موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 6

هوية الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].

تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.

خصائص المظهر : 8 ج.

ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6

حالة القائمة: الفيفا

لسان : العربية.

مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.

المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.

المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.

ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387

ترتيب الكونجرس: 297/957

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6

ص:1

اشارة

ص:2

ص:3

ص:4

الفصل الخامس - علل الأحكام وغيرها:

اشاره:

وفيه ستّ عشرة موضوعاً

الأوّل - الأحكام

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار بنيسابور في شعبان، سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ قال: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوريّ، وحدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان، عن عمّه أبي عبد اللّه محمّد بن شاذان قال: قال الفضل بن شاذان:

إن سأل سائل فقال: أخبرني هل يجوز أن يكلّف الحكيم عبده فعلاً من الأفاعيل لغير علّة ولا معني؟

قيل له: لا يجوز ذلك، لأنّه حكيم غير عابث ولا جاهل.

فإن قال [قائل ]: فأخبرني لم كلّف الخلق؟ قيل: لعلل كثيرة.

فإن قال [قائل ]: فأخبرني عن تلك العلل، معروفة موجودة هي؟ أم غير معروفة ولا موجودة؟ قيل: بل معروفة موجودة عند أهلها.

فإن قال: أتعرفونها أنتم أم لا تعرفونها؟ قيل لهم: منها ما نعرفه، ومنها مالانعرفه.

فإن قال [قائل ]: فما أوّل الفرائض؟ قيل له: الإقرار باللّه وبرسوله وحجّته، وبما

ص:5

جاء من عند اللّه عزّوجلّ.

فإن قال [قائل ]: لم أمر الخلق بالإقرار باللّه وبرسله وبحججه، وبما جاء من عند اللّه عزّوجلّ؟ - قيل: لعلل كثيرة.

منها: أنّ من لم يقرّ با للّه عزّوجلّ، لم يجتنب (1) معاصيه، ولم ينته عن ارتكاب الكبائر، ولم يراقب أحداً فيما يشتهي ويستلذّ عن الفساد والظلم، وإذا فعل الناس هذه الأشياء، وارتكب كلّ إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد، كان في ذلك فساد الخلق أجمعين، ووثوب بعضهم علي بعض، فغصبوا الفروج والأموال، وأباحوا الدماء والنساء، وقتل بعضهم بعضاً من حقّ ولا جرم، فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق، وفساد الحرث والنسل.

ومنها: أنّ اللّه عزّوجلّ حكيم، ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلّا الذي يحظر الفساد، ويأمر بالصلاح، ويزجر عن الظلم، وينهي عن الفواحش، ولا يكون حظر الفساد، والأمر بالصلاح، والنهي عن الفواحش إلّا بعد الإقرار باللّه عزّوجلّ، ومعرفة الآمر والناهي، ولو ترك الناس بغير إقرار باللّه عزّوجلّ ولا معرفته، لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد، إذ لا آمر ولا ناهي.

ومنها: أنّا وجدنا الخلق قد يفسدون بأُمور باطنة مستورة عن الخلق، فلولا الإقرار باللّه، وخشيته بالغيب، لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحداً في ترك معصية، وانتهاك حرمة، وارتكاب كبيرة، إذا كان فعله ذلك مستوراً عن الخلق، غير مراقب لأحد، فكان يكون في ذلك خلاف الخلق أجمعين، فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلّا بالإقرار منهم بعليم خبير، يعلم السرّ وأخفي، آمر بالصلاح، ناه عن الفساد، ولا تخفي عليه خافية، ليكون في ذلك انزجار لهم عمّا يخلون من أنواع الفساد.

ص:6


1- في المصدر: ولم يجتنب، وما أثبتناه عن علل الشرائع.

فإن قال [قائل ]: فلم وجب عليهم معرفة الرسل والإقرار بهم، والإذعان لهم بالطاعة؟

قيل: لأنّه لمّا أن لم يكن في خلقهم وقواهم مايكملون به مصالحهم، وكان الصانع متعالياً عن أن يري، وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهراً، لم يكن بدّ لهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدّي إليهم أمره ونهيه وأدبه، ويقفهم علي ما يكون به اجترار منافعهم ومضارّهم، فلو لم يجب عليهم معرفته وطاعته، لم يكن لهم في مجي ء الرسول منفعة، ولا سدّ حاجة، ولكان يكون إتيانه عبثاً لغير منفعة وصلاح، وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كلّ شي ء.

فإن قال [قائل ]: فلم جعل أُولي الأمر، وأمر بطاعتهم؟

قيل: لعلل كثيرة: منها: أنّ الخلق لمّا وقفوا علي حدّ محدود، وأمروا أن لا يتعدّوا ذلك الحدّ لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك، ولا يقوم إلّا بأن يجعل عليهم فيه أميناً يمنعهم من التعدّي والدخول فيما حظر عليهم، لأنّه لو لم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذّته ومنفعته لفساد غيره، فجعل قيّماً يمنعهم من الفساد، ويقيم فيهم الحدود والأحكام.

ومنها: أنّا لا نجد فرقة من الفرق، ولا ملّة من الملل بقوا وعاشوا إلّا بقيّم ورئيس، ولمّا لا بدّ لهم منه في أمر الدين والدنيا، فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لا بدّ له منه، ولا قوام لهم إلّا به، فيقاتلون به عدوّهم، ويقسمون فيئهم، ويقيم لهم جمهم وجماعتهم، ويمنع ظالمهم من مظلومهم.

ومنها: أنّه لو لم يجعل لهم إماماً قيّماً أميناً، حافظاً مستودعاً، لدرست الملّة، وذهب الدين، وغيّرت السنن والأحكام، ولزاد فيه المبتدعون، ونقص منه الملحدون، وشبّهوا ذلك علي المسلمين، لأنّا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين، غير كاملين مع اختلافهم واختلاف أهوائهم، وتشتّت أنحاءهم، فلو لم يجعل لهم قيّماً

ص:7

حافظاً، لما جاء به الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لفسدوا نحو ما بيّنّا، وغيّرت الشرائع والسنن، والأحكام والإيمان، وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ لا يجوز أن لا يكون في الأرض إمامان في وقت واحد وأكثر من ذلك؟ قيل: لعلل:

منها: أنّ الواحد يختلف فعله وتدبيره، والإثنين لا يتّفق فعلهما وتدبيرهما، وذلك أنّا لم نجد إثنين إلّا مختلفي الهمم والإرادة، فإذا كانا إثنين ثمّ اختلفت هممهما، وإرادتهما وتدبيرهما، وكانا كلاهما مفترضي الطاعة، لم يكن أحدهما أولي بالطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق، والتشاجر والفساد، ثمّ لا يكون أحد مطيعاً لأحدهما إلّا وهو عاص للآخر، فتعمّ معصية أهل الأرض، ثمّ لا يكون لهم مع ذلك، السبيل إلي الطاعة والإيمان، ويكونون إنّما أتوا في ذلك من قبل الصانع الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر والفساد، إذ أمرهم باتّباع المختلفين.

