موسوعة الامام الجواد عليه السّلام المجلد 1

هویة الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام الجواد عليه السّلام/اللّجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر للدّراسات الإسلاميّة باشراف سماحة آية اللّه أبي القاسم الخزعلي.

تفاصيل المنشور: قم: موسسة ولی العصر علیه السلام، للدراسات الاسلامیة، 14ق. = 13-

مشخصات ظاهری:2ج.

شابک:18000 ریال: ج. 1 964-90137-5-X : ؛ 18000ریال (ج.2)

حالة الاستماع:الاستعانة بمصادر خارجية

لسان:العربية.

ملحوظة:الفهرسة على أساس المجلد الثاني، 1419ق. = 1377.

ملحوظة:ج. 1 (چاپ اول: 1419ق. = 1377).

ملحوظة:فهرس.

موضوع:محمدبن علي (ع)، الإمام التاسع، 195 - 220ق.

شناسه افزوده:الخزعلي، ابوالقاسم، 1304 - 1394.

شناسه افزوده:موسسة ولی العصر علیه السلام، للدراسات الاسلامیة. هیأت مؤلفین

ترتيب الكونجرس:BP48/م 8 1300ی

تصنيف ديوي:297/9582

رقم الببليوغرافيا الوطنية:م 78-11960

ص: 1

اشارة

ص: 2

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام الباب الأوّل: مولده عليه السّلام

الباب الثاني: أسماؤه عليه السّلام

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام

الباب الرابع: أقاربه عليه السّلام

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السّلام

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها

ص: 3

ص: 4

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام و يشتمل هذا الفصل على ستّة أبواب و ثلاثة و ثلاثين عنوانا:

الباب الأوّل: مولده عليه السّلام و هو يشتمل على تسعة عناوين:

أ - البشارة بولادته عليه السلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه [أي في صلب أبي الحسن الرضا عليه السّلام] نطفة مباركة، طيّبة، زكيّة، رضيّة، مرضيّة. و سمّاها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، و وارث علم جدّه، له علامة بيّنة و حجّة ظاهرة...(1).

ص: 5


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.

ب - البشارة بولادته عليه السّلام عن جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام و نحن نريد العمرة... قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته [أي علي بن موسى الرضا عليهما السّلام] و ستلقاه، فبشّره: أنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك...(1).

ج - البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي نجران... فقال [الرضا عليه السّلام]: إنّي أشهد اللّه أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا منّي.

قال عبد الرحمن بن أبي نجران: فعدّدنا الشهور من الوقت الذي قال، فوهب اللّه له أبا جعفر عليه السّلام في أقلّ من سنة...(2).

د - تاريخ ولادته عليه السّلام في الأحاديث:

{1} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أبو محمد الحسن بن علي العسكري الثاني عليه السّلام: ولد [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بالمدينة، ليلة الجمعة، النصف من شهر

ص: 6


1- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (اشتراء أمّه عليه السّلام) رقم 98.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 209، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام قبل ولادته)، رقم 273.

رمضان، سنة مائة و خمس و تسعين من الهجرة(1).

{2} 2 - الكفعمي رحمه اللّه: قال ابن عيّاش: و خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، رضي اللّه عنه، هذا الدعاء في أيّام رجب:

«اللهمّ إنّي أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني، و ابنه علي ابن محمد المنتجب... (الدعاء)»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - تاريخ ولادته عليه السّلام في الكتاب و الأقوال:

{3} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: ولد [أبو جعفر محمد الجواد] عليه السّلام في شهر رمضان، من سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{4} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و ذكر ابن عيّاش: أنّه كان يوم العاشر (من رجب) مولد أبي جعفر الثاني عليه السّلام(4).

{5} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان مولده عليه السّلام فى شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة بالمدينة(5).

ص: 7


1- دلائل الإمامة: ص 383، س 3.
2- مصباح الكفعمي: ص 703. مصباح المتهجّد: ص 804، ح 867. عنه و عن الكفعمي، البحار: ج 50، ص 14، ح 14 و ص 116، ح 5. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 17.
3- الكافي: ج 1، ص 492، س 6. عنه البحار: ج 50، ص 1، ح 1.
4- مصباح المتهجّد: ص 805، س 11. الأنوار البهيّة: ص 249، س 3، بتفاوت.
5- الإرشاد: ص 316، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 2، ح 5.

{6} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و في يوم النصف منه [أي شهر رمضان]...

سنة خمس و تسعين و مائة، ولد سيّدنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى عليهم السّلام(1).

{7} 5 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان، و يقال: للنصف منه.

و قال ابن عيّاش: يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس و تسعين و مائة(2).

{8} 6 - الإربلي رحمه اللّه: قال محمد بن طلحة: فأمّا ولادته عليه السّلام: ففي ليلة الجمعة، تاسع عشر رمضان، سنة مائة و خمس و تسعين للهجرة. و قيل: عاشر رجب منها.

و قال الحافظ عبد العزيز: ولد سنة خمس و تسعين و مائة.

و قال محمد بن سعيد: مولده عليه السّلام سنة خمس و تسعين و مائة، فيكون عمره خمسا و عشرين سنة.

و يقال: ولد بالمدينة فى شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائة.

و قال ابن الخشّاب: ولد في رمضان، ليلة الجمعة، لتسع عشرة ليلة خلت منه، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

ص: 8


1- مسارّ الشيعة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 43، س 10.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 7، ح 8. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 18، بتفاوت عن مطالب السئول.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 9 و ص 345، س 6، 9 و 15 و ص 362، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 11، ح 11.

{9} 7 - الخطيب البغدادي: أخبرني علي بن أبي علي، حدّثنا الحسن بن الحسين الثعالبي، أخبرني أحمد بن عبد اللّه الذارع، حدّثنا حرب بن محمد المؤدّب، حدّثنا الحسن بن محمد العمّي البصري، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، قال:

و كان مولده سنة مائة و خمس و تسعين من الهجرة(1).

{10} 8 - المسعودي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(2).

{11} 9 - ابن الصبّاغ: ولد أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام بالمدينة، تاسع عشر شهر رمضان المعظّم، سنة خمس و تسعين و مائة للهجرة(3).

{12} 10 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة في التاسع عشر من شهر رمضان، أو للنصف منه، أو رجب يوم الجمعة(4).

{13} 11 - الگنجي الشافعي: كان مولده [أي الجواد محمد المرتضى عليه السّلام] في شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة(5).

{14} 12 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:

و روي: أنّ يوم العاشر من رجب، كان مولد مولانا الجواد عليه السّلام(6).

ص: 9


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 4.
2- إثبات الوصيّة: ص 216، س 21 و ص 227، س 23.
3- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 14. إحقاق الحقّ : ج 19، ص 588، س 13، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.
4- أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 15.
5- كفاية الطالب: ص 458، س 4 و نور الأبصار: ص 326، س 7. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 4.
6- إقبال الأعمال: ص 153، س 2.

{15} 13 - محمد بن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: ولد أبو جعفر عليه السّلام بالمدينة، ليلة الجمعة، لتسع عشرة ليلة، خلت من شهر رمضان.

و يقال: للنصف من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة من الهجرة(1).

{16} 14 - العلاّمة الطبرسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام فى شهر رمضان، من سنة خمس و تسعين و مائة، لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر.

و قيل: للنصف منه، ليلة الجمعة.

و في رواية ابن عيّاش: ولد عليه السّلام يوم الجمعة لعشر خلون من رجب(2).

{17} 15 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة فى شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{18} 16 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:

ولد عليه السّلام ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان(4).

{19} 17 - سبط ابن الجوزي: ولد [محمد الجواد عليه السّلام] سنة خمس و تسعين و مائة، من الهجرة(5).

{20} 18 - ابن أبي الثلج البغدادي:

كان مولده عليه السّلام سنة مائة و خمسة و تسعين(6).

ص: 10


1- روضة الواعظين: ص 267، س 22.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 3. عنه البحار: ج 50، ص 13، ح 12.
3- البحار: ج 50، ص 14، ح 16، عن الدروس.
4- البحار: ج 50 ص 15 ح 17، عن تاريخ الغفّاري.
5- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 12. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 5.
6- تاريخ الأئمّة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 13، س 2. تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385، س 14.

{21} 19 - الطبرسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. و يقال للنصف منه.

و فى رواية اخرى: إنّه ولد عليه السّلام يوم الجمعة لعشر ليال خلون من رجب، سنة خمس و تسعين و مائة(1).

{22} 20 - العلاّمة الحلّي رحمه اللّه: كان مولده عليه السّلام في شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة، بالمدينة(2).

{23} 21 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و روي: أنّه عليه السّلام ولد ليلة الجمعة لأحد عشرة ليلة، بقيت من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{24} 22 - ابن خلّكان: و كانت ولادته (أي الجواد) عليه السّلام يوم الثلاثاء، خامس شهر رمضان. و قيل: منتصفه، سنة خمس و تسعين و مائة(4).

و - كيفيّة ولادته عليه السّلام

{25} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أمّ أبي جعفر عليه السّلام، دعاني الرضا عليه السّلام.

ص: 11


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 4. كشف الغمّة: ج 2، ص 366، س 2.
2- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223، س 1.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 7. إثبات الوصيّة: ص 216، س 21، و ص 227، س 23.
4- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175. نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 14. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 16.

فقال لي: يا حكيمة! أحضري ولادتها! و ادخلي و إيّاها و القابلة بيتا!

و وضع لنا مصباحا، و أغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح و بين يديها طست، فاغتممت بطفإ المصباح؛ فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته، فوضعته في حجري، و نزعت عنه ذلك الغشاء.

فجاء الرضا عليه السّلام ففتح الباب، و قد فرغنا من أمره، فأخذه، فوضعه في المهد، و قال لي: يا حكيمة! ألزمي مهده.

قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه(1).

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا؟

فقال: و ما ذاك ؟(2) فأخبرته الخبر.

فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر(3).(4).

ص: 12


1- في الثاقب: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله.»
2- في الثاقب: «و ما الذي رأيت ؟»
3- في الثاقب: «ما ترين من عجائبه أكثر.»
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. عنه البحار: ج 48، ص 316، س 1 و ج 50، ص 10، ح 10. الأنوار البهيّة: ص 250، س 13. حلية الأبرار: ج 4، ص 524، ح 3. الثاقب في المناقب: ص 504، ح 432، عن علي بن عبيده. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 260، ح 2310. قطعة منه في (كلامه عند ولادته عليه السّلام) و ب 4، (أحوال أمّه عليه السّلام)، و ف 2، ب 4، (معجزته في كلامه عليه السّلام عند ولادته) و ب 3 (ما ظهر حين ولادته عليه السّلام).

ز - إنّه عليه السّلام الولد الوحيد:

{26} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و ولده [أي أبي الحسن الرضا عليه السّلام] محمد الإمام فقط(1).

{27} 2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و مضى الرضا علي بن موسى عليهما السّلام، و لم يترك ولدا نعلمه إلاّ ابنه الإمام بعده، أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام؛ و كان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته...

فقال لي أبو جعفر عليه السّلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري.

فقلت: صدقت جعلت فداك!(3)

{28} 4 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و كان للرضا عليه السّلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السّلام لا غير(4).

ص: 13


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 367، س 18. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 23.
2- الإرشاد: ص 316، س 11. عنه البحار: ج 49، ص 309، س 11، و كشف الغمّة: ج 2، ص 282، س 11، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 21. المستجاد من الإرشاد: ص 219، س 4. العدد القويّة في كتاب الدرّ «للحلّي رحمه اللّه»: ص 294، ح 22. قطعة منه في ب 5، (سنّه عند شهادة أبيه عليهما السّلام).
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير) رقم 416.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 86، س 14. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 333، س 2، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 24 و البحار: ج 49، ص 222، ح 12.

5 - المسعودي:... عن حنّان بن سدير فقال [الرضا عليه السّلام] لي: أما أنّه لا يولد لي إلاّ واحد...(1).

6 - المسعودي:... فقال [الرضا عليه السّلام]:... إنّما أرزق ولدا واحدا و هو يرثني...(2).

{29} 7 - الگنجي الشافعي:... أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام...

و لم يذكر له ولد سوى الإمام بعده(3).

ح - كلامه عليه السّلام عند ولادته:

{30} 1 - المسعودي رحمه اللّه: و روي: أنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] كان يتكلّم في المهد(4).

{31} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال:

حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت: كتبت لمّا علقت أمّ أبي جعفر عليه السّلام به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ : أنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت

ص: 14


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام قبل ولادته) رقم 276.
2- إثبات الوصيّة: ص 217، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته و إنّه وارث أبيه عليهما السّلام) رقم 330.
3- كفاية الطالب: ص 457، س 17.
4- إثبات الوصيّة: ص 218، س 12.

فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه.

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين(1).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي عليهما السّلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... إذا ولد [محمد بن علي عليهما السّلام] يقول: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه...(2).

4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... ثمّ قال (أبو جعفر) عليه السّلام: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(3).

ط - مناغاة أبيه له عليهما السّلام في مهده:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... عن كلثم بن عمران قال:... و كان [الرضا عليه السّلام] طول ليله يناغيه [أي الجواد عليه السّلام] فى مهده(4).

ص: 15


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 527، ح 6، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 259، ح 2309.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عليه السّلام عن الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 1036.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.
4- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (بكاء أهل السماء عليه و فيه شبه من موسى و عيسى عليهما السّلام)، رقم 336.

ص: 16

الباب الثاني: أسماؤه عليه السلام و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - نسبه عليه السّلام في الأحاديث:

{32} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد القاساني جميعا، عن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي، قال: سمعت علي بن جعفر، يحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين، فقال: و اللّه! لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا عليه السّلام.

فقال له الحسن: إى و اللّه! جعلت فداك! لقد بغى عليه إخوته.

فقال على بن جعفر: إى و اللّه! و نحن عمومته بغينا عليه.

فقال له الحسن: جعلت فداك! كيف صنعتم، فإنّى لم أحضركم ؟

قال: قال له إخوته و نحن أيضا: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون.

فقال لهم الرضا عليه السّلام: هو ابني.

قالوا: فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد قضى بالقافة(1)، فبيننا و بينك القافة.

قال: ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا؛ و لا تعلموهم لما دعوتموهم و لتكونوا في بيوتكم.

فلمّا جاءوا أقعدونا في البستان، و اصطفّ عمومته و إخوته و أخواته

ص: 17


1- القافة، جمع القائف: الذي يتتبّع الآثار و يعرفها، و يعرف شبه الرجل بأخيه و أبيه: لسان العرب: ج 9، ص 293، (قوف).

و أخذوا الرضا عليه السّلام و ألبسوه جبّة صوف و قلنسوة منها، و وضعوا على عنقه مسحاة و قالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه.

ثمّ جاءوا بأبى جعفر عليه السّلام، فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

فقالوا: ليس له هاهنا أب، و لكن هذا عمّ أبيه، و هذا عمّ أبيه، و هذا عمّه، و هذه عمّته، و إن يكن له هاهنا أبي فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه و قدميه واحدة.

فلمّا رجع أبو الحسن عليه السّلام، قالوا: هذا أبوه!

قال علىّ بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام، ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه.

فبكى الرضا عليه السّلام، ثمّ قال: يا عمّ ! أ لم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفمّ ، المنتجبة الرحم، ويلهم لعن اللّه الاعيبس و ذرّيّته، صاحب الفتنة، و يقتلهم سنيين و شهورا و أيّاما، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا مصبّرة. و هو الطريد الشريد الموتور، بأبيه و جدّه صاحب الغيبة.

يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك ؟!

أ فيكون هذا يا عمّ إلاّ منّي ؟

فقلت: صدقت جعلت فداك!(1)

ص: 18


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. عنه حلية الأبرار: ج 4 ص 31 ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 261، ح 2311، و الوافي: ج 2، ص 379، ح 864، و البحار: ج 63، ص 310، ح 7. إرشاد المفيد: ص 317، س 8، أورده مختصرا. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 8، و المستجاد من كتاب الارشاد: ص 224، س 9، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 219، ح 31733، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 92، س 9، قطعة منه. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 5، ص 21، ح 7. قطعة منه في ب 4، (أحوال عمّ أبيه علي بن جعفر عليهما السّلام)، (أحوال أمّه عليه السّلام)، (شمائله عليه السّلام) و ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر عليه السّلام... يقول:... أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام و بن فاطمة الزهراء عليها السّلام و بن محمد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

{33} 3 - الإربلي رحمه اللّه:... عن الحافظ البلاذري: حدّثنا الحسن بن علي بن محمد... قال: حدّثني أبي علي بن محمد المفتي، قال: حدّثني أبي محمد بن علي السيّد المحجوب...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - نسبه عليه السّلام في الكتاب و الأقوال:

{34} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و نسبه عليه السّلام: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف(3).

{35} 2 - الإربلي رحمه اللّه: و أمّا نسبه أبا و أمّا: فأبوه أبو الحسن علي الرضا

ص: 19


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 403، س 20.
3- دلائل الإمامة: ص 396، س 4.

ابن موسى الكاظم عليهم السّلام.

و أمّه: أمّ ولد، يقال لها: سكينة المرسيّة، و قيل: الخيزران.

و أمّا اسمه: فمحمد(1).

{36} 3 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام....

و أمّا اسمه: فمحمد عليه السّلام(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{37} 4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: أبو جعفر بن أبي الحسن بن أبي إبراهيم بن أبي عبد اللّه بن أبي جعفر بن أبي محمد بن أبي عبد اللّه بن أبي الحسن بن أبي طالب عليهم السّلام(3).

{38} 5 - السيّد نور اللّه التستري رحمه اللّه: التاسع من الأئمّة عليهم السّلام: محمد الجواد، و هو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم(4).

{39} 6 - الشبلنجي رحمه اللّه: محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم(5).

ص: 20


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 11.
2- الهداية الكبرى: ص 255، س 1 و 6.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 378، س 25.
4- إحقاق الحقّ : ج 19، ص 588، س 10، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.
5- نور الأبصار: ص 326، س 2. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 17.

{40} 7 - سبط ابن الجوزي: هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام(1).

{41} 8 - شمس الدين الذهبي: محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي الحسيني عليهم السّلام(2).

{42} 9 - أبو الفلاح عبد الحيّ بن العماد الحنبلي: الشريف، أبو جعفر محمد الجواد بن علي بن موسى الرضي الحسيني، أحد الاثنى عشر عليهم السّلام(3).

{43} 10 - ابن خلّكان: أبو جعفر محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، المعروف بالجواد، أحد الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام(4).

{44} 11 - ابن الأثير الجزري: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام(5).

{45} 12 - الخطيب البغدادي: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر ابن الرضا عليهم السّلام(6).

{46} 13 - ابن الصبّاغ: و أمّا نسبه: فهو محمد الجواد بن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن

ص: 21


1- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 11.
2- تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385، س 2.
3- شذرات الذهب: ج 1 - الجزء الثاني - ص 48، س 6.
4- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175.
5- الكامل في التاريخ: ج 5، ص 237، س 12.
6- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 4.

أبي طالب عليهم السّلام(1).

ج - اسمه عليه السّلام في التوراة:

{47} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: قال ابن عمر: سمّاهم كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أوبايل، ميسورا، مشموع، دموه، سوه، حيدور، و تمر، بطور، بوقيش، قيدمه.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّا عالما، فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة، صحيحة نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها.

قال: نعم!... تيمو، القصير العمر، الطويل الأثر...(2).

{48} 2 - هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: قد ورد أسماء النبيّ و الأئمّة الاثنى عشر صلوات اللّه عليهم في التوراة بلسان العبرانيّة.

و قد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ محمد المصطفى... تيمورا محمد التقي...(3).

د - كنيته عليه السّلام:

{49} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو نضرة، قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد

ص: 22


1- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 5. عنه إحقاق الحق: ج 12، ص 415، س 15.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 141، س 11. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و إنّه عليه السّلام طويل الأثر).
3- هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 164، س 16. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و إنّه عليه السّلام طويل الأثر).

ابن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة... دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة....

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي... أبو جعفر محمد بن علي الزكي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{50} 2 - الطبرسي رحمه اللّه: و كنيته: أبو جعفر.

و ربّما يقال له: أبو جعفر الثاني عليه السّلام(2).

{51} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان هو [أي أبو محمد العسكري عليه السّلام] و أبوه و جدّه [أي محمد الجواد عليه السّلام] يعرف كلّ منهم في زمانه بابن الرضا عليه السّلام(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... فقال الطلحي:... لأنّ ابن الرضا عليهما السّلام يريد دخول الحمّام.

قال: قلت: و من ابن الرضا؟

قال: رجل من آل محمد، له صلاح و ورع(4).

{52} 5 - سبط ابن الجوزي: و كنيته: أبو عبد اللّه، و قيل: أبو جعفر عليه السّلام(5).

{53} 6 - بعض قدمائنا المحدّثين و المؤرّخين رحمه اللّه: هو أبو جعفر الثاني عليه السّلام،

ص: 23


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ضمن ح 1.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 127، س 13. تاريخ أهل البيت: ص 138، س 15. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 38.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 131، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 238، س 3.
4- الكافى: ج 1، ص 493، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
5- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 12.

و يكنّى في الخاصّ ، أبا علي(1).

{54} 7 - الشبلنجي: و كنيته: أبو جعفر، ككنية جدّه محمد الباقر عليهما السّلام.

قال صاحب كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هذا محمد أبو جعفر الثاني،... فعرف بأبي جعفر الثاني، و إن كان صغير السن(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{55} 8 - القندوزي الحنفي: و من ائمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد، ابن علي الرضا عليهما السّلام(3).

{56} 9 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و كنيته: أبو جعفر، و الخاصّ : أبو علي،...

المعروف بأبي جعفر الثاني عليه السّلام(4).

{57} 10 - الإربلي رحمه اللّه: و أمّا كنيته عليه السّلام: فأبو جعفر بكنية جدّه الباقر عليه السّلام.

و قال ابن الخشّاب: يكنّى بأبي جعفر(5).

{58} 11 - ابن الصبّاغ: قال صاحب كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هو أبو جعفر الثاني، فإنّه تقدّم في آبائه أبو جعفر محمد و هو الباقر بن علي عليهم السّلام فجاء هذا باسمه و كنيته، فهو اسم جدّه، فعرف بأبي

ص: 24


1- كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226.
2- نور الأبصار: ص 326، س 5 و 8.
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 2.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 24. الهداية الكبرى: ص 295 س 7، بتفاوت. دلائل الإمامة: ص 396، س 6، بتفاوت.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 13. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 25. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 8.

جعفر الثاني(1).

{59} 12 - ابن أبي الثلج البغدادي: كنية محمد بن علي عليهما السّلام، أبو جعفر(2).

{60} 13 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و العقب من علي الرضا بن موسى الكاظم،... ابنه أبو جعفر محمد الجواد عليهم السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - ألقابه عليه السّلام

{61} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و كان للرضا عليه السّلام من الولد، محمد الإمام عليه السّلام، و كان يقول له الرضا عليه السّلام: الصادق، و الصابر، و الفاضل، و قرّة أعين المؤمنين، و غيظ الملحدين(4).

{62} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و ألقابه عليه السّلام: المختار، المرضي، و المتوكّل، و المتّقي، و الزكي، و التقي، و المنتجب، و المرتضى، و القانع، و الجواد، و العالم الربّاني.

ظاهر المعاني، قليل التواني، المعروف بأبي جعفر الثاني، المنتجب المرتضى، المتوشّح بالرضا، المستسلم للقضاء، له من اللّه أكثر، الرضا ابن الرضا، توارث الشرف كابرا عن كابر.

و شهد له بذا الصوامع، استسقى عروقه من منبع النبوّة، و رضعت شجرته ثدي الرسالة، و تهدّلت أغصانه ثمر الإمامة و حساب الجمل.

ص: 25


1- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 5.
2- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 30، س 6.
3- عمدة الطالب: ص 179، س 2.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 245، ذيل ح 1.

و حساب الهند و طبقات الأسطرلاب: تسعة، تسعة، و محمد بن علي تاسع الأئمّة(1).

{63} 3 - بعض قدمائنا المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: سمّاه اللّه تعالى في اللوح: بالتقي، و كان ينعت بالمرتضى، و المنتجب، و الهادي.

و كان الناس يقولون فيه: أعجوبة أهل البيت، و نادرة الدهر، و بديع الزمان، و عيسى الثاني، و ذو الكرامات، و المؤيّد بالمعجزات، و سلالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، موادّه و الهامه من اللّه، صاحب الخضرة، الفائق على المشايخ في الصغر، من خاتم الإمامة على كتفه، لمبرّز على كافّة ذوي أهل الفضل، أفضل أهل الدنيا في الصبى، و الكامل في السؤدد و الهدى و الحكمة و العلم، هادي القضاة، سيّد الهداة، نور المهتدين، سراج المتعبّدين، مصباح المتهجّدين(2).

{64} 4 - الشيخ الصدوق: سمّي محمد بن علي الثاني عليهما السّلام: التقي، لأنّه اتّقى اللّه - عزّ و جلّ - فوقاه شرّ المأمون، لمّا دخل عليه بالليل سكران، فضربه بسيفه، حتّى ظنّ أنّه قد قتله، فوقاه اللّه شرّه(3).

{65} 5 - الحضيني رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: المختار، و المرتضى، و التقي، و المتوكّل(4).

ص: 26


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 24، قطعة منه.
2- كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226، س 1.
3- معانى الأخبار: ص 65، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 23.
4- الهداية الكبرى: ص 295، س 8. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 132، س 6.

{66} 6 - سبط ابن الجوزي: و كان الجواد عليه السّلام يلقّب بالمرتضى، و القانع(1).

{67} 7 - الطبرسي رحمه اللّه: و لقبه أي الجواد عليه السّلام: التقي، و المنتجب، و المرتضى(2).

{68} 8 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: الإمام التاسع: الإمام الجواد، هو محمد ابن علي، نجل المنتجبين عليهم السّلام(3).

{69} 9 - ابن أبي الثلج البغدادي: ألقابه [أي أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]:

المرتضى، القانع، الوصي(4).

{70} 10 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: لقبه [أي أبي جعفر محمد عليه السّلام]:

الجواد، و القانع، و المرتضى، و النجيب، و التقي، و أشهرها الجواد(5).

{71} 11 - الشبلنجي: و ألقابه عليه السّلام كثيرة: الجواد، و القانع، و المرتضى، و أشهرها الجواد(6).

{72} 12 - الذهبي: كان يلقّب: بالجواد، و القانع، و بالمرتضى عليه السّلام(7).

{73} 13 - القندوزي الحنفي: و من أئمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد

ص: 27


1- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 9.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 2.
3- مشارق أنوار اليقين: ص 108، س 13.
4- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 29، س 2.
5- أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 40.
6- نور الأبصار: ص 326. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593.
7- تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385.

ابن علي الرضا عليهما السّلام، و لقبه: التقي(1).

{74} 14 - الطبرسي رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: التقي، و المنتجب، و الجواد، و المرتضى(2).

{75} 15 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: الزكي، و المرتضى، و التقي، و القانع، و الرضي، و المختار، و المتوكّل، و الجواد(3).

{76} 16 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان عليه السّلام منعوتا: بالمنتجب و المرتضى(4).

{77} 17 - الإربلي رحمه اللّه: و له عليه السّلام لقبان: القانع، و المرتضى.

و قال محمد بن سعيد: و يلقّب: بالجواد.

و قال ابن الخشّاب: لقبه: المرتضى و القانع(5).

{78} 18 - كبار المحدّثين و المؤرّخين عليهم السّلام: لقب محمد بن علي عليهما السّلام:

المرتضى، القانع، الوصي(6).

{79} 19 - القندوزي الحنفي: في حديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال: ابنه [أي: ابن الرضا عليهما السّلام] محمد، يدعى بالتقي، و الزكي...(7).

ص: 28


1- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 3.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 13. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 11.
3- دلائل الإمامة: ص 396، س 6.
4- الإرشاد: ص 327، س 1. عنه البحار: ج 50، ص 3، ضمن ح 5. روضة الواعظين: ص 261، س 15، بتفاوت.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 13، ص 345، س 18 و ص 362، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 25 و ص 12، س 12.
6- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 132، س 6.
7- ينابيع المودّة: ص 443، س 3.

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام و هو يشتمل على عنوانين:

أ - لونه عليه السّلام

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين،... قال: قال له إخوته و نحن أيضا: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللّون [أي الجواد عليه السّلام](1).

{80} 2 - الحضيني رحمه اللّه:... و كان [الجواد] عليه السّلام شديد الأدمة...(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام قال: فقلت في نفسي: يا سبحان اللّه! ما أشدّ سمرة مولاي، و أضوأ جسده(3).

{81} 4 - ابن الصبّاغ:... صفته [أي الجواد عليه السّلام] أبيض معتدل(4).

ص: 29


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.
2- الهداية الكبرى: ص 295. أعيان الشيعة: ج 2، ص 33.
3- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف)، رقم 390.
4- الفصول المهمّة: ص 266، س 9. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 14. نور الأبصار: ص 326، س 5.

5 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان، صاحب ابن أبي دؤاد و صديقه بشدّة، قال:

رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ، فقلت له: في ذلك...؟

قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين...(1).

ب - شعره و حسن وجهه عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... دخل علي شابّ حسن الوجه، قطط الشعر أشبه بالرضا عليه السّلام... فقلت له: و من أنت ؟

فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك يا أبا صلت! أنا محمد بن علي!...(2).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حدّثنا إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام و له شعرة - أو قال: وفرة - مثل حلك الغراب...(3).

ص: 30


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم) رقم 538.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض يوم شهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 378.
3- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده عليه السّلام الشريف)، رقم 391.

الباب الرابع: أقاربه عليه السّلام و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - أحوال أمّه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في اسم أمّه عليه السّلام في الأحاديث:

{82} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و أمّه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سبيكة نوبيّة.

و قيل أيضا: أنّ اسمها كان خيزران.

و روي: أنّها كانت من أهل بيت مارية أمّ إبراهيم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أمّ أبي جعفر...(2).

{83} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي نضرة قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة،... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له:

ص: 31


1- الكافي: ج 1، ص 492، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 1، س 16.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (كيفية ولادته عليه السّلام) رقم 25.

يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة... فقلت لها:

يا سيدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي،... أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمّه جارية اسمها خيزران...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن زكريّا بن يحيى بن نعمان الصيرفي، قال:... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفمّ ، المنتجبة الرحم(2).

2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... كلثم بن عمران، قال:... قال الرضا عليه السّلام لأصحابه:... و شبيه عيسى بن مريم عليهما السّلام، قدّست أمّ ولدته [أي الجواد عليه السّلام]، فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة...(3).

الثالث في ما ورد في الكتاب في شأن أمّه و اسمها:

{84} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد،

ص: 32


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ضمن ح 1.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث) رقم 32.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام) رقم 336.

تدعى: درّة، و كانت مريسيّة؛ ثمّ سمّاها الرضا عليه السّلام: خيزران.

و كانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

و يقال: إنّها سبيكة، و كانت نوبيّة.

و يقال: ريحانة، و تكنّى: أمّ الحسن(1).

{85} 2 - الحضيني رحمه اللّه:... و اسم أمّه: [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] خيزران المرسيّة(2).

{86} 3 - المسعودي: روي أنّه كان اسم أمّ أبي جعفر عليه السّلام، سبيكة.

و أنّها كانت أفضل نساء زمانها(3).

{87} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد، تسمّى ريحانة، و تكنّى أمّ الحسن.

و يقال: إنّ اسمها، سكينة.

و يقال لها: خيزران المريسيّة(4).

{88} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و كانت نوبيّة(5).

{89} 6 - الإربلي رحمه اللّه: قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: سكينة، المريسيّة.

ص: 33


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 18.
2- الهداية الكبرى: ص 295، س 10.
3- إثبات الوصيّة: ص 216، س 20.
4- دلائل الإمامة: ص 396، س 9.
5- الإرشاد: ص 316. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223.

و قيل: الخيزران(1).

قال الحافظ عبد العزيز: أمّه ريحانة. و قيل: الخيزران(2).

و قال: أمّه أمّ ولد، يقال لها: خيزران. و كانت من أهل مارية القبطيّة(3).

و قال ابن الخشاب: أمّه أمّ ولد، يقال لها: سكينة مريسيّة.

و يقال لها: خيزران(4) و اللّه أعلم(5).

{90} 7 - ابن الصبّاغ: و أمّا أمّه [أي محمد بن علي الجواد] أمّ ولد، يقال لها:

سكينة النوبيّة.

و قيل: المريسيّة(6).

{91} 8 - البغدادي: أمّ محمد بن علي عليه السّلام سكينة، مربّية، أمّ ولد، و يقال:

خورنال(7).

{92} 9 - الطبرسي رحمه اللّه: و كانت أمّه أمّ ولد، اسمها درّة.

فسمّاها الرضا عليه السّلام خيزران، و كانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

و يقال: إنّ أمّه نوبة، و اسمها سبيكة(8).

ص: 34


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 12.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 8. عنه البحار: ج 50، ص 11، س 9.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 10.
4- فى المصدر: حريان و هو تصحيف.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 14. نور الأبصار: ص 249، س 6.
6- الفصول المهمّة: ص 266، س 7.
7- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام ضمن المجموعة النفيسة: ص 25، س 8.
8- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 7 و ص 127، س 8، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 21.

{93} 10 - المحدّث القميّ رحمه اللّه: أمّه أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و سمّاها الرضا عليه السّلام: الخيزران.

و كانت نوبيّة، من أهل بيت مارية القبطيّة، أمّ إبراهيم ابن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و كانت من أفضل نساء زمانها و أشار إليها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء، النوبيّة، الطيّبة(1).

{94} 11 - ابن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: الخيزران، و كانت من أهل مارية القبطيّة.

و يقال: اسمها سبيكة، و كانت نوبيّة(2).

{95} 12 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روي: أنّ اسم أمّه سبيكة، و أنّها كانت أفضل نساء أهل زمانها(3).

{96} 13 - الطبرسي رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و يقال: درّة.

ثمّ سمّاها الرضا عليه السّلام: خيزران، و كانت نوبيّة(4).

{97} 14 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: أمّه [أي الجواد عليه السّلام] أمّ ولد(5).

الرابع في اشتراء أمّه عليه السّلام:

{98} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يزيد بن سليط الزيدي، قال:

لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام - و نحن نريد العمرة - في بعض الطريق... ثمّ قال لي

ص: 35


1- الأنوار البهيّة: ص 249، س 6.
2- روضة الواعظين: ص 267، س 25.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 5.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 11.
5- عمدة الطالب: ص 179، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 20.

أبو إبراهيم عليه السّلام: إنّي أوخذ في هذه السنة و الأمر هو إلى ابني علي عليه السّلام....

ثمّ قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته و ستلقاه، فبشّره أنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك، و سيعلمك أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية، جارية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّ إبراهيم؛ فإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام، فافعل.

قال يزيد: فلقيت بعد مضي إبراهيم عليه السّلام عليّا عليه السّلام فبدأني.

فقال لي: يا يزيد! ما تقول في العمرة ؟

فقلت: بأبي أنت و أمّي! ذلك إليك و ما عندي نفقة.

فقال: سبحان اللّه! ما كنّا نكلّف و لا نكفيك.

فخرجنا حتّى انتهينا إلى ذلك الموضع، فابتدأني، فقال: يا يزيد! إنّ هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك و عمومتك.

قلت: نعم! ثمّ قصصت عليه الخبر.

فقال لي: أمّا الجارية فلم تجيء بعد، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام.

فانطلقنا إلى مكّة، فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلاّ قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام...(1).

ص: 36


1- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 251، ح 1988، و حلية الأبرار: ج 4، ص 496، ح 19، و إثبات الهداة: ج 3، ص 172، ح 5، قطعة منه. و الوافي: ج 2، ص 361، ح 15، و الأنوار البهيّة: ص 250، س 9. الإمامة و السياسة: ص 77، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 47، س 7. عنه البحار: ج 5، ص 25، ح 17. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 3، (إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - أزواجه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في أسماء أزواجه عليه السّلام:

{99} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و أمّه [أي أمّ أبي الحسن الهادي عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سمانة(1).(2).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... أنّ المأمون خطب، فقال:... و إنّي قد زوّجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام،...(3).

3 - المسعودي رحمه اللّه:... و انصرف [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى العراق و معه أمّ الفضل....

ص: 37


1- سمانة المغربيّة و كذا في المناقب، و يقال: «أنّ أمّه المعروفة بالسيّدة أمّ الفضل».
2- الكافي: ج 1، ص 498، س 3. التهذيب: ج 6، ص 92، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 109، س 10. إرشاد المفيد: ص 327، س 13. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 376، س 19. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 401، س 16. تذكرة الخواصّ : ص 322، س 3. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 131، س 6. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 40.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.

لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أمّ الفضل... لأنّه وقف على انحرافها عنه، و غيرتها عليه، لتفضيله عليه السّلام أمّ أبي الحسن ابنه عليها [أي على أمّ الفضل]...(1).

4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام،... فقال أبو جعفر عليه السّلام:...

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى [عليهم السّلام] يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون...(2).

5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثني أبو نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليه السّلام أتيت زوجته أمّ عيسى بنت المأمون....

[فقالت أمّ عيسى]: فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت علي جارية، فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام...(3).

6 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 38


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.

دخلت على أبي جعفر في صبيحة عرسه بأمّ الفضل بنت المأمون...(1).

7 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روي: أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر عليه السّلام... كان في مجلس و عنده أبو جعفر عليه السّلام و يحيى بن أكثم و جماعة كثيرة...(2).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... قال أبو عبد اللّه الحارثي:... و قد كان زوّجه المأمون ابنته و لم يكن له [أي لأبي جعفر الجواد عليه السّلام] منها ولد(3).

9 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري:... فقالت أمّ الخير: كيف لا أدعو على أبي و قد زوّجني ساحرا [تعني أبا جعفر عليه السّلام]...(4).

{100} 10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أشار الفضل بن سهل على المأمون، أن يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بصلة رحمه بالبقيّة بالعهد لعلي بن موسى الرضا عليهما السّلام... و زوّج [المأمون] ابنه [أي الرضا عليه السّلام] محمد بن علي عليهما السّلام ابنته أمّ الفضل...(5).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{101} 11 - ابن أبي الثلج البغدادي: أمّ علي بن محمد عليه السّلام مدنب... و يقال:

ص: 39


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 412.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم في الصحابة)، رقم 886.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4 (أسماء أولاده عليه السّلام)، رقم 113.
4- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 147، ح 19.

غزالة المغربيّة، أمّ ولد.

قال ابن أبي الثلج: سئلت أبا علي محمد بن همام عن اسمها؟

فقال: حدّثني ماجن مولاة أمّ محمد و جماعة الحانية أنّ اسمها حويث(1).(2).

الثاني في أحوال أزواجه عليه السّلام:

{102} 1 - المسعودي رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج؛ و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، و فيها نخّاس معه رقيق، و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية معه بحليتها و صورتها و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استام(3) و كان سومها بها ما دفعه إليّ .

فكانت تلك الجارية أمّ أبي الحسن عليه السّلام و اسمها جمانة(4) و كانت مولده عند امرأة ربّتها، و اشتراها النخّاس، و لم يقض له أن يقرّبها حتّى باعها، هكذا ذكرت(5).

ص: 40


1- في تاريخ أهل البيت: حديث.
2- تاريخ الأئمّة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 26، س 2. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 123، س 12.
3- سام البائع السلعة سوما: عرضها و ذكر ثمنها و المشتري: طلب بيعها و يقال: سام بسلعته كذا و كذا، و استام أيضا. أقرب الموارد: ج 1، ص 559 (سوم). و في المصدر (استلم)؛ و الظاهر أنّه غير صحيح.
4- في أغلب المصادر أنّ اسمها: «سمانة».
5- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. الأنوار البهيّة: ص 273، س 6. دلائل الإمامة: ص 410، ح 368. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 419، ح 242. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحاليّة)، و ف 3، ب 1، (أمره عليه السّلام بابتياع الجارية)، و ف 5، ب 16، (حكم أمر الغير بالبيع و الشراء).

{103} 2 - المسعودي رحمه اللّه: و روى محمد بن الفرج، و علي بن مهزيار، عن أبي الحسن عليه السّلام أنّه قال: أمّي عارفة بحقّي، و هي من أهل الجنّة، ما يقربها شيطان مريد، و لا ينالها كيد جبّار عنيد، و هي مكلوءة بعين اللّه التي لا تنام، و لا تتخلّف عن أمّهات الصدّيقين و الصالحين(1).

{104} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قد روى الناس أنّ أمّ الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر عليه السّلام، و تقول: إنّه يتسرّى عليّ و يغيرني.

فكتب إليها المأمون: يا بنيّة! إنّا لم نزوّجك أبا جعفر لنحرّم عليه حلالا، فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها(2).

4 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، قالت:... قالت [أمّ عيسى]: و ربّما يسمعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنيّة! احتمليه فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليّ جارية، فسلّمت عليّ ، فقلت:

ص: 41


1- إثبات الوصيّة: ص 228، س 9. الأنوار البهيّة: ص 273، س 11. دلائل الإمامة: ص 410، ح 369. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 420، ح 2422.
2- الإرشاد: ص 323، س 21. عنه البحار: ج 50، ص 79، ح 5، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ص 382، س 15. نور الأبصار: ص 328، س 19، بتفاوت. روضة الواعظين: ص 265، س 21.

من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر.

و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا، زوجك!

فدخلني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، و هممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي، و أحسنت رفدها و كسوتها. فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت و دخلت على أبي، و أخبرته بالخبر...(1).

{105} 5 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه:... قال عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي: و ادخلت امرأته أمّ الفضل إلى قصر المعتصم، فجعلت مع الحرم(2).

6 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام، يوم الجمعة عشيّا... و رأيت سيّدي أبا جعفر مطرقا، فقلت:...

و قد وصل الشرب و الطرب، إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه [أي المأمون] إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ ، و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل... و عهد الخدم، ليدخلون إلى مرقدي... و يشهدوا سيوفهم....

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟

فيقولون لها: في مرقده....

و تقول: الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول [المأمون] لها: يا ابنة! لا تعجلي...(3).

ص: 42


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 10.
3- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون) رقم 533.

ج - أولاده عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في أسماء أولاده عليه السّلام:

{106} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بعده من الولد عليا عليه السّلام ابنه الإمام من بعده؛ و موسى و فاطمة و أمامة ابنتيه.

و لم يخلف ذكرا غير من سمّيناه(1).

{107} 2 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من الولد:

ابنه عليا عليه السّلام الإمام، و موسى(2).

(و يقال: و:) فاطمة، و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف غيرهم(3).

{108} 3 - حسن بن محمد بن حسن القميّ رحمه اللّه: أولاد الجواد عليه السّلام: علي العسكري عليه السّلام، و موسى، جدّ السادة الرضوية بقمّ .

و خديجة، و حكيمة، و أمّ كلثوم، و أمّهم أمّ ولد(4).

{109} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: ذكر ولده [أي أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام]: أبو الحسن علي بن محمد العسكري الإمام عليه السّلام، و موسى.

ص: 43


1- الإرشاد: ص 327، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 9.
2- في البحار: و من البنات: حكيمة، خديجة، و أمّ كلثوم.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.
4- تاريخ قمّ : ص 201.

و من البنات: خديجة و حكيمة و أمّ كلثوم(1).

{110} 5 - فخر الرازي رحمه اللّه: و أمّا أبو جعفر التقي عليه السّلام، فله من الأبناء ثلاثة:

أبو الحسن علي النقي عليه السّلام الإمام، و موسى، و يحيى، و ولده و ولده بقمّ .

و له من البنات خمسه: فاطمة، و بهجت، صاحب الرواية، و بريهة، و حكيمة، و خديجة. لا عقب للبنات و لا ليحيى(2).

{111} 6 - ابن أبي الثلج البغدادي رحمه اللّه: ولد لمحمد بن علي عليهما السّلام: علي بن محمد العسكري، و موسى، و أمّ كلثوم(3).

{112} 7 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان لأبي جعفر عليه السّلام من الأولاد: علي الإمام عليه السّلام، و موسى، و لم يخلف ذكرا غيرهما.

و من البنات: حكيمة، و خديجة، و أمّ كلثوم.

و يقال: إنّ له من البنات غير من ذكرناه، فاطمة، و أمامة(4).

{113} 8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: قال ابن بابويه رحمه اللّه: و أولاده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] علي الإمام عليه السّلام، و موسى، و حكيمة، و خديجة، و أمّ كلثوم.

و قال أبو عبد اللّه الحارثي: خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] فاطمة، و أمامة فقط.

و قد كان زوّجه المأمون ابنته و لم يكن له عليه السّلام منها ولد(5).

ص: 44


1- دلائل الإمامة: ص 397، س 1.
2- الشجرة المباركة: ص 78، س 3.
3- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 21، س 4.
4- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 130، س 3.
5- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 10. تاريخ قمّ : ص 301. قطعة منه في أحوال زوجته عليه السّلام أمّ الفضل.

{114} 9 - ابن الصبّاغ رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من الولد، عليا الإمام عليه السّلام، و موسى، و فاطمة، و أمامة.

ابنين و ابنتين(1).

{115} 10 - القندوزي الحنفي: و العقب من ولده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] في رجلين: علي الهادي عليه السّلام، و موسى المبرقع، فأولاد موسى، بالري و قم و ما قاربهما.

و سائر أولاده الحسن و حكيمة و أمامة و فاطمة رضي اللّه عنهم(2).

{116} 11 - سبط ابن الجوزي: و كان له [أي الجواد عليه السّلام] أولاد، المشهور منهم: علي (الإمام عليه السّلام)(3).

{117} 12 - الگنجي الشافعي: و خلّف [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] من الولد: الهادي عليا عليه السّلام(4).

{118} 13 - كبار المحدّثين و المورّخين رحمهم اللّه: ولد لمحمد بن علي عليهما السّلام علي

ص: 45


1- الفصول المهمّة: ص 276، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416. نور الأبصار: ص 330، س 23. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 598.
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 6. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 14.
3- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 22. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 11.
4- كفاية الطالب: ص 458، س 6. عنه إحقاق الحقّ : ج 2، ص 414، س 6، بتفاوت.

ابن محمد العسكري عليهما السّلام، و موسى، و أمّ كلثوم(1).

{119} 14 - القندوزي الحنفي: و له [أي الجواد عليه السّلام] ولدان ذكران و بنتان:

أحدهما: موسى، و ثانيهما: علي النقي عليه السّلام و هو وارث أبيه علما و كمالا و سخاء(2).

{120} 15 - القندوزي الحنفي:... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجواد عليه السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{121} 16 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: ما رواه الحسن بن حمدان عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد...(4).

{122} 17 - العلاّمة الحلي رحمه اللّه: و خلّف [الجواد عليه السّلام] بعده من الولد عليا ابنه الإمام من بعده، و موسى، و فاطمة و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف ذكرا غير من سمّيناه(5).

{123} 18 - علي العلوي العمري: فولد الإمام التقي أبو جعفر محمد بن علي ابن موسى الكاظم عليهم السّلام: محمدا، و عليا، و موسى، و الحسن، و حكيمة، و بريهة،

ص: 46


1- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 100، س 2.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26. عنه ينابيع المودّة: ج 3، ص 128، س 3. يأتي الحديث أيضا في (أحوال أولاده عليه السّلام).
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 301، س 4.
4- مشارق أنوار اليقين: ص 101، س 17.
5- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 229، س 5.

و أمامة، و فاطمة(1).

{124} 19 - ابن حجر الهيتمي: يقال: إنّه [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] سمّ أيضا عن ذكرين و بنتين، أجلّهم علي العسكري(2).

{125} 20 - عبد اللّه الشبراوي: ترك [أبو جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام] ابنين و بنتين(3).

{126} 21 - فاضل الصفوي: بنات الإمام الجواد عليه السّلام: زينب أمّ محمد، و ميمونة، و خديجة، و حكيمة، و أمّ كلثوم، أمّهن أمّ الولد(4).

{127} 22 - القندوزي الحنفي:... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجواد عليه السّلام...(5).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{128} 23 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي...

عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى التقي عليهم السّلام...(6).

{129} 24 - العلاّمة الحلي رحمه اللّه: و خلّف [الجواد عليه السّلام] بعده من الولد: عليّا ابنه الإمام من بعده، و موسى، و فاطمة، و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف ذكرا غير من

ص: 47


1- المجدي في الأنساب: ص 128، س 15.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 28. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 3.
3- الإتحاف بحبّ الأشراف: ص 64. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 14.
4- الشجرة الطيّبة: ص 8-11.
5- ينابيع المودّة: ج 3، ص 301، س 4.
6- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 14.

سمّيناه(1).

25 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: ما رواه الحسن بن حمداني عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد...(2).

الثاني في أحوال أولاده عليه السّلام:
(الإمام علي الهادي عليه السّلام و السيّد موسى المبرقع)

{130} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان الإمام بعد أبي جعفر عليه السّلام ابنه أبا الحسن علي بن محمد عليهما السّلام... و الاشارة إليه من أبيه بالخلافة و كان مولده بصريا بمدينة الرسول للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و مائتين(3).

{131} 2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى الحميري، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبيه: أنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه.

و قال: ما الذي تحبّ أن أهدي إليك من طرائف العراق ؟

فقال عليه السّلام: سيفا، كأنّه شعلة نار.

ثمّ التفت إلى موسى ابنه، فقال: ما تحبّ أنت ؟

فقال: فرس(4).

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: أشبهني أبو الحسن، و أشبه هذا أمّه(5).

ص: 48


1- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 229، س 5.
2- مشارق أنوار اليقين: ص 101، س 17.
3- الإرشاد: ص 327، س 7. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، س 10.
4- في إثبات الوصيّة: فرش بيت.
5- عيون المعجزات: ص 133، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 123، ح 5. إثبات الوصيّة: ص 228، س 15، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (ملاطفته عليه السّلام مع أولاده)، و ف 4، ب 3، (مشابهة الإمام الهادي أباه عليهما السّلام).

{132} 3 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: محمد الجواد عليه السّلام... أعقب من رجلين هما علي الهادي عليه السّلام، و موسى المبرقع،....

أمّا علي الهادي، فيلقّب العسكري، لمقامه بسرّمن رأى، و كانت تسمّى العسكر، و أمّه أمّ ولد. و كان في غاية الفضل و نهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سرّ من رأى، فأقام بها إلى أن توفّي(1).

4 - ابن الحجر الهيتمي: و له [أي الجواد عليه السّلام] ولدان ذكران و بنتان:

أحدهما: موسى، و ثانيهما: علي النقي عليه السّلام و هو وارث أبيه علما و كمالا و سخاء(2).

{133} 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن الحسن الحسني(3)، قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكّل يقول:

و يحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛ أبي أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في هذا.

فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصّاف(4) عزّاف(5) يأكل

ص: 49


1- عمدة الطالب: ص 179، س 7.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26.
3- في البحار: الحسين بن الحسن الحسيني.
4- قصف الرجل، قصفا و قصوفا: أقام في أكل و شرب و لهو. أقرب الموارد: ج 2، ص 1007، (قصف).
5- العزف: اللّعب بالمعازف، و هي الدفوف و غيرهما ممّا يضرب،... و العازف: اللاعب بها و المغنّي، لسان العرب: ج 9، ص 244، (عزف).

و يشرب و يتعشّق.

قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه به على الناس، و نقول: ابن الرضا.

فكتب إليه و اشخص مكرما، و تلقّاه جميع بني هاشم و القوّاد و الناس على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها، و حوّل الخمّارين و القيان إليه، و وصله و برّه، و جعل له منزلا سريّا حتّى يزوره هو فيه.

فلمّا وافى موسى، تلقّاه أبو الحسن عليه السّلام في قنطرة و صيف و هو موضع تتلقّى فيه القادمون، فسلّم عليه و وفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، و يضع منك، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذا قطّ.

فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي ؟

قال عليه السّلام: فلا تضع من قدرك، و لا تفعل فإنّما أراد هتكك.

فأبى عليه، فكرّر عليه. فلمّا رأى أنّه لا يجيب، قال: أما أنّ هذا مجلس لا تجمع أنت و هو عليه أبدا.

فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فرح. فيروح.

فيقال: قد سكر، فبكّر. فيبكّر، فيقال: شرب دواء.

فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل، و لم يجتمع معه عليه(1).

ص: 50


1- الكافي: ج 1، ص 502، ح 8. عنه البحار: ج 50، ص 158، ح 49، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 429، ح 2431. إرشاد المفيد: ص 331، س 20، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 3، ح 6. إعلام الورى: ج 2، ص 121، س 12، بتفاوت. كشف الغمّة: ج 2، ص 381، س 2، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 409، س 21، بتفاوت.

{134} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قال الحسن بن علي القميّ في ترجمة تاريخ قمّ نقلا عن الرضائية للحسين بن محمد بن نصر: أوّل من انتقل من الكوفة إلى قمّ من السادات الرضويّة كان أبا جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا عليهم السّلام في سنة ستّ و خمسين و مائتين و كان يسدل على وجهه برقعا دائما فأرسلت إليه العرب أن أخرج من مدينتنا و جوارنا.

فرفع البرقع عن وجهه فلم يعرفوه فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي فرحّب به، و ألبسه خلاعا فاخره، و أفراسا جيادا و وظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب و فرسا مسرّجا.

فدخل قمّ بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن علي بن آدم و رجل آخر من رؤساء العرب و أنباهم على إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى و ردّوه إلى قمّ و اعتذروا منه و أكرموه و اشتروا من مالهم له دارا و وهبوا له سهاما من قرى هنبرد و اندريقان و كارجة و أعطوه عشرين ألف درهم و اشترى ضياعا كثيرة.

فأتته أخواته زينب، و أمّ محمد، و ميمونه بنات الجواد عليه السّلام و نزلن عنده فلمّا متن عند فاطمة بنت موسى عليهما السّلام و أقام موسى بقمّ حتّى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ستّ و تسعين و مائتين، و دفن في داره و هو المشهد المعروف اليوم(1).

{135} 7 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و أمّا موسى المبرقع، بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهم السّلام و هو لأمّ ولد: مات بقمّ ، و قبره بها،...(2).

ص: 51


1- البحار: ج 50، ص 160، س 7.
2- عمدة الطالب: ص 182، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 160، س 5 و ص 15، ح 20.

{136} 8 - المامقاني رحمه اللّه: موسى بن محمد، أخي أبي الحسن الهادي عليه السّلام، قد روى في باب ميراث الخنثى من التهذيب عن الحسن بن علي بن كيسان عنه، عن أبي الحسن الثالث عليه السّلام(1).

د - إخوته و أخواته و أعمامه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في إخوته و أخواته عليه السّلام:

{137} 1 - الإربلي رحمه اللّه: [قال محمد بن طلحة]: و أمّا أولاده [أي الرضا عليه السّلام] فكانوا ستّة: خمسة ذكور، و بنت واحدة.

و أسماء أولاده: محمد القانع عليه السّلام، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، عائشة.

و قال عبد العزيز بن الأخضر: له من الولد: خمسة رجال، و ابنة واحدة، هم:

محمد الإمام عليه السّلام، و أبو محمد الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسين، و عائشة.

و قال ابن الخشّاب: ولد له خمس بنين و ابنة واحدة، أسماء بنيه: محمد الإمام أبو جعفر الثاني عليه السّلام، أبو محمد الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسن، و عائشة فقط(2).

ص: 52


1- تنقيح المقال: ج 3، ص 259، رقم 12282.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 267، س 3 و 16، و ص 284، س 17. عنه البحار: ج 49، ص 222، س 2. نور الأبصار: ص 325، س 7. أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 15.

{138} 2 - ابن أبي الثلج البغدادي رحمه اللّه: ولد لعلي بن موسى الرضا عليهما السّلام:

محمد عليه السّلام، و موسى(1).

{139} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو الحسن بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري، قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليهما السّلام، قالت: سمعت أبي عليا يحدّث عن أبيه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{140} 4 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: كتاب المسلسات:... عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليهما السّلام قالت: حدّثتني فاطمة، و زينب، و أمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهما السّلام:...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{141} 5 - علي بن يوسف الحلّي رحمه اللّه: كان له [أي للرضا عليه السّلام]: ولدان، أحدهما محمد، و الآخر موسى. لم يترك غيرهما.

في كتاب الدر: مضى الرضا عليه السّلام، و لم يترك ولدا إلاّ أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و كان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهر(4).

{142} 6 - الراوندي رحمه اللّه: أنّ محمد بن إبراهيم الجعفري، روى عن حكيمة

ص: 53


1- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 21، س 1. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 109، س 2.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 70، ح 327، و ص 71، ح 328. عنه البحار: ج 72، ص 147، ح 1، و ص 388، ح 36، و ج 70، ص 263، ح 7. أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 28.
3- البحار: ج 65، ص 76، ح 136، نقلا عن كتاب المسلسلات.
4- العدد القويّة: ص 294، ح 22 و 23. عنه البحار: ج 49، ص 222، ضمن ح 13.

بنت الرضا عليه السّلام، قالت:...(1).

{143} 7 - ابن الصبّاغ: قال ابن الخشّاب في كتابه مواليد أهل البيت عليهم السّلام:

ولد للرضا عليه السّلام: خمس بنين و ابنة واحدة، أسماء أولاده: محمد القانع، و الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسين، و البنت: عائشة - رضوان اللّه عليهم أجمعين -(2).

{144} 8 - فخر الرازي: أبو الحسن علي الرضا عليه السّلام و له من الأبناء: خمسة و بنت واحدة.

أمّا البنون: فأبو جعفر محمد التقي الإمام عليه السّلام، و الحسن، و علي، قبره بمرو، و الحسين و موسى.

و البنت هي: فاطمة عليها السّلام(3).

{145} 9 - القندوزي الحنفي: أولاده [أي الرضا عليه السّلام] خمسة و بنت واحدة، أجلّهم و أكملهم محمد التقي الجواد عليه السّلام.

و ولده [أى الرضا عليه السّلام]: محمد الجواد عليه السّلام، و موسى، و فاطمة، و أعقب محمد(4).

10 - المسعودي رحمه اللّه:... الحسين بن قارون، عن رجل ذكر أنّه كان رضيع أبي جعفر عليه السّلام...(5).

ص: 54


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 2. عنه البحار: ج 50، ص 69، ح 47، و كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 16.
2- الفصول المهمّة: ص 264، س 10.
3- الشجرة المباركة: ص 77، س 13.
4- ينابيع المودّة: ج 3، ص 124، س 4، و ص 169، س 1. الصواعق المحرقة: ص 205، س 29، عن المسعودي.
5- إثبات الوصيّة: ص 229، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 6، (إخبار ابنه الهادي بشهادته عليهما السّلام)، رقم 168.

11 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... حدّثني أبي الجليل الملقّب بشاذان، قال:

حدّثني أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام، قال: كنت مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام، يعودني في مرضي...(1).

الثاني في أحوال عمّه عليه السّلام، الحسين بن موسى:

{146} 1 - الحميري رحمه اللّه: و قال أحمد بن محمد بن عيسى، قال أحمد بن محمد بن أبي نصر: كنت عند الرضا علي بن موسى عليهما السّلام و كان كثيرا ما يقول:

استخرج منه الكلام - يعني أبا جعفر عليه السّلام -؛ فقلت له يوما: أيّ عمومتك أبرّ بك ؟ قال: الحسين.

فقال أبوه صلّى اللّه عليه: صدق و اللّه! هو و اللّه أبرّهم به، و أخيرهم له.

- صلّى اللّه عليهما جميعا -(2).

الثالث في أحوال عمّه عليه السّلام، عبد اللّه بن موسى:

{147} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا على رأس الرضا عليه السّلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلى من ؟

ص: 55


1- رجال الكشّي: ص 484، ح 913. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (مدح يونس بن عبد الرحمن)، رقم 560.
2- قرب الإسناد: ص 378، ح 1334. عنه البحار: ج 49، ص 219، ح 5. قطعة منه في ف 3، ب 3، (الحسين بن محمد، عمّه عليه السّلام).

قال: إلى ابني أبي جعفر.

قال: فإن استصغر سنّه ؟

فقال له أبو الحسن: إنّ اللّه بعث عيسى بن مريم قائما بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر على شريعته.

فلمّا مضى الرضا عليه السّلام، و ذلك في سنة اثنتين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور(1) و اختلف الناس في جميع الأمصار، و اجتمع الريّان بن الصلت، و صفوان بن يحيى، و محمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن الحجّاج، و يونس بن عبد الرحمن، و جماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمن بن الحجّاج، في بركة زلزل(2)، يبكون و يتوجّعون من المصيبة.

فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي ؟ - يعني أبا جعفر عليه السّلام - و كان له ستّ سنين و شهور. ثمّ قال: أنا و من مثلي!

فقام إليه الريّان بن الصلت، فوضع يده في حلقه، و لم يزل يلطم وجهه و يضرب رأسه، ثمّ قال له: يا ابن الفاعلة! إن كان أمر من اللّه جلّ و علا، فابن يومين مثل ابن مائة سنة، و إن لم يكن من عند اللّه فلو عمّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة عليهم السّلام أو ببعضه، أو هذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه ؟ و أقبلت العصابة على يونس تعذله.

و قرب الحجّ ، و اجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، و خرجوا إلى المدينة، و أتوا دار أبي عبد اللّه عليه السّلام، فدخلوها، و بسط لهم بساط

ص: 56


1- في إثبات الوصيّة: نحو سبع سنين.
2- في إثبات الوصيّة: زلول: و هو بفتح أوّله، و تكرير اللام، و هو فعول من الزلل: مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب، كما في معجم البلدان: ج 3، ص 146.

أحمر، و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى، فجلس في صدر المجالس، و قام مناد فنادى: هذا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمن أراد السؤال، فليسأل.

فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

قال: طلّقت ثلاث دون الجوزاء.

فورد على الشيعة ما زاد في غمّهم و حزنهم.

ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟

قال: تقطع يده، و يجلد مائة جلدة، و ينفى.

فضجّ الناس بالبكاء.

و كان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجالس، و خرج موفّق.

ثمّ خرج أبو جعفر عليه السّلام، و عليه قميصان، و إزار، و عمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام، و الاخرى من خلف؛ و نعل بقبالين، فجلس و أمسك الناس كلّهم، ثمّ قام إليه صاحب المسألة الاولى، فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟»

فقال له: يا هذا! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك و تعالى: «اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ » (1). في الثالثة.

قال: فإنّ عمّك أفتاني. بكيت و كيت!!

فقال له: يا عمّ ! اتّق اللّه، و لا تفت و في الأمّة من هو أعلم منك.

فقال إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في

ص: 57


1- البقرة: 229/2.

رجل أتى بهيمة ؟»

فقال: يعزّر و يحمى ظهر البهيمة، و تخرج من البلد، لا يبقى على الرجل عارها.

فقال: إنّ عمّك أفتاني. بكيت و كيت.

فالتفت و قال بأعلى صوته: لا إله إلاّ اللّه، يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يدي اللّه، فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك ؟!»

فقال له عبد اللّه بن موسى: رأيت أخي الرضا عليه السّلام و قد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل الرضا عليه السّلام عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها، و أخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، و جلده للزنا، و نفيه للمثلة. ففرح القوم(1).

{148} 2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن صفوان بن يحيى قال:

قلت للرضا عليه السّلام قد كنّا نسألك عن الإمام بعدك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر و كنت تقول: يهب اللّه لي غلاما، و قد وهب اللّه لك و أقرّ عيوننا و لا أرانا اللّه يومك، فإن كانت الحادثة فإلى من نفزع ؟

ص: 58


1- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 285، ح 2328 و حلية الأبرار: ج 4، ص 549. إثبات الوصيّة: ص 220، س 8، مرسلا عن المحمودي بتغيير آخر لم نذكره. عنه مستدرك الوسائل: ج 18، ص 136، ح 22309 و ص 190، ح 22473. قطعة منه في ب 5، (سنّه حين شهادة أبيه عليهما السّلام)، و ف 2، ب 4، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام، و ف 3، ب 3، (ذمّ عمّه عبد اللّه بن موسى)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 5، ب 10، (شرائط صحّة الطلاق)، و ب 23، (حدّ من أتى بهيمة)، و ف 6، ب 1، (البقرة: 229/2)، و ف 7، ب 1، (موعظة في النهي عن القول بما لا تعلم)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

فأشار بيده إلى أبي جعفر و هو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك و هو ابن ثلاث سنين ؟!

فقال عليه السّلام و ما يضرّه ذلك ؟ قد قام عيسى عليه السّلام بالحجّة و هو ابن سنتين.

و لمّا قبض الرضا عليه السّلام كان سنّ أبي جعفر عليه السّلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد و في الأمصار، و اجتمع الريّان بن الصلت، و صفوان بن يحيى، و محمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن حجّاج، و يونس بن عبد الرحمن، و جماعة من وجوه الشيعة و ثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجّاج في بركة زلول(1) يبكون و يتوجّعون من المصيبة.

فقال لهم يونس بن عبد الرحمن: دعوا البكاء! من لهذا الأمر؟ و إلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ يعني أبا جعفر عليه السّلام.

فقام إليه الريّان بن الصلت، و وضع يده في حلقه، و لم يزل يلطمه، و يقول له:

أنت تظهر الإيمان لنا، و تبطن الشكّ و الشرك، إن كان أمره من اللّه، فلو أنّه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم و فوقه، و إن لم يكن من عند اللّه فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه.

فأقبلت العصابة عليه تعذله و توبّخه، و كان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا إلى الحجّ ، و قصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السّلام. فلمّا وافوا، أتوا دار جعفر الصادق عليه السّلام لأنّها كانت فارغة، و دخلوها و جلسوا على بساط كبير، و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى،(2) فجلس، و قام مناد و قال: هذا ابن رسول اللّه، فمن أراد السؤال فليسأله.

ص: 59


1- في مدينة المعاجز: زلزل.
2- في المصدر عبد الرحمن بن موسى و هو مصحّف عبد اللّه بن موسى.

فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد على الشيعة ما حيّرهم و غمّهم، و اضطربت الفقهاء، و قاموا و همّوا بالانصراف، و قالوا في أنفسهم:

لو كان أبو جعفر عليه السّلام يكمل جواب المسائل، لما كان من عبد اللّه ما كان، و من الجواب بغير الواجب.

ففتح عليهم باب من صدر المجالس و دخل موفّق و قال: هذا أبو جعفر! فقاموا إليه بأجمعهم و استقبلوه و سلّموا عليه.

فدخل صلوات اللّه عليه و عليه قميصان و عمامة بذؤابتين، و في رجليه نعلان.

و أمسك الناس كلّهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله.

فأجاب عنها بالحقّ ، ففرحوا و دعوا له، و أثنوا عليه، و قالوا له: إنّ عمّك عبد اللّه أفتى بكيت و كيت!

فقال: لا إله إلاّ اللّه، يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك ؟!(1)

{149} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام و قد حضر خلق من الشيعة من كلّ بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة،

ص: 60


1- عيون المعجزات: ص 122، س 1. عنه مدينة المعاجز: ج 7 ص 288 ح 2329، و البحار: ج 50 ص 99 ح 12، و حلية الأبرار: ج 4 ص 546 ح 8، و الأنوار البهيّة: ص 260 س 10. قطعة منه في ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 7، ب 1، (موعظة في النهي عن القول بما لا تعلم).

و بين عينيه سجّادة، فجلس و خرج أبو جعفر عليه السّلام من الحجرة، و عليه قميص قصب، و رداء قصب، و نعل جدد(1) بيضاء.

فقام عبد اللّه، فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة، و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي، و نظر الناس بعضهم إلى بعض و قد تحيّروا لصغر سنّه.

فابتدر رجل من القوم، فقال لعمّه: أصلحك اللّه، ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ فقال: تقطع يمينه و يضرب الحدّ. فغضب أبو جعفر عليه السّلام ثمّ نظر إليه، فقال: يا عمّ ! اتّق اللّه! اتّق اللّه!، إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم ؟

فقال له عمّه: أستغفر اللّه يا سيّدي، أ ليس قال هذا أبوك صلوات اللّه عليه ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها.

فقال أبي: تقطع يمينه للنبش، و يضرب حدّ الزنا، فإنّ حرمة الميتة كحرمة الحيّة.

فقال: صدقت يا سيّدي، و أنا أستغفر اللّه.

فتعجّب الناس، فقالوا: يا سيّدنا أ تأذن لنا أن نسألك ؟

فقال: نعم!

فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها و له تسع سنين(2).

ص: 61


1- في البحار: حذو.
2- الاختصاص: ص 102، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 85، ح 1، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 280، ح 34759، باختصار، و الأنوار البهيّة: ص 259، س 12. قطعة منه في: ف 2، ب 3، (جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، (تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام)، و ب 3، (ذم عمّه عبد اللّه بن موسى)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 7، ب 1، (موعظته في النهي عن القول بما لا تعلم)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{150} 4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الجلاء و الشفاء في خبر أنّه لمّا مضى الرضا عليه السّلام جاء محمد بن جمهور العمّي(1)، و الحسن بن راشد، و علي بن مدرك، و علي بن مهزيار، و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة و سألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام ؟

فقالوا: بصريا، و هي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهما السّلام، على ثلاثة أميال من المدينة.

فجئنا و دخلنا القصر، فإذا الناس فيه متكابسون(2) فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبد اللّه بن موسى و هو شيخ، فقال الناس: هذا صاحبنا؟!

فقال الفقهاء: قد روينا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام: أنّه لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السّلام، و ليس هذا صاحبنا. فجاء حتّى جلس في صدر المجالس، فقال رجل: ما تقول أعزّك اللّه في رجل أتى حمارا؟

فقال: تقطع يده، و يضرب الحدّ، و ينفى من الأرض سنة.

ثمّ قام إليه آخر فقال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال: بانت منه بصدر الجوزاء و النسر الطائر و النسر الواقع(3).

ص: 62


1- في المستدرك: محمد بن جمهور القميّ .
2- (تكبّس) الرجل: أدخل رأسه في جيب قميصه. أقرب الموارد: ج 2، ص 1062، (كبس).
3- الجوزاء: برج في السماء. أقرب الموارد: ج 1، ص 150 (جوز). النسر، كوكب، و هما اثنان، يقال لأحدهما النسر الواقع و للآخر النسر الطائر. أقرب الموارد: ج 2، ص 1295، (نسر).

فتحيّرنا في جرأته على الخطاء، إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، و قام عبد اللّه بن موسى من مجلسه، فجلس بين يديه.

و جلس أبو جعفر عليه السّلام في صدر المجالس، ثمّ قال: سلوا، رحمكم اللّه.

فقام إليه الرجل الأوّل، و قال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل أتى حمارة ؟

قال: يضرب دون الحدّ، و يغرم ثمنها، و يحرم ظهرها و نتاجها، و تخرج إلى البريّة، حتّى تأتي عليها منيّتها، سبع أكلها، ذئب أكلها ثمّ قال بعد كلام: يا هذا! ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها، و يفجر بها، يوجب عليه القطع بالسرق، و الحدّ بالزناء، و النفي إذا كان عزبا، فلو كان محصنا لوجب عليه القتل و الرجم.

فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال: تقرأ القرآن ؟ قال: نعم! قال: اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وَ أَقِيمُوا اَلشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ » (1) يا هذا! لا طلاق إلاّ بخمس: شهادة شاهدين عدلين، في طهر، من غير جماع، بإرادة عزم.

ثمّ قال بعد كلام: يا هذا! هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء؟ قال: لا! الخبر(2).

ص: 63


1- الطلاق: 2/65.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 89، ح 5، بتفاوت يسير، و مستدرك الوسائل: ج 15، ص 291، ح 18281، باختصار. قطعة منه في ف 3، ب 1، (دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس)، و ف 5، ب 1، (شرائط صحّة الطلاق)، و ف 6، ب 1، (الطلاق: 2/65).
الرابع في أحوال عمّ أبيه عليهما السلام علي بن جعفر:

{151} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن خلاّد الصيقل، عن محمد بن الحسن بن عمّار(1)، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني أبا الحسن عليه السّلام - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم -، فوثب علي ابن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبّل يده و عظّمه.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا عمّ ! اجلس رحمك اللّه!

فقال: يا سيّدي! كيف أجلس و أنت قائم ؟

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه، و يقولون: أنت عمّ أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل ؟! فقال: اسكتوا! إذ كان اللّه عزّ و جلّ - و قبض على لحيته - لم يؤهّل هذه الشيبة، و أهّل هذا الفتى، و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله!؟ نعوذ باللّه ممّا تقولون، بل أنا له عبد(2).

ص: 64


1- في البحار: محمد بن الحسن بن عماد، و في حلية الأبرار: محمد الحسن بن عمارة.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. عنه مقدّمة مسائل علي بن جعفر: ص 23، س 10، و الوافي: ج 2، ص 381، ح 865. و البحار: ج 47، ص 266، ح 35، و ج 50، ص 36، ح 26، و حلية الأبرار: ج 4، ص 608، ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 281، ح 2324، و الأنوار البهيّة: ص 252، س 5. قطعة منه في: ف 2، ب 6، (ما ورد عن علي بن جعفر في عظمته)، و ف 3، ب 1، (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام) و ب 3، (مدح علي بن جعفر).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي، قال: سمعت علي بن جعفر يحدّث... ثمّ جاءوا بأبي جعفر عليه السّلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

فقالوا: ليس له هاهنا أب، و لكن هذا عمّ أبيه، و هذا عمّ أبيه، و هذا عمّه، و هذه عمّته، و إن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه و قدميه واحدة.

فلمّا رجع أبو الحسن عليه السّلام قالوا: هذا أبوه.

قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه...(1).

{152} 3 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه: حدّثني نصر بن الصباح، البلخي، قال:

حدّثني إسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الحسن(2) بن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: من هذا الفتى!؟ و أشار بيده إلى أبي جعفر عليه السّلام.

قلت: هذا وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال: يا سبحان اللّه! رسول اللّه قد كان منذ مائتي سنة، و كذا و كذا سنة، و هذا حدث كيف يكون ؟!

قلت: هذا وصي علي بن موسى، و علي وصي موسى بن جعفر، و موسى وصي جعفر بن محمد، و جعفر وصي محمد بن علي، و محمد وصي علي بن الحسين، و علي وصي الحسين، و الحسين وصي الحسن، و الحسن وصي علي

ص: 65


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.
2- في البحار و مدينة المعاجز: الحسين بن موسى بن جعفر عليهما السّلام.

ابن أبي طالب، و علي وصي رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال: و دنا الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيّدي! يبدأ بي ليكون حدّة الحديد بي قبلك. قال: قلت: يهنئك هذا عمّ أبيه.

قال: فقطع له العرق؛ ثمّ أراد أبو جعفر عليه السّلام النهوض، فقام علي بن جعفر عليه السّلام فسوّى له نعليه حتّى لبسهما(1).

{153} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه بن نصير، قال حدّثنا الحسين بن موسى الخشّاب، عن علي بن اسباط و غيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال:

قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن ؟

قلت: قد مات.

قال: و ما يدريك بذاك ؟

قلت: اقتسمت أمواله و أنكحت نساؤه(2) و نطق الناطق من بعده.

قال: و من الناطق من بعده ؟

قلت: ابنه علي.

قال: فما فعل ؟

قلت: له مات.

قال: و ما يدريك أنّه مات ؟

ص: 66


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. عنه البحار: ج 47، ص 264، ح 32، و ج 50، ص 104، ح 19، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 283، ح 2326، جميعا بتفاوت، و الأنوار البهيّة: ص 252، س 20، و مسائل علي بن جعفر: ص 25، س 2 و ص 320، ح 803. قطعة منه في: ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام)، و ف 3، ب 1، (فصده عليه السّلام)، و (تسوية الناس نعليه له عليه السّلام).
2- في البحار: قسمت أمواله و نكحت نساؤه.

قلت: قسّمت أمواله و نكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده.

قال: و من الناطق من بعده ؟

قلت: أبو جعفر ابنه.

قال: فقال له: أنت في سنّك و قدرك و ابن جعفر محمد تقول هذا القول في هذا الغلام!

قال: قلت: ما أراك إلاّ شيطانا.

قال: ثمّ أخذ بلحية فرفعها إلى السماء.

ثمّ قال: فما حيلتي إن كان اللّه رآه أهلا لهذا و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا(1).

{154} 5 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و أمّا عليّ العريضي(2)، ابن جعفر الصادق عليه السّلام: و يكنّى أبا الحسن و هو أصغر ولد أبيه مات أبوه و هو طفل.

و كان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم، و عن ابن عمّ أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد.

و عاش إلى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه السّلام و مات في زمانه، و خرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكّة ثمّ رجع عن ذلك.

و كان يرى رأي الإماميّة. فيروي: أن أبا جعفر الأخير و هو محمد بن علي ابن موسى الكاظم عليه السّلام دخل على العريضي فقام له قائما و أجلسه في موضعه و لم يتكلّم حتّى قام.

ص: 67


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 803. عنه البحار: ج 47، ص 263، ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 282، ح 17. مسائل علي بن جعفر: ص 324، ح 809.
2- عدّه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله من أصحاب أبيه الصادق و أخيه الكاظم و ابن أخيه الرضا عليهم السّلام، و وصفه في (الفهرست) بأنّه جليل القدر، ثقة، و له كتاب المناسك و مسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السّلام سأله عنها، رواها الحميري في (قرب الاسناد) و توفّى سنة 210 ه.

فقال له أصحاب مجلسه: أ تفعل هذا مع أبي جعفر و أنت عمّ أبيه ؟

فضرب بيده على لحيته و قال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة أهلا للإمامة، أراها أنا أهلا للنار.

و نسبته إلى العريض قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها، و أمّه أمّ ولد.

و يقال لولده العريضيّون و هم كثير. فأعقب من أربعة رجال: محمد و أحمد الشعراني و الحسن، و جعفر الأصغر(1).

{155} 6 - القندوزي الحنفي رحمه اللّه: روي: أنّ محمد الجواد عليه السّلام دخل على عمّ أبيه علي بن جعفر الصادق عليه السّلام، فقام و احترمه و عظّمه، فقالوا: إنّك عمّ أبيه، و أنت تعظّمه!؟

فأخذ بيده لحيته، و قال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة للإمامة، أراها أهلا للنار، إذا لم أقرّ بإمامته(2).

ص: 68


1- عمدة الطالب: ص 222، س 12.
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 170، س 15، عن فصل الخطاب. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 419، س 14، و إثبات الهداة: ج 3، ص 328، س 6. مقدّمة مسائل علي بن جعفر: ص 24، س 19.

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - سنّه حين خروج أبيه الرضا عليهما السلام، إلى خراسان:

{156} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، و الريّان بن الصلت جميعا....

و استوى الأمر للمأمون، كتب إلى الرضا عليه السّلام يستقدمه إلى خراسان....

فخرج و لأبى جعفر عليه السّلام سبع سنين،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - سنّه عليه السّلام حين تزويجه بأمّ الفضل:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن يحيى بن أكثم، إنّ المأمون خطب فقال:...

ألا و إنّي قد زوّجت زينب، ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام....

و يقال إنّه عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر،...(2).

ص: 69


1- الكافي: ج 1، ص 488، ح 7. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 176، ح 2251. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 149، ح 21. عنه البحار: ج 49، ص 133، ح 9، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 17، س 16.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.

ج - سنّه عند شهادة أبيه عليهما السلام:

{157} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... و لمّا قبض الرضا عليه السّلام كان سنّ أبي جعفر عليه السّلام نحو سبع سنين...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و كان سنّه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] يوم وفاة أبيه، سبع سنين و أشهرا(2).

{158} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان سنّه [أي الجواد عليه السّلام] يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا(3).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي عن أبيه، قال:... فلمّا مضى الرضا عليه السّلام و ذلك في سنة اثنين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور،...(4).

د - مدّة إمامته عليه السّلام:

{159} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و مدّة ولايته [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] سبع عشرة سنة.

و يقال: أقام مع أبيه سبع سنين و أربعة أشهر و يومين، و بعده ثمانية عشر سنة

ص: 70


1- عيون المعجزات: ص 122، س 7.
2- الإرشاد: ص 316، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إنّه الولد الوحيد للرضا عليهما السّلام) رقم 27.
3- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 127، س 7.
4- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى) رقم 147.

إلاّ عشرين يوما(1).

{160} 2 - الطبرسي رحمه اللّه: و كانت مدّة خلافته [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] لأبيه سبع عشرة سنة(2).

{161} 3 - الحضيني رحمه اللّه: و أقام [أبو جعفر عليه السّلام] بعد أبيه ستّ عشرة سنة و اثني عشر يوما(3).

{162} 4 - المسعودي: و أقام [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] بعده [أي أبيه الرضا عليه السّلام] ثماني عشرة سنة(4).

{163} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: كانت مدّة خلافته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] لأبيه و إمامته من بعده، سبع عشرة سنة(5).

{164} 6 - ابن الصبّاغ: و كانت مدّة إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] سبعة عشر سنة، أوّلها في بقيّة ملك المأمون، و آخرها في ملك المعتصم(6).

ص: 71


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 22. عنه البحار ج 50، ص 7، ضمن ح 8.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.
3- الهداية الكبرى: ص 295، س 4.
4- إثبات الوصيّة: ص 227، س 23.
5- الإرشاد: ص 316، س 20. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 13. المستجاد، من الإرشاد: ص 223، س 6.
6- الفصول المهمّة: ص 276، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416.

ص: 72

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها و هو يشتمل على ثمانية عناوين:

أ - إخبار أبيه الرضا عليهما السلام بشهادته:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا عليه السّلام:

أدع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال: إنّما أرزق ولدا واحدا و هو يرثني... يقتل غصبا؛ فيبكي له و عليه أهل السماء...(1).

ب - إخباره عليه السلام بشهادته:

{165} 1 - الإربلي رحمه اللّه: عن ابن بزيع العطّار، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا.

قال: فنظرنا، فمات عليه السّلام بعد ثلاثين شهرا(2).

ص: 73


1- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 2، النصّ عليه و (بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهما السّلام) رقم 336.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 63 ذيل ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 36. الأنوار البهيّة: ص 265، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته).

{166} 2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم، عن أبيه و روى أيضا غيره؛ قال: لمّا خرج [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] من المدينة في المرّة الأخيرة، قال: ما أطيبك يا طيبة! فلست بعائد إليك(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إسماعيل بن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد....

فلمّا اخرج به الثانية إلى المعتصم، صرت إليه....

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ ، فقال: عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي(2).

4 - الراوندي رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال - في العشيّة التي توفّي في ليلتها -: إنّي ميّت الليلة...(3).

ج - إخبار ابنه الهادي عليهما السلام بشهادته:

{167} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي الفضل الشهباني(4) عن هارون بن الفضل، قال: رأيت

ص: 74


1- الثاقب في المناقب: ص 516، ح 444. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته).
2- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 477.
3- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 488.
4- في مدينة المعاجز: أبي الفضل الميشائي.

أبا الحسن(1) علي بن محمد عليهما السّلام في اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر عليه السّلام.

فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، مضى(2) أبو جعفر عليه السّلام. فقيل له: و كيف عرفت ؟

قال: لأنّه تداخلني(3) ذلّة للّه(4) لم أكن أعرفها(5).

{168} 2 - المسعودي رحمه اللّه: و روى الحميري، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن قارون، عن رجل، ذكر: أنّه كان رضيع أبي جعفر عليه السّلام، قال: بينا أبو الحسن عليه السّلام جالسا في الكتّاب، و كان مؤدّبه رجل كرخي من أهل بغداد يكنّى أبا زكريّا.

و كان أبو جعفر عليه السّلام في ذلك الوقت ببغداد، و أبو الحسن عليه السّلام بالمدينة يقرأ في اللوح على المؤدّب، إذ بكى بكاء شديدا.

ص: 75


1- في دلائل الإمامة: أبا الحسن صاحب العسكر عليه السّلام.
2- في دلائل الإمامة: مضى و اللّه أبو جعفر عليه السّلام، فقلت له: كيف تعلم و هو ببغداد و أنت هاهنا بالمدينة ؟ فقال: لأنّه تداخلني ذلّة و استكانة....
3- في إثبات الوصيّة: تداخلني ذلّ و استكانة لم أكن أعهدها.
4- في نوادر المعجزات: ذلّة، و استكانة للّه عزّ و جلّ .
5- الكافي: ج 1، ص 381، ح 5. عنه البحار: ج 50، ص 14، ح 15، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 431، ح 2433، و الوافي: ج 3، ص 664، ح 1267، و إثبات الهداة: ج 3، ص 360، ح 3. دلائل الإمامة: ص 415، ح 378، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشامي.... عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 431، ح 2434. إثبات الوصيّة: ص 229، س 21، روى الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشيباني.... بصائر الدرجات: الجزء 9، ص 487، ح 3 و 5. عنه البحار: ج 27، ص 292، ح 3، و ج 50، ص 135، ح 16، و إثبات الهداة: ج 3، ص 368، ح 27. نوادر المعجزات: ص 189، ح 8.

فسأله المؤدّب عن شأنه و بكائه، فلم يجبه، و قام فدخل الدار باكيا، و ارتفع الصياح و البكاء. ثمّ خرج عليه السّلام بعد ذلك، فسألناه عن بكائه.

فقال: إنّ أبي توفّي.

فقلنا له: بما ذا علمت ذاك ؟

قال: دخلني من إجلال اللّه - جلّ و عزّ جلاله - شيء، علمت معه أنّ أبي قد مضى (صلّى اللّه عليه) فأرّخنا الوقت، فلمّا ورد الخبر نظرنا، فإذا هو قد مضى في تلك الساعة(1).

{169} 3 - المسعودي رحمه اللّه: روى الحميري، عن محمد بن عيسى، و عن الحسن بن محمد بن معلّى(2)، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: حدّثتني أمّ محمد مولاة أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قالت: جاء أبو الحسن عليه السّلام و قد ذعر حتّى جلس في حجر أمّ أبيها، بنت موسى عمّة أبيه، فقالت له: مالك ؟

فقال لها: مات أبي و اللّه، الساعة. فقالت: لا تقل هذا!

فقال: هو و اللّه كما أقول لك.

فكتبنا الوقت و اليوم، فجاءت وفاته، و كان كما قال عليه السّلام.

و قام أبو الحسن بأمر اللّه جلّ و علا في سنة عشرين و مأتين، و له ستّ سنين

ص: 76


1- إثبات الوصيّة: ص 229، س 10. بصائر الدرجات: جزء 9، ب 21، ص 487، ح 2، بتفاوت. عنه البحار: ج 27، ص 291، ح 2، و ج 50، ص 2، ح 3، و إثبات الهداة: ج 3، ص 368، ح 26. دلائل الإمامة: ص 415، ح 379. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 445، ح 2448. قطعة منه في ب 4، (إخوته و أخواته عليه السّلام).
2- في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمد، عن المعلّى....

