المؤلف: محمد بن علي الاسترابادي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم
الطبعة: 1
الموضوع : رجال الحديث
تاريخ النشر : 1422 ه-.ق
ISBN (ردمك): 964-319-301-2
ص: 1
منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال
تأليف: الرجالي الكبير
میرزا محمد بن علي الأسترابادي
المتوفی سنة 1028 ه
الجزء الأول
تحقيق : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
جميع الحقوق محفوظة ومسجّلة
لمؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث
مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث
قم - دور شهر (خیابان فاطمي) كوچه 9 - پلاك 5
ص . ب . 37185/996 - هاتف 4 - 7730001
ص: 4
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربّ العالمين الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصي نَعمَاءَه العادّون.
والصلاة والسلام على النبيّ محمّد صلی اللّه علیه و آله عبده ورسوله وخليفته في أرضه وحافظ سرّه ومبلّغ رسالاته وسيّد مخلوقاته.
وبعدُ ، فقد تواتر الأثر وتكاثر الخبر عن سيّد الإنس والبشر صلی اللّه علیه و آله ممّا دُوِّن في كتب الفضائل والمناقب وشاع ذكره واشتهر أمره لدى جميع المذاهب بطرق مختلفة وأسانيد متعدّدة قوله صلی اللّه علیه و آله :
« إنّي تارك فيكم الثَقَلين أحدهما أكبر من الآخر : كتابَ اللّهِ حبلٌ ممدودٌ من السماءِ إلى الأرض وعترتي أهلَ بيتي ، وإنّهما لَنْ يفترقا حَتّى يَرِدا عَليَّ الحوض » (1).
ص: 5
وغيرُ خفيٍّ على جُلِّ المسلمين بَل كُلِّهم وبجميع مذاهبهم واختلاف آرائهم اهتمام صاحب الرسالة وشدّة اعتنائه بأهل بيته ، هذا حيث يظهر منه في المواضع المتفرّقة والمواطن المتعدّدة ممّا رواه عنه العامّ والخاص وأطبق على نقله المخالف والمؤالف ممّا هو مدوّن في محالّه ومذكور في مظانّه ، ومنه الحديث المشار إليه المنقول عنه بألفاظ متشابهة ومعان متقاربة ، حيث قرن صلی اللّه علیه و آله عترَتَه وأهلَ بيته بكتاب اللّه المنزل عليه والمتلى على مسامعه ، فهما صاحبان مصطحبان في طريق واحد وينتهيان ويؤولان إلى مصبّ فارد.
وَلِمَ لا يكونون كذلك أو يتّصفون بذلك وإنّهم لَلمنعوتون على لسان أمير المؤمنين علیه السلام بقوله :
« هُم عيشُ العلم وموتُ الجهل ، يُخبِرُكم حِلمُهُم عن علمهم وصمتُهُم عن حِكَمِ منطِقِهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه ، دعائم الإسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحقُّ إلى نِصابه وانزاح الباطلُ عن مُقامه ، عقلوا الدين عَقلَ وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية ، فإنّ رواة العلم كثير ورُعاتُه قليل » (1).
فعترة رسول اللّه وأهلُ بيته صلوات اللّه عليهم كما أنّهم إمتداد لجدّهم الرسول صلی اللّه علیه و آله نسباً وتأصّلاً كذلك هم الامتداد له شرفاً وأدباً وعلماً ، يبلّغون
ص: 6
ما بلّغ به وينهون عَمّا نهى عنه ، مستنّين بسُنَّته متخلِّقين بأخلاقه ، لا يحيدون عنه ولا يزيغون.
ولذا كانوا صلوات اللّه عليهم مصداقاً لمفهوم السُنّة الشريفة التي تعدّ ثاني مصدر من مصادر التشريع الإسلامي بعد كتاب اللّه عزّوجلّ.
ولمّا كانت السُنّة بما فيها قول المعصوم وفعله وتقريره - كما عرّفها أرباب الفقه وأصحاب الإستنباط وكُتّاب الاُصول - على هذه الأهمّية ، كان لا بُدّ من إحراز صدورها عن المعصوم علیه السلام من خلال الإطمئنان الكامل والتام بصحّة سند المرويّات عنهم علیهم السلام المدوّنة في المجامع الحديثيّة والّتي تكون بطبعها حاكية عن السُنّة.
وهذا بالطبع لا يتيسّر لكلِّ مستنبط إلاّ إذا كانت له إحاطةٌ تامةٌ برجال السند ورواة الأخبار ونقلة الآثار ، والتعرّف على شؤونهم وشجونهم ، وأنّهم أهلٌ للإعتماد على نقلهم والركون إلى قولهم.
ومنشأ هذا الترديد وذلك التشكيك يظهر بوضوح لمن استقرأ المجامع الحديثيّة وتتبّع ما استُودِع فيها من الأخبار وطرقها وأسانيدها ، فإنّه سيطمئن إلى رجال موثوق بهم يعتمد على نقلهم ، كما أنّه سوف يتجنّب رجالاً طعن فيهم تترك مروياتهم ، ويبقى متردّداً في قسم ثالث منهم إنْ لم يُساووا القسمين الأوّلين عدداً فلا يقلّون عنهم كثيراً ، وهم مَن لم يعلم حالهم ولم يتبيّن شأنهم ، وهم المشار إليهم بالمجاهيل الذين ينظر في أمرهم وأنّهم هل يندرجون ضمن الطائفة الاُولى فيؤخذ بقولهم ويعتمد على نقلهم ، أو أنّهم خارجون عنها وهذا ما يعني عدّهم في الطائفة الثانية فتُترك مرويّاتهم ، وهذا أمر نسبي ينقاد إلى سعي المستنبط واجتهاده ، فلربما
ص: 7
تتوفّر لديه جملةٌ من القرائن التي تعزّز لديه الثقة ببعض الرواة فيسكن إلى نقلهم ، أو العكس فتنعكس النتيجة.
وبمجمل ما بيّناه يعلم إجمالاً الحاجة إلى علم الرجال ، ألا وهي التعرّف على طرق الأخبار وسند الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها ومقبولها من مرفوضها ، مضافاً إلى تبويب طبقاتها وتمييز مشتركاتها وتشخيص مجاهيلها ... إلى غير ذلك ممّا يهمّ المستنبط ويلبّي حاجته ويحقّق رغبته ممّا هو مذكور في مَحلّه.
ولهذه الأهميّة أولى العلماء رضوان اللّه عليهم إهتماماً شديداً بهذا العلم حتّى تبحّروا فيه ، فتراهم ما بين مصنّف ومؤلّف ، أو باحث ومترجم ، أو شارح ومعلّق ، حسب ما جادت به قرائِحُهم ودَعَت إليه رغبتُهم.
وغيرُ مبالغ فيه إنِ ادّعينا أنّ عدد ما اُلّف أو صُنّف في الرجال لدى الشيعة قد يصل إلى المئات ، ولعلّ خير شاهد على ذلك ما قام به العالم الحجّة الشيخ آقا بُزرگ الطّهراني صاحب الذريعة 5 ، حيث ألّف كتاباً أسماه : « مصفّى المقال في مصنّفي علم الرجال » وهو فهرست استقصى فيه رحمه اللّه تراجم أحوال من اشغل فكره وأجرى قلمه في هذا العلم تأليفاً أو ترجمة أو رسالة أو شرحاً وتعليقاً ، لعلمائنا الأقدمين ومَن لم يدركهم من المتأخّرين ، وأيضاً ذكر فيه من أعاظم علماء الشيعة مَن لم يكتف بتأليف واحد من الرجال ، بل ثنّاها وعزّزها بثالث فما زاد ، مثل الشيخ أبي جعفر الصدوق المتوفّى 381 ه- والشيخ أبي جعفر الطوسي المتوفّى 460 ه- رضوان اللّه عليهما ، وغيرهما من العلماء قدّس اللّه أسرارهم.
وها هي مؤسّسة آلِ البيت علیهم السلام وهي الدؤوبة دائماً وأبداً على نشر
ص: 8
تراثهم صلوات اللّه عليهم حِرصاً منها على ذلك تُقدّم ضمن جدول أعمالها - كما أسلفت الوعد بذلك - تحقيق أهمِّ ما اُلّف من الجوامع الرجاليّة في القرن العاشر الهجري ، ألا وهو كتاب « منهج المقال في تحقيق أحوالِ الرجال » والموسوم بالرجال الكبير للميرزا محمّدِ بن عليّ بن إبراهيمِ الإسترآبادي المتوفّى سنة 1028 ه- ، وعلى هامشه « التعليقة البهبهانيّة » للاُستاذ الأكبر محمّد باقر بن محمّد أكمل المعروف بالوحيد البهبهاني المتوفّى في 1206 ه-.
ص: 9
هو السيّد السند الفاضل الكامل المحقّق المدقّق الميرزا محمّد بن عليّ بن إبراهيم الإسترآبادي أصلاً ، الغروي ثمّ المكّي جواراً ومدفناً.
هذا هو المعروف والمشهور من نسبه لدى العلماء وأصحاب التراجم ، إلاّ أنّ السيّد مصطفى التفرشي الّذي كان معاصراً للمؤلّف ترجم له بعنوان : « محمّد بن علي بن كيل الإسترآبادي (1) » ، وتبعه على ذلك نقلاً عنه الوحيد البهبهاني في تعليقته على المنهج إلاّ أنّ فيها بدل كيل : وكيل (2).
والشيخ أبو علي الحائري بعد أنْ حذا حذو اُستاذه الوحيد حيث عنونه في المنتهى نقلاً عنه : « محمّد بن علي بن كبل الإسترآبادي » قال : كذا نقل في التعليقة عن النقد في نسبه ، والموجود فيه وفي غيره ورأيته في آخر رجال الميرزا نقلاً عن خطّه : « ابن عليّ بن إبراهيم » (3).
هذا بالنسبة لنسبه ، وأمّا وصفه ب- « الميرزا » فهو المعروف بين الرجاليّين بحيث متى ما اُطلقت هذه الكلمة عندهم انصرفت إليه.
ص: 10
تتلمذ الميرزا محمّد الإسترآبادي على مجموعة من فطاحل العلماء في وقته ، منهم :
(1) العالم الربّاني والفقيه المحقّق الصمداني المولى أحمد بن محمّد الأردبيلي المشتهر بالمقدّس الأردبيلي ، صاحب كتاب مجمع الفائدة والبرهان ، توفّي في صفر سنة 993 ه- ودفن 5 في الروضة المقدّسة لمولانا أمير المؤمنين علیه السلام .
(2) الفقيه المحقّق الشيخ ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ نور الدين علي بن عبدالعالي المشتهر بابن مفلح العاملي الميسي ، المتوفّى سنة 1032 ه- ، وهو شيخه في الرواية كما صرّح به الخوانساري في الروضات (1) ، وكذا يظهر من آخر منهج المقال وتلخيص المقال.
(3) السيّد يوسف بن محمّد بن محمّد بن زين الدين الحسيني العاملي الشامي ، صاحب كتاب ترتيب اختيار الكشّي وكتاب جامع الأقوال الّذي فرغ منه سنة 982 ه-.
(4) العالم الجليل السيّد أبو محمّد محسن بن المير شرف الدين علي بن المير غياث الدين منصور بن المير صدر الدين محمّد الحسيني الشيرازي الدشتكي.
ص: 11
تلمّذ عليه مجموعة من علماء الطائفة وأهل العلم والفضيلة ، منهم :
(1) العالم المحقّق والفقيه المتبحّر محمّد أمين بن محمّد شريف الأخباري الإسترآبادي المدعو بالمولى ، صاحب كتاب الفوائد المدنيّة ، المتوفّى سنة 1033 ه- ، وكان صهراً للميرزا الإسترآبادي.
(2) الشيخ الجليل الفاضل النبيل المحقّق المدقّق الفقيه فخر الدين أبو جعفر محمّد بن الشيخ حسن بن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ، صاحب كتاب استقصاء الاعتبار ، توفّي سنة 1030 ه-.
(3) أبو الحسن بن عبداللّه الشيرازي ، وهو الّذي كتب بخطّه منهج المقال سنة 1051 ه- وألحق به فوائد رجاليّة.
(4) السيّد الجليل الأمير شرف الدين علي بن حجّة اللّه بن شرف الدين عليّ بن عبداللّه بن الحسين بن محمّد بن عبدالملك الطباطبائي الحسني الحسيني الشولستاني ، مؤلّف كتاب توضيح المقال في شرح الإثني عشريّة في الصلاة ، وهو شيخ جمع من مشايخ الرجال مثل المجلسيَّين الأوّل والثاني ، توفّي سنة 1060 ه- ، وقيل : 1065 ه-.
(5) العالم العامل والمحدّث الرجالي الشيخ محمّد بن جابر بن عبّاس النجفي ، له رسالة في الكنى والألقاب ، وله رسالة اُخرى في ترجمة محمّد بن إسماعيل.
(6) العالم الكامل الفقيه ملاّ نصرا التوني ، واسمه محمّد ، وكان مشتهراً
ص: 12
« نصرا » قرأ الكتب الأربعة على الميرزا الإسترآبادي ، توفّي قبل سنة 1060 ه-.
(7) السيّد الأجلّ الفاضل محمّد علي ابن المير ولي الحسيني الأصفهاني ، كتب له الميرزا الإسترآبادي إجازة بخطّه في أواسط شهر ربيع الأوّل سنة 1015 ه- وصفه فيها بالسيّد السند الفاضل التقي النقي الألمعي.
(8) علي رضا بن آقا جاني ، قرأ على الميرزا الإسترآبادي أكثر كتاب التهذيب وجملة من بقيّة الكتب الأربعة المشهورة ، وكتب له الميرزا إجازة بخطّه في أواخر شهر ذي الحجّة بمكّة المكرّمة سنة 1016 ه- وصفه فيها بالمولى الفاضل الورع خلاصة الأفاضل المتورّعين مولانا علي رضا.
(9) المولى الجليل والسيّد الكبير زين الدين علي بن السيّد بدر الدين الحسن بن السيّد نور الدين عليّ بن الحسن بن عليّ بن شدقم ، يعرف بالسيّد ابن شدقم ، توفّي بالمدينة سنة 1033 ه-.
(10) الشيخ عبداللطيف كما صرّح به في مفاخر الإسلام (1) ، ولعلّه الشيخ عبداللطيف بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي ، وقد ترجم له أغلب علماء الرجال ، وذكروا أنّه قرأ على الشيخ البهائي والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني والسيّد محمّد بن علي بن أبي الحسن العاملي وغيرهم وأجازوه ، له كتاب رجال لطيف ، وكتاب جامع الأخبار في إيضاح الإستبصار ، وغير ذلك ، توفّي سنة 1050 ه-.
ص: 13
(11) كمال الدين حسين العاملي ، المجاز من الميرزا الإسترآبادي في محرّم 1018 ه- ، وقد وصفه الميرزا فيها بالأخ الأعزّ الفاضل التقي الورع المتّقي اللوذعي خلاصة الأفاضل والمتورّعين ، واستظهر آقا بزرك الطهراني اتّحاده مع حسين العاملي المقرئ الّذي روى أيضاً عن الميرزا (1).
(12) العالم الفاضل الفقيه الشيخ عبدعلي بن محمّد بن عزّالدين العاملي ، كتب بخطّه كتاب تلخيص الأقوال المعروف بالوسيط للميرزا الإسترآبادي وفرغ من نسخه سنة 1015 ه- بمكّة المكرّمة.
(13) المولى محمّد مقيم بن صفيّ الدين محمود الشريف بن القاسم بن محمود بن شرف الدين سليمان الشريف المشتهر ب- محمّد مقيم الشجاعي ، له تعليقات على كتاب الرجال « الوسيط » ، وفرغ منها في يوم الخميس من صفر 1028 ، وذكر فيها أنّه يروي كتاب الرجال هذا عن مؤلّفه الميرزا الإسترآبادي.
(14) العالم الزاهد الجليل المير أبو المحاسن فضل اللّه بن محبّ اللّه دستغيب ، كتب بخطّه منهج المقال في حياة اُستاذه المصنّف في مكّة المشرّفة ، وفرغ من الكتابة في 27 رجب 1022.
ص: 14
أطراه ومدحه كثير من العلماء الّذين عاصروه وذكره بالإجلال والتقديس كلّ من تأخّر عنه ، وترجم له أغلب أساطين علم الرجال وأشادوا بغزارة علمه وكثرة تحقيقه وتبحّره في فنّ الرجال ، وإليك بعض أقوالهم :
ذكره تلميذه المولى محمّد أمين الإسترآبادي واصفاً إيّاه بأعلم المتأخّرين بعلم الحديث والرجال وأورعهم قائلاً : وهو سيّدنا الإمام العلاّمة والقدوة الهمام الفهّامة قدوة المقدّسين أعظم المحقّقين محمّد الإسترآبادي (1).
وقال معاصره السيّد مصطفى التفرشي : محمّد بن علي بن كيل الإسترآبادي مدّ اللّه تعالى في عمره وزاد اللّه في شرفه ، فقيه متكلّم ، ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبّادها ، حقّق الرجال والرواية والتفسير تحقيقاً لا مزيد عليه ، كان من قبل من سكّان عتبة العليّة الغرويّة على ساكنها من الصلوات أفضلها ومن التحيات أكملها واليوم من مجاوري بيت اللّه الحرام ونسّاكهم (2).
وترجم له الحرّ العاملي قائلاً : كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً ثقةً عارفاً بالحديث والرجال (3). وذكر نحوه الميرزا عبداللّه الأفندي
ص: 15
في الرياض (1).
وذكره العلاّمة محمّد باقر المجلسي في إجازته لأحد تلامذته قائلاً : قدوة العلماء المتبحّرين السيّد السند ميرزا محمّد ابن الأمير علي الإسترآبادي صاحب كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال قدّس اللّه سرّه (2).
وقال في أوّل البحار عند بيان الاُصول والكتب المأخوذ عنها : والسيّد الأمجد ميرزا محمّد قدّس اللّه روحه ، من النجباء الأفاضل والأتقياء الأماثل ، وجاور بيت اللّه الحرام ، إلى أن مضى إلى رحمة اللّه ، وكتبه في غاية المتانة والسداد (3).
وأمّا الشيخ عليّ بن محمّد بن حسن بن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي على ما نقله آقا بزرك الطهراني قال : يجب الاعتماد على الرجال الكبير للإسترآبادي لأنّ مصنّفه ثقة ضابط قليل الأوهام (4).
وترجم له الشيخ يوسف البحراني قائلاً : كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً ، عارفاً بالحديث والرجال ، له كتب الرجال الثلاثة (5).
والشيخ سليمان الماحوزي يذكره كثيراً معبّراً عنه : بخاتمة المحدّثين (6).
ص: 16
وقال الوحيد البهبهاني في أوّل فوائده : وعلّقت على منهج المقال من تصنيفات الفاضل الباذل العالم الكامل السيّد الأوحد الأمجد مولانا ميرزا محمّد 5 لما وجدت من كماله وكثرة فوائده ونهاية شهرته (1).
وأمّا العلاّمة محمّد باقر الخوانساري فقد أثنى عليه ثناءاً عظيماً حيث قال : معدن العلم والمعرفة والكمال ، وجار اللّه الجائر إلى حرمه الشريف على وجه الاقبال ، مولانا الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الفارسي الإسترآبادي ، المشتهر بصاحب الرجال ، كان من شرفاء علماء وقته ، الموصوف في كلمات بعضهم بالسيادة ، ثمّ نقل عن المحدّث النيسابوري قوله : محمّد بن علي بن إبراهيم العلوي الإسترآبادي أصلاً الغروي ثمّ المكّي جواراً ومدفناً ، المعروف بميرزا محمّد شاه ركناً اسماً ولقباً وبليداً ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً عابداً ورعاً ثقة ، عارفاً بالحديث والرجال ، كان من المشايخ (2).
وجاء في سفينة البحار للشيخ عبّاس القمّي : الميرزا محمّد الإسترآبادي هو ابن علي بن إبراهيم الإسترآبادي السيّد الجليل العالم الفاضل المتكلّم المحقّق المدقّق العابد الزاهد الثقة الورع ، اُستاذ أئمّة الرجال ، صاحب منهج المقال الّذي يعبّر عنه بالرجال الكبير (3).
وفي هدية الأحباب : صاحب الرجال الكبير والمتوسط والصغير ، سيّد أجلّ عالم فاضل متكلّم مدقّق محقّق ورع ثقة ، آميرزا محمّد بن علي
ص: 17
ابن إبراهيم الإسترآبادي (1).
وترجم له أيضاً في الكنى والألقاب وفي الفوائد الرضوية وذكر فيها ما يقرب من الكلام المتقدّم (2).
بينما وصفه الشيخ النوري في خاتمة مستدركه : العالم المحقّق المتبحّر الآميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الإسترآبادي ، اُستاذ أئمّة الرجال وصاحب المنهج والتلخيص ومختصره وآيات الأحكام (3).
وقال المحبّي في خلاصته ، محمّد بن علي بن إبراهيم الإسترآبادي ، نزيل مكّة المشرّفة ، العالم العلاّمة صاحب كتب الرجال الثلاثة المشهورة ، له مؤلّفات كثيرة منها شرح آيات الأحكام ورسائل مفيدة ، وصِيته بالفضل التام شائع ذائع (4).
وترجم له الزرگلي قائلاً : محمّد بن علي بن إبراهيم الفارسي الإسترآبادي ، عالم بالتراجم ، من فقهاء الإماميّة ، ثمّ ذكر بعض كتبه (5).
وأمّا عمر رضا كحّالة فقد قال : محمّد بن علي بن إبراهيم الإسترآبادي الشيعي الميرزا ، فقيه ، محدّث ، عارف بالرجال. ثم ذكر بعض آثاره (6).
ص: 18
ترك لنا الميرزا الإسترآبادي 5 مجموعة من الكتب القيّمة خصوصاً في علم الرجال تدلّ على قدرته الفائقة في الجمع والتحقيق والتدقيق ، منها :
(1) منهج المقال في تحقيق الرجال المعروف بالرجال الكبير ، وهوفي ثلاثة أجزاء ، فرغ من الجزء الأوّل في 12 ربيع الآخر سنة 984 ه- ، ومن الجزء الثاني في شوّال سنة 985 ه- ، وفرغ من الجزء الثالث في سلخ صفر سنة 986 ه- في مشهد أمير المؤمنين علیه السلام .
(2) تلخيص المقال ( الأقوال ) في معرفة الرجال المعروف بالوسيط ، فرغ من تأليفه سنة 988 ه-.
(3) توضيح المقال الموسوم بالوجيز المعروف بالرجال الصغير ، فرغ منه سنة 1016 ه-.
(4) آيات الأحكام.
(5) حاشية على التهذيب.
(6) حاشية على الاستبصار.
(7) رسالة في أحوال زيد الشهيد رضوان اللّه تعالى عليه.
(8) عدّة رسائل مفيدة.
قال العلاّمة محمّد باقر المجلسي في البحار عند ذكره من رأى الإمام
ص: 19
المهدي عجّل اللّه فرجه في غيبته الكبرى : ما أخبرني به جماعة عن جماعة عن السيّد السند الفاضل الكامل ميرزا محمّد الاسترآبادي نوّر اللّه مرقده أنّه قال : إنّي كنت ذات ليلة أطوف حول بيت اللّه الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف ، فلمّا قرب منّي أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه ، فأخذت منه وشممته وقلت له : من أين يا سيدي؟ قال : من الخرابات. ثمّ غاب عنّي فلم أره (1).
والخرابات هي جزائر المغرب من البحر المحيط ، منها الجزيرة الخضراء (2).
لم يذكر لنا العلماء وأصحاب السير البدايات الاُولى من حياة الميرزا الإسترآبادي 5 ، والّذي ذكروه أنّه كان من سكّان العتبة العليّة الغرويّة ، وقرأ هناك على جماعة من العلماء المعروفين ، منهم المقدّس أحمد الأردبيلي ، والشيخ إبراهيم بن علي بن عبدالعالي الميسي ، وأنّه فرغ من كتابه منهج المقال في سنة 986 ه- في مشهد مولانا الإمام علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام.
وبعد وفاة اُستاذه المقدّس الأردبيلي ( 993 ه- ) سافر إلى مكّة وسكن فيها ، وحضر درسه هناك جمع من العلماء ، وقرءوا عليه الكتب الفقهيّة الأربعة المشهورة وكتابه منهج المقال ، وقد كتب لبعضهم إجازات ، منهم
ص: 20
الشيخ الفقيه عبد علي بن محمد بن عزالدين العاملي وعلي رضا بن اقاجاني وفضل اللّه دست غيب ونصرا التوني (1) وغيرهم ، واستمر في تأليفاته القيّمة ، فقد ألّف كتابه الرجالي الثالث الموسوم بالوجيز.
توفّي الميرزا الإسترآبادي نوّر اللّه ضريحه في مكّة المكرّمة في 13 ذي الحجّة أو 3 ذي القعدة سنة 1028 ه- ، ولم يذكر العلماء اختلافاً في سنة وفاته سوى ما نقل عن سلافة العصر من أنه توفّي سنة 1026 ه- ، والّذي في الطبعة الموجودة لدينا من السلافة كذا : الميرزا محمّد بن عليّ بن إبراهيم الإسترآبادي صاحب كتب الثلاث رجال المشهورة نزيل مكّة المشرّفة ، توفّي بها لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة الحرام سنة ثمان وعشرين وألف ، وله شرح آيات الأحكام ورسائل مفيدة ، رحمه اللّه تعالى (2).
ودفن 5 في مقبرة المعلّى قريباً من مزار اُمّ المؤمنين خديجة الكبرى رضي اللّه تعالى عنها.
ص: 21
بعد أنْ ترجمنا للمؤلّف ترجمة كادت تكون وافية ولشرح الحال كافية ينتهي بنا المقام إلى التعريف بكتابه والتوضيح لنهجه الّذي سلكه في تأليفه واتّبعه في تصنيفه ، وبيان بعض نكاته ومبانيه ممّا تعدّ ظاهرة من الكتاب لمن تتبّعه وواضحة لمن تأمّله.
فنقول :
يعدّ كتاب منهج المقال من أهمّ الجوامع الرجاليّة الّتي اُلّفت في القرن العاشر الهجري لما ضمّ بين دفّتيه تحقيقات رائعة وتدقيقات فائقة وغير ذلك ممّا يمتاز به من ميّزات سنشير إليها فيما بعد ، لذا أصبح هذا الكتاب - وإلى يومنا هذا - من الكتب المعروفة المشهورة سيما عند علماء هذا الفن ، وقد استفاد منه واعتمد عليه جمع من أساطين العلماء والمحقّقين في تأليفاتهم وتحقيقاتهم المختصّة بمعرفة أحوال الرواة وأصحاب الكتب والتصانيف ، هذا مضافاً إلى ما كُتب عليه من تعليقات وحواشي ممّا تدلّ على أهميّة الكتاب وقبوله وكثرة فوائده ، وعلى مهارة مؤلّفه الكبيرة وبراعته العظيمة الّتي قلّ نظيرها وعزّ مثيلها في جمع الشواهد واستجماع الشرائد ، والتلفيف بين المتفرّقات والاستدلال بها أو الاعتماد عليها في توثيق بعض الرواة أو حسنهم أو ضعفهم أو غير ذلك من أمارات المدح والذم.
قسّم المصنّف كتابه إلى مقدّمة وأصل وخاتمة.
ص: 22
ذكر في المقدّمة أنّه يورد في ترجمة الراوي كلّ ما وصل إليه من العلماء المتقدّمين والمتأخّرين وما وقف عليه من المقال في شأن بعض الأصحاب من علماء المخالفين ، ثمّ ذكر بعض مصادر الكتاب ، وأشار إلى رموز تلك المصادر.
ثمّ شرع في ذكر أسماء الرواة ، ورتّبها بحسب الترتيب الهجائي للحروف ، ذاكراً في كلّ ترجمة ما ورد فيها من الأقوال ، مبدياً آراءه عند الاحتياج.
وبعد أن انتهى من ذلك شرع في الكنى ثمّ الأنساب والألقاب والنساء ، ثمّ أنهى كتابه بخاتمة تشتمل على عشرة فوائد :
الفائدة الاُولى : ذكر فيها عدّة الكليني.
الفائدة الثانية : في المراد من أبي جعفر الّذي يروي عنه سعد بن عبداللّه ، وأبي القاسم الّذي يروي عنه الحسن بن محبوب.
الفائدة الثالثة : في تنبيهات أوردها ابن داود.
الفائدة الرابعة : في ذكر السفراء الممدوحين والمذمومين في زمن الغيبة.
الفائدة الخامسة : في أخبار السفراء الأربعة.
الفائدة السادسة : في ذكر المذمومين الّذين ادّعوا النيابة.
الفائدة السابعة : في ذكر أقوام ثقات وردت عليهم توقيعات من قبل المنصوبين للسفارة.
الفائدة الثامنة : في ذكر طرق الشيخ الطوسي في كتابيه وكذا طرق
ص: 23
الشيخ الصدوق في الفقيه.
الفائدة التاسعة : روايات مستخرجة من الكشّي في أقوام على العموم.
الفائدة العاشرة : أورد فيها طرقه إلى الشيخ الطوسي والصدوق والكشي والنجاشي والعلاّمة.
ص: 24
لقد عرفنا من خلال ما مرّ أنّ كتاب منهج المقال اشتهر باسم الرجال الكبير ويعرف أيضاً ب- كتاب الرجال ، وقد حظي هذا الكتاب باعجاب وتقدير وثناء كثير من أعلام العلماء البارعين الذين يُعدّ ثناؤهم شهادة علميّة راقية.
ومن جملة من أشاد به السيّد مصطفى التفرشي حيث قال : كتاب الرجال حسن الترتيب يحتوي على جميع أقوال القوم قدّس اللّه أرواحهم من المدح والذمّ إلاّ شاذّاً (1).
وقال الشيخ محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني : وهو كتاب لم يُرَ مثله في كتب المتقدّمين ولم يسمع بما يدانيه أفكار المتأخرين (2).
ووصفه الشيخ أبو علي الحائري بأنّه كتاباً شافياً لم يُعمل مثله في الرجال ، وجامعاً وافياً لجميع المذاهب والأقوال (3).
ونقل صاحب الروضات عن المجلسي في بحاره قول الشيخ عليّ بن محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني في تعليقاته على الكتاب : هذا الكتاب مع اختصاره وجمعه لكتب الفنّ المشهورة شديد الضبط عظيم الفائدة قليل الأغلاط ، فيجب الاعتماد عليه في النقل ، لأنّ مصنّفه ثقة ضابط قليل
ص: 25
الأوهام (1).
وقال آقا بزرك الطهراني : منهج المقال والوسيط اللّذان هما المرجع وعليهما المعوّل (2).
والشيخ الحرّ العاملي ذكر الكتاب مرّتين ، قال في الاُولى عندترجمة مؤلّفه : له كتاب الرجال الكبير والمتوسط والصغير ، ما صُنّف في الرجال أحسن من تصنيفه ولا أجمع ، إلاّ أنّه لم يذكر المتأخّرين (3).
وقال في خاتمة كتابه : اعلم أنّ هذا الكتاب [ أمل الآمل ] يليق أن يكون متمّماً للكتاب الكبير في الرجال لميرزا محمد بن عليّ الاسترآبادي المشتمل على ما في الخلاصة للعلاّمة والفهرست والرجال للشيخ والفهرست للنجاشي وكتاب الكشي وابن داود وغيرهم ، وقد اشتمل على أكثر من سبعة آلاف اسم وأكثر من ستة آلاف وستمائة كتاب ورسالة (4).
امتاز منهج المقال عن سائر الكتب الرجالية المماثلة له المؤلّفة في عمره أو المتأخّرة عنه - بل وحتّى المتقدمة عليه - ببعض المميزات التي أعطت للكتاب شهرته ومعروفيّته من جانب ، وقبوله والاعتماد عليه من
ص: 26
جانب آخر. وهي ميزات جلبت أنظار جمع من أرباب الفن ، فأشاروا إليها في مدوناتهم وتطرّقوا لها في كلماتهم وأودعوها في مصنفاتهم ، ويمكن تلخيصها بما يلي :
1 - استقصاء جميع رواة الحديث.
2 - ذكر جميع ما قيل فيهم من الكتب الرجالية وغيرها مع دقّة في النقل.
3 - ذكره لبعض الرواة الذين لم ترد في حقهم ترجمة مستقلة فيما تقدم من الكتب الرجالية.
4 - تمييزه للمشتركات.
5 - إبداء آرائه من حيث التوثيق والتضعيف وما شاكلهما.
6 - ضبطه لبعض التراجم أو بعض المفردات ممّا لا يعرف معناها ، وتفسيره لبعض الكلمات وتوضيحه لبعض الجمل.
7 - ذكر اختلافات النسخ في بعض التراجم.
8 - مناقشته لآراء بعض علماء الرجال كابن داود والعلاّمة والشهيد الثاني.
9 - كون كتابه غير مقتصر على كتب رواة الامامية بل سجل فيه حتى من كتب العامة.
10 - اشارته إلى بعض السقوطات والتحريفات في النسخ.
11 - ترتيبه التراجم على حروف المعجم وختمه الكتاب بعشرة فوائد.
ص: 27
إلى غير ذلك من الاُمور التي تظهر للمتتبع للكتاب مما قد تزيد على ما ذكرنا وأشرنا إليه.
ص: 28
كتب جمع من علماء الرجال المعروفين بتبحّرهم في هذا الفنّ حواشي وتعليقات كثيرة على الكتاب ، إليك بعضاً منها :
(1) تعليقة للمولى محمّد باقر بن محمّد أكمل المشتهر ب- الوحيد البهبهاني ( 1117 - 1205 ه- ) الموسومة ب- التعليقة البهبهانية ، وهي من أشهر الحواشي على الكتاب ، وتقدّم الكلام عنها مفصّلاً.
(2) حاشية للشيخ محمّد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي ( 980 - 1030 ه- ) تلميذ المصنّف ، دوّنها بخطّه الشريف ، ورمزنا لها بختم : الشيخ محمّد السبط.
(3) حاشية للمولى عناية اللّه بن عليّ بن محمود بن عليّ القهبائي ، الّذي كان معاصراً للميرزا الإسترآبادي ، وهي بخطّ الميرزا أبي الحسن بن عبداللّه الشيرازي ، وجعلناها بختم : عناية اللّه القهبائي.
(4) حاشية للشيخ محمّد أمين بن محمّد علي بن فرج اللّه الكاظمي صاحب هداية المحدّثين ، دوّنها بخطّه الشريف ، ميّزناها بالختم : محمّد أمين الكاظمي.
(5) حاشية للمولى محمّد تقي بن مقصود علي المجلسي ( 1003 - 1070 ) الّتي كتبها الشيخ محمّد أمين الكاظمي على نسخته من المنهج برمز : م ح ق ، ورمزنا لها بالختم : محمّد تقي المجلسي.
ص: 29
(6) حاشية للميرزا عبداللّه بن عيسى بن محمّد صالح الأصفهاني ( ت 1130 ه- ) المشتهر ب- عبداللّه الأفندي صاحب كتاب رياض العلماء.
(7) حاشية للشيخ أبي الحسن بن عبداللّه الشيرازي تلميذ المؤلّف والّذي كتب بخطّه منهج المقال.
(8) حاشية للشيخ أحمد بن صالح آل طعّان البحراني ( 1250 - 1315 ه- ) صاحب كتاب زاد المجتهدين.
(9) حاشية للسيّد عبداللّه بن نور الدين بن نعمة اللّه بن عبداللّه الموسوي الجزائري التستري ( 1114 - 1173 ه- ).
(10) حاشية لميرزا محمّد علي بن محمّد نصير الچهاردهي النجفي ( 1252 - 1334 ه- ).
(11) حاشية للشيخ نعمة اللّه. واحتمل آقا بزرك الطهراني أنّه نعمة اللّه ابن قوام الدين محمّد النصيري الشيرازي.
(12) حاشية للشيخ علي الصغير بن محمّد بن حسن بن الشهيد الثاني.
(13) حاشية للسيّد علي بن محمّد الحسيني الحكيم ( ت 1300 ه- ) تلميذ صاحب الجواهر والشيخ الأنصاري.
(14) حاشية لفضل اللّه بن الميزرا نصر اللّه شيخ الإسلام الزنجاني ( 1302 - 1373 ).
هذا ما تيسّر لنا جمعه من التعليقات والحواشي الّتي ذُكرت حول الكتاب والدالّة بلا شك ولا ريب على أهمّيته عند العلماء واعتمادهم عليه.
ص: 30
علماً أنّنا ألحقنا بالكتاب الحواشي الخمس الاُولى ، وذلك لأنّها تعليقات مفيدة مشحونة بالتحقيق والتدقيق ، لا سيّما تعليقة الوحيد البهبهاني ، إضافة إلى ذلك أنّنا حصلنا على أكثر من نسخة لكل حاشية من هذه الحواشي.
ص: 31
هو الاُستاذ الأكبر مجدّد ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثالثة عشر معلّم الفقهاء والمجتهدين العلاّمة آقا محمّد باقر بن محمّد أكمل المعروف بالوحيد البهبهاني.
ولد في أصفهان سنة 1117 ه- ، وقيل : 1116 ه- أو 1118 ه-.
والده العالم الفاضل الماهر المحقّق المدقّق اُستاذ الأساتيذ وشيخ المشايخ المولى محمّد أكمل بن محمّد صالح.
واُمّه ابنة العالم الربّاني نور الدين بن المولى محمّد صالح المازندراني.
زوجته : هي ابنة اُستاذه السيّد محمّد الطباطبائي البروجردي.
أولاده : هما العالمان العاملان الورعان التقيان الآقا محمّد علي والآقا عبدالحسين.
أساتذته : قرأ الوحيد البهبهاني عطّر اللّه مرقده على جملة كثيرة من علماء وفقهاء عصره ، منهم والده المولى محمّد أكمل ، والسيّد محمّد الطباطبائي ، والسيّد صدر الدين الرضوي القمّي ، وغيرهم من أقطاب الشريعة وفحول العلماء.
تلاميذه : تتلمذ على يديه جمّ غفير من أعلام الطائفة وفقهائها ، وتخرّج من معهد درسه جمع من عباقرة الاُمّة وشيوخ الطائفة ، منهم المولى
ص: 32
مهدي النراقي ، والشيخ أبو علي الحائري ، والسيّد محسن الأعرعي الكاظمي ، والشيخ جعفر كاشف الغطاء ، والسيّد مهدي بحر العلوم ، والسيّد محمّد باقر حجّة الإسلام الأصفهاني ، وغيرهم من مشيّدي دعائم الدين ومقوّمي أركان المذهب.
رحلاته ووفاته : هاجر 5 من مسقط رأسه أصفهان بعد وفاة والده إلى النجف الأشرف وأكمل فيها دراسته ، ثمّ انتقل إلى بهبهان - الّتي تعتبر في ذلك الوقت مركزاً مهماً للأخباريّين - وبقي فيها حوالي ثلاثين سنة ، ثمّ سافر إلى كربلاء المقدّسة وبقي فيها ردحاً من الزمن ، ثمّ خطر بخاطره الارتحال منها إلى بعض البلدان لتغيّر الدهر وتنكّد الزمان ، فراى الإمام علیه السلام في المنام يقول له : لا أرضى لك أن تخرج من بلادي. فجزم العزم على الإقامة إلى أنْ توفّي رحمه اللّه في 29 من شهر شوّال سنة 1205 ه- ، وقيل : سنة 1208 ه- أو 1216 ه- ، ودفن في رواق حرم الإمام الحسين علیه السلام ممّا يلي أرجل الشهداء رضوان اللّه تعالى عليهم.
عصره : تمتاز الفترة الزمنيّة الّتي عاصرها الوحيد البهبهاني طاب ثراه برواج المذهب الأخباري من جهة وانتشار التصوّف من جهة اُخرى ، وكان للمترجم يد طولى في التصدّي لهاتين الظاهرتين وموقفاً جليلاً كسر به شوكتهما ، وذلك بما يمتاز به من مكانة علمية ومقام سام.
مؤلّفاته : ألّف العلاّمة البهبهاني رضوان اللّه تعالى عليه كتباً قيّمة في جميع الفنون والعلوم العقلية والنقلية ، بلغت ما يقرب من ستّين مصنّفاً كما قال تلميذه أبو علي الحائري ، أو أكثر من ذلك كما ذكر آخرون. ومن تلك المصنّفات : رسالة في الاجتهاد والأخبار ، الفوائد الحائرية ، مجموعة رسائل
ص: 33
اُصوليّة ، حاشية على معالم الاُصول ، رسالة في حلّيّة الجمع بين فاطميّتين ، شرح على المفاتيح ، رسالة في الزكاة والخمس ، رسالة في المعاملات ، حاشية على قوانين الاُصول ، كتاب مقامع الفضل ، ومنها تعليقته على منهج المقال حيث أعطى فيها التحقيق حقّه والتدقيق قدره ونبّه على فوائد وتحقيقات لم يتفطّن لها المتقدّمون ولم يعثر عليها المتأخّرون.
وقد حوت على خرائد لم يَفُضّ ختامها الفحول من الرجال ، بل لم يجسر لكشف نقابها أعاظم اُولئك الأبدال ، ولقد رفع نقابها وكشف حجابها بحيث لم يترك مقالاً لقائل ولا نصالاً لصائل.
وقد صدّرها بفوائد خمس مهمة جليلة ، أودع فيها مبانيه الّتي امتاز بها من دون أنْ يسبقه إليها سابق أو يلحقه بها لاحق ، صارت فيما بعد مرجعاً مهماً للمتخصّصين ومنهلاً رويّاً للمتبحّرين.
ص: 34
اعتمدنا في تحقيق منهج المقال على ستّ نسخ مخطوطة وسابعة حجريّة ، وهي على الترتيب التالي :
(1) النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة المركزيّة لجامعة طهران تحت رقم (1783) ، وهي في ثلاثة أجزاء :
الجزء الأوّل منها بخطّ محمّد رضا الفيروزآبادي ، فرغ منه يوم الأحد 6 محرّم سنة 1023 ه- في مشهد سيّد الشهداء علیه السلام ، وقد قوبلت يوم الخميس 20 جمادى الآخرة سنة 1027 ه-.
والجزءان الثاني والثالث بخطّ تلميذ المصنّف الشيخ فخر الدين أبي جعفر محمّد بن الشيخ أبي منصور حسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، كتبهما في مكّة المشرفة عند مجاورته للمؤلّف ، وتمّ الفراغ منهما في سنة 1016 ه-.
وهي من أفضل وأقدم نسخ الكتاب الّتي عثرنا عليها ، حيث إنّها منقولة عن خطّ المؤلّف ومقروءة عليه ، ومقابلة عدّة مرّات ، ومصحّحة ، وعناوينها بارزة ، وكاملة المحتوى.
كُتبت هذه النسخة بخطّ النستعليق ، وعليها حواشي كثيرة جدّاً لمجموعة من علماء فنّ الرجال ، منهم المصنّف ، وتلميذه الشيخ محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني ، وملاّ عبداللّه التستري ، ومحمّد أمين الكاظمي ،
ص: 35
وعبدالنبي الجزائري ، وغيرهم.
وجاء في بدايتها : هو من كتب جدّي المرحوم المغفور الشيخ محمّد أسكنه اللّه بحبوحة جنانه وتغمّده اللّه بغفرانه ، والمجلّدان الأخيران بخطّه ، وكتب زين الدين بن علي العاملي [ مؤلّف كتاب الدرّ المنثور ] عامَلَه اللّه بفضله وإحسانه.
تحتوي هذه النسخة على 560 ورقة ، وكلّ صفحة تحتوي على 38 سطراً بقياس 20 × 35 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ط ».
(2) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة آية اللّه العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي 5 بقمّ المقدّسة تحت رقم (7044) بخطّ إبراهيم المكّي مولداً الشيرازي بلداً ، والّتي فرغ من كتابتها يوم الخميس 26 شوّال سنة 1021 ه- في مكّة المكرّمة.
وهي نسخة نفيسة جيّدة منقولة عن خطّ المصنّف 5 ، كاملة المحتوى ، واضحة الخطّ ، مصحّحة ، كُتبت فيها العناوين والعلامات بلون خاصّ وبشكل بارز ، وعليها حواش للمصنّف.
وجاء في الورقة الاُولى منها أنّها تَمَلُّك محمّد بن خاتون العاملي مع ختم بيضوي : ( الواثق بربّه الغني محمّد بن علي الشهير بابن خاتون العاملي ) ، وتَمَلُّك عبدالنبي بن المفيد بختم بيضوي ( عبدالنبي بن المفيد الشريف ) ، وغياث الدين بن محمّد جعفر الحسيني بختم مربّع : ( غياث الدين بن محمّد جعفر الحسيني ).
ص: 36
وفي نهاية الكتاب تأريخ مختصر للمعصومين الأربعة عشر صلوات اللّه عليهم أجمعين.
وتحتوي هذه النسخة على 372 ورقة ، وكلّ صفحة تحتوي على 29 سطراً بقياس 32 × 21 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ش ».
(3) النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة الرضوية في مشهد المقدّسة تحت رقم (8021) بخطّ تلميذ المؤلّف الشيخ أبي الحسن بن عبداللّه الشيرازي ، فرغ من كتابتها في منتصف شهر رجب سنة 1051 ه- ، وقد قوبلت مرّتين مع خطّ المصنّف 5.
وهذه النسخة في غاية الجودة ، مكتوبة بخطّ النَسخ ، واضحة الخطّ ، كاملة المحتوى ، بارزة العناوين ، عليها حواشي كثيرة ، منها حواشي للمؤلّف نفسه ، وللمولى عبداللّه التستري ، والمولى عناية اللّه القهبائي ، والمولى نعمة اللّه بن قوام الدين محمّد النصيري الشيرازي ، وآخرين.
وألحق فيها الناسخ فوائد رجاليّة ، وفي آخرها رسالة للؤلِّف في أحوال زيد الشهيد رضوان اللّه تعالى عليه.
تحتوي هذه النسخة على 566 ورقة ، وكلّ صفحة تحتوي على 25 سطراً بقياس 28 × 16 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ت ».
(4) النسخة المحفوظة في خزانة آية اللّه العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي 5 بقمّ المقدّسة تحت رقم (4011) بخطّ محمّد شفيع
ص: 37
ابن محمّد مؤمن القائني ، شرع في كتابتها في العشرين من رجب سنة 1053 ه- ، وفرغ منها يوم الاثنين 11 جمادى الآخرة سنة 1054 ه- في مشهده الإمام علي بن موسى الرضا علیه السلام ، وقابلها في 22 ربيع الأوّل سنة 1054 ه-.
وهي كاملة المحتوى أيضاً ومصحّحة ، وعناوينها بارزة ، وعليها حواش كثيرة للمصنّف ، ولتلميذه الشيخ محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني ، وآخرين.
وجاء في الصفحة الاُولى : تَمَلُّك محمّد أمين الكاشاني بتأريخ 1161 ه-. وخُتمت بختم بيضوي : ( لاَ إله إلاّ اللّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبِين ، محمّد أمين ).
تحتوي النسخة على 498 ورقة ، وكلّ صفحة تحتوي على 23 سطراً بقياس 26 × 21 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ع ».
(5) النسخة المحفوظة في خزانة العلاّمة الحجة السيّد محمّد علي الروضاتي بأصفهان ، فُرغ من كتابة جزئيها الأوّل والثاني في أواخر صفر سنة 1068 ه- ، وكان قد خُرم من آخر هذه النسخة نحو من أربعين صفحة ، فكتب المقدار المخروم منها عن نسخة اُخرى السيّد حسين الهمداني بأمر من السيد محمّد باقر الشفتي المتوفّى سنة 1260 ه-.
وهذه النسخة من تملّك الشيخ محمّد أمين الكاظمي الرجالي المتبحّر صاحب كتاب هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّدين المعروف ب- « المشتركات » ، والحواشي الكثيرة المكتوبة عليها جميعها بخطّه الشريف ،
ص: 38
وصورة ملكيته مذكورة في أعلى الصفحة الثالثة من أوراق البدرقة في أوّل النسخة بهذه الكيفيّة : ( ملك الأقلّ محمّد أمين ابن محمّد علي فرج اللّه الكاظمي ).
ينقل الشيخ محمّد أمين في حاشية صفحات هذه النسخة تعليقات وحواشي أساتذة الفنّ على منهج المقال ، كحاشية الشيخ عبدالنبي الجزائري ، والشيخ محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني ، وحواشي العلاّمة محمّد تقي المجلسي ، وحواشي العلاّمة عناية اللّه القهبائي ، وينقل أيضاً في أوراق البدرقة مطالب مهمة عن كتاب حاوي الأقوال وكتب اُخرى ، وجميع ذلك بخطّه الشريف.
وهي واضحة الخطّ ، كُتبت عناوينها باللون الأحمر.
تحتوي على 845 صفحة ، وكلّ صفحة تحتوي على 26 سطراً بقياس 22 × 30 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ض ».
(6) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة كاخ گلستان - مكتبة سلطنتي سابقاً - بطهران تحت رقم (1779).
وقد ذُكرت هذه النسخة في فهرست مكتبة سلطنتي : 1049 / 488 برقم (1779) ، وأيضاً في الفهرست الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط 3 : 1627 برقم (1412) الصادر من المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلاميّة في الأردن ، وقد جاء في الموردين أنّ هذه النسخة كانت بخطّ المؤلّف الميرزا محمّد الاسترآبادي. لكن بعد العمل عليها تبيّن لنا أنّها ليست بخطّ المؤلّف ، وذلك لكثرة ما فيها من أخطاء ، وقد سقطت
ص: 39
منها عبارات كثيرة ، وخطّها غير واضح ; هذا مضافاً إلى أنّه لا توجد عليها أيّ حاشية ، وأنّها مجهولة الناسخ ، وكذا تأريخ النسخ.
ونحن بدورنا لم نعتمد عليها اعتماداً كاملاً ، ولم نُشر إلى جميع الاختلافات والسقوطات الموجودة فيها.
تحتوي هذه النسخة على 761 صفحة ، وكلّ صفحة تحتوي على 21 سطراً بقياس 20 × 27 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ر ».
(7) النسخة الحجريّة التي كتبها قربان علي بن كربلائي علي الطالقاني وفرغ من كتابتها يوم الأحد سنة 1304 ه- ، وقد فُرغ من طبعها على الحجر في أواخر شوّال سنة 1306 ه- ، وذكر السيّد أبو القاسم محمّد صادق الحسيني الخوانساري - الّذي طبع هذه النسخة ونشرها - أنّه كلّف جمعاً من العلماء الأعلام في تصحيح المتن والحواشي.
وفي بداية هذه النسخة طبعت الفوائد الرجالية للوحيد البهبهاني كما طبعت سائر تعليقاته على شكل حاشية على الكتاب ، وفي آخرها طُبع كتاب أمل الآمل للشيخ محمّد بن الحسن المعروف ب- « الحر العاملي ».
تحتوي هذه النسخة على 420 صفحة ، وهي كثيرة الأخطاء ، ونحن بدورنا لم نُشر إلى جميع الاختلافات الموجودة فيها.
ص: 40
اعتمدنا في تحقيق التعليقة على ثلاث نسخ مخطوطة ورابعة حجرية ، وهي على الترتيب التالي :
(1) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة المدرسة الفيضية بقم المقدّسة تحت رقم (1293) ، فرغ من كتابتها السيّد محمّد بن مير علي محمّد گزازي عصر يوم الثلاثاء من العشر الأواخر من شهر رجب 1210 ه- ، وهي بخط النستعليق ، كاملة المحتوى.
تحتوي هذه النسخة على 320 صفحة ، وكلّ صفحة تحتوي على 21 سطراً بقياس 15 × 21 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « أ ».
(2) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة المدرسة الفيضية بقم المقدّسة تحت رقم (651) ، فرغ من كتابتها عبدالمجيد بن محمّد مهدي علي آبادي اليزدي يوم السبت الحادي عشر من شهر رجب سنة 1239 ه- ، وهي أيضاً كاملة المحتوى.
تحتوي هذه النسخة على 370 صفحة ، وكلّ صفحة تحتوي على 24 سطراً بقياس 14 × 21 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ب ».
(3) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة آية اللّه العظمى السيّد شهاب
ص: 41
الدين المرعشي النجفي 5 بقم المقدّسة تحت رقم (431) ، وهي بخطّ النسخ ، وعناوينها بارزة ، واضحة الخطّ ، كاملة المحتوى ، مصحّحة ، يوجد في أوّل ورقة منها ختم بيضوي : ( عبده محمّد صادق بن محمّد حسين الحسيني ) ، ولم يُذكر فيها اسم الناسخ ولا تأريخ النسخ.
تحتوي هذه النسخة على 158 ورقة ، وكلّ صفحة تحتوي على 25 سطراً بقياس 15 × 12 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « م ».
(4) النسخة الحجريّة : وهي المطبوعة كحاشية على النسخة الحجريّة من منهج المقال. ذكرناها سالفاً عند ذكر نسخ المنهج.
اعتمدنا في تحقيق فوائد الوحيد على نسخ مخطوطة ذُكرت بمفردها مضافاً لما تقدّم ، وهي كالتالي :
(1) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة آية اللّه العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي 5 بقم المقدّسة تحت رقم (2115) ، وهي ضمن مجموعة رسائل ، ولم يُذكر فيها اسم الناسخ ولا تأريخ النسخ.
وقد رمزنا لها بالحرف « ن ».
(2) النسخة المحفوظة في خزانة مكتبة العلاّمة الحجة السيّد محمّد علي الروضاتي بأصفهان ، وعلى هذه النسخة حواشي لملاّ علي ابن ميرزا خليل الطهراني الأصل النجفي المسكن ، وهي ضمن مجموعة تحتوي على
ص: 42
أربع رسائل رجالية جليلة.
قال السيّد الروضاتي عنها : وكلّ هذه النسخ الأربعة مصحّحة وفي غاية الاعتبار.
وقد رمزنا لها بالحرف « ق ».
(3) النسخة المحفوظة في خزانة المكتبة الرضويّة بمدينة مشهد المقدّسة تحت رقم (11497) ، فرغ من كتابتها عبدالغني بن محمّد الحسيني الشيرواني في سنة 1287 ه- ، وهي ضمن مجموعة رسائل ومكتوبة بخطّ التستعليق.