ومنها: أنّه لو كانا إمامين لكان لكلّ من الخصمين أن يدعو إلي غير الذي يدعو إليه صاحبه في الحكومة، ثمّ لا يكون أحدهما أولي بأن يتّبع صاحبه، فيبطل الحقوق والأحكام والحدود.

ومنها: أنّه لا يكون واحد من الحجّتين أولي بالنطق والحكم، والأمر والنهي من الآخر، وإذا كان هذا كذلك، وجب عليهما أن يبتديا بالكلام، وليس لأحدهما أن يسبق صاحبه بشي ء إذا كانا في الإمامة شرعاً واحداً، فإن جاز لأحدهما السكوت جاز السكوت للآخر، وإذا جاز لهما السكوت بطلت الحقوق والأحكام، وعطّلت الحدود، وصار الناس كأنّهم لا إمام لهم.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ لا يجوز أن يكون الإمام من غير جنس ال رسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ قيل: لعلل:

منها: أنّه لمّا كان الإمام مفترض الطاعة، لم يكن بدّ من دلالة تدلّ عليه، ويتميّزه

ص:8

بها من غيره، وهي القرابة المشهورة، والوصيّة الظاهرة، ليعرف من غيره، ويهتدي إليه بعينه.

ومنها: أنّه لو جاز في غير جنس الرسول، لكان قد فضّل من ليس برسول علي الرسل، إذ جعل أولاد الرسول أتباعاً لأولاد أعدائه، كأبي جهل وابن أبي معيط، لأنّه قد يجوز بزعمهم أن ينتقل في أولادهم إذا كانوا مؤمنين، فيصير أولاد الرسول تابعين، وأولاد أعداء اللّه وأعداء رسوله متبوعين، فكان الرسول أولي بهذه الفضيلة من غيره وأحقّ.

ومنها: أنّ الخلق إذا أقرّوا للرسول بالرسالة، وأذعنوا له بالطاعة، لم يتكبّر أحد منهم عن أن يتّبع ولده، ويطيع ذرّيّته، ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس، وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول كان كلّ واحد في نفسه أنّهم أولي به من غيره، ودخلهم من الكبر، ولم تسنح أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم دونهم، فكان يكون ذلك داعية لهم إلي الفساد والنفاق والاختلاف.

فإن قال [قائل ]: فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة، بأنّ اللّه واحد أحد؟

قيل: لعلل:

منها: أنّه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة، لجاز لهم أن يتوهّموا مدبرين، أوأكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلي الصانع لهم من غيره، لأنّ كلّ إنسان منهم كان لا يدري، لأنّه إنّما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي أمره، فلا يكونون علي حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر، ولانهي ناه، إذاً لا يعرف الآمر بعينه، ولا الناهي من غيره.

ومنها: أنّه لو جاز أن يكون إثنين، لم يكن أحد الشريكين أولي بأن يعبد، ويطاع من الآخر، وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع اللّه، وفي إجازة أن لا يطاع اللّه كفر باللّه، وبجميع كتبه ورسله، وإثبات كلّ باطل وترك كلّ حقّ،

ص:9

وتحليل كلّ حرام، وتحريم كلّ حلال، والدخول في كلّ معصية، والخروج من كلّ طاعة، وإباحة كلّ فساد، وإبطال كلّ حقّ.

ومنها: أنّه لو جاز أن يكون أكثر من واحد، لجاز لإبليس أن يدّعي أنّه ذلك الآخر، حتّي يضادّ اللّه تعالي في جميع حكمه، ويصرف العباد إلي نفسه، فيكون في ذلك أعظم الكفر، وأشدّ النفاق.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ وجب عليهم الإقرار باللّه بأنّه ليس كمثله شي ء؟

قيل: لعلل: منها: أن لا يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربّهم، وصانعهم ورازقهم.

ومنها: أنّهم لولا يعلموا أنّه ليس كمثله شي ء، لم يدروا لعلّ ربّهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم، والشمس والقمر والنيّران، إذا كان جائزاً أن يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد، وترك طاعاته كلّها، وارتكاب معاصيه كلّها، علي قدر ما يتناهي إليهم من أخبار هذه الأرباب، وأمرها ونهيها.

ومنها: أنّه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شي ء، لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري علي المخلوقين، من العجز والجهل، والتغيير والزوال، والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناءه، ولم يوثق بعدله، ولم يحقّق قوله، وأمره ونهيه، ووعده ووعيده، وثوابه وعقابه، وفي ذلك فساد الخلق، وإبطال الربوبيّة.

فإن قال [قائل ]: لم أمر اللّه العباد ونهاهم؟

قيل: لأنّه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلّا بالأمر والنهي، والمنع من الفساد، والتغاصب.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ تعبّدهم؟

قيل: لئلّا يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه إذا

ص:10

كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبّد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم.