و شهور في مثل سنّ أبيه عليهما السّلام بعد أن ملك المعتصم بسنتين(1).

د - وصيّته عليه السّلام:

{170} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الحسين الواسطي، أنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة: شهد أحمد ابن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته.

و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه، و جعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق، و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد.

صيّر عبد اللّه بن المساور ذلك اليوم إليه، يقوم بأمر نفسه و أخواته؛ و يصيّر أمر موسى إليه، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدّق بها.

و ذلك يوم الأحد، لثلاث ليال خلون من ذي الحجّة، سنة عشرين و مائتين.

ص: 77


1- إثبات الوصيّة: ص 230، س 2. عيون المعجزات: ص 133، س 12، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 21، بتفاوت يسير. كشف الغمّة: ج 2، ص 384، س 17. عنه و عن الدلائل، إثبات الهداة: ج 3، ص 381، ح 51. دلائل الإمامة: ص 413، ح 374. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 443، ح 2445، روى محمد بن جعفر الملقّب بالسجّادة، عن الحسن بن علي الوشّاء.

و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه، و شهد الحسن بن محمد بن عبد اللّه ابن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، و هو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب.

و كتب شهادته بيده، و شهد نصر الخادم و كتب شهادته بيده(1).

ه - مدّة عمره الشريف و تاريخ شهادته عليه السلام:

{171} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه و الحميري جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعد، عن محمد بن سنان، قال: قبض محمد بن علي عليهما السّلام و هو ابن خمس و عشرين سنة، و ثلاثة أشهر، و اثني عشر يوما.

توفّي يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين، عاش بعد أبيه تسعة عشر سنة إلاّ خمسا و عشرين يوما(2).

{172} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر محمد بن علي

ص: 78


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 121، ح 4، مدينة المعاجز: ج 7، ص 314، ح 2349، و إثبات الهداة: ج 3، ص 355، ح 3، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 384، س 2. قطعه منه في ف 3، ب 1، (وصيّته عليه السّلام)، (غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ب 3، (مدح عبد اللّه بن مساور)، و ف 4، ب 3، (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليهما السّلام) و ف 5، ب 13، (لزوم الوصيّة).
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 12. عنه الوافي: ج 3، ص 832، ح 1445. كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 1. عنه و عن الكافي: البحار: ج 50، ص 13، ح 13. تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 8.

الثاني عليهما السّلام] سنة عشرين و مائتين في آخر ذي القعدة و هو ابن خمس و عشرين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما(1).

{173} 3 - ابن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد ... في آخر ذي القعدة، و قيل: مات يوم السبت لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مأتين، فله يومئذ خمس و عشرون سنة(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{174} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، له يومئذ خمس و عشرون سنة(3).

{175} 5 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(4).

{176} 6 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و قبض أبو جعفر عليه السّلام في سنة عشرين و مائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء، لخمس ليال خلون من ذي الحجّة، و له

ص: 79


1- الكافي: ج 1، ص 492، س 6. عنه البحار: ج 50، ص 1، ضمن ح 1، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 24. تذكرة الخواصّ : ص 321، س 13، بتفاوت.
2- روضة الواعظين: ص 267، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 2.
3- الإرشاد: ص 316، س 19، و ص 326، س 22. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5، و كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 1، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 2، س 25، أشار إليه.
4- التهذيب: ج 6، ص 90، س 18. إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.

أربع و عشرون سنة و شهور(1).

{177} 7 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و لم يزل [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] بها [أي بالمدينة] حتّى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أوّل سنة خمس و عشرين و مائتين، فأقام بها حتّى توفّي في آخر ذي القعدة من هذه السنة.

و في رواية ابن عيّاش: و قبض عليه السّلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(2).

{178} 8 - الإربلي رحمه اللّه: قال محمد بن طلحة: فإنّه مات [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ذي الحجّة من سنة مائتين و عشرين للهجرة في خلافة المعتصم.

قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه اللّه: أبو جعفر محمد بن علي ابن موسى عليهم السّلام... و قبض ببغداد في آخر ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين و هو يومئذ ابن خمس و عشرين سنة.

قال محمد بن سعيد: سنة ستّ و عشرين و مائتين، فيها توفّي محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد عليه السّلام ببغداد، و كان قدمها، فتوفّي بها يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة يعني سنة عشرين و مائتين... فيكون عمره خمسا و عشرين سنة، قتل في زمن الواثق باللّه(3).

ص: 80


1- عيون المعجزات: ص 132، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 17، ضمن ح 26.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 5، و ص 91، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12. كفاية الطالب: ص 458، س 4، بتفاوت. جامع الأخبار: ص 33، س 3.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 344، س 23، و ص 345، س 9 و 13. عنه البحار: ج 50، ص 12، ضمن ح 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 593، ضمن ح 1.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{179} 9 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني رحمه اللّه] ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة.

و قيل: يوم السبت لستّ ليال من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين... و عمره خمس و عشرون سنة، قالوا: و ثلاثة أشهر و اثنان و عشرون يوما.

و سبب وروده [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] بغداد، إشخاص المعتصم له من المدينة، فورد بغداد لليلتين من المحرّم، سنة عشرين و مائتين، و أقام بها حتّى توفّي في هذه السنة(1).

{180} 10 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و استشهد [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ملك الواثق، سنة عشرين و مائتين من الهجرة.

و كمل عمره خمسا و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنين و عشرين يوما.

و يقال: اثنى عشر يوما، خلون في ذي الحجّة يوم الثلاثاء على ساعتين من النهار لخمس خلون منه، و يقال: لثلاث خلون منه(2).

{181} 11 - الإربلي رحمه اللّه: قال ابن الخشّاب... و بهذا الاسناد عن محمد بن سنان، قال: مضى المرتضى أبو جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة و اثنى عشر يوما في سنة مائتين و عشرين من الهجرة... فكان مقامه مع أبيه سبع سنين و ثلاثة أشهر، و قبض في يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من ذي الحجّة، سنة مائتين و عشرين.

و في رواية أخرى: أقام مع أبيه تسع سنين و أشهرا(3).

ص: 81


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 16، و ص 380، س 5.
2- دلائل الإمامة: ص 395، س 2.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 12، ضمن ح 11، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 25، أشار إليه.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{182} 12 - كبار المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: قال الفريابي: و حدّثني أبي - و كان في الوقت الذي حدّثني بهذا الحديث، ابن أربع و تسعين سنة - قال:

مضى محمد بن علي عليهما السّلام، و هو ابن خمس و عشرين سنة، و ثلاثة أشهر (و عشرين يوما، في عام مائتين) و عشرين من الهجرة....

و قبض يوم الثلاثاء، لستّ ليال خلون من ذي الحجّة، سنة عشرين و مائتين(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{183} 13 - الشيخ البهائي رحمه اللّه: وفاة الإمام أبي جعفر محمد التقي عليه السّلام و ذلك ببغداد سنه - 220 -، عشرين و مائتين.

و كان عمره عليه السّلام خمسا و عشرين سنة، و منها مع أبيه ثمان سنين(2).

{184} 14 - العلامة الحلّي رحمه اللّه: و قبض [الجواد عليه السّلام] ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(3).

{185} 15 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و كانت وفاة ابنه الإمام أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام، في ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين بسرّمن رأى، و عمره خمس و عشرون سنة و أشهر(4).

{186} 16 - الطبرسي رحمه اللّه: توفّى أبو جعفر الثاني عليه السّلام ببغداد في ذي القعدة

ص: 82


1- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 84، س 2.
2- توضيح المقاصد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 541، س 2.
3- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223، س 1.
4- عمدة الطالب: ص 179، س 13، في هامش الأصل.

سنة عشرين و مائتين، و عاش عليه السّلام خمسا و عشرين سنة، مع أبيه الرضا عليه السّلام سبع سنين و أشهرا(1).

{187} 17 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] في آخر ذي القعدة، و قيل: يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين(2).

{188} 18 - السيّد الأمين رحمه اللّه: و توفّى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]... آخر ذي القعدة، يوم السبت، أو آخر ذي الحجّة، أو لخمس، أو ست خلون منه.

يوم الثلاثاء، سنة عشرين و مائتين.... و هو ابن خمسة و عشرين سنة....

و قيل: و ثلاثة أشهر و اثنين و عشرين يوما(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{189} 19 - ابن الصبّاغ: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد... فقدم بغداد... سنة عشرين و مائتين و توفّي بها في آخر ذي القعدة الحرام.

و قيل: توفّي بها يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة من السنة المذكورة ... و كان له من العمر خمس و عشرون سنة و أشهر(4).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{190} 20 - الخطيب البغدادي: أخبرني علي بن أبي علي، حدّثنا الحسن بن الحسين الثعالبي أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الذارع حدّثنا حرب بن محمد

ص: 83


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 11، و ص 128، س 11.
2- الدروس: ج 2، ص 14، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 15، ضمن ح 16.
3- أعيان الشيعة: ج 12، ص 32، س 21.
4- الفصول المهمّة: ص 275، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2.

المؤدّب، حدّثنا الحسن بن محمد العمى البصري، حدّثني أبي، حدّثنا محمد ابن الحسين، عن محمد بن سنان. قال: مضى أبو جعفر محمد بن علي و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنى عشر يوما، و قبض في يوم الثلاثاء لست ليال خلون من ذي الحجّة سنة مائتين و عشرين، و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنى عشر يوما.

أنبأنا إبراهيم بن مخلّد، أخبرنا عبد اللّه بن اسحاق البغوي، أخبرنا الحارث ابن محمد، حدّثنا محمد بن سعد، قال: سنة عشرين و مائتين، فيها توفّى محمد ابن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي عليهم السّلام ببغداد، و كان قدمها على أبي إسحاق من المدينة، فتوفّي فيها يوم الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجّة(1).

{191} 21 - سبط ابن الجوزي: و توفّى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] سنة مائتين و عشرين، و هو ابن خمس و عشرين سنة... و كانت وفاته ببغداد: خامس ذي الحجّة(2).

{192} 22 - الجزري: و محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي عليهم السّلام توفّي ببغداد... فدفن بها عند جدّه موسى بن جعفر، و هو أحد الأئمّة عند الإماميّة، و صلّى عليه الواثق.

و كان عمره خمسا و عشرين سنة، و كانت وفاته في ذي الحجّة(3).

ص: 84


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 9 و 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 8. الهداية الكبرى: ص 295، س 1.
2- تذكرة الخواص: ص 321، س 13 و 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 6.
3- الكامل في التاريخ: ج 5، ص 237، س 12-15.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{193} 23 - ابن خلّكان: قدم [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى بغداد وافدا على المعتصم و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي بها....

و توفّي يوم الثلاثاء، لخمس خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين، و قيل تسع عشرة و مائتين ببغداد.

و دفن عند جدّه موسى بن جعفر، في مقابر قريش، و صلّى عليه الواثق بن المعتصم(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{194} 24 - المسعودي: مضى [أبو جعفر محمد الجواد] صلّى اللّه عليه في سنة عشرين و مائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة(2).

{195} 25 - المسعودي: و في هذه السنة - و هي سنة تسع عشرة و مائتين - قبض محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السّلام، و ذلك لخمس خلون من ذي الحجّة(3).

{196} 26 - الموسوي المكي: توفّى [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة، سنة عشرين و مائتين، و قيل: تسع عشرة و مائتين ببغداد(4).

ص: 85


1- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175، س 2-3 و 18-20.
2- إثبات الوصيّة: ص 227، س 21.
3- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 2. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 3. الصواعق المحرقة: ص 206، س 26، بتفاوت.
4- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 15. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 17. منهاج السنّة: ص 127. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 216.

{197} 27 - القندوزي الحنفي: و توفّى الجواد عليه السّلام سنة عشرين و مائتين، و له خمس و عشرون سنة(1).

{198} 28 - الشافعي: و أمّا عمره [أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فإنّه مات في ذي الحجّة من سنة مائتين و عشرين، فيكون عمره خمسا و عشرين سنة(2).

{199} 29 - عبد اللّه الشبراوي: توفّي محمد الجواد رضي اللّه عنه في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له من العمر خمس و عشرين سنة و شهور(3).

{200} 30 - الحرّاني بن تيميّة: و مات [محمد بن علي الجواد عليه السّلام] و هو شابّ ، ابن خمس و عشرين سنة... و مات سنة عشرين أو تسعة عشرة بعد المائتين(4).

{201} 31 - ابن أبي الثلج البغدادي: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مأتين(5).

ص: 86


1- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 4، عن فصل الخطاب.
2- مطالب السئول: ص 87. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 2.
3- الإتحاف بحبّ الأشراف: ص 64. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 13. الصواعق المحرقة: ص 206، س 26، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 3.
4- منهاج السنّة: ص 127. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 12.
5- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 13، س 4.

و - كيفيّة شهادته عليه السّلام:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان، صاحب ابن أبي دؤاد، و صديقه بشدّة، قال:

رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم، فقلت له في ذلك ؟

فقال: وددت اليوم إنّي قد متّ منذ عشرين سنة، قال: قلت له و لم ذاك ؟ قال:

لما كان من هذا الأسود، أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، اليوم بين يدي أمير المؤمنين....

فأمر يوم الرابع فلانا من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه، فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي، فأتبرّك بذلك... فصار إليه، فلمّا أطعم منها، أحسّ السمّ ، فدعا بدابّته، فسأله ربّ المنزل أن يقيم ؟

قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلفه حتّى قبض صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

{202} 2 - المسعودي: ثمّ خرج (أبو جعفر)(2) عليه السّلام في السنة التي خرج فيها المأمون إلى البليدون(3) من بلاد الروم بأمّ الفضل حاجّا إلى مكّة.

ص: 87


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.
2- ليس في المصدر.
3- في عيون المعجزات: (الندبرون)، و في معجم البلدان، (بذندون)، و هي قرية بينها و بين طرسوس يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس و دفن بها، و لطرسوس باب يقال له باب بذندون، عنده في وسط السور قبر... المأمون عبد اللّه بن هارون كان، خرج غازيا فأدركته وفاته هناك، و ذلك في سنة 218، معجم البلدان: ج 1، ص 361.

و أخرج أبا الحسن عليا ابنه معه عليه السّلام، و هو صغير، فخلّفه بالمدينة، و انصرف إلى العراق، و معه أمّ الفضل بعد أن أشار إلى أبي الحسن و نصّ عليه و أوصى إليه.

و توفّي المأمون ببليدون في يوم الخميس لثلاث(1) عشرة ليلة مضت من رجب، سنة ثماني عشرة و مائتين في(2) ستّ عشرة سنة من إمامة أبي جعفر عليه السّلام.

و بويع للمعتصم أبي إسحاق محمد بن هارون في شعبان سنة ثماني عشرة و مائتين.

فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون(3) الحيلة في قتله، فقال جعفر لاخته أمّ الفضل - و كانت لامّه و أبيه - في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه و غيرتها عليه، لتفضيله أمّ أبي الحسن ابنه عليها مع شدّة محبّتها له(4)، و لأنّها لم ترزق منه ولد، فأجابت أخاها جعفرا و جعلوا سمّا في شيء من عنب رازقي، و كان يعجبه العنب الرازقي؛ فلمّا أكل منه، ندمت و جعلت تبكي.

فقال لها: ما بكاؤك! و اللّه ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجى(5) و بلاء لا ينستر.

فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناسورا ينتقض عليها في كلّ وقت، فأنفقت مالها و جميع ملكها على تلك العلّة حتّى احتاجت

ص: 88


1- في المصدر: لثلاثة عشرة، لكنّه غير صحيح.
2- و في عيون المعجزات: في سنة عشر من إمامة.
3- في المصدر: يعملون في الحيلة، لكنّه غير صحيح.
4- في عيون المعجزات: (و لأنّه لم يرزق منها ولدا) بدل ما في المتن.
5- و في عيون المعجزات: لا ينجبر.

إلى رفد الناس، و يروى أنّ الناسور كان في فرجها، و تردّى جعفر بن المأمون في بئر فاخرج ميّتا، و كان سكرانا.

و لمّا حضرته عليه السّلام الوفاة نصّ على أبي الحسن، و أوصى إليه؛ و كان سلّم المواريث و السلاح إليه بالمدينة(1).

3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... ثمّ أنفذ [المعتصم] إليه [أي إلى أبي جعفر الجواد عليه السّلام] شراب حمّاض الاترج تحت ختمه على يدى أشناس....

قال: إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد، و سعد بن الخصيب و جماعة من المعروفين، و يأمرك أن تشرب منها بماء الثلج، و صنع في الحال.

فقال: أشربها باللّيل. قال: إنّها ينفع باردا، و قد ذاب الثلج.

و أصرّ على ذلك، فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(2).

{203} 4 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و قيل إنّه [أي أبا جعفر الثاني] مضى عليه السّلام مسموما(3).

ص: 89


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 15. عيون المعجزات: ص 131، س 11-17، ص 132، بتفاوت آخر لم نذكرها. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 26، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 406، ح 2413، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 5. دلائل الإمامة: ص 395، س 6، باختلاف. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2414، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 53، قطعة منه، بتفاوت. قطعة منه في ب 4، (أسماء أزواجه عليه السّلام)، و ف 2، ب 4، (استجابة دعائه على أمّ الفضل)، و ف 3، ب 1، (تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أمّ الفضل).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 542.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 8. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.

{204} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قيل إنّه مضى [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام مسموما، و لم يثبت بذلك عندي خبر، فأشهد به(1).

{205} 6 - ابن الصبّاغ: و يقال: إنّه [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] مات مسموما(2).

{206} 7 - الطريحي رحمه اللّه:... روى الصدوق رحمه اللّه... و سمّ المعتصم محمد الجواد عليه السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{207} 8 - السيد عباس المكي رحمه اللّه: و قيل: أنّه [أي الجواد عليه السّلام] مات مسموما، سمّته زوجته بأمر الواثق و المعتصم(4).

{208} 9 - الطبرسي رحمه اللّه: و قال قوم من أصحابنا: إنّ أبا محمد الحسن ابن علي العسكري عليهما السّلام مضى مسموما، و كذلك أبوه علي بن محمد و جدّه محمد ابن علي عليهما السّلام(5).

ص: 90


1- الإرشاد: ص 326، س 20. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 22، و البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 3.
2- الفصول المهمّة: ص 276، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 8.
3- المنتخب للطريحي: ص 3، س 17.
4- نزهة الجليس: ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 18.
5- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 134، س 10. إعلام الورى: ج 2، ص 131، س 17. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 430، س 5. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 29، س 9.

{209} 10 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: - في الصلاة على النبيّ و الأئمّة عليهم السّلام في كلّ يوم من شهر رمضان -... اللهمّ صلّ على محمد بن علي إمام المسلمين، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ضاعف العذاب على من شرك في دمه، و هو المعتصم...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{210} 11 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و قال ابن عيّاش: و قبض [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] ببغداد(2) مسموما في آخر ذي القعدة.

قال ابن بابويه: سمّ المعتصم لمحمد بن علي عليهما السّلام(3).

12 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و روي أنّ امرأته أمّ الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل...(4).

{211} 13 - الشبلنجي: و يقال إنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] مات مسموما.

يقال: إنّ أمّ الفضل بنت المأمون سقته بأمر أبيها(5).

{212} 14 - الإربلي رحمه اللّه: قتل [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في زمن الواثق

ص: 91


1- إقبال الأعمال: ص 372، س 12. عنه البحار: ج 5، ص 15، ح 18.
2- في روضة الواعظين: قتيلا مسموما.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 16، و ص 380، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 3. روضة الواعظين: ص 267، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 2، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 2.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه على أمّ الفضل)، رقم 373.
5- نور الأبصار: ص 330، س 22. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 599، س 21.

باللّه(1).

{213} 15 - المسعودي رحمه اللّه: قيل إنّ أمّ الفضل بنت المأمون لمّا قدمت معه [أي مع أبي جعفر الجواد عليه السّلام] من المدينة إلى المعتصم، سمّته(2).

{214} 16 - محمد الحنفي: ثمّ أو عز المعتصم إلى أمّ الفضل اخته، زوجة الإمام [أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]، فسقته سمّا، و توفّى منه(3).

{215} 17 - الموسوي المكّي رحمه اللّه: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد و كان سبب وصوله إليها أشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم....

و يقال: إنّه مات مسموما....

و قيل: إنّه مات مسموما، سمّته زوجته(4).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{216} 18 - ابن حجر الهيتمي رحمه اللّه: يقال: إنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] سمّ أيضا، عن ذكرين و بنتين(5).

ص: 92


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 16. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11.
2- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 7. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 9.
3- أئمّة الهدى: ص 125. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 10.
4- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2 و 18.
5- الصواعق المحرقة: ص 206، س 28. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 5.

ز - الصلاة عليه عليه السّلام:

{217} 1 - الإربلي رحمه اللّه: و ركب هارون بن إسحاق فصلّى عليه [أي على أبي جعفر الثاني عليه السّلام] عند منزله أوّل رحبة أسوار بن ميمون من ناحية قنطرة البردان(1).

{218} 2 - ابن خلّكان: قدم [أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السّلام] بغداد، وافدا على المعتصم و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي بها...

و صلّى عليه الواثق ابن المعتصم(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ح - مدفنه صلوات اللّه و سلامه عليه

{219} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام] ببغداد في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى عليه السّلام(3).

{220} 2 - الحضيني رحمه اللّه: و مشهده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] في مقابر قريش إلى جانب مشهد جدّه موسى عليه السّلام في القبّة(4).

{221} 3 - المسعودي رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] ببغداد

ص: 93


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 17. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 594، س 4.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 16. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11.
3- الكافي: ج 1، ص 492، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 1، ضمن ح 1، و الوافي: ج 3، ص 832، س 17. جامع الأخبار: ص 33، س 4.
4- الهداية الكبرى: ص 295، س 9.

في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام(1).

{222} 4 - المسعودي رحمه اللّه: دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في الجانب الغربي من مقابر قريش مع جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام(2).

{223} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و إنّه قبض [أي أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد...

و دفن في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{224} 6 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همّام، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن بندار، عن منصور بن العبّاس، عن جعفر الجوهري، عن زكريّا بن آدم القميّ ، عن الرضا عليه السّلام، قال: إنّ اللّه نجا بغداد بمكان(4) قبور الحسينيين فيها(5).

{225} 7 - الإربلي رحمه اللّه: قال الشيخ محمد بن طلحة رحمه اللّه: و قبره [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في مقابر قريش... قال محمد بن سعيد:... قبره [أي أبي

ص: 94


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 24.
2- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 5. الصواعق المحرقة: ص 206، س 27.
3- الإرشاد: ص 326، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5. إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 15. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 11، و البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12. التهذيب: ج 6، ص 90، س 20.
4- في جامع الأخبار: بمكان قبر أبي الحسن موسى و محمد الجواد عليهما السّلام.
5- التهذيب: ج 6، ص 82، ح 162. عنه البحار: ج 92، ص 2، ح 6. جامع الأخبار: ص 28، س 20.

جعفر الثاني عليه السّلام] عند جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام... و حمل و دفن في مقابر قريش، يلقب بالجواد... حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: محمد بن علي بن موسى أبو جعفر بن الرضا قدم من المدينة إلى بغداد وافدا على أبي إسحاق المعتصم... و توفّي ببغداد و دفن في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام... و دفن في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{226} 8 - الموسوي المكّي رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] عند جدّه موسى الكاظم عليه السّلام(2).

{227} 9 - القندوزي الحنفي: و من أئمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد ابن علي الرضا عليهم السّلام و لقبه: التقي رضي اللّه عنه.

و قبره ببغداد مع جدّه الكاظم تحت قبّة واحدة(3).

10 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: ابن الهمداني الفقيه في تتمّة تاريخ أبي شجاع الوزير:... أنّه لمّا حرّقوا القبور بمقابر قريش، جادلوا حفر ضريح أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و إخراج رمّته و تحويلها إلى مقابر أحمد، فحال تراب

ص: 95


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 1، و س 16 و 19، و ص 361، س 23. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 144، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11، قطعة منه، و حلية الأبرار: ج 4، ص 594، س 7.
2- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 18.
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 2.

الهدم و زناد الحريق بينهم و بين معرفة قبره عليه السّلام(1).

{228} 11 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفر عليهما السّلام(2).

{229} 12 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و قبره [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] مشهور ببغداد في مقابر قريش في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

{230} 13 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ظهر جدّه الكاظم عليه السّلام بمقابر قريش(4).

{231} 14 - ابن الصبّاغ: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام(5).

{232} 15 - الگنجي الشافعي: و دفن [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] مع جدّه موسى عليه السّلام(6).

{233} 16 - سبط ابن الجوزي: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] إلى جانب جدّه

ص: 96


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة قبره الشريف)، رقم 450.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 17.
3- عيون المعجزات: ص 132، س 15.
4- الدروس: ج 2، ص 15، س 1. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 22. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 13، بتفاوت.
5- الفصول المهمّة: ص 276، س 1. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 5.
6- كفاية الطالب: ص 458، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414.

موسى بن جعفر عليهما السّلام، بمقابر قريش، و قبره ظاهر يزار(1).

{234} 17 - ابن أبي الثلج البغدادي: محمد بن علي عليهما السّلام قبره ببغداد في مقابر قريش(2).

{235} 18 - الخطيب البغدادي: فتوفّي [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] في بغداد، و دفن في مقابر قريش عند جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

{236} 19 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: و ضريح الكاظميّين عليهما السّلام، فهما على نصف النهار من غير انحراف بيّن(4).

{237} 20 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و المعتزّ حرّق المشهد بمقابر قريش، على ساكنها السلام(5).

ص: 97


1- تذكرة الخواص: ص 321، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 9.
2- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 31، س 12.
3- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 6. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 14. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 12، عن كتاب أئمّة الهدى.
4- البحار: ج 97، ص 433، س 3.
5- المناقب لابن شهرآشوب: ج 2، ص 211، س 14.

ص: 98

الفصل الثاني في فضائله عليه السّلام الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السّلام الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السّلام الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السّلام الباب الرابع في معجزاته عليه السّلام الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السّلام الباب السادس: ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام

ص: 99

ص: 100

الفصل الثاني في فضائله عليه السّلام و يشتمل هذا الفصل على ثلاثة أبواب، و أربعة و أربعين عنوانا:

الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عشر عنوانا:

أ - النصّ على إمامته عن اللّه تبارك و تعالى في لوح فاطمة عليها السّلام:

{238} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي نضرة، قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة عليها السّلام....

فقلت لها: يا سيّدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي... أبو جعفر محمد بن علي الزكي...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 101


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 40، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 468، ح 107. إكمال الدين: ج 1، ص 305، ح 1. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 193، ح 2.

{239} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب؛ و أحمد بن هارون القاضي رضي اللّه عنهما، قالا: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن مالك السلولي، عن درست بن عبد الحميد، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عبد اللّه ابن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخلت على مولاتي فاطمة عليها السّلام و قدّامها لوح، يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسما، ثلاثة في ظاهره، و ثلاثة في باطنه، و ثلاثة أسماء في آخره، و ثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها، فإذا هي اثنا عشر اسما.

فقلت: أسماء من هؤلاء؟

قالت: هذه أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمّي و أحد عشر من ولدي، آخرهم القائم [صلوات اللّه عليهم أجمعين].

قال جابر: فرأيت فيها محمدا، محمدا، محمدا، في ثلاثة مواضع و عليا، و عليا، و عليا في أربعة مواضع(1).

ص: 102


1- إكمال الدين: ج 1، ص 311، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 16، ص 245، ح 21473.

ب - النصّ على إمامته عن الخضر عليهما السّلام

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام قال:

... إذ أقبل رجل (الخضر عليه السّلام) حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام، فردّ عليه، السلام.

فجلس، ثمّ قال:... و أشهد على محمد بن علي، أنّه القائم بأمر علي بن موسى (عليهم السّلام)...(1).

ج - النصّ على إمامته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

{240} 1 - سليم بن قيس الهلالي رحمه اللّه:... إنّ معاوية دعا أبا الدرداء و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفّين... قال علي عليه السّلام: أنشدكم اللّه، أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قام خطيبا، و لم يخطب بعدها، و قال:

«يا أيّها الناس! إنّي قد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما:

كتاب اللّه و عترتي، أهل بيتي...».

قام عمر بن الخطّاب شبه المغضب، فقال: يا رسول اللّه! أ كلّ أهل بيتك ؟

فقال: لا! و لكن أوصيائي، أخي منهم، و وزيري، و وارثي، و خليفتي في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي، و أحد عشر من ولده... ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي...(2).

ص: 103


1- إكمال الدين: ج 1، ص 131، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام علي عليهما السّلام)، رقم 1018.
2- كتاب سليم بن قيس: ص 748، س 18 و ص 763، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 661، ح 853، و البحار: ج 33، ص 141، ح 421.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{241} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ و جلّ على نبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ » (1) قلت: يا رسول اللّه! عرفنا اللّه و رسوله، فمن أولي الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك ؟

فقال عليه السّلام: هم خلفائي يا جابر!... ثمّ محمد بن علي...(2).

ص: 104


1- النساء: 59/4.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 253، ح 3. عنه البرهان: ج 1، ص 381، ح 1، و نور الثقلين: ج 1، ص 499، ح 331، و إثبات الهداة: ج 1، ص 500، ح 212، و البحار: ج 36، ص 249، ح 67، و الأنوار البهيّة: ص 340، س 10. كفاية الأثر: ص 53، س 5. قصص الأنبياء: ص 360، ح 436. العدد القويّة: ص 85، ح 149. عوالي اللئالي: ج 4، ص 89، ح 120، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 665، ح 863. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 282، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 181، س 13. عنه تأويل الآيات الظاهرة: ص 141، س 2. عنه و عن المناقب، البحار: ج 23، ص 289، ح 16. حلية الأبرار: ج 3، ص 357، ح 2، عن كتاب «النصوص على الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام». الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 18. ينابيع المودّة: ج 3، ص 398، ح 54. كشف الغمّة: ج 2، ص 509، س 14.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{242} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:... و الأئمّة بعدي... و الفعّال محمد بن علي [الجواد] عليه السّلام...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{243} 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الصادق جعفر بن محمد،... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة....

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه! و من الأئمّة من ولد علي بن أبي طالب ؟

قال: الحسن و الحسين... ثمّ التقي محمد بن علي عليهم السّلام...(2).

ص: 105


1- إكمال الدين: ج 1، ص 282، ح 36. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 512، ح 239، و حلية الأبرار: ج 3، ص 105، ح 1، و البحار: ج 43، ص 248، ضمن ح 24.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 258، ح 3. عنه البحار: ج 36، ص 251، ح 68 و إثبات الهداة: ج 1، ص 502، ح 215. البحار: ج 27، ص 118، ح 99 عن إيضاح دفائن النواصب. الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: ص 218، س 16 و ص 219، س 10، بتفاوت. قصص الأنبياء: ص 368، ح 440. الاحتجاج: ج 1، ص 167، ح 34. كفاية الأثر: ص 143، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 149، س 8، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 183، س 7. كشف الغمّة: ج 2، ص 510، س 13.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{244} 5 - حسن بن سليمان الحلّي رحمه اللّه:... عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد...

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الليلة التي كانت فيها وفاته، لعلي عليه السّلام:

يا أبا الحسن! أحضر صحيفة و دواة.

فأملى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع: فقال:

يا علي! إنّه سيكون بعدي اثني عشر إماما... فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن... فإذا حضرته (أي علي الرضي) الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{245} 6 - النباطي البياضي رحمه اللّه: أسند محمد بن علي القمّي برجاله إلى الحسن عليه السّلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، خطب قبل وفاته و قال بعدها: اللهمّ ! إنّي أعلم أنّ العلم يبيد، و أنّك لا تخلي أرضك من حجّة ظاهرة، ليس بالمطاع، أو خائف مغمور.

فلمّا نزل قلت: يا رسول اللّه! أ لست الحجّة على الخلق ؟

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا الحجّة المنذر، و علي الهادي،... و الحجّة بعده محمد

ص: 106


1- مختصر بصائر الدرجات: ص 39، س 5. غيبة الطوسي: ص 96، س 15. عنه البحار: ج 36، ص 260، ح 81، و إثبات الهداة: ج 1، ص 549، ح 376.

[الجواد] ابنه...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{246} 7 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو المفضّل، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الكوفي، عن محمد بن عبد اللّه الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد اللّه بن سنان، عن أخيه محمد بن سنان الزاهري، عن سيّدنا الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام، عن أبيه، عن جدّه الحسين، و عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنّه قال: إذا توالت ثلاثة أسماء من الأئمّة من ولدي: محمد و علي و الحسن، فرابعها هو القائم المأمون المنتظر(2).

{247} 8 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... ابن عبّاس قال: قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقال له نعثل، فقال: يا محمد!... فأخبرني وصيّك من هو؟....

فقال: نعم! إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي، علي بن أبي طالب عليه السّلام و بعده...

فإذا مضى موسى، فابنه علي، فإذا مضى، فابنه محمد...(3).

ص: 107


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 9.
2- دلائل الإمامة: ص 447، ح 422.
3- كفاية الأثر: ص 11، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 283، ح 106، و إثبات الهداة: ج 1، ص 571، ح 469، و في ص 736، س 1، عن فرائد السمطين. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، س 15. الصراط المستقيم: ج 2، ص 144، س 11. العدد القويّة: ص 81، ح 143، بتفاوت. ينابيع المودّة: ج 3، ص 281، ح 1.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{248} 9 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عبد اللّه بن العبّاس قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... قلت: يا رسول اللّه! فكم الأئمّة بعدك ؟

قال: بعدد حواري عيسى، و أسباط موسى، و نقباء بني إسرائيل... أوّلهم علي بن أبي طالب و بعده....

فإذا انقضى موسى، فابنه علي، فإذا انقضى علي، فابنه محمد [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{249} 10 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... الأوصياء و الخلفاء بعدي أئمّة أبرار... أوّلهم علي ابن أبي طالب... الكاظم سمي موسى بن عمران.

و الذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي، ثمّ ابنه محمد...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{250} 11 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر، على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال:

ص: 108


1- كفاية الأثر: ص 16، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 572، ح 470. الصراط المستقيم: ج 2، ص 145، س 6.
2- كفاية الأثر: ص 40، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 576، ح 487، و البحار: ج 36، ص 289، ح 111. المنتخب للطريحي: ص 244، س 8.

يا محمد!... فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسّك بهم ؟....

فقال:... الأئمّة بعدي اثنا عشر....

قال: فسمّهم لي يا رسول اللّه!

قال:... علي بن أبي طالب... ثمّ إذا انتهت مدّة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي، يدعى بالرضا، فإذا انقضت مدّة علي، قام بالأمر بعده محمد [الجواد] ابنه يدعى بالزكي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{251} 12 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر ابن محمد عليهما السّلام،... و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين بن علي عليهما السّلام: يا حسين! يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة... فإذا مضى علي [الرضا] فمحمّد ابنه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{252} 13 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال علي عليه السّلام: كنت عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة... فقال سلمان:

ص: 109


1- كفاية الأثر: ص 56، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 577، ح 492 و البحار: ج 36، ص 304، ح 144. ينابيع المودّة: ج 3، ص 283، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 736، س 19. البرهان: ج 3، ص 146، ح 7.
2- كفاية الأثر: ص 61، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 306، ح 145 و إثبات الهداة: ج 1، ص 578، ح 493. الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 2.

يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! إنّ لكلّ نبيّ وصيّا و سبطين، فمن وصيّك، و سبطيك ؟....

قال: يا سلمان! أ تعرف من كان وصي آدم ؟

فقال: اللّه و رسوله، أعلم.

فقال:... إنّ آدم أوصى إلى ابنه....

و علي [الرضا] يدفعها إلى ابنه محمد،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{253} 14 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسن عليه السّلام، قال:... قلت: يا رسول اللّه! فقولك:... إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ؟

قال: نعم! علي هو الإمام، و الحجّة بعدي، و أنت الحجّة....

و يخرج اللّه من صلب علي [الرضا] مولودا يقال له: محمد، فهو الإمام، و الحجّة بعد أبيه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{254} 15 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السّلام: أنت وارث علمي، و معدن حكمي و الإمام بعدي... فإذا استشهد الحسين، فعلي ابنه، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أطهار عليهم السّلام.

ص: 110


1- كفاية الأثر: ص 147، س 1. عنه البحار: ج 36، ص 333، ح 195. الصراط المستقيم: ج 2، ص 153، س 13.
2- كفاية الأثر: ص 162، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 338، ح 201، و إثبات الهداة: ج 1، ص 591، ح 544، و البرهان: ج 2، ص 279، ح 2.

فقلت: يا رسول اللّه! فما أساميهم ؟

قال: علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{255} 16 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقالت: كان رسول اللّه يقول لعلي عليه السّلام: يا علي! أنت الإمام و الخليفة بعدي ... فإذا مضى علي [الرضا]، فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{256} 17 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن سلمان رضي اللّه عنه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يبعث نبيّا و لا رسولا إلاّ جعل له اثنى عشر نقيبا.

فقلت: يا رسول اللّه! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.

قال: يا سلمان! هل علمت من نقبائي، و من الاثنى عشر الذين اختارهم اللّه للأمّة من بعدي ؟

فقلت: اللّه و رسوله، أعلم.

فقال: يا سلمان! خلقني اللّه من صفوة نوره، و دعاني فأطعته، و خلق من

ص: 111


1- كفاية الأثر: ص 166 س 14. عنه البحار: ج 36، ص 340، ح 240، و إثبات الهداة: ج 1، ص 592، ح 547. الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 18.
2- كفاية الأثر: ص 195، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 351، ح 221 و إثبات الهداة: ج 1، ص 597، ح 564. الصراط المستقيم: ج 2، ص 147، س 19.

نوري... ثمّ ابنه محمد بن علي [الجواد] المختار من خلق اللّه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{257} 18 - البحراني رحمه اللّه: أبو مخنف: بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن مولد علي عليه السّلام... فقال [آدم عليه السّلام]: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ ما عرّفتني التسعة من ولد علي عليه السّلام.

فقال: علي بن الحسين... ثمّ محمد الجواد،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{258} 19 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: يا علي! أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ أنت يا علي! أولى بالمؤمنين من أنفسهم،... ثمّ محمد ابن علي، [الجواد]...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{259} 20 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي عليهما السّلام، قال: قال

ص: 112


1- دلائل الإمامة: ص 447، ح 424. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 358، ح 3، و البرهان: ج 2، ص 406، ح 2 و ج 3، ص 219، ح 9. مصباح الشريعة: ص 63، س 3. البحار: ج 25، ص 6، ح 9، عن كتاب مقتضب الأثر، و ج 53، ص 142، ح 162. إثبات الهداة: ج 1، ص 708، ح 145، عن كتاب مقتضب الأثر. الهداية الكبرى: ص 375، س 8. الصراط المستقيم: ج 2، ص 142، س 22.
2- مدينة المعاجز: ج 2، ص 367، ح 610.
3- إثبات الهداة: ج 1، ص 651، ح 811، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثمّ أنت يا علي!... ثمّ بعده [أي الرضا عليه السّلام] محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

د - النصّ على إمامته عن الحسين بن علي عليهم السّلام

{260} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن يحيى بن يعمن(2) قال: كنت عند الحسين عليه السّلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثّما أسمر، شديد السمرة، فسلّم، و ردّ الحسين عليه السّلام فقال: يا ابن رسول اللّه! مسألة.

قال: هات ؟،....

فأخبرني عن عدد الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.

قال: فسمّهم لي ؟....

فقال: نعم! أخبرك يا أخا العرب! إنّ الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين علي عليه السّلام... علي ابنه، و بعده محمد [الجواد] ابنه و...(3).

ص: 113


1- كفاية الأثر: ص 177، س 2. عنه البحار: ج 36، ص 345، ح 211، و إثبات الهداة: ج 1، ص 594، ح 554.
2- و الظاهر أنّه يحيى بن يعمر بقرينة رواية يحيى بن عقيل عنه كما في تهذيب الكمال: ج 32 ص 53 رقم 6953، في ترجمة يحيى بن يعمر، و ج 31 ص 473 رقم 6888، في ترجمة يحيى بن عقيل. الجرح و التعديل: ج 9 ص 196 رقم 817، و ثقات ابن حيّان: ج 5 ص 523، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 441 رقم 170، تاريخ إسلام: ج 6 ج 502 رقم 433.
3- كفاية الأثر: ص 232، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 384، ح 5، و إثبات الهداة: ج 1، ص 599، ح 573، مختصرا. الصراط المستقيم: ج 2، ص 156، س 2.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - النصّ على إمامته عن علي بن الحسين عليهم السّلام

{261} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين عليهما السّلام و في يده صحيفة كان ينظر إليها، و يبكي بكاء شديدا.

فقلت: ما هذه الصحيفة ؟

قال: هذه نسخة اللوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيه اسم اللّه تعالى، و رسول اللّه و أمير المؤمنين... و علي الرضا، و ابنه محمد التقي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

و - النصّ على إمامته عن الباقر عليهما السّلام

{262} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن تأويل قول اللّه عزّ و جلّ «إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللّٰهِ اِثْنٰا عَشَرَ شَهْراً...» ؟....

ثمّ قال: يا جابر! أمّا السنة، فهي جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و شهورها اثنا عشر شهرا، فهو... و علي و ابنه محمد [الجواد]...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 114


1- إثبات الهداة: ج 1، ص 651، ح 810، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.
2- الغيبة: ص 96، س 5. عنه نور الثقلين: ج 2، ص 215، ح 140 و البحار: ج 24، ص 240، ح 2.

{263} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... الكميت بن أبي المستهلّ قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام فقلت:....

ثمّ قال عليه السّلام:... الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر....

قلت: يا سيّدي! فمن هؤلاء الاثنا عشر؟

قال: أوّلهم علي بن أبي طالب، و بعده... و بعد موسى ابنه علي، و بعد علي ابنه محمد [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{264} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة عليها السّلام، و بين يديها لوح، فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر اسما، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، و أربعة منهم علي صلوات اللّه عليهم [أجمعين](2).

ز - النصّ على إمامته عن الصادق عليهما السّلام

{265} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر بن علي بن

ص: 115


1- كفاية الأثر: ص 248، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 601، ح 582، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 390، ح 2.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 4. عنه وسائل الشيعة: ج 16، ص 244، ح 21472. إعلام الورى: ج 2، ص 178، س 6، بتفاوت.

أبي طالب، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قلت له: إن كان كون - و لا أراني اللّه - فبمن آتمّ؟

فأومأ إلى ابنه موسى، قال: قلت: فإن حدث بموسى حدث فبمن آتمّ؟

قال: بولده.

قلت: فإن حدث بولده حدث، و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا، فبمن آتمّ؟

قال: بولده ثم واحدا فواحدا.

و في نسخة الصفواني: ثمّ هكذا أبدا(1).

{266} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن علي الزيتوني، و محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حبّة، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:

إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية: محمد، و علي، و الحسن، فالرابع، القائم(2).

ص: 116


1- الكافي: ج 1، ص 286، ح 5 و ص 309، ح 7، بتفاوت. عنه البحار: ج 25، ص 253، ح 11 و إثبات الهداة: ج 1، ص 85، ح 47. إكمال الدين: ج 2، ص 349، ح 43، بتفاوت و ص 415، ح 7. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 518، ح 257 و البحار: ج 48، ص 16، ح 8. إرشاد المفيد: ص 289، س 21. الإمامة و التبصرة: ص 124، ح 122. إعلام الورى: ج 2، ص 10، س 15.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 333، ح 2. عنه البحار: ج 51، ص 143، ح 6 و حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 5. كفاية الأثر: ص 280، س 12. عنه البحار: ج 51، ص 158، ح 8. غيبة النعماني: ص 183، س 18. عنه البحار: ج 51، ص 38، ح 13. الإمامة و التبصرة: ص 113، ح 101. إعلام الورى: ج 2، ص 234، س 10، بتفاوت. غيبة الطوسي: ص 139، س 10، بتفاوت. إثبات الوصيّة: ص 268، س 10.

{267} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... علقمة بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السّلام قال: الأئمّة اثنا عشر. قلت: يا ابن رسول اللّه فسمّهم لي ؟

قال: من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين... قلت: فمن بعدك يا ابن رسول اللّه ؟

قال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى و هو الإمام بعدي.

قلت: فمن بعد موسى ؟

قال: علي ابنه يدعى بالرضا، يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثمّ بعد علي، ابنه محمد...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{268} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن مسعدة قال: كنت عند الصادق عليه السّلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا متّكئا على عصاه، فسلّم.

فردّ أبو عبد اللّه عليه السّلام الجواب،....

ص: 117


1- كفاية الأثر: ص 262، س 9. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 603، ح 587 و البحار: ج 36، ص 409، ح 18. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 4، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.

قال: يا شيخ! إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن يخرج من صلب علي، و علي يخرج من صلب محمد، و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{269} 5 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن هشام قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و...

ثمّ قال عليه السّلام: إنّ أفضل الفرائض و أوجبها على الانسان معرفة الرب... و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوّة... و بعده معرفة الإمام...

و يعلم أنّ الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن....

و بعد علي [الرضا عليه السّلام]، محمد ابنه و...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ح - النصّ على إمامته عن الكاظم عليهما السّلام

{270} 1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع، فاللّه! اللّه! في أديانكم....

قلت: يا سيّدي! من الخامس من ولد السابع ؟....

ص: 118


1- كفاية الأثر: ص 260، س 10. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 603، ح 586، و البحار: ج 36، ص 408، ح 17. الصراط المستقيم: ج 2، ص 241، س 9. البرهان: ج 2، ص 279، ح 1.
2- كفاية الأثر: ص 256، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 602، ح 585، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 406، ح 16، و ج 4، ص 54، ح 34، و البرهان: ج 2، ص 34، ح 3.

قال: أنا السابع! و ابني علي الرضا الثامن، و ابنه محمد التاسع،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{271} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنه قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، قال:

دخلت على أبي الحسن عليه السّلام(2) قبل أن يحمل إلى العراق بسنة، و علي ابنه عليه السّلام بين يديه، فقال لي: يا محمد! فقلت: لبّيك!

قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها! ثمّ أطرق، و نكت بيده في الأرض، و رفع رأسه إليّ و هو يقول: و يضلّ اللّه الظالمين و يفعل اللّه ما يشاء.

قلت: و ما ذاك جعلت فداك ؟

قال: من ظلم ابني هذا، حقّه و جحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السّلام حقّه، و جحد إمامته من بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فعلمت أنّه قد نعى إلى نفسه، و دلّ على ابنه.

فقلت: و اللّه، لئن مدّ اللّه في عمري لأسلّمنّ إليه حقّه، و لأقرّنّ له بالإمامة، و أشهد أنّه من بعدك حجّة اللّه تعالى على خلقه، و الداعي إلى دينه.

فقال لي: يا محمد! يمدّ اللّه في عمرك و تدعو إلى إمامته و إمامة من يقوم مقامه من بعده.

فقلت: من ذاك، جعلت فداك ؟

قال: محمد ابنه.

ص: 119


1- الهداية الكبرى: ص 361، س 9.
2- في الكافي: أبي الحسن موسى عليه السّلام، كذا في الإرشاد و رجال الكشّي.

قال: قلت فالرضا و التسليم. قال: نعم! كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليه السّلام: أما إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثمّ قال: يا محمد! إنّ المفضّل كان أنسي و مستراحي، و أنت أنسهما و مستراحهما. حرام على النار أن تمسّك أبدا(1).

ط - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا قبل ولادته عليهما السّلام

{272} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام

ص: 120


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 32، ح 29. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 329، ح 2032، و البحار: ج 49، ص 21، ح 27، و حلية الأبرار: ج 4، ص 505، ح 21. الكافي: ج 1، ص 319، ح 16، و فيه: عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي و عبيد اللّه بن المرزبان...، بتفاوت، و اختلاف في المتن. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 321، ح 3، بتفاوت و اختصار. غيبة الطوسي: ص 24، س 21، عن الكليني، و في السند: محمد بن علي بن عبد اللّه بن المرزبان، الظاهر أنّه مصحّف، و الصحيح كما في الكافي. عنه البحار: ج 50، ص 19، ح 4. رجال الكشّي: ص 508، ح 982، حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسى... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 331، ح 2033. إرشاد المفيد: ص 306، س 24. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 272، س 7، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 51، س 8.

أنّه سئل: أ تكون الإمامة في عمّ أو خال ؟

فقال: لا! فقلت: ففي أخ ؟

قال: لا! قلت: ففي من ؟

قال: في ولدي. و هو يومئذ لا ولد له(1).

{273} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام بقمّ في رجب، سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ سنة سبع و ثلاثمائة.

قال: حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران؛ و صفوان بن يحيى، قالا:(2) حدّثنا الحسين بن قياما و كان من رؤساء الواقفة، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السّلام، ففعلنا، فلمّا صار بين يديه، قال له: أنت

ص: 121


1- الكافي: ج 1، ص 286، ح 3. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 85، ح 45، و ج 3، ص 321، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 135، ح 3. كفاية الأثر: ص 274، س 5، حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعيد ابن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، و أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 21. حلية الأبرار: ج 4، ص 611، ح 16، عن ابن بابويه رحمه اللّه. الإمامة و التبصرة: ص 59، ح 46.
2- في دلائل الإمامة: و باسناده، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال: سألني الحسين بن قياما الصيرفي، و كذا في إثبات الوصيّة، و نوادر المعجزات.

إمام ؟ قال: نعم!

قال: إنّي أشهد اللّه أنّك لست بإمام!

قال: فنكت عليه السّلام في الأرض طويلا منكّس الرأس، ثمّ رفع رأسه إليه، فقال له: ما علمك(1) أنّي لست بإمام ؟

قال له: إنّا قد روينا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّ الإمام لا يكون عقيما، و أنت قد بلغت السنّ ، و ليس لك ولد.

قال: فنكس رأسه أطول من المرّة الأولى، ثمّ رفع رأسه، فقال: إنّي أشهد اللّه أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا منّي(2).

قال عبد الرحمن بن أبي نجران: فعددنا الشهور من الوقت الذي قال، فوهب اللّه له أبا جعفر عليه السّلام في أقلّ من سنة.

قال: و كان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف، فنظر إليه أبو الحسن الأوّل عليه السّلام فقال: مالك حيّرك اللّه تعالى ؟! فوقف عليه بعد الدعوة(3).

ص: 122


1- في إثبات الهداة: «ما أعلمك ؟».
2- في دلائل الإمامة: اللهمّ إنّي أشهدك أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى أرزق ولدا يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما. و كذا في إثبات الوصيّة بأدنى تغيير، و في نوادر المعجزات: حتّى أرزق ولدا يكون لك حجّة على عبادك.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 209، ح 13. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 266، ح 51، و البحار: ج 49، ص 34، ح 13، و ص 272، ح 18، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 37، ح 2136، و حلية الأبرار: ج 4، ص 612، ح 18. إعلام الورى: ج 2، ص 57، س 3. دلائل الإمامة: ص 368، ح 322، باختلاف. نوادر المعجزات: ص 172، ح 11، باختلاف. إثبات الوصيّة: ص 217، س 10، باختلاف. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 38، ح 2137. قطعة منه في ف 1، ب 1، (البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{274} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر البزنطي، قال: قال لي النجاشي(1): من الإمام بعد صاحبك ؟ فأحبّ أن تسأله حتّى أعلم.

فدخلت على الرضا عليه السّلام فأخبرته، قال: فقال لي: الإمام ابني(2). ثمّ قال:

هل يجترئ(3) أحد أن يقول ابني و ليس له ولد؟

و لم يكن ولد أبو جعفر عليه السّلام، فلم تمض الأيّام حتّى ولد عليه السّلام(4).

ص: 123


1- في الكافي: ابن النجاشي، كذا في غيبة الطوسي.
2- في كشف الغمّة: ابني بعدي، كذا في غيبة الطوسي.
3- في الكافي: هل يتجرّى، كذا في كشف الغمّة، و في غيبة الطوسي: هل يجرأ.
4- الإرشاد: ص 318، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 22، ح 11، و كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 5. الكافي: ج 1، ص 320، ح 5، بتفاوت يسير. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 605، ح 5، و الوافي: ج 2، ص 376، ح 853، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 3، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 274، ح 7. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 1. غيبة الطوسي: ص 48، س 6. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 324، ح 19، و ص 294، ح 120. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 336، س 24. عنه المدينة المعاجز: ج 7، ص 225، ح 2277. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 13.

{275} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، [عن أحمد بن محمد بن عيسى](1)، عن أحمد ابن محمد أبي نصر، عن عاقبة بن جعفر.

قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: قد بلغت ما بلغت، و ليس لك ولد.

فقال: يا عاقبة!(2) إنّ صاحب هذا الأمر، لا يموت حتّى يرى خلفه(3) من بعده(4).(5).

{276} 5 - المسعودي رحمه اللّه: روى الحميري، عن محمد بن عيسى(5)الأشعري، عن الأسدي، عن أبي خداش، عن حنان بن سدير.

ص: 124


1- في إكمال الدين: محمد بن موسى المتوكّل، قال: حدّثني محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى....
2- في إكمال الدين: يا عاقبة بن جعفر!
3- في إكمال الدين: ولده من بعده.
4- في دلائل الإمامة: خلفه من ولده.
5- في إثبات الهداة: يحيى الأشعريّ .

قال: قلت(1) للرضا عليه السّلام: يكون إمام ليس له عقب ؟

فقال لي: أما أنّه لا يولد لي إلاّ واحد، و لكنّ اللّه ينشىء(2) منه ذرّيّة كثيرة(3).

{277} 6 - المسعودي رحمه اللّه: الحميري،... عن إسماعيل بن سهل، عن بعض أصحابه قال: كنت عند الرضا عليه السّلام، فدخل إليه علي بن أبي حمزة، و ابن السرّاج، و ابن أبي سعيد المكاوي، فقال له علي بن أبي حمزة:... فإنّا روينا: أنّ الإمام لا يمضي حتّى يرى عقبه....

ثمّ قال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى سيريني عقبى إن شاء اللّه...(4).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{278} 7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثنا أبو علي الفارسي، قال: حدّثني ميمون النخّاس، عن محمد بن الفضيل.

قال: قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك! ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السّلام ؟

ص: 125


1- في كشف الغمّة: لأبي الحسن الرضا عليه السّلام.
2- في كشف الغمّة: منشئ.
3- إثبات الوصيّة: ص 219، س 1. كشف الغمّة: ج 2، ص 302، س 17، بحذف السند إلاّ الراوي الأخير، عن دلائل الحميري. عنه البحار: ج 49، ص 221، ح 11 و إثبات الهداة: ج 3، ص 306، ح 158 و ج 3، ص 312، ح 198. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه عليه السّلام الولد الوحيد).
4- إثبات الوصيّة: ص 207، س 17.

فقال: لعنهم اللّه ما أشدّ كذبهم! أما أنّهم يزعمون أنّي عقيم، و ينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي(1).

{279} 8 - الحميري رحمه اللّه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر.

قال: دخلت عليه(2) بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك! إنّي أريد أن أسألك عن شيء؟ و أنا أجلّك، و الخطب فيه جليل، و إنّما أريد فكاك رقبتي من النار.

فرآني و قد دمعت، فقال: لا تدع شيئا! تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه.

قلت له: جعلت فداك! إنّي سألت أباك - و هو نازل في هذا الموضع - عن خليفته من بعده ؟ فدلّني عليك، و قد سألتك منذ سنين - و ليس لك ولد - عن الإمامة فيمن تكون من بعدك ؟

فقلت: في ولدي.

و قد وهب اللّه لك ابنين، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك ؟

فقال لي: هذا الذي سألت عنه، ليس هذا وقته.

فقلت له: جعلت فداك! قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك، و لست آمن من الأحداث.

فقال: كلاّ إن شاء اللّه، لو كان الذي تخاف كان منّي في ذلك حجّة أحتجّ بها عليك، و على غيرك.

أ ما علمت أنّ الإمام، الفرض عليه، و الواجب من اللّه إذا خاف الفوت على

ص: 126


1- رجال الكشّي: ص 458، ح 868. عنه البحار: ج 48، ص 265، ح 26.
2- في البحار: على الرضا عليه السّلام.

نفسه أن يحتجّ في الإمام من بعده بحجّة معروفة مبيّنة.

إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول في كتابه: «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدٰاهُمْ حَتّٰى يُبَيِّنَ لَهُمْ مٰا يَتَّقُونَ » (1). فطب نفسا، و طيّب أنفس أصحابك، فإنّ الأمر يجيء على غير ما يحذرون، إن شاء اللّه تعالى(2).

ي - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته

{280} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا علي بن إسماعيل، عن محمد ابن عمرو الزيّات، عن ابن قياما.

قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و قد ولد له أبو جعفر عليه السّلام.

فقال: إنّ اللّه قد وهب لي من يرثني، و يرث آل داود(3).

{281} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى. قلت للرضا عليه السّلام: قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر عليه السّلام ؟

فكنت تقول: يهب اللّه لي غلاما، فقد وهب اللّه لك، فأقرّ عيوننا، فلا أرانا اللّه يومك، فإن كان كون، فإلى من ؟

فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السّلام و هو قائم بين يديه.

ص: 127


1- التوبة: 115/9.
2- قرب الاسناد: ص 376، ح 1331. عنه البحار: ج 23، ص 67، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 325، ح 20، قطعة منه.
3- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 158، ح 14. عنه البحار ج 50، ص 18، ح 3، و ج 26، ص 186، ح 23، و نور الثقلين: ج 3، ص 323، ح 24.

فقلت: جعلت فداك! هذا ابن ثلاث سنين ؟!

فقال: و ما يضرّه(1) من ذلك(2)، فقد قام(3) عيسى عليه السّلام بالحجّة، و هو ابن(4) ثلاث سنين(5).

ص: 128


1- في عيون المعجزات: يضرّه ذلك، و كذا في إثبات الوصيّة.
2- في البحار: ج 25: من ذلك الشيء.
3- في كشف الغمّة: و قد قام، في إثبات الوصيّة: قد قام، و في الإرشاد: «كان» بدل «قام».
4- في الفصول المهمّة: أقلّ من ثلاث سنين، و كذا في كشف الغمّة، و روضة الواعظين، و البحار، و في عيون المعجزات: و هو ابن سنتين.
5- الكافي: ج 1، ص 321، ح 10 و ص 383، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 334، ح 67، و حلية الأبرار: ج 4، ص 543، ح 2، و ص 607 ح 10، و البحار: ج 25، ص 102، ح 4، و ج 14، ص 256، ح 52، و الوافي: ج 2، ص 376 ح 856، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 276، ح 2317، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 7، باختصار، و ص 326، ح 24، باختصار. إرشاد المفيد: ص 317، س 18. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 15. الفصول المهمّة لابن صبّاغ: ص 265، س 10. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 327، س 9، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 418، س 7. إثبات الوصيّة: ص 219، س 6 و ص 263، س 6. كتاب ألقاب الرسول و عترته صلوات اللّه عليهم، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226، س 12. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 1. عنه و عن الكافي و الإرشاد، البحار: ج 50، ص 21، ح 8. روضة الواعظين: ص 261، س 12، مرسلا. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 7، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 11. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 4.

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي... فقال لهم الرضا عليه السّلام: هو ابني....

قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام، ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه.

فبكى الرضا عليه السّلام ثمّ قال: يا عمّ ! أ لم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء! ابن النوبيّة، الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم!

ويلهم! لعن اللّه الأعيبس و ذرّيّته، صاحب الفتنة، و يقتلهم سنين و شهورا و أيّاما، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا مصبّرة.

و هو الطريد الشريد الموتور بأبيه و جدّه، صاحب الغيبة. يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك ؟!

أ فيكون هذا يا عمّ ! إلاّ منّي ؟

فقلت: صدقت، جعلت فداك!(1)

{282} 4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا عليه السّلام: إنّ ابني في لسانه ثقل، فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه، و تدعو له، فإنّه مولاك.

ص: 129


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.

فقال: هو مولى أبي جعفر، فابعث به غدا إليه(1).

{283} 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد(2) عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت الرضا عليه السّلام و ذكر شيئا، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، و صيّرته مكاني.

و قال: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذّة(3) بالقذّة(4).

ص: 130


1- الكافي: ج 1، ص 321، ح 11. عنه البحار: ج 50، ص 36، ح 25، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 295، ح 2334، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 14، و حلية الأبرار: ج 4، ص 608، ح 11، و الوافي: ج 2، ص 379، ح 863.
2- في الإرشاد: أحمد بن محمد بن عيسى.
3- القذّة - بالضمّ و التشديد - ريش السهم «و القذّة بالقذّة» يضرب مثلا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان، نقلا عن هامش المصدر.
4- الكافي: ج 1، ص 320، ح 2، و ص 321، ح 6، عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن معمّر بن خلاّد، قطعة منه. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 603، ح 2، و ص 606، ح 6، و الوافي: ج 2، ص 374، ح 848، و ح 849. إرشاد المفيد: ص 318، س 1. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 9. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 21، ح 9. كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 20. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 17. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 5، و ص 327، س 16، و ص 322، ح 10 بتغيير و حذف الذيل، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 418، س 16. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 16. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 10.

{284} 6 - الحضيني رحمه اللّه:... قال ميمون: كنت مع هرثمة، بطوس، و حضرت وفاة علي بن موسى الرضا عليهما السّلام....

فسألت هرثمة، فقلت له: كيف كان خبر سمّ الذي سمّ به سيّدنا الرضا عليه السّلام....

قال عليه السّلام: اجلس و اسمع، وعي هذا، و إنّ رحيلي إلى اللّه عزّ و جلّ ، و لحوقي بآبائي و أجدادي عليهم السّلام، و قد بلغ الكتاب أجله....

و يقول [المأمون] لك يا هرثمة! أ ليس زعمتم: أنّ الإمام لا يغسله إلاّ الإمام مثله ؟....

فإذا قال لك ذلك فأجبه و قل له: ما يغسله أحد غير ما ذكرت....

و اعلم أن صاحب الصلاة عليّ محمد ابني...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{285} 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق، قال حدّثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، قال: حدّثنا الحسن بن عيسى الخرّاط، قال: حدّثنا جعفر بن محمد النوفلي، قال:

أتيت الرضا عليه السّلام و هو بقنطرة أربق(2) فسلّمت عليه، ثمّ جلست، و قلت:

ص: 131


1- الهداية الكبرى: ص 282، س 12. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 261، س 18.
2- أربق: بالفتح ثمّ السكون و باء مفتوحة موحّدة، و قد تضمّ - و يقال بالكاف مكان القاف: من نواحى رامهرمز، من نواحي خوزستان. معجم البلدان: ج 1، ص 137.

جعلت فداك! إنّ أناسا يزعمون أنّ أباك حىّ .

فقال: كذبوا! لعنهم اللّه و لو كان حيّا ما قسّم ميراثه، و لا نكح نساؤه، و لكنّه و اللّه ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه السّلام.

قال: فقلت له: ما تأمرني ؟

قال: عليك بابني، محمد من بعدي، و أمّا أنا فإنّي ذاهب(1) في وجه الأرض لا أرجع منه.

بورك(2) قبر بطوس و قبران ببغداد.

قال قلت: جعلت فداك! قد عرفنا واحدا، فما الثاني ؟

قال: ستعرفونه(3).

ثمّ قال عليه السّلام: قبري و قبر هارون الرشيد هكذا، و ضمّ بإصبعيه(4).

{286} 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الفضل بن شاذان، قال: سئل المأمون علي ابن موسى الرضا عليهما السّلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز و الاختصار.

ص: 132


1- في الثاقب: غائب في وجه.
2- في الثاقب: فبورك.
3- في مدينة المعاجز: ستعرفه.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 216، ح 23. عنه البحار: ج 48، ص 260، ح 12، و ج 49، ص 285، ح 6، و ج 50، ص 18، ح 1، قطعة منه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 76، ح 2174، و إثبات الهداة: ج 3، ص 271، ح 61، و ص 324، ح 17، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 59، س 1. الثاقب في المناقب: ص 491، ح 419، مرسلا.

فكتب: إنّ محض الإسلام؛ شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له... و أنّ محمدا عبده و رسوله و... و أنّ الدليل بعده و الحجّة على المؤمنين... ثمّ علي بن موسى الرضا، ثمّ محمد بن علي عليهما السّلام... أشهد لهم بالوصيّة و الإمامة...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{287} 9 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال:

أخبرني من كان عند أبي الحسن عليه السّلام جالسا، فلمّا نهض القوم قال لهم أبو الحسن الرضا عليه السّلام: ألقوا أبا جعفر فسلّموا له(2)، و أحدثوا(3) به عهدا.

فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال: رحم اللّه(4) المفضّل، انّه كان ليقنع(5)بدون هذا(6).

ص: 133


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 121، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 485، ح 157، و البحار: ج 10، ص 352، ح 1. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 17، عن كتاب مقتضب الأثر.
2- في الكافي: فسلّموا عليه، و كذا في الكشّي، و كشف الغمّة.
3- في كشف الغمّة: أجدوا. الأجاد و الآجاد و بناء مؤجّد: مقوي، وثيق، محكم، لسان العرب ج 3، ص 70 (أجد).
4- في الكافي: يرحم اللّه، و كذا في الكشي.
5- في إثبات الهداة: فقد كان يقنع، و في الكشّي: ليكتفي.
6- الإرشاد: ص 319، س 8. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 7، و البحار: ج 47، ص 345، ح 37، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 4. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 1. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 24، ح 16. الكافي: ج 1، ص 320، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 603، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 374، ح 847، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 4. رجال الكشّي: ص 328، ح 593. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 13. روضة الواعظين: ص 261، س 16.

{288} 10 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه؛ و إبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى، قال: أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن عليه السّلام بخراسان.

فقال: الحق بأبي جعفر! فإنّه صاحبك(1).

{289} 11 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن حمزة، قال:

حدّثنا عمّي الحسن [بن حمزة]، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي رحمة اللّه عليه يقول: أنشدت مولاي علي ابن موسى عليهما السّلام قصيدتي التي أوّلها:

مدارس آيات عفت من تلاوة *** و مهبط وحي مقفر العرصات(2)

... فقال: يا دعبل! الإمام بعدي محمد ابني، و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع

ص: 134


1- رجال الكشّي: ص 506، ح 972. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 18.
2- في العيون و الإكمال و المناقب و الإعلام: مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات

في ظهوره،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

12 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا على رأس الرضا عليه السّلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلى من ؟

ص: 135


1- كفاية الأثر: ص 271، س 10. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 265، ح 35، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني. عنه البحار: ج 49، ص 237، ح 6، و حلية الأبرار ج 4، ص 613، ح 19، و إثبات الهداة: ج 1، ص 486، ح 159، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 189، ح 2261. إكمال الدين: ج 2، ص 372، ح 6. عنه و عن العيون، البحار: ج 51، ص 154، ح 4. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 338، س 9. إثبات الهداة: ج 1، ص 739، س 10، عن فرائد السمطين، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 66، س 3. كشف الغمّة: ج 2، ص 328، س 12. عنه البحار: ج 49، ص 245، ح 13. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 250، س 24. دلائل الإمامة: ص 357، ح 306، باختلاف. الصراط المستقيم: ج 2، ص 230، س 7، باختصار. روضة الواعظين: ص 249، س 16، باختلاف. ينابيع المودّة: ج 3، ص 309، ح 1، عن فرائد السمطين، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 571، س 6، و ص 575، س 21، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.

قال عليه السّلام: إلى ابني أبي جعفر عليه السّلام...(1).

{290} 13 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى،(2) قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمد بن أحمد(3) بن أبي عبد اللّه البرقي، قال حدّثني زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام، و سنّه أقلّ من أربع سنين، فضرب بيده إلى الأرض، و رفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي أنت لم طال فكرك ؟(4)

فقال عليه السّلام: فيما صنع(5) بأمّي فاطمة. أما و اللّه! لأخرجنّهما، ثمّ لأحرقنّهما، ثمّ لأذرينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفا.

فاستدناه و قبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنت و أمّي أنت لها، يعني الإمامة(6).

ص: 136


1- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
2- في نوادر المعجزات: التلعكبري.
3- في نوادر المعجزات: محمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
4- في نوادر المعجزات: فيم طال فكرك، و في إثبات الوصيّة: فيم تفكّر طويلا، منذ قعدت، و في البحار: فلم.
5- في نوادر المعجزات: صنعا.
6- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. عنه البحار: ج 50، ص 59، ضمن ح 34، و الأنوار البهيّة: ص 258، س 10. إثبات الوصيّة: ص 218، س 12. نوادر المعجزات: ص 183، ح 10. قطعة منه في ف 4، ب 3، (عقاب قاتلي فاطمة عليها السّلام) و ب 4، (الرجعة).

{291} 14 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي محمد الوشّاء، و رواه جماعة من أصحاب الرضا عن الرضا عليه السّلام، قال: لمّا أردت الخروج من المدينة، جمعت عيالي، و أمرتهم أن يبكوا....

ثمّ قلت لهم: إنّي لا أرجع إلى عيالي أبدا.

ثمّ أخذت أبا جعفر، فأدخلته المسجد، و وضعت يده على حافّة القبر، و ألصقته به، و استحفظته رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فالتفت أبو جعفر، فقال لي: بأبي أنت و أمّي، و اللّه! تذهب إلى عادية.

و أمرت جميع وكلائي، و حشمي له بالسمع و الطاعة، و ترك مخالفته، و المصير إليه عند وفاتي، و عرّفتهم أنّه القيّم مقامي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{292} 15 - المسعودي رحمه اللّه: و روى عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام، و أبو جعفر عليه السّلام، صغير بين يديه، فقال لي بعد كلام طويل جرى:

لو قلت لك يا حسين إنّ هذا إمام، ما كنت تقول ؟

قال: قلت: ما تقول له لي جعلت فداك.

قال: أصبت، ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر عليه السّلام، فأراني مثل رمز إصبعين.

ص: 137


1- دلائل الإمامة: ص 349، ح 304. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 179، ح 2252. إثبات الوصيّة: ص 211، س 7، باختلاف. الأنوار البهيّة: ص 222، س 18، عن الدر النظيم.

فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى صلوات اللّه عليه(1).

{293} 16 - القندوزي الحنفي رحمه اللّه: قال الشيخ المحدّث الفقيه محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه «فرائد السمطين»: عن دعبل الخزاعي، عن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام.

قال: إنّ الإمام من بعدي ابني الجواد التقي...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ك - النصّ على إمامته عن ابنه الهادي عليهما السّلام

{294} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال:

دخلت على سيّدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام.

فلمّا بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم! أنت وليّنا حقّا.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! إنّي أريد أن أعرض عليك ديني:... و أنّ محمدا عبده و رسوله... و الخليفة و وليّ الأمر من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،... ثمّ محمد بن علي [الجواد]....

فقال: يا أبا القاسم! هذا و اللّه! دين اللّه، الذي ارتضاه لعباده،...(3).

ص: 138


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 12. قطعة منه في ب 3، (علائم إمامته عليه السّلام).
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 348، س 5.
3- التوحيد: ص 81، ح 37. عنه البحار: ج 3، ص 268، ح 3. كفاية الأثر: ص 282، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 412، ح 2. إكمال الدين: ج 2، ص 379، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 131، ح 14، و البحار: ج 66، ص 1، ح 1. روضة الواعظين: ص 39، س 21. صفات الشيعة: ص 48، ح 68. عنه و عن الأمالي و الإكمال و التوحيد، وسائل الشيعة: ج 1، ص 20، ح 20 و اثبات الهداة: ج 1، ص 542، ح 354. إعلام الورى: ج 2، ص 244، س 5. أمالي الصدوق: ص 278، ح 24. كشف الغمّة: ج 2، ص 525، س 6. الأنوار البهيّة: ص 346، س 7.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ل - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن عبّاس

{295} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند إلى ابن عبّاس أنّه قال يوم الشورى:

كم تمنعون حقّنا، و ربّ البيت، إنّ عليا هو الإمام و الخليفة، و ليملكنّ من ولده أئمّة إحدى عشر، يقضون بالحقّ ، أوّلهم، الحسن....

ثمّ ابنه محمد [الجواد] بوصيّة أبيه إليه،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 139


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 18. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 213.

م - النصّ على إمامته عليه السّلام عن زيد بن علي

{296} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... يحيى بن زيد، قال: سألت أبي عن الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقال: الأئمّة اثنا عشر، أربعة من الماضين و ثمانية من الباقين.

قلت: فسمّهم، يا أبه!

فقال: أمّا الماضين... و من الباقين... موسى ابنه، و بعده علي ابنه، و بعده محمد [الجواد] ابنه....

قلت: فمن أين عرفت أساميهم ؟

قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ن - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن طلحة

{297} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: قال ابن طلحة:... أمّا ثبوت الإمامة، فانّه حصل لكلّ واحد منهم ممّن قبله، فحصلت للحسن النقي من أبيه علي بن أبي طالب عليهما السّلام... و حصلت بعد الرضا عليه السّلام، لولده محمد القانع منه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 140


1- كفاية الأثر: ص 300، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 604، ح 591، قطعة منه، و البحار: ج 46، ص 198، ح 72. الصراط المستقيم: ج 2، ص 156، س 8.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 714 ضمن ح 170.

س - النصّ على إمامته عليه السّلام عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام

{298} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو عبد اللّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة،... قلت: هذا وصيّ علي بن موسى عليهما السّلام...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ع - النصّ على إمامته عليه السّلام في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة

{299} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... عن ربيعة المكّي في حديث، أنّه كان ممّن عمل مع ابن الزبير في الكعبة، قال: فبلغنا صخرة، فوجدنا كتابا موضوعا، فتناولته و سترته، فلمّا سرت إلى منزلي تأمّلته فقرأت فيه: باسم الأوّل لا شيء قبله - إلى أن قال: - ثمّ اختار من ذلك البيت نبيّا يقال له محمد، و يدعى في السماء أحمد، يبعثه اللّه في آخر الزمان يؤيّد بنصره و يعضده بأخيه و ابن عمّه....

ثمّ القائم من بعده، ابنه الحسن،... ثمّ القائم بعده ابنه الإمام علي الرضا، ثمّ القائم الإمام بعده ابنه محمد،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 141


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 152.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 709، ح 149، عن كتاب مقتضب الأثر. عنه البحار: ج 36، ص 217، ح 19. الصراط المستقيم: ج 2، ص 146، س 13.

ص: 142

الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام في لوح فاطمة عليها السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في النصّ عليه عليه السّلام و أنّه موضع سرّ اللّه و حجّته على خلقه:

{300} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قال أبي (عليهما السّلام) لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة....

فقال جابر: أشهد باللّه! أنّي دخلت على أمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و رأيت في يديها لوحا أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، و رأيت فيه كتابا أبيض....

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالى إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيه اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم ابني، و اسم الأوصياء من ولدي....

قال جابر: فأشهد باللّه! أنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم... حقّ القول منّي لأسرّنّه [أي الرضا عليه السّلام] بمحمد ابنه، و خليفته من بعده، و وارث علمه، فهو معدن علمي، و موضع سرّي، و حجّتي على خلقي، لا يؤمن عبد به إلاّ جعلت

ص: 143

الجنّة مثواه، و شفّعته في سبعين من أهل بيته، كلّهم قد استوجب النار...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و أنّه وارث علم اللّه

{301} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة... يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟....

قال: فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ و جلّ إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم ابني، و أسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي....

لأقرّنّ عينيه [أي الرضا] بمحمد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي، و معدن حكمي، و موضع سرّي و حجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، شفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار...(2).

ص: 144


1- الكافي: ج 1، ص 527، ح 3. عنه الوافي: ج 2، ص 296، ح 755، و إثبات الهداة: ج 1، ص 453، ح 73. الاحتجاج: ج 1، ص 162، ح 33. إرشاد القلوب: ص 290، س 13.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ح 2. جامع الأخبار: ص 19، س 21. إكمال الدين: ج 1، ص 308، ح 1. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 195، ح 3. غيبة الطوسي: ص 93، س 9. الجواهر السنيّة: ص 159، س 5، بتفاوت. الهداية الكبرى: ص 364، س 18. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 170، س 1. إثبات الوصيّة: ص 168، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، س 23. المنتخب للطريحي: ص 39، س 13، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 137، س 5، بتفاوت. بشارة المصطفى: ص 183، س 2. الإمامة و التبصرة: ص 103، ح 92. إعلام الورى: ج 2، ص 174، س 7. مشارق أنوار اليقين: ص 103، س 28.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أنّه الذابّ عن حريم اللّه:

{302} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة....

قال جابر: أشهد باللّه لقد دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّ و جلّ ) إلى أبي، فيه: اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم الأوصياء بعده من ولدي....

و محمد الهادي إلى سبيلي، الذابّ عن حريمي، و القيّم في رعيّته، حسن أغرّ، يخرج منه ذو الاسمين...(1).

ص: 145


1- الأمالي: ص 291، ح 566. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 415، ح 2، و إثبات الهداة: ج 1، ص 558، ح 403، و ص 737، س 17 عن فرائد السمطين، و البحار: ج 36، ص 202، ح 6. الجواهر السنيّة: ص 162، س 16.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام موضع سرّ اللّه و معدن علمه:

{303} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و قال الحافظ رجب البرسي:... روى جابر عن الزهراء عليها السّلام حديث اللوح، و نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم إلى محمد نبيّه و سفيره... فضّلتك على الأنبياء، و جعلت لك عليا وصيّا....

حقّ القول منّي لأقرّن عينه [أي علي الرضا عليه السّلام] بمحمد ابنه موضع سرّي و معدن علمي... أولئك أوليائي حقّا، بهم أكشف الزلازل و البلاء، و أولئك عليهم صلوات من ربّهم و رحمة، و أولئك هم المهتدون(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه، و أنّه شبيه جدّه عليهما السّلام:

{304} 1 - السيّد شرف الدين الأسترآبادي رحمه اللّه:... عن عبد اللّه بن سنان الأسدي، عن جعفر بن محمد عليهما السّلام، قال: قال أبي - يعني محمد الباقر عليه السّلام - لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة، أخلو بك فيها....

فقال جابر: أشهد باللّه لقد دخلت على سيّدتي فاطمة عليها السّلام، لأهنّئها بولدها الحسين عليه السّلام، فإذا بيدها لوح أخضر....

ص: 146


1- الجواهر السنيّة: ص 163، س 21.

فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ و جلّ على أبي، و قال لي [أبي]: احفظيه.

فقرأت فإذا فيه اسم أبي، و بعلي، و اسم ابني، و الأوصياء من بعد ولدي الحسين... و محمد الهادي، شبيه جدّه الميمون،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل في النصّ عليه و وجود نوره عليه السّلام في العرش:

{305} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... أنس بن مالك قال: كنت... عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال:... لمّا عرج بي إلى السماء... فأوحى اللّه إليّ : يا محمد! إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة، فاخترتك منها، فجعلتك نبيّا.

ثمّ اطّلعت ثانيا، فاخترت منها عليا، فجعلته وصيّك، و وارث علمك، و الإمام بعدك. و أخرج من أصلابكما الذرّيّة الطاهرة و الأئمّة المعصومين...

فلولاكم ما خلقت الدنيا و لا الآخرة، و لا الجنّة و لا النار، يا محمد! أ تحبّ أن تراهم ؟

قلت: نعم يا ربّ !

فنوديت: يا محمد! ارفع رأسك.

فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار علي و الحسن... و علي بن موسى، و محمد بن

ص: 147


1- تأويل الآيات الظاهرة: ص 210، س 16. عنه البرهان: ج 2، ص 123، ح 6.

علي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{306} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أمّ سلمة، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء، نظرت فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه، أيّدته بعلي....

و رأيت أنوار علي و فاطمة... و محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]....

فقلت: يا ربّ ! من هذا، و من هؤلاء؟

فنوديت: يا محمد!... هذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{307} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن عبد القيس، قالوا: لمّا كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب عليه السّلام... فقال عليه السّلام... فاستقبلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

قال: لمّا عرج بي الى السماء، نظرت الى ساق العرش. فإذا مكتوب بالنور:

لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي، منهم الحسن... و محمدا [الجواد]....

قلت: إلهي! من هؤلاء الذين أكرمتهم و قرنت أسمائهم باسمك ؟

ص: 148


1- كفاية الأثر: ص 69، س 8. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 579، ح 497، و البحار: ج 36، ص 301، ح 140. الصراط المستقيم: ج 2، ص 139، س 9.
2- كفاية الأثر: ص 185، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 217، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 379، ح 615، و إثبات الهداة: ج 1، ص 595، ح 560. الجواهر السنيّة: ص 220، س 14.

فنوديت: يا محمد! هم الأوصياء بعدك و الأئمّة، فطوبى لمحبّيهم، و الويل لمبغضيهم...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{308} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن حذيفة اليمان، قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال:... لمّا عرج بي إلى السماء و نظرت إلى ساق العرش، فرأيت مكتوبا بالنور،... و رأيت أنوار الحسن...

و محمد [الجواد عليه السّلام]....

فقلت: يا ربّ ! من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك ؟

قال: يا محمد! إنّهم هم الأوصياء و الأئمّة بعدك،... فبهم أنزل الغيث، و بهم أثيب و أعاقب...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{309} 5 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أبي هريرة، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... إذ دخل الحسين بن علي عليهما السّلام فأخذه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قبّله، ثمّ قال:...

يا حسين! أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة التسعة، من ولدك أئمّة أبرار.

فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الأئمّة الذين ذكرتهم يا رسول اللّه، في صلب الحسين ؟....

قال: يا عبد اللّه! سألت عظيما، و لكنّي أخبرك: أنّ ابني هذا - و وضع يده

ص: 149


1- كفاية الأثر: ص 114، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 324، ح 182.
2- كفاية الأثر: ص 136 س 5. عنه البحار: ج 36 ص 331 ح 191، و حلية الأبرار: ج 3 ص 160 ح 2. حلية الأبرار: ج 3 ص 81 ح 1، «عن كتاب النصوص على الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام».

على كتف الحسين عليه السّلام - يخرج من صلبه ولد مبارك....

و يخرج من صلب علي [الرضا عليه السّلام] ابنه محمد المحمود، أطهر الناس خلقا، و أحسنهم خلقا،....

فقال له علي بن أبي طالب عليه السّلام: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه! من هؤلاء الذين ذكرتهم ؟

قال: يا علي! أسامي الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و ذرّيّة مباركة...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{310} 6 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السّلام على منبر الكوفة... و لقد قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لمّا عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش....

فقلت: يا ربّ ! أنوار من هذه ؟

فنوديت: يا محمد! هذه أنوار الأئمّة من ذرّيّتك.

قلت: يا رسول اللّه! أ فلا تسمّيهم لي ؟

قال: نعم! أنت الإمام و الخليفة بعدي... و بعد علي [الرضا] ابنه، محمد يدعى بالزكي...(2).

ص: 150


1- كفاية الأثر: ص 81، س 3. عنه البحار: ج 36، ص 312، ح 158، و إثبات الهداة: ج 1، ص 580، ح 504، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 140، باختصار، و الأنوار البهيّة: ص 344، س 10.
2- كفاية الأثر: ص 213، س 5. عنه مدينة المعاجز: ج 2، ص 384، ح 618، و إثبات الهداة: ج 1، ص 598، ح 568، و البحار: ج 36، ص 354 ح 225.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{311} 7 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر عليهما السّلام قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! إنّ قوما يقولون:

إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الإمامة في عقب الحسن و الحسين عليهما السّلام.

قال: كذبوا و اللّه!... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، بالنور اثنا عشر اسما، منهم علي و سبطاه و... و علي و محمد [الجواد عليه السّلام] و... فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة و الطهارة، و اللّه، ما يدّعيه أحد غيرنا إلاّ حشره اللّه تعالى مع إبليس و جنوده...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{312} 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله... ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يا محمد! لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع، و يصير كالشن البالي ثمّ أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي، و لا أظللته تحت عرشي.

يا محمد! أ تحبّ أن تراهم ؟

ص: 151


1- كفاية الأثر: ص 246، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 601، ح 581، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 357، ح 226. ينابيع المودّة: ج 3، ص 249، ح 44.

قلت: نعم! يا ربّي!

فقال عزّ و جلّ : ارفع رأسك!

فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي و فاطمة... و محمد بن علي [الجواد] و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{313} 9 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و عن عبد اللّه بن أبي أوفى، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث: إنّ إبراهيم رأى نورا، فأوحى اللّه إليه هذا نور محمد المصطفى....

قال: إلهي! أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة ؟

قال: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة من ولدهم....

قال: إلهي و سيّدي! بم يعرفون ؟

قال: يا إبراهيم! أوّلهم علي بن أبي طالب و... و محمد [الجواد عليه السّلام] ولد علي...(2).

ص: 152


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 58، ح 27، و ص 119، ح 25، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 475، ح 126، و نور الثقلين: ج 3، ص 119، ح 25. غيبة النعماني: ص 93، ح 24. عنه البحار: ج 36، ص 280، ح 100. البحار: ج 36، ص 222، ح 21 عن كتاب مقتضب الأثر، بتفاوت. إكمال الدين: ج 1، ص 252، ح 2. عنه و عن العيون، البحار: ج 52، ص 379، ح 185، و ج 36، ص 245، ح 58. كفاية الأثر: ص 152، س 3. عنه الأنوار البهيّة: ص 341، س 5.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 523، ح 278، عن كتاب الروضة في الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه و ص 740، س 18 عن الأربعين، بتفاوت. البحار: ج 36، ص 312، ح 15، عن كتاب الروضة، و الفضائل.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{314} 10 - ابن شاذان رحمه اللّه: عن أبي سلمى راعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ليلة أسري بي إلى السماء، قال لي الجليل جلّ جلاله:... يا محمد، إنّي خلقتك، و عليا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و الأئمّة من ولده من شبح نور من نوري... يا محمد! تحبّ أن تراهم ؟

قلت: نعم، يا ربّ !

فقال لي: التفت عن يمين العرش.

فالتفتّ ، فإذا أنا بعلي... و محمد بن علي [الجواد]...(1).

ص: 153


1- مائة منقبة لابن شاذان: ص 64، ح 17. عنه البحار: ج 27، ص 199، ح 67، و البرهان: ج 1، ص 266، ح 4، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 312، ح 575، و الجواهر السنيّة: ص 241، س 3، و إثبات الهداة: ج 1، ص 721، ح 209. تأويل الآيات الظاهرة: ص 104، س 13. غيبة الطوسي: ص 95، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 261، ح 82، و إثبات الهداة: ج 1، ص 548، ح 374. البحار: ج 36، ص 216، ح 18، و إثبات الهداة: ج 1، ص 709، ح 148، عن مقتضب الأثر. إثبات الهداة: ج 1، ص 697، ح 94، عن كتاب الطرائف للسيّد بن طاوس. الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 9. حلية الأبرار: ج 5، ص 490، س 7، نقلا عن مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي. ينابيع المودّة: ج 3، ص 380، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 739، س 31.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و أنّ اسمه عليه السّلام مكتوب على العرش:

{315} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، قال: إنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعدد نقباء بني إسرائيل، و كانوا اثني عشر، الفائز من والاهم، و الهالك من عاداهم....