تحتوي على 29 ورقة ، وكلّ ورقة تحتوي على 17 سطراً بقياس 5 / 20 × 5 / 12 سم.
وقد رمزنا لها بالحرف « ك ».
هذا مضافاً إلى أنّنا استفدنا في بعض الموارد من نسخة للفوائد الرجاليّة طُبعت في ذيل رجال الخاقاني كان قد طبعها حفيده.
كما اعتمدنا في تثبيت بعض الاختلافات أو إثبات بعض السقوطات التي في المنهج أو التعليقة على كتاب منتهى المقال لأبي علي الحائري تلميذ الوحيد البهبهاني ، حيث إنّه في كتابه هذا ذكر مضمون الكتابين وملخّص المصنَّفَين ، ونشير إليه في مثل هذه الموارد في هامش الكتاب.
ص: 43
(1) الأعلام للزرگلي.
(2) أمل الآمل للشيخ محمّد بن الحسن ( الحرّ العاملي ).
(3) بحار الأنوار للعلاّمة محمّد باقر المجلسي.
(4) بهجة الآمال في شرح زبدة المقال لملاّ علي العلياري التبريزي.
(5) التعليقة البهبهانيّة للوحيد البهبهاني.
(6) تكملة الرجال للشيخ عبدالنبي الكاظمي.
(7) تنقيح المقال للشيخ عبداللّه المامقاني.
(8) جامع الرواة للأردبيلي.
(9) خاتمة المستدرك للشيخ النوري.
(10) خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبّي.
(11) الدر المنثور من المأثور وغير المأثور لعليّ بن محمّد بن حسن بن الشهيد الثاني.
(12) الذريعة إلى تصانيف الشيعة لآقا بزرك الطهراني.
(13) روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات للميرزا الخوانساري.
(14) رياض العلماء وحياض الفضلاء للميرزا عبداللّه الأفندي.
(15) ريحانة الأدب في تراجم المعروفين بالكنية أو اللقب ( فارسي )
ص: 44
لمحمّد علي التبريزي.
(16) سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار للشيخ عبّاس القمّي.
(17) سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر للسيّد علي خان المدني.
(18) طبقات أعلام الشيعة في القرن الحادي عشر لآقا بزرك الطهراني.
(19) الفوائد الرضويّة في أحوال علماء المذهب الجعفرية ( فارسي ) للشيخ عبّاس القمّي.
(20) الفوائد المدنيّة للمولى محمّد أمين الإسترآبادي.
(21) قصص العلماء ( فارسي ) للميرزا محمّد التنكابني.
(22) الكنّى والألقاب للشيخ عبّاس القمّي.
(23) لؤلؤة البحرين في الإجازات وتراجم رجال الحديث للشيخ يوسف البحراني.
(24) مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال لآقا بزرك الطهراني.
(25) معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة للسيّد الخوئي.
(26) معجم المؤلّفين لعمر رضا كحّالة.
(27) معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال للشيخ سليمان الماحوزي.
(28) مفاخر الإسلام ( فارسي ) لعلي الدواني.
(29) منتهى المقال في أحوال الرجال لأبي علي الحائري.
ص: 45
(30) هدية الأحباب في ذكر المعروفين بالكنى والألقاب والأنساب ( فارسي ) للشيخ عبّاس القمّي.
(31) هدية العارفين وأسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين من كشف الظنون لإسماعيل باشا البغدادي.
(32) نجوم السماء في تراجم العلماء ( فارسي ) للميرزا محمّد علي الكشميري.
(33) نقد الرجال للسيّد مصطفى التفرشي.
ص: 46
سلكت المؤسسة في تحقيقها لهذا السفر المبارك - وكما هو المقرّر في منهجيتها - اُسلوب العمل الجماعي ، فانبثقت بذلك عدّة لجان لإنجازه ، هي كالتالي :
1 - لجنة المقابلة : ومهمّتها مقابلة النسخ الخطية وضبط الاختلافات الواردة بينها.
وقد تألفت أصحاب السماحة : الشيخ علاء مصطفى ، الشي-خ ماج-د العبودي ، والاُخوة الأفاضل : السيد حسن الحكيم والسيد عدنان آل زوين.
2 - لجنة الاستخراج : ومهمّتها تخريج الأقوال والنصوص مع تثبيت ما ورد من اختلافات بين مصادرها والكتاب.
وقد تألفت من أصحاب السماحة : السيد محمد علي حكيم زادة ، السيد رأفت الهاشمي ، الشيخ باقر محمد علي العيفاري ، والأخ الفاضل أحمد الأنصاري.
3 - لجنة التدقيق : ومهمّتها مراجعة أعمال اللجنتين السابقتين :
وقد تألفت من سماحة الشيخ محمد مشكور ، والاُخوة الأفاضل : الحاج مصطفى محمد وظاهر حسن ظاهر الجوهر.
ص: 47
4 - لجنة تقويم النص : ومهمّتها تقطيع المتن بما يتناسب واحتياج العبارة مع ملاحظة اختلافات النسخ وتثبيت الراجح منها والإشارة إلى المرجوح وتدوين بعض التعليقات عند الحاجة مع ملاحظة القواعد اللغوية والإملائية وغيرها.
وقد تألفت من حجة الاسلام الشيخ مكي برهاني زادة والأخ الفاضل عبدالكريم حسن الجوهر.
5 - لجنة المراجعة النهائية : ومهمّتها توحيد الجهود المبذولة وتصحيح ما زاغ عن البصر مع إضافة بعض الاستدراكات والتعديلات وتثبيت الملاحظات الأخيرة.
وقد تكفّل بها الاُستاذ المحقّق الحاج أسعد هاشم.
سائلينه تبارك وتعالى ان يناله بأحسن قبوله.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الأطهرين.
مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث
ص: 48
الصورة
ص: 49
الصورة
ص: 50
الصورة
ص: 51
الصورة
ص: 52
الصورة
ص: 53
الصورة
ص: 54
الصورة
ص: 55
الصورة
ص: 56
الصورة
ص: 57
الصورة
ص: 58
الصورة
ص: 59
الصورة
ص: 60
الصورة
ص: 61
الصورة
ص: 62
الصورة
ص: 63
الصورة
ص: 64
الصورة
ص: 65
الصورة
ص: 66
الصورة
ص: 67
ص: 68
بِسْمِ اللّهِ الرَحْمنِ الرَحِيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين :
وبعد ، فيقول الأقلّ الأذلّ محمّد باقر بن محمّد أكمل : إنّي لمّا تنبّهت (1) بفكري الفاتر على تحقيقات في الرجال ، وعثرت بتتبّعي القاصر على إفادات من العلماء العظام والأقوال ، وكذا على فوائد شريفة فيه وفي غيره ، مثل أنّي وجدت توثيق بعض الرجال المذكورين فيه (2) وغير المذكورين فيه ، أو مدحه ، أو سبب قوّة قوله ، وجدتها من الرجال ومن غيره ، لم يتوجّه إليها علماء الرجال في الرجال ، أو توجّهوا لكن في غير ترجمته ، فلم يتفطّن بها القوم ... إلى غير ذلك من الفوائد ، أحببت تدوينها وضبطها ، وجعلها علاوة لما ذكروا وتتمّة لما اعتبروا (3).
فلذا جعلت تدويني تعليقة ، وعلّقت على منهج المقال من تصنيفات
ص: 69
الفاضل الباذل العالم الكامل السيّد (1) الأوحد الأمجد مولانا ميرزا محمّد قدّس اللّه سرّه ، لما وجدت من كماله وكثرة فوائده ونهاية شهرته ، وهذه وإن علّقت عليه إلاّ أنّها عامّة النفع والفائدة ، واللّه وليّ العائدة.
ولنقدّم فوائد :
ص: 70
اعلم أنّ الأخباريين نفوا الحاجة إليه لما زعموا من قطعيّة صدور الأحاديث ، ونحن في رسالتنا في الاجتهاد والأخبار (1) قد أبطلناه بما لا مزيد عليه ، وأثبتنا عدم حجّيّة الظنّ من حيث هو (2) - بل والمنع عنه كذلك - وأنّ ما ثبت حجّيّته هو ظنّ المجتهد بعد بذل جهده واستفراغ وسعه في كلّ ماله دخل في الوثوق وعدمه ، وأزلنا الحجاب وكشفنا النقاب ، فليرجع إليها من يطلب الصواب.
ولا شبهة أنّ الرجال له دخل فيها ، ولو سُلِّمت القطعيّة فلا شبهة في ظنيّتها متناً ، مضافاً إلى اختلالات كثيرة.
ولا ريب أنّ رواية الثقة الضابط أمتن وأقوى ، على أنّ جُلّ الأحاديث متعارضة ، ويحصل من الرجال أسباب الرجحان والمرجوحيّة ، ولم يجزم بحجّيّة المرجوح ، مع أنّ في الجزم بحجيّة المتعارض (3) من دون علاج تأمّلاً ، ولذا ترى أصحاب الأئمّة والقدماء من الفقهاء والمتأخرين منهم كانوا
ص: 71
يتحيّرون (1) عند الاطّلاع على المعارض فيسعون في العلاج ثمّ يعملون ، ومن هذا ترى الأصحاب كانوا يسألون الأئمّة علیهم السلام عن علاج وكانوا يعالجونهم.
ثمّ في الجزم بكون التخيير علاجاً وتجويز (2) البناء عليه مع التمكّن من المرجّحات من العدالة وموافقة الكتاب والسُنّة وغير ذلك أيضاً تأمّل ، وما دلّ عليه - فمع ضعف الدلالة - معارض بما هو أقوى دلالة ، بل وسنداً أيضاً (3) ، وهوفي غاية الكثرة والشهرة ، ثمّ إنّه مع الضعف والمرجوحيّة غير معمول به عند الرواة وأصحاب الأئمّة علیهم السلام كما يظهر من الرجال وكتب الحديث ، بل وعند قدماء الفقهاء أيضاً إلاّ من (4) شذّ منهم (5) لشبهة ، بل ولا يفهم كلامه عند ذكر شبهته (6) لنهاية فساد ظاهره.
هذا كلّه مع المفاسد المترتّبة على التخيير مطلقاً ، سيما في المعاملات ، مع أنّ الخبر المرجوح لم يجزم بحجّيّته ، على أنّ حجّيّة المتعارض من دون علاج ، وكون التخيير يجوز البناء عليه كما أشير إليه ، وكون المستند ما دلّ عليه دور (7).
وبالجملة : بعد بذل الجهد واستفراغ الوسع في تحصيل الراجح
ص: 72
نجزم (1) بالعمل ، وبدونه لا قطع على العمل ، فتأمّل.
وتحقيق ما ذُكر يُطلب من الرسالة ويظهر بالتأمّل فيها.
ووجه الحاجة على ما قرّر لا يتوجّه عليه شيء من الشكوك التي اُوردت في نفيها ، وهو ظاهر من القدماء ، بل والمتأخرين أيضاً ، إلاّ أنهم جعلوا عمدة أسباب الوثوق التي تعرف من الرجال وأصلها العدالة من حيث كونها عندهم شرطاً للعمل بخبر الواحد ، ولعلّ هذا هو الظاهر من كلام القدماء كما يظهر من الرجال سيما وبعض التراجم ، مثل ترجمة إسحاق بن الحسن بن بكران (2) ، وأحمد بن محمّد بن عبيد اللّه (3) العياش (4) ، وجعفر بن محمّد بن مالك (5) ، وسعد بن عبداللّه (6) ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى (7) ، وأحمد بن محمّد بن خالد (8) ... إلى غير ذلك. وسنشير زيادة على ذلك في إبراهيم بن هاشم.
وقال الشيخ في عُدّته : من شرط العمل بخبر الواحد العدالة بلا خلاف (9).
فإن قلت : اشتراطهم العدالة يقتضي عدم عملهم بخبر (10) غير العادل ،
ص: 73
وذلك يقتضي عدم اعتبار غير العدالة من أمارات الرجال ، وحينئذ تنتفي الحاجة إلى الرجال ، لأنّ تعديلهم من باب الشهادة ، وشهادة فرع الفرع غير مسموعة ; مع أنّ شهادة علماء الرجال على أكثر المعدّلين من هذا القبيل لعدم ملاقاتهم إيّاهم ولا ملاقاتهم من لاقاهم.
وأيضاً كثيراً ما يتحقّق التعارض بين الجرح والتعديل.
وكذا يتحقّق الاشتراك بين جماعة بعضهم غير معدَّل.
وأيضاً كثير من المعدّلين والثقات يُنقل أنّهم كانوا على الباطل ثمّ رجعوا.
وأيضاً لا يحصل العلم بعدم سقوط جماعة من السند من البين ، وقد اطُّلع على كثير من هذا القبيل ; فلا يحصل للتعديل فائدة يعتدّ بها.
وأيضاً العدالة بمعنى الملكة ليست محسوسة ، فلا يقبل فيها شهادة.
قلنا : الظاهر أنّ اشتراطهم العدالة لأجل العمل بخبر الواحد من حيث هو هو ومن دون حاجة الى التفتيش والإنجبار بشيء كما هو مقتضى دليلهم ورويّتهم في الحديث والفقه والرجال ، فإنّ عملهم بأخبار غير العدول أكثر من أن يحصى ، وترجيحهم في الرجال قبولها منهم بحيث لا يخفى ، حتّى أنّها ربما تكون أكثر من أخبار العدول التي قبلوها ، فتأمّل.
والعلاّمة رحمه اللّه رتّب خلاصته (1) على قسمين : الأوّل فيمن اعتمد على روايته أو يترجّح عنده قبول روايته كما صرّح به في أوّله (2) ، ويظهر من طريقته في هذا القسم من أوّله إلى آخره أنّ من اعتمد به هو الثقة ومن
ص: 74
ترجّح عنده هو الحسن والموثّق ومن اختُلف فيه الراجح عنده القبول ، وسيجيء في حمّاد السمندري (1) : إنّ هذا الحديث من المرجّحات لا من الدلائل على التعديل (2). وفي الحكم بن عبد الرّحمن ما يفيد ذلك (3). وكذا في كثير من التراجم (4).
ونُقِلَ عنه في ابن بكير (5) : « إنّ الذي أراه عدم جواز العمل بالموثّق إلاّ أنْ يعتضد بقرينة » (6) وفي حميد بن زياد : « فالوجه عندي أنّ روايته مقبولة إذا خلت عن المعارض » (7) فربما ظهر من هذا فرق ، فتأمّل.
وسنذكر في إبراهيم بن صالح وإبراهيم بن عمر زيادة تحقيق ، فلاحظ.
وأيضاً من جملة كتبه كتاب الدّر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان (8).
وأيضاً قد أكثروا في الرجال بل وفي غيره أيضاً من ذكر أسباب
ص: 75
الحسن أو التقوية أو المرجوحيّة (1) ، واعتنوا بها وبحثوا عنها ، كما اعتنوا وبحثوا عن الجرح والتعديل.
ونقل المحقّق رحمه اللّه عن الشيخ رحمه اللّه أنّه قال : يكفي في الراوي أنْ يكون ثقة متحرّزاً عن الكذب في الحديث وإنْ كان فاسقاً بجوارحه ، وإنّ الطائفة المحقّة عملت بأحاديث جماعة هذه حالتهم (2).
وسنذكر عن عُدّة الشيخ في الفائدة الثانية ما يدلّ على عملهم برواية غير العدول مع أنّه ادّعى فيها الوفاق على اشتراط العدالة لأجل العمل (3) ، فتأمّل.
وعن المحقّق في المعتبر أنّه قال : افرط الحشويّة (4) في العمل بخبر الواحد حتّى انقادوا لكلّ خبر ، وما فطنوا لما تحته من التناقض ، فإنّ من جملة الأخبار قول النبيّ صلی اللّه علیه و آله : « ستكثر بعدي القالة عليّ » (5) وقول الصادق علیه السلام : « إنّ لكلّ رجل منّا رجلاً يكذب عليه » (6).
ص: 76
واقتصر بعض عن هذا الافراط فقال : كلّ سليم السند يعمل به. وما علم أنّ الكاذب قد يصدق (1) والفاسق قد يصدق ، ولم يتنبّه على أنّ ذلك طعن في علماء الشيعة وقدح في المذهب ، إذ لا مصنّف إلاّ وهو قد يعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل (2).
وأفرط آخرون في طرق (3) ردّ الخبر ... إلى أن قال : كلّ هذه الأقوال منحرفة عن السنن ... إلى آخر ما قال (4).
فإنْ قلت : مقتضى دليلهم التثبّت في خبر غير العدل إلى أن يحصل العلم.
قلت : على تقدير التسليم معلوم أنّهم يكتفون بالظنّ عند العجز عن العلم في مثل ما نحن فيه لدليلهم الآخر ، مع أنّ أمارات الرجال ربما يكون لها دخل في حصول العلم ، فتأمّل.
وحقّ التحقيق يظهر من الرسالة (5) ، وسيجيء بعض ما نشير إليه في الفائدة الثانية ، وترجمة إبراهيم بن صالح ، وابن عمر (6) ، وغير ذلك.
ثمّ ما ذكرت من أنّ ذلك يقتضي عدم اعتبارهم غير العدالة ، ففيه أنّه ربما يحتاج إليه للترجيح ، على أنّا نقول : لا بدّ من ملاحظة الرجال بتمامه ،
ص: 77
إذْ لعلّه يكون تعديل أو جرح (1) يظهران من التأمّل فيه.
وما ذكرت من أنّ تعديلهم من باب الشهادة فغير مسلّم ، بل الظاهر أنّه من (2) اجتهادهم أو من باب الرواية كما هو المشهور ، ولا محذور (3).
أمّا على الثاني فلأنّ الخبر من الأدلّة الشرعيّة المقررة.
وأمّا على الأوّل فلأنّ اعتماد المجتهد على الظنّ الحاصل منه من قبيل اعتماده على سائر الظنون الاجتهادية ، وما دلّ على ذلك يدلّ على هذا أيضاً ، مضافاً إلى أنّ المقتضي للعدالة لعلّه لا يقتضي أزيد من مظنونها وراجحها ، سيما عند سدّ باب العلم ، لأنّه الاجماع والآية (4).
ص: 78
ولا يخفى على المطّلع بأحوال القدماء أنّهم كانوا يكتفون بالظنّ ولا يلزمون تحصيل العلم ، وأيضاً كلّ واحد منهم يوثّق لأجل اعتماد غيره كما هو ظاهر ، على أنّه لا يثبت من إجماعهم أزيد مما ذكر.
وأمّا الآية فلعدم كون مظنون الوثاقة وظاهر العدالة من الأفراد المتبادرة للفاسق ، بل ربما يكون الظاهر خلافه ، فتأمّل.
وأيضاً القصر على التثبّت لعلّه يستلزم سدّ باب أكثر التكاليف ، فتأمّل.
ومع ملاحظة الأمر به في خبر الفاسق واشتراط العدالة والتمكّن من الظنّ بها لعلّه لا يحصل العلم بحجّية خبر الفاسق وغير مظنون العدالة من دون تثبّت ، فتأمّل.
وممّا ذكرنا ظهر الجواب عمّا ذكرت من أنّه كثيراً ما يتحقّق التعارض ، إذ لا شبهة في حصول الظنّ من الأمارات المرجّحة والمعيّنة ولو لم توجد نادراً ، فلا قدح ، وبناؤهم على هذا أيضاً ، وكذا لا شبهة في كون المظنون عدم السقوط.
ولعلّ الروايات عمّن (1) لم يكن مؤمناً ثمّ آمن اُخذت حال إيمانه ، وببالي أنّ هذا عن المحقّق الأردبيلي رحمه اللّه وعن غيره أيضاً ، ويشير إليه ما في أخبار كثيرة : عن فلان في حال استقامته (2).
ص: 79
وممّا ينبّه أنّ قولهم : ( فلان ثقة في (1) الثقات ) مطلقاً وكذا مدحهم في الممدوحين كذلك إنّما هو بالنسبة إلى زمان صدور الروايات لا مطلقاً وفي جميع أوقاتهم ، لعدم الظهور ، بل ظهور العدم ، فكما (2) أنّه ذكر لهم لأن يعتمد عليهم - كما لا يخفى - فكذا فيما نحن فيه ، لعدم التفاوت ، فتأمّل.
على أنّه لو لم يحصل الظنّ بالنسبة إلى كلّهم فالظاهر حصوله بالنسبة إلى مثل البزنطي (3) ومَن ماثله ، على أنّه يمكن (4) حصوله من نفس رواياتهم أو قرينة اُخرى ، وسيجيء زيادة على ما ذكر في الفائدة الثانية عند ذكر الواقفة (5) ، وفي ترجمة البزنطي ، وأحمد بن داود بن سعيد ، ويونس بن يعقوب ، وسالم بن مكرم.
على أنّ سوء العقيدة لا ينافي العدالة بالمعنى الأعم ، وهي معتبرة عند الجلّ ونافعة عند الكلّ كما سنشير ، فانتظر.
هذا ، مع أنّ معرفة هؤلاء من غيرهم من الرجال ، فلا بدّ من الإطّلاع على كلامهم.
على أنّا نقول : لعلّ عدم منعهم في حال عدالتهم من رواياتهم المأخوذة في حال عدمها أخرجها من (6) خبر الفاسق الذي لا بدّ من التثبّت فيه ، بل وأدخلها في رواية العادل ، فتأمّل.
ص: 80
وما ذكرت من أنّ شهادة فرع الفرع ... إلى آخره. فيه : إنّهم لم يشهدوا على الشهادة بل على نفس الوثاقة ، وعدم الملاقات لا ينافي القطع بها ، والقائل بكون تعديلهم شهادة لعلّه يكتفي به في المقام كما يكتفي هو وغيره فيه ، وفي غيره أيضاً ، فإنّ العدالة بأيّ معنى تكون ليست محسوسة ، مع أنّ الكلّ متّفقون على ثبوتها بها فيما هي معتبرة فيه ، وتحقيق الحال ليس هنا موضعه.
فظهر عدم ضرر ما ذكرت بالنسبة إلى هذا القائل من المجتهدين أيضاً ، فتأمّل.
وما ذكرت من أنّ العدالة بمعنى الملكة ... إلى آخره. ظهر الجواب عنه على التقديرين.
فإنْ قلت : وقع الاختلاف في العدالة هل هي الملكة أم حسن الظاهر أم ظاهر الإسلام مع عدم ظهور الفسق ، وكذا في أسباب الجرح وعدد الكبائر ، فمن أين يُطّلع على رأي المعدِّل؟ ومع عدم الإطّلاع كيف ينفع التعديل؟
قلنا : إرادة الأخير من قولهم : ( ثقة ) وكذا من العدالة التي جعلت شرطاً لقبول الخبر لاخفاء في فساده ، مضافاً إلى ما سيجيء في أحمد بن إسماعيل بن سمكة. وأمّا الأوّلان فأيّهما يكون مراداً ينفع القائل بحسن الظاهر ولا يحتاج إلى التعيين كما هو ظاهر.
وأمّا القائل بالملكة ، فقد قال في المنتقى : تحصيل العلم برأي جماعة من المزكّين أمر ممكن بغير شك من جهة القرائن الحاليّة أو المقاليّة ، إلاّ أنّها خفيّة المواقع متفرّقة المواضع ، فلا يهتدي إلى جهاتها ولا يقدر على جمع أشتاتها إلاّ من عظم في طلب الإصابة جهده وكثر في التصفّح في
ص: 81
الآثار كدّه (1) ، انتهى.
قلت : إنْ لم يحصل العلم فالظنّ كاف لهم كما هو دأبهم ورويّتهم ، نعم بالنسبة إلى طريقته (2) لعلّه يحتاج إلى العلم ، فتأمّل.
ويمكن الجواب أيضاً بأنّ تعديلهم لأنْ ينتفع به الكلّ ، وهم انتفعوا به وتلقّوه بالقبول ، ولم نَرَ من قدمائهم ولا متأخريهم ما يشير إلى تأمّل من جهة ما ذكرت ، بل ولا نرى المضايقة التي ذكرت في تعديل من التعديلات مع جريانها فيها.
وأيضاً لو اراد العدالة المعتبرة عنده كان يقول : ( ثقة عندي ) حذراً من التدليس - والعادل لا يدلّس - مع أنّ رويّتهم كذلك ، فتأمّل.
( وأيضاً العادل إذا (3) أخبر بأنّ فلاناً متّصف بالعدالة المعتبرة شرعاً فيقبلون ولا يتثبّتون ، فتأمّل ) (4).
وأيضاً لم يتأمّل واحد من علماء الرجال والمعدّلين فيه في تعديل الآخر من تلك الجهة أصلاً ولاتشمّ (5) رائحته مطلقاً مع إكثارهم من التأمّل من جهات اُخر ، وهم يتلقّون تعديل الآخر بالقبول ، حتّى أنّهم يوثّقون بتوثيقه ويجرحون بجرحه ، فتأمّل.
على أنّ المعتبر عند الجلّ في خصوص المقام العدالة بالمعنى الأعم
ص: 82
كما سنشير ، فلا مانع من عدم احتياج القائل (1) بالملكة أيضاً إلى التعيين (2).
فإنْ قلت : قد كثر الاختلاف بينهم في الجرح والتعديل ووقوع الغفلة والخطأ منهم فكيف يُوثَق بتعديلهم؟
قلت : ذلك لا يمنع حصول الظنّ كما هوالحال في كثير من الأمارات والأدلّة ; مثل ( أحاديث كتبنا ، وقول الفقهاء (3) ومشايخنا ; ومثل الشهرة ) ، مع أنّه ربّ مشهور لا أصل له ؛ والعام ، مع أنّه ما من عام إلاّ وقد خص ; ولفظ « إفعل » وغير ذلك.
نعم ربما يحصل وهن ( لا أنّه يرتفع ) (4) الظن (5) بالمرّة ، والوجدان حاكم.
على أنّا نقول : أكثر ما ذكرت وارد عليكم في عملكم بالأخبار ، بل منافاتها لحصول العلم أزيد وأشد ، بل ربما لا يلائم طريقتكم ويلائم طريقة الاجتهاد ، بل أساسها على أمثال ما ذكرت ومنشؤها منها ، وأثبتناه في الرسالة مشروحاً.
فإنْ قلت : جمع من المزكّين لم تثبت عدالتهم بل وظهر عدم إيمانهم ، مثل : ابن عقدة (6) ، وعليّ بن الحسن بن فضّال (7).
ص: 83
قلت : من لم يعتمد على توثيق أمثالهم فلا اعتراض عليه ، ومن اعتمد فلأجل الظنّ الحاصل منه ، وغير خفي على المطّلع حصوله ، بل وقوّته ، وسنشير في عليّ بن الحسن إليه في الجملة. وأيضاً ربما كان اعتماده عليه بناءً على عمله بالروايات الموثّقة ، فتأمّل.
وسيجيء زيادة على ذلك في الحكم بن عبد الرحمن.
ويمكن أنْ يكون اعتماده ليس من جهة ثبوت العدالة بل من باب رجحان قبول الرواية وحصول الاعتماد والقوّة كما مرّ إليه الإشارة ، وسيجيء أيضاً في إبراهيم بن صالح (1) وغيره ، ومن هذا اعتمد على توثيق ابن نمير (2) ومَن ماثله.
واعلم أنّ من اعتبر في الرواية ثبوت العدالة بالشهادة لعلّه يشكل عليه الأمر في بعض الإيرادات ، إلاّ أنْ يكتفي بالظنّ عند سدّ باب العلم ، فتأمّل.
فإن قلت : إذا كانوا يكتفون بالظنّ فغير خفي حصوله من قول المشايخ : « إنّ الأخبار التي رويت صحاح » (3) أو : « مأخوذة من الكتب
ص: 84
المعتمدة » (1) وغير ذلك ، فَلِمَ لم يعتبروه؟
قلت : ما اعتبروه (2) لعدم حصول ظنّ بالعدالة المعتبرة لقبول الخبر عندهم ، مع أنّي قد بيّنت في الرسالة أنّ هذه الأقوال منهم ليست على ما يقتضي ظاهرها ولم (3) تبقَ عليه.
نعم يتوجّه عليهم أنّ شمول نبأ في قوله تعالى : « إِنْ جآءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ » ... الآية (4) لما نحن فيه لعلّه يحتاج إلى التأمّل بملاحظة شأن نزول الآية والعلّة المذكورة فيها ، وأنّ البناء في الفقه جار على الظنون والاكتفاء بها والإعتماد عليها ، وأنّ العدول أخبرونا بالتثبّت ، وظهر لنا ذلك ، والاجماع منقول بخبر الواحد ، ولعلّ من ملاحظة أحوال القدماء لا يحصل العلم بإجماعهم بحيث يكون حجّة ، فتأمّل.
فإن قلت : النكرة في سياق الإثبات وإنْ لم تفد العموم إلاّ أنّها مطلقة ترجع إلى العموم في أمثال المقامات ، والعبرة بعموم اللفظ ، والعلّة وإن كانت مخصوصة إلاّ أنّها لا توجب التخصيص ولا ترفع الوثوق في العموم ، لأنّ الظاهر عدم مدخلية الخصوصية ، وكون البناء في الفقه على الظنّ لا يقتضي رفع اليد عمّا ثبت من العموم والإجماع من اشتراط العدالة في
ص: 85
الراوي ، وإخبار العدول بالتثبّت لا ينفع لجواز الخطأ فيحصل الندم ، وناقل الإجماع عادل فيقبل قوله من دون تثبّت.
قلنا : في رجوع مثل هذا الاطلاق إلى العموم بحيث ينفع المقام بملاحظة (1) شأن النزول تأمّل ، سيما بعد ملاحظة ما علّل به رجوعه إليه - فتدبّر - ، وخصوصاً بعد كون تخصيص العمومات التي لا تأمّل في عمومها من الشيوع بمكان فضلاً عن مثل هذا العموم ، وأنّ ظواهر القرآن (2) ليست على حدّ غيرها في القوّة والظهور كما حُقّق في محلّه ، وأنّ كثيراً من المواضع يقبل فيه (3) خبر الفاسق من دون تثبّت ، وأنّ التبيّن في الآية معلّل بعلّة مخصوصة وهو يقتضى قصره فيها ، ولا أقل من أنّه يرفع الوثوق في التعميم ، والتعدّي وظهور عدم مدخليّة الخصوصية محلّ نظر ، فإنّ قتل جمع كثير من المؤمنين وسبي نسائهم وأولادهم ونهب أموالهم بخبر واحد - سيما أنْ يكون فاسقاً وخصوصاً أنْ يكون متّهماً - لعلّه قبيح - خصوصاً مع إمكان التثبّت - وإنْ حصل منه ظنّ كما هو (4) بالنسبة إلى المسلمين في خبر الوليد (5).
ص: 86
وأمّا المسائل الفقهيّة فقد ثبت جواز التعبّد بالظنّ وورد به الشرع (1) ؛ أمّا في أمثال زماننا فلا تكاد توجد مسألة تثبت بتمامها من الاجماع من دون (2) ضميمة أصالة العدم أو خبر الواحد أو أمثالهما ، وكذا من الكتاب أو الخبر القطعي لو كان ، مع أنّ المتن ظنّي في الكلّ ، سيما في أمثال زماننا.
وبالجملة : المدار على الظنّ قطعاً ; وأمّا في زمان الشارع فكثير منها كانت مبنية عليه ، مثل : تقليد المفتين (3) ، وخبر الواحد ، وظاهر الكتاب ، وغير ذلك.
وأيضاً الندم يحصل في قتل المؤمنين وسبيهم ونهبهم ألبتّة لو ظهر عدم صدق الخبر ، وأمّا المسائل الفقهية فالمجتهد بعد مراعاة الشرائط المعتبرة واستنباطها بطريقته المشروطة المقرّرة مكلّف بظنّه مثاب في خطئه. سلّمنا الظهور لكنّه من باب الاستنباط ، والعلّة المستنبطة ليست بحجّة عند الشيعة ، والمنصوصة مخصوصة.
سلّمنا ، لكنْ نقول : الأمر بالتبيّن في خبر الفاسق إنْ كان علّته عدم الوثوق به - كما هو مسلّم عندكم وتقتضيه العلّة المذكورة وظاهر تعليق الحكم بالوصف - فغير خفيّ أنّه مع احتمال كون أحد سلسلة السند فاسقاً لا يحصل من مجرّد ظنّ ضعيف بأنّ الكلّ عدول الوثوق ، وقد عرفت أنّ المدار فيه على الظنون الضعيفة. هذا إنْ أردت من الوثوق العلم أو الظنّ القوي.
ص: 87
على أنّه إنْ أردت العلم كما هو مقتضى ظاهر (1) قوله تعالى : « فتبيّنوا » (2) والعلّة المذكورة فلا يحصل من خبر العادل الثابت العدالة أيضاً ، لاحتمال فسقه عند صدوره ، واحتمال خطئه لعدم عصمته ، فتصير الآية من قبيل الآيات الدالّة على منع اتّباع غير العلم ، لأنّ تعليقه على وصف الفسق لا يقتضي قبول قول العادل ، لأنّ المفهوم مفهوم اللقب ، ومع ذلك لا يقاوم العلّة المذكورة ، كيف وأنْ يترجّح عليه! مع أنّ في جريان التخصيص في العلّة وكونها في الباقي حجّة لا بدّ من تأمّل ، على أنّ قبول قول خصوص العادل يكون تعبّداً ، وستعرف حاله.
وإنْ أردت الظنّ القوي ، فأوّلاً : نمنع (3) حصوله بالنسبة إلى كثير من العدول على حسب ما ذكرنا ، سيما على القول بأنّ العدالة : حسن الظاهر أو عدم ظهور الفسق.
والإنصاف أنّه لا يثبت من قول المعدِّلين من القدماء أزيد من حسن الظاهر.
وأمّا المتأخرون فغالب توثيقاتهم من القدماء كما لا يخفى على المطّلع ، مضافاً إلى بُعد اطّلاعهم على ملكة الرواة.
وثانياً : إنّه يحصل الظنّ القوي من خبر كثير من الفسّاق ، إلاّ أنْ يقال : الفاسق من حيث إنّه (4) فاسق لا يحصل الظنّ القوي منه.
( فعلى هذا نقول : لا معنى لأن يكون العادل لحصول الظنّ القوي
ص: 88
لا يحتاج إلى التثبّت والفاسق لعدم حصوله منه ) (1) من حيث إنّه فاسق - وإنْ كان يحصل من ملاحظة أمر آخر - يحتاج إلى التثبّت إلى أنْ يحصل العلم ، مع أنّ الأحكام الفقهية الثابتة من (2) الأخبار غير الصحاح (3) من الكثرة بمكان من دون أن يكون هناك ما يقتضي العلم ، إلاّ أنْ يوجّه التبيّن بما يكتفى فيه بالظنّ القوي ، لكن هذا لا يكاد يتمشّى في العلّة.
ومع ذلك جُلّ أحاديثنا المرويّة في الكتب المعتمدة يحصل فيها (4) الظنّ القوي بملاحظة ما ذكرناه في هذه الفوائد الثلاث وفي التراجم وما ذكروه فيها وما ذكره المشايخ رضوان اللّه عليهم من أنّها صحاح ، وأنّها علميّة ، وأنّها حجّة فيما بينهم وبين اللّه تعالى ، وأنّها مأخوذة من الكتب التي عليها المعوّل ، وغير ذلك. مضافاً إلى حصول الظنّ من الخارج بأنّها مأخوذة من الاُصول والكتب الدائرة بين الشيعة المعمولة عندهم ، وأنّهم نقلوها في كتبهم التي ألّفوها لهداية الناس ولأن تكون مرجعاً للشيعة ، وعملوا بها وندبوا إلى العمل مع منعهم من العمل بالظنّ مطلقاً ( أو مهما أمكن ) (5) وتمكّنهم من الأحاديث العلميّة غالباً أو مطلقاً ، على حسب قربهم من الشارع وبعدهم ، ورأيهم في عدم العمل بالظنّ مع علمهم وفضلهم وتقواهم وورعهم وغاية احتياطهم ، سيما في الأحكام الشرعيّة (6) وأخذ
ص: 89
الرواية (1) ... إلى غير ذلك ، مضافاً إلى ما يظهر في المواضع بخصوصها من القرائن ، على أنّ عدم إيراث ما ذكر هنا الظنّ القوي وإيراث ما ذكرنا في عدالة جميع سلسلة السند ذلك فيه ما لا يخفى.
وإن أردت من الوثوق مجرّد الظنّ كما هو المناسب لتعليق الحكم على الوصف ، ولحكم المفهوم على تقدير أن يكون حجّة ، وهو الموافق لغرضكم ، بل تصرّحون بأنّ الفاسق لا يحصل من خبره ظنّ.
ففيه : إنّه وإن اندفع عنه بعض ما أوردناه سابقاً لكن ورود البعض الآخر (2) عليه أشدّ ، وحمل التبيّن والعلّة على تحصيله أقبح ، وكذا منع حصوله ممّا ذكرنا هنا وترجيح ما ذكر في عدالة سلسلة السند عليه ، على أنّ الفاسق الذي لا يحصل الظنّ من خبره هو الذي لا يبالي في الكذب ، أمّا المتحرّز عنه مطلقاً أوفي الروايات فمنع حصوله منه مكابرة ، سيما الفاسق بالقلب لا الجوارح ، وستعرف.
فإن قلت : جميع ما ذكرت هنا موجود في صحيحهم أيضاً ، والعدول إلى الأقوى متعيّن.
قلت : وجود الجميع في الجميع غلط ، مع أنّهم لم يعتبروا في الصحيح شيئاً منها فضلاً عن الجميع ، ومع ذلك تكون العدالة حينئذ من المرجّحات ، ولا كلام فيه.
فإنْ قلت : يلزم ممّا ذكرت جواز الحكم بشهادة الفاسق ومجهول الحال إذا حصل منها (3) ظنّ ، لاعتبار العدالة فيها أيضاً.
ص: 90
قلت : اعتبارها فيها من قبيل الأسباب الشرعيّة والأمور التعبديّة ، وأمّا اعتبارهم إيّاها في الرواية فالظاهر منهم والمستفاد من كلماتهم (1) أنّها لأجل الوثوق ، وأنّ عدم اعتبار رواية غيرهم من عدمه ، مع أنّ ما استدلّوا به له الآية (2) ، وقد عرفت ظهورها ، بل وكونها نصّاً في ذلك. سلّمنا ، لكن ظهورها في كون التبيّن في رواية الفاسق وعدمه في غيرها من باب التعبّد من أين؟! سلّمنا ، لكن المتبادر من الفاسق فيها والظاهر منه هنا من عرف بالفسق ، وسنذكر في عليّ بن الحسين السعد آبادي ما يؤكّد ذلك ، ولو سلّم عدم الظهور فظهور خلافه ممنوع ، فالثابت منها عدم قبول خبر المعروف به ، وأمّا المجهول فلا.
ونُسب إلى كثير من الأصحاب قبوله منه ، ويظهر من كثير من التراجم أيضاً ، على أنّ المستفاد حينئذ عدم قبول خبر الفاسق لا اشتراط العدالة ، والواسطة بينهما موجودة قطعاً ، سيما على قولكم بأنّها الملكة ، وخصوصاً بعد اعتبار اجتناب منافيات المروّة ، وكذا بعد تخصيصها بالمكلّفين ، وكذا بالشيعة (3) الاثني عشريّة ، لما ستعرف.
هذا حال الآية. على أنّه على هذا لا وجه لاشتراط الضبط في الراوي كما شرطتم.
وأمّا الإجماع ، ففيه - بعدما عرفت - : إنّ الناقل الشيخ ، وهو صرّح بأنّه يكفي كون الراوي متحرّزاً عن الكذب ، إلى آخر ما ذكرناه عنه سابقاً وما سنذكر عنه في الفائدة الثانية والثالثة ، وسنذكر عن غيره أيضاً ما ينافي
ص: 91
هذا الإجماع أو تخصيصه بالعدالة بالمعنى الاعم (1) ، فتأمّل. ومع ذلك لا يظهر منه كون اعتبارها تعبّداً ، بل ربما يظهر من كلماتهم كونه لأجل الوثوق ، على أنّه يمكن منع (2) كون المخطىء في الإعتقاد فاسقاً.
أمّا بالنسبة إلى غير المقصّر فظاهر ، وسيجيء ما نشير إليه في الفائدة الثانية ، وفي أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وابن نوح (3) ، وزياد (4) بن عيسى ، وغيرهم.
وبالجملة : جميع العقائد التي من اُصول الدين ليست جليّة على جميع آحاد المكلّفين في جميع أوقاتهم ، كيف! وأمر الإمامة التي من رؤوسها كان مختلفاً بحسب الخفاء والظهور بالنسبة إلى الأزمنة والأمكنة والأشخاص وأوقات عمرهم ، وهو ظاهر من الأخبار والآثار والاعتبار.
وأمّا المقصّر منهم فبعد ظهور صلاحه وتحرّزه عن الكذب والفسق بجوارحه مثل الحسن بن عليّ بن فضّال ونظائره فنمنع (5) كونه من الأفراد المتبادرة له في الزمان الأوّل أيضاً (6) ، سيما بعد ملاحظة نصّ الأصحاب
ص: 92
على توثيقه وفاقاً للمصطفى بعد المحقّق الطوسي في تجريده ، وشيخنا البهائي في زبدته.
وأيضاً نرى مشايخنا يوثّقون المخطئين في الاعتقاد توثيق المصيبين من دون فرق بجعل الأوّل موثّقاً والثاني ثقة كما تجدّد عليه الاصطلاح ، ويعتمدون على ثقات (1) الفريقين ويقبلون قولهم ، فالعدالة المعتبرة عندهم هي بالمعنى الأعم ، فظهر قوّة الاعتماد على أخبار الموثّقين.
وأيضاً من أين عُلم أنّ مرادهم من التوثيق التعديل ، مع أنّ الشيخ صرّح بتوثيق الفاسق بأفعال جوارحه كما مرّ وسنذكر في الفائدة الثانية ، وسيجيء توثيق مثل ( كاتب الخليفة ) ومَن ماثله. إلاّ أنْ يقال : اتّفاق الكلّ على اشتراط العدالة في الراوي على ما أشير إليه يقتضي عدم قبول قول غيرهم ، وغير خفي أنّ توثيقاتهم لأجل الاعتماد وقبول (2) الرواية (3).
وأيضاً الاتّفاق على إثبات العدالة من توثيقهم وملاحظة بعض المواضع يدلاّن على ذلك.
وأيضاً ذكر في علم الدراية أنّه من ألفاظ التعديل (4).
وسيجيء بعض ما في المقام في الفائدة الثانية عن قريب.
وأمّا مثل ( كاتب الخليفة ) فيوجّه ويصحّح ، وسنذكر في الفائدة الثالثة.
وبالجملة : لعلّ الظاهر أنّ الثقة بمعناه اللغوي ، وأنّه مأخوذ فيه مثل التثبّت والضبط والتدبّر والتحفّظ ونظائرها ، وأنّهم ما كانوا يعتمدون على من
ص: 93
لم (1) يتّصف بها ، ولعلّ ممّا اُخذ فيه عندهم عدم الاعتماد على الضعفاء والمجاهيل والمراسيل .... إلى غير ذلك ممّا سنشير إليه في قولهم : ( ضعيف ) ، فمراد الشيخ من توثيق الفاسق أمثال الأمور المذكورة مع التحرّز عن الكذب مطلقاً أوفي الروايات.
وأمّا توثيقات علم الرجال فلعلّه مأخوذ فيها العدالة على ما أشير إليه ، مع أنّ الفاسق من حيث إنّه فاسق لا يؤمن عليه ، ولو اتّفق اتّصافه بالأمور المذكورة فليس فيه وثوق تام كما في العادل المتّصف (2) ، على أنّه على تقدير اعتماد بعضهم على مثله فلعلّه لا يعبّر عنه ب- « ثقة » على الاطلاق ، بل لعلّه نوع تدليس وهم متحاشون عنه ، بل على تقدير اعتماد الكلّ أيضاً لعلّ الأمر كذلك ، فتأمّل.
وسيجيء في الفائدة الثانية في بيان قولهم : ( ثقة في الحديث ) ما ينبغي أن يلاحظ.
وممّا ذكرنا ظهر أنّ عدم توثيقهم للرجال ليس لتأمّلهم في عدالتهم ، سيما بالنسبة إلى أعاظمهم مثل الصدوق وثعلبة بن ميمون والحسن بن حمزة ونظائرهم من الذين قالوا في شأنهم ما يقتضي العدالة وما فوقها ، أو يظهر (3) ذلك من الخارج.
وبالجملة : ليسوا ممّن يجوز عليهم الفسق - العياذ باللّه - وهذا ظاهر لا تأمّل فيه ، بل من قبيل ما قال المحقّق الشيخ محمّد رحمه اللّه : وللعلاّمة رحمه اللّه
ص: 94
أوهام يبعد زيادة بعد معها (1) الاعتماد عليه (2).
وصدر أمثال ذلك من غير واحد من غيره بالنسبة إليه وإلى غيره ، مع عدم تأمّل أحد منهم في عدالتهم ، بل في زهدهم أيضاً وتقواهم وغزارة علمهم ومتانة (3) فكرهم ، بل وفي كونهم أئمّة في علوم شتّى من الفقه وغيره ، إلى غير ذلك.
هذا ، ويمكن أنْ يكون عدم تنصيصهم على التوثيق بالنسبة إلى بعض الأعاظم توكيلاً إلى (4) ظهوره ممّا ذكروه في شأنه وغير لازم أن يكون بلفظ « ثقة » ، وصرّح عُلماء الدراية بعدم انحصار ألفاظ التعديل فيه وفي « عدل » (5) ، فتأمّل.
ص: 95
ومرّ بيانه مع بعض ما يتعلّق به وبقي بعض.
قال المحقّق الشيخ محمّد : إنّ النجاشي إذا قال : ( ثقة ) ولم يتعرّض إلى فساد المذهب فظاهره أنّه عدل إمامي ، لأنّ ديدنه التعرّض إلى الفساد ، فعدمه ظاهر في عدم ظفره ، وهو ظاهر في عدمه ; لبعد وجوده مع عدم ظفره ، لشدّة بذل جهده وزيادة معرفته ، وإنّ عليه جماعة من المحقّقين (1) ، انتهى (2).
لا يخفى أنّ الرويّة (3) المتعارفة المسلّمة المقبولة أنّه إذا قال عدل إمامي - النجاشي كان أو غيره - : ( فلان ثقة ) أنّهم يحكمون بمجرّد هذا القول بأنّه عدل إمامي كما هو ظاهر ، إمّا لما ذكر ، أو لأنّ الظاهر من الرواة (4)
ص: 96
التشّيع ، والظاهر من الشيعة حسن العقيدة ، أو لأنّهم وجدوا منهم أنّهم اصطلحوا ذلك في الإمامية - وإنْ كانوا يطلقون على غيرهم مع القرينة - بأنّ معنى ثقة : عادل ، أو : عادل (1) ثبت ، فكما أنّ ( عادل ) (2) ظاهر فيهم فكذا ثقة ، أو لأنّ المطلق ينصرف إلى الكامل ، أو لغير ذلك على منع الخلو.
نعم في مقام التعارض بأن يقول آخر : ( فطحي ) مثلاً يحكمون بكونه موثّقاً معلّلين بعدم المنافاة ، ولعلّ مرادهم عدم معارضة الظاهر النص وعدم مقاومته ، بناءً على أنّ دلالة ( ثقة ) على الإمامية ظاهرة كما أنّ ( فطحي ) على إطلاقه لعلّه ظاهر في عدم ثبوت العدالة عند قائله (3) مع تأمّل فيه ظهر وجهه ، وأنّ الجمع مهما أمكن لازم ، فيرفع اليد عمّا ظهر ويُمْسَك بالمتيقّن - أعني : مطلق العدالة - فيصير فطحيّاً عادلاً في مذهبه ، فيكون الموثّق سامح أو كلاهما(4).
وكذا لو كانا من واحد ، لكن لعلّه لا يخلوعن نوع تدليس ، إلاّ أنْ لا يكون مضرّاً عندهم ، لكون حجّيّة خبر الموثّقين إجماعياً أو حقّاً عندهم ، واكتفوا بظهور ذلك منهم ، أو غير ذلك. وسيجيء في أحمد بن محمّد بن خالد (5) ما له دخل.
أو يكون ظهر خلاف الظاهر واطّلع الجارح على ما لم يطّلع عليه المعدِّل ، لكن ملائمة هذا للقول بالملكة لا يخلوعن إشكال ، مع أنّ المعدِّل ادّعى كونه عادلاً في مذهبنا ، فإذا ظهر كونه مخالفاً فالعدالة في
ص: 97
مذهبه من أين؟!
إلاّ أن يدّعى أنّ الظاهر اتّحاد أسباب الجرح والتعديل في المذهبين سوى الاعتقاد بإمامة إمام ، لكن هذا لا يصح بالنسبة إلى الزيدي والعامي ومن ماثلهما جزماً ، وأمّا بالنسبة إلى الفطحيّة والواقفيّة وَمَن ماثلهما فثبوته أيضاً يحتاج إلى تأمّل (1).
مع أنّه إذا ظهر خطأ المعدّل (2) بالنسبة إلى نفس ذلك الاعتقاد فكيف يؤمن عدمه بالنسبة إلى غيره (3)؟!
وأيضاً ربما يكون الجارح والمعدِّل واحداً كما في إبراهيم بن عبد الحميد (4) وغيره.
وأيضاً لعلّ الجارح جرحه مبنيّ على ما لا يكون سبباً في الواقع على ما سنذكر في إبراهيم بن عمر (5) ، ويقرّبه التأمّل في هذه الفائدة عند ذكر الغلاة والواقفة ، وقولهم : ( ضعيف ) ، وغيرها. وكذا في الفائدة الثالثة في مواضع عديدة. وسيجيء في إبراهيم ما ينبغي أنْ يلاحظ.
وكيف كان ، هل الحكم والبناء المذكور عند التعارض مطلق أم مقيّد
ص: 98
بما إذا انحصر ظنّ المجتهد فيه وانعدام الامارات والمرجّحات - إذْ لعلّه بملاحظتها يكون الظاهر عنده حقّيّة أحد الطرفين -؟ ولعلّ الأكثر على الثاني وأنّه هو الأظهر كما سيجيء في إبراهيم بن عمر وابن عبد الحميد وغيرهما مثل سماعة وغيره ، ويظهر وجهه أيضاً من التأمّل في الفائدة الاُولى وهذه الفائدة والفائدة الثالثة على حسب ما اُشير إليه.
ثمّ اعلم أنّ ما ذكر إذا كان الجارح والمعدّل عدلاً إمامياً ،
وأمّا إذا كان مثل عليّ بن الحسن (1) فَمِنْ جَرْحِه يحصل ظنّ وربما يكون أقوى من الإمامي - كما اُشير إليه - فهو معتبر في مقام اعتباره وعدم اعتباره على ما سيجيء في أبان بن عثمان (2) وغيره ، بناءً على جعله شهادة أو رواية ولم يجعل منشأ قبولها الظنّ ولم يعتبر الموثقة ، وفيها تأمّل.
وأمّا تعديله فلو جعل من مرجّحات قبول الرواية فلا إشكال ، بل يحصل منه ما هو (3) في غاية القوّة.
وأمّا لو جعل من دلائل العدالة فلا يخلو من إشكال ولو على رأي من جعل التعديل من باب الظنون أو الرواية وعمل بالموثّقة ، لعدم ظهور إرادته (4) العدل الإمامي أوفي مذهبه أو الأعم أو مجرّد الوثوق بقوله ، ولم يظهر اشتراطه (5) العدالة في قبول الرواية.
ص: 99
إلاّ أن يقال : إذا كان الإمامي المعروف مثل العيّاشي الجليل (1) يسأله عن حال راو فيجيبه بأنّه ثقة على الإطلاق ، مضافاً إلى ما يظهر من رويّته من التعرض للوقف والناووسية وغيرهما في مقام جوابه أو إفادته له ، وأيضاً ربما يظهر من إكثاره ذلك أنّه كان يرى التعرّض لأمثال ذلك في المقام.
وكذا الحال بالنسبة إلى العيّاشي (2) الجليل بالقياس إلى الجليل الآخذ عنه ، وهكذا ، فإنّه ربما يظهر من ذلك إرادة العدل الإمامي ، مضافاً إلى أنّه لعلّ الظاهر مشاركة أمثاله مع الإماميّة في اشتراط العدالة ، وأنّه ربما يظهر من الخارج كون الراوي من الإمامية فيبعد خفاء حاله على جميعهم ، بل وعليه أيضاً ، فيكون تعديله بالعدالة في مذهبنا كما لا يخفى ، فلو ظهر من الخارج خلافه فلعلّ حاله حال توثيق الإمامي ، وأيضاً بعد ظهور المشاركة إحدى العدالتين مستفادة ، فلا يقصر عن الموثّق ، فتأمّل ، فإنّ المقام يحتاج إلى التأمّل التام.
وأشكل من ذلك ما إذا كان الجارح الإمامي والمعدّل غيره ،
وأمّا العكس فحاله ظاهر سواء قلنا بأنّ التعديل من باب الشهادة أو الرواية أو الظنون (3).
ص: 100
( هذا ، واعلم أنّ الظاهر والمشهور أنّ قولهم : ( ثقة ثقة ) تكرر (1) اللفظ تأكيداً ، وربما قيل : إنّ الثاني بالنون موضع الثاء ) (2).
والبحث فيه من وجوه :
الأول : المدح في نفسه يجامع صحة العقيدة وفسادها ، والأوّل يُسمّى حديثه حسناً والثاني قويّاً (3).
وإذا لم يظهر صحّتها ولا فسادها فهو أيضاً من القوي (4) ، لكن نراهم بمجرّد ورود المدح يعدّونه حسناً ، ولعلّه لأنّ إظهار المدح مع عدم إظهار القدح ولا تأمّل منهم ظاهر في كونه إمامياً ، مضافاً إلى أنّ ديدنهم التعرّض للفساد على قياس ما ذكر في التوثيق ، ففي مقام التعارض يكون قويّاً مطلقاً أو إذا انعدمت المرجّحات على قياس ما مرّ.
والأولى في صورة عدم التعارض - أيضاً - ملاحظة خصوص المدح (5) بعد ملاحظة ما في المقام ثمّ البناء على الظنّ الحاصل عند ذلك.
ومن التأمّل فيما ذكر في التوثيق وما ذكر هنا يظهر حال مدح عليّ بن
ص: 101
الحسن بن فضّال وأمثاله ، وكذا المعارضة بين مدحه وقدح الإمامي ، وعكسه ، وغير ذلك (1).