فإن قال [قائل ]: فلم أمروا بالصلاة؟

قيل: لأنّ في الصلاة الإقرار بالربوبيّة، وهو صلاح عامّ، لأنّ فيه خلع الأنداد، والقيام بين يدي الجبّار، بالذلّ والاستكانة، والخضوع والخشوع، والإعتراف وطلب الإقالة من سالف الذنوب، ووضع الجبهة علي الأرض كلّ يوم وليلة، ليكون العبد ذاكراً للّه، غير ناس له، ويكون خاشعاً وجلاً، متذلّلاً طالباً، راغباً في الزيادة للدين والدنيا، مع ما فيه من الإنزجار عن الفساد، وصار ذلك عليه في كلّ يوم وليلة، لئلّا ينسي العبد مدبّره وخالقه، فيبطر ويطغي، وليكون في طاعة خالقه، والقيام بين يدي ربّه، زاجراً له عن المعاصي، وحاجزاً ومانعاً له عن أنواع الفساد.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ أمروا بالوضوء وبدأ به؟

قيل له: لأن يكون العبد طاهراً إذا قام بين يدي الجبّار، وعند مناجاته إيّاه، مطيعاً له فيما أمره، نقيّاً من الأدناس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل، وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد، للقيام بين يدي الجبّار.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ وجب ذلك علي الوجه واليدين، والرأس والرجلين؟

قيل: لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار فإنّما ينكشف عن جوارحه، ويظهر ماوجب فيه الوضوء، وذلك بأنّه بوجهه يسجد ويخضع، وبيده يسأل ويرغب، ويرهب ويتبتّل وينسك، وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم ويقعد.

فإن قال [قائل ]: فلم وجب الغسل علي الوجه واليدين، وجعل المسح علي الرأس والرجلين، ولم يجعل ذلك غسلاً كلّه، أو مسحاً كلّه؟

قيل: لعلل شتّي:

منها: أنّ العبادة العظمي إنّما هي الركوع والسجود، وإنّما يكون الركوع والسجود

ص:11

بالوجه واليدين، لا بالرأس والرجلين.

ومنها: أنّ الخلق لا يطيقون في كلّ وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتدّ ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض، وأوقات من الليل والنهار، وغسل الوجه واليدين أخفّ من غسل الرأس والرجلين، وإذاً وضعت الفرائض علي قدر أقلّ طاقة من أهل الصحّة، ثمّ عمّ فيها القويّ والضعيف.

ومنها: أنّ الرأس والرجلين ليس هما في كلّ وقت باديان ظاهران، كالوجه واليدين لموضع العمامة والخفّين وغير ذلك.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ وجب الوضوء ممّا خرج من الطرفين خاصّة، ومن النوم دون سائر الأشياء؟

قيل: لأنّ الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للإنسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه إلّا منهما، فأمروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم، وأمّا النوم فلأنّ النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كلّ شي ء منه واسترخي، فكان أغلب الأشياء عليه في الخروج منه الريح، فوجب عليه الوضوء لهذه العلّة.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ لم يأمروا بالغسل من هذه النجاسة، كما أمروا بالغسل من الجنابة؟

قيل: لأنّ هذا شي ء دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلّما يصيب ذلك، ( لَايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (1)، والجنابة ليست هي أمر دائم، إنّما هي شهوة تصيبها إذا أراد، ويمكنه تعجيلها وتأخيرها الأيّام الثلاثة، والأقلّ والأكثر، وليس ذلك هكذا.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ أمروا بالغسل من الجنابة، ولم يؤمروا بالغسل من الخلا،

ص:12


1- البقرة: 286/2.

وهو أنجس من الجنابة وأقذر؟

قيل: من أجل أنّ الجنابة من نفس الإنسان، وهو شي ء يخرج من جميع جسده، والخلا ليس هو من نفس الإنسان، إنّما هو غذاء يدخل من باب ويخرج من باب.

فإن قال [قائل ]: أخبرني عن الأذان، لِمَ أمروا؟

قيل: لعلل كثيرة: منها: أن يكون تذكيراً للساهي، وتنبيهاً للغافل، وتعريفاً لمن جهل الوقت، واشتغل عن الصلاة، وليكون ذلك داعياً إلي عبادة الخالق، مرغّباً فيها، مقرّاً له بالتوحيد، مجاهراً بالإيمان، معلناً بالإسلام، مؤذناً لمن نسيها، وإنّما يقال: مؤذّن لأنّه يؤذّن بالصلاة.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ بدأ بالتكبير قبل التهليل؟

قيل: لأنّه أراد أن يبدأ بذكره واسمه، لأنّ اسم اللّه تعالي في التكبير في أوّل الحرف، وفي التهليل اسم اللّه في آخر الحرف، فبدء بالحرف الذي اسم اللّه في أوّله، لا في آخره.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ جعل مَثني مَثني؟

قيل: لأن يكون مكرّراً في آذان المستمعين، مؤكّداً عليهم، إن سهي أحد عن الأوّل لم يسه عن الثاني، ولأنّ الصلاة ركعتان ركعتان، ولذلك جعل الأذان مَثني مَثني.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ جعل التكبير في أوّل الأذان أربعاً؟

قيل: لأنّ أوّل الأذان إنّما يبدأ غفلة، وليس قبله كلام ينبه المستمع، فجعل ذلك تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأذان.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ جعل بعد التكبير شهادتين؟

قيل: لأنّ أوّل الإيمان إنّما هو التوحيد، والإقرار للّه عزّوجلّ بالوحدانيّة، والثاني الإقرار للرسول بالرسالة، وإنّ طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان، وإنّ أصل الإيمان إنّما

ص:13

هو الشهادة، فجعل الشهادتين في الأذان، كما جعل في سائر الحقوق شهادتين، فإذا أقرّ للّه تعالي بالوحدانيّة، والإقرار للرسول بالرسالة، فقد أقرّ بجملة الإيمان، لأنّ أصل الإيمان إنّما هو الإقرار باللّه وبرسوله.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ جعل بعد الشهادتين الدعاء إلي الصلاة؟

قيل: لأنّ الأذان إنّما وضع لموضع الصلاة، وإنّما هو النداء إلي الصلاة، فجعل النداء إلي الصلاة في وسط الأذان، فقدّم المؤذّن قبلها أربعاً، التكبيرتين والشهادتين، وأخّر بعدها أربعاً يدعوا إلي الفلاح، حثّاً علي البرّ والصلاة، ثمّ دعا إلي خير العمل، مرغّباً فيها، وفي عملها، وفي أدائها، ثمّ نادي بالتكبير والتهليل، ليتمّ بعدها أربعاً، كما أتمّ قبلها أربعاً، وليختم كلامه بذكر اللّه، كما فتحه بذكر اللّه تعالي.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ جعل آخرها التهليل، ولم يجعل آخرها التكبير، كما جعل في أوّلها التكبير؟

قيل: لأنّ التهليل اسم اللّه في آخره، فأحبّ اللّه تعالي أن يختم الكلام باسمه، كما فتحه باسمه.