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء، نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب، لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه أيّدته بعلي....

و رأيت مكتوبا في مواضع: عليا و عليا و عليا، و محمدا و محمدا....

قال: [اللّه تعالى]: بهم أثيب و بهم أعاقب(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{316} 2 - الكراجكي رحمه اللّه:... الجارود بن المنذر العبدي... قال: وفدت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في رجال من عبد القيس....

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا جارود! ليلة أسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟

فقلت لهم: على ما بعثتم ؟

فقالوا: على نبوّتك، و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمّة منكما.

ثمّ أوحى إليّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا علي و الحسن...

و علي بن موسى و محمد بن علي... فقال لي الربّ تعالى: هؤلاء الحجّة

ص: 154


1- كفاية الأثر: ص 244 س 4. عنه البحار: ج 36 ص 390 ح 1.

لأوليائي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أخذ العهد و الميثاق عليه عليه السّلام:

{317} 1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن جابر الأنصاري، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... فقال لنا:... كنت نورا شعشعانيّا، أسمع و أبصار و أنطق بلا جسم و لا كيفيّة.

ثمّ خلق منّي أخي عليا، ثمّ خلق منّا فاطمة، ثمّ خلق منّي و من علي و فاطمة الحسن... و خلق منه [أي من الرضا عليه السّلام] ابنه محمدا....

فأخذ عليهم العهد و الميثاق، ليؤمننّ به و بملائكته و كتبه و رسله... و التسعة الأئمّة من الحسين الذي سمّيتهم لكم...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 155


1- كنز الفوائد: ص 256، س 6. عنه البحار: ج 18، ص 293، ح 3، و ج 26، ص 298، ح 65، و مقدّمة البرهان: ص 27، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 287، س 1، بتفاوت. عنه البحار: ج 38، ص 43، ح 3. إثبات الهداة: ج 1، ص 711، ح 158، و البحار: ج 15، ص 241، ح 60، نقلا عن مقتضب الأثر. الصراط المستقيم: ج 2، ص 239، س 7.
2- الهداية الكبرى: ص 378، س 19.
الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام المرغّب في اللّه:

{318} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عائشة، قالت: كان لنا مشربة، و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السّلام لقيه فيها، فلقيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرّة فيها....

فدخل عليه الحسين بن علي عليهما السّلام، فقال جبرئيل: من هذا؟

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ابني،... و يخرج من صلبه [أي علي الرضا عليه السّلام] ابنه، و سمّاه عنده محمدا، المرغّب في اللّه، و الذابّ عن حرم اللّه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه و إعطاء اللّه إيّاه علم النبيّ عليهم السّلام:

{319} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... الحسين بن علي عليهما السّلام قال: لمّا أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: «وَ أُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ » (2)، سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تأويلها؟

فقال: و اللّه! ما عني غيركم، و أنتم أولو الأرحام، فإذا متّ ، فأبوك علي أولى بي و بمكاني... فإذا مضى علي [الرضا] فابنه محمد أولى به من بعده....

فهذه الأئمّة التسعة من صلبك، أعطاهم علمي و فهمي، طينتهم من طينتي،

ص: 156


1- كفاية الأثر: ص 187، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 218، و إثبات الهداة: ج 1، ص 596، ح 561، باختلاف. الصراط المستقيم: ج 2، ص 147، س 19.
2- الأنفال: 75/8.

ما لقوم يؤذوني فيهم لا أنا لهم اللّه شفاعتي(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس في النصّ عليه و طهارته و عصمته عليه السّلام:

{320} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهما السّلام، قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة، و قد نزلت هذه الآية:

«إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (2) ....

فقلت: يا رسول اللّه! و كم الأئمّة بعدك ؟

قال: أنت يا علي، ثمّ ابناك،... و بعد علي [الرضا] محمد ابنه....

هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت اللّه تعالى عن ذلك ؟

فقال: يا محمد! هم الأئمّة بعدك، مطهّرون معصومون، و أعداؤهم ملعونون(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 157


1- كفاية الأثر: ص 175، س 1. عنه البحار: ج 36، ص 343، ح 209، و إثبات الهداة: ج 1، ص 593، ح 552. الصراط المستقيم: ج 2، ص 155، س 20. البرهان: ج 3، ص 293، ح 15، عن ابن بابويه.
2- الأحزاب: 33/33.
3- كفاية الأثر: ص 155، س 11. عنه البحار: ج 36، ص 336، ح 199، و إثبات الهداة: ج 1، ص 590، ح 541. البرهان: ج 3، ص 310، ح 6، عن ابن بابويه.
السابع في النصّ عليه و شفاعته عليه السّلام للشيعة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام، قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده أبيّ بن كعب.

فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:... و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه [أي الرضا عليه السّلام] نطفة مباركة، طيّبة، زكيّة، رضيّة، مرضيّة، و سمّاها محمد بن علي.

فهو شفيع شيعته، و وارث علم جدّه، له علامة بيّنة، و حجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله اللّه، محمد رسول اللّه...(1).

الثامن في النصّ عليه و إنّه عليه السّلام من أعلام الهدى:

{321} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند الحاجب برجاله إلى أمير المؤمنين عليه السّلام قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: رأيت ليلة الأسرى في السماء قصورا من ياقوت... فسألت جبرائيل: لمن هما؟

فقال: لشيعة أخيك و خليفتك على أمّتك... و لشيعة ابنه [أي الرضا عليه السّلام] محمد بن علي من بعده....

هؤلاء الأئمّة من بعدك أعلام الهدى و مصابيح الدجى و شيعتهم و محبّهم شيعة الحقّ ، و موالي اللّه و رسوله. الذين رفضوا الباطل و اجتنبوه، قصدوا الحقّ و اتّبعوه، يتولّونهم في حياتهم، يزورونهم بعد وفاتهم، متعاضدون، على محبّيهم

ص: 158


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.

رحمة اللّه عليهم، إنّه غفور رحيم(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ج - النصّ عليه و مناقبه عن الإمام الصادق عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في النصّ عليه و وجوده قبل خلق آدم عليهما السّلام:

{322} 1 - النعماني رحمه اللّه:... عن داود بن كثير الرقّي، قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام... فضرب بيده إلى بسرة من عذق، فشقّها، و استخرج منها رقّا أبيض، ففضّه و دفعه إليّ ، و قال: اقرأه.

فقرأته، و إذا فيه سطران... و الثاني: «إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللّٰهِ اِثْنٰا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتٰابِ اَللّٰهِ ...» (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب... محمد بن علي [الجواد]....

ثمّ قال:... كتب هذا... قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام(3).

ص: 159


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 23. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 211. دلائل الإمامة: ص 475، ح 466. نوادر المعجزات: ص 76، ح 40.
2- التوبة: 36/9.
3- الغيبة: ص 87، ح 18. عنه البحار: ج 24، ص 243، ح 4، و ج 36، ص 400، ح 10، و ج 47، ص 141، ح 193، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 462، ح 681، و ج 5، ص 367، ح 1716، و البرهان: ج 2، ص 123، ح 2، و إثبات الهداة: ج 1، ص 711، ح 157. الصراط المستقيم: ج 2، ص 157، س 12. البحار: ج 46، ص 173، ح 26، عن كتاب مقتضب الأثر. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 307، س 17، بتفاوت. تأويل الآيات الظاهرة: ص 209، س 13.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و رؤية إبراهيم عليهما السّلام نوره في جنب العرش:

{323} 1 - السيّد شرف الدين الاسترآبادي رحمه اللّه:... سأل جابر بن يزيد الجعفي، جعفر بن محمد الصادق عليهما السّلام عن تفسير هذه الآية: «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرٰاهِيمَ » (1).

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السّلام كشف له عن بصره، فنظر....

فقال: إلهي! و أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم ؟!

قيل: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة، من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام.

فقال إبراهيم: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة ؟

قيل: يا إبراهيم! أوّلهم علي بن الحسين و ابنه محمد،... علي و ابنه محمد [الجواد]...(2).

ص: 160


1- صافات: 83/37.
2- تأويل الآيات الظاهرة: ص 485، س 8. عنه مدينة المعاجز: ج 4، ص 39، ح 1073، و البحار: ج 82، ص 80، ح 20، قطعة منه، و البرهان: ج 4، ص 20، ح 2. البحار: ج 36، ص 151، ح 131، و إثبات الهداة: ج 1، ص 646، ح 787، و ص 656، ح 838، عن كنز الفوائد.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

{324} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق عليه السّلام....

ثمّ قال: يا يونس! إذا أردت العلم الصحيح، فعندنا أهل البيت، فإنّا ورثنا، و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! و كلّ من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام ؟

فقال عليه السّلام: ما ورثه إلاّ الأئمّة الاثنا عشر.

قلت: سمّهم لي يا ابن رسول اللّه ؟

فقال: أوّلهم علي بن أبي طالب، و بعده الحسن... و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد، و... اصطفانا اللّه و طهّرنا، و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين...(1).

ص: 161


1- كفاية الأثر: ص 255، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 602، ح 584، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 403، ح 15. مختصر بصائر الدرجات: ص 121، س 14. الصراط المستقيم: ج 2، ص 157، س 3. البرهان: ج 4، ص 65، ح 4، عن ابن بابويه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام الناطق بالقرآن:

{325} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... تميم بن بهلول قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي الهذيل، و سألته: عن الإمامة فيمن تجب ؟ و ما علامة من تجب له الإمامة ؟

فقال: إنّ الدليل على ذلك و الحجّة على المؤمنين، و القائم بأمور المسلمين، و الناطق بالقرآن، و العالم بالأحكام،... ثمّ محمد بن علي... و هم عترة الرسول صلوات اللّه عليهم أجمعين، المعروفون بالوصيّة و الإمامة...

و قال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السّلام في الإمامة مثله سواء(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه عليه السّلام و أنّ عنده الحقّ :

{326} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادق عليه السّلام، أنّه قال: صم(2) يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل، و البس ثوبا جديدا،

ص: 162


1- الخصال: ج 2، ص 478، ح 46. إكمال الدين: ج 2، ص 336، ح 9. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 396، ح 2. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 54، ح 20. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 474، ح 122. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 8، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.
2- في المصدر: قم، و هو غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار.

ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك،... ثمّ ارفع يديك إلى السماء،... و قل:

اللهمّ إنّي ذكرت(1) توحيدي إيّاك....

و تقول: اللهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي... و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد، و عند الأئمّة: علي و الحسن،... و محمد [الجواد]...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

د - النصّ على إمامته و مناقبه عن الإمام الرضا عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على سبعة موضوعات:

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام يفرّق بين الحقّ و الباطل:

{327} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى، عن مالك بن أشيم، عن الحسين بن بشّار، قال:

كتب ابن قياما(3) إلى أبي الحسن عليه السّلام(4) كتابا يقول فيه: كيف تكون إماما، و ليس لك ولد؟

فأجابه أبو الحسن الرضا عليه السّلام شبه المغضب: و ما علمك أنّه لا يكون لي

ص: 163


1- في البحار: ذخرت.
2- مصباح المتهجّد: ص 331، س 7. قطعة منه فى ب 5، (التوسّل به عليه السّلام في الأدعية. عنه البحار: ج 87، ص 38، ح 7.
3- في الإرشاد: ابن قياما الواسطي.
4- في الإرشاد: الرضا عليه السّلام، و كذا في كشف الغمّة.

ولد؟! و اللّه! لا تمضي(1) الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا ذكرا، يفرّق به بين الحقّ و الباطل(2).

الثاني في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام محي الحقّ و ما حي الباطل:

{328} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن ابن قياما الواسطي - و كان من الواقفة - قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، فقلت له: يكون إمامان ؟

قال: لا! إلاّ و أحدهما(3) صامت.

فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت - و لم يكن ولد له أبو جعفر عليه السّلام بعد -.

فقال لي: و اللّه!(4)، ليجعلنّ اللّه منّي ما يثبت به الحقّ و أهله، و يمحق به الباطل و أهله.

فولد له بعد سنة أبو جعفر عليه السّلام، فقيل لابن قياما: أ لا تقنعك هذه الآية ؟

ص: 164


1- في كشف الغمّة: لا تنقضي.
2- الكافي: ج 1، ص 320، ح 4. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 274، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 2، و ج 3، ص 322، ح 8، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 375، ح 852، و حلية الأبرار: ج 4، ص 604، ح 4. إرشاد المفيد: ص 318، س 5. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 1، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 3. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 22، ح 10. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 21.
3- في الإرشاد: إلاّ أن يكون أحدهما.
4- في الإرشاد: بلى، و اللّه.

فقال: أما و اللّه! إنّها لآية عظيمة، و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في ابنه ؟!(1).

{329} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه بن نصير، قال: حدّثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن الحسين بن بشّار(2) قال:

استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا عليه السّلام في صرنا(3).

فأذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم.

قال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها إمام ؟

فقال: لا!

قال: فيكون فيها اثنان ؟

قال: لا! إلاّ واحد(4) صامت لا يتكلّم.

قال: فقد علمت أنّك لست بإمام.

ص: 165


1- الكافي: ج 1، ص 354، ح 11، و ص 321، ح 7، باختصار. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 37، ح 2135، و ص 275، ح 2316، و حلية الأبرار: ج 4 ص 606، ح 7، و الوافي: ج 2، ص 176، ح 627، و ص 375، ح 851، و البحار: ج 49، ص 68، ح 89، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 4، و ص 323، ح 11، مرسلا و باختصار. إرشاد المفيد: ص 318، س 15. عنه البحار: ج 50، ص 22، ح 12، و كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 3، مرسلا. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 2، أشار إلى مضمونه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 4.
2- في البحار: الحسين بن يسار.
3- في البحار: «صريا»، و في التنقيح: «صوبا»، و لعلّ الصحيح: «صريا»، راجع هامش رقم 407.
4- في البحار: إلاّ و أحدهما.

قال: و من أين علمت ؟

قال: إنّه ليس لك ولد، و إنّما هي في العقب!

قال: فقال له: فو اللّه! إنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يحيي(1) الحقّ و يمحي الباطل(2).

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث أبيه عليهما السّلام:

{330} 1 - المسعودي رحمه اللّه: و روى عبد الرحمن بن محمد، عن كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا عليه السّلام: أنت تحبّ الصبيان، فادع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال: إنّما أرزق ولد واحد، و هو يرثني.

فلمّا ولد أبو جعفر عليه السّلام كان طول ليلته يناغيه في مهده، فلمّا طال ذلك عليّ عدّة ليال.

قلت له: جعلت فداك! قد ولد للناس أولاد قبل هذا، فكلّ هذا تعوّذه ؟

فقال: ويحك! ليس هذا عوذة، إنّما أغرّه بالعلم غرّا.

و كان مولده و منشؤه على صفة مواليد آبائه عليهم السّلام(3).

ص: 166


1- في البحار: يحقّ الحق و يمحق الباطل.
2- رجال الكشّي: ص 553، ح 1044. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 19، و تنقيح المقال: ج 1، ص 341، س 6. إعلام الورى: ج 2، ص 57، س 3.
3- إثبات الوصيّة: ص 217 س 3. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه الولد الوحيد للرضا عليه السّلام).
الرابع في النصّ على إمامته عليه السّلام في صباوته:

{331} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن الحسن(1) بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه، قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السّلام بخراسان، فقال قائل: يا سيّدي! إن كان كون، فإلى من ؟

قال: إلى أبي جعفر، ابني.

فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر عليه السّلام.

فقال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللّه سبحانه بعث عيسى بن مريم رسولا نبيّا، صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر عليه السّلام(2).

{332} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا علي بن محمد الدقّاق، قال: حدّثني

ص: 167


1- في الكافي: الحسين بن محمد.
2- الإرشاد: ص 319، س 3. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 3. الكافي: ج 1، ص 323، ح 13، و ص 384، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 334، ح 168، و حلية الأبرار: ج 4، ص 544، ح 3، و ص 609، ح 13، و ص 610، ح 15، و الوافي: ج 2، ص 378، ح 860، و البحار: ج 14، ص 256، ح 53، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 277، ح 2319، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 5، بتغيير. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 20، و فيه: «الجيراني» بدل «الخيراني» و بتفاوت في المتن. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 419، س 5. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 9. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 23، ح 15. روضة الواعظين: ص 261، س 8.

محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن المحمودي، عن إسحاق بن إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: كنت واقفا على رأس أبي الحسن علي بن موسى عليهما السّلام بطوس، فقال له بعض من كان عنده: إن حدث حدث، فإلى من ؟

قال: إلى ابني محمد.

و كأنّ السائل استصغر بسنّ أبي جعفر عليه السّلام.

فقال له أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى بعث عيسى بن مريم عليهما السّلام ثابتا بإقامة شريعة في دون(1) السنّ الذي أقيم فيه أبو جعفر ثابتا على شريعته(2).

{333} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر، [عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر] قال: دخلت على الرضا عليه السّلام أنا و صفوان بن يحيى، و أبو جعفر عليه السّلام قائم، و قد أتى له ثلاث سنين.

فقلنا له: جعلنا اللّه فداك! إن - و أعوذ باللّه - حدث حدث، فمن يكون

ص: 168


1- في المصدر: «دور» و الظاهر أنّه غير صحيح.
2- كفاية الأثر: ص 273، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 20. دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. و فيه حدّثني أبو الفضل محمد بن عبد اللّه، قال حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا... و باختلاف في المتن. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 285، ح 2328. إثبات الوصيّة: ص 220، س 8، مرسلا، عن المحمودي، باختلاف، و تغيير. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 9.

بعدك ؟

قال: ابني هذا، و أومأ إليه.

قال: فقلنا: و هو في هذا السنّ؟!

قال: نعم! و هو في هذا السنّ ؛ إنّ اللّه تبارك و تعالى احتجّ بعيسى بن مريم عليهما السّلام و هو ابن سنتين(1).

الخامس في النصّ عليه و مخاطبة أبيه إيّاه عليهما السّلام بالتعظيم و هو صبيّ :

{334} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدّثنا عون بن محمد، قال:

حدّثنا أبو الحسين بن محمد بن أبي عبّاد، و كان يكتب للرضا عليه السّلام، ضمّه إليه الفضل بن سهل، قال: ما كان عليه السّلام يذكر محمدا ابنه عليه السّلام إلاّ بكنيته، يقول: كتب إليّ أبو جعفر، و كنت أكتب إلى أبي جعفر، و هو صبي بالمدينة.

فيخاطبه بالتعظيم. و ترد كتب أبي جعفر عليه السّلام في نهاية البلاغة و الحسن.

ص: 169


1- كفاية الأثر: ص 275، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 23، بتفاوت، و ج 14، ص 257، ح 54، باختصار، و إثبات الهداة: ج 3، ص 325، ح 22. إثبات الوصيّة: ص 219، س 19، عن الحميري، بتفاوت و تغيير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 326، ح 25. روضة الواعظين: ص 261، س 12. حلية الأبرار: ج 4، ص 614، ح 20 عن ابن بابويه. الهداية الكبرى: ص 359، س 24.

فسمعته يقول: أبو جعفر وصيّي و خليفتي(1) في أهلي من بعدي(2).

السادس في النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

{335} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: بنان بن نافع، قال: سألت علي بن موسى الرضا عليهما السّلام فقلت: جعلت فداك! من صاحب الأمر بعدك ؟

فقال لي: يا ابن نافع! يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي، و هو حجّة اللّه تعالى من بعدي.

فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام، فلمّا بصر بي.

قال لي: يا ابن نافع! أ لا أحدّثك بحديث ؟ إنّا معاشر الأئمّة، إذا حملته أمّه يسمع الصوت من(3) بطن أمّه أربعين يوما.

فإذا أتى له في بطن أمّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالى له أعلام الأرض، فقرّب له ما بعد عنه، حتّى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارّة.

و إنّ قولك لأبي الحسن: من حجّة الدهر و الزمان من بعده ؟ فالذي حدّثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجّة عليك.

ص: 170


1- في إثبات الهداة: و خليفتي من بعدي.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 240، ح 1. عنه البحار: ج 50، ص 18، ح 2، و حلية الأبرار: ج 4، ص 610، ح 14، و إثبات الهداة: ج 3، ص 324، ح 18. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 19. قطعة منه في ف 8، ب 2، (مكاتبته مع أبيه الرضا عليهما السّلام).
3- في مدينة المعاجز: في بطن، كذا في البحار.

فقلت: أنا أوّل العابدين.

ثمّ دخل علينا أبو الحسن، فقال لي: يا ابن نافع! سلّم، و أذعن له بالطاعة؛ فروحه روحي، و روحي روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

السابع في النصّ عليه و بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام:

{336} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى عبد الرحمن بن محمد، عن كلثم ابن عمران(2) قال: قلت للرضا عليه السّلام: ادع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال عليه السّلام: إنّما أرزق ولدا واحدا، و هو يرثني.

فلمّا ولد أبو جعفر عليه السّلام قال الرضا عليه السّلام لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى بن عمران عليه السّلام، فالق البحار، و شبيه عيسى بن مريم عليهما السّلام، قدّست أمّ ولدته.

فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة، قال الرضا عليه السّلام: يقتل غصبا، فيبكي له و عليه أهل السماء. و يغضب اللّه تعالى على عدوّه و ظالمه، فلا يلبث إلاّ يسيرا حتّى يحلّ اللّه به إلى عذابه الأليم، و عقابه الشديد.

ص: 171


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 11. عنه البحار: ج 50، ص 55، ح 31 و إثبات الهداة: ج 3، ص 326، ح 23، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 384، ح 2392. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، و ف 4، ب 3، (كيفيّة خلق الأئمّة في بطون أمّهاتهم عليهم السّلام).
2- في البحار: كليم بن عمران.

و كان طول ليلته يناغيه(1) في مهده(2).

ه - النصّ على امامته و مناقبه عن الإمام الحسن العسكري عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوع واحد:

الأوّل في النصّ عليه و أثر قدمه عليه السّلام على البساط:

{337} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن عاصم الكوفي، و كان محجوبا، قال:

دخلت على أبي محمد الحسن عليه السّلام بالعسكر، فطرقت شيئا ناعما، فقلت:

ما هذا؟

فقال: يا عاصم! أنت على بساط قد جلس عليه، و وطئه كثير من المرسلين و النبيّين و الأئمّة الراشدين... هذا أثر آدم و... و هذا أثر السيّد محمد، و هذا أثر أمير المؤمنين... و هذا أثر محمد [الجواد]...(3).

ص: 172


1- المناغاة: تكليمك الصبي بما يهوي من الكلام؛ و ناغى: إذا كلّم صبيّا بكلام مليح لطيف. لسان العرب: ج 15، ص 336 (نغى).
2- عيون المعجزات: ص 121، س 11. عنه الأنوار البهيّة: ص 251، س 15، و حلية الأبرار: ج 4، ص 525، ح 4، و البحار: ج 50 ص 15، ح 19، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 399، ح 2408. قطعة منه في ف 1، ب 4، (شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث)، و ب 6، (إخبار أبيه الرضا عليهما السّلام بشهادته عند ولادته).
3- الهداية الكبرى: ص 335، س 18. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 594، ح 2580، و حلية الأبرار: ج 5، ص 121، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 572، ح 694، قطعة. مشارق أنوار اليقين: ص 100، س 8، من غير ذكر لأسامي الأئمّة عليهم السّلام. عنه البحار: ج 11، ص 34، ح 27، و ج 50، ص 304، ح 81. البحار: ج 50، ص 316، س 5، عن بعض مؤلّفات أصحابه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

و - النصّ عليه و اسمه عليه السّلام في التوراة و يشتمل هذا العنوان أيضا على موضوع واحد:

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام طويل الأثر:

1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: قال ابن عمر: سمّاهم [أي الأئمّة عليهم السّلام] كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، و تمر، بطور، بوقيش، قيدمة.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّا عالما؛ فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة، صحيحة، نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها؟

قال: نعم!... تيمو(1)، القصير العمر، الطويل الأثر...(2).

{338} 2 - هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: قد ورد أسماء النبيّ و الأئمّة

ص: 173


1- هذا الاسم مشتبه، لأنّه ذكر في عداد أسمائهم الشريفة: و تمر، و هنا: تيمور، و في العلل: تيمورا، و هكذا بعضها الآخر.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 141، س 11. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 2، (اسمه عليه السّلام في التوراة)، رقم 47.

الاثني عشر، صلوات اللّه عليهم في التوراة بلسان العبرانيّة.

و قد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ: «محمد المصطفى» إيليا: «على المرتضى» قيذور: «الحسن المجتبى» إيرييل: «الحسين الشهيد» مشقور:

«زين العابدين» مسهور: «محمد الباقر» مشموط: «جعفر الصادق» ذومرا:

«موسى الكاظم» هذاذ: «علي بن موسى الرضا» تيمورا: «محمد التقى» نسطور: «علي النقي» نوقش: «الحسن العسكري» قديمونيا: «محمد بن الحسن» صاحب الزمان روحي و أرواح العالمين له الفداء(1).

ص: 174


1- هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 164، س 16. قطعة منه في ف 1، ب 2، (اسمه عليه السّلام في التوراة).

الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على اثنين و عشرين عنوانا:

أ - وجود نوره عليه السّلام في العرش:

{339} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي عليهما السّلام، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أخبرني جبرئيل عليه السّلام لمّا ثبت اللّه عزّ و جلّ اسم محمد على ساق العرش قلت: يا ربّ هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش أرني أعزّ خلقك عليك.

قال: فأراه اللّه عزّ و جلّ اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء و الأرض.

فقال: يا ربّ بحقّهم عليك إلاّ أخبرتني من هم ؟

قال: هذا نور علي بن أبي طالب،... و هذا نور محمد بن علي [الجواد]...

ما أحد يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بهؤلاء القوم إلاّ أعتق اللّه تعالى رقبته من النار(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{340} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أمّ سلمة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لمّا أسرى بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش... و رأيت أنوار علي

ص: 175


1- كفاية الأثر: ص 169، س 6. عنه البحار: ج 36، ص 341، ح 206، و إثبات الهداة: ج 1، ص 592، ح 549.

و... و محمد بن علي [الجواد]... عليهم السّلام(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - علائم إمامته عليه السّلام:

{341} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الحسن بن الجهم، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام جالسا، فدعا بابنه، و هو صغير، فأجلسه في حجري و قال لي: جرّده و انزع قميصه. فنزعته، فقال لي: انظر بين كتفيه.

قال: فنظرت فإذا في إحدى كتفيه شبه الخاتم داخل في اللحم.

ثمّ قال لي: أ ترى هذا؟(2) مثله في هذا الموضع(3) كان من أبي عليه السّلام(4).

ص: 176


1- كفاية الأثر: ص 185، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 217، و مدينة المعاجز ج 2، ص 379، ح 615، و إثبات الهداة: ج 1، ص 595، ح 560. الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: ص 220، س 14.
2- في الكافي: كان مثله في هذا الموضع من أبي.
3- في كشف الغمّة: في أبي.
4- الإرشاد: ص 318، س 20. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 14، مرسلا، و البحار: ج 25، ص 120، ح 3. الكافي: ج 1، ص 321، ح 8. عنه الوافي: ج 2، ص 376، ح 855، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 294، ح 2333، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 12، و حلية الأبرار: ج 4، ص 606، ح 8. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 6. عنه و عن الإرشاد: البحار: ج 50، ص 23، ح 13. إثبات الوصيّة: ص 218، س 18. و فيه: روي عن موسى بن القاسم، عن محمد بن علي ابن جعفر، باختصار. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 900، س 2، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 8. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 14.

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو الصلت الهروي، قال: و رأيت على شفتي الرضا عليه السّلام زبدا أشدّ بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر عليه السّلام يلحثه بلسانه.

ثمّ أدخل يده بين ثوبيه و صدره و استخرج منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر عليه السّلام.

و مضى الرضا عليه السّلام...(1).

3 - المسعودي رحمه اللّه: و روي عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام و أبو جعفر عليه السّلام، صغير بين يديه،... ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر عليه السّلام، فأراني مثل رمز إصبعين.

فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى عليه السّلام(2).

{342} 4 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن محمد بن يحيى، و أبي داود الطوسي، قالا: دخلنا على أبي شعيب... فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، و كان الوقت في غير أوان حمل النخل و الشجر، فانثنى أبو شعيب إلى علي بن

ص: 177


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- إثبات الوصيّة: ص 219، س 12. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا بعد ولادته عليهما السّلام)، رقم 292.

أمّ الرقاد، و قال: قم يا علي إلى هذه النخلة و اجتنى منها رطبا، و ائتنا.

فقام علي إلى النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها، فلم يصل إليها حتّى رأيناها قد تهدلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، و نحن ننظر إليه حتّى لقط ملأ طبق معه، ثمّ أتى به و وضعه بين أيدينا.

و قال لنا: كلوا! و اعلموا يسيرا في فضل اللّه على سيّدكم أبي محمد الحسن عليه السّلام،....

فأكلنا منه، و أقبل يظهر لنا فيه الوانا من الرطب من كلّ نوع غريب، و إذا نحن بخادم قد أتى من دار سيّدنا الحسن عليه السّلام و....

و قال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! أغرس هذا النوى في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك و عبرة في حياتك و بعد وفاتك....

فعدت من قابل، فجاء في نفسي من أمر النخلة،... فدنونا منها و أسعافها تحرّكها الرياح، فسمعنا في تخشخشها، ألسنا تنطق و تقول، لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه،... و علي، و محمد [الجواد]،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ج - ما ظهر حين ولادته عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت:...

فلمّا ولدته [أي الجواد عليه السّلام]، قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه».

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد

ص: 178


1- الهداية الكبرى: ص 338، س 9.

و على الأئمّة الراشدين»(1).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام فى الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري، و نزعت عنه ذلك الغشاء،....

قالت: فلمّا كان فى اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه».

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا!

فقال: و ما ذاك ؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر!(2)

د - إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين:

{343} 1 - محمد بن يعقوب الكلينيّ رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن يحيى الصنعاني(3)، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و هو بمكّة، و هو يقشّر موزا، و يطعمه أبا جعفر عليه السّلام.

فقلت له: جعلت فداك! هذا المولود المبارك ؟!

ص: 179


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معجزة كلامه عليه السّلام عند ولادته)، رقم 368.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه فى ف 1، ب 1، (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.
3- في إرشاد المفيد: أبي يحيى الصنعاني.

قال: نعم! يا يحيى! هذا المولود، الذي لم يولد فى الاسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه(1).

{344} 2 - الراوندي رحمه اللّه: قال ابن أسباط، و عبّاد أبو إسماعيل: إنّا عند الرضا عليه السّلام بمنى إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام، قلنا: هذا المولود المبارك ؟!

ص: 180


1- الكافي: ج 6، ص 360، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 24، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31566. الكافي: ج 1، ص 321، ح 9، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي يحيى الصنعاني...، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 13، و حلية الأبرار: ج 4، ص 607، ح 9، و الوافي: ج 2، ص 376، ح 854. الكافي: ج 6، ص 360، ح 1، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يحيى بن موسى الصنعاني، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31567. إرشاد المفيد: ص 318، س 25، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 12، بتفاوت. و عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 23، ح 14. كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 18، مرسلا عن أبي يحيى الصنعاني، بتفاوت. إثبات الوصيّة: ص 218، س 22، مرسلا، عن علي بن أسباط، عن نجم الصنعاني، بتفاوت. المحاسن: ص 555، ح 96، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن موسى الصنعاني، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31567، و البحار: ج 63، ص 187، ح 3. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 11، بتفاوت. الأنوار البهيّة: ص 252، س 2. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طعامه عليه السّلام)، و ف 5، ب 20، (أكل الموز).

قال: نعم! هذا المولود المبارك! الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام - و نحن نريد العمرة - في بعض الطريق....

ثمّ قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته [أي ابني علي عليه السّلام]، و ستلقاه، فبشّره: إنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك...(2).

ه - إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه:

{345} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن عمر بن فرج الرخجي(3)، قال:

قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ شيعتك تدّعي أنّك تعلم كلّ ماء في دجلة و وزنه ؟ و كنّا على شاطئ دجلة.

فقال عليه السّلام: يقدر اللّه تعالى على أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضته من خلقه أم لا؟

قلت: نعم! يقدر.

فقال: أنا أكرم على اللّه تعالى من بعوضته(4) و من أكثر خلقه(5).

ص: 181


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 385، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 20، س 14.
2- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 4، (اشتراء أمّه عليه السّلام)، رقم 98.
3- في المصدر: عمر بن فرج الرجحي، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه سائر المصادر، و أنّه لم يذكر في كتب الرجال إلاّ في مستدركات علم الرجال قال: عمر بن الفرج الرخجي: ج 6، ص 107 رقم 11083.
4- في البحار: بعوضة.
5- عيون المعجزات: ص 127، س 5. عنه الأنوار البهيّة: ص 261، س 18، و البحار: ج 50، ص 100، ضمن ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 400، ح 2409. إثبات الوصيّة: ص 226، س 24. قطعة منه في ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ ).

و - تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام:

{346} 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى بن زياد، قال: كنت فى ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتابا ينسخ، فسألت عنه ؟

فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه عليهما السّلام من خراسان.

فسألتهم أن يدفعوه إليّ ، فدفعوه إليّ ، فإذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أبقاك اللّه طويلا، و أعاذك من عدوّك يا ولدي! فداك أبوك!

قد فسّرت لك ما لي، و أنا حيّ سوي رجاء أن يمنّك [اللّه] بالصلة لقرابتك و لموالى موسى و جعفر رضي اللّه عنهما.

فأمّا سعيدة، فإنّها امرأة قوي الجزم في النحل و الصواب في رقّة الفطر، و ليس ذلك كذلك.

قال اللّه: «مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً » (1).

و قال: «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمّٰا (2)

ص: 182


1- البقرة: 245/2.
2- في المصدر ما اتيه اللّه، و هو غير صحيح.

آتٰاهُ اَللّٰهُ » (1) .

و قد أوسع اللّه عليك كثيرا، يا بنيّ ! فداك أبوك! لا يستر(2) في الأمور بحسبها فتحظّي حظّك، و السلام(3).

{347} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبى نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن [الرضا] إلى أبي جعفر عليهما السّلام:

يا أبا جعفر! بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فإنّما ذلك من بخل منهم، لئلاّ ينال منك أحد خيرا.

و أسألك(4) بحقّي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلاّ من الباب الكبير.

فإذا ركبت، فليكن معك(5) ذهب و فضّة، ثمّ لا يسألك أحد شيئا إلاّ أعطيته.

و من سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين دينارا و الكثير إليك.

و من سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة و عشرين دينارا و الكثير إليك.

إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك اللّه، فأنفق و لا تخش من ذي العرش

ص: 183


1- البقرة: 245/2.
2- فى البرهان: لا تستردّنى، و فى البحار: لا تستر دونى الأمور لحبّها فتخطئ حظّك.
3- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 131، ح 436. عنه البرهان: ج 1، ص 234، ح 5، و البحار: ج 50، ص 103، ح 18. قطعة منه في ف 6، ب 1، (البقرة: 245/2)، و (الطلاق: 7/65).
4- فى العيون: فأسألك.
5- فى العيون: منك.

اقتارا(1).

{348} 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السيّاري، عن عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه، قال:

كتب أبو الحسن عليه السّلام من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكر فإنّه ردّي للرجال.

و فسّره السيّاري عن عبيد اللّه أنّه يكره للرجال فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكر(2).

ز - عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

1 - الراوندي رحمه اللّه:... محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...؟

فكتب إليّ :... عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا، و هو مع كلّ إمام(3).

ص: 184


1- الكافى: ج 4، ص 43، ح 5. عيون اخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 8، ح 20، بتغيير آخر لم نذكره فى المتن. عنه البحار: ج 50، ص 102، ح 16، باختلاف يسير، و ج 93، ص 121، ح 24، باختلاف يسير، و وسائل الشيعة: ج 9، ص 463، ح 12504، و الأنوار البهيّة: ص 263، س 11.
2- الكافي: ج 6، ص 307، ح 13. عنه البحار: ج 63، ص 284، ح 29، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 19، ح 31026، أشار إليه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طعامه عليه السّلام).
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.

{349} 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: إنّ السلاح [أي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح كما يدور حيث دار التابوت(1).

{350} 3 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: تنظر في كتب أبيك ؟

فقال: نعم!

فقلت: سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و درعه ؟

فقال: قد كان فى موضع كذا و كذا؛ فأتى ذلك الموضع مسافر، و محمد بن علي، ثمّ سكت(2).

ح - إنّه عليه السّلام هو المراد من آية النور:

{351} 1 - البحراني رحمه اللّه: روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخلت إلى مسجد الكوفة و أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه يكتب بإصبعه و يتبسّم....

فقال عليه السّلام: عجبت لمن يقرأ هذه الآية و لم يعرفها حقّ معرفتها.

ص: 185


1- بصائر الدرجات: ص 197، ح 7. عنه البحار: ج 26، ص 206، ح 8، بتفاوت يسير. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّ عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- بصائر الدرجات: ص 200، ح 19. عنه البحار: ج 26، ص 220، ح 43. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إن عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين!؟

فقال: قوله تعالى: «اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ » (1).

«المشكاة» محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

«يكاد زيتها يضيء» محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام و...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{352} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قوله: «اللّه نور السموات». أنّه قال: يا علي! «النور» اسمي «و المشكاة» أنت... «لا شرقيّة» محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ط - تحيّة المهدي له عليهما السّلام حين ولادته:

{353} 1 - الراوندي رحمه اللّه: عن حكيمة، [قالت]: دخلت يوما على أبي محمد عليه السّلام؛ فقال: يا عمّة! بيّتي عندنا الليلة، فإنّ اللّه سيظهر الخلف فيها....

فبتّ ... و أشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد [للّه تعالى] إلى القبلة، فأخذته.

فناداني أبو محمد من الحجرة: هلمّي بابني إليّ يا عمّة!

قالت: فأتيته به....

ص: 186


1- النور: 35/24.
2- البرهان: ج 3، ص 136، ح 16.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 280، س 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 668، ح 887.

و قال: انطق يا بنيّ بإذن اللّه!

فقال عليه السّلام: أعوذ باللّه السميع العليم،... و صلّى اللّه على محمد المصطفى، ... و محمد بن علي،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ى - إنّه عليه السّلام قائد الأمّة و سائقها:

{354} 1 - ابن شاذان القميّ رحمه اللّه:... عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي! أنا نذير أمّتي، و أنت هاديها،...

و محمد بن علي [الجواد] قائدها و سائقها،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 187


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 455، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 173، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 8، ص 31، ح 2666. كشف الغمّة: ج 2، ص 498، س 2. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 241، س 12.
2- مائة منقبة: ص 49، س 2. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 292، س 10. عنه البحار: ج 36، ص 269، ضمن ح 91. إثبات الهداة: ج 1، ص 699، ح 106 عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 9. العدد القويّة: ص 88، ح 152. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 721، ح 210.

ك - إنّه عليه السّلام منزل أهل الجنّة في درجاتهم:

{355} 1 - ابن شاذان القميّ رحمه اللّه:... عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا واردكم على الحوض، و أنت يا علي! الساقي،...

و محمد بن علي منزل أهل الجنّة في درجاتهم،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ل - ثمرة الأخذ بولايته عليه السّلام:

{356} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السّلام ... عن علي عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ آمنا مطهّرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولّك و ليتولّ ... و محمدا [الجواد]،...(2).

ص: 188


1- مائة منقبة: ص 47، س 5. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 292، س 18. عنه البحار: ج 36، ص 270، ضمن ح 91. إثبات الهداة: ج 1، ص 700، ح 107، عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 1. العدد القويّة: ص 88، ح 153. حلية الأبرار: ج 5، ص 493، س 5. إثبات الهداة: ج 1، ص 749، س 23، عن مقتل الحسين للخوارزمي. البحار: ج 26، ص 316، ح 80، عن كتاب تفضيل الأئمّة. مشارق أنوار اليقين: ص 180، س 21. عنه البحار: ج 27، ص 312، ح 7.
2- الغيبة: ص 90، س 20. عنه البحار: ج 36، ص 258، ح 77. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 293، س 7. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 729، ح 242.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{357} 2 - النباطي البياضي رحمه اللّه:... و أسند الحاجب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام:

قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، من سرّه أن يلقى اللّه و هو عنه راض فليتولّك يا علي!...

و من أحبّ أن يلقاه، فيعطيه كتابه بيمينه، فليتولّ ابنه محمدا [الجواد]،...

فهؤلاء مصابيح الدجى و أئمّة الهدى، من تولاّهم كنت ضامنا له على اللّه الجنّة(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{358} 3 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند [الحاجب] برجاله أيضا قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه آمنا مطهّرا فليتولّك و ولدك الحسن و الحسين... و محمد بن علي...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{359} 4 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه عليهم السّلام، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إنّه قال: لعلي عليه السّلام... و من أحبّ أن يلقى اللّه، و قد رفعت درجاته، و بدلت سيّئاته حسناته، فليتوال محمد الجواد...(3).

ص: 189


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 148، س 6. البحار: ج 36، ص 296، ح 125، عن الفضائل، و الروضة.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 12. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 212.
3- إثبات الهداة: ج 1، ص 524، ح 280، عن كتاب الروضة في الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{360} 5 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه السّلام، عن أبيه... قال لي علي عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه آمنا مطمئنّا لا يحزنه الفزع الأكبر، فليتولاّك، و ليتولّ ابنيك... و محمدا [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{361} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: كتاب صفوة الأخبار، عن إبراهيم بن محمد النوفلي، عن أبيه و كان خادما لأبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّه قال: حدّثني العبد الصالح، الكاظم موسى بن جعفر عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال: حدّثني أخي و حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من سرّه أن يلقى اللّه و هو راض عنه فليتوال ابنك الحسن...

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد رفعت درجاته و بدّلت سيّئاته حسنات فليتوال محمد بن علي الجواد...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

م - تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام:

1 - الكفعمي رحمه اللّه:... الساعة التاسعة من صلاة العصر إلى أن يمضي ساعتان

ص: 190


1- إثبات الهداة: ج 1، ص 547، ح 372. الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 12، و ص 148، س 6.
2- البحار: ج 27، ص 107، ح 80.

للجواد عليه السّلام...(1).

{362} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن العسكري عليه السّلام جئت أسأل عن خبره....

فقلت: قوله: لا تعادوا الأيّام فتعاديكم، ما معناه ؟

فقال عليه السّلام: نعم! الأيّام نحن، ما قامت السموات و الأرض؛ فالسبت اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا...(2).

ص: 191


1- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 5، (التوسل به عليه السّلام فى السّاعة المخصوصة)، رقم 482.
2- الخصال: ص 394، ح 102. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 326، ح 40، و البحار: ج 24، ص 238، ح 1، و ج 56، ص 20، ح 3، و ج 50، ص 194، ح 6. معاني الأخبار: ص 123، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 491، ح 177، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 510، ح 2505. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 412 ضمن ح 17، بتفاوت. عنه جمال الاسبوع: ص 36، س 9، و البحار: ج 50، ص 195، ح 7، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 483، ح 2479، و حلية الأبرار: ج 5، ص 52، ح 4. إقبال الأعمال: ص 278، س 12، أورد مضمونه. إثبات الوصيّة: ص 266، س 11. جامع الأخبار: ص 90، س 3. إكمال الدين: ج 2، ص 383 ضمن ح 9. روضة الواعظين: ص 430، س 11. عنه المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 308، س 9. الصراط المستقيم: ج 2، ص 159، س 12. جمال الأسبوع: ص 35، س 5. عنه البحار: ج 99، ص 210، ح 1. كفاية الأثر: ص 285، س 7. عنه البحار: ج 36، ص 413، ح 3. إعلام الورى: ج 2، ص 245، س 15. الهداية الكبرى: ص 363، س 10. عدّة الداعي: ص 52، س 10، أورد مضمونه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{363} 3 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: و عنهم عليهم السّلام أنّهم قالوا: نحن الليالي و الأيّام، من لم يعرف هذه الأيّام لم يعرف اللّه حقّ معرفته، فالبست، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النبوّة و لا نبيّ بعده... و الخميس، خمسة أنوار، الرضا، و الجواد، و الهادي، و العسكري، و المهدي و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ن - عنده عليه السّلام الاسم الأعظم:

{364} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و صلّ ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء و قل: «اللهمّ ! إنّي حللت بساحتك... و بالاسم الذي جعلته عند محمد صلواتك و رحمتك عليه و على آله و عند علي و الحسن ... و موسى و علي و محمد و...(2).

ص: 192


1- مشارق أنوار اليقين: ص 45، س 20.
2- مصباح المتهجّد: ص 337، ح 444. البلد الأمين: ص 153، س 1. عنه و عن المصباح، البحار: ج 87، ص 43، ح 8.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

س - إنّه عليه السّلام كان محدّثا:

{365} 1 - المسعودي رحمه اللّه: الحميري، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السّلام: كان أبو جعفر، محدّثا(1).

ع - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام:

يا سيّدي! إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك!

فقال: و ما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ؟! لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» (2).

فو اللّه! ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام و له تسع سنين، و أنا ابن تسع سنين(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن سيف، عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال: قلت له: إنّهم يقولون في حداثة سنّك!

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان، و هو صبيّ

ص: 193


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 17.
2- يوسف: 108/12.
3- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 866.

يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم...(1).

3 - محمد بن يعقوب الكلينيّ رحمه اللّه:... علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة ... فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبيّ ...(2).

ف - علمه عليه السّلام في التوحيد:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الحسين بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام: يجوز أن يقال للّه: إنّه شيء؟

فقال: نعم! يخرجه من الحدّين: حدّ التعطيل، و حدّ التشبيه(3).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن التوحيد، فقلت: أتوهّم شيئا؟

فقال: نعم! غير معقول و لا محدود؛ فما وقع و همك عليه من شيء، فهو خلافه، لا يشبهه شيء، و لا تدركه الأوهام؛ كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصوّر في الأوهام ؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول و لا محدود(4).

ص: 194


1- الكافى: ج 1، ص 383، ح 3. يأتى الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 867.
2- الكافى: ج 1، ص 384، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معجزته عليه السّلام في طفولته)، رقم 370.
3- التوحيد: ص 107، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه)، رقم 583.
4- التوحيد: ص 106، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 577.

ص - علمه عليه السّلام بما في الأرحام:

{366} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، و أربعين ليلة علقة، و أربعين ليلة مضغة، فذلك تمام أربعة أشهر. ثمّ يبعث اللّه ملكين خلاّقين، فيقولان: يا ربّ ! ما تخلق ؟ ذكرا أم(1) انثى ؟ شقيّا أو سعيدا؟ فيقال ذلك.

فيقولان: يا ربّ ما رزقه ؟ و ما أجله ؟ و ما مدّته ؟ فيقال ذلك. و ميثاقه بين عينيه ينظر إليه، و لا يزال(2) منتصبا في بطن أمّه حتّى إذا دنا خروجه، بعث اللّه عزّ و جلّ إليه ملكا فزجره زجرة، فيخرج و ينسى(3) الميثاق(4).

ص: 195


1- في البرهان: أو، و كذا في البحار.
2- في البحار: فلا يزال.
3- في البرهان: فينسى.
4- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 537، ح 48، و البرهان: ج 3، ص 111، ح 4، و البحار: ج 60، ص 346، ح 31، و وسائل الشيعة: ج 7، ص 140، ح 8948 و فيه «قلت لأبي الحسن» و يحتمل أن يكون هو مصحّف «أبي جعفر» و الصحيح ما ذكره الكليني. قطعة منه في ف 4، ب 1، (القضاء و القدر و المشيّة)، و ف 5، ب 9، (الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا)، و ف 7، ب 1، (موعظته في الدعاء للحبلى)، و ب 2، (الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا).

ق - جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة:

{367} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

استأذن(1) على أبى جعفر عليه السّلام قوم من أهل النواحي من الشيعة ؟ فأذن لهم، فدخلوا، فسألوه(2) في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة. فأجاب عليه السّلام و له عشر سنين(3).(4).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام، و قد حضر خلق من الشيعة من كلّ بلد.... فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة. فأجابهم فيها، و له تسع سنين(5).

3 - الكفعمي رحمه اللّه:... و بالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل، فوفّقته لردّ الجواب. و امتحن، فعضدته بالتوفيق و الصواب...(6).

ص: 196


1- فى المناقب: استأذنت أبا جعفر لقوم من الشيعة.
2- فى كشف الغمّة: و سئلوه.
3- في المناقب: فأجاب فيها، و هو ابن عشر سنين.
4- الكافي: ج 1، ص 496، ح 7. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 277، ح 2318، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 13، و حلية الأبرار: ج 4، ص 545، ح 4، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1440. المناقب: ج 4، ص 384، س 4. عنه و عن الكافي، و كشف الغمّة، البحار: ج 50، ص 93 ضمن ح 6. كشف الغمّة: ج 2، ص 364، س 1.
5- الاختصاص: ص 102، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
6- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 5، (التوسّل به فى الساعة المخصوصة عليه السّلام)، رقم 482.

ر - علمه عليه السّلام بأنساب الناس:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام: قال: كان أبو جعفر عليه السّلام شديد الأدمة، و لقد قال: فيه الشاكّون المرتابون - و سنّه خمسة و عشرون شهرا - إنّه ليس هو من ولد الرّضا عليه السّلام....

و قال عليه السّلام: و اللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي و اللّه لأعلم بواطنهم و ظواهرهم؛ و إنّي لأعلم بهم أجمعين، و ما هم إليه صائرون.

أقوله حقّا، و أظهره صدقا، علما ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، و بعد بناء السماوات و الأرضين.

و أيم اللّه! لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك و الشرك و الشقاق علينا، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون...(1).

ش - تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة:

1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عيسى، عن أبي هاشم قال:

كنت اتغدّي معه فيدعو بعض غلمانه بالسقلابيّة و الفارسيّة، و ربما يقول غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسيّة، فكنت أقول: اكتب، فكان يكتب فيفتح

ص: 197


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.

هو على غلامه.(1)

ت - علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام، و هو يكلّم ثورا، فحرّك الثور رأسه، فقلت: لا! و لكن تأمر الثور أن يكلّمك.

فقال عليه السّلام: و علّمنا منطق الطير، و أوتينا من كلّ شيء.

ثمّ قال للثور: قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له...(2).

2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط... فقال أبو جعفر عليه السّلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك و تزعم أنّ لها رجلين، و أنّك تحيف عليها بالحلب. فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، و إلاّ دعوت اللّه تعالى أن يبترّ عمرك.

فقال الراعي:... أسألك لمّا أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه و غيبه و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(3).

ص: 198


1- بصائر الدرجات: الجزء السابع، ص 356، ح 13. عنه البحار: ج 49، ص 87، ح 6.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.

س - علمه عليه السّلام بسبب شهادته:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فكتب إلى عبد الملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه، فتجهّز و خرج إلى بغداد. فأكرمه و عظّمه، و أنفذ أشناس بالتحف إليه و إلى أمّ الفضل. ثمّ أنفذ إليه شراب حمّاض الأترج تحت ختمه على يدي أشناس،... و أصرّ على ذلك، فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(1).

ص: 199


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في أحواله مع خلفاء زمانه (مع المعتصم)، فراجع ص 542.

ص: 200

الباب الرابع في معجزاته عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عشر عنوانا، و خمسين موضوعا

أ - معجزته عليه السلام في أيّام طفولته و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل - كلامه عليه السلام عند ولادته:

{368} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال:

حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت: كتبت لمّا علقت أمّ أبي جعفر عليه السّلام به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ : إنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه»(1).

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين»(2).

ص: 201


1- في اثبات الوصيّة: و أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
2- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 259، ح 2309، و حلية الأبرار: ج 4، ص 527، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 52، قطعة منه. إثبات الوصيّة: ص 217، س 21، مرسلا عن عبد اللّه بن أحمد. عنه مستدرك الوسائل: ج 8، ص 389، ح 9760. الأنوار البهيّة: ص 251، س 8، عن الدرّ النظيم. قطعة منه في ب 3، (ما ظهر حين ولادته عليه السّلام) و ف 3، ب 1، (دعاؤه عليه السّلام عند العطاس).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه... فلمّا كان في اليوم الثالث، رفع بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه».

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام، فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبيّ عجبا!

فقال: و ما ذاك ؟ فأخبرته الخبر. فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر(1).

الثاني - خطبته البليغة:

{369} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثني جعفر [بن محمد] بن مالك الفزاري، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر

ص: 202


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 1، (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.

شديد الأدمة(1) و لقد قال فيه الشاكّون المرتابون - و سنّه خمسة و عشرون شهرا -: إنّه ليس هو من ولد الرضا عليه السّلام.

و قالوا لعنهم اللّه: إنّه من شنيف(2) الأسود مولاه، و قالوا: من لؤلؤ؛ و إنّهم، أخذوه، و الرضا عند المأمون، فحملوه إلى القافة، و هو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجد الحرام، فعرضوه عليهم، فلمّا نظروا إليه، و زرقوه(3) بأعينهم، خرّوا لوجوههم سجّدا، ثمّ قاموا.

فقالوا لهم: يا ويحكم! مثل هذا الكوكب الدرّي، و النور المنير، يعرض على أمثالنا، و هذا و اللّه، الحسب الزكي، و النسب المهذّب الطاهر، و اللّه ما تردّد إلاّ في أصلاب زاكية، و أرحام طاهرة، و و اللّه ما هو إلاّ من ذرّيّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و رسول اللّه، فارجعوا و استقيلوا اللّه، و استغفروه، و لا تشكّوا في مثله.

و كان في ذلك الوقت سنّه خمسة و عشرين شهرا؛ فنطق بلسان أرهف(4)من السيف، و أفصح من الفصاحة، يقول:

الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، و اصطفانا من بريّته، و جعلنا أمناءه على خلقه و وحيه.

معاشر الناس! أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين

ص: 203


1- الأدمة: السّمره، لون مشرب سوادا او بياضا. لسان العرب: ج 12، ص 11 (أدم).
2- في نوادر المعجزات: سعيد بدل «شنيف» و في الهداية الكبرى: سيف.
3- زرقوه: زرقت عينه نحوي: إذا تقلّبت فظهر بياضها، مجمع البحرين: ج 5، ص 176، (زرق).
4- أرهف السيف: حدّده و رقّق حدّه. أقرب الموارد: ج 1، ص 439 (رهف).

علي بن أبي طالب، و ابن فاطمة الزهراء، و ابن محمد المصطفى. ففي مثلي يشكّ ، و عليّ و على أبوىّ يفترى، و أعرض على القافة!؟

و قال: و اللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي و اللّه لأعلم بواطنهم و ظواهرهم، و إنّي لأعلم بهم أجمعين، و ما هم إليه صائرون، أقوله حقّا، و اظهره صدقا، علما ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، و بعد بناء السماوات و الأرضين.

و أيم اللّه! لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك و الشرك و الشقاق علينا، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون.

ثمّ وضع يده على فيه، ثمّ قال: يا محمد! اصمت، كما صمت آباؤك «فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ لاٰ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ » (1). إلى آخر الآية.

ثمّ تولّى الرجل إلى جانبه، فقبض على يده و مشى يتخطّى رقاب الناس، و الناس يفرجون له.

قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، و يقولون: «اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ » (2).

فسألت عن المشيخة ؟

قيل: هؤلاء قوم من حيّ بن هاشم، من أولاد عبد المطّلب.

قال: و بلغ الخبر، الرضا علي بن موسى عليهما السّلام، و ما صنع بابنه محمد.

فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطيّة، و ما ادّعى عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟!

ص: 204


1- الأحقاف: 35/46.
2- الأنعام: 124/6.

قالوا: لا، يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا؟ لنعلم.

قال: إنّ مارية لمّا أهديت إلى جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أهديت مع جوار قسّمهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على أصحابه، و ظنّ بمارية من دونهنّ ، و كان معها خادم يقال له «جريح» يؤدّبها بآداب الملوك، و أسلمت على يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أسلم جريح معها، و حسن إيمانهما و إسلامهما، فملكت مارية قلب رسول اللّه فحسدها بعض أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فأقبلت زوجتان من أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أبويهما تشكوان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعله و ميله إلى مارية، و إيثاره إيّاها عليهما، حتّى سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من جريح، و كانوا لا يظنّون جريحا خادما زمنا(1).

فأقبل أبواهما إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، و قالا: يا رسول اللّه! ما يحلّ لنا و لا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.

قال: و ما ذا تقولان ؟

قالا: يا رسول اللّه! إنّ جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، و إنّ حملها من جريح، و ليس هو منك يا رسول اللّه!

فأربد(2) وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، تلوّن لعظم ما تلقّياه به؛ ثمّ قال: و يحكما! ما تقولان ؟!

ص: 205


1- الزمانة: عدم بعض الأعضاء و تعطيل القوى، أقرب الموارد: ج 1، ص 475 (زمن).
2- أربد وجهه و تربّد: احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب، لسان العرب: ج 3، ص 17 (ربد).

فقالا: يا رسول اللّه! إنّنا خلّفنا جريحا و مارية في مشربة، و هو يفاكهها(1)و يلاعبها، و يروم منها ما تروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فإنّك تجده على هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك و حكم اللّه تعالى.

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أبا الحسن! خذ معك سيفك ذا الفقار، حتّى تمضي إلى مشربة مارية، فإن صادفتها و جريحا كما يصفان، فأخمدهما ضربا.

فقام علي عليه السّلام و اتّشح بسيفه، و أخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّى و مرّ من بين يدي رسول اللّه أتى إليه راجعا، فقال له: يا رسول اللّه! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فديتك يا علي! بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

قال: فأقبل علي و سيفه في يده حتّى تسوّر(2) من فوق مشربة مارية، و هي جالسة و جريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، و يقول لها: أعظمي رسول اللّه، و كنّيه، و أكرميه، و نحوا من هذا الكلام حتّى نظر جريح إلى أمير المؤمنين و سيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح و أتى إلى نخلة في دار المشربة، فصعد إلى رأسها، فنزل أمير المؤمنين إلى المشربة، و كشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحا، فقال: أنزل يا جريح!

فقال: يا أمير المؤمنين! آمن على نفسي ؟

قال: آمن على نفسك.

قال: فنزل جريح، و أخذ بيده أمير المؤمنين، و جاء به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ فأوقفه بين يديه، و قال له: يا رسول اللّه! إنّ جريحا خادم ممسوح.

ص: 206


1- فاكهه: مازحه، تفاكه القوم: تمازحوا - أقرب الموارد: ج 2، ص 940، (فكه).
2- تسوّرته: أي علوته، لسان العرب: ج 4، ص 386 (سوّر).

فولّى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوجهه إلى الجدار، و قال: حلّ لهما - يا جريح! - و اكشف عن نفسك حتّى يتبيّن كذبهما. ويحهما! ما أجرأهما على اللّه و على رسوله!

فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قالا: يا رسول اللّه! التوبة، استغفر لنا، فلن نعود.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تاب اللّه عليكما، فما ينفعكما استغفاري و معكما هذه الجرأة على اللّه و على رسوله.

قالا: يا رسول اللّه! فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا، و أنزل اللّه الآية التي فيها: «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَهُمْ » (1).

قال الرضا علي بن موسى عليهما السّلام: الحمد للّه الذي جعل في و في ابني محمد، أسوة برسول اللّه و ابنه إبراهيم.

و لمّا بلغ عمره ستّ سنين و شهور قتل المأمون أباه و بقيت الطائفة في حيرة، و اختلفت الكلمة بين الناس، و استصغر سنّ أبي جعفر عليه السّلام و تحيّر الشيعة في سائر الأمصار(2).

ص: 207


1- التوبة: 80/9.
2- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 264، ح 2312، و حلية الأبرار: ج 4، ص 534، ح 2. مشارق أنوار اليقين: ص 98، س 20. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 540، ح 3، و البحار: ج 50، ص 108، ح 27، قطعة. الهداية الكبرى: ص 295، س 13، بتفاوت. عنه البرهان: ج 3، ص 127، ح 5، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 387، س 1، قطعة مرسلا. عنه البحار: ج 50، ص 8، ضمن ح 9. قطعة منه في ب 3، (علمه عليه السّلام بأنساب الناس)، و ف 1، ب 2، (أسماؤه عليه السّلام)، ف 4، ب 3، (كيفيّة خلقهم و اصطفائهم و جعلهم الأمناء)، و ف 6، ب 1، (الأحقاف: 35/46) (الأنعام: 124/6).
الثالث - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا:

{370} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن علي بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام و قد خرج عليّ ، فأخذت(1) النظر إليه، و جعلت أنظر إلى رأسه و رجليه(2) لأصف قامته لأصحابنا بمصر.

فبينا أنا كذلك حتّى قعد، فقال(3): يا علي(4)! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة.

فقال(5): «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» (6)، و: «لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ » (7)، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » (8)، فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها(9) و هو ابن

ص: 208


1- في البصائر: فأحددت.
2- في البصائر: و إلى رجله.
3- في البصائر: فخرّ ساجدا و قال، إنّ اللّه.
4- في المناقب: يا معلّى و في إثبات الوصيّة يا علي بن أسباط.
5- في البصائر: قال اللّه تعالى.
6- مريم: 12/19.
7- يوسف: 22/12.
8- الأحقاف: 15/46.
9- في البصائر: يؤتي.

أربعين سنة(1).

ص: 209


1- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7، و ص 494، ح 4، و فيه: «يعطاها» بدل «يؤتاها». عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 279، ح 2323، و ص 301، ح 2331 و ص 302، ح 2339، و حلية الأبرار: ج 4، ص 543، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 4، و الوافي: ج 2، ص 861378، و ج 3، ص 827، ح 1436، و البرهان: ج 3، ص 7، ح 7، و تعليقة الخواجوئي لمفتاح الفلاح: ص 487، س 11، و نور الثقلين: ج 3، ص 325، ح 32، و ج 5، ص 13 ح 16. بصائر الدرجات: ص 258، ح 10، بسند آخر إلى علي بن أسباط. عنه البحار: ج 50، ص 37، ح 1، و ج 25، ص 100، ح 1. إرشاد المفيد: ص 325، س 22، عن معلّى بن محمد، باختلاف. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 21 كما في الإرشاد. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 384، ح 14، عن أبي سليمان عن علي بن أسباط، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 20، ح 6. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 439، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 302، ح 2338. إثبات الوصيّة: ص 218، س 7، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، بتفاوت يسير. مجمع البيان: ج 3، ص 506، س 9، عن العيّاشي بتفاوت، و لم نجده في المطبوع الذي عندنا. عنه تأويل الآيات الظاهرة: ص 296، س 10. البحار: ج 14، ص 176، س 18، عن العيّاشي. البحار: ج 25، ص 102، ح 3، عن كنز الفوائد، و لم نعثر عليه في المطبوع. إعلام الورى: ج 2، ص 99، س 2. تقدّمت قطعة منه في ب 3، (إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، و ف 4، ب 3، (ايتائهم الحكم صبيّا)، و ف 6، ب 1، (يوسف: 22/12)، (مريم: 12/19)، (القصص: 14/28) (الأحقاف: 15/46).

{371} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن مصعب، عن مسعدة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال أبو بصير: دخلت إليه و معي غلام خماسي(1) لم يبلغ، فقال لي: كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ؟

أو قال: سيلي عليكم بمثل سنّه(2).

ب - استجابة دعائه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موارد:

الأوّل - لأبي هاشم الجعفري:

{372} 1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: قال أبو هاشم(3): و دخلت معه ذات يوم

ص: 210


1- قال المجلسي رحمه اللّه: الخماسي: من كان طوله خمسة أشبار، كما ذكره اللغويّون، و قد يطلق في العرف على من له خمس سنين، فعلى الأوّل إشارة إلى الجواد عليه السّلام و على الثاني إلى القائم عليه السّلام، مع أنّه يحتمل أن يكون التشبيه في محض عدم البلوغ، البحار: ج 25، ص 103، س 2.
2- الكافي: ج 1، ص 383، ح 4. عنه البحار: ج 25، ص 102، ح 5.
3- هو كنية لداود بن قاسم الجعفري كما يستفاد من رواية الكافي: ج 1، ص 495، ح 5. و صرّح به السيّد الخوئي في المعجم: ج 22، ص 76 رقم 14897، و المحقق التستري في قاموس الرجال: ج 10، ص 213، و قد شاهد الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و صاحب الأمر عليهم السّلام كما في فهرست الشيخ: ص 67 رقم 266.

بستانا، فقلت له(1): جعلت فداك! إنّي مولع بأكل الطين، فادفع اللّه لي.

فسكت، ثمّ قال لي بعد أيّام - ابتداء منه -: يا أبا هاشم! قد أذهب اللّه عنك أكل الطين.

قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إليّ (2) منه(3).

الثاني - لدفع الزلازل بالأهواز:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام و شكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز ترى لنا التحوّل عنها؟

ص: 211


1- مرجع الضمير في قوله: فقلت له: هو أبو جعفر الثاني عليه السّلام كما قال به السيّد البروجردي في ترتيب أسانيد الكافي: ج 1، ص 262. و هكذا يستفاد أيضا من رواية الكافي: ج 1، ص 495، ح 5. فراجع.
2- في كشف الغمّة: عنه اليوم.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 98، س 20. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 20. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 665، ح 4. عنه البحار: ج 50، ص 42، ح 7. كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 14. الثاقب في المناقب: ص 521، ح 454. إرشاد المفيد: ص 326، س 12، أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي ابن محمد، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري. الكافي: ج 1، ص 495، ضمن ح 5، مسندا. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 305 ضمن ح 33، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 11، و وسائل الشيعة: ج 24، ص 222، ح 30393. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء أكل الطين).

فكتب عليه السّلام: لا تتحوّلوا عنها، و صوموا الأربعاء و الخميس، و الجمعة؛ و اغتسلوا و طهّروا ثيابكم، و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا اللّه، فإنّه يرفع عنكم.

قال: ففعلنا، فسكنت الزلازل.

قال: و من كان منكم مذنب فيتوب إلى اللّه سبحانه و تعالى، (و دعا لهم بخير)(1).

الثالث - لصهر بكر بن صالح:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي، إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّ أبي ناصب خبيث الرأى، و قد لقيت منه شدّة و جاهدا، فرأيك - جعلت فداك - في الدعاء لي ؟

فكتب عليه السّلام: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسرا، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت، نحن و أنتم في وديعة.

اللّه الذي لا تضيع ودائعه.

قال بكر: فعطف اللّه بقلب أبيه [عليه] حتّى صار لا يخالفه في شيء(2).

ص: 212


1- علل الشرائع: ب 343، ص 555، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 933.
2- الأمالي: ص 191، ح 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.
الرابع - على أمّ الفضل:

1 - المسعودي رحمه اللّه:... فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون في الحيلة في قتله.

فقال جعفر لأخته أمّ الفضل... فقال عليه السّلام لها: ما بكاؤك ؟ و اللّه! ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجي، و بلاء لا ينستر.

فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناسورا ينتقض عليها في كلّ وقت. فأنفقت مالها و جميع ملكها على تلك العلّة، حتّى احتاجت إلى رفد الناس...(1).

{373} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و روى: أنّ امرأته أمّ الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل، فلمّا أحسّ بذلك.

قال [أبو جعفر عليه السّلام] لها: «أبلاك اللّه بداء لا دواء له».

فوقعت الآكلة في فرجها، و كانت تنتصب للطّبيب فينظرون إليها، و يسرّون بالدواء عليها(2)، فلا ينفع ذلك حتّى ماتت من علّتها(3).

الخامس - على عمر بن الفرج الرخجي:

{374} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن

ص: 213


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام) رقم 202.
2- في البحار: و كانت ترجع إلى الأطبّاء، و يشيرون بالدواء عليها.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 10، ح 9، و إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 80، مختصرا. قطعة منه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أمّ الفضل).

محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام فقال: يا محمد! حدث بال فرج حدث ؟ فقلت: مات عمر.

فقال: الحمد للّه(1)! حتّى أحصيت له أربعا و عشرين مرّة(2).

فقلت: يا سيّدي! لو علمت أنّ هذا يسرّك لجئت حافيا أعدو إليك.

قال: يا محمد! أو لا تدري(3) ما قال لعنه اللّه لمحمد بن علي، أبي ؟

قال: قلت: لا!

قال: خاطبه في شيء فقال: أظنّك سكران!

فقال أبي عليه السّلام: «اللهمّ ! إن كنت تعلم أنّي أمسيت لك صائما فأذقه طعم(4)الحرب(5)، و ذلّ الأسر».

فو اللّه! إن ذهبت(6) الأيّام حتّى حرب ماله و ما كان له، ثمّ اخذ أسيرا و هو ذا قد مات - لا رحمه اللّه - و قد أدال اللّه عزّ و جلّ منه و ما زال يديل أولياءه من أعدائه(7).

ص: 214


1- في المناقب: على ذلك.
2- في المصدر: تكرّرت الجملة «فقلت: مات عمر... عشرين مرّة»، و ليست في بقيّة المصادر، و الظاهر أنّها من زيادة الناسخ.
3- في المناقب: أ فلا تدري.
4- في المناقب: طعم الخرب، و كذا بعده.
5- الحرب - بالحاء المهملة - بالتحريك أن يسلب الرجل ماله - لسان العرب: ج 1، ص 303 (حرب). الخرب - بالخاء المعجمة - خرب فلان بإبل فلان... أي سرقها - لسان العرب: ج 1، ص 349، (خرب).
6- في المناقب: ما إن ذهبت، و في مدينة المعاجز: ما ذهبت.
7- الكافي: ج 1، ص 496، ح 9. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 308، ح 2344، بتفاوت، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 15، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1442. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 1، مرسلا، عن الكليني، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 62، ضمن ح 38. قطعة منه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على عمر بن الفرج الرخجي).
السادس - على المعتصم و وزرائه:

{375} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة(1) أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج، ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟!

فقال: و اللّه! ما فعلت شيئا من ذلك.

قال: إنّ فلانا و فلانا و فلانا شهدوا عليك، و أحضروا.

فقالوا: نعم! هذه الكتاب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: و كان جالسا في بهو(2)، فرفع أبو جعفر عليه السّلام(3) يده، فقال: «اللهمّ ! إن كانوا كذبوا عليّ ، فخذهم».

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يزحف(4) و يذهب و يجيء، و كلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت. فادع ربّك أن يسكّنه.

ص: 215


1- في البحار (أرو به). محمد بن أورمة أبو جعفر القميّ ، راجع رجال النجاشي: ص 329، رقم 891.
2- البهو: البيت المقدّم أمام البيوت، لسان العرب: ج 14، ص 97 (بها).
3- في إثبات الهداة: أبو جعفر الثاني عليه السّلام.
4- في اثبات الهداة: يرجف.

فقال: اللهمّ ! سكّنه(1)، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي. فسكن(2).

ج - طيّ الأرض له عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل - إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام:

{376} 1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه: محمد بن موسى، عن محمد بن قتيبة، عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال: كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده، و قام فزعا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي عليه السّلام.

فقلت: من أين علمت ؟

قال: دخلني من إجلال اللّه و عظمته شيء لم أعهده(3). فقلت: و قد مضى ؟

فقال: دع عنك ذا(4)، ائذن لي أن أدخل البيت و أخرج إليك، و استعرضني أيّ القرآن شئت، أف لك بحفظه(5).

ص: 216


1- في إثبات الهداة: أسكنه.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 340، ح 33، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 382، ح 2391، و البحار: ج 50، ص 45، ح 18، و الأنوار البهيّة: ص 254، س 11. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 9، بتغيير يسير. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عفوه و ترحّمه عليه السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه على المعتصم و وزرائه).
3- في الثاقب: لا أعهده.
4- في الثاقب: هذا.
5- في الثاقب: بأيّ القرآن إن شئت سأفسّر لك و تحفظه.

فدخل البيت، فقمت و دخلت في طلبه إشفاقا منّي عليه، فسألت عنه ؟

فقيل: دخل هذا البيت و ردّ الباب دونه، و قال: لا تؤذنوا عليّ أحدا(1) حتّى أخرج إليكم.

فخرج مغبرّا(2) و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي.

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم! و ولّيت(3) غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري.

ثمّ قال لي: دع عنك هذا استعرضني أيّ القرآن شئت أف لك بحفظه(4).

فقلت: الأعراف ؟

فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم، ثمّ قرء:

بسم اللّه الرحمن الرحيم: «وَ إِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ وٰاقِعٌ بِهِمْ » (5).

فقلت: «المص» (6).

فقال: هذا أوّل السورة، و هذا ناسخ، و هذا منسوخ، و هذا محكم، و هذا متشابه، و هذا خاصّ ، و هذا عامّ ، و هذا ما غلط به الكتّاب، و هذا ما اشتبه على

ص: 217


1- في الثاقب: لأحد.
2- في الثاقب: متغيّرا.
3- في الثاقب: تولّيت.
4- في الثاقب و استعرضني أيّ القرآن إن شئت أفسّر لك، تحفظه.
5- الأعراف: 171/7.
6- الأعراف: 1/7.

الناس(1).(2).

{377} 2 - المسعودي رحمه اللّه: روى علي بن محمد الخصيبي، قال: حدّثني محمد بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدّثني عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته التي مضى فيها؛ إذ نظر إليّ ، فقال لي:

يا عبد الرحمن! إذا كان في آخر يومي هذا، و ارتفعت الصيحة، فإنّه سيوافيك ابني محمد، فيدعوك إلى غسلي، فإذا غسّلتموني، و صلّيتم عليّ فأعلم هذا الطاغية لئلاّ ينقص عليّ شيئا، و لن يستطيع ذلك.

قال: فو اللّه! إنّي بين يدي سيّدي يكلّمني، إذ وافى المغرب، فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة و غصّة شديدة، فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة(3) بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك، فضعه على المغتسل؛ و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلمّا فرغ صلّى و صلّيت معه عليه، ثمّ قال لي:

يا عبد الرحمن! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلاّ ينقص عليه شيئا، و لن يستطيع ذلك. و لم أزل بين يدي سيّدي إلى أن انفجر عمود الصبح؛ فإذا أنا

ص: 218


1- في الثاقب: عليه.
2- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. الثاقب في المناقب: ص 509، ح 435. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 327، ح 2365. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، (استيذانه عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة)، و ف 4، ب 3، (إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام)، و ف 6، ب 1، (الأعراف: 1/7 و 171).
3- الدرّاعة: جبّة مشقوقة المقدّم، لسان العرب: ج 820/8 (درع).

بالمأمون قد أقبل في خلق كثير، فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمن بن يحيى! ما أكذبكم، أ لستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلاّ و ولده القائم مكانه يلي أمره ؟ هذا علي بن موسى بخراسان، و محمد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أمّا إذا ابتدأتني فاسمع، أنّه لمّا كان أمس، قال لي سيّدي كذا و كذا، فو اللّه! ما حضرت صلاة المغرب حتّى قضى فدنوت منه.

فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! و حدّثته الحديث.

فقال: صفه لي! فوصفته له بحليته، و لباسه، و أريته الحائط الذي خرج منه، فرمى بنفسه إلى الأرض، و أقبل يخور كما يخور الثور، و هو يقول: ويلك يا مأمون! ما حالك، و على ما أقدمت! لعن اللّه فلانا و فلانا، فإنّهما أشارا عليّ بما فعلت(1).

{378} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى المتوكّل و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني و أحمد بن علي بن إبراهيم ابن هاشم و الحسين بن إبراهيم بن تاتانه و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب و علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، إذ قال لي: يا أبا الصلت! أدخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، و ائتني بتراب من أربعة جوانبها. قال: فمضيت

ص: 219


1- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. قطعة منه في (معجزة، انفراج الحائط له عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون).

فأتيت به، فلمّا مثّلت بين يديه.

فقال لي: ناولني هذا التراب و هو من عند الباب، فناولته، فأخذه، و شمّه ثمّ رمى به.

ثمّ قال: سيحفر لي هاهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول(1) بخراسان لم يتهيّأ قلعها، ثمّ قال: في الذي عند الرجل و الذي عند الرأس مثل ذلك، ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل، و أن يشقّ لي ضريحة؛ فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين و شبرا.

فإنّ اللّه سيوسّعه ما يشاء؛ فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أعلمك، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلي اللحد، و ترى فيه حيتانا صغارا؛ ففتّ لها الخبز الذي أعطيك؛ فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقي منها شيء، ثمّ تغيب.

فإذا غابت فضع يدك على الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أعلمك، فإنّه ينضب الماء و لا يبقى منه، و لا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون.

ثمّ قال عليه السّلام: يا أبا الصلت! غدا أدخل على هذا الفاجر، فان أنا خرجت و أنا مكشوف الرأس فتكلّم! أكلّمك، و إن أنا خرجت و أنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني.

ص: 220


1- المعول: حديدة ينقر بها الجبال، قال الجوهري: المعول، الفأس العظيمة التي ينقر بها الصّخر، لسان العرب: ج 11، ص 487 (عول).

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه و جلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله و رداءه، و قام يمشي و أنا أتّبعه حتّى دخل المأمون، و بين يديه طبق عليه عنب، و أطباق فاكهة، و بيده عنقود عنب قد أكل بعضه و بقي بعضه.

فلمّا أبصار بالرضا عليه السّلام وثب إليه، فعانقه و قبّل ما بين عينيه، و أجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود؛ و قال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنبا أحسن من هذا!

فقال له الرضا عليه السّلام: ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة.

فقال له: كل منه.

فقال له الرضا عليه السّلام: تعفيني منه.

فقال: لا بدّ من ذلك، و ما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء.

فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا عليه السّلام ثلاث حبّات؛ ثمّ رمى به و قام، فقال المأمون: إلى أين ؟

فقال: إلى حيث وجّهتني.

فخرج عليه السّلام مغطّي الرأس، فلم أكلّمه حتّى دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب، فغلق ثمّ نام عليه السّلام على فراشه، و مكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا.

فبينما أنا كذلك، إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط(1) الشعر، أشبه الناس بالرضا عليه السّلام، فبادرت إليه، فقلت له: من أين دخلت، و الباب مغلق ؟!

فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار،

ص: 221


1- قطط: الشديد الجعودة، و قيل الحسن الجعودة، الجعد خلاف السبط، و السبط الذي ليس بمجتمع. لسان العرب: ج 7، ص 380 و ج 3، ص 121 و 122، مادّة: قطط و جعد.

و الباب مغلق.

فقلت له: و من أنت ؟

فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك، يا أبا الصلت! أنا محمد بن علي، ثمّ مضى نحو أبيه عليهما السّلام؛ فدخل و أمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا عليه السّلام وثب إليه، فعانقه و ضمّه إلى صدره، و قبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحبا(1) إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن علي عليه السّلام يقبّله و يسارّه بشيء لم أفهمه.

و رأيت على شفتي الرضا عليه السّلام زبدا أشدّ بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر عليه السّلام يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه و صدره، فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر عليه السّلام و مضى الرضا عليه السّلام.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، و قال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

فدخلت الخزانة؛ فإذا فيها مغتسل و ماء فأخرجته، و شمّرت ثيابي لأغسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: ادخل الخزانة، فاخرج إليّ السفط(2) الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه و صلّى عليه.

ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت. فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصالح التابوت ؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتا. فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ،

ص: 222


1- سحبه، سحبا: جرّه على وجه الأرض، أقرب الموارد: ج 1، ص 498، (سحب).
2- السفط: الذي يعبّى فيه الطيب... السّفط كالجوالق، لسان العرب: ج 7، ص 315 (سفط).

فأتيته به، فأخذ الرضا عليه السّلام بعد ما صلّى عليه، فوضعه في التابوت، و صفّ قدميه، و صلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى على التابوت و انشقّ السقف؛ فخرج منه التابوت و مضى.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! الساعة يجيئنا المأمون و يطالبنا بالرضا عليه السّلام، فما نصنع ؟

فقال لي: اسكت! فإنّه سيعود يا أبا الصلت! ما من نبيّ يموت بالمشرق و يموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما و أجسادهما، و ما أتمّ الحديث حتّى انشقّ السقف و نزل التابوت.

فقام عليه السّلام، فاستخرج الرضا عليه السّلام من التابوت، و وضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل و لم يكفّن.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! قم فافتح الباب، للمأمون.

ففتحت الباب، فإذا المأمون و الغلمان بالباب، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه، و لطم رأسه، و هو يقول: يا سيّداه! فجعت بك يا سيّدي!

ثمّ دخل، فجلس عند رأسه، و قال: خذوا في تجهيزه، فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع، فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا عليه السّلام.

فقال له بعض جلسائه: أ لست تزعم أنّه إمام ؟

فقال: بلى! لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس؛ فأمر أن يحفر له في القبلة.

فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي، و أن أشقّ له ضريحة.

فقال: انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح، و لكن يحفر له و يلحد.

فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة و الحيتان و غير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا عليه السّلام يرينا عجائبه في حياته، حتّى أراناها بعد وفاته أيضا!

فقال له وزير كان معه: أ تدري ما أخبرك به الرضا عليه السّلام ؟

ص: 223

قال: لا! قال: انّه قد أخبرك انّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم و طول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّى إذا فنيت آجالكم، و انقطعت آثاركم، و ذهبت دولتكم، سلّط اللّه تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.

قال له: صدقت.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! علّمني الكلام الذي تكلّمت به.

قلت: و اللّه! لقد نسيت الكلام من ساعتي و قد كنت صدقت، فأمر بحبسي، و دفن الرضا عليه السّلام.

فحبست سنة، فضاق عليّ الحبس، و سهرت الليلة، و دعوت اللّه تبارك و تعالى بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد صلوات اللّه عليهم، و سألت اللّه بحقّهم أن يفرّج عنّي، فما استتمّ دعائي حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام.

فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك ؟

فقلت: اي و اللّه!

قال: قم! فأخرجني، ثمّ ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ، ففكّها، و أخذ بيدي و أخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، و خرجت من باب الدار.

ثمّ قال لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن تصل إليه و لا يصل إليك أبدا.

فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت(1).

ص: 224


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 158، ح 2248، و ص 329، ح 2366، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 3، ص 280، ح 97، قطعة منه، و ص 335، ح 18، و البحار: ج 49، ص 300، ح 10، و ج 79، ص 46، ح 35، و وسائل الشيعة: ج 3، ص 167، ح 3306. أمالي الصدوق: ص 526، ح 17، باختلاف. عنه البحار: ج 49، ص 300، ح 10، و ج 79، ص 46، ح 35. كشف الغمّة: ج 2، ص 330، س 12، مرسلا عن الطبرسي. إعلام الورى: ج 2، ص 81، س 14. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 352، ح 8، مرسلا عن أبي عبد اللّه محمد بن سعيد النيسابوري، عن أبي الصلت. عنه البحار: ج 50، ص 49، ح 27. الثاقب في المناقب: ص 489، ح 417، مرسلا، بتفاوت. روضة الواعظين: ص 252، س 22، مرسلا. عنه المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 374، س 12. الصراط المستقيم: ج 2، ص 198، ح 22، بتفاوت و اختصار. مشارق أنوار اليقين: ص 97، س 2. قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتيه)، (إخبار بشهادة أبيه عليهما السّلام)، و ف 1، ب 3، (شعره و حسن وجهه عليه السّلام)، و ف 2، ب 3، (علائم إمامته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، و ف 4، ب 2، (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم بعد الموت).

{379} 4 - الإربلي رحمه اللّه: عن معمّر بن خلاّد(1)، عن أبي جعفر عليه السّلام - أو عن رجل عن أبي جعفر، الشكّ من أبي علي - قال(2): قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب. قلت: إلى أين ؟ قال: اركب كما يقال لك.

ص: 225


1- في الخرائج: أحمد بن محمد، عن أبي الحسن بن معمّر بن خلاّد.
2- في الخرائج: قال لي بالمدينة.

قال: فركبت(1) فانتهيت إلى واد، او إلى وهدة(2) - الشكّ من أبي علي -.

فقال لي: قف هاهنا! قال: فوقفت فأتاني(3).

فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

قال: دفنت أبي الساعة، و كان بخراسان(4).

الثاني - إلى بيت المقدس:

{380} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي، عن أبي النصر أحمد بن سعيد، قال: قال لي منخل بن علي(5):

لقيت محمد بن علي عليهما السّلام بسرّمن رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدس ؟

ص: 226


1- في الخرائج: فركبت معه.
2- الوهد و الوهدة: المطمئنّ من الأرض، و المكان المنخفض كأنّه حفرة، لسان العرب: ج 3، ص 470 (وهد).
3- في الخرائج: و خرج ثمّ أتاني.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. عنه الأنوار البهيّة: ص 237، س 17. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 666، ح 6. عنه البحار: ج 49، ص 310، ح 20، و ج 50، ص 64 ضمن ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 37، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 377، ح 2386. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام).
5- ما وجدناه في كتب الرجال. راجع مستدركات علم الرجال: ج 7، ص 496، رقم 15186.

فأعطاني مائة دينار، ثمّ قال لي: غمّض عينك(1) فغمّضتها(2)؛ ثمّ قال لي: افتح.

فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبّة، فتحيّرت في ذلك(3).

الثالث - مع رجل شامي و نجاته عن الحبس:

{381} 1 - الراوندي رحمه اللّه: ما روى أبو القاسم بن قولويه، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسّان، عن علي بن خالد، قال:

كنت بالعسكر(4)، فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا، أتى به من ناحية الشام مكبولا(5) [بالحديد] و قالوا: إنّه تنبّأ.

فأتيت الباب، و داريت(6) البوّابين حتّى وصلت إليه، فإذا رجل له فهم و عقل، فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام أعبد اللّه في الموضع الذي يقال: إنّه نصب فيه

ص: 227


1- في إثبات الهداة: عينيك، و هكذا في دلائل الإمامة.
2- في دلائل الإمامة: فغمّضتهما.
3- نوادر المعجزات: ص 181، ح 5. دلائل الإمامة: ص 399، ح 351، عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 320، ح 2356، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 60. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير لمن سأله النفقة).
4- العسكر: يطلق على أمكنة كثيرة. منها: مدينة بناها أبو جعفر المنصور ببغداد. و منها: اسم مدينة سرّ من رأى، و هي سامرّاء. و منها: عسكر المهدي (محمد بن منصور) و هي المحلّة المعروفة اليوم ببغداد بالرصافة من محالّ الجانب الشرقي. و.... اقتبسناه عن: معجم البلدان: ج 4، ص 122-124.
5- مكبولا: الكبل: قيد ضخم، لسان العرب: ج 11، ص 580 (كبل).
6- داراه، مداراة: خاتله، لاطفه، أقرب الموارد: ج 1، ص 332 (درى).

