ترتيب الأمالي المجلد 7

هویة الکتاب :

سرشناسه : المحمودي، محمدجواد، 1340 - ، مترجم ومحرر

عنوان المؤلف واسمه: ترتيب موضوعي لأمالي المشايخ الثلاثة : الصدوق، والمفيد والطوسي رفع الله مقامهم/ تالیف محمد جواد المحمودي

تفاصيل النشر: قم: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 1420ق. = 1378.

مواصفات المظهر: ج 10

فروست : (بنیاد معارف اسلامی؛ 95، 96، 97، 98، 99، 100، 101، 102، 103، 104)

شابک : 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-51-7(دوره) ؛ 964-6289-53-3(ج.1) ؛ 964-6289-54-1(ج.2) ؛ 964-6289-55-x(ج.3) ؛ 964-6289-56-8(ج.4) ؛ 964-6289-57-6(ج.5) ؛ 964-6289-58-4(ج.6) ؛ 964-6289-59-2(ج.7) ؛ 964-6289-60-6(ج.8)

حالة الفهرسة: فهرسة سابقة

لسان : العربية

ملحوظة: کتابنامه

عنوان آخر: الامالی

موضوع : أحاديث الشيعة -- قرن ق 4

أحاديث الشيعة -- قرن ق 5

معرف المضافة: ابن بابویه، محمدبن علی، 381 - 311ق. الامالي

معرف المضافة: مفید، محمدبن محمد، 413 - 336ق. الامالي

معرف المضافة: طوسي، محمدبن حسن، 460 - 385ق. الامالي

معرف المضافة: بنیاد معارف اسلامي

تصنيف الكونجرس: BP129/الف 2الف 8 1378

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-6998

ص: 1

اشارة

محمودي، محمد جواد ، 1340 - گرد آوردنده و تدوین گر

ترتيب الأمالي : ترتيب موضوعى لأمالي المشايخ الثلاثة ، الصدوق ، والمفيد ، والطوسي / تأليف محمد جواد المحمودي - قم: بنیاد معارف اسلامی 1420 ق = 1376. 1430 ق = 1388 10ج - بنیاد) معارف اسلامی ؛ 95 ، 96 ، 97، 98 ، 99 ، 100 ، 101 ، 102 ، 103 ، 104)

ISBN) -(دوره) : 2 - 51 - 6289 - 964 : ISBN

(ج2) 3 - 54 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 1) 6 - 53 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج4) 7 - 56 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 3) 3 - 55 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج6) 1 - 58 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 5) 4 - 57 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج8) 4 - 60 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 7) 8 - 59 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

(ج10) 1 - 97 - 6289 - 964 - 978 :ISBN ((ج 9) 4 - 96 - 6289 - 964 - 978 : ISBN

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیپا. عربی - کتابنامه.

1-احادیث شیعه - قرن 4 .ق. 2 - احادیث شیعه - قرن 5 ق . الف . ابن بابويه ، محمد بن علی ، 311 - 381 ق . الامالي . ب . مفيد . محمد بن محمد . ، 336 - 413 ق . الامالي . ج . طوسی ، محمد بن حسن ، 385 - 460 ق . الامالی . د . بنیاد معارف اسلامی . ه- عنوان. وعنوان : الامالى.

8 الف 2 الف /129 BP 212/297 1378

کتابخانه ملی ایران 6998-78 م

هویة الکتاب:

اسم الکتاب: ترتيب الأمالي / ج 7

تألیف: محمد جواد المحمودي

نشر: مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة: الثانية 1430 ه- . ق

المطبعة: عترت

العدد: 110 نسخة

رقم الإبداع الدولی: 978-964-6289-59-8

978-964-6289-59-8 ISBN

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون : 09127488298 - 7732009 ص ب 168 / 37185

www.maaref islami.com

E-mail :info@maarefislami.com

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

هذا المجلّد يشتمل على كتب:

العشرة الروضة، والنواهى

ص: 4

كتاب العشرة

اشارة

ص: 5

ص: 6

باب جوامع الحقوق

إشارة

(3639)1-(1)- أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى(علیه السلام) قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار [أبي حمزة ] الثمالي :

عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «حق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله عزّ وجلّ .

ص: 7


1- 1-ورواه أيضاً في الفقيه : 2 : 618 - 626 بعد كتاب الحج في عنوان باب الحقوق» برقم 3214 قال : روى إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن سيّد العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة ، وحق نفسك عليك ...» إلى آخر ما في الأمالي . ورواه أيضاً في الخصال : ص 564 - 570 باب الخمسين : ح 1 عن علي بن أحمد بن موسى ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، عن خيران بن داهر ، عن أحمد بن علي بن سليمان الجبلي ، عن أبيه ، ، عن محمد بن علي، عن محمد بن فضيل : عن أبي حمزة الثمالي قال : هذه رسالة على بن الحسين (علیهما السلام) إلى بعض أصحابه : «اعلم أنّ الله عزّ وجلّ عليك حقوقاً محيطة بك في كلّ حركة تحرّكتها أو سكنة سكنتها ، أو حال حلتها، أو منزلة نزلتها ، أو جارحة قلبتها ، أو آلة تصرّفت فيها ، فأكبر حقوق الله تبارك وتعالى عليك ما أوجب عليك لنفسه من حقه الذي هو أصل الحقوق، ثمّ ما أوجب الله عزّ وجلّ عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل عزّ وجلّ للسانك عليك حقا، ولسمعك عليك حقاً ، ولبصرك عليك حقاً، وليدك عليك حقاً، ولرجلك عليك حقاً، ولبطنك عليك حقاً، و لفرجك عليك حقاً ، فهذه الجوارح السبع التي تكون الأفعال ثم جعل عزّ وجلّ لأفعالك عليك حقوقاً، فجعل لصلاتك عليك حقاً، ولصدقتك عليك حقاً، ولهديك عليك حقاً، ولأفعالك عليك حقوقاً. ثمّ يخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك ، فأوجبها عليك حقوق أئمّتك ، ثمّ حقوق رعيّتك ، ثمّ حقوق رحمك ، فهذه حقوق تتشعب منها حقوق ، فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان، ثمّ حق سائسك بالعلم، ثمّ حق سائسك بالملك ، وكل سائس إمام . وحقوق رعيّتك ثلاثة أوجبه عليك حق رعيّتك بالسلطان، ثمّ حق رعيّتك بالعلم، فإنّ الجاهل رعيّة العالم ، ثمّ حق رعيّتك بالملك من الأزواج وما ملكت الأيمان، وحقوق رعينك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة، وأوجبها عليك حق أمك ، ثمّ حق أبيك ، ثمّ حق ولدك ، ثمّ حق أخيك ، ثمّ الأقرب فالأقرب والأولى فالأولى، ثمّ حق مولاك المنعم عليك ، ثمّ حق مولاك الجارية نعمته عليك ! ، ثمّ حق جليسك، ثمّ حق جارك ، ثمّ حق صاحبك ، ثمّ حق شريكك ، ثمّ حق مالك ، ثمّ حق غريمك الذي تطالبه ، ثمّ حق خصمك الذي يطالبك ، ثمّ حق خليطك، ثمّ حق خصمك المدعي عليك، ثمّ حق خصمك الذي تدعي عليه، ثمّ حق مستشيرك ، ثمّ حق المشير عليك ، ثمّ حق مستنصحك ، ثمّ حق الناصح لك ، ثمّ حق من هو أكبر منك ، ثمّ حقّ من هو أصغر منك ، ثمّ حق سائلك ، ثمّ حق من جرى لك على يديه مساءة بقول أو فعل عن تعمّد منه أو غير تعمّد ، ثمّ حق أهل ملّتك عليك ، ثمّ حق أهل ذمّتك ، ثمّ الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرّف الأسباب، فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه ووفقه لذلك وسدّده . فأمّا حق الله الأكبر فأن تعبده لا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت بالإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة . وحق نفسك عليك ...» إلى آخر ما في الأمالي وأورده ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: ص 255 - 272 وفي ط : ص 183 مثل رواية الخصال مع تفاوت . وأورده رضي الدين أبو نصر الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 419 - 424 ، وفى ط : 2 : 299 - 305 / 2654 في الفصل الأوّل من الباب الثاني عشر .

ص: 8

وحق اللسان إكرامه عن الخنّا (1) ، وتعويده الخير، وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبرّ بالنّاس وحُسن القول فيهم.

وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحلّ سماعه .

وحق البصر أن تغضّه عمّا لا يحل لك ، وتعتبر بالنظر به.

وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.

وحق رجليك أن لا تمشي بهما الى ما لا يحل لك ، فبهما (2) تقف على الصراط فانظر أن لا نزل بك فتتردّى في النّار.

وحق بطنك أن لا تجعله وعاءً للحرام، ولا تزيد على الشّبَع .

وحق فرجك أن تُحصنه عن الزنا، وتحفظه من أن يُنظر إليه.

وحق الصلاة أن تعلم أنها وفادة إلى الله عزّ وجلّ، وأنّك فيها قائم بين يدي الله عزّ وجلّ، فإذا علمت ذلك تمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف لمستكين المتضرّع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار، وتقبل عليها بقلبك ، وتقيمها بحدودها وحقوقها.

وحق الصوم أن تعلم أنّه حِجاب ضَرَبه الله عزّ وجلّ على لسانك وسمعك و بصرك وبطنك وفَرجك ليَستُرك به من النّار، فإن تركت الصوم خَرَقت ستر الله عليك .

وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربّك عزّ وجلّ، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرّاً أوثق منك بما تستودعه علانية، و

ص: 9


1- الخنا : الفُحش في الكلام .
2- في نسخة : «فيهما»

تعلم أنّها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا، وتدفع عنك النار في الآخرة.

وحق الحجّ أن تعلم أنّه وفادة إلى ربّك، وفرارٌ إليه من ذنوبك، وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك، وحق الهدي أن تريد به الله عزّ وجلّ، ولا تريد به خَلقه، وتريد به التعرّض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه

وحق السلطان أن تعلم أنّك جُعِلت له فتنة ، وأنّه مبتلى فيك بما جعل الله عزّ و جل له عليك من السُلطان، وأنّ عليك أن لا تتعرّض لسخطه فتلقي بيدك إلى التهلكة، وتكون شريكاً له فيما يأتي إليك من سوء.

وحق سائسك بالعلم التعظيم ،له والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، و لا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يُجيب ، ولا تُحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوّاً، ولا تعادي له وليّاً، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلّمت علمه الله جلّ اسمه لا للنّاس.

وأمّا حق سائسك بالملك فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يُسخط الله ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وأمّا حق رعيّتك بالسلطان فأن تعلم أنّهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالواحد ،الرحيم، وتغفر لهم جهلهم، و لا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله على ما آتاك من القوة عليهم.

وأمّا حق رعيّتك بالعلم فأن تعلم أنّ الله عزّوجلّ إنما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العِلم، وفتح لك من خزانة الحكمة، فإن أحسنت في تعليم النّاس ولم تَخرَق بهم و لم تضجر عليهم ، زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه، ويُسقط من القلوب محلك .

وأمّا حق الزوجة فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سَكَناً وأُنساً، فتعلم أنّ

ص: 10

ذلك نعمة من الله عزّ وجلّ عليك ، فتُكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن تَرحَمَها لأنها أسيرك، وتُطعِمها وتكسوها ، وإذا جهلت عفوت عنها.

وأمّا حق مملوكك فأن تعلم أنّه خَلْق ربّك ، وابن أبيك وأمك ، ولحمك ودمك، لم تملكه لانك صنعته دون الله ، ولا خلقت شيئاً من جوارحه، ولا أخرجت له رِزْقاً، ولكن الله عزّ وجلّ كفاك ذلك ، ثمّ سخّره لك، وائتمنك عليه، واستودعك إيّاه، ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه، فأحسن إليه كما أحسن الله إليك، وإن كرهته استبدلت به ولم تعذَّب خَلق الله ، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق أُمّك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولن تُبالِ أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، وتُظِلُّك وتضحى ، وتهجر النوم لأجلك، ووَقَتك الحرّ والبَرد لتكون لها ، وأنّك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه .

وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يُعجبك فاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ، ولا قوة إلا بالله

وأمّا حق ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنّك مسؤول عمّا وليته به من حُسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقب على الإساءة له .

وأمّا حق أخيك فأن تعلم أنّه يدك وعِزّك وقوتك، فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله ، ولا عُدّة للظلم لخلق الله ، ولا تدع نُصرته على عدوّه والنصيحة له ، فإن أطاع الله وإلّا فليكن الله أكرم عليك منه ، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذلّ

ص: 11

الرق ووحشته إلى عزّ الحريّة وأنسها ، فأطلقك من أسر الملكية، وفكّ عنك قيد العبوديّة، وأخرجك من السِّجن ، وملّكك نفسك ، وفرّغك لعبادة ربّك ، وتعلم أنه أولى الخلق بك في حياتك وبعد موتك، وأنّ نُصرته عليك واجبة بنفسك وما احتاج إليه منك، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعل عتقك له وسيلة إليه، وحجاباً لك من النّار، وأنّ ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم، مكافأة بما أنفقت من مالك، وفي الأجل الجنّة.

وأمّا حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه القالة الحسنة، وتُخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم إن قدرت على مكافأته يوماً كافأته.

وأمّا حق المؤذن فأن تعلم أنّه مذكّر لك بربك عزّ وجلّ، وداع لك إلى حظك ، وعونك على قضاء فرض الله عليك ، فتشكره على ذلك شُكراً للمحسن إليك .

وأما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم أنّه تقلّد السفارة فيما بينك وبين ربك عزّ وجلّ، وتكلّم عنك ولم تتكلّم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وكفاك هول المقام بين يدي الله عزّ وجلّ، فإن كان [به] (1) نقص كان به دونك، وإن كان تماماً كنت به شريكه ، ولم يكن له عليك فضل، فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته، فتشكر له على قدر ذلك .

وأما حق جليسك فأن تلين له جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ ، ولا تقوم من مجلسك إلا بإذنه ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك، وتنسى زلاته، وتحفظ خيراته، ولا تسمعه إلا خيراً.

وأما حق جارك فحفظه غائباً، وإكرامه شاهداً، ونصرته إذا كان مظلوماً، ولا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه ، وإن علمت أنّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تُسلمه عند شديدة وتقيل عثرته، وتغفر ذنبه،

ص: 12


1- من الخصال .

وتعاشره معاشرة كريمة، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف، وتكرمه كما يُكرمك ، ولا تدعه يسبق إلى مَكرُمة ، وإن سبق كافيته، وتودّه كما يودّك ، وتزجُره عما يهم به من معصية، وكُن عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق الشريك فإن غاب كفيته، وإن حضر رعيته، ولا تحكم دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته، تحفظ عليه ماله، ولا تخونه فيما عزّ أو هان من أمره ، فإنّ يد الله عزّ وجلّ على الشريكين ما لم يتخاونا، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حلّه، ولا تُنفقه إلا في وجهه، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع التبعة ، ولا قوة إلا بالله .

وأمّا حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسراً أعطيته، وإن كنت معسراً أرضيته بحسن القول، ورددته عن نفسك ردّاً لطيفاً .

وحق الخليط أن لا تغُرّه، ولا تَغِسّه ، ولا تخدعه، وتتقي الله في أمره.

وحق الخصم المدّعي عليك فإن كان ما يدعى عليك حقاً كنت شاهده على نفسك، ولم تظلمه وأوفيته حقه، وإن كان ما يدعي باطلاً رفقت به، ولم تأتِ في أمره غير الرفق ولم تُسخط ربّك في أمره، ولا قوة إلا بالله .

وحق خصمك الذي تدّعى عليه إن كنت محقاً في دعواك أجملت مقاولته، ولم تجحد حقه ، وإن كنت مبطلاً في دعواك اتقيت الله وتبت إليه وتركت الدعوى.

وحق المستشير إن علمت له رأياً حسناً أثرت عليه، وإن لم تعلم أرشدته إلى مَن يعلم .

وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه، وإن وافقك حمدت الله عزّ وجلّ.

وحق المستنصح أن تؤدّي إليه النصيحة، وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به.

وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى بالصواب

ص: 13

حمدت الله عزّ وجلّ، وإن لم يوفق رحمته ولم تتهمه ، وعلمت أنّه أخطأ، ولم تؤاخذه بذلك، إلا أن يكون مستحقاً للتهمة، ولا تعبأ بشيء من أمره على حال، ولا قوة إلا بالله .

وحق الكبير توقيره لسنّه ، وإجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى طريق، ولا تتقدّمه ولا تستجهله، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته بحق الإسلام وحُرمته .

وحق الصغير رحمته وتعليمه، والعفو عنه، والسّتر عليه، والرفق به، والمعونة له .

وحق السائل إعطاؤه على قدر حاجته .

وحق المسؤول إن أعطى فاقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله، وإن منع فاقبل عُذره.

وحق من سرّك الله به أن تحمد الله أولاً ثم تشكره. وحق من ساءك أن تعفو عنه ، وإن علمت أنّ العفو يضُرّه انتصرت ، قال الله

عزّ وجلّ: «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ » (1).

وحق أهل ملتك إضمار السلامة لهم، والرحمة بهم، والرفق بمسيئهم، وتألفهم، واستصلاحهم، وشكر محسنهم ، وكف الأذى عنهم ، وتُحبّ لهم ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمّك، والصغار بمنزلة أولادك (2).

وحق الذمّة أن تقبل منهم ما قبل الله عزّ وجلّ منهم، ولا تظلمهم ما وفوا الله عزّ وجلّ بعهده، ولا قوة إلا بالله».

(أمالی الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)

ص: 14


1- سورة الشورى : 42 : 41 .
2- في نسخة : «إخوانك».

أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار

باب 1 -برّ الوالدين والأولاد و حقوق بعضهم على بعض والمنع من العقوق

أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ .

(3640) 1 -(1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن عبيد الله بن عبد الله ، عمّن سمع أبا جعفر الباقر(علیه السلام) قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أدرك والديه فلم يُغفر له فأبعده الله» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 2)

يأتي تمامه في كتاب الصوم باب فضل شهر رمضان .

(3641) 2 - (2)حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي القرشي ، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر ، عن یونس بن ظبيان :

عن الصادق جعفر بن محمّد صلى الله (علیهما السلام) قال: «بينا موسى بن عمران يناجي ربه الله عزّ وجلّ إذ رأى رجلاً تحت ظل عرش الله عزّ وجلّ ، فقال : يا ربّ، من هذا الذي

ص: 15


1- 1-ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 66 - 67 باب فضل شهر رمضان وثواب صومه ، وفي فضائل الأشهر الثلاثة : 55/74 ورواه الشيخ في التهذيب : 4 : 192 - 193 / 549 باب فضل شهر رمضان : ح 4.
2- 2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 163 ، والفتّال في عنوان «مجلس في ذكر وجوب برّ الوالدين من روضة الواعظين : ص 367 .

قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه، ولم يمش بالنميمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 2)

(3642) 3 - (1) حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « رحم الله امرءاً أعان والده على بره، رحم الله والداً أعان ولده على برّه، رحم الله جاراً أعان جاره على برّه ، رحم الله رفيقاً أعان رفيقه على برّه ، رحم الله خليطاً أعان خليطه على بره ، رحم الله رجلاً أعان سُلطانه على برّه».

(أمالی الصدوق : المجلس 48، الحديث 5)

(3643) 4 - (2)حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن

ص: 16


1- 3- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 221 باب 424 ح 1 ط مكتبة الصدوق . وأورده الفتّال في المجلس 55 من روضة الواعظين : ص 367 ، وورّام بن أبي فراس في تنبیهالخواطر : ج 2 ص 167 . والفقرة الأولى أوردها السبزواري في جامع الأخبار : ص 284 رقم 759 فصل 62 ح 6 ورواها أيضاً الصدوق في باب النوادر من الفقيه : 4 : 269 في وصايا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأمير المؤمنين (علیه السلام) بلفظ : رحم الله والدين حملا ولدهما على برهما». وفي الكافي :6 :48/3 بإسناده عن السكوني، عن أبي عبد الله قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والدين أعانا ولدهما على برهما». ومثله في الأشعثيات : ص 187 بإسناده عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وفي كتاب الإمامة والتبصرة لابن بابويه :« رحم الله من أعان ولده على بره» رواه عنه المجلسي في البحار : 74 : 86ح 100 . ومثله في جامع الأحاديث لأبي جعفر القمي : ص 80
2- 4- ورواه أيضاً في الخصال : ص 55 باب الإثنين : ح : 75 عن محمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن عبد الجبار، عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن الحسن بن علي بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 359 والفتّال في روضة الواعظين : ص 366 .

جعفر ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن علي بن الحسن بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي قال :

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعِفُّوا عن نساء النّاس تعِفٌ نساؤكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 6)

(3644) 5 -(1)حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (علیه السلام) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمّد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة قال : أخبرني داوود بن كثير الرقي قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «من أحبّ أن يخفّف الله عزّ وجلّ عنه سكرات الموت فليكن لقرابته وصولاً وبوالديه بارّاً، فإذا كان كذلك هوّن الله [عزّ وجلّ ] (2) عليه سكرات الموت ولم يصبه في حياته فقر أبداً».

(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 14)

أبو جعفر الطوسي، عن الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 24)

(3645) 6 - (3)حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال :

ص: 17


1- 5-وأورده الفتّال في المجلس 55 من روضة الواعظين : ص 367 .
2- من أمالي الطوسي .
3- 6- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 160 كتاب الإيمان والكفر باب البر بالوالدين : ح 10 عن أبي على الأشعري ، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر . ورواه باختصار أيضاً الكليني في الكافي ص 163 ح 20 عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان عن عمرو بن شمر عن جابر قال: أتى رجل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ... وذكر الحديث إلّا أنّ فيه «الوالدة» بدل «الوالدين». وأورده الفتّال فى المجلس 55 من روضة الواعظين : ص 367 .

حدّثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الخزاز عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي :

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال: «جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم )فقال : يا رسول الله ، إنّي راغب في الجهاد نشيط .

قال : فجاهد في سبيل الله ، فإنّك إن تقتل كنتَ حيّاً عند الله تُرزق ، وإن متّ فقد وقع أجرك على الله ، وإن رجعت خرجت من الذنوب كما وُلدت.

فقال : يا رسول الله ، إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي .

فقال رسول الله : أقم (1) مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سَنَة».

(أمالی الصدوق : المجلس 70 ، الحديث 8 )

(3646) 7 - (2)حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل صلى الله عليه وسلم قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد قال : حدّثنا أبو القاسم الكوفي ، عن

ص: 18


1- في الكافي : «فقر»
2- 7- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 163 كتاب الإيمان والكفر باب البر بالوالدين : ح 19 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن حنّان بن سدير. ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه كما عنه المجلسي في بحار الأنوار: 74: 66 ح 35.

حنان بن سدبر

عن أبيه قال : قلت لأبي جعفر الباقر (علیه السلام): هل يجزي الولد والده ؟

فقال: «ليس له جزاء إلّا في خصلتين : أن يكون الوالد مملوكاً فيشتريه فيُعتقه ، أو يكون عليه دين فيقضيه عنه .

(أمالی الصدوق : المجلس 70، الحديث 9)

(3647) 8-(1) حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار عن الحسن بن الحسين بن أبان عن محمّد بن أورمة ، عن عمرو بن عثمان الخزاز عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال: قال موسى بن عمران : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بي.

فقال : يا ربّ أوصني قال : أوصيك بي - ثلاثاً -.

قال : يا رب أوصني . قال : أوصيك بأمك .

قال : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بأمك .

قال : يا ربّ أوصني . قال : أوصيك بأبيك».

قال: «فكان يقال لأجل ذلك إنّ للأمّ ثلثي البرّ، وللأب الثلث».

(أمالی الصدوق : المجلس 77، الحديث 5)

ص: 19


1- 8-وأورده الفتّال في المجلس 55 من روضة الواعظين : ص 368 . وروی نحوه الكليني في الكافي : 2 : 159 كتاب الإيمان والكفر : باب البر بالوالدين ح 9 ، والحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه كما عنه المجلسي في البحار : 74: 83ح 92 بإسنادهما عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله مَن أبرٌ ؟ قال : أمّك . قال : ثم من ؟ قال : أمّك . قال : ثم من؟ قال : أمّك . قال : ثم من ؟ قال : أباك» . ولاحظ أيضاً الكافي : ج 2 ص 162 ح 17 .

(3648) 9 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز ، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله ) : عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي (علیهما السلام) (في حديث )قال: «أربع من كُنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غُرَف فوق غُرَف، في محلّ الشرف (1) كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أباً ، ومن رحم الضعيف وأعانه و كفاه ، ومَن أنفق على والديه ورفق بهما و برّهما ولم يحزنهما ، ومَن لم يخرق بمملوكه (2) وأعانه على ما يكلّفه ، ولم يستسعه فيما لا يطيق».

(أمالى المفيد : المجلس 21، الحدیث 1)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 21)

تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3649) 10 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، ، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزیار :

عن بكر بن صالح قال : كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات الله عليه : إنّ أبي ناصب خبيث الرأي، ولقد لقيت منه شدّة وجهداً، فرأيك - جُعلت فداك - في الدعاء لي ، وما ترى جُعلت فداك - أفترى أن أكاشفه (3)) أم أداريه ؟ فكتب : قد فهمت كتابك وما ذكرت من أمر أبيك، ولست أدع الدعاء

ص: 20


1- في أمالي الطوسي : «في غرف في محلّ الشرف».
2- في أمالي الطوسي : «ولم يخرق لمملوكه» .
3- كاشفه بالعداوة : جاهره وبادره بها .

لك إن شاء الله، والمداراة خير لك من المكاشفة، ، ومع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتقين، ثبّتک الله على ولاية من توليت، نحن وأنتم في وديعة الله الذي لا تضيع ودائعه».

قال بكر : فعطف الله بقلب أبيه [عليه] ، حتى صار لا يخالفه في شيء .

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 20)

(3650) 11 -(1) حدّثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات قال : حدّثنا عبید الله بن جعفر بن محمد بن أعين قال: حدّثنا مسعر بن يحيى النهدي قال: حدّثنا شريك بن عبد الله القاضي قال : حدّثنا أبو إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان».

(أمالى المفيد : المجلس 28 ، الحديث 1)

ابو جعفر الطوسی ، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 18 )

(3651) 12 - (2)أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن محمّد قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثني الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله زكريا بن محمّد المؤمن، عن سعيد بن يسار قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حضر شاباً عند وفاته، فقال له : قُل : لا إله إلا الله . قال : فاعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند

ص: 21


1- 11 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 78 مع تفاوت في اللفظ
2- 12 - ورواه الصدوق في الفقيه : 1 : 350/78 مع مغايرة في بعض العبارات غير مغيّرة للمعنى .

رأسه : هل لهذا أم؟

قالت نعم أنا أمّه.

قال : أساخطة أنت عليه ؟

قالت :نعم ما كلّمته منذ ست حجج .

قال لها : ارضي عنه

قالت : رضي الله عنه يا رسول الله برضاك عنه

فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قال : لا إله إلا الله . فقالها .

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما ترى ؟ قال : أرى رجلاً أسود الوجه (1) ، قبيح المنظر ، وسخ الثياب ، منتن الريح، قد

وليني الساعة، وأخذ بكظمي (2)

فقال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قل : «يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير واعف عنّى الكثير، إنك أنت الغفور الرحيم .»

فقالها الشاب، فقال له النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : انظر ما ذا ترى ؟

قال : أرى رجلاً أبيض اللون، حسن الوجه طيب الريح، حسن الثياب، قد وليني، وأرى الأسود قد تولّى عني (3)

فقال له : أعد . فأعاد .

فقال له : ما ترى؟

قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني. ثم طفا(4) على تلك الحال».

(أمالی المفيد : المجلس 34 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 4)

ص: 22


1- كلمة «الوجه» غير موجودة في أمالي الطوسي
2- الكظم - محرّكة وكقُفل - الحلق و مخرج النفس .
3- في أمالي الطوسي : «قد ولى عني».
4- طفا : مات .

(3652)13- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق قال (علیه السلام) «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا بره ودعوته عليه إذا عقه » الحديث .

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 81)

سيأتي تمامه مسنداً في الباب العاشر.

(3653) 14- قال : (1)حدّثنا أبو منصور السكّري قال : حدّثنا جدّي علي بن عمر قال : حدّثنا عيسى بن سليمان الورّاق قال : حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا مسلم بن سعيد ، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عبّاس

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : «ما ولد بار نظر في كلّ يوم إلى أبويه برحمة إلا كان له بكل نظرة حجّة مبرورة».

قالوا: يا رسول الله ، وإن نظر في كلّ يوم مئة نظرة ؟

قال: «نعم، الله أكثر وأطيب».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 65)

(3654) 15 - (2) أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي قال: حدّثنا أيوب بن نوح بن دراج قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن الحسين بن علي صلوات الله عليهم، عن علي (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم ): «النظر إلى العالم عبادة والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله عزّ وجلّ عبادة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)

ص: 23


1- 14 - وأورده الفتّال في المجلس 55 من روضة الواعظين : ص .368
2- 15 - تقدّم تخريجه في الباب الثاني من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 105 - 106 ح 6 .

(3655) 16 - أخبرنا ،جماعة عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الليث محمّد بن معاذ (1) بن سعيد الحضر مى بالجار ، قال : أخبرنا أحمد بن المنذر أبو بكر الصنعاني قال : حدّثنا عبد الوهاب بن همام ، عن أبيه همام بن نافع عن همام بن منبه :

عن حجر - يعني المدري ، عن أبي ذر :

عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث )قال: «النظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 22)

تقدّم تمامه في الباب الثاني من أبواب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (2).

ص: 24


1- في نسخة والبحار: «محمد بن محمد بن معاذ ».
2- تقدّم في ج 4 ص 287 - 288 ح 3 .

باب 2 -صلة الرحم وإعانتهم والإحسان إليهم ، والمنع من قطع صلة الأرحام

(3656) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أبوطالب عبدالله بن الصلت القمّي قال: حدّثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( في حديث) قال: «ذكر علي (علیه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة فيها ثلاثة أحرف : صِل مَن قَطَعَك ، وقُل الحَقَّ ولو على نفسك ، وأحسن إلى مَن أساء إليك».

(أمالی الصدوق : المجلس 17، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب ما يتعلّق برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (2) .

(3657) 2 - حدّثنا علي بن أحمد الله قال : حدّثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني:

عن علي بن محمد بن علي بن موسى (علیهما السلام) (في حديث )قال: «قال موسى (علیه السلام) :إلهي ، فما جزاء من وصل رحمه ؟

قال: یا ،موسى أَنْسَاً له ،أجله، وأهون عليه سكرات الموت، ويناديه خزنة ، الجنة : هلم إلينا فادخُل من أي أبوابها شئت » الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (3)

ص: 25


1- 1 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 156 .
2- تقدّم في ج 2 ص 213 - 215 ح 1 .
3- تقدّم في ج 2 ص 83 84- ح 5 .

(3658)3 - وبإسناده عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)( في حديث) قال: يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك».

(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3659) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل ) قال : «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مئة شهيد، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة، ويُمحى عنه أربعون ألف سيئة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكأنّما عبد الله مئة سنة صابراً محتسباً».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي الله من كتاب النواهي.

(3660) 5 - حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثني جعفر بن عبد الله الناونجي (1) ، عن عبد الجبار بن محمّد، عن داوود الشعيري، عن الربيع صاحب المنصور :

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) (في حديث طويل) أنه قال للمنصور : «لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النّار، فإنّ النمّام شاهدُ زُور، وشريك إيليس في الإغراء بين الناس، وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ »(2)، ونحن لك أنصار وأعوان، ولملكك دعائم و أركان ما أمرت بالعُرف ،والاحسان وأمضيت في الرعيّة أحكام القرآن

ص: 26


1- في نسخة : «النماونجي».
2- سورة الحجرات : 6:49 .

وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان، وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمّن ظلمك ، فإنّ المكافى ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك، ويخفّف عنك الحساب يوم حشرك ».الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس (89، الحديث 10)

تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام الصادق من كتاب الإمامة (1)

(3661) 6 -(2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين : خطوة يسدّ بها [ مؤمن ] (3) صفاً في سبيل الله ، وخطوة يخطوها [مؤمن ] إلى ذي رحم قاطع يصلها». الحديث .

(أمالی) المفيد : المجلس 1 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة.

(3662) 7 - (4)وبالسند المتقدم عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب،

ص: 27


1- تقدّم في ج 5 ص 347 - 349 ح 1 .
2- 6 - ورواه الصدوق في الخصال : ص 50 باب الاثنين ح 60 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين زين العابدين (علیه السلام) يقول ... وذكر الحديث .
3- ما بين المعقوفين موجود في بعض النسخ ، وكذا المورد الثاني .
4- 7- تقدّم تخريجه في كتاب الإيمان والكفر : باب علل المصائب والأمراض والذنوب التي توجب غضب الله وسرعة العقوبة (28) من أبواب مساوئ الأخلاق : ج 1 ص 677 ح 7 .

عن مالك بن عطيّة ، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي (علیهما السلام) قال :

في كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) : ثلاث خصال لايموت صاحبهن حتى يرى وبالهن : البغي، وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، وإن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، إنّ القوم ليكونون فجاراً فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون، وإنّ اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تدع الديار بلاقع (1) من أهلها».

(أمالی المفيد : المجلس 11 ، الحديث 8)

(3663) 8 - (2)أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مروان، عن أبيه قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي قال : حدّثنا عبد المؤمن، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أسرع الأشياء عقوبة رجل تحسن إليه ويكافيك على إحسانك بإساءة، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له ومن شأنه أن يكذبك ، ورجل لا تبغي عليه وهو دائماً يبغي عليك ، ورجل تصل قرابته فيقطعك».

(أمالی المفيد : المجلس 20، الحديث 5)

(3664) 9 - وبإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما

ص: 28


1- في الكافي والخصال: «لتذران الديار بلاقع ...» . بلاقع : جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا التي لا شيء بها
2- 8-وقريباً منه أورده أبو محمد القمي في كتاب الغايات - المطبوع مع جامع الأحاديث -: ص 210 عن أبي عبد الله (علیه السلام)عن آبائه (علیهم السلام). وانظر سائر تخريجاته في باب علل المصائب والأمراض ، والذنوب التي توجب غضب الله (28) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 678 ح 8.

قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته : «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة: العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك » الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 2)

سيأتي تمامه مسنداً في باب فضل الإحسان والفضل والمعروف ومن هو أهله (12) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .

(3665) 10 - (1)أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن حماد قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا يونس بن بكير قال : أخبرنا يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي، عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة يقول :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتى تدخله الجنّة، تقول: أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا: الصلاة والزكاة، و الحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 11)

(3666) 11 - أبو جعفر الطوسي، عن محمد بن محمد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد ، عن أبي علي محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمّ أبيه الحسين بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن الحسين :

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث )قال: «صلوا أرحامكم وإن قطعوكم».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)

تقدّم تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإسلام والإيمان من

ص: 29


1- 10 - ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 8: 255 ح7993 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عبيد بن يعيش ، بتفاوت . ورواه عنه المتقي في كنز العمال : 15: 894 - 895 ح 43537 .

كتاب الإيمان والكفر(1).

(3667) 12 - أخبرنا محمد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام):« أفضل ما توسل به المتوسّلون الإيمان بالله ورسوله (إلى أن قال :) وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال ومنسأة للأجل (إلى أن قال :) وصلوا من قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم».

(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 31)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

(3668) 13 - (3)أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا أحمد بن القاسم الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري قال : حدّثنا محمّد بن خالد البرقي قال : حدّثنا سعيد بن مسلم :

عن داوود بن كثير الرقي قال : كنت جالساً عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ قال مبتدئاً من قبل نفسه: «يا داوود ، لقد عُرِضت عَلَيّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عُرِض عَلَيّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان ، فسرني ذلك ، إنّي علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله».

قال داوود وكان لي ابن عم معانداً ناصباً خبيثاً، بلغني عنه وعن عياله سوء

ص: 30


1- تقدّم في ج 6 ص 215 ح 23 .
2- تقدّم في ج 1 ص 345 - 346 - 36 .
3- 13 - تقدّم تخريجه في الباب 3 من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة : 5 : 346 / 4.

حال ، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة ، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله (علیه السلام) بذلك .

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 80)

(3669) 14 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي بسر من رأى قال : حدّثني أبي عبد الصمد بن موسى حدّثني قال : عمّي عبد الوهاب بن محمّد بن إبراهيم :

عن أبيه محمّد بن إبراهيم قال : بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام) وأمر بفرش فطرحت إلى جانبه فأجلسه عليها ، ثمّ قال : عَلَيّ بمحمّد، عَلَيّ بالمهدي . - يقول ذلك مراراً. فقيل له : الساعة يأتي يا أمير المؤمنين، ما يحبسه إلا أنه يتبخّر (1).

فما لبث أن وافى وقد سبقته رائحته فأقبل المنصور على جعفر(علیه السلام) فقال : يا أبا عبد الله، حديث حدّثني ، في صلة الرحم أذكره يسمعه المهدي.

قال : نعم : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي(علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها الله عزّ وجلّ ثلاثين سنة، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيصيّرها ثلاث سنين». ثم تلا (علیه السلام) : «يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ » الآية (2). (3)

ص: 31


1- تَبَخَّرَ: تطيب.
2- سورة الرعد : 13 : 39 .
3- وقريباً من هذه الفقرة رواه العياشي في تفسير الآية الكريمة في تفسيره : 2 : 220 من طريق الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن المرء ليصل رحمه وما بقى من عمره إلا ثلاث سنين ...». وروى الكليني في الكافي : 2 : 152 - 153 كتاب الإيمان والكفر باب صلة الرحم ح 17 عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام) :ما نعلم شيئاً يزيد في العمر إلا صلة الرحم، حتى أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولاً للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة فيجعلها ثلاثاً وثلاثين ، ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة فيكون قاطعاً للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين». وعن الحسين بن محمد ، ، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن على الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام) مثله .

:قال : هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس إيّاه أردت.

قال أبو عبد الله : نعم ، حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جده ، عن عليّ صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : ( صلة الرحم تعمر الديار، وتزيد في الأعمار، وإن كان أهلها غير أخیار» (1).

قال : هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس هذا أردت.

فقال أبو عبد الله (علیه السلام): نعم ، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « صلة الرحم تهوّن الحساب، وتقي ميتة السوء ».

قال المنصور: نعم، إيّاه أردت».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 19)

(3670) 15 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : «قيل : يانبي الله ، أ في المال حق سوى الزكاة ؟

قال: نعم، برّ الرحم إذا أدبرت » الحديث

( أمالي الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 53)

سيأتي تمامه مسنداً في باب حق الجار (5).

ص: 32


1- وروی نحوه الكليني في الكافي : 2 : 152 باب صلة الرحم ح 14 بإسناده عن الحكم الحنّاط ، عن أبي أبي عبد الله (علیه السلام) قال : صلة الرحم وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار».

(3671) 16 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثني حمدان بن المعافى، عن حمويه بن أحمد قال :

حدّثني أحمد بن عيسى العلوي قال : قال لي جعفر بن محمد (علیهما السلام): «إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وإنّ مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (1) ، وتفسيره : أن تصل من قطعك (2)، وتعفو عمن ظلمك ، وتعطي من حرمك».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 23)

ص: 33


1- سورة الأعراف: 7: 199 .
2- قال العلّامة المجلسي الله في البحار : 108:74 : اعلم أنّ العلماء اختلفوا في الرحم التي يلزم صلتها ، فقيل : الرحم والقرابة نسبة واتصال بين المنتسبين يجمعها رحم واحدة . وقيل : الرحم عبارة عن قرابة الرجل من جهة طرفيه آبائه وإن علوا وأولاده وإن سفلوا وما يتصل بالطرفين من الإخوان والأخوات وأولادهم والأعمام والعمات . وقيل : الرحم الّتي تجب صلتها كل رحم بين اثنين لو كان ذكراً لم يتناكحا فلا يدخل فيهم أولاد الأعمام والأخوال . وقيل : هي عام في كلّ ذوي الأرحام المعروفين بالنسب محرّمات أو غير محرّمات وإن بعدوا ، وهذا أقرب إلى الصواب بشرط أن يكونوا في العرف من الأقارب وإلا فجمع الناس يجمعهم آدم وحواء . وأما القبائل العظيمة كبني هاشم في هذا الزمان هل يعدّون أرحاماً ؟ فيه إشكال ويدلّ على دخولهم فيها ما رواه علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : «فَهَلْ عَسَيتُم إِن تَوَلَّيْتُم أَن تُفْسِدُوا فِی الأَرضِ وَتَقَطَّعُوا أَرحَامَكُم » أنها نزلت في بني أمية وما صدر منهم بالنسبة إلى أهل البيت (علیهم السلام) . (إلى أن قال :) وقال الشهيد الثاني (رحمه الله ) : اختلف الأصحاب في أنّ القرابة من هم ؟ لعدم النص الوارد في تحقيقه، فالأكثر أحالوه على العرف وهم المعروفون بنسبه عادة سواء في ذلك الوارث وغيره وللشيخ قول بانصرافه إلى من يتقرب إليه إلى آخر أب أو أم في الإسلام، ولا يرتقي إلى آباء الشرك وإن عرفوا بقرابته عرفاً لقوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «قطع الإسلام أرحام الجاهلية»، وقوله تعالى لنوح عن ابنه : «إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ». وقال ابن الجنيد : من جعل وصيّته لقرابته وذوي رحمه غير مسمّين كانت لمن تقرب إليه من جهة ولد أو والديه ولا أختار أن يتجاوز بالتفرقة ولد الأب الرابع لأنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لم يتجاوز ذلك في تفرقة سهم ذوي القربى من الخمس، ثمّ على أيّ معنى حمل يدخل فيه الذكر والأنثى والقريب والبعيد والوارث وغيره، ولا فرق بين ذوي القرابة وذوي الرحم، انتهى فإذا عرفت هذا فاعلم أنّه لا ريب في حسن صلة الأرحام لزومها في الجملة ولها درجات متفاوتة بعضها فوق بعض وأدناها الكلام والسلام وترك المهاجرة ، ويختلف ذلك أيضاً باختلاف القدرة عليها و الحاجة إليها، فمن الصلة ما يجب ومنها ما يستحبّ ، والفرق بينها مشكل والاحتياط ظاهر ، ومن وصل بعض الصلة ولم يبلغ أقصاها ومن قصر عن بعض ما ينبغي أو عمّا يقدر عليه ، هل هو واصل أو قاطع ؟ فيه نظر ، وبالجملة التمييز بين المراتب الواجبة والمستحبة في غاية الإشكال والله أعلم بحقيقة الحال ، والاحتياط طريق النجاة. وقال الشيخ الشهيد (رحمه الله ) في قواعده : كلّ رحم يوصل للكتاب والسنة والإجماع على الترغيب في صلة الأرحام ، والكلام فيها في مواضع الأوّل ما الرحم؟ الظاهر أنه المعروف بنسبه وإن بعد ، وإن كان بعضه أكد من بعض ذكراً كان أو أنثى .... الثاني : ما الصلة التي يخرج بها عن القطيعة ؟ والجواب المرجع في ذلك إلى العرف لأنه ليس له حقيقة شرعية ولا لغويّة، وهو يختلف باختلاف العادات، وبعد المنازل وقربها . الثالث : بما الصلة ؟ والجواب قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «بلّوا أرحامكم ولو بالسلام»، وفيه تنبيه على أنّ السلام صلة ، ولا ريب أنّ مع فقر بعض الأرحام وهم العمودان تجب الصلة بالمال، ويستحبّ لباقي الأقارب وتتأكد في الوارث ، وهو قدر النفقة ومع الغناء فبالهدية في الأحيان بنفسه ، وأعظم الصلة ما كان بالنفس وفيه أخبار كثيرة ، ثم بدفع الضر عنها ، ثمّ بجلب النفع إليها ، ثم بصلة من تجب نفقته وإن لم يكن رحماً للواصل كزوجة الأب والأخ ومولاه، وأدناها السلام بنفسه ثمّ برسوله والدعاء بظهر الغيب والثناء في المحضر . الرابع : هل الصلة واجبة أو مستحبة ؟ والجواب أنها تنقسم إلى الواجب وهو ما يخرج به عن القطيعة فإنّ قطيعة الرحم معصية ، بل هي من الكبائر ، والمستحبّ ما زاد على ذلك . .

ص: 34

باب 3 -العشرة مع المماليك ووجوب طاعة المملوك للمولى و عقاب عصيانه

تقدّم في الباب الأول ما يرتبط بهذا الباب(1).

(3672) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال : «ما زال جبرئيل يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنّه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

(3673) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني سنة اثنتين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال : حدّثنا علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (علیهم السلام):

عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال: «أوّل من يدخل الجنّة عبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيّده ، ورجل عفيف متعفّف ذو عبادة».

(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 1)

تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2)

(3674) 3 - (3) حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن غالب قال : حدّثنا الحسين بن علي بن

ص: 35


1- لاحظ الحديث 9 من الباب المذكور.
2- تقدّم في ج 6 ص 340 ح 28 .
3- 3-ورواه الكليني في الكافي : 507:5 كتاب النكاح : باب حق الزوج على المرأة ح 5 عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن الحسن بن منذر ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، مع تقديم الفقرة الثالثة على الثانية . ورواه جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي في كتابه : ص 76 ، عن عبد الله بن طلحة ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . ورواه عنه العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 84: 319/9، والحرّ العاملي في المستدرك : 14 : 238 كتاب النكاح : أبواب مقدّمات النكاح : باب 61 ح 1 .

رباح (1) ، عن سيف بن عميرة قال : حدّثنا محمّد بن مروان قال : حدّثنا عبد الله بن أبي يعفور :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة : عبد أبق من مواليه حتى يرجع إليهم فيضع يده في أيديهم، ورجل أمّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة تبيت وزوجها عليها ساخط».

(أمالی المفيد: المجلس 22 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «وامرأة باتت ...» .

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 29 )

(3675) 4 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبدالله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا مسلم بن إبراهيم أبو عمرو، عن قرّة قال :

حدّثنا عون بن عبدالله بن عتبة قال : كسي أبوذرٌ بُردين، فاتّزر بأحدهما وارتدى بشملة وكسا غلامه أحدهما ، ثم خرج إلى القوم فقالوا له : يا أباذرّ لو لبستهما جميعاً كان أجمل !

قال : أجل ، ولكني سمعت النبي له يقول: «أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون ».

(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 50)

ص: 36


1- كذا في النسخ ، ولم أجد له ترجمة بهذا العنوان، ولعلّ الصحيح : «الحسن بن علي بن بقاح» فإنّه يروي عن سيف بن عميرة، لاحظ معجم رجال الحديث : 5 : 63/3001
2- 4 - وأخرجه ابن سعد في آخر ترجمة أبي ذرّ من الطبقات الكبرى : 4 : 236 - 237 وله شاهد من حديث أبي اليسر ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : 19 : 169 ح 379 .

باب 4 -حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم

(3676) 1 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن محمّد بن همام، عن عبد الله بن العلاء عن محمد بن الحسن بن شمون (2)، عن حماد بن عيسى ، عن إسماعيل بن [أبي ] خالد قال :

سمع أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : جمعنا أبو جعفر(علیه السلام) فقال: «يا بنيَّ، إياكم والتعرّض للحقوق واصبروا على النوائب (3) ، وإن دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوه».

(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 16)

(3677) 2 - ،(4) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن عباد بن أحمد العرزمي قال : حدّثني عمّي

ص: 37


1- 1- تقدّم تخريجه في ج 6 ص 463 في باب الصبر (21) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ح 7 .
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في كتب الرجال ، وفي أمالي الطوسي : «الحسن بن محمد بن شمون».
3- النوائب جمع النائبة بمعنى المصيبة ،والنازلة، وما يؤخذ عليهم من الحوائج كإصلاح الطريق وإعطاء الغرامة والدية .
4- 2 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 652 في باب العصبية والفخر (23) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ح 2 .

عن أبيه ، عن مطرف، عن الشعبي :

عن صعصعة بن صو حان قال : عادني عليّ أمير المؤمنين (علیه السلام)في مرض ثم قال : «انظر فلا تجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك ، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً كثيرة، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه ، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنّهم، وليكن تعاونكم على طاعة الله، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى وتناهيتم عن معاصيه ».

(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 57 )

ص: 38

باب 5 -حق الجار

(3678) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن على ماجيلويه (رحمه الله ) ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ) قال : «عليكم بحسن الجوار فإنّ الله أمر بذلك».

(أمالی الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(3679)2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «من خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تُخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوّقاً إلا أن يتوب ويرجع».

وفيه: «ونهى أن يطّلع الرجل في بيت جاره».

وفيه : وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنّة ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيّع حق جاره فليس منا، وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

(3680)3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن عبد الخالق وأبي الصبّاح الكناني جميعاً، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول : من كفّ أذاه عن جاره أقاله الله عزّ

ص: 39


1- تقدم في ج 6 ص 332 ح 16

وجلّ عثرته يوم القيامة» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه في باب العفاف (31) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(3681)4 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي (3) قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه :

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : قيل : يا نبي الله ، أفي المال حق سوى الزكاة ؟

ص: 40


1- تقدّم في ج 6 ص 513 ح 2 .
2- 4 - قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : مازال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه ظننت أنّه سيورثه»، ورد أيضاً من طريق أنس : مسند البزار : (1899) ، الكامل لابن عدي : 4 : 101 . ومن طريق جابر: مسند البزار (1897) ومن طريق زيد بن ثابت مكارم الأخلاق للخرائطي : ص 37، المعجم الكبير للطبراني: .(4914) ومن طريق عبد الله بن عمر : مسند أحمد : 9: 410 / 5577 ط مؤسسة الرسالة ببيروت، صحيح البخاري : (6015) ، الأدب المفرد : (104) ، شرح السنة للبغوي : (3487) ، صحيح مسلم : (2625) ، المعجم الكبير للطبراني : (13340 و 13343 و 13531)، مكارم الأخلاق للخرائطي : ص ،37 ، السنن الكبرى للبيهقي : 7 : 27 - 28 ومن طريق عبد الله بن عمرو بن العاص : مسند أحمد : 2 : 160 ، المصنّف لابن أبي شيبة : 8 : 545- 546 ، مسند الحميدي : (593) ، الأدب المفرد للبخاري (105) ، سنن أبي داوود (5152) ، سنن الترمذي : (1943) ، مكارم الأخلاق للخرائطي : ص 36 - 37 ، حلية الأولياء : 306:3 ومن طريق عائشة : مسند أحمد : 6: 52 ، الأدب المفرد : (101 و 106) ، الكامل لابن عدي : 3: 82، حلية الأولياء : 3 : 307 ومن طريق أبي أمامة : مسند أحمد : 5 : 267 . ومن طريق أبي هريرة : مسند أحمد 2: 259، مسند ابن راهويه : (141) ، الجعديات لأبي القاسم البغوي (1464) ، صحیح ابن حبّان : (512) ، مكارم الأخلاق للخرائطي : ص 37 ، الكامل لابن عدي : 5: 293 و 6 : 137 و 237 ، شرح السنّة لأبي محمّد البغوي : (3488) ، حلية الأولياء : 3: 306 .
3- كذا في الأمالي في موارد عديدة ، وفي رجال النجاشي : هارون بن عمر المجاشعي.

قال: «نعم، برّ الرحم إذا أدبرت وصلة الجار المسلم، فما أقرّ بي من بات شبعان وجاره المسلم جائع».

ثم قال : «ما زال جبرئيل لا يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 53)

(3682) 5 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدّثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري، عن حماد بن عيسى :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث يذكر فيه وصايا لقمان إلى ابنه )

قال: «يا بُنيّ، حملت الجندل (2) والحديد وكلّ حمل ثقيل، لم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء الحديث».

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 5)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (3).

ص: 41


1- 5 - هذه الفقرة أوردها ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 250 .
2- الجندَل : الصخر العظيم.
3- تقدّم في ج 2 ص 106 - 107 ح 1 .

أبواب آداب العشرة مع النّاس والأصدقاء وفضلهم وأنواعهم

باب 1 -حسن المعاشرة ، وحسن الصحبة ، وحسن الجوار وطلاقة الوجه ، وحسن اللقاء

(3683) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن الحسن (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار قال : حدّثنا العبّاس بن معروف عن محمد بن سنان عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 3، الحديث 9 )

(3684) 2 - (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال :

«إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : إنكم لن تسعوا النّاس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم». الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة

ص: 42


1- 1 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 548 باب حسن الخلق وحسن البشر (42) من أبواب مكارم الأخلاق : ح .1 :
2- 2 - وأورد أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء في الموشّى : ص 39 عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إنكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه والخلق الحسن، ومثله في تنبيه الخواطر - لورّام بن أبي فراس - : 1: 90 إلّا أنّ فيه : «ببسط الوجوه وحسن الخلق».

(3685)3 - وبإسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) (في حديث) قال : «ذكر علي (علیه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوفه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صِل مَن قَطَعَك ، وقُل الحق ولو على نفسك ، وأحسن إلى مَن أساء إليك».

(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 2)

تقدّم إسناده في باب صلة الرحم من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار، وتمامه في باب ما يتعلّق برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (1).

(3686) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «أحسن مُجاورة من جاورك تكن مؤمناً ، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً».

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مثله .

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3687) 5 - حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور(رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال عيسى بن مريم (علیه السلام) لبعض أصحابه : «ما لا تُحبّ أن يُفعل بك فلا تفعله بأحد، وإن لَطَم أحد خدك الأيمن فأعط الأيسر».

(أمالی الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 13)

ص: 43


1- تقدّم إسناده في ص 25 ح 1 ، وتمامه في ج 2 ص 213 - 215 ح 1 .

(3689-3688) 6-(1)7- (2): حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير :

عن إسحاق بن عمار قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «يا إسحاق، صانع المنافق بلسانك، وأخلص وُدَّك للمؤمن، وإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته».

(أمالی الصدوق : المجلس 91 ، الحديث 8)

أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مصعب عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر محمّد بن علي صلوات الله عليهما أنه قال

«صانع المنافق بلسانك ...» إلى آخر الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 10)

(3690) 8 - (3) أبو عبد الله المفيد بالإسناد المتقدم عن علي بن مهزيار، عن فضالة،

ص: 44


1- 6 - ورواه أيضاً الصدوق في الفقيه : 4: 289 / 868 باب النوادر ح 48 . ورواه المفيد في الاختصاص : ص 230 عن الصادق (علیه السلام) أنه قال لإسحاق بن عمار .
2- 7- ورواه الحسين بن سعيد في كتاب الزهد : ص 22 ، ح 49 عن محمد بن سنان ، عن كليب الأسدي ، عن الحسين بن مصعب . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 292 إلّا أنّ فيه : «وأخلص مودّتك للمؤمن».
3- 8 - وأورد قريباً منه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 93 عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بلفظ : «من : من يتفقد يفقد ومن قرّض الناس قرضوه ومن تركهم لم يتركوه» . قيل : فأصنع ما ذا يا رسول الله ؟ قال : «أقرضهم من عرضك ليوم فقرك ». وروى قريباً منه في ص 270 عن أبي الدرداء ، ثم قال : قوله : «من تفقد الناس يفقد» ، يقول : من يتأمّل أحوال النّاس وأخلاقهم ويتعرّفها يفقد أي يعدم أن يجد فيهم أحداً يرتضيه . وقوله : إن قارضت الناس قارضوك يريد : إن طعنت عليهم ونلت منهم بلسانك ؛ فعلوا مثل ذلك بك ، وإن تركتهم لم يتركوك . وقوله : «اقرض النّاس من عرضك ليوم فقرك»، فإنّه أراد من شتمك منهم فلا تشتمه ، ومن أراد ذكر عرضك فلا تذكر عرضه ودع ذلك قرضاً لك عليه ليوم الجزاء. وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 44 بلفظ : «من تنفعه ينفعك ، ومن لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز ، ومن قرّض الناس قرّضوه، ومن تركهم لم يتركوه» . قيل : فأصنع ما ذا يا رسول الله ؟ قال : «أقرضهم من عرضك ليوم فقرك».

عن أبان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن النعمان :

عن أبي جعفر صلوات الله عليه أنه قال: «من تَفَقَّدَ تُفُقِّدَ ، ومن لا يعدّ الصبر لفواجع الدهر يعجز ، وإن قرَّضتَ النّاس قرّضوك (1)، وإن تركتهم لم يتركوك».

قال : فكيف أصنع ؟

قال: «أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 11)

(3691) 9 - (2) وعن علي بن مهزیار عن علي بن حديد عن مرازم قال قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «عليكم بالصلاة في المساجد، و حسن الجوار للناس، وإقامة الشهادة، وحضور الجنائز، إنّه لابد لكم من النّاس، إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته (3) ، فأما نحن نأتي ،جنائزهم، وإنما ينبغي لكم أن

ص: 45


1- قرض الشيء : قطعه بالمقراض. و قارض قراضاً ومقارضة : جازاه وقابل عمله السيئ بمثله . وتقارض الرجلان : أقرض كلّ واحد منهما صاحبه خيراً أو شرّاً .
2- 9 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 635 كتاب العشرة باب 1 ح 1 عن عدة من الأصحاب، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، إلى قوله : « والناس لابد لبعضهم من بعض».
3- هذا هو الظاهر الموافق للكافي ، وفي النسخ: (بجنازته».

تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به، والنّاس لابد لبعضهم من بعض ما داموا على هذه الحال حتى يكون ذلك ، ثم ينقطع كلّ قوم إلى أهل أهوائهم » الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 12)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3692) 10 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين ( في وصيته (علیه السلام) ) قال: «يا بُنيّ، عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فقدتم بكوا عليكم ».الحديث

(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 6)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3693) 11 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الموصلي الدقاق بالموصل، قال حدّثنا علي بن الحسن العبدي قال: حدّثنا الحسن بن بشر قال حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن شقيق عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

قال رسول الله : أجيبوا الداعي، وعودوا المريض، واقبلوا الهدية، ولا تظلموا المسلمين».

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 3)

(3694) 12 - (2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا أبي، قال: حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن

ص: 46


1- 11 - وروى نحوه الهندي في كنز العمال: 9: 103 / 25187 نقلاً عن الديلمي في الفردوس من طريق أنس بن مالك .
2- 12 - و ورد بعض فقراته عن الإمام الحسن العسكري (علیخ السلام) ، أورده الحرّاني في تحف العقول: ص 487.

عيسى بن يقطين، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي بصير قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «اتقوا الله وعليكم بالطاعة لأئمّتكم، قولوا ما يقولون، واصمتوا عمّا صمتوا، فإنّكم في سلطان من قال الله تعالى : «وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ » (1) . - يعني بذلك وُلد العباس - فاتقوا الله فإنكم في هدنة ، صَلّوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم (2) ، وأدوا الأمانة إليهم، وعليكم بحج هذا البيت فأدمنوه، فإنّ في إدمانكم الحج دفع مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة».

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 5)

(3695)13- أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان : عن جعفر بن محمد قال : «إنّ لأهل الجنّة [ أربع علامات وجه منبسط ،

ولسان لطيف، وقلب رحيم ، ويد معطية ] »(3).

(أمالی الطوسي : المجلس 38، الحديث 7)

ص: 47


1- سورة إبراهيم : 46:14 .
2- لاحظ الكافى : 2 : 174 / 1 ، والاعتقادات للصدوق : ص 109 ، وفضائل الشيعة : 102 / 39 .
3- ما بين المعقوفين من تنبيه الخواطر لورّام بن أبي فراس : ج 2 ص 91، وإنما ذكرته منه ؛ لأنّ ديدنه ذكر روايات عديدة من كتاب واحد ، وقد ذكر هذه الرواية في ضمن روايات عديدة كلّها موجودة في أمالي الطوسي، وذكر في سندها عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام)

باب 2- فضل الصدیق و حدّ الصداقة و آدابها و حقوقها و أنواع الصداقة

(3969)1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي (2) الحسين بن موسى، عن محمّد بن الحسن الصفار - ولم يحفظ الحسين الإسناد - قال :

قال لقمان لابنه : «يا بُنيّ ، اتخذ ألف صديق وألف قليل، ولا تتخذ عدوّاً واحداً والواحد كثير».

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام) .

تَکَثَّر من الإخوان ما اسْطَعْتَ إنهم عماد إذا ما اسْتُنْجِدوا(3) وظهور وليس كثيراً ألف خِلٍّ وصاحب وإنَّ عدواً واحداً لكثير

(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 6 )

(3697)2- (4) حدّثنا أبي (رضی الله عنه)، عن سعد بن عبدالله قال: حدّثنا الهيثم بن

ص: 48


1- 1 - وأورده أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء في الموشّى : ص 27 - 28 باب الأمر باختيار الإخوان. وأورد الديلمي في أعلام الدين : ص 183 البيت الأخير منها . وفى هامش البحار: 13 : 414 : وقال المصنف في الهامش: في الديوان المنسوب إليه (علیه السلام)هكذا : عليك بإخوان الصفا فإنّهم *** عماد إذا استنجدتهم وما بكثير ألف خل وصاحب *** وظهور وان عدوّاً واحداً لكثير
2- كلمة «أبي» موجودة في بعض النسخ .
3- في الموشّى : «إذا استنجدتهم».
4- 2- ورواه أيضاً الصدوق في الخصال : ص 277 باب الخمسة : ح 19 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن عبد العزيز بن عمر الواسطي، عن أبي خالد السجستاني ، عن يزيد بن خالد النيسابوري ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ورواه أيضاً في مصادقة الإخوان : باب 2 ح 1 . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 639 كتاب العشرة باب من يجب مصادقته ومصاحبته : ح 6 عن عدة من الأصحاب، عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن الحسن ، عن عبيد الله الدهقان ، عن أحمد بن عائذ ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 366 ، والفتّال في المجلس 61 من روضة الواعظين : ص 387

أبي مسروق النهدي ، عن أبيه قال: حدّثني يزيد بن مخلد النيسابوري (1) قال :

حدّثني من سمع الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «الصداقة محدودة، فمن لم تكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء من تلك الحدود فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة :

أوّلها : أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.

والثانية : أن يرى زَينَك زَينَه وشَيْنَك شَيْئَه .

والثالثة : لا يغيّره عنك مال ولا ولاية .

والرابعة : أن لا يمنعك شيئاً مما تصل إليه مقدرته .

والخامسة : لا يُسلمك عند النكبات».

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 7)

(3698) 3 - (2) وقال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه: «من غضب عليك من إخوانك

ص: 49


1- في الخصال : يزيد بن خالد النيسابوري وفي هامشه في النسخ المخطوطة منه : «زيد بن مجالد». وفي رجال البرقي يزيد بن خالد من أصحاب الصادق (علیه السلام) . (معجم رجال الحديث : 20 : 111 رقم 13652 ).
2- 3 - وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 388 مجلس 61 ، وابن شعبة الحراني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 368 وفيه: «... فلم يقل فيك مكروهاً فأعدّه لنفسك .

ثلاث مرّات فلم يقل فيك شراً فاتخذه لنفسك صديقاً».

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 8)

(3699) 4 - (1) وقال الصادق (علیه السلام): «لا تثِقَنّ بأخيك كلّ الثقة، فإنّ صرعة (2) لن تُستقال».

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 9)

ص: 50


1- ورواه أيضاً الصدوق في مصادقة الإخوان : ص 82 ح 6 من الباب الأخير منه عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ورواه الكليني في الكافي : 2 : 672 كتاب العشرة باب النوادر : ح 6 عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن إسماعيل، عن عبد الله بن واصل، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وأورده ابن شعبة الحراني في تحف العقول: ص 357 ح 6 من قصار مواعظ الصادق (علیه السلام) ، و الفتّال في المجلس 61 من روضة الواعظين : ص 388 وفي نثر الدرّ للأبي : 354:1 ونزهة الناظر للحلواني : 113 / 46: «إيّاك وسقطة الاسترسال فإنّها لا تستقال ». وفي التذكرة الحمدونية : 4: 363 / 925: «من لم يُقدِّم الامتحان قبل الثقة، والثقة قبل الأنس اثمرت مودّته ندما». وأورد محققه فى الهامش عن الصداقة والصديق : 345 وزهر الآداب : 835 - لابن المعتز - والتمثيل والمحاضرة : 464 . وأورده الكراجكي في كنز الفوائد عن علي (علیه السلام) .
2- في نسخة : «سرعة الاسترسال». الاسترسال الصرعة - بالكسر : الطرح على الأرض والاسترسال الاستيناس والطمأنينة إلى : الإنسان والثقة به فيما يحدثه ، وأصله السكون والثبات والاستقالة : طلب الإقالة أي الفسخ في البيع ، أراد أنّ ما يترتب على زيادة الانبساط من الخلل والشر لا دواء له ، وفي الكلام استعارة. ».

(3700) 5 - (1) وقال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه : «لا تطلع صديقك من سرّك إلا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّاً يوماً ما».

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 10)

(3701)6 - (2) وقال الصادق : حدّثني أبي، عن جدي (علیهما السلام): أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال :

من لك يوماً بأخيك كلّه ***وأي الرجال المهذب

(أمالی الصدوق : المجلس 95، الحديث 11)

ص: 51


1- 5- وأورده الفتّال فى روضة الواعظين : ص 388 مجلس 61
2- 6 - وأورده الفتّال في المجلس 61 من روضة الواعظين : ص 388 وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 651 كتاب العشرة باب الاغضاء : ح 1 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبد الله بن محمّد الحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : كان عنده قوم يحدثهم إذ ذكر رجل منهم رجلاً فوقع فيه وشكاه ، فقال له أبو عبد الله (علیه السلام) : وأنّى لك بأخيك كلّه ***وأي الرجال المهذب وروى الصدوق في باب من يجب اجتناب مؤاخاته (43) من مصادقة الإخوان : ح 4 عن نوادر علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحجّال ، عمّن رواه عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه ذكر عنده رجل فعیب، فقال: من لك بأخيك كلّه ***وأيّ الرجال المهذب وفي التذكرة الحمدونية : 4: 359/ 909 : ومن دواعي الود ... قول جعفر بن محمد : «داو المودّة بكثرة التعاهد فإن قدرت على أن يكون من تؤاخيه ... وإلا فاقنع بالهوينا واقبل منه عفوه واعتذر لهفوته : فلست بمستبق أخاً لا تلُمُّه ***على شَعَثِ أيّ الرجال المهذب ومن لك بأخيك كلّه» . وهذا البيت أورده أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء في كتاب الموسى : ص 32 و نسبه إلى نابغة الذبياني . قال العلامة المجلسي في مرآة العقول : 12 : 550: في مصباح اللغة : وقع فلان في فلان وقوعاً ووقيعة : سبه وثلبه . «بأخيك كلّه» : أي كلّ الأخ التام في الأخوة، أي لا يحصل مثل ذلك إلا نادراً فتوقع كتوقع أمر محال ، فارض من النّاس بالقليل، ونقل السيده (رحمه الله ) في كتاب الغرر والدرر: [2 : 17 ] عن النابغة : حلفت لم أترك لنفسي ريبة *** وليس وراء الله للمرء مذهب لئن كنت قد بلغت عني خيانة *** لمبلغك الواشي اغش واكذب فلست بمستبق أخا لا تلمه *** على شعث أي الرجال المهذب

(3702) 7- أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد أحمد بن بن عيسى بن منصور، عن الإمام علي بن محمّد، عن آبائه (علیهم السلام):

عن الصادق (علیه السلام) قال : «إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء».

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 73 )

(3703) 8 - (1) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا

ص: 52


1- 8 - ورواه محمد بن محمد بن محمّد بن الأشعث في الأشعثيّات : ص 233 ، والبخاري في الأدب المفرد : باب «أحبب حبيبك هوناً ما» ح 1321 بإسناده عن محمد بن عبيد الكندي ، عن أبيه ، عن علی (علیه السلام) ، ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 5 : 260 ح 6593 بإسناده عن أبي البختري ، عن علي (علیه السلام) ، وفي ح 6594 بإسناده عن هبيرة ، عن علي (علیه السلام) وأورده أبو الطيب محمّد بن إسحاق بن يحيى الوشّاء في الموشّى : ص 44 باب النهي عن استعمال الإفراط في حبّ الصديق، والشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 268 ، وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: ص 201 أوائل قصار حكم أمير المؤمنين (علیه السلام) والديلمي في الفردوس : 1 : 527 / 1775 ورواه الهندي في كنز العمال : 9 : 24 / 27472 نقلاً عن ابن عدي والبيهقي في شعب الإيمان و البخاري في الأدب المفرد. وفي الموشّى : ص :44 وأنشدني أحمد بن يحيى للمُقنّع الكندي : وكُن معدنا للحلم واصفح عن الأذى*** فإنّك راءٍ ما علمت وسامع وأحبب إذا أحببت حبّاً مُقارباً *** فإنك لا تدري متى أنت نازع وأبغض إذا أبغضت غير مُباعد *** فإنك لا تدري متى أنت راجع وانظر تخريج الحديث التالي .

أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا علي بن موسى، عن آبائه (علیهم السلام):

عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 18)

(3704)9- (1)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي حازم التيملي قاضي القصر، وصالح بن أحمد بن يونس الهروى وغيرهما قالوا: حدّثنا يحيى بن الفضل أبو زكريا العنزي البصري قال: حدّثنا أبو عامر العقدي قال : حدّثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي، عن محمد بن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمان الحميري، عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :

ص: 53


1- 9- ورواه ابن عدي في الكامل : 2 : 298 في ترجمة الحسن بن دينار (77/ 446) بعد نقل رواية ابن سيرين عن أبي هريرة قال : ويرويه الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، عن ابن سيرين ، عن حميد بن عبدالرحمان الحميري ، عن علي(علیه السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ورواه البيهقى فى شعب الإيمان : 5 : 261 / 6597 ورواه أيضاً البيهقي في 260 / 6595 و 6596 بإسناده عن أيوب، عن حميد بن عبد الرحمان . وأشار إليه الترمذي في صحيحه كما سيأتي . وورد أيضاً من طريق أبي هريرة ، رواه القضاعي في مسند الشهاب : 1: 430 - 431 ح 739 ، و الطبراني في المعجم الأوسط : ح 3419 و 6181 ، وابن عدي كما تقدم، والبيهقي في شعب الإيمان : 5 : 260 / 6595 إشارة . ورواه الترمذي في سننه : 4 : 360 كتاب البر والصلة باب ماجاء في الاقتصاد في الحبّ والبغض (60) ح 1997 بإسناده عن أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، ثم قال : هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا رواه الحسن بن أبي جعفر ، وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن عليّ (علیه السلام) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والصحيح عن علي (علیه السلام) موقوف قوله . ومن طريق ابن عمر ، رواه الطبراني في المعجم الأوسط : ح 5115 ، وابن عدي في الكامل : 2 : 172 في ترجمة جميل بن زيد الطائي (33/ 358) ، والهندي في كنز العمال: 16 : 114ح 44099 نقلاً عن الدارقطني في سننه . ومن طريق طريق عبد الله بن عمرو : ح 5116 من المعجم الأوسط للطبراني .

سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أحبب - وقال بعضهم : حبّ حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» .

(أمالی الطوسى : المجلس 29 ، الحديث 21)

(3705) 10- أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أحمد بن . محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثني محمد بن عيسى بن هارون بن سلام الضرير قال : حدّثنا محمّد بن زكريا المكّي قال : حدّثني كثير بن طارق (1):

ص: 54


1- ما ذكرته من السند إلى كثير بن طارق، موجود في أوّل المجلس 41 ، وفي الأصل هنا : كثير ، عن زيد بن علي، وليس في الروايات التي قبله رواية في سندها كثير .

عن زيد بن علي، عن أبيه قال: «لا يكن حبّك كلفاً ولا بغضك تلفاً، أحبب حبيبك هوناً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما».

(أمالی الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 9 )

(3706) 11 - (1) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يونس القاضي الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن خليل النوفلي بالدينور ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد المزني قال : حدّثنا الحسن بن صالح بن حيّ قال :

سمعت جعفر بن محمّد يقول: «لقد عظمت منزلة الصديق حتى إنّ أهل النار ليستغيثون به ويدعونه في النّار قبل القريب ،والحميم، قال الله عزّ وجلّ مخبراً عنهم : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (2)».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 41)

وعن أبي المفضل قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان الغزال قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو حفص الأعشى، عن الحسن بن صالح بن حيّ مثله ، إلا أنّ فيه : « يستغيثون به ويدعونه قبل القريب الحميم» وفيه: «قال الله تعالى مخبراً: «فَمَا...»».

(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 7)

(3707) 12- (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمر و المجاشعي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمد قال حدّثني أبي أبو عبد الله .

ص: 55


1- 11 - وأورد نحوه ابن حمدون في تذكرته : 356:4/ 897 عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «المودّة قرابة مستجدّة ، وقد ذكر الله عزّ وجلّ أهل جهنّم وما يلقون فيها من الحسرة والأسف، ويعانون من الكمد واللهف إذ يقولون : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقِ حَمِيمٍ»».
2- سورة الشعراء : 26 : 100 - 101 .
3- 12 - وروى الكليني في الكافي : 2 : 375 كتاب الإيمان والكفر باب مجالسة أهل المعاصي : ح 3 وص 642 كتاب العشرة باب من تكره مجالسته ومرافقته : ح10 بإسناده عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (علیه السلام) (في حديث) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المرء على دين خليله وقرينه ». وله شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه الطيالسي في مسنده (2573) وأحمد في المسند : 2 : 303 و 334 ، وعبد بن حميد في مسنده (1431) ، وأبوداوود في السنن (4833)، والترمذي في السنن (2378) ، والحاكم في المستدرك : 4 : 171 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 7: 55 ح 9436 - 9439 ، والهندي في كنز العمال : 9: 21 ح 24732 نقلاً عن الطيالسي وأحمد في المسند وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والحاكم في المستدرك . ومن حديث أنس، رواه الهندي في كنز العمال: 9: 38 ح 24821 نقلاً عن العسكري في الأمثال . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 162 .

قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام)عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» .

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 43)

(3708) 13- وعن أبي المفضل قال : حدّثنا أبو دلف هاشم بن مالك الخزاعي في مسجد الشرقية ببغداد سنة أربع وثلاث مئة قال : حدّثنا العباس بن فرج الرياشي قال : حدّثنا أبو زيد سعيد بن أوس قال : سمعت أبا عمرو بن العلاء :

«لكل امرئ شكل من الناس مثله ***فأكثرهم شكلاً أقلّهم عقلاً

لأنّ صحيح العقل لست بواجد *** له فى طريق حين تفقده شكلا

(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 5)

ص: 56

(3709) 14 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسن بن علي بن زكريا البصري قال : حدّثنا سليمان بن داوود أبو أيوب الشاذكوني البصري قال: حدّثنا سفيان بن عيينة قال :

سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول في مسجد الخيف: «إنما سموا إخواناً لنزاهتهم عن الخيانة، وسموا أصدقاء لأنهم يصادقوا حقوق المودة».

(أمالی الطوسي : المجلس 28 ، الحديث 6)

(3710) 15- (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا ابن معمر قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الزيات عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «لا تسمّ الرجل صديقاً سمة معرفة حتى تختبره بثلاث : تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل، وعند الدينار و الدرهم، وحتى تسافر معه».

(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 2)

(3711) 16 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن حمّاد بن عثمان ، عن ربعي بن عبد الله ، والفضيل بن يسار (3):

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال : «انظر قلبك ، فإن أنكر صاحبك فقد أحدث أحدكما».

(أمالی المفيد : المجلس 1 ، الحديث 9)

ص: 57


1- 15 - لاحظ تحف العقول: ص 321 و 357 ح 4 و 5 من باب قصار حكمه (علیه السلام)
2- 16 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 652 كتاب العشرة باب نادر ح 1 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان ، عن العلاء بن فضيل وحماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : انظر قلبك فإذا أنكر صاحبك فإنّ أحدكما قد أحدث». ورواه أيضاً في ص ح 653 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «انظر قلبك فإن أنكر صاحبك فاعلم أنّ أحدكما قد أحدث». قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول : 12: 551 : «فإنّ أحدكما قد أحدث لعلّ المراد أنه اعلم أن صاحبك أيضاً أبغضك ، وسبب البغض إمّا شيء من قبلك أو توهم فاسد من قبله، فتأمل .
3- في البحار : «عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار». وكلاهما يرويان عن أبي عبد الله (علیه السلام)

باب 3 -من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته

(3712) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال :

«أسعد النّاس من خالط كرام النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3713) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا أبو عبد الله [ محمّد بن أحمد ] الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ».

(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 10)

(3714) 3 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبدالله بن سنان:

ص: 58


1- 2 - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 132 ، والخصال : ص 5 باب الواحد ح 12 . ومثله في مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) لهشام ، أورده الحراني في تحف العقول: ص 398

عن الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) (في حديث) قال: «خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش : الصحة والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق».

(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(7) 4- (2) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال: «عليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عُدّة عند الرخاء وجُنّة عند البلاء، وشاور في حديثك الذين يخافون الله ، وأحبب الإخوان على قدر التقوى».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(8)5-حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال: حدّثني أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ، عن بن سنان، عن المفضّل بن عمر قال :

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه، ولم يكن له قريب مرشد استمكن عدوّه من عنقه».

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 2)

(9) 6 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسين

ص: 59


1- تقدّم في ج 1 ص 329 ح 1
2- 4 - ورواه المفيد في الاختصاص : ص 226
3- 6 - ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 7 : 57 ح 9446 بإسناده عن يوسف بن سعيد، عن عبيد الله بن موسى عن المبارك بن حسّان، عن عطاء ( *) عن ابن عبّاس ، وفي ح 9447 بإسناده عن علي بن هاشم بن البريد ، عن المبارك بن حسّان . وقريباً منه رواه في ح 9445 عن عيسى بن مريم (علیهما السلام) ورواه الهندي في كنز العمال : 178:9 ح25585 عن البيهقي في الشعب ، وح 2586 و 25587 عن ابن النجار ، وح 25588 عن العسكري في الأمثال (*) هذا هو الظاهر الموافق لترجمة المبارك بن حسان وعطاء وابن عبّاس وفي الأصل: «علاء».

محمد بن المظفّر البزاز قال : حدّثنا الحسن بن رجاء قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان، عن محمّد بن علي العطّار ، عن هارون بن أبي بردة، عن عبيد الله بن موسى، عن المبارك بن حسّان ، عن عطيّة ، عن ابن عبّاس قال :

قيل لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : أي الجلساء خير ؟

قال: «من ذَكَرَكم بالله رؤيته ، وزادكم في علمكم منطقه ، وذكركم بالآخرة عمله».

(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 14)

(10) 7 - (1) يا أباذرّ الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جلیس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت والسكوت خير من إملاء الشرّ .

يا أباذرّ، لاتصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلّا تقیّ، ولا تأكل طعام الفاسقين .

يا أباذرّ أطعم طعامك من تحبّه في الله ، وكل طعام من يحبّك في الله عزّ وجل».

(أمالی الطوسى : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة

ص: 60


1- 7 - الفقرة الأولى من الحديث أورده أبو محمد القمّي في جامع الأحاديث : ص 70 ، والفقرة الثانية في ص 129 ، والفقرة الثالثة والرابعة في ص 87 وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث طويل) قال

باب 4 -من لا ينبغي مجالسته ومصادقته ومصاحبته ، والمجالس التي لا ينبغي الجلوس فيها

(3719)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال : «أحلم الناس من فرّ من جهال الناس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3720) 2 - حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب، عن يحيى الحلبي عن أبيه، عن عبد الله بن سنان:

أبي جعفر الباقر(علیه السلام) أنه قال لرجل: « يا فلان لا تجالس الأغنياء، فإنّ العبد يُجالسهم وهو يرى أنّ الله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 4)

(3721) 3 - حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقاق قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن الحجاج قال :

سمعت الصادق (علیه السلام) يقول : «من رأى أخاه على أمرٍ يكرهه فلم يردّه عنه وهو لا يقدر عليه فقد خانه ، ومن لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه».

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 1)

(3722)4 - وبإسناده عن علي بن الحسين [، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)(في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال : سأل عنه زيد بن صوحان: أي صاحب شر ؟ قال : «المزيّن لك معصية الله» .

(أمالي الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله إلا

ص: 61

أنّ فيه : «أي صاحب أشر؟».

(أمالی الطوسي : المجلس 15 الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .

(3723) 5 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

(3724) 6 - (1) وبإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (في حديث ) عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) :مجالسة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار».

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3725) 7 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا ثوابة بن يزيد قال : حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى [أبو يعلى الموصلي ]، عن محمد بن المثنى [ بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي البصري ] (2)، عن شبابة بن سوار قال : حدّثني المبارك بن سعيد ، عن خليل الفرّاء، عن أبي المجبّر (3) قال:

ص: 62


1- 6 - ورواه أيضاً الصدوق في كتاب صفات الشيعة : ص 160 وفي ط ص 6 ح 9 بإسناده عن محمّد بن قيس ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) . وهذه الفقرة أوردها الأمدي في غرر الحكم : 4 : 213 بلفظ : «صحبة الأشرار ...» .
2- في أمالي الطوسي : أحمد بن علي بن المثنى، عن شبابة بن سوار، والصحيح ما في أمالي المفيد كما في ترجمة محمّد بن المثنى من تهذيب الكمال وغيره من كتب التراجم .
3- في أمالي الطوسي : خليد الفراء، عن أبي المحبر . وفي ترجمة أبي المجبر من الإصابة : 4 : 173 وفي ط : 7: 359/ 10498: أبو المجبر - بالجيم أو المهملة ، قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده : حدّثنا مبارك بن سعيد الثوري ، عن جليد الثوري ، عن أبي المجبر قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : من عال ابنتين أو ابنين أو عمّتين أو جدتين فهو معي في الجنّة» الحديث .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أربع مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء، والاستماع منهنّ، والأخذ برأيهن، ومجالسة الموتى».

فقيل له : يا رسول الله ، وما مجالسة الموتى ؟

قال: «مجالسة كلّ ضالّ عن الإيمان وجائر في الأحكام (1)».

(أمالی) المفيد : المجلس 37 ، الحديث 6)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 31)

(3726) 8 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه ، : عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدّثني بكر بن صالح الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري قال :

سمعت أبا الحسن (علیه السلام) (3) يقول لأبي: «ما لي رأيتك عند عبد الرحمان بن يعقوب» ؟ قال: إنه خالي

فقال له أبو الحسن : «إنّه يقول في الله قولاً عظيماً، يصف الله تعالى و يحدّه ، والله لا يوصف، فإمّا جلست معه ،وتركتنا وإمّا جلست معنا وتركته».

فقال : إن هو يقول (4) ما شاء، أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول؟

فقال له أبو الحسن (علیه السلام) : «أما تخافنّ أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً؟ أما

ص: 63


1- في أمالي الطوسي : «جائر عن الأحكام».
2- 8-ورواه الكليني في الكافي : 2 : 374 - 375 كتاب الإيمان والكفر باب مجالسة أهل المعاصي : ح 2 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن محمد، عن الجعفري . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 162 .
3- أبو الحسن يحتمل الرضا والهادي ، لأن سليمان بن جعفر الجعفري من أصحابهما .
4- في بعض النسخ : «فقال أبي : هو يقول».

علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلما لحقت خيل فرعون موسى (علیه السلام) تخلف عنه ليعظه، وأدركه موسى وأبوه يراغمه (1) حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعاً، فأتى موسى الخبر، فسأل جبرئيل عن حاله ؟ فقال له: غرق رحمه الله ولم يكن على رأي أبيه، لكنّ النقمة إذا نزلت لم يكن عمّن قارب المذنب (2) دفاع».

(أمالی المفيد : المجلس 13، الحديث 3)

(3727) 9 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال: حدّثني أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا بن شيبان إملاء ، قال : حدّثنا أسيد بن زيد القرشي قال : حدّثنا محمد بن مروان:

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : « إياك وصحبة الأحمق، فإنّه أقرب ما يكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 11)

(3728) 10 - وبإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد إذا دخل عليها يقول لها :( إلى أن قال :) أي بنية، إياك وصحبة الأحمق الكذَّاب، فإنّه يريد نفعك فيضرك يقرب منك البعيد، ويبعّد منك

ص: 64


1- قال المجلسي في البحار : 74: 201 :« وهو يراغمه» أي يبالغ في ذكر ما يبطل مذهبه ويذكر ما يبغضه في القاموس : المراغمة : الهجران والتباعد والمغاضبة، وراغمهم : نابذهم وهجرهم وعاداهم، وترغم: تغضب
2- في بعض النسخ : «الذنب»
3- وقريبا منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 642 كتاب العشرة باب من تكره مجالسته ومرافقته : ح 11 عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجّال، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم عن عبيد بن زرارة قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام): إياك ومصادقة الأحمق، فإنّك أسرّ ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك».

القريب إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك، وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذّبك، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمأنُ ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً» الحديث .

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(أمالی الطوسي : المجلس 11 الحديث 45 )

(3729)11- أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسيني قال : موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن ، عن أبيه، عن ، عن محمد بن زيد :

عن أخيه يحيى بن زيد قال: سألت أبي زيد بن علي (علیه السلام): من أحق الناس أن يُحذر ؟ قال : «ثلاثة : العدوّ الفاجر ، والصديق الغادر، والسلطان الجائر».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 22)

(3730) 12 - وعن أبي المفضّل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى أبو الحسين العبرتائي الكاتب قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بسر من رأى، عن مسعدة بن صدقة :

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي(علیهما السلام) قال : «أردت سفراً، فأوصاني أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) فقال في وصيته : إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تحادثه، فإنّ الأحمق هُجْنَة (1) عين غائباً كان أو حاضراً، إن تكلّم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيّه وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه يستريح مقارنه ، تودّ أمّه أنها ثكلته وامرأته أنها فقدته، وجاره بعد داره، و جليسه الوحدة من مجالسته ، إن كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه ، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه».

(أمالی الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 4)

ص: 65


1- الهجنة من الكلام ما يعيبه ، وفي العلم ،إضاعته، والهجين : اللئيم . (القاموس).

أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض

باب 1 -حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم ، وما يناسب ذلك

(3731) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن (علیهما السلام) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة من الله عزّ وجلّ عليه : الإجلال له في عينه، والودّ له في صدره، والمواساة له في ماله ، وأن يُحرّم غيبته، وأن يعوده في مرضه، وأن يشيّع جنازته، وأن لا يقول فيه بعد موته إلّا خيراً ».

(أمالی الصدوق : المجلس 9، الحديث 2)

(3732) 2 - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم ، عن عبد الله بن مسكان :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) أنه قال: «أحب أخاك المسلم، وأحبب له ما تُحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك ، إذا احتجت فسله، وإذا سألك

ص: 66


1- 1 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 284 ح 846 باب النوادر . ورواه أيضاً فى الخصال : ص 351 باب السبعة 351 باب السبعة : ح 27 عن أبيه ، عن الحميري ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال : للمؤمن على المؤمن ..... وأورده الفتّال في المجلس 36 من روضة الواعظين : ص 292 .

فأعطه، ولا تدخر عنه خيراً فإنّه لا يدّخر عنك .

كُن له ظهراً فإنّه لك ظهر، إن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فزره ، وأجّله وأكرمه فإنّه منك وأنت منه، وإن كان عليك عاتباً فلا تفارقه حتى تسلّ سَخيمته (1) وما في نفسه، وإذا أصابه خير فاحمد الله عليه، وإن ابتلي فاعضُده وتمحّل له» (2) .

(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 13)

(3733) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، عن عاصم بن عمرو :

عن محمد بن مسلم قال: أتاني رجل من أهل الجبل، فدخلت معه على أبي عبد الله (علیه السلام)، فقال له عند الوداع : أوصني. فقال: «أوصيك بتقوى الله وبرّ أخيك المسلم، وأحبّ له ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لنفسك ، وإن سألك فأعطه ، وإن كفّ عنك فاعرض عليه، ولا تمله خيراً فإنّه لا يملك ، وكُن له عضداً فإنه لك عضد إن وجد عليك (3) فلا تفارقه حتى تسلّ سَخيمته، وإن غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد فاكنفه وأعضده ووازره وأكرمه ولاطفه، فإنّه منك وأنت منه».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 2)

(3734) 4 - (4) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد بن

ص: 67


1- السخيمة : الحقد والضغينة
2- تمحل له : تكلّفه وسعى له .
3- وجد عليك : غضب .
4- 4 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 309 كتاب الإيمان والكفر باب الحبّ في الله والبغض في الله تعالى :(19) ح .9

قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال : حدّثنا أبو عبيد قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول لأصحابه - وأنا حاضر -: «اتقوا الله ، وكونوا إخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا»(1).

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 56)

(3735) 5 - (2) وبالسند المتقدم عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد :

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : سمعته يقول لخيثمة : «يا خيثمة ، اقرئ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهدوا أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقياهم حياة أمرنا».

قال : ثم رفع يده فقال: «رحم الله من أحيى أمرنا».

(أمالی الطوسي : المجلس 5، الحديث 31)

ص: 68


1- في الكافي : «وتذاكروا أمرنا وأحيوه».
2- 5- ورواه الكليني في الكافي : 2 : 175 كتاب الإيمان والكفر باب زيارة الإخوان : ح 2 بإسناده عن خيثمة قال : دخلت على أبي جعفر (علیه السلام) أودعه فقال: يا خيثمة، أبلغ ... وذكر الحديث بتفاوت يسير وزيادة في آخره ، ومثله الصدوق في مصادقة الإخوان : ص 34 باب 5 ح 6 ، وابن إدريس في مستطرفات السرائر : 3 : 649 نقلاً عن كتاب العيون والمحاسن للمفيد ورواه الحميري في قرب الإسناد: 32 / 105 من طريق بكر بن محمد ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ورواه المفيد في الاختصاص : ص 29 عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : سمعته يقول الخيثمة، وذكر الحديث. وانظر سائر تخريجاته في الباب الثاني من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 103 - 104 ح 2 . قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول : ج 9 ص 53: «حياة لأمرنا» أي سبب لإحياء ديننا و علومنا ورواياتنا والقول بإمامتنا .

(3736) 6 - (1) أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثني أحمد بن الحسن قال : حدّثنا الهيثم بن محمد، عن محمد بن الفيض، عن معلى بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السلام) : ما حق المؤمن على المؤمن ؟

قال: «سبع حقوق واجبات ، ما منها حق إلّا واجب عليه، إن خالفه خرج من ولاية الله، وترك طاعته ، ولم يكن الله فيه نصيب».

قال : قلت : حدّثني ما هنّ؟

فقال: «ويحك يا معلّى ، إنّي عليك شفيق ، أخشى أن تضيع ولا تحفظ ، وأن تعلم ولا تعمل».

قال : قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال (علیه السلام): «أيسر حق منها أن تحبّ له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره

ص: 69


1- 6 - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب «المؤمن» : ص 40 ح 93 باب حق المؤمن على أخيه (4) . ورواه الكليني في كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 169 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه ح 2 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن بكير الهجري ، عن معلى بن خنيس. ورواه الصدوق في باب السبعة من الخصال : ص 350 ح 26 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن المعلى بن خنيس. وأورده أيضاً في الباب 7 من مصادقة الاخوان : ح 4 من غير التصريح باسم معلى بن خنيس . ورواه المفيد في الاختصاص : ص 28 - 29 من طريق عبد الأعلى، عن المعلى بن خنيس .

لنفسك.

والحق الثاني: أن تمشي في حاجته وتتبع رضاه ولا تخالف قوله .

والحق الثالث : أن تصله بنفسك ومالك ويديك ورجليك ولسانك .

والحق الرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه.

والحق الخامس : أن لا تشبع ويجوع ولا تلبس ويعرى ولا تروى ويظماً.

والحق السادس : أن يكون لك امرأة وخادم وليس لأخيك امرأة وخادم فتبعث بخادمك فتغسل ثيابه، وتصنع طعامه، وتمهد فراشه ، فإنّ ذلك كله لما جعل بينك وبينه .

والحق السابع : أن تبر ،قسمه، وتُجيب دعوته، وتشهد جنازته، وتعود مريضه وتشخص ببدنك في قضاء حوائجه، ولا تلجئه إلى أن يسألك، فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايته تعالى»(1) .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 3)

(3737) 7 - وبإسناده عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) ونحن جماعة ، بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .

فقال :« ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه ، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا الحديث».

(أمالی الطوسي : المجلس : 9 ، الحديث 2 )

سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3738) 8 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي

ص: 70


1- في الكافي: «والحق السابع : أن تبر قسمه تجيب دعوته وتعود مريضه وتشهد جنازته وإذا علمت أنّ له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرة ، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك ».
2- 8- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 21 .

قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمد بن المثنى، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجهني:

عن المفضّل بن عمر الجعفي قال : دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فقال لي: «من صحبك» ؟

فقلت له : رجل من إخواني.

قال: «فما فعل» ؟

فقلت : منذ دخلت لم أعرف مكانه .

فقال لي: «أما علمت أنّ من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 78 )

(3739) 9 - (1) قال محمد بن محمد بن النعمان (رحمه الله ) : قرأت في بعض الأصول حديثاً لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من صحب أخاه المؤمن في طرق فتقدّمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد أشاط بدمه وأعان عليه».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث )79

(3740) 10 - (2) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول القاضي قال : حدّثني أبي قال : حدّثني أبي البهلول بن حسان [بن سنان

ص: 71


1- 9 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 21 .
2- 10 - ورواه - مع تفاوت يسير - أحمد في المسند : 1 : 89 عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 175 . وله شاهد من حديث أبي هريرة ، أخرجه مسلم : (2564) ، وأحمد في المسند : 2 : 311، و البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 425 ح 8753 ومن حديث ابن عمر ، رواه أحمد في المسند : 2 : 68 و 372 و 412، ومسلم : (2162). وانظر تخريج الحديث التالي .

أبو الهيثم التنوخي ]، عن أبي شيبة [إبراهيم بن عثمان العبسي القاضي ]، عن ! أبي إسحاق [ عمرو بن عبد الله السبيعي ] ، عن الحارث الهمداني ، عن علي (علیه السلام) :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستاً: يسلّم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض ، ويسمّته (1) إذا عطس، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحب لنفسه، ويكره ما يكره لنفسه».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)

(3741)11 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر و عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي :قالا حدّثنا أبوبكر [عبد الله بن محمد ] بن أبي شيبة قال حدّثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال :

ص: 72


1- في نسخة : «ويشمِّته» وكلاهما بمعنى سمت العاطس أو شمته : إذا دعا له بقوله : يرحمك الله» أو نحوه .
2- 11 - رواه ابن أبي شيبة في المصنّف : 2 : 444ح 10842 كتاب الجنائز (6) باب 3 بفقرتي عيادته إذا مرض وحضور جنازته ، وفي ج 5 ص 249 ح 25729 كتاب الأدب (19) باب 64 بفقرة التسليم عليه . وأخرجه ابن ماجة في السنن : 1 : 461 / 1433 ، والترمذي في جامعه : 5 : 2736/80 ، وأبو يعلى في المسند : 2 : 435/342 من طريق هنّاد ، عن أبي الأحوص ، عن أبي إسحاق . وأخرجه الدارمي (2633) ، والبزار : (850) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق . وانظر تخريج الحديث المتقدم.

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويجيبه إذا دعاه، ويسمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض ويحضر جنازته إذا مات ، ، ويحبّ له ما يحب لنفسه [ ويكره له ما يكره لنفسه ] (1)».

(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 13)

(3742) 12 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمود بن محمد بن مهاجر الرافقي المازني بحمص (3) قال : حدّثنا أبو شعيب صالح بن زياد السوسي المقرئ قال : حدّثنا نصر بن حريش الصامت قال : حدّثنا روح بن مسافر، عن أبي إسحاق، عن الحارث ، عن على (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويسمّته إذا عطس، ويعوده إذا مرض ويشهد جنازته إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحبّ له ما يحب لنفسه، ويكره ما يكره لها (4) بظهر الغيب». (أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 14)

ص: 73


1- ما بين المعقوفين من البحار .
2- 12 - انظر تخريج الحديث المتقدم.
3- حمص : بلد مشهور كبير بين دمشق وحلب في نصف الطريق، وبها قبر خالد بن الوليد وابنه عبد الرحمان وحمص أيضاً بالأندلس، وهم يسمّون مدينة أشبيلية حمص . مراصد الاطلاع: 1 : 425) .
4- في الطبعة الحجرية : «ما يكره لنفسه». وفي مسند أحمد « وينصح له بالغيب ».

باب 2 فضل المؤاخاة في الله

(3743)1 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوى قال : حدّثنا محمد بن الحسين العامري ، قال : حدّثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عياش عن الفجيع العقيلي قال :

حدّثني الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) ، عن أبيه (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «واخ الإخوان في الله وأحبّ الصالح لصلاحه».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (1)

(3744) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد الزيات قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال :

سمعت الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) يقول: «من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنّة».

(أمالی المفيد : المجلس 37 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 33 )

ص: 74


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .
2- 2 - ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 151 باب 350 عن محمّد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد ، عن محفوظ بن خالد ، عن محمد بن زيد عن الرضا (علیه السلام) . ورواه أيضاً الصدوق في الباب 12 من مصادقة الإخوان : ح 2 مرسلاً عن محمد بن يزيد ، عن الرضا (علیه السلام) . وروى نحوه الحراني في مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) من تحف العقول: ص 295 . وأورده ابن فهد في الباب الرابع من عدة الداعي : ص 221. ورواه الخطيب في تاريخه : 3: 55 في ترجمة محمّد بن عليّ الرضا (علیهما السلام) بإسناده عن محمد بن زيد ، عن الإمام الجواد (علیه السلام) وأورده الاربلي في كشف الغمّة : 2 : 346 من أحاديث رواها الجواد، عن آبائه، عن علیّ(علیهم السلام)

( 3745)3 - أبو جعفر الطوسي . بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیه السلام) ( في حديث ) قال: «يا فضل، إنّه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إمّا دعاء يدعو به يدخله الله به الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به فيصرف الله به عنه بلاء الدنيا ، وإما أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».

قال : ثم قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 26)

سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3746) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «النظر إلى أخ توده في الله عزّ وجلّ عبادة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 21)

تقدّم تمامه مسنداً في الباب الأوّل من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار.

ص: 75

باب 3 -علة حبّ المؤمنين بعضهم بعضاً

(3747) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حنان بن سدیر :

عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (علیه السلام): إنّي لألقی الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فأحبّه حبّاً شديداً، فإذا كلّمته وجدته لي على مثل ما أنا عليه له، ويخبرني أنه يجد لي مثل الذي أجد له ؟!

فقال: صدقت یا سدير، إنّ ائتلاف (2) قلوب الأبرار إذا التقوا وإن لم يظهروا التودّد بألسنتهم كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار، وإنّ بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودّد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود (3) واحد».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 75 )

ص: 76


1- 1 - وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 373.
2- في التحف : «إن سرعة ائتلاف».
3- المذود - كمنبر - معتلف الدابة .