فإن قال [قائل ]: فلِمَ لم يجعل بدل التهليل التسبيح والتحميد، واسم اللّه في آخرهما؟

قيل: لأنّ التهليل هو إقرار للّه تعالي بالتوحيد، وخلع الأنداد من دون اللّه، وهو أوّل الإيمان، وأعظم من التسبيح والتحميد.

فإن قال: فلِمَ بدأ في الاستفتاح والركوع والسجود، والقيام والقعود، بالتكبير؟

قيل: لعلّة التي ذكرناها في الأذان.

فإن قال: فلِمَ جعل الدعاء في الركعة الأُولي قبل القراءة، ولِمَ جعل في ركعة الثانية القنوت بعد القراءة؟

قيل: لأنّه أحبّ أن يفتح قيامه لربّه، وعبادته بالتحميد والتقديس، والرغبة

ص:14

والرهبة، ويختمه بمثل ذلك، وليكون في القيام عند القنوت أطول، فأحري أن يدرك المدرك الركوع، ولا يفقه الركعة في الجماعة.

فإن قال: فلِمَ أمروا بالقراءة في الصلاة؟

قيل: لئلّا يكون القراءة مهجوراً مضيعاً، وليكون محفوظاً، فلا يضمحلّ ولايجهل.

فإن قال: فلِمَ بدء بالحمد في كلّ قراءة دون سائر السور؟

قيل: لأنّه ليس شي ء في القرآن والكلام جمع فيه جوامع الخير والحكمة، ماجمع في سورة الحمد؛ وذلك أنّ قوله تعالي: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) إنّما هو أداء لما أوجب اللّه تعالي علي خلقه من الشكر، وشكره لما وفّق عبده للخير، ( رَبِ ّ الْعَلَمِينَ ) تمجيد له، وتحميد وإقرار، وأنّه هو الخالق المالك، لا غيره، ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) استعطاف وذكر لآلائه ونعمائه علي جميع خلقه، ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) إقرار له بالبعث والنشور، والحساب والمجازات، وإيجاب له ملك الآخرة، كما أوجب له ملك الدنيا؛ ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ) رغبة وتقرّب إلي اللّه عزّوجلّ، وإخلاص بالعمل له دون غيره، ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) استزادة من توفيقه وعبادته، واستدامة لما أنعم اللّه عليه وبصّره، ( اهْدِنَا الصِّرَطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إسترشاد لأدبه، واعتصام بحبله، واستزادة في المعرفة بربّه، وبعظمته وبكبريائه؛

( صِرَطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) توكيد في السؤال والرغبة، وذكر لما تقدّم من أياديه ونعمه علي أوليائه، ورغبة في مثل تلك النعم، ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ) استعاذة من أن يكون من المعاندين الكافرين، المستخفّين به وبأمره ونهيه، ( وَلَا الضَّآلِّينَ ) (1) إعتصام من أن يكون من الضالّين الذين ضلّوا عن سبيله من غير معرفة، ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (2) ، فقد اجتمع فيه من جوامع

ص:15


1- الحمد: 1/1 - 7.
2- الكهف: 104/18.

الخير والحكمة، في أمر

الآخرة والدنيا، ما لا يجمعه شي ء من الأشياء.

فإن قال: فلِمَ جعل التسبيح في الركوع والسجود؟ قيل: لعلل:

منها: أن يكون العبد مع خضوعه وخشوعه، وتعبّده وتورّعه، واستكانته وتذللّه، وتواضعه وتقرّبه إلي ربّه، مقدّساً له، ممجّداً، مسبّحاً، مطيعاً، معظّماً، شاكراً لخالقه ورازقه، فلا يذهب به الفكر والأمانيّ إلي غير اللّه.

فإن قال: فلِمَ جعل أصل الصلاة ركعتين، ولِمَ زِيد علي بعضها ركعة، وعلي بعضها ركعتان، ولم يزد بعضها شي ء؟

قيل: لأنّ أصل الصلاة إنّما هي ركعة واحدة، لأنّ أصل العدد واحد، فإن نقصت من واحدة، فليست هي صلاة، فعلم اللّه عزّوجلّ، أنّ العباد لا يؤدّون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقلّ منها بكمالها وتمامها، والإقبال عليها، فقرن إليها ركعة أُخري ليتمّ بالثانية ما نقص من الأولي، ففرض عزّوجلّ أصل الصلاة ركعتين، ثمّ علم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّ العباد لا يؤدّون هاتين الركعتين بتمام ما أمروا به وكماله، فضمّ إلي الظهر والعصر، والعشاء الآخرة، ركعتين ركعتين، ليكون فيها تمام الركعتين الأوليين، ثمّ إنّه علم أنّ صلاة المغرب يكون شغل الناس في وقتها أكثر للانصراف إلي الإفطار، والأكل والشرب، والوضوء والتهيّة للمبيت، فزاد فيها ركعة واحدة ليكون أخفّ عليهم، ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فرداً، ثمّ ترك الغداة علي حالها، لأنّ الإشتغال في وقتها أكثر، والمبادرة إلي الحوائج فيها أعمّ، ولأنّ القلوب فيها أخلي من الفكر، لقلّة معاملات الناس بالليل، ولقلّة الأخذ والإعطاء، فالإنسان فيها أقبل علي صلاته منه في غيرها من الصلوات، لأنّ الفكر أقلّ، لعدم العمل من الليل.

فإن قال: فلِمَ جعلت التكبير في الاستفتاح سبع تكبيرات؟

قيل إنّما جعل ذلك، لأنّ التكبير في الركعة الأولي التي هي الأصل، سبع

ص:16

تكبيرات، تكبيرة الاستفتاح، وتكبيرة الركوع، وتكبيرتان للسجود، وتكبيرة أيضاً للركوع، وتكبيرتان للسجود، فإذا كبّر الإنسان أوّل الصلاة سبع تكبيرات، فقد أحرز التكبير كلّه، فإن سهي في شي ء منها، أو تركها، لم يدخل عليه نقص في صلاته.

فإن قال: فلِمَ جعل ركعة وسجدتين؟

قيل: لأنّ الركوع من فعل القيام، والسجود من فعل القعود، وصلاة القاعد علي النصف من صلاة القائم، فضوعف السجود ليستوي بالركوع، فلا يكون بينهما تفاوت، لأنّ الصلاة إنّما هي ركوع وسجود.