رأس الحسين عليه السّلام، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر اللّه إذ رأيت شخصا (بين يديّ ، فنظرت) إليه، فقال [لي]: قم.

فقمت معه فمشى بي قليلا، فإذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أ تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة.

فصلّى و صلّيت معه، ثمّ انصرف، و انصرفت معه. فمشى [بي] قليلا، و إذا نحن بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلّمت، و صلّى و صلّيت معه، ثمّ خرج و خرجت معه.

فمشى بي قليلا، فإذا نحن بمكّة، فطاف بالبيت و طفت معه، و خرج فخرجت معه.

فمشى [بي] قليلا، فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد اللّه فيه بالشام، و غاب الشخص عن عيني، فتعجّبت ممّا رأيت.

فلمّا كان في العام المقبل، رأيت ذلك الشخص، فاستبشرت به، و دعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الأوّل، فلمّا أراد مفارقتي بالشام، قلت: سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت، من أنت ؟

قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر.

فحدّثت من كان يصير إليّ بخبره، فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيّات(1)، فبعث إليّ فأخذني، و كبّلني في الحديد، و حملني إلى العراق،

ص: 228


1- هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة المعروف بابن الزيّات، وزر لثلاثة خلفاء من بني العبّاس و هم: المعتصم، و الواثق، و المتوكّل. و كان محمد المذكور شديد القسوة، صعب العريكة، لا يرقّ لأحد، و لا يرحمه، و كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة، فلمّا أراد المتوكّل قتله، أحضره و أحضر تنور خشب فيه مسامير من حديد أطرافها إلى داخل التنور فأحبس فيه - فمات بعد ثلاث، و ذلك في سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين. وفيات الأعيان: ج 5، ص 101-102.

و حبست كما ترى، و ادّعى علي المحال.

فقلت له: أرفع عنك قصّة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات ؟ قال: افعل.

فكتبت عنه قصّة، شرحت أمره فيها، و رفعتها إلى الزيّات، فوقّع في ظهرها:

قل للّذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة [و] إلى المدينة [و] إلى مكّة أن يخرجك من حبسي هذا.

قال علي بن خالد: فغمّني ذلك من أمره، و رققت له، و انصرفت محزونا فلمّا كان من الغد، باكرت الحبس لأعلمه بالحال، و آمره بالصبر و العزاء.

فوجدت الجند، و أصحاب الحرس، و صاحب السجن، و خلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت (عنهم و عن حالهم)؟

فقيل: المحمول من الشام المتنبّي، افتقد البارحة من الحبس، فلا يدرى خسفت الأرض به، أو اختطفته الطير؟

و كان هذا الرجل - أعني: علي بن خالد - زيديّا، فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك و حسن اعتقاده(1).

ص: 229


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. عنه البحار: ج 25، ص 376، ح 25. الكافي: ج 1، ص 492، ح 1، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 295، ح 27، و إثبات الهداة: ج 3، ص 330، ح 5. بصائر الدرجات: ص 422، ح 1، كما في الكافي. عنه البحار: ج 50، ص 38، ح 3، و البرهان: ج 2، ص 493، ح 8، و حلية الأبرار: ج 4، ص 585، س 3، و الوافي: ج 3، ص 825، ح 1434. دلائل الإمامة: ص 405، ح 366، أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبي جعفر محمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار، عن محمد بن حسّان الراوي.... المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 4، مرسلا عن علي بن خالد، بتفاوت، و اختصار. الاختصاص: ص 320، س 6، كما في الكافي. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 271، س 10، مرسلا عن أبي خالد بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 353، س 21. نور الأبصار: ص 328، س 22. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ : ج 12، ص 427، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 96، س 3. إرشاد المفيد: ص 324، س 7. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 359، س 2. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 6، كما في المناقب. الثاقب في الناقب: ص 510، ح 436، كما في المناقب. روضة الواعظين: ص 266، س 9، مرسلا عن علي بن خالد. قطعة منه في ف 5، ب 3، (الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
الرابع - مع أبي يزيد البسطامي:

{382} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: روى الحافظ أبو نعيم من علماء أهل السنّة في كتاب «حلية الأولياء»، على ما وجدته منقولا عنه بخطّ بعض أصحابنا، قال:

حكى أبو يزيد البسطامي قال: خرجت من بسطام(1) قاصدا لزيارة

ص: 230


1- بسطام: بالكسر ثمّ السكون: بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، معجم البلدان: ج 1، ص 421.

البيت الحرام، فمررت بالشام إلى أن وصلت إلى دمشق، فلمّا كنت بالغوطة(1)مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبي، رباعي السنّ يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبي إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، و إن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسلّم عليه، فسلّمت عليه.

فرفع رأسه إليّ و قال: و الذي رفع السماء و بسط الأرض، لو لا ما أمر اللّه به من ردّ السلام لما رددت عليك، استصغرت أمري، و استحقرتني لصغر سنّي!؟ عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته و تحيّاته و رضوانه.

ثمّ قال: صدق اللّه: «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا» (2). و سكت.

فقلت: «أَوْ رُدُّوهٰا» . فقال: ذاك فعل المقصّر مثلك.

فعلمت أنّه من الأقطاب المؤيّدين.

فقال: يا أبا يزيد! ما أقدمك إلى الشام من مدينتك بسطام ؟

فقلت: يا سيّدي! قصدت بيت اللّه الحرام - إلى أن قال -: فنهض، و قال:

أعلى وضوء أنت ؟ قلت: لا!

فقال: اتّبعني! فتبعته قدر عشر خطا، فرأيت نهرا أعظم من الفرات.

فجلس و جلست، و توضّأ أحسن وضوء و توضّأت.

و إذا قافلة مارّة، فتقدّمت إلى واحد منهم، و سألته عن النهر؟

ص: 231


1- الغوطة: بالضم ثمّ السكون؛ و هي الكورة التي منها دمشق، استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها، و لا سيّما من شماليها، فإنّ جبالها عالية جدّا و مياهها خارجة من تلك الجبال، و تمدّ في الغوطة في عدّة أنهر فتسقي بساتينها و زروعها، معجم البلدان: ج 4، ص 219.
2- النساء: 86/4.

فقال: هذا جيحون(1). فسكت.

ثمّ قال لي الغلام: قم! فقمت معه، و مشيت معه عشرين خطوة، و إذا نحن على نهر أعظم من الفرات و جيحون.

فقال لي: اجلس! فجلست و مضى.

فمرّ عليّ أناس في مركب لهم، فسألتهم عن المكان الذي أنا فيه ؟

فقالوا: نيل مصر(2)، و بينك و بينها فرسخ أو دون فرسخ، و مضوا؛ فما كان غير ساعة إلاّ و صاحبي قد حضر، و قال لي: قم! قد عزم علينا.

فقمت معه قدر عشرين خطوة، فوصلنا عند غيبوبة الشمس إلى نخل كثير، و جلسنا، ثمّ قام، و قال لي: امش!

فمشيت خلفه يسيرا، و إذا نحن بالكعبة - إلى أن قال -: فسألت الرجل الذي فتح الكعبة، فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلّى اللّه عليه.

فقلت: اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته(3).

ص: 232


1- جيحون بالفتح: اصل اسم جيحون بالفارسيّة هرون، و هو اسم وادي خراسان على وسط مدينة يقال لها جيهان، فنسبه الناس إليها، و قالوا: جيحون على عادتهم في قلب الألفاظ. يجيء جيحون من موضع يقال له: ريوساران، و هو جبل يتّصل بناحية السند و الهند و كابل، و منه عين تخرج من موضع يقال له. عند ميس. معجم البلدان: ج 2، ص 196.
2- نيل مصر: ينبوعه من وراء خطّ الاستواء من جبل هناك يقال له: حيل القمر، هو تعريب نيلوس من الروميّة، و من عجائب مصر النيل جعله اللّه لها سقيا يزرع عليه و يستغني به عن مياه المطر في أيّام القيظ إذا نضبت المياه من سائر الأنهار. و ليس في الدنيا نهر يصبّ من الجنوب إلى الشمال إلاّ هو و يمتدّ في أشدّ ما يكون من الحرّ حين تنقص أنهار الدنيا و يزيد بترتيب و ينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار. (معجم البلدان: ج 5، ص 334 و 336).
3- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79، عن كتاب حلية الأولياء، و لم نجده في المطبوع. قطعة منه في ف 3، ب 1، (لعبه بالتراب)، و ف 6، ب 1، (النساء: 86/4)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في ردّ السلام)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع أبي يزيد البسطامي).
الخامس - طىّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة:

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي، قال: حدّثنا هشام بن محمد، قال: قال محمد بن العلاء: رأيت محمد بن علي عليه السّلام يحجّ بلا راحلة و لا زاد من ليلته و يرجع، و كان لي أخ بمكّة لي عنده خاتم، فقلت له:

تأخذ لي منه علامة، فرجع من ليلته و معه الخاتم.(1).

د - شفاء الأمراض و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل - شفاء العين:

{383} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه، قال: حدّثنا أبو سعيد الآدمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال:

شكوت إلى الرضا عليه السّلام وجع العين! فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام(2)، و هو أقلّ من نيّتي(3).

فدفع الكتاب إلى الخادم، و أمرني أن أذهب معه، و قال: اكتم!

فأتيناه و خادم قد حمله.

ص: 233


1- دلائل الإمامة: ص 399، ح 352. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 61.
2- في إثبات الهداة: أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- في تنقيح المقال: و هو أوّل ما بدأ، و في البحار: و هو أقلّ من يدى.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السّلام.

فجعل أبو جعفر عليه السّلام ينظر في الكتاب و يرفع رأسه إلى السماء، و يقول ناج(1)، ففعل ذلك مرارا.

فذهب كلّ وجع في عيني، و أبصارت بصرا، لا يبصره أحد، قال: فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلك اللّه شيخا على هذه الأمّة كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني اسرائيل!

قال: ثمّ قلت له: يا شبيه صاحب فطرس!

قال: و انصرفت و قد أمرني الرضا عليه السّلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتّى أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السّلام في أمر عيني، فعاودني الوجع، قال: قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس ؟

فقال: إنّ اللّه تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس، فدقّ جناحه و رمي في جزيرة من جزاير البحر، فلمّا ولد الحسين عليه السّلام بعث اللّه عزّ و جلّ جبريل إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليهنّأه بولادة الحسين عليه السّلام، و كان جبريل صديقا لفطرس فمرّ به و هو في الجزيرة مطروح، فخبّره بولادة الحسين عليه السّلام و ما أمر اللّه به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي و أمضي بك إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليشفع لك ؟

قال: فقال فطرس: نعم! فحمله على جناح من أجنحته حتّى أتى به محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فبلّغه تهنئة ربّه تعالى، ثمّ حدّثه بقصّة فطرس.

ص: 234


1- في دلائل الإمامة: باح، باح، و في إثبات الوصيّة: قال محمد بن سنان: فلمّا فرغ من قراءته حرّك رجليه على ظهر موفّق، و قال: تاخ، تاخ، و في الهداية الكبرى: باخ، باخ، حكاية لما يقوله إذا ناغي....

فقال محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين و تمسّح به.

ففعل ذلك فطرس، فجبر اللّه جناحه، و ردّه إلى منزله مع الملائكة(1).

{384} 2 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن ميمون، أنّه كان مع الرضا عليه السّلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال:

قلت له: إنّي أريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فتبسّم و كتب، فصرت إلى المدينة، و قد كان ذهب بصري، فأخرج الخادم

ص: 235


1- رجال الكشّي: ص 582، ح 1092. عنه تنقيح المقال: ج 3، ص 127، س 16، و الأنوار البهيّة: ص 253، س 7، و البحار: ج 50، ص 66، ح 43. و أيضا في الكشّي: ص 583، ح 1093: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر و محمد بن سنان جميعا قالا:... بتفاوت و اختصار. عنه البحار: ج 50، ص 67، ح 44. دلائل الإمامة: ص 402، ح 361: حدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا جعفر [ابن محمد] بن مالك الفرازي، قال: حدّثني علي بن يونس الخزّاز، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت أنا و محمد بن سنان و صفوان و عبد اللّه بن المغيرة عند أبي الحسن الرضا عليه السّلام...، بتفاوت و اختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 67، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 341، ح 2370. إثبات الوصيّة: ص 210، س 18، عن عبد الرحمن بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، قال: كنّا مع الرضا عليه السّلام...، بتفاوت و اختصار. فلاح السائل: «مقدّمة الكتاب»، ص 13، س 6، أورد مضمونه. الهداية الكبرى: ص 300، س 17، مرسلا و بتفاوت. إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 82، عن قرب الأسناد باختصار - و لم نعثر عليه -. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء وجع العين بالدعاء).

أبا جعفر عليه السّلام إلينا يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال عليه السّلام لموفّق الخادم: فضّه و انشره!

ففضّه و نشره بين يديه، فنظر فيه، ثمّ قال لي: يا محمد! ما حال بصرك(1)؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! اعتلّت عيناى، فذهب بصري كما ترى.

فقال: ادن منّي، فدنوت منه، فمدّ يده فمسح بها على عيني، فعاد إليّ بصري كأصحّ ما كان.

فقبّلت يده و رجله، و انصرفت من عنده، و أنا بصير(2).(3).

{385} 3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قال:

قال لي عمارة بن زيد: رأيت امرأة قد حملت ابنا لها مكفوفا إلى أبي جعفر

ص: 236


1- في الثاقب: ما أصاب بصرك.
2- يحتمل اتّحاد هذا الحديث مع ما قبله؛ كما يحتمل تصحيف «محمد بن سنان» «بمحمد بن ميمون» لأنّ ، «محمد بن سنان» كان كثير الرواية و «محمد بن ميمون» لم نجد ذكره فيمن يروى عن الجواد عليه السّلام، في كتب الرجال، و لم نعثر عليه إلاّ في مستدركات علم الرجال: ج 7، ص 347، رقم 14592.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 24، باختصار، و البحار: ج 50، ص 46، ح 20، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 372، ح 2381، و كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 8، و حلية الأبرار: ج 4، ص 540، ح 4. الثاقب في المناقب: ص 525، ح 462 و ص 200، ح 177، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 199، ح 1. إثبات الوصيّة: ص 263، س 12 باختلاف. يأتي الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ف 7، ب 2، (شفاء العين بمسح يد الإمام عليه السّلام).

محمد بن علي عليهما السّلام.

فمسح يده عليه، فاستوى قائما يعدو كأن لم يكن بعينه ضرر(1).

الثاني - شفاء ريح الركبة:

{386} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن أبي بكر بن إسماعيل(2)، قال: قلت لأبي جعفر، ابن الرضا عليهما السّلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها.

فقال عليه السّلام: ائتني بها. فأتيت بها(3).

فقال لها: ما تشتكين يا جارية!؟

قالت: ريحا في ركبتي.

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك(4).

{387} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: روى العبّاس بن السندي الهمداني، عن

ص: 237


1- دلائل الإمامة: ص 400، ح 355. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 64، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 322، ح 2360. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء العين بمسح يد الإمام عليه السّلام).
2- في إثبات الهداة: علي بن أبي بكر بن إسماعيل، و في كشف الغمّة: الشيخ أبي بكر....
3- في إثبات الهداة و كشف الغمّة: فأتيته بها.
4- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 46، ح 21، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 40. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 3، أشار إلى مضمونه. كشف الغمّة: ج 2، ص 366، س 1، ص 367، عن دلائل الحميري. قطعة منه: في ف 5، ب 9، (كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة)، و ف 7، ب 2، (شفاء ريح الركبة بمسح يد الإمام عليه السّلام).

بكر(1)، قال: قلت له: إنّ عمّتي(2) تشتكي من ريح بها. فقال: ائتني بها. قال:

فأتيته بها، فدخلت عليه.

فقال لها: ممّ تشتكين ؟ قالت: ركبتي، جعلت فداك!

قال: فمسح يده على ركبتها(3) من وراء الثياب، و تكلّم بكلام، فخرجت و لا تجد شيئا من الوجع(4).

الثالث - شفاء العرق المدني:

1 - الراوندي رحمه اللّه:.... محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فلمّا صرت في (بطن مرّ)، ضرب على رجلي، و خرج بي العرق، فما زلت شاكيا أشهرا، و حججت في السنة الثانية.

فدخلت عليه فقلت: جعلني اللّه فداك! عوّذ رجلي، و أخبرته أنّ هذه التي توجعني.

فقال عليه السّلام: لا بأس على هذه! و اعطني رجلك الأخرى الصحيحة.

ص: 238


1- في الثاقب: بكير.
2- في إثبات الهداة: إنّ امرأة.
3- في الثاقب في المناقب: ركبتيها.
4- دلائل الإمامة: ص 403، ح 363. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 342، ح 2371، و إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 69. الثاقب في المناقب: ص 521، ح 453. إنّ هذا الحديث و حديث شكوى الجارية متحد، و يحتمل أن يكونا قضيّتين اثنتين، فتأمّل. قطعة منه في ف 5، ب 9، (كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة)، و ف 7، ب 2، (شفاء ريح الركبة بمسح يد الإمام عليه السّلام)، (شفاء ريح الركبة بالدعاء).

فبسطتها بين يديه، فعوّذها، فلمّا: قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع، فعافاني اللّه بعده(1).

الرابع - شفاء البهق و وجع الخاصرة:

{388} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن عمر(2) بن واقد الرازي، قال: دخلت على أبي جعفر محمد الجواد ابن الرضا عليهم السّلام و معي أخي به بهق(3)شديد، فشكا إليه ذلك البهق، فقال عليه السّلام: عافاك اللّه ممّا تشكو.

فخرجنا من عنده و قد عوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.

قال محمد بن عمر: و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كلّ أسبوع، فيشتدّ ذلك بي أيّاما، فسألته أن يدعو لي بزواله عنّي.

فقال عليه السّلام: و أنت، فعافاك اللّه، فما عاد إلى هذه الغاية(4).

ص: 239


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في (معجزة إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.
2- في الخرائج و كشف الغمّة، و مدينة المعاجز، و البحار: محمد بن عمير.
3- في الخرائج و كشف الغمّة و البحار: البهر، و هو انقطاع النفس من الأعيان. لسان العرب: ج 4، ص 82 (بهر). البهق: بياض يعتري الجسد بخلاف لونه ليس من البرص. لسان العرب: ج 10، ص 29.
4- الثاقب في المناقب: ص 525، ح 463. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 398، ح 2407. الخرائج: ج 1، ص 377، ح 5. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 9، و البحار: ج 50، ص 47، ح 23، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 42 و ح 43 عن كشف الغمّة. يأتي الحديث أيضا في ف 7، ب 2، (شفاء البهق و وجع الخاصرة بالدعاء).
الخامس - شفاء الأصمّ :

{389} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: أبو سلمة، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و كان بي صمم(1) شديد، فخبّر بذلك لمّا أن دخلت عليه. فدعاني إليه، فمسح يده على اذني و رأسي. ثمّ قال: اسمع و عه!

فو اللّه! إنّي لأسمع الشيء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته(2).

ه - تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام

{390} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: و حدّثني أحمد بن صالح، عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، قال: دخلت عليه و هو جالس في وسط إيوان له، يكون عشرة أذرع(3)، قال: فوقفت بباب الإيوان، و قلت في نفسي: يا سبحان اللّه! ما أشدّ سمرة مولاي، و أضوأ جسده! قال: فو اللّه ما استتممت هذا القول في نفسي، حتّى عرض في جسده و تطاول، و امتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوامع حيطانه، ثمّ رأيت لونه قد أظلم حتّى صار كالليل المظلم، ثمّ ابيضّ ، حتّى صار كأبيض ما يكون من الثلج

ص: 240


1- الصمم: انسداد الأذن و ثقل السمع. لسان العرب: ج 12، ص 342 (صمم).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 1. عنه البحار: ج 50، ص 57، س 12، ضمن ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 346، ح 2375. يأتي الحديث أيضا في ف 7، ب 2، (شفاء الأصمّ بمسح يد الإمام عليه السّلام).
3- إثبات الهداة: بزيادة: و عشرة أذرع.

الأبيض، ثمّ احمرّ، فصار كالعلق المحمّر، ثمّ اخضرّ، حتّى صار كأعظم شيء يكون في الأعواد المورقة الخضر.

ثمّ تناقص(1) جسده حتّى صار في صورته الأولى، و عاد لونه إلى اللون الأوّل، فسقطت لوجهي لهول ما رأيت.

فصاح بي: يا عسكر! كم تشكّون(2) فينا، و تضعفون قلوبكم، و اللّه لا يصل(3) إلى حقيقة معرفتنا إلاّ من منّ اللّه بنا عليه، و ارتضاه(4) لنا وليّا.

قال عسكر: فآليت أن لا أفكّر في نفسي إلاّ بما ينطق به لساني(5).

{391} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: حدّثني إبراهيم بن سعد(6)، قال:

رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام و له شعرة - أو قال: وفرة - مثل حلك

ص: 241


1- في مدينة المعاجز: ثمّ تلاصق.
2- في المناقب: تشكّون فننبّئكم، و تضعفون فنقوّيكم....
3- في مدينة المعاجز و المناقب: لا وصل.
4- في المناقب: و ارتضيناه.
5- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 70، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 344، ح 2373. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 387، س 23، مرسلا و باختصار. عنه البحار: ج 50، ص 55، ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 345، ح 2274. الهداية الكبرى: ص 299، س 1. قطعة منه في ف 1، ب 3، (شمائله عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (مسكنه عليه السّلام).
6- في إثبات الهداة، و مدينة المعاجز، و نوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد، و الظاهر أنّهما متّحد، راجع: مستدركات علم الرجال: ج 1، ص 150 رقم 239.

الغراب مسح يده عليها فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت(1).

ثمّ مسح عليها بباطن كفّه، فعادت سوداء كما كانت.

فقال لي: يا ابن سعد! هكذا تكون آيات الإمام.

فقلت: رأيت أباك عليه السّلام يضرب بيده إلى التراب، فيجعله دنانير و دراهم.

فقال: في مصرك قوم يزعمون: أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب بيده لهم ليبلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام(2).(3).

و - معجزته عليه السّلام في الحيوانات و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل - معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة:

{392} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السّلام من الكوفة، و هو راكب على حمار، فمرّ بقطيع غنم، فتركت شاة

ص: 242


1- في نوادر المعجزات: فاصفرّت، ثمّ مسح بظاهر كفّه فاحمرّت، بدل ما في المتن.
2- في نوادر المعجزات: في مصرك يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فبلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام، بدل ما في المتن.
3- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 54، أشار إلى مضمونه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 317، ح 2351. نوادر المعجزات: ص 179، ح 2. قطعة منه في ف 1، ب 3، (شمائله عليه السّلام)، و ف 4، ب 3 (علامة الامام عليه السّلام).

الغنم(1) وعدت إليه و هي ترغو(2)، فاحتبس عليه السّلام، و أمرني أن أدعو الراعي إليه. ففعلت.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: أيّها الراعي! إنّ هذه الشاة تشكوك و تزعم أنّ لها رجلين، و أنّك تحيف عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، و إلاّ دعوت اللّه تعالى أن يبتر عمرك.

فقال الراعي: إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و أنّك وصيّه، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟!

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه، و غيبه، و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(3).

الثاني - معرفته عليه السّلام بمنطق الثور:

{393} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا قطر بن أبي قطر، عن عبد اللّه بن سعيد، قال: قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام و هو يكلّم ثورا، فحرّك الثور رأسه.

فقلت: لا! و لكن تأمر الثور أن يكلّمك.

ص: 243


1- في مدينة المعاجز: «القطيع» و هو الصحيح.
2- في مدينة المعاجز: ترعى.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 396، ح 2404. قطعة منه في ب 3، (علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات)، و ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمة عليهم السّلام خزّان علم اللّه) و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الظلم و الظالم).

فقال: و «عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ، وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ » (1).

ثمّ قال للثور: قل: «لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له» و مسح بكفّه على رأسه.

فقال الثور: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له(2).

الثالث - تكلّمه عليه السلام مع الشاة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حدّثنا محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام:... و إنّي رأيته عليهما السّلام يكلّم شاة، فتجيبه(3).

الرابع - تكلّمه عليه السّلام مع الثور:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام و هو يكلّم ثورا... ثمّ قال عليه السّلام للثور: قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له!

ص: 244


1- النمل: 16/27.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. دلائل الإمامة: ص 400، ح 356، أورد الحديث إلى (و مسح بكفّه على رأسه). عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 65، باختلاف، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 323، ح 2361، أورد الحديث بتمامه. قطعة منه في (تكلّمه عليه السّلام مع الثور)، و ب 3، (علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات)، و ف 6، ب 1، (النمل: 16/27).
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 353. يأتي الحديث بتمامه في (تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر): رقم 397.

و مسح بكفّه على رأسه؛ فقال الثور: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له(1).

الخامس - مسحه السباع و تذلّلها له عليه السّلام:

{394} 1 - الشبلنجي: نقل بعض الحفّاظ أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل. فسأل عمّن يخبره بذلك فدلّ على محمد الجواد عليه السّلام. فأرسل إليه، فجاء، فأجلسه معه على سريره و سأله.

فقال: إنّ اللّه حرّم أولاد الحسين على السباع، فتلقى للسباع.

فعرض عليها ذلك، فاعترفت المرأة بكذبها.

ثمّ قيل للمتوكّل: أ لا تجرّب ذلك فيه ؟

فأمر بثلاثة من السباع، فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعا به فلمّا دخل من الباب أغلقه، و السباع قد أصمت الأسماع من زئيرها فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه، و قد سكنت فتمسحت به و دارت حوله و هو يمسحها بمكّة ثمّ ربضت فصعد للمتوكّل فتحدّث معه ساعة ثمّ نزل.

ففعلت معه كفعلها الأوّل، حتّى خرج. فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.

و قيل للمتوكّل: افعل كما فعل ابن عمّك، فلم يجسر عليه، و قال تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك(2). انتهى(3).

ص: 245


1- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
2- قد وردت هذه الرواية في كتب مختلفة، و نسبت إلى أشخاص متعدّدة، ففي بعضها إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام، و في بعضها إلى غيرهم عليهم السّلام. و لمّا كانت النسبة هنا إلى الجواد عليه السّلام بالصراحة، فيحتمل أن يكون لفظ المتوكّل مصحّف المعتصم أو المأمون. و يحتمل أن يكون الإمام هو أبو الحسن الهادي عليه السّلام بقرينة المتوكّل مع أنّه قد وقع بين الجواد عليه السّلام و المتوكّل مذاكرة، فلاحظ: إحقاق الحقّ : ج 19، ص 601، س 12، و اللّه هو العالم.
3- نور الأبصار: ص 329، س 23. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 426، س 6، و ج 19، ص 598، س 16، و إثبات الهداة: ج 3، ص 353، س 8.

ز - معجزته عليه السّلام في الأشجار و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل - إثمار السدرة اليابسة:

{395} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: بإسناده(1): و لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام من بغداد منصرفا من عند المأمون، و معه أمّ الفضل، قاصدا بها المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة، و معه الناس يشيّعونه، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس؛ نزل و دخل المسجد(2)، و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعد.

فدعا بكوز فيه ماء، فتوضّأ في أصل النبقة، و قام عليه السّلام و صلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الاولى منها «الحمد» و «إذا جاء نصر اللّه»، و قرأ في الثانية «الحمد» و «قل هو اللّه أحد».

و قنت قبل ركوعه فيها، و صلّى الثالثة و تشهّد و سلّم، ثمّ جلس هنيهة يذكر

ص: 246


1- روى الحسن بن محمد بن سليمان، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان ابن شبيب، راجع المصدر: ص 319، س 18.
2- في الفصول: و دخل إلى مسجد قديم مؤسّس بذلك الموضع، ليصلّي فيه المغرب.

اللّه جلّ اسمه، و قام من غير أن يعقّب، فصلّى النوافل أربع ركعات(1)، و عقّب تعقيبها، و سجد سجدتي الشكر، ثمّ خرج(2).

فلمّا انتهى إلى النبقة، رآها الناس و قد حملت حملا حسنا. فتعجّبوا من ذلك، و أكلوا منه، فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له. و ودّعوه و مضى من وقته إلى المدينة(3).

ص: 247


1- في مدينة المعاجز: فصلّى النوافل الأربع، و عقّب بعدها أربع ركعات.
2- في الفصول: ثمّ قام فوادع الناس و انصرف، فأصبحت النبقة، و قد حملت من ليلتها....
3- الإرشاد: ص 323، س 21. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 358، س 12 بتفاوت، و البحار: ج 83، ص 100، س 1، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 490، ح 8515. عنه و عن إعلام الورى، مدينة المعاجز: ج 7، ص 357، ح 2378، و البحار: ج 50، ص 89، ح 4. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 378، ح 8، بتفاوت. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 84، ص 87، ح 3. إحقاق الحقّ : 19، ص 593، س 2، عن الإتحاف بحبّ الأشراف. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 4، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 57، ضمن ح 31. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 270، س 21، بتفاوت. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 228، س 6. إعلام الورى: ج 2، ص 105، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 23. إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 81، عن كتاب تقريب المعارف. عنه الأنوار البهيّة: ص 263، س 19. روضة الواعظين: ص 265، س 23. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 227، س 5. نور الأبصار: ص 330، س 9، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 424، س 20، و ج 19، ص 598، س 7. قطعة منه في ف 5، ب 3، (قراءة السورة في الركعتين بعد الحمد)، (سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب)، (نافلة المغرب)، (القنوت قبل الركوع)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة).

{396} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسّان، عن أبي هاشم الجعفري، قال: صلّيت مع أبي جعفر عليه السّلام في مسجد المسيّب. و صلّى بنا في موضع القبلة سواء.

و ذكر أنّ السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق؛ فدعا بماء و تهيّأ تحت السدرة، فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها(1).(2).

الثاني - تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر:

{397} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا موسى بن عمران بن كثير، قال:

ص: 248


1- يحتمل اتّحاد هذا الحديث مع سابقه.
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 10. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 310، ح 2345، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 16، و الوافي: ج 3، ص 831، ح 1443. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 396، س 21. عنه البحار: ج 50، ص 62، ح 38.

حدّثنا عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن عمر(1)، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يضع يده على منبر، فتورق(2) كلّ شجرة من نوعها(3).

و انّي رأيته يكلّم شاة، فتجيبه(4).

الثالث - صيرورة ورق الزيتون ورقا في كفّه عليه السّلام:

{398} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو محمد، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد(5): رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفّه ورقا، فأخذت منه كثيرا، و أنفقته في الأسواق، فلم

ص: 249


1- في إثبات الهداة: محمد بن عمير.
2- أورق الشجر من فروعها: أظهر كلّ شجرة ورقها من أغصانها لا من أصولها، و لا ريب في أنّ وضع الإمام عليه السّلام يده كان سببا لذلك كما أنّه عليه السّلام في السدرة اليابسة دعا فأورقت و حملت من عامها، و لا مراء في أنّ قوله: «يورق كلّ شجرة من فروعها» يدلّ على كثرة الشجرة. فمن المحتمل أن يكون اللفظ هكذا: «يضع يده على المشجر: منبت الشجر، أو المشجر: مكان كثير الشجر، و الحاصل أنّه بعد وضع يده عليه السّلام عليه أورق كلّ شجرة من فروعها». عوالم العلوم: ج 23، ص 131 في الهامش، الرقم الأوّل.
3- في مدينة المعاجز: فروعها.
4- دلائل الإمامة: ص 399، ح 353. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 321، ح 2358، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 62، بتفاوت يسير. نوادر المعجزات: ص 181، ح 6. قطعة منه في (معجزة تكلّمه عليه السّلام مع الشاة).
5- في مدينة المعاجز و إثبات الهداة، و نوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد.

يتغيّر(1).

ح - معجزته عليه السّلام في الجمادات و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل - انفراج الحائط له عليه السّلام:

1 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام... فنظرت فإذا سيّدي عليه السّلام قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة و غصّة شديدة.

فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ ، فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام...(2).

الثاني - التقاء طرفي الدجلة و الفرات له عليه السّلام:

{399} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا سفيان، عن أبيه، قال محمد بن يحيى:

ص: 250


1- دلائل الإمامة: ص 398، ح 348. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 319، ح 2353، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 57. نوادر المعجزات: ص 180، ح 4. الأنوار البهيّة: ص 259، س 7.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام عند شهادته)، رقم 377.

لقيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام على وسط دجلة(1) فالتقى له طرفاه حتّى عبر؛ و رأيته بالأنبار(2) على الفرات(3) فعل مثل ذلك(4).

ص: 251


1- دجلة: نهر ينبع في تركيا شرقي جبال طوروس، ثمّ يجري في العراق مارّا في الموصل و بغداد، تمتزج مياهه بمياه الفرات. المنجد - الأعلام -: ص 283. و لها اسمان آخران و هما آرنكروز، و كودك دريا، أي البحر الصغير، روي عن ابن عباس انّه قال: أوحى اللّه تعالى إلى دانيال عليه السّلام و هو دانيال الأكبر: أن احفر لعبادي نهرين، و اجعل مفيضهما البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك، فأخذ خشبة و جعل يجرّها في الأرض و الماء يتبعه و كلّما مرّ بأرض يتيم أو أرملة، او شيخ كبير ناشد اللّه فيحيد عنهم، فعواقيل دجلة و الفرات من ذلك. معجم البلدان: ص 440 و 441.
2- الأنبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ، و كانت الفرس تسمّيها فيروز سابور، طولها تسع و ستّون درجة و نصف، و عرضها اثنتان و ثلاثون درجة و ثلثان، و كان أوّل من عمّرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف، ثمّ جدّدها أبو العبّاس السفاح أوّل خلفاء بني العبّاس. معجم البلدان: ج 1، ص 257.
3- الفرات: نهر نبعه في ارمينيا 2/375 كم، يجري في تركيا مخترقا جبال طوروس و سوريّة و العراق حيث تتسرّب منه مياه كثيرة إلى الأراضي المتحفضة المجاورة، فتظهر بحيرات، المنجد - الأعلام - ص 521. و له اسم آخر، و هو فالاذروذ لأنّه بجانب دجلة كما بجانب الفرس الجنيبة، و الجنيبة تسمّي بالفارسيّة فالاذ. و الفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه.... و مخرج الفرات فيما زعموا من إرمينيّة ثمّ من قاليقلا قرب خلاط، و يدور بتلك الجبال حتّى يدخل أرض الروم... ثمّ يحاذي بالس، إلى دوسر، إلى الرقّة، إلى رحبة مالك ابن طوق... فإذا سقت الزروع، و انتفع بمياهها فمهما فضل من ذلك انصبّ إلى دجلة،... فتصير دجلة و الفرات نهرا واحدا عظيما عرضه نحو الفرسخ ثمّ يصبّ في بحر الهند. و للفرات فضائل كثيرة،... و روي أنّ أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام شرب من ماء الفرات ثمّ استزاد و استزاد فحمد اللّه و قال: نهر ما أعظم بركته، و لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، و لو لا ما يدخله من الخطّائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلاّ برأ. معجم البلدان: ج 4، ص 241 و 242.
4- دلائل الإمامة: ص 398، ح 349. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 319، ح 2354، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 58. الأنوار البهيّة: ص 259، س 10 عن الدر النظيم.
الثالث - توقّف كلّ سفينة بإلقاء خاتمه عليه السّلام:

{400} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن الهيثم أبو قبيصة الضرير، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرنا حكيم بن حمّاد، قال: رأيت سيّدى محمد بن علي عليهما السّلام و قد ألقي في دجلة خاتما، فوقفت كلّ سفينة صاعدة و هابطة، و أهل العراق يومئذ متزايدون.

ثمّ قال لغلامه: أخرج الخاتم، فسارت الزوارق(1).

الرابع - إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة:

{401} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا(2) أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قال:

قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام، فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ما علامة الإمام ؟

قال: إذا فعل هكذا: فوضع يده على صخرة، فبانت أصابعه فيها.

و رأيته يمدّ الحديد بغير نار، و يطبع الحجارة بخاتمه(3).

ص: 252


1- دلائل الإمامة: ص 398، ح 350. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 59، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 320، ح 2355.
2- في نوادر المعجزات: موسى بن عمران، عن أبي محمد....
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 63، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 322، ح 2359. نوادر المعجزات: ص 181، ح 7. قطعة منه في (طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه)، (مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار)، و ف 4، ب 3، (علامة الإمام عليه السّلام).
الخامس - إذابة القصعة الصينيّة و ردّها إلى حالها:

{402} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، قال: قال لي عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام و بين يديه قصعة(1) صيني.

فقال لي: يا عمارة! أ ترى من هذا عجبا؟(2)

قلت: نعم!

فوضع يده عليها، فذابت حتّى صارت ماء، ثمّ جمعه حتّى جعله في قدح؛ ثمّ ردّها(3) و مسحها بيده فإذا هي قصعة صينىّ كما كانت، و قال: مثل هكذا فلتكن القدرة(4).(5).

السادس - إخراج سبيكة الذهب من التراب:

{403} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن إسماعيل بن عبّاس الهاشمي(6)، قال:

ص: 253


1- القصعة: وعاء مدوّر ضخم تشبع العشرة. اقتباس من تاج العروس: ج 22 ص 17، و لسان العرب: ج 8، ص 274 (قصع).
2- في نوادر المعجزات: أراك من هذا عجبا؟
3- في إثبات الهداة:... ثمّ يردّها و مسحها بيده فإذا هي قصعة كما كانت.
4- في نوادر المعجزات: مثل هذا فتكن القدرة.
5- دلائل الإمامة: ص 400، ح 357. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 66، بتفاوت يسير، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 324، ح 2362، و البحار: ج 50، ص 59، س 10. نوادر المعجزات: ص 182، ح 9.
6- في كشف الغمّة: إسماعيل بن عيّاش (عباس خ ل).

جئت إلى أبي جعفر عليه السّلام يوم عيد، فشكوت إليه ضيق المعاش؛ فرفع المصلّي، فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها.

فخرجت بها إلى السوق، فكان فيها ستّة عشر مثقالا من الذهب(1).

السابع - مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام ... يمدّ الحديد بغير نار(2).

الثامن - طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام ... يطبع الحجارة بخاتمه(3).

ص: 254


1- الثاقب في المناقب: ص 526، ح 464. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 12، بتفاوت يسير. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 27، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 373، ح 2382، و البحار: ج 50، ص 49، ح 26. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 8، أورد مضمونه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها).
2- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في (معجزة إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة)، رقم 401.
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في (معجزة إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة)، رقم 401.

ط - معجزته عليه السّلام في الموتى و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل - إحياء الموتى:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... قال شاذويه: فدخلت منزلي فإذا أنا بزوجتي على شرف لم أجزع لذلك، لأنّ أبا جعفر عليه السّلام أخبرني: أنّها لم تمت في هذه الولادة، فأفاقت عن قريب، و ولدت غلاما ميّتا....

فانثنى أبو جعفر عليه السّلام إليّ و قال: الحق بابنك فقد أحياه اللّه لك.

قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقّتني البشارة أنّ ابني قد عاش...(1).

الثاني - إحضاره عليه السّلام الميّت:

{404} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن يوسف بن زياد، عن الحسن بن علي(2)، عن أبيه عليهما السّلام، قال: جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ أبي قد مات و كان له ألف دينار، ففاجأه الموت، و لست أقف على ماله، ولي عيال كثيرة، و أنا من مواليكم فأغنني.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد و آل محمد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك و يخبرك بأمر المال.

ص: 255


1- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في (إخباره عليه السّلام عمّا فى الضمير)، رقم 411.
2- في الدعوات: العسكري عليه السّلام.

ففعل الرجل ذلك، فأتاه أبوه في منامه، فقال: يا بنيّ ! مالي في موضع كذا فخذه. فذهب الرجل فأخذ الألف دينار و أبوه واقف، فقال: يا بنيّ ! اذهب إلى ابن رسول اللّه عليه السّلام فأخبره بالمال بأنّي قد دللتك عليه، فإنّه كان أمرني بذلك.

فجاء الرجل و أخبره بالمال، و قال: الحمد للّه الذي أكرمك و اصطفاك(1).

ى - معجزته عليه السّلام في عدم تأثير السيف عليه

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أتيت زوجته أمّ عيسى....

إذ قالت أمّ عيسى:... دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر....

و دخلت على أبي و أخبرته بالخبر و كان سكرانا لا يعقل.

ص: 256


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 457. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 4، مرسلا عن الحسن بن علي عليهما السّلام، أورد مضمونه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 390، ح 2395. الدعوات: ص 57، ح 145، مرسلا، و باختصار. عنه البحار: ج 73، ص 220، ح 31، و ج 73، ص 220، ح 31. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 665، ح 5، مرسلا عن أبي هاشم الجعفري، مثله، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 42، ح 8، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 29. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 12. قطعة منه في ف 4، ب 3، (التوسّل بالأئمّة عليهم السّلام بعد الصلوات)، و ف 6، ب 2، (الدعاء في إحضار الميّت).

فقال: يا غلام! عليّ بالسيف. فأتى به، فركب و قال: و اللّه! لأقتلنّه.

فلمّا رأيت ذلك، قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهي.

فدخل عليه والدي، و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه، ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار أتيت أبي، فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السّلام....

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس و عليه قميص و دوّاج و هو يستاك، فسلّمت عليه و قلت: يا ابن رسول اللّه! أحبّ أن تهب لي قميصك هذا أصلّي فيه و أتبرّك به، و إنّما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده، هل به أثر السيف.

فو اللّه! كأنّه العاج الذي مسّه صفرة، ما به أثر...(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام يوم الجمعة عشيّا... و رأيت سيّدي أبا جعفر عليه السّلام، مطرقا....

قال عليه السّلام: من جرأة هذا الطاغي المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي....

و قد وصل الشرب و الطرب، إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل...

و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي، فيقولون: إنّ مولانا المأمون منّا، و يشهروا سيوفهم، و يحلفوا أنّه لا بدّ نقتله... فيضعون سيوفهم على مرقدي، و يفعلون

ص: 257


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.

كفعل غيلانه في أبي، فلا يضرّني ذلك... و يخرجون مخضبين الثياب، قاطرة سيوفهم دما كذبا، و يدخلون على المأمون، و هو عند ابنته في داري، فيقول: ما وراءكم ؟

فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم و أيديهم مضرجة بالدم... فإذا اعترض تبعث إليّ خادما، فيجدني في الصلاة قائما...(1).

ك - معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق

{405} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريّان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة، فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بني(2) عليه ابنته، دفع إليّ مائتي وصيفة من أجمل ما يكون إلى كلّ واحدة منهنّ جاما، فيه جوهر، يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار(3).

فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له: «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللّحية، فدعاه المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره. فقعد بين يدى أبي جعفر عليه السّلام، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

ص: 258


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.
2- في المناقب: يثني، و هو تصحيف.
3- في المناقب: الأختان.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه، لا يمينا و لا شمالا، ثمّ رفع إليه رأسه، و قال: اتّق اللّه يا ذا العثنون(1)!

قال: فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيديه إلى أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله ؟

قال: لمّا صاح بي أبو جعفر، فزعت فزعة، لا أفيق منها أبدا(2).

م - علمه عليه السّلام بما في الضمير

{406} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد الأشعري، قال:

حدّثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن، و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسلّم عليه، و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام، فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي.

فوسوس إليّ الشيطان، فقال: إذا نزل، فاذهب حتّى تأخذ من التراب الذي

ص: 259


1- العثنون: شعيرات طوال تحت حنك البعير، و قد تستعار لذي اللّحية الطويلة. مجمع البحرين: ج 6، ص 280 (عثنن).
2- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 332، ح 7، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 303، ح 2340، و حلية الأبرار: ج 4، ص 565، ح 1، و الوافي: ج 3، ص 828، ح 1437. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 396، س 12. عنه و عن الكافي، البحار: ج 50، ص 61، ح 37. قطعة منه في: ف 3، ب 1، (عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، و ف 7، ب 1، (موعظه عليه السّلام في التقوى).

يطأ عليه.

فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا، فلمّا أن كان وقت الزوال أقبل عليه السّلام على حمار له، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه، و جاء حتّى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ثمّ دخل، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال: ثمّ رجع إلى المكان الذي كان يصلّي فيه، ففعل هذا أيّاما.

فقلت: إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه.

فلمّا أن كان من الغد، جاء عند الزوال، فنزل على الصخرة، ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه، فصلّى في نعليه و لم يخلعهما، حتّى فعل ذلك أيّاما؛ فقلت في نفسي: لم يتهيّأ لي هاهنا، و لكن أذهب إلى باب الحمّام، فإذا دخل إلى الحمّام أخذت من التراب الذي يطأ عليه. فسألت عن الحمّام الذي يدخله ؟

فقيل لي: إنّه يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة، فتعرّفت اليوم الذي يدخل فيه الحمّام، و صرت إلى باب الحمّام، و جلست إلى الطلحي أحدّثه، و أنا أنتظر مجيئه عليه السّلام.

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة. قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا عليه السّلام يريد دخول الحمّام.

قال: قلت: و من ابن الرضا؟ قال: رجل من آل محمد، له صلاح و ورع.

قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره ؟

قال: نخلّي له الحمّام إذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السّلام و معه غلمان له، و بين يديه غلام معه حصير

ص: 260

حتّى أدخله المسلخ، فبسطه و وافى، فسلّم و دخل الحجرة على حماره، و دخل المسلخ، و نزل على الحصير.

فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع ؟!

فقال: يا هذا! لا و اللّه! ما فعل هذا قطّ إلاّ في هذا اليوم.

فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته، ثمّ قلت: أنتظره حتّى يخرج فلعلّي أنال ما أردت إذا خرج.

فلمّا خرج و تلبّس دعا بالحمار، فأدخل المسلخ، و ركب من فوق الحصير و خرج عليه السّلام.

فقلت في نفسي: قد و اللّه، آذيته و لا أعود و [لا] أروم ما رمت منه أبدا، و صحّ عزمي على ذلك.

فلمّا كان وقت الزوال من ذلك اليوم، أقبل على حماره حتّى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن، فدخل و سلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه في بيت فاطمة عليها السّلام، و خلع نعليه و قام يصلّي(1).

ص: 261


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 331، ح 6، و حلية الأبرار: ج 4، ص 589، س 3، و الوافي: ج 3، ص 826، ح 1435، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 299، ح 2336، و البحار: ج 50، ص 60، ح 36، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 57، ح 1470، قطعة منه، و ج 4، ص 426، ح 5609، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 395، س 21، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 59، ح 35. قطعة منه في ف 1، ب 2، (كنية عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (سلامه عليه السّلام على رسول اللّه و طوافه بقبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، (صلاته عليه السّلام في بيت فاطمة عليها السّلام)، (ذهابه عليه السّلام إلى الحمّام)، (غلمانه و استخدامه عليه السّلام من يحبّ أن يخدمه)، (فراشه)، (صلاته في نعليه)، (مركبه)، و ف 4، ب 3، (الصلاة في بيت فاطمه عليها السّلام)، و ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في النعلين)، (الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

{407} 2 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن الحسن(1) بن علي الوشّاء، قال: كنت بالمدينة ب «صريا»(2) في المشربة(3) مع أبي جعفر عليه السّلام.

فقام و قال: لا تبرح.

فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا عليه السّلام قميصا من ثيابه، فلم أفعل، فإذا عاد إليّ أبو جعفر عليه السّلام أسأله.

فأرسل إليّ من قبل أن أسأله، و من قبل أن يعود إليّ و أنا في المشربة، بقميص.

و قال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلّي فيها(4).(5).

ص: 262


1- في الصراط المستقيم: الحسين الوشّاء.
2- صريا: و هي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهما السّلام على ثلاثة اميال من المدينة، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 20.
3- المشربة: أرض ليّنة لا يزال فيها نبت أخضر ريّان، و المشربة، و المشربة بالفتح و الضمّ : الغرفة، و في الحديث: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان في مشربة له، أى كان في غرفة. لسان العرب: ج 1، ص 491 (شرب).
4- في الصراط المستقيم: هذا من الثياب التي كان يصلّي فيها الرضا عليه السّلام.
5- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 13. عنه البحار: ج 50، ص 52، ح 25. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 9، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 72. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).

{408} 3 - الراوندي رحمه اللّه: روى أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل بن اليسع، قال:

كنت مجاورا بمكّة، فصرت إلى المدينة، فدخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام و أردت أن أسأله كسوة يكسونيها، فلم يقض(1) لي أن أسأله حتّى ودّعته و أردت الخروج.

فقلت: أكتب إليه و أسأله.

قال: فكتبت إليه الكتاب، فصرت إلى مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على أن أصلّي ركعتين، و أستخير اللّه مائة مرّة، فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثت به، و إلاّ خرقته، ففعلت، فوقع في قلبي أن لا أفعل فخرقت الكتاب.

و خرجت من المدينة، فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولا و معه ثياب في منديل يتخلّل القطار(2)، و يسأل عن محمد بن سهل القميّ ، حتّى انتهى إليّ .

فقال: مولاك! بعث إليك بهذا، و إذا ملاءتان(3).

قال أحمد بن محمد: فقضى اللّه أنّي غسّلته حين مات، فكفّنته فيهما(4).

ص: 263


1- في البحار: فلم يتّفق، و كذا في مدينة المعاجز، و إثبات الهداة.
2- القطار: أن تشدّ الإبل على نسق واحد خلف واحد، و قطر الإبل... قرّب بعضها إلى بعض على نسق، لسان العرب: ج 5، ص 107 (قطر).
3- الملاءة: بالضمّ و المدّ، الرّيطة، و هي الملحفة، لسان العرب: ج 1، ص 160 (ملأ).
4- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 10. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 379، ح 80، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 31، باختصار و تفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).

{409} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن مهزيار، قال: حدّثني محمد ابن الفرج أنّه قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين قطوانين ممّا لبسه، أحرم فيهما.

قال: فدخلت عليه بشرف(1) و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر، ثمّ إنّه أخذ من ظهره و بدنه إلى آخر يلبسه(2) خلفه.

فقال عليه السّلام: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(3).

ص: 264


1- في مدينة المعاجز: بسرف، و الظاهر أنّه: «سرف بفتح اوّله و كسر ثانيه، و هو موضع علي ستّة أميال من مكّة، و قيل: سبعة، و تسعة، و اثني عشر، تزوّج به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ميمونة بنت الحارث، و هناك بنى بها، و هناك توفّيت». معجم البلدان: ج 3، ص 212.
2- مدينة المعاجز: ممّا يلبسه.
3- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 393، ح 2399. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، و ب 3، (مدح محمد بن الفرج).

ن - إخباره عليه السّلام بالمغيبات و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل - إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير:

{410} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، و أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الطيّب، عن عبد الوهّاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء، قال: سمعت يحيى بن أكثم - قاضي سامرّاء - بعد ما جاهدت به، و ناظرته، و حاورته، و واصلته، و سألته عن علوم آل محمد عليهم السّلام، فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به، فناظرته في مسائل عندى، فأخرجها(1) إليّ .

فقلت(2) له: و اللّه! إنّي اريد أن أسألك مسألة، و إنّي و اللّه، لأستحيي من ذلك.

فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام ؟(3)

فقلت: هو و اللّه، هذا.

فقال: أنا هو(4).

ص: 265


1- في المناقب: فأجابني.
2- في المناقب: فقلت في نفسي خفية اريد أن ابديها، موضع «فقلت له».
3- في المناقب: إنّي أخبرك بها، تريد أن تسأل من الإمام في هذا الزمان.
4- في المناقب: فقال: إنّني.

فقلت: علامة ؟

فكان في يده عصا، فنطقت و قالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان، و هو الحجّة(1).

{411} 2 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يحيى الفارسي، عن علي بن حديد، عن علي بن مسافر، عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال:

أتيت أبا جعفر عليه السّلام فوجدت في داره قوما كثيرين، و رأيت ابن مسافر جالسا في معزل منهم، فعدلت إليه، فجلست معه حتّى زالت الشمس، فقمت إلى الصلاة، فصلّيت الزوال، فرض الظهر، و النوافل بعدها، و زدت أربع ركع فرض العصر.

فاحتسّيت(2) بحركة ورائي، فالتفتّ و إذا أبو جعفر عليه السّلام فقمت إليه و سلّمت

ص: 266


1- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. عنه البحار: ج 50، ص 68، ح 46، و ج 97، ص 126، ح 4، و الثاقب في المناقب: ص 508، ح 434، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 3، و الأنوار البهيّة: ص 258، س 17، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 574، ح 19848، أشار إلى مضمونة، و الوافي: ج 2، ص 178، ح 632. دلائل الإمامة: ص 402، ح 362، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 68، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 292، ح 2331، و في ص 293، ح 2332، عن الثاقب في المناقب. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 20. نوادر المعجزات: ص 183، ح 11. قطعة منه في ف 3، ب 1، (سلامه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره) و ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 8، ب 1، (مناظرته عليه السّلام مع يحيى بن اكثم).
2- في مدينة المعاجز: و أحسست، و في الخرائج و الجرائح: وجدت حسّا من ورائي.

عليه و قبّلت يديه و رجليه فجلس.

و قال عليه السّلام: ما الذي أقدمك ؟

و كان في نفسي مرض من إمامته، فقال لي: سلّم.

فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت.

فقال: ويحك، و تبسّم بوجهي(1) فأناب إليّ .

فقلت: سلّمت إليك يا ابن رسول اللّه، و قد رضيت بك إماما، فكأنّ اللّه جلا عنّي غمّي و زال ما في قلبي من المرض من إمامته حتّى اجتهدت و رميت الشكّ فيه إلى ما وصلت إليه.

ثمّ عدت من الغد بكرة، و ما معي خلق، و لا أرى خلقا، و أنا اتوقّع السبيل إلى من اجد و ينتهي خبري إليه، و طال ذلك عليّ حتّى اشتدّ الجوع.

فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا، و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي، و قال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك و تأكل. فغسلت يدي، و أكلت، فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه. فأمرني بالجلوس، فجلست و أكلت، فنظر إلى الغلام، ارفع ما سقط من الخوان على الأرض.

فقال له: ما كان معك في الخوان(2) فدعه، و لو كان فخذ شاة، و ما كان معك في البيت فالقطه و كله، فإنّ فيه رضي الربّ ، و مجلبة الرزق، و شفاء من الداء.

ثمّ قال لي: اسأل ؟

فقلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك ؟

ص: 267


1- في مدينة المعاجز: فقال لي: سلّم، فقلت: قد سلّمت، فقال لي: سلّم، فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت، فقال لي: ويحك! سلّم و تبسّم في وجهي.
2- في المصدر: الخوان، و الصحيح ما في أثبتناه و يدلّ عليه سائر المصادر.

فقال لي: إنّ أبي الرضا عليه السّلام أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان(1).

كتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.

فكتب عليه السّلام: يا فضل! ما علمت أنّ يوسف الصدّيق عليه السّلام كان يلبس الديباج مزرّرا بالذهب و الجوهر، و يجلس على كراسي الذهب و اللجين، فلم يضرّه ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا.

و أنّ سليمان بن داود عليه السّلام وضع له كرسي من الفضّة و الذهب مرصّع بالجوهر، و عليه علم، و له درج من ذهب إذا صعد على الدرج اندرج فترا، فإذا نزل انتثرت بين يديه.

و الغمام يظلّله، و الإنس و الجنّ تخدمه، و تقف الرياح لأمره، و تنسم و تجري كما يأمرها، و السباع الوحوش و الطير عاكفة من حوله، و الملائكة تختلف إليه. فما يضرّه ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا، و لا من منزلته عند اللّه.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ :

«قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ وَ اَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا خٰالِصَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ » (2) .

ثمّ أمر أن يتّخذ له غالية(3) فاتّخذت بأربعة آلاف دينار و عرضت عليه، فنظر إليها و إلى سدوها و حبّها و طيبها، و أمر أن يكتب لها رقعة من العين، فقلت:

جعلت فداك! فما لمواليكم في آلاتكم ؟

ص: 268


1- في المصدر: فقال لي: أبي الرضا لم يتّخذ مسكا فيه بان، و هو غير صحيح، و قد دلّ عليه ما في الخرائج و الجرائح، و حلية الأبرار، و مدينة المعاجز، و غيرها.
2- الأعراف: 32/7.
3- غالية: هو نوع من الطيب مركّب من مسك و عنبر و عود و دهن، و هي معروفة، لسان العرب: ج 15، ص 134، (غلى).

فقال: إنّ جدّي جعفر الصادق عليه السّلام كان له غلام يمسك عليه بغلته إذا دخل المسجد، فبينما هو في بعض الأيّام جالس في المسجد إذ أقبلت من خراسان قافلة، فأقبل رجل منهم إلى الغلام و في يده البغلة، فقال له: من داخل المسجد؟

فقال: مولاي جعفر الصادق بن رسول اللّه.

فقال له الرجل: هل لك يا غلام! تسأله يجعلني مكانك، و أكون له مملوكا، و اجعل لك مالي كلّه، فإنّي كثير الخير و الضياع، أشهد لك بجميعه، و أكتب لك، و تمضي إلى خراسان فتقبضه، و أنا موضعك أقيم.

فقال له الغلام: أسأل مولاي ذلك، فلمّا خرج قدم بغلته، فركب و تبعه كما كان يفعل، فلمّا نزل في داره استأذن الغلام، و دخل عليه فقال له: مولاي يعرف خدمتي و طول صحبتي.

قال: فإن ساق اللّه لنا خيرا تمنعني منه.

فقال له جدّي: أعطيك من عندي و أمنعك من غيري، حاش للّه؛ فحكى له حديث الخراساني.

فقال له عليه السّلام: إن زهدت بخدمتنا و أرغبت الرجل فينا قبلنا و أرسلناك.

فولّى الغلام فقال له: انضجع بطول الصحبة، و لك الخير، قال: نعم!

فقال له: إذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بنور اللّه أخذنا لحجرته(1)، و كذلك أمير المؤمنين، و كذلك فاطمة، و الحسن، و الحسين عليهم السّلام، و كذلك شيعتنا يدخلون مدخلنا و يردون موردنا، و يسكنون مسكننا.

فقال الغلام: يا مولاي! بل أقيم بخدمتك.

قال: اختر ما ذكرت.

ص: 269


1- في مدينة المعاجز: بحجزته.

فخرج الغلام إلى الخراساني، فقال له: يا غلام! قد خرجت إليّ بغير الوجه الذي دخلت به، فأعاد الغلام عليه قول الصادق عليه السّلام، فقال له: ما تستأذن لي عليه بالدخول.

فاستأذن له و دخل عليه و عرّفه رشد ولايته، فقبل ولايته، و شكر له، و أمر للغلام بوقته بألف درهم.

و قال: هذا خير لك من مال الخراساني، فودّعه و سأله أن يدعو له، ففعل بلطف و رفق و بشاشة بالخراساني، ثمّ أمر له برزمة عمائم، فحضرت.

و قال للخراساني خذها، فإنّ كلّ ما معك يؤخذ بالطريق و تبقي معك هذه العمائم و تحتاج إليها.

فقبلها و سار، فقطع عليه الطريق، و أخذ كلّما كان معه غير العمائم، و احتاج إليها، فباع منها، و تجمّل إلى أن وصل إلى خراسان.

قال الكرماني: حسب مواليهم بهذا الشرف فضلا(1).

ص: 270


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. عنه مستدرك الوسائل: ج 1، ص 421، ح 1056، قطعة، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 412، ح 2419، بإسناده عن ميسّر، عن محمد بن الوليد بن يزيد... بتفاوت، و حلية الأبرار: ج 4، ص 470، ح 3، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 50، قطعة منه، و ح 51، قطعة منه. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 225، ح 1054، مرسلا، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 24، ص 376، ح 30820. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 388، ح 17، مرسلا، عن محمد بن الوليد الكرماني.... عنه البحار: ج 50، ص 87، ح 3، و ج 76، ص 303، ح 15، قطعة منه. الكافي: ج 6، ص 516، ح 4، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي القاسم الكوفي، عمّن حدّثه، عن محمد بن الوليد الكرماني، قطعة منه. عنه البحار: ج 49، ص 103، ح 25، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 146، ح 1761، و حلية الأبرار: ج 4، ص 469، ح 2. مكارم الأخلاق: ص 132، س 21، قطعة منه. عنه البحار: ج 63، ص 430، ضمن ح 14. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 440، ح 2228، قطعة منه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تغسيل اليد قبل الطعام)، (تقبيل الناس يده عليه السّلام)، (غلمانه و استخدامه من يحبّ أن يخدمه)، (ضحكه عليه السّلام و تبسّمه)، و ف 5، ب 20، (حكم ما يسقط من الخوان فى البيت و الصحراء)، (كراهة القيام حين أكل الطعام)، (غسل اليدين قبل الطعام)، و ب 21، (المسك)، و ف 7، ب 1، (آداب المائدة و ما يسقط من الخوان)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن جدّه الصادق عليهما السّلام)، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{412} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن محمد بن يحيى، عن محمد بن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام في صبيحة عرسه بأمّ الفضل بنت المأمون، و كنت أوّل من دخل عليه في ذلك اليوم، فدنوت منه و قعدت، فوجدت عطشا شديدا، فجلّلته أن اطلب الماء.

فنظر إليّ و قال: يا علي! شربت الدواء بالليل و تغدّيت على بكرة فأصبت العطش و استحييت تطلب الماء منّي.

فقلت: و اللّه! يا سيّدي، هذه صفتي ما غادرت منها حرفا.

فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني. فقلت في نفسي: يا ليت لا يسقي الماء، و اغتممت. فأقبل الغلام و معه الماء، فنظر إلى الماء و إليّ و تبسّم، و أخذ الماء، و شرب منه، و سقاني. فمكث قليلا، و عاودني العطش، فاستحييت أطلب الماء.

فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء، فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأوّل.

ص: 271

و أقبل الخادم بالماء فأخذه، و شرب منه و سقاني، فقلت: لا إله إلاّ اللّه، أيّ دليل دلّ على إمامته من علمه ما أسرّه في نفسي.

فقال: يا علي! و اللّه؛ نحن كما قال تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (1).

فقمت و قلت لمن كان معي: هذه ثلاث براهين رأيتها من أبي جعفر عليه السّلام في مجلسي هذا.

فقال: من لا علم له بفضله، إنّي لأحسب هذا الهاشمي كما يقال: إنّه يعلم الغيب، فنظرت إليه و حمدت اللّه على معرفة سيّدي لجهل الرجل به(2).

ص: 272


1- الزخرف: 80/43.
2- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. الكافي: ج 1، ص 495، ح 6: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن حمزة الهاشمي... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 306، ح 2342، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 12، البحار: ج 50، ص 54، ح 28، و الوافي: ج 3، ص 827، ح 1439. إرشاد المفيد: ص 325، س 7، بتفاوت. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 10، و البحار: ج 50، ص 54، ح 28. دلائل الإمامة: ص 407، ح 367، مرسلا، عن محمد بن علي بن حمزة الهاشمي، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 23، مرسلا عن محمد بن حمزة الهاشمي، بتفاوت و اختصار. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 379، ح 9، مرسلا و بتفاوت. روضة الواعظين: ص 267، س 11، مرسلا و بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السّلام) و ف 3، ب 1، (ضحكه عليه السّلام و تبسّمه)، (غسل يديه بعد الطعام)، (غلمانه و استخدامه من يحبّ أن يخدمه)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمة عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ ...»، و ف 5، ب 9، (تهنئة التزويج)، و ف 6، ب 1، (الزخرف: 80/43).

{413} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أبي الصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمد بن علي بن موسى(1) عليهم السّلام، و عنده جماعة من الشيعة و غيرهم، فقام إليه رجل و قال: يا سيّدي! جعلت فداك.

فقال عليه السّلام: لا تقصّر، و اجلس.

ثمّ قام إليه آخر، فقال: يا مولاي! جعلت فداك.

فقال عليه السّلام: إن لم تجد أحدا فارم بها في الماء فإنّها تصل إليه.

قال: فجلس الرجل، فلمّا انصرف من كان في المجالس، قلت له: جعلت فداك! رأيت عجبا!

قال: نعم! تسألني عن الرجلين ؟ قلت: نعم، يا سيّدي!

قال: أمّا الأوّل، فإنّه قام يسألني عن الملاّح يقصّر في السفينة ؟ قلت: لا! لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها؛ و الآخر قام يسألني عن الزكاة إن لم يصب(2) أحدا من شيعتنا فإلى من يدفعه ؟ فقلت له: إن لم تصب(3) لها أحدا فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها(4).

ص: 273


1- في مدينة المعاجز: موسى الرضا عليهما السّلام.
2- في مدينة المعاجز: إن لم يجد.
3- في مدينة المعاجز: إن لم تجد.
4- الثاقب في المناقب: ص 523، ح 458. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 397، ح 2405، بتفاوت يسير، و مستدرك الوسائل: ج 6، ص 535، ح 7446، باختصار، و ج 7، ص 108، ح 7772. قطعة منه في ف 5، ب 3، (صلاة الملاّح فى السفينة)، و ب 5، (حكم الزكاة إذا لم يوجد من يستحقّها).

{414} 5 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن محمد بن أورمة، عن الحسين المكاري، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام ببغداد و هو على ما كان من أمره. فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبدا، و أنا أعرف مطعمه(1).

قال: فأطرق رأسه، ثمّ رفعه و قد اصفرّ لونه، فقال: يا حسين! خبز شعير و ملح جريش في حرم جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحبّ إليّ ممّا تراني فيه(2).(3).

{415} 6 - الراوندي رحمه اللّه: ما روى بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي [قال]: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا، و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟ و نسيت أن أبعث بالكتاب.

فكتب إليّ بحوائج له، و في آخر كتابه: عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا [و] هو مع كلّ إمام.

و كنت بمكّة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلاّ اللّه، فلمّا صرت إلى المدينة و دخلت عليه؛ نظر إليّ فقال: استغفر اللّه ممّا(4) أضمرت، و لا تعد.

قال بكر: فقلت لمحمد: أيّ شيء هذا؟ قال: لا أخبر به أحدا.

ص: 274


1- في البحار: و ما أعرف مطعمه.
2- في البحار: فيها.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 11. عنه البحار: ج 50، ص 48، ح 25، و إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 26، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 376، ح 2384. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 7، باختصار، مرسلا عن المكاري.
4- في البحار: استغفر اللّه لما....

قال: و خرج بإحدى رجلي العرق المدني(1)، و قد قال لي: قبل أن يخرج العرق في رجلي و قد ودّعته، فكان آخر ما قال: إنّه ستصيب وجعا، فاصبر.

فأيّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر و احتسب، كتب اللّه له أجر ألف شهيد.

فلمّا صرت في «بطن مرّ» ضرب على رجلي، و خرج بي العرق، فما زلت شاكيا أشهرا، و حججت في السنّة الثانية.

فدخلت عليه، فقلت: جعلني اللّه فداك. عوّذ رجلي، و أخبرته أنّ هذه التي توجعني.

فقال: لا بأس على هذه، و أعطني(2) رجلك الأخرى الصحيحة.

فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع، فعافاني اللّه بعده(3).

{416} 7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد القميّ ، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل

ص: 275


1- و عرق المديني: نوع من المرض يعرفه الأطبّاء. مجمع البحرين: ج 5، ص 214، «عرق».
2- في البحار: و أرني.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. عنه البحار: ج 50، ص 53، ح 27. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 10، بتفاوت و اختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 73، أشار إلى مضمونه. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّ عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 7، ب 1، (موعظته فى الصبر)، و ب 2، (شفاء العرق المدنى)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام الى محمد بن الفضيل الصيرفي).

في دار بزيع(1)، فدخلت عليه و سلّمت عليه، فذكر في صفوان و محمد بن سنان و غيرهما ممّا قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه على زكريّا بن آدم، لعلّه أن يسلم ممّا قال في هؤلاء.

ثمّ رجعت إلى نفسي، فقلت: من أنا أن أتعرّض في هذا و في شبهه! مولاي، هو أعلم بما يصنع.

فقال لي: يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل، و قد كان من خدمته لأبي عليه السّلام و منزلته عنده و عندي من بعده، غير أنّي احتجت إلى المال الذي عنده.

فقلت: جعلت فداك! هو باعث إليك بالمال، و قال لي: إن وصلت إليه فأعلمه أنّ الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون و مسافر.

فقال: احمل كتابي إليه، و مره أن يبعث إليّ بالمال.

فحملت كتابه إلى زكريّا، فوجّه إليه بالمال. قال: فقال لي أبو جعفر عليه السّلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري، قلت: صدقت جعلت فداك(2).(3).

ص: 276


1- في الاختصاص: دار خان بزيع.
2- الظاهر حمل هذه الرواية على التقيّة، لأنّ صفوان بن يحيى من الممدوحين و الموثّقين عند الإمام الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام، و كان أحد وكلاء الرضا عليه السّلام، و أمّا محمد ابن سنان فقد جاء ذكره في كتب الرجال بين التوثيق و التضعيف.
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. عنه البحار: ج 50، ص 67، ح 45. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 438. بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 257، ح 9، مرسلا عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن علي القميّ ، باختصار و تفاوت. عنه البحار: ج 49، ص 273، ح 21، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 316، ح 3350. الكافي: ج 1، ص 320، ح 3، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، محمد بن عيسى، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام... قطعة منه، بتفاوت. عنه الوافي: ج 2، ص 375، ح 850، و حلية الأبرار: ج 5، ص 604، ح 3، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، س 11. الاختصاص: ص 87، س 8، باختصار. عنه البحار: ج 49، ص 279، ح 34. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه الولد الوحيد لأبيه الرضا عليهما السّلام)، و ف 3، ب 1، (مطالبة أموال أبيه)، و ب 3، (ذمّ صفوان بن يحيى)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى زكريّا بن آدم).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: بنان بن نافع:... إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام فلمّا بصر بي، قال لي:... و إنّ قولك لأبي الحسن عليه السّلام من حجّة الدهر و الزمان من بعده ؟

فالّذي حدّثك أبو الحسن ما سألت عنه، هو الحجّة عليك...(1).

9 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال: دخلت على سيّدي محمد بن علي عليهما السّلام و أنا اريد أن أسأله عن القائم عليه السّلام أ هو المهدي أو غيره ؟

فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي...(2).

ص: 277


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (النصّ عليه و أنّ روحه روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 335.
2- كفاية الأثر: ص 276، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (إن المهدي عليه السّلام هو القائم و يصالح اللّه أمره في ليلة)، رقم 614.

{417} 10 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل(1) في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام؛ قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، و كان لي حمل.

فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو اللّه لي أن يجعله ذكرا.

فلمّا سأله الناس قمت، و الرقعة معي لأسأله عن مسائلي، فلمّا نظر إليّ قال لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد(2). فولد لي ذكر فسمّيته أحمد، فعاش مدة و مات.

و كان ممّن خرج مع الجماعة علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش(3) قال: حملت معي إليه عليه السّلام من الآلة التي للصّبيان، بعضها من فضّة، و قلت: اتحف مولاى أبا جعفر بها.

فلمّا تفرّق الناس عنه عن جواب لجميعهم، قام فمضى إلى صريا(4) و اتّبعته، فلقيت موفّقا، فقلت: استأذن لي على أبي جعفر.

فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ السلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرّغت ما كان في كمّي بين يديه، فنظر إليّ نظر مغضب،

ص: 278


1- في إثبات الوصيّة: إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت.
2- في إثبات الهداة: يا إسحاق! قد استجاب اللّه لي، فسمّه أحمد.
3- في إثبات الوصيّة: بالأعمش.
4- صريا: تقدّم شرحها في هامش، ح 407.

ثمّ رمى يمينا و شمالا، ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه(1)، ما أنا و اللعب ؟

فاستعفيته، فعفا عنّي، فأخذتها فخرجت(2).

{418} 11 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن أبان مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السّلام، و كان في عهده رجل يقال له: «شاذويه»، و كان له أهل حامل، و أنّها أمويّة و هي قبيلة و ما في القبيلة من سلّم أمره إلى أبي جعفر محمد عليه السّلام إلاّ هي و بعلها، و ليس تسليم أمرهم إلاّ ببيّنة من أبي جعفر عليه السّلام.

فقدم إليه شاذويه و هو بين من حضر معه، و محمد بن سنان في مجلسه، فلمّا قرب شاذويه من أبي جعفر فرمى عليهم، السلام.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: يا شاذويه! ببالك حديث، و قد أتيت منّا البيّنة، و ما أبديته إلى سواي. فلمّا سمع ذلك أيقن أنّه من أهل بيت النبوّة و معدن الرسالة.

و قال: تريد يا شاذويه! بيان ما أتيت إلينا به من حاجة لك ؟

فقال: نعم يا مولانا! ما أتيت إلاّ بإظهار ما كان في ضميري تبديه لي،

ص: 279


1- في إثبات الوصيّة: خلقنا اللّه.
2- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 340، ح 2369، و البحار: ج 50، ص 58، ح 34. إثبات الوصيّة: ص 222، س 22، مرسلا، أورد صدر الحديث بتفاوت آخر لم نذكره في المتن. عيون المعجزات: ص 123، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 47. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عفوه و ترحّمه عليه السّلام)، و ف 5، ب 9، (تسمية الولد قبل الولادة)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام فى تسمية الولد).

فما سؤالي لك، و ما الحاجة ؟

فقال عليه السّلام: نعم! إنّ لك أهلا حاملا، و عن قريب تلد غلاما، و إنّها لم تمت في ذلك الغلام، فما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلاّ لاتّخاذ الإمامة، و أهلك من اميّة، و إنّها جميلة المراجعة لك.

فقال: نعم يا أبا جعفر! و إنّها تسلّمن أمرها إلينا ببيّنة منّا لها، و إنّها من قوم كافرين، فإنّها راجعة إلى الإسلام.

و كان الشاذويه رفيقا له لم يؤمن بما يأتي به أبو جعفر عليه السّلام؛ فقال له: بئس ما قلت و ما قال أبو جعفر، أ فما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلاّ لاتّخاذ الإمامة.

فقال شاذويه: قد علمنا ما علمت، و لم تؤت من الفضل و الإيثار من أبي جعفر عليه السّلام مثلما علمت.

فلمّا أسرعت إليه بهذه البشرى قال محمد بن سنان: ليعلم فضل شعب(1)أبي جعفر عليه السّلام، و علمهم في سائر الناس.

قال شاذويه: فدخلت منزلي فإذا أنا بزوجتي على شرف(2) لم أجزع لذلك، لأنّ أبا جعفر عليه السّلام أخبرني أنّها لم تمت في هذه الولادة.

فأفاقت عن قريب، و ولدت غلاما ميّتا. فرجعت إلى أبي جعفر عليه السّلام فلمّا دنوت من المجالس، فقال: يا شاذويه! وجدت ما أخبرتك عن زوجتك و ولدك حقّا؟

قلت: نعم يا سيّدي! فلم لا تدعو لي حتّى يرزقني اللّه ولدا باقيا؟

قال: لا تسألني. قلت: يا سيّدي! سألتك!

ص: 280


1- شعب: الشعب: القبيلة العظيمة، لسان العرب: ج 1، ص 500 (شعب).
2- اى شرف الموت.

قال: ويحك! الآن فقد نفذ فيه الحكم. قلت: أين فضلك ؟

قال محمد بن سنان: قلت: يا سيّدي! تسأل اللّه أن يحييه(1).

فقال: «اللهمّ إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحيي له أنت الغلام».

فانثنى أبو جعفر إليّ و قال: الحق بابنك فقد أحياه اللّه لك.

قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقّتني البشارة أنّ ابني قد عاش.

فخبّرت أمّه و كانت أمويّة، فقالت: و اللّه! الآن لأتبرّأنّ من أميّة جميعا.

قلت لها: و من تيم وعدي ؟

فقالت: تبرّأت من فلان و فلان، و تواليت بني هاشم، و هذا الإمام محمد بن علي عليهما السّلام. و تشيّعت، و تشيّع كلّ من في داري، و ما كان فيها غيري من يتولاّه(2).

الثاني - إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا:

{419} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن علي، عن موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل و نحن في مكّة من أصحابنا يقال له:

«إسماعيل» في أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: كان يجب أن يدعو المأمون إلى اللّه و إلى طاعته.

ص: 281


1- في المصدر: يجيئه، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه كلامه عليه السّلام، من بعده.
2- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. قطعة منه في (معجزته عليه السّلام في إحياء الموتى)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام لابن شاذويه)، و ف 7، ب 2، (إحياء الموتى بدعائه عليه السّلام).

فلم أدر ما أجيبه، فانصرفت إلى فراشي، فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي.

فقلت له: جعلت فداك! إنّ إسماعيل سألني هل كان يجب على أبيك أن يدعو المأمون إلى اللّه و طاعته ؟ فلم أدر ما أجيبه.

فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم.

فانتبهت و حفظت الجواب من أبي جعفر محمد عليه السّلام، و خرجت إلى الطواف، فلقيني إسماعيل، فقلت له ما قاله لي أبو جعفر، فكأنّي ألقمته حجرا.

فلمّا كان من قابل أتيت المدينة، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و هو يصلّي، فأجلسني موفّق الخادم، فلمّا فرغ من صلاته، قال لي: يا موسى! ما الذي قال إسماعيل بمكّة عام أوّل حيث شاجرك في أبي ؟

قلت: جعلت فداك! أنت تعلم.

قال: ما كانت رؤياك ؟

قلت: رأيتك يا سيّدي في نومي، و شكوت إليك إسماعيل. قال: فقلت: إنّما يجب طاعته على مثلك، و مثل أصحابك ممّن لا يبغيه، و خصمته.

قال: هو ذلك.

قال: أنا قلت لك في منامك، و الساعة أعيده عليك.

فقلت: و اللّه هذا هو الحقّ المبين(1).

ص: 282


1- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 49، بإختلاف، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 416، ح 2420. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح موسى بن القاسم)، و ف 4، ب 3، (دعوة الإمام عليه السّلام).
الثالث - إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية:

{420} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن دعبل بن علي: أنّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و أمر له بشيء فأخذه و لم يحمد اللّه.

قال: فقال له: لم لم تحمد اللّه ؟!

قال: ثمّ دخلت بعد على أبي جعفر عليه السّلام و أمر لي بشيء.

فقلت: الحمد للّه. فقال لي: تأدّبت(1).

{421} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجّال؛ و عمرو بن عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطرفي، قال: مضى أبو الحسن الرضا عليه السّلام ولي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب مالي.

فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السّلام: إذا كان غدا فأتني(2) و ليكن معك ميزان و أوزان.

فدخلت على أبي جعفر عليه السّلام؛ فقال لي: مضى أبو الحسن عليه السّلام و لك عليه

ص: 283


1- الكافي: ج 1، ص 496، ح 8. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 14، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 308، ح 2343، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1441. كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 21، عن دلائل الحميري، مرسلا. عنه البحار: ج 50، ص 93 ضمن ح 6. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في شكر النّعمة).
2- في المناقب و إرشاد المفيد: إذا كان في غد فائتني، و في كشف الغمّة: إذا كان في الغد، و في روضة الواعظين إذا كان غد.

أربعة آلاف درهم ؟

فقلت: نعم! فرفع المصلّي الذي كان تحته فإذا تحته دنانير! فدفعها إليّ (1).

{422} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي العبّاس عتّاب بن يونس الديلمي، عن محمد بن علي بن حديد الوشّاء الكوفي، قال: خرجنا حاجّين، فلمّا قضينا حجّنا و رجعنا من مكّة، قطع علينا الطريق، و نحن عصابة من شيعة أبي جعفر عليه السّلام، فأخذ كلّ ما كان معنا.

فلمّا وردنا المدينة دخلت على أبي جعفر عليه السّلام، فابتدأني قبل ما أسأله بشيء فقال: يا علي بن حديد! قطع عليكم الطريق في العرج(2)، و أخذ ما كان معكم، و عددكم ثلاثة و عشرون نفرا، و سمّانا بأسمائنا و أسماء آبائنا.

ص: 284


1- الكافي: ج 1، ص 497، ح 11. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 310، ح 2346، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 17، باختلاف يسير، و الوافي: ج 3، ص 832، ح 1444. إرشاد المفيد: ص 325، س 16. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 19. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 378، ح 7، مرسلا. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 10، مرسلا. روضة الواعظين: ص 267، س 6، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 99، س 7. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 54، ح 29. قطعة منه في ف 3، ب 1، (أداء دين أبيه عليهما السّلام).
2- العرج: بفتح أوّله، و سكون ثانيه، و جيم... و هي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف... و أيضا عاقبة بين مكّة و المدينة على جادّة الحاجّ ... و أيضا بلد باليمن... معجم البلدان: ج 4، ص 98 و 99 (عرج).

فقلت: إي و اللّه يا سيّدي! كنّا كما قلت. و أمر لنا بكسوة و دنانير كثيرة.

و قال: فرّقها على أصحابك، فإنّها بعدد ما ذهب منكم.

قال علي بن حديد: فصرت بها إلى إخواني و أصحابي ففرّقتها عليهم، فطلعت و اللّه بإزاء ما أخذ منّا سواء(1).

{423} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال:

رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة(2)، فسألني عن أحكم(3) بن بشّار المروزي، و سألني عن قصّته و عن الأثر الذي في حلقه ؟

و قد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخطّ، كأنّه أثر الذبح، فقلت له: قد سألته مرارا فلم يخبرني.

قال: فقال: كنّا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر

ص: 285


1- الهداية الكبرى: ص 302، س 21. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 11، أبو سعيد سهل بن زياد، عن ابن حديد، مثله، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 13. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 15، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 76. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير).
2- في المصدر: بابن زينبة، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه سائر المصادر و كتب الرجال. أبو زينبة هو محمد بن سليمان بن مسلم، أبو زنيبة، وزان جهينة مصغّرا من إحدى كنى العرب... رجل مهمل، و أبدل في العنوان زنيبة بزينبة و الإبدال غلط. تنقيح المقال: ج 3، ص 123، رقم 10811.
3- في المناقب: الحكم، و كذا في مدينة المعاجز و قد يقال له «أحلم» كما في معجم رجال الحديث: ج 1، ص 366، رقم 379.

الثاني عليه السّلام، فغاب عنّا أحكم من عند العصر، و لم يرجع تلك الليلة.

فلمّا كان جوف الليل، جاءنا توقيع من أبي جعفر عليه السّلام: إنّ صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد(1) في مزبلة كذا و كذا، فاذهبوا و داووه بكذا و كذا. فذهبنا فوجدناه مطروحا كما قال عليه السّلام. فحملناه و داويناه بما أمرنا به فبرأ من ذلك.

قال أحمد بن علي: كان قصّته أنّه تمتّع ببغداد في دار قوم، فعلموا به فأخذوه و ذبحوه، و أدرجوه في لبد، و طرحوه في مزبلة(2).

{424} 5 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن علي بن جرير قال: كنت عند أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام جالسا، و قد ذهبت شاة لمولاة له(3)، فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه، و يقولون: أنتم سرقتم الشاة.

فقال(4) أبو جعفر عليه السّلام: ويلكم! خلّوا عن جيراننا، فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره.

فخرجوا، فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه،

ص: 286


1- اللبد: كل شعر أو صوف متلبّد سمّى به للصوق بعضه ببعض. أقرب الموارد: ج 2، ص 1125 (لبد).
2- رجال الكشّي: ص 569، ح 1077. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 45، و تنقيح المقال: ج 1، ص 45 رقم 270. المناقب لابن شهرآشوب: ج 3، ص 397، س 7، بتفاوت و اختصار. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 391، ح 2396. عنه و عن الكشّي البحار: ج 50، ص 64، ح 41. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن سليمان بن مسلم، المكنّى بأبي زينبة).
3- في كشف الغمّة: لمولاه.
4- في كشف الغمّة: لهم.

و هو يحلف أنّه لم يسرق هذه، الشاة إلى أن صاروا إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال:

ويحكم! ظلمتم هذا الرجل، فإنّ الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها.

فدعاه(1)، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه(2).

{425} 6 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن القاسم بن المحسن(3)، قال: كنت فيما بين مكّة و المدينة فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئا فرحمته، فأخرجت له رغيفا فناولته إيّاه، فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة(4)، فذهبت بعمامتي من رأسي، فلم أرها كيف ذهبت، و لا أين مرّت ؟

فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام، فقال لي:

يا قاسم! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ قلت: نعم!

فقال: يا غلام! أخرج إليه عمامته، فأخرج إليّ عمامتي بعينها.

ص: 287


1- في إثبات الهداة: ثم أعاده.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 4. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 2، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 41، و البحار: ج 50، ص 47، ح 22. الهداية الكبرى: ص 302، س 14، عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن يونس، عن داود بن زيد الخيّاط، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في المداراة).
3- الصراط المستقيم: القاسم بن الحسن و هو الصحيح لأنّ قاسم بن المحسن لا يوجد ذكره في كتب الرجال.
4- في كشف الغمّة: شديدة زوبعة. الزوبع و الزوبعة:... و هي ما يقوم من تعارض الرياح تأتي من الجهات الأربع و يصعد إلى السماء كأنّه عمود، أقرب الموارد: ج 1، ص 455.

قلت: يا ابن رسول اللّه! كيف صارت إليك ؟

قال: تصدّقت على الأعرابي فشكره اللّه لك(1)، و ردّ إليك عمامتك، «و إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ » (2).(3).

{426} 7 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن عمران بن محمد، قال: دفع إليّ أخي درعا لأحملها إلى أبي جعفر عليه السّلام مع أشياء، فقدمت بها و نسيت الدرع. فلمّا أردت أن أودّعه، قال لي: احمل الدرع. و سألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه، فسألته ؟

فقال: ليست تحتاج(4) إليه.

فجاءني الخبر أنّها توفّيت قبل عشرين يوما(5).

{427} 8 - الإربلي رحمه اللّه: عن عمران بن محمد(6) الأشعري قال: دخلت على

ص: 288


1- في كشف الغمّة: فشكر اللّه لك.
2- التوبة: 120/9.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 377، ح 6. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 15، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 44، أورد مضمونه باختصار، و البحار: ج 50، ص 47، ح 24. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 4، أورد مضمونه باختصار. قطعة منه في ف 6، ب 1، (التوبة: 120/9)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة).
4- في البحار: فقال لي: ليس بمحتاج....
5- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 15. عنه البحار: ج 50، ص 45، ح 17، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 13. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 75.
6- و في إثبات الوصيّة حمران بن محمد الأشعري.

أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقضيت حوائجي، و قلت: إنّ (1) أمّ الحسن تقرئك السلام، و تسألك ثوبا من ثيابك أجعله كفنا لها.

