 ؛ و « شرح الأصول الخمسة » : 644.
2- المصدر السابق.
3- النساء (4) : 48.
4- الزمر (39) : 53.
5- في هامش « ب » : « أقول : ورد في أخبار كثيرة ما يدلّ على العفو عن المعاصي الصغيرة والكبيرة ، ففي الخبر : إنّ اللّه تعالى يحاسب عبده فترجّحت سيّئاته على حسناته ، فيأمر اللّه تعالى [ به ] إلى النار ، فإذا ذهب به فيقول اللّه تعالى لجبرئيل علیه السلام : أدرك عبدي واسأله هل جلست مع العلماء في الدنيا فأغفر له بشفاعتهم؟ فيسأله جبرئيل ، فيقول : لا ، أنت عالم بحال عبدك ، فيقول اللّه تعالى : اسأله هل أحبّ عالما؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول : اسأله هل جلست على مائدة مع العلماء قطّ؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول اللّه تعالى : اسأله هل سكنت مسكنا سكن فيه عالم؟ فيسأله ، فيقول : لا ، فيقول اسأله : هل يشبه اسمه باسم عالم؟ فإن وافق اسمه اسم عالم غفرت له ، فإن لم يوافق دعه ، فيقول اللّه لجبرئيل علیه السلام : اسأله هل أحببت رجلا يحبّ العلماء؟ فيسأله ، فيقول : نعم ، فيقول اللّه تعالى : خذ بيده وأدخله الجنّة فإنّه كان يحبّ رجلا في الدنيا كان ذلك الرجل يحبّ العلماء فغفرت له. إلى غير ذلك من الأخبار المتكاثرة ».

فإن قيل : يجوز حمل النصوص على العفو عن الصغائر أو عن الكبائر بعد التوبة.

قلنا : هذا - مع كونه عدولا عن الظاهر من غير دليل ، ومخالفة لأقاويل من يعتدّ به من المفسّرين بلا ضرورة - ممّا لا يكاد يصحّ في بعض الآيات كقوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) الآية ؛ فإنّ المغفرة بالتوبة تعمّ الشرك وما دونه ، فلا يكون (1) التفرقة بإثباتها لما دونه ، وكذا تعمّ كلّ واحد من العصاة فلا يلائم التعليق « لمن يشاء » المفيد للبعضيّة ، على أنّ في تخصيصها إخلالا بالمقصود ، أعني تهويل شأن الشرك ببلوغه النهاية في القبح بحيث لا يغفره ويغفر جميع ما سواه.

( والإجماع على الشفاعة ، فقيل : لزيادة المنافع ، ويبطل منّا في حقّه ).

اتّفق المسلمون على ثبوت الشفاعة ؛ لقوله تعالى : ( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (2) ، وفسّرت بالشفاعة. ثمّ اختلفوا فذهب المعتزلة إلى أنّها عبارة عن طلب زيادة المنافع للمؤمنين المستحقّين للثواب (3). وذهب طائفة [ إلى ] أنّ الشفاعة للعصاة من أمّة محمّد صلی اللّه علیه و آله في إسقاط عقابهم.

وأبطله المصنّف بأنّ الشفاعة لو كانت لطلب زيادة المنافع للمؤمنين لكنّا شافعين للنبيّ صلی اللّه علیه و آله ؛ لأنّا نطلب زيادة المنافع له ، وهو مستحقّ للثواب. والتالي باطل ؛ لأنّ الشفيع أعلى مرتبة من المشفوع له.

( ونفي المطاع لا يستلزم نفي المجاب ) إشارة إلى جواب دليل المعتزلة.

تقريره : أنّ اللّه تعالى قال : ( ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ ) (4) نفى اللّه

ص: 291


1- في المصدر : « فلا يصحّ » بدل « فلا يكون ».
2- الإسراء (17) : 79.
3- حكاه عنهم العلاّمة في « مناهج اليقين » : 365 ؛ والتفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 157.
4- غافر (40) : 18.

تعالى قبول الشفاعة عن الظالمين ، فلا تكون الشفاعة ثابتة في حقّ العصاة.

تقرير الجواب : أنّه تعالى نفى الشفيع الذي يطاع ، ونفي شفيع خاصّ لا يستلزم نفي الشفيع مطلقا.

( وباقي السمعيّات متأوّلة بالكفّار ) إشارة إلى جواب استدلالهم بمثل قوله تعالى : ( وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ ) (1) ، وقوله تعالى : ( يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ) (2) ، وقوله تعالى : ( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) (3).

تقرير الجواب : أنّ هذه الآيات متأوّلة بتخصيصها بالكفّار ؛ جمعا بين الأدلّة ، على أنّا لا نسلّم العموم في الأزمان والأحوال ، وأنّ سوق الكلام لعموم السلب لا لسلب العموم. وأيضا الظالم على الإطلاق هو الكافر. ونفي النصرة لا يستلزم نفي الشفاعة ؛ لأنّها طلب على خضوع ، والنصرة ربما تنبئ عن مدافعة ومغالبة.

( وقيل في إسقاط المضارّ. والحقّ صدق الشفاعة فيهما ، وثبوت الثاني له صلی اللّه علیه و آله بقوله : ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي (4) ). ذهب طائفة إلى أنّ الشفاعة بالنسبة إلى العصاة في إسقاط المضارّ عنهم.

والحقّ عند المصنّف صدق الشفاعة فيهما ، أي في زيادة المنافع لهم وفي إسقاط المضارّ عنهم ؛ إذ يقال : يشفع فلان لفلان إذا طلب له زيادة منافع وإسقاط مضارّ.

أقول : وحينئذ يعود وجه الإبطال المذكور ، أعني لزوم كوننا شافعين للنبيّ صلی اللّه علیه و آله .

ويمكن الجواب عنهما باعتبار زيادة قيد « فيهما » ، أعني كون الشفيع أعلى حالا من المشفوع له. ثمّ بيّن ثبوت الشفاعة بالمعنى الثاني للنبيّ صلی اللّه علیه و آله بقوله صلی اللّه علیه و آله : « ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ».

ص: 292


1- البقرة (2) : 27.
2- البقرة (2) : 48.
3- المدّثّر (74) : 48.
4- تقدّم في ص 249 ، التعليقة 2.

( والتوبة ) وهي الندم على المعصية في الحال والعزم على تركها في الاستقبال. والتحقيق : أنّ ذكر العزم إنّما هو للتقرير والبيان لا للتقييد والاحتراز ؛ إذ النادم على المعصية لقبحها لا يخلو عن ذلك العزم البتّة على تقدير الخطور والاقتدار ( واجبة لدفعها الضرر ) الذي هو العقاب أو الخوف منه ودفع الضرر واجب ، فما يدفع به الضرر أيضا يكون واجبا ( ولوجوب الندم على كلّ قبيح أو إخلال بواجب ). هذا عند المعتزلة القائلين بالحسن والقبح العقليّين. وأمّا عند الأشاعرة فوجوبها بالسمع ؛ لقوله تعالى : ( تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) (1) ، ( تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعاً ) (2). ونحو ذلك.

ويندم على القبيح لقبحه وإلاّ ( لانتفت التوبة ) ؛ فإنّ من ندم على المعصية لإضرارها ببدنه أو إخلالها بعرضه أو ماله أو الغرض آخر لا يكون تائبا ( وخوف النار إن كان الغاية فكذلك ) يعني إن كان الندم على المعصية لخوف النار لا يكون ذلك توبة كما إذا ندم عليها لإضرارها بالبدن ؛ لما ذكرنا أنّ المعتبر هو الندم لقبح المعصية لا لغرض آخر. ( وكذلك الإخلال بالواجب ) ؛ لأنّ الندم عليه إنّما يكون توبة إذا كان ؛ لأنّه إخلال بالواجب.

وأمّا إذا كان الندم لخوف المرض أو النقصان بماله أو عرضه أو لخوف النار لم يكن توبة. ( فلا تصحّ من البعض ). أي إذا ثبت أنّ الندم على فعل القبيح أو الإخلال بالواجب إنّما يكون توبة إذا كان الندم ؛ لأنّه قبيح أو إخلال ، يلزم أن لا تصحّ التوبة من بعض القبائح دون بعض ؛ لأنّه إذا ندم من فعل قبيح دون قبيح يظهر أنّه لم يندم على القبيح لقبحه بل لأمر آخر يوجد في بعض دون بعض. وهذا مذهب أبي هاشم (3).

ص: 293


1- التحريم (66) : 8.
2- النور (24) : 31.
3- حكاه عنه العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 419 ؛ و « مناهج اليقين » : 362 ؛ والتفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 169 - 170.

وذهب أبو عليّ إلى أنّه تصحّ التوبة من قبيح دون قبيح.

واحتجّ عليه بأنّ الندم على قبيح دون قبيح يصحّ كما أنّ الإتيان بواجب دون واجب يصحّ (1) ؛ وذلك لأنّه كما يجب عليه ترك القبيح لقبحه كذلك يجب عليه فعل الواجب لوجوبه. ولو لزم من اشتراك القبائح في القبح عدم صحّة الندم على قبيح دون قبيح لزم من اشتراك الواجبات في الوجوب عدم صحّة الإتيان بواجب دون واجب.

وردّه المصنّف بقوله : ( ولا يتمّ القياس على الواجب ) للفرق بين المقيس والمقيس عليه ؛ فإنّ ترك القبيح لكونه نفيا لا يحصل إلاّ بترك جميع القبائح ، بخلاف الإتيان بالواجب لكونه إثباتا يحصل بإتيان واجب دون واجب.

أقول : فيه نظر ؛ لأنّ الكلام في الواجبات التي صدر من الشارع الأمر بكلّ واحد منها على حدة كالصلاة والصوم والزكاة مثلا لا في أفراد واجب أمر الشارع بالإتيان بواحد منها لا على التعيين كإعتاق رقبة أيّ رقبة كانت. وظاهر أنّ الامتثال لا يحصل بإتيان واحد منها ، بل بإتيان الجميع كما في ترك القبيح من غير فرق.

( ولو اعتقد فيه الحسن لصحّت التوبة ) أي لو اعتقد التائب في بعض القبائح الحسن صحّت توبته عن قبيح اعتقد قبحه دون قبيح اعتقد حسنه ؛ لحصول شرط التوبة وهو الندم على القبيح لقبحه ( وكذا المستحقر ) أي إذا استحقر التائب أحد الفعلين واستعظم الآخر من حيث القبح حتّى اعتقد بالحقير أنّ وجوده بالنسبة إلى العظيم كالعدم وتاب عن العظيم دون الحقير تصحّ توبته ؛ لأنّه تاب عنه لقبحه ، كمن قتل ولد الغير وكسر قلما له فتاب عن قتل الولد دون كسر القلم صحّت توبته.

( والتحقيق : أنّ ترجيح الداعي إلى الندم عن البعض يبعث عليه ) أي على الندم عن هذا البعض ( خاصّة ) دون البعض الآخر ؛ لانتفاء الترجيح الداعي بالنسبة إليه

ص: 294


1- حكاه عنه العلاّمة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 419 ؛ و « مناهج اليقين » : 362.

( وأنّ اشتراك الدواعي في الندم على القبيح لقبحه ).

ولا يلزم من ذلك أن يكون الندم على البعض الذي تحقّق معه الترجيح لا لقبحه ؛ إذا لا يخرج الداعي بهذا الترجيح عن الاشتراك في كونه داعيا إلى الندم على القبيح لقبحه ، وهذا ( كما في الدواعي إلى الفعل ) فإنّ الأفعال تقع بحسب الدواعي ، فإذا كان داعية بعض الأفعال راجحة على داعية بعض آخر ، اختصّ الفعل الذي يكون داعيه راجحة بالوقوع وإن اشترك مع غيره في الدواعي.

أقول : لا يخفى على المتأمّل أنّ محصّل ما ذكره من التحقيق عدم التفرقة بين ترك القبيح والإتيان بالواجب كما ذكره أبو عليّ ، فآخر كلامه يخالف أوّله.

( ولو اشترك الترجيح اشترك وقوع الندم ) فلا يصحّ الندم عن بعض دون بعض ( وبه يتأوّل كلام أمير المؤمنين عليّ وأولاده علیهم السلام ) (1). وهو أنّ التوبة لا تصحّ عن بعض دون بعض ( وإلاّ لزم الحكم ببقاء الكفر على التائب عنه المقيم على صغيرة ، والذنب وإن كان في حقّه تعالى من فعل قبيح كفى فيه الندم والعزم ) كما في ارتكاب الفرار من الزحف ، وقد يفتقر إلى أمر زائد كتسليم النفس للحدّ في الشراب.

( وفي الإخلال بالواجب اختلف حكمه في بقائه وقضائه وعدمهما ) يعني منه ما يبقى ويحتاج إلى الأداء كالزكاة ، فإنّه إذا أخلّ في إخراجها فالذنب يبقى إلى أن يؤدّي. ومنه ما يجب قضاؤه ، فإذا قضي سقط كالصلاة والصوم. ومنه ما لا يبقى ولا يقضى بل يسقط عنه بمجرّد الندم والعزم ، كما إذا ترك صلاة العيد أو صلاة الجنازة.

( وإن كان ) الذنب ( في حقّ آدمي استتبع إيصاله ) إلى صاحب الحقّ ( إن كان ظلما ) وأمكن الإيصال ؛ لبقاء صاحب الحقّ أو وارثه ، والإيصال إنّما يكون بردّ المال وتسليم البدن أو العضو إلى وليّ الجناية للاقتصاص ( أو العزم عليه مع التعذّر )

ص: 295


1- انظر « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 420 ؛ و « مناهج اليقين » : 362.

أي تعذّر الإيصال ، بأن لا يبقى صاحب الحقّ ولا وارثه ( أو ) استتبع ( الإرشاد إن كان ) الذنب ( إضلالا وليس ذلك ) أي الذي ذكرنا من تسليم النفس وأداء الواجب أو قضائه أو إيصال الحقّ إلى صاحبه أو العزم عليه وغير ذلك ( جزء ) من التوبة ، بل واجب آخر خارج عن التوبة ، فتركه لا يمنع سقوط العقاب بالتوبة.

قال إمام الحرمين رحمه اللّه تعالى : إنّ القاتل إن ندم من غير تسليم نفسه للقصاص صحّت توبته في حقّ اللّه تعالى ، وكان منعه القصاص من مستحقّه معصية مجدّدة تستدعي توبة أخرى ، ولا يقدح في التوبة عن القتل (1).

( ويجب الاعتذار على المغتاب مع بلوغه ) أي إذا كان الذنب الذي يتعلّق بحقّ الآدمي هو الاغتياب ، وجب على المغتاب الاعتذار ممّن اغتابه إن بلغ الاغتياب إليه ؛ لأنّه أوصل إليه ضربا من الغمّ بسبب الاغتياب ، فوجب عليه الاعتذار عنه ، ولا يجب تفصيل ما اغتابه إلاّ إذا بلغه على وجه أفحش. فإن لم يبلغ إليه لا يلزمه الاعتذار عنه ؛ لأنّه لم يوصل إليه بسبب الاغتياب غمّا ، لكن يجب في كلا القسمين التوبة ؛ لأنّه خالف نهيه تعالى ؛ حيث قال : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) (2).

( وفي إيجاب التفصيل مع الذكر إشكال ) ذهب بعض المعتزلة إلى أنّه يجب على التائب الندم على التفصيل إن كان يعلم القبائح مفصّلا ، وإن علم بعضها مفصّلا وبعضها مجملا وجب التفصيل فيما علم تفصيلا (3).

وقال المصنّف : فيه إشكال ؛ لأنّ الإجزاء يحصل بالندم على كلّ قبيح صدر منه وإن لم يذكره مفصّلا.

ص: 296


1- حكاه عنه التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 171.
2- الحجرات (49) : 12.
3- حكاه التفتازاني عن بعض المعتزلة في « شرح المقاصد » 5 : 171 ؛ وحكاه العلاّمة عن قاضي القضاة في « كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد » : 422.

( وفي وجوب التجديد إشكال ) قال بعض المعتزلة : إذا تاب المكلّف عن المعصية ثمّ ذكرها وجب عليه تجديد التوبة ؛ لأنّه إذا ذكر المعصية ولم يندم عليها كان مشتهيا لها فرحا بها وذلك إبطال للندم ورجوع إلى الإصرار (1).

وقال المصنّف : فيه إشكال ؛ لأنّا لا نسلّم أنّه لو لم يندم عليها إذا ذكرها لكان مشتهيا لها ؛ إذ ربما يضرب عنها صفحا من غير ندم عليها ولا اشتهاء لها ولا ابتهاج بها.

وكذا المعلول مع العلّة - أي فيه أيضا إشكال - فإنّه إذا صدرت العلّة عن المكلّف وجب الندم على العلّة مع المعلول ، كما إذا رمى فأصاب ، فإنّ الرمي علّة والإصابة معلولة له يجب الندم على الرمي والإصابة جميعا. وفيه إشكال ؛ لأنّ الإجزاء يحصل بالندم على الرمي.

( وكذا وجوب سقوط العقاب بها ) فيه أيضا إشكال. ذهب بعض المعتزلة إلى أنّه يجب على اللّه تعالى أن يسقط العقاب بالتوبة ، حتّى قالوا : إنّ العقاب بعد التوبة ظلم. واحتجّوا بأنّ العاصي قد بذل وسعه في التلافي والتدارك فيسقط عقابه ، كمن بالغ في الاعتذار إلى من أساء إليه يسقط ذنبه بالضرورة (2).

واعترض بأنّ من أساء إلى غيره وهتك حرمته ثمّ جاء معتذرا لا يجب - بحكم العقل - قبول اعتذاره ، بل الخيرة إلى ذلك الغير إن شاء صفح وإن شاء جازاه.

( والعقاب يسقط بها لا بكثرة ثوابها ) اختلفوا في سقوط العقوبة ، فعند بعض المعتزلة بكثرة ثواب التوبة. وعند أكثرهم بنفس التوبة (3). واختاره المصنّف. واحتجّ عليه بأنّه لو كان بكثرة الثواب لما وقعت محبطة بدون الثواب لكنّها قد تقع.

وإلى هذا أشار بقوله : ( لأنّها تقع محبطة ) ولما بقي فرق بين التوبة المتقدّمة على

ص: 297


1- حكاه التفتازاني عن القاضي والجبائي في « شرح المقاصد » 5 : 169.
2- حكاه عنهم العلاّمة في « مناهج اليقين » : 363 - 364 ؛ والتفتازاني في « شرح المقاصد » : 5 : 165 - 166.
3- حكاه عنهم العلاّمة في « مناهج اليقين » : 364 ؛ والتفتازاني في « شرح المقاصد » : 5 : 167.

المعصية والتوبة المتأخّرة عنها في إسقاط عقابها كسائر الطاعات التي تسقط العقوبات بكثرة ثوابها ، واللازم باطل ؛ للقطع بأنّ من تاب عن المعاصي كلّها ثمّ شرب الخمر لا يسقط عنه عقاب الشرب. وإلى هذا أشار بقوله : ( ولولاه لانتفى الفرق بين التقديم والتأخير ) ولما اختصّت التوبة عن معصية معيّنة بسقوط عقابها دون أخرى ؛ لأنّ نسبة كثرة الثواب إلى الكلّ على السويّة ، وإلى هذا أشار بقوله : « ولا اختصاص » أي لولاه لانتفى الاختصاص. واحتجّ الآخرون ، بأنّه لو كان بنفس التوبة لسقط بتوبة العاصي عند معاينة النار.

وأشار المصنّف إلى جوابه بقوله : ( ولا تقبل في الآخرة ؛ لانتفاء الشرط ) فإنّ ندم العاصي عند المعاينة ليس لقبحها.

( وعذاب القبر واقع ؛ لإمكانه ، وتواتر السمع بوقوعه ) عذاب القبر للكافر والفاسق ممّا اتّفق عليه سلف الأمّة قبل ظهور الخلاف ، واتّفق عليه الأكثر بعده. وأنكره ضرار بن عمرو وبشر المريسي وأكثر المتأخّرين من المعتزلة (1).

وللمثبتين : أنّه أمر ممكن أخبر به الصادق. أمّا إمكانه فظاهر. وأمّا إخبار الصادق به ؛ فلقوله تعالى : ( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ ) (2). عطف في هذه الآية عذاب القيامة على العذاب الذي هو عرض النار صباحا ومساء ، فعلم أنّه غيره وقبل قيام الساعة فهو في القبر ؛ ولقوله تعالى : ( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (3) ، وإحدى الحياتين ليس إلاّ في القبر ، ومن قال بالإحياء فيه قال بالعذاب أيضا ؛ وللأحاديث المتواترة المعنى ، كقوله صلی اللّه علیه و آله : « القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران » (4).

ص: 298


1- لمزيد الاطّلاع راجع « شرح المقاصد » 5 : 113.
2- غافر (40) : 46.
3- غافر (40) : 11.
4- « سنن الترمذي » 4 : 640 ، ح 2460 ؛ « مجمع الزوائد » 3 : 46 ، باب خطاب القبر.

وكما أنّه روي أنّه عليه الصلاة والسّلام مرّ بقبرين ، فقال : « إنّهما يعذّبان وما يعذّبان عن كبيرة ؛ بل لأنّ أحدهما كان لا يستنزه عن البول ، وأمّا الثاني فكان يمشي بالنميمة » (1) ، وكقوله صلی اللّه علیه و آله : « استنزهوا عن البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه » (2).

وكقوله صلی اللّه علیه و آله في حقّ سعد بن معاذ : « لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلف بها ضلوعه » (3). إلى غير ذلك من الأحاديث الصحاح.

واحتجّ المنكرون بقوله تعالى : ( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (4) ولو أحيوا في القبر لذاقوا موتتين.

والجواب : أنّ ذلك وصف لأهل الجنّة ، وضمير « فيها » للجنّة ، أي « لا يذوقون أهل الجنّة في الجنّة الموت ، فلا ينقطع نعيمهم كما انقطع نعيم أهل الدنيا بالموت ، فلا دلالة في الآية على انتفاء موتة أخرى بعد المسألة وقبل دخول الجنّة.

وأمّا قوله : ( إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) فهو تأكيد لعدم موته في الجنّة على سبيل التعليق بالمحال ، كأنّه قيل : « لو أمكن ذوقهم الموتة لذاقوا في الجنّة الموت » ، لكنّه لا يمكن بلا شبهة ، فلا يتصوّر موتهم فيها.

قالوا : إنّما يمكن العمل بالظواهر الّتي تمسّكتم بها إذا لم تكن مخالفة للمعقول ، فإنّها على تقدير مخالفتها إيّاه يجب تأويلها وصرفها عن ظواهرها ، فلا يبقى لكم وجه احتجاج بها. ودليل مخالفتها للمعقول بأنّا نرى شخصا يصلب ويبقى مصلوبا إلى أن تذهب أجزاؤه ولا نشاهد فيه إحياء ولا مساءلة ، والقول بهما مع عدم المشاهدة سفسطة ظاهرة.

ص: 299


1- « سنن ابن ماجة » 1 : 125 ، ح 347 ؛ « سنن أبي داود » 1 : 6 ، ح 20 ؛ « سنن النسائي » 1 : 29 - 30 ، باب التنزّه عن البول ؛ « روضة الواعظين » 2 : 471.
2- « سنن الدارقطني » 1 : 128 ، باب نجاسة البول ... ، ح 7 ؛ « نيل الأوطار » 1 : 114 ؛ « نصب الراية » 1 : 128.
3- « تأويل مختلف الحديث » : 264 ، نحوه ؛ « مسند الربيع » : 306.
4- الدخان (44) : 56.

وأبلغ منه كلّه من أكلته السباع والطيور وتفرّقت أجزاؤه في بطونها وحواصلها. وأبلغ منه من أحرق فصار رمادا وذري في الرياح العاصفة شمالا وجنوبا وقبولا ودبورا فإنّا نعلم عدم إحيائه ومساءلته وعذابه ضرورة.

وقد تحيّر الأصحاب في التفصّي عن هذا ، فقال القاضي وأتباعه في صورة المصلوب : لا بعد في الإحياء والمساءلة مع عدم المشاهدة كما في صاحب السكتة فإنّه حيّ مع أنّا لا نشاهد حياته ، وكما في رؤية النبيّ صلی اللّه علیه و آله جبرئيل علیه السلام وهو بين أظهر أصحابه مع ستره عليهم. وأمّا الصورتان الأخريان فإنّ التمسّك بهما مبنيّ على اشتراط البنية في الحياة وهو ممنوع عندنا ، فلا بعد حينئذ في أن تعاد الحياة إلى الأجزاء المتفرّقة أو بعضها وإن كان خلافا للعادة ، فإنّ خوارق العادة غير ممتنعة في مقدور اللّه تعالى.

( وسائر السمعيّات من الميزان والصراط والحساب وتطاير الكتب ممكنة. دلّ السمع على ثبوتها ). فإنّها نطق بها الكتاب والسنّة وانعقد عليها إجماع الأمّة ( فيجب التصديق بها ).

وأمّا الميزان فقد قال اللّه تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) (1) ، وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ * فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ) (2).

وذهب كثير من المفسّرين إلى أنّه ميزان له كفّتان ولسان وشاهين وعماد (3) ؛ عملا بالحقيقة لإمكانها. وقد ورد في الحديث تفسيره بذلك (4).

ص: 300


1- الأنبياء (21) : 47.
2- القارعة (101) : 6 - 9.
3- « مجمع البيان » 4 : 399 ، ذيل الآية 8 من سورة الأعراف (7) ؛ « تفسير القرطبي » 11 : 293 ، ذيل الآية 47 من سورة الأنبياء (21).
4- « الدرّ المنثور » 3 : 418.

وأنكره بعض المعتزلة ذهابا إلى أنّ الأعمال أعراض لا يمكن أن توزن ، فكيف إذا زالت وتلاشت ، بل المراد به العدل الثابت في كلّ شيء ؛ ولذا ذكر بلفظ الجمع ، وإلاّ فالميزان المشهور واحد (1).

وقيل : هو الإدراك فميزان الألوان البصر ، والأصوات السمع ، والطعوم الذوق وكذا سائر الحواسّ ، وميزان المعقولات العقل (2).

وأجيب : بأنّه تعالى يزن صحائف الأعمال.

وقيل : بل تجعل الحسنات أجساما نورانيّة والسيّئات أجساما ظلمانيّة. وأمّا لفظ الجمع فللاستعظام.

وقيل : لكلّ مكلّف ميزان ، وإنّما الميزان الكبير واحد ؛ إظهارا لجلالة الأمر فيه وعظم المقام (3).

وأمّا الصراط فقد ورد في الحديث الصحيح : « أنّه جسر ممدود على متن جهنّم يرده الأوّلون والآخرون ، أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف ». (4)

ويشبه أن يكون المرور عليه هو المراد بورود كلّ أحد النار على ما قال اللّه تعالى : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) (5).

وأنكرها القاضي عبد الجبّار وكثير من المعتزلة ؛ زعما منهم أنّه لا يمكن الخطور عليه ، ولو أمكن ففيه تعذيب ولا عذاب على المؤمنين والصلحاء يوم القيامة قطعا ، قالوا : بل المراد به طريق الجنّة المشار إليه بقوله تعالى : ( سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ ) (6)

ص: 301


1- حكاه التفتازاني عنهم في « شرح المقاصد » 5 : 120 - 121.
2- حكاه التفتازاني أيضا في « شرح المقاصد » 5 : 121.
3- حكاهما التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 121.
4- « الكافي » 8 : 312 ، ح 486 ؛ « تفسير القمّي » 1 : 29 ؛ « الأمالي » للصدوق : 149 ، المجلس 33 ، ح 4.
5- مريم (19) : 71.
6- محمّد صلی اللّه علیه و آله (47) : 5.

وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى : ( فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ ) (1) ، (2).

وقيل : المراد الأدلّة الواضحة. وقيل : العبادات كالصلاة والزكاة ونحوهما. وقيل :

الأعمال الرديئة التي يسأل عنها ويؤاخذ بها ، كأنّه يمرّ عليها ويطول المرور بكثرتها ويقصر بقلّتها (3).

والجواب : أنّ إمكان العبور ظاهر كالمشي على الماء والطيران في الهواء ، غايته مخالفة العادة ثمّ اللّه تعالى يسهّل الطريق على من أراد كما جاء في الحديث : « إنّ منهم من هو كالبرق الخاطف ، ومنهم من هو كالريح الهابّة ، ومنهم من هو كالجواد ، ومنهم من تخور رجلاه وتتعلّق يداه ، ومنهم من يخرّ على وجهه » (4).

وأمّا الحساب ، فقد قال اللّه تعالى : ( إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) (5). وقال صلی اللّه علیه و آله : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا (6).

وأمّا تطاير الكتب فقد قال اللّه تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) (7) ، وقوله تعالى : ( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً ) (8) ) (9).

وصل : هذا الاعتقاد من أصول الدين ، ومنكره من الكافرين.

ص: 302


1- الصافّات (37) : 23.
2- حكاه عنهم التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 120.
3- حكى الأقوال الثلاثة التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 120.
4- نقله التفتازاني في « شرح المقاصد » 5 : 120.
5- آل عمران (3) : 199.
6- « محاسبة النفس » : 13.
7- الانشقاق (84) : 7 - 8.
8- الإسراء (17) : 13.
9- « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 382 - 392.

الفصل الثالث : في بيان أحوال النار وأهلها

وفيه أمور :

منها : أحوال الناس عند العبور على الصراط. فقد ورد أنّه جسر جهنّم أدقّ من الشعر ، وأحدّ من السيف ، وأنّ الناس يمرّون عليه ، فمنهم من يمرّ مثل البرق ، ومنهم من يمرّ مثل عدو الفرس ، ومنهم من يمرّ حبوا ، ومنهم من يمرّ مشيا ، ومنهم من يمرّ متعلّقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا (1).

وأنّ من لم يعرف صراط الدنيا - وهو الإمام المفترض الطاعة - زلّت قدمه في الآخرة فتردّى في نار جهنّم (2) ، وأنّه لم يجز عليه إلاّ من كان له ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام (3).

وأنّه لا يجوزه عبد بمظلمة (4) : وأنّ عليه سبع محابس ، يسأل فيها عن شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، والولاية ، وعن الصلاة والزكاة والحجّ والعمرة والمظالم (5) إلى غير ذلك من الأحوال.

ص: 303


1- « تفسير القمّي » 1 : 42 ؛ « بحار الأنوار » 8 : 64 ، ح 1.
2- « معاني الأخبار » : 32 ، باب معنى الصراط ، ح 1 ؛ « بحار الأنوار » 24 : 11 ، ح 3.
3- « معاني الأخبار » : 35 - 36 ، باب معنى الصراط ، ح 6 ؛ « بحار الأنوار » 8 : 66 ، ح 4.
4- « عقاب الأعمال » : 321 ، باب عقاب من ظلم ، ح 2.
5- « مجمع البيان » 10 : 487 ، ذيل الآية 14 من سورة الفجر (89) ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 8 : 64.

ومنها : شهادة الجوارح لقوله تعالى : ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ) الآية (1).

ومنها : تحقّق العقبات التي يكون لكلّ عقبة اسم خاصّ. فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض وكان قد قصّر في ذلك الفرض حبس عندها وطولب بحقّ اللّه فيها ، فإن خرج منه بعمل صالح قدّمه أو برحمة تناله نجا منها إلى عقبة أخرى ، فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة ويحبس عند كلّ عقبة فيسأل عمّا قصّر فيه من معنى اسمها ، فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء ، فيحيا حياة لا موت فيها أبدا ، وسعد سعادة لا شقاوة فيها أبدا ، وسكن جوار اللّه مع أنبياء اللّه وحججه والصدّيقين والشهداء والصالحين من عباده.

وإن حبس على عقبة فطولب بحقّ قصّر فيه فلم ينجه عمل صالح قدّمه ولا أدركته من اللّه عزّ وجلّ رحمة زلّت به قدمه عن العقبة ، فهوى في جهنّم - نعوذ باللّه منها - وهذه العقبات كلّها على الصراط.

اسم عقبة منها الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده علیهم السلام فمن أتى بها نجا وجاز ، ومن لم يأت بها بقي فهوى ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (2).

واسم عقبة منها المرصاد ، ولا يجوزه ظلم ظالم. واسم عقبة منها الرحم. واسم عقبة منها الأمانة. واسم عقبة منها الصلاة. باسم كلّ فرض أو أمر أو نهي عقبة يجلس عندها العبد فيسأل نجّانا (3) ، اللّه منها.

ومنها : أحوال النار وأهلها كما قال اللّه تعالى : ( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ

ص: 304


1- النور (24) : 24.
2- الصافّات (37) : 24.
3- « بحار الأنوار » 7 : 128 ، ح 11.

بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) (1).

وقال اللّه تعالى : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ) (2).

وقال تعالى : ( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) (3).

وقال تعالى : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) (4). ( يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (5).

وقال تعالى : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ) (6).

وقال تعالى : ( أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) (7).

وقال تعالى : ( وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ * قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى ) (8).

وقال تعالى : ( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ) (9).

ص: 305


1- الكهف (18) : 29.
2- الحجّ (22) : 19 - 22.
3- المؤمنون (23) : 104.
4- التوبة (9) : 49.
5- العنكبوت (29) : 55.
6- السجدة (32) : 21.
7- الصافّات (37) : 62 - 65.
8- المؤمن (40) : 49 - 50.
9- الدخان (44) : 43 - 48.

وقال تعالى : ( كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ ) (1).

وقال تعالى : ( وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) - إلى أن قال : - ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) (2).

وقال تعالى : ( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) (3).

وقال تعالى : ( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ * نارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) (4).

وقال تعالى : ( سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ ) (5).

وعن أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ جهنّم لها سبعة أبواب أطبق بعضها فوق بعض » (6).

وعن ابن عبّاس : « إنّ الباب الأوّل جهنّم ، والثاني سعير ، والثالث سقر ، والرابع حميم (7) ، والخامس لظى ، والسادس الحطمة ، والسابع الهاوية » (8).

وعن الضحّاك : أعلاها فيه أهل التوحيد يعذّبون على قدر أعمالهم في الدنيا ثمّ يخرجون ، والثاني فيه اليهود ، والثالث فيه النصارى ، والرابع فيه الصابئون ، والخامس

ص: 306


1- محمّد صلی اللّه علیه و آله (47) : 15.
2- الواقعة (56) : 41 - 44 و 51 - 56.
3- المدّثّر (74) : 26 - 30.
4- الهمزة (104) : 4 - 9.
5- المسد (111) : 3.
6- « مجمع البيان » 6 : 338 ، ذيل الآية 44 من سورة الحجر (15).
7- في المصدر « جحيم » بدل « حميم ».
8- « مجمع البيان » 6 : 338 ، ذيل الآية 44 من سورة الحجر (15).

فيه المجوس ، والسادس فيه مشركو العرب ، والسابع فيه المنافقون ؛ وذلك أنّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار (1).

وعن الهروي قال : قلت للرضا علیه السلام : أخبرني عن الجنّة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال : « نعم ، وإنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قد دخل الجنّة ورأى النار لمّا عرج به إلى السماء ».

قال : فقلت له : فإنّ قوما يقولون : إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين فقال علیه السلام : « ما أولئك منّا ولا نحن منهم. من أنكر خلق الجنّة والنار فقد كذّب النبيّ صلی اللّه علیه و آله وكذّبنا وليس من ولايتنا على شيء ، وخلّد في نار جهنّم. قال تعالى : ( هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ) » (2).

وعن أحدهما : « إنّ أهل النار يموتون عطاشى ويدخلون جهنّم عطاشى ، فيرفع لهم قراباتهم من الجنّة فيقولون : أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه تعالى » (3).

وفي السورة التوراتيّة : أنّ جهنّم سبع طبقات فيها نيران يأكل بعضها بعضا وفي كلّ منها سبعون ألف واد من النار ، وفي كلّ واد سبعون ألف شعب من النار. وفي كلّ شعب سبعون ألف مدينة من النار ، وفي كلّ مدينة سبعون ألف قصر ، وفي كلّ قصر سبعون ألف واد من النار ، وفي كلّ واد سبعون ألف بيت من النار ، وفي كلّ بيت سبعون ألف بئر من النار ، وفي كلّ بئر سبعون ألف تابوت من النار ، وفي كلّ تابوت سبعون ألف عقرب من النار ، وفي كلّ تابوت سبعون ألف شجرة من الزقّوم ، تحت

ص: 307


1- المصدر السابق.
2- « بحار الأنوار » 8 : 119 ، ح 6.
3- « تفسير العيّاشي » 2 : 19 ، ذيل الآية 46 من سورة الأعراف (7) ؛ وعنه في « بحار الأنوار » 8 : 338 - 339 ، ح 17.

كلّ شجرة سبعون ألف قدر من النار ، مع كلّ قدر سبعون ألف وتد من النار ، ومع كلّ وتد سبعون ألف سلسلة من النار ، وفي كلّ سلسلة سبعون ألف ثعبان من النار طول كلّ ثعبان سبعون ألف ذراع ، وفي جوف كلّ ثعبان بحر من السمّ الأسود ، لكلّ عقرب سبعون ألف ذنب من النار ، طول كلّ ذنب سبعون ألف ذراع ، في كلّ ذنب سبعون ألف فقار ، وفي كلّ فقار سبعون ألف رطل من السمّ الأحمر (1).

إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على شدّة تأثير النار وحرّها. نجّانا اللّه منها بفضله ونواله ، بحقّ خير خلقه محمّد وآله.

ص: 308


1- لم نعثر على مأخذه.

الفصل الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف

اعلم أوّلا : أنّ الأعراف واقع ؛ لقوله تعالى : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (1) ، وهو سور بين الجنّة والنار. و « الرجال » هم الأنبياء والأوصياء ، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه.

ويمكن كون « الأعراف » مكانا لمن نجا من النار وليس أهلا للجنّة ، كحاتم ، وأنوشيروان ، وولد الزنى الذي صحّت عقيدته ووافقت طاعته. وأمثالهم.

وثانيا : أنّه قال اللّه تعالى في حقّه : ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) . وقال تعالى : ( وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) (2).

وفسّر « الرجال » في الأخبار بالأئمّة علیهم السلام ، (3) والأعراف بالصراط بين الجنّة والنار (4). كالتفسير بالأئمّة علیهم السلام حيث لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم (5). كما فسّره بعضهم بسور بين الجنّة والنار (6). وأصحاب الأعراف بمن استوت الحسنات بها والسيّئات ، فإن أدخلهم اللّه الجنّة فبرحمته ، وإن عذّبهم لم يظلمهم (7).

ص: 309


1- الأعراف (7) : 46.
2- الأعراف (7) : 48.
3- « بحار الأنوار » 8 : 335 ، ح 2 - 3.
4- المصدر السابق.
5- المصدر السابق : 338 ، ح 14 - 19.
6- « مجمع البيان » 4 : 423 ، ذيل الآية 46 من الأعراف (7).
7- « تفسير العيّاشي » 2 : 18 ، ذيل الآية 46 من الأعراف (7).

وروي : أنّ اللّه تعالى يسكن الأعراف طائفة من الخلق لم يستحقّوا بأعمالهم الحسنة ثواب من غير عقاب ولا استحقّوا الخلود في النار ، وهم المرجون لأمر اللّه ، ولا يزالون على الأعراف حتّى يؤذن لهم في دخول الجنّة بشفاعة محمّد صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام والأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم (1).

وقيل أيضا : إنّه مسكن طوائف لم يكونوا في الأرض مكلّفين فيستحقّون بأعمالهم جنّة ونارا ، فيسكنهم اللّه ذلك المكان ويعوّضهم على آلامهم في الدنيا بنعيم لا يبلغون منازل أهل الثواب المستحقّين له بالأعمال (2). واللّه العالم بحقائق الأحوال.

ص: 310


1- « بحار الأنوار » 8 : 340 - 341.
2- نقله المجلسي رحمه اللّه في « بحار الأنوار » 8 : 341.

الفصل الخامس : في بيان أحوال الجنّة وأهلها

فقد قال اللّه تعالى في حقّهم : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ ) (1).

وقال تعالى : ( وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (2).

وقال اللّه : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (3).

وقال اللّه : ( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) (4).

وقال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) (5).

ص: 311


1- البقرة (2) : 25.
2- التوبة (9) : 72.
3- يونس (10) : 9 - 10.
4- الرعد (13) : 24 - 25.
5- الرعد (13) : 29.

وقال تعالى : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها ) (1).

وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ * لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ ) (2).

وقال تعالى : ( كَذلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (3).

وقال تعالى : ( أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ) (4).

وقال تعالى : ( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (5).

وقال تعالى : ( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) (6).

وقال تعالى : ( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) (7).

وقال تعالى : ( إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ * لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ * سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ *

ص: 312


1- الرعد (13) : 35.
2- الحجر (15) : 45 - 48.
3- النحل (16) : 31 - 32.
4- الكهف (18) : 31.
5- مريم (19) : 62.
6- الحجّ (22) : 23 - 24.
7- سبأ (34) : 37.

وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) (1).

وقال تعالى : ( أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ * يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ * وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) (2).

وقال تعالى : ( فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) (3).

وقال تعالى : ( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) (4).

وقال تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ ) (5).

وقال تعالى : ( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) (6).

وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ * فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقاهُمْ رَبُّهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ

ص: 313


1- يس (36) : 55 - 58.
2- الصافّات (37) : 40 - 49.
3- فاطر (40) : 40.
4- فصّلت (41) : 31.
5- الزخرف (43) : 70 - 73.
6- محمّد صلی اللّه علیه و آله (47) : 15.

وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) (1).

وقال تعالى : ( وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) (2).

وقال تعالى : ( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ * فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ * مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ * فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ * وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ * مُدْهامَّتانِ * فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ * فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ * فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ * حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ ) (3). إلى غير ذلك من الآيات الواردة.

وفي السورة التوراتيّة : « إنّ للمطيعين الجنان بأبوابها الثمانية ، في كلّ جنّة سبعون ألف روضة من الزعفران ، وفي كلّ روضة سبعون ألف مدينة من اللؤلؤ والمرجان ، وفي كلّ مدينة سبعون ألف قصر من الياقوت ، وفي كلّ قصر سبعون ألف دار من الزبرجد ، وفي كلّ دار سبعون ألف بيت من الذهب ، وفي كلّ بيت سبعون ألف دكّان من الفضّة ، وفي كلّ دكّان سبعون ألف مائدة ، وعلى كلّ مائدة سبعون ألف صفحة من الجواهر ، وفي كلّ صفحة سبعون ألف لون من الطعام ، وعلى كلّ دكّان سبعون ألف سرير من الذهب الأحمر ، وعلى كلّ سرير سبعون ألف نهر من ماء الحيوان أو اللبن ، والخمر والعسل المصفّى ، وفي وسط كلّ نهر سبعون ألف لون من الثمار ، كذلك في كلّ بيت سبعون ألف خيمة من الأرجوان ، وعلى كلّ فراش حور من الحور العين بين يديها سبعون ألف وصيفة كأنّهنّ بيض مكنون ، وعلى فراش كلّ قصر من تلك القصور سبعون ألف قبّة من الكافور ، وفي كلّ قبّة سبعون ألف هديّة من الرحمن

ص: 314


1- الطور (52) : 17 - 20.
2- الطور (52) : 22 - 24.
3- الرحمن (55) : 46 ، 52 ، 54 ، 56 ، 62 ، 64 ، 66 ، 68 ، 70 ، 72.

ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) (1) لا يموتون فيها ، ولا يخرجون ، ولا يعطشون ، ولا يحرمون ، ولا يحزنون ، ولا يبكون ، ولا يتعبّدون ، ولا يصلّون ، ولا يصومون ، ولا يمرضون ، ولا يتغوّطون ، ولا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين » (2).

ونحو ذلك من الأخبار الواردة في هذا الباب ، مثل ما روي عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « سور الجنّة لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ولبنة من ياقوت ، وملاطها المسك الأذفر ، وشرفها الياقوت الأحمر والأخضر والأصفر ». الخبر (3).

وعن أمير المؤمنين علیه السلام : « إنّ في الجنّة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ، ومن أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ذوات أجنحة ، لا تروث ولا تبور ، فيركبها أولياء اللّه تعالى ، فتطير بهم في الجنّة حيث شاءوا » (4).

وعن أبي بصير قال قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام جعلت فداك يا ابن رسول اللّه ، شوّقني ، قال : « يا أبا محمّد ، إنّ أدنى نعيم الجنّة توجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة ، وإنّ لأدنى أهل الجنّة منزلا لو نزل بها الثقلان - الجنّ والإنس - لوسعهم طعاما وشرابا ولا ينقص ممّا عنده شيئا. وإنّ أيسر أهل الجنّة منزلا من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا أدخل أدناهنّ رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء اللّه تعالى ، ما يملأ عينه قرّة وقلبه مسرّة.

فإذا شكر اللّه وحمده قيل له : ارفع رأسك على الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس في الأولى. فيقول : يا ربّ أعطني هذه ، فيقول اللّه : لعلّي إن أعطيتكها سألتني غيرها.

ص: 315


1- الواقعة (56) : 20 - 24.
2- لم نعثر على مأخذه.
3- « الأمالي » للصدوق : 177 ، المجلس 38 ، ح 1.
4- المصدر السابق : 239 - 240.

فيقول : ربّ هذه هذه فإذا هو دخلها وعظمت مسرّته شكر اللّه وحده ، فيقال : افتحوا له باب الجنّة ، فيقال له : ارفع رأسك وإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل ، فيقول عند تضاعف مسرّاته : ربّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان وأنجيتني من النار ».

قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك زدني ، قال : « يا أبا محمّد ، إنّ في الجنّة نهرا في حافّتيها جوار نابتات إذا مرّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت اللّه مكانها أخرى ».

قلت : جعلت فداك زدني قال : « المؤمن يزوّج ثمانمائة عذراء وأربعة آلاف ثيّبة وزوجتين من الحور العين ».

قلت : جعلت فداك من أيّ شيء خلقن الحور العين؟ قال : « من الجنّة ، ويرى مخّ ساقيها من وراء سبعين حلّة ، كبدها مرآته وكبده مرآتها ».

قلت : جعلت فداك ألهنّ كلام يتكلّمن به في الجنّة؟ قال : « نعم ، لهنّ كلام يتكلّمن به لم يسمع الخلائق أعذب منه ».

قلت : ما هو؟ قال : « يقلن بأصوات رخيمة : نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نبوس ، ونحن المقيمات فلا نظعن ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن خلق لنا ، وطوبى لمن خلقنا له ، نحن اللواتي لو أنّ قرن إحدانا علّق في جوّ السماء لأغشى نوره الأبصار » (1).

وعنه علیه السلام عن عليّ علیه السلام قال : « إنّ للجنّة ثمانية أبواب : باب يدخل منها النبيّون والصدّيقون ، وباب يدخل منها الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل شيعتنا ومحبّونا ، فلا أزال واقفا على الصراط أدعوا وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّي

ص: 316


1- « تفسير القمّي » 2 : 82 - 83 ؛ « تفسير نور الثقلين » 3 : 479 ؛ « تفسير البرهان » 3 : 82 - 83 ، ذيل الآية 23 من سورة الحجّ (22).

وأنصاري ومن تولاّني في دار الدنيا فإذا النداء : قد أجيبت دعوتك ، وشفّعت في شيعتك ، ويشفع كلّ رجل من شيعتي ، ومن تولاّني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه » (1).

ونحو ذلك ، اللّهمّ ارزقنا كلّ ذلك.

وإلى مثل ما ذكرنا أشار المصنّف مع شرح شارح القوشجي بقوله :

( والسمع دلّ على أنّ الجنّة والنار مخلوقتان الآن ، والمعارضات متأوّلة ).

جمهور المسلمين على أنّ الجنّة والنار مخلوقتان الآن ، خلافا لأكثر المعتزلة كأبي هاشم والقاضي عبد الجبّار (2) وغير هما ؛ حيث زعموا أنّهما تخلقان يوم الجزاء.

لنا وجهان :

الأوّل : قصّة آدم وحوّاء وإسكانهما في الجنّة ثمّ إخراجهما عنها بأكل الشجرة ، وكونهما يخصفان عليها من ورق الجنّة على ما نطق به الكتاب والسنّة ، وانعقد عليه الإجماع قبل ظهور المخالفين.

وحملها على بستان من بساتين الدنيا يجري مجرى التلاعب بالدين والمراغمة لإجماع المسلمين ، ثمّ لا قائل بوجود الجنّة دون النار فثبوتها ثبوتها.

الثاني : الآيات الصريحة في ذلك كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) (3).

وكقوله تعالى في حقّ الجنّة : ( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (4) ، ( أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ ) (5) ، ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (6).

ص: 317


1- « الخصال » 2 : 407 - 408 ، ح 6.
2- حكاه التفتازاني عنهما في « شرح المقاصد » 5 : 108.
3- النجم (53) : 13 - 15.
4- آل عمران (3) : 133.
5- الحديد (57) : 21.
6- ق (50) : 31.

وفي حقّ النار : ( أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ) (1) ، ( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ ) (2).

وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي مبالغة في تحقّقه مثل ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) (3) ، ( وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ ) (4) خلاف الظاهر ، فلا يعدل إليه بدون قرينة.

تمسّك المنكرون بوجوه :

الأوّل : أنّ خلقهما قبل يوم الجزاء عبث لا يليق بالحكيم. وضعفه ظاهر.

والثاني : أنّهما لو خلقتا لهلكتا ؛ لقوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (5). واللازم باطل ؛ للإجماع على دوامهما ، والنصوص الشاهدة بدوام أكل الجنّة بظلّها.

وأجيب : بتخصيصها من آية الهلاك ؛ جمعا بين الأدلّة ، وبحمل الهلاك على غير الفناء على ما قيل : إنّ المراد بهلاك كلّ شيء أنّه هالك في حدّ ذاته ، لضعف الوجود الإمكاني ، فيتحقّق بالهالك المعدوم ، وبأنّ الدوام المجمع عليه هو أنّه لا انقطاع لبقائهما ولا انتهاء لوجودهما بحيث ، يبقيان على العدم زمانا يعتدّ به كما في دوام المأكول ؛ فإنّه على التجدّد والانقطاع قطعا ، وهذا لا ينافي فناءها لحظة.

الثالث : أنّه قال اللّه تعالى في وصف الجنّة : ( عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ) (6) ، ولا يتصوّر ذلك إلاّ بعد فناء السماوات والأرض ؛ لامتناع تداخل الأجسام.

وأجيب : بأنّ المراد أنّ عرضها كعرض السماوات والأرض ؛ لامتناع أن يكون عرضها عرضهما بعينه لا حال البقاء ولا بعد الفناء ؛ إذ يمتنع قيام عرض واحد

ص: 318


1- البقرة (2) : 24 ؛ آل عمران (3) : 131.
2- الشعراء (26) : 91.
3- الكهف (18) : 99.
4- الأعراف (7) : 44.
5- القصص (28) : 88.
6- آل عمران (3) : 133.

شخصي بمحلّين موجودين معا أو أحدهما موجود والآخر معدوم ؛ وللتصريح في آية أخرى بأنّ ( عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (1). فتحمل هذه على تلك كما يقال : أبو يوسف أبو حنيفة ، أي مثله » (2).

تذكرة : في بيان ما يترتّب عليه استحقاق الدخول في الجنّة والنار ، من الإيمان والكفر والطاعة والفسق.

اعلم أنّ الإيمان - على الأصحّ - عبارة عن التصديق بالتوحيد والنبوّة وسائر ما جاء به النبيّ صلی اللّه علیه و آله ضرورة ، ويشترط عدم الإنكار لسانا ؛ لقوله تعالى : ( وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ) (3).

ولا تدلّ تلك الآية على اعتبار الإقرار باللسان في الإيمان ، بل إنّما تدلّ على اشتراط عدم الإنكار ؛ ولهذا يحكم بإيمان الأخرس إذا علم الاعتقاد القلبي ، فلا يكفي الإقرار باللسان كما يدلّ عليه قوله تعالى : ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ) (4).

وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) (5).

وقوله تعالى : ( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (6). ونحو ذلك.

فظهر ممّا ذكرنا أنّ العمل أيضا خارج عن حقيقة الإيمان بطريق أولى. ويدلّ عليه عطف العمل على الإيمان في الآيات ؛ لاقتضائه المغايرة ظاهرا.

وما روي عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله من أنّ : « الإيمان معرفة بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل

ص: 319


1- الحديد (57) : 21.
2- « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 392 - 393.
3- النمل (27) : 14.
4- الحجرات (49) : 14.
5- البقرة (2) : 8.
6- المجادلة (58) : 22.

بالأركان » (1). وعنه صلی اللّه علیه و آله أنّ : « الإيمان قول مقبول ، وعرفان بالعقول ، واتّباع الرسول » (2). ونحوهما محمول (3) على الإيمان الخاصّ كما يدلّ عليه قوله صلی اللّه علیه و آله : « الإيمان إقرار باللسان ، وعمل بالأركان ، والإسلام إقرار بلا عمل » (4). فتأمّل.

نعم ، لا بدّ من الإقرار باللسان إظهارا بالتصديق القلبي ، وأمّا العمل بالأركان فواجب أيضا لكنّه غير داخل في حقيقة الإيمان كما مرّ.

والكفر عدم الإيمان عمّا من شأنه الإيمان. إمّا مع الجحود والتكذيب أو بدونه ، ولا يبعد أن يكون عبارة عن إنكار الإلهيّة أو النبوّة أو ما جاء به النبيّ صلی اللّه علیه و آله ضرورة.

والتقسيم في الآية بين المؤمن والكافر محمول على الغالب ؛ إذ المتردّد الشاكّ نادر ، وغير المكلّف عن الطرفين في حكمهما.

والطاعة عبارة عن امتثال أوامر اللّه وترك نواهيه ونحوهما بعد الإيمان.

والفسق خروج عن طاعته كذلك.

والنفاق إظهار الإيمان وإخفاء الكفر.

والأمر بالمعروف بالحمل على الطاعة قولا أو فعلا ، وكذا النهي عن المنكر بالمنع عن فعل المعاصي قولا أو فعلا سمعا إجماعا وكتابا وسنّة ؛ لقوله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (5).