الثاني : المدح ، منه ماله دخل في قوّة السند وصدق القول مثل : ( صالح ) و ( خيّر ).
ومنه ما لا دخل له في السند بل في المتن مثل : ( فَهِم ) (2) و ( حافظ ).
ومنه ما لا دخل له فيهما مثل : ( شاعر ) و ( قارئ ).
ومنشأ صيرورة الحديث حسناً أو قويّاً هو الأوّل.
وأمّا الثاني فمعتبر في مقام الترجيح والتقوية بعدما صار الحديث صحيحاً أو حسناً أو قويّاً.
وأمّا الثالث فلا اعتبار له لأجل الحديث ، نعم ربما يُضمّ إلى التوثيق وذكر أسباب الحسن والقوّة إظهاراً لزيادة الكمال ، فهو من المكمّلات. وقس على المدح حال الذم.
هذا ، وقولهم : ( أديب ) أو ( عارف باللغة أو النحو ) وأمثالها هل هو من الأوّل أم الثاني أم الثالث (3)؟
الظاهر أنّه لا يقصر عن الثاني مع احتمال كونه من الأوّل. ولعلّ مثل
ص: 102
( القارئ ) أيضاً كذلك ، فتأمّل (1).
الثالث : المدح هل هو من باب الرواية أو الظنون الاجتهاديّة أو الشهادة - على قياس ما مرّ في التوثيق -؟ والبناء هنا على ملاحظة خصوص الموضع وما يظهر منه أولى ، ووجهه ظاهر ، وكذا الثمرة.
الرابع : المدح يجامع القدح بغير فساد المذهب أيضاً ، لعدم المنافاة بين كونه ممدوحاً من جهة ومقدوحاً من أخرى ، ولو اتّفق القدح (2) المنافي فحاله يظهر ممّا ذكر في التعارض.
ومع تحقّق غير المنافي فإمّا أن يكونا ممّا له دخل في السند ، أو ممّا له دخل في المتن ، أو المدح من الأوّل والقدح من الثاني ، أو بالعكس.
والأوّل لو تحقّق - بأن ذكر له وصفان لا يبعد اجتماعهما من ملاحظة أحدهما يحصل قوّة لصدقه ومن الآخر وهن - لا اعتبار له في الحسن والقوّة.
نعم لو كان المدح ها هنا في جنب قدحه (3).
بحيث يحصل قوّة معتدّ بها فالظاهر الاعتبار.
وقس على ذلك حال الثاني ، مثل أن يكون جيّد الفهم رديء الحافظة.
وأمّا الثالث مثل أن يكون صالحاً سيّء الفهم أو الحافظة ، فلعلّه معتبر في المقام ، وأنّه كما لا يعدّ ضرراً بالنسبة إلى الثقات والموثّقين فكذا هنا مع
ص: 103
تأمّل فيه ، إذ لعلّ عدم الضرر هناك من نفي التثبّت أو من الإجماع على قبول خبر العادل والمناط في المقام لعلّه الظنّ ، فيكون الأمر دائراً معه على قياس ما سبق.
وأمّا الرابع فغير معتبر في المقام ، والبناء على عدم القدح وعدّ الحديث حسناً أو قويّاً بسبب عدم وجدانه كما مرّ ، مضافاً إلى أصل العدم.
الخامس : مراتب المدح (1) متفاوته وليس أيّ قدر يكون معتبراً في المقام ، بل القدر المعتد به في الجملة ، وسيشير إليه الشهيد في خالد بن جرير (2) وغيره. وربما يحصل الاعتداد من اجتماع المتعدّد ، ويتفاوت العدد والكثرة بتفاوت القوّة (3) ، كما أنّ المدائح في أنفسها متفاوته (4) فيها ، فليلاحظ التفاوت وليعتبر في مقام التقوية والترجيح.
ومنها : قولهم : ثقة في الحديث (5).
والمتعارف المشهور أنّه تعديل وتوثيق للراوي نفسه. ولعلّ منشأه الاتّفاق على ثبوت العدالة ، وأنّه يذكر لأجل الاعتماد على قياس ما ذكر في التوثيق ، وأنّ الشيخ الواحد ربما يحكم على واحد بأنّه ثقة ، وفي موضع
ص: 104
آخر بأنّه ثقة في الحديث ، مضافاً إلى أنّه في الموضع الأوّل كان ملحوظ نظره (1) الموضع الآخر ، كما سيجيء في أحمد بن إبراهيم بن أحمد (2) ، فتأمّل.
وربما قيل بالفرق بين ( الثقة في الحديث ) و ( الثقة ) ، وليس ببالي القائل (3).
ويمكن أن يقال بعد ملاحظة اشتراطهم العدالة : إنّ العدالة المستفادة من الأوّل هي بالمعنى الأعم - ( وقد أشرنا وسنشير أيضاً أنّ التي وقع الاتّفاق على اشتراطها هي بالمعنى الأعم - ) (4) ووجه الاستفادة (5) إشعار العبارة وكثير من التراجم ، مثل ترجمة أحمد بن بشير (6) ، وأحمد بن الحسن ، وأبيه الحسن بن علي (7) بن فضّال ، والحسين بن أبي سعيد ، والحسين بن أحمد بن المغيرة ، وعليّ بن الحسن الطاطري ، وعمّار بن موسى ، وغير ذلك.
إلاّ أنّ المحقّق (8) نقل عن الشيخ رحمه اللّه أنّه قال : يكفي في الراوي أن
ص: 105
يكون ثقة متحرّزاً عن الكذب في الرواية وإنْ كان فاسقاً بجوارحه ... إلى آخره ، فتأمّل.
ومرّ في أواخر الفائدة الاُولى ما ينبغي أنْ يلاحظ.
( اعلم أنّ الحديث الصحيح ) (1) عند القدماء هو ما وثقوا بكونه من المعصوم علیه السلام - أعم من أنْ يكون منشأ وثوقهم كون الراوي من الثقات أو أمارات اُخر - ويكونوا (2) يقطعون بصدوره عنه علیه السلام أو يظنّون (3).
ولعلّ اشتراطهم العدالة - على حسب ما أشرنا إليه - لأجل أخذ الرواية عن الراوي من دون حاجة إلى التثبّت وتحصيل أمارات تورثهم وثوقاً اعتدّوا به ، كما أنّ عند المتأخرين أيضاً كذلك كما مرّ (4) ، فتأمّل.
وما قيل من أنّ الصحيح عندهم قطعيّ الصدور ، قد بيّنا فساده في
ص: 106
الرسالة (1).
ثمّ إنّ بين صحيحهم والمعمول به عندهم لعلّه عموم من وجه ، لأنّ ما وثقوا بكونه عن المعصوم علیه السلام الموافق للتقيّة صحيح غير معمول به عندهم - وببالي التصريح بذلك في آواخر فروع الكافي - وما رواه العامّة عن أمير المؤمنين علیه السلام - مثلاً - لعلّه غير صحيح عندهم ويكون معمولاً به كذلك ، لما نقل عن الشيخ أنّه قال في عُدّته ما مضمونه : هذا (2) رواية المخالفين في المذهب عن الائمّة علیهم السلام إنْ عارضها رواية الموثوق به وجب طرحها ، وإن وافقتها وجب العمل بها ، وإن لم يكن ما يوافقها ولا ما يخالفها ولا يعرف لها قول فيها وجب أيضاً العمل بها لما روي عن الصادق علیه السلام : « إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكمها فيما رووا عنّا فانظروا ما رووه عن عليّ علیه السلام فاعملوا به » (3) ولأجل ما قلناه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث (4) وغياث بن كلوب (5) ونوح بن درّاج (6)
ص: 107
والسكوني (1) من العامّة عن أئمّتنا ولم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه (2) ، انتهى. فتأمّل.
وما ذكر غير ظاهر عن كلّ القدماء.
وأمّا المتأخّرون فإنّهم أيضاً بين صحيحهم والمعمول به عندهم العموم من وجه - وهو ظاهر - وبين صحيحهم وصحيح (3) القدماء العموم المطلق ، وقد أثبتناه في الرسالة.
ولعلّ منشأ قصر اصطلاحهم في الصحّة فيما رواه الثقاة صيرورة الأحاديث ظنّية ، وانعدام الأمارات التي تقتضي العمل بها بعنوان الضابطة(4) ، ومثل الحُسْن والموثّقية(5) وإجماع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه وغير ذلك وإن صار ضابطة عند البعض مطلقاً أوفي بعض رأيه ، إلاّ أنّ ذلك البعض لم يصطلح إطلاق الصحيح عليه وإن كان يطلق عليه في بعض الأوقات ، بل لعلّ الجميع أيضاً يطلقون كذلك - كما سنشير إليه في أبان بن عثمان - حذراً من الاختلاط ولشدّة اهتمامهم (6) في مضبوطية قواعدهم ولئلاّ يقع تلبيس وتدليس ، فتأمّل.
وبالجملة : لا وجه للاعتراض عليهم بتغيير الاصطلاح وتخصيصه
ص: 108
بعد ملاحظة ما ذكرنا.
وأيضاً عدّهم الحديث حسناً وموثّقاً منشؤه القدماء ، ولا خفاء فيه ، مع أنّ حديث الممدوح عند القدماء ليس عندهم مثل حديث الثقة والمهمل والضعيف البتّة ، وكذا الموثّق ، نعم لم يعهد منهم أنّه حسن أو موثّق أو غير ذلك ، والمعهود من المتأخّرين لو لم يكن حسناً لم يكن فيه مشاحّة البتّة ، مع أنّ حُسْنه غير خفيّ.
ثمّ إنّه ممّا ذكرنا ظهر فساد ما توهّم بعض من أنّ قول مشايخ الرجال : ( صحيح الحديث ) تعديل - وسيجيء في الحسن بن عليّ بن النعمان أيضاً - نعم هو مدح ، فتدبّر.
واختلف في بيان المراد ، فالمشهور أنّ المراد صحّة كلّ ما رواه حيث تصحّ الرواية إليه (1) ، فلا يلاحظ ما بعده إلى المعصوم علیه السلام وإن كان فيه ضعف ، وهذا هو الظاهر من العبارة.
وقيل : لا يفهم منه إلاّ كونه ثقة (2).
واعترض (3) عليه أنّ كونه ثقة أمر مشترك ، فلا وجه لاختصاص الإجماع بالمذكورين به (4).
وهذا الإعتراض بظاهره في غاية السخافة ، إذ كون الرجل ثقة لا يستلزم وقوع الإجماع على وثاقته ، إلاّ أن يكون المراد ما أورده بعض
ص: 109
المحقّقين من أنّه ليس في التعبير بها لتلك الجماعة دون غيرهم ممّن لا خلاف في عدالته فائدة (1).
وفيه : إنّه إنْ أردت عدم خلاف من (2) المعدّلين المعروفين في الرجال ، ففيه :
أولاً : إنّا لم نجد من وثّقه جميعهم.
وإن أردت عدم وجدان خلاف منهم ، ففيه : إنّ هذا غير ظهور الوفاق ، مع أنّ سكوتهم ربما يكون فيه شيء ، فتأمّل.
وثانياً : إنّ اتّفاق خصوص هؤلاء غير إجماع العصابة ، وخصوصاً أنّ مدّعي هذا الإجماع الكشّي ناقلاً عن مشايخه (3) ، فتدبّر (4).
هذا ، مع أنّه لعلّ عند هذا القائل يكون تصحيح الحديث أمراً زائداً على التوثيق ، فتأمّل.
وإن أردت اتّفاق جميع العصابة ، فلم يوجد إلاّ في مثل سلمان (5)
ص: 110
ممّن هو عدالته ضرورية لا تحتاج إلى الإظهار ، وأمّا غيرهم فلا يكاد يوجد ثقة جليل سالماً عن قدح فضلاً عن ( أن يتحقّق اتّفاقهم على سلامته منه فضلاً عن ) (1) أن يثبت عندك ، فتأمّل.
واعترض أيضاً هذا المحقّق بمنع الإجماع ، لأنّ بعض هؤلاء لم يدّع أحد توثيقه - بل قدح بعض في بعضهم (2) - وبعض منهم وإن ادّعي توثيقه إلاّ أنّه ورد منهم قدح فيه (3).
وهذا الاعتراض أيضاً فيه تأمّل. وسيظهر لك ( بعض من ) (4) وجهه.
نعم يرد عليهم (5) أنّ تصحيح القدماء حديث شخص لا يستلزم توثيقه منهم لما مرّ الإشارة إليه.
نعم يمكن أن يقال : يبعد أن لا يكون رجل ثقة ومع ذلك اتّفق جميع العصابة على تصحيح جميع ما رواه ، سيما بعد ملاحظة دعوى الشيخ رحمه اللّه الاتّفاق على اعتبار العدالة لقبول خبرهم (6) ، وأنّ ذلك ربما يظهر من الرجال أيضاً كما مرّ ، وخصوصاً مع مشاهدة أنّ كثيراً من الأعاظم الثقات لم يتحقّق
ص: 111
منهم الاتّفاق على تصحيح حديثه ، وسيجيء في عبداللّه بن سنان ما يؤكّد ما ذكرنا.
نعم لا يحصل منه الظنّ بكونه ثقة إمامياً بل بأعم منه كما لا يخفى ، ويشير إليه نقل هذا الاجماع في الحسن بن عليّ وعثمان بن عيسى (1) ، وما يظهر من عُدّة الشيخ وغيره أنّ المعتبر العدالة بالمعنى الأعم كما ذكرنا (2) ، فلا يقدح نسبة بعضهم إلى الوقف وأمثاله.
نعم النسبة إلى التخليط كما وقعت في أبي بصير يحيى الأسدي (3) ربما تكون قادحة ، فتأمّل.
فإن قلت : المحقّق في المعتبر ضعّف ابن بكير (4).
قلت : لعلّه لم يعتمد على ما نقل من الإجماع ، أو لم يتفطّن لما ذكرنا ، أو لم يعتبر هذا الظنّ ، أو غرضه من الضعف ما يشمل الموثّقيّة.
واعترض على المشهور بأنّ الشيخ رحمه اللّه ربما يقدح فيما صحّ عن هؤلاء بالإرسال الواقع بعدهم (5) ، وأيضاً المناقشة في قبول (6) مراسيل ابن أبي عمير معروفة (7).
ص: 112
وفيه أنّ القادح والمناقش ربما لم يثبت عندهما الاجماع ، أو لم يثبت وجوب اتّباعه لعدم كونه بالمعنى المعهود (1) بل كونه مجرّد الاتّفاق ، أو لم يفهما على وفق المشهور ولا يضرّ ذلك (2) ، أو لم يقنعا بمجرّد ذلك.
والظاهر هو الأوّل بالنسبة إلى الشيخ ; لعدم ذكره إياه في كتابه كما ذكره الكشّي ، وكذلك بالنسبة إلى النجاشي وأمثاله ، فتدبّر.
بقي شيء وهو أنّه ربما يتوهّم بعض من عبارة ( إجماع العصابة ) وثاقة من روى عنه هؤلاء (3) ، وفساده ظاهر ، وقد عرفت الوجه. نعم يمكن أن يفهم منها اعتداد ما بالنسبة إليه ، فتأمّل.
وعندي أنّ رواية هؤلاء إذا صحّت إليهم لا تقصر عن أكثر الصحاح ، ووجهه يظهر بالتأمّل فيما ذكرنا.
وقال جدّي رحمه اللّه : المراد روى عنه الشيوخ واعتمدوا عليه ، وهو كالتوثيق ، ولا شك أنّ هذا المدح أحسن من ( لا بأس به ) (1) ، انتهى.
قوله رحمه اللّه : ( وهو كالتوثيق ) لا يخلو من تأمّل ، نعم إنْ أراد منه التوثيق بما هو أعم من العدل الإمامي فلعلّه لا بأس به ، فتأمّل. لكن لعلّه توثيق من غير معلوم الوثاقة.
أمّا أنّه روى عنه الشيوخ كذلك حتى يظهر وثاقته - لبُعد اتفاقهم على الاعتماد على من ليس بثقة ، أو بُعد اتّفاق كونهم بأجمعهم غير ثقات - فليس بظاهر.
نعم ربما يستفاد منه مدح وقوّة لكن ليس بمثابة قولهم : ( لا بأس به ) بل أضعف منه لو لم نقل بإفادته التوثيق.
وربما يقال بايمائه إلى عدم الوثوق ، ولعلّه ليس كذلك ، فتأمّل.
ومنها : قولهم : لا بأس به (2).
أي : بمذهبه أو رواياته ، والأوّل أظهر إن ذكر مطلقاً ، وسيجيء في إبراهيم بن محمّد بن فارس : ( لا بأس به في نفسه ولكن ببعض من روى
ص: 114
هو عنه ) (1) وربما يوهم هذا إلى كون المطلق قابلاً للمعنيين (2) ، لكن فيه تأمّل.
والأوفق بالعبارة والأظهر أنّه لا بأس به بوجه من الوجوه ، ولعلّه لهذا قيل بافادته التوثيق (3) ، واستقربه (4) المصنّف في متوسّطه (5) ، ويومئ إليه ما في تلك الترجمة وترجمة بشّار بن يسار (6) ، ويؤيّده قولهم : ثقة لا بأس به ، منه ما سيجيء في حفص بن سالم (7).
والمشهور أنّه يفيد المدح (8) ، وقيل بمنع إفادته المدح أيضاً (9) ، وصه عدّه من القسم الأول (10) ، فعنده أنة يفيد مدحاً معتدّاً به ، فتأمّل.
وربما جعل ذلك دليلاً على العدالة ، وسيجيء في سُليم بن
ص: 115
قيس (1). ولعلّ (2) غيره من الأئمّة علیهم السلام أيضاً كذلك ، فتأمّل ، فإنّه (3) لا يخلو أصل هذا من تأمّل. نعم قولهم : « من الأولياء » ظاهر فيها ، فتأمّل.
قيل : هما يفيدان التعديل (4). ويظهر من المصنف في ترجمة الحسن ابن عليّ (5) بن زياد ، وسنذكر عن جدّي في تلك الترجمة معناهما واستدلاله على كونهما توثيقاً (6) ، وربما يظهر ذلك من المحقّق الداماد أيضاً في الحسين بن أبي العلاء (7).
وعندي أنّهما يفيدان مدحاً معتدّاً به. وأقوى من هذين قولهم : « وجه من وجوه أصحابنا » مثلاً ، فتأمّل (8).
اعلم أنّ « الكتاب » مستعمل في كلامهم في معناه المتعارف ، وهو أعم مطلقاً من الأصل والنوادر ، فإنّه يطلق على الأصل كثيراً ، منها ما سيجيء في
ص: 116
ترجمة أحمد بن الحسين بن المفلس (1) ، وأحمد [ بن محمّد ] (2) بن سلمة (3) ، وأحمد بن محمد بن عمار (4) وأحمد بن ميثم (5) ، وإسحاق بن جرير (6) ، والحسين بن أبي العلاء (7) ، وبشّار بن يسار (8) ، وبشر بن سلمة (9) ، والحسن بن رباط (10) ، وغيرهم.
وربما يطلق الكتاب في مقابل الأصل ، كما في ترجمة هشام بن الحكم (11) ، ومعاوية بن الحكيم (12) ، وغيرهما.
وربما يطلق على النوادر ، وهو أيضاً كثير ، منها : قولهم : له كتاب
ص: 117
النوادر وسيجيء في أحمد بن الحسين بن عمر ما يدل (1) (2) ، وكذا في أحمد بن المبارك (3) ، وغير ذلك.
وربما يطلق النوادر في مقابل الكتاب ، كما في ترجمة ابن أبي عمير (4).
وأمّا المصنَّف فالظاهر أنّه أيضاً (5) أعمّ منهما ، فإنّه يطلق على الأصل والنوادر كما يظهر من ترجمة أحمد بن ميثم (6) ، ويطلق بأزاء الأصل كما في هشام بن الحكم (7) وديباجة الفهرست (8).
وأمّا النسبة بين الأصل والنوادر ، فالأصل (9) أنّ النوادر غير الأصل ، وربما يعدّ من الأصول كما يظهر في أحمد بن الحسن بن سعيد (10) ، وأحمد بن سلمة (11) ، وحريز بن عبداللّه (12).
ص: 118
بقي الكلام في معرفة الأصل والنوادر :
نقل ابن شهرآشوب في معالمه عن المفيد رحمه اللّه أنّ الإماميّة صنفوا من عهد أمير المؤمنين علیه السلام إلى زمان العسكري علیه السلام أربعمائة كتاب تسمّى الأصول (1) ، انتهى.
أقول : لا يخفى أنّ مصنّفاتهم أزيد من الأصول فلابد (2) من وجه تسمية بعضها أصولاً دون البواقي (3).
فقيل : إنّ الأصل ما كان مجرّد كلام المعصوم علیه السلام ، والكتاب ما فيه كلام مصنّفه أيضاً (4) ، وأيّد ذلك بما ذكره الشيخ رحمه اللّه في زكريّا بن يحيى الواسطي : له كتاب الفضائل وله أصل (5). وفي التأييد نظر ، إلاّ أنّ ما ذكره لا يخلوعن قرب (6) وظهور.
واعترض بأنّ الكتاب أعم.
وهذا الاعتراض سخيف ، إذ الغرض بيان الفرق بين الكتاب الذي [ هو ] (7) ليس بأصل - ومذكور في مقابله - وبين الكتاب الذي هو أصل ،
ص: 119
وبيان سبب قصر تسميتهم الأصل في الأربعمائة.
واعترض أيضاً بأنّه كثيراً من الأصول فيه كلام مصنّفيه (1) ، وكثيراً من الكتب ليس فيه ، ككتاب سليم بن قيس.
وهذا الاعتراض كما تراه ليس إلاّ (2) مجرّد دعوى ، مع أنّه لا يخفى بُعده على المطّلع بأحوال الاُصول المعروفة. نعم لو ادعى ندرة وجود كلام المصنّف فيها فليس ببعيد ، ويمكن أن لا يضر القائل أيضاً ، وكون كتاب سليم بن قيس ليس من الاُصول من أين (3)؟! إذ بملاحظة كثير من التراجم يظهر أنّ الاُصول ما كانت بجميعها مشخّصة عند القدماء.
هذا ، ويظهر من كلام الشيخ في أحمد بن محمّد بن نوح أنّ للاُصول ترتيباً خاصّاً (4).
وقيل في وجه الفرق : إنّ الكتاب ما كان مبّوباً ومفصّلاً ، والأصل مجمع أخبار وآثار (5).
ورُدّ بأنّ كثيراً من الاُصول مبوّبة (6).
ص: 120
أقول : ويقرب في نظري أنّ الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنّفه الأحاديث التي رواها عن المعصوم علیه السلام أوعن الراوي ، والكتاب والمصنَّف لو كان فيهما حديث معتمد معتبر لكان مأخوذاً من الأصل غالباً. وإنّما قيدنا بالغالب لأنّه ربما كان بعض الروايات وقليلها (1) يصل معنعناً ولا يؤخذ من أصل ، وبوجود مثل هذا فيه لا يصير أصلاً ، فتدبّر.
وأمّا النوادر فالظاهر أنّه ما اجتمع فيه أحاديث لا تضبط (2) في باب لقلّته ، بأن يكون واحداً أو متعدّداً لكن يكون قليلاً جداً ، ومن هذا قولهم في الكتب المتداولة : نوادر الصلاة ، نوادر الزكاة ، وأمثال ذلك.
وربما يطلق النادر على الشاذ (3) ، ومن هذا قول المفيد في رسالته في الردّ على الصدوق (4) في أنّ شهر رمضان يصيبه ما يصيب الشهور من
ص: 121
النقص : إنّ النوادر هي التي لا عمل عليها (1). مشيراً إلى رواية حذيفة (2).
والشيخ في التهذيب قال : لا يصحّ (3) العمل بحديث حذيفة لأنّ متنها لا يوجد في شيء من الاُصول المصنّفة بل هو موجود في الشواذ من الأخبار (4).
والمراد من الشاذ عند أهل الدراية ما رواه الراوي الثقة (5) مخالفاً لما رواه الأكثر (6) ، وهو مقابل المشهور (7). والشاذ مردود مطلقاً عند بعض ، ومقبول كذلك عند آخر.
ومنهم من فصّل بأنّ المخالف له إنْ كان أحفظ وأضبط وأعدل فمردود وإن انعكس فلا يُرد ، لأنّ في كلّ منهما صفة راجحة ومرجوحة فيتعارضان (8).
ونقل عن بعض أنّ النادر ما قلّ روايته وندر العمل به ، وادّعى أنّه
ص: 122
الظاهر من كلام الأصحاب (1). ولا يخلو من تأمّل.
ثمّ اعلم أنّه عند خالي (2) بل وجدّي (3) أيضاً على ما هو ببالي أنّ كون الرجل ذا أصل من أسباب الحسن.
وعندي فيه تأمّل ، لأنّ كثيراً من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الاُصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإنْ كانت كتبهم معتمدة على ما صرّح به في أوّل الفهرست (4) ، وأيضاً الحسن بن صالح بن حي بتري متروك العمل بما يختصّ بروايته على ما صرّح به في التهذيب (5) مع أنّه صاحب الأصل (6) ، وكذلك عليّ بن أبي حمزة البطائني (7) مع أنّه ذكر فيه ما ذكر (8) ... إلى غير
ص: 123
ذلك. وقد بسطنا الكلام في المقام في الرسالة (1).
نعم المفيد رحمه اللّه في مقام مدح جماعة في رسالته في الردّ على الصدوق قال : وهم أصحاب الاُصول المدوّنه (2).
لكن استفادة الحسن من هذا لا يخلو من تأمّل ، سيما بعد ملاحظة ما ذكرنا ، فتأمّل. مع أنّ في جملة تلك الجماعة أبا الجارود (3) وعمّار الساباطي (4) وسُماعة (5).
ثمّ إنّه ظهر (6) أنّ أضعف من ذلك كون الرجل ذا كتاب من أسباب الحسن.
قال في المعراج : كون الرجل ذا كتاب لا يخرجه عن الجهالة إلاّ عند بعض لا يعتدّ به (7).
هذا ، والظاهر أنّ كون الرجل صاحب أصل يفيد حسناً لا (8) الحسن الاصطلاحي ، وكذا كونه كثير التصنيف ، وكذا جيّد التصنيف ، وأمثال ذلك.
بل كونه ذا كتاب أيضاً يشير إلى حسن مّا. ولعلّ ذلك مرادهم ممّا
ص: 124
ذكروا (1).
وسيجيء عن البلغة في الحسن بن أيّوب أنّ كون الرجل صاحب أصل يستفاد منه مدح (2) ... إلى آخره ، فلاحظ وتأمّل.
وقد أخذه أهل الدراية مدحاً (1) ، ويحتاج إلى التأمّل.
ونرى الأكثر يفهمون منه القدح في نفس الرجل ويحكمون به بسببه (2). ولا يخلو من ضعف ، لما سنذكر في داود بن كثير ، وسهل بن زياد ، وأحمد بن محمّد بن خالد ، وغيرهم.
وفي إبراهيم بن يزيد : جُعل كثرة الارسال ذمّاً وقدحاً (3).
وفي جعفر بن محمّد بن مالك : الرواية عن الضعفاء والمجاهيل من عيوب الضعفاء (4).
وفي محمّد بن الحسن بن عبداللّه : روى عنه البَلَوِي ، والبَلَوِي رجل ضعيف ... إلى قوله : ممّا يضعّفه (5).
ص: 126
وفي جابر : روى عنه جماعة غمز فيهم ... إلى آخره (1). إلى غير ذلك.
ومثل ما في ترجمة محمّد بن عبد اللّه الجعفري ، والمعلّى بن خنيس ، وعبد الكريم بن عمرو ، والحسن بن راشد ، وغيرهم. فتأمّل.
وبالجملة : كما أنّ تصحيحهم غير مقصور على العدالة فكذا تضعيفهم غير مقصور على الفسق ، وهذا غير خفيّ على من تتبّع وتأمّل.
وقال جدّي رحمه اللّه : نراهم يطلقون الضعيف على من يروي عن الضعفاء ويرسل الأخبار (2) ، انتهى.
ولعلّ من أسباب الضعف عندهم : قلّة الحافظة ، وسوء الضبط ، والرواية من غير إجازة ، والرواية عمّن لم يلقه ، واضطراب ألفاظ الرواية ، وإيراد الرواية التي ظاهرها الغلو أو التفويض أو الجبر أو التشبيه وغير ذلك ، كما هوفي كتبنا المعتبرة ، بل هي مشحونة منها كالقرآن ، مع أنّ عادة المصنّفين إيرادهم جميع ما رووه كما يظهر من طريقتهم ، مضافاً إلى ما ذكره في أوّل الفقيه (3) وغيره.
وكذا من أسبابه رواية فاسدي العقيدة عنه وعكسه ، بل وربما كان مثل الرواية بالمعنى ونظائره سبباً.
وبالجملة : أسباب قدح القدماء كثيرة ، وسنشير إلى بعضها.
وغير خفي أنّ اَمثال ما ذكر ليس منافياً للعدالة ، وسيجيء في ذكر
ص: 127
الطيّارة والمفوّضة والواقفة ما يزيد ويؤكّد ويؤيّد ، وكذا في ترجمة إبراهيم ابن عمر ، وفي ذكر « مضطرب الحديث » ، وغيره.
ثمّ اعلم أنّه فرق بيِّن ظاهر بين قولهم : « ضعيف » وقولهم : « ضعيف في الحديث » (1) ، فالحكم بالقدح منه (2) أضعف ، وسيجيء في سهل بن زياد.
وقال جدّي رحمه اللّه : الغالب في إطلاقاتهم أنّه ضعيف في الحديث ، أي : يروي عن كلّ أحد (3) ، انتهى ، فتأمّل.
كانوا يعتقدون للأئّمة علیهم السلام منزلة خاصّة من الرفعة والجلالة ومرتبة معيّنة من العصمة والكمال بحسب اجتهادهم ورأيهم ، وما كانوا يجوّزون التعدّي عنها ، وكانوا يعدّون التعدّي ارتفاعاً وغلوّاً (1) على حسب معتقدهم ، حتّى أنّهم جعلوا مثل نفي السهو عنهم غلّواً ، بل ربما جعلوا مطلق التفويض إليهم ، أو التفويض الذي اختُلِف فيه كما سنذكر ، أو المبالغة في معجزاتهم ونقل العجائب من خوارق العادات عنهم ، أو الإغراق في شأنهم إجلالهم وتنزيههم عن كثير من النقائص وإظهار كثير قدرة (2) لهم وذكر علمهم بمكنونات السماء والأرض ارتفاعاً أو مورثاً للتهمة به ، سيما بجهة أنّ الغلاة كانوا مختفين في الشيعة مخلوطين بهم مدلّسين.
وبالجملة : الظاهر أنّ القدماء كانوا مختلفين في المسائل الاُصوليّة أيضاً ، فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً أو كفراً أو غلواً أو تفويضاً أو جبراً أو تشبهاً أو غير ذلك ، وكان عند آخر مما يجب اعتقاده ، أو لا هذا ولا ذاك.
وربما كان منشأ جرحهم بالاُمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم كما أشرنا آنفاً ، أو ادّعاء أرباب المذاهب كونه منهم ، أو روايتهم عنه. وربما كان المنشأ روايتهم المناكير عنه ، إلى غير ذلك.
فعلى هذا ربما يحصل التأمّل في جرحهم بأمثال الاُمور المذكورة.
ومما ينبّه على ما ذكرنا ملاحظة ما سيذكر في تراجم كثيرة ، مثل ترجمة إبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن محمد بن نوح ، وأحمد بن محمد بن
ص: 129
أبي نصر (1) ، ومحمّد بن جعفر بن عون (2) ، وهشام بن الحكم (3) ، والحسين بن شاذويه ، والحسين بن يزيد ، وسهل بن زياد ، وداود بن كثير ، ومحمد بن أورمة ، ونصر بن الصباح ، وإبراهيم بن عمر ، وداود بن القاسم ، ومحمد بن عيسى بن عبيد ، ومحمد بن سنان ، ومحمد بن عليّ الصيرفي ، ومفضّل بن عمر ، وصالح بن عقبة ، ومعلّى بن خنيس ، وجعفر بن محمد بن مالك ، وإسحاق بن محمد البصري ، وإسحاق بن الحسن (4) ، وجعفر بن عيسى ، ويونس بن عبد الرحمن ، وعبد الكريم بن عمرو (5) ، وغير ذلك.
وسيجيء في إبراهيم بن عمر وغيره ضعف تضعيفات الغضائري ، فلاحظ. وفي إبراهيم بن إسحاق وسهل بن زياد ضعف تضعيف (6) أحمد بن محمّد بن عيسى ، مضافاً إلى غيرهما من التراجم ، فتأمّل.
ثم اعلم أنّه والغضائري ربما ينسبان الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً بعد ما نسباه إلى الغلو ، وكأنّه لروايته ما يدلّ عليه ، ولا يخفى ما فيه. وربما كان غيرهما أيضاً كذلك ، فتأمّل.
وللتفويض معان ، بعضها لا تأمّل للشيعة في فساده ، وبعضها لا تأمّل لهم في صحّته ، وبعضها ليس من قبيلهما ، والفساد كفراً كان أو لا ، ظاهر الكفرية أو لا ، ونحن نشير إليها مجملاً.
ص: 130
الأول : سيجيء ذكره في آخر الكتاب عند ذكر الفِرَق.
الثاني : تفويض الخلق والرزق إليهم ، ولعلّه يرجع إلى الأوّل ، وورد فساده عن الصادق والرضا علیهماالسلام (1).
الثالث : تفويض تقسيم الارزاق ، ولعلّه ممّا يطلق عليه (2).
الرابع : تفويض الأحكام والأفعال إليه ، بأنْ يثبت ما رآه حسناً ويردّ ما رآه قبيحاً فيجيز اللّه تعالى إثباته وردّه ، مثل إطعام الجدّ السدس ، وإضافة الركعتين في الرباعيات ، والواحدة في المغرب ، والنوافل (3) أربعاً وثلاثين سُنّة ، و ( تحريم كلّ مسكر عند ) (4) تحريم الخمر ... إلى غير ذلك (5).
وهذا محل إشكال عندهم ، لمنافاته ظاهر : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوى ) (6) وغير ذلك.
لكن الكليني رحمه اللّه قائل به ، والأخبار الكثيرة واردة فيه (7).
ووجّه بأنّها تثبت (8) من الوحي إلاّ أنّ الوحي تابع ومجيز ، فتأمّل.
ص: 131
الخامس : تفويض الإرادة ، بأن يريد شيئاً لحسنه ولا يريد شيئاً لقبحه ، كإرادته تغيّر (1) القبلة ، فأوحى اللّه تعالى إليه بما أراد (2).
السادس : تفويض القول بما هو أصلح له وللخلق وإن كان الحكم الأصلي خلافه ، لما في صورة التقيّة (3).
السابع : تفويض أمر الخلق ، بمعنى أنّه أوجب عليهم طاعته في كلّ ما يأمر وينهى سواء علموا وجه الصحّة أم لا ، بل ولو كان بحسب ظاهر نظرهم عدم الصحّة ، بل الواجب عليهم القبول على وجه التسليم (4).
وبعد الإحاطة بما ذكر هنا وما ذكر سابقاً عليه يظهر أنّ القدح بمجرّد رميهم إلى التفويض أيضاً لعلّه لا يخلوعن إشكال ، وسيجيء في محمّد بن سنان ما يشير إليه بخصوصه ، فتأمّل.
اعلم أنّ الواقفة هم الذين وقفوا على الكاظم علیه السلام كما سيجيء في آخر الكتاب عند ذكر الفِرَق ، وربما يقال لهم : الممطورة أيضاً ، أي : الكلاب المبتلّة من المطر (5) ، كما هو الظاهر. ووجه الاطلاق ظاهر.
وربما يطلق الوقف على من وقف على غير الكاظم علیه السلام من الأئمة (6)
ص: 132
- وسنشير إليه في يحيى بن القاسم - لكن الاطلاق ينصرف إلى من وقف على الكاظم علیه السلام ولا ينصرف إلى غيرهم إلاّ بالقرينة ، ولعلّ من جملتها عدم دركه للكاظم علیه السلام وموته قبله أوفي زمانه ، مثل سماعة بن مهران وعليّ بن حيان (1) ويحيى بن القاسم ، لكن سيجيء عن المصنف في يحيى بن القاسم جواز الوقف قبله علیه السلام وحصوله في زمانه.
وقال جدّي رحمه اللّه : الواقفة صنفان : صنف منهم وقفوا عليه في زمانه بأن اعتقدوا كونه قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله ، وذلك لشبهة حصلت لهم ممّا ورد عنه وعن أبيه علیهماالسلام أنّه صاحب الأمر ، ولم يفهموا أنّ كلّ واحد منهم علیهم السلام صاحب الأمر ، يعني : أمر الإمامة ، ومنهم سماعة بن مهران لما نقل أنّه مات في زمانه صلوات اللّه عليه ، وغير معلوم كفر مثل هذا الشخص لأنّه عرف إمام زمانه ولم يجب عليه معرفة الامام الذي بعده ، نعم لو سمع أنّ الإمام بعده فلان ولم يعتقد (2) صار كافراً ، انتهى (3).
ويشير إلى ما ذكره أنّ الشيعة من فرط حبّهم دولة الأئمّة صلوات اللّه عليهم وشدّة تمنّيهم إيّاها ، وبسبب الشدائد والمحن التي كانت عليهم وعلى أئمتهم صلوات اللّه عليهم من القتل والخوف وسائر الأذيّات ، وكذا من بغضهم (4) أعدائهم الذين كانوا يرون الدولة وبسط اليد والتسلّط وسائر نعم الدنيا عندهم ... إلى غير ذلك ، كانوا دائماً مشتاقين إلى دولة قائم آل محمّد صلی اللّه علیه و آله الذي يملأ الدنيا قسطاً ، متسلّين (5) أنفسهم بظهوره ، مترقّبين
ص: 133
لوقوعه عن قريب ، وهم علیهم السلام كانوا يسلّون خاطرهم حتّى قيل : إنّ الشيعة تربّى بالأماني. ومما دلّ (1) على ذلك ما سنذكر في ترجمة يقطين ، فلاحظ.
ومن ذلك أنّهم كانوا كثيراً ما يسألونهم علیهم السلام عن قائمهم ، فربما قال واحد منهم صلوات اللّه عليهم : فلان ، يعني : الذي بعد (2) ، وما كان يظهر مراده من القائم علیه السلام مصلحة لهم وتسلية لخواطرهم ، سيما بالنسبة إلى مَن عَلم عدم بقائه إلى ما بعد زمانه ، كما وقع من الباقر علیه السلام بالنسبة إلى جابر (3) في الصادق علیه السلام كما سنذكره في ترجمة عنبسة (4).
وربما كانوا يشيرون إلى مرادهم ، وهم من فرط ميل قلوبهم وزيادة حرصهم ربما كانوا لا يتفطّنون ، ولعلّ عنبسة وبعضاً آخر كانوا كذلك ، وممّا يشير إلى ما ذكره أيضاً التأمّل فيما سيُذكر (5) في ترجمة أبي جرير القمّي وإبراهيم بن موسى بن جعفر (6) وغيرهما ، ومرّ في الفائدة الاُولى ما ينبّه على ذلك ، فتأمّل.
هذا ، لكن سنذكر في ترجمة سماعة ويحيى بن القاسم وغيرهما أنّهم رووا أنّ الأئمة علیهم السلام اثنا عشر (7) ، ولعلّ هذا لا يلائم ما ذكره رحمه اللّه .
ويمكن أن يكون نسبة الوقف إلى أمثالهم من أنّ الواقفة تدّعي كونه
ص: 134
منهم ، إذ (1) أكثروا من الرواية عنه (2) كما قلنا في قولهم : « ضعيف » ، وسيجيء في عبد الكريم بن عمرو (3) ، وامّا من روايتهم عنه ما يتضمّن الوقف لعدم فهمهم روايته كما سيجيء في سماعة وأمثال ذلك.
وكيف كان : فالحكم بالقدح بمجرّد رميهم إلى الوقف بالنسبة إلى الجماعة الذين لم يبقوا إلى مابعد زمان الكاظم علیه السلام ومن روى أنّ الأئمة علیهم السلام اثنا عشر لا يخلو من إشكال. وكذا بالنسبة إلى من روى عن الرضا علیه السلام ومن بعده ، لما سنذكر في إبراهيم بن عبد الحميد أنّهم ما كانوا يروون عنهم علیهم السلام ... إلى غير ذلك من أمثال ما ذكر ، فتأمّل.
وممّا ذكر ظهر أنّ الناووسية أيضاً حالهم حال الواقفة ، وسيجيء ذلك في الجملة عن المصنّف في أبان بن عثمان. ولعلّ مثل الفطحيّة أيضاً كان (4) كذلك ، لما مرّ في الفائدة الأولى.
وبالجملة : لا بدّ في مقام القدح (5) من أن يتفطّن بأمثال ما ذكر ويتأمّل ، سيما بعد ملاحظة ما أشرنا في ذكر الطيّارة.
ثمّ اعلم أنّهم ربما يقولون : واقفي لم يدرك أبا الحسن علیه السلام ، كما سيجيء في عليّ بن الحسان (6) ، ومثل هذا يحتمل عدم بقائه إلى زمانه كما بالنسبة إلى سماعة ومَن ماثله ، وعدم وجوده كبيراً في زمانه حتّى يصل إلى
ص: 135
خدمته ، بل كان كذلك بعده علیه السلام كما سيجيء في حنّان بن سدير ، ومجرّد عدم ملاقاته على بُعد ، فلا بدّ من ملاحظة الطبقة وغيرها ممّا يعين ، بل لعلّ الاحتمال الثاني أقرب ؛ فالمراد في عليّ بن الحسان هذا الاحتمال على أيّ تقدير ، فتأمّل.
وقد أخذه خالي رحمه اللّه ذمّاً ، ولا يخلو من تأمّل ، لاحتمال أن يُراد أنّه ليس بحيث يوثق به وثوقاً تامّاً وان كان فيه نوع وثوق ، من قبيل قولهم : ليس بذاك الثقة ، ولعلّ هذا هو الظاهر ، فيشعر على نوع مدح ، فتأمّل (1).
ص: 136
ومنها : قولهم : مضطرب الحديث ، ومختلط الحديث ، وليس بنقيّ الحديث (1)، ويعرف حديثه وينكر (2) ، وغُمز عليه في حديثه أوفي بعض حديثه وليس حديثه بذاك النقي (3).
وهذه وأمثالها ليست بظاهرة في القدح في العدالة لما مرّ في قولهم : « ضعيف » ، وسيجيء في أحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن عمر (4)
ص: 137
وغيرهما ، فليست من أسباب الجرح وضعف الحديث على رويّة المتأخّرين ، نعم هي من (1) أسباب المرجوحيّة ، معتبرة في مقامها كما أشرنا في الفائدة الاُولى.
ثمّ لا يخفى أنّ بينها (2) تفاوتاً في المرجوحية ، فالأوّل أشدّ بالقياس إلى الثاني ، وهكذا. وعلى هذا القياس غيرها من أسباب الذم ، وكذا أسباب الرجحان ، فتأمّل.
ومنها : قول العلاّمة في الخلاصة : عندي فيه توقّف وسنذكر ما فيه في بكر بن محمد الأزدي.
وربما يظهر من عباراتهم عدم اختصاصه بالفرقة الناجية كما سيجيء في عبداللّه بن جبلة ومعاوية بن حكيم. وقال الشيخ في أوّل الفهرست : كثير من مصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة (1).
والظاهر أنّه كذلك ، إلاّ أنّه يمكن أن يكون المراد منه التنزيل أيضاً كما قال جدّي رحمه اللّه في مولى الجعفي (1) ، فعلى هذا لا يحمل على معنى إلاّ بالقرينة ، ومع انتفائها فالراجح لعلّه الأوّل لما ذكر.
ص: 140
والمتعارف عدّه من أسباب الحسن (1) ، وربما يظهر من جدّي رحمه اللّه دلالته على الوثاقة (2) ، وكذا من المصنّف في ترجمة الحسن بن عليّ بن زياد.
وقال المحقّق البحراني رحمه اللّه : مشايخ الإجازة في أعلى درجات الوثاقة والجلالة (3).
وما ذكروه لا يخلوعن قرب ، إلاّ أنّ قوله (4) : « في أعلى درجاتها » غير
ص: 141
ظاهر.
وقال المحقّق الشيخ محمّد : عادة المصنّفين عدم توثيق الشيوخ (1).
وسيجيء في ترجمة محمّد بن إسماعيل النيشابوري عن الشهيد الثاني أنّ مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم (2).
وعن المعراج أنّ التعديل بهذه الجهة طريقة كثير من المتأخرين (3) ... إلى غير ذلك ، فلاحظ.
هذا ، وإذا كان المستجيز ممّن يَطعن على الرجال في روايتهم عن المجاهيل والضعفاء وغير الموثقين فدلالة استجازته على الوثاقة في غاية الظهور ، سيما إذا كان المجيز من المشاهير. وربما يفرّق بينهم وبين غير المشاهير بكون الأوّل من الثقات ، ولعلّه ليس بشيء ، ومرّ في الفائدة الأولى ماله دخل في المقام.
وسنذكر حاله في ترجمة إبراهيم بن سلام (4).
وكذا لو خُصّص الكتاب أو المجمع عليه بها كما اتّفق كثيراً ، وكذا الحال فيما ماثل التخصيص أو الكتاب والإجماع (5) من الأدلّة.
ص: 142
ومنها : أن يؤتى بروايته بأزاء روايتهما أو غيرها (1) من الأدلّة فتوجّه وتجمع بينهما أو تطرح من غير جهته (2)
وهذه كالسابقة كثيرة ، والسابقة أقوى منها ، فتأمّل.
وهو موجب للعمل بروايته مع عدم الطعن عند الشهيد رحمه اللّه (3) كما سنشير إليه في ترجمة الحكم بن مسكين ، وسنذكر في ترجمة عليّ بن الحسين السعدآبادي عن جدّي أنّ الظاهر أنّه لكثرة الرواية عدّ جماعة حديثه من الحسان (4) ، وقريب من ذلك في الحسن بن زياد الصيقل (5).
وعن خالي في ترجمة إبراهيم بن هاشم أنّه من شواهد الوثاقة (6). وعن العلاّمة فيها أنّه من أسباب قبول الرواية (7).
ويظهر من كثير من التراجم كونه من أسباب المدح والقوّة ، مثل عباس بن عامر ، وعباس بن هشام ، وفارس بن سليمان ، وأحمد بن محمد بن عمّار ، وأحمد بن إدريس ، والعلاء بن رزين ، وجبرئيل بن أحمد ، والحسن بن خرزاذ ، والحسن بن متيل ، والحسين بن عبيداللّه ، وأحمد بن عبد الواحد ، وأحمد بن محمّد بن سليمان (8) ، وأحمد بن
ص: 143
محمّد بن عليّ بن عمر ، وغيرها.
وكذا في الفائدة التاسعة المذكورة في آخر الكتاب.
وأولى منه كونه كثير السماع ، كما يظهر من التراجم ويذكر في أحمد بن عبد الواحد (1).
ومنها : كونه ممّن يروي عنه أوعن (2) كتابه جماعة من الأصحاب
ولا يخفى كونه من أمارات الاعتماد ، ويظهر ممّا سيذكر في عبداللّه بن سنان ومحمّد بن سنان (3) وغيرهما مثل الفضل بن شاذان وغيره ، بل بملاحظة اشتراطهم العدالة في الراوي على ما مرّ يقوى كونه من أمارات العدالة ، سيما وأن يكون الراوي عنه - كلاًّ أو بعضاً - ممّن يطعن على الرجال في روايتهم عن المجاهيل والضعفاء ، بل الظاهر من ترجمة عبداللّه عن النجاشي أنّه كذلك (4) ، فتأمّل.
ص: 144
وما في بعض التراجم مثل صالح بن الحكم من تضعيفه (1) مع ذكره ذلك لا يضر (2) ، إذ لعلّه ظهر ضعفه عليه من الخارج وإن كان الجماعة معتمدين عليه ، والتخلّف في الأمارات الظنيّة غير عزيز ولا مضرّ كما مرّ في الفائدة الاُولى ، فتأمّل.
وربما يومئ ترجمة إسماعيل بن مهران وجعفر بن عبداللّه رأس المذري إلى كونه من المؤيّدات.
وهو أمارة الجلالة والقوّة ، وسيذكر عن الصدوق (3) في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى ، وسيجيء التحقيق في محمّد بن إسماعيل البندقي (4) ، ونشير إليه في ترجمة سهل بن زياد وإبراهيم بن هاشم وغيرهما.
وإذا كان الجليل ممّن يطعن على الرجال في الرواية عن المجاهيل ونظائرها فربما تشير روايته عنه إلى الوثاقة.
وفيه مضافاً إلى ما سبق أنّه من أمارات الوثاقة أيضاً كما لا يخفى على
ص: 145
المطّلع بروّيتهم ، وأشرنا إلى وجهه أيضاً ، سيما وأن يكونوا (1) - كلاًّ أو بعضاً - ممّن يطعن بالرواية عن المجاهيل (2) وأمثالها كما ذكر. وإذا كان رواية جماعة من الأصحاب تشير إلى الوثاقة - كما مرّ - فرواية أجلاّئهم بطريق اولى ، فتدبّر.
فإنّها أمارة الوثاقة ، لقول الشيخ في العدّة : إنّهما لا يرويان إلاّ عن ثقة (3). وسيجيء عن المصنّف في ترجمة إبراهيم بن عمر أنّه يؤيّد التوثيق رواية ابن أبي عمير عنه ولو بواسطة حماد ، وفي ترجمة ابن أبي الأغر النخاس (4) : أنّ رواية ابن أبي عمير وصفوان عنه ينبّهان على نوع اعتبار واعتداد.
وعن المحقّق الشيخ محمد : قيل في مدحهما ما يشعر بالقبول في الجملة (5).
والفاضل الخراساني في ذخيرته جرى مسلكه على القبول من هذه العلّة (6).
ونظير صفوان وابن أبي عمير أحمد بن محمّد بن أبي نصر لما
ص: 146
ستعرف في ترجمته (1) ، وقريب منهم رواية علي بن الحسن الطاطري لما سيظهر في ترجمته أيضاً (2) ، ومسلك الفاضل جرى على هذا أيضاً (3).
فإنّ كلاًّ منهما أمارة التوثيق لما ذكر في ترجمتهما (4).
فإنّه مدح وأمارة للإعتماد كما هو ظاهر ، ويظهر من ترجمتهما وغيرها.
ومنها : كونه ممّن يكثر الرواية عنه ويفتى (1) بها فإنّه أمارة الاعتماد عليه كما هو ظاهر ، وسنذكر عن المحقّق رحمه اللّه في ترجمة السكوني اعترافه به (2). واذا كان مجرّد كثرة الرواية (3) يوجب العمل بروايته بل ومن شواهد الوثاقة كما مرّ فما نحن فيه بطريق أولى ، وكذا رواية جماعة من الأصحاب عنه تكون من أماراتها على ما ذكر فهنا بطريق أولى.
فإنّه أمارة الاعتماد عليه من عدم اعتنائه ، سيما إذا كان الراوي ممّن يطعن على الرجال بروايتهم عن المجاهيل ، أو كون الرواية عنه كذلك من غير واحد من المشايخ ، فتدبّر.
وهو أمارة الإعتماد عليه كما هو ظاهر ويظهر من النجاشي والخلاصة
ص: 148
في عليّ بن محمّد بن قتيبة (1) ، فإذا كان جمع منهم اعتمدوا عليه فهوفي مرتبة معتدّ بها من الإعتماد ، وربما يشير إلى الوثاقة ، سيما إذا كثر منهم الإعتماد ، وخصوصاً بعد ملاحظة ما نقل من اشتراطهم العدالة ، وخصوصاً إذا كانوا (2) ممّن يطعن في الرواية عن المجاهيل ونظائرها.
فإنّه أمارة الإعتماد - بل الوثاقة أيضاً - كما سيجيء في إبراهيم بن هاشم (3) ، سيما أحمد بن محمّد بن عيسى منهم ، لما سيجيء في (4) ترجمته (5). ويقرب من ذلك اعتماد الغضائري (6) عليه وروايته عنه.
ومنها : أن يكون رواياته كلّها أو جلّها مقبولة أو سديدة (7)
فإنّه اُخذ دليلاً على الوثاقة كما سيجيء في محمّد بن إسماعيل
ص: 149
ومنها : قولهم : معتمد الكتاب وربما جعل ذلك في (1) مقام التوثيق كما سنشير إليه في حفص بن غياث مع التأمّل فيه.
ومنها : قولهم : بصير بالحديث والرواية (2)
فإنّه من أسباب المدح ، ويظهر من التراجم مثل أحمد بن عليّ بن العبّاس (3) وأحمد بن محمّد بن الربيع (4) وغيرهما.
فإنّ فيه إشعاراً بمدح كما يعترف به المصنّف في ترجمة إدريس بن يزيد (5) وغيرها ، وأخَذه غيره أيضاً كذلك ، فإنّ الظاهر أنّ إظهارهم ذلك لإظهار كونه ممّن يعتنى به ويعتد بشأنه. وربما زعم بعض أنّه يزيد على التوثيق ، وفيه نظر ظاهر.
ولعلّ إظهار ذلك أيضاً للإعتناء بشأنهم ، وسيجيء في ترجمة معتب
ص: 151
ما يشير إلى ذمّ موالي (1) الصادق علیه السلام (2) ، إلاّ أنّ في ترجمة مسلم مولاه علیه السلام ورد مدحه (3).
وهو يفيد الجلالة بلا شبهة ويشير إلى الوثاقة.
والبعض - بل لعل الأكثر - لا يعدّه من أماراتها ، إمّا لعدم الدلالة عنده أو لعدم نفع مثل تلك الدلالة ، وكلاهما ليس بشيء ، بل ربما يكون أنفع من بعض توثيقاتهم ، فتأمّل ولاحظ ما ذكرناه في الفائدتين وهذه الفائدة (4) ، وعبارة النجاشي في إسماعيل بن عبد الخالق (5) تشير إلى ما ذكرناه ، فلاحظ وتأمّل.
وقريب ممّا ذُكر قولهم : فقيه. فتأمّل.
وسيجيء الإشارة إلى حاله في الحسين بن أبي العلاء (1).