باب 4 -مدح قضاء حاجة المؤمنين والسعي فيها وتوقيرهم وذمّ ردّ حاجة المؤمنين مع إمكان قضائها

أقول : سيأتي في باب التراحم والتعاطف والتودّد والبر والصلة ، وباب نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ما يرتبط بهذا الباب .

(3748) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن سهيل (2) بن زياد الواسطي، عن أحمد بن محمد بن ربيع، عن محمد بن سنان، عن أبي الأغرّ النحاس قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول: «قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبَّلة بمناسكها ، وعتق ألف رقبة لوجه الله ، وحُملان ألف فرس في سبيل الله بشرجها ولُجمها».

(أمالی الصدوق : المجلس 42، الحديث 1)

(3749) 2 - (3) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني :

ص: 77


1- 1 - وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 193 كتاب الإيمان والكفر باب قضاء حاجة المؤمن : ح 3 بإسناده عن صدقة الأحدب ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) .
2- في بعض النسخ : «سهل»، وهو أبو يحيى الواسطي من أصحاب الإمام العسكري (علیه السلام) واختلف في اسمه فقال بعض بأنه «سهیل» وقال آخرون: «سهل»، لاحظ معجم رجال الحديث : 8 : 357 رقم 5644 .
3- 2 - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 238 باب 306 ح 1 عن أبيه ، عن محمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى .

عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : «ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نُصرته إلّا خذله الله في الدنيا والآخرة.

(أمالی الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 16)

(3750) 3 - (1) حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن عن الحسن بن موسى الخشاب، عن جعفر محمّد بن حكيم، عن زكريا بن محمد المؤمن :

عن المُشمَعِل [ بن سعد ] الأسدي قال خرجت ذات سنة حاجاً، فانصرفت إلى أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) فقال : «من أين بك يا مُشمَعِل» ؟

فقلت : جُعلتُ فداك كنتُ حاجاً .

فقال: «أو تدري ما للحاج من الثواب »؟

فقلت : ما أدري حتى تُعلّمني

فقال: «إنّ العبد إذا طاف بهذا البيت أسبوعاً وصلى ركعتيه وسعى بين الصفا والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة وحطّ عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وقضى له ستة آلاف حاجة للدنيا كذا وادّخر له للآخرة كذا».

فقلت له : جعلتُ فداك ، إنّ هذا لكثير !

ص: 78


1- 3 - وروى نحوه في ثواب الأعمال : ص 49 بإسناده عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وروى أيضاً نحوه الكليني في الكافي : 2: 194 كتاب الإيمان والكفر باب قضاء حاجة المؤمن : ح 6 بإسناده عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (علیه السلام)، وفي ح 8 بإسناده عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام)، والحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب «المؤمن»: ص 49 باب ثواب قضاء حاجة المؤمن ... (5) ح 116 . وهذا المعنى ورد من طريق إبراهيم التيمي ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، رواه حسين بن سعيد في کتاب «المؤمن» : ص 55 ح 141 ، وابن فهد في الباب الرابع من عن عدة الداعي : ص 224 وفي ط : ص 178 .

قال : « أفلا أخبرك بما هو أكثر من ذلك»؟

قال : قلت : بلى .

فقال : «لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجّة وحجة وحجّة»، حتى عدّ عشر حجج

(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 14 )

(3751) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال : حدّثنا محمّد بن همام الكاتب الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا محمّد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم (2) قال: حدّثني الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه (علیهما السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المؤمنون إخوة، يقضي بعضهم حوائج بعض، فبقضاء حوائج بعض يقضي الله حوائجهم يوم القيامة».

(أمالی المفيد : المجلس 18 ، الحديث 8)

(3752) 5 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال : أخبرنا جعفر بن عبد الله قال : حدّثنا عمر بن خالد أبو حفص، عن محمد بن يحيى المدني قال :

سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «مَن كان في حاجة أخيه المؤمن المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 1)

ص: 79


1- 4- ورواه الصدوق في مصادقة الإخوان : ص 54 باب 19 ح 5 .
2- في بعض النسخ : «عبد الله بن إبراهيم» .
3- 5 - وورد هذا المضمون من طريق عبد الله بن عمر ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، رواه أحمد في المسند: 2 : 91 ، والبخاري : (2442 و 6951) ، ومسلم : (2580)، وأبو داوود : (4893)، و الترمذي : (1426) ، والنسائي في السنن الكبرى: (7291) ، وابن حبّان : (533) ، والطبراني في المعجم الكبير : (13137) ، والقاضي القضاعي في مسنده : (168 و 169 و 477) ، والبيهقي في السنن : 6: 94 و 201 و 8: 330 وفي شعب الإيمان : (7614) وفي الآداب : (104) ، والبغوي: (3518) . وأخرجه الهندي في كنز العمال : 6 : 444 / 16463 نقلاً عن الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق عمر .

(3753) 6 - وعن ابن عقدة قال : حدّثنا محمّد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضّل بن قيس بن رمانة قال : حدّثني أبي، عن [أبي محمد ] عبد الله بن أبي يعفور قال :

قال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : «إنّه من عظّم دينه عظّم إخوانه، ومن استخف بدينه استخف بإخوانه، يا [ أبا ] محمد اخصص بمالك وطعامك من تحبّه في الله عزّ وجل».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 4)

(3754)7 - وبهذا الإسناد عن المفضّل بن [ إبراهيم بن المفضل بن ] قيس، عن أيوب بن محمّد المسلي، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من كان وصل لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جرّ مغنم، ثبّت الله عزّ وجلّ قدميه يوم تزل فيه الأقدام».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 الحديث 5)

(3755) 8 - وبهذا الإسناد عن ابن عقدة قال : حدّثني أحمد بن يحيى بن المنذر قال : حدّثنا حسين بن محمد قال : حدّثني أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن صفوان بن مهران :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ايما رجل مسلم أتاه رجل مسلم في حاجة وهو يقدر

ص: 80

على قضائها فمنعه إياها، عيّره الله يوم القيامة تعييراً شديداً وقال له : أتاك أخوك في حاجة قد جعلت قضاؤها في يدك فمنعته إياها زهداً منك في ثوابها، و عزّتي لا أنظر إليك اليوم في حاجة معذباً كنت أو مغفوراً لك».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 6)

(3756) 9 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي عن أبي قتادة القمّي :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إنّ لله عزّ وجلّ وجوهاً خلقهم من خلقه و [أمشاهم في ] (1) أرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد مجداً» الحديث .

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 46)

تقدّم تمامه في باب السخاء والجود (41) من أبواب مكارم الأخلاق (2). .

(3757) 10 - (3)أ خبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري بإسناده [المتقدّم وهو : عن عمّ أبيه ، عن الإمام علي بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) ] قال :

قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تخيب راجيك فيمقتك الله ويعاديك».

( أمالی الطوسی : المجلس 11، الحدیث 36)

ص: 81


1- ما بين المعقوفين من البحار :71: 391/ 52 حيث جعله محققه بين المعقوفين وقال : والتصحيح من حديث آخر .
2- تقدم في ج 6 ص 546 ح 11 .
3- 10 - وفي غرر الحكم : 6 : 341 / 10421: «لا تخيب المحتاج وإن ألحف».

(3758) 11 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي:

عن داوود بن سرحان قال : كنا عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ دخل عليه سدير الصيرفي فسلّم ،وجلس، فقال له: «يا سدير، ما كثر مال رجل قط إلا عظمت الحجة لله تعالى عليه ، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا».

فقال له يا ابن رسول الله، بماذا ؟

قال: «بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم».

ثمّ قال: «تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم و انعموا على من شكركم ، فإنّكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله تعالى الزيادة، و من إخوانكم المناصحة». ثم تلا :« لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (1).

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 47)

(3759) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة بن أبي هراسة الباهلي من كتابه بالنهروان قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر الأحمري بنهاوند قال : حدّثنا عبد الله بن حماد الأنصاري أبو محمد، عن أبي بصير يحيى بن القاسم الأسدي الضرير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليه عن أبيه، عن جده ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: « من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهره » الحديث

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 22)

يأتي تمامه في كتاب الدعاء.

ص: 82


1- سورة إبراهيم : 7:14 .

(3760) 13 - (1)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض الساوي العجلي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال : حدّثني أحمد بن يزيد قال : حدّثنا مروك بن عبيد قال : حدّثنا جميل بن درّاج قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : « خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان : البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، يا جميل، إنّ البارّ ليحبّه الرحمان، أرو عني هذا الحديث فإنّ فيه ترغيباً في البر».

(أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 9)

سيأتي في باب التراحم والتعاطف (10) ما يقرب منه .

(3761)14- (2) وبإسناده عن أحمد بن بن عيسى العلوي قال: قال لي جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها » الحدیث .

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 23 )

تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (3).

(3762) 15- وعن هارون بن موسى قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا أبو إسحاق يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي قال: حدّثنا أبو جنادة الحصين بن مخارق السلولي، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (علیهم السلام) قال:

ص: 83


1- 13 - لاحظ باب برّ الإخوان (29) من مصادقة الإخوان للصدوق : ح 2 .
2- 14 - ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا(علیه السلام) : 2: 192 باب 44 «في ذكر أخلاق الرضا (علیه السلام) الكريمة ووصف عبادته» : ح 2 عن أبي علي الحسين بن أحمد البيهقي ، عن محمد بن عن يحيى الصولي، عن جبلة بن محمد الكوفي ، عن عيسى بن حماد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الرضا، عن أبيه (علیهم السلام): أن جعفر بن محمد (علیهما السلام) كان يقول : «إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأبادر بقضائها مخافة أن يستغنى عنها ، فلا يجد لها موقعاً إذا جاءته».
3- تقدّم في ص 32 - 33 ح 16 .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من ضمن لأخيه حاجة لم ينظر الله عزّ وجلّ في حاجتهحتى يقضيها.

(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 7)

(3763) 16 - (1) أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب:

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ايما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فردّه عنها سلّط الله عليه شجاعاً (2) في قبره ينهش من أصابعه».

(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 36)

(3764) 17 - (3) وعن محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبى قال : حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين قالا : حدّثنا الحسين بن أبي غندر:

عن أبي عبد الله (علیه السلام)قال : «ما من مؤمن بذل جاهه لأخيه المؤمن إلا حرم الله وجهه على النار ولم يمسّه قتر ولا ذلّة يوم القيامة، وأيما مؤمن بخل بجاهه على

ص: 84


1- 16 - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب «المؤمن»: ص 49 باب قضاء حاجة المؤمن ... (5) ح 119 مع مغايرة طفيفة . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 2 : 80 وابن فهد في الباب الرابع من عدة الداعي : ص 222 وفي ط : ص 178 وله شاهد من حديث الإمام الكاظم (علیه السلام) ، رواه الكليني في الكافي : 2 : 196 كتاب الايمان و الكفر باب قضاء حاجة المؤمن : ح 13 بإسناده عن علي بن جعفر ، عن أبي الحسن (علیه السلام)
2- الشجاع : الحية .
3- 17 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 80-81.

أخيه المؤمن وهو أوجه جاهاً منه إلّا مسه قتر وذلّة في الدنيا والآخرة وأصابت وجهه يوم القيامة نفحات النيران، معذباً كان أو مغفوراً له»

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 18)

(3765) 18- وعن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا، عن الحسن بن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس.

وعن الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن ، عن أخيه ، عن زرعة (1):

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قلت له : أي الأعمال هو أفضل بعد المعرفة ؟

قال: «ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة ولا بعد ذلك شيء يعدل الصوم ولا بعد ذلك شيء يعدل الحج، وفاتحة ذلك كله معرفتنا وخاتمته معرفتنا ولاشيء بعد ذلك كَبِرِّ الإخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم فإنّهما حَجَران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك، ومارأيت شيئاً أسرع غنى ولا أننى للفقر من إدمان حجّ هذا البيت، وصلاة فريضة عند الله ألف حجّة وألف عمرة مبرورات متقبلات والحجة عنده خير من بيت مملوء ذهباً، لا بل خير من ملء الدنيا ذهباً وفضة تنفقه في سبيل الله عزّ وجلّ، والذي بعث محمّداً بالحق بشيراً ونذيراً لقضاء حاجة امري مسلم وتنفيس كربته أفضل من حجّة وطواف - حتى عقد عشرا ثم خلّا یده وقال: اتقوا الله ولا تملوا من الخير ، ولا تكسلوا، فإنّ الله عزّ وجلّ و رسوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لغنيان عنكم وعن أعمالكم وأنتم الفقراء إلى الله عزّ وجلّ، وإنما أراد الله عزّ وجلّ بلطفه سبباً يدخلكم به الجنّة القاسم بن إسماعيل ، عن زريق ، عنه (علیه السلام) مثله . »(2).

(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 21)

ص: 85


1- السند الثاني موافق للحديث 8 من المجلس 39 وفي النسخ: وبالإسناد الأول عن زرعة، ولم يرد زرعة في الروايات المتقدمة .
2- بعده في البحار : 69 :406: ورواه عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن حميد، عن

باب 5 -إدخال السرور على المؤمنين

(3766) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثني سعد بن عبدالله قال : حدّثني الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «أوحى الله عزّ وجلّ إلى داوود (علیه السلام): أنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي».

قال : فقال داوود : يارب وما تلك الحسنة ؟ قال : « يُدخل على عبدي المؤمن سُروراً ولو بتمرة».

قال: «فقال داوود (علیه السلام): حق لمن عرفك أن لا يقطع (2) رجاءه منك».

(أمالی الصدوق : المجلس 88، الحديث 3)

- : (3767) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن يزيد الثقفي ب- «حديثة الفرات» (4) قال : حدّثنا محمد بن سلمة الأموي ب-«هيت» (5)، قال: حدّثني أحمد بن القاسم الأموي، عن أبيه، عن

ص: 86


1- 1 - وأورده ابن فهد في الباب الرابع من عدّة الداعي : ص 227 - 228 . وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة : ج 2 ص 112 - 113 ح 6 .
2- في نسخة : «لا ينقطع».
3- 8- تقدّم تخريجه في كتاب النبوة : ج 2 ص 114 ح .8
4- قال ياقوت في معجم البلدان : ج 2 ص 230 : حديثة الفرات وتعرف بحديثة النورة : وهي على فراسخ من الأنبار، وبها قلعة حصينة في وسط الفرات والماء محيط بها .
5- هيت - بالكسر : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار .

جعفر بن محمد (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام)، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى داوود (علیه السلام): يا داوود، إنّ العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنّة.

قال داوود يا ربّ، وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة ؟

قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المؤمن أحبّ قضاءها قضيت له أم لم تقض ».

(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 35 )

(3768) 3 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه قال:

كنت عند أبي عبد الله (علیه السلام) فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه، فالتفت إليّ أبو عبدالله (علیه السلام) فقال : «يا أبا الفضل ألا أُحَدِّثك بحال المؤمن عند الله» ؟

قلت : بلی فحدّثني [به] جُعلت فداك .

ص: 87


1- 3 - ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 200 عن أبيه 200 عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب بتمامه. وأيضاً في ص 150 عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن ، محبوب من قوله : «إذا بعث الله المؤمن ...». ورواه الكليني في الكافي : 2 : 190 كتاب الإيمان والكفر باب إدخال السرور على المؤمنين : ح 8 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، من قوله : «إذا بعث الله المؤمن من قبره» ، وقريباً منه في ص 191 ح 10 بإسناده عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله (علیه السلام)، وانظر الحديث 12 منه . وأورد نحوه أبو محمد القمي في كتاب الغايات - المطبوع مع جامع الأحاديث - : ص 230 . وقريباً منه رواه الحسين بن سعيد الأهوازي في الباب 5 من كتاب «المؤمن» : ص 55 ح 142 عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وفي ص 34 ح 70 باب 2 عن أبي البلاد عن أبيه ، عن بعض أهل العلم ، ولم ينسبه إلى الإمام (علیه السلام) وأورد نحوه الديلمي في الفردوس : 5 : 108 ح 7329 من طريق أنس بن مالك، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وانظر الحديث 126 من كتاب المؤمن لحسين بن سعيد الأهوازي : ص 51 باب قضاء حاجة المؤمن (5) .

فقال [ علیه السلام]: «إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا : يارب عبدك ونعم العبد [ كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً عن معصيتك، وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟ ] (1) فيقول الجليل الجبّار : اهبطا إلى الدنيا فكونا عند قبر عبدي ومجّداني و سبّحاني وهلّلاني وكبّراني، واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره».

ثم قال لي: «ألا أزيدك» ؟

:قلت بلى زدني (2).

قال: «إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه [ أمامه ] (3) ، فكلّما رأى المؤمن هولاً من أهوال القيامة قال له المثال : لا تجزع ولا تحزن وأبشر

ص: 88


1- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي.
2- كلمة «زدني» غير موجودة في أمالي الطوسي
3- من أمالي الطوسي . قال العلّامة المجلسي له في البحار : 74: 291 : « خرج معه مثال» قال الشيخ البهائي (رحمه الله ) : المثال : الصورة، ويقدم - على وزن يكرم - أي يقوّيه ويشجّعه، من الإقدام في الحرب وهو الشجاعة وعدم الخوف، ويجوز أن يقرأ على وزن ينصر ، وماضيه قدم كنصر أي يتقدمه كما قال الله : «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » [ هود : 98 ] ، ولفظ أمامه حينئذ تأكيد .

بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ».

قال: «فما يزال يبشِّره بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ (1) حتى يقف بين يدي الله سبحانه فيحاسبه (2) حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنّة والمثال أمامه فيقول له المؤمن : رحمك الله نعم الخارج خرجت معي (3) من قبري، ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله عزّوجلّ حتى كان ذلك ، فمن أنت ؟ فيقول له المثال : أنا السرور الذي [كنت ] (4) أدخلته على أخيك المؤمن(5)في الدنيا، خلقني

ص: 89


1- في أمالي الطوسي: «سبحانه» وفي المورد التالي : «عزّ وجلّ».
2- في أمالي الطوسي : « ويحاسبه».
3- في أمالي الطوسي : « يرحمك الله نعم الخارج معي...». قال العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 74: 291 : «نعم الخارج» قال الشيخ البهائي (رحمه الله ) : المخصوص بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي نعم الخارج أنت ، وجملة خرجت معي وما بعدها مفسّرة لجملة المدح أو بدل منها ، ويحتمل الحالية بتقدير «قد» .
4- من الكافي وثواب الأعمال .
5- كلمة «المؤمن» غير موجودة في أمالي الطوسي . قال في البحار : 74: 291 : قوله (علیه السلام) : «أنا السرور الذي كنت أدخلته » قال الشيخ المتقدّم [ البهائي ] : فيه دلالة على تجسّم الأعمال في النشأة الأخروية ، وقد ورد في بعض الأخبار تجسّم الاعتقادات أيضاً، فالأعمال الصالحة والاعتقادات الصحيحة تظهر صوراً نورانية مستحسنة موجبة لصاحبها كمال السرور والابتهاج، والأعمال السيئة والاعتقادات الباطلة تظهر صوراً ظلمانية مستقبحة توجب غاية الحزن والتألّم كما قاله جماعة من المفسّرين عند قوله تعالى : «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا » [آل عمران : 30] ويرشد إليه قوله تعالى : «يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » [الزلزال : 6 - 8 ] ومن جعل التقدير ليروا جزاء أعمالهم ولم يرجع ضمير « يره» إلى العمل فقد أبعد . انتهى . ثم قال المجلسي : يحتمل أن يكون الحمل في قوله : «أنا السرور» على المجاز، فإنّه لما خلق بسببه فكأنه عينه كما يرشد إليه قوله : «خلقني الله منه »، ومن للسببية أو للإبتداء، والحاصل أنه يمكن حمل الأيات والأخبار على أنّ الله تعالى يخلق بإزاء الأعمال الحسنة صوراً حسنة ليظهر حسنها للنّاس، وبإزاء الأعمال السيّئة صوراً قبيحة ليظهر قبحها معاينة ....

الله منه لأبشّرك».

(أمالى المفيد : المجلس 22 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 35)

(3769) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدّثنا محمد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال :

قال جابر بن عبد الله الأنصاري : لقيت عليّ بن أبي طالب ذات يوم صباحاً فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟

قال: «بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن سروراً».

قلت : وما ذلك السرور ؟

قال: « يفرج عنه كرباً ، أو يقضي عنه ديناً ، أو يكشف عنه فاقته».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 10)

ص: 90

باب 6 -تزاور الإخوان وتلاقيهم ومجالستهم في إحياء أمر الأئمة (علیهم السلام)

أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب فى الباب الأوّل فلاحظ (1).

(3770) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله ) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه :

عن الرضا (علیه السلام) ( في حديث) قال : «من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».

(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كتاب الإمامة، باب ثواب البكاء على مصائبه (علیه السلام) .

(3771) 2 - (2) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة [المفضّل بن صالح ] ، عن جابر :

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) : «إنّ ملكاً من الملائكة مر برجل قائم على باب دار فقال له الملك : يا عبد الله، ما يقيمك على باب هذه الدار ؟

قال : أخ لي فيها ، أردت أن أسلّم عليه .

فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسّة ؟ أو نَزَعتك إليه حاجة ؟

قال: «فقال : لا، ما بيني وبينه قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة إلا أُخوّة الإسلام وحُرمته ، وأنا أتعاهده وأسلّم عليه في الله ربّ العالمين.

ص: 91


1- انظر الحديث 4 و 5 منه .
2- 2 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 305 كتاب الإيمان والكفر في باب الحبّ في الله والبغض في الله (19) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 3.

فقال الملك : إني رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول : إنما إياي أردت، و لي تعاهدت ، وقد أوجبت لك الجنّة ، واعفيتك من غضبي، وأجرتك من النار».

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 10)

(3772) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن محمد بن جعفر الرزاز قال : حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن إسماعيل الميثمي، عن المفضّل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده ، عن علی (عليهم السلام ):

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «لقي ملك رجلاً على باب دار كان ربّها غائباً، فقال له الملك : يا عبد الله ما جاء بك إلى هذه الدار ؟

فقال : أخ لي أردت زيارته .

قال : الرحم ماسة بينك وبينه ، أم نزعتك إليه حاجة ؟

قال : لا ، ولكنّي زرته في الله ربّ العالمين

قال: فابشر، فإنّي رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام ويقول لك: إياي قصدت ، وما عندي أردت ، فقد أوجبت لك الجنة ، وعافيتك من غضبي».

(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 10)

(3773) 4 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن

ص: 92


1- 3- وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 215 ، وابن فهد في الباب الرابع من عدة الداعي : 221 - 220
2- 4-وروى الكليني في الكافي : 2 : 179 باب زيارة الإخوان من كتاب الايمان والكفرح 16 بإسناده عن السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) : «لقاء الإخوان مغنم جسيم وإن قلوا ». وروی الصدوق في مصادقة الإخوان : ص 34 باب اجتماع الإخوان في محادثتهم : ح 4 بإسناده عن السكوني، عن أبي جعفر ، عن آبائه (علیهم السلام) : أن عليا (علیه السلام) كان يقول : لقی الإخوان مغنم جسیم ».

حمزة [العلوي ] (1) (رحمه الله ) قال : حدّثني أبو الحسن علي بن الفضل قال : حدّثني أبو تراب عبيد الله بن موسى [الروياني ] قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبدالله الحسني (رحمه الله ) قال :

سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى يقول: «ملاقاة الإخوان نشرة (2) و تلقيح للعقل وإن كان نزراً قليلاً».

(أمالى المفيد : المجلس 38، الحدیث 13)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 54 )

( 3774) 5 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه محمّد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبان بن عثمان ، عن بحر [ بن كثير ] السقاء قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «إنّ من روح الله تعالى ثلاثة: التهجد بالليل ، وإفطار الصائم، ولقاء الإخوان».

(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 43)

ص: 93


1- من أمالي الطوسي .
2- النشرة - بالضم - : الرقية والعوذة يعالج بها المريض.
3- 5 - ورواه الصدوق في الفقيه : 1 : 298 / 1364 وقريباً منه رواه أيضاً الصدوق فى باب الثلاثة من الخصال: ص 124 - 125 ح 121 بإسناده عن يونس بن عبد الرحمان يرفعه إلى أبي عبد الله (علیه السلام) قال : كان فيما أوصى به رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عليا (علیه السلام) : « ... يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا : لقاء الإخوان، والإفطار في الصيام ، والتهجد من آخر الليل». وفي الحديث 7 من الباب 5 من مصادقة الإخوان : ص 34 عن السكوني، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ثلاثة راحة للمؤمن : التهجد آخر الليل ، ولقاء الإخوان، والإفطار من الصيام». وفي دعائم الاسلام للقاضي النعمان : 1 : 271 عن الصادق (علیه السلام) : «إنّ من روح الله : إفطار الصائم ، ولقاء الإخوان، والتهجد بالليل.

(3775) 6 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثني القاسم بن محمد، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن جميل بن درّاج عن معتب مولى أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

سمعته يقول لداوود بن سرحان: « يا داوود، أبلغ موالي عني السلام، وأنّي أقول : رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكرا أمرنا فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، و ما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله تعالى بهما الملائكة ، فإذا اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإن في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا».

(أمالی الطوسى : المجلس 8 الحديث 44 )

ص: 94


1- 6 - ورواه الطبري في أواخر الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 175 ط جديد ح 147 عن أبي علي بن الشيخ الطوسي، عن أبيه.

باب 7 - إطعام المؤمن وسقيه ، وكسوته ، وعيادته ، وقضاء دينه

(3776) 1- أبو جعفر الصدوق، عن علي بن أحمد عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني :

عن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر (علیهما السلام) (في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ وجلّ لموسى سی بن عمران )قال: «قال موسى إلهي ، فما جزاء من أطعم مسكيناً ابتغاء وجهك ؟

قال : یا موسی آمر منادياً ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق : إن فلان بن فلان من عتقاء الله من النار » الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه في باب فضائل موسى وهارون من كتاب النبوة (1).

(3777) 2- (2) حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن وهب بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنّة ، و من كساه من عُري كساه الله من استبرق وحرير، ومن سقاه الله شربة على عطش سقاه من الرحيق المختوم، ومن أعانه أو كشف كربته أظلّه الله في ظِلّ عرشه يوم لا ظل إلا ظله».

(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 16)

ص: 95


1- تقدّم في ج 2 ص 83 - 84 ح 5 .
2- 2 - ورواه الحميري في قرب الإسناد : ص 120 ح 422 عن الحسين بن علوان ، عن جعفر، عن أبيه ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، مع مغايرة.

(3778)3- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث ) قال: «من أطعم مؤمناً لقمة أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كساه الله من الاستبرق والحرير وصلّى عليه الملائكة مابقي من ذلك الثوب سلك».

( أمالي الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3779) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن : أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حماد [ بن عيسى الجهني ] عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله ) :

عن زين العابدين علي بن الحسين (علیهما السلام) قال: «من أطعم مؤمناً من جوعه (2) أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ومن كسا مؤمناً ثوباً كساه الله من الثياب الخضر ، ولا يزال في ضمان الله عزّ وجلّ ما دام عليه منه سلك».

(أمالی المفيد : المجلس 1 ، الحديث 5)

ص: 96


1- 4 - ورواه الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن : ص 63 باب ثواب من أطعم مؤمنا ... (7) ، ونحوه في ح 166 عن الصادق (علیه اسلام) . ورواه الصدوق فى ثواب الأعمال : ص 136 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، إلى قوله : «من الثياب الخضر». وقريباً منه في مصادقة الإخوان : ص 42 باب إطعام الإخوان : ح 1 عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ورواه الكليني في الكافي : 2 : 201 كتاب الإيمان والكفر باب إطعام المؤمن : ح 5 عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن حماد إلى قوله : «من الرحيق المختوم».
2- فى البحار : 74 : 98:384: من «جوع».

(3780) 5-(1)

أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد الله ، عن ه محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن محمّد بن زیاد :

عن أبي محمد الوابشي قال : ذكر أبو عبد الله (علیه السلام) أصحابنا فقال : «كيف صنيعك بهم» ؟

فقلت: والله ما أتغذّى ولا أتعشّى إلا ومعى منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر.

فقال: «فضلهم عليك - يا أبا محمّد - أكثر من فضلك عليهم ».

فقلت : جُعلتُ فداك، وكيف ذلك ؟ وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم مالي وأخدمهم خادمي؟ !

فقال : «إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير ، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك».

(أمالیالطوسي : المجلس 9 ، الحديث 11)

(3781) 6- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : أخبرنا حميد بن زياد الدهقان الكوفي قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل الأنباري قال : حدّثنا عبد الله بن جبلة، عن حميد بن جنادة العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیهم السلام):

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «من أفضل الأعمال عند الله عزّ وجلّ إيراد الأكباد الحارّة وإشباع الأكباد الجائعة، والذي نفس محمد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان و

ص: 97


1- 5-رواه الكليني في الكافي : 2 : 202 كتاب الإيمان والكفر باب إطعام المؤمن : ح 9 ، ونحوه في الحديث 8 بإسناده عن حسين بن نعيم الصحاف ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وروى الصدوق قريباً منه في باب إطعام الإخوان من مصادقة الإخوان : ص 44 ح 7 عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السلام).
2- 6 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 762 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 216.

أخوه أو قال : جاره المسلم جائع».

(أمالی الطوسى : المجلس 26 ، الحديث 16)

(3782) 7 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر العلوي العريضي الشيخ الصالح ب- «حرّان»، قال: حدّثنا جدّي الحسين بن إسحاق، عن أبيه ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه، عن جده ، عن علىّ (علیهم السلام)

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «يعيّر الله عزّ وجلّ عبداً من عباده يوم القيامة، فيقول : عبدي، ما منعك إذ مرضت أن تعودني ؟

فيقول : سبحانك ، أنت ربّ العباد لا تألم ولا تمرض !

فيقول : مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثم لتكلّفت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرحمان الرحيم».

(أمالی الطوسي : المجلس 30 ، الحديث 8)

(3783) 8- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسين بن موسى بن خلف الفقيه برأس عين ، قال : حدّثنا عبد الرحمان بن خالد الرقي القطان ، قال : حدّثنا زيد بن حباب قال : أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تعالى يقول : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني !

ص: 98


1- 8- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد : (517) ، ومسلم في صحيحه : 4 : 1990 / 2569 ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في إتحاف المهرة : 5: 261 على ما في هامش مسند أحمد، والبيهقي في الأسماء والصفات : ص 220 ، والمتقي في كنز العمال : 15 : 824 - 825 ح 43277 نقلاً عن مسلم . ورواه أحمد في المسند : 2: 404، والطبراني في المعجم الأوسط : ج 9 ص 330 ح 8717 من طريق أبي سعيد ، عن أبي هريرة . ، وأخرجه الديلمي في الفردوس : 5 : 344 ح 8113 .

قال : ياربّ ، كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟!

قال مرض فلان ،عبدي، ولو عدته لوجدتني عنده، واستسقيتك فلم تسقني !

قال : يارب ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟!

قال : استسقاك عبدي ،فلان، ولو سقيته لوجدت ذلك عندي، واستطعمتك فلم تطعمني !

قال : يا ربّ ، كيف وأنت ربّ العالمين ؟ !

قال : استطعمك ،عبدي، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي».

(أمالی الطوسي : المجلس 30، الحديث 9)

ص: 99

باب 8 -ثواب من عال أهل بيت من المسلمين

(3784) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو حامد محمد بن هارون بن حميد الحضرمي قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاع أبو عبد الله البصري قال : حدّثنا المنذر بن زياد الطائي قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام): أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : من عال أهل بيت من المسلمين يومهم و ليلتهم غفر الله له ذنوبه».

(أمالی الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 2)

باب 9 -ثواب من كفى لضرير حاجة

(3785) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال:

«من كفی ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النّار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يرجع».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

ص: 100


1- 1- ورواه ابن عساكر في ترجمة الحسن بن الحسن ( علیه السلام) (1320) من تاريخ دمشق : 13 : 61 . وأورده ورّام في مجموعته : 2 : 74 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 213 عن الحسين ( علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والإربلي في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كشف الغمّة في عنوان «من روى من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، نقلاً عن معالم العترة النیویة .

باب 10 -التراحم والتعاطف والتودّد والبر والصلة والإيثار والمواساة

أقول : تقدّم في الباب الأوّل والباب الرابع ما يرتبط بهذا الباب، فلاحظ ، وانظر أيضاً كتاب الإيمان والكفر : باب جوامع مكارم الأخلاق، وتقدّم أيضاً كثير مما يرتبط بهذا الباب في باب الحبّ في الله (19) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3786) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثني أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام):

أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ، ناداهم جلّ جلاله وتقدست أسماؤه : يا أهل معصيتي ، ، لولا من فيكم من المؤمنين المتحابّين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي ، والمستغفرين بالأسحار خوفاً مني، لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي».

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 11)

(3787) 2 - (2)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار،

ص: 101


1- 1 - ورواه أيضاً الصدوق في علل الشرائع : ص 522 باب 298 ح 3. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 292 في المجلس 36 .
2- 2 - تقدّم تخريجه في كتاب المعاد.

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن صباح الحذّاء، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام):

عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إذا كان يوم القيامة جمع الله الخلائق في صعيد واحد ( إلى أن قال ) : «ثمّ ينادي منادٍ من عند الله عزّ وجلّ، يُسمع آخرهم كما يُسمع أوّلهم، فيقول: أين جيران الله جلّ جلاله في داره؟ فيقوم عنق من الناس، فتستقبلهم زُمرة من الملائكة فيقولون لهم : ماذا كان عملكم في دار الدنيا فصرتم به اليوم جيران الله تعالى في داره ؟

فيقولون : كنا نتحابّ في الله عزّ وجلّ، ونتباذل في الله ، و نتوازر في الله

فينادي منادٍ من عند الله : صدق عبادي خلّوا سبيلهم لينطلقوا إلى جوار الله في الجنّة بغير حساب ».

قال: «فينطلقون إلى الجنة بغير حساب ».

ثم قال أبو جعفر : فهؤلاء جيران الله في داره، يخاف الناس ولا يخافون، و يُحاسب النّاس ولا يُحاسبون».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 12)

تقدم تمامه في الباب 5 من كتاب المعاد (1).

(3788) 3- (2) أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه أب أب (علیهم السلام) قال :

قال الصادق (علیه اسلام) «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا برّه ودعوته عليه إذا عقّه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ودعاؤه لمن انتصر منه ، ورجل مؤمن دعا لأخ له مؤمن واساه فينا ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة

ص: 102


1- تقدّم في ج 2 ص 398 - 400 ح 5.
2- 3 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 171 ، وابن فهد في الباب الثالث من عدة الداعي : ص 164 - 165 .

عليه واضطرار أخيه إليه».

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 81)

أقول : بهذا المعنى روايات عديدة أذكرها في كتاب الدعاء .

(3789)4- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي :

عن صفوان الجمال قال : دخل المعلى بن خنيس على أبي عبد الله (علیه السلام) يودّعه وقد أراد سفراً، فلما ودّعه قال : «يا معلّى ، اعزز بالله يعززك».

قال : بماذا يا ابن رسول الله ؟

قال: «يا معلّی ، خف الله تعالى يخف منك كلّ شيء، يا معلّي تحبّب إلى إخوانك بصلتهم فإنّ الله جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله عزّ وجلّ لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي.

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 55)

(3790)5 - (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني (رحمه الله ) سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «المؤمن غِرٌ كَريم، والفاجر خَبّ لئيم، وخير المؤمنين مَن كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمَن لا يَألف ولا يُؤلَف».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 37)

ص: 103


1- 5 - تقدم تخريجه في ج 6 باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3791) 6-(1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأودي قال : حدّثنا محمد بن سعيد قال : أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله عزّ وجلّ رحيم ، يحبّ كلّ رحيم».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 37)

(3792) 7 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر قال : حدّثنا محمّد بن صدقة ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أبيه علي أبي طالب (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تزال أمتي بخير ما تحابوا، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة ، وقروا الضيف، فإن لم يفعلوا ابتلوا بالسنين والجدب».

(أمالی الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 3)

(3793 – 3764) 8 - 9 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي » الحديث.

(أمالى المفيد : المجلس 8 ، الحديث 1)

وبإسناده عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) يقول : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر مثله .

(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسى : المجلس 4 ، الحديث 17

سيأتي تمامهما مسنداً في باب الغض عن عيوب الناس (21).

ص: 104


1- 6 - وروى الهندي في كنز العمال : 249:4 24 ح 10381 نقلاً عن ابن جرير، عن أبي صالح الحنفي مرسلاً قال : «إنّ الله رحيم يحبّ الرحيم، يضع رحمته على كلّ رحيم ».

(3795) 10 - :(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : - حدّثنا أبو علي محمد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن العلاء قال : حدّثنا أبو سعيد [ سهل بن زياد ] الآدمي قال: حدّثني عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل عن جميل بن درّاج

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البر بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك».

قلت : من غرر أصحابي ؟

قال: «هم البارون بالإخوان في العسر واليسر ». ثم قال: «أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله صاحب القليل فقال : «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ » (2).

( أمالي المفيد : المجلس 34 ، الحديث 9 )

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 7)

تقدّم ما يقرب منه في باب مدح قضاء حاجة المؤمنين والسعي فيها وتوقيرهم وذمّ ردّ حاجة المؤمنين مع إمكان قضائها (4) .

ص: 105


1- 10 - ورواه أيضاً في الفقيه : 2 : 33 / 134 . وأورده أبو محمد القمّي في كتاب الغايت المطبوع مع جامع الأحاديث : ص 215 إلى قوله (علیه السلام) : «في العسر واليسر، والفتّال في روضة الواعظين : ص 384 بتمامه . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 544 كتاب الإيمان والكفر ، باب السماحة والجود (41) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 8.
2- سورة الحشر : 59 : 9

باب 11 -من يستحق أن يرحم

(3796) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان وغيره:

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إني لأرحم ثلاثة وحق لهم أن يُرحموا عزيز قوم أصابته مذلّة بعد العزّ، وغني أصابته حاجة بعد الغنى، وعالم يستخف به أهله و الجهلة».

(أمالی الصدوق : المجلس 3 ، الحديث 8)

ص: 106


1- 1 - ورواه أيضاً في الخصال : ص 86 - 87 باب الثلاثة ح 18 عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . ورواه أيضاً في الفقيه : 4: 281 ح 13 من باب النوادر .

باب 12 -فضل الإحسان والفضل والمعروف ومن هو أهله

(3797) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال :

قال أبو جعفر (علیه السلام) : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وكلّ معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأوّل أهل الجنّة دخولاً إلى الجنّة أهل المعروف، وإنّ أوّل أهل النار دخولاً إلى النار أهل المنكر».

(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 6)

(3798) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا - محمّد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الخنيسي قال : حدّثنا منذر بن جيفر العبدي، عن الوصافي - واسمه عبيد الله بن الوليد -، عن أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام)، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :

ص: 107


1- 1 - ورواه أيضاً في الفقيه : 56:2 طبع مؤسسة النشر الإسلامي : ح 1687 باب فضل المعروف مقتصراً على الفقرة الأولى . ورواه علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 162 - 163 ، ح 66 ، ولاحظ تخريج الحديث التالي .
2- 2 - وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 7 ص 50 - 51 ح 6082 عن محمد بن بكر بن کُردان الحريري البصري عن محمد بن يحيى الحبشي الكوفي ، عن منذر بن جيفر العبدي. وعنه الهندي في كنز العمّال : 6: 343 / 15966 . ورواه محمد بن محمد بن محمد بن الأشعث في الأشعثيات : ص 188 من طريق موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن علي (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، مع مغايرة . وله شاهد من حديث أبي أمامة رواه الطبراني في المعجم الكبير : 8: 261 ، ح8014 و8015. ومن حديث معاوية بن حيدة ، رواه الديلمي في فردوس الأخبار : 2 : 3585/554 . وروى الطبراني في المعجم الأوسط : 8: 373/ 7757 من طريق الباقر (علیه السلام)، عن عبد الله بن جعفر ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الصدقة تطفئ غضب الرب ». ورواه الطوسي في الحديث 33 من الباب 29« باب من الزيادات في الزكاة »من كتاب الزكاة من تهذيب الأحكام: 105:4 299 بإسناده عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والسيد أبو طالب في أماليه : ص 260 باب 22 « في الزكاة والصدقة» بإسناده عن زيد بن علي، ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : 1: 143 باب 296 ح 1 من طريق أبي أسامة، عن الصادق ، عن الإمام السجاد (علیهما السلام)، وفي ح 297 من طريق عمر بن يزيد ، عن الصادق (علیه السلام) . وقوله : «أهل المعروف ... وأهل المنكر ...» رواه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 1 ص 135 ح 156 وج 5 ص 489 - 490 ح 4928 من طريق أبي هريرة ، وفي المعجم الكبير : ج 11 ح 11078 و 11460 وج 18 ص 375 - 376 ح 960 من طريق ابن عبّاس . ورواه الصدوق في باب فضل المعروف من الفقيه : 2 : 55-56 ح 1680 و 1681 مقتصراً على ما ورد في أهل المعروف. وقوله : «كلّ معروف صدقة» مع فقرات أخرى رواه أيضاً الصدوق في الفقيه : ح 1682 عن الصادق (علیه السلام) ، والبيهقي في شعب الإيمان : 3: 205/ 3330 من طريق حذيفة، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والحرّاني في تحف العقول: ص 380 عن الصادق (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً تُطفئ غضب الربّ ، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكلّ معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة وأوّل من يدخل الجنّة أهل المعروف».

(أمالی الطوسي : المجلس 27، الحديث 6)

ص: 108

(3799) 3- (1) أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال :

قال أبو عبد الله (علیه السلام): «أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، لأنهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 57)

(3800 )4-(2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب أبو علي المالكي قال : حدّثنا أحمد بن هلال الكرخي قال : حدّثنا زياد يعني ابن مروان القندي قال : حدّثني الجرّاح بن مليح، عن أبي إسحاق، عن على (علیه السلام) :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «كلّ معروف صدقة إلى غنيّ أو فقير، فتصدقوا ولو بشقّ تمرة، واتقوا النار ولو بشق تمرة، فإنّ الله عزّ وجلّ يُربّيها لصاحبها كما يُربي أحدكم

ص: 109


1- 3-وروى نحوه الصدوق في باب ثواب المعروف (410) من ثواب الأعمال : ص 182 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه ، رفعه عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ولاحظ تخريج الحديث المتقدم.
2- 4- لذيل الحديث شاهد من حديث الإمام الصادق (علیه السلام) ، رواه الكليني في الكافي : 4 : 47 ، كتاب الزكاة باب النوادر : ح 6 وعنه الطوسي في كتاب الزكاة من التهذيب : 4 : 109 - 110 / 317 ح 51 من باب الزيادات في الزكاة (29). ورواه المفيد في المجلس 42 من الأمالي : ح 7 والطوسي في المجلس 5 من الأمالي : ح 8 وقد تقدّم روايتهما في ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة ، ويأتي في الباب الأول من أبواب الصدقة من كتاب الزكاة .

فلوه (1) أو فصيله حتى يوفّيه إياها يوم القيامة ، وحتى تكون أعظم من الجبل العظيم».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 29)

(3801) 5 - (2) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الطالقاني قال : حدّثنا أبوبكر محمد بن القاسم الأنباري قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري قال : حدّثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي قال :

يُروى أن رجلاً جاء إلى علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال : يا أمير المؤمنين، إنّ لي إليك حاجة .

فقال: «اكتبها في الأرض، فإني أرى الضر فيك بيّنا».

فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج .

فقال علي (علیه السلام):« يا قنبر، اكسه حلّتين».

فأنشأ الرجل يقول :

كَسَوتني حلة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حُللا

إن نلت حُسن ثنائي نلت مكرمة *** ولست تبقى بما قد نلته بدلا

إن الثناء ليُحيي ذكر صاحبه ***كالغيث يُحيي نداه السهل والجبلا

لا تزهد الدهر في عُرف بدأت به *** فكلّ عبدٍ سيُجزى بالّذي فعلا

فقال علي (علیه السلام) : «أعطوه مئة دينار».

ص: 110


1- لفلو، والقُلُوّ: الجَحش - وهو ولد الحمار ، أو المُهر - وهو أوّل ما ينتج من ينتج من الخيل و الحُمُر الأهليّة وغيرها - يُفطم أو يبلغ السَنَة .
2- 5- ورواه - مع مغايرة جزئية - علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 174 - 175 ، ح 78 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) وقريباً من ذيله رواه الآمدي في حرف العين من غرر الحكم : 4: 343 ح6276 وفيه: « عجبتُ لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، كيف لا يشتري الأحرار بإحسانه فيسترقّهم».

فقيل له : يا أمير المؤمنين ، لقد أغنيته .

فقال : إني سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أنزلوا النّاس منازلهم».

ثم قال علي(علیه السلام) : « إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم، ولا يشترون الأحرار بمعروفهم».

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 10)

(3802) 6 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي قال : حدّثنا عبدالله بن مطيع قال: حدّثنا خالد بن عبدالله ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطية :

عن كعب الأحبار قال : مكتوب في التوراة :« من صنع معروفاً إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه ».

(أمالیالمفيد : المجلس 16 ، الحديث 7)

(3803) 7 - (1) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في خطبته : «ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة : العفو عمّن ظلمك ، وأن تصل من قطعك، والإحسان إلى مَن أساء إليك، وإعطاء من حرمك ، وفي التباغض الحالقة ، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين» (2)

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 2)

ص: 111


1- 7 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 107 باب العفو : ح 1 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان إلى قوله : «وإعطاء من حرمك». وأورد الحرّانى نحوه في تحف العقول: ص 45 .
2- الخلائق : جمع الخليقة وهي الطبيعة ، والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة في النفس والحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل الدين كما تستأصل الموسي الشعر.

(3804) 8- وبإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه (علیهما السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يا بُنيّ بالصلاة عند وقتها، ( إلى أن قال:) وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود و أصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9 )

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) ، وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).

(3805) 9- أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري (رحمه الله ) قال : حدّثني خالي أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز الفرشي قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال رسول الله :(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

يقول الله تعالى: «المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن، فإن قبلها مني فبرحمتي ومَنِّي، وإن ردّها عَلَى (2) فبذنبه حرمها ومنه لا مني، وأيّما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان، وحسنت خلقه ولم أبتله بالبخل فإني أريد به خيراً».

(أمالی المفيد : المجلس 31، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 30)

(3806) 10 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى

ص: 112


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4.
2- كلمة « عَلَى» غير موجودة في أمالي الطوسي .

الفحّام السامري قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال : حدّثنا الإمام علي بن محمد العسكري، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) واحداً واحداً قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « خمس تذهب ضياعاً : سراج تقده في الشمس ، الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة ، المطر يضيع والأرض لا ينتفع بها، وطعام يحكمه طاهيه يقدّم إلى شبعان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء تزفٌ إلى عنّين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 1)

(3807)11- (1) وبإسناده عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) أنه قال لسفيان الثوري: «يا سفيان، إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث : تعجيله، وستره ، وتصغيره ، فإنّك إذا عجّلته هنأته، وإذا سترته أتممته، و إذا صغرته عظم عند من تسديه إليه » الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 17)

سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(1808) 12- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر القيسي الفقيه بأسوان، حدّثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر

ص: 113


1- 11 - هذه الفقرة من الرواية رواها أبو نعيم في الحلية : 3: 198 ، والزمخشري في ربيع الأبرار: 3: 178 و 4 : 320 ، وابن الجوزي في المنتظم: 8 : 111 ، وابن خلكان في وفيات الأعيان: 471:1 ، والذهبي في السير : 6 : 263 ، وابن طلحة في مطالب السؤول : 2 : 57
2- 12 - ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 178 . وورد أيضاً من طريق جابر ، رواه الهندي في كنز العمال : 6 : 401 / 16256 نقلاً عن المعجم الأوسط للطبراني.

بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أبي، عن جدي إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر قال : سمعت أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي (علیهم السلام) قال :

سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «استتمام المعروف أفضل من ابتدائه».

(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 9)

(3809)13 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: حدّثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام بن سهيل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة:

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال للمفضّل بن عمر : «يا مفضّل ، إذا أردت أن تعلم أشقيّاً الرجل أم سعيداً ، فانظر برّه ومعروفه إلى من يصنعه ، فإن صنعه إلى من هو أهله فاعلم أنّه إلى خير يصير ، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنّه ليس عند الله خير».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 22)

ص: 114

باب 13 -العشرة مع اليتامى ، وأكل أموالهم ، وثواب إيوائهم ، والرحم عليهم ، وعقاب إيذائهم

(3810) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رضی الله عنه) قال: حدّثنا أبي قال: حدّثني محمّد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن علي بن ميمون الصائغ قال :

سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «من أراد أن يُدخِله الله عزّ وجلّ في رحمته (2) ويُسكنه جنّته، فليحسن خُلقه، وليُعطِ النَّصَفة من نفسه وليرحم اليتيم ، و ليُعِن الضعيف ، وليتواضع الله الّذي خَلَقَه» .

(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 15)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 25)

(3811) 2- (3) حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال : حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن علي الكوفي، عن شريف بن سابق التفليسي، عن إبراهيم بن محمّد، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

ص: 115


1- 1 - وأورده الفتّال في المجلس 58 من روضة الواعظين : ص 377
2- في رحمته» غير موجود في أمالي الطوسي . 2
3- 2-ورواه الكليني في الكافي : 6: 3 – 4/12 بإسناده عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر مثله مع زيادة في آخره . وأورده الفتّال في عنوان «مجلس في ذكر المال والولد (75) من روضة الواعظين : ص 429 وابن فهد في الباب الثاني من عدة الداعي : ص 104 -105 عن الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبد الله (علیه السلام)

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مر عیسی بن مریم (علیهما السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يا ربّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذَّب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله، إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وأوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه».

(أمالی الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 8)

(3812)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (علیهما السلام) (في حديث ) قال: «أربع من كُنّ فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غُرَف فوق غُرَف، في محلّ الشرف (1) كل الشرف : من أوى اليتيم ونظر له فكان له أباً، ومَن رحم الضعيف وأعانه وكفاه» الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 21، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 21)

تقدّم إسناده في الباب الأول من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار، وتمامه في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام.

(3813) 4 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن محمّد بن مهدي قال: حدّثنا

ص: 116


1- في أمالي الطوسي : «في غرف في محلّ الشرف».
2- 4 - وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي ذرّ من الطبقات الكبرى : ج 4 ص 231 ، وأحمد في سند أبي ذرّ : من مسنده : 5 : 180 ، ومسلم في كتاب الإمارة من صحيحه : ج 3 ص 1457 - 1458 : الباب 4 الحديث 1826 ، والبيهقي في شعب الإيمان : ج 6 ص 45 ح 7454، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 66 : 219 وفي مختصره - لابن منظور : ج 27 ص 312 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 172 .

أبوعلي بشر بن موسى بن صالح الأسدي قال : حدّثنا أبو عبد الرحمان المقرئ قال : حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه :

عن أبي ذرّ : أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال [له] : «يا أباذرّ ، إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي، إنّي أراك ضعيفاً، فلا تؤمرنّ على اثنين، ولا تولّين مال يتيم»(1).

( أمالي الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85 )

(3814) 5 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمر و المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمّد، عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «من عال يتيماً حتى يبلغ أشده، أوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنّة، كما أوجب لأكل مال اليتيم النّار».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 63)

ص: 117


1- في نسخة : مال اليتيم.

باب 14 -نصر الضعفاء والمظلومين وإغاثتهم ، وتفريج كرب المؤمنين

أقول : تقدّم في الباب السابق، وباب مدح قضاء حاجة المؤمنين (4) ما يرتبط بهذا الباب فلاحظ (1).

(3815) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال: «ألا ومَن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص » (2) .

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

(3816) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن النعمان قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمّد التمار قال : حدّثني محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبي، عن الحسين بن سليمان الزاهد قال : سمعت أبا جعفر الطائي الواعظ يقول :

سمعت وهب بن منبه يقول : قرأت في زبور داوود أسطراً، منها ما حفظت

ص: 118


1- لاحظ الحديث 1 و 3 من الباب السابق ، والحديث 2 من الباب 4 .
2- المَغص والمَغَص : وجع في الأمعاء والتواء فيها .
3- 2 - وقريباً من هذه الفقرة رواه الحميري في قرب الإسناد : ص 119 ح 417 عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه . ورواه الصدوق (قُدِّسَ سِرُّهُ) في الباب 282 من ثواب الأعمال ص 134 - 135 ، وفي باب « معنى الحسنة التي تدخل العبد الجنّة » من معاني الأخبار : ص 374 ، وفي الباب 28 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : ج 1 ص279 ح 84 عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم، عن أبیه عن داوود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا [ عن أبيه ] ، عن الصادق (علیهم اسلام) .

ومنها ما نسيت، فما حفظت قوله (إلى أن قال ): «يا داوود، اسمع مني ما أقول والحق أقول : من أتاني بحسنة واحدة أدخلته الجنّة».

قال داوود یا ربّ ما هذه الحسنة ؟

قال: «من فرج عن عبد مسلم ».

فقال داوود : إلهي كذلك لا ينبغي لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 16)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (1) .

(3817)3 - (2) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون بن حميد الحضرمي قال : حدّثنا محمّد بن صالح بن النطاع أبو عبد الله البصري قال : حدّثنا المنذر بن زياد الطائي قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «من أجرى الله على يده فرجاً المسلم فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة».

(أمالی الطوسي : المجلس 25 ، الحديث 1)

ص: 119


1- تقدّم في ج 2 ص 113 - 114 ح
2- 3 - ورواه الخطيب في ترجمة إبراهيم بن محمد أبي طاهر العلوي من تاريخ بغداد : 4: 174، والتنوخي في الفرج بعد الشدّة : ص 28 ، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن الحسن بن الحسن ( علیه السلام) من تاريخ دمشق : 27 : 365 ، وابن العديم في ترجمة الحسن بن الحسن من بغية الطلب : 5 : 2316 . وأورده ورّام في مجموعته : 2 : 74 والديلمي في أعلام الدين : ص 213 عن الحسين (علیه السلام). عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والإربلي في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من كشف الغمة في عنوان «من روى من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب الله (علیهما السلام) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، نقلا عن معالم العترة النبوية .

باب 15 -آداب معاشرة أصحاب العاهات المسرية

(3818) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال ): وكره أن يكلّم الرجل مجذوماً إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع ».

وقال: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب النواهي .

ص: 120


1- 1 - ورواه أيضاً في الخصال : ص 520 أبواب العشرين وما فوقه ح 9 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم . والفقرة الأخيرة من الحديث أخرجها الهندي في كنز العمّال : ج 10 ص 56 رقم 28340 نقلاً عن ابن جرير، عن أبي هريرة . وفي ص 54 ح 28331 نقلاً عن البخاري في التاريخ من طريق أبي هريرة : «اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد». وفي ح 28333 نقلاً عن ابن سعد، من طريق عبد الله بن جعفر : «اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السبع ».

(3819) 2 - (1) أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي أسامة :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) ( في حديث يذكر فيه سيرة على بن الحسين (علیهما السلام) ) قال : «ولقد مرّ بمجذومين، فسلّم عليهم وهم يأكلون، فمضى ثم قال : إنّ الله لا يحبّ المتكبرين. فرجع إليهم فقال : إني صائم. وقال : ايتوني بهم في المنزل».

قال: «فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم».

(أمالی الطوسى : المجلس 36 ، الحديث 26)

تقدّم تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجاد (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2) .

ص: 121


1- 2 - وقريباً منه منه رواه الكليني في الكافي : ج 2 ص 123 ح 8 من باب التواضع عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وأورده ابن شهر آشوب في ترجمة الإمام السجاد (علیه السلام) من المناقب : 4 : 177 في عنوان «فصل في كرمه وصبره و بكائه (علیه السلام) » نقلاً عن الكافي ونزهة الأبصار عن أبي مهدي . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 191.
2- تقدّم في ج 6 ص 294 - 296 ح 6 .

باب 16 -من ينفع الناس

(3820) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال

: أصلح النّاس أصلحهم للنّاس، وخير النّاس من انتفع به الناس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

باب 17 -الإنصاف والعدل

(3821) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أعدل الناس من رضي للنّاس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه في كتاب الروضة.

(3822) 2 - (2) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن

ص: 122


1- باب 16-1 - والفقرة الثانية من الحديث رواها الهندي في كنز العمال : 16 : 128 ح 44154 نقلا عن السيوطي بإسناده إلى خالد بن الوليد ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في حديث طويل . وفي غرر الحكم للأمدي : 3 : 430 : «خير الناس من نفع الناس». وانظر سائر تخريجاته في كتاب الروضة .
2- باب 17- 2- ورواه أيضاً في الخصال : ص 81 باب الثلاثة : ح 5 عن الحسم بن أحمد بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن البرقي. وأورد أبو محمد القمّي الفقرة الأولى من الحديث في كتاب الغايات المطبوع مع جامع الأحاديث : ص 199

أبي عبد الله البرقي عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن مسلم :

عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : « ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله عزّ وجلّ يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب : رجل لم تَدَعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الأخر بشعيرة (1) ، ورجل قال الحق فيما عليه وله ».

(أمالی الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 6)

(3823) 3- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين قال :« يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وأتِ إلى النّاس ما تحبّ أن يؤتى إليك ».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة.

( 3824) 4 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري قال : حدّثنا عبد الرحمان بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس:

ص: 123


1- في نسخة من الخصال: «بشعرة».
2- 2 - تقدّم تخريجه في كتاب النبوة : 2 :32/8

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال: «أوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم (علیه السلام) : يا آدم إنّي أجمع لك الخير كله في أربع كلمات واحدة منهن لي، وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس، فأما التي لي: فتعبدني ولا تشرك بي ، وأما التي لك : فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأمّا التي بيني وبينك : فعليك الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي فيما بينك وبين الناس : فترضى للنّاس ما ترضى لنفسك ».

(أمالی الصدوق : المجلس 89 ، الحديث 1)

(3825) 5 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن أبيه أمير المؤمنين (علیه السلام) (في وصيّته لما حضرته الوفاة ) قال : «أوصيك بالعدل في الرضا والغضب».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1) .

(3826) 6 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)- في كتابه إلى محمد بن أبي بكر لما ولاه مصر- قال: «أحبّ للعامة رعيّتك ما تحب لنفسك وأهل بيتك، واكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك ، فإنّ ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعيّة».

(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .

ص: 124


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .

(3827) 7 - أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة بن أعين :

[عن الحسن البزاز ] (1) ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه» ؟

قلت : بلی.

قال: «إنصاف الناس من نفسك، ومواساة أخيك، وذكر الله في كلّ حال » الحديث .

(أمالی المفيد : المجلس 10 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

(3828) 8- حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن [الحسن بن علي بن فضال ] ، عن علي بن عقبة ، عن جارود بن المنذر قال:

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «أشدّ الأعمال ثلاثة : إنصافك النّاس (3) من نفسك حتى لا ترضى لها بشيء منهم (4) إلّا رضيت لهم منها مثله (5) ، ومؤاساتك الأخ في المال، وذكر الله على كل حال » الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 23)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمّد بن أحمد بن زكريّا، عن الحسن بن علي بن

ص: 125


1- ما بين المعقوفين موافق للبحار عن الأمالي ، ولرواية الكافي.
2- تقدّم في ج 6 ص 336 - 337 - 23 .
3- في أمالي الطوسي : «إنصاف النّاس».
4- كلمة «منهم» غير موجودة في أمالي الطوسي والكافي .
5- في أمالي الطوسي :« رضيت لهم بمثله».

فضّال، مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش .

(أمالی الطوسي : المجلس 37 ، الحديث 25)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(3829) 9- (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي (رحمه الله ) قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله قال : حدّثنا جدّي أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: قال: «ألا أخبرك (3) بأشدّ ما افترض الله على خلقه ؟ إنصاف الناس من أنفسهم، ومواساة الإخوان في الله عزّ وجلّ، وذكر الله على كل حال ، فإن عرضت له طاعة الله عمل بها، وإن عرضت له معصية له تركها».

(أمالی المفيد : المجلس 38 الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 44 )

(3830) 10 - أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم:

عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال لي: «ألا أخبرك بأشدّ ما فرض الله على خلقه» ؟

قال : قلت : نعم .

ص: 126


1- تقدّم في ج 6 ص 337 ح 24
2- 9 - تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : 6 : 25/338 .
3- في أمالي الطوسي : «أخبركم» .

قال: «إنّ من أشدّ ما فرض الله على خلقه إنصافك الناس عن نفسك، ومواساتك أخاك المسلم في مالك ، وذكر الله كثيراً» الحديث .

(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 37 )

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .

(3831) 11 - (1) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني قال : حدّثنا أحمد بن عبد المنعم الصيداوي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ، عن أبيه أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن علي (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «سيّد الأعمال ثلاثة : إنصاف النّاس من نفسك، ومواساة الأخ في الله ، وذكر الله على كل حال ».

(أمالی الطوسي : المجلس 23 ، الحديث 6)

(3832) 12- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني محمد بن الحسن النقاش المقرئ قال : حدّثنا الكجّي إبراهيم بن عبد الله قال: حدّثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال :

سمعت سيدنا الصادق (علیه السلام) يقول : « ليس من الإنصاف مطالبة الإخوان بالإنصاف ».

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 77 )

(3833) 13 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في وصيّته إلى أبي أيوب الأنصاري ) قال: «أحبّ لأخيك ما تحب لنفسك»

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18 )

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

ص: 127


1- 11 - تقدّم تخريجه في ج 6 باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .

(3834) 14 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن محمود ابن بنت الأشجّ الكندي بأسوان، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن هشام الناشري الكوفي قال : حدّثنا الحسن بن علي بن فضّال قال : حدّثنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفيّة قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي (علیهما السلام)، عن آبائه (علیهم السلام) .

قال عاصم : وحدّثني أبو حمزة، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين، عن أبيه (علیهما السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ثلاث خصال مَن كُنّ فيه استكمل خصال الإيمان : الذي إذا رضي لم يُدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يُخرجه الغضب من الحق ، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له».

(أمالی الطوسي : المجلس 27 ، الحديث 5)

ص: 128


1- 14 - وورد نحوه عن الإمام الصادق (علیه السلام) ، أورده الحرّاني في تحف العقول: ص 324 . وانظر سائر تخريجاته في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من أبواب الإيمان والإسلام : ج 6 ص 217 ح 26 .

باب 18 -الهدیة

( 3835) 1 - :(1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عمرعبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن عطاء بن أبي رباح

عن جابر بن عبد الله أنه قال : «هدية الأمراء غُلول».

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 17 )

(3836) 2 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله : «يا أبا قتادة، أتتهادون» ؟

قال : نعم يا ابن رسول الله .

ص: 129


1- 1 - ورواه الديلمي في الفردوس : 5 : 65 ح 7195 وفيه: «هدايا ...»، والهندي في كنز العمال : 6: 115 ح 15085 نقلاً عن ابن جرير عن جابر وفيه: «هدية الأمير غلول»، وفي ح 15083 نقلاً عن أبي سعيد النقاش في كتاب القضاة عن أبي حميد الساعدي، وعن أبي سعيد عن أبي هريرة الرافعي عن جابر وفيه: «هدايا الأمراء غلول». قال ابن الأثير في مادة «غلل» من النهاية : قد تكرر ذكر الغلول في الحديث ، وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة ، يقال : غَلّ في المغنم يغلّ غلولاً فهو غال ، وكلّ من خان في شيء خفية فقد غَلّ، وسميت غلولاً لأن الأيدي فيها مغلولة، أي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو الحديدة الّتي تَجمَع يَدَ الأسير إلى عنقه ، ويقال لها : «جامعة» أيضاً .

قال: «فاستديموا الهدايا بردّ الظروف (1) إلى أهلها».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 52)

(3837) 3- (2) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الموصلي الدقّاق بالموصل، قال: حدّثنا علي بن الحسن العبدي قال : حدّثنا الحسن بن بشر قال : حدّثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن شقيق [ بن سلمة ] أبي [ وائل ] ، عن عبد الله (3) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أجيبوا الداعي، وعودوا المريض، واقبلوا الهدية، ولا تظلموا المسلمين».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 3)

ص: 130


1- كذا في البحار والطبعة الحجرية من الأمالي ، وفي بعض النسخ : «المزيد» .
2- 3 - وقريباً منه رواه أحمد في مسند عبد الله بن مسعود من مسنده : 404:1 - 405 عن محمّد بن سابق عن إسرائيل، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أجيبوا الداعي ، ولا ترُدّوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين». وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (157) عن محمد بن سابق بهذا الإسناد ، والبزار (1243) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار : 4 : 148 ، والشاشي : (590 و 591) ، والطبراني في المعجم الكبير : ج 10 ص 197 ح 10444 من طريق أبي غسان النهدي ، عن إسرائيل . وأخرجه ابن أبي شيبة : 6: 555 ، والبزار (1243) ، وأبو يعلى : (5412) ، والشاشي : (579) ، وابن حبّان : (5603) من طريق عمر بن عبيد الطنافسي ، عن الأعمش. وأخرج الهندي في كنز العمال : ج 15 ص 867 ح 3451 نقلاً عن الطبراني عن أبي موسى« : اجيبوا الداعي، وعودوا المريض، وأطعموا الجائع ، وفكوا العاني ».
3- هذا هو الصحيح الموافق لسائر المصادر، ولترجمة شقيق وفي النسخ تصحيف حيث ورد فيه :« شقيق ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، فإن شقيق توفي سنة 82، وولد أبو عبد الله (علیه السلام) سنة 80 ، فلا يصح روايته عنه، فعلى هذا سقط بين كلمتي «أبي» و «عبد الله» كلمة «وائل»، لأنّ شقيق يكنى بأبي وائل ، وقدّم كلمة «عن» على أبي ، وعلى هذا يكون « علیه السلام» من زيادة النساخ .

باب 19 -الماعون

(3838) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال: «نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يمنع أحد الماعون (1) ، وقال : من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

ص: 131


1- الماعون : اسم جامع لمنافع البيت كالقدر والقصعة ونحو ذلك مما جرت العادة بإعارته ، وفي التنزيل العزيز: «الَّذِينَ هُم يُراعُونَ * وَيَمْنَعُونَ الماعُونَ» [سورة الماعون : 6:107 - 7 ] . (المعجم الوسيط). وقال الطبرسي : اختلف فيه، فقيل : هي الزكاة المفروضة ، عن علي وابن عمر والحسن وقتادة والضحاك وروي ذلك عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وقيل : هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس والقدر وما يمنع كالماء والملح ، عن ابن مسعود وابن عبّاس وسعيد بن جبير و روي ذلك مرفوعاً. وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة». قال: فقلت : إن لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه، أفعلينا جناح أن نمنعهم ؟ فقال : لا ، ليس عليك جناح أن تمنعهم إذا كانوا كذلك». وقيل : هو المعروف كلّه ، عن الكلبي (مجمع البيان: 10 : 834 في تفسير سورة الماعون).

باب 20 -إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحه ، والدلالة على الطريق

(3839)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «مر عيسى بن - مريم بقبر يعذب صاحبه، ثم مرّ به من قابل فإذا هو ليس يعذّب ، فقال : يا ربِّ مررت بهذا القبر عام أوّل فكان صاحبه يعذّب ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذّب ؟! فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا روح الله ، إنّه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقاً وآوى يتيماً فغفرت له بما عمل ابنه».

(أمالی الصدوق : المجلس 77 ، الحديث 8)

تقدّم إسناده في باب العشرة مع اليتامى (13) .

(3840) 2 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربع مئة آية، كلّ حرف منها بعشر حسنات».

(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3841)3 - وبإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام)( في حديث يذكر فيه سيرة علي بن الحسين (علیهما السلام)) قال : «ولقد كان يمرّ على المدرة في وسط الطريق، فينزل عن دابته ينحيها بيده عن الطريق».

(أمالی الطوسي : المجلس 36، الحديث 26)

تقدّم إسناده في باب آداب معاشرة أصحاب العاهات المسرية (15) ، وتمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام السجاد من كتاب الإمامة (1).

ص: 132


1- تقدّم في ج 6 ص 294 - 296 ح 6 .

باب 21 -الغض عن عيوب الناس

أقول : سيأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب تتبع عيوب النّاس (42) فلاحظ .

(3842) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر من النّاس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)

(3843) 2 - (1) أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدّثني جدي محمد بن سليمان قال : حدّثنا محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) يقول :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه، و أن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)

ص: 133


1- 1 و 2 - تقدّم تخريجها في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 1 ص 598 - 599 ح 5 وص 599 ح 6 .

باب 22 -الرفق واللين ، وكفّ الأذى

(3844)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: ««أعقل النّاس أشدّهم مداراة للناس».

وقال: «أذلّ النّاس من أهان النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3845) 2 - أخبرنا علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني:

عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ و جل لموسى بن عمران ) قال : « قال موسى (علیه السلام): إلهى، فما جزاء من كفّ أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم ؟

قال : یا موسی، تناديه النّار يوم القيامة : لا سبيل لي عليك » الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 8)

تقدّم تمامه في كتاب النبوة (1) .

(3846 ) 3 - (2) حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن مسكان عن الصادق جعفر بن

ص: 134


1- تقدّم في ج 2 ص 83 - 84 ح 5 .
2- 3- تقدم تخريجه في باب حسن الخلق (42) من أبواب مكارم الأخلاق : ج 6 ص 551 ح 8.

محمّد، عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً »؟

قالوا بلى يا رسول الله .

قال: «الهيّن القريب، الليّن السهل».

(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 5)

(3847) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبوعمر عبدالواحد بن محمد بن عبد الله بن محمّد بن مهدي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال : حدّثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن الحسن ، عن جابر قال :

قيل: يا رسول الله ، أي الإسلام أفضل ؟ قال : «من سلم المسلمون من لسانه ويده ».

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 44)

(3848) 5 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا

ص: 135


1- 4-ورواه أحمد بن حنبل في مسنده : 3: 391 بإسناده عن أبي الزبير ، عن جابر ، مع فقرات أخرى. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو : مسند أحمد بن حنبل : 2 : 191 . ومن حديث عمرو بن عنبسة : مسند أحمد : 4 : 385 ، وشعب الإيمان للبيهقي : 6 : 242 ح 8015 باب حسن الخلق (57) . ومن حديث عمير بن قتادة الليثي : المعجم الكبير للطبراني : 17 : 48 ح 105 . ومن حديث واثلة بن الأسقع : المعجم الكبير للطبراني : 22 : 79 ح 193، مسند أبي يعلى : 13 : 478 /7492.
2- 5 - تقدّم تخريجه في كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 68 - 69 ح 5 .

أبو صالح محمّد بن صالح بن فيض العجلي الساوي قال : حدّثني أبي قال: حدّثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : حدّثنا محمد بن علي الرضا عن آبائه (علیهم السلام) ، عن محمد بن علي أبي جعفر، علي أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال :

قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أمرني ربي بمداراة النّاس، كما أمرني بإقامة الفرائض».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 19)

(3849)6 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل عن الفضل بن محمد البيهقي، عن هارون بن عمرو المجاشعي، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله (علیه السلام) .

قال المجاشعي : وحدّثني الرضا علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده، عن آبائه، عن أمير المؤمنين(علیهم السلام) :

أن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «إنا أمرنا معاشر الأنبياء بمداراة النّاس كما أمرنا بإقامة الفرائض ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 58)

ص: 136

باب 23 -النصيحة للمسلمين

(3850) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق (علیه اسلام) قال : «من رأى أخاه على أمرٍ يكرهه فلم يرُدَّه عنه وهو يقدر عليه فقد خانه» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب من لا ينبغي مجالسته ومصادقته (4) .

(3851) 2 - (1)أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان :قال أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن إسماعيل بن ماهان قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجى قال : حدّثنا بندار بن عبدالرحمان قال : حدّثنا سفيان، عن سهل بن الجرّاح (2) عن عطاء بن يزيد [الليثي ]، عن تميم الداري قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الدين نصيحة».

قيل : لمن يا رسول الله ؟

قال: «الله و لرسوله ،ولكتابه وللأئمة في الدين، ولجماعة المسلمين».

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 34 )

(3852) 3 - (3)أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني إبراهيم بن حفص بن

ص: 137


1- 2 - تقدّم تخريجه في كتاب الإمامة ج 3 ص 243 - 244 باب 2 ح 1 .
2- كذا في الأمالي، ولم أجد له ترجمة بهذا العنوان، وفي سائر المصادر : سهيل بن أبي صالح السمّان.
3- 3 - تقدّم تخريجه في باب الحلم (46) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 578 ح 27 .

عمر العسكري بالمصيصة ، قال : حدّثنا عبيد بن الهيثم الأنماطي بحلب قال : حدّثنا الحسين بن علوان الكاتب قال : سمعت جعفر بن محمد (علیهما السلام) يحدث عن آبائه (علیهم السلام) :

عن علي (علیه السلام) قال : «ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة : شريف من وضيع، وحليم من سفيه، ومؤمن من فاجر».

(أمالی الطوسي : المجلس 29 ، الحديث 6)

ص: 138

باب 24 -الأدب ومن عرف قدره

(3853) 1 -(1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : « خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مُستَمتَع».

قيل : وما هنّ يا ابن رسول الله ؟

قال : «الدين، والعقل، والحياء ، وحُسن الخلق ، وحسن الأدب ». الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )

تقدّم إسناده في باب من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته (3)، وتمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

(3854) 2 - (3) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خطبة له (علیه السلام)) قال : «لا حسب أبلغ من الأدب ».

(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9 )

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة

(3855) 3- (4) وبإسناده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا، عن أبيه عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال : «ما هلك امرؤ عرف

ص: 139


1- 1 - وفي الخصال : ص 298 باب الخمسة ح 69 : «الحرية» بدل «الحياء».
2- تقدّم في ج 6 ص 329 ح 11 .
3- 2 - وقريباً منه أورده الأمدي في غرر الحكم : 6 : 378 / 10666 وفيه : «لا حسب أرفع من الأدب»، وفي 350 / 10462:« لا حسب كالأدب». وفي 2 : 3369/476 : «أكرم حسب حسن الأدب» ، وفي : 2 : 390 / 2949 : «أشرف حسب حسن أدب» .
4- 3-ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 59:2 باب 31 ح 204 ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 278 باب النوادر ، وفيه: «لن يهلك امرئ عرف قدره» . ورواه أيضاً في الخصال : ص 420 باب التسعة ح 14 بإسناده عن الشعبي قال : تكلّم أمير المؤمنين (علیه السلام) بتسع كلمات ارتجلهنّ ارتجالاً فقأن عيون البلاغة، وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنّ ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الأدب ... وأمّا اللاتي في الحكمة فقال : « قيمة كلّ امرئ ما يحسنه ، وما هلك امرؤ عرف قدره، والمرء مخبوء تحت لسانه ». ورواه الخوارزمي في الفصل 24 - في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه - من المناقب : ص 375 ح 395 في المئة كلمة المنقولة من طريق الجاحظ وفي قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 149 : « هلك امرؤ لم يعرف قدره». وفي غرر الحكم : 6: 62 : «ما هلك من عرف قدره» .

قدره » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3856) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال : «كفی بك أدباً لنفسك تركك ماكرهته من غيرك».

(أمالی المفيد : المجلس 39 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «كفی بك أدباً تركك ... ».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29 )

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 140


1- 4 - وروى نحوه الأمدي في غرر الحكم : ج 4 ص 585 بلفظ : «كفاك مؤدباً لنفسك تجنّب ما كرهته من غيرك ».

باب 25 -كتمان السرّ

(3857) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « من كتم سره كانت الخيرة بيده (1) ، وكلّ حديث جاوز اثنين فشا» .

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3858)2) - حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا الهيثم بن بي مسروق النهدي ، عن أبيه قال : حدّثني يزيد بن مخلد النيسابوري، عمّن سمع الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) :

قال الصادق (علیه السلام) لبعض أصحابه: «لا تطلع صديقك من سِرّك إلا على ما لو اطلع عليه عدوّك لم يضرك ، فإنّ الصديق قد يكون عدوّاً يوماً ما».

(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 10)

أقول : سيأتي في باب الكتمان (54) ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ هناك .

ص: 141


1- في الكافي : 8: 152 ح 137 والاختصاص : ص 226 : «في يده» .

باب 26 -التحرز عن مواضع التهمة ومجالسة أهلها

(13859 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: « أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3860) 2 - (1) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال: «من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظنّ».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3861) 3 - حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان عن ، عن الحسين بن زيد ، عن أبي عبد الله

ص: 142


1- 2 - هذا هو الحديث 140 من صحيفة الإمام الرضاء (علیه السلام) : ص 71 وفيه : «من وقف نفسه للتهمة...». ورواه الكليني في الكافي : 8: 152 كتاب الروضة ح 137 وفيها : «من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن ...» ... ، والشيخ المفيد في الاختصاص : ص 226 وفيه : «من أوقف ...». وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة : قصار الحكم برقم 159 وفيه: «من وضع نفسه مواضع التهمة ...». وأورده الأمدي في غرر الحكم : 5 : 390، والحرّاني في تحف العقول: ص 220 مثل رواية صحيفة الرضا (علیه السلام) والكافي . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 368 مثل رواية الأمالي.

143

الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من دخل موضعاً من مواضع التهمة فاتهم فلا يلومن إلا نفسه ».

(أمالی الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 5)

(3862) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير:

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه مواعظ الله لعيسى بن مريم ) : «يا عيسى ، اعلم أنّ صاحب السوء يُغوي، وأن قرين السوء يُردي، فاعلم من تُقارن واختر لنفسك إخواناً من المؤمنين».

(أمالی الصدوق : المجلس 78، الحدیث 1)

تقدّم تمامه في كتاب النبوّة (2).

(3863) 5 - (3) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) ( فيما أوصى به عند وفاته ) قال : « إياك ومواضع التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر جليسه (4).

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (5).

ص: 143


1- 4 - تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة : 2 : 148 - 149 / 10 .
2- تقدّم في ج 2 ص 148 - 153 ح 10 .
3- 5 - في غرر الحكم للأمدي : 2 : 276 : « احذر مجالسة قرين السوء، فإنّه يهلك مقارنه (قرینه) ».
4- في نسخة من أمالي الطوسي : «يغرّ جليسه»، ومثله في البحار : 75: 2/90 .
5- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .

باب 27 -لزوم الوفاء بالوعد والعهد

(3864) 1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «تقبّلوا لي بستّ أتقبّل لكم بالجنّة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تخلفوا» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 20 ، الحديث 2)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3865) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن الكوفي قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مروان قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل الهاشمي، عن عبد المؤمن، عن محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال: حدّثني جابر بن عبد الله الأنصاري قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أقربكم منى في الموقف غداً أصدقكم حديثاً، وآداكم أمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم إلى النّاس».

(أمالی المفيد : المجلس 7، الحديث 13)

(3866) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أقربكم غداً مني في الموقف : أصدقكم للحديث ، و آداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، و أحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

( أمالي الطوسي : المجلس 8، الحديث 57 )

ص: 144


1- 3 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 31 .

(3867) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أسرع الأشياء عقوبة رجل تحسن إليه ويكافيك على إحسانك بإساءة، ورجل عاهدته فمن شأنك الوفاء له ومن شأنه أن يكذبك» الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 20 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (8) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام.

(3868) 5 - (2) أبو عبد الله المفيد بالسند المتقدّم عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي :

عن أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) قال : كان أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : أربع من كُنّ فيه كمل إيمانه ، ومُحّصت عنه ذنوبه، ولقي ربه وهو عنه راض: من وفى لله بما جعل على نفسه للنّاس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كلّ قبيح عند الله وعند النّاس، وحسن خلقه مع أهله».

(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 9)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 15)

ص: 145


1- 4 - تقدّم تخريجه في باب علل المصائب والأمراض والذنوب التي توجب غضب الله (27) من أبواب مساوئ الأخلاق.
2- 5- ورواه البرقي في باب الأربعة من كتاب القرائن من المحاسن : 1 : 69 ح 21 عن الحسن بن محبوب . ورواه الصدوق في باب الأربعة من الخصال: ص 222 ح 50 عن محمد بن جعفر بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن الحسن بن محبوب .

(3869) 6 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال : «أوفوا بعهد من عاهدتم».

(أمالی الطوسي : المجلس 8 الحديث 7 )

تقدّم إسناده في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، و تمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من كتاب الإيمان والكفر (1).

(3870)7- أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا أبوالوليد وأبوكثير، جميعاً عن شعبة قال أخبرني الحكم ،عن الحسن بن مسلم :

عن ابن عبّاس (في حديث ) قال : « لا ظهر نقض العهد في قوم إلّا أديل عليهم عدوهم» .

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 48)

تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض، والذنوب التي توجب غضب الله (28) من أبواب مساوئ الأخلاق (2).

(3871)1- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرّع قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل قال : حدّثنا الأصمعي :

عن عيسى بن عمرو قال: سأل رجل أبا عمرو بن العلاء (3) حاجة فوعده ، ثم

ص: 146


1- تقدم في ج 6 ص 215 ح 23 .
2- تقدّم في ج 6 ص 679 ح 11 .
3- أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي المازني البصري المقرئ صاحب القراءة أحد القراء السبعة ، وأمه من بني حنيفة ، اسمه زبّان ، وقيل : العريان ، وقيل غير ذلك ، مولده سنة سبعين ومات سنة 154 وعمره 86 سنة ، ودفن بالكوفة . انظر ترجمته في : أخبار القضاة لوكيع : 2 : 64 ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 3: 316، ووفيات الأعيان لابن خلكان : 3: 466 ، و تاريخ دمشق : 67 : 103 / 8737 ، وسير أعلام النبلاء للذهبي : 6 : 407، وتاريخ الإسلام للذهبي: وفيات سنة 154 ص 683 ، ومعرفة القراء للذهبي : 58 ، وطبقات القراء لابن الجزري : 1 : 288 ، وبغية الوعاة للسيوطي : 367.

إنّ الحاجة تعدّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك فقال له : يا أبا عمرو وعدتني وعداً فلم تنجزه !

قال أبو عمرو: فمن أولى بالغمّ ، أنا أو أنت ؟

فقال الرجل : أنا .

فقال أبو عمرو : لا والله ، بل أنا .

فقال له الرجل : وكيف ذاك ؟

فقال : لأنّى وعدتك وعداً فأبت (1) بفرح الوعد ، وأُبتُ بهم الإنجاز، وبتّ : فرحاً مسروراً، وبتّ ليلتى مفكّراً مغموماً ، ثمّ عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مذلاً ، ولقيتك محتشماً .

(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 8)

ص: 147


1- آب : رجع .

باب 28 -المشورة وقبولها ، ومن ينبغي استشارته ، ونصح المستشير والنهي عن الاستبداد بالرأي

(3872) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « شاور في حديثك الذين يخافون الله».

(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3873) 2(2) - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فى حديث ) قال : «خاطر بنفسه من استغنى برأيه » الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9 )

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3874) 3-أبو عبدالله المفيد بإسناده عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (علیه السلام)- في كتابه إلى محمد بن أبي بكر لما ولاه مصر - قال : «وانصح المرء إذا استشارك».

(أمالی المفيد : المجلس 31 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله.

(أمالی الطوسى : المجلس 1 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .

ص: 148


1- 1 - في غرر الحكم للأمدي : 4 : 179 :« شاور في أمورك الذين يخشون الله ، ترشد».
2- 2- ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا : 2 : 59 باب 31 ح 204 وأورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 211 مع فقرات أخرى وفيه : «وقد خاطر من استغنى برأيه» ، ومثله في غرر الحكم للأمدي : 4 : 473 ، وفي ج 5 ص 461: « من استبد برأيه خاطر وغرّر». وفي التذكرة الحمدونيّة : ج 3 ص 299 باب 14ح 891: «من أعجب برأيه ضلّ، ومن استغنى بعقله زلّ».

(3875) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو صالح محمّد بن فيض العجلي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى قال : حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي جعفر قال: حدثي أبي محمّد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي:

عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «بعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على اليمن فقال - وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار، ولاندم من استشار يا عليّ، عليك بالدلجة (2) ، فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي

ص: 149


1- 4 - ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 3: 54 في ترجمة أبي جعفر محمد بن علي الجواد (علیهما السلام) وأبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي في أواخر حرف الميم من جامع الأحاديث : ص 122 وابن خلكان في وفيات الأعيان : 175:4 / 561 ، والصفدي في الوافي بالوفيات : 4: 106، واليافعي في مرآة الجنان : 2 : 61 . وأورد الحرّاني في تحف العقول: ص 207 : «ما حار من استخار، ولا ندم من استشار». وروى الطبراني في المعجم الأوسط : 7: 6623/329 وفي المعجم الصغير : 2 : 78 بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما خاب : «ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد». ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : 54: 3 في ترجمة محمد بن عبد الله الأنصاري . وأورده ابن حمدون في تذكرته : 3: 298/ 889 . وللفقرتين الأوليين شاهد من حديث ابن عمر رواه الديلمي في الفردوس : 4 : 364 ح 6590 إلّا أنّ فيه : « ما خاب من استخار»
2- قال ابن الأثير في باب الدال مع اللام من النهاية : 2 : 129 : فيه : عليكم بالدلجة» هو سير الليل ، وادَّلَجَ - بالتشديد - : إذا سار من آخره ، والاسم منها الدُّلجة والدَّلجة - بالضم و الفتح ، وقد تكرر ذكرهما في الحديث ، ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كلّه ، وكانه المراد في هذا الحديث لأنه عقّبه بقوله : «فإنّ الأرض تُطوى بالليل»، ولم يفرّق بين أوله وآخره . وأنشدوا لعلي (علیه السلام) : اصبر على السّير والإدلاج في السحر *** وفي الرواح على الحاجات والبكر فجعل الإدلاج في السَّحَر .

اعْدُ على اسم الله ، فإنّ الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».

(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 33)

(3876) 5 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التّمار قال : حدّثنا علي بن ماهان قال : حدّثنا الحارث بن محمّد بن داهر قال : حدّثنا داوود بن المحبّر قال : حدّثنا عبّاد بن كثير، عن سهيل بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :

سمعت أبا القاسم صلوات الله عليه يقول: «استرشدوا العاقل، ولا تعصوه فتندموا».

(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 4)

ص: 150


1- 5 - ورواه المتّقي في كنز العمال: 3 : 409 ح 7180 نقلاً عن الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة ، وفي ح 7186 عن الخطيب في المتفق والمفترق وفيه: «استرشدوا ذوي العقول ترشدوا ، ولا تعصوهم فتندموا». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 32 وفيه: «استرشدوا العاقل فتر شدوا ...».

باب 29 - غنى النفس ، والاستغناء عن النّاس ، واليأس عنهم

(3877) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : سمعت جدّي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول لي: «اعمل بفرائض الله تكن أتقی النّاس، وارضَ بقَسم الله تكُن أغنى النّاس» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبوعبد الله المفيد بإسناده عن الحسين بن علي (علیهما السلام) مثله ، إلا أنّ فيه : «... من أتقی النّاس ... من أغنى النّاس».

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 41)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3878) 2-(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبدالله بن محمد الوهبي قالوا : حدّثنا محمد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سلمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :

جاء جبرئيل (علیه السلام) إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أنّ شرف

ص: 151


1- 2- تقدم تخريجه في كتاب الإيمان والكفر باب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق : ج 6 ص 481 ح 9 . وروى الكليني في الكافي : 2: 148 كتاب الإيمان والكفر باب الاستغناء عن الناس ح 1 بإسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « شرف المؤمن قيام الليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».

الرجل قيامه بالليل، وعزّه استغناؤه عن النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 41، الحديث 5)

(3879)3 - و بإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث نقلاً عن حكيم) قال: «غنى النفس أغنى من البحر».

(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3880)4- وبإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ( في حديث ) قال : «خمس من لم تكن فيه لم يَتَهَنّ بالعيش الصحة والأمن والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق».

(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 15 )

تقدّم إسناده في باب من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته (3)، وتمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(3881) 5 - وبإسناده عن أبي الصبّاح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): أخبرني عن هذا القول قول من هو ؟ (إلى أن قال ): «خير الغنى غنى النفس » ؟

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): «هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة .

(3882)6 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر

ص: 152


1- تقدّم في ج 6 ص 329 ح 11 .

الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزَينه في الدنيا والآخرة الصلاة في آخر الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولاية الإمام من آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 8)

(3883) 7 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمّد القاشاني، عن الأصفهاني (2) ، عن سليمان بن داوود [ بن بشر أبي أيوب ] المنقري، عن حفص بن غیاث قال :

قال أبو عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام): « إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله [تعالى ] (3) شيئاً إلّا أعطاه فلييأس من (4) النّاس كلّهم ، ولا يكون له رجاء إلا من عند

ص: 153


1- 7- وأورده ابن فهد في الباب الثالث من عدة الداعي : ص 165 - 166 . وانظر سائر تخريجاته في كتاب الإيمان والكفر
2- كذا في أمالي المفيد ، وليس في أمالي الطوسي : «عن الأصفهاني»، وقد تقدّم في الباب 6 من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر توضيح لذلك ، فراجع هناك .
3- من المجلس 39.
4- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي: «عن». قال العلّامة المجلسي (قُدِّسَ سِرُّهُ) في البحار : 75: 109 بعد أن نقل نحوه عن الكافي : قوله : «فلييأس» و في بعض النسخ «فليأيس» بتوسّط الهمزة بين الياءين وكلاهما جائز وهو من المقلوب، قال الجوهري نقلاً عن ابن السكيت آیست منه آيس يأساً لغة في يئست منه : أيأس يأساً ومصدرهما ،واحد ، وآيسني منه فلان مثل أيأسني وكذلك التأييس ، وقال : اليأس : القنوط ، وقد يئس من الشيء ييأس، وفيه لغة أخرى يئس ييئس - بالكسر فيها - وهو شاذ. وقوله : «ولا يكون » جملة حالية أو هو من عطف الخبر على الإنشاء، ويدل على أنّ اليأس من الخلق وترك الرجاء منهم يوجب إجابة الدعاء، لأنّ الانقطاع عن الخلق كلما ازداد زاد القرب منه تعالى ، بل عمدة الفائدة في الدعاء ذلك كما سيأتي تحقيقه إن شاء الله تعالى في كتاب الدعاء

الله (1) عزّ وجلّ، فإذا (2) علم الله [تعالى] (3) ذلك من قلبه لم يسأل [الله] شيئاً إلا ] أعطاه » الحديث .

(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 1)

ورواه أيضاً في (المجلس 39 الحديث 1) إلّا أنّ فيه: «فإنّه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه».

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 7)

ورواه أيضاً الطوسي في ( المجلس 4 ، الحديث 23) بنفس السند والمتن مع مغايرة ذكرتها في الهامش.

تقدّم تمامه في باب ما ورد في النفس ومحاسبتها ومجاهدتها (6) من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (4).

(3884) 8 - (5) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ

ص: 154


1- في الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «من الله».
2- في المجلس ،39، والحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي : «فإنّه إذا» .
3- من الحديث 23 من المجلس 4 من أمالي الطوسي، وكذا الموردين التاليين.
4- تقدّم في ج 1 ص 374 - 375 ح 8 .
5- 8- ورواه البرقي في الحديث 2 من باب الأربعة من كتاب القرائن من المحاسن: 1 : 69 / 20 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 181 .

بن الحكم، عن أبي سعيد القمّاط ، عن المفضّل بن عمر الجعفي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «لا يكمل إيمان العبد حتى يكون فيه أربع خصال (1) : يحسن خُلقه، ويسخي (2) نفسه، ويمسك الفضل من قوله، و يخرج الفضل من ماله».

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 8 )

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس ،5 الحديث ،9 ، والمجلس 8، الحديث 62)

(3885) 9 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في وصيّته لأبي أيوب الأنصاري ) قال: «أوصيك بخمس : باليأس عما في أيدي النّاس فإنّه الغنى، وإيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر» الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

ص: 155


1- في المجلس 8 من أمالي الطوسي : «خصال أربع»، وفي المجلس 5: «حتى تكون فيه أربع خصال».
2- في أمالي الطوسي والمحاسن: «تسخو»، وفي بعض نسخ أمالي المفيد: «حسن خلقه، و يسخي ».

باب 30 -أداء الأمانة

أقول : تقدّم كثير مما يرتبط بهذا الباب في كتاب الإيمان والكفر : باب الصدق وأداء الأمانة (19) من أبواب مكارم الأخلاق (1) ، وتقدّم أيضاً في باب لزوم الوفاء بالوعد والعهد (27) من هذه الأبواب (2) .

(3886) - (3886) 1 - (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي له قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن مصعب الهمداني قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «أدوا الأمانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي ».

(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 4)

(3887 (2 -(4) وعن أبيه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرّار عن يونس بن عبد الرحمان، عن عمر بن يزيد قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : «اتقو الله وعليكم بأداء الأمانة إلى من ائتمنكم، فلو أنّ قاتل أمير المؤمنين (علیه السلام)التمنني على أمانة لأديتها إليه».

(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 5)

ص: 156


1- تقدّم في ج 6 ص 441 ح 1 و 3، وص 442 ح 4 ، وص 444 ح 10 و 11 ، وص 445 ح 12 و 13 ، وص 446 ح 17 .
2- لاحظ الحديث 2 و 3 من الباب المذكور.
3- 1 - ورواه المفيد في الاختصاص : ص 241 ، والقاضي النعمان في دعائم الإسلام : 2 : 485 / 1731 ، والطبرسي في مشكاة الأنوار: ص 107 ح 1 من الفصل 14 .
4- 2- ورواه الكليني في باب أداء الأمانة من كتاب المعيشة من الكافي : ج 5 ص 133 ح 4 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن يونس، عن عمر بن أبي حفص ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، إلا أنّ فيه : «ولو أنّ قاتل عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ائتمنني». ورواه عنه الطوسي في كتاب المكاسب من التهذيب : ج 6 ص 351 ح 116/995 . وأورده الطبرسي في الفصل 14 من مشكاة الأنوار : ص 107. وقريباً منه منه رواه المفيد في الاختصاص : ص 241 قال : قال الصادق (علیه السلام) : «أدوا الأمانة إلى البرّ والفاجر ، فلو أنّ قاتل علي (علیه السلام) ائتمنني على أمانة لأديتها إليه». وفي الكافي : 5 : 5/133 ، والتهذيب : 6 : 351 / 115 عن عمار بن مروان قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام) في وصيّة له :« اعلم أنّ ضارب عليّ بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني ثمّ قبلت ذلك منه لأديت إليه الأمانة». ومثله في تحف العقول: ص 374 ، وتنبيه الخواطر : 1 : 12 .

(3888) 3 -(1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي قال :

سمعت سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) يقول لشيعته : « عليكم بأداء الأمانة، فوالذي بعث محمّداً بالحق نبياً، لو أن قاتل أبي الحسين بن علي ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه».

(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 6)

عن

(3889) 4 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمّد بن آدم، عن الحسن بن علي الخزاز :

عن الحسين بن أبي العلاء، عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : سمعته يقول:

ص: 157


1- 3- وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 373 ، والطبرسي في الفصل 14 من مشكاة الأنوار: ص 108 ح 9 .
2- 4- ورواه المفيد في الاختصاص : ص 242 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 373، و الطبرسي في الفصل 14 من مشكاة الأنوار : ص 108 - 109 ح 250 .

7 «أحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ رجل صدوق في حديثه، محافظ على صلواته و ما افترض الله عليه ، مع أداء الأمانة».

ثمّ قال (علیه السلام) : «مَن اؤتمن على أمانة فأدّاها فقد حلّ ألف عقدة من عنقه من عقد النّار، فبادروا بأداء الأمانة، فإنّ مَن اؤتمن على أمانة وَكَّل به إبليس مئة شيطان من مَرَدة أعوانه ليُضِلُّوه ويُوسوسوا إليه حتى يُهلكوه، إِلَّا مَن عَصَم الله عَزَّ و جلٌ.

(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 8)

(3890) 5 - (1) حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أقربكم مني غداً وأوجبكم عَلَيَّ شفاعة أصدقكم لساناً، وآداكم للأمانة ، وأحسنكم خُلقاً، وأقربكم من النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 5)

(3891) 6 - (2) أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا القاسم بن محمد بن حماد قال : حدّثنا عبيد بن يعيش قال : حدّثنا يونس بن بكير قال : أخبرنا يحيى بن أبي حيّة أبو جناب الكلبي ، عن أبي العالية قال : سمعت أبا أمامة يقول :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ستّ من عمل بواحدة منهنّ جادلت عنه يوم القيامة حتى ست تدخله الجنّة، تقول: أي ربّ قد كان يعمل بي في الدنيا: الصلاة والزكاة والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم».

(أمالی) المفيد : المجلس 26 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 12)

ص: 158


1- 5 - تقدّم تخريجه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .
2- 6 - ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 8: 255 ح 7993

(3892) 7 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «أربع مَن كُن فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه ذنوب لم ينقصه ذلك ، وهي : الصدق، وأداء الأمانة ، و الحياء ، وحسن الخلق».

(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 20)

(3893)8- و بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال : «أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم».

(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 7)

تقدّم إسناده في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، وتمامه في باب علامات المؤمن وصفاته (7) من كتاب الإيمان والكفر (2)

(3894)9 - أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) : عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث ) قال: «أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 32)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (3) .

ص: 159


1- 7 - تقدّم تخريجه في باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 210 ح 17 .
2- تقدّم في ج 6 ص 215 ح 23 .
3- تقدّم فى ج 6 ص 345 -346 ح 36 .

باب 31 -التواضع

(3895) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن عليّ الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال : حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :

عن عبد الرحمان بن غنم ( في حديث يذكر فيه قصّة المعراج ) قال وهبط مع جبرئيل (علیه السلام) ملك لم يطأ الأرض قطّ ، معه مفاتيح خزائن الأرض ، فقال : يا محمد ، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول : هذه مفاتيح خزائن الأرض، فإن شئت فكُن عبداً نبياً ، وإن شئت فكُن مَلِكاً .

فأشار إليه جبرئيل (علیه السلام) أن تواضع يا محمّد، فقال: «بل أكون نبياً عبداً »الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (2).

أقول : وردت بهذا المضمون روايات عديدة ، ذكرتها في كتاب النبوّة (3).

(3896) 2 - وبإسناده عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا (علیه السلام) فقلت له : جعلتُ فداك، ما حد التواضع ؟ قال : « أن تعطي النّاس من نفسك ما تحبّ أن يعطوك مثله »الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8 )

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام) من كتاب الروضة .

ص: 160


1- 1 - وأورده الفتال النيسابوري في عنوان « الكلام في معراج النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) » من روضة الواعظين: ص 57 - 58 ، ونحوه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 200 .
2- تقدّم في ج 2 ص 308 - 311 ح 10 .
3- لاحظ ج 2 ص 225 - 227 ح 11-9 .

(3897)3) - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) فيها أوصى به عند وفاته قال : « أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال: ) والتواضع فإنّه من أفضل العبادة».

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (1).

(3898) 4 - (2) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصري إجازة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن محمد الواسطي قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يحيى قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة قال:

حدّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السلام) أنه قال: «أرسل النجاشي ملك الحبشة إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خُلقان (3) الثياب».

