سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر
عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي
تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.
مواصفات المظهر: ج 10
فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)
شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)
حالة الفهرسة: فهرسة سابقة
لسان : العربية
ملحوظة: کتابنامه
عنوان آخر: الامالی
موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4
أحاديث الشيعة -- قرن ق 5
معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي
معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي
معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي
معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي
تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998
ص: 1
محمودي، محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر
ترتيب الأمالي : ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد ، والطوسي / تأليف محمد جواد المحمودي - قم: بنیاد معارف اسلامی 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388 10ج - بنیاد) معارف اسلامی ؛ 95 ، 96 ، 97، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، 102 ، 103 ، 104)
ISBN) -(دوره) : 2 - 51 - 6289 - 964 : ISBN
(ج2) 3 - 54 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 1) 6 - 53 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 3) 3 - 55 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج6) 1 - 58 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
(ج10) 1 - 97 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 9) 4 - 96 - 6289 - 964 - 978 : ISBN
فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی - کتابنامه.
1-احادیث شیعه - قرن 4 .ق. 2 - احادیث شیعه - قرن 5 ق . الف . ابن بابويه ، محمد بن علی ، 311 - 381 ق . الامالي . ب . مفيد . محمد بن محمد . ، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی ، محمد بن حسن ، 385 - 460 ق . الامالی . د . بنیاد معارف اسلامی . ه- عنوان. وعنوان : الامالى.
8 الف 2 الف /129 BP 212/297 1378
کتابخانه ملی ایران 6998-78 م
هویة الکتاب:
اسم الکتاب: ترتيب الأمالي / ج 7
تألیف: محمد جواد المحمودي
نشر: مؤسسة المعارف الإسلامية
الطبعة: الثانية 1430 ه- . ق
المطبعة: عترت
العدد: 110 نسخة
رقم الإبداع الدولی: 978-964-6289-59-8
978-964-6289-59-8 ISBN
حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية
قم المقدسة - تلفون : 09127488298 - 7732009 ص ب 168 / 37185
www.maaref islami.com
E-mail :info@maarefislami.com
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
هذا المجلّد يشتمل على كتب:
العشرة الروضة، والنواهى
ص: 4
ص: 5
ص: 6
(3639)1-(1)- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى(علیه السلام) قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار [أبي حمزة ] الثمالي :
عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزّ وجلّ .
ص: 7
ص: 8
وحق اللسان إكرامه عن الخنّا (1) ، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبرّ بالنّاس وحُسن القول فيهم.
وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحلّ سماعه .
وحق البصر أن تغضّه عمّا لا يحل لك ، وتعتبر بالنظر به.
وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.
وحق رجليك أن لا تمشي بهما الى ما لا يحل لك ، فبهما (2) تقف على الصراط فانظر أن لا نزل بك فتتردّى في النّار.
وحق بطنك أن لا تجعله وعاءً للحرام، ولا تزيد على الشّبَع .
وحق فرجك أن تُحصنه عن الزنا، وتحفظه من أن يُنظر إليه.
وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عزّ وجلّ، وأنّك فيها قائم بين يدي الله عزّ وجلّ، فإذا علمت ذلك تمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف لمستكين المتضرّع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار، وتقبل عليها بقلبك ، وتقيمها بحدودها وحقوقها.
وحق الصوم أن تعلم أنّه حِجاب ضَرَبه الله عزّ وجلّ على لسانك وسمعك و بصرك وبطنك وفَرجك ليَستُرك به من النّار، فإن تركت الصوم خَرَقت ستر الله عليك .
وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربّك عزّ وجلّ، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرّاً أوثق منك بما تستودعه علانية، و
ص: 9
تعلم أنّها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا، وتدفع عنك النار في الآخرة.
وحق الحجّ أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّك، وفرارٌ إليه من ذنوبك، وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك، وحق الهدي أن تريد به الله عزّ وجلّ، ولا تريد به خَلقه، وتريد به التعرّض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه
وحق السلطان أن تعلم أنّك جُعِلت له فتنة ، وأنّه مبتلى فيك بما جعل الله عزّ و جل له عليك من السُلطان، وأنّ عليك أن لا تتعرّض لسخطه فتلقي بيدك إلى التهلكة، وتكون شريكاً له فيما يأتي إليك من سوء.
وحق سائسك بالعلم التعظيم ،له والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، و لا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يُجيب ، ولا تُحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلّمت علمه الله جلّ اسمه لا للنّاس.
وأمّا حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يُسخط الله ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأمّا حق رعيّتك بالسلطان فأن تعلم أنّهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالواحد ،الرحيم، وتغفر لهم جهلهم، و لا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله على ما آتاك من القوة عليهم.
وأمّا حق رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّوجلّ إنما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العِلم، وفتح لك من خزانة الحكمة، فإن أحسنت في تعليم النّاس ولم تَخرَق بهم و لم تضجر عليهم ، زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه، ويُسقط من القلوب محلك .
وأمّا حق الزوجة فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سَكَناً وأُنساً، فتعلم أنّ
ص: 10
ذلك نعمة من الله عزّ وجلّ عليك ، فتُكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن تَرحَمَها لأنها أسيرك، وتُطعِمها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها.
وأمّا حق مملوكك فأن تعلم أنّه خَلْق ربّك ، وابن أبيك وأمك ، ولحمك ودمك، لم تملكه لانك صنعته دون الله ، ولا خلقت شيئاً من جوارحه، ولا أخرجت له رِزْقاً، ولكن الله عزّ وجلّ كفاك ذلك ، ثمّ سخّره لك، وائتمنك عليه، واستودعك إيّاه، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه، فأحسن إليه كما أحسن الله إليك، وإن كرهته استبدلت به ولم تعذَّب خَلق الله ، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق أُمّك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تُبالِ أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتُظِلُّك وتضحى ، وتهجر النوم لأجلك، ووَقَتك الحرّ والبَرد لتكون لها ، وأنّك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه .
وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يُعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ، ولا قوة إلا بالله
وأمّا حق ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنّك مسؤول عمّا وليته به من حُسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقب على الإساءة له .
وأمّا حق أخيك فأن تعلم أنّه يدك وعِزّك وقوتك، فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله ، ولا عُدّة للظلم لخلق الله ، ولا تدع نُصرته على عدوّه والنصيحة له ، فإن أطاع الله وإلّا فليكن الله أكرم عليك منه ، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذلّ
ص: 11
الرق ووحشته إلى عزّ الحريّة وأنسها ، فأطلقك من أسر الملكية، وفكّ عنك قيد العبوديّة، وأخرجك من السِّجن ، وملّكك نفسك ، وفرّغك لعبادة ربّك ، وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وبعد موتك، وأنّ نُصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج إليه منك، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعل عتقك له وسيلة إليه، وحجاباً لك من النّار، وأنّ ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم، مكافأة بما أنفقت من مالك، وفي الأجل الجنّة.
وأمّا حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه القالة الحسنة، وتُخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته.
وأمّا حق المؤذن فأن تعلم أنّه مذكّر لك بربك عزّ وجلّ، وداع لك إلى حظك ، وعونك على قضاء فرض الله عليك ، فتشكره على ذلك شُكراً للمحسن إليك .
وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنّه تقلّد السفارة فيما بينك وبين ربك عزّ وجلّ، وتكلّم عنك ولم تتكلّم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وكفاك هول المقام بين يدي الله عزّ وجلّ، فإن كان [به] (1) نقص كان به دونك، وإن كان تماماً كنت به شريكه ، ولم يكن له عليك فضل، فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته، فتشكر له على قدر ذلك .
وأما حق جليسك فأن تلين له جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك، وتنسى زلاته، وتحفظ خيراته، ولا تسمعه إلا خيراً.
وأما حق جارك فحفظه غائباً، وإكرامه شاهداً، ونصرته إذا كان مظلوماً، ولا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه ، وإن علمت أنّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تُسلمه عند شديدة وتقيل عثرته، وتغفر ذنبه،
ص: 12
وتعاشره معاشرة كريمة، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف، وتكرمه كما يُكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مَكرُمة ، وإن سبق كافيته، وتودّه كما يودّك ، وتزجُره عما يهم به من معصية، وكُن عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق الشريك فإن غاب كفيته، وإن حضر رعيته، ولا تحكم دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته، تحفظ عليه ماله، ولا تخونه فيما عزّ أو هان من أمره ، فإنّ يد الله عزّ وجلّ على الشريكين ما لم يتخاونا، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حلّه، ولا تُنفقه إلا في وجهه، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ، ولا قوة إلا بالله .
وأمّا حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسراً أعطيته، وإن كنت معسراً أرضيته بحسن القول، ورددته عن نفسك ردّاً لطيفاً .
وحق الخليط أن لا تغُرّه، ولا تَغِسّه ، ولا تخدعه، وتتقي الله في أمره.
وحق الخصم المدّعي عليك فإن كان ما يدعى عليك حقاً كنت شاهده على نفسك، ولم تظلمه وأوفيته حقه، وإن كان ما يدعي باطلاً رفقت به، ولم تأتِ في أمره غير الرفق ولم تُسخط ربّك في أمره، ولا قوة إلا بالله .
وحق خصمك الذي تدّعى عليه إن كنت محقاً في دعواك أجملت مقاولته، ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلاً في دعواك اتقيت الله وتبت إليه وتركت الدعوى.
وحق المستشير إن علمت له رأياً حسناً أثرت عليه، وإن لم تعلم أرشدته إلى مَن يعلم .
وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه، وإن وافقك حمدت الله عزّ وجلّ.
وحق المستنصح أن تؤدّي إليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به.
وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى بالصواب
ص: 13
حمدت الله عزّ وجلّ، وإن لم يوفق رحمته ولم تتهمه ، وعلمت أنّه أخطأ، ولم تؤاخذه بذلك، إلا أن يكون مستحقاً للتهمة، ولا تعبأ بشيء من أمره على حال، ولا قوة إلا بالله .
وحق الكبير توقيره لسنّه ، وإجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى طريق، ولا تتقدّمه ولا تستجهله، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته بحق الإسلام وحُرمته .
وحق الصغير رحمته وتعليمه، والعفو عنه، والسّتر عليه، والرفق به، والمعونة له .
وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته .
وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله، وإن منع فاقبل عُذره.
وحق من سرّك الله به أن تحمد الله أولاً ثم تشكره. وحق من ساءك أن تعفو عنه ، وإن علمت أنّ العفو يضُرّه انتصرت ، قال الله
عزّ وجلّ: «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ » (1).
وحق أهل ملتك إضمار السلامة لهم، والرحمة بهم، والرفق بمسيئهم، وتألفهم، واستصلاحهم، وشكر محسنهم ، وكف الأذى عنهم ، وتُحبّ لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمّك، والصغار بمنزلة أولادك (2).
وحق الذمّة أن تقبل منهم ما قبل الله عزّ وجلّ منهم، ولا تظلمهم ما وفوا الله عزّ وجلّ بعهده، ولا قوة إلا بالله».
(أمالی الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)
ص: 14
أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ .
(3640) 1 -(1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن عبيد الله بن عبد الله ، عمّن سمع أبا جعفر الباقر(علیه السلام) قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أدرك والديه فلم يُغفر له فأبعده الله» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 2)
يأتي تمامه في كتاب الصوم باب فضل شهر رمضان .
(3641) 2 - (2)حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر ، عن یونس بن ظبيان :
عن الصادق جعفر بن محمّد صلى الله (علیهما السلام) قال: «بينا موسى بن عمران يناجي ربه الله عزّ وجلّ إذ رأى رجلاً تحت ظل عرش الله عزّ وجلّ ، فقال : يا ربّ، من هذا الذي
ص: 15
قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه، ولم يمش بالنميمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 2)
(3642) 3 - (1) حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « رحم الله امرءاً أعان والده على بره، رحم الله والداً أعان ولده على برّه، رحم الله جاراً أعان جاره على برّه ، رحم الله رفيقاً أعان رفيقه على برّه ، رحم الله خليطاً أعان خليطه على بره ، رحم الله رجلاً أعان سُلطانه على برّه».
(أمالی الصدوق : المجلس 48، الحديث 5)
(3643) 4 - (2)حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن
ص: 16
جعفر ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي قال :
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعِفُّوا عن نساء النّاس تعِفٌ نساؤكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 6)
(3644) 5 -(1)حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (علیه السلام) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمّد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال : أخبرني داوود بن كثير الرقي قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «من أحبّ أن يخفّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً وبوالديه بارّاً، فإذا كان كذلك هوّن الله [عزّ وجلّ ] (2) عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً».
(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 14)
أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 24)
(3645) 6 - (3)حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :
ص: 17
حدّثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي :
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال: «جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فقال : يا رسول الله ، إنّي راغب في الجهاد نشيط .
قال : فجاهد في سبيل الله ، فإنّك إن تقتل كنتَ حيّاً عند الله تُرزق ، وإن متّ فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما وُلدت.
فقال : يا رسول الله ، إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي .
فقال رسول الله : أقم (1) مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سَنَة».
(أمالی الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 8 )
(3646) 7 - (2)حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل صلى الله عليه وسلم قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد قال : حدّثنا أبو القاسم الكوفي ، عن
ص: 18
حنان بن سدبر
عن أبيه قال : قلت لأبي جعفر الباقر (علیه السلام): هل يجزي الولد والده ؟
فقال: «ليس له جزاء إلّا في خصلتين : أن يكون الوالد مملوكاً فيشتريه فيُعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه .
(أمالی الصدوق : المجلس 70، الحديث 9)
(3647) 8-(1) حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار عن الحسن بن الحسين بن أبان عن محمّد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال: قال موسى بن عمران : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بي.
فقال : يا ربّ أوصني قال : أوصيك بي - ثلاثاً -.
قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك .
قال : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بأمك .
قال : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بأبيك».
قال: «فكان يقال لأجل ذلك إنّ للأمّ ثلثي البرّ، وللأب الثلث».
(أمالی الصدوق : المجلس 77، الحديث 5)
ص: 19
(3648) 9 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله ) : عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي (علیهما السلام) (في حديث )قال: «أربع من كُنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غُرَف فوق غُرَف، في محلّ الشرف (1) كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أباً ، ومن رحم الضعيف وأعانه و كفاه ، ومَن أنفق على والديه ورفق بهما و برّهما ولم يحزنهما ، ومَن لم يخرق بمملوكه (2) وأعانه على ما يكلّفه ، ولم يستسعه فيما لا يطيق».
(أمالى المفيد : المجلس 21، الحدیث 1)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 21)
تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.
(3649) 10 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، ، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزیار :
عن بكر بن صالح قال : كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه : إنّ أبي ناصب خبيث الرأي، ولقد لقيت منه شدّة وجهداً، فرأيك - جُعلت فداك - في الدعاء لي ، وما ترى جُعلت فداك - أفترى أن أكاشفه (3)) أم أداريه ؟ فكتب : قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء
ص: 20
لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ، ومع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتقين، ثبّتک الله على ولاية من توليت، نحن وأنتم في وديعة الله الذي لا تضيع ودائعه».
قال بكر : فعطف الله بقلب أبيه [عليه] ، حتى صار لا يخالفه في شيء .
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 20)
(3650) 11 -(1) حدّثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات قال : حدّثنا عبید الله بن جعفر بن محمد بن أعين قال: حدّثنا مسعر بن يحيى النهدي قال: حدّثنا شريك بن عبد الله القاضي قال : حدّثنا أبو إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان».
(أمالى المفيد : المجلس 28 ، الحديث 1)
ابو جعفر الطوسی ، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 18 )
(3651) 12 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن محمّد قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثني الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله زكريا بن محمّد المؤمن، عن سعيد بن يسار قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حضر شاباً عند وفاته، فقال له : قُل : لا إله إلا الله . قال : فاعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند
ص: 21
رأسه : هل لهذا أم؟
قالت نعم أنا أمّه.
قال : أساخطة أنت عليه ؟
قالت :نعم ما كلّمته منذ ست حجج .
قال لها : ارضي عنه
قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه
فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قال : لا إله إلا الله . فقالها .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما ترى ؟ قال : أرى رجلاً أسود الوجه (1) ، قبيح المنظر ، وسخ الثياب ، منتن الريح، قد
وليني الساعة، وأخذ بكظمي (2)
فقال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قل : «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير واعف عنّى الكثير، إنك أنت الغفور الرحيم .»
فقالها الشاب، فقال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : انظر ما ذا ترى ؟
قال : أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه طيب الريح، حسن الثياب، قد وليني، وأرى الأسود قد تولّى عني (3)
فقال له : أعد . فأعاد .
فقال له : ما ترى؟
قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني. ثم طفا(4) على تلك الحال».
(أمالی المفيد : المجلس 34 ، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 4)
ص: 22
(3652)13- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق قال (علیه السلام) «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا بره ودعوته عليه إذا عقه » الحديث .
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 81)
سيأتي تمامه مسنداً في الباب العاشر.
(3653) 14- قال : (1)حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثنا جدّي علي بن عمر قال : حدّثنا عيسى بن سليمان الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا مسلم بن سعيد ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : «ما ولد بار نظر في كلّ يوم إلى أبويه برحمة إلا كان له بكل نظرة حجّة مبرورة».
قالوا: يا رسول الله ، وإن نظر في كلّ يوم مئة نظرة ؟
قال: «نعم، الله أكثر وأطيب».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 65)
(3654) 15 - (2) أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم، عن علي (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ): «النظر إلى العالم عبادة والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله عزّ وجلّ عبادة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)
ص: 23
(3655) 16 - أخبرنا ،جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الليث محمّد بن معاذ (1) بن سعيد الحضر مى بالجار ، قال : أخبرنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال : حدّثنا عبد الوهاب بن همام ، عن أبيه همام بن نافع عن همام بن منبه :
عن حجر - يعني المدري ، عن أبي ذر :
عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث )قال: «النظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 22)
تقدّم تمامه في الباب الثاني من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (2).
ص: 24
(3656) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمّي قال: حدّثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( في حديث) قال: «ذكر علي (علیه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صِل مَن قَطَعَك ، وقُل الحَقَّ ولو على نفسك ، وأحسن إلى مَن أساء إليك».
(أمالی الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)
تقدّم تمامه في باب ما يتعلّق برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (2) .
(3657) 2 - حدّثنا علي بن أحمد الله قال : حدّثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:
عن علي بن محمد بن علي بن موسى (علیهما السلام) (في حديث )قال: «قال موسى (علیه السلام) :إلهي ، فما جزاء من وصل رحمه ؟
قال: یا ،موسى أَنْسَاً له ،أجله، وأهون عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة ، الجنة : هلم إلينا فادخُل من أي أبوابها شئت » الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (3)
ص: 25
(3658)3 - وبإسناده عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)( في حديث) قال: يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك».
(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3659) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل ) قال : «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مئة شهيد، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة، ويُمحى عنه أربعون ألف سيئة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكأنّما عبد الله مئة سنة صابراً محتسباً».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي الله من كتاب النواهي.
(3660) 5 - حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني جعفر بن عبد الله الناونجي (1) ، عن عبد الجبار بن محمّد، عن داوود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور :
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) (في حديث طويل) أنه قال للمنصور : «لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النّار، فإنّ النمّام شاهدُ زُور، وشريك إيليس في الإغراء بين الناس، وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ »(2)، ونحن لك أنصار وأعوان، ولملكك دعائم و أركان ما أمرت بالعُرف ،والاحسان وأمضيت في الرعيّة أحكام القرآن
ص: 26
وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان، وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمّن ظلمك ، فإنّ المكافى ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك، ويخفّف عنك الحساب يوم حشرك ».الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس (89، الحديث 10)
تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام الصادق من كتاب الإمامة (1)
(3661) 6 -(2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين : خطوة يسدّ بها [ مؤمن ] (3) صفاً في سبيل الله ، وخطوة يخطوها [مؤمن ] إلى ذي رحم قاطع يصلها». الحديث .
(أمالی) المفيد : المجلس 1 ، الحديث 8)
يأتي تمامه في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة.
(3662) 7 - (4)وبالسند المتقدم عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب،
ص: 27
عن مالك بن عطيّة ، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي (علیهما السلام) قال :
في كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) : ثلاث خصال لايموت صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي، وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، إنّ القوم ليكونون فجاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تدع الديار بلاقع (1) من أهلها».
(أمالی المفيد : المجلس 11 ، الحديث 8)
(3663) 8 - (2)أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي قال : حدّثنا عبد المؤمن، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أسرع الأشياء عقوبة رجل تحسن إليه ويكافيك على إحسانك بإساءة، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له ومن شأنه أن يكذبك ، ورجل لا تبغي عليه وهو دائماً يبغي عليك ، ورجل تصل قرابته فيقطعك».
(أمالی المفيد : المجلس 20، الحديث 5)
(3664) 9 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما
ص: 28
قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته : «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك » الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 2)
سيأتي تمامه مسنداً في باب فضل الإحسان والفضل والمعروف ومن هو أهله (12) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .
(3665) 10 - (1)أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن حماد قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا يونس بن بكير قال : أخبرنا يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي، عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة يقول :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتى تدخله الجنّة، تقول: أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا: الصلاة والزكاة، و الحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 11)
(3666) 11 - أبو جعفر الطوسي، عن محمد بن محمد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن أبي علي محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّ أبيه الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن الحسين :
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث )قال: «صلوا أرحامكم وإن قطعوكم».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)
تقدّم تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإسلام والإيمان من
ص: 29
كتاب الإيمان والكفر(1).
(3667) 12 - أخبرنا محمد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام):« أفضل ما توسل به المتوسّلون الإيمان بالله ورسوله (إلى أن قال :) وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال ومنسأة للأجل (إلى أن قال :) وصلوا من قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم».
(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 31)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
(3668) 13 - (3)أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا أحمد بن القاسم الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا سعيد بن مسلم :
عن داوود بن كثير الرقي قال : كنت جالساً عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داوود ، لقد عُرِضت عَلَيّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عُرِض عَلَيّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان ، فسرني ذلك ، إنّي علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله».
قال داوود وكان لي ابن عم معانداً ناصباً خبيثاً، بلغني عنه وعن عياله سوء
ص: 30
حال ، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله (علیه السلام) بذلك .
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 80)
(3669) 14 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي بسر من رأى قال : حدّثني أبي عبد الصمد بن موسى حدّثني قال : عمّي عبد الوهاب بن محمّد بن إبراهيم :
عن أبيه محمّد بن إبراهيم قال : بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام) وأمر بفرش فطرحت إلى جانبه فأجلسه عليها ، ثمّ قال : عَلَيّ بمحمّد، عَلَيّ بالمهدي . - يقول ذلك مراراً. فقيل له : الساعة يأتي يا أمير المؤمنين، ما يحبسه إلا أنه يتبخّر (1).
فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر(علیه السلام) فقال : يا أبا عبد الله، حديث حدّثني ، في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي.
قال : نعم : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي(علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها الله عزّ وجلّ ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها ثلاث سنين». ثم تلا (علیه السلام) : «يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ » الآية (2). (3)
ص: 31
:قال : هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس إيّاه أردت.
قال أبو عبد الله : نعم ، حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : ( صلة الرحم تعمر الديار، وتزيد في الأعمار، وإن كان أهلها غير أخیار» (1).
قال : هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس هذا أردت.
فقال أبو عبد الله (علیه السلام): نعم ، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « صلة الرحم تهوّن الحساب، وتقي ميتة السوء ».
قال المنصور: نعم، إيّاه أردت».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 19)
(3670) 15 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : «قيل : يانبي الله ، أ في المال حق سوى الزكاة ؟
قال: نعم، برّ الرحم إذا أدبرت » الحديث
( أمالي الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 53)
سيأتي تمامه مسنداً في باب حق الجار (5).
ص: 32
(3671) 16 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثني حمدان بن المعافى، عن حمويه بن أحمد قال :
حدّثني أحمد بن عيسى العلوي قال : قال لي جعفر بن محمد (علیهما السلام): «إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وإنّ مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (1) ، وتفسيره : أن تصل من قطعك (2)، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 23)
ص: 33
ص: 34
تقدّم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب(1).
(3672) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال : «ما زال جبرئيل يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنّه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
(3673) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني سنة اثنتين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (علیهم السلام):
عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال: «أوّل من يدخل الجنّة عبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيّده ، ورجل عفيف متعفّف ذو عبادة».
(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 1)
تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2)
(3674) 3 - (3) حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن غالب قال : حدّثنا الحسين بن علي بن
ص: 35
رباح (1) ، عن سيف بن عميرة قال : حدّثنا محمّد بن مروان قال : حدّثنا عبد الله بن أبي يعفور :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم فيضع يده في أيديهم، ورجل أمّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة تبيت وزوجها عليها ساخط».
(أمالی المفيد: المجلس 22 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «وامرأة باتت ...» .
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 29 )
(3675) 4 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو، عن قرّة قال :
حدّثنا عون بن عبدالله بن عتبة قال : كسي أبوذرٌ بُردين، فاتّزر بأحدهما وارتدى بشملة وكسا غلامه أحدهما ، ثم خرج إلى القوم فقالوا له : يا أباذرّ لو لبستهما جميعاً كان أجمل !
قال : أجل ، ولكني سمعت النبي له يقول: «أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون ».
(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 50)
ص: 36
(3676) 1 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن محمّد بن همام، عن عبد الله بن العلاء عن محمد بن الحسن بن شمون (2)، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن [أبي ] خالد قال :
سمع أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : جمعنا أبو جعفر(علیه السلام) فقال: «يا بنيَّ، إياكم والتعرّض للحقوق واصبروا على النوائب (3) ، وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه».
(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 12)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 16)
(3677) 2 - ،(4) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن عباد بن أحمد العرزمي قال : حدّثني عمّي
ص: 37
عن أبيه ، عن مطرف، عن الشعبي :
عن صعصعة بن صو حان قال : عادني عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام)في مرض ثم قال : «انظر فلا تجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك ، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً كثيرة، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه ، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنّهم، وليكن تعاونكم على طاعة الله، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى وتناهيتم عن معاصيه ».
(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 57 )
ص: 38
(3678) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه (رحمه الله ) ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ) قال : «عليكم بحسن الجوار فإنّ الله أمر بذلك».
(أمالی الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(3679)2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «من خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تُخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوّقاً إلا أن يتوب ويرجع».
وفيه: «ونهى أن يطّلع الرجل في بيت جاره».
وفيه : وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنّة ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيّع حق جاره فليس منا، وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(3680)3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن عبد الخالق وأبي الصبّاح الكناني جميعاً، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول : من كفّ أذاه عن جاره أقاله الله عزّ
ص: 39
وجلّ عثرته يوم القيامة» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه في باب العفاف (31) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(3681)4 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي (3) قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .
قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه :
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : قيل : يا نبي الله ، أفي المال حق سوى الزكاة ؟
ص: 40
قال: «نعم، برّ الرحم إذا أدبرت وصلة الجار المسلم، فما أقرّ بي من بات شبعان وجاره المسلم جائع».
ثم قال : «ما زال جبرئيل لا يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 53)
(3682) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدّثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عيسى :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث يذكر فيه وصايا لقمان إلى ابنه )
قال: «يا بُنيّ، حملت الجندل (2) والحديد وكلّ حمل ثقيل، لم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء الحديث».
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 5)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (3).
ص: 41
(3683) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا العبّاس بن معروف عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 3، الحديث 9 )
(3684) 2 - (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال :
«إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : إنكم لن تسعوا النّاس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم». الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة
ص: 42
(3685)3 - وبإسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) (في حديث) قال : «ذكر علي (علیه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صِل مَن قَطَعَك ، وقُل الحق ولو على نفسك ، وأحسن إلى مَن أساء إليك».
(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 2)
تقدّم إسناده في باب صلة الرحم من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار، وتمامه في باب ما يتعلّق برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (1).
(3686) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «أحسن مُجاورة من جاورك تكن مؤمناً ، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً».
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)
أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مثله .
(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3687) 5 - حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال عيسى بن مريم (علیه السلام) لبعض أصحابه : «ما لا تُحبّ أن يُفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لَطَم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر».
(أمالی الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 13)
ص: 43
(3689-3688) 6-(1)7- (2): حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير :
عن إسحاق بن عمار قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «يا إسحاق، صانع المنافق بلسانك، وأخلص وُدَّك للمؤمن، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته».
(أمالی الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 8)
أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مصعب عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر محمّد بن علي صلوات الله عليهما أنه قال
«صانع المنافق بلسانك ...» إلى آخر الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 10)
(3690) 8 - (3) أبو عبد الله المفيد بالإسناد المتقدم عن علي بن مهزيار، عن فضالة،
ص: 44
عن أبان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن النعمان :
عن أبي جعفر صلوات الله عليه أنه قال: «من تَفَقَّدَ تُفُقِّدَ ، ومن لا يعدّ الصبر لفواجع الدهر يعجز ، وإن قرَّضتَ النّاس قرّضوك (1)، وإن تركتهم لم يتركوك».
قال : فكيف أصنع ؟
قال: «أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 11)
(3691) 9 - (2) وعن علي بن مهزیار عن علي بن حديد عن مرازم قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «عليكم بالصلاة في المساجد، و حسن الجوار للناس، وإقامة الشهادة، وحضور الجنائز، إنّه لابد لكم من النّاس، إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته (3) ، فأما نحن نأتي ،جنائزهم، وإنما ينبغي لكم أن
ص: 45
تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به، والنّاس لابد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال حتى يكون ذلك ، ثم ينقطع كلّ قوم إلى أهل أهوائهم » الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 12)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(3692) 10 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين ( في وصيته (علیه السلام) ) قال: «يا بُنيّ، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم ».الحديث
(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 6)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3693) 11 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الموصلي الدقاق بالموصل، قال حدّثنا علي بن الحسن العبدي قال: حدّثنا الحسن بن بشر قال حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن شقيق عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
قال رسول الله : أجيبوا الداعي، وعودوا المريض، واقبلوا الهدية، ولا تظلموا المسلمين».
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 3)
(3694) 12 - (2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن
ص: 46
عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي بصير قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «اتقوا الله وعليكم بالطاعة لأئمّتكم، قولوا ما يقولون، واصمتوا عمّا صمتوا، فإنّكم في سلطان من قال الله تعالى : «وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ » (1) . - يعني بذلك وُلد العباس - فاتقوا الله فإنكم في هدنة ، صَلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم (2) ، وأدوا الأمانة إليهم، وعليكم بحج هذا البيت فأدمنوه، فإنّ في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة».
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 5)
(3695)13- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان : عن جعفر بن محمد قال : «إنّ لأهل الجنّة [ أربع علامات وجه منبسط ،
ولسان لطيف، وقلب رحيم ، ويد معطية ] »(3).
(أمالی الطوسي : المجلس 38، الحديث 7)
ص: 47
(3969)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي (2) الحسين بن موسى، عن محمّد بن الحسن الصفار - ولم يحفظ الحسين الإسناد - قال :
قال لقمان لابنه : «يا بُنيّ ، اتخذ ألف صديق وألف قليل، ولا تتخذ عدوّاً واحداً والواحد كثير».
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) .
تَکَثَّر من الإخوان ما اسْطَعْتَ إنهم عماد إذا ما اسْتُنْجِدوا(3) وظهور وليس كثيراً ألف خِلٍّ وصاحب وإنَّ عدواً واحداً لكثير
(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 6 )
(3697)2- (4) حدّثنا أبي (رضی الله عنه)، عن سعد بن عبدالله قال: حدّثنا الهيثم بن
ص: 48
أبي مسروق النهدي ، عن أبيه قال: حدّثني يزيد بن مخلد النيسابوري (1) قال :
حدّثني من سمع الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «الصداقة محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة :
أوّلها : أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.
والثانية : أن يرى زَينَك زَينَه وشَيْنَك شَيْئَه .
والثالثة : لا يغيّره عنك مال ولا ولاية .
والرابعة : أن لا يمنعك شيئاً مما تصل إليه مقدرته .
والخامسة : لا يُسلمك عند النكبات».
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 7)
(3698) 3 - (2) وقال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه: «من غضب عليك من إخوانك
ص: 49
ثلاث مرّات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً».
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 8)
(3699) 4 - (1) وقال الصادق (علیه السلام): «لا تثِقَنّ بأخيك كلّ الثقة، فإنّ صرعة (2) لن تُستقال».
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 9)
ص: 50
(3700) 5 - (1) وقال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه : «لا تطلع صديقك من سرّك إلا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّاً يوماً ما».
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 10)
(3701)6 - (2) وقال الصادق : حدّثني أبي، عن جدي (علیهما السلام): أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال :
من لك يوماً بأخيك كلّه ***وأي الرجال المهذب
(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 11)
ص: 51
(3702) 7- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد أحمد بن بن عيسى بن منصور، عن الإمام علي بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):
عن الصادق (علیه السلام) قال : «إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء».
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 73 )
(3703) 8 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا
ص: 52
أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى، عن آبائه (علیهم السلام):
عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 18)
(3704)9- (1)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي حازم التيملي قاضي القصر، وصالح بن أحمد بن يونس الهروى وغيرهما قالوا: حدّثنا يحيى بن الفضل أبو زكريا العنزي البصري قال: حدّثنا أبو عامر العقدي قال : حدّثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي، عن محمد بن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمان الحميري، عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :
ص: 53
سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أحبب - وقال بعضهم : حبّ حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» .
(أمالی الطوسى : المجلس 29 ، الحديث 21)
(3705) 10- أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن . محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثني محمد بن عيسى بن هارون بن سلام الضرير قال : حدّثنا محمّد بن زكريا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق (1):
ص: 54
عن زيد بن علي، عن أبيه قال: «لا يكن حبّك كلفاً ولا بغضك تلفاً، أحبب حبيبك هوناً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما».
(أمالی الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 9 )
(3706) 11 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يونس القاضي الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن خليل النوفلي بالدينور ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد المزني قال : حدّثنا الحسن بن صالح بن حيّ قال :
سمعت جعفر بن محمّد يقول: «لقد عظمت منزلة الصديق حتى إنّ أهل النار ليستغيثون به ويدعونه في النّار قبل القريب ،والحميم، قال الله عزّ وجلّ مخبراً عنهم : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (2)».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 41)
وعن أبي المفضل قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان الغزال قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو حفص الأعشى، عن الحسن بن صالح بن حيّ مثله ، إلا أنّ فيه : « يستغيثون به ويدعونه قبل القريب الحميم» وفيه: «قال الله تعالى مخبراً: «فَمَا...»».
(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 7)
(3707) 12- (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمر و المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمد قال حدّثني أبي أبو عبد الله .
ص: 55
قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام)عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» .
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 43)
(3708) 13- وعن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو دلف هاشم بن مالك الخزاعي في مسجد الشرقية ببغداد سنة أربع وثلاث مئة قال : حدّثنا العباس بن فرج الرياشي قال : حدّثنا أبو زيد سعيد بن أوس قال : سمعت أبا عمرو بن العلاء :
«لكل امرئ شكل من الناس مثله ***فأكثرهم شكلاً أقلّهم عقلاً
لأنّ صحيح العقل لست بواجد *** له فى طريق حين تفقده شكلا
(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 5)
ص: 56
(3709) 14 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا البصري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيوب الشاذكوني البصري قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال :
سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول في مسجد الخيف: «إنما سموا إخواناً لنزاهتهم عن الخيانة، وسموا أصدقاء لأنهم يصادقوا حقوق المودة».
(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 6)
(3710) 15- (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا ابن معمر قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزيات عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «لا تسمّ الرجل صديقاً سمة معرفة حتى تختبره بثلاث : تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل، وعند الدينار و الدرهم، وحتى تسافر معه».
(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 2)
(3711) 16 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان ، عن ربعي بن عبد الله ، والفضيل بن يسار (3):
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال : «انظر قلبك ، فإن أنكر صاحبك فقد أحدث أحدكما».
(أمالی المفيد : المجلس 1 ، الحديث 9)
ص: 57
(3712) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال :
«أسعد النّاس من خالط كرام النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3713) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا أبو عبد الله [ محمّد بن أحمد ] الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ».
(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 10)
(3714) 3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبدالله بن سنان:
ص: 58
عن الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) (في حديث) قال: «خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش : الصحة والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق».
(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(7) 4- (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال: «عليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عُدّة عند الرخاء وجُنّة عند البلاء، وشاور في حديثك الذين يخافون الله ، وأحبب الإخوان على قدر التقوى».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(8)5-حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال: حدّثني أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ، عن بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال :
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه، ولم يكن له قريب مرشد استمكن عدوّه من عنقه».
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 2)
(9) 6 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسين
ص: 59
محمد بن المظفّر البزاز قال : حدّثنا الحسن بن رجاء قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان، عن محمّد بن علي العطّار ، عن هارون بن أبي بردة، عن عبيد الله بن موسى، عن المبارك بن حسّان ، عن عطيّة ، عن ابن عبّاس قال :
قيل لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : أي الجلساء خير ؟
قال: «من ذَكَرَكم بالله رؤيته ، وزادكم في علمكم منطقه ، وذكركم بالآخرة عمله».
(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 14)
(10) 7 - (1) يا أباذرّ الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جلیس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت والسكوت خير من إملاء الشرّ .
يا أباذرّ، لاتصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلّا تقیّ، ولا تأكل طعام الفاسقين .
يا أباذرّ أطعم طعامك من تحبّه في الله ، وكل طعام من يحبّك في الله عزّ وجل».
(أمالی الطوسى : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة
ص: 60
(3719)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال : «أحلم الناس من فرّ من جهال الناس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3720) 2 - حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب، عن يحيى الحلبي عن أبيه، عن عبد الله بن سنان:
أبي جعفر الباقر(علیه السلام) أنه قال لرجل: « يا فلان لا تجالس الأغنياء، فإنّ العبد يُجالسهم وهو يرى أنّ الله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 4)
(3721) 3 - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال :
سمعت الصادق (علیه السلام) يقول : «من رأى أخاه على أمرٍ يكرهه فلم يردّه عنه وهو لا يقدر عليه فقد خانه ، ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه».
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 1)
(3722)4 - وبإسناده عن علي بن الحسين [، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)(في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال : سأل عنه زيد بن صوحان: أي صاحب شر ؟ قال : «المزيّن لك معصية الله» .
(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلا
ص: 61
أنّ فيه : «أي صاحب أشر؟».
(أمالی الطوسي : المجلس 15 الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .
(3723) 5 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(3724) 6 - (1) وبإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (في حديث ) عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) :مجالسة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار».
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3725) 7 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا ثوابة بن يزيد قال : حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى [أبو يعلى الموصلي ]، عن محمد بن المثنى [ بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي البصري ] (2)، عن شبابة بن سوار قال : حدّثني المبارك بن سعيد ، عن خليل الفرّاء، عن أبي المجبّر (3) قال:
ص: 62
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أربع مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء، والاستماع منهنّ، والأخذ برأيهن، ومجالسة الموتى».
فقيل له : يا رسول الله ، وما مجالسة الموتى ؟
قال: «مجالسة كلّ ضالّ عن الإيمان وجائر في الأحكام (1)».
(أمالی) المفيد : المجلس 37 ، الحديث 6)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 31)
(3726) 8 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه ، : عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدّثني بكر بن صالح الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال :
سمعت أبا الحسن (علیه السلام) (3) يقول لأبي: «ما لي رأيتك عند عبد الرحمان بن يعقوب» ؟ قال: إنه خالي
فقال له أبو الحسن : «إنّه يقول في الله قولاً عظيماً، يصف الله تعالى و يحدّه ، والله لا يوصف، فإمّا جلست معه ،وتركتنا وإمّا جلست معنا وتركته».
فقال : إن هو يقول (4) ما شاء، أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول؟
فقال له أبو الحسن (علیه السلام) : «أما تخافنّ أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً؟ أما
ص: 63
علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون موسى (علیه السلام) تخلف عنه ليعظه، وأدركه موسى وأبوه يراغمه (1) حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعاً، فأتى موسى الخبر، فسأل جبرئيل عن حاله ؟ فقال له: غرق رحمه الله ولم يكن على رأي أبيه، لكنّ النقمة إذا نزلت لم يكن عمّن قارب المذنب (2) دفاع».
(أمالی المفيد : المجلس 13، الحديث 3)
(3727) 9 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا بن شيبان إملاء ، قال : حدّثنا أسيد بن زيد القرشي قال : حدّثنا محمد بن مروان:
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : « إياك وصحبة الأحمق، فإنّه أقرب ما يكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 11)
(3728) 10 - وبإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد إذا دخل عليها يقول لها :( إلى أن قال :) أي بنية، إياك وصحبة الأحمق الكذَّاب، فإنّه يريد نفعك فيضرك يقرب منك البعيد، ويبعّد منك
ص: 64
القريب إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك، وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذّبك، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمأنُ ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً» الحديث .
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(أمالی الطوسي : المجلس 11 الحديث 45 )
(3729)11- أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسيني قال : موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه، عن ، عن محمد بن زيد :
عن أخيه يحيى بن زيد قال: سألت أبي زيد بن علي (علیه السلام): من أحق الناس أن يُحذر ؟ قال : «ثلاثة : العدوّ الفاجر ، والصديق الغادر، والسلطان الجائر».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 22)
(3730) 12 - وعن أبي المفضّل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي الكاتب قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بسر من رأى، عن مسعدة بن صدقة :
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي(علیهما السلام) قال : «أردت سفراً، فأوصاني أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) فقال في وصيته : إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تحادثه، فإنّ الأحمق هُجْنَة (1) عين غائباً كان أو حاضراً، إن تكلّم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيّه وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه يستريح مقارنه ، تودّ أمّه أنها ثكلته وامرأته أنها فقدته، وجاره بعد داره، و جليسه الوحدة من مجالسته ، إن كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه ، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه».
(أمالی الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 4)
ص: 65
(3731) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن (علیهما السلام) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجلّ عليه : الإجلال له في عينه، والودّ له في صدره، والمواساة له في ماله ، وأن يُحرّم غيبته، وأن يعوده في مرضه، وأن يشيّع جنازته، وأن لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً ».
(أمالی الصدوق : المجلس 9، الحديث 2)
(3732) 2 - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم ، عن عبد الله بن مسكان :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) أنه قال: «أحب أخاك المسلم، وأحبب له ما تُحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك ، إذا احتجت فسله، وإذا سألك
ص: 66
فأعطه، ولا تدخر عنه خيراً فإنّه لا يدّخر عنك .
كُن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فزره ، وأجّله وأكرمه فإنّه منك وأنت منه، وإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سَخيمته (1) وما في نفسه، وإذا أصابه خير فاحمد الله عليه، وإن ابتلي فاعضُده وتمحّل له» (2) .
(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 13)
(3733) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، عن عاصم بن عمرو :
عن محمد بن مسلم قال: أتاني رجل من أهل الجبل، فدخلت معه على أبي عبد الله (علیه السلام)، فقال له عند الوداع : أوصني. فقال: «أوصيك بتقوى الله وبرّ أخيك المسلم، وأحبّ له ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فأعطه ، وإن كفّ عنك فاعرض عليه، ولا تمله خيراً فإنّه لا يملك ، وكُن له عضداً فإنه لك عضد إن وجد عليك (3) فلا تفارقه حتى تسلّ سَخيمته، وإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه وأعضده ووازره وأكرمه ولاطفه، فإنّه منك وأنت منه».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 2)
(3734) 4 - (4) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن
ص: 67
قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال : حدّثنا أبو عبيد قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول لأصحابه - وأنا حاضر -: «اتقوا الله ، وكونوا إخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا»(1).
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 56)
(3735) 5 - (2) وبالسند المتقدم عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد :
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : سمعته يقول لخيثمة : «يا خيثمة ، اقرئ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهدوا أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقياهم حياة أمرنا».
قال : ثم رفع يده فقال: «رحم الله من أحيى أمرنا».
(أمالی الطوسي : المجلس 5، الحديث 31)
ص: 68
(3736) 6 - (1) أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثني أحمد بن الحسن قال : حدّثنا الهيثم بن محمد، عن محمد بن الفيض، عن معلى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السلام) : ما حق المؤمن على المؤمن ؟
قال: «سبع حقوق واجبات ، ما منها حق إلّا واجب عليه، إن خالفه خرج من ولاية الله، وترك طاعته ، ولم يكن الله فيه نصيب».
قال : قلت : حدّثني ما هنّ؟
فقال: «ويحك يا معلّى ، إنّي عليك شفيق ، أخشى أن تضيع ولا تحفظ ، وأن تعلم ولا تعمل».
قال : قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قال (علیه السلام): «أيسر حق منها أن تحبّ له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره
ص: 69
لنفسك.
والحق الثاني: أن تمشي في حاجته وتتبع رضاه ولا تخالف قوله .
والحق الثالث : أن تصله بنفسك ومالك ويديك ورجليك ولسانك .
والحق الرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه.
والحق الخامس : أن لا تشبع ويجوع ولا تلبس ويعرى ولا تروى ويظماً.
والحق السادس : أن يكون لك امرأة وخادم وليس لأخيك امرأة وخادم فتبعث بخادمك فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه ، فإنّ ذلك كله لما جعل بينك وبينه .
والحق السابع : أن تبر ،قسمه، وتُجيب دعوته، وتشهد جنازته، وتعود مريضه وتشخص ببدنك في قضاء حوائجه، ولا تلجئه إلى أن يسألك، فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايته تعالى»(1) .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 3)
(3737) 7 - وبإسناده عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) ونحن جماعة ، بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .
فقال :« ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه ، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا الحديث».
(أمالی الطوسي : المجلس : 9 ، الحديث 2 )
سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3738) 8 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي
ص: 70
قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمد بن المثنى، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجهني:
عن المفضّل بن عمر الجعفي قال : دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فقال لي: «من صحبك» ؟
فقلت له : رجل من إخواني.
قال: «فما فعل» ؟
فقلت : منذ دخلت لم أعرف مكانه .
فقال لي: «أما علمت أنّ من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 78 )
(3739) 9 - (1) قال محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله ) : قرأت في بعض الأصول حديثاً لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من صحب أخاه المؤمن في طرق فتقدّمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد أشاط بدمه وأعان عليه».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث )79
(3740) 10 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أبي البهلول بن حسان [بن سنان
ص: 71
أبو الهيثم التنوخي ]، عن أبي شيبة [إبراهيم بن عثمان العبسي القاضي ]، عن ! أبي إسحاق [ عمرو بن عبد الله السبيعي ] ، عن الحارث الهمداني ، عن علي (علیه السلام) :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض ، ويسمّته (1) إذا عطس، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحب لنفسه، ويكره ما يكره لنفسه».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)
(3741)11 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر و عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي :قالا حدّثنا أبوبكر [عبد الله بن محمد ] بن أبي شيبة قال حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال :
ص: 72
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويجيبه إذا دعاه، ويسمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض ويحضر جنازته إذا مات ، ، ويحبّ له ما يحب لنفسه [ ويكره له ما يكره لنفسه ] (1)».
(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 13)
(3742) 12 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمود بن محمد بن مهاجر الرافقي المازني بحمص (3) قال : حدّثنا أبو شعيب صالح بن زياد السوسي المقرئ قال : حدّثنا نصر بن حريش الصامت قال : حدّثنا روح بن مسافر، عن أبي إسحاق، عن الحارث ، عن على (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويسمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض ويشهد جنازته إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحب لنفسه، ويكره ما يكره لها (4) بظهر الغيب». (أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 14)
ص: 73
(3743)1 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوى قال : حدّثنا محمد بن الحسين العامري ، قال : حدّثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عياش عن الفجيع العقيلي قال :
حدّثني الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) ، عن أبيه (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «واخ الإخوان في الله وأحبّ الصالح لصلاحه».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم تمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (1)
(3744) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الزيات قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال :
سمعت الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) يقول: «من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنّة».
(أمالی المفيد : المجلس 37 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 33 )
ص: 74
( 3745)3 - أبو جعفر الطوسي . بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیه السلام) ( في حديث ) قال: «يا فضل، إنّه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إمّا دعاء يدعو به يدخله الله به الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به فيصرف الله به عنه بلاء الدنيا ، وإما أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».
قال : ثم قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 26)
سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3746) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «النظر إلى أخ توده في الله عزّ وجلّ عبادة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)
تقدّم تمامه مسنداً في الباب الأوّل من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار.
ص: 75
(3747) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حنان بن سدیر :
عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السلام): إنّي لألقی الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فأحبّه حبّاً شديداً، فإذا كلّمته وجدته لي على مثل ما أنا عليه له، ويخبرني أنه يجد لي مثل الذي أجد له ؟!
فقال: صدقت یا سدير، إنّ ائتلاف (2) قلوب الأبرار إذا التقوا وإن لم يظهروا التودّد بألسنتهم كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار، وإنّ بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودّد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود (3) واحد».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 75 )
ص: 76
أقول : سيأتي في باب التراحم والتعاطف والتودّد والبر والصلة ، وباب نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ما يرتبط بهذا الباب .
(3748) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن سهيل (2) بن زياد الواسطي، عن أحمد بن محمد بن ربيع، عن محمد بن سنان، عن أبي الأغرّ النحاس قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبَّلة بمناسكها ، وعتق ألف رقبة لوجه الله ، وحُملان ألف فرس في سبيل الله بشرجها ولُجمها».
(أمالی الصدوق : المجلس 42، الحديث 1)
(3749) 2 - (3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني :
ص: 77
عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : «ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نُصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة.
(أمالی الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 16)
(3750) 3 - (1) حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن عن الحسن بن موسى الخشاب، عن جعفر محمّد بن حكيم، عن زكريا بن محمد المؤمن :
عن المُشمَعِل [ بن سعد ] الأسدي قال خرجت ذات سنة حاجاً، فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) فقال : «من أين بك يا مُشمَعِل» ؟
فقلت : جُعلتُ فداك كنتُ حاجاً .