وإشارتها إلى الوثاقة ظاهرة مضافاً إلى الجلالة ، بل أولى من الوكالة وشيخيّة الإجازة وغيرهما ممّا حكموا بشهادته على الوثاقة ، سيما بعد ملاحظة أنّ كثيراً من الطائفة ثقات فقهاء فحول أجلّة.
وبالجملة : كيف يرضى منصف بأنّ يكون شيخ الطائفة في أمثال المقامات فاسقاً؟! ومرّ في الفائدة الاُولى ماله دخل في المقام ، فلاحظ.
ملاحظة اعتداد المشايخ به واعتمادهم عليه كما سيجيء في إسماعيل بن عبد الرحمن وحمّاد بن شعيب وحميد بن حماد وجميل بن عبداللّه وعليّ بن حسّان والحكم بن عبد الرحمن وغيرهم ، سيما إذا ظهر تشيّع مَن وثّقوه كما هوفي كثير من التراجم ، وخصوصاً إذا اعترف الموثِّق بتشيّعه. وقس على توثيقهم مدحهم وتعظيمهم.
وتوقّف المحقّق الشيخ محمّد في توثيقات العلاّمة (1) ، وصاحب المعالم في توثيقاته وتوثيقات ابن طاووس (2) ، وكذا الشهيد (3) ، بل ولا يبعد أنّ غيرهم أيضاً توقّف ، بل وتوقف في نظائرها (4) أيضاً. ولعلّه ليس في موضعه ، لحصول الظنّ منها والإكتفاء به كما مرّ في الفائدة الأولى.
واعترض جدّي عليهم بأنّ العادل أخبرنا بالعدالة أو شهد بها فلا بدّ من القبول (5) ، انتهى ، فتأمّل.
نعم لو كان في مقام أمارة مشيرة إلى توهّم منهم فالتوقّف فيه كما هو الحال في غيرها (6) ، وقصرهم توثيقهم في توثيقات القدماء غير ظاهر ، بل ربما يكون الظاهر خلافه كما يظهر من غير واحد من التراجم ، مع أنّ ضرر
ص: 154
القصر أيضاً غير ظاهر ، فتدبّر (1).
وعندي أنّ استفادة العدالة منها لا تخلو من تأمّل كما لا يخفى على المتأمّل في الإرشاد في مقامات التوثيق.
نعم يستفاد منها القوّة والإعتماد وإن كان ما سنذكر في محمّد بن سنان عنه ربما يأبى عنهما (2) أيضاً ، لكن يمكن العلاج ، وسيجيء في ترجمته.
هذا ، والمحقّق الشيخ محمّد أيضاً تأمّل فيها (3) ، لكن قال في وجهه : لتحقّقها بالنسبة إلى جماعة اختصّ بهم من دون كتب الرجال ، بل وقع التصريح بضعفهم من غيره على وجه يقرب الإتّفاق ، ولعلّ مراده من التوثيق أمر آخر ، انتهى. وفي العلّة نظر ، فتأمّل.
ص: 155
ومنها : رواية الثّقة الجليل عن غير واحد أوعن رهط مطلقاً أو مقيّداً بقولهم : من أصحابنا وعندي أنّ هذه الرواية قويّة غاية القوّة ، بل وأقوى من كثير من الصّحاح ، وربما تعدّ من الصحاح بناءً على أنّه يبعد أن لا يكون فيهم ثقة ، وفيه تأمّل.
وقال المحقّق الشيخ محمّد : إذا قال ابن أبي عمير : « عن غير واحد » عدّ روايته في الصحيح حتّى عند مَن لم يعمل بمراسيله (1).
وقال في المدارك : لا يضر إرسالها ، لأنّ في قوله : ( غير واحد ) إشعاراً بثبوت مدلولها عنده (2).
وفي تعليله تأمّل ، فتأمّل.
فإنْ علم أنّ فيهم ثقة فالظاهر صحّة الرواية لأنّ هذه الاضافة تفيد العموم ، وإلاّ فإنْ علم أنّهم مشايخ الإجازة أو فيهم من جملتهم فالظاهر أيضاً صحّتها - وقد عرفت الوجه - وكذا الحال فيما إذا كانوا أو كان فيهم مَن هو مثل شيخ الإجازة ، وإلاّ فهي قويّة غاية القوّة مع احتمال الصحّة ، لبعد الخلوعن الثّقة.
هذا ، ورواية حمدويه عن أشياخه (3) من قبيل الأوّل ; لأنّ من جملتهم العبيدي (4) وهو ثقة على ما نثبته في ترجمته ، وأيضاً يروي عن يعقوب بن
ص: 156
يزيد (1) الثقة وهو من جملة الشيوخ ، فتدبّر.
وغير خفيّ حسن ذلك الشخص ، بل جلالته ، واعترف به المصنّف ، بل وغيره أيضاً (2).
فإنّه أمارة الاعتماد عليه ، بل ربما يكون أمارة لوثاقته ، على ما يشير إليه التأمّل فيما يذكر في تلك الترجمة ، وترجمة محمّد بن عيسى ، وما سننبّه عليه هناك ، وكذا ما ذكر في سعد بن عبداللّه ، وما نبّهنا عليه في إبراهيم بن هاشم ، وإسماعيل بن مراد ، وغيرهما.
وعلى كونه أمارة الاعتماد غير واحد من المحقّقين ، مثل الفاضل الخراساني (3) وغيره (4).
ص: 157
ومنها : أن يكون للصدوق طريق إلى رجل وعند خالي أنّه ممدوح لذلك (1). والظاهر أنّ مراده منه ما يقتضي الحُسن بالمعنى الأعم لا المعهود المصطلح عليه.
وظاهرهم العمل به والبناء عليه. وفيه تأمّل ، لأنّ حجّية الظنّ من دليل ، وما يظنّ تحقّق مثله في المقام الإجماع (2) ، وتحقّقه في غاية البعد ، كذا قال المحقّق الشيخ محمّد (3). وفيه تأمّل ظاهر.
وفي إفادته التوثيق المعتبر خلاف معروف ، وحصول الظنّ منه ظاهر ، واحتمال كونه في الواقع مقدوحاً لا يمنع الظن فضلاً عن احتمال كونه ممّن ورد فيه قدح (4) ، كما هو الحال في سائر التوثيقات ، فتأمّل.
وربما يقال : الأصل تحصيل العلم ، ولمّا تعذّر يكتفى بالظنّ ( الأقرب وهو الحاصل بعد البحث. ويمكن أنْ يقال : مع تعذّر البحث يكتفى بالظن ) (5) كما هو الحال في التوثيقات وسائر الأدلّة والأمارات الإجتهادية ، وما دلّ على ذلك دلّ على هذا ، ومراتب الظن متفاوتة جدّاً ، وكون المعتبر
ص: 158
هو أقوى مراتبه لم يقل به أحد ، مع أنّه على هذا لا يكاد يوجد حديث صحيح ، بل ولا يوجد ، وتخصيص خصوص ما اعتبرت من الحدّ بأنّه إلى هذا الحدّ معتبر دون ما هو أدون أنّى لك باثباته ، مع أنّه ربما يكون الظنّ الحاصل في بعض التوثيقات بهذا الحدّ ، بل وأدون ، فتأمّل.
مثل السّكوني (1) ، وحفص بن غياث ، وغياث بن كلّوب ، ونوح بن درّاج ، وَمَن ماثلهم من العامّة مثل طلحة بن زيد وغيره ، وكذا مثل عبداللّه بن بكير ، وسماعة بن مهران ، وبني فضّال ، والطاطريين ، وعمّار الساباطي ، وعليّ بن أبي حمزة ، وعثمان بن عيسى من غير العامّة ; فإنّ جميع هؤلاء نقل الشيخ عمل الطائفة بما رَوَوه (2).
وربما ادّعى بعض ثبوت الموثّقية من نقل الشيخ هذا ، ولذا حكموا بكون عليّ بن أبي حمزة موثّقاً ، وكذا السّكوني وَمَن ماثله ، وربما جُعل ذلك عن الشيخ شهادة منه.
وقال المحقّق الشيخ محمد : الإجماع على العمل بروايتهم لا يقتضي التوثيق كما هو واضح.
أقول : يبعد أن لا يكون ثقة على قياس ما ذكر في قولهم : أجمعت العصابة.
وقال أيضاً : قال شيخنا أبو جعفر رحمه اللّه في مواضع من كتبه : إنّ الإماميّة مجمعة على العمل برواية السكوني وعمّار وَمَن ماثلهما من الثقات. ثمّ
ص: 159
قال : وأظنّ توثيق السّكوني اُخذ من قول الشيخ : وَمَن ماثلهما من الثقات. واحتمال أنْ يريد من « ماثلهما » من مخالفي المذهب الثقات لا اَنّ (1) السّكوني ثقة ممكن وإنْ بَعُد (2).
إلاّ أنّ عدم توثيقه في الرجال يؤيّده ، ولا يخفى ما فيه ، على أنّه قال في العدّة : يجوز العمل برواية الواقفيّة والفطحيّة (3) إذا كانوا ثقات في النقل - وان كانوا مخطئين في الإعتقاد - إذا عُلم من اعتقادهم تمسّكهم بالدين وتحرّجهم عن الكذب ووضع الأحاديث ، وهذه كانت طريقة جماعة عاصروا الأئمّة علیهم السلام نحو عبداللّه بن بكير وسماعة بن مهران ونحو بني فضال من المتأخّرين وبني سماعة وَمَن شاكلهم (4) ، انتهى.
ومرّ في الفائدة الاُولى والثانية ما ينبغي أنْ يُلاحظ.
على أنّا نقول : الظنّ الحاصل من عمل الطائفة أقوى من الموثّقية بمراتب شتّى ، ولا أقلّ من التساوي ، وكون العمل برواية الموثّق من جهة عدالته محل تأمّل كما مرّ الإشارة إليه ، وسيجيء في السكوني وغيره منهم ما يزيد على ذلك.
عبد الواحد (1) ، وغيرهم.
وفيه : إنّ العلاّمة لم يقصر إطلاق الصحّة في الثقات (2) كما أشرنا إليه. إلاّ أنْ يقال : إطلاقه إيّاها على غيرها نادر. وهو لا يضرّ ، لعدم منع ذلك ظهوره فيما ذكرنا ، سيما بعد ملاحظة طريقته وجعله الصحّة اصطلاحاً فيها.
لكن لا يخفى أنّ حكمه بصحّة حديثه دفعة أو دفعتين مثلاً غير ظاهر في توثيقه ، بل ظاهر في خلافه بملاحظة عدم توثيقه وعدم قصره. نعم لو كان ممّن أكثر تصحيح حديثه مثل أحمد بن محمّد بن يحيى وأحمد بن عبد الواحد ونظائرهما فلا يبعد ظهوره في التوثيق.
واحتمال كون تصحيحه كذلك من اَنّهم مشايخ الاجازة فلا يضرّ مجهوليّتهم أو لظنّه بوثاقتهم فليس من باب الشهادة.
فيه ما سنشير إليه ، والغفلة ينفيها الإكثار ، مع أنّه في نفسه لا يخلوعن البُعد.
هذا ، واعلم أنّ المشهور يحكمون بصحّة حديث أحمد بن محمد المذكور ، وكذا أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، والحسين بن الحسن بن أبان إذا لم يكن في سنده من يُتأمّل في شأنه.
فقيل في وجهه : إنّ العلاّمة حكم بالصحّة كما ذكر (3).
ص: 161
وفيه ما مرّ ، إلاّ أن يريدوا إكثاره الحكم بها.
وفيه : إنّ إبراهيم بن هاشم وابن عبدون ونظائرهما وقع إكثاره الحكم بها فيهم أيضاً مع أنّهم يعدّون حديثهم من الحسان - نعم حكم جمع بصحّته (1) - إلاّ أنْ يقولوا : إنّ إكثاره فيهم ليس بمثابة إكثاره في تلك الجماعة. لكن لا بدّ من ملاحظة ذلك ، ومع ذلك كيف يفيد ذاك التوثيق دون هذا؟! وكون ذاك أقوى لا يقتضي قصر الحكم فيه كما مرّ في الفائدة الأولى.
واعتُرض أيضاً بأنّ التوثيق من باب الشهادة ، والتصحيح ربما كان مبنيّاً على الاجتهاد (2).
ص: 162
وفيه ما لا يخفى على المطّلع بأحوال التوثيقات ، مضافاً إلى ما مرّ في تلك الفائدة من الإكتفاء بالظنّ والبناء عليه.
وقال جماعة في وجه الحكم بالصحة : إنّهم مشايخ الإجازة ، وهم ثقات لا يحتاجون إلى التوثيق نصّاً (1).
وفيه : إنّ هذه ليست من قواعد المشهور ، بل ظاهرهم خلافها ، مع أنّ مشايخ الإجازة كثيرون ، سيما مثل إبراهيم (2) وابن عبدون (3) ، فلا وجه للقصر.
والإعتراض بأنّ كثيراً من مشايخ الإجازة كانوا فاسدي العقيدة مندفع بأنّ ذلك ينافي العدالة بالمعنى الأخصّ لا الأعمّ ، وخصوصيّة الأخصّ (4) تثبت بانضمام ظهور كونه إماميّاً من الخارج ، فتأمّل. على أنّه ربما يكون ظاهر شيخيّة الإجازة حسن القصيدة إلاّ أن يظهر الخلاف ، فتأمّل.
وقال جماعة اُخرى في وجهه : إنّ مشايخ الإجازة لا يضر مجهوليّتهم ، لأنّ حديثهم مأخوذ من الاُصول المعلومة ، وذكرهم لمجرّد اتّصال السند أو للتبرّك (5).
ص: 163
وفيه : إنّ ذلك غير ظاهر ، مضافاً إلى عدم انحصار ما ذكر في خصوص تلك الجماعة ، فكم معروف منهم بالجلالة والحسن لم يصحّحوا حديثهم فضلاً عن المجهول ، على أنّه لا وجه أيضاً لتضعيف أحاديث سهل بن زياد وأمثاله من الضعفاء ممّن هو حاله في الوساطة للكتب حال تلك الجماعة ، مشايخ الاجازة كانوا أم لا.
وبالجملة : لا وجه للتخصيص بمشايخ الإجازة ، ولا من بينهم بتلك الجماعة.
ودعوى أنّ غيرهم ربما يروي من غير تلك الاُصول والجماعة لا يروون عنه أصلاً ، وكان ذلك ظاهراً على العلاّمة ، بل ومن تأخّر عنه أيضاً ، إلى حدّ لم يتحقّق خلاف ولا تأمّل منهم ، وانْ كان في أمثال زماننا خفيّاً.
لعلّه جزاف بل خروج عن الإنصاف ، على أنّ النقل عنها غير معلوم إغناؤه عن التعديل ، لعدم معلوميّة كلّ واحد من أحاديثها (1) بالخصوص ، وكذا بالكيفية المودَعة ، والقدماء كانوا لا يروونها إلاّ بالإجازة أو القراءة وأمثالهما ، ويلاحظون الواسطة غالباً حتّى في كتب الحسين بن سعيد الذي رواية تلك الجماعة جلّها عنه ، وسيجيء في ترجمة أخيه الحسن ما يدلّك عليه ، وكذا في كتب كثير ممّن ماثله من الأجلّة ، مع أنّ هذه الكتب أشهر وأظهر من غيرها ، وقد أثبتنا جميع ذلك في رسالتنا مشروحاً ، وسنشير في
ص: 164
إبراهيم بن هاشم ومحمّد بن إسماعيل البندقي إجمالاً. وربما يقال في وجه الحكم بالصحّة : إنّ الاتّفاق على الحكم بها دليل على الوثاقة ، نشير إليه في ابن عبدون ومحمّد بن إسماعيل البندقي.
وفيه : إنّ الظاهر أنّ منشأ الاتّفاق أحد الاُمور المذكورة ، واللّه يعلم (1).
فإنّ المظنون تحقّقها فيه وإن لم يصل الحديث إلى حدّ الصحّة حتّى يكون حجّة في نفسه عند المتأخرين ، والظنّ نافع في مقام الاعتداد والاكتفاء به ، وإذا تأيّد مثل هذا الحديث باعتداد المشايخ ونقلهم إيّاه في مقام بيان حال الرجل وعدم إظهار تأمّل فيه - الظاهر في اعتمادهم عليه - قوي الظنّ ، وربما يحكم بثبوتها بمثلها كما سيجيء في تراجم كثيرة.
هذا ، وإذا تأيّد بمؤيّد معتدّ به يحكمون (2) البتّة.
وهذا أضعف من السابق ، ويحصل الظنّ منه بملاحظة اعتداد المشايخ وغيره ، واعتبر مثل هذا في كثير من التراجم كما ستعرف.
ص: 165
ومنها : أن يكون الرواي من آل أبي الجهم لما سيذكر في منذر بن محمّد بن المنذر (1) وسعيد بن أبي الجهم (2) ، فلاحظ وتأمّل.
ولعلّ أبا الجهم هو ثُوَير بن أبي فاخته ، سنشير إليه في جهم بن أبي الجهم ، فتأمّل.
ومنها : أن يقول العدل : حدّثني بعض أصحابنا قال المحقّق : إنّه يقبل وإنْ لم يصفه بالعدالة - إذا لم يصفه بالفسوق - لأنّ إخباره بمذهبه شهادة بأنّه من أهل الأمانة ، ولم يعلم منه الفسق المانع من القبول. فإنْ قال : « عن بعض أصحابه » (1) لم يقبل ، لإمكان أن يعني نسبته إلى الرواة وأهل العلم ، فيكون البحث فيه كالمجهول (2) ، انتهى.
وفيه نظر ظاهر ، مع أنّه مرّ في الفائدة الثانية في قولهم : « من أصحابنا » ما مرّ ، فتدبّر.
هذا ، واعلم أنّ الأمارات والقرائن كثيرة ، سيظهر لك بعضها في الكتاب.
ومن القرائن لحجيّة الخبر : وقوع الاتّفاق على العمل به ، أو على الفتوى به ، أو كونه مشهوراً بحسب الرواية أو الفتوى ، أو مقبولاً مثل مقبولة عمر بن حنظلة ، أو موافقاً للكتاب أو السنة أو الاجماع أو حكم العقل أو التجربة ، مثل ما ورد في خواص الآيات والأعمال والأدعية التي خاصيتها مجرّبة ، مثل قراءة آخر الكهف (3) للانتباه في الساعة التي تُراد ، وغير ذلك ، أو يكون في متنه ما يشهد بكونه من الأئمة علیهم السلام ، مثل خُطب نهج البلاغة ونظائرها ، والصحيفة السجّادية ، ودعاء أبي حمزة ، والزيارة الجامعة الكبيرة ... إلى غير ذلك ، ومثل كونه كثيراً مستفيضاً ، أو عالي السند ، مثل الروايات التي رواها الكليني وابن الوليد والصفّار وأمثالهم - بل والصدوق وأمثاله أيضاً - عن القائم عجّل اللّه فرجه والعسكري علیه السلام ، بل والتقيّ
ص: 167
والنقيّ علیهماالسلام أيضاً ، ومنها التوقيعات التي وقعت في أيديهم منهم علیهم السلام .
وبالجملة : ينبغي للمجتهد التنبّه لنظائر ما نبّهنا عليه ، والهداية من اللّه تعالى.
مثل قولهم : يروي عن الضعفاء وغيره. وقد أشرنا إليها وإلى حالها فيهما ، أو يظهر (1) بالقياس إلى ما ذكر في أسباب المدح فيهما ، فراجع.
وكذا مثل كثرة رواية المذمومين عن رجل ، أو ادّعائهم كونه منهم.
وسيجيء الكلام فيه في داود بن كثير وعبد الكريم بن عمرو (2).
كأن يقول : عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن عليّ علیه السلام أوعن الرسول صلی اللّه علیه و آله ، فإنّه مظنّة عدم كونه من الشيعة ، إلاّ أن يظهر من القرائن كونه منهم ، مثل أن يكون ما رواه موافقاً لمذهبهم ومخالفاً لمذهب غيرهم ، أو
ص: 168
أنّه يكثر من الرواية عنهم غاية الإكثار ، أو أنّ غالب رواياته يفتون بها ويرجّحونها على ما رواه الشيعة ، أو غير ذلك ، فيحمل كيفيّة روايته على التقيّة ، أو تصحيح مضمونها عند المخالفين ، أو ترويجه فيهم سيما المستضعفين وغير الناصبين منهم ، أو تأليفاً لقلوبهم واستعطافاً لهم إلى التشيّع ، أو غير ذلك ، فتأمّل.
وسيظهر حالهما في الجملة في زيد بن عليّ علیه السلام وسعيد بن المسيب ، وعليك بالتأمّل فيهما حتّى يظهر الكلّ ، فتأمّل.
ومرّ في الفائدة الأولى ما يؤيّد ، فلاحظ.
ويؤيد أيضاً التأمّل فيما سنذكره هنا في قولهم : « كاتب الخليفة » ... إلى آخره ، وقولهم : « كانوا يشربون النبيذ » مثلاً ... الى آخره ، فتأمّل.
فإذا كان الغالب منه لا يضرّ فغيره بطريق أولى ، سيما وأن يكون نادراً ، بل لا يكاد ينفك ثقة عنه ، فتأمّل.
هذا ، مع أنّا لم نرَ من المشهور التأمّل من هذه الجهة كما في يعقوب بن يزيد وحذيفة بن منصور وغيرهما ، ولعلّه لعدم مقاومتها التوثيق المنصوص أو المدح المنافي باحتمال كونها بإذنهم علیهم السلام أو تقيّة أو حفظاً لأنفسهم أو غيرهم ، أو اعتقادهم الإباحة أو غير ذلك من الوجوه الصحيحة ، وتحقيق الأمر فيها في كتاب التجارة من كتب الفقه والاستدلال.
وبالجملة : تحقّقها منهم على الوجه الفاسد - بحيث لا تأمّل في فساده ولا يقبل الاجتهاد في تصحيحه (1) بأن تكون في اعتقادهم صحيحة وإن أخطأوا في اجتهادهم - غير معلوم ، مع أنّ الأصل في أفعال المسلمين الصحّة ، وورد : « كذِّب سَمعك وبَصرك ما تجد إليه سبيلاً » (2) ، وأمثاله كثير. وأيضاً إنهم علیهم السلام أبقوهم على حالهم وأقرّوهم ظاهراً من أنّهم كانوا متديّنين بأمرهم علیهم السلام ، مطيعين لهم ويصلون إلى خدمتهم ويسألونهم صلوات اللّه عليهم عن أحوال (3) أفعالهم وغيرها ، وربما كانوا علیهم السلام ينهون بعضهم فينتهي ... إلى غير ذلك من أمثال ما ذكر ، فتدبّر.
بل ربما ظهر ممّا ذكر أنّ القدح بأمثالها مشكل وإن لم يصادمها التوثيق والمدح ، فتأمّل ، ومرّ آنفاً ما يرشد ويؤيّد.
ص: 170
ومنها : ما ذكر في الأجلّة من أنّهم كانوا يشربون النّبيذ مثل ما سيجيء في ثابت بن دينار (1) وابن أبي يعفور (2) ، أو يأكلون الطين كما في داود بن القاسم (3) وأمثال ذلك ، ولعلّها لم تكن ثابتة ، أو كانوا جاهلين بحرمتها ، ولعلّه ليس ببعيد بالنسبة إلى كثير ، وسننبّه عليه في ترجمة ثابت ، أو كان قبل وثاقتهم وجلالتهم ، فيكون حالهم حال الثقات والأجلّة الذين كانوا فاسدي العقيدة ورجعوا ، ومرّ الإشارة إليه ، وسنذكر أعذاراً اُخر في ثابت وداود وغيرهما.
وبالجملة : في المواضع التي ذكر أمثالها فيها لعلّه نتوجّه في خصوص الموضع منها إلى العذر المناسب أو الملائم ، ولو لم نتوجّه فلنعتذر بما ذكرناه أو أمثاله ممّا يقبله(4) ، وذكر آنفاً أنّ الأصل في أفعال المسلمين الصحّة ، وغير ذلك ، فتأمّل.
ص: 171
اعلم أنّه إذا كان رجل لم يذكر في كتاب الرجال وفي (1) كتاب المصنّف هذا (2) الكتاب وأنا اطّلعت على بعض أحواله من كتب الرجال أو من الخارج ، فإنّي أذكره وأجعل اسمه عنواناً ، بأنْ أقول : « فلان » ثمّ أشرع في بيان ما اطّلعت عليه كما هو دأب علماء الرجال ، وكذا لو كان مذكوراً في كتابه هذا بالعنوان الذي عنونه وأنا أريد ذكره بعنوان آخر لغرض وفائدة.
أمّا لو كان مذكوراً بعنوانه ولم يكن له عنوان آخر اُريد ذكره به ، أو كان لكن أذكره (3) به في موضع آخر وأنا اطّلعت على ما لم يطّلع عليه ولم يذكره ، فإنّي أجعل قوله عنواناً بأن أقول : « قوله - أي قول المصنّف - : كذا » ثمّ أشرع في بيان ما اطّلعت عليه كما هو طريقة الحواشي.
وإذا كان ما أذكره في هذه التعليقة بما ذكروه (4) في ترجمة رجل بأنْ يكون اعتراضاً عليه أو شاهداً له أو غير ذلك ، فإنّي أقول : « قوله - أي قول المصنّف - في ترجمة فلان أوفي فلان : كذا وكذا » سواء كان القول قول
ص: 172
المصنّف أو كان حكاية عن غيره ، ثمّ أشرع في ذكر ما يتعلّق به ممّا اُريد ذكره. وربما أقول : « قوله في ترجمة فلان عن الكشّي أو النجاشي - مثلاً - كذا » ثمّ أذكر ما يتعلّق به.
هذا ، واعلم أنّ مرادي من جدّي على الاطلاق هو العلاّمة المجلسي رحمه اللّه عمدة العارفين وزبدة الزاهدين العالم الفاضل المتبحّر الكامل الزكيّ النقيّ والبحر المليّ مولانا محمّد تقي رحمه اللّه .
ومرادي من خالي هو ولده الأمجد الأرشد الفاضل الماهر والعلاّمة المشتهر بين الأصاغر والأكابر عمدة علماء الأوائل والأواخر مولانا محمّد باقر رحمه اللّه .
ومرادي من الفاضل الخراساني هو سميّهُ قطب المحقّقين ورئيس المدقّقين نخبة المتبحّرين وزبدة المتفقّهين.
ومرادي من المحقّق البحراني هو الفاضل الكامل المحقّق المدقّق الفقيه النبيه نادر العصر والزمان المحقّق الشيخ سليمان رحمه اللّه .
ومرادي من البلغة مختصر هذا الفاضل في الرجال.
ومن المعراج شرحه على الفهرست (1) ، ولم يشرح منه إلاّ قليلا منه (2) على ما وجد.
وجعلت « مصط » رمزاً عن نقد الرجال تصنيف قطب دائرة الفضل والكمال والشرافة والجلال الأمير مصطفى رحمه اللّه .
وباقي الاصطلاحات والرموز معروفة ، نسأل اللّه المعرفة بمحمّد وآله.
ص: 173
إلتماسي منك يا أخي إذا أردت معرفة حال رجل وراو فانظر إلى ما ذكروه في الرجال وما ذكرت أنا أيضاً ، فإن لم تجده مذكوراً أصلاً أو وجدته مذكوراً مهملاً فلاحظ ما ذكرته في الفوائد الثلاث السابقة يظهر لك حاله ممّا ذكرت فيها أو يفتح عليك بالتأمّل فيه وبالقياس والنظر إليه ، فإنّي ما استوعبت جميع الأمارات ، كما أنّي ما استوفيت الكلام فيما ذكرت أيضاً ، بل الغرض التنبيه ، ووكّلت الأمر إلى التأمّل.
ويا أخي لا تقنع ببعض ما ذكرت فيها ، بل لاحظ الجميع من أوّل الفوائد إلى آخرها حتّى ينفتح لك حاله.
ويا أخي لا تبادر - بأن تقول : الرجل مجهول أو مهمل - ولا تقلّد ، بل لاحظ الفوائد بالنحو الذي ذكرت ثمّ الأمر إليك.
وأيضاً ربما وجدت الرجل في السند مذكوراً اسمه مكبّراً وفي الرجال يذكر مصغّراً ، وبالعكس - وسيجيء التنبيه عليه في خالد بن أوفى - فلو لم تجد مثلاً « سالم » فانظر إلى « سليم ». وكذا « سلمان » ( وأقسامه كثيرة فضلاً عن الأشخاص ) (1).
ص: 174
وربما وجدته مذكوراً فيه بالإسم وفي الرجال باللقب مثلاً ، وبالعكس.
وربما وجدته فيه منسوباً إلى أبيه بذكر أسم الأب وفي الرجال بذكر كنيته مثلاً ، وبالعكس.
وربما يظهر اسم الرجل من ملاحظة باب الكنى مثلاً.
وربما يذكر في موضع بالسين وفي موضع بالصاد كحسين وحصين ، منه الحصين بن المخارق.
وربما يذكر في موضع « هاشم » وفي موضع « هشام » كما سنشير إليه في هشام بن المثنّى.
وربما يذكر في موضع « ابن فلان » وفي موضع « ابن أبي فلان » بزيادة أو نقصان ، يشير إليه ما سيجيء في يحيى بن العلاء وخالد بن بكار وغيرهما.
وربما يذكر في موضع بالياء المثنّاة وفي موضع بالباء الموحّدة ، ك- « بريد » و « يزيد » و « بشّار » و « يسار » ونظائر ذلك.
وربما يكتب بالألف وبدونه ك- « الحرث » و « الحارث » و « القسم » و « القاسم » ونظائر ذلك.
وأيضاً ربما كانوا يرخّمون ك- « عبيد » في « عبيد اللّه » ونظائر ذلك.
وربما يشتبه صورة حرف بحرف ، كما في « خالد بن ماد » و « خالد الجواد » (1) ... إلى غير ذلك.
وربما ينسب في موضع إلى الأب وفي آخر إلى الجدّ مثلاً ، وهو كثير.
ص: 175
وربما يوجد بالمهملة ، وربما يوجد بالمعجمة ، كما في « رميلة » ونظائره.
وربما يكتب المهملة قبل المعجمة وربما يعكس ، كما في « زريق » ونظائره.
وقس على ما ذكر أمثاله ، منها أنْ يكتب بالحاء وبالهاء كما في زحر ابن قيس.
وربما يتصرّف في الألقاب والأسامي الحسنة والرديّة بالردّ إلى الآخر كما سنذكر في حبيب بن المعلّل.
وربما يشتبه ذو المركّز بالخالي عنه كما سيجيء في باب « زيد » و « يزيد » و « سعد » و « سعيد » ونظائرهما.
وربما يكتب « زياد » « زيداً » وبالعكس ، وكذا « عمر » و « عمرو » ، وكذا نظائرهما.
وربما تتعدّد الكنية لشخص كالألقاب والأنساب ، وسنذكر في محمّد ابن زياد.
وربما يكتب « سلم » « مسلم » ولعلّه كثير ، وبالعكس ، منه ما سيجيء في بشر بن سلم.
ثمّ إذا وجدته ووجدت حاله مذكوراً فانظر إلى ما ذكروه ثمّ انظر إلى ما ذكرته إنْ كان ، ولا تقنع أيضاً بهما بل لاحظ الفوائد من أوّلها إلى آخرها على النحو الذي ذكرت حتّى يتّضح لك الحال ، فإنّي ما اتعرّض في كلّ موضع إلى الرجوع إلى الفوائد ، وفي الموضع الذي تعرّضت ربما لا اتعرّض إلى الرجوع إلى جميعها ، مع أنّه ربما كان لجميعها مدخل فيه ، ولو لم يتأمّل في الكلّ لم يظهر ولم يتحقّق ما فيه ، ومع ذلك لاحظ مظان
ص: 176
ذكره بعنوان آخر على حسب ما مرّ لعلّك تطّلع على معارض أو معاضد.
ولا تنظر يا أخي إلى ما فيه وفيما سأذكره من الخطأ والزلل والتشويش والخلل ، لأنّ الذهن قاصر والفكر فاتر والزمان كَلِب عَسِر على ما سأشير إليه في آخر الكتاب إن شاء اللّه تعالى.
نسأل اللّه مع العسر يسراً بظهور من يملأ الدنيا عدلاً بعدما ملئت جوراً.
ص: 177
ص: 178
بسم اللّه الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله المتعالي في عزّ جلاله عن الأشب-اه والنظائر ، المنزّه بك-مال ذاته عن إدراك الأبص-ار والنواظر ، المحي-ط علماً بم-ا تُجِنُّه الأفئدة والضمائر.
والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد قطب دائرة المفاخر ، وبدر سماء المكارم والمآثر ، وعلى آله المخصوصين بالطهارة من الأدناس في البواطن والظواهر ، صلاةً وسلاماً يكونان لنا عدّة وذخيرة في اليوم الآخر.
أمّا بعد : -
فهذا كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال ، حاولت فيه ذكر ما وصل إليَّ من كلام علمائنا المتقدّمين والمتأخّرين ، وما وقفت عليه من المقال في شأن بعض أصحابنا من علماء المخالفين.
مثبتاً فيه الأسماء على ترتيب الحروف ، مراعياً للأوّل والثاني على النسق المألوف ، مُعْلِماً :
ص: 179
للخلاصة : صه.
وللنجاشي : جش.
وللفهرست : ست.
وللكشّي : كش.
ولرجال الشيخ : جخ.
ولأبوابه :
فلأصحاب رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله : ل.
ولأصحاب علي علیه السلام : ي.
ولأصحاب الحسن علیه السلام : ن.
ولأصحاب الحسين علیه السلام : سين.
ولأصحاب علي بن الحسين علیه السلام : ين.
ولأصحاب الباقر علیه السلام : قر.
ولأصحاب الصادق علیه السلام : ق.
ولأصحاب الكاظم علیه السلام : ظم.
ولأصحاب الرضا علیه السلام : ضا.
ولأصحاب الجواد علیه السلام : ج.
ولأصحاب الهادي علیه السلام : دي.
ولأصحاب العسكري علیه السلام : ري.
ولمن لم يرو عنهم علیهم السلام : لم.
ولكتاب البرقي : قي.
ولابن داود : د.
ولمحمّد بن شهرآشوب : م.
ص: 180
ولكتاب من لا يحضره الفقيه : يه.
وللكافي : في.
وللإيضاح : ضح.
ولفهرست علي بن عبيداللّه بن الحسن بن الحسين بن بابويه : عه.
وأمّا كتب العامّة :
فللاشارة إلى تقريب ابن حجر : قب.
ولمختصر الذهبي : هب.
وعلى اللّه سبحانه الاتّكال ، وهو حسبنا على كلّ حال.
* * *
ص: 181
ص: 182
باب آدم (1)
[ 1 ] آدم أبو الحسين النخّاس (2) :
الكوفي ، ق (3).
ويأتي عن جش : ابن المتوكّل أبو الحسين موثّقاً (4) ، وعنه *
------------------------------------
أبواب الهمزة
باب آدم
(1) قوله * في آدم : وعنه (5) وعن صه ود : ابن الحسين.
أقول : هذا هوالظاهر وفاقاً لجدّي (6) وخالي (7) ( رحمهما اللّه ) (8).
ص: 183
وعن صه ود : ابن الحسين كذلك (1).
فهو على الوجوه ثقة.
ابن عبداللّه بن سعد الأشعري ، قمّي ، ثقة ، صه (2).
وزاد ست : له كتاب ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، عن أبي جعفر محمّد بن جعفر بن بطّة القمّي ، عن أحمد بن أبي عبداللّه البرقي ، عنه (3).
وجش : له كتاب ، يرويه عنه محمّد بن عبدالجبّار وأحمد بن محمّد بن خالد.
أخبرنا : محمّد بن علي القناني (4) ، قال : حدّثنا أحمد بن
ص: 184
محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، قال : حدّثنا آدم بن إسحاق (1).
وفي د : لم يرو عنهم علیهم السلام (2). وهو غير بعيد ، إلاّ أنّي لم أجد تصريحاً بذلك من غيره (3).
ابن المتوكّل ، بيّاع اللؤلؤ ، ثقة ، كذلك جش(1).
كوفي ، ثقة ، جش (2). وصه أيضاً ، إلاّ أنّ في أكثر نسخها : النجاشي بالجيم بعد النون والياء بعد الشين المعجمة (3).
وفي ضح : بالخاء المعجمة المشدّدة والسين المهملة ، كما أثبتناه (4).
وفي تعليقات الشهيد الثاني على صه : أنّه في جش بخطّ السيّد جمال الدين بن طاووس : النجاشي (5).
ود قال (6) : ومن أصحابنا من أثبته في كتاب له : النجاشي ، وهو غلط (7). ونقل ما أثبتناه من جخ (8) ، والّذي فيه في ق : آدم أبو الحسين النخّاس الكوفي (9). ( واللّه أعلم.
ثمّ جش ) (10) : له أصل ، يرويه عنه إسماعيل بن مهران.
أخبرنا : محمّد بن علي القناني ، قال : حدّثنا محمّد بن عبداللّه ،
ص: 186
قال : حدّثنا علي بن محمّد بن رباح ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سليمان ، قال : حدّثنا إسماعيل بن مهران ، قال : حدّثنا آدم بن الحسين النخّاس بكتابه (1).
ق(2).
ق(3).
ابن عبداللّه بن سعد الأشعري ، قمّي ، قي(4).
فالظاهر أنّه جدّ آدم بن إسحاق المتقدّم (5).
------------------------------------
(2) قوله * : آدم بن عبداللّه.
هو والد زكريّا (6) الجليل ، ومن بيت الأجلاّء ، وسيجيء في أخيه عمران ما يشير إلى نباهته ، فتأمّل (7).
ص: 187
الهلالي الكوفي ، ق(1).
أبو الحسين ، بيّاع اللؤلؤ ، كوفي ، ثقة (2) ، ذكره أصحاب الرجال ، له أصل ، رواه عنه جماعة.
أخبرنا عنه : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد ، عن أحمد بن زيد ، قال : حدّثنا عبيس ، عنه ، جش (3). ( في نسخة لا تخلو من صحّة عليها خطّ ابن طاووس وابن إدريس ) (4).
وفي د : ق جش ، كوفي ، مهمل (5).
وليس في صه ، وهو يؤيّد الإهمال (6).
ص: 188
وفي ست : آدم بيّاع اللؤلؤ ، له كتاب ، أخبرنا به : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن * القاسم بن إسماعيل القرشي ، عن أبي محمّد - يعني عبيس (1) - عنه (2).
------------------------------------
(3) قوله * في آدم بن المتوكّل - عن ست - : عن القاسم بن إسماعيل القرشي ، عن أبي محمّد ... إلى آخره.
قال المحقّق البحراني : الّذي أراه أنّ كلمة ( عن ) ههنا زائدة (3) ، انتهى.
ونظره إلى أنّ القاسم بن إسماعيل يكنّى بأبي محمّد.
قلت : في نسختي (4) بعد لفظة ( أبي محمّد ) عبارة وهي : ( يعني عبيس ) ، والظاهر أنّه العبّاس بن عيسى الغاضري (5) ، وهو يكنّى بأبي محمّد ، يروي عنه حميد بواسطة ابنه (6) وأحمد بن ميثم (7) ، فتدبّر.
ص: 189
...........................................................
------------------------------------
هذا لكن لا أجد العبارة في نسختي من ست ، ويحتمل أنْ يكون تفسيراً لأبي محمّد من المصنّف أو غيره (1) ، فتوهّم الناسخ فألحقها بالأصل.
وعلى أي تقدير كونه عبيساً محتمل ، بل هذا هو الظاهر ، كما يشير إليه ما ذكره - عن جش - : قال : حدّثنا حميد ، عن أحمد بن زيد ، قال : حدّثنا عبيس ، عنه (2) ، انتهى.
وهذا يشير أيضاً إلى اتّحاد بيّاع اللؤلؤ مع ابن المتوكّل ، وإنْ كان ظاهر ست التعدّد ، ولعلّه غير مضرّ لكثرة وقوع أمثاله عن الشيخ.
وقال بعض المحقّقين : إنّ الشيخ رحمه اللّه كان متى ما يرى رجلاً بعنوان ذكره فأوهم ذلك التعدّد.
قلت : وقع ذلك منه في ست مكرّراً ، ومنه ما سيجيء في صالح القمّاط (3) ، لكن وقوعه في جخ أكثر ، بل هو فيه في غاية الكثرة ، وسنشير إليه أيضاً في ترجمة إبراهيم بن صالح (4).
والظاهر أنّ ذكره كذلك لأجل التثبّت ، كما صدر عن جش أيضاً ، منه ما سيجيء في الحسين بن محمّد بن الفضل ; وليس هذا غفلة منهم كما توهّم بعض.
ص: 190
آدم بن المتوكّل ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن زيد الخزاعي ، عنه (1).
وفي ق : آدم بيّاع اللؤلؤ الكوفي (2).
آدم أبو الحسين النخّاس الكوفي (3).
فالّذي يظهر من كلام الشيخ (4) عدم اعتقاده اتّحاد ابن المتوكّل وبيّاع اللؤلؤ. وعدم ذكره ابن المتوكّل (5) مع بيّاع اللؤلؤ وأبو الحسين
------------------------------------
وسيجيء ( من المصنّف في صالح بن خالد ما يشير إلى ما ذكرنا.
وربما وقع منهم التوثيق في موضع وعدمه في آخر ، كما سيجيء ) (6) في أبان بن محمّد (7) وغيره (8) ، فلاحظ.
ثمّ ما في ق من أنّ أبا الحسين أيضاً بيّاع اللؤلؤ (9) ، فلعلّه سهو ، فتأمّل.
ص: 191
النخّاس (1) على ما قدّمنا ربما أشعر بأنّه يجوز أنْ يكون أحدهما ، فتدبّر.
[ 9 ] آدم بن محمّد القلانسي (2) :
من أهل بلخ ، قيل : إنّه كان يقول بالتفويض ، لم (3) ، صه (4)، د(5).
روى عنه الكشّي في الرجال (6).
وفي شرح المواقف : أنّ المفوّضة قالوا : إنّ اللّه خلق محمّداً صلی اللّه علیه و آله وفوّض إليه خلق الدنيا ، فهو الخلاّق لما فيها. وقيل : فوّض ذلك إلى علي علیه السلام (7).
باب أبان
الكوفي ، ق (1). وفي بعض النسخ : ابن عمران.
تابعي ، ضعيف ، ين (2) ، قر (3) ، ق (4).
وفي صه : أبان بن أبي عيّاش : بالعين غير المعجمة والشين المعجمة ، واسم أبي عيّاش فيروز : بالفاء المفتوحة والياء المنقّطة تحتها نقطتين الساكنة وبعدها راء وبعد الواو زاي ، تابعي ، ضعيف (5) ، روى عن أنس بن مالك ، وروى عن علي بن الحسين علیه السلام ، لا يلتفت إليه ، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه ، هكذا قاله ابن الغضائري.
وقال السيّد علي بن أحمد العقيقي في كتاب الرجال : أبان بن أبي عيّاش ، كان سبب تعرّفه هذا الأمر (6) سليم بن قيس الهلالي ، حيث طلبه الحجّاج ليقتله - حيث هو من أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام - فهرب إلى ناحية من أرض فارس ، ولجأ إلى أبان بن أبي عيّاش ،
ص: 193
فلمّا حضرته الوفاة قال لابن أبي عيّاش : إنّ لك عليَّ حقّاً وقد حضرني الموت ياابن أخي! إنّه قد كان (1) بعد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يروعن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان.
وذكر أبان في حديثه قال : كان شيخاً متعبّداً له نور يعلوه.
والأقرب عندي التوقّف فيما يرويه ; لشهادة ابن الغضائري عليه بالضعف ، وكذا قال شيخنا الطوسي رحمه اللّه في كتاب الرجال ، وقال : إنّه ضعيف (2) ، انتهى.
وقيل (3) : الكتاب موضوع لامرية فيه ، وعلى ذلك علامات :
منها : ما ذكر أنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت (4).
ومنها : أنّ الأئمّة ثلاثة عشر (5).
ص: 194
ولكنّ * الّذي وصل إلينا من نسخة هذا الكتاب المذكور فيه : أنّ عبداللّه بن عمر وعظ أباه عند الموت (1) ، وأنّ الأئمّة ثلاثة عشر مع النبي صلی اللّه علیه و آله (2).
وشيء من ذلك لا يقتضي الوضع ، على أنّي رأيت أصل تضعيفه من المخالفين (3) - من حيث التشيّع (4) - فتدبّر.
الكوفي ، ق(1).
السنبسي الكوفي ، أبو الأرقم ، ق(2).
القيسي الكوفي ، أسند عنه ، ق(3).
[ 17 ] أبان بن تغلب بن * رباح (4) :
أبو ** سعيد البكري الجريري ، مولى بني جرير بن عبّاد بن
------------------------------------
(5) قوله * : ابن رباح ، في ترجمة أبان بن تغلب.
ذكر في المعراج موضعه : درّاج - بالدال المهملة والراء المهملة المشدّدة والجيم آخراً - قائلاً : كذا في نسختي من ست ، وهي صحيحة كرّرت مقابلتها. وفي صه : ابن رباح (5) ، انتهى.
أقول : في نسختي من ست كما ذكره صه والمصنّف ، فالظاهر عدم صحّة نسخته.
قوله ** : أبو سعيد ، في تلك الترجمة.
ص: 196
ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، رحمه اللّه ، ست(1).
وصه ، إلاّ أنّ فيها : رياح (2) بن سعيد بن البكري (3) ، ولعلّه سهو.
وجش أيضاً ، إلاّ * أنّ فيه : عباده بالهاء ؛ وعكابة بالباء الموحّدة دون الشين المعجمة كما قدّمنا (4).
ود وافقهما دون صه واكتفى بأنّه مولى بني جرير ولم يذكر الباقي (5). وكذا جخ (6).
------------------------------------
أقول : ذكره صه : ابن سعيد ، والظاهر أنّه سهو كما ذكره المصنّف وكذا المعراج (7).
وقوله * في تلك الترجمة : إلاّ أنّ فيه : عباده ، بالهاء.
ص: 197
واعلم أنّ تغلب : بالتاء المثنّاة فوق المفتوحة والغين المعجمة الساكنة والباء الموحّدة بعد اللاّم المكسورة.
وفي الصحاح : تغلب كتضرب : أبو قبيلة (1) ، والنسبة إليها تغلَبي - بفتح اللاّم - استيحاشاً لتوالي الكسرتين مع ياء النسبة ، وربما قالوه بالكسر لأنّ فيه حرفين غير مكسورين (2).
ورباح : بالباء الموحّدة.
والجريري : بضم الجيم والياء المثنّاة تحت.
وضُبَيْعَة (3) : بضم الضاد المعجمة وفتح الباء الموحّدة وسكون الياء المثنّاة تحت وفتح العين المهملة قبل الهاء.
ثمّ في ست : ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي أبا محمّد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبداللّه علیهم السلام ،
------------------------------------
أقول : في نسختي من صه أيضاً كذا (4).
قال في المعراج : في ثلاث نسخ من الايضاح بالهاء (5).
أقول : وكذا في نسختي.
ص: 198
وروى عنهم ، وكانت له عندهم حظوة وقدم.
وقال له أبو جعفر الباقر علیه السلام : « اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فإنّي اُحبّ أنْ يُرى في شيعتي مثلك ».
وقال أبو عبداللّه علیه السلام لمّا أتاه نعيه : « أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان ».
وكان قارئاً فقيهاً لغوياً بيذار * (1) ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وصنّف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهد (2) من الشعر ،
------------------------------------
وقوله * في تلك الترجمة : بيذار.
وفي المعراج ذكر مكانه نبلاً (3). والظاهر أنّه سهو من الناسخ أو منه.
ومعنى البيذار كثير الكلام (4).
ص: 199
فجاء فيما بعد عبدالرحمن بن محمّد (1) الأزدي الكوفي فجمع من كتاب أبان ومحمّد بن السائب الكلبي وأبي روق عطيّة (2) بن الحارث فجعله كتاباً واحداً فبيّن ما اختلفوا فيه وما اتّفقوا (3) عليه ، فتارة يجيء كتاب أبان مفرداً ، وتارة يجيء مشتركاً على ما عمله عبدالرحمن.
فأمّا كتابه المفرد ، فأخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موس-ى ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن المنذر بن محمّد القابوسي ، قال : حدّثني أبي محمّد بن المنذر بن سعيد بن (4) أبي الجهم ( قال : حدّثني عمّي الحسين بن سعيد ، قال : حدّثني أبي سعيد بن أبي الجهم ) (5) ، عن أبان.
وأمّا المشترك الّذي لعبد الرحمن ، فأخبرنا به : الحسين بن عبيداللّه ، قال : قرأته على أبي بكر أحمد بن عبداللّه بن جلين (6) ،
ص: 200
قال : قرأته على أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد.
( وأخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : ) (1) أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عبداللّه (2) الأزدي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أبو بردة ميمون مولى بني فزارة وكان فصيحاً لازم أبان بن تغلب وأخذ عنه.
ولأبان رحم-ة اللّه علي-ه قراءة مف-ردة ، أخبرنا بها : أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : حدّثنا أحمد بن مح-مّد بن س-عيد ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد (3) بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسية سنة إحدى وثمانين ومائتين ، قال : حدّثني به أب-و نعيم الفضل ب-ن عبداللّه بن العبّاس بن معمّر الأزدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة خمس وخمسين ومائتين بالري ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ (4) ، قال : سمعت أبان بن تغلب رحمه اللّه - وما
ص: 201
أحد أقرأ منه - يقرأ القرآن من أوّله إلى آخره ، وذكر القراءة ، وسمعته يقول : إنّما الهمزة رياضة (1).
ولأبان بن تغلب كتاب الفضائل ، أخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن مح-مّد بن سعيد ، عن المنذر القابوسي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمّي ، عن أبيه ، عن أبان بن تغلب.
ومات أبان بن تغلب رضي اللّه عنه سنة إحدى وأربعين ومائة في حياة أبي عبداللّه علیه السلام .
ولأبان بن تغلب أصل (2).
وفي جش : عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبداللّه علیهم السلام ، روى (3) عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم.
وذكره البلاذري قال : روى أبان عن عطيّة العوفي.
قال له أبو جعفر علیه السلام : « اجلس في مسجد المدينة وافتِ الناس ، فإنّي اُحبّ أنْ يُرى في شيعتي مثلك ».
وقال أبو عبداللّه علیه السلام لما أتاه نعيه : « رحمه اللّه (4) ،
ص: 202
أما واللّه (1) لقد أوجع قلبي موت أبان ».
وكان قارئاً من وجوه القرّاء ، فقيهاً ، لغويّاً ، سمع من العرب وحكى عنهم.
وقال أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال : روى أبان عن علي بن الحسين علیه السلام .
وذكره أبو زرعة الرازي في كتابه ، ذكر من روى عن جعفر بن محمّد علیه السلام من التابعين ومن قاربهم فقال : أبان بن تغلب روى عن أنس بن مالك.
وذكر أبو بكر محمّد بن عبداللّه بن إبراهيم الشافعي ما رواه أبان عن الرجال فقال : وروى عن الأعمش (2) ، وعن محمّد بن المنكدر ، وعن سمّاك بن حرب ، وعن إبراهيم النخعي.
وكان أبان رحمه اللّه مقدّماً في كلّ فنّ من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.
وله كتب ، منها : تفسير غريب القرآن ، وكتاب الفضائل.
أخبرنا : محمّد بن جعفر النحوي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن المنذر بن محمّد بن المنذر اللخمي (3) ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمّي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم ،
ص: 203
قال : حدّثني أبي سعيد بن أبي الجهم (1) ، عن أبان بن تغلب في قوله تعالى : « مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » (2) ... وذكر التفسير إلى آخره.
وبهذا الإسناد كتابه الفضائل.
ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القرّاء ، أخبرنا : أبو الحسين (3) التميمي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن يوسف الرازي المقرئ بالقادسيّة سنة إحدى وثمانين ومائتين ، قال : حدّثني أبو نعيم الفضل بن عبداللّه بن العبّاس بن معمّر الأزدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة خمسين ومائتين (4) ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ ، قال : سمعت أبان بن تغلب - وما رأيت أحداً أقرأ منه قطّ - يقول : إنّما الهمزة (5) رياضة ، وذكر قراءته إلى آخرها.
وله كتاب صفّين.
قال أبو الحسن أحمد بن الحسين رحمه اللّه : وقع إليَّ بخطّ أبي
ص: 204
العبّاس بن سعيد ، قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين ، قال : حدّثنا محمّد بن يزيد النخعي ، قال : حدّثنا سيف بن عميرة ، عن أبان.
وأخبرنا : محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن هشام ، قال : حدّثنا علي بن محمّد الجريري ، قال : حدّثنا أبان بن محمّد بن أبان بن تغلب ، قال : سمعت أبي يقول : دخلت مع أبي إلى أبي عبداللّه علیه السلام ، فلمّا بصر به أمر بوسادة فاُلقيت له ، وصافحه واعتنقه وساءله ورحّب به.
وقال : كان أبان إذا قدم المدينة تقوّضت (1) إليه الحَلَق (2) واُخليت له سارية (3) النبي صلی اللّه علیه و آله .
أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القرشي سنة ثمان وثلاثمائة (4) - وفيها مات - قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، عن محمّد بن عبداللّه بن زرارة ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، قال : كنّا في مجلس أبان بن
ص: 205
تغلب فجاءه شاب فقال : يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب علیه السلام من أصحاب النبي صلی اللّه علیه و آله ؟
قال : فقال له أبان : كأنّك تريد أنْ تعرف فضل علي علیه السلام بمن تبعه من أصحاب رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ؟
قال : فقال الرجل : هو ذاك.
قال : فقال : واللّه ما عرفنا فضلهم إلاّ باتّباعهم إيّاه.
قال : فقال أبو البلاد : عضّ ببظر اُمّه (1) رجل من الشيعة في أقصى الأرض وأدناها يموت أبان لا تدخل مصيبته عليه.
قال : فقال أبان له : يا أبا البلاد تدري من الشيعة؟ الشيعة الّذين إذا اختلف الناس عن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله أخذوا بقول علي علیه السلام ، وإذا اختلف الناس عن علي علیه السلام أخذوا بقول جعفر بن محمّد علیه السلام .