وقوله صلی اللّه علیه و آله : « ليأمرنّ بالمعروف ولينهنّ عن المنكر أو ليسلّطنّ شراركم على خياركم فيدعوا خياركم فلا يستجابوا » (6). والأمر والوعيد دليلان على الوجوب.

وقيل : بالوجوب العقلي ، وليس ببعيد.

ص: 320


1- « جامع الأخبار » : 35 - 36.
2- المصدر السابق : 36. وفيه « قول بمقول » بدل « قول مقبول ».
3- خبر لقوله : « وما روي ».
4- « جامع الأخبار » : 36.
5- آل عمران (3) : 104.
6- « الكافي » 5 : 56 ، باب الأمر بالمعروف ... ، ح 34 ؛ « تهذيب الأحكام » 6 : 6. ح 342.

ويشترط في الوجوب تجويز التأثير ولو ظنّا ، وانتفاء مظنّة المفسدة ولو بالنسبة إلى بعض إخوانه نفسا أو مالا أو نحوهما.

وينبغي أن لا يتجسّس عن أحوال الناس ؛ للنهي في الآية والسنّة ؛ لقوله تعالى : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) ، (1) أو قوله علیه السلام : « عورة المؤمن على المؤمن حرام » (2).

وكذا يجب التوبة ؛ لقوله تعالى : ( تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعاً ) (3). وقوله تعالى : ( تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) (4). إلى غير ذلك.

وإلى مثل ذلك أشار المصنّف مع شرح الشارح القوشجي بقوله : ( والإيمان ) في اللغة هو التصديق مطلقا ، قال اللّه تعالى حكاية عن إخوة يوسف : ( وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا ) (5) ؛ أي بمصدّق فيما حدّثناك به.

وقال علیه السلام : « الإيمان أن تؤمن باللّه وكتبه ». الحديث (6) ، أي تصدّق.

وأمّا في الشرع فهو عند الأشاعرة : التصديق للرسول صلی اللّه علیه و آله فيما علم مجيئه به ضرورة. فتفصيلا فيما [ علم ] مفصّلا ، وإجمالا فيما علم مجملا ، فهو في الشرع تصديق خاصّة.

وقال الكراميّة : هو كلمة الشهادة. وقال قوم : إنّه أعمال الجوارح.

وذهب الخوارج والغلاة وعبد الجبّار إلى أنّه الطاعات بأسرها فرضا كان أو نفلا.

وذهب الجبائي وابنه وأكثر معتزلة البصرة إلى أنّه الطاعات المفترضة من الأفعال والتروك دون النوافل.

وقال المحدّثون وبعض السلف كابن مجاهد : إنّه تصديق بالجنان وإقرار باللسان

ص: 321


1- الحجرات (49) : 12.
2- « الكافي » 2 : 358 - 359 ، باب الرواية على المؤمن ، ح 2 - 3 ؛ « الفقيه » 4 : 104 ، ح 5192.
3- النور (24) : 31.
4- التحريم (66) : 8.
5- يوسف (12) : 17.
6- « كتاب سليم بن قيس » : 613 ؛ « مجمع الزوائد » 1 : 195 ، ح 115.

وعمل بالأركان.

وقال طائفة : هو التصديق مع كلمتي الشهادة. ويروى هذا عن أبي حنيفة (1).

ولعلّ هذا هو مراد المصنّف حيث قال : ( تصديق بالقلب واللسان ، ولا يكفي الأوّل يعني التصديق بالقلب وحده ليس إيمانا ؛ لقوله تعالى : وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ (2) ). أثبت للكفّار الاستيقان النفسي وهو التصديق القلبي ، فلو كان الإيمان هو التصديق القلبي لزم اجتماع الكفر والإيمان ، ولا شكّ أنّهما يتقابلان. ( ولا يكفي الثاني ) يعني الإقرار باللسان لقوله تعالى : ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا ) قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (3). ولقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) (4). فقد أثبت في هاتين الآيتين التصديق اللساني ونفى الإيمان. فعلم أنّ الإيمان ليس هو التصديق اللساني فقط.

وللأشاعرة الآيات الدالّة على محلّيّة القلب للإيمان نحو : ( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (5) ، ( وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (6) ، ( وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) (7). ومن ذلك الآيات الدالّة على الختم والطبع على القلوب ، وكونها في أكنّة ؛ فإنّها واردة على سبيل البيان لامتناع الإيمان منه. ويؤيّده دعاء النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « اللّهمّ ثبّت قلبي على دينك » (8).

وقوله صلی اللّه علیه و آله لأسامة وقد قتل من قال : لا إله إلاّ اللّه : « هلاّ شققت قلبه » (9).

ص: 322


1- انظر « شرح المواقف » 8 : 322 - 323.
2- النمل (27) : 14.
3- الحجرات (49) : 14.
4- البقرة (2) : 8.
5- المجادلة (58) : 22.
6- الحجرات (49) : 14.
7- النحل (16) : 106.
8- « بحار الأنوار » 66 : 139 ؛ « سنن ابن ماجة » 2 : 1260 ، ح 3834.
9- « الجمل » : 94 ؛ « بحار الأنوار » 65 : 248 ؛ « فتح الباري » 12 : 240.

فإذا ثبت أنّه فعل القلب وجب أن يكون عبارة عن التصديق ؛ لأنّ فعل القلب إمّا التصديق وإمّا المعرفة ، والثاني باطل ؛ لأنّه على ذلك التقدير يكون منقولا عن معناه اللغوي ، وكان على الشارع أن يبيّن النقل بالتوقيف كما بيّن نقل الصلاة والزكاة وأمثالهما ، ولو نقل لاشتهر اشتهار نظائره. بل كان هو بذلك أولى ، لكنّ الشارع لم يزد على أن قال : « الإيمان أن تؤمن باللّه وملائكته ». الحديث (1) كما نقلنا عنه صلی اللّه علیه و آله آنفا.

والدليل على أنّ الأعمال خارجة عن الإيمان أنّه جاء الإيمان مقرونا بالعمل الصالح معطوفا هو عليه في غير موضع من الكتاب نحو : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (2) ، و ( مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً ) (3). وظاهر أنّ الشيء لا يعطف على نفسه.

وأيضا قد قرن الإيمان بضدّ العمل الصالح نحو : ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) (4) فأثبت الإيمان مع وجود القتال ، وظاهر أنّ الشيء لا يمكن اجتماعه مع ضدّه ولا مع ضدّ جزئه.

( والكفر عدم الإيمان ) عمّا من شأنه. وهذا معنى عدم تصديق النبيّ صلی اللّه علیه و آله في بعض ما علم مجيئه به بالضرورة. والظاهر أنّ هذا أعمّ من تكذيبه صلی اللّه علیه و آله في شيء ممّا علم مجيئه به ، على ما ذكر الإمام الغزالي ؛ لشموله الكافر الخالي عن التصديق والتكذيب.

وإلى هذا أشار بقوله : ( إمّا مع الضدّ أو بدونه ) يعني أنّ عدم الإيمان أعمّ من أن يكون مقارنا لضدّ الإيمان وهو التكذيب ، أو لا يكون مقارنا لضدّ الإيمان وهو التكذيب ، أو لا يكون مقارنا لضدّ الإيمان ، بأن يخلو عن كلا الضدّين.

واعتذار الإمام الرازي - بأنّ من جملة ما جاء به النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّ تصديقه واجب في

ص: 323


1- تقدّم في ص 321 ، التعليقة 6.
2- البقرة (2) : 25 ؛ آل عمران (3) : 57 ؛ النساء (4) : 57.
3- التغابن (64) : 9 ؛ الطلاق (65) : 11.
4- الحجرات (49) : 9.

كلّ ما جاء به ، فمن لم يصدّقه فقد كذّبه في ذلك - ضعيف ؛ لظهور المنع.

فإن قيل : من استخفّ بالشرع أو الشارع أو ألقى المصحف في القاذورات أو شدّ الزنّار (1) بالاختيار كافر بالإجماع وإن كان مصدّقا للنبيّ صلی اللّه علیه و آله في جميع ما جاء به ، وحينئذ لا يكون حدّ الإيمان مانعا ولا حدّ الكفر جامعا. وإن جعلت ترك المأمور به وارتكاب المنهيّ عنه علامة التكذيب وعدم التصديق لم يكن حدّ الإيمان جامعا ؛ لخروج غير الكفرة من الفسّاق عنه ، ولا حدّ الكفر مانعا ؛ لدخوله فيه.

قلنا : لو سلّم اجتماع التصديق المعتبر في الإيمان مع تلك الأمور التي هي كفر وفاقا فيجوز أن يجعل بعض محظورات الشرع علامة التكذيب فيه ، فيحكم بكفر من ارتكبه ، وبوجود التكذيب فيه ، وانتفاء التصديق عنه كالاستخفاف بالشرع وشدّ الزنّار ، وبعضها لا كالزنى وشرب الخمر. ويتفاوت ذلك إلى متّفق عليه ، ومختلف فيه ، ومنصوص عليه ، ومستنبط من الدليل. وتفاصيله في كتب الفروع.

( والفسق : الخروج عن طاعة اللّه تعالى مع الإيمان. والنفاق : إظهار الإيمان وإخفاء الكفر. والفاسق مؤمن لوجود حدّه فيه ) خلافا للمعتزلة في مرتكب الكبيرة ، فإنّه عندهم لا مؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين.

( والأمر بالمعروف ) وهو الحمل على الطاعة سواء كان بالقول أو بالفعل ( الواجب واجب ، وكذا النهي عن المنكر ) وهو المنع عن فعل المعاصي قولا أو فعلا واجب ( و) الأمر ( بالمندوب مندوب ) وكذا النهي عن المكروه مندوب ( سمعا ).

اختلفوا في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنّه بحسب الشرع أو بحسب العقل؟ فذهب الجبائي وابنه إلى وجوبهما عقلا (2).

وذهب الأشاعرة إلى وجوبهما شرعا. واختاره المصنّف فقال : إنّهما واجبان سمعا.

ص: 324


1- الزنّار والزنّارة : « ما على وسط المجوسي والنصراني. وفي « التهذيب » : ما يلبسه الذي يشدّه على وسطه ».
2- حكاه القاضي عبد الجبّار عن أبي عليّ الجبائي في « شرح الأصول الخمسة » : 742.

والدليل عليه الإجماع ؛ فإنّ القائل قائلان : قائل بوجوبه مطلقا ، وقائل بوجوبه باستنابة الإمام ، فقد اتّفق الكلّ على وجوبه في الجملة ، والكتاب كقوله تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) (1). والأمر ظاهر في الوجوب.

والسنّة كقوله صلی اللّه علیه و آله : « لتأمرنّ بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلّطنّ شراركم على خياركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم » (2). توعّد على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو دليل الوجوب ( وإلاّ ) أي وإن لم يجبا شرعا بل وجبا عقلا ( لزم ما هو خلاف الواقع أو الإخلال بحكمة اللّه تعالى ) واللازم ظاهر الفساد.

بيان الملازمة : أنّهما لو وجبا عقلا لوجب على اللّه ؛ لأنّ كلّ واجب عقلي فهو واجب على من حصل في حقّه وجه الوجوب. ولو كانا واجبين على اللّه ، فإن كان فاعلا لهما وجب وقوع المعروف وترك المنكر ، فيلزم خلاف الواقع ، وإن كان تاركا لهما يلزم الإخلال بحكمة اللّه ؛ لأنّه تعالى أخلّ بالواجب العقلي.

( وشرطهما علم فاعلهما بالوجه ) أي شرط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون فاعلهما عالما بأنّ ما يأمر به معروف وأنّ ما ينهى عنه منكر ، وأنّ ذلك ليس من المسائل الاجتهاديّة التي اختلف فيها اعتقاد الآمر والمأمور والناهي والمنهيّ. ( وتجويز التأثير ) أي شرطه الآخر أن يجوّز في ظنّه تأثير أمره ونهيه وإفضائهما إلى المقصود ، فإنّه إذا لم يظنّ أنّهما يفضيان إلى المقصود لا يجبان عليه.

( و ) الشرط الآخر تجويز انتفاء المفسدة ، أي أن يظنّ أن لا مفسدة لا بالنسبة إليه ولا بالنسبة إلى بعض إخوانه ؛ إذ لو انتفى هذا الظنّ لا وجوب عليه.

وينبغي أن لا يتجسّس عن أحوال الناس ؛ للكتاب والسنّة.

ص: 325


1- آل عمران (3) : 104.
2- « تهذيب الأحكام » 6 : 176 ، ح 352 ، نحوه.

أمّا الكتاب فقوله تعالى : ( وَلا تَجَسَّسُوا ) (1). وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ) . الآية (2) ؛ فإنّه يدلّ على حرمة السعي في إظهار الفاحشة ، ولا شكّ أن التجسّس سعي في إظهارها.

وأمّا السنّة فقوله علیه السلام : « من تتبّع عورة أخيه ، تتبّع اللّه عورته ، ومن تتبّع اللّه عورته ، فضحه على رءوس الأشهاد الأوّلين والآخرين » (3).

وقوله علیه السلام : « من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليسترها يستره اللّه » (4). وأيضا قد علم من سيرته علیه السلام أنّه كان لا يتجسّس عن المنكرات بل يسترها ويكره إظهارها.

ثمّ إنّه فرض كفاية لا فرض عين ، فإذا قام به قوم سقط عن الآخرين ، وإذا ظنّ كلّ طائفة أنّه لم يقم به الآخر أثم الكلّ بتركه » (5).

وصل : هذه الاعتقاد من أصول المذهب والدين ، ومنكره خارج عن المذهب والدين ؛ إذ الاعتقاد بما ذكر إجمالا من أصول الدين وتفصيلا باعتبار بعض الاعتقادات المذكورة كالاعتقاد بالشفاعة والعفو بنحوها ، ردّا على الوعيديّة القائلين بلزوم الوعيد على اللّه وعدم جواز العفو بنحوها وأمثال ذلك من أصول المذهب ، فالمخالف قد يكون خارجا عن المذهب ، وقد يكون خارجا عن الدين ، ويعرف ذلك بالتأمّل فيما ذكرنا وفصّلنا ، والتدبّر فيما أشرنا وحصّلنا ؛ فإنّ العاقل تكفيه الإشارة ، والجاهل لا تفي [ له ] العبارة.

ص: 326


1- الحجرات (49) : 12.
2- النور (24) : 19.
3- « الكافي » 2 : 354 ، باب من طلب عثرات المؤمنين ، ح 2 ؛ « الدرّ المنثور » 7 : 568 - 569.
4- « بحار الأنوار » 69 : 254 ؛ « شرح نهج البلاغة » لابن أبي الحديد 18 : 177.
5- « شرح تجريد العقائد » للقوشجي : 393 - 395.

تكميل

اشارة

ذكره جميل ؛ فإنّه تنبّه للغافلين ، وتبصرة للجاهلين ، وتذكرة للكاملين.

اعلم أنّه قد ذكر في البحار أخبار متعلّقة بالمعاد ينبغي أن نذكرها - مضافا إلى ما ذكرناه - في عدّة فصول :

فصل [1] : في الموت.

وفيه أخبار :

منها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنه قال : « علامة الكبر ثلاث : كلال البصر ، وانحناء الظهر ، ورقّة القدم » (1).

ومنها ما روي عنه علیه السلام أنه قال : « أتوا نبيّا لهم فقالوا : ادع لنا ربّك يرفع عنّا الموت ، فدعا لهم ، فرفع اللّه تعالى عنهم الموت ، وأكثروا حتّى ضاقت بهم المنازل وكثر النسل ، وكان الرجل يصبح فيحتاج أن يطعم أباه وأمّه وجدّه وجدّ جدّه ، ويوضّيهم ويتعاهدهم ، فشغلوا عن طلب المعاش ، فأتوه فقالوا : سل ربّك أن يردّنا إلى آجالنا التي كنّا عليها ، فسأل ربّه عزّ وجلّ فردّهم إلى آجالهم » (2).

ومنها ما روي عنه علیه السلام : « إنّ الموت رحمة لعباده المؤمنين ، ونقمة على الكافرين » (3).

ص: 327


1- « بحار الأنوار » 6 : 119 ، ح 1 ، نقلا عن « الخصال » : 88 ، ح 23.
2- « بحار الأنوار » 6 : 116 ، ح 1 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 412 ، المجلس 77 ، ح 2.
3- « بحار الأنوار » 6 : 117 - 118 ، ح 4 ، نقلا عن « علل الشرائع » 1 : 132 ، باب 96 باب علّة الطبائع ... ، ح 5.

ومنها : ما روي عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « لو لا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء : المرض ، والموت ، والفقر ، وكلّهنّ فيه ، وإنّه لمعهنّ وثّاب » (1).

ومنها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال ، ومن يعيش بالإحسان أكثر ممّن يعيش بالأعمار » (2). وعن الصادق علیه السلام مثله (3).

ومنها : ما روي عنه علیه السلام أنّه قال : « إنّما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار ، ويبصر ويعمل بالنور ، ويسمع ويشمّ بالريح ، ويجد الطعام والشراب بالماء ، ويتحرّك بالروح - وساق الحديث إلى أن قال : - فهكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة ، فإذا جمع اللّه بينهما صارت حياته في الأرض ؛ لأنّه نزل من شأن السماء إلى الدنيا ، فإذا فرّق اللّه بينهما صارت تلك الفرقة الموت ، تردّ شأن الأخرى إلى السماء ، فالحياة في الأرض والموت في السماء ؛ وذلك لأنّه يفرّق بين الأرواح والجسد ، فردّت الروح والنور إلى القدس الأولى ، وترك الجسد ؛ لأنّه من شأن الدنيا.

وإنّما فسد الجسد في الدنيا ؛ لأنّ الريح تنشف الماء فييبس ويبقى الطين فيصير رفاتا ويبلى ، ويرجع كلّ إلى جوهره الأوّل. وتحرّكت الروح بالنفس حركتها من الريح ، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيّد بالعقل ، وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيّد بالنكر ، فهذه صورة نار وهذه صورة نور. والموت رحمة من اللّه تعالى لعباده المؤمنين » (4).

ومنها : ما روي « ما أكثر ذكر الموت إنسان إلاّ زهد في الدنيا » (5).

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام أنّه قال : « لمّا أراد اللّه - تبارك وتعالى - قبض روح إبراهيم أهبط اللّه ملك الموت فقال : السّلام عليك يا إبراهيم ، قال :

ص: 328


1- « بحار الأنوار » 6 : 118 ، ح 5 ، نقلا عن « الدعوات » للراوندي : 171 ، فصل في صلاة المريض وصلاحه.
2- « بحار الأنوار » 5 : 140 ، ح 6.
3- « بحار الأنوار » 5 : 140 ، ح 6 ، نقلا عن « مجموعة ابن ورّام » 2 : 87.
4- « بحار الأنوار » 6 : 117 ، ح 4 ، نقلا عن « علل الشرائع » 1 : 131 - 132 ، باب 96 ، باب علّة الطبائع ... ، ح 5.
5- « بحار الأنوار » 6 : 126 ، ح 3 ، نقلا عن « كتاب الزهد » لحسين بن سعيد : 78 ، ح 210.

وعليك السّلام يا ملك الموت ، أداع أم ناع؟ قال : بل داع يا إبراهيم ، فأجب ، قال إبراهيم : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟

قال : فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي اللّه ، فقال : إلهي قد سمعت خليلك إبراهيم ، فقال اللّه جلّ جلاله : اذهب إليه وقل : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه! إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه » (1).

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام أنّه كتب لمحمّد بن أبي بكر : « عباد اللّه ، إنّ الموت ليس منه فوت فاحذروا قبل وقوعه ، فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا ، وكان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذّات ، حائل بينكم وبين الشهوات » (2).

ومنها : ما روي عن أبي محمّد العسكري عن آبائه علیهم السلام قال : « جاء رجل إلى الصادق علیه السلام فقال : قد سئمت الدنيا فأتمنّى على اللّه الموت ، فقال علیه السلام : تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي ، فلأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي ولا تطيع » (3).

ومثله ما روي عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال لمن عاده وهو شاكّ فتمنّى الموت : « لا تمنّ الموت ، فإنّك إن تك محسنا تزدد إحسانا إلى إحسانك ، وإن كنت مسيئا فتؤخّر لتستغفر » (4). .

فصل [2] : في ملك الموت الذي قال اللّه تعالى في حقّه : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ )

فصل [2] : في ملك الموت الذي قال اللّه تعالى في حقّه : ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) (5). ونحوه ممّا فسّر بأنّ اللّه المحيي المميت

ص: 329


1- « بحار الأنوار » 6 : 127 ، ح 8 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 164 ، المجلس 36 ، ح 1.
2- « بحار الأنوار » 6 : 132 ، ح 30 ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : 27 ، المجلس 1 ، ح 31.
3- « بحار الأنوار » 6 : 128 ، ح 15 ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » 2 : 3 ، باب 30 ، ح 3.
4- « بحار الأنوار » 6 : 128 ، ح 16 ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : 385 ، المجلس 13 ، ح 837.
5- السجدة (32) : 11.

على يدي من يشاء من عباده ، وأنّه جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة.

وفيه أخبار :

منها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « ما من أهل بيت شعر ولا وبر إلاّ وملك الموت يتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات » (1).

ومنها : ما روي عن أبي جعفر علیه السلام عن لحظة ملك الموت ، قال : « أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة فما يتكلّم أحد منهم؟ فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم » (2).

ومنها : ما روي عن الصادق علیه السلام أنّه قال : قيل لملك الموت : كيف تقبض الأرواح وبعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعة واحدة؟ فقال : إنّ الدنيا بين يديّ كالقصعة بين يدي أحدكم يتناول منها ما شاء ، والدنيا عندي كالدرهم في كفّ أحدكم يقلّبه كيف شاء » (3).

ومنها : ما روي عن غيرهم من الأئمّة علیهم السلام .

فصل [3] : في سكرات الموت

وفيه أخبار :

منها : ما روي عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « لو أنّ مؤمنا أقسم على ربّه عزّ وجلّ أن لا يميته ما أماته أبدا ، ولكن إذا حضر أجله بعث اللّه عزّ وجلّ إليه ريحين : ريحا يقال له : المنسية ، وريحا يقال له : المسخيّة. فأمّا المنسية فإنّها تنسيه أهله وماله ، وأمّا المسخيّة فإنّها تسخّي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند اللّه تبارك وتعالى » (4).

ص: 330


1- « بحار الأنوار » 6 : 143 ، ح 10 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 256 ، باب النوادر من كتاب الجنائز ، ح 22.
2- « بحار الأنوار » 6 : 143 - 144 ، ح 11 ، نقلا عن « الكافي » : 259 ، ح 31.
3- « بحار الأنوار » 6 : 144 ، ح 13 ، نقلا عن « الفقيه » 1 : 80 ، ح 357.
4- « بحار الأنوار » 6 : 153 ، ح 7 ، نقلا عن « معاني الأخبار » : 142 - 143 ، باب معنى الريح المنسية والمسخيّة ؛ و « الكافي » 3 : 127 ، باب أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه ، ح 1.

ومنها : ما روي عن عليّ بن الحسين علیه السلام أنّه قال : « أشدّ ساعات ابن آدم ثلاث : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ، والساعة التي يقوم من قبره ، والساعة التي يقف بين يدي اللّه. فإمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النار » (1).

ومنها : ما روي عن أبي جعفر علیه السلام أنّه سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَقِيلَ مَنْ راقٍ ) ، قال : « ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت ، قال : هل من طبيب؟ هل من دافع؟ قال : ( وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) ، يعني فراق الأهل والأحبّة عند ذلك ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) ، التفّت الدنيا بالآخرة قال : ( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) ، يعني المصير » (2).

ومنها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام : « ابتلى اللّه أحدهم في جسده ، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلاّ ضيّق اللّه عليه في رزقه. فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه ، وإلاّ شدّ اللّه عليه عند موته حتّى يأتي اللّه ولا ذنب له ، ثمّ يدخله الجنّة » (3).

ومنها : ما روي عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « إذا رضي اللّه عن عبد ، قال : يا ملك الموت ، اذهب إلى فلان فأتني بروحه حسبي من عمله ، قد بلوته فوجدته حيث أحبّ ، فينزل ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم قضبان الرياحين وأصول الزعفران ، كلّ واحد منهم يبشّره ببشارة سوى بشارة صاحبه ، ويقوم الملائكة صفّين لخروج روحه ، معهم الرياحين ، فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على رأسه ثمّ صرخ ، فيقول له جنوده : ما لك يا سيّدنا؟ فقال : أما ترون ما أعطي هذا العبد من الكرامة؟ أين كنتم عن هذا؟ قالوا : جهدنا به فلم يطعنا » (4).

ومنها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ أمير المؤمنين علیه السلام اشتكى عينه فعاده

ص: 331


1- « بحار الأنوار » 6 : 159 ، ح 19 ، نقلا عن « الخصال » 1 : 119 ، ح 108.
2- « بحار الأنوار » 6 : 159 ، ح 20 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 253 ، المجلس 51 ، ح 1 ؛ و « الكافي » 3 : 359 ، باب النوادر من كتاب الجنائز ، ح 32. والآيات في سورة القيامة 2. : 27 - 30.
3- « بحار الأنوار » 6 : 160 - 161 ، ح 26 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 275 ، باب تطهير المؤمن ، ح 538.
4- « بحار الأنوار » 6 : 161 ، ح 29 ، نقلا عن « جامع الأخبار » : 170 - 171 ، الفصل 136.

النبيّ صلی اللّه علیه و آله فإذا هو يصيح ، فقال له النبيّ صلی اللّه علیه و آله : أجزعا أم وجعا؟ فقال : يا رسول اللّه ، ما وجعت وجعا قطّ أشدّ منه ، فقال : إنّ ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر ، نزل ومعه عمود (1) من نار فنزع روحه به فتصيح جهنّم ، فاستوى عليّ علیه السلام جالسا ، فقال : هل يصيب ذلك أحدا من أمّتك؟ قال : نعم ، حاكم جائر ، وآكل مال اليتيم ظلما ، وشاهد زور (2) ».

ومنها : ما روي عن أبي جعفر علیه السلام : « إنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين بقبر فدعوا اللّه أن يجيبهم صاحب القبر أنّه كيف وجد طعم الموت؟ فخرج رجل أبيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب ، فقالوا : كيف وجدت طعم الموت؟ فقال لهم : لقد سكنت في قبري تسعا وتسعين سنة ما ذهب عنّي ألم الموت وكربه ، ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي » (3).

ومنها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه : « ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلاّ ويحضره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين علیه السلام والحسن والحسين علیهماالسلام فيرونه ويبشّرونه ، وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه » (4).

وعن أمير المؤمنين :

يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا (5)

ومنها : ما روي عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأهل بيته : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام وجميع الأئمّة علیهم السلام وجبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، فيقول

ص: 332


1- في المصدر « سفّود » بدل « عمود ».
2- « بحار الأنوار » 6 : 170 ، ح 46 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 253 ، باب النوادر من كتاب الجنائز ، ح 10.
3- « بحار الأنوار » 6 : 171 ، ح 48 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 260 ، ح 38.
4- « بحار الأنوار » 6 : 180 - 181 ، ح 8 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 265 ، ذيل الآية 30 - 31 من سورة فصّلت (41).
5- « بحار الأنوار » 6 : 181 ، نقلا عن « الأمالي » للمفيد : 7 ، المجلس 1 ، ح 3.

عليّ بن أبي طالب علیه السلام : يا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، إنّه كان ممّن يحبّنا ويتولاّنا فأحبّه ، فيقول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : يا جبرئيل ، إنّه كان ممّن يحبّ عليّا وذريّته فأحبّه ، وقال جبرئيل علیه السلام لميكائيل علیه السلام وإسرافيل مثل ذلك ، ثمّ يقولون جميعا لملك الموت : إنّه كان ممّن يحبّ محمّدا صلی اللّه علیه و آله ويتولّى عليّا وذرّيّته فارفق به ، فيقول ملك الموت : والذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمّدا صلی اللّه علیه و آله بالنبوّة وخصّه بالرسالة لأنا أرفق به من والد رفيق ، وأرفق من أخ شفيق.

ثمّ قام إليه ملك الموت ، فيقول : يا عبد اللّه ، أخذت فكاك رقبتك ، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك ، فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا ، ويفتح له باب الجنّة فينظر إليها فيقول له : هذا ما أعدّ اللّه لك وهؤلاء رفقاؤك ، أفتحبّ لقاءهم أو الرجوع إلى الدنيا؟ فيقول : يرجع حاجبيه إلى فوق من قوله : لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها ، ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه : يا أيّتها النفس المطمئنّة إلى محمّد ووصيّه والأئمّة من بعده ارجعي إلى ربّك راضية بالولاية مرضيّة بالثواب ، فادخلي في عبادي مع محمّد وأهل بيته ، وادخلي جنّتي غير مشوبة » (1).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام : « إنّ اللّه يأمر ملك الموت فيردّ نفس المؤمن ليهوّن عليه ويخرجها من أحسن وجهها ، فيقول الناس : لقد شدّد على فلان الموت ، وذلك تهوين من اللّه عزّ وجلّ عليه و [ قال : يصرف عنه ] (2) إذا كان ممّن سخط اللّه عليه أو ممّن أبغض اللّه أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم [ بمثل السفّود من الصوف المبلول ] (3) فيقول الناس : لقد هوّن على فلان الموت » (4).

وعنه علیه السلام : « إذا بلغت نفس أحدكم هذا ، قيل له : أمّا ما كنت تحزن من همّ الدنيا

ص: 333


1- « بحار الأنوار » 6 : 162 - 163 ، ح 31 ، نقلا عن « تفسير فرات الكوفي » 2 : 553 - 554 ، ح 708 ، ذيل الآية 27 - 30 من سورة الفجر (89).
2- الزيادة أضفناها من المصدرين.
3- الزيادة أضفناها من المصدرين.
4- « بحار الأنوار » 6 : 166 ، ح 35 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 135 ، باب إخراج روح المؤمن والكافر ، ح 1.

وحزنها فقد أمنت منه ، ويقال له : أمامك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ وفاطمة » (1).

وفي الآخر زيادة : « الحسن والحسين علیهماالسلام » (2).

وفي الآخر : « أمامك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله والأئمّة علیهم السلام » (3).

« ثمّ يسلّ نفسه سلاّ رفيقا ، ثمّ ينزل بكفنه من الجنّة وحنوط من الجنّة فيكفّن بذلك الكفن ويحنّط بذلك الحنوط ، ثمّ يكسى حلّة صفراء من حلل الجنّة ، فإذا وضع في قبره فتح اللّه بابا من أبواب الجنّة يدخل بها من روحها وريحانها ، ثمّ يقال له : نم نومة العروس على فراشها.

وأنّه يقول للمبغض : أبشر يا عدوّ اللّه بسخط اللّه عزّ وجلّ وعذابه والنار ، ثمّ يسلّ نفسه عنيفا ، ثمّ يوكّل بروحه ثلاثمائة شيطان كلّهم يبزق في وجهه ويتأذّى بروحه ، فإذا وضع في قبره ، فتح له باب من أبواب النار ، فيدخل عليه من قيحها ولهبها » (4).

إلى غير ذلك من الأخبار المتكاثرة الدالّة على حضور النبيّ والأئمّة علیهم السلام عند الموت.

والإيراد بأنّه خلاف الحسّ والعقل ؛ لأنّا لا نراهم ، مع أنّه يمكن موت آلاف من الناس في آن واحد في مشارق الأرض ومغاربها ، ولا يمكن حضور جسم واحد في زمان واحد في أمكنة متعدّدة ، مدفوع بأنّ اللّه قادر أن يحجبهم عن أبصارنا ؛ لضرب من المصلحة ، وأنّه يمكن حضورهم بجسد مثالي لطيف لا يراه غير المحتضر.

وعلى هذا يمكن أن تكون لهم أجساد مثاليّة كثيرة يتصرّفون فيها بالقدرة الكاملة التي أعطاهم اللّه ، وبها امتازوا عن سائر البشر ، فتدبّر.

ص: 334


1- « بحار الأنوار » 6 : 184 ، ح 17 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 280 ، باب الاغتباط عند الوفاة ، ح 552.
2- المصدرين السابقين.
3- « بحار الأنوار » 6 : 184 ، ذيل ح 18.
4- « بحار الأنوار » 6 : 198 - 199 ، ح 51 ، مقطع من الحديث المرويّ في « الكافي » 3 : 131 - 132 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 4.

فصل [4] : فيما ورد لبيان أحوال القبر والبرزخ وفيه أخبار كثيرة مضافا إلى الآيات :

منها : كقوله تعالى : ( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (1) الذي قيل في بيانه : إنّ البرزخ هو أمر بين أمرين ، هو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة (2).

وعن عليّ بن الحسين علیه السلام تفسيره : « بالقبر ، وإنّ لهم فيه لمعيشة ضنكا » (3).

وعن الصادق علیه السلام : « واللّه ما أخاف عليكم إلاّ البرزخ ، فأمّا إذا صار الأمر إلينا فنحن أولى بكم » (4).

وعنه علیه السلام : « البرزخ هو القبر » (5).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال : « لا يبقى ميّت في شرق ولا غرب ولا في برّ ولا في بحر إلاّ ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين علیه السلام بعد الموت ، يقولان للميت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟ » (6).

وعنه علیه السلام أنّه « قام على قبر رقيّة بنته فرفع يده تلقاء السماء ودمعت عيناه ، فسئل علیه السلام عن ذلك فقال : إنّي سألت ربّي أن يهب لي رقيّة من ضمّة القبر » (7).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) .

قال : في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) قال في الآخرة : ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ

ص: 335


1- المؤمنون (23) : 100.
2- « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 94 ، ذيل الآية 100 من سورة المؤمنون (23).
3- « بحار الأنوار » 6 : 159 ، ح 19 ، نقلا عن « الخصال » 1 : 119 ، ح 108.
4- « بحار الأنوار » 6 : 214 ، ح 2 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 94 ، ذيل الآية 100 من سورة المؤمنون (23).
5- « بحار الأنوار » 6 : 267 ، ح 116 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 242 ، باب ما ينطق به موضع القبر ، ح 3.
6- « بحار الأنوار » 6 : 216 ، ح 6.
7- « بحار الأنوار » 6 : 217 ، ح 10 ، نقلا عن « كتاب الزهد » : 87 ، باب المسألة في القبر ، ح 234.

* فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في الآخرة » (1).

وعن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : « ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم » (2).

وعن الصادق علیه السلام : « من مات بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين ، أعاذه اللّه من ضغطة القبر » (3).

وعن عليّ علیه السلام : « عذاب القبر يكون من النميمة والبول وعزب الرجل من أهله » (4).

وعن الصادق علیه السلام : « إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره ، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ، فيقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربّي اللّه ، ومحمّد نبيّي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان.

وإذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره ، وإنّه يقول : لو أنّ لي كرّة فأكون من المؤمنين ، ويقول : ارجعون لعلّي أعمل صالحا فيما تركت ، فتجيبه الزبانية : كلاّ إنّها كلمة أنت قائلها - وبعد السؤال وعدم القدرة على الجواب - يضربانه ضربة من عذاب اللّه ، ثمّ يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنّم » (5).

وعنه علیه السلام : « من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج والمساءلة في القبر ، والشفاعة » (6).

إلى غير ذلك من الأخبار الدالّة على أنّ سؤال القبر حقّ.

ص: 336


1- « بحار الأنوار » 6 : 217 ، ح 11 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 350 ، ذيل الآية 88 - 89 و 92 - 94 من سورة الواقعة (56).
2- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 16 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 434 ، المجلس 80 ، ح 2.
3- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 17 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 238 ، المجلس 47 ، ح 11.
4- « بحار الأنوار » 6 : 222 ، ح 21 ، نقلا عن « علل الشرائع » 1 : 360 ، باب العلّة التي من أجلها يكون عذاب القبر ، ح 2.
5- « بحار الأنوار » 6 : 222 - 223 ، ح 22 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 239 ، المجلس 48 ، ح 12.
6- « بحار الأنوار » 6 : 223 ، ح 23 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 242 ، المجلس 49 ، ح 5.

وعنه علیه السلام : « إنّ أطفال شيعتنا من المؤمنين تربّيهم فاطمة علیهاالسلام » (1).

وفي حديث المعراج أنّه « لمّا أسري بالنبيّ صلی اللّه علیه و آله مرّ على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال ، فقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال : هذا أبوك إبراهيم علیه السلام ، قال : فما هؤلاء الأطفال حوله؟ قال هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم » (2).

وعنه علیه السلام : « من مات يوم الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر » (3).

وعن أبي جعفر علیه السلام : « من مات ليلة الجمعة كتب اللّه له براءة من عذاب النار ، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار » (4).

وعن النّبيّ صلی اللّه علیه و آله : « من مات يوم الجمعة [ أو ليلة الجمعة ] رفع عذاب القبر عنه » (5).

وعنه علیه السلام من جعل معه الجريدة [ قال ] : « يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا » (6).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله أنّه قال لبعض أصحابه : « كيف أنت إذا أتاك فتّانا القبر؟ » فقال يا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : ما فتّانا القبر؟ قال : « ملكان فظّان غليظان ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، يطئان في أشعارهما ، ويحفران الأرض بأنيابهما فيسألانك » ، قال : وأنا على مثل هذه الحال؟ قال : « وأنت على مثل حالك هذه ، فقال : إذن أكفيهما » (7).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « إنّهم يسألون عن ولاية عليّ علیه السلام في قبورهم ، فلا يبقى ميّت في

ص: 337


1- « بحار الأنوار » 6 : 229 ، ح 34 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 332 ، ذيل الآية 21 من سورة الطور (52).
2- « بحار الأنوار » 6 : 229 ، ح 33 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 365 ، المجلس 69 ، ح 2.
3- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 36 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 131 ، باب ثواب يوم الجمعة ، ح 157.
4- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 37 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 133 ، باب من مات يوم الجمعة وليلتها ، ح 164.
5- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 38.
6- « بحار الأنوار » 6 : 215 ، ح 3 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 152 ، باب الجريدة ، ح 4.
7- « بحار الأنوار » 6 : 215 - 216 ، ح 5.

شرق ولا غرب ولا في برّ ولا في بحر إلاّ ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين علیه السلام بعد الموت ، يقولون للميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟ » (1).

وعن الصادق علیه السلام قال : « الجريدة تنفع المؤمن والكافر » (2).

وسأل زنديق الصادق علیه السلام عن مسائل إلى أن قال : أخبرني عن السراج إذا انطفأ أين يذهب نوره؟ قال : « يذهب فلا يعود ».

قال : فما أنكرت أن يكون الإنسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا كما لا يرجع ضوء السراج إليه إذا انطفأ؟ قال : « لم تصب القياس ، إنّ النار في الأجسام كامنة والأجسام قائمة بأعيانها كالحجر والحديد ، فإذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار يقتبس منها سراج له الضوء ، فالنار ثابتة في أجسامها ، والضوء ذاهب ، والروح جسم رقيق قد ألبس قالبا كثيفا ، وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت ، إنّ الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف ، وركّب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك هو يحييه بعد موته ، ويعيده بعد فنائه ».

قال : فأين الروح؟ قال : « في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث ».

فمن صلب أين روحه؟ قال : « في كفّ الملك الذي قبضها حتّى يودعها الأرض ».

قال : أفيتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال : « بل هو باق إلى يوم ينفخ في الصور. فعند ذلك تبطل الأشياء فتفنى ، فلا حسّ ولا محسوس ، ثمّ أعيدت الأشياء كما بدأها مدبّرها وذلك أربعمائة سنة يسبت فيها الخلق ، وذلك بين النفختين » (3).

ص: 338


1- المصدر السابق : 216 ، ح 6.
2- « بحار الأنوار » 6 : 216 ، ح 7 ، نقلا عن « الكافي » 3 : 151 ، باب الجريدة ، ح 1.
3- « بحار الأنوار » 6 : 216 ، ح 8 ، نقلا عن « الاحتجاج » 2 : 349 - 350.

أقول : تمام الخبر مشروح في كتاب الاحتجاجات (1).

اعلم : أنّه وردت في الكافي أخبار متعلّقة بهذا الباب ينبغي ذكرها وإن ذكر بعضها في الأصل ، فأقول : قال : باب أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه

[1] أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي محمّد الأنصاري ، قال : وكان خيّرا ، قال : حدّثني أبو اليقظان عمّار الأسدي ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لو أنّ مؤمنا أقسم على ربّه أن لا يميته ما أماته أبدا ، ولكن إذا حضر أجله بعث اللّه عزّ وجلّ إليه ريحين : ريحا يقال لها : المنسية ، وريحا يقال لها : المسخيّة. فأمّا المنسية فإنّها تنسيه أهله وماله ، وأمّا المسخيّة فإنّها تسخّي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند اللّه » (2).

[2] عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : جعلت فداك يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : « لا ، واللّه إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك ، فيقول له ملك الموت : يا وليّ اللّه ، لا تجزع ، فو الذي بعث محمّدا صلی اللّه علیه و آله لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك ، افتح عينيك فانظر.

قال : ويمثّل له رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيّتهم علیهم السلام فيقال له : هذا رسول اللّه وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة علیهم السلام رفقاؤك. قال : فيفتح عينيه ، فينظر ، فينادي روحه مناد من قبل ربّ العزة فيقول : يا أيّتها النفس المطمئنّة - إلى محمّد صلی اللّه علیه و آله وأهل بيته علیهم السلام - ارجعي إلى ربّك

ص: 339


1- راجع « الاحتجاج » 2 : 336 - 352 ، احتجاج أبي عبد اللّه علیه السلام على الزنادقة.
2- « الكافي » 3 : 127 ، باب أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه ، ح 1.

راضية - بالولاية - مرضيّة - بالثواب - فادخلي في عبادي - يعني محمّدا صلی اللّه علیه و آله وأهل بيته علیهم السلام - وادخلي جنّتي - فما شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي » (1). باب ما يعاين المؤمن والكافر

[1] عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة ، عن أبيه قال : قال لي أبو عبد اللّه علیه السلام : « يا عقبة ، لا يقبل اللّه من العباد يوم القيامة إلاّ هذا الأمر الذي أنتم عليه ، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرّ به عينه إلاّ أن تبلغ نفسه إلى هذه ».

ثمّ أهوى بيده إلى الوريد ثمّ اتّكأ ، وكان معي المعلّى فغمزني أن أسأله ، فقلت :

يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فإذا بلغت نفسه هذه أيّ شيء يرى؟ فقلت له بضع عشرة مرّة : أيّ شيء؟

فقال في كلّها : « يرى » ولا يزيد عليها. ثمّ جلس في آخرها ، فقال : « يا عقبة » فقلت : لبّيك وسعديك ، فقال : « أبيت إلاّ أن تعلم؟ » فقلت : نعم يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، إنّما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك ، كيف لي بك يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، كلّ ساعة؟ وبكيت ، فرقّ لي ، فقال : « يراهما واللّه » ، فقلت : بأبي وأمّي من هما؟

قال : « ذلك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام ، يا عقبة ، لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتّى تراهما » ، قلت : فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ فقال : « لا ، يمضي أمامه إذا نظر إليهما مضى أمامه ».

فقلت له : يقولان شيئا؟ قال : « نعم ، يدخلان جميعا على المؤمن ، فيجلس رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عند رأسه وعليّ علیه السلام عند رجليه فيكبّ عليه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيقول :

ص: 340


1- المصدر السابق : 127 - 128 ، ح 2.

يا وليّ اللّه أبشر ، أنا رسول اللّه ، إنّي خير لك ممّا تركت من الدنيا. ثمّ ينهض رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيقوم عليّ علیه السلام حتّى يكبّ عليه ، فيقول : يا وليّ اللّه أبشر ، أنا عليّ بن أبي طالب علیه السلام الذي كنت تحبّه ، أما لأنفعنّك ».

ثمّ قال : « إنّ هذا في كتاب اللّه عزّ وجلّ » ، فقلت : أين - جعلني اللّه فداك - هذا من كتاب اللّه؟ قال : « في يونس قول اللّه عزّ وجلّ هاهنا : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (1) » (2).

[2] عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمارة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد اللّه علیه السلام : « إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ومن شاء اللّه ، فجلس رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عن يمينه والآخر عن يساره ، فيقول له رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : أمّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك ، وأمّا ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ، ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة ، فيقول : هذا منزلك من الجنّة ، فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضّة ، فيقول : لا حاجة لي في الدنيا ، فعند ذلك يبيضّ لونه ويرشح جبينه ، وتقلّص شفتاه ، وتنتشر منخراه ، وتدمع عينه اليسرى ، فأيّ هذه العلامات رأيت فاكتف بها ، فإذا خرجت النفس من البدن فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد ، فتختار الآخرة فتغسّله فيمن يغسّله ، وتقلّبه فيمن يقلّبه. فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ، ويبشّرونه بما أعدّ اللّه له جلّ ثناؤه من النعيم. فإذا وضع في قبره ردّ إليه الروح إلى وركيه ، ثمّ يسأل عمّا يعلم. فإذا جاء بما يعلم فتح اللّه له ذلك الباب الذي أراه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فيدخل عليه من نورها ، وضوئها ، وبردها ، وطيب ريحها ».

ص: 341


1- يونس (10) : 62 - 63.
2- « الكافي » 3 : 128 - 129 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 1.

قال : قلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال : « هيهات ، ما على المؤمنين منها شيء ، واللّه إنّ هذه الأرض لتفتخر على هذه ، فيقول : وطئ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن ، وتقول له الأرض : واللّه لقد كنت أحبّك وأنت تمشي على ظهري ، فأمّا إذا ولّيتك فستعلم ما ذا أصنع بك ، فتفسح له مدّ بصره » (1).

[3] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار ، أنّه حضر أحد ابني سابور ، وكان لهما فضل وورع وإخبات فمرض أحدهما - ولا أحسبه إلاّ زكريّا بن سابور - قال : فحضرته عند موته ، فبسط يده ، ثمّ قال : ابيضّت يدي يا عليّ ، قال : فدخلت على أبي عبد اللّه علیه السلام وعنده محمّد بن مسلم قال : فلمّا قمت من عنده ظننت أنّ محمّدا يخبره بخبر الرجل ، فأتبعني برسول ، فرجعت إليه ، فقال : « أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند موته أيّ شيء سمعته يقول؟ » ، قال : قلت بسط يده ، ثمّ قال : ابيضّت يدي يا عليّ ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « واللّه رآه ، واللّه رآه ، واللّه رآه » (2).

[4] محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان عن عمّار بن مروان قال : حدّثني من سمع أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « منكم واللّه يقبل ، ولكم واللّه يغفر ، إنّه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرّة العين إلاّ أن تبلغ نفسه هاهنا » وأومأ بيده إلى حلقه.

ثمّ قال : « إنّه إذا كان ذلك واحتضر ، حضره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام وجبرئيل وملك الموت علیهماالسلام ، فيدنو منه عليّ علیه السلام ، فيقول : يا رسول اللّه ، إنّ هذا كان يحبّنا أهل البيت فأحبّه ، ويقول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : يا جبرئيل ، إنّ هذا كان يحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه. ويقول جبرئيل لملك الموت : إنّ هذا كان يحبّ اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه وارفق به فيدنو منه ملك الموت ، فيقول :

ص: 342


1- « الكافي » 3 : 129 - 130 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 2.
2- المصدر السابق : 130 - 131 ، ح 3.

يا عبد اللّه ، أخذت فكاك رقبتك ، أخذت أمان براءتك ، تمسّكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟

قال : فيوفّقه اللّه عزّ وجلّ ، فيقول : نعم ، فيقول : وما ذاك؟ فيقول : ولاية عليّ بن أبي طالب علیه السلام فيقول : صدقت ، أمّا الذي كنت تحذره فقد آمنك اللّه منه ، وأمّا الذي كنت ترجوه فقد أدركته ، أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ وفاطمة علیهماالسلام ثمّ يسلّ نفسه سلاّ رفيقا ، ثمّ ينزل بكفنه من الجنّة ، وحنوطه من الجنّة بمسك أذفر ، فيكفّن بذلك الكفن ، ويحنّط بذلك الحنوط ، ثمّ يكسى حلّة صفراء من حلل الجنّة. فإذا وضع في قبره ، فتح له باب من أبواب الجنّة يدخل عليه من روحها وريحانها ، ثمّ يفسح له عن أمامه مسيرة شهر ، وعن يمينه وعن يساره ، ثمّ يقال له : نم نومة العروس على فراشها ، أبشر بروح وريحان وجنّة نعيم وربّ غير غضبان.

ثمّ يزور آل محمّد صلی اللّه علیه و آله في جنان رضوى ، فيأكل معهم من طعامهم ، ويشرب معهم من شرابهم ، ويتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت علیهم السلام فإذا قام قائمنا بعثهم اللّه فأقبلوا معه يلبّون زمرا زمرا ، وعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المخلّون ، وقليل ما يكونون ، هلكت المحاضير ، ونجا المقرّبون من أجل ذلك. قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لعليّ علیه السلام : أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السّلام.

وإذا احتضر الكافر حضره رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام وجبرئيل وملك الموت علیهماالسلام ، فيدنو منه عليّ علیه السلام فيقول : يا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : إنّ هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه ، ويقول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : يا جبرئيل ، إنّ هذا كان يبغض اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه ، فيقول جبرئيل : يا ملك الموت ، إنّ هذا كان يبغض اللّه ورسوله وأهل بيت رسوله ، فأبغضه واعنف عليه ، فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبد اللّه ، أخذت فكاك رهانك ، أخذت أمان براءتك ، تمسّكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا؟ فيقول : لا ، فيقول : أبشر يا عدوّ اللّه ، بسخط اللّه عزّ وجلّ وعذابه والنار ، أمّا الذي كنت تحذره فقد نزل بك ، ثمّ يسلّ نفسه سلاّ عنيفا ، ثمّ يوكّل بروحه ثلاثمائة شيطان كلّهم يبزق

ص: 343

في وجهه ويتأذّى بروحه. فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار ، فيدخل عليه من قيحها ولهيبها » (1).

[5] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم ، قال : قلت لأبي جعفر علیه السلام : حدّثني صالح بن ميثم ، عن عباية الأسدي أنّه سمع عليّا علیه السلام يقول : « واللّه لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلاّ رآني عند موته حيث يكره ، ولا يحبّني عبد أبدا فيموت على حبّي إلاّ رآني عند موته حيث يحبّ ». فقال أبو جعفر علیه السلام : « نعم ، ورسول اللّه صلی اللّه علیه و آله باليمين » (2).

[6] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور ، قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول في الميّت : « تدمع عينه عند الموت - فقال : - ذلك عند معاينة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيرى ما يسرّه - ثمّ قال : - أما ترى الرجل يرى ما يسرّه وما يحبّ فتدمع عينه لذلك ويضحك » (3).

[7] حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن غير واحد عن أبان بن عثمان ، عن عامر بن عبد اللّه بن جذاعة ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : سمعته يقول : « إنّ النفس إذا وقعت في الحلق أتاه ملك فقال له : يا هذا - أو يا فلان - أمّا كنت ترجو فأيس منه ، وهو الرجوع إلى الدنيا ، وأمّا ما كنت تخاف فقد أمنت منه » (4).

[8] أبان بن عثمان ، عن عقبة أنّه سمع أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى ». قلت : جعلت فداك وما يرى؟ قال :

« يرى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فيقول له رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : أنا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أبشر ، ثمّ يرى

ص: 344


1- « الكافي » 3 : 131 - 132 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 4.
2- المصدر السابق : 132 - 133 ، ح 5.
3- المصدر السابق : 133 ، ح 6.
4- المصدر السابق ، ح 7.

عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فيقول : أنا عليّ بن أبي طالب الذي كنت تحبّه ، تحبّ أن أنفعك اليوم؟ ».

قال : قلت له : أيكون أحد من الناس يرى هذا ، ثمّ يرجع إلى الدنيا؟ قال : قال : « لا ، إذا رأى هذا أبدا مات ، وأعظم ذلك » ، قال : « وذلك في القرآن قول اللّه عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللّهِ ) (1) » (2).

[9] عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور ، قال : كان خطّاب الجهني خليطا لنا ، وكان شديد النصب لآل محمّد صلی اللّه علیه و آله ، وكان يصحب نجدة الحروريّة ، قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقيّة ، فإذا هو مغمى عليه في حدّ الموت ، فسمعته يقول : ما لي ولك يا عليّ؟

فأخبرت بذلك أبا عبد اللّه علیه السلام ، فقال أبو عبد اللّه علیه السلام : « رآه وربّ الكعبة ، رآه وربّ الكعبة » (3).

[10] سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الحميد بن عوّاض ، قال سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إذا بلغت نفس أحدكم هذه ، قيل له : أمّا ما كنت تحذر من همّ الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ، ويقال له : رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وعليّ علیه السلام وفاطمة علیهاالسلام أمامك » (4).

[11] عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول : « إنّ آية المؤمن إذا حضره الموت يبيضّ وجهه أشدّ من بياض لونه ، ويرشح جبينه ، ويسيل من عينه

ص: 345


1- يونس (10) : 62 - 63.
2- « الكافي » 3 : 133 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 8.
3- المصدر السابق : 133 - 134 ، ح 9.
4- المصدر السابق : 134 ، ح 10.

كهيئة الدموع ، فيكون ذلك خروج نفسه. وإنّ الكافر تخرج نفسه سلاّ من شدقه (1) كزبد البعير ، أو كما تخرج نفس البعير » (2).

[12] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللّه علیه السلام ، قال : قلت : أصلحك اللّه ، من أحبّ لقاء اللّه أحبّ اللّه لقاءه ، ومن أبغض لقاء اللّه أبغض اللّه لقاءه؟ قال : « نعم ».

قلت : فو اللّه إنّا لنكره الموت ، فقال : « ليس ذلك حيث تذهب إنّما ذلك عند المعاينة ، إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم ، واللّه تعالى يحبّ لقاءه وهو يحبّ لقاء اللّه حينئذ ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء اللّه وهو يبغض لقاءه » (3).