فإن قال: فلِمَ جعل التشهّد بعد الركعتين؟

قيل: لأنّه - كما تقدّم - قبل الركوع والسجود الأذان، والدعاء، والقراءة، فكذلك أيضا أمر بعدها التشهّد، والتحميد، والدعاء.

فإن قال: فلِمَ جعل التسليم تحليل الصلاة، ولم يجعل بدله تكبيراً، أوتسبيحاً، أو ضرباً آخر؟

قيل: لأنّه لمّا كان في الدخول في الصلاة تحريم الكلام للمخلوقين، والتوجّه إلي الخالق، كان تحليلها كلام المخلوقين، والانتقال عنها، وإبتداء المخلوقين في الكلام إنّما هو بالتسليم.

فإن قال: فلِمَ جعل القراءة في الركعتين الأوليين، والتسبيح في الأخيرتين؟

قيل: للفرق بين ما فرض اللّه عزّوجلّ من عنده، وما فرضه من عند رسوله.

فإن قال: فلِمَ جعل الجماعة؟

قيل: لئلّا يكون الإخلاص والتوحيد، والإسلام والعبادة للّه، إلّا ظاهراً مكشوفاً مشهوراً، لأنّ في إظهاره حجّة علي أهل الشرق والغرب للّه وحده عزّوجلّ، وليكون المنافق والمستخفّ مؤدّياً لما أقرّ به بظاهر الإسلام والمراقبة، وليكون

ص:17

شهادات الناس بالإسلام بعضهم لبعض جائزة ممكنة، مع ما فيه من المساعدة علي البرّ والتقوي، والزَبَد عن كثير من معاصي اللّه عزّوجلّ.

فإن قال: فلِمَ جعل الجهر في بعض الصلوات، ولم يجعل في بعض؟

قيل: لأنّ الصلاة التي يجهر فيها، إنّما هي صلاة تصلّي في أوقات مظلمة، فوجب أن يجهر فيها، لإن يمرّ المارّ، فيعلم أنّ هيهنا جماعة، فإذا أراد أن يصلّي صلّي، ولأنّه إن لم ير جماعة تصلّي، سمع وعلم ذلك من جهة السماع، والصلاتان اللتان لا يجهر فيهما، فإنّما هما بالنهار، وفي أوقات مضيئة، فهي تدرك من جهة الرؤية، فلا يحتاج فيها إلي السماع.

فإن قال: فلِمَ جعل الصلاة في هذه الأوقات، ولم تقدّم، ولم تؤخّر؟

قيل: لأنّ الأوقات المشهورة المعلومة التي تعمّ أهل الأرض، فيعرفها الجاهل والعالم، أربعة، غروب الشمس معروف مشهور، يجب عنده المغرب، وسقوط الشفق مشهور معلوم، يجب عنده العشاء الآخرة، وطلوع الفجر مشهور معلوم، يجب عنده الغداة، وزوال الشمس مشهور معلوم، يجب عنده الظهر، ولم يكن للعصر وقت معلوم مشهور مثل هذه الأوقات، فجعل وقتها عند الفراغ من الصلاة التي قبلها.

وعلّة أُخري أنّ اللّه عزّوجلّ أحبّ أن يبدأ الناس في كلّ عمل أوّلاً بطاعته وعبادته، فأمرهم أوّل النهار أن يبدؤا بعبادته، ثمّ ينتشروا فيما أحبّوا من مرمّة دنياهم، فأوجب صلاة الغداة عليهم، فإذا كان نصف النهار، وتركوا ما كانوا فيه من الشغل، وهو وقت يضع فيه ثيابهم، ويستريحون، ويشتغلون بطعامهم، وقيلولتهم، فأمرهم أن يبدؤا أوّلاً بذكره وعبادته، فأوجب عليهم الظهر، ثمّ يتفرّغوا لما أحبّوا من ذلك، فإذا قضوا وطرهم، وأرادوا الانتشار في العمل لآخر النهار، بدؤا أيضاً بطاعته، ثمّ صاروا إلي ما أحبّوا من ذلك، فما وجب عليهم، العصر ثمّ ينتشرون فيما شاؤا من مرمّة دنياهم، فإذا جاء الليل، ووضعوا زينتهم، وعادوا إلي أوطانهم،

ص:18

ابتدؤا أوّلاً بعبادة ربّهم، ثمّ يتفرّغون لما أحبّوا من ذلك، فأوجب عليهم المغرب، فإذا جاء وقت النوم، وفرغوا ممّا كانوا به مشتغلين، أحبّ أن يبدؤا أوّلاً بعبادته وطاعته، ثمّ يصيرون إلي ما شاؤا أن يصيروا إليه من ذلك، فيكونوا قد بدؤا في كلّ عمل بطاعته وعبادته، فأوجب عليهم العتمة، فإذا فعلوا ذلك لم ينسوه، ولم يغفلوا عنه، ولم تقس قلوبهم، ولم تقلّ رغبتهم.

فإن قال: فلِمَ إذا لم يكن للعصر وقت مشهور، مثل تلك الأوقات، أوجبها بين الظهر والمغرب، ولم يوجبها بين العتمة والغداة، وبين الغداة والظهر؟

قيل: لأنّه ليس وقت علي الناس أخفّ، ولا أيسر، ولا أحري، أن يعمّ فيه الضعيف والقويّ بهذه الصلاة، من هذا الوقت، وذلك أنّ الناس عامّتهم يشتغلون في أوّل النهار بالتجارات والمعاملات، والذهاب في الحوائج، وإقامة الأسواق، فأراد أن لا يشغلهم عن طلب معاشهم، ومصلحة دنياهم، وليس يقدر الخلق كلّهم علي قيام الليل، ولا يشعرون به، ولا ينتبهون لوقته لو كان واجباً، ولا يمكنهم ذلك، فخفّف اللّه عنهم، ولم يجعلها في أشدّ الأوقات عليهم، ولكن جعلها في أخفّ الأوقات عليهم، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (1).

فإن قال: فلِمَ يرفع اليدين في التكبير؟

قيل: لأنّ رفع اليدين هو ضرب من الإبتهال، والتبتّل، والتضرّع، فأحبّ اللّه عزّوجلّ أن يكون العبد في وقت ذكره له متبتّلاً متضرّعاً مبتهلاً، ولأنّ في رفع اليدين إحضار النيّة، وإقبال القلب علي ما قال وقصده.