جمع محمّد بن عبدالرحمن (2) بن فنتي بين كتاب التفسير لأبان وبين كتاب أبي روق عطيّة بن الحارث ومحمّد بن السائب وجعلها كتاباً واحداً.
أخبرنا : أبو الحسين علي بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متيل ، عن محمّد بن الحسين الزيّات ، عن
ص: 206
صفوان بن يحيى وغيره ، عن أبان بن عثمان (1) : أنّ أبان بن تغلب روى عنّي ثلاثين ألف حديث فاروها عنه.
قال أبو علي أحمد بن محمّد بن رباح (2) الزهري الطحّان : حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن غالب ، قال : حدّثني محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبداللّه بن خفقة ، قال : قال لي أبان بن تغلب : مررت بقوم يعيبون عليَّ روايتي عن جعفر علیه السلام ، قال : فقلت : كيف تلومونني (3) في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلاّ قال : قال رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله .
قال : فمرّ صبيان وهم ينشدون : العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب ، فسألته عنه؟
فقال : لقاء الأحياء بالأموات (4).
ص: 207
قال سلامة بن محمّد الأرزني : حدّثنا أحمد بن علي بن أبان ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن صالح بن السندي ، عن اُميّة بن علي ، عن سليم بن أبي حبّة (1) ، قال (2) : كنت عند أبي عبداللّه علیه السلام ، فلمّا أردت أنْ اُفارقه ودّعته وقلت : اُحبّ أنْ تزوّدني فقال : « إئت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك فاروه عنّي (3) ».
ومات أبان في حياة أبي عبداللّه علیه السلام سنة إحدى وأربعين ومائة (4) ، انتهى.
وما ذكره (5) عن كش فلم أجده فيه في بابه ، فإنّ فيه : ما روي في (6) أبان بن تغلب.
حدّثني محمّد بن قولويه ، قال : حدّثني سعد بن عبداللّه القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل (7) ، عن أبي عبداللّه علیه السلام - قال : ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبداللّه علیه السلام - فقال : « رحمه اللّه ، أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان » (8).
حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن
ص: 208
علي بن إسماعيل بن عمّار ، عن ابن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، قال : قلت لأبي عبداللّه علیه السلام : إنّي أقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني ، فإنْ لم أجبهم لم يقبلوا منّي ، وأكره أنْ اجيبهم بقولكم (1) وما جاء عنكم!
فقال لي : « انظر ما علمت أنّه من قولهم فأخبرهم بذلك » (2).
حمدويه قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن تغلب ، قال : قال لي أبو عبداللّه علیه السلام : « جالس أهل المدينة فإنّي اُحبّ أنْ يروا (3) في شيعتنا مثلك » (4).
وروى عن صالح بن السندي ، عن اُميّة بن علي (5) ، عن مسلم بن أبي حبّة (6) ، قال : كنت عند أبي عبداللّه علیه السلام في خدمته ، فلمّا أردت أنْ اُفارقه ودّعته وقلت : اُحبّ أنْ تزوّدني.
قال : « إئت أبان بن تغلب فإنّه قد سمع منّي حديثاً كثيراً ، فما روى لك عنّي فارو عنّي » (7) انتهى.
ثمّ إنّ في الرواية الاُولى : عمر بن عبدالعزيز ، وهو مخلط على
ص: 209
قول جش(1) ، ويروي المناكير على قول ابن شاذان (2) ، إلاّ أنّ رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ربما تنبئ عن حسن حاله ، واللّه أعلم.
نعم في الثانية : علي بن إسماعيل بن عمّار ، ويأتي عن جش : أنّه من وجوه من روى الحديث (3).
والظاهر أنّ الثالثة مرسلة ، إلاّ أنّ المرسل محمّد بن أبي عمير ، وحينئذ لا تقصر عن المسند.
وفي الرابعة - مع قطعها (4) - : صالح بن السندي ، وهو مهمل (5) ، واُميّة ضعيف (6) ، وبدل مسلم - قد سبق عن جش : - سليم ، وعلى كلّ حال لا أعرفه الآن.
لكن لا يخفى أنّ ضعف هذه الروايات غير قادح في
ص: 210
المقام (1) ، فإنّ حُسن حال أبان في الجلالة (2) وعظم منزلته - متّفق عليه - أشهر من أنْ يحتاج إلى صحّة هذه الروايات (3).
ثمّ في صه : ثقة ، جليل القدر ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي أبا محمّد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبداللّه علیهم السلام وقُدِّم وروى عنهم (4).
وقال له الباقر 77 : « اجلس في مسجد المدينة وافت الناس ، فإنّي اُحبّ أنْ يُرى في شيعتي مثلك ».
ومات في حياة أبي عبداللّه علیه السلام ، فقال الصادق علیه السلام لما أتاه نعيه : « أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان ».
ومات في سنة إحدى وأربعين ومائة.
وروي أنّ الصادق علیه السلام قال له : « ناظر (5) أهل المدينة ، فإنّي اُحبّ أنْ يكون مثلك من رواتي ورجالي » (6) ، انتهى.
وفي يه : يكنّى أبا سعيد ، وهو كندي كوفي.
وتوفّي في أيّام الصادق علیه السلام ، فذكره جميل عنده فقال : « رحمه اللّه ، أما واللّه لقد أوجع قلبي موت أبان ».
ص: 211
وقال علیه السلام لأبان بن عثمان : « إنّ أبان بن تغلب قد روى عنّي رواية كثيرة ، فما رواه لك فاروه عنّي ».
ولقد لقي الباقر والصادق علیهماالسلام وروى عنهما (1).
وفي قب : ابن تغلب - بفتح المثنّاة وسكون المعجمة وكسر اللام - أبو سعيد الكوفي ، ثقة ، تُكلِّم فيه للتشيّع ، مات سنة أربعين ومائة (2).
ق(3).
ابن اُميّة بن عبد شمس الاُموي ، وأخوه (4) خالد وعنبسة وعمرو
------------------------------------
(6) قوله * : أبان بن سعيد بن العاص ... إلى آخره.
في المجالس : أنّه وأخويه خالداً وعمرواً أبوا عن بيعة أبي بكر ، وتابعوا أهل البيت ، وبعد ما بايع أهل البيت بايعوا (5).
ص: 212
الكوفي ، ق(1).
[ 25 ] أبان * بن عثمان (2) الأحمر :
البجلي أبو عبداللّه ، مولاهم ، أصله الكوفة ، وكان يسكنها
------------------------------------
(7) أبان بن عبدالملك الكوفي :
ق (3). سيجيء في ترجمة أخيه هشام (4) ، ولعلّه الخثعمي.
(8) قوله * : أبان بن عثمان.
في المعراج : عن ست : أبان بن محمّد بن عثمان. ثمّ قال : الظاهر أنّ
ص: 214
تارة والبصرة اُخرى (1) ، وقد أخذ عنه أهلها أبو عبيدة معمّر بن المثنّى وأبو عبداللّه محمّد بن سلام ، وأكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام ، روى عن أبي عبداللّه وأبي الحسن علیهماالسلام ، ست (2) ؛ جش إلاّ أنّه لم يذكر له كنية (3).
وفي كش في بابه : محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير وحمدويه ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : كنت أقود أبي - وقد كان كُفَّ بصره - حتّى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر فقال لي : عمّن تَحدَّثَ؟
قلت : عن أبي عبداللّه علیه السلام .
------------------------------------
توسيط (4) ( ابن محمّد ) سهو الناسخ ، ويمكن أنْ يكون ما في صه وجش وكش (5) نسبة إلى الجدّ (6) ، انتهى.
أقول : لا شبهة في كونه سهواً من ناسخ نسخته وأنّها مغلوطة ، إذ في نسختي من ست بدون توسيط ( ابن محمّد ) (7) كما نقل عنه المصنّف وغيره ، بل ولم يشر إليه أحد في مقام أص-لاً.
ص: 215
فقال : ويحه! سمعت أبا عبداللّه علیه السلام يقول : « أما إنّ منكم الكذّابين ومن غيركم المكذّبين (1) » (2).
محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن الحسن ، قال : كان أبان من أهل البصرة ، وكان مولى بجيلة ، وكان يسكن الكوفة ، وكان من الناووسيّة (3)(4).
ثمّ قال في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي عبداللّه علیه السلام : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء ، وتصديقهم لما يقولون ، وأقرّوا لهم بالفقه من دون اُولئك الستّة الّذين عددناهم وسمّيناهم ستّة نفر : جميل بن درّاج وعبداللّه بن مسكان وعبداللّه بن
ص: 216
بكير وحمّاد بن عيسى وحمّاد بن عثمان وأبان بن عثمان.
قالوا : وزعم أبو إسحاق الفقيه - يعني ثعلبة بن ميمون - أنّ أفقه هؤلاء جميل بن درّاج.
وهم أحداث أصحاب أبي عبداللّه علیه السلام (1) ، انتهى.
وفي صه : أبان بن عثمان الأحمر ، قال الكشّي رحمه اللّه : قال محمّد بن مسعود : حدّثني علي بن الحسن ، قال : كان أبان بن عثمان من الناووسيّة ، وكان مولى بجيلة ، وكان يسكن الكوفة.
ثمّ قال أبو عمرو الكشّي : إنّ العصابة أجمعت على تصحيح ما يصحّ عن أبان بن عثمان (2) والإقرار له بالفقه.
فالأقرب عندي قبول روايته وإن كان فاسد المذهب للإجماع (3) المذكور ،
ص: 217
انتهى (1) والنقل بالمعنى.
وأقول : لا يخفى أنّ * كونه من الناووسيّة (2) لا يثبت بمجرد قول علي بن الحسن الفطحي ، سيّما وقد عارضه الإجماع المنقول بقول الكشّي الثقة العين رحمه اللّه ، وعلى تقديره ، فإمّا أنْ يمكن هذا الإجماع مع الناووسيّة فيتبع قطعاً مع الثبوت ، أو لا (3) فيجب نفي كونه ناووسيّاً لثبوت الإجماع بما هو أقوى ، ولهذا قال العلاّمة في صه : والأقرب عندي قبول روايته وإنْ كان فاسد المذهب للإجماع المذكور ، انتهى.
------------------------------------
وقوله * في تلك الترجمة : أنّ كونه من الناووسيّة لم يثبت ... إلى آخره.
اعترض عليه المحقّق الشيخ محمّد بأنّ ابن داود نقل ناووسيّته عن أصحابنا (4).
وفساد هذا الاعتراض ظاهر ، إذ لا يخفى على المتأمّل أنّ أصل هذه النسبة من علي بن الحسن وإنْ ذكره أصحابنا ، مع أنّ الاعتماد على ابن داود تأمّلاً لا يخفى على المطّلع بأحواله سيّما بعد ملاحظة ما ذكر في الرجال وغيره. نعم يمكن أنْ يقال : إنْ اكتفيتم بالظنّ في الجرح والتعديل كما هو
ص: 218
...........................................................
------------------------------------
طريقتكم - وقد أشرنا إليه في الفائدة الاُولى - فلا شكّ في حصول الظنّ من قول علي بن الحسن سيّما بعد ملاحظة حاله في الرجال ، وإكثار العلماء من السؤال عنه في أحوال الرجال كما يظهر من تراجم كثيرة (1).
وإنْ أبيتم إلاّ أنْ يثبت الجرح والتعديل ، فقد مرّ في الفائدة الاُولى أنّ الثبوت غير ممكن إلاّ نادراً غاية الندرة ، لكن مرّ في الفائدة ما يظهر التحقيق.
ولكن قال المحقّق الأردبيلي في كتاب الكفالة من شرحه على الارشاد : غير واضح كونه ناووسيّاً ، بل قيل : وكان ناووسيّاً. وفي كش الّذي عندي : قيل : كان قادسيّاً - أي : من القادسيّة - فكأنّه تصحيف (2) ، انتهى فتدبّر.
وقال في المعالم : وما جرح به لم يثبت ، لأنّ الأصل فيه علي بن الحسن ، والمتقرّر في كلام الأصحاب أنّه من الفطحيّة ، فلو قُبِل طعنه في أبان لم يتّجه المنع من قبول رواية أبان ، إذ الجرح ليس إلاّ لفساد المذهب ، وهو مشترك بين الجارح والمجروح (3) ، انتهى.
أقول : المتقرّر عندكم اشتراط العدالة في قبول الرواية ، فيتّجه عدم القبول سيّما بعد ملاحظة اكتفائكم بالظنّ في الجرح والتعديل كما أشرنا ،
ص: 219
...........................................................
------------------------------------
فتأمّل.
نعم لو قيل : بأنّ الشرط هو العدالة بالمعنى الأعمّ - أعني أعمّ من أنْ يكون إماميّاً أو غيره - اتّجه ما ذكرت بعد ملاحظة ثبوت هذه العدالة من حكاية إجماع العصابة بالتقريب الّذي مرّ في الفائدة الثانية ، أو أنّ اشتراطهم من باب القاعدة على حسب ما مرّ في الفائدة الاُولى ، فتأمّل.
قال في المعراج : قول علي بن الحسن لا يوجب جرحه ، لأنّه فطحي لا يُقْبَل جرحه لمثل هذا الثقة الجليل (1) ، انتهى.
أقول : إلى الآن ما وجدت توثيقه (2) ، وحكاية إجماع العصابة ليس نفس التعديل ولا مستلزماً له (3) كما مرّ في الفائدة الثانية ، وهو 4 أيضاً معترف مصرّح به (4) ، نعم يمكن استفادة التوثيق بالمعنى الأعمّ كما مرّ في
ص: 220
لا يقال : لعلّ الإجماع قبل الناووسيّة ، لأنّ نقل الكشّي رحمه اللّه ظاهر في خلاف ذلك ، وأنّه ثابت متّبع ، وعليه عمل الأصحاب كما في عبداللّه بن بكير (1) ، وإنما ذكر الناووسيّة على وجه مجرّد النقل ، والنسبة إلى علي بن الحسن ، على أنّ لفظة ( كان ) ربما أشعر بالزوال على تقديره.
واحتمال أنْ يراد به أنّه من قوم ناووسيّة ، وينافي ذلك أيضاً (2) كونه من أصحاب الكاظم علیه السلام (3) ، وكثرة رواياته عنه علیه السلام
------------------------------------
تلك الفائدة ، فلا منافاة بينهما وبين قول علي بن الحسن هذا ، لكن سنذكر ما يشير إلى الوثاقة بالمعنى الأخصّ ، فانتظر.
واعلم أنّه نقل عن المنتهى : أنّ أبان بن عثمان واقفي (4) ، وعن الفائدة الثانية (5) من صه : أنّه فطحي (6) (7) ، والظاهر أنّه السهو.
ص: 221
أيضاً (1) وأنّه لم يفرّق أحد بينها وبين رواياته عن الصادق علیه السلام .
وما يوجد في بعض حواشي صه عن ولد المصنّف رحمه اللّه : سألت والدي عنه فقال : الأقرب * عندي عدم قبول روايته لقوله تعالى : ( إنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ فَتَبَيَّنُوا ) (2) ولا فسق أعظم من عدم الإيمان (3).
فكأنّه على تقدير كونه ناووسيّاً وقد عرفت ما فيه ، بل وعلى تقدير عدم ثبوت الإجماع أيضاً إذ معه يتبيّن الحقّ فيتّبع.
وأمّا رواية إبراهيم بن أبي البلاد (4) فلا يتخلّص منها ما يصلح
------------------------------------
وقوله * في تلك الترجمة - عن صه - : الأقرب عندي عدم قبول روايته لقوله تعالى ... إلى آخره.
في مصط : وربما يقال : إنّ الفسق خروج عن الطاعة مع اعتقاده أنّه خروج ، ولا شبهة أنّ من يجع-ل مثل هذا مذهباً إنّما يعدّه من أعظم الطاعات (5) ، انتهى.
وفيه تأمّل ، لكن الكلام فيما ذكره مه يظهر ممّا ذكرنا في الفائدة الاُولى.
ص: 222
معارضاً للإجماع ، بل ما يصلح قدحاً ، فإنّ الظاهر أنّ ( ويحه ) ليس من قول أبان بالنسبة إلى أبي عبداللّه علیه السلام ، بل * هو قول إبراهيم في
------------------------------------
وقوله * في تلك الترجمة : بل هو قول إبراهيم ... إلى آخره.
الظاهر أنّه خلاف الظاهر ، بل الظاهر أنّه قول أبان ، وضمير ( ويحه ) راجع إلى إبراهيم بأنّه قال هذا الكلام متوجّهاً إلى القوم وأهل الحلقة مكالماً معهم ، فيظهر منه طعن من أبان في إبراهيم ، فلا ضرر منه بالنسبة إلى أبان والإجماع.
ورجوع الضمير إلى الصادق علیه السلام مع أنّ فيه ما فيه ، يأباه قوله : سمعت أبا عبداللّه علیه السلام ... إلى آخره ، فتأمّل.
ويمكن أنْ يكون هذا الكلام من أبان بالنسبة إلى إبراهيم من جهة أنّ إبراهيم كان كغيره من الرواة يروي الروايات المتضمّنة لبطلان مذهب الناووسيّة ، فسأله عمّن يروي فلمّا قال : عن الصادق علیه السلام ، قال : إنّي سمعته يقول : منكم الكذّابين ... إلى آخره. وكأنّ هذه الرواية من إبراهيم ، ونقله هذه الحكاية عن أبان طعناً منه بالنسبة إلى أبان في مذهبه ، فلا يضرّ الإجماع أيضاً ، فتأمّل.
ويمكن أنْ يكون مراد أبان من هذا القول : أنّ إبراهيم وإنْ كان يروي عن الصادق علیه السلام إلاّ أنّ المخالفين يكذّبونه كغيره ، وكان هذا من توجّع قلبه من تكذيب المخالفين ، وذكر « منكم الكذّابين » كان على سبيل الاستتباع ، فتأمّل.
هذا وسيجيء في ترجمة بشّار بن يسار أنّه خير من أبان (1) على وجه
ص: 223
...........................................................
------------------------------------
يومي إلى الذمّ مع إمكان التوجيه.
واعلم أنّ صه صحّح طريق الصدوق إلى العلاء بن سيابة وأبان فيه (1) ، وكذا صحّح طريقه إلى أبي مريم الأنصاري وهو فيه قائلاً : إنّه وإنْ كان في طريقه أبان بن عثمان وهو فطحي ، لكن كش قال : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه (2) ، ونقل عن المنتهى في بحث صلاة العيد ما يطابق ذلك (3). قال في المعراج : إنّه سهو (4).
أقول : فيه ما سيجيء في ترجمة إبراهيم بن صالح الأنماطي (5) منضمّاً إلى ما مرّ في الفائدة الاُولى والثانية.
وقال شيخنا البهائي رحمه اللّه في حاشيته على درايته : قد يطلق المتأخّرون - كالعلاّمة وغيره - على ذلك اسم الصحيح أيضاً ، ولا بأس به (6) ، انتهى. فلاحظ وتأمّل.
ومنه يظهر الجواب عن اعتراضه (7) على خالي العلاّمة رحمه اللّه بأنّه يعدّ حديثه صحيحاً (8) بناء على الإجماع المذكور ، مع قوله فيه : بأنّه
ص: 224
...........................................................
------------------------------------
موثّق (1) ، انتهى.
مع أنّ اختلاف رأي المجتهد غير مسدود بابه ، وعدّ حديثه صحيحاً غير معلوم كونه في زمان حكمه بالموثّقيّة.
ثمّ اعلم أنّ الصدوق في أماليه في المجلس الثاني - وكذا في خصاله - روى عن ابن أبي عمير في الصحيح قال : حدّثني جماعة من مشايخنا ، منهم : أبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمّد بن حمران ... الحديث (2).
وفيه شهادة على وثاقته ، بل وجلالته أيضاً ، حيث عدّه من جملة مشايخه ، وَذَكره في عدادهم ، بل وقدّمه عليهم ذكراً.
وأيضاً يروي ( هو عنه ويكثر من الرواية عنه (3) ، وفيه شهادة اُخرى على ما ذكرنا ، فتدبّر.
وممّا يدلّ على عدم ناووسيّته أنّه روى ) (4) عنهم علیهم السلام أنّ الأئمّة اثنا عشر (5).
ثمّ اعلم أنّه يروي عنه ابن أبي نصر (6) وجعفر بن بشير (7) ، وفيه أيضاً
ص: 225
أبان لتوهّمه القدح فيه من أبان ، وليس ; إذ الظاهر أنّ المراد من قوله علیه السلام : « منكم الكذّابين » أي من أهل الكوفة « ومن غيركم المكذّبين » أي من غير أهل الكوفة.
ثمّ في ست : وما عرف من مصنّفاته إلاّ كتابه الّذي يجمع المبتدأ (1) والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردّة.
أخبرنا بهذه الكتب - وهي كتاب واحد - : الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ( رضي اللّه عنه ) والحسين بن عبيداللّه جميعاً ، عن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قراءة عليه.
------------------------------------
إشعار بوثاقته ، ويروي عنه الوشّاء كثيراً ، وهو مذكور في الخصال (2) ، ويروي عنه فضالة (3) ومحمّد بن سعيد بن أبي ن-صر (4) ومحسن بن أحمد (5) وعلي بن الحكم (6) ، وفيه اشعار بالاعتماد به ، وشهادة لصحّة ما ادّعي من الإجماع سيّما بعد ملاحظة الإكثار من الرواية عنه ، وكون كثير من رواياته مفتي بها ، وأنّ كثيراً منها ظهر أو علم صدقه من الخارج ، وسيجيء في ترجمة الحسن بن علي بن زياد ما يظهر منه قوة كتابه وصحّته (7) ، فلاحظ.
ص: 226
وأخبرنا : أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن زرارة ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان.
قال علي بن الحسن بن فضّال : وحدّثنا إسماعيل بن مهران ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ومحمّد بن سعيد بن أبي نصر جميعاً ، عن أبان الأحمر.
وأخبرنا : أحمد بن عبدون ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن الزبير ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال.
وأخبرنا : الحسين بن عبيداللّه ، قال : قرأته على أبي غالب (1) أحمد بن محمّد (2) بن سليمان الزراري ، قال : حدّثنا * جدّ أبي وعمّ
------------------------------------
قوله * في تلك الترجمة : حدّثنا جدّ أبي وعمّ أبي محمّد وعلي ابنا سليمان.
أقول : سيجيء في ترجمة أبي غالب رحمه اللّه أنّه أحمد بن محمّد بن
ص: 227
أبي (1) محمّد وعليّ ابنا سليمان ، عن علي بن الحسن بن فضّال.
وأخبرنا : أبو الحسين بن أبي جيد القمّي والحسين بن عبيداللّه جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان.
هذه رواية الكوفيّين ، وهي رواية ابن فضّال ومن شاركه فيها من القمّيين.
------------------------------------
محمّد بن سليمان (2) ، فمحمّد بن سليمان جدّه من قبل أبيه ، والظاهر أنّ مراده من جدّ أبي هو ما ذكرنا ، فتدبّر.
ص: 228
وهناك نسخة اُخرى أنقص منها رواها القمّيون ، أخبرنا بها : الحسين بن عبيداللّه ، عن أحمد بن جعفر بن سفيان ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان.
وأخبرنا : أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور العمّي (1) ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان.
وله أصل ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل محمّد بن عبداللّه (2) الشيباني ، عن أبي جعفر محمّد بن جعفر بن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان.
وبهذا الإسناد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نصر ، عن أبان كتاب المغازي (3).
ص: 229
وفي جش : له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي والوفاة والردّة.
أخبرنا بها : أبو الحسن التميمي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا محمّد بن عبداللّه بن زرارة (1) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بها.
وأخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القرشي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال.
وأخبرنا : أبو عبداللّه بن شاذان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا عبداللّه بن جعفر الحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بكتبه (2).
ختن (1) آل ميثم بن يحيى التمّار ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، صه (2) ، د (3) ، جش (4).
ثمّ في جش : لم يرو عنه إلاّ عبيس بن هشام الناشري.
أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد وغيره ، عن أبي القاسم علي بن حبشي بن قوني ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، عن عبيس بن هشام بكتاب أبان بن عمر الأسدي.
وفي ق : أبان بن عمر ختن آل ميثم التمّار الكوفي (5).
وفي د عُلِّمَ عليه لم(6) ، وهو سهو.
[ 29 ] أبان بن المحاربي (1) : روى حديثاً واحداً على قول البغوي ، ل(2).
وهو المعروف بسندي (3) البزّاز ، أخبرني : القاضي أبو عبداللّه الجعفي ، قال : حدّثنا أحمد بن سعيد (4) ، قال : حدّثنا أحمد بن
------------------------------------
(9) قوله * : أبان بن محمّد ... إلى آخره.
أقول : البهائي في حاشيته على صه قال : جش ظنّهما اثنين فذكر أبان بن محمّد في باب الألف ، والسندي بن محمّد في حرف السين ، ووثّق الثاني دون الأوّل (5) ، انتهى.
أقول : لا إشعار فيما فعله جش على ظنّه التعدّد ، بل الظاهر من كلامه بناؤه على الاتّحاد ، فتدبّر.
وعدم توثيقه أوّلاً لعلّه لعدم ثبوته عنده حينئذ ، أو للحوالة على ما ذكره (6) في باب السين ، فتأمّل.
ص: 232
محمّد القلانسي (1) ، عن أبان بن محمّد بكتاب النوادر عن الرجال.
وهو ابن اُخت صفوان بن يحيى ، قاله ابن نوح ، جش في الباب (2).
ثمّ في باب السين : سندي بن محمّد (3) ، واسمه أبان ، يكنّى أبا بشر ، صليب (4) ، من جهينة ، ويقال : من بجيلة ، وهو الأشهر ، وهو ابن اُخت صفوان بن يحيى ، كان ثقة ، وجهاً في أصحابنا الكوفيّين.
له كتاب نوادر ، رواه عنه محمّد بن علي بن محبوب.
أخبرنا : محمّد بن محمّد ، عن الحسن بن حمزة ، عن محمّد بن جعفر بن بطّة ، عن محمّد بن علي بن محبوب ، عنه.
ورواه عنه جماعة غير محمّد (5).
وفي صه : سندي بن محمّد ... إلى قوله : الكوفيّين (6).
وفي ست : السندي بن محمّد ، له كتاب ، أخبرنا به (7) : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن الصفّار وأحمد بن أبي
ص: 233
باب إبراهيم (1)
ق(2).
[ 33 ] إبراهيم أبو إسحاق الحارثي (3) :
قي ق(4).
ويأتي عن ق : ابن إسحاق (5).
بالراء غير المعجمة والفاء والعين غير المعجمة ، عتيق
------------------------------------
(10) قوله * عن صه : إبراهيم أبو رافع.
أقول : في نسختي : إبراهيم بن أبي رافع ، ويظهر من شيخنا البهائي أنّ نسخة صه بهذه الزيادة حيث قال : في مقروءة عليه - يعني العلاّمة - : أبو رافع (6) ، وكذا في كتاب ابن داود (7) ، وكذا ذكره المصنّف في إيضاح الإشتباه (8)، انتهى.
والظاهر أنّ الزيادة سهو من النسّاخ.
ص: 235
رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، ثقة ، شهد مع النبي صلی اللّه علیه و آله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين علیه السلام بعده ، وكان من خيار الشيعة ، أعمل على روايته ، صه(1).
وفي جش في ذكر الطبقة الاُولى في أوّله : أبو رافع ، مولى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله ، واسمه (2) أسلم ، كان للعبّاس بن عبدالمطّلب رحمة اللّه عليه فوهبه للنبي صلی اللّه علیه و آله ، فلمّا بشّر النبي صلی اللّه علیه و آله بإسلام العبّاس أعتقه.
أخبرنا : أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الجندي (3) ، قال : حدّثنا أحمد بن معروف ، قال : حدّثنا الحارث الورّاق والحسن (4) بن فهم (5) ، عن محمّد بن سعد كاتب الواقدي ، قال : أبو رافع ... وذكر هذا الحديث.
وأخبرنا : محمّد بن جعفر الأديب ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد في تاريخه أنّه يقال : إنّ اسم أبي رافع : إبراهيم.
وأسْلَمَ أبو رافع قديماً بمكّة ، وهاجر إلى المدينة ، وشهد مع النبي صلی اللّه علیه و آله مشاهده ، ولزم أمير المؤمنين علیه السلام من بعده ، وكان من خيار الشيعة ، وشهد معه حروبه ، وكان صاحب بيت ماله بالكوفة ، وابناه عبيداللّه وعلي كاتبا أمير المؤمنين علیه السلام .
أخبرنا : محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن
ص: 236
سعيد ، قال : حدّثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي ، قال : حدّثنا علي بن الحسين (1) بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام ، قال : حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبداللّه بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي ، عن عبداللّه بن عبيداللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن أبي رافع ، قال : دخلت على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وهو نائم أو يوحى إليه ، وإذا حيّة في جانب البيت فكرهت أنْ أقتلها فاُوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة حتّى إنْ كان منها سوء يكون إليَّ دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (2).
ثمّ قال : « الحمد لله الّذي أكمل لعليّ منيته ، وهنيئاً لعلي بتفضيل اللّه إيّاه ».
ثمّ التفت فرآني إلى جانبه فقال : « ما أضجعك ههنا يا أبا رافع »؟ فأخبرته خبر الحيّة فقال : « قم إليها فاقتلها » ، فقتلتها.
ثمّ أخذ رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بيدي فقال : « يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً ، هو على الحقّ وهم على الباطل ، يكون حقّاً في اللّه جهادهم (3) ، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه ، فمن (4) لم يستطع فليس وراء ذلك شيء ».
ص: 237
فقلت : اُدعُ لي إنْ أدركتهم أنْ يعينني اللّه ويقوّيني على قتالهم. فقال : « اللّهم إنْ أدركهم فقوّه وأعنه ».
ثمّ خرج إلى الناس فقال : « يا أيّها (1) الناس من أراد (2) أنْ ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي (3) فهذا أبو رافع أميني على نفسي ».
قال عون بن عبيداللّه بن أبي رافع : فلمّا بويع علي وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع : هذا قول رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله « سيقاتل عليّاً قوم يكون حقّاً في اللّه جهادهم » فباع أرضه بخيبر وداره.
ثمّ خرج مع علي علیه السلام ، وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال : الحمد لله ، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتي ، لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، وصلّيت القبلتين ، وهاجرت الهجر الثلاث ، قلت : وما الهجر الثلاث؟ قال : هاجرت مع جعفر بن أبي طالب رحمه اللّه إلى أرض الحبشة ، وهاجرت مع رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله إلى المدينة ، وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب علیه السلام إلى الكوفة.
فلم يزل مع علي علیه السلام [ حتّى استشهد علي علیه السلام ] (4).
فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن علیه السلام ولا دار له بها ولا
ص: 238
أرض ، فقسم له الحسن علیه السلام دار علي علیه السلام بنصفين وأعطاه سنخ (1) أرض أقطعه إيّاها ، فباعها عبيداللّه بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفاً.
وبهذا الإسناد عن عبيداللّه بن أبي رافع في حديث أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين علیه السلام : أنّها استعارت من أبي رافع حليّاً من بيت المال بالكوفة (2).
ص: 239
ولأبي رافع كتاب السنن والأحكام والقضايا.
أخبرنا : محمّد بن جعفر النحوي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا حفص بن محمّد بن سعيد الأحمسي ، قال : حدّثنا حسن بن حسين الأنصاري ، قال : حدّثنا علي بن القاسم الكندي ، عن محمّد بن عبيداللّه بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جدّه أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب علیه السلام أنّه كان إذا صلّى قال في أوّل الصلاة ... وذكر الكتاب إلى آخره باباً باباً ... الصلاة والصيام والحجّ والزكاة والقضايا.
وروى هذه النسخة من الكوفيّين أيضاً زيد بن محمّد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي إليابس (1) ، عن الحسين بن الحكم الحبري (2) ، قال : حدّثنا حسن بن حسين بإسناده.
وذكر شيوخنا أنّ بين النسختين اختلافاً قليلاً ، ورواية أبي العبّاس أتمّ (3) ، انتهى.
ص: 240
وفي ل : أسلم ، وقيل : إبراهيم أبو رافع ، مولى رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (1).
[ 35 ] إبراهيم * أبو السفاتج (2) :
يكنّى أبا إسحاق ، وقيل : إنّه يكنّى أبا يعقوب ؛ ومن قال هذا قال : إنّ اسمه إسحاق بن عبدالعزيز ، ق (3).
وفي صه : إسحاق بن عبدالعزيز البزّاز ، كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ويلقّب أبا السفاتج (4) ، روى عن أبي عبداللّه علیه السلام .
قال ابن الغضائري : يعرف حديثه تارة وينكر اُخرى (5) ، ويجوز أنْ يخرج شاهداً (6).
ثقة هو وأخوه إسماعيل بن أبي سمال ، رويا عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، وكانا من الواقفة ، جش (1) (2).
وفيه : أنّ * محمّداً يكنّى أبا بكر وأبا السمال أيضاً كما
------------------------------------
(12) قوله * في إبراهيم بن أبي بكر : أنّ محمّداً يكنّى أبا بكر وأبا السمال (3) أيضاً.
أقول : فيه ما سيجيء في ترجمة إبراهيم بن أبي سمال (4).
ص: 242
يأتي (1).
[ 38 ] إبراهيم (2) بن أبي البلاد :
واسم أبي البلاد يحيى بن سليم ، وقيل : ابن سليمان ، مولى بني عبداللّه بن غطفان * ، يكنّى أبا يحيى ، كان ثقة قارئاً أديباً.
وكان أبو البلاد ضريراً ، وكان راوية الشعر ، وله يقول الفرزدق :
يا لهف نفسي على عينيك من رجل ...
وروى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، ولإبراهيم : محمّد ويحيى رويا الحديث ، وروى إبراهيم عن أبي عبداللّه وأبي الحسن موسى (3) والرضا علیهم السلام ، وعمّر دهراً ، وكان للرضا علیه السلام إليه رسالة ،
------------------------------------
(13) قوله * في إبراهيم بن أبي البلاد : غطفان.
أقول : بالغين المعجمة والطاء المهملة المفتوحتين.
ثمّ إنّ في كا في باب النبيذ الحرام رواية عنه قال : دخلت على أبي جعفر ابن الرضا علیه السلام فقلت : إنّي اُريد أنْ ألصق بطني ببطنك فقال : « ههنا يا أبا إسماعيل » فكشف عن بطنه وحسرت عن بطني وألزقت بطني ببطنه ، ثمّ أجلسني ودعا بطبق زبيب (4) فأكلت ... إلى أنْ قال : « يا جارية اسقيه من نبيذي » (5).
ويظهر منه مضافاً إلى نباهته دركه للجواد علیه السلام وتكنيته (6) بأبي إسماعيل.
ص: 243
وأثنى عليه.
له كتاب يرويه عنه جماعة ، أخبرنا : علي بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن محمّد بن سهل بن اليسع ، عنه ، جش (1).
وفي ست : له أصل ، أخبرنا به : ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن محمّد بن أبي الصهبان - واسمه عبدالجبّار (2) - عن أبي القاسم عبدالرحمن بن حمّاد ، عن محمّد بن سهل بن اليسع ، عن إبراهيم بن أبي البلاد (3).
وفي ق : إبراهيم بن أبي البلاد الكوفي (4).
وفي ضا : كوفي ثقة (5).
ص: 244
وفي ظم : وكان أبو البلاد يكنّى أبا إسماعيل ، له كتاب (1). أي : لإبراهيم (2).
وفي صه : إبراهيم بن أبي البلاد - بالباء المنقّطة تحتها نقطة المكسورة واللام المخفّفة والدال غير المعجمة - واسم أبي البلاد يحيى بن سليم ، وقيل : ابن سليمان ، مولى بني عبداللّه بن غطفان ، يكنّى أبا الحسن.
وقال ابن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه : إنّه يكنّى أبا إسماعيل.
روى عن الصادق والكاظم والرضا علیهم السلام ، وعمّر دهراً ، وكان للرضا علیه السلام إليه رسالة ، وأثنى عليه ، ثقة ، أعمل على روايته (3) ، انتهى.
وفي كش : حدّثني الحسين بن الحسن ، قال : حدّثني سعد (4) بن عبداللّه ، قال : حدّث-ني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، ق-ال : قال لي أبو الحسن علیه السلام ابتداءً منه : « إبراهيم بن أبي البلاد على ما تحبّون » (5). هذا في بابه.
ص: 245
وفي باب أبان : محمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير وحمدويه ، قالا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : كنت أقود أبي - وقد كان كفّ بصره - حتّى صرنا إلى حلقة فيها أبان الأحمر فقال لي : عمّن تحدّث؟ قلت (1) : عن أبي عبداللّه علیه السلام .
فقال : ويح-ه! سمعت أبا عبداللّه علیه السلام يقول : « أما إنّ منكم الكذّابين ومن غيركم المكذّبين » (2).
وقد سبق (3).
وأصحابه (1).
ود عدّه من أصحاب العسكري علیه السلام (2) كما هو الظاهر من أبي محمّد (3) ، وصرّح به في بعض نسخ ست.
[ 41 ] إبراهيم بن أبي زياد الكرخي (1) : روى الصدوق في الفقيه - في الصحيح - عن * ابن أبي عمير ، عنه (2).
وفي ق : إبراهيم الكرخي ، بغدادي (3).
وزاد قي : من أبناء العجم (4) ، فتدبّر.
------------------------------------
(14) قوله * في إبراهيم بن أبي زياد : عن ابن أبي عمير ، عنه.
في روايته عنه إشعار بكونه من الثقات ، وكذا في رواية صفوان بن يحيى عنه فإنّه أيضاً يروي عنه (5) ، ويروي عنه الحسن بن محبوب أيضاً (6) ، وفيه إيماء إلى اعتداد ما به ، وكذا في كونه كثير الرواية ، وكذا من جهة أنّ للصدوق طريقاً إليه (7) ، وحكم خالي بحسنه لذلك (8).
وهو يروي عن الكاظم علیه السلام أيضاً (9).
وسنشير إلى بعض أحواله أيضاً في ترجمة إبراهيم الكرخي (10).
ص: 248
...........................................................
------------------------------------
وحكم بعض المعاصرين بكونه ابن زياد الكوفي الآتي (1) - أعني أبا أيّوب الخرّاز (2) الثقة - وقال : في الأكثر ابن زياد.
أقول : يمكن أنْ يستشهد له بأنّ صفوان وابن أبي عمير والحسن بن محبوب يروون عن أبي أيّوب كما سيجيء في ترجمته (3).
وإنّ الصدوق في الأمالي - كما في نسختي - روى عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن زياد الكرخي ، عن الصادق 7 : « لو أنّ عدوّ علي جاء إلى الفرات وهو يرجّ رجيجاً (4) قد أشرف ماؤه على جنبيه (5) ، فتناول منه شربة فقال : بسم اللّه ، وإذا شربها قال : الحمد لله ، ما كان ذلك إلاّ ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير » (6).
ومرّ في الفائدة الخامسة ما يقرب ويؤكّد ، وكذا في آدم بن المتوكّل (7) ، فلاحظ.
ومع ذلك لا يخلو المقام من تأمّل.
ص: 249
بالسين غير المعجمة واللام (1) ، واقفي ** ، لا أعتمد (2) على
------------------------------------
(15) قوله * : إبراهيم [ بن ] (3) أبي السمال.
أقول : في الإيضاح ضبطه بالكاف ، ثمّ قال : وقيل باللام (4) ، انتهى.
أقول : يوجد ( ويشاهد هو باللام ، وسنذكر ما يشهد عليه أيضاً ، نعم في فهرست الفقيه بالكاف (5). وربما يوجد ) (6) في بعض نسخ الحديث أيضاً (7) نسخة ، ولا يبعد أنْ يكون وهماً.
قوله ** في تلك الترجمة - عن صه - : واقفي لا أعتمد ... إلى آخره.
الظاهر من كلامه هذا عدم قبول قول جش ، وعدم حكمه بكونه موثّقاً ، ولعلّه لهذا حكم في المدارك بكونه مجهولاً (8) ؛ والشهيد الثاني في المسالك بكونه ضعيفاً (9) على ما نُقل عنهما (10) ، مع إمكان توجيه كلام الشهيد واحتمال الغفلة منهما.
ص: 250
روايته. وقال النجاشي : إنّه ثقة ، صه(1).
وفي كش : في إبراهيم وإسماعيل ابني أبي سمال.
حدّثني حمدويه ، قال : حدّثني الحسن بن موسى ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد السرّاد (2) ، قال : لقيني مرّة إبراهيم بن أبي سمال فقال لي : يا أبا حفص (3) ما قولك؟ قال : قلت قولي الّذي تعرف ، قال : فقال ، يا أبا جعفر (4) إنّه ليأتي عليَّ تارة ما أشكّ في حياة أبي الحسن وتارة (5) عليَّ وقت ما أشكّ في مضيّه ولئن كان قد مضى ما لهذا الأمر أحد إلاّ صاحبكم.
قال الحسن : فمات على شكّه (6).
وبهذا الاسناد ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن اُسيد ، قال : لمّا كان من أمر أبي الحسن علیه السلام (7) ما كان ، قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال : فنأتي (8) أحمد ابنه ، [ قال ] (9) : فاختلفا (10) إليه زماناً ، فلمّا خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسن معه ، فأتينا
ص: 251
إبراهيم وإسماعيل وقلنا (1) لهما : إنّ هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟ قال : فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه وقالا : أبو الحسن حيّ نثبت على الوقف.
قال أبو الحسن (2) : وأحسب هذا - يعني إسماعيل - مات على شكّه (3).
حمدويه قال : حدّثني محمّد بن عيسى ومحمّد بن مسعود ، قالا (4) : حدّثنا محمّد بن نصير ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا صفوان ، عن أبي الحسن (5) علیه السلام .
قال صفوان : أدْخَلْتُ عليه إبراهيم وإسماعيل ابني أبي سمال فسلّما عليه وأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الأمر وسألاه (6) عن أبي الحسن (7) ، فخبّرهما بأنّه قد توفّي ، قالا : فأوصى؟ قال : « نعم » قالا : إليك؟ قال : « نعم » قالا : وصيّة (8) مفردة؟ قال : « نعم » قالا : فإنّ النّاس قد اختلفوا علينا ، فنحن ندين اللّه بطاعة أبي الحسن إنْ كان حيّاً فإنّه إمامنا ، وإنْ كان مات فوصيّه الّذي أوصى إليه إمامنا ، فما حال من كان هذا (9) ، مؤمن هو؟ قال :
ص: 252
« نعم (1) قد جاءكم أنّه من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهليّة » قالا (2) : وكافر هو؟ [ قال ] (3) : فلم يكفّره ، قالا : فما حاله ، قال : « أتريدون أنْ أضلّكم (4) » ، قالوا : فبأي شيء تستدل (5) على أهل الأرض؟ قال : « كان جعفر 7 يقول : يأتي المدينة فيقول (6) : إلى من أوصى فلان (7)؟ والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار دار الأمر » قالا : فالسلاح من يعرفه؟ ثمّ قالا : جعلنا اللّه فداك فأخبرنا بشيء نستدل (8) به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن علیه السلام يريد أن يسأله عن الشيء فيبتديه به ، ويأتي أبا عبداللّه علیه السلام فيبتديه به قبل أنْ يسأله ، قال : « فهكذا كنتم (9) تطلبون من جعفر وأبي الحسن علیهماالسلام »؟ قال له إبراهيم : جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجتمعون عليه وعلى أبي الحسن علیه السلام ، وهم اليوم مختلفون ، قال : « ما كانوا مجتمعين عليه! كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل (10) وهم يرونه
ص: 253
يشرب كذا وكذا ، فيقولون : هذا أجود » قالوا : إسماعيل لم يكن أدخله في الوصيّة ، فقال : « قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان إماماً » فقال له إسماعيل بن أبي سمال : وهو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا - واستقصى يمينه - ما سرّني (1) أنّي زعمت أنّك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس - أو قال : الدنيا بما فيها - وقد أخبرناك بحالنا ، فقال له إبراهيم : قد أخبرناك بحالنا ، فما كان (2) حال من كان هكذا مسلم (3) هو؟ قال : « أمسك »! فسكت (4).
وفي جش : إبراهيم * بن أبي بكر محمّد بن الربيع ، يكنّى بأبي
------------------------------------
قوله * في تلك الترجمة - عن جش - : إبراهيم بن أبي بكر ... إلى آخره.
سيجيء عن جش في ترجمة داود بن فرقد : مولى آل أبي سمال الأسدي البصري ... إلى أنْ قال : وقد روى عنه هذا الكتاب جماعات من أصحابنا 4 كثيرة ، منهم أيضاً : إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن عبداللّه بن
ص: 254
...........................................................
------------------------------------
النجاشي المعروف بابن أبي سمال (1).
وسيجيء في ترجمة عبداللّه بن النجاشي عنه أيضاً : عبداللّه بن النجاشي بن غنيم بن سمعان أبو بحير (2) الأسدي البصري (3).
هذا والظاهر من العبارة أنّ أبي سمال ليس كنية لأبي بكر ، وهو المناسب لقولهم : مولى آل أبي سمال ، والموافق لما ورد في الأخبار من إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال (4) ، وأبي بكر بن أبي سمال (5) ، وما سيجيء عن الفقيه في ترجمة إسماعيل أخيه ، وفي آخر الكتاب عند ذكر طرق كتابه (6).
والظاهر أنّ ما ورد من إسماعيل بن أبي سمال وإبراهيم بن أبي سمال فالنسبة إلى الجدّ ، واللّه يعلم.
وسيجيء في أحمد : أحمد بن غنيم بن أبي سمال سمعان ...
ص: 255
بكر محمّد بن السمال (1) سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير (2) بن عمير بن اُسامة بن نصر (3) بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة ، ثقة هو وأخوه إسماعيل بن أبي السمال ، رويا عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، وكانا من الواقفة.
وذكر الكشّي عنهما في كتاب الرجال حديثاً شكّا ووقفا عن القول بالوقف.
وله كتاب نوادر ، أخبرنا : محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن حسّان به (4).
وفي ست : إبراهيم بن أبي بكر بن سمال (5) ، له كتاب ، أخبرنا
------------------------------------
إلى آخره (6).
فيظهر أنّ أبا سمال كنية لسمعان (7) ، فتأمّل.
ص: 256
به : ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن أخويه ، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضّال ، عن إبراهيم (1).
وفي نسخة منه : عن إبراهيم بن أبي بكر.
وفي جخ : إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال واقفيان (2) على وفق ما قدّمنا.
وفي بعض النسخ : ابنا سمال على وفق ما في ست ، بأنْ يكون نسب إلى جدّه.
وفي د : إبراهيم بن أبي بكر بن الربيع - يكنّى أبا بكر - ابن أبي سمال باللام وتخفيف الميم ، ومنهم من يشدّدها بفتح (3) السين ، والأوّل أصح (4).
ثمّ في باب إسماعيل : إسماعيل بن أبي سمال (5).
وكيف كان فهو معروف ( ب- إبراهيم بن أبي سمال واقفي موثّق ) (6).
بفتح الكاف وتشديد الراء ، الجعفري رحمه اللّه ، كان خيّراً ، روى عن الرضا علیه السلام ، صه(1).
وفي جش(2) : له كتاب ، أخبرنا : محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمّد بن حسّان ، عن ابن (3) أبي عمران موسى بن زنجويه (4) الأرمني ، عن إبراهيم به (5).
ولم أجده في كش وست أصلاً ، ولا في جخ (6) إلاّ في ضا (7) : إبراهيم بن علي بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب الجعفري ، واُمّ علي بن عبداللّه زينب بنت علي [ علیه السلام ] ، واُمّها فاطمة بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله (8).
ص: 258
فلعلّه (1) هو ، ويأتي في محله إنْ شاء اللّه تعالى (2).
لكن (3) في قب : أنّه (4) محمّد بن علي بن عبداللّه بن جعفر بن أبي طالب (5).
كوفي ، ق(6).
خراساني ، ثقة ، مولى ، ضا (7).
وفي جش : الخراساني ، ثقة ، روى عن الرضا علیه السلام ، له كتاب يرويه أحمد بن محمّد بن عيسى.
أخبرنا : محمّد بن علي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس.
ص: 259
وأخبرنا : علي بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود به (1).
وفي ظم : إبراهيم بن أبي محمود ، له مسائل (2).
وزاد ست : أخبرنا بها : عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد والحميري ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود.
ورواها عن أبيه ، عن الحسن بن أحمد المالكي ، عن إبراهيم بن أبي محمود (3) (4).
وفي صه : إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ، مولى ، روى عن الرضا علیه السلام ، ثقة ، أعتمد على روايته (5).
وفي تعليقات الشهيد الثاني : المولى يطلق على غير العربي الخالص ، وعلى الحليف ، وعلى المعتق ، والأكثر في هذا الباب إرادة المعنى الأوّل (6).
ص: 260
وفي كش : قال نصر بن الصبّاح : إبراهيم بن أبي محمود كان مكفوفاً ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى مسائل موسى علیه السلام قدر خمس وعشرين ورقة ، وعاش بعد الرضا علیه السلام (1).
حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى الخشّاب ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أبي محمود ، قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام ومعي كتب إليه من أبيه ، فجعل يقرأها ويضع كتاباً كثيراً (2) على عينيه ويقول : « خطّ أبي واللّه » ويبكي حتّى سالت دموعه على خدّيه ، فقلت له : جعلت فداك ، قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرّات : « أسكنك اللّه الجنّة ، أدخلك اللّه الجنّة » قال : فقال : « وأنا أقول : أدخلك اللّه الجنّة ».
فقلت : جعلت فداك تضمن لي على ربّك أنْ يدخلني الجنّة؟ قال : « نعم ».
قال : فأخذت رجله فقبّلتها (3) ، انتهى.
فظهر أنّه من رجال الكاظم والرضا والجواد علیهم السلام ، والطريق واضح. [ 47 ] إبراهيم بن أبي موسى عبداللّه بن قيس :
الأشعري ، ل (4).
ص: 261
[ 48 ] إبراهيم بن أبي يحيى المديني (1) : روى عنه الصدوق في الفقيه في الموثّق بالحسن بن علي بن فضّال (2).
وكأنّه * ابن محمّد بن أبي يحيى المدني (3) الآتي (4).
أبو إسحاق المقرئ ، العدل ، الطبري ، له المناقب ، م(5).
الحسيني الموسوي الرومي ، نزيل دار النقابة بالري ، فاضل ، مقرئ ، عه(6).
------------------------------------
(16) قوله * في إبراهيم بن أبي يحيى : وكأنّه ابن محمّد بن أبي يحيى المدني الآتي.
هذا هو الظاهر كما لا يخفى على المتأمّل.
هذا ويروي عنه حمّاد (7) ، وربما كان فيه إيماء إلى الاعتماد مضافاً إلى رواية الصدوق عنه ، فتأمّل.
ص: 262
النهاوندي ، كان ضعيفاً في حديثه متهوماً.
له كتب ، منها : كتاب الصيام ، كتاب المتعة ، كتاب الدواجن ، كتاب جواهر الأسرار ، كتاب المآكل ، كتاب الجنائز ، كتاب النوادر ، كتاب الغيبة ، كتاب مقتل الحسين علیه السلام ، كتاب العدد ، كتاب نفي أبي ذرّ.
أخبرنا بها : أبو القاسم علي بن شبل بن أسد ، قال : حدّثنا أبو منصور ظفر بن حمدون البادرائي بها ، قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري بها.
قال أبو عبداللّه بن شاذان : حدّثنا علي بن حاتم ، قال : أطلق * لي أبو أحمد القاسم بن محمّد الهمداني ، عن إبراهيم بن إسحاق ، وسمع منه سنة تسع وستّين ومائتين (1).
وفي ست : إبراهيم بن إسحاق ، أبو إسحاق ، الأحمري
------------------------------------
(17) قوله * في إبراهيم بن إسحاق : أطلق لي أبو أحمد القاسم بن محمّد ... إلى آخره.
أطلق معناه : رخّص.
والقاسم لعلّه هو الوكيل الجليل (2) ، فيكون فيه شهادة على الاعتماد به ، وكذا في سماعه منه ، ويؤيّده كثرة الرواية عنه ، وكذا رواية الصفّار (3)
ص: 264
النهاوندي ، كان ضعيفاً في حديثه ، متّهماً في دينه.
وصنّف كتباً جماعة (1) قريبة من السداد منها : كتاب الصيام ،
------------------------------------
وعلي بن أبي شبل (2) الجليلين عنه.
وربما كان تضعيفهم من جهة إيراده الأحاديث الّتي عندهم أنّها تدلّ على الغلوّ ، ولذا اتّهموه في دينه ، وقد مرّ منّا التأويل (3) في ذلك في صدر الكتاب.
على أنّه سيجيء (4) في أحمد بن محمّد بن عيسى أنّه روى عنه ، مع أنّه لم يروعن الحسن بن خرزاد وابن المغيرة وابن محبوب (5) ، وفعل بالنسبة إلى البرقي (6) وسهل بن زياد (7) وغيرهما ما فعل بالأسباب المذكورة المعهورة ، وكذا أكثر الطعن منه بالنسبة إلى الرجال (8).
ص: 265
كتاب المتعة ، كتاب الدواجن ، كتاب جواهر الأسرار ( كبير ) (1) ، كتاب النوادر ، كتاب الغيبة (2) ، كتاب مقتل الحسين بن علي علیه السلام .
أخبرني بكتبه ورواياته : أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل ، قال : أخبرنا بها أبو منصور ظفر (3) بن حمدون بن شداد (4) البادرائي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الأحمري.
وأخبرنا بها أيضاً : الحسين بن عبيداللّه ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدّثنا أبو سليمان أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي - المعروف بابن أبي هراسة - قال : حدّثنا إبراهيم الأحمري.
وأخبرنا : أبو الحسين (5) بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن إبراهيم بمقتل الحسين علیه السلام خاصّة (6).
وفي صه : إبراهيم بن إسحاق ، أبو إسحاق ، الأحمري النهاوندي ، كان ضعيفاً في حديثه ، متّهماً في دينه ، في مذهبه ارتفاع ، وأمره مختلط ، لا أعتمد على شيء ممّا يرويه.