فقال لي: قد استغنت(2) عن ذلك.

فخرجت لست أدري ما معني ذلك؛ فأتاني الخبر، أنّها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما، أو أربعة عشر يوما(3).

{428} 9 - الإربلي رحمه اللّه: قال: القاسم بن عبد الرحمن، و كان زيديّا قال:

خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرّفون و يقفون.

فقلت: ما هذا؟! فقالوا: ابن الرضا(4).

فقلت: و اللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع على بغل - أو بغلة - فقلت: لعن اللّه أصحاب الإمامة حيث يقولون: إنّ اللّه افترض طاعة هذا.

فعدل عليه السّلام إليّ و قال: يا قاسم بن عبد الرحمن! «أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّٰا

ص: 289


1- في الصراط المستقيم: إنّ زوجتي، و في الثاقب في المناقب: أمّ الحسين.
2- في إثبات الوصيّة: استغنيتم.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 17، عن دلائل الحميرى. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 667، ح 9، عن داوود بن محمد النهدي... باختلاف يسير. عنه البحار: ج 50، ص 43، ح 11، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 30، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 378، ح 2387. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 14، بتغيير آخر لم نذكره. عيون المعجزات: ص 126، س 22، بتغيير آخر لم نذكره. إثبات الوصيّة: ص 226، س 18، بتغيير آخر لم نذكره. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 460، بتفاوت.
4- في إثبات الهداة و البحار: ابن الرضا، ابن الرضا.

إِذاً لَفِي ضَلاٰلٍ وَ سُعُرٍ» (1) .

فقلت في نفسي: ساحر و اللّه!

فعدل إليّ ، فقال: «أُلْقِيَ اَلذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنٰا بَلْ هُوَ كَذّٰابٌ أَشِرٌ» (2).

قال: فانصرفت، و قلت بالإمامة، و شهدت أنّه حجّة اللّه على خلقه و اعتقدته(3).

الرابع - إخباره عليه السّلام بالوقائع الحالية:

{429} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة(4)، قال: حملت إلى امرأة شيئا

ص: 290


1- القمر: 24/54.
2- القمر: 25/54.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 64، ضمن ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 38. قطعة منه في ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ف 6، ب 1، (القمر: 24/54 و 25).
4- هو محمد بن أورمة (اورمة) أبو جعفر القميّ . كما قال به السيّد الخوئي قدس سرّه في المعجم: ج 22، ص 158 رقم 15028، و المحقّق التستري رحمه اللّه في ج 10، ص 238، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السّلام. رجال الطوسي: ص 392 رقم 75. و قال الزنجاني: نعدّه من أصحاب الجواد عليه السّلام. الجامع في الرجال: ج 2، ص 724. عنونه السيّد البروجردي قدّس سرّه و قال: من الطبقة السابعة. الموسوعة الرجالية: ج 4، ص 312. يروي بواسطة واحدة عن أبي الحسن الثالث عليه السّلام و أبي الحسن صاحب العسكري عليه السّلام كما في الكافي: ج 4، ص 577، ح 3، و التهذيب: ج 6، ص 28، ح 54. و روى الإربلي في كشف الغمّة: ج 2، ص 394 عن ابن أورمة معجزة عن أبي الحسن الهادى عليه السّلام. و في رجال النجاشي: ص 329 رقم 891: و قال بعض أصحابنا أنّه رأي توقيعا من أبي الحسن الثالث عليه السّلام إلى أهل قمّ في معني محمد بن أورمة و براءته ممّا قذف به. قال النمازي قدّس سرّه بعد نقل ما جاء في الخرائج: ج 1، ص 386، ح 15: الظاهر أنّه الجواد عليه السّلام. مستدركات علم الرجال: ج 6، ص 474 رقم 12758. كذا المحقّق الزنجاني في الجامع في الرجال: ج 2، ص 724.

من حلي، و شيئا من دراهم، و شيئا من ثياب؛ فتوهّمت أنّ ذلك كلّه لها، و لم أسألها أنّ لغيرها في ذلك شيئا، فحملت ذلك إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا.

و كتبت في الكتاب أنّي (قد) بعثت إليك من قبل فلانة كذا، و من قبل فلان كذا، و من قبل فلان، و فلان بكذا.

فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين، تقبّل اللّه منك(1)، و رضي عنك و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة.

فلمّا رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنّه غير كتابه، و أنّه قد عمل عليّ دونه؛ لأنّي كنت في نفسي على يقين أنّ الذي دفعت إليّ المرأة، كان (كلّه) لها، و هي مرأة واحدة، فلمّا رأيت [في التوقيع] امرأتين اتّهمت موصل كتابي.

فلمّا انصرفت إلى البلاد، جاءتني المرأة، فقالت: هل أوصلت بضاعتي ؟

قلت: نعم! قالت: و بضاعة فلانة ؟ قلت: و كان فيها لغيرك شيء؟

قالت: نعم! كان لي فيها كذا، و لاختي فلانة كذا.

قلت: بلي! قد أوصلت ذلك، و زال ما كان عندي(2).

ص: 291


1- في إثبات الهداة: يقبّل اللّه منهما و منك.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 386، ح 15. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 28، بتفاوت، و البحار: ج 50، ص 52، ح 26، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 374، ح 2383، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح ابن أورمة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه لمحمد بن أورمة)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن أورمة).

2 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا جعفر محمد الجواد عليه السّلام... قال [له المأمون]:

ما في يدي ؟

فأنطقه اللّه تعالى بأن قال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك في الجوّ ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة، الخلفاء، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى...(1).

3 - المسعودي: روي عن محمد بن الفرج؛ و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، و فيها نخّاس معه رقيق، و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية معه بحليتها و صورتها و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استام، و كان سومها بها ما دفعه إليّ ،...(2).

الخامس - إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية:

{430} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن داود السعدي، عن محمد بن موسى القميّ ، عن خالد الحذّاء، عن صالح بن محمد بن داود اليعقوبي، قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون، و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد

ص: 292


1- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 530.
2- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال أزواجه)، رقم 102.

ذنب دابّته(1)، و ذلك في يوم صائف شديد الحرّ، و طريق لا يوجد فيه الماء.

فقال بعض من كان معنا ممّن لا علم له: أيّ موضع عقد ذنب دابّته(2)؟!

فما سرنا إلاّ يسيرا حتّى وردنا أرض ماء، و وحل كثير، و فسدت ثيابنا و ما معنا، و لم يصبه شيء من ذلك.

قال صالح: و قال - أي الإمام الجواد عليه السّلام - لنا يوما و نحن في ذلك الوجه:

اعلموا أنّكم(3) ستضلّون عن الطريق(4) قبل المنزل الأوّل الذي يلقاكم الليلة ترجعون إليه في المنزل بعد ما يذهب من الليل سبع ساعات.

فقال من فينا من لا فضل له بهذه الطريق و لا يعرفه و لا يسلكه قطّ:

و ستنظرون صدق ما قال صالح.

فضللنا عن الطريق قبل المنزل الذي كان يلقانا، و سرنا بالليل حتّى تنصّف، و هو يسير بين أيدينا و نحن نتّبعه حتّى صرنا في المنزل الثاني على الطريق.

فقال: انظروا كم ساعة مضى من الليل، فإنّها سبع ساعات. فنظرنا فإذا هي كما قال(5).

ص: 293


1- في إثبات الهداة: ذيل دابّته، و في الثاقب في المناقب: قال لبعض غلمانه: اعقد ذنب دابّته....
2- في إثبات الهداة: أنّ موضع عقد ذنب البرذون غير هذا، و هكذا في البحار.
3- في الخرائج: أما أنّكم.
4- في الخرائج: ستضلّون الطريق، بمكان كذا و تجدونه في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا.
5- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 13 و 14. عنه البحار: ج 50، ص 45، ح 15 و 16، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 381، ح 2389، و إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 78. الصراط المستقيم: ج 2، ص 202، ح 17 أشار إلى مضمونه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 78، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 38، ح 2390، و الثاقب في المناقب: ص 518، ح 448. قطعة منه في ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون).

{431} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعيد(1): كنت جالسا عند محمد بن علي(2) عليهما السّلام إذ مرّت بنا فرس أنثى.

فقال عليه السّلام: هذه تلد الليلة فلوا(3) أبيض الناصية، في وجهه غرّة.

فعزمته ثمّ انصرفت إلى صاحبها، فلم أزل أحدّثه إلى الليل حتّى أتت بفلو كما وصف، فعدت إليه.

فقال عليه السّلام: يا ابن سعيد(4)! شككت فيما قلت لك(5)

إنّ امرأتك التي في منزلك، حبلى، تأتي بابن أعور، فولد لي و اللّه محمد و كان أعور(6).

ص: 294


1- في دلائل الإمامة: إبراهيم بن سعد.
2- في البحار: الجواد، و كذا في فرج المهموم.
3- الفلو: بكسر الفاء و ضمّه و فتحه المهر إذا فطم، و هو ولد الفرس، اقتباس من لسان العرب: ج 15، ص 161 (فلو).
4- في دلائل الإمامة: يا ابن سعد.
5- في دلائل الإمامة: بالأمس ؟! إنّ التي في منزلك حبلى، تأتيك بابن أعور، و في مدينة المعاجز: بالأمس ؟! إنّ التي في منزلك حبلى بابن أعور، و في البحار: أمس.
6- نوادر المعجزات: ص 180، ح 3. دلائل الإمامة: ص 398، ح 347، بإختلاف يسير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 55 و 56، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 318، ح 2352. فرج المهموم: ص 232، س 11، بتغيير آخر لم نذكره. عنه البحار: ج 50، ص 58، ح 32.

{432} 3 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن أبي القاسم، عن أبيه، قال:

حدّثني بعض المدينيّين(1): إنّهم كانوا يدخلون على أبي جعفر عليه السّلام، و هو نازل في قصر أحمد بن يوسف، يقولون له: يا أبا جعفر! جعلنا فداك! قد تهيّأنا و تجهّزنا و لا نراك تهمّ بذلك ؟!

قال لهم: لستم بخارجين حتّى تغترفوا الماء بأيديكم(2) من هذه الأبواب التي ترونها. فتعجّبوا من ذلك أن يأتي الماء من تلك المكثرة. فما خرجوا حتّى اغترفوا بأيديهم منها(3).

{433} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: محمد بن القاسم(4)، عن أبيه، و رواه عامّة أصحابنا، قال: إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام بالمدينة فسلّم عليه، و قال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! و كان واقفيّا.

فقال له: سلام! و أعادها الرجل. فقال: سلام! فسلّم الرجل بالإمامة.

ص: 295


1- في مدينة المعاجز: المدنيّين. المدينيّين: إذا نسبت إلى مدينة الرسول عليه الصلاة و السلام، قلت مدني، و إلى مدينة المنصور مديني، و إلى مدائن كسرى مدائني. - لسان العرب: ج 13، ص 403، (مدن).
2- في مدينة المعاجز: تغرفوا بأيديكم.
3- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 447. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 395، ح 2402.
4- في مدينة المعاجز: عن محمد عن أبي القاسم.

قال: قلت في نفسي: كيف علم أنّي غير مؤتمّ به، و أنّي واقف عنه ؟!

قال: ثمّ بكى، و قال: جعلت فداك! هذه كذا و كذا دينارا فاقبضها.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلتها، فضمّها إليك.

فقال: إنّي خلّفت صاحبتي و معها ما يكفيها و يفضل عنها.

فقال: ضمّها إليك، فإنّك ستحتاج إليها، مرارا.

قال الرجل: ففعلت و رجعت، فإذا طرّار قد أتى منزلي، فدخله و لم يترك شيئا إلاّ أخذه، فكانت تلك الدنانير هي التي تحمّلت بها إلى موضعي(1).

{434} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي العباس عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب (الدلائل) باسناده إلى صالح بن عطيّة(2).

قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر، يعني الجواد، الوحدة.

فقال عليه السّلام: أما أنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابنا.

قلت: جعلت فداك! أهوي أن تشير عليّ .

قال: نعم! اعترض، فإذا عرضت فأعلمني.

قلت: جعلت فداك! فقد عرضت.

قال: اذهب فكن في السوق حتّى أوافيك، فصرت إلى دكّان نخّاس انتظره حتّى وافى، ثمّ مضى فصرت معه.

فقال: قد رأيتها فإن أعجبتك فاشترها على أنّها قصيرة العمر.

ص: 296


1- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 395، ح 2403. قطعة منه في ف 3، ب 1، (قبوله عليه السّلام الدنانير من رجل واقفي)، (معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلاميّة)، و ف 5، ب 6، (إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام).
2- في الخرائج: الأضخم، و كذا في الثاقب في المناقب.

قلت: جعلت فداك! فما أصنع بها؟

قال: قد قلت لك، فلمّا كان من الغد صرت إلى صاحبها، فقال: الجارية محمومة و ليس بها مرض، وعدت إليه من الغد و سألته فقال: قد دفنتها اليوم.

فأتيته عليه السّلام و أخبرته الخبر، فقال: اعترض، فاعترضت و أعلمته، فأمرني أن أنتظره، فصرت إلى دكّان النخّاس، فركب و مرّ بنا فصرت إليه.

فقال: اشترها فقد رأيتها، فاشتريتها و صبرت عليها حتّى طهرت، فوقعت عليها، فولدت لي محمدا ابني(1).

{435} 6 - الراوندي رحمه اللّه: روى أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي القيسي، قال: دخلت أنا و حمّاد بن عيسى على أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة لنودّعه.

فقال عليه السّلام لنا: لا تخرجا(2) أقيما إلى غد.

قال: فلمّا خرجنا من عنده، قال حمّاد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي.

قلت: أمّا أنا فأقيم.

قال: فخرج حمّاد، فجرى الوادي تلك الليلة، فغرق فيه، و قبره

ص: 297


1- فرج المهموم: ص 232، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 58، ح 33. إثبات الوصيّة: ص 226، س 6، روى يوسف بن السخت، عن صالح بن عطيّة الأصمّ ، بتفاوت. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 666، ح 7، قطعة منه. عنه البحار: ج 50، ص 43، ح 9. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 459، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 398، ح 2406.
2- في كشف الغمّة: لا تخرجا اليوم و....

بسيالة(1).(2).

7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي، قال:... دخل عليّ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك ؟

فقلت: إي و اللّه!

قال: قم! فأخرجني، ثمّ ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ، ففكّها، و أخذ بيدي و أخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني، فلم يستطيعوا أن يكلّموني، و خرجت من باب الدار.

ثمّ قالي لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن يصل إليه و لا يصل إليك أبدا.

فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت(3).

{436} 8 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القميّ بخطّه: حدّثني الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدّثني خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام،

ص: 298


1- السيالة: بفتح أوّله، و تخفيف ثانيه، و بعد اللام هاء: أرض يطؤها طريق الحاجّ ، قيل: هي أوّل مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكّة، معجم البلدان: ج 3، ص 292 (السيالة).
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 667، ح 8. كشف الغمّة: ج 2، ص 365، عن دلائل الحميرى. عنه البحار: ج 48، ص 48، ح 38، و ج 50، ص 43، ح 10، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 39. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 13، أورد مضمونه باختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 74. قطعة منه في ف 7، ب 1 (ثمرة قبول نصيحة الإمام).
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان تجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام) رقم 378.

و سألته عن بعض الخدم، و كانت له منزلة من أبي جعفر عليه السّلام، فسألته أن يوصلني إليه. فلمّا سرنا إلى المدينة، قال لي: تهيّأ، فإنّي أريد أن أمضى إلى أبي جعفر عليه السّلام فمضيت معه.

فلمّا أن وافينا الباب، قال: ساكن في حانوت، فاستأذن و دخل، فلمّا أبطأ عليّ رسوله، خرجت إلى الباب، فسألته عنه، فأخبرني أنّه خرج و مضى، فبقيت متحيّرا، فإذا أنا كذلك إذ خرج خادم من الدار، فقال: أنت خيران ؟ فقلت: نعم!

قال لي: ادخل! فدخلت، و إذا أبو جعفر عليه السّلام قائم على دكّان لم يكن فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلّى، فألقاه له، فجلس، فلمّا نظرت إليه تهيّبت و دهشت، فذهبت لأصعد الدكّان من غير درجة، فأشار إلى موضع الدرجة، فصعدت و سلّمت.

فردّ السلام، و مدّ يده إليّ ، فأخذتها و قبّلتها، و وضعتها على وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده ممّا داخلني من الدهش، فتركها في يدي فلمّا سكنت، خلّيتها.

فسائلني و كان الريّان بن شبيب قال لي: إن وصلت إلى أبي جعفر عليه السّلام قلت له: مولاك الريّان بن شبيب يقرأ عليك السلام، و يسألك الدعاء له و لولده فذكرت له ذلك، فدعا له و لم يدع لولده! فأعدت عليه، فدعا له و لم يدع لولده.

فأعدت عليه ثلاثا، فدعا له و لم يدع لولده، فودّعته و قمت. فلمّا مضيت نحو الباب سمعت كلامه، و لم أفهم ما قال، و خرج الخادم في أثري، فقلت له ما قال سيّدي لمّا قمت ؟

فقال لي: قال من هذا الذي يرى أن يهدي نفسه ؟ هذا ولد في بلاد الشرك.

ص: 299

فلمّا أخرج منها صار إلى من هو شرّ منهم، فلمّا أراد اللّه أن يهديه هداه(1).

{437} 9 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: وجدت بخطّ جبريل بن أحمد، حدّثني عبد اللّه بن مهران، قال: أخبرني عبد اللّه بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القميّ ، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و بأهلي حبل، فقلت: جعلت فداك! ادع اللّه أن يرزقني ولدا ذكرا؟

فأطرق مليّا ثمّ رفع رأسه، فقال: اذهب فإنّ اللّه يرزقك غلاما ذكرا. ثلاث مرّات.

قال: و قدمت مكّة، فصرت إلى المسجد، فأتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و ابن أبي عمير و غيرهم، فأتيتهم، فسألوني ؟

فخبرتهم بما قال، فقالوا: لي فهمت عنه ذكي، أو زكي ؟ فقلت ذكي، قد فهمته.

قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا، أما أنّه يموت على المكان أو يكون ميّتا.

فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت قد علمنا الذي علمت.

فأتى غلام في المسجد، فقال: أدرك، فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت، ثمّ لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميّتا.(2)

ص: 300


1- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. عنه البحار: ج 50، ص 106، ح 25، بتفاوت. تنقيح المقال: ج 1، ص 405، رقم 3803. قطعة منه في ف 3، ب 1، (فراشه عليه السّلام)، (تقبيل الناس يده عليه السّلام).
2- رجال الكشّي: ص 581، ح 1090. عنه البحار: ج 50، ص 65، ح 42. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 67، ح 16.

10 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال:... رأيت سيّدي، أبا جعفر عليه السّلام مطرقا، فقلت لأبي هاشم ما يبكيك يا ابن العمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون، على اللّه، و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي.

فبكيت، و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟

قال: ويحك يا ابن العمّ الذي أظهره في أبي أكثر.

فقلت: و اللّه! يا سيّدي إنّك لتعلم ما علمه جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قد علم ما علمه المسيح و سائر النبيّين. و ليس لنا حكم، و الحكم و الأمر لك فإن تستكفي شرّه فإنّه يكفيك.

فقال: ويحك يا ابن العمّ ! فمن يركب إليّ الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل و قد وصل الشرب و الطرب إلى ذلك الوقت و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل.

و قد وعدها أنّها تبات في الحجرة الفلانيّة في بعد مرقدي بحجرة نومي فإذا دخل داري عدل إليها و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي.

فيقولون؛ إنّ مولانا المأمون منّا و يشهروا سيوفهم و يحلفوا انّه لا بدّ نقتله فأين يهرب منّا و يظاهرون إليّ ، و يكون هذا الكلام إشعارهم.

فيضعون سيوفهم على مرقدي و يفعلون كفعل غيلانه في أبي عليه السّلام فلا يضرّني ذلك و لا تصل أيديهم إليّ ، و يخيل لهم أنّه فعل حقّ ، و هو باطل.

و يخرجون مخضين الثياب، قاطرة سيوفهم دما كذبا، و يدخلون على

ص: 301

المأمون و هو عند ابنته في داري.

فيقول: ما وراءكم ؟ فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم، و أيديهم مضرجة بالدم.

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟ فيقولون لها: في مرقده.

فتقول لهم: ما علامة مرقده ؟ فيصفون لها.

فتقول: إي و اللّه! هو. فتقدّم إلى رأس أبيها فتقبّله و تقول: الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول لها: يا ابنة! لا تعجلي فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا القتلة ثمّ ثاب إلى عقلي.

فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إليّ و قال: إنّه في محرابه يسبّح اللّه. فتغلق الأبواب ثمّ تظهر أنّها كانت غشية و فاقت الساعة فاصبري يا بنيّة، لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة.

فقالت: يا أبي! هذا يكون ؟!

قال: نعم! فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي، استأذني عليه فإن وجدتيه حيّا، فادخلي عليه، و قولي له: إنّ أمير المؤمنين شغب عليه خدمه و أرادوا قتله، فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع. و إن وجدتيه مقتولا، فلا تحدّثي أحدا حتّى أجيئك. و ينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح، فإذا اعترض تبعث إليّ خادما فيجدني في الصلاة قائما، فيرجع إليها بالخبر، فتجيء و تدخل عليّ و تفعل ما قال أبوها و تقول: ما منعني أن أجيئك بليلتي إلاّ أمير المؤمنين، إلى أن أقول و اللّه الموفق، هاهنا من هذا الموضع يقول: انصرف و تبعث له، و هذا

ص: 302

خبر المأمون بالتمام(1).

11 - الصفّار رحمه اللّه:... شعيب بن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام.

قال: دخل عليه رجل من أهل بلخ.

فقال له: يا خراساني! تعرف وادي كذا و كذا؟ قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟ قال: نعم!

قال: من ذلك يخرج الدجّال...(2).

السادس - إخباره عليه السلام بالوقائع العامّة:

{438} 1 - الحضيني رحمه اللّه: و عن محمد بن أبان، عن خالد العطّار الكوفي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام(3) قال: كنت في داره ببغداد و أنا جالس بين يديه إذ دخل عليه ياسر الخادم، فرحّب به و قرّبه ثمّ قال: يا سيّدي! ستّنا أمّ جعفر تستأذنك بالمسير إلى أمّ الفضل للسلام عليك و عليها، و قد استأذنت.

فقال له: قل لها: أقبلي إليه بالرحب و السعة، فمضى الخادم و قمت و أنا أقول في نفسي: إنّه ليس هذا وقت جلوس أمّ جعفر تصير إليه أمّ الفضل.

فقال عليه السّلام لي: اجلس يا أبا هاشم! فإنّ أمّ جعفر تحضر و ترى ما يجب، فجلست و انصرفت أمّ جعفر، فأذنت عليه قبل أذانها على أمّ الفضل.

ص: 303


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.
2- بصائر الدرجات: ص 161، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 443.
3- في البحار: أبي جعفر الثاني عليه السلام، و كذا في مدينة المعاجز.

فقال للخادم: قل لها: يحضرني إلاّ من يحتشم بنا و هو أبو هاشم الجعفري ابن عمّك، فاستحيت و اعتزلت بجانب حيث لا أراهم، و اسمع كلامهم، فدخلت و سلّمت عليه، و استأذنته بالدخول على أمّ الفضل بنت المأمون زوجته.

فأذن لها، فما لبث أن عادت إليه فقالت له: يا سيّدي إنّي لأحبّ أن أراك و أمّ الخير بموضع واحد لتقرّ عيني و أفرح و أعرف أمير المؤمنين اجتماعكما فيفرح.

فقال: أدخلي إليها، فإنّي تابعك في الأثر، فدخلت أمّ الخير، فقدّمت نعليه و دخل و الستور تشتال بين يديه.

فما لبث أن أسرع راجعا و هو يقول: «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ » (1) و جلس، و خرجت أمّ جعفر فقالت: يا سيّدي! ما حدث إلاّ خيرا ما رأيت و ما حضرت إلاّ خيرا، و لم لا تجلس ؟ فما الذي حدث ؟

فقال: يا أمّ جعفر! حدث ما لا يصحّ أن أعيده عليك، فارجعي إلى أمّ الفضل فاسأليها بينك و بينها فإنّها تخبرك ما حدث منها ساعة دخولي إليها فإنّه من سرّ النساء.

فاعادت أمّ جعفر على أمّ الخير ما قاله عليه السّلام فقالت لها: يا عمّة! ما الذي حدث منّي ؟

قلت: يا بنيّة! ما أعلم ما هو، فحلفت انّي ما احضرت إلاّ خيرا، و ظننت أنّه رأى في وجهك كرها.

فقالت: لا و اللّه، يا عمّة! ما تبين بوجهي كرها و لا علمت ما حدث فارجعي إليه اسأليه أن يخبرك.

ص: 304


1- يوسف: 31/12.

فقلت: يا ابنة! إنّه قال: إنّه من سرّ النساء.

فقالت أمّ الخير: كيف لا أدعو على أبي و قد زوّجني ساحرا، فقالت لها:

يا بنيّة! لا تقولي هذا، فلئن في أبيك و لا فيه أريني فما الذي حدث ؟

قالت: يا عمّة، و اللّه! ما هو طلع حقّا إلاّ انعزلت إلى الصلاة و حدث منّي ما يحدث من النساء، فضربت يدي إلى أثوابي، و ضممتها.

فخرجت أمّ جعفر إليه، و قالت: يا سيّدي! أنت تعلم الغيب ؟! قال: لا!

قالت: من لك بأن تعلم ما حدث من أمّ الخير ممّا لا يعلمه إلاّ اللّه و هي في الوقت ؟

فقال لها: نحن من علم اللّه علّمنا، و عن اللّه نخبر.

قالت له: ينزل عليك الوحي ؟

قال: لا! قالت: من أين لك علم ذلك ؟!

قال: من حيث لا تعلمين و سترجعين إلى من تخبرينه بما كان فيقول لك:

لا تعجبي فإنّ فضله و علمه فوق ما تظنّين.

فخرجت أمّ جعفر و دنوت منه و قلت له: قد سمعتك و أنت تقول «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ » . فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهنّ يوسف لمّا رأينه و الإكبار مما حدث من أمّ الفضل فعلمت أنّه الحيض(1).

ص: 305


1- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. عنه و عن مشارق أنوار اليقين، حلية الأبرار: ج 4، ص 575، ح 2، مرسلا بتفاوت. مشارق الأنوار اليقين: ص 98، س 27. عنه البحار: ج 50، ص 83، ح 7، و اثبات الهداة: ج 3، ص 340، ح 34، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 401، ح 2411. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمّة عليهم السّلام خزّان علم اللّه)، و ف 6، ب 1، (يوسف: 31/12).

{439} 2 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن علي بن بشر، عن أبي عمران موسى بن زيد، عن يحيى بن أبي عمران، قال: إنّ موسى ابن جعفر الداري، قال: وردنا جماعة من أهل الري إلى بغداد نريد أبا جعفر عليه السّلام، فدللنا عليه، و معنا رجل من أهل الري زيدي يظهر لنا الإمامة، فلمّا دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام سألناه عن مسائل قصدنا بها.

و قال أبو جعفر لبعض غلمانه: خذ بيد هذا الرجل الزيدي و أخرجه.

فقام الرجل على قدميه، و قال: أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و أنّ عليا أمير المؤمنين، و أنّ آباءك الأئمّة، و أثبت لك الحجّة للّه في هذا العصر.

فقال له: اجلس! فقد استحقّيت(1) بترك الضلال الذي كنت عليه، و تسليمك الأمر إلى من جعله له يسمع و لا يمنع(2).

فقال الرجل: و اللّه، يا سيّدي! إنّي أدين للّه بإمامة زيد بن علي منذ أربعين سنة، و لا أظهر للناس غير مذهب الإمامة، فلمّا علمت منّي ما لا يعلمه إلاّ اللّه، أشهد أنّك الإمام و الحجّة(3).

ص: 306


1- في مدينة المعاجز: فقد استحققت.
2- في مدينة المعاجز: إلى من جعله اللّه له أن تسمع و لا تمنع....
3- الهداية الكبرى ص 302، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 48، قطعه منه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 411، ح 2418، بتفاوت آخر لم نذكره. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 669، ح 12، قطعة منه. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 14. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 16، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 77. الثاقب في المناقب: ص 519، ح 450، عن الحسن بن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه. دلائل الإمامة: ص 403، ح 364، عن عبّاس بن سندي الهمداني، عن علي، عن الحسن ابن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 343، ح 2372. قطعة منه في ف 3، ب 1، (معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلاميّة).

{440} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن داود السعدي، عن أبي هاشم داود ابن القاسم الجعفري، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و معي ثلاث رقاع غير مترجمة، و لا عليها اسم لأصحابها، فاشتبهت عليّ ؛ فتناول إحداها و قال: هذه رقعة زيد بن شهاب(1).

ثمّ تناول الثانية و قال: هذه رقعة محمد بن جعفر(2)، ثمّ أخذ الثالثة و قال:

هذه رقعة علي بن الحسين(3) فسمّاهم و اللّه و سمّي آباءهم، و وقّع فيها بالّذي سألوا، فأخذتها و نهضت. فنظر إليّ و تبسّم، لأنّه علم بسروري بتلك الدلائل.

ثمّ أعطاني ثلاثمائة دينار و أمر بحملها إلى علي بن الحسين بن إبراهيم بن

ص: 307


1- في المناقب و الإرشاد، و كشف الغمّة: ريّان بن شبيب، و كذا في الإرشاد، و كشف الغمة، و في الكافي: زياد ابن شبيب، و كذا في إثبات الهداة.
2- في المناقب: محمد بن أبي حمزة، و في الكافي: فلان، و كذا في الإرشاد، و إثبات الهداة، و كشف الغمّة.
3- في المناقب: فلان، و كذا في كشف الغمّة و البحار.

موسى بن عمّه، و قال: يقول لك: دلّني على(1) حريف يعرف ليشتري بها متاعا.

فدللت عليه، فكلّمني جمّال أن أسأله عليه السّلام أن يدخله في خدمته، فجئت به باب الدار فأوقفته و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام لأكلّمه في أمره، فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه و شيعته، فلم يمكنني كلامه.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! اجلس فكل. و أخذ بيده طعاما فوضعه بين يدي، فأكلت، ثمّ ابتدأ من غير أن أسأله و لا أذكر له الجمّال.

فقال: يا غلام! انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم، و أنّه واقف بالباب، فضمّه في خدمتنا و طاعتنا(2).

ص: 308


1- الحريف: فلان حريفي أي معاملي، لسان العرب: ج 9، ص 44، (حرف).
2- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. الكافي: ج 1، ص 495، ح 5، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد. عن داود بن القاسم الجعفري، بتفاوت. عنه الوافي: ج 3، ص 827، ح 1438، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 304، ح 2341، و إثبات الهداة: ج 3، ص 332، ح 8 و 9 و 10، و حلية الأبرار: ج 4، ص 562، ح 2. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 10، بتغيير لم نذكره. إرشاد المفيد: ص 326، س 1، بتفاوت. كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 3، بتفاوت. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 664، ح 1، 2 و 3. عنه البحار: ج 50، ص 41، ح 6. الثاقب في المناقب: ص 519، ح 451، و 452، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 97، س 19، ص 98، س 11، قطعة منه، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (أكله عليه السّلام مع الجماعة)، (غلمانه و استخدام من يحبّ أن يخدمه).

{441} 4 - الراوندي رحمه اللّه إنّهم(1) قالوا: كتبنا إليه [أي أبي جعفر الثاني] عليه السّلام رقاعا في حوائج لنا؛ و كتب رجل من الواقفة رقعة جعلها بين الرقاع؛ فوقّع الجواب بخطّه في الرقاع، إلاّ في رقعة الواقفي، لم يجب فيها بشيء(2).

{442} 5 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم، عن أبيه و عن غير واحد من أصحابنا: أنّه قد سمع عمر بن الفرج، أنّه قال: سمعت من أبي جعفر عليه السّلام شيئا، لو رآه محمد أخي لكفر.

فقلت: و ما هو أصلحك اللّه ؟

قال: إنّي كنت معه يوما بالمدينة إذ قرب الطعام.

فقال: أمسكوا. فقلت: فداك أبي، قد جاءكم الغيب ؟!

فقال: عليّ بالخبّاز.

فجيء به فعاتبه، و قال: من أمرك أن تسمّني في هذا الطعام ؟

فقال له: جعلت فداك! فلان. ثمّ أمر بالطعام، فرفع، و أتى بغيره(3).

{443} 6 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا معاوية بن حكيم، عن شعيب ابن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له:

يا خراساني! تعرف وادي كذا، و كذا؟ قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟

ص: 309


1- في البحار: كتب جماعة من الأصحاب.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 17. عنه البحار: ج 50، ص 46، ح 19. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جماعة من الأصحاب).
3- الثاقب في المناقب: ص 517، ح 446. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 394، ح 2401.

قال: نعم! [قال]: من ذلك يخرج الدجّال.

قال: ثمّ دخل على رجل من أهل اليمن فقال له: يا يماني، أ تعرف شعب كذا و كذا؟

قال: نعم!

قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا، و كذا؟

قال له: نعم! قال له: تعرف صخرة تحت الشجرة ؟

قال: له: نعم! قال فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

س - إخباره عليه السلام بالآجال

اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل - إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة، فقلت:

ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، و قال لي: ايته ما آمرك به.

فدخلت الخزانة، فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمّرت ثيابي لأغسله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ص: 310


1- بصائر الدرجات: ص 161، ح 7. عنه البحار: ج 52، ص 190، ح 19. قطعة منه في (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية).

ثمّ قال لي: أدخل الخزانة، فاخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه و صلّى عليه.

ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت. فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصالح التابوت.

قال: قم فإنّ في الخزانة تابوتا، فدخلت الخزانة، فوجدت تابوتا لم أره قطّ، فأتيته به...(1).

{444} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام و أبوه(2) بخراسان. فدعا جاريته(3) يوما، فقال لها:

قولي لهم يتهيّئون(4) للمأتم.

فلمّا تفرّقنا من مجلسنا أنا و جماعة، قلنا: أ لا سألناه مأتم من ؟

فلمّا كان الغد، أعاد القول، فقلنا له: مأتم من ؟ فقال عليه السّلام: مأتم خير من صلّى على ظهر الأرض(5).

فورد الخبر بمضي أبي الحسن عليه السّلام بعد أيّام(6).

ص: 311


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- في كشف الغمّة: و أبو الحسن، و في الثاقب في المناقب: أبو الحسن الرضا عليه السّلام.
3- في كشف الغمّة: يوما بجارية، و هكذا في الثاقب في المناقب، و في إثبات الوصيّة: فدعا يوما بالجارية.
4- في الثاقب في المناقب: تهيّأوا.
5- في كشف الغمّة: خير من على ظهرها، و في الثاقب في المناقب: مأتم خير من على ظهرها، و هكذا في المناقب، و في إثبات الوصيّة: مأتم خير من على ظهر الأرض.
6- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 18، بتغيير آخر لم نذكره. إثبات الوصيّة: ص 223، س 11. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 7، عن نوادر الحكمة، بتغيير آخر لم نذكره. عنه الأنوار البهيّة: ص 241، س 1. عنه و عن إعلام الورى، البحار: ج 50، ص 63، ح 39. إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 2. عنه البحار: ج 49، ص 310، ح 21، و إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 21. الثاقب في المناقب: ص 515، ح 443. قطعة منه في ف 3، ب 1، (غلمانه و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ف 4، ب 4، (أنّ الرضا عليه السّلام خير من صلّى على الأرض)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في إقامة العزاء).

{445} 3 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن أبي القاسم، قال و رواه عامّة أهل المدينة: إنّ الرضا عليه السّلام كتب في أحمال له تحمل إليه من المتاع و غير ذلك.

فلمّا توجّهت و كان يوما من الأيّام أرسل أبو جعفر عليه السّلام رسلا يردّونها، فلم يدر لم ذلك، ثمّ حسب ذلك اليوم في ذلك الشهر، فوجد يوم مات فيه الرضا عليه السّلام(1).

4 - الإربلي رحمه اللّه: عن معمّر بن خلاّد:... قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب! قلت: إلى أين ؟

قال: اركب كما يقال لك.

قال: فركبت فانتهيت إلى واد....

فقال لي: قف هاهنا، قال: فوقفت فأتاني، فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

ص: 312


1- الثاقب في المناقب: ص 517، ح 445. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 394، ح 2400.

قال [عليه السّلام] دفنت أبي الساعة، و كان بخراسان(1).

{446} 5 - الإربلي رحمه اللّه: من دلائل الحميريّ ، عن أميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام بمكّة في السنة التي حجّ فيها، ثمّ صار إلى خراسان و معه أبو جعفر عليه السّلام، و أبو الحسن يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام، فصلّى عنده.

فصار أبو جعفر عليه السّلام على عنق موفّق يطوف به، فصار أبو جعفر إلى الحجر، فجلس فيه فأطال، فقال له موفّق: قم جعلت فداك!

فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلاّ أن يشاء اللّه.

و استبان في وجهه الغمّ . فأتى موفّق أبا الحسن عليه السّلام، فقال له: جعلت فداك! قد جلس أبو جعفر عليه السّلام في الحجر، و هو يأبى أن يقوم.

فقام أبو الحسن عليه السّلام فأتى أبا جعفر عليه السّلام، فقال: قم يا حبيبي!

فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلى يا حبيبي!

ثمّ قال: كيف أقوم و قد ودّعت البيت وداعا لا ترجع إليه ؟!

فقال له: قم يا حبيبي! فقام معه(2).

ص: 313


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام عند شهادته)، رقم 379.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 17. عنه البحار: ج 49، ص 120، ح 6، و ج 50، ص 63، ح 40، بتفاوت يسير، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 35، بتفاوت يسير، و الأنوار البهيّة: ص 223، س 7. إثبات الوصيّة: ص 210، س 6. قطعة منه في ف 3، ب 1، (حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق)، و ف 5، ب 7، (حكم طواف الطفل بالمطوّف).
الثاني - إخباره بشهادته عليه السلام:

1 - الإربلي رحمه اللّه: عن ابن بزيع العطّار، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا.

قال: فنظرنا فمات عليه السّلام بعد ثلاثين شهرا(1).

{447} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل ابن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه، قلت له عند خروجه: جعلت فداك! إنّي أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك ؟

فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا و قال: ليس الغيبة حيث ظننت(2) في هذه السنة.

فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم، صرت إليه فقلت له: جعلت فداك! أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ ، فقال: عند هذه(3) يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي(4).

ص: 314


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 4. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 165.
2- في الإرشاد: ليس حيث كما ظننت، و في إثبات الهداة و إعلام الورى: ليس حيث ظننت، و هكذا في كشف الغمّة.
3- في كشف الغمّة: في هذه.
4- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. عنه إعلام الورى: ج 2، ص 111، س 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 1، بحذف الذيل و ص 355، ح 1، باختصار، مدينة المعاجز: ج 7، ص 311، ح 39، حلية الأبرار: ج 5، ص 71، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 382، ح 866. إرشاد المفيد: ص 327، س 16. عنه و عن اعلام الورى البحار: ج 50، ص 118، ح 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 376، س 22. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 277، س 8، بتغيير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 358، س 6، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 446، س 8. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 408، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 168، س 3. روضة الواعظين: ص 268، س 14. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 234، س 5. الأنوار البهيّة: ص 266، س 8. قطعة منه في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، و ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 4، ب 3، (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليهما السّلام).

{448} 3 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن مسافر(1)، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال في العشيّة التي توفّي في ليلتها: إنّي ميّت الليلة.

ثمّ قال: نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(2).

ص: 315


1- في البحار: أبي مسافر.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. عنه البحار: ج 50، ص 2، ح 4. علل الشرائع: ص 244، ح 2، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمّة عليهم السّلام اذا لم يرض اللّه لهم الدنيا، نقلهم إليه).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم(1)، عن أبيه، و روى أيضا غيره. قال: لمّا خرج [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من المدينة في المرّة الأخيرة، قال:

ما أطيبك يا طيبة(2)، فلست بعائد إليك(3).

3 - ابو علي الطبرسي رحمه اللّه: عن حمدان بن سليمان، عن أبي سعيد الأرمني، عن محمد بن عبد اللّه بن مهران، قال: قال محمد بن الفرج: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: احملوا إليّ الخمس فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا.

فقبض عليه السّلام في تلك السنة(4).

الثالث - إخباره عليه السلام بموت يحيى بن أبي عمران:

{449} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عيسى، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد(5)، قال: كان أبو جعفر(6) محمد بن علي عليهما السّلام كتب إليّ كتابا، و أمرني أن لا أفكّه حتّى يموت يحيى بن أبي عمران(7). قال: فمكث الكتاب عندى

ص: 316


1- مشترك بين عدّة، و لم نجد قرينة على التعيين، و نحن أوردنا هذا الحديث هنا، وفقا للمصدر حيث أورده في كلمات الجواد عليه السّلام.
2- طيبة: بالفتح، ثمّ السكون، ثمّ الباء موحّدة: و هو اسم لمدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، معجم البلدان: ج 4، ص 53 (مدن).
3- الثاقب في المناقب: ص 516، ح 444. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 166.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 12. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 967.
5- في المناقب: إبراهيم بن محمد الهمداني، و هكذا في الثاقب في المناقب.
6- في الخرائج: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إليّ ، كتابا، و في المناقب كتب أبو جعفر عليه السّلام إليّ .
7- في المناقب و الثاقب، يحيى بن عمران، و هكذا في بقيّة الموارد.

سنين(1)؛ فلمّا كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران، فككت الكتاب، فإذا فيه: قم بما كان يقوم به، أو نحو هذا من الأمر(2).

قال(3): و حدّثني يحيى و إسحاق ابنا سليمان بن داود، أنّ إبراهيم أقرأ(4)هذا الكتاب في المقبرة يوم مات يحيى.

و كان إبراهيم يقول: كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن أبي عمران حيّا.

و أخبرني بذلك الحسن بن عبد اللّه بن سليمان(5).

ع - معجزة قبره الشريف عليه السّلام:

{450} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: ابن الهمداني الفقيه في تتمّة تاريخ أبي شجاع الوزير ذيله، على تجارب الأمم: إنّه لمّا حرّقوا القبور بمقابر قريش، جادلوا حفر ضريح أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و إخراج رمّته و تحويلها إلى مقابر أحمد.

ص: 317


1- في الثاقب: سنتين، و كذا في إثبات الهداة.
2- في الثاقب: أو نحوه من هذا الأمر.
3- في الثاقب: قال محمد بن عيسى.
4- في الثاقب: أقرأهم.
5- بصائر الدرجات: الجزء السادس، ص 282، ح 2 و 3. عنه البحار: ج 50، ص 37، ح 2، و إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 20، بتغيير يسير. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 12، بتغيير آخر لم نذكره. عنه و عن الثاقب مدينة المعاجز: ج 7، ص 391، ح 2397. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 717، ح 18، بتفاوت، و اختصار. الثاقب في المناقب: ص 515، ح 442. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني).

فحال تراب الهدم و زناد الحريق بينهم و بين معرفة قبره عليه السّلام(1).

ص: 318


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 10، ضمن ح 10، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 6، (مدفنه عليه السّلام).

الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السّلام

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ: زيارته عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل في فضل زيارته عليه السّلام:

{451} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد، عن داود الصرمي(1) قال: قلت له - يعني أبا الحسن العسكري عليه السّلام - إنّى زرت أباك و جعلت ذلك لكم.

فقال عليه السّلام: لك من اللّه أجر و ثواب عظيم و منّا المحمدة(2).(3).

{452} 2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي(4)، عن علي بن محمد

ص: 319


1- في المزار: داود الصيرفي.
2- في المزار: ثواب على ذلك و محمدة منّا.
3- التهذيب: ج 6، ص 110، ح 199. عنه البحار: ج 99، ص 256، ح 3، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 593، ح 19884. المزار للمفيد: ص 207، ح 1.
4- في عيون أخبار الرضا عليه السّلام: حمدان بن سليمان النيسابوري.

الحضيني، عن علي بن عبد اللّه بن مروان(1)، عن إبراهيم بن عاقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام و عن زيارة قبر أبي الحسن و أبي جعفر عليهما السّلام. فكتب إليّ أبو عبد اللّه عليه السّلام المقدّم، و هذا(2).(3) أجمع و أعظم أجرا(4).

ص: 320


1- في عيون أخبار الرضا عليه السّلام: علي بن محمد بن مروان.
2- في المقنعة: و هذان، و كذا في المناقب.
3- قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في ذيل الحديث: قوله عليه السّلام: أبو عبد اللّه المقدّم أي الحسين عليه السّلام أقدم و أفضل، و زيارته فقط أفضل من زيارة كلّ من المعصومين، و مجموع زيارتيهما أجمع و أفضل. أو المراد أنّ زيارة الحسين عليه السّلام أولى بالتّقديم، ثمّ إن أضيفت إلى زيارته زيارة الإمامين عليهما السّلام كان أجمع و أعظم أجرا. أو المعنى أنّ زيارتهما أجمع من زيارته عليه السّلام وحدها. لأنّ الاعتقاد بإمامتهما يستلزم الاعتقاد بإمامته دون العكس، فكأنّ زيارتهما تشتمل على زيارته، و لأنّ زيارتهما مختصّة بالخواصّ من الشيعة.
4- كتاب المزار: ص 190، ح 1. الكافي: ج 4، ص 583، ح 3. عنه و عن التهذيب و المقنعة و العيون، وسائل الشيعة: ج 14، ص 570، ح 19841. التهذيب: ج 6، ص 91، ح 172. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 261، ح 25. عنه و عن الكافي و التهذيب و الكامل، البحار: ج 99، ص 2، ح 7. كامل الزيارات: ص 500، ح 781. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 362، ح 12186. روضة الواعظين: ص 267، س 19. المقنعة: ص 482، س 13. جامع الأخبار: ص 32، س 24. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 385، س 1.

{453} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: كان [أبو جعفر الجواد] عليه السّلام قد بلغ في كمال العقل و الفضل و العلم و الحكم و الأدب - مع صغر سنّه - منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوى السنّ من السادات و غيرهم.

و لذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأى من علوّ رتبته و عظم منزلته، في جميع الفضائل.

فزوّجه ابنته أمّ الفضل و حملها معه إلى المدينة، و كان متوفّرا على تعظيمه و توقيره و تبجيله(1).

الثاني - زاره الإمام المهدي عليهما السّلام في ليالي الجمعة:

{454} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر الطبري، قال:

حدّثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال: تقلّدت عملا من أبي منصور الصالحان، و جرى بيني و بينه ما أوجب استتاري عنه، فطلبني و أخافني.

فمكثت مستترا خائفا، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، و اعتمدت المبيت هناك للدعاء و المسألة.

ص: 321


1- إعلام الورى: ج 2، ص 101، س 3. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 21. إرشاد المفيد: ص 319، س 14. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 16.

و كانت ليلة ريح و مطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الأبواب، و أن يجتهد في خلوة الموضع، لأخلو بما أريده من الدعاء و المسألة، خوفا من دخول إنسان لم آمنه، و أخاف من لقائه.

ففعل و قفل الأبواب، و انتصف الليل، فورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع، فمكثت أدعو و أزور و أصلّي.

فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى عليه السّلام، و إذا هو رجل يزور، فسلّم على آدم و على أولي الغرم، ثمّ على الأئمّة عليهم السّلام واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان فلم يذكره.

فعجبت من ذلك و قلت في نفسي: لعلّه نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل. فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين.

و أقبل إلى مولانا أبي جعفر عليه السّلام زار مثل تلك الزيارة، و سلّم ذلك السلام، و صلّى ركعتين،... و انتهيت إلى أبي جعفر القيّم، فخرج إليّ من باب الزيت، فسألته عن الرجل و دخوله ؟

فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته الحديث!

فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، و قد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوتها من الناس...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 322


1- فرج المهموم: ص 245، س 7. دلائل الإمامة: ص 551، ح 525. عنه البحار: ج 92، ص 200، ح 33.
الثالث في منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السّلام:

{455} 1 - الراوندي رحمه اللّه: ما روي عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش، و قبر الحسين عليهم السّلام، فلمّا كان بعد أشهر [زارها رجلان من الشيعة فدعاهما] الوزير الباقطاني، و زجرهما، فقال [لخادمه]: ألق بني الفرات، و البرسيّين، و قل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة، أن يقبض على كلّ من زار(1).

الرابع في كيفيّة زيارته عليه السّلام:

{456} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: تقول ببغداد:

ص: 323


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 465، ح 10. الكافي: ج 1، ص 525، ح 31، باختلاف. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 665، ح 30، و مدينة المعاجز: ج 8، ص 96، ح 2714. غيبة الطوسي: ص 172، س 3. إرشاد المفيد: ص 356، س 14. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 456، س 15. إعلام الورى: ج 2، ص 267، س 8، باختلاف. عنه البحار: ج 51، ص 312، ح 36. قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في ذيل الحديث: بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات، كان من وزراء بني العبّاس... و يحتمل أن يكون المراد النازلين بشطّ الفرات. و برس: قرية بين الحلّة و الكوفة. و المراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين (الإمام موسى الكاظم و محمد الجواد) عليهما السّلام.

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه، أتيتك عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».

و ادع اللّه و سل حاجتك، قال: و تسلّم بهذا على أبي جعفر عليه السّلام(1).(2).

{457} 2 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: و روى مؤلّف المزار الكبير، عن محمد بن جعفر الرزّاز بالإسناد المتقدّم إلى قوله: و سلّم بهذا على أبي جعفر عليه السّلام ثمّ قال: ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبّحت تسبيح الزهراء عليها السّلام و تقول:

«اللهمّ إليك نصبت يدي، و فيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيّدي توبتي، و اغفر لي، و ارحمني، و اجعل لي في كلّ خير نصيبا، و إلى كلّ خير سبيلا.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد و اسمع دعائي، و ارحم تضرّعي، و تذلّلي و استكانتي و توكّلي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجو نجاحا و لا معافاة و لا تشريفا إلاّ بك و منك، فامنن عليّ بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل، و أنا معافي من كلّ مكروه و محذور، و أعنّي على طاعتك و طاعة أوليائك الّذين اصطفيتهم من خلقك.

اللهمّ صلّ على محمد و على آل محمد، و سلّمني، في ديني، و امدد لي في أجلي، و أصالح لي جسمي، يا من رحمني و أعطاني، و بفضله أغناني، اغفر لي

ص: 324


1- في كامل الزيارات: فاشفع لي عند ربّك يا مولاي. قال: و ادع اللّه و اسأل حاجتك. قال: و سلّم بهذا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام.
2- الكافي: ج 4، ص 578، ح 1. التهذيب: ج 6، ص 82، ح 163، و ص 91، ح 173. كامل الزيارات: ص 501، ح 783. عنه البحار: ج 99، ص 7، ضمن ح 1، و مستدرك الوسائل: ج 10، ص 353، ح 12168.

ذنبي و أتمم لي نعمتك فيما بقي من عمري، حتّى توفّاني و أنت عنّي راض.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و لا تخرجني من ملّة الإسلام فإنّي اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و علّمني ما ينفعني، و انفعني بما علّمتني، و املأ قلبي علما و خوفا من سطواتك و نقماتك.

اللهمّ إنّي أسألك مسألة المضطرّ إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي و تغمّدني و تحنّن عليّ برحمتك، و تعود عليّ بمغفرتك، و تؤدّي عنّي فريضتك، و تغنيني بفضلك عن سؤال أحد من خلقك، و تجيرني، من النار برحمتك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و عجّل فرج وليّك و ابن وليّك، و افتح له فتحا يسيرا، و انصره نصرا عزيزا.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و أظهر حجّته بوليّك، و أحي سنّته بظهوره حتّى يستقيم بظهوره جميع عبادك و بلادك، و لا يستخفي أحد بشيء من الحقّ .

اللهمّ إنّي أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة، الّتي تعزّ بها الإسلام و أهله، و تذلّ بها النفاق و أهله.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلنا فيها من الداعين إلى طاعتك، و الفائزين في سبيلك، و ارزقنا كرامة الدنيا و الآخرة.

اللهمّ ما أنكرنا من الحقّ فعرّفناه، و ما قصرنا عنه فبلّغناه.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و استجب لنا جميع ما دعوناك، و أعطنا جميع ما سألناك، و اجعلنا لأنعمك من الشاكرين، و لآلائك من الذاكرين، و اغفر لنا يا خير الغافرين، و افعل بنا و بالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين».

ص: 325

ثمّ اسجد و عفّر خدّيك و امض في دعة اللّه(1).

{458} 3 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السّلام: قال:

إذا أردت زيارة موسى بن جعفر و محمد بن علي عليهم السّلام فاغتسل، و تنظّف، و ألبس ثوبيك الطاهرين، و زر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر، و محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام، و قل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهما السّلام:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات أرض، السلام عليك يا من بدأ للّه في شأنه.

اتيتك زائرا لا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي».

ثمّ سل حاجتك.

ثمّ سلّم على أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام بهذه الأحرف، و ابدأ بالغسل، و قل:

«اللهمّ صلّ على محمد بن علي، الإمام البرّ التقي، الرضي المرضي، و حجّتك على من فوق الأرضين و من تحت الثّرى، صلاة كثيرة تامّة زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة، كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك.

السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا إمام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيّين، و سلالة الوصيّين.

ص: 326


1- البحار: ج 99، ص 10، ح 6، عن المزار الكبير للسيّد بن طاوس رحمه اللّه.

السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أتيتك زائرا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي».

ثمّ سل حاجتك، فإنّها تقضي إن شاء اللّه تعالى(1).

{459} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: تقف على قبر أبي الحسن موسى عليه السّلام، و تستقبله بوجهك و تقول:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت، و حفظت ما استودعت، و حلّلت حلال اللّه، و حرّمت حرام اللّه، و أقمت حدود اللّه، و تلوت كتاب اللّه، و صبرت على الأذى في جنب اللّه محتسبا، و عبدته مخلصا حتّى أتاك اليقين.

أبرأ إلى اللّه و إليك من أعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربّك.»

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و تحوّل إلى عند الرأس، و قل:

«السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه و سمائه».

و تصلّي ركعتين، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين، فتدعو بما أحببت.

و تزور أبا جعفر عليه السّلام بهذه الزيارة(2).

ص: 327


1- كامل الزيارات: ص 502، ح 784. عنه البحار: ج 99، ص 7، ضمن ح 1. الفقيه: ج 2، ص 363، ح 222، بتفاوت. عنه البحار: ج 99، ص 9، ح 5.
2- المزار: ص 193، س 3. مصباح الكفعمي: ص 654، س 5، بتفاوت.

{460} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: إذا أردت زيارته عليه السّلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدّس و عليك السكينة و الوقار، فإذا أتيته فقف على بابه، و قل:

«اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، الحمد للّه على هدايته لدينه، و التوفيق لما دعا إليه من سبيله.

اللهمّ إنّك أكرم مقصود و أكرم مأتي، و قد أتيتك متقرّبا إليك بابن بنت نبيّك صلواتك عليه و على آبائه الطاهرين و أبنائه الطيّبين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و لا تخيّب سعيي، و لا تقطع رجائي.

و اجعلني عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقرّبين».

ثمّ تقدّم رجلك اليمنى عند الدخول، و تقول:

«بسم اللّه و باللّه، و في سبيل اللّه، و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

اللهمّ اغفر لي و لوالدي و لجميع المؤمنين و المؤمنات».

فإذا وصلت إلى باب القبّة، فقف عليه و استأذن، و قل:

«أ أدخل يا رسول اللّه، أ أدخل يا نبيّ اللّه، أ أدخل يا محمد بن عبد اللّه.

أ أدخل يا أمير المؤمنين، أ أدخل يا أبا محمد الحسن، أ أدخل يا أبا عبد اللّه الحسين، أ أدخل يا أبا محمد علي بن الحسين، أ أدخل يا أبا جعفر محمد بن علي، أ أدخل يا أبا عبد اللّه جعفر بن محمد، أ أدخل يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر، أ أدخل يا مولاي يا أبا جعفر، محمد بن علي». فإذا دخلت فكبّر اللّه (أربعا)...».

تقف على قبر الجواد صلوات اللّه عليه و تقبّله، و تقول:

«السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البرّ التّقي، الإمام الوفي، السلام

ص: 328

عليك أيّها الرضي الزكي، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا نجي اللّه.

السلام عليك يا سفير اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه، السلام عليك يا ضياء اللّه.

السلام عليك يا سناء اللّه، السلام عليك يا كلمة اللّه، السلام عليك يا رحمة اللّه، السلام عليك أيّها النور الساطع، السلام عليك أيّها البدر الطالع، السلام عليك أيّها الطيّب من الطيّبين، السلام عليك أيّها الطاهر من المطهّرين.

السلام عليك أيّها الآية العظمى، السلام عليك أيّها الحجّة الكبرى.

السلام عليك أيّها المطهّر من الزلاّت، السلام عليك أيّها المنزّه عن المعضلات.

السلام عليك أيّها العلي عن نقص الأوصاف، السلام عليك أيّها الرضي عند الأشراف، السلام عليك يا عمود الدين.

أشهد أنّك ولي اللّه و حجّته في أرضه، و أنّك جنب اللّه و خيرة اللّه، و مستودع علم اللّه، و علم الأنبياء، و ركن الإيمان، و ترجمان القرآن.

و أشهد أنّ من اتّبعك، على الحقّ و الهدى، و أنّ من أنكرك و نصب لك العداوة، على الضلالة و الردى، أبرأ إلى اللّه و إليك منهم في الدنيا و الآخرة.

و السلام عليك ما بقيت و بقي الليل و النهار».

(الصلاة عليه، صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

«اللهمّ صلّ على محمد و أهل بيته، و صلّ على محمد بن علي الزكيّ التقيّ ، و البرّ الوفيّ ، و المهذّب النقيّ ، هادي الأمّة، و وارث الأئمّة، و خازن الرحمة، و ينبوع الحكمة، و قائد البركة، و عديل القرآن في الطاعة، و واحد الأوصياء في الإخلاص و العبادة، و حجّتك العليا، و مثلك الأعلى، و كلمتك الحسنى.

الداعي إليك، و الدالّ عليك، الذي نصبته علما لعبادك، و مترجما لكتابك،

ص: 329

و صادعا بأمرك، و ناصرا لدينك، و حجّة على خلقك، و نورا تخرق به الظلم، و قدوة تدرك بها الهداية، و شفيعا تنال به الجنّة.

اللهمّ و كما أخذ في خشوعه لك حظّه، و استوفى من خشيتك نصيبه.

فصلّ عليه أضعاف ما صلّيت على ولي ارتضيت طاعته، و قبلت خدمته.

و بلّغه منّا تحيّة و سلاما، و آتنا في موالاته من لدنك فضلا و إحسانا، و مغفرة و رضوانا، إنّك ذو المنّ القديم، و الصفح الجميل».

ثمّ صلّ صلاة الزيارة، فإذا سلّمت، فقل:

«اللهمّ أنت الرب و أنا المربوب، و أنت الخالق و أنا المخلوق.

و أنت المالك و أنا المملوك، و أنت المعطي و أنا السائل.

و أنت الرازق و أنا المرزوق، و أنت القادر و أنا العاجز.

و أنت الدائم و أنا الزائل، و أنت الكبير و أنا الحقير، و أنت العظيم و أنا الصغير.

و أنت المولى و أنا العبد، و أنت العزيز و أنا الذليل، و أنت الرفيع و أنا الوضيع.

و أنت المدبّر و أنا المدبّر، و أنت الباقي و أنا الفاني، و أنت الديّان و أنا المدان.

و أنت الباعث و أنا المبعوث، و أنت الغني و أنا الفقير، و أنت الحي و أنا الميّت.

تجد من تعذّب - يا ربّ - غيري، و لا أجد من يرحمني غيرك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و ارحم ذلّي بين يديك، و تضرّعي إليك، و وحشتي من الناس، و أنسي بك يا كريم، ثمّ تصدّق عليّ في هذه الساعة برحمة من عندك تهدي بها قلبي، و تجمع بها أمري، و تلمّ بها شعثي، و تبيّض

ص: 330

بها وجهي، و تكرم بها مقامي، و تحطّ بها عنّي وزري، و تغفر بها ما مضى من ذنوبي، و تعصمني فيما بقي من عمري. و تستعملني في ذلك كلّه بطاعتك، و ما يرضيك عنّي؛ و تختم عملي بأحسنه، و تجعل لي ثوابه الجنّة، و تسلك بي سبيل الصالحين على صالح ما أعطيتهم؛ و لا تنزع منّي صالحا أعطيتنيه أبدا، و لا تردّني في سوء استنقذتني منه أبدا.

و لا تشمت بي عدوّا و لا حاسدا، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.

و لا أقلّ من ذلك و لا أكثر يا ربّ العالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و أرني الحقّ حقّا فأتّبعه، و الباطل باطلا فأجتنبه، و لا تجعله عليّ متشابها فأتّبع هواي بغير هدى منك، و اجعل هواي تبعا لطاعتك، و خذ رضا نفسك من نفسي، و اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».

ثمّ ادع بما أحببت(1).

{461} 6 - السيد بن طاوس رحمه اللّه: زيارة ثانية يزار بها [قبر الجواد] صلوات اللّه عليه:

«السلام على الباب الأقصد، و الطريق الأرشد، و العالم المؤيّد، ينبوع الحكم، و مصباح الظلم، سيّد العرب و العجم، الهادي إلى الرشاد، الموفّق بالتأييد و السداد.

مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد؛ أشهد - يا ولي اللّه - أنّك أقمت

ص: 331


1- مصباح الزائر: ص 377 س 10، و ص 395 س 12. عنه البحار: ج 99 ص 14 ضمن ح 9، و ص 18، ضمن ح 11، بتفاوت.

الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و جاهدت في اللّه(1) حقّ جهاده، و عبدت اللّه مخلصا حتى أتاك اليقين، فعشت سعيدا، و مضيت شهيدا.

يا ليتني كنت معكم، فأفوز فوزا عظيما، و رحمة اللّه و بركاته».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و صلّ ركعتين للزيارة.

و ادع بعدهما بما تشاء(2).

{462} 7 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: زيارة ثالثة يزار بها [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] تقف عليه و أنت مستقبله بوجهك، و تقول:

«السلام عليك يا صفي اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا خيرة اللّه.

السلام عليك أيّها الإمام ابن الإمام، السلام عليك يا ابن سيّد جميع الأنام.

السلام عليك أيّها المبرأ من الآثام، السلام عليك أيّها الداعي إلى الحقّ و الهدى.

السلام عليك أيّها المزيل للشك و العمى و الردى.

السلام عليك أيّها الداعي إلى الخير و السداد.

السلام عليك أيّها المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد.

ص: 332


1- في البحار: في سبيل اللّه.
2- مصباح الزائر: ص 399، س 2. عنه البحار: ج 99، ص 22، ح 12.

السلام عليك يا ابن خير الأنام، السلام عليك يا ابن الأئمّة الكرام.

السلام عليك يا خازن العلم و معدن الحكمة. السلام عليك أيّها المؤيّد بالعصمة.

السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي و رحمة اللّه و بركاته.

أشهد أنّك يا مولاي، أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و تلوت الكتاب حقّ تلاوته، و جاهدت في اللّه حقّ جهاده.

و صبرت على الأذى في جنبه، و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين.

أنا أبرأ إلى اللّه من أعدائك، و أتقرّب إلى اللّه بموالاتك(1).

أتيتك يا ابن رسول اللّه زائرا، عارفا بحقّك، عائذا بقبرك، مقرّا بفضلك، مواليا لمن واليت، معاديا لمن عاديت، مستبصرا بشأنك، و بضلالة من خالفك، مستشفعا بك إلى اللّه ليغفر بك ذنوبي، و يتجاوز عن سيّئاتي، فاشفع لي عند ربّك».

ثمّ تنكبّ على القبر، و تقبّله، و تدعو بما تريد(2).

{463} 8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: يوم الأربعاء، و هو باسم موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين، زيارتهم عليهم السّلام:

«السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم و على آل

ص: 333


1- في المصدر: بمولاتك، و هو غير صحيح.
2- مصباح الزائر: ص 400، س 2. عنه البحار: ج 99، ص 23، ح 13.

بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم و أمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين، و جاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أتاكم اليقين.

فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ و الإنس أجمعين، و أنا أبرأ إلى اللّه و إليكم منهم.

يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، أنا مولى لكم، مؤمن بسرّكم و جهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا، و هو يوم الأربعاء و مستجير بكم، فأضيفونى و أجيرونى بال بيتكم الطيّبين الطاهرين»(1).

{464} 9 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: في زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السّلام و هو بظهر جدّه عليه السّلام تقف عليه بعد فراغك من زيارة جدّه و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك و على آبائك، السلام عليك و على أبنائك، السلام عليك و على أوليائك.

أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و تلوت الكتاب حقّ تلاوته، و جاهدت في اللّه حقّ جهاده، و صبرت على الأذى في جنبه حتّى أتاك اليقين.

أتيتك زائرا عارفا بحقّك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».

ص: 334


1- جمال الأسبوع: ص 40، س 22. عنه البحار: ج 99، ص 210، ضمن ح 1.

ثمّ قبّل القبر، وضع خدّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزيارة، و صلّ بعدهما ما شئت.

ثمّ اسجد، و قل: «ارحم من أساء و اقترف، و استكان و اعترف».

ثمّ اقلب خدّك الأيمن، و قل: «إن كنت بئس العبد، فأنت نعم الربّ ».

ثمّ اقلب خدّك الأيسر، و قل: «عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك يا كريم».

ثمّ تعود إلى السجود، و تقول: «شكرا، شكرا» مائة مرّة(1).

{465} 10 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: زيارة أخرى لهما [أي لأبي الحسن موسى و أبي جعفر الجواد عليهما السّلام] فإذا أردت ذلك قف على ضريحها الطاهر و قل:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجّتي اللّه، السلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّكما قد بلّغتما عن اللّه ما حمّلكما، و حفظتما ما استودعتما، و حلّلتما حلال اللّه، و حرّمتما حرام اللّه، و أقمتما حدود اللّه، و تلوتما كتاب اللّه، و صبرتما على الأذى في جنب اللّه محتسبين، حتّى أتاكما اليقين، أبرأ إلى اللّه من أعدائكما، و أتقرّب إلى اللّه بولايتكما، أتيتكما زائرا عارفا بحقّكما، مواليا لأوليائكما، معاديا لأعدائكما، مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه، عارفا بضلالة من خالفكما، فاشفعا لي عند [اللّه] ربّكما، فإنّ لكما عند اللّه جاها [عظيما]، و مقاما محمودا».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و تحوّل إلى عند الرأس فقل:

ص: 335


1- المزار للشهيد: ص 215، س 2. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 12، ضمن ح 7.

«السلام عليكما يا حجّتي اللّه في أرضه و سمائه، عبدكما و وليّكما زائركما متقرّبا إلى اللّه بزيارتكما.

اللهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، و حبّب إليّ مشاهدهم، و اجعلني معهم في الدنيا و الآخرة، يا أرحم الراحمين».

و تصلّي لكلّ إمام، ركعتين زيارة مندوبا، و تدعو بما أحببت(1).

الخامس في كيفيّة الصلاة عليه عليه السّلام:

{466} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، قال:

حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد العابد بالدالية لفظا، قال:

سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام في منزله بسرّمن رأى، سنة خمس و خمسين و مائتين أن يملي عليّ من الصلاة على النبيّ و أوصيائه عليه و عليهم، السلام و أحضرت معي قرطاسا كثيرا، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب.

الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... الصلاة على محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

«اللهمّ صلّ على محمد بن علي بن موسى، علم التقى، و نور الهدى، و معدن الوفاء، و فرع الأزكياء، و خليفة الأوصياء، و أمينك على وحيك.

اللهمّ و كما هديت به من الضلالة، و استنقذت به من الحيرة، و أرشدت به من اهتدى، و زكّيت من تزكّى، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من

ص: 336


1- المزار: ص 216، س 7. المزار للمفيد: ص 193، س 3. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 13، ح 8.

أوليائك إنّك عزيز حكيم...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{467} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... و في التوقيع:... إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّى عليه ؟... إذا صلّيت على النبيّ فصلّ عليه و على أوصيائه على هذه النسخة....

(نسخة الدفتر الذي خرج) بسم اللّه الرحمن الرحيم:

«اللهمّ صلّ على محمد سيّد المرسلين و... و صلّ على أمير المؤمنين...

و صلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة رب العالمين...(2)

{468} 3 - الراوندي رحمه اللّه: قالوا عليهم السّلام: إنّه يصلّى العبد... و يوم الإثنين: أربع ركعات [تهدى] إلى محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 337


1- مصباح المتهجّد: ص 399، س 12 و ص 404، س 8. البلد الأمين: ص 305، س 14. جمال الأسبوع: ص 295، س 13. عنه البحار: ج 91، ص 73، ضمن ح 1.
2- الغيبة: ص 165، س 20. عنه البحار: ج 52، ص 17، ضمن ح 14. جمال الأسبوع: ص 301، س 14. عنه البحار: ج 91، ص 78، ح 2.
3- الدعوات: ص 108، ح 243.

{469} 4 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: «السلام و الصلاة على محمد بن علي الجواد عليهما السّلام. السلام على الإمام، ابن الإمام، و ابن سيّد الأنام، هادي العباد، و شافع يوم التناد، محمد بن علي الجواد.

السلام عليك يا ابن سيّد المرسلين، و ابن خير الوصيّين، و سمّي نبيّ ربّ العالمين، و الإمام المجتبى، و ابن الخليفة الرضا.

اللهمّ صلّ عليه في الملأ الأعلى، و بلّغه الدرجات العلى، و اجزه عنّا خير جزاء المحسنين، و شفّعه فينا يوم الدين، و أبلغه منّا التحيّة و السلام، و اردد علينا منه التحيّة و السلام. و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته»(1).

{470} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حدّث أبو محمد الصيمري، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البجلي بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من جعل ثواب صلاته لرسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين و سلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة، حتّى ينقطع النفس، و يقال له قبل أن يخرج روحه من جسده:

يا فلان! هديّتك إلينا و ألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك و مكافاتك، فطب نفسا، و قرّ عينا بما أعدّ اللّه لك، و هنيئا لك بما صرت إليه.

قال: قلت: كيف يهدي صلاته و يقول ؟

قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لو أمكنه أن يزيد على صلاة الخمسين شيئا، و لو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، و يهديها إلى واحد منهم:

يفتتح الصلاة في الركعة الأولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو

ص: 338


1- البحار: ج 99، ص 226، س 10، نقلا عن الكتاب العتيق للغروي.

ثلاث مرّات، أو مرّة في كلّ ركعة، و يقول بعد تسبيح الركوع و السجود ثلاث مرّات: «صلّى اللّه على محمد و آله الطيّبين الطاهرين». في كلّ ركعة.

فإذا شهد و سلّم، قال: «اللهمّ أنت السلام و منك السلام، يا ذا الجلال و الإكرام، صلّ على محمد و آل محمد الطيّبين الطاهرين الأخيار، و أبلغهم منّي أفضل التحيّة و السلام...».

ما يهديه إلى محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]...: «اللهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلى عبدك و ابن عبدك، و وليّك و ابن وليّك، سبط نبيّك؛ في أرضك و حجّتك على خلقك، يا وليّ المؤمنين - ثلاثا -»(1).

{471} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: دعاء مستجاب يروى أنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليه.

ما دعا به مغموم إلاّ فرج اللّه عنه، و لا مكروب إلاّ نفّس اللّه عنه كربه....

أسألك أن تصلّي على مولانا و سيّدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص و...

و محمد بن علي الجواد... صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس في وداعه بعد زيارته عليه السّلام

{472} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: فإذا أردت الانصراف، فودّعهما [أي أبا الحسن

ص: 339


1- جمال الأسبوع: ص 29، س 5 و ص 32، س 2. عنه البحار: ج 88، ص 215، ضمن ح 1.
2- البحار: ج 92 ص 444 ح 1، عن الكتاب العتيق للغروي.

موسى الكاظم، و أبا جعفر محمد الجواد] عليهما السّلام، و تقف على قبر كلّ واحد منهما و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه، استودعك اللّه، و أقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه، و بالرسول، و بما جئتم به، و دللتم عليه. اللهمّ فاكتبنا مع الشاهدين»(1).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: تقف عليه [أي على قبر الجواد عليه السّلام] كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته. و تقول:

«السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه، و رحمة اللّه و بركاته. أستودعك اللّه، و أقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه و برسوله، و بما جئت به و دللت عليه. اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين».

ثمّ تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك، و ادع بما شئت، و قبّل القبر، وضع خدّيك عليه إن شاء اللّه(2).

{473} 3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: ذكر وداع له و للكاظم عليهما السّلام، تقف على قبر محمد بن علي عليهما السّلام و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه و ابن وليّه، السلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الطاهرين، السلام عليك و على آبائك المطهّرين، و على أبنائك الطيّبين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر، و رحمة اللّه و بركاته.

ص: 340


1- المزار: ص 194 س 2.
2- التهذيب: ج 6، ص 91، س 13. عنه البحار: ج 99، ص 9، ضمن ح 4.

السلام عليك سلام مودّع لا سئم و لا قال، و رحمة اللّه و بركاته.

أستودعك اللّه يا مولاي، و أسترعيك، و أقرأ عليك السلام، آمنت باللّه، و بالرسول، و بما جاء به من عند اللّه.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اكتبنا مع الشاهدين.

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معه و في زمرته و زمرة آبائه الطيّبين الطاهرين.

اللهمّ لا تفرّق بيني و بينه أبدا، و لا تخرجني من هذه القبّة الشريفة إلاّ مغفورا ذنبي، مشكورا سعيي، مقبولا عملي، مبرورا زيارتي، مقضيّا حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عنّي.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلني ممّن ينقلب مفلحا، منجحا، سالما، غانما، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاره و مواليه و محبّيه.

بأبي أنت و أمّي و نفسي و أهلي و مالي يا موسى بن جعفر، و يا محمد بن علي، اجعلاني في همّكما، و صيّراني في حزبكما، و أدخلاني في شفاعتكما، و اذكراني عند ربّكما.

صلّى اللّه عليكما و على أهلكما، لا فرّق اللّه بيني و بينكما، و لا قطع عنّي بركتكما، و غفر لي، و لوالدي، و لجميع المؤمنين و المؤمنات، إنّه حميد مجيد».

ثمّ تدعو بما تحبّ ، ثمّ تخرج، و لا تجعل ظهرك إلى الضريح، و امض كذلك حتّى يغيب عن معاينتك(1).

{474} 4 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: فإذا أردت الانصراف فودّعهما [أي أبا الحسن

ص: 341


1- مصباح الزائر: ص 402، س 1. عنه البحار: ج 99، ص 24، ضمن ح 13.

الكاظم و أبا جعفر الجواد عليهما السّلام] تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة و تقول:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، أستودعكما اللّه، و أسترعيكما، و أقرأ عليكما السلام.

آمنّا باللّه و بالرسول و بما جئتما به و دللتما عليه؛ اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين.

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي لهما و ارزقني مرافقتهما و احشرني معهما [و انفعني] بحبّهما، و السلام عليكما و رحمة اللّه و بركاته»(1).

ص: 342


1- المزار: ص 217، س 12. المزار للمفيد: ص 194، س 2، قطعة منه. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 13، ضمن ح 8. التهذيب: ج 6، ص 83، س 8، قطعة منه.

ب: التوسل به عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على عشرة موضوعات:

الأوّل - لأداء الدين:

{475} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، قال:

جاء رجل إلى سيّدنا الصادق عليه السّلام، فقال له: يا سيّدي! أشكو إليك دينا ركبني، و سلطانا غشمني....

فقال عليه السّلام: إذا جنّك الليل، فصلّ ركعتين، اقرأ في الأولى منهما: «الحمد و آية الكرسي»، و في الركعة الثانية: «الحمد و آخر الحشر»....

ثمّ تقول:... يا محمّد بن علي، عشر مرّات....(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - للاستغناء:

{476} 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: الدعاء المتضمّن للتوسّل بكلّ واحد من الأئمّة عليهم السّلام لما جعل له.

«اللهمّ صلّ على محمد و أهل بيته، و أسألك اللهمّ بحقّ محمد و ابنته و ابنيها الحسن و الحسين: إلاّ أعنتني بهم على طاعتك و رضوانك، و بلّغتني بهم أفضل

ص: 343


1- الأمالي: ص 292، ح 567. عنه البحار: ج 88، ص 346، ح 60، و ج 89، ص 112، ح 1.

ما بلّغته أحدا من أوليائهم في ذلك....

و أسألك اللهمّ بحقّ وليّك أبي جعفر الجواد عليه السّلام، إلاّ جدت عليّ به من فضلك، و تفضّلت عليّ به من وسعك، ما أستغني به عمّا في أيدي خلقك و خاصّة يا ربّ لئامهم، و بارك لي فيه، و فيما لك عندي من نعمك و فضلك و رزقك.

إلهي انقطع الرجاء إلاّ منك، و خابت الآمال إلاّ فيك، يا ذا الجلال و الإكرام.

أسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، أن تصلّي على محمد و أهل بيته و أن تبسط عليّ ما حظرته من رزقك، و أن تسهّل ذلك و تيسّره في خير منك و عافية، و أنا في خفض عيش ودعة، يا أرحم الراحمين...»(1).

الثالث - للخلاص من الأسر:

{477} 1 - الراوندي رحمه اللّه: و حدّث أبو الوفاء الشيرازي، قال:

كنت مأسورا [بكرمان في يد ابن إلياس مقيّدا مغلولا]، فوقفت على أنّهم همّوا بقتلي، فاستشفعت إلى اللّه تعالى بمولانا أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السّلام، فحملتني عيني.

فرأيت [في المنام] رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو يقول: لا تتوسّل بي [و لا بابنتي] و لا بابنيّ في شيء من عروض الدنيا، بل للآخرة، و لما تؤمّل من فضل اللّه تعالى فيها....

و أمّا محمد بن علي، فاستنزل به الرزق من اللّه تعالى...(2).

ص: 344


1- البحار: ج 99، ص 251، ضمن ح 10، عن الكتاب العتيق للغروي.
2- الدعوات: ص 191، ح 530. عنه البحار: ج 91، ص 35، س 8، بتفاوت. البحار: ج 91، ص 32، ح 22، عن قبس المصباح. البحار: ج 99، ص 249، ح 10، عن الكتاب العتيق للغروي.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع - لدفع الوباء و الطاعون:

{478} 1 - السيّد الشبّر رحمه اللّه: في كتاب المحدّث الكاشاني... أيضا يكتب و يحمل معه [أي من أصابه الوباء و الطاعون]:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «يا هو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلاّ هو، صلّ على محمد و آل محمد [و اجعل لحامل كتابي هذا من كلّ همّ و غمّ و خوف فرجا و مخرجا]... بحقّ محمد و علي... و علي و محمد...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - لسرعة الإجابة:

{479} 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: وجدت في نسخة قديمة، من مؤلّفات بعض أصحابنا رضي اللّه عنهم ما هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه اللّه عن الأئمّة عليهم السّلام، و قال: ما دعوت في أمر إلاّ رأيت سرعة الإجابة و هو:

«اللهمّ إنّي أسألك و أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة... يا أبا جعفر، يا محمد ابن علي، أيّها الجواد، يا ابن رسول اللّه، يا حجّة اللّه على خلقه، يا سيّدنا و مولانا، إنّا توجّهنا و استشفعنا و توسّلنا بك إلى اللّه، و قدّمناك بين يدي

ص: 345


1- طب الأئمّة للسيّد الشبّر: ص 487، س 21.

حاجاتنا، يا وجيها عند اللّه، اشفع لنا عند اللّه...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس - توسّل الملائكة به عليه السّلام:

{480} 1 - الكفعمي رحمه اللّه: و منها دعاء أهل البيت المعمور، و هو:

«يا من أظهر الجميل و ستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر؛ يا عظيم العفو يا حسن التجاوز، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كلّ حاجة، يا واسع المغفرة، يا مفرّج كلّ كربة، يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المنّ ، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه، يا سيّداه، يا غاية رغبتاه؛ أسألك بك، و بمحمد، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و القائم المهدي؛ الأئمّة الهادية عليهم السّلام أن تصلّي على محمد و آل محمد.

و أسألك يا اللّه، أن لا تشوّه خلقي بالنار، و أن تفعل بي ما أنت أهله، [و لا تفعل بي ما أنا أهله(2)(3).

ص: 346


1- البحار: ج 99، ص 247، س 16.
2- في فلاح السائل: و تذكر ما تريد.
3- مصباح الكفعمي: ص 44، س 12. عنه البحار: ج 83، ص 75، ضمن ح 10، بتفاوت. فلاح السائل: ص 195، س 19.
السابع - في عالم الرؤيا:

{481} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال:

و كان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه، و يستدعيه أيضا بالليل للحديث معه.

فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن و يسأله إطلاقي ؟

فأجابني إلى ذلك، و مضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، و عاد من عنده، و لم يأتني، و كان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان....

فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلى منزله المرسوم... فانصرفت إلى موضعي الّذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة و استشعار الهلكة، فاغتسلت و لبست ثيابا جعلتها كفني و أقبلت على القبلة، فجعلت أصلّي و أناجي ربّي و أتضرّع و أعترف بذنوبي و أتوب منها ذنبا ذنبا، و توجّهت إلى اللّه بمحمد و علي و... محمد و علي...

و لم أزل أقول هذا و شبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل، و جاء وقت الصلاة و الدعاء و أنا أستغيث إلى اللّه و أتوسّل إليه بأمير المؤمنين عليه السّلام إذ نعست عيني فرقدت.

فرأيت أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لي: يا ابن كشمرد!

قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين!

فقال: مالي أراك على هذه الحالة ؟

فقلت: يا مولاى! أ ما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله

ص: 347

و ولده بغير وصيّة....

فقال: تحول كفاية اللّه و دفاعه بينك و بين الذي يوعدك في ما أرصدك به من سطواته، أكتب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الّذي لا إله إلاّ هو الحي القيّوم، و سلام على آل يسن، و محمد و علي و فاطمة و... و محمد و علي و....»

فقال: ارم بها في البئر، و في ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد: فانتبهت و قمت ففعلت ما أمرني به....

فلمّا أصبحنا و طلعت الشمس استدعيت... فلمّا دخلت على أبي ظاهر....

ثمّ أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك و أن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك، و إمّا أن تنصرف إلى عيالك... فخرجت منصرفا من بين يديه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثامن في الساعة المخصوصة:

{482} 1 - الكفعمي رحمه اللّه: الساعة التاسعة، من صلاة العصر إلى أن يمضي(2)ساعتان، للجواد عليه السّلام:

ص: 348


1- مصباح الزائر: ص 535، س 21. عنه البحار: ج 99، ص 231، ح 1. البحار: ج 91، ص 23، ح 21، عن قبس المصباح.
2- في بقيّة المصادر: أن تمضي ساعتان....

«يا من دعاه المضطرّون فأجابهم، و التجأ إليه الخائفون فامنهم، و عبده الطائعون فشكرهم، و شكره المؤمنون فحباهم، و أطاعوه فعصمهم.

و سألوه فأعطاهم، و نسوا نعمته فلم يخل شكره من قلوبهم، و امتنّ عليهم فلم يجعل اسمه منسيّا عندهم.

أسألك بحقّ وليّك محمد بن علي عليهما السّلام حجّتك البالغة، و نعمتك السابغة، و محجّتك الواضحة؛ و أقدّمه بين يدي حوائجي، و رغبتي إليك، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تجود علي من فضلك، و تتفضّل عليّ من وسعك بما أستغني به عمّا في أيدي خلقك، و أن تقطع رجائي إلاّ منك، و تخيّب آمالي إلاّ فيك.

اللهمّ و أسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، ممّن أوجبت له الحقّ عندك، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تبسط علي ما حظرته من رزقك، و تسهّل لي ذلك، و تيسّره هنيئا مريئا في يسر منك، و عافية.

برحمتك يا أرحم الراحمين، و خير الرازقين، و أن تفعل بي كذا و كذا.

اللهمّ يا خالق الأنوار، و مقدّر الليل و النهار، و «اَللّٰهُ يَعْلَمُ مٰا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثىٰ وَ مٰا تَغِيضُ اَلْأَرْحٰامُ وَ مٰا تَزْدٰادُ، وَ كُلُّ شَيْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ» (1) إذا تفاقم أمر طرح عليك، و إذا غلّقت الأبواب قرع باب فضلك، و إذا ضاقت الحاجات فزع إلى سعة طولك، و إذا انقطع الأمل من الخلق اتّصل بك، و إذا وقع اليأس من الناس وقف الرجاء عليك.

أسألك بمحمد النبيّ الأوّاب، الذي أنزلت عليه الكتاب، و نصرته على الأحزاب، و هديتنا به إلى دار المآب، و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب

ص: 349


1- الرعد: 8/13.

الكريم النصاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، و بالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل فوفّقته لردّ الجواب، و امتحن فعضدته بالتوفيق و الصواب.

صلّى اللّه عليه، و على أهل بيته الأطهار، و أن تجعل موالاتهم، و محبّتهم عصمة من النار، و محجّة إلى دار القرار.

فقد توسّلت بهم إليك، و قدّمتهم أمامي، و بين يدي حوائجي، و تعصمني من التعرّض لمواقف سخطك، و توفّقني لسلوك محبّتك و مرضاتك، يا أرحم الراحمين»(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادي إلى جدّي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان اللّه عليه، قال: روي عن الصادق عليه السّلام أنّه قال: من دهمه أمر من سلطان أو من عدوّ حاسد فليصم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة... و ليقل في دعائه:

«أي ربّاه، أي سيّداه... يا حيّ يا قيّوم، يا حيّا لا يموت، لا حيّ لا إله إلاّ أنت، بمحمد يا اللّه، بعليّ يا اللّه...».

قال الحسن بن محبوب: فعرضته على أبي الحسن الرضا عليه السّلام فزادني فيه:

ص: 350


1- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. عنه البحار: ج 83، ص 350، س 17. مصباح المتهجّد: ص 516، س 4، قطعة منه. عنه البحار: ج 83، ص 350، س 17. البلد الأمين: ص 144، س 16، قطعة منه. مفتاح الفلاح: ص 473، س 7، قطعة منه. الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان: ص 101، س 19. قطعة منه في ب 3، (تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام)، (جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة).

«بجعفر يا اللّه، بموسى يا اللّه، بعلي يا اللّه، بمحمد يا اللّه...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادقين عليهم السّلام: أنّ من غفل من صلاة الليل فليصلّ عشر ركعات... ثمّ يدعو بما يختصّ عقيب السادسة،... ثمّ تسجد سجدة الشكر، فتقول فيها اثنتي عشرة مرّة: «الحمد للّه، شكرا».