فقال: «أو تدري ما للحاج من الثواب »؟
فقلت : ما أدري حتى تُعلّمني
فقال: «إنّ العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعاً وصلى ركعتيه وسعى بين الصفا والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة وحطّ عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وقضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا وادّخر له للآخرة كذا».
فقلت له : جعلتُ فداك ، إنّ هذا لكثير !
ص: 78
قال : « أفلا أخبرك بما هو أكثر من ذلك»؟
قال : قلت : بلى .
فقال : «لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجّة وحجة وحجّة»، حتى عدّ عشر حجج
(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 14 )
(3751) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدّثنا محمّد بن همام الكاتب الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم (2) قال: حدّثني الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه (علیهما السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المؤمنون إخوة، يقضي بعضهم حوائج بعض، فبقضاء حوائج بعض يقضي الله حوائجهم يوم القيامة».
(أمالی المفيد : المجلس 18 ، الحديث 8)
(3752) 5 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال : أخبرنا جعفر بن عبد الله قال : حدّثنا عمر بن خالد أبو حفص، عن محمد بن يحيى المدني قال :
سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «مَن كان في حاجة أخيه المؤمن المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 1)
ص: 79
(3753) 6 - وعن ابن عقدة قال : حدّثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضّل بن قيس بن رمانة قال : حدّثني أبي، عن [أبي محمد ] عبد الله بن أبي يعفور قال :
قال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : «إنّه من عظّم دينه عظّم إخوانه، ومن استخف بدينه استخف بإخوانه، يا [ أبا ] محمد اخصص بمالك وطعامك من تحبّه في الله عزّ وجل».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 4)
(3754)7 - وبهذا الإسناد عن المفضّل بن [ إبراهيم بن المفضل بن ] قيس، عن أيوب بن محمّد المسلي، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من كان وصل لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم، ثبّت الله عزّ وجلّ قدميه يوم تزل فيه الأقدام».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 الحديث 5)
(3755) 8 - وبهذا الإسناد عن ابن عقدة قال : حدّثني أحمد بن يحيى بن المنذر قال : حدّثنا حسين بن محمد قال : حدّثني أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن صفوان بن مهران :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ايما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة وهو يقدر
ص: 80
على قضائها فمنعه إياها، عيّره الله يوم القيامة تعييراً شديداً وقال له : أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إياها زهداً منك في ثوابها، و عزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجة معذباً كنت أو مغفوراً لك».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 6)
(3756) 9 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمّي :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إنّ لله عزّ وجلّ وجوهاً خلقهم من خلقه و [أمشاهم في ] (1) أرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجداً» الحديث .
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 46)
تقدّم تمامه في باب السخاء والجود (41) من أبواب مكارم الأخلاق (2). .
(3757) 10 - (3)أ خبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري بإسناده [المتقدّم وهو : عن عمّ أبيه ، عن الإمام علي بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) ] قال :
قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تخيب راجيك فيمقتك الله ويعاديك».
( أمالی الطوسی : المجلس 11، الحدیث 36)
ص: 81
(3758) 11 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي:
عن داوود بن سرحان قال : كنا عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ دخل عليه سدير الصيرفي فسلّم ،وجلس، فقال له: «يا سدير، ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله تعالى عليه ، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا».
فقال له يا ابن رسول الله، بماذا ؟
قال: «بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم».
ثمّ قال: «تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم و انعموا على من شكركم ، فإنّكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله تعالى الزيادة، و من إخوانكم المناصحة». ثم تلا :« لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (1).
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 47)
(3759) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة بن أبي هراسة الباهلي من كتابه بالنهروان قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر الأحمري بنهاوند قال : حدّثنا عبد الله بن حماد الأنصاري أبو محمد، عن أبي بصير يحيى بن القاسم الأسدي الضرير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليه عن أبيه، عن جده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: « من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهره » الحديث
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 22)
يأتي تمامه في كتاب الدعاء.
ص: 82
(3760) 13 - (1)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض الساوي العجلي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال : حدّثني أحمد بن يزيد قال : حدّثنا مروك بن عبيد قال : حدّثنا جميل بن درّاج قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : « خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان : البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، يا جميل، إنّ البارّ ليحبّه الرحمان، أرو عني هذا الحديث فإنّ فيه ترغيباً في البر».
(أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 9)
سيأتي في باب التراحم والتعاطف (10) ما يقرب منه .
(3761)14- (2) وبإسناده عن أحمد بن بن عيسى العلوي قال: قال لي جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها » الحدیث .
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 23 )
تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (3).
(3762) 15- وعن هارون بن موسى قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو إسحاق يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي قال: حدّثنا أبو جنادة الحصين بن مخارق السلولي، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (علیهم السلام) قال:
ص: 83
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من ضمن لأخيه حاجة لم ينظر الله عزّ وجلّ في حاجتهحتى يقضيها.
(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 7)
(3763) 16 - (1) أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب:
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ايما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فردّه عنها سلّط الله عليه شجاعاً (2) في قبره ينهش من أصابعه».
(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 36)
(3764) 17 - (3) وعن محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين قالا : حدّثنا الحسين بن أبي غندر:
عن أبي عبد الله (علیه السلام)قال : «ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار ولم يمسّه قتر ولا ذلّة يوم القيامة، وأيما مؤمن بخل بجاهه على
ص: 84
أخيه المؤمن وهو أوجه جاهاً منه إلّا مسه قتر وذلّة في الدنيا والآخرة وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران، معذباً كان أو مغفوراً له»
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 18)
(3765) 18- وعن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا، عن الحسن بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس.
وعن الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن ، عن أخيه ، عن زرعة (1):
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قلت له : أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟
قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا وخاتمته معرفتنا ولاشيء بعد ذلك كَبِرِّ الإخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم فإنّهما حَجَران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك، ومارأيت شيئاً أسرع غنى ولا أننى للفقر من إدمان حجّ هذا البيت، وصلاة فريضة عند الله ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبلات والحجة عنده خير من بيت مملوء ذهباً، لا بل خير من ملء الدنيا ذهباً وفضة تنفقه في سبيل الله عزّ وجلّ، والذي بعث محمّداً بالحق بشيراً ونذيراً لقضاء حاجة امري مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجّة وطواف - حتى عقد عشرا ثم خلّا یده وقال: اتقوا الله ولا تملوا من الخير ، ولا تكسلوا، فإنّ الله عزّ وجلّ و رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لغنيان عنكم وعن أعمالكم وأنتم الفقراء إلى الله عزّ وجلّ، وإنما أراد الله عزّ وجلّ بلطفه سبباً يدخلكم به الجنّة القاسم بن إسماعيل ، عن زريق ، عنه (علیه السلام) مثله . »(2).
(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 21)
ص: 85
(3766) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان :
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «أوحى الله عزّ وجلّ إلى داوود (علیه السلام): أنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي».
قال : فقال داوود : يارب وما تلك الحسنة ؟ قال : « يُدخل على عبدي المؤمن سُروراً ولو بتمرة».
قال: «فقال داوود (علیه السلام): حق لمن عرفك أن لا يقطع (2) رجاءه منك».
(أمالی الصدوق : المجلس 88، الحديث 3)
- : (3767) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن يزيد الثقفي ب- «حديثة الفرات» (4) قال : حدّثنا محمد بن سلمة الأموي ب-«هيت» (5)، قال: حدّثني أحمد بن القاسم الأموي، عن أبيه، عن
ص: 86
جعفر بن محمد (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام)، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود (علیه السلام): يا داوود، إنّ العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنّة.
قال داوود يا ربّ، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة ؟
قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحبّ قضاءها قضيت له أم لم تقض ».
(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 35 )
(3768) 3 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه قال:
كنت عند أبي عبد الله (علیه السلام) فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه، فالتفت إليّ أبو عبدالله (علیه السلام) فقال : «يا أبا الفضل ألا أُحَدِّثك بحال المؤمن عند الله» ؟
قلت : بلی فحدّثني [به] جُعلت فداك .
ص: 87
فقال [ علیه السلام]: «إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : يارب عبدك ونعم العبد [ كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً عن معصيتك، وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟ ] (1) فيقول الجليل الجبّار : اهبطا إلى الدنيا فكونا عند قبر عبدي ومجّداني و سبّحاني وهلّلاني وكبّراني، واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره».
ثم قال لي: «ألا أزيدك» ؟
:قلت بلى زدني (2).
قال: «إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه [ أمامه ] (3) ، فكلّما رأى المؤمن هولاً من أهوال القيامة قال له المثال : لا تجزع ولا تحزن وأبشر
ص: 88
بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ».
قال: «فما يزال يبشِّره بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ (1) حتى يقف بين يدي الله سبحانه فيحاسبه (2) حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنّة والمثال أمامه فيقول له المؤمن : رحمك الله نعم الخارج خرجت معي (3) من قبري، ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله عزّوجلّ حتى كان ذلك ، فمن أنت ؟ فيقول له المثال : أنا السرور الذي [كنت ] (4) أدخلته على أخيك المؤمن(5)في الدنيا، خلقني
ص: 89
الله منه لأبشّرك».
(أمالى المفيد : المجلس 22 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 35)
(3769) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدّثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال :
قال جابر بن عبد الله الأنصاري : لقيت عليّ بن أبي طالب ذات يوم صباحاً فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟
قال: «بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن سروراً».
قلت : وما ذلك السرور ؟
قال: « يفرج عنه كرباً ، أو يقضي عنه ديناً ، أو يكشف عنه فاقته».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 10)
ص: 90
أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب فى الباب الأوّل فلاحظ (1).
(3770) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله ) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه :
عن الرضا (علیه السلام) ( في حديث) قال : «من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 5)
تقدّم تمامه في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كتاب الإمامة، باب ثواب البكاء على مصائبه (علیه السلام) .
(3771) 2 - (2) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة [المفضّل بن صالح ] ، عن جابر :
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) : «إنّ ملكاً من الملائكة مر برجل قائم على باب دار فقال له الملك : يا عبد الله، ما يقيمك على باب هذه الدار ؟
قال : أخ لي فيها ، أردت أن أسلّم عليه .
فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسّة ؟ أو نَزَعتك إليه حاجة ؟
قال: «فقال : لا، ما بيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة إلا أُخوّة الإسلام وحُرمته ، وأنا أتعاهده وأسلّم عليه في الله ربّ العالمين.
ص: 91
فقال الملك : إني رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول : إنما إياي أردت، و لي تعاهدت ، وقد أوجبت لك الجنّة ، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار».
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 10)
(3772) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن محمد بن جعفر الرزاز قال : حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن إسماعيل الميثمي، عن المفضّل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده ، عن علی (عليهم السلام ):
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «لقي ملك رجلاً على باب دار كان ربّها غائباً، فقال له الملك : يا عبد الله ما جاء بك إلى هذه الدار ؟
فقال : أخ لي أردت زيارته .
قال : الرحم ماسة بينك وبينه ، أم نزعتك إليه حاجة ؟
قال : لا ، ولكنّي زرته في الله ربّ العالمين
قال: فابشر، فإنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول لك: إياي قصدت ، وما عندي أردت ، فقد أوجبت لك الجنة ، وعافيتك من غضبي».
(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 10)
(3773) 4 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن
ص: 92
حمزة [العلوي ] (1) (رحمه الله ) قال : حدّثني أبو الحسن علي بن الفضل قال : حدّثني أبو تراب عبيد الله بن موسى [الروياني ] قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبدالله الحسني (رحمه الله ) قال :
سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى يقول: «ملاقاة الإخوان نشرة (2) و تلقيح للعقل وإن كان نزراً قليلاً».
(أمالى المفيد : المجلس 38، الحدیث 13)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 54 )
( 3774) 5 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه محمّد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان ، عن بحر [ بن كثير ] السقاء قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «إنّ من روح الله تعالى ثلاثة: التهجد بالليل ، وإفطار الصائم، ولقاء الإخوان».
(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 43)
ص: 93
(3775) 6 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثني القاسم بن محمد، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن جميل بن درّاج عن معتب مولى أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
سمعته يقول لداوود بن سرحان: « يا داوود، أبلغ موالي عني السلام، وأنّي أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، و ما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا».
(أمالی الطوسى : المجلس 8 الحديث 44 )
ص: 94
(3776) 1- أبو جعفر الصدوق، عن علي بن أحمد عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني :
عن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر (علیهما السلام) (في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ وجلّ لموسى سی بن عمران )قال: «قال موسى إلهي ، فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟
قال : یا موسی آمر منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار » الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)
تقدّم تمامه في باب فضائل موسى وهارون من كتاب النبوة (1).
(3777) 2- (2) حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن وهب بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة ، و من كساه من عُري كساه الله من استبرق وحرير، ومن سقاه الله شربة على عطش سقاه من الرحيق المختوم، ومن أعانه أو كشف كربته أظلّه الله في ظِلّ عرشه يوم لا ظل إلا ظله».
(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 16)
ص: 95
(3778)3- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث ) قال: «من أطعم مؤمناً لقمة أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كساه الله من الاستبرق والحرير وصلّى عليه الملائكة مابقي من ذلك الثوب سلك».
( أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3779) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن : أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حماد [ بن عيسى الجهني ] عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله ) :
عن زين العابدين علي بن الحسين (علیهما السلام) قال: «من أطعم مؤمناً من جوعه (2) أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن كسا مؤمناً ثوباً كساه الله من الثياب الخضر ، ولا يزال في ضمان الله عزّ وجلّ ما دام عليه منه سلك».
(أمالی المفيد : المجلس 1 ، الحديث 5)
ص: 96
(3780) 5-(1)
أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد الله ، عن ه محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن محمّد بن زیاد :
عن أبي محمد الوابشي قال : ذكر أبو عبد الله (علیه السلام) أصحابنا فقال : «كيف صنيعك بهم» ؟
فقلت: والله ما أتغذّى ولا أتعشّى إلا ومعى منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر.
فقال: «فضلهم عليك - يا أبا محمّد - أكثر من فضلك عليهم ».
فقلت : جُعلتُ فداك، وكيف ذلك ؟ وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم مالي وأخدمهم خادمي؟ !
فقال : «إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير ، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك».
(أمالیالطوسي : المجلس 9 ، الحديث 11)
(3781) 6- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : أخبرنا حميد بن زياد الدهقان الكوفي قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال : حدّثنا عبد الله بن جبلة، عن حميد بن جنادة العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیهم السلام):
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «من أفضل الأعمال عند الله عزّ وجلّ إيراد الأكباد الحارّة وإشباع الأكباد الجائعة، والذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان و
ص: 97
أخوه أو قال : جاره المسلم جائع».
(أمالی الطوسى : المجلس 26 ، الحديث 16)
(3782) 7 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر العلوي العريضي الشيخ الصالح ب- «حرّان»، قال: حدّثنا جدّي الحسين بن إسحاق، عن أبيه ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه، عن جده ، عن علىّ (علیهم السلام)
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «يعيّر الله عزّ وجلّ عبداً من عباده يوم القيامة، فيقول : عبدي، ما منعك إذ مرضت أن تعودني ؟
فيقول : سبحانك ، أنت ربّ العباد لا تألم ولا تمرض !
فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثم لتكلّفت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرحمان الرحيم».
(أمالی الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 8)
(3783) 8- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسين بن موسى بن خلف الفقيه برأس عين ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن خالد الرقي القطان ، قال : حدّثنا زيد بن حباب قال : أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تعالى يقول : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني !
ص: 98
قال : ياربّ ، كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟!
قال مرض فلان ،عبدي، ولو عدته لوجدتني عنده، واستسقيتك فلم تسقني !
قال : يارب ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟!
قال : استسقاك عبدي ،فلان، ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني !
قال : يا ربّ ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟ !
قال : استطعمك ،عبدي، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي».
(أمالی الطوسي : المجلس 30، الحديث 9)
ص: 99
(3784) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو حامد محمد بن هارون بن حميد الحضرمي قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاع أبو عبد الله البصري قال : حدّثنا المنذر بن زياد الطائي قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام): أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : من عال أهل بيت من المسلمين يومهم و ليلتهم غفر الله له ذنوبه».
(أمالی الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 2)
(3785) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال:
«من كفی ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النّار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يرجع».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
ص: 100
أقول : تقدّم في الباب الأوّل والباب الرابع ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ ، وانظر أيضاً كتاب الإيمان والكفر : باب جوامع مكارم الأخلاق، وتقدّم أيضاً كثير مما يرتبط بهذا الباب في باب الحبّ في الله (19) من أبواب الإيمان والإسلام.
(3786) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثني أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام):
أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ، ناداهم جلّ جلاله وتقدست أسماؤه : يا أهل معصيتي ، ، لولا من فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي ، والمستغفرين بالأسحار خوفاً مني، لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي».
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 11)
(3787) 2 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار،
ص: 101
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام):
عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد ( إلى أن قال ) : «ثمّ ينادي منادٍ من عند الله عزّ وجلّ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول: أين جيران الله جلّ جلاله في داره؟ فيقوم عنق من الناس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم : ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟
فيقولون : كنا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله ، و نتوازر في الله
فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنّة بغير حساب ».
قال: «فينطلقون إلى الجنة بغير حساب ».
ثم قال أبو جعفر : فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف الناس ولا يخافون، و يُحاسب النّاس ولا يُحاسبون».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)
تقدم تمامه في الباب 5 من كتاب المعاد (1).
(3788) 3- (2) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه أب أب (علیهم السلام) قال :
قال الصادق (علیه اسلام) «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا برّه ودعوته عليه إذا عقّه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ودعاؤه لمن انتصر منه ، ورجل مؤمن دعا لأخ له مؤمن واساه فينا ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة
ص: 102
عليه واضطرار أخيه إليه».
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 81)
أقول : بهذا المعنى روايات عديدة أذكرها في كتاب الدعاء .
(3789)4- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي :
عن صفوان الجمال قال : دخل المعلى بن خنيس على أبي عبد الله (علیه السلام) يودّعه وقد أراد سفراً، فلما ودّعه قال : «يا معلّى ، اعزز بالله يعززك».
قال : بماذا يا ابن رسول الله ؟
قال: «يا معلّی ، خف الله تعالى يخف منك كلّ شيء، يا معلّي تحبّب إلى إخوانك بصلتهم فإنّ الله جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله عزّ وجلّ لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 55)
(3790)5 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني (رحمه الله ) سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «المؤمن غِرٌ كَريم، والفاجر خَبّ لئيم، وخير المؤمنين مَن كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمَن لا يَألف ولا يُؤلَف».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 37)
ص: 103
(3791) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي قال : حدّثنا محمد بن سعيد قال : أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله عزّ وجلّ رحيم ، يحبّ كلّ رحيم».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 37)
(3792) 7 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثنا محمّد بن صدقة ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي أبي طالب (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تزال أمتي بخير ما تحابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة ، وقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب».
(أمالی الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 3)
(3793 – 3764) 8 - 9 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي » الحديث.
(أمالى المفيد : المجلس 8 ، الحديث 1)
وبإسناده عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) يقول : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر مثله .
(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسى : المجلس 4 ، الحديث 17
سيأتي تمامهما مسنداً في باب الغض عن عيوب الناس (21).
ص: 104
(3795) 10 - :(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : - حدّثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن العلاء قال : حدّثنا أبو سعيد [ سهل بن زياد ] الآدمي قال: حدّثني عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل عن جميل بن درّاج
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البر بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك».
قلت : من غرر أصحابي ؟
قال: «هم البارون بالإخوان في العسر واليسر ». ثم قال: «أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله صاحب القليل فقال : «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ » (2).
( أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 9 )
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 7)
تقدّم ما يقرب منه في باب مدح قضاء حاجة المؤمنين والسعي فيها وتوقيرهم وذمّ ردّ حاجة المؤمنين مع إمكان قضائها (4) .
ص: 105
(3796) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان وغيره:
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إني لأرحم ثلاثة وحق لهم أن يُرحموا عزيز قوم أصابته مذلّة بعد العزّ، وغني أصابته حاجة بعد الغنى، وعالم يستخف به أهله و الجهلة».
(أمالی الصدوق : المجلس 3 ، الحديث 8)
ص: 106
(3797) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال :
قال أبو جعفر (علیه السلام) : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وكلّ معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأوّل أهل الجنّة دخولاً إلى الجنّة أهل المعروف، وإنّ أوّل أهل النار دخولاً إلى النار أهل المنكر».
(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 6)
(3798) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا - محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الخنيسي قال : حدّثنا منذر بن جيفر العبدي، عن الوصافي - واسمه عبيد الله بن الوليد -، عن أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام)، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
ص: 107
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً تُطفئ غضب الربّ ، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكلّ معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأوّل من يدخل الجنّة أهل المعروف».
(أمالی الطوسي : المجلس 27، الحديث 6)
ص: 108
(3799) 3- (1) أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال :
قال أبو عبد الله (علیه السلام): «أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، لأنهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 57)
(3800 )4-(2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب أبو علي المالكي قال : حدّثنا أحمد بن هلال الكرخي قال : حدّثنا زياد يعني ابن مروان القندي قال : حدّثني الجرّاح بن مليح، عن أبي إسحاق، عن على (علیه السلام) :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «كلّ معروف صدقة إلى غنيّ أو فقير، فتصدقوا ولو بشقّ تمرة، واتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنّ الله عزّ وجلّ يُربّيها لصاحبها كما يُربي أحدكم
ص: 109
فلوه (1) أو فصيله حتى يوفّيه إياها يوم القيامة ، وحتى تكون أعظم من الجبل العظيم».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 29)
(3801) 5 - (2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الطالقاني قال : حدّثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري قال : حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي قال :
يُروى أن رجلاً جاء إلى علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال : يا أمير المؤمنين، إنّ لي إليك حاجة .
فقال: «اكتبها في الأرض، فإني أرى الضر فيك بيّنا».
فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج .
فقال علي (علیه السلام):« يا قنبر، اكسه حلّتين».
فأنشأ الرجل يقول :
كَسَوتني حلة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حُللا
إن نلت حُسن ثنائي نلت مكرمة *** ولست تبقى بما قد نلته بدلا
إن الثناء ليُحيي ذكر صاحبه ***كالغيث يُحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عُرف بدأت به *** فكلّ عبدٍ سيُجزى بالّذي فعلا
فقال علي (علیه السلام) : «أعطوه مئة دينار».
ص: 110
فقيل له : يا أمير المؤمنين ، لقد أغنيته .
فقال : إني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أنزلوا النّاس منازلهم».
ثم قال علي(علیه السلام) : « إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم».
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 10)
(3802) 6 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي قال : حدّثنا عبدالله بن مطيع قال: حدّثنا خالد بن عبدالله ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطية :
عن كعب الأحبار قال : مكتوب في التوراة :« من صنع معروفاً إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه ».
(أمالیالمفيد : المجلس 16 ، الحديث 7)
(3803) 7 - (1) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته : «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة : العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك، والإحسان إلى مَن أساء إليك، وإعطاء من حرمك ، وفي التباغض الحالقة ، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين» (2)
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 2)
ص: 111
(3804) 8- وبإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه (علیهما السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يا بُنيّ بالصلاة عند وقتها، ( إلى أن قال:) وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود و أصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9 )
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) ، وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).
(3805) 9- أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري (رحمه الله ) قال : حدّثني خالي أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز الفرشي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال رسول الله :(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
يقول الله تعالى: «المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن، فإن قبلها مني فبرحمتي ومَنِّي، وإن ردّها عَلَى (2) فبذنبه حرمها ومنه لا مني، وأيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل فإني أريد به خيراً».
(أمالی المفيد : المجلس 31، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 30)
(3806) 10 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى
ص: 112
الفحّام السامري قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثنا الإمام علي بن محمد العسكري، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) واحداً واحداً قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « خمس تذهب ضياعاً : سراج تقده في الشمس ، الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة ، المطر يضيع والأرض لا ينتفع بها، وطعام يحكمه طاهيه يقدّم إلى شبعان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء تزفٌ إلى عنّين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 1)
(3807)11- (1) وبإسناده عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) أنه قال لسفيان الثوري: «يا سفيان، إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث : تعجيله، وستره ، وتصغيره ، فإنّك إذا عجّلته هنأته، وإذا سترته أتممته، و إذا صغرته عظم عند من تسديه إليه » الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 17)
سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(1808) 12- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر القيسي الفقيه بأسوان، حدّثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر
ص: 113
بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أبي، عن جدي إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر قال : سمعت أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي (علیهم السلام) قال :
سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «استتمام المعروف أفضل من ابتدائه».
(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 9)
(3809)13 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام بن سهيل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة:
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال للمفضّل بن عمر : «يا مفضّل ، إذا أردت أن تعلم أشقيّاً الرجل أم سعيداً ، فانظر برّه ومعروفه إلى من يصنعه ، فإن صنعه إلى من هو أهله فاعلم أنّه إلى خير يصير ، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنّه ليس عند الله خير».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 22)
ص: 114
(3810) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رضی الله عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن علي بن ميمون الصائغ قال :
سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «من أراد أن يُدخِله الله عزّ وجلّ في رحمته (2) ويُسكنه جنّته، فليحسن خُلقه، وليُعطِ النَّصَفة من نفسه وليرحم اليتيم ، و ليُعِن الضعيف ، وليتواضع الله الّذي خَلَقَه» .
(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 15)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 25)
(3811) 2- (3) حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
ص: 115
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مر عیسی بن مریم (علیهما السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذَّب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله، إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وأوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه».
(أمالی الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 8)
(3812)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (علیهما السلام) (في حديث ) قال: «أربع من كُنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غُرَف فوق غُرَف، في محلّ الشرف (1) كل الشرف : من أوى اليتيم ونظر له فكان له أباً، ومَن رحم الضعيف وأعانه وكفاه» الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 21، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 21)
تقدّم إسناده في الباب الأول من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار، وتمامه في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.
(3813) 4 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا
ص: 116
أبوعلي بشر بن موسى بن صالح الأسدي قال : حدّثنا أبو عبد الرحمان المقرئ قال : حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه :
عن أبي ذرّ : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال [له] : «يا أباذرّ ، إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، إنّي أراك ضعيفاً، فلا تؤمرنّ على اثنين، ولا تولّين مال يتيم»(1).
( أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85 )
(3814) 5 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمر و المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .
قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «من عال يتيماً حتى يبلغ أشده، أوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنّة، كما أوجب لأكل مال اليتيم النّار».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 63)
ص: 117
أقول : تقدّم في الباب السابق، وباب مدح قضاء حاجة المؤمنين (4) ما يرتبط بهذا الباب فلاحظ (1).
(3815) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال: «ألا ومَن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص » (2) .
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(3816) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن النعمان قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمّد التمار قال : حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول :
سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ما حفظت
ص: 118
ومنها ما نسيت، فما حفظت قوله (إلى أن قال ): «يا داوود، اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة».
قال داوود یا ربّ ما هذه الحسنة ؟
قال: «من فرج عن عبد مسلم ».
فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 16)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (1) .
(3817)3 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون بن حميد الحضرمي قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاع أبو عبد الله البصري قال : حدّثنا المنذر بن زياد الطائي قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «من أجرى الله على يده فرجاً المسلم فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة».
(أمالی الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 1)
ص: 119
(3818) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال ): وكره أن يكلّم الرجل مجذوماً إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ».
وقال: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب النواهي .
ص: 120
(3819) 2 - (1) أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي أسامة :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) ( في حديث يذكر فيه سيرة على بن الحسين (علیهما السلام) ) قال : «ولقد مرّ بمجذومين، فسلّم عليهم وهم يأكلون، فمضى ثم قال : إنّ الله لا يحبّ المتكبرين. فرجع إليهم فقال : إني صائم. وقال : ايتوني بهم في المنزل».
قال: «فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم».
(أمالی الطوسى : المجلس 36 ، الحديث 26)
تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجاد (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2) .
ص: 121
(3820) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال
: أصلح النّاس أصلحهم للنّاس، وخير النّاس من انتفع به الناس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3821) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أعدل الناس من رضي للنّاس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه في كتاب الروضة.
(3822) 2 - (2) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن
ص: 122
أبي عبد الله البرقي عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن مسلم :
عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : « ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب : رجل لم تَدَعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الأخر بشعيرة (1) ، ورجل قال الحق فيما عليه وله ».
(أمالی الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 6)
(3823) 3- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين قال :« يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وأتِ إلى النّاس ما تحبّ أن يؤتى إليك ».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة.
( 3824) 4 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال : حدّثنا عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:
ص: 123
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم (علیه السلام) : يا آدم إنّي أجمع لك الخير كله في أربع كلمات واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، فأما التي لي: فتعبدني ولا تشرك بي ، وأما التي لك : فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأمّا التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي فيما بينك وبين الناس : فترضى للنّاس ما ترضى لنفسك ».
(أمالی الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 1)
(3825) 5 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن أبيه أمير المؤمنين (علیه السلام) (في وصيّته لما حضرته الوفاة ) قال : «أوصيك بالعدل في الرضا والغضب».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1) .
(3826) 6 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)- في كتابه إلى محمد بن أبي بكر لما ولاه مصر- قال: «أحبّ للعامة رعيّتك ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك ، فإنّ ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعيّة».
(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .
ص: 124
(3827) 7 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة بن أعين :
[عن الحسن البزاز ] (1) ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه» ؟
قلت : بلی.
قال: «إنصاف الناس من نفسك، ومواساة أخيك، وذكر الله في كلّ حال » الحديث .
(أمالی المفيد : المجلس 10 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
(3828) 8- حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن [الحسن بن علي بن فضال ] ، عن علي بن عقبة ، عن جارود بن المنذر قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «أشدّ الأعمال ثلاثة : إنصافك النّاس (3) من نفسك حتى لا ترضى لها بشيء منهم (4) إلّا رضيت لهم منها مثله (5) ، ومؤاساتك الأخ في المال، وذكر الله على كل حال » الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 23)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن علي بن
ص: 125
فضّال، مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش .
(أمالی الطوسي : المجلس 37 ، الحديث 25)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(3829) 9- (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رحمه الله ) قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا جدّي أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: قال: «ألا أخبرك (3) بأشدّ ما افترض الله على خلقه ؟ إنصاف الناس من أنفسهم، ومواساة الإخوان في الله عزّ وجلّ، وذكر الله على كل حال ، فإن عرضت له طاعة الله عمل بها، وإن عرضت له معصية له تركها».
(أمالی المفيد : المجلس 38 الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 44 )
(3830) 10 - أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:
عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال لي: «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه» ؟
قال : قلت : نعم .
ص: 126
قال: «إنّ من أشدّ ما فرض الله على خلقه إنصافك الناس عن نفسك، ومواساتك أخاك المسلم في مالك ، وذكر الله كثيراً» الحديث .
(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 37 )
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .
(3831) 11 - (1) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «سيّد الأعمال ثلاثة : إنصاف النّاس من نفسك، ومواساة الأخ في الله ، وذكر الله على كل حال ».
(أمالی الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 6)
(3832) 12- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني محمد بن الحسن النقاش المقرئ قال : حدّثنا الكجّي إبراهيم بن عبد الله قال: حدّثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال :
سمعت سيدنا الصادق (علیه السلام) يقول : « ليس من الإنصاف مطالبة الإخوان بالإنصاف ».
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 77 )
(3833) 13 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في وصيّته إلى أبي أيوب الأنصاري ) قال: «أحبّ لأخيك ما تحب لنفسك»
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18 )
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
ص: 127
(3834) 14 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي بأسوان، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن هشام الناشري الكوفي قال : حدّثنا الحسن بن علي بن فضّال قال : حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفيّة قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) .
قال عاصم : وحدّثني أبو حمزة، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن أبيه (علیهما السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ثلاث خصال مَن كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان : الذي إذا رضي لم يُدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يُخرجه الغضب من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له».
(أمالی الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 5)
ص: 128
( 3835) 1 - :(1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عمرعبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح
عن جابر بن عبد الله أنه قال : «هدية الأمراء غُلول».
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 17 )
(3836) 2 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :
قال أبو عبد الله : «يا أبا قتادة، أتتهادون» ؟
قال : نعم يا ابن رسول الله .
ص: 129
قال: «فاستديموا الهدايا بردّ الظروف (1) إلى أهلها».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 52)
(3837) 3- (2) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الموصلي الدقّاق بالموصل، قال: حدّثنا علي بن الحسن العبدي قال : حدّثنا الحسن بن بشر قال : حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن شقيق [ بن سلمة ] أبي [ وائل ] ، عن عبد الله (3) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أجيبوا الداعي، وعودوا المريض، واقبلوا الهدية، ولا تظلموا المسلمين».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 3)
ص: 130
(3838) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال: «نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يمنع أحد الماعون (1) ، وقال : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
ص: 131
(3839)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «مر عيسى بن - مريم بقبر يعذب صاحبه، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذّب ، فقال : يا ربِّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله ، إنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه».
(أمالی الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 8)
تقدّم إسناده في باب العشرة مع اليتامى (13) .
(3840) 2 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربع مئة آية، كلّ حرف منها بعشر حسنات».
(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3841)3 - وبإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام)( في حديث يذكر فيه سيرة علي بن الحسين (علیهما السلام)) قال : «ولقد كان يمرّ على المدرة في وسط الطريق، فينزل عن دابته ينحيها بيده عن الطريق».
(أمالی الطوسي : المجلس 36، الحديث 26)
تقدّم إسناده في باب آداب معاشرة أصحاب العاهات المسرية (15) ، وتمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجاد من كتاب الإمامة (1).
ص: 132
أقول : سيأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب تتبع عيوب النّاس (42) فلاحظ .
(3842) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر من النّاس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».
(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)
(3843) 2 - (1) أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدّثني جدي محمد بن سليمان قال : حدّثنا محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) يقول :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه، و أن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)
ص: 133
(3844)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: ««أعقل النّاس أشدّهم مداراة للناس».
وقال: «أذلّ النّاس من أهان النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3845) 2 - أخبرنا علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني:
عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ و جل لموسى بن عمران ) قال : « قال موسى (علیه السلام): إلهى، فما جزاء من كفّ أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم ؟
قال : یا موسی، تناديه النّار يوم القيامة : لا سبيل لي عليك » الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)
تقدّم تمامه في كتاب النبوة (1) .
(3846 ) 3 - (2) حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن مسكان عن الصادق جعفر بن
ص: 134
محمّد، عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً »؟
قالوا بلى يا رسول الله .
قال: «الهيّن القريب، الليّن السهل».
(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 5)
(3847) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبوعمر عبدالواحد بن محمد بن عبد الله بن محمّد بن مهدي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال : حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن الحسن ، عن جابر قال :
قيل: يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده ».
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 44)
(3848) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا
ص: 135
أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال : حدّثني أبي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا محمد بن علي الرضا عن آبائه (علیهم السلام) ، عن محمد بن علي أبي جعفر، علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :
قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أمرني ربي بمداراة النّاس، كما أمرني بإقامة الفرائض».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 19)
(3849)6 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل عن الفضل بن محمد البيهقي، عن هارون بن عمرو المجاشعي، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله (علیه السلام) .
قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(علیهم السلام) :
أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «إنا أمرنا معاشر الأنبياء بمداراة النّاس كما أمرنا بإقامة الفرائض ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 58)
ص: 136
(3850) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق (علیه اسلام) قال : «من رأى أخاه على أمرٍ يكرهه فلم يرُدَّه عنه وهو يقدر عليه فقد خانه» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب من لا ينبغي مجالسته ومصادقته (4) .
(3851) 2 - (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان :قال أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجى قال : حدّثنا بندار بن عبدالرحمان قال : حدّثنا سفيان، عن سهل بن الجرّاح (2) عن عطاء بن يزيد [الليثي ]، عن تميم الداري قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الدين نصيحة».
قيل : لمن يا رسول الله ؟
قال: «الله و لرسوله ،ولكتابه وللأئمة في الدين، ولجماعة المسلمين».
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 34 )
(3852) 3 - (3)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني إبراهيم بن حفص بن
ص: 137
عمر العسكري بالمصيصة ، قال : حدّثنا عبيد بن الهيثم الأنماطي بحلب قال : حدّثنا الحسين بن علوان الكاتب قال : سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يحدث عن آبائه (علیهم السلام) :
عن علي (علیه السلام) قال : «ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : شريف من وضيع، وحليم من سفيه، ومؤمن من فاجر».
(أمالی الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 6)
ص: 138
(3853) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : « خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع».
قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟
قال : «الدين، والعقل، والحياء ، وحُسن الخلق ، وحسن الأدب ». الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )
تقدّم إسناده في باب من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته (3)، وتمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
(3854) 2 - (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام)) قال : «لا حسب أبلغ من الأدب ».
(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9 )
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة
(3855) 3- (4) وبإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا، عن أبيه عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال : «ما هلك امرؤ عرف
ص: 139
قدره » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3856) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال : «كفی بك أدباً لنفسك تركك ماكرهته من غيرك».
(أمالی المفيد : المجلس 39 ، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «كفی بك أدباً تركك ... ».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29 )
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
ص: 140
(3857) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « من كتم سره كانت الخيرة بيده (1) ، وكلّ حديث جاوز اثنين فشا» .
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3858)2) - حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا الهيثم بن بي مسروق النهدي ، عن أبيه قال : حدّثني يزيد بن مخلد النيسابوري، عمّن سمع الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) :
قال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه: «لا تطلع صديقك من سِرّك إلا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّاً يوماً ما».
(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 10)
أقول : سيأتي في باب الكتمان (54) ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ هناك .
ص: 141
(13859 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: « أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3860) 2 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال: «من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظنّ».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3861) 3 - حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن ، عن الحسين بن زيد ، عن أبي عبد الله
ص: 142
143
الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من دخل موضعاً من مواضع التهمة فاتهم فلا يلومن إلا نفسه ».
(أمالی الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 5)
(3862) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير:
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه مواعظ الله لعيسى بن مريم ) : «يا عيسى ، اعلم أنّ صاحب السوء يُغوي، وأن قرين السوء يُردي، فاعلم من تُقارن واختر لنفسك إخواناً من المؤمنين».
(أمالی الصدوق : المجلس 78، الحدیث 1)
تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (2).
(3863) 5 - (3) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) ( فيما أوصى به عند وفاته ) قال : « إياك ومواضع التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه (4).
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (5).
ص: 143
(3864) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «تقبّلوا لي بستّ أتقبّل لكم بالجنّة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 20 ، الحديث 2)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3865) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال: حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أقربكم منى في الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».
(أمالی المفيد : المجلس 7، الحديث 13)
(3866) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أقربكم غداً مني في الموقف : أصدقكم للحديث ، و آداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، و أحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».
( أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57 )
ص: 144
(3867) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أسرع الأشياء عقوبة رجل تحسن إليه ويكافيك على إحسانك بإساءة، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له ومن شأنه أن يكذبك» الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 20 ، الحديث 5)
تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (8) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام.
(3868) 5 - (2) أبو عبد الله المفيد بالسند المتقدّم عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي :
عن أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) قال : كان أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : أربع من كُنّ فيه كمل إيمانه ، ومُحّصت عنه ذنوبه، ولقي ربه وهو عنه راض: من وفى لله بما جعل على نفسه للنّاس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند النّاس، وحسن خلقه مع أهله».
(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 9)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 15)
ص: 145
(3869) 6 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال : «أوفوا بعهد من عاهدتم».
(أمالی الطوسي : المجلس 8 الحديث 7 )
تقدّم إسناده في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، و تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من كتاب الإيمان والكفر (1).
(3870)7- أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا أبوالوليد وأبوكثير، جميعاً عن شعبة قال أخبرني الحكم ،عن الحسن بن مسلم :
عن ابن عبّاس (في حديث ) قال : « لا ظهر نقض العهد في قوم إلّا أديل عليهم عدوهم» .
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 48)
تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض، والذنوب التي توجب غضب الله (28) من أبواب مساوئ الأخلاق (2).
(3871)1- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرّع قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل قال : حدّثنا الأصمعي :
عن عيسى بن عمرو قال: سأل رجل أبا عمرو بن العلاء (3) حاجة فوعده ، ثم
ص: 146
إنّ الحاجة تعدّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له : يا أبا عمرو وعدتني وعداً فلم تنجزه !
قال أبو عمرو: فمن أولى بالغمّ ، أنا أو أنت ؟
فقال الرجل : أنا .
فقال أبو عمرو : لا والله ، بل أنا .
فقال له الرجل : وكيف ذاك ؟
فقال : لأنّى وعدتك وعداً فأبت (1) بفرح الوعد ، وأُبتُ بهم الإنجاز، وبتّ : فرحاً مسروراً، وبتّ ليلتى مفكّراً مغموماً ، ثمّ عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مذلاً ، ولقيتك محتشماً .
(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 8)
ص: 147
(3872) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « شاور في حديثك الذين يخافون الله».
(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3873) 2(2) - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فى حديث ) قال : «خاطر بنفسه من استغنى برأيه » الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9 )
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3874) 3-أبو عبدالله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)- في كتابه إلى محمد بن أبي بكر لما ولاه مصر - قال : «وانصح المرء إذا استشارك».
(أمالی المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.
(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .
ص: 148
(3875) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن فيض العجلي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى قال : حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي جعفر قال: حدثي أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي:
عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «بعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على اليمن فقال - وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار، ولاندم من استشار يا عليّ، عليك بالدلجة (2) ، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي
ص: 149
اعْدُ على اسم الله ، فإنّ الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».
(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 33)
(3876) 5 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التّمار قال : حدّثنا علي بن ماهان قال : حدّثنا الحارث بن محمّد بن داهر قال : حدّثنا داوود بن المحبّر قال : حدّثنا عبّاد بن كثير، عن سهيل بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :
سمعت أبا القاسم صلوات الله عليه يقول: «استرشدوا العاقل، ولا تعصوه فتندموا».
(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 4)
ص: 150
(3877) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : سمعت جدّي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول لي: «اعمل بفرائض الله تكن أتقی النّاس، وارضَ بقَسم الله تكُن أغنى النّاس» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)
أبوعبد الله المفيد بإسناده عن الحسين بن علي (علیهما السلام) مثله ، إلا أنّ فيه : «... من أتقی النّاس ... من أغنى النّاس».
(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3878) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبدالله بن محمد الوهبي قالوا : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سلمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :
جاء جبرئيل (علیه السلام) إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أنّ شرف
ص: 151
الرجل قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 41، الحديث 5)
(3879)3 - و بإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث نقلاً عن حكيم) قال: «غنى النفس أغنى من البحر».
(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3880)4- وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث ) قال : «خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش الصحة والأمن والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق».
(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )
تقدّم إسناده في باب من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته (3)، وتمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(3881) 5 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): أخبرني عن هذا القول قول من هو ؟ (إلى أن قال ): «خير الغنى غنى النفس » ؟
قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): «هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة .
(3882)6 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر
ص: 152
الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزَينه في الدنيا والآخرة الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولاية الإمام من آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».
(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 8)
(3883) 7 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاشاني، عن الأصفهاني (2) ، عن سليمان بن داوود [ بن بشر أبي أيوب ] المنقري، عن حفص بن غیاث قال :
قال أبو عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام): « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله [تعالى ] (3) شيئاً إلّا أعطاه فلييأس من (4) النّاس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلا من عند
ص: 153
الله (1) عزّ وجلّ، فإذا (2) علم الله [تعالى] (3) ذلك من قلبه لم يسأل [الله] شيئاً إلا ] أعطاه » الحديث .
(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 1)
ورواه أيضاً في (المجلس 39 الحديث 1) إلّا أنّ فيه: «فإنّه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه».
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 7)
ورواه أيضاً الطوسي في ( المجلس 4 ، الحديث 23) بنفس السند والمتن مع مغايرة ذكرتها في الهامش.
تقدّم تمامه في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (4).
(3884) 8 - (5) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ
ص: 154
بن الحكم، عن أبي سعيد القمّاط ، عن المفضّل بن عمر الجعفي قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «لا يكمل إيمان العبد حتى يكون فيه أربع خصال (1) : يحسن خُلقه، ويسخي (2) نفسه، ويمسك الفضل من قوله، و يخرج الفضل من ماله».
(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 8 )
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس ،5 الحديث ،9 ، والمجلس 8، الحديث 62)
(3885) 9 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في وصيّته لأبي أيوب الأنصاري ) قال: «أوصيك بخمس : باليأس عما في أيدي النّاس فإنّه الغنى، وإيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر» الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
ص: 155
أقول : تقدّم كثير مما يرتبط بهذا الباب في كتاب الإيمان والكفر : باب الصدق وأداء الأمانة (19) من أبواب مكارم الأخلاق (1) ، وتقدّم أيضاً في باب لزوم الوفاء بالوعد والعهد (27) من هذه الأبواب (2) .
(3886) - (3886) 1 - (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي له قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن مصعب الهمداني قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «أدوا الأمانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي ».
(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 4)
(3887 (2 -(4) وعن أبيه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار عن يونس بن عبد الرحمان، عن عمر بن يزيد قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «اتقو الله وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم، فلو أنّ قاتل أمير المؤمنين (علیه السلام)التمنني على أمانة لأديتها إليه».
(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 5)
ص: 156
(3888) 3 -(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي قال :
سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) يقول لشيعته : « عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمّداً بالحق نبياً، لو أن قاتل أبي الحسين بن علي ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه».
(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 6)
عن
(3889) 4 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن آدم، عن الحسن بن علي الخزاز :
عن الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : سمعته يقول:
ص: 157
7 «أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلواته و ما افترض الله عليه ، مع أداء الأمانة».
ثمّ قال (علیه السلام) : «مَن اؤتمن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة من عنقه من عقد النّار، فبادروا بأداء الأمانة، فإنّ مَن اؤتمن على أمانة وَكَّل به إبليس مئة شيطان من مَرَدة أعوانه ليُضِلُّوه ويُوسوسوا إليه حتى يُهلكوه، إِلَّا مَن عَصَم الله عَزَّ و جلٌ.
(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 8)
(3890) 5 - (1) حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أقربكم مني غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعة أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة ، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 5)
(3891) 6 - (2) أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا القاسم بن محمد بن حماد قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا يونس بن بكير قال : أخبرنا يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ، عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة يقول :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتى ست تدخله الجنّة، تقول: أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا: الصلاة والزكاة والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم».
(أمالی) المفيد : المجلس 26 ، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 12)
ص: 158
(3892) 7 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «أربع مَن كُن فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك ، وهي : الصدق، وأداء الأمانة ، و الحياء ، وحسن الخلق».
(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 20)
(3893)8- و بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال : «أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم».
(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 7)
تقدّم إسناده في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، وتمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من كتاب الإيمان والكفر (2)
(3894)9 - أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) : عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال: «أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 32)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (3) .
ص: 159
(3895) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال : حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :
عن عبد الرحمان بن غنم ( في حديث يذكر فيه قصّة المعراج ) قال وهبط مع جبرئيل (علیه السلام) ملك لم يطأ الأرض قطّ ، معه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد ، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فكُن عبداً نبياً ، وإن شئت فكُن مَلِكاً .
فأشار إليه جبرئيل (علیه السلام) أن تواضع يا محمّد، فقال: «بل أكون نبياً عبداً »الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)
تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (2).
أقول : وردت بهذا المضمون روايات عديدة ، ذكرتها في كتاب النبوّة (3).
(3896) 2 - وبإسناده عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا (علیه السلام) فقلت له : جعلتُ فداك، ما حد التواضع ؟ قال : « أن تعطي النّاس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله »الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8 )
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام) من كتاب الروضة .
ص: 160
(3897)3) - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) فيها أوصى به عند وفاته قال : « أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال: ) والتواضع فإنّه من أفضل العبادة».
(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (1).
(3898) 4 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري إجازة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن محمد الواسطي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة قال:
حدّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السلام) أنه قال: «أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خُلقان (3) الثياب».
قال : فقال جعفر بن أبي طالب [ (علیه السلام)] (4): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك
ص: 161
الحال، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأقر عيني به، ألا أبشركم ؟
فقلت : بلى أيها الملك .
فقال : إنّه جاء في الساعة (1) من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أنّ الله قد نصر نبيه محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأهلك عدوّه ، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان التقوا بوادٍ يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيّدي هناك وهو رجل من بني ضمرة.
فقال له جعفر : أيّها الملك الصالح، فما لي (2) أراك جالساً على التراب وعليك هذه الخلقان ؟ !
فقال : يا جعفر، إنّا نجد فيما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه : «إنّ من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعاً (3) عند ما يحدث لهم من النعمة ، فلمّا أحدث الله لي نعمة نبيه محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أحدثت الله هذا التواضع ».
قال : «فلما بلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك قال لأصحابه : إنّ الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله ، وإنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة (4) ، فتواضعوا يرفعكم الله ، وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّة (5) فاعفوا يعزكم الله» .
(أمالى المفيد : المجلس 28 ، الحدیث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في .الهامش
(أمالی الطوسي : المجلس : 1 ، الحديث 19)
ص: 162
(3899) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا الحسن بن إبراهيم قال: حدّثنا علي بن داوود قال : حدّثنا آدم العسقلاني قال : حدّثنا أبو عمر [ حفص بن ميسرة ] الصنعاني قال : حدّثنا العلاء بن عبدالرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما تواضع أحد إلا رفعه الله».
(أمالی الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 49 )
(3900) 6 - (2) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «من تواضع لله رفعه الله».
(أمالي الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 8)
يأتي تمامه في كتاب الروضة .
(3901) 7 - وبإسناده عن أبي ذرّ ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في مواعظه له) قال: «يا أباذرّ، أربع لا يصيبهنّ إِلَّا مؤمن الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى في كلّ حالة ، وقلّة الشيء» . يعني قلّة المال.
(أمالی الطوسي، المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة
ص: 163
(3902)1 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد القرشي إجازة قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا الحسين بن نصر قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبد الغفّار بن القاسم قال : حدّثنا المنهال بن عمرو قال : سمعت أبا القاسم محمد بن علي ابن الحنفية (رحمه الله ) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا، ويعرف حقنا».