قال : فقال جعفر بن أبي طالب [ (علیه السلام)] (4): «فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك

ص: 161


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .
2- 4 - ورواه الكليني (قُدِّسَ سِرُّهُ) في أوّل باب التواضع من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 121 . وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة : ج 3 ص 134 بإسناده عن عبدالرحمان رجل من أهل صنعاء. ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : 3 : 307 - 308 وأورد ورّام بن أبي فراس قريباً من ذيله في تنبيه الخواطر : 1 : 126 .
3- خُلقان : جمع خَلق ، وهو الثوب البالي .
4- من أمالي الطوسي .

الحال، فلما أن رأى ما بنا وتغير وجوهنا قال : الحمد لله الذي نصر محمداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأقر عيني به، ألا أبشركم ؟

فقلت : بلى أيها الملك .

فقال : إنّه جاء في الساعة (1) من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أنّ الله قد نصر نبيه محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأهلك عدوّه ، وأسر فلان وفلان وفلان، وقتل فلان وفلان وفلان التقوا بوادٍ يقال له «بدر»، لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيّدي هناك وهو رجل من بني ضمرة.

فقال له جعفر : أيّها الملك الصالح، فما لي (2) أراك جالساً على التراب وعليك هذه الخلقان ؟ !

فقال : يا جعفر، إنّا نجد فيما أنزل الله على عيسى صلى الله عليه : «إنّ من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعاً (3) عند ما يحدث لهم من النعمة ، فلمّا أحدث الله لي نعمة نبيه محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أحدثت الله هذا التواضع ».

قال : «فلما بلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك قال لأصحابه : إنّ الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله ، وإنّ التواضع يزيد صاحبه رفعة (4) ، فتواضعوا يرفعكم الله ، وإنّ العفو يزيد صاحبه عزّة (5) فاعفوا يعزكم الله» .

(أمالى المفيد : المجلس 28 ، الحدیث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بمغايرة طفيفة في بعض الكلمات ذكرتها في .الهامش

(أمالی الطوسي : المجلس : 1 ، الحديث 19)

ص: 162


1- في أمالي الطوسي : «جاءني الساعة ...» .
2- في أمالي الطوسي: «مالي».
3- في أمالي الطوسي : «الله تواضعاً».
4- في نسخة : «منزلة رفيعة».
5- في أمالي الطوسي : «عزّاً».

(3899) 5 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسين البزوفري (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا الحسن بن إبراهيم قال: حدّثنا علي بن داوود قال : حدّثنا آدم العسقلاني قال : حدّثنا أبو عمر [ حفص بن ميسرة ] الصنعاني قال : حدّثنا العلاء بن عبدالرحمان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما تواضع أحد إلا رفعه الله».

(أمالی الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 49 )

(3900) 6 - (2) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «من تواضع لله رفعه الله».

(أمالي الطوسى : المجلس 7 ، الحديث 8)

يأتي تمامه في كتاب الروضة .

(3901) 7 - وبإسناده عن أبي ذرّ ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في مواعظه له) قال: «يا أباذرّ، أربع لا يصيبهنّ إِلَّا مؤمن الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى في كلّ حالة ، وقلّة الشيء» . يعني قلّة المال.

(أمالی الطوسي، المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة

ص: 163


1- 5 - ورواه أبونعيم في حلية الأولياء : 46:8 بإسناده عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة ، وفيه : «من تواضع الله رفعه الله» وأخرجه الهندي في كنز العمال: 3: 113 ح 5836 نقلاً عن ابن النجار . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 200 بلفظ : «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
2- 6 - لهذه الفقرة شاهد من حديث عمر : حلية الأولياء : 7: 129 . ومن حديث معاذ ، رواه الهندي في كنز العمال: 3: 113 ح 5838 نقلاً عن أبي الشيخ . ومن حديث أوس بن خولی : کنز العمال: 3: 113 ح 5735 نقلاً عن ابن مندة وأبي نعيم .

باب 32 -رحم الصغير، وتوقير الكبير ، وإجلال ذي الشيبة المسلم

(3902)1 -(1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد القرشي إجازة قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا الحسين بن نصر قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبد الغفّار بن القاسم قال : حدّثنا المنهال بن عمرو قال : سمعت أبا القاسم محمد بن علي ابن الحنفية (رحمه الله ) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا، ويعرف حقنا».

(أمالی المفيد : المجلس 2 الحديث 6)

ص: 164


1- 1 - وروى مثله الكليني في الكافي : 2 : 165 كتاب الإيمان والكفر : باب إجلال الكبير : ح 2 عن عدة من الأصحاب، عن أحمد بن محمّد رفعه قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «ليس منا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا». وأورده السبزواري في جامع الأخبار : 242 / 621 في الفصل 50 مع تقديم وتأخير. وروى ابن الأشعث في الأشعثيات : 183 بإسناده عن جعفر بن محمد ، ، عن أبيه ، ، عن جده علي بن علي بن الحسين، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ليس منا من لم يوفّر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويعرف فضلنا أهل البيت » وله شاهد من حديث أنس : السنن للترمذي : 4 : 322 / 1919 ، وتنبيه الخواطر : 1 : 34 ومن حديث ابن عباس : السنن للترمذي : ح 1921 ، والمعجم الكبير للطبراني ج 11 ح 11086 و 12274. ومن حديث أبي أمامة : المعجم الكبير : ج 8 ح 7703. : ومن حديث ضمرة : المعجم الكبير : ج 8 ح 8154 . ومن حديث واثلة : المعجم الكبير : ج 22 ح 229 . وورد نحوه عن الإمام الصادق (علیه السلام) : تنبیه الخواطر : 2 : 197 . قال العلّامة المجلسي في البحار : 75: 139 بعد نقل رواية الكافي: « ليس منّا » أي من المؤمنين الكاملين، أو من شيعتنا الصادقين. والمراد بالصغير إمّا الأطفال فإنّهم لضعف بنيتهم وعقلهم وتجاربهم مستحقون للترحم ، ويحتمل أن يراد بالكبر والصغر الاضافيان، أي يلزم كلّ أحد أن يعظم من هو أكبر منه ويرحم من هو أصغر منه وإن كان بقليل.

(3903) 2 - وبإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام)، عن أبيه (فيما أوصى به عند وفاته ) قال : «وارحم من أهلك الصغير، ووقّر منهم الكبير».

(أمالی) المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله (2) ، وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).

(3904) 3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا محمّد (3) قال : حدّثنا عبد الرحمان بن محمّد بن عبد الله قال : حدّثنا عبد الله بن محمود قال : حدّثنا صخر بن محمّد الحاجبي قال : حدّثنا الليث بن سعد، عن الزهري،

ص: 165


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4
2- 3 - ورواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي : ص 76 وفي ط : 1 : 270 / 288 باب تعظيم المحدث وتبجيله . ورواه ابن عدي في الكامل : 4 : 93 ، وابن حبّان في المجروحين : 1 : 378 ، وابن مندة في تاريخ إصبهان : 2 : 235 ، والذهبي في ميزان الاعتدال : 2 : 308 (3867) ، وابن حجر في لسان الميزان : 3: 565 / 4248 كلّهم في ترجمة صخر بن محمّد وأورده الديلمي في الفردوس : 2 : 8 ح 1904 ، والهندي في كنز العمال : 9: 156 - 157 ح 25503 نقلاً عن ابن حبّان في التاريخ وابن عدي والديلمي وابن الجوزي في الموضوعات.
3- الظاهر أنه أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن عبد الوهاب الاسفراييني كما صرح به في الحديث 71 و 72 من المجلس 11 .

عن أنس قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «بجلوا المشايخ ، فإنّ من إجلال الله تبجيل المشايخ ».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 78)

(3905)4 -(1) وبإسناده إلى أبي ذر ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل ) قال : «إنّ من إجلال الله ، إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم».

(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3906) 5 - (2) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن بن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن، وإنّه وقارٌ للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقّر الله تعالى خليله إبراهيم (علیه السلام) ، فقال : ما هذا يا ربّ ؟ قال له : هذا وقار . فقال : يا رب زدني وقاراً».

قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المؤمن ».

(أمالی الطوسي : المجلس 39 الحديث 35)

ص: 166


1- 4 - تقدّم تخريجه في ج 1 ص 117 - 118 کتاب العلم والعقل والجهل ح 3 . 5
2- 5- وروى نحوه الصدوق في علل الشرائع : ج 1 ص 104 باب 95 ح 1 - 3 ، والراوندي في الفصل 1 من الباب 4 من قصص الأنبياء ص 109 ح 103 ، و البخاري في الباب 601 من الأدب المفرد : ص 365 ح 1250 . والفقرة الأخيرة من الرواية رواها الكليني في الحديث من باب «إجلال الكبير» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : ج 2 ص 165 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عمير ، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وأورده السبزواري في الفصل 50 من جامع الأخبار : ص 242 ح 619 . وقريبا منه رواه الصدوق فى الفقيه : 1 : 76 - 77 / 339

باب 33 -النهي عن قول «لا وحياتك وحياة فلان»

(3907) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «نهى أن يقول الرجل للرجل : لا وحياتك وحياة فلان

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

باب 34 - من أذلّ مؤمناً ، أو أهانه ، أو حقره ، أو طعن عليه ، أو ردّ عليه

(3908)1- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أذلّ النّاس من أهان النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3909) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال:

ص: 167


1- 2- للحديث القدسي شاهد من طريق أنس ، رواه الهندي في كنز العمال : 1: 229 / 1156 و 230 / 1160 و 389 / 1680 نقلاً عن ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء والحكيم وابن مردويه وابن عساكر . ومن طريق أبي أمامة ، رواه الطبراني في المعجم الكبير : ج 8 ص 221 ح 2880 وعنه الهندي في كنز العمال : 1 : 229 / 1155 . وفي كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 351 باب من آذى المسلمين واحتقرهم ح 3 بإسناده عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قال الله تبارك و تعالى: «من أهان لي وليّاً فقد أرصد لمحاربتي». ومثله في ص 352 ح 7 مع إضافات بعده . و في ح 5 بإسناده عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : إن الله تبارك وتعالى يقول «من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي». و انظر الحديث 7 و 10 و 11 من الباب المذكور.

حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن قال : حدّثنا العبّاس بن عامر ، عن أحمد بن رزق:

عن إسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبد الله (علیه السلام) : «يا إسحاق، كيف تصنع بزكاة مالك إذا حضرت» ؟ قلت : يأتوني إلى المنزل فأعطيهم .

فقال لي: «ما أراك يا إسحاق إلا قد أذللت المؤمن، فإيّاك إياك ، إن الله تعالى يقول : من أذلّ ليّ ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة».

(أمالی المفيد: المجلس 22 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلاّ أنّ فيه : «قد أذللت المؤمنين».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 34)

(3910) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في

ص: 168


1- 3-وروى الطبراني في المعجم الكبير : 6: 73 / 5554 من طريق سهل بن حنيف: «من أُذِل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة». ومثله مع مغايرة طفيفة في مسند أحمد : 3: 487 ، ورواه عنهما في مجمع الزوائد : 7: 267 .

حديث قال: «من أذلّ مؤمناً أذله الله».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3911) 4 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى قال : أخبرنا محمّد بن همام قال : حدّثنا الحسين بن أحمد المالكي قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد قال : حدّثنا أبو أيوب يحيى بن زكريا بن بشر بن محارب بن إسماعيل بن غنام بن خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري، عن داوود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته، فمن طعن عليه أو ردّ عليه قوله فقد ردّ على الله عزّ وجلّ ».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 61)

ص: 169

باب 35 -من أخاف مؤمناً ، أو ضربه ، أو آذاه ، أو لطمه ، أو أعان عليه، أو سبّه

(3912)1 -(1) أبوجعفر الصدوق بالإسناد المتقدّم في الباب السابق عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال : «أعتى النّاس من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 170


1- 1 - وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 465 المجلس 84. ورواه أيضاً الصدوق في ثواب الأعمال : ص 147 وفي ط 278 وفي طبع مكتبة الصدوق : 2 : 327 باب 127 ح 7 بسند آخر عن الصادق (علیه اسلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «انّ أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله و من ضرب من لم يضربه» وفي صحيفة الرضا (علیه السلام) : ص 71 وفي ط : ص 237 ح : ص 71 وفي ط : ص 237 ح 139 وعيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 2 : 43 باب 31 ح122 عن على (علیه السلام) قال : «ورثت عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) کتابین : کتاب الله وكتابی في قراب سيفي». قيل : يا أمير المؤمنين وما الكتاب الذي في قراب سيفك ؟ قال : «من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله ». وفي كتاب القرائن من المحاسن للبرقي : 1 : 82 باب 10 ح 49 عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : إن عليّاً (علیه السلام) وجد كتاباً في قراب سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مثل الإصبع فيه : «انّ أعتى النّاس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه ...» ، ومثله في عقاب الأعمال من المحاسن : ج 1 ص 191 باب عقاب القتل (45) ح 320/ 103 عن محمد بن حسان ، عن محمد بن جعفر ، عن أبيه أنه وجد لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة معلقة في سيفه : «انّ أعتى النّاس ....». ورواه الحميري في قرب الإسناد : ص 103 ح 348 عن ابن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه قال : وجد في غمد سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة مختومة ففتحوها فوجدوا فيها: «إن أعتى الناس...». ورواه الكليني في الكافي : 7 : 274 كتاب الديات باب 2 ح 1 عن الحسين بن محمد، عن معلی بن محمّد، عن الوشاء عن مثنى، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: وجد في قائم سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صحيفة : «انّ أعتى الناس ... » وقريباً منه في ح 4 بإسناده عن إبراهيم الصيقل عن أبي عبد الله ، ورواه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار : ص 379 باب نوادر المعاني ح 3 وفي الفقيه : 4 : 68 باب تحريم الدماء والأموال بغير حقها . ح 8عن الصيقل ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وأورد الحرّاني في تحف العقول: ص 391 في وصيّة الإمام الكاظم (علیه السلام) لهشام : «وجد في ذؤابة سيف رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : إن أعتى النّاس على الله من ضرب غير ضاربه، وقتل غير قاتله...». وله شاهد من حديث عائشة ، رواه الحاكم في المستدرك : 349:4 كتاب الحدودح 1 وعنه وعن البيهقي في كنز العمال : 16 : 49 ح 43883 . ومن حديث أبي شريح ، رواه الهندي في كنز العمال : 16 : 49 ح 43884 نقلا عن ابن جرير والطبراني والبيهقي . ومن حديث علي بن الحسين ، رواه أيضاً في كنز العمال : 16 : 49 - 43885 نقلاً عن البيهقي.

(3913) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال : «ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدّد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولاً حتى يدخل جهنم إلّا أن يتوب».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي .

(3914)3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن الحسن النهاوندي قال: حدّثنا

ص: 171


1- 3- ورواه الحاكم في المستدرك : 4: 352 كتاب الحدود بإسناده عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري . وذيله رواه أيضاً الحاكم في ج 3 ص 150 بإسناده عن أبان بن جعفر بن ثعلب ، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلّا أدخله الله النّار»، ومثله رواه ابن حبّان في صحيحه : 15 : 435 ح 6978 بإسناده عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري . ورواه الهندي في كنز العمال : 15: 34 ح 39955 نقلاً عن ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك والضياء المقدسي في المختارة . وروی نحوه الكليني في كتاب الديات من الكافي : 7 : 272 - 273 باب 1 ح 8 بإسناده عن أبي حمزة ، عن أحدهما (علیهما السلام) .

أبو الخزرج الأسدي قال : حدّثنا محمد بن فضيل قال : حدّثنا أبان بن أبي عياش قال : حدّثنا جعفر بن إياس :

عن أبي سعيد الخدري قال: وجد قتيل على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فخرج (علیه السلام) مغضباً حتى رقى المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «يقتل رجل من المسلمين لا يدرى من قتله ؟ ! والذي نفسي بيده لو أنّ أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله في النّار، والذي نفسي بيده لا يجلد أحد أحداً ظلماً إلا جلد غداً في نار جهنّم مثله، والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أكبه الله على وجهه في نار جهنّم».

(أمالی المفيد : المجلس 25 ، الحديث 3)

(3915) 4 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن طاهر قال: حدّثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدّثني عبد الله بن أحمد بن المستورد قال : حدّثني عبد الله بن يحيى الكاهلي قال :

ص: 172


1- 4- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 163 عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وقريباً منه في ص 209 عن أبي عبد الله =(علیه السلام). ورواه الكليني في الكافي : 2 : 368 كتاب الإيمان والكفر باب من أخاف مؤمناً : ح 3 عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، وفيه : « ... لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمتي». ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 188 کتاب عقاب الأعمال باب 40 ح 312/ 95 عن محمد بن عليّ، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : «من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة : آيس من رحمة الله». وفي الفقيه : 4 : 68 باب تحريم الدماء والأموال بغير حقها .. ح 7 وعقاب الأعمال : ص 276 [عقاب من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ] عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير قال : حدّثني غير واحد ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة بين عينيه مكتوب : آيس من رحمة الله». وله شاهد من حديث أبي هريرة ، أورده الديلمي في الفردوس : 4: 232 ح 6231 . ومن حديث ابن عمر ، أخرجه البيهقي في شعب الايمان : 4 : 346 ح 5346 وفيها : «من : أعان على دم امرئ مسلم ...».

حدّثنا محمّد بن عبيد بن مدرك الحارثي قال: دخلت مع عمّي عامر بن مدرك على أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) فسمعته يقول: «من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله وبين عينيه مكتوب : آيس من رحمة الله».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 40)

(3916) 5 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبوالفضل العباس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين قال : حدّثنا الحسين بن أبي غندر، عن أيوب قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «من دخل على مؤمن في داره محارباً له قدمه مباح في تلك الحال للمؤمن وهو في عنقي».

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 16)

ص: 173

باب 36 -الخيانة

(3917)1 - أبو جعفر الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني:

عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه كلام الله عزّ وجل لموسى بن عمران) « قال : إلهي ، فما جزاء من ترك الخيانة حياءً منك ؟

قال : يا موسى له الأمان يوم القيامة» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه في باب فضائل موسى وهارون من كتاب النبوة (1).

(3918)2- وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)

سيأتي إسناده في باب المكر والخديعة - 48- وتقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

(3919)3 - (3) حدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي (رضی الله عنه) قال : حدّثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

ص: 174


1- تقدّم في ج 2 ص 83 - 84 ح 5 .
2- تقدّم في ج 6 ص 596 ح 1 .
3- 3 - ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 242 عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه أيضاً في باب الأربعة من الخصال: ص230 -231 ح 73 عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن الحصين ، عن موسى بن القاسم البجلي بإسناده يرفعه إلى علي (علیه السلام) ، وذكر مثل رواية الشيخ الطوسي

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (1) : «أربع لاتدخل بيتاً واحدة منهن إلا خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة، والسرقة، وشُرب الخمر، والزنا».

(أمالی الصدوق : المجلس 62، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلا أنّ فيه : «أربع لا يدخل واحدة منهنّ بيتاً إلّا خرب ولم يعمر : الخيانة ...».

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 39)

(3920) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «من خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقی الله يوم القيامة مطوقاً إلّا أن يتوب ويرجع».

وقال: « ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الخيانة وقال : من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملّتي ويلقی الله وهو عليه غضبان، (إلى أن قال :) ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذي خانها».

(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

ص: 175


1- في أمالي الطوسي : « ... جعفر بن محمد ، عن أبيه (علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

باب 37 -الهجران

(3921) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي ) قال : « نهى عن الهجران، فإن كان لابد فاعلاً فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيّام، فمن كان مهاجراً لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به

(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

(3922)2- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد بن محمّد بن مخلد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال : حدّثنا العباس بن محمّد بن حاتم الدوري قال : حدّثنا يعلى - يعني ابن عبيد - قال: حدّثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، والسابق يسبق إلى الجنة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 8 )

ص: 176


1- 2 - ورواه الهندي في كنز العمال: 9: 48 ح 24874 نقلا عن ابن النجار . وروى نحوه أبو داوود في السنن (4912) بإسناده عن محمد بن هلال، عن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وفي ح (4914) عن أبي حازم، عن أبي هريرة . وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص ، رواه أحمد في مسنده : 1 : 176 ، وعبد الرزاق في المصنّف (20224)، وعبد بن حميد (138) ، والطبراني في المعجم الكبير : 1 : 145 / 324 ، والبيهقي في شعب الإيمان : (6622) . ومن حديث ابن مسعود : المسند لأحمد : 1 : 385 ومن حديث أنس المسند لأحمد : 3: 110 ، والأدب المفرد للبخاري : (398)، وصحيح البخاري : (6076) ، والسنن لأبي داوود (4910)، ومسند الطياسي: (2092)، وصحيح مسلم : (2559)، وصحيح الترمذي : (1935) ، ومسند أبي يعلى : (3550 و 3551 و 3612 و 3771) ، والمعجم الأوسط للطبراني : 8: 425 / 7870 ، وشرح السنة للبغوي : (3522)، وحلية الأولياء لأبي نعيم : 3: 374 ، والأمالي الخميسيّة للمرشد بالله الشجري : 2 : 134 . ومن حديث هشام بن عامر الأنصاري المسند لأحمد: 20:4 ومن حديث أبي أيوب الأنصاري، رواه البخاري (6077) ، ومسلم (2560) ، وأحمد في المسند : 5: 416 ، وأبي داوود (4911). ومن حديث عبد الله بن عمر ، رواه مسلم (2561) . ومن حديث عائشة ، رواه أبو داوود (4913) وأورد صدره الفتّال في روضة الواعظين : ص 386 مجلس 61 . وروى الكليني في الكافي : 2 : 344 كتاب الإيمان والكفر باب الهجرة ح 2 بإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لاهجرة فوق ثلاث». وفي ح 5 منه بإسناده عن داوود بن كثير، عن أبي عبد الله ، عن أبيه (علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلّا كانا خارجين من الإسلام و لم يكن بينهما ،ولاية، فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنّة يوم الحساب». ولاحظ الباب 15 من مصادقة الإخوان - للصدوق : ح 1. قال العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 75: 185 بعد نقل حديث الكافي الأول : ظاهره أنه لو وقع بين أخوين من أهل الإيمان موجدة أو تقصير في حقوق العشرة والصحبة وأفضى ذلك إلى الهجرة فالواجب عليهم أن لا يبقوا عليها فوق ثلاث ليال ، وأمّا الهجر في الثلاث فظاهره أنه معفوّ عنه ، وسببه أنّ البشر لا يخلو عن غضب وسوء خلق ، فسومح في تلك المدة ، مع أن دلالته بحسب المفهوم وهي ضعيفة ، وهذه الأخبار مختصة بغير أهل البدع والأهواء والمصرّين على المعاصي لأنّ هجرهم مطلوب وهو من أقسام النهي عن المنكر ».

(3923)3- وبإسناده إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في مواعظه لأبي ذر) قال : يا أباذرّ ( «يا إياك والهجران لأخيك المؤمن (1) ، فإنّ العمل لا يتقبل مع الهجران» (2) .

(أمالی الطوسي : المجلس 19، الحديث 1)

ص: 177


1- في مكارم الأخلاق: «هجران أخيك المؤمن».
2- وزاد بعده في مكارم الأخلاق: يا أبا ذر أنهاك عن الهجران، وإن كنت لابد فاعلاً فلا تهجره فوق ثلاثة أيّام كملاً ، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النّار أولى به ».

باب 38 -ذو اللسانين وذو الوجهين

(3924) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داوود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري:

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال : « بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يُطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن أعطي حَسَده، وإن ابتلي خَذَلَه».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 18 )

(3925) 2 - (2) حدّثنا محمد بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدّثنا موسى بن عمر البغدادي، عن

ص: 178


1- 1- ورواه أيضاً الصدوق في الخصال : ص 38 باب الاثنين ح 20 ، وفي عقاب الأعمال : ص 269 ، وفي معاني الأخبار : ص 185 باب معنى ذي الوجهين واللسانين ح 1 . ورواه الكليني في الكافي: 2 : 343 كتاب الإيمان والكفر باب ذي اللسانين ح 2 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي شيبة . في البحار : 206:75 ح 13 : يطري على بناء الإفعال بالهمز وغيره، في القاموس في باب الهمز :أطرأه بالغ : في مدحه وفي باب المعتل : الإطراء : مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه ، و الجوهري ذكره في المعتل فقط وقال: أطرأه أي مدحه ويأكله أي يغتابه كما قال تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) . «إن أعطي» على المجهول : أي الأخ . والخذلان : ترك النصرة .
2- 2 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 185 باب معنى ذي الوجهين واللسانين ح 2 بهذا السند والمتن ، وأيضاً في الخصال : ص 38 باب الاثنين ح 19 عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، و في عقاب الأعمال : ص 268 - 269 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن عون ، وفيه : « من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسان من نار». ورواه الكليني في الكافي: 2 : 343 كتاب الإيمان والكفر باب ذي اللسانين ح 1 عن محمد يحيى، عن بن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عون مثل رواية عقاب الأعمال. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 470 مثل رواية الأمالي، إلّا أنّ فيه: «لسان من نار ». قال العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 75: 204 بعد نقل رواية الكافي : قال بعض المحققين : ذو اللسانين هو الّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ويتردّد بين المتعاديين ويكلّم كل واحد بكلام يوافقه ، وقلّما يخلو عنه من يشاهد متعاديين ، وذلك عين النفاق . وقال بعضهم : اتفقوا على أنّ ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق ، وللنفاق علامات كثيرة وهذه من جملتها فإن قلت : فما ذا يصير الرجل ذا لسانين وما حدّ ذلك ؟ فأقول : إذا دخل على متعاديين وجامل كل واحد منهما وكان صادقاً فيه لم يكن منافقاً ولا ذا اللسانين ، فإنّ الواحد قد يصادق متعاديين، ولكن صداقة ضعيفة لا تنتهي إلى حد الأخوة ، إذ لو تحققت الصداقة لاقتضت معاداة الأعداء ، نعم لو انتقل كلام كلّ واحد إلى الأخر فهو ذو لسانين ، وذلك شرّ من النميمة إذ يصير نماماً بأن ينتقل من أحد الجانبين ، فإن نقل من الجانبين فهو شر من النميمة ، وإن لم ينتقل كلاماً ولكن حسن لكل واحد منها ما هو عليه من من المعاداة صاحبه فهذا ذو لسانين ، وكذلك إذا وعد كلّ واحد منهما أنه ينصره ، وكذلك إذا أثنى على كلّ واحد منهما في معاداته، وكذلك إذا أثنى على أحدهما وكان إذا خرج من عنده يذمّه فهو ذو لسانين ، بل ينبغي أن يسكت أو يثني على المحق من المتعاديين ويثني في حضوره وفي غيبته و بين يدي عدوّه ...

ابن سنان، عن عون بن معين بيّاع القلانس، عن عبد الله بن أبي يعفور قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول : « من لقی الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسانان من نار».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 19)

ص: 179

(2926) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث طويل ) قال: يا أباذرّ من كان ذو وجهين ولسانين في الدنيا، فهو ذو لسانين في النار».

(أمالی الطوسى : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 180


1- 3 - وورد نحوه من طريق ابن مسعود ، رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت و آداب اللسان : 372 - 373 / 279 ، وفى هامشه عن كتاب الغيبة : 11 / ب . ومن طريق عمار بن ياسر : كتاب الصمت : 371 / 276 ، السنن لأبي داوود : 4: 268 كتاب الأدب باب في ذي اللسانين ، وسنن الدارمي : 2 : 314، وكتاب الزهد لأحمد : ص 216 .

باب 39 -الحقد ، والبغضاء ، والتشاجر ، ومعاداة الرجال

(3927) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله الصادق ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله ( في حديث) قال: «ألا أنبئكم بشر النّاس»؟

قالوا : بلى يا رسول الله .

قال : «من أبغض الناس وأبغضه النّاس».

ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألا أنبئكم بشر من هذا »؟

قالوا بلى يا رسول الله .

قال: «الّذي لا يُقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً »الحديث

(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3928) 2 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :

سئل أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) عن الخمر ؟ فقال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أوّل مانهاني عنه ربي عزّ وجلّ، عن عبادة الأوثان، وشرب الخمر،

ص: 181


1- 1 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 196 باب معنى الغايات : ح 2 ، وفي الفقيه : 4: 285 باب النوادر : ح 34 .
2- 2 - تقدّم تخريجه في الباب 12 من أبواب العلم من كتاب العلم والعقل والجهل : ج 1 ص 166 - 167 ح 2 .

وملاحاة الرجال» (1) الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)

(3929)3) - حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن عن سنان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

كان المسيح (علیه السلام) يقول : « من كثر همّه سقم بدنه ( إلى أن قال :) ومن لاحى الرجال ذهبت مروءته».

(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه في ترجمة المسيح (علیه السلام) من كتاب النبوة (2).

(3930) 4 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي، أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن جعفر بن محمّد الهاشمي، عن أبي حفص العطّار قال : سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) يحدّث عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم

يكن يأتيني فيه (3) ، فقلت له : ياجبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟! لقد أرعبتني.

قال : ومايروعك يا محمد ، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ؟ !

قال:[ قلت : ] بماذا بعثك ربّك ؟

قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان وشرب الخمور، وملاحاة الرجال،

ص: 182


1- قال ابن الأثير في النهاية : «نهيت عن ملاحاة الرجال أي عن مقاولتهم و مخاصمتهم، تقول : لاحيته ملاحاة ولحاءاً، إذا نازعته .
2- تقدّم في ج 2 ص 157 - 158 ح 12 .
3- في بعض النسخ : «جاء في جبرئيل في ساعة ويوم لم يكن يأتيني فيه»

وأخرى هى للآخرة والأولى، يقول لك ربّك : يا محمّد، ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطناً ملآناً ».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)

(3931) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته».

ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لم يزل جبرئيل الله (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».

(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 27 )

يأتي إسناده في كتاب الروضة .

(3932)6- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسني (رحمه الله ) سنة سبع وثلاث مئة قال : حدّثنا علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثنا الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «أشرار النّاس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبراء العنت (2) ، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة»، ثم تلا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ »(3).

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 38)

ص: 183


1- 6- وروى نحوه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت و آداب اللسان : 358/ 255 من طريق أبي هريرة . وانظر سائر تخريجاته في باب شرار النّاس (5) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان و = الكفر : ج 6 ص 602 ح 2 .
2- في نسخة : «العيب».
3- سورة الأنفال : 8: 62 - 63

(3933) 7 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثني محمّد بن محمد بن معقل العجلي بسهرورد قال حدّثنا محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن آبائه ، عن علي(علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إياكم ومشارة (2) النّاس، فإنها تظهر العُرّة وتدفن الغرّة».

(أمالی الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 23)

ص: 184


1- 7- وروی نحوه الكليني في الكافي : 2: 302 كتاب الإيمان والكفر باب المراء والخصومة و معاداة الرجال ح 10 : عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمد بن مهران (مروان) ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما أتاني جبرئيل قط إلا وعظني ، فأخر قوله لي : إياك ومشارّة النّاس ، فإنّها تكشف العورة، وتذهب بالعزّ». وأخرجه أبو الطيب عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران في أماليه : 198 / 1334 بإسناده عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إياكم ومشارة الناس، فإنّها تدبر الغرّة وتظهر العوزة و تذهب بالعزّ ». أخرجه البيهقي في شعب الإيمان : ح 8220، و 8443 و 8444 من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمان ، عن أبي هريرة ، وفيه : «... تذفن الغرة ، وتظهر العرّة» . المشارة :المخاصمة. والعُرّة : القَذَر وعذرة النّاس فاستعير للمساوئ والمثالب . والغُرّة : الحسن والعمل الصالح شبهه بغُرّة الفرس ، وكلّ شيء تُرفع قيمته فهو غُرّة. وعَوِز الشيء عَوَزاً: عَزَّ ولم يوجد مع الحاجة إليه ، وعَوِزّ الرجل : احتاج واختلّت حاله ، وعَوِز الأمر : اشتد وعسُر وضاق . والعَوَز : الحاجة واختلال الحال .
2- في الطبعة الحجرية «مشاجرة» ومثله في البحار 75 :210 نقلاً عن أمالي الطوسی.

باب 40 -الشماتة

(3934) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن على بن أسد الأسدى قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن حازم قال : حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدّثنا حفص بن غياث عن بُرد بن سنان عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لا تظهر الشماتة بأخيك (2) فيرحمه الله ويبتليك».

(أمالی الصدوق : المجلس 40 ، الحديث 5)

أبو عبد الله المفيد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أبي نصر محمد بن عمر النيسابوري، عن محمد بن السري عن أبيه، عن حفص بن غياث مثله .

(أمالى المفيد : المجلس 31 ، الحديث 4 )

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه : «فيعافه الله ويبتليك».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 1)

أقول : سيأتي في الباب 42 ما يرتبط بهذا الباب .

ص: 185


1- 1 - ورواه الترمذي في جامعه : 4 : 662 كتاب صفة القيامة باب 54 ح 2506 بإسناده عن أمية بن القاسم الحذاء ، عن حفص بن غياث . وعنه الهندي في كنز العمال : 3: 487 ح 7547 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح : 3: 1363 ح 4856 ، وابن الفوطي في ترجمة منتجب الدين أحمد بن محمد بن ابرويه الاصفهاني المحدّث ثمّ قال : وفي رواية : « إذا أصيب أخوك بمصيبة فلا تظهر الشماتة به فينجه الله ويبتليك بما هو أشدّ منه». وروى نحوه الكليني في الكافي : 2 : 359 كتاب الإيمان والكفر : باب الشماتة بإسناده عن أبان بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال : « لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويصيّرها بك».
2- في أمالي المفيد : «لأخيك».

باب 41 -سوء الظن بالإخوان

(3935)1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)(في حديث ) قال : « ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

ص: 186


1- 1 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 362 كتاب الإيمان والكفر باب التهمة وسوء الظن ح 3 بإسناده عن الحسين بن المختار ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في كلام له وذكر الحديث. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 209 . وأورد الشريف الرضي الفقرة الثانية منه في قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 360 ، وفيه« : لا تظنّن بكلمة خرجت من أحد سوءً وأنت تجد لها في الخير محتملاً ». وانظر سائر تخريجاته في كتاب الروضة . قوله : «ضع أمر أخيك» أي احمل ما صدر من أخيك من قول أو فعل على أحسن محتملاته وإن كان مرجوحاً، من غير تجسّس ، حتى يأتيك منه أمر لا يمكنك تأويله ، فإنّ الظَّنَّ قد يخطئ ، والتجسّس منهي عنه ، كما قال تعالى : «إنَّ بَعضَ الظَّنِّ إثمٌ » ، وقال : «وَلا تَجَسَّسُوا» [سورة الحجرات : 12] . قوله : «ما يغلبك» في بعض النسخ بالغين ، فقوله : «منه» متعلّق بيأتيك ، أي حتى يأتيك من قبله ما يعجزك ولم يمكنك التأويل، وفي بعض النسخ بالقاف من باب ضرب كالسابق، أو من باب الإفعال، فالظرف متعلّق بيقلبك والضمير للأحسن . و« لا تظنّن» تأكيد لبعض أفراد الكلام ، أو السابق محمول على الفعل . والحاصل أنه إذا صدرت منه كلمة ذات وجهين وجب عليك أن تحملها على الوجه الخير وإن كان معنى مجازياً بدون قرينة أو كناية أو تورية أو نحوها ، لا سيما إذا ادّعاه القائل ، ومن هذا القبيل ما سماه علماء العربية : «أسلوب الحكيم» ، كما قال الحجاج للقبعثرى متوعداً له بالقيد:« لأحملنك على الأدهم» ، فقال القبعثرى: «مثل الأمير يحمل على الأشهب والأدهم»، فأبرز وعيده في معرض الوعد ، ثم قال الحجاج للتصريح بمقصوده : «إنّه حديد» . فقال القبعثرى : «لأن يكون حديداً خير من أن يكون بليداً». (مرآة العقول : 11 : 15 - 16) .

باب 42 -تتبع عيوب النّاس، وإفشاؤها ، وطلب عثرات المؤمنين

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الغضّ عن عيوب الناس (21) فلاحظ .

(3936) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي ) قال : « ألا من سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها».

(أمالی الصدوق: المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

(3937) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم والفضل [ابني يزيد ] الأشعريين، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة:

ص: 187


1- 1 - وفي تحف العقول: ص 47: «من أذاع فاحشة كان كمبديها» ولاحظ كتاب الصمت و آداب اللسان - لابن أبي الدنيا - : 363 / 263 ، والأدب المفرد للبخاري : 143 / 325 ، وكتاب الزهد - لهنّاد بن السرى - : 123 ، والإتحاف - للزبيدي 7:598.
2- 2 - ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 189 - 190 کتاب عقاب الأعمال باب عقاب من تتبع عثرة المؤمن (43) ح 316 / 99 عن زرارة ، عن أبي جعفر (علیه السلام) ورواه الكليني في الكافي : 2 : 354 كتاب الإيمان والكفر باب من طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى .... إلا أنا فيه : «عن أبي جعفر وأبي عبد الله(علیهما السلام). ورواه أيضاً في الحديث 3 بإسناده عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (علیه السلام). ورواه أيضاً في الحديث 6 من الباب عن عدة من الأصحاب، عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة ، عن أبي جعفر (علیه السلام) . ونحوه في الحديث 7 بهذا السند عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 208:2 عن زرارة، عن أبي جعفر و أبي عبد الله (علیهما السلام) .

عن أبي جعفر أو أبي عبد الله (علیهما السلام) قال : «أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلّاته ليعنفه بها (1) يوماً ما».

(أمالی المفيد : المجلس 3، الحديث 6)

(3938) 3 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

ص: 188


1- في نسخة : ليعيبه بها»، والتعنيف : التعيير واللوم.
2- 3-ورواه الكليني في الكافي : 2 : 354 كتاب الإيمان والكفر باب من طلب عثرات المؤمنين وعوراتهم ح 2 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار . ثمّ قال : عنه ، عن علي بن النعمان ، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (علیه السلام) مثله . وروى نحوه في ص 355 ح 4 بإسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 189 کتاب عقاب الأعمال باب عقاب من تتبع عثرة المؤمن (43) ح 98/315 بإسناده عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي برزة قال : صلى بنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ثم انصرف مسرعاً حتى وضع يده على باب المسجد ثم نادى بأعلى صوته : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين فإنّه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته». ورواه الصدوق في عقاب الأعمال : ص 241 باب 58 مثل رواية المحاسن إلا أن فيه أبو بردة. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت : ص 302 - 304 - 167 - 169 ، وأحمد في مسنده: 4 : 421 و 424 ، وأبوداوود في السنن : (4880) ، وأبو يعلى : (7423 و 7424) ، والبيهقي في السنن : 10: 247 وفي شعب الإيمان : (6704) ، عن أبي برزة - مع تفاوت وأخرجه الهندي في كنز العمال: 3: 585 ح 8021 عن أحمد وأبي داوود ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 8: 94 عن الطبراني .. وورد أيضاً من طريق البراء ، رواه الهندي في كنز العمال : 3: 585 ح 8021 نقلا عن مسند أبي يعلى والضياء المقدسي . ومن طريق ابن عمر ، رواه الترمذي في السنن كتاب البر والصلة باب ما جاء في تعظيم المؤمن : ج 4 ص 378 ح 2032 ، وعنه في كنز العمال : 3: 585 - 586 ح 8022 . وأورد نحوه ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 115 .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «یا معشر من آمن بلسانه ولم يصل الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين ولا تذمّوا المسلمين، فإنّه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عوراته، ومن تتبع الله عوراته فضحه في جوف بيته».

(أمالی المفيد : المجلس 17 ، الحديث 8)

(3939)4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: حدّثني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدّثنا أبو عمران موسى بن الحسن بن سلمان قال : حدّثني أبوبكر بن الحارث الباغندي قال : حدّثني عيسى بن رعبة قال : حدّثنا محمّد بن إدريس قال : حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن

ص: 189

190

أبي حبيب، عن نافع عن ابن عمر قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت الله عن عيوبهم النّاس، فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس، وكان في المدينة أقوام لاعيوب لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوباً، لم يزالوا يعرفون بها إلى أن ماتوا »

(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 18)

ص: 190

باب 43 -الرواية على المؤمن

(3940)1 -(1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر : عن أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قال : «من روى على مؤمن رواية يُريد بها شَينه وهَدْم مروءته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله عزّ وجلّ من ولايته إلى ولاية الشيطان».

(أمالی الصدوق : المجلس 73 ، الحديث 17 )

ص: 191


1- 1 - ورواه أيضاً في عقاب الأعمال : ص 241 باب 58 . ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 188 کتاب عقاب الأعمال باب 39 ح 94/311. ورواه الكليني في الكافي : 2 : 358 كتاب الإيمان والكفر باب الرواية على المؤمن ح 1 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، وفيه « إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان». وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 387 - 388 مجلس 61، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 209 . «من روى على مؤمن» بأن ينقل عنه كلاماً يدلّ على ضعف عقله وسخافة رأيه على ما ذكره الأكثر ، ويحتمل شموله لرواى الفعل أيضاً . « يريد بها شينه» أي عيبه ، في القاموس : شانه يشينه ضد زانه يزينه ، وقال الجوهري : المروءة : الانسانية ، ولك أن تشدّد ، قال أبو زيد : مرء الرجل صار ذا مروءه ، انتهى . وقيل : هي آداب نفسانية تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف على محاسن الأخلاق وجميل العادات، وقد يتحقق بمجانبة ما يؤذن بخسة النفس من المباحات كالأكل في الأسواق حيث يمتهن فاعله ، قال الشهيد (رحمه الله ) : المروءة تنزيه النفس عن الدناءة التي لا يليق بأمثاله كالسخرية وكشف العورة التي يتأكد استحباب ستره في الصلاة ... «أخرجه الله من ولايته» ، في النهاية وغيره : الولاية - بالفتح - المحبة والنصرة، وبالكسر التولية والسلطان ، فقيل : المراد هنا المحبّة، وإنما لا يقبله الشيطان لعدم الاعتناء به ، لأن الشيطان إنما يحبّ من كان فسقه في العبادات، ويصيّره وسيلة لإضلال النّاس . وقيل : السر في عدم قبول الشيطان له أنّ فعله أقبح من فعل الشيطان ، لأن سبب خروج الشيطان من ولاية الله هو مخالفة أمره مستنداً بأنّ أصله أشرف من أصل آدم (علیه السلام)، ولم يذكر من فعل آدم ما يسوءه ويسقطه عن نظر الملائكة ، وسبب خروج هذا الرجل من ولايته تعالى هو مخالفة أمره عزّ وجلّ من غير أن يسندها إلى شبهة، إذ الأصل واحد ، وذكره من فعل المؤمن ما يؤذيه ويحقره وادّعاء الكمال لنفسه ضمناً، وهذا إدلال وتفاخر وتكبّر ، فلذا لا يقبله الشيطان ، لكونه أقبح فعالاً منه ، على أنّ الشيطان لا يعتمد على ولايته له ، لأن شأنه نقض الولاية لا عن شيء ، فلذلك لا يقبله ، انتهى . ولا يخفى ما في هذه الوجوه لاسيما في الأخيرين على من له أدنى مسكة ، بل المراد إما المحبة والنصرة ، فيقطع الله عنه محبّته ونصرته ويكله إلى الشيطان الذي اختار تسويله ، وخالف أمر ربه ، وعدم قبول الشيطان له لأنه ليس غرضه من إضلال بني آدم كثرة الأتباع والمحبين ، فيودهم وينصرهم إذا تابعوه، بل مقصوده إهلاكهم وجعلهم مستوجبين للعذاب، للعداوة القديمة بينه وبين أبيهم ، فإذا حصل غرضه منهم يتركهم ويشمت بهم ولا يعينهم في شيء ، لا في الدنيا كما قال سبحانه: «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ »[ سورة الحشر : 16 ] ، وكما هو المشهور من قصة برصيصا وغيره، ولا في الآخرة ، لقوله : « فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ » [سورة إبراهيم : 22] ، والمراد التولى والسلطنة ، أي يخرجه الله من حزبه وعداد أوليائه ويعدّه من أحزاب الشيطان، وهو لا يقبله لأنه يتبرأ منه ، كما عرفت. ويحتمل أن يكون عدم قبول الشيطان كناية عن عدم الرضا بذلك منه ، بل يريد أن يكفره ويجعله مستوجباً للخلود في النار . (مرآة العقول : 11: 3-1) .

ص: 192

باب 44- الغيبة والبهتان

:أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بهذا الباب.

(3941) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أحق النّاس بالذنب السفيه المغتاب ، وأذلّ النّاس من أهان النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3942) 2 - (1) وبإسناده عن نوف البكالي ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في حديث ) قال : «اجتنب الغيبة فإنّها إدام كلاب النّار».

ثمّ قال: «يا نوف ، كذب من زعم أنّه وُلِد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 37، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3943)3 - (2) وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ناقلا عن عن حكيم) قال: «البهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات».

(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

ص: 193


1- 2 - وأورده الفتّال في المجلس 85 من روضة الواعظين : 2 : 469 ، وورّام في تنبيه الخواطر : 164:2 . وأورد الحرّاني في مواعظ الإمام الحسين (علیه السلام) من تحف العقول: ص 245 أنه قال لرجل اغتاب عنده رجلاً : « يا هذا ، كفّ عن الغيبة ، فإنّها إدام كلاب النار». وورد عن الإمام السجاد (علیه السلام) بلفظ : «إيّاكم والغيبة ، فإنّها إدام كلاب أهل النار» صحيفة الإمام الرضا (علیه السلام) :ح 195.
2- 3 - تقدّم تخريجه في الباب 5 « القلب وصلاحه وفساده من أبواب مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 365 ح 3 .

( 3944) 4 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أيوب بن نوح قال : حدّثنا محمد بن أبي عمير قال : حدّثني محمّد بن حمران:

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: « من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو ممن قال الله عزّ وجلّ: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (2)»

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 16)

(3945) 5 - (3)حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمان بن سيابة :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «إنّ من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وإنّ من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 17 )

ص: 194


1- 4 - ورواه القمي في تفسيره : 2: 100 ذيل الآية الكريمة عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، و عنه الكليني في الكافي : 2 : 357 كتاب الإيمان والكفر باب الغيبة وعنه والبهت ح 2 . وأورده الفتّال في روضة الواعظين : 2 : 469 - 470 المجلس 85، وورّام بن أبي فراس في تنبیه الخواطر 2: 219
2- سورة النور : 24 : 19.
3- 5 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 184 باب معنى الغيبة والبهتان . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 358 كتاب الإيمان والكفر باب الغيبة والبهت ح 7 عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن سيابة . وأورده الفتّال في المجلس 85 من روضة الواعظين : ص 469 . وفي تنبيه الخواطر - لورّام بن أبي فراس : ج 2 ص 219 عن داوود بن سرحان قال : سألت أبا عبد الله عن الغيبة ؟ قال : «هو أن تقول في أخيك في دينه ما لم يفعل ، وتثبت عليه أمراً قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه حدّ ». وفي مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) من تحف العقول للحراني : ص 298 : «من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، فأما الأمر الظاهر منه مثل الحِدَّة والعَجَلة فلا بأس أن تقوله ، وإنّ البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه »

(3946) 6 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن غير واحد:

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «لا تغتب ، فتُغتَب ، ولا تحفر لأخيك حفرة فتقع فيها ، فإنّك كما تدين تدان».

(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 10)

(3947) 7 - (2) وعن أحمد بن أبي عبد الله قال : حدّثنا الحسين بن يزيد [النوفلي ] ، عن إسماعيل بن مسلم [السكوني ] عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث».

ص: 195


1- 6 - وأورده الفتّال فى المجلس 85 من روضة الواعظين : ص 470 . وفي غرر الحكم : 5 : 365: «من حفر لأخيه بئراً أوقعه الله فيه» . وفي ص 369: «من حفر لأخيه المؤمن بئراً أوقع فيها». وفي كنز الفوائد : 1 : 136 : «من حفر لأخيه بئراً وقع فيها ». وقوله (علیه السلام): «كما تدين تدان» ورد أيضاً عن أمير المؤمنين (علیه السلام) : غرر الحكم : 4 : 622 ، نهج البلاغة : خطبة 153.
2- 7 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 357 كتاب الإيمان والكفر باب الغيبة والبهت ذيل الحديث الأول عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 47 ، والفتّال في روضة الواعظين: ص 470

قیل: یا رسول الله ، وما الحدث ؟

قال : «الاغتياب».

(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 11)

(3948)8 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال : « ونهى عن الغيبة والاستماع إليها ».

وفيه «ونهى عن الغيبة وقال : من اغتاب امرءاً مسلماً بطل صومه ونقض وضوؤه، وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلاً لما حرم الله (إلى أن قال :) ألا ومن تطوّل على أخيه في غيبته سمعها فيه في مجلس فردّها عنه ردّ الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة، فإن لم يردها وهو قادر على ردّها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرّة .

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي .

(3949) 9 - (1) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « الصائم في عبادة الله وإن كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً».

(أمالی الصدوق : المجلس 82، الحدیث 1)

ص: 196


1- 9 - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 50-51 وفي ط : 75 . ورواه الكليني في كتاب الصيام من الكافي : 4 : 9/64 عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 47 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 350 .

(3950) 10 - (1) حدّثنا علي بن أحمد بن موسى قال : حدّثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الكوفي الأسدي قال : حدّثني موسى بن عمران النخعي قال : حدّثنا الحسين بن يزيد قال : حدّثني حفص بن غياث ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أربعة يؤذون أهل النّار على ما بهم من الأذى يسقون من الحميم والجحيم، ينادون بالويل والثبور يقول أهل النار بعضهم لبعض : ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فرجل معلق (2) في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً، ورجل يأكل لحمه ، فيقال لصاحب التابوت ما بال الأبعد (3) قد آذونا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد مات وفي عنقه أموال النّاس ولم يجد لها في نفسه أداء ولا وفاء.

ثم يقال للذي يجرّ أمعاءه ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول : إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده.

ثم يقال للذي يسيل فوه قيحاً ودماً ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيسندها(4).

ص: 197


1- 10 - وورد الحديث من طريق شفي بن ماتع الأصبحي ، رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت و آداب اللسان : 315 - 316/ 187 ، وفي هامشه عن كتاب الغيبة : 6 / أ. وأورده الغزالي في الإحياء : 3: 104 - 105 وانظر سائر تخريجاته في باب النار - 20 - من أبواب المعاد من كتاب العدل والمعاد : ج 1 ص 568 ح 12 .
2- ومثله في عقاب الأعمال، وفي المعجم الكبير وحلية الأولياء وكنز العمال: «مغلق».
3- قال ابن الأثير في مادة «بعد» من النهاية : ج 1 ص 139 : وفيه : «إنّ رجلاً جاء فقال : إنّ الأبعد قد زنى معناه المتباعد عن الخير والعصمة . يقال : بَعِد - بالكسر - عن الخير فهو باعد : أي هالكُ ، والبعد : الهلاك والأبعد الخائن أيضاً .
4- في عقاب الأعمال : «فيفسد بها».

ويحاكي بها (1).

ثمّ يقال للذي يأكل لحمه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى ؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 21)

(3951)11 - وبالسند المتقدم عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 85 ، الحديث 22)

(3952) 12- حدّثنا أحمد بن هارون قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن جعفر بن جامع [الحميري ] ، عن أحمد بن محمد البرقي، عن هارون بن الجهم

عن الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) قال : «إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حُرمة له ولا غيبة».

(أمالی الصدوق : المجلس 10، الحديث 8)

(3953) 13 - (2) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح :

عن علقمة قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام)، وقد قلت له : يا ابن رسول الله ، أخبرني مَن تُقبل شهادته، ومن لا تُقبل شهادته ؟

فقال: «يا علقمة ، كلّ من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته».

ص: 198


1- في حلية الأولياء : «إنّ الأبعد كان ينظر إلى كلمة فيستلذها كما يستلذ الرفث». وفي كنز العمال: «... كلّ كلمة قذعة خبيثة يستلذها ويستلذه الرفث».
2- 13 - ورواه الراوندي في الفصل 2 من الباب 11 من قصص الأنبياء : ص 203 ح 264 والحديث النبوي المذكور في ذيله ، أورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 469.

قال : فقلت له : تُقبل شهادة المقترف للذُّنوب؟

فقال: «يا علقمة، لولم تقبل شهادة المقترفين للذُّنوب لما قبلت إلّا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم ، لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق، فمن لم تَرَه بعينك يرتكب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان، فهو من أهل العدالة والسّتر وشهادته مقبولة، و إن كان فى نفسه مُذنباً، ومَن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عزّ وجلّ داخل في ولاية الشيطان.

ولقد حدّثني أبي، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : مَن اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنّة، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه، فقد انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب في النار خالداً فيها وبئس المصير» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 22 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه في الباب الأول من كتاب النبوّة .

(3954) 14 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق قال : أخبرنا داوود بن المحبّر قال : حدّثنا عنبسة بن عبد الرحمان القرشي قال : حدّثنا خالد بن يزيد اليماني ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «كفّارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته».

(أمالی المفيد : المجلس 21 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسى : المجلس 7 ، الحدیث 27)

ص: 199


1- 14 - ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت : ص 383 - 384 ح 294 وفي هامشه عن كتاب الغيبة : 12 ،ب، وعنه الهندي في كنز العمال : 588:3 ح 8036 وفيه : « كفارة من اغتبته أن تستغفر له »، ومثله في الإحياء للغزالي : 3 : 333 . ورواه الخطيب في المتفق والمفترق كما في كنز العمال : 3: 593 ح 8063 وفيه : «إنّ من كفارة الاغتياب أن تستغفر لصاحبك»، وفي ح 8064 نقلاً عن عن الحاكم في الكنى والخرائطي في مساوئ الأخلاق :« إنّ من كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته و تقول : اللهم اغفر لنا وله». وروى الكليني في باب الغيبة والبهت من الكافي : 2 : 357ح 4 بإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : سئل النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما كفارة الاغتياب ؟ قال : «تستغفر الله لمن اغتبته كلّما ذكرته». ومثله في تنبيه الخواطر لورّام بن أبي فراس : 2 : 209 . وفي ص 265 من تنبيه الخواطر : «من اغتاب رجلاً ثم استغفر له غفرت له غيبته»

(3955) 15 - (1) أخبرني أبو الحسين (2) أحمد بن محمد الجرجرائي قال : حدّثنا إسحاق بن عبدوس قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضر مي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي قال : حدّثنا المحاربي، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال:

نال رجل من عرض رجل عند النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فردّ رجل من القوم عليه، فقال رسول الله : «من ردّ عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار».

(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 2 )

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله إلا أنه فيه : «حجاباً من نار».

(أمالی الطوسي : المجلس 4، الحديث 31)

ص: 200


1- 15- ورواه البيهقي في السنن الكبرى : 8 : 168 بإسناده عن عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى . وعنه الهندي في كنز العمال : ج 3 ص 416 رقم 7218 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 181 مثل الأمالي ، وفي 1 : 72 بلفظ : «من ذبٌ ...» ، ونحوه في 1 : 119 . وقريباً منه رواه أحمد في المسند : 6: 449 بإسناده عن شهر بن حوشب ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وفي ص 450 عن أبي بكير التيمي ، عن أمّ الدرداء. ومثله الترمذي في صحيحه : ج 4 ص 327 رقم 1931 .
2- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي، قال النجاشي « أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي أبو الحسين الجرجرائي الكاتب، ثقة، صحيح السماع، وكان صديقنا، قتله إنسان يعرف بابن أبي العبّاس يزعم أنه علويّ ، لأنه أنكر عليه نكرة ، رحمه الله ، له كتاب إيمان أبي طالب . (رجال النجاشي : ص 87 رقم 210) هذا ، وفي أمالي المفيد: «أبو الحسن»، وفي بعض نسخه : «الجرجاني» بدل «الجرجرائي». 15

(3956)16 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) أنه قال لأصحابه : «اسمعوا مني كلاماً هو خير لكم من الدُّهم (1) الموقفة ، (إلى أن قال :) واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تُذكروا به إذا غبتم عنه .

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 45)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3957) 17- (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : أخبرنا أبو على محمّد بن همام قال : حدّثنا حميد بن زياد قال : حدّثنا إبراهيم بن عبيد الله قال : حدّثنا الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن بي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن ردّ عن عرض أخيه المسلم كتب من أهل الجنة البتة، ومن أتي إليه معروفه فليكافئ، فإن عجز فليثن به ، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة».

(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 6)

ص: 201


1- الدهم - بالضم - : جمع الأدهم، وهو من الخيل والإبل : الشديد الورقة - أي السواد في غبرة - حتى ذهب البياض الذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتى اشتد السواد فهو جون . و«فرس موقف» : إذا أصاب الاوظفة منه بياض في موضع الوقف ولم يعدها إلى أسفل وفوق ، فذلك التوقيف . (صحاح اللغة).
2- 17 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ج 2 ص 170 والفقرة الأولى منه رواها الصدوق في ثواب الأعمال : ص 145 - ثواب من ردّ عن عرض أخيه المسلم .... عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد عن السكوني.

(3958) 18 - (1) وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال:« يا أباذرّ ، إيّاك والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا».

قلت : يا رسول الله ، وما ذاك، بأبي أنت وأمي ؟

قال: «لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .

يا أباذرّ ، سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه»(2).

:قلت یا رسول الله ، ما الغيبة ؟

قال: «ذكرك أخاك بما يكرهه».

قلت : يا رسول الله ، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟

قال: «اعلم إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته (3) يا أباذرّ من ذبّ عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه على الله عزّ وجلّ أن يعتقه من النار .

يا أباذرّ من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا و الآخرة».

(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 202


1- 18 - وقريباً مما ورد في صدر الحديث في الغيبة أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 115 عن جابر وأبي سعيد ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
2- وقريباً منه أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه :الخواطر : 2 : 209 عن أبي جعفر (علیه السلام)عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، والحرّاني في تحف العقول: ص 212 في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام).
3- وروى نحو ما ورد في تفسير الغيبة ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وآداب اللسان : 325 / 205 ، ومسلم في صحيحه : 4 : 2001 / 3589 ، والترمذي في جامعه : 4 : 329 /1934 ، والدارمي في سننه : 2: 299 ، كلّهم من طريق أبي هريرة .

باب 45 -النميمة والسعاية

(3959) 1 - (1)حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي القرشي، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر عن يونس بن ظبيان:

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «بينا موسى بن عمران يناجي ربه عزّ وجلّ إذ رأى رجلاً تحت ظل عرش الله عزّ وجلّ ، فقال : ياربّ من هذا الذي قد أظله عرشك ؟ فقال : هذا كان باراً بوالديه، ولم يمش بالنميمة ».

(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 2)

(3960) 2 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [بن حيان المكاري ]:

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن، والمنافق ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النمّام.

(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)

(3961)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «نهى عن النميمة والاستماع إليها وقال : لا يدخل الجنة قتّات . يعني نماماً».

ص: 203


1- 1 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 163 ، والفتّال في عنوان «مجلس في ذكر وجوب برّ الوالدين » من روضة الواعظين : ص .367 .

وفيه : يقول الله عزّ وجلّ : حرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات» وهو النمّام .

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي الله من كتاب النواهي .

(3962)4 - وبإسناده عن الربيع صاحب المنصور (في خبر طويل ) قال : قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) لمنصور : «لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول مَن حرّم الله عليه الجنّة، وجعل مأواه النَّار، فإنّ النمّام شاهدُ زُور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس، وقد قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَيَا فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْم نادِمِينَ» (1) » الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 89 الحديث 10 )

تقدّم إسناده في باب صلة الرحم - 2 - من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، و تمامه في الباب الرابع من ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2).

(3963) 5 - (3) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني القاضي ابن الاشناني قال : أخبرنا محمّد بن عيسى بن حيان المدائني قال : حدّثنا سفيان بن عيينة، عن

ص: 204


1- سورة الحجرات : 6:49 .
2- تقدّم في ج 5 ص 347 - 349 ح 1 .
3- 5 - ورواه أحمد في مسنده : 397:5 عن عبد الرحمان وأبي نعيم ، عن سفيان . ورواه أيضاً في ص 382 بإسناده عن الأعمش، عن إبراهيم، وفي ص 392 بإسناده عن الحكم ، عن إبراهيم، وفي ص 404 بإسناده عن سفيان ، عن منصور . وررواه البخاري في صحيحه : (6056) ، ومسلم في صحيحه : 1 : 101 صحیحه : 1 : 101 ح 169 بإسناده عن جرير عن منصور، وأبوداوود في السنن : 4 : 268 ح 4871 بإسناده عن الأعمش، عن إبراهيم، والترمذي في جامعه : 4 : 375 ح 2026 عن ابن أبي عمر ، عن سفيان، والطبراني في المعجم الكبير : 3: 168 ح 3021 بإسناده عن شبعة، عن الحكم، عن إبراهيم، وفي المعجم الصغير : 1 : 203 بإسناده عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، والمرشد بالله الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 34 / 131 بإسناده عن الفضل بن دكين ، عن سفيان . ورواه أيضاً أحمد في مسنده : ج 5 ص 391 بإسناده عن واصل ، عن حذيفة ، وفي ص 396 و 399 و 406 بإسناده عن أبي وائل ، عن حذيفة ، وفيه : «نمام» . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 32 .

منصور، عن إبراهيم [النخعي ] عن همام [ بن الحارث ]، عن حذيفة [بن اليمان ] قال :

سمعت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «لا يدخل الجنة قتات».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 77)

(3964)6 - وبإسناده عن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث طويل) قال: «يا أباذرّ، لا يدخل الجنّة قتات».

قلت ما القتات؟

قال: «النمّام .

يا أباذرّ ، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة».

(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3965) 7 - (1) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أشرار الناس من يبغض المؤمنين

ص: 205


1- 7- تقدّم تخريجه في باب شرار النّاس (5) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان و الكفر : ج 6 ص 602 ح 2 .

2

و تبغضه قلوبهم المشّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت (1)، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة»، ثم تلا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلْفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ» (2).

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 38)

تقدّم إسناده في باب الحقد والبغضاء ، والتشاجر ، ومعاداة الرجال (39).

ص: 206


1- في نسخة : «العيب »
2- سورة الأنفال : 8: 62 - 63 .

باب 46 -البغي والطغيان

(3966-3967)1-2 - (1) أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي» الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)

وبإسناده عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) يقول : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر مثله .

(أمالی المفيد : المجلس 33 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)

تقدّم تمامهما مسنداً في باب الغض عن عيوب النّاس (21).

(3968)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (علیهما السلام) قال :

في كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام): « ثلاث خصال لايموت صاحبهن حتى يرى وبالهنّ : البغي، وقطيعة الرحم ، واليمين الكاذبة »الحديث .

(أمالى المفيد : المجلس 11 ، الحديث 8)

تقدّم تمامه مسنداً في باب صلة الرحم (2) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام، وكذا الحديث التالي.

(3969) 4 - وبإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

ص: 207


1- 1 - 2 - وروى الكليني في الكافي : 2 : 327 كتاب الإيمان والكفر : باب البغي : ح 1 بإسناده عن ابن القدّاح ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن أعجل الشر عقوبة البغي». وانظر سائر تخريجاتها في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 598 - 599 ح 5 وص 599 ح 6 .

« أسرع الأشياء عقوبة رجل (إلى أن قال ): ورجل لا تبغي عليه وهو دائماً يبغي عليك، ورجل تصل قرابته فيقطعك».

(أمالی المفيد : المجلس 20، الحديث 5)

( 3970) 5 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة عقوق الوالدين، والبغي على النّاس، وكفر الإحسان».

(أمالی المفيد : المجلس 28 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 18 )

تقدّم إسناده في باب برّ الوالدين والأولاد (1) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام.

(3971)6 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال: حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا أبو الوليد وأبوكثير، جميعاً عن شعبة قال : أخبرني الحكم ، عن الحسن بن مسلم :

عن ابن عبّاس قال: «ما ظهر البغي في قوم قطّ إلا ظهر فيهم الموتان» الحديث .

( أمالي الطوسى : المجلس 14 ، الحديث 48 )

تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض (27) من أبواب مساوئ الأخلاق.

ص: 208

باب 47 -سوء المحضر

(3972) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن محمد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، والحنين (2) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 22)

(3973)2- أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «كفی بالمرء عيباً أن ينظر من النّاس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعير الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب الغض عن عيوب النّاس (21)، وكذا الحديث التالي .

(3974)3 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : «كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه، و أن يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالی المفيد : المجلس 33، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي ، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17

ص: 209


1- 1 - وروى نحوه أيضاً الصدوق في معاني الأخبار : ص 400 باب نوادر المعاني وفي الخصال : ص 216 - 217 باب الأربعة ح 40 بإسناده عن سيف بن عميرة، عن الصادق (علیه اسلام) .
2- الحنين : الاشتياق والميل .

باب 48 -المكر والخديعة والغش

(13975) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبان الأحمر ، عن الصادق (علیه اسلام) (في حدیث) قال : إن كان العرض على الله حقاً، فالمكر لماذا » ؟

(أمالی الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3976) 2 - (1) حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبرئيل (علیه السلام) يقول : إنّ المكر والخديعة في النّار».

ثم قال له : «ليس منا من غش مسلماً، وليس منا من خان مسلماً» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

(3977)3- وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «من غش مسلماً في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين».

وقال: «من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب ».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي اللهم من كتاب النواهي.

ص: 210


1- 2 - وفي مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من تحف العقول: «ليس منا من غش مسلماً أو ضرّه أو ماكره » . ومثله في تنبيه الخواطر : 2 : 227 إلّا أنّ فيه : «غرّه» بدل «ضره».
2- تقدّم في ج 6 ص 596 ح 1

باب 49 -السفلة

(3978) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدّل قال : حدّثنا عثمان بن أحمد الدقّاق إملاءاً قال : حدّثنا جعفر الخياط صاحب أبى ثور قال : حدّثنا عبد الصمد بن يزيد [أبو عبدالله الصائغ ] قال : سمعت فضیل بن عياض يقول :

سئل ابن المبارك من النّاس ؟

قال : «العلماء».

قال : من الملوك ؟

قال : «الزهاد».

قال : فمن السفلة ؟

قال: «الّذي يأكل بدينه».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 31)

ص: 211


1- 1 - ورواه البيهقي في الباب 45 - في إخلاص العمل لله وترك الرياء - من شعب الإيمان : 5 : 357 - 358 ح 6934 ، وأبو طالب المكي في عنوان « باب ذكر الفرق بين علماء الدنيا والآخرة» من كتاب قوت القلوب : 1 : 275 ، وفيه : « ... من يأكل بدينه»، والغزّالي في الباب الأول من إحياء علوم الدين : 1 : 18 ، وفيه : « ... الذين يأكلون الدنيا بالدين»، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 2 :34 . ونحوه رواه أبونعيم في ترجمة عبد الله بن المبارك من حلية الأولياء : 8: 167 - 168 ، و البيهقي في الباب 18 - في نشر العلم - من شعب الإيمان : 2 : 298 ح 1847.

باب 50 -من باع دينه بدنيا غيره

(3979) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن علي بن الحسين، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال : سأل عنه زيد بن صوحان : فأي الخلق أشقی ؟ قال : «من باع دينه بدنيا غيره».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس (15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الروضة.

(3980) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبو علي محمد بن همام الاسكافي (رحمه الله ) قال : حدّثني أحمد بن موسى النوفلي قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن معاوية بن حكيم قال : حدّثني عبد الله بن سليمان التميمي :

عن جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) (في حديث ) قال : «ألا أنبئكم بأخفّ النّاس يوم القيامة ميزاناً وأبينهم خسراناً (2) ؟ من باع آخرته بدنيا غيره».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 35)

تقدّم تمامه في الباب 4 من أبواب ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من كتاب الإمامة .

ص: 212


1- 2 - ورواه السيّد أبو طالب في الباب 8 من تيسير المطالب : ص 114 بإسناده عن محمد بن موسى ، عن معاوية بن الحكم ، عن محمد بن موسى عن الطيالسي. وأورده أبو محمد القمّي في كتاب الغايات المطبوع مع جامع الأحاديث - : ص 231 - 232 .
2- في تيسير المطالب والغايات: «بأبخس من ذلك ميزاناً وأبين منه خسراناً»

باب 51 -الظلم وأنواعه ، ومن أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه

(3981) 1- (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه :

عن الريّان بن الصلت قال : أنشدني الرضا (علیه السلام) لعبد المطلب :

يعيب النّاس كلّهم زمانا*** وما لزماننا عيب سوانا

نعيب زماننا والعيب فينا ***ولو نَطَق الزمان بنا هجانا

وإنّ الذئب يترك لحم ذئب ***ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

(أمالی الصدوق : المجلس 33 ، الحديث 8)

(3982)2- (2) حدّثنا أحمد بن زياد الهمداني (رحمه الله ) قال : حدّثني علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة:

ص: 213


1- 1 - ورواه أيضاً في الحديث 5 من الباب 43 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 2 : 190 ، وزاد بعد الأبيات الثلاثة : لبسنا للخداع مسوك طيب *** وويل للغريب إذا أتانا ورواه الطبرسي في الفصل 4 من ترجمة الإمام الرضا (علیه السلام) من إعلام الورى : ص 318 وفي ط : ج 2 ص 69 ، وعنه الإربلي في كشف الغمة : 2 : 329.
2- 2- ورواه أيضاً في الخصال: ص 16 باب الواحد ح 59 عن أبيه، عن علي بن الحسين السعدابادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن إسماعيل بن مهران . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 331 كتاب الإيمان والكفر باب الظلم ح 5 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 163 - 164 ، والفتال في روضة الواعظين : ص 465 ، والحرّاني في تحف العقول: ص 246 في مواعظ الإمام الحسين (علیه السلام) مقتصراً على كلامه (علیه السلام) .

عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : لما حضرت علي بن الحسين (علیهما السلام) الوفاة ضمّني إلى صدره ثم قال: «يا بنيّ ، أوصيك بما أوصاني به أبي (علیه السلام) حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أنّ أباه أوصاه به ، فقال : يا بنيّ إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله».

(أمالی الصدوق : المجلس 34 ، الحديث 10)

(3983 - 3984) 3 - (1) 4- (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم، عن المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف :

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال : «الظلم ثلاثة : ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عزّ وجلّ فالشرك بالله، وأمّا

ص: 214


1- 3- ورواه أيضاً في الخصال : ص 118 باب ح 105 . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 330 - 331 كتاب الإيمان والكفر باب الظلم ح 1 عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي . وأورده الحراني في تحف العقول: ص 293 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 466 مجلس 84. وقريباً منه رواه الهندي في كنز العمال : 3: 498 ح 7588 نقلاً عن الطيالسي والبزّار من طريق أنس عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
2- 4 - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 272 باب عقاب من ظلم ح ه عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط ، عن سنان بن أبي خالد القماط الواسطي، عن زيد بن على بن الحسين، عن أبيه (علیه السلام). وأورده الفتّال في المجلس 84 من روضة الواعظين : ص 466 .

الظلم الذي يغفره الله عزّ وجلّ فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ، وأمّا الظلم الذي لا يدعه الله عزّ وجلّ فالمداينة بين العباد».

وقال (علیه السلام) : «ما يأخذ المظلوم من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم».

(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 2 و 3)

(3985 (5 - (1) حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم قال :

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « من الجور قول الراكب للماشي : الطريق».

(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 9 )

(3986) 6 - (2) وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث) قال: «إنّ عيسى بن

ص: 215


1- 5 - ورواه أيضاً في الخصال : ص 3 باب الواحد ح 3 عن أبيه ، عن محمد بن يحيى بن يحيى العطّار، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 466 مجلس 84. وروى الكليني في الكافي : 6: 540 ح 15 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «إنّ من الحق أن يقول الراكب للماشي : الطريق». قال الكليني : وفي نسخة أخرى : « من الجور أن يقول الراكب للماشي : الطريق». ورواه عنه الحرّ العاملي في الوسائل : كتاب الحج أبواب آداب السفر باب حكم قول الراكب للماشي الطريق (66) ثم قال : فعلى النسخة الأولى معناه : ينبغي للراكب أن يحذر الماشي ليعدل عن طريقه لئلا يصيبه ضرر، ومعنى النسخة الثانية أنه لا ينبغي للراكب أن يكلّف الماشي العدول عن طريقه بل يعدل الراكب .
2- 6 - هذه الفقرة أوردها الفتّال فى المجلس 84 من روضة الواعظين : ص 466 . وأورد نحوه الهندي في كنز العمال : 3: 507 ح 7652 نقلا عن العسکری في الأمثال من طريق ابن عبّاس . وانظر سائر تخريجاته في كتاب الروضة .

مريم (علیهما السلام) قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لا تُحدِّثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلِمُوهم، ولا تُعِينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 11)

یأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة

(3987) 7 - وبإسناده عن علي بن الحسين ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال: سأل عنه زيد بن صوحان: فأي الخلق أشح؟ قال: «من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة.

(3988)8- (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن

أبي جعفر محمّد بن علي الرضا، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة

ص: 216


1- 8-ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): 2: 58 باب 31 ح 204 . وأورده الشريف الرضي في باب قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 221 ، والحراني في تحف العقول: ص 91 في وصيّة أمير المؤمنين (علیه السلام) لابنه الحسين (علیه السلام) ، والأمدي في غرر الحكم : في ص 150 وفي ط : 3 : 257 ، والكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 136 في عنوان: «فصل مما ورد في ذكر الظلم»، والفتّال في المجلس 84 من روضة الواعظين : ص 466. وفي الفصل 103 من الإرشاد للشيخ المفيد : 1 : 300: « شرّ الزاد إلى المعاد احتقاب ظلم العباد» .

(3989)9- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه اسلام) قال : «ثلاث دعوات لا يُحجبن عن الله تعالى (إلى أن قال ): و دعاء المظلوم على ظالمه ، ودعاؤه لمن انتصر منه» الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 81)

تقدّم تمامه مسنداً في باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة والإيثار و المواساة (10).

(3990) 10 - (1) حدّثنا محمد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري الحافظ إملاءً من حفظه في المسجد الحرام في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، قال : حدّثنا عثمان بن محمّد السمرقندي قال : حدّثنا محمّد بن حماد الطهراني قال : حدّثنا عبد الرزّاق، عن سفيان الثوري عن أبي معشر [ نجيح بن عبد الرحمان السندي المدني ]، عن سعيد [بن أبي سعيد ] المقبري، عن أبي هريرة:

ص: 217


1- 10 - ورواه ابن أبي شيبة في المصنف : 6: 49 ح 29365 عن الفضل بن دكين، عن أبي معشر . ورواه الخطيب في ترجمة محمّد بن حماد الطهراني من تاريخ بغداد : 2 : 272 / 742 بإسناده عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير ، عن محمّد بن حمّاد . ورواه الهندي في كنز العمال : 106:2 ح 3364 نقلاً عن الطيالسي وابن أبي شيبة والخرائطي في مكارم الأخلاق والخطيب.

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «دعوة المظلوم مستجابة وإن كانت من فاجر مخوف على نفسه »(1).

قال عبد الرزاق : ثم لقيت أبا معشر فحدّثني به .

(أمالی الطوسى : المجلس 11 ، الحديث 75)

أقول : وردت في طائفة من الروايات: «أربعة لاترد لهم دعوة » وذكر منها المظلوم على من ظلمه ، أذكرها إن شاء الله في باب من يستجاب دعاؤه من كتاب الدعاء.

(3991) 11- (2) أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري قال : حدّثنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا ابن مقبل قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن النخعي الكوفي قال : حدّثنا مسعر بن يحيى بن الحجاج النهدي قال: حدّثنا شريك بن عبد الله النخعي عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي (علیه السلام) :قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

يقول الله عزّ وجلّ: «اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد ناصراً غيري».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 56)

ص: 218


1- في سائر المصادر: «ففجوره على نفسه».
2- 11 - وروى الهندي في كنز العمال: 3: 500 ح 7605 نقلاً عن فردوس الأخبار للديلمي عن على (علیه السلام) قال : «اشتدّ غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصراً غير الله ».

باب 52 -أحوال الملوك والأمراء والعرّاف والنقباء والرؤساء ، وعدلهم و جورهم ، وحبّهم ، وطاعتهم ، وأكل أموالهم ، والركون إلى الظالمين

(3992) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث ) قال : «أقل النّاس وفاء الملوك، وأقلّ النّاس صديقاً الملوك (1) (إلى أن قال (: أشقی النّاس الملوك».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(3993) 2 - وبإسناده عن نوف البكالي، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : « يانوف، اقبل وصيّتي، لا تكونن نقيباً، ولا عريفاً، ولا عشّاراً (2)، ولا بريداً» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9 )

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(3994)3- وبإسناده عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) (في حديث نقلا عن حكيم ) قال : «العدل أوسع من الأرض».

(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

ص: 219


1- كذا في البحار ، وفي نسخة : «الملك»، وفي أخرى : «صدقاً الملوك».
2- النقيب : شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيدهم، سمّي بذلك لأنه ينقب عن أمورهم . والعريف القيم بأمر القوم. والنقيب وهو دون الرئيس، وبمعنى قائد العشيرة وهي رتبة عسكريّة . والعشّار من يأخذ العُشر من النّاس .

(3995) 4 - (1) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن زيد الشحّام قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) يقول : « من تولّى أمراً من أمور النّاس فعدل وفتح بابه ورفع ستره ونظر في أمور النّاس، كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يؤمن روعته يوم القيامة ويدخله الجنّة»

(أمالی الصدوق : المجلس 43، الحديث 2)

(3996)5-حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق الله قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثني صالح بن أبي حمّاد قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) : « إذا أراد الله عزّ وجلّ برعيّة خيراً جعل لها سلطاناً رحيماً وقيّض له وزيراً عادلاً».

(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 3)

(3997) 6 - حدّثنا محمّد بن علي بن بشّار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم القطان قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا أحمد بن بكر قال : حدّثنا محمّد بن مصعب قال : حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «طاعة السلطان واجبة، ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله عزّ وجلّ ودخل في نهيه ، إن الله عزّ وجلّ يقول : ( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلَى التَّهْلُكَةِ (2) ».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 20)

ص: 220


1- 4- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 ، والفتّال في روضة الواعظين : ص 465 - 466 المجلس 84
2- سورة البقرة : 2 : 195 .

(3998)7 - حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضی الله عنه): قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم قال : حدّثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن أبيه إسماعيل :

عن أبيه موسى بن جعفر (علیهما السلام) أنه قال لشيعته : «يا معشر الشيعة، لا تُذِلُّوا رقابكم بترك طاعة سلطانكم ، فإن كان عادلاً فاسألوا الله إبقاءه، وإن كان جائراً فاسألوا الله إصلاحه ، فإنّ صلاحكم في صلاح سلطانكم، وإنّ السلطان العادل بمنزلة الوالد الرحيم ، فأحبوا له ما تُحبّون لأنفسكم واكرهوا له ما تكرهون لأنفسكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 21)

(3999) 8 - (1) حدّثنا محمد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكى، عن عبد الله بن أحمد، عن أبي أحمد محمد الأزدي، عن عبد الله بن جندب، عن أبي عمر العجمي، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه ، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :

قال الله جلّ جلاله : «أنا الله لا إله إلّا أنا خلقت الملوك وقلوبهم بيدي، فأيما قوم أطاعوني جعلتُ قلوب الملوك عليهم رحمة، وأيما قوم عصوني جعلتُ قلوب الملوك عليهم سخطة، ألا لا تشغلوا أنفسكم بسبّ الملوك، توبوا إليّ أعطف قلوبهم عليكم ».

(أمالی الصدوق : المجلس 58 ، الحديث 10)

ص: 221


1- 8- وأورده الفتّال في المجلس 88 من روضة الواعظين : ص 478 . وروى البرقي في المحاسن : 1 : 207 كتاب عقاب الأعمال باب عقاب المعاصي (57) 366 / 149 من طريق أبي حمزة ، عن أبي جعفر(علیه السلام) [ قال : ] قال الله تعالى : «أيّ قوم عصوني جعلت الملوك عليهم نقمة ، ألا لا تولعوا بسبّ الملوك ، توبوا إلى الله تعالى يعطف بقلوبهم عليكم ».

(4000 ) 9 - (1) حدّثنا جعفر بن علي الكوفي قال : حدّثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد الشعيري، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله : «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمّتي : الأمراء والقرّاء».

(أمالی الصدوق: المجلس 58 ، الحديث 11)

(4001) 10 - وبإسناده عن أبي حمزة الثمالي ، عن سيّد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) (في رسالة الحقوق ) قال : وأما حق سائسك بالملك فأن ( تطيعه ولا تعصيه إلّا فيما يُسخط الله ، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأمّا حق رعيّتك بالسلطان فأن تعلم أنّهم صاروا رعيّتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم، وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله على ما آتاك من القوة عليهم.

(أمالی الصدوق : المجلس : 59 ، الحديث 1)

تقدم تمامه مسنداً في باب جوامع الحقوق.

ص: 222


1- 9 - ورواه الراوندي في النوادر: ص 27 وفي ط : ص 157 ح 231 ، والعلامة المجلسي في البحار : 75 : 336 نقلا عن كتاب الإمامة والتبصرة. وروى الصدوق في باب الاثنين من الخصال : ص 36 - 37 ح 12 بإسناده عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت امتي وإذا فسدا فسدت أمّتي». قيل : يا رسول الله ، ومن هما؟ قال: «الفقهاء و الأمراء». ومثل رواية الخصال في المجلس 1 من روضة الواعظين : ص 6 ، وجامع الأحاديث : ص 93 ، وتحف العقول: ص 50 ، وتنبيه الخواطر : 2 : 228 . وورد بلفظ : «العلماء والأمراء»: فردوس الأخبار للديلمي : 2 : 3600/559 وفي ط : 3784/402 ، وجامع بيان العلم وفضله : 1: 184 إتحاف السادة : 1 : 78 .

(4002) 11 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال : « ونهى عن إتيان العرّاف وقال: من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

وفيه وقال: «من تولّى خصومة ظالم أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له : أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير».

وقال: «من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع سلطاناً جائراً وتخفّف وتضعضع (1) له طمعاً فيه كان قرينه إلى النّار».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قال الله عزّ وجلّ: «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (2).

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من دلّ جائراً على جور كان قرين هامان في جهنّم».

وقال : «ألا ومن علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط یوم القيامة ثعباناً من النار طوله سبعون ذراعاً ، يسلّط عليه في نار جهنم وبئس المصير».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عزّوجلّ على شفير جهنّم بكلّ يوم ألف سنة وحشر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير» (3).

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

(4003) 12 - (4) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن

ص: 223


1- تضعضع : خضع . ذلّ .
2- سورة هود : 11 : 113 .
3- من قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألا ومن علّق سوطاً » إلى هنا أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 9 .
4- 12 - تقدّم تخريجه في كتاب الإيمان والكفر ، باب الورع واجتناب الشبهات - 14 - من أبواب مكارم الأخلاق : 6 : 8/409 .

قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حديد بن حكيم الأزدي قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقوّوه بالتقية والاستغناء بالله عزّ وجلّ عن طلب الحوائج إلى صاحب سلطان الدنيا، واعلموا أنّه من خضع (1) لصاحب سلطان الدنيا أو من يخالفه في دينه طلباً لما في يديه من دنياه أخمله الله ومقّته عليه ووكّله إليه ، فإن هو غلب على شيء من دنياه فصار إلى منه شيء نزع الله البركة منه ، ولم يؤجره على شيء ينفقه منه في حج ولاعتق ولا برّ».

(أمالی المفيد : المجلس 12 ، الحديث 2)

(4004)13 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثنا محمّد بن الفضل قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا يموت بن المزرّع (2) قال : حدّثنا عيسى بن إسماعيل، عن الأصمعي قال :

سمعت أعرابياً وذكر السلطان فقال : لئن عَزّوا بالظلم في الدنيا ليذلّن بالعدل في الآخرة ، رضوا بقليل من كثير وبيسير من خطير، وإنما يلقون العدم حين لا ينفع الندم».

(أمالی المفيد : المجلس 13 ، الحديث 10)

(4005)14 - وبإسناده عن نوف البكّالي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) (في حديث ) قال: «فإن استطعت يا نوف أن لا تكون عريفاً (3)، ولا شاعراً (4).

ص: 224


1- في ثواب الأعمال: «أيما مؤمن خضع ».
2- تقدمت ترجمته في ج 1 ص 275 - 276 .
3- العريف : القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من النّاس، يلي أمورهم ويتعرّف الأمير منه احوالهم .
4- في نهج البلاغة : «ولا شرطياً».

ولاصاحب كوبة، ولا صاحب عرطبة (1) فافعل، فإن داوود (علیه السلام) رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثمّ قال : والله ربّ داوود، إنّ هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، إلا أن يكون عريفاً ، أو شاعراً (2) ، أو صاحب كوبة ، أو صاحب عرطبة».

(أمالى المفيد : المجلس 16 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(4006) 15 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أحبّ الصالح لصلاحه ودار الفاسق لدينك وأبغضه بقلبك وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله».

(أمالى المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله إلّا أنّ فيه: «دار الفاسق عن دينك... كي لا تكون مثله ».

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (3).

(4007) 16 - (4) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (رضی الله عنه) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد، عن

ص: 225


1- الكوبة - بالفتح ثم السكون - الطبل والعرطبة : الطنبور، وقد قيل إنّ العرطبة : الطبل ، والكوبة : الطنبور .
2- لعلّه مصحف عن «عشاراً» ، كما في نهج البلاغة.
3- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .
4- 16 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 179 .

ياسر، عن أبي الحسن الرضا علي بن موسى قال (علیه السلام): «إذا كذب الولاة حبس المطر (1) ، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي».

(أمالى المفيد : المجلس 37، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 26)

(4008) 17 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبد الرحمان بن شريك بن عبد الله النخعي قال: حدّثنا أبي قال : حدّثني الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «مَن بدا (3) جفا، ومن تبع الصيد غفل، ومَن لزم السلطان افتتن ، وما يزداد من السلطان قرباً إلّا ازداد من الله تعالى بعداً».

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 21)

(4009) 18 - (4) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبدالله النخعي قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا الوصّافي عن ابن بريدة عن أبيه:

ص: 226


1- في بعض النسخ : «القطر»
2- 17 - تقدّم تخريجه في الباب الرابع من أبواب الحيوان من كتاب السماء والعالم : 6: 112 / 1 .
3- من بدا : أي لزم البادية .
4- 18 - ورواه الطبراني في المعجم الأوسط : ج 6 ص 354 ح 5753 عن محمد بن عبدالله الحضرمي ، عن عبيد الله بن یحیی بن الربیع، بن أبي راشد ، عن عمرو بن عطية، عن أبيه، عن عبد الله بن بريدة ، عن بريدة .

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «لا يؤمّر رجل على عشرة فما فوقهم إلّا جيء به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، فإن كان محسناً فك عنه ، وإن كان مسيئاً زِيد غلّاً إلى غلّه».

(أمالی الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 24)

(4010) 19) - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحام قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثنا عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن منصور، عن الإمام علي بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) :

عن الصادق (علیه اسلام) قال : «إذا كان لك صديق فولي ولاية فأصبته على العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء ».

(أمالی الطوسى : المجلس 10 ، الحديث 73 )

(4011) 20 - أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا عليّ بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي :

عن أبي قتادة القمي قال: كنت عند أبي عبد الله فدخل عليه زياد القندي (1) ، فقال له: «يا زياد وليت لهؤلاء» ؟

قال : نعم يا ابن رسول الله ، لي مروءة وليس وراء ظهري مال، وإنما أواسي إخواني من عمل السلطان .

فقال: « يا زياد، أما إذا كنت فاعلاً ذلك ، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله عزّ وجلّ على عقوبتك ، وذهاب ما أتيت إليهم

ص: 227


1- هو زياد بن مروان القندي من أركان الواقفية ، روى الكشّي في رجاله : 2 : 767 رقم 888 بإسناده عن يونس بن عبد الرحمان قال : مات أبو الحسن (علیه السلام) وليس عنده من قوامه أحد إلّا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار.

عنهم، وبقاء ما أتيت إلى نفسك عليك ، والسلام».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 49 )

(4012) 21 - وبإسناده عن أبي ذرّ أنّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال [له] : «يا أباذرّ ، إنّي أحبّ لك ما أحب لنفسي، إنّي أراك ضعيفاً، فلا تؤمرن على اثنين ولاتولّينّ مال يتيم» (1).

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 85 )

تقدّم إسناده في باب العشرة مع اليتامى - 13- .

(4013) 22 - أخبرنا جماعة قالوا : أخبرنا أبو المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن راشد (2) الطاهري الكاتب قال : سمعت الأمير أبا أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر المصعبي يقول : سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول :

سمعت الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) يقول : «إذا ولي الظالم الظالم فقد انتصف الحق، وإذا ولي العادل العادل فقد اعتدل الحق، وإذا ولي العادل الظالم فقد استراح الحق، وإذا ولي العبد الحرّ فقد استرق الحق».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 15)

(4014) 23 - (3) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين

ص: 228


1- في نسخة : «مال اليتيم».
2- في تاريخ بغداد : 2 : 331: محمد بن عبيد الله بن رشيد .
3- 23 - وورد أيضاً من طريق ابن عمر رواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 15 - 16 ح 7369 ، و البزار كما في كشف الأستار (1590) ، والقضاعي في مسند الشهاب (304) صدره، والهندي في كنز العمال : 6 : 4 ح 14581 نقلاً عن الحكيم والبزار والبيهقي، وفي ح 14585 نقلاً عن فردوس الأخبار للديلمي . وله شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه أيضاً الهندي في كنز العمال : 6 : 5 / 14582 نقلاً عن ابن النجار . ومن حديث أنس : كنز العمال ح 14583 نقلاً عن شعب الإيمان للبيهقي ، وح 14582 نقلاً عن أبي الشيخ . أقول : في سند الجميع إشكال .

قال : حدّثنا حسين بن زيد بن علي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ، عن الحسين بن علي، عن علي (علیهم السلام) :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «السلطان ظلّ الله في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم، فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر ، وإن جار كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر حتى يأتيهم الأمر».

(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 10)

ص: 229

باب 53 -رفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين

(4015) 1 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا عبد الله بن محمد قال: حدّثني زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين العلوی (2) قال : حدّثني علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن جده علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت الله قدميه على الصراط یوم القيامة».

(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 51)

ص: 230


1- 1 - وأورده الحراني في مواعظ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من تحف العقول: ص 59 . وقريبا منه رواه الحميري في قرب الإسناد : ص 298 - 299 ح 1174 عن عبد الله بن الحسن ، عن جده علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (علیهما السلام) قال : «من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها أثبت الله عزّ وجلّ قدميه على الصراط» ورواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر : ص 56ح 15 نقلاً عن جامع البزنطي.
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تهذيب الكمال : 10 : 98 - 19 / 2121 ، وتهذيبه ، ومعجم رجال الحديث، وفي النسخ : « زيد بن علي ، عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين العلوي». ويشهد لما قلنا تعبير « أبو الحسين العلوي » بالرفع.

باب 54 -الدخول في بلاد المخالفين والكفّار

(4016) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمد قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن المغيرة قال: أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم، عن محمد بن عمر [ الكشي ] ، عن محمد بن مسعود قال: حدّثني محمد بن أحمد النهدي قال: حدّثني معاوية بن حكيم الدهني قال: حدّثنا شريف بن سابق التفليسي قال :

حدّثنا حماد [بن عبد العزيز ] السمندري (2) قال : قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : إني أدخل بلاد الشرك، وإنّ عندنا من يقول: إن متّ ثُمَّ حشرت معهم ؟

قال : فقال لي: «يا حماّد، إذا كنت ثَمّ تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟

قال : قلت : نعم . قال: «فإذا كنت في هذه المدن - مدن الإسلام - تذكر أمرنا وتدعو إليه» ؟

قال : قلت : لا .

فقال لي : « إنّك إن مت ثُمَّ حشرت أمّة وحدك، وسعى نورك بين يديك».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 ، الحديث 23)

ص: 231


1- 1 - رواه الكشي في رجاله : 2 : 634 رقم 635
2- في النسخ : «السمدري» ، والتصحيح من رجال الكشي .

باب 55 -الكتمان

(4017) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (2) قال :

قال الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) : «يا مدرك ، رحم الله عبداً اجتزّ مودّة النّاس ،إلينا، فحدّثهم بما يعرفون، وترك ما ينكرون».

(أمالی الصدوق : المجلس 21 ، الحديث 7)

(4018) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمّد بن النعمان قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال: حدّثنا أبو علي محمد بن همّام الإسكافي قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثنا الحسين بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا علي بن حديد عن سيف بن عميرة، عن مدرك بن الهزهاز (4) قال :

قال أبو عبدالله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «يا مدرك ، إن أمرنا ليس بقبوله فقط،

ص: 232


1- 1 - ورواه أيضاً الصدوق في باب الواحد من الخصال : ص 25 ح 89 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير .
2- سيأتي في الحديث التالي باسم مدرك بن زهير» ولم أجد له ترجمة .
3- 2 - ورواه القاضي النعمان في شرح الأخبار : 3: 507 ح 1456 ، وفي عنوان «ذكر وصايا الأئمة (علیهم السلام) » من دعائم الإسلام : 1 : 61 بزيادة في آخره، والطبري في بشارة المصطفى : ص 97 . وقريباً منه رواه الكليني في باب الكتمان من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2: 222 - 223 ح 5 بإسناده عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، مع زيادات في آخره .
4- هذا هو الظاهر الموافق للبحار وأمالي الصدوق، وفي أمالي الطوسي: « مدرك بن زهير».

ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته وقل لهم : رحم الله امرءاً اجتزّ مودّة النّاس إلينا، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون».

(أمالی الطوسى : المجلس 3 ، الحديث 40 )

(4019)3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه ، ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : حدّثنا سليمان بن سلمة الكندي ، عن محمد بن سعيد بن غزوان ، وعيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله».

ثم قال أبو عبد الله (علیه السلام): «يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب».

(أمالی المفيد : المجلس 40 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد، مثله، إلّا أنّ في سنده : أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن سليمان بن مسلم الكندي ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبان بن تغلب .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 32)

(4020) 4 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) و نحن جماعة ، بعد ما قضينا نسكنا ، فودّعناه وقلنا له : أوصنا يا ابن رسول الله .

فقال: «ليعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه ، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا» الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة، وسيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب .

ص: 233


1- 3- تقدّم تخريجه في ج 1 ص 154 - 155 كتاب العلم والعقل والجهل ، باب النهي عن كتمان العلم (10) من أبواب العلم : ح 7 .

باب 56 -التقيّة والمداراة

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في الباب الأوّل من هذه الأبواب، وفي كتاب الإمامة ، في باب «كفر من سب أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرأ منه من ترجمته (علیه السلام).

(4021) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (رضی الله عنه) قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الأدمي، عن مبارك مولى الرضا:

عن الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) قال : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنّة من ربّة، وسنّة من نبيّه ، وسنّة من وليّه .

فأما السنّة من ربه فكتمان سره ، قال الله جل جلاله : « عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَسُولٍ» (2) .

وأمّا السنّة من نبيه فمداراة النّاس، فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بمداراة النّاس فقال: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ » (3) .

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضراء، يقول الله عزّ وجلّ: « وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ المَتَّقُونَ» (4) » .

(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 8)

ص: 234


1- 1 - وورد نحوه عن الإمام الصادق (علیه السلام) ، أورده الحراني في تحف العقول: ص 312 في وصيّته (علیه السلام) لأبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول . وانظر سائر تخريجاته في كتاب الإيمان والكفر : باب علامات المؤمن وصفاته - 7 - من أبواب الإيمان والإسلام : ج 6 ص 189 ح 6 .
2- سورة الجن : 72: 26 - 27
3- سورة الأعراف: 7: 199 .
4- سورة البقرة : 2 : 177 .

(4022) 2 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن إدريس قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن جعفر الجوهري، عن إبراهيم بن عبدالله الكوفي ، عن أبي سعيد عقيصا قال:

سئل الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) عن العقل، فقال: «التجرع للغصة، و مداهنة الأعداء».

(أمالی الصدوق : المجلس 96 ، الحديث 2)

(4023) 3 - (2) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد:

عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام)، أنه سئل : ما العقل؟ فقال: «التجرّع للغصة، و مداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء».

(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 18)

(4024) 4 - حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال : حدّثنا علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داوود المنقري ، عن حماد بن عيسى :

ص: 235


1- 2 - رواه البرقي في الباب 1 - باب العقل - من كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 310 ح 18 بإسناده عن إبراهيم بن محمّد الكوفي ، رفعه عن الحسين بن علي (علیهما السلام) ورواه أيضاً الصدوق في باب نوادر المعاني من معاني الأخبار : ص 380 ح 7 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن العوني الجوهري، عن إبراهيم الكوفي ، عن رجل من أصحابنا رفعه ، قال : سئل الحسن (الحسين) بن علي (علیهم السلام) وأورده الفتّال فى عنوان : « ماهيّة العقول وفضلها » من روضة الواعظين ص 4 .
2- 3 - وأورده الفتّال في عنوان: «ماهيّة العقول وفضلها » من روضة الواعظين ص 4.

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : كان فيما أوصى به لقمان ابنه ناتان (1) أن : قال له : «يا بُنيّ، ليكن مما تتسلّح به على عدوّك فتَصْرَعه المُماسَحَة (2) و إعلان الرضا عنه ، ولا تُزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 5)

تقدّم تمامه في باب حِكَم لقمان - 15 - من كتاب النبوّة (3) .

(4025) 5 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الجوهري قال : حدّثنا هارون بن عبيد الله المقرئ قال : حدّثنا عثمان بن سعيد قال : حدّثنا أبو يحيى التميمي ، عن كثير ، عن أبي مريم الخولاني، عن مالك بن ضمرة قال :

سمعت عليّاً أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «ألا إنّكم معرضون على لعني ودعاي كذّاباً، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم الله أنّه كان مكرهاً، وردت أنا وهو على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) معاً، ومن أمسك لسانه فلم يلعنّي سبقني كرمية سهم أو لمحة بالبصر، ومَن لعنني منشرحاً صدره بلعني فلا حجاب بينه وبين الله (4) ولا حجة له عند محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) » الحدیث .

(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 4)

تقدّم تمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (5).

ص: 236


1- في نسخة : «نانان»، وفي أخرى: «ناثان».
2- المماسحة : الملاينة في القول والمعاشرة والقُلوب غير صافية .
3- تقدّم في ج 2 ص 106 - 107 ح 1 .
4- قال العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 39 :323 - 324: قوله : «لا حجاب بينه وبين الله» أي لا يحجبه شيء عن عذاب الله تعالى، والأظهر أنه تصحيف «حجة» كما قال تعالى: « لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ » [سورة الشورى : 42: 15] .
5- تقدّم في ج 4 ص 444 - 445 باب «كفر من سبّ أمير المؤمنين (علیه السلام) أو تبرأ منه » (21) ح 6.