[13] أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي المستهلّ ، عن محمّد بن حنظلة ، قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك؟ قال : « وما هو؟ » قلت : زعموا أنّه كان يقول : « أغبط ما يكون امرؤ بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه ».

فقال : « نعم ، إذا كان ذلك أتاه نبيّ اللّه صلی اللّه علیه و آله وأتاه عليّ علیه السلام وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت علیهماالسلام ، فيقول ذلك الملك لعليّ علیه السلام : يا عليّ ، إنّ فلانا كان مواليا لك ولأهل بيتك ، فيقول : نعم ، كان يتولاّنا ويتبرّى من عدوّنا ، فيقول ذلك نبيّ اللّه صلی اللّه علیه و آله لجبرئيل ، فيرفع ذلك جبرئيل علیه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ » (4).

[14] وعنه ، عن صفوان ، عن جارود بن المنذر ، قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول :

ص: 346


1- الشدق : جانب الفم. كذا في « لسان العرب » 10 : 1. « ش د ق ».
2- « الكافي » 3 : 134 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 11.
3- المصدر السابق ، ح 12.
4- المصدر السابق : 134 - 135 ، ح 13.

« إذا بلغت نفس أحدكم هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - قرّت عينه » (1).

[15] محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام قوله عزّ وجلّ : ( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) - إلى قوله : - ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (2) فقال : « إنّها إذا بلغت الحلقوم ، ثمّ أري منزله من الجنّة ، فيقول : ردّوني إلى الدنيا حتّى أخبر أهلي بما أرى ، فيقال له : ليس إلى ذلك سبيل » (3).

[16] سهل بن زياد ، عن غير واحد من أصحابنا قال : قال : « إذا رأيت الميّت قد شخص ببصره ، وسالت عينه اليسرى ، ورشح جبينه ، وتقلّصت شفتاه ، وانتشرت منخراه فأيّ شيء رأيت من ذلك فحسبك بها ».

وفي رواية أخرى : « وإذا ضحك أيضا فهو من الدلالة » ، قال : « وإذا رأيته قد خمص وجهه وسالت عينه اليمنى فاعلم أنّه » (4). باب إخراج روح المؤمن والكافر

[1] عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إدريس القمّي ، قال : سمعت أبا عبد اللّه علیه السلام يقول : « إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمر ملك الموت فيردّ نفس المؤمن ليهوّن عليه ويخرجها من أحسن وجهها ، فيقول الناس : لقد شدّد على فلان الموت ، وذلك تهوين من اللّه عزّ وجلّ عليه ، وقال : يصرف عنه إذا كان ممّن سخط اللّه عليه ، أو ممّن أبغض اللّه أمره أن يجذب الجذبة التي بلغتكم بمثل السفّود من الصوف المبلول ، فيقول الناس : لقد هوّن اللّه على فلان الموت » (5).

ص: 347


1- « الكافي » 3 : 135 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 14.
2- الواقعة (56) : 83 - 87.
3- « الكافي » 3 : 135 ، باب ما يعاين المؤمن والكافر ، ح 15.
4- المصدر السابق ، ح 16.
5- المصدر السابق : 135 - 136 ، باب إخراج روح المؤمن والكافر ، ح 1.

[2] عنه ، عن يونس ، عن الهيثم بن واقد ، عن رجل ، عن أبي عبد اللّه علیه السلام ، قال : « دخل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه ، فقال : يا ملك الموت ، ارفق بصاحبي فإنّه مؤمن ، فقال : أبشر يا محمّد صلی اللّه علیه و آله ، فإنّي بكلّ مؤمن رفيق ، واعلم يا محمّد صلی اللّه علیه و آله ، أنّي أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول : ما هذا الجزع؟ فو اللّه ما تعجّلناه قبل أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب ، فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا ، وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا. واعلموا أنّ لنا فيكم عودة ثمّ عودة ، فالحذر الحذر ، إنّه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلاّ وأنا أتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات ، ولأنا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ، ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتّى يأمرني ربّي بها ، فقال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : إنّما يتصفّحهم في مواقيت الصلاة ، فإن كان ممّن يواظب عليها عند مواقيتها لقّنه شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ونحّى عنه ملك الموت إبليس » (1).

[3] عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفر علیه السلام قال : « حضر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله رجلا من الأنصار وكانت له حالة حسنة عند رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فحضره عند موته ، فنظر إلى ملك الموت عند رأسه ، فقال له رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : ارفق بصاحبي فإنّه مؤمن ، فقال له ملك الموت : يا محمّد ، طب نفسا وقرّ عينا ، فإنّي بكلّ مؤمن رفيق شفيق.

واعلم يا محمّد ، إنّي لأحضر ابن آدم عند قبض روحه ، فإذا قبضته صرخ صارخ من أهله عند ذلك فأتنحّى في جانب الدار ومعي روحه فأقول لهم : واللّه ما ظلمناه ، ولا سبقنا به أجله ، ولا استعجلنا به قدره ، وما كان لنا في قبض روحه من ذنب ، فإن ترضوا بما صنع اللّه به وتصبروا تؤجروا وتحمدوا ، وإن تجزعوا وتسخطوا تأثموا

ص: 348


1- المصدر السابق : 136 ، ح 2.

وتوزروا ومالكم عندنا من عتبى ، وإنّ لنا عندكم أيضا لبقيّة وعودة ، فالحذر الحذر ، فما من أهل بيت مدر ولا شعر في برّ ولا بحر إلاّ وأنا أتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات عند مواقيت الصلاة حتّى لأنا أعلم منهم بأنفسهم.

ولو أنّي يا محمّد ، أردت قبض نفس بعوضة ما قدرت على قبضها حتّى يكون اللّه عزّ وجلّ هو الآمر بقبضها ، وإنّي لملقّن المؤمن عند موته شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ومحمّد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » (1).

فلنرجع عنان الكلام إلى بيان ما ذكر في البحار فأقول : فيه أخبار :

منها : [ ما ] روي عن الصادق علیه السلام أنّه علیه السلام يقول : « ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) قال : في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) قال : في الآخرة ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ) في القبر ( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) في الآخرة » (2).

وعنه علیه السلام : « البرزخ القبر ، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة » (3).

وعن الكاظم علیه السلام : « واللّه ما يخاف عليكم إلاّ البرزخ » (4).

وعن عليّ علیه السلام : « يا عباد اللّه ، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت ، القبر فاحذروا ظلمته وضيقه وضنكه وغربته. إنّ القبر يقول كلّ يوم : أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوام.

والقبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران.

إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض : مرحبا وأهلا قد كنت ممّن أحبّ أن يمشي على ظهري ، فإذا ولّيتك فستعلم كيف أصنع بك ، فتتّسع له مدّ البصر.

وإنّ الكافر إذا دفن قالت له الأرض : لا مرحبا ولا أهلا لقد كنت من أبغض من

ص: 349


1- « الكافي » 3 : 136 - 137 ، باب إخراج روح المؤمن والكافر ، ح 3.
2- « بحار الأنوار » 6 : 217 ، ح 11.
3- « بحار الأنوار » 6 : 218 ، ح 12 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 1 : 19 ، مقدّمة المصنّف.
4- « بحار الأنوار » 6 : 218 ، ح 12 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 1 : 20.

يمشي على ظهري ، فإذا ولّيتك فستعلم كيف أصنع بك ، فتضمّه حتّى تلتقي أضلاعه. وإنّ المعيشة الضنك التي حذّر اللّه بها عدوّه عذاب القبر ، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسع وتسعين تنّينا ، فينهشن لحمه ، ويكسرن عظمه ، يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنّينا منها نفخت في الأرض لم ينبت زرعا.

يا عباد اللّه ، إنّ أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا ، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم وأنفسكم ممّا لا طاقة لكم به ، ولا صبر لكم عليه ، فاعملوا بما أحبّ اللّه ، واتركوا ما كره اللّه » (1).

وعن النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « إنّ سعد بن معاذ قد أصابته ضمّة ؛ لأنّه كان في خلقه مع أهله سوء » (2).

وعنه صلی اللّه علیه و آله : « مرّ عيسى بن مريم علیه السلام بقبر يعذّب صاحبه ، ثمّ مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذّب ، فقال : يا ربّ ، مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ، ثمّ مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب؟ فأوحى اللّه عزّ وجلّ إليه : يا روح اللّه ، أنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا ، وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه » (3).

وعن الصادق علیه السلام : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ضغطة القبر للمؤمن كفّارة لما كان منه من تضييع النعم » (4).

وعن الصادق علیه السلام : « من مات بين زوال الشمس يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة من المؤمنين أعاذه اللّه من ضغطة القبر » (5).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام أنّه قال : « أقعد رجل من الأخيار في قبره ، فقيل له : إنّا

ص: 350


1- « بحار الأنوار » 74 : 390 - 391 ، ح 11 ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : 28 ، المجلس 1 ، ح 31.
2- « بحار الأنوار » 6 : 220 ، ح 14 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 315 ، المجلس 61 ، ح 2.
3- « بحار الأنوار » 6 : 220 ، ح 15 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق ، المجلس 77 ، ح 8.
4- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 16 ، نقلا عن « ثواب الأعمال » : 234 ، ثواب ضغطة القبر للمؤمن ؛ و « الأمالي » للصدوق : 434 ، المجلس 80 ، ح 2.
5- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 17 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 231 ، المجلس 47 ، ح 11.

جالدوك مائة جلدة من عذاب اللّه ، فقال : لا أطيقها ، فلم يزالوا به حتّى انتهوا إلى جلدة واحدة ، فقالوا : ليس منها بدّ قال : فبما تجلدونيها؟ قالوا : نجلدك ؛ لأنّك صلّيت يوما بغير وضوء ، ومررت على ضعيف فلم تنصره ، قال : فجلدوه جلدة من عذاب اللّه عزّ وجلّ فامتلأ قبره نارا » (1).

وعن الصادق علیه السلام أنّه : « خاطب رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قبر سعد فمسحه بيده واختلج بين كتفيه. فقيل له : يا رسول اللّه ، رأيناك خاطبت واختلج بين كتفيك وقلت : سعد يفعل به هذا؟ فقال : إنّه ليس من مؤمن إلاّ وله ضمّة » (2).

وسئل الصادق علیه السلام عمّا يلقى صاحب القبر ، فقال : « إنّ ملكين يقال لهما : منكر ونكير يأتيان صاحب القبر فيسألانه عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فيقولان : ما تقول في هذا الرجل الذي خرج فيكم؟ فيقول : من هو؟ فيقولان : الذي كان يقول : إنّه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أحقّ ذلك ، قال : فإذا كان من أهل الشكّ قال : ما أدري قد سمعت الناس يقولون ، فلست أدري أحقّ ذلك أم كذب ، فيضربانه ضربة يسمعها أهل السماوات وأهل الأرض إلاّ المشركين. وإذا كان متيقّنا فإنّه لا يفزع ، فيقول : أعن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله تسألانني؟ فيقولان : أتعلم أنّه رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيقول : أشهد أنّه رسول اللّه حقّا جاء بالهدى ودين الحقّ ، قال : فيرى مقعده من الجنّة ، ويفسح له عن قبره ، ثمّ يقولان له : نم نومة ليس فيها حلم في أطيب ما يكون النائم » (3).

وعن عليّ علیه السلام أنّه : « عذاب القبر يكون من النميمة ، والبول ، وعزب الرجل من أهله » (4).

ص: 351


1- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 18 ، نقلا عن « علل الشرائع » 1 : 159 ، باب العلّة التي من أجلها يكون عذاب القبر ، ح 1.
2- « بحار الأنوار » 6 : 221 ، ح 19.
3- المصدر السابق ، ح 20.
4- « بحار الأنوار » 6 : 222 ، ح 21 ، نقلا عن « علل الشرائع » 1 : 359 ، ح 2.

وعن موسى بن جعفر عن أبيه علیهماالسلام قال : « إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره ، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ، فيقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : ربّي اللّه ، ومحمّد نبيّي ، والإسلام ديني ، فيفسحان له في قبره مدّ بصره ، ويأتيانه بالطعام من الجنّة ، ويدخلان عليه الروح والريحان ، وذلك قوله عزّ وجلّ : ( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) ، يعني في قبره ( وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (1) ، يعني في الآخرة.

ثمّ قال علیه السلام : إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره ، وإنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلاّ الثقلان ويقول : ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) ، ويقول : ( ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ ) ، فتجيبه الزبانية : ( كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) (2) ويناديهم ملك : لو ردّ لعاد لما نهي عنه. فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ، ثم يقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب ، فيضربانه ضربة من عذاب اللّه يذعر لها كلّ شيء ، ثمّ يقولان له : من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول : لا أدري ، فيقولان له : لا دريت ولا هديت ولا أفلحت ، ثمّ يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنّم ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : ( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (3) ، يعني في الآخرة » (4).

وعن الصادق علیه السلام : « من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساءلة في القبر ، والشفاعة » (5).

ص: 352


1- الواقعة (56) : 88 - 89.
2- المؤمنون (23) : 99 - 100.
3- الواقعة (56) : 92 - 94.
4- « بحار الأنوار » 6 : 222 - 223 ، ح 22 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 239 ، المجلس 48 ، ح 12.
5- « بحار الأنوار » 6 : 223 ، ح 23 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 242 ، المجلس 49 ، ح 5.

وعن عليّ بن الحسين علیه السلام إنّه كان يقول في كلّ جمعة في مسجد الرسول صلی اللّه علیه و آله : « أيّها الناس اتّقوا اللّه ، واعلموا أنّكم إليه ترجعون ، فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا ، وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذّركم اللّه نفسه (1).

ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه ، ابن آدم إنّ أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ، ويوشك أن يدركك وكأن قد أوفيت أجلك ، وقبض الملك روحك ، وصرت إلى منزل وحيدا فردّ إليك روحك ، واقتحم عليك فيه ملكاك : منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك ، ألا وإنّ أوّل ما يسألانك ، عن ربّك الذي كنت تعبده ، وعن نبيّك الذي أرسل إليك ، وعن دينك الذي كنت تدين به ، وعن كتابك الذي كنت تتلوه ، وعن إمامك الذي كنت تتولاّه ، ثمّ عن عمرك فيما أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته ، فخذ حذرك ، وانظر لنفسك ، وأعدّ للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار ، فإن تك مؤمنا تقيّا عارفا بدينك متّبعا للصادقين مواليا لأولياء اللّه ، لقّاك اللّه حجّتك ، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب ، فبشّرت بالجنّة والرضوان من اللّه - تبارك وتعالى - والخيرات الحسان ، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان. وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ، ودحضت حجّتك ، وعميت عن الجواب ، وبشّرت بالنار ، واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم ، وتصلية جحيم » (2).

قال في البحار : « أقول : تمامه في أبواب المواعظ » (3).

وعن الصادق علیه السلام : « إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن يساره ، والبرّ مظلّ عليه ، ويتنحّى الصبر ناحية - قال : - فإذا دخل عليه الملكان

ص: 353


1- اقتباس من الآية 30 من سورة آل عمران (3).
2- « بحار الأنوار » 6 : 223 - 224 ، ح 24 ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : 407 - 408 ، المجلس 76 ، ح 1.
3- « بحار الأنوار » 6 : 224.

اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة والزكاة والبرّ : دونكم صاحبكم ، فإن عجزتم عنه فأنا دونه » (1).

وعن الصادق علیه السلام : « من مات يوم الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر » (2).

وعن الباقر علیه السلام قال : « من مات ليلة الجمعة كتب اللّه له براءة من عذاب النار ، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار » (3).

وقال أبو جعفر علیه السلام : « بلغني أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله قال : من مات يوم الجمعة [ أو ليلة الجمعة ] (4) رفع عذاب القبر عنه » (5).

وعن الصادق علیه السلام أنّه يقول : « إنّ أمير المؤمنين عليّا علیه السلام كانت له خئولة في بني مخزوم ، وإنّ شابّا منهم أتاه ، فقال : يا خالي ، إنّ أخي وابن أبي مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا قال : فتشتهي أن تراه قال : نعم ، قال : فأرني في قبره ، فخرج ومعه برد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله السحاب ، فلمّا انتهى إلى القبر تململت شفتاه ، ثمّ ركضه برجله ، فخرج من قبره وهو يقول : رميكا - بلسان الفرس - فقال له عليّ علیه السلام : ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال : بلى ، ولكنّا متنا على سنّة فلان وفلان فانقلبت ألسنتنا » (6).

وعن الصادق علیه السلام : « إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم ، أصعد اللّه بأرواحهم إليه فمن قضي له عليه بالموت ، جعله في رياض الجنّة [ في ] كنوز رحمته ونور عزّته ، وإن لم يقدّر عليها الموت بعث بها مع أمنائه من الملائكة إلى الأبدان » (7).

وعنه علیه السلام ذكر الأرواح ، أرواح المؤمنين ، فقال: « يلتقون » ، قلت: يلتقون؟ قال :

ص: 354


1- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 35 ، نقلا عن « ثواب الأعمال » : 203 - 204 ، باب ثواب الصلاة والزكاة ...
2- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 36 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 131 ، ثواب يوم الجمعة ، ح 157.
3- «بحار الأنوار» 6 : 230 ، ح 37 ، نقلا عن « المحاسن»: 133 ، ثواب من مات يوم الجمعة ، ح 164.
4- الزيادة أضفناها من المصدر.
5- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 38 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 133 ، ثواب من مات يوم الجمعة ، ذيل ح 164.
6- « بحار الأنوار » 6 : 230 ، ح 39 ، نقلا عن « بصائر الدرجات » : 273 ، باب أنّ الأئمّة أحيوا الموتى ، ح 3.
7- « بحار الأنوار » 6 : 234 ، ح 47 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 284 - 285 ، باب أرواح المؤمنين ، ح 560.

« نعم ، ويتساءلون ويتعارفون حتّى إذا رأيته قلت : فلان » (1).

وعن إبراهيم بن إسحاق قال : قلت لأبي عبد اللّه علیه السلام : أين أرواح المؤمنين؟ فقال : « أرواح المؤمنين في حجرات في الجنّة يأكلون من طعامها ، ويشربون من شرابها ، ويتزاورون فيها ، ويقولون : ربّنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا قال : قلت : فأين أرواح الكفّار؟ فقال : في حجرات النار يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ، ويتزاورون فيها ، ويقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا » (2).

وعن أبي بصير عن أحدهما علیهماالسلام قال : « إذا مات العبد المؤمن ، دخل معه في قبره ستّ صور : فيهنّ صورة أحسنهنّ وجها ، وأبهاهنّ هيئة ، وأطيبهنّ ريحا ، وأنظفهنّ صورة. قال : فتقف صورة عن يمينه ، وأخرى عن يساره ، وأخرى عن بين يديه ، وأخرى خلفه ، وأخرى عند رجليه ، وتقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه. فإن أتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ، ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الستّ. قال : فتقول أحسنهنّ صورة : ومن أنتم جزاكم اللّه عنّي؟ فتقول التي عن يمين العبد : أنا الصلاة ، وتقول التي عن يساره : أنا الزكاة ، وتقول التي بين يديه : أنا الصيام ، وتقول التي خلفه : أنا الحجّ والعمرة ، وتقول التي عند رجليه : أنا برّ من وصلت من إخوانك ، ثمّ يقلن : من أنت؟ فأنت أحسننا وجها ، وأطيبنا ريحا ، وأبهانا هيئة ، فتقول : أنا الولاية لآل محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين » (3).

وعن عبد اللّه بن طلحة قال : سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن الوزغ ، قال : « هو الرجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل ، يعني شكرا ، وقال : إنّ أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدّثه ، فإذا هو الوزغ يولول (4) بلسانه ، فقال أبي علیه السلام للرجل : أتدري ما يقول هذا

ص: 355


1- « بحار الأنوار » 6 : 234 ، ح 48 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 285 ، باب أرواح المؤمنين ، ح 562.
2- المصدرين السابقين.
3- « بحار الأنوار » 6 : 234 - 235 ، ح 50 ، نقلا عن « المحاسن » : 448 - 449 ، باب الشرائع ، ح 36.
4- يولول ، أي : يصوّت ، كما في « مجمع البحرين » 5 : 495 « ول ول ».

الوزغ؟ قال الرجل : لا أعلم ما يقول : قال : فإنّه يقول : لئن ذكرت عثمان لأسبّنّ عليّا ، وقال : إنّه ليس يموت من بني أميّة ميّت إلاّ مسخ وزغا.

وقال علیه السلام : « إنّ عبد الملك لمّا نزل به الموت مسخ وزغا ، فكان عنده ولده ولم يدروا كيف يصنعون ، وذهب ثمّ فقدوه ، فأجمعوا على أن أخذوا جذعا فصنعوه هيئة رجل ، ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع ، ثمّ كفّنوه في الأكفان لم يطّلع عليه أحد من الناس » (1).

وعن زيد الشحّام قال سئل أبو عبد اللّه علیه السلام عن عذاب القبر قال : « إنّ أبا جعفر علیه السلام حدّثنا أنّ رجلا أتى سلمان الفارسي ، فقال : حدّثني ، فسكت عنه ، ثمّ عاد فسكت ، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ ) (2) ، فقال له : أقبل إنّا لو وجدنا أمينا لحدّثنا ، ولكن أعدّ لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فسألاك عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، فإن شككت أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة معهما تصير منه رمادا ، قال : فقلت : ثمّ مه؟ قال : تعود ثمّ تعذّب ، قلت : وما منكر ونكير؟ قال هما قعيدا القبر ، قلت : أملكان يعذّبان الناس [ في قبورهم ] فقال : نعم » (3).

وعن الإمام الباقر علیه السلام في تفسير قوله تعالى : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (4) ، أنّه : « قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لكفّار قريش واليهود : كيف تكفرون باللّه الذي دلّكم على طرق الهدى وجنّبكم إن أطعتموه سبيل الردى ( وَكُنْتُمْ أَمْواتاً ) في أصلاب آبائكم وأرحام أمّهاتكم ، ( فَأَحْياكُمْ ) أخرجكم أحياء ، ( ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ) في هذه الدنيا ويقبركم ، ( ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )

ص: 356


1- « بحار الأنوار » 6 : 235 ، ح 51 ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » 1 : 283 ، الباب 6 في معجزات الإمام الباقر علیه السلام .
2- البقرة (2) : 159.
3- « بحار الأنوار » 6 : 235 - 236 ، ح 53 ، نقلا عن « تفسير العيّاشي » 1 : 71 ، ذيل الآية 159 من سورة البقرة (2).
4- البقرة (2) : 28.

في القبور ، وينعّم فيها المؤمنين بنبوّة محمّد صلی اللّه علیه و آله ، وولاية عليّ علیه السلام ، ويعذّب فيها الكافرين بهما ، ( ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) في الآخرة ، بأن تموتوا في القبور بعد ، ثمّ تحيوا للبعث يوم القيامة ( تُرْجَعُونَ ) إلى ما وعدكم من الثواب على الطاعات إن كنتم فاعليها ، ومن العقاب على المعاصي إن كنتم مقارفيها ».

فقيل له : يا ابن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ففي القبور نعيم وعذاب؟ فقال : « إي ، والذي بعث محمّدا بالحقّ نبيّا ، وجعله زكيّا هاديا ، وجعل أخاه عليّا بالعهد وفيّا ، وبالحقّ مليّا ، ولدى اللّه مرضيّا ، وإلى الجهاد سابقا ، ولله في أحواله موافقا ، وللمكارم حائزا ، وبنصر اللّه على أعدائه فائزا ، وللعلوم حاويا ، ولأولياء اللّه مواليا ، ولأعدائه معاديا ، وللخيرات ناويا ، وللقبائح رافضا ، وللشيطان مخزيا ، وللفسقة المردة مقصيا ، ولمحمّد صلی اللّه علیه و آله نفسا ، وبين يديه لدى المكاره جنّة وترسا ، آمنت به أنا وأبي عليّ بن أبي طالب علیه السلام عبد ربّ الأرباب ، المفضّل على أولى الألباب ، الحاوي لعلوم الكتاب ، زين من يوافي يوم القيامة عرصات الحساب ، بعد محمّد صلی اللّه علیه و آله صفيّ الكريم العزيز الوهّاب. إنّ في القبر نعيما يوفّر اللّه به حظوظ أوليائه ، وإنّ في القبر عذابا يشدّد اللّه به على أشقياء أعدائه » (1).

وعن الفضل بن شاذان من كتاب صحائف الأبرار : إنّ أمير المؤمنين علیه السلام اضطجع في نجف الكوفة على الحصى فقال قنبر : يا مولاي ، ألا أفرش لك ثوبي تحتك؟ فقال : « لا ، إن هي إلاّ تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه ».

فقال الأصبغ بن نباتة : أمّا تربة مؤمن فقد علمنا أنّها كانت أو ستكون ، فما معنى مزاحمته في مجلسه؟

فقال : « يا ابن نباتة ، إنّ في هذا الظهر أرواح كلّ مؤمن ومؤمنة في قوالب من نور

ص: 357


1- « بحار الأنوار » 6 : 236 - 237 ، ح 54 ، نقلا عن « التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري » : 210 - 211 ، ح 98 ، ذيل الآية 28 من سورة البقرة (2).

على منابر من نور » (1).

وعن محمّد بن مسلم (2) ، وعن أبي هريرة في قوله : ( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) (3) يعني بقول : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه في الحياة الدنيا ، ثمّ قال : ( وَفِي الْآخِرَةِ ) ، قال : هذا القبر ، يدخل عليه ملكان فظّان غليظان يحفران القبر بأنيابهما وأصواتهما كالرعد القاصف (4) ، وأعينهما كالبرق الخاطف ، ومع كلّ واحد منهما مرزبة فيها ثلاثمائة وستّون عقدة ، في كلّ عقدة ثلاثمائة وستّون حلقة ، وزن كلّ حلقة كوزن حديد الدنيا ، لو اجتمع عليها أهل السماء والأرض أن يقلّوها ما أقلّوها ، هي في أيديهم أخفّ من جناح بعوض ، فيدخلان القبر على الميّت ، ويجلسانه في قبره ويسألانه : من ربّك؟ فيقول المؤمن : اللّه ربّي ، ثمّ يقولان : فمن نبيّك؟ فيقول المؤمن : محمّد نبيّي ، فيقولان : ما قبلتك؟ فيقول المؤمن : الكعبة قبلتي ، فيقولان له : من إمامك؟ فيقول المؤمن : إمامي عليّ بن أبي طالب علیه السلام ، فيقولان له : صدقت. ثمّ قال : ( وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ ) يعني عن ولاية عليّ علیه السلام في القبر ، واللّه ليسألنّ عن ولايته على الصراط ، واللّه ليسألنّ عن ولايته في الحساب. ثمّ قال سفيان بن عيينة ومن روى عن ابن عبّاس : إنّ المؤمن يقول : القرآن إمامي ، فقد أصاب أيضا ؛ وذلك أنّ اللّه بيّن إمامة عليّ علیه السلام في القرآن (5).

وروي أنّه : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين علیه السلام أقبل عليّ علیه السلام باكيا ، فقال له النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « ما يبكيك؟ لا أبكى اللّه عينيك؟ » قال : « توفّيت والدتي يا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله » ، قال النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « بل والدتي يا عليّ ، فلقد كانت تجوّع أولادها

ص: 358


1- « بحار الأنوار » 6 : 237 ، ح 55.
2- الظاهر أنّ رواية محمّد بن مسلم قد سقطت. وهي مذكورة في « بحار الأنوار » 6 : 2. ح 56 ، نقلا عن « تفسير العيّاشي ».
3- إبراهيم (14) : 27.
4- الرعد القاصف : الشديد الصوت. « مجمع البحرين » 5 : 4. « ق ص ف ».
5- « بحار الأنوار » 6 : 237 - 238 ، ح 57 ، نقلا عن « المناقب » لابن شهرآشوب 3 : 259 - 260.

وتشبعني ، وتشعّث أولادها وتدهنني. واللّه لقد كان في دار أبي طالب نخلة فكانت تسابق إليها من الغداة لتلتقط ، ثمّ تجنيه - رضي اللّه عنها - فإذا خرج بنو عمّي تناولني ذلك ».

ثمّ نهض صلی اللّه علیه و آله فأخذ في جهازها وكفّنها بقميصه صلی اللّه علیه و آله وكان في حال تشييع جنازتها يرفع قدما ويتأنّى في رفع الأخرى وهو حافي القدم. فلمّا صلّى عليها كبّر سبعين تكبيرة ، ثمّ لحّدها في قبرها بيده الكريمة بعد أن نام في قبرها ولقّنها الشهادة. فلمّا أهيل عليها التراب وأراد الناس الانصراف جعل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول لها : « ابنك ابنك ، لا جعفر ولا عقيل ، ابنك ابنك عليّ بن أبي طالب علیه السلام ».

قالوا : يا رسول اللّه ، فعلت فعلا ما رأينا مثله قطّ ، مشيك حافي القدم ، وكبّرت سبعين تكبيرة ، ونومك في لحدها ، وقميصك عليها ، وقولك لها : ابنك ابنك ، لا جعفر ولا عقيل؟ فقال عليه وآله السّلام : « أمّا التأنّي في وضع أقدامي ورفعها حال التشييع للجنازة ؛ فلكثرة ازدحام الملائكة.

وأمّا تكبيري سبعين تكبيرة ؛ فإنّها صلّى عليها سبعون صفّا من الملائكة.

وأمّا نومي في لحدها فإنّي ذكرت في حال حياتها ضغطة القبر فقالت : وا ضعفاه ، فنمت في لحدها لأجل ذلك حتّى كفيتها ذلك.

وأمّا تكفيني لها بقميصي ؛ فإنّي ذكرت لها في حال حياتها القيامة وحشر الناس عراة فقالت : وا سوأتاه ، فكفّنتها به لتقوم يوم القيامة مستورة.

وأمّا قولي لها : ابنك ابنك ، لا جعفر ولا عقيل ؛ فإنّها لمّا نزل عليها الملكان سألاها عن ربّها ، فقالت : اللّه ربّي ، وقالا : من نبيّك؟ فقالت : محمّد نبيّي ، فقالا : من وليّك وإمامك؟ فاستحيت أن تقول : ولدي ، فقلت لها : قولي : ابنك عليّ بن أبي طالب علیه السلام فأقرّ اللّه بذلك عينها » (1).

ص: 359


1- « بحار الأنوار » 6 : 241 - 242 ، ح 60.

وعن أصحابنا أنّ أبا الحسن الرضا علیه السلام قال بعد موت ابن أبي حمزة : « إنّه أقعد في قبره فسئل عن الأئمّة علیهم السلام فأخبر بأسمائهم حتّى انتهى إليّ فسئل ، فوقف ، فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا » (1).

وعن الصادق علیه السلام عن النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « إنّ القبر أوّل منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج منه فما بعده ليس أقلّ منه » (2).

وعن عليّ بن الحسين علیه السلام قال : « إنّ المؤمن ليقال لروحه - وهو يغسل - : أيسرّك أن تردّ إلى الجسد الذي كنت فيه؟ فيقول : ما أصنع بالبلاء والخسران » (3).

وعن أبي الحسن علیه السلام : « إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى في أوّل الخلق وإنّما حدثت » ، فقلت : فما العلّة في ذلك؟ قال : « إنّ اللّه عزّ ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة اللّه وطاعته ، فقالوا : إن فعلنا ذلك فما لنا؟ ما أنت بأكثرنا مالا ، ولا بأعزّنا عشيرة؟ فقال : إن أطعتموني أدخلكم اللّه الجنّة ، وإن عصيتموني أدخلكم اللّه النار ، فقالوا : وما الجنّة والنار؟ فوصف لهم ذلك.

فقالوا : متى نصير إلى ذلك؟ فقال : إذا متم ، فقالوا : لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا ، فازدادوا له تكذيبا ، وبه استخفافا ، فأحدث إليه فيهم الأحلام فأتوه فأخبروه ، وما أنكروا من ذلك.

فقال : إنّ اللّه عزّ ذكره أراد أن يحتجّ عليكم بهذا ، هكذا تكون أرواحكم إذا متم ، وإن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان » (4).

وعن أبي جعفر علیه السلام : « من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر » (5).

ص: 360


1- « بحار الأنوار » 6 : 242 ، ح 61 ، نقلا عن « رجال الكشّي » : 403 - 404 ، الرقم 755 ، و 444 ، الرقم 834.
2- « بحار الأنوار » 6 : 242 ، ح 64 ، نقلا عن « جامع الأخبار » : 169 ، الفصل 135.
3- « بحار الأنوار » 6 : 243 ، ح 67.
4- « بحار الأنوار » 6 : 243 ، ح 68 ، نقلا عن « الكافي » 8 : 90 ، ح 57 ، حديث الأحلام ...
5- « بحار الأنوار » 6 : 244 ، ح 71 ، نقلا عن « الدعوات » للراوندي : 276 ، ح 795 ؛ و « الكافي » 3 : 321 ، باب الركوع ... ، ح 7.

وروى ابن عبّاس : عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث للغيبة ، وثلث للنميمة ، وثلث للبول (1).

وقال النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « إنّ لله تعالى ملكين يقال لهما : ناكر ونكير ، ينزلان على الميّت فيسألانه عن ربّه ونبيّه ودينه وإمامه ، فإن أجاب بالحقّ سلّموه إلى ملائكة النعيم ، وإن أرتج عليه سلّموه إلى ملائكة العذاب » (2).

وعن أبي عبد اللّه علیه السلام قال : « يا أبا محمّد ، إنّ الميّت منكم على هذا الأمر شهيد » قلت : وإن مات على فراشه؟ قال : « وإن مات على فراشه حيّ عند ربّه يرزق » (3).

وروي أنّه : « من تولّى أمير المؤمنين علیه السلام وتبرّأ من أعدائه ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، ثمّ دخل في الذنوب ولم يتب في الدنيا عذّب لها في البرزخ ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه يوم القيامة » (4).

الحمد لله على التوفيق على إتمام شرح تجريد الكلام في يوم الجمعة التاسع عشر من الشهر الخامس من العام الرابع من العشر السادس من المائة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة النبويّة على هاجرها ألف ألف تحيّة 1254 (5).

ص: 361


1- « بحار الأنوار » 6 : 245 ، ح 72 ، نقلا عن « الدعوات » للراوندي : 279 - 280 ، ح 812.
2- المصدرين السابقين ، ح 816 ، وح 73.
3- « بحار الأنوار » 6 : 245 ، ح 74 ، نقلا عن « المحاسن » 1 : 265 ، باب المؤمن صديق الشهيد ، ح 513.
4- « بحار الأنوار » 6 : 246 ، ح 77 ، نقلا عن « تفسير عليّ بن إبراهيم » 2 : 345 ، ذيل الآية 39 من سورة الرحمن (55).
5- كان تأريخ الإنهاء 19 جمادى الأولى سنة 1254. وذلك عند سفره للمرّة الثالثة إلى مشهد الإمام الرضا علیه السلام ، أي قبل وفاته بتسع سنين.

ص: 362

فهرس الموضوعات للجزء الرابع

المطلب الرابع : بعض الأخبار الواردة في أحوال الأئمّة علیهم السلام ..................... 7

فصل [1] : في لزوم الحجّة ................................................... 7

فصل [2] : في طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة علیهم السلام ........................... 8

فصل [3] : في بيان أنّهم الموصوفون بالعلم ................................... 11

فصل [4] : في بيان أنّهم هم الراسخون في العلم .............................. 11

فصل [5] : في بيان جهات علومهم ......................................... 13

فصل [6] : في بيان علوّ منزلتهم ............................................ 14

فصل [7] : في بيان دليل على عصمتهم وافتراض طاعتهم ..................... 15

فصل [8] : في بيان أنّهم محدّثون ............................................ 15

فصل [9] : في بيان أنّهم متى يعلم اللاحق علم السابق ......................... 15

فصل [10] : في بيان أنّهم سواء في العلم والشجاعة ........................... 16

فصل [11] : في بيان أنّ الإمامة عهد من اللّه ................................. 16

فصل [12] : في بيان أنّه يكون أكبر ولده ................................... 16

فصل [13] : في بيان أنّ الإمام واجب الإطاعة ............................... 17

فصل [14] : في بيان أنّه انفتح لعليّ علیه السلام ألف ألف باب من العلم ............. 17

فصل [15] : في بيان لو لا أنّ الأئمّة يزدادون لنفد ما عندهم .................. 18

ص: 363

فصل [16] : في بيان أنّهم يعلمون جميع علوم الأنبياء علیهم السلام .................... 18

فصل [17] : في بيان أنّ علم الأئمّة علیهم السلام يزداد كلّ ليلة جمعة ................. 19

فصل [18] : في بيان كيفيّة ازدياد علمهم في ليلة القدر ....................... 20

فصل [19] : في بيان النصّ لمولانا صاحب الزمان علیه السلام ....................... 22

فصل [20] : في بيان أنّه علیه السلام لا يسمّى باسمه ................................ 23

فصل [21] : في بيان غيبته ................................................. 24

فصل [22] : في بيان كراهية التوقيت ....................................... 27

فصل [23] : في بيان من عرف إمامه لم يضرّه تأخّر الظهور ................... 28

فصل [24] : في بيان صلة الإمام ............................................ 29

فصل [25] : في بيان حالات الأئمّة في السنّ ................................. 29

فصل [26] : في بيان أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام علیه السلام ....................... 31

فصل [27] : في بيان ولادة الإمام علیه السلام ..................................... 31

فصل [28] : في بيان خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهم ..................... 33

فصل [29] : في بيان أن تدخل الملائكة بيوتهم وتأتيهم بالأخبار ................ 34

فصل [30] : في بيان أنّ الجنّ تأتيهم يسألونهم عن معالم دينهم ................. 35

فصل [31] : في بيان حقّ الإمام على الرعيّة وحقّ الرعيّة على الإمام علیه السلام ......... 36

فصل [32] : في بيان أنّ الأرض كلّها للإمام علیه السلام ............................ 37

فصل [33] : في بيان سيرة الإمام علیه السلام في نفسه .............................. 38

فصل [34] : في بيان الولاية ............................................... 38

فصل [35] : في بيان معرفة أوليائهم والتفويض إليهم ......................... 39

فصل [36] : في بيان أنّه إذا قيل في الرجل فلم يكن فيه وكان في ولده وولد ولده فإنّه هو الذي قيل فيه 41

ص: 364

فصل [37] : في بيان أنّ الأئمّة كلّهم قائمون بأمر اللّه وهادون إليه ............. 41

المطلب الخامس : في معجزات ................................................ 42

فصل [1] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي محمّد الحسن المجتبى صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الأطهار 42

فصل [2] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي عبد اللّه الحسين علیه السلام .... 46

فصل [3] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي محمّد زين العابدين عليّ بن الحسين علیهماالسلام 53

فصل [4] : في نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين علیهم السلام 58

فصل [5] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام 72

فصل [6] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي إبراهيم موسى الكاظم صلوات اللّه وسلامه عليه 82

فصل [7] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیهماالسلام 93

فصل [8] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا وإمامنا أبي جعفر محمّد التقيّ الجواد صلوات اللّه وسلامه عليه 100

فصل [9] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا وإمامنا أبي الحسن النقيّ صلوات اللّه وسلامه عليه 104

فصل [10] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا وإمامنا أبي محمّد الزكيّ النقيّ الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين ................................................. 109

فصل [11] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا المنتظر المهديّ أبي القاسم صاحب الزمان صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطاهرين ......................................................................... 116

في أسرار الأئمّة علیهم السلام ...................................................... 136

فصل [1] : في أسرار مولانا الحسن المجتبى علیه السلام ............................. 136

فصل [2] : في أسرار الحسين علیه السلام ........................................ 140

فصل [3] : في أسرار عليّ بن الحسين علیهماالسلام ................................ 141

فصل [4] : في أسرار أبي جعفر علیه السلام ...................................... 142

فصل [5] : في أسرار أبي عبد اللّه الصادق علیه السلام ............................. 144

ص: 365

فصل [6] : في أسرار أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام ...................... 148

فصل [7] : في أسرار أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام .................. 150

فصل [8] : في أسرار أبي جعفر محمّد الجواد النور المستضيء علیه السلام ............ 153

فصل [9] : في أسرار أبي الحسن عليّ الهادي علیه السلام .......................... 155

فصل [10] : في أسرار أبي محمّد العسكري علیه السلام ........................... 156

فصل [11] : في أسرار الإمام المهديّ محمّد بن الحسن علیه السلام .................. 157

تكميل .................................................................... 158

في باب الأنبياء والرسل والأئمة علیهم السلام ...................................... 163

في باب النصّ والإشارة إلى عليّ أمير المؤمنين علیه السلام ........................... 175

في باب الإشارة والنصّ على أبي الحسن موسى علیه السلام .......................... 180

في باب أنّ الإمام لا يغسّل إلاّ إمام ......................................... 190

في باب سيرة الإمام في نفسه ............................................... 197

باب فيه نتف وجوامع من الولاية .......................................... 198

تذنيب .................................................................... 201

في مولد النبيّ صلی اللّه علیه و آله ....................................................... 201

في مولد أمير المؤمنين علیه السلام ................................................ 201

في مولد فاطمة الزهراء علیهاالسلام .............................................. 202

في مولد الحسن بن عليّ علیهماالسلام ............................................ 202

في مولد الحسين بن عليّ علیهماالسلام ............................................ 202

في مولد عليّ بن الحسين علیهماالسلام ............................................ 202

في مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ علیهماالسلام ..................................... 203

ص: 366

في مولد أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد علیهماالسلام .................................. 203

في مولد أبي الحسن موسى علیه السلام ............................................ 203

في مولد أبي الحسن الرضا علیه السلام ............................................ 204

في مولد أبي جعفر محمّد بن عليّ الثاني علیهماالسلام ............................... 204

في مولد أبي الحسن عليّ بن محمّد علیهماالسلام .................................... 204

في مولد أبي محمّد الحسن بن عليّ علیهماالسلام .................................... 205

في مولد الصاحب علیه السلام ................................................... 205

المقصد السادس : في الأصل الخامس وهو المعاد

الكلام في هذا الأصل في فصول ............................................ 215

الفصل الأوّل : في عود الأرواح بعد إزهاقها وحصول الموت .................. 215

المطلب الأوّل : أنّ المعاد لغة - كما مرّ - هو العود ، أو محلّه ، أو زمانه........ 216

[ المطلب ] الثاني : في بيان إمكان المعاد وإيجاد عالم آخر مثل هذا العالم ، ووجوبه عقلا ونقلا 218

المطلب الثالث : في بيان الوعد والوعيد وما يتعلّق بهما. ....................... 224

المطلب الرابع : في بيان مراد أحوال الناس في القبر وعالم البرزخ ............... 228

إثبات امكان وجود عالم مماثل ............................................. 240

الفصل الثاني : في المعاد الجسمانيّ العنصريّ الترابيّ ............................ 245

ما قاله الشيخ المعاصر في المعاد الجسمانى .................................... 254

ردّ مقالة الشيخ المعاصر ................................................... 258

كلمات أخرى صدر من الشيخ المعاصر ..................................... 262

إبطال ما قاله الشيخ المعاصر ............................................... 270

الرسالة القطيفيّة للشيخ أحمد الأحسائي ..................................... 272

ص: 367

أدلّة إثبات المعاد الجسماني................................................. 278

في استحقاق الثواب والعقاب .............................................. 282

الفصل الثالث : في بيان أحوال النار وأهلها .................................. 303

الفصل الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف ................................. 309

الفصل الخامس : في بيان أحوال الجنّة وأهلها ................................. 311

تكميل .................................................................... 327

فصل [1] : في الموت. .................................................... 327

فصل [2] : في ملك الموت ................................................ 329

فصل [3] : في سكرات الموت ............................................ 330

فصل [4] : فيما ورد لبيان أحوال القبر والبرزخ ............................ 335

باب أنّ المؤمن لا يكره على قبض روحه .................................... 339

باب ما يعاين المؤمن والكافر ............................................... 340

باب إخراج روح المؤمن والكافر ........................................... 347

ص: 368

الفهارس العامّة

اشارة

( للأجزاء الأربعة )

1. فهرس الآيات الكريمة

2. فهرس الأحاديث الشريفة

3. فهرس أسماء الأنبياء والمعصومين علیهم السلام

4. فهرس الأعلام الواردة في المتن

5. فهرس الكتب الواردة في المتن

6. فهرس مصادر التحقيق

7. الفهرس الإجمالي للموضوعات

ص: 369

ص: 370

1. فهرس الآيات الكريمة

سورة الفاتحة (1)

( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (2)... 2 : 80

( اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (6) ... 3 : 356

سورة البقرة (2)

( الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) ( 1 - 2 ) ... 3 : 357

( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ) (3) ... 2 : 440

( خَتَمَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ) (7) ... 2 : 427

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ) ... (8) ... 4 : 319 ، 322

( يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ ) (19) ... 2 : 438

( إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (20) ... 2 : 59 ، 65

( إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا ) ... (23) ... 3 : 36 ، 51 ، 125

( فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا ) (24) ... 3 : 114

( أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ) (24) ... 4 : 318

( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... وَهُمْ فِيها خالِدُونَ ) (25) ............

... 4 : 311 ، 323

( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً ) (26) ... 2 : 445

( وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ ) (27) ... 4 : 292

( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّهِ ) ... (28) ... 2 : 439 و 4 : 356

( خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) (29) ... 2 : 399

ص: 371

( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ... وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) ( 31 - 33 ) ................

... 3 : 67 و 4 : 259

( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ ) (37) ... 3 : 259

( وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) (43) ... 3 : 273

( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) (44) ... 3 : 23

( يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً ) (48) ... 4 : 292

( وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللّهَ ) ... (55) ... 2 : 323

( أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) (80) ... 3 : 213

( وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ ) ... (92) ... 3 : 97

( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً ) (95) ... 2 : 324

( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ) (106) ... 3 : 166

( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى ) ... (115) ... 3 : 440

( بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (117) ... 4 : 19

( كُنْ فَيَكُونُ ) (117) ... 2 : 329

( وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ ) ... (124) ... 3 : 261

( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) (124) ... 3 : 205 و 4 : 8 ، 161

( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (124) ...........................................

... 3 : 20 ، 22 ، 23 ، 51 ، 226 ، 228 ، 240 ، 328

( وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا ) (128) ... 2 : 436

( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) ... (143) ... 3 : 357

( قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ ) ... (144) ... 2 : 423

( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ ) ... (146) ... 3 : 127

( وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ... ( 150 - 151 ) ... 3 : 358

( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتٌ ) ... (154) ... 4 : 45

( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ) ... (163) ... 2 : 335

( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ... لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (164) ... 2 : 143

( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ ) (190) ... 3 : 357

( وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ) (197) ... 2 : 437

ص: 372

( إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) (203) ... 4 : 251

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ ) (207) ... 3 : 258

( وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ ) ... (233) ... 3 : 283

( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً ) (245) ... 4 : 29 ، 189

( وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (254) ... 3 : 328

( اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) (255) ... 2 : 59 ، 253 ، 335

( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) (255) ... 3 : 66 و 4 : 249

( وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ ) (255) ... 2 : 139

( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) (255) ... 2 : 36 ، 494

( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (255) ... 3 : 211

( لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ) (256) ... 2 : 422 ، 426

( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) (257) ... 3 : 358

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ ) ... (258) ... 2 : 72

( وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً ) (259) 2 : 72 و 4 : 280

( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ) (260) ... 2 : 72 ، 294 و 4 : 220

( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَ ) ... (260) 2 : 72 و 4 : 78 ، 243 ، 271

( لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى ) (264) ... 4 : 248

( وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ ) (270) ... 4 : 250

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (277) ... 2 : 437

( وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (282) ... 2 : 59

( لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ ... وَاللّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (284) ... 2 : 73 ، 107

( لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها ) (286) ... 1 : 454

سورة آل عمران (3)

( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ... هُدىً لِلنَّاسِ ) ( 3 - 4 ) ... 3 : 50 ، 358

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ ) ... (7) ... 3 : 359

ص: 373

( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ ) ... (18) ... 2 : 372 و 4 : 32 ، 192

( وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ ) (25) ... 2 : 438

( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي ) ... (31) ... 3 : 22

( إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً ... * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) ( 33 - 34 ).........

... 3 : 22 ، 67 ، 226 ، 235

( إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى ) (36) ... 4 : 41 ، 200

( كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ) (37) ... 3 : 27 ، 31

( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ) (49) ... 2 : 438

( وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ) (57) ... 3 : 359

( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ ) ... (59) ... 4 : 259

( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ ... وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) ... (61) ... 3 : 252 ، 344

( وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ ) (62) ... 2 : 335

( قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ ) ... (64) ... 2 : 335

( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) (68) ... 3 : 267 ، 324

( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ ) (71) ... 2 : 439

( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ) (96) ... 2 : 534

( لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللّهِ ) (99) ... 2 : 439

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ) (102) ... 3 : 360

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (103) ... 3 : 360

( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ) (104) 3 : 230 ، 359 و 4 : 32 ، 325

( وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ ) (108) ... 2 : 371

( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) (133) ... 3 : 360

( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ) (133) ... 4 : 226 ، 318

( أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) (133) ... 4 : 225 ، 317

( وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) (140) ... 3 : 360

( وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ ) ... (142) ... 2 : 285

( وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) (144) ... 3 : 49 ، 50

( يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ) ... (154) ... 3 : 360

ص: 374

( وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللّهِ تُحْشَرُونَ ) (158) ... 4 : 250

( أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها ) ... (165) ... 2 : 73

( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً ... فَرِحِينَ ) ( 169 - 170 ) .....

... 4 : 279

( أَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ) (182) ... 2 : 371

( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ) (195) ... 4 : 248

( إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ ) (199) ... 4 : 246 ، 302

سورة النساء (4) ( وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ ) ... (14) ... 4 : 289

( وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً ) (20) ... 3 : 336

( خُلِقَ الْإِنْسانُ ) (28) ... 2 : 58

( إِنَّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) ... (48) 2 : 335 ، و 4 : 248 ، 290 ، 291

( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ) (53) ... 2 : 436

( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً ) ... (56) ............................

... 2 : 415 و 4 : 222 ، 223 ، 280

( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها ) (58) ... 3 : 114

( أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (59) .........................

... 3 : 229 ، 230 ، 236 ، 274 ، 328 ، 356

( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها ) (93) ... 4 : 289

( فَضَّلَ اللّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ) (95) ... 3 : 287 ، 343

( إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ ) ... (105) ... 4 : 14 ، 167

( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ) ... (115) ... 4 : 261

( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً ) (116) ... 2 : 336

( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً ) ... (153) ... 2 : 323

( وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسى تَكْلِيماً ) (164) ... 2 : 280

( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ ) ... (165) ... 3 : 14

( يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ ) ... (171) ... 3 : 214

( لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ ) ... (172) ... 3 : 69

( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) (174) ... 3 : 214

ص: 375

سورة المائدة (5)

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ... (3) ... 3 : 223 ، 268 ، 294

( ما يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ) ... (6) ... 2 : 456

( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (27) ... 4 : 161

( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما ) (38) ... 3 : 355

( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ... (40) ... 2 : 74

( أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ ) (41) ... 2 : 285

( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ ) (44) ... 3 : 166

( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (45) ... 4 : 92

( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ) (48) ... 3 : 358

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ ) (51) 3 : 249 ، 322

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ ) ... (54) ... 3 : 264

( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) ... (55) .............................

... 3 : 237 ، 247 ، 286 ، 321 ، 344 و 4 : 17 ، 171

( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (56) ... 3 : 249 ، 322

( لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ ) (63) ... 2 : 437

( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) ... (67) ... 3 : 265

سورة الأنعام (6) ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ ... وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ) ... (1) 1 : 403 و 2 : 470

( لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ ) (28) ... 4 : 232

( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ ) ... (49) ... 3 : 68

( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللّهِ ) ... (50) ... 3 : 68

( وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ ) (59) ... 2 : 139 ، 553

( وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها ) (59) ... 2 : 192

( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (75) ... 4 : 64 ، 75

( فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (81) ... 3 : 240

ص: 376

( وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ ... وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ( 86 - 87 ) .....

... 3 : 22

( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ) (90) ... 3 : 22 ، 58 ، 59

( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ ) (100) ... 2 : 438

( لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ) (102) ... 2 : 94

( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) (103) ... 2 : 295 ، 321

( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً ) ... (115) ... 4 : 31 ، 32 ، 191 ، 192

( لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) (164) ... 2 : 417

سورة الأعراف (7) ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (12) ... 2 : 551

( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ) ... (17) ... 2 : 549

( ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ ) (20) ... 3 : 68

( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا ) (23) ... 3 : 49

( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) (23) ... 2 : 424

( قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) (32) ... 4 : 38 ، 197

( وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ ) (44) ... 4 : 318

( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (46) ... 4 : 309

( وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ ) (48) ... 4 : 309

( فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا ) ... (51) ... 4 : 71

( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (54) ... 2 : 470

( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ) ... (128) ... 4 : 37

( إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) (138) ... 2 : 307

( هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) (142) ... 3 : 162

( رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي ) ... (143) ... 2 : 294 ، 305 ، 324

( تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (143) ... 2 : 324

( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَ ) (157) ... 3 : 50 ، 126

ص: 377

( قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) (158) ... 3 : 63 ، 129

( وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ) (178) ... 2 : 445

( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ... (185) ... 2 : 12

( وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ) (198) ... 2 : 271 ، 316

سورة الأنفال (8)

( وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ ) (26) ... 2 : 341

( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ) ... (42) ... 3 : 214

( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) (62) ... 3 : 272

( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ ) ... (64) ... 3 : 272

( إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (75) ... 2 : 139

سورة التوبة (9)

( وَأَذانٌ مِنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ) (3) ... 3 : 269

( أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) ... (19) ... 3 : 260

( الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا ... أَعْظَمُ دَرَجَةً ) (20) ... 3 : 360

( لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ ) (25) ... 3 : 95

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى ) ... (33) ... 3 : 336

( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (33) ... 3 : 63

( يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ ) ... (35) ... 3 : 339

( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) (49) ... 4 : 305

( إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ ) (60) ... 4 : 36 ، 196

( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ ) (71) ............................