ص: 266
وقد ضعّفه الشيخ في الفهرست ، وقال في كتاب الرجال في أصحاب الهادي علیه السلام : إبراهيم بن إسحاق ، ثقة.
فإنْ يكن هو هذا فلا تعويل على روايته.
وقال البرقي : إبراهيم بن إسحاق بن أزور شيخ لا بأس به (1) ، انتهى (2).
والظاهر أنّ الثقة ليس بالأحمري هذا ولا الأحمري الّذي في ق (3) ولا أحدهما الآخر (4).
ضا(1).
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السلام ، ق(2). في نسخة *.
[ 60 ] إبراهيم * الأعجمي (3) :
من أهل نهاوند ، له كتاب ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبداللّه
------------------------------------
(18) إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي الجرجاني :
يظهر من كشف الغمّة مدحه (4).
(19) قوله * : إبراهيم الأعجمي.
قرّب بعض المحقّقين كونه الأحمر المتقدّم (5) ، وربما يأبى عنه ترحّم الشيخ عليه في ست وذكره على حدة في لم ، وإنّ ما ذكره فيه غير ما ذكره في الأحمر (6) ، ثمّ إنّه ترحّم الشيخ عليه دليل على حسن حاله في الجملة ، فتدبّر (7).
ص: 268
البرقي ، عن إبراهيم الأعجمي رحمه اللّه ، ست(1).
وفي لم : إبراهيم العجمي ، من أهل نهاوند ، روى عنه البرقي (2).
له مسائل إلى الرضا علیه السلام ، أخبرنا ، محمّد بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن الحسين بن محمّد بن علاّن ، قال : حدّثنا أبو الحسين الآمدي ، عن محمّد بن عبدالحميد ، عن إبراهيم بن بشر به ، جش(3).
محمّد بن موسى ، قال : أخبرنا (1) أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثني (2) يحيى بن زكريّا بن شيبان ، عن إبراهيم بن الحكم (3).
وفي جش : أخبرنا : محمّد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ... إلى آخر ما في ست.
كوفي ، له كتاب ، أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد ، عن أحمد بن ميثم ، قال : حدّثنا إبراهيم بن حمّاد به ، جش(4).
وفي ست : إبراهيم بن حمّاد ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأول ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن إبراهيم (5) ، انتهى.
والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد (6).
------------------------------------
(21) إبراهيم بن حمويه :
روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى (7) ، ولم يستثن روايته (8) ، وفيه إشعار بالاعتماد عليه.
ص: 271
الكوفي ، نزل واسط ، قر(1).
طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن خالد (1).
ثمّ جش : العبدي ، يعرف بابن أبي مليقة (2) ، روى عن أبي عبداللّه علیه السلام ، ذكره أصحابنا في الرجال ، له كتاب (3).
وفي ضح : العبدي بموحّدة بين مهملتين ، يعرف بابن أبي مليكة بضمّ الميم وفتح اللام وسكون المثنّاة تحت وفتح الكاف (4). [ 75 ] إبراهيم بن خرّبوذ المكّي :
ق(5).
دي(1).
من بني قيس بن ثعلبة ، لم(2).
ثمّ صه : رجل ثقة من أصحابنا البصريّين (3).
وزاد ست وجش : له كتب ، منها : كتاب الفضائل.
ثمّ ست : أخبرنا به : أحمد بن عبدون ، عن أحمد بن زياد بن جعفر (4) الهمداني ( رضي اللّه عنه ) ، قال : حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن رجاء (5).
ثمّ جش : أخبرنا : محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن (6) بن حمزة ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ... إلى آخره (7).
ثمّ لم في موضع : له كتب ذكرناها في الفهرست (8).
وقال في موضع : ابن رجاء الجحدري ، روى عنه إبراهيم بن
ص: 274
أبو إسحاق ، المعروف بابن أبي هراسة - بالراء والسين غير المعجمة - وهراسة اُمّه ، كان عامّياً ، لا أعتمد على ما يرويه ، صه (3).
جش إلاّ أنّه قال : عامّي ، روى عن الحسن بن علي بن الحسين وعبداللّه بن محمّد بن عمر بن علي وجعفر بن محمّد ، وله عن جعفر نسخة.
أخبرنا : علي بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن هارون بن مسلم ، عن إبراهيم (4).
ص: 275
وكلام الشيخ في الكتابين خال عن لفظة ( أبي ).
ففي ق : إبراهيم بن رجاء ، أبو إسحاق ، المعروف بابن هراسة الشيباني الكوفي (1).
وفي ست : إبراهيم بن هراسة ، له كتاب ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل الشيباني ، عن ابن بطّة القمّي ، عن أبي عبداللّه محمّد بن أبي القاسم ، عن إبراهيم بن هراسة (2) ، انتهى.
وهذا * القول (3) هو الأنسب بقولهم : إنّ هراسة اُمّه.
وربما يظهر من كلام الشيخ أنّ ابن أبي هراسة غير هذا ، فإنّه (4) قال في باب من عرف بلقبه : ابن أبي هراسة ، له كتاب الإيمان والكفر والتوبة (5) ، انتهى.
وفي لم : أحمد بن نصر (6) ( بن سعيد الباهلي ) (7) المعروف بابن
------------------------------------
(23) قوله * في إبراهيم بن رجاء : وهذا هو الأنسب.
أقول : في القاموس : إبراهيم بن هراسة - كسحابة - وهو متروك الحديث(8) ، فتأمّل.
ص: 276
[ 83 ] إبراهيم بن زياد الخارفي (1) : الكوفي ، ق(2).
وفي كش : جعفر بن أحمد ، عن نوح أنّ (3) إبراهيم الخارفي (4) قال : وصفت الأئمّة علیهم السلام لأبي عبداللّه علیه السلام فقلت : أشهد أنْ لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله (5) ، وأنّ عليّاً إمام ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثمّ علي بن الحسين ثمّ محمّد بن علي ثمّ أنت ، فقال : « رحمك اللّه ، ثمّ (6) اتّقوا اللّه اتّقوا عليكم بالورع وصدق الحديث (7) وعفّة البطن والفرج » (8) ، انتهى.
وفي بعض نسخ كش : المخارقي.
ص: 278
ابن عبدالرحمن بن عوف الزهري المدني ، ق(1).
وفي قب : الزهري ، أبو إسحاق المدني ، نزيل بغداد ، ثقة ، حجّة ، تُكلّم فيه بلا قادح ، ومات سنة خمس وثمانين ومائة (2).
أسند عنه ، ق(3).
------------------------------------
(24) قوله * : إبراهيم بن سعيد ... إلى آخره.
الظاهر من بعض اتّحاده مع إبراهيم بن سعد المتقدّم ، وليس ببعيد.
(25) إبراهيم * بن سفيان :
للصدوق طريق إليه (4) ، والظاهر من خالي رحمه اللّه أنّه حسن من هذه الجهة (5).
روى عن الرضا علیه السلام ، عنه الحسين بن سعيد (6) وأبو محمّد الذهلي (7).
ص: 279
نيشابوري ، وكيل ، ضا(1).
وفي صه : ابن سلامة ، نيشابوري ، وكيل ، من أصحاب الكاظم علیه السلام ، لم يقل الشيخ فيه غير ذلك ، والأقوى * عندي قبول روايته (2) ، انتهى (3).
------------------------------------
(26) قوله * في إبراهيم بن سلام عن صه : والأقوى عندي قبول روايته.
لأنّهم علیهم السلام لا يجعلون الفاسق وكيلاً ، لا يقال : لم يصرّح الشيخ بأنّه وكيل أحدهم علیهم السلام ، فلعلّه كان وكيلاً لبني اُميّة ؛ لأنّا نقول : هذا اصطلاح مقرّر بين علماء الرجال من أصحابنا أنّهم إذا قالوا : فلان وكيل ، يريدون أنّه وكيل لأحدهم علیهم السلام ، وهذا ممّا لا يرتاب فيه من مارس كلامهم وعرف لسانهم ، ب ه- (4).
أقول : ما ذكره من أنّهم لا يجعلون الفاسق وكيلاً يؤيّده ما سيجيء في
ص: 280
وفي د - كما قدّمناه - : ومن أصحابنا من ذكر أنّه سلامة ، والحقّ الأوّل يعني سلام ، ومنهم من قال : إنّه من أصحاب الكاظم علیه السلام ، ومنهم من أورده في رجال الجواد علیه السلام ، والحقّ أنّه من أصحاب الرضا علیه السلام (1) ، فتدبّر.
ق(2).
------------------------------------
محمّد بن صالح الهمداني (3) ، ويضعّفه ما سيجيء في آخر الكتاب في الفائدة الرابعة في ذكر المذمومين من الوكلاء ، هذا وظاهر توكيلهم حُسِنْ حالة الوكلاء والاعتماد عليهم وجلالتهم بل وثاقتهم إلاّ أنْ يثبت خلافه وتغيير وتبديل وخيانة ، والمغيّرون معروفون كما سيجيء الإشارة في تلك الفائدة.
وسيجيء عن المصنّف في الحسين بن عبد ربّه أنّ مقام الوكالة يقتضي الثقة بل ما فوقها ، فتدبّر.
ص: 281
[ 88 ] إبراهيم * بن سليمان بن أبي داحة (1) : المزني ، مولى آل طلحة بن عبيداللّه ، أبو إسحاق ، وكان وجه أصحابنا البصريّين في الفقه والكلام والأدب والشعر ، والجاحظ يحكي عنه ، وقال الجاحظ : ابن داحة ، عن محمّد بن أبي (2) عمير.
له كتب ذكرها بعض أصحابنا في الفهرستات (3) ، لم أر منها شيئاً ، جش(4).
وفي ست : إبراهيم بن سليمان بن داحة ، مولى آل طلحة ، ذكر أنّه روى عن أبي عبداللّه علیه السلام ، وكان ** وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً
------------------------------------
(27) قوله * : إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة.
أقول : سيجيء عن جش في ترجمة محمّد بن أبي عمير : إبراهيم بدون لفظة ( أبي ) (5) موافقاً ل- ست ود (6) ، فالظاهر أنّ ما في المقام عن جش سهو ، واللّه يعلم.
قوله ** في تلك الترجمة : وكان وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً.
أقول : ربما يستفاد من وجاهته في الفقه توثيقه ، ومرّ في الفوائد ، فتدبّر.
ص: 282
وكلاماً وأدباً وشعراً ، والجاحظ يحكي عنه كثيراً ، وذكر أنّه صنّف كتباً ، ولم نَرَ منها شيئاً (1).
وفي صه : ابن سليمان بن أبي داحة - بالدال غير المعجمة والحاء غير المعجمة أيضاً - المدني (2) ، وداحة اُمّه ، وقيل : كانت جارية لأبيه ربّته فنسب إليها ، وقيل : أبوه إسحاق بن أبي سليمان فوقع الاشتباه فحوّل لفظة ( أبي سليمان ) إلى داحة ، مولى آل طلحة بن عبيداللّه ، أبو إسحاق.
قال الشيخ رحمه اللّه : ذكر أنّه روى عن أبي عبداللّه 77 ، وكان وجه أصحابنا بالبصرة فقهاً وكلاماً وأدباً وشعراً (3).
ولا يخفى أنّ ما ذكر من كون داحة اُمّه أو جارية ربّته فنسب إليها يؤيّد قول ست بظاهره ، وإنْ احتمل أنْ يكون نسب أبوه إليها فقيل لأبي سليمان : أبو داحة ، كما هو عادة العرب في مثله كأبي ريشة ونحوه ، ثمّ نسب هو إلى أبيه فقيل : ابن أبي داحة ، والقول الآخر فيها بعيد غير واضح.
وفي د : ابن داحة المزني - بالزاي - ومنهم من يقول : المدني فيحرّفه ، وداحة اسم اُمّه ، وقيل : جارية أبيه ، ومنهم من يقول : ابن أبي داحة ، والحقّ الأوّل ، مولى آل طلحة ق جخ وجه من أصحابنا ، متكلّم أديب (4) ، انتهى.
ص: 283
ولم أجده في جخ في باب الهمزة في ق ولا في الكنى ولا في غير رجاله فيه ، واللّه أعلم بحقيقة الحال (1).
ابن حيّان بالحاء غير المعجمة والياء المنقّطة تحتها نقطتين المشدّدة والنون بعد الألف ، النهمي بكسر النون وإسكان الهاء (2) - بطن من همدان بإسكان الميم والدال غير المعجمة - الخزّاز بالخاء المعجمة والزاي بعدها وبعد الألف ، الكوفي ، أبو إسحاق.
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه اللّه : إنّه كان ثقة في الحديث ، سكن (3) الكوفة في بني تيم فربما قيل : التيمي ، قالوا : ثمّ سكن في بني هلال فربما قيل : الهلالي ، ونسبه في نهم.
وضعّفه ابن الغضائري فقال : إنّه يروي عن الضعفاء وفي مذهبه ضعف.
والنجاشي وثّقه أيضاً كالشيخ ؛ وحينئذ يقوى عندي العمل بما يرويه ، صه (4) (5).
وفي ست ... إلى قوله : ونسبه في نهم ، بغير الترجمة ، وقوله : قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه اللّه (6).
ص: 284
وجش إلاّ أنّ فيه : عبيداللّه مصغّراً كما في ضح (1) ، وبدل حيّان : خالد ، وتميم وتميمي (2) ، كما في بعض نسخ صه وست.
ثمّ في ست : له من الكتب : كتاب النوادر ، كتاب الخطب ، كتاب الدعاء ، كتاب المناسك ، كتاب أخبار ذي القرنين ، كتاب إرم ذات العماد ، كتاب قبض روح المؤمن والكافر ، كتاب الدفائن ، كتاب خلق السماوات ، أخبار جرهم.
أخبرنا بجميع كتبه ورواياته : أحمد بن عبدون ، عن أبي الفرج محمّد بن أبي (3) عمران موسى بن علي بن عبد ربّه (4) القزويني ، قال : حدّثنا أبو الحسن موسى بن جعفر الحائري ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : أخبرنا إبراهيم.
وأخبرني (5) : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد ، عنه (6).
وفي جش : له كتب ، منها : كتاب النوادر ... إلى أنْ قال :
ص: 285
كتاب خلق السماوات ، كتاب مقتل أمير المؤمنين علیه السلام ، كتاب جرهم ، كتاب حديث ابن الحرّ.
أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا إبراهيم (1).
وفي لم في موضع (2) : ابن سليمان بن حيّان ، يكنّى أبا إسحاق ، الخزّاز الهلالي ، في بني تميم ، روى عنه حميد بن زياد اُصولاً كثيرة (3).
وفي آخر (4) : ابن سليمان النهمي ، له كتب ذكرناها في الفهرست ، روى عنه حميد بن زياد (5) (6).
ص: 286
قال : حدّثنا علي بن خطّاب - وكان واقفياً - قال : كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا علیه السلام ومعه بعض بني عمّه ، فوقف أمامي - وكنت محموماً شديد الحمّى وقد أصابني عطش شديد - قال : فقال الرضا علیه السلام لغلام له شيئاً لم أعرفه ، فنزل الغلام فجاء بماء في شربة (1) فناوله فشرب وصبّ الفضل (2) على رأسه من الحرّ ، ثمّ قال : قال : « إملأ » ، فملأ الشربة ، ثمّ قال : « اذهب فاسق ذلك الشيخ » ، قال : فجاءني بالماء فقال لي : أنت موعوك؟ قلت : نعم ، قال : اشرب ، قال : فشربت ، قال : فذهبت واللّه الحمّى ، فقال لي يزيد بن إسحاق : ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر!؟ قال : يا أخي دعنا.
قال له يزيد : فحدّثت بحديث إبراهيم بن شعيب - وكان واقفياً مثله - قال : كنت في مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وإلى جنبي إنسان ضخم آدم فقلت له : ممّن الرجل؟ فقال : مولى لبني هاشم ، قلت : فمن أعلم بني هاشم؟ قال : الرضا علیه السلام ، قلت : فما باله (3) لا يجي عنه كما يجي عن آبائه؟ قال : فقال لي : ما أدري ما تقول (4)! ونهض وتركني فلم ألبث إلاّ يسيراً حتّى جاءني بكتاب فدفعه إليّ فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد ، فإذا فيه :
يا إبراهيم إنّك نجل من آبائ-ك ، وإنّ لك من الولد كذا وكذا ،
ص: 288
من الذكور فلان وفلان حتّى عدّهم بأسمائهم ، ولك من البنات فلانة وفلانة حتّى عدّ جميع البنات بأسمائهنّ ، قال : فكانت بنت تلقّب بالجعفريّة ، قال : فخطّ على اسمها ، فلمّا قرأت الكتاب قال لي : هاته ، قلت : دعه ، قال : لا ، اُمرت أنْ آخذه منك ، قال : فدفعته إليه.
قال الحسن : وأجدهما ماتا على شكّهما (1).
نصر بن الصبّاح قال : حدّثني إسحاق بن محمّد ، عن محمّد بن عبداللّه بن مهران ، عن أحمد بن محمّد بن مطر وزكريّا اللؤلؤي ، قال (2) : قال إبراهيم بن شعيب : كنت جالساً في مسجد رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وإلى جانبي رجل من أهل المدينة فحادثته مليّاً وسألني : من أين أنا (3)؟ فأخبرته أنّي رجل من أهل العراق ، قلت له : ممّن أنت؟ قال : مولى لأبي الحسن الرضا علیه السلام ، فقلت له : لي إليك حاجة ، قال : وما هي؟ قلت : توصل لي إليه رقعة ، قال : نعم إذا شئت ، فخرجت وأخذت قرطاساً وكتبت فيه :
بسم اللّه الرحمن الرحيم : إنّ من كان قبلك من آبائك كان يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين وقد أحببت أنْ تخبرني باسمي واسم أبي وولدي.
قال : ثمّ ختمت الكتاب ودفعته إليه ، فلمّا كان من الغد أتاني بكتاب مختوم ففضضته وقرأته فإذا أسفل الكتاب بخطّ ردي :
ص: 289
« بسم اللّه الرحمن الرحيم : يا إبراهيم إنّ من آبائك شعيباً وصالحاً ، وإنّ من أبناءك محمّداً وعليّاً وفلانة وفلانة » غير أنّه زاد أسماء لا نعرفها.
قال : فقال بعض أهل المجلس : اعلم أنّه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فابحث عنها (1).
وفي صه : إبراهيم بن شعيب ، من أصحاب الكاظم علیه السلام ، واقفي ؛ لا أعتمد على روايته (2).
وفي (3) د : إبراهيم بن شعيب م جخ واقفي كش ، وفي رجوعه خلاف (4) ، انتهى.
ولا أدري من أين فهم الخلاف ، وكأنّه متأمّل في عدم رجوعه لوجود ما يبعد معه البقاء على الوقوف ، وكيف كان فلا تقبل روايته.
ق(5).
------------------------------------
(28) قوله * : إبراهيم بن شعيب الكوفي.
أقول : لا يبعد اتّحاده مع المزني وابن ميثم الآتيين كما
ص: 290
ولا يبعد كونه الواقفي السابق.
الكوفي ، ق(1).
الأسدي الكوفي ، ق(2) *.
------------------------------------
احتمله مصط(3).
وفي كا - في باب الدعاء للاخوان بظهر الغيب - بسنده إلى إبراهيم بن أبي البلاد أو عبداللّه بن جندب قال : كنت في الموقف فلمّا أفضت لقيت إبراهيم بن شعيب فسلّمت عليه - وكان مصاباً بإحدى عينيه - وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنّها علقة دم فقلت له : قد أُصبت بإحدى عينيك وأنا واللّه مشفق على الاُخرى ، فلو قصّرت من البكاء قليلاً ، فقال : لا واللّه يا أبا محمّد ... الحديث (4) ، فتأمّل.
(29) إبراهيم * الشعيري :
يروي عنه ابن أبي عمير (5) ، وفيه إشعار بوثاقته لما عرفت في أوّل الكتاب.
ص: 291
دي(1).
وزاد ج : الأصبهاني ، مولى بني أسد ، وأصله من قاشان (2).
( ويأتي في علي بن حسكة أنّه كتب إليه علیه السلام وأتاه جوابه ) (3) (4).
------------------------------------
هذا ولا يبعد أنْ يكون أخاً لإسماعيل بن أبي زياد السكوني ، إلاّ أنّ بعض الروايات : عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم صاحب الشعير (5).
ولا يبعد أنْ يكون توصيف السكوني بالشعيري (6) ( أيضاً لكونه صاحب الشعير ) (7) ، فتأمّل.
(30) قوله * : إبراهيم بن شيبة.
أقول : روى عنه أحمد بن محمّد (8) بن أبي نصر (9) ، وفيه إشعار بوثاقته لما مرّ في الفائدة الثالثة.
ص: 292
الّذي سعى على أبي يحيى الجرجاني ، وكأنّه عامّي كما يفهم من كش(1).
وهو غير الأنماطي الآتي (2).
يكنّى بأبي إسحاق ، كوفي ، ثقة لا بأس به. قال لي أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح : انقرضت كتبه فليس أعرف منها إلاّ كتاب الغيبة ، أخبرنا به : عن أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، عن عبيد اللّه بن أحمد بن نهيك ، عنه ، جش (3).
ثمّ فيه : إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن علیه السلام ووقف. له كتاب ، يرويه عدّة ، أخبرنا : محمّد - وهو المفيد - قال : حدّثنا جعفر بن محمّد - يعني ابن قولويه - قال : حدّثنا عبيداللّه بن أحمد بن نهيك ، قال : حدّثني إبراهيم بن صالح (4).
وفي ست : إبراهيم ، كوفي ، يعرف بالأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق ، ثقة. ذكر أصحابنا أنّ كتبه انقرضت ، والّذي أعرف من كتبه كتاب الغيبة ، أخبرنا به : الحسين بن عبيداللّه ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا عبيداللّه بن أحمد بن نهيك ، عن إبراهيم الأنماطي (5).
ص: 293
وفيه أيضاً : إبراهيم بن صالح ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل عن ابن نهيك ، عن إبراهيم بن صالح (1).
وقد وجد في بعض النسخ : عنه ، وهو ثقة.
والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد (2).
وفي قر : إبراهيم بن صالح الأنماطي (3).
ثمّ في ضا : إبراهيم بن صالح (4).
وفي لم : إبراهيم (5) بن صالح الأنماطي ، روى عنه أحمد بن نهيك ، ذكرناه في الفهرست (6) ، انتهى.
ولايخفى أنّ الراوي عبيداللّه بن أحمد بن نهيك ، لا أحمد بن نهيك (7).
وفي صه : إبراهيم بن صالح الأنماطي ، يكنّى أبا إسحاق.
قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه اللّه : إنّه ثقة. وكذا قال النجاشي ، إلاّ أنّه قال : ثقة لا بأس به. وقال في باب إبراهيم أيضاً : إنّ إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ثقة ، روى عن أبي الحسن علیه السلام ووقف.
ص: 294
والظاهر * أنّهما واحد مع احتمال تعدّدهما ؛ فعندي تردّد فيما يرويه (1) ، انتهى.
------------------------------------
(31) قوله * في إبراهيم بن صالح عن صه : والظاهر أنّهما واحد ... إلى آخره.
اعترض عليه المحقّق البحراني بمنع ما ادّعاه من الظهور ، بل الظاهر المغايرة ، مع أنّ مع (2) الاتّحاد لا وجه لتوقّفه ، إذ لو اعتبر الإيمان في الراوي - كما صرّح به في الاُصول في مواضع كثيرة من كتبه الاستدلاليّة (3) وكتاب الخلاصة (4) - ففيه :
أوّلاً : إنّه مناف لإيراده كثيراً من أهل العقائد الفاسدة في القسم الأوّل وتصريحه بالاعتماد على رواياتهم ، مثل الحسن بن علي بن فضّال (5) وابنه ( علي ) (6) وغيرهما (7).
وثانياً : إنّ الواجب حينئذ ترك حديثه لا التردّد.
وإنْ لم يعتبر (8) ، فالواجب حينئذ قبول رواياته ، فالتوقّف لا وجه له.
ص: 295
...........................................................
------------------------------------
على أي حال (1) ، انتهى.
أقول : بملاحظة الأب والنسبة وما ذكره الشيخ في كتبه يحصل الظنّ بالاتّحاد.
ونقل هو 4 عن بعض محقّقي هذا الفن : أنّ الظاهر من الشيخ في كتبه اتّحاد الكلّ (2) ، انتهى.
وذكر الشيخ 4 في لم (3) مرّة وفي قر(4) اُخرى وكذا في ضا (5) بعد ملاحظة حال الشيخ في كتب رجاله عموماً وفي لم خصوصاً كما سيجيء في أحمد بن عمر الحلاّل (6) وفضالة بن أيّوب (7) ومعاوية بن الحكيم (8) وكليب بن معاوية (9) وقتيبة الأعشى (10) والقاسم بن عروة (11) والقاسم بن محمّد الجوهري (12) والقاسم بن يحيى (13) ومحمّد بن.
ص: 296
...........................................................
------------------------------------
عيسى (1) وشعيب بن أعين (2) وزرعة (3) وصالح بن أبي حمّاد (4) والريّان بن الصلت (5) وحمدان بن سليمان (6) وثابت بن شريح (7) والحسن بن عبّاس بن الحريش (8) والسندي بن الربيع (9) وبكر بن محمّد الأزدي (10) وبكر بن صالح الرازي (11) وغيرهم.
وكذا بعد مشاهدة أنّ جش قال في الموضعين : روى عنه عبداللّه بن نهيك (12). فيبعد أنْ يكن مِنْ قر ، فبعد الملاحظة
ص: 297
...........................................................
------------------------------------
المذكورة والمشاهدة المزبورة لا يحصل ظنّ يصادم ما ذكرنا.
والظاهر أنّ الشيخ رحمه اللّه كان متى ما رأى رجلاً بعنوان في بادئ نظره ذكره لأجل التثبّت كما مرّ في آدم بن المتوكّل (1) ، والغفلة في مثل هذا عن جش متحقّقة كما لا يخفى على المطّلع ، لكن لمّا كان تحقّقها عنه نادراً فبملاحظته يضعف الظنّ فلذا قال : مع احتمال تعدّدهما ، إشارة إلى ضعف الظهور ، على أنّه لا أقل من التردّد.
ثمّ قوله : إذ لو اعتبر ... إلى آخره.
نختار أوّلاً الاعتبار كما صرّح به.
قوله : هو مناف ... إلى آخره.
فيه : أنّ اعتبارهم الاُمور من باب الأصل (2) - يعني أنّ الأصل عدم اعتبار رواية غير المؤمن من حيث إنّه غير مؤمن - أمّا لو انجبرت بأمر وأيّد قوله مؤيّد يرضون جبره وتأييده فلا شبهة في عملهم بها واعتبارهم لها ، وعملهم على أمثالها أكثر من أنْ يحصى وأظهر من أنْ يخفى ، وقد مرّ التحقيق في الجملة في الفائدة الاُولى.
فلعلّ اعتماده على روايات مثل الحسن بن علي وابنه وأمثالهما ممّا ظهر له من الاُمور المؤيّدة الجابرة الّتي ارتضاها واستند إليها ، وهذا هو الظاهر منه رحمه اللّه ، ويشير إلية التأمّل فيما ذكره رحمه اللّه ونقل بالنسبة إليهم
ص: 298
...........................................................
------------------------------------
في صه.
ونُقل عنه رحمه اللّه أنّه قال في عبداللّه بن بكير : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم (1).
والّذي أراه عدم جواز العمل على الموثّق إلاّ أنْ يعتضد بقرينة ومنه الإجماع المذكور ، انتهى.
قوله : والواجب حينئذ ترك حديثه لا التردّد.
وجوبه عليه فرع الظهور المعتدّ به ، وهو بعد في التردّد والتأمّل ، مع أنّ تردّده عبارة عن عدم وثوقه واعتباره وقبوله فيرجع إلى الترك ، والمناقشة غير المثمرة لا تناسب الفقيه ، فتدبّر.
وسيجيء في ترجمة أحمد بن هلال ما يظهر منه جواب آخر (2).
فإنْ قلت : يحتمل أنْ يكون حصل لهم العلم في أخبار غير العدول فعملوا بها.
قلت : الاحتمال قطعي الفساد كما لا يخفى على المتتبّع المطّلع ، ومرّ في الفوائد ما يشير إليه.
وثانياً : عدم الاعتبار.
قوله : فالواجب حينئذ قبول روايته.
ممنوع ، إذ لا يلزم من عدم اعتباره اعتبار مجرّد التوثيق في فاسد الاعتقاد ، إذ لعلّه يعتبر في الاعتماد والعمل وثوقاً واعتداداً معتدّاً به ، ولعلّه
ص: 299
...........................................................
------------------------------------
لم يحصل له من مجرد التوثيق بملاحظة أنّ فساد الاعتقاد ناشي عن التقصير والتفريط في أمر الدين ، ولذا يكون آثماً مستحقّاً للعقاب ، فتدبّر.
فإنْ قلت : اعتراضنا عليه من جهة أنّه ربما يعتمد على فاسد المذهب ويدخله في القسم الأوّل بمجرّد التوثيق من دون إظهار الجابر والمؤيّد.
قلت : ما ذكرت ممنوع ، فإنّ علي بن الحسن بن فضّال ونظائره مثل أبيه وحميد بن زياد وعلي بن أسباط ومن ماثلهم في شأنهم من المؤيّدات والجوابر ما لا يخفى على المطّلع بأحوالهم ، ولذا تراه يخرج أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال من القسم الأوّل مع حكمه بالتوثيق ، لأنّه لم يجد فيه ما وجده في أخيه علي وأضرابه.
على أنّا نقول : عدم اظهاره الجابر ليس دليلاً على عدمه عنده ، بل ديدنه في صه في الغالب الترجيح والبناء من دون إبراز المنشأ ، ألا ترى أنّه ربما يرجّح كلام جش على كش والشيخ وغض وغيرهم ، وربما يبني الأمر على قول الشيخ ويرجّحه على جش وكش ( وغيرهما )(1) وربما يبني على غض ويرجّحه على غيره وهكذا ، ولم يبرز في الأكثر منشأ ترجيحه وبنائه وترك قول مقابله ، والظاهر منها وجدانه المنشأ وترجيحه عنده في نفسه ومن الخارج والبناء عليه في صه ، فتتبّع وتأمّل.
فإنْ قلت : لعلّ قبوله وقبول غيره قول غير العدول وعملهم بالأحاديث الضعيفة غفلة منهم أو تغيّر رأي.
قلت : إكثارهم ذلك وكثرة امتزاج مقبولهم مع مردودهم بأنّهم يقبلون
ص: 300
الكوفي ، ق(1).
ق(2).
مدني ، وهو ابن أبي عمرو ، مولاهم ، ق (3).
ل(4).
------------------------------------
ويردّون (5) وهكذا يأبى عمّا ذكرت ، سيّما مع اتّفاق جميعهم على ذلك والعمل كذلك ، وخصوصاً مع التصريحات الواردة منهم كما أشرنا إليه في الجملة في الفائدة الاُولى. هذا مضافاً إلى شناعة ما ذكرت وعدم مناسبة نسبتهم إليه ، على أنّ في توجيه كلامهم وإثبات خطأهم لأجل الإيراد عليهم وإثبات خطأهم فيه ما لا يخفى ، مع أنّ في تغيّر الرأي لعلّه لا اعتراض ، فتأمّل.
(32) إبراهيم بن طهمان :
قال الحافظ أبو نعيم : حدّث عن جعفر - يعني الصادق علیه السلام - من الأئمّة الأعلام : إبراهيم بن طهمان (6) ، فتأمّل.
ص: 301
الكوفي ، ق (1).
[ 105 ] إبراهيم بن عبادة (2) الأزدي :
الكوفي ، ق(3) .
------------------------------------
(33) إبراهيم بن عاصم :
سيجيء في ترجمة الفضل بن شاذان عدّه من جملة من يروي هو عنه (4) على وجه يشير إلى كونه من أصحابنا المعروفين.
ويحتمل أنْ يكون مصحّف إبراهيم بن هاشم (5).
(34) إبراهيم ** بن العبّاس الصولي :
له مدائح كثيرة في الرضا علیه السلام أظهرها ثمّ اضطرّ إلى أنْ سترها ، وتتبّعها وأخذها من كلّ مكان ، كذا في العيون (6).
وروي فيه : أنّ إبراهيم بن العبّاس ودعبل لمّا وصلا إلى الرضا علیه السلام وقد بُويع له بولاية العهد أنشده دعبل :
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومهبط (7) وحي مقفر العرصات
ص: 302
...........................................................
------------------------------------
وأنشده إبراهيم بن العبّاس :
أزال عزاء القلب (1) بعد التجلّد *** مصارع أولاد النبي محمّد
فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم الّتي عليها اسمه علیه السلام .
قال : فأمّا دعبل فصار بالعشرة آلاف حصّته إلى قم ، فباع كلّ درهم بعشرة دراهم.
وأمّا إبراهيم فلم يزل عنده - بعد أنْ أهدى بعضاً وفرّق بعضها على أهله - إلى أنْ توفّي رحمه اللّه فكان كفنه وجهازه منها (2).
وفيه أيضاً : أنّ إبراهيم بن عبّاس كان صديقاً لإسحاق بن إبراهيم بن (3) أخي زيدان الكاتب المعروف بالزمن ، فنسخ له شعره في الرضا علیه السلام ، وكانت النسخة عنده إلى أنْ وليّ إبراهيم بن عبّاس ديوان الضياع للمتوكّل ، وكان قد تباعد ما بينه وبين أخي زيدان ، فعزله عن ضياع كانت في يده وطالبه بمال وشدّد عليه ، فدعى إسحاق بعض من يثق به وقال : امض إلى إبراهيم فاعلمه أنّ شعره في الرضا علیه السلام كلّه عندي بخطّه وغير خطّه ، ولئن لم يزل (4) المطالبة عنّي لأوصلته إلى المتوكّل ، فصار إلى إبراهيم برسالته ؛ فضاقت به الدنيا حتّى أسقط المطالبة وأخذ جميع ماعنده من شعر فأحرقه.
وكان لإبراهيم ابنان الحسن والحسين ويكنيان بأبي محمّد وأبي عبداللّه ، فلمّا وليّ المتوكّل سمّى الأكبر إسحاق وكنّاه بأبي محمّد والآخر
ص: 303
[ 106 ] إبراهيم بن عبدالحميد (1)الأسدي : مولاهم البزّاز الكوفي ، ق (2).
ثمّ ظم : ابن عبدالحميد ، له كتاب (3).
ثمّ فيه أيضاً : ابن عبدالحميد ، واقفي (4).
------------------------------------
عبّاساً وكنّاه بأبي الفضل فزعاً.
وما شرب إبراهيم ولا موسى بن عبدالملك النبيذ قطّ حتّى وليّ المتوكّل فشرباه ، وكانا يتعمدان أنْ يجمعا الكراعات (5) والمخنّثين (6) ويشربان بين أيديهم (7) في كلّ يوم ثلاثاً ليشيع الخبر بشربهما.
وله أخبار كثيرة في توقّيه ليس هذا موضع ذكرها (8) ، انتهى.
ص: 304
ثمّ ضا : ابن عبدالحميد ، من أصحاب أبي عبداللّه علیه السلام ، أدرك الرضا علیه السلام ولم يسمع منه على قول سعد بن عبداللّه ، واقفي ، له كتاب (1).
وفي ست : ابن عبدالحميد ، ثقة ، له أصل ، أخبرنا به : أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان والحسين بن عبيداللّه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وإبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير وصفوان ، عن إبراهيم بن عبدالحميد.
وله كتاب النوادر ، رواه حميد بن زياد ، عن عوانة بن الحسين (2) البزّاز ، عن إبراهيم (3).
وفي جش : ابن عبدالحميد الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أنماطي ، وهو أخو محمّد بن عبداللّه بن زرارة لاُمّه ، روى عن أبي عبداللّه علیه السلام ، وأخواه الصبّاح وإسماعيل ابنا عبدالحميد.
له كتاب نوادر يرويه عنه جماعة ، أخبرنا : محمّد بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا جعفر بن عبداللّه المحمّدي ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم به (4).
وفي صه : ابن عبدالحميد ، وثّقه الشيخ في الفهرست ، وقال
ص: 305
في كتاب الرجال : إنّه واقفي ، من أصحاب الصادق علیه السلام ، قال * سعد بن عبداللّه : أدرك الرضا علیه السلام ولم يسمع منه ؛ فتركت (1) روايته لذلك.
وقال الفضل بن شاذان : إنّه صالح (2) ، انتهى.
وفي تعليقات الشهيد الثاني رحمه اللّه على صه : لا منافاة ** بين حكم الشيخ بكونه واقفيّاً وكونه ثقة ، وكذلك قول الفضل : إنّه صالح ، وحينئذ فلا يعارض القول بكونه واقفيّاً كما لا يخفى (3).
------------------------------------
(35) قوله * في إبراهيم بن عبدالحميد عن صه : قال سعد بن عبداللّه : أدرك الرضا علیه السلام ... إلى آخره.
سنذكر نظير هذه العبارة عن مصط في إبراهيم بن عبيداللّه (4)
وقوله ** رحمه اللّه في تلك الترجمة عن الشهيد الثاني رحمه اللّه : لا منافاة بين حكم الشيخ ... إلى آخره.
فيه : أنّه لا يخفى تحقّق التعارض بين ظاهر كلاميه وظاهر كلامه وكلام الفضل ، فإنّ ذكره رحمه اللّه إيّاه في كتاب رجاله أربع مرّات في أربعة مواضع
ص: 306
...........................................................
------------------------------------
وعدم توثيقه إيّاه في موضع من تلك المواضع أصلاً مضافاً إلى تصريحه بأنّه واقفي مكرّراً في غاية الظهور في عدم ثبوت وثاقته عنده ، سيّما بعد ملاحظة رويّته ، وتوثيقه في فهرسته - من دون إشارة إلى وقفه - ظاهره عدم كونه واقفيّاً عنده ، وكذا الحال بالنسبة إلى كلام الفضل ، ودفع التعارض يستدعي ارتكاب عناية سيّما بالنسبة إلى كلام الفضل.
والأظهر عدم كونه واقفيّاً لظاهر ست وجش وكلام الفضل ، وكونه من أصحاب الرضا والجواد 8 وروايته عنهما (1).
وصرّح بعض المحقّقين : بأنّ الواقفة ما كانوا يروون عن الرضا عليه السلام ومن بعده عليهم السلام ، نعم الفطحيّة كانوا يروون عنهم علیهم السلام .
وسيجيء في ترجمة أحمد بن الحسن بن إسماعيل عن جش ما يشير إلى توقّفه في الوقف بسبب روايته عن الرضا 7 (2).
وعن جدّي 4 : أنّ روايته عن الرضا 7 تدلّ على رجوعه (3).
ولعلّ في ضا أيضاً إيماء إلى ما ذكرنا بل وفي كلام سعد أيضاً على ما نقله صه ، فتأمّل.
وممّا يؤيّد عدم وقفه تصحيح المعتبر حديث وضع عائشة القمقمة في الشمس ، مع أنّه في سنده (4).
وسيجيء عن العلاّمة في ترجمة عيسى بن أبي منصور عدّ حديثه
ص: 307
...........................................................
------------------------------------
حسناً (1).
هذا ولعلّ نسبة الوقف إليه في جخ من كلام سعد أو نصر بن الصبّاح ، وكلام سعد مع أنّه غير صريح بل ولا ظاهر أيضاً - قد أشرنا إلى ما فيه - وكلام نصر مع أنّه غير حجّة عند مثل الشهيد 4 كيف يقاوم جميع ما ذكرنا ، سيّما بعد ملاحظة التدافع (2) بينه وبين كلام سعد ، وملاحظة ما أشرنا إليه من أنّ الواقفي (3) لا يروي عن الرضا 7 ومن بعده علیهم السلام .
وبالجملة : بعد ملاحظة ما في ضا وكلام نصر لا يبقى وثوق بعدم كون نسبة الوقف من جخ من جهتهما ، وقد عرفت ما فيهما ، وضرورية الجمع ولو بالتوجيه والتأويل البعيد على تقدير التسليم فإنّما هي مع المقاومة ، فتأمّل.
ومرّ في الفائدة الثانية ما ينبغي أنْ يلاحظ.
وسيظهر من ترجمة عيسى اعتماد كش وحمدويه والفضل وابن أبي عمير على روايته (4) ، مع أنّ ابن أبي عمير قد أكثر من الرواية عنه غاية الإكثار (5) ، فتأمّل.
وربما يظهر من الشهيد في تلك الترجمة التوقّف في موثّقيته ، فليتأمّل.
وبالجملة : الأقرب عندي كونه من الثقات ، واللّه يعلم.
ص: 308
وفي كش : إبراهيم بن عبدالحميد الصنعاني ، ذكر الفضل بن شاذان : أنّه صالح.
قال نصر بن الصبّاح (1) : إبراهيم يروي عن أبي الحسن موسى ، وعن الرضا ، وعن أبي جعفر علیهم السلام ، وهو واقف على أبي الحسن علیه السلام .
وقد كان يذكر في الأحاديث الّتي يرويها عن أبي عبداللّه علیه السلام في مسجد الكوفة ، وكان يجلس فيه ويقول : أخبرني أبو إسحاق كذا ، وقال أبو إسحاق كذا ، وفعل أبو إسحاق كذا - يعني بأبي إسحاق أبا عبداللّه علیه السلام - كما كان غيره يقول : حدّثني الصادق ، وسمعت الصادق ، وحدّثني العالم ، وقال العالم ، وحدّثني الشيخ ، وقال الشيخ ، وحدّثني أبو عبداللّه ، وقال أبو عبداللّه ، وحدّثني جعفر بن محمّد ، وقال جعفر بن محمّد.
وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا ، فكلّ واحد منهم يكنّي عن أبي عبداللّه علیه السلام باسم ، فبعضهم يسمّيه ويكنّيه بكنيته صلوات اللّه عليه (2) ، انتهى.
فظهر ممّا تقدّم أنّ ما في د : من أنّ الثقة من رجال الصادق علیه السلام ، والواقفي من رجال الكاظم علیه السلام وليس بثقة (3). غير موثوق به.
ابن محمّد بن عبداللّه بن ربيعة الخزاعي ، أبو محمّد المدني ،
ص: 309
أسند عنه ، ق (1).
[ 111 ] إبراهيم بن عبداللّه بن معبد (1). ابن العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف المدني ، ين(2).
قال أبو عمرو الكشّي : حُكي عن (3) بعض الثقات بنيسابور ، وذكر توقيعاً في (4) طول يتضمّن العتب على إسحاق بن إسماعيل وذمّ سيرته وإقامة إبراهيم بن عبدة (5) والدعاء له ، وأمر ابن عبدة أنْ يَحمل ما يُحمل إليه من حقوقه إلى الرازي ، صه في باب إبراهيم (6).
------------------------------------
(36) قوله * : إبراهيم بن عبدة ... إلى آخره.
في في - في باب تسمية من رآه علیه السلام - بسنده عن خادم لإبراهيم بن عبدة النيسابوري أنّها قالت : كنت واقفة مع إبراهيم على الصفا ، فجاء علیه السلام حتّى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدّثه بأشياء (7).
ص: 311
وفي باب الكنى : قال أبو عمرو الكشّي : حكى بعض الثقات (1) : وهو * الصحيح.
فإنّ في كش : ما روي في إسحاق بن إسماعيل النيسابوري وإبراهيم بن عبدة والمحمودي والعمري والبلالي والرازي.
حكى بعض الثقات بنيسابور أنّه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمّد علیه السلام توقيع :
« يا إسحاق بن إسماعيل سترنا اللّه وإيّاك بستره ، وتولاّك في جميع اُمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك رحمك اللّه ، ونحن بحمد اللّه ونعمته أهل بيت نرقّ على موالينا ، ونسرّ بتتابع إحسان اللّه إليهم وفضله لديهم ، ونعتدّ بكلّ نعمة ينعمها اللّه عزّوجلّ عليهم ، فأتمّ (2) اللّه عليكم بالحقّ ومن كان مثلك ممّن قد رحمه اللّه وبصّره
------------------------------------
وقوله : وهو الصحيح.
أقول : في تحرير الطاووسي أيضاً كما في صه. وكتب في الحاشية : هكذا بخطّ السيّد ، والّذي في نسختين عندي للاختيار إحداهما مقروءة على السيّد : حكى بعض الثقات (3) ، انتهى.
والظاهر أنّ ما في خطّ السيّد رحمه اللّه سهو القلم ، وصه تبعه غفلة لحسن ظنّه به ، فتأمّل.
ص: 312
بصيرتك ، ونزع عن الباطل ولم يعمّ في طغيانه بعمه (1) ، فإنّ تمام النعمة دخولك الجنّة ، وليس من نعمة وإنْ جلّ أمرها وعظم خطرها إلاّ والحمد لله تقدّست أسماؤه عليها يؤدّي (2) شكرها.
وأنا أقول : الحمد لله مثل ما حمد اللّه به حامد إلى أبد الآبد بما مَنّ به عليك من نعمته ، ونجّاك من الهلكة ، وسهّل سبيلك على العقبة ، وايمّ اللّه إنّها لعقبة كؤود ، شديد أمرها ، صعب مسلكها ، عظيم بلاؤها ، طويل عذابها ، قديم في الزبر الاُولى ذكرها ، ولقد كانت منكم أُمور في أيّام الماضي علیه السلام إلى أنْ مضى لسبيله صلّى اللّه على روحه. وفي أيّامي هذه كنتم فيها غير محمودي الشأن ولا مسدّدي التوفيق.
واعلم يقيناً يا إسحاق : أنّ من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهوفي الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ، إنّها - يا ابن إسماعيل - ليس تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصدور ، وذلك قول اللّه عزّوجلّ في محكم كتابه للظالم : ( رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ) قال اللّه عزّوجلّ : ( كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى ) (3).
وأيّ آية - يا إسحاق - أعظم من حجّة اللّه عزّوجلّ على خلقه ، وأمينه في بلاده ، وشاهده على عباده من بعد ما سلف من
ص: 313
آبائه الأوّلين من النبيّين ، وآبائه الآخرين من الوصيّين عليهم أجمعين رحمة اللّه وبركاته.
فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم ، عن الحقّ تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة اللّه تكفرون أو تكذبون ، فمن (1) يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلاّ خزي في الحياة الدنيا الفانية وطول عذاب الآخرة (2) الباقية ، وذلك واللّه الخزي العظيم.
إنّ اللّه بفضله ومنّه لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم ؛ بل برحمة منه - لا إله إلاّ هو - عليكم ليميز الخبيث من الطيّب ، وليبتلي ما في صدوركم ، وليمحّص ما في قلوبكم ، ولتسابقون (3) إلى رحمته ، ولتتفاضل (4) منازلكم في جنّته ، ففرض عليكم الحجّ والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية ، وكفاهم (5) لكم باباً لتفتحوا أبواب الفرائض ومفتاحاً إلى سبيله.
ولولا محمّد صلی اللّه علیه و آله والأوصياء من بعده لكنتم حيارى كالبهائم ، ثمّ (6) لا تعرفون فرضاً من الفرائض ، وهل تدخل قرية إلاّ من بابها ، فلمّا منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيه صلی اللّه علیه و آله ، قال اللّه عزّوجلّ
ص: 314
لنبيه صلی اللّه علیه و آله : ( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلاَمَ دِيناً ) (1) وفرض عليكم لأوليائه حقوقاً أمركم بأدائها إليهم ، ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ومعرفتكم بذلك النماء والبركة والثروة ، وليعلم من يطيعه منكم بالغيب ، قال اللّه عزّوجلّ : ( قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَليْهِ أَجْراً إلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) (2) واعلموا أنّ من يبخل فإنّما يبخل على نفسه ، وأنّ اللّه هو الغني وأنتم الفقراء (3) ، لا إله إلاّ هو.
ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم ، ولولا ما يجب من تمام النعمة من اللّه عزّوجلّ عليكم لما أريتكم لي خطّاً (4) ولا سمعتم منّي حرفاً من بعد الماضي علیه السلام ، أنتم في غفلة عمّا إليه معادكم ، ومن بعد الثاني (5) رسولي وما ناله منكم حين أكرمه اللّه بمصيره إليكم ، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة وفّقه اللّه لمرضاته وأعانه على طاعته ، وكتابي الّذي حمله محمّد بن موسى النيسابوري ، واللّه المستعان على كلّ حال.
وإنّي أراكم مفرطين في جنب اللّه فتكونون من الخاسرين ، فبعداً وسحقاً لمن رغب عن طاعة اللّه ولم يقبل مواعظ أوليائه ، وقد أمركم اللّه عزّوجلّ بطاعته - لا إله إلاّ هو - وطاعة رسوله صلی اللّه علیه و آله وبطاعة اُولي الأمر علیهم السلام ، فرحم اللّه ضعفكم وقلّه صبركم عمّا
ص: 315
أمامكم ، فما أغرّ الإنسان بربّه الكريم ، واستجاب اللّه دعائي فيكم وأصلح اُموركم على يدي ، فقد قال اللّه جلّ جلاله : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإمَامِهِمْ ) (1) وقال جلّ جلاله : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتكُونُوا شُهَدآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيكُمْ شَهيداً ) (2) وقال اللّه جلّ جلاله : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ ) (3) فما أحبّ أنْ يدعو اللّه جلّ جلاله بي ولا بمن هوفي أيّامي إلاّ حسب رقّتي عليكم ، وما انطوى لكم عليه من حبّ بلوغ الأمل في الدارين جميعاً والكينونة معنا في الدنيا والآخرة.
فقد يا إسحاق - يرحمك اللّه ويرحم من هو وراءك - بيّنت لك بياناً وفسّرت لك تفسيراً وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الأمر قطّ ولم يدخل فيه طرفة عين ، ولو فهمت الصمّ الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدّعت قلقاً ، خوفاً (4) من خشية اللّه ورجوعاً إلى طاعة اللّه عزّوجلّ ، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتّقين والحمد لله كثيراً ربّ العالمين.
وأنت رسولي - يا إسحاق - إلى إبراهيم بن عبدة وفّقه اللّه أنْ يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمّد بن موسى النيسابوري إنْ شاء اللّه ، ورسولي إلى نفسك وإلى كلّ من خلّفت ببلدك ، أنْ
ص: 316
يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمّد بن موسى (1) إنْ شاء اللّه ، ويقرأ إبراهيم بن عبدة كتابي هذا ومن خلّفه ببلده ، حتّى لا يتساءلون (2) ، وبطاعة اللّه يعتصمون ، والشيطان باللّه عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون ، وعلى إبراهيم بن عبدة سلام اللّه ورحمته ، وعليك يا إسحاق وعلى جميع مواليّ السلام كثيراً ، سدّدكم اللّه جميعاً بتوفيقه ، وكلّ من قرأ كتابنا هذا من مواليّ من أهل بلدك ومن هو بناحيتكم ونزع عمّا هو عليه من الانحراف عن الحقّ فليؤدّ حقوقنا إلى إبراهيم ، وليحمل ذلك إبراهيم بن عبدة إلى الرازي ( رضي اللّه عنه ) ، أو إلى من يسمّي له الرازي (3) ، فإنّ ذلك عن أمري ورأيي إنْ شاء اللّه.
ويا إسحاق إقرأ كتابنا (4) على البلالي رضي اللّه عنه فإنّه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ، واقرأه على المحمودي عافاه اللّه فما أحمدنا له لطاعته ، فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدّهقان وكيلنا وثقتنا والّذي يقبض من موالينا ، وكلّ من أمكنك من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب ، وينسخه من أراد منهم نسخه إنْ شاء اللّه تعالى ، ولا يكتم أمر هذا عمّن شاهده (5) من موالينا إلاّ من شيطان مخالف
ص: 317
لكم ، فلا تنثرنّ الدرّ بين أظلاف الخنازير ، ولا كرامة لهم.
وقد وقّعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت ، وقد أجبنا شيعتنا عن مسألة (1) والحمد لله ، فما بعد الحقّ إلاّ الضلال ، فلا تخرجنّ من البلد حتّى تلقى العمري رضي اللّه عنه برضاي عنه وتسلّم عليه وتعرفه ويعرفك ، فإنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منّا وإلينا ، فكلّ ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره ، ليوصل ذلك إلينا ، والحمد لله كثيراً ، سترنا اللّه وإيّاكم يا إسحاق بستره وتولاّك في جميع اُمورك بصنعه.
والسلام عليك وعلى جميع مواليّ ورحمة اللّه وبركاته ، وصلّى اللّه على سيّدنا محمّد النبي وآله وسلّم كثيراً » (2).
ما روي في عبداللّه بن حمدويه البيهقي ، وإبراهيم بن عبدة النيسابوري ( رحمهما اللّه ).
قال أبو عمرو : حكى بعض الثقات أنّ أبا محمّد صلوات اللّه عليه كتب إلى إبراهيم بن عبدة :
« وكتابي الّذي ورد على إبراهيم بن عبدة بتوكيلي إيّاه بقبض (3) حقوقي من موالينا(4) هناك ، نعم هو كتابي بخطّي أقمته - أعني إبراهيم بن عبدة - لهم ببلدهم حقّاً غير باطل ، فليتّقوا اللّه حقّ تقاته ، وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها إليه ، فقد جوّزت له ما يعمل به فيها ، وفّقه اللّه ومنّ عليه بالسلامة من التقصير برحمته ».
ص: 318
ومن كتاب له علیه السلام إلى عبداللّه بن حمدويه البيهقي :
« وبعد ، فقد نصبت لكم إبراهيم بن عبدة ليدفع النواحي (1) وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم [ إليه ] (2) ، وجعلته ثقتي وأميني عند مواليّ هناك ، فليتّقوا اللّه جلّ جلاله وليراقبوا وليؤدّوا الحقوق ، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره ، ولا أشقاهم (3) اللّه بعصيان أوليائه ، ورحمه اللّه وإيّاك معهم برحمتي لهم ، إنّ اللّه واسع كريم » (4) ، انتهى.
وفي دي وري : إبراهيم بن عبدة النيسابوري (5).
أبو غرّة (6) الأنصاري ، قر ، ق (7).
المدني ، قال ابن الغضائري : لا نعرفه إلاّ بما يَنْسِب إليه
------------------------------------
(37) قوله * : إبراهيم بن عبيداللّه ... إلى آخره.