ثمّ تقول:

«اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و صلّ على علي و فاطمة... و موسى و علي و محمد...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

التاسع: في الأدعية:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادق عليه السّلام، أنّه قال: قم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة،... ثمّ ارفع يديك إلى السماء... و تقول...:

«أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد، و عند الأئمّة: على، و الحسن،... و محمد،... أن تقضي حاجتي و تيسّر عسيرها،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 351


1- جمال الأسبوع: ص 112، س 1. البلد الأمين: ص 154، س 16.
2- مصباح المتهجّد: ص 138، س 13. عنه البحار: ج 84، ص 251، ح 59.
3- مصباح المتهجّد: ص 331، س 7. قطعة منه في ب 2، (النّص عليه عن الصادق عليهما السّلام و إنّ عنده الحقّ ).

{483} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: فإذا صلّيت الفجر... ثمّ تقول ما يختصّ هذا الموضع: اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد... ثمّ تقول:

«اللهمّ إنّي و هذا اليوم المقبل خلقان من خلقك... رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّا، و بالقرآن كتابا، و بعلي إماما، و بالحسن و الحسين و... و محمد بن علي و... أئمّة و سادة و قادة...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{484} 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و من دعاء السرّ، يا محمد!... قل للذين يريدون التقرّب إليّ اعلموا علما يقينا أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض أن تقولوا:

«اللهمّ إنّه لم يصبح أحد من خلقك...» ثمّ اسجد سجدة الشكر و قل ما كتب أبو إبراهيم عليه السّلام إلى عبد اللّه بن جندب.

فقال: إذا سجدت، فقل:

«اللهمّ إنّي أشهدك، و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك بأنّك أنت اللّه ربّي... و علي وليّي، و الحسن و الحسين... و محمد بن علي... أئمّتي، بهم أتولّى، و من عدوّهم أتبرّأ...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{485} 4 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن الأئمّة عليهم السّلام: إذا حزنك [أمر] فصلّ

ص: 352


1- مصباح المتهجّد: ص 200، س 10. البحار: ج 83، ص 51، ح 56، عن جنّة الأمان.
2- مصباح المتهجد: ص 235، ح 341. عنه البحار: ج 83، ص 235، ح 59.

ركعتين،... ثمّ خذ المصحف و ارفعه فوق رأسك و قل:

«اللهمّ [إنّي سألك]... بحقّ محمد و آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و بحقّ التقي،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{486} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: إنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه) ما دعا به مغموم إلاّ فرّج اللّه غمّه،...:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «سبحانك اللهمّ و بحمدك،... أسألك أن تصلّي على مولانا و سيّدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص،... و محمد بن علي الجواد عليه السّلام...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{487} 6 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: «اللهمّ إنّي أدينك بطاعتك، و ولايتك، و ولاية محمد نبيّك، و ولاية أمير المؤمنين حبيب نبيّك، و ولاية الحسن و الحسين... و محمد بن علي... أدينك يا ربّ بطاعتهم و ولايتهم و بالتسليم بما فضّلتهم راضيا غير منكر و لا مستكبر على ما أنزلت في كتابك...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{488} 7 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام، قال: كان لأمّي فاطمة عليها السّلام صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل...

ص: 353


1- الدعوات: ص 57، ح 146. عنه البحار: ج 88، ص 375، ح 33.
2- مهج الدعوات: ص 284، س 8.
3- إقبال الأعمال: ص 426، س 4. عنه البحار: ج 95، ص 37، س 4.

و تدعو بهذا الدعاء، و تسأل حاجتك تعطها إن شاء اللّه تعالى.

الدعاء: ترفع يديك بعد الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تقول:

«اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بهم، و أسألك بحقّك العظيم... أن تقضي لي حوائجي و تسمع محمدا و عليا و... و موسى و عليا و محمدا و...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{489} 8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: في كتاب القاضي علي بن محمد الفروراري [الفراري خ - ل] أيّده اللّه قال: قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد ابن عيسى العلوي، و ذكر أنّه لبعض الأئمّة عليهم السّلام،... و يعرف بدعاء الساراي:

«بسم اللّه، بسم اللّه، ما شاء اللّه توجّها بالدعاء إلى اللّه،... و على ولاية علي و إمامته و... بمحمد بن علي التقي من المتّقين،...(2)

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{490} 9 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... علي المسمّى ابن وزير الورّاق في جملة مجلّد أوّله دعاء الطلحي و هو عتيق...:

«اللهمّ إنّي أسألك يا راحم العبرات،... أتقرّب إليك بأوّل من توّجته تاج الجلالة،... محمد رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،... و بالإمام الأمجد، و الباب الأقصد، و الطريق الأرشد، و العالم المؤيّد، ينبوع الحكم، و مصباح الظلم، سيّد العرب و العجم، الهادي إلى الرشاد، و الموفّق بالتأييد و السداد، مولانا محمد بن علي

ص: 354


1- جمال الأسبوع: ص 173 س 16. مصباح المتهجّد: ص 302 س 12، قطعة منه. عنه و عن جمال الأسبوع، البحار: ج 88 ص 183 ح 9، و ص 184 ح 10.
2- مهج الدعوات: ص 388، س 21.

الجواد،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{491} 10 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: في كتاب إغاثة الداعي عن مولانا الصادق صلوات اللّه عليه، قال: خذ المصحف فدعه على رأسك و قل:

«اللهمّ بحقّ هذا القرآن و بحقّ من أرسلته به و بحقّ ... و بمحمد بن علي عليهما السّلام» عشر مرّات... و تسأل حاجتك(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{492} 11 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال:

أبو جعفر عليه السّلام: من دعا بهذا الدعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ ، و رفع في ديوان القائم عليه السّلام، فإذا قام قائمنا ناداه باسمه و اسم أبيه،...:

«اللهمّ يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد،... أتقرّب إليك برسولك المنذر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و بعلي أمير المؤمنين،... و بمحمد بن علي، الحبر الفاضل، المرتضى في المؤمنين،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{493} 12 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحريني رحمه اللّه، أنّه رأى في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة أنّه روى مرسلا عن الصادق عليه السّلام، قال: ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعا أن لا يتناول المصحف

ص: 355


1- مهج الدعوات: ص 406، س 19.
2- إقبال الأعمال: ص 474، س 7. عنه البحار: ج 95، ص 146، س 9.
3- مهج الدعوات: ص 398، س 18.

بيده عازما على أمر يقتضيه من عند اللّه،... قائلا:

«اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بالقرآن العظيم،... بحقّ محمد و علي،... و محمد الجواد،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{494} 13 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: عن الشيخ يوسف بن الحسين، أنّه وجد بخطّ الشهيد السيّد محمد بن مكّي قدّس اللّه روحه، قال: تقرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ » عشر مرّات: ثمّ تدعو بهذا الدعاء:

«اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور،... فأسألك بمحمد و علي،...

و علي و محمد،...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{495} 14 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام،...

الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين أنّه قال: يا بنيّ ! إنّه لا بدّ أن يمضي اللّه عزّ و جلّ مقاديره و أحكامه على ما أحبّ و قضى،... و لا تدعو اللّه عزّ و جلّ بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلاّ أتتك كائنة ما كانت....

فقال علي عليه السّلام: يا بنيّ ! إذا أردت ذلك فقل:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه و باللّه و سبحان اللّه،... و أشهد أنّ علي ابن أبي طالب و الحسن، و... محمد بن علي،... هم الأئمّة الهداة

ص: 356


1- البحار: ج 88، ص 244، س 13. عنه مستدرك الوسائل: ج 6، ص 260، ح 6822.
2- البحار: ج 88، ص 251، ح 6.

المهتدون...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{496} 16 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: من كتاب أصل يونس بن بكير، قال:

و سألت سيّدي أن يعلّمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، و ادع به في كلّ شدّة تجاب و تعطى ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللهمّ إنّ ذنوبي و كثرتها قد أخلقت وجهي عندك... اللهمّ و قد أصبحت يومي هذا لا ثقة لي، و لا رجاء، و لا لجأ، و لا مفزع، و لا منجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّبا إلى رسولك محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ علي أمير المؤمنين... و محمد،...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{497} 17 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال أبو حمزة الثمالي، انكسرت يد ابني مرّة فأتيت به يحيى بن عبد اللّه المجبر، فنظر إليه، فقال: أرى كسرا قبيحا، ثمّ صعد غرفته يجيء بعصابة و رفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علّمني علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام.

فأخذت يد ابني فقرأت عليه و مسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن اللّه تعالى،...:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كلّ حيّ ... و أستشفع إليك بنبيّك نبيّ الرحمة،... و محمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك، و حقّك

ص: 357


1- البحار: ج 88، ص 251، ح 6.
2- مهج الدعوات: ص 303، س 14.

و حجّتك على بريّتك و وليّك و ابن أوليائك، و حبيبك و ابن أحبّائك،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{498} 18 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:

إنّ عندنا ما نكتمه و لا نعلّمه غيرنا، أشهد على أبي، أنّه حدّثني عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي علي بن أبي طالب عليه السّلام: يا بنيّ ! إنّه لا بدّ من أن تمضي مقادير اللّه و أحكامه على ما أحبّ و قضى، و سينفذ اللّه قضاءه و قدره، و حكمه فيك فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى أموت،... فقل: هذا الدعاء:

«سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه...، و أنّ محمدا صلواتك عليه و آله، عبدك و رسولك... و محمد بن علي عليه السّلام،... الأئمّة الهداة المهديّون...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{499} 19 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حرز لمقتدى الساجدين الإمام زين العابدين عليه السّلام:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا أسمع السامعين، يا أبصار الناظرين،... اللهمّ صلّ على محمد المصطفى، و على علي المرتضى،... و محمد بن علي التقي،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 358


1- مهج الدعوات: ص 208، س 9. عنه البحار: ج 92، ص 230، ح 21.
2- مهج الدعوات: ص 184، س 14.
3- مهج الدعوات: ص 29 س 11، و ص 281 س 3.
العاشر - للميّت:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة، مع الميّت يقول قبل أن يكتب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له... و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله، و أنّه مقرّ بجميع الأنبياء و الرسل عليهم السّلام، و أنّ عليا وليّ اللّه و إمامه.

و أنّ الأئمّة من ولده أئمّته.... و محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 359


1- مصباح المتهجّد: ص 16 و 17. عنه البحار: ج 79، ص 59، ح 1. الدعوات: ص 233، س 1. عنه و عن المصباح، مستدرك الوسائل: ج 2، ص 242، ح 1881.

ص: 360

الباب السادس ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام

1 - الشّيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب قال:... [فقال المأمون]:

و أمّا أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام قد اخترته لتبريزه على كافّة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنّه، و الاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للنّاس ما قد عرفته منه، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه.

فقالوا: إنّ هذا الفتى و إن راقك منه هديه، فإنّه صبي لا معرفة له و لا فقه، فأمهله ليتأدّب، و يتفقّه في الدين، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم: و يحكم! إنّي أعرف بهذا الفتى منكم، و إنّ هذا من أهل بيت، علمهم من اللّه، و موادّه و إلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبيّن لكم به ما وصفت من حاله....

فقال لهم: و يحكم! إنّ أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل، و إنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال...(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن

ص: 361


1- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام.

فيقول [المأمون]: يا بنيّة! احتمليه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد رسول اللّه - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبّل يده و عظّمه،....

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه....

فقال: اسكتوا!... بل أنا له عبد(2).

4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن الحسين بن أحمد التميمي....

ثمّ قال [الأسقف]: يوشك أن يكون هذا الرجل [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] نبيّا أو من ذرّيّة نبيّ (3).

5 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الخطيب في تاريخ بغداد، عن يحيى بن أكثم،....

و يقال: إنّه [أي أبا جعفر الجواد] عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر، و لم يزل المأمون متوفّرا على إكرامه و إجلال قدره(4).

ص: 362


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (الحجامة)، رقم 856.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.

6 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان المأمون مشعوفا بأبي جعفر عليه السّلام.

لما قد رأى من فضله مع صغر سنّه، و بلوغه في العلم، و الحكمة، و الأدب، و كمال العقل، ما لم يساوه فيه أحد من أهل العلم، من أهل ذلك الزمان... و كان متوفّرا على الكرامة و تعظيمهم و إجلاله قدره(1).

7 - محمد الحنفي: خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجواد عليه السّلام إذ كان له قدر عظيم علما و عملا...(2).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام]، فكتب إلى عبد الملك بن الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه؛ فتجهّز و خرج إلى بغداد فأكرمه و عظّمه...(3).

9 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان الإمام بعد الرضا علي بن موسى، ابنه محمد بن علي الرضا عليهم السّلام بالنصّ عليه و الإشارة من أبيه إليه و تكامل الفضل فيه(4).

10 - المسعودي رحمه اللّه: و قام أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام مقام

ص: 363


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 534.
2- أئمّة الهدى: ص 135. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 8.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 542.
4- الإرشاد: ص 316، س 17.

أبيه(1).

11 - ابن الصبّاغ: فقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: مناقب أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام، ما اتّسعت جلباب مجالها، و لا امتدّت أوقات آجالها، بل قضت عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحكمها و سجالها، فقلّ في الدنيا مقامه، و عجّل عليه فيها حمامه.

فلم تطل لياليه، و لا امتدّت أيّامه، غير أنّ اللّه خصّه بمنقبة أنوارها متألّقة في مطالع التعظيم، و أخبارها مرتفعة في معارج التفضيل و التكريم(2).

12 - الشبلنجي: و إن كان [الجواد عليه السّلام] صغير السنّ ، فهو كبير القدر، رفيع الذكر، و مناقبه عليه السّلام كثيرة(3).

ص: 364


1- إثبات الوصيّة: ص 216، س 19.
2- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 11. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 568، ح 2، بتفاوت.
3- نور الأبصار: ص 326، س 10. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 594، س 8.

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة الباب الأوّل سيره و سننه عليه السّلام الباب الثاني في أحواله عليه السّلام مع خلفاء زمانه الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السّلام الباب الرابع في ثقاته عليه السّلام و غيرهم

ص: 365

ص: 366

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة و يشتمل هذا الفصل على خمسة أبواب و اثنى عشر عنوانا:

الباب الأوّل في سيره و سننه عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - سننه في الزيّ و التجمّل و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل في لباسه عليه السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

و خرج أبو جعفر عليه السّلام من الحجرة، و عليه قميص قصب، و رداء قصب، و نعل جدد بيضاء...(1).

2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن صفوان بن يحيى، قال:... فدخل [أبو جعفر الجواد] صلوات اللّه عليه، و عليه قميصان، و عمامة بذؤابتين،

ص: 367


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.

و في رجليه نعلان...(1).

3 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام... فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا،... فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء معمّم بعمامة سوداء...(2).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:...

ثمّ خرج أبو جعفر عليه السّلام و عليه قميصان و إزار و عمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام و الأخرى من خلف، و نعل بقبالين...(3).

5 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين... فدخلت عليه بشرف، و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر...(4).

6 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قال ياسر: دخلت عليه [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فإذا هو جالس، و عليه قميص و دوّاج...(5).

ص: 368


1- عيون المعجزات: ص 122، س 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 148.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (معجزة طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
3- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
4- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
5- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2 (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
الثاني في خاتمه عليه السّلام:

{500} 1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، قال: سمعت الموفّق يقول: قدّام أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و أراني خاتما في إصبعه، فقال لي: أ تعرف هذا الخاتم ؟

فقلت له: نعم! أعرف نقشه، فأمّا صورته، فلا! و كان خاتم فضّة كلّه و حلقته، فضّة و فصّ مدوّر؛ و كان عليه مكتوبا: «حسبي اللّه»، و فوقه هلال، و أسفله وردة.

فقلت له: خاتم من هذا؟

فقال: خاتم أبي الحسن عليه السّلام.

فقلت له: و كيف صار في يدك ؟

قال: لمّا حضرته الوفاة دفعه إليّ .

ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلاّ إلى علي ابني(1).

{501} 2 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن الحسين بن خالد...:

و نقش خاتم أبي جعفر الثاني عليه السّلام: «حسبي اللّه حافظي.»

هكذا كان على خاتم أبي جعفر عليه السّلام(2).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{502} 3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن جعفر البزّاز، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن محمد بن اورمة القميّ ، عن الحسين بن موسى بن

ص: 369


1- مكارم الأخلاق: ص 86، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 4، ب 3، (خاتم أبيه الرضا عليهما السّلام).
2- مكارم الأخلاق: ص 85، س 16.

جعفر، قال: رأيت في يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام خاتم فضّة ناحل.

فقلت: مثلك يلبس مثل هذا؟!

قال عليه السّلام: هذا خاتم سليمان بن داود عليهما السّلام(1).

{503} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و كان له أي لأبي جعفر الجواد عليه السّلام خاتم، نقش فصّه: «العزّة للّه.» مثل نقش خاتم أبيه عليه السّلام(2).

{504} 5 - ابن الصبّاغ: نقش خاتمه [أي أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]: «نعم القادر، اللّه»(3).

الثالث في فراشه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم، فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة... فبينا أنا كذلك، إذ أقبل، و معه غلمان له، و بين يديه غلام معه حصير، حتّى أدخله المسلخ، فبسطه... و نزل على الحصير...(4).

ص: 370


1- سعد السعود: ص 236، س 13. عنه البحار: ج 26، ص 222، ح 48، بتفاوت، و مستدرك الوسائل: ج 3، ص 284، ح 3596. قطعة منه في ف 5، ب 21 (لبس الخاتم).
2- دلائل الإمامة: ص 397، س 5.
3- الفصول المهمّة: ص 266، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 22. أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 2. نور الأبصار: ص 326، س 6.
4- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... فدخلت، فإذا أبو جعفر عليه السّلام قائم على دكّان لم يكن فرش له ما يقعد عليه.

فجاء غلام بمصلّى، فألقاه له، فجلس...(1).

الرابع في مسكنه عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام قال: دخلت عليه و هو جالس في وسط إيوان، له يكون عشرة أذرع...(2).

الخامس في مركبه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة،... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم... فلمّا أن كان وقت الزوال، أقبل عليه السّلام على حمار له،...(3).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... صالح بن محمد بن داود اليعقوبي، قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد ذنب

ص: 371


1- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 436.
2- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 390.
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.

دابّته...(1).

3 - الإربلي رحمه اللّه: قال القاسم بن عبد الرحمن، و كان زيديّا:

خرجت إلى بغداد، فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرّفون و يقفون، فقلت: ما هذا؟

فقالوا: ابن الرضا.

فقلت: و اللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع عليه السّلام على بغل، أو بغلة...(2).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السّلام من الكوفة، و هو راكب على حمار...(3).

5 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... عن علي بن محمد القاسم الحذّاء الكوفي، قال:

خرجت من المدينة، فلمّا جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق.

فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟

فقال: هذا، ابن الرضا عليه السّلام...(4).

ص: 372


1- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بالوقائع الآتية)، رقم 430.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 428.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.
4- رجال الكشي: ص 476 و 903. يأتي الحديث بتمامه في (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، رقم 525.
السادس في سواكه عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت:... قال ياسر: دخلت عليه [أي الجواد عليه السّلام] فإذا هو جالس... و هو يستاك...(1).

السابع في فصده عليه السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو عبد اللّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة... و دنا الطبيب ليقطع له العرق،... فقطع له العرق...(2).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن الحسين بن أحمد التميمي، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام: أنّه استدعى فاصدا في أيّام المأمون، فقال له: افصدني في العرق الزاهر.

فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيّدي! و لا سمعته. فأراه إيّاه، فلمّا فصده، خرج منه ماء أصفر...(3).

ص: 373


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه علي بن جعفر عليهما السّلام)، رقم 152.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (الحجامة)، رقم 856.
الثامن في استحمامه عليه السّلام و خضابه بالحنّاء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... فسألت عن الحمّام الذي يدخله ؟

فقيل لي: إنّه [أي أبا جعفر عليه السّلام] يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة....

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة.

قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا يريد دخول الحمّام....

قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره ؟

قال: نخلّي له الحمّام إذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك، إذ أقبل عليه السّلام... و دخل المسلخ...(1).

{505} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن عبدوس بن إبراهيم، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام(2)و قد خرج من الحمّام، و هو من قرنه إلى قدمه مثل الوردة من أثر الحنّاء(3).

ص: 374


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
2- في التهذيب: أبا جعفر الثاني عليه السّلام.
3- الكافي: ج 6، ص 509، ح 4. عنه وسائل الشيعة: ج 2، ص 73، ح 1522. التهذيب: ج 1، ص 376، ضمن ح 1161. عنه البحار: ج 50، ص 95، ح 8، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 74، ضمن ح 1528، و حلية الأبرار: ج 4، ص 619، ح 7. قطعة منه في ف 5، ب 21، (الخضاب بالحنّاء).

ب - سننه عليه السّلام في الأكل و الضيافة و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في طعامه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى الصنعاني، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و هو بمكّة، و هو يقشّر موزا، و يطعمه أبا جعفر عليه السّلام...(1).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه، قال: كتب أبو الحسن عليه السّلام من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر...(2).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام، فأتى بقطاة(3) فقال: إنّه مبارك...(4).

4 - المسعودي:... و لمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق... و كان يعجبه العنب الرازقي(5).

ص: 375


1- الكافي: ج 6، ص 360، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين)، رقم 343.
2- الكافي: ج 6، ص 307، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام)، رقم 348.
3- القطاة: ضرب من الحمام. مصباح المنير: 510.
4- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة اليرقان)، رقم 860.
5- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
الثاني في غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام:

{506} 1 - البرقي رحمه اللّه: عن بعض من رواه، عمّن شهد أبا جعفر الثاني عليه السّلام يوم قدم المدينة.

تغدّى معه جماعة، فلمّا غسل يديه من الغمر(1)، مسح بهما رأسه و وجهه، قبل أن يمسحهما بالمنديل، و قال: «اللهمّ اجعلني ممّن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلّة.»(2)

2 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال:... ثمّ عدت من الغد بكرة، و ما معي خلق، و لا أرى خلقا، و أنا أتوقّع السبيل إلى من أجد و ينتهي خبري إليه و طال ذلك عليّ حتّى اشتدّ الجوع.

فبينما أنا كذلك، إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إلىّ خوانا، فيه طعام ألوانا، و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي.

و قال لي مولاي: يأمرك أن تغسل يديك و تأكل. فغسلت يدي و أكلت.

فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل فقمت إليه، فأمرني بالجلوس، فجلست و أكلت...(3).

3 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 376


1- الغمر: الزهومة من اللحم و الدسم، كما في الحديث: «من بات و في يده غمر...» لسان العرب: ج 5، ص 32 «غمر».
2- المحاسن: ج 2، ص 426، ح 234. عنه البحار: ج 63، ص 358، ح 27، و وسائل الشيعة: ج 24، ص 345، ح 30737. قطعة منه في ف 5، ب 20، (آداب المائدة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند مسح رأسه و وجهه).
3- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (اخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فدنوت منه، و قعدت فوجدت عطشا شديدا، فجلّلته أن أطلب الماء....

فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني!

فقلت في نفسي: يا ليت لا يسقى الماء و اغتممت، فأقبل الغلام و معه الماء.

فنظر عليه السّلام إلى الماء و إليّ و تبسّم، و أخذ الماء، و شرب منه، و سقاني.

فمكث قليلا و عاودني العطش فاستحييت أطلب الماء.

فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء! فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأوّل، و أقبل الخادم، بالماء فأخذه، و شرب منه، و سقاني...(1).

الثالث في أكله عليه السّلام مع الجماعة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام... و أنا معه على المائدة و هناك جماعة من أولياء السلطان...(2).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه و شيعته، فلم يمكننى كلامه.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! اجلس فكل. و أخذ بيده طعاما فوضعه بين يدي

ص: 377


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (اخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
2- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

فأكلت...(1).

الرابع في الإجابة لدعوة الطعام:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد،... قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ... فقلت له في ذلك... قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين... فأمر [المعتصم] يوم الرابع فلانا من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه.

فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي، فأتبرّك بذلك، فقد أحبّ فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك، فصار إليه...(2).

ص: 378


1- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامة).
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه مع تعليقتنا في الراوي، في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.

ج - سننه عليه السّلام في العبادات و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل في صلاته عليه السّلام
صلاته عليه السّلام المخصوصة:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال: صلاة الجواد عليه السّلام ركعتان، كلّ ركعة بالفاتحة مرّة و الإخلاص سبعين مرّة...(1).

{507} 2 - الراوندي رحمه اللّه: صلاة التّقي عليه السّلام أربع ركعات: في كلّ ركعة «اَلْحَمْدُ» مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» أربع مرّات.... و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مائة مرّة، ثمّ يسأل اللّه حاجته(2).

{508} 3 - الكفعمي رحمه اللّه: و صلاة الجواد عليه السّلام: ركعتان بالحمد و التوحيد أربعين مرّة، و يسلّم، و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة(3).

قراءته عليه السّلام نافلة المغرب:

{509} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: روى أبو الفضل محمد بن عبد اللّه رحمه اللّه، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن

ص: 379


1- جمال الأسبوع: ص 179، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان) ج 2، ص 291، ح 1.
2- الدعوات: ص 89 ضمن ح 224. يأتي الحديث أيضا في ف 5، ب 3، (صلاة الجواد عليه السّلام).
3- البلد الأمين: ص 163، س 23. يأتي الحديث أيضا في ف 5، ب 3، (صلاة الجواد عليه السّلام).

محمد، عن العمركي، و عن علي بن محمد بن شجاع؛ عن القاسم الهروي، عن أبي سعيد الآدمي، رفعه إلى أبي الحسن، و أبي جعفر عليهما السّلام:

أنّهما كانا يقرءان في الركعتين الثالثة، و الرابعة، من نوافل المغرب في الثالثة «الحمد» و أوّل «الحديد» إلى «عليم بذات الصدور» و في الرابعة «الحمد» و آخر «الحشر»(1).

صلاته عليه السّلام في نعليه:

{510} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عن أبي جعفر، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ستّ ركعات خلف المقام، و عليه نعلاه لم ينزعهما(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة، و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد... ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه، فصلّى في نعليه، و لم يخلعهما حتّى فعل ذلك أيّاما...(3).

ص: 380


1- فلاح السائل: ص 233، س 11. عنه البحار: ج 84، ص 90، ضمن ح 9. قطعة منه في ف 5، ب 3، (نافلة المغرب)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة).
2- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 918. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 426، ح 5607. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في النعلين)، و (صلاة يوم التروية خلف المقام)، و ب 7، (الصلاة يوم التروية).
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد:

{511} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: روينا بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد القميّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا محمد بن حسّان، عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي أوّل يوم منه ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة(1)«قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ثلاثين مرّة بعدد أيّام الشهر. و في الركعة الثانية «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» مثل ذلك، و يتصدّق بما يتسهّل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه....

قال السيّد: و رأيت في غير هذه الرواية زيادة. فقال: و يستحبّ إذا فرغت من هذه الصلاة، أن تقول:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا كُلٌّ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ .» (2)

«وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.» (3)

ص: 381


1- في مصباح المتهجّد: الحمد مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ»... و كذا في الدعوات.
2- هود: 6/11.
3- الأنعام: 17/6.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «سَيَجْعَلُ اَللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً.» (1)

«مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ .» (2)

«حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ .» (3)

«وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ.» (4)

«لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ .» (5)

«رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ.» (6)

«رَبِّ لاٰ تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوٰارِثِينَ (7)(8)

ص: 382


1- الطلاق: 7/65.
2- الكهف: 39/18.
3- آل عمران: 173/3.
4- غافر: 44/40.
5- الأنبياء: 87/21.
6- القصص: 24/28.
7- الأنبياء: 89/21.
8- الدروع الواقية: ص 43، س 5. عنه البحار: ج 94، ص 133 ضمن ح 1. عنه و عن الدعوات، مستدرك الوسائل: ج 6، ص 348، ح 6967. الدعوات: ص 106، ح 234، مرسلا، قطعة منه. عنه البحار: ج 88، ص 381، ح 1، و ج 94، ص 243 ضمن ح 3، باختصار، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 170، ح 10331. مصباح المتهجّد: ص 523، س 5، قطعة منه. مصباح الكفعمي: ص 535، س 20، مرسلا و بتفاوت. قطعة منه في (صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد)، و ف 5، ب 3، (نافلة أوّل يوم من كلّ شهر)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في صلاة كلّ شهر).
صلاته على جنازة أبيه عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة....

فكفّنه و صلّى عليه [أي على أبيه الرضا عليه السّلام]، ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت...(1).

صلاته عليه السّلام في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و مسجد الكوفة و بيت فاطمة عليها السّلام:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... علي بن خالد، قال:... رجل له فهم و عقل، فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام... فقمت معه فمشى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أ تعرف هذا المسجد؟

قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة.

فصلّى و صلّيت معه ثمّ انصرف و انصرفت معه فمشى بي قليلا، و إذا نحن بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلّمت و صلّى و صلّيت معه...(2).

ص: 383


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام)، رقم 378.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض و نجاة الرجل الشامي المحبوس)، رقم 381.

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسلّم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه و يقوم فيصلّي...(1).

لباسه عليه السّلام في الصلاة:

{512} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روى علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام: يصلّي الفريضة و غيرها في جبّة خزّ طاروني(2) و كساني جبّة خزّ.

و ذكر أنّه لبسها على بدنه، و صلّى فيها، و أمرني بالصلاة فيها(3).

{513} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن يعقوب، عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن موسى بن القاسم البجلي، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام، يصلّي في قميص قد اتّزر فوقه بمنديل، و هو يصلّى(4).

ص: 384


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
2- في وسائل الشيعة: طاروى.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 803. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 359، ح 5388، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 28. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في الخزّ)، و ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).
4- التهذيب: ج 2، ص 215، ح 843. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 619، ح 6، و الوافي: ج 7، ص 389، ح 6159. الاستبصار: ج 1، ص 388، ح 1476. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 4، ص 397، ح 5509. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الاتّزار بالقميص و المنديل).
الثاني في صومه عليه السّلام:
يوم النصف و السابع و العشرين من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... الرّيان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر الثاني عليه السّلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، و يوم سبع و عشرين منه و صام جميع حشمه...(1).

الثالث في حجّه عليه السّلام:
حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق:

1 - الإربلي رحمه اللّه:... أميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن [عليه السّلام] بمكّة في السنة التي حجّ فيها... يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام فصلّى عنده.

فصار أبو جعفر عليه السّلام على عنق موفّق يطوف به فصار أبو جعفر [عليه السّلام] إلى الحجر فجلس فيه...(2).

حجّه عليه السّلام متمتّعا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:

سألت أبا جعفر [الثاني] عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها، و ذلك في سنة اثنتي عشرة و مائتين، فقلت: جعلت فداك! بأيّ شيء دخلت مكّة، مفردا أو متمتّعا؟

ص: 385


1- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في يوم النّصف و السابع و العشرين من رجب)، رقم 767.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 17. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 446.

فقال: متمتّعا(1).

حجّه عليه السّلام بلا زاد و لا راحلة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال محمد بن العلاء: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يحجّ بلا راحلة و لا زاد من ليلته، و يرجع...(2).

عدم استظلاله عليه السّلام حين الإحرام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: ما رأيت أحدا كان أشدّ تشديدا في الظلّ من أبي جعفر عليه السّلام. كان يأمر بقلع القبّة و الحاجبين إذا أحرم(3).

طوافه عليه السّلام بالبيت:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... علي بن خالد، قال: كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك...

رجل له فهم و عقل فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام... فمشى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بي قليلا، فإذا نحن بمكّة، فطاف بالبيت و طفت معه...(4).

ص: 386


1- الكافي: ج 4، ص 292، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (اختيار حجّ التمتّع على القران و الإفراد)، رقم 661.
2- دلائل الإمامة: ص 399، ح 352. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة)، ص 229، ح 1.
3- الكافي: ج 4، ص 350، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (تظليل الرجل المحرم على نفسه)، رقم 665.
4- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه مع تعليقتنا في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض و نجاة الرجل الشامي المحبوس)، رقم 381.
حجّه عليه السّلام في خلافة المعتصم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم...(1).

وداعه عليه السّلام البيت و استلامه الركن:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام في سنة خمس و عشرين و مائتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، و طاف بالبيت؛ يستلم الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع استلمه، و استلم الحجر، و مسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده.

ثمّ أتى المقام، فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم؛ فالتزم البيت، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلا يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين و توجّه.

قال: فرأيته في سنة سبع عشرة و مائتين ودّع البيت ليلا، يستلم الركن اليماني و الحجر الأسود في كلّ شوط.

فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني و فوق الحجر المستطيل، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ أتى الحجر، فقبّله

ص: 387


1- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

و مسحه، و خرج إلى المقام فصلّى خلفه، ثمّ مضى و لم يعد إلى البيت، و كان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط، و بعضهم ثمانية(1).

طواف النساء و شربه عليه السّلام من ماء زمزم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة، طاف طواف النّساء، و صلّى خلف المقام، ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلى الحجر، و شرب منه، و صبّ على بعض جسده، ثمّ أطلع في زمزم مرّتين.

و أخبرني بعض أصحابنا أنّه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك(2).

تقصيره عليه السّلام من الناصية:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسين بن أسلم، قال: لمّا أراد أبو جعفر - يعني ابن الرضا عليهما السّلام - أن يقصّر شعره من العمرة؛ أراد الحجّام أن يأخذ من جوانب الرأس؛ فقال له: ابدأ بالناصية، فبدأ بها(3).

ص: 388


1- الكافي: ج 4، ص 532، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (وداع الكعبة)، رقم 681.
2- الكافي: ج 4، ص 430، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم طواف النساء) رقم 674.
3- الكافي: ج 4، ص 439، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم تولّى التقصير و استحباب الابتداء بالناصية)، رقم 680.
رميه عليه السّلام الجمار:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى: أنّه رأى أبا جعفر الثاني عليه السّلام رمى الجمار، راكبا(1).

{514} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام يمشي بعد يوم النحر حتّى يرمي الجمرة، ثمّ ينصرف راكبا و كنت أراه ماشيا بعد ما يحاذي المسجد، بمنى(2).

سلامه عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة،... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن؛ و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يسلّم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة...(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى بن أكثم... فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به...(4).

ص: 389


1- التهذيب: ج 5، ص 267، ح 908. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم رمي الجمار راكبا)، رقم 678.
2- الكافي ج 4، ص 486، ح 5. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 617، ح 3، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 64، ح 18594. يأتي: الحديث أيضا في ف 5، ب 7، (رمي الجمار).
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
4- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 410.
مجيئه إلى خراسان لزيارة أبيه عليهما السّلام:

{515} 1 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: قال أبو الحسن البيهقي علي بن أبي القاسم زيد بن محمد، في تاريخ بيهق:... إنّ محمد بن علي بن موسى الرضا [عليهم السّلام] الذي يلقّب النقي، عبر البحر من طريق طبس(1) مسينان(2)؛ لأنّ طريق قومس(3) لم يكن مسلوكا في ذلك الوقت، و هذا الطريق صار مسلوكا من عهد قريب.

فجاء من ناحية بيهق(4)، و نزل في قرية ششتمد(5)، و ذهب من هناك إلى زيارة أبيه علي بن موسى الرضا سنة 202 ه....

فإن صحّ ما ذكر البيهقي فيكون قد عاد من خراسان إلى المدينة، ثمّ منها إلى بغداد باستدعاء المأمون. و اللّه أعلم!(6)

تفله عليه السّلام في المسجد الحرام:

{516} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن عبد اللّه بن

ص: 390


1- طبس: قصبة ناحية بين نيسابور و أصبهان تسمّى قهستان. مراصد الاطّلاع: 879/2.
2- مسينان: من قرى قهستان.
3- قومس: كورة واسعة، بها مدن و قرى مزارع في ذيل جبل طبرستان، قصبتها دامغان. مراصد الاطّلاع: 1134/3.
4- بيهق: ناحية كبيرة و كورة واسعة كثيرة البلدان و العمارة من نواحي نيسابور. مراصد الاطّلاع: 247/1.
5- ششتمد: ناحية من نواحي سبزوار. لغت نامه دهخدا: 12584/9.
6- أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 34.

عامر، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يتفل(1)في المسجد الحرام فيما بين الركن اليماني و الحجر الأسود، و لم يدفنه(2).

الرابع في صدقته عليه السّلام:
صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي...

و يتصدّق بما يتسهّل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه...(3).

ص: 391


1- إنّه قد ورد النهي عن التفل في المسجد في كثير من الأخبار، مع أنّه محمول على الكراهة، و لو فعل الإنسان ذلك لم يكن مأثوما كما أشار إليه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في كتابيه التهذيب: ج 3، ص 257، و الاستبصار: ج 1، ص 443. و قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قوله «يتفل» لأنّه كان بصاقه شرفا للمسجد، فلا يقاس، أو كان فعله لبيان الجواز، مرآة العقول: ج 15، ص 249، ذيل ح 13.
2- الكافي: ج 3، ص 370، ح 13. الاستبصار: ج 1، ص 443، ح 1708. التهذيب: ج 3، ص 257، ح 717. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 5، ص 221، ح 6384. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم التفل في المسجد).
3- الدروع الواقية: ص 43، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في (صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر)، رقم 511.
الخامس في دعائه عليه السّلام:
دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قال: صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان، فلمّا فرغ من الصلاة، و نوى الصيام، رفع يديه.

فقال: «اللهمّ يا من يملك التدبير و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور....»(1)

مدّ يديه عليه السّلام حين الدعاء:

{517} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد، بإسناده إلى القاسم بن حسين النيسابوري(2)، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام، عند ما وقف بالموقف، مدّ يديه جميعا، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه(3).

ص: 392


1- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان)، رقم 769.
2- قال المحقّق الزنجاني: القاسم بن حسين البزنطي صاحب أيّوب بن نوح، عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه السّلام، ثمّ ذكر القاسم بن الحسين النيسابوري، فقال: الظاهر اتّحاده مع سابقه. الجامع في الرجال: ص 585، رقم 3، غير مطبوع.
3- إقبال الأعمال: ص 651، س 4. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 23، ح 11366، و البحار: ج 5، ص 214، ضمن ح 4.
دعاؤه عليه السّلام عند العطاس:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت:...

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس [أبو جعفر عليه السّلام]، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين.»(1)

دعاؤه عليه السّلام حين مشاهدة الجنازة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي الحسن النهدي، رفعه، قال:

كان أبو جعفر عليه السّلام إذا رأى جنازة، قال: «الحمد للّه الذي لم يجعلني من السواد المخترم.»(2)

السادس في تسبيحه عليه السّلام:

{518} 1 - الراوندي رحمه اللّه: تسبيح محمد بن علي عليهما السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر:

«سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان اللّه و بحمده.»(3)

ص: 393


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (كلامه عليه السّلام عند ولادته)، رقم 368.
2- الكافي: ج 3، ص 167، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند مشاهدة الجنازة)، ص 281، ح 1.
3- الدعوات: ص 93، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 6، ب 2، (تسبيحه عليه السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر من كلّ شهر).
السابع في استخارته عليه السّلام:

{519} 1 - البرقي رحمه اللّه: عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، قال:

حدّثني من قال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم، استخرت اللّه في مقعد مائة مرّة، و إن كان شراء رأس أو شبهه، استخرته ثلاث مرّات في مقعد، أقول:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب و الشهادة، إن كنت تعلم أنّ كذا و كذا خير لي فخره لي و يسّره، و إن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي.

و رضّني في ذلك بقضائك، فإنّك تعلم و لا أعلم، و تقدر و لا أقدر، و تقضي و لا أقضي، إنّك علاّم الغيوب.»(1)

الثامن في يمينه عليه السّلام:

1 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام إليه:... و إنّي لأكره أن أقول «و اللّه» على حال من الأحوال...(2).

2 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي [بن مهزيار]، قال: قرأت في كتاب

ص: 394


1- المحاسن: ج 2، ص 600، ح 12. عنه البحار: ج 88، ص 263، ح 16، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 75، ح 10118. قطعة منه في ف 5، ب 3، (كيفيّة الاستخارة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند الاستخارة).
2- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 98. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 990.

أبي جعفر عليه السّلام إلى داود بن القاسم: إنّي جئت و حياتك(1).

د - سننه في معاشرته عليه السّلام مع الاسرة و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:

تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الرّيان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام... و خرج أبو جعفر عليه السّلام و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر....

قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر ابنتي....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلت ذلك و رضيت به...(2).

الثاني في أمره عليه السّلام بابتياع الجارية:

1 - المسعودي: روى عن محمد بن الفرج و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام... و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية...

و أمرني بابتياعها...(3).

ص: 395


1- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 97. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى داود بن القاسم)، رقم 906.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته عليه السّلام جمانة - سمانة -)، رقم 102.
الثالث في حضانته عليه السّلام:

1 - المسعودي:... محمد المحمودي، عن أبيه، إنّ حاضنة أبي جعفر عليه السّلام قالت له يوما: ما لي أراك مفكّرا...(1).

الرابع مع أزواجه عليه السّلام:
اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام:... إذ دخل عليه ياسر الخادم، فرحّب به و قرّبه، ثمّ قال: سيّدي! ستّنا تستأذنك بالمسير إلى أمّ الفضل....

فقال عليه السّلام: أدخلي إليها فإنّي تابعك في الأثر.

فدخلت أمّ الخير، فقدمت نعليه، و دخل، و الستور تشتال بين يديه.

فما لبث أن أسرع راجعا و هو يقول: «فلمّا رأينه أكبرنه.» و جلس و خرجت أمّ جعفر.

فقالت: يا سيّدي! ما حدث إلاّ خيرا، ما رأيت و ما حضرت إلاّ خيرا، و لم لا تجلس، فما الذي حدث ؟

فقال: يا أمّ جعفر! حدث ما لا يصحّ أن أعيده عليك، فارجعي إلى أمّ الفضل فاسأليها بينك و بينها، فإنّها تخبرك ما حدث منها ساعة دخولي إليها، فإنّه من سرّ النساء.... فعلمت أنّه الحيض(2).

ص: 396


1- إثبات الوصيّة: ص 220، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكاؤه في صباوته)، رقم 588.
2- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه:

1 - المسعودي:... و انصرف [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى العراق و معه أمّ الفضل... لتفضيله عليه السّلام أمّ أبي الحسن ابنه عليه السّلام عليها [أي على أمّ الفضل] مع شدّة محبّتها له، و لأنّها لم ترزق منه ولدا...(1).

الخامس مع أولاده عليه السّلام:
تعويذه لابنه عليهما السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني: إنّ أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليهما السّلام و هو صبي في المهد، و كان يعوّذه بها...:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة و الروح و النبيّين و المرسلين...»(2).

ملاطفته عليه السّلام مع أولاده:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه: إنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه، و قال: ما الذي تحبّ أن أهدي إليك من

ص: 397


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- مهج الدعوات: ص 60، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام)، رقم 773.

طرائف العراق ؟

فقال عليه السّلام: سيفا كأنّه شعلة نار.

ثمّ التفت إلى موسى ابنه، و قال له: ما تحبّ أنت ؟

فقال: فرس.

فقال [أبو جعفر] عليه السّلام: أشبهني أبو الحسن، و أشبه هذا أمّه(1).

مؤدّب ولده عليه السّلام:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... محمد بن النضر، مؤدّب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...(2).

السادس في غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:...

فكلّمني جمّال أن أسأله عليه السّلام أن يدخله في خدمته. فجئت به باب الدار، فأوقفته، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام....

فقال عليه السّلام: يا غلام! انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم، و أنّه واقف بالباب، فضمّه في خدمتنا و طاعتنا(3).

ص: 398


1- عيون المعجزات: ص 133، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال أولاده عليه السّلام)، رقم 131.
2- طبّ الأئمّة: ص 91، س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الحصاة)، رقم 861.
3- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 440.

{520} 2 - ابن قولويه رحمه اللّه:

عن يحيى - و كان خادما لأبي جعفر الثاني عليه السّلام -...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الصفّار رحمه اللّه:... عن أبي هاشم، قال: كنت أتغدّى معه عليه السّلام فيدعو بعض غلمانه... و ربّما يقول: غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسيّة...(2).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:...

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام فقم، فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة.

قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا يريد دخول الحمّام....

فبينا أنا كذلك، إذ أقبل عليه السّلام، و معه غلمان له، و بين يديه غلام...(3).

5 - الحضيني رحمه اللّه: محمد بن الوليد بن يزيد، قال: فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا. و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي... فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه...(4).

6 - الحضيني رحمه اللّه: علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 399


1- كامل الزيارات: ص 41، ح 4، ص 231، ح 342، ص 247، ح 369، ص 309، ح 524، و ص 320، ح 544. عنه البحار: ج 97، ص 123، ح 31.
2- بصائر الدرجات: الجزء السابع، ص 356، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة)، ص 196، ح 1.
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
4- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني ؟... فأقبل الغلام و معه الماء... فمكث قليلا... فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء؟... و أقبل الخادم بالماء، فأخذه، و شرب منه و سقاني...(1).

7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الواسطي: إنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر، يحكى أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة.

شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام...

و جعل عبد اللّه بن مساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق...(2).

8 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن ميمون:... فأخرج الخادم أبا جعفر عليه السّلام إلينا، يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال عليه السّلام لموفّق الخادم: فضّه و انشره...(3).

9 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة، و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام... فدعا جاريته يوما...(4).

ص: 400


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
2- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء العين)، رقم 384.
4- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالآجال)، رقم 444.
السابع في وصيّته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الواسطي، إنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة: شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أنّ أبا جعفر محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته.

و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه، و جعل عبد اللّه بن مساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات، و الرقيق و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد عليهما السّلام...(1).

الثامن في تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي:... ثمّ مضى [أبو جعفر عليه السّلام] نحو أبيه عليه السّلام فدخل و أمرني بالدخول معه.

فلمّا نظر إليه الرضا عليه السّلام و ثب إليه، فعانقه، و ضمّه إلى صدره، و قبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحبا إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن علي عليهما السّلام يقبّله و يسارّه بشيء لم أفهمه....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء.

و قال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

ص: 401


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.

فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمّرت ثيابي لا غسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: أدخل الخزانة، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه.

فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه.

فكفّنه و صلّى عليه، ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت!

فقلت: أمضى إلى النّجار حتّى يصالح التابوت ؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتا.

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ، فأتيته به.

فأخذ الرضا عليه السّلام بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت، و صفّ قدميه، و صلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت، و انشقّ السقف، فخرج منه التابوت و مضى عليه السّلام...(1).

2 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال:

فخرج [أبو جعفر عليه السّلام] مغبرا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.» مضى - و اللّه - أبي عليه السّلام....

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم! و ولّيت غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري(2).

3 - الإربلي رحمه اللّه:... عن معمّر بن خلاّد....

ص: 402


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.

قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب!....

فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

قال عليه السّلام: دفنت أبي الساعة!، و كان بخراسان(1).

4 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته الّتي مضى فيها... فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا...

فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك فضعه على المغتسل، و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فلمّا فرغ، صلّى و صلّيت معه عليه...(2).

التاسع في الندبة عليه و على أبيه عليهما السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر، ابن الرضا عليهما السّلام... فكتب عليه السّلام إليّ : اندبني، و اندب أبي(3).

ص: 403


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليه السّلام)، رقم 379.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
3- رجال الكشّي: ص 567، ح 1074. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت المكنّى بأبي طالب القميّ )، رقم 916.
العاشر في مطالبة أموال أبيه عليهما السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه....

فقال عليه السّلام: احمل كتابي إليه و مره أن يبعث إليّ بالمال. فحملت كتابه إلى زكريّا فوجّه إليه بالمال...(1).

الحادي عشر في أداء دين أبيه عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن المطرفي، قال:...

فدخلت على أبي جعفر عليه السّلام.

فقال لي: مضى أبو الحسن عليه السّلام و لك عليه أربعة آلاف درهم ؟

فقلت: نعم!

فرفع المصلّى الذي كان تحته، فإذا تحته دنانير، فدفعها إليّ (2).

الثاني عشر في بكائه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام:

{521} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشاب، قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و معي كتب إليه من أبيه. فجعل يقرأها، و يضع كتابا كبيرا على عينيه، و يقول:

خطّ أبي و اللّه! و يبكي حتّى سالت دموعه على خدّيه.

ص: 404


1- رجال الكشّي ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 421.

فقلت له: جعلت فداك! قد كان أبوك ربّما قال لي في المجالس الواحد مرّات: أسكنك اللّه الجنّة، أدخلك اللّه الجنّة!

قال: فقال عليه السّلام: و أنا أقول أدخلك اللّه الجنّة!

فقلت: جعلت فداك! تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ؟

قال: نعم!

قال: فأخذت رجله، فقبّلتها(1).

ه - معاشرته عليه السّلام مع الناس و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:

الأوّل في سلامه عليه السّلام على الناس:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمّي... و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة، و سئلوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام، فقالوا:... إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام، و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس...(2).

الثاني في عفوه و ترحّمه عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت:... إذ قالت أمّ عيسى:

ص: 405


1- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. قطعة منه في (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، و ب 3، (مدح إبراهيم بن أبي محمود).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى)، رقم 105.

أ لا أخبرك بشيء عجيب و أمر جليل فوق الوصف و المقدار؟....

فقال [المأمون]: يا غلام! عليّ بالسيف. فأتى به، فركب و قال: و اللّه لأقتلنّه! [أي الجواد عليه السّلام].

فلمّا رأيت ذلك، قلت: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهى، فدخل عليه والدي، و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه.

ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار، أتيت أبي، فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السّلام، فبرق عينه، و غشي عليه، ثمّ أفاق بعد حين و قال: ويلك ما تقولين ؟

قلت: نعم! - و اللّه - يا أبت! دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

فاضطرب من ذلك، اضطرابا شديدا، و قال: عليّ بياسر الخادم!

فجاء ياسر؛ فنظر إليه المأمون و قال:... ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر و القصّة عنه عليه السّلام ؟ و عجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر و أنا ألطم حرّ وجهي.

فما كان بأسرع من أن رجع ياسر، فقال: البشرى يا أمير المؤمنين.

قال: لك البشرى! فما عندك ؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس، و عليه قميص و دوّاج و هو يستاك؛ فسلّمت عليه و قلت:... فإذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته فلا تذكر له شيئا، و لا تعاتبه على ما كان منه.

ص: 406

فقال عليه السّلام: هكذا كان عزمي و رأيي، و اللّه!

ثمّ دعا بثيابه، و لبس و نهض، و قام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون.

فلمّا رآه قام إليه و ضمّه إلى صدره، و رحّب به، و لم يأذن لأحد في الدخول عليه، و لم يزل يحدّثه و يستأمره.

فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

قال: لك عندي نصيحة، فاقبلها.

قال المأمون: بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

قال: أحبّ لك أن لا تخرج بالليل فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق...(1).

2 - الراوندي رحمه اللّه:... عن ابن أورمة، قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى عليهما السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج.

ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟... فرفع أبو جعفر عليه السّلام يده، فقال: اللهمّ ! ان كانوا كذبوا عليّ ، فخذهم....

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت....

فقال: اللهمّ ! سكّنه، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي؛ فسكن(2).

ص: 407


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه)، رقم 375.

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد و عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام... و إنّما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب و الفضّة التي قد حال عليها الحول، و لم أوجب عليهم ذلك في متاع و لا آنية... تخفيفا منّي عن موالي، و منّا منّي عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم...(1).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام:...

و كان ممّن خرج مع الجماعة علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش، قال: حملت معي إليه عليه السّلام من الآلة التي للصبيان... فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ ، السّلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس.

فدنوت منه، و فرغت ما كان في كمّي بين يديه، فنظر إليّ نظر مغضب، ثمّ رمى يمينا شمالا.

ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه، ما أنا و اللعب ؟!

فاستعفيته، فعفى عنّي...(2).

الثالث في عتقه عليه السّلام المملوك:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:

أتيت سيّدي [أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام] سنة سبع و مائتين فقلت له:...

ص: 408


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
2- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 417.

جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا مستعبدا.

فقال عليه السّلام: قد قبلت....

فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة و مائتين، أتيته و ذكرت العبوديّة التي ألزمتها.

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه....

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا....

و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين، و وقّع فيه محمد بن علي، بخطّ يده و ختمه بخاتمه، صلوات اللّه و سلامه عليه(1).

الرابع في هديّته و عطائه عليه السّلام:
اهداؤه عليه السّلام اللباس:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روى علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام... و كسانى جبّة خزّ، و ذكر أنّه عليه السّلام لبسها على بدنه، و صلّى فيها...(2).

2 - الراوندي رحمه اللّه: عن الحسن بن علي الوشّاء، قال:...

فأرسل إليّ [أبو جعفر عليه السّلام] من قبل أن أسأله و من قبل أن يعود إليّ و أنا في المشربة بقميص...(3).

ص: 409


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (إنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 803. تقدّم الحديث بتمامه في (لباسه عليه السّلام في الصلاة)، رقم 512.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 407.

3 - الراوندي رحمه اللّه:... محمد بن سهل بن اليسع، قال: كنت مجاورا بمكّة فصرت إلى المدينة، فدخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام و أردت أن أسأله كسوة يكسونيها....

فقال: مولاك بعث إليك بهذا، و إذا ملاءتان...(1).

{522} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمّر بن خلاّد قال: رفعت ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى.

فقال: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى؛ و رحم صفوان، فإنّهما من حزب آبائي عليهما السّلام؛ و من كان من حزبنا أدخله اللّه الجنّة.

صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى عليه السّلام بالصلاة عليه(2).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام أن يأمر لي بقميص من قمصه، أعدّه لكفني، فبعث به إليّ ...(3).

ص: 410


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 408.
2- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. قطعة منه في ب 3، (مدح إسماعيل بن الخطّاب)، و ف 4، ب 3، (إنّ من دخل في حزب الأئمّة عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة)، و ف 5، ب 2، (إهداء الحنوط و الكفن).
3- رجال الكشّي: ص 245، ح 450. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 2، (نزع أزرار القميص المعدّ للكفن)، رقم 622.

6 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، إنّه قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين....

فدخلت عليه بشرف و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر، ثمّ إنّه أخذ من ظهره و بدنه إلى آخر يلبسه خلفه.

فقال: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(1).

هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه:

1 - الراوندي رحمه اللّه: عن علي بن جرير [قال]:

كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له....

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره.

فخرجوا، فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه....

فدعاه، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه(2).

قبول الدنانير من رجل واقفي:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام بالمدينة، فسلّم عليه... و كان واقفيّا....

و قال: جعلت فداك! هذه كذا و كذا دينار، فاقبضها.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلتها...(3).

ص: 411


1- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 424.
3- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 433.
اعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن علي بن حديد الوشّاء الكوفي:... دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي بن حديد! قطع عليكم الطريق....

و أمر عليه السّلام لنا بكسوة و دنانير كثيرة و قال: فرّقها على أصحابك، فإنّها بعدد ما ذهب منكم...(1).

{523} 2 - الإربلي رحمه اللّه: و أتاه [أي أبا جعفر الثاني] عليه السّلام رجل، فقال له:

أعطني على قدر مروّتك ؟

فقال عليه السّلام: لا يسعني.

فقال: على قدري ؟

قال عليه السّلام: أمّا ذا، فنعم! يا غلام! أعطه مائة دينار(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي النصر أحمد بن سعيد، قال لي منخل ابن علي: لقيت محمد بن علي عليهما السّلام بسرّمن رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدّس ؟

فأعطاني مائة دينار...(3).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن إسماعيل بن عبّاس الهاشمي، قال: جئت

ص: 412


1- الهداية الكبرى: ص 302، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 422.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 13. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 563، ح 3.
3- نوادر المعجزات: ص 181، ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له عليه السّلام إلى بيت المقدس)، رقم 380.

إلى أبي جعفر عليه السّلام يوم عيد، فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلّى فأخذ من التراب سبيكة من ذهب، فأعطانيها...(1).

5 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و روي أنّ جمّالا حمله [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] من المدينة إلى الكوفة، فكلّمه في صلته ؟

و قد كان أبو جعفر عليه السّلام وصله بأربعمائة دينار...(2).

الخامس في شفاعته عليه السّلام للناس:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام فقلت له:... إنّ والينا، جعلت فداك! رجل يتولاّكم أهل البيت و يحبّكم، و عليّ في ديوانه خراج، فإن رأيت جعلني اللّه فداك أن تكتب إليه كتابا بالإحسان إليّ ....

فأخذ عليه السّلام القرطاس و كتب... أحسن إلى إخوانك...(3).

السادس في عيادته عليه السّلام المرضى:

1 - أبو عمرو الكشّي:... أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام، قال: كنت

ص: 413


1- الثاقب في المناقب: ص 526، ح 464. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخراجه عليه السّلام سبيكة الذهب من التراب)، رقم 403.
2- تحف العقول: ص 457 س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في شكر النعمة)، رقم 787.
3- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام، يعودني في مرضي...(1).

السابع في دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... الرّيان بن شبيب، قال:... فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السّلام دست(2) و يجعل له فيه مسورتان(3)، ففعل ذلك.

و خرج أبو جعفر عليه السّلام... فجلس بين المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم، و المأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر عليه السّلام...(4).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فقام عبد اللّه [بن موسى] فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي...(5).

3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمّي، و الحسن بن راشد، و علي بن مدرك، و علي بن مهزيار، و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة و سألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام، فقالوا:... إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، و قام عبد اللّه

ص: 414


1- رجال الكشّي: ص 484، ح 913. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (مدح يونس بن عبد الرحمن)، رقم 560.
2- الظاهر أنّه بمعنى الوسادة كما في أقرب الموارد.
3- المسور: متّكأ من أدم. لسان اللسان: 638/1.
4- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
5- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.

ابن موسى من مجلسه، فجلس بين يديه.

و جلس أبو جعفر عليه السّلام في صدر المجالس،...(1).

الثامن في ضحكه عليه السّلام و تبسّمه:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام...

فقمت إليه و سلّمت عليه و قبّلت يديه و رجليه، فجلس.

و قال: ما الّذي أقدمك ؟ و كان في نفسي مرض من إمامته.

فقال لي: سلّم.

فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت.

فقال: ويحك!

و تبسّم بوجهي فأناب إليّ ...(2).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... علي محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فوجدت عطشا شديدا....

فأقبل الغلام و معه الماء، فنظر عليه السّلام إلى الماء و إليّ و تبسّم...(3).

التاسع في معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلامية:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام

ص: 415


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
3- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.

بالمدينة فسلّم عليه و قال: السّلام عليك يا ابن رسول اللّه! و كان واقفيّا.

فقال عليه السّلام له: سلام! و أعادها الرجل.

فقال عليه السّلام: سلام!

فسلّم الرجل بالإمامة...(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... موسى بن جعفر الداري، قال: وردنا جماعة من أهل الري إلى بغداد نريد أبا جعفر عليه السّلام فدللنا عليه و معنا رجل من أهل الري، زيدي، يظهر لنا الإمامة.

فلمّا دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... و قال أبو جعفر عليه السّلام لبعض غلمانه: خذ بيد هذا الرجل الزيدي و أخرجه...(2).

العاشر في قطعه عليه السّلام الشعر من القرطاس و حبسه عنده:

1 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... عن أبي طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام بأبيات شعر، و ذكرت فيها أباه عليه السّلام و سألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ؟

فقطع الشعر و حبسه و كتب في صدر ما بقي من القرطاس...(3).

ص: 416


1- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 433.
2- الهداية الكبرى: ص 302، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 439.
3- رجال الكشّي: ص 568، ح 1075. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت أبي طالب القميّ )، رقم 917.
الحادي عشر في معاشرته عليه السّلام مع اللعب و اللاعب:
إعراضه عليه السّلام عن اللعب و آلاته:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني... علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش؛ قال: حملت معي إليه [أي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام] من الآلة التي للصبيان... فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ ، السّلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرّغت ما كان في كمّي بين يديه.

فنظر إليّ نظر مغضب، ثمّ رمى يمينا و شمالا، ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه، ما أنا و اللعب...(1).

عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن الريان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة، فلم يمكنه فيه شيء فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بنى عليه ابنته دفع إليّ مائتي و صيفة من أجمل ما يكون إلى كلّ واحدة منهنّ جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار. فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السّلام، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار،

ص: 417


1- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 417.

و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه، لا يمينا و لا شمالا...(1).

وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون:

1 - ابن الصبّاغ:... إنّ المأمون خرج يوما يتصيّد، فاجتاز بطرف البلد، و ثمّ صبيان يلعبون و محمد الجواد عليه السّلام واقف عندهم...(2).

لعبه عليه السّلام بالتراب:

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... حكى أبو يزيد البسطامي، قال:... فلمّا كنت بالغوطة مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبي، رباعي السنّ ، يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبي إن سلّمت عليه لما يعرف السّلام....

فسألت الرجل الذي فتح الكعبة ؟

فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلّى اللّه عليه.

فقلت: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته(3).

ص: 418


1- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق)، رقم 405.
2- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 530.
3- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض مع أبي يزيد البسطامي)، رقم 382.
الثاني عشر في استيذانه عليه السّلام عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة:

1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال: كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده و قام فزعا، و هو يقول:...

ائذن لي، أن أدخل البيت و أخرج إليك...(1).

و - معاشرة الناس معه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في هدايا الناس إليه عليه السّلام:

{524} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد، عن صاحب العسكر عليه السّلام، قال: قلت له: جعلت فداك! نؤتى بالشيء فيقال هذا كان لأبي جعفر عليه السّلام عندنا، فكيف نصنع ؟

فقال عليه السّلام: ما كان لأبي جعفر عليه السّلام بسبب الإمامة فهو لي، و ما كان غير ذلك فهو ميراث على كتاب اللّه و سنّة نبيّه(2).

ص: 419


1- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.
2- التهذيب: ج 9، ص 234، ح 915. عنه و عن الكافي و الفقيه، الوافي: ج 10، ص 367، ح 9710. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 23، ح 85، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 537، ح 12663. الكافي: ج 7، ص 59، ح 11، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 184، ح 60، بتفاوت.
الثاني في تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد، جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام، المسجد - مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء، و لا رداء فقبّل يده،...(1).

{525} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمدويه البيهقي، قال: حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن عبّاد البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذّاء الكوفي، قال: خرجت من المدينة، فلمّا جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق؛ فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟

فقال: هذا، ابن الرضا عليه السّلام(2).

قال: فقصدت قصده، فلمّا رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لأسلّم عليه، فمدّ يده إليّ ، فسلّمت عليه، و قبّلتها.

فقال: من أنت ؟

قلت: بعض مواليك، جعلت فداك! أنا محمد بن علي بن القاسم الحذّاء.

فقال لي: أما إنّ عمّك كان ملتويا على الرضا عليه السّلام.

قال: قلت: جعلت فداك! رجع عن ذلك.

فقال: إن كان رجع، فلا بأس.

ص: 420


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليه السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
2- الظاهر أنّ المراد من ابن الرضا، هو الجواد عليه السّلام كما صرّح به المحقّق التستري. قاموس الرجال: ج 9، ص 423. (الطبعة القديمة).

و اسم عمّه: القاسم الحذّاء(1).

3 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال:... و إذا أبو جعفر عليه السّلام فقمت إليه، و سلّمت عليه، و قبّلت يديه و رجليه...(2).

4 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... و سلّمت، فردّ السّلام و مدّ يده إليّ ، فأخذتها و قبّلتها، و وضعتها على وجهي فأقعدني بيده، فأمسكت يده ممّا داخلني من الدهش، فتركها في يدي صلوات اللّه عليه، فلمّا سكنت، خليّتها...(3).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فأخذت رجله، فقبّلتها(4).

الثالث في تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة، و بين عينيه

ص: 421


1- رجال الكشّي: ص 476، ح 903. قطعة منه فى (مركبه عليه السّلام)، و ب 3، (ذمّ قاسم الحذّاء).
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 411.
3- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 436.
4- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن أبي محمود)، رقم 521.

سجّادة، فجلس.

و خرج أبو جعفر من الحجرة... فقام عبد اللّه، فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة، و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي...(1).

الرابع في تسوية الناس نعليه عليه السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... الحسن بن موسى بن جعفر، قال:... ثمّ أراد أبو جعفر عليه السّلام النهوض، فقام علي بن جعفر، فسوّى له نعليه، حتّى لبسهما(2).

الخامس في تعزية الناس إيّاه في شهادة أبيه عليهما السّلام:

{526} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و عزّى أبو العيناء ابن الرضا عليه السّلام عن أبيه.

قال له: أنت تجلّ عن وصفنا، و نحن نقلّ عن عظتك، و في علم اللّه ما كفاك، و في ثواب اللّه ما عزّاك(3).

ص: 422


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
2- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليه السّلام علي بن جعفر)، رقم 152.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 362، س 19. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 6.

الباب الثاني في أحواله عليه السّلام مع خلفاء زمانه و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - خلفاء زمانه عليه السّلام:

{527} 1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و كانت في أيّام إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون.

و قبض عليه السّلام في أوّل ملك المعتصم(1).

{528} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: فكان في سني إمامته [عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون، ثمّ ملك المعتصم، و الواثق. و في ملك الواثق استشهد(2).

ب - أحواله عليه السّلام مع المأمون:

{529} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... ياسر الخادم، قال:... فوقف [المأمون] على الرضا عليه السّلام و قد أفاق، فقال: يا سيّدي! و اللّه ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ؟ فقدي لك و فراقي إيّاك ؟ أو تهمة الناس لي إنّي اغتلتك و قتلتك ؟

ص: 423


1- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 13.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 7، ضمن ح 8، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 27.

قال: فرفع طرفه إليه، ثمّ قال: أحسن يا أمير المؤمنين! معاشرة أبي جعفر عليه السّلام فإنّ عمرك و عمره هكذا و جمع بين سبّابتيه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{530} 2 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا جعفر محمد الجواد عليه السّلام لمّا توفّي والده أبو الحسن الرضا عليه السّلام و قدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة.

اتّفق أنّ المأمون خرج يوما يتصيّد، فاجتاز بطرف البلد، و ثمّ صبيان يلعبون، و محمد الجواد عليه السّلام واقف عندهم، فلمّا أقبل المأمون، فرّ الصبيان، و وقف محمد الجواد عليه السّلام و عمره إذ ذاك تسع سنين(2).

فلمّا قرب منه الخليفة، نظر إليه، و كان اللّه تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول.

فقال له: يا غلام! ما منعك أن لا تفرّ كما فرّ أصحابك ؟

فقال له محمد الجواد عليه السّلام مسرعا: يا أمير المؤمنين! فرّ أصحابي فرقا و الظنّ بك حسن، أنّه لا يفرّ منك من لا ذنب له، و لم يكن بالطريق ضيقا فأنتحي(3) عن أمير المؤمنين.

فأعجب المأمون كلامه و حسن صورته، فقال: ما اسمك يا غلام!؟

فقال: محمد بن علي الرضا عليهما السّلام.

فترحّم الخليفة على أبيه، و ساق جواده إلى نحو وجهته، و كان معه بزاة الصيد، فلمّا بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها، و أرسل على درّاجة، فغاب البازي عنه قليلا، ثمّ عاد و في منقاره سمكة صغيرة، و بها بقاء من الحياة.

ص: 424


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 241، ضمن ح 1. عنه البحار: ج 49، ص 299، ح 9، و إثبات الهداة: ج 3، ص 280، ح 96، قطعة منه.
2- في كشف الغمّة: إحدى عشرة سنة فما حولها.
3- تنحّى عن موضعه، اعتزل، أقرب الموارد: ج 2، ص 1280، (نحا).

فتعجّب المأمون من ذلك غاية العجب، ثمّ إنّه أخذ السمكة في يده، و كرّ راجعا إلى داره و ترك الصيد في ذلك اليوم، و هو متفكّر فيما صاده البازي من الجوّ.

فلمّا وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم، و وجد محمدا معهم، فتفرّقوا على جاري عادتهم إلاّ محمدا، فلمّا دنا منه الخليفة، قال: يا محمد!

قال: لبّيك يا أمير المؤمنين!

قال: ما في يدي ؟

فأنطقه اللّه تعالى بأن قال: إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته، المستمسك في الجوّ ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة الخلفاء، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى.

فلمّا سمع المأمون كلامه، تعجّب منه و أكثر، و جعل يطيل النظر فيه، و قال:

أنت ابن الرضا حقّا، و من بيت المصطفى صدقا.

و أخذه معه و أحسن إليه، و قرّبه و بالغ في إكرامه و إجلاله و إعظامه، فلم يزل مشفقا به لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته و مكاشفاته و كراماته و فضله و علمه و كمال عقله و ظهور برهانه مع صغر سنّه، و لم يزل المأمون متوفّرا على تبجيله و عطائه و إجلاله و إكرامه(1).

ص: 425


1- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 420، س 5، و إثبات الهداة: ج 3، ص 351، س 5، و حلية الأبرار: ج 4، ص 568، ح 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 344، س 2، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 91، ح 6، و ج 56، ص 339، ح 6. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 19، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 56، ضمن ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 385، ح 2393، و حلية الأبرار: ج 4، ص 567، ح 1. مناقب أهل البيت: ص 285، س 4. قطعة منه في ب 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، و ف 3، ب 1، (وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المأمون).

3 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته التي مضى فيها؛ إذ نظر إليّ ... فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك! فضعه على المغتسل؛ و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلمّا فرغ صلّى و صلّيت معه عليه.

ثمّ قال لي: يا عبد الرحمن! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلاّ ينقص عليه شيئا، و لن يستطيع ذلك.

و لم أزل بين يدي سيّدي إلى أن انفجر عمود الصبح.

فإذا أنا بالمأمون قد أقبل في خلق كثير فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمن بن يحيى! ما أكذبكم، أ لستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلاّ و ولده القائم مكانه يلي أمره ؟ هذا علي بن موسى بخراسان، و محمد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أما إذا ابتدأتني فاسمع، أنّه لمّا كان أمس، قال لي سيّدي كذا و كذا، فو اللّه ما حضرت صلاة المغرب حتّى قضى، فدنوت منه.

فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! و حدّثته الحديث.

فقال: صفه لي، فوصفته له بحليته، و لباسه، و أريته الحائط الذي خرج منه، فرمى بنفسه إلى الأرض، و أقبل يخور كما يخور الثور، و هو يقول:

ص: 426

ويلك يا مأمون! ما حالك، و على ما أقدمت! لعن اللّه فلانا و فلانا، فإنّهما أشارا عليّ بما فعلت(1).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الريّان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بني عليه ابنته، دفع إليّ مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، إلى كلّ واحدة منهنّ جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون.

فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السّلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه لا يمينا و لا شمالا، ثمّ رفع إليه رأسه، و قال:

اتّق اللّه يا ذا العثنون!

قال: فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله ؟

قال: لمّا صاح بي أبو جعفر، فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا(2).

ص: 427


1- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
2- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. تقدّم الحديث في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق)، رقم 405.

{531} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و روى الحسن بن محمد بن سليمان، عن علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام بلغ ذلك العبّاسيّين، فغلظ عليهم و استكبروه، و خافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى إليه مع الرضا عليه السّلام، فخاضوا في ذلك، و اجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه.

فقالوا: ننشدك اللّه يا أمير المؤمنين! أن تقيم على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فإنّا نخاف أن تخرج به عنّا أمرا قد ملّكناه اللّه، و تنزع منّا عزّا قد ألبسناه.

فقد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا، و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك، من تبعيدهم و التصغير بهم.

و قد كنّا في وهلة(1) من عملك مع الرضا ما علمت حتّى كفانا اللّه المهمّ من ذلك.

فاللّه! اللّه! أن تردّنا إلى غمّ قد انحسر(2) عنّا، و اصرف رأيك عن ابن الرضا، و اعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصالح لذلك دون غيره.

فقال لهم المأمون: أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه، و لو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم، و أمّا ما كان يفعله من قبلي بهم، فقد كان به قاطعا للرحم، و أعوذ باللّه من ذلك، و و اللّه ما ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا، و لقد سألته أن يقوم بالأمر و أنزعه عن نفسي، فأبى، و كان أمر

ص: 428


1- و هل وهلا (غلط فيه و نسيه)... و الوهلة المرّة من الفزع. تاج العروس: ج 8، ص 160 (و هل).
2- حسرا بفتح فسكون: كشفه... فانحسر الشيء حسورا: أي انكشف، و في الصحاح: الانحسار: الانكشاف. تاج العروس: ج 3، ص 139 (حسر).

اللّه قدرا مقدورا.

و أمّا أبو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريزه(1) على كافّة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنّه، و الاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للنّاس ما قد عرفته منه، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه فقالوا: إنّ هذا الفتى و إن راقك(2) منه هديه، فإنّه صبي لا معرفة له و لا فقه، فأمهله ليتأدّب و يتفقّه في الدين، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم: و يحكم! إنّي أعرف بهذا الفتى منكم، و إنّ هذا من أهل بيت علمهم من اللّه، و موادّه و إلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر عليه السّلام بما يتبيّن لكم به ما وصفت من حاله.

قالوا له: قد رضينا لك يا أمير المؤمنين و لأنفسنا بامتحانه، فخلّ بيننا و بينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة، فإن أصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره، و ظهر للخاصّة و العامّة سديد رأي أمير المؤمنين، و إن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه.

فقال لهم المأمون: شأنكم و ذاك متى أردتم.

فخرجوا من عنده، و اجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم، و هو قاضي الزمان على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك، و عادوا إلى المأمون فسألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع، فأجابهم إلى ذلك.

ص: 429


1- برّز، تبريزا: أفاق على أصحابه فضلا أو شجاعة. تاج العروس: ج 4، ص 6 (برز).
2- الروق: الإعجاب بالشيء... (الحبّ الخالص). تاج العروس: ج 6، ص 363 (روق).

فاجتمعوا في اليوم الذي اتّفقوا عليه، و حضر معهم يحيى بن أكثم، فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السّلام دست(1) و يجعل له فيه مسورتان(2)، ففعل ذلك.

و خرج أبو جعفر عليه السّلام و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر(3)، فجلس بين المسورتين، و جلس يحيى بن أكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم، و المأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر عليه السّلام.

فقال يحيى بن أكثم للمأمون: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين! أن أسأل أبا جعفر؟

فقال له المأمون: استأذنه في ذلك.

فأقبل عليه يحيى بن أكثم، فقال: أ تأذن لي جعلت فداك، في مسألة ؟

قال له أبو جعفر عليه السّلام: سل إن شئت.

قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك، في محرم قتل صيدا؟

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قتله في حلّ أو حرم ؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟ قتله عمدا أو خطأ؟ حرّا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أم معيدا؟

من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم من كباره ؟ مصرّا على ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرما؟

فتحيّر يحيى بن أكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج(4) حتّى

ص: 430


1- الدست: هي الوسادة كما في أقرب الموارد.
2- المسور كمنبر: هو متكأ من أدم كالمسورة. تاج العروس: ج 3، ص 284 (سور).
3- في دلائل الإمامة: له ستّ عشر سنة، و في تفسير القميّ : و لأبي جعفر عليه السّلام يومئذ عشرة سنين أو أحد عشرة سنة.
4- التلجلج و اللجلجة: التردّد في الكلام. تاج العروس: ج 2، ص 92 (لجّ ).

عرف جماعة أهل المجالس أمره.

فقال المأمون: الحمد للّه على هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي.

ثمّ نظر إلى أهل بيته و قال لهم: أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟

ثمّ أقبل على أبي جعفر، فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر!؟

قال: نعم، يا أمير المؤمنين!

فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك! فقد رضيتك لنفسي، و أنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي، و إن رغم قوم لذلك.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: الحمد للّه إقرارا بنعمته، و لا إله إلاّ اللّه إخلاصا لوحدانيّته، و صلّى اللّه على محمّد سيّد بريّته، و الأصفياء من عترته.

أمّا بعد: فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ .» (1)

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، و قد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام و هو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوّجتني(2) يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر! ابنتي على هذا الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلت ذلك، و رضيت به.

فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصّة و العامّة.

قال الرّيان: و لم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاّحين

ص: 431


1- النساء: 3/4.
2- في المصدر و الاحتجاج: فهل زوّجته، و هو تصحيف.

في محاوراتهم، فإذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من الفضّة مشدودة بالحبال من الأبريسم على عجل مملوّة من الغالية، فأمر المأمون أن يخضب لحاء الخاصّة من تلك الغالية، ثمّ مدّت إلى دار العامّة، فطيّبوا منها، و وضعت الموائد فأكل الناس، و خرجت الجوائز إلى كلّ قوم على قدرهم.

فلمّا تفرّق الناس و بقي من الخاصّة من بقي، قال المأمون لأبي جعفر عليه السّلام:

إن رأيت جعلت فداك! أن تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المحرم الصيد لنعلمه و نستفيده ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نعم! إنّ المحرم إذا قتل صيدا في الحلّ ، و كان الصيد من ذوات الطير، و كان من كبارها، فعليه شاة، فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا.

فإذا قتل فرخا في الحلّ ، فعليه حمل قد فطم من اللبن(1).

و إذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، و قيمة الفرخ.

و إن كان من الوحش، و كان حمار وحش، فعليه بقرة.

و إن كان نعامة، فعليه بدنة(2).

و إن كان ظبيا، فعليه شاة(3).

فإن قتل شيئا من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا، هديا بالغ الكعبة.

و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، و كان إحرامه بالحجّ ، نحره

ص: 432


1- في تفسير القميّ : فعليه جمل قد فطم، و ليس عليه قيمته لأنّه ليس في الحرم.
2- في تفسير القميّ : و إذا كان من الوحش فعليه في حمار الوحش بدنة و كذلك في النعامة فإن لم يقدر فعليه إطعام ستّين مسكينا، فإن لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما، و إن كانت بقرة فعليه بقرة، فإن لم يقدر فعليه إطعام ثلاثين مسكينا، فمن لم يقدر فليصم تسعة أيّام.
3- في تفسير القميّ زيادة: فإن لم يقدر، فإطعام عشرة مساكين، فإن لم يقدر، فصيام ثلاثة أيّام.

بمنى.

و إن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكّة(1).

و جزاء الصيد على العالم و الجاهل سواء، و في العمد له المأثم، و هو موضوع عنه في الخطأ.

و الكفّارة على الحرّ في نفسه، و على السيّد في عبده،(2) و الصغير لا كفّارة عليه، و هي على الكبير واجبة، و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، و المصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة(3).

فقال له المأمون: أحسنت يا أبا جعفر! أحسن اللّه إليك! فإن رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام ليحيى: أسألك ؟

قال: ذلك إليك جعلت فداك! فإن عرفت جواب ما تسألني عنه، و إلاّ استفدته منك.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: أخبرني عن رجل: نظر إلى امرأة في أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه.

فلمّا ارتفع النهار، حلّت له.

ص: 433


1- في تفسير القميّ زيادة: و يتصدّق بمثل ثمنه حتّى يكون مضاعفا، و كذلك إذا أصاب أرنبا فعليه شاة، و إذا قتل حمامة، تصدّق بدرهم أو يشتري به طعاما لحمامة الحرم، و في الفرخ، نصف درهم، و في البيضة، ربع درهم.
2- في تفسير القميّ زيادة: و كلّما أتى به العبد، فكفّارته على صاحبه بمثل ما يلزم صاحبه.
3- في تفسير القميّ زيادة: و إن دلّ على الصيد و هو محرم، فقتل، فعليه الفداء، و المصرّ عليه، يلزمه بعد الفداء، عقوبة في الآخرة، و النادم عليه، لا شيء عليه بعد الفداء، و إذا أصاب ليلا في وكرها خطأ، فلا شيء عليه إلاّ أن يتعمّده، فإن تعمّد بليل أو نهار، فعليه الفداء.

فلمّا زالت الشمس، حرمت عليه.

فلمّا كان وقت العصر، حلّت له.

فلمّا غربت الشمس، حرمت عليه.

فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة، حلّت له.

فلمّا كان انتصاف الليل، حرمت عليه.

فلمّا طلع الفجر، حلّت له(1).

ما حال هذه المرأة ؟ و بما ذا حلّت له و حرمت عليه ؟

فقال له يحيى بن أكثم: و اللّه! ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، و لا أعرف الوجه فيه، فإن رأيت أن تفيدناه ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في(2) أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه.

فلمّا ارتفع النهار، ابتاعها من مولاها، فحلّت له.

فلمّا كان عند الظهر، أعتقها، فحرمت عليه.

فلمّا كان وقت العصر، تزوّجها، فحلّت له.

فلمّا كان وقت المغرب، ظاهر منها، فحرمت عليه.

فلمّا كان وقت العشاء الآخرة، كفّر عن الظهار، فحلّت له.

فلمّا كان في نصف الليل، طلّقها(3) واحدة، فحرمت عليه.

فلمّا كان عند الفجر، راجعها، فحلّت له.

قال: فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد

ص: 434


1- في المناقب زيادة: و عند ارتفاع النهار حرمت، و عند الظهر حلّت.
2- في الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: نظر إليها بعض من الناس في أوّل النهار بشهوة.
3- في الاحتجاج: طلّقها تطليقة واحدة.

يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب، أو يطرف القول فيما تقدّم من السؤال ؟

قالوا: لا و اللّه! إنّ أمير المؤمنين أعلم بما رأى.

فقال لهم: و يحكم! إنّ أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل، و إنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال.

أ ما علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو ابن عشر سنين، و قبل منه الإسلام و حكم له به، و لم يدع أحدا في سنّه غيره، و بايع الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما ابنا دون ستّ سنين، و لم يبايع صبيّا غيرهما، أ فلا تعلمون الآن ما اختصّ اللّه به هؤلاء القوم، و أنّهم ذرّيّة طيّبة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم.

قالوا: صدقت يا أمير المؤمنين! ثمّ نهض القوم.

فلمّا كان من الغد، حضر الناس و حضر أبو جعفر عليه السّلام، و صار القوّاد و الحجّاب و الخاصّة و العامّة لتهنئة المأمون و أبي جعفر عليه السّلام، فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضّة فيها بنادق مسك و زعفران، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة، و عطايا سنيّة و اقطاعات(1).

فأمر المأمون بنثرها على القوم في خاصّته، فكان كلّ من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها و التمسه فأطلق له، و وضعت البدر(2)، فنثر ما فيها على القوّاد و غيرهم، و انصرف الناس و هم أغنياء بالجوائز و العطايا.

ص: 435


1- أقطعته قطيعة: أي طائفة من أرض الخراج، و القطائع: اسم لما لا ينقل من المال كالقرى و الأراضي و الأبراج و الحصون. و منه الحديث: قطائع الملوك كلّها للإمام. مجمع البحرين: ج 4، ص 381 (قطع).
2- في الحديث عن جابر إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أتى ببدر فيه خضرات من البقول قال ابن وهب يعني بالبدر (الطبق) شبه بالبدر لاستدارته، و قال الأزهري: سمّي بدرا لأنّه مدوّر. تاج العروس: ج 3، ص 34 (بدر).

و تقدّم المأمون بالصدقة على كافّة المساكين، و لم يزل مكرما لأبي جعفر عليه السّلام، معظّما لقدره مدّة حياته، يؤثره على ولده و جماعة أهل بيته(1).

ص: 436


1- الإرشاد: ص 319، س 18. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 16، مرسلا و بتفاوت، و البحار: ج 50، ص 79، س 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 553، س 4، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 22، و الأنوار البهيّة: ص 255، س 3، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 347، ح 2376، و وسائل الشيعة: ج 21، ص 108، ح 26651، قطعة منه. الاحتجاج للطبرسي: ج 2، ص 469، ح 322، مرسلا عن الريّان بن شبيب، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 74، ح 3، و ج 96، س 149، ح 7، قطعة منه، و ج 100، ص 272، س 16، و وسائل الشيعة: ج 13، ص 14، ح 17127، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 14، ص 209، ح 14519. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 252، ح 1199، قطعة منه، بتفاوت. عنه الوافي: ج 21، ص 399، ح 21434، و وسائل الشيعة: ج 20، ص 261، ح 25575. عيون المعجزات: ص 123، س 22، مرسلا عن الريّان بن شبيب، باختلاف و اختصار. تفسير القميّ : ج 1، ص 182، س 11، عن محمّد بن الحسين «الحسن» عن محمّد بن عون النصيبي، بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 673، ح 368، و البحار: ج 10، ص 381، ح 1، و ج 50، ص 79، س 9، مثله، و ج 96، ص 148، ح 6، قطعة منه. الاختصاص: ص 98، س 10، عن علي بن إبراهيم، مرفوعا، بتفاوت، عنه البحار: ج 10، ص 384، س 16، مثله. الصواعق المحرقة: ص 206، س 13، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 587، س 8. تحف العقول: ص 451، س 5، مرسلا كما في تفسير القميّ . عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 15، ح 17118، قطعة منه، و ج 21، ص 109، ح 26652، قطعة منه، و البحار: ج 10، ص 384، س 15. ينابيع المودّة: ج 3، ص 125، س 9. روضة الواعظين: ص 261، س 20، مرسلا بتفاوت. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 422، س 6، عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا (المخطوط) ص 184. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 23، مرسلا عن الريّان بن شبيب و يحيى الزيّات، قطعة منه. إثبات الوصيّة: ص 223، س 18، مرسلا عن علي بن إبراهيم، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: ج 9، ص 253، ح 10837، و ج 14، ص 210، ح 16520، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 9. مفتاح الفلاح: ص 486، س 7، قطعة منه. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 227، س 14، باختصار. الثاقب في المناقب: ص 505، ح 433، باختصار. الصراط المستقيم: ج 2، ص 175، س 10، باختصار. مكارم الأخلاق: ص 196، س 13، مرسلا، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 21، ص 249، ح 27010، و البحار: ج 100، ص 265، ح 5. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 267، س 15، قطعة منه، مرسلا بتفاوت. دلائل الإمامة: ص 391، ح 345، عن أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه، عن أبي النجم بدر ابن عمّار الطبرستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن محمد بن المحمودي عن أبيه.... عنه البحار: ج 100، ص 271، ح 22، و مستدرك الوسائل: ج 14، ص 312، ح 16799، و ج 15، ص 63، ح 17544. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 947، س 2، أشار إلى مضمونه. مناقب أهل البيت عليهم السّلام: ص 286، س 4، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 101، س 8، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته أمّ الفضل)، و ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء و غيرهم في مدحه)، و ف 3، ب 1، (دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس)، (تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين)، و ف 4، ب 3، (صداق فاطمة عليها السّلام)، و ف 5، ب 7، (كفّارات الصيد في الحلّ و الحرم)، و ب 9، (كيفيّة اجراء العقد)، (مهر السنّة)، (حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها)، و ب 10 (طلاق الرجعة)، (حكم من ظاهر عن امرأته ثمّ كفّر)، و ف 6، ب 1 (سورة النور 32/24)، و ف 8، ب 1 (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم).