(أمالی المفيد : المجلس 2 الحديث 6)
ص: 164
(3903) 2 - وبإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام)، عن أبيه (فيما أوصى به عند وفاته ) قال : «وارحم من أهلك الصغير، ووقّر منهم الكبير».
(أمالی) المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) ، وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).
(3904) 3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا محمّد (3) قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا عبد الله بن محمود قال : حدّثنا صخر بن محمّد الحاجبي قال : حدّثنا الليث بن سعد، عن الزهري،
ص: 165
عن أنس قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «بجلوا المشايخ ، فإنّ من إجلال الله تبجيل المشايخ ».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 78)
(3905)4 -(1) وبإسناده إلى أبي ذر ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل ) قال : «إنّ من إجلال الله ، إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم».
(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3906) 5 - (2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن بن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن، وإنّه وقارٌ للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقّر الله تعالى خليله إبراهيم (علیه السلام) ، فقال : ما هذا يا ربّ ؟ قال له : هذا وقار . فقال : يا رب زدني وقاراً».
قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المؤمن ».
(أمالی الطوسي : المجلس 39 الحديث 35)
ص: 166
(3907) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «نهى أن يقول الرجل للرجل : لا وحياتك وحياة فلان
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(3908)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أذلّ النّاس من أهان النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3909) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال:
ص: 167
حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثنا العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق:
عن إسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : «يا إسحاق، كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت» ؟ قلت : يأتوني إلى المنزل فأعطيهم .
فقال لي: «ما أراك يا إسحاق إلا قد أذللت المؤمن، فإيّاك إياك ، إن الله تعالى يقول : من أذلّ ليّ ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة».
(أمالی المفيد: المجلس 22 ، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلاّ أنّ فيه : «قد أذللت المؤمنين».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 34)
(3910) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في
ص: 168
حديث قال: «من أذلّ مؤمناً أذله الله».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3911) 4 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى قال : أخبرنا محمّد بن همام قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد قال : حدّثنا أبو أيوب يحيى بن زكريا بن بشر بن محارب بن إسماعيل بن غنام بن خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته، فمن طعن عليه أو ردّ عليه قوله فقد ردّ على الله عزّ وجلّ ».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 61)
ص: 169
(3912)1 -(1) أبوجعفر الصدوق بالإسناد المتقدّم في الباب السابق عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال : «أعتى النّاس من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
ص: 170
(3913) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال : «ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدّد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولاً حتى يدخل جهنم إلّا أن يتوب».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي .
(3914)3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن الحسن النهاوندي قال: حدّثنا
ص: 171
أبو الخزرج الأسدي قال : حدّثنا محمد بن فضيل قال : حدّثنا أبان بن أبي عياش قال : حدّثنا جعفر بن إياس :
عن أبي سعيد الخدري قال: وجد قتيل على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فخرج (علیه السلام) مغضباً حتى رقى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «يقتل رجل من المسلمين لا يدرى من قتله ؟ ! والذي نفسي بيده لو أنّ أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله في النّار، والذي نفسي بيده لا يجلد أحد أحداً ظلماً إلا جلد غداً في نار جهنّم مثله، والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله على وجهه في نار جهنّم».
(أمالی المفيد : المجلس 25 ، الحديث 3)
(3915) 4 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن طاهر قال: حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدّثني عبد الله بن أحمد بن المستورد قال : حدّثني عبد الله بن يحيى الكاهلي قال :
ص: 172
حدّثنا محمّد بن عبيد بن مدرك الحارثي قال: دخلت مع عمّي عامر بن مدرك على أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) فسمعته يقول: «من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله وبين عينيه مكتوب : آيس من رحمة الله».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 40)
(3916) 5 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبوالفضل العباس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين قال : حدّثنا الحسين بن أبي غندر، عن أيوب قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «من دخل على مؤمن في داره محارباً له قدمه مباح في تلك الحال للمؤمن وهو في عنقي».
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 16)
ص: 173
(3917)1 - أبو جعفر الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني:
عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ وجل لموسى بن عمران) « قال : إلهي ، فما جزاء من ترك الخيانة حياءً منك ؟
قال : يا موسى له الأمان يوم القيامة» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)
تقدّم تمامه في باب فضائل موسى وهارون من كتاب النبوة (1).
(3918)2- وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)
سيأتي إسناده في باب المكر والخديعة - 48- وتقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
(3919)3 - (3) حدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي (رضی الله عنه) قال : حدّثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
ص: 174
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (1) : «أربع لاتدخل بيتاً واحدة منهن إلا خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة، والسرقة، وشُرب الخمر، والزنا».
(أمالی الصدوق : المجلس 62، الحديث 12)
أبو جعفر الطوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أنّ فيه : «أربع لا يدخل واحدة منهنّ بيتاً إلّا خرب ولم يعمر : الخيانة ...».
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 39)
(3920) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «من خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقی الله يوم القيامة مطوقاً إلّا أن يتوب ويرجع».
وقال: « ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الخيانة وقال : من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملّتي ويلقی الله وهو عليه غضبان، (إلى أن قال :) ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذي خانها».
(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
ص: 175
(3921) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي ) قال : « نهى عن الهجران، فإن كان لابد فاعلاً فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيّام، فمن كان مهاجراً لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به
(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(3922)2- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمّد بن مخلد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال : حدّثنا العباس بن محمّد بن حاتم الدوري قال : حدّثنا يعلى - يعني ابن عبيد - قال: حدّثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، والسابق يسبق إلى الجنة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 8 )
ص: 176
(3923)3- وبإسناده إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في مواعظه لأبي ذر) قال : يا أباذرّ ( «يا إياك والهجران لأخيك المؤمن (1) ، فإنّ العمل لا يتقبل مع الهجران» (2) .
(أمالی الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)
ص: 177
(3924) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داوود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري:
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال : « بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يُطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن أعطي حَسَده، وإن ابتلي خَذَلَه».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 18 )
(3925) 2 - (2) حدّثنا محمد بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا موسى بن عمر البغدادي، عن
ص: 178
ابن سنان، عن عون بن معين بيّاع القلانس، عن عبد الله بن أبي يعفور قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : « من لقی الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسانان من نار».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 19)
ص: 179
(2926) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث طويل ) قال: يا أباذرّ من كان ذو وجهين ولسانين في الدنيا، فهو ذو لسانين في النار».
(أمالی الطوسى : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
ص: 180
(3927) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله ( في حديث) قال: «ألا أنبئكم بشر النّاس»؟
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : «من أبغض الناس وأبغضه النّاس».
ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألا أنبئكم بشر من هذا »؟
قالوا بلى يا رسول الله .
قال: «الّذي لا يُقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً »الحديث
(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3928) 2 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :
سئل أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) عن الخمر ؟ فقال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربي عزّ وجلّ، عن عبادة الأوثان، وشرب الخمر،
ص: 181
وملاحاة الرجال» (1) الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)
(3929)3) - حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن عن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
كان المسيح (علیه السلام) يقول : « من كثر همّه سقم بدنه ( إلى أن قال :) ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته».
(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه في ترجمة المسيح (علیه السلام) من كتاب النبوة (2).
(3930) 4 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي، أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن أبي حفص العطّار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) يحدّث عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم
يكن يأتيني فيه (3) ، فقلت له : ياجبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟! لقد أرعبتني.
قال : ومايروعك يا محمد ، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ؟ !
قال:[ قلت : ] بماذا بعثك ربّك ؟
قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان وشرب الخمور، وملاحاة الرجال،
ص: 182
وأخرى هى للآخرة والأولى، يقول لك ربّك : يا محمّد، ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطناً ملآناً ».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)
(3931) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته».
ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لم يزل جبرئيل الله (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».
(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 27 )
يأتي إسناده في كتاب الروضة .
(3932)6- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني (رحمه الله ) سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أشرار النّاس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبراء العنت (2) ، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة»، ثم تلا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ »(3).
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 38)
ص: 183
(3933) 7 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن محمد بن معقل العجلي بسهرورد قال حدّثنا محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن آبائه ، عن علي(علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إياكم ومشارة (2) النّاس، فإنها تظهر العُرّة وتدفن الغرّة».
(أمالی الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 23)
ص: 184
(3934) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن على بن أسد الأسدى قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن حازم قال : حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدّثنا حفص بن غياث عن بُرد بن سنان عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لا تظهر الشماتة بأخيك (2) فيرحمه الله ويبتليك».
(أمالی الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 5)
أبو عبد الله المفيد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي نصر محمد بن عمر النيسابوري، عن محمد بن السري عن أبيه، عن حفص بن غياث مثله .
(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 4 )
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «فيعافه الله ويبتليك».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 1)
أقول : سيأتي في الباب 42 ما يرتبط بهذا الباب .
ص: 185
(3935)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)(في حديث ) قال : « ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
ص: 186
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الغضّ عن عيوب الناس (21) فلاحظ .
(3936) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي ) قال : « ألا من سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها».
(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
(3937) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم والفضل [ابني يزيد ] الأشعريين، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة:
ص: 187
عن أبي جعفر أو أبي عبد الله (علیهما السلام) قال : «أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلّاته ليعنفه بها (1) يوماً ما».
(أمالی المفيد : المجلس 3، الحديث 6)
(3938) 3 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
ص: 188
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «یا معشر من آمن بلسانه ولم يصل الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين ولا تذمّوا المسلمين، فإنّه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عوراته، ومن تتبع الله عوراته فضحه في جوف بيته».
(أمالی المفيد : المجلس 17 ، الحديث 8)
(3939)4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدّثني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو عمران موسى بن الحسن بن سلمان قال : حدّثني أبوبكر بن الحارث الباغندي قال : حدّثني عيسى بن رعبة قال : حدّثنا محمّد بن إدريس قال : حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن
ص: 189
190
أبي حبيب، عن نافع عن ابن عمر قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت الله عن عيوبهم النّاس، فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس، وكان في المدينة أقوام لاعيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوباً، لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا »
(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 18)
ص: 190
(3940)1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر : عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : «من روى على مؤمن رواية يُريد بها شَينه وهَدْم مروءته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله عزّ وجلّ من ولايته إلى ولاية الشيطان».
(أمالی الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 17 )
ص: 191
ص: 192
:أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب.
(3941) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أحق النّاس بالذنب السفيه المغتاب ، وأذلّ النّاس من أهان النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3942) 2 - (1) وبإسناده عن نوف البكالي ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال : «اجتنب الغيبة فإنّها إدام كلاب النّار».
ثمّ قال: «يا نوف ، كذب من زعم أنّه وُلِد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3943)3 - (2) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ناقلا عن عن حكيم) قال: «البهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات».
(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
ص: 193
( 3944) 4 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أيوب بن نوح قال : حدّثنا محمد بن أبي عمير قال : حدّثني محمّد بن حمران:
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: « من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو ممن قال الله عزّ وجلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (2)»
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 16)
(3945) 5 - (3)حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمان بن سيابة :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «إنّ من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وإنّ من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 17 )
ص: 194
(3946) 6 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن غير واحد:
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «لا تغتب ، فتُغتَب ، ولا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها ، فإنّك كما تدين تدان».
(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 10)
(3947) 7 - (2) وعن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا الحسين بن يزيد [النوفلي ] ، عن إسماعيل بن مسلم [السكوني ] عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث».
ص: 195
قیل: یا رسول الله ، وما الحدث ؟
قال : «الاغتياب».
(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 11)
(3948)8 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال : « ونهى عن الغيبة والاستماع إليها ».
وفيه «ونهى عن الغيبة وقال : من اغتاب امرءاً مسلماً بطل صومه ونقض وضوؤه، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلاً لما حرم الله (إلى أن قال :) ألا ومن تطوّل على أخيه في غيبته سمعها فيه في مجلس فردّها عنه ردّ الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة، فإن لم يردها وهو قادر على ردّها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرّة .
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي .
(3949) 9 - (1) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « الصائم في عبادة الله وإن كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً».
(أمالی الصدوق : المجلس 82، الحدیث 1)
ص: 196
(3950) 10 - (1) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الكوفي الأسدي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي قال : حدّثنا الحسين بن يزيد قال : حدّثني حفص بن غياث ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى يسقون من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض : ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فرجل معلق (2) في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً، ورجل يأكل لحمه ، فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد (3) قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد مات وفي عنقه أموال النّاس ولم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء.
ثم يقال للذي يجرّ أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول : إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده.
ثم يقال للذي يسيل فوه قيحاً ودماً ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيسندها(4).
ص: 197
ويحاكي بها (1).
ثمّ يقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 21)
(3951)11 - وبالسند المتقدم عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 22)
(3952) 12- حدّثنا أحمد بن هارون قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن جعفر بن جامع [الحميري ] ، عن أحمد بن محمد البرقي، عن هارون بن الجهم
عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال : «إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حُرمة له ولا غيبة».
(أمالی الصدوق : المجلس 10، الحديث 8)
(3953) 13 - (2) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح :
عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام)، وقد قلت له : يا ابن رسول الله ، أخبرني مَن تُقبل شهادته، ومن لا تُقبل شهادته ؟
فقال: «يا علقمة ، كلّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».
ص: 198
قال : فقلت له : تُقبل شهادة المقترف للذُّنوب؟
فقال: «يا علقمة، لولم تقبل شهادة المقترفين للذُّنوب لما قبلت إلّا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق، فمن لم تَرَه بعينك يرتكب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والسّتر وشهادته مقبولة، و إن كان فى نفسه مُذنباً، ومَن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزّ وجلّ داخل في ولاية الشيطان.
ولقد حدّثني أبي، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : مَن اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنّة، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه، فقد انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب في النار خالداً فيها وبئس المصير» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 22 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه في الباب الأول من كتاب النبوّة .
(3954) 14 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا داوود بن المحبّر قال : حدّثنا عنبسة بن عبد الرحمان القرشي قال : حدّثنا خالد بن يزيد اليماني ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «كفّارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته».
(أمالی المفيد : المجلس 21 ، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسى : المجلس 7 ، الحدیث 27)
ص: 199
(3955) 15 - (1) أخبرني أبو الحسين (2) أحمد بن محمد الجرجرائي قال : حدّثنا إسحاق بن عبدوس قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضر مي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي قال : حدّثنا المحاربي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال:
نال رجل من عرض رجل عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فردّ رجل من القوم عليه، فقال رسول الله : «من ردّ عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار».
(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 2 )
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله إلا أنه فيه : «حجاباً من نار».
(أمالی الطوسي : المجلس 4، الحديث 31)
ص: 200
(3956)16 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) أنه قال لأصحابه : «اسمعوا مني كلاماً هو خير لكم من الدُّهم (1) الموقفة ، (إلى أن قال :) واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تُذكروا به إذا غبتم عنه .
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 45)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3957) 17- (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : أخبرنا أبو على محمّد بن همام قال : حدّثنا حميد بن زياد قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله قال : حدّثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن بي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن ردّ عن عرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنة البتة، ومن أتي إليه معروفه فليكافئ، فإن عجز فليثن به ، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة».
(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 6)
ص: 201
(3958) 18 - (1) وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال:« يا أباذرّ ، إيّاك والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا».
قلت : يا رسول الله ، وما ذاك، بأبي أنت وأمي ؟
قال: «لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .
يا أباذرّ ، سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه»(2).
:قلت یا رسول الله ، ما الغيبة ؟
قال: «ذكرك أخاك بما يكرهه».
قلت : يا رسول الله ، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟
قال: «اعلم إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته (3) يا أباذرّ من ذبّ عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه على الله عزّ وجلّ أن يعتقه من النار .
يا أباذرّ من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا و الآخرة».
(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
ص: 202
(3959) 1 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان:
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «بينا موسى بن عمران يناجي ربه عزّ وجلّ إذ رأى رجلاً تحت ظل عرش الله عزّ وجلّ ، فقال : ياربّ من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه، ولم يمش بالنميمة ».
(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 2)
(3960) 2 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [بن حيان المكاري ]:
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن، والمنافق ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النمّام.
(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)
(3961)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «نهى عن النميمة والاستماع إليها وقال : لا يدخل الجنة قتّات . يعني نماماً».
ص: 203
وفيه : يقول الله عزّ وجلّ : حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات» وهو النمّام .
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي الله من كتاب النواهي .
(3962)4 - وبإسناده عن الربيع صاحب المنصور (في خبر طويل ) قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) لمنصور : «لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول مَن حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النَّار، فإنّ النمّام شاهدُ زُور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس، وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَا فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْم نادِمِينَ» (1) » الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 89 الحديث 10 )
تقدّم إسناده في باب صلة الرحم - 2 - من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، و تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2).
(3963) 5 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني القاضي ابن الاشناني قال : أخبرنا محمّد بن عيسى بن حيان المدائني قال : حدّثنا سفيان بن عيينة، عن
ص: 204
منصور، عن إبراهيم [النخعي ] عن همام [ بن الحارث ]، عن حذيفة [بن اليمان ] قال :
سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «لا يدخل الجنة قتات».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 77)
(3964)6 - وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث طويل) قال: «يا أباذرّ، لا يدخل الجنّة قتات».
قلت ما القتات؟
قال: «النمّام .
يا أباذرّ ، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة».
(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3965) 7 - (1) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أشرار الناس من يبغض المؤمنين
ص: 205
2
و تبغضه قلوبهم المشّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت (1)، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة»، ثم تلا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلْفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» (2).
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 38)
تقدّم إسناده في باب الحقد والبغضاء ، والتشاجر ، ومعاداة الرجال (39).
ص: 206
(3966-3967)1-2 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي» الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)
وبإسناده عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) يقول : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر مثله .
(أمالی المفيد : المجلس 33 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)
تقدّم تمامهما مسنداً في باب الغض عن عيوب النّاس (21).
(3968)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (علیهما السلام) قال :
في كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام): « ثلاث خصال لايموت صاحبهن حتى يرى وبالهنّ : البغي، وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة »الحديث .
(أمالى المفيد : المجلس 11 ، الحديث 8)
تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، وكذا الحديث التالي.
(3969) 4 - وبإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :
ص: 207
« أسرع الأشياء عقوبة رجل (إلى أن قال ): ورجل لا تبغي عليه وهو دائماً يبغي عليك، ورجل تصل قرابته فيقطعك».
(أمالی المفيد : المجلس 20، الحديث 5)
( 3970) 5 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة عقوق الوالدين، والبغي على النّاس، وكفر الإحسان».
(أمالی المفيد : المجلس 28 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 18 )
تقدّم إسناده في باب برّ الوالدين والأولاد (1) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام.
(3971)6 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا أبو الوليد وأبوكثير، جميعاً عن شعبة قال : أخبرني الحكم ، عن الحسن بن مسلم :
عن ابن عبّاس قال: «ما ظهر البغي في قوم قطّ إلا ظهر فيهم الموتان» الحديث .
( أمالي الطوسى : المجلس 14 ، الحديث 48 )
تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض (27) من أبواب مساوئ الأخلاق.
ص: 208
(3972) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن محمد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، والحنين (2) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 22)
(3973)2- أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «كفی بالمرء عيباً أن ينظر من النّاس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».
(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب الغض عن عيوب النّاس (21)، وكذا الحديث التالي .
(3974)3 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه، و أن يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».
(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17
ص: 209
(13975) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبان الأحمر ، عن الصادق (علیه اسلام) (في حدیث) قال : إن كان العرض على الله حقاً، فالمكر لماذا » ؟
(أمالی الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3976) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبرئيل (علیه السلام) يقول : إنّ المكر والخديعة في النّار».
ثم قال له : «ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)
تقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
(3977)3- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «من غش مسلماً في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين».
وقال: «من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب ».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي اللهم من كتاب النواهي.
ص: 210
(3978) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال : حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق إملاءاً قال : حدّثنا جعفر الخياط صاحب أبى ثور قال : حدّثنا عبد الصمد بن يزيد [أبو عبدالله الصائغ ] قال : سمعت فضیل بن عياض يقول :
سئل ابن المبارك من النّاس ؟
قال : «العلماء».
قال : من الملوك ؟
قال : «الزهاد».
قال : فمن السفلة ؟
قال: «الّذي يأكل بدينه».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 31)
ص: 211
(3979) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال : سأل عنه زيد بن صوحان : فأي الخلق أشقی ؟ قال : «من باع دينه بدنيا غيره».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس (15 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الروضة.
(3980) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبو علي محمد بن همام الاسكافي (رحمه الله ) قال : حدّثني أحمد بن موسى النوفلي قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن معاوية بن حكيم قال : حدّثني عبد الله بن سليمان التميمي :
عن جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) (في حديث ) قال : «ألا أنبئكم بأخفّ النّاس يوم القيامة ميزاناً وأبينهم خسراناً (2) ؟ من باع آخرته بدنيا غيره».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 35)
تقدّم تمامه في الباب 4 من أبواب ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة .
ص: 212
(3981) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه :
عن الريّان بن الصلت قال : أنشدني الرضا (علیه السلام) لعبد المطلب :
يعيب النّاس كلّهم زمانا*** وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا ***ولو نَطَق الزمان بنا هجانا
وإنّ الذئب يترك لحم ذئب ***ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
(أمالی الصدوق : المجلس 33 ، الحديث 8)
(3982)2- (2) حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني (رحمه الله ) قال : حدّثني علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة:
ص: 213
عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : لما حضرت علي بن الحسين (علیهما السلام) الوفاة ضمّني إلى صدره ثم قال: «يا بنيّ ، أوصيك بما أوصاني به أبي (علیه السلام) حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به ، فقال : يا بنيّ إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله».
(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 10)
(3983 - 3984) 3 - (1) 4- (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم، عن المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف :
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال : «الظلم ثلاثة : ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عزّ وجلّ فالشرك بالله، وأمّا
ص: 214
الظلم الذي يغفره الله عزّ وجلّ فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ، وأمّا الظلم الذي لا يدعه الله عزّ وجلّ فالمداينة بين العباد».
وقال (علیه السلام) : «ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم».
(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 2 و 3)
(3985 (5 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم قال :
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « من الجور قول الراكب للماشي : الطريق».
(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 9 )
(3986) 6 - (2) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: «إنّ عيسى بن
ص: 215
مريم (علیهما السلام) قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لا تُحدِّثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلِمُوهم، ولا تُعِينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)
یأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة
(3987) 7 - وبإسناده عن علي بن الحسين ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال: سأل عنه زيد بن صوحان: فأي الخلق أشح؟ قال: «من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة.
(3988)8- (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن
أبي جعفر محمّد بن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة
ص: 216
(3989)9- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه اسلام) قال : «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى (إلى أن قال ): و دعاء المظلوم على ظالمه ، ودعاؤه لمن انتصر منه» الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 81)
تقدّم تمامه مسنداً في باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة والإيثار و المواساة (10).
(3990) 10 - (1) حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري الحافظ إملاءً من حفظه في المسجد الحرام في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا عثمان بن محمّد السمرقندي قال : حدّثنا محمّد بن حماد الطهراني قال : حدّثنا عبد الرزّاق، عن سفيان الثوري عن أبي معشر [ نجيح بن عبد الرحمان السندي المدني ]، عن سعيد [بن أبي سعيد ] المقبري، عن أبي هريرة:
ص: 217
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «دعوة المظلوم مستجابة وإن كانت من فاجر مخوف على نفسه »(1).
قال عبد الرزاق : ثم لقيت أبا معشر فحدّثني به .
(أمالی الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 75)
أقول : وردت في طائفة من الروايات: «أربعة لاترد لهم دعوة » وذكر منها المظلوم على من ظلمه ، أذكرها إن شاء الله في باب من يستجاب دعاؤه من كتاب الدعاء.
(3991) 11- (2) أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا ابن مقبل قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن النخعي الكوفي قال : حدّثنا مسعر بن يحيى بن الحجاج النهدي قال: حدّثنا شريك بن عبد الله النخعي عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (علیه السلام) :قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :
يقول الله عزّ وجلّ: «اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 56)
ص: 218
(3992) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أقل النّاس وفاء الملوك، وأقلّ النّاس صديقاً الملوك (1) (إلى أن قال (: أشقی النّاس الملوك».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(3993) 2 - وبإسناده عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « يانوف، اقبل وصيّتي، لا تكونن نقيباً، ولا عريفاً، ولا عشّاراً (2)، ولا بريداً» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9 )
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(3994)3- وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث نقلا عن حكيم ) قال : «العدل أوسع من الأرض».
(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
ص: 219
(3995) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن زيد الشحّام قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول : « من تولّى أمراً من أمور النّاس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور النّاس، كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنّة»
(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 2)
(3996)5-حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثني صالح بن أبي حمّاد قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال :
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) : « إذا أراد الله عزّ وجلّ برعيّة خيراً جعل لها سلطاناً رحيماً وقيّض له وزيراً عادلاً».
(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 3)
(3997) 6 - حدّثنا محمّد بن علي بن بشّار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم القطان قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا أحمد بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن مصعب قال : حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «طاعة السلطان واجبة، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عزّ وجلّ ودخل في نهيه ، إن الله عزّ وجلّ يقول : ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ (2) ».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 20)
ص: 220
(3998)7 - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضی الله عنه): قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن أبيه إسماعيل :
عن أبيه موسى بن جعفر (علیهما السلام) أنه قال لشيعته : «يا معشر الشيعة، لا تُذِلُّوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم ، فإن كان عادلاً فاسألوا الله إبقاءه، وإن كان جائراً فاسألوا الله إصلاحه ، فإنّ صلاحكم في صلاح سلطانكم، وإنّ السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم ، فأحبوا له ما تُحبّون لأنفسكم واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 21)
(3999) 8 - (1) حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكى، عن عبد الله بن أحمد، عن أبي أحمد محمد الأزدي، عن عبد الله بن جندب، عن أبي عمر العجمي، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه ، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :
قال الله جلّ جلاله : «أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الملوك وقلوبهم بيدي، فأيما قوم أطاعوني جعلتُ قلوب الملوك عليهم رحمة، وأيما قوم عصوني جعلتُ قلوب الملوك عليهم سخطة، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك، توبوا إليّ أعطف قلوبهم عليكم ».
(أمالی الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 10)
ص: 221
(4000 ) 9 - (1) حدّثنا جعفر بن علي الكوفي قال : حدّثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد الشعيري، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله : «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمّتي : الأمراء والقرّاء».
(أمالی الصدوق: المجلس 58 ، الحديث 11)
(4001) 10 - وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن سيّد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) (في رسالة الحقوق ) قال : وأما حق سائسك بالملك فأن ( تطيعه ولا تعصيه إلّا فيما يُسخط الله ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأمّا حق رعيّتك بالسلطان فأن تعلم أنّهم صاروا رعيّتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم، وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله على ما آتاك من القوة عليهم.
(أمالی الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)
تقدم تمامه مسنداً في باب جوامع الحقوق.
ص: 222
(4002) 11 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال : « ونهى عن إتيان العرّاف وقال: من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».
وفيه وقال: «من تولّى خصومة ظالم أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير».
وقال: «من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع (1) له طمعاً فيه كان قرينه إلى النّار».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قال الله عزّ وجلّ: «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (2).
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من دلّ جائراً على جور كان قرين هامان في جهنّم».
وقال : «ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط یوم القيامة ثعباناً من النار طوله سبعون ذراعاً ، يسلّط عليه في نار جهنم وبئس المصير».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عزّوجلّ على شفير جهنّم بكلّ يوم ألف سنة وحشر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير» (3).
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(4003) 12 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن
ص: 223
قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم الأزدي قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقوّوه بالتقية والاستغناء بالله عزّ وجلّ عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان الدنيا، واعلموا أنّه من خضع (1) لصاحب سلطان الدنيا أو من يخالفه في دينه طلباً لما في يديه من دنياه أخمله الله ومقّته عليه ووكّله إليه ، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إلى منه شيء نزع الله البركة منه ، ولم يؤجره على شيء ينفقه منه في حج ولاعتق ولا برّ».
(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 2)
(4004)13 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرّع (2) قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل، عن الأصمعي قال :
سمعت أعرابياً وذكر السلطان فقال : لئن عَزّوا بالظلم في الدنيا ليذلّن بالعدل في الآخرة ، رضوا بقليل من كثير وبيسير من خطير، وإنما يلقون العدم حين لا ينفع الندم».
(أمالی المفيد : المجلس 13 ، الحديث 10)
(4005)14 - وبإسناده عن نوف البكّالي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث ) قال: «فإن استطعت يا نوف أن لا تكون عريفاً (3)، ولا شاعراً (4).
ص: 224
ولاصاحب كوبة، ولا صاحب عرطبة (1) فافعل، فإن داوود (علیه السلام) رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثمّ قال : والله ربّ داوود، إنّ هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، إلا أن يكون عريفاً ، أو شاعراً (2) ، أو صاحب كوبة ، أو صاحب عرطبة».
(أمالى المفيد : المجلس 16 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(4006) 15 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أحبّ الصالح لصلاحه ودار الفاسق لدينك وأبغضه بقلبك وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله».
(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله إلّا أنّ فيه: «دار الفاسق عن دينك... كي لا تكون مثله ».
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (3).
(4007) 16 - (4) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رضی الله عنه) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد، عن
ص: 225
ياسر، عن أبي الحسن الرضا علي بن موسى قال (علیه السلام): «إذا كذب الولاة حبس المطر (1) ، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي».
(أمالى المفيد : المجلس 37، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 26)
(4008) 17 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبد الله النخعي قال: حدّثنا أبي قال : حدّثني الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «مَن بدا (3) جفا، ومن تبع الصيد غفل، ومَن لزم السلطان افتتن ، وما يزداد من السلطان قرباً إلّا ازداد من الله تعالى بعداً».
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 21)
(4009) 18 - (4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الوصّافي عن ابن بريدة عن أبيه:
ص: 226
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «لا يؤمّر رجل على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، فإن كان محسناً فك عنه ، وإن كان مسيئاً زِيد غلّاً إلى غلّه».
(أمالی الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 24)
(4010) 19) - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور، عن الإمام علي بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) :
عن الصادق (علیه اسلام) قال : «إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء ».
(أمالی الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 73 )
(4011) 20 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي :
عن أبي قتادة القمي قال: كنت عند أبي عبد الله فدخل عليه زياد القندي (1) ، فقال له: «يا زياد وليت لهؤلاء» ؟
قال : نعم يا ابن رسول الله ، لي مروءة وليس وراء ظهري مال، وإنما أواسي إخواني من عمل السلطان .
فقال: « يا زياد، أما إذا كنت فاعلاً ذلك ، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله عزّ وجلّ على عقوبتك ، وذهاب ما أتيت إليهم
ص: 227
عنهم، وبقاء ما أتيت إلى نفسك عليك ، والسلام».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 49 )
(4012) 21 - وبإسناده عن أبي ذرّ أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال [له] : «يا أباذرّ ، إنّي أحبّ لك ما أحب لنفسي، إنّي أراك ضعيفاً، فلا تؤمرن على اثنين ولاتولّينّ مال يتيم» (1).
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85 )
تقدّم إسناده في باب العشرة مع اليتامى - 13- .
(4013) 22 - أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن راشد (2) الطاهري الكاتب قال : سمعت الأمير أبا أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر المصعبي يقول : سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول :
سمعت الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) يقول : «إذا ولي الظالم الظالم فقد انتصف الحق، وإذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق، وإذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق، وإذا ولي العبد الحرّ فقد استرق الحق».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 15)
(4014) 23 - (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين
ص: 228
قال : حدّثنا حسين بن زيد بن علي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن الحسين بن علي، عن علي (علیهم السلام) :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «السلطان ظلّ الله في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر ، وإن جار كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر حتى يأتيهم الأمر».
(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 10)
ص: 229
(4015) 1 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثني زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين العلوی (2) قال : حدّثني علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن جده علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله قدميه على الصراط یوم القيامة».
(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 51)
ص: 230
(4016) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمد قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم، عن محمد بن عمر [ الكشي ] ، عن محمد بن مسعود قال: حدّثني محمد بن أحمد النهدي قال: حدّثني معاوية بن حكيم الدهني قال: حدّثنا شريف بن سابق التفليسي قال :
حدّثنا حماد [بن عبد العزيز ] السمندري (2) قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : إني أدخل بلاد الشرك، وإنّ عندنا من يقول: إن متّ ثُمَّ حشرت معهم ؟
قال : فقال لي: «يا حماّد، إذا كنت ثَمّ تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟
قال : قلت : نعم . قال: «فإذا كنت في هذه المدن - مدن الإسلام - تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟
قال : قلت : لا .
فقال لي : « إنّك إن مت ثُمَّ حشرت أمّة وحدك، وسعى نورك بين يديك».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 23)
ص: 231
(4017) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (2) قال :
قال الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجتزّ مودّة النّاس ،إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».
(أمالی الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 7)
(4018) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدّثنا أبو علي محمد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا علي بن حديد عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (4) قال :
قال أبو عبدالله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «يا مدرك ، إن أمرنا ليس بقبوله فقط،
ص: 232
ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً اجتزّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون».
(أمالی الطوسى : المجلس 3 ، الحديث 40 )
(4019)3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا سليمان بن سلمة الكندي ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، وعيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله».
ثم قال أبو عبد الله (علیه السلام): «يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب».
(أمالی المفيد : المجلس 40 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن سليمان بن مسلم الكندي ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 32)
(4020) 4 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) و نحن جماعة ، بعد ما قضينا نسكنا ، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .
فقال: «ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه ، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا» الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة، وسيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب .
ص: 233
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل من هذه الأبواب، وفي كتاب الإمامة ، في باب «كفر من سب أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرأ منه من ترجمته (علیه السلام).
(4021) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (رضی الله عنه) قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن مبارك مولى الرضا:
عن الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) قال : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربّة، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليّه .
فأما السنّة من ربه فكتمان سره ، قال الله جل جلاله : « عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَسُولٍ» (2) .
وأمّا السنّة من نبيه فمداراة النّاس، فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بمداراة النّاس فقال: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ » (3) .
وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضراء، يقول الله عزّ وجلّ: « وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ المَتَّقُونَ» (4) » .
(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 8)
ص: 234
(4022) 2 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن جعفر الجوهري، عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي ، عن أبي سعيد عقيصا قال:
سئل الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) عن العقل، فقال: «التجرع للغصة، و مداهنة الأعداء».
(أمالی الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 2)
(4023) 3 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد:
عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام)، أنه سئل : ما العقل؟ فقال: «التجرّع للغصة، و مداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء».
(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 18)
(4024) 4 - حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدّثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن حماد بن عيسى :
ص: 235
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : كان فيما أوصى به لقمان ابنه ناتان (1) أن : قال له : «يا بُنيّ، ليكن مما تتسلّح به على عدوّك فتَصْرَعه المُماسَحَة (2) و إعلان الرضا عنه ، ولا تُزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 5)
تقدّم تمامه في باب حِكَم لقمان - 15 - من كتاب النبوّة (3) .
(4025) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال : حدّثنا هارون بن عبيد الله المقرئ قال : حدّثنا عثمان بن سعيد قال : حدّثنا أبو يحيى التميمي ، عن كثير ، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال :
سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «ألا إنّكم معرضون على لعني ودعاي كذّاباً، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم الله أنّه كان مكرهاً، وردت أنا وهو على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) معاً، ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر، ومَن لعنني منشرحاً صدره بلعني فلا حجاب بينه وبين الله (4) ولا حجة له عند محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) » الحدیث .
(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 4)
تقدّم تمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (5).
ص: 236
(4026) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه :
عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)أنه قال :« ألا إنّكم ستعرضون على سبيّ، فإن خفتم على أنفسكم ،فسبّوني ألا وإنّكم ستعرضون على البراءة مني، فلا تفعلوا، فإنّي على الفطرة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 16)
(4027)7- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو علي الحسين بن محمد الكندي (2) قال: حدّثنا قال : حدّثنا عمرو بن محمد بن الحارث، عن أبيه محمّد بن الحارث قال : أخبرني الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبيه قال:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لشيعته: «كونوا في الناس كالنحلة في الطير ، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها (3) ، ولو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها ، خالطوا النّاس بألسنتكم وأجسادكم، و زايلوهم بقلوبكم وأعمالكم لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحبّ».
(أمالی المفيد : المجلس 15 ، الحديث 7 )
ص: 237
(4028) 8 - حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي نجران، عن الحسن بن بحر، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال :
سمعته يقول: «تبذّل ولا تشهّر ، واخف شخصك لئلا تذكر وتعلم، واكتم و اصمت تسلم - وأوماً بيده إلى صدره - تسرّ الأبرار وتغيّظ الفجّار». وأومأ بيده إلى العامة .
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 44 )
(4029) 9 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني ظريف بن ناصح ، عن محمد بن عبدالله الأصمّ الأعلم :
عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: سمعت أبي (علیه السلام) يقول لجماعة من أصحابه: «والله لو أنّ على أفواهكم أوكية لأخبرت كلّ رجل منكم ما لا يستوحش معه إلى شيء، ولكن قد سبقت فيكم الإذاعة، والله بالغ أمره ».
(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 38)
(4030) 10- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني
ص: 238
الإمام علي بن محمد، عن آبائه أب أب (علیهم السلام) قال :
قال الصادق (علیه اسلام) « ليس منا من لم يلزم التقيّة ويصوننا عن سفلة الرعيّة».
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 83)
(4031) 11 - وبالسند المتقدم عن الصادق (علیه اسلام) قال : «عليكم بالتقيّة ، فإنّه ليس منّا من لم يجعلها شعاره و دثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 16)
(4032) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سعد داوود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول النحوي ب- «الأنبار»، قال: حدّثني جدّي إسحاق بن البهلول التنوخي قال : حدّثني أبي البهلول بن حسان قال : حدّثني طلحة بن زيد الرقي، عن الوضين بن عطاء، عن عمير بن هانئ العبسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :« ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغيّر فيها بيد و لا لسان».
فقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : «يا رسول الله، وفيهم يومئذ مؤمنون» ؟
قال: «نعم». قال: «فينقص من إيمانهم شيئاً» ؟
قال: «لا ، إلّا كما ينقص القطر من الصفا، إنهم يكرهونه بقلوبهم».
(أمالی الطوسي : المجلس 17، الحديث 3)
(4033)13 - (1) أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد
ص: 239
قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبدالله (علیه السلام) في قوله تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ » (1) قال : «« أعملكم بالتقيّة».
(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 16)
ص: 240
(4034) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله - أو غيره - قال :
نزل على أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قوم من جهينة فأضافهم ، فلمّا أرادوا الرّحلة زوّدهم ووصلهم وأعطاهم، ثمّ قال لغلمانه: « تنحّوا لا تعينوهم».
فلمّا فرغوا جاءوا ليودّعوه، فقالوا له : يا ابن رسول الله ، لقد أضفت فأحسنت الضيافة، وأعطيت فأجزلت العطيّة ، ثم أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرّحلة ؟ !
فقال (علیه السلام): «إنّا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا».
(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 9)
(24035 - أبوجعفر الطوسي ابو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي محمد الوابشي قال: ذكر أبو عبد الله أصحابنا ، فقال : «كيف صنيعك بهم» ؟
فقلت: والله ما أتغذى ولا أتعشّى إلا ومعى منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر.
فقال: «فضلهم عليك - يا أبا محمّد - أكثر من فضلك عليهم».
فقلت : جعلتُ فداك ، وكيف ذلك ؟ وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم مالي وأخدمهم خادمي ؟ !
فقال : «إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير ، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك».
(أمالی الطوسي : المجلس 9، الحديث 11)
تقدّم إسناده في باب إطعام المؤمن - 7-.
ص: 241
(4036) 3 - (1) أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي المعروف بالزاهد قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا أبو الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع:
عن مجاهد قال: نزل ضيف برجل من الأنصار فأبطأ الأنصاري على أهله، فجاء فقال : ما عشيتم ضيفي والله لا أطعم عشاءكم.
وقالت المرأة : وأنا والله لا أطعم الليلة .
قال الضيف : وأنا والله لا أطعم الليلة.
فقال :الأنصاري : يبيت الليلة ضيفي بغير عشاء قرّبوا طعامكم، فأكل وأكلوا معه، فلما أصبح غدا على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فأخبره بأمره، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) «أطعت الله عزّ وجلّ وعصيت الشيطان».
(أمالی الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 83)
ص: 242
أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب إطعام المؤمن (7) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .
(4037) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال:) وإكرام الضيف».
( أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).
(4038) 2 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطيّة :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن (إلى أن قال ): وإقراء الضيف».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 13)
تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (3).
ص: 243
(4039)3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال :
قال أبو عبد الله (علیه السلام) لداوود بن سرحان : «يا داوود ، إنّ خصال المكارم بعضها مقيد ببعض ، يقسمها الله حيث يشاء ، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده : صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، و المكافأة بالصنائع ، وأداء الإمانة وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، و قرى الضيف، ورأسهنّ الحياء».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 44)
ص: 244
(4040) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) ( فيما أوصى به عند وفاته ) قال : « أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال ): وحبّ المساكين ومجالستهم».
وفيه: «إيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغرّ (1) جليسه»
وفيه : إيّاك والجلوس في الطرقات».
وفيه: «جاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذكر».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2).
(4041) 2- (3) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : حدّثنا أبو الطيب الحسين بن عليّ بن محمّد التمار قال : حدّثنا محمد بن مزيد قال: حدّثنا الزبير بن بكّار قال : حدّثنا عبد الله بن نافع قال : حدّثنا ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله ، عن عمه جابر بن عبد الله قال :
ص: 245
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : مجلس سفك فيه دم حرام، ومجلس استُحلّ فيه فَرج حرام ، ومجلس استُحلّ فيه مال حرام بغير حقه».
(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 40)
(4042)3- حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :
قال أبو عبد الله (علیه السلام) « لكلّ شيء حلية ، وحلية الخوان البقل، ولا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس، فإنّ تخطي أعناق الرجال سخافة».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 53)
(4043) 4 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخلدي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي قال : حدّثنا عبد الجبار بن عاصم قال : حدّثني عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك
ص: 246
بن عمير، عن مصعب بن شيبة [ عن أبيه شيبة بن عثمان بن طلحة ] (1) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا أخذ القوم مجالسهم ، فإن دعا رجل أخاه وأوسع له في مجلسه فليأته ، فإنما هي كرامة أكرمه بها أخوه، وإن لم يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان يجده فليجلس فيه ».
(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 15)
(4044) 5 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بسُرّ من رأى سنة أربعين ومئتين ، قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة العبدي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن على (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المجالس بالأمانة، ولا يحلّ لمؤمن أن يَأثُر (3) عن مؤمن -أو قال: عن أخيه المؤمن - قبيحاً».
(أمالی الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 11)
ص: 247
(4045) 1) - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أبو طالب عبدالله بن الصلت القمّي قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خمس لا أدَعَهُنَّ حتى الممات : الأكل على الحضيض (2) مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكّفا (3)، و حَلْبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سُنّة من بعدي».
(أمالی الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)
ص: 248
(4046) 2 - وبإسناده عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أُمّتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام» (إلى أن قال ): «وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 5)
يأتي تمامه مسنداً في باب أنواع النوم ، وكراهة النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها - 1 - من أبواب آداب السهر والنوم من كتاب الآداب والسنن .
(4047) 3 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن : أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أورمة، عن إسماعيل بن أبان الوراق، عن الربيع بن بدر، عن أبي حاتم، عن أنس بن مالك :
عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث ) قال : «سلّم على من لقيت يزد الله في حسناتك ، وسلّم في بيتك يزد الله في بركتك».
(أمالی المفيد : المجلس 7 ، الحديث 5)
تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).
(4048)4 - (2) حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن صالح القاضي قال : حدّثنا مسروق بن المرزبان قال : حدّثنا حفص [ بن غياث ] ، عن عاصم [ الأحول ] ، عن أبي عثمان [النهدي ] ، عن أبي هريرة قال :
ص: 249
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدعاء، وإنّ أبخل النّاس من بخل بالسلام».
(أمالی المفيد : المجلس 38 الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي. عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 45)
(4049) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث) قال: «من لقي عشرة من المسلمين فسلّم عليهم كتب الله له عتق رقبة».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(4050) 6 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر ، عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار».
(أمالی الطوسی : المجلس 8، الحديث 26)
ص: 250
(4051) 7 - (1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن عباد بن أحمد القزويني قال: حدّثني عمي، عن أبيه، عن جابر، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله البجلي قال :
سمعت سلمان الفارسي (رضی الله عنه) يقول لي وللأشعث بن قيس : إنّ لي عندكما وديعة .
فقلنا : ما نعلمها إلّا أنّ قوماً قالوا لنا : اقرءوا سلمان عنا السلام.
قال : فأيّ شيء أفضل من السلام، وهي تحيّة أهل الجنة ؟
(أمالی الطوسى : المجلس 12 ، الحديث 56)
(4052) 8 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السمّاك قال : حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرقاشي قال : حدّثنا بشر بن عمر قال : حدّثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم :
أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ليسلّم الراكب على الماشي، وإذا سلّم من القوم واحد أجزاً عنهم».
(أمالی الطوسي : المجلس 12، الحديث 88)
ص: 251
(4053)9 - وبإسناده عن الحارث الهمداني، عن علي (علیه السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من معروف ستاً: يسلّم عليه إذا لقيه » الحدیث .
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)
تقدّم تمامه مسنداً في باب حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم - 1 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، وكذا الحديثان التاليان .
(4054) 10 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه» الحديث .
(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 13)
(4055)11 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه » الحدیث .
(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 14)
ص: 252
(4056) 1 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أجيبوا الداعي وعودوا المريض واقبلوا الهدية و لا تظلموا المسلمين».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 3)
تقدّم إسناده في الباب الأول من أبواب آداب العشرة مع النّاس والأصدقاء وفضلهم وأنواعهم.
(4057)2- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد صاعد قال : حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عقبة بن خالد قال : حدّثنا موسى بن محمد [بن إبراهيم القرشي أبو محمد ] التيمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أغبّوا في العيادة، وأربِعُوا، إلا أن يكون مغلوباً».
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 4)
ص: 253
(4058) 3 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي قال : حدّثنا داوود بن عمرو الضبيّ قال : حدّثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا يحيى بن أيوب بن [بادي المصري، عن ] عبيد الله (2) بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم [ بن عبد الرحمان أبي عبد الرحمان ]، عن أبي أمامة :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تمام عيادة المريض أن يدع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأله كيف هو ؟ وتحياتكم بينكم المصافحة».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 5)
(4059) 4 - (3) وعن عبد الله بن محمّد البغوي قال : حدّثنا صبيح بن دينار العلوي
ص: 254
ببلد (1) ، قال : حدّثنا عفيف بن سالم ، عن أيوب بن عتبة اليماني ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تمام عيادة المريض إذا دخلت عليه أن تضع يدك على رأسه وتقول : كيف أصبحت ؟ وكيف أمسيت ؟ فإذا جلست عنده غمرتك الرحمة وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلاً ومدبراً» وأومأ بيده إلى حقويه .
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 6)
أقول : سيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب، ويأتي كثير منه في باب ثواب عيادة المريض وآدابها من أبواب الجنائز ومقدّماتها ولواحقها من كتاب الأحكام.
ص: 255
(4060) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :
عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) قال : سُئِل الحسين بن علي (علیهما السلام) فقيل له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟
قال: « أصبحت ولي ربّ فوقي والنار ،أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي ، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحبّ ، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عنّي، فأي فقير أفقر مني »؟!
(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 3)
(4061) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى البجلي الحاسب قال : حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت :
عن ابن عبّاس قال : قيل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : كيف أصبحت ؟ قال: «بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مريضاً».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 7)
ص: 256
(4062)3- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدّثنا محمّد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصمّ ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال :
قيل لعيسى بن مريم (علیه السلام) : كيف أصبحت ، يا روح الله ؟
قال: «أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي ، لا أملك ما أرجو ، و لا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني»!
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 8)
(4063) 4 - (2) قال : وقيل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : كيف أصبحت ؟ قال : «بخير من رجل لم يصبح صائماً، ولم يعد مريضاً، ولم يشهد جنازة».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 9)
ص: 257
( 4064) 5 - قال : وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : لقيت علي بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم صباحاً فقلت : كيف أصبحت ، يا أمير المؤمنين ؟
قال: «بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن سروراً».
قلت : وما ذلك السرور ؟
قال : يفرج عنه كرباً، أو يقضي عنه ديناً، أو يكشف عنه فاقته».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 10)
(4065)6 - (1) قال جابر : ولقيت عليّاً (علیه السلام) يوماً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه ، فما ندري أي نعمة ،أشكر ، أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر» ؟
(أمالی الطوسي : المجلس 32 الحديث 11)
(4066) 7 - وبالسند المتقدم عن شقيق ، عمّن أخبره من أهل العلم قال : قال عبد الله بن جعفر الطيار : دخلت على عمّي علي بن أبي طالب (علیه السلام) صباحاً، وكان مريضاً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟
قال: «يا بُنَيَّ، كيف أصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأنه(2).
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 15)
ص: 258
(4067) 8 - وقيل لأبي ذرّ (رضی الله عنه) : كيف أصبحت يا صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ قال : « أصبحت بين نعمتين : بين ذنب مستور وثناء من اغتر به فهو المغرور».
(أمالی الطوسي : المجلس 32 الحديث 12)
(4068)9 - وقيل للربيع بن خثيم : كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟ قال : أصبحت في أجل منقوض ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا ، ثم لاندري ما يفعل بنا .
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 13)
(4069) 10 - وقيل لأويس بن عامر القرني كيف أصبحت يا أبا عامر ؟ قال ما ظنكم بمن يرحل إلى الآخرة كلّ يوم مرحلة، لا يدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد أم على نار؟
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 14)
(4070) 11 - (1) وقيل لعلى بن الحسين (علیهما السلام): كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟
قال: «أصبحت مطلوباً بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرائض ، والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالسُنّة ، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب».