... 3 : 249 ، 266 ، 322 ، 324

( وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ ... الْعَظِيمُ ) (72) ... 4 : 311

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (119) ....................

... 3 : 265 ، 272 ، 328

( إِنَّ اللّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) (120) ... 4 : 248

ص: 378

سورة يونس (10)

( إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ) ... (4) ... 2 : 372

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( 9 - 10 ) 4 : 311

( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) (22) ... 2 : 436

( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ ) (26) ... 2 : 317

( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ) ... (35) ...............................

... 3 : 226 ، 228 ، 232 ، 294 ، 357

( إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً ) (44) ... 2 : 371

( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) ... (47) ... 2 : 372

( آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ ) (59) ... 3 : 57 ، 213

( إِنَّ اللّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ) (61) ... 2 : 371

( الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرى ) ( 62 - 63 ) ... 4 : 341 ، 345

سورة هود (11)

( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (7) ... 2 : 470

( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (7) ... 4 : 19 ، 172

( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (11) ... 2 : 455

( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ ) (13) ... 3 : 125

( أَلا لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (18) ... 3 : 23

( يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ) ... (44) ... 3 : 62

( فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ) (82) ... 4 : 69

( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) (107) ... 2 : 257

( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (114) ... 4 : 247

سورة يوسف (12)

( إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (8) ... 3 : 262

( وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا ) (17) ... 4 : 321

ص: 379

( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ ) (31) ... 4 : 154

( لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ ) (43) ... 3 : 106

( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ) (53) ... 1 : 344 و 3 : 18

( إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) (95) ... 3 : 262

( هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ) ... (108) 3 : 237 و 4 : 30 ، 190

( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ) (109) ... 3 : 21

سورة الرعد (13)

( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (7) .........................................

... 3 : 219 ، 228 ، 261 ، 262 ، 361 و 4 : 10 ، 163

( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ ) ... (16) ... 2 : 19

( اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) (16) ... 2 : 94 و 4 : 273

( وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) (23) ... 2 : 445

( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ ) ( 24 - 25 ) 4 : 311

( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) (29) ... 4 : 311

( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ) ... (35) ... 4 : 312

( يَمْحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (39) ... 4 : 186

( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (43) ... 3 : 272

سورة إبراهيم (14)

( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ ) ... (4) ... 3 : 15

( يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ) (10) ... 3 : 15

( قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ ) ... (11) ... 3 : 22

( يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) ... (27)... 4 : 230

( يَفْعَلُ اللّهُ ما يَشاءُ ) (27) ... 2 : 436

( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (32) ... 2 : 33

( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهِ لا تُحْصُوها ) (34) ... 1 : 440

( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ) (40) ... 2 : 436

ص: 380

سورة الحجر (15)

( وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ ) (25) ... 4 : 250

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ) (26) ... 4 : 260

( وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ ) (27) ... 2 : 551

( لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) ( 39 - 40 ) ... 3 : 23

( إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) (42) ... 3 : 356

( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * ادْخُلُوها ... وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ ) ( 45 - 48 ) 4 : 312

( إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ ) (60) ... 2 : 444

( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ... وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) ( 75 - 76 ) .........

... 4 : 40 ، 199 ، 200

( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ ) (86) ... 3 : 212

سورة النحل (16)

( أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ) (1) ... 4 : 154

( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) (4) ... 2 : 33

( وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ ) ... (5) ... 2 : 33

( أَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ) (15) ... 3 : 97

( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لا تُحْصُوها ) (18)... 1 : 440

( فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ ... مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ) (26) ... 4 : 69

( كَذلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ ... بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( 31 - 32 ) ... 4 : 312

( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (43) 3 : 216 ، 226 و 4 : 11 ، 164

( فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا ) (34) ... 2 : 426

( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ ... وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) ( 49 - 50 ) ... 3 : 67

( لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ ) (51) ... 2 : 19 ، 336

( وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ) (53) ... 2 : 436

( عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) (70) ... 2 : 289

( ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ ) (79) ... 2 : 436

ص: 381

( وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً ) ... (80) ... 3 : 315

( وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) (106) ... 4 : 322

( أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ ) (108) ... 2 : 426

( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (118) ... 2 : 416

( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) (125) ... 2 : 9 و 3 : 427

سورة الإسراء (17)

( وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ ) (4) ... 2 : 424 ، 444

( وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ) ... (13) ... 4 : 239 ، 247 ، 302

( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) (15) ... 3 : 283

( وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) (15) ... 1 : 442 و 2 : 385

( لا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً ) (22) ... 2 : 336

( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ) (23) ... 2 : 443

( لا تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ ) ... (39) ... 2 : 336

( فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (51) ... 4 : 279

( لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ) (65) ... 3 : 356

( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (71) ... 4 : 187

( عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً ) (79) ... 4 : 291

( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) (81)... 4 : 158

( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا ) ... (88) ... 3 : 62

( لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) (88) ... 3 : 114

( هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً ) (93) ... 3 : 94

( وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا ) (94) ... 2 : 439

( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ) (101) ... 3 : 29

سورة الكهف (18)

( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (29) ... 2 : 439

ص: 382

( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً ... يَشْوِي الْوُجُوهَ ) (29) ... 4 : 304

( أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ... وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ) (31) ... 4 : 312

( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها ) ... (49) ... 4 : 239

( كانَ مِنَ الْجِنِّ ... أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي ) (50) ... 2 : 552

( حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً ) (70) ... 2 : 438

( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) (99) ... 4 : 225 ، 318

( وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (110) ... 2 : 19

سورة مريم (19)

( كهيعص ) (1) ... 3 : 114

( وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) (6) ... 2 : 436

( لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ ) ... (42) ... 2 : 202

( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ ) ... (59) ... 3 : 257

( لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلاَّ سَلاماً ) ... (62) ... 4 : 312

( وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) (62) ... 4 : 231

( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها ) (71) ... 4 : 246 ، 301

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) (96) ... 3 : 271

سورة طه (20)

( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) (5) ... 1 : 445 و 2 : 36 ، 291

( عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُ ) ... (52) ... 2 : 125 ، 126

( مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ ) ... (55) ... 4 : 259

( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ ) (82) ... 4 : 130 ، 161 ، 248

( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا ) ... (134) ... 2 : 459

ص: 383

سورة الأنبياء (21)

( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (7) ... 3 : 232

( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ) (16) ... 2 : 399

( وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ ... لا يَفْتُرُونَ ) ( 19 - 20 ) ... 3 : 68

( لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللّهُ لَفَسَدَتا ) (22) ... 2 : 334

( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ... وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) ( 26 - 28 ) ... 3 : 68

( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ ) ... (30) ... 2 : 470

( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) (47) ... 4 : 245 ، 300

( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ) ... (47) ... 4 : 91 ، 274

( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (67) ... 1 : 438

( إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ ) (90) ... 3 : 24

( إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) (98) ... 2 : 336

( يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ) (104) ... 4 : 242

سورة الحجّ (22)

( يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ ) ... (5) ... 4 : 273

( أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ) ... (7) ... 4 : 250

( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ ... ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ) ( 19 - 22 ) 4 : 305

( يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ ... وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) ( 23 - 24 ) 4 : 312

( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) (25) ... 4 : 91

( سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) (61) ... 2 : 270

( وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ) (77) ... 2 : 437

( وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (78)... 4 : 288

سورة المؤمنون (23)

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ ... فِي قَرارٍ مَكِينٍ ) ( 12 - 13 ) ... 4 : 260

( فَتَبارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ) (14) ... 2 : 438 و 4 : 273

ص: 384

( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ ) ... (51) ... 4 : 14 ، 168

( أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (80) ... 1 : 438

( مَا اتَّخَذَ اللّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ ) ... (91) ... 2 : 334

( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ ... لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً ) ... ( 99 - 100 ) .

... 4 : 230 ، 232 ، 352

( كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ) (100)... 4 : 352

( وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (100) ... 4 : 335

( تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ) (104) ... 4 : 305

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً ) (115) ... 2 : 399 و 4 : 133

سورة النور (24)

( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ) (2) ... 3 : 355

( وَلَوْ لا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) ... (10) ... 2 : 455

( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ) (19) ... 4 : 326

( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (22) ... 3 : 348

( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ ) (24) ... 4 : 304

( تُوبُوا إِلَى اللّهِ جَمِيعاً ) (31) ... 4 : 293 ، 321

( اللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) ... (35) ... 3 : 269

( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ) ... (36) ... 3 : 261

( يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ) (39) ... 3 : 284

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّهَ يُزْجِي سَحاباً ) (43) ... 2 : 516

( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) (43) ... 2 : 516

( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) (55) ... 3 : 336

( لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ) (63) ... 3 : 237

سورة الفرقان (25)

( وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ ) ... (21) ... 2 : 323

( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً ) (47) ... 1 : 403

ص: 385

سورة الشعراء (26)

( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (90) ... 4 : 225

( وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ ) (91) ... 4 : 225 ، 318

( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (214) ... 3 : 243

( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) (227) ... 4 : 109

سورة النمل (27)

( وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ) (14) ... 4 : 319 ، 322

( أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) (40) ... 3 : 31

( إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ ) (57) ... 2 : 425 ، 444

سورة القصص (28)

( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) ... (5) ... 4 : 178

( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ) ... (68) ... 3 : 226 ، 235

( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (88) ... 4 : 220 ، 226 ، 318

سورة العنكبوت (29)

( وَمَأْواكُمُ النَّارُ ) (25) ... 3 : 323

( وَاللّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ ) (45) ... 2 : 437

( يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ ) ... (55) ... 4 : 305

( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (61) ... 2 : 337

سورة الروم (30)

( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ ... سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ) ( 1 - 4 ) 3 : 83 ، 84 ، 115

( وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) ... (22) ... 4 : 40 ، 200

سورة لقمان (31)

( هذا خَلْقُ اللّهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ ) ... (11) ... 2 : 19 و 4 : 274

ص: 386

( يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) (13) ... 2 : 336

( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (25) ... 1 : 438 و 2 : 33

( وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ ) (34)... 4 : 45

سورة السجدة (32)

( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) ... (11) ... 4 : 329

( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى ) ... (21) ... 4 : 305

سورة الأحزاب (33)

( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللّهِ ) (6) ... 4 : 16 ، 170

( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) ... (33) ... 3 : 20 ، 51 ، 255

( أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (36) ... 3 : 237

( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ) ... (40) ... 3 : 49 ، 58 ، 114

( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً ) ... (46) ... 3 : 50

( إِنَّ اللّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) ... (56) ... 3 : 263

( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ ... فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) ( 57 - 58 ) .........

... 3 : 23 ، 264

سورة سبأ (34)

( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ) ... (3) ... 2 : 139 ، 201

( ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلاَّ الْكَفُورَ ) (17) ... 4 : 69

( وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ ) (28) ... 3 : 63 ، 129

( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ ... فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ ) (37) ... 4 : 312

سورة فاطر (35)

( هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللّهِ ) (3) ... 2 : 19 ، 94

( إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (28) ... 3 : 19

ص: 387

سورة يس (36)

( وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ) (9) ... 3 : 46

( وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها ) ... (33) ... 4 : 212

( وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ ) ... (34) ... 4 : 213

( وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ ) ... (37) ... 1 : 403

( فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ) (51) ... 4 : 222 ، 279

( قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ) ... (52) ... 4 : 222

( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ ) ... (65) ... 4 : 271

( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً ) ... (71) ... 2 : 202

( قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) (78) ... 4 : 222 ، 250 ، 279

( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (79) .....................................

... 4 : 220 ، 222 ، 250 ، 261 ، 279

( الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً ) ... (80) ... 2 : 512

( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ ) ... (81) ... 4 : 219 ، 240

( وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ ) (81) ... 3 : 319

( إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) (82) ... 2 : 257

سورة الصّافّات (37)

( أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ... قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ ) ( 16 - 18 ) ... 4 : 250

( فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ ) (23) ... 4 : 302

( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (24) ... 4 : 304

( أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ * فَواكِهُ ... كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) (40 - 49) 4 : 313

( أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ... رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) ( 62 - 65 ) 4 : 305

( وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ) (96) ... 2 : 415

( وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) (164) ... 4 : 263

سورة ص (38)

( ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (28) ... 2 : 399

ص: 388

( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (39) 4 : 11 ، 13 ، 164 ، 167

( وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ ) (47) ... 3 : 24

( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ ) (71) ... 4 : 260

( ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ ) (75) ... 2 : 439

( خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) (75) ... 2 : 202 ، 341

( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (88) ... 4 : 79

سورة الزمر (39)

( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) (9) 3 : 233 و 4 : 11 ، 164

( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (30) ... 3 : 207 ، 335

( مَنْ يَهْدِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ ) (37) ... 2 : 426

( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) ... (38) ... 1 : 438

( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ ) ... (53) ... 4 : 248 ، 290

( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (58) ... 4 : 231

( اللّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) (62) ... 3 : 212

( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) (65) ... 4 : 247

سورة غافر (40)

( رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) (11) ... 4 : 227 ، 230 ، 298

( الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ ) ... (17) ... 2 : 426 ، 438

( ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ ) (18) ... 4 : 250 ، 291

( وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ ) (31) ... 2 : 371

( وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ ) (33) ... 2 : 426

( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها ) (40) ... 2 : 437

( فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ ) (40) ... 4 : 313

( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) ... (46) ... 4 : 226 ، 231 ، 298

ص: 389

( وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ... قالُوا بَلى ) ( 49 - 50 ) ... 4 : 305

( أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى ) ... (50) ... 4 : 71

( كُنْ فَيَكُونُ ) (68) 2 : 171

سورة فصّلت (41)

( قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ ... ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( 9 - 12 ) ... 2 : 470

( وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها ) (10) ... 2 : 424 ، 443

( فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ ) (12) ... 2 : 424 ، 443

( يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللّهِ ... وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا ) ( 19 - 21 ) .....

... 4 : 223 ، 279

( حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ ... كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ ) ( 20 - 22 ) 4 : 271

( وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ ... مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) (31) ... 4 : 313

( اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ ) (40) ... 2 : 439

( مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ ) (46) ... 2 : 437

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ ... ) (52) ... 2 : 11

( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ) ... (53) ... 2 : 12 ، 33

سورة الشورى (42)

( كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللّهُ ) (3) ... 3 : 49

( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) (7) ... 4 : 139

( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) (11) ... 2 : 19

( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) ... (23) ... 3 : 236 ، 256

( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللّهُ إِلاَّ ... بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ ) (51) ... 2 : 424 و 3 : 22

سورة الزخرف (43)

( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) ... (4) ... 3 : 211

( نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ ) (32) ... 3 : 212

ص: 390

( إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (44) ... 4 : 11 ، 164

( وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) (61) ... 4 : 135

( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ ... مِنْها تَأْكُلُونَ ) ( 70 - 73 ) 4 : 313

( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (84) ... 2 : 339 و 4 : 14 ، 168

سورة الدخان (44)

( إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ... مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ ) ( 43 - 48 ) ... 4 : 305

( لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى ) (56) ... 4 : 228 ، 299

سورة الجاثية (45)

( خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ ) ... (32) ... 2 : 399

( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ) ... (33) ... 2 : 426

سورة الأحقاف (46)

( وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً ) ... (6) ... 4 : 250

سورة محمّد (47)

( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا ) ... (2) ... 3 : 50

( سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ ) (5) 4 : 301

( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ ) ... (15) ... 4 : 313

( كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً ) ... (15) ... 4 : 306

سورة الفتح (48)

( يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (10) ... 1 : 445

( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ ) (29) ... 3 : 50

ص: 391

سورة الحجرات (49)

( إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) (6) ... 3 : 23

( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ) (9) ... 4 : 323

( وَلا تَجَسَّسُوا ) (12) ... 4 : 321 ، 326

( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ ) ... (12) ... 4 : 296

( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ) ... (14) ... 4 : 319 ، 322

( وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (14) ... 4 : 322

سورة ق (50)

( قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ) ... (4) ... 2 : 125

( تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) (30) ... 4 : 120

( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ) (31) ... 4 : 317

( يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً ) ... (44) ... 4 : 280

سورة الذاريات (51)

( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ ) (49) ... 1 : 87

( ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (56) ... 2 : 399

( إِنَّ اللّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ) (58) ... 3 : 212

سورة الطور (52)

( إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (16) ... 2 : 426

( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (19) ... 2 : 426

( كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ ) (21) ... 2 : 438

( وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ... لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) ( 22 - 24 ) 4 : 314

سورة النجم (53)

( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) (1) ... 3 : 262

ص: 392

( ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ ... ما كَذَبَ الْفُؤادُ ) ... ( 2 - 11 ) ......................

... 2 : 422 و 3 : 50 ، 51 ، 65 ، 230 ، 262

( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (13) ... 2 : 359 و 4 : 225 ، 317

( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى ) ( 14 - 15 ) ... 4 : 225 ، 317

( إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ) (28) ... 3 : 356

( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا ) ... (31) ... 2 : 426 ، 437

( أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى ) (39) ... 2 : 417

( أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ) (43) ... 2 : 436

سورة القمر (54)

( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ) (1) ... 3 : 51

( سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ) (26) ... 4 : 250

سورة الرحمن (55)

( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) (13) ... 3 : 96

( خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ ) ... (14) ... 1 : 190

( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ... يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) ( 19 - 22 ) 3 : 263

( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) (26) ... 4 : 220 ، 242

( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) (29) ... 2 : 426

( هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ) (43) ... 4 : 207

( وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ ) ... ( 46 ، 52 ، 54 ، 56 ، 62 ، 64 ، 66 ، 68 ، 70 ، 72 ) 4 : 314

سورة الواقعة (56)

( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ ) ( 1 - 2 ) ... 4 : 250

( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (10) ... 3 : 271 ، 346

( وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ... جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) ( 20 - 24 ) ... 4 : 415

( وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ... لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ) ( 41 - 44 ) ...

... 4 : 306

ص: 393

( قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) ( 49 - 50 ) ....

... 4 : 251

( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ ... هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) ( 51 - 56 ) ... 4 : 306

( نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ) (60) ... 2 : 424 ، 443

( فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ... إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) ( 83 - 87 ) ... 4 : 347

( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ) (88) ... 4 : 230 ، 231 ، 268 ، 335 ، 352

( فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ) (89) ... 4 : 230 ، 231 ، 268 ، 335 ، 352

( وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ ) ... ( 92 - 93 ) ...............

... 4 : 230 ، 232 ، 335 ، 349 ، 352

( وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) (94) ... 4 : 230 ، 232 ، 336 ، 349 ، 352

سورة الحديد (57)

( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) (3) ... 4 : 242

( كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (21) ... 4 : 226 ، 281 ، 319

( أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ ) (21) ... 4 : 317

( لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ ) ... (25) ... 3 : 15

( وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ) (27) ... 2 : 438

سورة المجادلة (58)

( أَحْصاهُ اللّهُ وَنَسُوهُ ) (6) ... 4 : 239 ، 251

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ ) ... (12) ... 3 : 259

( أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ ) (22) ... 2 : 436 و 4 : 319 ، 322

سورة الحشر (59)

( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (7) ... 4 : 13 ، 167

( خالِدَيْنِ فِيها ) (17) ... 4 : 224

سورة الصفّ (61)

( لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ ) (2) ... 3 : 23

ص: 394

( يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ ) ... (6) ... 3 : 99 ، 126

( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) (6) ... 3 : 49

سورة الجمعة (62)

( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ ) (2) ... 3 : 115

( وَاللّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) (11) ... 4 : 273

سورة المنافقون (63)

( إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّهِ ) (1) ... 3 : 84

( وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ) (1) ... 3 : 49

سورة التغابن (64)

( قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ ) (7) ... 4 : 251

( مَنْ يُؤْمِنْ بِاللّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً ) (64) ... 4 : 323

سورة التحريم (66)

( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللّهُ ) (1) ... 3 : 96

( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً ) ... (3) ... 3 : 85

( فَإِنَّ اللّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (4) ... 3 : 348

( تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ) (8) ... 4 : 293 ، 321

سورة الملك (67)

( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ ) ... (2) ... 1 : 466 و 4 : 215 ، 228

( وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ ) (10) ... 2 : 271

( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ ) ... (13) ... 2 : 436

( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (14) ... 2 : 153 ، 196 ، 272

( وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) (15) ... 4 : 251

ص: 395

سورة القلم (68)

( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) (1) ... 2 : 493

( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (4) ... 3 : 59

سورة الحاقّة (69)

( وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (12) ... 3 : 264 ، 279 ، 343

( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ ) (24) ... 2 : 8

سورة المعارج (70)

( سَأَلَ سائِلٌ ) (1) ... 3 : 266

سورة نوح (71)

( وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً ) (27) ... 2 : 446

سورة الجنّ (72)

( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ ) (1) ... 3 : 63

( وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ ) (23) ... 3 : 23 و 4 : 289

( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ) (26) ... 4 : 19 ، 172

( إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (27) ... 4 : 172

سورة المزّمّل (73)

( فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً ) (19) ... 2 : 439

سورة المدّثّر (74)

( فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) (8) ... 4 : 27 ، 186

( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ ... عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ) ( 26 - 30 ) 4 : 306

ص: 396

( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) (37) ... 2 : 439

( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) (48) ... 4 : 292

( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) (49) ... 2 : 439

( فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) (55) ... 2 : 439

سورة القيامة (75)

( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) (1) ... 4 : 251

( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ) ... ( 3 - 4 ) ..........................

... 2 : 74 و 4 : 219 ، 220 ، 222 ، 271 ، 279

( لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) (9) ... 1 : 344

( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ ) (22) ... 2 : 294 ، 314

( وَقِيلَ مَنْ راقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ ) ( 27 - 28 ) ... 4 : 331

( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) (29) ... 4 : 331

( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ ) (30) ... 4 : 331

سورة الإنسان (76)

( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) (1) ... 3 : 286

( يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ) (7) ... 4 : 251

( وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ) (8) 3 : 257 ، 295 ، 344

( وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ ) (30) ... 2 : 422 ، 440

سورة المرسلات (77)

( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) (15) ... 3 : 96

سورة النازعات (79)

( أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً ) (11)... 4 : 279

( فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ * فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ) ( 13 - 14 ) ... 4 : 267

( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها ... مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ ) ( 27 - 33 ) ......

... 2 : 470 ، 472

ص: 397

سورة التكوير (81)

( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) ( 15 - 16 ) ... 4 : 26 ، 186

سورة المطفّفين (83)

( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) ( 10 - 11 ) ... 4 : 251

( كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) (15) ... 2 : 317

سورة الانشقاق (84)

( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحاسَبُ ) ... ( 7 - 8 ) 4 : 246 ، 302

( طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) (19) ... 1 : 459

( فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ) (20) ... 2 : 439

سورة البروج (85)

( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) (16) ... 2 : 436

سورة الأعلى (87)

( إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى ) (7) ... 2 : 59 ، 139

سورة الغاشية (88)

( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) ( 25 - 26 ) ... 3 : 317

سورة الفجر (89)

( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ ) ... ( 27 - 28 ) ...............

... 1 : 344 و 4 : 279

سورة الشمس (91)

( وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ... وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) ( 7 - 10 ) ... 1 : 343

ص: 398

سورة الليل (92)

( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ... وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) ( 17 - 19 ) ..........

... 3 : 291 ، 349

سورة الضحى (93)

( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) (5) ... 3 : 66

سورة القدر (97)

( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (4) ... 4 : 20

سورة الزلزلة (99)

( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ) (7) ... 4 : 247 ، 286 ، 287 ، 289

( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (8) ... 4 : 247

سورة العاديات (100)

( أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ ) ( 9 - 10 ) ........

... 4 : 223 ، 280

سورة القارعة (101)

( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) ( 6 - 7 ) ... 4 : 245 ، 300

( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ * فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ) ( 8 - 9 ) ... 4 : 245 ، 300

سورة العصر (103)

( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) (2) ... 2 : 417

سورة الهمزة (104)

( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ... فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) ( 4 - 9 ) ... 4 : 306

ص: 399

سورة الكافرون (109)

( يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ... لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) ( 1 - 6 ) ... 3 : 121

سورة المسد (111)

( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) (1) ... 3 : 46

( سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ ) (3) ... 4 : 306

سورة الإخلاص (112)

( قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ) (1) ... 2 : 19 ، 336 ، 337

( اللّهُ الصَّمَدُ ) (2) ... 2 : 336

( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ) (3) ... 2 : 336

( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (4) ... 2 : 9 ، 336

سورة الناس (114)

( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) ( 5 - 6 ) ... 2 : 440

ص: 400

2. فهرس الأحاديث الشريفة

« آ »

آمنوا بليلة القدر إنّها تكون لعليّ ... 4 : 176

الآن كما كان ... 2 : 57

آيتان تكونان قبل القائم لم تكونا منذ هبط آدم... ... 3 : 450

« أ »

الأئمّة بعدي اثنا عشر ... التاسع قائمهم ... ... 3 : 431

الأئمّة بعدي اثنا عشر ... التاسع مهديّهم ... ... 3 : 431

الأئمّة علیهم السلام علماء صادقون مفهمون محدّثون ... 4 : 15 ، 168

أبى اللّه أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب ... ... 4 : 162

ابتلى اللّه أحدهم في جسده ، فإن كان ذلك كفّارة ... ... 4 : 331

ابن آدم إذا كان في آخر يوم ... فيلتفت إلى ماله ... ... 4 : 232

ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمّة ... ... 3 : 439

ابيضّت وجوه واسودّت وجوه وسعد أقوام ... ... 3 : 179

أتحبّ أن اعطيك الجواب من كتاب اللّه ... ... 2 : 502

أتحبّ أن ترى فضلك عليهم ... ... 4 : 141

أتحبّون أن اريكم مثله ... يا طاوس ... ... 4 : 78

اتّخذوا الحمام الراعبيّة في بيوتكم ... ... 2 : 545

أتدري لم سمّي قم؟ ... ... 2 : 535

أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد ... ... 4 : 16 ، 170

ص: 401

اتّفق الجميع ... أنّ المعرفة من جهة الرؤية ضرورة ... ... 2 : 359

أتمشي أمام من هو خير منك ... [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 350

أتوا نبيّا لهم فقالوا : ادع لنا ربّك يرفع عنّا الموت ... ... 4 : 327

اتي برجل فقيل : زعم هذا أنّه احتلم بامّي ... ... 3 : 417

اتي عمر بامرأة وزوجها شيخ فلمّا أن واقعها مات ... ... 3 : 397

أتي عمر بن الخطّاب بامرأة قد تعلّقت برجل من الأنصار ... ... 3 : 397

أتي عمر بن الخطّاب بجارية قد شهدوا عليها أنّها بغت ... ... 3 : 399 - 401

أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّا لأهل بيتي ولأصحابي ... 4 : 127

اجلس ... ناولني يا غلام البيضة ... ... 2 : 39

أحبّ المطايا إليّ الحمر ... 2 : 544

الإحسان يقطع اللسان ... 3 : 418

أحسنت يا فضّة لكن لو أذبت الجسد لكان ... أغلى ... 3 : 420

أحلفكم باللّه هل يكون منكم من يكون أقرب إلى الرسول منّي ... ... 3 : 254

أخبرني ... أنّه حمل إلى الرضا علیه السلام مالا له خطر فلم أره سرّ به ... ... 4 : 95

أخبرني عن هذا الرجل ... أيّ شيء سمعته يقول ... ... 4 : 342

أخذ بيدي موسى بن جعفر علیه السلام يوما فخرجنا من المدينة ... ... 4 : 87

أخرج صرّة فلان فإنّ فيها كذا وكذا ... ... 4 : 144

الأدب خير ميراث ... 3 : 419

ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي ... 4 : 249 ، 292

ادخل لا أبا لك ، فلو كانت الجدران تحجب أبصارنا ... ... 4 : 142

أدعو عليك إن كنت كاذبا ... 3 : 417

إذا أراد اللّه أن يبعث أمطر السماء على الأرض ... ... 4 : 252

إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه عزّ وجلّ ذلك ... 4 : 12 ، 165

إذا أراد الحسين علیه السلام أن ينفذ غلمانه في بعض اموره ... ... 4 : 47

إذا اشتريت دابّة فإنّ منفعتها لك ... ... 2 : 544

إذا بلغت نفس أحدكم هذا قيل له ... ... 4 : 333 ، 345

ص: 402

إذا بلغت نفس أحدكم هذه ... قرّت عينه ... 4 : 347

إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له ... فقد أمنت ... ... 4 : 345

إذا حلّت المقادير ضلّت التدابير ... 3 : 418

إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول اللّه ... ... 4 : 341

إذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار ... ... 2 : 318

إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه ... ... 4 : 233 ، 353

إذا رأيت الميّت قد شخص ببصره ... فحسبك بها ... 4 : 347

إذا رجعت إلى الكوفة يولد لك ولد وتسمّيه عيسى ... ... 4 : 144

إذا رضي اللّه عن عبد ، قال : يا ملك الموت اذهب ... ... 4 : 331

إذا رفع عملكم من بين أظهركم فتوقّعوا الفرج ... ... 4 : 26

إذا صاح النسر فإنّه يقول : يا بن آدم عش ما شئت ... ... 2 : 541

إذا صلّيت ... فإنّ أباك يأتيك في النوم ويخبرك ... ... 4 : 100

إذا ظهرت البدع في أمّتي فعلى العالم أن يظهر علمه ... ... 2 : 342

إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في أديانكم ... ... 4 : 24 ، 183

إذا قام القائم علیه السلام جاء بأمر غير الذي كان ... 3 : 442

إذا قام القائم علیه السلام دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة ... ... 3 : 442

إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو عنه ... ... 3 : 418

إذا قلنا في رجل قولا فلم يكن فيه وكان في ولده ... ... 4 : 41 ، 200

إذا كان يوم القيامة اتي بالشمس والقمر ... ... 2 : 502

إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين ... ... 4 : 252

إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل ... ... 4 : 145

إذا مات الإمام بم يعرف الذي بعده ... ... 4 : 16

إذا مات العبد المؤمن ، دخل معه في قبره ستّ صور ... ... 4 : 355

إذا مات الكافر شيّعه سبعون ألفا من الزبانية ... ... 4 : 231

إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره ... ... 4 : 231 ، 336 ، 352

إذا وقع رفع علمكم من بين أظهركم ... ... 4 : 186

ص: 403

إذا ولد المولود لبني آدم ... قرن اللّه به ملكا ... ... 2 : 549

اذكره ( جعلت فداك حديث رواه فلان فقال : ) ... 4 : 175

اذهب فأقمه في الشمس واضرب ظلّه ... 3 : 417

أراني أبو محمّد ابنه قال : هذا صاحبكم بعدي ... 3 : 439

أرانيه أبو محمّد علیه السلام وقال : هذا صاحبكم ... 4 : 182

أرأيت إن دعوت هذا العذق ... أتشهد أنّي رسول اللّه ... ... 3 : 197

أرأيت إن كان القول قولكم وليس هو كما تقولون ... ... 2 : 41

أرأيت ما كان من أمر قيام عليّ ... والحسين وخروجهم ... 4 : 166

أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ... ... 4 : 249

أربعة أنهار من الجنّة : الفرات والنيل و ... ... 2 : 524

أربعة القليل منها كثير : النار القليل ... ... 2 : 512

أربعة لا تزال في أمّتي إلى يوم القيامة : الفخر بالأحساب ... ... 2 : 503

ارجع إلى بلادك فإنّ ابن عمّك قد مات ... ... 3 : 178

ارجع إليه وقل له : يا عم ... فمن شهد له الحجر الأسود فهو الإمام ... ... 4 : 54

ارجع فقد فعلت ... ذكر أنّ زوجته قد عسرت عليها الولادة ... ... 4 : 142

ارجعي بإذن اللّه خضراء مثمرة ... ... 3 : 383

أرسل ... تاجر ولده وعبده إلى الكوفة للتجارة ... ... 3 : 284

الأرض على أيّ شيء هي قال : هي على الحوت ... ... 2 : 526

الأرض ممّ خلق؟ قال علیه السلام : من زبد الماء ... 2 : 525

ارفع رأسك ... هكذا رأى إبراهيم ملكوت السماوات ... ... 4 : 64 ، 75 - 76

ارفعوا أيديكم إلى اللّه عزّ وجلّ ... 2 : 36

ارفعوا فإنّها تخبرني بأنّها مسمومة ... 3 : 43

الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف ... 1 : 353

أرواح المؤمنين في حجرات في الجنّة ... ... 4 : 355

استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى ... ... 4 : 85

استنزهوا عن البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه ... 4 : 299

ص: 404

استنزهوا من البول فإنّ عامّة عذاب القبر منه ... 4 : 227

اشتهر وبلغ مبلغ التواتر من خروج النبيّ صلی اللّه علیه و آله ليلة الجنّ ... ... 2 : 551

أشدّ ساعات ابن آدم ثلاث : الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ... ... 4 : 331

أشرك بين الأوصياء والرسل في الطاعة ... 4 : 10 ، 163

الأشياء لا تدرك إلاّ بأمرين : بالحواسّ والقلب ... ... 2 : 360

أصابت الناس زلزلة على عهد أبي بكر وفزع الناس ... ... 3 : 384

أصابت الناس زلزلة في عهد أبي بكر ... ... 2 : 529

اصبر حتّى تضع الحمل ووجد من يكفله فارجمها ... 3 : 283

أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ... 3 : 296

أصل الماء خشية اللّه ... 2 : 537

اصنع ما أنت صانع فإنّ عمرك قد فني ... ... 4 : 87

اعبد اللّه كأنّك تراه ... 2 : 293

أعط هذا حقّه ... 3 : 46

أعلم أمّتي بعدي عليّ بن أبي طالب ... 3 : 280

اعلم أنّ اللّه خلقني وعليّا من نور قدرته ... ... 3 : 308

أغبط ما يكون امرؤ بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه ... ... 4 : 346

أفتحبّ أن تراه وتسأله أين موضع ماله؟ ... ... 4 : 61 - 62

افسحوا لهم عن بعض الشريعة ... ... 3 : 285 ، 346

أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عزّ وجلّ طاعة اللّه ... ... 4 : 10 ، 163

أفقر الفقر الحمق وأغنى الغنى العقل ... 3 : 418

أقبل أعرابيّ إلى المدينة ليختبر الحسين علیه السلام ... ... 4 : 47

أقبل رجلان إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ... ... 2 : 526

اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 291 ، 349

أقضاكم عليّ ... 3 : 279 ، 343

اقعد رجل من الأخيار في قبره فقيل له : إنّا جالدوك ... ... 4 : 350

أقول قولا لا يقوله أحد غيري إلاّ كان كافرا ... ... 3 : 410

ص: 405

اكتب عملك وما لك وما عليك في دار الدنيا ... ... 4 : 239

أكثر أهل الجنّة البله ... 1 : 358

أكثروا من الدواجن في بيوتكم ... ... 2 : 544

أكرموا البقر فإنّها سيّد البهائم ... ... 2 : 542

اكفني هؤلاء ... 3 : 287 ، 341

ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني ... ... 4 : 66

ألا اخبركم بأشراط الساعة ... ... 3 : 175 - 177

ألا تدلّني إلى من آخذ عنه ديني؟ فقال : هذا ابني عليّ ... 3 : 438

ألا لا يسلّمن عليّ أحد ولا يشير إليّ بيده ... ... 4 : 112

( إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) وكان واللّه محمّد صلی اللّه علیه و آله ممّن ارتضاه اللّه ... ... 4 : 19

ألا يستحيي ممّن يستحيي منه ملائكة السماء [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292

ألححت على الرضا علیه السلام في شيء طلبته منه ... ... 4 : 99

اللّه أعزّ من ذلك ... اللّه أعدل ... ... 2 : 364 ، 372

اللّه أكبر ... رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء ... 2 : 501

اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ... ... 3 : 268

اللّه هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد ... 2 : 37

اللّه يقضيه ... يا أبا هاشم ، انزل فخذ واكتم ... 4 : 109

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليّ يأكل معي من هذا الطائر ... 3 : 277

اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي ... 3 : 348

اللّهمّ اجعلها اذن عليّ علیه السلام ... 3 : 279 ، 343

اللّهمّ إنّ أخي موسى سألك فقال : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ... 3 : 247 - 248

اللّهمّ إنّ بسرا قد باع دينه بالدنيا ... ... 3 : 411

اللّهمّ إن تهلك هذه العصابة لن تعبد بعدها في الأرض ... ... 3 : 177

اللّهمّ إنّه كان في طاعتك ... فاردد عليه الشمس ... 3 : 417

اللّهمّ ثبّت قلبي على دينك ... 4 : 322

اللّهمّ ... وإنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك ... ... 3 : 443

ص: 406

أما إنّه ما كان من هذا الرعد ... فإنّه من أمر صاحبكم ... 3 : 368

أما تدرون من حضر لغسله؟ قد حضره خير ممّن غاب عنه ... ... 4 : 31 ، 190

أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ... ... 3 : 275 ، 412

أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكتة ... ... 4 : 330

أمّا الفيل فالعرب بعيد العهد بها ... ... 2 : 542

أما واللّه لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ... ... 3 : 426

إمام البررة وقاتل الفجرة منصور ... ... 3 : 416

إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ... ... 4 : 26 ، 186

الإمام يعرّف الإمام الذي يكون من بعده ... 3 : 227 ، 235

أمامك رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله والأئمّة علیهم السلام ... 4 : 334

أمر أصحابه بأن يسلّموا على عليّ علیه السلام بإمرة المؤمنين ... ... 3 : 277

أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله بولاية عليّ علیه السلام ... ... 4 : 17 ، 171

أمر اللّه ولم يشأ وشاء ولم يأمر ... ... 2 : 363

امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها ... ... 4 : 48

أمرتهم أن لا يؤذوا وليّا لي ولأهل بيتي ... ... 2 : 541

أمرني سيّدي أبو عبد اللّه علیه السلام يوما أن أقدّم ناقته ... ... 4 : 149

أمير المؤمنين أفضل عند اللّه من الأئمّة ... ... 3 : 311

إنّ آية المؤمن إذا حضره الموت يبيضّ وجهه ... ... 4 : 345

إنّ أبا جعفر علیه السلام حدّثنا أنّ رجلا أتى سلمان الفارسي ... ... 4 : 356

إنّ أبا جعفر علیه السلام كان يقول : خروج السفياني من المحتوم ... ... 3 : 448

أنّ إبليس تصوّر لعليّ بن الحسين علیه السلام وهو قائم ... ... 4 : 55

إنّ ابني عليّا أكبر ولدي وأبرّهم عندي ... ... 3 : 438

إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ اللّه أن يصلح به ... ... 4 : 125

إنّ أبي خرج إلى ماله ومعنا ناس من مواليه ... ... 4 : 57

إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى في أوّل الخلق ... ... 4 : 360

إنّ أدنى أهل الجنّة منزلة من ينظر إلى جنّاته ... ... 2 : 318

ص: 407

أنّ أدنى المؤمن يشفع من أهله سبعين عاصيا ... 4 : 249

أنّ الأرض سبع طبقات وهي على ظهر الديك ... ... 2 : 525

إنّ أرواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلون ... ... 4 : 234

إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد صلی اللّه علیه و آله في جبال رضوى ... ... 4 : 235

أنّ اسمه يوافق اسمي واسم أبيه اسم أبي ... 4 : 135

أنّ أسود أدخل على عليّ علیه السلام فقال : ... إنّي سرقت فطهّرني ... ... 3 : 374

إنّ أصحاب التناسخ قد خلّفوا وراءهم منهاج الدين ... ... 4 : 218

إنّ أطفال شيعتنا من المؤمنين تربّيهم فاطمة علیهاالسلام ... 4 : 337

أنّ أعرابيّا أتى الرسول صلی اللّه علیه و آله فقال له ... لقد صدت خشفة ... ... 4 : 52 - 53

أنّ أفضل ما يتّخذه الرجل في منزله لعياله الشاة ... ... 2 : 542

إنّ اللّه عزّ وجلّ ابتدع الأشياء كلّها بعلمه ... ... 4 : 19 ، 172

إنّ اللّه تعالى اتّخذ إبراهيم عبدا ... ... 4 : 8 ، 161

إنّ اللّه احتجّ بالكوفة على سائر البلاد ... ... 2 : 535

إنّ اللّه اختار من البلدان أربعة : التين والزيتون ... ... 2 : 534

إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ... ... 4 : 38 ، 198

إنّ اللّه ... إذا أحبّ أن يخلق الإمام أمر ملكا ... ... 4 : 31 ، 191

إنّ اللّه أعلى وأجلّ وأعظم من أن يبلغ كنه صفته ... ... 2 : 361

إنّ اللّه ( تع ) أمر آدم أن ازرع ممّا اخترت لنفسك ... ... 2 : 540

أنّ اللّه - تبارك وتعالى - أمر الحوت بحمل الأرض ... ... 2 : 529

إنّ اللّه عزّ وجلّ أمر القلم فجرى على اللوح ... ... 2 : 494

أنّ اللّه أنطق الحجر يا محمّد بن عليّ ... ... 4 : 54

إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان ... ... 4 : 30 ، 189

إنّ اللّه عزّ وجلّ أوضح بأئمّة الهدى ... .................... عن دينه ... 3 : 437

إنّ اللّه تبارك وتعالى أيّن الأين بلا أين ... ... 2 : 356

إنّ اللّه تعالى بعث جبرئيل وأمره أن يخرق ... ... 2 : 523 و 4 : 37 ، 197

إنّ اللّه جعل ... ذرّيّتي في صلب عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 415

ص: 408

إنّ اللّه جعل لذّتي في النساء والطيب ... 3 : 96

إنّ اللّه جعلني إماما لخلقه ففرض عليّ التقدير ... ... 4 : 38 ، 197

إنّ اللّه حرّم لحم أولاد الحسين على السباع ... ... 4 : 131

إنّ اللّه - عزّ وجلّ - خلق الأرض فأمر الحوت فحملتها ... ... 2 : 529

إنّ اللّه تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف ... ... 2 : 362

إنّ اللّه تعالى خلق حجابا من ظلمة ... ... 2 : 514

إنّ اللّه خلق خلقا لا هم من الجنّ ولا من الإنس ... ... 3 : 307

إنّ اللّه خلق الخير يوم الأحد ... ... 2 : 471

إنّ اللّه خلق قضيبا من نور فعلّقه ببطان عرشه ... ... 3 : 304

إنّ اللّه خلق محمّدا وعليّا ... من نور عظمته ... ... 4 : 176

إنّ اللّه تعالى خلق نور محمّد صلی اللّه علیه و آله قبل أن خلق السماوات ... ... 2 : 497

إنّ اللّه خلقنا من علّيّين وخلق أرواحنا من فوق ذلك ... ... 4 : 33 ، 193

إنّ اللّه خلو من خلقه وخلقه خلو منه ... ... 2 : 354

إنّ اللّه عزّ وجلّ طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء ... ... 4 : 10 ، 163

إنّ اللّه ( تع ) عرض أمانتي وولايتي على الطيور ... ... 2 : 541

إنّ اللّه علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون ... ... 2 : 357

إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ... ... 2 : 399

إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته ... ... 2 : 472

إنّ اللّه لم يقبض نبيّه حتّى أكمل له الدين ... ... 3 : 436

إنّ اللّه لمّا خلق العرش خلق له ثلاثمائة وستّين ألف ركن ... ... 2 : 494

إنّ اللّه عزّ وجلّ نصب عليّا علیه السلام علما بينه وبين خلقه ... ... 4 : 39 ، 198

إنّ اللّه هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء ... 2 : 140

أنّ اللّه تعالى يؤجّج للأطفال والمجانين والبله ... ... 4 : 235

إنّ اللّه يأمر ملك الموت فيردّ نفس المؤمن ليهوّن عليه ... ... 4 : 333 ، 347

أنّ اللّه تعالى يسكن الأعراف طائفة من الخلق ... ... 4 : 310

أنّ أمّة موسى افترقوا إحدى وسبعين فرقة ... ... 3 : 80

ص: 409

إنّ أمر اللّه كلّه عجيب إلاّ أنّه قد احتجّ ... ... 2 : 355

إنّ أمير المؤمنين علیه السلام اشتكى عينه فعاده النبيّ ... ... 4 : 332

أنّ أمير المؤمنين علیه السلام جاءه نفر من المنافقين قالوا ... ... 3 : 424

إنّ أمير المؤمنين عليّا علیه السلام كانت له خئولة في بني مخزوم ... ... 4 : 354

أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال لابن العبّاس : إنّ ليلة القدر ... ... 4 : 175

إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ... قال لابنه الحسن ... ... 4 : 177

أنّ أمير المؤمنين علیه السلام قال لأبي بكر ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا ) ... ... 4 : 176

أنّ أمير المؤمنين علیه السلام لمّا توجّه إلى صفّين لحق أصحابه عطش ... ... 3 : 388 - 389

أن أنفذنا إليكم إبلا غبراء فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها ... ... 4 : 155

أنّ أهل الريّ هم أعداء اللّه ورسوله ... ... 2 : 536

إنّ أهل النار يموتون عطاشى ... ... 4 : 307

أنّ أوّل شجرة غرست في الأرض العوسجة ... ... 2 : 538

أنّ أوّل شجرة نبتت على وجه الأرض النخلة ... 2 : 539

أنّ أوّل عين فاضت على وجه الأرض عين الحياة ... ... 2 : 524

أنّ أوّل ما خلق اللّه العقل ... 1 : 341

إنّ أوّل يهوديّ وقد أفسد في دينه فيجب قتله ... ... 3 : 284

أنّ إيذاءها إيذاء النبيّ صلی اللّه علیه و آله وإيذاء النبيّ إيذاء اللّه ... ... 3 : 290

إنّ الباب الأوّل جهنّم والثاني سعير ... ... 4 : 306

إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى ... ... 2 : 359

أنّ البغال كانت تتناكل ... فقطع اللّه نسلها ... 2 : 544

إنّ بالمدينة جنّيّا قد أسلموا ... ... 2 : 551

أنّ بهمذان اناسا يعرفون ببني راشد ، وهم كلّهم يتشيّعون ... ... 4 : 118

أنّ بين الجبلين روضة من رياض الجنّة ... 2 : 536

إنّ التكبير يردّ الريح ... ... 2 : 521

إنّ جبرئيل أتى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله برمّانتين ... ... 4 : 166

أنّ جبرئيل علیه السلام كان جالسا عند النبيّ صلی اللّه علیه و آله ... ... 3 : 311

ص: 410

إنّ جبرئيل هبط عليّ يوم الأحزاب ... ... 3 : 309

أنّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل جاءوا بالبراق ... ... 3 : 51 - 53

أنّ جبهته صارت كركبة البعير لطول سجوده ... 3 : 345

أنّ جماعة ... سألوا عن أمير المؤمنين علیه السلام أن يريهم من عجائب ... ... 3 : 421

أنّ جماعة من أهل الكوفة قالوا للحسن علیه السلام ... ... 4 : 139

أنّ جماعة من الجنّ أرادوا وقوع الضرر ... ... 3 : 327

إنّ جهنّم لها سبعة أبواب ... ... 4 : 306

أنّ الحجّاج بن يوسف لمّا خرّب الكعبة ... فجاءه عليّ ... ... 4 : 55 - 56

أنّ الحجّة لا تقوم لله على خلقه إلاّ بإمام حتّى يعرف ... 3 : 219

أنّ الحسن علیه السلام قال يوما لأخيه الحسين ... إنّ معاوية بعث ... ... 4 : 43

أنّ خارجيّا اختصم مع آخر إلى عليّ علیه السلام فحكم بينهما ... ... 3 : 375

أنّ ذا القرنين لمّا دخل في الظلمات فإذا بملك ... ... 2 : 528

إنّ دللتهم عن الاسم أذاعوه وإن عرفوا المكان دلّوا عليه ... 3 : 443

إنّ الذي أنشأه من غير شيء أو صوّره على غير مثال ... ... 4 : 251

أنّ راهب اليمامة ... بشّر أبا طالب بقدوم عليّ علیه السلام ... ... 3 : 423

إنّ ربّ الأرض هو ربّ الهواء ... ... 4 : 234

أنّ الربّ الجليل قال في ذلك الوقت لجبرئيل ... ... 3 : 258

إنّ ربّكم يقول : لو أنّ عبادي أطاعوني لأسقيتهم ... ... 2 : 517

إنّ الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى ... ... 4 : 344

أنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين علیه السلام وهو مع أصحابه ... ... 4 : 39 ، 199

أنّ رجلا جاء إلى الحسين علیه السلام فقال : إنّ أمّي توفّيت ... ... 4 : 140

أنّ رجلا قد أقبل على عهد عليّ علیه السلام من الجبل حاجّا ... ... 3 : 398

أنّ رجلا من الثقيف كان أطيب الناس يقال له : حارث بن كلدة ... ... 3 : 199

أنّ رجلا من الواقفيّة جمع مسائل مشكلة ... ... 4 : 150

أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كان ذات يوم نائما في حجرة أمّ سلمة ... ... 3 : 255

أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كفّن أمّ أمير المؤمنين ... في قميصه ... ... 4 : 227

ص: 411

أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا ظهر بالمدينة اشتدّ حسد ابن أبيّ له ... ... 3 : 200 - 201

إنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لمّا قدم المدينة وظهرت آيات صدقه ... ... 3 : 189 - 193

أنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يمشي بمكّة وأخوه عليّ يمشي معه ... ... 3 : 187 - 189

أنّ الرشيد - لعنه اللّه - لمّا أحضر موسى علیه السلام إلى بغداد فكّر في قتله ... ... 4 : 148

أنّ الرشيد - لعنه اللّه - لمّا أراد قتل موسى أرسل إلى عمّاله ... ... 4 : 149

أنّ الرضا علیه السلام قال يوما ... لا إله إلاّ اللّه مات فلان ... ... 4 : 150

أنّ الرضا علیه السلام لمّا قدم إلى خراسان توجّهت إليه الشيعة ... ... 4 : 150

أنّ ريّ وقزوين وساوة ملعونات وشؤمات ... 2 : 536

إنّ الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي ... ... 2 : 522

أنّ الزنبور أيضا من المسوخ ... ... 2 : 547

إنّ سعد بن معاذ قد أصابته ضمّة لأنّه كان ... ... 4 : 350

إنّ السماوات والأرض وما فيهما من خلق مخلوق ... ... 2 : 494

إنّ الشمس تطلع ومعها أربعة أملاك ... ... 2 : 501

أنّ الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم ... 2 : 552

أنّ الصلاة إلى الصلاة كفّارة لما بينهما ... ... 4 : 247

إنّ عزيرا خرج من أهله وامرأته حامل ... ... 2 : 72

إنّ العقل ما عبد به الرحمن ... 1 : 438

إنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ... ... 4 : 38

إنّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام كان يلبس في زمان لا ينكر ... ... 4 : 198

أنّ عليّا علیه السلام بلغه عن عمر ذكر شيعته ... ... 3 : 385

أنّ عليّا علیه السلام حين سار إلى الكوفة استودع أمّ سلمة كتبه والوصيّة ... ... 4 : 177

أنّ عليّا علیه السلام رأى حيّة تقصده وهو في مهده ... ... 3 : 401

إنّ عليّا علیه السلام كان يقول : إلى السبعين بلاء ... ... 3 : 448

إنّ عليّا لمّا قدم من صفّين وقف على شاطئ الفرات ... ... 3 : 425

إنّ عليّا منّي ، وأنا منه ... ... 3 : 308

إنّ عليّا وصيّي وخليفتي وزوجته فاطمة ... ... 3 : 244

ص: 412

إنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم أن يرسل إليه ... ... 4 : 178

إنّ فاطمة علیهاالسلام بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني ... ... 3 : 440

أنّ فاطمة خرجت من الدنيا وهي ساخطة على الشيخين ... ... 3 : 289

أنّ فاطمة علیهاالسلام لمّا طالت المنازعة بينها وبين أبي بكر ... ... 3 : 337

إنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين ... ... 4 : 332

إنّ في الجنّة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ... ... 4 : 315

إنّ فيك مثلا من عيسى أبغضته اليهود ... ... 3 : 414

إنّ فيما حملت من القماش حبرتين : إحداهما في مكان كذا ... ... 4 : 115 ، 157

إنّ القائم يقوم يوم عاشوراء ... ... 3 : 450

أنّ القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين ... ... 3 : 442

أنّ القائم يهدم المسجد الحرام حتّى يردّه إلى أساسه ... ... 3 : 442

أنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها ... ... 3 : 441

أنّ القبر أوّل منازل الآخرة فإن نجا منه ... ... 4 : 360

إنّ القنفذ كان رجلا من صناديد العرب فمسخ ... ... 2 : 547

أنّ قوما من النصارى كانوا دخلوا على النبيّ وقالوا ... ... 3 : 375

إن كان كون فإلى من؟ قال : إلى أبي جعفر علیه السلام ابني ... ... 3 : 438

إن كان لك عليها سبيل فلا سبيل على حملها ... 3 : 335

إن كانت البقرة دخلت على الحمار ... فعلى ربّها قيمة ... ... 3 : 282

إنّ كلّ شيعتنا في الجنّة ... ... 4 : 236

أنّ كلّ مولود له شيطان ... 3 : 330

إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزليّة ... ... 2 : 284

إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ... 4 : 24 ، 183

إنّ للجنّة ثمانية أبواب : باب يدخل منها النبيّون ... ... 4 : 316

إنّ للريح رأس وجناحان ... 2 : 521

إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم ... ... 4 : 25 ، 185

إنّ لله جنّة خلقها اللّه في المغرب ... ... 4 : 237

ص: 413

إنّ لله جنّة خلقها في المغرب ... ... 4 : 234

إنّ لله ديكا في الأرض ورأسه تحت العرش ... ... 2 : 545

إنّ لله على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ... ... 4 : 158

إنّ لله علما خاصّا وعلما عامّا ... ... 2 : 139

إنّ لله ... علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ... ... 4 : 18 ، 171

إنّ لله عزّ وجلّ علمين : علما مبذولا ، وعلما مكفوفا ... ... 4 : 18 ، 172

إنّ لله في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ... ... 4 : 198

إنّ لله لعلما لا يعلمه غيره ... ... 2 : 140

إنّ لله لوحين : اللوح المحفوظ وهو لا يتغيّر ... ... 2 : 494

إنّ لله تعالى ملكين يقال لهما : ناكر ونكير ... ... 4 : 361

إنّ لله نهرا دون عرشه ، ودون النهر ... نور نوّره ... ... 4 : 33 ، 193

إنّ لنا أتباعا من الجنّ ... فإذا أردنا أمرا بعثناهم ... 4 : 35 ، 195

أنّ اللوح والقلم ملكان ... 2 : 494

أنّ ما شاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن ... 2 : 412

إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول اللّه ... 4 : 332

إنّ المؤمن ليقال لروحه وهو - يغسل - : أيسرّك أن تردّ ... 4 : 360

إنّ المؤمن يقول : القرآن إمامي ، فقد أصاب ... 4 : 358

أنّ المؤمن ينظر بنور اللّه ... 2 : 10

إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم أصعد اللّه بأرواحهم ... 4 : 354

إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ... 4 : 126

أنّ المراد من « مثل نوره » قلب محمّد ... 3 : 270

إنّ مريضا شديد الحمّى عاده الحسين علیه السلام ... 4 : 48

أنّ مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قدم بأهله ... 3 : 442

أنّ معاوية لعنه اللّه لمّا أراد حرب عليّ ... سمع بذلك ملك الروم ... 4 : 136

إنّ المعلّى بن خنيس ينال درجتنا ... 4 : 145

إنّ ملكين يقال لهما : منكر ونكير يأتيان ... 4 : 351

ص: 414

أنّ من أحبّ حجرا حشره اللّه يوم القيامة معه ... 3 : 428

إنّ منّا إماما مظفّرا مستترا ... 4 : 27 ، 186

أنّ المنصور لمّا أراد قتل أبي عبد اللّه علیه السلام استدعى قوما ... 4 : 146

أنّ المنصور يوما دعا الصادق علیه السلام فركب معه ... 4 : 146

إنّ منهم من هو كالبرق الخاطف ... 4 : 302

إنّ مهبّ الشمال أرفع من مهبّ الجنوب ... 2 : 524

أنّ الموازين الأنبياء والأوصياء ... 4 : 246

إنّ الموت رحمة لعباده المؤمنين ونقمة على الكافرين ... 4 : 327

إنّ موسى قد لبس الدرع وساوى عليه ... 4 : 179

أنّ موسى وهارون لمّا دخلا على فرعون ... فإذا فارس يقدمهما ... 3 : 426

إنّ النار في الأجسام كامنة ... 2 : 511

إنّ الناس لو اجتمعوا على حبّ عليّ ... 3 : 302

أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله خرج في طلب الحسن والحسين ... 4 : 50 - 51

أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله رأى أبا بكر وعمر فقال : هذان السمع والبصر [ الأخبار الموضوعة ] ..