(4026) 6 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه، عن آبائه :

عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)أنه قال :« ألا إنّكم ستعرضون على سبيّ، فإن خفتم على أنفسكم ،فسبّوني ألا وإنّكم ستعرضون على البراءة مني، فلا تفعلوا، فإنّي على الفطرة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 16)

(4027)7- أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدّثنا أبو علي الحسين بن محمد الكندي (2) قال: حدّثنا قال : حدّثنا عمرو بن محمد بن الحارث، عن أبيه محمّد بن الحارث قال : أخبرني الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبيه قال:

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لشيعته: «كونوا في الناس كالنحلة في الطير ، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها (3) ، ولو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها ، خالطوا النّاس بألسنتكم وأجسادكم، و زايلوهم بقلوبكم وأعمالكم لكل امرئ ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحبّ».

(أمالی المفيد : المجلس 15 ، الحديث 7 )

ص: 237


1- 6 - وروى الصدوق قريباً من الفقرة الثانية في الباب 31 من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 2 : 69 ح 274 وفيه : «إنّكم ستُعرضون على البراءة منّي فلا تتبرّءُوا منّي ، فإنّي على دين محمد». وانظر ما أورده ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح المختار 56 من خطب نهج البلاغة : 4 : 56 و ما بعده.
2- في نسخة : «أبو علي بن الحسين بن محمد الكندي»، ولم أعثر عليه بكلا العنوانين .
3- في البحار: «يستخفّها» .

(4028) 8 - حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن ابن أبي نجران، عن الحسن بن بحر، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال :

سمعته يقول: «تبذّل ولا تشهّر ، واخف شخصك لئلا تذكر وتعلم، واكتم و اصمت تسلم - وأوماً بيده إلى صدره - تسرّ الأبرار وتغيّظ الفجّار». وأومأ بيده إلى العامة .

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 44 )

(4029) 9 -(1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني ظريف بن ناصح ، عن محمد بن عبدالله الأصمّ الأعلم :

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: سمعت أبي (علیه السلام) يقول لجماعة من أصحابه: «والله لو أنّ على أفواهكم أوكية لأخبرت كلّ رجل منكم ما لا يستوحش معه إلى شيء، ولكن قد سبقت فيكم الإذاعة، والله بالغ أمره ».

(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 38)

(4030) 10- أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني

ص: 238


1- 9- وروى نحوه الصفّار في الباب 2 من الجزء 9 من بصائر الدرجات : ص 422 ح 1 - 3، و الكليني في باب «أنّ الأئمة (علیهم السلام) ولو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بما له و عليه » من كتاب الحجة من الكافي: 1 : 264 ح 1 بإسنادهما عن عبد الواحد بن مختار ، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : «لو كان لألسنتكم أوكية لحدّثت كلّ امرئ بما له » ، وزاد الكليني : «وعليه».

الإمام علي بن محمد، عن آبائه أب أب (علیهم السلام) قال :

قال الصادق (علیه اسلام) « ليس منا من لم يلزم التقيّة ويصوننا عن سفلة الرعيّة».

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 83)

(4031) 11 - وبالسند المتقدم عن الصادق (علیه اسلام) قال : «عليكم بالتقيّة ، فإنّه ليس منّا من لم يجعلها شعاره و دثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 16)

(4032) 12 - أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سعد داوود بن الهيثم بن إسحاق بن البهلول النحوي ب- «الأنبار»، قال: حدّثني جدّي إسحاق بن البهلول التنوخي قال : حدّثني أبي البهلول بن حسان قال : حدّثني طلحة بن زيد الرقي، عن الوضين بن عطاء، عن عمير بن هانئ العبسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :« ستكون فتن لا يستطيع المؤمن أن يغيّر فيها بيد و لا لسان».

فقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : «يا رسول الله، وفيهم يومئذ مؤمنون» ؟

قال: «نعم». قال: «فينقص من إيمانهم شيئاً» ؟

قال: «لا ، إلّا كما ينقص القطر من الصفا، إنهم يكرهونه بقلوبهم».

(أمالی الطوسي : المجلس 17، الحديث 3)

(4033)13 - (1) أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد

ص: 239


1- 13 - وأورده الصدوق في الاعتقادات : ص 108 باب الاعتقاد في التقية (39) . وقريباً منه رواه البرقي في المحاسن : 402:1 كتاب مصابيح الظلم باب التقية (31) ح 308/906 عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن حبيب ، عن أبي الحسن (علیه السلام) في قول الله : «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ » ، قال : «أشدّكم تقيّة» .

قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبدالله (علیه السلام) في قوله تعالى: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ » (1) قال : «« أعملكم بالتقيّة».

(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 16)

ص: 240


1- سورة الحجرات : 13:49 .

باب 57 -آداب الضيف وصاحب المنزل

(4034) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله - أو غيره - قال :

نزل على أبي عبد الله الصادق (علیه اسلام) قوم من جهينة فأضافهم ، فلمّا أرادوا الرّحلة زوّدهم ووصلهم وأعطاهم، ثمّ قال لغلمانه: « تنحّوا لا تعينوهم».

فلمّا فرغوا جاءوا ليودّعوه، فقالوا له : يا ابن رسول الله ، لقد أضفت فأحسنت الضيافة، وأعطيت فأجزلت العطيّة ، ثم أمرت غلمانك أن لا يعينونا على الرّحلة ؟ !

فقال (علیه السلام): «إنّا أهل بيت لا نعين أضيافنا على الرحلة من عندنا».

(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 9)

(24035 - أبوجعفر الطوسي ابو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي محمد الوابشي قال: ذكر أبو عبد الله أصحابنا ، فقال : «كيف صنيعك بهم» ؟

فقلت: والله ما أتغذى ولا أتعشّى إلا ومعى منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر.

فقال: «فضلهم عليك - يا أبا محمّد - أكثر من فضلك عليهم».

فقلت : جعلتُ فداك ، وكيف ذلك ؟ وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم مالي وأخدمهم خادمي ؟ !

فقال : «إذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير ، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك».

(أمالی الطوسي : المجلس 9، الحديث 11)

تقدّم إسناده في باب إطعام المؤمن - 7-.

ص: 241

(4036) 3 - (1) أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي المعروف بالزاهد قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا أبو الأحوص، عن عبد العزيز بن رفيع:

عن مجاهد قال: نزل ضيف برجل من الأنصار فأبطأ الأنصاري على أهله، فجاء فقال : ما عشيتم ضيفي والله لا أطعم عشاءكم.

وقالت المرأة : وأنا والله لا أطعم الليلة .

قال الضيف : وأنا والله لا أطعم الليلة.

فقال :الأنصاري : يبيت الليلة ضيفي بغير عشاء قرّبوا طعامكم، فأكل وأكلوا معه، فلما أصبح غدا على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فأخبره بأمره، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) «أطعت الله عزّ وجلّ وعصيت الشيطان».

(أمالی الطوسى : المجلس 13 ، الحديث 83)

ص: 242


1- 3 - ورواه عبد الرزاق في المصنّف : 8: 499 ح 16045 کتاب الأيمان والنذور «باب من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها » عن إسرائيل بن يونس، عن عبد العزيز بن رفيع بتفاوت يسير ، وعنه الهندي في كنز العمال : 16: 726 ح 46533 .

باب 58 -فضل إقراء الضيف وإكرامه

أقول : تقدّم بعض ما يرتبط بهذا الباب في باب إطعام المؤمن (7) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .

(4037) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (فيما أوصى به عند وفاته) قال: «أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال:) وإكرام الضيف».

( أمالي المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).

(4038) 2 - (2) أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن الحسين بن موسى بن بابويه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطيّة :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المكارم عشر، فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن (إلى أن قال ): وإقراء الضيف».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1، الحديث 13)

تقدّم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (3).

ص: 243


1- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4 .
2- 2 - رواه الصدوق في الخصال : ص 431 باب العشرة : ح 11 عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق . وانظر سائر تخريجاته في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .
3- تقدّم في ج 6 ص 333 - 334 ح 33.

(4039)3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي قال :

قال أبو عبد الله (علیه السلام) لداوود بن سرحان : «يا داوود ، إنّ خصال المكارم بعضها مقيد ببعض ، يقسمها الله حيث يشاء ، تكون في الرجل ولا تكون في ابنه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده : صدق الحديث، وصدق الناس، وإعطاء السائل، و المكافأة بالصنائع ، وأداء الإمانة وصلة الرحم، والتودّد إلى الجار والصاحب، و قرى الضيف، ورأسهنّ الحياء».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 44)

ص: 244

باب 59 -آداب المجالس ، والمواضع التي ينبغي الجلوس فيها أو لا ينبغي

(4040) 1 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الحسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه (علیهما السلام) ( فيما أوصى به عند وفاته ) قال : « أوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها (إلى أن قال ): وحبّ المساكين ومجالستهم».

وفيه: «إيّاك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغرّ (1) جليسه»

وفيه : إيّاك والجلوس في الطرقات».

وفيه: «جاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذكر».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم إسناده في باب فضل المؤاخاة في الله - 2 - وتمامه في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة (2).

(4041) 2- (3) أبو جعفر الطوسى قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : حدّثنا أبو الطيب الحسين بن عليّ بن محمّد التمار قال : حدّثنا محمد بن مزيد قال: حدّثنا الزبير بن بكّار قال : حدّثنا عبد الله بن نافع قال : حدّثنا ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله ، عن عمه جابر بن عبد الله قال :

ص: 245


1- في نسخة : « يغيّر».
2- تقدّم في ج 4 ص 616 - 618 ح 4.
3- 2 - ورواه أحمد في مسنده : 3: 342 - 343 عن سريج بن النعمان ، عن عبد الله بن نافع ، إلّا أنّ فيه : «يسفك» و «يستحل»، وفي آخره: «يستحل فيه مال بغير حق» ورواه الهندي في كنز العمال : 9: 144 ح 25434 نقلاً عن الخرائطي . ورواه أبو داوود في سننه : 4 : 268 كتاب الأدب باب في نقل الحديث : ح 4869 عن أحمد بن صالح ، عن عبد الله بن نافع ، بتفاوت . وأورده أبو محمد القمّي في جامع الأحاديث : ص 118

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : مجلس سفك فيه دم حرام، ومجلس استُحلّ فيه فَرج حرام ، ومجلس استُحلّ فيه مال حرام بغير حقه».

(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 40)

(4042)3- حدّثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله (علیه السلام) « لكلّ شيء حلية ، وحلية الخوان البقل، ولا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس، فإنّ تخطي أعناق الرجال سخافة».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 53)

(4043) 4 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمّد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخلدي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي قال : حدّثنا عبد الجبار بن عاصم قال : حدّثني عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك

ص: 246


1- 4 - ورواه - مع مغايرة - الطبراني في المعجم الكبير : 7 : 300 - 301 ح 7197 ، والبيهقي في شعب الإيمان : 6 : 300 ح 8243 بإسنادهما عن عبد الله بن زرارة، عن مصعب بن شيبة ، عن أبيه ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، قال : «إذا انتهى أحدكم إلى المجالس فإن وسع له فليجلس ، وإلا فلينتظر أوسع مكان يراه فيجلس فيه». وقريباً منه رواه أيضاً البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 431 ح 8774 بإسناده عنحماد بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي شيبة ، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

بن عمير، عن مصعب بن شيبة [ عن أبيه شيبة بن عثمان بن طلحة ] (1) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا أخذ القوم مجالسهم ، فإن دعا رجل أخاه وأوسع له في مجلسه فليأته ، فإنما هي كرامة أكرمه بها أخوه، وإن لم يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان يجده فليجلس فيه ».

(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 15)

(4044) 5 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : أخبرنا رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي الكاتب قال : حدّثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب بسُرّ من رأى سنة أربعين ومئتين ، قال : حدّثنا مسعدة بن صدقة العبدي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن على (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «المجالس بالأمانة، ولا يحلّ لمؤمن أن يَأثُر (3) عن مؤمن -أو قال: عن أخيه المؤمن - قبيحاً».

(أمالی الطوسي : المجلس 22 ، الحديث 11)

ص: 247


1- من سائر المصادر .
2- 5 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 70. وروى نحوه الهندي في كنز العمال : 9 : 25431/144 نقلاً عن ابن لال من طريق أسامة بن زيد: «المجالس أمانة ، ولا يحل لمؤمن أن يرفع على مؤمن قبيحاً»
3- أثَرَ الحديث : نَقَلَه ، ورواه عن غيره

باب 60 -إفشاء السلام والابتداء به

(4045) 1) - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أبو طالب عبدالله بن الصلت القمّي قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمان، عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خمس لا أدَعَهُنَّ حتى الممات : الأكل على الحضيض (2) مع العبيد ، وركوبي الحمار مؤكّفا (3)، و حَلْبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان لتكون سُنّة من بعدي».

(أمالی الصدوق : المجلس 17، الحديث 3)

ص: 248


1- 1 - ورواه أيضاً في الباب 108 من علل الشرائع : ص 130 ح 1 ، وفي الباب 32 - في ذكر ما جاء عن الرضا (علیه السلام) من العلل - من عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 2: 87 ح 14 عن المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود العياشي ، عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن علي بن موسى ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه أيضاً في باب الخمسة من الخصال: ص 271 ح 12 عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، ، عن محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، جميعاً عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله ، عن آبائه السلام (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ونحوه في الحديث 13 من الباب المذكور. وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 156 .
2- الأكل على الحضيض : الأكل على الأرض من غير أن يكون خوان.
3- إكاف : ما يلق على ظهر الدابة .

(4046) 2 - وبإسناده عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أُمّتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلّى بالليل والناس نيام» (إلى أن قال ): «وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 5)

يأتي تمامه مسنداً في باب أنواع النوم ، وكراهة النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها - 1 - من أبواب آداب السهر والنوم من كتاب الآداب والسنن .

(4047) 3 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن : أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أورمة، عن إسماعيل بن أبان الوراق، عن الربيع بن بدر، عن أبي حاتم، عن أنس بن مالك :

عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث ) قال : «سلّم على من لقيت يزد الله في حسناتك ، وسلّم في بيتك يزد الله في بركتك».

(أمالی المفيد : المجلس 7 ، الحديث 5)

تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (1).

(4048)4 - (2) حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن صالح القاضي قال : حدّثنا مسروق بن المرزبان قال : حدّثنا حفص [ بن غياث ] ، عن عاصم [ الأحول ] ، عن أبي عثمان [النهدي ] ، عن أبي هريرة قال :

ص: 249


1- تقدّم في ج 6 ص 334 - 335 ح 21 .
2- 4 - ورواه الطبراني في كتاب الدعاء : ص 39 ح 60 باب 8 وفي المعجم الأوسط : 6 : 274 / 5587 عن محمّد بن عبد الله الحضرمي، عن مسروق بن المرزبان، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد : 8 : 31 ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 429 ح 8767 بإسناده عن أحمد بن داوود السمناني، عن مسروق بن المرزبان، وفي ح 8768 عن مطين ، عن مسروق ، وفي ح 8769 بإسناده عن إسماعيل بن زكريا ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي . ورواه أيضاً الهيثمي في موارد الظمأن : 477 / 1939 ، والمنذري في الترغيب والترهيب : 3: 24/430 ، والعجلوني في كشف الخفاء : 1 : 159 / 408 . ورواه الهندي في كنز العمال: 9 : 116 ح 25256 نقلا عن البخاري في صحيحه ، بتقديم الفقرة الأخيرة. وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق ص 311، وابن فهد في الباب الأول : من عدة الداعي ص 51 .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ أعجز النّاس من عجز عن الدعاء، وإنّ أبخل النّاس من بخل بالسلام».

(أمالی المفيد : المجلس 38 الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي. عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3، الحديث 45)

(4049) 5 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي قلابة ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ) (في حديث) قال: «من لقي عشرة من المسلمين فسلّم عليهم كتب الله له عتق رقبة».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 8)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(4050) 6 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر ، عن جابر، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرّقوا بالاستغفار».

(أمالی الطوسی : المجلس 8، الحديث 26)

ص: 250


1- 6 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 198 ، وابن فهد في الباب الرابع من عدة الداعي : ص 220 .

(4051) 7 - (1) أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن عباد بن أحمد القزويني قال: حدّثني عمي، عن أبيه، عن جابر، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله البجلي قال :

سمعت سلمان الفارسي (رضی الله عنه) يقول لي وللأشعث بن قيس : إنّ لي عندكما وديعة .

فقلنا : ما نعلمها إلّا أنّ قوماً قالوا لنا : اقرءوا سلمان عنا السلام.

قال : فأيّ شيء أفضل من السلام، وهي تحيّة أهل الجنة ؟

(أمالی الطوسى : المجلس 12 ، الحديث 56)

(4052) 8 - (2) أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ابن السمّاك قال : حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرقاشي قال : حدّثنا بشر بن عمر قال : حدّثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم :

أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ليسلّم الراكب على الماشي، وإذا سلّم من القوم واحد أجزاً عنهم».

(أمالی الطوسي : المجلس 12، الحديث 88)

ص: 251


1- 7 - لاحظ شعب الإيمان للبيهقي : 6 : 465 ح 8921 فصل فيمن قال : فلان يقرأ عليك السلام .
2- 8 - ورواه - مع تفاوت - البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 466 فصل في سلام الواحد أو ردّ الواحد عن الجماعة : ح 8923 عن أبي الحسين بن بشران ، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن معمر ، عن زيد بن أسلم يرفعه إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : « يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير ، وإذا مرّ القوم فسلّم واحد منهم أجزأ عنهم ،وإذا ردّ عن الأخرين واحد أجزأ عنهم». ولصدر الحديث شاهد من حديث أبي هريرة ، رواه أحمد في مسنده : 2: 325 ، والبخاري في صحيحه : (6232 و 6233) وفي الأدب المفرد : (993و 1000)، ومسلم في صحيحه: (2160) ، وأبوداوود في سننه : (5199) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة : 111 - 112 / 218 وص 113 ح 222 ، والبيهقي في السنن : 203:9 وفي شعب الإيمان : 6: 451 ح 8862 ، والبغوي : (3304) . ومن حديث جابر ، رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة : 112 / 219 و 220 ، وعنه في كنز العمال : 9: 126 - 25321 ، وفي ح 25322 عن ابن السني والشاشي وأبي عوانة وابن حبان ، وفي ح 25326 عن ابن حبان . ومن حديث فضالة بن عبيد ، رواه أحمد في المسند : 6 : 20 ، والبخاري في الأدب المفرد (996) ، والترمذي (2706) في الاستئذان، باب ما جاء في تسليم الراكب على الماشي والطبراني في المعجم الكبير : 18 : 804/312 و 805، وأبو بكر ابن السني في عمل اليوم والليلة : 111 / 217 . ومن حديث عبد الرحمان بن شبل ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 452 ح 8867 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة : 108 - 109 / 211 وعنه الهندي في كنز العمال: 9: 127 ح 25323 ، وفي ح 25324 نقلاً عن أحمد في مسنده .

(4053)9 - وبإسناده عن الحارث الهمداني، عن علي (علیه السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من معروف ستاً: يسلّم عليه إذا لقيه » الحدیث .

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه مسنداً في باب حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم - 1 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، وكذا الحديثان التاليان .

(4054) 10 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه» الحديث .

(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 13)

(4055)11 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) :« للمسلم على المسلم ست خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه » الحدیث .

(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 14)

ص: 252

باب 61 -عيادة المريض و آدابها

(4056) 1 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أجيبوا الداعي وعودوا المريض واقبلوا الهدية و لا تظلموا المسلمين».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 3)

تقدّم إسناده في الباب الأول من أبواب آداب العشرة مع النّاس والأصدقاء وفضلهم وأنواعهم.

(4057)2- (1) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد صاعد قال : حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشجّ قال : حدّثنا عقبة بن خالد قال : حدّثنا موسى بن محمد [بن إبراهيم القرشي أبو محمد ] التيمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أغبّوا في العيادة، وأربِعُوا، إلا أن يكون مغلوباً».

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 4)

ص: 253


1- 2 - ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 542 ح 9218 بإسناده عن أبي خيثمة ، عن عقبة بن خالد، وزاد بعده : « والتعزية مرّة». ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 11: 334 ترجمة علي بن أحمد بن غريب (6165) مقتصراً على صدر الحديث . ورواه الهندي في كنز العمال: 9 : 97 ح 25152 نقلاً عن مسند أبي يعلى، وفي ص 98 ح 25161 نقلاً عن ابن أبي الدنيا وابن صصرى في أماليه وأبي يعلى في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب وله شاهد من حديث أنس، رواه الهندي في كنز العمال: 9: 25187/103 نقلا عن الديلمي. بيان :أغبّوا في العيادة : أي لا تعودوه في كلّ يوم، لما يجد من ثقل العوّاد قوله : «أربعوا»: أي اقتصروا وارفقوا . قوله : «إلّا أن يكون مغلوباً »: أي شديد المرض أو مغمى عليه ، فإنّه حينئذ ينبغي أن تؤخر عيادته ويترك مع أهله .

(4058) 3 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي قال : حدّثنا داوود بن عمرو الضبيّ قال : حدّثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا يحيى بن أيوب بن [بادي المصري، عن ] عبيد الله (2) بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم [ بن عبد الرحمان أبي عبد الرحمان ]، عن أبي أمامة :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تمام عيادة المريض أن يدع أحدكم يده على جبهته أو يده فيسأله كيف هو ؟ وتحياتكم بينكم المصافحة».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 5)

(4059) 4 - (3) وعن عبد الله بن محمّد البغوي قال : حدّثنا صبيح بن دينار العلوي

ص: 254


1- 3 - ورواه أحمد في مسنده : 5: 259 - 260 عن خلف بن الوليد وعلي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك ، والترمذي في سننه : 5 : 2731/76 عن سويد بن نصر ، عن عبد الله ، و عنهما الهندي في كنز العمال : 9 : 97 ح 25151 . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 539 ح 9204 بإسناده عن أبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا، عن داوود بن عمرو ، وفي ح 9206 نحوه بإسناده عن زيد بن أبي يزيد الحرزي، عن أبي أمامة . ورواه أيضاً الهندي في كنز العمال : 103:9 / 25192 نقلاً عن هناد، وفي ص 104 ح 25194 نقلاً عن أحمد في مسنده والنسائي في السنن وابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان . وروي نحوه عن أمير المؤمنين (علیه السلام): قرب الإسناد : ص 13 ضمن الحديث 39، الكافي : 3: 12 / 10 ، مكارم الأخلاق : ص 361 .
2- في النسخ: عبد الله والتصحيح من سائر المصادر وكتب الرجال.
3- 4- وروى صدره ابن السني في عمل اليوم والليلة : 252 - 253 / 536 ، وعنه وعن العقيلي في كنز العمال : 9: 104 ح 25193 ، وفي ح 25195 نقلاً عن ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان.

ببلد (1) ، قال : حدّثنا عفيف بن سالم ، عن أيوب بن عتبة اليماني ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تمام عيادة المريض إذا دخلت عليه أن تضع يدك على رأسه وتقول : كيف أصبحت ؟ وكيف أمسيت ؟ فإذا جلست عنده غمرتك الرحمة وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلاً ومدبراً» وأومأ بيده إلى حقويه .

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 6)

أقول : سيأتي في الباب التالي ما يرتبط بهذا الباب، ويأتي كثير منه في باب ثواب عيادة المريض وآدابها من أبواب الجنائز ومقدّماتها ولواحقها من كتاب الأحكام.

ص: 255


1- بلد - بالتحريك - : في مواضع كثيرة ، منها البلد الحرام مكة شرفها الله تعالى . وبلد : مدينة قديمة فوق الموصل على دجلة بينهما سبعة فراسخ، وربما قيل : بلط بالطاء. ويقال لمدينة كَرَج أبي دلف البلد . ونَسَف بما وراء النهر يقال لها البلد والبلد أيضاً يقال لمرو الروذ . وبلد :أيضاً : قرية معروفة من قُرَى دُجيل قرب الحظيرة وحربى . وبَلْد بالفتح والسكون : جبل بحمى ضَريّة . (مراصد الاطلاع: 1 : 217) .

باب 62 -فيما قيل في جواب كيف أصبحت ؟ وفيه ما يرتبط بالباب السابق

(4060) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر :

عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) قال : سُئِل الحسين بن علي (علیهما السلام) فقيل له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟

قال: « أصبحت ولي ربّ فوقي والنار ،أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي ، وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحبّ ، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عنّي، فأي فقير أفقر مني »؟!

(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 3)

(4061) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى البجلي الحاسب قال : حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال : حدّثنا معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت :

عن ابن عبّاس قال : قيل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : كيف أصبحت ؟ قال: «بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مريضاً».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 7)

ص: 256


1- 1 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 289 ح 49 من باب النوادر: رقم 869، وفي الباب 8- وصايا للإمام الصادق (علیه السلام) - من كتاب المواعظ وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 489 والسبزواري في الحديث 2 من الفصل 49 من جامع الأخبار : 237 / 604 .
2- 2 - ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 537 ح 9198 بإسناده عن مطين وابن ناجية، عن عبد الله بن عمر بن أبان.

(4062)3- (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا غياث بن مصعب بن عبدة أبو العباس الخجندي الرياشي قال : حدّثنا محمّد بن حماد الشاشي، عن حاتم الأصمّ ، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمّن أخبره من أهل العلم قال :

قيل لعيسى بن مريم (علیه السلام) : كيف أصبحت ، يا روح الله ؟

قال: «أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي ، لا أملك ما أرجو ، و لا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر مني»!

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 8)

(4063) 4 - (2) قال : وقيل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : كيف أصبحت ؟ قال : «بخير من رجل لم يصبح صائماً، ولم يعد مريضاً، ولم يشهد جنازة».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 9)

ص: 257


1- 3- لاحظ الحديث 1 وتخريجه .
2- 4- وقريباً منه رواه عبد بن حميد في مسنده : (المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص 344ح 1137) عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمان بن سابط، عن جابر بن عبد الله قال : لقيت النبيّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : قلت : كيف أصبحت يا رسول الله ؟ قال : « بخير من رجل لم يصبح صائماً ولم يعد سقيماً ».. ورواه ابن ماجة في سننه : 2: 1222 کتاب الأدب باب (18) الرجل يقال له كيف أصبحت : ح 3710 عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 537: ح 9197 عن أبي محمّد عبد الله أبي محمد عبد الله بن يوسف الإصبهاني ، عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان، عن إبراهيم بن الحارث البغدادي ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن إسرائيل، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز . ورواه الهندي في كنز العمال : 8 : 458 ح 23651 نقلاً عن عبد بن حميد وابن ماجة و أبي يعلى وسعيد بن منصور في سننه. وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه البيهقي في شعب الإيمان : 6 : 537 ذیل ح 9198 و عنه الهندي في كنز العمال : 16 : 235 ح 44291 .

( 4064) 5 - قال : وقال جابر بن عبد الله الأنصاري : لقيت علي بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم صباحاً فقلت : كيف أصبحت ، يا أمير المؤمنين ؟

قال: «بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر أخاً، ولم يُدخل على مؤمن سروراً».

قلت : وما ذلك السرور ؟

قال : يفرج عنه كرباً، أو يقضي عنه ديناً، أو يكشف عنه فاقته».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 10)

(4065)6 - (1) قال جابر : ولقيت عليّاً (علیه السلام) يوماً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: «أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه ، فما ندري أي نعمة ،أشكر ، أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر» ؟

(أمالی الطوسي : المجلس 32 الحديث 11)

(4066) 7 - وبالسند المتقدم عن شقيق ، عمّن أخبره من أهل العلم قال : قال عبد الله بن جعفر الطيار : دخلت على عمّي علي بن أبي طالب (علیه السلام) صباحاً، وكان مريضاً، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين ؟

قال: «يا بُنَيَّ، كيف أصبح من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأنه(2).

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 15)

ص: 258


1- 6 - وأورده ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: ص 210.
2- مَأْنَ القَومَ : احتمل مؤونتهم أي قوتهم.

(4067) 8 - وقيل لأبي ذرّ (رضی الله عنه) : كيف أصبحت يا صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ قال : « أصبحت بين نعمتين : بين ذنب مستور وثناء من اغتر به فهو المغرور».

(أمالی الطوسي : المجلس 32 الحديث 12)

(4068)9 - وقيل للربيع بن خثيم : كيف أصبحت يا أبا يزيد ؟ قال : أصبحت في أجل منقوض ، وعمل محفوظ ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا ، ثم لاندري ما يفعل بنا .

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 13)

(4069) 10 - وقيل لأويس بن عامر القرني كيف أصبحت يا أبا عامر ؟ قال ما ظنكم بمن يرحل إلى الآخرة كلّ يوم مرحلة، لا يدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد أم على نار؟

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 14)

(4070) 11 - (1) وقيل لعلى بن الحسين (علیهما السلام): كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟

قال: «أصبحت مطلوباً بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرائض ، والنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالسُنّة ، والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب».

(أمالی الطوسي : المجلس 32 ، الحديث 16)

(4071) 12 - وقيل لمحمّد بن علي(علیهما السلام) : كيف أصبحت ؟

قال: «أصبحنا غرق في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا بالنعم ،

ص: 259


1- 11 - وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 237 ح 603 ، والراوندي في الدعوات : .127 / 316 .

ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه وهو غني عنا».

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 17)

(4072) 13 - (1) وقيل لبكر بن عبد الله المزني (2) كيف أصبحت ؟

قال : أصبحت قريباً ،أجلي بعيداً أملي، سيّئاً عملي، ولوكان لذنوبي ريح ما خالستموني.

(أمالی الطوسى : المجلس 32 الحديث 18 )

(4073) 14 - وقيل لرجل من المعمّرين : كيف أصبحت ؟ قال :

أصبحت لا رجلاً يغدو لحاجته*** ولا قعيدة بيت تحسن العملا

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 19)

(4074) 15 - (3) وقيل لأبي رجاء العطاردي (4) - وقد بلغ عشرين ومئة سنة -: كيف

ص: 260


1- 13 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 30 - 31 إلى قوله : «سيّئاً عملي»، ونسبه إلى محمّد بن واسع .
2- بكر بن عبد الله المزني من فقهاء البصرة، أسند عن ابن عمر وجابر وأنس وغيرهم، لاحظ ترجمته في : الطبقات الكبرى لابن سعد : 7 209 ، والتاريخ الكبير للبخاري : 2 : 90 ، و أخبار القضاة لوكيع : 2 : 20 ، والثقات لابن حبان : 4 : 74 ، والجرح والتعديل : 1/ 1: 388 ، و تاريخ الإسلام : وفيات سنة 108 .
3- 15 - وروى الزمخشري في ربيع الأبرار: 2 : 769 باب الطمع والرجاء والحرص والتمني و الوعد ... : قيل لأبي رجاء العطاردي : كيف تجدك ؟ قال : قد جفّ جلدي على عظمي وهذا أملي جديد بين عيني .
4- أبورجاء العطاردي هو عمران بن ملحان التميمي البصري من كبار المخضرمين ، أدرك الجاهلية وأسلم بعد فتح مكة ولم ير النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، عمّر عمراً طويلاً أزيد من مئة وعشرين سنة مات سنة خمس ومئة ، وقيل : سنة سبع ومئة ، وقيل : سنة ثمان ومئة ، وقيل : سنة تسع ومئة . لاحظ ترجمته في : التاريخ الكبير للبخاري : 6: 410 ، والطبقات الكبرى لابن سعد : 8: 138 ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 6: 303 ، والثقات لابن حبان : 217:5 ، والمنتظم لابن الجوزي: ج 7 وفيات سنة 100 و 117 ، وتهذيب الكمال : 33 : 308 وتهذيبه لابن حجر، وسير أعلام النبلاء للذهبي : 253:4 رقم 93 ، وتاريخ الاسلام وفيات 101 - 120 ص 287 ، والإصابة : 74:4 .

أصبحت ؟ قال :

أصبحت لا يحمل بعضي بعضا ***كأنما كان شبابي قرضا

(أمالی الطوسي : المجلس 32، الحديث 20)

ص: 261

باب 63 -المصافحة والمعانقة

(4075) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني محمد بن عمران، عن أبيه عمران بن إسماعيل قال :حدّثني أبوعلي الأنصاري ، عن محمد بن جعفر التميمي قال :

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : «بينا إبراهيم خليل الرحمان (علیه السلام) في جبل بيت المقدس يطلُبُ مرعى لغنمه، إذ سمع صوتاً ، فإذا هو برجل قائم يصلّي طوله اثنا عشر شبراً، فقال له : يا عبدالله لمن تصلّي ؟

قال : لإله السماء .

فقال له إبراهيم (علیه السلام): هل بقي أحد من قومك غيرك ؟

قال : لا .

قال : فمن أين تأكل ؟

قال : أجتني من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء.

قال له : فأين منزلك؟»

قال: «فأوماً بيده إلى جبل ، فقال له إبراهيم (علیه السلام): هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة ؟

فقال : إنّ قدامي ماءً لا يخاض .

قال : كيف تصنع ؟

قال : أمشي عليه .

قال : فاذهب بي معك ، فلعل الله أن يرزقني ما رزقك».

قال: «فأخذ العابد بيده فمضيا جميعاً حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى

ص: 262


1- 1 - تقدّم تخريجه في كتاب النبوة : 2 : 3/38

إبراهيم (علیه السلام) معه حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم (علیه السلام): أي الأيام أعظم ؟

فقال له العابد : يوم الدِّين، يوم يُدان النّاس بعضهم من بعض .

قال : فهل لك أن ترفع يدك وأرفع يدي فتدعو الله عزّ وجلّ أن يؤمننا من شر ذلك اليوم ؟

فقال: وما تصنع بدعوتي ؟! فوالله إنّ لي لدعوة منذ ثلاثين سنة (1) ما أُجبت فيها بشيء.

فقال له إبراهيم (علیه السلام): أولا أخبرك لأي شيء احتبست دعوتك ؟

قال : بلى.

قال له : إنّ الله عزّ وجلّ إذا أحب عبداً احتبس دعوته ليناجيه ويسأله ويطلب إليه ، وإذا أبغض عبداً عجّل له دعوته ، أو ألقی في قلبه اليأس منها.

ثمّ قال له : وما كانت دعوتك ؟ :

قال مرّ بي غنم ومعه غلام له ذؤابة ، فقلت : يا غلام، لمن هذا الغنم ؟ فقال : لإبراهيم خليل الرّحمان . فقلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه.

فقال له إبراهيم : فقد استجاب الله لك، أنا إبراهيم خليل الرحمان، فعانقه، فلمّا بعث الله محمدا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جاءت المصافحة».

(أمالی الصدوق : المجلس 49، الحديث 11)

(4076)2 - أبوجعفر الطوسي بإسناده عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرّقتم فتفرقوا بالاستغفار».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 26)

تقدّم إسناده في باب إفشاء السلام (60) .

(4077)3 - وبإسناده عن أبي أمامة عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال: « تحياتكم بينكم المصافحة».

(أمالی الطوسى : المجلس 32 الحديث 5)

تقدّم تمامه مسنداً في باب عيادة المريض (61).

ص: 263


1- في نسخة : «ثلاث سنين»

باب 64 -الإصلاح بين الناس

(4078) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الزاهد أبو محمد الحسن بن حمزة قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد عن عمرو بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمرو [ بن خالد الحناط الكوفى ] الأفرق وحذيفة بن منصور:

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( علیه السلام) قال : «صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقريب (2) بينهم إذا تباعدوا» .

(أمالى المفيد : المجلس 1 ، الحديث 10)

(4079) 2 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمد المسيب البيهقي قال : حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي أبو عبد الله .

قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما عمل امرؤٌ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس يقول خيراً ويتمنى خيراً».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 60)

ص: 264


1- 1 - ورواه الكليني في الكافي : 2: 209 كتاب الإيمان والكفر باب الإصلاح بين النّاس : ح 1 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ، عن محمد بن سنان ، عن حمّاد بن أبي طلحة ، عن حبيب الأحول ، عن أبي عبد الله (علیه السلام).
2- في الكافي : « تقارب ».
3- 2- وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 176:2 .

(4080)3- (1) وبالسند المتقدم عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم» (2).

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 62)

ص: 265


1- 3- وأخرجه الهندي في كنز العمال: 3: 59 / 5487 نقلا عن الديلمي
2- في هامش المخطوطة : أقول : إن المعنى في ذلك أن يكون المراد صلاة التطوّع والصوم. وهذا الكلام نسبه المجلسي في البحار : 76 : 44 إلى الشيخ (رحمه الله ) .

باب 65 -العطاس والتسميت

(4081) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن هارون بن مسلم بن سعدان عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا عطس المرء المسلم ثمّ سَكَت لعِلَّةٍ تكون به، قالت الملائكة عنه : الحمد لله ربّ العالمين، فإن قال : الحمد لله ربّ العالمين، قالت الملائكة: يغفر الله لك».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 1)

(4082)2- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الحارث الهمداني ، عن علي (علیه السلام)، عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ للمسلم على أخيه المسلم من معروف ستاً : يسلّم عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، ويسمّته (2) إذا عطس » الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 12)

تقدّم تمامه مسنداً في باب حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم - 1 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ، وكذا الحديثان الآتيان.

(4083)3 - وبإسناده عن الحارث، عن علي (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « للمسلم على المسلم ستّ بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه،

ص: 266


1- 1 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 656 كتاب العشرة باب العطاس والتسميت ح 19 عن عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم .
2- في نسخة : «يشمته» وكلاهما بمعنى يقال : سمّت العاطس أو شمّته : إذا دعا له بقوله : يرحمك الله أو نحوه .

ويسمته إذا عطس » الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 31 ، الحديث 13)

(4084)4 - وبإسناده عن الحارث، عن علي(علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « للمسلم على المسلم ستّ خصال بالمعروف : يسلّم عليه إذا لقيه، ويسمّته إذا عطس » الحدیث .

(أمالی الطوسي : المجلس 31، الحديث 14)

ص: 267

باب 66 -المزاح والضحك

(4085) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن سنان مسرور (رحمه الله ) قال:

حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال : :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « كَثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الإيمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء».

(أمالی الصدوق : المجلس 46 ، الحديث 4)

(4086) 2 - حدّثنا أبي(رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبدالله بن سنان قال :

قال أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): «لاتمزح فيذهب نورُك »الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 81 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر (2).

ص: 268


1- 1 - ورواه المفيد فى الاختصاص : 230 عن الصادق (علیه السلام) بنقص الفقرة الأخيرة، وفيه : «يمحو الإيمان محوا». والفقرة الأولى من الحديث رواها الكليني في الكافي : 2 : 665 كتاب العشرة باب الدعابة والضحك : ح 14 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجّال ، عن داوود بن فرقد وعلي بن عقبة وثعلبة رفعوه إلى أبي عبد الله وأبي جعفر أو أحدهما (علیهما السلام) ، وبعده : «وكثرة الضحك تمجّ الإيمان مجّا». وفي هامش الكافي : قال الشاعر وأجاد : أفد طبعك المصدود بالجد راحة *** يحم وعلله بشيء من المزح ولكن إذا أعطيته المزح فليكن *** بمقدار ما يعطى الطعام من الملح
2- تقدّم في ج 6 ص 579 ح 3.

(4087)3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبوموسى المجاشعي قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد (علیهما السلام)، قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله (علیه السلام) .

قال المجاشعي : وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) ، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائهم (علیهم السلام):

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال : «كان ضحك النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) التبسم ، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بملء أفواههم، فقال : يا هؤلاء من غرّه منكم أمله وقصر به في الخير عمله، فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور ، واذكروا الموت فإنّه هادم اللذات ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 64)

ص: 269


1- 3 - وروى نحوه البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 498 - 499 ح 828 من طريق أبي سعيد الخدري ، وفي الحديث 826 - 827 من طريق أنس ، باختصار .

ص: 270

كتاب الآداب والسنن

اشارة

ص: 271

ص: 272

إشارة

باب 1 -آداب الحمام وأحكامه

(4088) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال ): وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر ، وقال : «في الأنهار عمّار وسكّان من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلّا بمئزر »الحديث.

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

يأتي تمامه في كتاب النواهي.

(4089) 2 - (1)حدّثنا الحسين بن علي الصوفي قال : حدّثنا حمزة بن القاسم قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الوزّان ، عن يحيى بن سعيد الأهوازي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن حمران قال :

ص: 273


1- 2 - ورواه أيضاً الصدوق في الفقيه : 1 : 232/62 « في غسل الجمعة وآداب الحمام» بإسناده عن يحيى بن سعيد الأهوازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الصادق (علیه السلام)، وزاد في آخره: « ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر ». وأورده الفتّال في المجلس 40 من روضة الواعظين : ص 307 .

قال الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «إذا دخلت الحمام فقُل في الوقت الذي تنزع ثيابك : «اللهم انزع عنّي ربقة النفاق وثبتني على الإيمان».

فإذا دخلت البيت الأوّل فقل : «اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، وأستعيذ بك من أذاه» .

وإذا دخلت البيت الثاني فقل : «اللهم أذهب عني الرجس النجس، وطهِّر جسدي : وقلبي »، وخذ من الماء الحارّ وضعه على هامتك، وصُبّ منه على رجليك ، وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنّه یُنَقِّی المثانة ، والبث في البيت الثاني ساعة.

فإذا دخلت البيت الثالث فقل: «نعوذ بالله من النّار ونسأله الجنّة»، تردّدها إلى وقت خروجك من البيت الحارّ .

وإياك وشرب الماء البارد والفقاع في الحمام ، فإنّه يُفسد المعدة، ولا تصبن عليك الماء البارد فإنّه يُضعف البدن، وصبّ الماء البارد على قدميك إذا خرجت فإنّه يَسلَّ الداء من جسدك ، فإذا لبست ثيابك فقل: «اللهم ألبسني التقوى، وجنبني الردى»، فإذا فعلت ذلك أمنتَ من كل داء».

(أمالي الصدوق: المجلس 58 الحديث 5)

(4090)3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( فى مناهيه ) قال: «ونهى عن السواك في الحمام».

وفيه: «ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام ، وقال : لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمنزر».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

ص: 274

باب 2 -الخضاب

بن

(4091) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسن (2) بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن علي بن المؤمل قال : لقيت موسى بن جعفر وكان يخضب بالحمرة ، فقلت : جُعلتُ فداك ، ليس هذا من خضاب أهلك !

فقال: «أجل ، كنتُ أخضب بالوسمة، فتحرّكت عَلَي أسناني، إنّ الرجل كان إذا أسلم على عهد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فعل ذلك ، ولقد خضب أمير المؤمنين (علیه السلام) بالصفرة ، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال: إسلام. فخضبه بالحمرة، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال : إسلام وإيمان فخضبه بالسواد ، فبلغ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك فقال : إسلام و إيمان ونور».

(أمالي الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 9)

ص: 275


1- 1 - وأورده الفتّال في المجلس 87 من روضة الواعظين : ص 475 . ولاحظ الكافي : 6 : 480 كتاب الزيّ والتجمّل : باب الخضاب : ح 2 .
2- في نسخة : «الحسين».

باب 3 -ما ورد في الشيب

(4092) 1- (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمّد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «ما رأيت شيئاً أسرع إلى شيء من الشيب إلى المؤمن، وإنّه وقارٌ للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقّر الله تعالى خليله إبراهيم (علیه السلام)، فقال : ماهذا ياربّ ؟ قال له : هذا وقار . فقال : ياربّ زدني وقاراً».

قال أبو عبد الله (علیه السلام) : «فمن إجلال الله إجلال الشيبة المؤمن».

( الطوسي : المجلس 39 الحديث 35)

ص: 276


1- 1 - تقدّم تخريجه في كتاب العشرة : باب رحم الصغير وتوقير الكبير وإجلال ذي الشيبة المسلم - 32 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض

باب 4 -ما ورد في قص الأظفار

(4093) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «نهى عن تقليم الأظافير بالأسنان».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

باب 5 -ما ورد في السواك

(4094) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) ، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر :

عن الصادق جعفر بن محمد(علیهما السلام) (في حديث ) قال: «عليكم بالسواك فإنها مطهرة وسنّة حسنة».

(أمالي الصدوق : المجلس 57 ، الحديث 10)

تقدم تمامه في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر

(4095) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: « ونهى عن السواك في الحمام».

وفيه: « ما زال [ جبرئيل ] يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة».

(أمالي الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي.

ص: 277

(4096)3 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله (في حديث) قال : ««عليكم بالسواك ، فإنّه يذهب وسوسة الصدر».

(أمالي الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 3)

سيأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

باب 6 -ما ورد في الطيب

(4097) 1 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ الله تعالى يحبّ الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها».

قيل : وكيف ذلك ؟

قال :« ينظّف ثوبه ، ويطيب ريحه » الحدیث .

(أمالي الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 65)

سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل.

ص: 278

أبواب المساكن

باب 1 -سعة الدار وشؤمها ، وذم من بناها رياءً وسمعةً

(4098) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا سهل بن زياد الأدمي قال : حدّثني عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح :

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : تذاكروا الشؤم عنده فقال : «الشُّوم في ثلاثة في المرأة والدابة، والدار، فأمّا شُؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأمّا الدابّة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأمّا الدار فضيق ساحتها وشرّ جيرانها وكثرة عيوبها».

(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 7)

(4099) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: «من بنى بنياناً رياء وسمعة (2) حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل ثمّ يطوق في عنقه ويلقی في النار ، فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلا أن يتوب».

قیل: یا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعةً ؟

قال: «يبني فضلاً على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه» .

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي .

ص: 279


1- 1 - ورواه أيضاً في باب الثلاثة من الخصال : ص 100 ح 53 ، وفي معاني الأخبار : ص 152 ح 1 ، ونحوه في الحديث 2 بسند آخر عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وأورده الفتّال في المجلس 61 من روضة الواعظين : ص 386 . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 : ص 108 - 109: الباب الرابع من أبواب الحيوان من كتاب السماء والعالم : ح 2 .
2- سمع فلان بعمله : إذا أظهره ليُسمَع ... ومنه الحديث : «إنما فعله سمعةً ورياءً» أي ليسمعه الناس ويروه . (النهاية لابن الأثير : 2 : 401 و 402) .

باب 2 -آداب دخول الدار والخروج منها

(4100) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال :

حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمّه عبد الله بن عامر عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن سعيد ، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «من قال إذا خرج من بيته : «بسم الله»، قال الملكان هُدِيتَ فإن قال : «لا حول ولا قوة إلا بالله»، قالا: وُقِيت. فإن قال : «توكّلت على الله» ، قالا : كُفيت . فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكُفي» ؟!

(أمالی الصدوق : المجلس 85، الحديث 17)

ص: 280


1- 1 - ورواه أيضاً الصدوق فى ثواب الأعمال : ص 162 عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي عمير . وأورده الديلمي في الفردوس : 1: 360 / 1611 ، والسبزواري في الفصل 25 من جامع الأخبار : ص 144 - 314/ 27 من طريق أبي سعيد . ورواه الحميري في قرب الإسناد : ص 66 ح 211 عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بتفاوت يسير. وله شاهد من طريق أنس ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، رواه أبو داوود في السنن : 4: 325 ح 5095 ، والترمذي في السنن: كتاب الدعوات باب 34 :3426 ، والهندي في كنز العمال: 15 / 41537 نقلاً عن أبي داوود و النسائي وابن حبّان . ومن طريق أبي هريرة ، رواه ابن ماجة في سننه : 2 : 1278 كتاب الدعاء باب ما يدعو به الرجل ح 3886 . وأورده الفتّال في المجلس 44 من روضة الواعظين: ص 329، والطبرسي في مكارم الأخلاق ص 310 .

(4101) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن على بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أبوالحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي قال : حدّثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد (علیهم السلام) قال : «إذا خرجت من منزلك فقل : بسم الله ، توكلت على الله ، ماشاء الله ، لا قوة إلا بالله ، اللهم إني أسألك خير ما خرجت له ، وأعوذ بك من شر ما خرجت إليه ، اللهم أوسع عليّ فضلك ، وأتمّ عَلَيّ نعمتك ، واستعملني في طاعتك ، واجعلني راغباً فيما عندك ، و توفّني في سبيلك وعلى ملتك وملة رسولك (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 51)

ص: 281


1- 2 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 542 كتاب الدعاء باب الدعاء إذا خرج الإنسان من منزله ح 5 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السلام).

باب 3 - الإسراج

(4102) 1- أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق(علیه السلام) ( في حديث ) قال : «إن الله تعالى يحب الجمال والتجميل ويكره البؤس و التباؤس ، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها ، (إلى أن قال ): حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق».

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 65)

سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل.

(4103) 2- أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها (إلى أن قال :) و كره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلّا أن يكون بين يديه سراج أو نار».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

تقدّم إسناده في باب آداب الحمام - 1 -، ويأتي تمامه في كتاب النواهي .

(4104) 3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن أمير المؤمنين (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال: «خمس تذهب ضياعاً: سراج تقده في الشمس الدهن يذهب والضوء لا ينتفع به» الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في كتاب العشرة باب فضل الإحسان والفضل والمعروف - 12 - من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض .

ص: 282

باب 4 -كنس الدار و تنظيفها

(4105)1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: « لا تبيّتوا القمامة (1) في بيوتكم وأخرجوها نهاراً، فإنّها مقعد الشيطان».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

(4106) 2 - (2) أبو عبد الله المفيد قال : حدثنى أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي مريم [عبد الغفار بن

ص: 283


1- القمامة : الكناسة
2- 2 - ورواه الصدوق في علل الشرائع : ص 582 باب نوادر العلل (385) ح 21 عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه (علیهما السلام)، عن جابر ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، مع تقديم وتأخير. وقريباً منه منه رواه البخاري في صحيحه : 4: 157 كتاب بدء الخلق باب خمس من الدواب فواسق : ح 3 عن مسدد، عن حماد بن زيد ، عن كثير ، عن عطاء، عن جابر . وأيضاً قريباً منه رواه مسلم في كتاب الأشربة من صحيحه : 3 : 1594 / 96 - 2012 بأسانيد عن أبي الزبير، عن جابر، ونحوه في ح 97 بإسناده عن عطاء وعمرو بن دينار عن جابر، وابن ماجة في سننه : 2 : 1129 ح 3410 ، وعنها الهندي في كنز العمال : 15 : 336 / .41286 . التخمير التغطية . قوله (علیه السلام) : «أوكوا أسقيتكم»: أي شدّوا رؤوسها بالوكاء. وجبت الشمس : غابت . وفحمة العشاء : ظلمتها وسوادها والفويسقة : مصغر الفاسقة، وهي الفأرة وسميت الفأرة بها لخروجها من جحرها على النّاس وإفسادها .

القاسم ] ، عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر عليهما صلوات الله ورحمته، عن جابر قال :

قال لنا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خمّروا آنيتكم، وأوكوا أسقيتكم، وأجيفوا أبوابكم واحبسوا مواشيكم وأهاليكم من حيث تجب الشمس إلى أن يذهب فحمة العشاء، إنّ الشياطين لا تكشف غطاءً، ولا تحلّ وكاءً، وإنّ الشياطين ترسل من حيث تجب الشمس، واطفؤوا سرجكم، فإن الفويسقة تضرم البيت على أهله».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 18)

(4107)3 - أبو جعفر الطوسي بإسناده عن الصادق (علیه السلام) قال : «إن الله تعالى يحبّ الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها».

قيل : وكيف ذلك ؟

قال: « ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره ، ويكنس أفنيته » الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 10، الحديث 65)

سيأتي تمامه مسنداً في باب التجمّل وإظهار النعمة من أبواب الزي والتجمّل .

ص: 284

باب 5 -السوق والدعاء فيه وعند دخوله

(4108) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبي أيوب سليمان بن مُقبل المدني، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف الزامّ ، عن أبي عبيدة قال :

قال أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): « من قال في السوق: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله » كتب الله له ألف ألف حسنة».

(أمالی الصدوق : المجلس 88، الحديث 15)

(4109) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم - جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال :

ص: 285


1- 1 - رواه البرقي في كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 110 - 111 باب ثواب ذكر الله في الأسواق (36) ح 50 وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 311 مجلس 40 .
2- 2 - وروى صدره الكليني في الكافي : 3 : 489 كتاب الصلاة باب النوادر : ح 14 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن جابر ، عن أبي جعفر $ قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لجبرئيل .... وروى نحوه الصدوق في الفقيه : 3 : 124 باب السوق (62) ح 1/ 539 بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال: جاء أعرابي من بني عامر إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فسأله عن شرّ بقاع الأرض ؟ .... وفي تنبيه الخواطر - لورّام بن أبي فراس : ج 2 ص 235 : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أحبّ البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لجبرئيل (علیه السلام) : «أيّ البقاع أحبّ إلى الله تبارك وتعالى» ؟

قال: «المساجد، وأحب أهلها إلى الله أولهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها».

قال: «فأيّ البقاع أبغض إلى الله تعالى»؟

قال: «الأسواق، وأبغض أهلها إليه أولهم دخولاً إليها وآخرهم خروجاً منها».

(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 51)

(4110) 3 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرنا محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني قال: حدّثنا عبدالله بن أحمد بن مستورد قال : حدّثنا عبد الله بن يحيى قال : حدّثنا محمد بن عثمان بن زید بن بكّار بن الوليد الجهني قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد ( علیهما السلام) يقول: «من دخل سوقاً فقال : «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم» ، كتب الله له من الحسنات عدد من فيها من فصيح وأعجم».

(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 52 )

ص: 286


1- 3 - ورواه مختصراً في الفقيه : 3 : 125 باب ثواب الدعاء في الأسواق (63) ح 543/3 قال : وروي «أنّ من ذكر الله عزّ وجلّ في الأسواق غفر الله له بعدد ما فيها من فصيح وأعجم». الفصيح ما يتكلّم ، والأعجم ما لا يتكلّم. وروى نحوه البرقي في كتاب ثواب الأعمال من المحاسن : 1 : 110 باب ثواب ذكر الله في الأسواق (36) ح 100 / 49 بإسناده عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال: «من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها وحامضها، فليقل : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له وأنّ محمداً عبده ورسوله ، اللهم إني أسألك من فضلك وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم».

أبواب آداب السهر والنوم

باب 1 -أنواع النوم ، وكراهة النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها

(4111) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك - وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها، (إلى أن قال :) وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، (إلى أن قال: ) وكره النوم فوق سطح ليس محجر».

وقال: «من نام على سطح غير محجّر فبرئت منه الذمة».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

تقدّم إسناده في باب آداب الحمام - 1-، ويأتي تمامه في كتاب النواهي.

(4112) 2 - (2) حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن

ص: 287


1- 1 - وروى البرقي نحو الفقرتين الأخيرتين في كتاب المرافق من المحاسن : 2 : 460 باب تحجير السطوح (6) ح 2590 / 63 عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يبات على سطح غير محجر». وفي ح عن ابن فضال، عن علي بن إسحاق، عن سهل بن اليسع عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « من بات على سطح غير محجر فأصابه شيء فلا يلومن إلّا نفسه». ورواهما الكليني في الكافي : 6 : 530 ح 1 و 2 .
2- 2 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 250 - 251 باب معنى إطابة الكلام...». وأورده الفتّال في عنوان «الحث على اصطناع المعروف وأداء الأمانة» من روضة الواعظين : ص 371 . و انظر سائر تخريجاته في كتاب العدل والمعاد : ج 1 ص 545 - 546 ح 17 من الباب 19 من أبواب المعاد .

أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن آبائه، عن علي (علیهم السلام)قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ في الجنّة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، يسكنها من أمتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، و صلّى بالليل والناس نيام».

فقال علي (علیه السلام):« يا رسول الله ، ومَن يطيق هذا من أمتك» ؟

فقال: «يا عليّ أو ما تدري ما إطابة الكلام ؟ من قال إذا أصبح وأمسى: « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» عشر مرّات.

وإطعام الطعام : نفقة الرجل على عياله.

وأما الصلاة بالليل والنّاس نيام : فمَن صلّى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة ، فكأنّما أحيى الليل كله .

وإفشاء السلام : أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين».

(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 5)

(4113) 3 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة قالوا: حدّثنا أبو المفضّل قال : حدّثني إسحاق بن محمّد بن مروان الكوفي ببغداد قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا يحيى بن سالم الفرّاء ، عن حماد بن عثمان ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السلام)، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال :

ص: 288


1- 3- ورواه السيد أبو طالب في الباب 64 من تيسير المطالب : ص : ص 445 - 446 ح 994 بإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لمّا أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فرأيت فيها قصراً من ياقوت أحمر (1) يُرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه قبتان من درّ وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر ؟ قال : هذا لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام ».

قال علي (علیه السلام): فقلت: يا رسول الله ، وفي أمّتك مَن يُطيق هذا» ؟

قال: «أتدري ما إطابة الكلام ؟

فقلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن قال : سُبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أتدري ما إدامة الصيام» ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوماً ، أتدري ما إطعام الطعام ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال : « من طلب لعياله ما يكف به وجوههم عن الناس، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام ؟

قلت : «الله ورسوله أعلم».

قال: «مَن لم ينم حتى يصلّي العِشاء الآخرة، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما».

(أمالی الطوسي : المجلس 16 ، الحديث 30)

صلى الله (4114)4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «لايبيتنّ أحدكم ويده غمرة، فإن فعل فأصابه لمم (2) الشيطان فلا يلومن إلّا

ص: 289


1- في نسخة : « ياقوتة حمراء».
2- غَمِرَت اليد : تعلّق بها ريح اللحم أو دسمه . واللمم : الجنون، أو طَرَفٌ منه يُلِمُّ بالإنسان ويعتريه .

نفسه ».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

بأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

(4115) 5 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام السامري قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال: حدّثني عمّ أبي عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال : حدّثني الإمام علي بن محمد العسكري، عن آبائه (علیهم السلام) :

عن الصادق (علیه السلام) في قوله [ تعالى ] : «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ » (2)، قال : «كانوا لا ينامون حتى يصلّوا العتمة (3)» .

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 24)

ص: 290


1- 5 - للحديث شاهد من طريق أنس ، رواه الطبرسي في مجمع البيان: ذيل الآية الشريفة ، و السيوطي في الدرّ المنثور : 6: 545 نقلاً عن الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه . ومن طريق ابن عباس : الدر المنثور : 6 : 546 نقلاً عن ابن مردويه . وفسّرت الآية في بعض الروايات بصلاة الليل ، لاحظ مجمع البيان وغيره من كتب التفسير .
2- سورة السجدة : 32: 16 .
3- صلاة العتمة : صلاة العشاء .

باب 2 -ذمّ كثرة النوم

(4116) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مئة ، قال : حدّثني محمّد بن أبي أيوب عن جعفر بن سنيد بن داوود قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) و قالت أم سليمان بن داوود لسليمان : «يا بنیّ ، إياك وكثرة النوم بالليل ، فإنّ كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيراً يوم القيامة».

(أمالی الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 3) .

(4117) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) ( في خبر الشيخ الشامي الذي أتاه بصفّين) قال: «من خاف البيات قلّ نومه».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة

ص: 291


1- 1 - ورواه أيضاً الصدوق في الخصال : ص 28 باب الواحد ح 99 . ورواه ابن ماجة في سننه : 1 : 422 / 1332 كتاب إقامة الصلاة باب ماجاء في قيام الليل عن زهير بن محمّد، والحسن بن محمّد بن الصباح، والعبّاس بن جعفر، ومحمد بن عمرو الحدثانى ، جميعا عن سنيد بن داوود . ورواه البيهقي في شعب الإيمان : 4 : 183 فصل في ذمّ كثرة النوم رقم 4746 عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العبّاس المحبوبي، عن محمد بن عيسى الطرسوسي، عن سنيد بن داوود الطرسوسي. وهذا المعنى مروي عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، رواه المفيد في الاختصاص : ص 218.

(4118) 3 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول: «نبه بالتفكر قلبك ، وجاف عن النوم (2) جنبك ، واتق الله ربّك ».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 42 )

ص: 292


1- 3 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 54 كتاب الإيمان والكفر ، باب التفكر: ح 1 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 183
2- فى نسخة والكافى : «عن الليل ».

باب 3 -فضل الطهارة عند النوم

(4119) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبیدالله بن عبدالله الدهقان، عن عُروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمد يحدّث عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) (في حديث) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوماً لأصحابه : «فأيكم يحيي الليل» ؟

فقال سلمان : أنا يا رسول الله .

(إلى أن قال :) فغضب بعض أصحابه ، فقال : يا رسول الله ، إنّ سلمان رجلٌ من الفرس ، يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش، (إلى أن قال :) وقلت : «أيكم يحيى الليل» ؟ فقال : أنا ، وهو أكثر ليله نائم ! (إلى أن قال :)

فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : مه يا فلان، أنّى لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنه ينبئك».

(إلى أن قال: ) فقال : أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟

فقال : نعم .

فقال : أنت أكثر ليلك نائم !

فقال : ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «مَن بات على طهر فكأنّما أحيى الليل كلّه»، فأنا أبيتُ على طهر ، الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 9، الحديث 5)

تقدّم تمامه في باب فضائل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وبعض أكابر الصحابة - 8 - من كتاب النبوة (2).

ص: 293


1- 1 - ورواه أيضاً في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة ص 49 برقم 25 ، وفي معاني الأخبار : ص 234. وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : ص 280 - 281 .
2- تقدم في ج 2 ص 490 - 492 ح 3.

باب 4 -القراءة والدعاء عند النوم

(4120) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن أحمد بن هلال ، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده ، عن آبائه، عن علي (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة».

(أمالی الصدوق : المجلس 4 ، الحديث 3)

(4121) 2 - (2) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سيف، عن سلام بن غانم:

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه: «لا إله إلا الله مئة مرّة ، بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن استغفر حين يأوي إلى فراشة مئة مرّة تحاتّت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر».

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 7)

ص: 294


1- 1 - ورواه أيضاً في التوحيد : ص 94 - 95 باب تفسير قل هو الله أحد (4) ح 12 ، وفي ثواب الأعمال : ص 128 ثواب قل هو الله أحد . ورواه الكليني في الكافي : 2 : 620 كتاب فضل القرآن باب فضل القرآن : ح 4 عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان ، عن عبد الله بن طلحة ، عن جعفر (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وذكر الحديث .
2- 2 - ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 4 باب ثواب من قال : لا إله إلا الله مئة مرّة (3) ، وفي الخصال : ص 594 أبواب الثمانين وما فوقه ح 6 .

أبواب آداب السفر

باب 1 -حسن الخلق ، وحسن الصحبة ، وسائر آدابه

(4122) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) (في حديث ) قال: «المروءة مروءتان: مروءة في الحضر ومروءة في السفر (إلى أن قال : ) و أمّا الّتي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن كان (1) معك، وكتمانك على القوم سرّهم (2) بعد مفارقتك إيّاهم، وكثرة المزاح في غير ما يُسخط الله عزّ وجل» (3) الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 41)

سيأتي تمامه مسنداً في باب المروءة والفتوة .

(4123) 2 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر ( إلى أن قال:) وأمّا مروءة السفر

ص: 295


1- في أمالي الطوسي : لمن يكون .
2- كلمة «سرّهم» غير موجودة في أمالي الطوسي .
3- من قوله : « وكثرة المزاح» إلى آخر الفقرة غير موجود في أمالي الطوسي.

فبذل الزاد والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (1) ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».

(أمالی المفيد : المجلس 6 ، الحديث 3)

سيأتي تمامه في باب المروءة والفتوة .

(4124)3 - أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلّبي قال : حدّثنا علي بن سليمان قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدّثنا محمّد بن المثنى، عن أبيه ، عن عثمان بن زيد الجهني:

عن المفضّل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فقال لي: «من صحبك »؟

فقلت له : رجل من إخواني.

قال: «فما فعل» ؟

فقلت : منذ دخلت لم أعرف مكانه .

فقال لى: «أما علمت أنّ من صحب مؤمناً أربعين خطوة سأله الله عنه يوم القيامة».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 78 )

(4125)4 - قال محمّد بن محمّد بن النعمان (رحمه الله ) : قرأت في بعض الأصول حديثاً لم يحضرني الآن إسناده عن الصادق جعفر بن محمد ( علیه السلام) قال: «من صحب أخاه المؤمن في طرق فتقدّمه فيه بقدر ما يغيب عنه بصره فقد أشاط بدمه وأعان عليه».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 79)

ص: 296


1- في التحف : «من صحبك» .

باب 2 -ركوب البحر

(4126) 1) - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك و رسول تعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً وعشرين خصلة ونهاكم عنها ، ( إلى أن قال :) كره ركوب البحر في هيجانه».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

تقدّم إسناده في باب آداب الحمام (1) ، ويأتي تمامه في كتاب النواهي.

ص: 297

باب 3 -آداب الركوب

(4127) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «خَمسُ لا أدَعَهُنّ حتى الممات : الأكل على الحضيض (1) مع العبيد، وركوبي الحمار مُؤكفاً (2)» الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 17 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في باب إفشاء السلام (60) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض من كتاب العشرة .

(4128) 2 - (3)حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن هشام بن سالم قال :

قال الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «من الجور قول الراكب : الطريق».

(أمالی الصدوق : المجلس 49 ، الحديث 9 )

(4129) 3 - (4) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح،

ص: 298


1- الحضيض : ما سفل من الأرض.
2- إكاف : ما يلق على ظهر الحمار أو البغل ليُركب عليه ، كالسرج للفرس.
3- 2 - تقدّم تخريجه في كتاب العشرة باب الظلم (51) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض : ح 5 .
4- 3- تقدّم تخريجه في ج 6 ص 10 باب آداب الركوب (2) من أبواب الحيوان من كتاب السماء والعالم : ح 1 .

عن سعد بن طريف :

عن الأصبغ بن نباتة قال : أمسكت لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسّم ، فقلت : يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك وتبسمت ؟!

قال: «نعم يا أصبغ ، أمسكت لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الشهباء ، فرفع رأسه إلى السماء و تبسم ، فقلت يا رسول الله، رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت ؟ !

فقال : يا علي إنّه ليس من أحد يركب ثم يقرأ آية الكرسي (1) ثم يقول : «استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، اللهم اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت». إلّا قال السيّد الكريم يا ملائكتي، عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ، فاشهدوا أنّي قد غفرت ذنوبه» .

(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 3)

(4130) 4 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملاس النميري المعدّل بدمشق قال : حدّثني أبو عامر موسى بن عامر بن خريم المرّي قال: حدّثنا الوليد بن مسلم قال : أخبرنا علي بن سليمان أبو نوفل الكلبي، عن أبي إسحاق السبيعي :

عن علي بن ربيعة الأسدي قال : ركب علي بن أبي طالب (علیه السلام)، فلمّا وضع رجله في الركاب قال: «بسم الله».

فلمّا استوى على الدابة قال : «الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، « سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ» (2)» .

ص: 299


1- في الفقيه والمحاسن :« آية السخرة»، وهي الآية 54 من سورة الأعراف، أو 54 - 56 ، وتقدم شرحها كتاب السماء والعالم .
2- سورة الزخرف : 43 : 13 .

ثمّ سبّح الله ثلاثاً، وحمد الله ثلاثاً، وكبر الله ثلاثاً، ثم قال: «ربّ اغفر لي، فإنّه لا يغفر الذنوب إلا أنت»

ثم قال : «فعل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذا ، وأنا رديفه».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 34 )

ص: 300

باب 4 - آداب المشي

(4131) 1 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي أسامة :

عن ابي عبد الله (علیه السلام) (في حديث ذكر فيه سيرة علي بن الحسين (علیهما السلام)) قال : «كان لا تسبق يمينه شماله».

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 26)

تقدّم تمامه في ترجمة الإمام السجّاد (علیه السلام) من كتاب الإمامة (1).

ص: 301


1- تقدّم في ج 5 ص 294 - 296 الحديث 6 من الباب 4.

باب 5 -المروءة والفتوة

(4132) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي قتادة القمّي قال : حدّثنا عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر :

عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) قال : إنّ النّاس تذاكروا عنده الفتوة فقال :« أتظنّون أنّ الفتوة بالفسق والفجور ؟ كلّا، إنما الفتوة والمروّة طعام موضوع، ونائل مبذول، واصطناع المعروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشَطارة (2)وفسق».

ثم قال (علیه السلام): «ما المروءة» ؟

فقلنا : لا نعلم . قال: «المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروءتان: مروءة في الحضر ومروءة في السفر، فأما الّتي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والإنعام على الخادم فإنه مما يُسرّ الصديق ويَكبِت العدوّ ، وأمّا التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن كان معك، و كتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إيّاهم ، وكثرة المزاح في غير ما يُسخط الله عز وجل».

ثم قال (علیه السلام) : «والذي بعث جدي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالحق نبياً، إن الله عزّ وجلّ ليرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤونة ، وإنّ الصبر لينزل

ص: 302


1- 1 - ورواه أيضاً في الفقيه : 2 : 192 / 877 باب المروءة في السفر (96) ح 1. ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 119 عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، إلى قوله : «في فناء داره»، وفي ص 258 باب معنى المروءة : ح 9 بالاسناد المتقدّم من قوله (علیه السلام): «ما المروءة» .
2- الشطارة : الاتصاف بالدهاء والخباثة.

على قدر شدّة البلاء».

(أمالی الصدوق : المجلس 82 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، [عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر ] قال : كنا عند أبي عبد الله (علیه السلام) إذ تذاكروا عنده الفتوة ، فقال «وما الفتوة ؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور ؟! كلّا، إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف، وأمّا تلك فشَطارة وفسوق».

ثم قال: «وما المروءة» ؟

فقلنا : لا نعلم .

قال: «المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بحسب غِناه ، فإنّ المروءة مروءتان : مروءة في السفر ومروءة في الحضر، فأمّا الّتي في الحضر فتلاوة القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم، فإنّها مما تُسرّ الصديق و تكبت العدوّ ، وأمّا التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه و بذله لمن يكون معك ، وكتمانك على القوم بعد مفارقتك إياهم».

قال: «والذي بعث محمّداً (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بالحق نبياً ، إن الله عزّ وجلّ يرزق العبد على قدر المروءة، وإنّ المعونة على قدر المؤونة، وإنّ الصبر لينزل على قدر شدّة البلاء على المؤمن».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 41)

(4133) 2 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب

ص: 303


1- 2 - ورواه الصدوق في معاني الأخبار : ص 258 باب معنى المروءة : ح 8 عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وأورده ابن شعبة الحرّاني في قصار مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 374 .

بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر، فأمّا مروءة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير والنظر فى الفقه، وأما مروءة السفر فبذل الزاد والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (1)، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».

(أمالی المفيد : المجلس 6، الحديث 3)

ص: 304


1- في التحف : من صحبك».

أبواب الزي والتجمّل

باب 1 -التجمّل وإظهار النعمة

أقول : تقدّم في الباب الأخير من أبواب السفر ما يرتبط بهذا الباب ، فلاحظ .

(4134) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث )قال: «إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم فزهّدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دارالسلام الذي دعاهم إليه (2)، وصبروا على ضيق المعيشة ، و صبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أنّ الموت سبيل من مضى ومَن بقی (3)، فتزوّدوا لأخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [ أدنى ] (4) القوت، و قدموا الفضل، وأحبّوا في الله عزّ وجلّ، وأبغضوا في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

يأتي تمامه مسنداً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الروضة .

ص: 305


1- 1 - ورواه أيضاً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المواعظ : ص 62 - 63 ، وفي معاني الأخبار : ص 199 ح 4 باب معنى الغايات، وفي الفقيه : 4 : 273 ح 892 . وأورده جعفر بن أحمد بن علي القمي في كتاب الغايات - المطبوع مع جامع الأحاديث - : ص 176 ، وورّام بن أبي فراس في مجموعته : 2 : 174 .
2- كلمة «إليهم» غير موجودة في أمالي الطوسي .
3- في أمالي الطوسي : «لمن مضى وبقي».
4- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي .

(4135) 2) - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري قال : حدّثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه قال :

قال سيدنا الصادق (علیه السلام): «إنّ الله تعالى يحب الجمال والتجميل ويكره البؤس والتباؤس ، فإنّ الله عزّ وجلّ إذا أنعم على عبد نعمة أحبّ أن يرى عليه أثرها».

قيل : وكيف ذلك ؟

قال : « ينظّف ثوبه، ويطيب ريحه، ويجصص داره، ويكنس أفنيته ، حتى أنّ السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق».

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 66)

ص: 306


1- 2 - روى صدره الكليني في الكافي : 6 : 440 / 144 بإسناده عن أبي هاشم ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وفي ج 6 ص 438 ح 4 بإسناده عن علي بن أسباط ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إذا أنعم الله على عبد بنعمة أحبّ أن يراها عليه ، لأنّه جميل يحبّ الجمال». وفي الحديث 1 من الباب المذكور بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «إنّ الله جميل يحبّ الجمال ، ويحبّ أن يرى أثر نعمه على عبده ». وورد أيضاً صدره في فقه الرضا (علیه السلام) : ص 48 .

باب 2 - النهي عن التعرّي بالليل والنهار

(4136) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه) قال: «ونهى عن التعري بالليل والنهار».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في باب مناهي النبي له من كتاب النواهي.

باب 3 -آداب لبس الثياب ونزعها ، وما يكره من الثياب

(4137) 1 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الدعبلي قال : حدّثني أبي أخو دعبل بن علي الخزاعي قال : حدّثنا سيّدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثنا أبي جعفر بن محمد قال : حدّثنا أبي محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين :

عن أبيه الحسين بن علي (علیهم السلام) قال : «أتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) أصحاب القمص فساوم شيخاً منهم ، فقال : يا شيخ بعني قميصاً بثلاثة دراهم.

فقال الشيخ : حبّاً وكرامة.

ص: 307


1- باب 2 1 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 1/2 .
2- باب 3 1 - ورواه الهندي في كنز العمال: 15: 304 - 41129 نقلاً عن هنّاد ، عن علي، باختصار. وانظر سائر تخريجاته في ج 4 ص 571 - 572 الحديث 10 من باب جوامع مكارم أخلاق أمير المؤمنين (علیه السلام) وآدابه وسننه من كتاب الإمامة .

فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه مابين الرسغين(1) إلى الكعبين، وأتى المسجد فصلّى فيه ركعتين ثم قال : «الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في النّاس، وأؤدّي فيه فريضتي ، وأستر به عورتي».

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، أعنك نروي هذا، أو شيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟

قال: بل شيء سمعته من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول ذلك عند الكسوة ».

(أمالی الطوسي : المجلس 13، الحديث 22)

(4138) 2 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو عمر و عثمان بن أحمد بن عبدالله ابن السماك قال : حدّثنا أبو قلابة الرقاشي قال : حدّثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال : حدّثنا مرجى أبو يحيى صاحب السقط ، قال : وقد ذكرته لحمّاد بن زيد فعرفه عن معمر بن زیاد :

أنّ أبا مطر حدثه قال : كنت بالكوفة فمرّ عَلَيّ رجل فقالوا: هذا أمير المؤمنين على بن أبي طالب صلوات الله عليه . قال : فتبعته فوقف على خيّاط فاشترى منه قميصاً بثلاثة دراهم ،فلبسه، فقال: «الحمد لله الذي ستر عورتي وكساني الرياش». ثم قال : «هكذا كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول إذا لبس قميصاً».

(أمالی الطوسي : المجلس 13، الحدیث (101)

(4139)3- (3) وعن أبي عمرو ابن السماك قال : حدّثنا أحمد بن علي الخزاز المقرئ قال : حدّثنا يحيى بن عمران أبوزكريا قال : حدّثنا سليمان بن أرقم ، عن الحسن،

ص: 308


1- الرُّسغ - بالضم وبضمتين - : مفصل ما بين الساعد والكفّ والساق والقدم . (القاموس).
2- 2- تقدّم تخريجه في ج 4 ص 572 - 573 الحديث 572 - 573 الحديث 11 من باب جوامع مكارم أخلاق أمير المؤمنين (علیه السلام)وآدابه وسننه من كتاب الإمامة.
3- 3- وللحديث شاهد من طريق ابن عبّاس ، رواه أحمد في مسنده : 1 : 247 و 274 و 355، وأبو يعلى (2727) ، وأبو داود (3878) ، وابن حبّان (5423و 6072) ، والطبراني في المعجم الكبير (12491) ، والحاكم في المستدرك : 1 : 354 ، والمتقي في كنز العمال : 15: 300 /41102 عن أحمد وأبي داود والترمذي وابن حبّان وفي ص 577 ح 42247 عن ابن ماجة والطبراني و الحاكم. ومن طريق أنس ، أخرجه الهندي في كنز العمال : 301:15 / 41107 نقلاً عن الدارقطني في الإفراد. ومن طريق سمرة ، أخرجه فى كنز العمال: 15 : 299 - 300 / 41110 نقلاً عن أحمد و الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن عساكر . وأورد أحمد بن محمّد الصفواني في كتاب التعريف : ص 2 عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ألبسوا البياض فإنّه أطيب وأطهر، وكفنوا منها موتاكم ». وهذا المعنى مرويّ من طريق أئمة أهل البيت (علیهم السلام)، رواه الكليني في الكافي : 6: 1/445 و 2 بسندين عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، وفي : 3: 148/ 3 بإسناده عن أبي جعفر ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه الشيخ الطوسي في التهذيب : 1 : 434 / 1390 .

عن أبي هريرة :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال:«خير ثيابكم البياض ، فليلبسه أحياؤكم (1)، وكفنوا فيه موتاكم».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 103)

(4140) 4 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث طويل) قال: «يا أباذرّ ، إنّي ألبس الغليظ ، و أجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي فمن رغب عن سنتي فليس مني».

وفيه: «يا أباذرّ ، من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة .

يا أباذرّ، إزرة (2) المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبه.

ص: 309


1- في نسخة : «أخياركم».
2- الإزرة : الإزار ، وهو ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن .

يا أباذرّ ، من رقع ذيله وخصف نعله وعفّر وجهه، فقد برئ من الكبر .

يا أباذرّ من كان له قميصان فليلبس أحدهما وليكن الأخر لأخيه».

وفيه : «يا أباذرّ ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً لله ، كساه الله حلّة من الكرامة».

وفيه: «يا أباذرّ ، البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب (1)، لئلا يجد الفخر فيك مسلكاً.

يا أباذرّ يكون في أخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض».

(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

يأتي تمامه مسنداً في كتاب الروضة.

(4141) 5 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمّد بن همام بن سهيل، عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن أبي العبّاس رزيق بن الزبير الخلقاني قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «إذا لبست ثوباً فقل : اللهم ألبسني لباس الإيمان، وزيني بالتقوى اللهم اجعل جديده أبليه في طاعتك وطاعة رسولك وأبدلني بخلقه حلل الجنة، ولا تجعلني أبليه في معصيتك، ولا تبدلني بخلقه مقطعات النيران».

(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 35)

(4142) 6 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن

ص: 310


1- صَفقَ الثوب : كتُف نسجه
2- 6 - ورواه الكليني في الكافي : 6 : 458 كتاب الزي والتجمّل باب القول عند لباس الجديد ح 2 ، وزاد بعده وفي نسخة أخرى : «لم يصبه شيء يكرهه» .

مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه :

عن علي (علیهم السلام) قال: «علمني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا لبست ثوباً جديداً أن أقول: «الحمد لله الذي كساني من الرياش (1) ما أتجمّل به في النّاس ، اللهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها بمرضاتك، وأعمر فيها مساجدك»، فإنّه من فعل ذلك لم يتقمصه حتى يغفر له ».

(أمالی الصدوق : المجلس 45 ، الحديث 8)

(4143) 7 - (2) حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثني علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمان السراج يرفعه إلى أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من قطع ثوباً جديداً وقرأ « إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» سنّاً وثلاثين مرّة ، فإذا بلغ « تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ » (3) أخرج ش-یئاً من الماء ورشّ بعضه على الثوب رشّاً خفيفاً، ثمّ صلّى فيه ركعتين ودعا ربه، وقال في دعائه: «الحمد لله الذي رزقني مما أتجمّل به في النّاس ، وأواري به عورتي وأصلّي فيه لربّي » وحمد الله (4) ، لم يزل في سعة حتى يبلى ذلك الثوب».

(أمالی الصدوق : المجلس 45 الحديث 10 )

ص: 311


1- الرياش : اللباس الفاخر .
2- 7- ورواه أيضاً في ثواب الأعمال : ص 25 عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عمر السرّاد عمّن أخبره ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وروى الكليني في الكافي : 6: 459 كتاب الزي والتجمّل باب القول عند لباس الجديد : ح 4 عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن غير واحد ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «من قرأ « إنّا أنزلناه » ثنتين وثلاثين مرّة في إناء جديد ورشّ به ثوبه الجديد إذا لبسه لم يزل يأكل في سعة ما بقى منه سلك».
3- سورة القدر : 97: 4 .
4- في نسخة : «والحمد الله».

باب 4 -التختم بالعقيق والفيروزج

(4144) 1 - (1) أبو جعفر الطوسی قال : حدّثنا محمّد بن علي بن خشيش قال : حدّثنا أحمد (2) قال : حدّثنا الحسن بن أبي الحسن العسكري بمصر قال : حدّثنا الحسين بن حميد [بن موسى أبو علي ] العكّي قال : حدّثنا زهير بن عبّاد الرؤاسي قال : حدّثنا أبو بكر بن شعيب قال : حدّثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عمرو بن الشريد [بن سويد الثقفي أبي الوليد الطائفي ]، عن فاطمة قالت:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 77 )

(4145) 2 - حدّثنا محمد بن محمّد (رحمه الله ) قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن النعمان:

ص: 312


1- 1 - ورواه الحاكم في فضائل فاطمة الزهراء : ص 153 ، ح 230 عن عن أبي جعفر البغدادي عن جعفر بن محمّد بن بيان المصري، عن زهير بن عبّاد ، وفيه: «بالعقيق الأحمر». ولاحظ الكافي : 6 : 470 - 471 كتاب الزيّ والتجمّل باب العقيق ، وكنز العمال : 6 : 663 – 664 ح17285 و 17286 .
2- الظاهر أنه أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه أبو الحسين الإصبهاني، صاحب الطبراني وراوي المعجم الكبير، ويشهد لذلك ؛ الحديث 76 من المجلس 11 حيث يروي فيه محمد بن علي بن خشيش ، عن أحمد، عن سليمان بن أحمد الطبراني . لاحظ ترجمته في الوافي بالوفيات : 7: 383/ 3375 ، وميزان الاعتدال : 1: 136 / 546 ، ولسان الميزان : 1 : 397 / 824 ، وسير أعلام النبلاء : 17 : 515 / 339 ، وتاريخ الإسلام : وفيات سنة 433 ص 376 ترجمة رقم 67 .

عن بشير الدهّان قال : قلت لأبي جعفر : جعلت فداك أيّ الفصوص أفضل أركبه على خاتمى ؟ فقال : يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض ؟ فإنّها ثلاثة جبال فى الجنّة : فأما الأحمر فطلّ على دار رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وأما الأصفر فطلّ على دار فاطمة (علیها السلام)، وأما الأبيض فطل على دار أمير المؤمنين (علیه السلام)، والدور كلّها واحدة ، يخرج منها ثلاثة أنهار من تحت كلّ جبل نهر أشدّ برداً من الثلج ، وأحلى من العسل، وأشد بياضاً من اللبن ، لا يشرب منها إلا محمّد وآله (علیهم السلام) وشيعتهم ، ومصبّها كلّها واحد ومخرجها من الكوثر، وإنّ هذه الجبال تسبّح الله وتقدّسه ،وتمجده، وتستغفر لمحبّي آل محمد (علیهم السلام)، فمن تختم بشيءٍ منها من شيعة آل محمد لم ير إلا الخير ، والحُسنى، والسَعَة في رزقه، والسلامة من جميع أنواع البلاء، وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كلّ ما يخافه الإنسان ويحذره ».

(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 10)

(4146)3 - أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو الطيب الحسن بن علي النحوي قال : حدّثنا محمد بن القاسم الأنباري قال : حدّثني أبو نصر محمد بن أحمد الطائي قال :

حدّثنا على بن محمّد الصيمري الكاتب قال : تزوّجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب وأحببتها حبّاً لم يحبّ أحد مثله ، وأبطأ عَلَيّ الولد ، فصرت إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السلام)، فذكرت ذلك له، فتبسّم وقال: «اتخذ خاتماً فصه فيروزج، واكتب عليه : « رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ »(1)».

قال : ففعلت ذلك، فما أتى عليّ حول حتى رزقت منها ولداً ذكراً.

(أمالی الطوسي : المجلس 2، الحديث 31)

ص: 313


1- سورة الأنبياء : 21 : 89.

باب 5 -آداب التختم ، ونقش الخواتيم

أقول : تقدّم في الباب السابق ما يرتبط بذلك (1).

(4147) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدّثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد، عن الحسن بن علي بن سالم، عن أبيه :

عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (علیهما السلام) قال : كان للحسين بن علي (علیهما السلام) ،خاتمان نقش أحدهما : «لا إله إلّا الله ، عُدّة للقاء الله»، ونقش الأخر: «إنّ الله بالغ أمره».

وكان نقش خاتم علي بن الحسين (علیهما السلام) : « خزي وشقي قاتل الحسين بن علي (علیهما السلام) » .

(أمالی الصدوق : المجلس 27 ، الحديث 7)

(4148) 2 - حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي نجران، عن المثنى :

عن محمد بن مسلم ، عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) ( في حديث) قال : دخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي، فلمّا فرغ من الصلاة مدّ إليّ يده، فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه : «لا إله إلّا الله عدّة للقاء الله». فقال: «هذا خاتم جدي أبي عبدالله الحسين بن علي (علیهما السلام)».

(أمالی الصدوق : المجلس 29 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه في الباب الأوّل من ترجمة الإمام الحسين من كتاب الإمامة (2).

ص: 314


1- لاحظ الحديث الأخير من الباب المتقدّم .
2- تقدّم في ج 5 ص 153 - 154 ح 2.

(4149) 3 - (1) حدّثنا أبي قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن أبي عقبة الصيرفي :

عن الحسين بن خالد الصيرفي :قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا (علیهما السلام) : الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه ونقشه «لا إله إلا الله» ؟

فقال: «أكره ذلك له»

فقلت : جعلت فداك، أوليس كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وكل واحد من آبائك (علیهم السلام) يفعل ذلك وخاتمه في إصبعه ؟

قال: «بلى، ولكن اولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم».

قلت : ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام)؟

فقال: «ولم لا تسألني عمّن كان قبله» ؟

قلت: فإنّي أسألك.

قال: «كان» نقش خاتم آدم (علیه السلام) : « لا إله إلا الله محمد رسول الله» هبط به معه، و إنّ نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفاً ثمّ سلني النجاة ؛ أنجك من الغرق ومن آمن معك».

قال: «فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلس، عصفت الريح عليهم ، فلم يأمن نوح الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرّة، فقال بالسريانية: «هلوليا ألفا ألفا، يا ماريا اتقن ».(2)

قال: «فاستوى القلس (3) واستمرت السفينة ، فقال نوح : إن كلاماً نجّاني الله به من الغرق الحقيق أن لا يفارقني».

قال : فنقش في خاتمه : «لا إله إلا الله ألف مرّة ، يا ربّ أصلحني».

ص: 315


1- 3 - تقدّم تخريجه في ج 2 ص 14 كتاب النبوة : الحديث 1 من الباب 2 .
2- في العيون : « يا ماريا يا ماريا أيقن».
3- القلس : حبل غليظ من حبال السفن .

قال: «وإنّ إبراهيم (علیه السلام) لمّا وضع في كفّة المنجنيق (1) ، غضب جبرائيل فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : ما يغضبك يا جبرائيل ؟

قال يا ربّ خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره سلطت عليه عدوّك وعدوّه .

فأوحى الله عزّ وجلّ : اسكت ، إنما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإنّه عبدي آخذه إذا آخذه إذا شئت ».

قال « فطابت نفس جبرئيل (علیه السلام) فالتفت إلى إبراهيم (علیه السلام) فقال : هل لك من حاجة ؟

فقال : أما إليك فلا .

فأهبط الله عزّ وجلّ عندها خاتماً فيه ستة أحرف : «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبی الله» ، فأوحى الله جل جلاله إليه أن تختم بهذا الخاتم ، فإنّي أجعل النار عليك برداً و سلاماً».

قال: «وكان نقش خاتم موسى (علیه السلام)حرفين اشتقّهما من التوراة : «اصبر تؤجر، اصدق تنج».

قال: «وكان نقش خاتم سليمان (علیه السلام): «سبحان من ألجم الجنّ بكلماته».

قال : وكان نقش خاتم عيسى (علیه السلام) الحرفين اشتقّهما من الإنجيل : «طوبي لعبد ذكر الله من أجله ، وويل لعبد نسي الله من أجله» .

وكان نقش خاتم محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا إله إلا الله محمّد رسول الله»، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين (علیه السلام) (علیه السلام): «الملك لله »، وكان نقش خاتم الحسن (علیه السلام): «العزّة الله»، وكان نقش خاتم الحسين (علیه السلام): «إنّ الله بالغ أمره»، وكان عليّ بن الحسين (علیهما السلام) يتختم بخاتم أبيه الحسين (علیه السلام) ، وكان محمد بن علي (علیهما السلام) يتختم بخاتم الحسين (علیه السلام)، وكان نقش خاتم جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : «الله وليّي وعصمتي من خلقه»، وكان نقش خاتم أبي الحسن

ص: 316


1- المنجنيق والمنجليق : آلة من آلات الحصار ، ترمى بها الحجارة . (المعجم الوسيط )

موسى بن جعفر : «حسبي الله» .

قال الحسين بن خالد : وبسط أبو الحسن الرضا (علیه السلام) كفّه ، وخاتم أبيه (علیه السلام) في إصبعه حتى أراني النقش .

(أمالی الصدوق : المجلس 70، الحديث 5)

ص: 317

باب 6 -كراهة ترك الزينة للنساء

(4150) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا أبو بكر أحمدبن محمد بن عيسى المكّي قال : حدّثنا الشيخ الصالح أبو عبد الرحمان عبد الله بن محمد بن حنبل قال : أخبرتُ عن عبد الرحمان بن شریک ، عن أبيه قال :

حدّثنا عروة بن عبدالله بن قشير الجعفي (1) [أبو مهل الكوفي ] قال : دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السلام) وهي عجوز كبيرة، وفي عنقها خرز [ة ] (2)، وفي يدها مسكتان فقالت: يكره للنساء أن يتشبّهن بالرجال - الحديث

(أمالی المفيد : المجلس 11 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه في الباب الأوّل من أبواب معجزات أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الإمامة (3).

ص: 318


1- هذا هو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في الكتب، وصحّف في النسخ ب- «عروة بن عبيد الله بن بشير الجعفي».
2- الخَرَزَةُ: واحدة الخَرَزات الّتي تُنظم في سلك ليتزيّن بها .
3- تقدّم في ج 4 ص 576 - 578 ح 2 .

كتاب الروضة

اشارة

ص: 319

ص: 320

أبواب المواعظ

باب 1 -مواعظ الله سبحانه

(4151) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن أحمد الأسدي قال : حدّثنا محمد بن جرير والحسن بن عروة وعبد الله بن محمّد الوهبي قالوا : حدّثنا محمّد بن حميد قال : حدّثنا زافر بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال :

جاء جبرئيل (علیه السلام) إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال :« يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب من شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك مُجزى به، واعلم أنّ شرف الرجل قيامه بالليل وعزّه استغناؤه عن النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 41 ، الحديث 5)

(4152) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثني محمد بن أحمد بن محمّد بن هلال الشطوي ببغداد في دار المثنى سنة ثمان وثلاث مئة إملاءاً ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس القندي قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله العلوي قال : حدّثني أبي، عن خاله جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي، عن أبيه ، عن جده ،

عن علي (علیه السلام): عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : وعظني جبرئيل (علیه السلام) فقال: «يا محمد، أحبب من شئت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه».

(أمالی الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 14)

ص: 321


1- 1 و 2 - تقدّم تخريجهما في ج 6 ص 481 - 482 كتاب الإيمان والكفر : باب الاجتهاد والحثِّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 9 و 10 .

(4153 - 4154) 3 - 4 -(1) حدّثنا أبو عبد الله محمد بن محمد من حفظه ، قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد الزيات الصيرفي قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني قال : حدّثنا داوود بن سليمان الغازي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر العبد الصالح قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدّثني أبي محمّد بن علي الباقر قال: حدّثني أبي علي بن الحسين زين العابدين قال : حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أخي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :

يقول الله عزّ وجلّ: « يا ابن آدم ما تنصفني أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إليّ بالمعاصي، خيري إليك منزول (2) وشرّك إليّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك (3) في كلّ يوم [وليلة ] (4) بعمل غير صالح (5).

یا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري (6) من الموصوف [ إذن ] لسارعت إلى مقته [ يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ولا أمحقك فيمن أمحق ] (7) .

(أمالی الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 10)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، عن علي بن محمد بن مهرويه الصامغاني بقزوين، عن داوود بن سليمان الغازي مثله مثله مع مغايرة طفيفة

ص: 322


1- 3 و 4 - تقدّم تخريجها في ج 6 ص 667 - 668 كتاب الإيمان والكفر : باب الذنوب وآثارها (27) من أبواب مساوئ الأخلاق : ح 14 و 15 .
2- في الحديث 71 من المجلس 10: «خيري عليك نازل «، وفي الحديث 7 من المجلس 22 : «خيري إليك منزل».
3- في المجلس 22: «يعرج إليّ عنك».
4- من المجلس 10 و 22
5- في المجلس 10 و 22 : «بعمل قبیح».
6- في المجلس (10): «وأنت لا تعلم».
7- من المجلس 10

ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 22، الحديث 7)

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد الفحام قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن عبيد الله الهاشمي المنصوري قال : حدّثني عمّ أبي قال: حدّثني الإمام علي بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال : قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : يقول الله عز وجل... وذكر مثله مع مغايرة وزيادة ذكرتها في المتن والهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 72 )

ص: 323

باب 2 -مواعظ الني (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأبي ذر الغفاري (رحمه الله )

(4155) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدّثنا رجاء بن يحيى [ بن سامان أبو ] الحسين العبرتائي الكاتب سنة أربع عشرة وثلاث مئة وفيها مات قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن شمون قال: حدّثني عبد الله بن عبدالرحمان الأصم، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبد الله بن أبي دبي الهنائي ، قال : حدّثني أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي :

عن أبيه أبي الأسود قال : قدمت الربذة فدخلت على أبي ذرّ جندب بن

جنادة، فحدّثني أبوذرّ قال : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في مسجده، فلم أر في المسجد أحداً من النّاس إلا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وعلى (علیه السلام) إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أوصني رصني بوصيّة ينفعني الله بها .

فقال: «نعم، وأكرم بك يا أباذرّ ، إنّك منا أهل البيت، وإنّي موصيك بوصية إذا حفظتها فإنّها جامعة لطرق الخير وسبله ، فإنّك إن حفظتها كان لك بها كفلان.

يا أباذرّ، اعبد الله كأنك تراه ، فإن كنت لا تراه فإنّه عزّ وجلّ يراك ، واعلم أنّ أوّل عبادته المعرفة به بأنّه الأوّل (2) قبل كلّ شيء فلاشيء قبله، والفرد فلاثاني

ص: 324


1- 1 - ورواه رضي الدين الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 458 - 471 فصل 5 من الباب 12 بإسناده عن أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، عن أبيه الشيخ الطوسي، وفيه فقرات أخرى ليست في النسخ ذكرتها في الهامش. وأورده - مع تفاوت يسير - ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 51 - 66 ، والديلمي في أعلام الدين : ص 189 -207 . ولكثير من فقراتها شواهد ذكرتها في موضعها
2- في مكارم الأخلاق :« أوّل عبادة الله المعرفة به ، فهو الأول» .

معه ، والباقي لا إلى غاية ، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، و هو الله اللطيف الخبير ، وهو على كل شيء قدير، ثم الإيمان بي والإقرار بأنّ الله عزّ و جلّ أرسلني إلى كافة النّاس بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم حبّ أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

واعلم يا أباذرّ، أنّ الله تعالى جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمناً .

يا أباذرّ احفظ ما أوصيتك به تكن سعيداً في الدنيا والآخرة.

يا أباذرّ ، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.

يا أباذرّ اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك (1).

يا أباذرّ ، إيّاك والتسويف بأملك ، فإنّك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك تكن (2) في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم.

يا أباذرّ ، كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غداً لا يبلغه .

يا أباذرّ ، لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.

يا أباذرّ كن في الدنيا كأنك غريباً وكعابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور(3).

يا أباذرّ ، إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء ، وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك ، ومن حياتك قبل موتك ، فإنّك لاتدري

ص: 325


1- هذه الفقرة أوردها الراوندي في الدعوات: 113 - 114 / 257 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 279
2- في مكارم الأخلاق : «فكن».
3- في مكارم الأخلاق : « كأنك غريب أو كعابر سبيل، وعد نفسك من أصحاب القبور» .

ما اسمك غداً.

يا أباذرّ إيّاك أن تدركك الصرعة عند الغرّة فلاتمكّن من الرجعة (1) ، ولا يحمدك من خلّفت بما تركت ولا يعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت.

يا أباذرّ، مارأيت كالنار نام هاربها ولا مثل الجنّة نام طالبها.

يا أباذرّ ، كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك.

يا أباذرّ، هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغياً ، أو فقراً منسياً، أو مرضاً مضنيا (2)، أو هرماً مفندا (3) ، أو موتاً محيراً (4)، أو الدجّال فإنّه شر غائب ينتظر، أو الساعة «وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرّ (5) .

يا أباذرّ ، إنّ شرّ النّاس (6) عند الله تعالى يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه النّاس إليه لم يجد ريح الجنة (7) .

يا أباذرّ ، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا أعلمه، تنج من تبعته، ولا تُفتِ النّاس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة.

يا أباذرّ يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم

ص: 326


1- في مكارم الأخلاق: «إياك أن تدركك الصرعة عند العثرة، فلا تقال العثرة، ولا تمكن من الرجعة».
2- في مكارم الاخلاق «مرضاً مفسداً». والضني: السقيم والمريض الذي قد طال مرضه .
3- فَنِدَ : ضَعُف رأيه من الهَرَم .
4- في مكارم الأخلاق : «مجهزاً».
5- سورة القمر : 46:54 .
6- في مكارم الأخلاق : «شرّ الناس منزلة ...» .
7- في مكارم الأخلاق بعد هذه الفقرة زيادة ، وهي : «يا أباذرّ ، من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يجد ريح الجنّة».

النّار، وإنّما دخلنا الجنّة بفضل (1) تأديبكم وتعليمكم ؟! فيقولون : إنّا كنّا نأمركم بالخير ولا نفعله .

يا أباذرّ ، إنّ حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإنّ نعم الله عزّ وجلّ أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين .

يا أباذرّ ، إنّكم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة (2) ، ومن يزرع شراً يوشك يحصد ندامة، ولكلّ زارع ما زرع (3) .

يا أباذرّ ، لا يُسبق بطيء بحظّه، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، ومن أعطى خيراً فالله عزّ وجلّ أعطاه ، ومن وقى شرّاً فإنّ الله وقاه.

يا أباذرّ المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.

يا أباذرّ ، إنّ المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه ، و الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرّ على أنفه .

يا أباذرّ ، إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً جعل الذنوب بين عينيه ممثلة (4).