{532} 6 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الخطيب في «تاريخ بغداد» عن يحيى بن أكثم: إنّ المأمون خطب، فقال: الحمد للّه الذي تصاغرت الأمور لمشيّته، و لا إله إلاّ اللّه إقرارا بربوبيّته، و صلّى اللّه على محمد عبده و خيرته.

ص: 437

أمّا بعد، فإنّ اللّه جعل النكاح الذي رضيه لكمال سبب المناسبة.

ألا و إنّي قد زوّجت «زينب» ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام أمهرناها عنه أربعمائة درهم.

و يقال: إنّه عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر، و لم يزل المأمون متوفّرا على إكرامه و إجلال قدره(1).

{533} 7 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن اسماعيل الحسني، عن محمد بن علي، عن أيّوب السراج، عن محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام يوم الجمعة عشيّا، فوجدت بين يديه، فوجدت أبا هاشم داود بن القاسم الجعفري، و عينا أبي هاشم بهمدان، و رأيت سيّدي أبا جعفر مطرقا.

فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن عمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا، و الآن يريد قتلي.

فبكيت و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟!

قال: و يحك يا ابن العمّ ! الذي أظهره في أبي، أكثر.

فقلت: و اللّه، يا سيّدي! إنّك لتعلم ما علمه جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد علم ما علمه المصير و سائر النبيّين، و ليس لنا حكم، و الحكم و الأمر لك، فإن تستكفي شرّه فإنّه يكفيك.

ص: 438


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 73، ح 1. مكارم الأخلاق: ص 197، س 10. قطعة منه في ف 1، ب 4 (زوجته أمّ الفضل)، و ب 5 (سنّه عليه السّلام حين التزويج بأمّ الفضل).

فقال: و يحك يا ابن العمّ ! فمن يركب إليّ الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل، و قد وصل الشرب و الطرب إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل، و قد وعدها أنّها تبات في الحجرة الفلانيّة في بعد مرقدي بحجرة نومي.

فإذا دخل داري عدل إليها و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي، فيقولون: إنّ مولانا المأمون منّا، و يشهروا سيوفهم، و يحلفوا أنّه لا بدّ نقتله، فأين يحرب منّا، و يظاهرون إليّ .

و يكون هذا الكلام إشعارهم.

فيضعون سيوفهم على مرقدي و يفعلون كفعل غيلانه في أبي، فلا يضرّني ذلك، و لا تصل أيديهم إليّ .

و يخيّل لهم أنّه فعل حقّ ، و هو باطل، و يخرجون مخضبين الثياب، قطرة سيوفهم دما كذبا.

و يدخلون على المأمون و هو عند ابنته في داري، فيقول: ما و راؤكم ؟ فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم و أيديهم مضرّجة بالدم.

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟

فيقولون لها: في مرقده.

فتقول لهم: ما علامة مرقده ؟

فيصفون لها، فتقول: إي و اللّه! هو، فتقدم إلى رأس أبيها فتقبّله و تقول:

الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول لها: يا ابنة! لا تعجلي، فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا الفعل، فأمرته تفتح الأبواب و قعدت للتعزية، و لقد قتله خدمي أشدّ من هذه القتلة، ثمّ ثاب إلى عقلي.

ص: 439

فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إليّ و قال: إنّه في محرابه يسبّح اللّه، فتغلق الأبواب ثمّ تظهر أنّها كانت غشية و فاقت الساعة، فاصبري يا بنيّة، لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة.

فقالت: يا أبي! هذا يكون ؟!

قال: نعم! فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي استأذني عليه، فإن وجدتيه حيّا، فادخلي عليه و قولي له:

إنّ أمير المؤمنين شغب عليه خدمه و أرادوا قتله، فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع، و إن وجدتيه مقتولا، فلا تحدّثي أحدا حتّى أجيئك، و ينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح.

فإذا اعترض تبعث إليّ خادما، فيجدني في الصلاة قائما فيرجع إليها بالخبر فتجيء و تدخل عليّ و تفعل ما قال أبوها، و تقول: ما منعني أن اجيئك بليلتي إلاّ أمير المؤمنين إلى أن أقول و اللّه الموفّق هاهنا من هذا الموضع يقول انصرف و تبعث له، و هذا خبر المأمون بالتمام(1).

8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى ابن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت:... قالت أمّ عيسى [زوجة الجواد عليه السّلام]:... كنت أغار عليه كثيرا، و اراقبه أبدا، و ربّما يسمعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنيّة! احتمليه، فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن

ص: 440


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. قطعة منه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته أمّ الفضل)، و ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عن الوقائع الآتية)، (عدم تأثير السيف عليه)، و ف 4، ب 3، (قاتله [أي الرضا عليه السّلام] المأمون).

علي الرضا زوجك!

فدخلتني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، فهممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي، و أحسنت رفدها و كسوتها.

فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت و دخلت على أبي، و أخبرته بالخبر، و كان سكرانا لا يعقل، فقال: يا غلام! عليّ بالسيف.

فاتي به، فركب و قال: و اللّه! لأقتلنّه.

فلمّا رأيت ذلك، قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهي، فدخل عليه والدي و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه، ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار، أتيت أبي فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟!

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا!

فبرق عينه، و غشي عليه. ثمّ أفاق بعد حين، و قال: ويلك! ما تقولين ؟

قلت: نعم! و اللّه يا أبت! دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا، و قال: عليّ بياسر الخادم.

فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون، و قال: ويلك ما هذا الذي تقول هذه ابنتي ؟

قال: صدقت يا أمير المؤمنين!

فضرب بيده على صدره و خدّه، و قال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، هلكنا باللّه و عطبنا، و افتضحنا إلى آخر الأبد. ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر و القصّة عنه ؟ و عجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر، و أنا ألطم حرّ وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر.

ص: 441

فقال: البشرى يا أمير المؤمنين!

قال: لك البشرى! فما عندك ؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس و عليه قميص و دوّاج، و هو يستاك، فسلّمت عليه و قلت: يا ابن رسول اللّه، احبّ أن تهب لي قميصك هذا اصلّي فيه و أتبرّك به. و إنّما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده هل به أثر السيف، فو اللّه كأنّه العاج الذي مسّه صفرة، ما به أثر.

فبكى المأمون طويلا، و قال: ما بقي مع هذا شيء، إنّ هذا لعبرة للأوّلين و الآخرين.

و قال: يا ياسر! أمّا ركوبي إليه و أخذي السيف و دخولي عليه، فإنّي ذاكر له، و خروجي عنه فلست أذكر شيئا غيره، و لا أذكر أيضا انصرافي إلى مجلسي، فكيف كان أمري و ذهابي إليه، لعن اللّه على هذه الابنة لعنا وبيلا.

تقدّم إليها و قل لها: يقول لك أبوك: و اللّه! لئن جئتني بعد هذا اليوم، و شكوت منه أو خرجت بغير إذنه، لأنتقمنّ له منك.

ثمّ سر إلى ابن الرضا، و أبلغه عنّي السلام، و احمل إليه عشرين ألف دينار، و قدّم إليه الشهري الذي ركبته البارحة.

ثمّ مر بعد ذلك الهاشميّين أن يدخلوا عليه، بالسلام، و يسلّموا عليه.

قال ياسر: فأمرت لهم بذلك، و دخلت أنا أيضا معهم و سلّمت عليه، و أبلغت التسليم، و وضعت المال بين يديه، و عرضت الشهري عليه.

فنظر عليه السّلام إليه ساعة، ثمّ تبسّم فقال: يا ياسر! هكذا كان العهد بيننا و بينه، حتّى يهجم عليّ بالسيف ؟! أ ما علم أنّ لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه ؟

فقلت: يا سيّدي! يا ابن رسول اللّه! دع عنك هذا العتاب، و اصفح و اللّه، و حقّ جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما كان يعقل شيئا من أمره، و ما علم أين هو من

ص: 442

أرض اللّه، و قد نذر للّه نذرا صادقا، و حلف أن لا يسكر بعد ذلك أبدا، فإنّ ذلك من حبائل الشيطان، فاذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته، فلا تذكر له شيئا، و لا تعاتبه على ما كان منه.

فقال عليه السّلام: هكذا كان عزمي و رأيي، و اللّه.

ثمّ دعا بثيابه، و لبس و نهض، و قام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون. فلمّا رآه قام إليه و ضمّه إلى صدره، و رحّب به، و لم يأذن لأحد في الدخول عليه، و لم يزل يحدّثه و يستأمره.

فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

قال: لك عندي نصيحة فاقبلها!

قال المأمون: بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه ؟

قال: احبّ لك أن لا تخرج بالليل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس، و عندي عقد تحصّن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

و لو لقيت به جيوش الرّوم و الترك، و اجتمع عليك، و على غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيّأ لهم منك شيء بإذن اللّه الجبّار، و إن أحببت بعثت به إليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك.

قال: نعم! فاكتب ذلك بخطّك و ابعثه إليّ .

قال: نعم!

قال ياسر: فلمّا أصبح أبو جعفر عليه السّلام بعث إليّ فدعاني، فلمّا صرت إليه و جلست بين يديه، دعا برقّ ظبي من أرض تهامة، ثمّ كتب بخطّه هذا العقد.

ص: 443

ثمّ قال: يا ياسر! احمل هذا إلى أمير المؤمنين و قل له: حتّى يصاغ له قصبة من فضّة منقوش عليها ما أذكره بعده.

فإذا أراد شدّه على عضده، فليشدّه على عضده الأيمن. و ليتوضّأ وضوء حسنا سابغا، و ليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و سبع مرّات آية الكرسيّ ، و سبع مرّات «شَهِدَ اَللّٰهُ » و سبع مرّات «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا» ، و سبع مرّات «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ » ، و سبع مرّات «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» .

فإذا فرغ منها فليشدّه على عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب، يسلم بحول اللّه و قوّته من كلّ شيء يخافه و يحذره، و ينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، و لو أنّه غزى أهل الروم و ملكهم، لغلبهم بإذن اللّه، و بركة هذا الحرز.

و روي: أنّه لمّا سمع المأمون من أبي جعفر عليه السّلام في أمر هذا الحرز و هذه الصفات كلّها، غزى أهل الروم فنصره اللّه تعالى عليهم، و منح منهم من المغنم ما شاء اللّه، و لم يفارق هذا الحرز عند كلّ غزاة و محاربة، و كان ينصره اللّه عزّ و جلّ بفضله، و يرزقه الفتح بمشيّته، إنّه وليّ ذلك بحوله و قوّته...(1).

9 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:

حدّثنا أبي:... لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام ابنته، كتب عليه السّلام إليه: أنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها، و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة مؤجّلة، مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا و كثر هاهنا، و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل...(2).

ص: 444


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى مأمون العبّاسي)، رقم 956.

10 - الحضيني رحمه اللّه:... صالح بن محمد بن داود اليعقوبي قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد ذنب دابّته، و ذلك في يوم صائف شديد الحرّ...(1).

{534} 11 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان المأمون مشعوفا بأبي جعفر عليه السّلام، لما قد رأى من فضله مع صغر سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الأدب و كمال العقل، ما لم يساوه فيه أحد من أهل ذلك الزمان.

فزوّجه بابنته أمّ الفضل، و حملها معه إلى المدينة، و كان متوفّرا على كرامة تعظيمه و إجلاله قدره(2).

{535} 12 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان في أيّام إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون، ثمّ ملك المعتصم ثماني سنين و أشهرا.

و هو الذي بنى مدينة سرّ من رأى، و جلب الأطراف.

و في أوّل ملكه، استشهد وليّ اللّه صلوات اللّه عليه(3).

{536} 13 - سبط ابن الجوزي: قال الصولي:

فاجتمع بنو العبّاس إلى زينب بنت سليمان علي بن عبد اللّه بن عبّاس و كانت في القعدد و السؤدد مثل المنصور.

فسألوها ان تدخل على المأمون، و تسأله الرجوع إلى لبس السواد، و ترك

ص: 445


1- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 430.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 11 و ص 370، س 4. قطعة منه في ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء و غيرهم في مدحه عليه السّلام).
3- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 7، ح 13.

الخضرة و الأضراب مثل ما كان عليه، لأنّه عظم بعد موت علي بن موسى أن يعهد إلى محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام(1).

{537} 14 - أبو الفرج الأصبهاني: و زوّج المأمون ابنته أمّ الفضل محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام على حلكة لونه و سواده.

و نقلها إليه فلم تزل عنده(2).

ج - أحواله عليه السّلام مع المعتصم

{538} 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد(3) و صديقه بشدّة، قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ، فقلت له في ذلك.

فقال: وددت اليوم أنّي قد متّ منذ عشرين سنة!

قال: قلت له: و لم ذاك ؟

قال: لما كان من هذا الأسود! أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم.

قال: قلت له: و كيف كان ذلك ؟

قال: إنّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، و قد أحضر محمد بن علي عليهما السّلام فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع ؟

ص: 446


1- تذكرة الخواصّ : ص 318، س 25.
2- مقاتل الطالبيّين: ص 456، س 17. نزهة الجليس: ج 1، ص 402، س 3، مثله.
3- في المصدر: ابن أبي داود و هو مصحّف (أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي) ذكره ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه: ج 4، ص 5، و في المؤتلف و المختلف للدار قطني: ج 2، ص 965، و سير أعلام النبلاء: ج 11، ص 169.

قال: فقلت: من الكرسوع(1).

قال: و ما الحجّة في ذلك ؟

قال: قلت: لأنّ اليد هي الأصابع، و الكفّ إلى الكرسوع، لقول اللّه في التيمّم: «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ .» (2) و اتّفق معي على ذلك قوم.

و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق.

قال: و ما الدليل على ذلك ؟

قالوا: لأنّ اللّه لمّا قال: «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرٰافِقِ .» في الغسل دلّ ذلك على أنّ حدّ اليد هو المرفق.

قال: فالتفت إلى محمد بن علي عليهما السّلام، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

فقال: قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين!

قال: دعني ممّا تكلّموا به! أيّ شيء عندك ؟

قال: اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين!

قال: أقسمت عليك باللّه لما أخبرت بما عندك فيه ؟

فقال عليه السّلام: أمّا إذا أقسمت عليّ باللّه إنّي أقول: إنّهم أخطئوا فيه السنّة، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ .

قال: و ما الحجّة في ذلك ؟

قال: قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أعضاء: الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها.

ص: 447


1- الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر، أقرب الموارد: ج 2، ص 1077 (كرسع).
2- النساء: 43/4، و المائدة: 6/5.

و قال(1) اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ .» يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً» (2). و ما كان للّه لم يقطع.

قال: فأعجب المعتصم ذلك، و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ .

قال ابن أبي دؤاد: قامت قيامتي و تمنّيت أنّي لم أك حيّا.

قال زرقان: إنّ ابن أبي دؤاد قال: صرت إلى المعتصم بعد ثالثة، فقلت: إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة، و أنا أكلّمه بما أعلم أنّي أدخل به النار.

قال: و ما هو؟

قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيّته و علماؤهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك، و قد حضر المجالس أهل بيته و قوّاده و وزراؤه و كتّابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثمّ يترك أقاويلهم كلّهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمّة بإمامته، و يدّعون أنّه أولى منه بمقامه، ثمّ يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!

قال: فتغيّر لونه، و انتبه لما نبّهته له، و قال: جزاك اللّه عن نصيحتك خيرا.

قال: فأمر يوم الرابع «فلانا» من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه.

فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي فأتبرّك بذلك، و قد أحبّ «فلان بن فلان» من وزراء الخليفة لقاءك.

فصار إليه، فلمّا أطعم منها أحسّ السمّ .

ص: 448


1- في مدينة المعاجز: و قد قال.
2- الجنّ : 18/71.

فدعا بدابّته، فسأله ربّ المنزل أن يقيم ؟

قال: خروجي من دارك خير لك.

فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلفه حتّى قبض صلوات اللّه عليه(1).

{539} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني المحمودي:

أنّه دخل على ابن أبي دؤاد(2) و هو في مجلسه، و حوله أصحابه.

فقال لهم ابن أبي دؤاد: يا هؤلاء! ما تقولون في شيء قاله الخليفة البارحة ؟

فقالوا: و ما ذلك ؟

قال: قال الخليفة: ما ترى العلائيّة(3) تصنع إن أخرجنا إليهم أبا جعفر سكران ينشي(4) مضمّخا(5) بالخلوق ؟

ص: 449


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. عنه البحار: ج 50، ص 5، ح 7، و ج 76، ص 190، ح 33، قطعة منه، و ج 82، ص 128، ح 1، قطعة منه، و ج 66، ص 50، س 12، أشار إلى مضمونه، و ج 81، ص 196، س 4، قطعة منه، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 252، ح 34690، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 403، ح 2412، بتفاوت، و حلية الأبرار: ج 4، ص 580، ح 2، و البرهان: ج 1، ص 471، ح 12، و ج 4، ص 395، ح 6، و نور الثقلين: ج 1، ص 628، ح 190، قطعة منه، و ج 5، ص 439، ح 37، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 4، ص 456، ح 5143، و الأنوار البهيّة: ص 256، س 16. مجمع البيان: ج 5، ص 372، س 14، قطعة منه. عنه البحار: ج 82، ص 138، ح 21، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 345، ح 8141. قطعة منه في: ف 1، ب 3، (لونه عليه السّلام)، و ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (الإجابة لدعوة الطعام)، و ف 5، ب 3، (السجود على سبعة أعضاء)، و ب 23، (حدّ القطع)، و ف 6، ب 1، (سورة الجنّ : 18/72)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 9، ب 3، (ما رواه عليه السّلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- في المصدر: ابن أبي داود، و هو تصحيف، تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
3- قال في الأعيان: أي الغلاة، و أراد بهم الشيعة، راجع هامش المصدر، رقم 3.
4- نشوا و نشوة: سكر، أقرب الموارد: ج 2، ص 1304 (نشي).
5- ضمّخ بالطيب: لطخه، و الخلوق بالفتح: قسم من الطيب. كما في المصدر.

قالوا: إذن تبطل حجّتهم، و تبطل مقالهم.

قلت: إنّ العلائيّة يخالطوني كثيرا، و يفضون إليّ بسرّ مقالتهم، و ليس يلزمهم هذا الذي جرى.

فقال: و من أين قلت ؟

قلت: إنّهم يقولون: لا بدّ في كلّ زمان، و على كلّ حال للّه في أرضه من حجّة يقطع العذر بينه و بين خلقه.

قلت: فإن كان في زمان الحجّة من هو مثله أو فوقه في النسب و الشرف كان أدلّ الدلائل على الحجّة لصلة السلطان من بين أهله و ولوعه به.

قال: فعرض ابن أبي دؤاد هذا الكلام على الخليفة.

فقال: ليس إلى هؤلاء القوم حيلة، لا تؤذوا أبا جعفر(1).

{540} 3 - العيّاشي رحمه اللّه: عن أحمد بن الفضل الخاقاني من آل رزين، قال:

قطع الطريق بجلولاء(2) على السابلة(3) من الحجّاج و غيرهم، و أفلت القطّاع.

ص: 450


1- رجال الكشّي: ص 560، ح 1058. عنه البحار: ج 50، ص 94، ح 7، بتفاوت.
2- جلولاء: بالمدّ، طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها و بين خانقين سبعة فراسخ، و هو نهر عظيم يمتدّ إلى بعقوبا، و يجري بين منازل أهل بعقوبا و يحمل السفن إلى باجسرى. و بها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16، فاستباحهم المسلمون. فسمّيت جلولاء الوقيعة؛ لما أوقع بهم المسلمون. و قال سيف: قتل اللّه عزّ و جلّ من الفرس يوم جلولاء مائة ألف، فجلّلت القتلى المجال ما بين يديه و ما خلفه، فسمّيت جلولاء لما جلّلها من قتلاهم. و جلولاء أيضا: مدينة مشهورة بإفريقيّة، بينها و بين القيروان أربعة و عشرون ميلا... و هي مدينة قديمة أزليّة مبنيّة بالصخر... و كان فتحها على يدى عبد الملك بن مروان، و كان مع معاوية بن حديج في جيشه فبعث إلى جلولاء ألف رجل لحصارها فلم يصنعوا شيئا، فعادوا فلم يسيروا إلاّ قليلا حتّى رأى ساقة الناس غبارا شديدا فظنّوا أنّ العدوّ قد تبع الناس، فكّر جماعة من المسلمين إلى الغبار فإذا مدينة جلولاء قد تهدم سورها، فدخلها المسلمون، فانصرف عبد الملك بن مروان إلى معاوية بن حديج بالخبر فأجلب الناس الغنيمة، فكان لكلّ رجل من المسلمين مائتا درهم، و حظّ الفارس أربعمائة درهم. معجم البلدان: ص 156.
3- السابلة: الطريق المسلوك، يقال: سبيل سابلة أي مسلوكة، و المارّون عليه. أقرب الموارد: ج 1، ص 492 (سبل).

فبلغ الخبر المعتصم، فكتب إلى العامل له كان بها: تأمر الطريق بذلك، فيقطع على طرف اذن أمير المؤمنين، ثمّ انفلت القطّاع فإن أنت طلبت هؤلاء و ظفرت بهم و إلاّ أمرت بأن تضرب ألف سوط، ثمّ تصلب بحيث قطع الطريق.

قال: فطلبهم العامل حتّى ظفر بهم و استوثق منهم، ثمّ كتب بذلك إلى المعتصم، فجمع الفقهاء و ابن أبي دؤاد(1)، ثمّ سأل الآخرين عن الحكم فيهم، و أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام حاضر.

فقالوا: قد سبق حكم اللّه فيهم في قوله: «إِنَّمٰا جَزٰاءُ اَلَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي اَلْأَرْضِ فَسٰاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاٰفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ اَلْأَرْضِ » (2). و لأمير المؤمنين أن يحكم بأيّ ذلك شاء فيهم.

قال: فالتفت إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال له: ما تقول فيما أجابوا فيه ؟

فقال: قد تكلّم هؤلاء الفقهاء، و القاضي بما سمع أمير المؤمنين.

قال: و أخبرني بما عندك ؟

قال عليه السّلام: إنّهم قد أضلّوا فيما أفتوا به، و الذي يجب في ذلك أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق.

ص: 451


1- في المصدر: ابن أبي داود و هو تصحيف، تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
2- المائدة: 33/5.

فإن كانوا أخافوا السبيل فقط، و لم يقتلوا أحدا، و لم يأخذوا مالا، أمر بإيداعهم الحبس، فإنّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس، امر بقتلهم.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس و أخذوا المال، أمر بقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و صلبهم بعد ذلك.

قال: فكتب إلى العامل بأن يتمثّل ذلك فيهم(1).

{541} 4 - السيّد عبّاس المكي رحمه اللّه: قال ابن خلّكان في تاريخه: قدم الإمام محمد الجواد المذكور إلى بغداد، وافدا على المعتصم العبّاسي. و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي ببغداد.

و حملت امرأته إلى قصر عمّها المعتصم، فجعلت مع الحرم(2).

5 - الراوندي رحمه اللّه:... ابن اورمة أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي ابن موسى عليهم السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟

فقال: - و اللّه - ما فعلت شيئا من ذلك. قال: إنّ فلانا و فلانا و فلاناً شهدوا عليك. و أحضروا، فقالوا: نعم! هذه الكتاب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: و كان جالسا في بهو، فرفع أبو جعفر عليه السّلام يده فقال: «اللهمّ إن كانوا

ص: 452


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 314، ح 91. عنه البرهان: ج 1، ص 467، ح 16، و البحار: ج 76، ص 197، ح 13، بتفاوت يسير، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 311، ح 34838، بتفاوت يسير، و حلية الأبرار: ج 4، ص 579، ح 1، بتفاوت، و تفسير الصافي: ج 2، ص 32، س 14، قطعة منه، و ج 5، ص 237، س 4، قطعة منه. قطعة منه في ف 5، ب 23، (حدّ المحارب)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المعتصم).
2- نزهة الجليس: ج 2 ص 111، س 3.

كذبوا عليّ فخذهم.»

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف و يذهب و يجيء، و كلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت فادع ربّك أن يسكّنه.

فقال: اللهمّ ! سكّنه، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي فسكن(1).

{542} 6 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فكتب إلى عبد الملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه، فتجهّز و خرج إلى بغداد، فأكرمه و عظّمه.

و أنفذ أشناس بالتحف إليه و إلى أمّ الفضل.

ثمّ أنفذ إليه شراب حمّاض الاترج تحت ختمه على يدي أشناس، فقال: إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد، و سعد بن الخصيب(2) و جماعة من المعروفين، و يأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، و صنع في الحال.

فقال: أشربها بالليل.

قال: إنّها ينفع باردا، و قد ذاب الثلج.

و أصرّ على ذلك فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(3).

ص: 453


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه)، رقم 375.
2- في البحار: سعيد بن الخضيب.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 8، ح 9. قطعة منه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بسبب شهادته)، و ف 2، ب 6 (ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام).

7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إسماعيل بن مهران قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى... فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم، سرت إليه فقلت له: جعلت فداك! أنت خارج، فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ فقال: عند هذه يخاف عليّ ...(1).

{543} 8 - ابن الصبّاغ: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد.

و كان سبب و صوله إليها إشخاص المعتصم له من المدينة، فقدم بغداد مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين و مائتين(2).

9 - الخطيب البغدادي: محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام:... قدم من مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى بغداد وافدا على أبي إسحاق المعتصم، و معه امرأته أمّ الفضل بنت المأمون(3).

{544} 10 - محمد الحنفي: خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى

ص: 454


1- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 447.
2- الفصول المهمّة: ص 275، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2. نور الأبصار: ص 330، س 18، بتفاوت يسير. روضة الواعظين: ص 268، س 8.
3- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 4.

الإمام محمد الجواد عليه السّلام إذ كان له قدر عظيم علما و عملا.

فطلبه من المدينة المنوّرة مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون بن الرشيد إلى بغداد في 28 من المحرّم سنة 220 ه.

ثمّ أوعز المعتصم إلى أمّ الفضل أخته، زوجة الإمام، فسقته سمّا، و توفّي منه...(1).

{545} 11 - ابن حجر الهيتمي: ثمّ قدم [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بها [أي بأمّ الفضل] بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين و مائتين.

و يقال: إنّه سمّ أيضا(2).

د - أحواله عليه السّلام مع المتوكّل

{546} 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال الأبيّ في نثر الدرر: محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

نذر المتوكّل في علّة: إن وهب اللّه له العافية أن يتصدّق بمال كثير.

فعوفي فأحضر الفقهاء و استفتاهم فكلّ منهم قال شيئا إلى أن قال محمد عليه السّلام: إن كنت نويت الدنانير فتصدّق بثمانين دينارا، و إن كنت نويت الدراهم فتصدّق بثمانين درهما.

فقال الفقهاء: ما نعرف هذا في كتاب و لا سنّة!

ص: 455


1- أئمّة الهدى: ص 135. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 8.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26. عنه ينابيع المودّة: ج 3، ص 127، س 10.

فقال: بلى! قال اللّه عزّ و جلّ : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ .» (1) فعدّوا وقائع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ففعلوا فإذا هي ثمانون.

و قال [المؤلف]: هذه القصّة إن كانت وقعت للمتوكّل فالجواب لعلي بن محمد عليه السّلام.

فإنّ محمدا لم يلحق أيّام المتوكّل، و يجوز أن يكون له مع غيره من الخلفاء(2).

ص: 456


1- التوبة: 25/9.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 4. لنا بيان حول الحديث قدّمناه في هامش ف 2، ب 4، (مسحه عليه السّلام السباع و تذلّلها له)، رقم 394.

الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السّلام و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الممدوحين و يشتمل هذا العنوان على واحد و أربعين موردا:

الأوّل - إبراهيم بن أبي محمود:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقلت له: قد كان أبوك ربّما قال لي في المجالس الواحد، مرّات:

أسكنك اللّه الجنّة! أدخلك اللّه الجنّة!

فقال عليه السّلام: و أنا أقول: أدخلك اللّه الجنّة!

فقلت: جعلت فداك! تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ؟

قال: نعم!...(1).

الثاني - إبراهيم بن محمد الهمداني:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام مع بعض أصحابنا و أتاني الجواب بخطّه... فأصالح اللّه لك ما

ص: 457


1- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (بكاؤه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام). رقم 521.

تحبّ صلاحه،... فانظر رحمك اللّه...(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال:

و كتب [عليه السّلام] إليّ : قد وصل الحساب، تقبّل اللّه منك... و قد بعثت إليك من الدنانير بكذا و من الكسوة كذا، فبارك لك فيه، و في جميع نعمة اللّه عليك.

و كتبت إلى النضر: أمرته أن ينتهي عنك و عن التعرّض لك، و بخلافك، و أعلمته موضعك عندي.

و كتبت إلى أيّوب: أمرته بذلك أيضا.

و كتبت إلى مواليّ بهمدان كتابا: أمرتهم بطاعتك...(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:... فكتب بخطّه: عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، و كفاك مئونته، و أبشر بنصر اللّه عاجلا، و بالأجر آجلا، و أكثر من حمد اللّه(3).

الثالث - أبوا جعفر و موسى:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى جعفر و موسى: و فيما أمرتكما من الإشهاد بكذا و بكذا نجاة لكما في آخرتكما، و انفاذا لما أوصى به أبواكما... لأنّهما قد خرجا من ذلك رضي

ص: 458


1- التهذيب: ج 8، ص 57، ح 186. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني). رقم 872.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه مع ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
3- رجال الكشّي: ص 611، ح 1135. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 873.

اللّه عنهما...(1).

الرابع - أبو شيبة الأصبهاني:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قرأت كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك...

يرحمك اللّه...(2).

الخامس - إسحاق الأنباري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري... يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا....

يا إسحاق! أرحني منهما، يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة...(3).

السادس - إسحاق بن إبراهيم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أعلمه، أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة على الحجّ و أمّ ولده، و ما فضل فيها للفقراء....

فكتب عليه السّلام فهمت... ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم رضي اللّه

ص: 459


1- الكافي: ج 7، ص 14، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جعفر و موسى)، رقم 900.
2- التهذيب: ج 7، ص 395، ح 1580. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني)، رقم 883.
3- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.

عنه...(1).

السابع - إسماعيل بن الخطّاب:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، و رحم صفوان؛ فإنّهما من حزب آبائي عليهم السّلام(2).

الثامن - إسماعيل بن موسى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(3).

التاسع - جندب بن جنادة، المكنّى بأبي ذر الغفاري:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و أبو ذر...(4).

ص: 460


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
2- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
3- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
4- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
العاشر - الحسن بن العبّاس بن الحريش:

1 - محمد بن الحسن الصفّار رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام....

قلت: و اللّه! ما عندي كثير صلاح.

قال عليه السّلام: لا تكذب على اللّه، فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول:

«فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّي قِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ .» يعني الذين آمنوا بنا...(1).

الحادي عشر - الحسن بن محمد بن عمران:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد، قالا:

خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم إلى الحجّ ، فتلقّانا كتابه عليه السّلام... و ذكرت الرجل الموصى إليه، فلم أجد فيه رأينا، و عندنا من المعرفة به أكثر ما وصفت - يعني الحسن بن محمد بن عمران(2).

الثاني عشر - الحسين بن موسى، عمّه عليه السّلام:

1 - الحميري رحمه اللّه: قال أحمد بن محمد بن أبي نصر:... فقلت له [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] يوما: أيّ عمومتك أبرّ بك ؟

ص: 461


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام بعد الموت)، رقم 585.
2- الاختصاص: ص 87، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد)، رقم 959.

قال عليه السّلام: الحسين...(1).

الثالث عشر - خيران الخادم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... خيران الخادم قال:... قلت: جعلت فداك! إنّه ربما أتاني الرجل لك قبله الحقّ أو يعرف موضع الحقّ لك، فيسألني عمّا يعمل به، فيكون مذهبي أخذ ما يتبرّع في سرّ.

قال عليه السّلام: اعمل في ذلك، برأيك، فإنّ رأيك رأيي، و من أطاعك فقد أطاعني(2).

الرابع عشر - زكريّا بن آدم، المكنّى بأبي يحيى:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد، قالا: خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم إلى الحجّ ، فتلقّانا كتابه عليه السّلام في بعض الطريق: ما جرى من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى في رحمة اللّه يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيّا، فقد عاش أيّام حياته عارفا بالحقّ ، قائلا به، صابرا محتسبا للحقّ ، قائما بما يحبّ اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مضى رحمة اللّه عليه غير ناكث و لا مبدّل، فجزاه اللّه أجر نيّته و أعطاه جزاء سعيه...(3).

ص: 462


1- قرب الإسناد: ص 378، ح 1334. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام الحسين بن موسى)، رقم 146.
2- رجال الكشّي: ص 610، ح 1134. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى خيران الخادم)، رقم 905.
3- الاختصاص: ص 87، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد)، رقم 959.

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام... فقال لي: يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل.

و قد كان من خدمته لأبي عليه السّلام و منزلته عنده و عندي من بعده...(1).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

زكريّا بن آدم عنّي خيرا...(2).

الخامس عشر - سعد بن سعد القميّ :

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت العمّي، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

سعد بن سعد عنّي خيرا...(3).

السادس عشر - سلمان الفارسي:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و سلمان...(4).

ص: 463


1- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 438. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. يأتي الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.
3- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. يأتي الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.
4- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
السابع عشر - صفوان بن يحيى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، و رحم صفوان، فإنّهما من حزب آبائي عليهم السّلام....

صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن الحسين بن داود القميّ قال:

سمعت أبا جعفر عليه السّلام يذكر صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان بخير.

و قال: رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السّلام قطّ...(2).

{547} 3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره فسمعته يقول:

جزى اللّه صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان، و زكريّا بن آدم عنّي خيرا، فقد وفوا لي. و لم يذكر سعد بن سعد.

قال: فخرجت، فلقيت موفّقا، فقلت له: إنّ مولاي، ذكر صفوان، و محمد بن سنان، و زكريّا بن آدم، و جزاهم خيرا، و لم يذكر سعد بن سعد.

قال: فعدت إليه، فقال: جزى اللّه صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و زكريّا

ص: 464


1- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 967. يأتي الحديث بتمامه في (مدح محمد بن سنان)، رقم 553.

ابن آدم و سعد بن سعد عنّي خيرا، فقد وفوا لي(1).

{548} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه، قال حدّثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:

أنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى و محمد بن سنان.

فقال: إنّهما خالفا أمري.

قال: فلمّا كان من قابل، قال أبو جعفر عليه السّلام لمحمد بن سهل البحراني: تولّ صفوان بن يحيى و محمد بن سنان فقد رضيت عنهما(2).

الثامن عشر - صهر بكر بن صالح:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه....

فكتب عليه السّلام:... و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه... ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت نحن و أنتم في وديعة اللّه(3).

ص: 465


1- رجال الكشي: ص 503، ح 964. عنه البحار: ج 49، ص 274، ضمن ح 23. قطعة منه في مدح (زكريا بن آدم) و (سعد بن سعد القميّ ) و (محمد بن سنان).
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. عنه حلية الأبرار: ج 3، ص 231، في الهامش رقم 1. قطعة منه في (مدح محمد بن سنان)، و ذمّ (صفوان بن يحيى) و (محمد بن سنان).
3- الأمالي: ص 191، ح 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.
التاسع عشر - عبد اللّه بن الصلت القميّ ، المكنّى بأبي طالب القميّ :

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبي طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام بأبيات شعر و ذكرت فيها أباه... و كتب في صدر ما بقي من القرطاس: قد أحسنت جزاك اللّه خيرا(1).

العشرون - عبد اللّه بن المساور:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسين الواسطي:...

شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... جعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق و غير ذلك...(2).

الحادي و العشرون - عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:...

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك ؟

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا، فخرج إليّ مع كتبي، كتاب فيه...: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الجبّار بن المبارك فتاه.

ص: 466


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1075. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت القميّ المكنّى بأبي طالب القمّي)، رقم 917.
2- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.

إنّي اعتقك لوجه اللّه و الدار الآخرة، لا ربّ لك إلاّ اللّه، و ليس عليك سبيل.

و أنت مولاي و مولى عقبي من بعدي...(1).

الثاني و العشرون - عبد الحميد بن سالم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:... يموت الرجل من أصحابنا و لا يوصي إلى أحد، و خلّف جواري، فيقيّم القاضي رجلا منّا ليبيعهنّ ...؟

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: إذا كان القيّم به مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(2).

الثالث و العشرون - عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السّلام:... فكتب عليه السّلام:... و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه عنك برضاي عنك(3).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري.

خرج فيه عن أبي جعفر عليه السّلام... غفر اللّه لك و لهم الذنوب و رحمنا

ص: 467


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 528.
2- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصيي و لا ولي)، رقم 722.
3- رجال الكشّي: ص 506، ح 976. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القمّي الأشعريّ )، رقم 910.

و إيّاكم(1).

الرابع و العشرون - علي بن جعفر، عمّ أبيه عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء....

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا عمّ ! اجلس رحمك اللّه!

فقال: يا سيّدي! كيف أجلس، و أنت قائم.

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه و يقولون: أنت عمّ أبيه، و أنت تفعل به هذا الفعل ؟!

فقال: اسكتوا!... نعوذ باللّه ممّا تقولون؛ بل أنا له عبد(2).

الخامس و العشرون - علي بن حديد:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن حديد، قال:... كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ كتابا قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّه عن أيّ العمرة أفضل ؟ عمرة شهر رمضان أفضل، يرحمك اللّه(3).

ص: 468


1- كتاب الغيبة: ص 211، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي الأشعري)، رقم 911.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
3- الكافي: ج 4، ص 536، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن حديد)، رقم 925.
السادس و العشرون - علي بن مهزيار:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أعلمه أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة... فكتب عليه السّلام: فهمت يرحمك اللّه ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم... و ما استأمرت فيه من إيصالك بعض ذلك إلى من له ميل و مودّة من بني هاشم ممّن هو مستحقّ فقير.

فأوصل ذلك إليهم يرحمك اللّه...(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار:... و في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه ببغداد:... ملأتني سرورا، فسرّك اللّه، و أنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كلّ كائد إن شاء اللّه تعالى(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار: [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]:... سرّك اللّه بالجنّة، و رضي عنك برضائي عنك، و أنا أرجو من اللّه حسن العون و الرأفة...(3).

4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار في كتاب آخر [لأبي جعفر عليه السّلام إليه]:... صيّرك اللّه إلى خير منزل في دنياك و آخرتك(4).

ص: 469


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
2- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
3- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 939.
4- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 940.

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]: و أسأل اللّه أن يحفظك من بين يديك، و من خلفك، و في كلّ حالاتك، فأبشر، فإنّي أرجو أن يدفع اللّه عنك.

و أسأل اللّه أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخّر ذلك إلى يوم الإثنين إن شاء اللّه، صحبك اللّه في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدّى غيبتك، و سلمت بقدرته(1).

6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار:... فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]: وسّع اللّه عليك، و لمن سألت به التوسعة من أهلك، و لأهل بيتك.

و لك يا علي! عندي من أكثر التوسعة، و أنا أسأل اللّه أن يصحبك بالعافية، و يقدمك على العافية، و يسترك بالعافية، إنّه سميع الدعاء....

فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك و رضي عنك برضائي عنك، و بلّغك أفضل نيّتك، و أنزلك الفردوس الأعلى، برحمته، إنّه سميع الدعاء.

حفظك اللّه و تولاّك و دفع الشرّ عنك برحمته،...(2).

7 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، بخطّه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، يا علي! أحسن اللّه جزاك، و أسكنك جنّته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك اللّه معنا....

فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلا... فأسأل اللّه - إذا جمع الخلائق للقيامة -

ص: 470


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 941.
2- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 942.

أن يحبوك برحمة تغتبط بها أنّه سميع الدعاء(1).

السابع و العشرون - عمّار بن ياسر:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و عمّار...(2).

الثامن و العشرون - محمد بن إبراهيم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أعلمه أن إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة....

فكتب عليه السّلام:... و ما أشهد لك بذلك محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه...(3).

التاسع و العشرون - محمد بن إبراهيم الحضيني:

{549} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: ابن مسعود، قال حدّثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال حدّثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمدان الحضيني، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ أخي مات.

فقال لي: رحم اللّه أخاك! فإنّه كان من خصّيص شيعتي(4).

ص: 471


1- غيبة الطوسي: ص 211، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 943.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
3- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
4- رجال الكشّي: ص 563، ح 1064.
الثلاثون - محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي و أبيه:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو علي المحمودي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إليّ بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي اللّه عنه و عنك. و هو عندنا على حال محمودة، و لم يتعدّ من تلك الحال(1).

الحادى و الثلاثون - محمد بن إسماعيل بن بزيع:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:... يموت الرجل من أصحابنا، فلا يوصي إلى أحد، و خلّف جواري، فيقيّم القاضي رجلا منّا لبيعهنّ ...؟

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: إذا كان القيّم به مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(2).

الثاني و الثلاثون - محمد بن أورمة:

1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة، قال: حملت إليّ امرأة شيئا من حلي، و شيئا من دراهم، و شيئا من ثياب... فحملت ذلك إلى المدينة... و كتبت في الكتاب....

ص: 472


1- رجال الكشّي: ص 511، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن أحمد بن حمّاد المكنّى بأبي علي المحمودي)، رقم 958.
2- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصيّ و لا وليّ )، رقم 722.

فخرج في التوقيع: [عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام]:... تقبّل اللّه منك، و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة...(1).

الثالث و الثلاثون - محمد بن سنان:

{550} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: فإنّه روي عن علي بن الحسين بن داود، قال:

سمعت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يذكر محمد بن سنان بخير، و يقول: رضي اللّه عنه برضائي عنه، فما خالفني و ما خالف أبي قطّ(2).

{551} 2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: رواه القميّ قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه محمّد بن سنان عنّي خيرا، فقد وفى لي(3).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

و محمد بن سنان... عنّي خيرا...(4).

{552} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: و رأيت في بعض كتب الغلاة و هو كتاب الدور: عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال:

ص: 473


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 386، ح 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحاليّة)، رقم 429.
2- الغيبة: ص 211، س 9. عنه البحار: ج 49، ص 275، س 2، ضمن ح 23. فلاح السائل: ص 12، س 23. عنه البحار: ج 49، ص 276، ضمن ح 28.
3- فلاح السائل: ص 12، س 19.
4- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقال لي: يا محمد! كيف أنت إذا لعنتك و برئت منك و جعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء و أضلّ بك من أشاء؟

قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيّدي! أنت على كلّ شيء قدير.

ثمّ قال: يا محمد! أنت عبد قد أخلصت للّه، إنّي ناجيت اللّه فيك، فأبى إلاّ أن يضلّ بك كثيرا و يهدي بك كثيرا(1).

{553} 5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القميّ ، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام(2) يذكر صفوان بن يحيى و محمد بن سنان بخير، و قال: رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السّلام قطّ، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد(3).

6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:... قال أبو جعفر عليه السّلام لمحمد بن سهل البحراني: تولّ صفوان بن يحيى و محمد بن سنان، فقد رضيت عنهما(4).

الرابع و الثلاثون - محمد بن الفرج:

1 - ابن حمزة الطوسي:... محمد بن الفرج إنّه قال: ليتني إذا دخلت على

ص: 474


1- رجال الكشّي: ص 582، ح 1091.
2- في الكشّي: ص 502، أبا جعفر الثاني عليه السّلام.
3- رجال الكشّي: ص 503، ح 967 و ص 502، ح 963، بتفاوت. قطعة منه في (مدح صفوان بن يحيى).
4- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.

أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين قطوانين... فقال عليه السّلام: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(1).

الخامس و الثلاثون - المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و المقداد...(2).

السادس و الثلاثون - موسى بن القاسم:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل و نحن في مكّة من أصحابنا... فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي....

فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم... فلمّا كان من قابل أتيت المدينة و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام....

قال: أنا قلت لك في منامك و الساعة أعيده عليك...(3).

السابع و الثلاثون - هشام بن الحكم:

{554} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن محمد، قال:

أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، قال: أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم،

ص: 475


1- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
3- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا)، رقم 419.

عن محمد بن عمر، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن معروف، قال: حدّثني العمركي، قال: حدّثني الحسن بن أبي لبابة، عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السّلام: ما تقول جعلت فداك، في هشام بن الحكم ؟

فقال عليه السّلام: رحمه اللّه ما كان أذبّه عن هذه الناحية(1).

الثامن و الثلاثون - يونس بن عبد الرحمن:

{555} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه قال: حدّثنا محمد بن عيسى، قال:

روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام: قال:

سألته عن يونس ؟

فقال: مولى آل يقطين ؟

قلت: نعم!

فقال لي: - رحمه اللّه - كان عبدا، صالحا(2).

{556} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن مسعود، قال حدّثني جعفر ابن أحمد، قال حدّثني العمركي، قال حدّثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود ابن القاسم: قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في يونس ؟

قال: من يونس ؟

قلت: ابن عبد الرحمن.

قال: لعلّك تريد مولى بني يقطين ؟

ص: 476


1- الأمالي: ص 46، ح 56. عنه البحار: ج 48، ص 197، ح 5.
2- رجال الكشّي: ص 489، ح 932.

قلت: نعم!

فقال: رحمه اللّه، فانّه كان على ما نحبّ (1).

{557} 3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد القتيبي، عن الفضل، قال:

حدّثني جعفر بن عيسى اليقطيني و محمد بن الحسن جميعا:

إنّ أبا جعفر عليه السّلام ضمن ليونس بن عبد الرحمن، الجنّه على نفسه و آبائه عليهم السّلام(2).

{558} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، عن أبي هاشم الجعفري:

قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن يونس ؟

فقال: من يونس ؟

فقلت: مولى علي بن يقطين.

فقال: لعلّك تريد يونس بن عبد الرحمن ؟

فقلت: لا و اللّه! لا أدري ابن من هو؟

قال: بل هو ابن عبد الرحمن.

ثمّ قال: رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس! نعم العبد كان للّه عزّ و جلّ (3).

{559} 5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني أبو العبّاس الحميري عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري:

قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن يونس ؟

ص: 477


1- رجال الكشّي: ص 486، ح 922.
2- رجال الكشّي: ص 484، ح 912.
3- رجال الكشّي: ص 487، ح 925.

قال: رحمه اللّه(1).

{560} 6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: جعفر بن معروف، قال: حدّثني سهل بن بحر، قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: حدّثني أبي الجليل الملقّب بشاذان، قال: حدّثني أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام قال: كنت مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام يعودني في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم و ليلة، فجعل يتصفّحه ورقة ورقة، حتّى أتى عليه من أوّله إلى آخره.

و جعل يقول: رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس!(2)

7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عبد العزيز بن المهتدي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في يونس بن عبد الرحمن ؟

فكتب إليّ بخطّه: أحبّه، و ترحّم عليه، و إن كان يخالفك أهل بلدك(3).

التاسع و الثلاثون - رجل من بني هاشم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام بخطّه:... وفّقنا اللّه و إيّاك لما يحبّ و يرضى(4).

ص: 478


1- رجال الكشّي: ص 486، ح 923.
2- رجال الكشّي: ص 484، ح 913، و ص 485، ح 916 مثله. عنه وسائل الشيعة: ج 27، ص 100، ح 33319. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عيادته عليه السّلام المرضى)، و ف 1، ب 4، (إخوته و أخواته).
3- رجال الكشّي: ص 489، ح 931. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ )، رقم 912.
4- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل من بني هاشم)، رقم 988.
الأربعون - رجل غير معلوم:

{561} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: و قال رجل لمحمد بن علي عليهما السّلام: يا ابن رسول اللّه! مررت اليوم، بالكرخ، فقالوا: هذا نديم محمد بن علي إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

فإن قال علي: فاقتلوه، و إن قال أبو بكر: فدعوه.

فانثال عليّ منهم خلق عظيم، و قالوا لي: من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

فقلت مجيبا لهم: خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبو بكر و عمرو عثمان و سكتّ و لم أذكر عليا.

فقال بعضهم: قد زاد علينا، نحن نقول هاهنا: و علي!

فقلت لهم: في هذا نظر، لا أقول هذا.

فقالوا بينهم: إنّ هذا أشدّ تعصّبا للسنّة منّا، قد غلطنا عليه.

و نجوت بهذا منهم، فهل عليّ يا ابن رسول اللّه؛ في هذا حرج ؟ و إنّما أردت أخير [الناس]؟ أي أ هو خير؟ - استفهاما لا إخبارا -.

فقال محمد بن علي عليهما السّلام: قد شكر اللّه لك بجوابك هذا، و كتب لك أجره و أثبته لك في الكتاب الحكيم، و أوجب لك بكلّ حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ما يعجز عنه أماني المتمنّين، و لا يبلغه آمال الآملين(1).

ص: 479


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري: ص 362، ح 250. عنه البحار: ج 72، ص 405، ضمن ح 42. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في التوراة).
الحادي و الأربعون - بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في ميراث... فكتبا إليه جميعا....

فجرّد عليه السّلام إليهما كتابا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه و إيّاكما و أحسن عافيته...(1).

ب - المذمومين على لسانه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة عشر موردا:

الأوّل - أحمد بن محمد السيّاري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن حاجب، قال: قرأت في رقعة مع الجواد عليه السّلام: يعلم من سأل عن السيّاري، إنّه ليس في المكان الذي ادّعاه لنفسه و ألاّ تدفعوا إليه شيئا(2).

الثاني - ابن أبي الزرقاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام:... يزعم أنّه [أي أبا السمهري] و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا، أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما. إنّهما فتّانان ملعونان... فدماؤهما

ص: 480


1- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 979.
2- رجال الكشّي: ص 606، ح 1128. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى من سأل عن السيّاري)، رقم 982.

هدر للمسلمين...(1).

الثالث - أبو السمهري:

{562} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: قال سعد: و حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدّثني إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري لعنه اللّه ؟ يكذب علينا، و يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا! أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان، يا إسحاق! أرحني منهما يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة.

فقلت له: جعلت فداك! يحلّ لي قتلهما؟

فقال: إنّهما فتّانان يفتنان الناس، و يعملان في خيط رقبتي و رقبة موالي، فدماؤهما هدر للمسلمين، و إيّاك و الفتك(2). فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، و أشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته، و لا تجد السبيل إلى تثبيت حجّة، و لا يمكنك ادلاء الحجّة، فتدفع ذلك عن نفسك. فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال!(3)

قال محمد بن عيسى: فما زال إسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل إلى أن يغتالهما بقتل، و كانا قد حذّراه لعنهما اللّه(4).

ص: 481


1- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.
2- الفتك: فتك الرجل فتكا: بطش به، و قيل جرحه مجاهرة، أقرب الموارد: ص 901 (فتك).
3- الاغتيال: و هو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع، فإذا صار إليه قتله. مجمع البحرين: ج 5، ص 438 (غول).
4- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. قطعة منه في (مدح إسحاق الأنباري)، و (ذمّ ابن أبي الزرقاء)، و ف 5، ب 8، (حقن دماء المسلمين)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أبي السمهري)، (دعاؤه عليه السّلام لإسحاق الأنباري)، و ف 7، ب 1، (موعظته في الفتك و الاغتيال).
الرابع - أبو الغمر:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام، يقول:... هذا أبو الغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه، و لعنهم معه، و لعن من قبل ذلك منهم...(1).

الخامس - جعفر بن واقد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:... هذا أبو الغمر و جعفر بن واقد و... استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه، و لعنهم معه...(2).

السادس - صالح بن محمد بن سهل:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام، إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل... فقال: يا سيّدي! اجعلني من عشرة آلاف في حلّ فإنّي أنفقتها....

ص: 482


1- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.
2- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ محمّد بن أبي زينب المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.

فلمّا خرج صالح، قال أبو جعفر عليه السّلام: أحدهم يثب على أموال حقّ آل محمد صلوات اللّه عليهم و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه....

و اللّه! ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(1).

السابع - صفوان بن يحيى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: إنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان.

فقال: إنّهما خالفا أمري...(2).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام... فدخلت عليه، و سلّمت عليه، فذكر في صفوان و محمد بن سنان و غيرهما ممّا قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه على زكريّا بن آدم، لعلّه أن يسلم ممّا قال في هؤلاء(3).

الثامن - عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام، حججنا، فدخلنا

ص: 483


1- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، رقم 655.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.

على أبي جعفر عليه السّلام، و قد حضر خلق من الشيعة، من كلّ بلد، لينظروا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة....

فقال عليه السّلام: يا عمّ ! اتّق اللّه، أنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة، بين يدي اللّه، عزّ و جلّ ، فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم ؟!

فقال له عمّه: أستغفر اللّه يا سيّدي!...(1).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:...

فلمّا مضى الرضا عليه السّلام و ذلك في سنة اثنتين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور، و اختلف الناس....

و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى، فجلس في صدر المجالس، و قام مناد، فنادى: هذا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! فمن أراد السؤال فليسأل....

فقال عليه السّلام له: يا عمّ ! اتّق اللّه! و لا تفت، و في الأمّة من هو أعلم منك...(2).

التاسع - قاسم الحذّاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن محمد بن القاسم الحذّاء الكوفي، قال:... فقال [ابن الرضا عليه السّلام] لي: أما إنّ عمّك كان ملتويا على الرضا عليه السّلام.

قال: قلت: جعلت فداك! رجع عن ذلك.

ص: 484


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
2- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.

فقال: إن كان رجع، فلا بأس.

و اسم عمّه القاسم الحذّاء...(1).

العاشر - محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه:

{563} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه؛ و الحسين بن الحسن بن بندار القميّ ، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن مهزيار؛ و محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول و قد ذكر عنده أبو الخطّاب: لعن اللّه أبا الخطّاب! و لعن أصحابه، و لعن الشاكّين في لعنه، و لعن من قد وقف في ذلك و شكّ فيه.

ثمّ قال: هذا أبو الغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم، استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطّاب. لعنه اللّه! و لعنهم معه! و لعن من قبل ذلك منهم!

يا علي! لا تتحرّجنّ (2) من لعنهم، لعنهم اللّه! فإنّ اللّه قد لعنهم.

ثم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من تأثّم أن يلعن من لعنه اللّه، فعليه لعنة اللّه(3).

ص: 485


1- رجال الكشي: ص 476، ح 903. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، رقم 525.
2- تحرّج من الأمر: تأثّم، و حقيقته: جانب الحرج: أي الاثم. أقرب الموارد: 177 (حرج).
3- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. عنه البحار: ج 25، ص 318، ح 85. قطعة منه في (ذمّ أبي الغمر)، و (جعفر بن واقد)، و (هاشم بن أبي هاشم)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أبي الخطّاب و أصحابه)، و ف 9، ب 3، (ما رواه عن النبي عليهما السّلام).
الحادي عشر - محمد بن سنان:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع: إنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى و محمد بن سنان، فقال: إنّهما خالفا أمري...(1).

الثاني عشر - هاشم بن أبي هاشم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:... و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه و لعنهم معه...(2).

الثالث عشر - هشام بن إبراهيم العبّاسي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى بن أبي عمران الهمداني، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم في صلاته وحده في أمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها؟

فقال العباسي: ليس بذلك بأس.

فكتب عليه السّلام بخطّه: يعيدها مرّتين على رغم أنفه، يعني العباسي(3).

ص: 486


1- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.
2- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. تقدّم الحديث بتمامه في (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.
3- الكافي: ج 3، ص 313، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى يحيى بن أبى عمران الهمداني)، رقم 976.
الرابع عشر - الواقفة:

{564} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثني أبو علي، قال: حدّثني محمد بن رجاء الحنّاط، عن محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: الواقفة هم حمير الشيعة.

ثمّ تلا هذه الآية: «إِنْ هُمْ إِلاّٰ كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (1).(2).

الخامس عشر - الزيديّة و الواقفة و النصّاب:

{565} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثني أبو علي، قال: حكى منصور، عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

إنّ الزيديّة، و الواقفة، و النصّاب عنده بمنزلة واحدة(3).

السادس عشر - الخرّميّة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد، و عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام و قرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة؛ قال:... و ما صار إلى موالي من أموال الخرّميّة الفسقة، فقد علمت أنّ أموالا

ص: 487


1- الفرقان: 44/25.
2- رجال الكشّي: ص 460، ح 872. قطعة منه في: ف 6، ب 1، (سورة الفرقان: 44/25).
3- رجال الكشي: ص 460، ح 873. عنه البحار: ج 37، ص 34، س 9، بتفاوت، و ج 48، ص 266، ضمن ح 27.

عظاما صارت إلى قوم من موالي.

فمن كان عنده شيء من ذلك فليوصل إلى وكيلي(1).

ص: 488


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عليّ بن مهزيار)، رقم 936.

الباب الرابع ثقاته عليه السّلام و غيرهم و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - ثقاته عليه السّلام

{566} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و من ثقاته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] أيّوب ابن نوح بن درّاج الكوفي، و جعفر بن محمد بن يونس الأحول، و الحسين بن مسلم بن الحسن، و المختار بن زياد العبدي البصري، و محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب الكوفي(1).

ب - أصحابه عليه السّلام

{567} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و من أصحابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] شاذان بن الخليل النيسابوري، و نوح بن شعيب البغدادي، و محمد بن أحمد المحمودي و أبو يحيى الجرجاني، و أبو القاسم إدريس القميّ ، و علي بن محمد ابن هارون بن الحسن ابن محبوب(2)، و إسحاق بن إسماعيل النيسابوري،

ص: 489


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 15. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24.
2- في البحار: علي بن محمد و هارون بن الحسن بن المحبوب. عدّ الشيخ «هارون بن الحسن محبوب» من أصحاب الجواد عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 408، رقم 1. عنه معجم رجال الحديث: ج 19، ص 221، رقم 1322. و قال السيّد الخوئي: «علي بن محمد» روى عن أبي جعفر الثاني و صاحب الدار عليهما السّلام معجم رجال الحديث: ج 12، ص 118، رقم 8383.

و أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي، و أبو علي بن بلال، و عبد اللّه بن محمد الحضيني، و محمد بن الحسن بن شمون البصرى..(1).

{568} 2 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و من ولد الحسن بن الحسين بن الأفطس، علي الدينوري بن الحسن المذكور، و كان أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام قد أمر أن يحلّ بالدينور، ففعل(2).

ج - وكلاؤه عليه السّلام

1 - محمّد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي عمرو الحذّاء قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام فكتب إليّ :... و وجّهني إلى البصرة في وكالته بباب كلاّء...(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل، و كان يتولّى له الوقف بقمّ ...(4).

ص: 490


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24.
2- عمدة الطالب: ص 316، س 20.
3- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 886.
4- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، رقم 655.

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني(1)، قال:

و كتب [عليه السّلام] إليّ :... و أن لا وكيل لي سواك(2).

{569} 4 - النجاشي رحمه اللّه: صفوان بن يحيى، أبو محمد البجلي، بيّاع السابري:

كوفي، ثقة، ثقة، عين... و قد توكّل للرضا و أبي جعفر عليهما السّلام.

علي بن مهزيار الأهوازي، أبو الحسن، دورقي الأصل، مولى....

منّ اللّه عليه بمعرفة هذا الأمر، و تفقّه، و روى عن الرضا و أبي جعفر عليهما السّلام و اختصّ بأبي جعفر الثاني عليه السّلام، و توكّل له و عظم محلّه منه(3).

د - شعراؤه عليه السّلام

{570} 1 - الشبلنجي: شاعره [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام]: حمّاد(4).

{571} 2 - السيد محسن الأمين رحمه اللّه: شاعره: حمّاد(5)، و داود بن القاسم الجعفري(6).

{572} 3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و عزّي أبو العيناء ابن الرضا عليه السّلام عن أبيه، قال له: أنت تجلّ عن وصفنا، و نحن نقلّ عن عظتك، و في علم اللّه ما كفاك،

ص: 491


1- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
3- رجال النجاشي: ص 197، رقم 524، و ص 253 رقم 664.
4- نور الأبصار: ص 326، س 6. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 104، ح 20.
5- في المصدر: جماد، و الظاهر أنّه غير صحيح.
6- أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 7.

و في ثواب اللّه ما عزّاك(1).

ه - بوّابه عليه السّلام

{573} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: كان بابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] عثمان ابن سعيد السمان(2).

{574} 2 - ابن الصبّاغ: بوّابه [أي الجواد عليه السّلام] عمرو بن الفرات(3).

{575} 3 - كبار المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: محمد بن علي عليه السّلام بابه عمر بن الفرات(4).

{576} 4 - أحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهري رحمه اللّه: حدّثني أبو محمد، عن عبد اللّه بن محمد المسعودي، قال حدّثني المغيرة بن محمد المهلّبي، قال:

أنشدني عبد اللّه بن أيّوب الجزيني الشاعر، و كان انقطاعه إلى أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليهما السّلام يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفات أبي الرضا عليهما السّلام.

ص: 492


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 362، س 19. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 6.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 4، و ص 35، س 20.
3- الفصول المهمّة: ص 266، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 104، ضمن ح 20، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 4، و فيه: محمّد بن الفرات.
4- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 148، س 12. نور الأبصار: ص 326، س 6. دلائل الإمامة: ص 397، س 6.

يا ابن الذبيح و يا ابن أعراق الثرى *** طابت أرومته و طاب عروقا

يا ابن الوصي وصي أفضل مرسل *** أعني النبيّ الصادق المصدوقا

ما لفّ في خرق القوابل مثله *** أسد يلفّ مع الخريق خريقا

يا أيّها الحبل المتين متى أعذ *** يوما بعقوته أجده وثيقا

أنا عائذ بك في القيامة لائذ *** أبغي لديك من النجاة طريقا

لا يسبقني في شفاعتكم غدا *** أحد فلست بحبّكم مسبوقا

يا ابن الثمانية الأئمّة غرّبوا *** و أبا الثلاثة شرّقوا تشريقا

إنّ المشارق و المغارب أنتم *** جاء الكتاب بذلكم تصديقا(1)

ص: 493


1- مقتضب الأثر: ص 50، س 15. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 7، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 27.

ص: 494

الفصل الرابع في العقائد الباب الأوّل في التوحيد الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها الباب الرابع في المعاد و الحساب

ص: 495

ص: 496

الفصل الرابع في العقائد و يشتمل هذا الفصل على أربعة أبواب، و تسعة عشر عنوانا

الباب الأوّل في التوحيد و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - معنى التوحيد:

{577} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن التوحيد، فقلت: أتوهّم(1) شيئا؟

فقال: نعم! غير معقول و لا محدود؛ فما وقع وهمك عليه من شيء، فهو خلافه، لا يشبهه شيء، و لا تدركه الأوهام؛ كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصوّر في الأوهام ؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول

ص: 497


1- أتوهّم شيئا: الظاهر أنّه استفهام بحذف أداته أي أتصوّره شيئا، و أثبت له الشيئيّة ؟ و قيل: الهمزة للاستفهام، و الفعل ماض مجهول، أو مضارع معلوم بصيغة الخطاب، و قيل: على صيغة التكلّم خبر، مرآة العقول: ج 1، ص 281.

و لا محدود(1).

{578} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني، و علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضى اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد، و محمد بن الحسن جميعا، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام:

ما معنى الواحد؟

قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال اللّه عزّ و جلّ :

«وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ »(2).(3).

{579} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام: ما معنى الواحد؟

فقال: المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانيّة(4).

ص: 498


1- التوحيد: ص 106، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 561، ح 27، و البحار: ج 3، ص 266، ح 32، و الوافي: ج 1، ص 332، ح 257. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 136، ح 36. الكافي: ج 1، ص 82، ح 1، عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى.... قطعة منه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام في التوحيد).
2- لقمان: 25/31 و الزمر: 38/39.
3- التوحيد: ص 83، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 215، ح 89، و البحار: ج 3، ص 208، ح 4. الكافي: ج 1، ص 118، ح 12. عنه الوافي: ج 1، ص 477، ح 390. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة لقمان: 25/31) و (الزمر: 38/39).
4- التوحيد: ص 82، ح 1. عنه البرهان: ج 1، ص 171، ح 1. معاني الأخبار: ص 5، ح 1. عنه و عن التوحيد، البحار: ج 3، ص 208، ح 2.

{580} 4 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» (1)، ما معنى الأحد؟

قال: المجمع عليه بالوحدانيّة، أ ما سمعته يقول: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ سَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ (2).» ؛ ثمّ يقولون بعد ذلك: له شريك و صاحبة.

فقلت: قوله: «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ» ؟(3)

قال: يا أبا هاشم! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند و الهند، و البلدان التي لم تدخلها، و لا تدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار؟!(4)

ص: 499


1- الإخلاص: 1/112.
2- العنكبوت: 61/29.
3- الأنعام: 103/6.
4- الاحتجاج: ج 2، ص 465، ح 319. عنه البحار: ج 3، ص 208، ح 3، قطعة منه، و نور الثّقلين: ج 5، ص 710، ح 64، و البرهان: ج 4، ص 527، ح 15، قطعة منه. التوحيد: ص 113، ح 12، حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عمّن ذكره، عن محمد بن عيسى، عن داود بن القاسم، عن أبي هاشم الجعفري، قطعة منه. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 753، ح 218، و البحار: ج 4، ص 39، ح 17. الكافي: ج 1، ص 99، ح 11، محمد بن أبي عبد اللّه، عمّن ذكره، عن محمد بن عيسى، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري، قطعة منه. عنه الوافي: ج 1، ص 386، ح 308، و البرهان: ج 1، ص 546، ح 2. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 182، ح 131. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الأنعام: 103/6)، (سورة العنكبوت: 61/29)، (سورة الإخلاص: 1/112).

5 - البرقي رحمه اللّه:... عن أبي هاشم الجعفري، قال: أخبرني الأشعث بن حاتم أنّه سأل الرضا عليه السّلام عن شيء من التوحيد؟

... قال عليه السّلام: اقرأ «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ» .

فقرأت: فقال: ما الأبصار؟

قلت: أبصار العين.

قال: لا! إنّما عنى الأوهام، لا تدرك الأوهام كيفيّته، و هو يدرك كلّ فهم.

عنه عن محمد بن عيسى عن أبي هاشم عن أبي جعفر عليه السّلام نحوه، إلاّ أنّه قال:

الأبصار هاهنا أوهام العباد، فالأوهام أكثر من الأبصار، و هو يدرك الأوهام، و لا تدركه الأوهام(1).

ب - صفاته و أسماؤه عزّ و جلّ :

{581} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثني محمد بن بشر، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فسأله رجل، فقال: أخبرني عن الربّ تبارك و تعالى، له أسماء و صفات في كتابه ؟ فأسماؤه و صفاته هي هو؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّ لهذا الكلام وجهين:

ص: 500


1- المحاسن: ص 239، ح 215. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الأنعام: 103/6) رقم 750.

إن كنت تقول: هي هو، أي أنّه ذو عدد و كثرة، فتعالى اللّه عن ذلك.

و إن كنت تقول: لم تزل هذه الصفات و الأسماء، فإنّ لم تزل يحتمل معنيين:

فإن قلت: لم تزل عنده في علمه و هو مستحقّها، فنعم.

و إن كنت تقول: لم يزل تصويرها و هجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ اللّه أن يكون معه شيء غيره؛ بل كان اللّه و لا خلق، ثمّ خلقها وسيلة بينه و بين خلقه، يتضرّعون بها إليه، و يعبدونه، و هي ذكره و كان اللّه و لا ذكر، و المذكور بالذكر هو اللّه القديم الذي لم يزل.

و الأسماء و الصفات مخلوقات المعاني، و المعني بها هو اللّه الذي لا يليق به الاختلاف و الائتلاف، و إنّما يختلف و يأتلف المتجزّئ فلا يقال: اللّه مؤتلف، و لا اللّه كثير، و لا قليل، و لكنّه القديم في ذاته، لأنّ ما سوى الواحد متجزّئ، و اللّه واحد لا متجزئ.

و لا متوهّم بالقلّة و الكثرة، و كلّ متجزّئ و متوهّم بالقلّة و الكثرة، فهو مخلوق دالّ على خالق له.

فقولك: إنّ اللّه «قدير» خبّرت أنّه لا يعجزه شيء، فنفيت بالكلمة: العجز، و جعلت العجز سواه.

و كذلك قولك: «عالم» إنّما نفيت بالكلمة: الجهل، و جعلت الجهل سواه، فإذا أفنى اللّه الأشياء أفنى فنى الصور و الهجاء، و لا ينقطع و لا يزال من لم يزل عالما.

قال الرجل: كيف سمّي ربّنا «سميعا»؟

قال: لأنّه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع، و لم نصفه بالسمع المعقول في الرأس.

و كذلك سمّيناه «بصيرا» لأنّه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار، من لون و شخص و غير ذلك، و لم نصفه بنظر لحظ العين.

ص: 501

و كذلك سمّيناه «لطيفا» لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة و أحقر من ذلك، و موضع الشقّ منها، و العقل و الشهوة، و السفاد، و الحدب(1) على نسلها، و إفهام بعضها عن بعض، و نقلها الطعام و الشراب إلى أولادها في الجبال، و المفاوز(2)، و الأودية، و القفار، فعلمنا أنّ خالقها لطيف بلا كيف، و إنّما الكيفيّة للمخلوق، المكيّف.

و كذلك سمّي ربّنا «قويّا» لا بقوّة البطش المعروف من المخلوق، و لو كان قوّته قوّة البطش المعروف من الخلق لوقع التشبيه و لاحتمل الزيادة، و ما احتمل الزيادة احتمل النقصان، و ما كان ناقصا كان غير قديم، و ما كان غير قديم كان عاجزا.

فربّنا تبارك و تعالى لا شبه له و لا ضدّ، و لا ندّ، و لا كيف، و لا نهاية، و لا أقطار، محرّم على القلوب أن تمثّله، و على الأوهام أن تحدّه، و على الضمائر أن تكيّفه جلّ عن أداة خلقه، و سمات بريّته، و تعالى عن ذلك علوّا كبيرا(3).

ص: 502


1- و الحدب على نسلها، أي التعطّف و التحنّن، مجمع البحرين: ج 2، ص 36 (حدب).
2- المفازة: الموضع المهلك، مأخوذة من فوّز بالتشديد إذا مات لأنّها مظنّة الموت، و قيل من فاز إذا نجا و سلم، و سمّيت به نفاء لا بالسلامة. المصباح المنير (فوز).
3- التوحيد: ص 193، ح 7. عنه البحار: ج 54، ص 82، ح 62، قطعة منه، و نور الثقلين: ج 1، ص 38، ح 32، قطعة منه، و ج 3، ص 134، ح 59، قطعة منه، بتفاوت، و ج 5، ص 234، ح 17، قطعة منه، و تفسير الصافي: ج 5، ص 110، س 7، قطعة منه. الاحتجاج: ج 2، ص 467، ح 321، مرسلا عن أبي هاشم الجعفري، بتفاوت. عنه البحار: ج 4، ص 153، ح 1، و ج 54، ص 83، س 6. الكافي: ج 1، ص 116، ح 7، عن محمد بن أبي عبد اللّه، رفعه إلى أبي هاشم الجعفري، بتفاوت. عنه البحار: ج 54، ص 83، س 7، و ج 58، ص 105، س 14، قطعة منه، و الوافي: ج 1، ص 472، ح 385، و نور الثقلين: ج 1، ص 756، ح 230، قطعة منه، و ج 2، ص 275، ح 154، قطعة منه. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 149، ح 61، قطعة منه، بتفاوت، و ص 162، ح 94، و ص 206، ح 171، قطعة منه.

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... أبو الطيّب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر الصباح القزويني... و كان في المدرج قنوت موالينا الأئمّة عليهم السّلام... و دعا [محمد بن علي بن موسى] عليه السّلام في قنوته:

«اللهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة، و الآخر بلا آخريّة محدودة، أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيّدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و كلّفتنا الطّاقة، و جشّمتنا الطّاعة.

فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خوّلت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصى أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرّمت.

فأنت ربّ العزّة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الإحسان و النعماء، و المنّ و الآلاء، و المنح و العطاء، و الإنجاز و الوفاء، و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبّهك شيء من خلقك، و لا يمثّل بك شيء من صنعتك.

تباركت أن تحسّ أو تمسّ ، أو تدركك الحواسّ الخمس، و أنّى يدرك مخلوق خالقه.

و تعاليت يا الهى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا...»(1).

3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]:

ص: 503


1- مهج الدعوات: ص 65، س 4 و ص 80، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.

«اللهمّ ! يا من يملك التدبير، و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين، و ما تخفى الصدور، و يجنّ الضمير، و هو اللطيف الخبير....

فإنّك الإله المجيب، الحبيب، و الربّ القريب، و أنت بكلّ شيء محيط»(1).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام...:

«يا ذا الذي كان قبل كلّ شيء، ثمّ خلق كلّ شيء، ثمّ يبقى و يفنى كلّ شيء، و يا ذا الذي ليس في السّماوات العلى، و لا في الأرضين السفلى، و لا فوقهنّ و لا بينهنّ و لا تحتهنّ إله يعبد غيره»(2).

5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... يقول [محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام] في دعائه عليه السّلام:

«يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، و لا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين، و تبقي أنت.

حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك»(3).

6 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟

قال: فقال عليه السّلام: إنّ من عبد الاسم دون المسمّى بالأسماء، أشرك و كفر و جحد و لم يعبد شيئا، بل اعبد اللّه الواحد الأحد الصمد المسمّى بهذه الأسماء

ص: 504


1- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان) رقم 769.
2- التوحيد: ص 47، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 992.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.

دون الأسماء.

إنّ الأسماء صفات وصف بها نفسه(1).

{582} 7 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال داود بن القاسم: سألته [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] عن «الصمد»؟

فقال عليه السّلام: الذي لا سرّة له، قلت فإنّهم يقولون: إنّه الذي لا جوف له.

فقال عليه السّلام: كلّ ذي جوف له سرّة(2).

8 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما «الصمد»؟

قال: السيّد المصمود إليه في القليل و الكثير(3).

{583} 9 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام: يجوز أن يقال للّه: إنّه شيء؟

ص: 505


1- الكافي: ج 1، ص 87، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد الرحمن بن أبي نجران)، رقم 909.
2- تحف العقول: ص 456، س 10. عنه البحار: ج 3، ص 229، ح 20. يأتي الحديث أيضا في ف 6، ب 1، (سورة الإخلاص 2/112).
3- الكافي: ج 1، ص 123، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (سورة الإخلاص 2/112)، رقم 764.

فقال: نعم! يخرجه من الحدّين(1): حدّ التعطيل، و حدّ التشبيه(2).

10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الطيّب يعني علي بن محمد، و عن أبي جعفر الجواد عليهما السّلام، أنّهما قالا: من قال بالجسم، فلا تعطوه من الزكاة، و لا تصلّوا وراءه(3).

11 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن عمر بن فرج الرخجي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام:... فقال لي: يقدر اللّه تعالى أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضته من خلقه أم لا؟ قلت: نعم! يقدر...(4).

ص: 506


1- حدّ التعطيل: هو عدم إثبات الوجود و الصفات الكماليّة و الفعليّة و الإضافيّة له، و حدّ التشبيه: الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات، و عوارض الممكنات مرآة العقول: ج 1، ص 282.
2- التوحيد: ص 107، ح 7، و ص 104، ح 1، عن: أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه الاشعري، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 561، ح 29، و البحار: ج 3، ص 262، ح 18. الكافي: ج 1، ص 82، ح 2، و في ص 85، ح 7: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، قال: سئل أبو جعفر عليه السّلام:.... عنه الوافي: ج 1، ص 333، ح 258. معاني الأخبار: ص 8، ح 2، أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، رفعه،... عنه و عن التوحيد، البحار: ج 3، ص 260، ح 9، بتفاوت. المحاسن: ص 240، ح 220، أورده مرفوعا و بتفاوت في المتن. عنه البحار: ج 3، ص 265، ح 29. الاحتجاج: ج 2، ص 466، ح 320. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 137، ح 37، بتفاوت. قطعة منه في ف 2، ب 3 (علمه عليه السّلام في التوحيد).
3- التوحيد: ص 101، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (شرائط إمام الجماعة)، رقم 637.
4- عيون المعجزات: ص 127، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3 (إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه)، رقم 345.

12 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته...(1).

ج - القضاء و القدر و المشيّة:

1 - النعماني رحمه اللّه:... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري:... قلت لأبي جعفر عليه السّلام: هل يبدو للّه في المحتوم ؟

قال: نعم!...(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل أو غيره، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر... و ميثاقه بين عينيه ينظر إليه، و لا يزال منتصبا في بطن أمّه حتّى إذا دنا خروجه، بعث اللّه عزّ و جلّ إليه، ملكا فزجره زجرة، فيخرج، و ينسى الميثاق(3).

ص: 507


1- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ب 3 (خلق محمد و علي و فاطمه عليهم السّلام)، رقم 598.
2- الغيبة: ص 302، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 3، (هل يبدو للّه فى القائم عليه السّلام)، رقم 615.
3- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بما في الأرحام)، رقم 366.

ص: 508

الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - الأنبياء و المرسلون عليهم السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل في عدد الأنبياء عليهم السّلام و المرسلين منهم:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب صلوات اللّه عليه: بعث اللّه تعالى جلّ ذكره، مائة ألف نبيّ ، و أربعة و عشرين ألف نبيّ ، المرسلون منهم: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا...(1).

الثاني في أنّهم عليهم السّلام لم يشركوا باللّه عزّ و جلّ طرفة عين:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... و كلّ الأنبياء عليهم السّلام لم يشركوا باللّه طرفة عين...(2).

ص: 509


1- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 913.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
الثالث في أنّهم عليهم السّلام لا يشكّون في نبوّتهم:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر] عليه السّلام:... لا يجوز أن يشكّ النبيّ في نبوّته، قال اللّه تعالى: «اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ اَلنّٰاسِ » ...(1).

الرابع في ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام:

{584} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن أبي مسافر، قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام(2) في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها، العلّة التي توفّي فيها: يا عبد اللّه! ما أرسل اللّه نبيّا من أنبيائه إلى أحد، حتّى يأخذ عليه ثلاثة أشياء.

قلت: و أىّ شيء هو يا سيّدي!؟

قال: الإقرار باللّه بالعبوديّة و الوحدانيّة، و أن اللّه يقدّم ما يشاء(3)، و نحن قوم، أو نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا، نقلنا إليه(4).

ص: 510


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- في الخرائج: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- في مختصر بصائر الدرجات: يقدّم ما يشاء و يؤخّر ما يشاء.
4- بصائر الدرجات الجزء العاشر: ص 501، ح 4. عنه البحار: ج 4، ص 113، ح 34، و ج 27، ص 286، ح 3. مختصر بصائر الدرجات: ص 6، س 14، بتفاوت آخر، لم نذكره. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94، بتفاوت آخر، لم نذكره. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إن الأئمّة عليهم السّلام إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم نقلهم إليه).
الخامس في أنّهم عليهم السّلام و الملائكة في الجنّة:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... إنّ في الجنّة ملائكة اللّه المقرّبين، و آدم و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جميع الأنبياء و المرسلين...(1).

السادس في أنّ أرواحهم و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام بعد الموت:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... قال [أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام]:... ما من نبيّ يموت بالمشرق و يموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما و أجسادهما...(2).

{585} 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشّأن.

قلت: جعلت فداك! أيّ شأن ؟

قال: تؤذن للملائكة، و النبيّين، و الأوصياء الموتى، و أرواح الأوصياء، و الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربّها أسبوعا. و هم يقولون: «سبّوح قدّوس، ربّ الملائكة و الروح» حتّى إذا فرغوا

ص: 511


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.

صلّوا خلف كلّ قائمة له ركعتين.

ثمّ ينصرفون، فتنصرف الملائكة بما وضع اللّه فيها من الاجتهاد شديدا عظامهم، لما رأوا، و قد زيد في اجتهادهم، و خوفهم مثله.

و ينصرف النبيّون، و الأوصياء قد ألهموا إلهاما من العلم علما جمّا، مثل جمّ الغفير، ليس شيء أشدّ سرورا منهم.

اكتم، فو اللّه! لهذا أعزّ(1) عند اللّه من كذا و كذا عندك حصنة.

قال: يا محبور! و اللّه، ما يلهم الأقرار بما ترى إلاّ الصالحون.

قلت: و اللّه! ما عندي كثير صلاح.

قال: لا تكذب على اللّه، فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول: «فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ » (2). يعني الذين آمنوا بنا، و بأمير المؤمنين، و ملائكته، و أنبيائه، و جميع حججه، عليه و على محمد و آله الطيّبين الطاهرين الأخيار الأبرار السّلام(3).

ص: 512


1- في المصدر: أعزّ من عند اللّه.
2- النساء: 69/4.
3- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. عنه البحار: ج 26، ص 87، ح 5، و نور الثقلين: ج 1، ص 515، ح 394. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح حسن بن العبّاس بن الحريش)، و ف 4، ب 3، (إنّ للأئمّة عليهم السّلام لشأنا في ليالي الجمعة)، و ف 6، ب 1، (سورة النساء: 69/4).

ب - بعض الأنبياء السلف عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل في آدم عليه السّلام أبي البشر:
كيفيّة جسده عليه السّلام بعد الخلقة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق آدم عليه السّلام، و كان جسده طيّبا، و بقي أربعين سنة ملقى تمرّ به الملائكة، فتقول: لأمر ما خلقت ؟

و كان إبليس يدخل من فيه و يخرج من دبره، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيّب(1).

حلق رأسه عليه السّلام في الحجّ :

{586} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن محمد العلوي، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن آدم حيث حجّ بما حلق رأسه ؟

فقال عليه السّلام: نزل عليه جبرئيل عليه السّلام بياقوتة من الجنّة، فأمرّها على رأسه،

ص: 513


1- علل الشرائع: ب 183، ص 275، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 914.

فتناثر شعره(1).

الثاني في أنّ حزقيل النبيّ عليه السّلام من شيعة الأئمّة عليهم السّلام:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام]:

شيعتنا الخلّص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، و صاحب يس، الذي قال اللّه تعالى [فيه]: «وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ » (2)...(3).

الثالث في أنّ داود استخلف سليمان عليهما السّلام و هو صبي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن سيف، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام...: فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم. فأوحى اللّه إلى داود عليه السّلام أن خذ عصا المتكلّمين، و عصا سليمان، و اجعلهما في بيت، و اختم عليها بخواتيم القوم، فإذا كان من الغد، فمن كانت عصاه قد أورقت، و أثمرت، فهو الخليفة. فأخبرهم داود، فقالوا: قد رضينا، و سلّمنا(4).

ص: 514


1- الكافي: ج 4، ص 195، ح 6. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 211، ح 19006، و البحار: ج 11، ص 196، ح 51. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 148، ح 653. قطعة منه في ف 5، ب 7، (ما حلق به آدم عليه السّلام رأسه).
2- يس، 20/36. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 992.
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
4- الكافي: ج 1، ص 383، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه على إمامته في حداثة سنّه عليه السّلام)، رقم 867.
الرابع في ملاقات ذي القرنين و إبراهيم عليهما السّلام بعد الحجّ :

{587} 1 - الراوندىّ رحمه اللّه: عن ابن بابويه، بإسناده عن محمد بن أورمة، حدّثنا محمد بن خالد(1)، عمّن ذكره، عن أبي جعفر صلوات اللّه عليه، قال: حجّ ذو القرنين في ستّمائة ألف فارس، فلمّا دخل الحرم، شيّعه بعض أصحابه إلى البيت. فلمّا انصرف قال: رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا و وجها منه، قالوا: ذاك إبراهيم خليل الرحمن صلوات اللّه عليه.

قال: أسرجوا! فأسرجوا، ستّمائة دابّة في مقدار ما يسرج دابّة واحدة.

قال: ثمّ قال ذو القرنين: لا، بل نمشي إلى خليل الرحمن، فمشى و مشى معه بعده أصحابه النقباء.

قال إبراهيم عليه السّلام: بم قطعت الدهر؟

قال: بأحد عشر كلمة و هي: «سبحان من هو باق لا يفنى، سبحان من هو عالم لا ينسى، سبحان من هو حافظ لا يسقط، سبحان من هو بصير لا يرتاب، سبحان من هو قيّوم لا ينام، سبحان من هو ملك لا يرام، سبحان من هو عزيز لا يضام، سبحان من هو محتجب لا يرى، سبحان من هو واسع لا يتكلّف، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو دائم لا يسهو»(2).

ص: 515


1- محمد بن خالد البرقي ممّن يروى عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام و كذا يروي من أصحابه كابن أبي عمير و صفوان بن يحيي و... فالظاهر أنّ المراد من أبي جعفر هو الجواد عليه السّلام مضافا إلى أنّ روايته عن أبي جعفر الباقر بواسطة واحدة بعيد جدّا.
2- قصص الأنبياء: ص 122، س 13. عنه البحار: ج 12، ص 195، ح 20، و ج 90، ص 182، ح 18.
الخامس في أنّ ذا الكفل النبيّ عليه السّلام من المرسلين و كان يقضي بين الناس:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر أعني محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه ؟ و هل كان من المرسلين ؟

فكتب صلوات اللّه عليه: بعث اللّه تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبيّ و أربعة و عشرين ألف نبىّ ، المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا.

و أنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم، و كان بعد سليمان بن داود، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب إلاّ للّه عزّ و جلّ . و كان اسمه عويديا، و هو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال: «وَ اُذْكُرْ إِسْمٰاعِيلَ وَ اَلْيَسَعَ وَ ذَا اَلْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ اَلْأَخْيٰارِ» (1).(2).

السادس في مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكائه في صباوته:

{588} 1 - المسعودي: الحميري، عن محمد المحمودي، عن أبيه، إنّ حاضنة أبي جعفر عليه السّلام قالت له يوما: مالي أراك مفكّرا، كأنّك شيخ ؟!

فقال لها: إنّ عيسى بن مريم كان يمرض و هو صبي، فيصف لأمّه ما تعالجه به، فإذا تناوله بكى.

ص: 516


1- ص: 48/38.
2- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 913.

قالت: يا بنيّ ، إنّما أعالجك بما علّمتني.

فيقول لها: الحكم حكم النبوّة، و الخلقة خلقة الصبيان(1).

ج - خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:

الأوّل في علّة تسميته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي:

{589} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه محمد بن خالد البرقي، عن جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، فقلت له: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأمّي ؟

فقال: ما يقول النّاس ؟

قلت: يزعمون انّه سمّي الأمّي، لأنّه لم يكتب.