... 3 : 350

أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله لمّا اسري رأى عفريتا من الجنّ ... 2 : 550

إنّ النفس إذا وقعت في الحلق أتاه ملك ... 4 : 344

أنّ النفس باقية بعد الموت إمّا متنعّمة أو معذّبة ... 4 : 235

أنّ النمل يقول : إنّ لله زبانيتين ... 2 : 128

إنّ هذا ريحانتي وإنّ هذا ابني سيّد ... 4 : 126

إنّ هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قطّ ... 4 : 127

أن يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل ... 3 : 439

إنّ اليهود سألوا رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقالوا ... 2 : 357

أنّ يهوديّا جاء إلى أبي بكر في ولايته ... 3 : 421

أنا آدم الأوّل ، أنا نوح الأوّل أنا آية الجبّار ... 3 : 288

إنّا أهل بيت لا نوقّت ... 4 : 187

أنا أوّل من صلّى وأوّل من آمن باللّه ورسوله ... 3 : 346

ص: 415

أنا اقيم القيامة ... أنا مع اللوح قبل اللوح ... 3 : 288 - 289

أنا حجّة اللّه يا أبا الصلت أنا محمّد بن عليّ ... 4 : 152

أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم ... 4 : 127

أنا دار الحكمة وعليّ بابها ... 3 : 414

أنا الذي لا يتبدّل القول لديّ ، وحساب الخلق إليّ ... 3 : 288

أنا الصدّيق الأكبر آمنت قبل إيمان أبي بكر ... 3 : 346

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ ... ) هي ولاية أمير المؤمنين ... 3 : 298

إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا ... 3 : 15

إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ... 4 : 40

إنّا لنعرف الرجل بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق ... 4 : 199

أنا محمّد بن عليّ الرضا علیه السلام أنا الجواد أنا العالم بأنساب الناس ... 4 : 153

أنا مدينة العلم وعليّ بابها ... 3 : 279 ، 413

أنا مقرّ بنبوّة عيسى وكتابه وما يبشّر به أمّته ... ... 3 : 170

أنا منه وهو منّي ... 4 : 107

أنا النذير والمنذر وعليّ الهادي ... 3 : 262

أنا وأهل بيتي الذين أورثنا اللّه الأرض ... 4 : 37

أنت أخي في الدنيا والآخرة ... 3 : 413

أنت أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي ... 3 : 326

أنت الخليفة بعدي ... 3 : 242 ، 320

أنت الذي لم يعنك على خلقك شريك ... 4 : 278

أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ... 3 : 274

أنتم ذرّيّة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : نعم ... 4 : 144

انتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ .............................. واتّخذه وصيّا 3 : 261

أنزل اللّه من الجنّة إلى الأرض خمسة أنهار ... 2 : 524

أنظر إلى الزوال لأصلّي ... 3 : 285

انظر هل ترى هاهنا جبّا ... بلى انظر ... 4 : 77

ص: 416

إنّكم سترون ربّكم ... لا تضامّون في رؤيته ... 2 : 317

إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ... 4 : 8 ، 161

إنّما ذلك عليّ بن أبي طالب فيكون أفضل ... 3 : 272

إنّما نحن الذين يعلمون ، والذين لا يعلمون عدوّنا ... 4 : 11 ، 164

أنّه أخذ بطّيخة ليأكلها فوجدها مرّة ... 2 : 539

أنّه إذا علا قدّ وإذا وسط قطّ ... 3 : 286

إنّه اقعد في قبره فسئل عن الأئمّة علیهم السلام فأخبر ... 4 : 360

إنّه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها ... 2 : 517

أنّه تعالى ينزع من جسد كلّ واحد منهم أجزاء ... 4 : 238

أنّه جاء قوم ... فقالوا له : يا محمّد أتزعم أنّك رسول ربّ العالمين... 3 : 180 - 187

أنّه جسر ممدود ... أحدّ من السيف ، وأدقّ من الشعر ... 4 : 246 ، 301

أنّه دعا على زيد بن أرقم بالعمى فعمي ... 3 : 286

إنّه سألني عن شيء فاسأل الربيع عنه ... 2 : 512

إنّه سميع بصير يسمع بما يبصر ... 2 : 284

أنّه قبض علیه السلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين ... 4 : 204

أنّه كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر علیه السلام ... 4 : 58 - 59

أنّه كان في الليلة الرابعة عشرة من ذي الحجّة ... 3 : 40

أنّه علیه السلام كان قائما يصلّي حتّى وقف ابنه محمّد علیهماالسلام ... 4 : 56

أنّه كان يكره الشكال من الخيل ... 2 : 544

أنّه لمّا توجّه إلى صفّين مع أصحابه أصابهم عطش ... 3 : 327

أنّه لمّا جاءوا برأس الحسين علیه السلام ونزلوا منزلا ... 4 : 50

أنّه لمّا نزلت هذه الآية ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ ... ) فقالوا له : يا محمّد 3 : 193 - 196

أنّه محمّد بن الحنفيّة وأنّه بجبال رضوى ... 4 : 136

إنّه من حكّام الجنّ أشكل عليه مسألة أجبته عنها ... 3 : 326

أنّه علیه السلام وضع يده على الأرض فقال لها : اسكني ، فسكنت ... 4 : 71

أنّه علیه السلام ولد في رجب سنة أربع عشرة ومائتين ... 4 : 204

ص: 417

إنّه يدخل الجنّة بغير حساب [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292 ، 351

إنّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص ... 4 : 15 ، 169

إنّها إذا بلغت الحلقوم ، ثمّ أري منزله من الجنّة ... 4 : 347

أنّها رأته ليلة مولده وبعد ذلك ... 4 : 182

أنّها مقام مؤمني الجنّ ، وأولاد الزنى من المؤمنين ... 4 : 210

إنّهم أعداؤنا فمن مال إليهم فهو منهم ... 2 : 346

أنّهم حضروا يوم توفّي محمّد بن عليّ علیه السلام ... 4 : 180

إنّهم في حفرتهم لا يخرجون منها ... 4 : 235

إنّهم يسألون عن ولاية عليّ علیه السلام في قبورهم ... 4 : 337

إنّهما يعذّبان ... وأمّا الثاني فكان يمشي بالنميمة ... 4 : 299

إنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ ... 3 : 415

إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ... 3 : 296

إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ... 3 : 278

إنّي خارج لأزيل الشكّ إن شاء اللّه تعالى ... 4 : 113

إنّي دعوت اللّه أن يجعل اذنك واعية ... 3 : 264

إنّي سألت اللّه أن يجعل اذنك واعية ... 3 : 264

إنّي لأرجو لامّتي في حبّ عليّ علیه السلام ... 3 : 302

أهل الجنّة يدخلون الجنّة جردا مردا مكحّلين ... 3 : 296

أهل خراسان أعلامنا ... وأهل كوفة أوتادنا ... 2 : 535

أو تدري من أولئك يا سعد ... أولئك إخوانكم ... 4 : 35 ، 194

أو تظنّ أنّ ذلك يكربني لو شئت لما كان ... 4 : 128

أوصى أبو الحسن علیه السلام إلى ابنه الحسن ... 4 : 180

أوّل الحجب سبعة غلظ كلّ حجاب منها مسيرة خمسمائة عام ... 2 : 496

أوّل الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به ... 2 : 76

أوّل ما خلق اللّه نوري ... 1 : 342

أوّلكم إسلاما عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 346

ص: 418

أيّ الناس أحبّ إليك؟ قال : عائشة ... [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 350

إيّاكم والتنوية ، أما واللّه ليغيبنّ إمامكم سنينا ... 4 : 24 ، 183

أيّتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة بحقّ اسم اللّه الأعظم ... 3 : 386

أيّكم يبايعني ويوازرني يكون أخي ووصيّي ... 3 : 320

أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ... 2 : 12

أيّما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ... 3 : 323

الإيمان إقرار باللسان ، وعمل بالأركان ... 4 : 320

الإيمان أن تؤمن باللّه وكتبه ... 4 : 321

الإيمان أن تؤمن باللّه وملائكته ... 4 : 323

إيمان أهل الكتاب ، إنّما هو لمحمّد صلی اللّه علیه و آله ... 4 : 229

الإيمان قول مقبول وعرفان بالعقول واتّباع الرسول ... 4 : 320

الإيمان معرفة بالجنان وإقرار باللسان ... 4 : 319

أين كنت يا عمر لا نراك أسبوعا ... 3 : 303

أيّها الناس اتّقوا اللّه ، واعلموا أنّكم إليه ترجعون ... 4 : 353

أيّها الناس إنّ اللّه جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه ... 2 : 399

« ب »

بأبي أنتم وأمّي ونفسي ... 3 : 236

بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب بين يديه ... 3 : 310

بأبي الوحيد الشهيد ... 3 : 415

بدأ بنور نفسه تعالى ثمّ مثل نوره مثل هداه ... 3 : 270

البرزخ القبر ، وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة ... 4 : 349

البرزخ هو القبر ... 4 : 335

البرص والجذام لا يبلي اللّه به مؤمنا ... 3 : 376 - 378

بعثت إلى الأسود والأحمر ... 3 : 63

بعثت يوم الاثنين وأسلم عليّ يوم الثلاثاء ... 3 : 346

بالقبر ، وإنّ لهم فيه لمعيشة ضنكا ... 4 : 335

ص: 419

البقعة المباركة في القرآن هي كربلاء ... 2 : 534

بل ما أكثر الضجيج وأقلّ الحجيج ، أتحبّ أن تعلم ... 4 : 64

بل من الطين كلّه ولو خلق من طين واحد لما عرف ... 2 : 548

( بَلْ هُوَ ... فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) فأومأ بيده إلى صدره ... 4 : 12 ، 165

بلغني أنّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله قال : من مات يوم الجمعة ... أعتق من النار ... 4 : 354

بما عرّفني نفسه ... لا يشبهه صورة ... 2 : 354

البيت الذي في السماء يقال له : الضراح ... 2 : 499

البيت المعمور في السماء الدنيا ... 2 : 499

بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض ... 3 : 449

بينما أبو جعفر علیه السلام بين مكّة والمدينة إذا انتهى إلى جماعة ... 4 : 63

بينما عليّ علیه السلام بالكوفة إذا أحاطت به اليهود ... 3 : 411

بيوت الأنبياء ... بلى وهو أفضلها ... 3 : 261

« ت »

تبقى الأرواح ساهرة لا تنام ... 4 : 267

تبقى طينته التي خلق منها في قبره مستديرة ... 4 : 263 ، 267

تبنى مدينة بين دجلة والفرات وقطربل ... 3 : 177

تجسّم أعمال المؤمن ... بصورة حسنة له ... 4 : 234

تخلّف الثلاثة عن جيش اسامة مع أمر النبيّ أن ينفذوا ... 3 : 290

تدمع عينه عند الموت ... عند معاينة رسول اللّه ... 4 : 344

ترى هذا؟ هذا من الذين قال اللّه عزّ وجلّ ... 4 : 178

تسعة أعشار الرزق مع صاحب الدابّة ... 2 : 544

تضحك في المسجد وأنت بعد ثلاثة من أصحاب القبور ... 4 : 144

تقتلك الفئة الباغية ... 3 : 177

تكلّموا في خلق اللّه ولا تتكلّموا في اللّه ... 2 : 357

تكلّموا في كلّ شيء ولا تتكلّموا في ذات اللّه ... 2 : 357

تمسّحوا بالأرض فإنّها أمّكم وهي بكم برّة ... 2 : 526

ص: 420

تمنّي المؤمن تعجيل قيام الساعة ... 4 : 233

التوفيق خير قائد ... 3 : 419

« ث »

ثكلتك أمّك يا ابن الكوّاء لا تقل : قوس قزح ... 2 : 517

ثمّ أنشأ سبحانه فتق الأجواء وشقّ الأرجاء ... 2 : 408

« ج »

جاء حبر من الأحبار إلى أمير المؤمنين علیه السلام فقال ... 2 : 357

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علیه السلام فاستغاثه ... 3 : 420

جاء رجل إلى الصادق علیه السلام فقال : قد سئمت الدنيا ... 4 : 329

جاء العبّاس ... يطالبه بميراث النبيّ صلی اللّه علیه و آله ... 3 : 403

جاء الناس ... فقالوا : أرنا من عجائب أبيك ... 4 : 45

الجريدة تنفع المؤمن والكافر ... 4 : 338

الجزم أتعب من الصبر ... 3 : 418

جلس رجلان يتغدّيان مع أحدهما خمسة أرغفة ... 3 : 417

« ح »

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ... 4 : 302

حبّ عليّ براءة من النار ... 3 : 304

حبّ عليّ بن أبي طالب يأكل الذنوب ... 3 : 302

حبّ عليّ حسنة لا تضرّ معها سيّئة ... 3 : 301

حبّنا إيمان وبغضنا كفر ... 4 : 163

حتّى تاهوا في الأرض ... 2 : 358

حتّى قسمنا جزءين ... وجزءا في صلب أبي طالب ... 3 : 242

حتّى يكون للرعيّة كالأب الرحيم ... 4 : 37

حجّ هارون الرشيد وابتدأ بالطواف ... إذ ابتدر أعرابي ... 4 : 90

حدّثني أمير المؤمنين في تفسير الباء من ( بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) ... 3 : 281

الحديث أحبّ إليك أم المعاينة ... ائتني بالقضيب ... 4 : 90

ص: 421

حربك حربي يا عليّ ... 3 : 440

حرّمت النار على من آمن بي وأحبّ عليّا وتولاّه ... 3 : 307

حسبك لو زادك جدّي لزدتك ... 4 : 147

حسن الخلق خير قرين ... 3 : 419

الحسن والحسين ( أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال : ) ... 4 : 125

الحسن والحسين علیهماالسلام سيّدا شباب أهل الجنّة ... 4 : 125

حضر رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله رجلا من الأنصار وكانت له حالة حسنة ... 4 : 348

حقّت شفاعتي لمن أعان ذرّيّتي بيده ... 4 : 249

حقّه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ... 4 : 36 ، 195

الحمد لله الذي جعل فينا ... من يقضي على سنن داود ... 3 : 282

« خ »

خاطب رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قبر سعد فمسحه بيده ... 4 : 351

الختم هو الطبع على قلوب الكفّار ... 2 : 427

خذها فأطعمها الكلاب ... ليس بذكيّ ... 4 : 77

خذوا كسب الغنم فديفوه بماء ورد وضعوه على الخراج ... 4 : 108

خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق علیه السلام ... 2 : 372

خرج أبو محمّد عليّ بن الحسين علیه السلام إلى مكّة في جماعة ... 4 : 57

خرج إليّ من أبي محمّد علیه السلام ... يخبرني بالخلف ... 4 : 181

خرج الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام في بعض عمره ... 4 : 42 - 43

خفت هذين الولدين يلتّانه بزيت أو سمن ... 3 : 345

الخلافة بعدي ثلاثون سنة ... 4 : 125

الخلف من بعدي الحسن علیه السلام فكيف لكم بالخلف ... 3 : 443

خلق الأرض قبل السماء ... 2 : 525

خلق اللّه الأشياء بالمشيئة ... 1 : 464

خلق اللّه عزّ وجلّ مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ... 3 : 12

خلق اللّه المشيئة بنفسها ... 2 : 74 ، 285

ص: 422

الخلق غيرنا أهل البيت فإنّ اللّه عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ... 4 : 34 ، 193

خلقت أنا وعليّ من نور واحد ... 3 : 300

خمس قبل قيام القائم من العلامات : الصيحة والسفياني ... 3 : 448

خمس من فاكهة الجنّة في الدنيا : الرمّان و ... 2 : 539

خير إخوتي عليّ ... وذكر عليّ عبادة ... 3 : 415

خير أمّتي أبو بكر ثمّ عمر [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 291

خير الناس بعد النبيّين أبو بكر ثمّ عمر ثمّ اللّه أعلم [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292

خير هذه الامّة بعد نبيّنا أبو بكر وعمر [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 334

الخيل معقود بناصيتها الخير إلى يوم القيامة ... 2 : 543

« د »

دخل أبو بكر على أمير المؤمنين علیه السلام فقال له ... 3 : 379

دخل أسد الكوفة فقال : دلّوني على أمير المؤمنين علیه السلام ... 3 : 382

دخل أسود على أمير المؤمنين علیه السلام وأقرّ أنّه سرق ... 3 : 381

دخل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه ... 4 : 348

دخلت على أبي جعفر علیه السلام فشكوت إليه الحاجة ... 4 : 60 - 61

دخلت على أبي محمّد علیه السلام وكان يكتب كتابا ... 4 : 114

دخلت ... فكلّمني بالهنديّة فلم احسن أن أردّ عليه ... 4 : 105

دع عنك حيرة الحيران واستعذ باللّه ... 2 : 361

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ... 3 : 428 و 4 : 261

دعا ... عليّا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهمّ هؤلاء أهلي ... 3 : 413

دعوه فإنّ الذي يريده ... نريده من القوم ... 2 : 336

الدهر أنزلني ... حتّى قيل : معاوية وعليّ ... 3 : 287 ، 297

الديك الأبيض الأفرق حبيبي ... 2 : 545

ديك أفرق أبيض يحرس دويرته ... 2 : 545

« ذ »

ذاك قول ابن آدم إذا حضره الموت ... 4 : 331

ص: 423

ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء ... 2 : 36

الذنوب التي تظلم الهواء : السحر والكهانة ... 2 : 503

« ر »

رآه وربّ الكعبة ، رآه وربّ الكعبة ... 4 : 345

رأيت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطّى ... 4 : 72 - 73

رأيته بفؤادي ... 2 : 324

رأيته بين المسجدين وهو غلام علیه السلام ... 4 : 182

رجلان اختصما في زمن الحسين علیه السلام في امرأة ... 4 : 48 - 49

رحم اللّه امرأ عرف قدره ... 3 : 418

رحمك اللّه يا أبا محمّد ، لا تزال تجيئني بالحديث الحقّ ... 4 : 192

رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله المنذر ، وعليّ علیه السلام الهادي ... 4 : 10 ، 163

رفع عن أمّتي الخطأ والنسيان ... 3 : 229

الروث والعظم زاد إخوانكم من الجنّ ... 2 : 552

روضة من رياض الجنّة أو حفر من حفر النيران ... 4 : 227

الريّ باب من أبواب الأرض وإليها متجر الناس ... 2 : 536

الرياح ثمان : أربع منها رحمة ... 2 : 523

الرياح خمسة منها العقيم فنعوذ باللّه ... 2 : 521

الرياح سبع : الصبا والدبور والجنوب و ... 2 : 523

الريح العقيم تحت هذه الأرض التي نحن عليها ... 2 : 522

« ز »

زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب ... 3 : 300

« س »

سئل رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عن الساعة فقال : عند إيمان بالنجوم ... 2 : 503

سئل عن القائم ... فقال واللّه هذا قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله ... 3 : 437

ساقي القوم آخرهم شربا ... 3 : 42

سأل رجل أمير المؤمنين علیه السلام عن مسائل ... 2 : 500

ص: 424

سألت ... عن اللوح والقلم فقال : « هما ملكان » ... 2 : 493

سبحان اللّه أما تسمع اللّه يقول : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ... 4 : 199

سبحان اللّه ليس لله مثل ... ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ ) ... 3 : 271

سبحان من لا يعلم أحد كيف هو إلاّ هو ... 2 : 341 ، 361

سبحان من ليس كمثله شيء لا جسم ولا صورة ... 2 : 361

سبع من الشيطان ... النجوى والنوم عند الذكر ... 3 : 419

السّبق ثلاثة ... السابق إلى محمّد عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 415

سبّوح قدّوس أنا ربّ الملائكة والروح ... 3 : 56

ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ... 3 : 70

ستلقى الامّة منه ومن ولده يوما أحمر ... 3 : 345

السجّين : الأرض السابعة وعلّيّون : السماء السابعة ... 2 : 498

السحاب غربال المطر ولو لا ذلك لأفسد كلّ شيء ... 2 : 516

سدرة المنتهى في السماء السابعة ... 2 : 498

سل ... ( أتأذن لي أن أسألك؟ فقال : ) ... 4 : 181

سل اللّه يردّ عليك لتصلّي العصر قائما ... 3 : 286

سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ... 3 : 320

سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ... 3 : 320

سلّموا عليه بإمرة المؤمنين ... 3 : 242

سلني عمّا بدا لك من علم التوراة والإنجيل والفرقان اخبرك ... 4 : 137

سلوني قبل أن تفقدوني ... 3 : 422

سمعت أبي يحدّث عن أبيه علیهماالسلام أنّ رجلا قام ... 2 : 38

سمعت بالهند أنّ لله في العرب حجّة ... فدللت على الرضا علیه السلام ... 4 : 98

سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله يقول : من سرّه ... 2 : 546

سمّي الإنسان إنسانا لأنّه ينسى ... 2 : 548

سنّة موسى ... ( سألت الرضا علیه السلام عن الإمام يغسّله الإمام ، فقال : ) 4 : 31 ، 190

سور الجنّة لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ... 4 : 315

ص: 425

سيحفر لي هاهنا قبر فتظهر صخرة ... 4 : 151

سيكون بعدي خلفاء ... ثمّ يخرج رجل من أهل بيتي ... 4 : 134

« ش »

شرّ بئر في النار برهوت ... 4 : 237

شرّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت ... 4 : 237

الشيعة تربّى بالأماني منذ مائتي سنة ... 4 : 28 ، 187

« ص »

صاحب هذا الأمر لا يسمّيه باسمه إلاّ كافر ... 4 : 23 ، 183

صاحبكم بعدي الذي يصلّي عليّ ... 4 : 180

الصاعقة لا تصيب المؤمن ... 2 : 517

الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ... 3 : 419

صبرا يا أبا عبد اللّه بشاطئ الفرات ... 3 : 424

صحّ كلامك من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا ... 2 : 348

صدق أبو جعفر ... كلّ إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله ... 3 : 437

صدقت فما الذي تريدين ... 4 : 73

صدقت ولكن عندي في الجفر والجامعة أنّك تمدحني بها ... 4 : 151

الصدّيقون ثلاثة : حزقيل ... وعليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 415

( صِراطِ اللّهِ ... أَلا إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ) يعني عليّا ... 3 : 316 ، 319

الصراط صراطان : صراط في الدنيا وصراط في الآخرة ... 3 : 289

صلّينا الغداة مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ثمّ أقبل علينا ... 3 : 382

« ض »

ضغطة القبر للمؤمن كفّارة ... 4 : 231 ، 336

« ط »

الطامع في وثاق الذلّ ... 3 : 418

الطاوس مسخ كان رجلا جميلا فكابر امرأة ... 2 : 547

طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى ... 4 : 34 ، 193

ص: 426

« ع »

عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة ... 2 : 548

عباد اللّه ، إنّ الموت ليس منه فوت فاحذروا قبل وقوعه ... 4 : 329

عثمان أخي ورفيقي في الجنّة [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292

عثمان رفيقي في الجنّة [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 351

عجبت من قوم يتوالونا ... ثمّ يكسرون حجّتهم ... 4 : 12 ، 166

عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث للغيبة ... 4 : 361

عذاب القبر يكون من النميمة والبول ... 4 : 336 ، 351

عرج بالنبيّ صلی اللّه علیه و آله إلى السماء مائة وعشرين مرّة ... 3 : 227 ، 235

عرفت ما كان وما يكون ... 3 : 209

العقل خير صاحب ... 3 : 419

العقل ما عبد به الرحمن ... 1 : 428

العلم خير من المال ... 3 : 419

العلم يرفع الوضيع والجهل يضع الرفيع ... 3 : 419

علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ... 4 : 13 ، 167

علّمني رسول اللّه ألف باب من العلم ... 3 : 279 ، 343

عليّ إمامكم وخليفتي عليكم من بعدي ... 3 : 241

عليّ باب حطّة من دخله كان مؤمنا ... 3 : 416

عليّ باب علمي ... 3 : 414

عليّ خير البشر من أباه فقد كفر ... 3 : 307

عليّ خير البشر من شكّ فقد كفر ... 3 : 310

عليّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض ... 3 : 311

عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لا يفترقان ... 3 : 415

عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني ... 3 : 416

عليّ منّي مثل رأسي من بدني ... 3 : 310

عليّ منّي وأنا من عليّ لحمه من لحمي ... 3 : 300

ص: 427

عليّ منّي وأنا من عليّ ولا يؤدّي عنّي إلاّ عليّ ... 3 : 413

عليّ وفاطمة وابناهما ... 3 : 257

عليّ يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين ... 3 : 416

عليكم بهذا واللّه صاحبكم بعدي ... 3 : 438

علينا عين ... وربّ الكعبة وربّ البنيّة ... 4 : 165

علينا عين ... وربّ الكعبة وربّ البيت ... 4 : 12

عنوان صحيفة المؤمن : حبّ عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 304 ، 416

عورة المؤمن على المؤمن حرام ... 4 : 321

« ف »

فأحببت أن اعرف ... 4 : 213

فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت ... 4 : 34

فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدئت ... 4 : 263

فإذا قام بهذا الأمر رفع اللّه له في كلّ بلدة ... 4 : 32 ، 192

فإذا قلنا في الرجل منّا شيئا ، فكان في ولده ... 4 : 41 ، 200

فإذا ولد خطّ بين كتفيه ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ) ... 4 : 192

فأرني قبره ومقتله ... لم تتكلّم بالعجميّة ... 3 : 376

فأشار جبرئيل إليّ بيده أن تواضع ... 2 : 506

فاطمة بضعة منّي يبغضني من يبغضها ... 4 : 127

( فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ ) قال : في قبره 4 : 230 ، 335 ، 349

فإنّ وصيّي ... بعدي عليّ بن أبي طالب ... 3 : 244

فإن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء ... فقد استويتم ... 2 : 351

فإنّه يدلّ على أنّ اللّه قادر عزيز قويّ ... 2 : 73

فإنّه يعود سبحانه بعد فناء العالم وحده ... 2 : 57

فجلس أبو عبد اللّه علیه السلام فلم يأته شهرا ... 4 : 73 - 74

فذلك الشيء هو اللّه القادر ... 2 : 76

فرسول اللّه الذكر وأهل بيته هم المسئولون ... 4 : 11 ، 164

ص: 428

فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشرك ... 2 : 456

فضّة إلاّ أنّ الأرض أفسدتها ... 2 : 538

فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا ... 4 : 194

فطر الخلائق بقدرته ... 2 : 76

فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف ... 4 : 181

فقال : لا صاحبكم بعدي الحسن ... 3 : 439

فقال لرجل أساء الأدب اخسأ ... 3 : 423

فقضى بثلثي ديتها على الناخسة والقامصة ... 3 : 282

فقلت ... أحبّ أن أرى من معجزاتك شيئا ... 3 : 404 ، 406

الفقيه كلّ الفقيه من لم يقنّط الناس من رحمة اللّه ... 3 : 419

فكّر يا مفضّل في هذه المعادن وما يخرج منها ... 2 : 538

( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ... ) إمام يخنس سنة ستّين ومائتين ... 3 : 444

فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد ... 4 : 20 ، 173

فلم يزل اللّه عزّ وجلّ علمه سابقا للأشياء ... 2 : 139

فلمّا انقضت أيّامه أقام وليّه عليّ بن أبي طالب ... 3 : 312

فما فوّضه اللّه إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فقد فوّضه إلينا ... 4 : 168

فما فوّض اللّه إلى رسول اللّه فوّضه إلينا ... 4 : 14

فما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟ ... 4 : 31

فمسح يده على الأرض فظهرت سبائك من فضّة ... 4 : 151

فمن المبلّغ عن اللّه إلى الثقلين من الجنّ والإنس ... 2 : 358

فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ ... 2 : 350

( وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ... ) عرّف اللّه إيمانهم بولايتنا ... 3 : 298

فنزل جبرئيل وأمر بردّه وأخذ السورة منه ... 3 : 332

فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ، والذي آمرك به ... 4 : 83

فوضع أبو الحسن يده على صورة سبع في البساط وقال : قم فخذ هذا ... 4 : 155

في آخر دقيقة من حياة الأوّل ( الإمام متى يعرف إمامته ...؟ ) ... 4 : 169

ص: 429

في الجنّة على صورة أبدانهم لو رأيته لقلت : رأيت فلانا ... 4 : 216

في حجرات في الجنّة ، يأكلون من طعامها ... 4 : 236

في حواصل طيور خضراء ... 4 : 266

في خبر المعراج قال النبيّ صلی اللّه علیه و آله فصعد جبرئيل ... 2 : 505

في الديك الأبيض خمس خصال ... 2 : 545

في السماء ثمّ ترفع من سماء إلى سماء ... 2 : 500

في العرش تمثال جميع ما خلق اللّه في البرّ والبحر ... 2 : 495

في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ... 4 : 234

في القيامة خمسين موقفا ... 4 : 253

في النار يعذّبون يقولون : ربّنا لا تقم لنا الساعة ... 4 : 236

« ق »

قال آدم : إلهي بحقّ محمّد وعليّ ... تقبّل توبتي ... 3 : 259

قال أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ... لو أريتنا ما نطمئنّ إليه ... 3 : 387

قال اللّه عزّ وجلّ : أنا اللّه لا إله إلاّ أنا ... 2 : 363

قال اللّه عزّ وجلّ لو اجتمع الناس كلّهم على ولاية عليّ ما خلقت النار ... 3 : 301

قال اللّه تعالى : ولاية عليّ بن أبي طالب حصني ... 3 : 301

قال أمير المؤمنين علیه السلام : اعرفوا اللّه باللّه ... 2 : 354

قال بعضهم للحسن بن عليّ علیه السلام في احتماله الشدائد ... 4 : 44

قال الحسن ... يا قوم إنّي أموت بالسمّ ... 4 : 44 - 45

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إنّ اللّه يقول : بشّر أخاك عليّا ... 3 : 308

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : إنّي واثني عشر من ولدي ... زرّ الأرض ... 4 : 176

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : أيّما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا ... 4 : 36 ، 196

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : ضغطة القبر للمؤمن كفّارة ... 4 : 350

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : عليكم بالغنم والحرث ... 2 : 542

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : الغنم إذا أقبلت أقبلت ... 2 : 542

ص: 430

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : فصعد جبرئيل وصعدت معه ... 2 : 516

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال ... 4 : 36 - 37

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله لكفّار قريش واليهود : كيف تكفرون باللّه ... 4 : 356

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : لمّا اسري بي إلى السماء ... 2 : 498

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : لو أنّ مؤمنا أقسم على ربّه أن لا يميته ... 4 : 339

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : من ولدي اثنا عشر نقيبا ... 4 : 176

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : نحن في الأمر والفهم ................. مجرى واحدا 4 : 169

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : هذا جبرئيل يخبرني ... 3 : 306

قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : يا عليّ ما ثبت حبّك ... إلاّ ثبت له ... 3 : 305

قال رسول اللّه : يقول اللّه : من آمن بي وبرسولي ... 3 : 307

قال لي أبي موسى علیه السلام : كنت جالسا عند أبي إذ دخل عليه ... 4 : 79

قال النبيّ لعثمان : احفر ... 3 : 310

قال النبيّ صلی اللّه علیه و آله : ... مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرين ألف ... 3 : 59

قال النبيّ صلی اللّه علیه و آله : يا عليّ إنّ على يمين العرش لمنابر من نور ... 3 : 301

قال : ... نحن في الأمر والنهي والحلال والحرام نجري مجرى واحدا ... 4 : 15

قام على قبر رقيّة بنته فرفع يده تلقاء السماء ... 4 : 335

القبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران ... 4 : 230 ، 298

قتله اللّه ... 3 : 340

قد امرت أن لا يبلّغها إلاّ أنا أو واحد منّي ... 3 : 269

قد أنصفك ... إذا كان كذلك فخذ درهما ... 3 : 281

قد طلب منّي ابن الرضا علیه السلام من يفصده ... 4 : 110

قدم أمير المؤمنين علیه السلام المدائن فنزل بإيوان كسرى ... 3 : 378

قدم على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله حبر من أحبار اليهود ... 3 : 390

قدم يهوديّ إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ... قال : فأخبرني عن وصيّك ... 3 : 430

قزوين باب من أبواب الجنّة ... 2 : 536

قسمت الحكمة ... فأعطي عليّ تسعة وللناس جزء واحد ... 3 : 280

ص: 431

قل لأبي بكر : أرسل مع الشارب رجلين ... 3 : 282

قلت لأبي : أيّ الناس أفضل بعد النبيّ؟ قال : أبو بكر ... [ الأخبار الموضوعة ] ......

... 3 : 292 ، 350

القلم مرفوع عن المجنون ... 3 : 335

قم عشّ آل محمّد ومأوى شيعتهم ... 2 : 535

قوّاك اللّه يا أبا هاشم ، وقوّى برذونك ... 4 : 105

قوّة أصلها الطبائع الأربع بدء إيجادها ... 4 : 275

قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ... 3 : 263

قولوا : السّلام عليك ... فقرأ ( بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ) ... 3 : 239

قوم يقولون : إنّ النجوم أصحّ من الرؤيا ... 2 : 503

قيل لملك الموت : كيف تقبض الأرواح ... 4 : 330

قيل له : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : لا ... 3 : 444

« ك »

كان اللّه ولا شيء غيره ولم يزل عالما ... 2 : 251

كان اللّه ولم يكن معه شيء ... 2 : 54 ، 64 ، 93

كان أمير المؤمنين علیه السلام قاعدا ذات يوم فأقبل عليه رجل من اليونانيّين ... 3 : 362

كان بأصفهان رجل يقال له : عبد الرحمن وكان شيعيّا ... 4 : 105

كان بخراسان امرأة تسمّى زينب فادّعت أنّها علويّة ... 4 : 94

كان الخفّاش امرأة سحرت ضرّة لها فمسخها اللّه ... 2 : 547

كان رجل من أهل الخير ... فأصابه فالج فمكث مدّة ... 4 : 120

كان رجل من بني هاشم يقال له : ركانة ... 3 : 197

كان على منبر الكوفة ... فجاء ثعبان فقال علیه السلام : وسّعوا له ... 3 : 424

كان عليّ بن الحسين علیهماالسلام جالسا مع جماعة ... 4 : 55

كان في الحلّة شخص من أهل الدين والصلاح ... فرجمه الجنّ ... 3 : 410

كان في النار ... 4 : 40

كان ملك الموصل ... كثير البغض لمولانا أمير المؤمنين علیه السلام ... 3 : 409

كان مولد القائم علیه السلام ليلة النصف من شعبان سنة 256 ... 4 : 157

ص: 432

كان النبيّ صلی اللّه علیه و آله ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة ... 3 : 366

كان يأكل الفاكهة الرطبة ... 2 : 539

كانت لنا مشربة وكان النبيّ صلی اللّه علیه و آله إذا أراد لقاء جبرئيل علیه السلام لقيه فيها ... 3 : 433

كانت الوحوش والطير والسباع ... مختلطا ... 2 : 540

كانوا يحبّون أن يكون في البيت دواجن ... 2 : 544

كأنّي بالقائم علیه السلام ... وجبرئيل علیه السلام بين يديه ينادي : البيعة ... 3 : 450

كذب الموقّتون ما مضى وقتنا فيما مضى ... 3 : 447

كذب الوقّاتون إنّا أهل بيت لا نوقّت ... 4 : 27

كذب الوقّاتون ، كذب الوقّاتون ... 3 : 447

كفى لاولي الألباب بخلق الربّ المسخّر ... 2 : 353

كلّ بني انثى ينتمون إلى عصبتهم إلاّ ولد فاطمة ... 4 : 127

كلاّ إنّ ذلك خنازير الطيور ... 2 : 545

كلام زنديق خبيث إذا رجعت إليه فقل له : ما اسمك ... 2 : 339

كلّم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم ... 4 : 7 ، 160

كلوا بسم اللّه ... 3 : 43

كما أنّ لك عليه حقّا كذلك له عليك حقّ الضرب ... 3 : 283

كنّا بين يدي أمير المؤمنين ... فقال : يا عمّار ائتني بذي الفقار ... 3 : 393

كنّا قعودا ذات يوم عند أمير المؤمنين علیه السلام ... 3 : 384

كنت أنا وعليّ بن أبي طالب نورا بين يدي اللّه ... 3 : 242

كنت أنا وعليّ على يمين العرش نسبّح اللّه ... 3 : 300

كنت بين يدي أمير المؤمنين علیه السلام في جامع الكوفة في جماعة ... 3 : 391

كنت ذات يوم عند النبيّ صلی اللّه علیه و آله إذا أقبل أعرابي ... 3 : 381

كنت عند أبي جعفر الثاني علیه السلام ببغداد فدخل عليه ياسر الخادم ... 4 : 154

كنت عند أبي عبد اللّه علیه السلام إذ دخل عليه المعلّى ... 4 : 78

كنت عند أمير المؤمنين علیه السلام جالسا بمسجد الكوفة ... 3 : 408

كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغريّ ... 4 : 121

ص: 433

كنت كنزا مخفيّا فأحببت أن اعرف ... 2 : 64 ، 400

كنت مزاملا لجابر ... دخل على أبي جعفر علیه السلام ... 4 : 71

كنت مع أبي جعفر علیه السلام ... وهو على بغلته إذ أقبل ذئب ... 4 : 60

كنت مع سيّدي أمير المؤمنين علیه السلام يوما في بعض صحاري الحيرة ... 3 : 420

كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين ... 4 : 260

كنت يوما مع مولانا ... إذ دخل عليه نفر من أصحابه ... 3 : 407

الكوثر ... نهر يجري تحت عرش اللّه ... 4 : 253

كيف أصبحت؟ قال : في كنف اللّه متقلّبا في نعم اللّه ... 4 : 77

كيف أعبد ربّا لم أره ... 2 : 293

كيف أنت إذا أتاك فتّانا القبر؟ ... 4 : 337

كيف أنت إذا طردت ونفيت واخرجت إلى الربذة؟ ... 3 : 177

كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ... 4 : 30 ، 189

« ل »

لئلاّ يقع في الأوهام أنّه عاجز ... 2 : 548

لا ، إذن ما هي في حواصل طير ... في روضة ... 4 : 236

( لا أُقْسِمُ ... وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال : أمير المؤمنين علیه السلام ... 3 : 299

لا ، إن هي إلاّ تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه ... 4 : 357

لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة ... 4 : 26 ، 185

لا بدّ للغلام من غيبة ... 3 : 444

لا ، بل كان في علمه قبل أن ينشئ السماوات والأرض ... 2 : 139

لا تجاوز ما في القرآن ... 2 : 361

لا تجتمع أمّتي على الخطأ ... 3 : 359

لا تجتمع أمّتي على الضلالة ... 3 : 229

لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان ... 3 : 345

لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات ... 3 : 285

لا تختانوا ولاتكم ولا تغشّوا هداتكم ... 4 : 36 ، 196

ص: 434

لا تخرجا ، أقيما إلى غد ... 4 : 101

لا تخلو الأرض عن قائم لله بحجّة ... 3 : 222

لا تذهب الأيّام حتّى يملكها هذا الغلام ... 4 : 143

لا تذهب الدنيا حتّى يخرج رجل منّي ... 4 : 29 ، 188

لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتّى يملك رجل من أهل بيتي ... 4 : 134

لا تصلح الإمامة إلاّ لرجل فيه ثلاث خصال ... 4 : 196

لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين علیهماالسلام ... 4 : 16 ، 170

لا تقولنّ منتهى علمه فليس لعلمه منتهى ... 2 : 362

لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخدّاعين ... 2 : 347

لا تمنّ الموت ، فإنّك إن تك محسنا تزدد إحسانا ... 4 : 329

لا ثناء مع الكبر ... 3 : 418

لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين .............................................

... 2 : 95 ، 366 ، 419 ، 422 ، 427 و 3 : 213 ، 281

لا داء أعيى من الجهل ... 3 : 418

لا ذاك اسم سمّى اللّه به أمير المؤمنين ... 3 : 239

لا راحة مع الحسد ... 3 : 418

لأسلمنّ الراية غدا إلى رجل يحبّه اللّه ورسوله ... 3 : 242

لا شرف مع سوء الأدب ... 3 : 418

لا شفيع أنجح من التوبة ... 3 : 418

لا ، صاحبكم بعدي الحسن ... 4 : 180

لاعطينّ الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه ... 3 : 412

لا عمل إلاّ بنيّة ... 1 : 444

لا كرم أعزّ من التقى ... 3 : 418

لا لباس أجمل من العافية ... 3 : 418

لا ، المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه ... 4 : 234 ، 238

لا مروّة للكذوب ... 3 : 418

لا مهديّ إلاّ عيسى بن مريم ... 4 : 135

ص: 435

لا نبيّ بعدي ... 3 : 121

لأنّ بينها وبين سماء الدنيا بحارا ... 2 : 500

لأنّها تأتي عن شمال العرش ... 2 : 522

لا ، واللّه إنّه إذا أتاه ملك الموت ... جزع عند ذلك ... 4 : 339

لا ، واللّه ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ... 4 : 25 ، 184

لا واللّه ما فوّض اللّه إلى أحد من خلقه إلاّ إلى رسول اللّه ... 4 : 14 ، 167

لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه اللّه ذلك ... 4 : 19 ، 172

لا يؤدّي عنّي إلاّ رجل منّي... 3 : 332

لا يبقى ميّت ... إلاّ ومنكر ونكير يسألانه ... 4 : 335

لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ... 3 : 304

لا يخافنّ أحد منكم إلاّ ذنبه ... 3 : 419

لا يخرج القائم حتّى يخرج اثنا عشر من بني هاشم ... 3 : 448

لا يخلو قولك : إنّهما اثنان من ... أنّ المدبّر واحد ... 2 : 338

لا يرى جسمه ولا يسمّى اسمه ... 3 : 443 و 4 : 23 ، 183

لا يسأل في القبر إلاّ من محض الإيمان محضا ... 3 : 232

لا يستحي من لا يعلم أن يتعلّم ... 3 : 419

لا يعذّب بالنار إلاّ ربّ النار ... 3 : 332

لا يعذّبون بل هم خدم أهل الجنّة ... 4 : 288

لا يقول بالتصوّف أحد إلاّ لخدعة ... 2 : 348

لا يكون شيء إلاّ ما شاء اللّه وأراد وقدّر وقضى ... 2 : 363

لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلاّ بهذه الخصال ... 2 : 363

لا يكون هذا الأمر ... حتّى يتبرّأ بعضكم من بعض ... 3 : 449

لا يموت موال لنا ... إلاّ ويحضره رسول اللّه ... 4 : 229

لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يتقدّم عليه غيره [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292

لتأمرنّ بالمعروف وتنهون عن المنكر ... 4 : 325

لست من رعيّتي ولا من أهل بلادي ... 4 : 43 - 44

ص: 436

لصاحب هذا الأمر غيبتان : إحداهما يرجع منها إلى أهله ... 4 : 26 ، 185

لضربة عليّ خير من عبادة الثقلين ... 3 : 342

لضربة عليّ يوم الخندق خير من عبادة الثقلين ... 3 : 277

لعنك اللّه يا أنتن الأرض ترابا وأسرعها خرابا ... 2 : 537

لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين فعلت ... 3 : 273

لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلف بها ضلوعه ... 4 : 299

لقد كان ذلك ... وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ... 4 : 17

لقد كنت معه صلی اللّه علیه و آله لمّا أتاه الملأ من قريش ... 3 : 40

لكلّ شيء حلية وحلية الخوان البقل ... 2 : 540

لكلّ نبيّ وصيّ ووارث ... ووارثي عليّ بن أبي طالب ... 3 : 244

لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة ... 4 : 192

للإمام عشر علامات : يولد مطهّرا مختونا ... 4 : 33 ، 192

للإمام علامات : منها ... الفضل والوصيّة ... 4 : 170

للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والاخرى طويلة ... 3 : 444 و 4 : 26 ، 185

للقائم غيبتان يشهد في إحداهما المواسم ... 4 : 26 ، 185

لم أحدّده ولكن أثبتّه إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة ... 2 : 35

لم تخل الأرض منذ خلق اللّه آدم علیه السلام من حجّة ... 3 : 219

لم يجعل شيئا إلاّ لشيء ... 2 : 400

لم يخلق اللّه ( عزّ ) شجرة إلاّ ولها ثمرة تؤكل ... 2 : 539

لم يزل اللّه عزّ وجلّ ربّنا والعلم ذاته ... 2 : 74

لم يزل اللّه عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء ... 2 : 251

لم يزل اللّه عزّ وجلّ والعلم ذاته ... 2 : 19 ، 284

لم يزل عالما قادرا ثمّ أراد ... 2 : 284

لم يعبروا ... يا أخا الأزد أتبيّن لك الأمر ... 3 : 347

لم يكن شيء أحبّ إليه بعد النساء من الخيل ... 2 : 544

لم يمت ولا يموت حتّى يقود جيش ضلالة ... 3 : 347

ص: 437

لمّا أراد اللّه تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم أهبط ... 4 : 328

لمّا اسري بالنبيّ صلی اللّه علیه و آله مرّ على شيخ قاعد ... وحوله أطفال ... 4 : 337

لمّا اسري بي إلى السماء حملني جبرئيل ... 2 : 534

لمّا أفضت الخلافة إلى بني اميّة ... لعنوا أمير المؤمنين علیه السلام على منابرهم ..............

