عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].
تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.
خصائص المظهر : 8 ج.
ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6
حالة القائمة: الفيفا
لسان : العربية.
مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.
المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.
ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387
ترتيب الكونجرس: 297/957
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
وفيه أحد عشر موضوعاً
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) :...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لاتتجاوزوا بنا العبوديّة، ثمّ قولوا ما شئتم ولن تبلغوا، وإيّاكم والغلوّ كغلوّ النصاري، فإنّي بري ء من الغالين...وأمّا قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو قوله: يامعشر شيعتنا! والمنتحلين [مودّتنا]! إيّاكم وأصحاب الرأي، فإنّهم أعداء السنن، تفلّتت منهم الأحاديث أن يحفظوها، وأعيتهم السنّة أن يعوها...(1)
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه كان يقول: طوبي لمن أخلص للّه العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما تري عيناه، ولم ينس ذكر اللّه بما تسمع أُذناه، ولم يحزن صدره بما أُعطي غيره (2)
ص:5
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : لا تبدينّ عن واضحة (1) وقد عملت الأعمال الفاضحة،
ولا تأمنّ البيّات (2) ، وقد عملت السيّئات (3).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيّ، عن إسماعيل بن مهران، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : خير نسائكم الخمس.
قيل: يا أمير المؤمنين! وماالخمس؟
قال: الهيّنة الليّنة، المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغُمض حتّي يرضي، وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، فتلك عامل من عمّال اللّه، وعامل اللّه لا يخيب (4).
5 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني نصر بن صبّاح قال: حدّثني أبويعقوب إسحاق بن محمّد البصريّ قال: حدّثني أمير بن عليّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول: إنّ المحامدة تأبي أن يعصي اللّه عزّوجلّ.
قلت: ومن المحامدة؟
قال: محمّد بن جعفر، ومحمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن
ص:6
أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، أمّا محمّد بن أبي حذيفة، هو ابن عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية (1)
6 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت علي أبي الحسن ( عليه السلام ) أنا، وصفوان بن يحيي، ومحمّد بن سنان، وأظنّه قال: عبد اللّه بن المغيرة، أو عبد اللّه بن جندب، وهو بصريّ قال: فجلسنا عنده ساعة، ثمّ قمنا، فقال لي: أمّا أنت يا أحمد! فاجلس فجلست...فقلت: الحمد للّه، حجّة اللّه ووارث علم النبيّين، أنس بي من بين إخواني وحبّبني، فأنا في سجدتي وشكري، فما علمت إلّا وقد رفسني برجله، ثمّ قمت، فأخذ بيدي فغمزها، ثمّ قال: ياأحمد! إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلمّا قام من عنده، قال له: يا صعصعة! لاتفتخرنّ علي إخوانك بعيادتي إيّاك...(2).
7 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً...فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) ...
قول أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: اقتربوا اقتربوا، وسلوا وسلوا، فإنّ العلم يفيض فيضاً، وجعل يمسح بطنه ويقول: ماملي ء طعام، ولكن ملي ء علم، واللّه ما آية نزلت في برّ ولابحر، ولاسهل ولاجبل، إلّا أنا أعلمها، وأعلم فيمن نزلت...(3).
ص:7
8 - الحضينيّ : حدّثني جعفر بن محمّد بن مالك البزّاز الفزاريّ الكوفيّ قال: حدّثني عبد اللّه بن يونس السبيعيّ قال: حدّثني المفضّل بن عمر الجعفيّ، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) .
حدّثني محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن سيّدنا الحسن بن عليّ، وهو الحادي عشر من الأئمّ ( عليهم السلام ) : ...
حدّثني منصور بن ظفر قال: حدّثني أبو بكر أحمد بن محمّد الريضيّ الخطيب ببيت المقدس، لعشر بقين من شهر شعبان سنة اثنتين وثلاثمائة قال: حدّثني نصر بن عليّ الجهضميّ قال: سألت سيّدنا أبا الحسن الرضا عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ، عن أعمار الأئمّة من آل رسول اللّه ( عليهم السلام ) : ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين بن عليّ أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : :
وروي عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن عبد اللّه السبيعيّ، عن المفضّل بن عمر، عن مولانا الصادق ( عليه السلام ) ...
قال: ورواه محمّد بن إسماعيل الحسنيّ، عن أبي محمّد الحسن، الحادي عشر من الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، فقالوا جميعاً: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مضي، وله ثلاث وستّون سنة، منها أربعون سنة قبل أن ينبّأ، ثمّ نزل عليه الوحي ثلاثاً وعشرين سنة، بمكّة وهاجر إلي المدينة هارباً من مشركي قريش وله ثلاث وخمسون سنة، وأقام بالمدينة عشر سنين، وقبض يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل من سني الهجرة (1).
ص:8
9 - الحضينيّ : ... عن رُشيد الهجريّ ( رضي الله عنه ) قال: كنت وأبو عبد اللّه سلمان، وأبو عبد الرحمن قيس بن ورقا، وأبو الهيثم مالك بن التيهان، وسهل بن حنيف، بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالمدينة، إذ دخلت حُبابة الوالبيّة...
فقال لها:...يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ...، وعليّ بن موسي...فبعهد عليّ بن موسي ترين في نفسك برهاناً عظيماً تعجبين منه...
فلمّا صرت إلي عليّ الرضا ابن موسي صلوات اللّه عليهما، رأيت شخصه الكريم ضحكت ضحكاً، فقال من حضر: قد خرفت يا حبابة! وضعف عقلك.
فقال لهم عليّ الرضا صلوات اللّه عليه: أنّي لكم، ما خرفت حبابة، ولانقص عقلها، ولكن جدّي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبرها: بأنّها تكون معي، وأنّها تكون مع المكرورات، مع المهديّ ( عليه السلام ) من ولدي، فضحكت تشوّقاً إلي ذلك، وسروراً وفرحاً بقربها منه...(1)
10 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمرني أن أبلّغ عن اللّه أن لا يطوف بالبيت عريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام، وقرأ عليهم: ( بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ي إِلَي الَّذِينَ عَهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَْرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (2) فأحلّ اللّه للمشركين الذين حجّوا تلك السنة أربعة أشهر، حتّي
يرجعوا إلي مأمنهم، ثمّ يقتلون حيث وجدوا (3).
ص:9
11 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله: ( عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ) (1) إلخ.
قال ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما للّه نبأ أعظم منّي، وما للّه آية أكبر منّي، وقد عرض فضلي علي الأُمم الماضية علي اختلاف ألسنتها فلم تقرّ بفضلي (2).
12 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له:...
والطلاق للسنّة علي ما ذكره اللّه تعالي في كتابه، وسنّة نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا يكون طلاق لغير سنّة، وكلّ طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق، كما أنّ كلّ نكاح يخالف الكتاب فليس بنكاح، ولا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلّقت المرأة للعدّة ثلاث مرّات لم تحلّ لزوجها حتّي تنكح زوجاً غيره.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اتّقوا تزويج المطلّقات ثلاثاً في موضع واحد، فإنّهنّ ذوات أزواج....(3)
13 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه تعالي:...( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ
ص:10
مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: إنّ المسلمين قالوا لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو أكرهت يارسول اللّه من قدرت عليه من الناس علي الإسلام لكثر عددنا، وقوينا علي عدوّنا.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كنت لألقي اللّه عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئاً، وما أنا من المتكلّفين...(1).
14 - الشيخ الصدوق :...سهل بن سعد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الصوم للرؤية...قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه! فما تري في صوم يوم الشكّ؟
فقال ( عليه السلام ) : حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : لئن أصوم يوماً من شهر شعبان أحبّ إليّ من أن أفطر يوماً من شهر رمضان (2)
15 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات...
فلمّا انتهيت إلي قولي:
خروج إمام لا محالة خارج
يقوم علي اسم اللّه والبركات
يميّز فينا كل حقّ وباطل
ويجزي علي النعماء والنقمات...
فقال لي: يا خزاعيّ!...فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتي يقوم؟
11
فقلت: لا، يا سيّدي!...فقال ( عليه السلام ) : يا دعبل! الإمام بعدي محمّد ابني...وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم...وأمّا متي؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قيل له: يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! متي يخرج القائم من ذرّيّتك؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مثله مثل الساعة ( لَايُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَتِ وَالأَْرْضِ لَاتَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) (1).
16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن بكر بن النقّاش وأحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن أحمد بن إبراهيم المعاذيّ ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المكتّب قالوا: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ مولي بني هاشم قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيّد الوصيين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام قال: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) خطبنا ذات يوم فقال: أيّها الناس! إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة، والرحمة، والمغفرة، شهر هو عند اللّه أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللياليّ، وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر دعيتم فيه إلي ضيافة اللّه، وجعلتم فيه من أهل كرامة اللّه، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب.
فاسألوا اللّه ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة
ص:12
كتابه، فإنّ الشقيّ من حرم غفران اللّه في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا علي فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ الإستماع إليه استماعكم، وتحنّنوا علي أيتام الناس كما يتحنّن علي أيتامكم، وتوبوا إلي اللّه من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنّها أفضل الساعات، ينظر اللّه عزّوجلّ فيها بالرحمة إلي عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.
أيّها الناس ! إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم.
واعلموا أنّ اللّه تعالي ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين.
أيّها الناس ! من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند اللّه عزّوجلّ عتق رقبة، ومغفرة لما مضي من ذنوبه.
فقيل له: يا رسول اللّه! ليس كلّنا يقدر علي ذلك؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.
أيّها الناس! من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً علي الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه، خفّف اللّه عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه، كفّف اللّه عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه اللّه يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله اللّه برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللّه عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب اللّه له براءة من النار، ومن أدّي فيه فرضاً كان له ثواب من أدّي سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل اللّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من
ص:13
القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
أيّها الناس ! إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة فاسألوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقمت، فقلت: يا رسول اللّه! ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟
فقال: يا أبا الحسن! أفضل الأعمال في هذا الشهر، الورع عن محارم اللّه عزّوجلّ، ثمّ بكي.
فقلت: يا رسول اللّه! ما يبكيك؟
فقال: يا عليّ! أبكي لما يستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك، وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقي الأوّلين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة علي قرنك، فخضب منها لحيتك!
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقلت: يا رسول اللّه! وذلك في سلامة من ديني؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : في سلامة من دينك.
ثمّ قال: يا عليّ! من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي.
إنّ اللّه تبارك وتعالي خلقني وإيّاك، واصطفاني وإيّاك، واختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليّ! أنت وصيّي وأبو ولديّ، وزوج ابنتي، وخليفتي علي أُمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أُقسم بالذي بعثني بالنبوّة، وجعلني خير البريّة،
ص:14
إنّك لحجّة اللّه علي خلقه، وأمينه علي سرّه، وخليفته علي عباده (1).
17 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أبو سعيد النَسَوِيّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا أحمد بن أبو الفضل البلخيّ، قال: حدّثني خال يحيي بن سعيد البلخيّ، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: بينما أنا أمشي مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في بعض طرقات المدينة، إذ لقينا شيخ طويل، كثّ اللحية، بعيد ما بين المنكبين، فسلّم علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ورحّب به، ثمّ التفت إليّ فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء! ورحمة اللّه وبركاته، أليس كذلك هو يا رسول اللّه؟!
فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بلي، ثمّ مضي.
فقلت: يا رسول اللّه! ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ، وتصديقك له؟
قال: أنت كذلك، والحمد للّه، إنّ اللّه عزّوجلّ قال في كتابه: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي
ص:15
الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (1) والخليفة المجعول فيها آدم ( عليه السلام ) ، وقال: ( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ّ) (2) فهو الثاني، وقال عزّوجلّ حكاية عن موسي، حين قال لهارون ( عليهماالسلام ) : ( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ) (3)فهو هارون إذ استخلفه موسي ( عليه السلام ) في
قومه فهو الثالث، وقال عزّوجلّ: ( وَأَذَنٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ي إِلَي النَّاسِ. يَوْمَ الْحَجِ ّ الأَْكْبَرِ) (4) ، فكنت أنت المبلّغ عن اللّه، وعن رسوله، وأنت وصيّي، ووزيري، وقاضي ديني، والمؤدّي عنّي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، فأنت رابع الخلفاء، كما سلّم عليك الشيخ، أو لا تدري من هو؟
قلت: لا، قال: ذاك أخوك الخضر ( عليه السلام ) ، فاعلم (5).
18 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن عليّ العدويّ، قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناس في مسجد الكوفة فقال: الحمد للّه الذي لا من شي ء كان، ولا من شي ء كوّن ما قد كان،
ص:16
المستشهد بحدوث الأشياء علي أزليّته، وبما وسمها به من العجز علي قدرته، وبما اضطرّها إليه من الفناء علي دوامه
لم يخل منه مكان فيدرك بأينيّته، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفيّته، ولم يغب عن شي ء فيعلم بحيثيّته، مباين لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرّف الحالات، محرّم علي بوارع ناقبات الفطن تجديدها، وعلي غوامض ثاقبات الفكر تكييفه، وعلي غوائص سابحات النظر تصويره، لا تحويه الأماكن لعظمته، ولا تدركه المقادير لجلاله، ولا تقطعه المقائيس لكبريائه، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه، وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تمثّله، وقد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول، ونضبت عن الإشارة إليه بالإكتناه بحار العلوم، ورجعت بالصغر عن السموّ إلي وصف قدرته لطائف الخصوم
واحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد، ليس بجنس فتعادله الأجناس ، ولا بشبح فتضارعه الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات، قد ضلّت العقول في أمواج تيّار إدراكه، وتحيّر الأوهام عن إحاطة ذكر أزليّته، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته، مقتدر بالآلاء، وممتنع بالكبرياء، ومتملّك علي الأشياء، فلا دهر يخلقه، ولا زمان يبليه، ولا وصف يحيط به
وقد خضعت له الرقاب الصعاب في محلّ تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهي شواهق أقطارها، مستشهد بكليّة الأجناس علي ربوبيّته، وبعجزها علي قدرته، وبفطورها علي قدمته، وبزوالها علي بقائه، فلا لها محيص عن إدراكه إيّاها، ولا خروج من إحاطته بها، ولا احتجاب عن إحصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفي بإتقان الصنع لها آية، وبمركب الطبع عليها دلالة، وبحدوث
ص:17
الفطر عليها قدمة، وبأحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حدّ منسوب، ولا له مثل مضروب، ولا شي ء عنه محجوب، تعالي عن ضرب الأمثال، والصفات المخلوقة علوّاً كبيراً.
وأشهد أن لا إله إلّا هو، إيماناً بربوبيّته، وخلافاً علي من أنكره، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، المقرّ في خير المستقرّ، المتناسخ من أكارم الأصلاب، ومطهّرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتداً، وأفضل المنابت منبتاً، من أمنع ذروة، وأعزّ أرومة، من الشجرة التي صاغ اللّه منها أنبياؤه، وانتجب منها أُمناؤه الطيّبة العود، المعتدلة العمود، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار، الكريمة الجناة في كرم غرست، وفي حرم أنبتت، وفيه تشعّبت، وأثمرت، وعزّت، وامتنعت، فسمّت به وشمخت، حتّي أكرم اللّه تعالي بالروح الأمين، والنور المبين، والكتاب المستبين، وسخّر له البراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الأباليس، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه.
سنّته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحقّ، صدع بما أمره به ربّه، وبلغ ما حمله، حتّي أفصح بالتوحيد دعوته، وأظهر في الخلق: أن لا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، حتّي خلصت الوحدانيّة، وصفت الربوبيّه، فأظهر اللّه بالتوحيد حجّته، وأعلي بالإسلام درجته، واختار اللّه عزّوجلّ لنبيّه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة، صلّي اللّه عليه وعلي آله الطاهرين (1).
19 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه
ص:18
المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : أنّه قال: عليكم بالقرع، فإنّه يزيد في الدماغ (1).
20 - الشيخ الصدوق : بإسناده [المتقدّم ] قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : إنّه لعهد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الأُمّي إليّ أنّه لا يحبّني إلّا مؤمن، ولا يبغضني إلّا منافق (2).
ص:19
21 - الشيخ الصدوق : بإسناده [المتقدّم ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يتختّم (1) في يمينه (2).
22 - الشيخ الصدوق : بإسناده [المتقدّم ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: نهي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن وطي الحُبالي حتّي يضعن (3).
23 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني عمّي محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يحدّث عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) احتجم وهو صائم مُحرِم (4).
24 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ البصريّ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن الحسن بن الميثميّ قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثنا أبو أحمد الغازيّ قال: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدثنا أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثنا أبي الحسين بن عليّ قال: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يقول: الأعمال علي ثلاثة أحوال: فرائض وفضائل ومعاصي.
ص:20
فأمّا الفرائض فبأمر اللّه، وبرضاء اللّه، وبقضاء اللّه، وتقديره، ومشيّته، وعلمه، وأمّا الفضائل فليست بأمر اللّه، ولكن برضاء اللّه، وبقضاء اللّه وتقديره، ومشيّته وبعلمه.
وأمّا المعاصي فليست بأمر اللّه، ولكن بقدر اللّه وبعلمه، ثمّ يعاقب عليها (1).
25 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه بمرو الرود قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن المظفّر بن الحسين قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن زكريّا البصريّ قال: حدّثني المهديّ بن سابق قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : لقد هممت بالتزويج، فلم أجتري ء أن أذكر ذلك لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّ ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري، حتّي دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال لي: يا عليّ! قلت: لبّيك يا رسول اللّه!
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هل لك في التزويج؟
قلت: رسول اللّه أعلم، وظننت أنّه يريد أن يزوّجني بعض نساء قريش، وإنّي لخائف علي فوت فاطمة، فما شعرت بشي ء إذ دعاني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فأتيته في بيت أمّ سلمة، فلمّا نظر إليّ، تهلّل وجهه وتبسّم، حتّي نظرت إلي بياض أسنانه يبرق،
ص:21
فقال لي: يا عليّ! أبشر، فإنّ اللّه تبارك وتعالي قد كفاني ما كان همّني من أمر تزويجك.
قلت: وكيف كان ذاك يا رسول اللّه؟ قال: أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) ، ومعه من سنبل الجنّة، وقرنفلها، فناولنيهما، فأخذتهما فشممتهما، وقلت: يا جبرئيل! ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟
فقال: إنّ اللّه تبارك وتعالي أمر سكّان الجنان من الملائكة ومن فيها، أن يزيّنوا الجنان كلّها، بمغارسها، وأنهارها، وثمارها، وأشجارها، وقصورها، وأمر رياحها فهبّت بأنواع العطر والطيب، وأمر حور عينها بالقراءة فيها: «طه»، و«طس»، و«حمعسق».
ثمّ أمر اللّه عزّوجلّ منادياً فنادي: ألا يا ملائكتي! وسكّان جنّتي، اشهدوا أنّي قد زوّجت فاطمة ( عليها السلام ) بنت محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، من عليّ بن أبي طالب، رضيً منّي، بعضهما لبعض.
ثمّ أمر اللّه تبارك وتعالي ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له: راحيل، وليس في الملائكة أبلغ منه، فخطب بخطبة لم يخطب بمثلها أهل السماء، ولا أهل الأرض، ثمّ أمر منادياً فنادي: ألا يا ملائكتي! وسكّان جنّتي، باركوا علي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، حبيب محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وفاطمة ( عليها السلام ) بنت مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّي قد باركت عليهما. فقال راحيل: يا ربّ! وما بركتك عليهما أكثر ممّا رأينا لهما في جنانك ودارك؟
فقال اللّه عزّوجلّ: يا راحيل! إنّ من بركتي عليهما، أنّي أجمعهما علي محبّتي، وأجعلهما حجّتي علي خلقي، وعزّتي وجلالي! لأخلقنّ منهما خلقاً، ولأنشأنّ منهما ذرّيّة أجعلهم خزّاني في أرضي، ومعادن لحكمي، بهم أحتجّ علي خلقي بعد النبيّين والمرسلين، فأبشر يا عليّ! فإنّي قد زوّجتك ابنتي فاطمة، علي ما زوّجك الرحمن،
ص:22
وقد رضيت لها بما رضي اللّه لها، فدونك أهلك، فإنّك أحقّ بها منّي.
ولقد أخبرني جبريل ( عليه السلام ) : أنّ الجنّة وأهلها مشتاقون إليكما، ولولا أنّ اللّه تبارك وتعالي أراد أن يتّخذ منكما ما يتّخذ به علي الخلق حجّة، لأجاب فيكما الجنّة وأهلها، فنعم الأخ أنت، ونعم الختن أنت، ونعم الصاحب أنت، وكفاك برضاء اللّه رضاً.
فقال عليّ ( عليه السلام ) : ( رَبِ ّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَ ) (1).
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : آمين (2).
26 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش ( رضي الله عنه ) بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ مولي بني هاشم قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: إنّ أوّل ما خلق اللّه تعالي ليعرف به خلقه الكتابة، الحروف المعجم، وإنّ الرجل إذا ضرب علي رأسه بعصا، فزعم أنّه لا يفصح ببعض الكلام، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم، ثمّ يعطي الدية بقدر ما لم يفصح منها.
ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : في «أ، ب، ت، ث» قال: الألف آلاء اللّه، والباء بهجة اللّه، والتاء تمام الأمر لقائم آل محمّد صلوات اللّه عليهم، والثاء ثواب المؤمنين علي أعمالهم الصالحة.
«ج، ح، خ» فالجيم جمال اللّه وجلاله، والحاء حلم اللّه عن المذنبين، والخاء
ص:23
خمول ذكر أهل المعاصي عند اللّه عزّوجلّ.
«د، ذ» فالدال دين اللّه، والذال من ذي الجلال.
«ر، ز» فالراء من الرؤوف الرحيم، والزاء زلازل القيامة.
«س، ش» فالسين سناء اللّه، والشين شاء اللّه ما شاء، وأراد ما أراد، وماتشاؤون إلّا أن يشاء اللّه.
«ص، ض» فالصاد من صادق الوعد في حمل الناس علي الصراط، وحبس الظالمين عند المرصاد، والضاد ضلّ من خالف محمّداً وآل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
«ط، ظ» فالطاء طوبي للمؤمنين وحسن مآب، والظاء ظنّ المؤمنين باللّه خيراً، وظنّ الكافرين سوءً.
«ع، غ» فالعين من العلم، والغين من الغني.
«ف، ق» فالفاء فوج من أفواج النار، والقاف قرآن، علي اللّه جمعه وقرآنه.
«ك، ل» فالكاف من الكافي، واللام لغو الكافرين في افترائهم علي اللّه الكذب.
«م، ن» فالميم ملك اللّه يوم لا مالك غيره، ويقول عزّوجلّ: ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) ، ثمّ ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: ( لِلَّهِ الْوَحِدِ الْقَهَّارِ) فيقول جلّ جلاله: ( الْيَوْمَ تُجْزَي كُلُّ نَفْسِ م بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) (1) ، والنون نوال اللّه للمؤمنين، ونكاله بالكافرين.
«و، ه» فالواو ويل لمن عصي اللّه،
والهاء هان علي اللّه من عصاه.
«لا، ي» فلام ألف لا إله إلّا اللّه، وهي كلمه الإخلاص، ما من عبد قالها مخلصاً إلّا وجبت له الجنّة، والياء يد اللّه فوق خلقه، باسطة بالرزق، سبحانه وتعالي عمّا يشركون.
ص:24
ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثمّ قال: ( قُل لَّل-ِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ي وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (1)) ،(2).
27 - - الشيخ الصدوق : حدثنا أبيه قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المديني.
عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي ال : إن رسول الله نهى عن قتل خمسة: الصرد، والصوام (3)،
والهدهد. والنحل، والنملة، والضفدع وأمر بقتل خمسة ،الغراب والحداء، والحيّة، والعقرب، والكلب العقور(4).
ص:25
28- الشيخ الصدوق : حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة قال: حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين، ابن أخي دعبل ب_ن ع_ليّ الخزاعي، عن أبيه قال: حدثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي، موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي، محمد بن علي قال: حدثني أبي، علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب الله قال : إنّ رسول الله تلا هذه الآية: ﴿ لَا يَسْتَوِيَ أَصْحَبُ النَّارِ وَأَصْحَبُ الْجَنَّةِ أَصْحَبُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائزُونَ ﴾ (1) ، فقال : أصحاب الجنة
من أطاعني، وسلّم لعلي بن أبي طالب بعدي، وأقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية، ونقض العهد، وقاتله بعدي (2).
29 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الورّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثنا داود بن سليمان الغازيّ، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أم يرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، أنّه
ص:26
قال: الدنيا كلّها جهل إلّا مواضع العلم، والعلم كلّه حجّة إلّا ما عمل به، والعمل كلّه رياء إلّا ما كان مخلصاً، والإخلاص علي خطر حتّي ينظر العبد بما يختم له (1).
30- - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : أنّه قال: لااعتكاف إلّا بالصوم (2).
ص:27
31-الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد (1)، قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : من كنوز البرّ إخفاء العمل، والصبر علي الرزايا، وكتمان المصائب (2).
32- الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : سئل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن أكثر ما يدخل به الجنّة؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقوي اللّه، وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل به النار؟ قال: أجوفان: البطن والفرج (3).
33 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : ثلاثة يزدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم قراءة القرآن، والعسل، واللُبان(4)،(5).
34 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، قال: قال عليّ بن
ص:28
أبي طالب ( عليهم السلام ) : : من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء، وليجود (1) الحذاء، وليخفّف الرداء، وليقلّ غشيان النساء (2).
35 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أتي أبو جحيفة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو يتجشّأ (3) فقال: أُكفف جشاءك، فإنّ أكثر الناس في الدنيا شبعاً، أكثرهم جوعاً يوم القيامة.
قال: فما ملاء أبو جحيفة بطنه من طعام، حتّي لحق باللّه (4).
36 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : للمرأة عشر عورات، فإذا زوّجت سترت لها عورة واحدة، وإذا ماتت سترت عوراتها كلّها (5).
ص:29
37 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : سئل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن امرأة قيل: إنّها زنت، فذكرت المرأة أنّها بكر، فأمرني النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن آمر النساء أن ينظرن إليها، فنظرن إليها، فوجدتها بكراً.
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كنت لأضرب من عليه خاتم من اللّه.
وكان يجيز شهادة النساء في مثل هذا (1).
38 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ ( عليه السلام ) قال: إذا سألت المرأة من فجر بك؟ فقالت: فلان، ضربت حدّين، حدّ لفريتها علي الرجل، وحداًّ لما أقرّت علي نفسها (2).
39 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال: ليس في القرآن ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ) إلّا وهي في التوراة «يا أيّها الناس ».
وفي خبر آخر: يا أيّها المساكين (3)
40 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال عليّ بن
ص:30
أبي طالب ( عليه السلام ) : أنّه لو رأي العبد أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل، وترك طلب الدنيا (1).
41 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: إنّ الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حتّي مضي عامّة الليل، ثمّ قال لهما: انصرفا إلي أُمّكما، فبرقت برقة، فما زالت تضي ء لهما حتّي دخلا علي فاطمة، والنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ينظر إلي البرقة فقال: الحمد للّه الذي أكرمنا أهل البيت (2).
42 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: ورثت عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كتابين: كتاب اللّه، وكتابي في قراب سيفي.
قيل: يا أمير المؤمنين! وما الكتاب الذي في قراب سيفك؟
قال: من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، فعليه لعنة اللّه (3).
ص:31
43 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: كنّا مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في حفر الخندق، إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة (1) خبز، فدفعتها إلي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال النبيّ عليه الصلاة والسلام: ما هذه الكسرة؟
قالت: قرصاً خبزتها للحسن والحسين، جئتك منه بهذه الكسرة.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث (2).
42 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: أتي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بطعام، فأدخل إصبعه فيه، فإذا هو حارّ فقال: دعوه حتّي يبرد، فإنّه أعظم بركة، وإنّ اللّه تعالي لم يطعمنا الحارّة (3).
43 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكّر في طلبها يوم الخميس، وليقرء إذا خرج من منزله آخر سورة «آل عمران»، و«آية الكرسيّ»، و( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ، و«أُمّ الكتاب»، فإنّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة (4).
ص:32
46 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ ( عليه السلام ) : قال: الطيب نُشرة (1)، والعسل نُشرة(2)، والركوب نُشرة ، والنظر إلي الخضرة نُشرة (3).
47 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: كلوا خلّ الخمر، فإنّه يقتل الديدان في البطن.
وقال: كلوا خلّ الخمر ما فسد، ولا تأكلوا ما أفسدتموه أنتم (4).
48 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: حباني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالورد بكلتا يديه، فلمّا أدنيته إلي أنفي قال: إنّه سيّد ريحان
ص:33
49 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: عليكم باللحم، فإنّه ينبت اللحم، ومن ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه (3).
50 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: ذكر عند النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) اللحم والشحم فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلّا أنبتت مكانها شفاء، وأخرجت من مكانها داء (4).
51- الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لا يأكل الكليتين من غير أن يحرّمهما ويقول: لقربهما من البول (5).
ص:34
52 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : دخل طلحة بن عبيد اللّه علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وفي يد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سفرجلة، قد جاء بها إليه وقال: خذها يا أبا محمّد! فإنّها تجمّ القلب (1).
53 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: من أكل إحدي وعشرين زبيبة حمراء علي الريق، لم يجد في جسده شيئاً يكرهه (2).
54 - الشيخ الصدوق : وبهدا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا أكل التمر، يطرح النوي علي ظهر كفّه، ثمّ يقذف به (3).
55 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال:
ص:35
الطاعون ميتة وَحِيَّة(1)،
(2).
56 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتي ببطّيخ ورطب، فأكل منهما، وقال: هذان الأطيبان (3).
57 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) أنّه قال: لا دين لمن دان بطاعة المخلوق، ومعصية الخالق (4).
58 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) أنّه قال: كلوا الرمّان بشحمه، فإنّه دباغ للمعدة (5).
59 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) : خمسة لو رحلتم فيهنّ المطايا، لم يقدروا علي مثلهنّ:
لا يخاف عبد إلّا ذنبه، ولا يرجو إلّا ربّه، ولا يستحيي الجاهل إذا سئل عمّا
ص:36
لايعلم أن يقول: لا أعلم، ولا يستحيي أحدكم إذا لم يعلم أن يتعلّم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له (1).
60- الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) قال: لا تجد في أربعين أصلع رجل سوء، ولا تجد في أربعين كوسجاً رجلاً صالحاً، وأصلع (2)سوء خير من كوسج صالح (3).
61- الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال: خطبنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: سيأتي علي الناس زمان عضوض (4)، يعضّ المؤمن علي ما في يده، ولم يؤمن بذلك، قال اللّه تعالي:
( وَلَاتَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (5).
وسيأتي زمان يقدّم فيه الأشرار، وينسي فيه الأخيار، ويبايع المضطرّ، وقد نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن بيع المضطرّ، وعن بيع الغرر.
ص:37
فاتّقوا اللّه! يا أيّها الناس! وأصلحوا ذات بينكم، واحفظوني في أهلي (1).
62 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : الحنّاء بعد النورة أمان من الجذام والبرص (2).
63 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طا لب ( عليه السلام ) أنّه قال: كأنّي بالقصور، قد شيّدت حول قبر ال حسين ( عليه السلام ) ، وكأنّي بالمحامل، تخرج من الكوفة إلي قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيّام، حتّي يسار إليه من الآفاق، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان (3).
64 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البَراء الجعابيّ قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس الرازيّ التميميّ قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي
ص:38
الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: أمرت بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين (1)
65 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قوله عزّوجلّ: ( وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ)(2)قال: دعوت اللّه أن يجعلها أُذنك يا عليّ (3).
66 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: ما رأيت أحداً أبعد ما بين المنكبين من رسول اللّه (4)
67 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يضحّي بكبشين أملحين أقرنين.
(5).
68 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئولُونَ ) (6) قال: عن ولاية عليّ ( عليه السلام ) (7).
69 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: دعا لي
ص:39
النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يقيني اللّه عزّوجلّ الحرّ والبرد (1).
70 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: أنا عبد اللّه وأخو رسوله، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب (2).
71 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: إنّكم ستعرضون علي البراءة منّي، فلا تتبرّؤا منّي، فإنّي علي دين محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (3).
72 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: لقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد، أنّ أهل صفّين قد لعنهم اللّه علي لسان نبيّه، وقد خاب من افتري (4).
73 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه التميميّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن عليّ ( عليهم السلام ) : أنّه ذكر الكوفة فقال: يدفع عنها البلاء، كما يدفع عن أخبية (5) النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (6) .
ص:40
74 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: من كذّب بشفاعة رسول اللّه لم تنله (1) .
75 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا وجّهني إلي اليمن قال: إذا تقوضي إليك، فلا تحكم لأحد الخصمين دون أن تسمع من الآخر.
قال: فما شككت في قضاء بعد ذلك (2) .
76 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: دفع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الراية يوم خيبر إليّ، فما برحت حتّي فتح اللّه علي يدي (3) .
77 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: ما شبع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من خبز بُرّ ثلاثة أيّام حتّي مضي لسبيله (4) .
78 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: لعن اللّه الذين يجادلون في دينه، أولئك ملعونون علي لسان نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (5) .
79 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: ( وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ ) (6) فيّ نزلت.
وقال ( عليه السلام ) في قوله عزّوجلّ: ( أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْوَرِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ
ص:41
هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ ) (1) فيّ نزلت (2).
80 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: نحن أهل البيت لا يقاس بنا أحد، فينا نزل القرآن، وفينا معدن الرسالة (3).
81 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه شرب قائماً وقال: هكذا رأيت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعل (4).
82 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: العلم ضالّة المؤمن (5)
83 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَئاتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَمِ ) (6) قال: السفن (7).
84 - الشيخ الصدوق : بإسناده عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) قال: خطبنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: سلوني عن القرآن أُخبركم عن آياته، فيمن نزلت، وأين نزلت (8).
ص:42
85 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد عيينة قال: حدّثني أبو الحسن بكر بن أحمد محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسي بن مالك الأشجّ العصريّ قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قالت: سمعت أبي عليّاً يحدّث عن أبيه، عن جعفر محمّد، عن أبيه وعمّه زيد، عن أبيهما عليّ بن الحسين، عن أبيه وعمّه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: لا يحلّ لمسلم أن يروّع (1) مسلماً (2).
86 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّك أعطيت ثلاثاً لم يعطها أحد من قبلك.
قلت: فداك أبي وأُمّي، وما أعطيت؟
قال: أعطيت صهراً مثلي، وأعطيت مثل زوجتك، وأعطيت مثل ولديك الحسن والحسين (3).
ص:43
87 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة.
فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأُمّي، ومن هم؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا علي دابّة اللّه البراق، وأخي صالح علي ناقه اللّه التي عقرت، وعمّي حمزة علي ناقتي العضبا، وأخي عليّ علي ناقة من نوق الجنّة، وبيده لواء الحمد، ينادي: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه.
فيقول الآدميّون: ما هذا! إلّا ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو حامل العرش.
فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش: يا معاشر الآدميّين! ليس هذا ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا حامل عرش، هذا الصدّيق الأكبر، هذا عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام )(1).
88 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، إذا دخل شهر شعبان يصومه في أوّله ثلاثاً، وفي وسطه ثلاثاً، وفي آخره ثلاثاً، وإذا دخل شهر رمضان
ص:44
يفطر قبله بيومين، ثمّ يصوم (1).
89 - الشيخ الصدوق : وبإسناده قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يأكل الطلع والجمار (2) بالتمر ويقول: إنّ إبليس لعنه اللّه، يشتدّ غضبه ويقول: عاش ابن آدم حتّي أكل العتيق بالحديث (3).
90 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: كنت جالساً عند الكعبة، وإذاً شيخ محدودب (4) قد سقط حاجباه علي عينيه من شدّة الكبر، وفي يده عكّازة (5) ، وعلي رأسه برنس أحمر، وعليه مدرعة من الشعر، فدنا إلي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو مسند ظهره إلي الكعبة فقال: يا رسول اللّه! ادع لي بالمغفرة.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خاب سعيك يا شيخ! وضلّ عملك، فلمّا تولّي الشيخ قال: يا أبا الحسن! أتعرفه؟
قلت: اللّهمّ! لا.
قال: ذلك اللعين إبليس.
قال عليّ ( عليه السلام ) : فعدوت خلفه حتّي لحقته وصرعته إلي الأرض، وجلست علي صدره، ووضعت يدي في حلقه لأخنقه، فقال لي: لا تفعل يا أبا الحسن! فإنّي (من
ص:45
المنظرين إلي يوم الوقت المعلوم) وواللّه! يا عليّ! إنّي لأُحبّك جدّاً، وما أبغضك أحد إلّا شركت أباه في أُمّه، فصار ولد الزنا، فضحكت وخلّيت سبيله (1).
91 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ ( عليهم السلام ) : قال: دخلت علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوماً وفي يده سفرجلة، فجعل يأكل ويطعمني ويقول: كُل، يا عليّ! فإنّها هديّة الجبّار إليّ وإليك.
قال: فوجدت فيها كلّ لذّة، فقال: يا عليّ! من أكل السفرجلة ثلاثة أيّام علي الريق، صفا ذهنه، وامتلأ جوفه حلماً وعلماً، ووقي كيد إبليس وجنوده (2).
92 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ بالجحفة قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: خرج علينا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وفي يده خاتم فضّة جَزَع (3). يمانيّ، فصلّي بنا، فلمّا قضي صلاته دفعه إليّ وقال: يا عليّ!
تختّم به في يمينك، وصلّ فيه، أو ما علمت أنّ الصلاة في الجزع سبعون صلاة؟ وأنّه يسبّح ويستغفر، وأجره
ص:46
لصاحبه، وباللّه العصمة والتوفيق (1).
93 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا رأي الهلال قال: أيّها الخلق المطيع، الدائب السريع، المتصرّف في ملكوت الجبروت بالتقدير، ربّي وربّك اللّه، اللّهمّ أهّله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والإحسان، وكما بلّغتنا أوّله، فبلّغنا آخره، واجعله شهراً مباركاً، تمحو فيه السيّئات، وتثبت لنا فيه الحسنات، وترفع لنا فيه الدرجات، يا عظيم الخيرات (2).
94 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ قال: حدّثنا أبو سعيد الحسين بن عليّ العدويّ قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، قال: كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول:
إذا كان خُلِقَت الخلائق في قدرة
فمنهم سخيّ ومنهم بخيل
فأمّا السخيّ ففي راحة
وأمّا البخيل فشؤم طويل (3).
ص:47
95 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، أنّه قال: التاسع من ولدك ياحسين! هو القائم بالحقّ، المظهر للدين، والباسط للعدل.
قال الحسين: فقلت له: يا أمير المؤمنين! وإنّ ذلك لكائن؟
فقال ( عليه السلام ) : إي والذي بعث محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالنبوّة! واصطفاه علي جميع البريّة، ولكن بعد غيبة وحيرة، فلا يثبت فيها علي دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ اللّه عزّوجلّ ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الإيمان، وأيّدهم بروح منه (1).
96 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ قال: أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز بن منيع قال: حدّثني إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : بمدينة الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: حدّثني عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : قال: قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) : سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ وكان وصّافاً للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:48
فقال: كان رسول اللّه فخماً مفخّماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع (1)، وأقصر من المُشَذَّب (2)، عظيم الهامة، رَجِل (3) الشعر، إذا انفرقت عقيقته فرق، وإلاّ فلا يجاوز شعره شحمة أُذنيه إذا هو وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج (4) الحاجبين، سوابغ (5) في غير قَرِن (6)، بينهما عرق يدرّه الغضب، أقني (7)العِرنِين (8)، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمّله أشمّ (9)، كثّ اللحية، سهل الخدّين، ضليع (10) الفم أشنب (11)، مفلّج الأسنان، دقيق المسربة (12)، كان عنقه جيّد
دمية (13) في صفاء الفضّة، معتدل الخلق، بادناً (14) متماسكاً، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس (15)، أنور المتجرّد، موصول ما بين اللبّة (16) والسرّة
ص:49
ص:بشعر يجري كالخطّ، عاري الثديين والبطن وما سوي ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن (1)
الكفّين والقدمين، سائل الأطراف، سبط العصب، خمصان (2) الأخمصين (3) ، فسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلّعاً، يخطو تكفّياً، ويمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشي كأنّما ينحطّ من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلي الأرض أطول من نظره إلي السماء، جلّ نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام.
قال: قلت: صف لي منطقه؟
فقال: كان ( صلي الله عليه وآله وسلم ) متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلّم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلّم بجوامع الكلم فصلاً، لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً (4) ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة وإن دقّت، لا يذمّ منها شيئاً، غير أنّه كان لا يذمّ ذوّاقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحقّ لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شي ء حتّي ينتصر له، وإذا أشار أشار بكفّه كلّها، وإذا تعجّب قَلَّبَها، وإذا تحدّث قارب يده اليمني من اليسري، فضرب بإبهامه اليمني راحة اليسري، وإذا غضب أعرض بوجهه و أشاح، وإذا فرح غضّ طرفه، جُلّ ضحكه التبسّم، يفتر عن مثل حبّ الغمام.
قال الحسن ( عليه السلام ) : فكتمت هذا الخبر عن الحسين ( عليه السلام ) زماناً، ثمّ حدّثته، فوجدته قد سبقني إليه، وسأله عمّا سألته عنه، فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ومخرجه، ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئاً.
ص:50
قال الحسين ( عليه السلام ) : سألت أبي ( عليه السلام ) عن مدخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فإذا آوي إلي منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء للّه تعالي، وجزء لأهله، وجزء لنفسه،
ثمّ جزّأ جزء بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصّة علي العامّة، ولا يدّخر عنهم منه شيئاً، وكان من سيرته في جزء الأُمّة إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسّمه علي قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذوالحوائج، فيتشاغل ويشغلهم فيما أصلحهم، وأصلح الأُمّة من مسألته عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلّغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر علي إبلاغ حاجته، فإنّه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر علي إبلاغها، ثبّت اللّه قدميه يوم القيامة.
لايذكر عنده إلّا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روّاداً، ولا يفترقون إلّا عن ذواق، ويخرجون أدلّة فقهاء.
فسألته عن مخرج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كيف كان يصنع فيه؟
فقال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يخزن لسانه إلّا عمّا يعنيه، ويؤلّفهم ولا ينفّرهم، ويكرم كريم كلّ قوم، ويولّيه عليهم، ويحذّر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقّد أصحابه، ويسأل الناس عمّا في الناس ، ويحسّن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، ولا يقصّر عن الحقّ ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده وأعمّهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة.
قال: فسألته عن مجلسه؟
فقال: كان ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لا يجلس ولا يقوم إلّا علي ذكر، ولا يوطّن الأماكن، وينهي
ص:51
عن إيطانها، وإذا انتهي إلي قوم، جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كلّ جلسائه نصيبه، حتّي لا يحسب أحد من جلسائه أنّ أحداً أكرم عليه منه، من جالسه صابره، حتّي يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلّا بها، أو بميسور من القول، قد وسّع الناس منه خلقه، وصار لهم أباً رحيماً، وصاروا عنده في الحقّ سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تُؤبَن (1) فيه الحُرُم، ولا تثني (2) فلتاته، متعادلين متواصلين فيه
بالتقوي، متواضعين، يوقّرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.
فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه؟
فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، ليّن الجانب، ليس بفظّ ولا غليظ، ولاصخّاب (3) ، ولا فحّاش، ولا عيّاب، ولا مزّاح، ولا مدّاح، يتغافل عمّا
لايشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيّب فيه مؤمّليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه.
وترك الناس من ثلاث: كان لا يذمّ أحداً، ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته، ولاعورته، ولا يتكلّم إلّا فيما رجا ثوابه، إذا تكلّم أطرق جلساءه، كأنّما علي رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، وإذا تكلّم عنده أحد، أنصتوا له حتّي يفرغ من حديثه، يضحك ممّا يضحكون منه، ويتعجّب ممّا يتعجّبون منه، ويصبر للغريب علي الجفوة (4)في المسألة والمنطق، حتّي أن كان
ص:52
أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم حاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلّا من مكافي ء، ولا يقطع علي أحد كلامه حتّي يجوزه، فيقطعه بنهي أو قيام.
قال: فسألته عن سكوت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : كان سكوته علي أربع: الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكّر.
فأمّا التقدير ففي تسوية النظر، والإستماع بين الناس.
وأمّا تفكّره، ففيما يبقي ويفني، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شي ء ولا يستفزّه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه الحسن ليقتدي به، وتركه القبيح لينتهي عنه، واجتهاده الرأي في إصلاح أُمّته، والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة صلوات اللّه عليه وآله الطاهرين (1).
97 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد البزنطيّ، قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لايأبي الكرامة إلّا حمار...(2).
98 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد البزنطيّ قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لايأبي الكرامة إلّا حمار...(3).
ص:53
99 - الشيخ الصدوق :...أبي الصلت الهرويّ قال: كان الرضا ( عليه السلام ) يكلّم الناس بلغاتهم...فقال ( عليه السلام ) : ياأباالصلت!...أو ما بلغك قول أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) : «أوتينا فصل الخطاب!» فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات (1).
100 - الشيخ الصدوق :...معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال:...وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من حفظ لسانه ستر اللّه عورته (2)
101 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: قال أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، جاء الخضر ( عليه السلام ) ، فوقف علي باب البيت...فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد...فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا أخي الخضر ( عليه السلام ) جاء يعزّيكم بنبيّكم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (3).
102 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاهم آت فوقف علي باب البيت فعزّاهم به وأهل البيت يسمعون كلامه ولايرونه.
فقال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : هذا هو الخضر ( عليه السلام ) أتاكم يعزّيكم بنبيّكم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (4).
103 - أبو جعفر الطبريّ :...عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: كان
ص:54
أبو جعفر شديد الأُدمة ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمسة وعشرون شهراً-: إنّه ليس هو من ولد الرضا ( عليه السلام ) .
وقالوا لعنهم اللّه: إنّه من شُنَيف الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ وإنّهم أخذوه والرضا عندالمأمون، فحملوه إلي القافة، وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجدالحرام فعرضوه عليهم...
قال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وما صنع بابنه محمّد.
فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلي بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ماقد رميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟! قالوا: لا، يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا لنعلم.
قال: إنّ مارية لمّا أُهديت إلي جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أُهديت مع جوار قسّمهنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أصحابه، وظنّ بمارية من دونهنّ، وكان معها خادم يقال له «جريح» يؤدّبها بآداب الملوك، وأسلمت علي يد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما، فملكت مارية قلب رسول اللّه فحسدها بعض أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
فأقبلت زوجتان من أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي أبويهما تشكوان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعله وميله إلي مارية، وإيثاره إيّاها عليهما، حتّي سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من «جريح»، وكانوا لايظنّون جريحاً خادماً زمناً.
فأقبل أبواهما إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، وقالا: يا رسول اللّه! مايحلّ لنا ولايسعنا أن نكتمك ماظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.
قال: وماذا تقولان؟ قالا: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً يأتي من مارية الفاحشة
ص:55
العظمي، وإنّ حملها من جريح، وليس هو منك يا رسول اللّه!
فأربد وجه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، تلوّن لعظم ماتلقّياه به ثمّ قال: ويحكما! ماتقولان؟!
فقالا: يا رسول اللّه! إنّنا خلّفنا جريحاً ومارية في مشربة، وهو يفاكهها ويلاعبها، ويروم منها ماتروم الرجال من النساء، فابعث إلي جريح فإنّك تجده علي هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك وحكم اللّه تعالي.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياأباالحسن! خذ معك سيفك ذاالفقار، حتّي تمضي إلي مشربة مارية، فإن صادفتها وجريحاً كمايصفان، فأخمدهما ضرباً.
فقام عليّ ( عليه السلام ) واتّشح بسيفه، وأخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّي ومرّ من بين يدي رسول اللّه أتي إليه راجعاً، فقال له: يا رسول اللّه! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يري مالايري الغائب؟
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فديتك يا عليّ! بل الشاهد يري مالايري الغائب.
قال: فأقبل عليّ وسيفه في يده حتّي تسوّر من فوق مشربة مارية، وهي جالسة وجريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول اللّه وكنّيه وأكرميه، ونحواً من هذا الكلام حتّي نظر جريح إلي أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح وأتي إلي نخلة في دار المشربة، فصعد إلي رأسها، فنزل أميرالمؤمنين إلي المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحاً، فقال: انزل يا جريح!
فقال: يا أمير المؤمنين! آمن علي نفسي؟ قال: آمن علي نفسك.
قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين، وجاء به إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً خادم ممسوح...(1).
ص:56
104 - الشيخ المفيد : قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب، قال: حدّثنا أبو القاسم يحيي بن زكريّا الكتنجيّ قال: حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول: إنّ أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه قال لكميل بن زياد فيما قال: يا كميل! أخوك دينك، فاحتط لدينك بما شئت (1).
105 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ أبو الحسن الحسينيّ قراءة عليه قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا عبد اللّه بن عليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: كلّما ألهي عن ذكر اللّه فهو من الميسر (2).
106 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء، أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بطوس، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم ( عليهم السلام ) : أنّه كان يوم الجمعة يخطب علي المنبر فقال: والذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، ما من رجل من قريش جرت عليه
ص:57
المواسي إلّا وقد نزلت فيه آية من كتاب اللّه عزّوجلّ، أعرفها كما أعرفه.
فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! ما آيتك التي نزلت فيك؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا سألت فافهم، ولا عليك ألّا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود؟
قال: نعم، يا أمير المؤمنين! قال ( عليه السلام ) : فسمعت اللّه عزّوجلّ يقول:
( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (1) ؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : فالذي علي بيّنة من ربّه محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والذي يتلوه شاهد منه، وهو الشاهد وهو منه، عليّ بن أبي طالب، وأنا الشاهد، وأنا منه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (2).
107 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا محمّد بن محمّد قال: حدّثني أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفيّ، قال: حدّثنا أبو الحسن بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثني داود بن سليمان الغازيّ، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر العبد الصالح، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد الصادق قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ الباقر، قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين زين العابدين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ الشهيد، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا أتاه أمر يسرّه قال: «الحمد للّه الذي بنعمته تتمّ الصالحات» وإذا أتاه أمر يكرهه قال: «الحمد للّه علي كلّ حال» (3).
ص:58
108 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء ياسليمان؟...ياسليمان! إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان يقول: العلم علمان: فعلم علمه اللّه وملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله، فإنّه يكون ولايكذب نفسه، ولاملائكته، ولارسله، وعلم عنده مخزون لم يطّلع عليه أحداً من خلقه، يقدّم منه مايشاء، ويؤخّر منه مايشاء، ويمحو مايشاء، ويثبت مايشاء...(1).
109 - الشيخ الطوسيّ : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد، قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه، عن داود بن سليمان الغازيّ، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول: الملوك حكّام علي الناس ، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشي اللّه، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك (2).
ص:59
110 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسي التلعكبريّ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الخراسانيّ الحاجب في شهر رمضان، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثنا سعيد بن هارون أبو عمر المروزيّ، وقد زاد علي الثمانين سنة قال: حدّثنا الفيّاض بن محمّد بن عمر الطرسوسيّ بطوس، سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين
أنّه شهد أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في يوم الغدير، وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للإفطار، وقد قدّم إلي منازلهم الطعام، والبرّ، والصلات، والكسوة، حتّي الخواتيم، والنعال، وقد غيّر من أحوالهم، وأحوال حاشيته، وجُدّدت له آلة غير الآلة التي جري الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه، فكان من قوله ( عليه السلام ) : حدّثني الهادي أبي قال: حدّثني جدّي الصادق، قال: حدّثني الباقر، قال: حدّثني سيّد العابدين، قال: حدّثني أبي الحسين ( عليهم السلام ) : ، قال: اتّفق في بعض سني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الجمعة والغدير، فصعد المنبر علي خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد اللّه وأثني عليه حمداً لم يسمع بمثله، وأثني عليه ثناء لم يتوجّه إليه غيره، فكان ما حفظ من ذلك: «الحمد للّه الذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلي حامديه طريقاً من طرق الإعتراف بلا هوتيّته وصمدانيّته، وربّانيّته وفردانيّته، وسبباً إلي المزيد من رحمته، ومحجّة للطالب من فضله، وكمّن في إبطان اللفظ حقيقة الإعتراف له، بأنّه المنعم علي كلّ حمد باللفظ وإن عظم.
وأشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، شهادة نُزِعَت عن إخلاص الطوِيّ، ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفيّ، أنّه الخالق الباريء
ص:60
المصوّر، له الأسماء الحسني، ليس كمثله شي ء، إذ كان الشي ء من مشيّته، فكان لا يشبهه مكوّنه.
وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، استخلصه في القِدَم علي سائر الأُمم علي علم منه، انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس، وانتجبه آمراً وناهياً عنه، أقامه في سائر عالمه في الأداء مقامه، إذ كان لا تدركه الأبصار، ولا تحويه خواطر الأفكار، ولا تمثّله غوامض الظَنَن في الأسرار، لا إله إلّا هو الملك الجبّار، قرن الاعتراف بنبوّته بالاعتراف بلا هوتيّته، واختصّه من تَكرمته بمالم يلحقه فيه أحد من بريّته، فهو أهل ذلك بخاصّته وخُلّته، إذ لا يختصّ من يشوبه التغيير، ولا يخالل من يلحقه التظنين، وأمر بالصلوة عليه مزيداً في تكرمته، وطريقاً للداعي إلي إجابته، فصلّي اللّه عليه، وكرّم وشرّف، وعظّم مزيداً لا يلحقه التنفيد، ولا ينقطع علي التأبيد.
وأنّ اللّه تعالي اختصّ لنفسه بعد نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من بريّته خاصّة علاهم بتعليته، وسمابهم إلي رتبته، وجعلهم الدعاة بالحقّ إليه، والأدلاّء بالإرشاد عليه، لقرنٍ قرنٍ، وزمنٍ زمنٍ، أنشأهم في القدم قبل كلّ مَذرُوّ ومبروّ أنواراً أنطقها بتحميده، وألهمها شكره وتمجيده، وجعلها الحجج علي كلّ معترف له بملكة الربوبيّة، وسلطان العبوديّة، واستنطق بها الخرسات بأنواع اللغات بخوعاً له، فإنّه فاطر الأرضين والسموات، وأشهدهم خلقه، وولّاهم ما شآء من أمره.
جعلهم تراجم مشيّته، وألسُن إرادته، عبيداً لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم مابين أيديهم وما خلفهم، ولا يشفعون إلّالمن ارتضي، وهم من خشيته مشفقون.
يحكمون بأحكامه، ويستنّون بسنّته، ويعتمدون حدوده، ويودّون
ص:61
فرضه، ولم يدع الخلق في بُهَمٍ صُمّاً، ولا في عمياء بُكماً بل جعل لهم عقولاً مازجت شواهدهم، وتفرقت في هياكلهم، وحقّقها في نفوسهم، واستعبد لها حواسّهم، فقرّر بها علي أسماع ونواظر، وأفكار وخواطر، ألزمهم بها حجّته، وأراهم بها محجّته، وأنطقهم عمّا شهد بألسن ذَرِبَةٍ بما قام فيها من قدرته وحكمته، وبيّن عندهم بها ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، وإنّ اللّه لسميع عليم، بصير شاهد خبير.
ثمّ إنّ اللّه تعالي جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدَين عظيمين كبيرين، لا يقوم أحدهما إلّا بصاحبه، ليُكمل عندكم جميل صنيعته، ويقفكم علي طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويشملكم منهاج قصده، ويوفّر عليكم هني ء رِفدِه.
فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغَسلِ ما كان أوقعته مكاسب السوء من مثله إلي مثله، وذكري للمؤمنين، وتبيان خشية المتّقين، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيّام قبله، وجعله لا يَتِمّ إلّا بالإيتمار لما أمر به، والإنتهاء عمّا نهي عنه، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه، وندب إليه، فلا يقبل توحيده إلّا بالإعتراف لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بنبوّته، ولايقبل ديناً إلّا بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلّا بالتمسّك بعصمه، وعصم أهل ولايته.
فأنزل علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في يوم الدوح (1) مابيّن به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ، وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق، وضمن له عصمته منهم، وكشف من خبايا أهل الريب، وضمائر أهل الارتداد ما رمز
ص:62
فيه، فعقله المؤمن والمنافق، فأعزّ معزّ، وثبت علي الحقّ ثابت، وازدادت جهلة المنافق، وحميّة المارق، ووقع العضّ علي النواجد، والغمز علي السواعد، ونطق ناطق، ونعق ناعق، ونشق ناشق، واستمرّ علي مارقته مارق، ووقع الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان، ومن طائفة باللسان وصدق الإيمان.
وكمّل اللّه دينه، وأقرّ عين نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين والمتابعين، وكان ما قد شهده بعضكم وبلغ بعضكم، وتمّت كلمة اللّه الحسني الصابرين، ودمّر اللّه ماصنع فرعون وهامان، وقارون وجنوده، وما كانوا يعرشون، وبقيت خُثالة من الضُلاّل لا يألون الناس خَبالاً، يقصدهم اللّه في ديارهم ويمحو اللّه آثارهم، ويبيد معالمهم، ويُعقبهم عن قرب الحسرات، ويُلحقهم بمن بسط أكفّهم، ومدّ أعناقهم، ومكّنهم من دين اللّه حتّي بدّلوه، ومن حكمه حتّي غيّروه، وسيأتي نصر اللّه علي عدوّه لحينه، واللّه لطيف خبير، وفي دون ما سمعتم كفاية وبلاغ، فتأمّلوا رحمكم اللّه ما ندبكم اللّه إليه، وحثّكم عليه، وأقصدوا شرعه، واسلكو نهجه، ولا تتّبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله.
إنّ هذا يوم عظيم الشأن، فيه وقع الفرج، ورُفعت الدَرَج، ووَضَحت الحجج، وهو يوم الإيضاح والإفصاح عن المقام الصُراح، ويوم كمال الدين، ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود، ويوم البيان عن حقايق الإيمان، ويوم دَحْر الشيطان، ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون.
هذا يوم الملأ الأعلي الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد، ويوم مِحنة العباد، ويوم الدليل علي الروّاد، هذا يوم أبدي خفايا الصدور، ومُضمَرات الأُمور، هذا يوم النصوص علي أهل الخصوص.
ص:63
هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن المأمون، هذا يوم إظهار المَصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر.
فلم يزل ( عليه السلام ) يقول: هذا يوم، هذا يوم، فراقبوا اللّه عزّوجلّ، واتّقوه، واسمعوا له وأطيعوه، واحذروا المكر ولا تخادعوه، وفتّشوا ضمائركم ولاتُواربوه، وتقرّبوا إلي اللّه بتوحيده، وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ولاتمسّكوا بعِصَم الكوافر، ولا يجنح بكم الغيّ فتضلّوا عن سبيل الرشاد باتّباع أولئك الذين ضلّوا وأضلّوا.
قال اللّه عزّ من قائل في طائفة ذكرهم بالذمّ في كتابه: ( إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) (1) وقال تعالي: ( وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَؤُاْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا (2) نَصِيبًا مِّنَ
النَّارِ) (3)
قالوا: لو هدينا اللّه لهديناكم، أفتدرون الإستكبار ماهو؟ هو ترك الطاعة لمن أُمروا بطاعته، والترفّع علي من نُدبوا إلي متابعته، والقُرآن ينطق من هذا عن كثير، إن تدبّره متدبّر زجره ووعظه.
واعلموا أيّها المؤمنون أنّ اللّه عزّوجلّ قال: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ي صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَنٌ مَّرْصُوصٌ ) (4) أتدرون ماسبيل اللّه؟ ومن سبيله؟ ومن صراط اللّه؟ ومن طريقه؟ أنا صراط اللّه الذي من
ص:64
لم يسلكه بطاعة اللّه فيه هُوِيَ به إلي النار، وأنا سبيله الذي نصبني للإتّباع بعد نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنا قسيم الجنّة والنار، و أنا حجّة اللّه علي الفجّار، ونور الأنوار.
فانتبهوا عن رقدة الغفلة، وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل، وسابقوا إلي مغفرة من ربّكم قبل أن يُضرب بالسور بباطن الرحمة، وظاهر العذاب، فتنادون فلا يُسمع نداؤكم، وتَضِجّون فلا يُحفَل بضجيجكم، وقبل أن تستغيثوا فلاتغاثوا، سارعوا إلي الطاعات قبل فوت الأوقات، فكأن قد جاءكم هادم اللذّات فلا مناص نَجاء، ولا محيص تخليص.
عودوا رحمكم اللّه بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة علي عِيالكم، والبرّ بإخوانكم، والشكر للّه عزّوجلّ علي ما منحكم، واجمعوا يجمع اللّه شملكم، وتبارّوا يصل اللّه ألفتكم، وتهادوا نعم اللّه كما منّاكم بالثواب فيه علي أضعاف الأعياد قبله وبعده إلّا في مثله، والبرّ فيه يُثمر المال، ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة اللّه وعطفه.
وهيّؤا لإخوانكم وعِيالكم عن فضله بالجهد من جودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البشر فيما بينكم، والسرور في ملاقاتكم، والحمد للّه علي ما منحكم، وعودوا بالمزيد من الخير علي أهل التأميل لكم، وساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم، وما تناله القدرة من استطاعتكم، وعلي حسب إمكانكم، فالدرهم فيه بمائة ألف درهم، والمزيد من اللّه عزّوجلّ.
وصوم هذا اليوم ممّا ندب اللّه تعالي إليه، وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه، حتّي لو تعبّد له عبد من العبيد في الشبيبة، من ابتداء الدنيا إلي تقضّيها، صائماً نهارها، قائماً ليلها، إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت
ص:65
إليه أيّام الدنيا عن كفاية، ومن أسعف أخاه مبتدئاً، وبرّه راغباً، فله كأجر من صام هذا اليوم، وقام ليلته
ومن فطّر مؤمناً في ليلته فكأنّما فطّر فئاماً وفئاماً، يعدّها بيده عشرة».
فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين! وما الفئام؟
قال ( عليه السلام ) : مائة ألف نبيّ وصدّيق وشهيد، فكيف بمن تكفّل عدداً من المؤمنين والمؤمنات؟ وأنا ضمينه علي اللّه تعالي الأمان من الكفر والفقر، وإن مات في ليلته، أو يومه، أو بعده إلي مثله من غير ارتكاب كبيرة، فأجره علي اللّه تعالي.
ومن استدان لإخوانه وأعانهم، فأنا الضامن علي اللّه إن بقّاه قضاه، وإن قبضه حمله عنه، وإذا تلاقيتهم فتصافحوا بالتسليم، وتهانوا النعمة في هذا اليوم، وليبلّغ الحاضر الغائب، والشاهد البائت، وليعد الغنيّ علي الفقير، والقويّ علي الضعيف أمرني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بذلك.
ثمّ أخذ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في خطبة الجمعة، وجعل صلاة جمعته صلاة عيده، وانصرف بولده وشيعته إلي منزل أبي محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، بما أعدّ له من طعامه، وانصرف غنيّهم وفقيرهم برفده إلي عياله (1).
111 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد [أخبرنا أبو الفتح هلاب بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبد
ص:66
اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة، وفيها رحلنا إليه علي طريق البصرة، وصادفنا عبد الرحمان بن مهديّ عليلاً، فأقمنا عليه أيّاماً، ومات عبد الرحمان بن مهديّ وحضرنا جنازته، وصلّي عليه إسماعيل بن جعفر، ورحلنا إلي سيّدي أنا وأخي دعبل، فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين، وخرجنا إلي قمّ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : ]، عن النزال بن سبرة، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنّه قال: إنّ الزبيب يشدّ القلب، ويذهب بالمرض، ويطفي ء الحرارة، ويطيب النفس (1).
112 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد (2)، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال: أطعموا صبيانكم الرمّان، فإنّه أسرع لألسنتهم (3).
113 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يعجبه الدُبّاء، ويلتقطه من الصحفة (4) (5).
114 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، قال: قال أمير المؤمنين عليّ
ص:67
بن أبي طالب ( عليه السلام ) : الفجل أصله يقطع البلغم، ويهضم الطعام، وورقه يحدر البول (1).
115 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: إنّ الدُبّاء يزيد في العقل (2).
116 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ ( عليه السلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنّه تلا هذه الآية: ( فَأُوْلَئكَ أَصْحَبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ ) (3).
قيل: يا رسول اللّه! من أصحاب النار؟
قال: من قاتل عليّاً بعدي، أولئك هم أصحاب النار مع الكفّار، فقد كفروا بالحقّ لمّا جاءهم، ألا وإنّ عليّاً منّي، فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربّي ثمّ دعا عليّاً ( عليه السلام ) فقال: يا عليّ! حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمّتي بعدي (4).
117 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، قال: خطب الناس أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) بالكوفة، فقال: معاشر الناس! إنّ الحقّ قد غلبه الباطل، وليغلبنّ الباطل عمّا قليل، أين أشقاكم - أو قال: شقيّكم شكّ أبي، هذا قول أبي ( رضي الله عنه ) - فواللّه! ليضربنّ هذه، فليخضبنّها من هذه. - وأشار بيده إلي هامّته ولحيته - (5).
118 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
ص:68
أنّه قال: ألا إنّكم ستُعرَضون علي سبّي، فإن خفتم علي أنفسكم فسبّوني، ألاوإنّكم ستُعرَضون علي البراءة منّي، فلا تفعلوا فإنّي علي الفطرة (1).
119 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، في قوله: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ ) (2) قال: الصدق ولايتنا أهل البيت (3).
120 - الشيخ الطوسيّ : وبالإسناد، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال: أحبب حبيبك هوناً مّا، فعسي أن يكون بغيضك يوماًمّا، وأبغض بغيضك هوناًمّا، فعسي أن يكون حبيبك يوماًمّا (4).
121 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنّه قال: فقيه واحد أشدّ علي إبليس من ألف عابد (5).
122 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه قال: من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر (6).
123 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير المؤمنين عليّ بن
ص:69
أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنّه قال: أربعة نزلت من الجنّة: العنب الرازقيّ، والرطب المُشانيّ، والرمّان الإملاسيّ، والتفّاح الشعشعانيّ - يعني الشاميّ -.
وفي خبر آخر: والسفرجل (1).
124 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال: أربعة من قصور الجنّة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة (2).
125 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال: الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالجوارح (3).
126 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
النساء أربع: جامع مجمّع، وربيع مربّع، وكرب مقمِع، وغلّ قَمِل، يجعله اللّه في عنق من يشاء، وينتزعه منه إذا شاء (4).
قال الصدوق : «جامع مجمع» أي كثيرة الخير مخصبة، «وربيع مربع» التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر، «وكرب مقمع» أي سيّئة الخلق مع زوجها، «وغلّ قمل» أي هي عند زوجها كالغلّ القمّل، وهو غلّ من جلد يقع فيه القمّل فيأكله فلا يتهيّأ أن يحلّ منه شي ء وهو مثل للعرب (5).
ص:70
127 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة، وفرغ اللّه من حساب الخلائق، دفع الخالق عزّوجلّ مفاتيح الجنّة والنار إليّ، فأدفعها إليك، فيقول لك: احكم.
قال: عليّ ( عليه السلام ) : واللّه! إنّ للجنّة أحداً وسبعين باباً، يدخل من سبعين منها شيعتي وأهل بيتي، ومن باب واحد سائر الناس (1).
128 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّه قال: تعطّروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب (2).
129 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) :
لا ترفعوا الطست حتّي تنطف (3)، اجمعوا وضوءكم جمع اللّه شملكم (4).
130 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: حدّثنا ابن عقدة قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عليّ الحسينيّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: انشقّ القمر بمكّة فلقتين، فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اشهدوا، اشهدوا، بهذا (5).
ص:71
131 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: أخبرني أبو عبيد اللّه بن عليّ قال: هذا كتاب جدّي عبيد اللّه، فقرأت فيه:
أخبرني أبي، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: لمّا صُرفت القبلة أتي رجل قوماً في الصلاة، فقال: إنّ القبلة قد صُرفت فتحوّلوا وهم ركوع (1).
132 - الشيخ الطوسيّ : حدّثنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد الحسينيّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: رؤيا الأنبياء وحي (2).
133 - الشيخ الطوسيّ : ابن الصلت عن ابن عقدة، قال: أخبرنا جعفر بن عنبسة بن عمرو، قال: حدّثنا سليمان بن يزيد، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: الذبيح إسماعيل (3).
134 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني عليّ بن محمّد الحسينيّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: كان إبراهيم أوّل من أضاف الضيف، وأوّل من شاب، فقال: ما هذا؟
ص:72
قيل: وقار في الدنيا، ونور في الآخرة (1).
135 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني عبيد اللّه بن عليّ، قال: هذا كتاب جدّي عبيد اللّه بن عليّ، فقرأت فيه: أخبرني عليّ بن موسي أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : : أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قضي بابنة حمزة لخالتها وقال: الخالة والدة (2).
136 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت، عن ابن عقدة، قال: حدّثنا عبد الملك الطحّان، قال: حدّثنا هارون بن عيسي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سار إلي بدر في شهر رمضان، وافتتح مكّة في شهر رمضان (3).
137 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز أبو العبّاس القرشيّ بالكوفة، قال: حدّثني جدّي محمّد بن عيسي أبو جعفر القيسيّ، قال: حدّثنا محمّد بن فضيل الصيرفيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رجل للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا رسول اللّه! علّمني عملاً لا يحال بينه وبين الجنّة.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تغضب، ولا تسأل الناس شيئاً، وارض للناس ما ترضي لنفسك.
ص:73
فقال: يا رسول اللّه! زدني. قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا صلّيت العصر فاستغفر اللّه سبعاً وسبعين مرّة يحطّ عنك عمل سبع وسبعين سنة.
قال: مالي سبع وسبعون سنة.
فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فاجعلها لك ولأبيك، وأُمّك ولقرابتك (1).
138 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عليّ بن سهل العاقوليّ، قال: حدّثنا موسي بن عمر بن يزيد الكوفيّ الصيقل، قال: حدّثنا معمّر بن خلّاد، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين، قال: جاء أبو أيّوب الأنصاريّ - واسمه خالد بن زيد - إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا رسول اللّه! أوصني وأقلل لعلّي أن أحفظ.
قال: أوصيك بخمس: باليأس عمّا في أيدي الناس فإنّه الغني، وإيّاك والطمع فإنّه الفقر الحاضر، وصلّ صلاة مودّع، وإيّاك وما تعتذر منه، وأحبّ لأخيك ماتحبّ لنفسك (2).
139 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ، قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن
ص:74
جعفر، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) .
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أيّكم مال وارثه أحبّ إليه من ماله؟
قالوا: ما فينا أحد يحبّ ذلك يا نبيّ اللّه!
قال: بحسبكم، بل كلّكم يحبّ ذلك.
ثمّ قال: يقول ابن آدم، مالي مالي، وهل لك من مالك إلّا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت، وما عدا ذلك فهو مال الوارث (1).
140 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ، قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) .
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: لمّا نزلت هذه الآية: ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَايُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) (2) قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مال تؤدّي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين، وكلّ مال لا تؤدّي زكاته فهو كنز وإن كان فوق الأرض (3).
141 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب البيهقيّ، قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ، قال:
ص:75
حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قيل: يا نبيّ اللّه! أفي المال حقّ سوي الزكاة؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نعم، برّ الرحم إذا أدبرت، وصلة الجار المسلم، فما أقرّ بي من بات شبعان وجاره المسلم جائع.
ثمّ قال: ما زال جبرئيل ( عليه السلام ) يوصيني بالجار حتّي ظننت أنّه سيورّثه (1).
142 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقيّ الشعرانيّ بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام )
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: كان ضحك النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) التبسّم، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدّثون ويضحكون بمل ء أفواههم فقال: يا هؤلاء! من غرّه منكم أمله، وقصر به في الخير عمله، فليطلع في القبور، وليعتبر بالنشور، واذكروا الموت فإنّه هادم اللذّات (2).
143 - الشيخ الطوسيّ : وبإسناده قال: سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول: لاتتركوا حجّ بيت ربّكم، لا يخل منكم ما بقيتم، فإنّكم إن تركتموه لم تنظروا، وإنّ
ص:76
أدني ما يرجع به من أتاه أن يغفر له ما سلف.
وأوصيكم بالصلاة وحفظها، فإنّها خير العمل، وهي عمود دينكم.
وبالزكاة، فإنّي سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: الزكاة قنطرة الإسلام، فمن أدّاها جاز القنطرة، ومن منعها احتبس دونها، وهي تُطفي ء غضب الربّ، وعليكم بصيام شهر رمضان فإنّ صيامه جُنّة حصينة من النار.
وفقراء المسلمين أشركوهم في معيشتكم.
والجهاد في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم، فإنّما يجاهد في سبيل اللّه رجلان إمام هُدي أو مطيع له مقتد بهداه.
وذرّيّة نبيّكم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لا يظلمون بين أظهركم وأنتم تقدرون علي الدفع عنهم.
وأوصيكم بأصحاب نبيّكم لا تسبّوهم، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً، ولم يأتوا محدثاً، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أوصي بهم، وأوصيكم بنسائكم، وما ملكت أيمانكم، ولا يأخذنّكم في اللّه لومة لائم، يكفكم اللّه من أرادكم وبغي عليكم، وقولوا للناس حسناً كما أمركم اللّه عزّوجلّ.
ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولّي اللّه أُموركم شراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم. وعليكم بالتواضع والتباذل، وإيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرّق، وتعاونوا علي البرّ والتقوي، ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان، واتّقوا اللّه إنّ اللّه شديد العقاب (1)
144 - الشيخ الطوسيّ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: سلوني عن
ص:77
كتاب اللّه عزّوجلّ، فواللّه ما نزلت آية منه في ليل أو نهار، ولا مسير ولا مقام، إلّا وقد أقرأنيها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعلّمني تأويلها.
فقال ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين! فما كان ينزل عليه وأنت غائب عنه؟
قال ( عليه السلام ) : كان يحفظ علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما كان ينزل عليه من القرآن وأنا عنه غائب حتّي أقدم عليه فيُقرأنيه، ويقول لي: يا عليّ! أنزل اللّه عليّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا، فيعلّمني تنزيله وتأويله (1).
145 - الشيخ الطوسيّ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) ، قال: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العلم (2).
146 - الشيخ الطوسيّ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) ، قال: من أراد عزّاً بلاعشيرة، وهيبةً من غير سلطان، وغني من غير مال، وطاعةً من غير بذل، فليتحوّل من ذلّ معصية اللّه إلي عزّ طاعته، فإنّه يجد ذلك كلّه (3).
147 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسنيّ في رجب سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين [ بن زيد بن عليّ بن الحسين ] بن
ص:78
عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: حدّثني الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، في قول اللّه عزّوجلّ: ( هَلْ جَزَآءُ الْإِحْسَنِ إِلَّا الْإِحْسَنُ ) (1).
قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلّا الجنّة (2)
148 - الشيخ الطوسيّ : محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ظريف بن ناصح.
وروي أحمد بن محمّد بن يحيي، عن العبّاس بن معروف، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ظريف بن ناصح.
وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن ظريف بن ناصح.
وسهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح.
ورواه محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسان الرازيّ، عن إسماعيل بن جعفر الكنديّ، عن ظريف بن ناصح قال: حدّثني رجل يقال له: عبد اللّه بن أيّوب قال: حدّثني أبو عمرو المتطبّب، قال: عرضت هذه الرواية علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) .
وروي عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال.
ومحمّد بن عيسي، عن يونس جميعاً، عن الرضا ( عليه السلام ) قالا: عرضنا عليه الكتاب،
ص:79
فقال ( عليه السلام ) : هو، نعم، حقّ (1) ، وقد كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يأمر عمّاله بذلك.
قال (2) ( عليه السلام ) : أفتي ( عليه السلام ) في كلّ عظم له مخّ فريضة مسمّاة، إذا كسر فجبر علي غير عثم (3) ولا عيب.
فجعل فريضة الدية ستّة أجزاء، وجعل في الروح، والجنين، والأشفار (4)،
والشلل، والأعضاء، والإبهام، لكلّ جزء ستّة فرائض.
جعل دية الجنين مائة دينار، وجعل مَنِيّ الرجل إلي أن يكون جنيناً خمسة أجزاء، فإذا كان جنيناً قبل أن تلجه الروح مائة دينار.
فجعل للنطفة عشرين ديناراً، وهو الرجل يفزع عن عرسه، فيلقي النطفة وهو لايريد ذلك، فجعل فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عشرين ديناراً الخمس، وللعلقة خمسيّ ذلك أربعين ديناراً، وذلك للمرأة أيضاً تُطرق أو تضرب فتلقيه.
ثمّ المضغة ستّين ديناراً إذا طرحته المرأة أيضاً في مثل ذلك، ثمّ العظم ثمانين ديناراً إذا طرحته المرأة، ثمّ الجنين أيضا مائة دينار إذا طرقهم عدوّ فأسقطن النساء، في مثل هذا أوجب علي النساء ذلك من جهة المعقلة مثل ذلك، فإذا ولد المولود، واستهلّ - وهو البكاء - فبيّتوهم فقتلوا الصبيان، ففيهم ألف دينار للذّكر، وللأُنثي علي مثل هذا الحساب علي خمسمائة دينار.
وأمّا المرأة إذا قُتلت وهي حامل متمّ، ولم تسقط ولدها، ولم يعلم أذكر هو أم
ص:80
أُنثي، ولم يعلم بعدها مات أو قبلها فديته نصفان، نصف دية الذكر، ونصف دية الأُنثي، ودية المرأة كاملة بعد ذلك.
وأفتي في مَنِيّ الرجل يفزع عن عرسه، فيعزل عنها الماء ولم يرد، ذلك نصف خمس المائة من دية الجنين عشرة دنانير، وإن أفرغ فيها عشرون ديناراً، وجعل في قصاص جراحته ومعقلته، علي قدر ديته وهي مائة دينار.
وقضي في دية جراحة الجنين من حساب المائة، علي ما يكون من جراح الرجل والمرأة كاملة.
وأفتي ( عليه السلام ) في الجسد وجعله ستّة فرائض: النفس، والبصر، والسمع، والكلام، والعقل، ونقص الصوت من الغنن، والبحح، والشلل في اليدين والرجلين، فجعل هذا بقياس ذلك الحكم، ثمّ جعل مع كلّ شي ء من هذه قسامة، علي نحو ما بلغت الدية.
والقسامة في النفس جعل علي العمد خمسين رجلاً، وعلي الخطأ خمسة وعشرين رجلاً علي ما بلغت ديته ألف دينار، وعلي الجراح بقسامة ستّة نفر، فما كان دون ذلك، فحسابه علي ستّة نفر، والقسامة في النفس، والسمع والبصر، والعقل والصوت، من الغنن والبحح (1) ، ونقص اليدين والرجلين، فهذه ستّة أجزاء الرجل.
فالدية في النفس ألف دينار، والأنف ألف دينار، والضوء كلّه من العينين ألف دينار، والبحح ألف دينار، وشلل اليدين ألف دينار، والرجلين ألف دينار، وذهاب السمع كلّه ألف دينار، والشفتين إذا استؤصلتا ألف دينار، والظهر إذا حدب ألف دينار، والذكر ألف دينار، واللسان إذا استؤصل ألف دينار، والأنثيين ألف دينار.
وجعل ( عليه السلام ) دية الجراحة في الأعضاء كلّها في الرأس والوجه، وسائر الجسد، من السمع، والبصر، والصوت، والعقل، واليدين، والرجلين في القطع والكسر، والصدع،
ص:81
والبطط، والموضحة، والدامية، ونقل العظام، والناقبة يكون في شي ء من ذلك.
فما كان من عظم كسر فجبر علي غير عثم ولاعيب لم ينقل منه العظام، فإنّ ديته معلومة، فإذا أوضح ولم ينقل منه العظام فدية كسره، ودية موضحته، ولكلّ عظم كسر معلوم، فدية نقل عظامه نصف دية كسره، ودية موضحته ربع دية كسره، ممّا وارت الثياب من ذلك غير قصبتي الساعد والأصابع.
وفي قرحة لاتبرأ ثلث دية ذلك العضو الذي هي فيه، فإذا أصيب الرجل في إحدي عينيه، فإنّها تقاس ببيضة تربط علي عينه المصابة، وينظر ما ينتهي بصر عينه الصحيحة، ثمّ تغطّي عينه الصحيحة، وينظر ما ينتهي بصر عينه المصابة، فيعطي ديته من حساب ذلك.
والقسامة مع ذلك من الستّة أجزاء القسامة علي ستّة نفر، علي قدر ما أصيب من عينه، فإن كان سدس بصره، حلف الرجل وحده وأعطي، وإن كان ثلث بصره حلف هو، وحلف معه رجل آخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي بصره حلف هو، وحلف معه ثلاثة رجال، وإن كان أربعة أخماس بصره، حلف هو وحلف معه أربعة رجال، وإن كان بصره كلّه، حلف هو وحلف معه خمسة رجال، ذلك في القسامة في العينين.
قال: وأفتي ( عليه السلام ) فيمن لم يكن له من يحلف معه، ولم يوثق به علي ما ذهب من بصره، أنّه يضاعف عليه اليمين، إن كان سدس بصره حلف واحدة، وإن كان الثلث حلف مرّتين، وإن كان النصف حلف ثلاث مرّات، وإن كان الثلثين حلف أربع مرّات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مرّات، وإن كان بصره كلّه حلف ستّ مرّات ثمّ يعطي، وإن أبي أن يحلف لم يعط إلّا ما حلف عليه، ووثق منه بصدق.
والوالي يستعين في ذلك بالسؤال، والنظر، والتثبّت في القصاص، والحدود، والقود، وإن أصاب سمعه شي ء، فعلي نحو ذلك يضرب له شي ء، لكي يعلم منتهي
ص:82
سمعه ثمّ يقاس ذلك.
والقسامة علي نحو ما نقص من سمعه، فإن كان سمعه كلّه فعلي نحو ذلك، وإن خيف منه فجور، ترك حتّي يغفل ثمّ يصاح به، فإن سمع عاوده الخصوم إلي الحاكم، والحاكم يعمل فيه برأيه، ويحطّ عنه بعض ما أخذ، وإن كان النقص في الفخذ، أو في العضد، فإنّه يقاس بخيط تقاس رجله الصحيحة، أو يده الصحيحة، ثمّ يقاس به المصابة، فيعلم ما نقص من يده أو رجله، وإن أُصيب الساق، أو الساعد من الفخذ، أو العضد يقاس، وينظر الحاكم قدر فخذه.
وقضي ( عليه السلام ) في صدغ الرجل إذا أُصيب فلم يستطع أن يلتفت إلّا ما انحرف الرجل نصف الدية خمسمائة دينار، وما كان دون ذلك فبحسابه.
وقضي ( عليه السلام ) في شفر العين الأعلي إن أُصيب فشتر، فديته ثلث دية العين مائة وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار.
وإن أُصيب شفر العين الأسفل فديته نصف دية العين مائتا دينار وخمسون ديناراً.
فإن أُصيب الحاجب، فذهب شعره كلّه فديته نصف دية العين مائتا دينار وخمسون ديناراً، فما أُصيب منه فعلي حساب ذلك.
فإن قطعت روثة الأنف، فديتها خمسمائة دينار نصف الدية.
وإن أنفذت فيه نافذة لاتنسدّ بسهم، أو برمح، فديته ثلاثمائة وثلاث وثلاثون ديناراً وثلث.
وإن كانت نافذة فبرئت والتأمت، فديتها خمس دية روثة الأنف مائة دينار، فما أُصيب فعلي حساب ذلك.
فإن كانت النافذة في أحد المنخرين إلي الخيشوم، وهو الحاجز بين المنخرين، فديتها عشر دية روثة الأنف، لأنّه النصف، والحاجز بين المنخرين خمسون ديناراً.
ص:83
وإن كانت الرمية نفذت في أحد المنخرين والخيشوم إلي المنخر الآخر، فديتها ستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار.
وإذا قطعت الشفة العليا واستؤصلت، فديتها نصف الدية خمسمائة دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك.
فإن انشقّت، فبدا منها الأسنان، ثمّ دوويت فبرئت والتأمت فدية جرحها، والحكومة فيها خمس دية الشفة مائة دينار، وما قطع منها فبحساب ذلك.
وإن شترت وشينت شيناً قبيحاً، فديتها مائة دينار وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار، ودية الشفة السفلي إذا قطعت واستوصلت، ثلثا الدية كمّلاً ستّمائة وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار، فما قطع منها، فبحساب ذلك.
فإن انشقّت حتّي يبدو منها الأسنان، ثمّ برئت والتأمت مائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
وإن أصيبت فشينت شيناً فاحشاً، فديتها ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، وذلك ثلث ديتها.
قال: وسألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن ذلك؟
فقال ( عليه السلام ) : بلغنا أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فضّلها، لأنّها تمسك الطعام والماء، فلذلك فضّلها في حكومته.
وفي الخدّ إذا كانت فيه نافذة وبدا منها جوف الفم فديتها مائة دينار.
فإن دووي فبري ء والتأم وبه أثر بيّن، وشين فاحش، فديته خمسون ديناراً.
فإن كانت نافذة في الخدّين كليهما، فديتها مائة دينار، وذلك نصف دية التي بدا منها الفم.
فإن كانت رميت بنصل ينفذ في العظم حتّي ينفذ إلي الحنك، فديتها مائة وخمسون ديناراً، جعل منها خمسون ديناراً لموضحتها.
ص:84
وإن كانت ناقبة ولم تنفذ، فديتها مائة دينار.
فإن كانت موضحة في شي ء من الوجه، فديتها خمسون ديناراً.
فإن كان لها شين، فدية شينها ربع دية موضحتها.
وإن كان جرحاً ولم يوضح ثمّ بري ء وكان في الخدّين أثر، فديته عشرة دنانير.
وإن كان في الوجه صدع، فديته ثمانون ديناراً، فإن سقطت منه جدوة لحم ولم يوضح وكان قدر الدرهم فما فوق ذلك، فديتها ثلاثون ديناراً.