فإن قال: فلِمَ جعل صلاة السنّة أربعاً وثلاثين ركعة؟

ص:19


1- البقرة: 185/2.

قيل: لأنّ الفريضة سبع عشرة ركعة، فجعلت السنّة مثلي الفريضة كمالاً للفريضة.

فإن قال: فلِمَ جعل صلاة السنّة في أوقات مختلفة، ولم يجعل في وقت واحد؟

قيل: لأنّ أفضل الأوقات ثلاثة: عند زوال الشمس، وبعد المغرب، وبالأسحار، فأحبّ أن يصلّي له في كلّ هذه الأوقات الثلاثة، لأنّه إذا فرّقت السنّة في أوقات شتّي، كان أدائها أيسر وأخف من أن تجمع كلّها في وقت واحد.

فإن قال: فلِمَ صارت صلاة الجمعة إذا كانت مع الإمام ركعتين، وإذا كانت بغير إمام ركعتين وركعتين؟ قيل: لعلل شتّي:

منها: أنّ الناس يتخطّون إلي الجمعة من بعد، فأحبّ اللّه عزّوجلّ أن يخفّف عنهم لموضع التعب الذي صاروا إليه.

ومنها: أنّ الإمام يحبسهم للخطبة، وهم منتظرون للصلاة، ومن انتظر الصلاة فهو في صلاة في حكم التمام.

ومنها: أنّ الصلاة مع الإمام أتمّ وأكمل، لعلمه وفقهه، وعدله وفضله.

ومنها: أنّ الجمعة عيد، وصلاة العيد ركعتان، ولم تقصّر لمكان الخطبتين.

فإن قال: فلِمَ جعلت الخطبة؟

قيل: لأنّ الجمعة مشهد عام، فأراد أن يكون للإمام سبباً لموعظتهم، وترغيبهم في الطاعة، وترهيبهم عن المعصية، وتوقيفهم علي ما أراد من مصلحة دينهم ودنياهم، ويخبرهم بما ورد عليه من الأوقات، ومن الأحوال التي لهم فيها المضرّة والمنفعة.

فإن قال: فلِمَ جعلت خطبتين؟

قيل: لأن تكون واحدة للثناء، والتحميد، والتقديس للّه عزّوجلّ، والأُخري للحوائج، والإعذار، والإنذار، والدعاء، وما يريد أن يعلمهم من أمره ونهيه بما فيه الصلاح والفساد.

فإن قال: فلِمَ جعلت الخطبة يوم الجمعة قبل الصلاة، وجعلت في العيدين بعد الصلاة؟

ص:20

قيل: لأنّ الجمعة أمر دائم يكون في الشهر مراراً، وفي السنة كثيراً، فإذا أكثر ذلك علي الناس صلّوا وتركوه، ولم يقيموا عليه، وتفرّقوا عنه، فجعلت قبل الصلاة ليحتبسوا علي الصلاة، ولا يتفرّقوا، ولا يذهبوا، وأمّا العيدان فإنّما هو في السنة مرّتان، وهي أعظم من الجمعة، والزحام فيه أكثر، والناس منهم أرغب، فإن تفرّق بعض الناس بقي عامّتهم، وليس هو بكثير فيميلوا، ويستخفّوا به.

قال مصنف هذا الكتاب ؛ : جاء هذا الخبر هكذا: والخطبتان في الجمعة والعيد بعد الصلاة، لأنّهما بمنزلة الركعتين الأخيرتين، وإنّ أوّل من قدّم الخطبتين عثمان بن عفّان، لأنّه لمّا أحدث ما أحدث، لم يكن الناس يقفون علي خطبة ويقولون: ما نصنع بمواعظه، وقد أحدث ما أحدث، فقدّم الخطبتين ليقف الناس إنتظاراً للصلاة، ولا يتفرّقوا عنه.

فإن قال: وجبت الجمعة علي من يكون علي فرسخين لا أكثر من ذلك؟

قيل: لأن ما يقصّر فيه الصلاة، بريدان ذاهب، أو بريد ذاهب وجائي، والبريد أربعة فراسخ، فوجبت الجمعة علي من هو نصف البريد الذي يجب فيه التقصير، وذلك أنّه يجي ء فرسخين، ويذهب فرسخين، فذلك أربعة فراسخ، وهو نصف طريق المسافر.

فإن قال: فلِمَ زيد في الصلاة السنّة يوم الجمعة أربع ركعات؟

قيل: تعظيماً لذلك اليوم، وتفرقة بينه وبين سائر الأيّام.

فإن قال: فلِمَ قصّرت الصلاة في السفر؟

قيل: لأنّ الصلاة المفروضة أوّلاً إنّما هي عشر ركعات، والسبع إنّما زيدت عليها بعد، فخفّف اللّه عنهم تلك الزيادة لموضع السفر وتعبه، ونصبه واشتغاله بأمر نفسه، وظعنه وإقامته، لئلّا يشتغل عمّا لا بدّ له من معيشة، رحمة من اللّه عزّوجلّ، وتعطّفاً عليه، إلّا صلاة المغرب، فإنّها لم تقصر، لأنّها صلاة مقصورة في الأصل.

ص:21

فإن قال: فلِمَ وجب التقصير في ثمانية فراسخ، لا أقلّ من ذلك، ولا أكثر؟

قيل: لأنّ ثمانية فراسخ مسيرة للعامّة، والقوافل، والأثقال، فوجب التقصير في مسيرة يوم.

فإن قال: فلِمَ وجب التقصير في مسيرة يوم لا أكثر؟

قيل: لأنّه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة سنة، وذلك أنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم، فإنّما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم، لما وجب في نظيره، إذ كان نظيره مثله، ولا فرق بينهما.

فإن قال: قد يختلف السير، فلِمَ جعلت مسيرة يوم ثمانية فراسخ؟

قيل: لأنّ ثمانية فراسخ مسير الجمّال، والقوافل، وهو سير الذي تسيره الجمّالون والمكّارون.

فإن قال: فلِمَ ترك تطوّع النهار، ولم يترك تطوّع الليل؟

قيل: لأنّ كلّ صلاة لا تقصير فيها فلا تقصير في تطوّعها، وذلك أنّ المغرب لاتقصير فيها، فلا تقصير فيما بعدها من التطوّع، وكذلك الغداة لا تقصير فيما قبلها من التطوّع.