... 4 : 67 - 71

لمّا انتهى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله الركن الغربي فجازه ... 3 : 197

لمّا أهبط اللّه ( عزّ وجلّ ) آدم من الجنّة أهبط معه ... 2 : 539

لمّا توفّي أخي محمّد بن الرضا علیه السلام صرت يوما إلى امرأته أمّ الفضل ... 4 : 102

لمّا توفّي النبيّ صلی اللّه علیه و آله خطب أبو بكر فقال ... 3 : 220

لمّا جعل المأمون الرضا علیه السلام وليّ عهده ... اناس كرهوا ذلك ... 4 : 93

لمّا جعل علیه السلام وليّ العهد ، فحبس المطر مدّة ... فاستدعي ... 4 : 96

لمّا حضر الحسين علیه السلام ما حضره دفع وصيّته إلى ابنته فاطمة ... 4 : 177

لمّا حضرت الحسن بن عليّ علیه السلام الوفاة قال : ... ادع لي محمّد ... 4 : 177

لمّا خلق اللّه الفرس قال لها : خلقتك عربيّا ... 2 : 543

لمّا رجع أمير المؤمنين علیه السلام من صفّين وسقى القوم من الماء ... 3 : 401

لمّا زوّج النبيّ صلی اللّه علیه و آله عليّا علیه السلام بفاطمة علیهاالسلام استدعى تميرات ... 3 : 179

لمّا صالح الحسن بن عليّ علیهماالسلام معاوية جلسا بالنخيلة ... 4 : 46

لمّا صعد أبو بكر المنبر بعد البيعة ليخطب ... 3 : 334

لمّا عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش ... 3 : 433

لمّا عرج بي إلى السماء ناداني ربّي ... 3 : 178 - 179

لمّا غزا بتبوك كان معه من المسلمين خمسة وعشرون ألفا ... 3 : 196

لمّا قضى الصادق علیه السلام كانت وصيّته في الإمامة إلى موسى ... 4 : 86

لمّا كانت بلدة البحرين تحت ولاية الإفرنج ... جعلوا واليها ... 4 : 122

لمّا مات الرسول صلی اللّه علیه و آله خطب أبو بكر وقال ... 3 : 218

لمّا ماتت فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين ... 3 : 198

لمّا ولد في البيت الحرام ... خرّ ساجدا ... 3 : 423

لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ... 4 : 75

ص: 438

لو أنّ مؤمنا أقسم على ربّه عزّ وجلّ أن لا يميته ما أماته أبدا ... 4 : 330

لو تعرّضت يوما لأبي الحسن ... فسألته أن يدعو لك ... 4 : 106

لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير ... فاتحة الكتاب ... 3 : 279

لو كان بعدي نبيّ لكان عمر [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 292 ، 350

لو كان الدين بالثريّا لتناوله رجال من فارس ... 2 : 111

لو كانت البحار مدادا والأشجار أقلاما ... 3 : 260

لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا ... 2 : 13 و 3 : 19

لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ... 3 : 418

لو كنت متّخذا خليلا دون ربّي لاتّخذت أبا بكر [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 349

لو لا أنّا نزداد لأنفدنا ... 4 : 18 ، 171

لو لا ثلاثة في ابن آدم ما طأطأ رأسه شيء : المرض ... 4 : 328

لو لا عليّ لهلك عمر ... 3 : 281

لو لا القمّيّون لضاع الدين ... 2 : 535

لو لم يقل سلاما لأهلكت إبراهيم من البرودة ... 4 : 261

لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب ... 3 : 59 ، 65

ليأمرنّ بالمعروف ولينهنّ عن المنكر ... 4 : 320

ليس ذلك حيث تذهب إنّما ذلك عند المعاينة ... 4 : 346

ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة ... 3 : 438 و 4 : 180

ليس من أحد من أهل الأديان يموت إلاّ رأى ... 4 : 229

ليس من قطرة تقطر إلاّ ومعها ملائكة ... 2 : 516

ليس هذا بخلاف يؤدّي إلى الكفر والضلال ... 2 : 513

ليس يخرج شيء من عند اللّه عزّ وجلّ حتّى يبدأ برسول اللّه ... 4 : 18 ، 171

ليكون دليلا على صدق من أتى بها ... ( لأيّ علّة أعطى اللّه ... المعجزة؟ )... 3 : 29

ليكون فيه تطاير الكتب فكلّ إنسان طائره في عنقه ... 4 : 253

« م »

ما أكثر ذكر الموت إنسان إلاّ زهد في الدنيا ... 4 : 328

ص: 439

ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه اللّه ... 2 : 516

ما اولئك منّا ولا نحن منهم ... 4 : 307

ما تريدون من عليّ؟ إنّ عليّا منّي وأنا منه ... 3 : 415

ما تشاء؟ ... كلاّ إنّي أقدم على ربّ غفور ... 4 : 49

ما تعني بالفلسفة؟ أليس من اعتدل طباعه صفا مزاجه ... 3 : 280

ما تقول في رجل نظر إلى امرأة أوّل النهار حراما ... 4 : 132

ما حاجتكم إلى ذلك؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي ... 3 : 438 و 4 : 179

ما خرجت ريح قطّ إلاّ بمكيال إلاّ زمن عاد ... 2 : 521

ما دعاكم إلى القول بأنّ الأشياء لا بدء لها ... 2 : 473

ما الذي نرى من خلقك ونعجب له من قدرتك ... 2 : 143

ما زالت الأرض إلاّ ولله - تعالى ذكره - فيها حجّة ... 2 : 456

ما قتل ولا يقتل حتّى تجتمع عليه الامّة ... 3 : 424

ما قلعت باب خيبر بقوّة جسمانيّة ولكن قلعته بقوّة ربّانيّة ... 3 : 342

ما كان لرسول اللّه شيء يورث إلاّ بغلته ... 3 : 403

ما لي أراك كئيبا حزينا ... فاصرف وجهك ... 4 : 76

ما لي ذنب فأفرّ منه ، ولا الطريق ضيّق فأوسّعه عليك ... 4 : 101

ما لي ولك أيّها الرجل ومن أدخلك عليّ ... 4 : 20 - 21

ما من أهل بيت ... إلاّ وملك الموت يتصفّحهم ... 4 : 330

ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدراهم إلى الإمام ... 4 : 29 ، 188

ما من طير يصاد في برّ ولا بحر ... إلاّ بتضييعه التسبيح ... 2 : 540

ما من عبد ولا أمة يموت وفي قلبه ... حبّ عليّ ... 3 : 301

ما من ملك يهبطه اللّه في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام ... 4 : 34 ، 194

ما من نبيّ جاء قطّ إلاّ بمعرفة حقّنا ... 4 : 49

ما من نبيّ ولا وصيّ نبيّ يبقى في الأرض ... حتّى يرفع روحه ... 4 : 240

ما نسيت بعد ذلك شيئا ... 3 : 279 ، 343

ما هلك امرؤ عرف قدره ... 3 : 418

ص: 440

ما وسعني أرضي ... وسعني قلب عبدي المؤمن... 3 : 209

ما يبكيك؟ ... توفّيت والدتي يا رسول اللّه ... 4 : 358

ما يبكيك ... قوموا حتّى نصير إلى هذه الحرّة ... 4 : 46 - 47

ما يدريهم من غسله؟ فما قلت لهم ... 4 : 190

ما يعلمها إلاّ أهل بيت من العرب ... 2 : 503

ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ ... 4 : 216

ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلاّ ويحضره رسول اللّه ... 4 : 332

الماء يطهّر ولا يطهّر ... 1 : 445

مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ... 4 : 13 ، 166

مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ... ... 3 : 278

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ... 4 : 126

مثل سحالة الذهب في دكّان الصائغ ... 4 : 263

مثله علیه السلام ... مثل عيسى حيث أبغضه اليهود ... 3 : 287

المجمع عليه بالوحدانيّة ... 2 : 337

مرّ العبد الصالح علیه السلام بامرأة بمنى وهي تبكي وصبيانها حولها ... 4 : 85

مرّ عيسى بن مريم علیه السلام بقبر يعذّب صاحبه ... 4 : 350

المرء عدوّ ما جهله ... 3 : 418

المراد من العالمين ... أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ... 3 : 305

مرحبا بك اجلس هنيئا لك يا ابن عاصم ... 4 : 115

مرض رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فدخل عليّ علیه السلام المسجد ... 3 : 380

المسوخ ثلاثة عشر : الفيل والدبّ والأرنب ... 2 : 546

المشيئة محدثة ... 2 : 74

مصلح أو مفسد ... هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد ... 3 : 227 ، 235

معاشر الناس إنّي راحل ... أوصيكم في عترتي خيرا ... 3 : 431 - 432

الملائكة على ثلاثة أجزاء ... 2 : 505

ص: 441

ملك موكّل بالبحار يقال له : رومان ... 2 : 524

ممّ خلق السماوات؟ قال : من بخار الماء ... 2 : 499

من آذى شعرة منّي فقد آذاني ... 4 : 127

من آذى عليّا فقد آذاني ... 3 : 414

من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليسترها ... 4 : 326

من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر ... 4 : 360

من أحبّ أن يجاور الجليل في داره ... فليتولّ عليّ... 3 : 307

من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ... فليتولّ عليّ ... 3 : 304

من أحبّ أهل اليمن فقد أحبّني ... 2 : 536

من أحبّ عليّا فقد أحبّني ... 3 : 304 ، 414

من أحبّك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد ... 3 : 302

من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ... فلينظر إلى عليّ ... 3 : 348

من ارتبط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيّئات ... 2 : 543

من اشتكى فؤاده وكثر غمّه فليأكل الدرّاج ... 2 : 546

من أطاعني فيما قلت له ... كان أخي ووزيري ... 3 : 243

من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ... 4 : 232 ، 336 ، 352

من تتبّع عورة أخيه ، تتبّع اللّه عورته ... 4 : 326

من تولّى أمير المؤمنين علیه السلام وتبرّأ من أعدائه ... 4 : 361

من حقّ المؤمن على اللّه أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت ... 4 : 63

من خرج من منزله أو من منزل غيره في أوّل الغدوة ... 2 : 543

من ذكر عنده الصوفيّة ولم ينكرهم بلسانه ... 2 : 346

من زعم أنّ اللّه يأمر بالفحشاء فقد كذب ... 2 : 364

من زعم أنّ لله وجها كالوجوه فقد أشرك ... 2 : 341

من سبّ عليّا فقد سبّني ... 3 : 414

من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطّلب ... 4 : 127

من عبد اللّه بالتوهّم فقد كفر ... 2 : 355

ص: 442

من عرف نفسه فقد عرف ربّه... 1 : 342 ، 353 و 2 : 13 و 3 : 418

من علم علما وكتمه ألجمه اللّه تعالى يوم القيامة ... 2 : 342

من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم ... 4 : 217

من قتل عصفورا عبثا جاء يوم القيامة يعجّ إلى اللّه ... 2 : 540

من كان له ولاية أمير المؤمنين علیه السلام يومئذ من فزع آمنين ... 4 : 253

من كتب فضيلة من فضائل عليّ ... غفر اللّه له ... 3 : 299

من كنت مولاه فعليّ مولاه ... 3 : 413

من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ... 3 : 265

من لامّتك يا محمّد ، من بعدك؟ ... 3 : 57

من مات بغير وصيّة مات ميتة جاهليّة ... 3 : 354

من مات بين زوال الشمس يوم الخميس ... أعاذه اللّه ... 4 : 231 ، 336 ، 350

من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة ... 4 : 29 ، 188

من مات ليلة الجمعة كتب اللّه له براءة من عذاب النار ... 4 : 337 ، 354

من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهليّة ... 4 : 28 ، 188

من مات يوم الجمعة ... رفع عذاب القبر عنه ... 4 : 337

من مات يوم الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر ... 4 : 337 ، 354

من نزل هذا الكوكب في بيته فهو وصيّي ... 3 : 262

من يجاهد بنفسه في سبيل اللّه فينجيه ... 3 : 258

من يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال ... 4 : 328

منكم واللّه يقبل ، ولكم واللّه يغفر ... ويرى السرور ... 4 : 342

مه يا جابر ، فإنّه استجار بنا أهل البيت ... 4 : 62 - 63

المهديّ رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدرّيّ ... 4 : 135

المهديّ من ولد العبّاس عمّي ... 4 : 135

الميّت تدمع عينه عند الموت ... 4 : 229

« ن »

( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ) فأمّا الغدوّ ... في الدنيا ... 4 : 231

ص: 443

الناس في القدر على ثلاثة أوجه ... 2 : 372 ، 421

الناس معادن كمعادن الذهب والفضّة ... 1 : 353

الناس من شجر شتّى وأنا وعليّ من شجرة واحدة ... 3 : 414

الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ... 3 : 418

نبتدئ يا مفضّل بذكر خلق الإنسان فاعتبر به ... 2 : 400

النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لامّتي ... 4 : 127

نحن أهل الذكر ونحن المسئولون ... 4 : 11 ، 164

نحن الذين فرض اللّه طاعتنا ... 4 : 9 ، 162

نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله ... 4 : 11 ، 165

نحن صنائع اللّه ربّنا والخلق بعد صنائع لنا ... 3 : 315

نحن صنائع اللّه والخلق بعد صنائع لنا ... 3 : 208 ، 314 ، 318

نحن في العلم والشجاعة سواء ... 4 : 15 ، 169

نحن محالّ مشيئة اللّه ... 3 : 313

نزل أبو جعفر علیه السلام بواد فضرب خباءه ثمّ خرج ... 4 : 59

النصح بين الملأ تقريع ... 3 : 418

النظر إلى عليّ عبادة ... 3 : 414

نعم ( فقلت لهما : أنتما ورثة رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟ قال : ) ... 4 : 59

نعم ( فقلت : يا سيّدي ، هل لك ولد؟ فقال : ) ... 4 : 22

نعم ، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه ... 4 : 40

نعم ، حتّى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها ... 4 : 212 ، 266

نعم الريح الجنوب تكسر البرد عن المساكين ... 2 : 521

نعم غير معقول ولا محدود ... 2 : 353

نعم المركب ركبت يا غلام فقال ... ونعم الراكب ... 4 : 126

نعم ، وإنّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله قد دخل الجنّة ورأى النار ... 4 : 307

نعم ، وذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه ... 4 : 199

نعم ولكن ليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ... 2 : 269

ص: 444

نعم يخرجه من الحدّين : حدّ التعطيل وحدّ التشبيه ... 2 : 354

نعوذ باللّه منها ما أقلّ من يفلت من ضغطة القبر ... 4 : 233

نفّذوا جيش اسامة ... 3 : 331

نهى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله عن ... النظر في النجوم ... 2 : 502

نهران مؤمنان ... نيل مصر والفرات ... 2 : 525

نور أشرق من صبح الأزل فتلوح ... 3 : 314

النوم كالظلّ فإن أرادوا أقاموا الرجل في الشمس ... 3 : 283

النون : اللوح المحفوظ والقلم نور ساطع ... 2 : 493

النيران أربعة : نار تأكل وتشرب ... 2 : 511

« ه »

هاهنا أنت يا بن سعيد ، ثم أومأ بيده ... 4 : 104

هذا الجسم الذي في الدنيا هو بعينه هذا المرئيّ ... 4 : 261

هذا حصن مكنون ... تتفلّق عن مثل ألوان الطواويس ... 2 : 39

هذا خليفتي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ... 3 : 242

هذا دأبنا ودأبهم يستنقصون بنا ونحن نغنيهم ... 4 : 141

هذا صاحبكم ( أرأينه أبو محمّد علیه السلام وقال : ) ... 4 : 23

هذا صاحبكم بعدي ... 4 : 22 ، 181

هذا صاحبكم فتمسّك به ... 4 : 178

هذا صاحبكم من بعدي ... 4 : 179

هذا طائر ظنّ في زوجته سوءا فحلفت له ... 4 : 142

هذا عطاؤنا فامنن أو - اعط - بغير حساب ... 4 : 40

هذا القبر ، يدخل عليه ملكان فظّان غليظان يحفران القبر ... 4 : 358

هذا مكان قوم من الجنّ المؤمنين وقد ضيّقتم عليهم ... 4 : 141

هذا من ولد الأعرابيّة صاحب الحصاة التي طبع آبائي فيها ... 4 : 113

هذا واللّه مكتوب في صحف إبراهيم وموسى ... 4 : 7

هذان ابناي وابنا ابنتي اللّهمّ إنّي احبّهما ... 4 : 125

ص: 445

هذه حبلى بعجلة انثى لها غرّة في جبينها ... 4 : 45

هذه النجوم التي في السماوات مدائن ... 2 : 500

هكذا وهكذا وهكذا يعني بين يديه وخلفه و ... 4 : 36 ، 195

هل رأيت خليلا يميت خليله ... 3 : 258

هلاّ شققت قلبه ... 4 : 322

هم الأئمّة (سألت أبا عبد اللّه علیه السلام عن قول اللّه : ( وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ ... ) قال :)......

4 : 10 ، 163

هم شرّ من على وجه الأرض ... 2 : 537

هم في النار ( سألت خديجة عن حالهم ... قال : ) ... 4 : 288

هما ريحانتاي من الدنيا ... 4 : 125

هما سيّدا كهول أهل الجنّة ما خلا النبيّين والمرسلين [ الأخبار الموضوعة ] ... 3 : 291

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ ... الْكِتابَ ) قال : أمير المؤمنين ... 3 : 299

هو الرجس مسخ فإذا قتلته فاغتسل ... 4 : 355

هو سميع بصير سميع بغير جارحة ... 2 : 59 ، 140

هو كيدك منه ( قال علیه السلام في العلم : ) ... 2 : 140

هو نهر في الجنّة قال اللّه : أجمد فجمد ... 2 : 492

هوّن عليك يا عمر فإنّ هذا رجل من أولياء اللّه ... 3 : 425

هيكل كهيكل الدنيا ، فإذا رأيته قلت : هذا فلان ... 4 : 266

« و »

وأخذ اللّه هذا خليفتي فيكم من بعدي فاستمعوا ... 3 : 320

( وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ ) قال : فلان وفلان ... 3 : 299

وإذا سكنت النطفة في الرحم ... بعث اللّه تعالى ملكا ... 4 : 32 ، 191

وإذا ضحك ... وسالت عينه اليمنى فاعلم أنّه ... 4 : 347

وإذا قتل منّا فيما بعد كنّا شهداء ... 2 : 74

وأستعينه قاهرا قادرا ... 2 : 76

واسم أبيه اسم أبي ... 4 : 134

( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ ... وَلِذِي الْقُرْبى ) قال : لأمير المؤمنين وللأئمّة علیهم السلام 3 : 299

ص: 446

وا غوثاه باللّه أهل بيت محمّد يموتون جوعا ... 3 : 257

واللّه فدنياكم هذه أهون في عيني ... 3 : 345

واللّه في السماء لسبعين صفّا من الملائكة ... 4 : 39

واللّه لا يبغضني عبد أبدا يموت على بغضي إلاّ رآني ... 4 : 344

واللّه لو كسرت إليّ الوسادة لحكمت ... 3 : 343

واللّه ما أخاف عليكم إلاّ البرزخ ... 4 : 230 ، 335

واللّه ما أعلم أنّ ملكا في السماء يخطو قدما بغير إذني إلاّ ... 3 : 318

واللّه ما خلق اللّه نبيّا إلاّ ومحمّد أفضل منه ... 4 : 81

واللّه ما كذبت ... 3 : 347

واللّه ما يخاف عليكم إلاّ البرزخ ... 4 : 349

واللّه هي الشفاعة ... 3 : 66

( وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ... وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) عليّ بن أبي طالب ... 3 : 274

( وَإِنْ ... يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) قال : هو رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ... 4 : 229

وإنّا نتقلّب في الصور كيف ما شاء اللّه ... 3 : 314

وأوصت فاطمة أن لا يصلّي عليها أبو بكر فدفنت ليلا ... 3 : 329

وأين مثل أبي بكر كذّبني الناس وصدّقني وآمن بي ... [ الأخبار الموضوعة ] 3 : 349

وجد عليّا مضطجعا ... فأصابه تراب ... 3 : 416

وجدنا في كتاب عليّ علیه السلام أنّ الأرض لله يورثها ... 4 : 196

وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعها صنعها ... 2 : 35

وجوده قبل القبل في أزل الآزال ... 2 : 64

وحجّتهم واحدة وطاعتهم واحدة ... 4 : 16 ، 169

والذي خلق الحبّة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ... إلاّ بقضاء اللّه ... 2 : 444

والذي فرّق بينكم هو داعيكم الذي استرعاه اللّه ... 3 : 315

والذي نفسي بيده ملائكة اللّه في السماوات أكثر ... 2 : 505

( وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) بما جاء محمّد من الولاية ... 3 : 298

الولاية ( في قول اللّه : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ ... وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ) قال : )... 3 : 298

ص: 447

ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ... 4 : 39 ، 198

ولايتي لعليّ بن أبي طالب أحبّ إليّ من ولادتي منه ... 3 : 306

ولد أبو جعفر علیه السلام سنة سبع وخمسين ... 4 : 203

ولد أبو الحسن الرضا علیه السلام سنة ثمان وأربعين ومائة ... 4 : 204

ولد أبو الحسن موسى بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة ... 4 : 203

ولد أبو عبد اللّه سنة ثلاث وثمانين ... 4 : 203

ولد أمير المؤمنين علیه السلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ... 4 : 201

ولد الحسن بن عليّ علیهماالسلام في شهر رمضان في سنة بدر ... 4 : 202

ولد الحسين بن عليّ علیهماالسلام في سنة ثلاث ... 4 : 202

ولد عليّ بن الحسين علیهماالسلام في سنة ثمان وثلاثين ... 4 : 202

ولد علیه السلام في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ... 4 : 205

ولد علیه السلام في شهر رمضان من سنة خمس وتسعين ومائة ... 4 : 204

ولد علیه السلام للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة ومائتين ... 4 : 204

ولد علیه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ... 4 : 205

ولد النبيّ صلی اللّه علیه و آله ... في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ... 4 : 201

ولدت فاطمة علیهاالسلام بعد مبعث رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بخمس سنين ... 4 : 202

ولكن قد خلّف فيكم من رقبته مثل هذه وأشار بيده ... 4 : 182

ولو أنّ الرياض أقلام ... ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 3 : 288

وما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ وجلّ ... لنبيّه ... 4 : 30 ، 190

والملك لا تشاهده حواسّكم ... 2 : 505

( وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ ... ) قال : هم الأئمّة ... 3 : 299

( وَمَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) - في ولاية عليّ والأئمّة من بعده ... 3 : 298

وهل أعرض عليك عسكري ... 4 : 107

ويحا للطالقان فإنّ لله تعالى بها كنوزا ... 2 : 536

ويحك كيف أعبد ربّا لم أره؟ ... 2 : 13

ويحك يا دهقان المنبّئ بالآثار المحذّر من الأقدار ... 2 : 504 و 3 : 365

ص: 448

ويلك إنّما يقال لشيء لم يكن فكان ... 2 : 340

ويلك إنّما يقال لشيء لم يكن : متى كان ... 2 : 356

ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد ... 2 : 40

« ي »

يا أبا بصير ... من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره ... 4 : 28

يا أبا الحسن مثلك في أمّتي مثل ( قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ ) ... 3 : 302

يا أبا ذرّ هذا الإمام الأزهر وباب اللّه الأكبر ... 3 : 309

يا أبا ذرّ يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف ... 2 : 346

يا أبا القاسم ، ذهبت عمامتك في الطريق ... 4 : 101

يا أبا كهمش ، تب إلى اللّه ممّا صنعته البارحة ... 4 : 74

يا أبا محمّد ، إنّ أدنى نعيم الجنّة توجد ريحها ... من مسافة ... 4 : 315

يا أبا محمّد ، إنّ الميّت منكم على هذا الأمر شهيد ... 4 : 361

يا أبا محمّد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك ... 4 : 100

يا أبا مهزم ، ما لك والوالدة أغلظت في كلامها البارحة ... 4 : 75

يا أبا هاشم سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة ... 2 : 346

يا أبا يحيى إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا ... 4 : 19 ، 173

يا ابن أشيم ... فما فوّض إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فوّضه إلينا ... 4 : 13

يا أخي ، إن كنت صاحب هذا الأمر فهلمّ يدك فأدخلها النار ... 4 : 86

يا إسحاق بلغني أنّ الناس يقولون : إنّا نزعم أنّ الناس عبيد لنا! لا ... 4 : 9 ، 162

يا أصبغ ، أتريد أن ترى مخاطبة رسول اللّه ... 4 : 49 - 50

يا أمير المؤمنين إنّ سليمان بن داود علیه السلام سأل ربّه ملكا ... 3 : 369 - 374

يا أمير المؤمنين! بما عرف ربّك؟ قال : بفسخ العزائم ... 2 : 38

يا أمير المؤمنين ، لم يكن في الطريق ضيق فأوسّعه لك ... ... 4 : 131

يا أهل الكوفة ، لا تزوّجوا الحسن فإنّه رجل مطلاق ... 4 : 126

يا با بصير ... من عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه لانتظاره ... 4 : 188

يا با سيّار إنّك تأكل طعام قوم صالحين ... ... 4 : 34 ، 194

ص: 449

يا بن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه ... 2 : 358

يا بن أشيم ... فما فوّضه إلى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله فوّضه إلينا ... 4 : 167

يا بن رسول اللّه ، لا تغضب عليّ قال : لما ذا ... ... 4 : 173

يا بنيّ أمرني رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أن اوصي إليك ... ... 3 : 437

يا بنيّ فضّ الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك ... ... 4 : 117

يا ثابت ، إنّ اللّه تبارك وتعالى قد كان وقّت هذا الأمر ... ... 4 : 27 ، 186

يا جابر ، فإذا أدركته يا جابر ، فأقرئه منّي السّلام ... 4 : 129

يا حسين يخرج من صلبك تسعة ... منهم مهديّ هذه الامّة ... 3 : 432

يا حكم ، وإنّك لها هنا بعد؟ ... 4 : 41 ، 201

يا دنيا إليك عنّي أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ ... 3 : 284 ، 844

يا ديصاني هذا حصن مكنون له جلد غليظ ... 2 : 353

يا ربّ ... إلهي إنّي أشتهي العنب فأطعمنيه ... 4 : 129

يا رسول اللّه تخلّفني في النساء والصبيان ... 3 : 412

يا ريّان ارجع ... أما تحبّ أن أدفع إليك قميصا ... 4 : 96

يا زاذان فهلاّ تقرأ القرآن ... 3 : 311

يا زياد إيّاك والخصومات فإنّها تورث الشكّ ... 2 : 357

يا سدير إنّ لنا خدما من الجنّ فإذا أردنا السرعة بعثناهم ... 4 : 35 ، 195

يا سدير سمعي وبصري ... من هؤلاء براء ... 4 : 14 ، 168

يا سلمان ائتني بولديّ ... ليأكلا معي من هذا العنب ... 4 : 51 - 52

يا سلمان من كان وصيّ موسى؟ ... 3 : 243

يا سليمان والذي بعث محمّدا ... ليعلم ما في يومه وفي شهره ... 4 : 65

يا شقيق ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ... 4 : 88 ، 130

يا عباد اللّه ، ما بعد الموت لمن لا يغفر له ... 4 : 349

يا عبد اللّه لا تعجب فإنّك أغثت ملهوفة من ولدي ... 3 : 412

يا عقبة ، لا يقبل اللّه من العباد يوم القيامة إلاّ هذا الأمر ... 4 : 340

يا عليّ أمرني اللّه أن لا اباعد منك وأعلّمك ... 3 : 264

ص: 450

يا عليّ أنت أخي ووصيّي ... وقاضي ديني ... 3 : 244

يا عليّ أنت والأوصياء من ولدك أعراف ... 3 : 301

يا عليّ إنّي رأيت اسمك مقرونا في ثلاثة مواطن ... 3 : 278

يا عليّ حربك حربي وسلمك سلمي ... 3 : 435

يا عليّ طوبى لمن أحبّك ... 3 : 304

يا عليّ ... فإنّك على بساط قد جلس عليه كثير من النبيّين ... 4 : 156

يا عليّ ، قل اللّهمّ اجعل لي عندك عهدا ... 3 : 271

يا عليّ الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه تعالى ... 3 : 306

يا عليّ لا تبارك بمن مات وهو مبغض لك ... 3 : 307

يا عليّ لو أنّ عبدا عبد اللّه ... ثمّ لم يوالك ... 3 : 306

يا عليّ من آذى بشعرة منك فقد آذاني ... 3 : 264

يا عليّ ، هذا وقت حاجتك إلى الدرّاعة وقد بعثت بها إليك ... 4 : 84

يا عمّار صر إلى الشجرتين ، فقل لهما : يأمركما رسول اللّه ... 3 : 196

يا عيسى جدّ في أمري ولا تهزل واسمع ... 3 : 175

يا فضيل ، اعرف إمامك فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرّك ... 4 : 28 ، 187

يا قليل العقل ، ما للعب خلقنا ... 4 : 133

يا محمّد أيّ ليلة هذه ... وكم مضى من الشهر ... 4 : 57

يا محمّد بن عيسى ، ما لي أراك على هذه الحالة ... 4 : 123

يا محمّد والذي بعثك بالحقّ نبيّا ... 3 : 302

يا معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ... 3 : 431

يا معاشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم ... 3 : 266 ، 323

يا مفضّل أوّل العبر والأدلّة على البارئ ... هيئة هذا العالم ... 2 : 38

يا مهزم ، كذب الوقّاتون ... ونجا المسلّمون ... 4 : 27 ، 187

يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ ... 4 : 158

يا هشام! اللّه مشتقّ من أله والإله يقتضي مألوها ... 2 : 20 ، 339 ، 355

يا هشام كم حواسّك ... أيّها أصغر ... 2 : 352

ص: 451

يا يونس ما تراه؟ أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك ... 4 : 33 ، 192

يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيّف ... 3 : 442

يبسط لنا العلم فنعلم ، ويقبض عنّا فلا نعلم ... 4 : 18 ، 172

يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا ... 4 : 337

يجيء الملكان : منكر ونكير إلى الميّت حين يدفن ... 4 : 233

يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبيّ ... يملأ الجبال خوفا ... 3 : 449

يخرجون غدا وازيل الشكّ إن شاء اللّه ... 4 : 134

يدخل المهديّ الكوفة وبها ثلاث رايات ... 3 : 441

يذهب فلا يعود ( أخبرني عن السراج إذا انطفأ أين يذهب نوره؟ قال : ) ............

... 2 : 511 و 4 : 338

( يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً ) خوفا للمسافر وطمعا للمقيم ... 2 : 517

يسأل كلّهم عن جسده فيما أبلاه ... 4 : 253

يسأل الميّت في قبره عن خمس : عن صلاته و ... 4 : 234

يستحبّ أن تتّخذ طيرا مقصوصا ... 2 : 545

يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله ... 4 : 15 ، 169

يفقد الناس إمامهم ويشهد الموسم فيراهم ولا يرونه ... 4 : 25 ، 184

يقتل ولدي الحسين بالعراق ... 4 : 140

يقسم بينهم بالسويّة ويعدل في الرعيّة ... 4 : 195

يكثر القتلى بين الحيرة والكوفة ... 3 : 450

يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له : عون السلمي ... 3 : 449

يلتقون ( ذكر الأرواح ، أرواح المؤمنين ، فقال : ) ... 4 : 354

يمن الخيل في كلّ أحوى أحمر ... 2 : 543

ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء ... 3 : 449

ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القويّ ... 3 : 374

يهب اللّه لي غلاما ... وما يضرّه من ذاك شيء ... 4 : 30 ، 189

ص: 452

3. فهرس أسماء الأنبياء والمعصومين علیهم السلام

آدم علیه السلام ، أبو الأنبياء 2 : 409 ، 410 ، 411 ، 475 و 3 : 13 ، 48 ، 62 ، 63 ، 65 ، 67 ، 69 ، 70 ، 98 ، 99 ، 174 ، 210 ، 260 ، 445 و 4 : 225 ، 281 ، 317

يعقوب ، يعقوب بن إسحاق علیه السلام ، ( إسرائيل ) 3 : 99 ، 115 ، 117 - 119 ، 130 ، 168 ، 354 ، 362

شيث ، هبة اللّه علیه السلام 2 : 411

يوسف علیه السلام 3 : 118 ، 120

يافث علیه السلام 2 : 411

داود علیه السلام 3 : 129 ، 163 ، 165

يوشع بن نون علیه السلام 3 : 117

إلياس النبيّ ، ابن داود علیه السلام 3 : 157 ، 158 ، 434 و 4 : 261

نوح علیه السلام 2 : 446 ، 518 و 3 : 48 ، 62 ، 63 ، 67 ، 74

سليمان علیه السلام 2 : 552 و 3 : 160 ، 161 ، 164 ، 165

لوط علیه السلام 3 : 163 ، 164

عزير علیه السلام 2 : 72 ، 73

إدريس علیه السلام 3 : 70

الخضر علیه السلام 2 : 438 و 3 : 434 و 4 : 261

إبراهيم علیه السلام ، إبراهيم الخليل ، الخليل 2 : 294 ، 307 و 3 : 33 ، 99 ، 101 ، 115 ، 120 ، 121 ، 127 - 130 ، 164 ، 169 ، 240 ، 261 ، 270 ، 328 ، 354 و 4 : 242

حيقوق علیه السلام 3 : 131 ، 141

إسماعيل علیه السلام 4 : 101 ، 115 ، 116 ، 120 ، 121 ، 127 - 130 ، 133 ، 158 ، 168

دانيال علیه السلام 3 : 156

إسحاق علیه السلام 3 : 99 ، 115 ، 120 ، 121 ، 130

موسى علیه السلام 2 : 126 ، 277 ، 279 ، 294 ، 305 - 307 ، 324 ، 325 و 3 : 28 ، 29 ، 33 ، 48 ، 49 ، 55 ، 62 ، 63 ، 82 ، 83 ، 86 ، 96 ، 113 - 117 ، 120 ، 122 - 125 ، 129 ، 130 ، 137 ، 157 - 159 ، 161 ، 162 ، 165 ، 167 - 170 ، 172 ، 244 ، 274 ، 325 ، 326

يشعياء علیه السلام 3 : 131 ، 135 ، 158

ص: 453

هارون علیه السلام 3 : 96 ، 162 ، 163 ، 274 ، 325 ، 326

، 524 ، 525 ، 536 - 542 ، 544 - 546 و 3 : 20 ، 37 ، 40 ، 71 ، 72 ، 76 و 4 : 10 ، 17 ، 25 ، 33 ، 36 - 38 ، 43 ، 121 ، 126 ، 127 ، 163 ، 175 ، 176 ، 184 ، 193 ، 197 ، 201 ، 229 ، 232 ، 237 ، 264 ، 275 ، 295 ، 303 ، 306 ، 315 ، 316 ، 328 ، 329 ، 332 ، 336 ، 349 ، 351 ، 357

أرمياء علیه السلام 3 : 116

فاطمة ، فاطمة الزهراء علیهاالسلام 2 : 529 و 3 : 153 ، 156 ، 157 ، 237 ، 252 ، 253 ، 255 - 257 ، 259 ، 260 ، 263 ، 264 ، 269 ، 290 ، 306 ، 329 ، 334 ، 336 ، 337 ، 344 ، 384 ، 413 و 4 : 202

عيسى ، عيسى بن مريم علیهماالسلام 2 : 291 ، 298 ، 338 و 3 : 49 ، 69 ، 73 ، 81 - 83 ، 86 ، 94 ، 95 ، 99 ، 115 ، 117 ، 122 - 125 ، 129 ، 131 ، 137 ، 158 ، 167 ، 168 ، 170 ، 172 - 174 ، 213 ، 214 ، 252 ، 434 و 4 : 261

الحسن ، الحسن بن عليّ ، أبو محمّد الحسن المجتبى علیه السلام 2 : 542 و 3 : 156 ، 206 ، 252 ، 253 ، 257 ، 260 ، 285 ، 340 ، 344 ، 368 ، 369 ، 428 ، 429 ، 436 ، 439 ، 449 و 4 : 42 ، 43 ، 45 ، 125 ، 136 ، 176 ، 202

رسول اللّه ، النبيّ المصطفى ، محمّد بن عبد اللّه ، النبيّ ، الرسول صلی اللّه علیه و آله 1 : 441 ، 442 و 2 : 36 ، 111 ، 278 ، 279 ، 308 ، 318 ، 342 ، 346 ، 349 ، 374 ، 387 ، 395 ، 409 ، 410 ، 412 ، 451 ، 473 ، 493 ، 494 ، 499 ، 500 ، 503 ، 505 ، 517 ، 521 ، 524 - 526 ، 534 ، 536 ، 539 ، 540 ، 542 - 545 ، 547 ، 548 ، 550 ، 551 و 3 : 9 ، 16 ، 18 ، 20 ، 441 ، و 4 : 51 ، 125 ، 126 ، 129 ، 134 ، 167 ، 170 ، 176 ، 201 ، 211 ، 213 ، 227 ، 231 ، 237 ، 238 ، 260 ، 286 ، 288 ، 291 ، 292 ، 300 ، 315 ، 319 ، 320 - 324 ، 328 - 331 ، 334 - 337 ، 350 ، 360 ، 361

الحسنان علیهماالسلام 3 : 71 ، 237 ، 255 - 257 ، 263 ، 269 ، 334 ، 446

أمير المؤمنين ، عليّ ، سيّد الوصيّين ، أبو الحسن علیه السلام 2 : 13 ، 57 ، 72 ، 76 ، 141 ، 293 ، 316 ، 336 ، 354 ، 408 ، 409 ، 444 ، 456 ، 471 ، 494 ، 496 ، 499 ، 500 ، 503 ، 516 ، 517 ، 521

الحسين ، الحسين بن عليّ ، سيّد الشهداء ، أبو عبد اللّه الحسين علیه السلام 2 : 12 ، 399 ، 502 ، 541 و 3 : 99 ، 114 ، 156 ، 157 ، 159 ، 206 ، 252 ، 253 ، 257 ، 260 ، 340 ، 344 ، 347 ، 368 ، 384 ، 428 ، 429 ، 436 ، 439 ، 446 و 4 : 46 ، 49 ، 125 ، 127 ، 129 ، 131 ، 140 ، 177 ، 202 ، 221

ص: 454

عليّ بن الحسين ، زين العابدين علیه السلام 2 : 357 ، 503 و 3 : 206 ، 219 ، 362 ، 428 ، 435 ، 436 ، 439 ، 449 و 4 : 34 ، 53 ، 54 ، 57 ، 128 ، 141 ، 176 ، 177 ، 194 ، 202 ، 230 ، 331 ، 353

29 ، 32 ، 79 ، 93 ، 94 ، 105 ، 131 ، 150 ، 151 ، 164 ، 170 ، 179 ، 183 ، 189 ، 190 ، 192 ، 204 ، 217 ، 307 ، 360

الباقر ، أبو جعفر ، محمّد بن عليّ الباقر علیه السلام موارده كثيرة

أبو جعفر محمّد التقي الجواد ، أبو جعفر الثاني ، محمّد بن عليّ ، ابن الرضا علیه السلام 2 : 337 ، 354 ، 472 و 3 : 428 ، 436 و 4 : 30 ، 100 ، 101 ، 105 ، 131 ، 153 ، 154 ، 175 ، 179 ، 189 ، 190 ، 204

الصادق ، أبو عبد اللّه ، جعفر بن محمّد علیه السلام موارده كثيرة

الهادي عليّ بن محمّد ، أبو الحسن العسكري ، أبو الحسن الثالث ، أبو الحسن النقي علیه السلام 2 : 347 ، 548 و 3 : 99 ، 206 ، 428 ، 436 ، 443 و 4 : 26 ، 104 ، 105 ، 107 ، 108 ، 155 ، 179 ، 180 ، 204

أبو الحسن موسى بن جعفر ، موسى بن جعفر الكاظم ، أبو الحسن الأوّل ، أبو إبراهيم موسى الكاظم علیه السلام 2 : 361 ، 363 ، 535 ، 543 و 3 : 72 ، 206 ، 428 ، 435 ، 436 ، 438 و 4 : 13 ، 15 ، 18 ، 24 ، 28 ، 34 ، 39 ، 77 ، 87 ، 89 ، 130 ، 131 ، 148 ، 158 ، 166 ، 168 ، 169 ، 172 ، 178 ، 179 ، 183 ، 186 ، 187 ، 193 ، 194 ، 198 ، 203 ، 231 ، 349 ، 352 ، 360

الحسن بن عليّ بن محمّد ، الحسن العسكري ، أبو محمّد العسكري ، أبو محمّد علیه السلام 2 : 37 ، 346 ، 504 و 3 : 180 ، 206 ، 362 ، 428 ، 436 و 4 : 22 ، 23 ، 109 ، 110 ، 112 ، 113 ، 115 ، 131 ، 133 ، 135 ، 156 ، 180 ، 181 ، 182 ، 205 ، 329

أبو الحسن الرضا ، أبو الحسن ، عليّ بن موسى الرضا ، الرضا علیه السلام 2 : 41 ، 139 ، 140 ، 251 ، 346 ، 348 ، 356 ، 358 ، 359 ، 364 ، 372 ، 426 ، 427 ، 500 ، 502 ، 517 ، 537 ، 545 ، 547 و 3 : 59 ، 86 ، 170 ، 206 ، 213 ، 301 ، 307 ، 421 ، 428 ، 436 ، 438 ، 443 ، 449 ، 450 و 4 : 9 ، 11 ، 16 ، 23 ،

المهدي ، صاحب الزمان ، محمّد بن الحسن العسكري ، المهدي الموعود ، المنتظر المهدي أبو القاسم علیه السلام 3 : 72 ، 76 ، 129 ، 131 ، 207 ، 208 ، 227 ، 235 ، 428 ، 434 - 436 ، 439 ، 441 ، 445 - 447 و 4 : 116 ، 134 ، 157 ، 205 ، 261

ص: 455

4. فهرس الأعلام الواردة في المتن

« آ »

ابن أبي بكر ، محمّد بن أبي بكر 3 : 297 ، 368

آصف بن برخيا 3 : 31

ابن أبي جعدة 3 : 376

آمنة 3 : 174

ابن أبي عميدة محمّد بن عثمان 4 : 236

« أ »

ابن أبي عمير 2 : 498

أبان 4 : 29 ، 188

ابن أبي العوجاء 2 : 40 ، 351

أبان بن تغلب 2 : 526

ابن أبي نصر 4 : 170

إبراهيم بن أحمد اليقطيني 2 : 502

ابن أبي يعفور 4 : 345

إبراهيم بن إسحاق 4 : 355

ابن باعور 3 : 82

إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي 4 : 184

ابن الجبّائي 4 : 321 ، 324

إبراهيم بن عمر 2 : 355 ، 361

ابن حجر 3 : 412 و 4 : 125

إبراهيم الكرخي 2 : 493

ابن الحنفيّة ، محمّد بن الحنفيّة 3 : 71 ، 272 ، 350 ، 368 ، 401 ، 435 ، 436

إبراهيم بن محمّد الطاهري 4 : 108

ابن ذي العلمين 2 : 502

إبراهيم بن مهزم 4 : 75

ابن رئاب ، عليّ بن رئاب 4 : 23 ، 33 ، 182 ، 193 ، 237

إبراهيم بن موسى 4 : 99

ابن الراوندي 3 : 63

إبراهيم النظّام 3 : 73

إبليس 2 : 140 و 3 : 67 ، 445 ، 447

ص: 456

ابن ربيعة 3 : 341

197 ، 244 ، 259 ، 262 ، 263 ، 265 ، 271 - 273 ، 281 ، 301 ، 302 ، 306 ، 315 ، 343 ، 381 ، 421 ، 427 ، 430 و 4 : 306 ، 358 ، 361

ابن رشد ، أبو الوليد محمّد بن رشد الأندلسي 2 : 191 ، 195 ، 234 ، 235 ، 250

ابن عمر 2 : 523 و 3 : 290 ، 297 ، 339 ، 350 ، 413

ابن زكريا الرازي ، الإمام ، الإمام الرازي ، محمّد بن زكريّا الطبيب 1 : 83 ، 167 ، 177 ، 178 ، 353 ، 358 ، 460 ، 468 و 2 : 88 ، 103 ، 104 ، 149 ، 205 ، 266 ، 313

ابن فضّال 4 : 32 ، 33 ، 192 ، 340 ، 342

ابن زياد 4 : 127

ابن كمونة 2 : 333

ابن سلام 2 : 493

ابن الكوّاء 2 : 501 ، 517

ابن سنان ، عبد اللّه بن سنان 2 : 363 و 4 : 14 ، 40 ، 163 ، 167

ابن مجاهد 4 : 321

ابن سينا ، الشيخ ، الشيخ الرئيس ، الشيخ أبو عليّ بن سينا ، أبو عليّ 1 : 120 ، 241 ، 282 ، 285 ، 307 ، 315 ، 316 ، 370 ، 392 ، 395 ، 396 ، 398 ، 399 ، 426 ، 459 ، 474 و 2 : 143 ، 144 ، 147 - 149 ، 152 - 154 ، 160 ، 168 ، 169 ، 175 ، 182 - 184 ، 187 ، 189 - 191 ، 193 ، 194 ، 208 ، 211 ، 213 ، 220 ، 222 - 224 ، 232 ، 234 - 236 ، 244 ، 250 ، 254 ، 260 ، 313 ، 510

ابن محبوب ، الحسن بن محبوب 4 : 237 ، 238 ، 345 ، 348

ابن طاوس 2 : 474

ابن مسعود ، عبد اللّه بن مسعود 3 : 40 ، 61 ، 261 ، 307 ، 308 ، 338 ، 339 ، 431 ، 439

ابن عباس ، عبد اللّه بن عباس 2 : 471 ، 506 ، 523 ، 528 و 3 : 175 ، 178 ، 179 ،

ابن مسكان 4 : 344

ابن ملجم ، عبد الرحمن بن ملجم 3 : 77 ، 285 ، 345

أبناذقلس 2 : 149

ابنا سابور 4 : 342

أبو إسحاق الأسفرايني 2 : 373

أبو إسحاق بن عيّاش 1 : 114 ، 115

أبو إسحاق الثعلبي 3 : 248

أبو إسحاق السندي 4 : 98

أبو الأسود الدؤلي 3 : 343

أبو إمامة أسعد بن زرارة 3 : 433

ص: 457

أبو أيّوب الأنصاري 3 : 304

أبو الحسن 1 : 259

أبو البركات ، أبو البركات البغدادي 1 : 282 و 2 : 57

أبو الحسن الخيّاط 1 : 115 ، 116 و 3 : 74

أبو بصير 2 : 340 ، 356 ، 357 ، 364 و 3 : 29 ، 411 و 4 : 10 - 12 ، 16 ، 26 - 28 ، 30 ، 32 ، 59 ، 64 ، 143 - 145 ، 163 - 165 ، 185 ، 188 ، 189 ، 191 ، 216 ، 236 ، 315 ، 341 ، 347 ، 355

أبو الحسن العطّار 4 : 10 ، 163

أبو بكر ، أبو بكر بن أبي قحافة 3 : 42 ، 46 ، 71 ، 218 ، 262 ، 269 ، 282 ، 289 - 291 ، 294 - 296 ، 320 ، 321 ، 327 - 335 ، 337 ، 342 ، 346 ، 349 - 351 ، 412 ، 425 ، 440 ، 441

أبو الحسن عليّ بن أبي بشر الأشعري 3 : 280

أبو بكر الأصمّ 3 : 220

أبو الحسن الكرخي 4 : 114 ، 157

أبو بكر الرازي 3 : 248

أبو الحسين ، أبو الحسين البصري 1 : 90 ، 94 ، 417 و 2 : 259 ، 272 ، 273 ، 303 ، 389 ، 466

أبو ثوبان ، أبو ثوبان الأسدي 3 : 75 و 4 : 50

أبو حمزة ، أبو حمزة الثمالي ، الثمالي 2 : 538 و 3 : 305 ، 316 ، 448 و 4 : 27 ، 34 ، 36 ، 66 ، 176 ، 186 ، 194 ، 195 ، 345

أبو الجارود 4 : 171 ، 176 ، 177

أبو حنيفة ، أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ 2 : 275 و 3 : 75 ، 280 و 4 : 319 ، 322

أبو جزول 3 : 342

أبو خالد الكابلي 4 : 37 ، 53 ، 196

أبو جعفر محمّد بن علويّة 4 : 105

أبو الخطّاب محمّد بن أبي زينب الأسديّ 3 : 76

أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، محمّد بن يعقوب 2 : 267 ، 268

أبو الدحداح 3 : 295

أبو جعفر الهاشمي 4 : 154

أبو الدرداء 3 : 350

أبو جهل 3 : 46

أبو ذرّ ، أبو ذرّ الغفاري 2 : 500 و 3 : 177 ، 178 ، 219 ، 290 ، 293 ، 309 ، 338 ، 339

أبو حارثة الاسقف 3 : 252

أبو السائب مولى هشام بن زهرة 2 : 551

أبو حذيفة 3 : 301

أبو سعيد 3 : 304 ، 305

أبو سعيد الخدري 2 : 551 و 3 : 431

أبو سعيد الزهريّ 2 : 353

أبو سفيان بن الحارث 3 : 342

أبو سلمة ، أبو سلمة بن السراج 4 : 9 ، 75 ، 162

ص: 458

أبو شاكر الديصاني ، عبد اللّه الديصاني 2 : 39 ، 339 ، 352

أبو كهمش 4 : 74

أبو الصامت 4 : 34 ، 193

أبو محمّد الأنصاري 4 : 339

أبو الصباح الكناني 4 : 39 ، 178 ، 198

أبو محمّد الغفّاري 4 : 99

أبو الصلت الهروي 4 : 151

أبو المستهلّ 4 : 346

أبو طالب 3 : 178 ، 313

أبو معاد التومني 3 : 75

أبو العبّاس أحمد بن النضر 4 : 105

أبو معمّر 4 : 190

أبو عبد اللّه البصري 1 : 115 ، 116

أبو المغراء 2 : 354

أبو عبد اللّه الحليمي 3 : 66

أبو المليح الهذلي 3 : 396

أبو عبد اللّه الصالح 3 : 443

أبو منصور 3 : 76

أبو عبد الرحمن السلمي 3 : 347

أبو موسى عيسى بن صبيح الملقّب بمردار 3 : 73

أبو عبيدة 3 : 323

أبو نجران 2 : 353

أبو عبيدة الحذّاء 2 : 357

أبو نعيم 2 : 541 و 3 : 271 - 274

أبو عبيدة المدائني 4 : 12 ، 165

أبو هاشم 1 : 110 ، 115 ، 267 ، 395 ، 498 و 2 : 304 ، 464 ، 466 و 3 : 24 ، 34 و 4 : 109 ، 181 ، 238 ، 241 ، 243 ، 287 ، 293 ، 295 ، 317

أبو عتيبة 4 : 61

أبو هاشم الجعفري 2 : 337 ، 346 ، 347 و 4 : 22 ، 105 ، 106 ، 113 ، 114

أبو عليّ ، أبو عليّ الجبّائي ، الجبّائي 1 : 115 ، 466 و 2 : 389 ، 465 و 3 : 34 ، 74 ، 280 و 4 : 241 ، 243 ، 294 ، 321 ، 324

أبو هاشم عبد اللّه بن محمّد بن الحنفيّة 3 : 280

أبو عليّ الأشعري 4 : 339 ، 346

أبو الهذيل 2 : 466 و 3 : 73

أبو عليّ الفهري 4 : 106

أبو هريرة 3 : 382 و 4 : 358

أبو عمرو 3 : 347

أبو ولاّد الحنّاط 4 : 238

أبو القاسم البلخي 4 : 283

أبو يحيى الصنعاني 4 : 19 ، 173

أبو قتادة 4 : 13

أبو قرّة المحدّث 2 : 358

أبو كامل 3 : 76

ص: 459

أبو يحيى الواسطي 4 : 33 ، 193

168 ، 198 و 3 : 71

أبو يزيد البسطامي 2 : 291 ، 343

اسامة بن زيد 3 : 293

أبو يعقوب الشحّام 1 : 115

إسحاق بن عمّار 4 : 26 ، 185

أبو اليقظان عمّار الأسدي 4 : 339

إسحاق بن منصور 4 : 87

أبو يوسف 2 : 275 و 4 : 319

إسحاق بن موسى بن عيسى العبّاسي 4 : 9 ، 162

أحمد البرقي 4 : 147

الإسكندرين 3 : 98

أحمد البزّاز 4 : 148

أسماء بنت عميس 3 : 274

أحمد بن أبي نصر البزنطيّ 2 : 346

إسماعيل 4 : 151

أحمد بن إسحاق 4 : 22 ، 118 ، 181

إسماعيل بن أبي حمزة 4 : 65 ، 66

أحمد بن حنبل ، أحمد 3 : 76 ، 242 ، 280 ، 412 ، 413

إسماعيل بن بزيع 2 : 346

أحمد بن عمر الحلاّل 4 : 31 ، 190

إسماعيل بن جعفر علیه السلام ، إسماعيل 3 : 72 ، 435

أحمد بن فارس 4 : 118

إسماعيل بن مهران 3 : 438 و 4 : 179

أحمد بن محمّد 4 : 344 ، 346

إسماعيل السندي 4 : 143

أحمد بن محمّد بن أبي نصر 4 : 345

الأشعري ، أبو الحسن الأشعري ، الشيخ الأشعري 1 : 90 ، 94 ، 409 و 2 : 100 ، 230 ، 276 ، 277 ، 286 ، 303 ، 304 ، 312 ، 328 ، 428

أحمد بن محمّد بن عيسى 4 : 342 ، 347

أصبغ ، أصبغ بن نباتة 2 : 444 ، 494 ، 501 و 3 : 307 ، 424 و 4 : 25 ، 49 ، 184 ، 357

أحمد بن مظفّر العطّار 3 : 307

الأصمعي 2 : 536

أحمد الكيّال 3 : 76

أفلاطون ، أفلاطن 1 : 281 ، 285 ، 287 و 2 : 149 ، 160 ، 168 ، 183 و 3 : 70

الأخطل 2 : 275

أقليدس 3 : 71

أخنس بن قيس 3 : 78

أخيّا الشيلوني 3 : 160

أدبئل 3 : 130

إدريس القمّي 4 : 347

أرسطو - أرسطوطاليس 1 : 281 ، 285 ، 353 ، 355 ، 370 و 2 : 57 ، 110 ، 160 ،

ص: 460

أمّ أيمن 3 : 329

بشير بن معمّر 3 : 73

أمّ جميل 3 : 46

بطليموس 3 : 71

أمّ سلمة 4 : 140

بقراط 3 : 71

أمّ الفضل 4 : 132

بكر بن وائل 2 : 316

أمّ معبد 3 : 42

بكير بن أعين 4 : 17 ، 38 ، 171 ، 198

أمّ هانئ 3 : 444 و 4 : 26 ، 186

البلخي ، أبو القاسم البلخي ، الكعبي 1 : 115 ، 432 و 2 : 113 ، 259 ، 272

الآمدي 2 : 312

بنيامين 3 : 160

امرئ القيس 3 : 61

بهلول 4 : 133

اميّة بن عليّ القيسي 4 : 101

بهمنيار 1 : 153 و 2 : 84 ، 93 ، 112 ، 180

أمير علاّم 4 : 121

بيان بن سمعان 3 : 71

أنس ، أنس بن مالك 3 : 261 ، 263 ، 300 ، 304 ، 307 ، 310 ، 376 ، 401

« ث »

انكساغورس 1 : 314 و 2 : 510

ثالس 2 : 159 ، 184

انكسمانس 2 : 158 ، 167

ثاليس 3 : 70

أيّوب بن أعين 4 : 48

ثعلبة 3 : 78

أيّوب بن نوح 2 : 251 و 4 : 26 ، 186

الثعلبي 3 : 261 ، 264

« ب »

ثمام بن أشرس 3 : 73

البخاري 3 : 324

ثيشاق 3 : 160

بخت نصّر2 : 73 و 3 : 49 ، 63 ، 86 ، 116

« ج »

بختيشوع ، طبيب المتوكّل 4 : 110

جابر 3 : 307 ، 437 و 4 : 11 ، 40 ، 45 ، 60 ، 67 ، 164 ، 199 ، 348

البراء بن عازب 3 : 271

جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، جابر الأنصاري 3 : 242 ، 302 ، 303 ، 310 ، 403 ، 432

البربري 4 : 66

جابر بن يزيد الجعفي ، جابر الجعفي 4 : 47 ، 54 ، 62 ، 64 ، 71 ، 75 ، 143

بردعام ، بردعام بن نواط 3 : 160 ، 161

جابر العبدي 4 : 38 ، 197

بريد بن معاوية 4 : 171

بسر بن أرطاة 3 : 411

بشر المريسي 4 : 298

ص: 461

الجاثليق 3 : 86

حذيفة 3 : 219 ، 293 ، 341 ، 342

الجاحظ 2 : 259 و 4 : 241 ، 288

الحرث 3 : 383

جارود بن المنذر 4 : 346

حريز ، حريز بن عبد اللّه 2 : 357 ، 362

جاماسب الحكيم 3 : 127

الحسن البصري 3 : 72 ، 269

الجامي 2 : 343

الحسن بن أبي العلاء 4 : 44

الجبائيان 2 : 113

الحسن بن الجهم 4 : 217

جعفر بن عبد اللّه الأفطح 3 : 72

الحسن بن الحسن الأفطس 4 : 180

جعفر بن محمّد الكوفي 4 : 22 ، 23 ، 181 ، 182

الحسن بن حمدان 4 : 157 ، 158

جعفر بن محمّد المكفوف 4 : 22 ، 23 ، 181 ، 182

الحسن بن راشد 4 : 31 ، 190

جمال الدين الخوانساري 2 : 51 ، 98

الحسن بن سعيد 4 : 236

جندب بن عبد اللّه الأزدي 3 : 347

حسن بن صالح 3 : 72

جهم بن صفوان 3 : 74

الحسن بن عليّ بن يقطين 4 : 27 ، 187

الجويني 1 : 110

الحسن بن عليّ الوشّاء 2 : 364 ، 372

« ح »

الحسن بن محمّد الكندي 4 : 344

حاتم 3 : 245

حسن بن محمّد النجّار 3 : 74

الحادماني البابلي 2 : 111

الحسين بن أبي العلاء 4 : 177

الحارث بن المغيرة 4 : 15 ، 29 ، 169 ، 188

الحسين بن ثوير بن أبي فاختة 4 : 16 ، 75 ، 170

الحارث بن النعمان 3 : 265

الحسين بن سعيد 2 : 354 و 4 : 236 ، 344 ، 346 ، 347

حارث الهمداني 4 : 229

الحسين بن عليّ بن يقطين 4 : 27 ، 187

حازم بن عليّ 3 : 78

الحكم بن أبي نعيم 4 : 41 ، 200

حبيب = حبيب بن حمّاد 3 : 347

حكيمة بنت الرضا 4 : 102

حبيب بن عدي 3 : 258

حكيمة بنت محمّد بن عليّ 4 : 23 ، 157 ، 182

حدار 3 : 130

ص: 462

الحلبي 4 : 112

الخيراني 3 : 438

حمّاد ، حمّاد بن عثمان 4 : 38 ، 197 ، 198 ، 345

« د »

حمدان القلانسي 4 : 23 ، 182

داود 3 : 159 ، 161 ، 162

حمران بن أعين 4 : 19 ، 166 ، 172

داود بن عليّ 4 : 73

حمزة بن أدراك 3 : 77

داود بن الكثير الرقّي ، داود الرقّي 4 : 36 ، 77 ، 81 ، 90

حمزة بن محمّد 2 : 361

داود النهدي 4 : 15 ، 169

حميد بن زياد 4 : 344

الدجّال 3 : 446 ، 450

حميد العبدي 4 : 38 ، 197

دحية الكلبي ، دحية بن خليفة الكلبي 3 : 54 و 4 : 262

حنّان ، حنّان بن سدير 4 : 36 ، 72 ، 196

دوماه - ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

حنظلة بن أبي سفيان 3 : 341

« ذ »

حوّاء 2 : 410 ، 411 و 3 : 48 ، 62 و 4 : 225 ، 317

ذو الرئاستين 2 : 502

« خ »