ودية الشجّة إن كانت موضحة أربعون ديناراً، إذا كانت في الجسد، وفي موضع الرأس خمسون ديناراً، فإن نقل منها العظام، فديتها مائة دينار وخمسون ديناراً، فإن كانت ناقبة في الرأس، فتلك تسمّي المأمومة، وفيها ثلث الدية ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
وجعل ( عليه السلام ) في الأسنان في كلّ سنّ خمسين ديناراً، وجعل الأسنان سواءً، وكان قبل ذلك يجعل في الثنيّة خمسين ديناراً، وفيما سوي ذلك من الأسنان في الرباعيّة أربعين ديناراً، وفي الناب ثلاثين ديناراً، وفي الضرس خمسة وعشرين ديناراً، فإذا اسودّت السنّ إلي الحول فلم تسقط فديتها دية الساقط خمسون ديناراً، وإن تصدّعت ولم تسقط فديتها خمسة وعشرون ديناراً، فما انكسر منها فبحسابه من الخمسين، وإن سقطت بعد وهي سوداء فديتها إثنا عشر ديناراً ونصف، وما انكسر منها من شي ء فبحسابه من الخمسة وعشرين ديناراً.
وفي الترقوة إذا انكسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب أربعون ديناراً، فإن انصدعت فديتها أربعة أخماس، دية كسرها إثنان وثلاثون ديناراً.
فإن أوضحت فديتها خمسة وعشرون ديناراً، وذلك خمسة أجزاء من ديتها إذا انكسرت.
فإن نقل منها العظام فديتها نصف دية كسرها عشرون ديناراً.
ص:85
فإن نقبت فديتها ربع دية كسرها عشرة دنانير.
ودية المنكب إذا كسر خمس دية اليد مائة دينار.
فإن كان في المنكب صدع فديته أربعة أخماس، دية كسره ثمانون ديناراً.
فإن أوضح فديته ربع دية كسره خمسة وعشرون ديناراً.
فإن نقلت منه العظام فديته مائة دينار وخمسة وسبعون ديناراً، منها مائة دينار دية كسره، وخمسون ديناراً لنقل العظام، وخمسة وعشرون ديناراً للموضحة.
وإن كانت ناقبة، فديتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً.
فإن رضّ فعثم فديته ثلث دية النفس ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، فإن كان فكّ فديته ثلاثون ديناراً.
وفي العضد إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب فديتها خمس دية اليد مائة دينار، ودية موضحتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً، ودية نقل عظامها نصف دية كسرها خمسون ديناراً، ودية نقبها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً.
وفي المرفق إذا كسر فجبر علي غير عثم ولا عيب فديته مائة دينار، وذلك خمس دية اليد.
فإن انصدع فديته أربعة أخماس دية كسره ثمانون ديناراً.
فإن أوضح فديته ربع دية كسره خمسة وعشرون ديناراً.
فإن نقلت منه العظام فديته مائة دينار وخمسة وسبعون ديناراً، للكسر مائة دينار، ولنقل العظام خمسون ديناراً، وللموضحة خمسة وعشرون ديناراً.
فإن كانت فيه ناقبة، فديتها ربع دية كسره خمسة وعشرون ديناراً.
فإن رضّ المرفق فعثم فديته ثلث دية النفس ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
ص:86
فإن فُكّ فديته ثلاثون ديناراً، وفي المرفق الآخر مثل ذلك سواء.
وفي الساعد إذا كسر فجبر علي غير عثم ولا عيب ثلث دية النفس ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
فإن كسر إحدي القصبتين من الساعدين فديتها خمس دية اليد مائة دينار، وفي إحداهما أيضاً في الكسر لأحد الزندين خمسون ديناراً، وفي كليهما مائة دينار.
فإن انصدع إحدي القصبتين ففيها أربعة أخماس، دية إحدي قصبتي الساعد أربعون ديناراً، ودية موضحتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً، ودية نقل عظامها مائة دينار، وذلك خمس دية اليد.
وإن كانت ناقبة فديتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً، ودية نقبها نصف دية موضحتها إثنا عشر ديناراً ونصف، ودية نافذتها خمسون ديناراً.
فإن صارت فيها قرحة لا تبرأ، فديتها ثلث دية الساعد ثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، فذلك ثلث دية التي هي فيه.
ودية الرسغ إذا رضّ فجبر علي غير عثم ولا عيب ثلث دية اليد مائة دينار وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار. - قال الخليل: الرسغ مفصل ما بين الساعد والكفّ -.
وفي الكفّ إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب خمس دية اليد مائة دينار.
فإن فكّ الكفّ فديتها ثلث دية اليد مائة دينار وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار.
وفي موضحتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً.
ودية نقل عظامها مائة دينار وثمانية وسبعون ديناراً، نصف دية كسرها.
وفي نافذتها إن لم تنسدّ خمس دية اليد مائة دينار، فإن كانت نافذة فديتها ربع دية كسرها خمسة وعشرون ديناراً.
ودية الأصابع والقصب الذي في الكفّ في الإبهام إذا قطع ثلث دية اليد مائة
ص:87
دينار وستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار.
ودية قصبة الإبهام التي في الكفّ تجبر علي غير عثم خمس دية الإبهام ثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، إذا استوي جبرها وثبت.
ودية صدعها ستّة وعشرون ديناراً وثلثا دينار، ودية موضحتها ثمانية دنانير وثلث دينار، ودية نقل عظامها ستّة عشر ديناراً وثلثا دينار، ودية نقبها ثمانية دنانير وثلث دينار، نصف دية نقل عظامها، ودية موضحتها نصف دية ناقلتها ثمانية دنانير وثلث دينار، ودية فكّها عشرة دنانير.
ودية المفصل الثاني من أعلي الإبهام إن كسر فجبر علي غير عثم ولا عيب ستّة عشر ديناراً وثلثا دينار.
ودية الموضحة إذا كانت فيها أربعة دنانير وسدس دينار، ودية نقبه أربعة دنانير وسدس دينار، ودية صدعه ثلاثة عشر ديناراً وثلث دينار، ودية نقل عظامها خمسة دنانير، وما قطع منها فبحسابه علي منزلته.
وفي الأصابع في كلّ إصبع سدس دية اليد ثلاثة وثمانون ديناراً وثلث دينار، ودية أصابع الكفّ الأربع سوي الإبهام دية كلّ قصبة عشرون ديناراً وثلثا دينار، ودية كلّ موضحة في كلّ قصبة من القصب الأربع أصابع، أربعة دنانير وسدس دينار، ودية نقل كلّ قصبة منهنّ ثمانية دنانير وثلث دينار.
ودية كسر كلّ مفصل من الأصابع الأربع التي تلي الكفّ ستّة عشر ديناراً وثلثا دينار.
وفي صدع كلّ قصبة منهنّ ثلاثة عشر ديناراً وثلثا دينار.
فإن كان في الكفّ قرحة لاتبرأ فديتها ثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار. وفي نقل عظامها ثمانية دنانير وثلث دينار، وفي موضحتها أربعة دنانير وسدس، وفي نقبها أربعة دنانير وسدس، وفي فكّها خمسة دنانير.
ص:88
ودية المفصل الأوسط من الأصابع الأربع إذا قطع فديته خمسة وخمسون ديناراً وثلث دينار، وفي كسره أحد عشر ديناراً وثلث دينار، وفي صدعه ثمانية دنانير ونصف دينار، وفي موضحته دينار وثلثا دينار، وفي نقل عظامها خمسة دنانير وثلث دينار، وفي نقبه ديناران وثلثا دينار، وفي فكّه ثلاثة دنانير وثلثا دينار، وفي المفصل الأعلي من الأصابع الأربع إذا قطع سبعة وعشرون ديناراً ونصف دينار وربع عشر دينار، وفي كسره خمسة دنانير وأربعة أخماس دينار، وفي نقبه دينار وثلث، وفي فكّه دينار وأربعة أخماس دينار، وفي ظفر كلّ إصبع منها خمسة دنانير.
وفي الكفّ إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب فديتها أربعون ديناراً، ودية صدعها أربعة أخماس دية كسرها إثنان وثلاثون ديناراً، ودية موضحتها خمسة وعشرون ديناراً، ودية نقل عظامها عشرون ديناراً ونصف دينار، ودية نقبها ربع دية كسرها عشرة دنانير، ودية قرحة لا تبرأ ثلاثة عشر ديناراً وثلث دينار.
وفي الصدر إذا رضّ فثني شِقّاه كلاهما فديته خمسمائة دينار، ودية إحدي شقّيه إذا انثني مائتان وخمسون ديناراً، فإن انثني الصدر والكتفان فديته مع الكتفين ألف دينار، فإن انثني أحد الكتفين مع شقّ الصدر فديته خمسمائة دينار، ودية الموضحة في الصدر خمسة وعشرون ديناراً، ودية موضحة الكتفين والظهر خمسة وعشرون ديناراً، فإن اعتري الرجل من ذلك صعر لايستطيع أن يلتفت فديته خمسمائة دينار.
وإن كسر الصلب فجبر علي غير عثم ولا عيب فديته مائة دينار، فإن عثم فديته ألف دينار.
وفي الأضلاع فيما خالط القلب من الأضلاع إذا كسر منها ضلع فديته خمسة وعشرون ديناراً، ودية صدعه إثنا عشر ديناراً ونصف، ودية نقل عظامه سبعة دنانير ونصف، وموضحته علي ربع دية كسره، ودية نقبه مثل ذلك.
وفي الأضلاع ممّا يلي العضدين دية كلّ ضلع عشرة دنانير إذا كسر، ودية صدعه
ص:89
سبعة دنانير، ودية نقل عظامه خمسة دنانير، وموضحة كلّ ضلع ربع دية كسره ديناران ونصف دينار، وإن نقب ضلع منها فديته دينار ونصف دينار.
وفي الجائفة ثلث دية النفس ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، فإن نقب من الجانبين كليهما برمية، أو طعنة، وقعت في الصفاق فديتها أربعمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
وفي الأُذن إذا قطعت فديتها خمسمائة دينار، وما قطع منها فبحساب ذلك.
وفي الورك إذا كسر فجبر علي غير عثم ولا عيب خمس دية الرجلين مائتا دينار، فإن صدع الورك فديته مائة دينار وستّون ديناراً أربعة أخماس دية كسره، فإن أوضحت فديته ربع دية كسره خمسون ديناراً، ودية نقل عظامه مائة وخمسة وسبعون ديناراً، منها لكسرها مائة دينار، ولنقل عظامها خمسون ديناراً، ولموضحتها خمسة وعشرون ديناراً، ودية فكّها ثلثا ديتها، فإن رضّت وعثمت فديتها ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار.
وفي الفخذ إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب خمس دية الرجلين مائتا دينار، فإن عثمت الفخذ فديتها ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار ثلث دية النفس، ودية موضحة العثم أربعة أخماس دية كسرها مائة وستّون ديناراً، فإن كانت قرحة لا تبرأ فديتها ثلث دية كسرها ستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار، ودية موضحتها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، ودية نقل عظامها نصف دية كسرها مائة دينار، ودية نقبها ربع دية كسرها خمسون ديناراً.
وفي الركبة إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب خمس دية الرجلين مائتا دينار، فإن تصدّعت فديتها أربعة أخماس دية كسرها مائة وستّون ديناراً، ودية موضحتها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، ودية نقل عظامها مائة دينار وخمسة وسبعون ديناراً، منها في دية كسرها مائة دينار، وفي نقل عظامها خمسون ديناراً،
ص:90
وفي موضحتها خمسة وعشرون ديناراً، ودية نقبها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، فإذا رضّت فعثمت ففيها ثلث دية النفس ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، فإن فكّت ففيها ثلاثة أجزاء من دية الكسر ثلاثون ديناراً.
وفي الساق إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب خمس دية الرجلين مائتا دينار، ودية صدعها أربعة أخماس دية كسرها مائة وستّون ديناراً، وفي موضحتها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، وفي نقل عظامها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، وفي نقبها نصف دية موضحتها خمسة وعشرون ديناراً، وفي نفوذها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، وفي قرحة لا تبرأ ثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، فإن عثمت الساق فديتها ثلث دية النفس ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون دينار وثلث دينار.
وفي الكعب إذا رضّ فجبر علي غير عثم ولا عيب ثلث دية الرجلين ثلاثمائة وثلاثون دينار وثلث دينار.
وفي القدم إذا كسرت فجبرت علي غير عثم ولا عيب خمس دية الرجلين مائتا دينار، ودية موضحتها ربع دية كسرها خمسون ديناراً، وفي ناقبة فيها ربع دية كسرها خمسون ديناراً.
ودية الأصابع والقصب التي في القدم للإبهام ثلث دية الرجلين ثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث دينار، ودية كسر الإبهام القصبة التي تلي القدم خمس دية الإبهام ستّة وستّون ديناراً وثلثا دينار، وفي صدعها ستّة وعشرون ديناراً وثلثا دينار، وفي موضحتها ثمانية دنانير وثلث دينار، وفي نقل عظامها ستّة وعشرون ديناراً وثلثا دينار، وفي نقبها ثمانية دنانير وثلث دينار، وفي فكّها عشرة دنانير.
ودية المفصل الأعلي من الإبهام وهو الثاني الذي فيه الظفر ستّة عشر ديناراً وثلثا دينار، وفي موضحته أربعة دنانير وسدس، وفي نقل عظامه ثمانية دنانير وثلث دينار، وفي ناقبته أربعة دنانير وسدس، وفي صدعه ثلاثة عشر ديناراً وثلث، وفي
ص:91
فكّه خمسة دنانير، وفي ظفره ثلاثون ديناراً، وذلك لأنّه ثلث دية الرجل، ودية كلّ إصبع منها سدس دية الرجل ثلاثة وثمانون ديناراً وثلث دينار.
ودية قصبة الأصابع الأربع سوي الإبهام دية كسر كلّ قصبة منها ستّة عشر ديناراً وثلثا دينار، ودية موضحة كلّ قصبة منها أربعة دنانير وسدس، ودية نقل كلّ عظم قصبة منهنّ ثمانية دنانير وثلث، ودية صدعها ثلاثة عشر ديناراً وثلث دينار، ودية نقب كلّ قصبة منهنّ أربعة دنانير وسدس، ودية قرحة لا تبرأ في القدم ثلاثة وثلاثون ديناراً وثلث.
ودية كسر المفصل الذي يلي القدم من الأصابع ستّة عشر ديناراً وثلث، ودية صدعها ثلاثة عشر ديناراً وثلث دينار، ودية نقل عظم كلّ قصبة منهنّ ثمانية دنانير وثلث دينار، ودية موضحة كلّ قصبة أربعة دنانير وسدس دينار، ودية نقبها أربعة دنانير وسدس دينار، ودية فكّها خمسة دنانير.
وفي المفصل الأوسط من الأصابع الأربع إذا قطع فديته خمسة وخمسون ديناراً وثلثا دينار، ودية كسره أحد عشر ديناراً وثلثا دينار، ودية صدعه ثمانية دنانير وأربعة أخماس دينار، ودية موضحته ديناران، ودية نقل عظامه خمسة دنانير وثلثا دينار، ودية فكّه ثلاثة دنانير وثلثا دينار، ودية نقبه ديناران وثلثا دينار.
وفي المفصل الأعلي من الأصابع الأربع التي فيها الظفر إذا قطع فديته سبعة وعشرون ديناراً وأربعة أخماس دينار، ودية كسره خمسة دنانير وأربعة أخماس دينار، ودية صدعه أربعة دنانير وخمس دينار، ودية موضحته دينار وثلث دينار، ودية نقل عظامه ديناران وخمس دينار، ودية نقبه دينار وثلث دينار، ودية فكّه دينار وأربعة أخماس دينار، ودية كلّ ظفر عشرة دنانير.
وأفتي ( عليه السلام ) في حلمة ثدي الرجل ثمن الدية مائة دينار وخمسة وعشرون ديناراً، وفي خصية الرجل خمسائة دينار.
ص:92
قال: وإن أُصيب رجل فأدرّ خصيتاه كلتاهما فديته أربعمائة دينار، فإن فحج فلم يقدر علي المشي إلّا مشياً لا ينفعه فديته أربعة أخماس دية النفس ثمانمائة دينار، فإن أحدب منها الظهر فحينئذ تمّت ديته ألف دينار، والقسامة في كلّ شي ء من ذلك ستّة نفر علي ما بلغت ديته.
وأفتي ( عليه السلام ) في الوجيئة إذا كانت في العانة فخرقت السفاق فصارت أدرّة في إحدي الخصيتين فديتها مائتا دينار خمس الدية، وفي النافذة إذا نفذت من رمح، أو خنجر في شي ء من الرجل من أطرافه فديتها عشر دية الرجل مائة دينار.
وقضي ( عليه السلام ) أنّه لا قود لرجل أصابه والده في أمر يعيب عليه فيه، فأصابه عيب من قطع وغيره، وتكون له الدية ولا يقاد، ولا قود لامرأة أصابها زوجها فعيبت، وغرم العيب علي زوجها، ولا قصاص عليه.
وقضي ( عليه السلام ) في امرأة ركبها زوجها فأعفلها أنّ لها نصف ديتها مائتان وخمسون ديناراً.
وقضي ( عليه السلام ) في رجل افتضّ جارية بإصبعه فخرق مثانتها فلا تملك بولها فجعل لها ثلث الدية مائة وستّة وستّين ديناراً وثلثي دينار، وقضي ( عليه السلام ) لها عليه صداقها مثل نساء قومها (1)
ص:93
149 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعرانيّ بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) :
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : ، وقالا جميعاً عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: بُني الإسلام علي خمس خصال: علي الشهادتين والقرينتين.
قيل له: أمّا الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟
قال: الصلاة والزكاة، فإنّه لا يقبل أحدهما إلّا بالأُخري، والصيام، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً، وختم ذلك بالولاية، فأنزل اللّه عزّوجلّ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا) (1) (2).
150 - الشيخ الطوسي :...أحمد بن محمّد، قال: سألته عن الطلاق؟ فقال ( عليه السلام ) : علي طهر، وكان عليّ ( عليه السلام ) يقول: لايكون طلاق إلّا بالشهود... (3)
151 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن ابن بنت، وبنت ابن؟ قال ( عليه السلام ) : إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان لايألوا أن يعطي الميراث للأقرب...(4).
ص:94
152 - الحميريّ :...حمّاد بن عثمان قال: سألت أبا الحسن ال رضا ( عليه السلام ) عن رجل مات وترك أُمّه وأخاً؟
فقال ( عليه السلام ) :...إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان يورّث الأقرب فالأقرب (1)
153 - الحميريّ :...البزنطيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يقول: إنّ شيعتنا في أوسع ممّا بين السماء إلي الأرض...(2)
154 - الراونديّ : إنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: إنّي كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، وأشكّ في الرضا ( عليه السلام ) ...فاستبصرت، ثمّ قلت له: يا ابن رسول اللّه أشتهي أن تدعوني إلي دارك... ثمّ بعث إليّ مركوباً في آخر يوم، فخرجت إليه وصلّيت معه العشائين...ثمّ قال للغلام: هات الثياب التي أنام فيها لينام أحمد البزنطيّ فيها...وقال: يا أحمد! لاتفخر علي أصحابك بذلك، فإنّ صعصعة بن صوحان مرض، فعاده أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) وأكرمه، ووضع يده علي جبهته وجعل يلاطفه، فلمّا أراد النهوض قال:
يا صعصعة! لاتفخر علي إخوانك بما فعلت، فإنّي إنّما فعلت جميع ذلك لأنّه كان تكليفاً لي (3).
155 - الراوندي :...محمّد بن عبيدة قال: دخلت علي الرضا صلوات اللّه عليه... ثمّ قال: إنّ عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه قال: إنّ الحكماء ضيّعوا
ص:95
الحكمة، لمّا وضعوها عند غير أهلها (1).
156 - أبو جعفر الطبريّ :...أبويعقوب بن إسحاق بن محمّد بن أبان بن لاحق النخعيّ، أنّه سمع مولانا الحسن الأخير ( عليه السلام ) يقول: سمعت أبي يحدّث عن جدّه عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : : أنّه قال: اعتلّ صعصعة بن صوحان العبديّ فعاده مولانا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) في جماعة من أصحابه، فلمّا استقرّ بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا تفتخرنّ علي إخوانك بعيادتي إيّاك.
ثمّ نظر إلي فِهر في وسط داره، فقال لأحد أصحابه: ناولنيه.
فأخذه منه، و أداره في كفّه، فإذا به سفرجلة رطبة فدفعها إلي أحد أصحابه وقال: قطّعها قطعاً، وادفع إلي كلّ واحد منّا قطعة، وادفع إلي صعصعة قطعة، وإليّ قطعة، ففعل ذلك، فأدار مولانا ( عليه السلام ) القطعة من السفرجلة في كفّه، فإذا بها تفّاحة، فدفعها إلي ذلك الرجل وقال له: اقطعها وادفع إلي كلّ واحد قطعة، وإلي صصعصة [قطعة] وإليّ قطعة...(2).
157 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس
ص:96
بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: لمّا بُدِي ء رسول اللّه بتعليم الأذان أتي جبرئيل بالبراق [فاستعصت عليه، فقال لها جبرئيل:] أُسكني بُراقة، فما ركبك أحد أكرم علي اللّه منه، [فسكنت ].
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فركبتها حتّي انتهيتُ إلي الحجاب الذي يلي الرحمن عزّ ربّنا وجلّ، فخرج مَلَك من وراء الحجاب، فقال: اللّه أكبر، [اللّه أكبر]، قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قلت: يا جبرئيل! من هذا [المَلَك ] الكريم؟
قال [جبرئيل ]: والذي أكرمك بالنبوّة ما رأيت هذا الملك قبل ساعتي هذه.
فقال [الملك ]: اللّه أكبر، اللّه أكبر، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أكبر، أنا أكبر.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فقال الملك: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا اللّه لا إله إلّا أنا.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فقال الملك: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، أشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّداً رسولاً.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فقال الملك: حيّ علي الصلاة، حيّ علي الصلاة.
فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلي عبادتي.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فقال الملك: حيّ علي الفلاح، [حيّ علي الفلاح ].
فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلي عبادتي.
ص:97
[قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فقال الملك: حيّ علي خير العمل، حيّ علي خير العمل.
فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلي عبادتي ]، قد أفلح من واظب عليها.
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فيومئذ أكمل اللّه تعالي لي الشرف علي الأوّلين والآخرين (1).
158 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يسافر يوم الإثنين (2) والخميس ويقول: فيهما ترفع الأعمال إلي اللّه تعالي، وتعقد في هما الألوية (3)، (4) .
159 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) صلّي بنا صلاة السفر، فقرأ في الاُولي «الحمد» و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وفي الأُخري «الحمد» و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) ، ثمّ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قرأت لكم ثلث القرآن وربعه (5).
160 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: حدّثني [أبي ] عليّ بن أبي
ص:98
طالب ( عليه السلام ) : حسن الخلق خير قرين.
وقال ( عليه السلام ) : أكملكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً (1)
161 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: حدّثني [أبي ] عليّ بن أبي طالب، قال: قال ( عليه السلام ) : عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه (2).
162 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا شرب [لبناً] مضمض فاه وقال: إنّ له دَسَماً (3).
163 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: حدّثني أبي، [عن ] عليّ بن أبي طالب: ثلاثة لا يعرضنّ أحدكم نفسه عليهنّ وهو صائم: الحِجامة، والحمّام، والمرأة الحسناء (4).
164 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: حدّثني [أبي، عن ] عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : من عرض نفسه للتهمة، فلا يلومنّ من أساء الظنّ به (5).
165 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : من
ص:99
أحبّني وجدني عند مماته بحيث يحبّ، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره (1).
166 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إنّ لإبليس كُحلاً وسَفوفاً (2)ولَعوقاً (3).
فأمّا كُحله فالنوم، وأمّا سَفوفه فالغضب، وأمّا لَعوقه فالكذب (4)
167 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: رأيت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كبّر علي عمّه حمزة خمس تكبيرات، وكبّر علي الشهداء بعده خمس تكبيرات، فلحق حمزة سبعين تكبيرة، [ووضع يده اليمني علي اليسري ] (5)،
(6).
168 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا أصابه صداع أو غير ذلك، بسط يديه، وقرأ الفاتحة (7) ومسح بهما وجهه، فيذهب عنه ما كان يجد (8).
ص:100
169 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده عن أسماء، قالت: قَبَّلتُ - أي ولّدتُ - فاطمة بالحسن فلم أر لها دماً.
فقلت: يا رسول اللّه! إنّي لم أر لها دماً في حيض، ولا في نفاس!
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أما علمتِ أنّ ابنتي طاهرة مطهّرة، لا يُري لها دم في طَْمث ولا ولادة (1).
170 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عليّ بن موسي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، أنّه قال: العنب أدم، وفاكهة، وطعام، وحلواء (2).
171 - الإربليّ : عن الحافظ عبد العزيز، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : الحياء والدين مع العقل حيث كان (3).
172 - ابن شهر آشوب : جابر بن عبد اللّه وحذيفة بن اليمان وعبد اللّه بن العبّاس وأبو هارون العبديّ، عن عبد اللّه بن عثمان وحمدان بن المعافا، عن الرضا ( عليه السلام ) ، ومحمّد بن صدقة، عن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) .
ولقد أنبأني أيضاً ابن شيرويه والديلميّ بإسناده إلي موسي بن جعفر، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قالوا: كنّا مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في طرقات المدينة إذ جعل خمسه في خمس أمير المؤمنين، فواللّه! ما رأينا خمسين أحسن منها، إذ مررنا علي نخل
ص:101
المدينة فصاحت نخلة أختها: هذا محمّد المصطفي، وهذا عليّ المرتضي، فاجتزناهما، فصاحت ثانية بثالثة: هذا نوح النبيّ، وهذا إبراهيم الخليل، فاجتزناهما، فصاحت ثالثة برابعة: هذا موسي وأخوه هارون، فاجتزناهما، فصاحت رابعة بخامسة: هذا محمّد سيّد النبيّين، وهذا عليّ سيّد الوصيّين.
فتبسّم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ قال: يا عليّ! سمّ نخل المدينة صيحانيّاً، فقد صاحت بفضلي وفضلك (1).
173 - ابن شهرآشوب : الطبريّ بإسناده، عن جابر بن عبد اللّه، عن عليّ ( عليه السلام ) ،
وروي الأصبغ، وزين العابدين، والباقر، والصادق، والرض ( عليهم السلام ) : : أنّه قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) (2) أنا (3).
174 - ابن شهرآشوب : من لا يحضره الفقيه عن ابن بابويه بإسناده عن الرضا ( عليه السلام ) : إنّه أتي عمر برجل وجد علي رأسه قتيل، وفي يده سكّين مملوءة دماً. فقال الرجل: لا واللّه! ما قتلته ولا أعرفه، وإنّما دخلت بهذه السكّين أطلب شاة لي عدمت من بين يديّ، فوجدت هذا القتيل، فأمر عمر بقتله.
فقال الرجل القاتل: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، قد قتلتُ رجلاً، وهذا رجل آخر يقتل بسببي، فشهد علي نفسه بالقتل.
فأدركهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال: لا يجب عليه القود، إن كان قتل نفساً فقد
ص:102
أحيي نفساً، ومن أحيي نفساً فلا يجب عليه قود.
فقال عمر: سمعت رسول اللّه يقول: أقضاكم عليّ، وأعطي ديته من بيت المال (1).
175 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليه السلام ) : قضي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في امرأة محصنة فجر بها غلام صغير، فأمر عمر أن ترجم.
فقال ( عليه السلام ) : لا يجب الرجم، إنّما يجب الحدّ، لأنّ الذي فجر بها ليس بمدرك.
وأمر عمر برجل بمني محصن، فجر بالمدينة، أن يرجم.
فقال أمير المؤمنين: لا يجب عليه الرجم، لأنّه غائب عن أهله، وأهله في بلد آخر، إنّما يجب عليه الحدّ.
فقال عمر: لا أبقاني اللّه لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن (2).
176 - ابن شهرآشوب : أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) في خبر: أنّه أقرّ رجل بقتل ابن رجل من الأنصار، فدفعه عمر إليه ليقتله به، فضربه ضربتان بالسيف حتّي ظنّ أنّه هلك، فحمل إلي منزله وبه رمق، فبري ء الجرح بعد ستّة أشهر، فلقيه الأب وجرّه إلي عمر، فدفعه إليه عمر، فاستغاث الرجل إلي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لعمر: ما هذا الذي حكمت به علي هذا الرجل؟
فقال: النفس بالنفس.
قال ( عليه السلام ) : ألم يقتله مرّة؟
قال: قد قتله (3) ثمّ عاش.
قال ( عليه السلام ) : فيقتل مرّتين، فبهت! ثمّ قال: فاقض ما أنت قاض.
ص:103
فخرج ( عليه السلام ) فقال للأب: ألم تقتله مرّة؟
قال: بلي، فيبطل دم ابني.
قال ( عليه السلام ) : لا، ولكنّ الحكم أن تدفع إليه، فيقتصّ منك مثل ما صنعت به، ثمّ تقتله بدم ابنك.
قال: هو واللّه! الموت، ولابدّ منه.
قال: لابدّ أن يأخذ بحقّه.
قال: فإنّي قد صفحت عن دم ابني، ويصفح لي عن القصاص، فكتب بينهما كتاباً بالبراءة، فرفع عمر يده إلي السماء وقال: الحمدللّه، أنتم أهل بيت الرحمة ياأبا الحسن! ثمّ قال: لولا عليّ لهلك عمر (1).
177 - ورّام بن أبي فراس : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول:ليجتمع في قلبك الإفتقار إلي الناس والإستغناء عنهم، فيكون افتقارك إليهم في لين كلامك، وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك، وبقاء عزّك (2).
178 - محمّد بن عليّ الطبريّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قالت فاطمة ( عليها السلام ) يوماً لي: أنا أحبّ إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) منكم!
فقلت: لا بل أنا أحبّ.
فقال الحسن ( عليه السلام ) : لا، بل أنا.
وقال الحسين ( عليه السلام ) : لا، بل أنا أحبّكم إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )
ص:104
ودخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا بنيّة! فيم أنتم؟
فأخبرناه، فأخذ فاطمة ( عليها السلام ) فاحتضنها، وقبّل فاها، وضمّ عليّاً إليه، وقبّل بين عينيه، أجلس الحسن علي فخذه الأيمن، والحسين علي فخذه الأيسر، وقبّلهما وقال: أنتم أولي بي في الدنيا والآخرة، والي اللّه من والاكم، وعادي من عاداكم، أنتم منّي، وأنا منكم، والذي نفسي بيده لا يتوالاكم عبد في الدنيا إلّا كان اللّه عزّوجلّ وليّه في الدنيا والآخرة (1).
179 - السيّد ابن طاووس : أبو محمّد هارون بن موسي ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد، قال: حدّثنا الحسن بن الحسن بن أبان، قال: حدّثنا سعيد، عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن، يعني الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من قال: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، ولاحول ولاقوّة إلّاباللّه العليّ العظيم»، سبع مرّات وهو ثان رجله بعد المغرب قبل أن يتكلّم، وبعد الصبح قبل أن يتكلّم، صرف اللّه تعالي عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء، أدناها الجذام، والبرص، والسلطان، والشيطان (2).
180 - العلاّمة المجلسيّ : بإسناد التميميّ عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال لي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت منّي بمنزلة هارون من موسي (3)
181 - العلّامة المجلسيّ : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يقول: طوبي لمن أخلص للّه العبادة والدعاء، ولم يشتغل قلبه
ص:105
بما تراه عيناه، ولم ينس ذكر اللّه بما تسمع أذناه، ولم يحزن صدره بما أعطي غيره (1).
182 - المحدّث النوريّ : صحيفة الرضا ( عليه السلام ) بإسناده عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : أنّ في كتاب عليّ ( عليه السلام ) : إنّ أشدّ الناس بلاءً النبيّون ثمّ الوصيّون، ثمّ الأمثل فالأمثل، وإنّما يبتلي المؤمن علي قدر أعماله الحسنة، فمن صحّ دينه وحسن عمله، اشتدّ بلاؤه، ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه، وإنّ البلاء أسرع إلي المؤمن التقيّ من المطر إلي قرار الأرض، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن، ولا عقوبة لكافر (2).
183 - الخوارزميّ: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرنا أبي شيرويه بن شهردار الديلميّ، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون الباقلانيّ الأمين - فيما أجاز لي - أخبرنا أبو عليّ الحسن بن الحسين بن دوما ببغداد، أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد اللّه بن الفتح الذارع بالنهروان، حدّثنا صدقة بن موسي بن تميم بن ربيعة أبو العبّاس، حدّثنا أبي، حدّثنا الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه عليّ ( عليهم السلام ) : قال: خرجت مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم نمشي في طرقات المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها، فصاحت نخلة بأُخري: هذا النبيّ المصطفي، وعليّ المرتضي.
ثمّ جزناها، فصاحت ثانية بثالثة: هذا موسي وأخوه هارون، ثمّ جزناها، فصاحت ثالثة برابعة: هذا نوح وإبراهيم، فجزناها، فصاحت رابعة بخامسة: هذا
ص:106
محمّد سيّد النبيّين، وهذا عليّ سيّد الوصيّين، فتبسّم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ثمّ قال: يا عليّ! إنّما سمّي نخل المدينة صيحانيّاً، لأنّه صاح بفضلي وفضلك (1).
184 - الگنجيّ الشافعيّ: أخبرنا أبو طالب، وأبو تمام وغيرهما ببغداد، أخبرنا أبوالفتح محمّد بن عبد الباقي، أخبرنا محمّد بن أحمد، حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي الكاظم، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: أشدّ الأعمال ثلاثة: إعطاء الحقّ من نفسك، وذكر اللّه في كلّ حال، ومواساة الأخ في المال (2).
185 - القندوزيّ الحنفيّ: عن عليّ ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة! تدرين لم سمّيتك فاطمة؟
قالت: لا، يا رسول اللّه!
[قال عليّ: لم سمّيت فاطمة يا رسول اللّه؟].
قال: إنّ اللّه قد فطمك وذرّيّتك من النار.
أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ ونقله المحبّ الطبريّ عن مسند عليّ بن موسي الرضا بزيادة: من أحبّهم (3).
186 - الحسكاني: أخبرنا أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله قال: أخبرني أبي أبو العبّاس الواعظ، حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن الفضل
ص:107
النحويّ ببغداد في جانب الرصافة إملاءً سنة إحدي وثلاثين وثلاثمائة، حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا البصريّ، حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، حدّثني أبي موسي، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: لمّا مرض الحسن والحسين عادهما رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال لي: يا [أ]با الحسن! لو نذرت علي ولديك للّه نذراً أرجو أن ينفعهما اللّه به.
فقلت: عليّ للّه نذر لئن بري ء حبيباي من مرضهما لأصومنّ ثلاثة أيّام.
فقالت فاطمة: وعليّ للّه نذر لئن بري ء ولداي من مرضهما لأصومنّ ثلاثة أيّام.
وقالت جاريتهم فضّة: وعليّ للّه نذر لئن بري ء سيّداي من مرضهما لأصومنّ ثلاثة أيّام.
فألبس اللّه الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمّد قليل ولاكثير، فصاموا يومهم، وخرج عليّ إلي السوق فإذا شمعون اليهوديّ [في السوق ] وكان له صديقاً فقال له: يا شمعون! أعطني ثلاثة أصوع شعيراً، وجزّة (1) صوف تغزله فاطمة.
فأعطاه [شمعون ] ما أراد، فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله، فأفرغ الشعير وألقي الصوف، فقامت فاطمة إلي صاع من الشعير فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص، وصلّي عليّ مع رسول اللّه المغرب ودخل منزله ليفطر، فقدّمت إليه فاطمة خبز شعير، وملحاً جريشاً (2)، وماءاً قراحاً، فلمّا
ص:108
دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعمونا أطعمكم اللّه من موائد الجنّة.
فقال عليّ ( عليه السلام ) :
فاطم ذات الرشد واليقين
يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين
جاء إلينا جائع حزين
قد قام بالباب له حنين
يشكو إلي اللّه ويستكين
كلّ امرء بكسبه رهين
فأجابته فاطمة ( عليها السلام ) وهي تقول: أمرك عندي يا ابن عمّ طاعة
ما بي لؤم لا ولاضراعة
فأعطه ولاتدعه ساعة
نرجو له الغياث في المجاعة
ونلحق الأخيار والجماعة
وندخل الجنّة بالشفاعة
فدفعوا إليه أقراصهم، وباتوا ليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء القراح، فلمّا أصبحوا عمدت فاطمة إلي الصاع الآخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم، وصلّي عليّ مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المغرب ودخل منزله ليفطر فقدّمت إليه فاطمة خبز شعير، وملحاً جريشاً، وماءاً قراحاً، فلمّا دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب فقال: السلام عليكم [يا] أهل بيت محمّد [أنا] يتيم من أولاد المسلمين، استشهد والدي مع رسول اللّه يوم أحد، أطعمونا أطعمكم اللّه علي موائد الجنّة.
فدفعوا إليه أقراصهم، وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلّا الماء القراح، فلمّا أن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلي الصاع الثالث، وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، وصاموا يومهم، وصلّي عليّ مع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المغرب، ثمّ دخل منزله ليفطر، فقدّمت فاطمة [إليه ] خبز شعير، وملحاً جريشاً، وماءاً قراحاً، فلمّا دنوا ليأكلوا، وقف أسير بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة أطعمونا
ص:109
أطعمكم اللّه. فأطعموه أقراصهم، فباتوا ثلاثة أيّام ولياليها، لم يذوقوا إلّا الماء القراح، فلمّا كان اليوم الرابع عمد عليّ - والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ - وفاطمة وفضّة معهم، فلم يقدروا علي المشي [كذا] من الضعف، فأتوا رسول اللّه فقال: إلهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعاً، فارحمهم يا ربّ! واغفر لهم، [إلهي ] هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم.
فهبط جبرئيل وقال: يا محمّد! إنّ اللّه يقرأ عليك السلام: ويقول:
قد استجبت دعائك فيهم، وشكرت لهم، ورضيت عنهم، واقرأ: ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) إلي قوله: ( إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا)(1) (2) [والحديث ] اختصرته في مواضع.
187 - الحسكانيّ: أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عليّ الحيريّ، وأبو بكر محمّد بن عبد العزيز الجوريّ قالا: أخبرنا أبو سعيد عبد اللّه بن محمّد الرازيّ قال: قري ء علي أبي الحسن عليّ بن مهرويه القزوينيّ بها في الجامع وأنا أسمع - سنة تسع وثلاثمائة - قال: حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: أخبرني أبي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في هذه الآية: ( فَأُوْلَل-ِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم ) قال: ( مِّنَ النَّبِيِّينَ ) محمّد، ومن ( الصِّدِّيقِينَ ) عليّ بن أبي طالب، ومن ( وَالشُّهَدَآءِ) حمزة، ومن ( وَالصَّلِحِينَ ) الحسن والحسين ( وَحَسُنَ أُوْلَئكَ رَفِيقًا) (3) قال:
ص:110
القائم من آل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1)
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الخزّاز قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) آخر جمعة من شعبان...فقال: معاشر شيعتي هذا آخر يوم من شعبان من صامه احتساباً غفر له...ثمّ قال ( عليه السلام ) : معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلاتشيروا إليه بالأصابع، ولكن استقبلوا القبلة، وارفعوا أيديكم إلي السماء، وخاطبوا الهلال وقولوا: «ربّنا وربّك اللّه ربّ العالمين، اللّهمّ! اجعله علينا هلالاً مباركاً، ووفّقنا لصيام شهر رمضان، وسلّمنا فيه وتسلّمنا منه في يسر وعافية، واستعملنا فيه بطاعتك، إنّك علي كلّ شي ء قدير»...ولقد كانت فاطمة سيّدة نساء العالمين ( عليها السلام ) تقول ذلك سنّة...(2).
2 - ابن شهرآشوب : أبو عبد اللّه المفيد النيسابوريّ في أماليه، قال الرضا ( عليه السلام ) : عري الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأدركهما العيد فقالا لأُمّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن! فما لك لاتزيّنينا؟
فقالت: ثيابكما عند الخيّاط فإذا أتاني زيّنتكما...فلمّا أخذ الظلام، قرع الباب قارع.
فقالت فاطمة: من هذا؟
قال: يا بنت رسول الله! أنا الخيّاط جئت بالثياب، ففتحت الباب فإذا رجل
ص:111
ومعه من لباس العيد
قالت فاطمة: واللّه لم أر رجلاً أهيب شيمة منه...ودخل رسول اللّه وهما مزيّنان، فحملهما وقبّلهما، ثم قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رأيت الخيّاط؟
قالت ( عليها السلام ) : نعم، يا رسول اللّه! والذي أنفذته من الثياب.
قال: يا بنيّة! ما هو خيّاط، إنّما هو رضوان خازن الجنّة.
قالت فاطمة: فمن أخبرك يا رسول اللّه؟...(1)
1 - ابن شهرآشوب : أبو عبد اللّه المفيد النيسابوريّ في أماليه، قال الرضا ( عليه السلام ) : عري الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأدركهما العيد فقالا لأُمّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن! فما لك لاتزيّنينا؟
فقالت: ثيابكما عند الخيّاط فإذا أتاني زيّنتكما...(2).
1 - الشعيريّ : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، بإسناده عن الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: رأيت في المنام عيسي بن مريم قلت: ياروح اللّه! إنّي أُريد أن أنقش علي خاتمي، فماذا أنقش عليه؟
ص:112
قال: انقش عليه «لا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين» فإنّه يذهب الهمّ والغمّ (1)
2 - البحرانيّ : ابن شهرآشوب، عن أبي عبد اللّه الخليليّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) : كنت مع أبي بالعقيق إذ لاح لنا ذئب، فجعل يهرول حتّي وقف بين يدي أبي، فجعل يلطع بلسانه قدميه ويتمسّح به، فقال أبي: انطق بها أيّها الذئب! بإذ ن اللّه تعالي.
فأنطقه اللّه تعالي وهو يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين! (2).
3 - القندوزيّ الحنفيّ: عن الحسن بن عليّ مرفوعاً: [قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ادعوا لي سيّد العرب - يعني عليّاً -.
قالت عائشة: ألست سيّد العرب؟
فقال:] أنا سيّد ولد آدم، وعليّ سيّد العرب.
ف'[لمّا جاء] أرسل ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا معشر الأنصار!
ألا أدلّكم علي ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً؟
قالوا: بلي [يا رسول اللّه!].
قال: هذا عليّ فأحبّوه [بحبّي ]، وأكرموه [بكرامتي ]، واتّبعوه، إنّه مع القرآن والقرآن معه، وإنّه يهديكم إلي الهدي، ولايدلّكم علي الردي، فإنّ جبرئيل أخبرني بالذي قلته لكم عن اللّه عزّوجلّ.
رواه الامام عليّ الرضا ( عليه السلام ) (3).
ص:113
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ بإيلاق قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلّة الواعظ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثنا أبي الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: كان عليّ بن أبي أطالب ( عليه السلام ) بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: ياأميرالمؤمنين! إنّي أسألك عن أشياء؟
فقال ( عليه السلام ) : سل تفقّهاً، ولا تسأل تعنّتاً (1).
فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أوّل ما خلق اللّه تعالي؟
فقال ( عليه السلام ) : خلق النور.
قال: فممّ خلقت السموات؟
قال ( عليه السلام ) : من بخار الماء.
قال: فممّ خلقت الأرض؟
قال ( عليه السلام ) : من زبد الماء.
قال: فممّ خلقت الجبال؟
قال ( عليه السلام ) : من الأمواج.
ص:114
قال: فلم سمّيت مكّه أُمّ القري؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّ الأرض دحيت من تحتها.
وسأله عن السماء الدنيا ممّا هي؟
قال ( عليه السلام ) : من موج مكفوف.
وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟
قال ( عليه السلام ) : تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ.
وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟
قال ( عليه السلام ) : اثنا عشر فرسخاً في مثلها.
وسأله عن ألوان السموات السبع وأسماءها؟
فقال ( عليه السلام ) له: اسم سماء الدنيا: رفيع، وهي من ماء ودخان.
واسم السماء الثانية: فيدوم، وهي علي لون النحاس.
والسماء الثالثة اسمها: الماروم، وهي علي لون الشبه.
والسماء الرابعة: اسمها أرفلون، وهي علي لون الفضّة.
والسماء الخامسة: اسمها هيعون، وهي علي لون الذهب.
والسماء السادسة: اسمها عروس، وهي ياقوتة خضراء.
والسماء السابعة: اسمها عجماء، وهي درّة بيضاء.
وسأله عن الثور: ما باله غاض طرفه، لم يرفع رأسه إلي السماء؟
قال ( عليه السلام ) : حياء من اللّه عزّوجلّ، لمّا عبد قوم موسي العجل، نكس رأسه.
وسأله عن من جمع بين الأُختين.
فقال ( عليه السلام ) : يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار، وراحيل، فحرم بعد ذلك، فأنزل:
ص:115
( وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ) (1).
وسأله عن المدّ والجزر ما هما؟
فقال ( عليه السلام ) : ملك من ملائكة اللّه عزّوجلّ، موكّل بالبحار، يقال له: رومان، فإذا وضع قدميه في البحر فاض، فإذا أخرجهما غاض.
وسأله عن اسم أبي الجنّ؟
فقال ( عليه السلام ) : شومان، وهو الذي خلق من مارج من نار.
وسأله هل بعث اللّه عزّوجلّ نبيّاً إلي الجنّ؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، بعث إليهم نبيّاً يقال له: يوسف، فدعاهم إلي اللّه عزّوجلّ فقتلوه.
وسأله عن اسم إبليس، ما كان في السماء؟
قال ( عليه السلام ) : كان اسمه الحارث.
وسأله لم سمّي آدم، آدم؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّه خلق من أديم الأرض.
وسأله لم صارت الميراث للذكر مثل حظّ الأُنثيين؟
فقال ( عليه السلام ) : من قبل السنبلة، كانت عليها ثلاث حبّات، فبادرت إليها حواء، فأكلت منها حبّة، وأطعمت آدم حبّتين، فمن ذلك ورث الذكر مثل حظّ الأُنثيين.
وسأله مَن خلق اللّه عزّوجلّ من الأنبياء مختوناً؟
فقال ( عليه السلام ) : خلق اللّه عزّوجلّ آدم مختوناً، وولد شيث مختوناً، وإدريس، ونوح، وسام بن نوح، وإبراهيم، وداود، وسليمان، ولوط، وإسماعيل، وع يسي ( عليهم السلام ) : ، ومحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:116
وسأله كم كان عمر آدم ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : تسعمائة سنة وثلاثين سنة.
وسأله عن أوّل من قال الشعر؟
فقال ( عليه السلام ) : آدم ( عليه السلام ) .
قال: وما كان شعره؟
قال ( عليه السلام ) : لمّا أُنزل إلي الأرض من السماء، فرأي تربتها وسعتها وهواها، وقتل قابيل هابيل، قال آدم ( عليه السلام ) :
تغيّرت البلاد ومن عليها
فوجه الأرض مغبرّ قبيح
تغيّر كلّ ذي طعم ولون
وقلّ بشاشة الوجه المليح
أري طول الحياة عليّ غمّاً
وهل أنا من حياتي مستريح
وما لي لا أجود بسكب دمع
وهابيل تضمّنه الضريح
قتل قابيل هابيلاً أخاه
فوا حزني لقد فقد المليح
فأجابه إبليس لعنه اللّه:
تنحّ عن البلاد وساكنيها
فبي في الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في قرار
وقلبك من أذي الدنيا مريح
فلم تنفكّ من كيدي ومكري
إلي أن فاتك الثمن الربيح
وبدّل أهلها أثلاً وخمطاً
بحبّات وأبواب منيح
فلولا رحمة الجبّار أضحي
بكفّك من جنان الخلد ريح
وسأله عن بكاء آدم ( عليه السلام ) علي الجنّة، وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه؟
فقال ( عليه السلام ) : بكي مائة سنة، وخرج من عينه اليمني مثل الدجلة، والعين الأُخري مثل الفرات.
وسأله كم حجّ آدم من حجّة؟
ص:117
فقال ( عليه السلام ) : سبعين حجّة ماشياً علي قدميه، وأوّل حجّة حجّها كان معه الصُرَد، يدلّه علي مواضع الماء، وخرج معه من الجنّة، وقد نهي عن أكل الصُرَد والخطّاف.
وسأله ما باله لا يمشي؟
قال ( عليه السلام ) له: لأنّه ناح علي بيت المقدّس، فطاف حوله أربعين عاماً يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدم ( عليه السلام ) ، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب اللّه عزّوجلّ، ممّا كان آدم ( عليه السلام ) يقرأها في الجنّة، وهي معه إلي يوم القيامة ثلاث آيات من أوّل «الكهف»، وثلاث آيات من ( سُبْحَنَ الَّذِي أَسْرَي ) (1) وهي: ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ ) (2)، وثلاث آيات من «يس» وهي ( وَجَعَلْنَا مِن م بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا) (3).
وسأله عن أوّل من كفر وأنشأ الكفر؟
فقال ( عليه السلام ) : إبليس لعنه اللّه.
وسأله عن اسم نوح ما كان؟
فقال ( عليه السلام ) : اسمه السكن، وإنّما سمّي نوحاً، لأنّه ناح علي قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً.
وسأله عن سفينة نوح ماكان عرضها وطولها؟
فقال ( عليه السلام ) : كان طولها ثمانمائة ذراع، وعرضها خمسمائة ذراع، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعاً.
ثمّ جلس الرجل، فقام إليه آخر فقال:
يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن أوّل شجرة غرست في الأرض؟
ص:118
فقال ( عليه السلام ) : العوسجة، ومنها عصي موسي ( عليه السلام ) .
وسأله عن أوّل شجرة نبتت في الأرض؟
فقال ( عليه السلام ) : هي الدبا، وهو القرع.
وسأله عن أوّل من حجّ من أهل السماء؟
فقال ( عليه السلام ) له: جبرئيل ( عليه السلام ) .
وسأله عن أوّل بقعة بسطت من الأرض أيّام الطوفان؟
فقال ( عليه السلام ) له: موضع الكعبة، وكانت زبرجدة خضراء.
وسأله عن أكرم واد علي وجه الأرض؟
فقال ( عليه السلام ) : واد يقال له: سرنديب، فسقط فيه آدم ( عليه السلام ) من السماء.
وسأله عن شرّ واد علي وجه الأرض؟
فقال ( عليه السلام ) : واد باليمن يقال له: برهوت، وهو من أودية جهنّم.
وسأله عن سجن سار بصاحبه؟
فقال ( عليه السلام ) : الحوت سار بيونس بن متي.
وسأله عن ستّة لم يركضوا في رحم؟
فقال ( عليه السلام ) : آدم وحوّا، وكبش إبراهيم، وعصي موسي، وناقة صالح، والخفّاش الذي عمله عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ، وطار بإذن اللّه عزّوجلّ.
وسأله عن شي ء مكذوب عليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف ( عليه السلام ) .
وسأله عن شي ء أُوحِي إليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : أوحي اللّه عزّوجلّ إلي النحل.
وسأله عن أطهر موضع علي وجه الأرض، لا تحلّ الصلاة فيه؟
فقال ( عليه السلام ) له: ظهر الكعبة.
ص:119
وسأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار، ولا تطلع عليه أبداً؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك البحر، حين فلقه اللّه لموسي ( عليه السلام ) ، فأصابت أرضه الشمس، وأطيق عليه الماء، فلن يصبه الشمس.
وسأله عن شي ء شرب وهو حيّ، وأكل وهو ميّت؟
فقال: تلك عصي موسي ( عليه السلام ) .
وسأله عن نذير أنذر قومه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : هي النملة.
وسأله عن أوّل ما أمر بالختان؟
فقال ( عليه السلام ) : إبراهيم ( عليه السلام ) .
وسأله عن أوّل من خفض من النساء؟
فقال ( عليه السلام ) : هاجر أُمّ إسماعيل، خفضتها سارة لتخرج من يمينها.
وسأله عن أوّل امرأة جرّت ذيلها؟
فقال ( عليه السلام ) : هاجر، لمّا هربت من ساره.
وسأله عن أوّل من جرّ ذيله من الرجال؟
قال ( عليه السلام ) : قارون.
وسأله عن أوّل من لبس النعلين؟
فقال ( عليه السلام ) : إبراهيم ( عليه السلام ) .
وسأله عن أكرم الناس نسباً؟
فقال ( عليه السلام ) : صدّيق اللّه يوسف بن يعقوب إسرائيل اللّه بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه صلوات اللّه عليهم.
وسأله عن ستّة من الأنبياء لهم اسمان؟
فقال ( عليه السلام ) : يوشع بن نون، وهو ذو الكفل، ويعقوب، وهو إسرائيل، والخضر،
ص:120
وهو حلقيا، ويونس، وهو ذو النون، وعيسي، وهو المسيح، ومحمّد، وهو أحمد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
وسأله عن شي ء يتنفّس، ليس له لحم ودم؟
فقال له: ذاك الصبح إذا تنفّس.
وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلّموا بالعربيّة؟
فقال ( عليه السلام ) : هو هود، وشعيب، وصالح، وإسماعيل، ومحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ثمّ جلس، وقام رجل آخر سأله، وتعنّته فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن قول اللّه عزّوجلّ: ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ*وَأُمِّهِ ي وَأَبِيهِ * وَصَحِبَتِهِ ي وَبَنِيهِ * لِكُلِ ّ امْرِيٍ مِّنْهُمْ يَوْمَل-ِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) (1) من هم؟
فقال ( عليه السلام ) : قابيل يفرّ من هابيل، والذي يفرّ من أُمّه موسي، والذي يفرّ من أبيه إبراهيم، يعني الأب المربّي، لا الوالد، والذي يفرّ من صاحبته لوط، والذي يفرّ من ابنه نوح، يفرّ من ابنه كنعان.
وسأله عن أوّل من مات فجأة؟
فقال ( عليه السلام ) : داود، مات علي منبره يوم الأربعاء.
وسأله عن أربعة لا يشبعن من أربع؟
فقال ( عليه السلام ) : الأرض من المطر، والأنثي من الذكر، والعين من النظر، والعالم من العلم.
وسأله عن أوّل من وضع سكّة الدنانير والدراهم؟
فقال ( عليه السلام ) : نمرود بن كنعان بعد نوح ( عليه السلام ) .
وسأله عن أوّل من عمل عمل قوم لوط؟
ص:121
فقال ( عليه السلام ) : إبليس، لأنّه أمكن من نفسه.
وسأله عن معني هدير الحمام الراعبيّة؟
فقال ( عليه السلام ) : تدعو علي أهل المعازف، والقيان، والمزامير، والعيدان.
وسأله عن كنية البراق؟
فقال ( عليه السلام ) : يكنّي أبا هلال.
وسأله لم سمّي تُبَّع الملك تُبَّعاً؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّه كان غلاماً كاتباً، وكان يكتب للملك الذي كان قبله، وكان إذا كتب، كتب باسم اللّه الذي خلق صبحاً، وريحاً.
فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد.
فقال: لا أبدأ إلاّ باسم إلهي، ثمّ أَعطِفُ علي حاجتك، فشكر اللّه عزّوجلّ له ذلك، فأعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه الناس علي ذلك، فسمّي تُبَّعاً.
وسأله ما بال الماعز مرفوعة الذنب، بادية الحياء والعورة؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّ الماعز عصت نوحاً ( عليه السلام ) ، لمّا أدخلها السفينة، فدفعها فكسر ذنبها، والنعجة مستورة الحياء والعورة، لأنّ النعجة بادرت بالدخول إلي السفينة، فمسح نوح ( عليه السلام ) يده علي حياها وذنبها، فاستترت بالإلية.
وسأله عن كلام أهل الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : كلام أهل الجنّة بالعربيّة.
وسأله عن كلام أهل النار؟
فقال ( عليه السلام ) : بالمجوسيّة.
وسأله عن النوم، علي كم وجه هو؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : النوم علي أربعة أصناف:
الأنبياء تنام علي أقفيتها مستلقية، وأعينها لاتنام، متوقّعة لوحي ربّها عزّوجلّ.
ص:122
والمؤمن ينام علي يمينه، مستقبل القلبة.
والملوك وأبناؤها، تنام علي شمالها، ليستمرؤوا ما يأكلون.
وإبليس وأخواته وكلّ مجنون وذو عاهة، ينامون علي وجوههم منبطحين (1).
ثمّ جلس، وقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن يوم الأربعاء، وتطيّرنا منه وثقله، وأيّ أربعاء هو؟
فقال ( عليه السلام ) : آخر أربعاء في الشهور وهو الُمحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء أُلقي إبراهيم ( عليه السلام ) في النار، ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق، ويوم الأربعاء غرق اللّه فرعون، ويوم الأربعاء جعل اللّه عزّوجلّ قرية لوط عاليها سافلها، ويوم الأربعاء أرسل اللّه عزّوجلّ الريح علي قوم عاد، ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم، ويوم الأربعاء سلّط اللّه عزّوجلّ علي نمرود البقّة، ويوم الأربعاء طلب فرعون موسي ( عليه السلام ) ليقتله، ويوم الأربعاء خرّ عليهم السقف من فوقهم، ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان، ويوم الأربعاء خرب بيت المقدّس، ويوم الأربعاء أحرق مسجد سليمان بن داود بإصطخر، من كورة فارس، ويوم الأربعاء قُتل يحيي بن زكريّا، ويوم الأربعاء أظلّ قوم فرعون أوّل العذاب، ويوم الأربعاء خسف اللّه عزّوجلّ بقارون، ويوم الأربعاء اُبتلي أيّوب ( عليه السلام ) بذهاب أهله، وولده، وماله، ويوم الأربعاء أدخل يوسف ( عليه السلام ) السجن، ويوم الأربعاء قال اللّه وجل: ( أَنَّا دَمَّرْنَهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) (2)، ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة، ويوم الأربعاء عقروا الناقه، ويوم الأربعاء أمطرت عليهم حجارة من سجّيل، ويوم الأربعاء شجّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكسرت رباعيّته، ويوم الأربعاء أخذت العمالقة
ص:123
التابوت.
وسأله عن الأيّام، وما يجوز فيها من العمل؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الإثنين يوم حرب ودم، ويوم الثلاثاء يوم سفر وطلب، ويوم الأربعاء يوم شوم يتطيّر فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول علي الأُمراء، وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خِطبة ونكاح (1).
ص:124
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ الكوفيّ بالكوفة، سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمدانيّ قال: حدّثني أبو الفضل العبّاس بن عبد اللّه البخاريّ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهرويّ، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما خلق اللّه خلقاً أفضل منّي، ولا أكرم عليه منّي.
قال عليّ ( عليه السلام ) : فقلت: يا رسول اللّه! فأنت أفضل أم جبرئيل؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل أنبياءه المرسلين علي ملائكته المقرّبين، وفضّلني علي جميع النبيّين والمرسلين، والفضل بعدي لك ياعليّ! وللأئمّة من بعدك، وإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا، يا عليّ! الذين يحملون العرش ومن
ص:125
حوله، يسبّحون بحمد ربّهم، ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا.
يا عليّ! لولا نحن ما خلق اللّه آدم ( عليه السلام ) ولا الحوّاء، ولا الجنّة ولا النار، ولاالسماء ولا الأرض، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة؟ وقد سبقناهم إلي معرفة ربّنا، وتسبيحه، وتهليله، وتقديسه، لأنّ أوّل ما خلق اللّه عزّوجلّ أرواحنا، فأنطقها بتوحيده وتمجيده، ثمّ خلق الملائكة، فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً، استعظمت أمرنا، فسبّحنا لتعلم الملائكة أنّا خلق مخلوقون، وأنّه منزّه عن صفاتنا، فسبّحت الملائكة بتسبيحنا، ونزّهته عن صفاتنا، فلمّا شاهدوا عظم شأننا، هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّا عبيد ولسنا بآلهة، يجب أن نعبد معه أو دونه.
فقالوا: لا إله إلّا اللّه، فلمّا شاهدوا كِبَر محلّنا كبّرنا، لتعلم الملائكة أنّ اللّه أكبر من أن ينال عظم المحلّ إلّا به، فلمّا شاهدوا ما جعله اللّه لنا من العزّة والقوّة فقلنا: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، لتعلم الملائكة أنّه لا حول لنا ولا قوّة إلّا باللّه، فلمّا شاهدوا ما أنعم اللّه به علينا، وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا: الحمد للّه، لتعلم الملائكة ما يستحقّ للّه تعالي ذكره علينا من الحمد علي نعمه، فقالت الملائكة: الحمد للّه فبنا اهتدوا إلي معرفة توحيد اللّه عزّوجلّ، وتسبيحه، وتهليله، وتحميده، وتمجيده، ثمّ إنّ اللّه تبارك وتعالي خلق آدم فأودعنا صلبه، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً، وكان سجودهم للّه عزّوجلّ عبوديّة، ولآدم إكراماً وطاعة، لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون.
وإنّه لمّا عرج بي إلي السماء، أذّن جبرئيل مثني مثني، وأقام مثني مثني، ثمّ قال: لي: تقدّم يا محمّد! فقلت له: [يا] جبرئيل! أتقدّم عليك؟
قال: نعم، لأنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل أنبياءه علي ملائكته أجمعين، وفضّلك خاصّة.
قال: فتقدّمت، فصلّيت بهم ولا فخر، فلمّا انتهيت إلي حجب النور قال لي
ص:126
جبرئيل: تقدّم يا محمّد! وتخلّف عنّي، فقلت له: يا جبرئيل! في مثل هذا الموضع تفارقني؟
فقال: يا محمّد! إنّ إنتهاء حدّي الذي وضعني اللّه عزّوجلّ فيه إلي هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي، بتعدّي حدود ربّي جلّ جلاله، فزخّ بي النور زخّة، حتّي انتهيت إلي ما شاء اللّه عزّوجلّ من علوّ مكانه، فنوديت، فقلت: لبّيك ربّي وسعديك، تباركت وتعاليت فنوديت: يا محمّد! أنت عبدي، وأنا ربّك، فإيّاي فاعبد، وعليّ فتوكّل، فإنّك نوري في عبادي، ورسولي إلي خلقي، وحجّتي علي بريّتي، لك ولمن تبعك خلقت جنّتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم أوجبت ثوابي.
فقلت: يا ربّ! ومن أوصيائي؟
فنوديت: يا محمّد! أوصياؤك المكتوبون علي ساق عرشي، فنظرت وأنا بين يدي ربّي جلّ جلاله إلي ساق العرش، فرأيت اثنا عشر نوراً، في كلّ نور سطر أخضر، عليه اسم وصيّ من أوصيائي، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وآخرهم مهديّ أُمّتي.
فقلت: يا ربّ! هؤلاء أوصيائي بعدي؟
فنوديت: يا محمّد! هؤلاء أوصيائي، وأحبّائي، وأصفيائي، وحججي بعدك علي بريّتي، وهم أوصياؤك، وخلفاؤك، وخير خلقي بعدك، وعزّتي وجلالي لأظهرنّ بهم ديني، ولأعلينّ بهم كلمتي، ولأُطهّرنّ الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأملّكنّه مشارق الأرض ومغاربها، ولأُسخّرنّ له الرياح، ولأذلّلنّ له السحاب الصعاب، ولأرقينّه في الأسباب، ولأنصرنّه بجندي، ولأمدّنّه بملائكتي، حتّي يعلن دعوتي، ويجمع الخلق علي توحيدي، ثمّ لأُديمنّ ملكه، ولأُداولنّ الأيّام بين أوليائي إلي يوم
ص:127
القيامة (1).
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: لمّا حضرت الحسن بن عليّ الوفاة بكي، فقيل له: يا ابن رسول اللّه! أتبكي ومكانك من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مكانك الذي أنت فيه، وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيك ما قال، وقد حججت عشرين حجّة ماشياً، وقد قاسمت ربّك مالك ثلاث مرّات، حتّي النعل وبالنعل؟
ص:128
فقال ( عليه السلام ) : إنّما أبكي لخصلتين: لهول المطَّلَع (1) ، وفراق الأحبّة (2).
4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثنا داود بن سليمان الفراء قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: إنّ يهوديّاً سئل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) فقال: أخبرني عمّا ليس للّه، وعمّا ليس عند اللّه، وعمّا لا يعلمه اللّه؟
فقال عليّ ( عليه السلام ) : أمّا ما لا يعلمه اللّه، فذلك قولكم معشر اليهود: إنّ عُزَيراً ابن اللّه، واللّه لا يعلم له ولداً، وأمّا قولك: ما ليس عند اللّه، فليس عند اللّه ظلم للعباد، وأمّا قولك: ما ليس للّه، فليس للّه شريك.
فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه (3)
5 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن الرضا عليّ
ص:129
بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: رأي أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) رجلاً من شيعته من بعد عهد طويل، وقد أثّر السنّ فيه، وكان يتجلّد في مشيته فقال ( عليه السلام ) : كبر سنّك يا رجل!
قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين!
فقال ( عليه السلام ) : أجد فيك بقيّة.
قال: هي لك يا أمير المؤمنين! (1).
6 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: أتي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قبل مقتله بثلاثة أيّام، رجل من أشراف تميم يقال له: عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن أصحاب الرسّ، في أيّ عصر كانوا؟ وأين كانت منازلهم؟ ومن كان ملكهم؟ وهل بعث اللّه عزّوجلّ إليهم رسولاً، أم لا؟ وبماذا هلكوا؟ فإنّي أجد في كتاب اللّه تعالي ذكرهم، ولا أجد غيرهم؟
فقال له عليّ ( عليه السلام ) : لقد سألتني عن حديثٍ ما سألني عنه أحد قبلك، ولايحدّثك به أحد بعدي إلاّ عنّي، وما في كتاب اللّه عزّوجلّ آية إلّا وأنا أعرفها، وأعرف
ص:130
تفسيرها، وفي أيّ مكان نزلت، من سهل أو جبل؟ وفي أيّ وقت، من ليل أو نهار؟ وإنّ هيهنا لعلماً جمّاً - وأشار إلي صدره - ولكن طلّابه يسير، وعن قليل يندمون لو فقدوني.
كان من قصّتهم يا أخا تميم!: أنّهم كانوا قوماً يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها: شاه درخت، كان يافث بن نوح غرسها علي شفير عين يقال لها: دوشاب، كانت أنبطت (1) لنوح ( عليه السلام ) بعد الطوفان، وإنّما سُمّوا أصحاب الرسّ، لأنّهم رسّوا بينهم في الأرض، وذلك بعد سليمان بن داود ( عليه السلام ) ، وكانت لهم إثنتا عشرة قرية علي شاطي ء نهر يقال لها: رسّ، من بلاد المشرق، وبهم سمّي ذلك النهر، ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه، ولا أعذب منه، ولا قري أكثر ولا أعمر منها، تسمّي إحديهنّ آبان، والثانية آذر، والثالثة دي، والرابعة بهمن، والخامسة اسفندار، والسادسة فروردين، والسابعة أردي بهشت، والثامنة خرداد، والتاسعة مرداد، والعاشرة تير، والحادية عشر مهر، والثانية عشر شهريور، وكانت أعظم مدائنهم إسفندار، وهي التي ينزلها ملكهم، وكان يسمّي تركوذ بن غابور بن يارش بن سازن بن نمرود بن كنعان، فرعون إبراهيم ( عليه السلام ) ، وبها العين والصنوبرة.
وقد غرسوا في كلّ قرية منها حبّة من طَلْعِ تلك الصنوبرة، فنبتت الحبّة، وصارت شجرة عظيمة، وحرّموا ماء العين والأنهار، فلا يشربون منها ولاأنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوهم، ويقولون: هو حياة آلهتنا، فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها، ويشربونهم وأنعامهم من نهر الرسّ الذي عليه قراهم.
وقد جعلوا في كلّ شهر من السنة في كلّ قرية عيد يجمع إليه أهلها، فيضربون علي
ص:131
الشجرة التي بها كِلّة (1) من يريد فيها من أنواع الصور.
ثمّ يأتون بشاة وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب، فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها في الهواء، وحال بينهم وبين النظر إلي السماء، خرّوا للشجرة سجّداً، ويبكون ويتضرّعون إليها أن ترضي عنهم، فكان الشيطان يجي ء فيحرّك أغصانها، ويصيح من ساقها صياح الصبيّ ويقول: قد رضيت عنكم عبادي، فطيبوا نفساً، وقرّوا عيناً، فيرفعون رؤوسهم عند ذلك، ويشربون الخمر، ويضربون بالمعازف، ويأخذون الدست بند، فيكونون علي ذلك يومهم وليلتهم، ثمّ ينصرفون.
وإنّما سمّيت العجم شهورها بآبانماه، وآذرماه، وغيرهما، اشتقاقاً من أسماء تلك القري، لقول أهلها بعضهم لبعض: هذا عيد شهر كذا، وعيد شهر كذا، حتّي إذا كان عيد شهر قريتهم العظمي، اجتمع إليه صغيرهم، فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور، له إثنا عشر باباً، كلّ باب لأهل قرية منهم، ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق، ويقرّبون له الذبائح، أضعاف ما قرّبوا للشجرة التي في قراهم، فيجي ء إبليس عند ذلك، فيحرّك الصنوبرة تحريكاً شديداً، ويتكلّم من جوفها كلاماً جهوريّاً، ويعدهم ويمنّيهم بأكثر ممّا وعدتهم، ومنّتهم الشياطين كلّها، فيرفعون رؤوسهم من السجود، وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلّمون، من الشرب والعزف، فيكونون علي ذلك اثني عشر يوماً ولياليها، بعدد أعيادهم سائر السنة، ثمّ ينصرفون.
فلمّا طال كفرهم باللّه عزّوجلّ، وعبادتهم غيره، بعث اللّه عزّوجلّ إليهم نبيّاً من بني إسرائيل، من ولد يهودا بن يعقوب، فلبث فيهم زماناً طويلاً، يدعوهم إلي عبادة
ص:132
اللّه عزّوجلّ، ومعرفة ربوبيّته، فلا يتّبعونه، فلمّا رأي شدّة تماديهم في الغيّ والضلال، وتركهم قبول مادعاهم إليه من الرشد والنجاح، وحضر عيد قريتهم العظمي قال: يا ربّ! إنّ عبادك أبوا إلّا تكذيبي والكفر بك، وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضرّ، فأيبس شجرهم أجمع، وأرهم قدرتك وسلطانك. فأصبح القوم، وقد يبس شجرهم فهالهم ذلك، وقطع بهم، وصاروا فرقتين، فرقة قالت: سحر آلهتكم هذا الرجل الذي يزعم أنّه رسول ربّ السماء والأرض إليكم، ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلي آلهة.
وفرقة قالت: لا، بل غضبت آلهتكم، حين رأت هذا الرجل يعيبها، ويقع فيها، ويدعوكم إلي عبادة غيرها، فحجبت حسنها وبهائها، لكي تغضبوا لها، فتنتصروا منه.
فأجمع رأيهم علي قتله، فاتّخذوا أنابيب طوالاً من رُصاص واسعة الأفواه، ثمّ أرسلوها في قرار العين إلي أعلي الماء، واحده فوق، والأخري مثل البرابخ (1) ،
ونزحوا ما فيها من الماء، ثمّ حفروا في قرارها بئراً ضيّقة المدخل عميقة، وأرسلوا فيها نبيّهم، وألقموا فاها صخرة عظيمة، ثمّ أخرجوا الأنابيب من الماء وقالوا: نرجوا الآن أن ترضي عنه آلهتنا، إذ رأت أنّا قد قتلنا من كان يقع فيها، ويصدّ عن عبادتها، ودفنّاه تحت كبيرها يتشفّي منه، فيعود لنا نورها ونضارتها كما كان، فبقوا عامّة يومهم يسمعون أنين نبيّهم ( عليه السلام ) ، وهو يقول: سيّدي قد تري ضيق مكاني، وشدّة كربي، فارحم ضعف ركني، وقلّة حيلتي، وعجّل بقبض روحي، ولا تؤخّر إجابة دعوتي، حتّي مات ( عليه السلام ) .
فقال اللّه عزّوجلّ لجبرئيل ( عليه السلام ) : يا جبرئيل! انظر عبادي هؤلاء الذي غرّهم
ص:133
حلمي، وأَمِنوا مكري، وعبدوا غيري، وقتلوا رسولي، أن يقوموا لغضبي، أو يخرجوا من سلطاني، كيف؟ وأنا المنتقم ممّن عصاني، ولم يخش عقابي، وإنّي حلفت بعزّتي لأجعلنّهم عبرة ونكالاً للعالمين، فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك، إلّا بريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيّروا فيها، وذعروا منها، وانضمّ بعضهم إلي بعض.
ثمّ صارت الأرض من تحتهم كحجر كبريت يتوقّد، وأظلّتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم كالقبّة جمراً تلتهب، فذابت أبدانهم في النار، كما يذوب الرصاص في النار، فنعوذ باللّه تعالي ذكره من غضبه، ونزول نقمته، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم (1).
7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ، بمرو الرود، في داره، قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
ص:134
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إذا أكل طعاماً يقول: «اللّهمّ بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه». وإذا أكل لبناً أو شربة يقول: «اللّهمّ بارك لنا فيه، وارزقنا فيه» (1)،(2).
8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي
ص:135
الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : في قول اللّه عزّوجلّ: ( أَكَّلُونَ لِلسُّحْتِ ) (1).
قال: هو الرجل الذي يقضي لأخيه الحاجة، ثمّ يقبل هديّته (2).
9 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد (3) قال: قال عليّ بن أبي
طالب في قول اللّه عزّوجلّ: ( ثُمَّ لَتُسْئلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (4).
قال: الرطب والماء البارد (5).
10 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) أنّه
ص:136
قال: دخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وهو محموم، فأمره بأكل الغبيراء (1) (2).
11 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال: اختصم إلي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) رجلان: أحدهما باع الآخر بعيراً، واستثني الرأس والجلد، ثمّ بدء له أن ينحره.
قال ( عليه السلام ) : هو شريكه في البعير علي قدر الرأس، والجلد (3).
12 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) قال: إنّ أعمال هذه الأُمّة، ما من صباح إلّا وتعرض علي اللّه تعالي (4).
13 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) أنّه قال: من سرّه أن يُنسأ (5) في أجله، ويُزاد في رزقه، فليصل رحمه (6).
ص:137
14 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) أنّه قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن، فيه مكتوب: أنا اللّه لا إله إلّا أنا، ومحمّد نبيّي، وعجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟! وعجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئنّ؟! وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب!؟ (1).
15 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن القاسم الإستر آباديّ المفسّر ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد، وعليّ بن محمّد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن أبيه، عن جدّه ( عليهماالسلام ) ، قال: جاء رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ ) ما تفسيره؟
فقال: لقد حدّثني أبي، عن جدّي، عن الباقر، عن زين العابدين، عن أبيه ( عليهم السلام ) : : أنّ رجلا جاء إلي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: أخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ ّ الْعَلَمِينَ ) ما تفسيره؟
فقال: الحمد للّه، هو أن عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملاً، إذ لا يقدرون علي معرفة جميعها بالتفصيل، لأنّها أكثر من أن تحصي، أو تعرف.
فقال لهم: قولوا: الحمد للّه علي ما أنعم به علينا ربّ العالمين، وهم الجماعات من
ص:138
كلّ مخلوق من الجمادات والحيوانات.
وأمّا الحيوانات، فهو يقلّبها في قدرته، ويغذوها من رزقه، ويحوطها بكنفه، ويدبّر كلًّا منها بمصلحته.
وأمّا الجمادات، فهو يمسكها بقدرته، ويمسك المتّصل منها أن يتهافت، ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق، ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلّا بإذنه، ويمسك الأرض أن تنخسف إلّا بأمره، إنّه بعباده لرؤف رحيم.
وقال ( عليه السلام ) : ربّ العالمين، مالكهم، وخالقهم، وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون، ومن حيث لايعلمون.
فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم علي أيّ سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوي متّق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه، فلو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.
فقال اللّه جلّ جلاله: قولوا: ألحمد للّه علي ما أنعم به علينا، وذكّرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون.
ففي هذا إيجاب علي محمّد وآل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وعلي شيعتهم أن يشكروه بما فضّلهم، وذلك أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: لمّا بعث اللّه عزّوجلّ موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، واصطفاه نجيّاً، وفلق له البحر، ونجا بني إسرائيل، وأعطاه التورية والألواح، رأي مكانه من ربّه عزّوجلّ.
فقال: يا ربّ! لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي.
فقال اللّه جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ محمّداً عندي أفضل من جميع ملائكتي، وجميع خلقي؟
قال موسي ( عليه السلام ) : يا ربّ! فإن كان محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟
ص:139
قال اللّه جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ فضل آل محمّد علي جميع آل النبيّين، كفضل محمّد علي جميع المرسلين.
فقال موسي: يا ربّ! فإن كان آل محمّد كذلك، فهل في أُمم الأنبياء أفضل عندك من أُمّتي؟ ظلّلت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المنّ والسلوي، وفلقت لهم البحر. فقال اللّه جلّ جلاله: يا موسي! أما علمت أنّ فضل أمّة محمّد علي جميع الأمم كفضله علي جميع خلقي.
فقال موسي ( عليه السلام ) : يا ربّ! ليتني كنت أراهم.
فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: يا موسي! إنّك لن تراهم، وليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنّات، جنّات عدن، والفردوس ، بحضرة محمّد في نعيمها يتقلّبون، وفي خيراتها يتبحبحون (1)، أفتحبّ أن أسمعك كلامهم؟
فقال: نعم! إلهي!
قال اللّه جلّ جلاله: قم بين يديّ، واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، ففعل ذلك موسي ( عليه السلام ) .
فنادي ربّنا عزّوجلّ: يا أمّة محمّد! فأجابوه كلّهم، وهم في أصلاب آبائهم، وأرحام أُمّهاتهم: لبّيك، اللّهمّ لبّيك، لبّيك لاشريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة والملك لك، لا شريك لك.
قال: فجعل اللّه عزّوجلّ تلك الإجابة شعار الحاجّ.
ثمّ نادي ربّنا عزّوجلّ: يا أُمّة محمّد! إنّ قضائي عليكم، أنّ رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن
ص:140
تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، صادق في أقواله، محقّ في أفعاله، وأنّ عليّ بن أبي طالب أخوه، ووصيّه من بعده ووليّه، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمّد.
وأنّ أوليائه المصطفين الطاهرين المطهّرين المنبئين (1) بعجائب آيات اللّه،
ودلائل حجج اللّه من بعدهما أوليائه، أدخلته جنّتي، وإن كانت ذنوبه مثل زبدالبحر.
قال ( عليه السلام ) : فلمّا بعث اللّه عزّوجلّ نبيّنا محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: يا محمّد! ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا) (2) أُمّتك بهذه الكرامة.
ثمّ قال عزّوجلّ لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قل: الحمد للّه ربّ العالمين علي ما اختصّني به من هذه الفضيلة، وقال لأُمّته: قولوا أنتم: الحمد للّه ربّ العالمين علي ما اختصّنا به من هذه الفضائل (3) .
16 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه التميميّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن
ص:141
أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال لي بريدة: أمرنا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن أُسلّم (1) علي أبيك بإمرة المؤمنين (2).
17 - الشيخ الصدوق : وبإسناده عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) قال: ماكنّا نعرف المنافقين علي عهد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، إلّا ببغضهم عليّاً وولده ( عليهم السلام ) : (3).
18 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! مؤونة في نفقتك، وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت، وأمسك ما شئت من غير حرج.
قال: فأنزل اللّه عزّوجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد! ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا. فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا علي قرابته من بعده، إن هو إلّا شي ء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ و فَلَاتَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَي بِهِ ي شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، فبعث عليهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي واللّه يا
ص:142
رسول اللّه! لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الآية، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ي وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) ...(1).
19 - ابن شاذان القمّيّ : حدّثني قاضي القضاة أبو عبد اللّه الحسين بن هارون الضبّيّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد قال: حدّثني عليّ بن الحسن، عن أبيه قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ستكون بعدي فتنة مظلمة، الناجي منها من تمسّك بالعروة الوثقي.
فقيل: يا رسول اللّه! وما العروة الوثقي؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ولاية سيّد الوصيّين.
قيل: يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! ومن سيّد الوصيّين؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أمير المؤمنين.
قيل: يا رسول اللّه! ومن أمير المؤمنين؟
قال: مولي المسلمين وإمامهم بعدي.
قيل: يا رسول اللّه! ومن مولي المسلمين وإمامهم بعدك؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أخي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (2).
20 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر
ص:143
الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وسئل عن القرع أيُذبح؟
فقال ( عليه السلام ) : ليس بشيء (1) يذكّي، فكلوا القرع (2) ولا تذبحوه (3) ، ولا يستفزّنّكم الشيطان (4).
21 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) ، قال: أُدخِلَ علي أُختي سكينة بنت عليّ ( عليه السلام ) خادم فغطّت رأسها منه.
فقيل لها: إنّه خادم. قالت: هو رجل منع شهوته (5).
ص:144
22 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ بن صدقة البرقيّ، أملاه عليّ إملاءً من كتابه، قال: حدّثنا [أبي قال: حدّثنا] الرضا أبو الحسن عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: لمّا أتي أبو بكر وعمر إلي منزل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وخاطباه في البيعة وخرجا من عنده، خرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلي المسجد، فحمد اللّه وأثني عليه بما اصطنع عندهم أهل البيت، إذ بعث فيهم رسولاً منهم، وأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
ثمّ قال: إنّ فلاناً وفلاناً أتياني وطالباني بالبيعة لمن سبيله أن يبايعني، أنا ابن عمّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأبو ابنيه، والصدّيق الأكبر، وأخو رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لا يقولها أحد غيري إلّا كاذب، وأسلمت وصلّيت، وأنا وصيّه، وزوج ابنته سيّدةنساء العالمين فاطمة بنت محمّد ( عليهماالسلام ) ، وأبو حسن وحسين سبطي رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ونحن أهل بيت الرحمة، بنا هداكم اللّه، وبنا استنقذكم من الضلالة، وأنا صاحب يوم الدوح، وفيّ نزلت سورة من القرآن، وأنا الوصيّ علي الأموات من أهل بيته ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنا بقيّته علي الأحياء من أُمّته، فاتّقوا اللّه يثبّت أقدامكم، ويتمّ نعمته عليكم، ثمّ رجع ( عليه السلام ) إلي بيته (1).
23 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن الحسين بن عل يّ ( عليه السلام ) ، قال: أتي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أصحاب القُمُص، فساوم شيخاً منهم فقال: يا شيخ! بعني قميصاً بثلاثة دراهم.
ص:145
فقال الشيخ: حبّاً وكرامة فاشتري منه قميصاً بثلاثة دراهم، فلبسه ما بين الرسغين (1) إلي الكعبين، وأتي المسجد فصلّي فيه ركعتين، ثمّ قال: «الحمدللّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس ، وأؤدّي فيه فريضتي، وأستر به عورتي». فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! أعنك نروي هذا، أو شي ء سمعته من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: بل شي ء سمعته من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول ذلك عند الكسوة (2).
24 - الشيخ الطوسيّ : قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثني أحمد بن إسحاق بن العبّاس أبو القاسم الموسويّ بديبل، قال: أخبرني أبي إسحاق بن العبّاس، قال: حدّثني إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثني عليّ بن جعفر بن محمّد، وعليّ بن موسي بن جعفر، هذا عن أخيه، وهذا عن أبيه موسي بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أغزي عليّاً ( عليه السلام ) في سريّة، وأمر المسلمين أن ينتدبوا معه في سريّته.
فقال رجل من الأنصار لأخٍ له: اغز بنا في سريّة عليّ، لعلّنا نصيب خادماً، أو دابّةً، أو شيئاً نتبلّغ به.
فبلغ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قوله، فقال: إنّما الأعمال بالنيّات، ولكلّ امري ءٍ ما نوي، فمن
ص:146
غزا ابتغاء ما عند اللّه، فقد وقع أجره علي اللّه، ومن غزا يريد عرض الدنيا، أو نوي عقالاً لم يكن له إلّا ما نوي (1).
25 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن سنان، قال: سئل عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) وأنّه قتل عطشاناً؟
قال ( عليه السلام ) : مه، من أين ذلك؟ وقد بعث اللّه تعالي إليه أربعة أملاك من عظماء الملائكة، هبطوا إليه وقالوا له: اللّه ورسوله يقرءان عليك السلام ويقولان: اختر إن شئت، إمّا تختار الدنيا بأسرها وما فيها، ونمكّنك من كلّ عدوّ لك، أو الرفع إلينا؟
فقال الحسين ( عليه السلام ) : (علي اللّه) وعلي رسول اللّه السلام بل الرفع إليه...(2)
26 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: هبط علي الحسين ( عليه السلام ) ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش، فقال: إنّ اللّه تعالي يقرؤك السلام ويقول: هل لك من حاجة؟
فقال الحسين ( عليه السلام ) : هو السلام، ومن ربّي السلام، وقال: قد شكا إليّ أصحابي - ما هو أعلم به منّي - من العطش.
فأوحي اللّه تعالي إلي الملك: قل للحسين ( عليه السلام ) خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يُروّوا.
فخطّ الحسين بإصبعه السبّابة فجري نهر أبيض من اللبن، وأحلي من العسل، فشرب منه هو وأصحابه.
ص:147
فقال الملك: ياابن رسول اللّه! تأذن لي أن أشرب منه، فإنّه لكم خاصّة، وهو الرحيق المختوم الذي ( خِتَمُهُ و مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَفِسُونَ ) .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : إن كنت تحبّ أن تشرب منه فدونك (1)
27 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: كان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) يأكل البطّيخ بالسكّر (2).