يا أباذرّ ، لاتنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت .

يا أباذرّ ، إنّ نفس المؤمن أشدّ تقلّباً وخيفةً من العصفور حين يقذف به في شَرَك (5)

يا أباذرّ ، من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه ، ومن خالف قوله فعله

ص: 327


1- في مكارم الأخلاق : «وقد دخلنا الجنّة لفضل».
2- في مكارم الأخلاق : « يوشك أن يحصد خيراً ».
3- في مكارم الأخلاق : «مثل ما زرع».
4- وزاد بعده في مكارم الأخلاق « والإثم عليه ثقيلاً وبيلاً، وإذا أراد بعبد شرّاً أنساه ذنوبه».
5- في مكارم الأخلاق :« يا أباذرّ ، إن المؤمن أشدّ ارتكاضاً من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شَرَكه» . والشَرَك : حبالة الصيد .

فذلك المرء إنّما يوبخ نفسه

يا أباذرّ ، إنّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .

يا أباذرّ ، إنّك إذا طلبت شيئاً من الآخرة واتّبعته تيسّر لك، وإذا رأيت شيئاً من أمر الدنيا واتّبعته عسر عليك ، فإنّك على حال خشيته .

يا أباذرّ ، لا تنطق فيما لا يعنيك فإنّك لست منه في شيء، واحرز لسانك كما تحرز رزقك (1).

يا أباذرّ ، إن الله جلّ ثناؤه ليدخل قوماً الجنّة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم (2) ، و فوقهم قوم في الدرجات العلى ، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا کنا معهم في الدنيا ، فيم فضلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات (3) ، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمأون حين تروون ، ويقومون حين تنامون ، ويشخصون حين تخفضون (4).

يا أباذرّ ، إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة وحببها إليّ كما حبب إلى الجائع الطعام وإلى الظمأن الماء، فإنّ الجائع إذا أكل الطعام شبع و [ إنّ الظمان ] (5) إذا شرب الماء روي ، وأنا لا أشبع من الصلاة.

يا أباذرّ إنّ الله تعالى بعث عيسى بن مريم بالرهبانية، وبُعثتُ بالحنيفية السمحة، وحبّبت إليّ النساء والطيب ، وجعلت في الصلاة قرة عيني.

يا أباذرّ ، أيما رجل تطوّع في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقاً واجباً بيت في الجنة.

ص: 328


1- في مكارم الأخلاق :« يا أباذرّ ، إنّ الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه ، ، يا أبا ذرّ ، دع ما لست منه في شيء، فلا تنطق فيما لا يعنيك ، واخزن لسانك كما تخزن ورقك ».
2- في مكارم الأخلاق : «فيعطيهم حتى يملّوا».
3- في مكارم الأخلاق : فيقال : «هيهات هيهات».
4- خَفَضَ العيش ، والشيء : سهل ولان .
5- من مكارم الأخلاق .

يا أباذرّ، صلاة في مسجدي هذا تعدل مئة ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة في غيره، وأفضل من هذا كلّه صلاة يصلّيها الرجل في بيته حيث لا يراه إلّا الله عزّ وجلّ يطلب بها وجه الله تعالى .

يا أباذرّ ، إنّك ما دمت في الصلاة فإنّك تقرع باب الملك، ومن يُكثر قرع باب الملك يفتح [له] (1) .

يا أباذرّ، ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلّا تناثر عليه البر ما بينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي يا ابن آدم لو تعلم ما لك في صلاتك، ومَن تناجی ما سئمت ولا التفتّ.

يا أباذرّ، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنّة ، ألا وهم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغيرها.

يا أباذرّ ، لا تجعل بيتك قبراً ، واجعل فيه من صلاتك يضيء بها قبرك .

يا أباذرّ الصلاة عمود (2) الدين واللسان الأكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر (3) .

يا أباذرّ الدرجة في الجنّة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره ، فيفرح فيقول (4) : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك المؤمن . فيقول : هذا أخي فلان؟ كنا نعمل جميعاً في الدنيا، وقد فضّل عَلَيّ هكذا ؟! فيقال [له] (5): إنّه كان أفضل منك عملاً. ثم يجعل في قلبه

ص: 329


1- من مكارم الأخلاق .
2- في مكارم الأخلاق : «عماد».
3- زاد بعده في مكارم الأخلاق : «والصوم جنّة من النار واللسان أكبر، والجهاد نباهة و اللسان أكبر».
4- في مكارم الأخلاق «فيفزع لذلك فيقول ».
5- من مكارم الأخلاق .

الرضا حتى يرضى.

يا أباذرّ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين، وكيف لا يحزن المؤمن وقد أوعده الله أنّه وارد جهنم ولم يعده أنه صادر عنها (1)!

يا أباذرّ ، ومن أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله عزّ وجلّ به ، لأن الله جل ثناؤه نعت العلماء (2) فقال: «إنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلَى عَلَيهِم يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً » إلى قوله : «يَبْكُونَ» (3).

يا أباذرّ من استطاع أن يبكي قلبه فليبك ، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك .

يا أباذرّ ، إنّ القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تشعرون .

يا أباذرّ، ما من خطيب إلّا عُرضت عليه خطبته يوم القيامة وما أراد بها .

يا أباذرّ ، إنّ الصلاة النافلة في السرّ تفضل على العلانية كفضل الفريضة على النافلة .

يا أباذرّ، ما يتقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود.

يا أباذرّ ، اذكر الله ذكراً خاملاً».

:قلت یا رسول الله ، وما الذكر الخامل ؟

قال: «الذكر الخفيّ» (4).

ص: 330


1- وزاد بعده في مكارم الأخلاق : « وليلقينّ أعراضاً ومصيبات ، وأموراً تغيظه ، وليظلمنّ فلا ينتصر، يبتغي ثواباً من الله تعالى، فلا يزال حزيناً حتى يفارقها، فإذا فارقها أفضى إلى الراحة والكرامة ».
2- في مكارم الأخلاق : « يا أباذرّ من أوتي من العلم ما لا يبكيه لحقيق أن قد أوتي علماً لا ينفعه ، لأنّ الله نعت العلماء فقال عزّ وجلّ ، وذكر فيه الآيات الثلاثة إلى قوله : «خُشوعاً»
3- سورة الإسراء : 17 : 107 - 109
4- من قوله : «يا أبا ذر ، إن القلب القاسي إلى هنا غير موجود في مكارم الأخلاق .

يا أباذرّ ، يقول الله عزّ وجلّ : لا أجمع على عبدي خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني أمنته يوم القيامة.

يا أباذرّ ، لو أنّ رجلاً كان له مثل عمل سبعين نبياً لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شرّ يوم القيامة.

يا أباذرّ ، إنّ العبد لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيقول : أما إنّي قد كنت منك مشفقاً، فيغفر له .

يا أباذرّ ، إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها ، ويعمل المحقرات فيأتي الله عزّ وجل وهو من الأشقياء (1) ، وإنّ الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله عزّ وجلّ آمناً يوم القيامة (2).

يا أباذرّ ، إنّ العبد ليذنب فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنّة».

فقلت : وكيف ذلك ، يا رسول الله ؟ !

قال : «يكون ذلك الذنب نصب عينه تائباً منه فاراً إلى الله حتى يدخل الجنّة .

يا أباذرّ إنّ الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتّبع نفسه وهواها، وتمنّى على الله عزّ وجلّ الأماني (3).

يا أباذرّ ، إنّ أوّل شيء يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعاً .

يا أباذرّ ، والذي نفس محمد بيده لو أنّ الدنيا كانت تعدل عند الله عزّ وجلّ جناح بعوضة [ أو ذباب ] (4) ما سقی الكافر والفاجر منها شربة من ماء.

يا أباذرّ ، إنّ الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عزّ وجلّ.

ص: 331


1- في مكارم الأخلاق : «وهو عليه غضبان».
2- في مكارم الأخلاق: «فيفرق منها يأتي آمناً يوم القيامة».
3- وأورد ورّام بن أبي فراس قريباً من هذه الفقرة في تنبيه الخواطر : 1: 235 عن شداد بن أوس ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
4- من مكارم الأخلاق.

يا أباذرّ، ما من شيء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها، ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من الإيمان به وترك ما أمر أن يُترك .

يا أباذرّ ، إنّ الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى (علیه السلام) : يا عيسى ، لا تحب الدنيا فإنّي لست أحبّها ، وأحبّ الآخرة فإنها دار المعاد.

يا أباذرّ ، إن جبرئيل (علیه السلام) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال : يا محمد ، إنّ هذه خزائن الأرض ولا تنقصك من حظك عند ربّك تعالى . فقلت : حبيبي جبرئيل، لا حاجة لي فيها إذا شبعت شكرت ربي ، وإذا جعت سألته .

يا أباذرّ ، إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وزهده في الدنيا ، وبصره بعيوب نفسه (1) .

يا أباذرّ، ما زهد عبد في الدنيا إلّا أثبت الله (2) الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا وداءها ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام.

يا أباذرّ ، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنّه يلقي إليك الحكمة».

فقلت یا رسول الله ، من أزهد النّاس ؟

قال: «من لم ينس المقابر والبلى، وترك ما يفنى لما يبقی، ومن لم يعدّ غداً من أيامه (3)، وعدّ نفسه في الموتى .

يا أباذرّ ، إنّ الله تعالى لم يوح إليّ أن أجمع المال ، لكن أوحى إليّ أن سبّح بحمد

ص: 332


1- و أورد ورّام بن أبی الفراس نحو هذه الفرة فی تنبیه الخواطر :2: 192 عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي عبد الله (علیه السلام).
2- في مكارم الأخلاق : «أنبت الله».
3- في مكارم الأخلاق : « من لم ينس المقابر والبلى، وترك فضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما يفنى ، ولم يعد غداً من أيامه».

ربك وكن من الساجدين، واعبد ربّك حتى يأتيك اليقين (1) .

يا أباذرّ ، إنّي ألبس الغليظ، وأجلس على الأرض، وأركب الحمار بغير سرج، وأردف خلفي [ وألعق أصابعي ] فمن رغب عن سنتي فليس مني.

يا أباذرّ ، حبّ المال والشرف مُذهِب لدين الرجل (2).

قال : قلت : يا رسول الله الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيراً يستبقون النّاس (3) إلى الجنة ؟

قال: «لا ، ولكن فقراء المؤمنين (4) ، فإنّهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب النّاس ، فيقول لهم خزنة الجنّة : كما أنتم حتى تحاسبوا . فيقولون : بِمَ تُحاسب ؟! فوالله ما ملكنا حتى نجور ،ونعدل ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط ، ولكنّا عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين (5) .

يا أباذرّ ، إنّ الدنيا مشغلة للقلب والبدن ، فإنّ الله عزّ وجلّ يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها ، فكيف بما نعموا في حرامها !

يا أباذرّ ، إنّي قد سألت الله عزّ وجلّ أن يجعل رزق من أحبّني الكفاف، ويُعطي من أبغضني المال والبنين (6).

ص: 333


1- اقتباس من سورة الحجر: 98:15 - 99 ، والمذكور في مكارم الأخلاق : « فسبح بحمد » ، فالمذكور فيه نفس الأيتين .
2- في مكارم الأخلاق: «حبّ المال والشرف أذهب لدين الرجل من ذئبين ضارئين في زرب الغنم فأغارا فيها حتى أصبحا ، فما ذا أبقيا منها ». وأورد ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 183«ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فساداً من الشرف وحبّ المال في دين الرجل المسلم». ».
3- في مكارم الأخلاق: «أهم يسبقون النّاس».
4- في مكارم الأخلاق : «فقراء المسلمين».
5- في مكارم الأخلاق : «حتى دعانا فأجبنا».
6- في مكارم الأخلاق : يا أبا ذر ، إنّ الدنيا مشغلة للقلوب والأبدان، وإنّ الله تبارك و تعالى سائلنا عما نعمنا في حلاله ، فكيف بما أنعمنا في حرامه ؟ يا أبا ذر ، إني قد دعوت الله جلّ ثناؤه أن يجعل رزق من يحبّني كفافاً، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد .

يا أباذرّ، طوبي للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيباً، واتخذوا الكتاب شعاراً، والدعاء لله دثاراً، وقرضوا الدنيا قرضاً (1).

يا أباذرّ ، إنّ حرث الآخرة العمل الصالح، وحرث الدنيا المال والبنون.

يا أباذرّ ، إن ربي تبارك اسمه أخبرني فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئاً، وإنّي لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصراً لا يشاركهم فيه أحد».

:قال :قلت یا رسول الله ، أى المؤمنين أكيس ؟

قال: «أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً»

يا أباذرّ ، إذا دخل النور القلب انفتح (2) القلب واستوسع».

قلت : فما علامة ذلك ؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله .

قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجاني عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله .

يا أباذرّ، اتَّقِ الله ولا تري النّاس أنّك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر (3).

يا أباذرّ ، إنّ لله ملائكة قياماً من خيفته ما رفعوا رؤوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعاً: سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن

ص: 334


1- في مكارم الأخلاق: «واتخذوا كتاب الله شعاراً، ودعاءه دثاراً، يقرضون الدنيا قرضاً».
2- في مكارم الأخلاق : «انفسح».
3- زاد في مكارم الأخلاق بعده : « يا أبا ذر ، ليكن لك في كلّ شيء نيّة صالحة حتى في النوم والأكل . يا أبا ذر ، ليعظم جلال الله في صدرك، فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب : اللهم اخزه ، وعند الخنزير : اللهم اخزه ».

نعبد، ولو كان لرجل عمل سبعين نبيّاً لاستقلّ عمله من شدّة ما يرى يومئذ ، ولو أنّ دلواً صبّ من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها، ولو أنّ زفرات جهنّم زفرت (1) لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر جاثياً على ركبتيه يقول : ربّ نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق (علیهما السلام) يقول : يا ربّ أنا خليلك إبراهيم لاتنسني !

يا أباذرّ ، لو أنّ امرأة من نساء أهل الجنة أطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضيء (2) القمر ليلة البدر ، ولوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، ولو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنّة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه وما حملته أبصارهم .

يا أباذرّ ، اخفض صوتك عند الجنائز، وعند القتال، وعند القرآن.

يا أباذرّ ، إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولاً بالتفكر والخشوع، واعلم أنك لاحق به .

يا أباذرّ، اعلم أنّ كلّ شيءٍ إذا فسد فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء».

قال الشيخ : هذا المثل لعلماء السوء.

« واعلم أنّ فيكم خلّتين (3): الضحك من غير عجب، والكسل من غير سهر.

يا أباذرّ ، ركعتان مقتصرتان (4) في تفكّر خير من قيام ليلة والقلب ساه.

يا أباذرّ الحق ثقيل مرّ ، والباطل خفيف حلو ، وربّ شهوة ساعة تورث حزناً طويلاً.

يا أباذرّ ، لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله أمثال

ص: 335


1- في مكارم الأخلاق : «ولو زفرت جهنّم زفرة».
2- في مكارم الأخلاق : «مما يضيئها».
3- في مكارم الأخلاق : «خلقين» (
4- في مكارم الأخلاق : «مقتصد تان».

الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها .

يا أباذرّ ، لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى النّاس كلّهم حق في دينهم عقلاء في دنياهم.

يا أباذرّ ، حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنّه أهون لحسابك غداً، وزِن نفسك قبل أن توزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية .

[ يا أبا ذر ، ] (1) استح من الله ، فإنّي والذي نفسي بيده ، لأظلّ حين أذهب إلى الغائط متقنّعاً بثوبي استحيي من الملكين اللذين معي.

يا أباذرّ ، أتحب أن تدخل الجنّة» ؟

قلت : نعم ، فداك أبي .

قال: «فاقصر من الأمل، واجعل الموت نصب عينك، واستح من الله حق الحياء».

قال : قلت : یا رسول الله ، كلنا نستحيي من الله

قال : ليس كذلك الحياء، ولكنّ الحياء من الله أن لا تنسى المقابر والبلى والجوف وما وعى، والرأس وما حوى، فمن أراد كرامة الأجر (2)فليدع زينة الدنيا ، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله .

يا أباذرّ ، يكفي من الدعاء مع البرّ ما يكفي الطعام من الملح.

يا أباذرّ ، مثل الذي يدعو بغير عمل ، كمثل الذي يرمي بغير وتر.

يا أباذرّ ، إنّ الله يُصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته والدور حوله مادام فيهم .

يا أباذرّ ، إنّ ربّك عزّ وجلّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر : رجل يصبح في الأرض فرداً فيؤذن ثم يصلي (3) ، فيقول ربك للملائكة: انظروا إلى عبدي يصلي و لا يراه

ص: 336


1- من مكارم الأخلاق .
2- في مكارم الأخلاق : « كرامة الآخرة».
3- في مكارم الأخلاق: «في أرض قفر ، فيؤذن ، ثمّ يقيم ، ثم يصلي».

أحد غيري فينزل سبعون ألف ملك يصلّون وراءه ويستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم ، ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد، فيقول [ الله ] (1) تعالى : انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي ساجد، ورجل في زحف فرّ أصحابه وثبت وهو يقاتل حتى يُقتل.

يا أباذرّ، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، وما من منزل نزله (2) قوم إلا وأصبح ذلك المنزل يصلّي عليهم أو يلعنهم.

يا أباذرّ، ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضاً : يا جارة، هل مر بك اليوم ذاكر الله تعالى، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ؟ فمن قائلة : لا . ومن قائلة : نعم . فإذا قالت : نعم ، اهتزت وانشرحت و تری أنّ لها فضلاً (3) على جارتها .

يا أباذرّ ، إنّ الله جلّ ثناؤه لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر ، لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلّا أصابوا منها ،منفعة، فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلّم فجرة بني آدم [بالكلمة العظيمة ] (4) ، والكلمة العظيمة قولهم : اتخذوا الله ولداً (5) ، فلما قالوها اقشعرت الأرض وذهبت منفعة الأشجار .

يا أباذرّ ، إنّ الأرض لتبكى على المؤمن إذا مات أربعين صباحاً. يا أباذرّ ،

إذا كان العبد في أرض قفر فتوضاً أو تيمم ثم أذّن وأقام وصلّى، أمر الله عزّ وجلّ الملائكة فصفّوا خلفه صفاً لا يرى طرفاه يركعون بركوعه،

ص: 337


1- من مكارم الأخلاق .
2- في مكارم الأخلاق : « ينزله».
3- في مكارم الأخلاق : «الفضل».
4- من مكارم الأخلاق .
5- في مكارم الأخلاق : «اتَّخَذَ اللهُ وَلَدا » : سورة البقرة : 2 : 116 سورة يونس 10: 68، سورة الكهف : 18 : 4 .

ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه .

يا أباذرّ ، من أقام ولم يؤذن لم يصل معه إلّا الملكان (1) اللذان معه .

يا أباذرّ، ما من شاب يدع لله الدنيا ولهوها وأهرم شبابه في طاعة الله، إلّا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً.

يا أباذرّ ، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارّين.

يا أباذرّ الجليس الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء، وإملاء الخير خير من السكوت والسكوت خير من إملاء الشر (2) .

يا أباذرّ لاتصاحب إلّا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلّا تقي، ولا تأكل طعام الفاسقين .

يا أباذرّ، أطعم طعامك من تحبّه في الله ، وكل طعام من يحبّك في الله عزّوجلّ.

يا أباذرّ ، إنّ الله عزّ وجلّ عند لسان كلّ قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول.

يا أباذرّ ، اترك فضول الكلام، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .

يا أباذرّ ، كفى بالمرء كذباً أن يحدّث بكل ما سمعه (3).

يا أباذرّ، ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان.

يا أباذرّ ، إنّ من إجلال الله إكرام العلم والعلماء، وذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن وأهله، وإكرام السلطان المقسط (4).

ص: 338


1- في مكارم الأخلاق : «ملكاه» .
2- هاتان الفقرتان أوردهما أبو محمد القمي في جامع الأحاديث : ص 87، وأورد قوله : الوحدة خير من جليس السوء في ص 129.
3- في مكارم الأخلاق : «ما يسمع».
4- في مكارم الأخلاق : «إكرام حملة القرآن العاملين» . وبعده في مكارم الأخلاق فقرات كثيرة أذكرهنّ هنا : يا أبا ذر ، ما عمل من لم يحفظ لسانه . يا أبا ذر ، لا تكن عيّاباً ، ولا مدّاحاً ، ولا طعّاناً ، ولا ممارياً . يا أبا ذر ، لا يزال العبد يزداد من الله بعداً ما ساء خلقه . يا أبا ذرّ ، الكلمة الطيبة صدقة ، وكلّ خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة . يا أبا ذر ، من أجاب داعي الله ، وأحسن عمارة مساجد الله ، كان ثوابه من الله الجنّة . فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، كيف تعمر مساجد الله ؟ قال: « لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع ، واترك اللغو ما دمت فيها ، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك . يا أبا ذر ، إنّ الله تعالى يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكلّ نفس تنفست فيه درجة في الجنّة، وتصلّي عليك الملائكة، ويكتب لك بكل نفس تنفّست فيه عشر حسنات، ويمحى عنك عشر حسنات . يا أباذرّ أتعلم في أيّ شيء أنزلت هذه الآية : «اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ » [سورة آل عمران : 3: 200] . قلت : لا ، فداك أبي وأُمّي . قال : «في انتظار الصلاة خلف الصلاة . يا أبا ذر ، إسباغ الوضوء في المكاره من الكفّارات، وكثرة الاختلاف إلى المساجد فذلكم الرباط . يا أباذرّ يقول الله تبارك وتعالى : إن أحبّ العباد إلى المتحابّون من أجلي، المتعلقة قلوبهم بالمساجد والمستغفرون بالأسحار ، أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم قصرت العقوبة عنهم . يا أبا ذر ، كلّ جلوس في المسجد لغو إلا ثلاث : قراءة مصلّ ، أو ذكر الله ، أو سائل عن علم . يا أبا ذرّ كُن بالعمل بالتقوى أشدّ اهتماماً منك بالعمل، فإنّه لا يقلّ عمل بالتقوى ، وكيف يقل عمل يتقبل ؟ يقول الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ) [سورة المائدة : 5 : 27 ] . يا أباذرّ ، لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمن حلّ أم من حرام ؟ يا أبا ذر ، من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال الله عزّ وجلّ من أين أدخله النار . يا أبا ذر ، من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزّ وجلّ . يا أبا ذر ، إنّ أحبّكم إلى الله جلّ ثناؤه أكثركم ذكراً له ، وأكرمكم عند الله عزّ وجلّ أتقاكم له ، وأنجاكم من عذاب الله أشدّكم له خوفاً . يا أبا ذر ، إنّ المتقين الذين يتقون الله عزّ وجلّ من الشيء الذي لا يتقى منه، خوفاً من الدخول في الشبهة . يا أبا ذر من أطاع الله عزّ وجلّ فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن . يا أبا ذر ، أصل الدين الورع، ورأسه الطاعة يا أبا ذر ، كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وخير دينكم الورع . يا أبا ذرّ ، فضل العلم خير من فضل العبادة، واعلم أنّكم لو صلّيتم حتى تكونوا كالحنايا ، و صمتم حتى تكونوا كالأوتار ، ما ينفعكم ذلك إلا بورع. يا أبا ذر ، إنّ أهل الورع والزهد في الدنيا هم أولياء الله تعالى حقاً. يا أبا ذر ، من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر» . قلت : وما الثلاث ، فداك أبي وأمي ؟ قال : « ورع يحجزه عمّا حرم الله عزّ وجلّ عليه، وحلم يردّ به جهل السفهاء، وخلق يداري به الناس . يا أبا ذر ، إن سرّك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله عزّ وجلّ، وإن سرّك أن تكون أكرم النّاس فاتَّق الله ، وان سرّك أن تكون أغنى النّاس فكن بما في يد الله عزّ وجلّ أوثق منك بما في يدك . يا أبا ذر ، لو أنّ النّاس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم : (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخرَجاً * وَيَرْزُقُهُ مِنْ حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ الله بالغ أمره) [سورة الطلاق65: 2-3] يا أبا ذر ، يقول الله جلّ ثناؤه : وعزتي وجلالي لا يؤثر عبدي هواي على هواه إلا جعلت غناه في نفسه، وهمومه فى آخرته، وضمّنت السماوات والأرض رزقه، وكففت عليه ضيقه وكنت له من وراء تجارة كلّ تاجر »

ص: 339

ص: 340

يا أباذرّ ، من فرّ (1) من رزقه كما يفرّ من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت .

يا أباذرّ ، ألا أعلّمك كلمات ينفعك الله عزّ وجلّ بهنّ» ؟

قلت بلى يا رسول الله

قال: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله عزّ وجلّ في الرخاء يعرفك في الشدّة ، وإذا سألت فاسأل الله عزّ وجلّ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فلو أنّ الخلق كلّهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يُكتب لك ما قدروا عليه، ولو جهدوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه (2) ، فإن استطعت أن تعمل لله عزّ وجلّ بالرضا في اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإنّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وإنّ النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب ، وإنّ مع العسر يسراً .

يا أباذرّ ، استغن بغناء الله يغنك الله».

فقلت : وما هو يا رسول الله ؟

فقال: «غداء يوم وعشاء ليلة ، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى النّاس (3).

يا أباذرّ ، إنّ الله تبارك وتعالى يقول : إني لست كلّ كلام الحكيم أتقبل ، و لكن همه ،وهواه، فإن كان همه وهواه فيما أحبّ وأرضى جعلت صمته حمداً لي [و ذكراً ](4) ووقاراً ، وإن لم يتكلّم (5).

ص: 341


1- في مكارم الأخلاق : «لو أنّ ابن آدم فرّ».
2- سيأتي قريباً من هذه الفقرات في باب جامع مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، في موعظته للفضل بن العباس .
3- مثل فقرة « من قنع ...» أورده ورام في تنبيه الخواطر : 2 : 195 عن الصادق (علیه السلام) .
4- من مكارم الأخلاق .
5- وأورده نحوه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 148 عن أبي عبد الله (علیه السلام) .

يا أباذرّ ، إنّ الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .

يا أباذرّ التقوى [هاهنا ] (1) ، التقوى هاهنا». وأشار إلى صدره.

يا أباذرّ ، أربع لا يصيبهنّ إلّا مؤمن : الصمت وهو أوّل العبادة، والتواضع لله سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى في كل حالة (2)، وقلّة الشي». يعني قلّة المال.

يا أباذرّ ، همّ بالحسنة وإن لم تعملها ، لكيلا تكتب من الغافلين.

« يا أباذرّ ، من ملك ما بين فخذيه وبين لحييه دخل الجنّة ».

قلت : يا رسول الله ، إنا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا ؟

قال: «يا أباذرّ ، وهل يكبّ النّاس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالماً ما سكت ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك .

يا أباذرّ ، إنّ الرجل يتكلّم بالكلمة من رضوان الله جلّ ثناؤه فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإنّ الرجل ليتكلّم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في جهنّم ما بين السماء والأرض (3).

يا أباذرّ ، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك [به] (4) القوم، ويلٌ له ، ويلٌ له ، ويلٌ له .

يا أباذرّ ، من صمت نجا، فعليك بالصدق، ولا تخرجن من فيك كذبة أبداً».

قلت : يا رسول الله، فما توبة الرجل الذي يكذب متعمّداً ؟

قال : «الاستغفار ، والصلوات الخمس تغسل ذلك .

ص: 342


1- من مكارم الأخلاق .
2- في مكارم الأخلاق: «في كلّ حال».
3- وأورد ورّام بن أبي فراس قريباً من هذه الفقرة في تنبيه الخواطر : 1 : 9.
4- من مكارم الأخلاق.

يا أباذرّ إيّاك والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا».

قلت : يا رسول الله ، وما ذاك (1) ، بأبي أنت وأُمّي ؟

قال: «لأنّ الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .

يا أباذرّ ، سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه».

قلت : یا رسول الله ، ما الغيبة ؟

قال: «ذكرك أخاك بما يكرهه».

قلت : يا رسول الله، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به ؟

قال : «اعلم [ أنّك ] (2) إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

يا أباذرّ من ذبّ عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه (3) على الله عزّ وجلّ أن يعتقه من النار .

يا أباذرّ ، من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره ، نصره الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة، فإن خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا والآخرة.

يا أباذرّ ، لا يدخل الجنّة قتّات».

قلت :وما القنّات ؟

قال: «النّمام.

يا أباذرّ ، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عزّ وجلّ في الآخرة . يا أباذرّ من كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا ، فهو ذو لسانين في النار .

ص: 343


1- في مكارم الأخلاق : « ولِمَ ذلك».
2- من مكارم الأخلاق .
3- في مكارم الأخلاق : «من ذبّ عن أخيه المسلم الغيبة كان حقاً ...».

يا أباذرّ، المجالس بالأمانة، وإفشاؤك سر أخيك خيانة، فاجتنب ذلك، و اجتنب مجلس العشيرة.

يا أباذرّ ، تُعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس [ف] سيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال : اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا .

يا أباذرّ ، إيّاك والهجران لأخيك المؤمن (1) ، فإنّ العمل لا يتقبل مع الهجران (2) .

يا أباذرّ، من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار.

يا أباذرّ، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك».

فقال :رجل یا رسول الله إني ليعجبني الجمال حتى وددت أنّ عِلاقة (3) سوطي وقبال نَعلي حسن، فهل ترهب عَلَىّ ذلك ؟

فقال: «كيف تجد قلبك» ؟

قال : أجده عارفاً للحق مطمئناً إليه .

قال: «ليس ذلك بالكبر، ولكنّ الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى النّاس فلاترى أحداً [ أنّ ] (4)عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.

يا أباذرّ أكثر من يدخل النار المستكبرون».

فقال رجل : وهل ينجو من الكبر أحد ، يا رسول الله ؟

قال: «نعم، من لبس الصوف ، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين .

يا أباذرّ ، من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر . يعني ما يشتري من السوق.

ص: 344


1- في مكارم الأخلاق : «هجران أخيك المؤمن».
2- وزاد بعده في مكارم الأخلاق : يا أباذرّ ، أنهاك عن الهجران ، وإن كنت لابد فاعلاً فلا تهجره فوق ثلاثة أيام كملاً ، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النار أولى به ».
3- العلاقة : ما يعلّق به السيف ونحوه
4- من مكارم الأخلاق .

«يا أباذرّ ، من جرّ ثوبه خيلاء ، لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة .

يا أباذرّ ، إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، ولا جناح عليه فيما بينه وبين كعبه .

يا أباذرّ ، من رقع (1) ذيله، وخصف نعله ، وعفّر وجهه فقد برئ من الكبر.

يا أباذرّ من كان له قيصان فليلبس أحدهما وليكن الأخر لأخيه (2).

يا أباذرّ، سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم ويغذون به همتهم ألوان الطعام والشراب، ويمدحون بالقول، أولئك شرار أمتي .

يا أباذرّ من ، من ترك لبس الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً لله ، كساه الله حلة الكرامة .

يا أباذرّ، طوبى لمن تواضع لله عزّ وجلّ في غير منقصة، وأذل نفسه في غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه (3) ،والحكمة طوبى لمن صلحت سريرته وحسنت علانيته، وعزل عن النّاس شرّه ، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.

« يا أباذرّ ، البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب (4) ، لئلا يجد الفخر فيك مسلكاً.

يا أباذرّ يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم، يرون أنّ لهم الفضل بذلك على غيرهم، أولئك يلعنهم ملائكة السماوات والأرض».

يا أباذرّ ، ألا أخبرك بأهل الجنّة» ؟

:قلت بلى يا رسول الله

ص: 345


1- في مكارم الأخلاق «رفع».
2- في مكارم الأخلاق: «وليلبس الأخر أخاه».
3- هذا هو الظاهر الموافق لمكارم الأخلاق ، وفي النسخ : «الفقر » .
4- صَفُق الثوب : كَتُف نسجه .

قال: «كلّ أشعث أغبر ذي طمرين (1) لا يُؤبه به لو أقسم على الله لأبرّه».

(أمالی الطوسي : المجلس 19 ، الحديث 1)

(4156) 2 - (2) قال أبو ذرّ : ودخلت يوماً على رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت وحدته ، فقال :« يا أباذرّ ، إنّ للمسجد تحيّة».

قلت :وما تحيّته يا رسول الله ؟

قال: «ركعتان ترکعهما».

ثم التفت إليه فقلت : يا رسول الله ، أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة؟

قال: «خير ،موضوع ، فمن شاء أقلّ، ومن شاء أكثر».

قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجل ؟

قال: «الإيمان بالله ، ثم الجهاد في سبيله».

قلت : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكملهم إيماناً ؟

قال: «أحسنهم خلقاً».

ص: 346


1- شَعِث الشعر شعثاً، وشُعوثةً : تغيّر وتلبّد . ويقال : شعث فلان، وشعث رأسه وبدنه : اتّسخ . فهو أشعث ، وهي شعثاء . (المعجم الوسيط). والأغبَرُ : الذاهب الدارس ما لونه الغُبرة. ما يوصف به الجوع الشديد، فقيل : الجوع الأغبر والموت الأحمر ، وقد قيل ذلك لأن الجوع يكون في السنين المجدبة . (المعجم الوسيط ، المنجد). والطِّمر : الثوب الخلق البالي . (المعجم الوسيط).
2- 2 - ورواه الصدوق في معاني الأخبار : ص 332 - 335 باب معنى تحية المسجد ومعنى الصلاة وما يتصل بذلك : ح 1 ، وفي أبواب العشرين وما فوقه من الخصال : ص 523 - 526 ح 13 عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الأسواري، عن أبي يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر ، عن أبي الحسن عمرو بن حفص، عن أبي محمد عبيد الله بن محمد بن أسد ، عن الحسين بن إبراهيم، عن يحيى بن سعيد البصري، عن ابن جريج ، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الثقفي ، عن أبي ذرّ ، مع مغايرة في بعض الفقرات وزيادات. ورواه جعفر بن أحمد القمّي في كتاب الغايات : ص 67 وفي المطبوع مع جامع الأحاديث: ص 177 - 178 باختصار . ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 204:1 - 205 في عنوان الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك» عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، عن أبي جعفر محمد بن العبّاس بن أيوب، عن محمد بن مرزوق بن بكير، عن يحيى بن سعد العبشمي من بني سعد بن تميم، عن ابن جريج. ورواه القاضي المعافى في المجلس 81 من الجليس الصالح : : 375 - 378 عن علي بن محمد بن أحمد البصري، عن الفضل بن جعفر بن همام، عن عبد الله بن سعيد القيسي، عن يحيى بن سعيد السعدي، عن ابن جريج . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 66:2 - 69 ، والطبرسي في أواخر مكارم الأخلاق : ص 472 - 474 وفي ط : ج 2 ص 381 - 384 ، والديلمي في أعلام الدين : 204 - 207 .

قلت : فأي المؤمنين أفضل ؟

قال: من سلم المسلمون من يده ولسانه».

قلت : أيّ الهجرة أفضل ؟

قال: «من هجر السوء».

قلت: فأيّ الليل أفضل ؟

قال : «جوف الليل الغابر».

قلت :فأيّ الصلاة أفضل ؟

قال: «طول القنوت».

قلت : فأي الصدقة أفضل ؟

ص: 347

قال: «جهد من مُقِلٍّ إلى فقير في سر».

قلت : فما الصوم؟

قال: «فرض مجزٍ وعند الله أضعاف ذلك».

قلت: فأي الزكاة أفضل ؟

قال: «أعلاها ثمناً ، وأنفسها عند أهلها».

قلت: فأيّ الجهاد أفضل ؟

قال: «من عقر جواده ، وأهرق دمه».

قلت وأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟

قال: « آية الكرسي».

قال : قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟

قال: «كانت أمثالاً كلّها، وكان فيها أيها الملك المسلّط المبتلى، إنّي لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم، فإنّي لا أردّها وإن كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه.

وكان فيها أمثال : وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يتفكر في صنع الله تعالى، وساعة يحاسب فيها نفسه فيما قدّم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم والمشرب (1).

وعلى العاقل أن لا يكون ظاعناً إلا في ثلاث: تزوّد لمعاد، أو مرمّة لمعاش، أو لذة في غير محرّم، وعلى العاقل أن يكون بصيراً ،بزمانه ، مقبلاً على شأنه، حافظاً للسانه (2) ، فإنّ من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلّا فيما يعنيه»

ص: 348


1- وبعده في الخصال: «فإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتفريغ لها»، ومثله في معاني الأخبار إلا أن في آخره: «واستجمام للقلوب وتوزيع لها».
2- وأورد ورّام بن أبي فراس قريباً من هذه الفقرة في تنبيه الخواطر : 1: 106 عن وهب بن منبه أنه في حكمة آل داوود .

قلت : یا رسول الله فما كانت صحف موسى (علیه السلام) ؟

قال : «كانتعبراً كلّها وفيها :عجب لمن أيقن بالنار ثم ضحك ، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، عجب لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالاً بعد حال ثمّ هو يطمئن إليها ، عجب لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل» !

قلت : يا رسول الله ، فهل في الدنيا شيء مما كان في صحف إبراهيم وموسى (علیهما السلام) مما أنزل الله عليك ؟

قال: «اقرأ يا أباذرّ : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَی * إِنَّ هَذا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولَى *صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ موسی »(1) ».

قلت: يا رسول الله ، أوصني.

قال : «أوصيك بتقوى الله، فإنّه رأس أمرك كلّه».

فقلت يا رسول الله زدني

قال: «عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عزّ وجلّ، فإنّه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض».

قلت: يا رسول الله زدني.

قال : «عليك بالجهاد، فإنّه رهبانية أمتي».

قلت: يا رسول الله زدني.

قال : عليك بالصمت إلا من خير، فإنّه مطرد الشيطان عنك، وعون لك على أمور دينك».

قلت يا رسول الله زدني .

قال: إيّاك وكثرة الضحك، فإنّه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه.

قلت : يا رسول الله ، زدني.

ص: 349


1- سورة الأعلى : 87: 14 - 19.

قال: «انظر [إلى ] (1) من هو تحتك ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإنّه أجد أن لا تزدري نعمة الله عليك».

قلت يا رسول الله زدني

قال: «صل قرابتك وإن قطعوك ، وأحبّ المساكين وأكثر مجالستهم».

قلت :يا رسول الله زدني .

قال: «قل الحق وإن كان مرّاً».

قلت: يا رسول الله زدني.

قال: «لا تخف في الله لومة لائم».

قلت: يا رسول الله زدني.

قال : يا أباذرّ ، ليحجزك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما تأتي ، فكفی بالرجل عيباً أن يعرف من النّاس ما يجهل من نفسه، ويجد عليهم فيما يأتي ».

قال : ثمّ ضرب على صدري وقال : يا أباذرّ ، لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكفّ، ولا حسب كحسن الخلق».

(أمالی الطوسي : المجلس 19، الحديث 2)

ص: 350


1- من سائر المصادر .

باب 3 -جوامع وصايا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحكمه ومواعظه

(4157) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال : حدّثنا أبوبكر محمّد بن الحسن بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن العتبي يعني محمّد بن عبيد الله ، عن أبيه .

قال : وأخبرنا عبدالله بن شبيب البصري ، قال : حدّثنا زكريا بن يحيى المنقري قال : حدّثنا العلاء بن الفضل (2) [ بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري] ، عن أبيه ، عن جده قال :

قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس ، فقلت : يانبي الله عظنا موعظة ننتفع بها ، فإنّا قوم نعمر(3) في البرية.

فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «يا قيس، إن مع العزّ ذلاً، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدنيا آخرة، وإنّ لكلّ شيء حسيباً وعلى كلّ شيء رقيباً، وإنّ لكلّ حسنة ثواباً و لكلّ سيّئة عقاباً، ولكلّ أجل كتاباً، وإنّه لابد لك ياقيس من قرين يدفن معك و

ص: 351


1- 1 - ورواه أيضاً في الحديث 1 من الباب 243 من معاني الأخبار : ص 231 - 232 ، وفي الحديث 93 من باب الثلاثة من كتاب الخصال : ص 114 - 115 . ورواه ابن حجر في ترجمة الصلصال بن الدلهمس من الإصابة : 2 : 193 ، وفي طبع : 3: 445 -446- برقم 4102 نقلا عن ابن الجوزي . وأورده الفتّال في عنوان: «مجلس : في ذكر الموت والروح من روضة الواعظين : ص 487 .
2- هذا هو الصحيح الموافق لترجمته في تهذيب الكمال : 22 : 4582/530 وتهذيبه، و ميزان الاعتدال : ج 3 ترجمة 5739 وغيرها من كتب التراجم، ولترجمة زكريا بن يحيى المنقري ، وفي النسخ: «العلاء بن محمّد بن الفضل».
3- في نسخة : «نعبر»، وفي أخرى «نعير» . أي نتردّد .

هو حي وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيامً أسلمك ، ثم لا يحشر إلا معك، ولا تُبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، فلا تجعله إلا صالحاً فإنّه إن صلح أنست به وإن فسد لا تستوحش إلّا منه، وهو فعلك».

فقال [الصلصال بن الدلهمس : يانبي الله أحبّ أن يكون هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره، فأمر النبي من يأتيه بحسّان.

:قال : فأقبلت أفكّر فما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي القول قبل مجيء حسّان، فقلت: یا رسول الله ، قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما تريد، فقلت لقيس:

تخير خليطاً (1) من فعالك إنّما *** قرين الفتى في القبر ماكان يفعل

ولابد بعد الموت من أن تُعِدَّه *** ليوم ينادى المرء فيه فيقبل

فإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن*** بغير الذي يرضى به الله تشغل

فلن يصحب الإنسان من بعد موته *** ومن قبله إلا الذي كان يعمل

ألا إنما الإنسان ضيف لأهله *** يقيم قليلاً بينهم ثم يرحل

(أمالی الصدوق : المجلس 1، الحديث 4)

(4158) 2 - (2)حدّثنا محمّد بن أحمد السناني قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن سنان عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبیان :

ص: 352


1- في معاني الأخبار : «قرينا»، وفي الإصابة : «تجنّب خليطاً من مقالك ...» .
2- 2 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 281 - 282 / 836 باب النوادر ح 16 ، ومعاني الأخبارص 195 باب معنى الغايات : ح 1 عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي عن الصادق .(علیه السلام) وأورده الكراجكي في كنز الفوائد : 1 : 299 - 300 ، وأبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي في أوّل كتاب الغايات: جامع الأحاديث : ص 171 - 172 . ولكلّ من الفقرات شواهد .

عن الصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) أنه قال: «الإشتهار (1) بالعبادة ريبة، إنّ أبي حدّثني عن أبيه، عن جده ، عن علي (علیهم السلام) أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى النّاس من أدّى زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى النّاس من قال الحق فيما له وعليه، وأعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه، وأكيس النّاس من كان أشدّ ذكراً للموت، وأغبط النّاس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب، وأغفل النّاس من لم يتعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال ، وأعظم النّاس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطراً.

وأعلم النّاس من جمع علم النّاس إلى علمه، وأشجع الناس من غلب هواه ، وأكثر النّاس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً، وأقلّ النّاس لذة الحسود، وأقلّ النّاس راحة البخيل، وأبخل النّاس من بخل بما افترض الله عزّ وجلّ عليه ، وأولى النّاس بالحق أعلمهم (2) به ، وأقل الناس حرمة الفاسق، وأقلّ النّاس وفاءً الملوك ، و أقل الناس صديقاً الملك.

وأفقر النّاس الطمع ، وأغنى النّاس من لم يكن للحرص أسيراً، وأفضل النّاس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرم النّاس أتقاهم، وأعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع النّاس من ترك المراء وإن كان محقاً، وأقل الناس مروءة من كان كاذباً، وأشقی النّاس الملوك ، وأمقت النّاس المتكبّر، وأشدّ النّاس اجتهاداً من ترك الذنوب.

ص: 353


1- في نسخة : «الإشهار».
2- في معاني الأخبار : «أعملهم».

وأحلم النّاس من فرّ من جهّال النّاس، وأسعد الناس من خالط كرام الناس وأعقل النّاس أشدّهم مداراة للناس، وأولى النّاس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى النّاس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب، وأذلّ النّاس من أهان النّاس وأحزم النّاس أكظمهم للغيظ ، وأصلح الناس أصلحهم للناس، وخير النّاس من انتفع به النّاس».

(أمالی الصدوق : المجلس 6 ، الحديث 4)

(4159) 3 - (1) حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : طوبى لمن طال عُمره وحَسُن عمله فحَسُن مُنقَلَبه إذ رضي عنه ربّه عزّ وجلّ، وويل لمن طال عُمره وساء عَمَله فساء مُنقَلَبه إذ سخط عليه ربه عز وجل».

(أمالی الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 8)

( 4160) 4 - حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس [القمي أبو عبد الله ] (رحمه الله ) (2) قال حدّثني أبي، عن أيوب بن نوح ، عن محمد بن زياد عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه ، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أحسن فيما بقی من عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه ، ومن أساء فيما بق من عُمره أخذ بالأوّل والآخر».

(أمالی الصدوق : المجلس 13 ، الحديث 9)

ص: 354


1- 3 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 283 : 842 ح 22 من باب النوادر . وأورده أبو محمد القمّي في جامع الأحاديث : ص 98
2- انظر: رجال الشيخ فيمن لم يرو عن الأئمة (علیهم السلام) (29) ، ولسان المیزان : 2 : 485: 2643 .

(4161) 5 - (1) حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام ، قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن يزيد الصدائي ، عن أبي شيبة الجوهري، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « تقبّلوا لي بستّ أتقبّل لكم بالجنة : إذا حدثتم فلا تكذبوا ، وإذا وعدتم فلا تُخلفوا ، وإذا ائتُمِنتُم فلا تخونوا ، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، وكفوا أيديكم وألسنتكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 20 ، الحديث 2)

(4162) 6 - (2) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) :

عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : - قال : سمعت جدّي رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول لي (3) : «اعمل بفرائض الله تكن أتقی النّاس، وأرضَ بقسم الله تكُن أغنى النّاس ، وكُفّ عن محارم الله تكُن أورع النّاس، وأحسن مُجاورة من جاورك تكُن مؤمناً ، و أحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً».

(أمالی الصدوق : المجلس 36 ، الحديث 17)

أبو عبد الله المفيد عن المظفّر بن محمّد البلخي، عن محمد بن همام، عن حميد بن

ص: 355


1- 5 - ورواه أيضاً في الخصال : ص 321، باب الستة : ح 5 . ورواه الحاكم في المستدرك : 4 : 359 ، وعنه وعن البيهقي في كنز العمال : ج 15 ح 43532. وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت، رواه الحاكم في المستدرك : 4 : 358 - 359
2- 6 - وأورد نحوه الحرّاني في تحف العقول: ص 7 في وصية النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) للوصي (علیه السلام) . وانظر سائر في باب جوامع مكارم الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : 6 : 3/322
3- في أمالي المفيد: « يقول : اعمل». وفي أمالي الطوسي : سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : اعمل».

زياد عن إبراهيم بن عبيد الله بن حيّان عن الربيع بن سليمان، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، مثله ، إلّا أنّ فيه : «... من أتقی النّاس ... من أغنى النّاس».

(أمالى المفيد : المجلس 42 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4، الحديث 41)

(4163) 7 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم قال : حدّثنا محمد بن علي القرشي ، عن محمّد بن سنان عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام)قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله جل جلاله أوحى إلى الدنيا : أن أتعِبِي من خدمك و اخدمي من رفضك، وإنّ العبد إذا تخلّى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه ، فإذا قال: «يا ربّ ، يا ربّ » ، ناداه الجليل جلّ جلاله : «لبيك عبدي، سلني أعطك ، وتوكل عَلَيّ أكفك». ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته « يا ملائكتي ، انظروا إلى عبدي، فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم ، والبطّالون لاهون والغافلون نيام ، اشهدوا أنّي قد غفرت له» .

ثم قال (علیه السلام) : «عليكم بالورع والاجتهاد والعبادة وازهدوا في هذه الدنيا الزاهدة فيكم، فإنّها غزارة، دار فناء ،وزوال كم من مغتر بها قد أهلكته، وكم من واثق بها قد خانته وكم من معتمد عليها قد خدعته وأسلمته ، واعلموا أنّ أمامكم طريقاً مهولاً، وسفراً بعيداً، وتمركم على الصراط، ولابد للمسافر من زاد، فمن لم يتزوّد وسافر عطب وهلك ، وخير الزاد التقوى .

ثم اذكروا وقوفكم بين يدي الله جل جلاله، فإنّه الحكم العدل، واستعدّوا لجوابه إذا سألكم، فإنّه لابد سائلكم عمّا عملتم بالثقلين من بعدي كتاب الله و عترتي ، فانظروا أن لا تقولوا: أما الكتاب فغيّرنا وحرّفنا، وأما العترة ففارقنا و قتلنا، فعند ذلك لا يكون جزاؤكم إلّا النّار، فمن أراد منكم أن يتخلّص من هول ذلك اليوم، فليتول وليّي ، وليتّبع وصيّي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب

ص: 356

فإنّه صاحب حوضي ، يذود عنه أعداءه ويسقي أولياءه، فمن لم يُسقَ منه لم يزل عطشان ولم يُرو أبداً، ومن سُقِي منه شربة لم يَشْق (1) ولم يظمأ أبداً، وإنّ علي بن أبي طالب (علیه السلام) لصاحب لوائي في الآخرة ، كما كان صاحب لوائي في الدنيا، وإنّه أوّل من يدخل الجنة ، لأنه يقدمني وبيده لوائي تحته آدم ومن دونه من الأنبياء».

(أمالی الصدوق : المجلس 47 ، الحديث 9)

(4164) 8 - (2) حدّثنا علي بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن الحسين بن سعيد، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله الصادق، عن آبائهم (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن أحبّ أن يكون أكرم النّاس فليتق الله ، ومن أحبّ أن يكون أتق النّاس فليتوكل على الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزّ وجلّ أوثق منه بما في يده».

ثم قال : «ألا أنبئكم بشر النّاس» ؟

قالوا : بلى يا رسول الله

قال: «من أبغض الناس وأبغضه النّاس».

ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « ألا أنبئكم بشر من هذا» ؟

قالوا : بلى يا رسول الله

قال : «الّذي لا يُقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ولا يغفر ذنباً».

ثم قال : «ألا أنبئكم بشر من هذا ؟

ص: 357


1- الشَّقاء : العُسر ، والتعب ، والشدّة والمحنة ، والضّلال.
2- 8- ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 196 باب معنى الغايات : ح 2 ، وفي الفقيه : 4 : 285 باب النوادر : ح 34 . وفي تنبيه الخواطر : 2 : 239 : «قيل : الأمور ثلاثة ...» وذكر قريباً من الفقرات الأخيرة .

قالوا: بلى يا رسول الله .

قال: «من لا يُؤْمَن شُرُّه ، ولا يُرجى خيرُه ، إنّ عيسى بن مريم (علیه السلام) قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل، لا تُحدِّثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلِمُوهم، ولا تُعِينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم .

الأمور ثلاثة : أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيّه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزّ وجلّ».

(أمالی الصدوق : المجلس 50، الحديث 11)

(4165) 9 - (1) حدّثنا محمد بن أحمد بن علي بن أسد الأسدي بالري في رجب سنة سبع وأربعين وثلاث مئة قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان، وعبد الله بن محمد الوهبي، وأحمد بن عُمير، ومحمّد بن أبي أيوب، قالوا : حدّثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمان قال : حدّثنا أبي، عن عمه إبراهيم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أصبح مُعافى في جسده، آمناً في سربه، عنده قوت يومه ، فكأنّما خُيّرت (2) له الدنيا .

يا ابن جعشم (3) ، يكفيك منها (4) ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن

ص: 358


1- 9 - أورده ابن فهد في الباب الثاني من عدّة الداعي : ص 99-100 وأورده نحوه ورّام في تنبيه الخواطر : 2: 215 عن ثوبان ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 419 كتاب الإيمان الكفر ، باب الزهد (15) من أبواب مكارم الأخلاق : 9.
2- ومثله في المواعظ : ص 132، وفي أمالي الطوسي وسائر المصادر: «حيزت» بمعنى جمعت .
3- كذا في النسخ ومثله في كنز العمال: 3 : 399/ 7138 و في هامشه : جُعشم - بضم الجيم وسكون العين وبضم الشين -: اسم لصحابيين أحدهما سراقة بن مالك بن جعشم . انتهى . وفي مجمع الزوائد : «يا ابن آدم جفينة يكفيك ...» ، وفي تيسير المطالب : « يا أبا خثعم».
4- في أمالي الطوسي : « يا ابن آدم، يكفيك من دنياك».

يكُن (1) بيت يكنّك فذاك ، وإن تكن دابّة تركبها فبخ بخ ، وإلا فالخبز وماء الجرّ ، و ما بعد ذلك (2) حساب عليك أو عذاب».

(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 15، الحديث 13)

(4166) 10 - (3) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني قال : حدّثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي (علیهم السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سربه معافىً في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا».

(أمالى الطوسى : المجلس 25 ، الحديث 8)

(4167) 11 - (4) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا علي بن

ص: 359


1- في أمالي الطوسي : «وإن يكن».
2- في أمالي الطوسي : «وإلّا فالخبز، وما بعد ذلك».
3- 10 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 420 - 421 كتاب الإيمان الكفر ، باب الزهد (15) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 10.
4- 11 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 287 - 289 / 864 باب النوادر : ح 4. ونقل العلامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 77: 117 بعد ذكر رواية الأمالي عن الحسين بن سعيد الأهوازي في بعض كتبه ، عن الجوهري وفضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الصباح بن سيابة قال : سمعت كلاماً يروى عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «السعيد من سعد في بطن أمه» وذكر نحوه إلى آخر الخبر . وأورد بعض فقراته أبو جعفر القمّي في جامع الأحاديث : ص 75.

إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى :

عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد ( علیهما السلام) : أخبرني عن هذا القول، قول من هو ؟ « أسأل الله الإيمان والتقوى، وأعوذ بالله من شرّ عاقبة الأمور ، إنّ أشرف الحديث ذكر الله، ورأس الحكمة طاعته، وأصدق القول وأبلغ الموعظة وأحسن القصص كتاب الله ، وأوثق العرى الإيمان بالله، وخير الملل ملة إبراهيم، وأحسن السنن سنّة الأنبياء، وأحسن الهدى هدى محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، وخير الزاد التقوى، وخير العلم ما نفع وخير الهدى ما اتّبع، وخير الغنى غنى النفس، وخير ما ألقي في القلب اليقين، وزينة الحديث الصدق، و زينة العلم الإحسان (1) وأشرف الموت قتل الشهادة، وخير الأمور خيرها عاقبة ، وما قلّ وكفی خير مما كثر وألهى، والشيّ من شقي في بطن أمه (2) والسعيد من وعظ بغيره (3)، وأكيس الكيس التُقی، وأحمق الحمق الفجور، وشر الرواية الكذب، وشر الأمور محدثاتها (4) ، وشرّ العمى عمى القلب، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وأعظم المخطئين عند الله عزّ وجلّ لسان كذاب، وشرّ الكسب كسب الربا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم ظلماً، وأحسن زينة الرجل السكينة مع الإيمان.

ص: 360


1- هذه الفقرة أورده أبو محمد القمي في جامع الأحاديث : ص 84.
2- هذه الفقرة أوردها أبو محمد القمّي في جامع الأحاديث : ص 90. (
3- هذه الفقرة أوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 214 .
4- الحدث : ما لم يكن معروفاً في كتاب ولا سنة ولا إجماع.

ومن يبتغ (1) الشمعة يسمّع الله به، ومن يعرف البلاء يصبر عليه، ومن لا يعرفه يُنكره ، والريب كفر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يطع الشيطان يعص الله، ومن يعص الله يعذَّبه الله ، ومن يشكر الله يزده الله ، ومن يصبر على الرزيّة يُغثه الله ، ومن يتوكل على الله فحسبه الله .

لا تُسخطوا الله برضا أحد من خلقه، و لا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزّ وجلّ فإنّ الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه سوء إلّا بطاعته وابتغاء مرضاته ، إنّ طاعة الله نجاح كل خير يبتغى ، ونجاة من كلّ شرّ يُتَّقی ، وإنّ الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه، ولا يجد الهارب من الله مهرباً ، فإنّ أمر الله نازل بإذلاله ولو كره الخلائق ، وكلّ ما هو آت قريب ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، « تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب » (2) ».

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام): «هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 1)

(4168) 12 - (3) حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن ميمون المكي، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

ص: 361


1- في بعض النسخ : «يتبع» .
2- سورة المائدة : 5: 2 .
3- 12 - له شاهد من حديث ابن مسعود ، رواه ابن أبي الدنيا في كتاب «مكارم الأخلاق»: -79 – 81 / 90 ، وأحمد في مسنده : 1 : 387 ، والطبراني في المعجم الكبير : ج 10 ح 10290 و في المعجم الصغير : 1 : 177 ، وأبو نعيم في الحلية : 4 : 209 ، والحاكم في المستدرك : 4 : 323. ومن حديث حكيم بن عمير ، رواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 1 : 358 / 63 ، واليهثمي في مجمع الزوائد : 10 : 284 عن الطبراني في المعجم الأوسط وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 513 كتاب الإيمان والكفر ، باب العفاف (31) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 3.

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «استحيوا من الله حق الحياء».

قالوا: وما نفعل يا رسول الله ؟

قال : «فإن كنتم فاعلين فلا يبيتن أحدكم إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر القبر والبلى، ومن أراد الآخرة فليدع زينة الحياة الدنيا».

(أمالی الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 2)

(4169) 13 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام):

عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «ما من خطوة أحبّ إلى الله من خطوتين : خطوة يسدّ بها [المؤمن ] (2) صفاً في سبيل الله، وخطوة يخطوها إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحبّ إلى الله من جرعتين : جرعة غيظ يردّها مؤمن بحلم، وجرعة جزع يردّها مؤمن بصبر، وما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله ، وقطرة دمع في سواد الليل من خشية الله».

(أمالى المفيد : المجلس 1 ، الحديث 8)

ص: 362


1- 13 - ورواه الصدوق في الخصال : ص 50 باب الاثنين ح 60 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد ، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت علي بن الحسين زين العابدين (علیهما السلام) يقول ... وذكر الحديث . وقريباً منه رواه الكليني في الكافي : 2 : 111 باب كظم الغيظ : ح 13 بسنده عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ما من جرعة يتجرعها العبد أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من جرعة غيظ يتجرعها عند تردّدها في قلبه إما بصبر وإما بحلم». ورواه البرقي في كتاب مصابيح الظلم من المحاسن : 1 : 456 باب المحبوبات (47) رقم 456/1054 بتفاوت يسير .
2- من الخصال .

(4170) 14 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثني محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمّد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « إنّ أسرع الخير ثواباً البرّ، وأسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً أن ينظر من الناس إلى ما يعمي عنه من نفسه، أو يعيّر الناس بما لا يستطيع تركه ، ويؤذي جليسه بما لا يعنيه».

(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 1)

(4171) 15- أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال : حدّثني جدّي محمّد بن سليمان قال : حدّثنا محمّد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) يقول :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن أسرع الخير ثواباً البر، وأسرع الشر عقاباً البغي وكفى بالمرء عيباً أن يبصر من النّاس ما يعمي عنه من نفسه ، و أن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه»

(أمالى المفيد : المجلس 33، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 17)

ص: 363


1- 14 - 15 - ووردت الفقرة الأولي والثانية من الحديث في وصيّة الإمام الكاظم (علیه السلام) لهشام : تحف العقول: ص 395 . وانظر سائر تخريجاتهما في ج 1 ص 598 و 599 كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع مساوئ الأخلاق : ح 5 و 6 .

(4172) 16 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «طوبی لشخص نظر إليه الله يبكي على ذنب من خشية الله ، لم يطلع على ذلك الذنب غيره».

(أمالى المفيد : المجلس 8، الحديث 2)

(4173) 17 - (2) أخبرني أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمد الكوفي النحوي التميمي قال : حدّثنا هشام بن يونس النهشلي (3) قال : حدّثنا يحيى بن يعلى، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « عجب لغافل وليس بمغفول عنه، وعجب لطالب الدنيا والموت تطلبه، وعجب لضاحك ملأ فيه وهو لا يدري أَرضي الله [عنه ] ، أم سخط له».

(أمالی المفيد : المجلس 8، الحديث 9)

(4174) 18- (4) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : الله

حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبدالله بن أبي

18 - تقدم تخريجه في ج 1 ص 174 - 178 ح 3.

ص: 364


1- 16 - يأتي تخريجه في باب فضل البكاء من خشية الله من كتاب الدعاء .
2- 17 - ورواه الهندي في كنز العمال : 15 : 855 - 43404/856 و 16 : 66 / 43961 نقلاً عن أبي الشيخ وأبي نعيم ، وفي الأول : «أأرضى الله أم أسخطه» .
3- في السند سقط لأنّ هشام بن يونس النهشلي توفي سنة 252 ، ومولد أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمّد الكوفي سنة 303 انظر ترجمة محمّد بن جعفر بن محمّد في تاريخ بغداد: 1: 158 (583) ، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي : 18 : 103 ، وتاريخ الإسلام للذهبي وفيات 401 - 420 ص 67 ، والأنساب لابن السمعاني : (النجار) ، والوافي بالوفيات : 2 : 305 .
4-

يعفور ، عن الصادق جعفر بن محمد ( علیه السلام) السلام قال :

خطب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الناس في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، ثمّ بلّغها(1) من لم يسمعها ، فرُبّ حامل فقه غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه .

ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم المسلمون إخوة تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم هم يد على من سو سواهم».

(أمالی الصدوق : المجلس 56 ، الحديث 3)

(4175) 19- (2) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد القمّاط ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنه قال :

خطب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم منى فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلغها من لم يسمعها ، فكم من حامل فقه غير فقيه، وكم من حامل فقه إلى من هو أفقه منه .

ثلاثة لا يغلّ عليهن قلب عبد مسلم : إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 13)

ص: 365


1- في كتاب المبعث والمغازي - لأبان بن عثمان الأحمر - : ص 117 «فوعاها وحفظها و بلغها ».
2- 19 - تقدم تخريجه في ج 1 ص 179 ح 4.

(4176) 20 - (1) حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، [ عن محمّد بن إسماعيل ] ، عن منصور بن أبي يحيى قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : صعد رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) المنبر فتغيرت وجنتاه والتمع لونه ، ثم أقبل [ على النّاس ] بوجهه فقال : « يا معشر المسلمين، إنّي إنما بعثت أنا والساعة كهاتين».

قال : ثمّ ضمّ السباحتين ، ثم قال : « يا معشر المسلمين، إن أفضل الهدى هدى محمّد ، وخير الحديث كتاب الله، وشر الأمور محدثاتها ، ألا وكل بدعة ضلالة، ألا وكل ضلالة ففي النار، أيّها النّاس من ترك مالاً فلأهله ولورثته، ومن ترك كلاً أو ضياعاً فعليّ وإليّ».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 14)

(4177) 21 - أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري قال: حدّثني أبو طاهر محمد بن سليمان الزراري قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن يحيى الخزاز ، عن غياث بن إبراهيم :

عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال: «كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «أما بعد ، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله ، وأفضل الهدى هدى محمّد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، ويرفع صوته وتحمارّ وجنتاه ويذكّر الساعة و قيامها حتى كأنه منذر جيش، يقول : «صبحتكم الساعة، مسّتكم الساعة». ثم يقول : «بعثت أنا والساعة كهاتين - ويجمع بين سبابتيه - من ترك مالاً فلأهله ، ومن ترك ديناً (أو ضياعاً ) فعليّ وإليّ».

(أمالی المفيد : المجلس 24، الحديث 1)

ص: 366


1- 20 - 21 - تقدّم تخريجها في باب مكارم أخلاق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسيره وسننه (8) : ج 2 ص 230 و 231 ح 15 و 16 .

(4178) 22- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : أخبرنا محمّد بن عبد الملك قال : حدّثنا هارون بن عیسی قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي قال : أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبدالله ، عن أبيه (علیهم السلام)، عن جابر بن عبدالله :

أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال في خطبته : «إنّ أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمّد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».

وكان إذا خطب قال في خطبته : «أما بعد . فإذا ذكر الساعة، اشتد صوته و احمرّت وجنتاه، ثمّ يقول : «صبحتكم الساعة - أو مستكم » . ثم يقول: «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه» ويشير باصبعيه .

(أمالی الطوسي : المجلس 12، الحديث 26)

(4179) 23 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين الخلّال قال : حدّثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدّثنا زافر بن سليمان، عن أشرس الخراساني، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أسر ما يُرضي الله عزّ وجلّ أظهر الله له ما يسره، ومن أسرّ ما يسخط الله تعالى أظهر الله له ما يحزنه، ومن كسب مالاً من غير حلّه أفقره الله عزّ وجلّ، ومن تواضع لله رفعه الله ، ومن سعى في رضوان الله أرضاه الله ، ومَن أذلّ مؤمناً أذله الله ، ومن عاد مريضاً فإنه يخوض في الرحمة - و

ص: 367


1- 22 - وأورده أبو محمد جعفر بن أحمد القمّي في كتاب الغايات - المطبوع مع جامع الأحاديث - : ص 180 . وانظر سائر تخريجاته في باب مكارم أخلاق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسیره وسننه (8) : ج 2 ص 231 - 232 ح 17 .

أومأ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلى حقويه (1) - وإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة، ومن خرج من بيته يطلب علماً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له، ومن كظم غيظاً

ملاً الله جوفه إيماناً، ومن أعرض عن محرّم أبدله الله بعبادة تستره، ومن عفا عن مظلمة أبدله الله بها عزّاً في الدنيا والآخرة، ومن بنى مسجداً ولو مفحص قطاة (2)، بنى الله له بيتاً في الجنّة، ومن أعتق رقبة فهي فداء من النار كل عضو منها فداء عضو منه ، ومن أعطى درهماً في سبيل الله كتب الله له سبع مئة حسنة ، ومن أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربع مئة آية كلّ حرف منها بعشر حسنات، ومن لقی عشرة من المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة ، ومن أطعم مؤمناً لقمة أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً كساه الله من الاستبرق والحرير، وصلى عليه الملائكة ما بقي من ذلك الثوب سلك»

(أمالی الطوسي : المجلس ، الحديث 8)

(4180) 24 - (3) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن طاهر قال : أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن

ص: 368


1- الحقو : وسط الإنسان فوق الورك
2- مفحص القطاة : حفرة تحفرها القطاة في الأرض وترقد فيها . والقطاة واحدة القطا، وهو نوع من اليمام يؤثر الحياة في الصحراء ويتخذ أفحوصه في الأرض، ويطير جماعات ويقطع مسافات شاسعة ، وبيضه مُرقّط . (المعجم الوسيط ).
3- 24 - وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 40 ، والفتّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 441 . ومثله في نهج البلاغة باب الكتب : رقم 72 كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى عبد الله بن العبّاس» إلى قوله : «بقوّتك» وفيه: «الدنيا دار دول». وفي غرر الحكم للأمدي : 2 : 79/ 1913 : «الدنيا دول ، فاجمل في طلبها واصطبر حتى تأتيك دولتك».

علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني الحسن بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «الدنيا دول (1) ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك ، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 47)

(4181) 25 - (2) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي قال : حدّثنا عبدالرحمان بن شريك بن عبد الله قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن عمرو بن شعیب ، عن أبيه ، عن جده :

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «أيما حلف كان في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة،

ص: 369


1- الدول : جمع الدولة وهي ما يتداول من المال والغلبة، والمراد من «الدنيا دول »عدم الثبات لها فإنها تتغير فتكون مرّة لهذا وأخرى لذاك .
2- 25 - وأخرجه أحمد في مسنده : 2 : 180 عن يزيد [ بن هارون ] ، عن محمد بن إسحاق، وفي ص 215 عن إبراهيم بن أبي العباس وحسين بن محمد، عن عبد الرحمان بن أبي الزناد، عن عبدالرحمان بن الحارث بن عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة ، عن عمرو بن شعيب، مع مغايرة طفيفة . وأخرجه ابن الجارود في المنتق (1052) ، والبيهقي في السنن الكبرى : 8: 29 ، والبغوي (2542) من طرق عن ابن اسحاق . ويأتي شرح بعض الفقرات في كتابي الزكاة والجهاد، إن شاء الله .

ولا حلف في الإسلام (1)، المسلمون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم فيردّ عليهم أقصاهم، تردّ سراياهم على قعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، ودية الكافر نصف دية المؤمن، ولا جَلَب ولا جَنَب (2) ، ولا تُؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم».

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذا الحديث في خطبته يوم الجمعة ، قال : «يا أيها النّاس».

(أمالی الطوسي : المجلس 10 ، الحديث 19 )

(4182) 26 - (3) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمامي قال : حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال : حدّثنا يعقوب بن إسحاق النحوي قال : حدّثنا عبد السلام بن مطهر أبو ظفر قال :

ص: 370


1- قال ابن الأثير في النهاية : 1 : 424 في مادة «حلف»: أصل الحلف : المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه فى الجاهليّة على الفتن والقتال بين القبائل والغارات ، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا حلف في الإسلام»، وما كان منه في الجاهليّة على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المُطَيّبين وما جرى مجراه ، فذلك الذي قال فيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « و أيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة».
2- قال في النهاية : 1 : 281 في مادة «جلب»: الجَلَب يكون في شيئين : أحدهما في الزكاة ، وهو أن يقدم المصدّق على أهل الزكاة فينزل موضعاً ، ثم يرسل مَن يَجَلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها ، فنهي عن ذلك ، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم . الثاني أن يكون في السباق وهو أن يَتبع الرجل فرسَه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حقاً له على الجري، فنهي عن ذلك . وقال في مادة «جنب» : الجنب - بالتحريك - : في السباق : أن يَجنُب فَرَساً إلى فرسه الّذي يسابق عليه ، فإذا فَتَر المركوب تَحوّل إلى المجنوب. وهو في الزكاة : أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة ، ثم يأمر بالأموال أن تُجنب إليه : أي تُحضر ، فنهوا عن ذلك . وقيل : هو أن يَجنُب ربّ المال بماله : أي يُبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في اتِّباعه وطلبه .
3- 26 - تقدّم تخريجه في ج 6 كتاب الإيمان والكفر ، باب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق .

حدّثنا موسى بن خلف، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « كُن في الدنيا كأنك غريب، أو كأنك عابر سبيل، وعدّ نفسك في أصحاب القبور».

قال مجاهد : وقال لي عبد الله بن عمر : وأنت يا عبد الله ، إذا أمسيت فلا تُحدِّث نفسك أن تصبح ، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك أن تُمسي ، فخُذ من حياتك لموتك ومن صحتك لسقمك، فإنّك لا تدري ما اسمك غداً.

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 71)

(4183) 27 - (1) أخبرنا حمويه بن علي بن حمويه قال : حدّثنا أبو الحسين محمد بن محمّد بن بكر الهزاني قال : حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب [عمرو بن محمّد ] الجمحي قال : حدّثنا [ عبد الله بن عبد الوهاب ] الحجبي قال : حدّثنا حماد بن زيد قال : حدّثنا ليث بن أبي سليم، عن مجاهد :

عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : أخذ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذات يوم ببعض جسدي، فقال: «يا عبد الله بن عمر، ، كُن في الدنيا كأنك غريب وكأنك عابر سبيل، فاعدد نفسك في الموتى».

قال : قال مجاهد : ثم قال لي ابن عمر : يا مجاهد، إذا أصبحت فلا تحدثنّ نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تُحدِّثنّ نفسك بالصباح ، وخُذ من حياتك لموتك، وخذ

ص: 371


1- 27- ورواه ابن أبي الدنيا في أوّل قصر الأمل : ح 1 عن خالد بن خداش بن عجلان المهلّبي ، عن حماد بن زيد . وفي ح 2 عن عمرو بن محمد، عن محمد بن عبد الرحمان الطفاوي، عن الأعمش، عن مجاهد وقريباً من ذيله أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 271 وفيه : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لعبد الله بن عمر : «إذا أصبحت...». لعبد وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 489 - 490 : كتاب الإيمان والكفر ، باب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 27 .

من صحتك لسقمك، وخذ من فراقك لشغلك، فإنّك يا عبد الله ، لا تدري ما اسمك غداً .

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 44)

(4184) 28 - (1) أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن محمد بن عبدون والحسن بن إسماعيل بن أشناس وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصفّار (2) قالوا: حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبدالله [ بن محمد بن عبید الله ] الشيباني قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن سابور أبو العباس الدقاق قال : حدّثنا أيوب بن محمّد الرقي الوزّان قال : حدّثنا سلام بن رزين الحراني قال : حدّثني إسرائيل بن يونس الكوفي، عن جده أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي (علیه السلام):

عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 1)

(4185) 29 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس القرشي بالكوفة قال : حدّثني جدي محمد بن عيسى أبو جعفر القيسي قال : حدّثنا محمّد بن فضيل الصيرفي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن

ص: 372


1- 28 - تقدّم تخريجه في الباب الثاني من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 106 - 107 ح 7 .
2- قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الأمل 2ج ص 352 برقم 1091 : «أبوالحسن بن صفّار ، عدّه العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي، من رجال الخاصة ».

أبي طالب (علیهم السلام) قال :

قال رجل للنبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : يا رسول الله ، علمني عملاً لا يحال بينه وبين الجنة .

قال : «لا تغضب ، ولا تسأل النّاس شيئاً، وأرض للنّاس ما ترضى لنفسك».

فقال : يا رسول الله ، زدني .

قال : «إذا صليت العصر فاستغفر الله سبعاً وسبعين مرّة ، يحطّ عنك عمل سبع وسبعين سنة ».

:قال : ما لي سبع وسبعون سنة .

فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «اجعلها لك ولأبيك».

قال : ما لي ولأبي سبع وسبعون سنة.

فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «اجعلها لك ولأبيك ولأمّك ».

قال : يا رسول الله ما لي ولأبي ولأمي سبع وسبعون سنة.

فقال له رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «فاجعلها لك ولأبيك ولأمك ولقرابتك ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 17)

(4186) 30 - وعن أبي المفضّل قال : حدّثني أبو محمد الحسن بن علي بن سهل العاقولي قال : حدّثنا موسى بن عمر بن يزيد الكوفي الصيقل قال : حدّثنا معمر بن خلاد قال : حدّثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي:

عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: «جاء أبو أيوب الأنصاري - واسمه خالد بن زيد - إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال : يا رسول الله ، أوصني واقلل لَعَلّى أن أحفظ .

قال : أوصيك بخمس : باليأس عما في أيدي الناس فإنّه الغنى، وإياك والطمع فإنّه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع ، وإياك وما تعتذر منه ، وأحبّ لأخيك ما

ص: 373

تحب لنفسك ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 18 )

(4187) 31 - (1) وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن حسين بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم العلوي الحسني قال: حدّثني عمّي الحسن بن إبراهيم قال : حدّثني أبي إبراهيم بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب قال (علیهما السلام):

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «مَن أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة، وفاز بحظه منهما : ورع يعصمه عن محارم الله ، وحُسن خُلق يعيش به في النّاس، وحلم يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة».

(أمالی الطوسي : المجلس 23، الحديث 4)

(4188) 32 - (2) أخبرنا ،جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو الطيب النعمان بن أحمد بن نعيم القاضي الواسطي قال : حدّثنا محمّد بن شعبة بن جوان قال : حدّثنا حفص بن عمر بن ميمون القرشي الأبلّي قال : أخبرنا عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه علي بن الحسين، ، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیهم السلام)قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب

ص: 374


1- 31 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 71.
2- 32 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 176 . وأورد الأمدي الفقرة الأولى من الحديث في غرر الحكم: 5 : 262 ، والفقرة الثانية في : 5 : 239. وقريباً من صدره رواه الديلمي في الفردوس : 4 : 207 ح 6161 من طريق أبي هريرة . والفقرة الثانية أوردها الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 363 .

نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته ».

ثم قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لم يزل جبرئيل (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان».

(أمالی الطوسي : المجلس 18، الحديث 27)

(4189) 33 - (1) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو الحسن على بن خالد المراغى قال : حدّثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى قال : حدّثني أبي الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمّد قال : حدّثني أبي جعفر قال : حدثي أبي محمد بن علي قال : حدّثني أبي علي بن الحسين قال : حدّثني أبي الحسين بن علي:

عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «بعثني رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على اليمن فقال - وهو يوصيني - يا علي ما حار من استخار، ولاندم من استشار يا

ص: 375


1- 33 - ورواه الخطيب في ترجمة الإمام الجواد (علیه السلام) من تاريخ بغداد : 54:3 عن الحسن بن أبي طالب ، عن محمد بن عبد الله الشيباني ، عن محمد بن صالح بن فيض . ورواه أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي في أواخر حرف الميم من جامع الأحاديث : ص 122من طريق محمد بن عبد الله ، عن عن محمد بن صالح بن فيض، وابن خلكان في وفيات الأعيان : 4: 175 ، والصفدي في الوافي بالوفيات : 106:4 ، واليافعي في مرآة الجنان : 2 : 61. وروى الطبراني في المعجم الأوسط : 7: 329 / 6623 وفي المعجم الصغير : 2 : 78 بإسناده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد». ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : 54: 3 في ترجمة محمّد بن عبد الله الأنصاري . ولبعض فقراته شاهد من حديث ابن عمر ، رواه الديلمي في الفردوس : 4 : 364 ح 6590 . وأورد ابن حمدون فى تذكرته : 3: 298/ 889 بعض فقراته . وأورد الحرّاني في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من تحف العقول: ص 207: «ما حار من ،استخار، ولاندم من استشار ».

عليّ ، عليك بالدلجة (1) فإنّ الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار ، يا علي اغدُ على اسم الله ، فإنّ الله تعالى بارك لأمتي في بكورها».

(أمالی الطوسى : المجلس 5، الحديث 33)

(4190) 34 - أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبدالرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي ب- «أرتاح» (2) قال : حدّثني الفضل بن المفضل بن قيس بن رمّانة الأشعري (3) سنة أربع وخمسين ومئتين وفيها مات ، قال : حدّثنا الرضا علي بن موسى قال : حدّثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام):

أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بعث علياً (علیه السلام) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه : يا علي أوصيك بالدعاء فإنّ معه الإجابة، وبالشكر فإنّ معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر (4) عهداً أو تغيّر عليه، وأنهاك عن المكر فإنّه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ، وأنهاك عن البغي فإنّه من بغي عليه لينصرنّه الله».

(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 14)

ص: 376


1- قال ابن الأثير في باب الدال مع اللام من النهاية : 2 : 129 : فيه : «عليكم بالدلجة» هو سير الليل ، وادّلج - بالتشديد : إذا سار من آخره ، والاسم منها الدُّلجة والدَّلجة بالضم و الفتح ، وقد تكرّر ذكرهما في الحديث ، ومنهم من يجعل الإدلاج لليل كلّه ، وكأنه المراد في هذا الحديث لأنه عقبه بقوله : «فإنّ الأرض تُطوى بالليل»، ولم يفرّق بين أوّله وآخره. وأنشدوا لعلي (علیه السلام) : اصبر على السّير والإدلاج في السحر*** وفي الرواح على الحاجات والبكر فجعل الإدلاج في السَّحَر .
2- قال في معجم البلدان : أرتاح : مدينة من أعمال حلب .
3- في نسخة : «الفضل بن قيس بن ربابة »، ولم أجد له ترجمة ، ولا لعبد الرزاق الراوي عنه.
4- خفر العهد : نقضه . وفي نسخة : «وأنهاك عن تحقّر عهد».

(4191) 35 - (1) أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال : أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال : حدّثنا العبّاس بن عامر قال : حدّثنا أحمد بن رزق الغمشاني : عن الفضيل بن يسار قال :

سمعت أبا جعفر (علیه السلام) يقول : «خرج رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يريد حاجة فإذا هو بالفضل بن العبّاس» . قال : «فقال : احملوا هذا الغلام .خلفي».

قال: «فاعتنق رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بيده من خلفه على الغلام ، ثم قال : يا غلام ، خف الله تجده أمامك ، يا غلام ، خف الله يكفك ما سواه، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، ولو أنّ جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا عنك شيئاً قد قدر لك لم يستطيعوا ، ولو أنّ جميع الخلائق اجتمعوا على أن يصرفوا إليك شيئاً لم يقدر لك لم يستطيعوا .

واعلم أنّ النصر مع الصبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وأنّ اليسر مع العسر، وكلّ ما هو آت قريب، إنّ الله يقول : ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أشقی عبدٍ لي ما نقصني ذلك من سلطاني جناح بعوضة، ولو أنّ قلوب عبادي اجتمعت على قلب أسعد عبد لي ما زاد ذلك إلّا مثل إبرة جاء بها عبد من عبادي فغمسها في بحر، وذلك أنّ عطائي كلام، وعدتي كلام، وإنما أقول للشيء : «كن فيكون».

(أمالی الطوسي : المجلس 37 ، الحديث 3)

ص: 377


1- 35 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 81. وورد الحديث - مع تفاوت - من طريق عبد الله بن عبّاس ، رواه أحمد في مسنده : 1 : 293 و 303 و 307 - 308 ، والترمذي في الحديث 2516 من سننه : 4 : 667 ، وابن بشران في أماليه : ص 197 ح 1332 ، والطبراني في كتاب الدعاء : ص 33 - 34 ح 41 و 42، وفي الجميع أنّ رسول الله (علیه السلام) قال له . وانظر مسند الفضل بن العبّاس من مسند أحمد : 1 : 210.

باب 4 -كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى محمد بن أبي بكر

(4192) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : أخبرني عليّ بن حبيش الكاتب قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزعفراني قال : أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي قال: حدّثنا عبد الله بن محمد بن عثمان قال : حدّثنا علي بن محمد بن أبي سعيد ، عن فضيل بن الجعد :

عن أبي إسحاق الهمداني قال : لمّا ولّى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام محمّد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتاباً وأمره أن يقرأه على أهل مصر وليعمل بما وصاه به ، فكان (2)الكتاب :

«بسم الله الرّحمن الرّحيم

ص: 378


1- 1 - رواه الثقفي في الغارات : ص 146 في عنوان «خبر قدوم محمد بن أبي بكر مصر وولايته عليها » مع مغايرات وزيادات ، وما بين المعقوفات منها . ورواه الطبري في الجزء الثاني من بشارة المصطفى : ص 43 - 45 عن أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه، ، عن أبي جعفر الطوسي، عن المفيد إلى قوله : «وأنصح لأولى الأمر». ورواه علي بن مهدي المامطيري في نزهة الأبصار : ص 264 - 281 ، ح 158 عن أبي مخنف، عن سليمان بن أبي راشد الأسدي، عن عبدالرحمان بن عبيد أنّ محمّد بن أبي بكر كتب إلى أمير المؤمنين (علیه السلام) يسأله أن يكتب له جوامع من الحلال والحرام والسنن والمواعظ ، وهو إذ ذاك بمصر عامل له ، فقال .... فكتب إليه جواباً عن كتابه ، وذكر هذا الكتاب مع مغايرات . وأورده الشريف الرضى في باب الكتب من نهج البلاغة : رقم 27 باختصار، وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول : 176 - 180 . وأورد بعض فقراته - مع مغايرة - ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 11 و 2 : 178 - 179
2- في أمالي الطوسي : «وكان».

من عبد الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى أهل مصر ومحمد بن أبي بكر، سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .

أما بعد: فإنّي أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون [ فأنتم به رهن ] وإليه تصيرون، فإنّ الله تعالى يقول : « كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ» (1) ، ويقول : «وَ يُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإلَى اللهِ المَصِيرُ» (2) ، ويقول : «فَوَرَبُّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ»(3).

فاعلموا يا عباد الله (4)، إنّ الله جلّ وعزّ سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير ، فإن يعذِّب فنحن أظلم ، وإن يعف فهو أرحم الراحمين (5).

يا عباد الله ، إنّ أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته وينصحه في التوبة (6) ، عليكم بتقوى الله فإنّها تجمع من الخير ولا خير غيرها (7) و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير الآخرة، قال الله عزّ و جلٌ : « وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوا مَا ذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ » (8).

اعلموا يا عباد الله، أنّ المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : إمّا لخير [ الدنيا ] فإنّ الله يثيبه بعمله في دنياه، قال الله سبحانه لإبراهيم: « وَآتَيْنَاهُ أَجرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي

ص: 379


1- سورة المدثر : 74: 38
2- سورة آل عمران : 3: 28 .
3- سورة الحجر : 15 : 92 - 93 .
4- في أمالي الطوسي : «فاعلموا عباد الله» .
5- في النهج : «فإن يعذِّب فأنتم أظلم وإن يعف فهو أكرم».
6- في أمالي الطوسي: «بالتوبة» .
7- في بعض النسخ « من الخير ما لا خير غيرها» ، وفي أمالي الطوسي : «فإنّها تجمع الخير ولا خير غيرها» ، وفي الغارات: «فإنّها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها ».
8- سورة النحل : 16 : 30.

الأخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ »(1)، فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه المهم فيهما، وقد قال الله عزّ وجلّ (2) :« يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فى هذه الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ » (3) ، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عزّ وجلّ : « لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيَادَةٌ » (4) فالحسنى (5) هي الجنّة والزيادة هي الدنيا (6).

[ و إمّا لخير الآخرة ] فإنّ الله عزّ وجلّ يكفّر بكل حسنة سيئة ، قال الله عزّ و جلٌ: « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» (7)، حتّى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثمّ أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال الله عزّ وجلّ : « جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءَ حِسَاباً »(8) ، وقال : « فأُولَئِكَ هُمْ جَزَاءُ الضَّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ » (9) ، فارغبوا في هذا رحمكم الله و اعملوا له وتحاضّوا عليه (10) .واعلموا يا عباد الله أنّ المتقين حازوا عاجل الخير وآجله ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله من الدنيا ما كفاهم

ص: 380


1- سورة العنكبوت : 29 : 27
2- في أمالي الطوسي : «قال الله تعالى»، وكذا في المورد الأتي .
3- سورة الزمر : 10:39 .
4- سورة يونس : 10 : 26 .
5- أمالي الطوسي : «والحسنى».
6- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي، وفي نسخ أمالي المفيد : «في الدنيا».
7- سورة هود : 11 : 114 .
8- سورة النبأ : 78: 36 .
9- سورة سبأ : 34: 37 وشروع الآية في أمالي المفيد من «أولئك» بغير فاء .
10- ولا يخفى أنّ المذكور فى الحديث خصلتان من الخصال الثلاثة المشار إليها فى صدر العبارة ، و لم تذكر الخصلة الثالثة في جميع النسخ .

وبه أغناهم في أمالي الطوسي : «ما كفاهم به وأغناهم». (1) ، قال الله عزّ اسمه (2) : « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »(3).

سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت ، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من أفضل ما يلبسون، وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من أفضل ما يتزوّجون، وركبوا من أفضل ما يركبون أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا (4) وهم غداً جيران الله [ تعالى ] (5) ، يتمنون عليه فيعطيهم ما تمنّوه ، ولا يردّ (6) لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيباً (7)من اللذة، فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل، ويعمل له بتقوى الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

يا عباد الله، إن اتقيتم وحفظتم نبيّكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد ، وذكرتموه بأفضل ما ذكر، وشكرتموه بأفضل ما شكر، وأخذتم بأفضل الصبر والشكر ، واجتهدتم بأفضل الاجتهاد، وإن كان غيركم أطول منكم صلاة ، وأكثر منكم صياماً ، فأنتم أتقی لله عزّ وجلّ منهم (8) وأنصح لأولي الأمر (9).

احذوا يا عباد الله الموت وسكرته ، وأعدوا له عُدّته ، فإنّه يفجأكم بأمر عظيم :

ص: 381


1-
2- في أمالي الطوسي : «عزّ وجلّ».
3- سورة الأعراف: 32:7 .
4- في نهج البلاغة : «أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم».
5- من أمالي الطوسي .
6- في أمالي الطوسي : «ما يتمنون ، لا ترد... ».
7- في أمالي الطوسي : «نصيب» .
8- في أمالي الطوسي: «أتقی لله منه».
9- في الغارات: «وأنصح لأولياء الأمر من آل محمد وأخشع».

بخير لا يكون معه شرّ أبداً ، أو بشر لا يكون معه خير أبداً، فمن أقرب إلى الجنة من عاملها، ومن أقرب إلى النّار (1) من عاملها ؟ إنّه ليس أحد من النّاس تفارق روحه جسده حتى يعلم [إلى] (2) أي المنزلين يصير: إلى الجنة أم إلى النار (3)، أعدوٌّ لله أم ولي [له] ، فإن كان وليّاً لله فتحت له أبواب الجنة و شرعت له طرقها، ورأى ما أعد الله له فيها، ففزع من كلّ شغل ووضع عنه كلّ ثقل، وإن كان عدوّاً لله فتحت له أبواب النّار وشرّعت (4) له طرقها، ونظر إلى ما أعد الله له فيها فاستقبل كلّ مكروه، وترك كلّ ،سرور ، كلّ هذا يكون عند الموت، وعنده يكون اليقين، قال الله عزّ اسمه (5): « الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادَخُلُوا الجَنَّةَ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » (6) ، ويقول : «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ الله عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أبْوابَ جَهَنَّمَ َخالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِرِينَ» (7).

يا عباد الله ، إنّ الموت ليس منه فوت، فاحذروه قبل وقوعه وأعدّوا له عدّته، فإنّكم طراد (8) الموت، إن أقتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلّكم ، الموت معقود بنواصيكم ، والدنيا تطوى [من ] خلفكم فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم أنفسكم إليه (9) من الشهوات، فكفی (10) بالموت

ص: 382


1- في النسخ: من النار والمثبت من الغارات وأمالي الطوسي.
2- من الغارات وأمالي الطوسي .
3- في أمالي الطوسي: «أم النّار»
4- في أمالي الطوسي : «شرّع» .
5- في أمالي الطوسي : «تعالى».
6- سورة النحل : 16 : 32 .
7- سورة النحل : 16 : 28 - 29 .
8- في أمالي الطوسي : «طرّد» .
9- في أمالي الطوسي : «إليه أنفسكم».
10- في أمالي الطوسي : «وكفى» ، وفي الغارات: «فإنّه كفى». وهذه الفقرة أورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 269

واعظاً، و كان رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كثيراً ما يوصي [ أصحابه ](1) بذكر الموت ، فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات .

يا عباد الله، ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت ، القبر فاحذروا ضيقه و ضنكه وظلمته وغربته ، إنّ القبر يقول كلّ يوم : «أنا بيت الغربة ، أنا بيت التراب ، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود والهوامّ ». والقبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران (2) .

ص: 383


1- من الغارات وأمالي الطوسي . لكلام رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هذا مع اختلاف - طرق ومصادر ، فقد رواه أحمد في كتاب الزهد : ص 34 ح 89 و في المسند : 2 : 293 ، وأبو نعيم في ترجمة مالك بن أنس من حلية الأولياء : 6 : 355، و أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي في باب ذكر الموت من كتاب الجنائز من الأشعثيّات ص 199 ، والبيهقي في الزهد : ص 266 - 267 ح 690 و 691 ، وفي الباب 34 من : شعب الإيمان : 4 : 214 ح 4833 ، و ورّام بن أبي فراس في عنوان : «بيان ذكر الموت» من تنبيه الخواطر : 1 : 268 . وورد في مسند زيد الشهيد : ص 344 بلفظ : «أديموا ذكر هاذم اللذات » . والهاذم - بالذال المعجمة -: القاطع . وفي تنبيه الخواطر : 1: 269 : «أكثرو من ذكر الموت، فإنّه يمحّص الذنوب ويزهّد في الدنيا».
2- في بعض النسخ «النار». وقريباً من هذه الفقرة رواه ابن عساكر في الحديث 1285 من ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تاريخ دمشق : ج 3 ص 264 . وروى الكليني في الحديث 2 من باب « ما ینطق به موضع القبر» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 242 عن عدّة من الأصحاب ، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدهّان : عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : إنّ للقبر كلاماً في كل يوم يقول : أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الدود ، أنا القبر ، أنا روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النّار» . وروي أيضاً عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، كما في الباب 26 من كتاب صفة القيامة (38) من سنن الترمذي : 4 : 639 ح 2460 ، والحديث 4125 من مصابيح السنة للبغوي : 3 : 457 كتاب الرقاق (24) الباب 7 ، والحديث 4717 من فردوس الأخبار - للديلمي - : 3: 283 .

إن العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض له (1): «مرحباً وأهلاً، قد كنت ممن أحب أن يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك (2) فستعلم كيف صنعي بك » ، فتتّسع له مدّ البصر، وإنّ الكافر إذا دفن قالت الأرض له : « لا مرحباً ولا أهلاً ، قد (3) كنت من أبغض من يمشي على ظهري ، فإذا تولّيتك فستعلم كيف صنعي بك»، فتضمّه حتى تلتقي أضلاعه .

وإنّ المعيشة الضنك التي حدّر الله منها عدوّه عذاب القبر، أن يسلّط الله على الكافر في قبره (4) تسعة وتسعين تنيناً، فينهشن لحمه ويكسرن عظمه، يتردّدن (5) عليه كذلك إلى يوم يبعث ، لو أنّ تنّيناً منها نفخ في الأرض لم تنبت زرعاً أبداً (6).

اعلموا يا عباد الله أنّ أنفسكم الضعيفة، وأجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير [ من العقاب] تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم

ص: 384


1- في أمالي الطوسي : «قالت له الأرض »، ومثله في المورد الثاني .
2- في أمالي الطوسي : «ولّيتك». وكذا في المورد الثاني .
3- في أمالي الطوسى: «لقد».
4- في أمالي الطوسي: «إنّه يسلّط على الكافر في قبره ».
5- في أمالي الطوسي : «ويتردّدن» .
6- وقريباً من هذه الفقرات رواه الكليني في الحديث 1 من باب « ما ينطق به موضع القبر» من كتاب الجنائز من الكافي : ج 3 ص 241 - 242 عن أبي عبد الله (علیه السلام) .

وأنفسكم مما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم عليه ، فاعملوا بما أحبّ الله ، واتركوا ما كره الله (1).

يا عباد الله ، إنّ بعد البعث ماهو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير (2)، ويسكر فيه الكبير (3) ، ويسقط فيه الجنين ، وتذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت (4) ، ، يوم عبوس قطرير، يوم كان شره مستطيراً (5)، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم، وترعد منه السبع الشداد ، والجبال الأوتاد، والأرض المهاد، وتنشق السماء فهي يومئذ واهية، وتصير وردة كالدهان (6)، وتكون الجبال

ص: 385


1- قال العلّامة المجلسي (رضی الله عنه) في ذيل الحديث : قوله (علیه السلام): «تسعة و تسعين تنّينا»، قال الشيخ البهائي (رحمه الله ) : قال بعض أصحاب الحال : ولا ينبغي أن يتعجب من التخصيص بهذا العدد ، فلعلّ عدد هذه الحيّات بقدر عدد الصفات المذمومة من الكبر والرياء والحسد والحقد وسائر الأخلاق والملكات الرديّة، فإنّها تتشعب وتتنوّع أنواعاً كثيرة ، وهي بعينها تنقلب حيّات في تلك النشأة . انتهى كلامه . ولبعض أصحاب الحديث في نكتة التخصيص بهذا العدد وجه ظاهري اقناعي ، محصله «أنه قد ورد في الحديث أنّ لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ، ومعنى إحصائها الإذعان باتصافه عزّ وجلّ بكلّ منها ، وروى الصادق (علیه السلام) عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال : «إنّ لله مئة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم، وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده». فتبين من الحديث الأوّل أنه سبحانه بيّن لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء التسعة والتسعين ، و من الحديث الثاني أنّ لهم عنده في النشأة الأخروية تسعة وتسعين رحمة ، وحيث أنّ الكافر لم يعرف الله سبحانه بشيء من تلك الأسماء جعل له في مقابل كل اسم رحمة تنّين ينهشه في قبره ». هذا حاصل كلامه وهو كما ترى . (بحار الأنوار: ج 6 ص 219)
2- اقتباس من سورة المزمل : 73 :17 .
3- في أمالي الطوسي : « ويسكر منه الكبير ».
4- اقتباس من سورة الحج : 22 : 2 .
5- اقتباس من سورة الإنسان : 76: 10 و 7 .
6- في أمالي الطوسي : « وتتغيّر فكأنّها وردة كالدهان». وهذه الفقرة اقتباس من سورة الرحمن : 55 : 37 .

كثيباً مهيلاً بعد ما كانت صماً صلاباً (1) ، وينفخ في الصور فيفزع من في السماوات ومَن في الأرض إلّا من شاء الله (2)، فكيف من عصى بالسمع والبصر واللسان واليد والرجل والفرج والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم ، لأنه يقضى ويصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد وحرّها شديد وشرابها صديد (3)، وعذابها جديد، و مقامعها حديد (4) ، لا يفتر عذابها (5) ، ولا يموت سكّانها (6) ، دار ليس فيها رحمة، ولا يُسمع لأهلها دعوة.

واعلموا يا عباد الله، أنّ مع هذا رحمة الله التي لا تعجز عن العباد (7) ، جنّة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين (8) ، [خير] لايكون معها شرّ أبداً، لذّاتها لاتملّ، ومجتمعها لا يتفرّق [ و ] (9) سكّانها قد جاوروا الرحمن، وقام بين أيديهم الغلمان، بصحافٍ من الذهب فيها الفاكهة والريحان (10) .

ثم اعلم يا محمد بن أبي بكر ، إنّي قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي ، أهل مصر، فإذا ولّيتك ما ولّيتك من أمر النّاس فأنت حقيق أن تخاف منه على نفسك، وأن

ص: 386


1- اقتباس من سورة المزمّل : 73 : 14 .
2- اقتباس من سورة النمل : 27 : 87 .
3- اقتباس من سورة إبراهيم : 14 : 16 .
4- اقتباس من سورة الحج : 22 : 21 .
5- اقتباس من سورة الزخرف : 43: 75 .
6- في أمالي الطوسى « ولايموت ساكنها ».
7- في أمالي الطوسي : «لا تعجز العباد» .
8- اقتباس من الآية 21 من سورة الحديد: 57 .
9- من أمالي الطوسي .
10- اقتباس من سورة الزخرف : 43 : 71 . وفي رواية الثقفي مغايرات وزيادات ، لاحظ الغارات : ص 152 - 154 .

تحذر منه(1) على دينك، فإن استطعت أن لا تسخط ربّك عزّ وجلّ برضا أحد (2) من خلقه فافعل، فإنّ في الله عزّ وجل خَلَفاً من غيره وليس في شيء سواه خلف منه ، اشتدّ على الظالم وخذ عليه، ولِن لأهل الخير وقربهم واجعلهم بطانتك وإخوانك (3).

وانظر إلى صلاتك كيف هي، فإنّك إمام القوم(4)[ ينبغي لك ] أن تتمها ولا تخفّفها، فليس من إمام يصلّي بقوم يكون في صلاتهم نقصان إلا كان [إثم ذلك ] عليه ولا ينقص (5) من صلاتهم شيء، وتممها وتحفّظ فيها يكن لك مثل أجورهم ولا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً.