ذو القرنين 3 : 97 ، 98

خالد ، خالد بن الوليد 3 : 287 ، 333 ، 341

ذيمقراطيس 1 : 172 ، 279 ، 281 و 3 : 71

خالد بن سعيد بن العاص 3 : 293

« ر »

خالد بن عبد اللّه 4 : 141

راحل 3 : 132

خالد بن عمارة 4 : 341

الرازي ، فخر الدين محمّد بن عمر بن الحسين الرازي 2 : 507 ، 522 و 4 : 323

خالد بن عويطة 3 : 347

ربي پنجاس 3 : 132

خطّاب الجهني 4 : 345

الربيع 2 : 512

الخفري ، الفاضل الخفري ، المحقّق الخفري 2 : 27 ، 30 ، 32 ، 45 ، 60 ، 62 ، 84 ، 86 ، 93 ، 97

ربيعة الرازي 3 : 280

خلف الخارجي 3 : 78

رجوعام بن سليمان علیه السلام 3 : 160

الخوارزمي 2 : 259

رزّام بن سالم 3 : 71

رزين 3 : 308

ص: 463

الرشيد الطوسيّ 3 : 79

سراقة بن جعشم 3 : 42

الرمّانيّ 3 : 248

سعد 3 : 197 و 4 : 116

رستم 3 : 245

سعد الإسكاف 4 : 35 ، 77 ، 194

الريّان بن الصلت 4 : 23 ، 95 ، 183

سعد بن العاص 3 : 341

« ز »

سعد بن عبادة 3 : 293

زاذان أبي عمرو 3 : 311

سعد بن عبد اللّه 3 : 227 ، 235 و 4 : 180

زبير 3 : 72 ، 258

سعد الخفّاف 3 : 311

زرارة ، زرارة بن أعين 2 : 513 ، 535 و 4 : 17 ، 18 ، 25 ، 33 ، 48 ، 171 ، 185 ، 192

سعيد بن جبير 2 : 503 و 3 : 365

زردشت 3 : 127

سعيد بن العاص 3 : 338 ، 345

زرعة 4 : 236

سعيد بن يسار 4 : 342

زكريّا بن سابور 4 : 342

سفيان بن عيينة 4 : 358

زمران 3 : 120

سفيان الثوري 2 : 492

زياد بن منذر 3 : 174

السفياني عثمان بن عنبسة 3 : 445 ، 446

زيد 3 : 96

سقراط 3 : 70

زيد بن أبي أوفى 3 : 273

سلمان ، سلمان الفارسي 3 : 27 ، 219 ، 243 ، 244 ، 293 ، 302 ، 304 ، 309 ، 366 ، 368 ، 381 ، 385 ، 404 ، 431 و 4 : 51

زيد بن أرقم 3 : 293 ، 304 ، 393

سليم بن قيس الهلالي 4 : 10 ، 163

زيد بن عليّ بن الحسين علیهماالسلام 3 : 72 ، 436

سليمان 3 : 72

زيد بن وهب 2 : 496

سليمان بن خالد 4 : 65 ، 77

زيد الشحّام 3 : 424 و 4 : 8 ، 161 ، 356

سليمان بن داود 4 : 347

« س »

سليمان المروزي 2 : 478

سارة 3 : 164

سماعة 4 : 18 ، 171

السامري 3 : 162

سماعة بن مهران 3 : 368

السدي 3 : 248

سهل بن زياد 4 : 339 ، 340 ، 345 ، 347

سدير ، سدير الصيرفي 4 : 14 ، 19 ، 35 ، 72 ، 73 ، 147 ، 168 ، 172 ، 195 ، 339

السيّد ، السيّد بحر العلوم 3 : 159 ، 161 ،

ص: 464

162 ، 164 - 169

160 ، 207 ، 208 ، 212 ، 213 ، 215 ، 222 ، 230 ، 249 ، 265 ، 266

السيّد الداماد ، خاتم الحكماء والمجتهدين ، صاحب القبسات 2 : 53 ، 86 ، 216 ، 220

الشيخ الصدوق ، أبو جعفر محمّد بن بابويه القمّي 2 : 267 ، 494 و 3 : 448

سيف بن ذي يزن 3 : 178

الشيخ الكراجكي 2 : 486

سيف التمّار 4 : 12 ، 165

الشيخان 3 : 72 ، 297 ، 338 ، 441 ، 445

« ش »

« ص »

الشافعي 3 : 76 ، 244 ، 263 ، 280 ، 287 ، 297

صالح بن سعيد 4 : 104

الشامي 2 : 500 ، 525 و 3 : 313 و 4 : 160

صالح بن عمرو 3 : 75

شريح بن هانئ 2 : 336

صالح بن ميثم 4 : 344

شعيب بن محمّد 3 : 78

صباح بن سيّابة 4 : 36 ، 196

شقيق البلخي 4 : 88 ، 130

صدر المتألّهين ، الميرزا إبراهيم بن صدر الدين الشيرازي ، الفاضل المعاصر 2 : 51 ، 67 ، 205

الشمر 3 : 446

صعصعة ، صعصعة بن صوحان 3 : 286 ، 346

شهر بن حوشب 4 : 177

صفوان 4 : 346

شووح 3 : 120

صفوان بن مهران 4 : 48 ، 149

شيبان بن سلمة 3 : 79

صفوان بن يحيى 2 : 358 و 4 : 29 ، 189 ، 346

شيبة 3 : 341

صفوان الجمّال 2 : 512

الشيخ أبو عمرو 4 : 22 ، 181

الصلت بن المنذر 4 : 50

الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، أحمد بن زين الدين ، الشيخ المعاصر 2 : 124 و 3 : 53 ، 313 و 4 : 254 ، 258 ، 262 ، 270 ، 271 ، 272 ، 274 ، 276 ، 277

صهيب 2 : 318

الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن سالم بن طوق 3 : 313

« ض »

شيخ الإشراق ، صاحب الإشراق 2 : 149 ،

ضبّاع بن نصر الهنديّ 2 : 537

الضحّاك 4 : 306

ص: 465

ضرار 2 : 259

عبد اللّه بن إباض 3 : 79

ضرار بن عمرو 3 : 74 و 4 : 298

عبد اللّه بن أبي شريح 3 : 338

ضريس الكناسي ، ضريس 4 : 12 ، 18 ، 165 ، 172 ، 237

عبد اللّه بن أفطح 3 : 435

« ط »

عبد اللّه بن جعفر علیه السلام 3 : 435

الطبرسي 2 : 34 ، 55

عبد اللّه بن جعفر الحميري 4 : 22 ، 181

الطبريّ 3 : 248

عبد اللّه بن حنطب 3 : 350

طعيمة بن عدي 3 : 341

عبد اللّه بن خالد 3 : 386

طلحة 3 : 72 ، 260 و 4 : 190

عبد اللّه بن رافع 3 : 345

طلحة بن أبي طلحة 3 : 341

عبد اللّه بن الزبير 3 : 342

طلحة بن زيد 3 : 270 ، 308

عبد اللّه بن سعيد 1 : 146 و 2 : 329

« ع »

عبد اللّه بن سعيد بن العاص 3 : 386

عائشة 3 : 413 ، 433

عبد اللّه بن سلام 3 : 248 ، 272

العاص بن سعد 3 : 341

عبد اللّه بن سليمان 4 : 199

عاصم ، عاصم بن حميد2 : 357 و 3 : 58 ، 347

عبد اللّه بن طلحة 4 : 355

عامر بن عبد اللّه بن جذاعة 4 : 344

عبد اللّه بن عبّاس 3 : 280 ، 300

عبّاد بن كثير البصري 4 : 63

عبد اللّه بن عمر 3 : 259 ، 339

العبّاس - عمّ النبيّ صلی اللّه علیه و آله 3 : 219 ، 238 ، 260 ، 321 ، 342

عبد اللّه بن محمّد الأصفهاني 4 : 180

العبّاس - العبّاس بن عليّ علیه السلام 3 : 157

عبد اللّه بن مسكان 2 : 362

عباية الأسدي 4 : 344

عبد اللّه بن ناووس 3 : 435

عبد الأعلى 4 : 39 ، 198

عبد اللّه السبّاب 3 : 76

عبد اللّه - والد النبيّ صلی اللّه علیه و آله 3 : 313

عبد اللّه القلاّء 4 : 178

عبد اللّه الأشعري 4 : 158

عبد اللّه الكاهلي 4 : 145

عبد اللّه الكناسي 4 : 42

عبد اللّه المبارك ، ابن المبارك 3 : 411 ، 412

عبد الحميد بن عوّاض 4 : 345

ص: 466

عبد الرحمن بن أبي ليلى 4 : 8 ، 161

عقبة 4 : 344

عبد الرحمن بن الحجّاج 4 : 179

عكرمة 3 : 280

عبد الرحمن بن كثير 4 : 27 ، 59 ، 187

العلاّف 2 : 259

عبد الرحيم 4 : 344

العلاّمة الحلّي ، العلاّمة 1 : 160 ، 248 ، 263 ، 269 و 2 : 14 ، 56 ، 67 ، 77 ، 97 ، 108 ، 109 ، 273 ، 378 ، 392 و 3 : 205 ، 351 و 4 : 275

عبد الصمد بن بشير 4 : 346

العلاّمة الدواني ، المحقّق الدواني ، الفاضل الدواني 2 : 78 ، 214 ، 216 ، 229 ، 479

عبد العزيز العبدي 4 : 345

علباء بن ذراع 3 : 76

عبد الكريم بن عجرد 3 : 77

عليّ بن إبراهيم 2 : 498 ، 512 ، 516 و 4 : 30 ، 32 ، 190 ، 192 ، 231 ، 236 - 238 ، 341 ، 347 ، 348

عبد المؤمن الأنصاري 2 : 363

عليّ بن إبراهيم الهاشمي 2 : 263

عبد المطّلب 3 : 178 ، 242 ، 243 ، 320

عليّ بن أبي حمزة 4 : 34 ، 87 ، 194

عبد الملك - عبد الملك بن مروان 4 : 128

عليّ بن جعفر 4 : 15 ، 24 ، 112 ، 169 ، 177 ، 183

عبد الملك بن ربيع 3 : 295

عليّ بن جعفر بن محمّد 3 : 76

عبيد 3 : 75

عليّ بن حسّان 4 : 30 ، 190

عبيد اللّه بن زياد ، ابن زياد 3 : 347 ، 446

عليّ بن الحسن بن سابور 4 : 112

عبيد بن زرارة 3 : 315 و 4 : 15 ، 25 ، 26 ، 169 ، 184 ، 185

عليّ بن الحكم 4 : 344

عتبة بن أبي لهب 3 : 342

عليّ بن حمزة 2 : 341 ، 361

عثمان - عثمان بن عفّان 3 : 72 ، 250 ، 284 ، 290 ، 293 ، 296 ، 297 ، 310 ، 331 ، 337 - 340 ، 350 ، 351

عليّ بن سيّار 2 : 37

عثمان بن أبي الصلت 3 : 77

عليّ بن سيف 4 : 30 ، 189

العرزمي 2 : 521

عليّ بن عاصم الكوفي 4 : 115 ، 116 ، 156

عزرا 3 : 159 ، 168

عسو 3 : 117 - 120

عطاء بن السائب 4 : 49

عفّان البصري 2 : 535

ص: 467

عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس 3 : 71

عمر بن عبد العزيز 3 : 329 و 4 : 144

عليّ بن عقبة 4 : 340

عمران بن عبد المطّلب 3 : 239

عليّ بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة 2 : 354

عمرو 1 : 185 ، 359 و 3 : 37

عليّ بن عمر النوفلي 3 : 439 و 4 : 180

عمرو الأهوازي 3 : 439 و 4 : 22 ، 23 ، 181 ، 282

عليّ بن محمّد 2 : 361 و 4 : 22 ، 23 ، 26 ، 181 ، 182

عمرو بن بحر الجاحظ 3 : 74

عليّ بن محمّد القاشاني 4 : 95

عمرو بن عاص 3 : 262 ، 284 ، 350

عليّ بن المغيرة 4 : 85

عمرو بن عبد ود 3 : 287 ، 341

عليّ بن مهران 4 : 81

عمرو بن عبيد ، الشامي 4 : 7 ، 8

عليّ بن هلال 3 : 301

عمّون 3 : 163

عليّ بن يقطين 4 : 27 ، 84 ، 85 ، 187

العنبري 4 : 288

عليّ السائي 4 : 13 ، 166

عنبسة بن أبي سفيان 3 : 445

عمّار3 : 290 ، 293 ، 338 ، 339 و 4 : 266

عيسى بن يونس 2 : 40

عمّار بن مروان 4 : 342

عيينة 3 : 437

عمّار بن ياسر 3 : 177 ، 196 ، 219 ، 304 ، 369 ، 393 ، 408 ، 420

« غ »

عمّار الساباطي 3 : 378 و 4 : 19 ، 172

الغزالي 2 : 191 ، 234 ، 272 و 4 : 323

عمر ، عمر بن الخطّاب 2 : 545 و 3 : 262 ، 282 - 284 ، 290 ، 291 ، 293 ، 294 ، 296 ، 321 ، 331 ، 333 - 336 ، 338 ، 349 - 351 ، 401 ، 416 ، 441

غسّان الكوفي 3 : 75

عمر بن الأشعث 4 : 16 ، 170

الغوطي 3 : 220

عمر بن سعد 3 : 347 ، 446

« ف »

الفارابي ، أبو نصر ، المعلّم الثاني 1 : 82 و 2 : 167 ، 168 ، 191 ، 193 ، 233

الفاضل القمّي 3 : 170 ، 171

الفاضل الكاشاني ، الفاضل 3 : 122 ، 131

الفاضل اللاهيجي 1 : 144 و 2 : 47 ، 61 ، 62 ، 85 ، 100 ، 142 ، 253 ، 257 ، 270 ، 273

ص: 468

فاطمة بنت أسد 4 : 358

قدماه - ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

الفتح بن خاقان 4 : 108

القوشجي ، الفاضل القوشجي ، الشارح القوشجي ، الشارح 1 : 291 ، 297 ، 448 ، 463 ، 499 و 2 : 27 ، 29 ، 47 ، 61 ، 63 ، 68 ، 77 ، 78 ، 83 ، 88 - 92 ، 97 ، 99 ، 109 ، 276 ، 280 ، 287 ، 295 ، 328 ، 369 ، 376 ، 381 ، 388 ، 389 ، 392 ، 428 ، 457 و 3 : 15 ، 22 ، 30 ، 59 ، 66 ، 205 ، 220 ، 223 ، 229 ، 254 ، 266 ، 291 و 4 : 278

الفتح بن يزيد الجرجاني 2 : 363

قيدار 3 : 129 ، 130 ، 158

فجاءة السلمي 3 : 332 ، 333

« ك »

الفرزدق 4 : 128

كامل 2 : 521

فرعون 2 : 126 و 3 : 33

كامل التمام 4 : 17

فرفوريوس 2 : 160

الكاهلي 2 : 362

فضّة 3 : 257

الكساغورس 3 : 70

الفضل بن ربيع 4 : 90

كعب الأخبار 3 : 174

الفضل بن شاذان 4 : 357

الكلبي 3 : 248

الفضيل بن يسار 4 : 17 ، 28 ، 39 ، 171 ، 187 ، 188 ، 198

الكميت 4 : 60

فيثاغورس 2 : 149 و 3 : 70

كميل 3 : 314

الفيض بن المختار 4 : 178

كهرمس 2 : 149

« ق »

« ل »

قابيل 2 : 410

ليث بن سعيد 3 : 174 و 4 : 129

القاسم بن الحسن علیهماالسلام 3 : 157

« م »

القاسم بن المحسن 4 : 101

مئبسام - ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

القاسم بن محمّد 4 : 346

مأجوج 2 : 533 و 3 : 98

القاضي أبو بكر 3 : 66

القاضي الباقلاني 3 : 60

القاضي عبد الجبّار ، القاضي ، عبد الجبّار 1 : 110 ، 115 و 2 : 312 و 4 : 300 ، 301 ، 317 ، 321

القاضي عياض 2 : 552

ص: 469

مارية 3 : 96

محمّد بن حنظلة 4 : 346

مالك بن أنس ، مالك 3 : 75 ، 280

محمّد بن الحنفيّة 4 : 53 ، 54

مالك بن نويرة 3 : 333

محمّد بن خابط 3 : 73

المأمون 2 : 502 و 4 : 93 ، 101 ، 131 ، 217

محمّد بن خالد 4 : 346

ماني الحكيم 2 : 338

محمّد بن داود القمّي 4 : 155

المتوكّل 4 : 107 ، 108 ، 131 ، 155

محمّد بن زيد الطبري 4 : 162

مجاهد 3 : 248

محمّد بن سليمان 4 : 339

المجلسي ، العلاّمة المجلسي ، صاحب البحار 2 : 518 ، 519 و 3 : 127 و 4 : 120 ، 121 ، 275

محمّد بن سنان 4 : 144 ، 342

المحقّق الطوسي 2 : 479 ، 482

محمّد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن 3 : 72

محمّد بن إبراهيم الجعفري 4 : 102

محمّد بن عبد اللّه الخراساني 2 : 41

محمّد بن أبي بكر 4 : 329

محمّد بن عبد الجبّار 4 : 339 ، 346

محمّد بن أبي عبد اللّه 2 : 358

محمّد بن عبد الجبّار الكوفي 3 : 197

محمّد بن أحمد 4 : 178 ، 236

محمّد بن عليّ بن بلال 4 : 22 ، 178 ، 181

محمّد بن إسحاق بن عمّار 3 : 438

محمّد بن عيسى 4 : 123 ، 341

محمّد بن إسماعيل 4 : 15 ، 168

محمّد بن عيسى بن عبيد 4 : 32 ، 192 ، 347

محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر 4 : 23 ، 182

محمّد بن الفرج الرخجي 2 : 361

محمّد بن بريد الطبري 4 : 9

محمّد بن الفضيل 4 : 1 ، 39 ، 82 ، 162 ، 198 ، 345

محمّد بن جرير الطبري 4 : 56

محمّد بن كرام 3 : 75

محمّد بن جعفر الأسترآبادي 2 : 7

محمّد بن كعب القرظي 2 : 552

محمّد بن جمهور 4 : 31 ، 190

محمّد بن المساور 4 : 24 ، 183

محمّد بن الحسن الحصيني 4 : 155

محمّد بن مسلم 2 : 251 ، 357 و 4 : 15 ، 17 ، 60 ، 78 ، 142 ، 168 ، 171 ، 342 ، 358

محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب 2 : 347

محمّد بن مسلمة 3 : 332

محمّد بن حكم 2 : 361

محمّد بن يحيى 4 : 22 ، 181 ، 342 ، 344 ،

ص: 470

346 ، 347

معاوية بن عمر 3 : 379

محمّد الشهرستاني 1 : 271

معاوية بن وهب 3 : 399 و 4 : 344

محمّد الطلحي 4 : 155

معاوية الشامي 2 : 427

المختار 3 : 435

المعتمد بن المتوكّل 4 : 133

مدان - ابن إبراهيم علیه السلام 3 : 120

المعلّى بن خنيس 4 : 37 ، 73 ، 76 ، 197

مديان - ابن إبراهيم علیه السلام 3 : 120

معلّى بن قيس 2 : 523

المرتضى - الشريف المرتضى 3 : 61

معلّى بن محمّد 4 : 11 ، 164

مرحب 3 : 342

معمّر بن خلاّد 3 : 438 و 4 : 18 ، 172 ، 179

مرّة بن قيس 3 : 427

معمّر بن عبّاد 3 : 73

مروان 3 : 345

المغيرة 3 : 332

مريم 3 : 27 ، 31 ، 174

المغيرة بن سعد 3 : 76

مسّاه = ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

المفضّل 2 : 38 ، 400 ، 511

مسروق 3 : 439

المفضّل بن صالح 4 : 348

مسعدة 4 : 36 ، 196

المفضّل بن عمر 4 : 13 ، 24 ، 26 ، 27 ، 63 ، 75 ، 86 ، 166 ، 177 ، 183 - 186

مسلم 3 : 324

المفيد - شيخ المفيد 3 : 434

مسمع كردين البصري ، مسمع البصري 4 : 34 ، 194

المقداد ، المقداد بن الأسود الكندي 3 : 219 ، 258 ، 293 ، 369 و 4 : 50

المسيب 4 : 148 ، 149

المقدّس الأردبيلي 2 : 64 ، 71 ، 77 ، 282 ، 346 ، 490

مسيلمة ، مسيلمة الكذّاب 2 : 316 و 3 : 27 ، 29 ، 33 ، 36 ، 44 ، 61

مكرم العجليّ 3 : 79

مشماع = ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

المنصور العبّاسيّ ، المنصور 3 : 75 ، 76 و 4 : 146 ، 147

مصعب بن أبي لهب 3 : 342

منصور بن جمهور 4 : 72

معاذ بن عمر 3 : 301

مهزم 4 : 27 ، 187

معاوية 3 : 174 ، 284 - 286 ، 321 ، 338 ، 345

ص: 471

موآب 3 : 163

هارون الرشيد 4 : 84

موسى بن اشيم 4 : 13 ، 167

هاشم بن زيد 4 : 107

ميثم التمّار 3 : 391

هاشم بن محمّد الحنفيّة 3 : 71

الميرزا محمّد رضا جديد الإسلام 3 : 157

الهرمز 3 : 290

ميسر 4 : 142

الهرمزان 3 : 339

ميمون بن ماكان 3 : 77

الهروي 4 : 307

« ن »

هشام بن الحكم ، هشام 2 : 19 ، 35 ، 38 ، 269 ، 338 - 341 ، 350 ، 352 ، 355 ، 360 ، 361 ، 498 ، 511 ، 513 و 3 : 15 و 4 : 7 ، 86 ، 158 ، 218

نافع بن الأزرق 3 : 77

هشام بن سالم 2 : 361

نافيش - ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

هشام بن عبد الملك 4 : 72 ، 129

ناووس 3 : 72

هشام بن عمرة 3 : 73

نبايت = ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

الهيثم بن واقد 4 : 348

النجّار 2 : 259

« و »

نجدة بن عامر 3 : 77

الواثق 4 : 107

نجدة الحروريّة 4 : 345

واصل بن عطاء 3 : 72 ، 280

نجمان 3 : 132

الواقدي 3 : 324

نصير الملّة والدين 2 : 513

الوشّاء 4 : 11 ، 164 ، 178

النضر بن سويد 4 : 344 ، 347

الوليد ، الوليد بن عتبة 3 : 37 ، 46 ، 290 ، 337 ، 339 - 341

النظّام 1 : 422 و 2 : 112 ، 259 ، 392 ، 393 و 3 : 61

وهب بن منبّه 3 : 178

نعمان بن بشير 3 : 303 و 4 : 72

« ي »

نوفل بن الحارث 3 : 342

يأجوج 2 : 533 و 3 : 98

نوفل بن خويلد 3 : 341

يافشان - ابن إبراهيم علیه السلام 3 : 120

نيما 3 : 130

« ه »

هابيل 2 : 410

ص: 472

يحيى بن أكثم 4 : 132

يهودا 3 : 115 ، 117

يحيى بن سابور 4 : 344

يهوذا 3 : 160

يحيى بن شميط 3 : 72

يونس 4 : 32 ، 170 ، 190 ، 341 ، 347 ، 348

يحيى بن يسار القنبري 4 : 180

يونس بن رباط 4 : 175

يحيى الحلبي 4 : 344 ، 347

يونس بن ظبيان 4 : 29 ، 37 ، 75 ، 78 ، 188 ، 198 ، 216

يزيد ، يزيد بن معاوية 3 : 114 ، 445 ، 446 و 4 : 17 ، 210 ، 221

يونس بن عبد الرحمن 4 : 18 ، 32 ، 171

يشباق = ابن إبراهيم علیه السلام 3 : 120

يونس بن غيري 3 : 75

يطور = ابن إسماعيل علیه السلام 3 : 130

يوسف بن محمّد بن زياد 2 : 37

يمان التمّار 4 : 24 ، 183

يونس بن يعقوب 4 : 158 ، 342

ص: 473

5. فهرس الكتب الواردة في المتن

« أ »

البصائر 3 : 316 ، 319

الاحتجاج 2 : 39 و 3 : 86 ، 362 و 4 : 339

« ت »

الأسفار الأربعة 2 : 349

تجريد الاعتقاد - تجريد العقائد 1 : 64 ، 74 ، 75 ، 135 ، 186 ، 197 ، 263 ، 340 ، 358 ، 366 ، 425 2 : 273 ، 482 و 4 : 275 ، 277

الإشارات 2 : 149 ، 153 ، 154 ، 173 ، 182 ، 238 ، 260

التحصيل 1 : 153 و 2 : 84 ، 112 ، 180 ، 185

اصول الدين 1 : 413

التذكرة 2 : 513

الألفين 3 : 205 ، 351

التعليقات 2 : 152 ، 170 ، 174 ، 180 ، 185 ، 189 ، 213 ، 224 ، 241 ، 263

الانتصار في الردّ على ابن الراوندي 1 : 115

تعليقات الخفري على شرح القوشجي 2 : 27 ، 30

الإنجيل 3 : 86 ، 94 ، 95 ، 97 ، 123 ، 127 ، 168

تعليقات على الشرح الجديد 2 : 67

إيضاح البرهان 1 : 114

تفسير الثعلبي 3 : 257 ، 264 ، 271 ، 272

« ب »

التفسير الكبير للقرآن 1 : 115

بحار الأنوار 2 : 400 ، 403 ، 469 ، 473 ، 477 ، 505 ، 507 ، 509 ، 513 ، 515 ، 522 ، 523 ، 526 ، 527 ، 529 ، 537 ، 539 ، 549 - 552 و 3 : 180 ، 366 و 4 : 42 ، 46 ، 53 ، 58 ، 72 ، 93 ، 100 ، 104 ، 109 ، 116 ، 120 ، 121 ، 327 ، 353

التلويحات 2 : 160 ، 163 ، 164 ، 219

التهافت - تهافت التهافت 2 : 191 ، 234

التوحيد 2 : 267

ص: 474

التوراة 2 : 73 و 3 : 62 ، 86 ، 97 ، 99 - 101 ، 113 ، 116 ، 120- 123 ، 127 ، 129 ، 130 ، 133 - 135 ، 157 ، 161 - 168

الرسالة القطيفيّة ، ضمن ( جوامع الكلم ) 4 : 272

« ج »

الرواشح السماويّة 2 : 254

جامع الفلسفة 2 : 195

« ز »

الجمع بين الرأيين - الجمع بين رأيي الحكيمين 2 : 168 ، 191

زند پازند ( أسرار العجم ) 3 : 127

جوامع الجامع 2 : 34

« س »

جوامع الكلم 4 : 267

سنن أبي داود 3 : 255

« ح »

« ش »

الحاشية الشمسيّة - حاشية ملاّ شمسا على التجريد 1 : 188 و 2 : 88

شرح الإشارات والتنبيهات 1 : 153 ، 248 و 2 : 91 ، 92 ، 166 ، 167 ، 175 ، 219 ، 244 ، 245

حاشية اللاهيجي 2 : 86

شرح التجريد - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد

حديقة الشيعة 2 : 348

شرح تجريد العقائد للقوشجي 1 : 145 ، 221 ، 291 ، 448 و 2 : 27 ، 280 ، 281 ، 31 ، 389 ، 429 ، 430 ، 457 و 3 : 9 ، 320 ، 439 و 4 : 240 ، 317 ، 321

حقّ اليقين 4 : 275 ، 277

شرح حكمة الإشراق 2 : 111

حكمة الإشراق 2 : 111 ، 164 ، 215 ، 219

شرح رسالة العلم ( شرح الرسالة ) 2 : 157 ، 164 ، 185 ، 215 ، 216 ، 219 ، 245 ، 248 ، 254 ، 270

الحليّة 2 : 541

شرح زيارة الجامعة ، شرح الزيارة 3 : 316 و 4 : 261 ، 262

الحواشي الفخريّة 2 : 67

شرح عقائد التجريد - شرح تجريد العقائد الشرح القديم 1 : 118 و 2 : 392

حواشي المطالع ( حاشية حاشية شرح المطالع ) 2 : 78

شرح القوشجي على إلهيّات التجريد - شرح

حياة النفس 2 : 124

« ر »

ردّ التهافت 2 : 198

الرسالة السلطانيّة ، ضمن (جوامع الكلم) 4 : 267

رسالة الفصول 2 : 185

ص: 475

تجريد العقائد

الصواعق المحرقة 3 : 412 و 4 : 125

شرح المقاصد 2 : 108 ، 258 ، 384 - 386

« ع »

شرح المواقف 2 : 59 ، 66 ، 78 ، 106 ، 369 ، 389

العلل ( علل الشرائع ) 2 : 529

الشفاء 1 : 315 ، 348 ، 467 ، 486 و 2 : 143 ، 148 ، 156 ، 160 ، 168 ، 169 ، 184 ، 186 ، 220 ، 236 ، 254 ، 260 ، 510

العيون ( عيون أخبار الرضا علیه السلام ) 2 : 267

شوارق الإلهام 1 : 103 و 2 : 160 ، 161 ، 163 ، 171 ، 179 ، 180 ، 182 ، 184 ، 186 ، 187 ، 195 ، 198 - 200 ، 211 ، 214 ، 216 ، 217 ، 219 - 223 ، 231 ، 236 - 238 ، 241 ، 248 ، 249 ، 254 ، 264 ، 277

« غ »

الشواهد الربوبيّة 1 : 480

الغيبة للطوسي 3 : 448

« ص »

« ف »

الصافي 3 : 319

الفرقان 3 : 244

صحائف الأبرار 4 : 357

فصوص ، فصوص الحكم 2 : 192 ، 233

الصحاح 1 : 285 و 3 : 9 ، 247

« ق »

الصحاح الستّة 3 : 260

القاموس ، القاموس المحيط 1 : 285 و 2 : 539 و 3 : 247

صحف إدريس 2 : 474 ، 476

« ك »

صحيح البخاري 3 : 263 ، 275 ، 440

الكافي 2 : 19 ، 74 ، 251 ، 267 - 269 ، 339 ، 350 ، 505 و 3 : 298 و 4 : 7 ، 185 ، 201 ، 240 ، 339

صحيح مسلم 2 : 544 و 3 : 225 ، 263 ، 275

كتاب أرمياء 3 : 116

صحيفة آدم 3 : 146 ، 156

كتاب حزقيل 3 : 100

صحيفة إبراهيم 3 : 146 ، 156

كتاب حيقوق 3 : 100 ، 131 ، 141

الصحيفة السجّاديّة 4 : 278

كتاب دانيال ، صحف دانيال 3 : 100 ، 128 ، 174

صحيفة نوح 3 : 146 ، 156

[ كتاب ] شعيا 3 : 99

كتاب الفردوس ، ضمن (جوامع الأحاديث) 3 : 262

ص: 476

كتاب يشعياء 3 : 131 ، 135

مسند ابن حنبل ، مسند أحمد بن حنبل 3 : 243 ، 255 ، 257 ، 269 ، 273 ، 275

كشف الغمّة 3 : 244 و 4 : 144

المصباح 3 : 299

كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد 1 : 103 ، 135 ، 186 ، 197 ، 199 ، 263 ، 358 ، 366 ، 423 ، 425 و 2 : 97 ، 387 ، 392 ، 450 ، 457 ، 467 و 4 : 275

الملل والنحل 1 : 271 و 2 : 159

كمارا 3 : 157

مناقب آل أبي طالب 3 : 244

كنز الفوائد 2 : 486

مناهج اليقين 1 : 413

گوهر مراد 2 : 270

منهج التحقيق إلى سواء الطريق 3 : 368

« م »

المواقف 2 : 78 ، 81 ، 83 ، 150 ، 151 ، 389

المباحث المشرقيّة 2 : 205 ، 266

« ن »

المبدأ والمعاد 2 : 144 ، 182 ، 190 ، 205 ، 223

النجاة 1 : 485

مثنوي معنوي 2 : 344

نقد المحصّل 2 : 88 ، 103 ، 144 ، 217 ، 275 ، 482

مجمع البيان 2 : 55 و 3 : 247

نهاية الوصول إلى علم الاصول 2 : 378

المحصّل 2 : 103 ، 272 ، 275

نهج البلاغة 2 : 57 ، 143 ، 408 و 3 : 281 ، 346

ص: 477

6. فهرس مصادر التحقيق

1 - آداب المتعلّمين. ضمن « جامع المقدّمات ». تحقيق المدرّس الأفغاني ، الطبعة الاولى ، مجلّدان ، مؤسّسة الهجرة ، 1365 ش.

2 - إتحاف السادة المتّقين بشرح إحياء علوم الدين. للسيّد محمّد بن محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ( 1145 - 1205 ). 10 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر.

3 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات. للشيخ الحرّ العاملي محمّد بن الحسن ( 1033 - 1104 ). الطبعة الثالثة ، طهران ، دار الكتب الإسلاميّة ، 1364 ش.

4 - إثبات الوصيّة للإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام . لأبي الحسن علي بن الحسين عليّ المسعوديّ الهذلي ( م 346 ) الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الأضواء ، 1409 ه / 1988 م.

5 - أجوبة المسائل المهنّائية. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). إعداد محيي الدين المامقاني. الطبعة الاولى ، قم ، 1401 ه.

6 - الاحتجاج على أهل اللجاج. لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسي ( ق 6 ). تحقيق إبراهيم البهادري ومحمّد هادي به. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، دار الاسوة ، 1413 ه.

7 - إحقاق الحقّ. للسيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري ، الشهيد القاضي ( 956 - 1019 ). الطبعة الاولى ، 19 مجلّدا+ 6 مجلّدات ملحقات+ الفهارس ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1403 - 1411 ه.

8 - الأحكام السلطانيّة والولايات الدينيّة. لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن حبيب البصري البغدادي الماوردي ( 364 - 450 ). جزءان في مجلّد واحد ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي.

9 - الاختصاص. ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد / ج 12 ) المنسوب إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغدادي ( 336 - 413 ). تحقيق علي أكبر الغفّاري. قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ه.

ص: 478

* اختيار معرفة الرجال - رجال الكشّي.

10 - الأربعون حديثا. للشيخ البهائي محمّد بن حسين العاملي ( 953 - 103 ). إعداد ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي. الطبعة الاولى ، قم ، 1415 ه.

11 - الأربعين في اصول الدين. لمحمّد بن عمر الخطيب فخر الدين الرازي ( 545 - 606 ه ). تصحيح أحمد حجازي السّقا. الطبعة الاولى ، مصر ، مكتبة الكلّيّات الأزهريّة ، 1986 م.

12 - إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين. لجمال الدين مقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي ( م 826 ). تحقيق السيّد مهدي الرجائي. قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1405 ه.

13 - الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد. للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النّعمان البغدادي ( 336 - 413 ). تحقيق مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ه.

14 - إرشاد القلوب. لحسن بن أبي محمّد الديلمي ( ق 8 ). قم ، منشورات الرضي.

15 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب. لأبي عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد بن عبد البرّ ( 368 - 463 ). تحقيق علي محمّد البجاوي. 4 مجلّدات ، القاهرة ، مكتبة نهضة مصر.

16 - اسد الغابة في معرفة الصحابة. لابن الأثير الجزري عليّ بن محمّد ( 555 - 630 ). 5 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

17 - الأسرار الخفيّة في العلوم العقليّة. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تحقيق قسم إحياء التراث الإسلامي. الطبعة الاولى ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، 1421 ه.

18 - الأسفار الأربعة. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ). الطبعة الرابعة ، 9 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1410 ه / 1990 م.

19 - الإشارات والتنبيهات. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ). مع الشرح للخواجه نصير الدين الطوسي محمّد بن محمّد بن الحسن ( 597 - 672 ). الطبعة الثانية ، مجلّدان ، نشر الكتاب ، 1403 ه.

20 - الإصابة في تمييز الصحابة. لابن حجر العسقلاني أحمد بن عليّ ( 773 - 852 ). الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة.

21 - اصول الدين. لأبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي ( م 429 ). الطبعة الاولى ، بيروت ، دار المدينة للطباعة والنشر ، 1346 ه / 1928 م.

ص: 479

22 - اصول الفقه. للشيخ محمّد رضا بن محمّد بن عبد اللّه المظفّر ( 1322 - 1384 ). مجلّدان ، قم ، إسماعيليان. [ بالاوفست عن طبعته الثانية ، النجف الأشرف ، دار النعمان ، 1386 / 1966 م ].

23 - اعتقاد الإماميّة. « ضمن تصحيح الاعتقاد ». للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي ( 336 - 413 ). تعليق السيّد هبة الدين الشهرستاني. قم ، الرضي ، 1363 ش.

24 - إعجاز القرآن والبلاغة النبويّة. لمصطفى الرافعي. الطبعة العاشرة ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1393 ه / 1992 م.

25 - الأعلام. لخير الدين الزركلي ( 1310 - 1396 ). الطبعة السادسة ، 8 مجلّدات ، بيروت ، دار العلم للملايين ، 1984 م.

26 - إعلام الورى بأعلام الهدى. لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ( حوالي 470 - 548 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، 1417 ه.

27 - أعيان الشيعة. للسيّد محسن بن عبد الكريم الحسيني العاملي الشقرائي ( 1284 - 1371 ). إعداد السيّد حسن الأمين. الطبعة الخامسة ، 10 مجلّدات+ الفهرس ، بيروت دار التعارف للمطبوعات ، 1403 ه / 1983 م.

28 - الألفين. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تقديم حسين الأعلمي. الطبعة الثالثة ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1402 ه / 1982 م.

29 - أمالي المفيد. للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي ( 336 - 413 ). تحقيق علي أكبر الغفّاري وحسين استاد ولي. الطبعة الثانية ، قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ه.

30 - أمالي الطوسي. للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن ( 385 - 460 ). تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة - مؤسّسة البعثة. الطبعة الاولى ، قم ، دار الثقافة ، 1414 ه.

31 - أمالي الصدوق. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تقديم حسين الأعلمي. الطبعة الخامسة ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ، 1410 ه / 1990 م.

32 - أمالي المرتضى. للشريف المرتضى عليّ بن الحسن الموسوي ( 355 - 436 ). تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم. الطبعة الثانية ، مجلّدان ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1387 ه.

33 - الإمامة والسياسة. لأبي محمّد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري ( 213 - 276 ). جزءان في مجلّد واحد ، قم ، الرضي - زاهدي ، 1363 ش.

ص: 480

34 - أنوار التنزيل وأسرار التأويل. لعبد اللّه بن عمر بن محمّد البيضاوي ( م 685 ). تحقيق محمّد صبحي بن حسن خلاّق ومحمود أحمد الأطرش. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، مؤسّسة الإيمان ، 1421 ه / 2000 م.

35 - الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة. للسيّد عبد اللّه شبّر ( 1188 - 1243 ). قم ، مكتبة الشريف الرضي [ بالاوفست عن طبعة بيروت ، 1403 ه / 1983 م ].

36 - أنوار الملكوت في شرح الياقوت. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). إعداد محمّد النجمي الزنجاني. الطبعة الثانية ، قم ، الرضي وبيدار ، 1363 ش.

37 - الأنوار النعمانيّة. للسيّد نعمة اللّه الموسوي الجزائري ( م 1112 ). الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، تبريز ، شركة الطباعة ، 1380 ه.

38 - أوائل المقالات. « ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ». للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي ( 336 - 413 ). تحقيق إبراهيم الأنصاري. الطبعة الاولى ، 14 مجلّدا ، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد ، 1413 ه.

39 - إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). باهتمام السيّد محمّد مشكاة. تعليق وتصحيح عليّ تقي منزوي. طهران ، جامعة طهران ، 1337 ش.

40 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار علیهم السلام . للعلاّمة المجلسي محمّد باقر بن محمّد تقي ( 1037 - 1110 ). إعداد عدّة من العلماء. الطبعة الثالثة ، 110 مجلّد ( 6 مجلّدات ، من المجلّد 29 - 34 ) + المدخل ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ه / 1983 م. [ بالاوفست عن طبعة إيران ].

41 - البداية والنهاية. لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ( 701 - 774 ). إعداد عليّ شيري. الطبعة الاولى ، 14 جزءا في 7 مجلّدات ، بيروت - رياض ، مكتبة المعارف - مكتبة النصر ، 1966 م.

42 - البرهان في تفسير القرآن. للسيّد هاشم الحسيني البحراني ( م 1107 ) تحقيق محمود بن جعفر الموسوي الزرندي ، 4 مجلّدات ، طهران ، إسماعيليان.

43 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى. لمحمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن عليّ الطبري ( م 525 ). الطبعة الثانية ، النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، 1383 ه / 1963 م.

ص: 481

44 - بصائر الدرجات. لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار القمّي ( م 290 ). إعداد محسن كوچه باغي التبريزي. قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1404 ه.

45 - البصائر النصيريّة. لعمر بن سهلان الساوي ( م نحو 450 ). تحقيق الشيخ محمّد عبده. الطبعة الاولى ، المطبعة الأميريّة ببولاق مصر ، 1316 ه / 1898 م.

46 - بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. لنور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي ( م 807 ). تحقيق عبد اللّه محمّد الدرويش. 10 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1414 ه / 1994 م.

47 - تاريخ إيران. لژنرال سرپرسى سايكس. ترجمة السيّد محمد تقي فخر داعي كيلاني. طهران ، مؤسّسة مطبوعاتي علي أكبر علمي.

48 - تاريخ بغداد أو مدينة السّلام. لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ( م 463 ). 19 مجلّدا ، بيروت ، دار الكتب العلميّة.

49 - تاريخ اليعقوبي. لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي ( م 292 ). تحقيق عبد الأمير مهنّا. مجلّدان ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ، 1413 ه / 1993 م.

50 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة. للسيّد شرف الدين عليّ الحسيني الأسترآبادي ( ق 10 ). تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي علیه السلام . مجلّدان ، قم ، 1407 ه.

51 - تأويل مختلف الحديث. لعبد اللّه بن مسلم بن قتيبة ( 213 - 276 ). تحقيق محمّد زهري النجّار. بيروت ، دار الجيل ، 1411 ه / 1991 م.

52 - التأويلات ( تفسير القرآن الكريم ). لمحيي الدين بن عربي ( م 638 ). تحقيق مصطفى غالب. الطبعة الثانية ، مجلّدان ، طهران ، ناصر خسرو ، 1978 م.

53 - التبيان في تفسير القرآن. للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن ( 385 - 460 ). إعداد أحمد قصير العاملي. 10 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي. [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ].

54 - تجريد الاعتقاد. للخواجه نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ( 597 - 672 ). تحقيق محمّد جواد الحسيني الجلالي. الطبعة الاولى ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، 1407 ه.

55 - التجلّيات الإلهيّة. لمحمّد بن علي بن عربي ( 560 - 638 ). تحقيق عثمان إسماعيل يحيى. مركز نشر دانشگاهى ، 1408 ه / 1988 م.

ص: 482

56 - التحصيل. لبهمنيار بن المرزبان ( م 458 ) تصحيح وتعليق الاستاذ الشهيد مرتضى المطهّري. الطبعة الثانية ، طهران ، جامعة طهران ، 1375 ش.

57 - تحف العقول عن آل الرسول علیهم السلام . للحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني ( ق 4 ). تحقيق علي أكبر الغفّاري. الطبعة الثانية ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1404 ه / 1363 ش.

58 - تحوّلات سياسى وروابط خارجي إيران. للسيّد جلال الدين المدني. قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1369 ش.

59 - تذكرة الخواص. لسبط ابن الجوزي يوسف بن فرغلي بن عبد اللّه البغدادي ( 581 - 654 ). بيروت ، مؤسّسة أهل البيت علیهم السلام ، 1401 ه / 1981 م.

60 - تراجم الرجال. للسيّد أحمد الحسيني. مجلّدان ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي. 1414 ه.

61 - ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة. لطاهر أحمد الزاوي. الطبعة الثالثة ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر. [ بالاوفست عن طبعة القاهرة ، دار إحياء الكتب العربية ، 1390 ه ].

62 - الترغيب والترهيب من الحديث الشريف. لزكيّ الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ( 581 - 656 ). تحقيق مصطفى محمّد عمارة. الطبعة الثالثة ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1388 ه / 1968 م.

63 - التعريفات. لعليّ بن محمّد بن عليّ الجرجاني ( 740 - 816 ). تحقيق إبراهيم الابياري. الطبعة الاولى ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1405 ه / 1985 م.

64 - التعليقات. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ). تحقيق عبد الرحمن بدوي. قم ، مكتب الإعلام الإسلامي. 1404 ه.

65 - التعليقات. « ضمن التنبيه على سبيل السعادة ». لأبي نصر الفارابي محمّد بن محمّد ( 259 - 339 ). تحقيق جعفر آل ياسين. قم ، انتشارات حكمت ، 1412 ه / 1371 ش.

66 - تعليقة الوحيد البهبهاني « المطبوع مع منهج المقال ». الطبعة الحجريّة ، 1306 ه.

* تفسير ابن كثير - تفسير القرآن العظيم.

* تفسير البيضاوي - أنوار التنزيل وأسرار التأويل.

* تفسير الرازي - التفسير الكبير.

ص: 483

67 - تفسير روح البيان. للشيخ إسماعيل حقي بن مصطفى البروسوي ( 1063 - 1137 ). 10 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

68 - تفسير الصافي. لمحمّد بن مرتضى المولى محسن ، الفيض الكاشاني ( 1007 - 1091 ). تحقيق حسين الأعلمي. الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ، 1402 ه / 1982 م.

* تفسير الطبري - جامع البيان في تفسير القرآن.

* تفسير عليّ بن إبراهيم - تفسير القمّي.

69 - تفسير العيّاشي. لمحمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي ( أواخر ق 3 ). تحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. طهران ، مجلّدان ، المكتبة العلميّة الإسلاميّة ، 1380 ه.

70 - تفسير فرات الكوفي. لفرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ( حدود 307 ). تحقيق محمّد الكاظم. بيروت ، مؤسّسة النعمان ، 1412 ه / 1992 م.

71 - تفسير القرآن العظيم. لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي ( 701 - 774 ). تقديم يوسف عبد الرحمن المرعشلي. الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة ، 1407 ه.

* تفسير القرطبي - الجامع لأحكام القرآن.

72 - تفسير القمّي. لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي ( م 307 ). تصحيح السيّد طيّب الموسوي الجزائري. الطبعة الثانية ، مجلّدان ، قم ، مؤسّسة دار الكتاب ، 1404 ه.

73 - التفسير الكبير. لمحمّد بن عمر الخطيب فخر الدين الرازي ( 544 - 606 ). تحقيق دار إحياء التراث العربي. 11 مجلّدا ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1415 ه.

74 - تفسير كنز الدقائق. للميرزا محمّد المشهدي القمّي ( م 1125 ). تحقيق حسين الدرگاهي. الطبعة الاولى ، 14 مجلّدا ، طهران ، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، 1411 ه / 1990 م.

75 - تفسير الإمام العسكري علیه السلام . المنسوب إلى الإمام أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري علیه السلام ( 232 - 260 ). تحقيق ونشر : مدرسة الإمام المهدي علیه السلام . الطبعة الاولى ، قم ، 1409 ه.

76 - تفسير نور الثقلين. للشيخ عبد عليّ بن جمعة العروسي الحويزي ( م 1112 ). تحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، قم ، المطبعة العلميّة [ بالاوفست عن طبعة 1383 - 1385 ه ].

77 - تقريب المعارف. لأبي الصلاح الحلبي تقيّ الدين بن نجم ( 374 - 447 ). تحقيق رضا الاستادي. الطبعة الاولى ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1404 ه.

ص: 484

78 - تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي ( 773 - 852 ). إعداد السيّد عبد اللّه هاشم اليماني المدني. 4 أجزاء في مجلّدين ، بيروت ، دار المعرفة.

79 - تلخيص المحصّل. للخواجه نصير الدين الطوسي محمّد بن محمّد بن الحسن ( 597 - 672 ). الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الأضواء ، 1405 ه / 1985 م.

* التلويحات - مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق.

80 - تمهيد القواعد. للشهيد الثاني زين الدين بن عليّ العاملي ( 911 - 965 ). تحقيق مكتب الإعلام الإسلامي - فرع خراسان. الطبعة الاولى ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، 1416 ه.

81 - تنزيه الشريعة المرفوعة من الأخبار الشيعة الموضعة. لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن عراق الكناني ( 907 - 963 ). تحقيق عبد الوهّاب عبد اللطيف وعبد اللّه محمّد الصديق. مجلّدان ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1401 ه.

82 - تنقيح المقال في علم الرجال. للشيخ عبد اللّه بن محمّد حسن المامقاني ( 1290 - 1351 ). الطبعة الثانية ، 3 مجلّدات ، [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ، المطبعة المرتضوية ، 1352 ه ].

83 - تهافت التهافت. لأبي الوليد محمّد بن رشد ( م 595 ). تحقيق سليمان دنيا. مصر ، دار المعارف ، 1388 ه / 1968 م.

84 - تهذيب الأحكام. للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن ( 385 - 460 ). إعداد السيّد حسن الموسوي الخرسان. الطبعة الثالثة ، 10 مجلّدات ، طهران ، دار الكتب الإسلاميّة ، 1364 ش.

85 - تهذيب تاريخ دمشق الكبير. لابن عساكر عليّ بن الحسن بن هبة اللّه ( 499 - 571 ). 7 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1407 ه.

86 - تهذيب سيرة ابن هشام. لعبد السّلام هارون. الطبعة الاولى ، جزءان في مجلّد واحد ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1972 م.

87 - التوحيد. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق السيّد هاشم الحسيني الطهراني. بيروت ، دار المعرفة ، 1387 ه.

88 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تصحيح عليّ أكبر الغفّاري. جزءان في مجلّد واحد ، طهران ، مكتبة الصدوق ، 1391 ه.

ص: 485

89 - جامع الأخبار. للشيخ تاج الدين محمّد بن محمّد الشعيري ( ق 6 ). الطبعة الثانية ، قم ، الرضي ، 1363 ش. [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ، 1385 ه ].

90 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار. للسيّد حيدر الآملي. تحقيق هنري كربين - عثمان إسماعيل يحيى. انستيتو إيران وفرانسه ، 1347 ش.

91 - جامع البيان في تأويل القرآن. لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد الطبري ( 224 - 310 ). الطبعة الثالثة ، 13 مجلّدا ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1420 ه / 1999 م.

* الجامع الصحيح - سنن الترمذي.

92 - جامع العلوم في اصطلاحات الفنون ( دستور العلماء ). للقاضي عبد النبيّ بن عبد الرسول الأحمد نگري. إعداد قطب الدين محمود بن غياث الدين عليّ الحيدرآبادي. الطبعة الثانية ، 4 مجلّدات ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ، 1395 ه / 1975 م.

93 - الجامع لأحكام القرآن. للقرطبي محمد بن أحمد الأنصاري ( م 671 ). 20 جزءا في 10 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي. [ بالاوفست عن طبعة القاهرة ، 1386 ه / 1967 م ].

94 - جامع المقاصد في شرح القواعد. للمحقّق الثاني علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي ( 868 - 940 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، 13 مجلّدا ، قم ، 1408 - 1411 ه.

95 - الجمع بين رأيي الحكيمين. لأبي نصر الفارابي محمّد بن محمّد ( 259 - 339 ). تحقيق ألبير نصرى نادر. الطبعة الثانية ، قم ، مطبعة العلاّمة الطباطبائي ، 1405 ه.

96 - جوامع الكلم. للشيخ أحمد الأحسائي ( 1166 - 1241 ). الطبعة الحجريّة ، مجلّدان ، تبريز.

97 - الجمل. لعبد القادر بن عبد الرحمن الجرجاني ( م 471 ). دمشق ، دار الحكمة ، 1392 ه.

98 - حاشية الخفري على إلهيّات شرح القوشجي. لشمس الدين محمّد الخفري. مخطوطة مكتبة آية اللّه المرعشي ، المرقّمة 2 - 37.

99 - حاشية شرح المطالع. للقاضي سراج الدين محمود بن أبي بكر الارموي ( م 682 ). والشرح لقطب الدين الرازي ( م 766 ). الطبعة الحجريّة ، قم ، انتشارات كتبي نجفي.

100 - الحاشية على إلهيات الشرح الجديد. للمقدّس الأردبيلي أحمد بن محمّد ( م 993 ). تحقيق ونشر : مكتب الإعلام الإسلامي. الطبعة الاولى ، قم ، 1419 ه.

ص: 486

101 - الحاشية على حاشية الخفري. لآقا جمال الخوانساري ( م 1125 ). تحقيق رضا الاستادي. الطبعة الاولى ، قم ، مؤتمر المحقّق الخوانساري ، 1378 ش.

102 - الحدود. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ) مع ترجمة محمّد مهدي فولادوند. الطبعة الثانية ، طهران ، مطبعة سروش ، 1366 ش.

103 - حديقة الشيعة. للمقدّس الأردبيلي أحمد بن محمّد ( م 993 ). طهران ، انتشارات علميّة إسلاميّة.

104 - حقّ اليقين في معرفة اصول الدين. للسيّد عبد اللّه شبّر ( 1188 - 1243 ). تحقيق السيّد محمّد صادق السيّد محمّد حسين الصدر. جزءان في مجلّد واحد ، طهران ، منشورات الأعلمي ، 1352.

* حكمة الإشراق - مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق.

105 - الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ). تحقيق الشيخ محمّد رضا المظفّر. الطبعة الثالثة ، 9 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1981 م.

106 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصفهاني ( م 430 ). الطبعة الاولى ، 10 مجلّدات+ الفهرس ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1409 ه / 1988 م.

107 - الخرائج والجرائح. لقطب الدين الراوندي ( م 573 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي علیه السلام ، 3 مجلّدات ، قم ، 1409 ه.

108 - خزانة الأدب ولبّ لباب لسان العرب. لعبد القادر بن عمر البغدادي ( 1030 - 1093 ). 4 مجلّدات ، بيروت ، دار صادر.

109 - خصائص الأئمّة. للشريف الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي ( 359 - 406 ). تحقيق محمّد هادي الأميني. مشهد ، مجمع البحوث الإسلاميّة ، 1406 ه.