28 - أبو عليّ الطبرسيّ: (بإسناده قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ) قال: بينما أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يخطب الناس، ويحرّضهم علي الجهاد، إذ قام إليه شابّ فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن فضل الغُزاة في سبيل اللّه؟
ص:148
فقال عليّ صلوات اللّه عليه: كنت رديف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ناقته العَضباء، ونحن قافلون من غَزوة ذات السلاسل، فسألته عمّا سألتني عنه فقال: إنّ الغُزاة إذا همّوا بالغزو كتب اللّه لهم براءة من النار، (وإذا برزوا نحو عدوّهم) باهي اللّه الملائكة، فإذا ودّعهم أهلوهم بكت عليهم الحِيطان والبيوت، ويخرجون من ذنوبهم، كما تخرج الحيّة من سَلخِها، ويوكّل اللّه عزّوجلّ بكلّ رجل منهم أربعين [ألف ] مَلَك، يحفظونه [من ] بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ولا يعملون حسنة إلّا (ضُعِّفت له)، ويكتب له كلّ يوم عبادة ألف رجل يعبدون اللّه ألف سنة، كلّ سنة ثلاثمائة وستّون يوماً، [اليوم ] مثل عمر الدنيا، وإذا صاروا بحضرة عدوّهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب اللّه إيّاهم، وإذا برزوا لعدوّهم وأشرعت الأسنّة، وفوّقت السهام، وتقدّم الرجل إلي الرجل، حفّتهم الملائكة بأجنحتهم، ويدعون اللّه تعالي لهم بالنصر والتثبيت، ونادي مناد: الجنّة تحت ظلال السيوف.
فتكون (الطعنة والضربة) (أهون علي الشهيد) من شرب الماء البارد في اليوم الصائف.
وإذا زال الشهيد من فرسه بطعنة أو بضربة، لم يصل إلي الأرض حتّي يبعث اللّه عزّوجلّ زوجته من الحور العين، فتبشّره بما أعدّ اللّه عزّوجلّ له من الكرامة، فإذا وصل إلي الأرض تقول له: مرحباً بالروح الطيّبة التي خرجت من البدن الطيّب، أبشر فإنّ لك ما لاعين رأت، ولاأُذن سمعت، ولاخطر علي قلب بشر، ويقول اللّه عزّوجلّ: «أنا خليفته في أهله، ومن أرضاهم فقد أرضاني، ومن أسخطهم فقد أسخطني» ويجعل اللّه روحه في حواصل طَير خُضر، تسرح في الجنّة حيث تشاء، تأكل من ثمارها، وتأوي إلي قناديل من ذهب معلّقة بالعرش، ويعطي الرجل منهم سبعين غرفة (من غرف الفردوس، سلوك كلّ غرفة ما بين صنعاء والشام)، يملأ نورها ما بين الخافقين، في كلّ غرفة سبعون باباً، (علي كلّ باب ستور مُسبَلَة) في كلّ
ص:149
غرفة سبعون خيمة، في كلّ خيمة سبعون سريراً من ذهب، قوائمها الدرّ والزبرجد، مرصوصة بقُضبان الزمرّد، علي كلّ سرير (أربعون فراشاً غُلّظ)، كلّ فِراش أربعون ذِراعاً، (علي كلّ فراش) (سبعون زوجاً) من الحور العين عُرُباً أتراباً.
فقال الشابّ: يا أمير المؤمنين! (أخبرني عن التِْربَة ما هي)؟
قال: هي الزوجة الرضيّة [المرضيّة] الشهيّة، [لها سبعون ألف وصيف ]، وسبعون ألف (وصيفة)، صُْفرِ الحُلِيّ، بِيض الوجوه، عليهم تيجان اللؤلؤ، علي رقابهم المناديل، بأيديهم الأَكوِبَة والأباريق.
وإذا كان يوم القيامة، [يخرج من قبره شاهراً سيفه، تَشخَبُ (1) أوداجُه دماً، اللون لون الدم، والرائحة المِسك، يَحضُر في عرصة القيامة].
فو الذي نفسي بيده! (لو كان الأنبياء علي طريقهم)، لترجّلوا لهم ممّا يرون من بهائهم، (حتّي يأتوا علي موائد من الجوهر) فيقعدون عليها، ويشفع الرجل منهم في سبعين ألفاً من أهل بيته وجيرته، حتّي أنّ الجارَين يختصمان أيّهما أقرب فيقعدون معي ومع إبراهيم ( عليه السلام ) علي مائدة الخلد، فينظرون إلي اللّه تعالي في كلّ بُكرة وعَشِيّة (2).
29 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: حدّثني أبي الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) قال: كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (قد أمرنا) إذا تخلّلنا ألّا نشرب [الماء] حتّي نتمضمض [ثلاثاً] (3).
ص:150
30 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: حدّثني أبي الحسين بن عل يّ ( عليهماالسلام ) [قال ]: كنّا أنا وأخي الحسن، وأخي محمّد بن الحنفيّة، وبنو عمّي عبداللّه بن عبّاس، وقُثَم، والفضل علي مائدة [واحدة[ ]نأكل ]، فوقعت جَرادة علي المائدة، فأخذها عبد اللّه بن عبّاس فقال للحسن: يا سيّدي! [أتعلم ] ماالمكتوب علي جَناح الجرادة؟
قال ( عليه السلام ) : سألت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: سألت جدّك [رسول اللّه ] ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال [لي ]: علي جَناح الجرادة مكتوب: [إنّي ] أنا اللّه لا إله إلّا أنا، ربّ الجرادة ورازقها، [إذا شئتُ بعثتها لقوم رزقاً]، وإذا شئتُ بعثتها علي قوم بلاءً.
فقام عبد اللّه بن العبّاس (فقرُب من) الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) .
ثمّ قال: هذا واللّه من مكنون العلم (1).
31 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده إلي الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) قال: جاء رجل إلي الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) فقال: حقّ ما يقول الناس إنّ آدم زوّج هذه البنت من هذا الابن.
فقال ( عليه السلام ) : حاشا للّه، كان لآدم ( عليه السلام ) ابنان وهما: شيث وعبد اللّه، فأخرج اللّه لشيث حوراء من الجنّة، وأخرج لعبد اللّه امرأة من الجنّ، فولد لهذا وولد لذلك، فما كان من حسن وجمال فمن ولد الحوراء، وما كان من قبح وبَذاء فمن ولد الجنّيّة (2).
32 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: كان عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) إذا
ص:151
طلي، أطلي قدّامه بيده (1).
33 - الحسكاني: أخبرنا أبو عبد اللّه الشيرازيّ قال: أخبرنا أبو بكر الجرجرائيّ قال: حدّثنا أبو أحمد البصريّ قال: حدّثني محمّد بن سهل قال: حدّثنا عمرو بن عبد الجبّار بن عمرو قال: حدّثنا أبي، عن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : في قول اللّه تعالي: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ) (2) الآية، قال: لنا خاصّة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيباً، كرامة
أكرم اللّه تعالي نبيّه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين (3).
34-ابن حبّان :و بإسناده [المتقدّم ] قال: کان رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إذا عطس قال له علیّ : رفع الله ذکرک ، و إذا عطس علیّ قال له النبیّ علیه الصلاة و السلام : أعلی الله کعبک(4).
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) :...ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : لقد ذكرتني بما حكيته...قول عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، فإنّه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لايغرّنّكم... (5).
ص:152
2 - الصفّار :...عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) رسالة وأقرأنيها، قال: قال عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : إنّ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان أمين اللّه في أرضه، فلمّا قبض محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، كنّا أهل البيت ورثته، ونحن أُمناء اللّه في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.
وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا.
نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، ونحن أبناء الأوصياء، ونحن المخصوصون في كتاب اللّه، ونحن أولي الناس باللّه، ونحن أولي الناس بكتاب اللّه، ونحن أولي الناس بدين اللّه، ونحن الذين شرع لنا دينه، فقال في كتابه: ( شَرَعَ لَكُم ) ياآل محمّد ( مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ ي نُوحًا) ، وقد وصّانا بما أوصي به نوحاً، ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) يامحمّد ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ ي إِبْرَهِيمَ ) وإسماعيل، ( وَمُوسَي وَعِيسَي ) ، وإسحق، ويعقوب، فقد علمنا، وبلغنا ماعلمنا، واستودعنا علمهم
نحن ورثة الأنبياء، ونحن ورثة أولي العزم من الرسل، ( أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ ) يا آل محمّد! ( وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) ، وكونوا علي جماعة، ( كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ) مَن أشرك بولاية عليّ ( عليه السلام ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) ، من ولاية عليّ، إنّ اللّه يامحمّد! ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) ، من يجيبك إلي ولاية عليّ ( عليه السلام ) (1).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن
ص:153
أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) لمّا حضرته الوفاة أُغمي عليه، ثمّ فتح عينيه وقرأ: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) و (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ) وقال: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ و وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَمِلِينَ ) ...(1).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبداللّه (2) عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كان أبي، يقول: خير الأعمال الحرث تزرعه، فيأكل منه البرّ والفاجر، أمّا البرّ فما أكل من شي ء استغفر لك، وأمّا الفاجر فما أكل منه من شي ء لعنه. ويأكل منه البهائم والطير (3).
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: قال عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) : علي الأئمّة من الفرض ما ليس علي شيعتهم، وعلي شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم اللّه عزّوجلّ أن يسألونا قال: ( فَسْئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (4) فأمرهم أن يسألونا، وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا، وإن شئنا أمسكنا (5).
ص:154
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) : إنّ الدعاء والبلاء ليترافقان إلي يوم القيامة، إنّ الدعاء ليردّ البلاء وقد أُبرم إبراماً (1).
7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، (عن أبيه، عن جدّه) قال: كان عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : يقول: ما أزرع الزرع لطلب الفضل فيه، وما أزرعه إلّا ليناله المعترّ وذو الحاجة، وتناله القنبرة منه خاصّة من الطير (2).
8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ادع اللّه عزّ وجلّ أن يرزقني الحلال؟...فقال ( عليه السلام ) : كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يقول: الحلال هو قوت المصطفين...(3)
9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن الحسن، وعليّ بن إبراهيم الهاشميّ، عن بعض أصحابنا، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : القُنزُعَة (4) التي علي رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود، وذلك أنّ الذكر أراد أن يسفد (5) أُنثاه فامتنعت عليه.
ص:155
فقال لها: لا تمتنعي، فما أريد إلّا أن يخرج اللّه عزّوجلّ منّي نسمة تذكر به، فأجابته إليّ بما طلب.
فلمّا أرادت أن تبيض قال لها: أين تريدين أن تبيّضي؟
فقالت له: لا أدري، أُنحّيه عن الطريق؟
قال لها: إنّي خائف أن يمرّ بك مارّ الطريق، ولكنّي أري لك أن تبيّضي قرب الطريق، فمن يراك قربه توهّم أنّك تعرضين للقط الحبّ من الطريق، فأجابته إلي ذلك، وباضت، وحضنت، حتّي أشرفت علي النقاب (1) ، فبينا هما كذلك، إذ طلع سليمان بن داود ( عليه السلام ) في جنوده والطير تظلّه، فقالت له: هذا سليمان قد طلع علينا في جنوده، ولا آمن أن يحطّمنا ويحطّم بيضنا.
فقال لها: إنّ سليمان ( عليه السلام ) لرجل رحيم بنا، فهل عندك شي ء هيّئته لفراخك إذا نقبن؟
قالت: نعم، جرادة خبّأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن، فهل عندك أنت شي ء؟
قال: نعم، عندي تمرة خبّأتها منك لفراخي.
قالت: فخذ أنت تمرتك، وآخذ أنا جرادتي، ونعرض لسليمان ( عليه السلام ) فنهديهما له، فإنّه رجل يحبّ الهديّة.
فأخذ التمرة في منقاره، وأخذت هي الجرادة في رجليها، ثمّ تعرّضا لسليمان ( عليه السلام ) ، فلمّا رآهما وهو علي عرشه بسط يديه لهما فأقبلا، فوقع الذكر علي اليمين، ووقعت الأُنثي علي اليسار، وسألهما عن حالهما فأخبراه، فقبل هديّتهما، وجنّب جنده عنهما وعن بيضهما، ومسح علي رأسهما، ودعا لهما بالبركة، فحدثت القُنزُعَة علي رأسهما
ص:156
من مسحة سليمان ( عليه السلام ) (1).
10 - حسين بن سعيد الأهوازيّ : الحسن بن عليّ قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ضرب مملوكاً، ثمّ دخل إلي منزله، فأخرج السوط، ثمّ تجرّد له، ثمّ قال: اجلد عليّ بن الحسين...(2)
11 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وذكر عنده (أي الرضا ( عليه السلام ) ) بعض أهل بيته فقلت له: الجاحد منكم، ومن غيركم واحد؟
فقال ( عليه السلام ) : لا، كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يقول: لمحسننا حسنتان، ولمسيئنا ذنبان (3).
12 - الحميريّ : قال البزنطي: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) إذا ناجي ربّه قال: «اللّهمّ! يا ربّ! إنّما قويت علي معاصيك بنعمتك» (4).
13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن أبي عبد اللّه وغيره، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :إنّ بعض أصحابنا يقول بالجبر، وبعضهم يقول بالاستطاعة، قال: فقال لي: اكتب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، قال عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) : قال اللّه عزّوجلّ: «ياابن آدم! بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوّتي أدّيت إلي فرائضي، وبنعمتي
ص:157
قويت علي معصيتي، جعلتك سميعاً بصيراً، ما أصابك من حسنة فمن اللّه، وما أصابك من سيّئة فمن نفسك، وذلك أنّي أولي بحسناتك منك، وأنت أولي بسيّئاتك منّي، وذلك أنّي لا أُسأل عمّا أفعل، وهم يسألون» قد نظمت لك كلّ شي ء تريد (1).
14 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال لي:...البس وتجمّل، فإنّ عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم، والمطرف الخزّ بخمسين ديناراً، فيتشتّي فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدّق بثمنه، وتلا هذه الآية: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (2).
15 - الشيخ الصدوق :...سهل بن القاسم النوشجانيّ قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان:...إنّ عبد اللّه بن عامر بن كريز لمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجر بن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلي عثمان بن عفّان، فوهب إحديهما للحسن، والأُخري للحسين ( عليهماالسلام ) ، فماتتا عندهما نفساوين
وكانت صاحبة الحسين ( عليه السلام ) نفست بعليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) فكفّل عليّاً ( عليه السلام ) بعض
ص:158
أُمّهات ولد أبيه، فنشأ وهو لايعرف أُمّاً غيرها، ثمّ علم أنّها مولاته، فكان الناس يسمّونها أُمّه...وكان سبب ذلك، أنّه واقع بعض نسائه، ثمّ خرج يغتسل فلقيته أمّه هذه فقال لها: إن كان في نفسك من هذا الأمر شي ء فاتّقي اللّه وأعلميني.
فقالت: نعم، فزوّجها...(1)
16 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) أنّه قال: إنّ النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أذّن في أُذن الحسن ( عليه السلام ) بالصلاة يوم ولد (2).
17 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال: أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة: أخذوا الصبر عن أيّوب ( عليه السلام ) ، والشكر عن نوح ( عليه السلام ) ، والحسد من بني يعقوب (3).
18 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال: إنّ فاطمة ( عليها السلام ) عقّت عن الحسن والحسين ( عليه السلام ) ، وأعطت القابلة رِجل شاة وديناراً (4).
ص:159
19 - الشيخ الصدوق : عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: قال عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) : إنّي لأستحيي من ربّي أن أري الأخ من إخواني، فأسأل اللّه له الجنّة، وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيمة قيل لي: لو كانت الجنّة لك، لكنت بها أبخل، وأبخل، وأبخل (1).
20 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن موسي بن عليّ الوشّاء البغداديّ قال: كنت بخراسان مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلسه وزيد بن موسي حاضر، قد أقبل علي جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبوالحسن ( عليه السلام ) مقبل علي قوم يحدّثهم، فسمع مقالة زيد، فالتفت إليه، فقال: يازيد! أغرّك قول ناقلي الكوفة:...إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) كان يقول: لمحسننا كفلان من الأجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب...(2)
21 - الراوندي : قال الرضا ( عليه السلام ) : رأي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) رجلاً يطوف بالكعبة وهو يقول: «اللّهمّ! إنّي أسألك الصبر».
قال: فضرب عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) علي كتفه (ثمّ قال:) سألت البلاء؟ قل: «اللّهمّ! إنّي أسألك العافية والشكر علي العافية» (3).
22 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر
ص:160
الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، قال: لمّا ضرب ابن ملجم (لعنه اللّه) أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان معه آخر، فوقعت ضربته علي الحائط، وأمّا ابن ملجم فضربه فوقعت الضربة وهو ساجد علي رأسه علي الضربة التي كانت، فخرج الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأخذا ابن ملجم وأوثقاه، واحتُمِل أمير المؤمنين فأُدخل داره، فقعدت لبابة عند رأسه، وجلست أمّ كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلي خير مستقرّاً وأحسن مقيلاً، ضربة بضربة، أو العفو إن كان ذلك.
ثمّ عرق، ثمّ أفاق فقال: رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يأمرني بالرواح إليه عشاء ثلاث مرّات (1).
23 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد (2)، عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب، يعني المجوس (3).
24 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن ال حسين ( عليهماالسلام ) ، أنّه قال: بلّوا جوف المحموم بالسويق والعسل ثلاث مرّات، ويحوّل من إناء إلي إناء
ص:161
ويسقي المحموم، فإنّه يذهب بالحُمّي الحارّة، وإنّما عمل بالوحي (1).
25 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن ال حسين ( عليهماالسلام ) ، أنّه قال: شيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلّا أفسداه، وشيئان ما دخلا جوفاً قطّ إلّا أصلحاه: فأمّا اللذان يصلحان جوف ابن آدم فالرمّان والماء الفاتر، وأمّا اللذان يفسدان فالجبن والقديد (2).
26 - أبو عليّ الطبرسيّ : أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : : أنّه سمّي حسناً يوم سابعه، واشتقّ من اسم حسن
ص:162
حسين، وذكر: أنّه لم يكن بينهما إلّا الحمل (1).
27 - أبو عليّ الطبرسي : وبإسناده قال: حدّثني [أبي، عن ] عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : : إنّ الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) دخل المستراح فوجد لقمةً مُلقاةً، فدفعها إلي غلام له فقال: يا غلام! ذكّرني عن هذه اللقمة إذا خرجت. فأكلهاالغلام.
فلمّا خرج الحسين ( عليه السلام ) قال: يا غلام! [هات ] اللقمة
قال: أكلتها يا مولاي!
قال: أنت حرّ لوجه اللّه تعالي.
فقال له رجل: أعتقته يا سيّدي؟
قال: نعم، سمعت جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) [وهو] يقول: من وجد لقمةً ملقاةً، فمسح منها ما مسح، وغسل منها ما غسل، ثمّ أكلها، لم تستقرّ في جوفه حتّي يَعتقه اللّه تعالي من النار ولم أكن لأستعبد رجلاً أعتقه اللّه تعالي من النار (2).
28 - أبو عليّ الطبرسيّ : بإسناده قال: قال عليّ بن ال حسين ( عليهماالسلام ) :
ص:163
سادة الناس في الدنيا الأسخياء، وسادة الناس في الآخرة الأتقياء (1).
29 - أبو عليّ الطبرسيّ : بإسناده قال: قال عليّ بن ال حسين ( عليهماالسلام ) : العافية مُلك خفيّ (2).
30 - أبو عليّ الطبرسيّ : بإسناده قال: قال عليّ بن الحسين: إيّاكم والغيبة فإنّها إدام كلاب [أهل ] النار (3).
31 - أبو عليّ الطبرسيّ : بإسناده قال: قال عليّ بن الحسين: من كفّ عن أعراض المسلمين أقاله اللّه عزّوجلّ عثرته يوم القيامة (4).
32 - الشعيريّ : عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، قال: خمسة لو دخلتم(5) فيهنّ لأصبتموهنّ: لا يخاف عبد
إلّاذنبه، ولا يرجو إلّا ربّه، ولا يستحي الجاهل إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له (6).
1 - العيّاشيّ : عن سليمان الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه ( وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَيَكُمْ ) (7).
ص:164
قال ( عليه السلام ) : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن باب حطّتكم (1).
2 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن مقاتل بن مقاتل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مثّلت له أُمّته في الطين، فعرفهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وأخلاقهم وحلاهم (2).
قال: قلنا له: جعلت فداك، جميع الأُمّة من أوّلها إلي آخرها؟
قال ( عليه السلام ) : هكذا قال أبو جعفر ( عليه السلام ) (3).
3 - الصفّار :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، أينما دار التابوت دار الملك (4).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن الجهم قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) لإسماعيل بن محمّد وذكر له أنّ ابنه صدّق عنه قال:...إنّه رجل، قال ( عليه السلام ) : فمره أن يتصدّق ولو بالكسرة من الخبز، ثمّ قال: قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً من بني إسرائيل كان له ابن وكان له محبّاً، فأُتي في منامه، فقيل له: إنّ ابنك ليلة يدخل بأهله يموت. قال: فلمّا كان تلك الليلة، وبني عليه أبوه، توقّع أبوه ذلك، فأصبح ابنه سليماً، فأتاه أبوه فقال له: يا بنيّ! هل عملت البارحة شيئاً من الخير؟ قال: لا، إلّا أنّ سائلاً أتي الباب وقد كانوا ادّخروا لي طعاماً فأعطيته السائل، فقال:
ص:165
بهذا دفع اللّه عنك (1).
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شي ء فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّي يقنطك، إنّ أبا جعفر صلوات اللّه عليه كان يقول: إنّ المؤمن يسأل اللّه عزّ وجلّ حاجة فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته، واستماع نحيبه...كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدّة...(2)
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن مسألة، فأبي وأمسك، ثمّ قال: لو أعطيناكم كلّما تريدون كان شرّاً لكم، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ولاية اللّه أسرّها إلي جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأسرّها جبرئيل إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسرّها محمّد إلي عليّ، وأسرّها عليّ إلي من شاء اللّه، ثمّ أنتم تذيعون ذلك، مَن الذي أمسك حرفاً سمعه؟ قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مقبلاً علي شأنه، عارفاً بأهل زمانه...(3).
7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن الفضيل قال: سألته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلي اللّه عزّ وجلّ؟
ص:166
قال ( عليه السلام ) : أفضل ما يتقرّب به العباد إلي اللّه عزّ وجلّ، طاعة اللّه، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر، قال أبو جعفر ( عليه السلام )(1) : حبّنا إيمان، وبغضنا كفر (2).
8 - أبو عمرو الكشّيّ :...هشام المشرقيّ أنّه دخل علي أبي الحسن الخراسانيّ فقال ( عليه السلام ) : إنّ أهل البصرة سألوا عن الكلام فقالوا: إنّ يونس يقول: إنّ الكلام ليس بمخلوق!
فقلت لهم: صدق يونس، إنّ الكلام ليس بمخلوق، أما بلغكم قول أب ي جعفر ( عليه السلام ) حين سئل عن القرآن: أخالق هو أو مخلوق؟
فقال ( عليه السلام ) لهم: ليس بخالق ولا مخلوق، إنّما هو كلام الخالق...(3).
9 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته أن يدعو اللّه عزّ وجلّ لإمرأة من أهلنا بها حمل؟
فقال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : الدعاء مالم يمض أربعة أشهر...(4).
10 - الحميريّ :...البزنطيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن الجبّة الفراء، يأتي الرجل السوق من أسواق المسلمين، فيشتري الجبّة، لا يدري أهي ذكيّة، أم لا؟ يصلّي فيها؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول: إنّ الخوارج ضيّقوا علي أنفسهم
ص:167
بجهالتهم، إنّ الدين أوسع من ذلك...(1).
11 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : عدّة المتعة حيضة.
وقال: خمسة وأربعون يوماً، لبعض أصحابه (2).
12 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول...: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو استطاع الناس لأحبّونا (3)
13 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ): جعلت فداك...فقال ( عليه السلام ) :...فعليكم بالصبر، فإنّه إنّما يجي ء الفرج علي اليأس، وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم.
وقد قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : هي واللّه السنن، القُذّة بالقُذّة، ومشكاة بمشكاة، ولابدّ أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم، ولو كنتم علي أمر واحد، كنتم علي غير سنّة الذين من قبلكم...(4)
14 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن قرب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) حكاه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: أوّل علامات
ص:168
الفَرَج سنة خمس وتسعين ومائة، وفي سنة ستّ وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها، وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفناء، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلاء...(1).
15 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدلّ علي خروجه، منها أحداث قد مضي منها ثلاثة وبقي واحد.
قلنا: جعلنا فداك، وما مضي منها؟ قال ( عليه السلام ) : رجب خلع فيها صاحب خراسان، ورجب وثب فيه عليّ بن زبيدة، ورجب خرج فيه محمّد بن إبراهيم بالكوفة...قال: وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: ما من برّ ولافاجر يقف بجبال عرفات فيدعو اللّه إلّا استجاب اللّه له، أمّا البرّ ففي حوائج الدنيا والآخرة، وأمّا الفاجر ففي أمر الدنيا...(2)
16 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الإيمان والإسلام؟
فقال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّما هو الإسلام، والإيمان فوقه بدرجة، والتقوي فوق الإيمان بدرجة، واليقين فوق التقوي بدرجة، ولم يقسّم بين الناس شي ء أقلّ من اليقين.
قال: قلت: فأيّ شي ء اليقين؟
قال ( عليه السلام ) : التوكّل علي اللّه، والتسليم للّه، والرضا بقضاء اللّه، والتفويض إلي اللّه.
قلت: فما تفسير ذلك؟
ص:169
قال ( عليه السلام ) : هكذا قال أبو جعفر ( عليه السلام ) (1).
17 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد، قال: سأل أبا الحسن ( عليه السلام ) رجل من أهل فارس فقال له: أتعلمون الغيب؟
فقال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يبسط لنا العلم فنعلم، ويقبض عنّا فلا نعلم.
وقال: سرّ اللّه عزّوجلّ، أسرّه إلي جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأسرّه جبرئيل إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسرّه محمّد إلي من شاء اللّه(2).
18 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: إنّما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، حيثما دار التابوت أوتوا النبوّة، وحيثما دار السلاح فينا فثمّ الأمر.
قلت: فيكون السلاح مزايلاً للعلم؟
قال ( عليه السلام ) : لا (3).
19 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو جع فر ( عليه السلام ) : إنّما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار
ص:170
السلاح فينا دار العلم (1).
20 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سهل، عن بعض أصحابه، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال: أبو جعفر ( عليه السلام ) حين احتضر: إذا أنا متّ فاحفروا لي، وشقّوا لي شقّاً، فإن قيل لكم: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لحّد له، فقد صدقوا (2).
21 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن القيام للولاة؟
فقال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : التقيّة من ديني ودين أبائي، ولا إيمان لمن لا تقيّة له (3).
22 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: نظر أبو جعفر ( عليه السلام ) إلي رجل وهو يقول: «اللّهمّ إنّي أسألك من رزقك الحلال».
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : سألت قوت النبيّين قل: «اللّهمّ إنّي أسألك رزقاً حلالاً، واسعاً، طيّباً من رزقك» (4).
ص:171
23 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ما يقف أحد علي تلك الجبال برّ ولا فاجر إلّا استجاب اللّه له، فأمّا البرّ فيستجاب له في آخرته ودنياه، وأمّا الفاجر فيستجاب له في دنياه (1).
24 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول: لايخنك الأمين ولكن ائتمنت الخائن (2).
25 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد اللّه بن المغيرة قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال قائل لأبي جعفر ( عليه السلام ) : يجلس الرجل علي بساط فيه تماثيل؟
فقال: الأعاجم تعظّمه، وإنّا لنمتهنه (3)
(4).
26 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : عدّة المتعة خمسة وأربعون يوماً، والإحتياط خمسة وأربعون ليلة (5).
ص:172
27 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً، ثمّ تصير علقة أربعين يوماً، ثمّ تصير مضغة أربعين يوماً، فإذا كمل أربعة أشهر بعث اللّه ملكين خلّاقين فيقولان: ياربّ! ما تخلق؟ ذكراً أو أنثي؟ فيؤمران فيقولان: ياربّ! شقيّاً أو سعيداً؟ فيؤمران فيقولان: يا ربّ! ما أجله؟ وما رزقه؟
وكلّ شي ء من حاله، وعدّد من ذلك أشياء، ويكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل اللّه له الأجل بعث اللّه ملكاً فزجره زجرة، فيخرج وقد نسي الميثاق.
فقال الحسن بن الجهم: فقلت له: أفيجوز أن يدعوا اللّه فيحوّل الأُنثي ذكراً، والذكر أُنثي؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه يفعل ما يشاء (1).
28 - أحمد بن محمّد بن عيسي الأشعريّ : أحمد بن محمّد (يعني ابن أبي نصر) قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن رجل تزوّج امرأة بنسيئة؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) تزوّج امرأة بنسيئة، ثمّ قال لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : يابنيّ! إنّه ليس عندي من صداقها شي ء أُعطيها إيّاه أدخل عليها!
فأعطني كساك هذا، فأعطاها إيّاه، ثمّ دخل عليها (2)
ص:173
29 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن المرأة تدخل مكّة متمتّعة فتحيض قبل أن تحلّ، متي تذهب متعتها؟
قال ( عليه السلام ) : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) (1) يقول: زوال الشمس من يوم التروية...(2)
30 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن الفضيل قال: ... دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بالمدينة فقال: ... قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من بلي من شيعتنا ببلاء فصبر، كتب اللّه عزّ وجلّ له مثل أجر ألف شهيد...(3)
31 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: إنّ سليمان بن داود قال ذات يوم لأصحابه: إنّ اللّه تبارك وتعالي قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، سخّر لي الريح، والإنس والجنّ، والطير والوحوش، وعلّمني منطق الطير، وآتاني من كلّ شي ء، ومع جميع ماأوتيت من الملك ماتمّ لي سرور يوم إلي الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد، فأصعد أعلاه، وأنظر إلي ممالكي، فلاتأذنوا لأحد عليّ بالدخول، لئلّا يرد عليّ ماينغّص علي يومي.
فقالوا: نعم، فلمّا كان من الغد، أخذ عصاه بيده، وصعد إلي أعلي موضع
ص:174
من قصره، ووقف متّكئاً علي عصاه ينظر إلي ممالكه، سروراً بما أوتي، فرحاً بما أُعطي، إذ نظر إلي شابّ حسن الوجه واللباس، قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمّا أبصر به سليمان ( عليه السلام ) قال له: من أدخلك إلي هذا القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن من دخلت؟
فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربّه، وبإذنه دخلت.
فقال ( عليه السلام ) : ربّه أحقّ به منّي، فمن أنت؟
قال: أنا ملك الموت.
قال ( عليه السلام ) : وفيما جئت؟
قال: لأقبض روحك.
فقال ( عليه السلام ) : امض بما أمرت به فيّ، هذا يوم سروري، وأبي اللّه عزّوجلّ أن يكون لي سروراً دون لقائك، فقبض ملك الموت روحه، وهو متّكي ء علي عصاه، فبقي سليمان متّكئاً علي عصاه وهو ميّت ما شاء اللّه، والناس ينظرون إليه، وهم يقدّرون أنّه حيّ، فافتتنوا فيه واختلفوا.
فمنهم من قال: إنّ سليمان قد بقي متّكئاً علي عصاه هذه الأيّام الكثيرة، ولم يأكل، ولم يشرب، ولم يتعب، ولم ينم، أنّه لربّنا الذي يجب علينا أن نعبده.
وقال قوم: إنّ سليمان لساحر، وإنّه يرينا أنّه واقف متّكي ء علي عصاه، يسحر أعيننا، وليس كذلك.
فقال المؤمنون: إنّ سليمان هو عبد اللّه ونبيّه، يدبّر اللّه أمره بما شاء، فلمّا اختلفوا، بعث اللّه عزّوجلّ الأُرْضَة فدبّت في عصاه، فلمّا أكلت جوفها انكسرت العصا، وخرّت سليمان من قصره علي وجهه، فشكرت الجنّ الأُرْضَة علي صنيعها، فلأجل ذلك لاتوجد الأُرْضَة في مكان إلّا وعندها ماء وطين، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَادَلَّهُمْ عَلَي مَوْتِهِ ي إِلَّا دَآبَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ و)
ص:175
يعني عصاه، ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواو يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواو فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )(1).
قال الصادق ( عليه السلام ) : وما نزلت هذه الآية هكذا، وإنّما نزلت: فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (2) (3).
32 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ، بمرو الرود، في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي
ص:176
الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد: أنّه سئل عن زيارة قبر الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ؟
قال ( عليه السلام ) : أخبرني أبي ( عليه السلام ) أنّ من زار قبر الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) عارفاً بحقّه كتبه اللّه في عليّين.
ثمّ قال: إنّ حول قبر الحسين ( عليه السلام ) سبعين ألف ملك شعثاء غبراء، يبكون عليه إلي يوم القيامة (1).
33 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
ولقول أبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ وعد في أكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم، واستقلاله بنفسه، والسلامة للعقب أن يصيبه ما أصابه، لما وعد اللّه فيه من العقوبة، مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك، ووقوع الشحناء، والعداوة، والبغضاء، حتّي يتفانوا...(2)
34 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد (3) عن جعفر بن مح
مّد ( عليه السلام ) ، عن أبيه، قال: سئل عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، لِمَ أوتم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) من أبويه؟
ص:177
قال ( عليهماالسلام ) : لئلّا يجب عليه حقّ لمخلوق (1)
35 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال محمّد بن عليّ الباقر ( عليهماالسلام ) : صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد (2).
36 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن ال حسين ( عليهماالسلام ) : أنّه قال في قول اللّه عزّوجلّ: ( لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ي ) (3) قال: قامت امرأة العزيز إلي الصنم، فألقت عليه ثوباً، فقال لها يوسف ( عليه السلام ) : ماهذا؟
قالت: أستحيي من الصنم أن يرانا.
فقال لها يوسف ( عليه السلام ) : أتستحيين ممّن لا يسمع، ولا يبصر، ولا يفقه، ولايأكل، ولا يشرب، ولا أستحيي أنا ممّن خلق الإنسان وعلّمه!
فذلك قوله عزّوجلّ: ( لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ) (4).
37 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن ال حسين ( عليه السلام ) : أنّه كان إذا رأي المريض قد بري ء من العلّة قال: يهنّيك الطهور من الذنوب (5).
ص:178
38 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وقال ( عليه السلام ) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لاينقض الوضوء إلّا ما خرج من طرفيك الذين جعلهما اللّه لك، أو قال: الذين أنعم اللّه عليك...(1)
39 - الشيخ المفيد : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو جع فر ( عليه السلام ) : إنّ الحجّة لاتقوم للّه علي خلقه إلّا بإمام حيّ يعرف (2).
40 - الشيخ المفيد : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو جع فر ( عليه السلام ) : إنّ الحجّة لا تقوم للّه علي خلقه إلّا بإمام حيّ يعرف (3).
41 - الشيخ الطوسيّ : سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ركعتي الفجر أُصلّيهما قبل الفجر، أو بعد الفجر؟
قال ( عليه السلام ) : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : احشو بهما صلاة الليل، وصلّهما قبل الفجر (4).
ص:179
42 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن مهزيار عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في القنوت: إن شئت فاقنت، وإن شئت لاتقنت، قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : وإذا كانت التقيّة فلاتقنت، وأنا أتقلّد هذا (1).
43 - الشيخ الطوسيّ : الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام قال: قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قال محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) : في الرجل يتزوّج المرأة ويزوّج بنتها ابنه فيفارقها، ويتزوّجها آخر بعد فتلد منه بنتاً، فكره أن يتزوّجها أحد من ولده، لأنّها كانت امرأته، فطلّقها فصار بمنزلة الأب، وكان قبل ذلك أباً لها (2).
44 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن الحسن، عن محمّد بن الوليد، عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: ذكر أنّ ابن أبي ليلي، وابن شبرمة دخلا المسجد الحرام، فأتيا محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) فقال لهما: بما تقضيان؟
فقالا: بكتاب اللّه والسنّة.
قال ( عليه السلام ) : فما لم تجداه في الكتاب والسنّة؟
قالا: نجتهد رأينا.
قال ( عليه السلام ) : رأيكما أنتما! فما تقولان في امرأة وجاريتها كانتا ترضعان صبيّين
ص:180
في بيت، وسقط عليهما فماتتا، وسلم الصبيّان؟
قالا: القافة.
قال ( عليه السلام ) : القافة يتجهّم (1) منه لهما.
قالا: فأخبرنا؟
قال ( عليه السلام ) : لا.
قال ابن داود مولي له: جعلت فداك، بلغني أنّ أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) قال: ما من قوم فوّضوا أمرهم إلي اللّه عزّوجلّ، وألقوا سهامهم إلّا خرج السهم الأصوب، فسكت (2).
45 - الشيخ الطوسيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : اجعلوهنّ [أي التمتّع بالإماء] من الأربع...(3)
46 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن
ص:181
عليّ قال: إنّ الأُترُجّ لثقيل، فإذا أُكل فإنّ الخبز اليابس يهضمه من المعدة (1).
47 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد (2)، عن محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، أنّه قال: ( أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَكُم ) (3) قال: ممّا رزقكم
اللّه علي ما فرض اللّه عليكم فيما ملكت أيمانكم، واتّقوا اللّه في الضعيفين - يعني النساء واليتيم - وإنّما هم عورة (4).
48 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال لخيثمة: أبلغ شيعتنا أنّه لا يُنال ما عند اللّه إلّا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أنّ أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلاً ثمّ خالفه إلي غيره، وأبلغ شيعتنا أنّهم إذا قاموا بما أُمروا أنّهم هم الفائزون (5).
49 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، عن محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، أنّه قال: إذا أصبحت فقل: «اللّهمّ اجعل لي سهماً وافراً في كلّ حسنة أنزلتها من السماء إلي الأرض في هذا اليوم، واصرف عنّي كلّ مصيبة أنزلتها من السماء إلي الأرض في هذا اليوم، وعافني من طلب ما لم يقدّر لي من رزق، وما قدّرت لي من رزق فسقه إليّ في يسر منك وعافية، آمين» ثلاث مرّات (6).
ص:182
50 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن مهزيار عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في القنوت: إن شئت فاقنت، وإن شئت لاتقنت، قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : وإذا كانت التقيّة فلاتقنت، وأنا أتقلّد هذا (1).
51 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في القنوت: إن شئت فاقنت، وإن شئت لاتقنت،...(2).
52 - الراونديّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّي اغتممت في بعض الأُمور، فأتاني أبو جعفر ( عليه السلام ) فقال: يا بنيّ ادع اللّه وأكثر من «يا رؤوف يا رحيم» (3).
53 - الراوندي :...محمّد بن عبيدة قال: دخلت علي الرضا صلوات اللّه عليه... ثمّ قال:...قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : كن خيراً لاشرّ معه، كن ورقاً لاشوك معه،
ص:183
ولاتكن شوكاً لاورق معه، وشرّاً لاخير معه...(1)
54 - ورّام بن أبي فراس : عليّ بن عقبة عن الرضا، عن أبي جعفر ( عليهماالسلام ) ، قال: يا إسماعيل! أرأيت فيما قبلكم إذا كان الرجل ليس له رداء، وعند بعض إخوانه فضل رداء يطرحه عليه حتّي يصيب رداء؟
فقلت: لا، قال: فإذا كان له إزار يرسل إلي بعض إخوانه بإزاره حتّي يصيب إزاراً.
فقلت: لا، فضرب بيده علي فخذه، ثمّ قال: ما هؤلاء بإخوة (2).
55 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: صلة الأرحام،
ص:184
وحسن الجوار، زيادة في الأموال (1).
56 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ : أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن سعيد (2) ، عن معمّر بن خلّاد، قال: قلت لأبي الحسن
الرضا ( عليه السلام ) تعرفون الغيب (3) ؟
فقال ( عليه السلام ) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : يبسط لنا العلم فنعلم، ويقبض عنّا فلا نعلم.
وأخبرني أحمد وعبد اللّه إبنا محمد بن عيسي أنّهما سمعا ذلك من معمّر بن خلّاد يرويه عن الرضا ( عليه السلام ) (4).
57 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أبو الصلت الهرويّ قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه قال: قال الباقر محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : : علّم شيعتنا لوجع الرأس «يا طاهي! يا ذرّ! يا طمنة! يا طنات» فإنّها أسامي عظام لها مكان من اللّه عزّوجلّ، يصرف اللّه عنهم ذلك (5).
58 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يونس قال: سألت الخراسانيّ ( عليه السلام ) وقلت: إنّ العبّاسيّ ذكر أنّك ترخّص في الغناء؟
فقال ( عليه السلام ) : كذب الزنديق! ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: إنّ رجلاً أتي أبا جعفر ( عليه السلام ) فسأله عن الغناء؟
ص:185
فقال ( عليه السلام ) : يا فلان! إذا ميّز اللّه بين الحقّ والباطل فأنّي يكون الغناء!
فقال: مع الباطل.
فقال ( عليه السلام ) : قد حكمت (1).
59 - أبو عمرو الكشّيّ :...داود الرقّيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! إنّه واللّه! ما يلج في صدري من أمرك شي ء إلّا حديثاً سمعته من ذريح، يرويه عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .
قال ( عليه السلام ) لي: وما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء اللّه.
قال ( عليه السلام ) : صدقت، وصدق ذريح، وصدق أبو جعفر ( عليه السلام ) ...(2).
60 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا إلي جدّي أبي جعفر الطوسيّ، بإسناده إلي عليّ بن الحسن بن فضّال من كتاب الصيام.
ورواه أيضاً ابن أبي قرّة في كتابه، واللفظ واحد، فقالا معاً عن أيّوب بن يقطين، أنّه كتب إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يسأله أن يصحّح له هذا الدعاء، فكتب إليه: نعم، وهو دعاء أبي جعفر ( عليه السلام ) بالأسحار في شهر رمضان قال أبي ( عليه السلام ) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند اللّه، وسرعة إجابته لصاحبها، لاقتتلوا عليه ولو بالسيوف، واللّه يختصّ برحمته من يشاء.
وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو حلفت لبررت، أنّ اسم اللّه الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتم فاجتهدوا في الدعاء، فإنّه من مكنون العلم، واكتموه إلّا من أهله، وليس من
ص:186
أهله المنافقون، والمكذّبون، والجاحدون، وهو دعاء المباهلة: تقول: «اللّهمّ! إنّي أسألك من بهائك بأبهاه وكلّ بهائك بهيّ، اللّهمّ! إنّي أسألك ببهائك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من جمالك بأجمله وكلّ جمالك جميل، اللّهمّ! إنّي أسألك بجمالك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من عظمتك بأعظمها وكلّ عظمتك عظيمة، اللّهمّ! ...(1).
61 - العلّامة المجلسيّ : بإسناده قال: سئل عن الرضا ( عليه السلام ) ماحقّ المؤمن علي المؤمن؟ فقال ( عليه السلام ) : إنّ من حقّ المؤمن علي المؤمن المودّة له في صدره، والمواساة له في ماله...وإنّ أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) استقبل الكعبة وقال: الحمد للّه الذي كرّمك، وشرّفك وعظّمك، وجعلك مثابة للناس وأمناً، واللّه لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك، ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلّم عليه، فقال له عند الوداع: أوصني، فقال ( عليه السلام ) : أُوصيك بتقوي اللّه، وبرّ أخيك المؤمن، فأحببت له ماتحبّ لنفسك، وإن سألك فأعطه، وإن كفّ عنك فأعرض عليه، لاتملّه فإنّه لايملّك، وكن له عضداً، فإن وجد عليك فلاتفارقه حتّي تسلّ سخيمته، فإن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فاكنفه، واعضده وزره وأكرمه، والطف به، فإنّه منك وأنت منه، وفطرك لأخيك المؤمن، وإدخال السرور عليه أفضل من الصيام، وأعظم أجراً (2).
62 - القندوزيّ الحنفيّ: روي الحافظ ابن الأخضر في «معالم العترة الطاهرة» عن عليّ الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: وقد قال محمّد الباقر ( عليه السلام ) : رحم اللّه أخي
ص:187
زيداً فإنّه قال لأبي: إنّي أُريد الخروج علي هذه الطاغية.
فقال أبي له: لا تفعل يا زيد! إنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة.
أما علمت يا زيد! أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة علي أحد من السلاطين قبل خروج السفيانيّ إلّا قتل. فكان الأمر كما قال له أبي (1).
1 - العيّاشيّ : عن محمّد بن أبي زيد الرازيّ، عمّن ذكره، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : نحن واللّه الأسماء الحسني الذي لايقبل من أحد إلّا بمعرفتنا قال: ( فَادْعُوهُ بِهَا) (2).
2 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ رجلاً أتي عبد اللّه بن الحسن وهو (إمام) بالسبالة (3)، فسأله عن الحجّ؟
فقال له: هذاك جعفر بن محمّد، قد نصب نفسه لهذا فاسأله، فأقبل الرجل إلي جعفر ( عليه السلام ) ، فسأله فقال له: لقد رأيتك واقفاً علي عبد اللّه بن الحسن، فما قال لك؟
قال: سألته فأمرني أن آتيك، وقال: هذاك جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، نصب نفسه لهذا، فقال جعفر ( عليه السلام ) : نعم، أنا من الذين قال اللّه في كتابه: ( أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ هَدَي اللَّهُ فَبِهُدَلهُمُ اقْتَدِهْ ) (4). سل عمّا شئت؟
ص:188
فسأله الرجل، فأنبأه عن جميع ما سأله (1).
3 - العيّاشيّ : عن عليّ بن أسباط، سمع أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أتي النبيّ عليه وآله السلام بمال، فقال للعبّاس: ابسط رداءك فخذ من هذا المال طرفاً.
قال: فبسط رداءه، فأخذ طرفاً من ذلك المال.
قال: ثمّ قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هذا ممّا قال اللّه: ( يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَْسْرَي إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّآ أُخِذَ مِنكُمْ ) (2)
(3).
4 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: وقف عليّ أبوالحسن الثاني ( عليه السلام ) في بني زريق فقال لي...ثمّ قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : المستقرّ الثابت، و المستودع المعار (4)
5 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : لولا إنّا نزاد لأنفدنا (5).
6 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : كان الحسن وا لحسين ( عليهماالسلام )
ص:189
محدّثين (1).
7 - الصفّار :...حمزة بن عبدالمطّلب بن عبد اللّه الجعفيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) ومعي صحيفة أوقرطاس فيه عن جعفر ( عليه السلام ) : إنّ الدنيا مثّلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة.
فقال ( عليه السلام ) : يا حمزة! ذا واللّه حقّ فانقلوه إلي أديم (2).
8 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وقلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً من أصحابنا سمعني وأنا أقول: إنّ مروان بن محمّد لوسئل عن صاحب القبر ما كان عنده منه علم.
فقال الرجل: إنّما عني بذلك أبو بكر وعمر.
فقال ( عليه السلام ) : لقد جعلهما اللّه في موضع صدق.
قال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : إنّ مروان بن محمّد لو سئل عنه محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ما كان عنده منه علم، لم يكن من الملوك الذين سمّوا له، وإنّما كان له أمر طرأ (3).
9 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) عن قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟...فقال ( عليه السلام ) : سمعت من يذكر أنّه دفن في مسجدكم بالكوفة.
فقلت له: جعلت فداك، أيش لمن صلّي فيه من الفضل؟
فقال ( عليه السلام ) : كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: له من الفضل ثلاث مرار هكذا وهكذا بيديه،
ص:190
عن يمينه، وعن شماله، وتجاهه (1)
10 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) عن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أيّ مكان دفنت؟
فقال ( عليه السلام ) : سأل رجل جعفراً ( عليه السلام ) عن هذه المسألة - وعيسي بن موسي حاضر - فقال له عيسي: دفنت في البقيع.
فقال الرجل: ماتقول؟
فقال ( عليه السلام ) : قد قال لك...(2)
11 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وذكر صلة الرحم قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنّ الرجل ليصل رحمه، وما بقي من عمره إلّا ثلاث سنين، فيزيد اللّه تبارك وتعالي في عمره ثلاثين سنة، إنّ اللّه تبارك وتعالي يفعل ما يشاء.
وإنّ الرجل ليقطع رحمه، وقد بقي من عمره ثلاثون سنة، فيجعلها اللّه ثلاث سنين، إنّ اللّه يفعل ما يشاء (3).
12 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال أبوحنيفة لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : تجتزئون بشاهد واحد ويمين؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، قضي به رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقضي به عليّ ( عليه السلام ) بين أظهركم بشاهد ويمين فتعجّب أبوحنيفة.
ص:191
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أعجب من هذا! إنّكم تقضون بشاهد واحد في مائة شاهد، وتجتزؤن بشهادتهم بقوله.
فقال له: لا نفعل.
فقال: بلي، تبعثون رجلاً واحداً فيسأل عن مائة شاهد، فتجيزون شهاداتهم بقوله، وإنّما هو رجل واحد.
فقال أبوحنيفة: أيش فرق ما بين ظلال المحرم والخباء (1)؟
فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : إنّ السنّة لا تقاس (2).
13 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: إنّ اللّه عزّوجلّ قد هداكم ونوّر لكم، وقد كان أبوعبد اللّه ( عليه السلام ) يقول: إنّما هو مستقرّ ومستودع، فالمستقرّ الإيمان الثابت، والمستودع المعار، تستطيع أن تهدي من أضلّ اللّه (3).
14 - الحميريّ :...الحسن بن عليّ بن فضّال قال: وسألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) فقلت: رأيتك تسلّم علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في غير الموضع الذي نسلّم نحن فيه عليه من استقبال القبر. قال: فقال ( عليه السلام ) : تسلّم أنت من حيث يسلّمون، فإنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ذكر إنساناً من المرجئة فقال: واللّه لأُضلّنّه، ثمّ ذكر القدر فقال: إنّه يدعو إلي
ص:192
الزندقة...(1).
15 - الحميريّ :...الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال لي ابتداءاً: إنّ أبي كان عندي البارحة...
قلت: أبوك! قال: في المنام، إنّ جعفراً كان يجي ء إلي أبي فيقول: يا بنيّ! افعل كذا، يا بنيّ! افعل كذا...(2).
16 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل ... .
فقال ( عليه السلام ) : كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: يقع علي الحرّة والأمة الظهار (3)
17 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وقلت لل رضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ بعض أصحابنا يقولون: نسمع الأثر يحكي عنك وعن آبائك ( عليهم السلام ) : فنقيس عليه ونعمل به.
فقال ( عليه السلام ) :...قال جعفر ( عليه السلام ) : لاتحملوا علي القياس، فليس من شي ء يعدله القياس إلّا والقياس يكسره...(4).
18 - البرقيّ : عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبوعبداللّه ( عليه السلام ) : إذا أفاض الرجل من مني وضع ملك يده بين كتفيه، ثمّ قال
ص:193
له:استأنف (1).
19 - البرقيّ : عن أبيه، وعليّ بن عيسي الأنصاري، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن أبي خالد الهيثم الفارسيّ قال: سئل أبو الحسن الثاني ( عليه السلام ) : كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات باللّه؟ وكيف لم يجز لغيره؟ وإذا قذفها غير الزوج جلد الحدّ ولو كان أخاً أو ولداً؟
قال ( عليه السلام ) : قد سئل جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) عن هذا فقال: ألا تري أنّه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت أنّها فاعلة؟ قال: رأيت ذلك بعيني، كانت شهادته أربع شهادات باللّه، وذلك أنّه يجوز للزوج أن يدخل المدخل في الخلوة التي لا يجوز لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: رأيت بعيني، وإذا قال: لم أعاين، صار قاذفاً في حدّ غيره، وضرب الحدّ، إلّا أن يقيم البيّنة.
وإنّ غير الزوج إذا قذف وادّعي أنّه رأي ذلك بعينيه، قيل له: وأنت كيف رأيت ذلك بعينيك؟ وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت هذا وحدك؟ أنت متّهم في دعواك وإن كنت صادقاً، وأنت في حدّ التهمة فلابدّ من أدبك بالحدّ الذي أوجبه اللّه عليك، وإنّما صارت شهادة الزوج أربع شهادات باللّه لمكان الأربع الشهداء، مكان كلّ شاهد يمين.
قال: وسألته كيف صارت عدّة المطلّقة ثلاث حيض، أو ثلاثة أشهر، وصار في المتوفّي عنها زوجها أربعة أشهر وعشراً؟
قال ( عليه السلام ) : أمّا عدّة المطلّقة ثلاث حيضات، أو ثلاثة أشهر، لاستبراء الرحم من الولد.
ص:194
وأمّا المتوفّي عنها زوجها، فإنّ اللّه شرط للنساء شرطاً فلم يحابهنّ فيه، وشرط عليهنّ شرطاً فلم يحمل عليهنّ فيما شرط لهنّ بل شرط عليهنّ مثل ماشرط لهنّ.
فأمّا ما شرط عليهنّ، فإنّه جعل لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر، لأنّه علم أنّ ذلك غاية صبر النساء، فقال في كتابه: ( لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآلِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءُو فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (1)، فلم يجز للرجال أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لأنّه علم أنّ ذلك غاية صبر النساء عن الرجال وأمّا ما شرط عليهنّ فقال عدّتهن: ( أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) (2) يعني إذا توفّي عنها زوجها، فأوجب عليها إذا أصيبت بزوجها، وتوفّي عنها مثل ما أوجب لها في حياته إذا آلي منها، وعلم أنّ غاية صبر المرأة أربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثمّ أوجبه عليها ولها (3).
20 - أبو عمرو الكشّيّ :...هشام بن إبراهيم الختليّ وهو المشرقيّ قال: قال لي أبوالحسن الخراسانيّ ( عليه السلام ) : كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس...قال: فبأيّ شي ء تقولون؟
قلت: بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وسأل عن قول اللّه عزّ وجلّ ( وَلِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (4) ، مااستطاعته؟
ص:195
قال: فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صحّته وماله، فنحن بقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) نأخذ.
قال: صدق أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) هذا هو الحقّ (1)
21 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً...فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) ...
وقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : إلي اللّه أشكو أهل المدينة، إنّما أنا فيهم كالشعر أتنقّل، يريدونني علي أن لا أقول الحقّ، واللّه لا أزال أقول الحقّ، حتّي أموت، فلمّا قلت حقّاً أُريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم، علي ما كنتم عليه أن يكون سرّكم مكنوناً عندكم، غير فاش في غيركم، وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سرّاً أسرّه اللّه إلي جبريل، وأسرّه جبريل إلي محمّد، وأسرّه محمّد إلي عليّ صلوات اللّه عليهم، وأسرّه عليّ ( عليه السلام ) إلي من شاء.
ثمّ قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ثمّ أنتم تحدّثون به في الطريق، فأردت حيث مضي صاحبكم، أن ألّف أمركم عليكم، لئلّا تضيّعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه غير أهله، فتكونوا في مسألتكم إيّاهم هلكتم، فكم دعيّ إلي نفسه ولم يكن داخله...(2)
22 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسن بن قياما الصيرفيّ، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت:...أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إنّ ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء، يُحسَد كما حُسِد يوسف ( عليه السلام ) ، ويغيب كما غاب يونس ( عليه السلام ) ، وذكر ثلاثة أُخر؟
قال: كذب زرعة، ليس هكذا حديث سماعة، إنّما قال: صاحب هذا الأمر يعني
ص:196
القائم ( عليه السلام ) ، فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني (1)
23 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثنا عليّ بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الوليد البجليّ، عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: ذكر أنّ مسلماً مولي جعفر بن محمّد سنديّ، وأنّ جعفراً قال له: أرجو أن تكون قد وفّقت الإسم، وأنّه عُلّم القرآن في النوم، فأصبح وقد علّمه.
قال محمّد بن الوليد: كان من أولاد السند.
محمّد بن مسعود قال: حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن خالد، عن الوشّاء، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (2).
24 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن قال: حدّثنا محمّد بن الوليد قال: حدّثنا العبّاس بن هلال قال:
ذكر أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ سفيان بن عيينة لقي أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) فقال له: يا أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ! إلي متي هذه التقيّة، وقد بلغت هذا السنّ (3)؟!
فقال ( عليه السلام ) : والذي بعث محمّداً بالحقّ! لو أنّ رجلاً صلّي مابين الركن والمقام عمره، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا أهل البيت، للقي اللّه بميتة جاهليّة (4).
25 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا صفوان، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال صفوان: أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال فسلّما عليه،
ص:197
فأخبراه بحالهما، وحال أهل بيتهما في هذا الأمر، وسألا عن أبي الحسن، فخبّرهما: بأنّه قد توفّي.
قالا: فأوصي؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، قالا: إليك؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قالا: وصيّة مفردة؟
قال ( عليه السلام ) : نعم... قالا: فبأيّ شي ء تستدلّ علي أهل الأرض؟
قال ( عليه السلام ) : كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: تأتي إلي المدينة فتقول إلي من أوصي فلان، فيقولون: إلي فلان، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيثما دار دار الأمر...(1).
26 - أبو عمرو الكشّيّ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر: أنّ سعيدة مولاة جعفر ( عليه السلام ) كانت من أهل الفضل...وأنّ جعفراً ( عليه السلام ) قال لها: أسأل اللّه الذي عرّفنيكِ في الدنيا، أن يزوّجنيكِ في الجنّة...(2)
27 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسن بن قياما الصيرفيّ قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة وسألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، مافعل أبوك؟!
قال ( عليه السلام ) : مضي كما مضي آباؤه.
قلت: فكيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: أنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إن جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات، وكفّن وقُبر، ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلاتصدّقوا به؟!
ص:198
فقال ( عليه السلام ) : كذب أبو بصير، ليس هكذا حدّثه، إنّما قال: إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر (1)
28 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن عليّ بن محمّد (2)، عن الحسن بن عليّ الوشاء (3). قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام )
يقول: شتم رجل علي عهد جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فأتي به عامل المدينة، فجمع الناس فدخل عليه أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) وهو قريب العهد بالعلّة، وعليه رداء له مورد، فأجلسه في صدر المجلس، واستأذنه في الإتّكاء وقال لهم: ما ترون؟
فقال له عبد اللّه بن الحسن، والحسن بن زيد وغيرهما: نري أن يقطع لسانه، فالتفت العامل إلي ربيعة الرأي وأصحابه فقال: ما ترون؟
فقال: يؤدّب.
فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! فليس بين رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وبين
ص:199
أصحابه فرق (1).
29 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إنّ الحجّة لا تقوم للّه عزّوجلّ علي خلقه، إلّا بإمام حتّي يُعرف (2).
30 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صل رحمك ولوبشربة من ماء، وأفضل ما توصل به الرحم كفّ الأذي عنها، وصلة الرحم منسأة في الأجل، محبّبة في الأهل (3).
31 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن عليّ بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن مسلم، عن إسحاق بن موسي قال: حدّثني أخي (4) وعمّي عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: ثلاثة مجالس يمقتها اللّه، ويرسل نقمته علي أهلها، فلا تقاعدوهم، ولا تجالسوهم: مجلساً فيه من يصف لسانه كذباً في فتياه، ومجلساً ذكر أعدائنا فيه جديد، وذكرنا فيه رثّ، ومجلساً فيه من يصدّ عنّا وأنت تعلم.
ص:200
قال: ثمّ تلا أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ثلاث آيات من كتاب اللّه كأنّما كنّ في فيه - أوقال في كفّه -:
( وَلَاتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَم ا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِ ّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَ عْمَلُونَ ) (1)،
( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّي يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ )(2)
( وَلَاتَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَي اللَّهِ الْكَذِبَ (3))
(4).
32 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قيل لأبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : كيف أدعو لليهوديّ والنصرانيّ؟
قال ( عليه السلام ) : تقول له: بارك اللّه لك في الدنيا (5).
33 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قيل لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) : لأيّ شي ء جعل اللّه الزكاة خمسة وعشرين في كلّ ألف، ولم يجعلها ثلاثين؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ جعلها خمسة وعشرين، أخرج من أموال الأغنياء
ص:201
بقدر ما يكتفي به الفقراء، ولو أخرج الناس زكاة أموالهم ما احتاج أحد (1).
34 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشّاء، قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: سئل أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) عن الغناء؟
فقال ( عليه السلام ) : هو قول اللّه عزّوجلّ ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) (2) (3).
35 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبو عبد ال لّه ( عليه السلام ) يقول: من اتّخذ خاتماً فصّه عقيق لم يفتقر، ولم يقض له إلّا بالتي هي أحسن (4).
36 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبو عبد ال لّه ( عليه السلام ) يقول: تختّموا باليواقيت فإنّها تنفي الفقر (5).
37 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،
ص:202
عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) في الذي عليه المشي في الحجّ: إذا رمي الجمار زار البيت راكباً وليس عليه شي ء (1).
38 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: إنّ رجلاً أتي جعفراً صلوات اللّه عليه، شبيهاً بالمستنصح له، فقال له: يا أبا عبد اللّه! كيف صرت اتّخذت الأموال قطعاً متفرّقة، ولو كانت في موضع واحد كانت أيسر لمؤونتها، وأعظم لمنفعتها؟
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : اتّخذتها متفرّقة، فإن أصاب هذا المال شي ء سلم هذا المال، والصرّة تجمع بهذا كلّه (2).
39 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن جهم قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) أيّما أفضل المقام بمكّة أو بالمدينة؟
فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء تقول أنت؟... قال: فقلت له: أمّا أنا فأزعم أنّ المقام بالمدينة أفضل من المقام بمكّة.
قال: فقال ( عليه السلام ) : أما لئن قلت ذلك لقد قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ذاك يوم فطر، وجاء إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فسلّم عليه في المسجد ثمّ قال: قد فضّلنا الناس اليوم بسلامنا
ص:203
علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).
40 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن محرم انكسرت ساقه، أيّ شي ء يكون حاله، وأيّ شي ء عليه؟ قال ( عليه السلام ) : هو حلال من كلّ شي ء.
قلت: من النساء والثياب والطيب فقال ( عليه السلام ) : نعم، من جميع مايحرم علي المحرم، وقال: أما بلغك قول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : حلّني حيث حبستني لقدرك الذي قدّرت عليّ!...(2)
41 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه، فإنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) كان يقول: من حسن ظنّه باللّه، كان اللّه عند ظنّه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل اللّه منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته، وتنعّم أهله، وبصّره اللّه داء الدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلي دار السلام...(3)
42 - الحضينيّ : حدّثني عتاب بن يونس الديلميّ، عن عسكر مولي أبي جعفر الإمام التاسع ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبي
ص:204
عبداللّه ( عليهم السلام ) : قال: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) (1) كان قائماً يصلّي حتّي زحف (2) ابنه محمّد ( عليهماالسلام ) وهو طفل إلي بئر كانت في داره
بالمدينة عميقة فسقط فيه، فنظرت إليه أُمّه فصرخت، وانقلبت تضرب بنفسها حول البئر، وتستغيث وتقول: يا ابن رسول اللّه! غرق ابنك محمّد في قعر البئر في الماء، فلمّا طال عليها ذلك، قالت له جزعاً علي ابنها: ما أقسي قلوبكم يا أهل بيت النبوّة! فأقبل علي صلاته ولم يخرج عنها إلي غير كمالها.
ثمّ قال لها: وقد جلس علي البئر، ومدّ يده إلي قعرها، وكانت لا تصل إلّابرشاء طويل، وأخرج ابنه علي يده يناغي ويضحك، ولم يتبلّ له ثوب،ولاجسد.
فقال: هاك، يا ضعيفة اليقين باللّه! فضحكت لسلامة ابنها، وبكت لقوله لها: يا ضعيفة اليقين.
فقال لها: لا تثريب عليك، أما علمت بأنّي كنت بين يدي جبّار، ولو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عنّي، فمن ترين راحمي بعده. فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) (3).
43- _ الحضيني له : حدثني عتاب بن يونس الديلمي عن عسكر مولى
أبي جعفر الإمام التاسع، عن أبيه، عن علي بن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد
ص:205
صلوات الله عليهم أجمعين قال: دخلت عليه طاقة من شيعته بالكوفة فقالوا: يا ابن رسول الله الأنبياء كلهم عابدون الله، فكيف سمي جدك علي بن الحسين سيد
العابدين ؟
فقال الصادق صلوات الله عليه : ويحكم ! أما سمعتم قول الله عز وجل (نَرْفَعُ درجات مَّن نَّشَاءُ) (1) وقوله تعالى: (هُمْ دَرَجَات عِندَ اللهِ )(2) وقوله تعالى: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ) (3) فما ذا أنكر تم؟ قالوا: أحببنا أن نعلم ما سألنا عنه
فقال: ويحكم إن إبليس لعنه الله ناجى ربه، فقال: إني قد رأيت العابدين لك من عبادك منذ أول العهد إلى عهد علي بن الحسين الله فلم أر أعبد الك، ولا أخشع منه، فأذن لي يا الهي أن أكيد، وأبتليه، لأعلم كيف صيره، فنهاه الله عز وجل عن ذلك فلم ينته، وتصور لعلي بن الحسين وهو قائم يصلي في صلاته، فتصور في صورة أفعي لها عشر رؤوس، محددة الأنياب، متقلبة الأمين بحمرة، وطلع عليه من الأرض من موضع سجود، ثم تطاول في قبلته قلم يسرعه، ولم يرعبه ذلك. ولم ينكس (4) رأسه إليه، فانفض إبليس (لعنه الله) إلى الأرض في صورة الأنعي. وقبض على عشر أنامل رجلى على بن الحسين صلوات الله عليه، وأقبل يكدمها (5) بأنيابه، وينفخ عليها من نار جوفه، وكل ذلك يميل طرقه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه، ولا يختلاجه شك ولا وهم في صلاته وقراءته، فلم يلبث إبليس (لعنه الله)
ص:206
حتّى انقضّ عليه شباب من نار محرق من السماء. فلمّا أحسَّ به صرخ، وقام إلى جانب عليّ بن الحسين في صورته الأولى، ثمَّ قال: يا عليّ؛ أنت سيّد العابدين كما سمّيت، وأنا إبليس كما جنيت والله القد شهدت عبادة النبييّن والمرسلين من عهد أبيك آدم إليك. فما رأيت مثلك، ولا مثل عبا دتك، ولوددت أنّك استغفرت لي، فإنَّ الله كان يغفر لي، ثمّ تركه وولى وهو في صلاته لا يشغله كلامه، حتىّ قضى صلاته على تمامها، فكان هذا من دلائله (1).
44 - ابن قولويه : حدّثني أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ قال: حدّثنا أبي عليّ مهديّ بن صدقة الرقّيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه جعفر ( عليه السلام ) قال: زار زين العابدين عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ووقف علي القبر، فبكي ثمّ قال: «السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا أمين اللّه في أرضه وحجّته علي عباده، أشهد أنّك جاهدت في اللّه حقّ جهاده، وعملت بكتابه، واتّبعت سنن نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حتّي دعاك اللّه إلي جواره، وقبضك إليه باختياره، وألزم أعداءك الحجّة في قتلهم إيّاك، مع مالك من الحجج البالغة علي جميع خلقه.
اللّهمّ فاجعل نفسي مطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبّة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة علي نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ آلآئك، مشتاقة إلي
ص:207
فرحة لقائك، متزّودة التقوي ليوم جزائك، مستنّة بسنن أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك».
ثمّ وضع خدّه علي القبر وقال:
«اللّهمّ إنّ قلوب المخبتين إليك والهة، وسبل الراغبين إليك شارعة، وأعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة، وأصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتّحة، ودعوة من ناجاك مستجابة.
وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكي من خوفك مرحومة، والإعانة لمن استعان بك موجودة، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك لعبادك منجّزة، وزلل من استقالك مقالة، وأعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك إلي الخلائق من لدنك نازلة، وعوائد المزيد لهم متواترة، وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك عندك مقضيّة، وجوائز السائلين عندك موفّرة، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد المستطعمين معدّة، ومناهل الظماء مترعة.
اللّهمّ فاستجب دعائي، واقبل ثنائي، وأعطني جزائي، واجمع بيني وبين أوليائي، بحقّ محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، إنّك ولي ّ نعمائي، ومنتهي رجائي، وغاية مناي في منقلبي ومثواي.
أنت إلهي وسيّدي ومولاي اغفر لأوليائنا، وكفّ عنّا أعداءنا، واشغلهم عن أذانا، وأظهر كلمة الحقّ واجعلها العليا، وأدحض كلمة الباطل واجعلها السفلي، إنّك علي كلّ شي ء قدير» (1).
ص:208
45 - جعفر بن محمّد الحضرميّ : جعفر عن عبد اللّه بن السريّ، عن الرضا، قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : واللّه لإن أُعطي أخاً لي درهماً أحبّ إليّ من أن أتصدّق علي مسكين بدرهمين، وإن أُعطيه درهمين أحبّ إليّ من أن أتصدّق بأربعة، وإن أُعطيه أربعة أحبّ إليّ من أن (أتصدّق علي) (1) مسكين بثمانية، فإن أُعطي أخاً لي في الإسلام ستّة عشر درهماً أحبّ إليّ من أن أتصدّق علي مسكين بضعفها إلي ارتفاع ذلك (2).
46- الشيخ الصدوق(رحمة الله) : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيه(رضی الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر ب_ن
محمد السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ليبغض اللحم، واللحم السمين.
فقال له بعض أصحابه: يا ابن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ! إنا لنحبّ اللحم، وما تخلو بيوتنا منه، فكيف ذلك ؟
فقال : ليس حيث تذهب إنّما البيت اللحم الذي تؤكل فيه لحوم الناس
بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتجبّر المتكبّر المختال في مشيته (3).
47 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ
ص:209
بنيسابور، سنة اثنتين وخمسين و ثلاثمائة قال: أخبرنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا ابن ذُكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول: كنّا في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فتذاكروا الكبائر، وقول المعتزلة فيها: إنّها لا تغفر.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة، قال اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَي ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ )(1)
(2).
48 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : قال:
ص:210
كان علي خاتم محمّد بن عليّ ( عليه السلام ) مكتوب:
ظنّي باللّه حسن
وبالنبيّ المؤتمن
وبالوصيّ ذي المنن
وبالحسين والحسن (1).
49 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان فلم يخرج من سفره، أو لم يفق من مرضه حتّي يدخل شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأوّل، وسقط القضاء، فإذا أفاق بينهما، أو أقام ولم يقضه وجب عليه القضاء والفداء؟
قيل: لأنّ ذلك الصوم إنّما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر، فأمّا الذي لم يفق فإنّه لمّا أن مرّت عليه السنة كلّها، وقد غلب اللّه تعالي عليه، فلم يجعله له السبيل إلي أدائه سقط عنه، وكذلك كلّما غلب اللّه عليه، مثل المغمي عليه الذي يغمي عليه يوماً وليلة، فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق ( عليه السلام ) : كلّما غلب اللّه عليه العبد فهو أعذر له،...
فإن قال: فلِمَ جعل أوّل خميس من العشر الأوّل، وآخر خميس في العشر الآخر، وأربعاء في العشر الأوسط؟
قيل: أمّا الخميس فإنّه قال الصادق ( عليه السلام ) : يعرض في كلّ خميس أعمال العباد علي
ص:211
اللّه عزّوجلّ، فأحبّ أن يعرض عمل العبد علي اللّه تعالي وهو صائم.
فإن قال: فلِمَ جعل آخر لخميس؟
قيل: لأنّه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيّام، والعبد صائم كان أشرف وأفضل من أن يعرض عمل يومين وهو صائم، وإنّما جعل الأربعاء في العشر الأوسط، لأنّ الصادق ( عليه السلام ) أخبر: بأنّ اللّه عزّوجلّ خلق النار في ذلك اليوم، وفيه أهلك القرون الأُولي، وهو يوم نحس مستمرّ، فأحبّ أن يدفع العبد عن نفسه نحس ذلك اليوم بصومه...(1)
50 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد الكوفيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: جعلت فداك، حديث كان يرويه عبد اللّه بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: فقال ( عليه السلام ) لي: وما هو؟
قلت: روي عن عبيد بن زرارة أنّه لقي أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد اللّه بن الحسن فقال له: جعلت فداك، إنّ هذا قد ألّف الكلام، وسارع الناس إليه، فما الذي تأمر به؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : اتّقوا اللّه واسكنوا ما سكنت السماء والأرض.
قال: وكان عبد اللّه بن بكير يقول: واللّه لئن كان عبيد بن زرارة صادق، فما من خروج، وما من قائم.
قال: فقال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ الحديث علي ما رواه عبيد، وليس علي ما تأوّله عبد اللّه بن بكير...(2).
ص:212
51 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان: إنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه يسأله عنه:
جاءني كتابك تذكر: أنّ بعض أهل القبلة يزعم أنّ اللّه تبارك وتعالي لم يحلّ شيئاً، ولم يحرّمه، لعلّه أكثر من التعبّد لعباده بذلك، قد ضلّ من قال ذلك ضلالاً بعيداً، وخسر خسراناً مبيناً...
قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : لو يعلم العباد كيف كان بدء الخلق، ما اختلف إثنان، وقوله ( عليه السلام ) : ليس بين الحلال والحرام إلّا شي ء يسير، يحوّله من شي ء إلي شي ء، فيصير حلالاً وحراماً (1)
52 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن أبي محمود قال:...قال (الرضا ( عليه السلام ) ): حدّثني أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) أنّه قال: من زعم أنّ اللّه تعالي يجبر عباده علي المعاصي، أو يكلّفهم ما لايطيقون، فلاتأكلوا ذبيحته، ولاتقبلوا شهادته، ولاتصلّوا وراءه، ولاتعطوه من الزكاة شيئاً (2).
53 - الشيخ الصدوق : عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! ما تقول في حديث روي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنّه قال: إذا خرج القائم ( عليه السلام ) قتل ذراريّ قتلة ال حسين ( عليه السلام ) بفعال آبائهم.
فقال ( عليه السلام ) : هو كذلك...(3).
ص:213
54 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...إبراهيم، عن أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ، قال:...وقري ء عند أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (1)؛
فقال ( عليه السلام ) : قد سألوا اللّه عظيماً أن يجعلهم للمتّقين أئمّة!
فقيل له: كيف هذا ياابن رسول اللّه؟ قال ( عليه السلام ) : إنّما أنزل اللّه «الذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة أعين واجعل لنا من المتّقين إماماً» (2)
55 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال:...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...ولقد حدّثني أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : يقول: رحم اللّه عمّي زيداً! إنّه دعا إلي الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفي بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عمّ! إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكُناسة فشأنك، فلمّا ولّي، قال جعفر بن محمّد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه...(3)
56 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ، بمرو الرود، في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
ص:214
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : قال: السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والاثنين لبني أُميّة، والثلاثاء لشيعتهم، والأربعاء لبني العبّاس ، والخميس لشيعتهم، والجمعة لسائر الناس جميعاً، وليس فيه سفر.
قال اللّه تعالي: ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوةُ فَانتَشِرُواْ فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُواْ مِن فَضْلِ اللَّهِ ) (1) يعني يوم السبت (2).
57 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) قال: دعي أبي بدهن ليدّهن به رأسه، فلمّا ادّهن به قلت: ما الذي ادّهنت؟
قال ( عليه السلام ) : إنّه البنفسج.
قلت: وما فضل البنفسج؟
ص:215
قال: حدّثني أبي عن جدّي الحسين بن عليّ، عن أبيه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فضل البنفسج علي الأدهان، كفضل الإسلام علي ساير الأديان (1).
58 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) أنّه قال: أدني العقوق أُفّ، ولو علم اللّه شيئاً أهون من الأُفّ لنهي عنه (2)
59 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) قال: سُئل محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) عن الصلاة في السفر؟
فذكر: أنّ أباه ( عليه السلام ) ، كان يقصّر الصلاة في السفر (3).
60- الشيخ الصدوق : أبي ، عن سعد بن عبد اللّه، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه قال: قال أبوعبد اللّه ( عليه السلام ) : نجاة المؤمن في حفظ لسانه.
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من حفظ لسانه ستر اللّه عورته (4).
ص:216
61 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن داود بن سليمان، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : قال: أوحي اللّه عزّوجلّ إلي داود ( عليه السلام ) : إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنّة.
قال ( عليه السلام ) : يا ربّ! وما تلك الحسنة؟
قال: يفرّج عن المؤمن كربته ولو بتمرة.
قال: فقال داود ( عليه السلام ) : حقّ لمن عرفك أن لا ينقطع رجاءه منك (1).
62 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن جدّي إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : سمعت أبي يحدّث عن أبيه ( عليهماالسلام ) : إنّ أوّل سورة نزلت: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) (2)، وآخر سورة نزلت: ( إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ ) (3).
63 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته
ص:217
يقول: قال أبي: قال أبو عبد اللّه ( عليهماالسلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ قال لنوح: ( يَنُوحُ إِنَّهُ و لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) (1) لأنّه كان مخالفاً له، وجعل من اتّبعه من أهله. قال: وسألني كيف يقرؤون هذه الآية في ابن نوح؟
فقلت: يقرأها الناس علي وجهين: «إنّه عَمَلٌ غَيُر صالح»، و«إنّه عَمِلَ غيرَ صالح» (2) . فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، هو ابنه، ولكنّ اللّه عزّوجلّ نفاه عنه حين
خالفه في دينه (3).
64 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعت أبي، يحدّث عن أبيه ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّما اتّخذ اللّه عزّوجلّ إبراهيم خليلاً، لأنّه لم يردّ أحداً، ولم يسأل أحداً قطّ غير اللّه عزّوجلّ (4).
65 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت
ص:218
أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: رحم اللّه عبداً أحيا أمرنا...
قال: قلت: ياابن رسول اللّه فقد روي لنا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: من تعلّم علماً ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو ليقبل بوجوه الناس إليه، فهو في النار.
فقال ( عليه السلام ) : صدق جدّي ( عليه السلام ) ...(1)
66 - الشيخ الصدوق :...حدّثنا أبو عاصم، ورواه عن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ موسي بن جعفر ( عليه السلام ) تكلّم يوماً بين يدي أبيه ( عليه السلام ) ، فأحسن، فقال له: يا بنيّ! الحمد للّه الذي جعلك خلفاً من الآباء، وسروراً من الأبناء، وعوضاً عن الأصدقاء (2)
67 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب القرشيّ قال: حدّثنا منصور بن عبد اللّه الإصفهانيّ الصوفيّ قال: حدّثني عليّ بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثنا داود سليمان الغازيّ قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن مح مّ ( عليهم السلام ) : في قوله عزّوجلّ: ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) ، وقال: لمّا قالت النملة: ( يَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَنُ وَجُنُودُهُ و وَهُمْ لَايَشْعُرُونَ ) (3) ، حملت الريح صوت النملة إلي سليمان ( عليه السلام ) ، وهو مارّ في الهواء، والريح قد حملته، فوقف وقال: عليّ بالنملة، فلمّا أُتي بها، قال سليمان: يا أيّتها (4)النملة! أما علمت أنّي نبيّ اللّه، وأنّي
ص:219
لا أظلم أحداً؟
قالت النملة: بلي.
قال سليمان ( عليه السلام ) : فلم حذّرتهم ظلمي، فقلت: ( يَأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُواْ مَسَكِنَكُمْ ) ؟
قالت النملة: خشيت أن يُنظَرَ إلي زينتك، فيفتتنوا بها، فيبعدون عن ذكر اللّه تعالي، ثمّ قالت النملة: أنت أكبر، أم أبوك داود؟
قال سليمان: بل أبي، داود ( عليه السلام ) . قالت النملة: فلِمَ زيد في حروف اسمك حرف علي حروف اسم أبيك، داود؟
قال سليمان: ما لي بهذا علم؟
قالت النملة: لأنّ أباك داود ( عليه السلام ) ، داوي جرحه بودّ، فسمّي داود، وأنت ياسليمان! أرجو أن تلحق بأبيك.
قالت النملة: هل تدري لم سخّرت لك الريح من بين سائر المملكة؟
قال سليمان: ما لي بهذا علم؟
قالت النملة: يعني عزّوجلّ بذلك، لو سخّرت لك جميع المملكة، كما سخّرت هذه الريح، لكان زوالها من يدك كزوال الريح، فحينئذ تبسّم ضاحكاً من قولها (1).
68 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني القاسم بن إسماعيل قال: حدّثنا إبراهيم بن العبّاس قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا عن أبيه، عن جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : أنّه قال: إذا أقبلت الدنيا علي إنسان، أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت
ص:220
عنه، سلبته محاسن نفسه (1).
69 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا جبلّة بن محمّد الكوفيّ قال: حدّثنا عيسي بن حمّاد بن عيسي، عن أبيه، عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) : إنّ جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) كان يقول: إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأُبادر بقضائها، مخافة أن يستغني عنها، فلا يجد لها موقعاً إذا جاءته (2).
70 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ي ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد همّت به، ولولا أن رأي برهان ربّه لهم بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه؛
ولقد حدّثني أبي، عن أبيه الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال: همّت بأن تفعل، وهمّ بأن لايفعل...(3).
71 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام )
ص:221
قال: إنّ سليمان بن داود قال ذات يوم لأصحابه: إنّ اللّه تبارك وتعالي قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي، سخّر لي الريح، والإنس والجنّ،...أحببت أن أدخل قصري في غد، فأصعد أعلاه، وأنظر إلي ممالكي، فلاتأذنوا لأحد عليّ بالدخول، لئلّا يرد عليّ ماينغّص علي يومي.
فقالوا: نعم، فلمّا كان من الغد، أخذ عصاه بيده، وصعد إلي أعلي موضع من قصره، ووقف متّكئاً علي عصاه ينظر إلي ممالكه، سروراً بما أوتي، فرحاً بما أُعطي، إذ نظر إلي شابّ حسن الوجه واللباس، قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلمّا أبصر به سليمان ( عليه السلام ) قال له: من أدخلك إلي هذا القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن من دخلت؟
فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربّه، وبإذنه دخلت.
فقال ( عليه السلام ) : ربّه أحقّ به منّي، فمن أنت؟
قال: أنا ملك الموت.
قال ( عليه السلام ) : وفيما جئت؟
قال: لأقبض روحك.
فقال ( عليه السلام ) : امض بما أمرت به فيّ، هذا يوم سروري، وأبي اللّه عزّوجلّ أن يكون لي سروراً دون لقائك، فقبض ملك الموت روحه، وهو متّكي ء علي عصاه،...قال قوم: إنّ سليمان لساحر، وإنّه يرينا أنّه واقف متّكي ء علي عصاه، يسحر أعيننا، وليس كذلك.
فقال المؤمنون: إنّ سليمان هو عبد اللّه ونبيّه، يدبّر اللّه أمره بما شاء، فلمّا اختلفوا، بعث اللّه عزّوجلّ الأُرْضَة فدبّت في عصاه، فلمّا أكلت جوفها انكسرت العصا، وخرّت سليمان من قصره علي وجهه، فشكرت الجنّ الأُرْضَة علي صنيعها، فلأجل ذلك لاتوجد الأُرْضَة في مكان إلّا وعندها ماء وطين، وذلك قول اللّه عزّوجلّ:
ص:222
( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَادَلَّهُمْ عَلَي مَوْتِهِ ي إِلَّا دَآبَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ و) يعني عصاه، ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُواو يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُواو فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) .
قال الصادق ( عليه السلام ) : وما نزلت هذه الآية هكذا، وإنّما نزلت: فلمّا خرّ تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (1)
72 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال ( عليه السلام ) :...
قال: وقال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : تجنّبوا البوائق، يمدّ لكم في الأعمار (2)
73 - الشيخ المفيد؛ : محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن عبد الحميد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : كلّنا نجري في الطاعة والأمر مجري واحد، وبعضنا أعلم (3) من بعض (4).
74 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي عليّ أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس، فقال الرضا ( عليه السلام ) :
ص:223
حدّثني أبي، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: إنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إنّ للّه في الفردوس الأعلي قصراً لبنة من فضّة، ولبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبّة من ياقوتة حمراء، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار، نهر من خمر، ونهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ، وأجنحتها من ياقوت، تصوّت بألوان الأصوات، إذا كان يوم الغدير ورد إلي ذلك القصر أهل السماوات، يسبّحون اللّه ويقدّسونه ويهلّلونه، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، وتتمرّغ علي ذلك المسك والعنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم، وأنّهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ( عليه السلام ) ، فإذا كان آخر ذلك اليوم نودوا: انصرفوا إلي مراتبكم، فقد أمنتم من الخطأ والزلل إلي قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وعليّ ( عليه السلام ) .
ثمّ قال: يا ابن أبي نصر! أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أم يرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، فإنّ اللّه يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة، ذنوب ستّين سنة، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان، وليلة القدر، وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، فافضل علي إخوانك في هذا اليوم، وسرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة.
ثمّ قال: يا أهل الكوفة! لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنّكم لممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان، مستقلّون مقهورون ممتحنون، يصبّ عليكم البلاء صبّاً، ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم، واللّه! لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته، لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات، ولولا أنّي أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم، وما أعطي اللّه فيه من عرفه ما لا يحصي بعدد.
قال عليّ بن الحسن بن فضّال: قال لي محمّد بن عبد اللّه: لقد تردّدت إلي أحمد بن
ص:224
محمّد أنا وأبوك، والحسن بن الجهم، أكثر من خمسين مرّة، وسمعناه منه (1).
75 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد: [أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال:] أنّ امرأة سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقالت: أصلحك اللّه إنّي متبتّلة؟
قال ( عليه السلام ) لها: وما التبتّل عندك؟
قالت: لا أريد التزويج أبداً.
قال: ولِم؟
قالت: ألتمس في ذلك الفضل.
فقال: انصرفي، فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة ( عليها السلام ) أحقّ به منك، إنّه ليس
ص:225
أحد يسبقها إلي الفضل (1).
76 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...سعد بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل يبيع جارية كان يعزل عنها، هل عليه منها استبراء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
وعن أدني مايجزي من الاستبراء للمشتري والمبتاع (2) ؟
قال ( عليه السلام ) :...وجعفر ( عليه السلام ) يقول: حيضتان.
وسألته عن أدني استبراء البكر؟
فقال ( عليه السلام ) :...كان جعفر ( عليه السلام ) يقول: حيضتان (3).
77 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عليّ بن الحسين، عن عبد اللّه بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : صلّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جنازة، فكبّر عليه خمساً، وصلّي علي آخر فكبّر عليه أربعاً؛
فأمّا الذي كبّر عليه خمساً، فحمد اللّه ومجّده في التكبيرة الأولي، ودعا في الثانية للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ودعا في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، ودعا في الرابعة للميّت، وانصرف في الخامسة؛
وأمّا الذي كبّر عليه أربعاً، فحمد اللّه ومجّده في التكبيرة الأولي، ودعا لنفسه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) : في الثانية، ودعا للمؤمنين والمؤمنات في الثالثة،
ص:226
وانصرف في الرابعة فلم يدع له، لأنّه كان منافقاً (1).