في مصط : مولاهم ، قال سعد بن عبداللّه : أدرك الرضا علیه السلام ولم يسمع منه ؛ فتركت لذلك روايته. وقال الفضل بن شاذان : [ إنّه صالح ](8) ،
ص: 319
عبداللّه بن محمّد البلوي ، ويَنْسِب إلى أبيه عبيداللّه بن العلاء عمارةُ بن زيد ، وما يسند إليه إلاّ الفاسد المتهافت ، قال : وأظنّه اسماً موضوعاً على غير واحد.
أقول : وهذا لا أعتمد على روايته لطعن هذا الشيخ فيه ، مع أنّي لم أقف له على تعديل من غيره ، صه (1).
------------------------------------
انتهى (2).
هكذا في نسختي ، ومرّ ما يشابه هذه العبارة في إبراهيم بن عبدالحميد (3) ، فلاحظ وتأمّل (4).
ص: 320
المكنّى أبا أيّوب الخزّاز (1) الكوفي ، ثقة ، له أصل.
أخبرنا به : أبو الحسين بن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد وأبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، ست(2).
------------------------------------
(38) قوله * : إبراهيم بن عثمان ... إلى آخره.
ويظهر من عبارة المفيد رحمه اللّه أيضاً كونه في غاية الوثاقة (3) ، وسنشير إليها في ترجمة زياد بن المنذر ، فلاحظ وتأمّل فإنّ فيها فوائد.
ص: 321
وفي يه : ابن عثمان أيضاً (1).
وفي جش : إبراهيم بن عيسى ، أبو أيّوب الخزّاز (2) ، وقيل : إبراهيم بن عثمان ، روى عن أبي عبداللّه وأبي الحسن علیهماالسلام ، ذكر ذلك أبو العبّاس في كتابه ، ثقة ، كبير المنزلة ، له كتاب نوادر كثير الرواة (3) عنه.
أخبرنا : محمّد بن علي ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عنه به (4).
وفي صه : إبراهيم بن عيسى ، أبو أيّوب الخرّاز - بالخاء المعجمة والراء بعدها والزاي بعد الألف ، وقيل : قبلها أيضاً - كوفي ، ثقة ، كبير المنزلة ، وقيل : إبراهيم بن عثمان ، روى عن أبي عبداللّه وأبي الحسن علیهماالسلام (5).
------------------------------------
وقال جدّي العلاّمة رحمه اللّه : الخزّاز : بيّاع الخرّاز ، أو الخزّاز : بيّاع الخرز - أي الجواهر - أو ما يخرز به من الحبل والسير (6) ، انتهى.
ص: 322
وفي ق : إبراهيم * بن زياد ، أبو أيّوب الخزّاز الكوفي (1).
ثمّ في آخر الباب : إبراهيم بن عيسى ، كوفي ، خزّاز ، ويقال : ابن عثمان (2) (3).
وفي كش : أبو أيّوب إبراهيم بن عيسى الخزّاز ، قال محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن : أبو أيّوب ، كوفي ، اسمه إبراهيم بن
------------------------------------
ثم * ما في ق من قوله : إبراهيم بن زياد ... إلى آخره.
قال المحقّق البحراني : الظاهر أنّ زياداً جدّه ، وأنّه إبراهيم بن عثمان بن زياد ، وربما ينسب إلى الجدّ.
وفي آخر كتاب الرهون من يب التصريح بما ذكرنا (4) ، انتهى (5).
ص: 323
عيسى ، ثقة (1) ، انتهى.
وفي رواية صحيحة - في قنوت الجمعة - تصريح بأنّه : ابن عيسى (2) ، فتدبّر.
مولاهم ، كوفي ، أسند عنه ،
ق(3).
ق (4).
دي (5).
وفي التهذيب : علي بن محمّد ، عن علي بن الرّيان ، قال : كتب بعض أصحابنا بيد إبراهيم بن عقبة إليه - يعني أبا جعفر علیه السلام - يسأله عن الصلاة على الخمرة المدنية فكتب : « صلّ فيها ما كان معمولاً بخيوطه ، ولا تصلّ على ما كان بسيوره (6) » ، انتهى.
وفي النهاية : الخمرة : هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصيرة أو نسيجة خوص ونحوه من النبات ، ولا تكون خمرة إلاّ في هذا المقدار ، وسمّيت خمرة لأنّ خيوطها
ص: 324
ابن علي بن أبي رافع المدني ، ق(3).
ري (1). في نسخة ، واللّه أعلم.
وهو الصنعاني ، له أصل ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عنه.
وأخبرنا : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن ابن نهيك والقاسم بن إسماعيل القرشي جميعاً ، عنه ، ست(2).
والظاهر رجوع الضمير إلى حمّاد أو الحسين ، إذ يبعد الرجوع إلى إبراهيم كما لا يخفى (3).
وفي قر : إبراهيم بن عمر الصنعاني اليماني ، له اُصول رواها عنه حمّاد بن عيسى (4).
وفي ق : إبراهيم بن عمر الصنعاني (5).
ص: 326
وفي ظم : إبراهيم بن عمر اليماني ، وله كتاب ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام أيضاً (1).
وفي جش : إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، ذكر ذلك أبو العبّاس وغيره.
له كتاب يرويه عنه حمّاد بن عيسى وغيره ، أخبرنا : محمّد بن عثمان ، قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا عبيداللّه بن أحمد بن نهيك ، قال : حدّثنا ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر به (2).
وفي صه : إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني. قال النجاشي رحمه اللّه : إنّه شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، ذكر ذلك أبو العبّاس وغيره.
وقال ابن الغضائري : إنّه ضعيف جدّاً ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، وله كتاب ، ويكنّى أبا إسحاق.
والأرجح عندي قبول روايته وإنْ حصل بعض الشكّ بالطعن فيه (3) ، انتهى.
وفي تعليقات الشهيد الثاني رحمه اللّه عليها : أقول : في ترجيح تعديله نظر :
ص: 327
أمّا أوّلاً : فلتعارض الجرح والتعديل ، والأوّل مرجّح (1) ، مع أنّ كلاًّ من الجارح والمعدّل لم يذكر مستنداً لينظر في أمره.
وأمّا ثانياً : فلأنّ النجاشي نقل توثيقه وما معه عن أبي العبّاس وغيره كما يظهر من كلامه ، والمراد بأبي العبّاس هذا أحمد بن عقدة ، وهو زيدي المذهب ، لا يُعتمد على توثيقه ، أو ابن نوح ، ومع الاشتباه لا يفيد ، وغيره مبهم لا يفيد فائدة يعتمد عليها.
وأمّا غير هذين من مصنّفي الرجال كالشيخ الطوسي وغيره فلم ينصّوا عليه بجرح ولا تعديل ، نعم قبول المصنّف روايته أعمّ من تعديله كما يعلم من قاعدته ، ومع ذلك لا دليل على ما يوجبه (2) ، انتهى (3).
ص: 328
وفيه : أنّ كون التوثيق في كلام النجاشي مجرّد النقل غير واضح ، بل الظاهر أنّه حُكم منه بالتوثيق وإشارة إلى شيوع ذلك وشهرته إنْ عاد ذلك إلى التوثيق ، وربما احتمل أنْ يكون إشارة إلى روايته عنهما علیهماالسلام ، وحينئذ لا بحث.
على أنّ * الجارح ليس بمقبول القول - نعم ربما قبل قوله عند الترجيح أو عدم (1) المعارض - فإنّه مع عدم توثيقه قد كثر منه القدح في جماعة لا يناسب ذلك حالهم.
------------------------------------
(39) قوله * في إبراهيم بن عمر اليماني : على أنّ الجارح ليس بمقبول القول ... إلى آخره.
قال المحقّق الشيخ محمّد : يستفاد من صه الاعتماد على قوله ، ففي ترجمة صبّاح بن قيس قال في القسم الثاني : إنّه أبو محمّد ، كوفي ، زيدي قاله غض ، وقال : إنّ حديثه يعدّ في أحاديث أصحابنا ضعيفاً (2). وقال جش : إنّه ثقة (3). والظاهر من ذكره في القسم الثاني الاعتماد على غض (4) ، انتهى.
أقول : وكذلك فعل في جابر بن يزيد (5) وعبداللّه بن أيّوب بن
ص: 329
...........................................................
------------------------------------
راشد (1) وظفر بن حمدون (2) وغيرهم ، وفي إدريس بن زياد ربما يظهر منه مقاومة جرحه تعديل جش (3) ، وكذا الحسين بن شاذويه (4).
وبالجملة : من تتبّع صه بل وجش أيضاً وجد أنّهما يقبلان قوله مطلقاً لا في خصوص صورة الترجيح أو عدم المعارض كسائر المشايخ.
ومن تتبّع كلام ابن طاووس وجده كثير الاعتماد عليه عظيم الاعتقاد به.
والشيخ في أوّل ست ذكر فيه ما سنشير إليه (5) ، وسنذكر في ترجمته ما يزيد على ذلك (6).
فالأوْلى أنْ يقال : إنّ بناء صه على الجرح والتعديل ، وترجيحه قول شيخ على آخر ، ليس من نفس توثيقهم وجرحهم وبمجرّد ذلك دائماً ، وإنْ كان منشأ الترجيح ومبنى اجتهاده غير معلوم من كلامه في بعض المواضع على ما أشرنا إليه في إبراهيم بن صالح (7). ويعرفه من تتبّع صه وتأمّل فيه ، ولذا ربما يرجّح غض على جش الّذي اعتماده عليه في غاية الكمال ، بل ربما يرجّح قوله عليه وعلى غيره (8) من المشايخ مثل الشيخ وكش
ص: 330
.........................................................................
------------------------------------
وغيرهما ، مع أنّه في الغالب يرجّح جش ، بل وديدنه متابعته ، ومع ذلك ربما يرجّح الشيخ أيضاً عليه بل وعلى غيره أيضاً ، فتأمّل المواضع.
فعلى هذا غير معلوم كون ترجيح قبول رواية إبراهيم من نفس توثيق جش وبمجرّده وترجيحه على غض.
على أنّا نقول : ربما كان ترجيح الجرح عنده لا يكون على الاطلاق ، بل في صورة التساوي أو رجحان غير معتدّ به ، ولعلّ ترجيحه هنا من رجحان معتدّ به عنده ، وجش عنده في غاية الضبط ونهاية المعرفة كما هوفي الواقع أيضاً كذلك ، ومع ذلك صرّح بتوثيقه.
هذا مضافاً إلى ما يظهر منه كون توثيق إبراهيم مشهوراً أو لا أقلّ من كونه عند أبي العبّاس وغيره ، مع أنّه وصف بكونه شيخاً من أصحابنا وكونه صاحب كتاب (1) ، كما أنّ غض أيضاً ذكر ذلك (2) ، وكون كتابه يرويه ( حمّاد الّذي ورد في شأنه ما ورد ، ويرويه غير حمّاد أيضاً ، بل وتشير عبارته إلى أنّ كتابه يرويه ) (3) غير واحد ، والشيخ رحمه اللّه قال : له اُصول يرويها عنه حمّاد (4). مع أنّ ابن أبي عمير الّذي حاله معلومة - وقد أشرنا في صدر الرسالة وسيجيء في ترجمته ما ينبّه عليه في الجملة - يروي عنه (5) ، وكذا
ص: 331
...........................................................
------------------------------------
الحسين بن سعيد (1) ، وغيرهما من الأجلّة يظهر على من تتبّع الأخبار ، بل يظهر عليه كثرة رواياته وسلامتها وكونها مفتي بها إلى غير ذلك من المرجّحات.
ومنها أنّ غض غير مصرّح بتوثيقه ، ومع ذلك قلّ أنْ يسلم أحد من جرحه ، أو ينجو ثقة من قدحه ، وجرح أعاظم الثقات وأجلاّء الرواة الّذين لا يناسبهم ذلك ، وهذا يشير إلى عدم تحقيقه حال الرجال كما هو حقّه ، أو كون أكثر ما يعتقده جرحاً ليس في الحقيقة جرحاً ، وقد أشرنا في صدر الرسالة في الفائدة الثانية والثالثة إلى ما يقرّب ذلك.
وقال الشهيد الثاني رحمه اللّه في شرح البداية : وقد اتّفق لكثير من العلماء جرح بعض ؛ فلمّا استُفْسر ، ذكر ما لا يصلح جارحاً. قيل لبعضهم : لم تركت حديث فلان؟ فقال : رأيته يركض على برذون! وسئل آخر عن آخر فقال : ما أصنع بحديث (2) ذكر يوماً عند حمّاد فامتخط حمّاد (3)!.
وبالجملة : لا شكّ أنّ ملاحظة حاله توهن الوثوق بمقاله ، على أنّا قد أشرنا في الفائدة الثانية إلى أنّ مرادهم من قولهم : ( ضعيف ) ليس القدح في نفس الرجل ، فتأمّل.
وما قال : من أنّ أبا العبّاس مشترك.
ففيه : أنّ الظاهر أنّه ابن نوح ، لأنّه شيخ جش ، مع أنّ ابن عقدة بينه
ص: 332
...........................................................
------------------------------------
وبينه وسائط ، مضافاً إلى أنّ ابن نوح جليل والآخر عليل ، والاطلاق ينصرف إلى الكامل سيّما عند أهل هذا الفن - خصوصاً جش ، فإنّهم يعبّرون عن الكامل به ، أمّا الناقص فلا ، بل ربما كان عندهم ذلك تدليساً ، فتأمّل.
وبالجملة : لا يبقى على المتتبّع المتأمّل تأمّل فيما ذكرنا ، وعليه جمع من المحقّقين.
وقوله : ومع ذلك لا دليل على ما يوجبه.
فيه : أنّ ما اعتمدت عليه من أخبار غير الإماميّة ، ومن لم يثبت توثيقه أكثر من أنْ يحصى فضلاً عن غيرك.
وبالجملة : لا يوجد من لا يعمل بالخبر غير الصحيح - على الاصطلاح الجديد - بل الجميع يكثرون من العمل به ، وقد مرّ التحقيق في الجملة في صدر الرسالة ، هذا مضافاً إلى أنّه لا يكاد يوجد صحيح يثبت عدالة كلّ واحد من سلسلة السند بالنحو الّذي ذكره واعتبره ، وبالمضايقة الّتي ذكرها ومع المؤاخذة الّتي ارتكبها ، وعلى تقدير الوجود ، فالاقتصار عليه فساده ظاهر.
هذا والمحقّق البحراني اعترض على صه بأنّ الترجيح مخالف للقاعدة الاُصوليّة من تقديم الجرح ، لجواز اطّلاع الجارح على ما لم يطّلع عليه المعدّل.
ثمّ وَجَّه بأنّ الجرح لعلّه غير مقبول ، لعدم بيان السبب ، والناس مختلفون في موجبه ، ولعلّه مبني على أمر لا يكون سبباً في الواقع ، مع أنّ الجارح أكثَرَ من جرح الثقات ، مع عدم وضوح حاله وضوحاً معتدّاً به ،
ص: 333
...........................................................
------------------------------------
وأيضاً المستفاد من جش اشتهار تعديله مع تصريحهم بكونه صاحب الأصل.
ثمّ اعترض بأنّ ما ذكر في الجرح آت في التعديل أيضاً ، وجرح غض كثيراً من الثقات غير قادح ؛ لأنّ مجروحه غير ثقة عنده ، وتوثيق الغير غير قادح ، وليس هذا مختصّاً به ، لأنّ جش قد جرح كثيراً من الثقات بهذا المعنى ، فإنّه جرح داود الرقّي وجعفر بن محمّدبن مالك (1) مع توثيق الغير لهما (2).
وأمّا عدم وضوح حاله فغريب وإنْ صدر عن البالغ في الحذاقة ، لأنّ الشيخ رحمه اللّه ذكر في ست : أنّه عمل كتابين أحدهما فيه ذكر المصنّفات ، والآخر فيه ذكر الاُصول ، واستوفاهما على مبلغ ما قدر عليه (3).
ثمّ إنّ صه وجش اعتمدا عليه ، بل رجّح صه جرحه على تعديل جش في مواضع مثل ترجمة صبّاح وعبداللّه (4) وغيرهما ، وَمَنْ تتبّع صه علم جلالة قدره واعتماده عليه وحسن تأدّبه في حقّه ، وليس في جش ما يدلّ على اشتهار تعديله صريحاً ، إذ لا دلالة فيه إلاّ على أنّ ذلك ذكره أبو العبّاس وغيره ، وهذا لا يعطي الشهرة المعتبرة ، مع احتمال كون المشار إليه روايته عنهما علیهماالسلام (5) ، مع أنّ في ابن نوح كلام (6).
ص: 334
...........................................................
------------------------------------
وأمّا المصير إلى الترجيح بكثرة العدد ، وشدّة الورع ، والضبط ، وزيادة التفتيش عن أحوال الرواة.
ففيه : مع أنّه مخالف لأكثر الاُصوليّين منّا ومن العامّة ، مدافع لما قرّره مه في النهاية في تقديم الجرح مطلقاً ، وعلّل بجواز اطّلاع الجارح على ما لم يطّلع عليه المعدّل (1) ، وهو لا ينتفي بكثرة العدد وغيرها من المرجّحات ، ولما رواه الشيخ في يب : عن الصادق علیه السلام أنّ أمير المؤمنين علیه السلام كان يحكم في زنديق إذا شهد عليه رجلان مرضيان عدلان ، وشهد له ألف بالبراءة ، جازت شهادة الرجلين ، وأبطل شهادة الألف ، لأنّه دين مكتوم (2).
والتعليل المذكور يشهد بتقديم الجرح مطلقاً ، لأنّ مابه الجرح مكتوم غالباً.
وأمّا ترجيح مه التعديل على جرح غض في المواضع ، فيمكن أنْ يكون له وجه غير ذلك ، ولا يكون عدولاً عما قرّره ، انتهى ملخّصاً (3).
أقول : لا خفاء في أنّ ترجيح صه تعديل جش على غض ليس من عدم بيان غض السبب ، فلا وجه للتعرّض والدفع.
وما ذكره : من أنّ جرح غض ... إلى آخره.
ص: 335
...........................................................
------------------------------------
فمن المعلوم أنّه لا يتخيّل متخيّل أنّ اختلاف المشايخ في الجرح والتعديل بنفسه (1) قادح ، كيف ولا يكاد يوجد موضع لا يتحقّق خلاف منهم فيه ؛ بل الغرض أنّ غض أكَثَرَ من القدح ، وقلّ ما يوجد منه التعديل غاية القلّة ، وندر نهاية الندرة ، مع أنّ كثيراً ممّن قدحهم جلالتهم ، بحيث لا يكاد يلتبس على المفتّش المتأمّل ولوفي أمثال هذه الأزمنة ، وهو مع قرب عهده صدر منه ما صدر ، ومرّ في صدر الرسالة ما يزيد التوضيح ، فتدبّر.
وأمّا جش بل وغيره أيضاً فلو قدحوا في موضع ، وثّقوا (2) في موضع ، وسكتوا في موضع ، ولم يتحقّق منهم ذلك الاكثار مع أنّ المواضع المقدوحة لم يظهر علينا جلالتهم ، ولو وقع ففي غاية الندرة ، بل غالب تلك المواضع يظهر صدق قولهم فيها.
وبالجملة : بعد تتبّع رويّة غض يحصل وهن بالنسبة إلى تضعيفاته وإنكاره مكابرة ، ولذا صرّح به غير واحد من المحقّقين.
وقوله : وأمّا عدم وضوح ... إلى آخره.
ففيه : أنّه لا يلزم ممّا ذكرت الوضوح المعتدّ به الّذي يصير منشأ لقبول قوله في مقابل مثل جش.
وقوله : ليس في جش ما يدلّ صريحاً.
ربما لا يخلو من شيء فإنّ الاستناد غير مقصور على التصريح.
وقوله : إذ لا دلالة ... إلى آخره.
ص: 336
...........................................................
------------------------------------
ففيه : أنّ ذلك التعدّد مرجّح بالبديهة ، ولو سُلِّم عدم بلوغه الشهرة ولم يقصره أحد عليها ، وما انحصر الاعتبار فيها.
وقوله : مع أنّ في ابن نوح كلام.
فيه : أنّ مجرّد تحقّق كلام لا يضرّ ، وإلاّ لانسدّ أكثر طرق الاجتهاد.
وقوله : وأمّا المصير إلى الترجيح ... إلى آخره.
فيه : أنّه لا يكاد يسلم موضع من المواضع الّتي رجّح العمل بروايته من جرح ، والقول بأنّ البناء في الجميع على التوثيق وترجيح العمل بروايته ليس من ترجيح التعديل ، بل من أمر آخر ، لعلّه لا يرضى به العاقل المتتبّع المتأمّل ، بل ربما يذكر الجرح والتعديل ويتردّد ثمّ يقول : والأقوى عندي قبول روايته لقول فلان - يعني المعدّل - كما سيجيء في داود الرقّي (1) وغيره ، فلاحظ وتأمّل.
على أنّ الجارح إنْ كان جامعاً لشرائط الثبوت بقوله ومقبوليته ، فإذا جرح ثبت الجرح ، فما معنى ثبوت الجرح وترجّح العدالة مع عدم ترجيح التعديل عليه ، وكيف يجتمع؟! إلاّ أنْ يقال : جامع لشرائط الثبوت لا مطلقاً ، بل عند عدم المعارض ، لكن هذا هو قول الموجّه ، فلا معنى للاعتراض عليه والمبالغة في الوثوق ب- غض حتّى أنّه يرجّح على جش في مواضع على أنّه ترجيح للتعديل على الجرح ، وفي الحقيقة على أنّ هذا لا يلائم ما ذكرت من جواز اطّلاع الجارح على ما لم يطّلع عليه المعدّل ، فتدبّر.
ص: 337
..............................................................
------------------------------------
وإنْ لم يكن جامعاً لشرائط الثبوت ، ولذا يحكم بالعدالة وترجّح (1) قبول القول مع وجود جرحه ، فهذا بعينه قول الموجّه الّذي تأمّل في غض ، فلما أنكرت عليه كلّ الانكار!.
هذا وقال شيخنا البهائي : الترجيح عند تعارض الجرح والتعديل بالأورعيّة والأضبطيّة والأكثريّة مطلقاً ، وقد فعله صه في مواضع ، كما في إبراهيم بن سليمان وإسماعيل بن مهران (2) ، انتهى (3).
وقال في التلخيص : ترجيح التعديل حسن (4). ومرّ في الفائدة الثانية ما ينبغي أنْ يلاحظ.
وما ذكرت من حكاية التعليل فمعلوم أنّ غض ما شاهد الراوي ، بل القدح يصل إليه من المشايخ والأخبار والآثار ، فلا يبعد استبعاد عدم اطّلاع جش مع كثرة تتبعه وزيادة اطّلاعه ومهارته ومعاشرته مع غض ، وكذا ابن نوح وغيره ، بل والشيخ أيضاً ، وجواز الاطّلاع على كتاب أو خبر أو كلام شيخ مرجّح جزماً ، لكن لا بحيث لا يصادمه أمر آخر أصلاً ، فتدبّر.
وأمّا الحديث :
فأوّلاً : الكلام في السند.
ص: 338
هذا وقد يؤيّد التوثيق هنا رواية ابن أبي عمير عنه ولو بواسطة ، سيّما وهو حمّاد بن عيسى ، فتدبّر *.
------------------------------------
وثانياً : في الدلالة بأنْ يكون ما نحن فيه من أفراد مدلوله ، وقد ظهر ما يشير إلى خلافه ، فتأمّل.
هذا ولا يخفى أنّ مه لا يظهر منه ترجيح التعديل ، بل قبول الرواية كما قاله الشهيد رحمه اللّه . ومرّ في الفائدة الاُولى ما ينبّه عليه ، فيسقط عنه الاعتراض من أصله.
نعم غاية ما يتوجّه أنّه اشترط عدالة الراوي (1) ، وقد أشرنا إلى الجواب في إبراهيم بن صالح (2) ، على أنّه لعلّه ظهر عدالته من الخارج كما أشرنا ، ألا ترى أنّه ربما يوثّق ولا يوجد التوثيق من غيره ولا يذكره ولا يتعرّض أيضاً إلى منشئه ، فتأمّل.
(40) إبراهيم بن عمر الشيباني :
في طريق الصدوق إلى مصعب بن يزيد الأنصاري ، عنه علي بن الحكم (3).
ص: 339
المدني ، أسند * عنه ، ق (1).
[ 129 ] إبراهيم بن قتيبة (2) :
من أهل أصفهان ، روى عنه البرقي ، لم (3).
وفي ست : ابن قتيبة ، من أهل أصفهان ، له كتاب ، أخبرنا به : عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبداللّه ، عن إبراهيم بن قتيبة هذا (4).
وفي جش : ابن قتيبة ، له كتاب ، أخبرنا : محمّد بن محمّد ،
------------------------------------
(41) قوله * في إبراهيم بن الفضل : أسند عنه.
ومع ذلك يروي عنه جعفر بن بشير (5) كما قيل ، ففيه إشعار بوثاقته ، ولا يبعد اتّحادهما ، وإنّ ذِكْر الشيخ متعدّداً ينبّه على ذلك ما ذكرنا في إبراهيم بن صالح (6).
ص: 341
عن الحسن بن حمزة (1) ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عنه به (2).
بغدادي ، ق (3).
------------------------------------
(42) قوله * : إبراهيم الكرخي.
يروي عنه ابن أبي عمير (4) ، وفيه إشعار بوثاقته ، وكذا الحسن بن محبوب (5) ، وفيه إيماء إلى قوته.
والظاهر أنّه إبراهيم بن أبي زياد ، وقد مرّ ترجمته بما فيه (6) ؛ ونزيد عليه أنّ في آخر كمال الدين عنه : قلت للصادق 7 : ألم يكن [ علي 7 ] (7) قويّاً في دين اللّه؟ قال : « بلى » ، فقال : فكيف أظهر عليه القوم ولم يدفعهم وما منعه من ذلك؟ قال : « آية في كتاب اللّه ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنا الَّذِينَ كَفَرُوا ) (8) إنّه كان لله عزّوجلّ ودائع مؤمنون في أصلاب الكافرين والمنافقين » ... الحديث (9) ، فتأمّل.
ص: 342
أبو إسحاق ، مولى * أسلم بن أقصى (1) ، مدني ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، وكان خاصّاً بحديثنا ، والعامّة تضعّفه لذلك (2).
وذكر يعقوب بن (3) سفيان في تاريخه في أسباب تضعيفه عن
------------------------------------
(44) قوله * في إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى : مولى (4) أسلم بن أقصى.
أسلم - بالضمّ - قبيلة من الأزد - وبالفتح - قبيلة من قضاعة.
وأقصى - بفتح الهمزة والقاف والصاد المهملة - كذا عن مشايخنا ، كذا عن المحقّق البحراني (5).
ص: 344
بعض الناس : أنّه سمعه ينال من الأوّلين. وذكر بعض ثقات العامّة : أنّ كتب الواقدي سائرها إنّما هي كتب إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ، نقلها الواقدي وادّعاها ، ولم نعرف منها شيئاً منسوباً إلى إبراهيم.
وله كتاب مبوّب في الحلال والحرام عن جعفر بن محمّد علیه السلام ، أخبرنا به : أحمد بن محمّد بن موسى - المعروف بابن الصلت الأهوازي - قال : أخبرنا : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ (1) ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد القابوسي ، قال : حدّثنا الحسن (2) بن محمّد بن علي الأزدي ، قال : حدّثنا إبراهيم ، ست (3).
وفي جش : إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ، أبو إسحاق ، مولى أسلم ، مدني ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، وكان خصّيصاً (4) ، والعامّة لهذه العلّة تضعّفه.
وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين : أنّ كتب الواقدي سائرها إنّما هي كتب إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى نقلها الواقدي وادّعاها.
وذكر بعض أصحابنا : أنّ له كتاباً مبوّباً في الحلال والحرام عن أبي عبداللّه علیه السلام .
أخبرنا : أبو الحسن النحوي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن
ص: 345
سعيد ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد القابوسي ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد الأزدي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى بكتابه (1).
وفي صه * : إبراهيم ، أبو إسحاق ، مولى أسلم ، مدني ، وقيل : أبو الحسن (2) ، روى عن أبي جعفر وأبي عبداللّه علیهماالسلام ، وكان خصّيصاً به ، خاصّاً بحديثنا ، والعامّة تضعّفه لذلك (3) ، انتهى.
ولم أجد في جخ إلاّ في ق : إبراهيم بن محمّد بن يحيى
------------------------------------
وعنه * أيضاً فيه : أورده في صه في القسم الأوّل ، فيدلّ على قبول روايته ، مع أنّه شرط عدالة الراوي (4) موافقاً لجمهور أصحابنا ، ولا يظهر ممّا ذكر فيه عدالته (5) ، انتهى.
والجواب عنه مرّ في إبراهيم بن صالح الأنماطي (6).
ثمّ ما فيه من أنّ العامّة تضعّفه لذلك.
يشهد على ذلك ما نقل عن صاحب ميزان الإعتدال : هو كذّاب رافضي (7).
ص: 346
المدني ، أسند عنه (1).
ويأتي في موضعه إنْ شاء اللّه (2) ، وهو محتمل لهذا ؛ لجواز السهوعن لفظة ( أبي ) عن الشيخ أو النسّاخ ، واللّه أعلم *.
قمّي ، ثقة ، روى عن موسى والرضا علیهماالسلام ، جش ؛ صه لكن فيها الكاظم علیه السلام بدل موسى علیه السلام (3).
ثمّ في جش : وأخوه الفضل ، وكتابهما شركة ، رواه الحسن بن علي بن فضّال عنهما.
أخبرنا : علي بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن فضّال ، قال : حدّثنا الفضل وإبراهيم به (4).
------------------------------------
(45) إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل :
روى عنه علي بن الحسن الطاطري (5) ، وفيه إشعار بكونه من الثقات لما ذكر في ترجمته.
(46) قوله * : إبراهيم بن محمّد الأشعري.
وثّقه ابن طاووس أيضاً في كتاب كشف المحجّة (6).
ص: 347
وفي ست : إبراهيم بن محمّد الأشعري ، له كتاب بينه وبين أخيه الفضل بن محمّد.
أخبرنا به : ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عنهما (1).
وفي لم : إبراهيم بن محمّد الأشعري ، أخو الفضل بن محمّد ، روى عنهما الحسن بن علي بن فضّال (2)(3).
ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب علیه السلام ، الحسني العلوي الكوفي ، روى عنه التلعكبري ، لم (1).
الثقفي ، كوفي ، له كتب ذكرناها في الفهرست ، لم(2).
------------------------------------
(48) قوله * : إبراهيم بن محمّد بن جعفر.
يظهر من بعض المواضع معروفيّته ، بل نباهة شأنه ، منه ما سيجيء في علي بن إبراهيم الخيّاط (3).
(49) قوله ** : إبراهيم بن محمّد بن سعيد.
يظهر حسنه من اُمور :
وفد القميّين إليه وسؤال الانتقال إلى قم.
وإشارة الكوفيّين بعدم إخراج كتابه.
وكونه صاحب مصنّفات كثيرة.
وملاحظة أسامي كتبه وما يظهر منها.
وترحّم الشيخ عليه.
وقال خالي العلاّمة رحمه اللّه : له مدائح كثيرة ، ووثّقه ابن طاووس (4) ،
ص: 349
وفي ست : إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد (1) بن مسعود الثقفي ( رضي اللّه عنه ) ، أصله كوفي.
وسعد (2) بن مسعود أخو أبي عبيد بن مسعود ، عمّ المختار ، ولاّه أمير المؤمنين علیه السلام المدائن ، وهو الّذي لجأ إليه الحسن علیه السلام يوم ساباط.
وانتقل أبو إسحاق إبراهيم - هذا - إلى أصفهان وأقام بها ، وكان زيديّاً أوّلاً ثمّ انتقل إلى القول بالإمامة. ويقال : إنّ جماعة من القميّين - كأحمد بن محمّد بن خالد وغيره - وفدوا إليه إلى أصفهان وسألوه الإنتقال إلى قم فأبى.
وله مصنّفات كثيرة فمنها : كتاب المغازي ، كتاب السقيفة ، كتاب الردّة ، كتاب مقتل عثمان ، كتاب الشورى ، كتاب بيعة أمير المؤمنين علیه السلام ، كتاب الجمل ، كتاب صفّين ، كتاب الحكمين ،
-----------------------------------
انتهى (3).
قلت : معاملة القميّين معه ربما يشير إلى الوثاقة ، ينبّه على ذلك ما سيجيء في إبراهيم بن هاشم (4) ، فتأمّل.
ص: 350
كتاب النهر ، كتاب الغارات ، كتاب مقتل أمير المؤمنين علیه السلام ، كتاب رسائل أمير المؤمنين علیه السلام وأخباره وحروبه غير ما تقدّم ، كتاب قيام الحسن بن علي علیه السلام ، كتاب مقتل الحسين علیه السلام ، كتاب التوّابين وعين الوردة ، كتاب أخبار المختار ، كتاب فدك ، كتاب الحجّة في فعل (1) المكرمين ، كتاب السرائر ، كتاب المودّة في ذوي القربى ، كتاب المعرفة ، كتاب الحوض والشفاعة ، كتاب الجامع الكبير في الفقه ، كتاب الجامع الصغير ، كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علیه السلام ، كتاب فضل الكوفة ومن نزلها من الصحابة ، كتاب الإمامة كبير ، كتاب الإمامة صغير ، كتاب المتعتين (2) ، كتاب الجنائز ، كتاب الوصيّة.
وزاد أحمد بن عبدون في فهرسته : كتاب المبتدأ ، كتاب أخبار عمر ، كتاب أخبار عثمان ، كتاب الدار ، كتاب الأحداث ، كتاب الحروراء (3) ، كتاب الاستنفار والغارات ، كتاب السير (4) ، [ كتاب ] (5) أخبار يزيد ، كتاب ابن الزبير ، كتاب التفسير ، كتاب التأريخ ، كتاب الرؤيا ، كتاب الأشربة الكبير والصغير ، كتاب زيد
ص: 351
وأخباره ، كتاب محمّد وابراهيم ، كتاب من قًتل من أل محمد علیهم السلام ، كتاب الخطب المعربات.
أخبرنا (1) بجميع هذه الكتب : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير القريشي ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم المستملي ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي.
وأخبرنا بكتاب المعرفة : ابن أبي جيد القمّي ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أحمد بن علويّة الأصفهاني - المعروف بابن الأسود - عن إبراهيم بن محمّد الثفقي.
وأخبرنا به : الأجل المرتضى علي بن الحسين الموسوي والشيخ أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان رحمهما اللّه جميعاً ، عن علي بن حبشي الكاتب - قال الشيخ أبو علي ابن حبش بغير ياء (2) - عن الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني ، عن بأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد.
ومات إبراهيم - هذا - رحمه اللّه سنة ثلاث وثمانين ومائتين (3).
وكذا في جش إلى قوله : فأبى ، إلا أن فيه : ثمّ انتقل إلينا ، وليس فيه لفظة ( وغيره ) بعد ابن خالد.
ثمّ فيه : كان سبب خروجه من الكوفة أنّ عمل كتاب المعرفة
ص: 352
وفيه المناقب المشهورة والمثالب ، فاستعظمه الكوفيّون واشاروا عليه بأنْ يتركه ولا يخرجه ، فقال : أي البلاد أبعد من الشيعة؟ فقالوا : أصفهان ، فحلف : لا أروي هذا الكتاب إلا بها ، فانتقل إليها ، ورواه بها ، ثقةً منه بصحّة ما رواه فيه.
وله مصنّفات كثيرة انتهى إلينا منها : كتاب المبتدأ ، كتاب السيرة ، كتاب معرفة فضل الأفضل ، كتاب أخبار المختار ، كتاب المغازي ، ثمّ ... إلى أنّ قال : كتاب الوصيّة ، كتاب الدلائل.
أخبرنا : محمّد بن محمّد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، قال : حدّثنا القاسم بن محمّد بن علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا عبّاس بن السري (1) ، عن إبراهيم بكتبه.
وأخبرنا : الحسين ، عن محمّد بن علي بن تمام (2) ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن يعقوب الكسائي ، قال : حدّثنا محمّد بن زيد الرطّاب ، عن إبراهيم بكتبه.
وأخبرنا : علي بن أحمد قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن علويّة الأصفهاني الكاب - المعروف بأبي الاسود - عنه بكتبه.
وأخبرنا : أحمد بن عبدالواحد قال : حدّثنا علي بن محمّد
ص: 353
القرشي ، عن عبدالرحمن بن إبراهيم المستملي ، عن إبراهيم : بالمبتدأ ، والمغازي ، والردّة ، واخبار عمر ، واخبار عثمان ، وكتاب الدار ، وكتاب الاحداث ، حروراء (1) ، الغارات ، السيرة ، أخبار يزيد ، مقتل الحسين علیه السلام ، التوّابين ، المختار ، ابن الزبير ، المعرفة ، جامع الفقه والأحكام ، التفسير ، فضل المكرمين ، التأريخ ، الرؤيا ، السرائر ، كتاب الأشربة صغير وكبير ، أخبار زيد ، أخبار محمّد وابراهيم ، أخبار من قُتل من أل أبي طالب علیه السلام ، كتاب الخطب السائرة ، الخطب المعربات ، كتاب الإمامة الكبير والصغير ، كتاب فضل الكوفة.
ومات إبراهيم بن محمّد الثقفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين (2) ، انتهى.
إلّا أنّه قال : كتاب بيعة علي علیه السلام ، ولم يقل : وحروبه ، غير ما تقدّم ، ولم يقل أيضاً : وعين الوردة ، وترك هنا (3) كتاب أخبار المختار ، وقال : كتاب الحجّة في فضل المكرمين ، وقال : كتاب في الإمامة كبير ، كتاب في الإمامة صغير.
وفي صه(4) : إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن
ص: 354
سعد (1) بن مسعود ، أبو إسحاق الثقفي ، أصله كوفي ، وانتقل إلى أصفهان واقام بها ، وكان زيديّاً أوّلاً ، ثمّ انتقل إلى القول بالإمامة وصنّف فيها وفي غيرها ، ذكرنا كتبه في كتابنا الكبير.
ومات سنة ثلاث وثمانين ومائتين (2) ، انتهى.
وعن الشهيد الثاني : ذكر الشيخ في الفهرست منها سبعة واربعين كتاباً (3).
ولا يخفى أنّ ما ذكر أكثر من ذلك.
الختلي ، يروي عن سعد بن عبداللّه وغيره من القمّيين ، وعن علي بن الحسن بن فضّال ، وكان رجلاً صالحاً ، لم (1).
وفي صه : إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي - بضم الخاء المعجمة وبعدها تاء منقّطة فوقها نقطتين - إلى آخر ما في لم ، إلا أنّه قال : ولم يروعن الأئمّة علیهم السلام ، وكان رجلاً صالحاً (2).
وفي القاموس : ختل كسكر : كورة بما وراء النهر (3).
الجعفري (4) ، أسند عنه ، ق (5).
------------------------------------
(51) قوله * : إبراهيم بن محمّد بن العبّاس (6).
والد هشام المشرقي ، ويظهر من ترجمة جعفر بن عيسى أتّصافه بالبغدادي أيضاً (7).
(52) قوله ** : إبراهيم بن محّمد بن علي بن عبداللّه.
الظاهر أنّه إبراهيم بن محمّد علي بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي
ص: 356
ابن أبي طالب علیه السلام - ابن الحنفيّة - المدني ، ين (1).
وفي قب : صدوق من الخامسة (2).
الكوفي ، أسند عنه ، ق (3).
النيسابوري ، دي (4).
وفي ري : نيسابوري (5).
وفي صه : إبراهيم بن محمّد بن فارس ، لا بأس به ف نفسه (6) ،
------------------------------------
طالب علیه السلام ، والد عبداللّه الثقة الصدوق ، وسيجيء في ترجمته أنّ أباه روى عن الباقر والصادق علیهماالسلام (7) ، فهو جدّ سليمان بن جعفر الجعفري
ص: 357
و لكن بعض (1) من يروي عنه (2).
وفي كش بعد ذكر جماعة منهم هذا :
قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جميع هؤلاء؟ فقال ... إلى قوله : واما إبراهيم بن محمّد بن فارس ، فهو * في نفسه لا بأس به ، ولكن بعض من يروي هو عنه (3).
------------------------------------
المشهور (4).
(53) قوله * في إبراهيم بن محمّد بن فارس : فهوفي نفسه ... إلى آخره.
قال المحقّق البحراني : وثقه ابن طاووس (5).
أقول : لعلّ ما ذكره أخذه ممّا في كتاب السيّد رحمه اللّه من قوله : إبراهيم بن محمّد بن فارس ، ثقة في نفسه ، ولكن بعض من يروي عنه. الطريق : أبو عمرو الكشّي ، عن النضر (6) ، انتهى.
وقال المحرّر في حاشية : صورة الكلام في الاختيار : وامّا إبراهيم بن محمّد بن فارس ، فهوفي نفسه (7) لا بأس به ، ولكن بعض من يروي عنه. هكذا في النسختين اللّتين إحداهما مقروءة على السيّد ، والعجب بعد هذا
ص: 358
مولى أبي موسى الأشعري ، ق (1).
أبو إسحاق المذاري ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي علي محمّد بن علي بن همام ومن كان في طبقته. له كاب المزار ، أخبرنا به : الحسين بن عبيداللّه ، عنه ، جش(2).
أقول : كأنّ أبا علي محمّداً هذا هو المذكور في الأسماء بأبي علي محمّد بن همام البغدادي (3) ، منسوباً إلى جدّه ، وهو الّذي تقدّم في ترجمة إبراهيم بن محمّد الثقفي : ابن تمام (4) ، فتدبّر.
وفي صه ... إلى قوله : في طبقته ، وقال : المذاري بالميم المفتوحة والذال المعجمة والراء بعد الألف (5).
وفي ست : إبراهيم بن محمّد المذاري ، صاحب حديث
------------------------------------
ممّا ذكره السيّد رحمه اللّه (6) ، انتهى.
قلت : لعلّ ما ذكره من أنّ ( لا بأس ) نفي لجميع أفراد البأس ، ويؤكّده قوله : ولكن ببعض من يروي عنه ، وفي ذلك إشارة إلى الوثاقة. وقد مرّ في الفائدة الثانية.
ص: 359
وروايات. له كتاب مناسك الحجّ ، أخبرنا به وبرواياته : أحمد بن عبدون ، عن إبراهيم بن محمّد.
وحكى لنا أنّ من الناس من ينسب هذا الكتاب إلى أبي محمّد الدعلجي ، لاُنسه (1) والعمل به (2).
وفي لم : إبراهيم بن محمّد المذاري ، روى عنه ابن حاشر (3).
مولى ، خراساني ، ضا (4).
وفي صه : إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكيل ، كان حجّ أربعين حجّة ، وروى الكشّي في سند - ذكرته في الكتاب الكبير - عن أبي محمّد الرازي ، قال : كنت أنا واحمد بن أبي عبداللّه البرقي بالعسكر ، فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا : « العليل (1) ثقة ، وايّوب بن نوح وابراهيم بن محمّد الهمداني وابن * حمزة واحمد بن إسحاق ثقات جميعاً » (2) انتهى.
وفي بعض النسخ العامل بدل العليل.
وفي تعليقات الشهيد الثاني رحمه اللّه : بخطّ جمال الدين بن طاووس : العليل (3) ، صريحاً.
------------------------------------
وقوله * : وابن حمزة.
كذا بخطّ السيّد وتبعه صه ، والا ففي الاختيار أيضاً كما نقله المصنّف عن كش (4).
والعليل هو علي بن جعفر الهماني (5) كما سيجيء في ترجمته (6) وترجمة فارس بن حاتم (7) ، وكأنّه كان عليلاً كما ذكره المصنّف (8).
ص: 361
و أيضاً فيها : طريقة محمّد بن مسعود ، عن علي بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الرازي ... إلى آخره.
وفي هذا الطريق من هو مطعون عليه (1) ، ومجهول العدالة ، ومجهول الحال كما لا يخفى (2) ، انتهى.
وفي كش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي محمّد الرازي ، قال : كنت أنا واحمد بن أبي عبداللّه البراقي بالعسكر ، فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا : « الغائب العليل (3) ثقة ، وايّوب بن نوح وابراهيم بن محمّد الهمداني واحمد بن حمزة واحمد بن إسحاق (4) ثقات جميعاً » (5) انتهى.
ص: 362
هذا في بابا أحمد بن إسحاق وغيره.
ثمّ قال في إبراهيم بن محمّد الهمداني : علي بن محمّد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، قال : كتبت إلى أبي جعفر علیه السلام أصف له صنع السبع بي (1).
فكتب بخطّه : « عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك وكفاك مؤنته ، وابشر بنصر اللّه عاجلاً إنّ شاء اللّه ، وبالأجر أجلاً ، واكثر من حمد اللّه» (2).
علي بن محمّد قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، قال : وكتب إليَّ :
« قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك ، ورضي عنهم ، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا ، ومن الكسوة بكذا ، فبارك (3) لك فيه وفي جميع نعم اللّه إليك (4).
وقد كتبت إلى النضر (5) أمرته أنْ ينتهي عنك وعن التعرّض
ص: 363
لك ولخلافك (1) ، واعلمته موضعك عندي ، وكتبت إلى أيّوب أمرته بذلك أيضاً ، وكتبت إلى مواليّ بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك والا وكيل سواك » (2) (3).
الحسن ثمّ الحسين ثمّ علي بن الخسين ثمّ محمّد بن علي ثمّ أنت ، فقال : « رحمك اللّه» ، ثمّ قال : « اتّقوا اللّه اتّقوا اللّه ، عليك بالورع وصدق الحديث واداء الأمانة وعفّة البطن والفرج » ، كش ( في إبراهيم المخارقي ) (1).
ولا يبعد * أنْ يكون الخارقي (2) المتقدّم (3) وهو ابن زياد (4) ، إلا أنّه وقع في كش هكذا فيما رأيت من نسخة ونسخ اختيار الشيخ.
------------------------------------
(55) قوله * في إبراهيم المخارقي : ولا يبعد أنْ يكون الخارقي (5) المتقدّم.
قلت : أو إبراهيم بن هارون الآتي (6) ، ومرّ عن المصنّف أيضاً في إبراهيم الخارقي (7) ، ويحتمل اتّحادهما ، ويكون أحدهما نسبة إلى الجدّ.
وبالجملة : الظاهر الخارقي والمخارقي وهم ، وممّا ينبّه عليه ما سيجييء في الحسين بن سلمة (8) ، فتأمّل (9).
ص: 365
نعم في الاختيار الطاووسي بخطّ ابن طاووس : إبراهيم الخارفي (1).
جعفر بن أحمد ، عن نوح أنّ (2) إبراهيم الخارفي قال : وصفت الأئمّة علیهم السلام لأبي عبداللّه علیه السلام ، وذكر متناً يشهد بصورة الإيمان منه (3) ، انتهى فتدبّر.
أخو إسحاق ، ق(1).
ابن رمّأنة الأشعري ن مولاهم ، أسند عنه ، ق(2).
ق (3).
ضا(4).
وزاد جش : الأنصاري ، أخبرنا : ابن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا أبي ، عن محمّد بن أبي (5) القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن حمّاد ، عن إبراهيم ابن موسى الأنصاري بكتابه النوادر (6).
------------------------------------
(57) إبراهيم بن موسى أخو المعلّى :
سيجيء في ترجمته عن جش وصه ما يشير إلى معروفيته (7).
ص: 368
ابن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام ، كان
شيخاً كريماً (1) ، وتقلّد الإمرة على اليمن في أيّأم المأمون من
------------------------------------
(58) قوله * : إبراهيم بن موسى بن جعفر.
في كا - في بابا أنّ الإمام متى يعلم أنّ الأمر قد صار إليه بسنده - عن
ص: 369
قبل محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام الّذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ، ومضى إليها ففتحها ، واقام بها مدّة إلى أنْ كان من أمر أبي السرايا ما كان ، واخِذَ له الأمان من المأمون ، قاله المفيد في إرشاده (1).
ظم (2).
------------------------------------
علي بن أسباط قال : قلت للرضا علیه السلام : غنّ رجلاً عنى أخاك إبراهيم فذكر له أنّ أباك في الحياة ، وانت تعلم من ذلك مثل ما يعلم (3) ، فقال : « سبحان اللّه » ... إلى أنْ قال : « ولكنّ اللّه تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلی اللّه عليه وآله وسلم هلّم جرّا يمنّ بهذا الدين على أولاد الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه صلى اللّه وعليه واله » ... إلى أنْ قال : « ولكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته » (4).
وفي بصائر الدرجات : أنّه ألحّ إلى أبي الحسن علیه السلام في السؤال فحكّ بسوطه الأرض فتناول سبيكة ذهب فقال : « استغن (5) بها واكتم ما رأيت » (6).
ص: 370
الكوفي ، أسند عنه ، ق (1). ثمّ : إبراهيم بن مهاجر (2).
والظاهر الاتحاد ، واللّه أعلم.
من أهل جسر بابل ، ج(3).
وفي جش : ابن مهزم الأسدي ، من بني نصر أيضاً ، يعرف بابن أبي بردة ، ثقة ثقة ، روى عن أبي عبداللّه وابي الحسن علیهماالسلام ، وعمّر عمراً طويلاً ، له كتاب ، رواه عنه جماعة منهم ، أخبرني : ابن (6) الصلت الأهوازي قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا محمّد بن سالم بن عبدالرحمان ، قال : حدّثنا إبراهيم بن مهزم بن أبي بردة بكتابه.
وروى مهزم أيضاً عن أبي عبداللّه علیه السلام ، وعن رجل عن أبي عبداللّه علیه السلام (7).
وفي صه : ... إلى قوله : طويلاً ، إلا أنّه قال : مخزم - بفتح
ص: 371
الزاي - والصادق والكاظم علیهماالسلام ، واسقط لفط : أيضاً (1).
وفي ست : ابن مهزم الأسدي ، له أصل ، أخبرنا به : ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن مهزم هذا (2).
ج (3) ، دي ؛ وزاد : أهوازي (4).
في جش : إبراهيم بن مهزيار ، أبو إسحاق الأهوازي ، له كتاب الشارات أخبرنا : الحسين بن عبيداللّه قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالجبّار ، عن إبراهيم به (5).
وفي صه : إبراهيم بن مهزيار ، روا الكشّي عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار : أنّ أباه لمّا حضره الموت دفع إليه مالاً واعطاه علامة لمن يسلّم إليه المال ، فدخل إليه شيخ فقال : أنا العمري ، فأعطاه المال. وفي * الطريق ضعف (6).
------------------------------------
(59) قوله * في إبراهيم بن مهزيار : في الطريق ضعف.
تضعيفه (7) بأحمد بن علي واسحاق بن محمّد ، وتضعيفه فيهما
ص: 372
وفي كش : أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي - وكان من القوم - وكان مأموناً على الحديث - قال : حدّثني محمّد بن إبراهيم بن مهزيار وقال (1) : إنّ أبي لمّأ حضرته الوفاة دفع إليّ مالاً واعطاني علامة - ولم يعلم بتلك العلامة أحد إلا اللّه عزّوجلّ - وقال (2) : من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال.
قال : فخرجت إلى بغداد ونزلت في خان ، فلمّا كان في اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودقّ الباب ، فقلت للغلام : أنظر مَن هذا؟ فقال : شيخ بالباب ، فقلت : ادخل ، فدخل وجلس ، فقال : أنا العمري ، هات المال الّذي عندك ، هوكذا وكذا ومعه العلامة ، قال : فذفعت إليه المال.
وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمّد علیه السلام ، وأمّا أبو جعفر محمّد بن حفص بن عمرو فهو ابن العمري ، وكان وكيل الناحية ، وكان الأمر يدور عليه (3) ، انتهى (4).
------------------------------------
سيجيء فيهما (5) ، فلاحظ وتأمّل.
ص: 373
و العلّامة رحمه اللّه حكم بصحّة طريق الصدوق إلى بحر السقّا ، وفيه إبراهيم (1) ؛ وهو يعطي * التوثيق.
وفي ربيع الشيعة عدّ إبراهيم من السفراء للصاحب علیه السلام و الأبواب المعروفين الّذين لا تختلف الإماميّة القائلون بإمامة الحسن بن علي علیه السلام فيهم (2).
ق(3). ثمّ إبراهيم بن ميمون ، بيّاع الهروي (4).
------------------------------------
وقوله * : يعطي التوثيق.
فيه ما أشرنا إليه في صدر الرسالة. هذا ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى (5) ، ولم يستثن روايته ، وفيه إشعار بوثاقته كما أشرنا إليه هناك أيضاً ، وممّا يدلّ على وثاقته كونه وكيلاً لهم علیهم السلام ، وقد أشرنا إليه هناك أيضاً.
ويظهر وكالته مضافاً إلى ما ذكره المصنّف ما سيجيء في ابنه محمّد (6) وغير ذلك.
(60) قوله ** : إبراهيم بن ميمون.
سيجيء من المصنف في آخر الكتاب عند ذكر طريق الصدوق ما يشير
ص: 374
و لا يبعد اتّحادهما ، وقد صرّح به في الفقيه (1).
بالقاف المفتوحة قبل العين غير المعجمة وبعدها والعين غير
------------------------------------
إلى حسن حاله في الجملة (2) ، فليراجع.
ويروي عنه ابن أبي عمير بواسطة حمّاد (3) ، وكذا فضالة (4) ؛ وكذا ابن أبي عمير بواسطة معاوية بن عمّار (5) (6) ، وكذا صفوان بواسطة ابن مسكان (7) ؛ وكذا علي بن رئاب (8) ، وفيما ذكر إشارة إلى الوثابة والقوّة.
وعن تقريب ابن حجر : أنّه صدوق (9). وسيشير إليه المصنّف في ذلك الموضع أيضاً.
هذا مضافاً إلى ما يظهر من استقامة رواياته وكثرتها ، فتأمّل.
(61) قوله * : إبراهيم بن نصر (10).
ص: 375
المعجمة أخيراً ، ألجعفي ، كوفي ، روى عن أبي عبداللّه وابي الحسن علیهماالسلام ، ثقة ، صحيح الحديث ، صه(1).
وجش إلا أنّ فيه : القعقاع الجعفي ، كوفي ، يروي ... إلى آخره.