(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 16)
(4071) 12 - وقيل لمحمّد بن علي(علیهما السلام) : كيف أصبحت ؟
قال: «أصبحنا غرق في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا بالنعم ،
ص: 259
ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه وهو غني عنا».
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 17)
(4072) 13 - (1) وقيل لبكر بن عبد الله المزني (2) كيف أصبحت ؟
قال : أصبحت قريباً ،أجلي بعيداً أملي، سيّئاً عملي، ولوكان لذنوبي ريح ما خالستموني.
(أمالی الطوسى : المجلس 32 الحديث 18 )
(4073) 14 - وقيل لرجل من المعمّرين : كيف أصبحت ؟ قال :
أصبحت لا رجلاً يغدو لحاجته*** ولا قعيدة بيت تحسن العملا
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 19)
(4074) 15 - (3) وقيل لأبي رجاء العطاردي (4) - وقد بلغ عشرين ومئة سنة -: كيف
ص: 260
أصبحت ؟ قال :
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ***كأنما كان شبابي قرضا
(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 20)
ص: 261
(4075) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني محمد بن عمران، عن أبيه عمران بن إسماعيل قال :حدّثني أبوعلي الأنصاري ، عن محمد بن جعفر التميمي قال :
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «بينا إبراهيم خليل الرحمان (علیه السلام) في جبل بيت المقدس يطلُبُ مرعى لغنمه، إذ سمع صوتاً ، فإذا هو برجل قائم يصلّي طوله اثنا عشر شبراً، فقال له : يا عبدالله لمن تصلّي ؟
قال : لإله السماء .
فقال له إبراهيم (علیه السلام): هل بقي أحد من قومك غيرك ؟
قال : لا .
قال : فمن أين تأكل ؟
قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء.
قال له : فأين منزلك؟»
قال: «فأوماً بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم (علیه السلام): هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة ؟
فقال : إنّ قدامي ماءً لا يخاض .
قال : كيف تصنع ؟
قال : أمشي عليه .
قال : فاذهب بي معك ، فلعل الله أن يرزقني ما رزقك».
قال: «فأخذ العابد بيده فمضيا جميعاً حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى
ص: 262
إبراهيم (علیه السلام) معه حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم (علیه السلام): أي الأيام أعظم ؟
فقال له العابد : يوم الدِّين، يوم يُدان النّاس بعضهم من بعض .
قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فتدعو الله عزّ وجلّ أن يؤمننا من شر ذلك اليوم ؟
فقال: وما تصنع بدعوتي ؟! فوالله إنّ لي لدعوة منذ ثلاثين سنة (1) ما أُجبت فيها بشيء.
فقال له إبراهيم (علیه السلام): أولا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك ؟
قال : بلى.
قال له : إنّ الله عزّ وجلّ إذا أحب عبداً احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبداً عجّل له دعوته ، أو ألقی في قلبه اليأس منها.
ثمّ قال له : وما كانت دعوتك ؟ :
قال مرّ بي غنم ومعه غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام، لمن هذا الغنم ؟ فقال : لإبراهيم خليل الرّحمان . فقلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه.
فقال له إبراهيم : فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمان، فعانقه، فلمّا بعث الله محمدا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جاءت المصافحة».
(أمالی الصدوق : المجلس 49، الحديث 11)
(4076)2 - أبوجعفر الطوسي بإسناده عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرقوا بالاستغفار».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 26)
تقدّم إسناده في باب إفشاء السلام (60) .
(4077)3 - وبإسناده عن أبي أمامة عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال: « تحياتكم بينكم المصافحة».
(أمالی الطوسى : المجلس 32 الحديث 5)
تقدّم تمامه مسنداً في باب عيادة المريض (61).
ص: 263
(4078) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الزاهد أبو محمد الحسن بن حمزة قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد عن عمرو بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمرو [ بن خالد الحناط الكوفى ] الأفرق وحذيفة بن منصور:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( علیه السلام) قال : «صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقريب (2) بينهم إذا تباعدوا» .
(أمالى المفيد : المجلس 1 ، الحديث 10)
(4079) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .
قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما عمل امرؤٌ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس يقول خيراً ويتمنى خيراً».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 60)
ص: 264
(4080)3- (1) وبالسند المتقدم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم» (2).
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 62)
ص: 265
(4081) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن هارون بن مسلم بن سعدان عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا عطس المرء المسلم ثمّ سَكَت لعِلَّةٍ تكون به، قالت الملائكة عنه : الحمد لله ربّ العالمين، فإن قال : الحمد لله ربّ العالمين، قالت الملائكة: يغفر الله لك».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 1)
(4082)2- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني ، عن علي (علیه السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من معروف ستاً : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، ويسمّته (2) إذا عطس » الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)
تقدّم تمامه مسنداً في باب حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم - 1 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، وكذا الحديثان الآتيان.
(4083)3 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه،
ص: 266
ويسمته إذا عطس » الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 13)
(4084)4 - وبإسناده عن الحارث، عن علي(علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « للمسلم على المسلم ستّ خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه، ويسمّته إذا عطس » الحدیث .
(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 14)
ص: 267
(4085) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن سنان مسرور (رحمه الله ) قال:
حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال : :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « كَثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الإيمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء».
(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 4)
(4086) 2 - حدّثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان قال :
قال أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): «لاتمزح فيذهب نورُك »الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).
ص: 268
(4087)3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبوموسى المجاشعي قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد (علیهما السلام)، قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله (علیه السلام) .
قال المجاشعي : وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائهم (علیهم السلام):
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : «كان ضحك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) التبسم ، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بملء أفواههم، فقال : يا هؤلاء من غرّه منكم أمله وقصر به في الخير عمله، فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور ، واذكروا الموت فإنّه هادم اللذات ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)
ص: 269
ص: 270
ص: 271
ص: 272
(4088) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال ): وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر ، وقال : «في الأنهار عمّار وسكّان من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلّا بمئزر »الحديث.
(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
يأتي تمامه في كتاب النواهي.
(4089) 2 - (1)حدّثنا الحسين بن علي الصوفي قال : حدّثنا حمزة بن القاسم قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الوزّان ، عن يحيى بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن حمران قال :
ص: 273
قال الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «إذا دخلت الحمام فقُل في الوقت الذي تنزع ثيابك : «اللهم انزع عنّي ربقة النفاق وثبتني على الإيمان».
فإذا دخلت البيت الأوّل فقل : «اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وأستعيذ بك من أذاه» .
وإذا دخلت البيت الثاني فقل : «اللهم أذهب عني الرجس النجس، وطهِّر جسدي : وقلبي »، وخذ من الماء الحارّ وضعه على هامتك، وصُبّ منه على رجليك ، وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنّه یُنَقِّی المثانة ، والبث في البيت الثاني ساعة.
فإذا دخلت البيت الثالث فقل: «نعوذ بالله من النّار ونسأله الجنّة»، تردّدها إلى وقت خروجك من البيت الحارّ .
وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام ، فإنّه يُفسد المعدة، ولا تصبن عليك الماء البارد فإنّه يُضعف البدن، وصبّ الماء البارد على قدميك إذا خرجت فإنّه يَسلَّ الداء من جسدك ، فإذا لبست ثيابك فقل: «اللهم ألبسني التقوى، وجنبني الردى»، فإذا فعلت ذلك أمنتَ من كل داء».
(أمالي الصدوق: المجلس 58 الحديث 5)
(4090)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( فى مناهيه ) قال: «ونهى عن السواك في الحمام».
وفيه: «ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام ، وقال : لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمنزر».
(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
ص: 274
بن
(4091) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسن (2) بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن علي بن المؤمل قال : لقيت موسى بن جعفر وكان يخضب بالحمرة ، فقلت : جُعلتُ فداك ، ليس هذا من خضاب أهلك !
فقال: «أجل ، كنتُ أخضب بالوسمة، فتحرّكت عَلَي أسناني، إنّ الرجل كان إذا أسلم على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فعل ذلك ، ولقد خضب أمير المؤمنين (علیه السلام) بالصفرة ، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال: إسلام. فخضبه بالحمرة، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال : إسلام وإيمان فخضبه بالسواد ، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال : إسلام و إيمان ونور».
(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 9)
ص: 275
(4092) 1- (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن، وإنّه وقارٌ للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقّر الله تعالى خليله إبراهيم (علیه السلام)، فقال : ماهذا ياربّ ؟ قال له : هذا وقار . فقال : ياربّ زدني وقاراً».
قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المؤمن».
( الطوسي : المجلس 39 الحديث 35)
ص: 276
(4093) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «نهى عن تقليم الأظافير بالأسنان».
(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
(4094) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) ، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر :
عن الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) (في حديث ) قال: «عليكم بالسواك فإنها مطهرة وسنّة حسنة».
(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)
تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر
(4095) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: « ونهى عن السواك في الحمام».
وفيه: « ما زال [ جبرئيل ] يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة».
(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي.
ص: 277
(4096)3 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله (في حديث) قال : ««عليكم بالسواك ، فإنّه يذهب وسوسة الصدر».
(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 3)
سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(4097) 1 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ الله تعالى يحبّ الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها».
قيل : وكيف ذلك ؟
قال :« ينظّف ثوبه ، ويطيب ريحه » الحدیث .
(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 65)
سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل.
ص: 278
(4098) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سهل بن زياد الأدمي قال : حدّثني عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح :
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : تذاكروا الشؤم عنده فقال : «الشُّوم في ثلاثة في المرأة والدابة، والدار، فأمّا شُؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأمّا الدابّة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأمّا الدار فضيق ساحتها وشرّ جيرانها وكثرة عيوبها».
(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 7)
(4099) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: «من بنى بنياناً رياء وسمعة (2) حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل ثمّ يطوق في عنقه ويلقی في النار ، فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلا أن يتوب».
قیل: یا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعةً ؟
قال: «يبني فضلاً على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه» .
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .
ص: 279
(4100) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال :
حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمّه عبد الله بن عامر عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن سعيد ، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «من قال إذا خرج من بيته : «بسم الله»، قال الملكان هُدِيتَ فإن قال : «لا حول ولا قوة إلا بالله»، قالا: وُقِيت. فإن قال : «توكّلت على الله» ، قالا : كُفيت . فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكُفي» ؟!
(أمالی الصدوق : المجلس 85، الحديث 17)
ص: 280
(4101) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن على بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبوالحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد (علیهم السلام) قال : «إذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله ، توكلت على الله ، ماشاء الله ، لا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له ، وأعوذ بك من شر ما خرجت إليه ، اللهم أوسع عليّ فضلك ، وأتمّ عَلَيّ نعمتك ، واستعملني في طاعتك ، واجعلني راغباً فيما عندك ، و توفّني في سبيلك وعلى ملتك وملة رسولك (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 51)
ص: 281
(4102) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق(علیه السلام) ( في حديث ) قال : «إن الله تعالى يحب الجمال والتجميل ويكره البؤس و التباؤس ، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها ، (إلى أن قال ): حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق».
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 65)
سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل.
(4103) 2- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال :) و كره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلّا أن يكون بين يديه سراج أو نار».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
تقدّم إسناده في باب آداب الحمام - 1 -، ويأتي تمامه في كتاب النواهي .
(4104) 3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «خمس تذهب ضياعاً: سراج تقده في الشمس الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به» الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في كتاب العشرة باب فضل الإحسان والفضل والمعروف - 12 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .
ص: 282
(4105)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: « لا تبيّتوا القمامة (1) في بيوتكم وأخرجوها نهاراً، فإنّها مقعد الشيطان».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
(4106) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدثنى أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي مريم [عبد الغفار بن
ص: 283
القاسم ] ، عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر عليهما صلوات الله ورحمته، عن جابر قال :
قال لنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خمّروا آنيتكم، وأوكوا أسقيتكم، وأجيفوا أبوابكم واحبسوا مواشيكم وأهاليكم من حيث تجب الشمس إلى أن يذهب فحمة العشاء، إنّ الشياطين لا تكشف غطاءً، ولا تحلّ وكاءً، وإنّ الشياطين ترسل من حيث تجب الشمس، واطفؤوا سرجكم، فإن الفويسقة تضرم البيت على أهله».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 18)
(4107)3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه السلام) قال : «إن الله تعالى يحبّ الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها».
قيل : وكيف ذلك ؟
قال: « ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره ، ويكنس أفنيته » الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 65)
سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل .
ص: 284
(4108) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي أيوب سليمان بن مُقبل المدني، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف الزامّ ، عن أبي عبيدة قال :
قال أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): « من قال في السوق: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله » كتب الله له ألف ألف حسنة».
(أمالی الصدوق : المجلس 88، الحديث 15)
(4109) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم - جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال :
ص: 285
حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لجبرئيل (علیه السلام) : «أيّ البقاع أحبّ إلى الله تبارك وتعالى» ؟
قال: «المساجد، وأحب أهلها إلى الله أولهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها».
قال: «فأيّ البقاع أبغض إلى الله تعالى»؟
قال: «الأسواق، وأبغض أهلها إليه أولهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها».
(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 51)
(4110) 3 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عبدالله بن أحمد بن مستورد قال : حدّثنا عبد الله بن يحيى قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن زید بن بكّار بن الوليد الجهني قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) يقول: «من دخل سوقاً فقال : «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم» ، كتب الله له من الحسنات عدد من فيها من فصيح وأعجم».
(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 52 )
ص: 286
(4111) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك - وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها، (إلى أن قال :) وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، (إلى أن قال: ) وكره النوم فوق سطح ليس محجر».
وقال: «من نام على سطح غير محجّر فبرئت منه الذمة».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
تقدّم إسناده في باب آداب الحمام - 1-، ويأتي تمامه في كتاب النواهي.
(4112) 2 - (2) حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن
ص: 287
أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام)قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أمتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، و صلّى بالليل والناس نيام».
فقال علي (علیه السلام):« يا رسول الله ، ومَن يطيق هذا من أمتك» ؟
فقال: «يا عليّ أو ما تدري ما إطابة الكلام ؟ من قال إذا أصبح وأمسى: « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» عشر مرّات.
وإطعام الطعام : نفقة الرجل على عياله.
وأما الصلاة بالليل والنّاس نيام : فمَن صلّى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة ، فكأنّما أحيى الليل كله .
وإفشاء السلام : أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين».
(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 5)
(4113) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة قالوا: حدّثنا أبو المفضّل قال : حدّثني إسحاق بن محمّد بن مروان الكوفي ببغداد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا يحيى بن سالم الفرّاء ، عن حماد بن عثمان ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال :
ص: 288
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر (1) يُرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبتان من درّ وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام ».
قال علي (علیه السلام): فقلت: يا رسول الله ، وفي أمّتك مَن يُطيق هذا» ؟
قال: «أتدري ما إطابة الكلام ؟
فقلت : «الله ورسوله أعلم».
قال: «مَن قال : سُبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أتدري ما إدامة الصيام» ؟
قلت : «الله ورسوله أعلم».
قال: «مَن صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوماً ، أتدري ما إطعام الطعام ؟
قلت : «الله ورسوله أعلم».
قال : « من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام ؟
قلت : «الله ورسوله أعلم».
قال: «مَن لم ينم حتى يصلّي العِشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما».
(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 30)
صلى الله (4114)4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «لايبيتنّ أحدكم ويده غمرة، فإن فعل فأصابه لمم (2) الشيطان فلا يلومن إلّا
ص: 289
نفسه ».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
بأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
(4115) 5 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامري قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال : حدّثني الإمام علي بن محمد العسكري، عن آبائه (علیهم السلام) :
عن الصادق (علیه السلام) في قوله [ تعالى ] : «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ » (2)، قال : «كانوا لا ينامون حتى يصلّوا العتمة (3)» .
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 24)
ص: 290
(4116) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدّثني محمّد بن أبي أيوب عن جعفر بن سنيد بن داوود قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و قالت أم سليمان بن داوود لسليمان : «يا بنیّ ، إياك وكثرة النوم بالليل ، فإنّ كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيراً يوم القيامة».
(أمالی الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 3) .
(4117) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال: «من خاف البيات قلّ نومه».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة
ص: 291
(4118) 3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «نبه بالتفكر قلبك ، وجاف عن النوم (2) جنبك ، واتق الله ربّك ».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 42 )
ص: 292
(4119) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن عُروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال :
سمعت الصادق جعفر بن محمد يحدّث عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) (في حديث) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوماً لأصحابه : «فأيكم يحيي الليل» ؟
فقال سلمان : أنا يا رسول الله .
(إلى أن قال :) فغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله ، إنّ سلمان رجلٌ من الفرس ، يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش، (إلى أن قال :) وقلت : «أيكم يحيى الليل» ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ! (إلى أن قال :)
فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : مه يا فلان، أنّى لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنه ينبئك».
(إلى أن قال: ) فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟
فقال : نعم .
فقال : أنت أكثر ليلك نائم !
فقال : ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «مَن بات على طهر فكأنّما أحيى الليل كلّه»، فأنا أبيتُ على طهر ، الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 9، الحديث 5)
تقدّم تمامه في باب فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وبعض أكابر الصحابة - 8 - من كتاب النبوة (2).
ص: 293
(4120) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن هلال ، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه، عن علي (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة».
(أمالی الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 3)
(4121) 2 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن سلام بن غانم:
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: «لا إله إلا الله مئة مرّة ، بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن استغفر حين يأوي إلى فراشة مئة مرّة تحاتّت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر».
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 7)
ص: 294
(4122) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ) قال: «المروءة مروءتان: مروءة في الحضر ومروءة في السفر (إلى أن قال : ) و أمّا الّتي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن كان (1) معك، وكتمانك على القوم سرّهم (2) بعد مفارقتك إيّاهم، وكثرة المزاح في غير ما يُسخط الله عزّ وجل» (3) الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 41)
سيأتي تمامه مسنداً في باب المروءة والفتوة .
(4123) 2 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر ( إلى أن قال:) وأمّا مروءة السفر
ص: 295
فبذل الزاد والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (1) ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».
(أمالی المفيد : المجلس 6 ، الحديث 3)
سيأتي تمامه في باب المروءة والفتوة .
(4124)3 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن المثنى، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجهني:
عن المفضّل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فقال لي: «من صحبك »؟
فقلت له : رجل من إخواني.
قال: «فما فعل» ؟
فقلت : منذ دخلت لم أعرف مكانه .
فقال لى: «أما علمت أنّ من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 78 )
(4125)4 - قال محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله ) : قرأت في بعض الأصول حديثاً لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد ( علیه السلام) قال: «من صحب أخاه المؤمن في طرق فتقدّمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد أشاط بدمه وأعان عليه».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 79)
ص: 296
(4126) 1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك و رسول تعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها ، ( إلى أن قال :) كره ركوب البحر في هيجانه».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
تقدّم إسناده في باب آداب الحمام (1) ، ويأتي تمامه في كتاب النواهي.
ص: 297
(4127) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خَمسُ لا أدَعَهُنّ حتى الممات : الأكل على الحضيض (1) مع العبيد، وركوبي الحمار مُؤكفاً (2)» الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه مسنداً في باب إفشاء السلام (60) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض من كتاب العشرة .
(4128) 2 - (3)حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم قال :
قال الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «من الجور قول الراكب : الطريق».
(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 9 )
(4129) 3 - (4) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح،
ص: 298
عن سعد بن طريف :
عن الأصبغ بن نباتة قال : أمسكت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسّم ، فقلت : يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك وتبسمت ؟!
قال: «نعم يا أصبغ ، أمسكت لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الشهباء ، فرفع رأسه إلى السماء و تبسم ، فقلت يا رسول الله، رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت ؟ !
فقال : يا علي إنّه ليس من أحد يركب ثم يقرأ آية الكرسي (1) ثم يقول : «استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت». إلّا قال السيّد الكريم يا ملائكتي، عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ، فاشهدوا أنّي قد غفرت ذنوبه» .
(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 3)
(4130) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس النميري المعدّل بدمشق قال : حدّثني أبو عامر موسى بن عامر بن خريم المرّي قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال : أخبرنا علي بن سليمان أبو نوفل الكلبي، عن أبي إسحاق السبيعي :
عن علي بن ربيعة الأسدي قال : ركب علي بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله».
فلمّا استوى على الدابة قال : «الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، « سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (2)» .
ص: 299
ثمّ سبّح الله ثلاثاً، وحمد الله ثلاثاً، وكبر الله ثلاثاً، ثم قال: «ربّ اغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت»
ثم قال : «فعل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذا ، وأنا رديفه».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 34 )
ص: 300
(4131) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي أسامة :
عن ابي عبد الله (علیه السلام) (في حديث ذكر فيه سيرة علي بن الحسين (علیهما السلام)) قال : «كان لا تسبق يمينه شماله».
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 26)
تقدّم تمامه في ترجمة الإمام السجّاد (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).
ص: 301
(4132) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي قتادة القمّي قال : حدّثنا عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر :
عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) قال : إنّ النّاس تذاكروا عنده الفتوة فقال :« أتظنّون أنّ الفتوة بالفسق والفجور ؟ كلّا، إنما الفتوة والمروّة طعام موضوع، ونائل مبذول، واصطناع المعروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشَطارة (2)وفسق».
ثم قال (علیه السلام): «ما المروءة» ؟
فقلنا : لا نعلم . قال: «المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان: مروءة في الحضر ومروءة في السفر، فأما الّتي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والإنعام على الخادم فإنه مما يُسرّ الصديق ويَكبِت العدوّ ، وأمّا التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن كان معك، و كتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إيّاهم ، وكثرة المزاح في غير ما يُسخط الله عز وجل».
ثم قال (علیه السلام) : «والذي بعث جدي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالحق نبياً، إن الله عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤونة ، وإنّ الصبر لينزل
ص: 302
على قدر شدّة البلاء».
(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، [عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر ] قال : كنا عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ تذاكروا عنده الفتوة ، فقال «وما الفتوة ؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور ؟! كلّا، إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف، وأمّا تلك فشَطارة وفسوق».
ثم قال: «وما المروءة» ؟
فقلنا : لا نعلم .
قال: «المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بحسب غِناه ، فإنّ المروءة مروءتان : مروءة في السفر ومروءة في الحضر، فأمّا الّتي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم، فإنّها مما تُسرّ الصديق و تكبت العدوّ ، وأمّا التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن يكون معك ، وكتمانك على القوم بعد مفارقتك إياهم».
قال: «والذي بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالحق نبياً ، إن الله عزّ وجلّ يرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة على قدر المؤونة، وإنّ الصبر لينزل على قدر شدّة البلاء على المؤمن».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 41)
(4133) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب
ص: 303
بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر، فأمّا مروءة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير والنظر فى الفقه، وأما مروءة السفر فبذل الزاد والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (1)، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».
(أمالی المفيد : المجلس 6، الحديث 3)
ص: 304
أقول : تقدّم في الباب الأخير من أبواب السفر ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ .
(4134) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث )قال: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم فزهّدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دارالسلام الذي دعاهم إليه (2)، وصبروا على ضيق المعيشة ، و صبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أنّ الموت سبيل من مضى ومَن بقی (3)، فتزوّدوا لأخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [ أدنى ] (4) القوت، و قدموا الفضل، وأحبّوا في الله عزّ وجلّ، وأبغضوا في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .
ص: 305
(4135) 2) - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه قال :
قال سيدنا الصادق (علیه السلام): «إنّ الله تعالى يحب الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس ، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها».
قيل : وكيف ذلك ؟
قال : « ينظّف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره، ويكنس أفنيته ، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق».
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 66)
ص: 306
(4136) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «ونهى عن التعري بالليل والنهار».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي.
(4137) 1 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثنا أبي جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبي محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين :
عن أبيه الحسين بن علي (علیهم السلام) قال : «أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) أصحاب القمص فساوم شيخاً منهم ، فقال : يا شيخ بعني قميصاً بثلاثة دراهم.
فقال الشيخ : حبّاً وكرامة.
ص: 307
فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه مابين الرسغين(1) إلى الكعبين، وأتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ثم قال : «الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في النّاس، وأؤدّي فيه فريضتي ، وأستر به عورتي».
فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أعنك نروي هذا، أو شيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟
قال: بل شيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول ذلك عند الكسوة ».
(أمالی الطوسي : المجلس 13، الحديث 22)
(4138) 2 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر و عثمان بن أحمد بن عبدالله ابن السماك قال : حدّثنا أبو قلابة الرقاشي قال : حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال : حدّثنا مرجى أبو يحيى صاحب السقط ، قال : وقد ذكرته لحمّاد بن زيد فعرفه عن معمر بن زیاد :
أنّ أبا مطر حدثه قال : كنت بالكوفة فمرّ عَلَيّ رجل فقالوا: هذا أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه . قال : فتبعته فوقف على خيّاط فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم ،فلبسه، فقال: «الحمد لله الذي ستر عورتي وكساني الرياش». ثم قال : «هكذا كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول إذا لبس قميصاً».
(أمالی الطوسي : المجلس 13، الحدیث (101)
(4139)3- (3) وعن أبي عمرو ابن السماك قال : حدّثنا أحمد بن علي الخزاز المقرئ قال : حدّثنا يحيى بن عمران أبوزكريا قال : حدّثنا سليمان بن أرقم ، عن الحسن،
ص: 308
عن أبي هريرة :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال:«خير ثيابكم البياض ، فليلبسه أحياؤكم (1)، وكفنوا فيه موتاكم».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 103)
(4140) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال: «يا أباذرّ ، إنّي ألبس الغليظ ، و أجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي فمن رغب عن سنتي فليس مني».
وفيه: «يا أباذرّ ، من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة .
يا أباذرّ، إزرة (2) المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبه.
ص: 309
يا أباذرّ ، من رقع ذيله وخصف نعله وعفّر وجهه، فقد برئ من الكبر .
يا أباذرّ من كان له قميصان فليلبس أحدهما وليكن الأخر لأخيه».
وفيه : «يا أباذرّ ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً لله ، كساه الله حلّة من الكرامة».
وفيه: «يا أباذرّ ، البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب (1)، لئلا يجد الفخر فيك مسلكاً.
يا أباذرّ يكون في أخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض».
(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.
(4141) 5 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل، عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «إذا لبست ثوباً فقل : اللهم ألبسني لباس الإيمان، وزيني بالتقوى اللهم اجعل جديده أبليه في طاعتك وطاعة رسولك وأبدلني بخلقه حلل الجنة، ولا تجعلني أبليه في معصيتك، ولا تبدلني بخلقه مقطعات النيران».
(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 35)
(4142) 6 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن
ص: 310
مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه :
عن علي (علیهم السلام) قال: «علمني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا لبست ثوباً جديداً أن أقول: «الحمد لله الذي كساني من الرياش (1) ما أتجمّل به في النّاس ، اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها بمرضاتك، وأعمر فيها مساجدك»، فإنّه من فعل ذلك لم يتقمصه حتى يغفر له ».
(أمالی الصدوق : المجلس 45 ، الحديث 8)
(4143) 7 - (2) حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثني علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمان السراج يرفعه إلى أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من قطع ثوباً جديداً وقرأ « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» سنّاً وثلاثين مرّة ، فإذا بلغ « تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ » (3) أخرج ش-یئاً من الماء ورشّ بعضه على الثوب رشّاً خفيفاً، ثمّ صلّى فيه ركعتين ودعا ربه، وقال في دعائه: «الحمد لله الذي رزقني مما أتجمّل به في النّاس ، وأواري به عورتي وأصلّي فيه لربّي » وحمد الله (4) ، لم يزل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب».
(أمالی الصدوق : المجلس 45 الحديث 10 )
ص: 311
(4144) 1 - (1) أبو جعفر الطوسی قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا أحمد (2) قال : حدّثنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر قال : حدّثنا الحسين بن حميد [بن موسى أبو علي ] العكّي قال : حدّثنا زهير بن عبّاد الرؤاسي قال : حدّثنا أبو بكر بن شعيب قال : حدّثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عمرو بن الشريد [بن سويد الثقفي أبي الوليد الطائفي ]، عن فاطمة قالت:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 77 )
(4145) 2 - حدّثنا محمد بن محمّد (رحمه الله ) قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن النعمان:
ص: 312
عن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر : جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أركبه على خاتمى ؟ فقال : يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض ؟ فإنّها ثلاثة جبال فى الجنّة : فأما الأحمر فطلّ على دار رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وأما الأصفر فطلّ على دار فاطمة (علیها السلام)، وأما الأبيض فطل على دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، والدور كلّها واحدة ، يخرج منها ثلاثة أنهار من تحت كلّ جبل نهر أشدّ برداً من الثلج ، وأحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن ، لا يشرب منها إلا محمّد وآله (علیهم السلام) وشيعتهم ، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح الله وتقدّسه ،وتمجده، وتستغفر لمحبّي آل محمد (علیهم السلام)، فمن تختم بشيءٍ منها من شيعة آل محمد لم ير إلا الخير ، والحُسنى، والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره ».
(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 10)
(4146)3 - أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الطيب الحسن بن علي النحوي قال : حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبو نصر محمد بن أحمد الطائي قال :
حدّثنا على بن محمّد الصيمري الكاتب قال : تزوّجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب وأحببتها حبّاً لم يحبّ أحد مثله ، وأبطأ عَلَيّ الولد ، فصرت إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السلام)، فذكرت ذلك له، فتبسّم وقال: «اتخذ خاتماً فصه فيروزج، واكتب عليه : « رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ »(1)».
قال : ففعلت ذلك، فما أتى عليّ حول حتى رزقت منها ولداً ذكراً.
(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 31)
ص: 313
أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بذلك (1).
(4147) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن سالم، عن أبيه :
عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام) قال : كان للحسين بن علي (علیهما السلام) ،خاتمان نقش أحدهما : «لا إله إلّا الله ، عُدّة للقاء الله»، ونقش الأخر: «إنّ الله بالغ أمره».
وكان نقش خاتم علي بن الحسين (علیهما السلام) : « خزي وشقي قاتل الحسين بن علي (علیهما السلام) » .
(أمالی الصدوق : المجلس 27 ، الحديث 7)
(4148) 2 - حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي نجران، عن المثنى :
عن محمد بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) ( في حديث) قال : دخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي، فلمّا فرغ من الصلاة مدّ إليّ يده، فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه : «لا إله إلّا الله عدّة للقاء الله». فقال: «هذا خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن علي (علیهما السلام)».
(أمالی الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 13)
تقدّم تمامه في الباب الأوّل من ترجمة الإمام الحسين من كتاب الإمامة (2).
ص: 314
(4149) 3 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي :
عن الحسين بن خالد الصيرفي :قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السلام) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ونقشه «لا إله إلا الله» ؟
فقال: «أكره ذلك له»
فقلت : جعلت فداك، أوليس كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وكل واحد من آبائك (علیهم السلام) يفعل ذلك وخاتمه في إصبعه ؟
قال: «بلى، ولكن اولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم».
قلت : ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام)؟
فقال: «ولم لا تسألني عمّن كان قبله» ؟
قلت: فإنّي أسألك.
قال: «كان» نقش خاتم آدم (علیه السلام) : « لا إله إلا الله محمد رسول الله» هبط به معه، و إنّ نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفاً ثمّ سلني النجاة ؛ أنجك من الغرق ومن آمن معك».
قال: «فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلس، عصفت الريح عليهم ، فلم يأمن نوح الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرّة، فقال بالسريانية: «هلوليا ألفا ألفا، يا ماريا اتقن ».(2)
قال: «فاستوى القلس (3) واستمرت السفينة ، فقال نوح : إن كلاماً نجّاني الله به من الغرق الحقيق أن لا يفارقني».
قال : فنقش في خاتمه : «لا إله إلا الله ألف مرّة ، يا ربّ أصلحني».
ص: 315
قال: «وإنّ إبراهيم (علیه السلام) لمّا وضع في كفّة المنجنيق (1) ، غضب جبرائيل فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : ما يغضبك يا جبرائيل ؟
قال يا ربّ خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوّك وعدوّه .
فأوحى الله عزّ وجلّ : اسكت ، إنما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإنّه عبدي آخذه إذا آخذه إذا شئت ».
قال « فطابت نفس جبرئيل (علیه السلام) فالتفت إلى إبراهيم (علیه السلام) فقال : هل لك من حاجة ؟
فقال : أما إليك فلا .
فأهبط الله عزّ وجلّ عندها خاتماً فيه ستة أحرف : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبی الله» ، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم ، فإنّي أجعل النار عليك برداً و سلاماً».
قال: «وكان نقش خاتم موسى (علیه السلام)حرفين اشتقّهما من التوراة : «اصبر تؤجر، اصدق تنج».
قال: «وكان نقش خاتم سليمان (علیه السلام): «سبحان من ألجم الجنّ بكلماته».
قال : وكان نقش خاتم عيسى (علیه السلام) الحرفين اشتقّهما من الإنجيل : «طوبي لعبد ذكر الله من أجله ، وويل لعبد نسي الله من أجله» .
وكان نقش خاتم محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا إله إلا الله محمّد رسول الله»، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام) (علیه السلام): «الملك لله »، وكان نقش خاتم الحسن (علیه السلام): «العزّة الله»، وكان نقش خاتم الحسين (علیه السلام): «إنّ الله بالغ أمره»، وكان عليّ بن الحسين (علیهما السلام) يتختم بخاتم أبيه الحسين (علیه السلام) ، وكان محمد بن علي (علیهما السلام) يتختم بخاتم الحسين (علیه السلام)، وكان نقش خاتم جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «الله وليّي وعصمتي من خلقه»، وكان نقش خاتم أبي الحسن
ص: 316
موسى بن جعفر : «حسبي الله» .
قال الحسين بن خالد : وبسط أبو الحسن الرضا (علیه السلام) كفّه ، وخاتم أبيه (علیه السلام) في إصبعه حتى أراني النقش .
(أمالی الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)
ص: 317
(4150) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا أبو بكر أحمدبن محمد بن عيسى المكّي قال : حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمان عبد الله بن محمد بن حنبل قال : أخبرتُ عن عبد الرحمان بن شریک ، عن أبيه قال :
حدّثنا عروة بن عبدالله بن قشير الجعفي (1) [أبو مهل الكوفي ] قال : دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السلام) وهي عجوز كبيرة، وفي عنقها خرز [ة ] (2)، وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبّهن بالرجال - الحديث
(أمالی المفيد : المجلس 11 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه في الباب الأوّل من أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (3).
ص: 318
ص: 319
ص: 320
(4151) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبد الله بن محمّد الوهبي قالوا : حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :
جاء جبرئيل (علیه السلام) إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال :« يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك مُجزى به، واعلم أنّ شرف الرجل قيامه بالليل وعزّه استغناؤه عن النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 5)
(4152) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمد بن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنى سنة ثمان وثلاث مئة إملاءاً ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله العلوي قال : حدّثني أبي، عن خاله جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جده ،
عن علي (علیه السلام): عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : وعظني جبرئيل (علیه السلام) فقال: «يا محمد، أحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه».
(أمالی الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 14)
ص: 321
(4153 - 4154) 3 - 4 -(1) حدّثنا أبو عبد الله محمد بن محمد من حفظه ، قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد الزيات الصيرفي قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أخي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :
يقول الله عزّ وجلّ: « يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليّ بالمعاصي، خيري إليك منزول (2) وشرّك إليّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك (3) في كلّ يوم [وليلة ] (4) بعمل غير صالح (5).
یا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري (6) من الموصوف [ إذن ] لسارعت إلى مقته [ يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ولا أمحقك فيمن أمحق ] (7) .
(أمالی الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 10)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، عن علي بن محمد بن مهرويه الصامغاني بقزوين، عن داوود بن سليمان الغازي مثله مثله مع مغايرة طفيفة
ص: 322
ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 22، الحديث 7)
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال: حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال : قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : يقول الله عز وجل... وذكر مثله مع مغايرة وزيادة ذكرتها في المتن والهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 72 )
ص: 323
(4155) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى [ بن سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمون قال: حدّثني عبد الله بن عبدالرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي ، قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي :
عن أبيه أبي الأسود قال : قدمت الربذة فدخلت على أبي ذرّ جندب بن
جنادة، فحدّثني أبوذرّ قال : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في مسجده، فلم أر في المسجد أحداً من النّاس إلا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وعلى (علیه السلام) إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أوصني رصني بوصيّة ينفعني الله بها .
فقال: «نعم، وأكرم بك يا أباذرّ ، إنّك منا أهل البيت، وإنّي موصيك بوصية إذا حفظتها فإنّها جامعة لطرق الخير وسبله ، فإنّك إن حفظتها كان لك بها كفلان.
يا أباذرّ، اعبد الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنّه عزّ وجلّ يراك ، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنّه الأوّل (2) قبل كلّ شيء فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني
ص: 324
معه ، والباقي لا إلى غاية ، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، و هو الله اللطيف الخبير ، وهو على كل شيء قدير، ثم الإيمان بي والإقرار بأنّ الله عزّ و جلّ أرسلني إلى كافة النّاس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم حبّ أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
واعلم يا أباذرّ، أنّ الله تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمناً .
يا أباذرّ احفظ ما أوصيتك به تكن سعيداً في الدنيا والآخرة.
يا أباذرّ ، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.
يا أباذرّ اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك (1).
يا أباذرّ ، إيّاك والتسويف بأملك ، فإنّك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك تكن (2) في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم.
يا أباذرّ ، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غداً لا يبلغه .
يا أباذرّ ، لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.
يا أباذرّ كن في الدنيا كأنك غريباً وكعابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور(3).
يا أباذرّ ، إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك ، ومن حياتك قبل موتك ، فإنّك لاتدري
ص: 325
ما اسمك غداً.
يا أباذرّ إيّاك أن تدركك الصرعة عند الغرّة فلاتمكّن من الرجعة (1) ، ولا يحمدك من خلّفت بما تركت ولا يعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت.
يا أباذرّ، مارأيت كالنار نام هاربها ولا مثل الجنّة نام طالبها.
يا أباذرّ ، كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك.
يا أباذرّ، هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغياً ، أو فقراً منسياً، أو مرضاً مضنيا (2)، أو هرماً مفندا (3) ، أو موتاً محيراً (4)، أو الدجّال فإنّه شر غائب ينتظر، أو الساعة «وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرّ (5) .
يا أباذرّ ، إنّ شرّ النّاس (6) عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنة (7) .
يا أباذرّ ، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه، تنج من تبعته، ولا تُفتِ النّاس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة.
يا أباذرّ يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم
ص: 326
النّار، وإنّما دخلنا الجنّة بفضل (1) تأديبكم وتعليمكم ؟! فيقولون : إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله .
يا أباذرّ ، إنّ حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإنّ نعم الله عزّ وجلّ أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين .
يا أباذرّ ، إنّكم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة (2) ، ومن يزرع شراً يوشك يحصد ندامة، ولكلّ زارع ما زرع (3) .
يا أباذرّ ، لا يُسبق بطيء بحظّه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، ومن أعطى خيراً فالله عزّ وجلّ أعطاه ، ومن وقى شرّاً فإنّ الله وقاه.
يا أباذرّ المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.
يا أباذرّ ، إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه ، و الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرّ على أنفه .
يا أباذرّ ، إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً جعل الذنوب بين عينيه ممثلة (4).
يا أباذرّ ، لاتنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت .
يا أباذرّ ، إنّ نفس المؤمن أشدّ تقلّباً وخيفةً من العصفور حين يقذف به في شَرَك (5)
يا أباذرّ ، من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه ، ومن خالف قوله فعله
ص: 327
فذلك المرء إنّما يوبخ نفسه
يا أباذرّ ، إنّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .
يا أباذرّ ، إنّك إذا طلبت شيئاً من الآخرة واتّبعته تيسّر لك، وإذا رأيت شيئاً من أمر الدنيا واتّبعته عسر عليك ، فإنّك على حال خشيته .
يا أباذرّ ، لا تنطق فيما لا يعنيك فإنّك لست منه في شيء، واحرز لسانك كما تحرز رزقك (1).
يا أباذرّ ، إن الله جلّ ثناؤه ليدخل قوماً الجنّة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم (2) ، و فوقهم قوم في الدرجات العلى ، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا کنا معهم في الدنيا ، فيم فضلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات (3) ، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمأون حين تروون ، ويقومون حين تنامون ، ويشخصون حين تخفضون (4).
يا أباذرّ ، إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إليّ كما حبب إلى الجائع الطعام وإلى الظمأن الماء، فإنّ الجائع إذا أكل الطعام شبع و [ إنّ الظمان ] (5) إذا شرب الماء روي ، وأنا لا أشبع من الصلاة.
يا أباذرّ إنّ الله تعالى بعث عيسى بن مريم بالرهبانية، وبُعثتُ بالحنيفية السمحة، وحبّبت إليّ النساء والطيب ، وجعلت في الصلاة قرة عيني.
يا أباذرّ ، أيما رجل تطوّع في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقاً واجباً بيت في الجنة.
ص: 328
يا أباذرّ، صلاة في مسجدي هذا تعدل مئة ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة في غيره، وأفضل من هذا كلّه صلاة يصلّيها الرجل في بيته حيث لا يراه إلّا الله عزّ وجلّ يطلب بها وجه الله تعالى .
يا أباذرّ ، إنّك ما دمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك، ومن يُكثر قرع باب الملك يفتح [له] (1) .
يا أباذرّ، ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلّا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك، ومَن تناجی ما سئمت ولا التفتّ.
يا أباذرّ، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنّة ، ألا وهم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغيرها.
يا أباذرّ ، لا تجعل بيتك قبراً ، واجعل فيه من صلاتك يضيء بها قبرك .
يا أباذرّ الصلاة عمود (2) الدين واللسان الأكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر (3) .
يا أباذرّ الدرجة في الجنّة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره ، فيفرح فيقول (4) : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك المؤمن . فيقول : هذا أخي فلان؟ كنا نعمل جميعاً في الدنيا، وقد فضّل عَلَيّ هكذا ؟! فيقال [له] (5): إنّه كان أفضل منك عملاً. ثم يجعل في قلبه
ص: 329
الرضا حتى يرضى.
يا أباذرّ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين، وكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله أنّه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها (1)!
يا أباذرّ ، ومن أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به ، لأن الله جل ثناؤه نعت العلماء (2) فقال: «إنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلَى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً » إلى قوله : «يَبْكُونَ» (3).
يا أباذرّ من استطاع أن يبكي قلبه فليبك ، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك .
يا أباذرّ ، إنّ القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تشعرون .
يا أباذرّ، ما من خطيب إلّا عُرضت عليه خطبته يوم القيامة وما أراد بها .
يا أباذرّ ، إنّ الصلاة النافلة في السرّ تفضل على العلانية كفضل الفريضة على النافلة .
يا أباذرّ، ما يتقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود.
يا أباذرّ ، اذكر الله ذكراً خاملاً».
:قلت یا رسول الله ، وما الذكر الخامل ؟
قال: «الذكر الخفيّ» (4).
ص: 330
يا أباذرّ ، يقول الله عزّ وجلّ : لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني أمنته يوم القيامة.
يا أباذرّ ، لو أنّ رجلاً كان له مثل عمل سبعين نبياً لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة.
يا أباذرّ ، إنّ العبد لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيقول : أما إنّي قد كنت منك مشفقاً، فيغفر له .
يا أباذرّ ، إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها ، ويعمل المحقرات فيأتي الله عزّ وجل وهو من الأشقياء (1) ، وإنّ الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله عزّ وجلّ آمناً يوم القيامة (2).
يا أباذرّ ، إنّ العبد ليذنب فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنّة».
فقلت : وكيف ذلك ، يا رسول الله ؟ !
قال : «يكون ذلك الذنب نصب عينه تائباً منه فاراً إلى الله حتى يدخل الجنّة .
يا أباذرّ إنّ الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتّبع نفسه وهواها، وتمنّى على الله عزّ وجلّ الأماني (3).
يا أباذرّ ، إنّ أوّل شيء يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعاً .
يا أباذرّ ، والذي نفس محمد بيده لو أنّ الدنيا كانت تعدل عند الله عزّ وجلّ جناح بعوضة [ أو ذباب ] (4) ما سقی الكافر والفاجر منها شربة من ماء.
يا أباذرّ ، إنّ الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عزّ وجلّ.
ص: 331
يا أباذرّ، ما من شيء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من الإيمان به وترك ما أمر أن يُترك .
يا أباذرّ ، إنّ الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى (علیه السلام) : يا عيسى ، لا تحب الدنيا فإنّي لست أحبّها ، وأحبّ الآخرة فإنها دار المعاد.
يا أباذرّ ، إن جبرئيل (علیه السلام) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال : يا محمد ، إنّ هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربّك تعالى . فقلت : حبيبي جبرئيل، لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربي ، وإذا جعت سألته .
يا أباذرّ ، إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وزهده في الدنيا ، وبصره بعيوب نفسه (1) .
يا أباذرّ، ما زهد عبد في الدنيا إلّا أثبت الله (2) الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام.
يا أباذرّ ، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنّه يلقي إليك الحكمة».
فقلت یا رسول الله ، من أزهد النّاس ؟
قال: «من لم ينس المقابر والبلى، وترك ما يفنى لما يبقی، ومن لم يعدّ غداً من أيامه (3)، وعدّ نفسه في الموتى .
يا أباذرّ ، إنّ الله تعالى لم يوح إليّ أن أجمع المال ، لكن أوحى إليّ أن سبّح بحمد
ص: 332
ربك وكن من الساجدين، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين (1) .
يا أباذرّ ، إنّي ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي [ وألعق أصابعي ] فمن رغب عن سنتي فليس مني.
يا أباذرّ ، حبّ المال والشرف مُذهِب لدين الرجل (2).
قال : قلت : يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيراً يستبقون النّاس (3) إلى الجنة ؟
قال: «لا ، ولكن فقراء المؤمنين (4) ، فإنّهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب النّاس ، فيقول لهم خزنة الجنّة : كما أنتم حتى تحاسبوا . فيقولون : بِمَ تُحاسب ؟! فوالله ما ملكنا حتى نجور ،ونعدل ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط ، ولكنّا عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين (5) .
يا أباذرّ ، إنّ الدنيا مشغلة للقلب والبدن ، فإنّ الله عزّ وجلّ يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها ، فكيف بما نعموا في حرامها !
يا أباذرّ ، إنّي قد سألت الله عزّ وجلّ أن يجعل رزق من أحبّني الكفاف، ويُعطي من أبغضني المال والبنين (6).
ص: 333
يا أباذرّ، طوبي للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، واتخذوا الكتاب شعاراً، والدعاء لله دثاراً، وقرضوا الدنيا قرضاً (1).
يا أباذرّ ، إنّ حرث الآخرة العمل الصالح، وحرث الدنيا المال والبنون.
يا أباذرّ ، إن ربي تبارك اسمه أخبرني فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئاً، وإنّي لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصراً لا يشاركهم فيه أحد».
:قال :قلت یا رسول الله ، أى المؤمنين أكيس ؟
قال: «أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً»
يا أباذرّ ، إذا دخل النور القلب انفتح (2) القلب واستوسع».
قلت : فما علامة ذلك ؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله .
قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله .
يا أباذرّ، اتَّقِ الله ولا تري النّاس أنّك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر (3).
يا أباذرّ ، إنّ لله ملائكة قياماً من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعاً: سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن
ص: 334
نعبد، ولو كان لرجل عمل سبعين نبيّاً لاستقلّ عمله من شدّة ما يرى يومئذ ، ولو أنّ دلواً صبّ من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها، ولو أنّ زفرات جهنّم زفرت (1) لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثياً على ركبتيه يقول : ربّ نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق (علیهما السلام) يقول : يا ربّ أنا خليلك إبراهيم لاتنسني !
يا أباذرّ ، لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنة أطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء (2) القمر ليلة البدر ، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، ولو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنّة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم .
يا أباذرّ ، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن.
يا أباذرّ ، إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولاً بالتفكر والخشوع، واعلم أنك لاحق به .
يا أباذرّ، اعلم أنّ كلّ شيءٍ إذا فسد فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء».
قال الشيخ : هذا المثل لعلماء السوء.
« واعلم أنّ فيكم خلّتين (3): الضحك من غير عجب، والكسل من غير سهر.
يا أباذرّ ، ركعتان مقتصرتان (4) في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب ساه.
يا أباذرّ الحق ثقيل مرّ ، والباطل خفيف حلو ، وربّ شهوة ساعة تورث حزناً طويلاً.
يا أباذرّ ، لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله أمثال
ص: 335
الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها .
يا أباذرّ ، لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى النّاس كلّهم حق في دينهم عقلاء في دنياهم.
يا أباذرّ ، حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنّه أهون لحسابك غداً، وزِن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية .
[ يا أبا ذر ، ] (1) استح من الله ، فإنّي والذي نفسي بيده ، لأظلّ حين أذهب إلى الغائط متقنّعاً بثوبي استحيي من الملكين اللذين معي.
يا أباذرّ ، أتحب أن تدخل الجنّة» ؟
قلت : نعم ، فداك أبي .
قال: «فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينك، واستح من الله حق الحياء».
قال : قلت : یا رسول الله ، كلنا نستحيي من الله
قال : ليس كذلك الحياء، ولكنّ الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى والجوف وما وعى، والرأس وما حوى، فمن أراد كرامة الأجر (2)فليدع زينة الدنيا ، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله .
يا أباذرّ ، يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح.
يا أباذرّ ، مثل الذي يدعو بغير عمل ، كمثل الذي يرمي بغير وتر.
يا أباذرّ ، إنّ الله يُصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته والدور حوله مادام فيهم .
يا أباذرّ ، إنّ ربّك عزّ وجلّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر : رجل يصبح في الأرض فرداً فيؤذن ثم يصلي (3) ، فيقول ربك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي و لا يراه
ص: 336
أحد غيري فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم ، ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول [ الله ] (1) تعالى : انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي ساجد، ورجل في زحف فرّ أصحابه وثبت وهو يقاتل حتى يُقتل.