78 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن المغيرة قال: سأله زكريّا بن آدم عمّا قتل الفهد والكلب؟
فقال: قال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : الكلب والفهد سواء، فإذا هو أخذه فأمسكه ومات وهو معه فكل، فإنّه أمسك عليك، وإذا هو أمسكه وأكل منه فلا تأكل منه، فإنّما أمسك علي نفسه (2).
79 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) يقول إذا أمسي: «أمسينا وأمسي الملك للّه الواحد القهّار، والحمد للّه ربّ العالمين الذي أذهب بالنهار، وجاء بالليل، ونحن في عافية منه، اللّهمّ هذا خلق جديد قد غشانا، فما عملتُ فيه من خير فسهّله وقيّضه، واكتبه أضعافاً مضاعفة، وما عملتُ فيه من شرّ فتجاوز عنه برحمتك؛
أمسيت لا أملك ما أرجو، ولا أدفع شرّ ما أخشي، أمسي الأمر لغيري،
ص:227
وأمسيت مرتهناً بكسبي، وأمسيت لا فقير أفقر منّي، فلتسع لفقري من سعتك ممّا كتبت علي نفسك التقوي ما أبقيتني، والكرامة إذا توفّيتني، والصبر علي ما ابتليتني، والبركة فيما رزقتني، والعزم علي طاعتك فيما بقي من عمري، والشكر لك فيما أنعمت به عليّ».
وقال: إذا خرجت من منزلك فقل:
«بسم اللّه، توكّلت علي اللّه، ما شاء اللّه، لا قوّة إلّا باللّه، اللّهمّ إنّي أسألك خير ما خرجت له، وأعوذ بك من شرّ ما خرجت إليه، اللّهمّ أوسع عليّ من فضلك، وأتمّ عليّ نعمتك، واستعملني في طاعتك، واجعلني راغباً فيما عندك، وتوفّني في سبيلك، وعلي ملّتك، وملّة رسولك ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ».
وكان يقول إذا خرج إلي الصلاة:
«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ السائلين لك، وبحقّ مخرجي عن هذا، فإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك، واجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار» (1).
80- الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ، قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه.
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه أبي جعفر ( عليهماالسلام ) : أنّه سئل عن الدنانير والدراهم، وما علي الناس
ص:228
فيها؟
فقال أبو جعفر: هي خواتيم اللّه في أرضه، جعلها اللّه مصلحة لخلقه، وبها تستقيم شؤونهم ومطالبهم، فمن أكثر له منها فقام بحقّ اللّه تعالي فيها وأدّي زكاتها، فذاك الذي طابت وخلصت له، ومن أكثر له منها فبخل بها، ولم يؤدّ حقّ اللّه فيها، واتّخذ منها الآنية فذلك الذي حقّ عليه وعيد اللّه عزّوجلّ في كتابه؛
قال اللّه: ( يَوْمَ يُحْمَي عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَي بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) (1) (2).
81 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيهإ؛هههههههههپر قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبو عبد اللّه ( عليهماالسلام ) : صلة الأرحام، وحسن الخلق، زيادة في الإيمان (3) (4).
ص:229
82 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه الصادق ( عليهم السلام ) : قال: القضاء علي عشرة أوجه (ذكر فيه الوجوه الثلاثة التي ذكرناها) وهي: منها الأمر والوصيّة: كقوله تعالي: ( وَقَضَي رَبُّكَ أَلَّاتَعْبُدُواْ إِلَّآ إِيَّاهُ ) (1) أي وصّي ربّك وأمر.
ومنها أن يكون بمعني الإخبار والإعلام: كقوله: ( وَقَضَيْنَآ إِلَي بَنِي إِسْرَءِيلَ )(2) أي أخبرناهم، وقوله: ( وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ) (3)أي عهدنا إلي لوط.
ومنها أن يكون بمعني الفراغ: نحو قوله: ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَسِكَكُمْ ) (4) أي فرغتم من أمر المناسك، وقوله: ( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَوةَ) (5).
و(الرابع) بمعني الفعل في قوله: ( فَاقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ ) (6) أي
فافعل ما أنت فاعل، ومنه قوله: ( إِذَا قَضَي أَمْرًا) (7) يعني إذا فعل أمراً كان في علمه أن يفعله إنّما يقول له كن فيكون، ومنه قوله: ( إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا) (8) يقول ما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا فعل اللّه ورسوله شيئاً
في تزويج زينب أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
ص:230
و(الخامس) في قوله: ( لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) (1) أي لينزل علينا
الموت، وقوله: ( لَايُقْضَي عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ )(2) أي لاينزل بهم
الموت، وقوله: ( فَوَكَزَهُ و مُوسَي فَقَضَي عَلَيْهِ ) (3) أي فأنزل بها
الموت.
و(السادس) قوله: ( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) (4) أي
وجب العذاب، فوقع بأهل النار، وكذا قوله: ( وَقَالَ الشَّيْطَنُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) (5).
و(السابع) وقوله: ( وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا) (6) أي مكتوباً في اللوح المحفوظ أنّه يكون.
و(الثامن) بمعني الإتمام في نحو قوله: ( فَلَمَّا قَضَي مُوسَي الْأَجَلَ ) (7) أي أتمّ، ( أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ ) (8) أي أتممت، وقوله: ( مِن قَبْلِ أَن يُقْضَي إِلَيْكَ وَحْيُهُ و ) (9) يعني من قبل أن يتمّ جبرائيل إليك الوحي.
و(التاسع) بمعني الحكم والفصل كقوله: ( وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِ ّ) (10) ( إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ ) (11) أي يفصل، وفي الأنعام يقضي بالحقّ،
أي يفصل الأمر بيني
ص:231
وبينكم بالعذاب.
و(العاشر) بمعني الجعل في قوله: ( فَقَضَل-هُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ ) (1)
أي جعلهنّ (2).
83 - أبو عليّ الطبرسيّ (رحمة الله) :( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (3) اختلف في معناه
علي أقوال: أحدها: أنّهم مشركو قريش كانوا يقرّون باللّه خالقاً، ومحيياً، ومميتاً، ويعبدون الأصنام، ويدعونها آلهة، مع أنّهم كانوا يقولون: اللّه ربّنا، وإلهنا يرزقنا، فكانوا مشركين بذلك. عن ابن عباس والجبائيّ.
ثانيها: أنّها نزلت في مشركي العرب إذ سألوا: من خلق السماوات والأرض، وينزل المطر؟
قالوا: اللّه، ثمّ هم يشركون.
وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبّيك، لا شريك لك، ألا شريكاً هو لك تملكه وما ملك. عن الضحّاك.
ثالثها: أنّهم أهل الكتاب آمنوا باللّه واليوم الآخر، والتوراة والإنجيل، ثمّ أشركوا بإنكار القرآن، وإنكار نبوّة نبيّنا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) . عن الحسن.
وهذا القول مع ما تقدّمه رواه دارم بن قبيصة، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) (4) .
ص:232
84 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : روي عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، قال: لو علم اللّه لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أُفّ لأتي به (1).
85 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : ( فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) (2)، روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب، وصفاء السرّ (3).
86 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : ( الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) (4) المصلّين وقت السحر، عن قتادة.
ورواه الرضا عن أبيه، عن أبي عبد اللّه ( عليهم السلام ) :(5)
87 - الراونديّ ؛ : عن دعبل الخزاعيّ قال: حدّثني الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: كنت عند أبي الباقر ( عليه السلام ) إذ دخل عليه جماعة من الشيعة، وفيهم جابر بن يزيد فقالوا: هل رضي أبوك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بإمامة الأوّل والثاني؟
فقال ( عليه السلام ) : اللّهمّ! لا.
قالوا: فلِمَ نكح من سبيهم خولة الحنفيّة إذا لم يرض بإمامتهم؟
فقال الباقر ( عليه السلام ) : امض يا جابر بن يزيد! إلي منزل جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ
ص:233
فقل له: إنّ محمّد بن عليّ يدعوك.
قال جابر بن يزيد: فأتيت منزله، وطرقت عليه الباب، فناداني جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ من داخل الدار: اصبر يا جابر بن يزيد!.
قال جابر بن يزيد: فقلت في نفسي: من أين علم جابر الأنصاريّ أنّي جابر بن يزيد، ولم يعرف الدلائل إلّا الأئمّة من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ؟ واللّه! لأسألنّه إذا خرج إليّ، فلمّا خرج قلت له: من أين علمت أنّي جابر، وأنا علي الباب، وأنت داخل الدار؟
قال: قد خبّرني مولاي الباقر ( عليه السلام ) البارحة: أنّك تسأله عن الحنفيّة في هذا اليوم، وأنا أبعثه إليك يا جابر! بكرة غد أدعوك.
فقلت: صدقت.
قال: سر بنا، فسرنا جميعاً حتّي أتينا المسجد، فلمّا بصّر مولاي الباقر ( عليه السلام ) بنا ونظر إلينا، قال للجماعة: قوموا إلي الشيخ، فاسألوه حتّي ينبّئكم بما سمع ورأي وحدّث، فقالوا: يا جابر! هل رضي إمامك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بإمامة من تقدّم؟
قال: اللّهمّ! لا.
قالوا: فلِمَ نكح من سبيهم خولة الحنفيّة إذ لم يرض بإمامتهم؟
قال جابر: آه، آه، آه، لقد ظننت أنّي أموت ولا أسأل عن هذا، والآن إذ سألتموني، فاسمعوا وعوا، حضرت السبي وقد أدخلت الحنفيّة فيمن أدخل، فلمّا نظرت إلي جميع الناس عدلت إلي تربة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فرنّت رنّة، وزفرت زفرة، وأعلنت بالبكاء والنحيب، ثمّ نادت:
السلام عليك يا رسول اللّه! صلّي اللّه عليك، وعلي أهل بيتك من بعدك، هؤلاء أُمّتك سبينا (1) سبي النوب والديلم، واللّه! ما كان لنا إليهم من ذنب إلّا الميل إلي
ص:234
أهل بيتك، فجعلت الحسنة سيّئة، والسيّئة حسنة فسبتنا.
ثمّ انعطفت إلي الناس وقالت: لِمَ سبيتمونا وقد أقررنا بشهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
قالوا: منعتمونا الزكاة.
قالت: هبوا (1) ، الرجال منعوكم! فما بال النسوان؟
فسكت المتكلّم، كأنّما أُلقِمَ حجراً.
ثمّ ذهب إليها طلحة، وخالد بن عنان في التزوّج بها، وطرحا إليها ثوبين.
فقالت: لست بعريانة فتكسوني.
قيل لها: إنّهما يريدان أن يتزايدا عليك، فأيّهما زاد علي صاحبه أخذك من السبي؟
قالت: هيهات، واللّه لايكون ذلك أبداً، ولايملكني ولايكون لي بعل، إلّا من يخبرني بالكلام الذي قلته ساعة خرجت من بطن أُمّي.
فسكت الناس ينظر بعضهم إلي بعض، وورد عليهم من ذلك الكلام ما أبهر عقولهم، وأخرس ألسنتهم، وبقي القوم في دهشة من أمرها.
فقال أبو بكر: ما لكم ينظر بعضكم إلي بعض؟
قال الزبير: لقولها الذي سمعت.
فقال أبو بكر: ما هذا الأمر الذي أحصر أفهامكم، إنّها جارية من سادات قومها، ولم يكن لها عادة بما لقيت ورأت، فلاشكّ أنّها داخلها الفزع، وتقول ما لا تحصيل له.
فقالت: لقد رميت بكلامك غير مرمي، - واللّه - ما داخلني فزع ولاجزع، و-
ص:235
واللّه - ما قلت إلّا حقّاً، ولانطقت إلّا فصلاً، ولابدّ أن يكون كذلك، وحقّ صاحب هذه البنيّة ما كذبت ولاكذّبت.
ثمّ سكتت، وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما، وهي قد جلست ناحية من القوم. فدخل عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فذكروا له حالها،
فقال ( عليه السلام ) : هي صادقة فيما قالت، وكان من حالها وقصّتها كيت وكيت في حال ولادتها وقال: إنّ كلّ ما تكلّمت به في حال خروجها من بطن أُمّها هو كذا وكذا، وكلّ ذلك مكتوب علي لوح نحاس معها، فرمت باللوح إليهم لمّا سمعت كلامه ( عليه السلام ) ، فقرؤوه فكان علي ما حكي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) لا يزيد حرفاً ولاينقص.
فقال أبو بكر: خذها يا أبا الحسن! بارك اللّه لك فيها.
فوثب سلمان فقال: - واللّه! - ما لأحد هيهنا منّة علي أمير المؤمنين، بل للّه المنّة ولرسوله ولأمير المؤمنين، - واللّه! - ما أخذها إلّا لمعجزه الباهر، وعلمه القاهر، وفضله الذي يعجز عنه كلّ ذي فضل.
ثمّ قام المقداد فقال: ما بال أقوام قد أوضح اللّه لهم طريق الهداية فتركوه، وأخذوا طريق العمي) وما من يوم إلاّ وتبيّن لهم فيه دلائل أمير المؤمنين.
وقال أبو ذرّ: واعجباً! لمن يعاند الحقّ، وما من وقت إلّا وينظر إلي بيانه، أيّها الناس! إنّ اللّه قد بيّن لكم فضل أهل الفضل، ثمّ قال: يا فلان! أتمنّ علي أهل الحقّ بحقّهم، وهم بما في يديك أحقّ وأولي؟
وقال عمّار: أُناشدكم اللّه! أما سلّمنا علي أمير المؤمنين هذا، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) في حياة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بإمرة المؤمنين؟
فوثب عمر وزجره عن الكلام، و قام أبو بكر، فبعث عليّ ( عليه السلام ) خولة إلي دار أسماء بنت عميس، وقال لها: خذي هذه المرأة، أكرمي مثواها.
فلم تزل خولة عند أسماء إلي أن قدم أخوها، وزوّجها من عليّ بن
ص:236
أبي طالب ( عليه السلام ) .
فكان الدليل علي علم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفساد ما يورده القوم من سبيهم، وأنّه ( عليه السلام ) تزوّج بها نكاحاً، فقالت الجماعة: يا جابر بن عبد اللّه! أنقذك اللّه من حرّ النار كما أنقذتنا من حرارة الشكّ (1).
88 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئاً؟
قال: نعم، رويت عن أبي، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ للّه عزّوجلّ علمين، علماً مخزوناً مكنوناً لايعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، وعلماً علّمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّنا يعلمونه...(2)
89 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ صاحب الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : اتّقوا مواقف الريب، ولا يقفنّ أحدكم مع أُمّه في الطريق، فإنّه ليس كلّ أحد يعرفها (3).
ص:237
90 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: شكا رجل إلي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) الفقر فقال: أذّن إذا سمعت الأذان، كما يؤذّن المؤذّن (1).
91 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم العلويّ، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد الصادق ( عليهم السلام ) : قال: إذا أحسست بالبَثر (2)فضع عليه السبّابة، ودوّر ما حوله
وقل: «لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم» سبع مرّات، في السابعة فضمّده وشدّه بالسبّابة (3)
92 - السيّد ابن طاووس ؛ : حدّث أبو الحسين محمّد بن هارون التلعكبريّ قال: حدّثني أبو القاسم هبة اللّه بن سلامة المقري ء المفسّر قال: أخبرنا أبوإسحاق إبراهيم بن أحمد البزوريّ قال: أخبرنا عليّ بن موسي الرضا قال: سمعت أبي موسي بن جعفر قال: سمعت أبي جعفر بن محمّد الصادق ( عليهم السلام ) : يقول: من دعا بهذا الدعاء لم ير في عاقبة أمره إلّا ما يحبّه وهو: «اللّهمّ! إنّ خيرتك تُنيل الرغائب، وتجزل المواهب، وتطيّب المكاسب، ونغنم المطالب، وتهدي إلي أحمد العواقب، وتقي من محذور النوائب، اللّهمّ! إنّي أستخيرك فيما عقد عليه رأيي، وقادني إليه هواي، فأسألك يا ربّ! أن تسهّل لي من ذلك ما تعسّر، وأن تعجّل من ذلك ما تيسّر، وأن تعطيني يا ربّ! الظفر فيما استخرتك فيه، وعوناً في الإنعام فيما دعوتك، وأن تجعل يا ربّ! بعده قرباً، وخوفه أمناً، ومحذوره سلماً، فإنّك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علّام الغيوب، اللّهمّ! إن يكن هذا الأمر خيراً لي في عاجل الدنيا والآخرة
ص:238
فسهّله لي، ويسّره عليّ، وإن لم يكن فاصرفه عنّي، واقدر لي فيه الخير، إنّك علي كلّ شي ء قدير، يا أرحم الراحمين» (1).
93 - السيّد ابن طاووس ؛ : عن أبي الحسين محمّد بن معمّر الكوفيّ قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن المعافيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعف ( عليهم السلام ) : قال: يوم غدير خمّ يوم شريف عظيم، أخذ اللّه الميثاق لأميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، أمر محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن ينصبه للناس علماً - وشرح الحال وقال ما هذا لفظه: - ثمّ هبط جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: يا محمّد! إنّ اللّه يأمرك أن تعلم أمّتك ولاية من فرضت طاعته، ومن يقوم بأمرهم من بعدك، وأكّد ذلك في كتابه فقال: ( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (2).
فقال: أي ربّ! ومن وليّ أمرهم بعدي؟
فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين، ولم يعبد وثناً، ولا أقسم بزَلَم، عليّ بن (3)
أبي طالب أمير المؤمنين وإمامهم، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين، فهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، والباب الذي أوتي منه، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أي ربّ! إنّي أخاف قريشاً، والناس علي نفسي وعليّ.
فأنزل اللّه تبارك وتعالي وعيداً وتهديداً: ( يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) - في عليّ - ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
ص:239
النَّاسِ )(1) (2). ، ثمّ ذكر صورة ما جري بغدير خمّ من ولاية عليّ ( عليه السلام ) .
94 - ابن فهد الحلّي ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال أبو عبد ال لّه ( عليه السلام ) : من اتّخذ خاتماً، فصّه عقيق لم يفتقر، ولم يقض له إلّا بالتي هي أحسن.
ومرّ به رجل من أهله مع غلمان الوالي فقال ( عليه السلام ) : اتّبعوه بخاتم عقيق.
فاتّبع فلم ير مكروهاً (3).
95 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : محمّد بن العبّاس ؛ ، عن الحسين بن عليّ بن زكريّا البصريّ، عن الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي موسي، عن أبيه جعف ( عليهم السلام ) : قال: دخل علي أبي بعض من يفسّر القرآن فقال له: أنت فلان، وسمّاه باسمه.
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : أنت الذي تفسّر القرآن؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : فكيف تفسّر هذه الآية ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَي الَّتِي بَرَكْنَا فِيهَا قُرًي ظَهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ ) (4)؟
قال: هذه بين مكّة ومني.
فقال له أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أيكون في هذا الموضع خوف وقطيع؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : فموضع يقول اللّه أمن يكون فيه خوف وقطيع!
ص:240
قال: فما هو؟
قال ( عليه السلام ) : ذاك نحن أهل البيت، قد سمّاكم اللّه ناساً، وسمّانا قري.
قال: جعلت فداك، أوجدت هذا في كتاب اللّه أنّ القري رجال؟
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أليس اللّه تعالي يقول: ( وَسْئلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) (1)فللجدران والحيطان السؤال، أم للناس؟ وقال تعالي: ( وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَمَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا) (2) فمن المعذّب، الرجال، أم الجدران والحيطان؟(3) .
96 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : الحسن بن أبي الحسن الديلميّ ؛ عمّن رواه بإسناده، عن (ابن) أبي صالح، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبي جعف ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ ي مَن يَشَآءُ) (4) ؛
قال ( عليه السلام ) : المختصّ بالرحمة نبيّ اللّه، ووصيّه، وعترتهم ( عليهم السلام ) : ، إنّ اللّه تعالي خلق مائة رحمة، فتسع وتسعون رحمة عنده مذخورة لمحمّد وعليّ وعترتهما، ورحمة واحدة مبسوطة علي سائر الموجودين (5).
97 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا محمّد بن همّام، عن محمّد بن إسماعيل، عن عيسي بن داود قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن
ص:241
موسي بن جعفر، عن أبيه، عن أبي جعف ( عليهم السلام ) : قال: سألته عن قول اللّه عزّوجلّ: ( فَمَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ و فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (1).
قال ( عليه السلام ) : نزلت فينا (2).
98 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا بن عاصم اليمنيّ، عن الهيثم بن عبد الرحمن، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : في قوله عزّوجلّ: ( فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ و * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ) ؛
قال ( عليه السلام ) : نزلت في عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ و *فَأُمُّهُ و هَاوِيَةٌ) (3) ؛ قال: نزلت في ثلاثة، يعني الثلاثة (4).
99 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا بن عاصم، عن الهيثم، عن عبد اللّه الرماديّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : في قوله عزّوجلّ: ( أَرَءَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) (5)؛ قال ( عليه السلام ) : بولاية أمير
المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) (6).
100 - العروسيّ الحويزيّ ؛ : روي أبو إسحاق الثعلبيّ في تفسيره مسنداً إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سئل جعفر بن محمّد الصادق ( عليهماالسلام ) عن
ص:242
قوله: ( الم ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : في الألف ستّ صفات من صفات اللّه عزّوجلّ:
(الإبتداء) فإنّ اللّه عزّوجلّ ابتدأ جميع الخلق، والألف ابتداء الحروف.
و(الإستواء) فهو عادل غير جائر، والألف مستو في ذاته.
و(الانفراد) فاللّه فرد، والألف فرد.
و(اتّصال الخلق باللّه) واللّه لا يتّصل بالخلق، وكلّهم يحتاجون إليه، واللّه غنيّ عنهم، والألف كذلك لا يتّصل بالحروف، والحروف متّصلة به، وهو منقطع عن غيره، واللّه تعالي باين بجميع صفاته من خلقه.
ومعناه (من الأُلفة) فكما أنّ اللّه عزّوجلّ سبب ألفة الخلق، فكذلك الألف، عليه تألّفت الحروف، وهو سبب ألفتها (1).
101_ أبو نعيم الإصفهاني : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مقسّم، حدّثني أبو الحسين عليّ بن الحسن الكاتب، حدّثنيّ أبي، حدّثني الهيثم، حدّثني بعض أصحاب جعفر بن محمّد الصادق علیه السلام ، قال : دخلت على جعفر علیه السلام وموسى ب_ي_ن يديه، وهو يوصيه بهذه الوصية، فكان ممّا حفظت منها: أن قال:
يا بنيّ اقبل وصيّتي، واحفظ مقالتي، فإنّك إن حفظتها تعش سعيداً، وتمت حميداً (2)، يا بنيّ ! من رضي بما قسّم له استغنى ومن مدّ عينه إلى ما في يد غيره مات فقيراً، ومن لم يرض بما قسّمه الله له اتّهم الله في قضائه، ومن استصغر زلّة نفسه استعظم زلّة غيره، ومن استصغر زلّة غيره استعظم زلّة نفسه، يا بنيّ من كشف حجاب غیره انكشفت عورات بيته، ومن سلّ سيف البغي قتل به، وم__ن اح_تفر لأخيه بئراً سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل
ص:243
مداخل السوء أتّهم يا بنيّ ! إيّاك أن تزرى بالرجال نيزرى بك، وإيّاك والدخول فيا لا يعنيك فتزلّ الذلك، يا بنيّ ! قل الحقّ لك أو عليك، تستشان* من بين أقرانك. يا بنيّ ! كن الكتاب الله تالياً وللإسلام فاشياً، وبالمعروف أمراً، وعن المنكر ناهياً. ولمن قطعك واصلاً، ولمن سكت عنك مبتدئاً، ولمن سألك معطياً، وإيّاك والنيمة. فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإيّاك والتعرّض لعيوب الناس فنزلة التّعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف يا بنيّ ! إذا طلبت الجرد فعليك بمعادنه، فإنّ للجود معادن، وللمعادن أصولاً، وللأصول فروعاً، وللفروع تمراً، ولا يطيب ثمر إلّا بأصول، ولا أصل ثابت إلا يمعدن طيب يا بنيّ إن زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجّار، فإنهم صخرة لا يتفجّر ماؤها، وشجرة لا يخضرّ ورقها، وأرض لا تظهرعشبها.
قال علي بن موسى : فما ترك [أبي ] هذه الوصية إلى أن مات (1).
1 - العيّاشيّ ؛ : العبّاس بن هلال الشاميّ (2) [ قال: قال أبوالحسن ] عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك! وما أعجب إلي الناس من يأكل
ص:244
الجشب (1) ، ويلبس الخشن ويتخشّع؟
قال: أما علمت أنّ يوسف بن يعقوب ( عليه السلام ) نبيّ ابن نبيّ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، ولم يحتجّ الناس إلي لباسه، وإنّما احتاجوا إلي قسطه، وإنّما يحتاج من الإمام إلي أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل.
إنّ اللّه لم يحرّم طعاماً ولا شراباً من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ (2)) (3).
2 - العيّاشيّ ؛ : عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه: ( فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَي الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَي الْكَعْبَيْنِ ) فقال ( عليه السلام ) : قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك فقال ( عليه السلام ) : سيكفيك أو كفتك سورة المائدة، يعني المسح علي الرأس والرجلين... (4).
3 - الحميريّ ؛ : الحسن بن ظريف، عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : قال: كنت عند أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ذات يوم - وأنا طفل خماسيّ - إذ دخل عليه نفر من اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي
ص:245
أهل الأرض؟
قال لهم: نعم.
قالوا: إنّا نجد في التوراة أنّ اللّه تبارك وتعالي آتي إبراهيم ( عليه السلام ) وولده الكتاب والحكم والنبوّة، وجعل لهم الملك والإمامة، وهكذا وجدنا ذرّيّة الأنبياء لا تتعدّاهم النبوّة والخلافة والوصيّة، فما بالكم قد تعدّاكم ذلك، وثبت في غيركم، ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمّة نبيّكم؟!
فدمعت عينا أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ثمّ قال: نعم، لم تزل أمناء اللّه مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حقّ، والظلمة غالبة، وقليل من عباد اللّه الشكور.
قالوا: فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم، وأوتوا العلم تلقيناً، وكذلك ينبغي لأئمّتهم وخلفائهم وأوصيائهم، فهل أوتيتم ذلك؟
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال: «اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».
ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.
قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟
قلت: سلوني تفقّهاً، ودعوا العنت.
قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران؟
قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ورفع الطور، والمنّ والسلوي آية واحدة، وفلق البحر.
قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟
قلت: آيات كثيرة، أعدّها إن شاءاللّه، فاسمعوا وعوا، وافقهوا.
أمّا أوّل ذلك: أنتم تقرّون أنّ الجنّ كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه، فمنعت في
ص:246
أوان رسالته بالرجوم، وانقضاض النجوم، وبطلان الكهنة والسحرة.
ومن ذلك: كلام الذئب يخبر بنبوّته، واجتماع العدوّ والوليّ علي صدق لهجته، وصدق أمانته، وعدم جهله أيّام طفوليّته، وحين أيفع وفتي وكهلاً، لا يعرف له شكل، ولا يوازيه مثل.
ومن ذلك: أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة، وفد عليه وفد قريش، فيهم عبدالمطّلب، فسألهم عنه ووصف له صفته، فأقرّوا جميعاً بأنّ هذا الصفة في محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال: هذا أوان مبعثه، ومستقرّه أرض يثرب وموته بها.
ومن ذلك: أنّ أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلي بيت اللّه الحرام ليهدمه، قبل مبعثه، فقال عبد المطّلب: إنّ لهذا البيت ربّاً يمنعه، ثمّ جمع أهل مكّة فدعا، وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل اللّه تبارك وتعالي عليهم طيراً أبابيل، ودفعهم عن مكّة وأهلها.
ومن ذلك: أنّ أبا جهل عمرو بن هشام المخزوميّ، أتاه - وهو نائم خلف جدار - ومعه حجر يريد أن يرميه به، فالتصق بكفّه.
ومن ذلك: أنّ أعرابيّاً باع ذوداً (1) له من أبي جهل، فمطله بحقّه، فأتي قريشاً وقال: أعدّوني علي أبي الحكم، فقد لوي حقّي، فأشاروا إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهو يصلّي في الكعبة، فقالوا: ائت هذا الرجل فاستعدّه عليه، وهم يهزؤون بالأعرابيّ، فأتاه فقال له: يا عبد اللّه أعدّني علي عمرو بن هشام، فقد منعني حقّي.
قال: نعم، فانطلق معه فدقّ علي أبي جهل بابه، فخرج إليه متغيّراً، فقال له: ما حاجتك؟
قال: أعط الأعرابيّ حقّه، قال: نعم.
ص:247
وجاء الأعرابيّ إلي قريش فقال: جزاكم اللّه خيراً، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه، فأخذ حقّي.
فجاء أبو جهل، فقالوا: أعطيت الأعرابيّ حقّه؟ قال: نعم.
قالوا: إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد، ونهزأ بالأعرابيّ.
قال: يا هؤلاء! دقّ بابي، فخرجت إليه، فقال: أعط الأعرابيّ حقّه، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه، كأنّه يريدني، فقال: أعطه حقّه.
فلو قلت: لا، لابتلع رأسي، فأعطيته.
ومن ذلك: أنّ قريشاً أرسلت النضر بن الحارث، وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلي اليهود، وقالوا لهما: إذا قدمتها عليهم فسائلوهم عنه، وهما قد سألوهم عنه، فقالوا: صفوا لنا صفته؟
فوصفوه، وقالوا: من تبعه منكم؟
قالوا: سفلتنا، فصاح حبر منهم، فقال: هذا النبيّ الذي نجد نعته في التوراة، ونجد قومه أشدّ الناس عداوة له.
ومن ذلك: أنّ قريشاً أرسلت سراقة بن جعشم حتّي خرج إلي المدينة في طلبه، فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة، يا نبيّ اللّه!
فقال: «اللّهمّ اكفنيه»، فساخت قوائم ظهره، فناداه: يا محمّد! خلّ عنّي بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك، وكلّ من عاداك لا أصالح.
فقال النبيّ ( عليه السلام ) : «اللّهمّ إن كان صادق المقال فأطلق فرسه».
فانطلق، فوفي وما انثني بعد ذلك.
ومن ذلك: أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال عامر لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف، فلمّا دخلا عليه، قال عامر: يا محمّد! حال.
ص:248
قال: لا، حتّي تقول: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه. وهو ينظر إلي أربد، وأربد لا يحير شيئاً.
فلمّا طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد علي وجه الأرض أخوف علي نفسي فتكاً منك، ولعمري لا أخافك بعد اليوم، فقال له أربد: لا تعجل، فإنّي ما هممت بما أمرتني به إلّا ودخلت الرجال بيني وبينك، حتّي ما أبصر غيرك، فأضربك؟!
ومن ذلك: أنّ أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا علي أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه، فأقبل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أربد فقال: يا أربد! أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟
فأخبره بما كان فيهما، فقال أربد: واللّه! ما حضرني وعامراً، وما أخبرك بهذا إلّا ملك من السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له وأنّك رسول اللّه.
ومن ذلك: أنّ نفراً من اليهود أتوه، فقالوا لأبي الحسن جدّي: استأذن لنا علي ابن عمّك نسأله، فدخل عليّ ( عليه السلام ) ، فأعلمه، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وما يريدون منّي؟
فإنّي عبد من عبيد اللّه، لا أعلم إلّا ما علّمني ربّي، ثمّ قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه فقال: أتسألوني عمّا جئتم له، أم أنبّئكم؟
قالوا: نبّئنا، قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين، قالوا: نعم، قال: كان غلاماً من أهل الروم ثمّ ملك، وأتي مطلع الشمس ومغربها، ثمّ بني السدّ فيها، قالوا: نشهد أنّ هذا كذا.
ومن ذلك: أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال: لا أدع من البرّ والإثم شيئاً إلّا سألته عنه، فلمّا أتاه، قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة! عن رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ادنه يا وابصة! فدنوت.
فقال: أتسأل عمّا جئت له، أو أخبرك؟
ص:249
قال: أخبرني، قال: جئت تسأل عن البرّ والإثم.
قال: نعم، فضرب بيده علي صدره ثمّ قال: يا وابصة! البرّ ما اطمأنّ به الصدر، والإثم ما تردّد في الصدر، وجال في القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك.
ومن ذلك: أنّه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلمّا أدركوا حاجتهم عنده قال: ائتوني بتمر أهلكم ممّا معكم، فأتاه كلّ رجل منهم بنوع منه، فقال ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هذا يسمّي كذا، وهذا يسمّي كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟
قال: لا، ولكن فصح لي، فنظرت إليها.
فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثمّ قال: أخرج عدوّ اللّه - ثلاثاً -، ثمّ أرسله فبرأ.
وأتوه بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسماً، ثمّ قال: خذوها، فإنّ هذا السمة في آذان ما تلد إلي يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذآنها معروفة غير مجهولة.
ومن ذلك: أنّه كان في سفر، فمرّ علي بعير قد أعيي، وقام منزلاً علي أصحابه، فدعا بماء فتمضمض منه في إناء، وتوضّأ وقال: افتح فاه، فصبّ في فيه، فمرّ ذلك الماء علي رأسه وحاركه (1)، ثمّ قال:
«اللّهمّ احمل خلاّداً وعامراً ورفيقيهما» - وهما صاحبا الجمل - فركبوه وإنّه ليهتزّ بهم أمام الخيل.
ومن ذلك: أنّ ناقة لبعض أصحابه ضلّت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لو كان نبيّاً لعلم أمر الناقة. فبلغ ذلك النبيّ ( عليه السلام ) فقال: الغيب لا يعلمه إلّا اللّه، انطلق
ص:250
يا فلان! فإنّ ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلّق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.
ومن ذلك: أنّه مرّ علي بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنّه ليشكو شرّ ولاية أهله له، يسأله أن يخرج عنهم، فسأل عن صاحبه فأتاه، فقال: بعه وأخرجه عنك، فأناخ البعير يرغو ثمّ نهض، وتبع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يسألني أن أتولّي أمره، فباعه من عليّ ( عليه السلام ) ، فلم يزل عنده إلي أيّام صفّين.
ومن ذلك: أنّه كان في مسجده، إذ أقبل جمل نادّ حتّي وضع رأسه في حجره، ثمّ خرخر، فقال النبيّ ( عليه السلام ) : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة علي ابنه، فجاء يستغيث.
فقال رجل: يا رسول اللّه! هذا لفلان، وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره، ففعل.
ومن ذلك: أنّه دعا علي مضر فقال: «اللّهمّ اشدد وطأتك علي مضر، واجعلها عليهم كسنين يوسف». فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه! ما أتيتك حتّي لا يخطر لنا فحل، ولا يتردّد منّا رائح.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : «اللّهمّ دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني، اللّهمّ فاسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً سريعاً طبقاً سجالاً عاجلاً غير ذائب نافعاً غير ضارّ»، فما قام حتّي ملأ كلّ شي ء ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول اللّه! انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : «حوالينا ولا علينا»فانجابت السحابة عن المدينة، وصار فيما حولها، وأمطروا شهراً.
ومن ذلك: أنّه توجّه إلي الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش، فلمّا كان بحيال بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالماً بالكتب، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعي إلي طعامه، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي في رحالكم أحد؟
ص:251
فقالوا: غلام يتيم، فقام بحيراء الراهب فأطلع، فإذا هو برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نائم، وقد أظلّته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم، ففعلوا، وبحيراء مشرف عليه، وهو يسير والسحابة قد أظلّته، فأخبر القوم بشأنه، وأنّه سيبعث فيهم رسولاً، ويكون من حاله وأمره.
فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه، فلمّا قدموا أخبروا قريشاً بذلك، وكان عند خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه، وهي سيّدة نساء قريش، وقد خطبها كلّ صنديد ورئيس قد أبتهم، فزوّجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء.
ومن ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّاً أن يأمر خديجة أن تتّخذ له طعاماً ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب، فدعا أربعين رجلاً فقال: [هات ] لهم طعاماً يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا، فسمّي ولم يسمّ القوم، فأكلوا، وصدروا شبعي.
فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً، هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.
فقال عليّ ( عليه السلام ) : ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا وصدروا.
ومن ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: دخلت السوق، فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة ( عليها السلام ) حتّي إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول: «أعوذ باللّه من الجوع ضجيعاً».
فقلت له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاماً، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو فاطمة ( عليها السلام ) ، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة والقرص، فغطّي القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في طعامنا».
ص:252
ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت تغرف حتّي وجّهت إلي نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقاً.
ثمّ قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي عندهم أيّاماً يأكلون.
ومن ذلك: أنّ امرأة عبد اللّه بن مسلم أتته بشاة مسمومة، ومع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بشر بن البراء بن عازب، فتناول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الذراع، وتناول بشر الكراع، فأمّا النبيّ ( عليه السلام ) فلاكها ولفظها، وقال: إنّها لتخبرني أنّها مسمومة، وأمّا بشر فلاك المضغة، وابتلعها فمات، فأرسل إليها فأقرّت، وقال: ما حملك علي ما فعلت؟
قالت: قتلت زوجي وأشراف قومي، فقلت: إن كان ملكاً قتلته، وإن كان نبيّاً فسيطلعه اللّه تبارك وتعالي علي ذلك.
ومن ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ ( عليه السلام ) يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي فأخبرتها فقالت: ما عندنا إلّا هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.
قال: فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّي إذا أدرك، أتي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاماً فائتني أنت ومن أحببت، فشبك أصابعه في يده، ثمّ نادي: ألا إنّ جابراً يدعوكم إلي طعامه.
فأتي أهله مذعوراً خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت: أنت دعوتهم، أم هو؟
قال: هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت علي الشوارع، وأمره أن يجمع التواري - يعني قصاعاً كانت من خشب - والجفان، ثمّ قال: ما عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئاً
ص:253
حتّي شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي عندهم أيّاماً.
ومن ذلك: أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ أتاه عشيّة، وهو صائم فدعاه إلي طعامه، ودعا معه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلمّا أكلوا قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نبيّ ووصيّ، يا سعد! أكل طعامك الأبرار، وأفطر عندك الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة، فحمله سعد علي حمار قطوف، وألقي عليه قطيفة، فرجع الحمار، وإنّه لهملاج ما يساير.
ومن ذلك: أنّه أقبل من الحديبيّة، وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب والراكبين، فقال: من سبقنا إلي الماء فلا يستقين منه.
فلمّا انتهي إليه دعا بقدح فتمضمض فيه، ثمّ صبّه في الماء، ففاض الماء، فشربوا، وملؤوا أدواتهم ومياضيهم، وتوضّؤوا.
فقال النبيّ ( عليه السلام ) : لئن بقيتم، أو بقي منكم، ليتّسعنّ بهذا الوادي بسقي ما بين يديه من كثرة مائه، فوجدوا ذلك كما قال.
ومن ذلك: إخباره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن الغيوب، وما كان وما يكون، فوجد ذلك موافقاً لما يقول.
ومن ذلك: أنّه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به، بما رأي في سفره، فأنكر ذلك بعض وصدّقه بعض، فأخبرهم بما رأي من المارّة، والممتارة، وهيآتهم، ومنازلهم، وما معهم من الأمتعة، وأنّه رأي عيراً أمامها بعير أورق، وأنّه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس، فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقّته لهم.
فلمّا كانوا هناك طلعت الشمس، فقال بعضهم: كذب الساحر، وأبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق، فقالوا: صدق، هذه نعم قد أقبلت.
ومن ذلك: أنّه أقبل من تبوك فجهدوا عطشاً، وبادر الناس إليه يقولون: الماء الماء، يا رسول اللّه! فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شي ء؟
ص:254
قال: كقدر قدح في ميضاتي.
قال: هلمّ ميضاتك، فصبّ ما فيه في قدح، ودعا وأوعاه وقال: ناد: من أراد الماء، فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول اللّه! فما زال يسكب، وأبو هريرة يسقي حتّي روي القوم أجمعون، وملؤوا ما معهم، ثمّ قال لأبي هريرة: اشرب، فقال: بل آخركم شرباً، فشرب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وشرب.
ومن ذلك: أنّ أخت عبد اللّه بن رواحة الأنصاريّ مرّت به أيّام حفرهم الخندق، فقال لها: إلي أين تريدين؟
قالت: إلي عبد اللّه بهذه التمرات، فقال: هاتيهنّ. فنثرت في كفّه، ثمّ دعا بالأنطاع، وفرّقها عليها، وغطّاها بالأزر، وقام وصلّي، ففاض التمر علي الأنطاع، ثمّ نادي: هلمّوا وكلوا، فأكلوا وشبعوا، وحملوا معهم، ودفع ما بقي إليها.
ومن ذلك: أنّه كان في سفر فأجهدوا جوعاً، فقال: من كان معه زاد فليأتنا به، فأتاه نفر منهم بمقدار صاع، فدعا بالأزر والأنطاع، ثمّ صفّف التمر عليها، ودعا ربّه، فأكثر اللّه ذلك التمر حتّي كان أزوادهم إلي المدينة.
ومن ذلك: أنّه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم، فقالوا: يا رسول اللّه! إنّ لنا بئراً إذا كان القيظ اجتمعنا عليها، وإذا كان الشتاء تفرّقنا علي مياه حولنا، وقد صار من حولنا عدوّاً لنا، فادع اللّه في بئرنا، فتفل ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في بئرهم، ففاضت المياه المغيبة، فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلي قعرها - بعدُ - من كثرة مائها.
فبلغ ذلك مسيلمة الكذّاب، فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه، فتفل الأنكد في القليب، فغار ماؤه، وصار كالجبوب.
ومن ذلك: أنّ سراقة بن جعشم حين وجّهه قريش في طلبه، ناوله نبلاً من كنانته، وقال له: ستمرّ برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي، أطعم عندهم واشرب، فلمّا انتهي إليهم، أتوه بعنز حائل، فمسح ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ضرعها فصارت حاملاً، ودرّت حتّي
ص:255
ملؤوا الإناء، وارتوا ارتواءاً.
ومن ذلك: أنّه نزل بأمّ شريك فأتته بعكّة فيها سمن يسير، فأكل هو وأصحابه، ثمّ دعا لها بالبركة، فلم تزل العكّة تصبّ سمناً أيّام حياتها.
ومن ذلك: أنّ أُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبّت)، ومع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أبوبكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول اللّه! هذه أُمّ جميل، محفظة - أي مغضبة - تريدك، ومعها حجر تريد أن ترميك به.
فقال: إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟
قال: حيث شاء اللّه، قالت: لقد جئته، ولو أراه لرميته، فإنّه هجاني، واللات والعزّي! إنّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه! لم ترك؟
قال: لا، ضرب اللّه بيني وبينها حجاباً.
ومن ذلك: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت.
فقالت اليهود: وكيف لنا أن نعلم أنّ هذا كما وصفت؟
فقال لهم موسي ( عليه السلام ) : وكيف لنا أن نعلم أنّ ما تذكرون من آيات موسي علي ما تصفون؟
قالوا: علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين.
قال لهم: فاعلموا صدق ما أنبأتكم به، بخبر طفل لقّنه اللّه من غير تلقين، ولا معرفة عن الناقلين.
فقالوا: نشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّكم الأئمّة القادة، والحجج من عند اللّه علي خلقه.
فوثب أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، فقبّل بين عينيّ، ثمّ قال: أنت القائم من بعدي.
فلهذا قالت الواقفة: إنّه حيّ، وإنّه القائم، ثمّ كساهم أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ، ووهب لهم،
ص:256
وانصرفوا مسلمين (1).
4 - الحميريّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن قرب هذا الأمر؟
فقال ( عليه السلام ) :...فقال ( عليه السلام ) : أما تري بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم!...فقلت له: جعلت فداك، إنّك قلت لي في عامنا الأوّل - حكيت عن أبيك - أنّ انقضاء ملك آل فلان علي رأس فلان وفلان، ليس لبني فلان سلطان بعدهما.
قال ( عليه السلام ) : قد قلت ذاك لك؛...(2)
5 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ : حدّثنا الحسين بن عليّ بن زكريّا، قال: حدّثنا الهيثم بن عبد اللّه الرمّانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : في قوله: ( فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)(3).
ص:257
قال ( عليه السلام ) : هو لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ أمير المؤمنين ولي اللّه، إلي ههنا التوحيد (1).
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: رفع إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قوم في بعض غزواته فقال: من القوم؟
فقالوا: مؤمنون، يا رسول اللّه!
قال: وما بلغ من إيمانكم؟
قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بالقضاء.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حلماء علماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تصفون، فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتّقوا اللّه الذي إليه ترجعون (2).
7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان أبي ( عليه السلام ) إذا خرج من منزله قال: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، خرجت بحول اللّه وقوّته، لا بحول منّي ولا قوّتي، بل بحولك وقوّتك يا ربّ! متعرّضاً لرزقك، فأتني به في عافية» (3).
ص:258
8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، وعليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل صلّي ركعة، ثمّ ذكر وهو الثانية وهو راكع أنّه ترك سجدة من الأولي؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبو الحسن صلوات اللّه عليه يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الأولي، ولم تدر واحدة أم ثنتين، استقبلت الصلاة حتّي يصحّ لك أنّهما اثنتان (1).
9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ي وَلَاتُسْرِفُواْ) (2)؟
قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يقول: من الإسراف في الحصاد والجداد أن يصدّق الرجل بكفّيه جميعاً.
وكان أبي ( عليه السلام ) إذا حضر شيئاً من هذا فرأي أحداً من غلمانه يتصدّق بكفّيه صاح به: أعط بيد واحدة، القبضة بعد القبضة، والضغث بعد الضغث من السنبل (3).
ص:259
10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد، عن موسي بن بكر، عن محمّد بن منصور، قال:
سألت الرضا ( عليه السلام ) عن رجل نذر نذراً في صيام فعجز؟
فقال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) يقول: عليه مكان كلّ يوم مدّ (1).
11 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : الرجل يكون له المال قد حلّ علي صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوّي مائة درهم بألف درهم، ويؤخّر عنه المال إلي وقت.
قال ( عليه السلام ) : لابأس، قد أمرني أبي ففعلت ذلك...(2).
12 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّا حين نفرنا من مني أقمنا أيّاماً، ثمّ حلقت رأسي طلب التلذّذ، فدخلني من ذلك شي ء.
فقال ( عليه السلام ) : كان أبوالحسن صلوات اللّه عليه إذا خرج من مكّة فأُتي بثيابه حلق رأسه...(3)
13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي
ص:260
الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه، قال: ثمّ قال: تدري لأيّ شي ء تحيّر ابن قياما؟ قال: قلت: لا. قال: إنّه تبع أباالحسن، فأتاه عن يمينه وعن شماله، وهو يريد مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فالتفت إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال: ماتريد حيّرك اللّه!...(1)
14 - البرقيّ ؛ :...الحسن بن الجهم، قال: كنّا عند أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ، فذكرنا أباه ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) : كان عقله لايوازن به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه.
فقيل له: تشاور مثل هذا!
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي ربما فتح لسانه...(2)
15 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آباديّ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن أبيه الرضا ( عليه السلام ) قال: دخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) علي هارون الرشيد، وقد استحفّه (3) الغضب علي رجل.
ص:261
فقال ( عليه السلام ) : إنّما تُغضَب للّه عزّوجلّ، فلا تَغضِب له بأكثر ممّا غضب علي نفسه(1) (2).
16 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن صقر الصائغ، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن مهرويه قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا الحسن بن الفضل أبو محمّد مولي الهاشميّين بالمدينة قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه ( عليهم السلام ) : قال: أرسل أبو جعفر الدوانيقيّ إلي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ليقتله، وطرح له سيفاً ونطعاً، وقال للربيع: إذا أنا كلّمته، ثمّ ضربت بإحدي يديّ علي الأُخري، فاضرب عنقه.
فلمّا دخل جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، ونظر إليه من بعيد يحرّك شفتيه، وأبو جعفر علي فراشه، وقال: مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبد اللّه! ما أرسلنا إليك إلّا رجاءأن نقضي دينك، ونقضي ذمامك، ثمّ سائله مسائلة لطيفة عن أهل بيته، وقال: قد قضي اللّه دينك، وأخرج جائزتك يا ربيع! لا تمضينّ ثالثة حتّي يرجع جعفر إلي أهله.
فلمّا خرج قال له الربيع: يا أبا عبد اللّه! أرأيت السيف؟ إنّما كان وضع لك والنطع، فأيّ شي ء رأيتك تحرّك به شفتيك؟
ص:262
قال جعفر ( عليه السلام ) : نعم، يا ربيع! لمّا رأيت الشرّ في وجهه قلت:
«حسبي الربّ من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم» (1).
17 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيّ المكتّب ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، قال: حدّثنا سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن الإمام عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الرضا عليّ بن موسي ( عليهم السلام ) : ، قال: خرج أبو حنيفة ذات يوم من عند الصادق ( عليه السلام ) ، فاستقبله موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ؛ فقال له: يا غلام! ممّن المعصية؟
قال: لا تخلو من ثلاث: إمّا أن تكون من اللّه عزّوجلّ، وليست منه فلا ينبغي للكريم أن يعذّب عبده بما لا يكتسبه.
وإمّا أن تكون من اللّه عزّوجلّ ومن العبد، وليس كذلك، فلا ينبغي للشريك القويّ أن يظلم الشريك الضعيف، وإمّا أن تكون من العبد، وهي منه، فإن عاقبه اللّه فبذنبه، وإن عفا عنه فبكرمه وجوده (2).
ص:263
18 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن ليلة النصف من شعبان...،فقال:...أبي ( عليه السلام ) كان يقول: الدعاء فيها مستجاب...(1)
19 - الشيخ الصدوق ؛ :...إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال ال رضا ( عليه السلام ) : إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماءنا...
ثمّ قال ( عليه السلام ) : كان أبي ( عليه السلام ) إذا دخل شهر المحرّم لايري ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّي يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته، وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ( عليه السلام ) (2)
20 - الشيخ الصدوق ؛ :...الريّان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلي الرضا ( عليه السلام ) ...، فقال ( عليه السلام ) : ... سمعت أبي يقول: النصيحة خشنة (3).
21 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن سنان، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أنّه قال:...كان أبي ( عليه السلام ) إذا خرج من منزله قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم، خرجت بحول اللّه وقوّته، لابحولي وقوّتي، بل بحولك وقوّتك ياربّ متعرّضاً به لرزقك،
ص:264
فأتني به في عافية (1).
22 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسينيّ، عن الحسن بن عليّ (2)، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، قال: دخل موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) علي رجل قد غرق في سكرات الموت، وهو لا يجيب داعياً، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه! وددنا لو عرفنا كيف الموت؟ وكيف حال صاحبنا؟
فقال: الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم.
ويصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخر لذّة أو راحة تلحقهم، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم.
وأمّا صاحبكم هذا فقد نخل (3) من الذنوب نخلاً، وصفّي من الآثام تصفية، وخلص حتّي نقي كما ينقي الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد (4).
23 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني القاسم بن إسماعيل أبي ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يحدّث عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : : أنّ رجلاً سأل أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) : ما بال القرآن، لا يزداد عند النشر والدراسة إلّا غضاضة؟
ص:265
فقال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه لم ينزله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس ، فهو في كلّ زمان جديد، وعند كلّ قوم غضّ، إلي يوم القيامة (1).
24 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت الهرويّ قال: سمعت الرضا يحدّث عن أبيه ( عليهماالسلام ) : إنّ إسماعيل قال للصادق ( عليه السلام ) : يا أبتاه! ماتقول في المذنب منّا، ومن غيرنا؟
فقال ( عليه السلام ) : ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَآ أَمَانِيِ ّ أَهْلِ الْكِتَبِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَبِهِ (2)) ،(3).
25 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: إنّ أبي ( عليه السلام ) كان حلف عن بعض أُمّهات أولاده أن لا يسافر بها، فإن شاء سافر بها فعليه أن يعتق نسمة تبلغ مائة دينار، فأخرجها معه، وأمرني فاشتريت نسمة بمائة دينار فأعتقها (4).
26 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن جمهور، عن إبراهيم الأوسيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعت أبي يقول: كنت عند أبي يوماً، فأتاه رجل فقال: إنّي رجل من أهل الري، ولي زكاة، فإلي من أدفعها؟
ص:266
قال: إلينا، فقال: أليس الصدقة محرّمة عليكم؟
فقال: بلي، إذا دفعتها إلي شيعتنا فقد دفعتها إلينا، فقال: إنّي لا أعرف لها أحداً.
فقال: انتظر بها إلي سنة، قال: فإن لم أصب لها أحداً.
قال: انتظر بها إلي سنتين حتّي بلغ أربع سنين، ثمّ قال له: إن لم تصب لها أحداً، فصرّها صراراً، واطرحها في البحر، فإنّ اللّه عزّ وجلّ حرّم أموالنا وأموال شيعتنا علي عدوّنا (1).
27 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) ، قال: لم يقل أحد قطّ إذا أراد أن ينام: ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَل-ِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن م بَعْدِهِ ي إِنَّهُ و كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (2)، فسقط عليه البيت (3).
28 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ، قال:
سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: كان أبي ( عليه السلام ) يصوم يوم عرفة في اليوم الحارّ في
ص:267
الموقف، ويأمر بظلّ مرتفع، فيضرب له فيغتسل ممّا يبلغ منه الحرّ (1).
29- الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن المرأة تدخل مكّة متمتّعة فتحيض قبل أن تحلّ، متي تذهب متعتها؟
قال ( عليه السلام ) :...وكان موسي ( عليه السلام ) يقول: صلاة الصبح من يوم التروية...(2).
30 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...صفوان بن يحيي، قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : إنّ ابن السراج روي عنك أنّه سألك عن الرجل يهلّ بالحجّ، ثمّ يدخل مكّة، فطاف بالبيت سبعاً، وسعي بين الصفا والمروة، فيفسخ ذلك، ويجعلها متعة؟
فقلت له: لا.
فقال: قد سألني عن ذلك، فقلت له: لا، وله أن يحلّ ويجعلها متعة، وآخر عهدي بأبي أنّه دخل علي الفضل بن الربيع، وعليه ثوبان وساج.
فقال الفضل بن الربيع: يا أبا الحسن! أنّ لنا بك أسوة، أنت مفرد للحجّ، وأنا مفرد.
فقال له أبي: لا، ما أنا مفرد أنا متمتّع.
فقال له الفضل بن الربيع: فلي الآن أن أتمتّع وقد طفت بالبيت؟
فقال له أبي: نعم،...(3).
ص:268
31 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سئل أبو الحسن الأوّل ( عليه السلام ) عن الرجل يزوّج ابنته، أله أن يأكل من صداقها؟
قال ( عليه السلام ) : ليس له ذلك (1).
32 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمد بن عيسي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن رجل يصلّي الركعتين، ثمّ ذكر في الثانية وهو راكع أنّه ترك سجدة في الأولي؟
قال: كان أبو الحسن ( عليه السلام ) يقول: إذا تركت السجدة في الركعة الأولي، فلم تدر واحدة، أو اثنتين، استقبلت حتّي يصحّ لك ثنتان، فإذا كان في الثالثة، والرابعة، فتركت سجدة بعد أن تكون قد حفظت الركوع، أعدت السجود (2).
33 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه
ص:269
المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) عن البداء؟
فقال ( عليه السلام ) : وما ينكر الناس من البداء، وأن يقف اللّه قوماً يرجيهم لأمره...(1).
34 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وحرّم سباع الطير، والوحش كلّها، لأكلهامن الجيف، ولحوم الناس، والعذرة، وما أشبه ذلك، فجعل اللّه عزّوجلّ دلائل ما أحلّ من الوحش، والطير، وما حرّم، كما قال أبي ( عليه السلام ) : كلّ ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير حرام، وكلّ ما كانت له قانصة من الطير فحلال....
وما حرّم قوله ( عليه السلام ) : كل ما دفّ، ولا تأكل ما صفّ...(2).
35 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن
ص:270
موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: مرّ جعفر بصيّاد فقال: يا صيّاد! أيّ شي ء أكثر ما يقع في شبكتك؟
قال: الطير الزاقّ.
قال: فمرّ [جعفر] وهو يقول: هلك صاحب العِيال، [هلك صاحب العِيال ] (1).
36 - الراونديّ ؛ : روي واضح عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال أبي موسي ( عليه السلام ) للحسين بن أبي العلاء: اشتر لي جارية نوبيّة.
فقال الحسين: أعرف واللّه! جارية نوبيّة نفيسة، أحسن ما رأيت من النوبة، فلولا خصلة لكانت من شأنك.
قال ( عليه السلام ) : وما تلك الخصلة؟
قال: لا تعرف كلامك، وأنت لا تعرف كلامها.
فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: اذهب حتّي تشتريها.
فلمّا دخلت بها إليه قال لها بِلُغَتِها: ما اسمك؟
قالت: مؤنسة.
قال ( عليه السلام ) : أنت لعمري مؤنسة، قد كان لك اسم غير هذا، وقد كان اسمك قبل هذا حبيبة. قالت: صدقت.
ثمّ قال: يا ابن أبي العلاء! إنّها ستلد لي غلاماً لا يكون في ولدي أسخي، ولا أشجع، ولا أعبد منه.
قلت: فما تسمّيه حتّي أعرفه؟
قال ( عليه السلام ) : اسمه إبراهيم.
فقال عليّ بن أبي حمزة: كنت مع موسي ( عليه السلام ) بمني، إذ أتي رسوله فقال: الحق بي
ص:271
بالثعلبيّة، فلحقت به، ومعه عياله، وعمران خادمه.
فقال ( عليه السلام ) : أيّما أحبّ إليك، المقام ههنا، أو تلحق بمكّة؟
قلت: أحبّهما إليّ ما أحببت.
قال ( عليه السلام ) : مكّة خير لك.
ثمّ سبقني إلي داره بمكّة، وأتيته وقد صلّي المغرب، فدخلت عليه فقال: ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًي ) (1).
فخلعت نعلي وجلست معه، فأتيت بخوان (2) فيه خبيص (3) ، فأكلت أنا وهو،
ثمّ رفع الخوان، وكنت أُحدّثه، ثمّ غشيني النعاس فقال لي: قم، فنم حتّي أقوم أنا لصلاة الليل، فحملني النوم إلي أن فرغ من صلاة الليل، ثمّ جاءني فنبّهني، فقال: قم فتوضّأ، وصلّ صلاة الليل وخفّف.
فلمّا فرغت من الصلاة صلّينا الفجر، ثمّ قال لي: يا عليّ! إنّ أُمّ ولدي ضربها الطلق، فحملتها إلي الثعلبيّة مخافة أن يسمع الناس صوتها، فولدت هناك الغلام الذي ذكرت لك كرمه وسخاءه وشجاعته.
قال عليّ: فواللّه! لقد أدركت الغلام، فكان كما وصف (4).
37 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ
ص:272
قال:...قال(الرضا) ( عليه السلام ) : إنّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عمّر برهة من دهره...فلمّا نفدت مدّته وكان وقت وفاته، أتاني مولي برسالته يقول: يا بنيّ! إنّ الأجل قد نفد، والمدّة قد انقضت، وأنت وصيّ أبيك، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا كان وقت وفاته، دعا عليّاً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خصّ اللّه بها الأنبياء، والأوصياء.
ثمّ قال: يا عليّ! ادن منّي، فدنا منه، فغطّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأس عليّ ( عليه السلام ) بملاءته، ثمّ قال له: أخرج لسانك، فأخرجه فختمه بخاتمه، ثمّ قال: يا عليّ! اجعل لساني في فيك فمصّه، وابلع كلّ ما تجد في فيك.
ففعل عليّ ( عليه السلام ) ذلك، فقال له: إنّ اللّه قد فهّمك ما فهّمني، وبصّرك ما بصّرني، وأعطاك من العلم ما أعطاني، إلّا النبوّة، فإنّه لا نبيّ بعدي...(1)
38 - الراونديّ ؛ : إنّ أبا الصلت الهرويّ روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: قال لي أبي موسي ( عليه السلام ) : كنت جالساً عند أبي ( عليه السلام ) إذ دخل عليه بعض أوليائنا، فقال: بالباب رَكْب (2) كثير يريدون الدخول عليك، فقال لي: انظر من بالباب؟
فنظرت إلي جِمال كثيرة عليها صناديق، ورجل راكب فرساً، فقلت: من الرجل؟
فقال: رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، فأعلمت والدي بذلك، فقال: لا تأذن للنجس الخائن.
فأقام بالباب مدّة مديدة، فلا يؤذن له حتّي شفع يزيد بن سليمان، ومحمّد بن سليمان فأذن له، فدخل الهنديّ، وجثي (3) بين يديه .
ص:273
فقال: أصلح اللّه الإمام! أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها، بعثني إليك بكتاب مختوم، ولي بالباب حول (1) لم تأذن لي، فما ذنبي؟
أهكذا يفعل الأنبياء؟
قال: فطأطأ رأسه، ثمّ قال: ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ و بَعْدَ حِينِ ) (2)، وليس
مثلك من يطأ مجالس الأنبياء.
قال موسي ( عليه السلام ) : فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكّه، فكان فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إلي جعفر بن محمّد الصادق الطاهر من كلّ نجس، من ملك الهند.
أمّا بعد، فقد هداني اللّه علي يديك، وإنّه اُهدي إليّ جارية لم أر أحسن منها، ولم أجد أحداً يستأهلها غيرك، فبعثتها إليك مع شي ء من الحليّ والجواهر والطيب، ثمّ جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة، واخترت من الألف مائة، واخترت من المائة عشرة، واخترت من العشرة واحداً، وهو ميزاب بن حبّاب لم أر أوثق منه، فبعثت علي يده هذه الجارية والهديّة.
فقال جعفر ( عليه السلام ) : ارجع أيّها الخائن ما كنت بالذي أقبلها، لأنّك خائن فيما ائتمنت عليه، فحلف أنّه ما خان.
فقال ( عليه السلام ) : إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت، تشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: أو تعفيني من ذلك؟
قال: أكتب إلي صاحبك بما فعلت.
ص:274
قال الهنديّ: إن علمت شيئاً فاكتب، وكان عليه فروة (1) فأمره بخلعها، ثمّ قام الإمام فركع ركعتين ثمّ سجد.
قال موسي ( عليه السلام ) : فسمعته في سجوده يقول: «اللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك، ومنتهي الرحمة من كتابك، أن تصلّي علي محمّد عبدك ورسولك وأمينك في خلقك وآله، وأن تأذن لفرو هذا الهنديّ أن يتكلّم بلسان عربيّ مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا، ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت، فيزدادوا إيماناً مع إيمانهم».
ثمّ رفع رأسه فقال: أيّها الفرو! تكلّم بما تعلم من هذا الهنديّ.
قال موسي ( عليه السلام ) : فانتفضت الفروة، وصارت كالكبش، وقالت: يا ابن رسول اللّه! ائتمنه الملك علي هذه الجارية وما معها، وأوصاه بحفظها حتّي صرنا إلي بعض الصحاري، أصابنا المطر وابتلّ جميع ما معنا، ثمّ احتبس المطر وطلعت الشمس، فنادي خادماً كان مع الجارية يخدمها يقال له: بشر، [وقال له:] لو دخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام، ودفع إليه دراهم، ودخل الخادم المدينة، فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبّتها إلي مضرب قد نصب [لها] في الشمس، فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ [كان ] في الأرض وحل، ونظر هذا الخائن إليها، فراودها عن نفسها فأجابته، وفجر بها وخانك.
فخرّ الهنديّ [علي الأرض ]، فقال: ارحمني فقد أخطأت، وأقرّ بذلك، ثمّ صار فروة كما كانت، وأمره أن يلبسها، فلمّا لبسها انضمّت في حلقه، وخنقته حتّي اسودّ
ص:275
وجهه.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : أيّها الفرو! خلّ عنه حتّي يرجع إلي صاحبه، فيكون هو أولي به منّا، فانحلّ الفرو، [وقال ( عليه السلام ) : خذ هديّتك وارجع إلي صاحبك ].
فقال الهنديّ: اللّه، اللّه، [يا مولاي ] فيّ! فإنّك إن رددت الهديّة خشيت أن ينكر ذلك عليّ فإنّه شديد العقوبة.
فقال: أسلم أعطك الجارية فأبي، فقبل الهديّة، وردّ الجارية.
فلمّا رجع إلي الملك رجع الجواب إلي أبي بعد أشهر، فيه مكتوب:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، إلي جعفر بن محمّد الإمام ( عليه السلام ) من ملك الهند، أمّا بعد، فقد كنت أهديت إليك جارية، فقبلت منّي ما لا قيمة له، ورددت الجارية، فأنكر ذلك قلبي، وعلمت أنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة، فنظرت إلي الرسول بعين الخيانة، فاخترعت كتاباً، وأعلمته أنّه (جاءني منك بخيانة)، وحلفت أنّه لا ينجيه إلّا الصدق، فأقرّ بما فعل، وأقرّت الجارية بمثل ذلك، وأخبرت بما كان من أمر الفرو، فتعجّبت من ذلك، وضربت عنقها وعنقه، وأنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله.
واعلم أنّي [واصل ] علي أثر الكتاب، فما أقام إلّا مدّة يسيرة حتّي ترك مُلك الهند، وأسلم وحسن إسلامه (1).
ص:276
39 - الراونديّ ؛ : روي عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) ، قال: جاء رجل إلي جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، فقال: انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قد وشي بك إلي المنصور، وذكر أنّك تأخذ البيعة لنفسك علي الناس لتخرج عليهم.
فتبسّم وقال: يا أبا عبد اللّه! لا ترع، فإنّ اللّه إذا أراد إظهار فضيلة كتمت أو جحدت أثار عليها حاسداً باغياً يحرّكها حتّي يبيّنها، اقعد معي حتّي يأتي الطلب، فتمضي معي إلي هناك حتّي تشاهد ما يجري من قدرة اللّه التي لامعدل لها عن مؤمن.
فجاء الرسول، وقال: أجب أمير المؤمنين.
فخرج الصادق ( عليه السلام ) ودخل، وقد امتلأ المنصور غيظاً وغضباً، فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك علي المسلمين، تريد أن تفرّق جماعتهم وتسعي في هلكتهم وتفسد ذات بينهم!؟
فقال الصادق ( عليه السلام ) : ما فعلت شيئاً من هذا.
قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنّك فعلت كذا، وأنّه أحد من دعوته إليك.
فقال: إنّه لكاذب.
قال المنصور: إنّي أحلفه، فإن حلف كفيت نفسي مؤونتك.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : إنّه إذا حلف كاذباً باء بإثم.
فقال المنصور [لحاجبه ]: حلّف هذا الرجل علي ما حكاه عن هذا - يعني الصادق ( عليه السلام ) -، فقال له الحاجب: قل: واللّه الذي لا إله إلّا هو، وجعل يغلظ عليه اليمين.
ص:277
فقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تحلفه هكذا، فإنّي سمعت أبي يذكر عن جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: إنّ من الناس من يحلف كاذباً، فيعظّم اللّه في يمينه، ويصفه بصفاته الحسني، فيأتي تعظيمه للّه علي إثم كذبه ويمينه، [فيؤخّر عنه البلاء]، ولكن دعني أحلفه باليمين التي حدّثني بها أبي، عن جدّي، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إنّه لايحلف بها حالف إلّا باء بإثمه.
فقال المنصور: فحلّفه إذاً، يا جعفر!.
فقال الصادق ( عليه السلام ) للرجل: قل: إن كنت كاذباً عليك فقد برئت من حول اللّه وقوّته، ولجأت إلي حولي وقوّتي، فقالها الرجل.
فقال الصادق ( عليه السلام ) : «اللّهمّ إن كان كاذباً فأمته».
فما استتمّ كلامه حتّي سقط الرجل ميّتاً، واحتمل ومضي به وسري عن المنصور، وسأله عن حوائجه.
فقال ( عليه السلام ) : ليس لي حاجة إلّا [إلي اللّه، و] الإسراع إلي أهلي، فإنّ قلوبهم بي متعلّقة.
فقال [المنصور]: ذلك إليك، فافعل منه ما بدا لك، فخرج من عنده مكرّماً قد تحيّر فيه المنصور ومن يليه.
فقال قوم: ما ذا رجل فأجاه الموت، ما أكثر ما يكون هذا؟!
وجعل الناس يصيرون إلي ذلك الميّت ينظرون إليه، فلمّا استوي علي سريره جعل الناس يخوضون في أمره، فمن ذامّ له، وحامد إذ قعد علي سريره وكشف عن وجهه، وقال: يا أيّها الناس! إنّي لقيت ربّي بعدكم، فلقّاني السخط واللعنة، واشتدّ غضب زبانيته عليّ للذي كان منّي إلي جعفر بن محمّد الصادق، فاتّقوا اللّه، ولا تهلكوا فيه كما هلكت.
ثمّ أعاد كفنه علي وجهه، وعاد في موته، فرأوه لا حراك به، وهو ميّت فدفنوه،
ص:278
[وبقوا حائرين في ذلك ] (1).
40 - أبو منصور الطبرسيّ ؛ : عن داود بن قبيصة قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: سئل أبي ( عليه السلام ) هل منع اللّه عمّا أمر به؟ وهل نهي عمّا أراد؟ وهل أعان علي ما لم يرد؟
فقال ( عليه السلام ) : أمّا ما سألت هل منع اللّه عمّا أمر به؟ فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك، لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم، ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه.
وأمّا ما سألت هل نهي عمّا أراد؟ فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك، لكان حيث نهي آدم ( عليه السلام ) عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، ولو أراد منه أكلها لما نادي عليه صبيان الكتاتيب ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي )(2) ، واللّه تعالي لا يجوز عليه أن يأمر بشي ء، ويريد غيره.
وأمّا ما سألت عنه من قولك: هل أعان علي ما لم يرد؟ فلا يجوز ذلك، وجلّ اللّه تعالي علي أن يعين علي قتل الأنبياء وتكذيبهم، وقتل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) والفضلاء من ولده، وكيف يعين علي ما لم يرد؟ وقد أعدّ جهنّم لمخالفيه، ولعنهم علي تكذيبهم لطاعته، وارتكابهم لمخالفته.
ولو جاز أن يعين علي ما لم يرد، لكان أعان فرعون علي كفره، وادّعائه أنّه ربّ العالمين، أفتري أراد اللّه من فرعون أن يدّعي الربوبيّة؟
يستتاب قائل هذا القول، فإن تاب من كذبه علي اللّه، وإلاّ ضربت عنقه (3).
ص:279
41 - محّد بن علي الطبريّ ؛ : ذكر بعضهم قال: حدّثنا أبو القاسم عيسي بن الأزهر، حدّثنا مسنّة بن عبد ربّه، حدّثنا أبي، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، حدّثنا أبي موسي ( عليه السلام ) ، وحدّثنا سلمان القمّيّ، عن مسروق مولي عائشة قال: دخل علي عائشة نسوة من أهل العراق، ونسوة من أهل الشام، فسألوا عائشة عن عليّ ( عليه السلام ) فقالت: أين مثل عليّ بن أبي طالب؟ كان واللّه للقرآن تالياً، وبالنهار صائماً، وبالليل قائماً، وللسرّ غالباً، وعن المنكر ناهياً، وللدين ناصراً، وعليّ واللّه أقعدكنّ في البيوت آمنات، وسمّاكنّ مؤمنات.
وتنفّست صعداء ثمّ قالت: آه سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول لعليّ: يا أباالحسن! حبّك حسنة لا يضرّ معها سيّئة، وبغضك سيّئة لا ينفع معها حسنة، وإنّ محبّك يدخل الجنّة مدلاًّ (1)،(2).
42 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : قال الرضا ( عليه السلام ) : كان أبي يقول: من قال: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه صرف اللّه عنه تسعة وتسعين نوعاً من بلاء الدنيا أيسرها الخنق (3).
43 - ابن فهد الحلّي ؛ : حدّث أبو عمران موسي بن عمران الكسرويّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن كلب، قال: حدّثني منصور بن العبّاس، عن سعد بن جناح، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: دخل أبو المنذر هشام
ص:280
السائب الكلبيّ علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) فقال: أنت الذي تفسّر القرآن؟
قال: قلت: نعم.
قال: أخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا) (1) ما ذلك القرآن الذي كان إذا قرأه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حجب عنهم؟
قلت: لا أدري، قال: فكيف؟
قلت: إنّك تفسّر القرآن. قلت: يا ابن رسول اللّه! إن رأيت أن تنعم عليّ وتعلّمنيهنّ.
قال ( عليه السلام ) : آية في الكهف، وآية في النحل، وآية في الجاثية، وهي:
( أَفَرَءَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ و هَوَلهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَي عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَي سَمْعِهِ ي وَقَلْبِهِ ي وَجَعَلَ عَلَي بَصَرِهِ ي غِشَوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن م بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلَاتَذَكَّرُونَ ) (2).
وفي النحل ( أُوْلَئكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَي قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَرِهِمْ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْغَفِلُونَ ) (3).
وفي الكهف ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بَِايَتِ رَبِّهِ ي فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَي قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَي الْهُدَي فَلَن يَهْتَدُواْ إِذًا أَبَدًا)(4).
قال الكسرويّ: فعلّمتها رجلاً من أهل همدان كانت الديلم أسرته، فمكث فيهم عشرين سنة، ثمّ ذكر الثلاث آيات قال: فجعلت أمرّ علي محالّهم، وعلي مراصدهم،
ص:281
فلا يروني ولا يقولون شيئاً، حتّي خرجت إلي أرض الإسلام.
قال أبو المنذر: وعلّمتها قوماً خرجوا في سفينة من الكوفة إلي بغداد، وخرج معهم سبع سفن، فقطع علي ستّة، وسلمت سفينة التي قُرِءَ فيها هذه الآيات.
وروي أيضاً: أنّ الرجل المسؤول عن هذه الآيات ما هي؟
هو الخضر ( عليه السلام ) (1).
44 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال العبّاس:...وذكر رجل لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ أبا البختريّ، وحديثه عن جعفر، وكان الرجل يكذّبه؛
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد كذّب علي اللّه وملائكته ورسله.
ثمّ ذكر أبو الحسن، عن أبيه ( عليهماالسلام ) : أنّه خرج مع أبي عبد اللّه جعفر جدّه ( عليه السلام ) إلي نخله، حتّي إذا كان ببعض الطريق، لقيته أمّ أبي البختريّ، فوقف وعدل وجه دابّته، فأرسلت إليه بالسلام، فردّ عليها السلام، فلمّا انصرف أبوه وجدّه إلي المدينة، أتي قوم جعفراً، فذكروا له خطبته أُمّ أبي البختريّ، فقال لهم:لم أفعل(2)
45 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لاإله إلّإ اللَّه » أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فأذاج، فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال...
أما إنّ يونس مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب مقرونان، و أصحابهما إلي ذلك
ص:282
الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب، سمعت ذلك من أبي ( عليه السلام ) ...(1)
46 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : السريّ بن أحمد بن السريّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الأرمنيّ قال: حدّثنا محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعت موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وقد اشتكي، فجاءه المترفّعون بالأدوية يعني الأطبّاء، فجعلوا يصفون له العجائب فقال: أين يذهب بكم؟ اقتصروا علي سيّد هذه الأدوية الإهليلج، والرازيانج، والسكّر في استقبال الصيف ثلاثة أشهر، في كلّ شهر ثلاث مرّات، وفي استقبال الشتاء ثلاثة أشهر، كلّ شهر ثلاث أيّام ثلاث مرّات، ويجعل موضع الرازيانج مصطكي، فلا يمرض إلّا مرض الموت (2).
47 - السيّد ابن طاووس ؛ : من كتاب تعبير الرؤيا لمحمّد بن يعقوب الكلينيّ ما هذا لفظه: أحمد، عن الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: رأيت أبي ( عليه السلام ) في المنام فقال: يا بنيّ! إذا كنت في شدّة فأكثر أن تقول: «يا رؤوف يا رحيم» والذي تراه في المنام تراه في اليقظة (3).
48 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : الأشعث بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، قال:
لمّا طلب أبو الدوانيق أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وهمّ بقتله، فأخذه صاحب المدينة ووجّه به إليه.
وكان أبو الدوانيق استعجله، واستبطأ قدومه حرصاً منه علي قتله، فلمّا مثّل بين
ص:283
يديه ضحك في وجهه، ثمّ رحّب به وأجلسه عنده، وقال: يا ابن رسول اللّه! واللّه! لقد وجّهت إليك، وأنا عازم علي قتلك، ولقد نظرت فألقي إليّ محبّة لك.
فواللّه! ما أجد أحداً من أهل بيتي أعزّ منك، ولا آثر عندي، ولكن يا أبا عبداللّه! ما كلام يبلغني عنك، تهجّنا (1) فيه، وتذكرنا بسوء؟
فقال: يا أمير المؤمنين! ما ذكرتك قطّ بسوء.
فتبسّم أيضاً، وقال: واللّه! أنت أصدق عندي من جميع من سعي بك إليّ، هذا مجلسي بين يديك وخاتمي، فانبسط ولا تخشني في جليل أمرك وصغيره، فلست أردّك عن شي ء.
ثمّ أمره بالانصراف، وحباه وأعطاه، فأبي أن يقبل شيئاً، وقال: يا أميرالمؤمنين! أنا في غناء، وكفاية، وخير كثير، فإذا هممت ببرّي، فعليك بالمتخلّفين من أهل بيتي، فارفع عنهم القتل.
قال: قد قبلت يا أبا عبد اللّه! وقد أمرت بمائة ألف درهم، ففرّق بينهم.
فقال: وصلت الرحم، يا أمير المؤمنين! فلمّا خرج من عنده، مشي بين يديه مشايخ قريش وشبّانهم، من كلّ قبيلة، ومعه عين أبي الدوانيق.
فقال له: يا ابن رسول اللّه! لقد نظرت نظراً شافياً حين دخلت علي أميرالمؤمنين، فما أنكرت منك شيئاً غير شفتيك، وقد حرّكتهما بشي ء، فما كان ذلك؟
قال: إنّي لمّا نظرت إليه قلت: «يا من لا يضام، ولا يرام، وبه تواصل الأرحام، صلّ علي محمّد وآله، واكفني شرّه بحولك وقوّتك»، واللّه! ما زدت علي ما سمعت.
قال: فرجع العين إلي أبي الدوانيق، فأخبره بقوله، فقال: واللّه! ما استتمّ ما قال
ص:284
حتّي ذهب ما كان في صدري من غائلة وشرّ (1)
49 - المسعوديّ: عن الرضا، عن أبي الحسن موسي ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ ) (2).
فقال: إذا قدمتم إمامكم، فلم تروه فما أنتم صانعون؟
وفي حديث آخر: فمن يأتيكم به إلّا اللّه عزّ وجلّ تعالي (3).
1 - مسائل عليّ بن جعفر ( عليه السلام ) : وبالإسناد أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني المنذر بن محمّد قراءة، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي الضبّيّ، قال: حدّثنا موسي بن القاسم، عن عليّ بن جعفر، عن عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه أخرجني ورجلاً معي من ظهر إلي ظهر (4)من صلب آدم، حتّي خرجنا من صلب
أبينا، فسبقته بفضل هذه علي هذه، - وضمّ بين السبّابة والوسطي - وهو النبوّة.
فقيل له: ومن هو يا رسول اللّه؟
ص:285
فقال: عليّ بن أبي طالب (1).
2 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : روي عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه، عن آبائه (صلوات اللّه عليهم) قال: أتي ميثم التمّار دار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
فقيل له: إنّه نائم، فنادي بأعلي صوته: انتبه أيّها النائم! فو اللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فانتبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال: أدخلوا ميثماً، فقال له: أيّها النائم! واللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فقال: صدقت، وأنت واللّه لتقطعنّ يداك، ورجلاك، ولسانك، ولتقطعنّ النخلة التي بالكُناسة، فتشقّ أربع قطع، فتُصلب أنت علي ربعها، وحجربن عديّ علي ربعها، ومحمّد بن أكثم علي ربعها، وخالد بن مسعود علي ربعها.
قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إنّ عليّاً ليُخبرنا بالغيب.
فقلت له: أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين؟
فقال ( عليه السلام ) إي وربّ الكعبة، كذا عهده إليّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: فقلت: لِمَ يُفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟
فقال ( عليه السلام ) : ليأخذنّك العتلّ الزنيم، ابن الأمة الفاجرة، عبيد اللّه بن زياد.
قال: وكان ( عليه السلام ) يخرج إلي الجَبّانة وأنا معه، فيمرّ بالنخلة فيقول لي:
ياميثم! إنّ لك ولها شأناً من الشأن.
قال: فلمّا وُلّي عبيد اللّه بن زياد الكوفة ودخلها، تعلّق عَلَمُه بالنخلة التي بالكُناسة فتخرق، فتطيّر من ذلك، فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين
ص:286
فشقّها أربع قطع.
قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسماراً من حديد، فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع.
قال: فلمّا مضي بعد ذلك أيّام أتاني قوم من أهل السوق فقالوا:
يا ميثم! انهض معنا إلي الأمير نشكوا إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنّا، ويولّي علينا غيره.
قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمروبن حريث: أصلح اللّه الأمير! تعرف هذا المتكلّم؟
قال: من هو؟
قال ميثم التمّار الكذّاب، مولي الكذّاب عليّ بن أبي طالب، قال:
فاستوي جالساً فقال لي: ماتقول؟
فقلت: كذب أصلح اللّه الأمير، بل أنا الصادق مولي الصادق عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين حقّاً.
فقال لي: لتبرّأنّ من عليّ، ولتذكرنّ مساويه، وتتولّي عثمان، وتذكر محاسنه، أولأُقطّعنّ يديك ورجليك ولأُصلّبنّك، فبكيت.
فقال لي: بكيت من القول دون الفعل.
فقلت: واللّه ما بكيت من القول، ولا من الفعل، ولكن بكيت من شكّ كان دخلني يوم خبّرني سيّدي ومولاي.
فقال لي: وماقال لك؟
قال: فقلت: أتيت الباب فقيل لي: إنّه نائم، فناديت: انتبه أيّها النائم! فواللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك.
فقال: صدقت، وأنت واللّه لتقطّعنّ يداك ورجلاك ولسانك، ولتصلبنّ.
ص:287
فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟
فقال: يأخذك العتلّ الزنيم، ابن الأمة الفاجرة، عبيد اللّه بن زياد.
قال: فامتلأ غيظاً، ثمّ قال لي: واللّه لأقطّعنّ يديك ورجليك، ولأدعنّ لسانك حتّي أُكذّبك وأُكذّب مولاك، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه، ثمّ أخرج فأمر به أن يصلب، فنادي بأعلي صوته: أيّها الناس! من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟
قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدّثهم بالعجائب، وخرج عمرو بن حريث، وهو يريد منزله فقال: ماهذه الجماعة؟
قالوا: ميثم التمّار يحدّث الناس عن عليّ بن أبي طالب.
قال فانصرف مسرعاً فقال: أصلح اللّه الأمير! بادر، فابعث إلي هذا من يقطع لسانه فإنّي لست آمن أن يغيّر قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك.
قال: فالتفت إلي حَرَسيّ فوق رأسه فقال: اذهب فاقطع لسانه.
قال: فأتاه الحرسيّ، فقال له: يا ميثم! قال: ماتشاء؟
قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه.
قال ميثم: ألاّ زعم ابن الأمة الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي، هاك لساني.
قال: فقطع لسانه، وتشحّط ساعة في دمه، ثمّ مات، وأمر به فصلب.
قال صالح: فمضيت بعد ذلك بأيّام، فإذاً هو قد صلب علي الربع الذي كنت دققت فيه المسمار (1).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن
ص:288
زياد، وأحمد بن محمّد جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبداللّه قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ أبي حدّثني عن آبائك ( عليهم السلام ) : أنّه قيل لبعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين، وعدوّاً يقال له: الديلم، فهل من جهاد، أو هل من رباط؟
فقال ( عليه السلام ) : عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال في الثالثة: أما يرضي أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بدراً، وإن لم يدركه (1) كان كمن كان مع قائمنا ( عليه السلام ) في فسطاطه هكذا وهكذا - وجمع بين سبّابتيه -.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : صدق، هو علي ما ذكر (2)
4 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يحبّ أربع قبائل، كان يحبّ الأنصار، وعبد القيس، وأسلم، وبني تميم، وكان يبغض بني أُميّة، وبني حنيف، وبني ثقيف، و بني هذيل.
وكان ( عليه السلام ) يقول: لم تلدني أُمّي بكريّة، ولا ثقفيّة.
وكان ( عليه السلام ) يقول: في كلّ حيّ نجيب إلّا في بني أُميّة (3).
5 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخوريّ قال:
ص:289
حدّثنا زيد بن محمّد البغداديّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّه دعاه رجل، فقال له عليّ ( عليه السلام ) : علي أن تضمن لي ثلاث خصال؟
قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال ( عليه السلام ) : لا تدخل علينا شيئاً من خارج، ولا تدّخر عنّا شيئاً في البيت، ولاتجحف بالعيال.
قال: ذلك لك، فأجابه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1).
6 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عيينة قال: حدّثني نعيم بن صالح الطبريّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّه ورّث الخنثي من موضع مبالته (2).
7 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا بشير بن إبراهيم قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام )
ص:290
قال: دخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يوم فتح مكّة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستّين صنماً، فجعل يطفّها (1) بمخصرة (2) في يده،
ويقول: ( جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا) (3) ، جاء
الحقّ، وما يبدي الباطل ومايعيد، فجعلت تكبّب لوجوهها (4).
8 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا ثبير بن إبراهيم قال: حدّثنا سليمان بن بلال المدنيّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ إبليس كان يأتي الأنبيا ( عليهم السلام ) : من لدن آدم ( عليه السلام ) إلي أن بعث اللّه المسيح ( عليه السلام ) ، يتحدّث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أُنساً منه بيحيي بن زكريّا.
فقال له يحيي: يا أبا مرّة! إنّ لي إليك حاجة.
فقال له: أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة، فسلني ما شئت، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده.
فقال يحيي: يا أبا مرّة! أُحبّ أن تعرض عليّ مصائدك، وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم.
فقال له إبليس: حبّاً وكرامة، وواعده لغد.