110 - خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام . للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ( 215 - 303 ). بيروت ، مكتبة التربية ، 1987 م.

111 - الخصال. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري. الطبعة الخامسة ، جزءان في مجلّد واحد ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1416 ه.

ص: 487

112 - الدرّ المنثور في التفسير المأثور. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( 849 - 911 ). الطبعة الاولى ، 8 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1403 ه / 1983 م.

113 - الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ( 849 - 911 ). تحقيق محمّد عبد الرحيم. بيروت ، دار الفكر ، 1415 ه / 1995 م.

114 - دعائم الإسلام. للقاضي نعمان بن محمّد التميمي المغربي ( م 363 ). تحقيق آصف علي أصغر فيضي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، القاهرة ، دار المعارف ، 1383 ه / 1963 م.

115 - دعوات الراوندي. لقطب الدين الراوندي ( م 573 ). إعداد ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي علیه السلام . الطبعة الاولى ، قم ، 1407 ه.

116 - دلائل الصدق. للشيخ محمّد حسن المظفّر ( 1301 - 1375 ). الطبعة الاولى ، 3 مجلّدات ، القاهرة ، دار العلم للطباعة ، 1396 ه / 1976 م.

117 - دلائل النبوّة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ( 384 - 458 ). تحقيق عبد المعطي قلعجي. 7 مجلّدات ، طهران ، وزارت فرهنگ وآموزش عالى ، 1361 ش.

118 - ديوان إمام علي علیه السلام . لقطب الدين محمّد بن الحسين البيهقي الكيدري ( ق 6 ). تحقيق أبو القاسم إمامي ، اسوة ، 1373 ش.

119 - ديوان الإمام الشافعي. تحقيق محمّد عفيف الزعبي. الطبعة الرابعة ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ه / 1983 م.

120 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة. للشيخ آقا بزرگ الطهراني ( 1293 - 1389 ). الطبعة الثانية ، 25 جزءا في 28 مجلّدا ( الجزء 9 في 4 مجلّدات ). بيروت ، دار الأضواء ، 1406 ه / 1986 م. [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف وطهران ].

* رجال السيّد بحر العلوم - الفوائد الرجاليّة.

121 - رجال الكشّي. للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن ( 385 - 460 ). مجلّدان ، قم ، مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث ، 1404 ه / 1363 ش.

122 - الرسالة القطيفية « ضمن جوامع الكلم ». للشيخ أحمد الأحسائي ( 1166 - 1241 ). الطبعة الحجريّة ، مجلّدان ، تبريز.

* رسالة في اعتقاد الحكماء - مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق.

ص: 488

123 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. لشهاب الدين السيّد محمود الآلوسي البغدادي ( م 1270 ). 30 جزءا في 15 مجلّدا ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

124 - روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن. لحسين بن عليّ بن محمّد الخزاعي ، أبو الفتوح الرازي ( م حوالي 554 ). تحقيق محمّد جعفر الياحقي ومحمّد مهدي الناصحي. الطبعة الأولى ، 20 مجلّدا ، مشهد ، مجمع البحوث الإسلاميّة ، 1365 - 1376 ش.

125 - روضات الجنّات في أحوال العلماء والسادات. للسيّد محمّد باقر الخوانساري الأصفهاني ( 1226 - 1313 ). إعداد أسد اللّه إسماعيليان. 8 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة.

126 - الروضة البهيّة في شرح اللمعة الدمشقية. للشهيد الثاني زين الدين بن عليّ العاملي ( 911 - 965 ). إعداد السيّد محمّد كلانتر. 10 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ه. [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ، جامعة النجف الدينية ].

127 - روضة الطالبين. لأبي زكريّا يحيى بن شرف النووي ( م 676 ). تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعليّ محمّد معوّض. 8 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1415 ه.

128 - روضة الواعظين وتبصرة المتّعظين. لمحمّد بن الحسن بن عليّ الفتّال النيسابوري ( ق 6 ). الطبعة الثانية ، جزءان في مجلّد واحد ، قم ، الرضي ، 1386 ه. [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ، المكتبة الحيدريّة ، 1385 / 1965 م ].

129 - رياض المسائل في بيان أحكام الشرع بالدلائل. للسيّد عليّ بن محمّد عليّ الطباطبائي ( 1161 - 1231 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، 16 مجلّدا ، قم ، 1418 - 1423 ه.

130 - الرياض النضرة في مناقب العشرة. للطبري محبّ الدين أحمد بن عبد اللّه ( 615 - 694 ). بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 4 أجزاء في مجلّدين.

131 - ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية أو اللقب. للميرزا محمد عليّ المدرّس التبريزي ( 1296 - 1373 ). الطبعة الثالثة ، 8 مجلّدات ، تبريز ، مكتبة خيّام ، 1346 ه.

132 - زاد المسير في علم التفسير. لابن الجوزي عبد الرحمن بن عليّ ( م 597 ). تحقيق محمّد بن عبد الرحمن عبد اللّه. الطبعة الاولى ، 8 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1407 ه / 1987 م.

133 - الزهد. للشيخ حسين بن سعيد الأهوازي ( ق 3 ). تحقيق غلام رضا عرفانيان. قم ، 1402 ه.

ص: 489

134 - سعد السعود للنفوس. لرضيّ الدين السيّد عليّ بن موسى بن طاوس ( 589 - 664 ). قم ، الرضي ، 1363 ش.

135 - سنن ابن ماجة. لأبي عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني ( 207 / 209 - 273 / 275 ). تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي. مجلّدان ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1395 ه / 1975 م.

136 - سنن أبي داود. لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ( 202 - 275 ). 4 مجلّدات ، القاهرة ، دار المصريّة اللبنانيّة ، 1408 ه / 1988 م.

137 - سنن الترمذي. لأبي عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي ( 209 - 279 ). تحقيق أحمد محمّد شاكر. 5 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

138 - سنن الدارقطني. لعلي بن عمر الدارقطني ( 306 - 385 ). تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي. الطبعة الرابعة ، 4 أجزاء في مجلّدين ، بيروت ، دار المعرفة ، 1406 ه / 1986 م.

139 - سنن الدارمي. لأبي محمّد عبد اللّه بن بهرام الدارمي ( 181 - 255 ). مجلّدان ، القاهرة ، دار الفكر ، 1398 - 1978 م.

140 - السنن الكبرى ( سنن البيهقي ). لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ( 384 - 458 ). تحقيق محمّد عبد القادر عطا. الطبعة الاولى ، 10 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1414 ه / 1994 م.

141 - سنن النسائي. لأبي عبد الرحمن أحمد بن عليّ بن شعيب النسائي ( 215 - 303 ). الطبعة الاولى ، 8 أجزاء في 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1348 ه / 1930 م.

142 - السيرة الحلبيّة في سيرة الأمين والمأمون ( إنسان العيون ). لعليّ بن برهان الدين الحلبي ( 975 - 1044 ). 3 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة.

143 - سيف الامّة. للمولى أحمد بن محمّد مهدي النراقي ( 1185 - 1245 ). الطبعة الحجريّة ، الناشر محمّد عليّ مرحمت پناه سلمان شبستري ، 1330 ه.

144 - الشافي في الإمامة. للشريف المرتضى عليّ بن الحسين الموسوي ( 355 - 436 ). تحقيق السيّد عبد الزهراء الحسيني. الطبعة الثانية ، 4 مجلّدات ، طهران ، مؤسّسة الصادق ، 1410 ه.

145 - شرح الأسماء الحسنى. للمولى هادي بن مهدي الحاجي السبزواري ( م 1289 ). تحقيق نجف قلي حبيبي. طهران ، جامعة طهران ، 1372 ش.

ص: 490

146 - شرح الاصول الخمسة. لعبد الجبّار بن أحمد ( 320 - 415 ). تحقيق عبد الكريم عثمان ، الطبعة الثانية ، القاهرة ، مكتبة وهبة ، 1408 ه / 1988 م.

147 - شرح اصول الكافي. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ). تحقيق محمّد خواجوي. مجلّدان ، مؤسّسه مطالعاتي وتحقيقات فرهنگي ، 1367 ش.

148 - شرح اصول الكافي. للمولى محمّد صالح المازندراني ( م 1081 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري ، 12 مجلّدا ، طهران ، المكتبة الإسلاميّة ، 1382 ه.

149 - شرح تجريد العقائد ( المعروف ب الشرح الجديد ). لعلاء الدين عليّ بن محمّد القوشجي ( م 879 ). الطبعة الحجريّة ، قم ، منشورات الرضي وبيدار وعزيزي.

150 - شرح حكمة الإشراق. لقطب الدين محمود بن ضياء الدين مسعود الشيرازي ( 634 - 710 ). المطبوع بالطبعة الحجرية ، قم ، منشورات بيدار.

151 - شرح رسالة المشاعر لملاّ صدرا. لملاّ محمّد جعفر اللاهيجي ( م 1121 ). تحقيق السيّد جلال الدين الآشتياني. الطبعة الثانية ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، 1384.

152 - شرح شطحيات. للشيخ روزبهان بقلي الشيرازي. تصحيح هنري كربين. طهران ، انجمن ايران شناسى فرانسه ، 1981 م / 1360 ش [ بالاوفست عن طبعة باريس ، 1966 م ].

153 - شرح صحيح مسلم. لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي ( م 676 ). 18 جزءا في 9 مجلّدات ، تحقيق خليل الميس ، الطبعة الاولى ، بيروت ، دار القلم ، 1407 ه / 1987 م.

154 - شرح غرر الحكم ودرر الكلم. لجمال الدين محمّد الخوانساري ( م 1125 ). تصحيح مير جلال الدين الحسيني الارموي. 7 مجلّدات ، طهران ، جامعة طهران ، 1381 ه.

155 - شرح فصول الحكم. لابن التركة صائن الدين عليّ بن محمّد. تحقيق محسن بيدارفر. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، بيدار ، 1420 ه / 1378 ش.

156 - شرح فصوص الحكم. لتاج الدين حسين بن حسن الخوارزمي ( م 835 ). تحقيق نجيب مايل هروي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، طهران ، انتشارات مولى ، 1364 ش.

157 - مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم ( شرح فصوص الحكم ). لداود بن محمود القيصري. تحقيق محمّد حسن الساعدي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، أنوار الهدى ، 1416 ه.

158 - شرح مسألة العلم. للخواجة نصير الدين الطوسي محمّد بن محمّد بن الحسن ( 597 - 672 ). تحقيق عبد اللّه النوراني. مشهد ، جامعة مشهد ، 1385 ه / 1345 ش.

ص: 491

159 - شرح المقاصد. للتفتازاني مسعود بن عمر ( 722 - 793 ). إعداد عبد الرحمن عميرة. الطبعة الاولى ، 5 أجزاء في 4 مجلّدات ، قم ، الرضي ، 1370 - 1371 ه.

160 - شرح منازل السائرين. لعفيف الدين سليمان التلمساني. تحقيق عبد الحفيظ منصور. الطبعة الاولى ، قم ، بيدار ، 1413 ه / 1371 ش.

161 - شرح منازل السائرين. لكمال الدين عبد الرزاق الكاشاني. تحقيق محسن بيدارفر. الطبعة الاولى ، قم ، بيدار ، 1413 ه / 1371 ش.

162 - شرح المنظومة. للحكيم الحاج ملاّ هادي السبزواري ( 1212 - 1289 ). تحقيق مسعود الطالبي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، نشر ناب ، 1413 ه / 1992 م.

163 - شرح المواقف. للسيّد الشريف عليّ بن محمّد الجرجاني ( م 816 ). إعداد السيّد محمّد بدر الدين النعساني. الطبعة الاولى ، 8 أجزاء في 4 مجلّدات ، قم ، الرضي ، 1412 ه. [ بالاوفست عن طبعة مصر ، 1325 ه / 1907 م ].

164 - شرح نهج البلاغة. لابن أبي الحديد المعتزلي ( 586 - 656 ). تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم. الطبعة الثانية ، 20 جزءا في 10 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1385 ه.

165 - شرح نهج البلاغة. لكمال الدين ميثم بن عليّ البحراني ( م 679 ). تصحيح عدّة من الأفاضل. الطبعة الاولى ، 5 أجزاء في 3 مجلّدات ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، 1362 ش.

166 - شرح الهداية الأثيريّة. للحسين بن معين الدين الميبدي ( م 910 ). إعداد الشيخ أحمد الشيرازي. الطبعة الحجرية ، الطبعة الاولى ، المطبعة المرتضوية ، طهران ، 1331 ه.

167 - شرح الإشارات والتنبيهات. للخواجة نصير الدين الطوسي محمّد بن محمّد بن الحسن ( 597 - 672 ). قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1404 ه.

168 - شروح الشمسيّة ( مجموعة حواش وتعليقات على الرسالة الشمسيّة ). لقطب الدين الرازي والشريف الجرجاني وجلال الدين الدّواني والسيالكوتي والدسوقي والشربيني. بيروت ، شركة شمس المشرق للخدمات الثقافية.

169 - الشفاء. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ). إعداد عدّة من الأساتذة. 10 مجلّدات ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1404 - 1406 ه.

170 - شوارق الإلهام. للمولى عبد الرزاق اللاهيجي الجيلاني القمّي ( م 1051 ). الطبعة الحجرية.

ص: 492

171 - شواهد التنزيل. لعبيد اللّه بن عبد اللّه ، الحاكم الحسكاني ( ق 5 ). تحقيق محمّد باقر المحمودي. الطبعة الاولى ، 3 مجلّدات ، مؤسّسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، 1411 ه / 1990 م.

172 - الشواهد الربوبيّة في المناهج السلوكية. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ). تعليق السيّد جلال الدين الآشتياني. الطبعة الثانية ، مشهد ، المركز الجامعي للنشر ، 1360 ش.

173 - الصحاح ( تاج اللغة وصحاح العربية ). لإسماعيل بن حمّاد الجوهري ( م 393 ). تحقيق أحمد عبد الغفور عطّار. الطبعة الثالثة ، 6 مجلّدات+ المقدّمة ، بيروت ، دار العلم للملايين ، 1404 ه / 1984 م.

174 - صحيح البخاري. لأبي عبد اللّه محمّد بن إسماعيل البخاري ( 194 - 256 ). تحقيق مصطفى ديب البغا. الطبعة الخامسة ، 6 مجلّدات+ الفهرس ، دمشق وبيروت ، دار ابن كثير واليمامة ، 1414 ه / 1993 م.

175 - صحيح مسلم. لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري النيسابوري ( 206 - 261 ). تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي. الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1398 ه.

176 - صحيفة الإمام الرضا علیه السلام . تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي ( عج ). قم ، 1408 ه.

177 - الصحيفة السجّاديّة. للإمام زين العابدين علیه السلام . طهران ، انتشارات حسينيّة الإرشاد.

178 - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم. للشيخ زين الدين عليّ بن يونس العاملي البياضي ( 791 - 877 ). تحقيق محمّد الباقر البهبودي. الطبعة الاولى ، 3 مجلّدات ، طهران ، المكتبة المرتضوية ، 1384.

179 - الصواعق المحرقة في الردّ على أهل البدع والزندقة. لأحمد بن حجر الهيتمي المكّي ( 899 - 974 ). تحقيق عبد الوهّاب عبد اللطيف. القاهرة ، مكتبة القاهرة ، 1385 ه.

* طبقات ابن سعد - الطبقات الكبرى.

180 - طبقات أعلام الشيعة. للشيخ آقا بزرك الطهراني ( 1293 - 1389 ). 11 مجلّدا ، النجف الأشرف ، المطبعة العلميّة ، 1374 ه / 1954 م.

181 - الطبقات الكبرى. لمحمّد بن سعد كاتب الواقدي ( 168 - 230 ). 8 مجلّدات+ الفهرست ، بيروت ، دار بيروت ، 1405 ه / 1985 م.

ص: 493

182 - طرائف الحكم. للميرزا أحمد الآشتياني. الطبعة الثالثة ، مجلّدان ، طهران ، مكتبة الصدوق ، 1362 ش.

183 - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف. لرضي الدين السيّد عليّ بن موسى بن طاوس ( 589 - 664 ). جزءان في مجلّد واحد ، قم ، مطبعة الخيام ، 1400 ه.

184 - عدّة الداعي ونجاح الساعي. لأحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي ( 757 - 841 ). تصحيح أحمد الموحّدي القمّي ، قم ، مكتبة الوجداني.

185 - العقد الفريد. لأبي عمر أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي ( م 328 ). تحقيق مفيد محمّد قمجية. الطبعة الاولى ، 8 مجلّدات + الفهرس ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1404 / 1983 م.

186 - علل الشرائع. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). الطبعة الاولى ، جزءان في مجلّد واحد ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1408 ه / 1988 م.

187 - العلل المتناهية في الأحاديث الواهية. لابن الجوزي عبد الرحمن بن عليّ ( م 597 ). إعداد الشيخ خليل الميس. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1403 ه / 1983 م.

188 - علم اليقين في اصول الدين. للمولى محمّد محسن الفيض الكاشاني ( 1007 - 1091 ). الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، انتشارات بيدار ، 1400 ه / 1358 ش.

189 - عمدة عيون صحاح الأخبار. لابن البطريق شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الأسدي الحلّي ( 523 - 600 ). تحقيق مالك المحمودي وإبراهيم البهادري. الطبعة الاولى. جزءان في مجلّد واحد ، طهران ، ممثليّة القائد السيّد الخامنئي في الحجّ.

190 - عوالي اللآلئ العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة. لابن أبي جمهور محمّد بن عليّ بن إبراهيم الأحسائي ( م 940 ). تحقيق مجتبى العراقي. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، قم ، مطبعة سيّد الشهداء علیه السلام ، 1403 - 1405 ه.

191 - العين. لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي ( 100 - 175 ). تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي. الطبعة الاولى ، 8 مجلّدات+ الفهرس ، قم ، مؤسّسة دار الهجرة ، 1405 ه.

192 - عيون أخبار الرضا علیه السلام . للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي. الطبعة الثانية ، جزءان في مجلّد واحد ، قم ، رضا مشهدي ، 1363 ش.

ص: 494

193 - عيون المعجزات. للشيخ حسين بن عبد الوهاب ( ق 5 ). قم ، منشورات الشريف الرضي. 1414 ه / 1372 ش.

194 - الغارات. لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي الكوفي ( م 283 ). تحقيق السيّد جلال الدين المحدّث الأرموي. مجلّدان ، طهران ، انتشارات أنجمن آثار ملّي ، 1356 ش.

195 - غرر الحكم ودرر الكلم. لعبد الواحد الآمدي التميمي ( ق 5 ) تحقيق الشيخ حسين الأعلمي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1407 ه / 1987 م.

196 - الغيبة. للشيخ الطوسي محمّد بن الحسن ( 385 - 460 ). تحقيق عباد اللّه الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح ، قم ، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، 1411 ه.

197 - الغيبة للنعماني. للشيخ أبي زينب محمّد بن إبراهيم النعماني ( ق 4 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري. طهران ، مكتبة الصدوق ، 1397 ه.

198 - فتح الباري شرح صحيح البخاري. لابن حجر العسقلاني أحمد بن عليّ ( 773 - 852 ). تحقيق عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ومحمّد فؤاد عبد الباقي. الطبعة الاولى ، 13 مجلّدا+ الفهرس في مجلّدين+ مقدّمة ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1410 ه / 1989 م.

199 - الفتوحات المكيّة. لمحيي الدين بن العربي ( م 638 ). تحقيق عثمان يحيى. 12 مجلّدا ، المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع معهد الدراسات العليا بالسوربون ، 1405 ه / 1985 م.

200 - فرائد السمطين. لإبراهيم بن محمّد بن المؤيد الجويني الخراساني ( 644 - 730 ). تحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، مؤسّسة المحمودي ، 1400 ه / 1980 م.

201 - فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب علیه السلام . للسيّد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن موسى الحسني بن طاوس ( 648 - 693 ). قم ، منشورات الرضي ، 1402 ه.

202 - الفردوس بمأثور الخطاب. لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمداني ( 445 - 509 ). تصحيح سعيد بن بسيوني زغلول. الطبعة الاولى ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1406 ه / 1986 م.

203 - الفرق بين الفرق. لعبد القاهر بن طاهر البغدادي ( م 429 ). محمّد محيي الدين عبد الحميد. بيروت ، دار المعرفة.

ص: 495

204 - الفصل في الملل والأهواء والنحل. لابن حزم الظاهري عليّ بن أحمد ( م 456 ). الطبعة الاولى ، 5 أجزاء في مجلّدين ، دار الندوة الجديدة ، 1317 ه.

205 - فصوص الحكم. لأبي نصر الفارابي محمّد بن محمّد ( 259 - 337 ). قم ، انتشارات بيدار.

206 - فصول الحكم وخصوص الكلم. لمحيي الدين بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن العربي (560 - 638). تحقيق أبو العلاء العفيفي. الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1400 ه.

207 - الفصول المختارة من العيون والمحاسن. للشيخ المفيد محمّد بن محمّد النعمان البغدادي ( م 413 ). الطبعة الرابعة ، قم ، مكتبة الداوري ، 1396 م.

208 - الفضائل. لأبي الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل ( م 660 ). الطبعة الاولى ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1408 ه / 1988 م.

209 - فضائل الشيعة ، صفات الشيعة ، ومصادقة الأخوان. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة الإمام المهدي علیه السلام . قم ، 1410 ه.

* الفقيه - من لا يحضره الفقيه.

210 - الفوائد الرجالية. للعلاّمة السيّد محمّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ( 1155 - 1212 ). تحقيق محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم. 4 مجلّدات ، طهران ، مكتبة الصادق ، 1363 ش [ بالأوفست عن طبعة النجف الأشرف ، 1385 ه ].

211 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة. لشيخ الإسلام محمّد بن عليّ الشوكاني ( م 1250 ). تحقيق محمّد عبد الرحمن عوض. الطبعة الاولى ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1406 ه / 1986 م.

212 - الفوائد وشرحه. للشيخ أحمد الأحسائي ( 1166 - 1241 ). مخطوطة مكتبة آية اللّه المرعشي ، قم.

213 - الفهرست لابن النديم. لمحمّد بن إسحاق النديم ، أبو يعقوب الورّاق. الطبعة الثانية ، طهران ، انتشارات المروي ، 1393 ه / 1973 م.

214 - القبسات. لمحمّد بن محمّد باقر الميرداماد ( م 1041 ). تحقيق مهدي المحقّق. طهران ، جامعة طهران ، 1367 ش.

215 - القاموس المحيط. للفيروزآبادي محمّد بن يعقوب ( 729 - 817 ). تحقيق لجنة التحقيق في دار إحياء التراث. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1412 ه / 1991 م.

216 - قرب الإسناد. لأبي العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحميري القمّي ( م بعد 304 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، قم ، 1413 ه.

ص: 496

217 - قصص الأنبياء. للقطب الراوندي ( م 573 ). تحقيق غلامرضا عرفانيان. الطبعة الاولى ، مشهد ، مجمع البحوث الإسلاميّة ، 1409 ه.

218 - قواعد المرام في علم الكلام. لميثم بن عليّ بن ميثم البحراني ( 636 - 699 ). الطبعة الاولى ، قم ، مطبعة مهر ، 1398 ه.

219 - قوانين الاصول. للميرزا أبي القاسم بن الحسن الجيلاني ، المحقق القمّي ( 1151 - 1231 ). الطبعة الحجريّة ، مجلّدان ، 1303 ه.

220 - الكافي. لأبي جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني الرازي ( م 329 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري. الطبعة الرابعة ، 8 مجلّدات ، بيروت ، دار صعب ودار التعارف ، 1401 ه.

221 - كامل الزيارات. للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي ( م 368 ). تحقيق عبد الحسين الأميني التبريزي. النجف الأشرف ، المطبعة المرتضويّة ، 1356 ه.

222 - الكامل في التاريخ. لابن الأثير الجزري عليّ بن أبي الكرم محمّد بن محمّد بن عبد الكريم ( 555 - 630 ). 12 مجلّدا+ الفهرس ، بيروت ، دار صادر ودار بيروت ، 1385 - 1386 / 1965 - 1966 م.

223 - كتاب سليم بن قيس الهلالي. لأبي صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي ( م حدود 85 ). تحقيق العلوي الحسني النجفي ، منشورات دار الفنون ، 1400 ه / 1980 م.

224 - الكتاب المقدّس. ( كتب العهد القديم والعهد الجديد ). الطبعة الرابعة ، بيروت ، 1875 م.

225 - كتب أنبياء. ( ترجمة جديدة ). تحت إشراف الأب سارو خاچيكي.

226 - كشّاف اصطلاحات الفنون. لمحمّد عليّ بن شيخ عليّ التهانوي ( م بعد 1158 ). تحقيق عليّ دحروج. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، مكتبة لبنان ناشرون ، 1996 م.

227 - الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل. لأبي القاسم جار اللّه محمود بن عمر الزمخشري ( 467 - 538 ). تصحيح مصطفى حسين أحمد. 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتاب العربي.

228 - كشف الحقائق. للشيخ عبد العزيز محمّد بن محمّد النسفي ( ق 7 ). تعليق أحمد مهدوي الدامغاني. الطبعة الثانية ، طهران ، بنگاه ترجمه ونشر كتاب ، 1359 ش.

229 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس. لأبي الفداء إسماعيل بن محمّد الجرّاحي العجلوني الدمشقي ( 1087 - 1162 ). تحقيق أحمد القلاش. الطبعة الخامسة ، مجلّدان ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1408 ه / 1988 م.

ص: 497

230 - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون. لمصطفى بن عبد اللّه المعروف بحاجي خليفة وبكاتب چلبي ( 1017 - 1067 ). إعداد أحمد شمس الدين. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، 1413 ه / 1993 م.

231 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة. لعليّ بن عيسى بن أبي الفتح الأربليّ ( م 693 ). تحقيق السيّد هاشم الرسولي. تبريز ، مكتبة بني هاشمي ، 1381 ه.

232 - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تحقيق حسن حسن زاده الآملي. الطبعة الاولى ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1407 ه.

233 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تحقيق حسين الدرگاهي. الطبعة الثانية ، بيروت ، دار المفيد ، 1414 ه / 1993 م.

234 - كفاية الأثر. لأبي القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ الخزّاز الرازي ( ق 4 ). تحقيق السيّد عبد اللطيف الحسيني الكوهكمري الخوئي. قم ، انتشارات بيدار ، 1401.

235 - كمال الدين وتمام النعمة. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري. قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1405 ه / 1363 ش.

236 - الكنى والألقاب. للشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي ( 1294 - 1359 ). تحقيق محمّد هادي الأميني. الطبعة الخامسة ، 3 مجلّدات ، طهران ، مكتبة الصدر ، 1409 ه.

237 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال. لعلاء الدين عليّ المتّقي الهندي ( 888 - 975 ). إعداد بكري حيّاني وصفوة السقا. الطبعة الخامسة ، 18 مجلّدا ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1409 ه / 1989 م.

238 - كنز الفوائد. لأبي الفتح الشيخ محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي الطرابلسي ( م 449 ). تحقيق الشيخ عبد اللّه نعمة. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، دار الذخائر ، 1410 ه.

239 - گلشن راز « ضمن مجموعة آثار الشيخ محمود الشبستري ». للشيخ محمود الشبستري ( م حوالي 720 ). تصحيح صمد موحّد. الطبعة الاولى ، طهران ، مكتبة طهوري ، 1365 ش.

240 - اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة. لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ( م 911 ه ). الطبعة الثانية ، مجلّدان ، بيروت ، دار المعرفة للطباعة والنشر ، 1395 / 1975 م.

241 - لسان العرب. لجمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور المصري ( 630 - 711 ). 15 مجلّدا ، قم ، أدب الحوزة ، 1405 ه [ بالاوفست عن طبعة بيروت ، 1376 ه ].

ص: 498

242 - لسان الميزان. لابن حجر العسقلاني أحمد بن عليّ ( 773 - 852 ). الطبعة الثالثة ، 7 مجلّدات ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ، 1406 ه / 1986 م [ بالاوفست عن طبعته الاولى ، حيدرآباد الدكن ، 1329 - 1331 ].

243 - لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام. لكمال الدين عبد الرزاق الكاشاني ( م 730 ). تصحيح مجيد هادي زاده. الطبعة الاولى ، طهران ، ميراث مكتوب ، 1421 ه / 1379 ش.

244 - لغت نامه دهخدا. لعليّ أكبر دهخدا ( 1258 - 1334 ). الطبعة الاولى ، 14 مجلّدا ، طهران ، جامعة طهران ، 1372 - 1373 ش.

245 - لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة. لأبي الفيض محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي ، صاحب تاج العروس ( 1145 - 1205 ). تحقيق محمّد عبد القادر عطا. الطبعة الاولى ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1405 ه / 1985 م.

246 - اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة. لجمال الدين مقداد بن عبد اللّه الأسدي السيوري الحلّي ( م 826 ). تحقيق السيّد محمّد عليّ القاضي الطباطبائي. تبريز ، مطبعة شفق ، 1397 ه.

247 - المباحث المشرقيّة في علم الإلهيّات والطبيعيّات. لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي ( م 606 ). تحقيق محمّد المعتصم باللّه البغدادي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، 1410 ه / 1990 م.

248 - المباحثات. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ). تحقيق محسن بيدار فر. قم ، انتشارات بيدار ، 1413 ه / 1371 ش.

249 - المبدأ والمعاد. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ). تحقيق عبد اللّه النوراني. مؤسّسة مطالعات اسلامي دانشگاه مك گيل ، 1363 ش.

250 - المبدأ والمعاد. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ) تحقيق السيّد جلال الدين الآشتياني. طهران ، انتشارات انجمن حكمت وفلسفه إيران ، 1365 ش.

251 - مبسوط السرخسي. لشمس الدين محمّد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي الحنفي ( م 483 ). 30 جزءا في 15 مجلّدا + الفهرس ، بيروت ، دار المعرفة ، 1406 ه / 1986 م [ بالاوفست عن طبعته السابقة ، 1331 ه ].

ص: 499

252 - متافيزيك ( ما بعد الطبيعة ). لأرسطو. تحقيق شرف الدين الخراساني. طهران ، نشر گفتار ، 1366 ش.

253 - متشابه القرآن ومختلفه. لمحمّد بن عليّ بن شهرآشوب ( م 588 ) ، تحقيق العلاّمة الشهرستاني. الطبعة الاولى ، قم ، انتشارات بيدار ، 1367 ش.

254 - مثنوي معنوي. لجلال الدين محمّد بن محمّد بن الحسين المولوي البلخي الرومي ( 604 - 672 ). تصحيح رينولد آلين نيكلسون ( م 1945 م ). 6 أجزاء في مجلّد واحد ، طهران ، نشر طلوع.

255 - مجمع البحرين ومطلع النيّرين. للشيخ فخر الدين الطريحي ( 979 - 1087 ). إعداد السيّد أحمد الحسيني. 6 مجلّدات ، طهران ، المكتبة المرتضوية ، 1365 ش.

256 - مجمع البيان في تفسير القرآن. لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي ( حوالي 470 - 548 ). تحقيق السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. 10 أجزاء في 5 مجلّدات ، بيروت ، إحياء التراث العربي. وتحقيق لجنة من العلماء. الطبعة الاولى ، 10 مجلّدات ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1415 ه / 1995 م.

257 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. للحافظ نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثمي ( م 807 ). تحقيق عبد اللّه محمّد الدرويش. 10 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1414 ه / 1994 م.

258 - مجموعه ورّام. لأبي الحسين ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري ( م 605 ). تحقيق محمّد رضا عطائي. مجلّدان ، مشهد ، مجمع البحوث الإسلاميّة ، 1369 ش.

259 - مجموعه مصنّفات شيخ إشراق. للشيخ شهاب الدين أبي الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي ( 549 - 587 ). تصحيح هنري كربين. الطبعة الثانية ، 3 مجلّدات ، طهران ، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى ( پژوهشگاه ) ، 1372 ش.

260 - محاسبة النفس. لرضيّ الدين السيّد عليّ بن موسى بن طاوس ( 589 - 664 ). طهران ، المكتبة المرتضويّة ، 1390 ه.

261 - المحاسن. لأبي جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ( م 274 أو 280 ). تحقيق السيّد مهدي الرجائي. الطبعة الثانية ، مجلّدان ، قم ، المجمع العالمي لأهل البيت علیهم السلام ، 1416 ه.

262 - المحجّة البيضاء. للمولى محسن الفيض الكاشاني ( م 1091 ). تصحيح وتعليق عليّ أكبر الغفّاري. الطبعة الثانية ، 8 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1383 ه.

ص: 500

263 - محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين. لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي ( 544 - 606 ). تحقيق حسين آتاي. الطبعة الاولى ، القاهرة ، مكتبة دار التراث ، 1411 ه / 1991 م.

264 - مدينة المعاجز في دلائل الأئمّة الأطهار ومعاجزهم. للسيّد هاشم الحسيني البحراني ( م 1107 ). تحقيق الشيخ عزت اللّه مولائي الهمداني. الطبعة الاولى ، 7 مجلّدات+ الفهارس ، قم ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، 1413 ه. والطبعة الحجريّة.

265 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول. للعلاّمة المجلسي محمّد باقر بن محمّد تقي ( 1037 - 1110 ). إعداد هاشم الرسولي ومحسن الحسيني الأميني. الطبعة الاولى ، 26 مجلّدا ، طهران ، دار الكتب الإسلاميّة ، 1404 - 1411 ه / 1363 - 1369 ش.

266 - مرصاد العباد. لنجم الدين أبي بكر الرازي المعروف بالدايه ( م 654 ). تصحيح محمّد أمين الرياحي. الطبعة الاولى ، طهران ، انتشارات علمي وفرهنگي ، 1365 ش.

267 - مروج الذهب ومعادن الجوهر. لأبي الحسن عليّ بن الحسين المسعودي ( م 346 ). تصحيح محمّد محيي الدين عبد الحميد. 4 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة ، 1403 ه / 1982 م.

268 - المستدرك على الصحيحين. لأبي عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوري ( م 405 ). تحقيق مصطفى عبد القادر عطا. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1411 ه / 1990 م.

269 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل. للحاج الميرزا حسين المحدّث النوري ( 1254 - 1320 ). إعداد ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، 18 مجلّدا ، قم ، 1407 ه.

270 - مسند أحمد. لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل الشيباني ( 164 - 241 ). إعداد صدقي محمّد جميل العطّار. الطبعة الثانية ، 10 مجلّدات + الفهرس في مجلّدين ، بيروت ، دار الفكر ، 1414 ه / 1994 م.

271 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين علیه السلام . للحافظ رجب البرسي ( كان حيّا سنة 813 ). طهران. دفتر نشر فرهنگ أهل البيت علیهم السلام .

272 - مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار. للسيّد عبد اللّه شبّر بن السيّد محمّد رضا الحسيني ( 1188 - 1242 ). الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، مؤسّسة النور ، 1407 ه / 1987 م.

273 - مصابيح السنّة. لأبي محمّد الحسين بن مسعود بن محمّد الفرّاء البغوي ( 433 - 516 ). تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي. الطبعة الاولى ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة ، 1407 ه / 1987 م.

ص: 501

274 - مصباح الأنس في شرح مفتاح غيب الجمع والوجود. لمحمّد بن حمزة بن محمّد العثماني. تحقيق ميرزا هاشم الإشكوري وحسن حسن زاده الآملي. قم ، انتشارات فجر ، 1363 ش.

* المطارحات - مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق.

275 - المطالب العالية. لفخر الدين محمّد بن عمر الرازي ( 544 - 606 ). تحقيق أحمد حجازي السقا. الطبعة الاولى ، 9 أجزاء في 5 مجلّدات ، الرضي ، قم ، 1407 ه / 1987 م.

276 - مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم ( شرح فصوص الحكم ). لداود بن محمود القيصري. تحقيق محمّد حسن الساعدي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، قم ، أنوار الهدى ، 1416 ه.

277 - المطوّل في شرح تلخيص المفتاح. لسعد الدين مسعود بن عمر بن عبد اللّه التفتازاني ( 712 - 791 ). قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1407 ه.

278 - معالم التنزيل في التفسير والتأويل. لأبي محمّد الحسين بن مسعود الفرّاء البغوي ( م 516 ). 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر ، 1405 ه / 1985 م.

279 - معاني الأخبار. للشيخ الصدوق محمد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). تحقيق عليّ أكبر الغفّاري. قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1361 ش.

280 - المعتبر في الحكمة. لأبي البركات هبة اللّه بن عليّ بن ملكا البغدادي ( 480 - 560 ). الطبعة الثانية ، 3 أجزاء ، في مجلّد واحد ، أصفهان ، جامعة أصفهان ، 1373 ش / 1415 ه.

281 - معجم البلدان ، لأبي عبد اللّه شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه الرومي الحموي ( 574 - 626 ). 5 مجلّدات ، بيروت ، دار صادر ، 1977 م.

282 - المعجم الكبير. للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ( 260 - 360 ). تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي. الطبعة الثانية ، 25 مجلّدا ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1404 ه / 1984 م.

283 - المعجم الوسيط. لعدّة من الأفاضل. الطبعة الخامسة ، طهران ، مكتب نشر الثقافة الإسلاميّة ، 1416 ه / 1374 ش. [ بالاوفست عن طبعة مصر ].

284 - المغني في أبواب التوحيد والعدل. للقاضي عبد الجبّار الأسدآبادي ( 359 - 415 ). تحقيق محمود محمّد قاسم. 16 مجلّدا ، طبعة مصر.

285 - مفاتيح الإعجاز في شرح گلشن راز. لشمس الدين محمّد اللاهيجي. تصحيح محمّد رضا برزگر خالقي وعفّت كرباسى. الطبعة الاولى ، طهران ، انتشارات زوّار ، 1371 ش.

ص: 502

286 - مفاتيح الجنان. للشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي ( 1294 - 1359 ). ترجمة إلهي قمشه اي. الطبعة الاولى ، مركز فرهنگى رجاء ، 1369 ش.

* مفاتيح الغيب - تفسير الرازي.

287 - مفتاح الباب الحادي عشر. ( المطبوع مع النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر ). لأبي الفتح بن مخدوم الخادم الحسيني العربشاهي ( م 976 ). تحقيق مهدي المحقّق. مشهد ، انتشارات آستان قدس رضوي ، 1368 ش.

288 - المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشهورة على الألسنة. للشيخ شمس الدين محمّد بن عبد الرحمن السخاوي ( م 902 ). تحقيق عبد اللّه محمّد الصديق. الطبعة الاولى ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1407 ه / 1987 م.

289 - مقالات الإسلاميّين. لأبي الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعري ( م 330 ). تحقيق محيي الدين عبد الحميد. مجلّدان ، بيروت ، المكتبة العصريّة ، 1419 / 1999 م.

290 - مقدّمة الشواهد الربوبيّة. لصدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي ( 979 - 1050 ). تحقيق السيّد جلال الدين الآشتياني. الطبعة الاولى ، بيروت ، مؤسّسة التاريخ العربي ، 1417 ه / 1996 م.

291 - المقنعة. للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان البغدادي ( 336 - 413 ). إعداد مؤسّسة النشر الإسلامي. الطبعة الثانية ، قم ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، 1413 ه.

292 - مكارم الأخلاق. لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي ( ق 6 ). تحقيق علاء آل جعفر ، مجلّدان ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1414 ه.

293 - الملل والنحل. لأبي الفتح محمّد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ( 479 - 548 ). تحقيق محمّد سيّد كيلاني. مجلّدان ، بيروت ، دار المعرفة ، 1387 ه / 1967 م.

294 - من تراث المعتزلة في التوحيد ديوان الاصول. لأبي رشيد سعيد بن محمّد النيسابوري ( م 440 ). تحقيق محمّد عبد الهادي أبو ريدة. القاهرة ، المؤسّسة المصريّة العامّة ، 1385 ه / 1965 م.

295 - من لا يحضره الفقيه. للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ( م 381 ). إعداد السيّد حسن الموسوي الخرسان. الطبعة السادسة ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الأضواء ، 1405 ه / 1985 م. وتحقيق عليّ أكبر غفّاري. 4 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي.

ص: 503

296 - منار الهدى في النصّ على إمامة الأئمّة الاثنى عشر علیهم السلام . للشيخ عليّ البحراني. تحقيق السيّد عبد الزهراء الخطيب. بيروت ، دار المنتظر ، 1405 ه / 1985 م.

297 - مناقب آل أبي طالب. لمحمّد بن عليّ بن شهرآشوب السروي المازندراني ( م 588 ). تحقيق يوسف البقاعي. الطبعة الثانية ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الأضواء ، 1412 ه.

298 - مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام . لابن المغازلي عليّ بن محمّد بن محمّد ( م 483 ). تحقيق محمّد باقر البهبودي. الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الأضواء ، 1412 ه / 1992 م.

299 - مناهج اليقين. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تحقيق محمّد رضا الأنصاري القمّي. الطبعة الاولى ، قم ، مطبعة ياران ، 1416 ه / 1374 ش.

300 - منتخب الأنوار المضيئة. لعليّ بن عبد الكريم النيلي النجفي ( ق 9 ). تحقيق عبد اللطيف الكوهكمري. الطبعة الاولى ، قم ، مطبعة الخيّام ، 1401 ه.

301 - منتهى المقال في أحوال الرجال. لأبي عليّ الحائري الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني ( م 1216 ). الطبعة الحجريّة.

302 - المنطق عند الفارابي. لأبي نصر الفارابي محمّد بن محمّد ( 259 - 339 ). تحقيق رفيق العجم. بيروت ، دار المشرق.

303 - منهاج السنّة النبويّة في نقض كلام الشيعة والقدريّة. لأبي العبّاس تقيّ الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيميّة الحنبلي ( م 728 ). تحقيق عبد اللّه محمود محمّد عمر. الطبعة الاولى ، 3 مجلّدات ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، 1420 ه / 1999 م.

304 - موسوعة الفلسفة ( الموسوعة الفلسفيّة ). لعبد الرحمن بدوي. الطبعة الاولى ، مجلّدان ، بيروت ، المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر ، 1984 م.

305 - الموضوعات. لأبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ بن الجوزي ( 510 - 597 ). تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان. 3 مجلّدات ، الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الفكر للطباعة والنشر ، 1403 ه / 1983 م.

306 - موطّأ مالك. لمالك بن أنس ( 93 - 179 ). تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. مجلّدان ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1406 ه / 1985 م.

ص: 504

307 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال. لأبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673 - 748 ). تحقيق عليّ محمّد البجاوي. 4 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة [ بالاوفست عن طبعة مصر ، 1382 ه / 1963 م ].

308 - النافع يوم الحشر في شرح باب الحادي عشر ( المطبوع مع مفتاح الباب الحادي عشر ). لمقداد بن عبد اللّه السيوري الحلّي ( م 826 ). تحقيق مهدي المحقّق. مشهد ، انتشارات آستان قدس رضوي ، 1368 ش.

309 - النجاة. للشيخ الرئيس أبي عليّ الحسين بن عبد اللّه بن سينا ( 370 - 428 ) ، الطبعة الثانية ، طهران ، المكتبة المرتضوية ، 1364 ش.

310 - نصب الراية لأحاديث الهداية. لجمال الدين عبد اللّه بن يوسف الحنفي الزيلعي ( م 762 ). الطبعة الثالثة ، 4 مجلّدات ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1407 ه / 1987 م.

311 - نصوص الخصوص في ترجمة الفصوص. لركن الدين مسعود بن عبد اللّه الشيرازي ( م 769 ). تحقيق رجب عليّ مظلومي. طهران ، جامعة طهران ومؤسّسة مطالعات اسلامى دانشگاه مك گيل ، 1359 ش.

312 - نقد الفصوص في شرح نقش الفصوص. لعبد الرحمن أحمد الجامي ( 817 - 898 ). تحقيق ويليام چتيك. الطبعة الثانية ، طهران ، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگ ، 1370 ش.

* نقد المحصّل - تلخيص المحصّل.

313 - النهاية في غريب الحديث والأثر. لابن الأثير الجزري مجد الدين المبارك بن محمّد بن محمّد ( 544 - 606 ). تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمّد الطناحي. الطبعة الرابعة ، 5 مجلّدات ، قم ، إسماعيليان ، 1363 ش [ بالاوفست عن طبعة بيروت 1383 ه / 1963 م ].

314 - نهاية المرام في علم الكلام. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تحقيق فاضل العرفان. الطبعة الاولى ، 3 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة الإمام الصادق علیه السلام ، 1419 ه.

315 - نهاية الوصول إلى علم الاصول. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). مخطوطة مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي ، المرقّمة 277.

316 - نهج البلاغة. لأبي الحسن الشريف الرضيّ محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي ( 359 - 406 ). تحقيق صبحي الصالح. الطبعة الاولى ، طهران ، دار الاسوة ، 1415 ه.

ص: 505

317 - نهج الحقّ وكشف الصدق. للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر ( 648 - 726 ). تعليق عين اللّه الحسني الأرموي ، قم ، دار الهجرة ، 1407 ه.

318 - نوادر الراوندي. للسيّد فضل اللّه بن عليّ الحسيني الراوندي ( ت بعد 548 ). قم ، مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر [ بالاوفست عن طبعة النجف الأشرف ، المطبعة الحيدرية ، 1370 ه / 1951 م ].

319 - نور الأبصار في معرفة آل النبي المختار صلی اللّه علیه و آله . للشيخ مؤمن بن حسن الشبلنجي ( م 1308 ). قم ، الشريف الرضي. [ بالاوفست عن طبعة بيروت ، 1409 ه / 1989 م ].

320 - نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار. للشيخ محمّد بن عليّ بن محمّد الشوكاني ( م 1255 ). 8 أجزاء في 4 مجلّدات ، بيروت ، دار الجيل ، 1973 م.

321 - الوافي. للمولى محمّد محسن الفيض الكاشاني ( 1007 - 1091 ). إعداد ونشر : مكتبة أمير المؤمنين علیه السلام العامّة. الطبعة الاولى ، 27 مجلّدا ، أصفهان ، 1412 ه.

322 - الوافي بالوفيات. لصلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي ( 697 - 764 ). 22 مجلّدا ، النشرات الإسلاميّة ، 1381 ه / 1972 م.

323 - وسائل الشيعة. للشيخ الحرّ العاملي محمّد بن الحسن ( 1033 - 1104 ). تحقيق ونشر : مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الاولى ، 30 مجلّدا ، قم ، 1409 - 1412 ه.

324 - وقعة صفين. لنصر بن مزاحم المنقري ( م 212 ). تحقيق عبد السّلام هارون. قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي ، 1404 ه.

325 - اليقين باختصاص مولانا عليّ علیه السلام بإمرة المؤمنين. للسيّد رضي الدين عليّ بن طاوس ( 589 - 664 ). تحقيق محمّد رضا الأنصاري القمّي. الطبعة الاولى ، قم ، دار الكتاب الجزائري ، 1413 ه. والنجف ، المطبعة الحيدريّة ، 1369 ه / 1950 م.

* اليقين في إمرة أمير المؤمنين علیه السلام - اليقين باختصاص مولانا عليّ علیه السلام بإمرة المؤمنين.

326 - ينابيع المودّة لذوي القربى. للشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ( 1220 - 1294 ). بمقدّمة السيّد محمّد مهدي الخرسان. النجف ، المكتبة الحيدريّة ، 1384 ه / 1965 م.

ص: 506

7. الفهرس الإجمالي للموضوعات

« مقدّمة التحقيق »

تصدير... 7

مقدّمة التحقيق... 9

التمهيد... 11

المبحث الأوّل : حول الطوسي ومتن التجريد... 13

المبحث الثاني : حول الأسترآبادي و « البراهين القاطعة »... 23

منهج التحقيق... 48

« ج 1 »

المقصد الأوّل : في الأمور العامّة

الفصل الأوّل : في الوجود والعدم... 81

الفصل الثاني : في الماهيّة ولواحقها... 183

الفصل الثالث : في العلّة والمعلول... 227

المقصد الثاني : في الجواهر والأعراض

الفصل الأوّل : في الجواهر... 261

الفصل الثاني : في الأجسام... 293

الفصل الثالث : في بقيّة أحكام الأجسام... 319

ص: 507

الفصل الرابع : في الجواهر المجرّدة... 333

الفصل الخامس : في الأعراض... 377

« ج 2 »

مقدّمة في المسائل العلميّة وأقسام الأدلّة... 7

المقصد الثالث في الأصل الأوّل من أصول الدين

التوحيد ، معناه... 17

الفصل الأوّل : في وجوده تعالى... 25

الفصل الثاني : في صفاته تعالى ... 43

المطلب الأوّل : في بيان الصفات الثبوتيّة الحقيقيّة ... 45

المسألة الاولى : في القدرة ... 45

المقدّمة الاولى : في تعريف القدرة والإيجاب ... 45

المقدّمة الثانية : في بيان القدم والحدوث ... 48

في إثبات القدرة ، بمعنى أنّه تعالى صاحب القدرة ... 60

دلائل النافين لقدرة اللّه والجواب عنها ... 77

في عموم قدرته تعالى ... 106

المسألة الثانية : في علمه تعالى ... 113

تعريف العلم ، أقسامه ومراتبه ... 114

علم الواجب تعالى بذاته وبما سواه عين ذاته ... 121

في كيفيّة علمه تعالى بالأشياء ... 158

المسألة الثالثة : في أنّه تعالى حيّ ... 252

المسألة الرابعة : في إرادته تعالى ... 255

المسألة الخامسة : في سمعه وبصره ... 270

المسألة السادسة : في كلامه تعالى ... 273

المسألة السابعة : في أنّه تعالى صادق ... 280

ص: 508

المسألة الثامنة : في أنّه تعالى قديم أزليّ ... 283

المطلب الثاني : في أنّ الأوصاف الثمانية الثبوتيّة عين الذات ... 284

المطلب الثالث : في بيان الصفات السلبيّة ... 290

في نفي الرؤية عنه تعالى ... 304

المطلب الرابع : في بيان صفات الجمال ... 326

أنّه تعالى واحد من جميع الجهات ... 330

تذنيبان : ... 342

الأوّل : في فرق الصوفيّة ومذاهبهم ... 342

الثاني : فيما ورد من الأحاديث في التوحيد ... 350

الفصل الثالث : في العدل ... 365

المقام الأوّل : في نفي الظلم عنه تعالى ... 368

المقام الثاني : في حسن أفعاله تعالى ... 374

المقام الثالث : في غاية أفعاله تعالى ... 393

المقام الرابع : في اختيار العباد في أفعالهم ... 414

المقام الخامس : في وجوب اللطف عليه تعالى ... 452

تذنيب : في خلق العالم ... 469

الفائدة الاولى : في حدوث العالم وبدء خلقه ... 469

الفائدة الثانية : براهين إبطال التسلسل ... 476

القاعدة الثالثة : في خلق العالم العلوي ... 492

القاعدة الرابعة : في البسائط والعناصر ... 509

الفائدة الخامسة : في المواليد الثلاثة ... 537

« ج 3 »

المقصد الرابع : في النبوّة

الفصل الأوّل : في وجوب البعثة ... 13

ص: 509

الفصل الثاني : في وجوب العصمة للنبيّ صلی اللّه علیه و آله ... 18

الفصل الثالث : في المعجزة ... 26

الفصل الرابع : في إثبات نبوّة نبيّنا صلی اللّه علیه و آله ... 35

الفصل الخامس : في أفضليّة نبيّنا صلی اللّه علیه و آله ... 64

تذنيبات : ... 70

الأوّل : فرق المسلمين ... 70

الثاني : في دفع الشكوك عن الشريعة ... 80

الثالث : في مناظرة السيّد بحر العلوم مع اليهود ... 159

الرابع : في أسرار النبيّ وكراماته صلی اللّه علیه و آله ... 174

الخامس : في معجزات النبيّ صلی اللّه علیه و آله ... 180

المقصد الخامس : في الإمامة

تعريف الإمامة ... 205

الفصل الأوّل : في وجوب نصب الإمام ... 215

الفصل الثاني : في وجوب العصمة للإمام ... 224

الفصل الثالث : في الأعلميّة والأفضليّة ... 232

الفصل الرابع : في المنصوبيّة والمنصوصيّة ... 234

الفصل الخامس : في أنّ الأئمّة اثنا عشر ... 238

المطلب الأوّل : في إثبات إمامة عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 238

فصل : في إثبات إمامته علیه السلام من طريق النصّ ... 240

فصل : في أعلميّته وأفضليّته علیه السلام ... 279

مطاعن الخلفاء الثلاث ... 327

خصائص عليّ بن أبي طالب علیه السلام ... 341

ذكر بعض الأدلّة العقليّة والنقليّة لإثبات إمامته علیه السلام ... 351

فصل : في إثبات إمامته علیه السلام بطريق المعجزة ... 362

المطلب الثاني : في بيان إمامة سائر الأئمّة الاثني عشر ... 428

ص: 510

المطلب الثالث : في وجود صاحب الزمان (عج) وغيبته ... 441

في كيفيّة الرجعة ... 445

علامات خروج الإمام المهدي (عج) ... 445

« ج 4 »

بقيّة مباحث الإمامة

المطلب الرابع : ذكر بعض الأخبار الواردة في أحوال الأئمّة علیهم السلام ... 7

المطلب الخامس : في معجزات الأئمّة علیهم السلام ... 42

في أسرار الأئمّة علیهم السلام ... 136

تذنيب : في مواليدهم ووفياتهم علیهم السلام ... 201

المقصد السادس : في الأصل الخامس وهو المعاد

الفصل الأوّل : في عود الأرواح بعد إزهاقها وحصول الموت ... 215

الفصل الثاني : في المعاد الجسماني العنصري الترابي ... 245

الفصل الثالث : في بيان أحوال النار وأهلها ... 303

الفصل الرابع : في بيان أحوال أهل الأعراف ... 309

الفصل الخامس : في بيان أحوال الجنّة وأهلها ... 311

تكميل ، فيه ذكر أخبار متعلّقة بالمعاد ... 327

ص: 511

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.