يا أباذرّ، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل نزله (2) قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم.
يا أباذرّ، ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً : يا جارة، هل مر بك اليوم ذاكر الله تعالى، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟ فمن قائلة : لا . ومن قائلة : نعم . فإذا قالت : نعم ، اهتزت وانشرحت و تری أنّ لها فضلاً (3) على جارتها .
يا أباذرّ ، إنّ الله جلّ ثناؤه لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر ، لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلّا أصابوا منها ،منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلّم فجرة بني آدم [بالكلمة العظيمة ] (4) ، والكلمة العظيمة قولهم : اتخذوا الله ولداً (5) ، فلما قالوها اقشعرت الأرض وذهبت منفعة الأشجار .
يا أباذرّ ، إنّ الأرض لتبكى على المؤمن إذا مات أربعين صباحاً. يا أباذرّ ،
إذا كان العبد في أرض قفر فتوضاً أو تيمم ثم أذّن وأقام وصلّى، أمر الله عزّ وجلّ الملائكة فصفّوا خلفه صفاً لا يرى طرفاه يركعون بركوعه،
ص: 337
ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه .
يا أباذرّ ، من أقام ولم يؤذن لم يصل معه إلّا الملكان (1) اللذان معه .
يا أباذرّ، ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله، إلّا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً.
يا أباذرّ ، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارّين.
يا أباذرّ الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء، وإملاء الخير خير من السكوت والسكوت خير من إملاء الشر (2) .
يا أباذرّ لاتصاحب إلّا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلّا تقي، ولا تأكل طعام الفاسقين .
يا أباذرّ، أطعم طعامك من تحبّه في الله ، وكل طعام من يحبّك في الله عزّوجلّ.
يا أباذرّ ، إنّ الله عزّ وجلّ عند لسان كلّ قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول.
يا أباذرّ ، اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .
يا أباذرّ ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ما سمعه (3).
يا أباذرّ، ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان.
يا أباذرّ ، إنّ من إجلال الله إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن وأهله، وإكرام السلطان المقسط (4).
ص: 338
ص: 339
ص: 340
يا أباذرّ ، من فرّ (1) من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت .
يا أباذرّ ، ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله عزّ وجلّ بهنّ» ؟
قلت بلى يا رسول الله
قال: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله عزّ وجلّ في الرخاء يعرفك في الشدّة ، وإذا سألت فاسأل الله عزّ وجلّ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فلو أنّ الخلق كلّهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يُكتب لك ما قدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه (2) ، فإن استطعت أن تعمل لله عزّ وجلّ بالرضا في اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وإنّ النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب ، وإنّ مع العسر يسراً .
يا أباذرّ ، استغن بغناء الله يغنك الله».
فقلت : وما هو يا رسول الله ؟
فقال: «غداء يوم وعشاء ليلة ، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى النّاس (3).
يا أباذرّ ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : إني لست كلّ كلام الحكيم أتقبل ، و لكن همه ،وهواه، فإن كان همه وهواه فيما أحبّ وأرضى جعلت صمته حمداً لي [و ذكراً ](4) ووقاراً ، وإن لم يتكلّم (5).
ص: 341
يا أباذرّ ، إنّ الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
يا أباذرّ التقوى [هاهنا ] (1) ، التقوى هاهنا». وأشار إلى صدره.
يا أباذرّ ، أربع لا يصيبهنّ إلّا مؤمن : الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع لله سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى في كل حالة (2)، وقلّة الشي». يعني قلّة المال.
يا أباذرّ ، همّ بالحسنة وإن لم تعملها ، لكيلا تكتب من الغافلين.
« يا أباذرّ ، من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنّة ».
قلت : يا رسول الله ، إنا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا ؟
قال: «يا أباذرّ ، وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالماً ما سكت ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك .
يا أباذرّ ، إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة من رضوان الله جلّ ثناؤه فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنّم ما بين السماء والأرض (3).
يا أباذرّ ، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك [به] (4) القوم، ويلٌ له ، ويلٌ له ، ويلٌ له .
يا أباذرّ ، من صمت نجا، فعليك بالصدق، ولا تخرجن من فيك كذبة أبداً».
قلت : يا رسول الله، فما توبة الرجل الذي يكذب متعمّداً ؟
قال : «الاستغفار ، والصلوات الخمس تغسل ذلك .
ص: 342
يا أباذرّ إيّاك والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا».
قلت : يا رسول الله ، وما ذاك (1) ، بأبي أنت وأُمّي ؟
قال: «لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .
يا أباذرّ ، سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه».
قلت : یا رسول الله ، ما الغيبة ؟
قال: «ذكرك أخاك بما يكرهه».
قلت : يا رسول الله، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟
قال : «اعلم [ أنّك ] (2) إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.
يا أباذرّ من ذبّ عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه (3) على الله عزّ وجلّ أن يعتقه من النار .
يا أباذرّ ، من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة.
يا أباذرّ ، لا يدخل الجنّة قتّات».
قلت :وما القنّات ؟
قال: «النّمام.
يا أباذرّ ، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة . يا أباذرّ من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا ، فهو ذو لسانين في النار .
ص: 343
يا أباذرّ، المجالس بالأمانة، وإفشاؤك سر أخيك خيانة، فاجتنب ذلك، و اجتنب مجلس العشيرة.
يا أباذرّ ، تُعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس [ف] سيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال : اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا .
يا أباذرّ ، إيّاك والهجران لأخيك المؤمن (1) ، فإنّ العمل لا يتقبل مع الهجران (2) .
يا أباذرّ، من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار.
يا أباذرّ، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك».
فقال :رجل یا رسول الله إني ليعجبني الجمال حتى وددت أنّ عِلاقة (3) سوطي وقبال نَعلي حسن، فهل ترهب عَلَىّ ذلك ؟
فقال: «كيف تجد قلبك» ؟
قال : أجده عارفاً للحق مطمئناً إليه .
قال: «ليس ذلك بالكبر، ولكنّ الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى النّاس فلاترى أحداً [ أنّ ] (4)عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.
يا أباذرّ أكثر من يدخل النار المستكبرون».
فقال رجل : وهل ينجو من الكبر أحد ، يا رسول الله ؟
قال: «نعم، من لبس الصوف ، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين .
يا أباذرّ ، من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر . يعني ما يشتري من السوق.
ص: 344
«يا أباذرّ ، من جرّ ثوبه خيلاء ، لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة .
يا أباذرّ ، إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبه .
يا أباذرّ ، من رقع (1) ذيله، وخصف نعله ، وعفّر وجهه فقد برئ من الكبر.
يا أباذرّ من كان له قيصان فليلبس أحدهما وليكن الأخر لأخيه (2).
يا أباذرّ، سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم ويغذون به همتهم ألوان الطعام والشراب، ويمدحون بالقول، أولئك شرار أمتي .
يا أباذرّ من ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً لله ، كساه الله حلة الكرامة .
يا أباذرّ، طوبى لمن تواضع لله عزّ وجلّ في غير منقصة، وأذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه (3) ،والحكمة طوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته، وعزل عن النّاس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.
« يا أباذرّ ، البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب (4) ، لئلا يجد الفخر فيك مسلكاً.
يا أباذرّ يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم، أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض».
يا أباذرّ ، ألا أخبرك بأهل الجنّة» ؟
:قلت بلى يا رسول الله
ص: 345
قال: «كلّ أشعث أغبر ذي طمرين (1) لا يُؤبه به لو أقسم على الله لأبرّه».
(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)
(4156) 2 - (2) قال أبو ذرّ : ودخلت يوماً على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت وحدته ، فقال :« يا أباذرّ ، إنّ للمسجد تحيّة».
قلت :وما تحيّته يا رسول الله ؟
قال: «ركعتان ترکعهما».
ثم التفت إليه فقلت : يا رسول الله ، أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة؟
قال: «خير ،موضوع ، فمن شاء أقلّ، ومن شاء أكثر».
قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجل ؟
قال: «الإيمان بالله ، ثم الجهاد في سبيله».
قلت : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكملهم إيماناً ؟
قال: «أحسنهم خلقاً».
ص: 346
قلت : فأي المؤمنين أفضل ؟
قال: من سلم المسلمون من يده ولسانه».
قلت : أيّ الهجرة أفضل ؟
قال: «من هجر السوء».
قلت: فأيّ الليل أفضل ؟
قال : «جوف الليل الغابر».
قلت :فأيّ الصلاة أفضل ؟
قال: «طول القنوت».
قلت : فأي الصدقة أفضل ؟
ص: 347
قال: «جهد من مُقِلٍّ إلى فقير في سر».
قلت : فما الصوم؟
قال: «فرض مجزٍ وعند الله أضعاف ذلك».
قلت: فأي الزكاة أفضل ؟
قال: «أعلاها ثمناً ، وأنفسها عند أهلها».
قلت: فأيّ الجهاد أفضل ؟
قال: «من عقر جواده ، وأهرق دمه».
قلت وأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟
قال: « آية الكرسي».
قال : قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟
قال: «كانت أمثالاً كلّها، وكان فيها أيها الملك المسلّط المبتلى، إنّي لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإنّي لا أردّها وإن كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه.
وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يتفكر في صنع الله تعالى، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم والمشرب (1).
وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا في ثلاث: تزوّد لمعاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذة في غير محرّم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً ،بزمانه ، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه (2) ، فإنّ من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا فيما يعنيه»
ص: 348
قلت : یا رسول الله فما كانت صحف موسى (علیه السلام) ؟
قال : «كانتعبراً كلّها وفيها :عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، عجب لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال ثمّ هو يطمئن إليها ، عجب لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل» !
قلت : يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى (علیهما السلام) مما أنزل الله عليك ؟
قال: «اقرأ يا أباذرّ : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَی * إِنَّ هَذا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولَى *صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ موسی »(1) ».
قلت: يا رسول الله ، أوصني.
قال : «أوصيك بتقوى الله، فإنّه رأس أمرك كلّه».
فقلت يا رسول الله زدني
قال: «عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عزّ وجلّ، فإنّه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض».
قلت: يا رسول الله زدني.
قال : «عليك بالجهاد، فإنّه رهبانية أمتي».
قلت: يا رسول الله زدني.
قال : عليك بالصمت إلا من خير، فإنّه مطرد الشيطان عنك، وعون لك على أمور دينك».
قلت يا رسول الله زدني .
قال: إيّاك وكثرة الضحك، فإنّه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه.
قلت : يا رسول الله ، زدني.
ص: 349
قال: «انظر [إلى ] (1) من هو تحتك ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإنّه أجد أن لا تزدري نعمة الله عليك».
قلت يا رسول الله زدني
قال: «صل قرابتك وإن قطعوك ، وأحبّ المساكين وأكثر مجالستهم».
قلت :يا رسول الله زدني .
قال: «قل الحق وإن كان مرّاً».
قلت: يا رسول الله زدني.
قال: «لا تخف في الله لومة لائم».
قلت: يا رسول الله زدني.
قال : يا أباذرّ ، ليحجزك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما تأتي ، فكفی بالرجل عيباً أن يعرف من النّاس ما يجهل من نفسه، ويجد عليهم فيما يأتي ».
قال : ثمّ ضرب على صدري وقال : يا أباذرّ ، لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق».
(أمالی الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)
ص: 350
(4157) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن العتبي يعني محمّد بن عبيد الله ، عن أبيه .
قال : وأخبرنا عبدالله بن شبيب البصري ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري قال : حدّثنا العلاء بن الفضل (2) [ بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري] ، عن أبيه ، عن جده قال :
قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس ، فقلت : يانبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنّا قوم نعمر(3) في البرية.
فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «يا قيس، إن مع العزّ ذلاً، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً وعلى كلّ شيء رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً و لكلّ سيّئة عقاباً، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لابد لك ياقيس من قرين يدفن معك و
ص: 351
هو حي وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيامً أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تُبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحاً فإنّه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلّا منه، وهو فعلك».
فقال [الصلصال بن الدلهمس : يانبي الله أحبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره، فأمر النبي من يأتيه بحسّان.
:قال : فأقبلت أفكّر فما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: یا رسول الله ، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت لقيس:
تخير خليطاً (1) من فعالك إنّما *** قرين الفتى في القبر ماكان يفعل
ولابد بعد الموت من أن تُعِدَّه *** ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن*** بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل
(أمالی الصدوق : المجلس 1، الحديث 4)
(4158) 2 - (2)حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبیان :
ص: 352
عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) أنه قال: «الإشتهار (1) بالعبادة ريبة، إنّ أبي حدّثني عن أبيه، عن جده ، عن علي (علیهم السلام) أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى النّاس من أدّى زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى النّاس من قال الحق فيما له وعليه، وأعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه، وأكيس النّاس من كان أشدّ ذكراً للموت، وأغبط النّاس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب، وأغفل النّاس من لم يتعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال ، وأعظم النّاس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطراً.
وأعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه، وأشجع الناس من غلب هواه ، وأكثر النّاس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً، وأقلّ النّاس لذة الحسود، وأقلّ النّاس راحة البخيل، وأبخل النّاس من بخل بما افترض الله عزّ وجلّ عليه ، وأولى النّاس بالحق أعلمهم (2) به ، وأقل الناس حرمة الفاسق، وأقلّ النّاس وفاءً الملوك ، و أقل الناس صديقاً الملك.
وأفقر النّاس الطمع ، وأغنى النّاس من لم يكن للحرص أسيراً، وأفضل النّاس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرم النّاس أتقاهم، وأعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع النّاس من ترك المراء وإن كان محقاً، وأقل الناس مروءة من كان كاذباً، وأشقی النّاس الملوك ، وأمقت النّاس المتكبّر، وأشدّ النّاس اجتهاداً من ترك الذنوب.
ص: 353
وأحلم النّاس من فرّ من جهّال النّاس، وأسعد الناس من خالط كرام الناس وأعقل النّاس أشدّهم مداراة للناس، وأولى النّاس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى النّاس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب، وأذلّ النّاس من أهان النّاس وأحزم النّاس أكظمهم للغيظ ، وأصلح الناس أصلحهم للناس، وخير النّاس من انتفع به النّاس».
(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)
(4159) 3 - (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : طوبى لمن طال عُمره وحَسُن عمله فحَسُن مُنقَلَبه إذ رضي عنه ربّه عزّ وجلّ، وويل لمن طال عُمره وساء عَمَله فساء مُنقَلَبه إذ سخط عليه ربه عز وجل».
(أمالی الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 8)
( 4160) 4 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس [القمي أبو عبد الله ] (رحمه الله ) (2) قال حدّثني أبي، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن زياد عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أحسن فيما بقی من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه ، ومن أساء فيما بق من عُمره أخذ بالأوّل والآخر».
(أمالی الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 9)
ص: 354
(4161) 5 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام ، قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن يزيد الصدائي ، عن أبي شيبة الجوهري، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « تقبّلوا لي بستّ أتقبّل لكم بالجنة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تُخلفوا ، وإذا ائتُمِنتُم فلا تخونوا ، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، وكفوا أيديكم وألسنتكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 20 ، الحديث 2)
(4162) 6 - (2) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) :
عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : - قال : سمعت جدّي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول لي (3) : «اعمل بفرائض الله تكن أتقی النّاس، وأرضَ بقسم الله تكُن أغنى النّاس ، وكُفّ عن محارم الله تكُن أورع النّاس، وأحسن مُجاورة من جاورك تكُن مؤمناً ، و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً».
(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)
أبو عبد الله المفيد عن المظفّر بن محمّد البلخي، عن محمد بن همام، عن حميد بن
ص: 355
زياد عن إبراهيم بن عبيد الله بن حيّان عن الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، مثله ، إلّا أنّ فيه : «... من أتقی النّاس ... من أغنى النّاس».
(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4، الحديث 41)
(4163) 7 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمد بن علي القرشي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام)قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا : أن أتعِبِي من خدمك و اخدمي من رفضك، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ، فإذا قال: «يا ربّ ، يا ربّ » ، ناداه الجليل جلّ جلاله : «لبيك عبدي، سلني أعطك ، وتوكل عَلَيّ أكفك». ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته « يا ملائكتي ، انظروا إلى عبدي، فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم ، والبطّالون لاهون والغافلون نيام ، اشهدوا أنّي قد غفرت له» .
ثم قال (علیه السلام) : «عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنّها غزارة، دار فناء ،وزوال كم من مغتر بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته ، واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً، وسفراً بعيداً، وتمركم على الصراط، ولابد للمسافر من زاد، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك ، وخير الزاد التقوى .
ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب الله و عترتي ، فانظروا أن لا تقولوا: أما الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأما العترة ففارقنا و قتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتول وليّي ، وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب
ص: 356
فإنّه صاحب حوضي ، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُرو أبداً، ومن سُقِي منه شربة لم يَشْق (1) ولم يظمأ أبداً، وإنّ علي بن أبي طالب (علیه السلام) لصاحب لوائي في الآخرة ، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنة ، لأنه يقدمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».
(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 9)
(4164) 8 - (2) حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن أحبّ أن يكون أكرم النّاس فليتق الله ، ومن أحبّ أن يكون أتق النّاس فليتوكل على الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يده».
ثم قال : «ألا أنبئكم بشر النّاس» ؟
قالوا : بلى يا رسول الله
قال: «من أبغض الناس وأبغضه النّاس».
ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ألا أنبئكم بشر من هذا» ؟
قالوا : بلى يا رسول الله
قال : «الّذي لا يُقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً».
ثم قال : «ألا أنبئكم بشر من هذا ؟
ص: 357
قالوا: بلى يا رسول الله .
قال: «من لا يُؤْمَن شُرُّه ، ولا يُرجى خيرُه ، إنّ عيسى بن مريم (علیه السلام) قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لا تُحدِّثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلِمُوهم، ولا تُعِينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم .
الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ».
(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)
(4165) 9 - (1) حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمد الوهبي، وأحمد بن عُمير، ومحمّد بن أبي أيوب، قالوا : حدّثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمان قال : حدّثنا أبي، عن عمه إبراهيم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أصبح مُعافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه ، فكأنّما خُيّرت (2) له الدنيا .
يا ابن جعشم (3) ، يكفيك منها (4) ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن
ص: 358
يكُن (1) بيت يكنّك فذاك ، وإن تكن دابّة تركبها فبخ بخ ، وإلا فالخبز وماء الجرّ ، و ما بعد ذلك (2) حساب عليك أو عذاب».
(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 15، الحديث 13)
(4166) 10 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني قال : حدّثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي (علیهم السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سربه معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا».
(أمالى الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 8)
(4167) 11 - (4) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن
ص: 359
إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى :
عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ « أسأل الله الإيمان والتقوى، وأعوذ بالله من شرّ عاقبة الأمور ، إنّ أشرف الحديث ذكر الله، ورأس الحكمة طاعته، وأصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله ، وأوثق العرى الإيمان بالله، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن السنن سنّة الأنبياء، وأحسن الهدى هدى محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وخير الزاد التقوى، وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتّبع، وخير الغنى غنى النفس، وخير ما ألقي في القلب اليقين، وزينة الحديث الصدق، و زينة العلم الإحسان (1) وأشرف الموت قتل الشهادة، وخير الأمور خيرها عاقبة ، وما قلّ وكفی خير مما كثر وألهى، والشيّ من شقي في بطن أمه (2) والسعيد من وعظ بغيره (3)، وأكيس الكيس التُقی، وأحمق الحمق الفجور، وشر الرواية الكذب، وشر الأمور محدثاتها (4) ، وشرّ العمى عمى القلب، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وأعظم المخطئين عند الله عزّ وجلّ لسان كذاب، وشرّ الكسب كسب الربا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم ظلماً، وأحسن زينة الرجل السكينة مع الإيمان.
ص: 360
ومن يبتغ (1) الشمعة يسمّع الله به، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرفه يُنكره ، والريب كفر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يطع الشيطان يعص الله، ومن يعص الله يعذَّبه الله ، ومن يشكر الله يزده الله ، ومن يصبر على الرزيّة يُغثه الله ، ومن يتوكل على الله فحسبه الله .
لا تُسخطوا الله برضا أحد من خلقه، و لا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزّ وجلّ فإنّ الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه سوء إلّا بطاعته وابتغاء مرضاته ، إنّ طاعة الله نجاح كل خير يبتغى ، ونجاة من كلّ شرّ يُتَّقی ، وإنّ الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه، ولا يجد الهارب من الله مهرباً ، فإنّ أمر الله نازل بإذلاله ولو كره الخلائق ، وكلّ ما هو آت قريب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، « تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب » (2) ».
قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».
(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)
(4168) 12 - (3) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن ميمون المكي، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
ص: 361
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «استحيوا من الله حق الحياء».
قالوا: وما نفعل يا رسول الله ؟
قال : «فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا».
(أمالی الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 2)
(4169) 13 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام):
عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين : خطوة يسدّ بها [المؤمن ] (2) صفاً في سبيل الله، وخطوة يخطوها إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحبّ إلى الله من جرعتين : جرعة غيظ يردّها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردّها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله ، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله».
(أمالى المفيد : المجلس 1 ، الحديث 8)
ص: 362
(4170) 14 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر من الناس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».
(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 1)
(4171) 15- أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدّثني جدّي محمّد بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) يقول :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشر عقاباً البغي وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من النّاس ما يعمي عنه من نفسه ، و أن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه»
(أمالى المفيد : المجلس 33، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)
ص: 363
(4172) 16 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «طوبی لشخص نظر إليه الله يبكي على ذنب من خشية الله ، لم يطلع على ذلك الذنب غيره».
(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 2)
(4173) 17 - (2) أخبرني أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمد الكوفي النحوي التميمي قال : حدّثنا هشام بن يونس النهشلي (3) قال : حدّثنا يحيى بن يعلى، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « عجب لغافل وليس بمغفول عنه، وعجب لطالب الدنيا والموت تطلبه، وعجب لضاحك ملأ فيه وهو لا يدري أَرضي الله [عنه ] ، أم سخط له».
(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 9)
(4174) 18- (4) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : الله
حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي
18 - تقدم تخريجه في ج 1 ص 174 - 178 ح 3.
ص: 364
يعفور ، عن الصادق جعفر بن محمد ( علیه السلام) السلام قال :
خطب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الناس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثمّ بلّغها(1) من لم يسمعها ، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه .
ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم هم يد على من سو سواهم».
(أمالی الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 3)
(4175) 19- (2) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد القمّاط ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنه قال :
خطب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم منى فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه، وكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه .
ثلاثة لا يغلّ عليهن قلب عبد مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 13)
ص: 365
(4176) 20 - (1) حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، [ عن محمّد بن إسماعيل ] ، عن منصور بن أبي يحيى قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : صعد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) المنبر فتغيرت وجنتاه والتمع لونه ، ثم أقبل [ على النّاس ] بوجهه فقال : « يا معشر المسلمين، إنّي إنما بعثت أنا والساعة كهاتين».
قال : ثمّ ضمّ السباحتين ، ثم قال : « يا معشر المسلمين، إن أفضل الهدى هدى محمّد ، وخير الحديث كتاب الله، وشر الأمور محدثاتها ، ألا وكل بدعة ضلالة، ألا وكل ضلالة ففي النار، أيّها النّاس من ترك مالاً فلأهله ولورثته، ومن ترك كلاً أو ضياعاً فعليّ وإليّ».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 14)
(4177) 21 - أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثني أبو طاهر محمد بن سليمان الزراري قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم :
عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال: «كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أما بعد ، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأفضل الهدى هدى محمّد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، ويرفع صوته وتحمارّ وجنتاه ويذكّر الساعة و قيامها حتى كأنه منذر جيش، يقول : «صبحتكم الساعة، مسّتكم الساعة». ثم يقول : «بعثت أنا والساعة كهاتين - ويجمع بين سبابتيه - من ترك مالاً فلأهله ، ومن ترك ديناً (أو ضياعاً ) فعليّ وإليّ».
(أمالی المفيد : المجلس 24، الحديث 1)
ص: 366
(4178) 22- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الملك قال : حدّثنا هارون بن عیسی قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن أبيه (علیهم السلام)، عن جابر بن عبدالله :
أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال في خطبته : «إنّ أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمّد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
وكان إذا خطب قال في خطبته : «أما بعد . فإذا ذكر الساعة، اشتد صوته و احمرّت وجنتاه، ثمّ يقول : «صبحتكم الساعة - أو مستكم » . ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه» ويشير باصبعيه .
(أمالی الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)
(4179) 23 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين الخلّال قال : حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدّثنا زافر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أسر ما يُرضي الله عزّ وجلّ أظهر الله له ما يسره، ومن أسرّ ما يسخط الله تعالى أظهر الله له ما يحزنه، ومن كسب مالاً من غير حلّه أفقره الله عزّ وجلّ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن سعى في رضوان الله أرضاه الله ، ومَن أذلّ مؤمناً أذله الله ، ومن عاد مريضاً فإنه يخوض في الرحمة - و
ص: 367
أومأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى حقويه (1) - وإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة، ومن خرج من بيته يطلب علماً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له، ومن كظم غيظاً
ملاً الله جوفه إيماناً، ومن أعرض عن محرّم أبدله الله بعبادة تستره، ومن عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزّاً في الدنيا والآخرة، ومن بنى مسجداً ولو مفحص قطاة (2)، بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن أعتق رقبة فهي فداء من النار كل عضو منها فداء عضو منه ، ومن أعطى درهماً في سبيل الله كتب الله له سبع مئة حسنة ، ومن أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربع مئة آية كلّ حرف منها بعشر حسنات، ومن لقی عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة ، ومن أطعم مؤمناً لقمة أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كساه الله من الاستبرق والحرير، وصلى عليه الملائكة ما بقي من ذلك الثوب سلك»
(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 8)
(4180) 24 - (3) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
ص: 368
علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني الحسن بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الدنيا دول (1) ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك ، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 47)
(4181) 25 - (2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبد الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعیب ، عن أبيه ، عن جده :
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «أيما حلف كان في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة،
ص: 369
ولا حلف في الإسلام (1)، المسلمون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم فيردّ عليهم أقصاهم، تردّ سراياهم على قعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ودية الكافر نصف دية المؤمن، ولا جَلَب ولا جَنَب (2) ، ولا تُؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم».
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذا الحديث في خطبته يوم الجمعة ، قال : «يا أيها النّاس».
(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 19 )
(4182) 26 - (3) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قال : حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق النحوي قال : حدّثنا عبد السلام بن مطهر أبو ظفر قال :
ص: 370
حدّثنا موسى بن خلف، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « كُن في الدنيا كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، وعدّ نفسك في أصحاب القبور».
قال مجاهد : وقال لي عبد الله بن عمر : وأنت يا عبد الله ، إذا أمسيت فلا تُحدِّث نفسك أن تصبح ، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك أن تُمسي ، فخُذ من حياتك لموتك ومن صحتك لسقمك، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً.
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 71)
(4183) 27 - (1) أخبرنا حمويه بن علي بن حمويه قال : حدّثنا أبو الحسين محمد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب [عمرو بن محمّد ] الجمحي قال : حدّثنا [ عبد الله بن عبد الوهاب ] الحجبي قال : حدّثنا حماد بن زيد قال : حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد :
عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : أخذ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذات يوم ببعض جسدي، فقال: «يا عبد الله بن عمر، ، كُن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابر سبيل، فاعدد نفسك في الموتى».
قال : قال مجاهد : ثم قال لي ابن عمر : يا مجاهد، إذا أصبحت فلا تحدثنّ نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تُحدِّثنّ نفسك بالصباح ، وخُذ من حياتك لموتك، وخذ
ص: 371
من صحتك لسقمك، وخذ من فراقك لشغلك، فإنّك يا عبد الله ، لا تدري ما اسمك غداً .
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 44)
(4184) 28 - (1) أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمد بن عبدون والحسن بن إسماعيل بن أشناس وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفّار (2) قالوا: حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله [ بن محمد بن عبید الله ] الشيباني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن سابور أبو العباس الدقاق قال : حدّثنا أيوب بن محمّد الرقي الوزّان قال : حدّثنا سلام بن رزين الحراني قال : حدّثني إسرائيل بن يونس الكوفي، عن جده أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي (علیه السلام):
عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 1)
(4185) 29 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة قال : حدّثني جدي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي قال : حدّثنا محمّد بن فضيل الصيرفي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن
ص: 372
أبي طالب (علیهم السلام) قال :
قال رجل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : يا رسول الله ، علمني عملاً لا يحال بينه وبين الجنة .
قال : «لا تغضب ، ولا تسأل النّاس شيئاً، وأرض للنّاس ما ترضى لنفسك».
فقال : يا رسول الله ، زدني .
قال : «إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعاً وسبعين مرّة ، يحطّ عنك عمل سبع وسبعين سنة ».
:قال : ما لي سبع وسبعون سنة .
فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «اجعلها لك ولأبيك».
قال : ما لي ولأبي سبع وسبعون سنة.
فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «اجعلها لك ولأبيك ولأمّك ».
قال : يا رسول الله ما لي ولأبي ولأمي سبع وسبعون سنة.
فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «فاجعلها لك ولأبيك ولأمك ولقرابتك ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 17)
(4186) 30 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو محمد الحسن بن علي بن سهل العاقولي قال : حدّثنا موسى بن عمر بن يزيد الكوفي الصيقل قال : حدّثنا معمر بن خلاد قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي:
عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: «جاء أبو أيوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال : يا رسول الله ، أوصني واقلل لَعَلّى أن أحفظ .
قال : أوصيك بخمس : باليأس عما في أيدي الناس فإنّه الغنى، وإياك والطمع فإنّه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع ، وإياك وما تعتذر منه ، وأحبّ لأخيك ما
ص: 373
تحب لنفسك ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18 )
(4187) 31 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن حسين بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم العلوي الحسني قال: حدّثني عمّي الحسن بن إبراهيم قال : حدّثني أبي إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال (علیهما السلام):
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، وفاز بحظه منهما : ورع يعصمه عن محارم الله ، وحُسن خُلق يعيش به في النّاس، وحلم يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة».
(أمالی الطوسي : المجلس 23، الحديث 4)
(4188) 32 - (2) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان قال : حدّثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الأبلّي قال : أخبرنا عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه علي بن الحسين، ، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیهم السلام)قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب
ص: 374
نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته ».
ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لم يزل جبرئيل (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».
(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 27)
(4189) 33 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن على بن خالد المراغى قال : حدّثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال : حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي جعفر قال : حدثي أبي محمد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي:
عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «بعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على اليمن فقال - وهو يوصيني - يا علي ما حار من استخار، ولاندم من استشار يا
ص: 375
عليّ ، عليك بالدلجة (1) فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ، يا علي اغدُ على اسم الله ، فإنّ الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».
(أمالی الطوسى : المجلس 5، الحديث 33)
(4190) 34 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب- «أرتاح» (2) قال : حدّثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمّانة الأشعري (3) سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات ، قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):
أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بعث علياً (علیه السلام) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه : يا علي أوصيك بالدعاء فإنّ معه الإجابة، وبالشكر فإنّ معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر (4) عهداً أو تغيّر عليه، وأنهاك عن المكر فإنّه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأنهاك عن البغي فإنّه من بغي عليه لينصرنّه الله».
(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 14)
ص: 376
(4191) 35 - (1) أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني : عن الفضيل بن يسار قال :
سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول : «خرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يريد حاجة فإذا هو بالفضل بن العبّاس» . قال : «فقال : احملوا هذا الغلام .خلفي».
قال: «فاعتنق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بيده من خلفه على الغلام ، ثم قال : يا غلام ، خف الله تجده أمامك ، يا غلام ، خف الله يكفك ما سواه، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ولو أنّ جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئاً قد قدر لك لم يستطيعوا ، ولو أنّ جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئاً لم يقدر لك لم يستطيعوا .
واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ اليسر مع العسر، وكلّ ما هو آت قريب، إنّ الله يقول : ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقی عبدٍ لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة، ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي ما زاد ذلك إلّا مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر، وذلك أنّ عطائي كلام، وعدتي كلام، وإنما أقول للشيء : «كن فيكون».
(أمالی الطوسي : المجلس 37 ، الحديث 3)
ص: 377
(4192) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد :
عن أبي إسحاق الهمداني قال : لمّا ولّى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام محمّد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتاباً وأمره أن يقرأه على أهل مصر وليعمل بما وصاه به ، فكان (2)الكتاب :
«بسم الله الرّحمن الرّحيم
ص: 378
من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أهل مصر ومحمد بن أبي بكر، سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .
أما بعد: فإنّي أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون [ فأنتم به رهن ] وإليه تصيرون، فإنّ الله تعالى يقول : « كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ» (1) ، ويقول : «وَ يُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإلَى اللهِ المَصِيرُ» (2) ، ويقول : «فَوَرَبُّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»(3).
فاعلموا يا عباد الله (4)، إنّ الله جلّ وعزّ سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير ، فإن يعذِّب فنحن أظلم ، وإن يعف فهو أرحم الراحمين (5).
يا عباد الله ، إنّ أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته وينصحه في التوبة (6) ، عليكم بتقوى الله فإنّها تجمع من الخير ولا خير غيرها (7) و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عزّ و جلٌ : « وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا مَا ذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ » (8).
اعلموا يا عباد الله، أنّ المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : إمّا لخير [ الدنيا ] فإنّ الله يثيبه بعمله في دنياه، قال الله سبحانه لإبراهيم: « وَآتَيْنَاهُ أَجرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي
ص: 379
الأخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ »(1)، فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه المهم فيهما، وقد قال الله عزّ وجلّ (2) :« يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فى هذه الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ » (3) ، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عزّ وجلّ : « لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيَادَةٌ » (4) فالحسنى (5) هي الجنّة والزيادة هي الدنيا (6).
[ و إمّا لخير الآخرة ] فإنّ الله عزّ وجلّ يكفّر بكل حسنة سيئة ، قال الله عزّ و جلٌ: « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» (7)، حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال الله عزّ وجلّ : « جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءَ حِسَاباً »(8) ، وقال : « فأُولَئِكَ هُمْ جَزَاءُ الضَّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ » (9) ، فارغبوا في هذا رحمكم الله و اعملوا له وتحاضّوا عليه (10) .واعلموا يا عباد الله أنّ المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله من الدنيا ما كفاهم
ص: 380
وبه أغناهم في أمالي الطوسي : «ما كفاهم به وأغناهم». (1) ، قال الله عزّ اسمه (2) : « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »(3).
سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من أفضل ما يلبسون، وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من أفضل ما يتزوّجون، وركبوا من أفضل ما يركبون أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا (4) وهم غداً جيران الله [ تعالى ] (5) ، يتمنون عليه فيعطيهم ما تمنّوه ، ولا يردّ (6) لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيباً (7)من اللذة، فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل، ويعمل له بتقوى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يا عباد الله، إن اتقيتم وحفظتم نبيّكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد ، وذكرتموه بأفضل ما ذكر، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر ، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة ، وأكثر منكم صياماً ، فأنتم أتقی لله عزّ وجلّ منهم (8) وأنصح لأولي الأمر (9).
احذوا يا عباد الله الموت وسكرته ، وأعدوا له عُدّته ، فإنّه يفجأكم بأمر عظيم :
ص: 381
بخير لا يكون معه شرّ أبداً ، أو بشر لا يكون معه خير أبداً، فمن أقرب إلى الجنة من عاملها، ومن أقرب إلى النّار (1) من عاملها ؟ إنّه ليس أحد من النّاس تفارق روحه جسده حتى يعلم [إلى] (2) أي المنزلين يصير: إلى الجنة أم إلى النار (3)، أعدوٌّ لله أم ولي [له] ، فإن كان وليّاً لله فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها، ورأى ما أعد الله له فيها، ففزع من كلّ شغل ووضع عنه كلّ ثقل، وإن كان عدوّاً لله فتحت له أبواب النّار وشرّعت (4) له طرقها، ونظر إلى ما أعد الله له فيها فاستقبل كلّ مكروه، وترك كلّ ،سرور ، كلّ هذا يكون عند الموت، وعنده يكون اليقين، قال الله عزّ اسمه (5): « الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادَخُلُوا الجَنَّةَ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » (6) ، ويقول : «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ الله عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّمَ َخالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِرِينَ» (7).
يا عباد الله ، إنّ الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه وأعدّوا له عدّته، فإنّكم طراد (8) الموت، إن أقتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلّكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى [من ] خلفكم فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم أنفسكم إليه (9) من الشهوات، فكفی (10) بالموت
ص: 382
واعظاً، و كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كثيراً ما يوصي [ أصحابه ](1) بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات .
يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت ، القبر فاحذروا ضيقه و ضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يوم : «أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوامّ ». والقبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران (2) .
ص: 383
إن العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض له (1): «مرحباً وأهلاً، قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك (2) فستعلم كيف صنعي بك » ، فتتّسع له مدّ البصر، وإنّ الكافر إذا دفن قالت الأرض له : « لا مرحباً ولا أهلاً ، قد (3) كنت من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك فستعلم كيف صنعي بك»، فتضمّه حتى تلتقي أضلاعه .
وإنّ المعيشة الضنك التي حدّر الله منها عدوّه عذاب القبر، أن يسلّط الله على الكافر في قبره (4) تسعة وتسعين تنيناً، فينهشن لحمه ويكسرن عظمه، يتردّدن (5) عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً أبداً (6).
اعلموا يا عباد الله أنّ أنفسكم الضعيفة، وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير [ من العقاب] تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم
ص: 384
وأنفسكم مما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه ، فاعملوا بما أحبّ الله ، واتركوا ما كره الله (1).
يا عباد الله ، إنّ بعد البعث ماهو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير (2)، ويسكر فيه الكبير (3) ، ويسقط فيه الجنين ، وتذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت (4) ، ، يوم عبوس قطرير، يوم كان شره مستطيراً (5)، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم، وترعد منه السبع الشداد ، والجبال الأوتاد، والأرض المهاد، وتنشق السماء فهي يومئذ واهية، وتصير وردة كالدهان (6)، وتكون الجبال
ص: 385
كثيباً مهيلاً بعد ما كانت صماً صلاباً (1) ، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله (2)، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرجل والفرج والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم ، لأنه يقضى ويصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد وحرّها شديد وشرابها صديد (3)، وعذابها جديد، و مقامعها حديد (4) ، لا يفتر عذابها (5) ، ولا يموت سكّانها (6) ، دار ليس فيها رحمة، ولا يُسمع لأهلها دعوة.
واعلموا يا عباد الله، أنّ مع هذا رحمة الله التي لا تعجز عن العباد (7) ، جنّة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين (8) ، [خير] لايكون معها شرّ أبداً، لذّاتها لاتملّ، ومجتمعها لا يتفرّق [ و ] (9) سكّانها قد جاوروا الرحمن، وقام بين أيديهم الغلمان، بصحافٍ من الذهب فيها الفاكهة والريحان (10) .
ثم اعلم يا محمد بن أبي بكر ، إنّي قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي ، أهل مصر، فإذا ولّيتك ما ولّيتك من أمر النّاس فأنت حقيق أن تخاف منه على نفسك، وأن
ص: 386
تحذر منه(1) على دينك، فإن استطعت أن لا تسخط ربّك عزّ وجلّ برضا أحد (2) من خلقه فافعل، فإنّ في الله عزّ وجل خَلَفاً من غيره وليس في شيء سواه خلف منه ، اشتدّ على الظالم وخذ عليه، ولِن لأهل الخير وقربهم واجعلهم بطانتك وإخوانك (3).
وانظر إلى صلاتك كيف هي، فإنّك إمام القوم(4)[ ينبغي لك ] أن تتمها ولا تخفّفها، فليس من إمام يصلّي بقوم يكون في صلاتهم نقصان إلا كان [إثم ذلك ] عليه ولا ينقص (5) من صلاتهم شيء، وتممها وتحفّظ فيها يكن لك مثل أجورهم ولا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً.
ثم انظر (6) إلى الوضوء فإنّه من تمام الصلاة، وتمضمض (7) ثلاث مرات، و استنشق ثلاثاً، واغسل وجهك، ثم يدك اليمنى، ثم يدك اليسرى (8) ، ثم امسح رأسك ورجليك، فإني رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يصنع ذلك، واعلم أنّ الوضوء نصف الإيمان.
ثم ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها، ولا تعجل بها قبله لفراغ، ولا تؤخّرها عنه لشغل، فإنّ رجلاً سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن أوقات الصلاة؟ فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : أتاني جبرئيل (علیه السلام) فأراني وقت الصلاة [فصلى الظهر] حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن، ثم أراني وقت العصر فكان ظلّ كلّ شيء
ص: 387
مثله، ثمّ صلّى المغرب حين غربت الشمس، ثمّ صلّى العشاء الآخرة حين غاب الشفق، ثمّ صلّى الصبح فغلّس بها (1) والنجوم مشتبكة، فصل لهذه الأوقات، والزم السنّة المعروفة والطريق الواضح (2).
ثم انظر ركوعك وسجودك ، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان أتم الناس صلاة، وأخفّهم عملاً فيها (3)، واعلم أنّ كلّ شيء من عملك تبع لصلاتك ، فمن ضيّع الصلاة فإنّه لغيرها أضيع، أسأل الله الذي يرى ولا يُرى وهو بالمنظر الأعلى أن يجعلنا وإياك ممن يحب ويرضى حتى يعيننا وإيّاك على شكره وذكره وحسن عبادته وأداء حقه ، وعلى كلّ شيء اختار لنا في دنيانا [وديننا ] (4) و آخرتنا .
وأنتم يا أهل مصر، فليصدّق قولكم فعلكم، وسرّكم علانيتكم ، ولا تخالف ألسنتكم قلوبكم واعلموا أنّه لا يستوي إمام الهدى وإمام الردى، ووصي النبي (علیه السلام) وعدوه ، إنني (5) لا أخاف عليكم مؤمناً ولا مشركاً، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيحجزه الله عنكم بشركه ، لكن (6) أخاف عليكم المنافق ، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون (7).
يا محمّد بن أبي بكر ، اعلم أنّ أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعته، وإنّي أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليه (8)،
ص: 388
الدنيا دار بلاء [ ودار فناء ] (1) والآخرة دار الجزاء ودار البقاء، فاعمل لما يبقی، واعدل عمّا يفنى، ولاتنس نصيبك من الدنيا (2).
إنّي أوصيك بسبع هنّ جوامع (3) الإسلام : تخشى الله عزّ وجل ولا تخشى النّاس في الله ، وخير القول ما صدّقه العمل، ولا تقض في أمر واحد بقضاءين مختلفين فيختلف أمرك وتزيغ عن الحق، وأحبّ لعامة رعيّتك ما تحبّ لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك، فإنّ ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعيّة، وخض الغمرات إلى الحق ، ولا تخف في الله لومة لائم، وانصح المرء إذا استشارك ، واجعل نفسك أسوة لقريب المسلمين (4) وبعيدهم.
جعل الله عزّ وجلّ مودّتنا في الدين، وحلّانا وإياكم حلية المتقين (5) ، وأبقی لكم طاعتكم حتى يجعلنا وإياكم بها إخواناً على سرر متقابلين .
أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم واثبتوا على طاعتكم تردوا حوض نبيكم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».
(أمالی المفيد : المجلس 31، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 32)
ص: 389
(4193) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال : حدّثنا محمد بن محمّد بن علي قال : حدّثنا محمّد بن الفَرَج الروياني قال : حدّثنا عبد الله بن محمد العجلي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي:
عن عاصم بن بهدلة قال : قال لي شريح القاضي : اشتريت دارا بثمانين دينارا وكتبت كتاباً، وأشهدت عدولاً ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، فبعث إليّ مولاه قنبراً فأتيته، فلمّا أن دخلت عليه قال: «یا شریح، اشتريت داراً، وكتبت كتاباً، و أشهدت عدولاً، ووزنت مالاً ؟ !
قال : قلت : نعم .
قال: «يا شريح اتق الله ، فإنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسأل عن بينتك حتى يُخرجك من دارك شاخصاً (2) ، ويسلمك إلى قبرك خالصاً، فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها، ووزنت مالاً من غير حلّه، فإذن أنت قد خسرت الدارين جميعاً الدنيا والآخرة ».
ثم قال (علیه السلام): «يا شريح ، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني ، فكتبتُ لك
ص: 390
كتاباً على هذه النسخة ، إذن لم تشترها بدرهمين »!
قال : قلت : وما كنت تكتب يا أمير المؤمنين ؟
قال : كنت أكتب لك هذا الكتاب :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت أزعج بالرحيل، اشترى منه داراً في دار الغرور، من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين، وتجمع هذه الدار حدوداً أربعة : فالحد الأوّل منها ينتهي إلى دواعي الآفات والحد الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات، والحد الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات ، والحد الرابع منها ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدار، بالخروج من عزّ القنوع والدخول في ذلّ الطلب، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من دَرَك، فعلى مبلي أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير (1) ، ومن جمع المال إلى المال فأكثر، وبنى فشيّد، ونجد (2) فزخرف، وادخر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض لفصل القضاء، وخسر هنالك المبطلون ، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا، وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها : ما أبين الحق لذي عينين ، إنّ الرحيل أحد اليومين تزوّدوا من صالح الأعمال، وقرّبوا الأمال بالأجال، فقد دَنَت الرحلة والزوال».
(أمالی الصدوق : المجلس 51 الحديث 10 )
ص: 391
أقول : تقدّم كثير من مواعظه (علیه السلام) في الأبواب المناسبة له ، مثل كلامه (علیه السلام) لهمّام في صفة المتقين ، فإنّه تقدّم في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام (1)، وفي باب زهده (علیه السلام) من ترجمته من كتاب الإمامة (2) .
(4194) 1 - (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال : حدّثنا جدّي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم [السكوني ] ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) : «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضاً، كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : مَن كانت الآخرة همّه كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ أصلح الله له فيما بينه وبين النّاس» .
(أمالی الصدوق : المجلس 9 ، الحديث 6)
(4195) 2 - (4) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
ص: 392
قال عليّ (علیه السلام): «ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم : يا ابن آدم، أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقُل فيّ خيراً واعمل فيّ خيراً أشهد لك به يوم القيامة ، فإنّك لن تراني بعده أبداً».
(أمالی الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 2)
(4196) 3 - (1) حدّثنا محمد بن علي، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن هارون بن ،مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن ، آبائه (علیهم السلام) :
أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب بالبصرة ، فقال بعد ما حَمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه، وصلّى على النبي وآله : «المدة وإن طالت قصيرة، والماضي للمقيم عبرة، و الميت للحيّ عِظة، وليس لأمس إن مضى عودة، ولا المرء من غد على ثقة ، الأوّل للأوسط رائد (2) ، والأوسط للأخر قائد، وكُلُّ لكلّ مفارق، وكلّ بكلّ لاحق ، والموت لكلّ غالب، واليوم الهائل لكلِّ أزف ، وهو اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم »(3).
ثم قال : «معاشر شيعتي، اصبروا على عمل لاغنى بكم عن ثوابه، و اصبروا على عمل لا صبر لكم على عقابه، إنّا وجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله عزّ وجلّ اعلموا أنّكم في أجل محدود وأمل ممدود ونفس معدود ولابد للأجل أن يتناهى وللأمل أن يُطوى، وللنفس أن يُحصى».
ثم دمعت عيناه وقرأ : «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ» (4).
(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 5)
ص: 393
(4197) 4 - (1) حدّثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): قال : «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنما هو كفنه، و يبني بيتا (2) ليسكنه وإنما هو موضع قبره».
(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 8)
(4198)5- وبالسند المتقدم عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال: (3) وقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الاستعداد للموت ؟ قال: «أداء الفرائض، واجتنباب المحارم، والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي أوقَع على الموت أم وقع الموت عليه، والله ما يُبالي ابن أبي طالب أوقَع على الموت أم وقع الموت عليه».
(أمالی الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 9)
(4199) 6 - (4) وبالسند المتقدم عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه : «أيّها النّاس، إنّ الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، فخذوا من
ص: 394
ممركم لمقرّكم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قُلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم في الدنيا حييتم (1) وللأخرة خُلقتم، إنما الدنيا كالسُمّ يأكله من لا يعرفه إنّ العبد إذا مات قالت الملائكة ما قدّم ؟ وقال النّاس : ما أخر ؟ فقدموا فضلاً يكن لكم ، ولا تؤخّروا كلّا يكن عليكم ، فإنّ المحروم من حُرِم خير ماله والمغبوط من ثَقُل بالصدقات والخيرات موازينه وأحسن في الجنّة بها مهاده، وطيب على الصراط بها مسلكه».
(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 10)
(4200) 7 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال: حدّثنا بكر بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي :
عن نوف البكالي قال : أتيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو في رحبة (3) مسجد الكوفة ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ورحمة الله وبرکاته .
فقال : «وعليك السلام يا نوف، ورحمة الله وبركاته».
فقلت له : يا أمير المؤمنين، عظني.
فقال: «يا نوف ، أحسِن يُحسَن إليك ».
فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.
فقال: «يا نوف ، ارحم تُرحم».
فقلت: زدنى يا أمير المؤمنين.
قال: «يا نوف قُل خيراً تذكر بخير».
فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.
ص: 395
قال: «اجتنب الغيبة فإنّها إدام كلاب أهل النار» (1) .
ثمّ قال: «يانوف، كذب من زعم أنّه وُلِد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض الأئمة من ولدي ، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يُحبّ الزنا، وكذب من زعم أنه يعرف الله عزّ وجلّ وهو مُجتَرى على معاصى الله كل يوم وليلة .
يا نوف اقبل وصيّتي ، لا تكوننّ نقيباً ، ولا عريفاً ، ولا عشّارا (2)، ولا بريداً.
يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك ، وحسّن خُلقك يُخفّف الله حسابك .
يا نوف ، إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معيناً.
يا نوف من أحبّنا كان معنا يوم القيامة، ولو أنّ رجلاً أحبّ حجراً لحشره الله معه
يا نوف ، إيّاك أن تتزيّن للناس وتبارز الله بالمعاصي، فيفضحك الله يوم تلقاه .