ص:291
فلمّا أصبح يحيي ( عليه السلام ) قعد في بيته ينتظر الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقاً، فماشعر حتّي ساواه من خَوخَة (1) كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه
القرد، وجسده علي صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وفمه مشقوق طولاً، وإذا أسنانه وفمه عظماً واحداً بلاذقن ولالحية، وله أربعة أيد: يدان في صدره، ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه (2)قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه قباء، وقد
شدّ وسطه بمنطقة، فيها خيوط معلّقة من بين أحمر، وأخضر، وأصفر، وجميع الألوان،وإذا بيده جرس عظيم، وعلي رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلاب.
فلمّا تأمّله يحيي ( عليه السلام ) قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟
فقال: هذه المجوسيّة، أنا الذي سننتها وزيّنتها لهم.
فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟
قال: هذه جميع أصباغ النساء، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتّي يقع مع لونها، فأفتتن الناس بها.
فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟
قال: هذا مجمع كل لذّة من طنبور وبربط، ومعزفة وطبل، وناي وصرناي، وإنّ القوم ليجلسون علي شرابهم فلا يستلذّونه، فأُحرّك الجرس فيما بينهم، فإذا سمعوه استخفّهم الطرب، فمن بين من يرقّص، ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشقّ ثيابه.
فقال له: وأيّ الأشياء أقرّ لعينك؟
قال: النساء، هنّ فخوخي ومصائدي، فإنّي إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين
ص:292
ولعناتهم، صرت إلي النساء، فطابت نفسي بهنّ.
فقال له يحيي ( عليه السلام ) : فما هذه البيضة علي رأسك؟
قال: بها أتوقّي دعوة المؤمنين.
قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟
قال: بهذه أُقلّب قلوب الصالحين.
قال يحيي ( عليه السلام ) : فهل ظفرت بي ساعة قطّ؟
قال: لا، ولكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيي: فما هي؟
قال: أنت رجل أكول، فإذا أفطرت أكلت وبشمت (1) ، فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل.
قال يحيي ( عليه السلام ) : فإنّي أُعطي اللّه عهداً أنّي لا أشبع من الطعام حتّي ألقاه.
قال له إبليس: وأنا أُعطي اللّه عهداً أنّي لا أنصح مسلماً حتّي ألقاه؛ ثمّ خرج فما عاد إليه بعد ذلك (2).
9 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدّثني الحسن بن القاسم قال: حدّثنا ثبير بن إبراهيم بن شيبان قال: حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) دفع خيبر إلي أهلها بالشطر(3) ، فلمّا كان عند الصرام (4) بعث عبد اللّه بن رواحة فخَرَصَها (5) عليهم، ثمّ قال: إن شئتم أخذتم
ص:293
بخَرصِنا، وإن شئتم أخذنا واحتسبنا لكم.
فقالوا: هذا الحقّ، بهذا قامت السماوات والأرض (1) .
10 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرني عليّ بن محمّد بن عليّ قراءة عليه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: خلَّف رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً ( عليه السلام ) في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللّه! تخلّفني بعدك؟
قال: ألا ترضي أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي (2) .
11 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: أخبرني عبيد اللّه بن عليّ، قال: هذا كتاب جدّي عبيد اللّه بن عليّ، فقرأت فيه: أخبرني عليّ بن موسي أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) أوّل من أسلم (3) .
12 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقيّ الشعرانيّ بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) .
ص:294
قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي ( عليه السلام ) ، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: سمعت عليّاً (صلوات اللّه عليه) يقول لرأس اليهود: علي كم افترقتم؟
فقال: علي كذا وكذا فرقة.
فقال عليّ ( عليه السلام ) : كذبت يا أخا اليهود! ثمّ أقبل علي الناس فقال: واللّه لو ثنّيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.
أيّها الناس! افترقت اليهود علي إحدي وسبعين فرقة، سبعون منها في النار، وواحدة ناجية في الجنّة، وهي التي اتّبعت يوشع بن نون وصيّ موسي ( عليه السلام ) . وافترقت النصاري علي إثنتين وسبعين فرقة، إحدي وسبعين في النار، وواحدة في الجنّة، وهي التي اتّبعت شمعون وصيّ عيسي ( عليه السلام ) .
وستفترق هذه الأُمّة علي ثلاث وسبعين فرقة، إثنتان وسبعون فرقة في النار، وفرقة في الجنّة، وهي التي اتّبعت وصيّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؛ وضرب بيده علي صدره، ثمّ قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين كلّها تنتحل مودّتي وحبّي، واحدة منها في الجنّة وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النار (1) .
13 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا عبد الرزّاق بن سليمان بن غالب الأزديّ بأرتاح قال: حدّثني الفضل بن المفضّل بن قيس بن رمّانة الأشعريّ سنة أربع وخمسين ومائتين وفيها مات قال: حدّثنا الرضا
ص:295
عليّ بن موسي قال: حدّثني أبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بعث عليّاً ( عليه السلام ) إلي اليمن فقال له وهو يوصيه: يا عليّ! أوصيك بالدعاء فإنّ معه الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وأنهاك من أن تخفر عهداً، أو تغيّر عليه، وأنهاك عن المكر فإنّه لايحيق المكر السيّي ء إلّا بأهله، وأنهاك عن البغي فإنّه من بُغي عليه لينصرنّه اللّه (1) .
14 - الراونديّ ؛ : روي عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : إنّ غلاماً يهوديّاً قدم علي أبي بكر في خلافته فقال: السلام عليك يا أبا بكر!
فوجأ عنقه، وقيل له: لِم لَم تسلّم عليه بالخلافة؟
ثمّ قال له أبو بكر: ما حاجتك؟
قال: مات أبي يهوديّاً، وخلّف كنوزاً وأموالاً، فإن أنت أظهرتها وأخرجتها إليّ، أسلمت علي يديك وكنت مولاك، وجعلت لك ثلث ذلك المال، وثلثاً للمهاجرين والأنصار، وثلثاً لي.
فقال أبو بكر: يا خبيث! وهل يعلم الغيب إلّا اللّه! ونهض أبو بكر.
ثمّ انتهي اليهوديّ إلي عمر فسلّم عليه وقال: إنّي أتيت أبا بكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضرباً، وأنا أسألك عن المسألة، وحكي قصّته.
قال: وهل يعلم الغيب إلّا اللّه؟
ثمّ خرج اليهوديّ إلي عليّ ( عليه السلام ) وهو في المسجد، فسلّم عليه وقال: ياأميرالمؤمنين! وقد سمعه أبو بكر وعمر فوكزوه وقالوا: يا خبيث! هلّا سلّمت علي الأوّل، كما سلّمت علي عليّ ( عليه السلام ) ، والخليفة أبو بكر؟
ص:296
فقال اليهوديّ: واللّه ما سمّيته بهذا الإسم، حتّي وجدت ذلك في كتب آبائي وأجدادي في التوراة.
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وما حاجتك؟
قال ( عليه السلام ) : مات أبي يهوديّاً، وخلّف كنوزاً كثيرة وأموالاً، فلم يطّلعني عليها، فإن أخرجتها لي أسلمت علي يديك.
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : وتفي بما تقول؟
قال: نعم، وأُشهد اللّه وملائكته، وجميع من يحضرني.
قال ( عليه السلام ) : نعم، فدعا برقّ أبيض، فكتب عليه كتاباً، ثمّ قال: تحسن أن تكتب؟
قال: نعم.
قال ( عليه السلام ) : خذ معك ألواحاً، وصر إلي بلاد اليمن، وسل عن وادي برهوت بحضرموت، فإذا صرت بطرف الوادي عند غروب الشمس، فاقعد هناك، فإنّه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي تنعب، فإذا هي تنعب، فاهتف باسم أبيك وقل: يا فلان! أنا رسول وصيّ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فكلّمني، فإنّه سيجيبك أبوك، فلاتفتر عن سؤاله عن الكنوز التي خلّفها، فكلّ ما أجابك به في ذلك الوقت، وتلك الساعة، فاكتبه في ألواحك، فإذا انصرفت إلي بلادك، بلاد خيبر، فتتبّع مافي ألواحك، واعمل بما فيها.
فمضي اليهوديّ حتّي انتهي إلي بلاد اليمن، وقعد هناك كما أمره، فإذا هو بالغرابيب السود قد أقبلت تنعب، فهتف اليهوديّ، فأجابه أبوه وقال: ويلك! ماجاء بك في هذا الوقت إلي هذا الموطن، وهو من مواطن أهل النار؟
قال: جئتك أسألك عن كنوزك، أين خلّفتها؟
قال: في جدار كذا، في موضع كذا، في حيطان كذا.
فكتب الغلام ذلك، ثمّ قال: ويلك! اتّبع دين محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
ص:297
وانصرفت الغرابيب، ورجع اليهوديّ إلي بلاد خيبر، وخرج بغلمانه وفعلته، وإبل و جواليق، وتتبّع ما في ألواحه، فأخرج كنزاً من أواني الفضّة، وكنزاً من أواني الذهب، ثمّ أوقر عيراً وجاء، حتّي دخل علي عليّ ( عليه السلام ) .
فقال: يا أمير المؤمنين! أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللّه، وأنّك وصيّ محمّد وأخوه، وأمير المؤمنين حقّاً كما سمّيت، وهذه عير دراهم ودنانير، فاصرفها حيث أمرك اللّه ورسوله.
واجتمع الناس فقالوا لعليّ ( عليه السلام ) : كيف علمت هذا؟
قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإن شئت أخبرتكم بما هو أصعب من هذا.
قالوا: فافعل.
قال ( عليه السلام ) : كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإنّي لأُحصي ستّاً وستّين وطأة، كلّ ملائكة أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم، وأسمائهم ووطئهم(1) .
15 - محمّد بن عليّ الطبريّ ؛ قال: حدّثنا عبد اللّه بن هشام قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: كان ملك الكرّوبين يقال له: فطرس وكان من اللّه عزّوجلّ بمكان، فأرسله برسالة فأبطأ، فكسر جناحه، فألقاه بجزيرة من جزاير البحر، فلمّا ولد الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) أرسل اللّه عزّوجلّ جبرئيل في ألف من الملائكة يهنّئون رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بمولود، ويخبرونه بكرامته علي ربّه عزّوجلّ، فمرّ جبرئيل بذلك الملك، فكان بينهما خلّة، فقال فطرس : يا روح اللّه الأمين! أين تريد؟
ص:298
قال: إنّ هذا النبيّ التهاميّ وهب اللّه عزّوجلّ له ولداً، استبشر به أهل السماوات وأهل الأرض، فأرسلني اللّه تعالي إليه أُهنّيه، وأُخبره بكرامته علي ربّه عزّوجلّ.
قال: هل لك أن تنطلق بي معك إليه يشفع لي عند ربّه، فإنّه سخيّ جواد، فانطلق الملك مع جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: إنّ هذا ملك من الملائكة الكرّوبين كان له من اللّه تعالي مكان، فأرسله برسالة فأبطأ، فكسر جناحه وألقاه بجزيره من جزاير البحر، وقد أتاك لتشفع له عند ربّك.
قال: فقام النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فصلّي ركعتين، ودعا في آخرهنّ:
«اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ كلّ ذي حقّ عليك، وبحقّ محمّد وأهل بيته أن تردّ علي فطرس جناحه، وتستجيب لنبيّك، وتجعله آية للعالمين»
فاستجاب اللّه تعالي لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأوحي إليه أن يأمر فطرس أن يمرر جناحه علي الحسين ( عليه السلام ) ؛ فقال رسول اللّه لفطرس: امرر جناحك الكسير علي هذا المولود، ففعل، فسبّح، فأصبح صحيحاً.
فقال: «الحمد للّه الذي منّ عليّ بك يا رسول اللّه».
فقال النبيّ لفطرس : أين تريد؟
فقال: إنّ جبرئيل أخبرني بمصرع هذا المولود، وإنّي سألت ربّي أن يجعلني خليفة هناك.
قال: فذلك الملك موكّل بقبر الحسين ( عليه السلام ) ، فإذا ترحّم عبد علي الحسين، أوتولّي أباه، أو نصره بسيف ولسانه، انطلق ذلك الملك إلي قبر رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيقول: أيّها النفس الزكيّة! فلان بن فلان ببلاد كذا، وكذا، يتولّي الحسين، ويتولّي أباه، ونصره بلسانه وقلبه وسيفه، قال: فيجيبه ملك موكّل بالصلاة علي النبيّ: أن بلّغه عن
ص:299
محمّد السلام وقل له: إن متّ علي هذا، فأنت رفيقه في الجنّة (1) .
16 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ نساء بني إسرائيل خرجن من العفاف إلي الفجور، ما أخرجهنّ إلّا قلّة تهيئة أزواجهنّ.
وقال: إنّها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها (2) .
17 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا عن آبائه ( عليهم السلام ) : : سئل أمير المؤمنين عن المدّ والجزرماهما؟
فقال ( عليه السلام ) : ملك موكّل بالبحار، يقال له: رومان، فإذا وضع قدمه في البحر فاض، وإذا أخرجها غاض.
وسأله ( عليه السلام ) ابن الكوّاء: كم بين السماء والأرض؟ فقال ( عليه السلام ) : دعوة مستجابة.
قال: وما طعم الماء؟ قال ( عليه السلام ) : طعم الحياة.
وكم بين المشرق والمغرب؟ فقال ( عليه السلام ) : مسيرة يوم للشمس.
وما أخوان ولدا في يوم، وماتا في يوم، وعُمْر أحدهما خمسون ومائة سنة، وعمر الآخر خمسون سنة؟
فقال ( عليه السلام ) : عزير وعزرة أخوه، لأنّ عزيراً أماته اللّه مائة عام، ثمّ بعثه.
وعن بقعة ما طلعت عليها الشمس إلّا لحظة واحدة؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك البحر الذي فلقه اللّه لبني إسرائيل.
وعن إنسان يأكل ويشرب، ولا يتغوّط؟
قال ( عليه السلام ) : ذلك الجنين.
ص:300
وعن شي ء شرب وهو حيّ، وأكل وهو ميّت؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك عصا موسي ( عليه السلام ) ، شربت وهو في شجرتها غضّة، وأكلت لمّا التقفت حبال السحرة وعصيّهم.
وعن بقعة علت علي الماء في أيّام طوفان؟
فقال ( عليه السلام ) : ذاك موضع الكعبة، لأنّها كانت ربوة.
وعن مكذوب عليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك الذئب، إذ كذب عليه إخوة يوسف.
وعمّن أوحي إليه، ليس من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : ( وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ ) (1) ؛ وعن أطهر بقعة
علي وجه الأرض، لا تجوز الصلاة عليها؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك ظهر الكعبة.
وعن رسول ليس من الجنّ، والإنس، والملائكة، والشياطين؟
فقال ( عليه السلام ) : الهدهد، ( اذْهَب بِّكِتَبِي هَذَا) (2).
وعن مبعوث ليس من الجنّ، والإنس، والملائكة، والشياطين؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك الغراب ( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا) (3) .
وعن نفس في نفس ليس بينهما قرابة، ولا رحم؟
فقال ( عليه السلام ) : ذلك يونس النبيّ ( عليه السلام ) في بطن الحوت.
ومتي القيامة؟
قال ( عليه السلام ) : عند حضور المنيّة، وبلوغ الأجل.
ص:301
وما عصا موسي؟
فقال ( عليه السلام ) : كان يقال لها الأربية، وكان من عوسج، طولها سبعة أذرع بذراع موسي ( عليه السلام ) ، وكانت من الجنّة، أنزلها جبرئيل ( عليه السلام ) علي شعيب ( عليه السلام ) (1).
18 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو المضا صبيح مولي الرضا، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : في قوله: ( لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ) قال ( عليه السلام ) : منهم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (2).
19 - السيّد ابن طاووس ؛ : بإسنادنا إلي محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيبانيّ، بإسناده إلي محمّد بن فضيل الصيرفيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يصلّي أوّل يوم من المحرّم ركعتين، فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلاث مرّات: «اللّهمّ! أنت الإله القديم، وهذه سنة جديدة، فأسألك فيها العصمة من الشيطان، والقوّة علي هذه النفس الأمّارة بالسوء، والاشتغال بما يقرّبني إليك ياكريم! يا ذا الجلال والإكرام! يا عماد من لا عماد له! يا ذخيرة من لا ذخيرة له! يا حرز من لا حرز له! يا غياث من لا غياث له! يا سند من لا سند له! يا كنز من لا كنز له! يا حسن البلاء! يا عظيم الرجاء! يا عزّ الضعفاء! يا منقذ الغرقي! يامنجي الهلكي! يا منعم يا مجمل! يا مفضل يا محسن! أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، ودويّ الماء، وحفيف الشجر، يا اللّه! لا شريك لك، اللّهمّ! اجعلنا خيراً ممّا يظنّون، واغفر لنا ما لا يعلمون، ولاتؤاخذنا بما يقولون، حسبي اللّه لا إله إلّا
ص:302
هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم، آمنّا به، كلّ من عند ربّنا، وما يذّكّر إلّا أولوا الألباب، ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنّك أنت الوهّاب» (1).
20 - السيّد ابن طاووس ؛ : عوذة وجدت في ثيابه ( عليه السلام ) قال: لمّا مات أبوالحسن الرضا عليّ بن موسي (صلوات اللّه عليه) وجد عليه تعويذ معلّق وفي آخره عوذة ذكر أنّ آبائه ( عليهم السلام ) : كانوا يقولون: إنّ جدّهم عليّاً (صلوات اللّه عليه) كان يتعوّذ بها من الأعداء، وكانت معلّقة في قراب سيفه، وفي آخرها أسماء اللّه عزّوجلّ، وأنّه ( عليه السلام ) شرط علي ولده وأهله أن لا يدعوا بها علي أحد، فإنّ ما دعا به لم يحجب دعائه عن اللّه جلّ اسمه وتقدّست أسماءه، وهو:
«اللّهمّ بك أستفتح وبك أستنجح، وبمحمّد صلّي اللّه عليه وآله أتوجّه.
اللّهمّ سهّل لي حزونته وكلّ حزونة، وذلّل لي صعوبته وكلّ صعوبة، واكفني مؤونته وكلّ مؤونة، وارزقني معروفه وودّه، واصرف عنّي ضرّه ومعرّته، إنّك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أمّ الكتاب، ألا إنّ أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، إنّا رسل ربّك لن يصلوا إليك، طه، حم، لا يبصرون.
و( جَعَلْنَا فِي أَعْنَقِهِمْ أَغْلَلاً فَهِيَ إِلَي الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَهُمْ فَهُمْ لَايُبْصِرُونَ ) (2)( أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
ص:303
طَبَعَ اللَّهُ عَلَي قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَرِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْغَفِلُونَ ) (1) ( لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )(2) ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )(3) ( وَتَرَلهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَايُبْصِرُونَ ) (4) ( صُمُ م بُكْمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لَايَرْجِعُونَ ) (5) ( طسم * تِلْكَ ءَايَتُ الْكِتَبِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ بَخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ ) .
(6) .
الأسماء:
«اللّهمّ! إنّي أسألك بالعين التي لاتنام، وبالعزّ الذي لايرام، وبالملك الذي لايضام، وبالنور الذي لايطفي، وبالوجه الذي لايبلي، وبالحياة التي لاتموت، وبالصمديّة التي لاتقهر، وبالديمومة التي لاتفني، وبالاسم الذي لايردّ، وبالربوبيّة التي لاتستذلّ أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا» وتذكر حاجتك تقضي إن شاءاللّه تعالي (7) .
ص:304
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، (عن أبيه، عن جدّه ( عليهماالسلام ) ) قال: لاتأكلوا القنبرة ولا تسبّوها، ولا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنّها كثيرة التسبيح للّه تعالي، وتسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّد ( عليه السلام ) (1).
2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسي، عن أخيه عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: سئل عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّهم خلوا باللّه، فكساهم اللّه من نوره (2) .
3 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن شبيب قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) في أوّل يوم من المحرّم فقال: ياابن شبيب! أصائم أنت؟
ص:305
قلت: لا،...فقال:...فمن صام هذا اليوم ثمّ دعا اللّه عزّ وجلّ استجاب اللّه له كما استجاب اللّه لزكريّا...
ثمّ قال:...ياابن شبيب! إن كنت باكياً لشي ء فابك للحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش...ياابن شبيب! لقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : : أنّه لمّا قتل جدّي الحسين صلوات اللّه عليه أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر...(1) .
4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا حمزة بن محمّد العلويّ قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ قال: حدّثنا المنذر بن محمّد قال: حدّثنا الحسين بن محمّد قال: حدّثنا سليمان بن جعفر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه: إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه أخذ بطّيخة ليأكلها، فوجدها مرّة، فرمي بها، فقال: بُعداً وسُحقاً.
فقيل له: يا أمير المؤمنين! وما هذه البطّيخة؟
فقال ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي أخذ عقد مودّتنا علي كلّ حيوان ونبت، فما قبل الميثاق كان عذباً طيّباً، وما لم يقبل الميثاق كان ملحاً زعاقاً (2) (3).
ص:306
5 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن بن قسيّ قراءة قال: حدّثنا محمّد بن عيسي المعبديّ قال: حدّثنا مولي عليّ بن موسي، عن عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : أنّهم قالوا: يا عليّ! صف لنا نبيّنا ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كأنّنا نراه، فإنّا مشتاقون إليه.
قال: كان النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أبيض اللون مشرباً حمرة، أدعج (1) العين، سبط (2) الشعر، كثّ اللحية ذا وفرة، دقيق المَسْرُبَة (3)، كأنّما عنقه إبريق فضّة، يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبّته (4) إلي سرّته، كقضيب خيط إلي السرّة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن (5) الكفّين والقدمين، شثن الكعبين.
إذا مشي كأنّما ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنّما ينحدر من صبب، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه كلّه، ليس بالقصير المتردّد، ولا بالطويل المُمَّعِط (6)، وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم، كأنّما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولا باللئيم، أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة (7)،
وأجودهم كفّاً، من خالطه بمعرفة أحبّه، ومن رآه بديهة هابه، غرّة بين عينيه، يقول ناعِتُه: لم أر قبله ولا بعده مثله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (8).
ص:307
6 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا موسي بن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همّام، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قال: يا رسول اللّه! إنّك تبعثني في الأمر، أفأكون فيه كالسكّة المحماة، أم الشاهد يري ما لا يري الغائب؟
قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل الشاهد يري ما لا يري الغائب (1)
7 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عليّ بن موسي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، أنّه كان يأكل العنب بالخبز (2)
8 - ابن شهرآشوب : أحمد بن حنبل، وأبو يعلي الموصليّ في مسنديهما، وأبو بكر الخطيب في تاريخه، ومحمّد بن الصباح الزعفرانيّ في الفضائل، والخطيب الخوارزميّ في أربعينه، وأبو عبد اللّه النطنزيّ في الخصائص، وأبو المضا صبيح مولي الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يحدّث عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( وَرَفَعْنَهُ مَكَانًا عَلِيًّا) (3)
قال ( عليه السلام ) : نزلت في صعود عليّ ( عليه السلام ) علي ظهر النبيّ لقلع الصنم (4).
9 - الراونديّ : روي عن الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: ( فَاقْرَءُواْمَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) (5)لكم فيه خشوع القلب، وصفاء السرّ، وأقيموا الصلاة لحدودها التي أوجبها اللّه عليكم.(6).
ص:308
10 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا، عن أبيه، عن جد ّه ( عليهم السلام ) : قال: إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يحبّ الهديّة يستحليها، ويستدعيها، ويكافي ء عليها أهلها (1).
11 - الحسكاني: أخبرنا أبو نصر محمّد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بقراءتي عليه، أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن جعفر، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن عليّ القاشانيّ قال: حدّثني العمريّ، عن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد، عن أبيه موسي، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قوله تعالي: ( وَصَلِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) (2)قال: صالح المؤمنين عليّ بن أبي طالب (3).
ص:309
ص:310
وفيه اثنا عشر مورداً
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة النهشليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، ومحمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : قالا: سمعنا المأمون يحدّث عن الرشيد، عن المهديّ، عن المنصور، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال ابن عبّاس لمعاوية: أتدري لم سمّيت فاطمة ( عليها السلام ) ، فاطمة؟
قال: لا!
قال: لأنّها فطمت هي وشيعتها من النار، سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، يقوله (1).
2 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) قال: قال أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) : إنّ عبد اللّه بن عبّاس كان
ص:311
يقول: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان إذا أكل الرمّان لم يشرك أحداً فيها، ويقول: في كلّ رمّانة حبّة من حبّات الجنّة (1).
1 - النجاشيّ :...أبو الحسن عليّ بن عليّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) بطوس...بالكتاب الذي أوّله حديث الزبيب الأحمر، وآخره حديثه عن آبائه، عن جابر بن عبد اللّه: إنّ اللّه حرّم لحم ولد فاطمة علي النار (2).
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغداديّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عيينة مولي الرشيد قال: حدّثني دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمّع النهشليّ الصغانيّ (3) بسرّ من رأي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن جابر بن عبد اللّه قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قبّة آدم، ورأيت بلال الحبشيّ، وقد خرج من عنده، ومعه فضل وضوء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فابتدره الناس، فمن أصاب منه شيئاً يمسح به وجهه، ومن لم يصب شيئاً أخذ من يدي صاحبه، فمسح به وجهه، وكذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين ( عليه السلام )(4).
ص:312
3 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: إنّي لأدناهم من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في حجّة الوداع بمنيً فقال: لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم اللّه لئن فعلتموها لتعرفنّي في الكتيبة التي تضاربكم
ثمّ التفت إلي خلفه فقال: أو عليّ، أو عليّ ثلاثاً، فرأينا أنّ جبرئيل ( عليه السلام ) غمزه، وأنزل اللّه عزّوجلّ: ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ ) (1) ثمّ نزلت: ( قُل رَّبِ ّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِ ّ فَلَاتَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ * وَإِنَّا عَلَي أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَدِرُونَ * ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) (2) ثمّ نزلت: ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) من
أمر عليّ بن أبي طالب ( إِنَّكَ عَلَي صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (3) وإنّ عليّاً لعلم
للساعة، و( لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئلُونَ ) (4) عن محبّة عليّ بن أبي
طالب (5)
ص:313
4 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا محمّد بن عبد الملك قال: حدّثنا هارون بن عيسي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عليّ بن جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: أخبرني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، عن جابر بن عبد اللّه: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال في خطبته: إنّ أحسن الحديث كتاب اللّه، وخير الهدي هُدي محمّد، وشرّ الأُمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة.
وكان إذا خطب قال في خطبته: أمّا بعد، فإذا ذكر الساعة اشتدّ صوته، واحمرّت وجنتاه، ثمّ يقول: صبّحتكم الساعة أو مسّتكم ثمّ يقول: بعثت أنا والساعة كهذه من هذه - ويشير بإصبعيه -(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثنا ابن مسعود، قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثني محمّد بن الوليد البجليّ قال: حدّثني العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر: أنّ حذيفة لمّا حضرته الوفاة، وكان آخر الليل، قال لابنته: أيّة ساعة هذه؟
ص:314
قالت: آخر الليل.
قال: الحمد للّه الذي بلغني هذا المبلغ، ولم أوال ظالماً علي صاحب حقّ، ولم أعاد صاحب حقّ.
فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث فقال: كذب واللّه! لقد والي علي عثمان، فأجابه بعض من حضره: أنّ عثمان والاه يا أخا زهرة.
والحديث منقطع (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره، قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.
وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .
وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال:
ص:315
حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قال: حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: حدّثتني فاطمة لمّا حملت بالحسن ( عليه السلام ) وولدته، جاء النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا أسماء! هلمّي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمي بها النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأذّن في أُذنه اليمني، وأقام في أُذنه اليسري، ثمّ قال لعليّ ( عليه السلام ) : بأيّ شي ء سمّيت ابني؟
قال: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول اللّه! وقد كنت أُحبّ أن أُسمّيه حرباً!
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ولا أنا أسبق باسمه ربّي، ثمّ هبط جبرائيل ( عليه السلام ) فقال:
يا محمّد! العليّ الأعلي يقرئك السلام، ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسي ولا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وما اسم ابن هارون؟
قال: شبّر.
قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لساني عربيّ.
قال جبرئيل ( عليه السلام ) : سمّه الحسن.
قالت أسماء: فسمّاه الحسن.
فلمّا كان يوم سابعه عقّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عنه بكبشين أملحين، وأعطي القابلة فخذاً وديناراً، ثمّ حلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً، وطلّي رأسه بالخلوق، ثمّ قال: يا أسماء! الدم فعل الجاهليّة.
قالت أسماء: فلمّا كان بعد حول ولد الحسين ( عليه السلام ) ، وجاء النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا أسماء! هلمّي ابني، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أُذنه اليمني، وأقام في اليسري، ووضعه في حجره فبكا.
فقالت أسماء: بأبي أنت وأُمّي، ممّ بكاؤك؟
قال: علي ابني هذا.
قلت: إنّه ولد الساعة يا رسول اللّه!
ص:316
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقتله الفئة الباغية بعدي، لا أنالهم اللّه شفاعتي، ثمّ قال: ياأسماء! لاتخبري فاطمة بهذا، فإنّها قريبة عهد بولادته.
ثمّ قال لعليّ: أيّ شي ء سمّيت ابني هذا؟
قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه! وقد كنت أُحبّ أن أُسمّيه حرباً.
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ولا أسبق باسمه ربّي عزّوجلّ.
ثمّ هبط جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: يا محمّد! العليّ الأعلي يقرئك السلام، ويقول لك: عليّ منك كهارون من موسي، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون.
قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وما اسم ابن هارون؟
قال: شبير.
قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لساني عربيّ.
قال جبرئيل ( عليه السلام ) : سمّه الحسين، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بكبشين أملحين، وأعطي القابلة فخذاً وديناراً، ثمّ حلق رأسه، وتصدّق بوزن الشعر، ورقاً، وطلّي رأسه بالخلوق فقال:
يا أسماء! الدم فعل الجاهليّة (1).
ص:317
2 - الشيخ الصدوق : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] عن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) أنّه قال: حدّثتني أسماء بنت عميس قالت: كنت عند فاطمة ( عليها السلام ) ، إذ دخل عليها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وفي عنقها قلادة من ذهب، كان اشتراها لها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) من في ء.
فقال لها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا فاطمة! لا يقول الناس: إنّ فاطمة بنت محمّد، تلبس لبس الجبابرة!
فقطعتها وباعتها، واشترت بها رقبة فأعتقتها، فسرّ بذلك رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).
3 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد، [خبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار قال: أخبرنا أبو القام إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ ]، عن عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، قال: حدّثتني أسماء بنت عميس الخثعميّة، قالت: قَبَّلتُ جدّتك فاطمة بنت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالحسن والحسين ( عليهماالسلام ) قالت: فلمّا ولدت الحسن ( عليه السلام ) ، جاء النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا أسماء! هاتي ابني.
ص:318
قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمي بها وقال: ألم أعهد إليكنّ ألّا تلفّوا المولود في خرقة صفراء ودعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها، ثمّ أذّن في أُذنه اليمني، وأقام في أُذنه اليسري، وقال لعليّ ( عليه السلام ) : بم سمّيت ابنك هذا؟
قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه!
قال: وأنا ما كنت لأسبق ربّي عزّوجلّ.
قال: فهبط جبرئيل. فقال: إنّ اللّه عزّوجلّ يقرأ عليك السلام، ويقول لك: يامحمّد! عليّ منك بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدك، فسمّ ابنك باسم ابن هارون.
قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا جبرئيل! وما اسم ابن هارون؟
قال جبرئيل: شبّر. قال: وما شبّر؟
قال: الحسن. قالت أسماء: فسمّاه الحسن.
قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين ( عليهماالسلام ) نفستها به، فجاءني ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: هلمّي ابني يا أسماء! فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن ( عليه السلام ) . قالت: وبكي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللّهمّ العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.
قالت: فلمّا كان يوم سابعه جاءني النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: هلمّي ابني فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن ( عليه السلام ) ، وعقّ عنه كما عقّ عن الحسن كبشاً أملح، وأعطي القابلة رِجلاً، وحلق رأسه، وتصدّق بوزن الشعر وَرِقاً، وخلق رأسه بالخَلوق وقال: إنّ الدم من فعل الجاهليّة.
قالت: ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أبا عبد اللّه! عزيز عليّ ثمّ بكي فقلت: بأبي أنت وأُمّي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأوّل، فما هو؟
فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أبكي علي ابني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني أُميّة، لا أنالهم
ص:319
اللّه شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين، ويكفر باللّه العظيم.
ثمّ قال: «اللّهمّ إنّي أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذرّيّته، اللّهمّ أحبّهما، وأحبّ من يحبّهما، والعن من يبغضهما مل ء السماء والأرض» (1).
4 - الشيخ الطوسيّ : وبهذا الإسناد (2)، عن عليّ بن
الحسين ( عليهماالسلام ) ، عن أُمّ سلمة، قالت: نزلت هذه الآية في بيتي وفي يومي، كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عندي فدعا عليّاً وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : ، وجاء جبرئيل ( عليه السلام ) فمدّ عليهم كساء فدكيّاً، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
قال جبرئيل: وأنا منكم يا محمّد!
فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وأنت منّا يا جبرئيل!.
قالت أُمّ سلمة: فقلت: يا رسول اللّه! وأنا من أهل بيتك وجئت لأدخل معهم؟
فقال: كوني مكانك يا أُمّ سلمة! إنّك إلي خير، أنت من أزواج نبيّ اللّه.
فقال جبرئيل: اقرأ يا محمّد! ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (3)، في النبيّ وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ( عليهم السلام ) (4).
ص:320
1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن زرارة، هل كان يعرف حقّ أبيك ( عليه السلام ) ؟...فقال ( عليه السلام ) : إنّ زرارة كان يعرف أمر أبي ( عليه السلام ) ، ونصّ أبيه عليه، وإنّما بعث ابنه ليتعرّف من أبي ( عليه السلام ) ، هل يجوز له أن يرفع التقيّة في إظهار أمره ونصّ أبيه عليه؟
وأنّه لمّا أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي ( عليه السلام ) ، فلم يحبّ أن يقدّم علي ذلك دون أمره، فرفع المصحف وقال: اللّهمّ إنّ إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) (1)
1 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال:...فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ماليس له بحقّ، وإنّه كان أتقي للّه من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلي الرضا من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ...(2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر:
ص:321
أنّ سعيدة مولاة جعفر ( عليه السلام ) كانت من أهل الفضل،...
وذكر: أنّه كان آخر قولها: قد رضينا الثواب، وأمنّا العقاب (1)
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ جعل في كلّ شهر ثلاثة أيّام، وفي كلّ عشرة أيّام يوماً؟
قيل: لأنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ، فمن صام في كلّ عشرة أيّام يوماً واحداً، فكأنّما صام الدهر كلّه، كما قال سلمان الفارسيّ رحمة اللّه عليه: صوم ثلاثة أيّام في شهر، صوم الدهر كلّه،...(2)
1 - الحميريّ : قال: وذكر عند الرضا ( عليه السلام ) القاسم بن محمّد خال أبيه، وسعيد بن المسيّب فقال: كانا علي هذا الأمر.
وقال: خطب أبي، إلي القاسم بن محمّد - يعني أبا جعفر ( عليه السلام ) - فقال القاسم لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّما كان ينبغي لك أن تذهب إلي أبيك حتّي يزوّجك (3)
ص:322
1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن عمّه الحسن بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول في عليّ بن أبي طالب خصال لأن يكون فيّ إحداهنّ أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول لعليّ بن أبي طالب: «اللّهمّ ارحمه وترحّم عليه، وانصره وانتصر به، وأعنه واستعن به، فإنّه عبدك وكتيبة رسولك» (1)
1 - ابن إدريس الحلّيّ : حدّثنا معمّر بن خلاّد، عن ال رضا ( عليه السلام ) ، قال: كان فلان [عثمان ] إذا أتي بمال أخذ منه وقال: هذا لطوق عمرو.
فلمّا كبر عمرو، قال أهل المدينة: كبر عمرو عن الطوق (2).
ص:323
2 - ابن إدريس الحلّيّ : قال السيّاريّ عنه ( عليه السلام ) قال: (1) وكان عثمان إذا أتي بشي ء من الفي ء فيه ذهب عزله، وقال: هذا لطوق عمرو.
فلمّا كثر ذلك، قيل له: كبر عمرو عن الطوق، فجري به المثل (2).
1 - الشيخ الطوسيّ :...إسماعيل بن عيسي، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان فنام حتّي يصبح، أيّ شي ء عليه؟
قال ( عليه السلام ) : لا يضرّه هذا، ولا يفطر، فإنّ أبي ( عليه السلام ) قال: قالت عائشة: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أصبح جنباً من جماع غير احتلام...(3)
ص:324
خاتمة في الأحاديث المشتبهة والممدوحين والمذمومين وغيرهم
وفيها فصول
الفصل الأوّل: الأحاديث المشتبهة
الفصل الثاني: الممدوحون والمذمومون والكذّابون عليه
الفصل الثالث: ثقاته ( عليه السلام ) وغيرهم
ص:325
ص:326
خاتمة في الأحاديث المشتبهة والممدوحين والمذمومين وغيرهم
ويشتمل هذا الباب علي ثلاثة فصول
وفيه أحاديث
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان قال: سأل رجل أباالحسن ( عليه السلام ) وهو في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد؟ (1).
فقال ( عليه السلام ) : إنّ لكلامك وجهين:
فإن كنت تسأل عن المخلوق فإنّ الجواد الذي يؤدّي ما افترض اللّه تعالي عليه، والبخيل من بخل بما افترض اللّه تعالي عليه.
ص:327
وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطي، وهو (1) الجواد إن منع، لأنّه إن أعطي عبداً أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له (2).
2 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو الطيّب الحسن بن عليّ النحويّ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ قال: حدّثني أبو نصر محمّد بن أحمد الطائيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد الصيمريّ الكاتب (3) قال: تزوّجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب وأحببتها حبّاً لم يُحبّ أحد مثله، وأبطأ عليّ الولد، فصرت إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فذكرت
ص:328
ذلك له، فتبسّم وقال: اتّخذ خاتماً فصّه فيروزج، واكتب عليه:
( رَبِ ّ لَاتَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَرِثِينَ ) (1)
قال: ففعلت ذلك، فما أتي عليّ حول حتّي رزقت منها ولداً ذكراً (2).
3 - أبو عليّ الطبرسيّ : في كتاب النبوّة مسنداً إلي أبي بصير، عن أبي الحسن عليّ بن موسي بن جعفر ( عليهم السلام ) : قال: كان نوح لبث في السفينة ما شاء اللّه، وكانت مأمورة، فخلّي سبيلها، فأوحي اللّه إلي الجبال: أنّي واضع سفينة نوح علي جبل منكنّ، فتطاولت الجبال وشمخت، وتواضع الجوديّ وهو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة الجبل.
فقال نوح عند ذلك: يا ماريا أتقن، وهو بالعربيّة: «يا ربّ أصلح». وفي رواية أُخري: «يا رحمان أتقن» (3)
4 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي إسحاق بن عمّار، عن أبي (4)
الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: يا ابن عمّار! لاتدع قراءة ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَي
ص:329
عَبْدِهِ ) (1)، فإنّ من قرأها في كلّ ليلة لم يعذّبه اللّه أبداً ولم
يحاسبه، وكان منزله في الفردوس الأعلي (2)
5 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال لعليّ بن يقطين (3): اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثاً.
فقال: جعلت فداك، وماالخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث التي تضمن لي؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : أمّا الثلاث التي أضمن لك: أن لا يصيبك حرّ الحديد أبداً بقتل، ولا فاقة، ولا سجن حبس.
قال: فقال عليّ: وما الخصلة التي أضمنها لك؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : تضمن لي أن لا يأتيك وليّ أبداً إلاّ أكرمته.
قال: فضمن عليّ الخصلة، وضمن له أبو الحسن ( عليه السلام ) الثلاث (4).
ص:330
6 - السيّد ابن طاووس :(1) قال الفضل بن الربيع: لمّا اصطبح الرشيد يوماً، ثمّ استدعي حاجبه فقال له: امض إلي عليّ بن موسي العلويّ أخرجه من الحبس وألقه في بركة السباع، فما زلت ألطف به وأرفق، ولا يزداد إلّا غضباً وقال: واللّه لئن لم تلقه إلي السباع لألقينّك عوضه، قال: فمضيت إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فقلت له: إنّ أمير المؤمنين أمرني بكذا وكذا، قال: افعل ما أمرت، فإنّي مستعين باللّه تعالي عليه، وأقبل بهذه العوذة، وهو يمشي معي إلي أن انتهي إلي البركة ففتحت بابها، وأدخلته فيها، وفيها أربعون سَبُعاً، وعندي من الغمّ والقلق أن يكون قتل مثله علي يدي، وعدت إلي موضعي. فلمّا انتصف الليل، أتاني خادم فقال لي: إنّ أمير المؤمنين يدعوك، فصرت إليه فقال لعليّ: أخطأت البارحة بخطيئة، أو أدّيت منكراً، فإنّي رأيت البارحة مناماً هالني، وذاك أنّي رأيت جماعة من الرجال دخلوا عليّ وبأيديهم سائر السلاح، وفي وسطهم رجل كأنّه القمر، ودخل إلي قلبي هيبته، فقال لي قائل: هذا أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه وعلي أبنائه) فتقدّمت إليه لأقبّل قدميه، فصرفني عنه وقال: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ ) (2) ثمّ حوّل وجهه، فدخل باباً فانتبهت مذعوراً لذلك فقلت: يا أمير المؤمنين!
أمرتني أن ألقي موسي للسباع! فقال: ويلك! ألقيته؟ فقلت: إي واللّه.
ص:331
فقال: إمض وانظر ما حاله، فأخذت الشمع بين يديّ وطالعته فإذا هو قائم يصلّي والسباع حوله، فعدت إليه فأخبرته فلم يصدّقني، ونهض واطّلع إليه فشاهده في تلك الحال، فقال: السلام عليك يا ابن عمّ! فلم يجبه حتّي فرغ من صلاته، ثمّ قال ( عليه السلام ) : وعليك السلام يا ابن عمّ، قد كنت أرجو أن لاتسلّم عليّ في مثل هذا الموضع.
فقال: أقلني، فإنّي معتذر إليك. فقال ( عليه السلام ) له: قد نجّانا اللّه تعالي بلطفه، فله الحمد، ثمّ أمر بإخراجه، فأخرج، فقال: فلا واللّه ما تبعه سبع، فلمّا حضر بين يدي الرشيد عانقه، ثمّ حمله إلي مجلسه، ورفعه فوق سريره وقال له: يا ابن عمّ! إن أردت المقام عندنا ففي الرحب والسعة، وقد أمرنا لك ولأهلك بمال وثياب.
فقال ( عليه السلام ) له: لاحاجة لي في المال ولاالثياب، ولكنّ في قريش نفر يفرّق ذلك عليهم، وذكر له قوماً فأمر له بصلة وكسوة، ثمّ أمره أن يركب علي بغال البريد إلي الموضع الذي يحبّ، فأجابه إلي ذلك وقال لي: شيّعه، فشيّعته إلي بعض الطريق وقلت له: يا سيّدي! إن رأيت أن تطوّل عليَّ بالعوذة.
فقال: منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلي كلّ أحد، ولكن لك عليّ حقّ الصحبة والخدمة فاحتفظ بها، فكتبها في دفتر وشدّدتها في منديل في كمّي، فما دخلت إلي أمير المؤمنين إلّا ضحك إليّ وقضي حوائجي، ولا سافرت إلّا كان حرزاً وأماناً من كلّ خوف، ولاوقعت في شدّة إلّا دعوت بها ففرّج عنّي. ثمّ ذكرها.
يقول عليّ بن موسي بن طاووس مصنّف هذا الكتاب ربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسي بن جعفر (صلوات اللّه عليه) لأنّه كان محبوساً عند الرشيد لكنّني ذكرت هذا كما وجدته وهو:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، الحمد
ص:332
للّه ربّ العالمين، أمسيت وأصبحت في حمي اللّه الذي لايستباح، وذمّته التي لاترام ولاتخفر، وفي عزّ اللّه الذي لايذلّ ولايقهر، وفي حزبه الذي لايغلب، وفي جنده الذي لايهزم، وحريمه الذي لايستباح، باللّه استجرت، وباللّه أصبحت، وباللّه استنجحت، وتعزّزت وتعوّذت وانتصرت وتقوّيت، وبعزّة اللّه قوّيت علي أعدائي، وبجلال اللّه وكبريائه ظهرت عليهم، وقهرتهم بحول اللّه وقوّته، واستعنت عليهم باللّه، وفوّضت أمري إلي اللّه، وحسبي اللّه ونعم الوكيل، وتراهم ينظرون إليك وهم لايبصرون، أتي أمر اللّه، فلجت حجّة اللّه، غلبت كلمته علي أعداء اللّه الفاسقين، وجنود إبليس أجمعين، لن يضرّوكم إلّا أذيً، وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لاينصرون، ضربت عليهم الذلّة، أينما ثقفوا أخذوا، وقتّلوا تقتيلاً، لايقاتلونكم جميعاً إلّا في قري محصّنة، أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً، وقلوبهم شتّي، ذلك بأنّهم قوم لايعقلون، تحصّنت منهم بالحصن المحفوظ، فما اسطاعوا أن يظهروه، وما استطاعوا له نقباً، آويت إلي ركن شديد، والتجأت إلي كهف رفيع، وتمسّكت بالحبل المتين، وتدرَّعت بدرع اللّه الحصينة، وتدرّقت بدَرَقَة أمير المؤمنين، وتعوّذت بعوذة سليمان بن داود، وتختّمت بخاتمه، فأنا حيثما سلكت آمن مطمئنٌّ، وعدوّي في الأهوال حيران قد حفّ بالمهانة، وألبس الذلَّ، وقمِّع بالصغار، ضربت علي نفسي سرادق الحياطة، ولبست درع الحفظ، وعلّقت عليّ هيكل الهيبة، وتتوَّجت بتاج الكرامة، وتقلّدت بسيف العزّ الذي لايفلُّ، وخفيت عن أعين الباغين الناظرين، وتواريت عن الظنون، وأمنت علي نفسي، وسلِمت من أعدائي بجلال اللّه، فهم لي خاضعون، وعنّي نافرون، كأنّهم حمرٌ مستنفرة، فرّت من قسورة، قصرت أيديهم عن بلوغي، وعميت أبصارهم عن رؤيتي، وخرست
ص:333
ألسنتهم عن ذكري، وذهلت عقولهم عن معرفتي، وتخوّفت قلوبهم، وارتعدت فرائصهم، ونفوسهم من مخافتي، يا اللّه! الذي لا إله إلا هو، يا هو! يا من لا إله إلا هو! افلل جنودهم! واكسر شوكتهم! ونكِّس رؤوسهم! وأعن أبصارهم فضلَّت أعناقهم جنودهم، واسر شوكتهم، ونكّس رؤوسهم، وأعم أبصارهم فظلّت أعناقهم لي خاضعين، وانهزم جيشهم وولّوا مدبرين، سيهزم الجمع ويولّون الدبر، بل الساعة موعدهم والساعة أدعي وأمرّ، وما أمر الساعة إلاّ كلمح البصر، علوت عليهم بعلوّ اللّه الذي كان يعلو به صاحب الحروب، منكّس الرايات، ومبيد الأقران، وتعوَّذت بأسماء اللّه الحسني، وكلماته العليا، وظهرت علي أعدائي ببأس شديد، وأمر رشيد، وأذللتهم وقمعت رؤسهم، وظلّت أعناقهم لي خاضعين، فخاب من ناواني، وهلك من عاداني، وأنا المؤيّد المنصور، والمظفّر المتوّج المحبور، وقد لزمت كلمه التقوي، واستمسكت بالعروة الوثقي، واعتصمت بحبل اللّه المتين فلن يضرّني كيد الكائدين، وحسد الحاسدين أبد الآبدين، ودهر الداهرين، فلن يراني أحدٌ، ولن يقدر عليّ أحدٌ، قل إنّما أنا أدعو ربّي، ولا أشرك به أحداً، أسألك يا متفضِّل أن تتفضّل عليّ بالأمن والإيمان علي نفسي وروحي بالسلامة من أعدائي، وأن تحول بيني وبين شرّهم بالملائكة الغلاظ الشداد، لايعصون اللّه ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وأيّدني بالجند الكثيفة، والأرواح العظيمة المطيعة، فيجيبونهم بالحجّة البالغة، ويقذفونهم بالحجر الدّامغ، ويضربونهم بالسيف القاطع، ويرمونهم بالشهاب الثقب، والحريق الملتهب، والشواظ المحرق، ويقذفون من كلّ جانب دحوراً، ولهم عذاب واصب، قذقتهم وزجرتهم بفضل بسم اللّه الرحمن الرحيم، بطه ويس، والذاريات والطواسين، وتنزيل القرآن العظيم،
ص:334
والحواميم وبكهيعص، وبكاف كفيت، وبهاء هديت، وبياء يسّر لي، وبعين علوت، وبصاد صدقت أنّه لا إله إلاّ هو، وبنون والقلم وما يسطرون، وبمواقع النجوم، وبالطور وكتاب مسطور، في رقّ منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور، إنّ عذاب ربّك لواقع، ما له من دافع، فولّوا مدبرين علي أعقابهم ناكصين، وفي ديارهم خائفين، فوقع الحقّ وبطل ما كانوا يعملون، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين، وألقي السحرة ساجدين، فوقاه اللّه سيِّئات ما مكروا، وحاق بآل فرعون سوء العذاب، ومكروا ومكر اللّه، واللّه خير الماكرين، الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً، وقالوا حسبنا اللّه ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل، لم يمسسهم سوء، واتّبعوا رضوان اللّه، واللّه ذو فضل عظيم، ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربّ أن يحضرون.
اللّهمّ! إنّي أعوذ بك من شرّ ما أخاف وأحذر، وأسألك من خير ما عندك، فسيكفيكهم اللّه وهو السميع العليم، لاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، جبرائيل عن يميني، وميكائيل عن شمالي، ومحمّد صلّي اللّه عليه وآله أمامي، واللّه عزّ وجلّ يظلّ عليّ، يمنعكم منّي، ويمنع الشيطان الرّجيم، يا من جعل بين البحرين حاجزاً، أحجز بيني وبين أعدائي، حتّي لايصلوا إليّ بسوء، سترت بيني وبينهم بستر اللّه الذي يستتر به من سطوات الفراعنة، ومن كان في ستر اللّه كان محفوظاً، حسبي الذي يكفي، وما لايكفي أحد سواه، وجعلنا من بين أيديهم سدّاً، ومن خلفهم سدّاً فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
اللّهمّ! اضرب علي سرادقات حفظك الذي لا يهتكه الرياح، ولاتخرقه الرماح، واكفني شرّ ما أخافه بروح قدسك، الذي من ألقيته عليه كان مستوراً
ص:335
عن عيون الناظرين، وكبيراً في صدور الخلائق أجمعين، ووَفِّق لي بأسمائك الحسني، وكلماتك العليا صلاحي في جميع ما أؤمّله من خير الدنيا والآخرة، واصرف عنّي أبصار الناظرين، واصرف عنّي شرّ قلوبهم، وشرّ ما يضمرون إلي خير ما لا يملكه غيرك.
اللّهمّ إنّك أنت مولاي وملاذي، فبك ألوذ وأنت معاذي، فبك أعوذ، يا من دان له رقاب الجبابرة، وخضعت له عماليق الفراعنة، أجرني اللّهمّ! من خزيك، وكشف سترك، ونسيان ذكرك، والإضراب عن شكرك، أنا في كنفك ليلي ونهاري، ونومي وقراري، وانتباهي وانتشاري، ذكرك شعاري وثناؤك دثاري.
اللّهمّ إنّ خوفي أمسي وأصبح مستجيراً بك، وبأمانك من خوفك وسوء عذابك، واضرب عليّ سرادقات حفظك، وارزقني حفظ عنايتك، برحمتك ياأرحم الراحمين، آمين، آمين، ربّ العالمين» (1)
7 - ابن أبي الجمهور الأحسائيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) لمّا سأله ابن أبي العوجاء فقال: إنّ المرأة ليس عليها جهاد، ولا عقل (2)، إنّما ذلك علي الرجل (3).
ص:336
8 - الحرّ العامليّ : [الشيخ الصدوق ] عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيّوب، عن الرضا ( عليه السلام ) (1) قال: كان فيما ناجي اللّه به موسي ( عليه السلام ) أنّه ما تقرّب إليّ
المتقرّبون بمثل البكاء من خشيتي، وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي، ولا تزيّن لي المتزيّنون بمثل الزهد في الدنيا عمّا يهمّ الغني عنه
فقال موسي: يا أكرم الأكرمين! فما أثبتهم علي ذلك؟
فقال: يا موسي! أمّا المتقرّبون لي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلي، لايشركهم فيه أحد.
وأمّا المتعبّدون لي بالورع عن محارمي، فإنّي أفتّش الناس عن أعمالهم، ولاأفتّشهم حياء منهم.
وأما المتزيّنون لي بالزهد في الدنيا فإنّي أبيحهم الجنّة بحذافيرها يتبوّؤون منها حيث يشاؤون (2).
9 - الحرّ العامليّ : عليّ بن موسي بن طاووس في (مهج الدعوات)،
ص:337
عن الرضا (1)، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اعترفوا بنعم اللّه ربّكم، وتوبوا إلي اللّه من جميع ذنوبكم، فإنّ اللّه يحبّ الشاكرين من عباده (2).
10 - الحرّ العامليّ : الحسن بن محمّد الطوسيّ في (مجالسه)، عن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن محمّد بن أحمد الصوّاف، عن إسحاق بن عبد اللّه بن سلمة، عن زيدان بن عبد الغفّار، عن حسين بن موسي بن جعفر، عن أخيه عليّ بن موسي بن جعفر، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أيّما رجل اصطنع إلي رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها، فأنا المكافي ء له عليها (3).
11 - الحرّ العامليّ : عن الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن أبان، عن ابن حكيم، عن أبي إبراهيم (أو ابنه ( عليهماالسلام ) ) أنّه قال في المطلّقة يطلّقها زوجها فتقول: أنا حبلي، فتمكث سنة فقال ( عليه السلام ) : إن جاءت به لأكثر من سنة لم تصدّق ولو ساعة واحدة في دعواها (4).
12 - الحرّ العامليّ : عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) عن المأكول من الطير والوحش؟
فقال ( عليه السلام ) : حرّم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كلّ ذي مخلب من الطير، وكلّ ذي ناب من الوحش.
ص:338
فقلت: إنّ الناس يقولون: من السبع.
فقال ( عليه السلام ) لي: يا سماعة! السبع كلّه حرام، وإن كان سبعاً لا ناب له، وإنّما قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هذا تفصيلاً - إلي أن قال: - وكلّ ما صفّ، وهو ذو مخلب فهو حرام.
محمّد بن الحسن باسناده عن الحسن بن محبوب، عن سماعة، عن الرضا ( عليه السلام ) مثله (1).
13 - العروسيّ الحويزيّ : عن أبي بصير، عن أبي الحسن الرضا (2)( عليه السلام ) قال: قال: يا أبا محمّد! إنّ اللّه أوحي إلي الجبال: أنّي مهرق
سفينة نوح علي جبل منكنّ في الطوفان، فتطاولت وشمخت، وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له: الجوديّ، فمرّت السفينة تدور في الطوفان علي الجبال كلّها أشرفت إلي الجوديّ فوقفت عليه.
فقال نوح: بارات قني، بارات قني.
قال: قلت: جعلت فداك، أيّ شي ء هذا الكلام؟
فقال: «اللّهمّ أصلح، اللّهمّ أصلح» (3).
ص:339
14 - العروسيّ الحويزيّ : عن سليمان بن عبد الملك (1) قال: كنت عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قاعداً، فأتي بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمني في جبينها، ويده اليسري من خلف ذلك ثمّ عصر وجهها عن اليمين، ثمّ قال: ( إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (2)، فرجع وجهها فقال: احذري أن تفعلين كما فعلت (3)
15 - العروسيّ الحويزيّ : في مصباح شيخ الطائفة في دعاء أُمّ داود المنقول عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : «اللّهمّ صلّ علي إسرافيل حامل عرشك، وصاحب الصور المنتظر لأمرك»(4).
16 - العلّامة المجلسيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) : أنّه شكي إليه رجل البواسير فقال: اكتب «يس» بالعسل واشربه (5).
17 - المحدّث النوريّ : الصدوق في الأمالي، ومعاني الأخبار، عن محمّد بن عمرو بن عليّ، عن محمّد بن عبد اللّه بن أحمد، عن عبد اللّه بن أحمد بن
ص:340
عامر، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، في خبر الشيخ الشاميّ، قال زيد بن صوحان لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أيّ الكلام أفضل عند اللّه؟
قال ( عليه السلام ) : كثرة ذكر اللّه، والتضرّع إليه، والدعاء (1)
18 - المحدّث النوريّ : الحسن الطبرسيّ في المكارم عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قصب السكّر يفتح السدد، ولا داء فيه، ولا غائلة (2)
19 - المحدّث النوريّ : وعن حذيفة بن منصور قال: مات أخ لي وترك ابنته، فأمرت إسماعيل بن جابر أن يسأل أبا الحسن عليّاً (3)
(صلوات اللّه عليه) عن ذلك فسأله؟
فقال ( عليه السلام ) : المال كلّه للابنة(4)
ص:341
20 - العلّامة المجلسيّ : جماعة، عن أبي المفضّل، عن عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلويّ، عن محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالّة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحقّ بها وأهلها (1).
21 - العلّامة المجلسيّ : روي الرضا ( عليه السلام ) بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) : أنّه كان في مجلسه والناس حوله، إذ وافي رجل من العرب، فسلّم عليه، وقال: لي علي رسول اللّه وعد، وقد سألت عن منجز وعده، فأُرشدت إليك، أهو حاصل لي؟
قال ( عليه السلام ) : ما هو؟
قال: مائة ناقة حمراء، قال لي: إن أنا قبضت فأت قاضي ديني، وخليفتي من بعدي، فإنّه يدفعها إليك، وماكذّبني، فإن يكن ما ادّعيتُه حقّاً فعجّل.
فقال عليّ ( عليه السلام ) لابنه الحسن: قم، يا حسن! فنهض إليه فقال له: اذهب فخذ قضيب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الفلانيّ، وصر إلي البقيع، فاقرع به الصخرة الفلانية ثلاث قرعات، وانظر ما يخرج منها، فادفعه إلي الرجل، وقل له: يكتم ما يري.
فصار الحسن ( عليه السلام ) إلي الموضع، والقضيب معه، ففعل ما أُمر به، فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها، فجذب مائة ناقة، ثمّ انضمّت الصخرة، فدفع النوق إلي الرجل، وأمره بكتمان ما يري.
فقال الأعرابيّ صدق رسول اللّه، وصدق أبوك (2).
ص:342
22 - العلّامة المجلسيّ : ابن المتوكّل، عن عليّ، عن أبيه، عن الصقر بن دلف قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد وقلت له: إنّي أقول بقول هشام بن الحكم.
فغضب ( عليه السلام ) ، ثمّ قال: مالكم ولقول هشام، إنّه ليس منّا من زعم أنّ اللّه عزّوجلّ جسم، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة(1).
23 - العلّامة المجلسيّ : بإسناد آخر عن الرضا ( عليه السلام ) : وأمّا الزهرة فكانت امرأة فتنت بها هاروت وماروت فمسخها اللّه عزّ وجلّ الزهرة (2).
24 - العلّامة المجلسيّ : من صحيفة الرضا ( عليه السلام ) عن ابن أبي رافع وغيره يرفعونه قال: ما من شي ء أنفع منه، وما من شي ء يبقي في الجوف من غدوة إلي الليل إلّا خبز الأرزّ (3).
25 - العلّامة المجلسيّ : بالإسناد إلي الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطّاب، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن الرضا ( عليه السلام ) ، وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: فيما ناجي اللّه موسي ( عليه السلام ) أن قال: إنّ لي عباداً أبيحهم جنّتي وأحكّمهم فيها.
قال موسي: من هؤلاء الذين تبيحهم جنّتك، وتحكّمهم فيها؟
ص:343
قال: من أدخل علي مؤمن سروراً (1).
26 - العلّامة المجلسيّ : حدّث الحسين بن سعيد المخزوميّ، عن الحسين بن أحمد البوشنجيّ، عن عبد اللّه بن عليّ السلاميّ قال: سمعت إسحاق بن محمّد الزنجانيّ يقول: سمعت الحسن بن عليّ العلويّ يقول: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: لنا أهل البيت عند نومنا عشر خصال: الطهارة، وتوسّد اليمين، وتسبيح اللّه ثلاثاً وثلاثين، وتحميده ثلاثاً وثلاثين، وتكبيره أربعاً وثلاثين، ونستقبل القبلة بوجهنا، ونقرء فاتحة الكتاب، وآية الكرسيّ، وشهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو، إلي آخر الآية، فمن فعل ذلك فقد أخذ بحظّه من ليلته (2).
27 - العلّامة المجلسيّ : عن أحمد بن محمّد، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال: لايضحّي بالليل (3)
28 - البحرانيّ : محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معّلي بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه قال: كان عبد اللّه بن هُلَيِّل يقول بعبد اللّه، فصار إلي العسكر(4) فرجع عن ذلك، فسألته عن سبب رجوعه؟
ص:344
فقال: إنّي عرضت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1) أن أسأله عن ذلك، فوافقني في طريق ضيّق، فمال نحوي حتّي إذا حاذاني، أقبل نحوي بشي ء من فيه، فوقع علي صدري، فأخذت فإذا هو رقّ فيه مكتوب: ما كان هنالك، ولا كذلك (2).
29 - البحرانيّ : محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يحيي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سلام المتعبّد، أنّه سمع أباعبد اللّه ( عليه السلام ) ، يقول لسدير: يا سدير! من حلف باللّه كاذباً كفر، ومن حلف باللّه صادقاً أثم، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ( وَلَاتَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِاَّيْمَنِكُمْ ) (3).
وروي هذا الحديث الشيخ المفيد في الاختصاص عن الرضا ( عليه السلام ) (4).
30 - الفيض الكاشانيّ : محمّد بن أحمد، عن أحمد، عن أبي الفضل، عن صفوان بن يحيي، عن جميل، عن عليّ بن يقطين، صفوان بن يحيي، عن عليّ بن يقطين قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الجمعة في السفر، ما أقرأ فيهما؟
قال ( عليه السلام ) : إقرأهما ب'( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (5) .
ص:345
ص:346
وفيه موضوعان
وفيه اثنان وثلاثون شخصاً
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حمدويه قال: حدّثنا الحسن بن موسي الخشّاب قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي محمود قال: دخلت علي أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي كتب إليه من أبيه، فجعل يقرأها، ويضع كتاباً كبيراً علي عينيه ويقول: خطّ أبي واللّه! ويبكي حتّي سالت دموعه علي خدّيه.
فقلت له: جعلت فداك، قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرّات: أسكنك اللّه الجنّة، أدخلك اللّه الجنّة.
قال: فقال ( عليه السلام ) : وأنا أقول أدخلك اللّه الجنّة.
فقلت: جعلت فداك، تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة؟
ص:347
قال: نعم، قال: فأخذت رجله فقبّلتها (1) .
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وك تب ( عليه السلام ) إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة بكذا، فبارك لك فيه، وفي جميع نعمة اللّه عليك...(2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : ... أحمد بن عمر الحلبيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بمني، فقلت له: جعلت فداك، كنّا أهل بيت غبطة وسرور ونعمة، وإنّ اللّه قد أذهب بذلك كلّه ...، فقال ( عليه السلام ) لي: يا أحمد! أيسرّك أنّك علي بعض ما عليه هؤلاء الجبّارون، ولك الدنيا مملوّة ذهباً؟
فقلت له: لا واللّه! يا ابن رسول اللّه! فضحك.
ثمّ قال: ترجع من هيهنا إلي خلف، فمن أحسن حالاً منك، وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهباً، ...(3)
ص:348
1 - ابن عنبة: قال الرضا بن موسي الكاظم ( عليهماالسلام ) : إدريس بن إدريس بن عبد اللّه من شجعان أهل البيت، واللّه! ما ترك فينا مثله (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن قولويه قال: حدّثنا سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن حمزة بن اليسع، عن زكريّا بن آدم قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) من أوّل الليل في حدثان موت أبي جرير، فسألني عنه، وترحّم عليه، ولم يزل يحدّثني وأُحدّثه، حتّي طلع الفجر، فقام ( عليه السلام ) فصلّي الفجر(2).
عليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وبرهة من
عصر موسي بن جعفر ( عليه السلام ) .
ويونس بن عبد الرحمن كذلك هو سلمان (1)في زمانه (2).
1 - الحضينيّ:...محمّد بن يزيد المدنيّ، قال: كنت مع مولاي عليّ الرضا صلوات اللّه عليه حاضراً لأمر حبابة، وقد دخلت إلي أمّهات الأولاد، فلم تلبث إلّا بمقدار ماعاينت جهازها، حتّي تشهدت وقبضت إلي اللّه، رحمها اللّه.
قال مولانا الرضا صلوات اللّه عليه: رحمك اللّه يا حبابة!...(3).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : لا تنسني من الدعاء.
قال: أو تعلم أنّي أنساك؟
ص:350
قال: فتفكّرت في نفسي وقلت: هو يدعو لشيعته وأنا من شيعته.
قلت: لا، لا تنساني.
قال: وكيف علمت ذلك؟
قلت: إنّي من شيعتك، وإنّك لتدعو لهم.
فقال: هل علمت بشي ء غير هذا؟
قال: قلت: لا.
قال: إذا أردت أن تعلم ما لك عندي، فانظر إلي ما لي عندك (1).
- الحسن بن محبوب
1 - العلّامة المجلسي : الحسن بن محبوب...دعا له الرضا ( عليه السلام ) وأثني عليه، فقال فيما كتبه: إنّ اللّه قد أيّدك بحكمة، وأنطقها علي لسانك، قد أحسنت وأصبت، أصاب اللّه بك الرشاد، ويسّرك للخير، ووفّقك لطاعته (2).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسن بن الحسين بن صالح الخثعميّ، قال: ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) حمزة بن بزيع، فترحّم عليه...(3).
ص:351
1 - الحميريّ :...الحسين بن يسار، قال: قرأت كتابه إلي داود بن كثير الرقّيّ - هو محبوس، وكتب إليه يسأله الدعاء - فكتب ( عليه السلام ) :
بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته...(1)
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: سمعت دعبل بن عليّ الخزاعيّ يقول: لمّا أنشدت مولاي الرضا ( عليه السلام ) قصيدتي التي أوّلها:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهيت إلي قولي:
خروج إمام لا محالة خارج
يقوم علي اسم اللّه والبركات
يميّز فينا كل حقّ وباطل
ويجزي علي النعماء والنقمات
بكي الرضا ( عليه السلام ) بكاء شديداً، ثمّ رفع رأسه إليّ فقال لي: يا خزاعيّ! نطق روح القدس علي لسانك بهذين البيتين...(2).
ص:352
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني محمّد بن عيسي بن عبيد، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن زرارة، هل كان يعرف حقّ أبيك ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم.
فقلت له: فلِمَ بعث ابنه عبيداً ليتعرّف الخبر، إلي من أوصي الصادق جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ زرارة كان يعرف أمر أبي ( عليه السلام ) ، ونصّ أبيه عليه، وإنّما بعث ابنه ليتعرّف من أبي ( عليه السلام ) ، هل يجوز له أن يرفع التقيّة في إظهار أمره ونصّ أبيه عليه؟
وأنّه لمّا أبطأ عنه ابنه طولب بإظهار قوله في أبي ( عليه السلام ) ، فلم يحبّ أن يقدّم علي ذلك دون أمره، فرفع المصحف وقال: اللّهمّ إنّ إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام )(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن المسيّب، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كلّ وقت، فممّن آخذ معالم ديني؟
ص:353
فقال ( عليه السلام ) : من زكريّا بن آدم القمّيّ، المأمون علي الدين والدنيا...(1).
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...زكريّا بن آدم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم؟
فقال ( عليه السلام ) : لاتفعل فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك...(2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن قال: حدّثني محمّد بن الوليد، عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر: أنّ سعيدة مولاة جعفر ( عليه السلام ) كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلّما سمعت من أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وأنّه كان عندها وصيّة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ جعفراً ( عليه السلام ) قال لها: أسأل اللّه الذي عرّفنيكِ في الدنيا، أن يزوّجنيكِ في الجنّة.
وأنّها كانت في قرب دار جعفر ( عليه السلام ) ، لم تكن تري في المسجد، إلّا مسلّمة علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، خارجة إلي مكّة، أو قادمة من مكّة.
وذكر: أنّه كان آخر قولها: قد رضينا الثواب، وأمنّا العقاب (3).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن قولويه قال: حدّثني سعد بن
ص:354
عبد اللّه، عن بعض أصحابنا قال: قال عبد اللّه بن جندب، لأبي الحسن ( عليه السلام ) : ألست عنّي راضياً؟
قال ( عليه السلام ) : إي واللّه! ورسول اللّه، واللّه عنك راض.
قال: ونظر أبو الحسن ( عليه السلام ) يوماً إليه وهو مولّ، فقال: هذا يقاس (1).
2 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه بن نصير قال: حدّثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، وكان سيّي ء الرأي في يونس قال: قيل لأبي الحسن ( عليه السلام ) وأنا أسمع: إنّ يونس مولي آل يقطين، يزعم أنّ مولّيكم، والمتمسّك بطاعتكم، عبد اللّه بن جندب يعبد اللّه علي سبعين حرفاً، ويقول: إنّه شاكّ.
قال: فسمعته يقول ( عليه السلام ) : هو واللّه! أولي بأن يعبد اللّه علي حرف، ماله ولعبد اللّه بن جندب؟! إنّ عبد اللّه بن جندب لمن المخبتين (2).
3 - الشيخ الطوسيّ :...عليّ بن حديد، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت: إنّ أصحابنا اختلفوا في الحرمين، فبعضهم يقصّر، وبعضهم يتمّ، وأنا ممّن يتمّ علي رواية قد رواها أصحابنا في التمام، وذكرت عبد اللّه بن جندب أنّه كان يتمّ؟ قال ( عليه السلام ) : رحم اللّه ابن جندب...(3)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني محمّد بن نصير،
ص:355
وجبريل بن أحمد قالا: حدّثنا محمّد بن عيسي قال: حدّثني يعقوب بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن الخراسانيّ ( عليه السلام ) يقول: أما إنّ عليّ بن يقطين مضي وصاحبه عنه راض، - يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) - (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...سليمان بن جعفر قال: قال لي عليّ بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، أشتهي أن أدخل علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُسلّم عليه...
قال: فاعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) علّة خفيفة، وقد عاده الناس، فلقيت عليّ بن عبيد اللّه فقلت: قد جاءك ما تريد، قد اعتلّ أبوالحسن ( عليه السلام ) علّة خفيفة، وقد عاده الناس، فإن أردت الدخول عليه فاليوم.
قال: فجاء إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) عائداً، فلقيه أبوالحسن ( عليه السلام ) بكلّ ما يحبّ من التكرمة والتعظيم...
ثمّ مرض عليّ بن عبيد اللّه، فعاده أبوالحسن ( عليه السلام ) وأنا معه، فجلس حتّي خرج من كان في البيت، فلمّا خرجنا أخبرتني مولاة لنا: أنّ أُمّ سلمة امرأة عليّ بن عبيد اللّه كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلمّا خرج، خرجت وانكبّت علي الموضع الذي كان أبوالحسن ( عليه السلام ) فيه جالساً تقبّله، وتتمسّح به.
قال سليمان: ثمّ دخلت علي عليّ بن عبيد اللّه، فأخبرني بما فعلت أُمّ سلمة،
ص:356
فخبّرت به أباالحسن ( عليه السلام ) فقال: يا سليمان! إنّ عليّ بن عبيد اللّه وامرأته وولده من أهل الجنّة...(1)
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...ثمّ قال: يا فتح! كدت أن تهلك، وما ضرّ عيسي ( عليه السلام ) أن هلك من هلك، إذا شئت رحمك اللّه... ثمّ قال: إذا شئت رحمك اللّه (2)
1 - الحميريّ : قال: وذكر عند الرضا ( عليه السلام ) القاسم بن محمّد خال أبيه، وسعيد بن المسيّب فقال: كانا علي هذا الأمر.
وقال: خطب أبي، إلي القاسم بن محمّد - يعني أبا جعفر ( عليه السلام ) - فقال القاسم لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّما كان ينبغي لك أن تذهب إلي أبيك حتّي يزوّجك (3).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...أمير بن عليّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كان
ص:357
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول: إنّ المحامدة تأبي أن يعصي اللّه عزّوجلّ.
قلت: ومن المحامدة؟
قال: محمّد بن جعفر، ومحمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، أمّا محمّد بن أبي حذيفة، هو ابن عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية (1)
1 - الشيخ المفيد :...يحيي بن حبيب الزيّات قال: أخبرني من كان عند أبي الحسن ( عليه السلام ) جالساً، فلمّا نهض القوم قال لهم أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : ألقوا أبا جعفر فسلّموا له، وأحدثوا به عهداً.
فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال: رحم اللّه المفضّل، إنّه كان ليقنع بدون هذا (2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال:
دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضي علي إمامته بالكوفة ...
ثمّ قال (الرضا ( عليه السلام ) ): ما فعل صاحبك؟
فقلت: من؟
ص:358
قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه، الطويل اللحية، الأقني الأنف؟ وقال: أما إنّي ما رأيته، ولادخل عليّ، ولكنّه آمن وصدّق، فاستوص به.
قال: فانصرفت من عنده إلي رحلي، فإذا مقاتل راقد، فحرّكته ثمّ قلت: لك بشارة عندي، لا أُخبرك بها حتّي تحمد اللّه مائة مرّة.
ففعل، ثمّ أخبرته...(1).
1 - الشيخ الصدوق :...موسي بن عمر بن بزيع قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) ، أُعلمه ذلك، وأسأله أن يدعو اللّه تعالي أن يجعل ما في بطونهما ذكرين، وأن يهب لي ذلك.
قال: فوقّع ( عليه السلام ) : أفعل إن شاء اللّه تعالي، ثمّ ابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب مفرد نسخته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرةبرحمته...(2).
- مهلب الدلّال:
1 - الشيخ الطوسيّ :...المهلب الدلّال، أنّه كتب إلي أب ي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ امرأة كانت معي في الدار، فما تقول؟
ص:359
فكتب ( عليه السلام ) :...استر علي نفسك واكتم، رحمك اللّه (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني حمدويه بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عيسي العبيديّ قال: حدّثني جعفر بن عيسي قال: قال موسي بن المرقيّ لأبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : جعلت فداك، روي عنك المشرقيّ، وأبو الأسد أنّهما سألاك عن هشام بن الحكم؟
فقلت: ضالّ مضلّ، شرك في دم أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فما تقول يا سيّدي! نتولّاه؟
قال: نعم.
فأعاد عليه: نتولاّه، علي جهة الاستقطاع؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، تولّوه، نعم، تولّوه، إذا قلت لك فاعمل به، ولا تريد أن تغالب به، اخرج الآن فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم.
فقال المشرقيّ لنا بين يديه، وهو يسمع: ألم أخبركم أنّ هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرّة؟(2).
2 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثنا حمدويه، وإبراهيم، ابنا نصير قالا: حدّثنا محمّد بن عيسي قال: حدّثني رجل (3). عن عمر بن عبد العزيز بن
أبي بشّار، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن هشام بن الحكم؟
ص:360
قال: فقال ( عليه السلام ) لي: رحمه اللّه، كان عبداً ناصحاً، أُوذي من قبل أصحابه حسداً منهم له (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد القتيبيّ، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال: حدّثني محمّد بن الحسن الواسطيّ، وجعفر بن عيسي، ومحمّد بن يونس: أنّ الرضا ( عليه السلام ) ضمن ليونس الجنّة، ثلاث مرّات (2)
2 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود، قال: حدّثني محمّد بن نصير، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، قال: أخبرني يونس: أنّ أبا الحسن ( عليه السلام ) ضمن لي الجنّة من النار (3).
3 - أبو عمرو الكشّيّ : قال محمّد بن يحيي الفارسيّ: حدّثني عبد اللّه بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عيسي الأُمويّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: انظروا إلي ما ختم اللّه ليونس، قبضه بالمدينة، مجاور رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (4).
4 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني آدم بن محمّد، قال: حدّثني عليّ بن حسن (5) الدقّاق النيسابوريّ، قال: حدّثني محمّد بن موسي السمّان، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسي، قال: كنّا عند
ص:361
أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذا استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومي أبو الحسن ( عليه السلام ) إلي يونس: ادخل البيت، - فإذا بيت مسبل عليه ستر - وإيّاك أن تتحرّك حتّي تؤذن لك.
فدخل البصريّون، وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن ( عليه السلام ) مطرق، حتّي لمّا أكثروا وقاموا، فودّعوا وخرجوا، فأذن ليونس بالخروج، فخرج باكياً فقال: جعلني اللّه فداك، إنّي أُحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي؟
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا يونس! وما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضياً، يا يونس! حدّث الناس بما يعرفون، واتركهم ممّا لا يعرفون، كأنّك تريد أن تكذّب علي اللّه في عرشه.
يا يونس! وما عليك أن لو كان في يدك اليمني دُرّة، ثمّ قال الناس بعرة، أوبعرة، فقال الناس دُرّة، هل ينفعك ذلك شيئاً؟
فقلت: لا.
فقال ( عليه السلام ) : هكذا أنت يا يونس! إذ كنت علي الصواب، وكان إمامك عنك راضياً، لم يضرّك ماقال الناس (1)
5 - أبو عمرو الكشّيّ :...الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...ويونس بن عبد الرحمن كذلك هو (2) سلمان في زمانه (3).
6 - أبو عمرو الكشّيّ :...عبد العزيز بن المهتديّ...قال: سألت الرضا ( عليه السلام )
ص:362
فقلت: إنّي لاألقاك في كلّ وقت، فعمّن آخذ معالم ديني؟
قال ( عليه السلام ) : خذ، من يونس بن عبد الرحمن (1)
7 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي، وحدّث الحسن بن عليّ بن يقطين بذلك أيضاً قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك...أفيونس بن عبد الرحمن ثقة، آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم(2)
8 - أبو عمرو الكشّيّ:...عبد العزيز بن المهتديّ، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّ شقّتي بعيدة، فلست أصل إليك في كلّ وقت، فآخذ معالم ديني من يونس مولي ابن يقطين؟
قال: نعم(3)
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة، فبعث إليه أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بحنوطه وكفنه، وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجدّه، أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولي لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، كان يسكن العراق، وقال لهم: احفروا له في البقيع، فإن قال لكم أهل
ص:363
المدينة: إنّه عراقيّ، ولاندفنه في البقيع فقولوا لهم: هذا مولي لأبي عبداللّه ( عليه السلام ) ، وكان يسكن العراق، فإن منعتمونا أن ندفنه في البقيع، منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع
ووجّه أبوالحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) إلي زميله محمّد بن الحباب، وكان رجلاً من أهل الكوفة: صلّ عليه أنت.
عليّ بن الحسن، قال: حدّثني محمّد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك فقال لي: من هذا الرجل، صاحب القبر؟ فإنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) أوصاني به، وأمرني أن أرشّ قبره أربعين شهراً، أو أربعين يوماً في كلّ يوم، - قال أبوالحسن: الشكّ منّي - (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي قال: قال ياسر الخادم: أنّ أباالحسن الثاني ( عليه السلام ) ، أصبح في بعض الأيّام قال: فقال لي: رأيت البارحة مولي لعليّ بن يقطين، وبين عينيه غرّة بيضاء، فتأوّلت ذلك علي الدين (2).
1 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاصّ بأهله، فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس، فقال
ص:364
الرضا ( عليه السلام ) :...يا أهل الكوفة! لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنّكم لممّن امتحن اللّه قلبه للإيمان، مستقلّون مقهورون ممتحنون، يصبّ عليكم البلاء صبّاً، ثمّ يكشفه كاشف الكرب العظيم، واللّه! لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته، لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات، ولولا أنّي أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم، وما أعطي اللّه فيه من عرفه ما لا يحصي بعدد... (1).
1 - العلّامة المجلسيّ : روي مرفوعاً إلي محمّد بن يعقوب الكلينيّ، بإسناده إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: إذا عمّت البلدان الفتن فعليكم بقمّ وحواليها، ونواحيها، فإنّ البلاء مرفوع عنها (2).
2 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت الهرويّ قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه قوم من أهل قمّ فسلّموا عليه، فردّ عليهم وقرّبهم، ثمّ قال لهم الرضا ( عليه السلام ) : مرحباً بكم وأهلاً، فأنتم شيعتنا حقّاً...(3)
3 - العلّامة المجلسيّ :...واسط بن سليمان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ للجنّة ثمانية أبواب، ولأهل قمّ واحد منها، فطوبي لهم، ثمّ طوبي لهم، ثمّ طوبي لهم (4).
ص:365
1 - العلّامة المجلسيّ : عن أحمد بن خزرج بن سعد، عن أخيه موسي بن خزرج قال: قال لي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أتعرف موضعاً يقال له: «وراردهار»؟
قلت: نعم، ولي فيه ضيعتان.
فقال ( عليه السلام ) : ألزمه وتمسّك به، ثمّ قال ثلاث مرّات: نعم الموضع «وراردهار»(1)
وفيه خمسة وعشرون شخصاً
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن داود النهديّ، عن بعض أصحابنا قال: دخل ابن أبي سعيد المكاريّ علي (2)
أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال له: أبلغ اللّه من قدرك أن تدّعي ما ادّعي أبوك؟
فقال ( عليه السلام ) له: مالك، أطفأ اللّه نورك، وأدخل الفقر بيتك! أما علمت أنّ اللّه تبارك وتعالي أوحي إلي عمران: أنّي واهب لك ذكراً، فوهب له مريم، ووهب لمريم عيسي ( عليه السلام ) ، فعيسي من مريم، ومريم من عيسي، ومريم وعيسي شي ء واحد، وأنا من أبي، وأبي منّي، وأنا وأبي شي ء واحد.
ص:366
فقال له ابن أبي سعيد: وأسألك عن مسألة؟
فقال ( عليه السلام ) : لا أُخالك تقبل منّي، ولست من غُنمي، ولكن هلمّها.
فقال: رجل قال عند موته: كلّ مملوك لي قديم، فهو حرّ لوجه اللّه.
قال: نعم، إنّ اللّه عزّ ذكره يقول في كتابه: ( حَتَّي عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (1)، فماكان من مماليكه أتي عليه ستّة أشهر فهو قديم وهو حرّ. قال: خرج من عنده، وافتقر حتّي مات ولم يكن عنده مبيت ليلة، لعنه اللّه (2).
ص:367
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك، إنّي خلّفت...ابن أبي سعيد...أشدّ أهل الدنيا عداوة للّه تعالي.
قال: فقال ( عليه السلام ) : ماضرّك من ضلّ إذا اهتديت، إنّهم كذّبوا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكذّبوا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً، وكذّبوا جعفراً وموسي، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة...(1)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه...قال: ثمّ ذكر ابن السرّاج فقال: إنّه قد أقرّ بموت أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وذلك أنّه أوصي عند موته فقال: كلّ ماخلّفت من شي ء حتّي قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن ( عليه السلام ) ، ولم يقل هو لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وهذا إقرار، ولكن أيّ شي ء ينفعه من ذلك، وممّا قال؟ ثمّ أمسك (2).
ص:368
1 - أبو عمرو الكشّيّ : أبو صالح خلف بن حمّاد قال: حدّثني أبوسعيد سهل بن زياد الآدميّ، عن عليّ بن بن أسباط، عن الحسين بن الحسن قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي تركت ابن قياما من أعدي خلق اللّه لك! قال: ذلك شرّ له قلت: ما أعجب ما أسمع منك جعلت فداك!
قال: أعجب من ذلك إبليس، كان في جوار اللّه عزّ وجلّ في القرب منه، فأمره فأبي وتعزّز، فكان من الكافرين، فأملي (1) اللّه له، واللّه! ما عذّب اللّه بشي ء أشدّ من الإملاء، واللّه! ياحسين! ما عذّبهم اللّه بشي ء أشدّ من الإملاء (2).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك، إنّي خلّفت...ابن مهران...أشدّ أهل الدنيا عداوة للّه تعالي.
قال: فقال ( عليه السلام ) : ماضرّك من ضلّ إذا اهتديت، إنّهم كذّبوا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكذّبوا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً، وكذّبوا جعفراً وموسي، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة...(3).
ص:369
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن الوليد البجليّ قال: حدّثنا العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال العبّاس: سمعت رجلاً يخبر أنّ أباالبختريّ كان يحدّث: أنّ النار تستأمر في قرشيّ سبع مرّات.
قال: فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : قد قال اللّه عزّ وجلّ: ( عَلَيْهَا مَلَل-ِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّايَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )(1).
قال العبّاس: وذكر رجل لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ أبا البختريّ، وحديثه عن جعفر، وكان الرجل يكذّبه.
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد كذب علي اللّه وملائكته ورسله.
ثمّ ذكر أبو الحسن، عن أبيه ( عليهماالسلام ) : أنّه خرج مع أبي عبد اللّه جعفر جدّه ( عليه السلام ) إلي نخله، حتّي إذا كان ببعض الطريق، لقيته أمّ أبي البختريّ، فوقف وعدل وجه دابّته، فأرسلت إليه بالسلام، فردّ عليها السلام، فلمّا انصرف أبوه وجدّه إلي المدينة، أتي قوم جعفراً، فذكروا له خطبته أُمّ أبي البختريّ، فقال لهم: لم أفعل (2).
1 - العيّاشيّ : عن ياسر الخادم، عن ال رضا ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) :...ولعن اللّه أبا حنيفة...(3).
ص:370
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...معمّر بن خلّاد قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) : إنّ أبا الخطّاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لايصلّون المغرب حتّي يغيب الشفق ولم يكن ذلك...(1).