ثم انظر (6) إلى الوضوء فإنّه من تمام الصلاة، وتمضمض (7) ثلاث مرات، و استنشق ثلاثاً، واغسل وجهك، ثم يدك اليمنى، ثم يدك اليسرى (8) ، ثم امسح رأسك ورجليك، فإني رأيت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يصنع ذلك، واعلم أنّ الوضوء نصف الإيمان.

ثم ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها، ولا تعجل بها قبله لفراغ، ولا تؤخّرها عنه لشغل، فإنّ رجلاً سأل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن أوقات الصلاة؟ فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : أتاني جبرئيل (علیه السلام) فأراني وقت الصلاة [فصلى الظهر] حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن، ثم أراني وقت العصر فكان ظلّ كلّ شيء

ص: 387


1- في أمالي الطوسي : «فيه» .
2- في أمالي الطوسي : «ربّك برضا أحد».
3- في أمالي الطوسي : «أقرانك».
4- في أمالي الطوسي: «إمام لقومك».
5- في أمالي الطوسي : ... : «... عليه لا ينقص» ، وفي الغارات : «لا ينقص من صلاتهم شيئاً ».
6- في أمالي الطوسي : « وانظر».
7- في أمالي الطوسي : «... من تمام الصلاة ، تمضمض».
8- في أمالي الطوسي : « ثم اليسرى».

مثله، ثمّ صلّى المغرب حين غربت الشمس، ثمّ صلّى العشاء الآخرة حين غاب الشفق، ثمّ صلّى الصبح فغلّس بها (1) والنجوم مشتبكة، فصل لهذه الأوقات، والزم السنّة المعروفة والطريق الواضح (2).

ثم انظر ركوعك وسجودك ، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان أتم الناس صلاة، وأخفّهم عملاً فيها (3)، واعلم أنّ كلّ شيء من عملك تبع لصلاتك ، فمن ضيّع الصلاة فإنّه لغيرها أضيع، أسأل الله الذي يرى ولا يُرى وهو بالمنظر الأعلى أن يجعلنا وإياك ممن يحب ويرضى حتى يعيننا وإيّاك على شكره وذكره وحسن عبادته وأداء حقه ، وعلى كلّ شيء اختار لنا في دنيانا [وديننا ] (4) و آخرتنا .

وأنتم يا أهل مصر، فليصدّق قولكم فعلكم، وسرّكم علانيتكم ، ولا تخالف ألسنتكم قلوبكم واعلموا أنّه لا يستوي إمام الهدى وإمام الردى، ووصي النبي (علیه السلام) وعدوه ، إنني (5) لا أخاف عليكم مؤمناً ولا مشركاً، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيحجزه الله عنكم بشركه ، لكن (6) أخاف عليكم المنافق ، يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون (7).

يا محمّد بن أبي بكر ، اعلم أنّ أفضل الفقه الورع في دين الله والعمل بطاعته، وإنّي أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليه (8)،

ص: 388


1- في أمالي الطوسي : «فأغلس بها » والغلس ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح .
2- في بعض نسخ أمالي الطوسي : «والطريق الواضحة».
3- في بعض النسخ : «وأحقهم عملاً بها».
4- من أمالي الطوسي .
5- في أمالي الطوسي : «إني»، وفي الغارات: «وقد قال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « إني لا أخاف ...».
6- في أمالي الطوسي: «ولكني» .
7- في أمالي الطوسي : «ويعمل بما تنكرون».
8- في أمالي الطوسي : «عليها».

الدنيا دار بلاء [ ودار فناء ] (1) والآخرة دار الجزاء ودار البقاء، فاعمل لما يبقی، واعدل عمّا يفنى، ولاتنس نصيبك من الدنيا (2).

إنّي أوصيك بسبع هنّ جوامع (3) الإسلام : تخشى الله عزّ وجل ولا تخشى النّاس في الله ، وخير القول ما صدّقه العمل، ولا تقض في أمر واحد بقضاءين مختلفين فيختلف أمرك وتزيغ عن الحق، وأحبّ لعامة رعيّتك ما تحبّ لنفسك وأهل بيتك ، واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك، فإنّ ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعيّة، وخض الغمرات إلى الحق ، ولا تخف في الله لومة لائم، وانصح المرء إذا استشارك ، واجعل نفسك أسوة لقريب المسلمين (4) وبعيدهم.

جعل الله عزّ وجلّ مودّتنا في الدين، وحلّانا وإياكم حلية المتقين (5) ، وأبقی لكم طاعتكم حتى يجعلنا وإياكم بها إخواناً على سرر متقابلين .

أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم واثبتوا على طاعتكم تردوا حوض نبيكم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».

(أمالی المفيد : المجلس 31، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 32)

ص: 389


1- من أمالي الطوسي.
2- اقتباس من الآية 77 من سورة القصص : 28 .
3- في أمالي الطوسي : «أوصيك بسبع هنّ من جوامع الإسلام»، وليس في أوّله : «إني». ويحتمل أن يكون في الأصل «بتسع» فصحّف «بسبع» كما يظهر من ذكر الموارد.
4- في أمالي الطوسي : «لقريب المؤمنين».
5- في أمالي الطوسي : «وخلّتنا وإياكم خلّة المتقين».

باب 5 -كتاب كتبه أمير المؤمنين (علیه السلام) لدار شريح

(4193) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا صالح بن عيسى بن أحمد بن محمّد العجلي قال : حدّثنا محمد بن محمّد بن علي قال : حدّثنا محمّد بن الفَرَج الروياني قال : حدّثنا عبد الله بن محمد العجلي قال : حدّثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي:

عن عاصم بن بهدلة قال : قال لي شريح القاضي : اشتريت دارا بثمانين دينارا وكتبت كتاباً، وأشهدت عدولاً ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، فبعث إليّ مولاه قنبراً فأتيته، فلمّا أن دخلت عليه قال: «یا شریح، اشتريت داراً، وكتبت كتاباً، و أشهدت عدولاً، ووزنت مالاً ؟ !

قال : قلت : نعم .

قال: «يا شريح اتق الله ، فإنّه سيأتيك من لا ينظر في كتابك، ولا يسأل عن بينتك حتى يُخرجك من دارك شاخصاً (2) ، ويسلمك إلى قبرك خالصاً، فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالكها، ووزنت مالاً من غير حلّه، فإذن أنت قد خسرت الدارين جميعاً الدنيا والآخرة ».

ثم قال (علیه السلام): «يا شريح ، فلو كنت عند ما اشتريت هذه الدار أتيتني ، فكتبتُ لك

ص: 390


1- 1 - وأورده السيد الرضي في المختار 3 من باب الكتب من نهج البلاغة ، والقاضي القضاعي في الباب 7 من دستور معالم الحكم ص 135 - 137 ، والعاصمي في الفصل 5 من زين الفتى : 1 : 211 - 213 ح 121، وسبط ابن الجوزي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من تذكرة الخواص في عنوان «قصة دار شريح القاضي » بتفاوت. ورواه جمال الدين الزرندي في أواخر السمط الأوّل من «نظم درر السمطين» ص 169-171 عن ليث بن سعد ، عن نافع ، عن شريح .
2- شاخصاً : ذاهباً مبعداً .

كتاباً على هذه النسخة ، إذن لم تشترها بدرهمين »!

قال : قلت : وما كنت تكتب يا أمير المؤمنين ؟

قال : كنت أكتب لك هذا الكتاب :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت أزعج بالرحيل، اشترى منه داراً في دار الغرور، من جانب الفانين إلى عسكر الهالكين، وتجمع هذه الدار حدوداً أربعة : فالحد الأوّل منها ينتهي إلى دواعي الآفات والحد الثاني منها ينتهي إلى دواعي العاهات، والحد الثالث منها ينتهي إلى دواعي المصيبات ، والحد الرابع منها ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار اشترى هذا المفتون بالأمل من هذا المزعج بالأجل جميع هذه الدار، بالخروج من عزّ القنوع والدخول في ذلّ الطلب، فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من دَرَك، فعلى مبلي أجسام الملوك، وسالب نفوس الجبابرة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير (1) ، ومن جمع المال إلى المال فأكثر، وبنى فشيّد، ونجد (2) فزخرف، وادخر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعاً إلى موقف العرض لفصل القضاء، وخسر هنالك المبطلون ، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، ونظر بعين الزوال لأهل الدنيا، وسمع منادي الزهد ينادي في عرصاتها : ما أبين الحق لذي عينين ، إنّ الرحيل أحد اليومين تزوّدوا من صالح الأعمال، وقرّبوا الأمال بالأجال، فقد دَنَت الرحلة والزوال».

(أمالی الصدوق : المجلس 51 الحديث 10 )

ص: 391


1- كسرى ملوك فارس . قيصر : ملوك الروم. تُبَّع : ملوك اليمن. حمير : أبو قبيلة من اليمن .
2- شيّد : رفع البناء . نجّد - بتشديد الجيم - : زين .

باب 6 -خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) ومواعظه (علیه السلام)

أقول : تقدّم كثير من مواعظه (علیه السلام) في الأبواب المناسبة له ، مثل كلامه (علیه السلام) لهمّام في صفة المتقين ، فإنّه تقدّم في كتاب الإيمان والكفر باب علامات المؤمن وصفاته من أبواب الإيمان والإسلام (1)، وفي باب زهده (علیه السلام) من ترجمته من كتاب الإمامة (2) .

(4194) 1 - (3) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال : حدّثنا جدّي الحسن بن علي، عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم [السكوني ] ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) : «كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضاً، كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : مَن كانت الآخرة همّه كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ أصلح الله له فيما بينه وبين النّاس» .

(أمالی الصدوق : المجلس 9 ، الحديث 6)

(4195) 2 - (4) حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

ص: 392


1- تقدّم في ج 6 ص 196 - 205 ح 13
2- تقدّم في ج 4 ص 4 ص 538 - 544 .
3- 1 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 477 - 478 كتاب الإيمان والكفر ، باب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 2 .
4- 2 - ورواه أيضاً في الفقيه : 4 : 284 / 845 ح 25 من باب النوادر .

قال عليّ (علیه السلام): «ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم : يا ابن آدم، أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقُل فيّ خيراً واعمل فيّ خيراً أشهد لك به يوم القيامة ، فإنّك لن تراني بعده أبداً».

(أمالی الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 2)

(4196) 3 - (1) حدّثنا محمد بن علي، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن هارون بن ،مسلم عن مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن ، آبائه (علیهم السلام) :

أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب بالبصرة ، فقال بعد ما حَمد الله عزّ وجلّ وأثنى عليه، وصلّى على النبي وآله : «المدة وإن طالت قصيرة، والماضي للمقيم عبرة، و الميت للحيّ عِظة، وليس لأمس إن مضى عودة، ولا المرء من غد على ثقة ، الأوّل للأوسط رائد (2) ، والأوسط للأخر قائد، وكُلُّ لكلّ مفارق، وكلّ بكلّ لاحق ، والموت لكلّ غالب، واليوم الهائل لكلِّ أزف ، وهو اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم »(3).

ثم قال : «معاشر شيعتي، اصبروا على عمل لاغنى بكم عن ثوابه، و اصبروا على عمل لا صبر لكم على عقابه، إنّا وجدنا الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله عزّ وجلّ اعلموا أنّكم في أجل محدود وأمل ممدود ونفس معدود ولابد للأجل أن يتناهى وللأمل أن يُطوى، وللنفس أن يُحصى».

ثم دمعت عيناه وقرأ : «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِراماً كاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ» (4).

(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 5)

ص: 393


1- 3- ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ص 135 في عنوان «فصل : ومن كلامه في المواعظ والدقائق»، وابن حمدون فى تذكرته : 1 : 78 / 128 ، والآبى فى نثر الدرّ : 1 : 283 .
2- الرائد : من يتقدّم القوم يبصر لهم الكلأ ومساقط الغيث .
3- اقتباس من الآية -88 - 89 من سورة الشعراء : 26 .
4- سورة الانفطار : 82 : 10 - 12 .

(4197) 4 - (1) حدّثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي قال : حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): قال : «كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنما هو كفنه، و يبني بيتا (2) ليسكنه وإنما هو موضع قبره».

(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 8)

(4198)5- وبالسند المتقدم عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال: (3) وقيل لأمير المؤمنين (علیه السلام): ما الاستعداد للموت ؟ قال: «أداء الفرائض، واجتنباب المحارم، والاشتمال على المكارم ، ثم لا يبالي أوقَع على الموت أم وقع الموت عليه، والله ما يُبالي ابن أبي طالب أوقَع على الموت أم وقع الموت عليه».

(أمالی الصدوق : المجلس 23 ، الحديث 9)

(4199) 6 - (4) وبالسند المتقدم عن الحسين بن علي (علیهما السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في بعض خطبه : «أيّها النّاس، إنّ الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء، فخذوا من

ص: 394


1- 4 -5 - ورواهما أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 1 : 268 باب 28 ح 54 و 55 ، وفي ط : ص 553 رقم 275 و 276. وأوردهما ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 158 ، والفتّال في المجلس 91 من روضة الواعظين : ص 488 .
2- في نسخة : «بناءً».
3- ما ذكرت من الإسناد هنا وفي الحديث التالي موافق للحديث 8 من المجلس 23 وهذا الحديث وحديث آخر وقعا ذيله، وصرّح في العيون باتحاد سندهم .
4- 6 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 218 بتفاوت . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 619 كتاب الإيمان والكفر ، باب حب الدنيا وذمّها (13) من أبواب مساوئ الأخلاق : ح 4.

ممركم لمقرّكم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قُلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم في الدنيا حييتم (1) وللأخرة خُلقتم، إنما الدنيا كالسُمّ يأكله من لا يعرفه إنّ العبد إذا مات قالت الملائكة ما قدّم ؟ وقال النّاس : ما أخر ؟ فقدموا فضلاً يكن لكم ، ولا تؤخّروا كلّا يكن عليكم ، فإنّ المحروم من حُرِم خير ماله والمغبوط من ثَقُل بالصدقات والخيرات موازينه وأحسن في الجنّة بها مهاده، وطيب على الصراط بها مسلكه».

(أمالی الصدوق : المجلس 23، الحديث 10)

(4200) 7 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدّثنا المغيرة بن محمد قال: حدّثنا بكر بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي :

عن نوف البكالي قال : أتيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو في رحبة (3) مسجد الكوفة ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ورحمة الله وبرکاته .

فقال : «وعليك السلام يا نوف، ورحمة الله وبركاته».

فقلت له : يا أمير المؤمنين، عظني.

فقال: «يا نوف ، أحسِن يُحسَن إليك ».

فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.

فقال: «يا نوف ، ارحم تُرحم».

فقلت: زدنى يا أمير المؤمنين.

قال: «يا نوف قُل خيراً تذكر بخير».

فقلت: زدني يا أمير المؤمنين.

ص: 395


1- في نسخة : «حُبستم».
2- 7- وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 187.
3- الرّحبة : الأرض الواسعة ، ورحبة المكان : ساحته ومتّسعه .

قال: «اجتنب الغيبة فإنّها إدام كلاب أهل النار» (1) .

ثمّ قال: «يانوف، كذب من زعم أنّه وُلِد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يبغضني ويبغض الأئمة من ولدي ، وكذب من زعم أنه ولد من حلال وهو يُحبّ الزنا، وكذب من زعم أنه يعرف الله عزّ وجلّ وهو مُجتَرى على معاصى الله كل يوم وليلة .

يا نوف اقبل وصيّتي ، لا تكوننّ نقيباً ، ولا عريفاً ، ولا عشّارا (2)، ولا بريداً.

يا نوف، صل رحمك يزيد الله في عمرك ، وحسّن خُلقك يُخفّف الله حسابك .

يا نوف ، إن سرّك أن تكون معي يوم القيامة فلا تكن للظالمين معيناً.

يا نوف من أحبّنا كان معنا يوم القيامة، ولو أنّ رجلاً أحبّ حجراً لحشره الله معه

يا نوف ، إيّاك أن تتزيّن للناس وتبارز الله بالمعاصي، فيفضحك الله يوم تلقاه .

یا نوف احفظ عنّي ما أقول لك ، تنل به خير الدنيا والآخرة».

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)

(4201) 8 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال :

ص: 396


1- هذه الفقرة أوردها الفتّال في روضة الواعظين : ص 469 . وقريباً من هذه الفقرة ورد أيضاً عن الإمام السجاد (علیه السلام) ، رواه المجلسي في البحار : 75: 256 ح 43 نقلاً عن صحيفة الرضا (علیه السلام) .
2- النقيب : شاهد القوم وضمينهم وعريفهم وسيّدهم ، سمّي بذلك لأنه ينقب عن أمورهم. والعريف القيم بأمر القوم والنقيب وهو دون الرئيس، وبمعنى قائد العشيرة وهي رتبة عسكريّة . والعشّار من يأخذ العُشر من النّاس .
3- 8- وأورد الأمدي بعض فقراته في غرر الحكم : 4 : 268 / 6035، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 55 . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 424 كتاب الإيمان والكفر ، باب الزهد (15) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 16 .

حدّثنا الحسين بن محمّد البزاز قال : حدّثني أبو عبدالله جعفر بن عبدالله العلوي المحمدي قال : حدّثنا يحيى بن هاشم الغساني، عن أبي عاصم النبيل [ الضحاك بن الضحاك بن مسلم الشيباني البصري ] ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن علقة بن قيس:

مخلد

بن

عن نوف البكالي قال : بت ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) فرأيته يكثر الاختلاف من منزله وينظر إلى السماء ، قال : فدخل كبعض ما كان يدخل فقال: «أنائم أنت أم رامق» (1) ؟

فقلت : بل رامق يا أمير المؤمنين، ما زلت أرمقك منذ الليلة بعيني وأنظر ما تصنع !

قال: «يانوف، طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، قوم يتخذون أرض الله بساطاً وترابه وساداً وكتابه شعاراً، ودعاءه دثاراً، وماءه طيباً، يقرضون الدنيا قرضاً على منهاج المسيح (2) ، إنّ الله تعالى أوحى إلى عيسى (علیه السلام) : يا عيسى ، عليك بالمنهاج الأوّل تلحق ملاحق المرسلين، قُل لقومك - يا أخا المنذرين - أن لا يدخلوا بيتاً من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأيدٍ نقيّة وأبصار خاشعة، فإنّي لا أسمع من داع دعاني (3) ولأحد من عبادي عنده مظلمة، و لا استجيب له دعوة

ص: 397


1- الرامق : اليقظان .
2- الوساد : المتكأ وكلّ ما يتوسد به من قماش وتراب وغير ذلك . والشعار : أصله ما يلي البدن من الثياب ، والمراد هنا أنهم يقرءونه سرّاً للاعتبار بمواعظه والتفكر فيه . والدثار : ما يعلو البدن من الثياب ، والمراد منه جهرهم به إظهاراً للذلّة والخشوع لله تعالى . قوله :« يقرضون الدنيا قرضا»: أي مزّقوها كما يمزق الثوب المقراض على طريق المسيح (علیه السلام) في الزهادة .
3- في البحار : 70: 316 / 22 : «من داع دعاءه» .

ولي قِبَله حق لم يردّه إليّ .

فإن استطعت يا نوف ، أن لا تكون عريفاً (1) ، ولا شاعراً (2)، ولا صاحب كوبة ، ولا صاحب عرطبة (3) فافعل، فإنّ داوود (علیه السلام) رسول ربّ العالمين خرج ليلة من الليالي فنظر في نواحي السماء ثم قال : والله ربّ داوود، إنّ هذه الساعة لساعة ما يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه، إلا أن يكون عريفاً، أو شاعراً (4) ، أو صاحب كوبة، أو صاحب عرطبة».

(أمالی المفيد : المجلس 16 ، الحديث 1)

(4202) 9 - (5)أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر الباقر، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال :

ص: 398


1- العريف: القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من النّاس، يلي أمورهم ويتعرّف الأمير منه أحوالهم.
2- في نهج البلاغة: «ولا شُرْطيّاً».
3- الكوبة - بالفتح ثم السكون - الطبل والعرطبة الطنبور، وقد قيل إنّ العرطبة : الطبل ، والكوبة : الطنبور .
4- لعلّه مصحف عن «عشّاراً»، كما في نهج البلاغة.
5- 9 - ورواه المفيد في الاختصاص : ص 226 . ورواه الكليني في الكافي : 8: 152 كتاب الروضة : ح 137 ، والحرّاني في تحف العقول: ص 220 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 147 إلى قوله : «الخيرة في يده» ، وفي الكافي والتحف : « من عرض نفسه للتهمة ...» . و في صحيفة الرضا (علیه السلام) : ح 140 : «من عرض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظنّ». وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة : قصار الحكم برقم 159 وفيه: «من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن ». وقوله (علیه السلام): « ومن كتم سرّه كانت الخيّرة بيده » أورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 162 ، و الأمدي في غرر الحكم 5 : 240 . وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 368 بتمامه مثل رواية الأمالي . وانظر تخريج فقرة : «ضع أمر أخيك ...» في باب سوء الظن (41) من كتاب العشرة .

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظنّ ، ومن كتم سرّه كانت الخيرة بيده (1) ، وكلّ حديث جاوز اثنين فشا، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً، وعليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم، فإنّهم عُدّة عند الرخاء وجُنّة عند البلاء، وشاور في حديثك الّذين يخافون الله ، وأحبب الإخوان على قدر التقوى واتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر ، إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهنّ كيلا يطمعن منكم في المنكر».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 8)

(4203) 10 - (2)حدّثنا محمد بن محمّد بن عصام الكليني (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمر (3) قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عكاية (4) ، عن الحسين بن النضر الفهري عن [ أبي ] عمرو الأوزاعي ، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (علیهما السلام)، عن أبيه . ، عن جده (علیهم السلام) قال :

ص: 399


1- في الكافي والخصال وتنبيه الخواطر: «في يده».
2- 10 - ما رواه هاهنا جزء من خطبة طويلة - تسمّى ب- «الوسيلة» - رواها الكليني في الحديث 4 من كتاب الروضة من الكافي : ص 18 - 30 بهذا السند عن جابر بن یزید قال : دخلت على أبي جعفر (علیهما السلام) فقلت : يا ابن رسول الله قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبها ، فقال : يا جابر، ألم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا ومن أي جهة تفرّقوا ؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله . قال : فلا تختلف إذا اختلفوا ياجابر إنّ الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في أيامه ، ياجابر اسمع وع . قلت : إذا شئت . قال : اسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك : إنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) الان خطب النّاس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه فقال : «الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده ، و حجب العقول أن تتخيّل ذاته ، لامتناعه من الشبه والتشاكل بل هو الذي يتفاوت في ذاته، و لا يتبعض بتجزئة العدد في كماله...». وأوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 92 - 100 مع مغايرات . وأورد ورّام بن أبي فراس كثيراً من فقراتها في تنبيه الخواطر : 2 : 39 - 41 . والفقرات الموجودة في الأمالي ، رواها الصدوق أيضاً في الحديث 27 من الباب 2 من كتاب التوحيد : ص 72 - 74 . وروى أيضاً بعض فقراتها في الفقيه : 4 : 290 - 291 / 876 باب النوادر : ح 56 .
3- هذا هو الصحيح الموافق للكافي، وفي بعض نسخ الأمالي: «معن»، وفي بعضها «معز».
4- هذا موافق للكافي ، وفي الأمالي: «محمد بن علي بن عاتكة».

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) في خطبة خطبها بعد موت النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بتسعة (1) أيام وذلك حين فرغ من جمع القرآن فقال : «الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن تنال إلا وجوده، وحجب العقول عن أن تتخيّل ذاته في امتناعها من الشبه والشكل بل هو الّذي لم يتفاوت في ذاته، ولم يتبعض بتجزئة العدد في كماله، فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن ، وتمكن منها لاعلى الممازجة، وعلمها لا بأداة - لا يكون العلم إلا بها - وليس بينه وبين معلومه علم غيره، إن قيل : كان، فعلى تأويل أزليّة الوجود، وإن قيل : لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم، فسبحانه و تعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره علوّاً كبيراً.

نحمده بالحمد الّذي ارتضاه لخلقه وأوجب قبوله على نفسه، وأشهد أن لا إله

ص: 400


1- فى الكافى والتوحيد : «بسبعة»

إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله شهادتان ترفعان وتضاعفان العمل، خفٌ میزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه وبهما الفوز بالجنّة والنجاة من النار والجواز على الصراط وبالشهادتين تدخلون الجنّة، وبالصلاة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله ، « إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِياً» (1).

أيّها النّاس، إنّه لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعزّ من التقوى، ولا مَعقِل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا كنز أنفع من العلم، ولا عزّ أرفع من الحلم، ولا حسب أبلغ من الأدب، ولا نسب أوضع من الغضب ولا جمال أزين من العقل، ولا سوأة أسوأ من الكذب، ولا حافظ أحفظ من الصمت، ولا لباس أجمل من العافية، ولا غائب أقرب من الموت .

أيّها النّاس، إنّه من مشى على وجه الأرض فإنّه يصير إلى بطنها، والليل والنهار مسرعان في هَدم الأعمار، ولكلّ ذي رمق قُوت، ولكلّ حبّة آكل، وأنت قوت الموت ، وإنّ من عَرَف الأيّام لم يغفل عن الاستعداد ، لن ينجو من الموت غنيّ بماله، ولا فقير لإقلاله .

أيّها النّاس ، من خاف ربّه كفّ ظُلمه ، ومن لم يَرعَ في كلامه أظهر هجره ، ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة، ما أصغر المصيبة مع عِظَم الفاقة غداً !

هيهات هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب، فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم ! وما شرّ بشرّ بعده الجنة، وما خير بخير بعده النّار، وكلّ نعيم دون الجنّة محقور، وكل بلاء دون النار عافية».

(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 9)

(4204) 11 - (2) حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أحمد بن محمّد

ص: 401


1- سورة الأحزاب : 33 : 56 .
2- 11 - ورواه أيضاً في مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب المواعظ : ص 62 - 63 ، وفي معاني الأخبار : ص 197 - 200 ح 4 باب معنى الغايات ، وفي الفقيه : 4 : 273 - 275 ح 829. وأورده جعفر بن أحمد بن علي القمي في كتاب الغايات - المطبوع مع جامع الأحاديث -: ص 173 - 177 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 173 - 175 ، وبعض فقراته الفتّال في المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 444 - 445 .

الهمداني قال: حدّثنا الحسن بن قاسم قراءةً، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن المعلّى قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد قال : حدّثنا عبد الله بن بكر المرادي عن موسى بن جعفر ، عن أبيه، عن جده:

عن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال : «بينا (1) أمير المؤمنين (علیه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب، إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر (2) ، فقال: أين أمير المؤمنين ؟

فقيل : هو ذا .

فسلّم عليه ثمّ قال: يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من ناحية الشام، وأنا شيخ كبير ، قد سمعتُ فيك من الفضل ما لا أحصي (3)، وإني أظنّك ستغتال ، فعلِّمني مما علمك الله .

قال (علیه السلام): نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدّت حسرته عند فراقها ومن كان غده شرّ يوميه فمحروم، ومن لم يبال بما زرى من آخرته (4) إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه

ص: 402


1- في أمالي الطوسي : «بينما» .
2- في أمالي الطوسي : «هيئة السفر»
3- في أمالي الطوسي : «ما لا أحصيه».
4- زرى بالشيء : تهاون به وقصّر . وفي نسخة : «رزأ»، وفي أخرى: «رزئ» ، وفي أمالي الطوسي : « ومن كان في الدنيا همته كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرّاً من يومه فمحروم ، ومن لم ينل ما يرى من آخرته...».

غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له (1).

يا شيخ، إنّ الدنيا خَضِرة حلوة ولها أهل وإنّ الآخرة لها أهل ظلِفَت (2) أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا، ولا يفرحون بغضارتها، ولا يحزنون لبؤسها .

ياشيخ، من خاف البيات قلّ نومه، ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ! فاخزُن لسانك وعُدّ كلامك ، يقلّ كلامك إلا بخير.

يا شيخ ارض للنّاس ما ترضى لنفسك وأتِ إلى النّاس ما تُحبّ أن تؤتى إليك».

ثم أقبل على أصحابه فقال: «أيّها النّاس، أما ترون إلى أهل الدنيا يُمسون ويُصبحون على أحوال شتّى، فبين صريع يتلوّى، وبين عائد ومَعُود ، وآخر بنفسه يجود وآخر لا يُرجى، وآخر مُسجّى وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل ، وليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي».

فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين ، أي سلطان أغلب وأقوى ؟

قال: «الهوى».

قال : فأى ذلّ أذلّ ؟

قال : «الحرص على الدنيا».

قال (3): فأيّ فقر أشد ؟

قال : «الكفر بعد الإيمان».

قال : فأيّ دعوة أضل ؟

ص: 403


1- وقريباً من هذه الفقرات أورده الآبي في مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) من نثر الدرّ : 1 : 360 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 29 عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .
2- ظلفت نفسه عن الشيء : كفّت عنه . ويقال : « هو ظلف النفس» : مُتَرَفِّع عن الدنايا . و في أمالي الطوسي : «طلقت» .
3- في أمالي الطوسي : «فقال».

قال : «الداعي بما لا يكون».

قال: فأي عمل أفضل ؟

قال : «التقوى».

قال : فأي عمل أنجح ؟

قال: «طلب ما عند الله».

قال : فأيّ صاحب شرّ (1)؟

قال: «المزيّن لك معصية الله».

قال : فأي الخلق أشقی ؟

قال: «من باع دينه بدنيا غيره».

قال : فأيّ الخلق أقوى ؟

قال : «الحليم».

قال : فأي الخلق أشحّ؟

قال: «من أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه».

قال: فأي الناس أكيس ؟

قال: «من أبصر رشده من غيّه، فمال إلى رشده».

قال : فمن أحلم النّاس ؟

قال: «الّذي لا يغضب».

قال : فأيّ النّاس أثبت رأياً؟

قال: «من لم يَغُرّه النّاس من نفسه ولم تَغُره الدنيا بتشوفها »(2).

قال : فأي الناس أحمق ؟

قال : «المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها».

قال : فأيّ النّاس أشدّ حسرة ؟

ص: 404


1- في أمالي الطوسي: «أشر».
2- لتشوّف : التزيّن ، وفي نسخة من أمالي الطوسي : «بتسوّفها».

قال: «الذي حُرم الدنيا والآخرة، ذلك (1) هو الخسران المبين».

قال : فأي الخلق أعمى؟

قال: «الّذي عمل لغير الله [ تعالى ] (2) يطلب بعمله الثواب من عند الله عزّ وجلّ.

قال : فأي القنوع أفضل ؟

قال: «القانع بما أعطاه الله».

قال : فأي المصائب أشد ؟

قال: «المصيبة بالدين ».

قال : فأيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزّ وجلّ ؟

قال : «انتظار الفرج».

قال: فأيّ النّاس خير عند الله عز وجل (3)؟

قال: «أخوفهم لله (4)، وأعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا».

قال: فأى الكلام أفضل عند الله عزّ وجلّ ؟

قال: «كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه».

قال : فأى القول أصدق؟

قال: «شهادة أن لا إله إلا الله».

قال : فأيّ (5) الأعمال أعظم عند الله عز وجل؟

قال: «التسليم والورع ».

قال : فأيّ النّاس أكرم ؟

ص: 405


1- في أمالي الطوسي : « وذلك».
2- ما بين المعقوفين من أمالي الطوسي .
3- « عزّ وجلّ » غير موجود في أمالي الطوسي، وكذا في المورد التالي .
4- في أمالي الطوسي: «أخوفهم له».
5- في أمالي الطوسي: «وأيّ».

قال: «من صدق في المواطن».

ثم أقبل (علیه السلام) علی الشيخ ، فقال : يا شيخ، إنّ الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ضيق الدنيا عليهم نظراً لهم، فزهّدهم فيها وفي حطامها، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم إليه (1) ، وصبروا على ضيق المعيشة، وصبروا على المكروه، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة، فلقوا الله وهو عنهم راض، وعلموا أنّ الموت سبيل مَن مضى ومَن بقي (2)، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على [أدنى] (3) القوت، و قدموا الفضل وأحبّوا في الله عزّ وجلّ، وأبغضوا(4) في الله عزّ وجلّ، أولئك المصابيح، وأهل النعيم في الآخرة، والسلام».

فقال الشيخ فأين أذهب وأدع الجنّة، وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين (5) ؟ جهّزني بقوة أتقوى بها على عدوّك .

فأعطاه أمير المؤمنين (علیه السلام) سلاحاً وحمله فكان (6) في الحرب بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) لا يضرب قُدماً (7) ، وأمير المؤمنين (علیه السلام) يعجب مما يصنع، فلمّا اشتد الحرب أقدم فرسه حتى قتل (رحمه الله ) ، وتبعه (8) رجل من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) فوجده صريعاً، ووجد دابته، ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب أتى

ص: 406


1- كلمة «إليه» غير موجودة في أمالي الطوسي
2- في أمالي الطوسي : «سبيل لمن مضي وبقي».
3- من أمالي الطوسي
4- في أمالي الطوسى: «وأحبّوا في الله ، وأبغضوا»
5- كلمتي « يا أمير المؤمنين » غير موجودتين في أمالي الطوسي .
6- في أمالي الطوسي : «وكان» .
7- في أمالي الطوسي : « يضرب قدماً قدماً». قدم : ظرف بمعنى إلى الأمام ، يقال : هو يمشي القُدُم . ويقال : «يمشي في الحروب قُدماً »: أي لا يتوانى .
8- في أمالي الطوسي: «حتى قتل وأتبعه».

أمير المؤمنين (علیه السلام) بدابته وسلاحه، وصلّى أمير المؤمنين (علیه السلام)، وقال (1) : «هذا والله السعيد حقاً، فترحّموا على أخيكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيدالله الغضائري، عن الصدوق مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 31)

(4205) 12 - (2) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن هارون الصوفي قال : حدّثنا أبو تراب عبيدالله بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (علیهما السلام): يا ابن رسول الله حدّثني بحديث عن آبائك (علیهم السلام) . فقال :

حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « لايزال الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا».

قال : قلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال: حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « لوتكاشفتم ما تدافنتم ».

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنكم لن تسعوا النّاس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : إنّكم لن تسعوا النّاس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم».

:قال فقلت له زدني يا ابن رسول الله

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من

ص: 407


1- في أمالي الطوسي : «وصلى عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) وقال (علیه السلام)» .
2- 12 - ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام): ج 2 ص 58 - 59 باب 31 ح 204 . ولكلّ من الفقرات تخريجات مذكورة في مواضعها .

عتب على الزمان طالت معتبته» (1).

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال: حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام):

« مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار».

قال : فقلت له زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « بئس الزاد إلى المعاد العدوان إلى العباد».

قال : فقلت له زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « قيمة كل امرئ ما يحسنه». :

قال : فقلت له زدنی یا ابن رسول الله

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «المرء مخبوء تحت لسانه».

قال : فقلت له زدنی یا ابن رسول الله

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « ما هلك امرو عرف قدره ».

قال : فقلت له: زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام):

«التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم »(2) .

قال : فقلت له : زدنی یا ابن رسول الله

فقال : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من

ص: 408


1- وفي غرر الحكم للأمدي : 5: 323 و 455 ح 8570 و 9147: «من عتب على الدهر طال معتبه ».
2- وأورده الأمدي في غرر الحكم : 1 : 372 بلفظ : «التدبير قبل العمل يؤمن الندم».

وثق بالزمان صرع».

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « خاطَرَ بنفسه من استغنى برأيه».

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «قلة العيال أحد اليسارين» (1).

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من دخله العُجب هلك » (2).

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدي، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من أيقن بالخلف جاد بالعطيّة»(3) .

قال : فقلت له : زدني يا ابن رسول الله .

فقال : حدّثني أبي، عن جدّي ، عن آبائه (علیهم السلام) قال : قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «من

ص: 409


1- هذه الفقرة أوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 111 في عنوان : « آدابه (علیه السلام) لأصحابه»، وفي ص 214 في قصار حكمه الا بزيادة : «وهو نصف العيش». وأورده أيضاً في مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) : ص 403. وأوردها الذهبي في ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من سير أعلام النبلاء: 6 : 262 عن الصادق (علیه السلام) .
2- هذه الفقرة أوردها الحرّاني في تحف العقول: ص 409 عن الإمام الكاظم (علیه السلام) وانظر سائر تخريجاته في باب العجب من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر .
3- هذه الفقرة أوردها الذهبي في ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من سير أعلام النبلاء : 6: 262 عن الصادق (علیه السلام) .

رضي بالعافية ممن دونه رُزِق السلامة من فوقه».

قال : فقلت له : حسبي .

(أمالی الصدوق : المجلس 68 ، الحديث 9)

(4206 - 4207) 13 - (1) 14 - حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس قال :

قال أبو جعفر : «كان أمير المؤمنين (علیه السلام) بالكوفة إذا صلّى [ بالنّاس ] (2) العشاء الآخرة ينادي النّاس (3) ثلاث مرات حتى يُسمع أهل المسجد : أيها الناس تجهزوا رحمكم الله (4) ، فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرّج على الدنيا بعد نداء فیها (5) بالرحيل ! تجهزوا رحمكم الله وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو

ص: 410


1- 13 - ورواه المفيد في الإرشاد : 1 : 234 وزاد في آخره: «يا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حُجّة، أو تُؤديه أيّامه إلى شقوة، جعلنا الله وإياكم ممن لأتبطره نعمة، ولا تحلّ به بعد الموت نقمة ، فإنّما نحن به وله ، وبيده الخير وهو على كلّ شيء قدير». وأورده الآبي في نثر الدرّ : 1 : 313 - 314 مثل رواية المفيد إلى قوله (علیه السلام) : «إلى شقوة» وأورده الشريف الرضي في باب الخطب من نهج البلاغة برقم 204 وفيه : «... و الوقوف عندها واعلموا أنّ ملاحظ المنية نحوكم دانية وكأنّكم بمخالبها وقد نشبت فيكم، وقد دهمتكم فيها مفظعات الأمور، ومعضلات المحذور فقطعوا علائق الدنيا واستظهروا بزاد التقوى». وأورده أيضاً في الخصائص : 98. وأورده - مختصراً ومع مغايرة - علي بن مهدي المامطيري : ص 420، ح 340.
2- من أمالي المفيد .
3- في أمالي المفيد: «بالنّاس».
4- في أمالي المفيد : «يرحمكم الله».
5- في أمالي المفيد : « بعد النداء فيها». والتعرّج على الدنيا : الإقامة الطويلة فيها والركون إليها وحبس المطيّة عليها ، والغفلة عن السير والسفر .

التقوى ، واعلموا أنّ طريقكم إلى المعاد (1) ، وممركم على الصراط، والهول الأعظم أمامكم، وعلى طريقكم عقبة كَؤُود (2) ومنازل مَهُولة (3) مخوفة ، لابد لكم من الممرّ عليها والوقوف بها فإما برحمة من الله (4) فنجاة من هولها وعِظَم خطرها وفظاعة (5) منظرها وشدّة مختبرها (6) ، وإما بهلكة (7) ليس بعدها انجبار».

(أمالی الصدوق : المجلس 75 ، الحديث 7)

أبو عبد الله المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر ، عن أبي جعفر (علیه السلام) مثله، بتفاوت ذكرتها في الهامش. (أمالی المفيد : المجلس 23، الحديث 32)

(4208) 15 - (8) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي قال : حدّثنا محمّد الحسين الخشاب قال : حدّثنا محمّد بن محسن، عن المفضّل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده ، عن أبيه (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام): « والله ما دنياكم عندي إلا كَسَفْرٍ على

ص: 411


1- في بعض نسخ أمالي المفيد : «في المعاد».
2- عقبة كؤود وكأداء : صعبة المرتقی .
3- في أمالي المفيد : «مهوبة» .
4- في أمالي المفيد : « والوقوف عندها ، فإما رحمة الله» .
5- في أمالي المفيد: «فظاظة».
6- في أمالي المفيد: «مخبرها».
7- في أمالي الطوسي : «وإمّا مهلكة».
8- 15 - وأورد بعض فقراته ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1: 56 وفقرة منه في ص 78. وانظر سائر تخريجاته وشرحه في باب زهد أمير المؤمنين (علیه السلام) من كتاب الإمامة : ج 4 ص 538 - 543 ح 1.

منهل حلّوا ، إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا ولا لذاذتها في عيني إلا كحميم أشربه غسّاقاً، وعلقم أتجرّعه زعاقاً، وسمّ أفعى (1) أسقاه دهاقاً، وقلادة من نار أوهقها خناقاً، ولقد رَفَعتُ مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، وقال لي : اقذف بها قذف الأتن ، لا يرتضيها ليرقعها فقلت له : اغرب عنّي .

فعند الصباح يحمد القوم السُرى *** وتنجلي عنا عُلالات الكَرى

ولو شئت لتَسَربَلتُ بالعبقري المنقوش من ديباجكم، ولأكلت لُباب هذا البُرّ بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم، ولكن أصدق الله جلّت عظمته حيث يقول : « مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فيها لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ» (2)، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشررة إلى الأرض لأحرقت نبتها ، ولو اعتصمت نفس بقلّة لأنضجها وهج النار في قُلّتها ؟ ! وأيما (3) خير لعلي أن يكون عند ذي

العرش مقرّباً ، أو يكون فى لظى خسیئاً مُبعداً، مسخوطاً عليه بجرمه مكذباً ؟!

والله لأن أبيت على حَسَك السعدان مُرقداً، وتحتي أطمار على سفاها ممدداً، أو أُجرٌ في أغلالي مصفّداً ، أحب إليّ من أن ألقى في القيامة محمّداً خائناً في ذي يُتمة أظلمه بفلسه متعمّداً، ولِمَ أظلم اليتيم وغير اليتيم ؟! لنفس تسرع إلى البلاء قُفولها ، ويمتدّ في أطباق التَّرى حلولها ، وإن عاشت رويداً فبذي العرش نزولها .

معاشر شيعتي ، احذروا فقد عضّتكم الدنيا بأنيابها ، تختطف منكم نفساً بعد نفس كذئابها، وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لركابها ، ألا إنّ الحديث ذُو شجون ، فلا يقولنّ قائلكم : إنّ كلام عليّ متناقض، لأنّ الكلام عارض.

ولقد بلغني أنّ رجلاً من قُطّان المدائن تبع بعد الحنيفية عُلوجه، ولبس من نالة

ص: 412


1- في نسخة : «أفعاة».
2- سورة هود : 11 : 15 - 16 .
3- في نسخة : «وإنّما» .

دهقانه منسوجه، وتضمّخ بمسك هذه النوافج (1) صباحه، وتبخّر بعود الهند رواحه، وحوله ريحان حديقة يشم نفاحه وقد مدّ له فروشات الروم على شرره، تعساً له بعد ما ناهز السبعين من عمره ، وحوله شيخ يدبّ على أرضه من هرمه، وذو يتمة تضوّر من ضُرّه ومن قَرَمه، فما واساهم بفاضلات من علقمه لئن أمكنني الله منه لأخضمنّه خضم البر ، ولأقيمنّ عليه حدّ المرتد، ولأضربنّه الثمانين بعد حد، ولأسدّنّ من جهله كلّ مسد تعساً له أفلا شعر ، أفلا ،صوف أفلا وبر ، أفلا رغيف قفار الليل إفطار مقدّم (2) ، أفلا عبرة على خدّ في ظلمة ليال تنحدر ؟ ولو كان مؤمناً لا تسقت له الحجة إذا ضيّع ما لا يملك .

والله لقد رأيت عقيلاً أخي وقد أملق حتى اسْتَماحَني من بركم صاعه، وعاودني في عشر وسق من شعيركم يُطعمه جياعه، ويكاد يلوي ثالث أيامه خامصاً ما استطاعه، ورأيت أطفاله شُعث الألوان من ضرّهم كأنما اشمأزت وجوههم من قُرّهم، فلما عاودني في قوله وكرّره، أصغيت إليه سمعي فغرّه، و ظنّني أوتِغ ديني فأتّبع ما سرّه، أحميت له حديدة لينزجر ، إذ لا يستطيع منها دنوّاً ولا يصبر، ثمّ أدنيتها من جسمه، فضجّ من ألمه ضجيج ذي دَنَف يئن من سقمه، وكاد يسبني سَفَها من كظمه ، والحرقة في لظى أضنى له من عدمه ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أَتَئِنّ من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه ، وتجرّني إلى نار سجّرها جبّارها من غَضبه ؟ ! أتَئِنّ من الأذى ، ولا أثنٌ من لظى ؟ !

والله لو سقطت المكافاة عن الأمم، وتركت في مضاجعها باليات في الرّمم، لاستحييت من مقت رقيب يكشف فاضحات من الأوزار تنسخ ، فصبراً على دنيا تمرّ بلأ وائها كليلة (3) بأحلامها تنسلخ ، كم بين نفس في خيامها ناعمة وبين أثيم

ص: 413


1- ضَمَحَ جَسَدَه وغيرَه بالطيب وغيره : لَطَّخه به في كثرة. وتضمخ بالطيب وغيره: تلطَّخ . والنافجة : وعاء المسك في جسم الظبي، جمعه نوافج . (المعجم الوسيط ) .
2- في نسخة : «لليل إفطار معدم ».
3- اللأواء ضيق المعيشة. وشدّة المرض والكليل الضعيف، أو المتعب (المعجم الوسيط).

في جحيم يصطرخ ؟

ولا تعجب من هذا، واعجب بلاصنع منّا من طارق طرقنا (1) بملفوفات زمّلها (2) في وعائها، ومعجونة بسطها في إنائها ، فقلت له : أصدقة، أم ،نذر أم زكاة ؟ وكلّ ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوّة، وعوّضنا منه خُمس ذي القربى في الكتاب والسنّة. فقال لي : لا ذاك ولا ذاك، ولكنّه هدية. فقلت له : ثكلتك الثواكل، أفعن دين الله تخدعني بمعجونة غرّقتموها بقندكم، وخبيصة صفراء أتيتموني بها بعصير تَمركم ؟ أمختبط، أم ذو جنّة، أم تهجر ؟ أليست النفوس عن مثقال حبة من خردل مسؤولة ؟ فما ذا أقول في معجونة أتزقّمها معمولة ؟

والله لو أعطيتُ الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، واسترقّ لي قُطّانها، مذعنة بأملاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها شعيرة فألوكها، ما قبلت ولا أردت ، ولدنياكم أهون عندي من ورقة في في جرادة تقضمها، وأقذر عندي من عُراقة خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذُو سَقَم فَيَبشمها ، فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيّها ، ومعجونة كأنها عُجنت بريق حية أو قيّها !

ص: 414


1- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : 11 : 247 : كان أهدى له الأشعث بن قيس نوعاً : من الحلواء تأنق فيه ، وكان (علیه السلام) يبغض الأشعث، لأنّ الأشعث كان يُبغضه ، وظنّ الأشعث أنه يستميله بالمهاداة لغرض دنيوي كان في نفس الأشعث، وكان أمير المؤمنين (علیه السلام) يفطن لذلك ويعلمه، ولذلك ردّ هدية الأشعث، ولولا ذلك لقبلها ، لأن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قبل الهدية ، وقد قبل على (علیه السلام) هدايا جماعة من أصحابه ، ودعاه بعض من كان يأنس إليه إلى حلواء عملها يوم نوروز فأكل وقال : «لِمَ عملت هذا» ؟ فقال : لأنه يوم نوروز . فضحك وقال : «نورزُوا لنا في كلّ يوم إن استطعتم ». وكان (علیه السلام) من لطافة الأخلاق وسجاحة الشيم على قاعدة عجيبة جميلة، ولكنه كان ينفر عن قوم كان يعلم من حالهم الشنان له ، وعمّن يحاول أن يصانعه بذلك عن مال المسلمين ، و هيهات حتى يلين لضرس الماضع الحجر !
2- زَمَّله : أخفاه . وزمّل بثوبه وفيه : لفّه . (المعجم الوسيط ) .

اللهمّ إنّي نفرتُ عنها نفار المهرة من راكبها ، أريه السُها ويُريني القمر.

ءأمتنع من وَبَرة من قُلوصها ساقطة وابتلع إبلاً في مبركها رابطة ؟ أدبيب ، العقارب من وَكرها ألتقط ، أم قواتل الرُّقش في مبيتي ارتبط ؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي ، فبتقوى الله أرجو خلاصي ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة تنتجها المعاصي ؟! سألق وشيعتي ربنا بعيون مرّة (1) ، وبطون خماص (2) « لِيمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ» (3) ، ونعوذ بالله من سيئات الأعمال».

(أمالی الصدوق : المجلس 90 ، الحديث 7)

(4209) 16 - (4) أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا محمّد بن الوليد قال : حدّثنا غندر محمّد [ بن جعفر ] قال : حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبی الطفيل عامر بن واثلة الكناني (رحمه الله ) قال :

ص: 415


1- فى البحار : « بعيون شاهرة» .
2- خَمَصَ البطنُ خَمصاً وخموصاً وتَخمَصَةً : خلا وضَمُرَ. ويقال : خَمَصَ الجوعُ فلاناً : أضعَفَه وأدخل بطنه في جوفه، فهو خميص، جمعه خماص ، وهي خميصة جمعها خماص و خمائص . (المعجم الوسيط )
3- سورة آل عمران : 3: 141 .
4- 16 - ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب « قصر الأمل» : 49/50 بإسناده عن مهاجر العامري ، عن أمير المؤمنين (علیه السلام) . ورواه أيضاً في ص 26 - 3 بإسناده عن علي بن أبي حنظلة، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وأورده نحوه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 80. وانظر ما أورده الحرّاني في مواعظ الإمام السجاد (علیه السلام) من تحف العقول: ص 281. وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 378 - 379 كتاب الإيمان والكفر : باب ترك الشهوات و الأهواء (7) من أبواب مكارم الأخلاق ح 2.

سمعت أمير المؤمنين (علیه السلام) (1) يقول : « إنّ أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الأخرة، وأمّا اتباع الهوى فيَصُدّ (2) عن الحق، ألا وإنّ الدنيا قد توَلَّت مُدبرةً والأخرة (3) قد أقبلت مُقبلةٌ ، ولكلّ واحدة منهما بنون ،فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا حساب ، والآخرة (4) حساب ولا عمل » .

(أمالی المفيد : المجلس 41 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 37)

أبو جعفر الطوسي عن المفيد، عن أبي حفص عمر بن محمد الصيرفي، عن محمّد بن مخلد بن حفص، عن محمد بن الوليد، عن غندر محمّد [بن جعفر ] ، مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحدیث 1)

(4210) 17 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبوبكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدّثنا مسلم بن عبد الله البصري قال: حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان النهدي قال: حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حبّة العرني قال :

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) يقول: «إني أخشى عليكم اثنتين : طول الأمل ... » إلى آخر ما في الحديث السابق، إلّا أنّ فيه : «... فيصد عن الحق ، وإنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة، والآخرة قد جاءت مقبلة»، والباقى سواء

(أمالی المفيد : المجلس 11، الحديث 1)

(4211) 18 - حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن

ص: 416


1- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : «عن أبي الطفيل قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام): في خطبة له» .
2- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : «فيضلّ».
3- في المجلس 9 من أمالي الطوسي : «وإنّ» .
4- في المجلس 9 من أمالي الطوسى: «وغداً» ، ومثله في المجلس 11 من أمالي المفيد .

محمّد بن الحسن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عاصم [ بن حميد ] (1)، عن فضيل [بن الزبير ] الرسان، عن يحيى بن عقيل قال :

قال عليّ (علیه السلام): إنما أخاف عليكم اثنتين : اتباع الهوى وطول الأمل، فأمّا اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة، ارتحلت الدنيا مقبلة، وارتحلت الدنيا مدبرة، ولكلّ بنون فكونوا من بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا، اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 41)

(4212) 19 - أخبرني أبو نصر محمّد بن الحسين البصير المقرئ قال: حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن الصيدلاني قال: حدّثنا أبو المقدام أحمد بن محمد مولى بني هاشم قال : حدّثنا أبو نصر المخزومي :

عن الحسن بن أبي الحسن البصري :قال لما قدم علينا أمير المؤمنين (علیه السلام) البصرة، مرّ بي وأنا أتوضّاً، فقال: «يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك». ثم جازني ، فأقبلت أقفو إثره (2)، فحانت مني التفاتة (3) فنظر إليّ فقال: «يا غلام ألك إلىّ حاجة» ؟

فقلت : نعم، علّمني كلاماً ينفعني الله به .

فقال: « يا غلام من صدق الله نجا ومن أشفق على دينه سلم من الردى، ومن زهد في الدنيا قرّت عينه بما يرى من ثواب الله عزّ وجلّ، ألا أزيدك يا غلام ؟

قلت: بلى يا أمير المؤمنين .

ص: 417


1- لم أعثر على رواية ابن مهزيار عن عاصم بلا واسطة، والظاهر سقوط الراوي بينهما ، انظر ترجمة ابن مهزیار وعاصم بن حميد في معجم رجال الحديث .
2- قفا إثره : تبعه وجاء في عقبه .
3- في بعض النسخ : «فحانت منه التفاتة».

قال : ثلاث خصال من كنّ فيه سلمت له الدنيا والآخرة : من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه ، وحافظ على حدود الله .

یا غلام ، أيسرّك أن تلقى الله يوم القيامة وهو عنك راض» ؟

قلت : نعم ، يا أمير المؤمنين .

قال: «كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً، وعليك بالصدق في جميع أمورك ، فإنّ الله تعبّدك (1) وجميع خلقه بالصدق ».

ثم مشى حتى دخل سوق البصرة، فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون، فبكى (علیه السلام) بكاء شديداً ، ثم قال: «يا عبيد الدنيا وعمّال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فرشكم (2) تنامون ، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تحرزون (3) الزاد، وتفكرون في المعاد» ؟!

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، إنّه لابد لنا من المعاش ، فكيف نصنع ؟

فقال أمير المؤمنين (علیه السلام): «إنّ طلب المعاش من حلّه لا يشغل عن عمل الآخرة، فإن قلت : لابد لنا من الاحتكار لم تكن معذوراً».

فولى الرجل باكياً، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): أقبل عليّ أزدك بياناً».

فعاد الرجل إليه ، فقال له : اعلم يا عبد الله أنّ كلّ عامل في الدنيا للأخرة لابد أن يوفّى أجر عمله في الآخرة، وكلّ عامل ديناً للدنيا عمالته (4) في الآخرة نار جهنّم».

ثم تلا أمير المؤمنين (علیه السلام) قوله تعالى: « فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيا فَإِنَّ الجَحِيمَ هِيَ المأوى»(5).

(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 3)

ص: 418


1- تعبده : أي دعاه للطاعة ، أو اتخذه عبداً له . وفي النسخ : «يعبدك» .
2- في بعض النسخ والبحار : « فراشكم».
3- في البحار : «تجهزون».
4- العمالة - بالضم والكسر : أجر العامل ، رزقه .
5- سورة النازعات 79: 37- 39.

(4213) 20 - (1)أخبرني أبو الطيب الحسين بن [علي بن ] (2) محمد النحوي التمّار قال: حدّثنا محمد بن الحسن (3) قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا صالح بن عبدالله قال: حدّثنا هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي :

عن الأصبغ بن نباتة [ رحمه الله] (4) قال : إن أمير المؤمنين (علیه السلام) خطب ذات يوم، فحمد الله و أثنى عليه وصلى على النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ثم قال : «أيها الناس ، اسمعوا مقالتي، و عوا كلامي، إنّ الخيلاء من التجبّر، والنخوة (5) من التكبر، وإنّ الشيطان عدوّ حاضر يعدكم الباطل ، ألا إن المسلم أخو المسلم، فلا تنابزوا ولا تخاذلوا (6) ، فإنّ شرائع الدين واحدة، وسبله قاصدة من أخذ بها لحق، ومن تركها مرق (7) ، ومَن فارقها محق.

ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا وعد ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة، وقولنا الحق، وفعلنا القسط، ومنا خاتم النبيين، وفينا قادة الإسلام وأمناء الكتاب، ندعوكم إلى الله ورسوله وإلى جهاد عدوّه، والشدّة في

ص: 419


1- 20 - تقدّم تخريجه في كتاب الإمامة : ج 3 ص 554 باب 6 من أبواب ما وقع بعد قتل عثمان ، من الحوادث والفتن : ح 4.
2- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي ، وهو الصحيح الموافق لترجمة الرجل في تاریخ بغداد 8: 70 / 4148 ، ولسان الميزان :2: 558 /2793 ، وبغية الوعاة : 1 : 536 / 1114 ، وبغية الطلب في تاريخ حلب : 10 : 4375 في ترجمة أبي جعفر بن علي المحسّن .
3- الظاهر أنه محمّد بن الحسن بن موسى بن سماعة ، الذي يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، كما في ترجمة أبي نعيم من تهذيب الكمال ، وفي أمالي الطوسي : محمد بن الحسين .
4- من أمالي الطوسي .
5- «عوا » : أي احفظوا ، والمفرد «عه» بهاء السكت . و «الخيلاء»: العُجب . و«النخوة» : الافتخار والتعظيم . وفي نسخة : «والتموّه من التكبّر» بمعنى التلبيس .
6- في نسخة : «ولا تجادلوا» .
7- فى نسخة : «غرق» .

أمره، وابتغاء رضوانه (1) ، وإلى إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفيء لأهله» الحديث .

(أمالی المفيد : المجلس 27 ، الحديث 5)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، إلا أن فيه : «وإقامة الصلاة».

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 14)

تقدّم تمامه في الباب 6 من أبواب الحوادث والفتن من كتاب الإمامة (2).

(4214) 21 - (3) حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدّثني الشيخ الصالح عبدالله بن محمّد بن عبیدالله بن ياسين (4) قال : سمعت العبد الصالح علي بن محمد بن علي الرضا (علیهم السلام) بسر من رأى يذكر عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «العلم وراثة كريمة، والآداب حلل حسان، والفكرة مرآة صافية والاعتبار منذر ناصح وكفی بك أدباً لنفسك تركك ما كرهته من غيرك».

(أمالی المفيد : المجلس 39، الحديث 7)

أبو جعفر الطوسي، عن ، عن المفيد مثله ، إلّا أنّ فيه: «والاعتذار منذر ناصح، وكفى بك أدباً تركك ...».

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 29)

ص: 420


1- في نسخة : «مرضاته».
2- تقدّم في ج 3 ص 554 - 555 ح 4 .
3- 21 - وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 81، والفتّال في عنوان : الكلام» في ماهيّة العلوم وفضلها من روضة الواعظين : ص 10 بتفاوت . وأورد الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 5 الفقرات الثلاثة الأولى، وفيه: «والآداب حلل مجدّدة»، وفي رقم 365 من قوله : «الفكر مرآة صافية» إلى آخر الحديث . وفي غرر الحكم: 1 : 144 / 534 : «الاداب حلل مجدّدة»، وفي 1 : 155 / 587: « الاعتذار منذر ناصح »، وفي 1: 231 / 926: «الفكرة مرآة صافية»، وفي 2 : 1701/30 «العلم وراثة كريمة ونعمة عميمة».
4- في أمالي الطوسي : «عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ياسين»، وتجد في تاريخ بغداد: 106:10 والمنتظم : ج 13 ص : 153 في وفيات سنة 302 ترجمة «عبد الله بن محمد بن ياسين» .

(4215) 22 - (1) (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمد قال : أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمّد التمار قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري قال : حدّثنا أحمد بن عبيد قال : حدّثنا عبد الرحيم بن قيس الهلالي قال : حدّثنا [عبد الله بن عمر ] العمري، عن أبي وجزة [ يزيد بن عبيد ] السعدي، عن أبيه قال :

أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) إلى الحسن بن علي (علیهما السلام)، فقال فيما أوصى به إليه : «يا بُنَيَّ، لا فقر أشدّ من الجهل، ولا عُدمَ أعدم من عدم العقل لا وحدة أوحش من العجب، ولا حسب كحُسن الخلق، ولا ورع كالكفّ عن محارم الله ، ولا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزّ وجلّ .

ص: 421


1- 22 - تجد بعض فقرات الحديث في المحاسن للبرقي : ص 345 باب فضل السفرح 4 ، وترجمة محمد بن عبد الله الحطي من كتاب المجروحين - لابن حبّان - : 2 / 306- 307 ، وشعب الإيمان للبيهقي : 4 : 157 / 4647 باب 33 ، ونهج البلاغة : قصار الحكم: (388) و (390)، وتحف العقول للحراني : ص 203 في مواعظه
2- ، وفي ص 6 و 10 في ضمن وصية النبي للوصي (صلی الله علیه آله وسلم) وربيع الأبرار للزمخشري : 412/3 ، وتهذيب الكمال للمزي: 6: 239 - 240 و 241 ، وكنز العمال للهندي : 16 : 120 - 121 / 44135 - 44136 ، وتنبيه الخواطر لورّام بن أبي فراس : 2: 156 . قال العلامة المجلسي (رحمه الله ) في البحار : 1 : 88 - 89: «العُدم» - بالضم - الفقر وفقدان شيء : و«العُجب»: إعجاب المرء بنفسه بفضائله وأعماله ، وهو موجب للترفع على الناس والتطاول عليهم، فيصير سبباً لوحشة النّاس عنه ، ومستلزماً بترك إصلاح معائبه وتدارك ما فات منه فينقطع عنه مواد رحمة الله ولطفه وهدايته ، فينفرد عن ربه وعن الخلق ، فلا وحشة أوحش منه وقوله هو بالاضافة إلى ورع من يتورع عن المكروهات ولا يتورع عن المحرّمات . و«الشخوص»: الذهاب من بلد إلى بلد والسير في الأرض ، ويمكن أن يكون المراد هنا ما يشمل الخروج عن البيت. و«الخطوة» - بالضم والكسر -: المكانة والقُرب والمنزلة، أي يُشخّص بتحصيل ما يوجب المكانة والمنزلة في الآخرة . انتهى . وقال ابن أبي الحديد في شرحه : 19 : 338: «يَرُمّ معاشه» : يُصلحه . و«شاخصاً »: راحلاً . و «خُطوة في معاد» : يعني في عمل المعاد، وهو العبادة والطاعة.

يا بُنيّ، العقل خليل المرء، والحلم وزيره والرفق والده والصبر من خير جنوده. يا بُنيّ، إنّه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه، وليعرف أهل زمانه .

يا بُنيّ، إنّ من البلاء الفاقة، وأشدّ من ذلك مرض البدن، وأشدّ من ذلك مرض القلب، وإنّ من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب.

يا بنيّ، للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحلّ ويجمل ، وليس للمؤمن بُدّ من أن يكون شاخصاً في ثلاث مرمّة لمعاش، أو خُطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم».

(أمالی الطوسي : المجلس 5 ، الحديث 54 )

(4216) 23 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن صالح بن حمزة، عن الحسين بن عبد الله ، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة :

أنّ أمير المؤمنين (علیه السلام) قال لأصحابه : «اعلموا يقيناً أنّ الله تعالى لم يجعل للعبد ، وإن عظمت حيلته، واشتدّ طلبه، وقويت مكائده ، أكثر مما سمي له في الذكر الحكيم، فالعارف بهذا العاقل له أعظم النّاس راحة في منفعته، والتارك له أعظم النّاس شغلاً في مضرّته ، والحمد لله ربّ العالمين.

وربّ منعم عليه مستدرج، وربّ مبتلى عند الناس مصنوع له، فأبق أيها المستمع من سعيك، وقصر من عجلتك، واذكر قبرك ومعادك، فإنّ إلى الله مصيرك ، وكما تدين تدان.

(أمالی الطوسي : المجلس 6 ، الحديث 23)

ص: 422


1- 23 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 183 ، ونحوه مع زيادة في 1: 13 . وروی نحوه الكليني في الكافي : 5: 81 - 9/82 ، وعنه الشيخ في التهذيب : 6 : 322 / 883 .

(4217) 24 - (1) أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن عمر بن سالم الجعابي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثني محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو علي قال : حدّثني عمّ أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين قال :

قال أمير المؤمنين (علیهم السلام): « إنّ المؤمن لا يُصبح إلا خائفاً وإن كان محسناً، ولا يُمسى إلا خائفاً وإن كان محسناً ، لأنه بين أمرين : بين وقت مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد اقترب لايدري ما يصيبه من الهلكات .

ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله ، صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ، وعودوا بالفضل على مَن حَرمكم، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم، و أوفوا بعهد من عاهدتم ، وإذا حكمتم فاعدلوا».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 7)

(4218) 25 - (2) ومن كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) قال : «أيّها النّاس ، أصبحتم أغراضاً تنتضلُ (3) فيكم المنايا، وأموالكم نهب المصائب، وما طعمتم في الدنيا من طعام فيه

ص: 423


1- 24 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 169 - 170 .
2- 25 - ورواه المفيد في الإرشاد : 1 : 238 فصل 67 . وأورد نحوه السيد الرضي في نهج البلاغة : باب الخطب رقم 145 ، وأبو علي القالي في أماليه : 2: 54. وأورد الحرّاني نحوه في مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) من تحف العقول: ص 299 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 76 باختصار، ونحوه في ج 2 ص 28 . وانظر البيان والتبيين للجاحظ : 74:4 .
3- في النسخ: « تنضل» والتصحيح من الإرشاد والنهج وأمالي القالي. وتنتضل فيه : تترامي إليه .

غَصَص (1) ، وما شربتموه من شراب فلكم فيه شَرَق ، وأشهد بالله ما تنالون من الدنيا نعمة تفرحون بها إلا بفراق أخرى تكرهونها ، أيّها النّاس إنا خلقنا وإياكم للبقاء لا للفناء، ولكنّكم من دار إلى دار تنقلون فتزوّدوا لما أنتم صائرون إليه وخالدون فيه والسلام».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 31)

(4219) 26 - (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهما السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): أفضل ما توسل به المتوسلون: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملّة، وإيتاء الزكاة فإنّها من فرائض الله، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من عذاب الله ، وحج البيت فإنّه ميقات للدين ومدحضة للذنب، وصلة الرحم فإنّه مثراة للمال ومَنسأة للأجل ، وصدقة السر فإنّها تُذهب الخطيئة وتُطفئ غضب الربّ ، وصنائع المعروف فإنّها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان (3) ، ألا فاصدقوا فإنّ الله مع مَن صَدَق ، وجانبوا الكذب فإنّ الكذب مجانب الإيمان، ألا وإنّ الصادق على شفا مَنجاة وكرامة ، ألا وإنّ الكاذب على شفا مخزاة وهَلَكة ، ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا مَن ، قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم ».

(أمالی الطوسي : المجلس 8، الحديث 32 )

ص: 424


1- غَصَّ بالماء غَصاً وغَصَصاً : وَقَفَ في حلقه فلم يكد يسيغه . (المعجم الوسيط).
2- 26- تقدّم تخريجه في ج 6 ص 345 كتاب الإيمان والكفر ، باب جوامع مكارم الأخلاق : ح 36 .
3- في الفقيه : 2 : 30 / 114 : « صنائع المعروف تقي مصارع السوء ».

(4220) 27 - (1) أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن عباد بن أحمد العرزمي قال : حدّثني عمي، عن أبيه، عن مطرف، عن الشعبي :

عن صعصعة بن صوحان قال : عادني علي أمير المؤمنين (علیه السلام) في مرض ثم قال : « انظر فلا تجعلنّ عيادتي إيّاك فخراً على قومك، فإذا رأيتهم في أمر فلا تخرج منه ، فإنّه ليس بالرجل غناء عن قومه إذا خلع منهم يداً واحدة يخلعون منه أيدياً كثيرة ، فإذا رأيتهم في خير فأعِنهم عليه ، وإذا رأيتهم في شرّ فلا تخذلنهم، وليكن تعاونكم على طاعة الله، فإنّكم لن تزالوا بخير ما تعاونتم على طاعة الله تعالى، وتناهيتم عن معاصيه».

(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 57 )

(4221 - 4222) 28 - (2) 29 - (3) حدّثنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي محمد هارون بن

ص: 425


1- 27 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 652 - 653 في باب العصبيّة والفخر (23) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ح 2 .
2- 28 - وأورده ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 168 . وأورده - مع مغايرة وزيادة - الشريف الرضي في باب الخطب من نهج البلاغة : رقم 114 ، وابن شعبة الحرّانى فى مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام) من تحف العقول: ص 218 - 219 . وأورد بعض فقراته الأمدي في غرر الحكم : 2 : 623ح 3658.
3- 29 - ورواه اليعقوبي في تاريخه : ج 2 ص 206 ، والشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة : رقم 116 و 260 ، وابن شعبة الحراني في تحف العقول: ص 203 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص في عنوان: «فصل : ومن كلامه (علیه السلام) في المواعظ والدقائق»، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 168 ، وابن حمدون في تذكرته : 1 : 72 / 108 . و في غرر الحكم : 4: 548 / 6931: «كم من مفتون بالثناء عليه» ، وفي ح 6932 : «كم من مغرور بحسن القول فيه »، وفي 550 / 6943: «كم من مستدرج بالاحسان إليه» . وروى الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 128 / 98 بإسناده عن الإمام الصادق (علیه السلام) (في حديث )أنه قال : «كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه، وكم من مستدرج بستر الله عليه ، وكم من مفتون بثناء الناس عليه ». وفي مواعظ الإمام السجاد (علیه السلام) من تحف العقول: ص 281 : «كم من مفتون بحسن القول فيه ، وكم مغرور بحسن الستر عليه ، وكم من مستدرج بالاحسان إليه».

موسی التلعكبري قال : حدّثنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن إبراهيم العلوي قال : حدّثنا الحسين بن علي الخزاز - وهو ابن بنت إلياس - قال : حدّثنا ثعلبة بن ميمون ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال :

كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يقول : «إنما الدنيا فناء وعناء، وغير وعِبَر، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه مفوّق نبله، يرمي الصحيح بالسقم والحي بالموت، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن، ومن غيرها (1) أنك ترى المغبوط مرحوماً والمرحوم مغبوطاً، ليس منها إلا نعيم زائل أو بؤس نازل، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله فيختطفه من دونه أجله».

قال أبو عبد الله (علیه السلام): وقال أمير المؤمنين (علیه السلام): « كم من مستدرج بالإحسان إليه مغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله عبداً بمثل الإملاء له».

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 49 و 50)

(4223) 30 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا عبد الله بن أبي داوود السجستاني قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسن المقسمي الطرسوسي قال: حدّثنا بشير بن زاذان، عن عمر بن صبح، عن جعفر بن محمد، عن ، عن آبائه :

عن عليّ بن أبي طالب (علیهم السلام) أنه قال: «إنما الدنيا عناء وفناء، وعبر وغير، فمن فنائها أنّ الدهر موتر قوسه ، موفق نبله ، يصيب الحي بالموت ، والصحيح بالسقم ، ومن عنائها أنّ المرء يجمع ما لا يأكل، ويبني ما لا يسكن، ومن عبرها أنك ترى

ص: 426


1- ومثله في تحف العقول، وفي الحديث 50 من المجلس 17 «ومن عبرها » وفي المورد الثاني : « ومن غيرها».
2- 30 - لاحظ تخريج الحديث 28 من هذا الباب.

المغبوط مرحوماً [ والمرحوم مغبوطاً ] (1) ليس بينهما إلا نعيم زال أو بؤس نزل، ومن غيرها أنّ المرء يشرف عليه أمله فيختطفه دونه أجله».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 52)

(4224) 31 - قال : وقال (علیه السلام): « أربع للمرء لا عليه : الإيمان، والشكر، فإنّ الله تعالى يقول: «مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُم » (2) ، والاستغفار ، فإنّه قال : «وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ »، (3) والدعاء ، فإنّه قال: «قُلْ مَا يَعْبَةُ بِكُمْ رَبِّي لَولا دُعَاؤُكُمْ»(4)».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 53)

(4225) 32 - (5) أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي قال : حدّثني أبي قال: حدّثني عبدالعظيم بن عبدالله الحسني الرازي في منزله بالريّ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا (علیه السلام) ، عن آبائه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه (علیهم السلام):

عن جده علي بن أبي طالب قال : قلت أربعاً أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه قلت: «المرء مخبوء تحت لسانه » فأنزل الله تعالى : «وَلَتَعرِفَنَّهُم فِي لَحَنِ القَولِ » (6) ، قلت: «من جهل شيئاً عاداه» فأنزل الله : « بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ

ص: 427


1- الزيادة لابد منها كما في الحديث المتقدّم .
2- سورة النساء : 4 : 147 .
3- سورة الأنفال : 8: 33 .
4- سورة الفرقان : 25 : 77 .
5- 32 - ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 1 : 135 ، في عنوان «الحديث السادس : في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ».
6- سورة محمد : 47 : 30.

وَلَا يَأْتِهِم تَأْوِيلُهُ» (1) ، قلت : «قدر - أو قال : قيمة كل امرئ ما يحسن» فأنزل الله في قصة طالوت : « إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُم وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلمِ وَالجِسمِ » (2). قلت : « القتل يقلّ القتل»، فأنزل الله : « وَلَكُم فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ » (3).

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 54 )

(4226) 33- وعن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني قال : حدّثنا هارون بن عمرو بن عبدالعزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : حدّثنا أبي أبو عبد الله (علیه السلام) .

قال المجاشعي: وحدّثنا ه الرضا علي بن موسى (علیهما السلام)، عن أبيه موسى، عن أبيه أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

سمعت عليّاً (علیه السلام) يقول: «لا تتركوا حج بيت ربّكم ، لا يخل منكم ما بقيتم ، فإنّكم إن تركتموه لم تنظروا ، وإنّ أدنى ما يرجع به من أتاه أن يغفر له ما سلف.

وأوصيكم بالصلاة وحفظها فإنّها خير العمل وهي عمود دينكم وبالزكاة فإنّي سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : الزكاة قنطرة الإسلام ، فمن أدّاها جاز القنطرة ومن منعها احتبس دونها، وهي تطفئ غضب الربّ .

وعليكم بصيام شهر رمضان، فإنّ صيامة جُنّة حصينة من النار، وفقراء المسلمين أشركوهم في معيشتكم والجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ، فإنّما يجاهد في سبيل الله رجلان : إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه ، وذريّة نبيّكم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لا يظلمون بين أظهركم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم .

وأوصيكم بأصحاب نبيّكم، لا تسبّوهم، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً، ولم يأتوا محدثاً، فإنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أوصى بهم.

ص: 428


1- سورة يونس : 10 : 39
2- سورة البقرة : 2 : 247
3- سورة البقرة : 2 : 179 .

وأوصيكم بنسائكم وما ملكت أيمانكم ولا يأخذنكم في الله لومة لائم، يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا للنّاس حسناً كما أمركم الله عزّوجلّ، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الله أموركم شراركم ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم وعليكم بالتواضع والتبادل، وإياكم والتقاطع و التدابر والتفرّق، « وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقاب » (1)».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 65)

(4227) 34- (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز أبو العباس القرشي قال : حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثنا بشار بن ذراع، عن أخيه يسار ، عن حمران ، عن أبي عبد الله، عن أبيه (علیهما السلام) :

عن جابر بن عبد الله قال بينا أمير المؤمنين (علیه السلام) في جماعة من أصحابه أنا فيهم ، إذ ذكروا الدنيا وتصرفها بأهلها ، فذمّها رجل فذهب في ذمّها كل مذهب، فقال له أمير المؤمنين (علیه السلام): « أيها الذام للدنيا ، أنت المتجرّم عليها ، أم هي المتجرّمة عليك » ؟

فقال : بل أنا المتجرّم عليها يا أمير المؤمنين.

قال: «فبم تذمّها ؟ أليست منزل صدق لمن صدقها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ومساجد أنبياء الله ، ومهبط وحيه ومصلّى ملائكته، ومتجر أوليائه ، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنّة ؟ فمن ذا يذمّها وقد آذنت ببينها ونادت بانقضائها، ونعت نفسها وأهلها فَمثّلت ببلائها البلى، وتشوّقت

ص: 429


1- سورة المائدة : 2:5 .
2- 34 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 88 إلى قوله : «بمصرعهم مصرعك» مع مغايرة واختصار . وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 629 كتاب الإيمان والكفر ، باب حب الدنيا وذمّها (13) من أبواب مساوئ الأخلاق : ح 22 ، وتخريج الذيل في باب الطاعة والتقوى (13) من أبواب مكارم الأخلاق : ص 395 ح 2 .

بسرورها إلى السرور تخويفاً وترغيباً، فابتكرت بعافية، وراحت بفجيعة، فذمها رجال فرطوا غداة الندامة، وحمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير .

فيا أيها الذامّ للدنيا، المغتر بغرورها متى استذمّت إليك، أم متى غرتك ، أبمضاجع آبائك من البلى ؟ أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى ؟ كم مرّضت بيديك ، عالجت بكفّيك ؟ تلتمس لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطبّاء، لم تنفعهم بشفاعتك، ولم تسعفهم في طلبتك، مثّلت لك - ويحك - الدنيا بمصرعهم مصرعك ، و بمضجعهم مضجعك ، حين لا يغني بكاؤك ، ولا ينفعك أحبّاؤك».

ثم التفت إلى أهل المقابر فقال: «يا أهل التربة ويا أهل الغربة، أما المنازل فقد سكنت، وأمّا الأموال فقد قُسَمت وأمّا الأزواج فقد نُكحت هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم»؟

ثم أقبل على أصحابه فقال: «والله لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أنّ خير الزاد التقوى».

(أمالی الطوسي : المجلس 26 ، الحديث 5)

أقول : قريباً من ذيله رواه الصدوق في (المجلس 23، الحديث 1)، ذكرته في باب الطاعة والتقوى من أبواب مكارم الأخلاق فلاحظ هناك .

(4228) 35 - (1) وعن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبوأحمد عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ب- «بغداد» ، قال : حدّثني محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه ، عن جده (علیهم السلام) قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): «الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك ، تكونوا أحق بها وأهلها».

(أمالی الطوسي : المجلس 30، الحديث 3)

ص: 430


1- 35 - تقدّم تخريجه في ج 1 ص 99 - 100 باب 1 من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم و الجهل : ح 32.

(4229) 36 - (1) أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدّثني محمد بن موسى الرقي قال : حدّثنا علي بن محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن أبيه، عن أبان مولى زيد بن علي، عن عاصم بن بهدلة، عن شريح القاضي قال :

قال أمير المؤمنين (علیه السلام) لأصحابه يوماً وهو يعظهم: «ترصّدوا مواعيد الآجال، وباشروها بمحاسن الأعمال، ولا تركنوا إلى ذخائر الأموال، فتحلّيكم (2) خدائع الأمال، إنّ الدنيا خَدّاعة صرّاعة مَكَارة غَرّارة سَحّارة، أنهارها لامعة ، وثمراتها يانعة ، ظاهرها سرور ، وباطنها غرور ، تأكلكم بأضراس المنايا ، وتبيركم بأتلاف الرزايا (3) ، لهم بها أولاد الموت، وآثروا زينتها، فطلبوا رتبتها جهل الرجل، ومن ذلك الرجل المولع بلذّاتها، والساكن إلى فرحتها ، والآمن ،لغدرتها [ألا وإنّ الدنيا ] دارت عليكم بصروفها (4)، ورمتكم بسهام حتوفها ، فهي تنزع أرواحكم نزعاً، وأنتم تجمعون لها جمعاً، للموت تولدون، وإلى القبور تنقلون، وعلى التراب تنوّمون (5)وإلى الدود تسلّمون، وإلى الحساب تبعثون.

يا ذا الحيل والأراء والفقه والأنباء، واذكروا مصارع الآباء، فكأنّكم بالنفوس قد سلبت وبالأبدان قد عريت وبالمواريث قد قسمت ، فتصير - يا ذا الدلال والهيئة والجمال - إلى منزلة شعثاء، ومحلة غبراء ، فتُنَوَّم على خدّك في لحدك (6) ، في

ص: 431


1- 36 - ورواه عنه المجلسي في البحار : 77: 373 - 375 والبحراني في الحديث 3 من تفسير الآية 1 من سورة الحج في تفسير البرهان : 3 : 77 .
2- في نسخة : «فتخلّيكم».
3- تبيركم : تهلككم . إتلاف الرزايا ،إفناؤها أي إفناء رزاياها إيّاكم والرزايا جمع الرزية : المصيبة .
4- الصروف : النوائب. وما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق .
5- في نسخة : «توسدون».
6- شعثاء : مؤنّث أشعث: مختل الأمر ، متفرق الأركان ، منتشر الأطراف تُنَوَّم - على بناء المجهول من التنويم - : أي يجعلوك مضطجعاً على خدّك في اللحد ، واللحد كفلس : القبر .

منزل قل زوّاره، وملّ عمّاله ، حتى تشقّ عن القبور وتبعث إلى النشور ، فإن ختم لك بالسعادة صرت إلى الحبور (1) ، وأنت ملك مطاع، وآمن لا يراع (2) ، يطوف عليكم ولدان كأنهم الجُمان (3) بكأس من معين ، بيضاء لذة للشاربين، أهل الجنة فيها يتنعّمون، وأهل النار فيها يُعذِّبون، هؤلاء في السندس والحرير يتبخترون، وهؤلاء في الجحيم والسعير يتقلّبون، هؤلاء تُحشى جماجمهم بمسك الجنان، وهؤلاء يضربون بمقامع النيران ، هؤلاء يعانقون الحور في الحجال ، وهؤلاء يطوّقون أطواقاً في النّار بالأغلال في قلبه فزع قد أعيى الأطبّاء، وبه داء لا يقبل الدواء.

يا من يسلّم إلى الدود ويُهدى إليه ، اعتبر بما تسمع وترى، وقل لعينيك تجفو لذة الكرى (4)، وتفيض من الدموع بعد الدموع تترى (5) ، بيتك القبر بيت الأهوال والبلى ، وغايتك الموت ، يا قليل الحياء .

اسمع يا ذا الغفلة والتصريف، من ذي الوعظ والتعريف، جُعِل يوم الحشر يوم العرض والسؤال، والحباء (6) والنكال ، يوم تقلب إليه أعمال الأنام، وتُحصى فيه جميع الآثام، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل ما في بطونها، ويفرّق بين كلّ نفس وحبيبها ويحار في تلك الأحوال عقل لبيبها، إذ تنكّرت الأرض بعد حسن عمارتها، وتبدّلت بالخلق بعد أنيق (7) زهرتها ، أخرجت من معادن الغيب أثقالها ، ونفضت إلى الله أحمالها ، يوم لا ينفع الجدّ إذ عاينوا الهول

ص: 432


1- الحبور كسرور لفظاً ومعنى .
2- لا يراع : لا يفزع.
3- الجمان - بضم الجيم -: جمع الجمانة : اللؤلؤ .
4- تجفو لذّة الكرى : تثقلها وتعرض عنها . والكرى - كعصى -: النوم.
5- تترى : متوالية .
6- الحياء : العطاء .
7- الأنيق - على زنة الحبيب - : الحسن المعجب .

الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسياهم فاستبانوا، فانشقت القبور بعد طول انطباقها، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة غطاؤها، وظهر للخلق أنباؤها، فدكّت الأرض دكّاً دكّاً، ومُدّت لأمر يراد بها مداً مداً، واشتدّ المثارون (1) إلى الله شدّاً شدّاً، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً (2)، وردّ المجرمون على الأعقاب ردّاً ردّاً ، وجد الأمر - ويحك يا إنسان - جداً جداً، وقرّبوا للحساب فرداً فرداً، وجاء ربّك والملك صفا صفاً، يسألهم عما عملوا حرفاً حرفاً، فجيء بهم عُراة الأبدان ، خُشّعاً أبصارهم، أمامهم الحساب، ومن ورائهم جهنّم ، يسمعون زفيرها، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصراً ولا وليّاً يجيرهم من الذلّ ، فهم يعدون سراعاً إلى مواقف الحشر، يساقون سوقاً، فالسماوات مطويات بيمينه كطيّ السِجِل للكتب (3)، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم، يظنون أنهم لا يسلمون، ولا يؤذن لهم فيتكلّمون، ولا يقبل منهم فيعتذرون، قد خُتِم على أفواههم، واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون .

يا لها من ساعة ما أشجى مواقعها من القلوب حين مُيِّزَ بين الفريقين، فريق في الجنّة وفريق في السعير، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها يعمل العاملون».

(أمالی الطوسي : المجلس 34 ، الحديث 3)

(4230) 37- (4) أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان ، عن محمد بن علي بن

ص: 433


1- المثارون : أي الذين حركوا وهيجوا إلى فصل القضاء ومحكمة العدل الإلهية .
2- الزّحف - كفلس - : المشي في ثقل وهدوء، المشي على الركبة - أو على المقعدة - قليلاً قليلاً.
3- اقتباس من الآية 104 من سورة الأنبياء : 21 .
4- 37 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 88 - 89 من قوله (علیه السلام) : «أوصيكم عباد الله بتقوى الله ». وانظر المختار 83 من خطب نهج البلاغة .

الفضل، عن علي بن الحسن أبي الحسن النحوي الرازي قال : أخبرني الحسن بن عليّ الزفري قال : حدّثني العباس بن بكّار الضبّي قال: حدّثني أبو بكر الهذلي عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :

خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) فقال: «الحمد لله الذي لا يحويه مكان، ولا يحدّه زمان علا بطَوله ودنا بحوله (1) ، سائق كلّ غنيمة وفضل (2)، وكاشف كل عظيمة وأزل (3)، أحمده على جود[ ه و ] (4) کرمه، وسبوغ نعمه، واستعينه على بلوغ رضاه والرضا بما قضاه وأؤمن به إيماناً وأتوكل عليه إيقاناً.

وأشهد أن لا إله إلا الله، الذي رفع السماء فبناها، وسطح الأرض فطحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال أرساها (5)، لا يؤوده خلق (6)، وهو العلي العظيم.

وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى المشهور، والكتاب المسطور والدين المأثور إبلاءً لعذره، وإنهاء لأمره (7)، فبلغ الرسالة وهدى من الضلالة، وعبد ربه حتى أتاه اليقين، فصلّى الله عليه وآله وسلّم كثيراً.

أوصيكم بتقوى الله ، فإنّ التقوى أفضل كنز، وأحرز حرز، وأعز عزّ ، فيها نجاة

ص: 434


1- في المختار 83 من خطب نهج البلاغة : «الحمد لله الّذي عَلا بحوله ودَنا بطَوله ».
2- في النهج : «مانح كلّ غنيمة وفضل ».والمانح : الواهب .
3- الأزل - كفلس - الضيق والشدّة . والإزل كحبر - الداهية.
4- ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق .
5- سطح الأرض - من باب منع : بسطها . وطحا الشيء - من باب دعا : بسطه ومدّه . و الجبار أرساها أثبتها في الأرض كالوتد والكلام اقتباس من الآية 29 وما بعدها من سورة النازعات: 79 .
6- لا يؤوده خلق - من باب قال : أي لا يصعب عليه ولا يثقله .
7- إبلاءً لعذره : أي تبليغاً لعذره وتبييناً لحكمة ما يفعله بالمطيعين والعاصين من التكريم و التنكيل ، لكيلا يكون للنّاس على الله حجّة . « إنهاء لأمره»: أي إبلاغاً لما طلبه وأراده من المكلفين .

كل هارب، ودرك كلّ طالب ، وظفر كلّ غالب، وأحثّكم على طاعة الله فإنها كهف العابدين، وفوز الفائزين، وأمان المتّقين.

واعلموا - أيّها النّاس - أنكم سيّارة ، قد حدا بكم الحادي وحدا لخراب الدنيا حادی (1) ، وناداكم للموت منادي فلا تغرنّكم الحياة الدنيا، ولا يغرنكم بالله الغرور .

ألا وإنّ الدنيا دار غرّارة خدّاعة، تنكح في كلّ يوم بعلاً، وتقتل في كلّ ليلة أهلاً، وتفرّق فى كلّ ساعة شملاً ، فكم من منافس (2) فيها ، وراكن إليها من الأمم السالفة، قد قذفتهم في الهاوية، ودمرتهم تدميراً، وتبرّتهم تتبيراً، وأصلتهم سعيراً.

أين من جمع فأوعى، وشدّ فأوكى ، ومنع فأكدى (3)؟! بلى أين من عسكر العساكر، ودسكر الدساكر (4) ، وركب المنابر ؟ أين من بنى الدور، وشرّف القصور، وجمهر الألوف (5) ؟ قد تداولتهم أيامها وابتلعتهم أعوامها ، فصاروا ،

ص: 435


1- في تنبيه الخواطر: «وحدا لخراب الدنيا حادٍ». يقال: «حذا زيد الإبل أو بالإبل - من باب دعا - حدواً وحداءاً» : ساقها وغنى لها، فهو حاد، والجمع حداة، و« حدت الريح السحاب» : ساقته ، وحداه على كذا : بعثه وساقه
2- في تنبيه الخواطر : «متنافس». يقال : «نافس فلان في الأمر نفاساً ومنافسةً، وتنافس القوم في الأمر تنافساً : رغبوا فيه . و « راكن إليها » : ساكن إليها وواثق بها .
3- «أوعى الشيء إيعاعاً» : جعله في الوعاء، و «أوعى الرجل المال، وعليه»: شح وبخل عليه . و«أوكى الرجل ايكاء» بخل . سعى شديداً والقربة : شدّها بالوكاء. وأكدى فلان إكداء»: بخل في العطاء . و سألت زيداً فأكدى»: أي فوجدته مثل الكدية أي الأرض الصلبة الغليظة التي لا يمكن حفرها ، أو الصفاة العظيمة الشديدة التي لا يمكن كسرها. و« أكدى فلاناً عن حاجته» : ردّه عنها ومنعها منه .
4- «دسكر الدساكر»: بناها وجعلها دسكرة ، أي قرية عظيمة ومدينة .
5- « شرف القصور - من باب نصر - شرفاً»، و «شرّفها تشريفاً» : جهل لها الشرفة - كغرفة - وهي ما أشرف من بنائها . أو الشرفة - محرّكة - وهي مثلثات أو مربعات أو نحوها تبنى في أعلى القصور. و «جمهر الألوف»: جمعه جعله جمهوراً أي عدداً كثيراً وجماً غفيراً. وفي تنبيه الخواطر : «وجهز الألوف».

أمواتاً، وفي القبور رفاتاً (1) ، قد نسوا ما خلّفوا (2)، ووقفوا على ما أسلفوا، ثمّ ردّوا إلى الله مولاهم الحق ، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين .

وكأنّي بها وقد أشرقت بطلائعها وعسكرت بفظائعها، فأصبح المرء بعد صحته مريضاً، وبعد سلامته نقيضاً يعالج كرباً، ويقاسي تعباً، في حشرجه السباق، وتتابع الفواق (3)، وتردّد الأنين، والذهول على البنات والبنين، والمرء قد اشتمل عليه شغل شاغل، وهول هائل، قد اعتقل منه اللسان، وتردّد منه البنان ، فأصاب مكروها (4)، وفارق الدنيا مسلوباً ، لا يملكون له نفعاً، ولا لما حلّ به دفعاً، يقول الله عزّ وجلّ في كتابه : «فَلَولا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ »(5) ».

ثم من دون ذلك أهوال القيامة، ويوم الحسرة والندامة، يوم تنصب الموازين

ص: 436


1- « تداولتهم أيامها»: أي حولتهم أيّام الدنيا من العزّة إلى الذلة ، وصرفتهم من الحياة إلى الممات . و «ابتلعتهم أعوامها » نقلتهم من ظهر الأرض وأنزلتهم منه إلى جوفها». و«رُفاتاً» بضم الراء : أي رمياً .
2- فى تنبيه الخواطر : قد يئسوا عمّا خلّفوا».
3- في تنبيه الخواطر : « في حشرجة السياق» بالياء المثناة التحتانية ، يقال : «قاسى زيد التعب مقاساة » : كابده وذاقه . و «حشرج المحتضر حشرجة »- من باب فعلل -: غرغر عند الموت و ترددت نفسه. و «السباق» - بالباء الموحدة - الإجراء في مضمار المسابقة . و«السياق» بالياء المثناة التحتانية - : إجراء الشيء وحمله على السير من ورائه. و«الفراق» بالكسر مصدر لفاعل : المفارقة والانفصال والانقطاع ، ولعلّ المراد منه توالي فراق الروح فإنّها تخرج عن الأعضاء تدريجاً، أو المراد من تتابع الفراق هو فراق الأهل والأولاد والأموال والأقرباء و الأحبّة.
4- في تنبيه الخواطر : « وتردد منه البيان فأجاب مكروهاً».
5- سورة الواقعة : 56 : 86 - 87 .

وتنشر الدواوين، بإحصاء كل صغيرة، وإعلان كل كبيرة، يقول الله في كتابه: «وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً» (1)».

ثمّ قال: «أيّها النّاس الآن الآن من قبل الندم ، ومن قبل « أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتی عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةَ فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ، فيرة الجليل جلّ ثناؤه : « بَلَى قَدْ جاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الكافِرِينَ »(2)، فوالله ما سأل الرجوع إلا ليعمل صالحاً، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً».

ثم قال : «أيّها النّاس، الآن الآن، ما دام الوثاق مطلقاً، والسراج منيراً وباب التوبة مفتوحاً، ومن قبل أن يجفّ القلم ، وتُطوى الصحيفة، فلا رزق ينزل ، ولا عمل يصعد ، المضمار اليوم، والسباق غداً، فإنّكم لا تدرون إلى جنّة أو إلى نار (3)، وأستغفر الله لي ولكم.

(أمالی الطوسي : المجلس 38، الحديث 9)

ص: 437


1- سورة الكهف : 18 : 49 .
2- سورة الزمر : 39: 56 - 59 .
3- في المختار 28 من باب الخطب من نهج البلاغة: « ألا وإنّ اليوم المضمار، وغداً السباق ، والسبقة الجنّة والغاية النّار» . ومثله في غرر الحكم للأمدي : 2 : 334 / 2771 .

باب 7 -ما أوصى به أمير المؤمنين (علیه السلام)عند وفاته

(4231) 1 - (1) أبو عبدالله المفيد قال : حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيّات قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الإسكافي قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك قال : حدّثنا أحمد بن سلامة الغنوي قال : حدّثنا محمد بن الحسين العامري قال: حدّثنا أبو معمر ، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الفجيع العقيلي قال :

حدّثني الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) قال : لمّا حضرت أبي (2) الوفاة أقبل يوصي فقال: «هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب أخو محمّد رسول الله [(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ](3) وابن عمه ووصيّه وصاحبه ، وأوّل (4) وصيّتي أنّي أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسوله وخيرته اختاره بعلمه، وارتضاه لخيرته (5) ، وأنّ الله باعث من في القبور، وسائل النّاس عن أعمالهم، وعالم بما في الصدور.

ثمّ إنّي أوصيك يا حسن - وكفی بك وصيّاً - بما أوصاني به رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ، فإذا كان ذلك يا بنيّ فالزم بيتك ، وابك (6) على خطيئتك ، ولا تكن الدنيا أكبر همك.

وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها (7) ، والصمت

ص: 438


1- 1 - وأورده الاربلي في ترجمة الإمام الحسن (علیه السلام) من كشف الغمة : 2 : 158 - 160 .
2- في أمالي الطوسي : «والدي»
3- من أمالي الطوسي .
4- في أمالي الطوسي: «وابن عمّه وصاحبه ، أوّل».
5- في بعض النسخ : « بخيرته».
6- في نسخة : «فابك» ، وفي أمالي الطوسي: «يا بنيّ ، الزم بيتك وابك» .
7- في أمالي الطوسي : «محالّها».

عند الشبهة ، والاقتصاد في العمل (1) ، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين و مجالستهم ، والتواضع فإنّه من أفضل العبادة، وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا (2)، فإنّك رهين (3) موت وغرض بلاء وطريح (4) سقم .

وأوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيته (5)، وأنهاك عن التسرع بالقول و الفعل، وإذا عرض شيء من أمر الآخرة فابدأ به ، وإذا عرض شيء من أمر الدنيا فتأنّه (6) حتى تصيب رشدك فيه، وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغيّر (7)جليسه .

وكن لله يا بُنيّ عاملاً، وعن الخنا (8) زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهیاً وواخ الإخوان في الله وأحبّ الصالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك، وأبغضه بقلبك ، وزايله بأعمالك لئلا تكون (9) مثله .

وإياك والجلوس في الطرقات ودع المماراة ومجاراة (10) من لا عقل له ولا علم .

واقتصد يا بُنيّ في معيشتك ، واقتصد في عبادتك ، وعليك فيها بالأمر الدائم

ص: 439


1- كلمتي في «العمل» غير موجودتين في أمالي الطوسي.
2- في أمالي الطوسي : «واذكر الموت ، وازهد في الدنيا ».
3- في نسخة : «رهن» . يقال : أنا رهين بكذا: مأخوذ به .
4- في أمالي الطوسي : «صريع»، وكلاهما بمعنى .
5- في أمالي الطوسي : «وعلانيتك».
6- في نسخة مطبوعة : «فتأنّ».
7- في أمالي الطوسي : « يغرّ» .
8- الخنا : الفحش في القول .
9- في أمالي الطوسي : «كي لا تكون».
10- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي، وفي النسخ : «مجازاة».

الذي تطيقه، والزم الصَّمت تسلم ، وقدّم (1) لنفسك تغنم، وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكراً على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتى تصدّق (2)منه قبل أكله .

وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجُنّة لأهله، وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك ، وعليك بمجالس الذكر، وأكثر من الدعاء، فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحاً، وهذا فراق بيني وبينك .

وأوصيك بأخيك محمد خيراً ، فإنّه شقيقك وابن أبيك ، وقد تعلم حبي له.

وأمّا (3) أخوك الحسين، فهو ابن أمّك، ولا أزيد الوصاة بذلك (4)، والله الخليفة عليكم وإيّاه أسأل أن يصلحكم ، وأن يكفّ الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى يتولى الله الأمر (5) ، ولا [ حول ولا ] (6) قوة إلا بالله العلي العظيم».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله ، بتفاوت يسير ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

(4232) 2 - (7) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا -

ص: 440


1- في نسخة مطبوعة : «وقدر» .
2- في أمالي الطوسي : «تتصدّق».
3- في أمالي الطوسى: «فأمّا» .
4- في بعض النسخ : « ولا أريد الرضاة بذلك»، وفي البحار : «ولا أريد الوصاة بذلك».
5- في البحار : «حتى ينزل الله الأمر »، ومثله في أمالي الطوسي .
6- من أمالي الطوسي .
7- 2 - وأورده الديلمي في أعلام الدين : ص 215 . وانظر سائر تخريجاته في ج 4 ص 618 باب كيفية شهادة أمير المؤمنين (علیه السلام) ووصيته من كتاب الإمامة : ح 2 .

جعفر بن محمد أبو القاسم الموسوي العلوي في منزله بمكة ، قال : حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك قال : حدّثنا عبد الله بن جبلة عن حميد بن شعيب الهمداني، عن جابر بن یزید :

عن أبي جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) قال : «لمّا احتضر أمير المؤمنين (علیه السلام) جمع بنيه حسناً وحسيناً وابن الحنفية والأصاغر من ولده فوصّاهم وكان في آخر وصيته : يا بُنيّ ، عاشروا النّاس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم ، وإن فقدتم بكوا عليكم .

يا بُنيّ، إنّ القلوب جنود مجندة، تتلاحظ بالمودة وتتناجى بها، وكذلك هي في البغض، فإذا أحببتم الرجل من غير حق سبق منه إليكم فارجوه، وإذا أبغضتم الرجل من غير سوء سبق منه إليكم فاحذروه ».