ثمّ فيه : قال ابن سماعة : بجلي. وقال ابن عبدة (2) : فزاري.
له كتاب رواه جماعة ، أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، قال : حدّثنا جعفر بن بشير ، عن إبراهيم بن نصر بن القعقاع به (3).
وفي قر : إبراهيم بن نصر (4).
وزاد ق : القعقاع الكوفي ، أسند عنه (5).
وفي ست : ابن نصر ، له كتاب ، أخبرنا به : جماعة من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أبي
------------------------------------
في رواية جعفر بن بشير عنه (6) إشعار بوثاقته.
وأسند عنه : إشعار إلى قوّته ، مضافاً إلى كونه ذا كتاب ، والكلّ مضى الإشارة إليه في صدر الرسالة.
ص: 376
علي محمّد بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عن إبراهيم بن نصر (1).
بضمّ النون وفتح الصاد غير المعجمة وتسكين الياء المنقطّة تحتها نقطتين بعدها راء ، الكشّي ، ثقة ، مأمون ، كثير الرواية ، صه (2) ؛ لم غير الترجمة (3).
ثمّ صه : لم يروعن الأئمة علیهم السلام .
وفي ست : ابن نصير ، له كتاب ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عن إبراهيم ، انتهيى.
والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري (4).
الكوفي ، ق(5).
أبو الصبّاح الكناني ، من عبدالقيس ، ونسب إلى بني كنانة لأنّه
------------------------------------
(62) قوله * إبراهيم بن نعيم.
فيه مضافاً إلى ما ذكر ، أنّه عدّه المفيد رحمه اللّه في رسالته في الردّ على الصدوق واصحاب العدد من فقهاء أصحابهم صلوات اللّه عليهم والأعلام
ص: 377
نزل فيهم ، ق(1).
وفي قر : ابن نعيم العبدي ، يكنّى أبا الصبّاح ، كان يسمّى الميزان من ثقته. وقال له الصادق علیه السلام « أنت ميزان لا عين (2) فيه ».
له أصل ، رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع ومحمّد بن الفضيل وابو محمّد صفوان بن يحيى بيّاع السابري الكوفي ، عنه.
وروى عنه غير الاُصول : عصمان بن عيسى وعلي بن الحسن رباط ومحمّد بن إسحاق الخزّاز وظريف (3) بن ناصح وغيرهم.
------------------------------------
الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام إلى غير ذلك (4) ، وسنشير إلى عبارته في زياد بن المنذر ، فلاحظ.
وفي كشف الغمّة : عنه قال : صرت يوماً إلى باب الباقر علیه السلام فقرعت [ الباب ، فخرجت ] (5) إليّ وصيفة ناهد ، فضربت بيدي على ثديها وقلت لها : قولي لمولاك إنّي بالباب ، فصاح من داخل الدار : « ادخل لا أُمّ لك » فدخلت وقلت : يا مولاي ما قصدت ريبة ، ولكن أردت زيادة ما في نفسي ، فقال : « صدقت ، لئن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم إذن فلا فرق بيننا وبينكم ، فإيّاك أنّ تعاود لمثلها » (6).
وهذا على تقدير الصحّة غير مضرّ لوثاقته كما هو ظاهر.
ص: 378
وممّن روى عنه أبو الصبّاح عن أبي عبداللّه علیه السلام : صابر ومنصور بن حازم وابن أبي يعفور (1) ، انتهى.
ولا يخفى أنّ الصواب : رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن محمّد بن الفضيل كما يأتي عن ست (2).
ولم يذكره الشيخ في ج ، وهو ينبّه على أنّ المراد بأبي جعفر في كلام النجاشي هو الباقر علیه السلام ، لا الجواد علیه السلام كما يأتي عن صه (3).
وفي صه : ابن نعيم - بضمّ النون وفتح العين غير المعجمة واسكان الياء المنقّطة تحتها نتطتين - العبدي الكناني ، ثقة ، أعمل على قوله.
سمّاه الصادق علیه السلام الميزان ، قال له : « أنت ميزان لا عين فيه ».
يكنّى أبا الصبّاح - بفتح الصاد غير المعجمة وتشديدها وتشديد الباء المنقّطة تحتها نقطة - كان كوفيّاً ومنزله في كنانة يعرف به ، وكان عبدياً ، رأى أبا جعفر الجواد علیه السلام ، وروى عن أبي إبراهيم موسى علیه السلام (4).
وفي جش : ابن نعيم العبدي ، أبو الصبّاح الكناني ، نزل فيهم فنسب إليهم ، كان أبو عبداللّه علیه السلام يسمّيه الميزان لثقته ، ذكره أبو العبّاس في الرجال ، رأى أبا جعفر ، وروى عن أبي إبراهيم علیهماالسلام .
ص: 379
له كتاب ، يرويه عنه جماعة ، أخبرنا : محمّد بن علي قال : حدّثنا علي بن حاتم ، عن محمّد بن أحمد بن ثابت القيسي ، قال : حدّثنا محمّد بن بكر والحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صفوان ، عنه به (1).
وفي ست ف يبابا الكنى : أبو الصبّاح الكناني ، وقال ابن عقدة : اسمه إبراهيم بن نعيم.
له كتاب ، أخبرنا : ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع والحسن بن علي بن فضّال ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصبّاح.
ورواه صفوان بن يحيى عن أبي الصبّاح (2) ، انتهى.
وفي كش : محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال أبو عبداللّه علیه السلام لأبي الصبّاح الكناني : « أنت ميزان » ، فقال له : جعلت فداك إنّ الميزان ربما كان فيه عين ، قال : « أنت ميزان ليس فيه عين » (3).
وبهذا الإسناد ، عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن بريد العجلي ، قال : كنت أنا وابو الصبّاح الكناني عند أبي عبداللّه علیه السلام فقال : « كان أصحاب أبي واللّه خيراً منكم ، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه ، وانت اليوم شوك لا ورق فيه » ،
ص: 380
فقال أبو الصبّاح الكاني : جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك ، قال : « كنتم يومئذ خيراً منكم اليوم » (1).
محمّد بن مسعود قال : كتب إليّ الشاذاني : حدّثنا (2) الفضل ، قال : حدّثني علي بن الحكم وغيره عن أبي الصبّاح الكناني ، قال : جاءني سدير فقال لي : إنّ زيداً تبرّأ منك ، قال : فأخذت (3) عليّ ثيابي - قال : وكان أبو الصبّاح رجلاً ضارياً - قال : فأتيته فدخلت عليه وسلّمت عليه فقلت له : يا أبا الحسين (4) بلغني أنّك قلت (5) : الأئمّة علیه السلام أربة : ثلاثة مضوا ، والرابع هو زيد (6) ، قال زيد : هكذا قلتُ. قال : فقلت لزيد : هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر علیه السلام و أنت تقول : إنّ اللّه تعالى قضى في كتابه أنّ (7) ( مَنْ قُتِل مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَليِّهِ سُلْطَاناً ) (8) وانّما الأئمّة وهذا (9) أبو جعفر الإمام فإنْ حدث به حدث فإنّ فينا خلفاً؟!
وقال (10) : - وكان يسمع منّي خطب أمير المؤمنين علیه السلام و أنا
ص: 381
أقول : فلا تعلّموهم فهم أعلم منكم - فقال لي : أما تذكر هذا القول؟ فقلت : بلى (1) فإنّ منكم منهو كذلك.
ثمّ قال : ثمّ خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت إلى اي عبداللّه ودخلت عليه وقصصت عليه ما جرا بيني وبين زيد ، فقال : « أرأيت لو أنّ اللّه تعالى ابتلى زيداً فخرج منّا سيفان آخران بأي شيء تعرف (2) أي السيوف سيف الحقّ؟ واللّه ما هو كما قال ، ولئن خرج ليقتلنّ ».
قال : فرجعت فانتهيت إلى القادسيّة فاستقبلني الخبر بقتله رحمه اللّه تعالى (3).
علي بن محمّد بن قتيبة قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن شاذان ، قال : حدّثني علي بن الحكم بإسناده هذا الحديث بعينه (4).
محمّد بن مسعود قال : قال علي بن الحسين : أبو الصبّاح الكناني ثقة ، وكان كوفيّاً ، وانّما سمّي الكناين لأنّ منزله في كنانه فعرف به ، وكان عبدياً (5).
ص: 382
[ 174 ] إبراهيم * بن هارون الخارفي (1). الكوفي ، ق(2).
ضا(3).
[ 176 ] إبراهيم بن هاشم (4) القمّي :
تلميذ يونس بن عبدالرحمن ، ضا (5).
------------------------------------
(63) قوله * : إبراهيم بن هارون.
فيه ما مرّ في إبراهيم المخارقي (6).
(64) قوله ** إبراهيم بن هاشم العبّاسي.
في مصط : لم أحده في كتب الرجال والأخبار ، ويحتمل أنْ يكون هو
ص: 383
وفي ست : إبراهيم بن هاشم القمّي ، أبو إسحاق ، أصله من الكوفة وانتقل إلى قم ، واصحابنا يقولون : إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم ، وذكروا أنّه لقي الرضا علیه السلام ، والّذي أعرف من كتبه كتاب النوادر وكتاب قضايا أمير المؤمنين علیه السلام (1).
أخبرنا [ بهما ] (2) : جماعة من أصحابنا ، منهم : الشيخ أبو عبداللّه محمّد بن النعمان واحمد بن عبدون والحسين بن عبيداللّه كلّهم ، عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبداللّه (3) العلوي ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه (4).
وكذا صه إلى قوله : علیه السلام ، ثمّ : وهو تلميذ يونس بن عبدالرحمن ، ولم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا * على تعديله بالنتصيص ، والروايات ** عنه كثيرة ، والأرجح
------------------------------------
المذكور في جش ود بعنوان : هاشم بن إبراهيم العبّاسي (5).
قلت : لا يخلو من قرب ، وسيجيء أنّه الهشام بن إبراهيم.
(65) قوله * في إبراهيم بن هاشم : ولا تعديله بالنتصيص.
اشارة إلى أنّ التعديل ظاهر من الأصحاب إلا أنّهم لم ينصّوا عليه.
وقوله ** : والروايات عنه كثيرة.
فيه اشارة إلى ما ذكرنا في الفائدة الثالثة.
ص: 384
...........................................................
------------------------------------
واعلم أنّ فيه مضافاً إلى ما ذكر ، أنّه رحمه اللّه صحّح في صه طريق الصدوق رحمه اللّه إلى عامر بن نعيم وهو فيه (1) ، وكذا إلى كردويه (2) ، وكذا إلى ياسر الخادم (3) ، وكثيراً ما يعدّ أخباره من الصحاح ، منه ما وقع في الحجّ (4).
بل قال جدّي رحمه اللّه : جماعة من الأصحاب يعدّون أخباره من الصحاح (5). وفيه أيضاً أشعار إلى التوثيق كما مرّ في تلك الفائدة.
وكذا في رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عنه (6) ، وعدم استثنائهم رواياته عنه مع أنّهم استثنوا ما استثنوا ، وكذا في كونه من مشايخ الإجازة (7) كما هو ظاهر ، وكذا في نشره حديث الكوفيّين بقم اشعار بل دلالة عليه ، ويؤيّده رواية الاجلّاء عنه مثل : على ابنه (8) وسعد بن عبداللّه (9) وعبداللّه بن جعفر الحميري (10) ومحمّد بن يحيى (11) وغيرهم ، بل واكثارهم من
ص: 385
...........................................................
------------------------------------
الرواية عنه ، وكذا استقامة رواياته وكونها مفتي بها بين الأصحاب ، إلى غير ذلك من أسباب القوّة كما مرّ الإشارة إليها في تلك الفائدة.
ونقل المحقّق البحراني عن بعض معاصريه - والظاهر / ، اطريقته أنّه خالي العلّامة رحمه اللّه - توثيقه عن جماعة وقوّاه ؛ لأنّ اعتماد جلّ أئمّة الحديث من القمّيين على حديثه لا يتأتى مع عدم علمهم بثقته ، مع أنّهم كانوا يقدحون بأدنى شيء ، كما أنّهم غمزوا في أحمد بن محمّد بن خالد مع ثقته وجلالته بأنّه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ، مع أنّ ولده الثقة الجليل اعتمد في نقل الأخبار جلّها عنه ، وايضاً تَتَبّع ما رواه من الأخبار يشهد بضبطه وحفظه وكثرة روايته. مع أنّه ورد عنهم : : « اعرفوا منازل الرجال منّأ على قدر رواياتهم عنّا (1) » (2).
قلت : وسيجيء في آخر الكتاب في الفائدة التاسعة كثير من هذا الباب.
ثمّ قال : واعتمد ثقة الإسلام عليه مع قرب عهده به في أكثر أخباره (3).
ونقل عن البهائي رحمه اللّه عن أبيه أنّه كان يقول : إنّي لأستحيي أنْ لا اعدّ حديثه صحيحاً (4).
ص: 386
.......................................................
----------------------------------
واعترض المحقّق البحراني عليه : بأنّ اعتماد القمّيين عليه لو سلم لم يدلّ على علمهم بثقته باحدى الدلالات ، بل بعد اللتيا والّتي على صحّة حديثه باصطلاحهم (1).
أقول : بقاؤه مدّة مديدة عندهم ، وتوطّنه في بلدهم ، ونشر حديث الكوفيّين فيهم ، وقبولهم إيّاها عنه ، وعلمهم بها على ما هو ظاهر - وستعرف أيضاً - وعدم صدور قدح من أحد منهم بوجه من الوجوه فيه في تلك المدّة المديدة ، مع ما يظهر من حالهم من قدحهم الرجال خصوصاً بالنسبة إلى الأجلّة ، وسيّما (2) ما ارتكبوا بالنسبة إليهم من إخراج البلد وغير ذلك من الأذيّة ، وخصوصاً باعتبار رواية المراسيل وعن المجاهيل وغيرهما ممّا لم يثبت عندهم عدالة رواتها ، فبملاحظة ما ذكر وانّ أحاديث الكوفيّين ما كانوا يعرفونها قبل نشره حتّى لا يحتاجوا إلى ملاحظة حال من يؤخذ عنه وانه لو لم يعرف حاله لم يضرّ ، سيّما وانْ يكونوا يعرفونها واحداً واحداً وبالكيفيات متناً وسنداً ؛ فبملاحظة جميع ما ذكر يترجّح في النظر عدالته عندهم ، بل في الواقع أيضاً وسيّما بعد ملاحظة باقي ما ذكر.
فإنْ أردت من الدلالات القطعيّة منها ففساد ما ذكرت ظاهر ، سيّما وبعد ملاحظة ما ذكرنا في الفائدة الاُولى.
وإنْ إردت الأعمّ فانكارها مكابرة إلا أنْ يدّعي اعتبار الأقوى ، ففيه ما مرّ ف الفائدة مضافاً إلى أنه أقوى من كثير من التوثيقات
ص: 387
.......................................................
----------------------------------
سيّما ومن الترجيحات ، فتأمّل.
وقوله : ولو سلم ... وبعد اللتيا والّتي.
يدلّ على تأمّل منه ، وليس في مكانه كما لا يخفى ، وخصوصاً بعد ملاحظة أنّ نشر الحديث لا يتحقّق ظاهراً إلا بالقبول ، مع أنّ الظاهر أنّ انتضاره عندهم من حيث العمل والاعتماد والبناء لا بمجرّد القصّة والحكاية ، أو لإنْ يضمّ مع غيره فيتحقّق الكثرة فيعتمد على الكثير كما هو ظاهر. وشير إليه قدحهم واخراجهم الأجلّة بسبب مسامحتهم في الأخذ ، وانّهم ما كانوا ينقلون حديثهم ويروون ويكتبون ، وانّه ما انتشر حديثهم فيهم (1) ، بل وكانوا يحذّرون عنه.
على أنّ ضمّ المرسل والمجهول بل والضعيف (2) له فائدة وتأييد بلا شبهة ، ولذا ديدن المتأخّرين الإتيان بها في مقام التأييد (3) ، واقليّة الفائدة لا توجب الأذيّة - وليس وجوده كعدمه (4) - بل وعدمها أيضاً.
فإنْ قلت : لعلّ الإيذاء صوناً للناس من الإغرار.
قلت : هذا مشترك وشاهد على ما ذكرنا ، على أنّهم استثنوا من كتاب محمّد بن أحمد ما استثنوا ولم ستثنوا رواياته.
وبالجلمة : بعد التأمّل لا يبقى تأمّل.
ثمّ قال : واكثار ولده من الرواية عنه لا يعطي تعديله ، لأنّ الظاهر أنّ
ص: 388
...........................................................
------------------------------------
الاُصول معلومة بالنسبة بالشياع والسند للتبرك.
أقول : ذلك ذكر للتأييد ، وهو على ما ذكرت أيضاً ليس بخالٍ عنه سيّما بملاحظة أنّ الأخذ عنه بتلك الكيفية يشير إلى كونه شيخ الإجازة ، كما أنّ الظاهر أنّه في الواقع أيضاً كذلك. وقد مرّ في الفائدة الثالثة حالهم مع اعترافه بكونهم في أعلى درجات الوثاقة ، على أنّه سيعترف بعدالة محمّد بن إسماعيل البندقي ويصحّها (1) بكونه من مشايخ الإجازة ، مع أنّ إبراهيم أوْلى بذلك قظعاً كما لا يخفى على المطّلع بأحوالهما من الرجال وكتب الأخبار ، وما ذكره ههنا آتٍ هناك جزماً ، ولم يتأمّل فيه من جهته ، وفتأمّل. على أنّ ما ادّعاه من الظهور محل تأمّل.
فإنّ دعوا معلومية الاُصول بجميع ما فيها فرداً فرداً وبالخصوص بالخصوص وما في كلّ حديث من الكيفيّات لعلّه لا تأمّل في فسادها ، بل قد أشرنا في الرسالة المعمولة في الاجتهاد والأخبرا : عدم معلومية الاُصول لهم بتمامها. على أنّه على هذا ما كانوا يحتاجون إلى ملاحظة الواسطة - ولما كان فرق بين الثقات وغيرهم في الوساطة كما ذكرت - وقد بيّنا فساد ذلك في الرسالة (2) ، ونشير ههنا إلى الكلّ في الجملة بأنْ لاحظ تراجم وتأمّل فيها لك ما ذكرنا ، مثل : ترجمة أحمد بن محمّد بن خالد ويونس بن عبدالرحمن والحسن بن سعيد وزيد الزرّاد ومحمد بن اُورمة
ص: 389
...........................................................
------------------------------------
والمغيرة بن سعيد وابن أبي عمير واسحاق بن محمّد بن بكران (1) واحمد بن محمّد بن عبيداللّه بن عيّاش واحمد بن محمّد بن علي بن عمر (2) وسعد بن عبداللّه والحسن بن علي بن أبي حمزة والحسن بن علي بن أبي حمزة والحسن بن علي بن فضّال والحسن بن علي بن زياد وعيسى بن المستفاد ومحمّد بن إبراهيم بن جعفر ومحمّد بن أحمد بن يحيى وجعفر بن محمّد بن بطّة (3) ومحمّد بن على الشلمغاني وابراهيم بن أبي رافع (4) واحمد بن هلال وبكر بن صالح وجعفر بن محمد بن مالك واسحاق بن محمد البصري وزياد بن المنذر وعبداللّه بن أبي زيد الأنباري وعبداللّه بن سنان وعلي بن الحسن الطاطري ومحمّد بن جاود بن سليمان وادريس بن زياد واسماعيل بن مهران والحسن بن محمد بن جمهور ومحمد بن حسّان ومحمد بن عمر بن عبدالعزيز ونصر بن مزاحم وغير ذلك (5).
ص: 390
...................................................................
-----------------------------------------
وبالجملة : التأمّل في الرجال بخصوصه يغني عن دليل آخر ، مع أنّ انحصار روايته في الاُصول دوه غيره من الثقات لعلّه لا يخلوعن بعد ، ومخالف لما يظهر من بعض تلك التراجم ، ومن أراد التفصيل فليطلب من الرسالة. وسيجيء في محمد بن إسماعيل البندقي ما يزيد التحقيق ، ومرّ في صدر الرسالة في الفائدة الثالثة ما يزيد التحقيق.
ثمّ قال : وليس في روايته عن أبيه بأكثر من رواية الحسين بن محمد الثقة (1) وامثاله عن المعلّى بن محمد الضعيف (2) بالاتّفاق.
وفيه أنّ الامارات الظنيّة لم يسدّ باب التخلّف فيها - فضلاً عن المؤيّدات - والا لا يكاد يتحقّق امارة يستند إليها ، إلا أنّ توثيقاتهم قد كثر التخلّف والاختلاف فيها ، وكذا العام قد كثر التخصيص فيه إلى غير ذلك ، نعم كثرة التخلّف موهنة ، وضعف المعلّى باتّفاق مثل جش ونظائره لا يوجب ضعفه عند الحسين واضرابه ، فتأمّل.
وقول المصنّف عن جش : فيه نظر.
لعلّ وجهه عدم دركه الرضا علیه السلام باعتقاده ، يشير إليه ما سيجيء في علي بن إبراهيم الهمداني ، فتأمّل.
ص: 391
قبول قوله (1) ، انتهى.
وإنّما قيّد بالنتصيص ؛ لأنّ ظاهر الأصحاب تلقّيهم روايته بالقبول ، كما ينبّه عليه قولهم : إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم.
وعن الشهيد الثاني رحمه اللّه : أنّ (2) ذكر الشيخ رحمه اللّه في أحاديث الخمس أنّه أدرك أبا جعفر الثاني علیه السلام ، وذكر له معه خطاباً في الخمس (3).
وفي جش : ابن هاشم ، أبو إسحاق القمّي ، أصله كوفي انتقل إلى قم. قال أبو عمرو الكشّي : تلميذ يونس بن عبد الرحمن ، من أصحاب الرضا علیه السلام . هذا قول الكشّي ، وفيه * نظر (4). واصحابنا
------------------------------------
قوله * في تلك الترجمة : وفيه نظر.
الظاهر أنّ وجهه ظهور خلافه عنده.
قال المحقّق الشيخ محمّد : قد ذكرت له وجوهاً في حاشية القيه ، والّذي يخطر الآن بالبال أنّ وجهها كون النظر إلى كونه من أصحاب الرضا علیه السلام ؛ لأنّ النجاشي ذكر في ترجمة علي بن إبراهيم الهمداني (5) : وروى إبراهيم بن
ص: 392
يقولون : أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقم هو.
له كتب ، منها : النوادر وكتاب قضايا أمير المؤمنين علیه السلام ، أخبرنا : محمد بن محمد قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه إبراهيم بها (1).
وقد سبق في ابن أبي هراسة : إبراهيم بن رجاء (2).
الكوفي ، ق (3).
------------------------------------
هاشم عن إبراهيم بن محمد الهمداني عن الرضا 7 (4) ... إلى أنْ قال : والظاهر أنّ الشيخ تبع كش (5) ، فتأمّل.
(66) قوله * : إبراهيم بن هلال.
سيجيء في أخيه سعيد : أحسبه مولى لبني أسد (6) ، واخيه الآخر عبداللّه أنّه أسدي (7).
ص: 393
مات سنة ستّ وتسعين ، مولى ، وكان أعور (1).
وفي قت : ابن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي ، أبو عمران (2) الكوفي الفقيه ، ثقة إلا أنّه يرسل كثيراً (3).
الكندي الطحّان ، روى عن أبي الحسن موسى الكاظم علیه السلام ، ثقة ، صه(4).
وزاد جش : له كتاب نوادر ، يرويه عنه جماعة ، أخبرنا : أحمد بن عبدالواحد قال : حدّثنا علي بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا أحمد بن ميثم عنه (5).
وفي ست : ابن يوسف ، له كتاب رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد بن زياد ، عن أحمد بن ميثم ، عنه (6) ، انتهى.
ص: 395
وفي بعض النسخ : وهو ثقة.
والإسناد : أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد (1)(2).
وصه إلا أنّ فيها : ثابت بالثاء المنقّطة فوقها ثلاث نقط (1)(2).
وسيأتي في أياس أنّه قتل هو وانس وابي بن ثابت يوم بئر معونة (3).
وفي ي : ابن قيس (1).
وفي كش ما يأتي في الحارث بن قيس وعلقمة بن قيس أخويه (2).
[ 187 ] أُبيّ * بن كعب :
شهد العقبة مع السبعين ، وكان يكتب الوحي ، آخى
------------------------------------
(67) قوله * : أُبيّ ... إلى آخره.
في الوجيزة : أُبيّ مجهول (3). وكتب عليه بعض الفضلاء هكذا : والعجب من هذا العلّامة كيف جعل أُبيّاً مجهولاً مع ثلاثة منهم أجلّاء ممدوحون ، ثمّ ذكر منهم أُبيّ بن ثابت وابيّ بن قيس وابيّ بن كعب وذكر لهم إلى عبارة المصنّف ... إلى أنْ قال في ابن كعب : أورده مه في صه في القسم الأوّل ، فتأمّل.
وببالي أنّه رأيت في بعض الكتب : أنّ حديث أُبي بن كعب في فضائل القرآن سورة سورة كان من موضوعاته وانّه قيل له : كيف تكذب على رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله وقد قال : « من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار » (4)؟ فاعتذر بأنّه ما كذب عليه بل كذب له ولترويج القرآن ورتبته (5).
وذكره الشهيد الثاني في شرح الدراية عند ذكر الخر الموضوع أنّه :
ص: 398
رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. شهد بدراً والعقبة الثانية ، وبايع لرسول اللّه صلی اللّه علیه و آله صه (1) ، ل إلا أنّ فيه : أُبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجّار ، يكنّى أبا المنذر ، شهد العقبة ... إلى آخره (2).
وفي قب : ... إلى أنْ قال : ابن النجّار الأنصاري الخزرجي ، أبو المنذر ، سيّد الاُمراء (3) ، ويكنّى أبا الطفيل أيضاً ، من فضلاء
------------------------------------
وهكذا قيل في حديث أُبيّ الطويل في فضائل القرآن سورة سورة ، فروى عن المؤمّل بن إسماعيل رحمه اللّه (4). وفيه بدو وضعه وانّ الواضع كان غير أُبيّ.
وقد ذكرنا في خوان الاخوان مفصلاً. وفي المجالس ما يظهر منه جلالته واخلاصه بأهل البيت علیهم السلام (5).
ص: 399
الصحابة (1) (2). [ 188 ] أُبيّ بن مالك الجوشي (3) :
وقيل العامري ، ل (4).
وفي د : الجرشمي بالجيم والشين المعجمة (5). وفي بعض النسخ : الجرشي لا ميم بعد الشين. [ 189 ] أُبيّ بن معاذ بن أنس :
ابن قيس ، أخو أنس بن معاذ ، وهما لاُمّ ، ل (6).
ص: 400
[ 190 ] أجلح * بن عبداللّه : أبو حجيّة الكندي ، يقال : اسمه يحيى ، صدوق ، شيعي ، من السابعة. مات سنة خمس واربعين ومائة ، قاله ابن حجر (1).
وقال الذهبي : وثّقه ابن معين وغيره ، وضعّفه النسائي ، وهو شيعي (2) (3)(4).
[ 191 ] أحزمة :
أبو عبدالرحمن بن أحزم ، ل (5).
------------------------------------
(68) قوله * : أجلح ... إلى آخره.
سيجيء في يحيى بن عبداللّه عن ق وولده عبداللّه أيضاً (6).
ص: 401
وفي (1) بعض النسخ : ( أخزم أبو عبدالرحمن بن أخزم (2) ) بالمعجمتين بدون هاء في الموضعين. [ 192 ] أحكم * بن بشّار المروزي :
ج (3).
وفي صه : ابن بشّار ، غال لا شيء (4). وكذا في د (5).
------------------------------------
(69) قوله * في أحكم بن بشّار : غال.
الحكم بالغلوعن ابن طاووس (6) ، فلعلّه في الاختيار كان كذلك. ويحتمل أنْ يكون ( قال ) في نسختي مصحّف ( غال ) وانْ يكون قوله : الكلثومي غال ، كان مكتوباً تحت اسم أحمد ، لأنّ الظاهر أنّه لقبه وانّه غال ، فأدخله النسّاخ في السطر. ويحتمل عدم التصحيف ويكون ( لاشيء ) مقول قوله.
وبالجملة : الحكم به بمجرّد ذلك لا يخلوعن اشكال ، ينبّه على ذلك مشاهدة نسخة كش وما قالوا فيها. ويحتمل أنْ يكون كش زعم غلوّه ممّا روي عنه ، وانّ الراوي عنه أحمد ، مع ظهور صحّته (7) له معه. ومرّ في صدر الرسالة التأمّل ي أمثال ذلك.
ص: 402
وفي كش : في أحكم بن بشّار المروزي الكلثومي ، غال لا شيء.
أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال : رأيت رجلاً من أصحابنا يعرف بأبي(1) ؤينبة ، فسألني عن أحكم بن بشّار المروزي وسألني عن قصّته وعن الأثر الّذي في حلقه - وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط كأنّه أثر الذبح - فقلت له : قد سألته مراراً فلم يخبرني.
قال : فقال : كنّا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني علیه السلام ، فغاب عنّا أحكم من عند العصر ولم يرجع إلينا في تلك الليلة ، فلمّا كان في جوف الليل جاءنا توقيع من أبي جعفر الثاني علیه السلام « إنّ صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد(2) في مزبلة كذا وكذا ، فاذهبوا وداووه بكذا وكذا » فذهبنا فوجدناه مذبوحاً مطروحاً كما قال ، فحملناه وداويناه بما أمر به ، فبرئ من ذلك.
قال أحمد بن علي : كان قصّته أنّه تمتّع ببغداد في دار قوم ، فعلموا به واخذوه وذبحوه وادرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة.
قال أحمد : وكان أحكم إذا ذُكِرَ عنده الرجعة فأنكرها أحد فيقول : أنا أحد المكذوبين(3).
وحكى لي بعض الكذّابين أيضاً بهراة هذه القصّة ، فأعجب وامتنع بذكر تلك الحالة لما يستنكره الناس(4).
ص: 403
ص: 404
مقدمة الكتاب... 5
مقدمة الوحيد البهبهاني... 69
الفائدة الاُولى : في بيان الحاجة إلى الرجال... 71
الفائدة الثانية : في بيان طائفة من الاصطلاحات المتداولة في الفن... 96
منها : قولهم : ثقة... 96
منها قولهم : ممدوح... 101
منها : قولهم : ثقة في الحديث... 104
منها : قولهم : صحيح الحديث... 106
منها : قولهم : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه... 109
منها : قولهم : أسند عنه... 113
منها : قولهم : لا بأس به... 114
منها : قولهم : من أولياء أمير المؤمنين... 115
منها : قولهم : عين ووجه... 116
منها : قولهم : له أصل ، وله كتاب ، وله نوادر ، وله مصنّف... 116
منها : قولهم : مضطلع بالرواية... 125
ص: 405
منها : قولهم : سليم الجنبة... 125
منها : قولهم : خاصّي... 125
منها : قولهم : قريب الأمر... 126
منها : قولهم : ضعيف... 126
منها : قولهم : كان من أهل الطيّارة ، ومن أهل الارتفاع ، وأمثالهما... 128
منها : رميهم إلى التفويض... 130
منها : رميهم إلى الوقف... 132
منها : قولهم : ليس بذاك... 136
منها : قولهم : مضطرب الحديث ، ومختلط الحديث ، وليس بنقيّ الحديث ويعرف حديثه ينكر ، وغُمز عليه في حديثه أو في بعض حديثه وليس حديثه بذاك النقي... 137
منها : قولهم : القُطْعي... 138
منها : أبو العبّاس الذي يذكره النجاشي بالإطلاق... 138
منها : قول العلاّمة في الخلاصة : عندي فيه توقّف... 139
منها : قولهم : من أصحابنا... 139
منها : قولهم : مولى... 139
الفائدة الثالثة : في سائر أمارات الوثاقة والمدح والقوّة... 141
منها : كون الرجل من مشايخ الإجازة... 141
منها : كونه وكيلاً للأئمة... 142
منها : أن يكون ممّن يُترك رواية الثقة أو الجليل أو تُأَوّل محتجّاً بروايته ومرجّحاً لها عليها... 142
منها : أن يؤتى بروايته بأزاء روايتهما أو غيرها من الأدلّة فتوجّه وتجمع بينهما أو تطرح من غير جهته 143
منها : كونه كثير الرواية... 143
ص: 406
منها : كونه ممّن يروي عنه أوعن كتابه جماعة من الأصحاب... 144
منها : روايته عن جماعة من الأصحاب... 145
منها : رواية الجليل عنه... 145
منها : رواية الأجلاّء عنه... 145
منها : رواية صفوان بن يحيى وابن أبي عمير عنه... 146
منها : رواية محمّد بن إسماعيل بن ميمون أو جعفر بن بشير عنه أو روايته عنهما... 147
منها : كونه ممّن يروي عن الثقات... 147
منها : رواية عليّ بن الحسن بن فضّال ومَن ماثله عن شخص... 147
منها : أخذُه معرّفاً للثقة أو الجليل... 147
منها : كونه ممّن يكثر الرواية عنه ويفتى بها... 148
منها : رواية الثقة عن شخص مشترك الاسم وإكثاره منها مع عدم إتيانه بما يميّزه عن الثقة 148
منها : اعتماد شيخ على شخص... 148
منها : اعتماد القمّيّين عليه أو روايتهم عنه... 149
منها : أن يكون رواياته كلّها أو جلّها مقبولة أو سديدة ... 149
منها : وقوعه في سند حديث وقع اتّفاق الكلّ أو الجلّ على صحّته... 149
منها : وقوعه في سند حديث صدر الطعن فيه من غير جهته... 150
منها : إكثار الكافي وكذا الفقيه من الرواية عنه... 150
منها : قولهم : معتمد الكتاب... 151
منها : قولهم : بصير بالحديث والرواية ... 151
منها : قولهم : صاحب فلان ، أي : واحد من الأئمة علیهم السلام ... 151
منها : قولهم : مولى فلان ، أي : واحد منهم علیهم السلام ... 151
منها : قولهم : فقيه من فقهائنا... 152
منها : قولهم : فاضل ، ديِّن... 152
ص: 407
منها : قولهم : أوجه من فلان ، أو أصدق ، أو أوثق ، ونظائرها. ويكون فلان ثقة... 152
منها : قولهم : شيخ الطائفة ، وأمثال ذلك... 153
منها : توثيق ابن فضّال وابن عقدة وَمَن ماثلهما... 153
منها : توثيق العلاّمة وابن طاووس ونظائرهما... 154
منها : توثيقات إرشاد المفيد رحمه اللّه ... 155
منها : رواية الثّقة الجليل عن غير واحد أوعن رهط مطلقاً أو مقيّداً بقولهم : من أصحابنا 156
منها : رواية الثّقة أو الجليل عن أشياخه... 156
منها : ذكر الجليل شخصاً مترضّياً أو مترحّماً عليه... 157
منها : أنْ يروي عن رجل محمّد بن أحمد بن يحيى ولم يكن من جملة من استثنوه كما سيجيء في ترجمته 157
منها : أن يكون للصدوق طريق إلى رجل... 158
منها : أن يقول الثقة : لا أحسبه إلاّ فلاناً ، أي : ثقة أو ممدوحاً... 158
منها : أنْ يقول الثقة : حدّثني الثقة... 158
منها : أنْ يكون الراوي ممّن ادّعي اتّفاق الشيعة على العمل بروايته... 159
منها : وقوع الرجل في السند الذي حكم العلاّمة رحمه اللّه بصحّة حديثه... 160
منها : أن ينقل حديث غير صحيح متضمّن لوثاقة الرجل أو جلالته أو مدحه... 165
منها : أن يروي الراوي لنفسه ما يدلّ على أحد الاُمور المذكورة... 165
منها : أن يكون الرواي من آل أبي الجهم... 166
منها : أن يكون من بيت آل نعيم الأزدي... 166
منها : أن يكون من آل أبي شعبة... 166
منها : أن يذكره النجاشي أو مثله ولم يطعن عليه... 166
منها : أن يقول العدل : حدّثني بعض أصحابنا... 167
ص: 408
تذنيب يذكر فيه بعض أسباب الذم :... 168
منها : قدح الغضائري والقمّيين وغير ذلك ممّا مرّ وظهر في هذه الفائدة والفائدة المتقدّمة عليها 168
منها : ان يروي عن الأئمّة علیهم السلام على وجه يظهر منه أخذهم علیهم السلام رواةً لا حُجَجاً... 168
منها : أن يكون رأيه أو روايته في الغالب موافقاً للعامّة... 169
منها : قولهم فلان كاتب الخليفة ، أو الوالي من قِبَله ، وأمثالهما... 169
منها : ما ذكر في الأجلّة من أنّهم كانوا يشربون النّبيذ... 171
الفائدة الرابعة : في ذكر بعض مصطلحاتي في هذا الكتاب... 172
الفائدة الخامسة : في طريق ملاحظة الرجال وما ذكرته أنا أيضاً لمعرفة حال الراوي... 174
باب الهمزة
[ 1 ] آدم أبو الحسين النخّاس... 183
[ 2 ] آدم بن إسحاق بن آدم الأشعري... 184
[ 3 ] آدم بيّاع اللؤلؤ الكوفي ... 185
[ 4 ] آدم بن الحسين النخّاس... 186
[ 5 ] آدم بن صبيح الكوفي... 187
[ 6 ] آدم بن عبداللّه القمّي الأشعري... 187
[ 7 ] آدم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي... 188
[ 8 ] آدم بن المتوكّل ( بيّاع اللؤلؤ )... 188
[ 9 ] آدم بن محمّد القلانسي ... 192
[ 10 ] آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسفي... 192
[ 11 ] أبان بن أبي عمران الفزاري... 193
[ 12 ] أبان بن أبي عيّاش ... 193
ص: 409
[ 13 ] أبان بن أبي مسافر الكوفي... 195
[ 14 ] أبان بن أرقم الأسدي... 196
[ 15 ] أبان بن أرقم الطائي السنبسي ... 196
[ 16 ] أبان بن أرقم العنزي القيسي... 196
[ 17 ] أبان بن تغلب بن رباح البكري... 196
[ 18 ] أبان بن راشد الليثي ... 212
[ 19 ] أبان بن سعيد بن العاص الاُموي... 212
[ 20 ] أبان بن صدقة الكوفي ... 213
[ 21 ] أبان بن عبدالرحمن البصري ... 213
[ 22 ] أبان بن عبدالملك الثقفي ... 213
[ 23 ] أبان بن عبدالملك الخثعمي... 213
[ 24 ] أبان بن عبدة الصيرفي ... 214
[ 25 ] أبان بن عثمان الأحمر ... 214
[ 26 ] أبان بن عمرو بن أبي عبداللّه ... 230
[ 27 ] أبان بن عمر الأسدي ... 231
[ 28 ] أبان بن كثير العامري ... 231
[ 29 ] أبان بن المحاربي ... 232
[ 30 ] أبان بن محمّد البجلي ( المعروف بسندي ) ... 232
[ 31 ] أبان بن مصعب الواسطي ... 234
[ 32 ] إبراهيم أبو إسحاق البصري ... 235
[ 33 ] إبراهيم أبو إسحاق الحارثي ... 235
[ 34 ] إبراهيم أبو رافع ... 235
[ 35 ] إبراهيم أبو السفاتج ... 241
[ 36 ] إبراهيم يكنّى أبا محمّد ... 241
ص: 410
[ 37 ] إبراهيم بن أبي بكر محمّد بن الربيع ... 242
[ 38 ] إبراهيم بن أبي البلاد يحيى بن سليم... 243
[ 39 ] إبراهيم بن أبي حفص الكتاب... 246
[ 40 ] إبراهيم بن أبي حفصة ... 247
[ 41 ] إبراهيم بن أبي زياد الكرخي ... 248
[ 42 ] إبراهيم بن أبي سمال ... 250
[ 43 ] إبراهيم بن أبي فاطمة ... 257
[ 44 ] إبراهيم بن أبي الكرّام الجعفري ... 258
[ 45 ] إبراهيم بن أبي المثنّى عبدالأعلى ... 259
[ 46 ] إبراهيم بن أبي محمود الخراساني... 259
[ 47 ] إبراهيم بن أبي موسى عبداللّه الأشعري ... 261
[ 48 ] إبراهيم بن أبي يحيى المديني ... 262
[ 49 ] إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري... 262
[ 50 ] إبراهيم بن أحمد بن محمّد الحسيني الموسوي... 262
[ 51 ] إبراهيم الأحمري ... 263
[ 52 ] إبراهيم بن إدريس ... 263
[ 53 ] إبراهيم بن الأزرق الكوفي ... 263
[ 54 ] إبراهيم بن إسحاق ... 263
[ 55 ] إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي... 263
[ 56 ] إبراهيم بن إسحاق بن أزور ... 267
[ 57 ] إبراهيم بن إسحاق الحارثي ... 267
[ 58 ] إبراهيم بن إسرائيل ... 268
[ 59 ] إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ... 268
[ 60 ] إبراهيم الأعجمي ... 268
ص: 411
[ 61 ] إبراهيم بن بشر ... 269
[ 62 ] إبراهيم بن بشير الأنصاري ... 269
[ 63 ] إبراهيم الجبوبي ... 269
[ 64 ] إبراهيم الجريري ... 270
[ 65 ] إبراهيم بن جعفر بن محمود ... 270
[ 66 ] إبراهيم بن جميل ... 270
[ 67 ] إبراهيم بن حبيب القرشي ... 270
[ 68 ] إبراهيم بن الحسين بن علي ... 270
[ 69 ] إبراهيم بن الحكم بن ظهير ... 270
[ 70 ] إبراهيم بن حمّاد ... 271
[ 71 ] إبراهيم بن حنان الأسدي... 272
[ 72 ] إبراهيم بن حيّان الواسطي... 272
[ 73 ] إبراهيم الخارفي ... 272
[ 74 ] إبراهيم بن خالد العطّار... 272
[ 75 ] إبراهيم بن خرّبوذ المكّي ... 273
[ 76 ] إبراهيم بن خضيب الأنباري ... 273
[ 77 ] إبراهيم بن داود اليعقوبي ... 273
[ 78 ] إبراهيم الدهقان ... 274
[ 79 ] إبراهيم بن رجاء الجحدري ... 274
[ 80 ] إبراهيم بن رجاء الشيباني ... 275
[ 81 ] إبراهيم بن الزبرقان التيمي ... 277
[ 82 ] إبراهيم بن زياد ... 277
[ 83 ] إبراهيم بن زياد الخارفي ... 278
[ 84 ] إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ... 279
ص: 412
[ 85 ] إبراهيم بن سعيد المدني ... 279
[ 86 ] إبراهيم بن سلام ... 280
[ 87 ] إبراهيم بن سلمة الكناني ... 281
[ 88 ] إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني... 282
[ 89 ] إبراهيم بن سليمان بن عبداللّه النهمي... 284
[ 90 ] إبراهيم بن سماعة الكوفي ... 287
[ 91 ] إبراهيم بن سنان ... 287
[ 92 ] إبراهيم بن السندي الكوفي ... 287
[ 93 ] إبراهيم بن شعيب العقرقوفي ... 287
[ 94 ] إبراهيم بن شعيب الكوفي ... 290
[ 95 ] إبراهيم بن شعيب المزني ... 291
[ 96 ] إبراهيم بن شعيب بن ميثم الأسدي... 291
[ 97 ] إبراهيم بن شيبة الأصبهاني ... 292
[ 98 ] إبراهيم بن صالح ... 293
[ 99 ] إبراهيم بن صالح الأنماطي ... 293
[ 100 ] إبراهيم بن الصبّاح الأزدي ... 301
[ 101 ] إبراهيم الصيقل ... 301
[ 102 ] إبراهيم بن ضمرة الغفاري ... 301
[ 103 ] إبراهيم الطائفي ... 301
[ 104 ] إبراهيم بن عبّاد البرجمي ... 302
[ 105 ] إبراهيم بن عبادة الأزدي ... 302
[ 106 ] إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي ... 304
[ 107 ] إبراهيم بن عبدالرحمن بن اُميّة الخزاعي... 309
[ 108 ] إبراهيم بن عبداللّه الأحمري ... 310
ص: 413
[ 109 ] إبراهيم بن عبداللّه بن الحسن الهاشمى ... 310
[ 110 ] إبراهيم بن عبداللّه القاري ... 310
[ 111 ] إبراهيم بن عبداللّه بن معبد المدني ... 311
[ 112 ] إبراهيم بن عبدة ... 311
[ 113 ] إبراهيم بن عبيد الأنصاري ... 319
[ 114 ] إبراهيم بن عبيداللّه بن العلاء المدني ... 319
[ 115 ] إبراهيم بن عثمان ( أبو أيّوب الخزّاز ) ... 321
[ 116 ] إبراهيم بن عربي الأسدي ... 324
[ 117 ] إبراهيم بن عطيّة الواسطي ... 324
[ 118 ] إبراهيم بن عقبة ... 324
[ 119 ] إبراهيم بن علي بن الحسن المدني ... 325
[ 120 ] إبراهيم بن علي بن عبداللّه الجعفري ... 325
[ 121 ] إبراهيم بن علي الكوفي ... 325
[ 122 ] إبراهيم بن علي ... 326
[ 123 ] إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني ... 326
[ 124 ] إبراهيم بن عيسى ( أيو أيّوب الخزّاز ) ... 340
[ 125 ] إبراهيم بن غريب الكوفي ... 340
[ 126 ] إبراهيم الغفاري ... 340
[ 127 ] إبراهيم بن الفضل المدني ... 340
[ 128 ] إبراهيم بن الفضل الهاشمي ... 341
[ 129 ] إبراهيم بن قتيبة ... 341
[ 130 ] إبراهيم الكرخي ... 342
[ 131 ] إبراهيم بن المبارك ... 343
[ 132 ] إبراهيم بن المتوكّل الكوفي ... 343
ص: 414
[ 133 ] إبراهيم بن المثنّى ... 343
[ 134 ] إبراهيم بن مجاهد ... 343
[ 135 ] إبراهيم بن محرز الجعفي ... 343
[ 136 ] إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ... 344
[ 137 ] إبراهيم بن محمّد الأشعري ... 347
[ 138 ] إبراهيم بن محمّد بن بسّام المصري ... 348
[ 139 ] إبراهيم بن محمّد الجعدي ... 348
[ 140 ] إبراهيم بن محمّد بن جعفر الحسني العلوي... 349
[ 141 ] إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي ... 349
[ 142 ] إبراهيم بن محمّد بن سماعة ... 355
[ 143 ] إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الختلي ... 356
[ 144 ] إبراهيم بن محمّد بن عبداللّه الجعفري ... 356
[ 145 ] إبراهيم بن محمّد بن علي بن أبي طالب علیه السلام ... 357
[ 146 ] إبراهيم بن محمّد بن علي الكوفي ... 357
[ 147 ] إبراهيم بن محمّد بن فارس النيسابوري... 357
[ 148 ] إبراهيم بن محمد بن الكوفي ... 359
[ 149 ] إبراهيم بن محمّد بن معروف المذاري ... 359
[ 150 ] إبراهيم بن محمّد ( مولى خراساني )... 360
[ 151 ] إبراهيم بن محمّد ( مولى قريش )... 360
[ 152 ] إبراهيم بن محمّد الهمداني ... 360
[ 153 ] إبراهيم بن محمّد بن يحيى المدني ... 364
[ 154 ] إبراهيم المخارقي ... 364
[ 155 ] إبراهيم بن مرثد الكندي الأزدي ... 366
[ 156 ] إبراهيم بن مسلم بن هلال الضرير ... 367
ص: 415
[ 157 ] إبراهيم بن معاذ ... 367
[ 158 ] إبراهيم بن معرض الكوفي ... 367
[ 159 ] إبراهيم بن معقل بن قيس ... 368
[ 160 ] إبراهيم بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعري ... 368
[ 161 ] إبراهيم بن منير الكوفي ... 368
[ 162 ] إبراهيم بن موسى ... 368
[ 163 ] إبراهيم بن موسى بن جعفر ... 369
[ 164 ] إبراهيم مولى عبداللّه ... 370
[ 165 ] إبراهيم بن المهاجر الأزدي ... 371
[ 166 ] إبراهيم بن مهرويه ... 371
[ 167 ] إبراهيم بن مهزم الأسدي ... 371
[ 168 ] إبراهيم بن مهزيار الأهوازى ... 372
[ 169 ] إبراهيم بن ميمون الكوفي ... 374
[ 170 ] إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي ... 375
[ 171 ] إبراهيم بن نصير الكشّي ... 377
[ 172 ] إبراهيم بن نعيم الصحّاف ... 377
[ 173 ] إبراهيم بن نعمي العبدي ( أبو الصبّاح الكناني ) ... 377
[ 174 ] إبراهيم بن هارون الخارفي ... 383
[ 175 ] إبراهيم بن هاشم العبّاسي ... 383
[ 176 ] إبراهيم بن هاشم القمّي ... 383
[ 177 ] إبراهيم بن هراسة ( ابن رجاء الشيباني ) ... 393
[ 178 ] إبراهيم بن هلال بن جابان الكوفي ... 393
[ 179 ] إبراهيم بن يحيى ( ابن أبي البلاد ) ... 394
[ 180 ] إبراهيم بن يزيد المكفوف ... 394
ص: 416
[ 181 ] إبراهيم بن يزيد النخعي ... 394
[ 182 ] إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الكندي ... 395
[ 183 ] أبيض بن حمّال المأربي ... 396
[ 184 ] اُبيّ بن ثابت بن المنذر ... 396
[ 185 ] اُبيّ بن عمارة الأنصاري ... 397
[ 186 ] أُبيّ بن قيس... 397
[ 187 ] أُبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي ... 398
[ 188 ] أُبيّ بن مالك الجوشي ... 400
[ 189 ] أُبيّ بن معاذ بن أنس ... 400
[ 190 ] أجلح بن عبداللّه الكندي ( أبو حجيّة ) ... 401
[ 191 ] أحزمة أبو عبدالرحمن بن أحزم ... 401
[ 192 ] أحكم بن بشّار المروزي ... 402
ص: 417
( 1 ) آدم أبو الحسين النخّاس 183
( 2 ) آدم بن عبداللّه بن سعد الأشعري 187
( 3 ) آدم بن المتوكّل ( بيّاع اللؤلؤ ) 189
( 4 ) أبان بن أبي عيّاش 195
( 5 ) أبان بن تغلب بن رباح البكري 196
( 6 ) أبان بن سعيد بن العاص الاُموي 212
( 7 ) أبان بن عبدالملك الكوفي 214
( 8 ) أبان بن عثمان الأحمر 214
( 9 ) أبان بن محمد البجلي ( المعروف بسندي ) 232
( 10 ) إبراهيم أبو رافع 235
( 11 ) إبراهيم أبو السفاتج 241
( 12 ) إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع 242
( 13 ) إبراهيم بن أبي البلاد يحيى بن سليم 243
( 14 ) إبراهيم بن أبي زياد الكرخي 248
( 15 ) إبراهيم بن أبي السمال 250
( 16 ) إبراهيم بن أبي يحيى المديني 262
ص: 418
( 17 ) إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي 264
( 18 ) إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي 268
( 19 ) إبراهيم الأعجمي 268
( 20 ) إبراهيم الجبوبي 269
( 21 ) إبراهيم بن حمويه 271
( 22 ) إبراهيم بن داود اليعقوبي 273
( 23 ) إبراهيم بن رجاء الشيباني ( ابن أبي هراسة ) 276
( 24 ) إبراهيم بن سعيد المدني 279
( 25 ) إبراهيم بن سفيان 279
( 26 ) إبراهيم بن سلام 280
( 27 ) إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني 282
( 28 ) إبراهيم بن شعيب الكوفي 290
( 29 ) إبراهيم الشعيري 291
( 30 ) إبراهيم بن شيبة الأصبهاني 292
( 31 ) إبراهيم بن صالح الأنماطي 295
( 32 ) إبراهيم بن طهمان 301
( 33 ) إبراهيم بن عاصم 302
( 34 ) إبراهيم بن العبّاس الصولي 302
( 35 ) إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي 306
( 36 ) إبراهيم بن عبدة 311
( 37 ) إبراهيم بن عبيداللّه بن العلاء المدني 319
( 38 ) إبراهيم بن عثمان ( أبو أيّوب الخزاز ) 321
( 39 ) إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني 329
( 40 ) إبراهيم بن عمر الشيباني 339
ص: 419
( 41 ) إبراهيم بن الفضل الهاشمي 341
( 42 ) إبراهيم الكرخي ( ابن أبي زياد ) 342
( 43 ) إبراهيم المؤمن 343
( 44 ) إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى 344
( 45 ) إبراهيم بن محمد بن إسماعيل 347
( 46 ) إبراهيم بن محمد الأشعري 347
( 47 ) إبراهيم بن محمد الجعدي 348
( 48 ) إبراهيم بن محمد بن جعفر الحسني العلوي 349
( 49 ) إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي 349
( 50 ) إبراهيم بن محمد بن سماعة 355
( 51 ) إبراهيم بن محمد بن العبّاس الختلي 356
( 52 ) إبراهيم بن محمد بن عبداللّه الجعفري 356
( 53 ) إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري 358
( 54 ) إبراهيم بن محمد الهمداني 360
( 55 ) إبراهيم المخارقي 365
( 56 ) إبراهيم بن مسلم الحلواني 366
( 57 ) إبراهيم بن موسى ( أخو المعلّى بن موسى ) 368
( 58 ) إبراهيم بن موسى بن جعفر علیه السلام 369
( 59 ) إبراهيم بن مهزيار الأهوازي 372
( 60 ) إبراهيم بن ميمون الكوفي 374
( 61 ) إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي 375
( 62 ) إبراهيم بن نعيم العبدي ( أبو الصبّاح الكناني ) 377
( 63 ) إبراهيم بن هارون الخارفي 383
( 64 ) إبراهيم بن هاشم العبّاسي 383
ص: 420
( 65 ) إبراهيم بن هاشم القمّي 384
( 66 ) إبراهيم بن هلال بن جابان الكوفي 393
( 67 ) إبراهيم أُبيّ بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي 398
( 68 ) أجلح بن عبداللّه الكندي ( أبو حجيّة ) 401
( 69 ) أحكم بن بشار المروزي 402
ص: 421