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: آذاني محمّد بن الفرات، آذاه اللّه، وأذاقه اللّه حرّ الحديد، آذاني لعنه اللّه أذيً ماآذي أبو الخطّاب لعنه اللّه، جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) بمثله...(2).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس بن عبد الرحمن في حديث قال: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ووجدت أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وقال لي: إنّ أبا الخطّاب كذب علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، لعن اللّه أبا الخطّاب! وكذلك أصحاب أبي الخطّاب يدسّون هذه الأحاديث إلي يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ...(3)
ص:371
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كتب أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي يحيي بن أبي عمران، وأصحابه قال: وقرأ يحيي بن أبي عمران الكتاب فإذا فيه: عافانا اللّه وإيّاكم! انظروا أحمد بن سابق لعنه اللّه، الأعثم الأشجّ، واحذروه...(1)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : سعد قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي يحيي سهل بن زياد الواسطيّ، ومحمّد بن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر، وأبي يحيي الواسطيّ، قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : كان بيان يكذب علي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
وكان المغيرة بن سعيد يكذب علي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
وكان محمّد بن بشير يكذب علي أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
وكان أبو الخطّاب يكذب علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، فأذاقه اللّه حرّ الحديد.
والذي يكذب عليّ، محمّد بن فرات (2)
ص:372
1 - الشيخ الطوسيّ :...إبراهيم بن يحيي بن أبي البلاد قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : ما فعل الشقيّ حمزة بن بزيع؟
قلت: هو ذا، هو قد قدم.
فقال ( عليه السلام ) : يزعم أنّ أبي حيّ، هم اليوم شكّاك، ولا يموتون غداً إلّا علي الزندقة...(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسن بن قياما الصيرفيّ، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت:...أنّ أبا عبد اللّه ( عليه السلام ) قال: إنّ ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء، يُحسَد كما حُسِد يوسف ( عليه السلام ) ، ويغيب كما غاب يونس ( عليه السلام ) ، وذكر ثلاثة أُخر؟
قال: كذب زرعة، ليس هكذا حديث سماعة... (2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي طالب، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ العبّاسيّ زنديق، وكان أبوه زنديقاً (3)
ص:373
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن الريّان، عن يونس قال: سألت الخراسانيّ ( عليه السلام ) وقلت: إنّ العبّاسيّ ذكر أنّك ترخّص في الغناء؟
فقال ( عليه السلام ) : كذب الزنديق! ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: إنّ رجلاً أتي أبا جعفر ( عليه السلام ) فسأله عن الغناء؟
فقال ( عليه السلام ) : يا فلان! إذا ميّز اللّه بين الحقّ والباطل فأنّي يكون الغناء!
فقال: مع الباطل.
فقال ( عليه السلام ) : قد حكمت (1)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقال: إنّه خالي. فقال: إنّه يقول في اللّه قولاً عظيماً، يصف اللّه ولا يوصف، فإمّا جلست معه وتركتنا، وإمّا جلست معنا وتركته؟...(2).
ص:374
1 - أبو عمرو الكشّيّ : ذكر نصر بن الصبّاح: إنّ عثمان بن عيسي كان واقفيّاً، وكان وكيل أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، وفي يده مال، فسسخط عليه الرضا ( عليه السلام ) .
قال: ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال، وكان شيخاً عُمّر ستّين سنة، وكان يروي عن أبي حمزة الثماليّ، ولا يتّهمون عثمان بن عيسي (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: مات عليّ بن أبي حمزة؟ قلت: نعم.
قال ( عليه السلام ) : قد دخل النار. قال: ففزعت من ذلك.
قال ( عليه السلام ) : أما إنّه سئل عن الإمام بعد موسي أبي ( عليه السلام ) فقال: لاأعرف إماماً بعده، فقيل: لا؟ فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره ناراً (2).
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن الحسن، قال: عليّ بن أبي حمزة كذّاب متّهم.
قال: روي أصحابنا: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قال بعد موته: أقعد عليّ بن أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمّة، فأخبر بأسمائهم حتّي انتهي إليّ، فسئل فوقف، فضرب علي
ص:375
رأسه ضربة امتلأ قبره ناراً (1).
3 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك، إنّي خلّفت ابن أبي حمزة...أشدّ أهل الدنيا عداوة للّه تعالي.
قال: فقال ( عليه السلام ) : ماضرّك من ضلّ إذا اهتديت، إنّهم كذّبوا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكذّبوا أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وكذّبوا فلاناً وفلاناً، وكذّبوا جعفراً وموسي، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة...وسمعته يقول في ابن أبي حمزة: أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي يروي أنّ رأس المهدي يُهدي إلي عيسي بن موسي، وهو صاحب السفيانيّ؟
وقال: إنّ أباالحسن ( عليه السلام ) يعود إلي ثمانية أشهر (2)
4 - الشيخ الطوسيّ : روي أحمد بن محمّد بن عيسي، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول في ابن أبي حمزة: أليس هو الذي يروي: أنّ رأس المهديّ (3). يُهدي إلي عيسي بن موسي، وهو صاحب السفيانيّ.
وقال: إنّ أبا إبراهيم ( عليه السلام ) يعود إلي ثمانية أشهر، فما استبان لهم كذبه (4)
5 - الشيخ الطوسيّ : روي محمّد بن أحمد بن يحيي، عن بعض
ص:376
أصحابنا، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن سنان قال: ذكر عليّ بن أبي حمزة عند الرضا ( عليه السلام ) فلعنه، ثمّ قال: إنّ عليّ بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد اللّه في سمائه وأرضه، فأبي اللّه إلّا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك.
قلت: المشرك؟!
قال: نعم، واللّه! وإن رغم أنفه، كذلك [و] هو في كتاب اللّه: ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ ) (1).
وقد جرت فيه وفي أمثاله، إنّه أراد أن يطفي ء نور اللّه (2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني الحسين بن الحسن القمّيّ قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني العبيديّ، عن يونس قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا يونس! أما تري إلي محمّد بن الفرات، وما يكذب عليَّ؟
فقلت: أبعده اللّه، وأسحقه وأشقاه.
فقال ( عليه السلام ) : قد فعل اللّه ذلك به، أذاقه اللّه حرّ الحديد، كما أذاق من كان قبله ممّن كذّب علينا، يا يونس! إنّما قلت ذلك لتحذّر عنه أصحابي، وتأمرهم بلعنه، والبراءة منه، فإنّ اللّه بري ء منه (3)
2 - أبو عمرو الكشّيّ : قال سعد: وحدّثني ابن العبيديّ قال: حدّثني
ص:377
أخي جعفر بن عيسي، وعليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: آذاني محمّد بن الفرات، آذاه اللّه، وأذاقه اللّه حرّ الحديد، آذاني لعنه اللّه أذيً ما آذي أبو الخطّاب لعنه اللّه، جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) بمثله، وما كذب علينا خطّابيّ مثل ما كذب محمّد بن الفرات، واللّه! ما من أحد يكذب علينا إلّا ويذيقه اللّه حرّ الحديد.
قال محمّد بن عيسي: فأخبراني وغيرهما أنّه ما لبث محمّد بن فرات إلّا قليلاً، حتّي قتله إبراهيم بن شكلة أخبث قتلة.
وكان محمّد بن فرات يدّعي أنّه باب، وأنّه نبيّ، وكان القاسم اليقطينيّ، وعليّ بن حسكة القمّيّ كذلك يدّعيان، لعنهما اللّه (1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن قولويه، قال: حدّثني سعدبن عبد اللّه، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي يحيي زكريّا بن يحيي الواسطيّ.
حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسي، وأبي يحيي الواسطيّ، قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : كان المغيرة بن سعيد يكذب علي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فأذاقه اللّه حرّ الحديد (2)
ص:378
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس بن بهمن، قال: قال لي يونس: اكتب إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فاسأله عن آدم ( عليه السلام ) ، هل فيه من جوهريّة اللّه شي ء؟
قال: فكتب إليه، فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل علي غير السنّة...(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن قولويه القمّيّ، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن يونس، قال: سمعت رجلاً من الطيّارة يحدّث أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن يونس بن ظبيان، أنّه قال: كنت في بعض اللياليّ وأنا في الطواف، فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس! إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا فاعبدني، وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فأذاج (2).
فغضب أبوالحسن ( عليه السلام ) غضباً لم يملك نفسه، ثمّ قال للرجل: اخرج عنّي، لعنك اللّه! ولعن من حدّثك! ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة! يتبعها ألف لعنة، كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنّم، أشهد ماناداه إلّا شيطان.
أما إنّ يونس مع أبي الخطّاب في أشدّ العذاب مقرونان، و أصحابهما إلي ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشدّ العذاب، سمعت ذلك من أبي ( عليه السلام ) .
ص:379
قال يونس: فقام الرجل من عنده، فما بلغ الباب إلّا عشر خُطاً، حتّي صُرع مغشيّاً عليه، وقد قاء رجيعه، وحمل ميّتاً.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أتاه ملك بيده عمود، فضرب علي هامّته ضربة، قلّب فيها مثانته حتّي قاء رجيعه، وعجّل اللّه بروحه إلي الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدّثه بيونس بن ظبيان، ورأي الشيطان الذي كان يترائي له.
(4).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : آدم بن محمّد، قال: حدّثني عليّ بن محمّد القمّيّ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، قال: كنت عند
ص:380
أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) إذ ورد عليه كتاب يقرؤه، فقرأه ثمّ ضرب به الأرض فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية (1)، هذا كتاب زنديق
لغير رشده، فنظرت إليه، فإذا كتاب يونس (2).
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عيسي القمّيّ قال: توجّهت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فاستقبلني يونس مولي ابن يقطين قال: فقال لي:...قل له: خلقت الجنّة بعد، فإنّي أزعم أنّها لم تُخلق...فقال ( عليه السلام ) : كذب، فأين جنّة آدم ( عليه السلام ) (3)
3 - أبو عمرو الكشّيّ :...ابن سنان، قال:
قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ يونس يقول: إنّ الجنّة والنار لم يخلقا.
قال: فقال: ماله لعنه اللّه، فأين جنّة آدم (4)
4 - أبو عمرو الكشّيّ :...الحسن بن عليّ بن يقطين، وكان سيّي ء الرأي في يونس قال: قيل لأبي الحسن ( عليه السلام ) وأنا أسمع: إنّ يونس مولي آل يقطين، يزعم أنّ مولّيكم، والمتمسّك بطاعتكم، عبد اللّه بن جندب يعبد اللّه علي سبعين حرفاً، ويقول: إنّه شاكّ.
قال: فسمعته يقول: هو واللّه! أولي بأن يعبد اللّه علي حرف، ماله ولعبد اللّه بن جندب؟! ...(5).
ص:381
1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن العبّاس بن معروف، عن أبي محمّد الحجّال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ذكر الرضا ( عليه السلام ) العبّاسيّ فقال: هو من غلمان أبي الحارث - يعني يونس بن عبد الرحمن -، وأبو الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصانيّ، وأبو شاكر زنديق (1)
1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنّه قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي ينزل كلّ ليلة جمعة إلي السماء الدنيا؟
فقال ( عليه السلام ) : لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه، واللّه! ما قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كذلك...(2)
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إنّ الناس يروون: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه عزّوجلّ خلق آدم ( عليه السلام ) علي صورته!
فقال ( عليه السلام ) : قاتلهم اللّه! لقد حذفوا أوّل الحديث...(3).
ص:382
1 - أبو عمرو الكشّيّ:...محمّد بن عاصم، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يا محمّد بن عاصم! بلغني أنّك تجالس الواقفة!
فقلت: نعم، جعلت فداك، أُجالسهم وأنا مخالف لهم.
قال ( عليه السلام ) : لاتجالسهم...(1)
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن أبي عمير، عن رجل من أصحابنا، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، قوم قد وقفوا علي أبيك، يزعمون أنّه لم يمت!
قال: قال ( عليه السلام ) : كذبوا، وهم كفّار بما أنزل اللّه عزّ وجلّ علي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...(2).
3 - أبو عمرو الكشّيّ :، قال: حدّثني عدّة من أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: سمعناه يقول ( عليه السلام ) : يعيشون شكّاكاً، ويموتون زنادقة...(3).
4 - أبو عمرو الكشّيّ :...عمر بن فرات، قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الواقفة؟
ص:383
قال ( عليه السلام ) : يعيشون حياري، ويموتون زنادقة...(1)
5 - أبو عمرو الكشّيّ :...إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: ذكرت الممطورة (2) وشكّهم؟
فقال ( عليه السلام ) : يعيشون ما عاشوا علي شكّ، ثمّ يموتون زنادقة (3).
6 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي ( عليه السلام ) ؟
فقال: لعنهم اللّه، ما أشدّ كذبهم!...(4).
7 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن الحسن البراثيّ، قال: حدّثنا أبوعليّ الفارسيّ، قال: حدّثني ميمون النخّاس، عن محمّد بن الفضيل.
قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي ( عليه السلام ) ؟
فقال: لعنهم اللّه ما أشدّ كذبهم! أما أنّهم يزعمون أنّي عقيم، وينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي (5).
8 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس بن يعقوب، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أُعطي هؤلاء الذين يزعمون أنّ أباك حيّ من الزكاة شيئاً؟
ص:384
قال ( عليه السلام ) : لا تعطهم، فإنّهم كفّار مشركون زنادقة (1)
9 - أبو عمرو الكشّيّ :...بكر بن صالح قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: مايقول الناس في هذه الآية؟ قلت: جعلت فداك، وأيّ آية؟
قال: قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ) . قلت: اختلفوا فيها.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ولكنّي أقول نزلت في الواقفة إنّهم قالوا: لاإمام بعد موسي ( عليه السلام ) ، فردّ اللّه عليهم، ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) ، واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنّما عني بقولهم: لاإمام بعد موسي ( عليه السلام )(2).
10 - أبو عمرو الكشّيّ :...يحيي بن المبارك قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) بمسائل فأجابني، وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول اللّه عزّوجلّ: ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَآ إِلَي هَؤُلَآءِ وَلَآ إِلَي هَؤُلَآءِ) فق ال ( عليه السلام ) : نزلت في الواقفة، ووجدت الجواب كلّه بخطّه: ليس هم من المؤمنين، ولا من المسلمين، هم ممّن كذّب بآيات اللّه...(3)
11 - أبو عمرو الكشّيّ :...عثمان بن عيسي الكلابيّ...إنّ محمّد بن بشير لمّا مات أوصي إلي ابنه سميع بن محمّد، فهو الإمام، ومن أوصي إليه سميع فهو إمام مفترض الطاعة علي الأُمّة إلي وقت خروج موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وظهوره، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم، وغير ذلك ممّا يتقرّبون به إلي اللّه تعالي، فالفرض
ص:385
عليهم (1) أداؤه إلي أوصياء محمّد بن بشير إلي
قيام القائم.
وزعموا أنّ عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وكلّ من ادّعي الإمامة من ولده وولد موسي ( عليه السلام ) فمبطلون كاذبون غير طيّبي الولادة،...(2) .
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
12 - العيّاشيّ : عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ذكرت رحمك اللّه! هؤلاء القوم الذين وصفت: أنّهم كانوا بالأمس لكم إخواناً، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم، والبراءة منكم، والذين تأفكوا به من حياة أبي صلوات اللّه عليه ورحمته
وذكر في آخر الكتاب: إنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة، ولبّس عليهم أمر دينهم، وذلك لمّا ظهرت فريتهم، واتفقت كلمتهم، وكذّبوا علي عالمهم، وأرادوا الهدي من تلقاء أنفسهم فقالوا: لِمَ؟ ومتي؟ وكيف؟ فأتاهم الهلك من مأمن إحتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربّك بظلّام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه ومستنبطه...(3)
13 - الشيخ الصدوق :...جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت الرضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة أربق فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت فداك، إنّ أُناساً يزعمون أنّ أباك حيّ.
ص:386
فقال: كذبوا! لعنهم اللّه...(1)
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهليّة.
فقلت له: كلّ من مات وليس له إمام مات ميتة جاهليّة؟
قال: نعم، والواقف كافر، والناصب مشرك (2).
1 - العيّاشيّ : عن ياسر الخادم، عن الرضا ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) : لعن اللّه المرجئة...(3)
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : من قال بالتناسخ فهو كافر، ثمّ قال ( عليه السلام ) : لعن اللّه
ص:387
الغلاة إلّا كانوا يهوداً، إلّا كانوا مجوساً، إلّا كانوا نصاري، إلّا كانوا قدريّة، إلّا كانوا مرجئة، إلّا كانوا حروريّة.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : لاتقاعدوهم، ولاتصادقوهم، وابرؤوا منهم، بري ء اللّه منهم (1)
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ الناس ينسبوننا إلي القول بالتشبيه والجبر، لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمّ ( عليهم السلام ) : .
فقال ( عليه السلام ) :...ياابن خالد! إنّما وضع الأخبار عنّا في التشبيه والجبر الغلاة، الذين صغّروا عظمة اللّه تعالي، فمن أحبّهم فقد أبغضنا، ومن أبغضهم فقد أحبّنا، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا، ومن جفاهم فقد برّنا، ومن برّهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا، ومن أهانهم فقد أكرمنا، ومن قبلهم فقد ردّنا، ومن ردّهم فقد قبلنا، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا، ومن صدّقهم فقد كذّبنا، ومن كذّبهم فقد صدّقنا، ومن أعطاهم فقد حرمنا، ومن حرمهم فقد أعطانا.
ياابن خالد! من كان من شيعتنا فلايتّخذنّ منهم وليّاً ولانصيراً (2)
1 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر:...وجميع الأئمّة الأحد عشر بعد
ص:388
النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين ( عليهماالسلام ) ، والباقون قتلوا بالسمّ، قتل كلّ واحد منهم طاغية زمانه، وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحّة، لاكما تقوله الغلاة والمفوّضة لعنهم اللّه، فإنّهم يقولون: إنّهم لم يقتلوا علي الحقيقة، وأنّه شبّه للناس أمرهم، فكذبوا عليهم غضب اللّه...
ويقولون المتجاوزون للحدّ في أمر الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّه إن جاز أن يشبّه أمر عيسي ( عليه السلام ) للناس، فلم لايجوز أن يشبّه أمرهم أيضاً؟
والذي يجب أن يقال لهم: إنّ عيسي هو مولود من غير أب، فلم لايجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنّهم لايجترؤن علي إظهار مذهبهم لعنهم اللّه في ذلك...(1)
2 - الشيخ الصدوق :...أبي هاشم الجعفريّ قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الغلاة والمفوّضة؟
فقال ( عليه السلام ) : الغلاة كفّار، والمفوّضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم، أوآكلهم أو شاربهم، أو واصلهم أو زوّجهم، أو تزوّج منهم، أو آمنهم أو ائتمنهم علي أمانة، أو صدّق حديثهم، أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية اللّه عزّوجلّ...(2)
1 - الشيخ الصدوق :...بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بمرو فقلت له: ياابن رسول اللّه! روي لنا عن الصادق
ص:389
جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) قال: إنّه لاجبر ولاتفويض، بل أمر بين أمرين، فما معناه؟
قال ( عليه السلام ) : من زعم أنّ اللّه يفعل أفعالنا، ثمّ يعذّبنا عليها، فقد قال بالجبر. ومن زعم أنّ اللّه عزّ وجلّ فوّض أمر الخلق والرزق إلي حججه ( عليهم السلام ) : ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك...(1)
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: ياابن رسول اللّه! إنّ الناس ينسبوننا إلي القول بالتشبيه والجبر، لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمّ ( عليهم السلام ) : .
فقال ( عليه السلام ) :...من قال بالتشبيه والجبر، فهو كافر مشرك، ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة...(2).
ص:390
وفيه خمسة موضوعات
1 - النجاشيّ : يونس بن يعقوب بن قيس أبو عليّ الجلّاب البجليّ الدهنيّ، كان يتوكّل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، ومات بالمدينة في أيّام الرضا ( عليه السلام ) ، فتولّي أمره، وكان حظيّاً عندهم، موثّقاً (1).
1 - الشيخ المفيد : فممّن روي النصّ علي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) بإمامة من أبيه، والإشارة منه بذلك من خاصّته وثقاته، وأهل الورع، والعلم، والفقه من شيعته: داود بن كثير الرقّيّ، ومحمّد بن إسحاق بن عمّار، وعليّ بن يقطين، ونعيم القابوسيّ، والحسين بن المختار، وزياد بن مروان، والمخزوميّ (2)، وداود بن سليمان،
ص:391
ونضر بن قابوس، وداود بن زربيّ (1) ، ويزيد
بن سليط، ومحمّد بن سنان (2) ،(3).
2 - أبو عمرو الكشّيّ : محمد بن مسعود قال: حدّثني حمدان بن أحمد القلانسيّ قال: حدّثنا معاوية بن حكيم قال: حدّثني أبو الفضل الخراسانيّ، وكان له انقطاع إلي أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، وكان يخالط القرّاء، ثمّ انقطع إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) (4) .
1 - الشيخ الطوسيّ : عبد اللّه بن جندب البجليّ وكان وكيلاً لأبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا ( عليهماالسلام ) ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما (5).
2 - النجاشيّ : صفوان بن يحيي، أبو محمّد البجليّ، بيّاع السابريّ، كوفيّ، ثقة، ثقة، عين ...وقد توكّل للرضا وأبي جعفر ( عليهماالسلام ) (6)
1 - أبو جعفر الطبريّ : بوّابه ( عليه السلام ) محمّد بن الفرات (7)
ص:392
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] (1)عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام )
بمرو فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك.
فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:...(2)
2 - الشيخ الصدوق :...هارون بن عبداللّه المهلبيّ قال: لمّا وصل إبراهيم بن العبّاس ودعبل بن عليّ الخزاعيّ إلي الرضا ( عليه السلام ) وقد بويع له بالعهد أنشده دعبل:...(3).
3 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: نظر أبو نواس إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ذات يوم، وقد خرج من عند المأمون علي بغلة له، فدنا منه أبو نواس، فسلّم عليه وقال: ياابن رسول اللّه! قد
ص:393
قلت فيك أبياتاً، فأُحبّ أن تسمعها منّي.
قال: هات، فأنشأ يقول:... عيون (1).
4 - ابن الصبّاغ: شاعره ( عليه السلام ) دعبل الخزاعيّ (2).
ص:394
وفيه موضوعان
وفيه قسمان
١ - إبراهيم بن إسرائيل.
٢ - إبراهيم بن أبي البلاد، كو فيّ.
3- إبراهيم بن أبي محمود خراسانيّ.
4- إبراهيم بن سلام (سلامة ) نيسابوري (نيشابوري).
5- إبراهيم بن شعيب العقر قو فيّ.
٦ - إبراهيم بن صالح.
7- إبراهيم بن عبد الحميد.
8- إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري.
ص:395
9- إبراهيم بن محمد مولى خراسانيّ.
10- إبراهيم بن محمد الهمدانيّ.
11 - ابراهيم بن موسى.
12 - إبراهيم بن هاشم العباسيّ.
١٣ - إبراهيم بن هاشم القمي، تلميذ يونس بن عبد الرحمن.
١٤ - أحمد بن أشيم.
١٥ - أحمد بن حرب الزاهد، عاميّ.
١٦ - أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ
17 _ أحمد بن عبد الله الكرخيّ.
١٨ - أحمد بن عمر الحلال (الخلال).
١٩ - أحمد بن الفيض.
٢٠ - أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ القميّ.
21 _ أحمد بن محمّد بن حنبل بن هلال الشيبا في أبو عبد الله
٢٢ _ أحمد بن محمّد أبي نصر البزنطيّ.
٢٣ - أحمد بن محمّد المعروف بالزيديّ.
٢٤ - أحمد بن معافا بقصير صبيح.
٢٥ - أحمد بن يوسف مولى بني تیم الله
٢٦ _ إدريس بن عيسى الأشعري القميِّ.
27 - إدريس بن يقطين.
28 - إسحاق بن إبراهيم الحضينيّ
ص:396
٢٩ - إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يعرف بابن راهويه.
٣٠ - إسحاق بن محمّد الحصينيّ (الحضينيّ).
31 - إسحاق بن موسى بن جعفر.
٣٢ - إسماعيل بن سعد الأحوص الأشعريّ القميّ.
٣٣ - إسماعيل بن عبّاد القصريّ من قصر ابن هبيرة.
٣٤ - إسماعيل بن قتيبة .
٣٥ - إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ
ابن أبي طالب علیهم السلام .
٣٦ - إسماعيل بن مهران.
٣٧ - إسماعيل بن همام مولى لكندة، و هو أبو همام.
38 - أصرم بن مطر.
٣٩ _ أفلح بن يزيد.
٤٠ - أيّوب بن نوح بن درّاج، كوفيّ.
٤١ - بكر بن صالح الضبي الرازّي، مولى.
٤٢ - بكر بن محمّد الأزديّ.
٤٣ - بائس، مولى حمزة بن اليسع الأشعريّ.
44 - ثلج بن أبي الثلج اليعقوبيّ، من ولد داود بن عليّ اليعقوبي.
٤٥ - جعفر بن إبراهيم الحضر ميّ.
٤٦ - جعفر بن بشير البجليّ
٤٧ - جعفر بن عيسى بن عبيد.
ص:397
48- - جعفر بن المثنّى الخطيب، مولى لتثقيف.
٤٩ - الحسن بن إبراهيم الكوفيّ.
٥٠ _ الحسن بن أسباط الكنديّ.
٥١ _ الحسن بن أسد، بصريّ.
٥٢ - الحسن بن بشير .
٥٣ - الحسن التفليسيّ يكنّى أبا محمّد.
٥٤ - الحسن بن الجهم الرازيّ
٥٥ - الحسن بن الحسن العلويّ.
٥٦ - الحسن بن حمزة.
57 - الحسن بن راشد.
٥٨ - الحسن الراونديّ الدينوريّ، يكنّى أبا محمّد.
٥٩ - الحسن بن سعيد بن حمّاد مولى عليّ بن الحسين.
٦٠ - الحسن بن سعيد الكوفيّ.
٦١ - الحسن بن سهل.
٦٢ - الحسن بن شعيب المدائنيّ.
٦٣ - الحسن بن عبّاد.
٦٤ - الحسن بن عليّ بن فضّال مولى لتيم الرباب.
٦٥ _ الحسن بن عليّ الربعيّ مولى تيم الله بن ٍثعلية، كو فيّ
٦٦ _ الحسن بن علىّ الخزّاز و يعرف بالوشّاء. و هو ابن بنت إلياس، يكنّى
أبا محمّد
ص:398
٦٧ - الحسن بن عليّ بن يقطين.
٦٨ - الحسن بن عمر بن يزيد.
٦٩ _ الحسن بن محبوب السّراد مولى لبجيلة.
70 - الحسن بن محمّد بن أبي طلحة.
71 - الحسن بن يونس.
72 - الحسين بن إبراهيم بن موسى.
73 - الحسين بن إبراهيم بن موسى بن أحنف.
٧٤ - الحسين بن بشّار.
75 - الحسين بن جهم الرازيّ
٧٦ - الحسين بن خالد الصير فيّ.
77 - الحسين الرونديّ الدينوريّ يكنّى أبا محمّد
78 - الحسين بن رئاب.
79 - الحسين (الحسن) بن زياد
80 - الحسين بن زياد.
81 - الحسين بن سعيد بن حمّاد مولى عليّ بن الحسين.
82 - الحسين بن شعيب المدائنيّ.
83 - الحسين بن صالح الخثعميّ
٨٤ - الحسين (الحسن) بن عديس.
- الحسين بن عليّ بن يقطين.
٦ - الحسين بن عليّ بن ربيع.
ص:399
87 - الحسين بن عمر بن يزيد.
88 - الحسين بن القاسم.
89 _ الحسين بن محمّد بن أبي طلحة.
90 - الحسين بن موسى
91 - الحسين بن مهران
92 - الحسين بن يزيد النخعيّ، يلقب بالنوفليّ
93 - الحسن و الحسين ابنا سعيد بن حمّاد الكوفيّان و هما مواليّ عليّ بن
الحسين علیه السلام .
٩٤ - حمّاد بن بكر بن محمّد الأزديّ.
٩٥ - حماد بن عثمان الناب من أصحاب أبي عبد الله
٩٦ - حماد بن عيسى الجهنيّ.
97 - حمدان بن إبراهيم الأهوازيّ، كوفيّ.
98 حمدان بن سلیمان نیسابوریّ .
99 - حمزة بن بزيع
100 - خلف بن سلمة البصريّ.
101 - داود بن سلیمان بن يونس (يوسف) بن أحمد المغازيّ.
102 - داود بن عليّ العبديّ .
103 - داود بن عليّ اليعقوبيّ.
١٠٤ - داود بن القاسم الجعفريّ، أبو هاشم.
105 - داود بن النعمان
ص:400
١٠٦ - دعبل بن عليّ الخزاعيّ.
107 - الريّان بن الصلت، بغدادي.
108 - زكريّا بن آدم القمّيّ.
109 - زكريّا بن عبد الصمد القمّيّ، يكنّى أنا جرير، من أصحاب أبي الحسن علیه السلام .
110 - زكريّا بن إدريس بن عبد الله الأشعريّ، قمّيّ، يكنّى أبا جرير (حرب).
111 - زكريّا المؤمن.
112 - سعد بن سعد الأحوص بن سعد بن مالك الأشعريّ. قمّيّ.
113 - سعيد ابن أخت صفوان بن يحيى أخو فارس الغاليّ.
١١٤ - سعيد بن حمّاد.
١١٥ - سعيد بن سعيد القمّيّ.
١١٦ _ سليمان بن جعفر الجعفريّ.
117 - سلیمان بن داود الخفاف.
118 - سلیمان بن رشید.
119 - سليمان المروزيّ.
120 - سهل بن اليسع بن عبد الله الأشعريّ القمّيّ.
121 - سندي بن الربيع.
122 - شعیب بن حمّاد.
123 - صالح الخباز ، كوفيّ.
١٢٤ - صالح بن عبد الله الخثعميّ.
١٢٥ - صالح بن عليّ بن عطيّة البغداديّ (البغدادي).
ص:401
١٢٦ - صدقة الخراسانيِّ.
127 - صفوان بن يحيى البجليّ بیّاع السابريّ.
128 _ طاهر بن حاتم، غالي كذّاب، أخو فارس.
129 _ عبّاد بن يزيد.
130 - عبّاس بن محمّد الورّاق يونسيّ.
131 - العبّاس بن معروف قمّيّ، مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الأشعريّ.
132 - العبّاس بن موسى النخّاس كو فيّ.
133 - العبّاس بن هلال الشاميّ .
١٣٤ - العبّاس النجاشيّ كو فيّ
١٣٥ - عبد الجبّار بن مبارک (المبارك النهاونديّ.
١٣٦ - عبد الحميد بن سعيد.
137 - عبد الرحمن بن أبي نجران التميميّ.
138 - عبد العزيز بن مسلم.
١٣٩ - عبد العزيز بن المهندي، أشعري قمّيّ.
١٤٠ _ عبد السلام بن صالح يكنّى أبا عبد الله.
١٤١ _ عبد السلام بن صالح الهرويّ أبو الصلت، عاميّ.
١٤٢ _ عبد الله بن أبان.
١٤٣ - عبد الله بن إبراهيم .
١٤٤ - عبد الله بن جندب البجليّ
١٤٥ _ عبد الله بن الصلت. يكنّى أبا طالب، مولى بني تيم الله بن ثعلبة.
ص:402
١٤٦ _ عبد الله بن طاوس
١٤٧ - عبد الله بن علىّ
١٤٨ _ عبد الله بن محمّد الحجّال مولى [ بني | تيم الله
١٤٩ - عبد الله بن محمّد الحصينيّ العبديّ.
١٥٠ - عبد الله بن المغيرة مولى بني نو قبل بن الحارث بن عبد المطّلب.
١٥١ - عبد الله الملقّب برأس المذريّ من ولد سلام بن المستنير.
١٥٢ - عبد الله بن موسى بن موسى بن جعفر بن محمد علیهم السلام .
١٥٣ - عبد الوهّاب المعروف بابن كثير النهاونديّ.
١٥٤ - عبد الوهّاب، المعروف بأبي (بابن ) قنبر النهاونديّ.
١٥٥ _ عبيد البصريّ.
١٥٦ - عبيد المنصريّ.
١٥٧ _ عبيد الله بن عليّ بن سوار.
158 _ عبيس بن هشام الناشريّ
١٥٩ _ عبّاد بن محمّد بن سليمان النوفليّ.
١٦٠ - عثمان بن رشيد.
١٦١ - عثمان بن عيسى الكلابيّ (رواسيّ ).
١٦٢ - عطية بن رستم
١٦٣ - عقبة بن رستم
١٦٤ - علىّ بن أبي ثوركوفيّ
195 -علىّ بن أحمد بن رسم( أشیم)
ص:403
١٦٦ _ عليّ بن أحمد بن أشيم.
١٦٧ _ عليّ بن أسباط بن سالم كنديّ، بياع الزطّيّ، كو فيّ.
١٦٨ - عليّ بن إسماعيل الميثميّ.
١٦٩ _ عليّ بن بلال.
170 _ عليّ بن جعفر بن محمّد.
171 _ عليّ بن حديد بن حكيم كوفيّ، مولى الأزد.
172 _ عليّ بن الحسين بن يحيى.
173 - عليّ بن الحكم بن الزبير، مولى النخعيّ (النخع).
١٧٤ _ عليّ بن رباط.
١٧٥ - عليّ ابن سعيد ابن أخت صفوان.
١٧٦ _ عليّ بن سعيد المدائنيّ.
177 _ عليّ بن سويد السائيّ.
178 _ عليّ بن سويد الشيبانيّ.
179 _ عليّ بن سيف بن عميرة، عربيّ، كو فيّ نخعيّ
180 _ عليّ بن عبد الله بن مهران (عمران).
181 - عليّ بن عثمان بن رزين.
182 _ عليّ بن عليّ بن رزين الخزاعيّ، أخو دعبل بن علي الشاعر .
183 - علىّ بن الفضل الواسطيّ.
١٨٤ - عليّ بن مهديّ بن صدقة الرقّيّ، أبو الحسن.
١٨٥ _ عليّ بن مهزيار أهوازيّ
ص:404
١٨٦ - عليّ بن المسيّب عربيّ، من أهل همذان.
187 - عليّ بن النعمان.
188 - عليّ بن هلال.
189 - عليّ بن يحيى، يكنّى أبا الحسين (أبا الحسن).
١٩٠ _ عليّ بن يحيى بن الحسن مولى عليّ بن الحسين، كوفيّ.
191 _ عليّ بن يونس بن بهمن
192 - عمّار بن یزید.
193 - عمر بن فرات کاتب بغداديّ (بغدا ديّ . غاليّ.
١٩٤ - عمران بن محمّد بن عمران بن عبد الله الأشعريّ.
١٩٥ - عمرو (عمر بن زهير الجزريّ
١٩٦ - عيسى بن عثمان.
197 - عیسی بن عيسى الكلابيّ مولى ابني عامر.
198 - الفضل بن سنان، نيسابوريّ.
199 - الفضل بن سهل ذو الرئاستين.
200 - فضالة بن أيّوب، عربيّ، أزديّ.
٢٠١ _ القاسم بن أسباط .
202 _ القاسم بن يحيى بن الحسن.
203 - محمّد بن آدم المدائنيّ، يعرف بزرقان المدائنيّ.
٢٠٤ - محسن بن أحمد البجليّ يكنّى أبا أحمد
٢٠٥ - محمّد بن أبي عمير يكنّى أبا أحمد و اسم أبي عمير زياد، مولى الأزد.
ص:405
٢٠٦ - محمّد بن أحمد بن قيس بن غيلان، مولى كوفيّ
207 - محمّد بن إسحاق شعر .
208 - محمّد بن إسحاق بن عمّار الصیرفيّ كوفيّ
209 - محمد بن أسلم الجمليّ الطبريّ، أصله كوفيّ.
210 - محمّد بن أسلم الطوسيّ .
211 _ محمّد بن إسماعيل بن بزيع، كوفيّ، مولى المنصور.
٢١٢ - محمّد بن أورمة القمّيّ.
213 - محمّد بن بحر، أخر مغلس (مفلس).
٢١٤ - محمّد بن جعفر الخزّاز.
٢١٥ _ محمّد بن جعفر العتبيّ.
٢١٦ - محمّد بن جعفر المقنبيّ (المقنائي )
217 - محمّد بن جمهور العّمّي عربيّ بصريّ.
218 - محمّد بن حمزة بن القاسم.
219 - محمّد بن خالد البرقيّ.
220 _ محمّد بن خالد البلخي مولى أبي الحسن.
221 - محمّد بن خزاعة (جذاعة ) الفارسيّ.
222 _ محمّد بن الخصيب الخضيب) الأهوازيّ.
223 - محمّد بن زيد الطيري أصله كو فيّ.
٢٢٤ _ محمّد بن سالم القمّيّ .
٢٢٥ - محمّد بن سليمان الديلميّ بصريّ.
ص:406
٢٢٦ _ محمّد بن سلمان الكاتب.
227 - محمّد بن سماعة كوفيّ .
228 - محمّد بن سنان.
229 _ محمّد بن سهل بن اليسع الأشعري القمّيّ.
230 - محمّد بن سهل البجليّ الأزديّ.
231 - محمّد بن شعيب.
232 - محمّد بن صدقة بصريّ.
233 - محمّد بن عبد الحميد العطّار أبوه عبد الحميد بن سالم العطّار، مولى لبجيلة.
٢٣٤ - محمّد بن عبد الله المطهويّ.
٢٣٥ - محمّد بن عبد الله الأشعريّ.
٢٣٦ - محمّد بن عبد الله الطاهريّ.
237 - محمّد بن عبد الله بن عيسى الأشعريّ، قمّيّ
238 - محمّد بن عبد الله المدائنيّ.
239 - محمّد بن عرفة.
٢٤٠ - محمّد بن علىّ بن جعفر.
٢٤١ _ محمّد بن عليّ بن جعفر بن محمّد، عمّه (أي الرضا علیه السلام )عليهما السلام.
٢٤٢ - محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبي طالب.
٢٤٣ - محمّد بن عمر بن يزيد.
٢٤٤ - محمّد بن عمرو (عمر) الكناسيّ.
ص:407
٢٤٥ - محمّد بن عمارة بن أشعت.
٢٤٦ - محمّد بن عمّار بن الأشعث النهديّ
٢٤٧ _ محمّد بن عيسى بن عبيد بغدا ذيّ (بغدادي).
٢٤٨ - محمّد بن الفرج الرخجيّ.
٢٤٩ _ محمّد بن الفضل الأزديّ كو فيّ.
٢٥٠ _ محمّد بن الفضيل أزديّ.
٢٥١ _ محمّد بن فيض بن مالك المدائنيّ، مولى عمر بن الخطّاب.
٢٥٢ - محمّد بن القاسم البوشنجيّ.
٢٥٣ _ محمّد بن القاسم النوشجانيّ.
٢٥٤ - محمّد بن القاسم بن الفضيل.
٢٥٥ _ محمّد بن كليب الأشعريّ.
٢٥٦ - محمّد بن مالك بن الأبرد النخعيّ
٢٥٧ - محمّد بن محمّد أبو المنذر بن محمّد
٢٥٨ - محمّد بن المفضّل بن عمر.
٢٥٩ - محمّد بن منصور ر الأشعثيّ
٢٦٠ _ محمّد بن منصور الأشعريّ.
٢٦١ - محمّد بن منصور بن نصر الخزاعيّ.
٢٦٢ _ محمّد بن منصور بن نصر الخزاعيّ، و يقال أحمد بن منصور.
٢٦٣ - محمّد بن يونس بن عبد الرحمن.
٢٦٤ - المرزبان بن عمران الأشعريّ القمّيّ.
ص:408
٢٦٥ - مروان بن يحيى.
٢٦٦ - مسافر ، يكنّى أبا مسلم.
٢٦٧ - معاوية بن سعيد الكنديّ.
٢٦٨ - معاوية بن يحيى
٢٦٩ - معن بن خالد.
270 - معمر بن خلّاد
271 _ مقاتل بن مقاتل بن قياما .
272 - مقاتل بن مقاتل.
273 -موسى بن جيد (حيد )قمّيّ.
٢٧٤ - موسی بن زنجویه (رنجویه).
275 - موسى بن معمّر
٢٧٦ - موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب.
277 - موسی بن مهران
278 - موسى ان يقطين.
279 - موفّق بن هارون
280 - نصر بن مغلس .
281 - الوليد بن أبان الضبي الرازيّ.
282 - هشام بن إبراهيم الأحمر.
283 - يونس بن عبد الرحمن.
٢٨٤ - يونس بن يعقوب.
ص:409
٢٨٥ _ يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد.
٢٨٦ - يحيى بن أحمد بن قيس بن غيلان.
287 - يحيى بن حبيب الزّيات.
288 - يحيى بن سلیمان الكاتب.
289 - يحيى بن عبّاس الورّاق.
290 - يحيى بن عمران الهمدانيّ (1).
291 - يحيى بن عمرو (عمر).
292 - يحيى بن المبارك.
293 - يحيى بن يحيى التميميّ عاميّ .
٢٩٤ - يحيى بن يزيد، أبو خالد الكوفيّ.
٢٩٥ - یاسر من النصر عاميّ.
٢٩٦ - ياسر، مولى اليسع الأشعريّ القمّيّ.
297 - یزید بن عثمان.
298 - يزيد بن عمر بن معاوية الشاميّ.
299 - يزيد بن عمر بن بنت عثمان
300 - يعقوب بن سعيد الكنديّ.
301 - يعقوب بن عبد الله بن جندب.
٣٠٢ - يعقوب بن يزيد الكاتب.
٣٠٣ - يعقوب بن يقطين.
ص:410
٣٠٤ - أبو إسحاق الخراسانيّ
٣٠٥ - أبو جرير القمّيّ .
٣٠٦ _ أبو الحسن الخراسانيّ.
307 _ أبو حمزة، مولاه.
308 _ أبو خالد السجستانيّ.
٣٠٩ - أبو خالد الكوفيّ.
٣١٠ - أبو سجاح الأنصاريّ.
٣١١ - أبو سعيد الخراسانيّ
٣١٢ - أبو الصلت الخراسانيّ الهرويّ.
٣١٣ - أبو العباس الحميريّ.
٣١٤ _ أبو عليّ القطّان.
٣١٥ _ أبو محمّد التفليسيّ.
٣١٦ _ أبو محمّد الذريريّ دينوريّ.
317 - أبو محمّد القزوينيّ
318 - أبو محمّد الكوفيّ
٣١٩ - أبو المفضل (الفضل) الخراسانيّ.
٣٢٠ _ أبو زيد المكّيّ.
321 - أبو يحيى الموصليّ.
322 _ أبو يزيد المكّيّ.
ص:411
١ - إبراهيم الأوسيّ.
2- إبراهيم بن إسماعيل بن داود.
٣ - إبراهيم بن أبي إسرائيل.
4- إبراهيم بن العبّاس.
ه - إبراهيم بن محمّد الخزّاز .
٦ - إبراهيم بن مهزم.
7- إبراهيم الكرخيّ
8- إدريس بن زيد.
9- إسحاق.
١٠ - إسحاق بن إبراهيم.
11 _ إسحاق بن جعفر.
12 _ إسحاق بن راهويه.
13 - إسحاق بن موسی.
١٤ - إسماعيل بن إبراهيم.
١٥ - إسماعيل بن أبي الحسن.
١٦ - إسماعيل بن سعد الأشعريّ.
١٧ - إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ.
ص:412
18 - اسماعيل بن عيسى .
١٩ - إسماعيل الخراسانيّ.
٢٠ _ أحمد بن إسحاق.
٢١ _ أحمد بن أبي عبد الله.
22 - أحمد بن الحسن الميثميّ.
٢٣ - أحمد بن الحسين كاتب أبي الفيّاض.
٢٤ _ أحمد بن ذكریّا.
٢٥ _ أحمد بن عامر الطائيّ.
٢٦ _ أحمد بن عبد الله بن حارثة الكرخيّ.
27 - أحمد بن عبد الله الجویباريّ.
28 _ أحمد بن عبد الله الهرويّ الشيبانيّ.
29 - أحمد بن عُبدُوس الخَلَنجيّ.
٣٠ _ أحمد بن عمر .
٣١ _ أحمد بن عمر الحلبيّ.
٣٢ _ أحمد بن عمر المرهبيّ.
33 - أحمد بن عيسى بن زيد.
٣٤ - أحمد بن محمّد.
٣٥ - أحمد بن محمّد البزنطيّ.
٣٦ - أحمد بن محمّد بن إسحاق الطالقانيّ.
37 - أحمد بن محمّد بن خالد.
ص:413
38 _ أحمد بن محمّد بن عبد الله.
٣٩ _ أحمد بن محمّد الهمدانيّ.
٤٠ - أحمد بن نجم.
٤١ - أمير بن عليّ
٤٢ - بريد بن عمير بن معاويه الشاميّ.
٤٣ - بسنده .
٤٤ - بشر بن مسلمة.
20 - بنان بن نافع.
٤٦ - جعفر بن عيسى.
٤٧ - جعفر بن عيينة.
٤٨ - جعفر بن محمّد الأشعريّ.
٤٩ - جعفر بن محمّد بن يونس.
50 - جعفر بن محمّد النوفليّ.
٥١ - حُبابة الى الوالبیّة.
٥٢ - الحسن بن إسحاق.
٥٣ - الحسن بن أبي الحسن.
٥٤ _ الحسن بن بكّار .
٥٥ - الحسن بن الحسين بن صالح الخثعميّ.
٥٦ _ الحسن بن خالد.
٥٧ - الحسن بن سليمان الملطيّ.
ص:414
٥٨ - حسن بن سهل.
٥٩ _ الحسن بن صدقة.
٦٠ - الحسن بن عليّ.
٦١ - الحسن بن عليّ بن إلياس.
٦٢ - الحسن بن علىّ بن بنت الياس.
٦٣ - الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة الياس.
٦٤ - الحسن بن قارن.
٦٥ - الحسن بن القاسم.
٦٦ - الحسن بن قياما الصيرفيّ.
٦٧ - الحسن بن محبوب الزرّاد.
٦٨ _ الحسن بن موسى بن عليّ الوشّاء البغداديّ.
٦٩ - الحسن بن النضر.
70 - الحسين بن أبي غندر.
71 _ الحسين بن أسباط .
72 - الحسين بن أسلم.
7 - الحسين بن بشّار الواسطيّ.
٧٤ - الحسين بن بشر.
٧٥ - الحسين بن الحسن بن موسى.
٧٦ - الحسين بن خالد الكوفيّ.
77 - الحسين بن عثمان
ص:415
78 - الحسين بن عليّ الوشّاء.
79 - الحسين بن عمر.
- الحسين بن عمر بن يزيد.
81 - الحسين بن قياما.
82 - الحسين بن موسى بن جعفر بن محمّد العلويّ.
- الحسين بن يسار المدائنيّ.
٨٤ _ الحسين بن يسار الواسطيّ.
٨٥ - حكيمة بنت موسى.
٨٦ - حمّاد بن عثمان
87 - حمدان بن سلمان بن النيسابوريّ.
88 - حمدان بن المعافا.
89 - حمزة بن جعفر الأرجانيّ.
40 حمزة بن عبد الله الجعفريّ.
91 - حمزة بن عبد المطّلب بن عبد الله الجعفيّ.
92 - حنان بن سدير.
93 - خالد بن أبي الهيثم الفارسيّ.
٩٤ - خالد بن نجيح.
٩٥ - خالد العبسيّ.
٩٦ - خالد القمّاط
97 - خديجة بنت حمدان بن بسندة.
ص:416
98 - خلف بن حمّاد.
٩٩ - الخيرانيّ.
100 _ دارم بن قبيصة بن تهشل بن مجمّع الصنعانيّ.
101 - دارم بن قبيصة النهشليّ.
102 - داود بن سلیمان.
103 - داود بن سليمان الغازيّ.
١٠٤ - داود بن سلمان الفرا.
١٠٥ _ داود بن القاسم.
١٠٦ - داود الرقّيّ.
107 - داود الصرميّ.
108 - ذو الرياستين.
109 - رحيم.
110 - الريّان بن شبیب.
111 - زروان المدائنيّ.
112 - زكريّا بن آدم المقرىء .
113 - زياد بن مروان.
١١٤ - زياد القنديّ.
١١٥ - سام بن نوح بن درّاج.
١١٦ - سعد بن إسماعيل.
117 - سعد بن إسماعيل بن الأحوص.
ص:417
118 - سعد بن الأحوص القمّيّ.
119 - سعد بن سعد.
120 - سعد بن سعد سعد الأشعريّ.
121 - سعيد بن جناح.
122 - سعيد بن سعد.
123 - سليمان بن بلال.
١٢٤ - سليمان بن جعفر الحميريّ.
١٢٥ - سلمان بن جعفر الهاشميّ.
١٢٦ - سليمان بن حفص المروزيّ.
127 - سلیمان بن یزید.
128 - سليمان الجعفريّ.
129 - سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب.
130 - سهل بن ذبيان.
131 - سهل بن زیاد
132 - سهل بن سعد.
133 - سهل بن القاسم.
١٣٤ - سهل بن القاسم النوشجانيّ.
١٣٥ - صالح بن عبد الرحمن.
١٣٦ _ عبّاد بن سلیمان.
137 - العبّاس بن المأمون.
ص:418
138 - العبّاس مولى الرضاء علیه السلام .
١٣٩ - العبّاس النجاشي الأسديّ.
١٤٠ - العبّاسيّ.
١٤١ - عبد الجبّار بن عمرو.
١٤٢ _ عبد الرحمن بن الحجّاج.
١٤٣ - عبد الرحمن بن كثير .
١٤٤ _ عبد الرحمن بن يحيى.
١٤٥ _ عبد العظيم بن عبد الله الحسنيّ.
١٤٦ - عبد الله بن إبراهيم الغفّاريّ.
١٤٧ _ عبد الله بن أبان الزيّات .
١٤٨ - عبد الله بن بشير .
١٤٩ - عبد الله بن السريّ .
١٥٠ _ عبد الله بن سوقة.
١٥١ _ عبد الله بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب.
١٥٢ _ عبد الله بن قيس.
١٥٣ - عبد الله بن محمّد الهاشميّ.
١٥٤ _ عبد الله بن مقاتل.
١٥٥ - عبد الله بن هشام.
١٥٦ _ عبد الله التميميّ.
ص:419
١٥٧ - عبد الله الرماديّ.
١٥٨ - عبد الملك بن هشام الحنّاط.
١٥٩ _ عبيد بن هلال.
١٦٠ - عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن عليّ.
١٦١ _ عبيد الله بن عبد الله الدهقان.
١٦٢ - عقبة بن جعفر.
١٦٣ _ عليّ بن إدريس.
١٦٤ - عليّ بن أبي حمزة
١٦٥ - عليّ بن الجهم.
١٦٦ _ عليّ بن حسّان.
١٦٧ - عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال.
١٦٨ - عليّ بن الحسين.
١٦٩ _ علي بن الحسين بن عليّ بن الفضّال.
170 - عليّ بن خطّاب.
171 - عليّ بن رزين .
172 _ عليّ بن سلمان.
173 _ عليّ بن شعيب.
١٧٤ _ علي بن عبد الله بن عمران.
١٧٥ - عليّ بن محمّد بن أشيم.
١٧٦ - علىّ بن محمّد بن بندار.
ص:420
177 _ عليّ بن محمّد بن الجهم.
178 - علیّ بن مهران
179 _ عليّ بن نعمان.
180 - عمر بن یزید
181 - العمركيّ.
182 _ عمر و بن إبراهيم.
183 - عمرو بن سعيد
١٨٤ - عمرو بن عثمان.
١٨٥ - عمير بن يزيد.
١٨٦ - العيّاشيّ.
187 - عيسى بن الحسن القمّيّ.
188 - عیسی بن داود.
189 - عيسى بن موسى العمّانيّ.
190 - الفتح بن يزيد الجرجانيّ.
191 - الفضل بن شاذان.
192 - فضل بن كثير .
193 - الفضل بن يونس.
١٩٤ __ الفضل الواسطيّ.
١٩٥ __ الفضيل بن يسار.
١٩٦ _ القاسم بن الحسن بن عليّ بن يقطين.
ص:421
197 _ القاسم بن الفضيل.
198 _ كلثم بن عمران.
199 - مبارك مولى الرضا علیه السلام .
200 - محمّد بن إبراهيم الجعفیّ.
201 - محمّد بن إبراهيم العلويّ.
202 _ محمّد بن إسماعيل.
٢٠٣ - محمّد بن أبي عبّاد.
٢٠٤ - محمّد بن أبي يعقوب البلخيّ.
٢٠٥ - محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ.
٢٠٦ - محمّد بن الجهم.
207 - محمّد بن حباب الجلاّب.
208 - محمّد بن الحسن بن بنت الياس.
209 - محمّد بن الحسن الصفّار.
210 - محمّد بن الحسين.
211 - محمّد بن الحسين بن يزيد.
212 - محمّد بن داود.
213 - محمّد بن زید.
٢١٤ - محمّد بن زيد الرزاميّ.
٢١٥ - محمّد بن الصلت.
٢١٦ _ محمّد بن عبد السلام.
ص:422
217 - محمّد بن عبد الله.
218 - محمّد بن عبدالله بن عمرو بن مسلم اللاحقیّ الصفّار.
219 _ محمّد بن عبد الله الخراسانيّ خادم الرضا علیه السلام .
220 - محمّد بن عبد الله الصيقل.
221 - محمّد بن عبد الله القمّيّ.
222 - محمّد بن عبيد.
223 - محمّد بن عبيدالله .
٢٢٤ - محمّد بن عبيدة.
٢٢٥ - محمّد بن عبيدة الهمدانيّ.
٢٢٦ - محمّد بن العلاء الجرجانيّ.
227 - محمّد بن عليّ بن أبي عبد الله.
228 - محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ.
229 - محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب .
230 - محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ.
231 _ محمّد بن عليّ بن فضّال .
232 - محمّد بن عليّ التميميّ.
233 - محمّد بن عمر بن عرفة.
٢٣٤ _ محمّد بن عمر الساباطيّ.
٢٣٥ - محمّد بن عمر النوقانيّ.
ص:423
٢٣٦ - محمّد بن عمرو بن سعيد.
237 - محمّد بن عیسی.
238 - محمّد بن عيسى القمّيّ.
239 - محمّد بن عيسى المعبديّ.
٢٤٠ - محمّد بن عيسى اليقطينيّ.
٢٤١ _ محمّد بن الفضل الهاشميّ.
٢٤٢ - محمّد بن فضيل الصيرفيّ.
٢٤٣ - محمّد بن المحموديّ.
٢٤٤ _ محّمد بن مسلم.
٢٤٥ - محمّد بن مضارب .
٢٤٦ - محمد بن منصور الكوفيّ.
٢٤٧ _ محمّد بن يحيى بن عمر بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام .
٢٤٨ - محمّد بن يحيى الساباطيّ.
٢٤٩ - محمّد بن يحيى الصوليّ.
٢٥٠ - محمّد بن يزيد المدنيّ.
٢٥١ - محمّد بن يعقوب النهشليّ.
٢٥٢ _ محمود بن أبي البلاد.
٢٥٣ - محول السجستانيّ.
٢٥٤ - مرازم
٢٥٥ - مروك بن عبيد .
ص:424
٢٥٦ - مسنّة بن عبد ربّه.
٢٥٧ - مسهّر.
٢٥٨ - المطرفيّ.
٢٥٩ معاوية بن حكيم.
٢٦٠ - معاوية بن سعد.
٢٦١ - موسى بن أبي الحسن.
٢٦٢ - موسى بن أبي الحسن الرازيّ.
٢٦٣ - موسی بن بكر.
٢٦٤ - موسى بن سيّار.
٢٦٥ - موسى بن عبد الملك.
٢٦٦ - موسى بن عمر بن بزيع.
٢٦٧ - موسى بن نصير الرازيّ.
٢٦٨ - موسى بن هارون
٢٦٩ - موسى الرازيّ.
270 - المهديّ بن سابق.
271 - ميسرة.
272 _ نادر الخادم.
273 - نصر بن عليّ.
٢٧٤ - نصر بن عليّ الجهضميّ.
٢٧٥ - نصير بن قابوس.
ص:425
٢٧٦ - النضر بن سويد.
277 - نفتالي بن يعقوب.
278 - نوح بن شعیب
279 - واسط بن سلیمان.
280 - هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعيّ.
281 _ هشام بن إبراهيم الختليّ وهو المشرقيّ.
282 - الهشام العبّاسيّ.
283 - هشام المشرقيّ.
٢٨٤ _ الهيثم بن عبد الرحمن.
٢٨٥ - الهيثم بن عبد الله الرمّانيّ.
٢٨٦ _ ياسر الخادم.
287 - يحيى بن بشّار.
288 - يحيى بن سعيد البلخيّ.
289 - يحيى بن مالك .
290 - يحيى بن محمّد بن جعفر .
291 - يحيى الصنعانيّ.
292 - يزيد بن إسحاق شَعَر.
٢٩٣ - اليسع بن حمزة.
٢٩٤ _ يشاجر بن يعقوب.
٢٩٥ - يعقوب الجعفريّ .
ص:426
٢٩٦ - يونس بن بكر .
297 _ ابن أبي زيد.
298 _ ابن أبي عبدون.
299 _ ابن أبي كثير .
300 _ ابن أبي نجران.
٣٠١ - ابن السكّيت .
302 - ابن سنان.
٣٠٣ - ابن غيلان المدائني.
٣٠٤ - ابن فضّال.
305 - ابن محبوب
٣٠٦ - ابن المغيرة.
٣٠٧ - أبو العبّاس.
308 _ أبو محمّد
٣٠٩ - أبو نواس.
٣١٠ - أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البزوريّ.
٣١١ - أبو إسماعيل السنديّ .
٣١٢ - أبو أحمد بن عبد الله بن عامر.
٣١٣ _ أبو أحمد داود بن سليمان الغازيّ.
٣١٤ _ أبو أحمد الغازيّ.
٣١٥ _ أبو بكّار.
ص:427
٣١٦ _ أبو جعفر أحمد بن المعافيّ.
٣١٧ _ أبو جميلة.
318 - أبو الحارث .
٣١٩ _ أبو حبيب البناجيّ.
٣٢٠ _ أبو الحسن الصائغ.
٣٢١ - أبو الحسن محمّد بن يحيى.
٣٢٢ - أبو حيّون مولى الرضا علیه السلم .
٣٢٣ - أبو الحسن بكر بن أحمد محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشجّ العصريّ.
٣٢٤ - أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بدیل بن ورقاء.
٣٢٥ _ أبو الحسين محمّد بن أبي عبّاد.
٣٢٦ _ أبو خالد الهيثم الفارسيّ.
327 _ أبو خداش المهديّ.
328 _ أبو داود الطوسيّ.
٣٢٩ _ أبو زيد المالكيّ .
٣٣٠ _ أبو سليمان الديلميّ .
٣٣١ _ أبو شعيب الخراسانيّ.
٣٣٢ _ أبو عاصم.
٣٣٣ _ أبو عليّ بن عليّ.
ص:428
٣٣٤ _ أبو عليّ الحسن بن راشد.
٣٣٥ - أبو علىّ أحمد بن علىّ بن مهديّ.
٣٣٦ _ أبو عليّ الفارسيّ.
٣٣٧ _ أبو القاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ.
338 - أبو القاسم عبد الله أبي أحمد بن عامر بن سليمان.
٣٣٩ _ أبو قتادة.
٣٤٠ _ أبو محمّد الغفّاريّ.
٣٤١ _ أبو المضاصبيح مولى الرضا علیه السلام .
٣٤٢ _ أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق الجعفريّ.
٣٤٣ _ أبو هاشم الجعفريّ.
٣٤٤ - أبو هشام البصريّ.
٣٤٥ _ أبو همّام إسماعيل بن همّام.
٣٤٦ _ أبو يحيى الواسطيّ.
٣٤٧ - أبو يزيد القسميّ.
٣٤٨ - أبو يعقوب بن إسحاق بن محمّد بن أبان بن لاحق النخعيّ.
ص:429
و فيه خمس مائة وخمسة وستون شخصاً
(1):
قال النمازيّ في مستدركاته: روى بعنوان ابن اسرائيل في عدّة الداعي وبعنوان
ابن أبي اسرائيل في الكافي (2).
صحبته: عدّه الشيخ بعنوان ابن اسرائيل في أصحاب الرضا علیه السلام (3) .
(4):
مكانته : قال المامقانيّ: «غير مذكور في كتب الرجال ولم يوجد له رواية في الكتب الأربعة إلّا ما في الفقيه » ، وقال: «نعم، قد يستفاد من ميل المصدوق «ره» إليه والرواية عند حسن حاله» ثّم قال «فعدّ الرجل في أوّل درجة الحسن لغير بعيد »(5) و لكنّ التستريّ قال في ترجمته :« كلامه كلّه خلط وخبط ، ويعلّل بأنّ الصدوق روى عن كثير من الضعفاء »(6).
صحبته: قال النمازيّ: من أصحاب الأصول التي حكم الصدوق في أوّل الفقيه بصحّة كتابه، وأنّه من الكتب التي عليها المعوّل وإليها المرجع، وروى عن مولانا أبي الحسن الرضا علیه السلام (7)
ص:431
مكانته قال العلّامة: وكيل من أصحاب الكاظم علیه السلام . لم يقل الشيخ فيه غير
ذلك . والأقوى عندي قبول روايتها (1).
وقال الميرزا: وعلى كلّ حال لا يخفى أنّ كونه وكيلاٌ له علیه السلام ، غير واضح. فالاعتماد عليه بمجرّد ذلك غير لا يق (2)، وقال المحقّق الشبيريّ: فالأقوى الاعتماد عليه، كما عليه الأكثرا (3). وقال المحقّق الخوئيّ: من المحتمل كان يتوكّل في الدعاوي أو أنّه كان وكيلاً عن المتصدّين للزعامة وولاية الأمور، وتقدّم في المدخل أنّ الوكالة لا تستلزم العدالة (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال : نيسابوريّ، وكيل (5).
قال ابن داود: ومن أصحابنا من ذكر أنه سلامة، والحقّ الأول، ومنهم من قال، أنه من أصحاب الكاظم علیه السلام ، ومنهم من أورده في رجال الجواد علیه السلام ، والحقّ أنّه من أصحاب الرضا علیه السلام (6)
ص:432
(1):
مكانته : عدّه الشيخ تارة من أصحاب الكاظم علیه السلام وقال: «واقفیّ» ، وأخرى من
أصحاب الرضا علیه السلام قائلاً: «إبراهيم بن شعيب العقرقوفيّ »(2).
قال الميرزا: «و في ظم ابن شعيب واقفیّ ، والظاهر أنّهما واحد، وقال في ترجمة إبراهيم بن شعيب الكوفيّ : ولا يبعد كونه واقفيّ السابق » (3). لكن نفي المحقّق المامقانيّ الاتّحاد بينهم، حيث قال في موضع: «و الواقف على الكاظم علیه السلام لا يكون من أصحاب الرضا علیه السلام عادة »،وفي موضع آخر : « وكلّ ذلك احتمالات خالية عن حجّة شرعيّة »(4).
ويحكي المحقّق الزنجانيّ الاتّحاد عن الميرزا، وقال في ترجمة ابن شعيب الكوفيّ: «اتّحاد هذا مع الواقفیّ أقرب من السابق، أي العقرقوفيّ (5).
صحبته: عدّه الشيخ تارة من أصحاب الكاظم علیه السلام وقال: «واقفیّ » وأخرى من أصحاب الرضا علیه السلام قائلاً: «إبراهيم بن شعيب العقرقوفيّ (6) .
ذكره النجاشيّ في موضعين من رجاله، تمارة الأنماطيّ يكنّى بأبي إسحاق.
ص:433
وأخرى الأنماطيّ الأسديّ (1).
و قال الميرزا: والظاهر أنّهما واحد مع احتمال تعدّدهما، فعندي تردّد فيها يرويها (2).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام (3) و في من لم يرو عنهم بوصف الأنماطيّ (4).
قال المحقّق المامقانيّ: « فالحقّ و التحقيق أنّ إبراهيم بن صالح أربعة: اثنان منها مجهولان، وهما إبراهيم بن صالح الذي هو من رجال الباقر علیه السلام ، وإبراهيم بن صالح الذي هو من رجال الرضا علیه السلام ، والثالث ثقة اثنا عشريّ وهو إبراهيم بن صالح الكوفيّ الأنماطيّ المكنىّ بأبي إسحاق الذي لم يرو عنهم... والرابع واقفيّ موثوق بشهادة النجاشيّ » (5)ولكّن المحقّق التستريّ بعد إشكاله على المحقّق المامقانيّ قال: إنّ اتّحادهما مقطوع ... وأمّا مع من في أصحاب الباقر علیه السلام من رجال الشيخ فلا، لبعد الطبقة (6).
وقال السّيد الخوئيّ: «فالمتحصّل أن المسمّى بإبراهيم بن صالح الأنماطيّ ثلاثة أشخاص، إلى أن قال: صراحة النجاشيّ بالوقف بنا في ما ذكره الشيخ في رجاله من أنّه من أصحاب الرضا علیه السلام (7).
ص:434
(1) :
مكانته : لم نعثر عليه في كتب التراجم، قال المحقّق الزنجانيّ: « الصوليّ الكاتب بأهواز المتوفيّ سنة سبع وأربعين ومأتين، وهو عمّ والد محمّد بن يحيى الصوليّ غير مذكور في كتب تراجم أصحابنا، ولكن ذكره جماعة من العامّة، إلى أن ذكر عنه أحاديثاً وقال: إنّها جيّدة مستقيمة تدلّ بتشيّعه وصدق لهجته (2).
(3):
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : « إبراهيم بن عبد الحميد ثقة له أصل(4)»وقال في رجاله أنه واقفيّ (5)، وأورده ابن داود في القسم الثاني من رجاله وقال: وعندي أنّ الثقة من رجال الصادق علیه السلام وهو الذي ذكر في الفهرست، والواقفيّ من رجال الكاظم علیه السلام وليس بثقة (6)، وتبعه الطريحي أيضاً (7)، وقال بالتعدّد أيضاً المحقّق المامقانیّ (8)
في وقال المحقّق البحرانيّ والحق أنّهما واحد، ثقة، واقفيّ، وقد أوضحنا ذلك في
ص:435
حواشي الخلاصة (1).
قال المحقّق الزنجانيّ: ومن أمعن النظر في هذه العمائر يجزم أنّ الرجل متّحد لا تعدّد فيه، إلى أن قال: أعدّه في الموثّق (2)، وقال في تهذيب المقال: ثّم إن الظاهر اتّحاد الجميع وفاقاً للمحقّقين من أصحابنا، والاختلاف لقباً بالصنعانيّ أو الأسديّ أو الأنماطيّ ونحو ذلك لا يضرّ (3).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الصادق علیه السلام مع وصف الأسديّ مولاهم البزّاز الكوفيّ، وفي أصحاب الكاظم علیه السلام تارة له كتاب؛ وأخرى واقفیّ، وفي أصحاب الرضا علیه السلام من أصحاب أبي عبد علیه السلام أدرك الرضا علیه السلام ولم يسمع منه على قول سعد بن عبد الله، واقفيّ له كتاب (4).
وقال النجاشيّ : له كتاب نوادر يرويه عنه جماعة، روى عن أبي عبد الله علیه السلام (5).
قال الميرزا: الظاهر أنّه ابن أبي الكرام الجعفریّ المتقدّم(6) . و جزم القهبائیّ باتّحادهما (7).
وقال المحقّق الزنجانيّ: والصواب في عنوانه إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد الله والرجل يقع في الطرق بعنوان إبراهيم بن عبد الله، نسبة له إلى جدّه الأعلى، إلى أن
ص:436
قال: وتقول فيه: إنّ أبا الكرام كنية لعليّ بن عبد الله، لا لمحمّد، خلافاً لظاهر النجاشيّ
هنا، ولنص ابن حجر في التقريب (1).
و لكن نفی المحقّق المامقانيّ اتّحادهما، حيث قال: إنّ إسم أبي الكرام، محمّد بن عليّ، كما مرّ. فيكون المراد أنّ إبراهيم هذا عمّ ذاك، وإبراهيم ذالك ابن أخ لهذا، لا أنّهما واحدا (2). وقال النمازيّ و توهّم اتّحاده مع إبراهيم بن أبي الكرام المذكور اشتباه، لأنّ إسم أبي الكرام محمّد (3).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام(4) . وقال المحقق الزنجاني: هو الرجل أعدّه من أصحاب السجّاد والباقر والصادق والكاظم والرضا علیهم السلام ، وهو أسنّ آل جعفر في عصر الرضا علیه السلام ، وآل بيته أكثر عمراً، وأطول سنّاً (5) .
(1):
قال النمازيّ: لم يذكروه، روى عن مولانا الرضا علیه السلام في النهي عن الصفة والتوحيد في الکافي (2).
مكانته : قال المحقّق المامقانيّ: وظاهره كونه إمامياًّ إلّا أنّي لم أقف فيه على غير ذلك ، فهو مجهول الحال (3). واعترض عليه التستريّ: بأنّ قول الشيخ في رجاله مولى خراسانيّ خبرُ لا وصف، فكان على المصنّف جعله جزء الترجمة لا العنوان ،و احتمله اتّحاده مع ابن أبي محمود (4)، وقال المحقّق الزنجانيّ أيضاً باتّحادهما (5).
صحبته : عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6).
الطوسيّ (1). وقال المحقّق التستريّ: يفهم عن باب وجوب حجّ التهذيب (2) وباب ما يجزي عن حجّة الإسلام من الكافي(3) أنّه كان أوّلاً عامياًّ (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد والهادي علیهم السلام(5).
(6) :
مكانته : قال المامقانيّ بعد نقل كلام الشيخ والنجاشي: «ظاهر هما كونه إماميّاً. و في جامع الرواة: أنّه روى محمّد بن حمزة بن قاسم عنه عن أبي الحسن الرضا علیه السلام. ولم أقف على مدح فيه ولا قدح، إلّا أن الحاوي ذكره في فصل الضعاف»(7) ، واعتقد المحقّق الزنجانيّ باتّحاده مع ابن أخت الواقدي والقزّاز وعدّه حسناً (8).
صحبته :عدّه الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام (9) وكذا النجاشيّ مع وصف الأنصاريّ (10).
ص:439
(1):
مكانته : قال النجاشيّ: ثقة ثقة، وعمّر عمراً طويلاً (2).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام (3). وترجمه النجاشيّ و عدّه من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام .
روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن الحسن بن الجهم عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن الرضا علیه السلام (4)، ونقل عنه البحار (5)لكن روى الكليني هذه الرواية بإسناده، وفيه أبو الحسن علیه السلام (6) ، وروى في موضع آخر عن الحسن بن الجهم عنه عمّن ذكره عن أبي الحسن الأوّل علیه السلام (7)، ولكن نحن لم نعتر على رواية عنه عن الرضا علیه السلام في مواضع أخر غير ثواب الأعمال، فعلى هذا ومن عدم ذكره في كتب التراجم من أصحاب الرضا علیه السلام وتصريح الكلينيّ بأبي الحسن الأوّل في طريق رواية ابن الجهم عنه، يظهر أنّ ما في ثواب الأعمال من زيادة كلمة الرضا علیه السلام بعد أبي الحسن، من زيادة النسّاخ
ص:440
(1):
مكانته : قال المحقّق المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أن حاله مجهول، وقال بعد
قول صاحب النقد والوحيدة فالالتزام بجهالته أهون من هذا الاحتمال (2) . صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3). وفي مجمع الرجال: وعن رجال الكشّيّ: بعنوان هشام بن إبراهيم و هو الصواب (4). قال التفرشيّ: ولم أجده في كتب الرجال والأخبار ويحتمل أن يكون هذا هو المذكور في النجاشيّ، وابن داود، بعنوان هاشم بن إبراهيم العباسيّ الذي من أصحاب الرضا علیه السلام (5)
وقال الوحيد بعد نقل قول التفرشيّ : لا يخلو من قرب (6).
وقال السيّد الخوئيّ: الظاهر أنّ في النسخة تحريفاً، والصحيح هاشم بن إبراهيم
العباسيّ كما في النجاشيّ، أو هشام بن إبراهيم العباسيّ، كما في الكشّيّ (7) .
وقال المحقّق الزنجانيّ والصواب عندي أنّه أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم (8) .
مكانته وهو عند أكثر العلماء والمحقّقين ثقة، جليل، وفاقاً للعلّامة المامقانيّ
ص:441
والزنجانيّ والسيّد الخوئيّ، وأيضاً العلّامة الطباطبائيّ والمحقّق الداماد، والأردبيلّي
والمجلسيان، وغيرهم (1).
صحبته عده الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2).
وقال النجاشيّ في ترجمته: قال أبو عمرو الكشّيّ: (إبراهيم بن هاشم القمّيّ) تلميذ يونس بن عبد الرحمان من أصحاب الرضا علیه السلام ، هذا قول الكشّيّ وفيه نظر (3). قال السيّد الخوئيّ، تنظّر النجاشيّ في محلّه، بل لا . يبعد دعوى الجزم بعدم صحّة ما ذكره الكشّيّ والشيخ والوجه في ذلك أنّه مع كثرة رواياته لم توجد له ولا رواية عن الرضا علیه السلام بلا واسطة، ولا عن يونس، وكيف يمكن أن يكون من أصحاب الرضا علیه السلام وتلميذ يونس (4).
قال المحقّق الزنجانيّ وجه النظر في عود الجار والمجرور إلى تلميذ أو إلى نفس يونس، وهذا إشكال منه على الشيخ بلسان الأدب حيث استفاد من كلام أبي عمرو كونه من أصحاب الرضا علیه السلام ، ولم نجد روايته عن الرضا علیه السلام في شي . من الكتب (5).
(6) :
هو أحمد بن محمّد بن خالد أبي عبد الله البرقّي الذي وقع في أستاد كثير من الروايات.
ص:442
مكانته عند الخاصّة: قال النجاشيّ والشيخ الطوسيّ: كان ثقة في نفسه، يروي
عن الضعفاء. واعتمد المراسيل (1).
وأورده العلّامة في القسم الأوّل وقال عندي أنّ روايته مقبولة (2).
مكانته عند العامّة: قال الذهبيّ: من رؤوس الإماميّة، له تصانيف كثيرة تدلّ على تبحّره وسعة روايته، وقد أتى فيها بالطامّات والمناكير واللفّ في كلّ فنّ (3).
قال ابن حجر : من كبار الرافضة، لم تصانيف جمّة أدبيّة (4).
صحبته: قال السيّد الخوئيّ:« روى عن أبي الحسن الرضا علیه السلام » (5)، وعدّه الشيخ الطوسيّ من أصحاب الجواد والهادي علیهما السلام (6).
(1):
مكانته قال المحقّق المامقانيّ بعد ذكر ضبطه وقول المحقّق في المعتبر أنّه ضعيف
على ما ذكره النجاشيّ فهر ضعيف مجهول الحال (2).
لكنّ المحقّق الزنجانيّ بعد ذكر روايته عن الرضا علیه السلام قال: والراوي عنه ثقة. ويأتي في عليّ بن أشيم ما ينفع المقام، والحديثان مقبولان عندي (3) .
وقال السيّد الخوئيِّ: الظاهر أنّ المحقّق قدسها فيما حكاه، فإنّه لا يوجد ذلك في كتاب النجاشيّ و الشيخ، ومن الغريب أنّه لم يتعرّض له العلّامة وابن داود والميرزا والتفريشيّ والمولى الشيخ عناية الله (4).
صحبته : عدّه الشيخ من من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
(1) :
هو أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار مولى بني أسد.
مكانته: ترجمه النجاشيّ وقال: قد روى عن الرضا علیه السلام ، وهو على كلّ حال ثقة.
صحيح الحديث، معتمد عليه (2).
قال الشيخ الزنجانيّ: عنونه الصدوق في المشيخة وذكر الطريق إليه، والرجل
روى النصّ علىّ الرضا علیه السلام وروى عنه الحديث، ولا أدري كيف يجتمع هذا مع وقفه المصرٌح به في كلامهم، ويظهر من عبارة النجاشيّ أيضاً نوع ترديد في ذلك، نعدٌ أخباره في الصحيح على مصطلح القدماء. و في الموثّق على اصطلاح المتأخّرين (3).
وقال المامقانيّ: و العجب من عدّه (الشيخ ) هنا ( في الفهرست) من رج_ال الرضا علیه السلام وعدم عدّه له في رجاله إلّا من رجال الكاظم علی السلام ، ثمّ إنّ سكوته عن وقفه هنا و شهادته بصحّة حديثه وسلامته مناف لرميه له في رجاله بالوقف ...
والعجب من العلّامة أنّه مع التفاته إلى مقال النجاشيّ فيه، عدّه في القسم الثاني، وتوقّف في روايته، مع أنّه قد اعتمد على جملة من المواقفّية الذين وثّقوا بأقلّ من هذا التوثيق الذي سمعته من النجاشيّ والشيخ (4).
صحبته :عده الشيخ في أصحاب الكاظم الله وقال واقفيّ (5)، و ترجمه في
ص:445
الفهرست كالنجاشيّ وقال: صحيح الحديث، سليم، روى عن الرضا علیه السلام (1).
(2):
لم يذكروه، روى الصدوق في العيون بإسناده عن إبراهيم بن أحمد الكاتب عنه
عن أبيه عن الرضاء علیه السلام، قاله النمازيّ (3).
(4) :
خال محمّد بن حمدان (مهران)، لم يذكروه روى عن الرضا علیه السلام، وقد وقع في
طريق الصدوق، قاله النمازيّ (5) .
(6) :
قال النجاشي: أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر، وهو الذي قتل مع الحسين بن عليّ علیه السلام بكربلا... إلى أن قال: عبد الله قال: والد أبي سنة سبع وخمسين ومائة، ولقي الرضا علیه السلام سنة أربع وتسعين ومائة ... وشاهدت أبا الحسن وأبا محمّد ، وكان أبي مؤذّنها ... رفع إليّ هذه النسخ نسخة عبد الله بن أحمد بن
ص:446
عامر .... و النسخة حسنة (1)، و عده ابن داود في القسم الأول من رجاله (2).
مكانته : قال المحقّق الزنجانيّ بعد قول النجاشيّ: وفيها ذكره أمور تقتضي أن يعدّ الرجل في الحسان العالية (3) ، ولكن عدّه الجزائري في الضعاف وقال : لم يذكره في الخلاصة (4) و ترجمه العسقلاني وقال: قال ابن الجوزيّ في الموضوعات: هر محلّ التهمة (5)
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال روى عنه ابنه عبد الله بن أحمد أستد عنه (6).
(1) :
هو « أحمد بن عبد الله بن حارثة الكرخيّ».
قال الكشّيّ : كان كاتب إسحاق بن إبراهيم، فتاب وأقبل على تصنيف الكتب.
وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمان رحمة الله، ويعرف به وهو يعرف بابن خانبه
وكان من العجم (2).
عدّه العلّامة في الباب الأوّل، وذكر كلام النجاشيّ والكشّيّ في ترجمته (3) .
وأمّا ابن داود قد أتى في القسم الأوّل من رجاله تارة بعنوان أحمد بن عبد الله بن مهران، وأخرى أحمد بن عبد الله الكرخيّ، وكأنّه قائل بمغايرتهما (4)، مع أنّه قد جزم جمع كثير من أهل الفنّ باتّحادهما (5).
مكانته : ترجمه النجاشيّ بعنوان أحمد بن عبد الله بن مهران المعروف بابن خانبة، وكان من أصحابنا الثقات (6)، وقال في ترجمة ابنه محمّد : لوالده أحمد بن عبد الله مكاتبة إلى الرضا علیه السلام ، وهم بيت من أصحابنا كبير، روى الحميريّ عن محمّد بن إسحاق بن خانبة عن عمّه محمّد بن عبد الله بن خانبة (7)، وروى محمّد بن إسحاق
ص:448
أيضاً عن عمّه أحمد بن عبد الله بن حارثة الكرخيّ عن الرضا علیه السلام في العيون (1).
و حارثة مصحّف خانبة (2)
وقال الشيخ: ثقة (3).
صحبته: ذكره الشيخ في باب من لم يرو عنهم (4)، ولكن روى في الكافي عن الرضا علیه السلام (5).
(6):
مكانته: قال الشيخ : ثقة رديّ الأصل (7)، وقال النجاشيّ: له عنه (أي الرضا علیه السلام) مسائل (8)، وقال الشيخ في الفهرست: له كتاب (9)، وعدّه العلّامة في القسم الأوّل، ولكن ذكر عند قول الشيخ أنّه رديّ الأصل: «فعندي توقّف في قبول روايته » (10)
صحبته: عدّه الشيخ تارة في أصحاب الرضا علیه السلام وأخرى في باب من لم يرو عنه (11)
ص:449
والنجاشيّ بعد ترجمته عدّه من أصحاب الرضا علیه السلام (1) .
ولكنّ البرقيّ قد أتى به في أصحاب الكاظم علیه السلام (2).
وأمّا ابن داود قال بتغاير من ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام مع الذي ذكره في باب من لم يرو عنهم، وقال: فالظاهر أنّهما رجلان، فابن الخلال بالمعجمة (ضا) والذي بالمهملة (لم) (3) .
(4) :
مكانته : قال النجاشيّ: أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي ثقة روى عن
أبي الحسن الرضا علیه السلام ، وعن أبيه علیه السلام من قبل، إلى أن قال: الأحمد كتاب یرویه عنه جماعة (5)
صحبته: و في الكشّیّ ذيل روايته عن الرضا علیه السلام قال: «فقال لي أبو جعفرعلیه السلام »(6) .
قال المحقّق التستريّ: لا معنى لما قال، لكونه خارجاً عن طريق المحاورة. والصواب أنّ قوله علیه السلام فقال لي أبو جعفر علیه السلام محرّف ، وقال : قال أبو جعفر علیه السلام ، أي فقال الرضا علیه السلام قال الباقر علیه السلام (7) .
ص:450
وأمّا السيّد بحر العلوم قال: والمراد بأبي جعفر علیه السلام أبو جعفر الثاني علیه السلام ، و الظاهر
أنّ هذا الكلام منه قد وقع وهو صغير بحضيرة أبيه قبل أن يخرج إلى خراسان، ولذا لم یعدّ النجاشیّ أحمد من أصحاب الجواد علیه السلام(1).
(2):
قال النمازي : «لم يذكروه، وروى عن الرضا علیه السلام في التهذيب »(3).
وقال المحقّق التستريّ: والظاهر كونه الحلال (الخلال ) المتقدّم لعدم المنافاة بين كونه خلالاً يبيع الخلّ، وكونه مرهبيّا، ومرهب بطن من همدان، لرواية كلّ منهما عن الرضا علیه السلام (4).
(5) :
لم يذكروه، وكان مستتراً ستين سنة، ولذلك يقال له المختفي، روي في العيون رواية
عن الرضا علیه السلام قاله النمازيّ (6).
مكانته : قال أبو الفرج :وممّن توارى فمات في حال تواريه في تلك الأيّام أحمد ابن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين علیه السلام ، وكان فاضلاً عالماً، مقدماً في أهله ،معروفاً فضله (7).
ص:451
(1):
مكانته : قال الشيخ: ثقة جليل القدر، له كتاب الجامع (2).
عدّه الكشّيّ من الفقهاء الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم (3).
صحبته : عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا و الجواد علیهم السلام (4).
و ترجمه النجاشيّ وقال :كوفيّ لقى الرضا وأبا جعفرعلیهما السلام وكان عظيم المنزلة
عندهما، ومات أحمد بن محمّد سنة إحدى وعشرين ومأتين بعد وفات الحسن بن عليّ بن فضّال بثمانية أشهر (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب العسكريّ علیه السلام قائلاً: «أحمد بن عبد الله بن مروان الأنباريّ» (1)
وروى النصّ عن أبي الحسن إلى أبي محمّد علیهما السلام(2). وعدّه الأردبيليّ من أصحاب أبي جعفر الجواد وابنه أبي الحسن الهادي علیهما السلام (3).
وقال الزنجانيّ: روى عن الرضا والجواد علیهما السلام (4).
ترجمه النجاشيّ بعنوان أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعريّ، يكنّى أبا جعفر (5).
مكانته : قال الشيخ الطوسيّ: ثقة له كتب (6).
صحبته: عدّه الشيخ والنجاشي من أصحاب الرضا والجواد والهادي علیهم السلام (7)، والبرقيّ من أصحاب الهادي علیه السلام (8).
ص:453
قبال السيّد الخوئيّ و في بعض النسخ أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يزيد، ولا يبعد صحّة تلك النسخة، وأحمد بن محمّد بن عيسى هو الأشعريّ (1). وقد مضت ترجمته.
صحبته : عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2). وقال المامقانيّ: لم أقف فيه إلّا عدّ الشيخ إيّاه في رجاله، وظنّي أنّ الزيديّ نسبة إلى زيد بن عليّ بن الحسين علیهما السلام، بكونه من أولاده، ويحتمل أن يكون الغرض انّه معروف بكونه زيديّ المذهب وإن كان ذلك منه غير محرز كما يومي إليه كلمة المعروف المشعرة بعدم التحقّق، وعلى أيّ حال فهو مجهول الحال(3).
(1) :
لم يذكروه، روى عن الرضا علیه السلام كما في تحف العقول، قاله النمازيّ (2).
وقال المحقّق الزنجانيّ ولكنّ الراوي كما رواه في الكافي والمعاني عليّ بن سويد.
ولم أقف على ابن نجم في غير هذا الكتاب و الغلط والتصحيف فيه كثير (3).
مذكور في كتب الرجال (1).
صحبته: عنونه الصدوق في مشيخة الفقيه بالقمّيّ عند ذكر طريقه الثاني موصوفاً
بصاحب الرضا علیه السلام (2) ، وتبعه على ذالك السيّد الخوئيّ (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال: دخل عليه علیه السلام وروى عنه
حديثاً واحداً، ثقة، وعنونه في أصحاب الجواد علیه السلام بإدريس القمّيّ يكنّى
أبا القاسم (4).
(1):
مكانته : قال الكشّيّ: كان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم
الحضينيّ إلى الرضا علیه السلام (2)، وعدّه ابن داود في القسم الأوّل، وقال: كان وكيل الرضا علیه السلام(3)، وأيضاً العلّامة، وقال الأقرب قبول قوله (4) ، لكنّ الجزائريّ عدّه في الضعاف، وقال: إنّ القول بقبول روايته لا وجه له (5) . وأمّا المحقّق المامقانيّ بعد نقل أقوال العلماء فيه قال: وكيفما كان فما قوّاه العلّامة من قبول رواية الرجل متين؛ لأنّ كون الرجل إماميّاً اثني عشريّاً ممّا لا ريب فيه (6).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الجواد وقال: لقي الرضا علیه السلام(7).