فإن قال: فما بال العتمة مقصورة، وليس تترك ركعتاه؟

قيل: إنّ تلك الركعتين ليستا من الخمسين، وإنّما هي زيادة في الخمسين تطوّعاً ليتمّ بها بدل كلّ ركعة من الفريضة ركعتين من التطوّع.

فإن قال: فلِمَ جاز للمسافر والمريض أن يصلّيا صلاة الليل في أوّل الليل؟

قيل: لاشتغاله وضعفه ليحرز صلاته، فليستريح المريض في وقت راحته، ويشتغل المسافر باشتغاله، وارتحاله، وسفره.

فإن قال: فلِمَ أمروا بالصلاة علي الميت؟

قيل: ليشفّعوا له، ويدعوا له بالمغفرة، لأنّه لم يكن في وقت من الأوقات أحوج

ص:22

إلي الشفاعة فيه، والطلب، والإستغفار من تلك الساعة.

فإن قال: فلِمَ جعلت خمس تكبيرات دون أن يكبّر أربعاً أو ستّاً؟

قيل: إنّ الخمس إنّما أخذت من الخمس الصلوات في اليوم والليلة.

فإن قال: فلِمَ لم يكن فيها ركوع أو سجود؟

قيل: لأنّه إنّما أُريد بهذه الصلاة الشفاعة لهذا العبد الذي قد تخلّي عمّا خلّف، واحتاج إلي ما قدّم.

فإن قال: فلِمَ أمر بغسل الميّت؟

قيل: لأنّه إذا مات كان الغالب عليه النجاسة، والآفة، والأذي، فأحبّ أن يكون طاهراً إذا باشر أهل الطهارة، من الملائكة الذين يلونه ويماسّونه فيما بينهم نظيفاً، موجّهاً به إلي اللّه عزّوجلّ، وليس من ميّت يموت إلّا خرجت منه الجنابة، فلذلك أيضاً وجب الغسل.

فإن قال: فلِمَ أمروا بكفن الميّت؟

قيل: ليلقي ربّه عزّوجلّ طاهر الجسد، ولئلّا تبدو عورته لمن يحمله ويدفنه، ولئلّا يظهر الناس علي بعض حاله، وقبح منظره، وتغيّر ريحه، ولئلّا يقسو القلب من كثرة النظر إلي مثل ذلك، للعاهة والفساد، وليكون أطيب لأنفس الأحياء، ولئلّا يبغضه حميم فيلقي ذكره ومودّته، فلا يحفظه فيما خلّف وأوصاه، وأمره به، واجباً كان أو ندباً.

فإن قال: فلِمَ أمر بدفنه؟

قيل: لئلّا يظهر الناس علي فساد جسده، وقبح منظره، وتغيّر ريحه، ولايتأذّي به الأحياء بريحه، وبما يدخل عليه من الآفة والفساد، وليكون مستوراً عن الأولياء والأعداء، فلا يشمت عدوّه، ولا يحزن صديقه.

فإن قال: فلِمَ أمر من يغسله بالغسل؟

قيل: لعلّة الطهارة ممّا أصابه من نضح الميّت، لأنّ الميّت إذا خرج منه الروح بقي

ص:23

منه أكثر آفته.

فإن قال: فلِمَ لم يجب الغسل علي من مسّ شيئاً من الأموات غير الإنسان، كالطير، والبهائم، والسباع، وغير ذلك؟

قيل: لأنّ هذه الأشياء كلّها ملبسة، ريشاً، وصوفاً، وشعراً، ووبراً، هذا كلّه زكيّ طاهر، ولا يموت، وإنّما يماسّ منه الشي ء الذي هو زكيّ من الحيّ والميّت.

فإن قال: فلِمَ جوّزتم الصلاة علي الميّت بغير وضوء؟

قيل: لأنّه ليس فيها ركوع ولا سجود، وإنّما هي دعاء ومسألة، وقد يجوز أن تدعو اللّه وتسأله علي أيّ حال كنت، وإنّما يجب الوضوء في الصلاة التي فيها الركوع والسجود.

فإن قال: فلِمَ جوّزتم الصلاة عليه قبل المغرب وبعد الفجر؟

قيل: لأنّ هذه الصلاة إنّما تجب في وقت الحضور والعلة، وليست هي موقّتة كسائر الصلوات، وإنّما هي صلاة تجب في وقت حدوث الحدث، ليس للإنسان فيه إختيار، وإنّما هو حقّ يؤدّي، وجائز أن تؤدّي الحقوق في أيّ وقت، إذا لم يكن الحقّ موقّتاً.

فإن قال: فلِمَ جعلت للكسوف صلاة؟

قيل: لأنّه آية من آيات اللّه عزّوجلّ، لا يدري لرحمة ظهرت أم لعذاب؟ فأحبّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يفزع أُمّته إلي خالقها وراحمها عند ذلك، ليصرف عنهم شرّها، ويقيهم مكروهها، كما صرف عن قوم يونس ( عليه السلام ) ، حين تضرّعوا إلي اللّه عزّوجلّ.

فإن قال: فلِمَ جعلت عشر ركعات؟

قيل: لأنّ الصلاة التي نزل فرضها من السماء إلي الأرض أوّلاً في اليوم والليلة، فإنّما هي عشر ركعات، فجمعت تلك الركعات هيهنا، وإنّما جعل فيها السجود، لأنّه لا يكون صلاة فيها ركوع إلّا وفيها سجود، ولأن يختموا أيضاً صلواتهم بالسجود

ص:24

والخضوع، وإنّما جعلت أربع سجدات، لأنّ كلّ صلاة نقص سجود من أربع سجدات، لا يكون صلاة، لأنّ أقلّ الفرض السجود في الصلاة لايكون إلّا علي أربع سجدات.

فإن قال: فلِمَ لم يجعل بدل الركوع سجوداً؟

قيل: لأنّ الصلاة قائماً أفضل من الصلاة قاعداً، ولأنّ القائم يري الكسوف والإنجلاء، والساجد لا يري.

فإن قال: فلِمَ غيّرت عن أصل الصلاة التي افترضها اللّه؟

قيل: لأنّه صلّي لعلّة تغيّر أمر من الأُمور وهو الكسوف، فلمّا تغيّرت العلّة تغيّر المعلول.