یا نوف احفظ عنّي ما أقول لك ، تنل به خير الدنيا والآخرة».
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)
(4201) 8 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال :
ص: 396
حدّثنا الحسين بن محمّد البزاز قال : حدّثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم الغساني، عن أبي عاصم النبيل [ الضحاك بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري ] ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس:
مخلد
بن
عن نوف البكالي قال : بت ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) فرأيته يكثر الاختلاف من منزله وينظر إلى السماء ، قال : فدخل كبعض ما كان يدخل فقال: «أنائم أنت أم رامق» (1) ؟
فقلت : بل رامق يا أمير المؤمنين، ما زلت أرمقك منذ الليلة بعيني وأنظر ما تصنع !
قال: «يانوف، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، قوم يتخذون أرض الله بساطاً وترابه وساداً وكتابه شعاراً، ودعاءه دثاراً، وماءه طيباً، يقرضون الدنيا قرضاً على منهاج المسيح (2) ، إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى (علیه السلام) : يا عيسى ، عليك بالمنهاج الأوّل تلحق ملاحق المرسلين، قُل لقومك - يا أخا المنذرين - أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأيدٍ نقيّة وأبصار خاشعة، فإنّي لا أسمع من داع دعاني (3) ولأحد من عبادي عنده مظلمة، و لا استجيب له دعوة
ص: 397
ولي قِبَله حق لم يردّه إليّ .
فإن استطعت يا نوف ، أن لا تكون عريفاً (1) ، ولا شاعراً (2)، ولا صاحب كوبة ، ولا صاحب عرطبة (3) فافعل، فإنّ داوود (علیه السلام) رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثم قال : والله ربّ داوود، إنّ هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، إلا أن يكون عريفاً، أو شاعراً (4) ، أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطبة».
(أمالی المفيد : المجلس 16 ، الحديث 1)
(4202) 9 - (5)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :
ص: 398
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظنّ ، ومن كتم سرّه كانت الخيرة بيده (1) ، وكلّ حديث جاوز اثنين فشا، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً، وعليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم، فإنّهم عُدّة عند الرخاء وجُنّة عند البلاء، وشاور في حديثك الّذين يخافون الله ، وأحبب الإخوان على قدر التقوى واتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر ، إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن منكم في المنكر».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)
(4203) 10 - (2)حدّثنا محمد بن محمّد بن عصام الكليني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (3) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (4) ، عن الحسين بن النضر الفهري عن [ أبي ] عمرو الأوزاعي ، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام)، عن أبيه . ، عن جده (علیهم السلام) قال :
ص: 399
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في خطبة خطبها بعد موت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بتسعة (1) أيام وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال : «الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل بل هو الّذي لم يتفاوت في ذاته، ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، وتمكن منها لاعلى الممازجة، وعلمها لا بأداة - لا يكون العلم إلا بها - وليس بينه وبين معلومه علم غيره، إن قيل : كان، فعلى تأويل أزليّة الوجود، وإن قيل : لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه و تعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوّاً كبيراً.
نحمده بالحمد الّذي ارتضاه لخلقه وأوجب قبوله على نفسه، وأشهد أن لا إله
ص: 400
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله شهادتان ترفعان وتضاعفان العمل، خفٌ میزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه وبهما الفوز بالجنّة والنجاة من النار والجواز على الصراط وبالشهادتين تدخلون الجنّة، وبالصلاة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله ، « إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِياً» (1).
أيّها النّاس، إنّه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعزّ من التقوى، ولا مَعقِل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا كنز أنفع من العلم، ولا عزّ أرفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نسب أوضع من الغضب ولا جمال أزين من العقل، ولا سوأة أسوأ من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا لباس أجمل من العافية، ولا غائب أقرب من الموت .
أيّها النّاس، إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها، والليل والنهار مسرعان في هَدم الأعمار، ولكلّ ذي رمق قُوت، ولكلّ حبّة آكل، وأنت قوت الموت ، وإنّ من عَرَف الأيّام لم يغفل عن الاستعداد ، لن ينجو من الموت غنيّ بماله، ولا فقير لإقلاله .
أيّها النّاس ، من خاف ربّه كفّ ظُلمه ، ومن لم يَرعَ في كلامه أظهر هجره ، ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة، ما أصغر المصيبة مع عِظَم الفاقة غداً !
هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب، فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم ! وما شرّ بشرّ بعده الجنة، وما خير بخير بعده النّار، وكلّ نعيم دون الجنّة محقور، وكل بلاء دون النار عافية».
(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)
(4204) 11 - (2) حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أحمد بن محمّد
ص: 401
الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا عبد الله بن بكر المرادي عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جده:
عن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال : «بينا (1) أمير المؤمنين (علیه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر (2) ، فقال: أين أمير المؤمنين ؟
فقيل : هو ذا .
فسلّم عليه ثمّ قال: يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من ناحية الشام، وأنا شيخ كبير ، قد سمعتُ فيك من الفضل ما لا أحصي (3)، وإني أظنّك ستغتال ، فعلِّمني مما علمك الله .
قال (علیه السلام): نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدّت حسرته عند فراقها ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم، ومن لم يبال بما زرى من آخرته (4) إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه
ص: 402
غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له (1).
يا شيخ، إنّ الدنيا خَضِرة حلوة ولها أهل وإنّ الآخرة لها أهل ظلِفَت (2) أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا، ولا يفرحون بغضارتها، ولا يحزنون لبؤسها .
ياشيخ، من خاف البيات قلّ نومه، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ! فاخزُن لسانك وعُدّ كلامك ، يقلّ كلامك إلا بخير.
يا شيخ ارض للنّاس ما ترضى لنفسك وأتِ إلى النّاس ما تُحبّ أن تؤتى إليك».
ثم أقبل على أصحابه فقال: «أيّها النّاس، أما ترون إلى أهل الدنيا يُمسون ويُصبحون على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى، وبين عائد ومَعُود ، وآخر بنفسه يجود وآخر لا يُرجى، وآخر مُسجّى وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل ، وليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي».
فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى ؟
قال: «الهوى».
قال : فأى ذلّ أذلّ ؟
قال : «الحرص على الدنيا».
قال (3): فأيّ فقر أشد ؟
قال : «الكفر بعد الإيمان».
قال : فأيّ دعوة أضل ؟
ص: 403
قال : «الداعي بما لا يكون».
قال: فأي عمل أفضل ؟
قال : «التقوى».
قال : فأي عمل أنجح ؟
قال: «طلب ما عند الله».
قال : فأيّ صاحب شرّ (1)؟
قال: «المزيّن لك معصية الله».
قال : فأي الخلق أشقی ؟
قال: «من باع دينه بدنيا غيره».
قال : فأيّ الخلق أقوى ؟
قال : «الحليم».
قال : فأي الخلق أشحّ؟
قال: «من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه».
قال: فأي الناس أكيس ؟
قال: «من أبصر رشده من غيّه، فمال إلى رشده».
قال : فمن أحلم النّاس ؟
قال: «الّذي لا يغضب».
قال : فأيّ النّاس أثبت رأياً؟
قال: «من لم يَغُرّه النّاس من نفسه ولم تَغُره الدنيا بتشوفها »(2).
قال : فأي الناس أحمق ؟
قال : «المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها».
قال : فأيّ النّاس أشدّ حسرة ؟
ص: 404
قال: «الذي حُرم الدنيا والآخرة، ذلك (1) هو الخسران المبين».
قال : فأي الخلق أعمى؟
قال: «الّذي عمل لغير الله [ تعالى ] (2) يطلب بعمله الثواب من عند الله عزّ وجلّ.
قال : فأي القنوع أفضل ؟
قال: «القانع بما أعطاه الله».
قال : فأي المصائب أشد ؟
قال: «المصيبة بالدين ».
قال : فأيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ ؟
قال : «انتظار الفرج».
قال: فأيّ النّاس خير عند الله عز وجل (3)؟
قال: «أخوفهم لله (4)، وأعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا».
قال: فأى الكلام أفضل عند الله عزّ وجلّ ؟
قال: «كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه».
قال : فأى القول أصدق؟
قال: «شهادة أن لا إله إلا الله».
قال : فأيّ (5) الأعمال أعظم عند الله عز وجل؟
قال: «التسليم والورع ».
قال : فأيّ النّاس أكرم ؟
ص: 405
قال: «من صدق في المواطن».
ثم أقبل (علیه السلام) علی الشيخ ، فقال : يا شيخ، إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه (1) ، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أنّ الموت سبيل مَن مضى ومَن بقي (2)، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [أدنى] (3) القوت، و قدموا الفضل وأحبّوا في الله عزّ وجلّ، وأبغضوا(4) في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».
فقال الشيخ فأين أذهب وأدع الجنّة، وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين (5) ؟ جهّزني بقوة أتقوى بها على عدوّك .
فأعطاه أمير المؤمنين (علیه السلام) سلاحاً وحمله فكان (6) في الحرب بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) لا يضرب قُدماً (7) ، وأمير المؤمنين (علیه السلام) يعجب مما يصنع، فلمّا اشتد الحرب أقدم فرسه حتى قتل (رحمه الله ) ، وتبعه (8) رجل من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) فوجده صريعاً، ووجد دابته، ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب أتى
ص: 406
أمير المؤمنين (علیه السلام) بدابته وسلاحه، وصلّى أمير المؤمنين (علیه السلام)، وقال (1) : «هذا والله السعيد حقاً، فترحّموا على أخيكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)
(4205) 12 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (علیهما السلام): يا ابن رسول الله حدّثني بحديث عن آبائك (علیهم السلام) . فقال :
حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « لايزال الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا».
قال : قلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال: حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « لوتكاشفتم ما تدافنتم ».
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم».
:قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من
ص: 407
عتب على الزمان طالت معتبته» (1).
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال: حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام):
« مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار».
قال : فقلت له زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « بئس الزاد إلى المعاد العدوان إلى العباد».
قال : فقلت له زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « قيمة كل امرئ ما يحسنه». :
قال : فقلت له زدنی یا ابن رسول الله
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «المرء مخبوء تحت لسانه».
قال : فقلت له زدنی یا ابن رسول الله
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « ما هلك امرو عرف قدره ».
قال : فقلت له: زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام):
«التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم »(2) .
قال : فقلت له : زدنی یا ابن رسول الله
فقال : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من
ص: 408
وثق بالزمان صرع».
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « خاطَرَ بنفسه من استغنى برأيه».
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «قلة العيال أحد اليسارين» (1).
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من دخله العُجب هلك » (2).
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة»(3) .
قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .
فقال : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من
ص: 409
رضي بالعافية ممن دونه رُزِق السلامة من فوقه».
قال : فقلت له : حسبي .
(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)
(4206 - 4207) 13 - (1) 14 - حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس قال :
قال أبو جعفر : «كان أمير المؤمنين (علیه السلام) بالكوفة إذا صلّى [ بالنّاس ] (2) العشاء الآخرة ينادي النّاس (3) ثلاث مرات حتى يُسمع أهل المسجد : أيها الناس تجهزوا رحمكم الله (4) ، فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرّج على الدنيا بعد نداء فیها (5) بالرحيل ! تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو
ص: 410
التقوى ، واعلموا أنّ طريقكم إلى المعاد (1) ، وممركم على الصراط، والهول الأعظم أمامكم، وعلى طريقكم عقبة كَؤُود (2) ومنازل مَهُولة (3) مخوفة ، لابد لكم من الممرّ عليها والوقوف بها فإما برحمة من الله (4) فنجاة من هولها وعِظَم خطرها وفظاعة (5) منظرها وشدّة مختبرها (6) ، وإما بهلكة (7) ليس بعدها انجبار».
(أمالی الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 7)
أبو عبد الله المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السلام) مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش. (أمالی المفيد : المجلس 23، الحديث 32)
(4208) 15 - (8) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي قال : حدّثنا محمّد الحسين الخشاب قال : حدّثنا محمّد بن محسن، عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده ، عن أبيه (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام): « والله ما دنياكم عندي إلا كَسَفْرٍ على
ص: 411
منهل حلّوا ، إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا ولا لذاذتها في عيني إلا كحميم أشربه غسّاقاً، وعلقم أتجرّعه زعاقاً، وسمّ أفعى (1) أسقاه دهاقاً، وقلادة من نار أوهقها خناقاً، ولقد رَفَعتُ مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، وقال لي : اقذف بها قذف الأتن ، لا يرتضيها ليرقعها فقلت له : اغرب عنّي .
فعند الصباح يحمد القوم السُرى *** وتنجلي عنا عُلالات الكَرى
ولو شئت لتَسَربَلتُ بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لُباب هذا البُرّ بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، ولكن أصدق الله جلّت عظمته حيث يقول : « مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ» (2)، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نبتها ، ولو اعتصمت نفس بقلّة لأنضجها وهج النار في قُلّتها ؟ ! وأيما (3) خير لعلي أن يكون عند ذي
العرش مقرّباً ، أو يكون فى لظى خسیئاً مُبعداً، مسخوطاً عليه بجرمه مكذباً ؟!
والله لأن أبيت على حَسَك السعدان مُرقداً، وتحتي أطمار على سفاها ممدداً، أو أُجرٌ في أغلالي مصفّداً ، أحب إليّ من أن ألقى في القيامة محمّداً خائناً في ذي يُتمة أظلمه بفلسه متعمّداً، ولِمَ أظلم اليتيم وغير اليتيم ؟! لنفس تسرع إلى البلاء قُفولها ، ويمتدّ في أطباق التَّرى حلولها ، وإن عاشت رويداً فبذي العرش نزولها .
معاشر شيعتي ، احذروا فقد عضّتكم الدنيا بأنيابها ، تختطف منكم نفساً بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لركابها ، ألا إنّ الحديث ذُو شجون ، فلا يقولنّ قائلكم : إنّ كلام عليّ متناقض، لأنّ الكلام عارض.
ولقد بلغني أنّ رجلاً من قُطّان المدائن تبع بعد الحنيفية عُلوجه، ولبس من نالة
ص: 412
دهقانه منسوجه، وتضمّخ بمسك هذه النوافج (1) صباحه، وتبخّر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشم نفاحه وقد مدّ له فروشات الروم على شرره، تعساً له بعد ما ناهز السبعين من عمره ، وحوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه، وذو يتمة تضوّر من ضُرّه ومن قَرَمه، فما واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكنني الله منه لأخضمنّه خضم البر ، ولأقيمنّ عليه حدّ المرتد، ولأضربنّه الثمانين بعد حد، ولأسدّنّ من جهله كلّ مسد تعساً له أفلا شعر ، أفلا ،صوف أفلا وبر ، أفلا رغيف قفار الليل إفطار مقدّم (2) ، أفلا عبرة على خدّ في ظلمة ليال تنحدر ؟ ولو كان مؤمناً لا تسقت له الحجة إذا ضيّع ما لا يملك .
والله لقد رأيت عقيلاً أخي وقد أملق حتى اسْتَماحَني من بركم صاعه، وعاودني في عشر وسق من شعيركم يُطعمه جياعه، ويكاد يلوي ثالث أيامه خامصاً ما استطاعه، ورأيت أطفاله شُعث الألوان من ضرّهم كأنما اشمأزت وجوههم من قُرّهم، فلما عاودني في قوله وكرّره، أصغيت إليه سمعي فغرّه، و ظنّني أوتِغ ديني فأتّبع ما سرّه، أحميت له حديدة لينزجر ، إذ لا يستطيع منها دنوّاً ولا يصبر، ثمّ أدنيتها من جسمه، فضجّ من ألمه ضجيج ذي دَنَف يئن من سقمه، وكاد يسبني سَفَها من كظمه ، والحرقة في لظى أضنى له من عدمه ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أَتَئِنّ من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه ، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها من غَضبه ؟ ! أتَئِنّ من الأذى ، ولا أثنٌ من لظى ؟ !
والله لو سقطت المكافاة عن الأمم، وتركت في مضاجعها باليات في الرّمم، لاستحييت من مقت رقيب يكشف فاضحات من الأوزار تنسخ ، فصبراً على دنيا تمرّ بلأ وائها كليلة (3) بأحلامها تنسلخ ، كم بين نفس في خيامها ناعمة وبين أثيم
ص: 413
في جحيم يصطرخ ؟
ولا تعجب من هذا، واعجب بلاصنع منّا من طارق طرقنا (1) بملفوفات زمّلها (2) في وعائها، ومعجونة بسطها في إنائها ، فقلت له : أصدقة، أم ،نذر أم زكاة ؟ وكلّ ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوّة، وعوّضنا منه خُمس ذي القربى في الكتاب والسنّة. فقال لي : لا ذاك ولا ذاك، ولكنّه هدية. فقلت له : ثكلتك الثواكل، أفعن دين الله تخدعني بمعجونة غرّقتموها بقندكم، وخبيصة صفراء أتيتموني بها بعصير تَمركم ؟ أمختبط، أم ذو جنّة، أم تهجر ؟ أليست النفوس عن مثقال حبة من خردل مسؤولة ؟ فما ذا أقول في معجونة أتزقّمها معمولة ؟
والله لو أعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، واسترقّ لي قُطّانها، مذعنة بأملاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها شعيرة فألوكها، ما قبلت ولا أردت ، ولدنياكم أهون عندي من ورقة في في جرادة تقضمها، وأقذر عندي من عُراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذُو سَقَم فَيَبشمها ، فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيّها ، ومعجونة كأنها عُجنت بريق حية أو قيّها !
ص: 414
اللهمّ إنّي نفرتُ عنها نفار المهرة من راكبها ، أريه السُها ويُريني القمر.
ءأمتنع من وَبَرة من قُلوصها ساقطة وابتلع إبلاً في مبركها رابطة ؟ أدبيب ، العقارب من وَكرها ألتقط ، أم قواتل الرُّقش في مبيتي ارتبط ؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي ، فبتقوى الله أرجو خلاصي ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة تنتجها المعاصي ؟! سألق وشيعتي ربنا بعيون مرّة (1) ، وبطون خماص (2) « لِيمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ» (3) ، ونعوذ بالله من سيئات الأعمال».
(أمالی الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 7)
(4209) 16 - (4) أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد قال : حدّثنا غندر محمّد [ بن جعفر ] قال : حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبی الطفيل عامر بن واثلة الكناني (رحمه الله ) قال :
ص: 415
سمعت أمير المؤمنين (علیه السلام) (1) يقول : « إنّ أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الأخرة، وأمّا اتباع الهوى فيَصُدّ (2) عن الحق، ألا وإنّ الدنيا قد توَلَّت مُدبرةً والأخرة (3) قد أقبلت مُقبلةٌ ، ولكلّ واحدة منهما بنون ،فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب ، والآخرة (4) حساب ولا عمل » .
(أمالی المفيد : المجلس 41 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 37)
أبو جعفر الطوسي عن المفيد، عن أبي حفص عمر بن محمد الصيرفي، عن محمّد بن مخلد بن حفص، عن محمد بن الوليد، عن غندر محمّد [بن جعفر ] ، مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحدیث 1)
(4210) 17 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا مسلم بن عبد الله البصري قال: حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان النهدي قال: حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة العرني قال :
سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «إني أخشى عليكم اثنتين : طول الأمل ... » إلى آخر ما في الحديث السابق، إلّا أنّ فيه : «... فيصد عن الحق ، وإنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، والآخرة قد جاءت مقبلة»، والباقى سواء
(أمالی المفيد : المجلس 11، الحديث 1)
(4211) 18 - حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن
ص: 416
محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عاصم [ بن حميد ] (1)، عن فضيل [بن الزبير ] الرسان، عن يحيى بن عقيل قال :
قال عليّ (علیه السلام): إنما أخاف عليكم اثنتين : اتباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، ارتحلت الدنيا مقبلة، وارتحلت الدنيا مدبرة، ولكلّ بنون فكونوا من بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا، اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 41)
(4212) 19 - أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن الصيدلاني قال: حدّثنا أبو المقدام أحمد بن محمد مولى بني هاشم قال : حدّثنا أبو نصر المخزومي :
عن الحسن بن أبي الحسن البصري :قال لما قدم علينا أمير المؤمنين (علیه السلام) البصرة، مرّ بي وأنا أتوضّاً، فقال: «يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك». ثم جازني ، فأقبلت أقفو إثره (2)، فحانت مني التفاتة (3) فنظر إليّ فقال: «يا غلام ألك إلىّ حاجة» ؟
فقلت : نعم، علّمني كلاماً ينفعني الله به .
فقال: « يا غلام من صدق الله نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى، ومن زهد في الدنيا قرّت عينه بما يرى من ثواب الله عزّ وجلّ، ألا أزيدك يا غلام ؟
قلت: بلى يا أمير المؤمنين .
ص: 417
قال : ثلاث خصال من كنّ فيه سلمت له الدنيا والآخرة : من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه ، وحافظ على حدود الله .
یا غلام ، أيسرّك أن تلقى الله يوم القيامة وهو عنك راض» ؟
قلت : نعم ، يا أمير المؤمنين .
قال: «كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً، وعليك بالصدق في جميع أمورك ، فإنّ الله تعبّدك (1) وجميع خلقه بالصدق ».
ثم مشى حتى دخل سوق البصرة، فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون، فبكى (علیه السلام) بكاء شديداً ، ثم قال: «يا عبيد الدنيا وعمّال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فرشكم (2) تنامون ، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تحرزون (3) الزاد، وتفكرون في المعاد» ؟!
فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، إنّه لابد لنا من المعاش ، فكيف نصنع ؟
فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ طلب المعاش من حلّه لا يشغل عن عمل الآخرة، فإن قلت : لابد لنا من الاحتكار لم تكن معذوراً».
فولى الرجل باكياً، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): أقبل عليّ أزدك بياناً».
فعاد الرجل إليه ، فقال له : اعلم يا عبد الله أنّ كلّ عامل في الدنيا للأخرة لابد أن يوفّى أجر عمله في الآخرة، وكلّ عامل ديناً للدنيا عمالته (4) في الآخرة نار جهنّم».
ثم تلا أمير المؤمنين (علیه السلام) قوله تعالى: « فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المأوى»(5).
(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 3)
ص: 418
(4213) 20 - (1)أخبرني أبو الطيب الحسين بن [علي بن ] (2) محمد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمد بن الحسن (3) قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا صالح بن عبدالله قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي :
عن الأصبغ بن نباتة [ رحمه الله] (4) قال : إن أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب ذات يوم، فحمد الله و أثنى عليه وصلى على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ثم قال : «أيها الناس ، اسمعوا مقالتي، و عوا كلامي، إنّ الخيلاء من التجبّر، والنخوة (5) من التكبر، وإنّ الشيطان عدوّ حاضر يعدكم الباطل ، ألا إن المسلم أخو المسلم، فلا تنابزوا ولا تخاذلوا (6) ، فإنّ شرائع الدين واحدة، وسبله قاصدة من أخذ بها لحق، ومن تركها مرق (7) ، ومَن فارقها محق.
ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا وعد ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة، وقولنا الحق، وفعلنا القسط، ومنا خاتم النبيين، وفينا قادة الإسلام وأمناء الكتاب، ندعوكم إلى الله ورسوله وإلى جهاد عدوّه، والشدّة في
ص: 419
أمره، وابتغاء رضوانه (1) ، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله» الحديث .
(أمالی المفيد : المجلس 27 ، الحديث 5)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «وإقامة الصلاة».
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 14)
تقدّم تمامه في الباب 6 من أبواب الحوادث والفتن من كتاب الإمامة (2).
(4214) 21 - (3) حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثني الشيخ الصالح عبدالله بن محمّد بن عبیدالله بن ياسين (4) قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمد بن علي الرضا (علیهم السلام) بسر من رأى يذكر عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «العلم وراثة كريمة، والآداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية والاعتبار منذر ناصح وكفی بك أدباً لنفسك تركك ما كرهته من غيرك».
(أمالی المفيد : المجلس 39، الحديث 7)
أبو جعفر الطوسي، عن ، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «والاعتذار منذر ناصح، وكفى بك أدباً تركك ...».
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29)
ص: 420
(4215) 22 - (1) (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمّد التمار قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثنا أحمد بن عبيد قال : حدّثنا عبد الرحيم بن قيس الهلالي قال : حدّثنا [عبد الله بن عمر ] العمري، عن أبي وجزة [ يزيد بن عبيد ] السعدي، عن أبيه قال :
أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) إلى الحسن بن علي (علیهما السلام)، فقال فيما أوصى به إليه : «يا بُنَيَّ، لا فقر أشدّ من الجهل، ولا عُدمَ أعدم من عدم العقل لا وحدة أوحش من العجب، ولا حسب كحُسن الخلق، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله ، ولا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزّ وجلّ .
ص: 421
يا بُنيّ، العقل خليل المرء، والحلم وزيره والرفق والده والصبر من خير جنوده. يا بُنيّ، إنّه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه، وليعرف أهل زمانه .
يا بُنيّ، إنّ من البلاء الفاقة، وأشدّ من ذلك مرض البدن، وأشدّ من ذلك مرض القلب، وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب.
يا بنيّ، للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحلّ ويجمل ، وليس للمؤمن بُدّ من أن يكون شاخصاً في ثلاث مرمّة لمعاش، أو خُطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم».
(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54 )
(4216) 23 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن صالح بن حمزة، عن الحسين بن عبد الله ، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة :
أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) قال لأصحابه : «اعلموا يقيناً أنّ الله تعالى لم يجعل للعبد ، وإن عظمت حيلته، واشتدّ طلبه، وقويت مكائده ، أكثر مما سمي له في الذكر الحكيم، فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته، والتارك له أعظم النّاس شغلاً في مضرّته ، والحمد لله ربّ العالمين.
وربّ منعم عليه مستدرج، وربّ مبتلى عند الناس مصنوع له، فأبق أيها المستمع من سعيك، وقصر من عجلتك، واذكر قبرك ومعادك، فإنّ إلى الله مصيرك ، وكما تدين تدان.
(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 23)
ص: 422
(4217) 24 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو علي قال : حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين قال :
قال أمير المؤمنين (علیهم السلام): « إنّ المؤمن لا يُصبح إلا خائفاً وإن كان محسناً، ولا يُمسى إلا خائفاً وإن كان محسناً ، لأنه بين أمرين : بين وقت مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لايدري ما يصيبه من الهلكات .
ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله ، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ، وعودوا بالفضل على مَن حَرمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، و أوفوا بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)
(4218) 25 - (2) ومن كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «أيّها النّاس ، أصبحتم أغراضاً تنتضلُ (3) فيكم المنايا، وأموالكم نهب المصائب، وما طعمتم في الدنيا من طعام فيه
ص: 423
غَصَص (1) ، وما شربتموه من شراب فلكم فيه شَرَق ، وأشهد بالله ما تنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق أخرى تكرهونها ، أيّها النّاس إنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء، ولكنّكم من دار إلى دار تنقلون فتزوّدوا لما أنتم صائرون إليه وخالدون فيه والسلام».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)
(4219) 26 - (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهما السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): أفضل ما توسل به المتوسلون: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها من فرائض الله، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من عذاب الله ، وحج البيت فإنّه ميقات للدين ومدحضة للذنب، وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال ومَنسأة للأجل ، وصدقة السر فإنّها تُذهب الخطيئة وتُطفئ غضب الربّ ، وصنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان (3) ، ألا فاصدقوا فإنّ الله مع مَن صَدَق ، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان، ألا وإنّ الصادق على شفا مَنجاة وكرامة ، ألا وإنّ الكاذب على شفا مخزاة وهَلَكة ، ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا مَن ، قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم ».
(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 32 )
ص: 424
(4220) 27 - (1) أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن عباد بن أحمد العرزمي قال : حدّثني عمي، عن أبيه، عن مطرف، عن الشعبي :
عن صعصعة بن صوحان قال : عادني علي أمير المؤمنين (علیه السلام) في مرض ثم قال : « انظر فلا تجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً كثيرة ، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه ، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنهم، وليكن تعاونكم على طاعة الله، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى، وتناهيتم عن معاصيه».
(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 57 )
(4221 - 4222) 28 - (2) 29 - (3) حدّثنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن
ص: 425
موسی التلعكبري قال : حدّثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن إبراهيم العلوي قال : حدّثنا الحسين بن علي الخزاز - وهو ابن بنت إلياس - قال : حدّثنا ثعلبة بن ميمون ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :
كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول : «إنما الدنيا فناء وعناء، وغير وعِبَر، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه مفوّق نبله، يرمي الصحيح بالسقم والحي بالموت، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن، ومن غيرها (1) أنك ترى المغبوط مرحوماً والمرحوم مغبوطاً، ليس منها إلا نعيم زائل أو بؤس نازل، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله فيختطفه من دونه أجله».
قال أبو عبد الله (علیه السلام): وقال أمير المؤمنين (علیه السلام): « كم من مستدرج بالإحسان إليه مغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله عبداً بمثل الإملاء له».
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 49 و 50)
(4223) 30 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن أبي داوود السجستاني قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي قال: حدّثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن جعفر بن محمد، عن ، عن آبائه :
عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) أنه قال: «إنما الدنيا عناء وفناء، وعبر وغير، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه ، موفق نبله ، يصيب الحي بالموت ، والصحيح بالسقم ، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ومن عبرها أنك ترى
ص: 426
المغبوط مرحوماً [ والمرحوم مغبوطاً ] (1) ليس بينهما إلا نعيم زال أو بؤس نزل، ومن غيرها أنّ المرء يشرف عليه أمله فيختطفه دونه أجله».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 52)
(4224) 31 - قال : وقال (علیه السلام): « أربع للمرء لا عليه : الإيمان، والشكر، فإنّ الله تعالى يقول: «مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُم » (2) ، والاستغفار ، فإنّه قال : «وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ »، (3) والدعاء ، فإنّه قال: «قُلْ مَا يَعْبَةُ بِكُمْ رَبِّي لَولا دُعَاؤُكُمْ»(4)».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 53)
(4225) 32 - (5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدّثني أبي قال: حدّثني عبدالعظيم بن عبدالله الحسني الرازي في منزله بالريّ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا (علیه السلام) ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه (علیهم السلام):
عن جده علي بن أبي طالب قال : قلت أربعاً أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه قلت: «المرء مخبوء تحت لسانه » فأنزل الله تعالى : «وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحَنِ القَولِ » (6) ، قلت: «من جهل شيئاً عاداه» فأنزل الله : « بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ
ص: 427
وَلَا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ» (1) ، قلت : «قدر - أو قال : قيمة كل امرئ ما يحسن» فأنزل الله في قصة طالوت : « إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُم وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ » (2). قلت : « القتل يقلّ القتل»، فأنزل الله : « وَلَكُم فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ » (3).
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 54 )
(4226) 33- وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله (علیه السلام) .
قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى (علیهما السلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «لا تتركوا حج بيت ربّكم ، لا يخل منكم ما بقيتم ، فإنّكم إن تركتموه لم تنظروا ، وإنّ أدنى ما يرجع به من أتاه أن يغفر له ما سلف.
وأوصيكم بالصلاة وحفظها فإنّها خير العمل وهي عمود دينكم وبالزكاة فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : الزكاة قنطرة الإسلام ، فمن أدّاها جاز القنطرة ومن منعها احتبس دونها، وهي تطفئ غضب الربّ .
وعليكم بصيام شهر رمضان، فإنّ صيامة جُنّة حصينة من النار، وفقراء المسلمين أشركوهم في معيشتكم والجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، فإنّما يجاهد في سبيل الله رجلان : إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه ، وذريّة نبيّكم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لا يظلمون بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم .
وأوصيكم بأصحاب نبيّكم، لا تسبّوهم، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً، ولم يأتوا محدثاً، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أوصى بهم.
ص: 428
وأوصيكم بنسائكم وما ملكت أيمانكم ولا يأخذنكم في الله لومة لائم، يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا للنّاس حسناً كما أمركم الله عزّوجلّ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الله أموركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم وعليكم بالتواضع والتبادل، وإياكم والتقاطع و التدابر والتفرّق، « وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقاب » (1)».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 65)
(4227) 34- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز أبو العباس القرشي قال : حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثنا بشار بن ذراع، عن أخيه يسار ، عن حمران ، عن أبي عبد الله، عن أبيه (علیهما السلام) :
عن جابر بن عبد الله قال بينا أمير المؤمنين (علیه السلام) في جماعة من أصحابه أنا فيهم ، إذ ذكروا الدنيا وتصرفها بأهلها ، فذمّها رجل فذهب في ذمّها كل مذهب، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): « أيها الذام للدنيا ، أنت المتجرّم عليها ، أم هي المتجرّمة عليك » ؟
فقال : بل أنا المتجرّم عليها يا أمير المؤمنين.
قال: «فبم تذمّها ؟ أليست منزل صدق لمن صدقها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ومساجد أنبياء الله ، ومهبط وحيه ومصلّى ملائكته، ومتجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنّة ؟ فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها ونادت بانقضائها، ونعت نفسها وأهلها فَمثّلت ببلائها البلى، وتشوّقت
ص: 429
بسرورها إلى السرور تخويفاً وترغيباً، فابتكرت بعافية، وراحت بفجيعة، فذمها رجال فرطوا غداة الندامة، وحمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير .
فيا أيها الذامّ للدنيا، المغتر بغرورها متى استذمّت إليك، أم متى غرتك ، أبمضاجع آبائك من البلى ؟ أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى ؟ كم مرّضت بيديك ، عالجت بكفّيك ؟ تلتمس لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطبّاء، لم تنفعهم بشفاعتك، ولم تسعفهم في طلبتك، مثّلت لك - ويحك - الدنيا بمصرعهم مصرعك ، و بمضجعهم مضجعك ، حين لا يغني بكاؤك ، ولا ينفعك أحبّاؤك».
ثم التفت إلى أهل المقابر فقال: «يا أهل التربة ويا أهل الغربة، أما المنازل فقد سكنت، وأمّا الأموال فقد قُسَمت وأمّا الأزواج فقد نُكحت هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم»؟
ثم أقبل على أصحابه فقال: «والله لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى».
(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 5)
أقول : قريباً من ذيله رواه الصدوق في (المجلس 23، الحديث 1)، ذكرته في باب الطاعة والتقوى من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ هناك .
(4228) 35 - (1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوأحمد عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب- «بغداد» ، قال : حدّثني محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحق بها وأهلها».
(أمالی الطوسي : المجلس 30، الحديث 3)
ص: 430
(4229) 36 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدّثني محمد بن موسى الرقي قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي قال :
قال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه يوماً وهو يعظهم: «ترصّدوا مواعيد الآجال، وباشروها بمحاسن الأعمال، ولا تركنوا إلى ذخائر الأموال، فتحلّيكم (2) خدائع الأمال، إنّ الدنيا خَدّاعة صرّاعة مَكَارة غَرّارة سَحّارة، أنهارها لامعة ، وثمراتها يانعة ، ظاهرها سرور ، وباطنها غرور ، تأكلكم بأضراس المنايا ، وتبيركم بأتلاف الرزايا (3) ، لهم بها أولاد الموت، وآثروا زينتها، فطلبوا رتبتها جهل الرجل، ومن ذلك الرجل المولع بلذّاتها، والساكن إلى فرحتها ، والآمن ،لغدرتها [ألا وإنّ الدنيا ] دارت عليكم بصروفها (4)، ورمتكم بسهام حتوفها ، فهي تنزع أرواحكم نزعاً، وأنتم تجمعون لها جمعاً، للموت تولدون، وإلى القبور تنقلون، وعلى التراب تنوّمون (5)وإلى الدود تسلّمون، وإلى الحساب تبعثون.
يا ذا الحيل والأراء والفقه والأنباء، واذكروا مصارع الآباء، فكأنّكم بالنفوس قد سلبت وبالأبدان قد عريت وبالمواريث قد قسمت ، فتصير - يا ذا الدلال والهيئة والجمال - إلى منزلة شعثاء، ومحلة غبراء ، فتُنَوَّم على خدّك في لحدك (6) ، في
ص: 431
منزل قل زوّاره، وملّ عمّاله ، حتى تشقّ عن القبور وتبعث إلى النشور ، فإن ختم لك بالسعادة صرت إلى الحبور (1) ، وأنت ملك مطاع، وآمن لا يراع (2) ، يطوف عليكم ولدان كأنهم الجُمان (3) بكأس من معين ، بيضاء لذة للشاربين، أهل الجنة فيها يتنعّمون، وأهل النار فيها يُعذِّبون، هؤلاء في السندس والحرير يتبخترون، وهؤلاء في الجحيم والسعير يتقلّبون، هؤلاء تُحشى جماجمهم بمسك الجنان، وهؤلاء يضربون بمقامع النيران ، هؤلاء يعانقون الحور في الحجال ، وهؤلاء يطوّقون أطواقاً في النّار بالأغلال في قلبه فزع قد أعيى الأطبّاء، وبه داء لا يقبل الدواء.
يا من يسلّم إلى الدود ويُهدى إليه ، اعتبر بما تسمع وترى، وقل لعينيك تجفو لذة الكرى (4)، وتفيض من الدموع بعد الدموع تترى (5) ، بيتك القبر بيت الأهوال والبلى ، وغايتك الموت ، يا قليل الحياء .
اسمع يا ذا الغفلة والتصريف، من ذي الوعظ والتعريف، جُعِل يوم الحشر يوم العرض والسؤال، والحباء (6) والنكال ، يوم تقلب إليه أعمال الأنام، وتُحصى فيه جميع الآثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل ما في بطونها، ويفرّق بين كلّ نفس وحبيبها ويحار في تلك الأحوال عقل لبيبها، إذ تنكّرت الأرض بعد حسن عمارتها، وتبدّلت بالخلق بعد أنيق (7) زهرتها ، أخرجت من معادن الغيب أثقالها ، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجدّ إذ عاينوا الهول
ص: 432
الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسياهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة غطاؤها، وظهر للخلق أنباؤها، فدكّت الأرض دكّاً دكّاً، ومُدّت لأمر يراد بها مداً مداً، واشتدّ المثارون (1) إلى الله شدّاً شدّاً، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً (2)، وردّ المجرمون على الأعقاب ردّاً ردّاً ، وجد الأمر - ويحك يا إنسان - جداً جداً، وقرّبوا للحساب فرداً فرداً، وجاء ربّك والملك صفا صفاً، يسألهم عما عملوا حرفاً حرفاً، فجيء بهم عُراة الأبدان ، خُشّعاً أبصارهم، أمامهم الحساب، ومن ورائهم جهنّم ، يسمعون زفيرها، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصراً ولا وليّاً يجيرهم من الذلّ ، فهم يعدون سراعاً إلى مواقف الحشر، يساقون سوقاً، فالسماوات مطويات بيمينه كطيّ السِجِل للكتب (3)، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم، يظنون أنهم لا يسلمون، ولا يؤذن لهم فيتكلّمون، ولا يقبل منهم فيعتذرون، قد خُتِم على أفواههم، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .
يا لها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين مُيِّزَ بين الفريقين، فريق في الجنّة وفريق في السعير، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون».
(أمالی الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 3)
(4230) 37- (4) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن علي بن
ص: 433
الفضل، عن علي بن الحسن أبي الحسن النحوي الرازي قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزفري قال : حدّثني العباس بن بكّار الضبّي قال: حدّثني أبو بكر الهذلي عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «الحمد لله الذي لا يحويه مكان، ولا يحدّه زمان علا بطَوله ودنا بحوله (1) ، سائق كلّ غنيمة وفضل (2)، وكاشف كل عظيمة وأزل (3)، أحمده على جود[ ه و ] (4) کرمه، وسبوغ نعمه، واستعينه على بلوغ رضاه والرضا بما قضاه وأؤمن به إيماناً وأتوكل عليه إيقاناً.
وأشهد أن لا إله إلا الله، الذي رفع السماء فبناها، وسطح الأرض فطحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال أرساها (5)، لا يؤوده خلق (6)، وهو العلي العظيم.
وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى المشهور، والكتاب المسطور والدين المأثور إبلاءً لعذره، وإنهاء لأمره (7)، فبلغ الرسالة وهدى من الضلالة، وعبد ربه حتى أتاه اليقين، فصلّى الله عليه وآله وسلّم كثيراً.
أوصيكم بتقوى الله ، فإنّ التقوى أفضل كنز، وأحرز حرز، وأعز عزّ ، فيها نجاة
ص: 434
كل هارب، ودرك كلّ طالب ، وظفر كلّ غالب، وأحثّكم على طاعة الله فإنها كهف العابدين، وفوز الفائزين، وأمان المتّقين.
واعلموا - أيّها النّاس - أنكم سيّارة ، قد حدا بكم الحادي وحدا لخراب الدنيا حادی (1) ، وناداكم للموت منادي فلا تغرنّكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور .
ألا وإنّ الدنيا دار غرّارة خدّاعة، تنكح في كلّ يوم بعلاً، وتقتل في كلّ ليلة أهلاً، وتفرّق فى كلّ ساعة شملاً ، فكم من منافس (2) فيها ، وراكن إليها من الأمم السالفة، قد قذفتهم في الهاوية، ودمرتهم تدميراً، وتبرّتهم تتبيراً، وأصلتهم سعيراً.
أين من جمع فأوعى، وشدّ فأوكى ، ومنع فأكدى (3)؟! بلى أين من عسكر العساكر، ودسكر الدساكر (4) ، وركب المنابر ؟ أين من بنى الدور، وشرّف القصور، وجمهر الألوف (5) ؟ قد تداولتهم أيامها وابتلعتهم أعوامها ، فصاروا ،
ص: 435
أمواتاً، وفي القبور رفاتاً (1) ، قد نسوا ما خلّفوا (2)، ووقفوا على ما أسلفوا، ثمّ ردّوا إلى الله مولاهم الحق ، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين .
وكأنّي بها وقد أشرقت بطلائعها وعسكرت بفظائعها، فأصبح المرء بعد صحته مريضاً، وبعد سلامته نقيضاً يعالج كرباً، ويقاسي تعباً، في حشرجه السباق، وتتابع الفواق (3)، وتردّد الأنين، والذهول على البنات والبنين، والمرء قد اشتمل عليه شغل شاغل، وهول هائل، قد اعتقل منه اللسان، وتردّد منه البنان ، فأصاب مكروها (4)، وفارق الدنيا مسلوباً ، لا يملكون له نفعاً، ولا لما حلّ به دفعاً، يقول الله عزّ وجلّ في كتابه : «فَلَولا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ »(5) ».
ثم من دون ذلك أهوال القيامة، ويوم الحسرة والندامة، يوم تنصب الموازين
ص: 436
وتنشر الدواوين، بإحصاء كل صغيرة، وإعلان كل كبيرة، يقول الله في كتابه: «وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً» (1)».
ثمّ قال: «أيّها النّاس الآن الآن من قبل الندم ، ومن قبل « أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتی عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةَ فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ، فيرة الجليل جلّ ثناؤه : « بَلَى قَدْ جاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الكافِرِينَ »(2)، فوالله ما سأل الرجوع إلا ليعمل صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً».
ثم قال : «أيّها النّاس، الآن الآن، ما دام الوثاق مطلقاً، والسراج منيراً وباب التوبة مفتوحاً، ومن قبل أن يجفّ القلم ، وتُطوى الصحيفة، فلا رزق ينزل ، ولا عمل يصعد ، المضمار اليوم، والسباق غداً، فإنّكم لا تدرون إلى جنّة أو إلى نار (3)، وأستغفر الله لي ولكم.
(أمالی الطوسي : المجلس 38، الحديث 9)
ص: 437
(4231) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال : حدّثنا محمد بن الحسين العامري قال: حدّثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الفجيع العقيلي قال :
حدّثني الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) قال : لمّا حضرت أبي (2) الوفاة أقبل يوصي فقال: «هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب أخو محمّد رسول الله [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ](3) وابن عمه ووصيّه وصاحبه ، وأوّل (4) وصيّتي أنّي أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه، وارتضاه لخيرته (5) ، وأنّ الله باعث من في القبور، وسائل النّاس عن أعمالهم، وعالم بما في الصدور.
ثمّ إنّي أوصيك يا حسن - وكفی بك وصيّاً - بما أوصاني به رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، فإذا كان ذلك يا بنيّ فالزم بيتك ، وابك (6) على خطيئتك ، ولا تكن الدنيا أكبر همك.
وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها (7) ، والصمت
ص: 438
عند الشبهة ، والاقتصاد في العمل (1) ، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم ، والتواضع فإنّه من أفضل العبادة، وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا (2)، فإنّك رهين (3) موت وغرض بلاء وطريح (4) سقم .
وأوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيته (5)، وأنهاك عن التسرع بالقول و الفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به ، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه (6) حتى تصيب رشدك فيه، وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر (7)جليسه .
وكن لله يا بُنيّ عاملاً، وعن الخنا (8) زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهیاً وواخ الإخوان في الله وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وأبغضه بقلبك ، وزايله بأعمالك لئلا تكون (9) مثله .
وإياك والجلوس في الطرقات ودع المماراة ومجاراة (10) من لا عقل له ولا علم .
واقتصد يا بُنيّ في معيشتك ، واقتصد في عبادتك ، وعليك فيها بالأمر الدائم
ص: 439
الذي تطيقه، والزم الصَّمت تسلم ، وقدّم (1) لنفسك تغنم، وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكراً على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتى تصدّق (2)منه قبل أكله .
وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجُنّة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك ، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك .
وأوصيك بأخيك محمد خيراً ، فإنّه شقيقك وابن أبيك ، وقد تعلم حبي له.
وأمّا (3) أخوك الحسين، فهو ابن أمّك، ولا أزيد الوصاة بذلك (4)، والله الخليفة عليكم وإيّاه أسأل أن يصلحكم ، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى يتولى الله الأمر (5) ، ولا [ حول ولا ] (6) قوة إلا بالله العلي العظيم».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
(4232) 2 - (7) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا -
ص: 440
جعفر بن محمد أبو القاسم الموسوي العلوي في منزله بمكة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا عبد الله بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن یزید :
عن أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) قال : «لمّا احتضر أمير المؤمنين (علیه السلام) جمع بنيه حسناً وحسيناً وابن الحنفية والأصاغر من ولده فوصّاهم وكان في آخر وصيته : يا بُنيّ ، عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم .
يا بُنيّ، إنّ القلوب جنود مجندة، تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير حق سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه ».
(أمالی الطوسى : المجلس 26 ، الحديث )
ص: 441
(4233) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر،عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين (علیهم السلام) ، قال :
«لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) الوفاة بكى ، فقيل له : يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الذي أنت به ، وقد قال فيك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما قال ، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعل والنعل ؟ ! فقال (علیه السلام): إنما أبكي لخصلتين : لهول المُطَّلع (2) ،وفراق الأحبة».
(أمالی الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 9)
(4234) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال : حدّثنا الحسين بن محمد، :قال حدّثنا أبي، عن عاصم بن عمر الجعفي عن محمد بن مسلم العبدي قال:
ص: 442
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : كتب إلى الحسن بن على (علیهما السلام) قوم من أصحابه يعزّونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : «أما بعد ، فقد بلغني كتابكم تعزّوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها تسليماً لقضائه، وصبراً على بلائه، فإن أوجعتنا المصائب، وفجعتنا النوائب بالأحبّة المألوفة التي كانت بنا حفيّة، والإخوان المحبّون الذين كان يسر بهم الناظرون، وتقرّ بهم العيون، أضحوا قد اخترمتهم الأيام، ونزل بهم الحِمام (1) ، فخلّفوا الخلوف، وأودت بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولاصلات بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها ،خالية من أربابها، قد أجشعها(2) إخوانها، فلم أر مثل دارها داراً ولا مثل قرارها قراراً في بيوت موحشة وحلول مخضعة ، قد صارت في تلك الديار الموحشة، وخرجت عن الدار المؤنسة، ففارقتها من غير قليّ ، فاستودعتها البلاء، وكانت أمة مملوكة سلكت سبيلاً مسلوكة ، صار إليها الأولون، وسيصير إليها الأخرون، والسلام».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 48)
ص: 443
(4235) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر : ،
عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال : سُئِل الحسين بن علي (علیهما السلام) فقيل له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟
قال: « أصبحت ولي ربّ فوقي والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بی وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحبّ ، ولا أدفع ما أكره والأمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني» ؟!
(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 3)
ص: 444
(4236) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التيمي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد المكي قال: حدّثنا أبو الحسن عبد الله بن محمّد بن عمرو الأطروش الحرّاني قال : حدّثنا صالح بن زياد[ بن عبدالله بن الجارود ] أبو شعيب السوسي (1) قال : حدّثنا أبو عثمان السكّري - واسمه عبد الله بن ميمون - قال : حدّثنا عبد الله بن معز (2) الأودي قال : حدّثنا عمران بن مسلم [الجعفي ] (3)، عن سويد بن غفلة :
عن طاوس اليماني قال : مررت بالحجر فإذا أنا بشخص راكع وساجد ، فتأملته فإذا هو علي بن الحسين (علیهما السلام) ، فقلت یا نفس، رجل صالح من أهل بيت النبوة، والله لاغتنمنّ دعاءه، فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ورفع باطن كفّيه إلى السماء وجعل يقول : «سيدي، سيّدي، هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة، وعيناي
ص: 445
بالرجاء ممدودة ، وحق لمن دعاك بالندم تذلّلاً أن تُجيبه بالكرم تفضّلاً.
سيّدي، أمن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فأبشّر رجائي ؟
سيدي ، أ لِضَرب المقامع خلقت أعضائي ، أم لشرب الحميم خلقت أمعاني ؟
سيّدي ، لو أنّ عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنتُ أوّل الهاربين منك ، لكنّي أعلم أنّى لا أفوتك .
سيّدي ، لو أنّ عذابي مما يزيد في مُلكك لسألتك الصبر عليه ، غير أني أعلم أنّه لا يزيد في مُلكك طاعة المطيعين، ولا ينقص منه معصية العاصين.
سيدي ، ، ما أنا وما خَطَري، هَبْ لي خطاياي بفضلك ، وجلّلني بسترك، واعفُ عن توبيخي بكرم وجهك (1).
ص: 446
ص: 447
ص: 448
إلهي وسيدي ارحمني مصروعاً على الفراش تقلبني أيدي أحبتي T وارحمني مطروحاً على المغتسل يغسّلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغُربتي ووحدتي».