الزنجانيّ: أعتمد عليه وأعدّه في الموثّق (1).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام (2)، وروى عنه علیه السلام في التوحيد وثواب الأعمال بعنوان ابن راهویه (3).
(4) :
هو إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ علیهم السلام .
مكانته : قال المفيد: وكان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل، والصلاح، والورع،
والاجتهاد (5) ، وقال النمازيّ، ثقة، جليل (6).
صحبته : عدّه الشیخ من أصحاب الصادق علیه السلام (7) ، و المحقّق النمازی قال :روی عن أبیه و أخیه موسی ، و الرضا علیه السلام (8).
هو إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ المتقدّم.
ص:458
(1) :
صحبته: قال النمازي: لم يذكروه، هو من خواصّ أصحاب مولانا الرضا علیه السلام روى الراونديّ في الخرايج عنه، قال: كنت مع الرضا علیه السلام (2).
(3):
روى الصدوق في العيون بطريقه عن عبد الله بن أحمد عنه عن الرضا علیه السلام ، وفي المعاني عن إسماعيل عن الخراساني يعني الرضا علسه السلام (4). ولكن الأصحاب لم يعدّوا إسماعيل الخراساني من أصحابه علیه السلام في كتب التراجم، فعلى هذا عبارة الصدوق في المعاني أقرب بالصحّة، لأنّ الرجاليّين عدّوا في كتبهم بعض من يسمّونه بإسماعيل من أصحاب الرضا علیه السلام ؛ كما في رجال الشيخ فراجع (5) .
الإمام هو الرضا علیه السلام ، لأنّ معمّر بن خلاّد من أصحابه علیه السلام ، وجزم به التستريّ (1). وقال المحقّق الزنجانيّ: يكون الرجل ممّن أدرك الأئمّة الثلاثة حيث نقل عن العيون (2).
بإسناده عن جعفر بن خلف عنه عن الكاظم علیه السلام النصّه على إمامة الرضا علیه السلام (3).
التنقيح : مجهول (1).
صحبته: روى عن أبي الحسن (2)، والرضا علیه السلام (3) وروى عن الأخير علیه السلام (4)
قال التستريّ: الظاهر أنّ المراد بالأخير أبو الحسن الأخير أي الهادي علیه السلام . فيكون من أصحاب الرضا إلى الهادي علیهم السلام (5).
مكانته : قال الشيخ في الرجال : مجهول (6)، وقال المحقّق الزنجانيّ: كلّ ما يروي عنه يعقوب بن يزيد نهر عندي بمنزلة الصحيح، ورمي الشيخ أیّآه بالجهالة لا يدّل عندي بالقدح (7).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (8) ، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (9) ، وقال المحقّق التستريّ: إنّ المفهوم من الأخبار كونه من أصحاب الصادق علیه السلام لا أصحاب الرضا علیه السلام ، فروى جوامع توحيد الكافي عن أبي عبد الله علیه السلام ، و في الروضة روى عن الصادق علیه السلام بواسطتين، فإمّا هو متعدّد وإمّا هو من
ص:462
أصحاب الصادق إلى الرضا علیه السلام (1).
مكانته : وثّقه النجاشيّ، وقال: له كتاب (2).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: أسند عنه (3)، وروى عن الرضا علیه السلام في العيون، باب ما جاء عن الرضا علیه السلام في صفة النبي صلی الله علیه و آله و سلم (4).
(5):
مكانته: ترجمه الشيخ في موضعين من الفهرست بطرق مختلفة وقال: ثقة، معتمد عليه، روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله علیه السلام . ولقي الرضا علیه السلام وروى عنه (6)، وترجمه النجاشيّ بعد توثيقه واعتماده عليه وقال: ذكره أبو عمرو في أصحاب الرضا علیه السلام (7)، و في الكشّيّ قال : رمي بالغلوّ يكذبون عليه، كان تقيّاً، ثقة. خيّراً، فاضلاً (8).
ص:463
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والرضا علیهما السلام (1) ، قال النمازيّ: وقال الخوئيّ: إنّه روى عن الرضا والجواد علیهما السلام إلى أن قال: وبقي إلى زمان مولانا الجواد علیه السلام وروى عنه النصّ على الإمام الهادي علیه السلام (2) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام مرّتين، وفي الثاني مجهولاً (1)
وذكره العلّامة في الباب الثاني، وأيضاً ابن داود عدّه في القسم الثاني (2).
(1):
الظاهر هو يزيد بن عمر (عمير) بن معاوية الشاميّ، كما ورد في الاحتجاج،
ونسخ الوسائل والبحار (2) عن العيون الذي ورد فيه، كما في العنوان، وستبحث عنه في عنوان يزيد.
(3) :
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : له أصل (4)، وترجمه النجاشيّ وقال : كوفيّ، ثقة. روى عن أبي عبد الله علیه السلام ، له كتاب رواه ابن أبي عمير (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام (6)، وروى الرجل عن أبي الحسن الرضاعلیه السلام في الكافي (7)، لكنّ صاحب التراجم لم يعدّوا إيّاه في أصحابه. و لعّل كلمة الرضا من زيادات النسّاخ، كما لم يرد في التهذيب والاستبصار (8).
ص:466
(1):
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام تارة وأخرى في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام (2) ،و ترجمه النجاشيّ وقال: روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، ضعيف (3).
قال السيّد الخوئيّ: فلا مناقضة بين عدّ الشيخ الرجل من أصحاب الرضا علیه السلام وعدّه في من لم يرو عنهم علیهم السلام ، إذ لا تنافي بين أن يكون الرجل من أصحاب أحد الأئمّة ولا يروي عنهم، نعم، بناء على ما ذكره الشيخ في أوّل رجاله من أنّه يذكر الرواة عن المعصومين أوّلاً، ثمّ يذكر من لم يعاصرهم أو عاصرهم ولم يرو عنهم، كان بين عدّ الرجل من رجال الرضا علیه السلام وعدّه في من لم يرو عنهم علیهم السلام مناقضة لا محالة، على أنّه ثبت رواية بكر بن صالح عن المعصوم... وقع بكر بن صالح في إستاد عدّة من الروايات تبلغ تسعة وثمانين مورداً، فقد روى عن أبي الحسن، وأبي الحسن الأوّل، وأبي جعفر ، وأبي جعفر الثانی علیهم السلام (4).
مكانته: ترجمه النجاشيّ بعنوان بكر بن محمّد بن عبد الرحمان بن نعيم الأزدي الغامدي، أبو محمّد، وجه هذه الطائفة من بيت جليل بالكوفة، وكان ثقة، وعمّر
ص:467
عمراً طويلاً (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم والرضا علیهم السلام (2).
(3):
صحبته : قال النمازيّ: لم يذكروه، وه_و م_ن أصحاب الكاظم والرضا والجوادعلیهم السلامر(4) ، وقال الزنجانيّ هو من أصحاب الرضا علیه السلام ، يروي معجزة عن الجواد علیه السلام كما في المحكيّ عن المناقب (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6)وترجمه في لسان الميزان فقال: قال عليّ ابن الحكم كان خصّيصاً بعليّ بن موسى الرضا علیه السلام ، ولمّا مات لرم قبره حتّى مات (7).
(8):
مكانته: ذكره الطوسيّ في رجال الشيعة وقال : كان من فرسان أهل الكلام
ص:468
والفقهاء (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2). و ترجمه ابن حجر بهذا الهنوان ، روى عن عليّ بن موسى الرضا علیه السلام .
مكانته : قال النجاشيّ: هو من زهّاد أصحابنا، وعبّادهم، ونسّاكهم، وكان ثقة. ومات جعفر رحمة الله بالأبواء، سنة ثمان ومائتين، ويقول أبو العبّاس بن نوح: كان يلقّب فقحة العلم، روى عن الثقات ورووا عنه (3)، وقال الكشّيّ: قال نصر: أخذ جعفر بن بشير رحمة الله فنضرب ولقی شدّة حتّى خلّصه الله ومات في طريق مكّة وصاحبه المأمون بعد موت الرضا علیه السلام (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
صحبته:عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام(1). وعدّه الكشّيّ من أصحاب الرضا علیه السلام وروى رواية عنه عن أبي جعفر علیه السلام (2). وروى الصدوق بإسناده عنه كتاباً إلى أبي الحسن يعني عليّ بن محمّد علیهما السلام ، في دعوى زوج المرأة الميتة متاعاً أو غيره (3) ، ولكنّ في الكافي والتهذيب (4) كتابته مع أبي الحسن مطلقاً، والظاهر عبارة يعني عليّ بن محمّد من النسّاخ.
صحبته: روى الرجل عن الرضا علیه السلام في سند التهذيب، وروى عنه أحمد بن محمّد
این عیسی (1) ، لكن ورد في الاستبصار جعفر بن محمّد عن ابن أبي زيدا (2)،و ذكره الأردبيلي في ذيل ترجمة أبي زيد المكّيّ الذي هو من أصحاب الرضا علیه السلام مع اختلاف النسخ في التهذيب بين جعفر بن محمّد بن أبي زيد وجعفر بن محمّد عن أبي زيد، قال: الصواب من هذه النسخ جعفر بن محمّد عن أبي زيد لوجود أبي زيد الذي روى عن الرضا علیه السلام ، وعدم وجود غيره في كتب الرجال وكون الأخبار متحدة (3). و به قال التستريّ وأضاف وقال: الأصل في عنوانه الجامع (4)، وردّ الزنجانیّ كلامه وقال : ليس بصواب (5) ، لأنّ الرجل وقع في سند الكافي، وروى عن أبيه، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى (6)،وقال السيّد الخوئيّ: إنّ الصحيح ما في نسخة التهذيب الموافق للوسائل والوافي(7) .
ص:471
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الهادي علیه السلام (1). وقال الأردبيلي باتّحاد من في الخير مع ما في رجال الشيخ (2). وكذا السيّد الخوئيّ (3)" و التستريّ (4)، وعلى هذا. ق المكتوب إليه هو الهادي علیه السلام .
والسيد البروجرديّ (قده) قال: و في نسخة جعفر بن محمّد، عن إسماعيل بن الخطّاب (5) . كذا أورده في الموسوعة الرجاليّة (6) أيضاً، وعدّ الشيخ، إسماعيل بن الخطّاب من أصحاب الصادق علیه السلام (7)، ولكن المحقّق الزنجانيّ قال : أنّه أدرك الكاظم والرضا علیهما السلام (8).
فعلى القول بصحّة هذا، فالمكتوب إليه هو الكاظم أو الرضا علیهما السلام، والله العالم.
(9):
مكانته : لم يذكروه، وقع في طريق الصدوق في المعيون عن الرضا علیه السلام ما يفيد
ص:472
حسن عقيدته وأنّه مورد عنایته و صاحب سّره وروى النصّ منه على ابنه
الجواد علیه السلام ، وهو من أصحابها، قاله النمازيّ (1).
والمامقانيّ بعد أن أشار إلى ذكره في التعليقة ونقل الصدوق روايته عن الرضا الله قال: غرض قدس سرّه من نقل هذا الخير الاستدلال به، لكون الرجل شيعيّاً صحيح الاعتقاد، ومورد لطف الإمام علیه السلام ، فيكون من الحسان (2) .
(3) :
مكانته : قال الشيخ : ثقة (4)، والعلّامة الحلّي عدّه من أصحاب الرضا علیه السلام مع وثاقته (5).
صحبته:عدّه الشيخ من أصحاب الجواد و الهادي علیهما السلام (6) . وروى الإربلي عن دلائل الحميريّ عنه عن الرضا علیه السلام (7) ، وروى، في هداية الكبرى عنه عن الرضا علیه السلام (8)، ولهذا قال النمازي: ويثبت قول العلامة جملة من رواياته عن مولانا الرضا علیه السلام (9).
ص:473
(1):
صحبته: قال النمازيّ: لم يذكروه، هو من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقع في طريق الصدوق عنه عن الرضا علیه السلام حديث فضل صوم يوم المبعث (2)، وقال الزنجانيّ: الراجح عندي قبول ما رواه (3).
(4):
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام المكنّى بأبي محمّد، وقال في باب الكنى : أبو محمّد التفليسیّ مجهول (5)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام(6). والرجل روى عن أبي الحسن و الرضا علیهما السلام كما في كتب أصحابنا (7).
وقال المحقّق الزنجانيّ والخوئيّ باتّحاده مع الحسن بن النضر الأرمني (8) واستفاداه من كلام الشيخ في الخلاف (9)، والمحقّق ذكره أيضاً في المعتبر (10)
ص:476
(1):
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2). وقال المامقانيّ: هو ا الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ثقة من أصحاب الكاظم علیه السلام ، وقال: إنّ الرازيّ من سهو الناسخ وأنّ أصله الزراريّ نسبة إلى زرارة لكونه من قبيلته لا بالبنوّة (3).
مكانته : قال المحقّق الزنجانيّ: الرجل عندي من الحسان (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وفي أصحاب الهادي علیه السلام بعنوان
الحسن بن الحسن العلويّ (5).
والمحقّق الزنجانيّ صرّح باتّحاده مع «الحسن بن الحسن الأفطس» (6).
وقال المحقّق التستريّ: الظاهر أنّ الحسن ه_ذا الذي أدرك الهادي علیه السلام كان معمّراً، فإنّ أباء الحسن الأفطس كان ابن عليّ بن السجّاد علیه السلام (7).
ص:477
(1):
وقع في طريق الكشّيّ عنه عن أبي الحسن الرضاعلیه السلام (2)، وقال العلامة المامقاني:
وليس له ذكر في كتب الرجال فهو مجهول الحال (3).
عدّهم الشيخ في الرجال من أصحاب الصادق والكاظم والجواد والهادي علیهم السلام(1) .
و لكنّ الرجل المكنى بأبي على روى في العيون والخصال عن الرضا علیه السلام(2).
مكانته : قال الزنجانيّ : أظنّ الرجل صالحاً (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وذكره مصغّراً بعد عدّة أسماء. وقال في كنى الأصحاب: أبو محمّد الذريري دينوريّ (4)، وقال المحقّق التستريّ: فالظاهر أنّ الراونديّ أو الرونديّ محرف الزريريّ، فقال البرقيّ في أصحاب الكاظم علیه السلام : أبو محمّد الزريريّ دينوريّ، واسمه الحسن (5) .
قال الكشّيّ: كان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم الحضينيّ
و علىّ بن الريّان بعد إسحاق إلى الرضا علیه السلام(1).
المأمون في عزمه على إرجاع الأمر إلى الرضا علیه السلام(1).
و قال :المامقانیّ فالظاهر من الأخبار الكثيرة انحراف الحسن هذا وأخيه عن الرضا علیه السلام(2).
صحبته:عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام(3).
عن أبي الحسن الرضا علیه السلام، وروى عنه محمّد بن سعيد المدائنيّ (1).
قال السيّد الخوئيّ: الظاهر وقوع التحريف فيه، والصحيح عمرو بن سعيد المدائنيّ بقرينة سائر الروايات (2).
وقال النمازيّ: روايته عن الرضا علیه السلام ثابتة (3).
(1):
مكانته : قال الشيخ كوفيّ ثقة (2)، و ترجمه في الفهرست: كان قطحيّاً، يقول بإمامة عبد الله بن جعفر، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن علیه السلام عند موته، ومات سنة أربع و عشرين و ما تدين، روى عن الرضا ، وكان خصّيصاً به. كان جليل القدر. عظيم المنزلة، زاهداً، ورعاً، ثقة في الحديث (3) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4). وقال النجاشيّ: لم يذكره أبو عمرو الكشّيّ في رجال أبي الحسن الأوّل، وعدّه في أصحاب الرضا علیهما السلام خاصّة (5).
أبي الحسن والرضا علیهما السلام (1)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (2).
(1):
مكانته : عدّه الكشّيّ من الفقهاء الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم (2) . و وثّقه الشيخ في أصحاب الكاظم علیه السلام وقال: يقال الزرّاد مولى ثقة، وقال في أصحاب الرضا علیه السلام: مولى بجيلة، كوفيّ، ثقة (3).
صحبته :عدّه الكشّيّ من أصحاب أبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا علیهما السلام (4).
كما ذكره الشيخ في أصحابها علیهما السلام(5)، وأمّا البرقيّ فقد عدّه في أصحاب الكاظم علیه السلام مرّتين تارة السرّاد، وأخرى الزرّاد (6) .
(1) :
مكانته: ترجمه النجاشيّ وقال: كوفيّ يروي عن أبيه عن أبي عبد الله علیه السلام
ويقال : هو عن موسى بن جعفر علیهما السلام له كتاب (2).
وقال الشيخ في الفهرست : له أصل (3).
وقال الزنجانيّ رواياته في غاية الجودة وأعدّها في الحسان العالية (4) .
صحبته : قال الزنجانيّ والنمازيّ: روى هو عن الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام (5).
لم يذكروه، وقع في طريق الكافي عنه عن أبي الحسن الثاني علیه السلام ، و عنه عن
أبي جعفر ابن الرضا علیهما السلام، قاله النمازي (1).
(2):
مكانته : قال الشيخ: المداينيّ مولى زياد، ثقة، صحيح، روى عن أبي الحسن
موسی علیه السلام (3)وروى الكذي رواية عنه عن الرضا علیه السلام ، وقال: فدل هذا الحديث على تركه الوقف، وقوله بالحقّ(4) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم، والرضاء والجواد علیهم السلام(5).
(6) :
لم يذكروه، روى عن مولانا الرضا علیه السلام في المكا في ق__الله النمازيّ(7) ، وق__ال الزنجانيّ : الحسين بن بشر أو بشير وقع في طريق الكافي والتهذيب إلى أن قال: والمظنون اتّحاد كلّ من الحسن بن بشر، وبشير، والحسين، كذلك والحسين بن بكر الآتي. وعدّه من ، أصحاب الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام، جميعاً، أعدّه في
ص:490
الحسان(1) ، راجع ترجمة الحسن بن بشير المتقدّم.
صحبته: عده الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام(2). وقال التفرشي والظاهر أنّه الزراريّ فهو الذي قبله (3)، وقال في منهج المقال: نهر كأخيه الحسن روى عنهما (أي الكاظم، والرضا علیهما السلام)(4)، وذهب إليه أيضاً النمازيّ (5)، وقال المامقانيّ: ويكون الحسن والحسين أخوين فالحسن من أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام، ثقة، بشهادة الشيخ، والحسين مصغّراً من أصحاب الرضا علیه السلام فقط، ولم يثبت توثيقه(6)، وقال السيّد الخوئيّ: ولكّن من المحتمل وقوع التحريف في النسخة، والصحيح هو الحسن، وعدّ تحريف الزراريّ بالرازيّ تو هّماً، واستشهد عليه في ترجمة الحسن بذكر البرقيّ ؤیّاهما في أصحاب الكاظم علیه السلام مرّتين على أن الزراريّ لقب سليمان بن الحسن (7).
وقال المحقّق الزنجانيّ بعد ايراد كلام التفرشي والميرزا: إن كان هو كأخيه الحسن الذي تقدّم ذكره وتوثيقه من رجال الشيخ في محلّه، فمن أين يثبت وجود الحسين هذا الذي نسب المعلّامة توثيقه إلى الشيخ في أصحاب الكاظم علیه السلام ، والحاصل
ص:491
فالمتحقّق ثبوت وجود الحسن مكبّراً، ولا وجه لذكرهم الحسين بن الجهم مصغّراً
هنا، والمرازي الذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام مغاير عنه جزماً، ولم أقف
لم حديث بهذا العنوان (1).
(2) :
صحبته: روى في هداية الكبرى عنه عن الرضا علیه السلام بعنوان أخاه علیه السلام ، والظاهر تصحيف في العنوان، والصحيح في السند الحسين أو الحسن بن موسى، حيث إنّ صاحب الأنساب عدّو هما من ولد موسى الكاظم علیه السلام (3)، وعدّ الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام الحسين بن موسى ويأتي.
وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام مرّتين تارة من دون وصف وأخرى معه(1) . قال السيّد الخوئيّ وقد وقع الكلام في اتّحاد، مع الحسين بن خالد الخفاف
و تعدّده، واحتمل التفرشيّ الاتّحاد بعيداً، إلى أن قال: والصحيح في إبطال احتمال الاتّحاد هو أنّ البرقيّ عدّ في أصحاب الكاظم علیه السلام الرجلين الحسين بن خالد أولاً والحسين بن خالد الصير في ثانياً، فلا مناص من الالتزام بالمتعدد، ثم إنه قد سبق وثاقة الحسين بن خالد الخفاف، ولكن الحسين بن خالد الصير في لم يثبت و ثافته، بل أنه خالف قول الإمام الرضا علیه السلامفي أمره بالقزام العافية (2).
الكاظم علیه السلام (1) ، وقال العسقلانيّ: ذكره الطوسيّ في رجال الشيعة، وكان في حدود
السبعين ومائتين (2) .
:
مكانته :ذكره الشيخ في الفهرست تارة بعنوان الحسين بن زياد وقال: له كتاب الرضاع (3)، وتارة بعنوان الحسن بن زياد و قال : له كتاب (4) .
وقال المحقّق الزنجانيّ في ترجمة الحسن: والراجح في المنظر اتّحادهما و نعدّ ما رواه في الحسن (5) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد والهادي علیهم السلام (1) و روی عنهم علیهم السلام (2).
صحبته: عدّه النجاشيّ من أصحاب الصادق و الكاظم علیهما السلام (1). وعدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام (2). وذكر النمازيّ رؤيته أبا الحسن الرضا علیه السلام ذيل ترجمة الحسين بن عثمان بن شريك (3).
وقال العسقلانيّ: ذكره الطوسيّ في رجال الشيعة من الرواة عن موسى الكاظم(1). وقال المحقّق المامقانيّ: وقد وقع في التهذيب رواية الحسين ه_ذا عن أبي الحسن الأوّل علیه السلام بغير واسطة، وهو سهو (2)، وذكر السيّد الخوئيّ قول المجلسي في التصحيف ، وقال : لا يبعد صحّة ما ذكره، فإنّه في كثير من الروايات روى عن أبيه عن أبي الحسن علیه السلام ، على ما عرفت (3).
(4) :
مكانته : قال الشيخ: ثقة (5).
صحبته، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6)، والبرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (7)، وقال النمازيّ : روى هو عن أبي عبد الله علیه السلام، فهو من أصحابه علیه السلام (8).
مكانته : قال المامقاني: تظاهر الشيخ كونه إمامياً إلا أن حاله مجهول (9).
ص:497
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1) . وفي أصحاب الكاظم علیه السلام
موصوفاً بالعيّاشيِّ (العبّاسیّ خ ) (2).
(3):
مكانته: روى الكشّيّ رواية أنكر إمامة أبي الحسن الرضا علیه السلام(4) ، وق__ال المامقانيّ: وفي ترجمة زرعة خير للحسين بن قياما، يظهر منه الإخلاص، والعدول عن الموقف، لروايته ما يرده بقوله قال: سألت أبا الحسن الرضا علیه السلام، فقلت : جعلت فداك (5). وأما السيّد الخوئيّ يردّ عليه، وقال: أمّا أوّلاً، فالضعف الرواية، وثانياً لأنّ الخطاب بمثل ذلك لا يكشف إلّا عن رعاية الأدب عند التكلّم مع الأشراف، وأمّا عن العقيدة فلا، بل أنّ في الرواية المسها دلالة على وقفه، وعدم قوله بالحق حال مخاطبته (6) .
صحبته: عدّه الشيخ من من أصحاب الكاظم علیه السلام (7).
صحبته : عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1)
(2):
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3)، و من أصحاب الكاظم علیه السلام قائلاً بالواقفيّ (4).
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1)، وقال النجاشیّ : روى عن أبي الحسن موسى، والرضا علیهما السلام (2)، والبرقيّ عدّه من أصحاب الكاظم علیه السلام (3) والكشّيّ روى مكاتبته مع الرضا علیه السلام (4).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: له كتاب (5)، وقال النجاشيّ: كان شاعراً، أديباً. وسكن الري، ومات بها، وقال قوم من القمّيّين أنّه غلا في آخر عمره، والله أعلم. وما رأينا له رواية تدلّ على هذا له كتاب التقيّة ... وله كتاب السنة (6).
قال المحقّق الزنجانيّ: ذكره العلّامة في القسم الثاني (7)، وابن داود في البابين (8). وجعله بعض ضعيفاً، وآخر مهملاً، ولا وجه لجميع ذلك، كما لا يخفى، والرجمل كثير الحديث، مستقيم الأخبار، ملأ المحدّثون كتبهم من أحاديثه من غير نكير، أعدّه في الحسن كالصحيح (9).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (10).
ص:500
(1):
مرّ ذكره في ابن بشّار.
عدّه البرقيّ من أصحاب الرضا (2) .
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : ثقة، جليل القدر، له كتاب (3) ، و ترجمه النجاشيّ بعنوان حمّاد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري وأخوه عبد الله تقتان، رویا عن أبي عبد الله ، وروى حمّاد عن أبي الحسن والرضا، ومات حمّاد بالكوفة في سنة تسعين ومائة (4) ، وذكره الكشّيّ مع أخويه جعفر والحسين، وقال: كلّهم فاضلون خيار، ثقات، ومات حمّاد سنة تسعين ومائة بالكوفة، وعدّه من الفقها.
الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح ّعنهم(5).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام (6).
ص:501
(1):
مكانته : قال الشيخ له كتب ثقة (2)، ووثّقه أيضاً في الفهرست (3)، والنجاشيّ قال: وكان ثقة في حديثه صدوقاً، إلى أن قال: هو غريق الجحفة في سنة تسع ومائتين، وقيل: سنة ثمان ومائتين، وله نيّف وتسعون سنة رحمة الله (4)، وعدّه الكشّيّ من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام ، وقال : بق إلى زمان الرضا علیه السلام . ذهب به المسيل في طريق مكة بالجحفة، وعده في أصحاب الكاظم علیه السلام (6) ، وترجمه النجادي و قال: وقيل إنه روى عن أبي عبد الله له عشر بن حديثاً، وأبي الحسن والرضا علیه السلام ، ومات في حياة أبي جعفر الثاني علیه السلام ، ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا ، ولا عن أبي جعفر علیه السلام (7).
مكانته: روى الكشّيّ بإسناده عن حمدان الحضينيّ، قال: قلت لأبي جعفر :
ص:502
إنّ أخي مات، فقال لي: رحم الله أخاك فإنّه من خصّيص شيعتی (1) . وقال الخوئيّ: يظهر من ذلك أنّ حمدان الحضينيّ كان أخا محمّد بن إبراهيم الحضينيّ، فهو ابن إبراهيم الأهوازيّ المتقدّم (2) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا (3)، واستظهر الوحيد في تعليقته أنّه الحضينيّ أخر محمّد وإسحاق ابني إبراهيم (4).
(5):
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: له كتاب، وذكر طريقه إليه (6)، وكنّاه النجاشيّ بأبي سعيد، وقال: ثقة، من وجوه أصحابنا (7).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والعسكريّين، وفي من لم يرو عنهم ، وقال السيّد الخوئيّ: إنّ في ذكر الشيخ الرجل في أصحاب الأئمّة علیهم السلام(8) ، و ذكره في من لم يرو عنهم مناقضة واضحة (9). وقال النمازيّ: ويشهد الصحّة كلام الشيخ في عدّه من أصحاب الرضا علیه السلام ما رواه المصدوق في التوحيد
ص:503
و العیون بإسناده عنه عن الرضا علیه السلام
(1) :
(2):
مكانته : قال النجاشيّ: له كتاب شرايع الإيمان، وكتاب الإهليلجة، وقال ابن نوح: مات حمدان سنة خمس وستين ومائتين، وقال: قال ابن معمّر : إنّ أبا الحسن موسى، والرضا علیه السلام دعوا له (3). وقال المحقّق الزنجانيّ : عدّه الأكثر ممدوحاً (4)، وهو الأقوى، خلافاً للحاوي (5) حيث عدّه من الضعفاء، وظاهر النجاشي الاعتماد عليه (6)
صحبته: ترجمه النجاشيّ وعدّه من أصحاب أبي الحسن موسى والرضا علیهما السلام (7) .
محمد دون حمزة، وحديث ترحّم الرضا عليه كما عن الكشیّ (1) على فرض قبوله معارض بحديث رميه بالشقاوة، كما عن غيبة الشيخ (2)، لكن عدّ الشيخ إیّاه (3)من أصحاب الرضا علیه السلام بنا في نسبة الوقف إليها ، وقال السيّد الخوئيّ: فالتحصّل ممّا ذكرناه أنّ الرجل واقفیّ لم يوثّق (4).
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الرضا (5).
صحبته: قال النمازيّ: لم يذكروه، وقع في طريق الكلينيّ، والصدوق، والشيخ.
والبرقيّ في سن، والمفيد، وهو من أصحاب الرضاء علیه السلام (1).
(2):
مكانته قال الزنجانیّ روايته يشعر بتشيّعه (3).
صحبته: قال النمازیّ لم يذكروه، وهو من أصحاب الرضا علیه السلام ، روى الثقة الجليل
الصفار في كتابه البصائر عنه عن الرضا علیه السلام (4).
(5):
مكانته قال الشيخ في رجاله: واقفيّ(6). ، و في الفهرست و ثّقه و ترحّم عليه (7) .
وذكره العلّامة وابن داود في القسم الثاني وقال العلّامة: وعندي في روايته توقّف (8).، وعدّه المجلسيّ والبلغة موثّقاً (9).
صحبته: عدّه الكشّيّ من أصحاب أبي الحسن موسى والرضا علیهما السلام ، وقال: واقفیّ
ص:506
أدرك أبا عبد الله علیه السلام ، ولم يدرك أبا جعفر علیه السلام ، وكان يرتضي به سديداً (1) .
وعدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام (2). و ترجمه النجاشيّ بعنوان حنّان بن سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفيّ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ، وقال: عمّر حنّان عمراً طويلاً (3).
قبال النمازيّ: من أصحاب الرضا علیه السلام ، أملى عليه الإمام دواء البلغم (1)، وقال باتّحاده مع خالد بن سعيد، أبو سعيد القمّاط (2) الذي عدّه النجاشيّ من أصحاب أبي عبد الله علیه السلام ، و وثّقه (3)، وعدّ الشيخ أبا سعيد القمّاط من أصحاب الكاظم علیه السلام (4).
(5):
صحبته: الرجل من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام كما ذهب إليه صاحب التراجم (6) ، وهو لم يدرك أبا الحسن الرضا علیه السلام ، حيث مات سنة أربع وسبعين ومائة (7) - وقد وقع الوباء في هذه السنة بمكّة (8) - وعلى هذا، الرواية التي ذكر ابن شهر آشوب أنّه دخل على الرضا علیه السلام (9) . في غاية البعد، وقد ذكر هذه الرواية في الخرائج، وقال: دخلت على أبي إبراهيم (10).
ص:508
(1) :
صحبته: روى الفضل بن الحسن الطبرسيّ عنه عن الرضا علیه السلام ، كما في الوسائل (2) ، ولعلّ هو خلف بن حمّاد بن ناشر بن المسيّب الذي ترجمه النجاشيّ وعدّه من أصحاب موسى بن جعفر علیهما السلام موثّقاً (3).
بحديثه، ولا يوثق به (1)، وذكره ابن داود في البابين (2)، وقال الزنجانيّ: ووجه ذكره في الأوّل عدم تعرّض النجاشيّ إلى ضعفه (3)، وقال السيّد الخوئيّ: ولا نعرف له وجهاً صحيحاً (4).
صحبته: ترجمه النجاشيّ وعدّه من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
(6) :
مكانته : قال النجاشيّ: ضعيف جدّاً، والغلاة تروي عنه (7)، وروى الكشّيّ رواية عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : انزلوا داود الرقّيّ منّي بمنزلة المقداد من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم (8). وعدّه المفيد من ثقات الكاظم (9)، وذكره العلّامة في باب الأوّل. ونقل قول ابن الغضائريّ أنّه كان فاسد المذهب، ضعيف الرواية، لا يلتفت إليه. وقال : وعندي في أمره توقّف، والأقوى قبول روايته (10) ، وقال السيّد الخوئيّ: وعلى الجملة فالرجل غير ثابت الوثاقة، ويبطل اختيار العلّامة وجمع ممّن تأخّر عنه من
ص:510
الحكم بوثاقته (1)، وقال المحقّق الزنجانيّ والأقوى قبول ما رواه، وعدّه في الصحيح (2)، وعلى المتتبّع الرجوع على أدلّتهم.
صحبته: هو داود بن كثير الرقّيّ الذي عدّه الشيخ من أصحاب الصادق. والكاظم علیهما السلام ، وفي الثاني موثّقاً (3)، و ترجمه النجاشيّ وعدّه من أصحاب موسى والرضا علیهما السلام ، حيث جعل سنة موته بسنة بعد المائتين بعد وفاة الرضا علیه السلام (4).
١٦٥ - داود بن سليمان الفراء
(5) :
قال النمازيّ: لم يذكروه، روى الصدوق بسنده عنه عن الرضا علیه السلام ، ولعلّه متّحد مع ابن سلیمان ابن يوسف (6).
بشيء والرجل عندي ثقة، صحيح (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: أسند عنه، وروى عنه ابن مهرویه (2).
(3):
صرّح السيّد الخوئیّ والمحقّق التستریّ في باتّحاده مع داود بن مافقة الصرميّ المعنون في رجال النجاشيّ (4).
مكانته : صرّح النجاشيّ بأنّ له مسائل إلى أبي الحسن الهادي علیه السلام (5).
قال الوحيد: يظهر من الأخبار كونه من الشيعة، بل ربما يظهر من الشيخ اعتماده عليه، لأنّه ربما يروي عنه ما يخالف، فيطعن عليه بمثل الشذوذ ونظائره، ولا يطعن من جهته أصلاً(6).
صحبته: قال النجاشيّ: روى عن الرضا علیه السلام ، وبقي إلى أيّام أبي الحسن صاحب
العسكر علیه السلام (7)، وعدّه الشيخ من أصحاب الهادي علیه السلام (8).
ص:512
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أنّ حاله مجهول (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال : كان من أصحاب المهدي (2).
والبرقيّ عدّه من أصحاب الكاظم علیه السلام(3) .
مكانته : قال النجاشيّ: قيل: روى عن الرضا علیه السلام ، ثقة، له كتاب يرويه عنه جماعة (4)، وقال الزنجانيّ: الرجل ثقة عندهم. ، تبعاً للنجاشيّ (5) .
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6) ، و ترجمه النجاشيّ وقال: روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام (7) .
(8):
مكانته قال الكشيّ له منزلة عالية عند أبي جعفر، وأبي الحسن
ص:513
و أبي محمّد علیهم السلام ، وموضع جليل (1).
صحبته: قال الشيخ شاهد الرضاء والجواد، والهادي، والعسكري، وصاحب الأمر علیهم السلام(2) .
قال السيّد الخوییّ: روى عن أبي الحسن، وأبي الحسن الرضا، وأبي جعفر، وأبي جعفر الثاني، وأبي الحسن صاحب المعسكر ، وأبي محمّد، وأبي محمّد الحسن بن علي علیهم السلام (3).
مكانته: نقل الكشّيّ عن حمدويه عن أشياخه قالوا: داود بن النعمان، خيّر فاضل، وهو عمّ الحسن بن عليّ بن النعمان، وأوصى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل بن يزيع (4)، وقال العلّامة في حقّه ثقة عين (5)، وقوّاه في الوجيزة بعد عدّه حسناً (6). وقال المامقانيّ إنّ وثاقة الرجل ممّا لا ينبغي التأمّل فيها (7).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وذكر في أصحاب الصادق علیه السلام موصوفاً بالأنباري (8)، وقال النجاشيّ : مولى بني هاشم أخر عليّ بن النعمان وداود
ص:514
الأكبر، روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام، وقيل : أبي عبد الله ، له كتاب (1).
(2):
مكانته ترجمه النجاشيّ وقال : مشهور في أصحابنا، صنّف كتاب طبقات الشعراء (3)، وقال في ترجمة أخيه علىّ خرج إلى قمّ بعد أن خلع الرضا علیه السلام عليه قيص خزّ أخضر وأعطاء خاتماً فصّه عقيق، و دفع إليه دراهم رضويّة، وقال له: يا دعبل مر على قمّ فإنّك ستفيد بها، وقال له: احتفظ بهذا القميص، فقد صلّيت فيه ألف ليلة ألف ركعة، وختمت فيه القرآن ألف ختمة، قال ابن أخيه إسماعيل: ولد عمّي دعبل سنة ثمان وأربعين ومائة في خلافة المنصور، ورأى موسى، واقي الرضا ، ومات سنة خمس وأربعين ومائتين أيّام المتوكّل (4). وذكر الكشّيّ وفوده على الرضا علیه السلام (5).
صحيته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام(6) ، وعدّه في المعالم من الشعراء المقتصدين، من أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام (7).
ص:515
(1):
هو الفضل بن سهل و يأتي.
وصلت إلى أبي جعفر علیه السلام وقلت له: مولاك الريّان بن شبيب يقرأ عليك السلام
و يسألك الدعاء له ولولده، فذكرت له ذلك، فدعا له (1).
(2):
مكانته و ثّقه الشيخ :وعدّه في من لم يرو عنهم علیهم السلام ، روى عنه إبراهيم بن هاشم(3) ، وترجمه في الفهرست وقال: له كتاب (4)، قال النجاشيّ: كان ثقة صدوقاً. ذكر أنّ له كتاباً جمع فيه كلام الرضا علیه السلام في الفرق بين الآل والأمّة (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والهادي علیهما السلام (6). وقال النجاشيّ: الريّان بن الصلت الأشعريّ القمّيّ أبو عليّ روى عن الرضا علیه السلام (7) .
(1):
مكانته: ترجمه النجاشيّ وقال: ذكريّا ابن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعريّ
القمّيّ، ثقة، جليل، عظيم القدر. وكان له وجه عند الرضا علیه السلام ، وقال: له كتاب، وكتاب
مسائله للرضا علیه السلام (2) ، و ترجمه الشيخ في الفهرست وقال: له مسائل، وله كتاب (3) . وقال الكشّيّ عن عليّ بن المسيّب قال: قلت للرضا شقّتي بعيدة، ولست أصل إليك في كل وقت. فممّن أخذ معالم ديني ؟ فقال علیه السلام : من زكريّا بن آدم القمّيّ المأمون على الدين والدنيا (4).
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الصادق، والرضا، والجواد علیهم السلام (5)
مكانته : ترجمه النجاشيّ وقال : قيل إنّه روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن والرضا علیهم السلام ، له كتاب (1)، وقال العلّامة: كان وجهاً يروي عن الرضا علیه السلام (2) ، قال السيّد الخوئيّ ما ذكره مأخوذ من كلام النجاشيّ، وقد تقدّم في ترجمة إدريس أنّ ما في النجاشيّ راجع إليه لا إلى ابنه زكريّا، وقد تقدّم أنّ توصيف شخص بأنّه كان وجهاً، لا يدلّ على حسنه فضلا عن وثافته، ورواية الكشّیّ من ترحِّم الإمام علیه السلام عليه، لا يدلّ على وثاقته، ولا على حسنه (3) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والرضا علیهما السلام ، وقال في الثاني: قمّيّ يكنّى أبا جرير (4)، وعدّه في كنى أصحاب الكاظم، والرضا علیه السلام (5).
مکانته : قال الشيخ في الفهرست: له كتاب (1)، وضعّفه العلّامة صريحاً في الوجيزة (2). قال الرنجانيّ، ينافي وقفه عدّ الشيخ إیّاه من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال : الأقوى عندي قبول ما يرويه عنه الثقات، وعدّه في الموثّق إن ثبت وقفه (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاعلیه السلام (4)، وقال النجاشيّ: زكريّا بن محمّد أبو عبد الله المؤمن، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى علیهما السلام ، ولقي الرضا علیه السلام في المسجد الحرام، وحكى عنه ما يدلّ على أنّه كان واقفاً، وكان مختلط الأمر في حديثه (5) ، وعدّه العلّامة وابن داود في القسم والباب الثاني من رجاليهما (6).
وقال الشيخ: واقفیّ (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق، والكاظم علیهما السلام (2). وقال النجاشيّ: روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن علیهما السلام ، و وقف في الرضا علیه السلام (3). وقال الزنجانيّ: روى عن الرضا علیه السلام، كما في باب السفرجل من المحاسن (4)، وفيه منافاة مع النسبته (5).
صحبته : هو سعد بن سعد الأحو ص بن سعد بن مالك الأشعریّ القمّیّ ثقة، الذي عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1)، و ترجمه النجاشيّ موثقاً وعدّه من أصحاب الرضا وأبي جعفر علیهما السلام (2)، وعدّ البرقيّ سعد بن سعد الأشعريّ القمّيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (3).
مكانته : قال المامقانيّ: ظاهرة كونه إماميّاً ولم يرد فيه مدح یدرجه في الحسان (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء علیه السلام (5).
(6) :
مكانته: ذكره النجاشيّ مرّتين في الأولى: الأزدي مولاهم بغداديّ، روى عن الرضا علیه السلام ، له كتاب، وفي الثاني: أصله كوفي ّ نشأ ببغداد، ومات بها، مولى الأزد ويقال : مولى جهينة، وأخوه أبو عامر ، روى عن أبي الحسن، والرضا علیهما السلام، وكانا ثقتين (7).
صحبته: قال السيّد الخوئيّ في ذكر طبقته فقد روى عن أبي الحسن الرضا ،
ص:522
و أبي جعفر علیهما السلام (1). وقال الزنجانيّ والظاهر أن أبا جعفر علیه السلام هو الجواد علیه السلام(2).
صحيته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام مجهولاً (3)، وقال النمازيّ: الظاهر أنّه والد الحسين المذكور (4) .
(5) :
هو سعد بن سعد المتقدّم.
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال: ثقة (6) . وقال المامقانیّ :عدّه الشيخ تارة بهذا العنوان من أصحاب الرضا علیه السلام وأخرى بغير وصفه بالقمّيّ من أصحاب الجواد علیه السلام (7)، وأبدل في بعض النسخ سعداً في الثاني بسعيد، كما أبدل فيها سعيداً في الأوّل : سعد، والصواب ما ذكرناه (8) .
ص:523
(1):
مكانته: نسب ابن داود إلى الشيخ أنّه ثقة (2)، و وثّقه العامّة (3).
صحبته: ذكره ابن داود و نسب إلى الشيخ أنّه من أصحاب الرضاء علیه السلام (4).
و روى الرجل في موارد عن الرضا علیه السلام في الأمالي (5)، وقال العلّامة المامقانيّ: و عندنا نسختان من رجال الطوسيّ خاليتان في باب الرضا علیه السلام عمّا عزّاه إليه (6).
على أيّ حال عدّه الشيخ بهذا العنوان في أصحاب الصادق علیه السلام مضيفاً إليه المدني
أسند عنه (7) .
وقال: سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر الطيّار أبو
محمّد الطالبي الجعفري روى عن الرضاء علیه السلام(1) .
(2) :
هو الجعفريّ المتقدّم والحميري مصحّف الجعفري.
هو كسابقه.
هو المتقدّم.
(3) :
مكانته قال المامقانيّ وقال المحقّق الداماد سليمان بن حفص المروزیّ في ذكره الشيخ في الرجال من أصحاب الهادي علیه السلام ، و يظهر حسن حاله وحسن عقيدته من العيون، انتهى ...
أقول: لم يرد من أحد قدح ولا غمز فيه، وقد وثّقه مولانا محمّد تقيّ المجلسيّ في
ص:525
شرح الاستبصار، فهو تعديل منه بغير معارض (1).
صحبته: عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا علیه السلام قائلاً : «سليمان المروزيّ»(2).
قال الوحيد: وكان له مكاتبات إلى الجواد والهادي والعسكريّ علیهم السلام (3)و قال المحقّق التستريّ: فالمستفاد من الأخبار روايته عن الكاظم والرضا والهادي علیهم السلام . وأمّا عن الجواد والعسكريّ علیهما السلام كما قال الوحيد : فلا (4).
قال الصدوق: لقي سليمان بن حفص موسى بن جعفر والرضا علیهم السلام (5)، وذكره این شهر آشوب في أصحاب الهادي علیه السلام (6).
الكاظم علیه السلام (1).
(2):
لم يذكروه، هو من أصحاب الرضاء الله ، قاله النمازيّ (3).
(4):
مكانته : قال الشيخ: ثقة (5)، وقال السيّد الخوئيّ: إنّ الرجل لم تثبت و ثاقته. ويكون من المعمّرين وأنّ عمره يزيد على تسعين سنة (6). وقال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً ولم يرد فيه توثيق إلّا في بعض نسخ رجال الشيخ، ولا وثوق به، لإبداله كلمة ثقة في النسخة الأخرى بكوفیّ (7).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والعسكري علیهم السلام (8)، وقال في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام: السندي بن ربيع بن محمّد روى عنه الصفّار (9)، وقال في
ص:527
الفهرست: له كتاب (1) ، وترجمه النجاشيّ وقال : روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام (2).
(1):
مكانته ترجمه النجاشيّ وقال: ثقة (2) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام، وقال: سهل بن اليسع بن عبد الله الأشعريّ القمّيّ جميعاً من أصحاب أبي الحسن موسى علیه السلام (3). وقال النجاشيّ: روى عن موسى والرضا علیهما السلام (4). وقال السيّد الخوئی في طبقة الحديث روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن، وأبي الحسن موسى وأبي الحسن الأول و عن الرضا علیهم السلام (5).
صحيته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء علیه السلام (1).
مكانته : قال الشيخ في رجاله: وكيل الرضا علیه السلام ثقة (2). و في الفهرست قال : أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم (3) ، وترجمه النجاشيّ وقال: ثقة ثقة. عين، روى عن الرضا علیه السلام ، وكانت له عنده منزلة شريفة، وقال: مات صفوان بن يحيى رحمة الله السنة عشر ومائتين (4)، و عدّه الكشّيّ من الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم. وأبي الحسن الرضا علیهما السلام الذين أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم (5) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا و الجواد علیهم السلام (6).
مكانته : قال الشيخ في رجاله: غاليّ كذّاب (7)، وقال في الفهرست: كان مستقيماً
ص:531
ثم تغيّر وأظهر القول بالغلّو وله روايات (1) ، وترجمه النجاشيّ: طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني أخو فارس بن حاتم كان صحيحاً، ثمّ خلط، له كتاب (2).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام، وذكره أيضا في عداد من لم يرو
عنهم علیهم السلام (3).
مكانته : قال المامقانيّ: على فرض التعدّد فحاله مجهول، نعم ظاهر الشيخ كونه إماميّاً (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2)،ذهب الوحيد والسيّد الخوئيّ إلى أنّه هو عبّاس بن موسى الثقة (3) الذي ترجمه النجاشيّ وقال: كان من أصحاب يونس (4)، واحتمل المتفرشيّ باتّحادهما (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والهادي علیهما السلام (1)، قال السيّد الخوئيّ
في طبقته: وقع بهذا العنوان في إستاد كثير من الروايات تبلغ مائتين وتسعة وثلاثين مورداً، فقد روى عن أ ، روى عن أبي جعفر الثاني علیه السلام(2).
مكانته قال الشيخ : كوفيّ ثقة (3). وقال المامقانيّ توثيق الشيخ والعلّامة كاف في حقّ الرجل (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5)، قال المامقانيّ: و احتمل الميرزا اتّحاده مع الورّاق، لا وجه له بعد صراحة كلام خرّيت هذه الصناعة (يعني) العلّامة في الخلاصة في التعدّد، حيث أثبت كلاًّ منها تحت عنوان مستقل (6)، وقال السيّد الخوئیّ: الاتّحاد بعيد، فإن أحدهما ورّاق والآخر نخّاس على أنّ الشيخ ذكر الورّاق بعنو ان العبّاس بن محمّد، فمع الاتّحاد لا وجه لذكره ثانياً (7).
ص:534
(1):
روى الرجل عن الرضا علیه السلام بهذا العنوان في الكافي وأمالي الصدوق (2). وقال السيّد الخوئيّ: هذا هو العبّاس بن هشام الناشريّ (3). ويأتي في عبيس بن هشام.
عن الرضا علیه السلام، وذكر طريقه إليه (1)، وهو مولى أبي الحسن موسى علیه السلام كما في الكافي (2).
(3):
هو هشام بن إبراهيم ويأتي.
(4):
لم يذكروه، روى الرجل عن الرضا علیه السلام وروى عنه ابنه عمر (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام (6)، وقال في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام : عبد الجبّار من أهل نهاوند، روى عنه البرقيّ(7) ، وترجمه في الفهرست بعنوان ابن عليّ من أهل نهاوند له كتاب (8) . وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام(9)
ص:536
(1) :
مكانته : قال السيّد الخوئيّ: لم يثبت و تاقته ، فإن كان رواية صفوان عن شخص دليلاً على وثاقته، فهو ثقة، وإلّا لم يعمل معه معاملة الثقة (2). وقال المامقانيّ: ظهور كلام الشيخ في كونه إماميّاً، وكشف رواية صفوان عنه عن وثاقته (3).
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام، وقال في الأوّل: روى عنه صفوان بن يحيى، و في الثاني ذكره في موضعين (4).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب (5) ، وترجمه النجاشيّ و قال: اسمه عمرو این مسلم روى عن الرضا علیه السلام، وكان عبد الرحمان ثقة، ثقة، معتمداً على ما یرویه (6).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام(7) ، وقال السيّد الخوئيّ في طبقته : روى عن أبي الحسن ، وأبي الحسن الثاني. وأبي جعفر الثانی علیهم السلام (8)
ص:537
مكانته : ترجمه النجاشيّ وقال : سكن بغداد، ورمي بالكيسانيّة، روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن علیهما السلام وبقي بعد أبي الحسن علیه السلام ورجع إلى الحقّ، ولقي الرضا علیه السلام ، وكان ثقة ثقة ثبتاً، وجها (1)، وعدّه الشيخ في الغيبة من الوكلاء المحمودين قائلاً: وكان عبد الرحمان بن الحجّاج وكيلاً لأبي عبد الله علیه السلام ، ومات في عصر الرضا علیه السلام على ولايته (2).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام، وقال في الأوّل: مولا هم كوفيّ بيّاع السابريّ أستاذ صفوان، وفي الثاني ؛ من أصحاب أبي عبدالله علیه السلام (3)، وقال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله ، وأحدهما، وأبي الحسن، وأبي الحسن موسى، وأبي الحسن الأوّل، وأبي إبراهيم. والعبد الصالح، وأبي الحسن الرضا علیهم السلام (4).
صحبته: الرجل روى عن أبي الحسن علیه السلام في تفسير القمّي والخرائج (5)، روى
ص:538
الحديث المذكور في البصائر بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام (1)، وعدّه صاحب التراجم من أصحاب الصادق علیه السلام (2) ، ولم يذكر أنّه روى عن أبي الحسن علیه السلام
صحبته: روى الرجل عن الرضا علیه السلام في إثبات الوصيّة (3)، وعدّه البرقيّ بهذا العنوان في أصحاب الكاظم علیه السلام (4) ، قاله النمازيّ(5).
(6) :
مكانته: ترجمه النجاشيّ وقال: روى عن الرضا علیه السلام ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا علیه السلام (7)، و في الكشّيّ أبو الصلت نقيّ الحديث، ورأيناه يسمع، ولكن كان شديد التشيّع، ولم ير منه الكذب، ثقة، مأمون على الحديث، إلّا أنّه يحبّ آل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وكان دينه و مذهبه (8) ، وقال السيد الخوفي: إنما الإشكال في مذهبه، فالمشهور والمعروف تشيعه وهو ظاهر عبارة النجادي، لكن عرفت من الشيخ أنه عامي، والظاهر أنه سهو من قلمه الشريف، فإن أبا الصلت مضافاً إلى
ص:539
تشيّعه كان مجاهراً بعقيدته أيضاً، ومن هنا تسالم علماء العامة على أنه شيعيّ، صرّح
بذلك ابن حجر وغيره (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وكنّي أبا الصلت، وقال: عاميّ (2) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام قائلاً: أشعريّ قمّيّ. وقال في باب
من لم يرو عنهم علیهم السلام: جدّ محمّد بن الحسين، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى والبرقيّ (1) . وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (2).
وقال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن عن أبي الحسن والرضا علیهما السلام (3).
(4):
مكانته : قال الصدوق: وكان مرضيّاً (5). وقال المامقانيّ في نتائج التنقيح : ثقة (6).
وقال المحقّق الزنجانيّ: فالرجل عندنا جليل، عظيم المنزلة (7).
وقال السيّد الخوئيّ في ترجمته بعد نقل عدّة روايات والمناقشة فيها: والذي يهوّن الخطب أنّ جلالة مقام عبد العظيم، وإيمانه وورعه غنيّة عن التشبّث في إثباتها بأمثال هذه الروايات الضعاف (8).
صحبته: عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكري علیهما السلام (9)،نُسب
ص:541
إليه أيضاً عدّه من أصحاب الجواد علیه السلام (1) ، ولكن لم تعثر عليه في المطبوع، وروى عن أبي الحسن الرضا علیه السلام (2)، وقال السيّد الخوئيّ بعد نقل هذه الرواية: فإنّ مقتضى هذه الرواية إدراك عبد العظيم الرضا علیه السلام، إلّا أنّه لا اعتماد عليها (3) ، وقال المحقّق التستريّ: الظاهر كون الرضا علیه السلام فيه من زيادات النسّاخ (4).
(5):
مكانته : وصفه في الوجيزة و المبلغة بالحسن (6)، وقال المامقانيّ بعد مستند هما کونه حسن، وذكر ايرادات الواردة من حيث الدلالة والسند عن بعض الأفاضل: الوثوق بورود الرواية عنهم حاصل وإن لم يكن الراوي تقة، وذلك كاف في إدراج أخبار الرجل في الحسان، وليس الظنّ الحاصل من هذا الخبر بحسن حال الرجل بأقلّ من شهادة بعض أهل الرجال بحسن الرجل (7).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام مرّتين (8) ، والبرقیّ عدّه من أصحاب الكاظم علیه السلام(9)، والرجل روى عن أبي الحسن الأوّل وأبي الحسن الرضا علیهما السلام (10).
ص:542
(1):
مكانته : قال الكشّيّ: مجهول لا يعرف (2). ونقل العلّامة عن الغضائريّ أنّه يقال عليه الفاسد كثيراً (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4)، و ترجمه النجاشيّ وقال: حليف الأنصار، سكن مزينة بالمدينة، فتارة يقال الغفاريّ، وتارة يقال الأنصاريّ. وأخرى يقال المزنيّ، له كتاب (5)، والكشّيّ عدّه من أصحاب الرضا علیه السلام (6) والعلّامة عدّه في القسم الثاني وقال: أبو محمّد مدنيّ (7).
(1) :
هو عبد الله بن محمّد بن عليّ بن العبّاس بن هارون التميميّ الرازيّ، ترجمه النجاشيّ وقال: له نسخة عن الرضا علیه السلام (2)، وروى ابنه الحسن عنه عن الرضا علیه السلام .
مكانته : قال الشيخ كوفيّ ثقه (3). والبرقیّ كذالك (4) ، وفي الكشّيّ: إنّ عبد الله بن جندب لمن المخبتين (5)، وقال الشيخ في الغيبة: من الوكلاء المحمودين، وكان وكيلاً لأبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا، وكان عابد أ رفيع المنزلة لديها على ما روي في الأخبارا (6).
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام قائلاً: عربيّ وكان أعور، وفي أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام (7).
أنّ في السند تصحيف و هو مصحّف الهيثم بن عبدالله الرمّانيّ من أصحاب الرضا علیه السلام ويأتي.
(1) :
لم يذكروه، روى الرجل عن الرضا علیه السلام في الأصول الستّة عشر (2)، ترجم العامّة عبد الله بن السريّ الأنطاكيّ وضعّفه وذكر طبقته من التاسعة(3) ولا يبعد اتّحادهما.
التفسير (1)، و في الكشّيّ قال كتبت: إلى أبي جعفر علیه السلام بأبيات شعر و ذكرت فيها أباه وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس : قد أحسنت، فجزاك الله خيراً (2).
صحبته: عده الشيخ من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام (3).
عبد الله بن عليّ بن الحسين (1).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب (3)، وقال المامقانیّ كونه إماميّاً، إلّا أنّ حاله لم يتبيّن، ومجرّد كونه ذا كتاب أو نسخة يرويها لا يكفي في إدراجه في
الحسان (4).
صحبته: ترجمه النجاشيّ وقال: روى عن الرضا علیه السلام وله نسخة رواها (5).
ابني نيم ثقة، ثقة، ثبت ، له كتاب یرویه عدّه من أصحابنا (1)، وقال في ترجمة الحسن ابن عليّ بن فضّال: وكان الحجّال یدّعي الكلام، وكان من أجدل الناس (2).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3)، وكذا البرقيّ عدّه من أصحاب الرضا علیه السلام (4)، و ترجمه النجاشيّ عبد الله بن محمّد الأسدي مولاهم كوفيّ الحجّال المزخرف، أبو محمّد(5) .
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: له كتاب (6)، وقال النجاشيّ: عبد الله بن محمّد بن حصين الحصینيّ الأهوازيّ روى عن الرضا علیه السلام ، ثقة، ثقة، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا (7).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام ، وفي الأول كان من الأهواز (8) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم، والرضا علیهما السلام ، وفي الأوّل روى عن
ص:548
أبيه علیه السلام (1)، وقال السيّد الخوئيّ و تقدّم عن المفيد في الإرشاد أنّ لكلّ واحد من ولد
أبي الحسن موسى علیه السلام فضلاً ومنقبة مشهورة (2).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : لم كتاب النوادر (1).
و ترجمه النجاشيّ بعنوان العبّاس بن هشام أبوالفضل الناشریّ الأسديّ عربيّ. ثقة، جليل في أصحابناء كثير الرواية كسر اسمه فقيل : عبيس، وله كتب، ومات عبيس رحمه الله سنة عشرين ومائتين، أو قبلها بسنة (2).
صحبته: عدّه الشيخ تارة في أصحاب الرضا علیه السللام ، وأخرى في باب من لم يرو عنهم علیه السلام (3).
وقال النجاشيّ: عثمان بن عيسى أبو عمر و العامريّ الكلابيّ، ثمّ من ولد عبيد بن رواس، فتارة يقال: الكلابيّ وتارة العامريّ، وتارة الرواسيّ، وكان شيخ الواقفة ووجهها، وأحد الوكلاء المستبدّين بمال موسى بن جعفر علیهما السلام ، روى عن أبي الحسن علیه السلام ، وذكر نصر بن الصباح كان له في يده مال فمنعه فسخط عليه، قال: ثمّ تاب وبعث إليه بالمال (1). وعدّه الكشّيّ من الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا علیهما السلام ، الذين أجمع أو أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم (2).
صحبته: عده الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام (3).
لواقفة (1)و ورد روايات في ذمّه في الكشّيّ والغيبة، وأصحاب التراجم يعاملون معه معاملة الضعيف.
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق، والكاظم علیهما السلام (2) . وترجمه النجاشيّ وقال: روى عن أبي الحسن موسى وأبي عبد الله علیهما السلام (3) . قال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي عبد الله وعن أحدهما، وعن أبي الحسن، وعن أبي الحسن موسی بن جعفر، وعن العبد الصالح، وعن أبي إبراهيم، وعن رجل صالح، وعن أبي الحسن الرضا علیهم السلام (4).
مكانته : قال الشيخ: مجهول (5)، وقال المامقانيّ: ضعفه المحقّق في المعتبر، وقال الوحيد: حكم خالي العلّامة بحسنه، لوجود طريق الصدوق إليه (6).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (7). وأورده العلّامة وابن داود في القسم والباب الثاني من رجاليها (8)، وقال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي الحسن والرضا علیهما السلام (9)
ص:555
صحبته: عدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (1). وقال السيّد الخوئيّ ونسب
الميرزا و السيّد التفريشيّ والمولى القهبائيّ إلى رجال الشيخ، عدّه في أصحاب الرضا علیه السلام ، ولكنّ النسخة خالية عن ذكره، وإنّما ذكر بدله علىّ بن أحمد بن أشيم، والظاهر أنّه من غلط النسّاخ (2).
(3):
ذكره الصدوق في المشيخة وهذه صاحب الرضا علیه السلام(4) ، وهو غير مذكور في كتب الرجال بوجه قاله المامقانيّ (5).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست له أصل وروايات (6)، وقال النجاشيّ: عليّ بن أسباط بن سالم بیّاع الزطّيّ، أبو الحسن المقري كوفيّ، ثقة، وكان فطحيّاً، جرى بينه وبين عليّ بن مهزيار رسائل في ذلك، رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني ، فرجع
ص:556
عليّ بن أسباط عن ذلك القول وتركه، وقد روى عن الرضا علیه السلام . من قبل ذلك. وكان أوثق الناس و باس وأصدقهم لهجة (1). وقال الكشّيّ: كان علىّ بن أسباط فطحيّاً. و لعليّ بن مهز يار إليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير ، قالوا: قلم ذلك ينجح فيه، ومات على مذهبه (2)، وقال العلّامة بعد نقل قول الكشّيّ والنجاشيّ: فأنا أعتمد على روايته (3)، وأما ابن داود ذكره في القسم الثاني وقال: والأشهر ما قال النجاشيّ، لأنّ ذلك شاع بين أصحابنا وذاع ، فلا يجوز بعد ذلك الحكم بأنّه مات على المذهب الأوّل، والله أعلم بحقيقة الأمر (4). وقال السيّد الخوئیّ: قد يؤيّد رجوعه إلى الحقّ بترحّم الإمام الجواد علیه السلام عليه (5) .
صحبته :عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام (6)، وقال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي الحسن، وأبي الحسن موسى، وأبي الحسن الرضا وأبي جعفر الثاني (7) .
مكانته، قال النجاشيّ: عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن میثم بمن يحيى التّمار
ص:557
أبو الحسن، مولى بني أسد كوفيّ سكن البصرة، وكان من وجوه المتكلّمين من أصحابنا، كلّم أبا الهذيل، والنظّام، له مجالس وكتب (1) . وقال المجلسيّ: هو الذي يعبّر عنه كثيراً بعليّ بن السنديّ ثقة (2)، وقال المامقانيّ: فالرجل إماميّ بلا شبهة ممدوح فيكون من الحسان (3) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال : متكلّم (4) .
(1):
مكانته : قال الشيخ في رجاله: له كتاب، ثقة (2)، وقال في الفهرست : جليل القدر،ثقة، له كتاب المناسك، ومسائل لأخيه موسى الكاظم علیه السلام ، سأله عنها (3)
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام ، وقال في الآخر عمّه علیه السلام (4). والرجل أدرك الإمام الهادي علیه السلام ، ومات في زمانه، كما عن السيّد المهنّا قاله الخوئیّ (5).
(6):
مكانته : قال المحقّق التستریّ (7)، عليّ بن الجهم الشاعر، من سامة بن لويّ بن غالب، في مروج الذهب: لست ترى ساميّاً إلّا منحرفاً عن عليّ علیه السلام ، وبلغ من عليّ ابن الجهم أنّه كان يلعن أباه فسئل عن ذلك. فقال: بتسميتي علیّاً (8).
صحبته: الرجل يروي عن الرضا علیه السلام ، كما روى الصدوق بإسناده عنه، قال:
ص:559
سمعت المأمون يسأل الرضا عليّ بن موسى علیهما السلام (1) .
(2) :
مكانته : قال الشيخ في الفهرست : له كتاب (3) . وفي الكشّيّ: هو فطحيّ من أهل الكوفة، وكان أدرك الرضا علیه السلام (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء والجواد علیهما السلام ، وقال : كان منزله ومنشأء بالمدائن (5)، وترجمه النجاشيّ و قال : روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام (6)، قال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي الحسن الماضي، والرضا و أبي جعفر الثاني علیهم السلام (7).
صحبته: قال النجاشيّ: أبو الحسين القصير المعروف بالمنمس عمّر أكثر من مائة سنة، وكان لا بأس به روى عن أبي عبد الله علیه السلام (1). و ترجمه الشيخ في الفهرست وقال : له كتاب (2). وعدّه في رجاله من أصحاب الجواد علیه السلام (3). وقال السيّد الخوئیّ في طبقته: فقد روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني علیهما السلام (4).
مكانته: قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً وحاله مجهول(5) .
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6). والبرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام،وروى عن الرضا علیه السلام (7) ، كما في الخرائج (8).
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: عليّ بن الحكم الكوفيّ ثقة، جليل القدر، له كتاب (9).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: من لى النخع كوفیّ، واكتفی
ص:561
باسمه عليّ بن الحكم في أصحاب الجوادعلیه السلام (1)، وترجمه النجاشيّ: عليّ بن الحكم بن الزبير النخعيّ، أبو الحسن الضرير، مولى له كتاب (2)، و في الكشّيّ: عليّ بن الحكم الأنباريّ هو ابن أخت داود بن النعمان بيّاع الأنماط... وعليّ بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير لقی من أصحاب أبي عبد الله علیه السلام الكثير (3).
قال السيّد الخوئيّ: لا شكّ في التّحاد من ترجمه النجاشيّ مع من ترجمه الشيخ. والكشّيّ. وممّا يؤكّد الاتّحاد أنّ الصدوق ذكر في المشيخة عليّ بن الحكم، وذكر طريقه إليه ولم يصفه بالأنباريّ أو ابن الزبير أو الكوفيّ، وهذا يكشف عن الاتّحاد وإلّا كان عليه البيان (4).
(1):
مكانته : قال الشيخ في الفهرست علىّ بن الحسن بن رباط ، له كتاب(2)، قال
النجاشيّ: عليّ بن الحسن بن رباط البجليّ، أبو الحسن كوفيّ، ثقة، معوّل عليه (3) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الباقر والرضا علیهما السلام (4). والنجاشيّ نقل عن الكشّيّ: إنّه من أصحاب الرضا علیه السلام(5)، و أيضاً فيه أنّه من أصحاب أبي عبد الله علیه السلام (6)و البرقیّ
عدّه من أصحاب الصادق علیه السلام (7)، و في العيون أنه روى عن الرضا علیه السلام (8).
(1):
روى الرجل عن الرضا علیه السلام كما في مكارم الأخلاق (2).
(3):
مكانته : قال الشيخ : ثقة (4). وقال في الفهرست له كتاب (5)، و في الكشّیّ: كتب إليه أبي الحسن موسى علیه السلام بعد كتابته إليه علیه السلام في الحبس: أمّا بعد فإنّك امرة أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصّة مودّة بما ألهمك من رشدک...(6).
صحبته: عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا علیه السلام (7).
وقال النجاشيّ: روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، وقيل: إنّه روى عن أبي عبد الله علیه السلام ، وليس أعلم روى رسالة أبي الحسن موسى علیه السلام إليه (8).
قال السيّد الخوئيّ: يكفي في وثاقتها (الرواية) شهادة الشيخ قدس سرّه بها (9).
ص:564
مكانته: قال النجاشيّ: كوفيّ مولى ثقة هو أكبر من أخيه الحسين روى عن الرضا علیه السلام (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2).
(3) :
لم يذكروه، وروى عن الرضا علیه السلام في تحف العقول (4) .
287 - عليّ بن عبد الله بن مهران (عمران)
(5) :
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام في نسخة بأيدينا ابن مهران (6)، لكنّ في كتب صاحب التراجم عن الشيخ بعنوان ابن عمران (7) .
وعدّ البرقيّ ابن مهران في أصحاب الكاظم علیه السلام (8)، وروى عن الرضا علیه السلام
ص:565
بعنو ان ابن عمران في التهذيب (1) .
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً وحاله مجهول (2)
صحبته :غدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3).
مكانته: قال المامقانيّ: يستفاد من هذا الكلام بطوله (أي كلام النجاشي) كون الرجل إماميّاً ولا يفيد توثيقاً ولا مدحاً (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: أخو دعبل بن عليّ الشاعر (5) ، ترجمه النجاشيّ: علىّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبد الله بن بدیل بن ورقاء الخزاعيّ، أبو الحسن أخو دعبل بن عليّ، ما عرف حديثه إلّا من قبل ابنه إسماعيل، له كتاب كبير عن الرضا علیه السلام ، قال إسماعيل: ولد أبي عليّ ابن عليّ سنة اثنتين وسبعين ومائة، وتوفيّ سنة ثلاث وثمانين ومائتين، فكان عمره مائة وإحدى عشرة سنة (6)
ص:566
(1):
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهر هما (أي الصدوق والشيخ ) كونه إماميّاً لكنّه مجهول الحال (2) .
صحبته: عدّه الشيخ بعنوان ابن الفضيل من أصحاب الرضا علیه السلام (3)، و البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (4)، و وصفه الصدوق في المشيخة بصاحب الرضا علیه السلام ، وروى عنه علیه السلام (5)
عجيب من طريق عليّ بن محمّد بن الجهم مع نصبه، وبغضه، وعداوته لأهل البيت علیهم السلام (1)
وقال السيّد الخوئيّ: كان عليّ بن محمّد بن الجهم هو عليّ بن الجهم المتقدّم (2) .
كتاب عن الرضا علیه السلام (1)، وروى عنه علیه السلام .
(2) :
لم يذكروه والرجل من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام حيث روى عنهما علیهما السلام في
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام(1) . وقال في الفهرست: له كتاب (2)، و ترجمه النجاشيّ: عليّ بن النعمان الأعلم النخعيّ أبو الحسن مولاهم كوفيّ ، روى عن الرضا علیه السلام ، وكان أخوه داود أعلا منه، وابنه الحسن بن عليّ ، وابنه أحمد، رويا الحديث (3) .
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً ولكنّ حاله مجهول(4).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
و على كلّ حال فالرجل ثقة بلا شبهة، وقد أدرجه في الحاوي في قسم الثقات (1)، و وثّقه في الوجيزة والبلغة (2)، و قال : تعدّد العنوان في كلام الشيخ يدّل بظاهره على تعدّد الرجل ردّاً على التفرشيّ (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4).
مكانته : قال المامقانيّ: ظاهر كونه إماميّاً، لكنّ حاله مجهول (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6). وفي الكشّيّ روى عن الرضا علیه السلام (7).
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً، وفي رواية الحسن والحسين عنه
إشعاراً بوثاقته (8)
ص:571
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: يروي عنه الحسن والحسين
ابنا سعيد (1).
وقع في أستاد نصوص من كتاب دلائل الإمامة في نقل معاجز أبي الحسن الهادي علیه السلام (2).
والظاهر اتّحاده مع « عمارة بن زيد أبو زيد الحيوانيّ الهمدانیّ » الذي عنونه النجاشيّ في رجاله بقرينة رواية عبد الله بن محمّد البلويّ عنه(3)، وصرّح به المحقّق الزنجانيّ أيضاً (4).
مكانته : قال ابن الغضائريّ: كلّ ما يرويه كذب، والكذب بيّن في وجه حديثه(5).
وأورده ابن داود في القسم الأوّل من كتابه (6)، وقال المحقّق الزنجانيّ: يروي عنه معاجز كثيرة نعدّه في الحسن (7).
صحبته: روى عن عليّ بن موسى الرضا علیهما السلام (8) ، وعن محمّد بن عليّ الجواد علیهما السلام (9).
ص:572
مكانته : قال الشيخ في رجاله ثقة (1)، وقال في الفهرست: له كتاب (2) .
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3)، وترجمه أيضاً النجاشيّ (4). والرجل روى عن أبي جعفر الثاني علیه السلام في التهذيب (5).
بوّاباً الرضا علیه السلام : لو ثبت ذلك، لم تكن فيه دلالة على الحسن، فضلاً عن الموثاقة (1).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2)، وفي الكشّيّ روى عن الرضا علیه السلام (3).
(4):
صحبته: روى الرجل عن الرضا علیه السلام في البصائر، حيث قال: قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام ، إنّي سألت أباك عن مسئلة إلى آخره (5) ، يظهر منه أنّه من أصحاب الكاظم علیه السلام أيضاً، وعلى هذا يحتمل هو عمر بن يزيد بیّاع السابريّ الذي عدّه صاحب التراجم من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام (6).
الرواية متناً الصفّار في البصائر، وفيه عمر بن يزيد عن أبی الحسن علیه السلام (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال: مولى ابني عامر، وليس
بالرواسيّ (1) .
(2):
لم يذكروه، هو من أصحاب الرضا علیه السلام ، وروى عنه علیه السلام ، قاله النمازيّ(3) .
(4):
مكانته : قال المجلسيّ الأوّل: ويظهر من مسائله في الكافي والتوحيد أنّه كان فاضلاً (5).
قال الوحيد: يظهر من بعض الروايات إخلاص له بالنسبة إلى أبي الحسن وهو الهادي علیهماالسلام (6)
. قال المحقّق الزنجانيّ: الرجل عندي مقبول الحديث، أعدّه في الحسن (7).
أورده العلّامة في القسم الثاني وقال : الرجل مجهول (8).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الهادي علیه السلام وفيمن لم يرو عنهم (9).
ص:577
قال ابن الغضائريّ: الفتح بن يزيد الجرجانیّ صاحب المسائل لأبي الحسن علیه السلام ، واختلفوا أيهم هو الرضا أم الثالث علیهما السلام؟(1).
واستظهر السيّد الخوئیّ بأنّ المراد من أبي الحسن الذي روى عنه الفتح بن يزيد الجرجانيّ هو الرضا علیه السلام (2). كما أنّ المحقّق المتستريّ استظهر كونه الهادي علیه السلام (3).
(4):
مكانته : قال الشيخ في رجاله عربيّ أزديّ ثقة (5)، قال في الفهرست : له كتاب (6).
قال النجاشيّ: كان ثقة في حديثه، مستقيماً في دينه (7) ، و في الكشّيّ في تسمية الفقها. من أصحاب أبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا علیهما السلام من الذين أجمع أ أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم قال بعضهم مكان الحسن بن محبوب فضالة بن أيّوب (8).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا علیهما السلام (9). ترجمه النجاشيّ و قال: عربيّ، صميم، سكن الأهواز ، روى عن موسى بن جعفر علیهما السلام (10).
ص:578
مكانته : قال الشيخ : نيشابوريّ، وكيل (1)، قال المامقانيّ: كأنّهم متسالمون على
وكالته، وتلک تثبت له أعلى درجات الوثاقة، كما بيّنّاه غير مرّة (2) . صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3).
مكانه : قال السيّد الخوئيّ: تقدّم في أخيه الحسن عداؤهما للرضا علیه السلام ، وأنّهما
أغریا المأمون، عليه اللعنة، حتّى عمل على قتله، سلام الله عليه(4) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا معجم علیه السلام (5).
(6) :
مكانته : قال النجاشي كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلالة في
ص:579
هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نصفه (1) .
وقال الشيخ: متكلّم فقيه جليل القدر (2) .
صحبته: عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي والعسكريّ علیهما السلام (3)
وصرّح الصدوق بروايته عن الرضا علیه السلام (4).
(1):
مكانته : قال النجاشيّ: أبو محمّد مولى بني أسد، سكن قمّ، وما أظنّ له كتاباً ينسب إليه، وكان ضعيفاً، على ما ذكره ابن الوليد (2). قال ابن الغضائريّ : إنّ حديثه نعرفه وننكره، ذكر القمّيّيون: أنّ في مذهبه ارتفاعاً (3).
قال التستريّ: الظاهر أنّه هو الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي علیه السلام بلفظ القاسم الشعرانیّ اليقطينيّ، قائلاً: يرمي بالغلوّ (4).
صحبته: الرجل روى عن الرضا علیه السلام ، كما في المحاسن (5).
الرضا علیه السلام في التهذيب (1). وعن صاحب التراجم اتّحادهما (2) .
صحبته: عدّه الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الرضا علیه السلام ، وأخرى في باب من
لم يرو عنهم (3)، وقال في الفهرست: القاسم بن يحيى الراشديّ له كتاب، فيه آداب أمير المؤمنين علیه السلام (4)،و ترجمه النجاشيّ وروى بإسناده عنه بكتابه (5)، قال السيّد الخوئيّ: إنّ القاسم بن يحيى لم يوجد له رواية عن المعصوم «سلام الله عليهم» بلا واسطة، فصحّ عن الشيخ إیّاه فيمن لم يرو عنهم علیهم السلام ، وأمّا عدّه في أصحاب الرضا علیه السلام فلابدّ وأن يكون من جهة المعاصرة فقط (6).
الرضا علیه السلام (1).
(2):
لم يذكروه، اسمه الحارث بن الدلهاث روى عن الرضا علیه السلام في المعاني، قاله النمازی ّ(3).
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهر هما (أي الشيخ والنجاشي ) كونه إماميّاً، إلّا أنّ حاله مجهول (4) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء علیه السلام (5)، وقال في الفهرست من دون وصف : له كتاب (6)، وقال النجاشيّ: محسن بن أحمد القيسي منّ موالى قيس عيلان، روى عن الرضا علیه السلام (7). وقال البرقيّ في أصحاب الكاظم علیه السلام : محسن بن أحمد من قيس عيلان(8)
ص:584
مكانته : قال النمازيّ: « إماميّ حسن »(1) ، وقال الشيخ الزنجانيّ: «أعدّه في الحسن» (2).
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا علیه السلام (3).
(1):
مكانته : هو أبو الحسين محمّد بن أبي عباد، ولا ريب في كونه من أصحاب أبي الحسن الرضا علیه السلام لروايته عنه في عدّة موارد (2)، إلّا أنّ المستفاد من الروايات جرحه و ذمّه، فإنّ الصدوق روى في العيون بسنده عن عون بن محمّد الكنديّ أنّه قال: حدّثني أبو الحسين محمّد بن أبي عباد، وكان مشتهراً بالسماع، و بشرب النبيذ قال: سألت الرضا علیه السلام عن السماع ؟ قال : الأهل الحجاز رأي فيه، وفي حيّز الباطل واللهو، أما سمعت الله تعالى: «وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كراماً» (3). ويظهر من خبر آخر فيه، أنه كان يكتب للرضا علیه السلام ، ضمّه إليه الفضل بن سهل (4)، واستفاد منه السيّد الخوئیّ (5).
وكذا المحقّق التستريّ (6): أنّ ابن أبي عماد كان عيناً للفضل بن سهل على الرضا علیه السلام ليطّلع على أسراره، ونقل المحقّق الزنجانيّ عن الميرزا في المنهج (7) أنّه قال بعد ذكر خير بن ذامّين له: «فيهما تنبيه على أنّه لم يكن منّا» (8)كما أنّ المحقّق المامقانیّ استفاد من أخبار الرجل ذمّه (9) .
ص:586
(1):
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: «كان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة.
وأنسكهم نسكاً و أورعهم وأعبدهم، وذكره الجاحظ ... أنّه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلّها، وأدرك من الأئمّة علیهم السلام ثلاثة أبا إبراهيم موسى علیه السلام ، ولم يرو عنه وأدرك الرضا علیه السلام وروى عنه والجواد علیهما السلام .... روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى كتب مائة رجل من رجال الصادق علیه السلام ، وله مصنّفات كثيرة...»(2) . قال النجاشيّ: «لقي أبا الحسن موسى علیه السلام ، وسمع منه أحاديث كنّاه في بعضها، فقال: يا أبا أحمد. وروى عن الرضا علیه السلام ، جليل القدر، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين.... أصحابنا يسكنون إلى مراسيله وقد صنّف كتباً كثيرة...، مات محمّد بن أبي عمير سنة سبع عشرة ومائتين» (3)، ذكره الكشّیّ في عداد الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم. وأبي الحسن الرضا علیهما السلام ، فقال: «أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء و تصديقهم، وأقّروا لهم بالفقه والعلم، و هم ستة نفر...،منهم يونس بن عبد الرحمن. وصفوان بن يحيى بيّاع السابريّ، ومحمّد بن أبي عمير، ...»(4)، و وروى بسنده عن عليّ بن الحسن قال: «ابن أبي عمير أفقه من يونس، وأصلح وأفضل (5) .. وأيضاً
ص:587
فيه عن يونس بن عبد الرحمن: «ابن أبي عمير بحر طار س بالموقف والمذهب »(1) ، وقال النمازيّ: « من أصحاب الصادق، والكاظم، والرضاء والجواد، صلوات الله عليهم، وهو الذي أجمع الأصحاب القدماء، والمتأخّرون، والفقها.. والمحدّثون، على تصحيح ما يصحّ عنه وعد مراسیله مسانید »(2)
صحبته: هو محمّد بن أبي عمير، زياد بن عيسى، أبو أحمد الأزدي، ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام (3) ، والشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (4).
(5) :
صحبته: وجدنا له أربع روايات في المصادر یروي في موردين منها عن الإمام الرضا علیه السلام من دون واسطة (6)، و في آخرين بواسطة (7)، وقال النمازيّ: «لم يذكروه ». ثمّ أشار إلى رواياته (8)، وقال المحقّق الزنجانيّ بعد ذكر العنوان « يروي عن الرضا علیه السلام» (9) ، وقال الشيخ العطاردي في المعنون: «لم نعثر عليه في المصادر التي
ص:588
كانت بأيدينا» (1) .
نقول: لا يبعد كونه محمّد بن إسحاق بن حرب البلخيّ اللؤلؤيّ المعروف بابن أبي يعقوب، كما ذكره العامّة في مصادرهم الرجاليّة (2)، ويستفاد من عبائرهم أنّه كان معاصراً مع سليمان بن داود المنقريّ الشاذكرنیّ الذي ورد في رواياتنا كثيراً. ومات في سنة _٢٣٤ (3) ، حيث ذكروا أنّ ابن أبي يعقوب ذاكر سليمان الشاذكونيّ و ناظره، وقال الذهبي في آخر ترجمة محمّد بن أبي يعقرب: « لعلّه مات بعد الثلاثين ومائتين»(4) ، كما قال الخطيب: «إنّه لا يخضب، وكان قد قارب ثمانين سنة » (5)، فلو لاحظنا عصر إمامة الإمام الرضا علیه السلام وهي فيما بين سنة ١٨٣ إلى ٢٠٣ (6)، كان لابن أبي يعقوب في تلك الأيّام أكثر من ثلاثين سنة، فلا محذور في الرواية من حيث الطبقة، ثمّ نقل ابن عساكر عنه في تاريخه ما يدلّ على فضيلة جميلة في سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وقد رواها ذيل ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما، وهي أنّه روي بأربع وسائط عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنّه قال: «إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّمها الله وذرّيّتها على النار» (7)، ونقل
ص:589
الخطيب ذيل ترجمة محمّد بن أبي يعقوب بسنده عن أبي رجا.. أنّه قال: « حدّثت أنّه بالكوفة شتم أمّ المؤمنين، فأرادوا أخذه، فهرب من ثمّ»(1) . ويؤيّد ما ذكر _ مضافاً إلى ما مرّ - تضعيفهم الرجل، وتكذيبهم إيّاه، فتأمّل.
مكانته : قال النجاشيّ بعد ذكر عنوانه «كان ثقة في الحديث، إلّا أنّ أصحابنا قالوا: كان يروي عن الضعفاء. ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمّن أخذ، وما عليه في نفسه مطعن في شي.» (2). وقال الشيخ في الفهرست: «جليل القدر، كثير الرواية، له کتاب النوادر الحکمة» (3)، ذکره العلّامة و ابن داود فی القسم الأوّل من رجالیهما (4) ،و قال النمازیّ »کان ثقة فی الحدیث بالاتّفاق ...و لا غمزه فیه ، بل الغمز فیمن یروی عنه»(5).
صحبته: ذكره الشيح في من لم يرو عن الأئمّه علیهم السلام (6)، و عدّه السيّد البروجرديّ تارة من الطبقة السابعة (7)، وأخرى من كبار الثامنة (8) التي لا يروون عن الإمام الرضا علیه السلام إلّا مع الواسطة، أمّا الأسانيد في الأغلب يروي هو عن الإمام
ص:590
الرضا علیه السلام بواسطتين (1) أو اكثر (2) ، ولم نعثر على روايته عنه علیه السلام بواسطة واحدة إلّا في مورد واحد (3).
(4) :
مكانته : قال النجاشيّ عند ترجمته: «ثقة، عين، روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام » (5). وقال في ترجمة أبيه إسحاق بن عمّار بن حيّان: «ثقة... و هو في بيت كبير من الشيعة»(6) ، قال الشيخ المفيد رحمة الله : «فممَّن روى النصّ على الرضا عليّ بن موسى علیهما السلام بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصّته و ثقاته و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته داود بن كثير الرقّيّ و محمّد بن إسحاق بن عمّار و عليّ بن يقطين و ... » (7) ، و استفاد السيّد بحر العلوم من عبارة النجاشيّ: «هو في بيت كبير من الشيعة»، استقامة جميع أهل هذا البيت على المذهب (8)، بل صرَّح بعد نقل عدّة أخبار: «هذه الأخبار تشهد بحسن حال محمّد بن إسحاق بن عمّار و أبيه و جدَّه»(9). واستظهر الکلباسیّ من كلام النجاشيّ المذکور أنّه ثقة ، جليل. إماميّ (10)،
ص:591
وقال السيّد الخوئيّ: «لا شَّك في وثاقة محمّد بن إسحاق بن عمّار بشهادة النجاشيّ والمفيد بذلك، كما عرفت »، وصرَّح بعد سطور أنّ محمِّد بن إسحاق بن عمّار روى عن الكاظم و الرضا علیهما السلام (1)، ثمّ لحق بهؤلاء المادحين المحقّق المامقانيّ (2)والتستريّ (3)، والزنجانيّ (4)، والنمازيّ (5). صحبته:الظاهر أنّه محمّد بن إسحاق بن عمّار بن حيّان التغلبيّ المصيرفيّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الإمام عليّ بن موسى الرضا علیه السلام بعنوان «محمّد بن إسحاق ابن عمّار الصيرفيّ» (6).
ذكره الشيخ في أصحاب الإمام عليّ بن موسى الرضا علیه السلام بعنوان «محمّد بن إسحاق ابن عمّار المصيرفيّ»(1).
قال المحقّق الزنجانيّ: الظاهر هو محمّد بن إسحاق من غير وصف، عدّه الشيخ من أصحاب المكاظم علیه السلام ، ولا يبعد اتّحاده مع الطحّان في طريق النجاشيّ إلى سليمان بن
صالح (2).
عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3). و في الكشّيّ روى عن الرضا علیه السلام (4). وعدآه العلّامة وابن داود في الباب والقسم الأوّل من رجاليهما (5).
لم يذكروه، والرجل وقع في طريق المصدوق في العيون، روى عن الرضا علیه السلام (6).