(أمالی الطوسى : المجلس 26 ، الحديث )

ص: 441

باب 8 -مواعظ الإمام الحسن (علیه السلام)

(4233) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر،عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين (علیهم السلام) ، قال :

«لما حضرت الحسن بن علي بن أبي طالب (علیه السلام) الوفاة بكى ، فقيل له : يا ابن رسول الله أتبكي ومكانك من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الذي أنت به ، وقد قال فيك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما قال ، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات حتى النعل والنعل ؟ ! فقال (علیه السلام): إنما أبكي لخصلتين : لهول المُطَّلع (2) ،وفراق الأحبة».

(أمالی الصدوق : المجلس 39 ، الحديث 9)

(4234) 2 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن طاهر قال : أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدّثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال : حدّثنا الحسين بن محمد، :قال حدّثنا أبي، عن عاصم بن عمر الجعفي عن محمد بن مسلم العبدي قال:

ص: 442


1- 1 - تقدّم تخريجه في الباب الثاني من أبواب ما يختص بالإمام الحسن (علیه السلام) من ترجمته : 5 : 119 / 2 .
2- المطَّلع : مكان الاطلاع من موضع عال ، يقال : مُطَّلَع هذا الجبل من مكان كذا : أي مأتاه ومصعده . وفي الحديث: «... من هول المطَّلع» يريد به الموقف يوم القيامة ، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبهه بالمُطَّلع الذي يُشرف عليه من موضع عال . (النهاية).

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : كتب إلى الحسن بن على (علیهما السلام) قوم من أصحابه يعزّونه عن ابنة له ، فكتب إليهم : «أما بعد ، فقد بلغني كتابكم تعزّوني بفلانة ، فعند الله أحتسبها تسليماً لقضائه، وصبراً على بلائه، فإن أوجعتنا المصائب، وفجعتنا النوائب بالأحبّة المألوفة التي كانت بنا حفيّة، والإخوان المحبّون الذين كان يسر بهم الناظرون، وتقرّ بهم العيون، أضحوا قد اخترمتهم الأيام، ونزل بهم الحِمام (1) ، فخلّفوا الخلوف، وأودت بهم الحتوف ، فهم صرعى في عساكر الموتى، متجاورون في غير محلة التجاور ، ولاصلات بينهم ولا تزاور، ولا يتلاقون عن قرب جوارهم ، أجسامهم نائية من أهلها ،خالية من أربابها، قد أجشعها(2) إخوانها، فلم أر مثل دارها داراً ولا مثل قرارها قراراً في بيوت موحشة وحلول مخضعة ، قد صارت في تلك الديار الموحشة، وخرجت عن الدار المؤنسة، ففارقتها من غير قليّ ، فاستودعتها البلاء، وكانت أمة مملوكة سلكت سبيلاً مسلوكة ، صار إليها الأولون، وسيصير إليها الأخرون، والسلام».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 48)

ص: 443


1- الحمام : الموت .
2- في نسخة : «أخشعها» .

باب 9 -مواعظ الإمام الحسين (علیه السلام)

(4235) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد عن أبيه ، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر : ،

عن الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جده (علیهم السلام) قال : سُئِل الحسين بن علي (علیهما السلام) فقيل له : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟

قال: « أصبحت ولي ربّ فوقي والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بی وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحبّ ، ولا أدفع ما أكره والأمور بيد غيري، فإن شاء عذّبني، وإن شاء عفا عني، فأي فقير أفقر مني» ؟!

(أمالی الصدوق : المجلس 89، الحديث 3)

ص: 444


1- 1 - تقدّم تخريجه في ترجمة الإمام الحسين (علیه السلام) من كتاب الإمامة : 5 : 154 ح 4 .

باب 10 -مواعظ الإمام على بن الحسين (علیهما السلام)

(4236) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التيمي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد المكي قال: حدّثنا أبو الحسن عبد الله بن محمّد بن عمرو الأطروش الحرّاني قال : حدّثنا صالح بن زياد[ بن عبدالله بن الجارود ] أبو شعيب السوسي (1) قال : حدّثنا أبو عثمان السكّري - واسمه عبد الله بن ميمون - قال : حدّثنا عبد الله بن معز (2) الأودي قال : حدّثنا عمران بن مسلم [الجعفي ] (3)، عن سويد بن غفلة :

عن طاوس اليماني قال : مررت بالحجر فإذا أنا بشخص راكع وساجد ، فتأملته فإذا هو علي بن الحسين (علیهما السلام) ، فقلت یا نفس، رجل صالح من أهل بيت النبوة، والله لاغتنمنّ دعاءه، فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته ورفع باطن كفّيه إلى السماء وجعل يقول : «سيدي، سيّدي، هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة، وعيناي

ص: 445


1- في النسخ «أبو سعيد السوسي»، وهو تصحيف والصواب ما أثبتناه كما في تهذيب الكمال : 13: 50/ 2813، و «سوس» معرّب «شوش» بلدة بخوزستان، واختلف في نسبته بين «السوسي» و«الشوقي»، و«الشوتي» ، و«السوني» و «التنوقي» ، انظر : الجرح والتعديل - لابن أبي حاتم : 4 : 404 ، والأنساب لابن السمعاني (السوسي)، والثقات لابن حبان : 8: 319، و الوافي بالوفيات - لابن الصفدي - : 16: 258 ، وتاريخ الإسلام للذهبي : وفيات 261 ص 108 ، وسير أعلام النبلاء : 12 : 380 / 164 ، وتهذيب الكمال للمزّي : 13 : 50 / 2813 وغيره من كتب التراجم .
2- في نسخة : «مغرا» . ولم أجد له ترجمة بكلا العنوانين ، ولا لعبد الله بن ميمون .
3- في النسخ: «عمران بن سليم» ، والتصحيح من ترجمة عمران بن مسلم وسويد بن غفلة من تهذيب الكمال وسائر كتب الرجال .

بالرجاء ممدودة ، وحق لمن دعاك بالندم تذلّلاً أن تُجيبه بالكرم تفضّلاً.

سيّدي، أمن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي، أم من أهل السعادة خلقتني فأبشّر رجائي ؟

سيدي ، أ لِضَرب المقامع خلقت أعضائي ، أم لشرب الحميم خلقت أمعاني ؟

سيّدي ، لو أنّ عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنتُ أوّل الهاربين منك ، لكنّي أعلم أنّى لا أفوتك .

سيّدي ، لو أنّ عذابي مما يزيد في مُلكك لسألتك الصبر عليه ، غير أني أعلم أنّه لا يزيد في مُلكك طاعة المطيعين، ولا ينقص منه معصية العاصين.

سيدي ، ، ما أنا وما خَطَري، هَبْ لي خطاياي بفضلك ، وجلّلني بسترك، واعفُ عن توبيخي بكرم وجهك (1).

ص: 446


1- قال العلّامة المجلسي (رحمه الله ) في بحار الأنوار: 25 : 209 تذنيب : اعلم أنّ الإمامية رضي الله عنهم إتّفقوا على عصمة الأئمة (علیهم السلام) من الذنوب صغيرها وكبيرها ، فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمداً و لا نسياناً ، ولا لخطأ فى التأويل، ولا للاسهاء من الله سبحانه، ولم يخالف فيه إلّا الصدوق محمّد بن بابويه وشيخه ابن الوليد رحمة الله عليهما ، فإنّهما جوّزا الاسهاء من الله تعالى لمصلحة في غير ما يتعلّق بالتبليغ وبيان الأحكام لا السهو الذي يكون من الشيطان، وقد مرت الأخبار و الأدلّة الدالّة عليها في المجلد السادس و الخامس، وأكثر أبواب هذا المجلّد مشحونة بما يدلّ عليها ، فأما ما يوهم خلاف ذلك من الأخبار والأدعية فهي مأوّلة بوجوه : الأول : إنّ ترك المستحبّ وفعل المكروه قد سمي ذنباً وعصياناً، بل ارتكاب بعض المباحات أيضاً بالنسبة إلى رفعة شأنهم وجلالتهم ربما عبّروا عنه بالذنب، لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم ، كما مرّت الإشارة إليه في كلام الإربلي (رحمه الله ) . الثاني : إنّهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات الّتي أمروا بها من معاشرة الخلق وتكميلهم وهدايتهم ، ورجوعهم عنها إلى مقام القرب والوصال ومناجاة ذي الجلال، وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمى مقصّرين، فيتضرّعون لذلك وإن كان بأمره تعالى ، كما أنّ أحداً من ملوك الدنيا إذا بعث واحداً من مقرّبي حضرته إلى خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور والوصال فهو بعد رجوعه يبكي ويتضرّع وينسب نفسه إلى الجرم والتقصير لحرمانه عن هذا المقام الخطير. الثالث : إنّ كلماتهم وعلومهم وفضائلهم لمّا كانت فضله تعالى ، ولولا ذلك لأمكن أن يصدر منهم أنواع المعاصي ، فإذا نظروا إلى أنفسهم وإلى تلك الحال أقرّوا بفضل ربّهم وعجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيِّئات، فمفادها : إنى أذنبت لولا توفيقك ، وأخطأت لولا هدايتك . الرابع : إنّهم لما كانوا في مقام الترقي في الكمالات والصعود على مدارج الترقيات في كلّ آن من الأنات في معرفة الربّ تعالى وما يتبعها من السعادات فإذا نظروا إلى معرفتهم السابقة وعملهم معها ، اعترفوا بالتقصير وتابوا منه ، ويمكن أن ينزل عليه قول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «وإنّي لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرّة» . الخامس : إنهم (علیهم السلام) لمّا كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم فكلّ ما أتوا به من الأعمال بغاية جهدهم ثم نظروا إلى قصورها عن أن يليق بجناب ربّهم ، عدّوا طاعاتهم من المعاصي واستغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي، ومن ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا يأبى عن قبول تلك الوجوه الرائقة ، والعارف المحبّ الكامل إذا نظر إلى غير محبوبه أو توجّه إلى غير مطلوبه يرى نفسه من أعظم الخاطئين ، رزقنا الله الوصول إلى درجات المحبّين . وقال علي بن عيسى الإربلي في ترجمة الإمام الكاظم (علیه السلام) من كشف الغمة : إنّ الأنبياء والأئمة (علیهم السلام) لم تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى، وقلوبهم مملوّة به، وخواطرهم متعلّقة بالملأ الأعلى، وهم أبداً في المراقبة كما قال (علیه السلام): «اعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنّه يراك»، فهم أبداً متوجّهون إليه ومقبلون بكلّهم عليه ، فمتى انحطّوا عن تلك الرتبة العالية، والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات، عدّوه ذنباً، واعتقدوه خطيئةً واستغفروا منه ، ألا ترى أنّ بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد وأكل وشرب ونكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيّده ومسمع لكان ملوماً عند النّاس و مقصراً فيما يجب عليه من خدمة سيّده ومالكه ، فما ظنك بسيد السادات وملك الأملاك ، وإلى هذا أشار (علیه السلام) : «إنّه ليغان على قلبي وإنّى لاستغفر بالنهار سبعين مرّة». قال السيّد علي خان الشيرازي المدني في رياض السالكين في شرح الدعاء الثاني عشر : تبصرة : اعلم أنّ الإمامية رضوان الله عليهم اتّفقوا على عصمة الأنبياء والأئمة (علیهم السلام) ، وأطبقوا على أنه لا يجوز عليهم شيء من المعاصي والذنوب صغيرةً كانت أو كبيرة ، لا قبل النبوة والإمامة ولا بعدها ، ثم استشكلوا مع ذلك ما تضمّنه كثير من الأدعية المأثورة عن الأئمة (علیهم السلام) من الاعتراف بالذنوب والمعاصي والاستغفار منها ، كما وقع في هذا الدعاء وغيره مما مرّ ويأتي ، بل روي عن النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما يشعر بذلك، وهو ما رواه ثقة الإسلام في الكافي بسنده عن أبي عبد الله (علیه السلام) : «انّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان يتوب إلى الله عزّ وجلّ كلّ يوم سبعين مرّة ، وأجابوا عن ذلك بوجوه: أحدها : حمله على تأديب النّاس وتعليمهم كيفيّة الإقرار والاعتراف بالتقصير والذنوب و الاستغفار والتوبة منها . الثاني : حمله على التواضع والاعتراف والعبوديّة ، وأن البشر في مظنّة التقصير الثالث : إنّ الاعتراف بالذنوب والاستغفار منها إنّما هو على تقدير وقوعها ، والمعنى إن صدر مني شيء من هذه الأمور فاغفره لي ، لمّا تقرّر أنه لا يلزم من صدق الشرطية صدق كلّ واحد من جزئيها . الرابع : إنّهم يكلّمون على لسان أمتهم ورعيّتهم ، فاعترافهم بالذنوب اعتراف بذنوب أمّتهم ورعيّتهم واستغفارهم لأجلهم، لأنّ كلّ راع مسؤول عن رعيته، وإنما أضافوا الذنوب إلى أنفسهم المقدّسة للاتصال والسبب، ولا سبب أوكد مما بين الرسول أو الإمام (علیهما السلام) وبين أمته و رعيّته ، ألا ترى أنّ رئيس القوم إذا وقع من قومه هفوة أو تقصير قام هو في الاعتذار عنهم و نسب ذلك إلى نفسه ؟ وإذا أريد عتابهم وتوبيخهم وجّه الكلام إليه دون غيره منهم ، وإن لم يفعل هو ذلك بل ولا شهده، وهذا وجه فى الاستعمال معروف . الخامس : ما ذكره الشيخ علي بن عيسى الإربلي في كتاب كشف الغمّة ، فذكره ، ثم قال : وهو أحسن ما تضمحلّ به الشبهة المذكورة ، وقد اقتضى أثره القاضي ناصر الدين البيضاوي في شرح المصابيح عند شرح قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّه ليغان على قلبي وإننّي لاستغفر الله في اليوم مئة مرّة ، قال : الغَين : لغة في الغيم ، وغان على كذا : أي غطى ، قال أبو عبيدة في معنى الحديث : أي يتغشّى قلبي ما يلبسه . وقد بلغنا عن الأصمعي أنه سئل عن هذا ؟ فقال للسائل : عن قلب من تروي هذا ؟ فقال : من قلب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . فقال : لو كان غير قلب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لكنت أفسره لك . قال القاضي : ولله درّ الأصمعي في انتهاجه منهج الأدب، وإجلاله القلب الّذي جعله الله موقع وحيه ومنزل تنزيله . ثم قال : لما كان قلب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أتمّ القلوب صفاءاً، وأكثرها ضياءاً، وأغرقها عرفاناً، و كان (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) معنيّاً مع ذلك بتشريع الملة وتأسيس السنّة ، ميسّراً غير معسّر، لم يكن له بدّ من النزول إلى الرخص والالتفات إلى حظوظ النفس ما كان ممتحناً به من أحكام البشرية ، فكان إذا تعاطى شيئاً من ذلك أسرعت كدورة إلى القلب لكمال رقته وفرط نورانيته، فإنّ الشيء كلّما كان أدقّ وأصفى كان ورود المكدّرات عليه أبين وأهدى ، فكان (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا أحس بشيء من ذلك عدّه على النفس ذنباً، فاستغفر منه . انتهى كلامه ملخصاً . (ج 2 ص 471 - 474) وذكر السيّد نعمة الله الجزائري وجوهاً في ذلك ، فلاحظ الأنوار النعمانية : 1 : 259 - 262 .

ص: 447

ص: 448

إلهي وسيدي ارحمني مصروعاً على الفراش تقلبني أيدي أحبتي T وارحمني مطروحاً على المغتسل يغسّلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغُربتي ووحدتي».

قال طاوس : فبكيت حتى علا نحيبي، فالتفت إليّ، فقال: «ما يبكيك يا يماني ؟ أو ليس هذا مقام المذنبين» ؟

فقلت: حبيبي، حقيق على الله أن لا يردّك وجدك محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

قال : فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفرٌ من أصحابه، فالتفت إليهم فقال: «معاشر أصحابي ، أوصيكم بالآخرة، ولست أوصيكم بالدنيا، فإنّكم بها مستوصون، وعليها حريصون، وبها مستمسكون .

معاشر أصحابي ، إنّ الدنيا دار ممرّ ، والآخرة دار مقرّ ، فخذوا من ممرّكم لمقركم ،

ص: 449

ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج من الدنيا أبدانكم، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة والقرون الماضية؟ ألم تروا كيف فضح مستورهم، وأمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم ولين رفاهيّتهم صاروا حصائد النقم ، ومدارج المثلات ؟ أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 39 الحديث 5)

(4237) 2 - (1) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر قال: حدّثني أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب قال : أخبرنا عبدالله بن غالب الأسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال :

كان علي بن الحسين (علیهما السلام) يعظ النّاس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحفظ عنه وكتب، كان يقول : «أيّها النّاس اتقوا الله واعلموا أنّكم إليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضراً وماعملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذّركم الله نفسه، ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه .

ابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثاً (2) يطلبك ويوشك أن يدركك ، وكأن قد أوفيت أجلك، وقبض الملك روحك ، وصرت إلى قبرك (3)

ص: 450


1- 2 - ورواه الكليني في الحديث 29 من كتاب الروضة من الكافي : ج 8 ص 72-76 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم عن أبيه ، جميعاً عن الحسن بن محبوب . وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 249 - 252 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 2 : 47 -50 .
2- حثيثاً : سريعاً .
3- في بعض النسخ والبحار : 78: 143 : « إلى منزل» .

وحيداً فردّ إليك روحك ، واقتحم عليك فيه ملكاك منكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك .

ألا وإنّ أوّل ما يسألانك عن ربّك الذي كنت تعبده ، وعن نبيك الذي أُرسل إليك، وعن دينك الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه، وعن إمامك الذي كنت تتولاه ، ثم عن عمرك فيما أفنيته، ومالك من أين اكتسبته وفيها أتلفته، فخذ حذرك (1) وانظر لنفسك واعد للجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار، فإن تك مؤمناً تقياً عارفاً بدينك متبعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله لقاك الله حجتك (2) ، وأنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب، فبشّرت بالجنة والرضوان من الله والخيرات الحسان واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان ، وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت (3) عن الجواب وبشّرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزُلٍ من حميم وتصلية جحيم(4) .

فاعلم ابن آدم أنّ من وراء هذا ما هو أعظم وأقطع وأوجع للقلوب يوم القيامة ، ذلك يوم مجموع له النّاس، وذلك يوم مشهود، ويجمع الله فيه الأولين

ص: 451


1- قوله (علیه السلام) : «فخذ حذرك»، قال الزمخشري [ في الكشاف : 1 : 532] في قوله تعالى [ خذوا حذركم) [سورة النساء : 4: 71] : الحِذر والحَذَر بمعنى كالاثر والآثر ، يقال : أخذ حذره : إذا تيقّظ واحترز من الخوف، كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه . (مرآة العقول : 25 : 169 - 170 ) .
2- قوله (علیه السلام) : «لقّاك الله حجتك» أى يرسلها إليك قبال وجهك ، كناية عن التلقين والإفهام والإلهام) مرآه العقول : 25 : 170).
3- اللجلجة والتلجلج : التردّد في الكلام. ودحضت الحجة دحوضاً: بطلت . وعييت : عجزت .
4- قوله (علیه السلام) : « بنزل من حميم »النُزُل - بضمّتين -: ما - ما هيّئ للضيف قبل أن ينزل عليه ، أطلق هنا على سبيل التهكم والحميم: الشراب المغلّى في قدور جهنم. و« تصلية جحيم» إمّا بإدخال نار البرزخ ، أو بشارة نار الخلد . (مرآه العقول : 25 : 170) .

والآخرين، ذلك يوم ينفخ فيه (1) الصور، وتبعثر فيه القبور (2)، ذلك يوم الآزفة (3) ، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين (4) ، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة ولا تؤخذ من أحد فيه فدية، ولا تقبل من أحد فيه معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلّا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين وعمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده .

فاحذروا أيّها النّاس من المعاصي والذنوب، فقد نهاكم الله عنها وحذّركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وشدّة أخذه عند ما يدعوكم إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا ، فإنّ الله يقول : «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ » (5)».

ص: 452


1- في بعض النسخ والبحار : «في».
2- قوله : وتبعثر فيه القبور قال الجوهري : يقال : بعثرت الشيء وبعثرته : إذا استخرجته وكشفته . وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : « و [ إذا ] بعثر ما في القبور» [سورة العاديات : 9] : أثير وأخرج ، وقال : تقول : « بعثرت حوضي» أي هدمته وجعلت أسفله أعلاه . مراه) العقول : 25 : 171) .
3- قوله : «ذلك يوم الأزفة» سميت القيامة بها لأزوفها أي لقربها . (مرآة العقول).
4- في نسخة : « كاظمة» . « إذ القلوب لدى الحناجر» فإنّها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم، فلا تعود فيتروّحوا ، فلا تخرج فيستريحوا . « كاظمين» على الغم، حال من أصحاب القلوب على المعنى ، لأنه على الإضافة ، أو منها ومن ضميرها في لدى وجمعه كذلك ، لأنّ الكظم من أفعال العقلاء كقوله تعالى : « فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ» [ سورة الشعراء : 4] (مرآه العقول : 25 : 171) .
5- سورة الأعراف : 7 :201. قوله تعالى : «طائف »، قال البيضاوي : أي لمة منه ، وهو اسم فاعل من طاف يطوف ، كأنها طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر أن تؤثّر فيهم، أو من طاف الخيال يطيف طيفاً . (مرأه العقول : 25 : 171 - 172) .

فأشعروا (1) قلوبكم - لله أنتم - خوف الله ، وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ،ثوابه، كما قد خوّفكم من شديد العقاب، فإنّه من خاف شيئاً حذره، ومن حذر شيئاً نكله (2) ، فلا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا (3) ، فتكونوا من الذين مَكَرُوا السيئات، وقد قال الله تعالى : « أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهمْ فَماهُمْ بِمَعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ » (4).

فاحذروا ما قد حذركم الله ، واتّعظوا بما فعل بالظّلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن يُنزِل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب تالله لقد وُعِظتُم بغيركم وإنّ السعيد من وعظ بغيره، ولقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القُرى قبلكم حيث قال: « وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَلَا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنهَا يَرْكُضُونَ» يعني يهربون « لاتَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ» ، فلمّا أتاهم العذاب «قالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ» (5) ، وايم الله إنّ هذه لعِظَة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم».

ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقال: (وَ

ص: 453


1- قوله (علیه السلام) : «فاشعروا » الشعار : الثوب الملاصق للجلد والشعر، أي جعلوا خوف الله شعار قلوبكم ، ملازماً لها غير مفارق عنها . (مرآه العقول : 25 : 172).
2- في الكافي والتحف : «تركه» .
3- زهرة الحياة الدنيا : بهجتها ونضارتها وحسنها .
4- سورة النحل : 16 : 45 - 47 .
5- سورة الأنبياء : 21 : 11 - 15 .

لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ»(1) ، فإن قلتم -أيها النّاس - إنّ الله إنّما عنى بهذا أهل الشّرك ، فكيف ذاك وهو يقول: « وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطِ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنا حاسبين »(2) ؟

اعلموا - عباد الله - أنّ أهل الشرك لا تُنصَب لهم الموازين (3)، ولا تنشر لهم الدواوين، وإنّما تُنشر الدواوين لأهل الإسلام، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ الله لم يختر هذه الدنيا وعاجلها لأحدٍ من أوليائه، ولم يُرغّبهم فيها وفي عاجل زَهْرتها وظاهر بهجتها، وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملاً لأخرته، وايم الله لقد ضرب لكم فيها الأمثال وصَرَف الأيات (4) لقوم يعقلون، فكونوا - أيّها المؤمنون - من القوم الذين يعقلون، ولا قوة إلّا بالله .

وازهدوا فيما زهّدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا، فإنّ الله يقول - وقوله الحق -: « إِنّما مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ

ص: 454


1- سورة الأنبياء : 46:21 . « ولئن مّستهم نفحة » قال البيضاوي : أي أدنى شيء، وفيه مبالغات ذكر المس وما في النفحة من معنى القلّة، فإنّ أصل النفح هبوب رائحة الشيء، والبناء الدال على مرّة (مرآه العقول : 25 : 173) .
2- سورة الأنبياء : 21 : 47 .
3- قوله : «لا تنصب لهم الموازين» لا ينافي ذلك معاقبتهم على سيئات أعمالهم، وكونهم مكلّفين بالفروع، إذ يعاملهم الله بعلمه، وإنما يوضع الموازين للمسلمين تشريفاً لهم، أو لأنهم لمّا كانوا مطيعين في أصول الدين، أو بعضها، يوضع لهم الميزان، لئلا يزعم زاعم أنّهم ظلموا في عقوبتهم (مرآه العقول : 25 : 173 - 174 ).
4- تصريف الأيات : تبيينها . (القاموس).

يَتَفَكَّرُونَ » (1)، فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون، ولا تركنوا إلى الدنيا، فإنّ الله قد قال لمحمد نبيه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ولأصحابه : «وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ» (2) .

ولا تركنوا إلى زَهْرَةَ الحَياة الدنيا وما فيها رُكون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان ، فإنّها دار قُلعَةٍ (3) وبُلغة (4)، ودار عمل، فتزوّدوا الأعمال الصالحة منها

ص: 455


1- سورة يونس : 10 : 24 . قال البيضاوي: « إنّما مثل الحيوة الدنيا »حالها العجيبة في سرعة تقضيها وذهاب نعيمها بعد إقبالها واغترار الناس بها « كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض » فاشتبك به حتى خالط بعضه بعضاً «ممّا يأكل النّاس والأنعام » من الزروع والبقول والحشيش ، « حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازّيّنت » بأصناف النبات وأشكالها وألوانها المختلفة كعروس أخذت من أولوان الثياب والزينة ، « فتزيّنت بها وازيّنت» أصله تزيّنت ، فأدغم ، وقد قرئ على الأصل «وازینت» على أفعلت من غير إعلال كأغيلت والمعنى صارت ذات زينة، وازيانت ،کابیاضت، «وظنّ أهلها أنهم قادرون عليها » متمكّنون من حصدها ورفع غلّتها « أتاها أمرنا » ضرب زرعها ما يجتاحه « ليلاً أو نهاراً فجلناها » جعلنا زرعها « حصيداً » شبيهاً بما حصد من أصله ، « كأن لم تغن » كأن لم يغن زرعها أي لم تنبت ، والمضاف محذوف في الموضعين للمبالغة ، وقرئ بالياء على الأصل، « بالأمس » لا فيما قبله وهو مثل في الوقت القريب، والممثّل به مضمون الحكاية وهو زوال خضرة النبات فجأة وذهابه حطاماً بعد ما كان غضاً، والتف وزيّن الأرض حتى طمع فيه أهله وظنّوا أنه قد سلم من الحوائج، لا الماء، وإن وليه حرف التشبيه، لأنه من التشبيه المركّب،« كذلك نفصّل الآيات لقوم يتفكرون) فإنّهم المنتفعون به ( مرآة العقول : 25 : 174 - 175).
2- سورة هود : 11 : 113 .
3- القلعة : ما لايدوم من المال . والمال المستعار والدنيا دار قلعة : دار تحوّل وارتحال . و هو على قُلعة : رحلة . وهو مجلس قُلعَة : يُضطَرَّ الجالس فيه إلى التخلي عنه لغيره مرّة بعد مرة . و منزلنا منزل قلعة : لا نملكه . (المعجم الوسيط.
4- البلغة - بالضم - : ما يتبلّغ به من العيش أي دار ينبغي أن يكتف فيها بقدر الكفاية، أو ينبغي أن يؤخذ منها ما يبلغ به إلى نعيم الآخرة ودرجاتها. (مرآة العقول : 25 : 175).

قبل أن تُخرَجوا منها ، وقبل الإذن من الله في خرابها، فكأن قد أخربها الذي عمّرها أوّل مرّة وابتدأها وهو وليّ ميراثها.

وأسأل الله لنا ولكم العَون على تزوّد التقوى والزهد فيها ، جعلنا وإياكم من الزاهدين في عاجل زَهرة الحياة الدنيا والراغبين العاملين لأجل ثواب الآخرة، فإنّما نحن به وله» (1).

(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 1)

(4238) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الرزاز القرشي قال : حدّثنا أيوب بن نوح بن درّاج قال : حدّثني محمّد بن أبي عمير قال : حدّثني الحسين بن زيد قال : حدّثني أبي زيد بن عليّ:

عن أبيه علي بن الحسين (علیهما السلام) قال : سمعته يقول: «من تعزّى عن الدنيا بثواب الآخرة فقد تعزّى عن حقير بخطير، وأعظم من ذلك من عدّ فائتها سلامة نالها، وغنيمة أعين عليها».

(أمالی الطوسي : المجلس 29، الحدیث 2)

(4239) 4 - (2) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا

ص: 456


1- بعده في الكافي : « وصلى الله على محمّد النبي وآله وسلّم، والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته». وفي التحف « والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وفي تنبيه الخواطر « وصلى الله على النبى وعلى أهل بيته وسلّم تسليماً ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».
2- 4- ورواه ابن الجوزي في ترجمة الإمام السجاد (علیه السلام) من المنتظم : 326:6 ومن صفة الصفوة : 2 : 95 ، وسبطه في تذكرة الخواص : ص 293 - 294 وفي ط : ص 326 من طريق إبراهيم بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن على بن الحسين (علیهما السلام) . وأورده الشريف الرضي في قصار الحكم من نهج البلاغة برقم 126 . وأورده الإربلي في كشف الغمّة : 2 : 288 نقلاً عن مطالب السؤول وأورد الأمدي في غرر الحكم : ج 4 ص 338 ح 6259 الفقرة الأولى من الحديث ، وفي ص 333 ح 6248 : « عجبت لمن يشكّ في قدرة الله وهو يرى خلقه»، وفي ص 336 ح 6250: « عجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى »، وفي ح 6251: «عجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء »، وفي ح6252 : «عجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت». وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 62 مع تقديم وتأخير ومغايرة ، وزيادة في أوله ، وهي : « عجبت للبخيل ؛ يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب ؛ فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ؛ ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء».

أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن [أبي حمزة ] الثمالي

قال : سمعت علي بن الحسين (علیهما السلام) وهو يقول: «عجباً للمتكبّر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غداً جيفة، والعجب كلّ العجب لمن شكّ في الله وهو يرى الخلق ، والعجب كلّ العجب لمن أنكر الموت وهو يموت في كلّ يوم وليلة ، و العجب كلّ العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى ، والعجب كلّ العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء».

(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 31)

(4240) 5 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد القمي (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن

ص: 457


1- 5- وأورده الحراني في تحف العقول: ص 280 ورواه ابن إدريس في السرائر ، كما عنه المجلسي في البحار : 70: 65 .

عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثمالي (1) قال: كان علي بن الحسين [ زين العابدين ] (2) (علیهما السلام) يقول: «ابن آدم، [إنك ] لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك، وما كانت المحاسبة لها من همّک (3) وما كان الخوف لك شعاراً ، والحزن [ لك ] (4) دثاراً، ابن آدم (5) ، إنك ميّت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزّ وجلّ ومسؤول فأعدّ جواباً» (6) .

(أمالى المفيد : المجلس 40 ، الحديث 1)

ورواه أيضاً في (المجلس 12 ، الحديث 10) بتفاوت ذكرتها في الهامش.

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله بتفاوت ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوسي : المجلس 4 ، الحديث 30 )

(4241 - 4242) 6- (7) 7 - أبو عبد الله المفيد قال : حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمّي ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن علي بن النعمان رفعه قال :

كان علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : «ويح من غلبت واحدته عشرته».

وكان أبو عبد الله صلوات الله عليه يقول: «المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة».

ص: 458


1- في أمالي الطوسي: « الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي». والحسن بن محبوب يروي عن كليهما .
2- ما بين المعقوفين هنا وفيما يأتي من المجلس 12 .
3- في أمالي الطوسي: «وما كانت المحاسبة من همك»
4- ما بين المعقوفين من المجلس 12 ومن أمالي الطوسي.
5- کلمتا «ابن آدم »غير موجودتين في المجلس 12 .
6- جملة: « ومسؤول فأعدّ جواباً » غير موجودة في المجلس 12 .
7- 6 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 485 - 486 كتاب الإيمان والكفر ، باب الاجتهاد والحثّ على العمل (23) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 18 .

وكان على بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: «أظهر اليأس من النّاس فإنّ ذلك هو الغنى (1) ، وأقلّ طلب الحوائج إليهم فإنّ ذلك فقر حاضر، وإياك وما يعتذر منه، وصلّ صلاة مودّع ، وإن استطعت أن تكون اليوم خيراً منك أمس، وغداً خيراً منك اليوم فافعل »(2).

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 6)

(4243) 8 - (3) وعن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين (علیهما السلام) يقول : « من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير النّاس، ومن اجتنب ما حرّم الله عليه فهو من أعبد الناس ومن أورع الناس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى النّاس».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 9)

(4244) 9 - (4) حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطیّة :

أبي حمزة الثمالي قال : ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن

ص: 459


1- في بعض النسخ والبحار : «فإنّ ذلك من الغنى»
2- وروى الصدوق نحوه في أماليه : المجلس 52 الحديث 12 عن حذيفة كما سيأتي في باب نوادر المواعظ ومتفرّقاتها .
3- 8- تقدم تخريجه في ج 6 ص 410 كتاب الإيمان والكفر ، باب الورع واجتناب الشبهات (14) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 10 .
4- 9 - ورواه الكليني في كتاب الروضة من الكافي : 8: 14 - 17 ح 2 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه ، جميعاً عن الحسن بن محبوب . وأورده ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: ص 252 - 255 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 37 -39.

الحسين (علیهما السلام) إلّا ما بلغني عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

ثمّ قال أبو حمزة : كان علي بن الحسين (علیهما السلام) إذا تكلّم في الزهد ووعظ أبكى من بحضرته .

قال أبو حمزة : فقرأت صحیفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين (علیهما السلام) فكتبت ما فيها ، وأتيته به فعرضته عليه، فعرفه وصحّحه، وكان فيها :

«بسم الله الرّحمن الرّحيم

كفانا الله وإياكم كيد الظالمين، وبغي الحاسدين، وبطش الجبّارين، أيّها المؤمنون، مصيبتكم الطواغيت من أهل الرغبة في الدنيا (1) ، المائلون إليها، المفتونون بها المقبلون عليها وعلى حطامها الهامد وهشيمها البائد غداً (2) ، فاحذروا ما حذّركم الله منها ، وازهدوا فيما زهّدكم الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتّخذها دار قرار ومنزل استيطان، وبالله إنّ لكم ممّا فيها عليها دليلاً من زينتها، وتصرّف أيامها (3) ، وتغيّر انقلابها ومثُلاتها (4) ، وتلاعبها بأهلها ، إنّها لترفع الخميل (5) ، وتضع الشريف، وتورد النّار أقواماً غداً، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر للنّبيه (6).

إنّ الأمور الواردة عليكم في كلّ يوم وليلة من مضلّات الفتن (7) ، وحوادث

ص: 460


1- كذا في النسخ ، وفي الكافي والتحف : «لا يفتننّكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في هذه الدنيا ».
2- «الهامد»: البالي المسود المتغيّر . و«اليابس» : من النبات والشجر . و«الهشيم»: اليابس المتكسّر من كلّ شجر وكلاء . و«البائد» : الهالك .
3- في الكافي : «والله إنّ لكم ممّا فيها عليها دليلاً وتنبيهاً من تصريف أيامها».
4- المثلات : العقوبات .
5- الخميل : الخامل : الخفي الساقط الّذي لا نباهة له .
6- في الكافي والتحف : «لمنتبه»
7- في الكافي والتحف : «من مظلمات الفتن».

البدع، وسنن الجور، وبوائق الزمان، وهيبة السلطان ووسوسة الشيطان ، ليَدراً القلوب (1) عن تنبّهها، وتذهلها عن موجود الهدى، ومعرفة أهل الحق إلّا قليلاً ممّن عصم الله ، وليس يعرف تصرّف أيّامها وتقلب حالاتها وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصمه الله ونهج سبيل الرشد ، وسلك سبيل القصد ممن استعان على ذلك بالزهد ، فكرّر التفكر (2) ، واتّعظ بالعبر (3) فازدجر ، وزهد في عاجل بهجة الدنيا ، وتجافى (4) عن لذّاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة (5) ، و سعى لها سعيها، وراقب الموت، وسئم الحياة مع القوم الظالمين (6) ، فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيّرة حديدة النظر (7) ، فأبصر حوادث الفتن وضلال البدع، وجور الملوك الظلمة .

فقد - لعمري - استدبرتم الأمور الماضية في الأيّام الخالية من الفتن المتراكمة والانهماك فيها ما تستدلّون به (8) على تجنّب الغواة وأهل البدع و البغي والفساد في الأرض بغير حق، فاستعينوا بالله، وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتّبع وأطيع(9).

ص: 461


1- فى الكافى والتحف : « لتثبّط القلوب». والتثبيط : التعويق والشغل عن المراد .
2- في الكافي والتحف «فكرّر الفكر ».
3- في الكافي : « بالصبر».
4- في بعض النسخ: .«فتجافي».
5- في بعض النسخ: « ورغب في دائم نعم الآخرة»، وفي بعضها: «وفي نعيم دار القرار» ، وفي بعضها : «في دار نعيم الآخرة ».
6- كذا في النسخ ، وفي الكافي والتحف : «وشنأ الحياة». «سئم»: أي ملّ. و«شنا»: أي أبغض .
7- في بعض نسخ الكافي : «حديدة البصر».
8- في الكافي : « والانهماك فيما تستدلّون به» و «الانهماك»: التمادي في الشي :اللجاج فیه.
9- في التحف : «من طاعة من اتبع وأطيع».

فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله، والوقوف بين يديه، وتالله ما صدر قوم قطّ عن معصية الله إلّا إلى عذابه، وما آثر (1) قوم قطّ الدنيا على الآخرة إلّا ساء منقلبهم وساء مصيرهم، وما العلم بالله والعمل بطاعته إلّا إلفان مؤتلفان، [ف] من عرف الله خافه ، فحثّه الخوف على العمل بطاعة الله، وإنّ أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه ، وقد قال الله تعالى: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ» (2) ، فلا تلتمسوا شيئاً مما في هذه الدنيا بمعصية الله، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله، واغتنموا أيامها واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله ، فإنّ ذلك أقل للتّبعة، وأدنى من العذر، وأرجى للنّجاة، فقدّموا أمر الله وطاعته وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلّها، ولا تقدّموا الأمور الواردة عليكم من الطّواغيت، من فتن زهرة الدنيا (3) بين يدي أمر الله وطاعته وطاعة أولي الأمر منكم .

واعلموا أنّكم ونحن عباد الله (4) ، يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غداً، وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدّوا الجواب قبل الوقوف والمساءلة والعرض على ربّ العالمين ، يومئذ لا تكلم نفس إلا بإذنه (5).

واعلموا أنّ الله تعالى لا يصدّق يومئذ كاذباً، ولا يكذّب صادقاً، ولا يردّ عذر مستحق ، ولا يعذر غير معذور ، بل له الحجة على خلقه بالرسل وبالأوصياء بعد الرسل، فاتقوا الله عباد الله، واستقبلوا من إصلاح نفسكم وطاعة الله (6) وطاعة

ص: 462


1- في بعض النسخ : «ولا آثر».
2- سورة فاطر: 35 : 28 .
3- فى الكافى: « من طاعة الطواغيت من زهرة الدنيا». وفي التحف : «من طاعة الطواغيت و فتنة زهرة الدنيا ».
4- في التحف : «واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم ».
5- اقتباس من الآية 105 من سورة هود : 11 : « يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ».
6- في الكافي: «في إصلاح أنفسكم وطاعة الله»، وفي بعض نسخه: «في إصلاح أنفسكم في طاعة الله» .

من تولّونه فيها لعلّ نادماً قد ندم فيما فرّط (1) بالأمس في جنب الله وضيّع من حقوق الله ، فاستغفروا (2) الله وتوبوا إليه ، فإنّه يقبل التوبة، ويعفو عن السيئة، ويعلم ما تفعلون.

وإياكم وصحبة العاصين (3)، ومعونة الظالمين، ومجاورة الفاسقين، احذروا فتنتهم، وتباعدوا من ساحتهم، واعلموا أنّه من خالف أولياء الله ، ودان بغير دين الله ، واستبدّ بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب، تأكل أبداناً قد غابت عنها أرواحها ، وغلبت عليها شقوتها، فهم موتى لا يجدون حرّ النار [ ولو كانوا أحياء لوجدوا مضض حرّ النّار ] (4) ، فاعتبروا يا أولي الأبصار، واحمدوا الله على ما هداكم، واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته، وسيرى الله عملكم (5) [ ورسوله ] ثمّ إليه ،تحشرون فانتفعوا بالعظة، وتأدبوا بآداب الصالحين».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 33 )

ص: 463


1- في بعض النسخ : «على ما قد فرّط».
2- في الكافي : «واستغفروا» .
3- في بعض النسخ : «وصحبة الغاصبين»
4- ما بين المعقوفين من الكافي، وكذا في المورد التالي. ومضض -كفرح -: ألم . والمضض -محرّكة -: وجع المصيبة . قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول : الظاهر أنّ المراد أنهم في الدنيا في نار البعد والحرمان و السخط والخذلان ، لكنّهم لمّا كانوا بمنزلة الأموات لعدم العلم واليقين ، لم يستشعروا ألم هذه النار ولم يدركوها ، كما قال تعالى : « وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ » [ سورة التوبة : 9 49 ، وسورة العنكبوت : 29 : 542 ] ، وقال : «أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ...» [سورة النحل : 16 : 21] . ويحتمل أن يكون المراد بالنار أسباب دخولها ، تسمية للسبب باسم المسبب .
5- في نسخة : «أعمالكم» .

باب 11 -مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام)

(4245) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (رحمه الله ) ، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن محمّد بن مروان:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال : سمعته يقول : «ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله عزّ وجلّ إِلّا حرّم الله جسدها على النّار، ولا فاضت دمعة على خدّ صاحبها فرهق وجهه قتر ولاذلة يوم القيامة، و ما من شيء من أعمال الخير إلا وله وزن أو أجر إلّا الدمعة من خشية الله، فإنّ الله يطفئ بالقطرة منها بحاراً من نار يوم القيامة ، وإنّ الباكي ليبكي من خشية الله في أُمّة فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها».

(أمالی المفيد : المجلس 18 ، الحديث 1)

ص: 464


1- 1 - ورواه ابن الجوزي في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام) من صفة الصفوة : 2 : 109 ، وسبطه في تذكرة الخواص : ص 304 وفي ط : ص 339 في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام) : « نبذة من كلامه» ، وابن كثير في البداية والنهاية : 9: 324 ، وابن الصبّاغ في الفصول المهمة : ص 212 ، والشبلنجي في نور الأبصار : ص 143 ، والإربلي في كشف الغمة : 2 : 360 من طريق خالد بن أبي الهيثم، عن الباقر (علیه السلام) . وقريباً منه رواه البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 494 / 811 بإسناده إلى مسلم بن يسار [ مرسلا ] عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وأيضاً روى نحوه القرشي في الباب 127 من مسند شمس الأخبار: 103:2 بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن على (علیهم السلام) ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . وأورد نحوه ورام في تنبيه الخواطر : 1 : 87. وروى الكليني في باب البكاء من كتاب الدعاء من الكافي : 2 : 481 - 482 ح 1 و 5 بسندين إلى محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلّا الدموع، فإنّ القطرة [ منها ] تطفئ بحاراً من نار ، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهاً قتر ولا ذلّة ، فإذا فاضت حرمه الله على النار ، ولو أنّ باكياً بكى في أُمّة لرحموا» . وقريباً منه رواه في الحديث 2 بسند آخر عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . قال العلّامة المجلسي في مرآة العقول : 12 : 51 : قال في القاموس : «اغرورقت عيناه : دمعتا كأنها غرقت في دمعها » انتهى . والمراد هنا امتلاء العين بالماء قبل أن يجري على الوجه . وفي القاموس : رهقه - كفرح -: غشيه ولحقه أو دنا منه سواء أخذه أو لم يأخذه . وقال الجوهري : رهقه - بالكسر - يرهقه رهقاً : أي غشيه من قوله تعالى: « وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ » [ يونس : 10 : 26 ]. وقال : القتر : جمع القترة وهي الغبار، ومنه قوله تعالى : «تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ »[عبس: 41] . وقال الراغب : وقوله تعالى : «تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ » نحوه غبرة ، وهي شبه دخان يغشى الوجه من الكرب . وقال البيضاوي في قوله تعالى : «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ »: لا يغشاها « قَتَر»: غبرة فيها سواد، و« لا ذلّة » : هوان، والمعنى : لا يرهقهم ما يرهق أهل النار ، أو لا يراهقهم ما يوجب ذلك حزن وسوء حال

(4246) 2 - (1) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن عليّ بن حديد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي النعمان العجلي:

قال : قال أبو جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهما قال : «يا أبا النعمان ، لا تحقّقن علينا كذباً فتسلب الحنيفية .

يا أبا النعمان لا تستأكل بنا النّاس فلا يزيدك الله بذلك إلا فقراً.

يا أبا النعمان، لا ترأس فتكون ذنباً .

يا أبا النعمان إنّك موقوف ومسؤول لامحالة، فإن صدقت صدّقناك ، وإن كذبت كذّبناك .

ص: 465


1- 2- تقدّم تخريجه في باب جوامع مساوئ الأخلاق (4) من أبواب مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : ج 6 ص 600 ح 8.

يا أبا النعمان، لا يغرّك النّاس عن نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحفظ عليك ، وأحسن فلم أر شيئاً أسرع دركاً ولا أشدّ طلباً من حسنة لذنب قديم».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 5)

(4247) 3 - (1) وعن علي بن مهزيار، [عن علي بن حديد ، ] عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داوود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهرى (2).

عن أحدهما (علیهما السلام) أنه قال : « ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

وقال: «من قال لا إله إلّا الله فلن يلج ملكوت السماء (3) حتّى يتم قوله بعمل صالح، ولا دين لمن دان الله بطاعة الظالم» (4).

ثمّ قال : «وكلّ القوم ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر».

(أمالی المفيد : المجلس 23، الحديث 7)

أقول : يمكن أن تجعل هذه الرواية في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً.

ص: 466


1- 3 - ورواه المجلسي في البحار : 69 : 402 / 402 عن الحسين بن سعيد في بعض كتبه .
2- ورد بهذا العنوان في كثير من الروايات، منها في الكافي ج 1 ص 50 كتاب فضل العلم (2) باب النوادر : ح 9 ، وكتاب التوحيد (3) باب حدوث العالم وإثبات المحدث (1) ص 81 ح 6 ، وج 5 ص 56 كتاب الجهاد باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (28) ح 4 ، وفي التهذيب ج 6 ص 174 باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ح 353 ، وفي بعض الروايات: «داوود بن فرقد، عن أبي شيبة الزهري »، كما في الباب الأخير من كتاب الجنائز من الكافي : 3 : 257 ح 27 ، والبحار : 69 : 402 / 102 نقلاً عن الحسين بن سعيد في بعض كتبه
3- في نسخة : «السماوات».
4- في البحار بعده : « ولا دين لمن دان الله بغير إمام عادل، ولا دين لمن دان الله بطاعة الظالم».

(4248) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو غالب أحمد بن محمّد الزراري (رحمه الله ) قال : حدّثني عمّي على بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدّثني العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :

سمعت أبا جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) يقول : « لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله».

(أمالی المفيد : المجلس 36 ، الحديث 7)

أبو جعفر الطو عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 3 ، الحديث 23)

(4249) 5 - (2) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد قال : حدّثنا محمد بن يعقوب قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن عمرو بن شمر :

عن جابر قال : دخلنا على أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السلام) ونحن جماعة، بعد ما قضينا نسكنا، فودّعناه وقلنا له: أوصنا يا ابن رسول الله . فقال : « ليعن قويّكم ضعيفكم ، و ليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه ، وإن اشتبه

ص: 467


1- 4 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 682 كتاب الإيمان والكفر ، باب من أطاع المخلوق في معصية الخالق (30) من أبواب مساوئ الأخلاق : ح 3.
2- 5- روى الكليني نحوه في « باب الكتمان» من كتاب الإيمان والكفر من الكافي : 2 : 222 ح 4 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن بكير ، عن رجل ، عن أبي جعفر (علیه السلام) قال : دخلنا عليه جماعة ، فقلنا : يا ابن رسول الله ، إنا نريد العراق فأوصنا ، فقال أبو جعفر (علیه السلام) : « ليقوّ شديدكم ضعيفكم ، وليعدّ غنيّكم على فقيركم . ..» ، وذكر الحديث بتفاوت .

الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردّوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ماشرح لنا، وإذا كنتم كما أوصيناكم لم تعدوا إلى غيره، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا ، كان شهيداً ، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه ، كان له أجر شهيدين ، ومن قتل بين يديه عدوّاً لنا كان له أجر عشرين شهيداً ».

(أمالی الطوسي : المجلس 9 ، الحديث 2)

(4250)6 - حدّثنا أبو محمد الحسن بن محمّد بن يحيى الفحّام قال : حدّثنا عمّي قال : حدّثني محمد بن جعفر قال : حدّثنا محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زید :

عن جابر بن يزيد الجعني قال: خدمت سيّدنا الإمام أبا جعفر محمد بن علي (علیهما السلام) ثماني عشرة سنة، فلمّا أردت الخروج ودعته، وقلت : أفدني.

فقال: «بعد ثماني عشرة سنة، يا جابر !»

قلت : نعم ، إنّكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره.

فقال: «يا جابر ، بلّغ شيعتي عنّي السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عزّ وجلّ، ولا يُتقرب إليه إلّا بالطاعة له.

ياجابر، من أطاع الله وأحبّنا فهو ولينا ، ومن عصى الله لم ينفعه حبّنا .

ياجابر، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه أو توكّل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه !

یا ،جابر انزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلّا دابة ركبتها فى منامك فاستيقظت و أنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته ، أو كجارية وطئتها ، يا جابر الدنيا عند ذوي الألباب كفيء الظلال.

لا إله إلّا الله إعزاز لأهل دعوته ، الصلاة تثبيت للإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق والصيام والحج تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدماء، وحبّنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإياكم من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون».

(أمالی الطوسي : المجلس 11، الحديث 29 )

ص: 468

(4251) 7 - (1) أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبدالله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبوالقاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبوالفضل العبّاس بن محمد بن الحسين قال: حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر ، عن عبد الله بن أبي يعفور :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « كمال المؤمن في ثلاث خصال : الفقه في دينه ، و الصبر على النائبة (2) ، والتقدير في المعيشة».

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 1)

ص: 469


1- 7 - تقدّم تخريجه في الباب الثالث من أبواب العلم من كتاب العقل والعلم والجهل : ج 1 ص 114 - 115 ح 7 .
2- النائبة : ما ينوب الإنسان، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. (النهاية: 5: 123 مادة «نوب»).

باب 12 -مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام)

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في أبواب آداب السفر من كتاب الآداب والسنن ، فلاحظ هناك .

(4252) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن أبي الصهبان قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد الأزدي [ابن أبي عمير ] قال : حدّثني أبان الأحمر :

عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) ، أنه جاء إليه رجل فقال له : بأبي أنت وأمى يا ابن رسول الله علِّمني موعظة . فقال : «إن كان الله تبارك وتعالى قد تكفّل بالرزق، فاهتمامك لما ذا ؟ وإن كان الرزق مقسوماً ، فالحرص لما ذا ؟ وإن كان الحساب حقاً، فالجمع لما ذا ؟ وإن كان الثواب من الله ، فالكسل لماذا ؟ وإن كان الخلف من الله عزّ وجلّ حقاً فالبخل لما ذا ؟ وإن كانت العقوبة من الله عزّ وجل النّار، فالمعصية لما ذا ؟ وإن كان الموت حقاً، فالفرح لماذا ؟ وإن كان العرض على الله عزّ وجلّ حقاً ، فالمكر لماذا ؟ وإن كان الشيطان عدوّاً، فالغفلة لما ذا ؟ وإن كان الممرّ على الصراط حقاً، فالعُجب لما ذا ؟ وإن كان كلّ شيء بقضاء وقدر، فالحزن لما ذا ؟ وإن كانت الدنيا فانية، فالطمأنينة إليها لماذا »؟

(أمالی الصدوق : المجلس 2 ، الحديث 5)

(4253)2 - حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا على بن الحسين

ص: 470


1- 1- ورواه أيضاً في التوحيد : 376 باب 60 ح 21 ، وفي الخصال : 450 باب العشرة : ح 55 ، وفي الفقيه : 4 : 281 باب النوادر : ح 12 . وأورده الفتّال فى المجلس 77 من روضة الواعظين : ص 441 - 442 .

السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي، عن مالك بن أنس قال:

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أعجب لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة عليه ، أو يبخل عليها وهي مُدبرة عنه ، فلا الإتفاق مع الإقبال يضرّه، ولا الإمساك مع الإدبار ينفعه».

(أمالی الصدوق : المجلس 32، الحديث 4)

(4254) 3 - (1)حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدّثني أبوعبد الله الرازي واسمه عبد الله بن أحمد، عن سجادة واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان ، واسم أبي عثمان حبيب، عن محمّد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب :

عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال :« تبع حكيم حكيماً سبع مئة فرسخ في سبع كلمات ، فلمّا لحق به قال يا هذا ما أرفع من السماء، وأوسع من الأرض ، وأغنى من البحر ، وأقسى من الحجر، وأشدّ حرارة من النار ، وأشدّ برداً من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات ؟

فقال : يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشدّ حرارة من النّار، واليأس من روح الله عزّ وجلّ أشدّ برداً من الزمهرير والبهتان على البريء أثقل من الجبال الراسيات».

(أمالی الصدوق : المجلس 43 ، الحديث 1)

ص: 471


1- 3 - ورواه أيضاً في معاني الأخبار : ص 177 باب 154 بهذا السند ، وفى الخصال : ص 348 باب السبعة ح 21 عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد . وأورده أبو محمد جعفر بن محمد بن علي في كتاب الغايات : جامع الأحاديث : ص 227 . ورواه المفيد فى الاختصاص : ص 247 عن سعد بن عبد الله ، عن بعض أصحابه .

(4255) 4- (1)حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن عنبسة بن بجاد العابد :

أنّ رجلاً قال للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أوصني . فقال : «أعدّ جهازك، وقدّم زادك لطول سفرك ، وكُن وصيّ نفسك، ولا تأمن غيرك أن يبعث إليك بما يُصلحك».

(أمالی الصدوق : المجلس 47، الحديث 12)

(4256) 5 - حدّثنا أبي (رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أيوب بن نوح ، عن محمّد بن أبي عمير، عن مثنى بن الوليد الحنّاط :

عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله الصادق (علیه السلام): « أما تحزن ، أما تهتمّ أما تألم» ؟

قلت :بلى والله .

قال: «فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت و وحدتك في قبرك، وسيلان عينيك على خديك ، وتقطّع أوصالك ، وأكل الدود من لحمك، وبلاك ، وانقطاعك عن الدنيا ، فإنّ ذلك يحثُّك على العمل، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا».

(أمالی الصدوق : المجلس 55 ، الحديث 2)

(4257) 6 - (2) حدّثنا جعفر بن الحسين (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن بطّة قال :

ص: 472


1- 4 - ورواه الكليني في الكافي : 7: 65 ح 29 عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مهزم ، عن عنبسة العابد . وأورده ابن إدريس في مستطرفات السرائر : ص 146 ح 19 ، وورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر: 2: 166 ، وفى الكافى وتنبيه الخواطر : «عن عنبسة العابد قال : قلت للصادق ...» .
2- 6 - ورواه أيضاً فى باب الثلاثة من الخصال: ص 152 ح 188 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد .

حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، ، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسکان :

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء ، لأنّ النّاس إذا استغنوا كفّوا عن أموالهم، (إلى أن قال : )وإنّ أحق الناس بأن يتمنّى (1) للنّاس الصلاح أهل العيوب ، لأنّ النّاس إذا صلحوا كفّوا عن تتبع عيوبهم، وإنّ أحق النّاس بأن يتمنّى للنّاس الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يُعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر النّاس، وأصبح أهل العيوب يتمنّون معايب النّاس، وأصبح أهل السفه يتمنّون سفه الناس، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب، وفي السفه المكافأة بالذنوب».

(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 8)

أبو جعفر الطوسی ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 18)

(4258) 7 - (2) حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضی الله عنه) قال : حدّثنا أبي قال : حدّثني محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داوود المسترق - واسمه سليمان بن سفیان - قال :

قال الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام): « يقوم الناس عن فرشهم على ثلاثة أصناف : فصنف له ولا عليه وصنف عليه ولا له، وصنف لا له ولا عليه، فأما الصنف الذي له ولا عليه، فهو الذي يقوم من منامه ويتوضأ ويصلي ويذكر الله عزّ وجلّ، والصنف الّذي عليه ولا له فهو الذي لم يزل في معصية الله حتى نام فذاك (3) الّذي عليه ولا له ، والصنف الذي لا له ولا عليه فهو الذي لا يزال نائماً

ص: 473


1- في أمالي الطوسي : «أن يتمنى » وكذا في المورد الأتي.
2- 7- ورواه أيضا الصدوق فى الفقيه : 1 : 299 / 1368 .
3- في أمالي الطوسي : «فذلك»، وكذا في المورد التالي .

حتى يصبح فذاك لا له ولا عليه».

(أمالی الصدوق : المجلس 61 ، الحديث 13)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسى : المجلس 15 ، الحديث 23 )

(4259) 8 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله ) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير قال: حدّثني من سمع أبا عبد الله الصادق (علیه السلام) يقول: «ما أحب الله عزّ وجلّ من عصاه». ثم تمثل فقال :

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ***هذا محال في الفعال بديع

لو كان حُبّك صادقاً لأطعته ***إنّ المحبّ لَمَن يُحبّ مطيع

(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 3)

( 4260) 9 - (2) وبالسند المتقدّم قال : كان الصادق (علیه السلام) كثيراً ما يقول :

علم المحجة واضح لمريده *** وأرى القلوب عن المحجّة في عمی

و لقد عجبت لهالك ونجاته *** موجودة ولقد عجبت لمن نجا

(أمالی الصدوق : المجلس 74، الحديث 5)

(4261) 10 - (3) وبالسند المتقدّم قال : كان الصادق (علیه السلام) يقول : -

ص: 474


1- 8 وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) من تحف العقول: ص 294 إلّا أنّ فيه : «ما عرف الله من عصاه». والبيتان أوردهما الفتّال في المجلس 70 من روضة الواعظين : ص 418، وابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 297 في معالي أموره.
2- 9 - وأورده ابن شهر آشوب في المناقب : 4 : 297 في معالي أموره (علیه السلام) .
3- 10 - وأورده ابن شهر آشوب في المناقب : 4: 298 في معالي أموره (علیه السلام) ، والفتّال في المجلس 91 من روضة الواعظين : ص 491 .

اعمل على مهل فإنك ميت *** واختر لنفسك أيها الإنسان

فكأنّ ما قد كان لم يك إذ مضى ***وكأنّ ما هو كائن قد كان

(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 6)

(4262) 11 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «المروءة مروءتان: مروءة الحضر ومروءة السفر، فأمّا مروءة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير والنظر في الفقه وأمّا مروءة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله ، وقلّة الخلاف على من تصحبه (2) ، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم».

(أمالى المفيد : المجلس 6 ، الحديث 3)

(4263) 12 - أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي قال : حدّثنا محمّد بن علي، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان :

عن أبي النعمان [الحارث بن الحصيرة الأزدي الكوفي ] ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال : قال لي : « يا أبا النعمان ، لا يغرنّك النّاس من نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم ولا تقطع نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحصي عليك،

ص: 475


1- 11 - ورواه الصدوق في معاني الأخبار : ص 258 باب معنى المروءة : ح 8 عن أبيه عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن خالد عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وأورده ابن شعبة الحراني في قصار مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 374.
2- في التحف : «من صحبك ».

وأحسن فإنّي لم أر أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة محدثة لذنب قديم ، إنّ الله جلّ وعزّ يقول : « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ » (1)».

(أمالى المفيد: المجلس 8 ، الحديث 3)

( 4264) 13 - (2) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن ايوب، عن عبد الله بن زيد:

عن ابن أبي يعفور قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «لا يغرّك النّاس عن نفسك، فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا يقطع عنك النهار بكذا وكذا، فإنّ معك من يحفظ عليك ، ولا تستقلّ قليل الخير فإنّك تراه غداً حيث يسرّك ، ولا تستقل قليل الشر فإنّك تراه غداً بحيث يسوؤك ، وأحسن فإنّي لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حسنة لذنب قديم ، إنّ الله جلّ اسمه يقول : « إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» ».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 3)

(4265) 14 - (3) وعن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب، عن عجلان أبي صالح

ص: 476


1- سورة هود : 114:11 .
2- 13 - ورواه الصدوق - بتفاوت يسير وتقديم وتأخير في بعض الفقرات - في ثواب الأعمال : 134 باب« ثواب الحسنة المحدثة للذنب القديم »عن أبيه ، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن إسحاق التاجر ، عن علي بن مهزيار، عمّن رواه ، عن الحارث الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله (علیه السلام). وأورده المفيد في الاختصاص : ص 231 وأورد ورّام بن أبي فراس قريباً منه في آخر تنبيه الخواطر : 2: 305 عن عبد العظيم يرفعه إلى محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام) قال لمحمد بن مسلم : «لا يغرنك النّاس ...».
3- 14 - ونحو ما ورد في الكسل والضجر في وصايا لقمان لابنه : تنبيه الخواطر : 1 : 60. وانظر سائر تخريجاته في باب جوامع مساوئ الأخلاق من كتاب الإيمان والكفر : 6 : 597 / 3.

قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما: «أنصف الناس من نفسك، وواسهم في مالك ، وارض لهم بما ترضى لنفسك ، واذكر الله كثيراً، وإياك والكسل والضجر ، فإنّ أبي بذلك كان يوصيني وبذلك كان يوصيه أبوه ، وكذلك في صلاة الليل ، إنّك إذا كسلت (1) لم تؤدّ إلى الله حقّه، و إذا ضجرت لم تؤد إلى أحد حقاًّ، وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة، وإذا وعدت فلا تخلف».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 4)

(4266) 15 - (2) وعن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد عن مرازم قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما : «عليكم بالصلاة في المساجد، و حسن الجوار للنّاس، وإقامة الشهادة وحضور الجنائز، إنّه لابدّ لكم من النّاس، إنّ أحداً لا يستغني عن الناس حياته (3)، فأما نحن نأتي جنائزهم، وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمّون به ، والنّاس لابد لبعضهم من بعض ما داموا على هذا هو الظاهر الموافق للكافي ، وفي النسخ: (بجنازته». هذه الحال حتى يكون ذلك ، ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم».

ثم قال : « عليكم بحسن الصلاة واعملوا لآخرتكم، واختاروا لأنفسكم، فإنّ الرجل قد يكون كيساً في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلاناً وإنّما الكيس كيس الآخرة».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 12)

(4267) 16- وعن علي بن مهزیار ، [ عن الحسن بن محبوب ] ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس :

عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت لأبي عبدالله (علیه السلام): أوصني. فقال:

ص: 477


1- فى نسخة : تكاسلت
2- 15 - ورواه الكليني في الكافي : 2 : 635 كتاب العشرة باب 1 ح 1 عن عدة من الأصحاب ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن حديد ، إلى قوله (علیه السلام) : «والنّاس لابدّ لبعضهم من بعض».
3-

أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد واعلم أنّه لا ينفع اجتهاد لا ورع فيه وانظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك (1) ، فلكثيراً ما قال الله تعالى (2) لرسوله : « فَلَا تُعجِبْكَ أَمْوَالُهُم وَلَا أَولَادُهُم» (3)، وقال [ عزّ ذكره ] (4): « وَلَا تَمدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَامَتَعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» (5) ، فإن نازعتك نفسك إلى شيء من ذلك ، فاعلم أنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كان قوته الشعير ، وحلواه التمر إذا وجده ، و وقوده السعف، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فإنّ النّاس لم يصابوا بمثله أبداً ، [ولن يصابوا بمثله أبداً ] (6)».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 25)

أبو جعفر الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن أبي عبد الله محمّد بن وهبان الأزدي، عن أبي علي محمّد بن أحمد بن زكريّا عن الحسن بن علي بن فضّال، عن على بن عقبة مثله ، إلّا أنّ فيه: «وحلواه التمر ووقوده السعف».

(أمالی الطوسى : المجلس 38 ، الحديث 1)

ص: 478


1- وأورد الحرّانى فى تحف العقول: ص 360 أنّه (علیه السلام) قال لحمران بن أعين :« يا حمران انظر من هو دونك في المقدرة ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإنّ ذلك أقنع لك بما قسم الله لك وأحرى أن تستوجب الزيادة منه عزّ وجلّ ». وفي تنبيه الخواطر : 1: 199 : قال أبو ذر (رحمه الله ) : «أوصاني خليلي أن أنظر إلى من هو دوني لا إلى من هو فوقی » أي في الدنيا.
2- في أمالي الطوسى: «فكثيراً ما قال الله عزّ وجلّ».
3- سورة براءة : 9: 55 .
4- من أمالي الطوسي .
5- سورة طه : 20 : 131.
6- من أمالي الطوسي .

(4268 - 4269) 17 - (1) 18 - حدّثني أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن رفاعة (2).

عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما أنه قال : «أربع في التوراة و أربع إلى جنبهنّ : من أصبح على الدنيا حزيناً ( فقد ] (3) أصبح ساخطاً على ربّه و مَن أصبح يشكو مصيبةً نزلت به فإنّما يشكو ربّه، ومن أتى غنياً فتضعضع له [ ليصيب من دنياه ] ذهب ثلثا دينه ومن دخل النّار من هذه الأمّة ممن قرأ القرآن فإنما هو ممن اتخذ آيات الله هزواً ولعباً.

والأربع الأخر : مَن ملك استأثر ، ومَن يستشر لايندم، وكما تدين تدان(4)، والفقر الموت الأكبر».

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 15 )

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمان عن محمد بن زیاد ، عن رفاعة بن موسى مثله ، إلا أنّ فيه :« أربع في التوراة، و إلى جنبهن أربع». وفيه: «فقد أصبح على ربّه ساخطاً». وفيه: «ممن كان يتخذ آيات الله هزواً، والأربع التي إلى جنبهنّ : كما تدين تدان، ومن ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والفقر هو الموت الأكبر».

(أمالی الطوسى : المجلس 8، الحدیث (57)

ص: 479


1- 17 - وأورده الحرّاني في تحف العقول: ص 8 في وصية النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لأمير المؤمنين (علیه السلام) . وأورد نحوه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 200. وانظر سائر تخريجاته في كتاب النبوّة : ج 2 ص 97 - 98 ح 21 .
2- في السند سقط ، لأنّ على بن مهزيار لم يدرك رفاعة ، أو رواه ابن مهزيار مرسلاً .
3- ما بين المعقوفين موجود في أمالي الطوسي، وكذا في المورد الثاني
4- هذه الفقرة أوردها الديلمي في الفردوس : 4 : 412 ح 6715 من طريق فضالة بن عبید.

(4270) 19- (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرني أبو عبدالله محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) قال : حدّثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن شريف بن سابق، عن أبي العبّاس الفضل بن عبدالملك، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن آبائه (علیهم السلام)

قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أوّل عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه ، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأوّل تحفة المؤمن أن يغفر له ولمن تبع جنازته».

ثم قال : «يا فضل ، لا يأتي المسجد من كلّ قبيلة إلا وافدها، ومن كلّ أهل بيت إلا نجيبها .

يا فضل، إنّه لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث : إما دعاء يدعو به يدخله الله به الجنّة، وإمّا دعاء يدعو به ليصرف (2) الله به عنه بلاء الدنيا ، وإمّا أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ».

قال : ثمّ قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام مثل أخ يستفيده في الله عزّ وجلّ.

يا فضل، لاتزهدوا في فقراء شيعتنا ، فإنّ الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر »(3).

ثم قال : «يا فضل، إنما سمّي المؤمن مؤمناً لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه».

ثم قال : «أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم

ص: 480


1- 19 - ورواه الطبري في بشارة المصطفى : ص 72 عن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، عن الشيخ الطوسي . وأورد ذيله ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 179 .
2- فى الطبعة الحجرية والبحار : «فيصرف».
3- لهذه الفقرة شواهد كثيرة ، تقدّم بعضها في ج 6 : باب فضائل الشيعة من أبواب الإيمان والإسلام من كتاب الإيمان والكفر .

لصديقه يوم القيامة : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.« (1)».

(أمالی الطوسى : المجلس 2 ، الحديث 26)

(4271) 20 - وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : حدّثني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن بكر بن محمد قال :

سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) يقول: «كم من نعمة الله على عبده في غير أمله ، وكم من مؤمّل أملاً الخيار في غيره، وكم من ساع إلى حتفه وهو مبطئٌ عن حظه».

(أمالی الطوسى : المجلس 5 ، الحديث 23)

(4272) 21 - (2) أخبرنا محمد بن محمد قال : حدّثنا الشريف الصالح الحسن بن حمزة الحسيني (رضی الله عنه) قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم في كتابه إلينا على يد أبي نوح الكاتب، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبيدالله بن عبد الله :

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) أنه قال لأصحابه : «اسمعوا منّي كلاماً هو خير لكم من الدهم الموقفة (3) : لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه، وليدع كثيراً من الكلام فيما يعنيه حتى يجد له موضعاً، فربّ متكلّم في غير موضعه جنى على

ص: 481


1- سورة الشعراء : 26 : 100 - 101 .
2- 21 - ورواه بتفاوت المفيد في الاختصاص : ص 231 ، وابن شعبة الحراني في تحف العقول: ص379 .
3- الدهم - بالضم - : جمع الأدهم، وهو من الخيل والإبل : الشديد الورقة - أي السواد في غبرة - حتى ذهب البياض الذي فيه ، فإن زاد على ذلك حتى اشتد السواد فهو جون . و «فرس موقف » : إذا أصاب الاوظفة منه بياض في موضع الوقف ولم يعدها إلى أسفل وفوق، فذلك التوقيف . (صحاح اللغة).

نفسه بكلامه، ولا يمارينّ (1) أحدكم سفيهاً ولا حليماً، فإنّه من مارى حليماً أقصاه، ومن مارى سفيهاً أرداه ، واذكروا أخاكم إذا غاب عنكم بأحسن ما تحبّون أن تُذكروا به إذا غبتم عنه، واعملوا عمل من يعلم أنّه مجازى بالإحسان مأخوذ بالاجرام».

(أمالی الطوسي : المجلس 8 الحديث 45 )

(4273) 22- (2) أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي قال :

قال أبو عبد الله (علیه السلام) : ليس لحاقن رأي ، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح القلوب».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 42)

(4274) 23 - وبالسند المتقدم عن أبي قتادة القمّي ، عن صفوان الجمّال قال : دخل

ص: 482


1- المماراة : المجادلة.
2- 22 - وأورده الحرّاني في مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول : ص 364 وفيه : «ليس لملول صديق ، ولا لحسود غنى، وكثرة النظر في الحكمة تلقيح القلوب». و نحوه في مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام) : ص 450 . وفي غرر الحكم : 1 : 250 : «الملول لا مودّة له»، وفي 5 : 80: «ليس لملول إخاء»، وفي 6: 346: «لا أخوّة لملول» ، وفى ص 347: «لا خلّة لملول». وفي مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول : 316 : « ... لا تثق بمودّة ملول ... الملول أوثق ما كنتَ به خذلك ، وأوصل ما كنت له قطعك»، وفي مواعظ أمير المؤمنين (علیه السلام): ص 215 « لا عيش لحسود ، ولا مودّة لملول، ولا مروءة لكذوب». وانظر مواعظ الصادق (علیه السلام) لسفيان الثوري فى تحف العقول: ص 376 .

المعلّى بن خنيس على أبي عبد الله (علیه السلام) يودعه وقد أراد سفراً، فلمّا ودّعه قال: «يا معلّى، اعزز بالله يعززك».

قال : بماذا يا ابن رسول الله ؟

قال: «يا معلّی ، خف الله تعالى يخف منك كلّ شي، يا معلّى تحبّب إلى إخوانك بصلتهم، فإنّ الله جعل العطاء محبّة والمنع مبغضة، فأنتم والله إن تسألوني وأعطيكم فتحبّوني أحبّ إليّ من أن لا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني، ومهما أجرى الله عزّ وجلّ لكم من شيء على يدي فالمحمود الله تعالى، ولا تبعدون من شكر ما أجرى الله لكم على يدي .

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 55)

(4275 - 4276) 24 - (1) 25 - (2) أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي بالنهروان من كتابه ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي بشر الأحمري بنهاوند قال : أخبرنا عبد الله بن حماد الأنصاري:

عن عبد العزيز بن محمّد بن الدراوردي قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام) وأنا عنده، فقال له جعفر (علیه السلام) : «يا سفيان، إنك رجل مطلوب، وأنا رجل تُسرع إلي الألسن ، فسل عمّا بدا لك».

ص: 483


1- 24 - وروى ابن طلحة في مطالب السؤول طبع مؤسسة البلاغ ص 284 وفي ط : 2 : 56 عن مالك بن أنس قال : قال جعفر يوماً لسفيان الثوري : « يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد والشكر عليها ، فإنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه : « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ » [إبراهيم: 14 : 7] وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، فإنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه: « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ» يعني في الدنيا ، « وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ» [نوح: 71: 10 -12] في الآخرة ، يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره فأكثر من قول «لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم »، فإنّها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنّة . وأورده ابن حمدون في التذكرة الحمدونية : 1 : 114 / 231 ، والراغب في المحاضرات : 2 : 467 ، والذهبي في السير : 6 : 261 . وروى البيهقي في شعب الإيمان : 1 : 441 / 651 بإسناده عن سعيد بن داوود، عن عبدالعزيز بن أبي حازم وابن الدراوردي قالا: إنا لجلوس عند جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم إذ استأذن عليه سفيان فأذن له، فدخل فسلّم ثمّ جلس، فقال: «يا سفيان». فقال : لبّيك . قال : «إنّك رجل تطلب السلطان وأنا رجل أتّقي السلطان ، فقم غير مطرود». فقال سفيان : تحدّث وأقوم . فقال جعفر : أخبرني أبي، عن جدّي أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :«من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله ، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ، ومن حزنه أمر فليقل : لا حول ولا قوة إلا بالله» ثمّ قام سفيان فناداه جعفر فقال : « يا سفيان» . قال : لبّيك . قال : «خذهنّ ثلاثاً وأى ثلاث» و أشار بيده. وروى نحوه في الرقم 650 و 4 : 108 و 109 / 4446 و 4447 ، والخطيب في تاريخه : 3: 180 في ترجمة محمّد بن القاسم السمناني وابن الجوزي في صفة الصفوة : 2 : 169 ، وابن عبد البرّ في بهجة المجالس القسم الثاني : ص 127 وابن عبد ربه في العقد الفريد : 3: 219 - مختصراً، وابن طلحة في مطالب السؤول ط مؤسسة البلاغ : ص 284 وفي ط : 56:2 ، وأبو القاسم الأصفهاني في الترغيب و الترهيب كما عنه في مناقب ابن شهر آشوب : 4: 270 . وقوله (علیه السلام) : «المعروف لا يتمّ إلّا بثلاث ... » رواه أبونعيم في حلية الأولياء : 3: 198، و الزمخشري في ربيع الأبرار : 3: 678 و 4 : 320 ، وابن الجوزي في المنتظم : 8: 111 وفي ترجمة الإمام الصادق (علیه السلام) من صفة الصفوة : 2 : 169 ، وابن خلكان فى وفيات الأعيان : 1 : 471 ، والذهبي في السير : 6: 263 ، وابن طلحة في مطالب السؤول ط مؤسّسة البلاغ : ص 285 و في ط : 2: 57 .
2- 25 - ورواه أيضاً في الفقيه : 2: 30/113. وأورده الحرّاني في قصار مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: ص 363 بتفاوت يسير .

ص: 484

فقال : ما أتيتك يا ابن رسول الله إلا لاستفيد منك خيراً

قال: « يا سفيان، إنّي رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث : تعجيله، وستره، وتصغيره (1)، فإنّك إذا عجّلته هنأته، وإذا سترته أتممته، وإذا صغرته عظم عند من تسديه إليه».

يا سفيان، إذا أنعم الله على أحد بنعمة فليحمد الله عزّ وجلّ، وإذا استبطأ الرزق فليستغفر الله ، وإذا أحزنه أمر قال : «لا حول ولا قوة إلّا بالله» (2).

یا ،سفیان ثلاث - أيّما ثلاث - نعمت الهدية، نعمت العطية الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن فينطوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المؤمن».

وقال : «المعروف كاسمه وليس شيء أعظم من المعروف إلا ثوابه ، و ليس كلّ من يحبّ أن يصنع المعروف يصنعه، ولاكلّ من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كلّ من يقدر عليه يؤذن له فيه ، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمّت السعادة للطالب والمطلوب إليه».

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 17 و 18)

ص: 485


1- أورد الحرّاني نحو هذه الفقرة في تحف العقول: ص 323 في عنوان «نثر الدرر» من مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام)
2- و هذه الفقرات أي من قوله (علیه السلام) : « إذا أنعم الله» إلى هنا وردت في صحيفة الرضا (علیه السلام) : ح 192 عن آبائه ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا : 2 : 50 باب 31 ح 171، والجاحظ في البيان والتبيين : 3: 279 - 280 . وأورده الآبي في نثر الدرّ : 345:1 عن الإمام الباقر (علیه السلام) ، وعنه الإربلي في ترجمة الإمام الباقر (علیه السلام) من كشف الغمة .

(4277) 26 - أخبرنا الحسين بن إبراهيم القزويني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن حبشي قال : حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن محمّد بن الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى بن يقطين قال : حدّثنا الحسين بن أبي غندر، عن أبيه :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : سمعته يقول: «جوّدوا الحذو فإنه مكبتة للعدو و زيادة في ضوء البصر، وخفّفوا الدَّين فإنّ في خفّة الدين زيادة العمر، وتدهّنوا فإنّه يظهر الغناء، وعليكم بالسواك ، فإنّه يذهب وسوسة الصدر، وأدمنوا الخفّ فإنّه أمان من السل».

(أمالی الطوسي : المجلس 36 ، الحديث 3 )

ص: 486

باب 13 -مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام)

(4278) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن سعيد بن عمرو، عن إسماعيل بن بشر بن عمّار قال :

كتب هارون الرشيد إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام) : عظني وأوجز . قال : فكتب إليه :« ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة».

(أمالی الصدوق : المجلس 76 ، الحديث 8)

( 4279) 2 - حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمي ، عن محمد بن الحسن الصفّار عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن الفضل بن يونس :

عن أبي الحسن الأوّل (علیه السلام)أنه قال: «أبلغ خيراً، وقُل خيراً، ولا تكونن إمّعة »(1).قلت : وما الإمعة ؟ قال: «لا تقل أنا مع النّاس، وأنا كواحد من النّاس، إنّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : أيّها النّاس، هما نجدان : نجد خير ونجد شر، فما بال نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير ؟!

(أمالی المفيد : المجلس 23 ، الحديث 47)

ص: 487


1- الإِمَّع : الذي يقول لكلّ أحد : «أنا معك»، ولا يثبت على شيء، لضعف رأيه . والمتردّد الذي لا يثبت على صنعة . والطفيلي، وتزاد التاء فيه للمبالغة . وقيل : أصل إمّع : «إني معك».

باب 14 -مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام)

(4280) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله ) قال : - حدّثنا أبي قال : حدّثني أبو سعيد الأدمي قال : حدّثني الحسن بن علي بن النعمان، عن علي بن أسباط :

عن الحسن بن الجهم قال : سألت الرضا (علیه السلام) ، فقلت : جعلت فداك ما حدّ التوكل ؟

فقال لي: «أن لا تخاف مع الله أحداً».

قال : قلت : فما حد التواضع ؟

قال: «أن تعطي النّاس من نفسك ما تُحِبّ أن يُعطوك مثله».

قال : قلت : جعلت فداك، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك ؟

فقال: «أنظر كيف أنا عندك».

(أمالی الصدوق : المجلس 42 ، الحديث 8 )

(4281) 2 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال : حدّثني مسعر بن علي بن زياد المقرئ في مسجدِ ببرذعة (3) ، قال : حدّثنا جرير بن أحمد

ص: 488


1- 1 - ورواه أيضاً في عيون أخبار الرضا (علیه السلام) : 54:2 باب 31 ح 192 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 165 . وفي ص 184 من تنبيه الخواطر عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «ليس شيء إلا وله حد ». قال : قلت : جعلت فداك، فما حد التوكل ؟ قال : «اليقين» . قلت : فما حدّ اليقين ؟ قال : «أن لا تخاف مع الله شيئاً» .
2- 2 - ورواه المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري في الأمالي الخميسيّة : 2 : 189 في عنوان الحديث 27 بإسناده عن الحسين بن القاسم، عن جرير بن أحمد بن أبي دؤاد ، عن العبّاس بن مأمون.
3- بَرذَعة : بلد بأقصى أذربيجان . وقيل : هو قصبة أذربيجان . وقيل : هي مدينة أرّان ، كانت كبيرة . قيل : فرسخ في فرسخ ، وخرّبت بعد ذلك، وهي على ثلاثة فراسخ من نهر . وجوّ برذعة : أرض لبني نمير باليمامة ( مراصد الاطلاع: 1 : 182).

أبو مالك الأيادي القاضي قال : سمعت العبّاس بن مأمون قال :

سمعت أمير المؤمنين المأمون يقول : قال لى على بن موسى الرضا (علیهما السلام) : «ثلاثة موكّل بها ثلاثة : تحامل الأيّام على ذوي الآداب الكاملة، واستيلاء الحرمان على المتقدّم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة».

(أمالی الطوسى : المجلس 17 ، الحديث 28 )

ص: 489

باب 15 - نوادر المواعظ والحكم ومتفرقاتها

(4282) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا على بن أحمد بن عبد الله بن الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي الله قال : حدّثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حُميد ، عن أبي حمزة الثمالي

قال دعا حذيفة بن اليمان (2) ابنه عند موته ، فأوصى إليه وقال : يا بُنَيّ، أظهر اليأس

ص: 490


1- 1 - تقدّم نحوه في مواعظ الإمام السجّاد (علیه السلام) نقلاً عن أمالي المفيد .
2- حذيفة بن اليمان - واسمه حِسل ويقال : حسيل - بن جابر العبسي اليماني أبو عبد الله ، كان والده قد أصاب دماً في قومه ، فهرب إلى المدينة وحالف بنى عبد الأشهل ، فسمّاه قومه « اليمان» لحلفه لليمانية وهم الأنصار ، شهد هو وابنه حذيفة أحداً فاستشهد يومئذ ، قتله بعض الصحابة غلطاً ولم يعرفه ، لأن الجيش يختفون في لأمة الحرب ، ويسترون وجوههم، فإن كان لهم علامة بيّنة ، وإلّا ربما قتل الأخ أخاه ولا يشعر ، ولمّا شدّوا على اليمان يومئذ بقي حذيفة يصيح: أبي ! أبي ! يا قوم ، فقتل خطأ ، فتصدق حذيفة عليهم بديته . آخى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بين حذيفة وعمّار، وكان صاحب سرّ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أسرّ إليه أسماء المنافقين . استعمله عمر على المدائن وكان عليها إلى أن قتل عثمان ، فلمّا بويع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، أخذ له البيعة ، ومات قبل وقعة الجمل ، وقيل : مات قبل قتل عثمان . انظر طبقات ابن سعد : 7 : 317 و 6 : 15 ، والتاريخ الكبير للبخاري : 3: 95 ، والجرح و التعديل لابن أبي حاتم : 3: 256 ، والثقات لابن حبان : 3: 80، وتاريخ بغداد للخطيب : 1 : 161 ، وتاريخ دمشق لابن عساكر: 12 : 259 - 1231/302، والمنتظم لابن الجوزي: 5: 104 - 107 في وفيات 36ه-، والوافي بالوفيات لابن الصفدي: 11 : 327 ، وتاريخ الإسلام للذهبي : وفيات 36 ص 491 وسير أعلام النبلاء للذهبي: 2 : 361 ، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم : 5 : 2162 وما بعده، والإصابة لابن حجر: 1 : 317.

مما فى أيدى النّاس فإنّه فيه الغنى، وإيّاك وطلب الحاجات إلى النّاس فإنّه فقر حاضر، وكُن اليوم خيراً منك أمس، وإذا صليت فصل صلاة مودّع للدنيا كأنك لا ترجع إليها، وإياك وما يعتذر منه .

(أمالی الصدوق : المجلس 52 ، الحديث 12)

(4283) 2 - حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضی الله عنه) قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم

قال: حدّثني أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد عن خلف بن حمّاد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي قال:

إنّ شاباً من الأنصار كان يأتي عبدالله بن عبّاس وكان عبدالله يكرمه ويدنيه، فقيل له : إنّك تكرم هذا الشابّ وتدنيه وهو شاب سوء يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبدالله بن عبّاس : إذا كان ذلك فأعلموني .

قال: فخرج الشابّ في بعض الليالي يتخلّل القبور فأعلم عبدالله بن عبّاس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، فدخل [الشاب ] قبراً قد حفر ثم اضطجع في اللحد ونادى بأعلى صوته « يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي ونطقت الأرض من تحتى فقالت : لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري فكيف وقد صرت في بطني ، بل ويحي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوفاً والملائكة صفوفاً فمِن عدلك غداً من يخلّصني ؟ ومن المظلومين من يستنقذني ؟ ومن عذاب النّار من يجيرني؟ عصيت من ليس بأهل أن يُعصى عاهدت ربّي مرّة بعد أخرى فلم يجد عندي صدقاً ولاوفاءَ». وجعل يردّد هذا الكلام ويبكي ، فلمّا خرج من القبر التزمه ابن عبّاس وعانقه ثم قال له : «نعم النباش ما أنبشك للذنوب والخطايا»، ثم تفرّقا .

(أمالی الصدوق : المجلس 53 ، الحديث 11)

(4284)3- حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن

ص: 491

عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن شريف بن سابق التفليسي، عن الفضل بن أبي قرّة السمندي قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول: «كان في بني إسرائيل مجاعة حتى نَبَشُوا الموتى فأكلوهم ، فنبشوا قبراً فوجدوا فيه لوحاً فيه مكتوب : أنا فلان النبي، ينبش قبري حبشي، ما قدّمناه وجدناه ، وما أكلناه ربحناه، وما خلفناه خسرناه».

(أمالی الصدوق : المجلس 88 ، الحديث 13)

(4285) 4 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد القرشي إجازةً ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال قال : حدّثنا الحسين بن نصر [ بن مزاحم المنقري ] قال : حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد الغفار بن القاسم قال : حدّثنا المنهال بن عمرو قال :

سمعت أبا القاسم محمد بن علي ابن الحنفية (رضی الله عنه) يقول : «ما لك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك، وتقرّبك إلى نومك، فأيّة أكلةٍ ليست معها غصص؟ أو شربة ليست (2) معها شرق (3) ؟ فتأمل أمرك ، فكأنّك قد صرت الحبيب المفقود والخيال المخترم (4)، أهل الدنيا أهل سفر ، لا يحلّون عقد رحالهم إلا في غيرها».

( أمالي المفيد : المجلس 2 ، الحديث 5)

(4286) 5 - (5) أنشدني أبو الحسن علي بن مالك النحوي لأبي العتاهية [إسماعيل بن

ص: 492


1- 4 - وأورده أبو سعد الآبي في نثر الدرّ : 407:1.
2- فى البحار: «ليس» فى الموضعين .
3- الشرق بالماء والريق ونحوهما : كالغصة في الطعام. (لسان العرب) .
4- اخترمه : اقتطعه واستأصله .
5- 5 - وقد ورد في أوّل حرف الفاء من ديوان أبي العتاهية : ص 276 بيتان منها مع مغايرة ، و هما : لله درّ أبيك أيّة ليلة *** مخضت صبيحتها بيوم الموقف لو أنّ عيناً شاهدت من نفسها ***یوم الحساب تمثلاً لم تُطرَف

القاسم بن سويد العنزي ] :

سبحان ذي الملكوت أيّة ليلة *** مخضت بوجه صباح يوم الموقف

لو أنّ نفساً وهمتها نفسها *** ما في المعاد مصوّر لم تطرف

كتب الفناء على البريّة ربّها *** والناس بين مقدم ومخلّف

(أمالی المفيد : المجلس 13 ، الحديث 10)

(4287) 6 - أخبرني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : حدّثني محمد بن الفضل الكاتب قال : حدّثنا عيسى بن حميد قال : سمعت أبا عبد الله الربعي يقول :

حدّثنا [ عبد الملك بن قريب ] الأصمعي قال : دخلت البصرة، فبينا أنا أمشي بشارعها إذ بصرت بجارية أحسن النّاس وجها ، وإذا هي كالشنّ البالي، فلم ازل

أتبعها وأحبس نفسي عنها حتى انتهت من المقابر إلى قبر، فجلست عنده، ثمّ أنشأت تقول بصوت ما يكاد يبين «هذا والله المسكن لا ما به نغرّ أنفسنا، هذا والله المفرّق بين الأحباب ، والمقرّب من الحساب، وبه عرفان الرحمة من العذاب يا أبه فسح الله لك في قبرك، وتغمّدك بما تغمّد به نبيّك ، أما إنِّي لا أقول خلاف ما أعلم، كان علمي بك جواداً، إذا أتيت أتيت وساداً، وإذا اعتمدت وجدت عماداً». ثم قالت :

ياليت شعري كيف غيّرك البلى ***أم كيف صار جمال وجهك في الثرى

لله دّرك أيّ کَهل غيّبوا *** تحت الجناذل لا تحس ولا ترى

لباً وحلماً بعد حزم زانه *** بأس وجود حين يطرق للقرى

لمّا نقلت إلى المقابر والبلى *** دنت الهموم فغاب عن عيني الكرى

(أمالی المفيد : المجلس 14 ، الحديث 7)

ص: 493

(4288) 7 - أخبرني أبو الحسن [عليّ بن ] أحمد بن إبراهيم الكاتب قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همام الاسكافي قال : حدّثني محمّد بن أحمد الترمذي قال : حدّثنا عبید الله بن عمر القواريري قال : حدّثنا جعفر بن سلمان الضُّبَعى قال :

سمعت مالك بن دينار يقول : أتيت الجبّانة (1) فوقفت عليها ثم قلت :

أتيت القبور فناديتها *** فأين المعظم والمحتقر

وأين الملبِّي إذا ما دعي *** وأين العزيز إذا ما افتخر

و أين المدلّ بسلطانه *** وأين القوي إذا ما قدر

قال : فأجابني صوت من ناحية المقابر ولا أرى له صورة :

تفانوا جميعاً فما مختبر *** فماتوا جميعاً ومات الخبر

تروح وتغدو بنات الثرى ***فتمحو محاسن تلك الصور

فيا سائلي عن أناس مضوا *** أما لك فما ترى معتبر

(أمالی) المفيد : المجلس 15 ، الحديث 8)

(4289) 8 - (2) حدّثني أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن معروف عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد الأهوازي، عن النضر بن سويد وابن أبي نجران جميعاً، عن عاصم [بن حميد الحناط ] ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما أنّه قال :

إنّ أباذرّ (رحمه الله ) كان يقول: «يا مبتغي العلم ، كأن شيئاً من الدنيا لم يكن شيئاً إلّا عملاً ينفع خيره ، ويضرّ شرّه إلا من رحم الله .

يا مبتغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بتّ فيهم ثم غدوت من عندهم إلى غيرهم ، والدنيا والآخرة كمنزل نزلته ثم عدلت عنه إلى

ص: 494


1- الجَبّانة - بالفتح والتشديد - المقبرة ، والصحراء .
2- 8- وأورد بعض فقراته ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 69.

غيره ، وما بين الموت والبعث إلّاكنومة نمتها ثم استيقظت منها .

يا مبتغي العلم ، قدّم لمقامك بين يدي الله فإنّك مرتهن بعملك ، وكما تدين تدان. يا مبتغي العلم صلّ قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلّي فيه، إنما مثل الصلاة لصاحبها بإذن الله كمثل رجل دخل على سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته ، كذلك المرء المسلم مادام في صلاته لم يزل الله ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته .

يا مبتغي العلم ، تصدّق قبل الّا تقدر أن تعطي شيئاً ولا تمنع منه إنما مثل الصدقة لصاحبها كمثل رجل طلبه القوم بدم فقال : لا تقتلوني واضربوا لي أجلاً لأسعى في مرضاتكم، كذلك المرء المسلم بإذن الله ، كلّما تصدّق بصدقة حلّ عقدة من رقبته حتى يتوفّى الله أقواماً وقد رضي عنهم ، ومن رضي الله عنه فقد عتق من النار.

يا مبتغي العلم ، إنّ قلباً ليس فيه من الحق شيء كالبيت الخراب الذي لا عامر له .

يا مبتغي العلم، إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر ، فاختم على فمك (1) كما تختم على ذهبك وورقك (2).

يا مبتغي العلم ، إنّ هذه الأمثال ضربها الله للنّاس، وما يعقلها إلّا العالمون».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن زكريا أبو عبد الله المحاربي بالكوفة قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب الأسدي قال : أخبرنا عاصم بن حميد الحنّاط، عن يحيى بن القاسم - يعني ، أبا بصير ، عن أبي جعفر (علیه السلام)

عن أبي ذرّ (رحمه الله ) قال: «يا باغي العلم، قدّم لمقامك بين يدي الله عزّ وجلّ، فإنّك

ص: 495


1- في أكثر النسخ والبحار : 78: 451 / 15: «قلبك» ، وفي التحف : «فيك» . (
2- وهذه الفقرة أوردها الحرّاني في مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) لهشام من تحف العقول: ص 394 - 395 وفيه : « كان أبو ذر (رضی الله عنه) يقول : يا مبتغي ...» . وفي مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) من تحف العقول : 298 : «إنّ هذا اللسان مفتاح كل خير وشر ، فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضّته ».

مرتهن بعملك ، كما تدين تدان.

يا باغي العلم، صلّ قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلّي فيه، إنما مثل الصلاة لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى فرغ من حاجته ، فكذلك المرء المسلم بإذن الله عزّ وجلّ مادام في صلاته لم يزل الله عزّ و جلّ ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته .

يا باغي العلم ، تصدّق من قبل ألّا تعطي شيئاً ولا تمنعه، إنما مثل الصدقة لصاحبها مثل رجل طلبه قوم بدم فقال لهم : لا تقتلوني واضربوا لي أجلاً أسعى في رضاكم ، كذلك المرء المسلم بإذن الله تعالى ، كلّما تصدّق بصدقة حلّ بها عقدة من رقبته حتى يتوفّى الله عزّ وجلّ أقواماً وهو عنهم راض ، ومن رضي الله عزّ وجلّ عنه فقد أعتق من النار.

يا باغي العلم ، إنّ هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شرّ ، فاختم على فمك كما تختم على ذهبك وعلى ورقك .

يا باغي العلم ، إنّ هذه الأمثال ضربها الله للنّاس، وما يعقلها إلّا العالمون .

يا باغي العلم، كأن شيئاً من الدنيا لم يكن إلّا عملاً ينفع خيره ، أويضرّ شرّه إِلّا ما رحم الله عزّ وجلّ .

يا باغي العلم، لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك أنت يوم تفارقه كضيف بتّ عندهم ثمّ تحوّلت من عندهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزل تحوّلت منه إلى غيره وما بين الموت والبعث الّا كنومة نمتها ثم استيقظت منها

(أمالی الطوسي : المجلس 20، الحديث 2)

(4290) 9 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا أحمد بن النضر الخزاز ، عن عمرو

ص: 496


1- 9 - ورواه الشيخ الصدوق في باب الاثنين من الخصال : ج 1 ص 40 برقم 26 . وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2: 20 .

بن شمر ، عن جابر بن يزيد :

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) قال: «قام أبوذر الغفاري (رضی الله عنه) عند الكعبة فنادى: «أنا جندب بن السكن». فاكتنفه النّاس ، فقال : «معاشر النّاس ، لو أنّ أحدكم أراد السفر لأعدّ ما يصلحه، أما تريدون لسفر يوم القيامة ما يصلحكم ؟ !

فقام إليه رجل وقال له : أرشدنا رحمك الله .

فقال أبوذر (رحمه الله ) : «صوم يوم شديد الحرّ للنشور (1) ، وحج البيت الحرام الله تعالى لعظائم الأمور، وصلاة ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، اجعلوا الكلام كلمتين : كلمة خير تقولونها ، وكلمة شرّ تسكتون عنها ، وصدقة منك على مسكين لعلّك تنجو بها يا مسكين من يوم عسير.