قال طاوس : فبكيت حتى علا نحيبي، فالتفت إليّ، فقال: «ما يبكيك يا يماني ؟ أو ليس هذا مقام المذنبين» ؟
فقلت: حبيبي، حقيق على الله أن لا يردّك وجدك محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفرٌ من أصحابه، فالتفت إليهم فقال: «معاشر أصحابي ، أوصيكم بالآخرة، ولست أوصيكم بالدنيا، فإنّكم بها مستوصون، وعليها حريصون، وبها مستمسكون .
معاشر أصحابي ، إنّ الدنيا دار ممرّ ، والآخرة دار مقرّ ، فخذوا من ممرّكم لمقركم ،
ص: 449
ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج من الدنيا أبدانكم، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية؟ ألم تروا كيف فضح مستورهم، وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيّتهم صاروا حصائد النقم ، ومدارج المثلات ؟ أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 39 الحديث 5)
(4237) 2 - (1) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر قال: حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال :
كان علي بن الحسين (علیهما السلام) يعظ النّاس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحفظ عنه وكتب، كان يقول : «أيّها النّاس اتقوا الله واعلموا أنّكم إليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضراً وماعملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذّركم الله نفسه، ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه .
ابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثاً (2) يطلبك ويوشك أن يدركك ، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك ، وصرت إلى قبرك (3)
ص: 450
وحيداً فردّ إليك روحك ، واقتحم عليك فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك .
ألا وإنّ أوّل ما يسألانك عن ربّك الذي كنت تعبده ، وعن نبيك الذي أُرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه ، ثم عن عمرك فيما أفنيته، ومالك من أين اكتسبته وفيها أتلفته، فخذ حذرك (1) وانظر لنفسك واعد للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار، فإن تك مؤمناً تقياً عارفاً بدينك متبعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله لقاك الله حجتك (2) ، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشّرت بالجنة والرضوان من الله والخيرات الحسان واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان ، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت (3) عن الجواب وبشّرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزُلٍ من حميم وتصلية جحيم(4) .
فاعلم ابن آدم أنّ من وراء هذا ما هو أعظم وأقطع وأوجع للقلوب يوم القيامة ، ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود، ويجمع الله فيه الأولين
ص: 451
والآخرين، ذلك يوم ينفخ فيه (1) الصور، وتبعثر فيه القبور (2)، ذلك يوم الآزفة (3) ، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين (4) ، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة ولا تؤخذ من أحد فيه فدية، ولا تقبل من أحد فيه معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين وعمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده .
فاحذروا أيّها النّاس من المعاصي والذنوب، فقد نهاكم الله عنها وحذّركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وشدّة أخذه عند ما يدعوكم إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا ، فإنّ الله يقول : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ » (5)».
ص: 452
فأشعروا (1) قلوبكم - لله أنتم - خوف الله ، وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ،ثوابه، كما قد خوّفكم من شديد العقاب، فإنّه من خاف شيئاً حذره، ومن حذر شيئاً نكله (2) ، فلا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا (3) ، فتكونوا من الذين مَكَرُوا السيئات، وقد قال الله تعالى : « أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهمْ فَماهُمْ بِمَعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ » (4).
فاحذروا ما قد حذركم الله ، واتّعظوا بما فعل بالظّلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن يُنزِل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب تالله لقد وُعِظتُم بغيركم وإنّ السعيد من وعظ بغيره، ولقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القُرى قبلكم حيث قال: « وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَلَا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنهَا يَرْكُضُونَ» يعني يهربون « لاتَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ» ، فلمّا أتاهم العذاب «قالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ» (5) ، وايم الله إنّ هذه لعِظَة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم».
ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقال: (وَ
ص: 453
لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ»(1) ، فإن قلتم -أيها النّاس - إنّ الله إنّما عنى بهذا أهل الشّرك ، فكيف ذاك وهو يقول: « وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطِ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنا حاسبين »(2) ؟
اعلموا - عباد الله - أنّ أهل الشرك لا تُنصَب لهم الموازين (3)، ولا تنشر لهم الدواوين، وإنّما تُنشر الدواوين لأهل الإسلام، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ الله لم يختر هذه الدنيا وعاجلها لأحدٍ من أوليائه، ولم يُرغّبهم فيها وفي عاجل زَهْرتها وظاهر بهجتها، وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملاً لأخرته، وايم الله لقد ضرب لكم فيها الأمثال وصَرَف الأيات (4) لقوم يعقلون، فكونوا - أيّها المؤمنون - من القوم الذين يعقلون، ولا قوة إلّا بالله .
وازهدوا فيما زهّدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا، فإنّ الله يقول - وقوله الحق -: « إِنّما مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ
ص: 454
يَتَفَكَّرُونَ » (1)، فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون، ولا تركنوا إلى الدنيا، فإنّ الله قد قال لمحمد نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ولأصحابه : «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (2) .
ولا تركنوا إلى زَهْرَةَ الحَياة الدنيا وما فيها رُكون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان ، فإنّها دار قُلعَةٍ (3) وبُلغة (4)، ودار عمل، فتزوّدوا الأعمال الصالحة منها
ص: 455
قبل أن تُخرَجوا منها ، وقبل الإذن من الله في خرابها، فكأن قد أخربها الذي عمّرها أوّل مرّة وابتدأها وهو وليّ ميراثها.
وأسأل الله لنا ولكم العَون على تزوّد التقوى والزهد فيها ، جعلنا وإياكم من الزاهدين في عاجل زَهرة الحياة الدنيا والراغبين العاملين لأجل ثواب الآخرة، فإنّما نحن به وله» (1).
(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)
(4238) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزاز القرشي قال : حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثني محمّد بن أبي عمير قال : حدّثني الحسين بن زيد قال : حدّثني أبي زيد بن عليّ:
عن أبيه علي بن الحسين (علیهما السلام) قال : سمعته يقول: «من تعزّى عن الدنيا بثواب الآخرة فقد تعزّى عن حقير بخطير، وأعظم من ذلك من عدّ فائتها سلامة نالها، وغنيمة أعين عليها».
(أمالی الطوسي : المجلس 29، الحدیث 2)
(4239) 4 - (2) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا
ص: 456
أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن [أبي حمزة ] الثمالي
قال : سمعت علي بن الحسين (علیهما السلام) وهو يقول: «عجباً للمتكبّر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غداً جيفة، والعجب كلّ العجب لمن شكّ في الله وهو يرى الخلق ، والعجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كلّ يوم وليلة ، و العجب كلّ العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كلّ العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء».
(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 31)
(4240) 5 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن
ص: 457
عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي (1) قال: كان علي بن الحسين [ زين العابدين ] (2) (علیهما السلام) يقول: «ابن آدم، [إنك ] لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة لها من همّک (3) وما كان الخوف لك شعاراً ، والحزن [ لك ] (4) دثاراً، ابن آدم (5) ، إنك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ ومسؤول فأعدّ جواباً» (6) .
(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 1)
ورواه أيضاً في (المجلس 12 ، الحديث 10) بتفاوت ذكرتها في الهامش.
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 30 )
(4241 - 4242) 6- (7) 7 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن علي بن النعمان رفعه قال :
كان علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : «ويح من غلبت واحدته عشرته».
وكان أبو عبد الله صلوات الله عليه يقول: «المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة».
ص: 458
وكان على بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: «أظهر اليأس من النّاس فإنّ ذلك هو الغنى (1) ، وأقلّ طلب الحوائج إليهم فإنّ ذلك فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه، وصلّ صلاة مودّع ، وإن استطعت أن تكون اليوم خيراً منك أمس، وغداً خيراً منك اليوم فافعل »(2).
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 6)
(4243) 8 - (3) وعن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : « من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير النّاس، ومن اجتنب ما حرّم الله عليه فهو من أعبد الناس ومن أورع الناس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى النّاس».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 9)
(4244) 9 - (4) حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطیّة :
أبي حمزة الثمالي قال : ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن
ص: 459
الحسين (علیهما السلام) إلّا ما بلغني عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
ثمّ قال أبو حمزة : كان علي بن الحسين (علیهما السلام) إذا تكلّم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته .
قال أبو حمزة : فقرأت صحیفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين (علیهما السلام) فكتبت ما فيها ، وأتيته به فعرضته عليه، فعرفه وصحّحه، وكان فيها :
«بسم الله الرّحمن الرّحيم
كفانا الله وإياكم كيد الظالمين، وبغي الحاسدين، وبطش الجبّارين، أيّها المؤمنون، مصيبتكم الطواغيت من أهل الرغبة في الدنيا (1) ، المائلون إليها، المفتونون بها المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غداً (2) ، فاحذروا ما حذّركم الله منها ، وازهدوا فيما زهّدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتّخذها دار قرار ومنزل استيطان، وبالله إنّ لكم ممّا فيها عليها دليلاً من زينتها، وتصرّف أيامها (3) ، وتغيّر انقلابها ومثُلاتها (4) ، وتلاعبها بأهلها ، إنّها لترفع الخميل (5) ، وتضع الشريف، وتورد النّار أقواماً غداً، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر للنّبيه (6).
إنّ الأمور الواردة عليكم في كلّ يوم وليلة من مضلّات الفتن (7) ، وحوادث
ص: 460
البدع، وسنن الجور، وبوائق الزمان، وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان ، ليَدراً القلوب (1) عن تنبّهها، وتذهلها عن موجود الهدى، ومعرفة أهل الحق إلّا قليلاً ممّن عصم الله ، وليس يعرف تصرّف أيّامها وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصمه الله ونهج سبيل الرشد ، وسلك سبيل القصد ممن استعان على ذلك بالزهد ، فكرّر التفكر (2) ، واتّعظ بالعبر (3) فازدجر ، وزهد في عاجل بهجة الدنيا ، وتجافى (4) عن لذّاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة (5) ، و سعى لها سعيها، وراقب الموت، وسئم الحياة مع القوم الظالمين (6) ، فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيّرة حديدة النظر (7) ، فأبصر حوادث الفتن وضلال البدع، وجور الملوك الظلمة .
فقد - لعمري - استدبرتم الأمور الماضية في الأيّام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيها ما تستدلّون به (8) على تجنّب الغواة وأهل البدع و البغي والفساد في الأرض بغير حق، فاستعينوا بالله، وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتّبع وأطيع(9).
ص: 461
فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله، والوقوف بين يديه، وتالله ما صدر قوم قطّ عن معصية الله إلّا إلى عذابه، وما آثر (1) قوم قطّ الدنيا على الآخرة إلّا ساء منقلبهم وساء مصيرهم، وما العلم بالله والعمل بطاعته إلّا إلفان مؤتلفان، [ف] من عرف الله خافه ، فحثّه الخوف على العمل بطاعة الله، وإنّ أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه ، وقد قال الله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» (2) ، فلا تلتمسوا شيئاً مما في هذه الدنيا بمعصية الله، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله، واغتنموا أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله ، فإنّ ذلك أقل للتّبعة، وأدنى من العذر، وأرجى للنّجاة، فقدّموا أمر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلّها، ولا تقدّموا الأمور الواردة عليكم من الطّواغيت، من فتن زهرة الدنيا (3) بين يدي أمر الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم .
واعلموا أنّكم ونحن عباد الله (4) ، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غداً، وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدّوا الجواب قبل الوقوف والمساءلة والعرض على ربّ العالمين ، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه (5).
واعلموا أنّ الله تعالى لا يصدّق يومئذ كاذباً، ولا يكذّب صادقاً، ولا يردّ عذر مستحق ، ولا يعذر غير معذور ، بل له الحجة على خلقه بالرسل وبالأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله عباد الله، واستقبلوا من إصلاح نفسكم وطاعة الله (6) وطاعة
ص: 462
من تولّونه فيها لعلّ نادماً قد ندم فيما فرّط (1) بالأمس في جنب الله وضيّع من حقوق الله ، فاستغفروا (2) الله وتوبوا إليه ، فإنّه يقبل التوبة، ويعفو عن السيئة، ويعلم ما تفعلون.
وإياكم وصحبة العاصين (3)، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم، واعلموا أنّه من خالف أولياء الله ، ودان بغير دين الله ، واستبدّ بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب، تأكل أبداناً قد غابت عنها أرواحها ، وغلبت عليها شقوتها، فهم موتى لا يجدون حرّ النار [ ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حرّ النّار ] (4) ، فاعتبروا يا أولي الأبصار، واحمدوا الله على ما هداكم، واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته، وسيرى الله عملكم (5) [ ورسوله ] ثمّ إليه ،تحشرون فانتفعوا بالعظة، وتأدبوا بآداب الصالحين».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 33 )
ص: 463
(4245) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن محمّد بن مروان:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال : سمعته يقول : «ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ إِلّا حرّم الله جسدها على النّار، ولا فاضت دمعة على خدّ صاحبها فرهق وجهه قتر ولاذلة يوم القيامة، و ما من شيء من أعمال الخير إلا وله وزن أو أجر إلّا الدمعة من خشية الله، فإنّ الله يطفئ بالقطرة منها بحاراً من نار يوم القيامة ، وإنّ الباكي ليبكي من خشية الله في أُمّة فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها».
(أمالی المفيد : المجلس 18 ، الحديث 1)
ص: 464
(4246) 2 - (1) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي النعمان العجلي:
قال : قال أبو جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهما قال : «يا أبا النعمان ، لا تحقّقن علينا كذباً فتسلب الحنيفية .
يا أبا النعمان لا تستأكل بنا النّاس فلا يزيدك الله بذلك إلا فقراً.
يا أبا النعمان، لا ترأس فتكون ذنباً .
يا أبا النعمان إنّك موقوف ومسؤول لامحالة، فإن صدقت صدّقناك ، وإن كذبت كذّبناك .
ص: 465
يا أبا النعمان، لا يغرّك النّاس عن نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحفظ عليك ، وأحسن فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 5)
(4247) 3 - (1) وعن علي بن مهزيار، [عن علي بن حديد ، ] عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داوود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهرى (2).
عن أحدهما (علیهما السلام) أنه قال : « ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وقال: «من قال لا إله إلّا الله فلن يلج ملكوت السماء (3) حتّى يتم قوله بعمل صالح، ولا دين لمن دان الله بطاعة الظالم» (4).
ثمّ قال : «وكلّ القوم ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر».
(أمالی المفيد : المجلس 23، الحديث 7)
أقول : يمكن أن تجعل هذه الرواية في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً.
ص: 466
(4248) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري (رحمه الله ) قال : حدّثني عمّي على بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدّثني العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :
سمعت أبا جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) يقول : « لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله».
(أمالی المفيد : المجلس 36 ، الحديث 7)
أبو جعفر الطو عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 23)
(4249) 5 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن عمرو بن شمر :
عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) ونحن جماعة، بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه وقلنا له: أوصنا يا ابن رسول الله . فقال : « ليعن قويّكم ضعيفكم ، و ليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه ، وإن اشتبه
ص: 467
الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ماشرح لنا، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا ، كان شهيداً ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه ، كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً ».
(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)
(4250)6 - حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا عمّي قال : حدّثني محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زید :
عن جابر بن يزيد الجعني قال: خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) ثماني عشرة سنة، فلمّا أردت الخروج ودعته، وقلت : أفدني.
فقال: «بعد ثماني عشرة سنة، يا جابر !»
قلت : نعم ، إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.
فقال: «يا جابر ، بلّغ شيعتي عنّي السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يُتقرب إليه إلّا بالطاعة له.
ياجابر، من أطاع الله وأحبّنا فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا .
ياجابر، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه أو توكّل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه !
یا ،جابر انزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلّا دابة ركبتها فى منامك فاستيقظت و أنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته ، أو كجارية وطئتها ، يا جابر الدنيا عند ذوي الألباب كفيء الظلال.
لا إله إلّا الله إعزاز لأهل دعوته ، الصلاة تثبيت للإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق والصيام والحج تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدماء، وحبّنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون».
(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 29 )
ص: 468
(4251) 7 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبدالله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبوالقاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبوالفضل العبّاس بن محمد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر ، عن عبد الله بن أبي يعفور :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، و الصبر على النائبة (2) ، والتقدير في المعيشة».
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 1)
ص: 469
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في أبواب آداب السفر من كتاب الآداب والسنن ، فلاحظ هناك .
(4252) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي [ابن أبي عمير ] قال : حدّثني أبان الأحمر :
عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ، أنه جاء إليه رجل فقال له : بأبي أنت وأمى يا ابن رسول الله علِّمني موعظة . فقال : «إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفّل بالرزق، فاهتمامك لما ذا ؟ وإن كان الرزق مقسوماً ، فالحرص لما ذا ؟ وإن كان الحساب حقاً، فالجمع لما ذا ؟ وإن كان الثواب من الله ، فالكسل لماذا ؟ وإن كان الخلف من الله عزّ وجلّ حقاً فالبخل لما ذا ؟ وإن كانت العقوبة من الله عزّ وجل النّار، فالمعصية لما ذا ؟ وإن كان الموت حقاً، فالفرح لماذا ؟ وإن كان العرض على الله عزّ وجلّ حقاً ، فالمكر لماذا ؟ وإن كان الشيطان عدوّاً، فالغفلة لما ذا ؟ وإن كان الممرّ على الصراط حقاً، فالعُجب لما ذا ؟ وإن كان كلّ شيء بقضاء وقدر، فالحزن لما ذا ؟ وإن كانت الدنيا فانية، فالطمأنينة إليها لماذا »؟
(أمالی الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)
(4253)2 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا على بن الحسين
ص: 470
السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي، عن مالك بن أنس قال:
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أعجب لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه ، أو يبخل عليها وهي مُدبرة عنه ، فلا الإتفاق مع الإقبال يضرّه، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه».
(أمالی الصدوق : المجلس 32، الحديث 4)
(4254) 3 - (1)حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني أبوعبد الله الرازي واسمه عبد الله بن أحمد، عن سجادة واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان ، واسم أبي عثمان حبيب، عن محمّد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب :
عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال :« تبع حكيم حكيماً سبع مئة فرسخ في سبع كلمات ، فلمّا لحق به قال يا هذا ما أرفع من السماء، وأوسع من الأرض ، وأغنى من البحر ، وأقسى من الحجر، وأشدّ حرارة من النار ، وأشدّ برداً من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات ؟
فقال : يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشدّ حرارة من النّار، واليأس من روح الله عزّ وجلّ أشدّ برداً من الزمهرير والبهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات».
(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)
ص: 471
(4255) 4- (1)حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة بن بجاد العابد :
أنّ رجلاً قال للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أوصني . فقال : «أعدّ جهازك، وقدّم زادك لطول سفرك ، وكُن وصيّ نفسك، ولا تأمن غيرك أن يبعث إليك بما يُصلحك».
(أمالی الصدوق : المجلس 47، الحديث 12)
(4256) 5 - حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير، عن مثنى بن الوليد الحنّاط :
عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): « أما تحزن ، أما تهتمّ أما تألم» ؟
قلت :بلى والله .
قال: «فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت و وحدتك في قبرك، وسيلان عينيك على خديك ، وتقطّع أوصالك ، وأكل الدود من لحمك، وبلاك ، وانقطاعك عن الدنيا ، فإنّ ذلك يحثُّك على العمل، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا».
(أمالی الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 2)
(4257) 6 - (2) حدّثنا جعفر بن الحسين (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن بطّة قال :
ص: 472
حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، ، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسکان :
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء ، لأنّ النّاس إذا استغنوا كفّوا عن أموالهم، (إلى أن قال : )وإنّ أحق الناس بأن يتمنّى (1) للنّاس الصلاح أهل العيوب ، لأنّ النّاس إذا صلحوا كفّوا عن تتبع عيوبهم، وإنّ أحق النّاس بأن يتمنّى للنّاس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يُعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر النّاس، وأصبح أهل العيوب يتمنّون معايب النّاس، وأصبح أهل السفه يتمنّون سفه الناس، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب، وفي السفه المكافأة بالذنوب».
(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 8)
أبو جعفر الطوسی ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 18)
(4258) 7 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داوود المسترق - واسمه سليمان بن سفیان - قال :
قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف : فصنف له ولا عليه وصنف عليه ولا له، وصنف لا له ولا عليه، فأما الصنف الذي له ولا عليه، فهو الذي يقوم من منامه ويتوضأ ويصلي ويذكر الله عزّ وجلّ، والصنف الّذي عليه ولا له فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام فذاك (3) الّذي عليه ولا له ، والصنف الذي لا له ولا عليه فهو الذي لا يزال نائماً
ص: 473
حتى يصبح فذاك لا له ولا عليه».
(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 13)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسى : المجلس 15 ، الحديث 23 )
(4259) 8 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير قال: حدّثني من سمع أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «ما أحب الله عزّ وجلّ من عصاه». ثم تمثل فقال :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ***هذا محال في الفعال بديع
لو كان حُبّك صادقاً لأطعته ***إنّ المحبّ لَمَن يُحبّ مطيع
(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 3)
( 4260) 9 - (2) وبالسند المتقدّم قال : كان الصادق (علیه السلام) كثيراً ما يقول :
علم المحجة واضح لمريده *** وأرى القلوب عن المحجّة في عمی
و لقد عجبت لهالك ونجاته *** موجودة ولقد عجبت لمن نجا
(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 5)
(4261) 10 - (3) وبالسند المتقدّم قال : كان الصادق (علیه السلام) يقول : -
ص: 474
اعمل على مهل فإنك ميت *** واختر لنفسك أيها الإنسان
فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى ***وكأنّ ما هو كائن قد كان
(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 6)
(4262) 11 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر، فأمّا مروءة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير والنظر في الفقه وأمّا مروءة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (2) ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».
(أمالى المفيد : المجلس 6 ، الحديث 3)
(4263) 12 - أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي قال : حدّثنا محمّد بن علي، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان :
عن أبي النعمان [الحارث بن الحصيرة الأزدي الكوفي ] ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال لي : « يا أبا النعمان ، لا يغرنّك النّاس من نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم ولا تقطع نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحصي عليك،
ص: 475
وأحسن فإنّي لم أر أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة محدثة لذنب قديم ، إنّ الله جلّ وعزّ يقول : « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ » (1)».
(أمالى المفيد: المجلس 8 ، الحديث 3)
( 4264) 13 - (2) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن ايوب، عن عبد الله بن زيد:
عن ابن أبي يعفور قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «لا يغرّك النّاس عن نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا يقطع عنك النهار بكذا وكذا، فإنّ معك من يحفظ عليك ، ولا تستقلّ قليل الخير فإنّك تراه غداً حيث يسرّك ، ولا تستقل قليل الشر فإنّك تراه غداً بحيث يسوؤك ، وأحسن فإنّي لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة لذنب قديم ، إنّ الله جلّ اسمه يقول : « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» ».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 3)
(4265) 14 - (3) وعن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب، عن عجلان أبي صالح
ص: 476
قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «أنصف الناس من نفسك، وواسهم في مالك ، وارض لهم بما ترضى لنفسك ، واذكر الله كثيراً، وإياك والكسل والضجر ، فإنّ أبي بذلك كان يوصيني وبذلك كان يوصيه أبوه ، وكذلك في صلاة الليل ، إنّك إذا كسلت (1) لم تؤدّ إلى الله حقّه، و إذا ضجرت لم تؤد إلى أحد حقاًّ، وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 4)
(4266) 15 - (2) وعن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد عن مرازم قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما : «عليكم بالصلاة في المساجد، و حسن الجوار للنّاس، وإقامة الشهادة وحضور الجنائز، إنّه لابدّ لكم من النّاس، إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته (3)، فأما نحن نأتي جنائزهم، وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمّون به ، والنّاس لابد لبعضهم من بعض ما داموا على هذا هو الظاهر الموافق للكافي ، وفي النسخ: (بجنازته». هذه الحال حتى يكون ذلك ، ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم».
ثم قال : « عليكم بحسن الصلاة واعملوا لآخرتكم، واختاروا لأنفسكم، فإنّ الرجل قد يكون كيساً في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلاناً وإنّما الكيس كيس الآخرة».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 12)
(4267) 16- وعن علي بن مهزیار ، [ عن الحسن بن محبوب ] ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس :
عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي عبدالله (علیه السلام): أوصني. فقال:
ص: 477
أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد واعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه وانظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك (1) ، فلكثيراً ما قال الله تعالى (2) لرسوله : « فَلَا تُعجِبْكَ أَمْوَالُهُم وَلَا أَولَادُهُم» (3)، وقال [ عزّ ذكره ] (4): « وَلَا تَمدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَامَتَعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (5) ، فإن نازعتك نفسك إلى شيء من ذلك ، فاعلم أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان قوته الشعير ، وحلواه التمر إذا وجده ، و وقوده السعف، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فإنّ النّاس لم يصابوا بمثله أبداً ، [ولن يصابوا بمثله أبداً ] (6)».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 25)
أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن علي بن فضّال، عن على بن عقبة مثله ، إلّا أنّ فيه: «وحلواه التمر ووقوده السعف».
(أمالی الطوسى : المجلس 38 ، الحديث 1)
ص: 478
(4268 - 4269) 17 - (1) 18 - حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن رفاعة (2).
عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنه قال : «أربع في التوراة و أربع إلى جنبهنّ : من أصبح على الدنيا حزيناً ( فقد ] (3) أصبح ساخطاً على ربّه و مَن أصبح يشكو مصيبةً نزلت به فإنّما يشكو ربّه، ومن أتى غنياً فتضعضع له [ ليصيب من دنياه ] ذهب ثلثا دينه ومن دخل النّار من هذه الأمّة ممن قرأ القرآن فإنما هو ممن اتخذ آيات الله هزواً ولعباً.
والأربع الأخر : مَن ملك استأثر ، ومَن يستشر لايندم، وكما تدين تدان(4)، والفقر الموت الأكبر».
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 15 )
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان عن محمد بن زیاد ، عن رفاعة بن موسى مثله ، إلا أنّ فيه :« أربع في التوراة، و إلى جنبهن أربع». وفيه: «فقد أصبح على ربّه ساخطاً». وفيه: «ممن كان يتخذ آيات الله هزواً، والأربع التي إلى جنبهنّ : كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر».
(أمالی الطوسى : المجلس 8، الحدیث (57)
ص: 479
(4270) 19- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبدالله محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) قال : حدّثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن شريف بن سابق، عن أبي العبّاس الفضل بن عبدالملك، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السلام)
قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أوّل عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه ، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأوّل تحفة المؤمن أن يغفر له ولمن تبع جنازته».
ثم قال : «يا فضل ، لا يأتي المسجد من كلّ قبيلة إلا وافدها، ومن كلّ أهل بيت إلا نجيبها .
يا فضل، إنّه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به ليصرف (2) الله به عنه بلاء الدنيا ، وإمّا أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».
قال : ثمّ قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ.
يا فضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر »(3).
ثم قال : «يا فضل، إنما سمّي المؤمن مؤمناً لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه».
ثم قال : «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم
ص: 480
لصديقه يوم القيامة : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.« (1)».
(أمالی الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 26)
(4271) 20 - وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن بكر بن محمد قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «كم من نعمة الله على عبده في غير أمله ، وكم من مؤمّل أملاً الخيار في غيره، وكم من ساع إلى حتفه وهو مبطئٌ عن حظه».
(أمالی الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 23)
(4272) 21 - (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا الشريف الصالح الحسن بن حمزة الحسيني (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم في كتابه إلينا على يد أبي نوح الكاتب، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبيدالله بن عبد الله :
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) أنه قال لأصحابه : «اسمعوا منّي كلاماً هو خير لكم من الدهم الموقفة (3) : لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعاً، فربّ متكلّم في غير موضعه جنى على
ص: 481
نفسه بكلامه، ولا يمارينّ (1) أحدكم سفيهاً ولا حليماً، فإنّه من مارى حليماً أقصاه، ومن مارى سفيهاً أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تُذكروا به إذا غبتم عنه، واعملوا عمل من يعلم أنّه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاجرام».
(أمالی الطوسي : المجلس 8 الحديث 45 )
(4273) 22- (2) أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :
قال أبو عبد الله (علیه السلام) : ليس لحاقن رأي ، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح القلوب».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 42)
(4274) 23 - وبالسند المتقدم عن أبي قتادة القمّي ، عن صفوان الجمّال قال : دخل
ص: 482
المعلّى بن خنيس على أبي عبد الله (علیه السلام) يودعه وقد أراد سفراً، فلمّا ودّعه قال: «يا معلّى، اعزز بالله يعززك».
قال : بماذا يا ابن رسول الله ؟
قال: «يا معلّی ، خف الله تعالى يخف منك كلّ شي، يا معلّى تحبّب إلى إخوانك بصلتهم، فإنّ الله جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله عزّ وجلّ لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي .
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 55)
(4275 - 4276) 24 - (1) 25 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي بالنهروان من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر الأحمري بنهاوند قال : أخبرنا عبد الله بن حماد الأنصاري:
عن عبد العزيز بن محمّد بن الدراوردي قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) وأنا عنده، فقال له جعفر (علیه السلام) : «يا سفيان، إنك رجل مطلوب، وأنا رجل تُسرع إلي الألسن ، فسل عمّا بدا لك».
ص: 483
ص: 484
فقال : ما أتيتك يا ابن رسول الله إلا لاستفيد منك خيراً
قال: « يا سفيان، إنّي رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث : تعجيله، وستره، وتصغيره (1)، فإنّك إذا عجّلته هنأته، وإذا سترته أتممته، وإذا صغرته عظم عند من تسديه إليه».
يا سفيان، إذا أنعم الله على أحد بنعمة فليحمد الله عزّ وجلّ، وإذا استبطأ الرزق فليستغفر الله ، وإذا أحزنه أمر قال : «لا حول ولا قوة إلّا بالله» (2).
یا ،سفیان ثلاث - أيّما ثلاث - نعمت الهدية، نعمت العطية الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن فينطوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المؤمن».
وقال : «المعروف كاسمه وليس شيء أعظم من المعروف إلا ثوابه ، و ليس كلّ من يحبّ أن يصنع المعروف يصنعه، ولاكلّ من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كلّ من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمّت السعادة للطالب والمطلوب إليه».
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 17 و 18)
ص: 485
(4277) 26 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين قال : حدّثنا الحسين بن أبي غندر، عن أبيه :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : سمعته يقول: «جوّدوا الحذو فإنه مكبتة للعدو و زيادة في ضوء البصر، وخفّفوا الدَّين فإنّ في خفّة الدين زيادة العمر، وتدهّنوا فإنّه يظهر الغناء، وعليكم بالسواك ، فإنّه يذهب وسوسة الصدر، وأدمنوا الخفّ فإنّه أمان من السل».
(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 3 )
ص: 486
(4278) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن سعيد بن عمرو، عن إسماعيل بن بشر بن عمّار قال :
كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام) : عظني وأوجز . قال : فكتب إليه :« ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة».
(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 8)
( 4279) 2 - حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن الفضل بن يونس :
عن أبي الحسن الأوّل (علیه السلام)أنه قال: «أبلغ خيراً، وقُل خيراً، ولا تكونن إمّعة »(1).قلت : وما الإمعة ؟ قال: «لا تقل أنا مع النّاس، وأنا كواحد من النّاس، إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : أيّها النّاس، هما نجدان : نجد خير ونجد شر، فما بال نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير ؟!
(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 47)
ص: 487
(4280) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : - حدّثنا أبي قال : حدّثني أبو سعيد الأدمي قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان، عن علي بن أسباط :
عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا (علیه السلام) ، فقلت : جعلت فداك ما حدّ التوكل ؟
فقال لي: «أن لا تخاف مع الله أحداً».
قال : قلت : فما حد التواضع ؟
قال: «أن تعطي النّاس من نفسك ما تُحِبّ أن يُعطوك مثله».
قال : قلت : جعلت فداك، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟
فقال: «أنظر كيف أنا عندك».
(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8 )
(4281) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني مسعر بن علي بن زياد المقرئ في مسجدِ ببرذعة (3) ، قال : حدّثنا جرير بن أحمد
ص: 488
أبو مالك الأيادي القاضي قال : سمعت العبّاس بن مأمون قال :
سمعت أمير المؤمنين المأمون يقول : قال لى على بن موسى الرضا (علیهما السلام) : «ثلاثة موكّل بها ثلاثة : تحامل الأيّام على ذوي الآداب الكاملة، واستيلاء الحرمان على المتقدّم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة».
(أمالی الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 28 )
ص: 489
(4282) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا على بن أحمد بن عبد الله بن الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي الله قال : حدّثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حُميد ، عن أبي حمزة الثمالي
قال دعا حذيفة بن اليمان (2) ابنه عند موته ، فأوصى إليه وقال : يا بُنَيّ، أظهر اليأس
ص: 490
مما فى أيدى النّاس فإنّه فيه الغنى، وإيّاك وطلب الحاجات إلى النّاس فإنّه فقر حاضر، وكُن اليوم خيراً منك أمس، وإذا صليت فصل صلاة مودّع للدنيا كأنك لا ترجع إليها، وإياك وما يعتذر منه .
(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 12)
(4283) 2 - حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم
قال: حدّثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال:
إنّ شاباً من الأنصار كان يأتي عبدالله بن عبّاس وكان عبدالله يكرمه ويدنيه، فقيل له : إنّك تكرم هذا الشابّ وتدنيه وهو شاب سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبدالله بن عبّاس : إذا كان ذلك فأعلموني .
قال: فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور فأعلم عبدالله بن عبّاس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، فدخل [الشاب ] قبراً قد حفر ثم اضطجع في اللحد ونادى بأعلى صوته « يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي ونطقت الأرض من تحتى فقالت : لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري فكيف وقد صرت في بطني ، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمِن عدلك غداً من يخلّصني ؟ ومن المظلومين من يستنقذني ؟ ومن عذاب النّار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يُعصى عاهدت ربّي مرّة بعد أخرى فلم يجد عندي صدقاً ولاوفاءَ». وجعل يردّد هذا الكلام ويبكي ، فلمّا خرج من القبر التزمه ابن عبّاس وعانقه ثم قال له : «نعم النباش ما أنبشك للذنوب والخطايا»، ثم تفرّقا .
(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 11)
(4284)3- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن
ص: 491
عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرّة السمندي قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «كان في بني إسرائيل مجاعة حتى نَبَشُوا الموتى فأكلوهم ، فنبشوا قبراً فوجدوا فيه لوحاً فيه مكتوب : أنا فلان النبي، ينبش قبري حبشي، ما قدّمناه وجدناه ، وما أكلناه ربحناه، وما خلفناه خسرناه».
(أمالی الصدوق : المجلس 88 ، الحديث 13)
(4285) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد القرشي إجازةً ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا الحسين بن نصر [ بن مزاحم المنقري ] قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الغفار بن القاسم قال : حدّثنا المنهال بن عمرو قال :
سمعت أبا القاسم محمد بن علي ابن الحنفية (رضی الله عنه) يقول : «ما لك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك، وتقرّبك إلى نومك، فأيّة أكلةٍ ليست معها غصص؟ أو شربة ليست (2) معها شرق (3) ؟ فتأمل أمرك ، فكأنّك قد صرت الحبيب المفقود والخيال المخترم (4)، أهل الدنيا أهل سفر ، لا يحلّون عقد رحالهم إلا في غيرها».
( أمالي المفيد : المجلس 2 ، الحديث 5)
(4286) 5 - (5) أنشدني أبو الحسن علي بن مالك النحوي لأبي العتاهية [إسماعيل بن
ص: 492
القاسم بن سويد العنزي ] :
سبحان ذي الملكوت أيّة ليلة *** مخضت بوجه صباح يوم الموقف
لو أنّ نفساً وهمتها نفسها *** ما في المعاد مصوّر لم تطرف
كتب الفناء على البريّة ربّها *** والناس بين مقدم ومخلّف
(أمالی المفيد : المجلس 13 ، الحديث 10)
(4287) 6 - أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثني محمد بن الفضل الكاتب قال : حدّثنا عيسى بن حميد قال : سمعت أبا عبد الله الربعي يقول :
حدّثنا [ عبد الملك بن قريب ] الأصمعي قال : دخلت البصرة، فبينا أنا أمشي بشارعها إذ بصرت بجارية أحسن النّاس وجها ، وإذا هي كالشنّ البالي، فلم ازل
أتبعها وأحبس نفسي عنها حتى انتهت من المقابر إلى قبر، فجلست عنده، ثمّ أنشأت تقول بصوت ما يكاد يبين «هذا والله المسكن لا ما به نغرّ أنفسنا، هذا والله المفرّق بين الأحباب ، والمقرّب من الحساب، وبه عرفان الرحمة من العذاب يا أبه فسح الله لك في قبرك، وتغمّدك بما تغمّد به نبيّك ، أما إنِّي لا أقول خلاف ما أعلم، كان علمي بك جواداً، إذا أتيت أتيت وساداً، وإذا اعتمدت وجدت عماداً». ثم قالت :
ياليت شعري كيف غيّرك البلى ***أم كيف صار جمال وجهك في الثرى
لله دّرك أيّ کَهل غيّبوا *** تحت الجناذل لا تحس ولا ترى
لباً وحلماً بعد حزم زانه *** بأس وجود حين يطرق للقرى
لمّا نقلت إلى المقابر والبلى *** دنت الهموم فغاب عن عيني الكرى
(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 7)
ص: 493
(4288) 7 - أخبرني أبو الحسن [عليّ بن ] أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي قال : حدّثني محمّد بن أحمد الترمذي قال : حدّثنا عبید الله بن عمر القواريري قال : حدّثنا جعفر بن سلمان الضُّبَعى قال :
سمعت مالك بن دينار يقول : أتيت الجبّانة (1) فوقفت عليها ثم قلت :
أتيت القبور فناديتها *** فأين المعظم والمحتقر
وأين الملبِّي إذا ما دعي *** وأين العزيز إذا ما افتخر
و أين المدلّ بسلطانه *** وأين القوي إذا ما قدر
قال : فأجابني صوت من ناحية المقابر ولا أرى له صورة :
تفانوا جميعاً فما مختبر *** فماتوا جميعاً ومات الخبر
تروح وتغدو بنات الثرى ***فتمحو محاسن تلك الصور
فيا سائلي عن أناس مضوا *** أما لك فما ترى معتبر
(أمالی) المفيد : المجلس 15 ، الحديث 8)
(4289) 8 - (2) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، عن النضر بن سويد وابن أبي نجران جميعاً، عن عاصم [بن حميد الحناط ] ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما أنّه قال :
إنّ أباذرّ (رحمه الله ) كان يقول: «يا مبتغي العلم ، كأن شيئاً من الدنيا لم يكن شيئاً إلّا عملاً ينفع خيره ، ويضرّ شرّه إلا من رحم الله .
يا مبتغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بتّ فيهم ثم غدوت من عندهم إلى غيرهم ، والدنيا والآخرة كمنزل نزلته ثم عدلت عنه إلى
ص: 494
غيره ، وما بين الموت والبعث إلّاكنومة نمتها ثم استيقظت منها .
يا مبتغي العلم ، قدّم لمقامك بين يدي الله فإنّك مرتهن بعملك ، وكما تدين تدان. يا مبتغي العلم صلّ قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلّي فيه، إنما مثل الصلاة لصاحبها بإذن الله كمثل رجل دخل على سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته ، كذلك المرء المسلم مادام في صلاته لم يزل الله ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته .
يا مبتغي العلم ، تصدّق قبل الّا تقدر أن تعطي شيئاً ولا تمنع منه إنما مثل الصدقة لصاحبها كمثل رجل طلبه القوم بدم فقال : لا تقتلوني واضربوا لي أجلاً لأسعى في مرضاتكم، كذلك المرء المسلم بإذن الله ، كلّما تصدّق بصدقة حلّ عقدة من رقبته حتى يتوفّى الله أقواماً وقد رضي عنهم ، ومن رضي الله عنه فقد عتق من النار.
يا مبتغي العلم ، إنّ قلباً ليس فيه من الحق شيء كالبيت الخراب الذي لا عامر له .
يا مبتغي العلم، إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر ، فاختم على فمك (1) كما تختم على ذهبك وورقك (2).
يا مبتغي العلم ، إنّ هذه الأمثال ضربها الله للنّاس، وما يعقلها إلّا العالمون».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا أبو عبد الله المحاربي بالكوفة قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن يحيى بن القاسم - يعني ، أبا بصير ، عن أبي جعفر (علیه السلام)
عن أبي ذرّ (رحمه الله ) قال: «يا باغي العلم، قدّم لمقامك بين يدي الله عزّ وجلّ، فإنّك
ص: 495
مرتهن بعملك ، كما تدين تدان.
يا باغي العلم، صلّ قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلّي فيه، إنما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته ، فكذلك المرء المسلم بإذن الله عزّ وجلّ مادام في صلاته لم يزل الله عزّ و جلّ ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته .
يا باغي العلم ، تصدّق من قبل ألّا تعطي شيئاً ولا تمنعه، إنما مثل الصدقة لصاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم : لا تقتلوني واضربوا لي أجلاً أسعى في رضاكم ، كذلك المرء المسلم بإذن الله تعالى ، كلّما تصدّق بصدقة حلّ بها عقدة من رقبته حتى يتوفّى الله عزّ وجلّ أقواماً وهو عنهم راض ، ومن رضي الله عزّ وجلّ عنه فقد أعتق من النار.
يا باغي العلم ، إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شرّ ، فاختم على فمك كما تختم على ذهبك وعلى ورقك .
يا باغي العلم ، إنّ هذه الأمثال ضربها الله للنّاس، وما يعقلها إلّا العالمون .
يا باغي العلم، كأن شيئاً من الدنيا لم يكن إلّا عملاً ينفع خيره ، أويضرّ شرّه إِلّا ما رحم الله عزّ وجلّ .
يا باغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك أنت يوم تفارقه كضيف بتّ عندهم ثمّ تحوّلت من عندهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره وما بين الموت والبعث الّا كنومة نمتها ثم استيقظت منها
(أمالی الطوسي : المجلس 20، الحديث 2)
(4290) 9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أحمد بن النضر الخزاز ، عن عمرو
ص: 496
بن شمر ، عن جابر بن يزيد :
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال: «قام أبوذر الغفاري (رضی الله عنه) عند الكعبة فنادى: «أنا جندب بن السكن». فاكتنفه النّاس ، فقال : «معاشر النّاس ، لو أنّ أحدكم أراد السفر لأعدّ ما يصلحه، أما تريدون لسفر يوم القيامة ما يصلحكم ؟ !
فقام إليه رجل وقال له : أرشدنا رحمك الله .
فقال أبوذر (رحمه الله ) : «صوم يوم شديد الحرّ للنشور (1) ، وحج البيت الحرام الله تعالى لعظائم الأمور، وصلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، اجعلوا الكلام كلمتين : كلمة خير تقولونها ، وكلمة شرّ تسكتون عنها ، وصدقة منك على مسكين لعلّك تنجو بها يا مسكين من يوم عسير.
اجعل الدنيا درهمين اكتسبتهما : درهماً تنفقه على عيالك ، ودرهما تقدّمه لأخرتك ، والثالث يضرّ ولا ينفع فلاترده، اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال، وكلمة للأخرة، والثالثة تضرّ ولا تنفع ، فلاتردها»، ثمّ قال : «قتلني همّ يوم لا أدركه»
(أمالی المفيد : المجلس 25 ، الحديث 1)
(4291) 10 -(2) أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : سمعت أبا بكر [محمّد بن القاسم ] ابن الأنباري يقول : سمعت علي بن ماهان ينشد للمازني :
إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما *** تكرّهت منه طال عتبي على الدهر
تعوّدت مس الضرّ حتى ألفته ***فأسلمني حسن العزاء إلى الصبر
و وسّع قلبي للأذى الأنس بالأذى ***وقد كنت أحياناً يضيق به صدري
وصيّرني يأسي من الناس راجيا *** لسرعة النّاس من حيث لا أدري
(أمالی المفيد : المجلس 29 الحديث 5)
ص: 497
ص: 498
(4292) 11 - أنشدني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : أنشدني أبو الحسين محمّد بن عبد الله المأموني (1) قال : أنشدني أبي للمأمون :
كن للمكاره بالعزاء مدافعا *** فلعل يوماً لاترى ما تكره
فلربّما استتر الفتى فتنافست ***فيه العيون وإنّه للموّه
ولربما خزن الأديب لسانه ***حذر الجواب وإنّه لمفوّه
ولربّما ابتسم الوقور من الأذى ***وضميره من حرّه يتأوّه
(أمالی المفيد : المجلس 30 ، الحديث 5)
(4293) 12 - أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمّد النحوي صاحب أبي بكر محمّد بن القاسم [الأنباري قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن القاسم ] قال: أخبرني العبّاس بن الحسين اللهبى قال : حدّثنا ابن حسّان :
عن قبيصة اللهبي قال : كتب علي بن حفص بن عمر إلى أبي جعفر المنصور أنه وجد في خان بالمولتان (2) يقول عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام)(3) ، قلت - لما انتهيت إلى هذا الموضع وقد انقلب الدم :
ص: 499
عسى مشرب يصفو فيروي ظماءه ***أطال صداها المنهل المتكدر
عسى بالجنوب العاريات (1)ستكتسى ***وبالمستذل المستضام (2) سينصر
عسى جابر العظم الكسير بلطفه ***سيرتاح للعظم الكسير فيجبر
عسى الله أن لا ييأس العبد إنه ***
يهون عليه ما يجل ويكبر
(أمالی المفيد : المجلس 35، الحديث 10)
(4294) 13 - (3) وأنشدني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار لأبي بكر العرزمي :
أرى عاجزاً يُدعى جليداً لغشمه*** ولو كلّف التقوى لكلّت مضاربه
وعفاً يسمّى عاجزاً لعفافه*** ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه
وأحمق مصنوعاً له في أموره*** يسوّده إخوانه وأقاربه
على غير حزم في الأمور ولا تقى ***ولا نابل جزل تعدّ مواهبه (4)
ص: 500
ولكنه قبض الإله وبسطه *** فلا ذا يحاربه ولا ذا يغالبه
إذا أكمل الرحمان للمرء عقله ***فقد کملت أخلاقه وماربه
(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 11)
(4295) 14 - (1) أنشدني أبو الفرج البرقي الداوودي قال : أنشدني شيخ كان منقطعاً إلى الله تعالى ببيت المقدس:
ومنتظر للموت في كلّ ساعة *** يشيد ويبني دائباً ويحصّن
له حين تبلوه حقيقة موقن *** وأفعاله أفعال من ليس يوقن
عيان وإنكار (2) وكالجهل علمه *** بمذهبه في كلّ ما يتيقّن
(أمالی المفيد : المجلس 36 ، الحديث 9)
(4296) 15 - (3) أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، عن الحسن بن على الزعفراني ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن حبيب بن نصر، عن أحمد بن بشير بن سليمان، عن هشام بن محمّد عن أبیه محمد بن السائب، عن إبراهيم بن محمّد اليماني (4) ، عن عكرمة ، قال :
ص: 501
سمعت عبدالله بن عبّاس يقول لابنه علي بن عبد الله: «ليكن كنزك الذي تدّخره العلم، كن به أشدّ اغتباطاً منك بكنز (1) الذهب الأحمر، فإني مودعك كلاماً إن أنت وعيته أجمع لك به أمر الدنيا والآخرة (2).
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة لطول الأمل، ويقول فى الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين إن أعطي فيها (3) لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع ، يعجز عن شكر ما أوتي (4) ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ، ويأمر بما لا يأتي .
يحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض الجاهلين (5) وهو أحدهم ، ويقول : لم أعمل فأتعنّى ، ألا أجلس فأتمنّى ، وهو يتمنّى المغفرة وقد دأب في المعصية .
قد عمّر ما يتذكر فيه من تذكّر ، يقول فيما ذهب : لو كنت عملت ونصبت كان ذخراً لي ، ويعصي ربّه عزّ اسمه (6) فيما بقي غير مكترث، إن سقم ندم على العمل (7)، وإن صح أمن (8)واغترّ وأخّر العمل ، معجب بنفسه ما عوفي ، وقانط إذا ابتلي ، إن رغب أشر، وإن بُسِطَ له هلك، تغلبه نفسه على ما يظنّ، ولا يغلبها على ما يستيقن ، لا يثق من الرزق بما قد ضمن له ولا يقنع بما قسم له ، لم يرغب قبل أن ينصب ، ولا ينصب فيما يرغب ، إن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط ، فهو يبتغي الزيادة وإن لم يشكر ، ويضيّع من نفسه ما هو أكثر(9).
ص: 502
يكره الموت لإساءته، ولا يدع الإساءة في حياته، إن عرضت شهوته واقع للخطيئة ثم تمنى التوبة ، وإن عرض له عمل الآخرة دافع ، يبالغ في الرغبة حين يسأل ، ويقصّر في العمل حين يعمل ، فهو بالطُّول مدلّ، وفي العمل مُقِلّ ، يبادر (1) في الدنيا تعباً لمرض ، فإذا أفاق واقع الخطايا ولم يعرض (2).
يخشى الموت ولا يخاف الفوت، يخاف على غيره بأقل من ذنبه ، ويرجو لنفسه بدون عمله ، وهو على النّاس طاعن ولنفسه مداهن ، يرجو الأمانة ما رضي، ويرى الخيانة إن سخط، إن عوفي ظنّ أنّه قد تاب، وإن ابتلي طمع في العافية وعاد ،لا يبيت قائماً، ولا يصبح صائماً یصبح (3) وهمه الغذاء ، ويمسى ونيّته العشاء وهو مفطر، يتعوّذ بالله منه من هو فوقه، ولا ينجو بالعوذة [منه ] (4) من هو دونه (5)، يهلك في بغضه إذا أبغض ، ولا يقصر في حبّه إذا أحبّ، يغضب من اليسير، ويعصي على الكثير (6) فهو يطاع ويعصي والله المستعان(7)».
(أمالی المفيد : المجلس 39، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرات ذكرتها في الهامش.
(أمالی الطوس المجلس 4 ، الحديث 24 )
(4297) 16 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني
ص: 503
أبوالقاسم إسماعيل بن محمد الكاتب قال أخبرني عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا محمّد بن هارون بن عيسى [أبو بكر الأزدي الرزّاز ] قال : أخبرني أبو طلحة الخزاعي قال : حدّثنا عمر بن عباد قال:
حدّثنا أبو تراب قال : قرأت فى كتاب لوهب بن منبه ، فإذا مكتوب في صدر الكتاب: « هذا ما وضعت الحكماء في كتبها :الاجتهاد في عبادة الله أربح تجارة ، ولا مال أعود من العقل، ولا فقر أشدّ من الجهل، وأدب تستفيده خير من ميراث، وحسن الخلق خير رفيق، والتوفيق خير قائد، ولا ظهر أوثق من المشاورة، ولا وحشة أوحش من العُجب ، ولا يطمعنّ صاحب الكبر في حسن الثناء عليه».