الظاهر أنّ الرجل يحكم بوثاقته من جهة شهادة ابن قولويه بها، ولا يعارض ذلك بما في النجاشيّ من القول بأنّه كان غالياً، فاسد المذهب »(1)، ثمّ استظهر من عدم روايته عن المعصوم علیه السلام في المصادر، عدم ثبوت قول النجاشيّ في روايته عن الرضا علیه السلام (2)، وظاهر النمازيّ اتّحاد العنوانين، حيث جعل «محمّد بن أسلم»، عنواناً واحداً مقيّداً ب« الطوسيّ الجبليّ ثمّ قال: «إمام، حافظ للأحاديث النبويّة، روى عن الرضا علیه السلام حديث سلسلة الذّهب... وذكره الصدوق في مشيخة الفقيه من المعتمدين» .
صحبته: محمد بن أسلم في هذه الطبقة يطلق على شخصين:
الأوّل: محمّد بن أسلم الطوسيّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام - على ما في الطبعة الحديثة منه - مضيفاً إلى العنوان: «أسند عنه » (3) و روی الإبلی عنه حدیث سلسلة الذّهب عن الرضا علیه السلام(4) ، وورد عنوانه في بعض الأسانيد أيضا (5)، و أشار السیّد الخوئیِّ إلی هذا الخبر المعروف ذیل عنوانه (6).
الثاني: محمّد بن أسلم الجبليّ الطبريّ الذي ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام
ص:594
الكاظم علیه السلام قائلاٌ بعد العنوان : «أصله كوفيّ»(1) ، ذكره الشيخ بهذا العنوان في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (2)و أيضا في من لم يرو عن الأئمّة علیهم السلام قائلاٌ: «محمّد بن أسلم الجبليّ، روى عنه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب» (3) ، وكذا في الفهرست (4).
قال المحقّق التستريّ ذيل العنوان : «لم نقف على روايته عن الرضا علیه السلام ، فعدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمّة علیهم السلام صحيح، وقول النجاشيّ: «روى عن الرضا علیه السلام » لم يعلم تحقّقه »(5).
نقول: إنّ محمّد بن أسلم لم نظفر بروايته عن الإمام الرضا علیه السلام ، والموجود في الأخبار روايته عنه علیه السلام مع الواسطة (6).
انّه سأل عنه عليّ بن الحسن، فقال: «ثقة، ثقة، عين» (1)؛ ثمّ حكى عن بعض أصحابنا عن ابن الوليد أنّه قال: «وفي رواية محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال أبو الحسن الرضا علیه السلام : إن الله تعالى بأبواب الظالمين من نّور الله له البرهان و مكّن له في البلاد، ليدفع بهم عن أوليائه.. أولئك من نّورهم نور القيامة ... فهنيئاً لم،... فكن منهم يا محمد»(2)، وحسبنا قول الإمام الرضا علیه السلام في جلالته ورفعة شأنه - كما ذكر النجاشي - «وددت أنّ فيكم مثله » (3): ذكر ابن داود (4) و العلّامة (5) عنوان الرجل في القسم الأوّل من رجاليهما، وقال النمازيّ: «ثقة، ثقة، عين، جليل بالاتّفاق»(6).
صحبته: هو محمّد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى المنصور أبي جعفر، ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام الرضا و الجواد علیهما السلام (7)، وعنونه الشيخ في أصحاب الأئمّة الكاظم، والرضا، والجواد علیهم السلام (8)، وقال أبو عمرو الكشّيّ: «محمّد بن إسماعيل أدرك موسى بن جعفر علیه السلام » (9)،
ص:596
وقال النمازيّ: «من أصحاب الكاظم، والرضا، والجواد، صلوات الله عليهم (1) .
(2) :
ورد هذا الرجل بهذا العنوان في عدة أسانيد يروي فيها عن عمّي أبيه الحسين و علىّ ابني موسى بن جعفر علیهما السلام (3)، والظّاهر اتّحاده مع محمّد بن إسماعيل بن موسى ابن جعفر علیهما السلام كما ورد بهذا العنوان في الروايات (4)، وذهب إليه الأردبيليّ (5) والسيّد الخوئيّ (6) و احتمله النمازيّ أيضاً (7)، وهو المستفاد من المحقّق التستريّ حيث تعرّض لما ذهب إليه الأردبيليّ، و لم يناقش فيه (8)، بل ذهب السيّد الخوئيّ (9) والأردبيليّ أيضاً (10) إلى اتّحاد محمّد بن إسماعيل العلويّ - المذكور في الأخبار (11)- مع الأوّلين لاتّحاد الراوي، فالرجل واحمد يعبّر عنه بثلاثة عناوين، ويستفاد من الشيخ الزنجانيّ أنّهم رجل واحد، ثمّ مدحه فقال: «حسن كالصحيح »(12) ؛ ثمّ قد عرفت مما
ص:597
ذكرنا أنّه يروي عن عليّ بن موسى علیه السلام ، حيث لم يذكر المسمَّى بع_ليّ في أولاد
أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام غيره كما يظهر من عمدة الطالب (1)، وكشف الغمَّة (2)، فتعيّن كونه أبا الحسن الرضا علیه السلام .
مكانته : قال النجاشيّ: حكى جماعة من شيوخ القمّيّن عن ابن الوليد أنّه قال: محمّد بن أورمة طعن عليه بالغلوّ، وقال بعض أصحابنا : إنّه رأى توقيعاً من أبي الحسن الثالث علیه السلام إلى أهل قمّ في معنى محمّد بن أُورمة وبرائته ممّا قذف به (3)، وقال الشيخ: ضعيف (4).
قال السيّد الخوئيّ بعد ذكر الأقوال في وثاقة الرجل: ولا شيء هذا ما يعارض ذلك إلّا قول الشيخ في الرجال: إنّه ضعيف، وغير بعيد أن يريد الشيخ بذلك ضعفه في نفسه لما نسب إليه من الغلوّ، أو باعتبار أنّ في رواياته تخليطاً (5).
وقال المحقّق التستريّ: تكون أخباره معتبرة ولو كان اتّهامه حقّاً، مع أنّه غير محقّق، كما عرفته من النجاشيّ وابن الغضائريّ (6).
صحبته: عدّه الشيخ تارة في أصحاب الرضا علیه السلام ، وأخرى فيمن لم يرو عنهم (7) ،
ص:598
وقال المحقّق الزنجانيّ: نعدّه من أصحاب الجواد علیه السلام (1). وروى الإربليّ معجزة عنه، عن أبي الحسن الهادي علیه السلام (2).
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً، ولكنه مجهول الحال (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4)،و في البرقيّ أخو مفلس (5)، وقال القهبائيّ ذيل ترجمته: وسيذكر إنشاء الله تعالى عن (ق) و (ست) و (جش) بعنوان محمّد بن يحيى بن سلمان (6)، وأيّد كلامه ورود محمّد بن يحيى أ أخو مغلس في الأسانيد (7)، ولا يبعد تصحيف يحيى ببحر.
الكاظم علیه السلام (1).
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أنّ حاله مجهول (2) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (3).
مكانته : قال المامقانيّ: الظاهر كونه إما ميّاً إلّا أنّ حاله مجهول (4).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
مكانته قال الشيخ: عربيّ بصريّ، غال (6)، وقال النجاشيّ: أبو عبد الله العمّي ضعيف في الحديث، فاسد المذهب، وقيل : فيه أشياء. الله أعلم بها من عظمها، روى
عن الرضا علیه السلام ، وفيه نقلاً عن ابنه أنّه ابن مائة وعشر سنين (7)، وقال الشيخ في الفهرست: محمّد بن الحسن بن جمهور العمّي البصريّ لم كتب جماعة، منها كتاب
ص:600
الملاحم، وكتاب الواحدة، وكتاب صاحب الزمان غلیه السلام ، وله رسالة الذهبيّة عن الرضا علیه السلام (1). والظاهر اتّحاد العنوانين حيث ذكر العلّامة في الباب الثاني بعنوان
محمّد بن الحسن بن جمهور ... روى عن الرضا علیه السلام . كان ضعيفاً في الحديث، غالياً في المذهب، فاسداً في الرواية، لا يلتفت إلى حديثه، ولا يعتمد على ما يرويه (2)، و ذكره ابن داود في القسم الثاني نقلاً عن الكشّیّ أنه ضعيف الحديث، فاسد المذهب، وعن الغضائريّ: أنّه غال فاسد الحديث، رأيت له شعراً يحلّل حرمات الله تعالى (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4)، والبرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (5).
(6) :
لم يذكر ترجمته في كتب الرجال، والمحتمل أنّه محمّد بن الحسن بن الجهم بن بكير ابن أعين الذي ذكره أبو غالب الرازيّ في جملة والد الحسن بن الجهم، حيث قال في رسالته: «كان جدّنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواّص سيّدنا أبي الحسن الرضا علیه السلام ... وكان للحسن بن الجهم جدّنا سليمان، ومحمّد، والحسين أبناء الحسن، ولا أدري أیّهم أسنٌ ولم يبق لمحمّد والحسين ولد...» (7)، ومحمّد بن الحسن بن الجهم هو الذي حضر عند موت الحسن بن على بن فضّال - في سنة ٢٢٤ وهي سنة وفات
ص:601
ابن فضّال _ كما في رجال الكشّيّ (1) والنجاشيّ (2)، وحكى الشيخ المفيد رحمة الله عنه بعنوان محمّد بن الجهم سبب قتل مولانا الرضا علیه السلام (3)، كما أشار إليه أيضاً في مقاتل الطالبيّين (4). وروضة الواعظين (5)، والطبقة لا تأبى ذلك، حيث أنّ أباه الحسن بن الجهم كان من أصحاب الإمام الكاظم، والرضا علیه السلام ، كما يظهر من الشيخ (6) والنجاشيّ (7).
(8):
مكانته : قال السيّد الخوئيّ: فلادلالة في الرواية (أمر الإمام بالصلاة على الجنازة) على وثاقة الرجل أو عدالته، نعم، يستفاد من ذلك إماميّته (9)، ولكن قال الوحيد في تعليقته على المنهج : « فيه دلالة على حسن حاله بل وإيماء إلى وثاقته » (10)
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب الصادق علیه السلام (11) ، ويظهر من خبر الكشّيّ أنّه أدرك الإمام الرضا علیه السلام ، حيث أن فيه: إنّ الإمام علیه السلام أمره بالصلاة على جنازة
ص:602
يونس بن يعقوب (1).
مكانته : قال الوحيد: يظهر عن غير واحد من الأخبار كونه وصيّ سعد بن سعد الأشعريّ وهو دليل الاعتماد والوثوق، وحسن الحال، وظاهر العدالة (2)، وقال المجلسيّ: قبل ممدوح (3)، وقال الشيخ الزنجانيّ وكيف كان فالرجل لا أحسبه إلّا ثقة جليلاً، وإن هذه بعض ممدوحاً (4)، وقال العلّامة المامقانیّ: و نحن ب_االنظر إلى المجموع ندرجه في الحسان (5) ، واستظهر السيّد الخوئيّ من روايته عن الجواد علیه السلام في كتمان كتب الأصحاب الشدّة التقيّة وقال: هذه الرواية واضحة الدلالة على كون الرجل شيعيّاً ... و أمّا وثاقته أو حسنه فلم تثبت (6)؟
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (7)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (8)، وروى بعنوان محمّد بن الحسن الأشعريّ عن أبي الحسن الرضا علیه السلام (9) . وروى عن أبي الحسن علیه السلام مطلقاً (10)، وروى عن أبي جعفر
ص:603
الثاني - بالمعنون - في الكافي مع وصف شينولة (1)، ومن دون وصف في التهذيب (2).
وقال السيّد الخوئیّ ويؤيّد البرقيّ من عدّه من أصحاب الكاظم علیه السلام من روايته عن أبي الحسن علیه السلام ، فإنّه منصرف إلى الكاظم علیه السلام إذا تجرّد عن القرينة (3).
(4) :
صحبته: الظاهر أنّه محمّد بن الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس بروي عن أبيه الحسن بن عليّ الوشّاء عن الإمام الرضا علیه السلام في ثلاثة موارد (5) ، ولم تثبت روايته عنه علیه السلام من دون واسطة، وكان حيّا في سنة ٢٦٩، كما يظهر ممّا رواه في مستدرك الوسائل عن كتاب الدروع الواقية لابن طاووس بسنده عن محمّد بن (محمّد بن ) معقل، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن ابن بنت إلياس الخزّاز - حين قدم علينا وسأله جدّي محمّد بن معقل وأنا حاضر ، الجميع في سنة تسع وستّين ومائتين - قال حدّثنا أبي قال ...(6) أمّا عنوان الرجل فلم نجده في شي من كتب الرجال إلّا ما ورد في رجال النجاشيّ (7) والشيخ (8) في ترجمة الحسن بن على الوشّاء فكنّياء بأبي محمّد.
ص:604
(1) :
مكانته : قال الزنجانيّ ذيل عنوان «محمّد بن الحصين »: « يظهر من رواياته كونه من أجلّاً، الشيعة » (2).
صحبته : ولعلّ الرجل هو محمّد بن الحسين بن يزيد الذي روى عن الإمام الرضا علیه السلام في روضة الكافي (3)، وعدّه السيّد البروجرديّ من الطبقة السادسة (4)، فهو ليس بمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الّذي كان من أصحاب الأئمّة، الجواد. والهادي. وأبي محمّد العسکریّ علیهم السلام (5)، و مات سنة ٢٦٢ (6)، وعدّ من الطبقة السابعة (7) و يروي عن الإمام الرضا علیه السلام بواسطه(8) ، أو بواسطتين (9)، أو بوسائط (10)
قال المحقّق الزنجانیّ ذيل العنوان المذكور بعد ذكر روايته عن الإمام الرضا علیه السلام :
ص:605
«الظاهر أنّه ابن الحصين الآتی» (1).
(2):
الظاهر أنّه هو العنوان السابق إلّا أن يقال فيه بتصحيف «يزيد» وأنّ الصواب محمّد بن الحسين بن زيد و هو ابن أبي الخطّاب الزيّات، وقد مّر أنّ روايته عن مولانا الرضا علیه السلام غير ثابتة.
مكانته : قال المامقانیّ وظاهر الشيخ كونه إماميّاً لكنّا لم نقف على مدح فيه ولا قدح (3)، وروى الرجل عن إبراهيم بن موسى عن الرضا علیه السلام في باب مولد الرضا من الكافي (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5).
مكانته : قال العلّامة بعد نقل قول الشيخ والنجاشيّ و ابن الغضائريّ: «إنّه مولى جرير بن عبد الله، حديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء. ويعتمد المراسيل :
ص:606
والاعتماد عندي على قول الشيخ أبي جعفر الطوسيّ رحمه الله من تعديله (1).
قال المامقانيّ: إنّ توثيق الشيخ رحمه الله سالم عن المعارض، ولذا يلزم الأخذ به، وذكر وجوهاً (2) . وأيضاً قال السيّد الخوئيّ توثيق الشيخ بلا معارض، حيث ظاهر كلام
النجاشيّ التضعيف إلى حديثه لا إلى نفسه (3) .
صحبته :عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم، والرضا، والجواد علیهم السلام، و قال في الأوّل بعنوان منصور بن خالد، و في الثاني وثّقه، وفي الثالث من أصحاب موسى بن جعفر والرضا علیهم السلام (4)، وقال في الفهرست، له كتاب النوادر (5) ، وقال النجاشيّ، محمّد بن خالد بن عبد الرحمان بن محمّد بن عليّ البرقيّ أبو عبد الله مولى أبي موسى الأشعريّ، ينسب إلى برقة رود، قرية من سواد قمّ على واد هناك. وله إخوة ... وكان ضعيفاً في الحديث، وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار، وعلوم العرب، وله كتب (6)، وفي الكشّيّ: لم يلق البرقيّ أبا بصير، بينها القاسم بن حمزة ولا إسحاق بن عمار، وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه (7).
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وقال : مولى أبي الحسن علیه السلام (8)
ص:607
وحاله مجهول.
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام وفيه ابن جذاعة (1). وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (2) .
مكانته : قال الزنجانيّ: أعدّه في الحسن كالصحيح (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أسباب الرضا علیه السلام (4) ، وفي بعض النسخ، ابن الخضيب .
٣٦٣ - محمّد بن داود
(5) :
الرجل لم يعرف شخصه. قال الشيخ النمازيّ: «لم يذكروه. هو الذي روى معجزة
الرضا علیه السلام ، وكان من أصحابه »(6).
(7):
مكانته : قال المحقّق الزنجانيّ ذيل عنوان محمّد بن زيد الرزاميّ: «أعده في
ص:608
الحسن » (1) كما قال ذيل عنوان محمّد بن زيد الطبريّ: «أحاديثه... في غاية الجودة أيضاً، ولا بعد في عدّه في الحسن»(2) .
صحبته: قال النجاشيّ: «محمّد بن زيد الرزاميّ خادم الرضا علیه السلام ... »(3). ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام قائلا: « محمّد بن زيد الطبري، أصله كوفيّ »(4) . و وقع «محمّد بن زيد الرزاميّ خادم الرضا علیه السلام » في طريق الصدوق إلى محمّد بن أسلم الجبليّ (5)، ثم احتمل السيّد الخوئيّ (6) والنمازيّ (7) اتّحاد الرزاميّ مع المطبريّ،.
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام (1).
(2) :
مكانته : قال السيّد الخوئيّ ذيل عنوان محمّد بن سلمان الديلميّ: «إنّ محمّد بن سليمان هذا لا يعمل بروايته، لتضعيف النجاشيّ، والشيخ، المؤيّد بتضعيف ابن الغضائريّ » (3). قال النمازيّ ذيل هذا العنوان : «... رمي بالغلوّ، والظاهر أنّه لنقله روايات لا تتحمّلها قدماء الأصحاب، فرماء بعضهم بذلك، وتبعه من تأخّر كإخوانه محمّد بن سنان و...» (4) و مختار المحقّق الزنجانيّ الاعتماد على أخبار محمّد بن سلیمان الديلميّ كما هو ظاهر كلامه (5).
صحبته: الظاهر أنّه محمّد بن سليمان الديلميّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الأئمّة ؛ الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام (6) ، وذكره البرقيّ في أصحاب الكاظم، والرضا علیهما السلام (7). و ورد عنوان الرجل في الأسانيد كثيراً، كما يروي عن الإمام الرضا علیه السلام بلا واسطة (8) و مع الواسطة (9) فيها أيضاً، ذكره العلّامة وابن داود في
ص:610
القسم الثاني من رجاليهما (1).
قال النمازيّ ذيل هذا العنوان: من أصحاب الكاظم، والرضا، صلوات الله عليهما (2).
مرّ ذكره في سابقه.
(3) :
مكانته : عنونه ابن داود في القسمين من رجاله (4)، وكذا العلّامة في القسم الثاني.
ثمّ قال: «الوجه عندي التوقّف فيها يرويه...» (5)،قال النمازيّ «... ثقة، جليل
صاحب الأسرار والمعضلات» (6)، ثمّ اجتهد رحمه الله في تنزيه، وتطهيره. وتجليله .
واستنتج السيّد الخوئیّ بعد نقل الأقوال والآراء في مكانة محمّد بن سنان، فقال: «المتحصّل من الروايات أنّ محمّد بن سنان كان من الموالين، وممّن يدين الله بموالاة أهل بيت نبيّه صلّى الله عليه و آله ،فهو ممدوح ... ولكنّ تضعيف هؤلاء الأعلام يسدّنا عن الاعتماد عليه، والعمل برواياته » (7)، واعتمد عليه المحقّق الزنجانيّ نظراً
ص:611
إلى ما يدّل عليه فى الكشّيّ من المدح العظيم، ثمّ قال: « وسبب جرحه، تلفظّه بالكلام وإفشائه بعض الأسرار، وإظهاره بعض العلوم عند غير أهله، فالرجل من أفقه أصحاب الرضا علیه السلام...» (1)
صحبته: هو محمّد بن سنان أبو جعفر الزاهريّ الكوفيّ، قال النجاشيّ بعد ذكر العنوان : «... وقال أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد أنّه روى عن الرضا علیه السلام ، قال: و له مسائل عنه معروفة، وهو رجل ضعيف جدّاً لا يعوّل عليه، ولا يلتفت إلى ما تفرّد به ...»(2) وذكره البرقيّ والشيخ في أصحاب الأئمّة الكاظم، والرضا، والجواد علیهم السلام (3)، وأضاف الشيخ إلى العنوان في الموضع الثاني ضعيف .
ذكر الشيخ الصدوق رحمه الله في من لا يحضره الفقيه: مسائله عن الرضا علیه السلام كثيراً (4).
371 - محمّد بن سهل
(5) :
مكانته : قال الوحيد في تعليقته على المنهج : « في قول النجاشيّ « یروي كتابه جماعة » إيماء إلى اعتماد عليه ... بل يظهر منها عدالته »(6)، وقال الزنجانيّ: «ثقة
ص:612
عندي» (1)، وقال السيّد الخوئيّ: «ما ذهب إليه المشهور من أنّ محمّد بن سهل بن اليسع مجهول، هو الصحيح » (2)، ذكر النمازيّ: أنّه كان مورد عناية الجواد علیه السلام والطائفة »(3).
صحبته: هو محمّد بن سهل بن اليسع بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعريّ القمّيّ، ذكره النجاشيّ وقال: «روى عن الرضا و أبي جعفر علیهما السلام ، له كتاب يرويه جماعة ...» (4)، وعنونه الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (5) وقال في الفهرست: « له مسائل عن الرضا علیه السلام » (6)، وكذا في معالم العلماء (7) ، وذكره ابن داود في القسم الأوّل (8) .
كامل الزيارات (1)، ولكن قال المحقّق الزنجانيّ « روايات الرجل كثيرة جيّدة، أرى الغلوّ موضوعاً عليه الخلوّ أحاديثه عن ذلك... ورواية الأجلّة عنه ممّا يورث الموثوق بوضع النسبة، والأقوى الاعتماد عليه ...»(2) .
صحبته: قال النجاشيّ: هو محمّد بن صدقة العنبريّ البصريّ أبو جعفر ، روى عن أبي الحسن موسى والرضا علیهما السلام (3)، وذكره الشيخ في أصحاب الإمام الكاظم والرضا علیهما السلام (4)، وأتى به ابن داود في القسم الأوّل والثّاني (5).
(6):
الرجل مجهول، إلّا أنّ ملاحظة الطبقة يقرب احتمال اتّحاده مع محمّد بن الصلت بن مالك القرشيّ الكوفيّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الصادق علیه السلام (7)، حيث أنّ الراوي عنه في الأسانيد عليّ بن أسباط، أو ابن أبي نجران أو السنديّ بن محمّد وهم كانوا من الطبقة السادسة (8)، يروون من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام كثيراً ؛
ص:614
ثمّ يحتمل ضعيفاً كونه محمّد بن الصلت أبا يعلى البصريّ الذي ترجمه العامّة (1)،
وذكروا روايته عن الصادق علیه السلام بواسطة واحدة (2)، ومات سنة ٢٢٨ (3)، والله العالم .
عدّه البرقيّ من أصحاب الرضا علیه السلام (4). ويأتي في محمّد بن عبد الله الصيقل.
مكانته : ترجمه النجاشيّ وكنّي بأبي جعفر، وقال: روى عبد الحميد عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، وكان ثقة من أصحابنا الكوفييّن، له كتاب النوادر (5)، وقال في ترجمة سهل بن زياد وقد كاتب أبا محمّد العسكري علیه السلام على يد محمّد بن عبد الحميد العطّار من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين ومائتين (6)، وعدّه في الوجيزة موثّقاً (7)، وذكره الجزائريّ في الصحاح (8)، لكن قال الشهيد في تعليقة
ص:615
الخلاصة: وظاهرها أنّ الموثّق الأب لا الابن (1). وقال السيّد الخوئيّ: فالعمدة في
الحكم بتوثيق الرجل إنّما هو وقوعه في أستاد كامل الزيارات، وإلّا فلا طريق انا إلى توثيقه (2)، والرجل لم يرو عنهم علیهم السلام ، وأيضاً قال: لا يعتبر فيمن ع_دّ م_ن أصحابهم علیهم السلام أن يكون راوياً عنهم بلا واسطة، فإذا كان الشخص رواية عن أحد المعصومين سلام الله عليهم، وكان معاصراً، صحّ عدّه من أصحابه سلام الله علیه (3)
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء و العسكري علیهما السلام ، وقال : مولى بجیلة (4)او ذكره في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام ، روى عنه ابن الوليد (5)، و عدّه البرقیّ من أصحاب الرضا علیه السلام (6).
لم يذكر في كتب الرجال، نعم، ذكره الشيخ مقيّداً بالكوفيّ في أصحاب الإمام الصادق علیه السلام مرّتين (7)، ولكنّ القول باتّحادهما مع اختلاف الطبقة مشكل، فالرجل مجهول، واستفاد النمازيّ من عدّ الشيخ له في أصحاب الصادق علیه السلام ، وروايته عن
ص:616
الإمام الرضا علیه السلام في طّب الأئمّة (1) أنه من أصحابهما علیهما السلام (2)، فتأمّل.
(3) :
صحبته : المظنون أنّه محمّد بن عبد الله . بن عيسى الأشعريّ القمّيّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام تارة بالعنوان المذكور (4) ، وأخرى بعنوان محمّد بن عبد الله الأشعريّ مرّتين (5)- بناء على الاتّحاد _ وذكره البرقيّ أيضاً بالعنوان الأخير في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام (6)، ثمّ إنّ محمّد بن عبد الله ورد عنوانه في الأسانيد مقيّداً بالقمّيّ أو الأشعريّ في عدّة موارد (7)، ويروي عن أبي الحسن الرضا علیه السلام في موارد عديدة (8)، كما يروي عنه ابن أبي نصير البزنطيّ في موضع (9)، والمستفاد من كلمات المتأخّرين من الرجالييّن اتّحاد محمّد بن : الأشعريّ مع القمّىّ، وأيضاً مع ابن عيسى الأشعريّ القمّيّ (10).
ص:617
378 - محمد بن عبد الله الأشعري:
مرّ ذكره في السابق.
379 - محمّد بن عبد الله بن عمرو بن مسلم اللّاحقيِّ الصفّار
(1) :
صحبته: ذكره النجاشيّ ثمّ قال: «روى عن الرضا علیه السلام ...»(2)وأيضاً ذكره العلّامة في الإيضاح (3)، وابن داود في القسم الأوّل من رجاله (4). وأورده الخطيب في تاريخه قائلاً: «محمد بن عبد الله بن مسلم الصفّار اللّاحقی، روى عن عليّ بن موسى ابن جعفر العلويّ ...» (5) وكذا ابن الأثير في اللباب (6).
(7):
لم نظفر به في كتب التراجم، ولا في أسانيد الروايات غير هذا.
ص:618
(1):
وقع هذا العنوان في سند خير في الكافي (2) والتهذيب (3) أيضاً، إلّا أنّ في الأخير محمّد بن عبد الله بن الصيقل، وعلى أيّ حال لم يذكر العنوان في شيء من المصادر الرجاليّة، ولا الجوامع الروائيّة، ولم نظفر بترجمته، نعم، استظهر السيّد الخوئيّ اتّحاده مع محمّد بن الصيقل الأزديّ الذي ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (4) ولذلك ذهب إلى صحّة عنوان محمّد بن عبد الله الصيقل في الكافي _ كما مرّ آنفاً _ دون ما في التهذيب حيث أنّ الصيقل - بناء على الاتحاد - لقب عبد الله نفسه دون أبيه (5) .
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أنّ حاله مجهول، بل قيل : إنّه خبيث الذات، وسیّىء العمل كأبيه... إلى أن قال: وقد روى محمّد هذا عن أبيه عبدالله بن طاهر عن أبي الصلت الهرويّ، حديث سلسلة الذهب (6)، قال السيّد الخوئيّ: محمّد بن عبدالله هذا مجهول، وهو غير محمّد بن عبد الله بن طاهر المتقدّم (7).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (8)، وعدّه البرقيّ من أصحاب
ص:619
الهادي (1)، والرجل كتب إلى الرضا علیه السلام كما في دلائل العيون (2) .
مكانته : قال الزنجانيّ: أعدّه في الحسن كالصحيح (3)
صحبته :عدّه الشيخ والبرقيّ من أصحاب الرضا علیه السلام (4).
مرّ ذكره في محمّد بن عبد الله.
سبق الكلام عنه ذیل عنوان محمّد بن عبد الله.
مكانته : قال الزنجانيّ: أظنّه صالحاً، وأعدّه في الحسن (5)
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء والجواد علیهما السلام ، وقال في الثاني لحق
ص:620
موسى بن جعفر علیه السلام (1)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم، والرضا علیهما السلام (2).
(3) :
صحبته :لم يذكر ترجمة الرجل في موضع نعم، روى عليّ بن سيف عنه عن الإمام الرضا علیه السلام في ثلاثة موارد (4)، و في مورد منها عبيدة بدل عبيد (5). و لا اتّحاد المعنون مع محمّد بن عبيدة الهمدانيّ الذي روى الكلينيّ بسنده عن ابن أبي نجران عنه عن الإمام الرضا علیه السلام ، في باب صفة اللبن للفحل (6)، ورواه الشيخ بسند الكلينيّ في التهذيبين، وفيهما عبيد بدل عبيدة (7).
(8) :
إنّ هذا العدوان وإن لم يحصر في أحد إلّا أنّه منصرف إلى القمّيّ الأشعريّ الذي مرّت الإشارة إليه ذيل عنوان محمّد بن عبد الله، فراجع.
ص:621
مرّ ذكره في ابن عبيد.
(1) :
مكانته : قال المحقّق الزنجانيّ: «و من أحاديثه على كثرتها يظهر كونه جليلاٌ متكلماً ... والأقوى عدّ الرجل في الصحيح على مصطلح القدماء اعتماداً بالرواة عنه. والقوّة، والجودة في رواياته»(2)
صحبته: كان من أصحاب الرضاء علیه السلام كما عنونه الشيخ في رجالها (3) _ على ما في المطبوعة - ويروي عنه علیه السلام في الأسانيد في موارد عديدة (4).
(1) :
مكانته : قال الشيخ الزنجانيّ بعد ذكر العنوان والإشارة إلى موضع رواياته:
أحادیثه جيّدة مستقيمة أظنّه إماميّاً صالحاً »(2).
صحبته: لم نظفر بعنوانه في المصادر الرجاليّة كما لم نجد منه الّا روايتين رواهما عن أبي الحسن علیه السلام من دون تقييد (3)، فلم يعلم المراد من أبي الحسن علیه السلام ، نعم، روى الشيخ الصدوق أحدهما في عيون أخبار الرضا علیه السلام(4) فمقتضاء كون الخبر من مولانا الرضا علیه السلام ، إلّا أنّه رواه في الفقيه، وصرّح فيه أنّه أبو الحسن الأوّل علیه السلام (5)، فلم يثبت كون الرجل من أصحاب أبي الحسن الرضا علیه السلام . نقول: لا يبعد اتّحاده مع محمّد بن عليّ بن جعفر الآتي.
صحبته: ذكره الشيخ بهذا العنوان في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام مرّتين (1) بل ثلاث مرّات كما في الطبعة الحديثة، والعنوان الثالث «محمّد بن عليّ بن جعفر بن محمّد عمّه علیه السلام » (2)، وأيضاً ذكره البرقيّ في رجال مولانا الرضا علیه السلام (3)، وله في الأسانيد عدّة روايات (4).
(5) :
مكانته : قال الزنجانيّ: «أعدّه في الحسن »(6).
صحبته: له روايات في أمالي الشيخ الطوسي (7)، قال النجاشيّ: «له نسخة يرويها من الرضا علیه السلام »(8).
(9):
مرّ ذكره في سابقه.
ص:624
(1):
مكانته : قال النجاشي: «محمّد بن عليّ بن حمزة بن الحسن بن عبيدالله بن العبّاس بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام أبو عبدالله، ثقة، عين في الحديث صحيح الاعتقاد ...»(2)
قال الشيخ الزنجانیّ بعد ذكر قول النجاشيّ: «قاله النجاشيّ و تبعه أرباب الفنّ في التوثيق »(3).
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب :«... صدوق، ثقة.... كان أحد الأدباء العلماء برواية الأخبار.... مات سنة ٢٨٦»(4).
صحبته: الرجل يروي عن مولانا الإمام الرضا علیه السلام بواسطة أبيه في موردين (5)، قال النجاشيّ: له رواية عن أبي الحسن وأبي محمّد علیهما السلام ...» (6)، قال الزنجانيّ: روى عن أبيه عن الرضا علیه السلام (7).
الأوّل: ماورد في رواية قرب الإسناد (1)، والتهذيب (2) أيضاً، والظاهر زيادة «بن عليّ بن فضّال » ، بيد النسّاخ سهواً، والصواب «محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار» كما يظهر من ملاحظة هذه الرواية (3)، وخبرین قبلها (4)في باب معرّس النبی صلی الله علیه و آله و سلم في الكافي.
الثاني: ما رواه الشيخ في التهذيب بسنده عن معاوية بن حكيم عنه عن أبي الحسن علیه السلام (5)، واحتمل السيّد الخوئيّ كونه محرّفاً، وأنّ الصحيح الحسن بن عليّ ابن فضّال بدل محمّد بن عليّ بن فضّال، لروايته عن أبي الحسن علیه السلام ، ورواية معاوية ابن حكيم عنه في جملة من الموارد، و عدم وجود لمحمّد بن عليّ بن فضّال في غير هذه الرواية من الروايات، ولا في كتب الرجال (6)، وقال المحقّق التستريّ: «الظاهر كونه أخا الحسن بن عليّ بن فضّال »(7).
(8):
إنّ الراوي عن الإمام الرضا علیه السلام إنّما هو ابنه عبدالله بن محمّد بن عليّ التميميّ.
ص:626
وقع في طرق الشيخ الصدوق راوياً عنه (1)، وتعرّض النجاشيّ لترجمته في رجاله فقال: «عبدالله بن محمّد بن علىّ بن العبّاس بن هارون التميميّ الرازيّ له نسخة عن الرضا علیه السلام ...» (2) ؛ فلا يبعد _ على ما ذكر - سقوط «عبد الله بن » من صدر العنوان.
صحبته: عدّه الشيخ والبرقيّ من أصحاب الرضا علیه السلام(3) ، ولكنّ الرجل روى مع الواسطة عن الإمام الرضا علیه السلام (4)، وقال السيّد الخوئيّ: لا يعتبر فيمن ع_دّ م_ن أصحابهم علیهم السلام أن يكون راوياً عنهم بلا واسطة كما مرّ، قال المامقانيّ: وكأنّه أبر سمينة. قاله الميرزا، ولكنّ اللاهيجيّ جزم بأنّه محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد المتقدّم، وقول الميرزا أقرب لعدم اشتهار الثاني بالقرشيّ، وإنّما هو لقب أبي سمينة (5).
روايته يظهر أنّه يخدم الرضا علیه السلام ، ويحتمل هو محمّد مولى الرضا علیه السلام ، كما ذكره
الشيخ في رجاله وعدّه من أصحاب الرضا علیه السلام (1).
(2):
صحبته: ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام قائلا: «محمّد بن عمارة بن الأشعث النهديّ »(3)، وعنونه الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، تارة بعنوان محمّد بن عمّار بن أشعث »(4)، وأخرى بعنوان «محمّد بن عمّار بن الأشعث النهديّ» (5) من دون تاء ، وفي بعض النسخ «السنديّ» ، بدل «النهديّ» کما أشار إليه الأردبيليّ (6) ، والسيّد الخوئيّ (7)، والشيخ الزنج_انیّ (8)، روى عن أبي الحسن الرضا علیه السلام في موضعين (9).
ص:628
٤٠٢ - محمّد بن عمر بن عرفة
(1):
صحبته: لم يذكر العنوان في موضع آخر والظاهر أنّه محمّد بن عرفة الذي ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (2)، وله روايات عديدة عنه علیه السلام ، فلا تبعد
زيادة «بن عمر» في العنوان، فإنّه وردت هذه الرواية في التهذيب، وفيه « محمّد بن عرفة » (3)، و كذالك في الوسائل (4) والبحار(5)
٤٠٣ - محمّد بن عمر بن يزيد
(6) :
مكانته : عدّ السيّد الخوئيّ طريق الشيخ في الفهرست إلى عمر بن يزيد صحيحاً. وفيه محمّد بن عمر بن يزيد (7)، قال الزنجانيّ: «أحاديثه في غاية الاستقامة.. أعدّه في الحسن كالصحيح »(8).
صحبته: ذكره الشيخ بهذا العنوان في أصحاب مولانا الرضا علیه السلام (9)، وقال النجاشيّ: « محمّد بن عمر بن يزيد بیّاع السابريّ روى عن أبي الحسن علیه السلام ...»(10)،
ص:629
و ذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله (1)، أمّا في الأسانيد فلم نظفر بروايته عنه علیه السلام في غير هذا المورد(2).
(3) :
مكانته : قال الوحيد بعد نقل خبر عنه: « و فيه دلالة على حسنه والاعتماد عليه» (4).
صحبته: ذكره البرقيّ بهذا العنوان في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام (5) كما يروي
عن مولانا الرضا و الجواد، وعن أبي الحسن علیهم السلام (6).
٤٠٥ - محمّد بن عمر الكناسيّ:
مكانته قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أنّ حاله مجهول (7)، وقال الزنجانيّ: أظنّه صالحاً (8)
ص:630
صحبته عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1).
(2) :
صحبته: يظهر من متن الخير وعنوان الباب - أي باب ذكر ما ظهر للناس في وقتنا من بركة هذا المشهد و.... (3)- أنّ ما نقل النوقاني من الواقعة كانت بعد أيّام الإمام الرضا علیه السلام ، ويؤيّده أنّ الشيخ الصدوق رواه عن التوقاني بواسطة واحدة بينها أنّه يروي عن أصحاب الرضا علیه السلام، بواسطتين أو أكثر.
(4) :
مكانته : قال النجاشيّ: «محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات المدائني، ثقة، عين، روى عن الرضا علیه السلام »(5).
صحبته: روى عن الإمام الرضا علیه السلام في الأسانيد (6) ، وذكره الشيخ في من لم يرو عن الأئمّة قائلاً: «محمّد بن عمرو الزيّات، روى عنه عليّ بن السنديّ» (7)،
وعنونه في الفهرست تارة «محمّد بن عمر و الزيّات»، وأخرى «محمّد بن عمر
ص:632
الزيّات»(1) ، واستظهر المحقّق التستريّ (2)و الشيخ النمازيّ (3) اتّحاد الكلّ، كما حكم به الشيخ الزنجانيّ (4) ، والسيّد الخوئيّ (5) أيضاً.
(6):
هو مشترك بين محمّد بن عيسى بن عبد الله القمّيّ الأشعريّ، وبين محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيّ، لاتّحاد طبقتهما، وروايتها عن الإمام الرضا علیه السلام في الأسانيد، وسيظهر حال الرجلين عند عنوانهما.
(7):
مكانته هو «محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى مولى أسد بن خزيمة أبو جعفر، جليل في أصحابنا، ثقة، عين كثير الرواية، حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني علیه السلام مكاتبة ومشافهة»، قاله النجاشيّ في رجاله (8)، وذكره الشيخ في أصحاب الأئمّة (9)، وكذا في من لم يرو عنهم علیهم السلام(10) مضيفاً إلى العنوان «ضعيف»،
ص:632
كما قال بعد العنوان في الموضع الثاني: «ضعيف على قول القمّيّين»، وتعرّض العلّامة العنوانه في القسم الأوّل: ثمّ قال: «الأقوى عندي قبول روايته» (1)، وحاصل عبارة السيّد الخوئيّ في ترجمة الرجل توثيقه، وقبول روايته (2)، ونظيره المحقّق التستريّ (3) . والنمازيّ (4)، والشيخ الزنجانيّ (5).
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب الأئمّة الرضا، والهادي، وأبي محمّد العسكري علیهم السلام (6) ، وكذا في من لم يرو عنهم علیهم السلام (7)
و ذكره البرقیّ أيضاً في أصحاب الإمام الهادي والعسكري علیهما السلام (8).
ويروي عن أبي الحسن الرضا علیه السلام مع الواسطة كثيراً، و في روايته عنه علیه السلام بلا واسطة _ كما وردت في بعض الأسانيد - إشكال، كما أنّ الظاهر سقوط الواسطة في هذه الرواية أيضاً (9). وقد صرّح المحقّق التستريّ بكون السند مرفوعاً أو محرّفا (10)، فإنّ الصدوق رواه مع اختلاف في موضع آخر من كتاب التوحيد بواسطة هشام بن
ص:633
ابراهيم (1)و هو العبّاسي المشرقيّ الذي يروي عن مولانا الرضا علیه السلام في موارد. ويؤيّده أنّ العياشيّ روى هذه الرواية في تفسيره مرسلاً عن هشام المشرقيّ عن أبي الحسن الخراساني - و هو أبو الحسن الرضا_ علیه السلام (2)، ومحمّد بن عيسى یروي عن المشرقيّ في عدّة مواضع (3) .
110 - محمّد بن عيسى القمّيّ
(4):
مكانته : قال النمازيّ: «هو ثقة وفاقاً للمجلسي في الوجيزة، وغيره في غيرها »(5). اذا قال الشيخ الزنجانيّ: «ثقة، كثير الحديث »(6).
صحبته: يروي عن مولانا الرضا وابنه أبي جعفر الثاني علیهما السلام (7) ، قال النجاشيّ: «محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعريّ أبو عليّ شيخ القمّيّين، وجه الأشاعرة، متقدّم عند السلطان، ودخل على الرضا علیه السلام وسمع منه، و روى عن أبي جعفر الثاني علیه السلام . له كتاب ...» (8) وقع في طريق النجاشيّ إلى بعض رجاله
ص:534
كمحمّد بن سهل (1). وخيثمة (2). و ... ذكره العلّامة وابن داود في القسم الأوّل (3).
(4):
لم يذكر العنوان في موضع آخر والظاهر أنّ « المعبديّ» ، مصحّف «العبيدي» ، وقد نقبل البحرانی هذه الرواية في حلية الأبرار، وفيه «العبيدي» (5)بدل « المعبدي» و وقع نظير السند في طريق النجاشيّ إلى كتاب خيران مولى الرضا علیه السلام أيضاً، فإنّ فيه «أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن بن فنتي قال: حدّثنا محمّد بن عيسى العبيديّ قال: حدّثنا خيران» (6)، ومنه يظهر أنّ مولى عليّ بن موسى علیهما السلام في سند الرواية هو خيران مولى الرضا علیه السلام ، وروى محمّد بن عيسى عنه في رجال الكشّيّ بعنوان «خيران الخادم» (7).
٤١٣ - محمد بن الفرج الرخجيّ:
مكانته : قال الشيخ في رج_الله ثقة(1)، و وثّقه أيضاً المجلسيّ (2)، والمحقّق البحرانی (3) . وعدّه الجزائريّ في الحاوي في الصحاح (4)، وقال السيّد الخوئيّ: هذه الروايات وإن كانت كلّها ضعيفة إلّا أنّها تؤيّد جلالة الرجل ومكانته عند الشيعة و الإمامين الجواد والهادي علیهما السلام . ويكفي في اعتباره شهادة الشيخ بوثاقته (5).
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا مرّتين، ومن أصحاب الجواد والهادي علیهم السلام ، وقال في الثاني من أصحاب الرضا علیه السلام (6)، وترجمه النجاشيّ وقال: روى عن أبي الحسن موسى علیه السلام ، له كتاب مسائل (7).
الفهرست: «محمّد بن فضيل الأزرق له كتاب ...»(1)، أمّا في غير ما ذكر ففيه
احتمالان:
الأوّل: محمّد بن الفضيل وقد مرّ آنفاً.
الثاني: محمّد بن الفضل (الأزديّ الكوفيّ الثقة) الذي عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم، والرضا علیهما السلام ، مضيفاً: «كوفيّ ثقة»(2).
صحبته: المظنون أنّه مصحّف محمّد بن الفضيل فيما يروي عنه أحمد بن محمّد. لروايته عنه في عدّة موارد (3) ، والظاهر أنّه محمّد بن الفضيل بن كثير المصيرفيّ الأزديّ الذي ترجمه النجاشيّ ولقّبه بالأزرق؛ ثمّ قال: «روى عن أبي الحسن موسي، والرضا علیهما السلام له کتاب و مسائل ... » (4) ، و ذكر الشيخ في أصحاب أبي عبدالله الصادق علیه السلام قائلاً: «محمّد بن الفضيل بن كثير الأزديّ كوفيّ صيرفيّ»(5) ، و ذكره البرقيّ في أصحاب الإمام الصادق، والكاظم علیهما السلام (6).
كما احتمله السيّد الخوئيّ (1). وقال الشيخ الزنجانيّ:« أعدّه في الصحيح المصطلح »(2).
صحبته: قال الشيخ في أصحاب أبي جعفر الباقر علیه السلام : « محمد بن الفضل الهاشمي يكنّى أبا الربيع »(3) وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق علیه السلام : «محمّد بن الفضل الهاشميّ المدنيّ»(4) ، وظاهر النجاشيّ أنّه من أصحاب الصادق، والكاظم علیهما السلام ،حيث ذكر ذيل عنوان الحسين بن محمّد بن الفضل بن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب - الظاهر كونه ابن محمّد بن الفضل الهاشميّ - روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن علیهما السلام » (5) وقال نحو ذلك ذيل عنوان الحسن بن محمّد بن الفضل بن يعقوب أيضاً (6)، وبقي بعد أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام وأدرك أبا الحسن الرضا علیه السلام ، كما يظهر من خير الخرائج، فنقل عن محمّد بن الفضل الهاشميّ أنّه قال: «لمّا توفيّ موسى بن جعفر علیه السلام ، أتيت المدينة فدخلت على الرضا علیه السلام »(7).
(8) :
ذكره الرجاليّون وأشاروا إلى عنوانه في كتبهم ذيل عنوان محمّد بن الفضل.
ص:638
مكانته : وثّقه الشيخ الزنجانيّ وبالغ فيه (1)، وقال السيّد الأبطحيّ بتوثيقه أيضاً (2)، واستفاد النمازيّ من بعض الأخبار حسنه وكماله (3)، ولكنّ السيّد الخوئيّ ذهب إلى عدم وثاقته، وعدم الاعتماد على روايته (4).
سيق الكلام عنه في سابقه.
(1):
مكانته : هو النهديّ الذي ذكره النجاشيّ وقال: «ثقة هو وأبوه، وعمّه العلاء. وجدّه الفضيل، روى عن الرضا علیه السلام ، له كتاب»(2). وقال النمازيّ: «ثقة بالاتفاق»(3)
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (4)، والبرقیّ في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام(5) ، وأورده العلّامة وابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما (6).
مكانته : قال المحقّق الزنجانيّ: الظاهر انّه صالح، معتمد (1) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2). وقال الزنجانيّ: لا بعد في كون الأشعريّ مصحّف الأسدي (3)، روى الطاطريّ عن محمّد بن كليب، عن سيف بن عميرة، في ترجمة طلحة بن زيد من النجاشيّ (4).
مكانته : قال الزنجانيّ: أظنّه صالحاً (5).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6)، روى الرجل عن محمّد بن فضيل بن غزوان الضبي رواية إسراء النبي صلی الله علیه و آله و سلم إلى أن قال، قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسى بن جعفر علیهم السلام فذكرت له هذا الحديث إلى آخره (7)، وعنونه السيّد في التحصين بعنوان محمّد بن مالك بن إبراهيم بن مالك الأشتر النخعيّ (8)، وفي
ص:641
كفاية الأثر محمّد بن مالك بن الأبرد القصير (1).
«أبو المضارب، محمّد بن مضارب كوفيّ» (1)، وكذا الشيخ في رجاله مرّتين (2). و يروي عنه لیه السلام في عدة موارد ولم يذكر في أصحاب أبي الحسن الرضا علیه السلام ، مضافاً إلى أن المعنون في المسند جاء في نسخة من الطبعة القديمة «محمّد بن مصادف» ،كما ذكره السيّد الخوئيّ في المعجم (3). وعليه فيمكن وقوع التصحيف في السند، وأنّ الصواب «محمّد بن مصادف»، كما أنّ تصحيف عنوان «أبو عبد الله ب«الرضا» في السند محتمل، أو قلنا - على بعد - ببقاء محمّد بن مضارب إلى أيّام الرضا علیه السلام ، كما تؤيّده رواية أبي المضارب - وهو كنية محمّد بن مضارب - عن الرضا علیه السلام في مناقب آل أبي طالب علیه السلام (4)، والله العالم.
صحبته: عدّ الشيخ الرجل تارتاً في أصحاب الرضا علیه السلام بعنوان ابن الفضل وأخرى في أصحاب الكاظم علیه السلام بعنوان محمّد بن الفضل بن عمر (5)، وروى محمّد ابن الفضل عن موسى بن جعفر علیهما السلام في تفسير العيّاشيّ (6)، وأمّا ابن شهر آشوب فقد ذكره بعنوان ابن المفضّل (7) الذي لم نقف عليه في الأسانيد.
ص:643
(1):
مكانته :عدّه النجاشيّ من جملة الكوفيّين. وقال ذيل ترجمة «محمّد بن منصور بن یونس بزرج »: «كوفيّ ، ثقة » (2).
صحبته: لعلّ الرجل هو محمّد بن منصور الكوفيّ الذي يروي عن مولانا الرضا علیه السلام (3) ، كما وقع في سند رواية في رجال الكشّيّ أيضاً (4) . ويحتمل كونه محمّد ابن منصور بن يونس كما احتمل الأردبيليّ (5) أيضاً، ثمّ اتّحاد ابن يونس هذا مع محمّد بن منصور الأشعريّ الذي ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام (6) غير بعيد فتأمّل.
وقال الزنجانيّ بعد الإشارة إلى هذا الخبر ذيل عنوان «محمّد بن منصور» من دون وصف: «عندي بالصيقل أشبه »(7) ، وكما قال النمازيّ: لعلّه الأشعثىّ أو الأشعريّ المعدودان من أصحاب الرضا علیه السلام »(8).
مرّ ذكره في سابقه.
ص:644
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1) ، ومضى البحث في محمّد بن عليّ الهمداني.
(2):
ذكر الشيخ عنوان «يحيى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب الهاشميّ المدنيّ» في أصحاب أبي عبد الله علیه السلام (3)، كما هو أحد رجال الشيخ الصدوق في المشيخة (4). ولعلّ المعنون هذا هو ابن هذا المترجم، حيث يبعد أن يروي حفيد عمر بن عليّ بن أبي طالب علیهما السلام - وهو محمّد بن يحيى بن عمر في السند المذكور - عن الرضا علیه السلام لتقدّم طبقته عمّن يروي عنه علیه السلام ، مضافاً إلى أنّه ذكر ابن عنبة في عمدة الطالب: أنّ عمر الأطراف ابن عليّ بن أبي طالب علیهما السلام ، أعقب من رجل واحد، وهو ابنه محمّد فقط، فأعقب محمّد من أربعة رجال : عبد الله و... وأمّا عيد الله بن محمّد، فأعقب من أربعة رجال : أحمد ومحمّد، وعيسى المبارك، ويحيى
الصالح ... أمّا يحيى الصالح بن عبد الله ويكنّى أبا الحسين، وهو الذي قتله الرشيد بعد أن حبسه، فأعقب من رجلين : أبي عليّ محمّد الصوفيّ، وأبي عليّ الحسن صاحب حبس المأمون، فالمظنون أنّ المعنون في السند هو أبو عليّ محمّد الصوفي بن يحيى
ص:645
الصالح - المقتول بيد الرشيد - بن عبد الله بن محمّد بن عمر الأطراف بن عليّ بن أبي طالب .
(1):
لم يذكر في موضع آخر من المصادر.
(2) :
لم يذكر في المصادر الرجاليّة الخاصّة ، نعم ، وقع في طرق الصدوق كثيراً يروي فيها عن الإمام الرضا علیه السلام بواسطة واحدة (3)، أو بواسطتين (4)، أو بوسائط (5). والظاهر أنّه محمّد بن يحيى بن عبد الله بن العبّاس بن محمّد بن صولتكين الكاتب، كما ذهب إليه الشيخ الزنجانيّ، واعتمد عليه في رجاله (6)، وترجمه العامّة في مصادرهم (7)، أمّا روايته عنه علیه السلام هنا فوقعت على وجه الإرسال والنقل، لبعد دركه له علیه السلام ، حيث أنّه ولد نحو سنة ٢55، ومات سنة ٣٣5، كما قال الأمين في الأعيان (8) ،
ص:646
فكان ميلاده بعد وفاة مولانا الرضا علیه السلام - المستشهد في سنة ٢٠٣ - باثنين
وخمسين سنة، فإذن لم یعدّ الرجل من أصحاب الرضا علیه السلام .
(1):
لم يذكر عنوانه في المصادر.
(2) :
هو غير مذكور في المصادر.
مكانته : الظاهر أنّه إماميّ، عظيم الشأن حيث ورد في ترجمة محمّد بن أبي عمير في النجاشيّ (3)، والكشّيّ (4)، أنّه لمّا ضرب فأبلغ الضرب الألم إليه، حتّى كاد أن يسمّي عامّة الشيعة بالعراق، تسمع نداء محمّد بن يونس بن عبد الرحمان، يقول: يا محمّد بن أبي عمير أذكر موقفك بين يدي الله، فتقوّي محمّد بن أبي عمير بقوله
فصبر، وقال السيّد الخوئيّ: وفي هذا مدح بليغ محمّد بن يونس بن عبد الرحمان، ودلالة واضحة على عظمة شأنه (5).
ص:647
صحبته: عدّ الشيخ محمّد بن يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الرضا والجواد علیهما السلام ، وقال في الثاني: لحق الرضا علیه السلام (1)، وذكر محمّد بن يونس في أصحاب الكاظم علیه السلام و وثّقه (2) ، والمستفاد من الوجيزه والمنهج اتّحادهما، حيث ذكرهما في عنوان واحد (3) ، وبه قال المحقّق الزنجانيّ أيضاً (4)، ولكن استبعده الحائريّ، وقال: فالظاهر تغاير ما في (ظم) لما في (ضا) و (ج)، وقول الشيخ في (ج) الحق الرضا علیه السلام يشير بل يدلّ على ما ذكرنا (5)، وقال به السيّد الخوئيّ أيضاً (6).
٤٣٩ - محول السجستاني
(1):
لعلّه مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهديّ الكوفيّ الذي قيّده الرشيد في
السجن كما يظهر من قول قفسه الذي ذكر، أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين (2) .
مكانته : قال العقيلي في ضعفائه: «مخول بن إبراهيم الكوفيّ...كان يغلو في الرفض »(3) ، وقال الذهبيّ: « رافضيّ بغيض صدوق في نفسه » (4) ، و وقع مخول بن إبراهيم النهديّ في بعض طرق النجاشيّ في رجاله (5) ؛ثمّ لا تنافي بين كونه كوفيّاً وبين کونه سجستانيّاً كما أنّ حريز بن عبد الله كان كوفيّاً سجستانيّاً (6).
الله وأبي الحسن علیهما السلام ، ومات في أيّام الرضا علیه السلام ...» (1) و ذكره العلّامة وابن داود في القسم الأوّل من رجالیهما (2)؛ فإذا يمكن روايته عن الكاظم علیه السلام، لبقائه إلى أيّام الرضا علیه السلام ، - كما في هذا السند - .
(3) :
مكانته: استفاد النمازيّ من بعض الأخبار حسنه وكماله (4)، وقال الشيخ الزنجانيّ: «صحيح الإسناد»(5) .
صحبته: قال النجاشيّ: «مرزبان بن عمران بن عبد الله بن سعد الأشعريّ القمّيّ روى عن الرضا علیه السلام له كتاب ....» (6)، و ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام بعنوان «المرزبان بن عمران الأشعريّ القمّيّ» (7)، و ذكره البرقيّ بالعنوان الأخير في أصحاب مولانا الكاظم علیه السلام (8) ، وأورده العلّامة وابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما (9)، وقال السيّد البروجرديّ عند تعيين طبقته: « كأنّه من الطبقة السادسة »(10)
ص:650
(1):
مرّ ذكره في سابقه.
صحبته، ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الجواد علیه السلام (1)، وكذا في الفهرست (2)، وقال النجاشيّ: «مروك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة مولى بني عجل ... واسم مروك صالح و اسم أبي حفصة زياد » (3).
و أورده العلّامة وابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما (4) ؛ ثمّ لم نظفر بروايته عن الرضا علیه السلام في غير هذا الموضع إلّا أنّ روايته عن أصحاب الصادق علیه السلام كرفاعة (5) و سماعة بن مهران (6) و أبيه عبيد بن سالم (7)، تعطي إمكان دركه للرضا علیه السلام وعدم المحذور في روايته عنه علیه السلام من دون واسطة، كما يروي عنه علیه السلام مع الواسطة في بعض الأسانيد (8)، وتؤيّد ذلك طبقة الرجل وهي السادسة، كما ذكره السيّد البروجرديّ في موسوعته (9).
مكانته في الكشّيّ أنّه مولى أبي الحسن علیه السلام وقال له: ألحق بأبي جعفر علیه السلام فإنّه
ص:652
صاحبك (1)، وذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله ممدوحاً (2) ، وتبعه في الوجيزة (3) و في البلغة، قال: فيه نظر (4)
صحبته: عدّه الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام ، وقال : يكنّى أبا مسلم (5) ، وفي أصحاب الهادي علیه السلام قال مسافر ،مولاه علیه السلام (6) ، روى الرجل عن أبي إبراهيم ،وأبي الحسن الرضا علیهما السلام (7).
(1):
مكانته : قال النجاشيّ: «معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمّار الدهني، ثقة، جليل في أصحاب الرضا علیه السلام ...»(2)
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث علیهما السلام (3). وزاد في الموضع الأخير «الكوفيّ». وممّا يؤيّد دركه الأيّام الرضا علیه السلام - مضافاً إلى تصريح النجاشيّ - سماعه عن أبي جميلة - الذي مات في الأیّام أمام الرضا علیه السلام - كما ذكره ابن الغضائريّ (4). وأيضاً قول معاوية بن حكيم في وصف أبي الفضل الخراسانيّ: «كان له انقطاع إلى أبي الحسن الثانی علیه السلام ، وكان يخالط القرّاء. ثمّ انقطع إلى أبي جعفر علیه السلام » ، كما أورده الكشّيّ في رجاله (5)، وظاهر، كون الأخبار بالانقطاع عن حسّ دون حدس .
وعّده السيّد الخوئيّ (6)و الشيخ النمازيّ (7)من أصحاب الرضا، والجواد، والهادي علیهم السلام ، بل عدّه الأوّل من أصحاب الكاظم علیه السلام أيضاً.
ص:654
(1) :
صحبته: قال النجاشيّ: «معاوية بن سعيد، له مسائل عن الرضا علیه السلام ...»(2)، وذكره الشيخ في أصحاب الصادق علیه السلام قائلاٌ: « معاوية بن سعيد الكنديّ الكوفيّ» (3) ، وأيضاً في أصحاب مولانا الرضا علیه السلام قائلاٌ: «معاوية بن سعيد الكنديّ» (4)، وعنونه البرقيّ في أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر علیه السلام (5)، و ذكره ابن داود في القسم الأوّل (6)، وقال السيّد الخوئيّ بعد ذكر سند الرواية: «الصحيح معاوية بن سعيد، بدل معاوية بن سعد، كما في الطبعة القديمة، والوافي، والوسائل، فإنّه المعنون في كتب الرجال »(7).
(1):
مكانته: قال النجاشيّ: «معمّر بن خلّاد بن أبي خلّاد، أبو خلّاد بغداديّ، ثقة، روى عن الرضا علیه السلام ...»(2).
صحبته: الظاهر أنّه معمّر بن خلّاد الذي ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام (3)، وذكره البرقيّ في أصحاب الكاظم علیه السلام(4) ، ثمّ الرجل يروي عن مولانا الرضا علیه السلام (5)كثيراً في الروايات .
لم يثبت عنده عدم وقفه (1).
صحبته: قال النجاشيّ: مقاتل بن مقاتل البلخيّ روى عن الرضا علیه السلام ...» (2) و ذكره الشيخ في أصحاب الرضا علیه السلام تارة بعنوان «مقاتل بن مقاتل»، وأخرى بعنوان « مقاتل بن مقاتل بن قياما »(3) ، وذكره البرقيّ في أصحاب الكاظم علیه السلام (4).
(1):
صحبته: هو من أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام ، كما في كتب الرجال (2) . و لم نظفر بروايته عن أبي الحسن الرضا علیه السلام ، وأمّا ما ذكر في مصباح المتهجّد عن أبي الحسن الرضا علیه السلام (3)، فهو من زيادة النسّاخ، حيث ورد الرواية بعينه في الكافي عن أبي الحسن موسى علیه السلام (4)، و في التهذيب عن أبي الحسن علیه السلام (5).
وكيف كان، الرجل وقع في الأسانيد بعنوان أبو عمران الأرمنيّ، ولكن لم يرو عن المعصوم (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام ، وذكره في باب من لم يرو موصوفاً بالأرمنيّ، ويكنىّ أبا عمران (2)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الرضا علیه السلام (3).
(4):
مكانته مجهول لا يعرف شخصه، وإن استفاد النمازيّ منها حسن الرجل و کماله (5)
٤٦١ - موسى بن عبد الملك
(6):
مكانته : قال الأمين في الأعيان: «ذكر الصدوق في العيون أنّه كان شيعيّاً »(7) . صحبته: ذكره البرقيّ في أصحاب أبي جعفر الثاني علیه السلام (8)، وله إليه علیه السلام مكاتبة
ص:659
ذكره الشيخ في التهذيب (1). ولم نظفر بروايته عن الرضا علیه السلام إلّا بواسطة في مورد واحد (2)، ولعلّ الرجل هو موسى بن عبد الملك بن هشام أبو عمران الإصبهانيّ من كتّاب المتوكّل، ومات سنة ٢٤٧ أو ٢٤٦ (3).
حسن الطريقة، له كتب (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضاء والجواد علیهما السلام (2)، والبرقيّ ع_دّه م_ن أصحاب الجواد علیه السلام (3). وروى عن الرضا علیه السلام مع واسطة (4) ، وروى ه_و ع_ن أبي جعفر الثاني علیه السلام (5)، وقد وقع في الأسانيد بعنوان موسى بن القاسم أو موسى بن القاسم البجليّ أو موسى بن القاسم بن معاوية (6).
عنه علیه السلام في موردين آخرين.
(1):
سبق الكلام فيه ذیل عنوان «موسى بن أبي الحسن»، فراجع.
(2):
لم يذكر له ترجمة في المصادر الرجاليّة، والمظنون أنّه مصحّف «موسى بن مهران »، لو رود هذا الخبر في دلائل الإمامة (3)، وأيضاً المناقب لابن شهر آشوب (4). ومدينة المعاجز (5) ، والعنوان في الكلّ «موسى بن مهران »، ولرواية محمّد بن أبي يعقوب عن موسى بن مهران في موضع آخر أيضاً (6).
أمّا موسى بن هارون الذي يروي عن أبي الحسن الرضا علیه السلام في باب الباذنجان في المحاسن فهو مجهول لا يعرف شخصه.
المامقانيّ: هذا في محلِّه (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2)، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (3)، و احتمل الوحيد هو موسى بن عيسى بن عبيد اليقطينيّ أخ_و محمّد(4)، وعلى هذا الرجل نائب للحجّ عن الرضا علیه السلام ، كما في التهذيب (5).
الظاهر أنّه موسى بن نصر الرازيّ السابق.
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (6) ، قال السيّد الخوئيّ: يحتمل اتّحاد، مع موفّق خادم الرضا علیه السلام (7)، والرجل وقع في طريق الكشّيّ إلى محمّد بن سنان مرّتين، وهو يخدم أبي جعفر الثاني علیه السلام أيضاً (8)، وقال الوحيد ويظهر مسته كونه من خدّامه، بل ومن خواصّه وأصحاب أسراره فتأمّل (9) .
ص:663
منزلة الرجل من عقله واهتمامه بأمر دينه ...»(1)
صحبته : هو نصر بن قابوس اللخميّ ، ذكره البرقيّ في أصحاب الصادق علیه السلام (2) ، وأيضاً ذكره الشيخ في أصحاب الصادق والكاظم علیهما السلام (3)، قال النجاشيّ: «نصر ابن قابوس اللخميّ القابوسيّ روى عن أبي عبد الله، وأبي إبراهيم، وأبي الحسن الرضا علیهم السلام ...»(4) ولكن نحن لم نعثر على روايته عن الرضا علیه السلام في موضع، نعم. روى الكشّيّ ما يدلّ على دركه له علیه السلام في أيّام أبيه أبي الحسن الكاظم علیه السلام (5).
الصيرفيّ كوفيّ ثقة، صحيح الحديث...»(1) ، قال الشيخ الزنجانيّ: « وثّقه جميع أرباب الفنّ» (2)
صحبته: ذكره الشيخ والبرقيّ في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام (3) ، والعلّامة و ابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما بعنوان النضر بالضاد المعجمة - بن سويد الصيرفيّ (4)،
قال الشيخ الزنجانيّ: أنّه حيّ في زمن مولانا الرضا علیه السلام ، روى عن أبي الحسن علیه السلام - من دون تقييد بالرضا - في موضعين(5) ، ولكن نحن لم نظفر بروايته عن الإمام الرضا علیه السلام في غير هذا الموضع.
رجاله (1). ونقل الكشّيّ ذيل عنوان نوح بن صالح البغداديّ قصّة، وفيها نوح بن شعيب (2)، وظاهره أنّه ابن صالح البغداديّ المعنون، وهو المستفاد من رجال الشيخ. كما ذهب إليه السيّد الخوئيّ أيضاً (3)، وصاحب الوسائل (4) ، والشيخ حسن في تحرير الطاووسيّ (5)، والتفرشيّ (6)، أمّا الأسانيد فالعنوان المذكور فيها نوح بن شعيب مقيّداً بالخراسانيّ أو النيسابوريّ، ولم نجد له مطلقاً أو مقيّداً رواية عن الإمام الرضا اعلیه السلام .
(1):
مكانته : قال الشيخ الزنجانيّ: «أظنّه صالحاً »(2). ونحن لم نظفر بروايته عنه علیه السلام إلّا هنا .
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام قائلا: «الوليد بن أبان الضبي
الرازيّ»(3) ، وكذا البرقيّ في رجاله (4).
(5) :
مكانته: قال الشيخ الزنجانيّ: «أعدّه في الحسن»(6) ، يروي عن الإمام
الرضا علیه السلام في عدّة موارد (7).
صحبته: قال النجاشيّ هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسى المجاشعيّ صحب الرضا علیه السلام ...» (8) ذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله (9).
ص:669
(1) :
يطلق على شخصين:
1 - هشام بن إبراهيم الختليّ المشرقيِّ البغداديّ، وهو ثقة، كما عنونه الكشّیّ (2).
وقال النجاشيّ: «هاشم بن إبراهيم العبّاسيّ الذي يقال له المشرقيّ روى عن الرضا علیه السلام ... » (3) ، يروي بعنوان هشام بن إبراهيم المشرقيّ أو هشام المشرقيّ أو المشرقيّ عن الرضا علیه السلام أو غيره (4).
٢ - هشام بن إبراهيم الراشديّ الهمدانيّ العبّاسيّ كما يظهر من خير العيون (5)، و يروي بعنوان العبّاسيّ أو هشام بن إبراهيم العبّاسيّ عن الرضا علیه السلام (6) ؛ ثمّ استظهر السيّد الخوئيّ هذا التغاير وذكر : أنّ المشرقيّ ثقة، والعبّاسيّ زنديق كذّاب و علّله بأنّ الكشّيّ عنون كلّا منهما مستقلاًّ وذكر في كل منهما ما ورد في شأنه من الرواية (7). وأيضاً ذكر أنّ ما في الكشّىّ من أنّ اسمه هشام هو الصحيح، فإنّ الموجود في الروايات وفي مشيخة الفقيه هشام بن إبراهيم. وأمّا هاشم بن إبراهيم العبّاسيّ أو
ص:670
المشرقيّ فلم نجد له رواية واحدة (1)، وقال أيضاً: «ماذكر النجاشيّ من أن العبّاسيّ هو المشرقيّ... هو سهو منه جزماً، كما أنّ تسميتهما بهاشم دون هشام سهو آخر، والله العالم » (2).
(3):
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4) ، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم علیه السلام (5)، والرجل روى عن الرضا علیه السلام في الكافي والتهذيب (6)، وقال الصدوق في المشيخة: هشام بن إبراهيم صاحب الرضا علیه السلام (7)، وقال المحقّق التستريّ: وهو دليل جلاله، ويأتى بعنوان هشام بن إبراهيم الختلي وهشام بن إبراهيم المشرقيّ (8). واحتمل اتّحاد الجميع السيّد الخوئيّ (9).
مرُّ ذكره في سابقه.
ص:671
هو هشام بن إّبراهيم العبّاسيّ كما مرّ.
هو هشام بن إبراهيم المشرقيّ البغداديّ كما مرّ.
(1):
صحبته: لم يثبت المعنون في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام ، والظاهر أنّه مصحّف الهيثم بن عبد الله - وهو الرمّانيّ - بقرينة الراوي و المرويّ عنه، ولو روده في رجال النجاشيّ فقال : « الهيثم بن عبد الله الرمّانيّ كوفيّ روى عن موسى والرضا علیهما السلام ، له کتاب » (2)ذكره ابن داود في القسم الأوّل من رجاله (3) ، يروي عن مولانا
الرضا علیه السلام في موارد عديدة (4).
(1):
مكانته : قال الشيخ في الفهرست: ياسر الخادم له مسائل عن الرضا علیه السلام (2)، عدّه ابن داود في القسم الأوّل من رجاله (3)، وهو كاشف عن اعتماده عليه، وقال الزنجانيّ: الرجل عندي ثقة، أعدّ ما رواه في الصحيح (4).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (5)، و قال البرقيّ في أصحاب الكاظم علیه السلام : ياسر مولى حمزة بن اليسع الأشعريّ القمّيّ (6)، وقال النجاشيّ: ياسر خادم الرضا علیه السلام وهو مولى حمزة بن اليسع له مسائل (7)، والرجل وقع في الطرق بعنوان ياسر، أو ياسر الخادم، أو ياسر القمّيّ روى عن أبي الحسن، وأبي الحسن الرضا، وأبي الحسن العسكري علیهم السلام (8).
مكانته قال الشيخ في الفهرست : له كتاب (9)، وقال النجاشيّ: يحيى بن إبراهيم
ص:673
ابن أبي البلاد وإسم أبي البلاد يحيى مولى بني عبد الله بن غطفان ثقة، هو وأبوه أحد القراء. كان يتحقّق بأمرنا هذا، له كتاب (1).
صحبته: عدّه الشيخ تارة من أصحاب الرضا علیه السلام ، وأخرى ذكره في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام (2)، و عدّه البرقيّ أيضاً من أصحاب الرضا علیه السلام (3) ، و ذكره العلّامة و ابن داود في الباب والقسم الأوّل من رجاليهما متذكّراً بقول النجاشيّ (4).
(5) :
مكانته : قال المحقّق التستريّ: «الرجل ممدوح » (6)، قال الشيخ الزنجانيّ: « يعدّ الرجل في الصحيح »(7).
صحبته: الظاهر هو يحيى بن حبيب الزيّات الذي ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (8)، ولعلّ يحيى بن جندب الزيّات في أصحاب الرضا علیه السلام في رجال البرقيّ (9)كان مصحّف يحيى بن حبيب الزیّات لعدم ثبوت يحيى بن جندب في شيء من المصادر.
ص:674
محمّد الصادق علیه السلام أعقب من ثلاثة رجال :علىّ الخارصي والقاسم، والحسين(1)، ف« يحيى» ، إمّا مصحّف أو سقط عنوانه من عدادهم سهواً وعلى أيّ حال فمكانته غير معلوم.
مكانته: قال الشيخ الزنجانيّ: « روايته دالّة بحسنه »(2).
عدّه في الصحيح »(1) والنمازيّ بعد عدّه من أصحاب بعض الأئمّة قال: فيه مدح عظيم، وحكم العلّامة بصحّة حديثه، والشهيد الثا في بتوثيقه، وفي الوسائل نحوه » (2).
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد الله الصادق علیه السلام (3) ، وذكره العلّامة وابن داود في القسم الأوّل من رجاليهما (4) ،و النمازيّ عدّه من أصحاب الصادق. والكاظم، والرضا صلوات الله عليهم (5).
(6):
روى عنه السيّد ابن طاووس بسنده في مهج الدعوات مقيّداً بالقمّيّ، عن عمرو ابن مسعدة، عن أبي الحسن العسكري علیه السلام (7)، ولعلّه اليسع الأشعريّ القمّيّ الذي أشار إليه الشيخ ذيل عنوان « ياسر مولى اليسع الأشعريّ القمّيّ» في أصحاب الإمام الرضا علیه السلام (8) كما هو الظاهر من المحقّق التستريّ (9)، وعليه فالياسر ه_نا يروي عن مولاه اليسع بن حمزة الأشعريّ؛ الذي لم نظفر بترجمته في كتب الرجال. نعم، ذكر النجاشيّ ذيل ترجمة «أحمد بن حمزة بن اليسع بن عبد الله القمّيّ ، أنّ أباه
ص:677
حمزة بن اليسع روى عن الإمام الرضا علیه السلام (1) . كما قال ذیل عنوان « ياسر خادم الرضا علیه السلام» : و هو مولى حمزة بن اليسع له مسائل ...» (2) ، ونظيره البرقيّ في رجاله، فقال في عداد أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام : «ياسر مولى حمزة بن اليسع الأشعريّ القمّيّ» (3). كما ذكر فيهم «حمزة بن اليسع الأشعريّ» بعنوان مستقلّ(4) . والحاصل من الاستدراك احتمال وقوع القلب في عنوان «اليسع بن حمزة »، هنا فتأمّل.
(1) :
مكانته، قال الشيخ الزنجانيّ: «الرجل نقيّ الأخبار، کثير الحديث، صحيح العقيدة، لا أحسبه إلّا ثقة »(2).
صحبته : ورد هذا الرجل في الأسانيد، إمّا بهذا العنوان أو بعنوان يعقوب بن جعفر أو يعقوب بن جعفر بن إبراهيم (الجعفريّ ) أو يعقوب بن إبراهيم، أو... (3) . والمظنون اتّحاده مع يعقوب بن جعفر بن محمّد الذي ذكره الشيخ والبرقيّ في أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام (4)، أما روایته عن الإمام الرضا علیه السلام ، فلم نظفر بها في موضع ،نعم، صرّح الشيخ الصدوق في العيون بلقائه للرضا علیه السلام (5).
أبا الحسن هو الأوّل علیه السلام (1)، مضافاً إلى أنّه لم يذكر عنوان يونس بن بكر في المصادر الرجاليّة، ولا الأسانيد، وأبو الحسن في السند هو موسى بن جعفر الكاظم علیه السلام ، كما في سند الكافي، ولكثرة رواية موسى بن بكر عنه علیه السلام ، وعدم ثبوت روايته عن مولانا الرضا علیه السلام ، فإنّ الشيخ و البرقيّ ذكراه في أصحاب الصادق. والكاظم علیهما السلام (2) ، وهو ظاهر النجاشيّ أيضاً حيث قال: «روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن علیهما السلام »(3).
(4):
مكانته : قال النجاشيّ: «يونس بن عبد الرحمن مولى عليّ بن يقطين بن موسى... كان وجهاً في أصحابنا، متقدّماً، عظيم المنزلة، ولد أيّام هشام بن عبدالملك، ورأى جعفر بن محمّد علیهما السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه، روى عن أبي الحسن موسى و الرضا علیهما السلام ، وكان الرضا يشير إليه في العلم والفتيا...» (5). ذكره البرقيّ والشيخ في أصحاب الصادق، والكاظم علیهما السلام ، وأضاف الشيخ إلى العنوان في الموضع الأوّل : « ضعّفه القمّيّون وهو ثقة »، كما قال في الموضع الثاني: «طعن عليه القمّيّون وهو عندي ثقة» (6)، ومدحه الكشّيّ في رجاله مرّات، ومنها أنّه روى بسنده عن
ص:680
أبي جعفر الثانی علیه السلام أنّه ضمن ليونس الجنّة على نفسه وأبائه علیهم السلام (1) ، وقال علیه السلام في موضع آخر منه: «رحم الله يونس، رحم الله يونس، نعم العبد، كان لله عزّ وجّل »(2) وأيضاً روى بسنده عن عبد العزيز بن المهتدي وكيل الرضا علیه السلام أنّه سأل مولانا الرضا علیه السلام : عمّن آخذ معالم ديني ؟ فقال علیه السلام : «خذ من يونس بن عبد الرحمن»(3)، قال العلّامة الحلّيّ: «مات يونس بن عبد الرحمن سنة ثمان ومائتين رحمه الله » (4).
(5):
مكانته : قال النجاشيّ: «يونس بن يعقوب بن قيس أبو عليّ الجلّاب البجليّ الدهنيّ،... اختصّ بأبي عبدالله وأبي الحسن علیهما السلام ، وكان يتوكّل لأبي الحسن علیه السلام ، ومات بالمدينة في أيّام الرضا علیه السلام فتولّى أمره، وكان حظيّاً عندهم موثّقاً، وكان قد قال بعبدالله ورجع ...»(6) ذكره البرقیّ في أصحاب الصادق علیه السلام (7)، وعنونه الشيخ في أصحاب الأئمة الصادق، والكاظم، والرضا علیهم السلام (8)، ونصّ في الموضعين الأخير بن بوثاقته، فقال: «ثقة»، وروى الكشّيّ بسنده عن عليّ بن الحسن أنّه قال:
ص:681
«بعث إليه أبو الحسن الرضا علیه السلام بحنوطه، وكفته، وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه
وموالي أبيه وجدّه أن يحضر و اجنازته » (1)، عدّه الشيخ المفيد في رسالته العددّية من الفقهاء الأعلام، والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام (2) .
والكاظم والرضا علیهم السلام (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم والرضا علیه السلام (1). قال السيّد الخوئيّ: فقد روى عن أبي عبدالله، وأبي الحسن، والعبد الصالح، والرضا علیهم السلام ، ثمّ قال: إنّ أبا جرير القمّيّ مشترك بين ثلاثة أنفار، فإن روى عن الصادق علیه السلام فالمتعيّن أنّه زكريّا بن إدريس، وإن روى عن أبي الحسن، أو الرضا علیهما السلام ، فهو منصرف إليه أيضاً، ولا أقلّ من اشتراكه بينه وبين زكريّا بن عبد الصمد - مرّ ذكره _ وكلاهما ثقة.
وأمّا احتمال ارادة محمّد بن عبد الله فهو ساقط جزما (2).
مكانته: (هو المفضّل بن صالح) قال النجاشيّ في ترجمة جابر بن يزيد: روى عنه جماعة غمز فيهم، وضعّفوا منهم مفضّل بن صالح (3)، وضعّفه ابن الغضائريّ وقال: كذّاب، يضع الحديث (4)، وضعّفه العامّة كابن حجر حيث قال في التقريب : ضعيف من الثامنة (5).
صحبته: هو المفضّل بن صالح الذي عدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام ، يكنّى أبا جميلة، مات في حياة الرضا علیه السلام (6)، قال في الفهرست، مفضّل بن صالح يكنّى
ص:684
أبا جميلة، له كتابّ وكان نخّاساً یبيع الرقيق (1).
قال السيّد الخوئيّ في طبقته: فقد روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله، وأبي الحسن
الأوّل، والرضا علیهم السلام (2).
مكانته : قال المامقانيّ: وظاهره كونه إماميّاً إلّا أنّي لم أتحقّق حاله (1) .
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2).
لم يذكروه، والرجل روى عن الرضا علیه السلام في طريق البرقيّ (1).
٥٢١ - أبو خداش المهديّ:
مكانته : ترجمه النجاشيّ وقال: ضعيف جدّاً و في مذهبه ارتفاع، له كتاب (2) . وفي الكشّيّ: قال أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن خالد أبو خداش عبد الله بن خداش المهري، ومهرة محلّة بالبصرة وهو ثقة (3)، قال المامقانيّ والتستريّ: فتوثيق الطیالسیّ المعاصر له مقدّم على تضعيف النجاشيّ له (4).
صحبته: عدّه الشيخ في باب الكنى من أصحاب الجواد علیه السلام موصوفاً المهري (5)، وقال في أصحاب الكاظم علیه السلام : عبد الله بن خداش، أبو خ__داش المهري (6)، وفي أصحاب الصادق علیه السلام ابن خراش البصريّ (7).
لم يذكروه، ولعلّ هو مصحّف المكّيّ الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب
ص:687
الرضا علیه السلام ، وقال: مجهول (1).
مغایران (1).
لم يذكروه، والرجل روى عن الرضا علیه السلام في ثلاثة مواضع من العيون (1).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2)، قال المامقانيّ والتستريّ: اسمه الحسن بن محمّد (3)، و هو الذي عدّه الشيخ من أصحاب الصادق علیه السلام (4) .
شريف بن سابق التفليسيّ أبو محمّد، له كتاب (1).
عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (2) .
روى عن الرضا علیه السلام في العيون (3) . وتقدّم في عبد الله بن إبراهيم.
صحبته :عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4)، وقال في باب من لم يرو عنهم علیهم السلام : جعفر بن محمّد بن جندب يكنّى أبا محمّد، من أهل قزوين (5)، وقال السيّد الخوئيّ: إذا كانا واحد، فذكره في أصحاب الرضا علیه السلام ينافي ذكره في من لم يرو عنهم علیهم السلام (6).
ص:692
عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (1).
لم يذكروه، وروى الصدوق عنه مرسلاً عن الرضا علیه السلام (1).
(2) :
مكانته في الكشّيّ أبو يحيى الموصليّ، ولقبه كوكب الدم، كان شيخاً من الأخيار،
و عن ابن يقطين: له فضل و دين (3).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب الرضا علیه السلام (4).
(5):
مكانته : قال بعض أصحابنا: لم يكن سهيل بكلّ الثبت في الحديث، له كتاب (6)، قال ابن الغضائريّ حديثه تعرفه تارة، وننكره أخرى، ويجوز أن يخرج شاهداً (7).
صحبته: روى بهذا العنوان عن الرضا في الكافي (8)، قال النجاشيّ : سهيل بن زياد أبو يحيى الواسطيّ، أبقى أبا محمّد العسكري علیه السلام .
ص:694
(1):
مكانته ترجمه النجاشيّ: يعقوب بن إسحاق السكّيت أبو يوسف، كان متقدّماً عند أبي جعفر الثاني، وأبي الحسن علیهما السلام ، وله عن أبي جعفر رواية ومسائل، وقتله المتوكّل لأجمل التشيّع وأمره مشهور، وكان وجهاً في علم العربيّة واللغة، ثقة. مصدّقاً، لا يطعن عليه (2).
صحبته: عدّه الشيخ من أصحاب العسكرييّن (3)، روى بهذا العنوان في العيون والعلل عن أبي الحسن الرضا علیه السلام حديثاً واحداً (4)، وروى الكليني هذا الحديث بعينه سنداً ومتنأ عن أبي الحسن علیه السلام (5).
هو محمّد بن سنان الذي تقدّم ذكره، روى عن الرضا علیه السلام .
(6) :
مكانته : قال الشيخ محمّد بن أحمد بن قيس بن غيلان مولى كوفيّ، له كتاب، ثقة،
ص:696
وأخوه يحيى بن أحمد بن قيس بن غيلان (1).
صحبته: روى الرجل في الكافي عن الرضا علیه السلام (2)، وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا علیه السلام (3).
مرّ ذكره في عبد الله بن إبراهيم الغفاريّ.
(1) :
هو محمّد بن أحمد بن حمّاد المحمودي، يكنّى أبا علي.
مكانته قال ابن داود: روى عنه أشياء رديّة تدلّ على ترك العمل بروايته... والأولى عندي التوقّف فيها يرويه» (2)، قال الشيخ الزنجانيّ: «الرجل هو والد أبي عليّ المحموديّ ورد فيه المدح، وبعض الذمّ، والأوّل مترجّح، أعدّه في الحسن كما الصحيح ... أحاديثه جيّدة مستقيمة» (3)، وقال السيّد الخوئیّ: «الرجل ممدوح فهو من الحسان» (4)
صحبته: ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الثاني علیه السلام له تارة بهذا العنوان (5).
وأخرى من دون وصف (6)، وكذا البرقيّ في رجاله (7)، و ذكره العلّامة (8) وابن داود
ص:698
في القسم الأوّل (1).
ولكنّ الكشّيّ أورد[الحديث ] في عداد من روى عن الرضا علیه السلام ، والمجلسيّ في
أحوال أصحابه وأهل زمانه.
مكانته هو «هشام بن إبراهيم الجبليّ (الختليّ) البغداديّ» كما في رجال الكشّيّ.
ثمّ قال : «قال حمدويه... ثقة ثقة» (2).
صحبته: ذكره النجاشيّ بعنوان «هاشم بن إبراهيم العباسيّ»؛ ثمّ أضاف إليه من دون فصل: «الذي يقال له المشرقيّ، روى عن الرضا علیه السلام ...»(3) والمستفاد من الأخبار والأسانيد أن العبّاسيّ غير المشرقيّ. كما ذهب إليه السيّد الخوئيّ، فإنّه قال
ذيل عنوان هشام بن إبراهيم المشرقيّ: «التغاير بين هذا وبين هشام بن إبراهيم العبّاسيّ ظاهر ...»؛ ثمّ أضاف: «ما ذكر النجاشيّ من أنّ العبّاسيّ هو المشرقيّ وهو سهو منه جزماً، كما أنّ تسميتها بهاشم دون هشام سهو آخر، والله العالم» (4). والرجل يروي عن أبي الحسن الرضا علیه السلام في عدّة موارد في الأخبار (5).
ص:699
(1):
لم يذكر عنوانه في المصادر.
(2):
صحبتها: عدّها الشيخ من أصحاب السجّاد علیه السلام والباقر علیه السلام(3)، وقال في أصحاب الحسن علیه السلام: «روت عن الحسن والحسين علىهما السلام ما قال سعد بن عبد الله» (4) إنتهى، وروت عن أمير المؤمنين علیه السلام ومن بعده من الأئمّة حتّى أتت الرضا علیه السلام فطبع لها في الحصاة، وعاشت بعد ذلك تسعة أشهر (5)، و في الكشّيّ كانت قد أدركت أمير المومنين علیه السلام وعاشت إلى زمن الرضا علیه السلام على ما بلغني أعلم (6).