فقال عليه السّلام: كذبوا، عليهم لعنة اللّه، أنّى ذلك، و اللّه عزّ و جلّ يقول في محكم كتابه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ » (2) فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن!؟

و اللّه! لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقرأ و يكتب باثنين و سبعين - أو قال:

بثلاثة و سبعين - لسانا؛ و إنّما سمّي الأمّي، لأنّه كان من أهل مكّة، و مكّة من أمّهات القرى، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» (3).(4).

ص: 517


1- إثبات الوصيّة: ص 220، س 2. قطعة منه في ف 3، ب 1، (حضانته عليه السّلام).
2- الجمعة: 2/62.
3- الشورى: 7/42.
4- معاني الأخبار: ص 53، ح 6. علل الشرائع: ب 105، ص 124، ح 1. عنه البحار: ج 16، ص 132، ح 70، و نور الثقلين: ج 2، ص 78، ح 289، و ج 4، ص 557، ح 10، قطعة منه، و تفسير الصافي: ج 5، ص 172، س 10، و البرهان: ج 1، ص 541، ح 5، و ج 4، ص 332، ح 1. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 232، ص 10. بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 245، ح 1. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 412، ح 559، بتفاوت. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 7/42)، (سورة الجمعة: 2/62).

2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن أسباط أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ الناس يزعمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن يكتب و لا يقرأ؟!

فقال: كذبوا! لعنهم اللّه أنّى ذلك و قد قال اللّه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ » (1) فيكون أن يعلّمهم الكتاب و الحكمة و ليس يحسن أن يقرأ و يكتب ؟!

قال: قلت: فلم سمّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أميّا؟

قال: لأنّه نسب إلى مكّة، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» (2)، فأمّ القرى المكّة، فقيل أمّي لذلك(3).

ص: 518


1- الجمعة: 2/62.
2- الشورى: 7/42، و الأنعام: 6/92.
3- بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 246، ح 4. علل الشرائع: ب 105، ص 125، ح 2، بتفاوت في السند و المتن. عنه البحار: ج 16، ص 133، ح 71، و نور الثقلين: ج 2، ص 78، ح 290، و ج 4، ص 558، ح 11، قطعة منه، و ج 5، ص 322، ح 18، و تفسير الصافي: ج 2، ص 242، س 12، بتفاوت يسير، و مقدّمة البرهان: ص 80، س 36، و البرهان: ج 1، ص 541، ح 6، و ج 4، ص 333، ح 3. تفسير العيّاشي: ج 2، ص 31، ح 86، قطعة منه. عنه البرهان: ج 1، ص 540، ح 4، و ج 2، ص 40، ح 4. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 7/42)، (سورة الجمعة: 2/62).
الثاني في مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين. منه نبّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صبيحتها،...(1).

الثالث في نزول الروح عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: سأله رجل من أهل هيت و أنا حاضر، عن قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا» (2).

قال عليه السّلام: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما صعد إلى السماء...(3).

ص: 519


1- إقبال الأعمال: ص 177، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (الدعاء في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.
2- الشورى: 52/42.
3- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، ص 477، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 52/42)، رقم 753.
الرابع في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن شيبة قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب عليه السّلام إليّ : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين...(1).

الخامس في صلاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نفره الى مكّة:

1 - محمد يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أيّوب بن نوح، قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا....

فكتب عليه السّلام: أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، صلّى الظهر و العصر بمكّة، و لا يكون ذلك إلاّ و قد نفر قبل الزوال(2).

السادس في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه:... فأجابه عليه السّلام: النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، طاهر مطهّر...(3).

السابع في منبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القيامة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن

ص: 520


1- الكافي: ج 4، ص 524، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 877.
2- الكافي: ج 4، ص 521، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أيّوب بن نوح)، رقم 896.
3- التهذيب: ج 1، ص 107، ح 281. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 952.

علي بن موسى عليهم السّلام يقول:... فإذا كان يوم القيامة نصب له [أي الرضا عليه السّلام] منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

الثامن في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة أحد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن مهزيار:... فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]:... فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة، على يهودي و لا نصراني(2).

التاسع في مبايعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النساء:

{590} 1 - أبو الفضل علي الطبرسي رحمه اللّه: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:

كانت مبايعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، النساء: أن غمس يده في قدح من ماء، ثمّ أمرهنّ أن يغمسن أيديهنّ في ذلك القدح، بالإقرار و الإيمان باللّه، و التصديق لرسول اللّه على ما أخذ عليهنّ (3).

و في رواية: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دعاهنّ ، ثمّ غمس يده في الإناء، ثمّ أخرجها، ثمّ أمرهنّ ، فغمسن أيديهنّ في الإناء(4).

ص: 521


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (ثواب زيارة أبيه الرضا عليهما السّلام)، رقم 698.
2- رجال الكشّي: ص 610، ح 1133. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى خيران الخادم)، رقم 905.
3- تحف العقول: ص 457، س 4. عنه مستدرك الوسائل: ج 14، ص 278، ح 16712، بتفاوت.
4- مشكاة الأنوار: ص 203، س 16. تحف العقول: ص 457، س 4، قطعة منه، بتفاوت. عنه و عن المشكاة، مستدرك الوسائل: ج 14، ص 278، ح 16712، بتفاوت.
العاشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر نسائه بقضاء الصوم في الاستحاضة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتبت إليه امرأة طهرت من حيضها، أو من دم نفاسها... ثمّ استحاضت... هل يجوز صومها و صلاتها، أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقضي صومها، و لا تقضي صلاتها، إنّ رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر فاطمة صلوات اللّه عليها، و المؤمنات من نسائه، بذلك(1).

الحادي عشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقرّ نكاح زينب مع أبي العاص:

1 - ابن شعبة الحرّاني: قال المأمون ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمد بن الرضا عليهما السّلام مسألة تقطعه فيها....

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... أقرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نكاح زينب مع أبي العاص ابن الربيع، حيث أسلم على النكاح الأوّل(2).

الثاني عشر في فضل زيارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما لمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا؟

ص: 522


1- الكافي: ج 4، ص 136، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 928.
2- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.

فقال عليه السّلام: له الجنّة(1).

2 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما لمن زار قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا؟

قال عليه السّلام: يدخله اللّه الجنّة إن شاء اللّه(2).

ص: 523


1- الكافي: ج 4، ص 548، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 684.
2- كامل الزيارات: ص 43، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 685.

ص: 524

الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الإمامة و الولاية العامّة و يشتمل هذا العنوان على ستّة و عشرين موضوعا:

الأوّل في كيفيّة خلقهم و اصطفائهم عليهم السّلام و جعلهم الأمناء:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السّلام قال: كان أبو جعفر عليه السّلام... يقول: الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، و اصطفانا من بريّته و جعلنا أمناءه على خلقه و وحيه...(1).

الثاني في كيفيّة خلقهم عليهم السّلام في بطون أمّهاتهم:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... بنان بن نافع قال:... دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام، فلمّا بصر بي قال:... إنّا معاشر الأئمّة إذا حملته أمّه يسمع الصوت من بطن أمّه أربعين يوما، فإذا أتى له في بطن أمّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالى له أعلام الأرض، فقرّب له ما بعد عنه، حتّى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة

ص: 525


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.

و لا ضارّة...(1).

الثالث في ايتائهم عليهم السّلام الحكم صبيّا:

{591} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: قال: سألته - يعني أبا جعفر عليه السّلام - عن شيء من أمر الإمام، فقلت: يكون الإمام ابن أقلّ من سبع سنين ؟

فقال عليه السّلام: نعم! و أقلّ من خمس سنين.

فقال سهل: فحدّثني علي بن مهزيار بهذا في سنة إحدى و عشرين و مائتين(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة، فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» (3) و «لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ » (4)، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » (5) فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(6).

ص: 526


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 335.
2- الكافي: ج 1، ص 384، ح 5. عنه البحار: ج 25، ص 103، ح 6، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 279، ح 2322، حلية الأبرار: ج 4، ص 545، ح 6، و الوافي: ج 2، ص 377، ح 859.
3- مريم: 12/19.
4- يوسف: 22/12.
5- الاحقاف: 15/46.
6- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إنّه عليه السّلام اوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.
الرابع في أنّهم عليهم السّلام خزّان علم اللّه:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه، و غيبه، و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام قال:... نحن من علم اللّه علّمنا، و عن اللّه نخبر...(2).

الخامس في أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم أصحاب الأعراف:

{592} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام من هذه الآية: «وَ عَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ » (3)؟

فقال: هم يا سعد! الأئمّة من آل محمد عليهم السّلام(4).

السادس في أنّ لهم عليهم السّلام شأنا في ليالي الجمعة:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام،

ص: 527


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.
2- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
3- الأعراف: 46/7.
4- بصائر الدرجات: الجزء العاشر، ص 520، ح 18. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 570، ح 463، و البحار: ج 24، ص 251، ح 10. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الأعراف: 46/7).

قال: إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن...(1).

السابع في أنّ عندهم سلاح رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عن محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ بحوائج له، و في آخر كتابه: عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا، و مع كلّ إمام...(2).

2 - الصفّار رحمه اللّه:... عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: إنّ السلاح [سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح ...(3).

3 - الصفّار رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام...

فقلت: سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و درعه ؟

فقال عليه السّلام: قد كان في موضع كذا و كذا. فأتى ذلك الموضع مسافر و محمد بن علي، ثمّ سكت(4).

ص: 528


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام)، رقم 585.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا فى الضمير)، رقم 415.
3- بصائر الدرجات: الجزء الرابع، ص 197، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 349.
4- بصائر الدرجات: الجزء الرابع، ص 200، ح 19. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 350.
الثامن في علامة الإمام عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ما علامة الإمام ؟

قال عليه السّلام: إذا فعل هكذا، و وضع يده على صخرة، فبانت أصابعه فيها(1).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، و له شعرة - أو قال: و فرة - مثل حلك الغراب، مسح يده عليها، فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت، ثمّ مسح عليها بباطن كفّه فعادت سوداء كما كانت.

فقال عليه السّلام لي: يا ابن سعد! هكذا تكون آيات الإمام...(2).

التاسع في دعوة الإمام عليه السّلام:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل، و نحن في مكّة، من أصحابنا يقال له إسماعيل في أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: كان يجب أن يدعو المأمون إلى اللّه و إلى طاعته ؟

... فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي... فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم....

فلمّا كان من قابل أتيت المدينة، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام، و هو

ص: 529


1- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إبانة أثر أصابعه في الصخرة)، رقم 401.
2- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 391.

يصلّي....

قال عليه السّلام: أنا قلت لك في منامك، و الساعة أعيده عليك...(1).

العاشر في الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد؛ و عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام، و قرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة، قال: إنّ الذي أوجبت في سنتي هذه، و هذه سنة عشرين و مائتين فقط... و إنّما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب، و الفضّة التي قد حال عليها الحول.

و لم أوجب عليهم ذلك في متاع و لا آنية، و لا دوابّ ، و لا خدم، و لا ربح ربحه في تجارة، و لا ضيعة إلاّ ضيعة سأفسّر لك أمرها؛ تخفيفا منّي عن موالي، و منّا منّي عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم...(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام... فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته، ثمّ خلق محمدا و عليا و فاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، و أجرى طاعتهم عليها، و فوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون، و يحرّمون ما يشاؤون، و لن يشاءوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك و تعالى...(3).

ص: 530


1- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا)، رقم 419.
2- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
3- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في (خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام)، رقم 598.
الحادي عشر في أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام عليه السّلام:

1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام أنّه قال:...

فخرج [أبو جعفر عليه السّلام] مغبرّا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي [الرضا عليه السّلام].

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم!

و ولّيت غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري...(1).

الثاني عشر في أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... فقلت: رأيت أباك عليه السّلام يضرب بيده إلى التراب، فيجعله دنانير و دراهم.

فقال عليه السّلام: في مصرك قوم يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب بيده لهم، ليبلغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام(2).

ص: 531


1- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.
2- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 391.
الثالث عشر في أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام:

{593} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: أبو صالح خالد بن حامد، قال: حدّثني أبو سعيد الآدمي، قال: حدّثني بكر بن صالح، عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي(1)، قال: أتيت سيّدي سنة سبع و مائتين، فقلت له: جعلت فداك! إنّي رويت عن آبائك عليهم السّلام: أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام ؟

فقال عليه السّلام: نعم!

قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا مستعبدا.

فقال: قد قبلت!

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت و تزوّجت، و مكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني، لا شيء لي غيره، فمرني بأمرك ؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك و أنت من حجّك و تزويجك و كسبك في حلّ .

فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة و مائتين أتيته و ذكرت العبوديّة التي ألزمتها؟

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه!

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا.

فخرج إليّ مع كتبي، كتاب فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي، لعبد اللّه بن المبارك فتاه: إنّي أعتقك لوجه اللّه و الدار الآخرة، لا ربّ لك إلاّ

ص: 532


1- عبد اللّه بن المبارك.

اللّه، و ليس عليك سبيل، و أنت مولاي و مولى عقبي من بعدي.

و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين(1)، و وقّع فيه محمد بن علي بخطّ يده، و ختمه بخاتمه، صلوات اللّه و سلامه عليه(2).(3).

ص: 533


1- في المناقب: سنة ثلاث عشرة و مائة.
2- قال المحقّق التستري قدّس سرّه: و نقل المناقب الخبر في أحوال الباقر عليه السّلام اشتباه منه، و تبعه البحار، فنقله في أحوال أصحابه عليه السّلام و الظاهر أنّ منشأهم المناقب، أنّه رأى الخبر محرّفا «عبد الجبّار» فيه ب «عبد اللّه». فتوهّم أنّ المراد به «عبد اللّه بن المبارك» المعروف، كما أنّ محمد بن علي عليهما السّلام في الخبر كان مطلقا فتوهّم أنّ المراد به الباقر عليه السّلام، مع أنّ المراد به الجواد عليه السّلام. كما أنّه حرف «و مائتين» في قوله في الخبر: و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين، بقوله: «و مائة» و اسقط صدر الخبر: أتيت سيّدي سنة تسع و مائتين. قاموس الرجال: ج 6، ص 60، رقم 3948. و قال المحقّق الزنجاني بعد نقل الخبر عن الكشّي و المناقب: إذا تأمّلت فيما رواه في المناقب، و أضفت إلى ذلك ما ذكره في ديباجة كتابه من ذكر الكتاب موجودة عنده عند تأليف كتابه المذكور، و قابلت ما رواه مع متن ما رواه الكشّي تعرف أنّ نسبة السهو إلى ابن شهرآشوب أولى من وجوه. الجامع في الرجال: ج 2، ص 130. كذا استظهر النمازي أيضا، راجع مستدركات علم الرجال: ج 4، ص 369 رقم 7526.
3- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. عنه البحار: ج 93، ص 195، ح 20، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 300، ح 8267. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 208، س 11. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عتقه عليه السّلام المملوك)، و ب 3، (مدح عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي)، و ف 5، ب 6، (تحليل الإمام عليه السّلام حصّته من الخمس)، و ب 7، (حكم حجّ العبد)، و ب 8، (حكم الغنائم و الأنفال)، و ب 9، (حكم تزويج العبد)، و ب 16، (حكم ما يكسبه العبد)، و ب 17، (عتق العبيد و الإماء)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام الى عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي).
الرابع عشر في أنّهم عليهم السّلام القائمون بأمر اللّه عزّ و جلّ :

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

فقال عليه السّلام: يا أبا القاسم! ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عزّ و جلّ ، و هاد إلى دين اللّه...(1).

الخامس عشر في أنّهم عليهم السّلام حجج اللّه على عباده:

{594} 1 - الإمام العسكري عليه السّلام:

و قال محمد بن علي عليهما السّلام: إنّ حجج اللّه على دينه أعظم سلطانا يسلّط اللّه بها على عباده، فمن وفّر منها حظّه فلا يرين أنّ من منعه ذلك [قد فضّله عليه و لو جعله في الذروة العليا من الشرف و المال و الجمال، فإنّه إن رأى ذلك] كان قد حقّر عظيم نعم اللّه لديه.

و إنّ عدوّا من أعدائنا النواصب يدفعه بما تعلّمه من علو منا أهل البيت لأفضل له من كلّ مال لمن فضّل عليه. و لو تصدّق بألف ضعفه(2).

ص: 534


1- إكمال الدين: ج 2، ص 377، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في (أحوال القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف، و كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه)، رقم 617.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 351، ح 237. عنه البحار: ج 2، ص 11، ح 22.
السادس عشر في أنّهم عليهم السّلام الذين إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عن ابن مسافر، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، أنّه قال:...

نحن معشر، إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(1).

2 - الصفّار رحمه اللّه:... قال أبو جعفر عليه السّلام في العشيّة التي اعتلّ فيها:... نحن قوم، أو نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(2).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن مروان الأنباري، قال: خرج من أبي جعفر عليه السّلام: إنّ اللّه إذا كره لنا جوار قوم، نزعنا من بين أظهرهم(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: إذا غضب اللّه تبارك و تعالى على خلقه، نحّانا عن جوارهم(4).

السابع عشر في أنّ أموالهم عليهم السّلام في الآخرة مذخورة:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:

حدّثنا أبي، و كان خادما لمحمد بن علي الجواد عليه السّلام.

ص: 535


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 448.
2- بصائر الدرجات: الجزء العاشر، ص 501، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام)، رقم 584.
3- علل الشرائع: ب 179، ص 244، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل) رقم 1000.
4- الكافي: ج 1، ص 343، ح 31. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 969.

لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام، ابنته كتب إليه:... و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة مؤجّلة مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا و كنزها هاهنا(1).

الثامن عشر في معرفتهم عليهم السّلام بمنطق الطير:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام... فقال: و علّمنا منطق الطير و أوتينا من كلّ شيء...(2).

التاسع عشر في أنّ من دخل في حزبهم عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... معمّر بن خلاّد... فقال [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]:

و من كان من حزبنا أدخله اللّه الجنّة(3).

العشرون في أنّهم عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى: «أم يحسبون أنّا لا نسمع...»:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي و اللّه! نحن كما قال تعالى:

ص: 536


1- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى المأمون)، رقم 959.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
3- رجال الكشي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.

«أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (1) ...(2).

الحادي و العشرون في الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة الزهراء عليهم السّلام:

{595} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء لا يطاف عنهم.

فقال لي: بل طف ما أمكنك، فإنّه جائز(3).

ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك و عن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّه، ثمّ وقع في قلبي شيء، فعملت به.

قال: و ما هو؟ قلت: طفت يوما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال ثلاث مرّات: صلّى اللّه على رسول اللّه.

ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه السّلام، و الرابع عن الحسين عليه السّلام، و الخامس عن علي بن الحسين عليهما السّلام، و السادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، و اليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السّلام، و اليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السّلام، و اليوم التاسع عن أبيك

ص: 537


1- الزخرف: 80/43.
2- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
3- في التهذيب: بلى طف ما أمكنك، فإنّ ذلك جائز، و هكذا في وسائل الشيعة.

علي عليه السّلام، و اليوم العاشر عنك يا سيّدي، و هؤلاء الذين أدين اللّه بولايتهم.

فقال: إذن و اللّه! تدين اللّه بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره.

قلت: و ربّما طفت عن أمّك فاطمة عليها السّلام و ربّما لم أطف.

فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّه(1).

الثاني و العشرون في ذكر أبي جعفر الجواد، الأئمّة عليهم السّلام في قنوته:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...:

«اللهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين الذين أضلّوا عبادك، و حرّفوا كتابك، و بدّلوا أحكامك، و جحدوا حقّك، و جلسوا مجالس أوليائك، جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيّك، عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك.

فضلّوا و أضلّوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتّخذوا اللهمّ مالك دولا، و عبادك خولا، و تركوا اللهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة، فاعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية، و لم تبق لهم اللهمّ عليك من حجّة.

لقد حذّرت اللهمّ عذابك، و بيّنت نكالك، و وعدت المطيعين إحسانك،

ص: 538


1- الكافي: ج 4، ص 314، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 303، ح 226، قطعة منه، و البحار: ج 50، ص 101، ح 15، و الوافي: ج 12، ص 377، ح 12036، و الأنوار البهيّة: ص 262، س 17. التهذيب: ج 5، ص 450، ح 1572. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 11، ص 200، ح 14620. قطعة منه في ف 5، ب 7، (حكم الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة عليهم السّلام).

و قدّمت إليهم بالنّذر، فآمنت طائفة، فأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

و جدّد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك، و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا، بالتّصديق، و العمل الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم...»(1).

الثالث و العشرون في التوسّل بهم عليهم السّلام بعد الصلوات:

{596} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... و قال: إذا انصرفت من صلاة مكتوبة، فقل: رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بمحمد نبيّا، و بعلي وليّا، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجة بن الحسن بن علي أئمّة...(2).

2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ أبي قد مات، و كان له ألف دينار....

ص: 539


1- مهج الدعوات: ص 65، س 15، و ص 81، س 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد و آل محمد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك و يخبرك بأمر المال...(1).

الرابع و العشرون ما يقال للإمام عليه السّلام عند العطاس:

{597} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح(2)، قال: عطس يوما و أنا عنده، فقلت: جعلت فداك! ما يقال للإمام إذا عطس ؟

قال عليه السّلام: يقولون: صلّى اللّه عليك(3).

الخامس و العشرون في أنّ الروح معهم عليهم السّلام:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال:... قال عليه السّلام: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما صعد إلى السماء، و أنّه لفينا(4).

ص: 540


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 457. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إحضاره عليه السّلام الميّت)، رقم 404.
2- عدّه الشيخ: في رجاله من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام، و كذا البرقي. و روى الكليني باسناده عنه عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، الكافي: ج 4، ص 585، ح 3، و الصدوق في العيون: ج 2، ص 259، ح 19، و في الأمالي: ص 105، ح 7، و ابن قولويه القميّ في كامل الزيارات: ص 507، ح 791. فالظاهر رجوع الضمير إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- الكافي: ج 1، ص 411، ح 1. عنه البحار: ج 27، ص 256، ح 6.
4- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، ص 477، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 52/42)، رقم 753.
السادس و العشرون في لزوم اتّباع أمرهم عليهم السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن عبد اللّه، قال: سأله رجل عن قوله تعالى: «فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ » (1).

قال عليه السّلام: من قال بالأئمّة، و اتّبع أمرهم، و لم يجز طاعتهم(2).

ب - الإمامة و الولاية الخاصّة و يشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:

الأوّل في الخمسة النجباء عليهم السّلام:
خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام:

{598} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن أبي الفضل عبد اللّه بن إدريس، عن محمد بن سنان، قال:

كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك (و) تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته؛ ثمّ خلق محمدا و عليا و فاطمة، فمكثوا ألف دهر؛ ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، و أجرى طاعتهم عليها، و فوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون، و يحرّمون ما يشاؤون، و لن يشاؤوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك و تعالى.

ثمّ قال: يا محمد! هذه الديانة التي من تقدّمها مرق(3)، و من تخلّف عنها

ص: 541


1- طه: 123/20.
2- الكافي: ج 1، ص 414، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة طه: 123/20)، رقم 751.
3- في الحديث: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أي يجوزونه و يخرقونه، لسان العرب: ج 10، ص 31 (مرق).

محق(1)، و من لزمها لحق، خذها إليك يا محمد(2).

ثمرة حبّ محمد و علي عليهما السّلام في القيامة:

{599} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:

و قال محمد بن علي (بن موسى) عليهم السّلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمدا و عليا حتّى لو قطّعت إربا إربا، أو قرضت، لم أزل عنه.

قال محمد بن علي عليهما السّلام: لا جرم أنّ محمدا و عليا يعطيانك من أنفسهما ما تعطيهما [أنت] من نفسك، إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك(3).

إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليا عليه السّلام أبوا دين المؤمنين:

{600} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

من اختار قرابات أبوي دينه: محمد و علي عليهما السّلام على قرابات أبوي نسبه،

ص: 542


1- محقه يمحقه محقا، أي أبطله و محاه، لسان العرب: ج 10، ص 338 (محق).
2- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. عنه البحار: ج 15، ص 19، ح 29، و ج 54، ص 12، س 11، قطعة منه، و ص 65، ح 43 قطعة منه، و ص 195، ح 141، و ج 25، ص 340، ح 24، الأنوار البهيّة: ص 58، س 6، و حلية الأبرار: ج 3، ص 17، ح 3، و الوافي: ج 3، ص 682، ح 1284، و مقدّمة البرهان: ص 66، س 25. البحار: ج 25، ص 25، ح 44، عن مشارق أنوار اليقين، و لم نعثر عليه، و في ص 339، ح 21، عن كتاب رياض الجنان. قطعة منه في (الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام).
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 332، ح 199. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 744.

اختاره اللّه تعالى على رءوس الأشهاد يوم التناد، و شهّره بخلع كراماته، و شرّفه بها على العباد إلاّ من ساواه في فضائله أو فضله(1).

الثاني في الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام:
هو الذي اتّبع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و له عليه السّلام تسع سنين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام فقال عليه السّلام:... لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» (2).

فو اللّه! ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام و له تسع سنين...(3).

تعليم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة من العلم:

{601} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن موسى بن المتوكّل، و محمد بن علي ماجيلويه، و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، و حمزة بن محمد بن أحمد العلوي، و الحسين بن إبراهيم بن ناتانه، و الحسين بن أحمد بن هشام المؤدّب(4)، و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه تعالى عنهم قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة.

ص: 543


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 336، ح 210. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 743.
2- يوسف: 108/12.
3- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 866.
4- في البحار: المكتّب.

عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة، كلّ كلمة يفتح(1) ألف كلمة(2).

عقد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن:

1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه:... عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عقد عليهم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن...(3).

إنّه غسّل النبيّ صلوات اللّه عليهما:

1 - الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه: جعلت فداك! هل اغتسل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عند موته ؟

فأجابه عليه السّلام:... أمير المؤمنين عليه السّلام فعل، و جرت به السنّة(4).

ص: 544


1- في الفصول: يفتح كلّ كلمة ألف كلمة، و في البصائر: تفتح ألف كلمة.
2- الخصال: ج 2، ص 650، ح 46. عنه البحار: ج 40، ص 133، ح 17. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 568، ح 857. بصائر الدرجات: الجزء السادس، ص 330، ح 8، حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد اللّه ابن المغيرة، قال: حدّثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، قال: حدّثني الحرث [الحارث] ابن المغيرة، عن أبي جعفر عليه السّلام.
3- تفسير القميّ : ج 1، ص 160، س 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة المائدة: 1/5)، رقم 748.
4- التهذيب ج 1، ص 107، ح 281. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 952.
مبلغ سنّه عليه السّلام:

1 - الإربلي رحمه اللّه: عن معروف رضي اللّه عنه، قال: سمعت من أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يقول: قتل علي بن أبي طالب، و له خمس و ستّون سنة فهذه مدّة عمره عليه السّلام(1).

الثالث في فاطمة الزهراء عليها السّلام:
صداقها عليها السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل، أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام....

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، و قد بذل لها من الصداق: مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام، و هو خمسمائة درهم جيادا...(2).

عقاب قاتليها عليها السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام... فضرب بيده عليه السّلام إلى الأرض، و رفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر.

ص: 545


1- كشف الغمّة: ج 1، ص 436، س 10. عنه البحار: ج 42، ص 244، ضمن ح 42.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي! أنت لم طال فكرك ؟

فقال عليه السّلام: فيما صنع بأمّي فاطمة، أما و اللّه لأخرجنّهما، ثمّ لأحرّقنّهما، ثمّ لأذرينّهما، ثمّ لأنسفنّهما في اليمّ نسفا...(1).

الصلاة في بيتها عليها السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال... و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي...(2).

الرابع في الإمامين الحسن و الحسين عليهما السّلام:
ذرّيّة فاطمة خاصّ للحسن و الحسين عليهم السّلام:

{602} 1 - الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن نائلة، حدّثنا جعفر بن محمد بن يزيد، قال: كنت ببغداد، فقال لي محمد بن منذر بن مهزير: هل لك أن أدخلك على ابن الرضا؟

قلت: نعم!

قال: فأدخلني، فسلّمنا عليه و جلسنا، فقال له: حديث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذرّيّتها على النار؟

ص: 546


1- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته)، رقم 290.
2- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير) رقم 406.

قال: خاصّ للحسن و الحسين عليهما السّلام(1).

عدم توفيق قاتلي الحسين عليه السّلام لصوم و لا فطر:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:... إنّ الناس لمّا قتلوا الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما أمر اللّه عزّ و جلّ ملكا ينادي: أيّتها الأمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها! لا وفّقكم اللّه لصوم و لا فطر(2).

فضل زيارة الحسين عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في حديث قال:

من زار الحسين عليه السّلام ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » (3) صافحه روح أربعة و عشرين ألف ملك و نبيّ ؛ كلّهم يستأذن اللّه في زيارة الحسين عليه السّلام في تلك الليلة(4).

ص: 547


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 15. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 40. كشف الغمّة: ج 2، ص 346، ح 4، مرسلا. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 52.
2- علل الشرائع: ب 125، ص 389، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 4، (إنّ قاتلي عترة النبيّ عليهم السّلام لا يوفّقون لصوم شهر رمضان)، رقم 650.
3- الدخان: 4/44.
4- إقبال الأعمال: ص 504، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان)، رقم 686.
أعظم المصائب بعد عاشوراء مصيبة فخّ :

{603} 1 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: أبو نصر البخاري، عن محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ (1).

الخامس في الإمامين الباقر و الصادق عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام و كانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم و لم ترو عنهم، فلمّا ماتوا صارت الكتاب إلينا؟

فقال عليه السّلام: حدّثوا بها، فإنّها حقّ (2).

السادس في الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام:
علّة تسميته بالرضا عليه السّلام:

{604} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن موسى بن المتوكّل، و محمد بن علي بن ماجيلويه، و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، و الحسين ابن إبراهيم تاتانه، و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، و الحسين بن إبراهيم بن

ص: 548


1- عمدة الطالب: ص 164، س 1. عنه البحار: ج 48، ص 165، س 9. معجم البلدان: ج 4، ص 238، س 4، أشار إلى مضمونه.
2- الكافي: ج 1، ص 53، ح 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 1، (الأخذ بالأحاديث المرويّة في حال التقيّة)، رقم 619.

هشام المكتّب، و علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: إنّ قوما من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك عليه السّلام إنّما سمّاه المأمون «الرضا» لما رضيه لولاية عهده.

فقال عليه السّلام: كذبوا و اللّه! و فجروا، بل اللّه تبارك و تعالى سمّاه «الرضا» لأنّه كان رضي للّه عزّ و جلّ في سمائه(1)، و رضي لرسوله، و الأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم في أرضه.

قال: فقلت له: أ لم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين عليهم السّلام رضي للّه تعالى(2)، و لرسوله، و الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقال: بلى!

فقلت: فلم سمّي أبوك عليه السّلام من بينهم «الرضا»؟

قال: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، و لم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السّلام، فلذلك سمّي من بينهم الرضا عليه السّلام(3).

ص: 549


1- في علل الشرائع: ذكره في سمائه.
2- في المصدر: رضي اللّه تعالى، و الظاهر أنّه غير صحيح.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 13، ح 1. عنه البحار: ج 49، ص 4، ح 5، و حلية الأبرار: ج 4، ص 341، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 243، ح 2298، و كشف الغمّة: ج 2، ص 296، س 7، مرسلا و بتفاوت. علل الشرائع: ج 1، ص 236، ح 1، بتفاوت يسير. الأنوار البهيّة: ص 211، س 10. معاني الأخبار: ص 65، س 7، قطعة منه، مرسلا.
هو عليه السّلام خير من صلّى على الأرض:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام، و أبوه بخراسان.

فدعى جاريته يوما، فقال لها: قولي لهم: يتهيّئون للمأتم،....

فقلنا له: مأتم من ؟

فقال: مأتم خير من صلّى على ظهر الأرض...(1).

نزول البركة بدعائه عليه السّلام:

1 - الصدوق رحمه اللّه:... قال الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: و عظّم اللّه تبارك و تعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السّلام...(2).

كيفيّة تلبّسه عليه السّلام بثوب جديد:

{605} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، و علي بن عبد اللّه الورّاق، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني علي بن الحسين الخيّاط النيسابوري، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه [أي أبي جعفر محمد الجواد]، عن جدّه علي بن موسى الرضا عليهم السّلام:

أنّه كان يلبس ثيابه ممّا يلي يمينه، فإذا لبس ثوبا جديدا، دعا بقدح من

ص: 550


1- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 444.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 167، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 3، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام)، رقم 1082.

ماء، فقرأ عليه: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» عشر مرّات، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، و «قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ » عشر مرّات.

ثمّ نضحه على ذلك الثوب، ثمّ قال: من فعل هذا بثوبه من قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من عيشه ما بقي عنه سلك(1).

دواؤه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام، فأتي بقطاة، فقال عليه السّلام:... كان أبي عليه السّلام يعجبه، و كان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان، يشوي له، فإنّه، ينفعه(2).

2 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... حدّثنا الفضل بن ميمون الأزدي، قال: حدّثنا أبو جعفر بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: قلت: يا ابن رسول اللّه! إنّي أجد من هذه الشوصة وجعا شديدا؟

فقال له: خذ حبّة واحدة من دواء الرضا عليه السّلام مع شيء من زعفران، و أطل به حول الشوصة.

قلت: و ما دواء أبيك ؟

قال عليه السّلام: الدواء الجامع، و هو معروف عند فلان و فلان...(3).

3 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... محمد بن النضر مؤدّب ولد أبي جعفر

ص: 551


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 315، ح 91. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 466، ح 5.
2- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة اليرقان)، رقم 860.
3- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 89، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الأضلاع)، رقم 862.

محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: شكوت إليه ما أجد من الحصاة.

فقال عليه السّلام: ويحك! أين أنت عن الجامع، دواء أبي ؟

فقلت: سيّدي و مولاي! أعطني صفته ؟

فقال: هو عندنا...(1).

4 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... عبد اللّه بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام برد المعدة في معدتي، و خفقانا في فؤادي.

فقال عليه السّلام: أين أنت عن دواء أبي، و هو الدواء الجامع ؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! و ما هو؟

قال: معروف عند الشيعة...(2).

خاتم أبيه عليه السّلام:

1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، قال: سمعت الموفّق يقول:

قدّام أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و أراني خاتما في إصبعه.

فقال لي: أ تعرف هذا الخاتم ؟

فقلت له: نعم! أعرف نقشه، فأمّا صورته فلا.

و كان خاتم فضّة كلّه، و حلقته، و فصّه فصّ مدوّر، و كان عليه مكتوبا:

«حسبي اللّه»، و فوقه هلال و أسفله وردة.

ص: 552


1- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 91، س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الحصاة)، رقم 861.
2- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 90، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة برد المعدة و خفقان الفؤاد)، رقم 857.

فقلت له: خاتم من هذا؟

فقال: خاتم أبي الحسن عليه السّلام.

فقلت له: و كيف صار في يدك ؟

قال: لمّا حضرته الوفاة، دفعه إليّ ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلاّ إلى علي ابني(1).

قاتله عليه السّلام، المأمون:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: رأيت سيّدي أبا جعفر عليه السّلام مطرقا، فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن العمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي.

فبكيت، و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟!

قال: ويحك يا ابن العمّ ! الذي أظهره في أبي أكثر...(2).

فضل زيارته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن حمدان بن إسحاق، قال:... قال أبو جعفر عليه السّلام: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

و بنى اللّه له منبرا في حذاء منبر محمد و علي عليهما السّلام حتّى يفرغ اللّه من حساب

ص: 553


1- مكارم الأخلاق: ص 86، س 14. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (خاتمه عليه السّلام)، رقم 500.
2- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.

الخلائق...(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، يقول: من زار قبر أبي عليه السّلام بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(2).

3 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... حمدان الدسوائي، قال:... سمعت مولاي أبا جعفر عليه السّلام يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فقال أيّوب: و أزيدك فيه ؟

قلت: نعم!

قال: سمعته يقول ذلك - يعني أبا جعفر عليه السّلام - و انّه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ الناس من الحساب(3).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام يقول:

ما زار أبي عليه السّلام أحد فأصابه أذى من مطر أو برد أو حرّ، إلاّ حرّم اللّه جسده على النار(4).

ص: 554


1- الكافي: ج 4، ص 585، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 696.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 698.
3- كامل الزيارات: ص 505، ح 788. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 697.
4- الأمالي: ص 521، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام كان آمنا يوم القيامة)، رقم 701.

5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن محمد بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن رجل حجّ حجّة الإسلام... يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، فيسلّم عليه ؟

قال عليه السّلام: بلى! يأتي إلى خراسان، فيسلّم على أبي عليه السّلام أفضل، و ليكن ذلك في رجب...(1).

6 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنّة(2).

7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، قال:

ضمنت لمن زار أبي عليه السّلام بطوس، عارفا بحقّه، الجنّة على اللّه تعالى(3).

8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما تقول لمن زار أباك ؟

قال: الجنّة و اللّه!(4)

9 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:

سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، يقول: إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت

ص: 555


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 258، ح 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (استحباب اختيار زيارة الرضا عليه السّلام على الحج)، رقم 689.
2- كامل الزيارات: ص 505، ح 786. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 694.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 691.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 693.

من الجنّة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار(1).

10 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما لمن زار قبر الرضا عليه السّلام ؟

قال عليه السّلام: فله الجنّة و اللّه!(2)

11 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما لمن زار والدك عليه السّلام بخراسان ؟

قال: الجنّة و اللّه! الجنّة و اللّه!(3)

12 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر يعني محمد بن علي الرضا عليهما السّلام....

فقال: زيارة أبي عليه السّلام أفضل، و ذلك أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام يزوره كلّ الناس، و أبي عليه السّلام لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة(4).

13 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام... فقال: زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام كثيرون و زوّار قبر أبي عليه السّلام بطوس قليلون(5).

ص: 556


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام كان آمنا يوم القيامة)، رقم 700.
2- كامل الزيارات: ص 509، ح 793. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 695.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 692.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 261، ح 26. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام)، رقم 687.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام)، رقم 688.

14 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال:

قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السّلام: أبلغ شيعتنا أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة.

قال: فقلت لأبي جعفر، ابنه عليهما السّلام، ألف حجّة!؟

قال عليه السّلام: إي و اللّه! ألف ألف حجّة، لمن زاره عارفا بحقّه(1).

15 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قال: زيارة مولانا و سيّدنا أبي الحسن الرضا عليه و على آبائه و أبنائه الصلاة و السلام، كلّ الأوقات صالحة لزيارته، و أفضلها في شهر رجب.

روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات اللّه عليه و سلامه و...(2).

السابع في الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السّلام:
النصّ على إمامته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إسماعيل بن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد....

قال عليه السّلام:... الأمر من بعدي إلى ابني علي عليه السّلام(3).

ص: 557


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (إنّ زيارة الرضا عليه السّلام تعدل ألف ألف حجّة)، رقم 690.
2- البحار: ج 99، ص 52، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (كيفيّة زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام)، رقم 702.
3- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 447.

{606} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه أنّه قال: كان يلزم باب أبي جعفر عليه السّلام للخدمة التي كان و كلّ بها، و كان أحمد بن محمد بن عيسى يجيء، في السحر في كلّ ليلة ليعرف خبر علّة أبي جعفر عليه السّلام.

و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر عليه السّلام و بين أبي، إذا حضر، قام أحمد و خلا به أبي.

فخرجت ذات ليلة، و قام أحمد عن المجالس، و خلا أبي بالرسول و استدار أحمد، فوقف حيث يسمع الكلام.

فقال الرسول لأبي: إنّ مولاك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: إنّي ماض، و الأمر صائر إلى ابني علي، و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي.

ثمّ مضى الرسول، و رجع أحمد إلى موضعه، و قال لأبي: ما الذي قد قال لك ؟

قال: خيرا! قال: قد سمعت ما قال، فلم تكتمه ؟ و أعاد ما سمع.

فقال له أبي: قد حرّم اللّه عليك ما فعلت، لأنّ اللّه تعالى يقول:

«وَ لاٰ تَجَسَّسُوا» (1) فاحفظ الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوما ما، و إيّاك أن تظهرها إلى وقتها. فلمّا أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع، و ختمها، و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة، و قال: إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها(2).

فلمّا مضى أبو جعفر عليه السّلام ذكر أبي أنّه لم يخرج من منزله حتّى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان، و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج

ص: 558


1- الحجرات: 12/49.
2- في المصدر: و اعلموا بما فيها، و الظاهر أنّه غير صحيح.

يتفاوضون هذا الأمر.

فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده، و أنّه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه، و يسأله أن يأتيه.

فركب أبي و صار إليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لأبي: ما تقول في هذا الأمر؟

فقال أبي لمن عنده الرقاع: أحضروا الرقاع ؟ فأحضروها، فقال لهم: هذا ما أمرت به، فقال بعضهم: قد كنّا نحبّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر؟

فقال لهم: قد آتاكم اللّه عزّ و جلّ به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة، و سأله أن يشهد بما عنده، فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا، فدعاه أبي إلى المباهلة. فقال: لمّا حقّق عليه، قال: قد سمعت ذلك و هذا مكرمة كنت أحبّ أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم: فلم يبرح القوم حتّى قالوا بالحقّ جميعا(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسين الواسطي:... إنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه... و جعل عبد اللّه بن

ص: 559


1- الكافي: ج 1، ص 324، ح 2. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 71، ح 2، و الوافي: ج 2، ص 382، ح 867، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 312، ح 2348. إرشاد المفيد: ص 328، س 4، بتفاوت. إعلام الورى: ص 111، س 16، بتفاوت. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 119، ح 3. كشف الغمّة: ج 2، ص 377، س 4، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 168، س 9 و 11. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 234، س 14.

المساور قائما على تركته... إلى أن يبلغ علي بن محمد...(1).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام، يقول: إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي...(2).

5 - المسعودي رحمه اللّه: ثمّ خرج [أبو جعفر] عليه السّلام - في السنة التي خرج فيها المأمون إلى «البليدون»...

أشار عليه السّلام إلى أبي الحسن عليه السّلام، و نصّ عليه، و أوصى إليه(3).

6 - النعماني رحمه اللّه:... أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال عليه السّلام: ابني علي...(4).

{607} 7 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى الحميري بإسناده عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: إنّي كنت سألت أباك عن الإمام بعده ؟ فنصّ عليك...(5).

ص: 560


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في (علّة تسمية المهدي عليه السّلام بالقائم و المنتظر)، رقم 610.
3- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
4- كتاب الغيبة: ص 185، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام)، رقم 613.
5- عيون المعجزات: ص 137، س 9. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 396، ح 27. إثبات الوصيّة: ص 244، س 20.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{608} 8 - المسعودي رحمه اللّه: و حدّث الحميري، عن الحسن بن علي بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام: يفضي هذا الأمر إلى أبي الحسن و هو ابن سبع سنين.

ثم قال: نعم! و أقلّ من سبع سنين كما كان عيسى عليه السّلام(1).

{609} 9 - المسعودي رحمه اللّه: و روى الحميري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عثمان الكوفي؛ عن أبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال له: إن حدث بك - و أعوذ باللّه - حادث، فإلى من ؟

فقال: إلى ابني هذا - يعني أبا الحسن عليه السّلام -.

ثم قال: أما إنّها ستكون فترة.

قلت: فإلى أين ؟

فقال: إلى المدينة.

قلت: أيّ مدينة ؟

قال: هذه المدينة، مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هل مدينة غيرها(2)؟

مشابهته لأبيه عليهما السّلام:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه: إنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس

ص: 561


1- إثبات الوصيّة: ص 228، س 22. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 5.
2- إثبات الوصيّة: ص 229، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 7.

أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه... فقال: أشبهني أبو الحسن...(1).

الثامن في الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:
النصّ على إمامته عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي الرضا عليه السّلام، يقول: الإمام بعدي ابني علي... و الإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه ثمّ سكت...(2).

2 - النعماني رحمه اللّه:... أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال عليه السّلام: ابني علي، و ابنا علي...(3).

3 - النعماني رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني؛ عن أبي جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: إذا مات ابني علي، بدا سراج بعده، ثمّ خفي...(4).

ص: 562


1- عيون المعجزات: ص 133، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أولاده عليه السّلام)، رقم 131.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في (علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر)، رقم 610.
3- الغيبة: ص 185، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبة القائم عليه السّلام)، رقم 613.
4- الغيبة: ص 186، ح 37. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبة القائم عليه السّلام) رقم 612.
التاسع في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف:
علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر:

{610} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا عبد الواحد بن محمد العبدوس العطّار رضي اللّه عنه قال: حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يقول: إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت.

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فمن الإمام بعد الحسن ؟

فبكى عليه السّلام بكاء شديدا؛ ثمّ قال: إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر.

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي القائم ؟

قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له: و لم سمّي المنتظر؟

قال: لأنّ له غيبة يكثر أيّامها، و يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يستهزىء بذكره الجاحدون، و يكذب فيها الوقّاتون، و يهلك فيها المستعجلون، و ينجو فيها المسلمون(1).

ص: 563


1- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 518، ح 260، و البحار: ج 50، ص 118، ح 1، و ص 239، ح 1، و ج 51، ص 30، ح 4، و حلية الأبرار: ج 5، ص 73، ح 3، و ص 205، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 410، ح 2417، و الأنوار البهيّة: ص 347، س 9. -

{611} 2 - الراوندي رحمه اللّه: و قال محمد بن علي التقي عليهما السّلام لعبد العظيم [الحسني]:

المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي، و أنّ اللّه ليصالح أمره في ليلة كما أصالح أمر كليمه موسى عليه السّلام، حيث ذهب ليقتبس لأهله نارا. هو سمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كنيّه، تطوي له الأرض.

قيل: و لم سمّي القائم ؟

قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بإمامته.

و سمّي المنتظر، لأنّ له غيبة يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يهلك المستعجلون(1).

الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام:

{612} 1 - النعماني رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن همّام؛ قال: حدّثني أبو عبد اللّه محمد بن عصام، قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: إذا مات ابني علي بدا سراج بعده ثمّ خفى، فويل للمرتاب، و طوبى للغريب الفارّ بدينه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداث فيها النواصي، و الصمّ

ص: 564


1- - كفاية الأثر: ص 279، س 1، بتفاوت. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 230، س 19. إعلام الورى: ج 2، ص 243، س 9، عن حمدان بن سليمان. قطعة منه في (النصّ على إمامة ابنه الهادي، و العسكري عليهما السّلام).

الصلاب(1).(2).

{613} 2 - النعماني رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال: ابني علي، و ابنا علي.

ثمّ أطرق مليّا، ثمّ رفع رأسه، ثمّ قال: إنّها ستكون حيرة.

قلت: فإذا كان ذلك فإلى أين ؟

فسكت ثمّ قال: لا أين - حتّى قالها ثلاثا - فأعدت عليه، فقال: إلى المدينة.

فقلت: أيّ المدن ؟

فقال: مدينتنا هذه، و هل مدينة غيرها؟!

و قال أحمد بن هلال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن بزيع: أنّه حضر أميّة بن علي القيسي، و هو يسأل أبا جعفر عليه السّلام عن ذلك، فأجابه بهذا الجواب(3).

ص: 565


1- قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: سير الصمّ الصلاب كناية عن شدّة الأمر، و تغيّر الزمان حتّى كأنّ الجبال زالت عن مواضعها، أو تزلزل الثّابتين في الدين عنه.
2- الغيبة: ص 186، ح 37. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 3. قطعة منه في (النصّ على إمامة الحسن العسكري عليه السّلام).
3- الغيبة: ص 185، ح 36. عنه البحار: ج 51، ص 156، ح 2. كفاية الأثر: ص 280، س 3. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 4، قطعة منه، و البحار: ج 51، ص 158، ح 6، و حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 4. قطعة منه في (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليه السّلام) و (الحسن العسكري عليه السّلام) و (ابنه القائم (عجّ ).
إنّه هو القائم عليه السّلام و يصالح اللّه أمره في ليلة:

{614} 1 - علي بن محمد الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه، قال:

حدّثنا علي(1) بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن هرون الصوفي، قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني(2)، قال:

حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخلت على سيّدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، و أنا أريد أن أسأله عن القائم أ هو المهدي أو غيره ؟

فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي، الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي.

و الذي بعث محمدا بالنبوّة، و خصّنا بالإمامة، أنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم(3)، لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما(4) و جورا.

و إنّ اللّه تبارك و تعالى ليصالح له(5) أمره في ليلة كما أصالح أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع، و هو نبيّ (6) مرسل.

ثمّ قال عليه السّلام: أفضل فضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج(7).

ص: 566


1- في الإكمال: علي بن أحمد بن موسى الدقّاق.
2- في الإكمال: أبو تراب عبد اللّه موسى الروياني.
3- في الإكمال: يوم واحد.
4- في الإكمال: جورا و ظلما.
5- في البحار: يصالح أمره.
6- في الإكمال: رسول نبيّ .
7- كفاية الأثر: ص 276، س 4. الإمامة و التبصرة: ص 2، س 4، قطعة منه. إكمال الدين: ص 377، ح 1. عنه البحار: ج 51، ص 156، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2415، و إثبات الهداة: ج 3، ص 478، ح 174، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 242، س 4. الصراط المستقيم: ج 2، ص 231، س 2. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، و ف 7، ب 1، (موعظته في انتظار الفرج).
هل يبدو للّه في القائم عليه السّلام ؟:

{615} 1 - النعماني رحمه اللّه: أخبرنا محمد بن همّام، قال: حدّثنا محمد بن أحمد ابن عبد اللّه الخالنجي، قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم(1) الجعفري، قال:

كنّا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام فجرى ذكر السفياني، و ما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم.

فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: هل يبدو للّه في المحتوم ؟

قال: نعم!

قلنا له: فنخاف أن يبدو للّه في القائم ؟

فقال: إنّ القائم من الميعاد، و اللّه لا يخلف الميعاد(2).

ص: 567


1- في البحار: داود بن أبي القاسم.
2- الغيبة: ص 302، ح 10. عنه البحار: ج 52، ص 250، ح 138، بتفاوت، و اثبات الهداة: ج 3، ص 740، ح 123، بتفاوت. قطعة منه في ب 1، (القضاء و القدر و المشيّة).
كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه عليه السّلام:

{616} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: (الفضل بن شاذان) عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن حي بن مروان، عن علي بن مهزيار(1)، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: كأنّي بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت، قائما بين الركن و المقام، بين يديه جبرئيل، ينادي: البيعة للّه؛ فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا(2).

{617} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما.

فقال عليه السّلام: يا أبا القاسم! ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عزّ و جلّ ، و هاد إلى دين اللّه، و لكنّ القائم الذي يطهّر اللّه عزّ و جلّ به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملأها عدلا و قسطا؛ هو الذي تخفى على الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه؛ و يحرم عليهم تسميته، و هو سمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كنيّه؛ و هو الذي تطوي له الأرض، و يذلّ له كلّ صعب.

[و] يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر، ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، من

ص: 568


1- في إثبات الهداة: علي بن مهران.
2- الغيبة: ص 274، س 9. عنه البحار: ج 52، ص 290، ح 30، و اثبات الهداة: ج 3، ص 514، ح 353. قطعة منه في ف 9، ب 2، (ما رواه عليه السّلام عن الملائكة).

أقاصي الأرض، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (1) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص، أظهر اللّه أمره(2).

فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن اللّه عزّ و جلّ ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه، حتّى يرضى اللّه عزّ و جلّ .

قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيّدي! و كيف يعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ قد رضي ؟

قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات و العزّى(3)فأحرقهما(4).

خروج الدجّال:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... شعيب بن غزوان، عن رجل عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:

ص: 569


1- البقرة: 148/2.
2- في كفاية الأثر: أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد.
3- هما الاوّل و الثاني.
4- إكمال الدين: ج 2، ص 377، ح 2. عنه البحار: ج 51، ص 32، ح 6، قطعة منه، و ج 52، ص 283، ح 10، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2416، و وسائل الشيعة: ج 16، ص 242، ح 21466، قطعة منه، و نور الثقلين: ج 1، ص 138، ح 423، و ج 5، ص 159، ح 60، قطعة منه. كفاية الأثر: ص 277، س 10 عن أبي عبد اللّه الخزاعي، قال: أخبرنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، بتفاوت. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 4، و مستدرك الوسائل: ج 12، ص 283، ح 14099. الاحتجاج: ج 2، ص 481، ح 324، مرسلا عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني. عنه البرهان: ج 1، ص 165، ح 14، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 242، س 13. قطعة منه في (أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم القائمون بأمر اللّه)، و ف 6، ب 1، (البقرة: 148/2).

دخل عليه رجل من أهل بلخ.

[فقال عليه السّلام له]: يا خراساني! تعرف وادي كذا و كذا؟

قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟

قال: نعم!

[قال عليه السّلام]: من ذلك يخرج الدجّال...(1).

لا يعبد غير اللّه بعد ظهوره عليه السّلام:

1 - السيّد الشرف الدين الاسترآبادي رحمه اللّه:... علي بن أسباط، قال:... قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إنّ الملك للرحمن اليوم، و قبل اليوم، و بعد اليوم.

و لكن إذا قام القائم عليه السّلام لم يعبد [وا] إلاّ اللّه عزّ و جلّ (2).

الدعاء له عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:... اللهمّ وليّك الحجّة، فاحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك.

و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه، و في ذرّيّته و أهله و ماله، و في شيعته، و في عدوّه.

ص: 570


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 161، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 443.
2- تأويل الآيات الظاهرة: ص 369، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الفرقان: 26/25)، رقم 752.

و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما تحبّ و تقرّ به عينه.

و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين(1).

الدعاء للمنتظرين له عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

«... فأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك، و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

و جدد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك، الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين»(2).

ص: 571


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.
2- مهج الدعوات: ص 65، س 4، ص 81، س 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.

ص: 572

الباب الرابع في المعاد و الحساب و هو يشتمل على سبعة عناوين:

أ - كراهة الموت

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن محمد عليهما السّلام قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات اللّه عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟

قال عليه السّلام: لأنّهم جهلوه فكرهوه، و لو عرفوه و كانوا من أولياء اللّه عزّ و جلّ لأحبّوه، و لعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدنيا...(1).

ب - وحشة القبر

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن سعيد بن جناح قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام في منزله بالمدينة، فقال مبتدئا: من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة في القبر(2).

ص: 573


1- معاني الأخبار: ص 290، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الاستعداد للموت)، رقم 845.
2- الكافي: ج 3، ص 321، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (الركوع)، رقم 635.

ج - الرجعة

{618} 1 - الحضيني رحمه اللّه: حدّثني محمد بن إسماعيل... عن محمد بن المفضّل قال: سألت سيدي أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام... قال المفضّل: يا سيّدي! إلى أين يسير المهدي عليه السّلام ؟

قال: إلى مدينة جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و يحضر السيّد محمد الأكبر رسول اللّه و الصدّيق الأعظم أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة عليهم السّلام إمام بعد إمام و كلّ من محض الإيمان محضا و محض الكفر محضا....

و يقوم محمد بن علي بن موسى عليه السّلام و يشكو إلى جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما نزل به من المأمون إلى أن قتله بالغلمان...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام... فأطال الفكر.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي! أنت، لم طال فكرك ؟

فقال عليه السّلام: فيما صنع بأمّي فاطمة، أما و اللّه! لأخرجنّهما، ثمّ لأحرّقنّهما، ثمّ لأنسفنّهما في اليمّ نسفا...(2).

ص: 574


1- الهداية الكبرى: ص 392، س 11. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 371، ح 1، و البحار: ج 53، ص 1، س 3.
2- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته) رقم 290.

د - سؤال يوم القيامة

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر عليه السّلام لعمّه عبد اللّه بن موسى]:... يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك...(1).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني أبي...

دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فدخل عمّه عبد اللّه موسى....

فقال عليه السّلام: يا عمّ ! اتّق اللّه! اتّق اللّه! إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ و جلّ . فيقول لك: لم أفتيت النّاس بما لا تعلم ؟...(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]:... يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يدي اللّه فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم و في الأمّة من هو أعلم منك...(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال أبو جعفر عليه السّلام: أحدهم يثب على أموال حقّ آل محمد صلوات اللّه عليهم و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه ثمّ يجيء فيقول: اجعلني في حلّ ... و اللّه! ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(4).

ص: 575


1- عيون المعجزات: ص 122، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، [أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى]، رقم 148.
2- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، [أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى]، رقم 149.
3- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
4- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27، يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام)، رقم 655.

5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة... قال:

رافقت أبا جعفر عليه السّلام في أوّل خلافة المعتصم....

و كتب عليه السّلام:... و اعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ سائلك عن مثاقيل الذرّ و الخردل...(1).

ه - أهل الجنّة شبّان

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... إنّ أهل الجنّة كلّهم يكونون شبّانا، و لا يكون فيهم كهل...(2).

و - ما يظهر من حبّ النبيّ ، و آله، عليهم السّلام يوم القيامة

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمدا و عليا... إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك(3).

2 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من اختار قرابات أبوي دينه: محمد و علي عليهما السّلام على قرابات أبوي نسبه، اختاره

ص: 576


1- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 332، ح 199. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 744.

اللّه تعالى على رءوس الأشهاد يوم التناد، و شهّره بخلع كراماته و شرّفه بها على العباد...(1).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي بن موسى عليهم السّلام يقول: من زار قبر أبي عليه السّلام بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(2).

ز - ما يظهر من أثر الأذان يوم القيامة

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران(3) رفعه قال: قال: ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك، أحدهم

ص: 577


1- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السّلام: ص 336، ح 210. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 743.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 698.
3- هو عبد الرحمن بن أبي نجران الذي روى عنه أحمد بن محمد [معجم رجال الحديث: ج 9، ص 302، رقم 6335]. قال النجاشي: روي عن الرضا عليه السّلام [رجال النجاشي: ج 1، ص 235، رقم 622]. عدّه الشيخ في أصحاب الرضا و الجواد عليهما السّلام [رجال الطوسي: ص 380، رقم 9 و ص 403 رقم 7]. قال السيّد الخوئي قدّس سرّه: و في التهذيب [ج 2، ص 347، ح 1440] رواية سعد بن عبد اللّه عن ابن أبي نجران و لازم ذلك بقاء ابن أبي نجران إلى زمان العسكري عليه السّلام لا محالة، و لعلّه مسالم على عدمه. و كيف كان، فالظاهر صحّة ما ذكره الشيخ من كونه من أصحاب الجواد عليه السّلام و إن كان ظاهر كلام النجاشي يعطي اختصاص روايته الرضا عليه السّلام و ذلك لكثرة روايته عن الجواد عليه السّلام. [المعجم: ج 9، ص 300 و 301 رقم 6335].

مؤذّن أذّن احتسابا(1).

ح - الآخرة هي دار القرار

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى أبي في فصل من كتابه: فكأن قد، في يوم أو غد ثمّ «وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ » (2)... و أمّا الآخرة فهي دار القرار(3).

2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و كتب [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]... و لكن من كان هواه هوى صاحبه، و دان بدينه، فهو معه حيث كان، و الآخرة هي دار القرار(4).

ص: 578


1- الكافي: ج 3، ص 307، ح 27. عنه وسائل الشيعة: ج 5، ص 374، ح 6828.
2- آل عمران: 25/3.
3- رجال الكشّي: ص 559، ح 1057. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن حمّاد المروزي)، رقم 890.
4- تحف العقول: ص 456، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أوليائه)، رقم 981.

فهرس العناوين و الموضوعات

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام الباب الأوّل: مولده عليه السّلام: 5

أ - البشارة بولادته عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 5

ب - البشارة بولادته عليه السّلام عن جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام 6

ج - البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام 6

د - تاريخ ولادته عليه السّلام في الأحاديث 6

ه - تاريخ ولادته عليه السّلام في الكتاب و الأقوال 7

و - كيفيّة ولادته عليه السّلام 11

ز - إنّه عليه السّلام الولد الوحيد 13

ح - كلامه عليه السّلام عند ولادته 14

ط - مناغاة أبيه له عليهما السّلام في مهده 15

الباب الثاني: أسماؤه عليه السّلام: 17

أ - نسبه عليه السّلام في الأحاديث 17

ب - نسبه عليه السّلام في الكتاب و الأقوال 19

ج - اسمه عليه السّلام في التوراة 22

د - كنيته عليه السّلام 22

ه - ألقابه عليه السّلام 25

ص: 579

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام: 29

أ - لونه عليه السّلام 29

ب - شعره و حسن وجهه عليه السّلام 30

الباب الرابع: أقاربه عليه السلام: 31

أ - أحوال أمّه عليه السّلام 31

الأوّل في اسم أمّه عليه السّلام في الأحاديث 31

الثاني في شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث 32

الثالث في ما ورد في الكتاب في شأن أمّه و اسمها 32

الرابع في اشتراء أمّه عليه السّلام 35

ب - أزواجه عليه السّلام 37

الأوّل في أسماء أزواجه عليه السّلام 37

الثاني في أحوال أزواجه عليه السّلام 40

ج - أولاده عليه السّلام 43

الأوّل في أسماء أولاده عليه السّلام 43

الثاني في أحوال أولاده عليه السّلام (الإمام علي الهادي عليه السّلام و السيّد موسى المبرقع) 48

د - إخوته و أخواته و أعمامه عليه السّلام 52

الأوّل في إخوته و أخواته عليه السّلام 52

الثاني في أحوال عمّه عليه السّلام، الحسين بن موسى 55

الثالث في أحوال عمّه عليه السّلام، عبد اللّه بن موسى 55

الرابع في أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر 64

ص: 580

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السلام: 69

أ - سنّه حين خروج أبيه الرضا عليهما السّلام، إلى خراسان 69

ب - سنّه عليه السّلام حين تزويجه بأمّ الفضل 69

ج - سنّه عند شهادة أبيه عليهما السّلام 70

د - مدّة إمامته عليه السّلام 70

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها 73

أ - إخبار أبيه الرضا عليهما السّلام بشهادته 73

ب - إخباره عليه السّلام بشهادته 73

ج - إخبار ابنه الهادي عليهما السّلام بشهادته 74

د - وصيّته عليه السّلام 77

ه - مدّة عمره الشريف و تاريخ شهادته عليه السّلام 78

و - كيفيّة شهادته عليه السّلام 87

ز - الصلاة عليه عليه السّلام 93

ح - مدفنه صلوات اللّه و سلامه عليه 93

الفصل الثاني في فضائله عليه السلام الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السلام: 101

أ - النصّ على إمامته عن اللّه تبارك و تعالى في لوح فاطمة عليهما السّلام 101

ب - النصّ على إمامته عن الخضر عليهما السّلام 103

ج - النصّ على إمامته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 103

د - النصّ على إمامته عن الحسين بن علي 113

ه - النصّ على إمامته عن علي بن الحسين 114

و - النصّ على إمامته عن الباقر عليهما السّلام 114

ص: 581

ز - النصّ على إمامته عن الصادق عليهما السّلام 115

ح - النصّ على إمامته عن الكاظم عليهما السّلام 118

ط - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا قبل ولادته عليهما السّلام 120

ي - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته 127

ك - النصّ على إمامته عن ابنه الهادي عليهما السّلام 138

ل - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن عبّاس 139

م - النصّ على إمامته عليه السّلام عن زيد بن علي 140

ن - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن طلحة 140

س - النصّ على إمامته عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهم السّلام 141

ع - النصّ على إمامته عليه السّلام في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة 141

الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السلام: 143

أ - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام في لوح فاطمة عليها السّلام 143

الأوّل في النصّ عليه عليه السّلام و أنّه موضع سرّ اللّه و حجّته على خلقه 143

الثاني في النصّ عليه و أنّه وارث علم اللّه 144

الثالث في النصّ عليه و أنّه الذابّ عن حريم اللّه 145

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام موضع سرّ اللّه و معدن علمه 146

الخامس في النصّ عليه، و أنّه شبيه جدّه عليهما السّلام 146

ب - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 147

الأوّل في النصّ عليه و وجود نوره عليه السّلام في العرش 147

الثاني في النصّ عليه و أنّ اسمه عليه السّلام مكتوب على العرش 154

الثالث في النصّ عليه و أخذ العهد و الميثاق عليه عليه السّلام 155

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام المرغّب في اللّه 156

الخامس في النصّ عليه و إعطاء اللّه إيّاه علم النبيّ عليهم السّلام 156

ص: 582

السادس في النصّ عليه و طهارته و عصمته عليه السّلام 157

السابع في النصّ عليه و شفاعته عليه السّلام للشيعة 158

الثامن في النصّ عليه و إنّه عليه السّلام من أعلام الهدى 158

ج - النصّ عليه و مناقبه عن الإمام الصادق عليهما السّلام 159

الأوّل في النصّ عليه و وجوده قبل خلق آدم عليهما السّلام 159

الثاني في النصّ عليه و رؤية إبراهيم عليهما السّلام نوره في جنب العرش 160

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 161

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام الناطق بالقرآن 162

الخامس في النصّ عليه عليه السّلام و أنّ عنده الحقّ 162

د - النصّ على إمامته و مناقبه عن الإمام الرضا عليهما السّلام 163

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام يفرّق بين الحقّ و الباطل 163

الثاني في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام محي الحقّ و ما حي الباطل 164

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث أبيه عليهما السّلام 166

الرابع في النصّ على إمامته عليه السّلام في صباوته 167

الخامس في النصّ عليه و مخاطبة أبيه إيّاه عليهما السّلام بالتعظيم و هو صبيّ 169

السادس في النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 170

السابع في النصّ عليه و بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام 171

ه - النصّ على امامته و مناقبه عن الإمام الحسن العسكري عليهما السّلام 172

الأوّل في النصّ عليه و أثر قدمه عليه السّلام على البساط 172

و - النصّ عليه و اسمه عليه السّلام في التوراة 173

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام طويل الأثر 173

الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السلام: 175

أ - وجود نوره عليه السّلام في العرش 175

ص: 583

ب - علائم إمامته عليه السّلام 176

ج - ما ظهر حين ولادته عليه السّلام 178

د - إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين 179

ه - إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه 181

و - تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام 182

ز - عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 184

ح - إنّه عليه السّلام هو المراد من آية النور 185

ط - تحيّة المهدي له عليهما السّلام حين ولادته 186

ى - إنّه عليه السّلام قائد الأمّة و سائقها 187

ك - إنّه عليه السّلام منزل أهل الجنّة في درجاتهم 188

ل - ثمرة الأخذ بولايته عليه السّلام 188

م - تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام 190

ن - عنده عليه السّلام الاسم الأعظم 192

س - إنّه عليه السّلام كان محدّثا 193

ع - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا 193

ف - علمه عليه السّلام في التوحيد 194

ص - علمه عليه السّلام بما في الأرحام 195

ق - جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة 196

ر - علمه عليه السّلام بأنساب الناس 197

ش - تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة 197

ت - علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات 198

س - علمه عليه السّلام بسبب شهادته 199

ص: 584

الباب الرابع في معجزاته عليه السلام: 201

أ - معجزته عليه السّلام في أيّام طفولته 201

الأوّل - كلامه عليه السّلام عند ولادته 201

الثاني - خطبته البليغة 202

الثالث - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا 208

ب - استجابة دعائه عليه السّلام 210

الأوّل - لأبي هاشم الجعفري 210

الثاني - لدفع الزلازل بالأهواز 211

الثالث - لصهر بكر بن صالح 212

الرابع - على أمّ الفضل 213

الخامس - على عمر بن الفرج الرخجي 213

السادس - على المعتصم و وزرائه 215

ج - طيّ الأرض له عليه السّلام 216

الأوّل - إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام 216

الثاني - إلى بيت المقدس 226

الثالث - مع رجل شامي و نجاته عن الحبس 227

الرابع - مع أبي يزيد البسطامي 230

الخامس - طىّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة 233

د - شفاء الأمراض 233

الأوّل - شفاء العين 233

الثاني - شفاء ريح الركبة 237

الثالث - شفاء العرق المدني 238

الرابع - شفاء البهق و وجع الخاصرة 239

الخامس - شفاء الأصمّ 240

ص: 585

ه - تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام 240

و - معجزته عليه السّلام في الحيوانات 242

الأوّل - معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة 242

الثاني - معرفته عليه السّلام بمنطق الثور 243

الثالث - تكلّمه عليه السّلام مع الشاة 244

الرابع - تكلّمه عليه السّلام مع الثور 244

الخامس - مسحه السباع و تذلّلها له عليه السّلام 245

ز - معجزته عليه السّلام في الأشجار 246

الأوّل - إثمار السدرة اليابسة 246

الثاني - تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر 248

الثالث - صيرورة ورق الزيتون ورقا في كفّه عليه السّلام 249

ح - معجزته عليه السّلام في الجمادات 250

الأوّل - انفراج الحائط له عليه السّلام 250

الثاني - التقاء طرفي الدجلة و الفرات له عليه السّلام 250

الثالث - توقّف كلّ سفينة بإلقاء خاتمه عليه السّلام 252

الرابع - إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة 252

الخامس - إذابة القصعة الصينيّة و ردّها إلى حالها 253

السادس - إخراج سبيكة الذهب من التراب 253

السابع - مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار 254

الثامن - طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه 254

ط - معجزته عليه السّلام في الموتى 255

الأوّل - إحياء الموتى 255

الثاني - إحضاره عليه السّلام الميّت 255

ى - معجزته عليه السّلام في عدم تأثير السيف عليه 256

ص: 586

ك - معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق 258

م - علمه عليه السّلام بما في الضمير 259

ن - إخباره عليه السّلام بالمغيبات 265

الأوّل - إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير 265

الثاني - إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا 281

الثالث - إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية 283

الرابع - إخباره عليه السّلام بالوقائع الحالية 290

الخامس - إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية 292

السادس - إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة 303

س - إخباره عليه السّلام بالآجال 310

الأوّل - إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام 310

الثاني - إخباره بشهادته عليه السّلام 314

الثالث - إخباره عليه السّلام بموت يحيى بن أبي عمران 316

ع - معجزة قبره الشريف عليه السّلام 317

الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السلام: 319

أ: زيارته عليه السّلام 319

الأوّل في فضل زيارته عليه السّلام 319

الثانى - زاره الإمام المهدي عليهما السّلام في ليالي الجمعة 321

الثالث في منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السّلام 323

الرابع في كيفيّة زيارته عليه السّلام 323

الخامس في كيفيّة الصلاة عليه عليه السّلام 336

السادس في وداعه بعد زيارته عليه السّلام 339

ب: التوسّل به عليه السّلام 343

ص: 587

الأوّل - لأداء الدين 343

الثاني - للاستغناء 343

الثالث - للخلاص من الأسر 344

الرابع - لدفع الوباء و الطاعون 345

الخامس - لسرعة الإجابة 345

السادس - توسّل الملائكة به عليه السّلام 346

السابع - في عالم الرؤيا 347

الثامن في الساعة المخصوصة 348

التاسع في الأدعية 351

العاشر - للميّت 359

الباب السادس ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السلام: 361

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة الباب الأوّل في سيره و سننه عليه السلام: 367

أ - سننه في الزي و التجمّل 367

الأوّل في لباسه عليه السّلام 367

الثاني في خاتمه عليه السّلام 369

الثالث في بساطه عليه السّلام 370

الرابع في مسكنه عليه السّلام 371

الخامس في مركبه عليه السّلام 371

السادس في سواكه عليه السّلام 373

السابع في فصده عليه السّلام 373

ص: 588

الثامن في استحمامه عليه السّلام و خضابه بالحنّاء 374

ب - سننه عليه السّلام في الأكل و الضيافة 375

الأوّل في طعامه عليه السّلام 375

الثاني في غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام 376

الثالث في أكله عليه السّلام مع الجماعة 377

الرابع في الإجابة لدعوة الطعام 378

ج - سننه عليه السّلام في العبادات 379

الأوّل في صلاته عليه السّلام 379

صلاته عليه السّلام المخصوصة 379

قراءته عليه السّلام نافلة المغرب 379

صلاته عليه السّلام في نعليه 380

صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد 381

صلاته على جنازة أبيه عليهما السّلام 383

صلاته عليه السّلام في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و مسجد الكوفة و بيت فاطمة عليها السّلام 383

لباسه عليه السّلام في الصلاة 384

الثاني في صومه عليه السّلام 385

يوم النصف و السابع و العشرين من رجب 385

الثالث في حجّه عليه السّلام 385

حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق 385

حجّه عليه السّلام متمتّعا 385

حجّه عليه السّلام بلا زاد و لا راحلة 386

عدم استظلاله عليه السّلام حين الإحرام 386

طوافه عليه السّلام بالبيت 386

حجّه عليه السّلام في خلافة المعتصم 387

ص: 589

وداعه عليه السّلام البيت و استلامه الركن 387

طواف النساء و شربه عليه السّلام من ماء زمزم 388

تقصيره عليه السّلام من الناصية 388

رميه عليه السّلام الجمار 389

سلامه عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره 389

مجيئه إلى خراسان لزيارة أبيه عليهما السّلام 390

تفله عليه السّلام في المسجد الحرام 390

الرابع في صدقته عليه السّلام 391

صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد 391

الخامس في دعائه عليه السّلام 392

دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان 392

مدّ يديه عليه السّلام حين الدعاء 392

دعاؤه عليه السّلام عند العطاس 393

دعاؤه عليه السّلام حين مشاهدة الجنازة 393

السادس في تسبيحه عليه السّلام 393

السابع في استخارته عليه السّلام 394

الثامن في يمينه عليه السّلام 394

د - سننه في معاشرته عليه السّلام مع الاسرة 395

تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين 395

الثاني في أمره عليه السّلام بابتياع الجارية 395

الثالث في حضانته عليه السّلام 396

الرابع مع أزواجه عليه السّلام 396

اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض 396

تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه 397

ص: 590

الخامس مع أولاده عليه السّلام 397

تعويذه لابنه عليهما السّلام 397

ملاطفته عليه السّلام مع أولاده 397

مؤدّب ولده عليه السّلام 398

السادس في غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه 398

السابع في وصيّته عليه السّلام 401

الثامن في تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام 401

التاسع في الندبة عليه و على أبيه عليهما السّلام 403

العاشر في مطالبة أموال أبيه عليهما السّلام 404

الحادي عشر في أداء دين أبيه عليهما السّلام 404

الثاني عشر في بكائه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام 404

ه - معاشرته عليه السّلام مع الناس 405

الأوّل في سلامه عليه السّلام على الناس 405

الثاني في عفوه و ترحّمه عليه السّلام 405

الثالث في عتقه عليه السّلام المملوك 408

الرابع في هديّته و عطائه عليه السّلام 409

اهداؤه عليه السّلام اللباس 409

هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه 411

قبول الدنانير من رجل واقفي 411

اعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها 412

الخامس في شفاعته عليه السّلام للناس 413

السادس في عيادته عليه السّلام المرضى 413

السابع في دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس 414

الثامن في ضحكه عليه السّلام و تبسّمه 415

ص: 591

التاسع في معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلامية 415

العاشر في قطعه عليه السّلام الشعر من القرطاس و حبسه عنده 416

الحادي عشر في معاشرته عليه السّلام مع اللعب و اللاعب 417

إعراضه عليه السّلام عن اللعب و آلاته 417

عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء 417

وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون 418

لعبه عليه السّلام بالتراب 418

الثاني عشر في استيذانه عليه السّلام عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة 419

و - معاشرة الناس معه عليه السّلام 419

الأوّل في هدايا الناس إليه عليه السّلام 419

الثاني في تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام 420

الثالث في تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام 421

الرابع في تسوية الناس نعليه عليه السّلام 422

الخامس في تعزية الناس ايّاه في شهادة أبيه عليهما السّلام 422

الباب الثاني في أحواله عليه السلام مع خلفاء زمانه: 423

أ - خلفاء زمانه عليه السّلام 423

ب - أحواله عليه السّلام مع المأمون 423

ج - أحواله عليه السّلام مع المعتصم 446

د - أحواله عليه السّلام مع المتوكّل 455

الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السلام: 457

أ - الممدوحين 457

الأوّل - إبراهيم بن أبي محمود 457

ص: 592

الثاني - إبراهيم بن محمد الهمداني 457

الثالث - أبوا جعفر و موسى 458

الرابع - أبو شيبة الأصبهاني 459

الخامس - إسحاق الأنباري 459

السادس - إسحاق بن إبراهيم 459

السابع - إسماعيل بن الخطّاب 460

الثامن - إسماعيل بن موسى 460

التاسع - جندب بن جنادة، المكنّى بأبي ذر الغفاري 460

العاشر - الحسن بن العبّاس بن الحريش 461

الحادي عشر - الحسن بن محمد بن عمران 461

الثاني عشر - الحسين بن موسى، عمّه عليه السّلام 461

الثالث عشر - خيران الخادم 462

الرابع عشر - زكريّا بن آدم، المكنّى بأبي يحيى 462

الخامس عشر - سعد بن سعد القميّ 463

السادس عشر - سلمان الفارسي 463

السابع عشر - صفوان بن يحيى 464

الثامن عشر - صهر بكر بن صالح 465

التاسع عشر - عبد اللّه بن الصلت القميّ ، المكنّى بأبي طالب القميّ 466

العشرون - عبد اللّه بن المساور 466

الحادي و العشرون - عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي 466

الثاني و العشرون - عبد الحميد بن سالم 467

الثالث و العشرون - عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري 467

الرابع و العشرون - علي بن جعفر، عمّ أبيه عليهما السّلام 468

الخامس و العشرون - علي بن حديد 468

ص: 593

السادس و العشرون - علي بن مهزيار 469

السابع و العشرون - عمّار بن ياسر 471

الثامن و العشرون - محمد بن إبراهيم 471

التاسع و العشرون - محمد بن إبراهيم الحضيني 471

الثلاثون - محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي و أبيه 472

الحادي و الثلاثون - محمد بن إسماعيل بن بزيع 472

الثاني و الثلاثون - محمد بن أورمة 472

الثالث و الثلاثون - محمد بن سنان 473

الرابع و الثلاثون - محمد بن الفرج 474

الخامس و الثلاثون - المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي 475

السادس و الثلاثون - موسى بن القاسم 475

السابع و الثلاثون - هشام بن الحكم 475

الثامن و الثلاثون - يونس بن عبد الرحمن 476

التاسع و الثلاثون - رجل من بني هاشم 478

الأربعون - رجل غير معلوم 479

الحادي و الأربعون - بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري 480

ب - المذمومين على لسانه عليه السّلام 480

الأوّل - أحمد بن محمد السيّاري 480

الثاني - ابن أبي الزرقاء 480

الثالث - أبو السمهري 481

الرابع - أبو الغمر 482

الخامس - جعفر بن واقد 482

السادس - صالح بن محمد بن سهل 482

السابع - صفوان بن يحيى 483

ص: 594

الثامن - عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى 483

التاسع - قاسم الحذّاء 484

العاشر - محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه 485

الحادي عشر - محمد بن سنان 486

الثاني عشر - هاشم بن أبي هاشم 486

الثالث عشر - هشام بن إبراهيم العبّاسي 486

الرابع عشر - الواقفة 487

الخامس عشر - الزيديّة و الواقفة و النصّاب 487

السادس عشر - الخرّميّة 487

الباب الرابع ثقاته عليه السلام و غيرهم: 489

أ - ثقاته عليه السّلام 489

ب - أصحابه عليه السّلام 489

ج - وكلاؤه عليه السّلام 490

د - شعراؤه عليه السّلام 491

ه - بوّابه عليه السّلام 492

الفصل الرابع في العقائد الباب الأوّل في التوحيد: 497

أ - معنى التوحيد 497

ب - صفاته و أسماؤه عزّ و جلّ 500

ج - القضاء و القدر و المشيّة 507

ص: 595

الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها: 509

أ - الأنبياء و المرسلون عليهم السّلام 509

الأوّل في عدد الأنبياء عليهم السّلام و المرسلين منهم 509

الثاني في أنّهم عليهم السّلام لم يشركوا باللّه عزّ و جلّ طرفة عين 509

الثالث في أنّهم عليهم السّلام لا يشكّون في نبوّتهم 510

الرابع في ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام 510

الخامس في أنّهم عليهم السّلام و الملائكة في الجنّة 511

السادس في أنّ أرواحهم و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم بعد الموت 511

ب - بعض الأنبياء السلف عليه السّلام 513

الأوّل في آدم عليه السّلام أبي البشر 513

كيفيّة جسده عليه السّلام بعد الخلقة 513

حلق رأسه عليه السّلام في الحجّ 513

الثاني في أنّ حزقيل النبيّ عليه السّلام من شيعة الأئمّة عليهم السّلام 514

الثالث في أنّ داود استخلف سليمان عليهما السّلام و هو صبيّ 514

الرابع في ملاقات ذي القرنين و إبراهيم عليهما السّلام بعد الحجّ 515

الخامس في أنّ ذا الكفل النبيّ عليه السّلام من المرسلين و كان يقضي بين الناس 516

السادس في مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكائه في صباوته 516

ج - خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 517

الأوّل في علّة تسميته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي 517

الثاني في مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 519

الثالث في نزول الروح عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 519

الرابع في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين 520

الخامس في صلاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نفره الى مكّة 520

السادس في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر 520

ص: 596

السابع في منبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القيامة 520

الثامن في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة أحد 521

التاسع في مبايعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النساء 521

العاشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر نسائه بقضاء الصوم في الاستحاضة 522

الحادي عشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقرّ نكاح زينب مع أبي العاص 522

الثاني عشر في فضل زيارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 522

الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها: 525

أ - الإمامة و الولاية العامّة 525

الأوّل في كيفيّة خلقهم و اصطفائهم عليهم السّلام و جعلهم الأمناء 525

الثاني في كيفيّة خلقهم عليهم السّلام في بطون أمّهاتهم 525

الثالث في ايتائهم عليهم السّلام الحكم صبيّا 526

الرابع في أنّهم عليهم السّلام خزّان علم اللّه 527

الخامس في أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم أصحاب الأعراف 527

السادس في أنّ لهم عليهم السّلام شأنا في ليالي الجمعة 527

السابع في أنّ عندهم سلاح رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين 528

الثامن في علامة الإمام عليه السّلام 529

التاسع في دعوة الإمام عليه السّلام 529

العاشر في الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام 530

الحادي عشر في أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام عليه السّلام 531

الثاني عشر في أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام 531

الثالث عشر في أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام 532

الرابع عشر في أنّهم عليهم السّلام القائمون بأمر اللّه عزّ و جلّ 534

ص: 597

الخامس عشر في أنّهم عليهم السّلام حجج اللّه على عباده 534

السادس عشر في أنّهم عليهم السّلام الذين إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه 535

السابع عشر في أنّ أموالهم عليهم السّلام في الآخرة مذخورة 535

الثامن عشر في معرفتهم عليهم السّلام بمنطق الطير 536

التاسع عشر في أنّ من دخل في حزبهم عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة 536

العشرون في أنّهم عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ ...» 536

الحادي و العشرون في الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة الزهراء عليهم السّلام 537

الثاني و العشرون في ذكر أبي جعفر الجواد، الأئمّة عليهم السّلام في قنوته 538

الثالث و العشرون في التوسّل بهم عليهم السّلام بعد الصلوات 539

الرابع و العشرون ما يقال للإمام عليه السّلام عند العطاس 540

الخامس و العشرون في أنّ الروح معهم عليهم السّلام 540

السادس و العشرون في لزوم اتّباع أمرهم عليهم السّلام 541

ب - الإمامة و الولاية الخاصّة 541

الأوّل في الخمسة النجباء عليهم السّلام 541

خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام 541

ثمرة حبّ محمد و علي عليهما السّلام في القيامة 542

إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليا عليه السّلام أبوا دين المؤمنين 542

الثاني في الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام 543

هو الذي اتّبع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و له عليه السّلام تسع سنين 543

تعليم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة من العلم 543

عقد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن 544

إنّه غسّل النبيّ صلوات اللّه عليهما 544

ص: 598

مبلغ سنّه عليه السّلام 545

الثالث في فاطمة الزهراء عليها السّلام 545

صداقها عليها السّلام 545

عقاب قاتليها عليها السّلام 545

الصلاة في بيتها عليها السّلام 546

الرابع في الإمامين الحسن و الحسين عليهما السّلام 546

ذرّيّة فاطمة خاصّ للحسن و الحسين عليهم السّلام 546

عدم توفيق قاتلي الحسين عليه السّلام لصوم و لا فطر 547

فضل زيارة الحسين عليه السّلام 547

أعظم المصائب بعد عاشوراء مصيبة فخّ 548

الخامس في الإمامين الباقر و الصادق عليهما السّلام 548

السادس في الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام 548

علّة تسميته بالرضا عليه السّلام 548

هو عليه السّلام خير من صلّى على الأرض 550

نزول البركة بدعائه عليه السّلام 550

كيفيّة تلبّسه عليه السّلام بثوب جديد 550

دواؤه عليه السّلام 551

خاتم أبيه عليه السّلام 552

قاتله عليه السّلام، المأمون 553

فضل زيارته عليه السّلام 553

السابع في الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السّلام 557

النصّ على إمامته عليه السّلام 557

مشابهته لأبيه عليهما السّلام 561

ص: 599

الثامن في الإمام الحسن العسكري عليه السّلام 562

النصّ على إمامته عليه السّلام 562

التاسع في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف 563

علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر 563

الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام 564

إنّه هو القائم عليه السّلام و يصالح اللّه أمره في ليلة 566

هل يبدو للّه في القائم عليه السّلام ؟ 567

كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه عليه السّلام 568

خروج الدجّال 569

لا يعبد غير اللّه بعد ظهوره عليه السّلام 570

الدعاء له عليه السّلام 570

الدعاء للمنتظرين له عليه السّلام 571

الباب الرابع في المعاد و الحساب: 573

أ - كراهة الموت 573

ب - وحشة القبر 573

ج - الرجعة 574

د - سؤال يوم القيامة 575

ه - أهل الجنّة شبّان 576

و - ما يظهر من حبّ النبيّ ، و آله،: يوم القيامة 576

ز - ما يظهر من أثر الأذان يوم القيامة 577

ح - الآخرة هي دار القرار 578

ص: 600

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.