(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 7)
(4298) 17- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد (علیهما السلام) إذ دخل عليها يقول لها : يا بنت أخى لا تماري جاهلاً ولا عالماً، فإنّك متى ماريت جاهلاً آذاك ، ومتى ماريت عالماً منعك علمه، وإنّما يسعد بالعلماء من أطاعهم.
أي بُنيّة، إنّه لا فراق أبعد من الموت ، ولا حزن أطول من النساء وتلقي من لا يجدي عليك الموت الأحمر.
أي بنيّة ، إيّاك وصحبة الأحمق الكذاب ، فإنّه يريد نفعك فيضرك ، يقرّب منك البعيد، ويبعّد منك القريب، إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك ، وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذّبك، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
واعلمي أنّ الشاب الحسن الخلق مفتاح للخير، مغلاق للشرّ، وأنّ الشاب
ص: 504
الشحيح الخلق مغلاق للخير مفتاح للشر ، واعلمي أن الآخر إذا انكسر لم يُشعَب ، ولم يعد طيناً».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 46)
(4299) 18 - (1) وعن محمد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر (2): عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : «بكى أبوذرّ من خشية الله تعالى حتى اشتكى بصره ، فقيل له : لو دعوت الله يشفي بصرك .
فقال : إنّي عن ذلك مشغول ، وما هو بأكبر همّي .
قالوا: وما يشغلك عنه ؟
قال : العظيمتان: الجنّة والنّار».
(أمالى الطوسى : المجلس 40 الحديث 4 )
(4300 )19 - (3) وعن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : سُئل أبوذرٌ : ما مالك؟
قال : عملي .
قيل له : إنما نسألك عن الذهب والفضة ؟
ص: 505
فقال : ما أصبح فلا أمسى، وما أمسى فلا أصبح لنا كُندُوج نرفع فيه خير متاعنا ، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «كندوج المؤمن قبره».
(أمالی الطوسى : المجلس 40 ، الحديث 5)
(4301) 20 - (1) وعن موسى بن بكر : عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : قال أبوذر الله : جزى الله الدنيا عنّي مذمة بعد رغيفي الشعير، أتغدى بأحدهما، وأتعشّى بالآخر، وبعد شملتي الصوف ، أتّزر بإحداهما وأرتدي بالأخرى.
(أمالی الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 6)
(4302)21 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن مسروق القرشي قال : أنشدني بعض أصحابنا شعراً:
اجعل تلادك في المهمّ*** من الأمور إذا اقترب
حسن التصبّر ما استطعت ***فانّه نعم السبب
لاتَسهُ عن أدب الصغير *** وإن شكا ألم التعب
و دع الكبير لشأنه *** كبر الكبير عن الأدب
لا تصحب النطفَ المريب *** فقُربه إحدى الريب
واعلم بأنّ ذنوبه *** تَعدِي كما يعدى الجرب
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 20)
ص: 506
ص: 507
ص: 508
(4303) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً و
عشرين خصلة ونهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة، وكره المَنّ في الصدقة وكره الضحك بين القبور، وكره التطلّع في الدور ، وكره النظر إلى فروج النساء وقال: «يورث العمى » ، وكره الكلام عند الجماع وقال : «يورث الخَرَس»، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت
ص: 509
السماء بغير مئزر ، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلّا بمئزر ، وقال : « في الأنهار عمّار وسكان من الملائكة»، وكره دخول الحمامات إلّا بمئزر» وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة، وكره رُكوب البحر في هيجانه ، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر وقال: «من نام على سطح غير محجر فبرئت منه الذمّة» ، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومنّ إلا نفسه وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوماً إلّا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع، وقال: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد»، وكره البول على شطّ نهر جار ، وكره أن يُحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت - يعني أثمرت ، وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار، وكره النفخ في الصلاة».
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
(4304) 2 - (1) حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ومحمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن منصور بن حازم وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه (علیهم السلام) قال :
ص: 510
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لارضاع بعد فِطام ، ولا وصال في صيام ولايتم بعد احتلام ، ولا صمت يوم إلى الليل ، ولا تعرب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، و لا طلاق قبل نكاح ، ولا عتق قبل ملك ، ولا يمين لولد مع والده، ولا لمملوك مع مولاه، ولا للمرأة مع زوجها، ولا نذر في معصية، ولا يمين في قطيعة».
(أمالی الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 3)
(4305)3- (1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري
ص: 511
قال : حدّثنا شعيب بن واقد قال : حدّثنا الحسين بن زيد :
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الأكل على الجنابة ، وقال : إنه يورث الفقر، ونهى عن تقليم الأظافر بالأسنان، وعن السواك في الحمام، و التنخع في المساجد، ونهى عن أكل سؤر الفأر.
وقال : « لا تجعلوا المساجد طرقاً حتى تصلوا فيها ركعتين، ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق، ونهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ ، و نهى أن تجصّص المقابر ويصلّى فيها.
وقال: «إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته، ولا يشربن أحدكم الماء من عند عُروة الإناء فإنّه مجتمع الوسخ ».
ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد فإنّه يكون منه ذهاب العقل .
ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل ، أو يتنعّل وهو قائم .
ونهى أن يبول الرجل وفَرجه بادٍ للشمس أو للقمر ، وقال : «إذا دخلتم الغائط فتجنّبوا القبلة. ».
ونهى عن الرَّنة عند المصيبة، ونهى عن النياحة والاستماع إليها، ونهى عن اتباع النساء الجنائز.
ص: 512
ونهى أن يُمحى شيء من كتاب الله عزّ وجلّ بالبزاق أو يُكتب منه .
ونهى أن يكذب الرجل فى رؤياه متعمّداً ، وقال : «يكلّفه الله عزّ وجلّ يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها».
ونهى عن التصاوير وقال: «من صوّر صورة كلّفه الله يوم القيامة أن يُنفخ فيها وليس بنافخ ».
ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار .
ونهى عن سبّ الديك ، وقال : «إنّه يوقظ للصلاة».
ونهى أن يدخل الرجل في سَوم (1)أخيه المسلم .
ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة، وقال: «منه يكون خرس الولد».
وقال: «لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً، فإنها مقعد الشيطان».
وقال: «لا يبيتنّ أحدكم ويده غَمِرة (2) ، فإن فعل فأصابه لَمَمَ الشيطان، فلا يلومنّ إلا نفسه».
ونهى أن يستنجي الرجل بالرّوث، ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكلّ شيء تمرّ عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها ».
ونهى أن تتزيّن المرأة لغير زوجها، فإن فعلت كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنّار».
ونهى أن تتكلّم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لابد منه .
ونهى أن تُباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب .
و نهی أن تُحدّث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.
ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة أو على طريق عامر ، فمن فعل ذلك
ص: 513
فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين ونهى أن يقول الرجل للرجل : زوّجني أختك حتى أزوّجك أختي .
ونهى عن إتيان العرّاف وقال : «من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».
ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعَرطبة - يعني الطبل والطنبور - والعود .
ونهى عن الغيبة والاستماع إليها ونهى عن النميمة والاستماع إليها، وقال: «لا يدخل الجنّة قتّات»، يعني نَمّاماً.
ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم .
ونهى عن اليمين الكاذبة ، وقال : «إنّها تترك الديار بلاقع (1)»، وقال: «من حلف بيمين كاذبة صبراً ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عزّ وجلّ وهو عليه غضبان إلّا أن يتوب ويرجع».
ونهى عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر.
ونهى أن يُدخِل الرجل حليلته إلى الحمّام ، وقال : «لا يدخلنّ أحدكم الحمّام إلّا بمئزر ».
ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله .
و نهى عن تصفيق الوجه(2) .
ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة.
ونهى عن لبس الحرير والديباج والقزّ للرجال، فأما النساء فلا بأس.
ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو - يعني تصفرّ أو تحمرّ ، ونهى عن المحاقلة -يعني بيع التمر بالرطب، والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك -
ونهى عن بيع النرد والشطرنج، وقال: «من فعل ذلك فهو كآكل لحم الخنزير».
ص: 514
ونهى عن بيع الخمر ، وأن تُشترى الخمر، وأن تسقى الخمر ، وقال (علیه السلام) : «لعن الله الخمر، وعاصرها ، وغارسها وشاربها وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه». وقال: «من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة خَبال ، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النّار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود».
ونهى عن أكل الربا، وشهادة الزور، وكتابة الربا، وقال: «إنّ الله عزّ وجلّ لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه».
و نهى عن بيع وسلف، ونهى عن بيعين في بيع، ونهى عن بيع ما ليس عندك ، و نهى عن بيع ما لم يضمن .
و نهى عن مصافحة الذمي.
ونهى أن ينشد الشعر ، أو تنشد الضالة في المسجد، ونهى أن يُسلّ السيف في المسجد.
ونهى عن ضرب وجوه البهائم.
ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم، وقال: «من تأمّل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك ، ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.
ونهى أن يُنفخ في طعام أو في شراب، أو ينفخ في موضع السجود.
ونهى أن يصلّي الرجل في المقابر، والطرق، والأرحية، والأودية، ومرابط الإبل، وعلى ظهر الكعبة .
ونهى عن قتل النحل .
ونهى عن الوَسم في وجوه البهائم.
ونهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال: «من حلف بغير الله فليس من الله في شيء» (1) ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله ، وقال : «من حلف بسورة
ص: 515
من كتاب الله فعليه بكلّ آية منها يمين، فمن شاء برّ، ومن شاء فجر»(1).
ونهى أن يقول الرجل للرجل : «لا وحياتك وحياة فلان».
ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جُنُب.
ونهى عن التعرّي بالليل والنهار.
ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة .
ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له .
ونهى عن التختم بخاتم صُفر أو حديد، ونهى أن ينقش شيء من الحيوان على الخاتم .
ونهى عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس، وعند غروبها وعند استوائها.
ونهى عن صيام ستة أيام يوم الفطر ، ويوم الشكّ، ويوم النحر، وأيّام التشريق .
ونهى أن يشرب الماء كَرعاً كما تُشرب البهائم ، وقال : «اشربوا بأيديكم فإنّها أفضل أوانيكم».
ونهى عن البزاق في البئر التي يُشرب منها .
ونهى أن يُستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته .
ونهى عن الهجران ، فإن كان لابد فاعلاً فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجراً لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به .
ونهى عن بيع الذهب والفضة بالنسية، ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادةً إلا وزناً بوزن.
ص: 516
ونهى عن المدح ، وقال : «احثوا في وجوه المداحين التراب».
وقال : «من تولّى خصومة ظالم أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له : ابشِر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير»، وقال: «من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف و تَضَعْضَع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار، قال الله عزّ وجلّ: « وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ » (1) ».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من دلّ جائراً على جور ؛ كان قرين هامان في جهنم، ومن بني بنياناً رياءً وسمعةً حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل، ثمّ يطوّق في عنقه ويُلقی في النّار، فلا يحبسه شيء منها دون قعرها، إلا أن يتوب».
قيل : يا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعةً ؟ قال : «يبني فضلاً على ما يكفيه استطالةٌ منه على جيرانه، ومباهاة لإخوانه» .
وقال له : «من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرّم عليه ريح الجنّة، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام، ومن خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة، حتى يلقى الله يوم القيامة مطوَّقاً، إلّا أن يتوب و يرجع.
ألا ومن تعلّم القرآن ثم نسيه متعمّداً، لقی الله يوم القيامة مغلولاً ، يسلّط الله عليه بكلّ آية منه حيّة تكون قرينه إلى النّار، إلّا أن يغفر له».
وقال له : «من قرأ القرآن ثمّ شرب عليه حراماً ، أو آثر عليه حبّاً للدنيا وزينتها ، استوجب عليه سخط الله ، إلّا أن يتوب، ألا وإنّه إن مات على غير توبة حاجّه القرآن يوم القيامة ، فلا يزايله إلّا مدحوضاً.
ألا ومن زنى بامرأةٍ مسلمة أو يهوديةٍ أو نصرانية أو مجوسية ، حرّة أو أمة ، ثم لم يتب ومات مصرّاً عليه فتح الله له في قبره ثلاث مئة باب ، تخرج منها حيات وعقارب و ثُعبان النّار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذّى النّاس من نتن ريحه ، فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا، حتى يؤمر به إلى
ص: 517
النار.
ألا إنّ الله حرّم الحرام، وحدّ الحدود، وما أحد أغير من الله ، ومن غيرته حرّم الفواحش».
ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره ، وقال : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمّداً، أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ، إلا أن يتوب».
وقال : «من لم يرضَ بما قسّم الله له من الرزق، وبثّ شكواه، ولم يصبر و لم يحتسب ، لم تُرفع له حسنة، ويلقی الله وهو عليه غضبان، إلّا أن يتوب».
ونهى أن يختال الرجل في مشيته ، وقال : « من لبس ثوباً فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وكان قرين قارون، لأنه أوّل من اختال فخسف الله به و بداره الأرض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته».
وقال : «من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زانٍ يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة: عبدي زوّجتك أمتي على عهدي فلم توفِ بعهدي، وظلمت أمتي. فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقها ، فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد « إنَّ العَهْدَ كانَ مَسئُولاً » (1)».
ونهى الله عن كتمان الشهادة وقال : من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق، وهو قول الله عزّ وجلّ: «وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمُها فَإِنَّهُ آثِم قَلْبُهُ)» (2)».
وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة، ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيّع حق جاره فليس منّا وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، ما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت أُعتِقوا، وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله
ص: 518
فريضة ، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا .
ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحق الله والله يستخفّ به يوم القيامة ، إلا أن يتوب».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض». وقال له : «من عرضت له فاحشة أو شهوة، فاجتنبها من مخافة الله عزّ و جلّ، حرّم الله عليه النّار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله : «وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ » (1)».
ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة ، لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النّار، ومن اختار الآخرة على الدنيا (2) رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله، ومن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النّار، إلّا أن يتوب ويرجع».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من صافح امرأة تحرم عليه، فقد باء بسخط من الله ، ومن التزم امرأة حراماً قرن فى سلسلة من النار مع الشيطان، فيقذفان في النار.
ومن غشّ مسلماً في شراءٍ أو بيع فليس منا، ويُحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغشّ الخلق للمسلمين».
ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يمنع أحد الماعون، وقال: «من منع الماعون (3) جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله !
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أيّما امرأة آذت زوجها بلسانها، لم يقبل الله منها صرفاً ولا عَدْلاً ولا حسنة من عملها حتى تُرضيه، وإن صامت نهارها وقامت ليلها واعتقت الرقاب ، وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، وكانت أول من يرد النار، وكذلك
ص: 519
الرجل إذا كان لها ظالماً.
ومن لطم خدّ مسلم أو وجهه ، بدّد الله عظامه يوم يوم القيامة ، وحُشِر مغلولاً حتى يدخل جهنم ، إلا أن يتوب .
ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله ، وأصبح كذلك حتّى يتوب».
ونهى عن الغيبة وقال: «من اغتاب امرءاً مسلماً، بطل صومه، ونُقِض وضوؤه، و جاء يوم القيامة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلاً لما حرم الله».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه وحَلُم عنه ، أعطاه الله أجر شهید .
ألا ومن تطوّل على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردّها عنه، ردّ الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة ، فإن هو لم يَرُدَّها وهو قادر على ردّها ، كان عليه كَوِزر من اغتابه سبعين مرّة ».
ونهى رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الخيانة ، وقال : «من خان أمانة في الدنيا ولم يردّها إلى أهلها ، ثمّ أدركه الموت، مات على غير طريق ملّتي ، ويلقی الله وهو عليه غضبان».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من شهد شهادة زُور على أحد من النّاس، عُلِّقَ بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النّار.
ومن اشترى خيانةً وهو يعلم ، فهو كالّذي خانها .
ومن حبس عن أخيه المسلم شيئاً من حق حرّم الله عليه بركة الرزق إلّا أن .يتوب.
ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها .
ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه، فلم يفعل، حرّم الله عليه ريح الجنّة.
ألا ومن صبر على خُلق امرأة سيّئة الخلق، واحتسب في ذلك الأجر، أعطاه الله
ص: 520
ثواب الشاكرين في الآخرة.
ألا وأيّما امرأة لم ترفُق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق، لم تقبل منها حسنة ، وتلقى الله وهو عليها غضان.
ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنّما يُكرم الله عزّ وجلّ».
ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يؤمّ الرجل قوماً إلا بإذنهم، وقال: «من أمّ قوماً بإذنهم وهم به راضون ، فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته و ركوعه وسجوده وقعوده ، فله مثل أجر القوم ، ولا ينقص من أجورهم شيء ، ألا ومن أمّ قوماً بأمرهم ثم لم يتمّ بهم الصلاة ولم يحسن في خشوعه وركوعه وسجوده وقراءته رُدّت عليه صلاته ولم تجاوز ترقوته وكانت منزلته كمنزلة أمام جائر معتدٍ ، لم يُصلح إلى رعيته، ولم يقم فيهم بحق، ولا قام فيهم بأمر».
وقال: «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مئة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف سيّئة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكأنما عبد الله مئة سنة صابراً محتسباً .
ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا، ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته، أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النّار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، و لا يزال يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ حتّى يرجع .
ومن مرض يوماً وليلة فلم يَشكُ إلى عُوّاده، بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمان حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
فقال رجل من الأنصار : بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فإن كان المريض من أهل بيته، أو ليس ذلك أعظم أجراً إذا سعى في حاجة هل بيته ؟ قال : «نعم».
ألا ومن فَرَّج عن مؤمن كربةً من كُرَب الدنيا ، فرّج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة ، واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص (1)».
ص: 521
قال: «ومن يُبطل على ذي حق حقه، وهو يقدر على أداء حقه ، فعليه كلّ يوم خطيئة عشّار.
ومن علق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النّار طوله سبعون ذراعاً ، يسلّط عليه في نار جهنم وبئس المصير.
ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فامتنّ به أحبط الله عمله، وثبت وزره ولم يشكر له سعيه». ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : حُرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات» وهو النّمّام .
«ألا ومن تصدّق بصدقة، فله بوزن كلّ درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة، ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء
ومن صلّى على ميّت صلّى عليه سبعون ألف ملك، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه ، فإن أقام حتى يُدفن ويُحثى عليه التراب، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر، والقيراط مثل جبل أحد .
ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه قصر في الجنّة مكلّل بالدر والجوهر ، فيه ما لاعين رأت ولا أُذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر .
ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، كان له بكلّ خُطوة سبعون ألف حسنة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه (1) في قبره ، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يُبعَث .
ألا ومن أذّن محتسباً يريد بذلك وجه الله عزّ وجلّ، أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد، وأربعين ألف صدّيق، ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسيء من أمتي إلى الجنّة ، ألا وإنّ المؤذن إذا قال: «أشهد أن لا إله إلا الله » صلّى عليه تسعون
ص: 522
ألف ملك واستغفروا له، وكان يوم القيامة في ظلّ العرش حتى يُفرغ من حساب الخلائق، ويكتب ثواب قوله : «أشهد أنّ محمداً رسول الله » أربعون ألف ملك .
و من حافظ على الصف الأول، والتكبيرة الأولى، لا يؤذي مسلماً، أعطاه الله من الأجر ما يُعطى المؤذّنون في الدنيا والآخرة.
ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عزّ وجلّ على شفير جهنّم ، بكل يوم ألف سنة، وحُشِر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير».
وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم، فإنّه لاكبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار».
قال محمد بن زكريا الغلابي: سألت عن طول هذا الأثر شعيباً المُزني ؟ فقال لي : يا أبا عبد الله ، سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ؟ فقال : حدّثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وخط علي بن أبي طالب (علیه السلام) .
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
ص: 523
(4306) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم ، فإنّه لاكبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
(4307) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الكريم بن عمرو ، وإبراهيم بن راحة (2) البصري جميعاً :قالا :
ص: 524
حدّثنا ميسر قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام): «ما تقول فيمن لا يعصي الله في أمره ونهيه إلّا أنّه يبرأ منك ومن أصحابك على هذا الأمر» ؟
قال : قلت : وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك ؟
قال: «قُل: فإنّي أنا الذي آمرك أن تقول».
قال : قلت : هو فى النّار.
قال: «يا ميسّر، ما تقول فيمن يدين الله بما تدينه به ، وفيه من الذنوب ما في النّاس إلّا أنّه مجتنب الكبائر» ؟
قال : قلت : وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك ؟
قال: «قُل: فإنّى أنا الذى أمرك أن تقول».
قال : قلت : فى الجنّة
قال: «فلعلّك تحرّج أن تقول : هو في الجنّة»؟!
قال : قلت : لا .
قال: «فلا تحرّج، فإنّه في الجنة، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَونَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَريماً»(1)».
(أمالی المفيد : المجلس 19 ، الحديث 4) .
ص: 525
(4308) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : «كذب من زعم أنّه وُلد من حلال و هو يُحبّ الزنا».
(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)
تقدّم تمامه مسنداً في كتاب الروضة .
(4309) 2 - (1) حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن الحسسن بن علي بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي قال :
قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) : «بَرّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم ، وعِفوا عن نساء النّاس تعِفٌ نساؤكم».
(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 6)
4310) 3- حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ، عن أبي حمزة :
عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام)( في حديث قال: وجدنا في كتاب على (علیه السلام) قال : قال رسول الله :(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) «إذا ظهرت الزنا كثر موت الفجأة» الحديث .
(أمالی الصدوق : المجلس 51 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن
527
ص: 526
ابن أبي عمير، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) يقول : وجدت في كتاب علي بن أبي طالب (علیه السلام): « إذا ظهر الزنا(1) من بعدي ظهر موت الفجأة» الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 13)
تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض (28) من أبواب مساوئ الأخلاق (2).
(4311) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، والحنين (3) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».
(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 22)
تقدّم إسناده في باب سوء المحضر (47) من كتاب العشرة (4).
(4312) 5 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهنّ إلا خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة والسرقة، وشُرب الخمر والزنا».
(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 12)
أبو جعفر الطوسی ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «أربع لا يدخل واحدة منهنّ بيتاً إلّا خرب ولم يعمر : الخيانة ......
(أمالی الطوسى : المجلس ، الحديث 39)
تقدّم إسناده في باب الخيانة (36) من كتاب العشرة (5).
ص: 527
(4313)6 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية، حرّة أو أمة، ثمّ لم يتب ومات مصرّاً عليه فتح الله له في قبره ثلاث مئة باب تخرج منها حيات وعقارب و ثُعبان النّار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذّى النّاس من نتن ريحه، فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا، حتّى يؤمر به إلى النّار».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.
ص: 528
(4314) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن المفضّل، عن جابر:
عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (2) قال : «قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم ، فإنّ الله عزّ وجلّ يُبغض اللعان السبّاب، الطّعان على المؤمنين الفاحش المتفحّش ، السائل الملحِف، ويُحبّ الحييّ الحليم، العفيف المتعفَّف».
(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 5 )
(4315) 2 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا محمد بن إسحاق قال : أخبرنا يحيى بن معين قال: حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر [ بن راشد ] ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما كان الفحش في شيء قط (4) إلّا شانه، ولا كان الحياء
ص: 529
في شيء قط إلّا زانه ».
(أمالى المفيد : المجلس 21 ، الحديث 2)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 22)
(4316)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه (علیهما السلام) ( في وصيّته له) قال: «وكن لله يا بنيّ عاملاً ، وعن الخنا(1) زجوراً».
(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي ، عن ، عن المفيد مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)
تقدّم تمامه مسنداً في باب وصيّة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الروضة .
(4317)4-(2) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي قال: حدّثنا عبد الواحد بن سليمان، عن أبيه ، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله يُحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض البذيّ السائل الملحف».
(أمالی الطوسي : المجلس 2 الحديث 12)
ص: 530
أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الزنا، ويأتي أيضاً في الباب التالي، وفي باب الغناء.
(4318) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدّثنا الزبير بن بكّار قال : حدّثنا محمد بن الضحاك ، عن نوفل بن عمارة قال : أ
وصى قُصَيّ بن كلاب بنيه فقال : « يا بني، إيّاكم وشرب الخمر، فإنها إن صلحت الأبدان أفسدت الأذهان».
(أمالی الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 5)
(4319)2- حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن
ص: 531
الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان:
عن الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ لله تبارك وتعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النّار إلّا من أفطر على مسكر » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 1)
أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير
، مثله.
(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 63)
يأتي تمامه في كتاب الصوم.
(4320) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير محمد بن الحكم أخي هشام، عن عمر بن يزيد :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إنّ لله في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار إلا من أفطر على مسكر» الحديث.
( أمالي الطوسى : المجلس 39، الحدیث 11)
يأتي تمامه في كتاب الصوم.
(4321) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [ بن حيان المكاري ]:
عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن ، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتات» وهو النّمّام.
(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)
ص: 532
(4322)5-(1) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :
سئل أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) عن الخمر ؟ فقال : قال رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ ، عن عبادة الأوثان، و شرب الخمر، وملاحاة الرجال، إنّ الله تبارك وتعالى بعثني رحمة للعالمين، ولأمحق المعازف والمزامير وأمور الجاهلية وأوثانها وأزلامها وأحداثها، أقسم ربّي جلّ جلاله فقال : لا يشرب عبد لي خمراً في الدنيا إلّا سقيته يوم القيامة مثل ما شرب منها من الحميم، معذّباً بعد أو مغفوراً له».
وقال : « لا تجالسوا شارب الخمر ولا تزوّجوه، ولا تتزوجوا إليه، وإن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشيّعوا جنازته، إنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودّاً وجهه ، مزرقة عيناه ، مائلاً شدقه (2) ، سائلاً لعابه ، دالعاً لسانه من قفاه» (3) .
(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)
(4323) 6 - (4) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر ».
ص: 533
وفيه: «ونهى عن بيع الخمر، وأن تُشترى الخمر، وأن تسقی الخمر، وقال (علیه السلام) : لعن الله الخمر، وعاصرها، وغارسها ، وشاربها ، وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه».
وقال: «من شربها لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة خَبال ، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود ».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
(4324) 7 - حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال : حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :
عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث يذكر فيه قصة المعراج) قال: فجاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فدخل بيت المقدس، فجاء جبرئيل (علیه السلام) إلى الصخرة فرفعها ، فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح : قدحاً من لبن ، وقدحاً من عسل، وقدحاً من خمر، فناوله قدح اللبن، فشرب، ثم ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر فقال : «قد رویت یا جبرئیل».
قال : أما إنّك لو شربته ضلّت أمّتك وتفرّقت عنك ». الحدیث .
(أمالی الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)
تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبیّنا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (1).
ص: 534
(4325) 8 - أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن عذافر، عن أبيه :
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه علّة تحريم بعض المحرّمات) قال: «وأمّا الخمر، فإنّه حرمها لفعلها وفسادها».
ثم قال : «إنّ مُدمن الخمر كعابد وثن، وتورثه الارتعاش، وتهدم مروءته ، وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا، حتى لا يؤمن إذا سكَر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا تزيد شاربها إلّا كلّ شر».
(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه في الباب 1 من أبواب الأطعمة من كتاب السماء والعالم (1).
(4326) 9 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (2)، فقلت له : يا جبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟ ! لقد أرعبتني .
قال : وما يروعك يا محمد ، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ؟!
قال : [ قلت : ] بماذا بعثك ربّك ؟
قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال وأخرى هى للأخرة والاولى، يقول لك ربّك : يا محمد، ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطناً ملانا».
(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)
تقدّم إسناده في باب الحقد والبغضاء ... (39) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض من كتاب العشرة .
ص: 535
(4327) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي قال : حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بصنعاء اليمن سنة ست وسبعين ومئتين ، قال : حدّثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة جميعاً، عن عائشة قالت :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما أسكر كثيره فالجرعة منه خمر».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 64)
(4328) 11 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بمصر ، قال : حدّثنا سهل بن زنجلة قال : حدّثنا الصبّاح بن مُحارب قال : حدّثنا داوود الأودي، عن سماك، عن خالد بن جرير، عن جرير بن عبدالله قال :
ص: 536
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد [فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة ] (1) فاقتلوه».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 19)
(4329) 12 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «لم يزل جبرئيل (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال ، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان ».
(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 27 )
تقدّم تمامه مسنداً في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة .
(4330)13 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمدبن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :
سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : «بينا حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له على شراب
ص: 537
لهم يقال له السُكُركة» (1).
قال : فتذاكروا السّديف (2).
قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به ؟
قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك عليّ. فخرج إليها فنحرها، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم.
قال : فأقبل علي (علیه السلام) فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمّك حمزة صنع هذا.
قال : فذهب إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسلم فشكا ذلك إليه .
قال : فأقبل معه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقيل لحمزة : هذا رسول الله قد أقبل بالباب.
قال : فخرج وهو مغضب .
قال : فلمّا رأى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الغضب في وجهه انصرف .
قال : فأنزل الله عزّ وجلّ تحريم الخمر.
قال : فأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بأنيتهم فكفئت» الحديث .
(أمالی الطوسي : المجلس 35، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب النبوة ، باب غزوة أحد من تاريخ نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (3).
(4331) 14 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو محمد هارون
ص: 538
بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام بن سهيل (1) قال : حدّثنا أبوالعباس رزيق بن الزبير الخلقاني:
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « من ترك الخمر للنّاس لا لله ، صيانةً لنفسه ، أدخله الله الجنّة».
(أمالی الطوسي : المجلس 39 الحديث 22 )
(4332) 15 - (2) قال الفضل بن شاذان : وروى محمّد بن رافع، وأحمد بن نصر، وحميد بن زنجويه، زاد بعضهم على بعض - عن علي بن عاصم، والنضر بن شميل ، عن عوف، عن أبي القموص قال : شرب إنسان الخمر قبل أن تحرّم، فأقبل ينوح على قتلى المشركين الذين قتلهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم بدر ، فقال (3) :
نحيّي بالسلامة أمّ بكر ***وهل لك بعد رهط من سلام (4)
ذريني أصطبح يا بكر إنّى ***رأيت الموت رحّب عن هشام
يودّ بنو المغيرة لو فدوه *** بألف من رجال أو سوام
يحدّثني النبي بأن سنحيى *** وكيف حياة أصداء وهام
ألا من مبلغ الرحمان عنّي *** بأنّي تارك شهر الصيام
إذا ما الراس فارق منكبيه *** فقد شبع الانس من الطعام
ص: 539
أيقتلني إذا ما كنت حيّاً *** ويحييني إذا رمّت عظامي
وقال بعض الشعراء (1) فى ذلك :
لولا فلان وسوء سكرته *** كانت حلالاً كسائغ العسل
(أمالی الطوسي : المجلس 46 ، الحديث 3)
ص: 540
(4333) 1 - (1) أبو بوجعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمّامى قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبدالله بن زياد القطّان قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي كثير القاضي أبو يعقوب الفسوي قال: أخبرنا مكي بن إبراهيم قال : أخبرنا السري [ بن إسماعيل، عن ] عامر [ بن شراحيل الشعبي ]، عن النعمان بن بشير قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «يا أيها النّاس، إنّ من العنب خمراً، وإنّ من الزبيب خمراً، وإنّ من التمر خمراً، وإنّ من الشعير خمراً، ألا أيها النّاس، أنهاكم عن كل مسكر».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 70)
ص: 541
(4334) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن (1) ، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النّمّام.
تقدّم إسناده في باب شرب الخمر (5).
(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)
(4335) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن إتيان العرّاف (2) وقال : من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
تقدّم إسناده في الباب الأوّل من النواهي .
ص: 542
(4336) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن مروان ، عن [ زيد بن ] أبان بن عثمان ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) (في حديث) قال:
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) للمسلمين وهم مجتمعون حوله : «أيّها النّاس، لانبيَّ بعدي، ولا سنّة بعد سنّتي ، فمن ادّعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادّعى ذلك فاقتلوه، ومن اتّبعه فإنهم في النّار». الحديث.
(أمالی المفيد : المجلس 6 ، الحديث 15)
تقدّم تمامه في كتاب النبوة (1) .
ص: 543
(4337) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي قال: حدّثنا أبي، عن الرضا على بن موسى، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من سبّ نبيّاً من الأنبياء فاقتلوه، ومن سبّ وصياً فقد سب نبياً».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 20)
ص: 544
(4338) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي :
عن محمد بن زيد الطبري (2) قال : كنت قائماً على رأس الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم، منهم إسحاق بن العبّاس بن موسی (3) فقال: «يا إسحاق، بلغني أنّكم تقولون : أنّا نقول (4) : إنّ الناس عبيد لنا ! لا وقرابتي من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما قلته قط، ولا سمعته من أحد من آبائي ولا بلغني عن أحد منهم قاله، لكنّا نقول : النّاس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب».
(أمالی المفيد : المجلس 30 ، الحديث 3)
أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله
(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 28)
ص: 545
(4339) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن خالد عن العبّاس بن معروف عن عبد الرحمان بن مسلم عن فضيل بن يسار قال :
قال الصادق (علیه السلام) : « احذروا على شبابكم الغُلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبيّة لعباد الله، والله إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا » الحديث.
(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 12)
تقدّم تمامه في باب نفي الغلو في النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والأئمة (علیهم السلام) من كتاب الإمامة (2) .
(4340) 3 - وعن الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن جده إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الأزدي ، عن عبد الصمد بن بشير، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « اللهم إنّي بريء من الغُلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهم اخذهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً ».
(أمالی الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 13)
(4341) 4 - (3) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا
ص: 546
أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمدبن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :
عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « أتى قوم أمير المؤمنين (علیه السلام) فقالوا : السلام عليك يا ربنا ! فاستنابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة فأوقد فيها ناراً، وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها وأفضى ما بينهما، فلمّا لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة، وأوقد في الحفيرة الأخرى حتى ماتوا».
(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 21)
ص: 547
(14342 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكُوبة والعَرطبة - يعني الطبل والطنبور - والعود .
وقال: «ونهى عن بيع النرد والشطرنج، وقال: «من فعل ذلك فهو كأكل لحم الخنزير».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
(4343) 2 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرني عليّ بن محمّد بن علي أبوالحسن الحسيني قراءةً عليه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدّثنا عبد الله بن على قال : حدّثنا علي بن موسى، عن أبيه، ، عن جده ، عن آبائه (علیهم السلام) :
عن على (علیه السلام) قال : «كلّما ألهى عن ذكر الله فهو الميسر ».
(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 21 )
(4344)3 - وبإسناد تقدّم في باب شرب الخمر عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار إلّا من أفطر على مسكر ، أو مشاحن ، أو صاحب شاهين».
قال : قلت : وأى صاحب شاهين ؟
قال: «الشطرنج».
(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 11)
أقول : سيأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب الغناء .
ص: 548
(4345) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمد بن يحيى الفحّام ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري، عن عمّ أبيه عيسى بن أحمد، عن الإمام علي بن محمد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام):
عن الباقر(علیه السلام) في قوله[ تعالى ]: « اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ » (2)، قال : «الرجس : الشطرنج، وقول الزور : الغناء».
(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 21)
(4346) 2 -(3) أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني قال : حدّثنا علي بن بحر قال حدّثنا قتادة بن الفضيل [ بن قتادة بن عبد الله بن قتادة الحرشي أبو حميد الرهاوي ] قال: سمعت هشام بن الغاز [بن
ص: 549
ربيعة الجرشي أبو عبد الله ] يحدّث عن أبيه، عن جدّه ربيعة قال : سمعت أبا مالك صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :
سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف».
قال : قلنا : يا رسول الله، بم؟
قال: «باتخاذهم القينات (1) ، وشربهم الخمور».
(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 30 )
ص: 550
(4347) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه ) قال: «ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة – يعني الطبل والطنبور والعود».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
(4348) 2 - وبإسناده عن محمد بن مسلم الثقفي ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام) (في حديث ) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن الله تبارك وتعالى بعثني رحمة للعالمين ولأمحق المعازف والمزامير (1) وأمور الجاهلية وأوثانها و أزلامها وأحداثها » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)
تقدم تمامه مسنداً في باب شرب الخمر .
(4349)3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني عيسى بن يزيد بن دأب الليثي، عن صيفي بن عبد الرحمان بن محمّد بن علي بن هبار قال : حدّثني أبي، عن أبيه :
ص: 551
عن جده علي بن هبّار قال : اجتاز النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بدار علي بن هبّار فسمع صوت دفٌ ، فقال : «ما هذا» ؟
قالوا : علي بن هبّار أعرس بأهله.
فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «حسن هذا للنكاح لا السفاح».
ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أشيدوا بالنكاح وأعلنوه بينكم، واضربوا عليه بالدفّ»!
ص: 552
فجرت السنة في النكاح بذلك .
(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 46)
( 4350) 4 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدّثني الحسن بن القاسم قال : حدّثنا ثبير بن إبراهيم (1) قال : حدّثنا سليمان بن بلال المدني قال :
حدّثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) : «أنّ إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (علیه السلام) إلى أن بعث الله المسيح (علیه السلام) ، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنساً منه بيحيى بن زكريا، فقال له يحيى : يا أبا مرّة ، إنّ لي إليك حاجة .
فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، ، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده .
فقال يحيى : يا أبا مرّة أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم
فقال له إبليس : حبّاً وكرامة، وواعده لغد.
فلما أصبح يحيى قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتى ساواه من خَوخَة (2) كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد (3) ، و جسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وفيه مشقوق طولاً ، وإذا أسنانه وفيه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية وله أربعة أيد : يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه (4) قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شدّ وسطه
ص: 553
بمنطقة ، فيها خيوط معلّقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلّاب (1) ،
فلمّا تأمله يحيى (علیه السلام) (إلى أن قال : )فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك ؟
قال : هذا مجمع كلّ لذة من طنبور وبربط و مِعْزَفَة وطبل وناي وصرناي، وإنّ القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذّونه فأحرّك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفّهم الطرب ، فمن بين من يرقص، ومن بين من يفرقع أصابعه، و من بين من يشق ثيابه». الحديث.
(أمالی الطوسى : المجلس 12 ، الحديث 32 )
تقدّم تمامه في كتابي النبوّة ، والسماء والعالم (2).
(4351) 5 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن عمّه القاسم بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبيه :
عن عبد الله بن أبي بكر قال : قمت إلى متوضّاً لي، فسمعت جاريةً لجارٍ لي تغني وتضرب، فبقيت ساعة أسمع ، قال : ثم خرجت ، فلمّا أن كان الليل دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فحين استقبلني قال : «الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا، اجتنبوا قول الزور».
قال : فما زال يقول : «الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا » ، قال : فضاق بي المجلس، و علمتُ أنّه يعنيني، ، فلا أن خرجت قلت لمولاه معتب : والله ما عنى غيري.
(أمالی الطوسي : المجلس 43 ، الحديث 3)
ص: 554
(4352) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى:
عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أخبرني عن هذا القول ، قول من هو ؟ (إلى أن قال :) «وشر المأكل أكل مال اليتيم ظلماً».
قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) » .
(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه في كتاب الروضة.
(4353) 2- (1)أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا أبو الفتح : هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن إسماعيل بن علي بن رزين، عن أبيه، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده :
عن محمد بن علي (علیهم السلام) أنه قال :« أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ» (2) ، قال : «ممّا رزقكم الله على ما فرض الله عليكم فيما ملكت أيمانكم، واتقوا الله في الضعيفين - يعني النساء واليتيم - وإنما هم عورة».
(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 45)
ص: 555
(4354) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن موسى، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :
قال رسول الله : «إنّ الله تبارك وتعالى كَرِه لي ستّ خصال وكرهتُهُنَّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العَبَث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمنّ بعد الصدقة، وإتيان المساجد جُنُباً، والتطلع في الدور، و الضحك بين القبور».
(أمالی الصدوق : المجلس 15 ، الحديث 3)
(4355) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً و عشرين خصلة ونهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة، وكره المَنّ في الصدقة، وكره الضحك بين القبور ، وكره التطلع في الدور » الحديث.
(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
ص: 556
(4356) 3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: « ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره».
(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
(4357) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزّاز قراءةً عليه ، قال : حدّثنا سعدان بن نصر قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري:
سمع سهل بن سعد الساعدي يقول : أطلع رجل من جُحرٍ في حجرة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ومعه مِدْرى (2) يحكّ به رأسه فقال: «لو أنّي أعلم أن تنتظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر».
(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 33)
ص: 557
(4358) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : « ولا تعرّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح».
(أمالی الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 4)
أبو جعفر الطوسي، ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .
(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 3)
تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
ص: 558
ص: 559
ص: 560
فهرس الكتاب
كتاب العشرة
باب جوامع الحقوق ...7
أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار
باب 1 - برّ الوالدين والأولاد و حقوق بعضهم على بعض، والمنع من العقوق ...15
باب 2 - صلة الرحم وإعانتهم والإحسان إليهم والمنع من قطع صلة الأرحام ...25
باب -3 - العشرة مع المماليك ووجوب طاعة المملوك للمولى و عقاب عصيانه ...35
باب 4- حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم ...37
باب 5 حق الجار ...39
أبواب آداب العشرة مع النّاس والأصدقاء وفضلهم وأنواعهم
باب 1 - حسن المعاشرة وحسن الصحبة وحسن الجوار وطلاقة الوجه وحسن اللقاء ...42
باب 2 - فضل الصديق وحد الصداقة و آدابها وحقوقها وأنواع الأصدقاء... 48
باب 3- من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته ...58
باب 4 - من لا ينبغي مجالسته ومصادقته ومصاحبته، والمجالس التي لا ينبغي الجلوس فيها ...61
ص: 561
أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض
باب -1- حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم وما يناسب ذلك ...66
باب 2 - فضل المؤاخاة فى الله ...74
باب 3- علة حبّ المؤمنين بعضهم بعضاً ...76
باب 4 -مدح قضاء حاجة المؤمنين والسعي فيها وتوقيرهم وذمّ ردّ حاجة المؤمنين مع إمكان قضائها ...77
باب -5 إدخال السرور على المؤمنين ...86
باب 6 - تزاور الإخوان وتلاقيهم ومجالستهم في إحياء أمر الأئمة اللامي باب -7 إطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه باب -8 ثواب من عال أهل بيت من المسلمين
باب 7-إطعام المؤمن و سقیه و کسوته و قضاء دینه...95
باب 8-ثواب من عال أهل بیت من المسلمین...100
باب 9 ثواب من كفى لضرير حاجة ...100
باب 10 - التراحم والتعاطف والتودّد والبر والصلة والإيثار والمواساة ...101
باب 11 - من يستحق أن يرحم ...106
باب 12 - فضل الإحسان والفضل والمعروف ومن هو أهله ...107
باب 13 - العشرة مع اليتامى، وأكل أموالهم، وثواب إيوائهم، والرحم عليهم ، وعقاب إيذائهم ...115
باب 14 - نصر الضعفاء والمظلومين ،وإغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ...18
باب 15 - آداب معاشرة أصحاب العاهات المسرية ...120
باب 16 - من ينفع النّاس ...122
باب 17 - الإنصاف والعدل ...122
باب 18 - الهدية ...129
باب 19 - الماعون ...131
باب 20 - إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحه والدلالة على الطريق ... 132
ص: 562
باب 21 - الغضّ عن عيوب النّاس ...133
باب 22 - الرفق واللين وكف الأذى ...134
باب 23 - النصيحة للمسلمين ...137
باب 24 - الأدب ومن عرف قدره...139
باب 25 -كتمان السر ...141
باب 26 - التحرّز عن مواضع التهمة ومجالسة أهلها ...142
باب 27 - لزوم الوفاء بالوعد والعهد ...144
باب 28 - المشورة وقبولها ، ومن ينبغي استشارته، ونصح المستشير والنهي عن الاستبداد بالرأي...148
باب 29 - غنى النفس والاستغناء عن النّاس ، واليأس عنهم ...151
باب 30 -أداء الأمانة ...156
باب 31 التواضع ...160
باب 32 - رحم الصغير، وتوقير الكبير ، وإجلال ذي الشيبة المسلم ... 164
باب 33 - النهى عن قول : «لا وحياتك وحياة فلان »...167
باب 34 -من أذلّ مؤمناً، أو أهانه، أو حقره، أو طعن عليه، أو ردّ عليه... 167
باب 35 - من أخاف مؤمناً ، أو ضربه ، أو آذاه ، أو لطمه ، أو أعان عليه، أو سبّه ...170
باب 36- الخيانة ...174
باب 37 -الهجران ...176
باب 38 - ذو اللسانين وذو الوجهين ...178
باب 39- الحقد والبغضاء ، والتشاجر، ومعاداة الرجال ...181
باب 40 _ الشماتة...185
باب 41 - سوء الظن بالإخوان ...186
ص: 563
باب 42 - تتبع عيوب النّاس، وإفشاؤها ، وطلب عثرات المؤمنين ...187
باب 43 - الرواية على المؤمن ...191
باب 44- الغيبة والبهتان ...193
باب 45 -النميمة والسعاية ...203
باب 46- البغي والطغيان ...207
باب 47- سوء المحضر ...209
باب 48 - المكر والخديعة والغشّ...210
باب 49 - السفلة ...211
باب 50 - من باع دينه بدنيا غيره ...212
باب 51 - الظلم وأنواعه، ومن أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه ...213
باب 52 - أحوال الملوك والأمراء والعرّاف والنقباء والرؤساء،
وعدلهم وجورهم وحبّهم وطاعتهم وأكل أموالهم، والركون إلى الظالمين ...219
باب 53 - رفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين ... 230
باب 54 -الدخول في بلاد المخالفين والكفّار ... 231
باب -55 الكتمان ... 232
باب 56 - التقيّة والمداراة ...234
باب 57 -آداب الضيف وصاحب المنزل ...241
باب 58 -فضل إقراء الضيف وإكرامه ...243
باب 59 - آداب المجالس والمواضع التي ينبغي الجلوس فيها أو لا ينبغي ...245
باب 60 - إفشاء السلام والابتداء به ...248
باب 61 - عيادة المريض و آدابها ...253
باب 62 - فيما قيل في جواب : كيف أصبحت ؟ وفيه ما يرتبط بالباب
ص: 564
السابق ... 256
باب 63 - المصافحة والمعانقة ...262
باب 64 - الإصلاح بين النّاس ...264
باب 65 - العطاس والتسميت ...266
باب 66 - المزاح والضحك ...268
كتاب الآداب والسنن
باب -1- آداب الحمام وأحكامه ...273
باب 2- الخضاب ... 275
باب 3- ما ورد في الشيب ...276
باب 4 - ما ورد في قص الأظفار ...277
باب 5 - ما ورد في السواك ...277
باب 6 - ما ورد في الطيب ... 278
أبواب المساكن
باب 1 - سعة الدار وشؤمها ، وذمّ من بناها رياءً وسمعةً ... 279
باب 2 - آداب دخول الدار والخروج منها ... 280
باب 3- الإسراج ... 282
باب 4 - كنس الدار وتنظيفها ...283
باب 5 -السوق والدعاء فيه وعند دخوله...285
أبواب آداب السهر والنوم
باب 1 - أنواع النوم، وكراهة النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها ...287
ص: 565
باب 2 - ذمّ كثرة النوم ... 291
باب 3- فضل الطهارة عند النوم ...293
باب 4 القراءة والدعاء عند النوم ... 294
أبواب آداب السفر
باب 1 - حسن الخلق ، وحسن الصحابة، وسائر آدابه ...295
باب 2 - ركوب البحر ... 297
باب 3 -آداب الركوب ... 298
باب 4- آداب المشي ... 301
باب 5 - المروءة والفتوة ... 302
أبواب الزيّ والتجمّل
باب 1 - التجمّل وإظهار النعمة ... 305
باب 2 - النهي عن التعرّي بالليل والنهار... 307
باب 3- آداب لبس الثياب ونزعها ، وما يكره من الثياب ... 307
باب 4 - التختم بالعقيق والفيروزج... 312
باب 5 -آداب التختم ونقش الخواتيم ...314
باب 6 - كراهة ترك الزينة للنساء ... 318
كتاب الروضة
أبواب المواعظ
باب 1 - مواعظ الله سبحانه ... 321
ص: 566
باب 2 - مواعظ النبي لأبي ذر الغفاري (رحمه الله ) ...324
باب 3 - جوامع وصايا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحكمه ومواعظه ...351
باب 4 - كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى محمد بن أبي بكر ... 378
باب 5 -كتاب كتبه أمير المؤمنين (علیه السلام ) لدار شريح ...390
باب 6 - خطب أمير المؤمنين ومواعظه (علیه السلام) ...392
باب 7 -ما أوصى به أمير المؤمنين (علیه السلام)عند وفاته ... 438
باب - مواعظ الإمام الحسن (علیه السلام) ...442
باب 9 - مواعظ الإمام الحسين (علیه السلام) ... 444
باب 10 - مواعظ الإمام علي بن الحسين (علیهما السلام) ... 445
باب 11 - مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) ... 464
باب 12 - مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) ... 470
باب 13 - مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) ... 487
باب 14 - مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام) ... 488
باب 15 - نوادر المواعظ والحكم ومتفرقاتها ... 490
كتاب النواهي
أبواب المعاصي والكبائر
باب 1 - جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ... 509
باب 2 - معنى الكبيرة والصغيرة... 524
باب 3- ما ورد في الزنا وما يرتبط به ... 526
باب 4 البذاء والفحش ... 529
باب 5 - شرب الخمر وما يرتبط بذلك ... 531
باب 6 - ما ورد في سائر المسكرات ... 541
ص: 567
باب 7 -ما ورد في الكهانة ... 542
باب 8- من ادعى النبوة ... 543
باب 9 - من سبّ نبيّاً أو وصيّاً ...544
باب 10 - ما ورد في الغلاة ... 545
باب 11 - ما ورد في القمار ... 548
باب 12 - ما ورد في الغناء ... 549
باب 13 - المعازف والملاهي ... 551
باب 14 - أكل مال اليتيم... 555
باب 15 - التطلع في الدور ...556
باب 16 - التعرّب بعد الهجرة ... 558
ص: 568