اجعل الدنيا درهمين اكتسبتهما : درهماً تنفقه على عيالك ، ودرهما تقدّمه لأخرتك ، والثالث يضرّ ولا ينفع فلاترده، اجعل الدنيا كلمتين : كلمة في طلب الحلال، وكلمة للأخرة، والثالثة تضرّ ولا تنفع ، فلاتردها»، ثمّ قال : «قتلني همّ يوم لا أدركه»

(أمالی المفيد : المجلس 25 ، الحديث 1)

(4291) 10 -(2) أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار قال : سمعت أبا بكر [محمّد بن القاسم ] ابن الأنباري يقول : سمعت علي بن ماهان ينشد للمازني :

إذا أنا لم أقبل من الدهر كل ما *** تكرّهت منه طال عتبي على الدهر

تعوّدت مس الضرّ حتى ألفته ***فأسلمني حسن العزاء إلى الصبر

و وسّع قلبي للأذى الأنس بالأذى ***وقد كنت أحياناً يضيق به صدري

وصيّرني يأسي من الناس راجيا *** لسرعة النّاس من حيث لا أدري

(أمالی المفيد : المجلس 29 الحديث 5)

ص: 497


1- في الخصال: «صُم يوما شديد الحرّ للنشور ».
2- 10 - البيت الأوّل من هذه الأبيات أورده الزمخشري في ربيع الأبرار: 1 : 44 في باب الأوقات وذكر الدنيا والآخرة ، وأبو حيان التوحيدي في البصائر والذخائر : 3: 311/95 ونسباه إلى موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام). وثلاثة من الأبيات أوردها ابن حمدون في تذكرته : 4 : 769/316 قال : قال أبو العتاهية : حبسني الرشيد لما تركت قول الشعر ، فأُدخلت السجن وأغلق الباب عليّ، فدهشت كما يدهش مثلي لتلك الحال ، وإذا أنا برجل جالس في جانب الحبس مقيّد ، فجعلت أنظر إليه ساعة، ثم تمثّل : تعودت مسّ الضُّر حتى ألِفتُه*** وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر وصيّرني يأسي من الناس راجياً *** لحسن صنيع الله من حيث لا أدري فقلت : أعد أعزّك الله هذين البيتين . فقال لي : ويلك يا أبا العتاهية، ما أسوأ أدبك ، وأقلّ عقلك ، دخلت على الحبس فما سلّمتَ تسليم المسلم على المسلم، ولا سألت مسألة الحرّ للحرّ، ولا توجعت توجّع المبتلى للمبتلى، حتى إذا سمعت بيتين من الشعر الّذي لا فضل فيك غيره لم تصبر عن استعادتها، ولم تقدّم قبل مسألتها عذراً لنفسك في طلبها ! فقلت : يا أخي ، إني دهشتُ لهذه الحال، فلا تعذلني واعذرني متفضلاً بذلك . فقال : أنا أولى بالدهش والحيرة منك ، لأنك حبست فى أن تقول شعراً به ارتفعتَ وبلغتَ فإذا قلت أمنتَ ، وأنا مأخوذ بأن أدلّ على ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - ليقتل أو أقتل دونه ، ووالله لا أدلّ عليه أبداً، والساعة يُدعى بي فأقتَل ، فأيّنا أحق بالدَّهَش ؟ ! فقلت : أنت أولى سلّمك الله وكفاك ، ولو علمتُ أنّ هذه حالك ما سألتك . فقال : فلا نبخل عليك إذن . ثم أعاد البيتين حتى حفظتها، فسألته من هو ؟ فقال : أنا حاضر ، داعية عيسى بن زيد وابنه أحمد ولم نلبث أن سمعنا صوت الأقفال ، فقام فسكب عليه ماءً كان عنده في جَرّ، ولبس ثوباً نظيفاً، ودخل الحرس والجند معهم الشمع ، فأخرجنا جميعاً، وقُدِّم قبلي إلى الرشيد ، فسأله عن أحمد بن عيسى ، فقال : لا تسألني عنه واصنع ما أنت صانع، فلو أنه تحتَ ثوبى هذا ما كشفته عنه . فأمر بضرب عنقه ، فضربت ثم قال لي : أظنك قد ارتعت يا إسماعيل . فقلت : دون ما رأيتُهُ تسيل منه النفوس . فقال : ردّوه إلى محبسه . فردِدتُ وانتحلت البيتين وزدت فيهما : إذا أنا لم أقبل من الدهر كلّ ما ***تكرّهتُ منه طال عتى على الدهر

ص: 498

(4292) 11 - أنشدني أبو الحسن علي بن مالك النحوي قال : أنشدني أبو الحسين محمّد بن عبد الله المأموني (1) قال : أنشدني أبي للمأمون :

كن للمكاره بالعزاء مدافعا *** فلعل يوماً لاترى ما تكره

فلربّما استتر الفتى فتنافست ***فيه العيون وإنّه للموّه

ولربما خزن الأديب لسانه ***حذر الجواب وإنّه لمفوّه

ولربّما ابتسم الوقور من الأذى ***وضميره من حرّه يتأوّه

(أمالی المفيد : المجلس 30 ، الحديث 5)

(4293) 12 - أخبرني أبو الطيب الحسين بن محمّد النحوي صاحب أبي بكر محمّد بن القاسم [الأنباري قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن القاسم ] قال: أخبرني العبّاس بن الحسين اللهبى قال : حدّثنا ابن حسّان :

عن قبيصة اللهبي قال : كتب علي بن حفص بن عمر إلى أبي جعفر المنصور أنه وجد في خان بالمولتان (2) يقول عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (علیهما السلام)(3) ، قلت - لما انتهيت إلى هذا الموضع وقد انقلب الدم :

ص: 499


1- في نسخة : «أبو الحسن محمّد بن عبيد الله المازني».
2- مولتان - بضم أوله ولام يلتقي فيها ساكنان - وأكثر ما يسمع فيه ملتان بغير واو : بلد من بلاد الهند على سمت غزنة (مراصد الاطلاع ).
3- قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين : ص 268 (29) : عبد الله الأشتر بن محمّد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أمّه أمّ سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام)، كان عبد الله بن محمد بن مسعدة المعلم أخرجه بعد قتل أبيه إلى بلد الهند فقتل بها ، ووجّه برأسه إلى أبي جعفر المنصور. وانظر أيضاً : تهذيب الأنساب ص 35 المجدي : ص 39، لباب الأنساب : ص 225 و 410 ، الشجرة المباركة : ص 4 .

عسى مشرب يصفو فيروي ظماءه ***أطال صداها المنهل المتكدر

عسى بالجنوب العاريات (1)ستكتسى ***وبالمستذل المستضام (2) سينصر

عسى جابر العظم الكسير بلطفه ***سيرتاح للعظم الكسير فيجبر

عسى الله أن لا ييأس العبد إنه ***

يهون عليه ما يجل ويكبر

(أمالی المفيد : المجلس 35، الحديث 10)

(4294) 13 - (3) وأنشدني أبو الطيب الحسين بن محمد التمار لأبي بكر العرزمي :

أرى عاجزاً يُدعى جليداً لغشمه*** ولو كلّف التقوى لكلّت مضاربه

وعفاً يسمّى عاجزاً لعفافه*** ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه

وأحمق مصنوعاً له في أموره*** يسوّده إخوانه وأقاربه

على غير حزم في الأمور ولا تقى ***ولا نابل جزل تعدّ مواهبه (4)

ص: 500


1- في بعض النسخ : «العاديات»، وفي بعضها: «الغازيات» . و«الجنوب» : جمع الجنب .
2- المستضام: المستخفّ المظلوم
3- 13 - وأورد ابن حمدون في تذكرته :8 : 102 / 241 البيتين الأولين وزاد بعدهما : وليس بعجز المرء أخطأ الغنى *** ولا باحتيال أدرك المال كاسبه
4- النُبل - بالضم - والنبالة : الذكاء والنجابة والفضل . والجزل - بالفتح : الكثير العطاء، الأصيل الرأي

ولكنه قبض الإله وبسطه *** فلا ذا يحاربه ولا ذا يغالبه

إذا أكمل الرحمان للمرء عقله ***فقد کملت أخلاقه وماربه

(أمالی المفيد : المجلس 35 ، الحديث 11)

(4295) 14 - (1) أنشدني أبو الفرج البرقي الداوودي قال : أنشدني شيخ كان منقطعاً إلى الله تعالى ببيت المقدس:

ومنتظر للموت في كلّ ساعة *** يشيد ويبني دائباً ويحصّن

له حين تبلوه حقيقة موقن *** وأفعاله أفعال من ليس يوقن

عيان وإنكار (2) وكالجهل علمه *** بمذهبه في كلّ ما يتيقّن

(أمالی المفيد : المجلس 36 ، الحديث 9)

(4296) 15 - (3) أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن حبيش الكاتب ، عن الحسن بن على الزعفراني ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن حبيب بن نصر، عن أحمد بن بشير بن سليمان، عن هشام بن محمّد عن أبیه محمد بن السائب، عن إبراهيم بن محمّد اليماني (4) ، عن عكرمة ، قال :

ص: 501


1- 14 - ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد : ج 3 ص 204 في عنوان «القناعة» من كتاب الزمرّدة في المواعظ والزهد ، ونسبه إلى ابن أبي حازم .
2- في العقد الفريد : «كإنكار » .
3- 15 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 181 و من قوله : « لا تكن ممن يرجو الآخرة» - مع تفاوت يسير - ورد عن أمير المؤمنين (علیه السلام) : : نهج البلاغة : قصار الحكم رقم 150 ، تحف العقول: ص 157 - 158 ، نزهة الأبصار : ص 385 - 386 ، ح ،302 تذكرة الخواص : ص 134 ( فصل ومن كلامه (علیه السلام) فى المواعظ والدقائق) ، كنز العمّال : 16 : 205 رقم 44229 نقلاً عن النجار، التذكرة الحمدونية : 1 : 75 / 114 .
4- لم أجده بهذا العنوان، وفي الرجال: «إبراهيم بن عمر اليماني»، ولعلّه هو .

سمعت عبدالله بن عبّاس يقول لابنه علي بن عبد الله: «ليكن كنزك الذي تدّخره العلم، كن به أشدّ اغتباطاً منك بكنز (1) الذهب الأحمر، فإني مودعك كلاماً إن أنت وعيته أجمع لك به أمر الدنيا والآخرة (2).

لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة لطول الأمل، ويقول فى الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين إن أعطي فيها (3) لم يشبع ، وإن منع منها لم يقنع ، يعجز عن شكر ما أوتي (4) ، ويبتغي الزيادة فيما بقي ، ويأمر بما لا يأتي .

يحبّ الصالحين ولا يعمل عملهم ، ويبغض الجاهلين (5) وهو أحدهم ، ويقول : لم أعمل فأتعنّى ، ألا أجلس فأتمنّى ، وهو يتمنّى المغفرة وقد دأب في المعصية .

قد عمّر ما يتذكر فيه من تذكّر ، يقول فيما ذهب : لو كنت عملت ونصبت كان ذخراً لي ، ويعصي ربّه عزّ اسمه (6) فيما بقي غير مكترث، إن سقم ندم على العمل (7)، وإن صح أمن (8)واغترّ وأخّر العمل ، معجب بنفسه ما عوفي ، وقانط إذا ابتلي ، إن رغب أشر، وإن بُسِطَ له هلك، تغلبه نفسه على ما يظنّ، ولا يغلبها على ما يستيقن ، لا يثق من الرزق بما قد ضمن له ولا يقنع بما قسم له ، لم يرغب قبل أن ينصب ، ولا ينصب فيما يرغب ، إن استغنى بطر ، وإن افتقر قنط ، فهو يبتغي الزيادة وإن لم يشكر ، ويضيّع من نفسه ما هو أكثر(9).

ص: 502


1- في مجموعة ورّام : «بكثرة».
2- في بعض النسخ : اجتمع لك به من أمر الدنيا والآخرة ، وفي البحار : «اجتمع لك به خير الدنيا والآخرة »، وفي أمالي الطوسي : «اجتمع لك به خير أمر الدنيا والآخرة» .
3- فى أمالي الطوسي : «منها » .
4- في أمالي الطوسي : «ما يؤتى» .
5- في أمالي الطوسي : «ويبغض الفجار».
6- في أمالي الطوسي : « ربّه تعالى».
7- هذا هو الظاهر الموافق للبحار: 78 : 449 وأمالي الطوسي، وفي النسخ : «لم يندم على «العمل»، وفي تحف العقول: «إن سقم ندم على التفريط في العمل».
8-
9- هذا هو الظاهر الموافق لأمالي الطوسي وبعض المصادر ، وفي أمالي المفيد: «فهو يبتغي الزيادة وإن لم يشبع ، ويضيّع من نفسه ما هو أكره» .

يكره الموت لإساءته، ولا يدع الإساءة في حياته، إن عرضت شهوته واقع للخطيئة ثم تمنى التوبة ، وإن عرض له عمل الآخرة دافع ، يبالغ في الرغبة حين يسأل ، ويقصّر في العمل حين يعمل ، فهو بالطُّول مدلّ، وفي العمل مُقِلّ ، يبادر (1) في الدنيا تعباً لمرض ، فإذا أفاق واقع الخطايا ولم يعرض (2).

يخشى الموت ولا يخاف الفوت، يخاف على غيره بأقل من ذنبه ، ويرجو لنفسه بدون عمله ، وهو على النّاس طاعن ولنفسه مداهن ، يرجو الأمانة ما رضي، ويرى الخيانة إن سخط، إن عوفي ظنّ أنّه قد تاب، وإن ابتلي طمع في العافية وعاد ،لا يبيت قائماً، ولا يصبح صائماً یصبح (3) وهمه الغذاء ، ويمسى ونيّته العشاء وهو مفطر، يتعوّذ بالله منه من هو فوقه، ولا ينجو بالعوذة [منه ] (4) من هو دونه (5)، يهلك في بغضه إذا أبغض ، ولا يقصر في حبّه إذا أحبّ، يغضب من اليسير، ويعصي على الكثير (6) فهو يطاع ويعصي والله المستعان(7)».

(أمالی المفيد : المجلس 39، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله مع مغايرات ذكرتها في الهامش.

(أمالی الطوس المجلس 4 ، الحديث 24 )

(4297) 16 - أبو جعفر الطوسي قال: أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني

ص: 503


1- في أمالي الطوسي : « يتبادر» .
2- في التحف : « يبادر من الدنيا إلى ما يفنى، ويدع جاهلاً ما يبقى».
3- كلمة « يصبح » سقطت من أمالي الطو سی.
4- من أمالي الطوسي.
5- فى سائر المصادر: « يتعوّذ بالله ممن هو دونه ولا يتعوّذ ممّن هو فوقه»
6- في أمالي الطوسي : « يغضب في اليسير ، ويُغضي على الكثير ».
7- في البحار : « فهو يطاع ويعصي الله، والله المستعان ».

أبوالقاسم إسماعيل بن محمد الكاتب قال أخبرني عبد الصمد بن علي قال: أخبرنا محمّد بن هارون بن عيسى [أبو بكر الأزدي الرزّاز ] قال : أخبرني أبو طلحة الخزاعي قال : حدّثنا عمر بن عباد قال:

حدّثنا أبو تراب قال : قرأت فى كتاب لوهب بن منبه ، فإذا مكتوب في صدر الكتاب: « هذا ما وضعت الحكماء في كتبها :الاجتهاد في عبادة الله أربح تجارة ، ولا مال أعود من العقل، ولا فقر أشدّ من الجهل، وأدب تستفيده خير من ميراث، وحسن الخلق خير رفيق، والتوفيق خير قائد، ولا ظهر أوثق من المشاورة، ولا وحشة أوحش من العُجب ، ولا يطمعنّ صاحب الكبر في حسن الثناء عليه».

(أمالی الطوسي : المجلس 7 ، الحديث 7)

(4298) 17- أخبرنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام قال : حدّثنا علي بن الحسين الهمداني قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمّي :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « وصيّة ورقة بن نوفل لخديجة بنت خويلد (علیهما السلام) إذ دخل عليها يقول لها : يا بنت أخى لا تماري جاهلاً ولا عالماً، فإنّك متى ماريت جاهلاً آذاك ، ومتى ماريت عالماً منعك علمه، وإنّما يسعد بالعلماء من أطاعهم.

أي بُنيّة، إنّه لا فراق أبعد من الموت ، ولا حزن أطول من النساء وتلقي من لا يجدي عليك الموت الأحمر.

أي بنيّة ، إيّاك وصحبة الأحمق الكذاب ، فإنّه يريد نفعك فيضرك ، يقرّب منك البعيد، ويبعّد منك القريب، إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك ، وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذّبك، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.

واعلمي أنّ الشاب الحسن الخلق مفتاح للخير، مغلاق للشرّ، وأنّ الشاب

ص: 504

الشحيح الخلق مغلاق للخير مفتاح للشر ، واعلمي أن الآخر إذا انكسر لم يُشعَب ، ولم يعد طيناً».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 46)

(4299) 18 - (1) وعن محمد بن خالد البرقي قال : حدّثنا محمد بن سنان ، عن موسى بن بكر (2): عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : «بكى أبوذرّ من خشية الله تعالى حتى اشتكى بصره ، فقيل له : لو دعوت الله يشفي بصرك .

فقال : إنّي عن ذلك مشغول ، وما هو بأكبر همّي .

قالوا: وما يشغلك عنه ؟

قال : العظيمتان: الجنّة والنّار».

(أمالى الطوسى : المجلس 40 الحديث 4 )

(4300 )19 - (3) وعن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : سُئل أبوذرٌ : ما مالك؟

قال : عملي .

قيل له : إنما نسألك عن الذهب والفضة ؟

ص: 505


1- 18 - وأورده الفتال النيسابوري في فضائل أبي ذرّ من كتاب روضة الواعظين : ج2 ص 285 ، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 19 .
2- هو موسى بن بكر الواسطي الراوي عن أبي عبد الله وأبي الحسن (علیهما السلام) ، وقد روى عن عدة من الأصحاب ، وروى عنه جماعة من الأصحاب منهم محمد بن سنان . وما ذكرته من السند إلى محمّد بن سنان موجود في الحديث 2 من المجلس 40 ، وكان في ابتداء الحديث 3 و 4 من المجلس المذكور : وعن موسى بن بكر ، عن العبد الصالح (علیه السلام) ، فرواية الشيخ عن موسى بن بكر إما تكون بواسطة محمّد بن سنان ، على النحو المذكور، وإما رواه من كتابه ، لأنه كان له كتاب كما قال الشيخ الطوسي (قُدِّسَ سِرُّهُ) في رجاله (716) .
3- 19 - وأورده الفتّال في فضائل أبي ذرّ من كتاب روضة الواعظين : ج 2 ص 285، و ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 20 .

فقال : ما أصبح فلا أمسى، وما أمسى فلا أصبح لنا كُندُوج نرفع فيه خير متاعنا ، سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «كندوج المؤمن قبره».

(أمالی الطوسى : المجلس 40 ، الحديث 5)

(4301) 20 - (1) وعن موسى بن بكر : عن العبد الصالح (علیه السلام) قال : قال أبوذر الله : جزى الله الدنيا عنّي مذمة بعد رغيفي الشعير، أتغدى بأحدهما، وأتعشّى بالآخر، وبعد شملتي الصوف ، أتّزر بإحداهما وأرتدي بالأخرى.

(أمالی الطوسي : المجلس 40 ، الحديث 6)

(4302)21 - أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمد بن محمد بن مخلد قال : حدّثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن مسروق القرشي قال : أنشدني بعض أصحابنا شعراً:

اجعل تلادك في المهمّ*** من الأمور إذا اقترب

حسن التصبّر ما استطعت ***فانّه نعم السبب

لاتَسهُ عن أدب الصغير *** وإن شكا ألم التعب

و دع الكبير لشأنه *** كبر الكبير عن الأدب

لا تصحب النطفَ المريب *** فقُربه إحدى الريب

واعلم بأنّ ذنوبه *** تَعدِي كما يعدى الجرب

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 20)

ص: 506


1- 20 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 19 ، وفيه : «من جزى الله عنه الدنيا خيراً، فجزاها عنّى مذمّة ...». وأورده الفتّال في روضة الواعظين : ص 285 ، وفيه : «من جزاه الله عنه الدنيا خيراً ، فجزاه الله عنّي مذمّة ...».

كتاب النواهي

اشارة

ص: 507

ص: 508

أبواب المعاصي والكبائر

باب 1 -جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

(4303) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن القرشي ، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمة أربعاً و

عشرين خصلة ونهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة، وكره المَنّ في الصدقة وكره الضحك بين القبور، وكره التطلّع في الدور ، وكره النظر إلى فروج النساء وقال: «يورث العمى » ، وكره الكلام عند الجماع وقال : «يورث الخَرَس»، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت

ص: 509


1- 1 - ورواه أيضاً في الخصال : ص 520 أبواب العشرين ومافوقه ح 9 عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم . ورواه أيضاً فى الفقيه : 3: 363 / 1727 بإسناده عن سليمان بن جعفر . وروى أيضاً في الفقيه : 1: 61 / 226 « في غسل الجمعة وآداب الحمام» : «نهى (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الغسل تحت السماء إلّا بمئزر ونهى عن دخول الأنهار إلّا بمئزر فقال : إنّ للماء أهلاً و سكاناً».

السماء بغير مئزر ، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول الأنهار إلّا بمئزر ، وقال : « في الأنهار عمّار وسكان من الملائكة»، وكره دخول الحمامات إلّا بمئزر» وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة، وكره رُكوب البحر في هيجانه ، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر وقال: «من نام على سطح غير محجر فبرئت منه الذمّة» ، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى امرأته وهي حائض، فإن غشيها وخرج الولد مجذوماً أو أبرص فلا يلومنّ إلا نفسه وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فإن فعل وخرج الولد مجنوناً فلا يلومنّ إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوماً إلّا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع، وقال: «فرّ من المجذوم فرارك من الأسد»، وكره البول على شطّ نهر جار ، وكره أن يُحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت - يعني أثمرت ، وكره أن يتنعّل الرجل وهو قائم وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار، وكره النفخ في الصلاة».

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

(4304) 2 - (1) حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضی الله عنه) قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ومحمّد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن منصور بن حازم وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه (علیهم السلام) قال :

ص: 510


1- 2 - ورواه أيضاً في الفقيه : 3 : 227 / 1070. ورواه أحمد بن عيسى في نوادره : ص 26 ح 17 ، والكليني في الكافي : 5: 443 - 444 / 5 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن منصور بن حازم . وأورده ابن شعبة الحرّاني في تحف العقول: ص 381 عن الصادق (علیه السلام) ولم ينسبه إلى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ورواه - مع زيادات - ابن الأشعث في الجعفريات : ص 112 - 113 ، والسيّد فضل الله الراوندي في النوادر : 22 / 453 ، وأبي جعفر الأشعري القمي في النوادر : 26 / 17 . وأخرج الهندي بعض فقراته في كنز العمال : 6: 274/ 15679 نقلاً عن عبد الرزاق ، وفي ح 0 1564 نقلاً عن ابن عساكر . وأورده - مع تفاوت - الديلمي في فردوس الأخبار : 5: 291 ح 7929، وأبو محمد القمي في جامع الأحاديث : ص 135 . وروى الكليني في الكافي : 5: 443 كتاب النكاح باب أنه لارضاع بعد فطام ح 3 بإسناده عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : «لا رضاع بعد فطام» . قال : قلت : جعلت فداك ، وما الفطام ؟ قال : «الحولان اللذان قال الله عزّ وجلّ». وقال الكليني في ص 444 ذيل الحديث : فمعنى قوله : «لا رضاع بعد فطام » أنّ الولد إذا شرب من لبن المرأة بعد ما تفطمه لا يحرّم ذلك الرضاع التناكح .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « لارضاع بعد فِطام ، ولا وصال في صيام ولايتم بعد احتلام ، ولا صمت يوم إلى الليل ، ولا تعرب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح، و لا طلاق قبل نكاح ، ولا عتق قبل ملك ، ولا يمين لولد مع والده، ولا لمملوك مع مولاه، ولا للمرأة مع زوجها، ولا نذر في معصية، ولا يمين في قطيعة».

(أمالی الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 3)

(4305)3- (1) حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : حدّثني أبو عبد الله عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري

ص: 511


1- 3- ورواه أيضاً في الفقيه : 2:4 - 11 . ورواه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 2 : 256 - 264 عن الصدوق . وأورده رضي الدين أبونصر الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الأخلاق : ص 424 - 433 في الفصل 2 من الباب 11 ( في نوادر الكتاب). وقريباً منه رواه أيضاً الصدوق في ثواب الأعمال: 280 - 295 عن ابن المتوكل، عن محمد بن جعفر ، عن موسى بن عمران ، عن عمه الحسين بن يزيد عن حماد بن عمرو النصيبي ، عن ، أبي الحسن الخراساني، عن ميسرة بن عبد الله ، عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمان، عن أبي هريرة وعبد الله بن عبّاس، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

قال : حدّثنا شعيب بن واقد قال : حدّثنا الحسين بن زيد :

عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیهم السلام) قال : «نهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الأكل على الجنابة ، وقال : إنه يورث الفقر، ونهى عن تقليم الأظافر بالأسنان، وعن السواك في الحمام، و التنخع في المساجد، ونهى عن أكل سؤر الفأر.

وقال : « لا تجعلوا المساجد طرقاً حتى تصلوا فيها ركعتين، ونهى أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة أو على قارعة الطريق، ونهى أن يأكل الإنسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ ، و نهى أن تجصّص المقابر ويصلّى فيها.

وقال: «إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته، ولا يشربن أحدكم الماء من عند عُروة الإناء فإنّه مجتمع الوسخ ».

ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد فإنّه يكون منه ذهاب العقل .

ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل ، أو يتنعّل وهو قائم .

ونهى أن يبول الرجل وفَرجه بادٍ للشمس أو للقمر ، وقال : «إذا دخلتم الغائط فتجنّبوا القبلة. ».

ونهى عن الرَّنة عند المصيبة، ونهى عن النياحة والاستماع إليها، ونهى عن اتباع النساء الجنائز.

ص: 512

ونهى أن يُمحى شيء من كتاب الله عزّ وجلّ بالبزاق أو يُكتب منه .

ونهى أن يكذب الرجل فى رؤياه متعمّداً ، وقال : «يكلّفه الله عزّ وجلّ يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها».

ونهى عن التصاوير وقال: «من صوّر صورة كلّفه الله يوم القيامة أن يُنفخ فيها وليس بنافخ ».

ونهى أن يحرق شيء من الحيوان بالنار .

ونهى عن سبّ الديك ، وقال : «إنّه يوقظ للصلاة».

ونهى أن يدخل الرجل في سَوم (1)أخيه المسلم .

ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة، وقال: «منه يكون خرس الولد».

وقال: «لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهاراً، فإنها مقعد الشيطان».

وقال: «لا يبيتنّ أحدكم ويده غَمِرة (2) ، فإن فعل فأصابه لَمَمَ الشيطان، فلا يلومنّ إلا نفسه».

ونهى أن يستنجي الرجل بالرّوث، ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها ، فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكلّ شيء تمرّ عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها ».

ونهى أن تتزيّن المرأة لغير زوجها، فإن فعلت كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنّار».

ونهى أن تتكلّم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لابد منه .

ونهى أن تُباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب .

و نهی أن تُحدّث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها.

ونهى أن يجامع الرجل أهله مستقبل القبلة أو على طريق عامر ، فمن فعل ذلك

ص: 513


1- السّوم : المساومة بين البائع والمشتري على السلعة لفصل ثمنها
2- غمرت اليد : تعلّق بها دَسَم اللحم أو ريحه .

فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين ونهى أن يقول الرجل للرجل : زوّجني أختك حتى أزوّجك أختي .

ونهى عن إتيان العرّاف وقال : «من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعَرطبة - يعني الطبل والطنبور - والعود .

ونهى عن الغيبة والاستماع إليها ونهى عن النميمة والاستماع إليها، وقال: «لا يدخل الجنّة قتّات»، يعني نَمّاماً.

ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم .

ونهى عن اليمين الكاذبة ، وقال : «إنّها تترك الديار بلاقع (1)»، وقال: «من حلف بيمين كاذبة صبراً ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عزّ وجلّ وهو عليه غضبان إلّا أن يتوب ويرجع».

ونهى عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر.

ونهى أن يُدخِل الرجل حليلته إلى الحمّام ، وقال : «لا يدخلنّ أحدكم الحمّام إلّا بمئزر ».

ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله .

و نهى عن تصفيق الوجه(2) .

ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة.

ونهى عن لبس الحرير والديباج والقزّ للرجال، فأما النساء فلا بأس.

ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو - يعني تصفرّ أو تحمرّ ، ونهى عن المحاقلة -يعني بيع التمر بالرطب، والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك -

ونهى عن بيع النرد والشطرنج، وقال: «من فعل ذلك فهو كآكل لحم الخنزير».

ص: 514


1- البَلقَع : الأرض القفر التي لا شيء بها .
2- تصفيق الوجه : الضرب عليه باليد .

ونهى عن بيع الخمر ، وأن تُشترى الخمر، وأن تسقى الخمر ، وقال (علیه السلام) : «لعن الله الخمر، وعاصرها ، وغارسها وشاربها وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه». وقال: «من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة خَبال ، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النّار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود».

ونهى عن أكل الربا، وشهادة الزور، وكتابة الربا، وقال: «إنّ الله عزّ وجلّ لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه».

و نهى عن بيع وسلف، ونهى عن بيعين في بيع، ونهى عن بيع ما ليس عندك ، و نهى عن بيع ما لم يضمن .

و نهى عن مصافحة الذمي.

ونهى أن ينشد الشعر ، أو تنشد الضالة في المسجد، ونهى أن يُسلّ السيف في المسجد.

ونهى عن ضرب وجوه البهائم.

ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم، وقال: «من تأمّل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك ، ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة.

ونهى أن يُنفخ في طعام أو في شراب، أو ينفخ في موضع السجود.

ونهى أن يصلّي الرجل في المقابر، والطرق، والأرحية، والأودية، ومرابط الإبل، وعلى ظهر الكعبة .

ونهى عن قتل النحل .

ونهى عن الوَسم في وجوه البهائم.

ونهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال: «من حلف بغير الله فليس من الله في شيء» (1) ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله ، وقال : «من حلف بسورة

ص: 515


1- ورواه الهندي في كنز العمال : 16 : 689 / 46342 عن الديلمي ، عن أبي هريرة .

من كتاب الله فعليه بكلّ آية منها يمين، فمن شاء برّ، ومن شاء فجر»(1).

ونهى أن يقول الرجل للرجل : «لا وحياتك وحياة فلان».

ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جُنُب.

ونهى عن التعرّي بالليل والنهار.

ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة .

ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له .

ونهى عن التختم بخاتم صُفر أو حديد، ونهى أن ينقش شيء من الحيوان على الخاتم .

ونهى عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس، وعند غروبها وعند استوائها.

ونهى عن صيام ستة أيام يوم الفطر ، ويوم الشكّ، ويوم النحر، وأيّام التشريق .

ونهى أن يشرب الماء كَرعاً كما تُشرب البهائم ، وقال : «اشربوا بأيديكم فإنّها أفضل أوانيكم».

ونهى عن البزاق في البئر التي يُشرب منها .

ونهى أن يُستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته .

ونهى عن الهجران ، فإن كان لابد فاعلاً فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام ، فمن كان مهاجراً لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به .

ونهى عن بيع الذهب والفضة بالنسية، ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادةً إلا وزناً بوزن.

ص: 516


1- ورواه عبد الرزّاق فى المصنّف : 8: 473 / 15948 عن مجاهد مرسلاً ، وفيه « ...یمین صبر » ، وعنه الهندي في كنز العمّال : 16 : 690 / 46348 . ورواه أيضاً عبد الرزّاق في الحديث 15949 بإسناده عن الحسن إلى قوله : «يمين صبر».

ونهى عن المدح ، وقال : «احثوا في وجوه المداحين التراب».

وقال : «من تولّى خصومة ظالم أو أعان عليها، ثم نزل به ملك الموت قال له : ابشِر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير»، وقال: «من مدح سلطاناً جائراً وتخفّف و تَضَعْضَع له طمعاً فيه كان قرينه إلى النار، قال الله عزّ وجلّ: « وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ » (1) ».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من دلّ جائراً على جور ؛ كان قرين هامان في جهنم، ومن بني بنياناً رياءً وسمعةً حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل، ثمّ يطوّق في عنقه ويُلقی في النّار، فلا يحبسه شيء منها دون قعرها، إلا أن يتوب».

قيل : يا رسول الله ، كيف يبني رياءً وسمعةً ؟ قال : «يبني فضلاً على ما يكفيه استطالةٌ منه على جيرانه، ومباهاة لإخوانه» .

وقال له : «من ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرّم عليه ريح الجنّة، وإنّ ريحها لتوجد من مسيرة خمس مئة عام، ومن خان جاره شبراً من الأرض جعلها الله طوقاً في عنقه من تخوم الأرضين السابعة، حتى يلقى الله يوم القيامة مطوَّقاً، إلّا أن يتوب و يرجع.

ألا ومن تعلّم القرآن ثم نسيه متعمّداً، لقی الله يوم القيامة مغلولاً ، يسلّط الله عليه بكلّ آية منه حيّة تكون قرينه إلى النّار، إلّا أن يغفر له».

وقال له : «من قرأ القرآن ثمّ شرب عليه حراماً ، أو آثر عليه حبّاً للدنيا وزينتها ، استوجب عليه سخط الله ، إلّا أن يتوب، ألا وإنّه إن مات على غير توبة حاجّه القرآن يوم القيامة ، فلا يزايله إلّا مدحوضاً.

ألا ومن زنى بامرأةٍ مسلمة أو يهوديةٍ أو نصرانية أو مجوسية ، حرّة أو أمة ، ثم لم يتب ومات مصرّاً عليه فتح الله له في قبره ثلاث مئة باب ، تخرج منها حيات وعقارب و ثُعبان النّار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذّى النّاس من نتن ريحه ، فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا، حتى يؤمر به إلى

ص: 517


1- سورة هود : 11 : 113 .

النار.

ألا إنّ الله حرّم الحرام، وحدّ الحدود، وما أحد أغير من الله ، ومن غيرته حرّم الفواحش».

ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره ، وقال : من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمّداً، أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ، إلا أن يتوب».

وقال : «من لم يرضَ بما قسّم الله له من الرزق، وبثّ شكواه، ولم يصبر و لم يحتسب ، لم تُرفع له حسنة، ويلقی الله وهو عليه غضبان، إلّا أن يتوب».

ونهى أن يختال الرجل في مشيته ، وقال : « من لبس ثوباً فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وكان قرين قارون، لأنه أوّل من اختال فخسف الله به و بداره الأرض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته».

وقال : «من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زانٍ يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة: عبدي زوّجتك أمتي على عهدي فلم توفِ بعهدي، وظلمت أمتي. فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقها ، فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد « إنَّ العَهْدَ كانَ مَسئُولاً » (1)».

ونهى الله عن كتمان الشهادة وقال : من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق، وهو قول الله عزّ وجلّ: «وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمُها فَإِنَّهُ آثِم قَلْبُهُ)» (2)».

وقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة، ومأواه جهنم وبئس المصير، ومن ضيّع حق جاره فليس منّا وما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، ما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتاً إذا بلغوا ذلك الوقت أُعتِقوا، وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله

ص: 518


1- سورة الإسراء : 17 : 34 .
2- سورة البقرة : 2 : 283 .

فريضة ، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا .

ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحق الله والله يستخفّ به يوم القيامة ، إلا أن يتوب».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض». وقال له : «من عرضت له فاحشة أو شهوة، فاجتنبها من مخافة الله عزّ و جلّ، حرّم الله عليه النّار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله : «وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ » (1)».

ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة ، لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النّار، ومن اختار الآخرة على الدنيا (2) رضي الله عنه وغفر له مساوئ عمله، ومن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النّار، إلّا أن يتوب ويرجع».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من صافح امرأة تحرم عليه، فقد باء بسخط من الله ، ومن التزم امرأة حراماً قرن فى سلسلة من النار مع الشيطان، فيقذفان في النار.

ومن غشّ مسلماً في شراءٍ أو بيع فليس منا، ويُحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغشّ الخلق للمسلمين».

ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يمنع أحد الماعون، وقال: «من منع الماعون (3) جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله !

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أيّما امرأة آذت زوجها بلسانها، لم يقبل الله منها صرفاً ولا عَدْلاً ولا حسنة من عملها حتى تُرضيه، وإن صامت نهارها وقامت ليلها واعتقت الرقاب ، وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، وكانت أول من يرد النار، وكذلك

ص: 519


1- سورة الرحمن : 46:55 .
2- في نسخة : «اختار الآخرة فترك الدنيا».
3- الماعون : اسم جامع لمنافع البيت كالقدر والفأس والقصعة ونحو ذلك ، مما جرت العادة بإعارته .

الرجل إذا كان لها ظالماً.

ومن لطم خدّ مسلم أو وجهه ، بدّد الله عظامه يوم يوم القيامة ، وحُشِر مغلولاً حتى يدخل جهنم ، إلا أن يتوب .

ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله ، وأصبح كذلك حتّى يتوب».

ونهى عن الغيبة وقال: «من اغتاب امرءاً مسلماً، بطل صومه، ونُقِض وضوؤه، و جاء يوم القيامة تفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف، فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلاً لما حرم الله».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه وحَلُم عنه ، أعطاه الله أجر شهید .

ألا ومن تطوّل على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردّها عنه، ردّ الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة ، فإن هو لم يَرُدَّها وهو قادر على ردّها ، كان عليه كَوِزر من اغتابه سبعين مرّة ».

ونهى رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الخيانة ، وقال : «من خان أمانة في الدنيا ولم يردّها إلى أهلها ، ثمّ أدركه الموت، مات على غير طريق ملّتي ، ويلقی الله وهو عليه غضبان».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من شهد شهادة زُور على أحد من النّاس، عُلِّقَ بلسانه مع المنافقين في الدرك الأسفل من النّار.

ومن اشترى خيانةً وهو يعلم ، فهو كالّذي خانها .

ومن حبس عن أخيه المسلم شيئاً من حق حرّم الله عليه بركة الرزق إلّا أن .يتوب.

ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها .

ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه، فلم يفعل، حرّم الله عليه ريح الجنّة.

ألا ومن صبر على خُلق امرأة سيّئة الخلق، واحتسب في ذلك الأجر، أعطاه الله

ص: 520

ثواب الشاكرين في الآخرة.

ألا وأيّما امرأة لم ترفُق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق، لم تقبل منها حسنة ، وتلقى الله وهو عليها غضان.

ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنّما يُكرم الله عزّ وجلّ».

ونهى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يؤمّ الرجل قوماً إلا بإذنهم، وقال: «من أمّ قوماً بإذنهم وهم به راضون ، فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته و ركوعه وسجوده وقعوده ، فله مثل أجر القوم ، ولا ينقص من أجورهم شيء ، ألا ومن أمّ قوماً بأمرهم ثم لم يتمّ بهم الصلاة ولم يحسن في خشوعه وركوعه وسجوده وقراءته رُدّت عليه صلاته ولم تجاوز ترقوته وكانت منزلته كمنزلة أمام جائر معتدٍ ، لم يُصلح إلى رعيته، ولم يقم فيهم بحق، ولا قام فيهم بأمر».

وقال: «من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عزّ وجلّ أجر مئة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف سيّئة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وكأنما عبد الله مئة سنة صابراً محتسباً .

ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا، ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته، أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النّار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، و لا يزال يخوض في رحمة الله عزّ وجلّ حتّى يرجع .

ومن مرض يوماً وليلة فلم يَشكُ إلى عُوّاده، بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم خليل الرحمان حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها ، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه .

فقال رجل من الأنصار : بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فإن كان المريض من أهل بيته، أو ليس ذلك أعظم أجراً إذا سعى في حاجة هل بيته ؟ قال : «نعم».

ألا ومن فَرَّج عن مؤمن كربةً من كُرَب الدنيا ، فرّج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة ، واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص (1)».

ص: 521


1- المَغْصُ ، والمَغَصُ : وجع في الأمعاء والتواء فيها . (المعجم الوسيط).

قال: «ومن يُبطل على ذي حق حقه، وهو يقدر على أداء حقه ، فعليه كلّ يوم خطيئة عشّار.

ومن علق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من النّار طوله سبعون ذراعاً ، يسلّط عليه في نار جهنم وبئس المصير.

ومن اصطنع إلى أخيه معروفاً فامتنّ به أحبط الله عمله، وثبت وزره ولم يشكر له سعيه». ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : حُرّمت الجنّة على المنّان والبخيل والقتّات» وهو النّمّام .

«ألا ومن تصدّق بصدقة، فله بوزن كلّ درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة، ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شيء

ومن صلّى على ميّت صلّى عليه سبعون ألف ملك، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه ، فإن أقام حتى يُدفن ويُحثى عليه التراب، كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر، والقيراط مثل جبل أحد .

ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه قصر في الجنّة مكلّل بالدر والجوهر ، فيه ما لاعين رأت ولا أُذُن سمعت، ولا خطر على قلب بشر .

ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة ، كان له بكلّ خُطوة سبعون ألف حسنة، ويُرفع له من الدرجات مثل ذلك ، وإن مات وهو على ذلك وكّل الله به سبعين ألف ملك يعودونه (1) في قبره ، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى يُبعَث .

ألا ومن أذّن محتسباً يريد بذلك وجه الله عزّ وجلّ، أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد، وأربعين ألف صدّيق، ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسيء من أمتي إلى الجنّة ، ألا وإنّ المؤذن إذا قال: «أشهد أن لا إله إلا الله » صلّى عليه تسعون

ص: 522


1- فى نسخة : «يعوذونه».

ألف ملك واستغفروا له، وكان يوم القيامة في ظلّ العرش حتى يُفرغ من حساب الخلائق، ويكتب ثواب قوله : «أشهد أنّ محمداً رسول الله » أربعون ألف ملك .

و من حافظ على الصف الأول، والتكبيرة الأولى، لا يؤذي مسلماً، أعطاه الله من الأجر ما يُعطى المؤذّنون في الدنيا والآخرة.

ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عزّ وجلّ على شفير جهنّم ، بكل يوم ألف سنة، وحُشِر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله ، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير».

وقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم ولا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم، فإنّه لاكبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار».

قال محمد بن زكريا الغلابي: سألت عن طول هذا الأثر شعيباً المُزني ؟ فقال لي : يا أبا عبد الله ، سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث ؟ فقال : حدّثني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) أنه جمع هذا الحديث من الكتاب الذي هو إملاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وخط علي بن أبي طالب (علیه السلام) .

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

ص: 523

باب 2 -معنى الكبيرة والصغيرة

(4306) 1 - (1)أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث المناهي) قال: «لا تحقروا شيئاً من الشر وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا الخير و إن كثر في أعينكم ، فإنّه لاكبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الإصرار».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

(4307) 2 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله ) ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الكريم بن عمرو ، وإبراهيم بن راحة (2) البصري جميعاً :قالا :

ص: 524


1- 1 - قوله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): « لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار»، رواه الكليني في الكافي : 2: 288 باب الإصرار على الذنب : ح 1 بإسناده عن أبي عبد الله (علیه السلام) . وأورده الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الآية 136 من سورة آل عمران وفيه : « لاصغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ». وأورده السبزواري في جامع الأخبار : ص 147 ح 12/326 . ورواه القضاعي في مسند الشهاب : 2 : 40 / باب 555 ح 853 بإسناده عن ابن أبي مليكة، عن ابن عبّاس ، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) . ورواه الهندي في كنز العمال : 4 : 218 / 10237 نقلاً عن فردوس الأخبار للديلمي عن ابن عبّاس ، وفي هامشه : قال العجلوني في كشف الخفاء عند حديث رقم 3071: رواه أبو الشيخ و الديلمي عن ابن عبّاس رفعه ، وكذا العسكري عنه في الأمثال بسند ضعيف ، لاسيّما ورواه ابن المنذر في تفسيره عن ابن عبّاس من قوله ، والبيهقي عن ابن عبّاس موقوفا، وله شاهد عند البغوي ومن جهة الديلمي عن أنس مرفوعاً ....
2- في البحار : 79 : 16 / 26: «إبراهيم بن ناحة»، وفي لسان المیزان : 1 : 81 /138 «إبراهيم بن داجة»، وفي طبع منه «إبراهيم بن داحر» ، وقال: يأتي في ابن سليمان . ولم يذكره، ولعلّ الصحيح :« إبراهيم بن داحة»، وهو إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني المترجم في رجال النجاشي: ص 15 ، برقم 14 .

حدّثنا ميسر قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السلام): «ما تقول فيمن لا يعصي الله في أمره ونهيه إلّا أنّه يبرأ منك ومن أصحابك على هذا الأمر» ؟

قال : قلت : وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك ؟

قال: «قُل: فإنّي أنا الذي آمرك أن تقول».

قال : قلت : هو فى النّار.

قال: «يا ميسّر، ما تقول فيمن يدين الله بما تدينه به ، وفيه من الذنوب ما في النّاس إلّا أنّه مجتنب الكبائر» ؟

قال : قلت : وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك ؟

قال: «قُل: فإنّى أنا الذى أمرك أن تقول».

قال : قلت : فى الجنّة

قال: «فلعلّك تحرّج أن تقول : هو في الجنّة»؟!

قال : قلت : لا .

قال: «فلا تحرّج، فإنّه في الجنة، إنّ الله عزّ وجلّ يقول : « إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنْهَونَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَريماً»(1)».

(أمالی المفيد : المجلس 19 ، الحديث 4) .

ص: 525


1- سورة النساء : 31:4.

باب 3 -ما ورد في الزنا وما يرتبط به

(4308) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) (في حديث) قال : «كذب من زعم أنّه وُلد من حلال و هو يُحبّ الزنا».

(أمالی الصدوق : المجلس 37 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه مسنداً في كتاب الروضة .

(4309) 2 - (1) حدّثنا أحمد بن هارون الفامي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن الحسسن بن علي بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي قال :

قال الصادق جعفر بن محمّد (علیهما السلام) : «بَرّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم ، وعِفوا عن نساء النّاس تعِفٌ نساؤكم».

(أمالی الصدوق : المجلس 48 ، الحديث 6)

4310) 3- حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ، عن أبي حمزة :

عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (علیهما السلام)( في حديث قال: وجدنا في كتاب على (علیه السلام) قال : قال رسول الله :(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) «إذا ظهرت الزنا كثر موت الفجأة» الحديث .

(أمالی الصدوق : المجلس 51 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن

527

ص: 526


1- 2 - تقدّم تخريجه في باب برّ الوالدين والأولاد (1) من أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام من كتاب العشرة : ح 4 .

ابن أبي عمير، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال:

سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين (علیهم السلام) يقول : وجدت في كتاب علي بن أبي طالب (علیه السلام): « إذا ظهر الزنا(1) من بعدي ظهر موت الفجأة» الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 8 ، الحديث 13)

تقدّم تمامه في كتاب الإيمان والكفر ، باب علل المصائب والأمراض (28) من أبواب مساوئ الأخلاق (2).

(4311) 4 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) قال: «علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر، والحنين (3) إلى الزنا، وبغضنا أهل البيت».

(أمالی الصدوق : المجلس 54 ، الحديث 22)

تقدّم إسناده في باب سوء المحضر (47) من كتاب العشرة (4).

(4312) 5 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «أربع لا تدخل بيتاً واحدة منهنّ إلا خرب ولم يعمر بالبركة : الخيانة والسرقة، وشُرب الخمر والزنا».

(أمالی الصدوق : المجلس 62 ، الحديث 12)

أبو جعفر الطوسی ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله ، إلّا أنّ فيه : «أربع لا يدخل واحدة منهنّ بيتاً إلّا خرب ولم يعمر : الخيانة ......

(أمالی الطوسى : المجلس ، الحديث 39)

تقدّم إسناده في باب الخيانة (36) من كتاب العشرة (5).

ص: 527


1- هذا هو الظاهر الموافق للبحار : 73: 372 / 6 ولسائر المصادر، وفي النسخ : «الربا» .
2- تقدّم في ج 6 ص 473 - 475 ح 1 .
3- الحنين : الاشتياق والميل .
4- تقدّم في ص 210 ح 1 .
5- تقدم في ص 175 ح 3 .

(4313)6 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث المناهي) قال: «ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية، حرّة أو أمة، ثمّ لم يتب ومات مصرّاً عليه فتح الله له في قبره ثلاث مئة باب تخرج منها حيات وعقارب و ثُعبان النّار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، فإذا بعث من قبره تأذّى النّاس من نتن ريحه، فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا، حتّى يؤمر به إلى النّار».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النواهي.

ص: 528

باب 4 -البذاء والفحش

(4314) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال : حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن المفضّل، عن جابر:

عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» (2) قال : «قولوا للنّاس أحسن ما تحبّون أن يقال لكم ، فإنّ الله عزّ وجلّ يُبغض اللعان السبّاب، الطّعان على المؤمنين الفاحش المتفحّش ، السائل الملحِف، ويُحبّ الحييّ الحليم، العفيف المتعفَّف».

(أمالی الصدوق : المجلس 44 ، الحديث 5 )

(4315) 2 - (3) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : حدّثنا محمد بن أحمد الحكيمي قال : حدّثنا محمد بن إسحاق قال : أخبرنا يحيى بن معين قال: حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر [ بن راشد ] ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما كان الفحش في شيء قط (4) إلّا شانه، ولا كان الحياء

ص: 529


1- 1 - تقدّم تخريج الحديث وشرحه في ج 6 ص 512 كتاب الإيمان والكفر ، باب العفاف وعفّة البطن و الفرج (31) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 1 .
2- سورة البقرة : 2 : 83 .
3- 2 - تقدّم تخريجه في ج 6 ص 516 كتاب الإيمان والكفر ، باب الحياء من الله ومن الخلق (32) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 2.
4- كلمة «قط» غير موجودة في أمالي أمالي الطوسي قال ابن الأثير في النهاية : 2 : 415 في مادة «فحش» : ومنه الحديث : قال لعائشة : «لا تقولي ذلك فإنّ الله لا يحبّ الفُحش ولا التفاحش» أراد بالفحش التعدّي في القول والجواب، لا الفحش الّذي هو من قذع الكلام ورديئه .

في شيء قط إلّا زانه ».

(أمالى المفيد : المجلس 21 ، الحديث 2)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 7، الحديث 22)

(4316)3 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن الفجيع العقيلي ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه (علیهما السلام) ( في وصيّته له) قال: «وكن لله يا بنيّ عاملاً ، وعن الخنا(1) زجوراً».

(أمالی المفيد : المجلس 26 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي ، عن ، عن المفيد مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 9)

تقدّم تمامه مسنداً في باب وصيّة أمير المؤمنين (علیه السلام)من كتاب الروضة .

(4317)4-(2) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا محمّد بن محمد قال : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي قال : حدّثنا الفضل بن حباب الجمحي قال: حدّثنا عبد الواحد بن سليمان، عن أبيه ، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إنّ الله يُحبّ الحييّ المتعفّف، ويبغض البذيّ السائل الملحف».

(أمالی الطوسي : المجلس 2 الحديث 12)

ص: 530


1- الخنا : الفحش في القول .
2- 4 - وأورده ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : 1 : 124 بلفظ : «إنّ الله يحبّ الحليم الحييّ الغنيّ المتعفّف، ويبغض الفاحش البذي السائل الملحف». وفي مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) من تحف العقول: «إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش». وانظر سائر تخريجاته في ج 6 ص 515 كتاب الإيمان والكفر ، باب العفاف (31) من أبواب مكارم الأخلاق : ح 6 .

باب 5 -شرب الخمر وما يرتبط بذلك

أقول : تقدّم ما يرتبط بهذا الباب في باب الزنا، ويأتي أيضاً في الباب التالي، وفي باب الغناء.

(4318) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدّثنا محمد بن القاسم قال : حدّثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال : حدّثنا الزبير بن بكّار قال : حدّثنا محمد بن الضحاك ، عن نوفل بن عمارة قال : أ

وصى قُصَيّ بن كلاب بنيه فقال : « يا بني، إيّاكم وشرب الخمر، فإنها إن صلحت الأبدان أفسدت الأذهان».

(أمالی الصدوق : المجلس 1 ، الحديث 5)

(4319)2- حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله ) قال : حدّثنا الحسين بن

ص: 531


1- 1 - وأورده الفتّال فى المجلس 83 من روضة الواعظين : ص 464 . وقصيّ هو الذي جمع قريش بعد تفرّقهم وأسّس دار الندوة، قال ابن الفوطي في معجم الألقاب في مجمع الآداب : 4 : 4450/558 : المُجَمِّع قُصَيّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي المكّي شيخ الحرم ، أمّه فاطمة بنت سعد بن سَيَل وهو خير بن عوف بن حمالة بن غنم بن عامر الجادر، وكان أوّل من جدر الكعبة بعد إبراهيم وإسماعيل (علیهما السلام) ، وهو أول من حلّيت له السيوف بالذهب والفضة، وكان اسمه زيداً ، ولما تزوّجت أُمّه ربيعة بن حزام وخرج بها إلى دار قومه خرجت معها بابنها صغيراً ، فلمّا بعد من دار قومه سمته قُصَيّاً، وهو الذي جمع قريشاً ، وفيه يقول الشاعر [ حذافة بن غانم الجمحي ] : أبوكم قُصَيّ كان يُدعى مجمعا ***به جمع الله القبائل من فهر وأنتم بنو زيد وزيداً أبوكم *** به زيدت البطحاء فخراً على فخر وانظر أيضاً جمهرة النسب لابن الكلبي وتاريخ اليعقوبي والسيرة النبوية لابن هشام وأنساب الأشراف للبلاذري وتاريخ الطبري والاشتقاق والتبيين في أنساب القرشيين والأنساب لابن السمعاني .

الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان:

عن الصادق (علیه السلام) قال : «إنّ لله تبارك وتعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النّار إلّا من أفطر على مسكر » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 14 ، الحديث 1)

أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير

، مثله.

(أمالی الطوسي : المجلس 17 ، الحديث 63)

يأتي تمامه في كتاب الصوم.

(4320) 3 - أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير محمد بن الحكم أخي هشام، عن عمر بن يزيد :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: «إنّ لله في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار إلا من أفطر على مسكر» الحديث.

( أمالي الطوسى : المجلس 39، الحدیث 11)

يأتي تمامه في كتاب الصوم.

(4321) 4 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا الحسين بن أحمد بن ادريس (رحمه الله ) قال : حدّثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي سعيد هاشم [ بن حيان المكاري ]:

عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن ، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتات» وهو النّمّام.

(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)

ص: 532

(4322)5-(1) حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم الثقفي قال :

سئل أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهما السلام) عن الخمر ؟ فقال : قال رسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : « إنّ أوّل مانهاني عنه ربّي عزّ وجلّ ، عن عبادة الأوثان، و شرب الخمر، وملاحاة الرجال، إنّ الله تبارك وتعالى بعثني رحمة للعالمين، ولأمحق المعازف والمزامير وأمور الجاهلية وأوثانها وأزلامها وأحداثها، أقسم ربّي جلّ جلاله فقال : لا يشرب عبد لي خمراً في الدنيا إلّا سقيته يوم القيامة مثل ما شرب منها من الحميم، معذّباً بعد أو مغفوراً له».

وقال : « لا تجالسوا شارب الخمر ولا تزوّجوه، ولا تتزوجوا إليه، وإن مرض فلا تعودوه، وإن مات فلا تشيّعوا جنازته، إنّ شارب الخمر يجيء يوم القيامة مسودّاً وجهه ، مزرقة عيناه ، مائلاً شدقه (2) ، سائلاً لعابه ، دالعاً لسانه من قفاه» (3) .

(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)

(4323) 6 - (4) وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن الجلوس على مائدة يُشرب عليها الخمر ».

ص: 533


1- 5 - تقدّم تخريجه في ج 1 ص 166 - 167 باب ما ورد في المجادلة والمخاصمة (12) من أبواب العلم من كتاب العلم والعقل والجهل ح 2 . والفقرة الأخيرة من الحديث أوردها الفتّال في المجلس 40 «مجلس في ذكر الخمر والربا» من روضة الواعظين : ص 464 .
2- الشُّدق : جانب الفم مما تحت الخد . (المعجم الوسيط).
3- دلع اللسان دلوعاً : خرج من الفم واسترخى وسقط على العَنفَقَة من ظماً أو تعب . ودلع لسانه : أخرجه . (المعجم الوسيط)
4- 6 - ورواه أيضاً في أوّل الجزء الرابع من الفقيه ، وعنه ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر 256 عن الصدوق .

وفيه: «ونهى عن بيع الخمر، وأن تُشترى الخمر، وأن تسقی الخمر، وقال (علیه السلام) : لعن الله الخمر، وعاصرها، وغارسها ، وشاربها ، وساقيها، وبائعها، ومشتريها، وآكل ثمنها، وحاملها، والمحمولة إليه».

وقال: «من شربها لم تُقبل له صلاة أربعين يوماً، وإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة خَبال ، وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربها أهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود ».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

(4324) 7 - حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي قال : حدّثنا فُرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن علي الهمداني قال : حدّثنا الحسن بن علي الشامي، عن أبيه قال : حدّثنا أبو جرير قال : حدّثنا عطاء الخراساني، رفعه :

عن عبد الرحمان بن غنم (في حديث يذكر فيه قصة المعراج) قال: فجاء رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فدخل بيت المقدس، فجاء جبرئيل (علیه السلام) إلى الصخرة فرفعها ، فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح : قدحاً من لبن ، وقدحاً من عسل، وقدحاً من خمر، فناوله قدح اللبن، فشرب، ثم ناوله قدح العسل فشرب، ثم ناوله قدح الخمر فقال : «قد رویت یا جبرئیل».

قال : أما إنّك لو شربته ضلّت أمّتك وتفرّقت عنك ». الحدیث .

(أمالی الصدوق : المجلس 69 ، الحديث 2)

تقدّم تمامه في باب المعراج من تاريخ نبیّنا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوة (1).

ص: 534


1- تقدّم في ج 2 ص 308 - 311.

(4325) 8 - أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن عذافر، عن أبيه :

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(علیهما السلام) ( في حديث يذكر فيه علّة تحريم بعض المحرّمات) قال: «وأمّا الخمر، فإنّه حرمها لفعلها وفسادها».

ثم قال : «إنّ مُدمن الخمر كعابد وثن، وتورثه الارتعاش، وتهدم مروءته ، وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك الدماء وركوب الزنا، حتى لا يؤمن إذا سكَر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك، والخمر لا تزيد شاربها إلّا كلّ شر».

(أمالی الصدوق : المجلس 95 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه في الباب 1 من أبواب الأطعمة من كتاب السماء والعالم (1).

(4326) 9 - أبو عبد الله المفيد بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «جاءني جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيني فيها، وفي يوم لم يكن يأتيني فيه (2)، فقلت له : يا جبرئيل، لقد جئتني في ساعة ويوم لم تكن تأتيني فيهما ؟ ! لقد أرعبتني .

قال : وما يروعك يا محمد ، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر ؟!

قال : [ قلت : ] بماذا بعثك ربّك ؟

قال : ينهاك ربّك عن عبادة الأوثان، وشرب الخمور، وملاحاة الرجال وأخرى هى للأخرة والاولى، يقول لك ربّك : يا محمد، ما أبغضت وعاء قط كبغضي بطناً ملانا».

(أمالى المفيد : المجلس 23 ، الحديث 21)

تقدّم إسناده في باب الحقد والبغضاء ... (39) من أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض من كتاب العشرة .

ص: 535


1- تقدّم في ج 1 ص 113 - 114 ح 1 .
2- في بعض النسخ : «جاءني جبرئيل في ساعة ويوم لم يكن يأتيني فيه».

(4327) 10 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي قال : حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بصنعاء اليمن سنة ست وسبعين ومئتين ، قال : حدّثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة وأبي سلمة جميعاً، عن عائشة قالت :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ما أسكر كثيره فالجرعة منه خمر».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 64)

(4328) 11 - (2) أخبرنا محمّد بن محمّد بن محمّد بن مخلد قال : أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمّد بن نصير بن القاسم المعروف بالخلدي قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بمصر ، قال : حدّثنا سهل بن زنجلة قال : حدّثنا الصبّاح بن مُحارب قال : حدّثنا داوود الأودي، عن سماك، عن خالد بن جرير، عن جرير بن عبدالله قال :

ص: 536


1- 10 - وروى نحوه أحمد في في مسند عائشة من مسنده : 6: 71، 72، 131 ، والترمذي في الباب 3 من الأشربة : (1866) . وورد بلفظ : «ما أسكر كثيره فقليله حرام » من طريق عدة من الصحابة ، رواه عنهم أحمد في المسند : 2 : 91 ، 167 ، 179 ، و 3 : 112 ، 343 ، والترمذي في الباب 3 من كتاب الأشربة : 4 : 292 ح 1865 ، والهندي في كنز العمال : 5 : 344 عن أحمد وأبي داوود والترمذي وابن حبّان وابن ماجة ، وفي الحديث 13192 عن الطيالسي والبيهقي في الكبير
2- 11 - ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 2 : 335 ح 2397 بإسناده عن عبد السلام بن عاصم الرازي ، عن الصباح بن محارب ، عن داوود الأودي. ورواه البخاري في التاريخ الكبير : 3: 142 / 480 ، والطحاوي في شرح معاني الآثار : 3 : 159 ، والحاكم في كتاب الحدود من المستدرك : 4 : 371 بإسنادهم عن مكي بن إبراهيم، عن داوود بن يزيد الأودي . وله شاهد من حديث جابر : التاريخ الكبير : 1 : 244 / 773 في ترجمة أبي علي محمد بن مغيرة ومن حديث أبي هريرة وابن عمر : شرح معاني الآثار :3: 159 ، والمستدرك للحاكم: 4 : 371 ، وكنز العمال : 5 : 491 ح 13707 و 13711 نقلا عن ابن جرير . ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : شرح معاني الآثار : 3: 159 . ومن حديث معاوية : المعجم الكبير للطبراني : ج 19 ح 768 و 843 - 846 ، كنز العمال : 5 : 368/ 13268 نقلاً عن عبدالرزاق .

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد فاجلدوه، فإن عاد [فاجلدوه ، فإن عاد في الرابعة ] (1) فاقتلوه».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 19)

(4329) 12 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في حديث ) قال: «لم يزل جبرئيل (علیه السلام) ينهاني عن ملاحاة الرجال ، كما ينهاني عن شرب الخمر وعبادة الأوثان ».

(أمالی الطوسي : المجلس 18 ، الحديث 27 )

تقدّم تمامه مسنداً في مواعظ رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب الروضة .

(4330)13 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمدبن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال :

سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول : «بينا حمزة بن عبد المطلب وأصحاب له على شراب

ص: 537


1- ما بين المعقوفين من سائر المصادر

لهم يقال له السُكُركة» (1).

قال : فتذاكروا السّديف (2).

قال : فقال لهم حمزة : كيف لنا به ؟

قال : فقالوا له : هذه ناقة ابن أخيك عليّ. فخرج إليها فنحرها، ثم أخذ من كبدها وسنامها فأدخله عليهم.

قال : فأقبل علي (علیه السلام) فأبصر ناقته فدخله من ذلك ، فقالوا له : عمّك حمزة صنع هذا.

قال : فذهب إلى النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسلم فشكا ذلك إليه .

قال : فأقبل معه رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقيل لحمزة : هذا رسول الله قد أقبل بالباب.

قال : فخرج وهو مغضب .

قال : فلمّا رأى رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الغضب في وجهه انصرف .

قال : فأنزل الله عزّ وجلّ تحريم الخمر.

قال : فأمر رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بأنيتهم فكفئت» الحديث .

(أمالی الطوسي : المجلس 35، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب النبوة ، باب غزوة أحد من تاريخ نبينا (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (3).

(4331) 14 - أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم قال : حدّثنا أبو محمد هارون

ص: 538


1- في النهاية لابن الأثير : 2 : 281 : «السكركة - بضم السين والكاف وسكون الراء : نوع من الخمر يتخذه من الذرّة ، وقال الجوهري : هي خمر الحبش ، وهي لفظة حبشية قد عرّبت فقيل : «السقرقع»
2- السديف: شحم السنام . وفي تفسير العيّاشي: «الشريف»، قال ابن الأثير : الشارف : الناقة المسنّة ، ومنه حديث عليّ وحمزة رضي الله عنهما : ألا يا حمز للشرف النواء *** وهنّ معقلات بالفناء
3- تقدّم في ج 2 ص 369 - 371 ح 6.

بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا محمّد بن همام بن سهيل (1) قال : حدّثنا أبوالعباس رزيق بن الزبير الخلقاني:

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « من ترك الخمر للنّاس لا لله ، صيانةً لنفسه ، أدخله الله الجنّة».

(أمالی الطوسي : المجلس 39 الحديث 22 )

(4332) 15 - (2) قال الفضل بن شاذان : وروى محمّد بن رافع، وأحمد بن نصر، وحميد بن زنجويه، زاد بعضهم على بعض - عن علي بن عاصم، والنضر بن شميل ، عن عوف، عن أبي القموص قال : شرب إنسان الخمر قبل أن تحرّم، فأقبل ينوح على قتلى المشركين الذين قتلهم النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم بدر ، فقال (3) :

نحيّي بالسلامة أمّ بكر ***وهل لك بعد رهط من سلام (4)

ذريني أصطبح يا بكر إنّى ***رأيت الموت رحّب عن هشام

يودّ بنو المغيرة لو فدوه *** بألف من رجال أو سوام

يحدّثني النبي بأن سنحيى *** وكيف حياة أصداء وهام

ألا من مبلغ الرحمان عنّي *** بأنّي تارك شهر الصيام

إذا ما الراس فارق منكبيه *** فقد شبع الانس من الطعام

ص: 539


1- ما ذكرته من الإسناد إلى هنا موافق للحديث 31 من هذا المجلس، وفي الأصل: «و بهذا الإسناد »، وليس قبله إسناد إلى رزيق .
2- 16 - تقدّم تخريجه في كتاب النبوّة باب غزوة بدر من ترجمة رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ج 2 ص 361 - 364 ح 10 .
3- قيل الشاعر الّذى أنشده هو الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الزهري القرشي الذي كان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو مترجم في كتاب الأغاني : ج 4 ص 34 .
4- هذا البيت أورده العاصمي في زين الفتى : 2 : 135 ، إلّا أنّ فيه : تحيا بالسلامة أمّ بكر ***وما هي وثب أنك بالسلام

أيقتلني إذا ما كنت حيّاً *** ويحييني إذا رمّت عظامي

وقال بعض الشعراء (1) فى ذلك :

لولا فلان وسوء سكرته *** كانت حلالاً كسائغ العسل

(أمالی الطوسي : المجلس 46 ، الحديث 3)

ص: 540


1- نسبه الخصيبي في ترجمة أمير المؤمنين (علیه السلام) من الهداية الكبرى : ص 110 إلى السيّد بن محمّد الحميري ، وفيه : «لولا عتيق ...» .

باب 6 -ما ورد في سائر المسكرات

(4333) 1 - (1) أبو بوجعفر الطوسى قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ المعروف بابن الحمّامى قال : أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبدالله بن زياد القطّان قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي كثير القاضي أبو يعقوب الفسوي قال: أخبرنا مكي بن إبراهيم قال : أخبرنا السري [ بن إسماعيل، عن ] عامر [ بن شراحيل الشعبي ]، عن النعمان بن بشير قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول: «يا أيها النّاس، إنّ من العنب خمراً، وإنّ من الزبيب خمراً، وإنّ من التمر خمراً، وإنّ من الشعير خمراً، ألا أيها النّاس، أنهاكم عن كل مسكر».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 70)

ص: 541


1- 1 - ورواه أحمد في مسنده : 4 : 273 عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن كثير الهمداني ، عن السريّ بن إسماعيل . ورواه ابن ماجة في الباب 5 من الأشربة من سننه : 2 : 1121 رقم 3379 عن محمد بن الرمح، عن الليث بن سعد . وأخرجه الحاكم في آخر كتاب الأشربه من المستدرك : 148:4 عن أبي العباس محمد بن يعقوب ، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن أبيه وشعيب بن الليث ، عن الليث . وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف : 5: 23765/68 عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن الشعبي . ورواه أبوداوود في كتاب الأشربة من سننه : 3: 326 ح 3676 باب العنب يعصر للخمر عن الحسن بن على، عن يحيى بن آدم ، عن إسرائيل .

باب 7 -ما ورد فى الكهانة

(4334) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) قال : «أربعة لا يدخلون الجنة : الكاهن (1) ، والمنافق، ومدمن الخمر، والقتّات» وهو النّمّام.

تقدّم إسناده في باب شرب الخمر (5).

(أمالی الصدوق : المجلس 63 ، الحديث 5)

(4335) 2 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن إتيان العرّاف (2) وقال : من أتاه وصدّقه فقد برئ مما أنزل الله على محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم إسناده في الباب الأوّل من النواهي .

ص: 542


1- قال ابن الأثير فى النهاية : 2 : 214 - 215 : في الحديث: «نَهى عن حُلوان الكاهن » الكاهن : الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدّعي معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كَهَنة كشِقٌ وسَطيح وغيرهما، فمنهم من كان يزعم أنّ له تابعاً من الجنّ ورئياً يُلقی إليه الأخبار، ومنهم من كان يزعم أنه يعرف الأمور بمقدّمات أسباب يستدل بها على مواقعها من كلام من يسأله أو فعله أو حاله ، وهذا يخُصّونه باسم العرّاف ، كالّذي يَدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما ، والحديث الذي فيه : « من أتى كاهناً » قد يشتمل على إتيان الكاهن والعرّاف والمنجّم ، وجمع الكاهِن : كَهَنة وكُهان .
2- قال ابن الأثير في النهاية :2 : 218: في الحديث: «من أتى عرّافاً أو كاهناً»: أراد بالعرّاف : المنجّم ، أو الحازي الذي يدّعي علم الغيب ، وقد استأثر الله تعالى به .

باب 8 -من ادعى النبوة

(4336) 1 - أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن مروان ، عن [ زيد بن ] أبان بن عثمان ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) (في حديث) قال:

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) للمسلمين وهم مجتمعون حوله : «أيّها النّاس، لانبيَّ بعدي، ولا سنّة بعد سنّتي ، فمن ادّعى ذلك فدعواه وبدعته في النار، ومن ادّعى ذلك فاقتلوه، ومن اتّبعه فإنهم في النّار». الحديث.

(أمالی المفيد : المجلس 6 ، الحديث 15)

تقدّم تمامه في كتاب النبوة (1) .

ص: 543


1- تقدّم في ج 2 ص 568 في الباب الأوّل من أبواب ما يتعلق بارتحال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ح 8.

باب 9 -من سبّ نبيّاً أو وصيّاً

(4337) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : حدّثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفّار قال : حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي قال: حدّثنا أبي، عن الرضا على بن موسى، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «من سبّ نبيّاً من الأنبياء فاقتلوه، ومن سبّ وصياً فقد سب نبياً».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 20)

ص: 544


1- 10 - لاحظ كتاب الحدود من وسائل الشيعة : باب قتل من سب النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أو غيره من الأنبياء (علیهم السلام) (25) ، وباب قتل من سبّ عليّاً (علیه السلام) أو غيره من الأئمة (علیهم السلام) و مطلق الناصب مع الأمن (27).

باب 10 -ما ورد في الغلاة

(4338) 1 - (1) أبو عبد الله المفيد قال : أخبرني الشريف الصالح أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري (رحمه الله ) قال : حدّثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد الكوفي :

عن محمد بن زيد الطبري (2) قال : كنت قائماً على رأس الرضا علي بن موسى (علیهما السلام) بخراسان وعنده جماعة من بني هاشم، منهم إسحاق بن العبّاس بن موسی (3) فقال: «يا إسحاق، بلغني أنّكم تقولون : أنّا نقول (4) : إنّ الناس عبيد لنا ! لا وقرابتي من رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما قلته قط، ولا سمعته من أحد من آبائي ولا بلغني عن أحد منهم قاله، لكنّا نقول : النّاس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين ، فليبلغ الشاهد الغائب».

(أمالی المفيد : المجلس 30 ، الحديث 3)

أبو جعفر الطوسي، عن المفيد مثله

(أمالی الطوسي : المجلس 1 ، الحديث 28)

ص: 545


1- 1 - ورواه الكليني في باب « فرض طاعة الأئمة » من كتاب الحجة من الكافي : 1 : 187 ح 10.
2- ومثله في الكافي : 1 : 187 / 10 وباب الفيء والأنفال من كتاب الحجة : ص 547 ح 25 ، وذكره الشيخ في رجاله (16) وقال : أصله كوفي، من أصحاب الرضا (علیه السلام) وفي أمالي الطوسي : « محمّد بن يزيد الطبري»، ومثله في باب الزيادات من الأنفال من التهذيب : ج 4 ص 139 و 140 ح 395 و 396 وباب ما أباحوه لشيعتهم (علیهم السلام) من الخمس من الاستبصار : ج 2 ص 9 و 10 ح 195 و 196 ، والظاهر اتحادهما .
3- في الكافي : «إسحاق بن موسى بن عيسى».
4- قوله : «أنّا نقول» غير موجود في أمالي الطوسي .

(4339) 2 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن خالد عن العبّاس بن معروف عن عبد الرحمان بن مسلم عن فضيل بن يسار قال :

قال الصادق (علیه السلام) : « احذروا على شبابكم الغُلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبيّة لعباد الله، والله إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا » الحديث.

(أمالی الطوسي : المجلس 33، الحديث 12)

تقدّم تمامه في باب نفي الغلو في النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والأئمة (علیهم السلام) من كتاب الإمامة (2) .

(4340) 3 - وعن الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدّثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن جده إبراهيم بن هاشم، عن أبي أحمد الأزدي ، عن عبد الصمد بن بشير، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة قال:

قال أمير المؤمنين (علیه السلام): « اللهم إنّي بريء من الغُلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللهم اخذهم أبداً، ولا تنصر منهم أحداً ».

(أمالی الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 13)

(4341) 4 - (3) أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني قال: أخبرنا

ص: 546


1- 3-2- وأوردهما ابن شهر آشوب في عنوان «الردّ على الغلاة» من مناقب آل أبي طالب: 1: 324.
2- تقدّم في ج 3 ص 57 ح 3.
3- 4- ورواه أيضاً في التهذيب : 10: 138 / 547 ، وفي الاستبصار : 4: 254 / 962 . ورواه الكليني في الكافي : 7 : 258 كتاب الحدود باب حد المرتد ح 18 . وانظر أيضاً الكافي : 7: 259 / 23 ، والفقيه : 3: 90 / 337، ورجال الكشي : 1 : 325/ 175 ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 1 : 325.

أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني قال : حدّثني أحمدبن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال : حدّثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم :

عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : « أتى قوم أمير المؤمنين (علیه السلام) فقالوا : السلام عليك يا ربنا ! فاستنابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة فأوقد فيها ناراً، وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها وأفضى ما بينهما، فلمّا لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة، وأوقد في الحفيرة الأخرى حتى ماتوا».

(أمالی الطوسي : المجلس 35 ، الحديث 21)

ص: 547

باب 11 -ما ورد في القمار

(14342 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في مناهيه ) قال : « ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكُوبة والعَرطبة - يعني الطبل والطنبور - والعود .

وقال: «ونهى عن بيع النرد والشطرنج، وقال: «من فعل ذلك فهو كأكل لحم الخنزير».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

(4343) 2 - (1) أبو جعفر الطوسى قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال : أخبرني عليّ بن محمّد بن علي أبوالحسن الحسيني قراءةً عليه ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدّثنا عبد الله بن على قال : حدّثنا علي بن موسى، عن أبيه، ، عن جده ، عن آبائه (علیهم السلام) :

عن على (علیه السلام) قال : «كلّما ألهى عن ذكر الله فهو الميسر ».

(أمالی الطوسي : المجلس 12 ، الحديث 21 )

(4344)3 - وبإسناد تقدّم في باب شرب الخمر عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار إلّا من أفطر على مسكر ، أو مشاحن ، أو صاحب شاهين».

قال : قلت : وأى صاحب شاهين ؟

قال: «الشطرنج».

(أمالی الطوسي : المجلس 39، الحديث 11)

أقول : سيأتي ما يرتبط بهذا الباب في باب الغناء .

ص: 548


1- 2 - تقدّم تخريجه في كتاب الإيمان والكفر ، باب الغفلة والفرح واللهو (15) من أبواب مساوئ الأخلاق : ج 1 ص 637 ح 2 .

باب 12 -ما ورد في الغناء

(4345) 1 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمد بن يحيى الفحّام ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري، عن عمّ أبيه عيسى بن أحمد، عن الإمام علي بن محمد بن علي، عن آبائه (علیهم السلام):

عن الباقر(علیه السلام) في قوله[ تعالى ]: « اجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ » (2)، قال : «الرجس : الشطرنج، وقول الزور : الغناء».

(أمالی الطوسي : المجلس 11 ، الحديث 21)

(4346) 2 -(3) أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني قال : حدّثنا علي بن بحر قال حدّثنا قتادة بن الفضيل [ بن قتادة بن عبد الله بن قتادة الحرشي أبو حميد الرهاوي ] قال: سمعت هشام بن الغاز [بن

ص: 549


1- 1 - ورواه القمي في تفسيره : 2 : 84 بإسناده عن هشام، عن أبي عبد الله (علیه السلام). ورواه الكليني في الكافي : 6 : 435 / 2 بإسناده عن زيد الشحّام ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، وفي ص 436 ح 7 بإسناده عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . ورواه الصدوق في معاني الأخبار : ص 349 باب معنى « فاجتنبوا الرجس من الأوثان » و «قول الزور» و«لهو الحديث» ح 1 بإسناده عن عبد الأعلى، عن جعفر بن محمد (علیهما السلام).
2- سورة الحج : 22 : 30.
3- 2 - وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 3 : 279 / 3410، وعنه وعن ابن عساكر والبغوي في كنز العمّال : 14 : 281 /38732. وروى نحوه أحمد في المسند: 5: 342 ، والطبراني في المعجم الكبير : 3: 283 / 3419، والبخاري في التاريخ الكبير : 1 : 305 ، وابن ماجة : (4020) ، وابن حبان : (1384)، والبيهقي : 8: 295. وللحديث شواهد وطرق تجد كثيراً منها في كنز العمال : 14 : 280 / 38729 وما بعده .

ربيعة الجرشي أبو عبد الله ] يحدّث عن أبيه، عن جدّه ربيعة قال : سمعت أبا مالك صاحب رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال :

سمعت رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف».

قال : قلنا : يا رسول الله، بم؟

قال: «باتخاذهم القينات (1) ، وشربهم الخمور».

(أمالی الطوسي : المجلس 14، الحديث 30 )

ص: 550


1- القينات : جمع القَينَة . القَيْنَة ، وهي الأمة ، وغلب على المغنّية .

باب 13 -المعازف والملاهي

(4347) 1 - أبو جعفر الصدوق بإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام) عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه ) قال: «ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة – يعني الطبل والطنبور والعود».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

(4348) 2 - وبإسناده عن محمد بن مسلم الثقفي ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (علیهما السلام) (في حديث ) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «إن الله تبارك وتعالى بعثني رحمة للعالمين ولأمحق المعازف والمزامير (1) وأمور الجاهلية وأوثانها و أزلامها وأحداثها » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 65 ، الحديث 1)

تقدم تمامه مسنداً في باب شرب الخمر .

(4349)3 - (2) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل قال : حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيب البيهقي قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعي قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدّثني عيسى بن يزيد بن دأب الليثي، عن صيفي بن عبد الرحمان بن محمّد بن علي بن هبار قال : حدّثني أبي، عن أبيه :

ص: 551


1- المعزف : ألة الطَّرَب كالعود والطنبور جمعه معازف والمزمار : الة من خشب أو معدن تنتهي قصبتها ببوق صغير. (المعجم الوسيط .
2- 3 - ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 22: 200 -201 /528 عن أحمد بن داود المكي، عن إبراهيم بن زكريا ، عن هشيم بن أبي معشر ، عن يحيى بن عبدالملك بن هبار بن الأسود، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مرّ بدار هبّار بن الأسود فسمع صوت غناء فقال : ما هذا؟ قيل : تزويج . فجعل رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يقول : «هذا النكاح لا السفاح» يردّدها . وفي الحديث 529 عن الحسين بن إسحاق التستري ، عن هوبر بن معاذ ، عن محمد بن سلمة ، عن محمّد بن عبيد الله ، عن عبد الله بن هبّار ، عن أبيه ، عن جده قال : زوّج هبّار ابنته فضرب في عرسها بالكير والغربال، فسمع ذلك رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: «ما هذا ؟ قالوا : زفٌ هبّار ابنته فضرب في عرسها بالكير والغربال، فقال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أشيدوا النكاح ، أشيدوا النكاح، هذا نكاح لا سفاح». ورواه ابن حجر في ترجمة علي بن هبّار وترجمة أبيه هبّار بن الأسود من الإصابة ، قال : ذكره ابن مندة فقال : علي بن هبّار في اسناده نظر، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، حدّثنا هشيم أخبرني أبو معشر ، عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبّار ، عن أبيه ، عن جده قال : مرّ النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) على دار علي بن هبّار فسمع صوت دفٌ ، فقال : ما هذا ؟ قال : تزوج علي بن هبّار . فقال : هذا النكاح لا السفاح . وقال في ترجمة هبّار بعد ذكر الحديث وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق عبد الله بن أبي عبد الله بن هبّار بن الأسود ، عن أبيه ، عن جده نحوه، وفي الاسناد ضعف ، قال أبو نعيم : اسم أبي عبد الله بن هبار عبد الرحمان ثمّ قال : أخرجه البغوي من طريق عبد الله بن عبد الرحمان بن هبّار به . انتهى . كما رأيت في اسم ولد علي بن هبار خلاف، وفي السند ضعاف ومجاهيل ، قال ابن حجر في ترجمة عيسى بن يزيد بن داب من لسان الميزان : كان أخبارياً علامة نسابة ، لكن حديثه واه. وقال خلف الأحمر : كان يضع الحديث . وقال البخاري وغيره : منكر الحديث . وقال أبو حاتم : منكر الحديث. وقال العقيلي : ما لا يتابع من حديثه أكثر مما يتابع عليه أقول : أضف إلى ذلك كلّه أنّ الحديث عامي لا اعتبار له عندنا من جهة إثبات الحكم.

عن جده علي بن هبّار قال : اجتاز النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بدار علي بن هبّار فسمع صوت دفٌ ، فقال : «ما هذا» ؟

قالوا : علي بن هبّار أعرس بأهله.

فقال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «حسن هذا للنكاح لا السفاح».

ثم قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «أشيدوا بالنكاح وأعلنوه بينكم، واضربوا عليه بالدفّ»!

ص: 552

فجرت السنة في النكاح بذلك .

(أمالی الطوسى : المجلس 18 ، الحديث 46)

( 4350) 4 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت قال : أخبرنا أبو العباس ابن عقدة قال : حدّثني الحسن بن القاسم قال : حدّثنا ثبير بن إبراهيم (1) قال : حدّثنا سليمان بن بلال المدني قال :

حدّثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السلام) : «أنّ إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (علیه السلام) إلى أن بعث الله المسيح (علیه السلام) ، يتحدث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنساً منه بيحيى بن زكريا، فقال له يحيى : يا أبا مرّة ، إنّ لي إليك حاجة .

فقال له : أنت أعظم قدراً من أن أردك بمسألة، فسلني ما شئت، ، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده .

فقال يحيى : يا أبا مرّة أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم

فقال له إبليس : حبّاً وكرامة، وواعده لغد.

فلما أصبح يحيى قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتى ساواه من خَوخَة (2) كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد (3) ، و جسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وفيه مشقوق طولاً ، وإذا أسنانه وفيه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية وله أربعة أيد : يدان في صدره ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه (4) قوادمه وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد شدّ وسطه

ص: 553


1- كذا في النسخ ، وقال ابن حجر في لسان الميزان : 2 : 145 / 1862 : ثبين بن إبراهيم بن شيبان ، روى عن جعفر الصادق ، وعنه الحسين بن القاسم ، ذكره ابن عقدة ...
2- الخوخة : كوّة تؤدّي الضوء إلى البيت .
3- في نسخة : «القردة».
4- العراقيب، جمع العرقوب ، وهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان .

بمنطقة ، فيها خيوط معلّقة من بين أحمر وأخضر وأصفر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلّاب (1) ،

فلمّا تأمله يحيى (علیه السلام) (إلى أن قال : )فقال له : فما هذا الجرس الذي بيدك ؟

قال : هذا مجمع كلّ لذة من طنبور وبربط و مِعْزَفَة وطبل وناي وصرناي، وإنّ القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذّونه فأحرّك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفّهم الطرب ، فمن بين من يرقص، ومن بين من يفرقع أصابعه، و من بين من يشق ثيابه». الحديث.

(أمالی الطوسى : المجلس 12 ، الحديث 32 )

تقدّم تمامه في كتابي النبوّة ، والسماء والعالم (2).

(4351) 5 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن الصلت عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن عمّه القاسم بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبيه :

عن عبد الله بن أبي بكر قال : قمت إلى متوضّاً لي، فسمعت جاريةً لجارٍ لي تغني وتضرب، فبقيت ساعة أسمع ، قال : ثم خرجت ، فلمّا أن كان الليل دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) فحين استقبلني قال : «الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا، اجتنبوا قول الزور».

قال : فما زال يقول : «الغناء اجتنبوا الغناء اجتنبوا » ، قال : فضاق بي المجلس، و علمتُ أنّه يعنيني، ، فلا أن خرجت قلت لمولاه معتب : والله ما عنى غيري.

(أمالی الطوسي : المجلس 43 ، الحديث 3)

ص: 554


1- الكلّاب : المهاز، وهو الحديدة التي على خُف الرائض يهمز بها جنب الفرس. وحديدة معوّجة الرأس ينشل بها الشيء أو يعلّق . (المعجم الوسيط).
2- تقدّم في ج 2 ص 124 - 126 ح 3 ، وج 6 ص 53 - 55 ح 2 .

باب 14 -أكل مال اليتيم

(4352) 1 - أبو جعفر الصدوق قال : حدّثنا أبي (رضی الله عنه) قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن صفوان بن يحيى:

عن أبي الصباح الكناني قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : أخبرني عن هذا القول ، قول من هو ؟ (إلى أن قال :) «وشر المأكل أكل مال اليتيم ظلماً».

قال : فقال لي الصادق جعفر بن محمد (علیهما السلام) : هذا قول رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) » .

(أمالی الصدوق : المجلس 74 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه في كتاب الروضة.

(4353) 2- (1)أبو جعفر الطوسي قال أخبرنا أبو الفتح : هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، عن إسماعيل بن علي بن رزين، عن أبيه، عن الإمام علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جده :

عن محمد بن علي (علیهم السلام) أنه قال :« أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ» (2) ، قال : «ممّا رزقكم الله على ما فرض الله عليكم فيما ملكت أيمانكم، واتقوا الله في الضعيفين - يعني النساء واليتيم - وإنما هم عورة».

(أمالی الطوسي : المجلس 13 ، الحديث 45)

ص: 555


1- 2 - ورواه - مع مغايرة ونقيصة - الحميري في قرب الإسناد : ص 92 ح 306. ورواه الصدوق فى الخصال: 1 : 37 باب الواحد 13 ح 13 بإسناده عن سماعة، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : «اتقوا الله في الضعيفين» يعني بذلك اليتيم والنساء. وقوله : «فاتقوا الله في الضعيفين » أورده الفتّال في المجلس 56 من روضة الواعظين : ص 369 .
2- سورة البقرة : 2 : 254 ، سورة المنافقون : 63 : 10 .

باب 15 - التطلّع في الدور

(4354) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن موسى، عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السلام) قال :

قال رسول الله : «إنّ الله تبارك وتعالى كَرِه لي ستّ خصال وكرهتُهُنَّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العَبَث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمنّ بعد الصدقة، وإتيان المساجد جُنُباً، والتطلع في الدور، و الضحك بين القبور».

(أمالی الصدوق : المجلس 15 ، الحديث 3)

(4355) 2 - وبإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : «إنّ الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الأمّة أربعاً و عشرين خصلة ونهاكم عنها كره لكم العبث في الصلاة، وكره المَنّ في الصدقة، وكره الضحك بين القبور ، وكره التطلع في الدور » الحديث.

(أمالی الصدوق : المجلس 50 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

ص: 556


1- 1 - ورواه أيضاً الصدوق في الفقيه : 1: 120 / 575 ، وفي الخصال : ص 327 باب الستة :ح 19 عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار، عن سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن إبراهيم، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) . ورواه البرقي في المحاسن : 1 : 73 كتاب القرائن باب الستة ح 31 عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : قال رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : «ستة كرّهها الله لي ، فكرّهتها للأئمة من ذريتي وكرّهها الأئمّة لأتباعهم : العبث في الصلاة، والمنّ في الصدقة، الرفث في الصيام، والضحك بين القبور، والتطلّع فى الدور وإتيان المساجد جنبا » الحدیث . يأتي شرح الحديث في الباب الأوّل من أبواب الأغسال من كتاب الطهارة .

(4356) 3 - وبإسناده عن أمير المؤمنين (علیه السلام)، عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (في مناهيه) قال: « ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره».

(أمالی الصدوق : المجلس 66 ، الحديث 1)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) .

(4357) 4 - (1) أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدّل قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزّاز قراءةً عليه ، قال : حدّثنا سعدان بن نصر قال : حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري:

سمع سهل بن سعد الساعدي يقول : أطلع رجل من جُحرٍ في حجرة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ومعه مِدْرى (2) يحكّ به رأسه فقال: «لو أنّي أعلم أن تنتظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر».

(أمالی الطوسي : المجلس 14 ، الحديث 33)

ص: 557


1- 4- ورواه البخاري في الأدب المفرد : ص 313 - 314 باب الاستئذان من أجل النظر (495) ح 1070 عن عبد عن عبد الله بن صالح ، عن ليث ، عن الزهري . ورواه عبد الرزاق (19431) ، وأحمد : 5 : 330 و 334 - 335 ، والبخاري (5924 و 6241 و 6901) ، والترمذي :5 : 2709/64 ، والنسائي 8: 60 - 61 ، والبغوي في شرح السنّة (2567) ، والحميدي في مسنده : 2 : 924/412. ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 6: 109 - 112 ح 5660 - 5673 بأسانيد عن معمر و الأوزاعي والليث بن سعد وسفيان وابن أبي ذئب ويونس وخالد وأبي سلمة محمّد بن أبي حفصة وزمعة بن صالح ومحمّد بن مسلم وصالح بن كيسان وعمر بن سعيد وعقيل ويعقوب بن إبراهيم بن سعد عن عمّه ، كلّهم عن ابن شهاب الزهري، عن سهل بن سعد . ورواه ابن أبي شيبة في المصنّف كما في كنز العمال : 9 : 213 - 214 ح 25713 عن سهل بن حنيف .
2- المدرى : ما يعمل من حديد أو خشب على شكل سنّ من أسنان المشط ، وأطول منه ، يُسرّح به الشعر المتلبّد .

باب 16 -التعرب بعد الهجرة

(4358) 1 - (1) أبو جعفر الصدوق بإسناده عن رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ( في حديث) قال : « ولا تعرّب بعد الهجرة، ولا هجرة بعد الفتح».

(أمالی الصدوق : المجلس 60 ، الحديث 4)

أبو جعفر الطوسي، ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق مثله .

(أمالی الطوسي : المجلس 15 ، الحديث 3)

تقدّم تمامه مسنداً في باب جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

ص: 558


1- 1 - وهاتان الفقرتان أوردهما الحراني في وصايا أمير المؤمنين (علیه السلام) من تحف العقول: ص 111. وتقدّم تخريج قوله : «لا هجرة بعد الفتح» في الباب 8 من أبواب غزوات رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من كتاب النبوّة : ج 2 ص 413 - 414 ح 7 .

الفهرس

ص: 559

ص: 560

فهرس الكتاب

كتاب العشرة

باب جوامع الحقوق ...7

أبواب آداب العشرة بين ذوي الأرحام والمماليك والخدم والجار

باب 1 - برّ الوالدين والأولاد و حقوق بعضهم على بعض، والمنع من العقوق ...15

باب 2 - صلة الرحم وإعانتهم والإحسان إليهم والمنع من قطع صلة الأرحام ...25

باب -3 - العشرة مع المماليك ووجوب طاعة المملوك للمولى و عقاب عصيانه ...35

باب 4- حمل النائبة عن القوم وحسن العشرة معهم ...37

باب 5 حق الجار ...39

أبواب آداب العشرة مع النّاس والأصدقاء وفضلهم وأنواعهم

باب 1 - حسن المعاشرة وحسن الصحبة وحسن الجوار وطلاقة الوجه وحسن اللقاء ...42

باب 2 - فضل الصديق وحد الصداقة و آدابها وحقوقها وأنواع الأصدقاء... 48

باب 3- من ينبغي مجالسته ومصاحبته ومصادقته ...58

باب 4 - من لا ينبغي مجالسته ومصادقته ومصاحبته، والمجالس التي لا ينبغي الجلوس فيها ...61

ص: 561

أبواب حقوق المؤمنين بعضهم على بعض

باب -1- حقوق الإخوان واستحباب تذاكرهم وما يناسب ذلك ...66

باب 2 - فضل المؤاخاة فى الله ...74

باب 3- علة حبّ المؤمنين بعضهم بعضاً ...76

باب 4 -مدح قضاء حاجة المؤمنين والسعي فيها وتوقيرهم وذمّ ردّ حاجة المؤمنين مع إمكان قضائها ...77

باب -5 إدخال السرور على المؤمنين ...86

باب 6 - تزاور الإخوان وتلاقيهم ومجالستهم في إحياء أمر الأئمة اللامي باب -7 إطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه باب -8 ثواب من عال أهل بيت من المسلمين

باب 7-إطعام المؤمن و سقیه و کسوته و قضاء دینه...95

باب 8-ثواب من عال أهل بیت من المسلمین...100

باب 9 ثواب من كفى لضرير حاجة ...100

باب 10 - التراحم والتعاطف والتودّد والبر والصلة والإيثار والمواساة ...101

باب 11 - من يستحق أن يرحم ...106

باب 12 - فضل الإحسان والفضل والمعروف ومن هو أهله ...107

باب 13 - العشرة مع اليتامى، وأكل أموالهم، وثواب إيوائهم، والرحم عليهم ، وعقاب إيذائهم ...115

باب 14 - نصر الضعفاء والمظلومين ،وإغاثتهم وتفريج كرب المؤمنين ...18

باب 15 - آداب معاشرة أصحاب العاهات المسرية ...120

باب 16 - من ينفع النّاس ...122

باب 17 - الإنصاف والعدل ...122

باب 18 - الهدية ...129

باب 19 - الماعون ...131

باب 20 - إماطة الأذى عن الطريق وإصلاحه والدلالة على الطريق ... 132

ص: 562

باب 21 - الغضّ عن عيوب النّاس ...133

باب 22 - الرفق واللين وكف الأذى ...134

باب 23 - النصيحة للمسلمين ...137

باب 24 - الأدب ومن عرف قدره...139

باب 25 -كتمان السر ...141

باب 26 - التحرّز عن مواضع التهمة ومجالسة أهلها ...142

باب 27 - لزوم الوفاء بالوعد والعهد ...144

باب 28 - المشورة وقبولها ، ومن ينبغي استشارته، ونصح المستشير والنهي عن الاستبداد بالرأي...148

باب 29 - غنى النفس والاستغناء عن النّاس ، واليأس عنهم ...151

باب 30 -أداء الأمانة ...156

باب 31 التواضع ...160

باب 32 - رحم الصغير، وتوقير الكبير ، وإجلال ذي الشيبة المسلم ... 164

باب 33 - النهى عن قول : «لا وحياتك وحياة فلان »...167

باب 34 -من أذلّ مؤمناً، أو أهانه، أو حقره، أو طعن عليه، أو ردّ عليه... 167

باب 35 - من أخاف مؤمناً ، أو ضربه ، أو آذاه ، أو لطمه ، أو أعان عليه، أو سبّه ...170

باب 36- الخيانة ...174

باب 37 -الهجران ...176

باب 38 - ذو اللسانين وذو الوجهين ...178

باب 39- الحقد والبغضاء ، والتشاجر، ومعاداة الرجال ...181

باب 40 _ الشماتة...185

باب 41 - سوء الظن بالإخوان ...186

ص: 563

باب 42 - تتبع عيوب النّاس، وإفشاؤها ، وطلب عثرات المؤمنين ...187

باب 43 - الرواية على المؤمن ...191

باب 44- الغيبة والبهتان ...193

باب 45 -النميمة والسعاية ...203

باب 46- البغي والطغيان ...207

باب 47- سوء المحضر ...209

باب 48 - المكر والخديعة والغشّ...210

باب 49 - السفلة ...211

باب 50 - من باع دينه بدنيا غيره ...212

باب 51 - الظلم وأنواعه، ومن أخذ المال من غير حلّه فجعله في غير حقه ...213

باب 52 - أحوال الملوك والأمراء والعرّاف والنقباء والرؤساء،

وعدلهم وجورهم وحبّهم وطاعتهم وأكل أموالهم، والركون إلى الظالمين ...219

باب 53 - رفع حوائج المؤمنين إلى السلاطين ... 230

باب 54 -الدخول في بلاد المخالفين والكفّار ... 231

باب -55 الكتمان ... 232

باب 56 - التقيّة والمداراة ...234

باب 57 -آداب الضيف وصاحب المنزل ...241

باب 58 -فضل إقراء الضيف وإكرامه ...243

باب 59 - آداب المجالس والمواضع التي ينبغي الجلوس فيها أو لا ينبغي ...245

باب 60 - إفشاء السلام والابتداء به ...248

باب 61 - عيادة المريض و آدابها ...253

باب 62 - فيما قيل في جواب : كيف أصبحت ؟ وفيه ما يرتبط بالباب

ص: 564

السابق ... 256

باب 63 - المصافحة والمعانقة ...262

باب 64 - الإصلاح بين النّاس ...264

باب 65 - العطاس والتسميت ...266

باب 66 - المزاح والضحك ...268

كتاب الآداب والسنن

باب -1- آداب الحمام وأحكامه ...273

باب 2- الخضاب ... 275

باب 3- ما ورد في الشيب ...276

باب 4 - ما ورد في قص الأظفار ...277

باب 5 - ما ورد في السواك ...277

باب 6 - ما ورد في الطيب ... 278

أبواب المساكن

باب 1 - سعة الدار وشؤمها ، وذمّ من بناها رياءً وسمعةً ... 279

باب 2 - آداب دخول الدار والخروج منها ... 280

باب 3- الإسراج ... 282

باب 4 - كنس الدار وتنظيفها ...283

باب 5 -السوق والدعاء فيه وعند دخوله...285

أبواب آداب السهر والنوم

باب 1 - أنواع النوم، وكراهة النوم قبل العشاء الآخرة والحديث بعدها ...287

ص: 565

باب 2 - ذمّ كثرة النوم ... 291

باب 3- فضل الطهارة عند النوم ...293

باب 4 القراءة والدعاء عند النوم ... 294

أبواب آداب السفر

باب 1 - حسن الخلق ، وحسن الصحابة، وسائر آدابه ...295

باب 2 - ركوب البحر ... 297

باب 3 -آداب الركوب ... 298

باب 4- آداب المشي ... 301

باب 5 - المروءة والفتوة ... 302

أبواب الزيّ والتجمّل

باب 1 - التجمّل وإظهار النعمة ... 305

باب 2 - النهي عن التعرّي بالليل والنهار... 307

باب 3- آداب لبس الثياب ونزعها ، وما يكره من الثياب ... 307

باب 4 - التختم بالعقيق والفيروزج... 312

باب 5 -آداب التختم ونقش الخواتيم ...314

باب 6 - كراهة ترك الزينة للنساء ... 318

كتاب الروضة

أبواب المواعظ

باب 1 - مواعظ الله سبحانه ... 321

ص: 566

باب 2 - مواعظ النبي لأبي ذر الغفاري (رحمه الله ) ...324

باب 3 - جوامع وصايا رسول الله (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحكمه ومواعظه ...351

باب 4 - كتاب أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى محمد بن أبي بكر ... 378

باب 5 -كتاب كتبه أمير المؤمنين (علیه السلام ) لدار شريح ...390

باب 6 - خطب أمير المؤمنين ومواعظه (علیه السلام) ...392

باب 7 -ما أوصى به أمير المؤمنين (علیه السلام)عند وفاته ... 438

باب - مواعظ الإمام الحسن (علیه السلام) ...442

باب 9 - مواعظ الإمام الحسين (علیه السلام) ... 444

باب 10 - مواعظ الإمام علي بن الحسين (علیهما السلام) ... 445

باب 11 - مواعظ الإمام الباقر (علیه السلام) ... 464

باب 12 - مواعظ الإمام الصادق (علیه السلام) ... 470

باب 13 - مواعظ الإمام الكاظم (علیه السلام) ... 487

باب 14 - مواعظ الإمام الرضا (علیه السلام) ... 488

باب 15 - نوادر المواعظ والحكم ومتفرقاتها ... 490

كتاب النواهي

أبواب المعاصي والكبائر

باب 1 - جوامع مناهي النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ... 509

باب 2 - معنى الكبيرة والصغيرة... 524

باب 3- ما ورد في الزنا وما يرتبط به ... 526

باب 4 البذاء والفحش ... 529

باب 5 - شرب الخمر وما يرتبط بذلك ... 531

باب 6 - ما ورد في سائر المسكرات ... 541

ص: 567

باب 7 -ما ورد في الكهانة ... 542

باب 8- من ادعى النبوة ... 543

باب 9 - من سبّ نبيّاً أو وصيّاً ...544

باب 10 - ما ورد في الغلاة ... 545

باب 11 - ما ورد في القمار ... 548

باب 12 - ما ورد في الغناء ... 549

باب 13 - المعازف والملاهي ... 551

باب 14 - أكل مال اليتيم... 555

باب 15 - التطلع في الدور ...556

باب 16 - التعرّب بعد الهجرة ... 558

ص: 568

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.