فإن قال: فلِمَ جعل يوم الفطر العيد؟

قيل: لأن يكون للمسلمين مجمعاً يجتمعون فيه، ويبرزون إلي اللّه عزّوجلّ، فيحمدونه علي ما منّ عليهم، فيكون يوم عيد ويوم اجتماع، ويوم فطر ويوم زكاة، ويوم رغبة ويوم تضرّع، ولأنّه أوّل يوم من السنة، يحلّ فيه الأكل والشرب، لأنّ أوّل شهور السنة عند أهل الحقّ شهر رمضان، فأحبّ اللّه عزّوجلّ أن يكون لهم في ذلك اليوم مجمع يحمدونه فيه ويقدّسونه.

فإن قال: فلِمَ جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة؟

قيل: لأنّ التكبير إنّما هو تكبير للّه، وتمجيد علي ما هدي وعافي، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَي مَا هَدَلكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )(1).

فإن قال: فلِمَ جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة؟

قيل: لأنّه يكون في كلّ ركعتين اثنتا عشرة تكبيرة، فلذلك جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة.

ص:25


1- البقرة: 185/2.

فإن قال: فلِمَ جعل سبع تكبيرات في الأُولي، وخمس في الثانية، ولم يسوّ بينهما؟

قيل: لأنّ السنّة في صلاة الفريضة أن يستفتح بسبع تكبيرات، فلذلك بدئ هيهنا بسبع تكبيرات، وجعل في الثانية خمس تكبيرات، لأنّ التحريم من التكبير في اليوم والليلة خمس تكبيرات، وليكون التكبير في الركعتين جميعاً وتراً وتراً.

فإن قال: فلم أمر بالصوم؟

قيل: لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش، فليستدلّوا علي فقر الآخرة، وليكون الصائم خاشعاً ذليلاً، مستكيناً مأجوراً، محتسباً عارفاً، صابراً علي ما أصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل، ورائضاً لهم علي أداء ما كلّفهم، ودليلاً لهم في الآجل، وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك علي أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدّوا إليهم ما افترض اللّه لهم في أموالهم.

فإن قال: فلِمَ جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون سائر الشهور؟

قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل اللّه تعالي فيه القرآن، وفيه فرّق بين الحقّ والباطل، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًي لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَتٍ مِّنَ الْهُدَي وَالْفُرْقَانِ ) (1) ، وفيه نُبّيء محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، و( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (2)، وهو رأس السنة يقدّر فيها ما يكون في السنة، من خير أو شرّ، أومضرّة أو منفعة، أو رزق أو أجل، ولذلك سمّيت ليلة القدر.

فإن قال: فلِمَ أُمروا بصوم شهر رمضان لا أقلّ من ذلك ولا أكثر؟

ص:26


1- البقرة: 185/2.
2- الدخان: 4/44.

قيل: لأنّه قوّة العبادة الذي يعمّ فيها القويّ والضعيف، وإنّما أوجب اللّه الفرائض علي أغلب الأشياء، وأعمّ القوي، ثمّ رخّص لأهل الضعف، ورغب أهل القوّة في الفضل، ولو كانوا يصلحون علي أقلّ من ذلك لنقصهم، ولواحتاجوا إلي أكثر من ذلك لزادهم.

فإن قال: فلِمَ إذا حاضت المرأة لا تصوم ولا تصلّي؟

قيل: لأنّها في حدّ نجاسة، فأحبّ اللّه أن لا تعبده إلّا طاهراً، ولأنّه لا صوم لمن لا صلاة له.

فإن قال: فلِمَ صارت تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة؟

قيل: لعلل شتّي:

فمنها: أنّ الصيام لا يمنعها من خدمة نفسها، وخدمة زوجها، وإصلاح بيتها، والقيام بأمرها، والإشتغال بمرمّة معيشتها، والصلاة تمنعها من ذلك كلّه، لأنّ الصلاة تكون في اليوم والليلة مراراً فلا تقوي علي ذلك، والصوم ليس كذلك.

ومنها: أنّ الصلاة فيها عناء وتعب، واشتغال الأركان، وليس في الصوم شي ء من ذلك، وإنّما هو الإمساك عن الطعام والشراب، وليس فيه اشتغال الأركان.

ومنها: أنّه ليس من وقت يجي ء إلّا تجب عليها فيه صلاة جديدة في يومها وليلتها، وليس الصوم كذلك، لأنّه ليس كلّما حدث يوم وجب عليها الصوم، وكلّما حدث وقت الصلاة وجب عليها الصلاة.

فإن قال: فلِمَ إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان فلم يخرج من سفره، أو لم يفق من مرضه حتّي يدخل شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأوّل، وسقط القضاء، فإذا أفاق بينهما، أو أقام ولم يقضه وجب عليه القضاء والفداء؟

قيل: لأنّ ذلك الصوم إنّما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر، فأمّا الذي لم يفق فإنّه لمّا أن مرّت عليه السنة كلّها، وقد غلب اللّه تعالي عليه، فلم يجعله له

ص:27

السبيل إلي أدائه سقط عنه، وكذلك كلّما غلب اللّه عليه، مثل المغمي عليه الذي يغمي عليه يوماً وليلة، فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق ( عليه السلام ) : كلّما غلب اللّه عليه العبد فهو أعذر له؛ لأنّه دخل الشهر وهو مريض، فلم يجب عليه الصوم في شهره، ولا سنته، للمرض الذي كان فيه، ووجب عليه الفداء، لأنّه بمنزلة من وجب عليه صوم فلم يستطع أداءه، فوجب عليه الفداء، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) (1) ، وكما قال اللّه عزّوجلّ: ( فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (2) ، فأقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه.

فإن قال: فلِمَ فإن لم يستطع إذ ذاك فهو الآن فيستطيع؟

قيل له: لأنّه لمّا دخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للماضي، لأنّه كان بمنزلة من وجب عليه صوم في كفّارة فلم يستطعه، فوجب عليه الفداء، وإذا وجب الفداء سقط الصوم، والصوم ساقط، والفداء لازم، فإن أفاق فيما بينهما ولم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه، والصوم لاستطاعته.

فإن قال: فلِمَ جعل الصوم السنّة؟

قيل: ليكمل فيه الصوم الفرض.

فإن قال: فلِمَ جعل في كلّ شهر ثلاثة أيّام، وفي كلّ عشرة أيّام يوماً؟

قيل: لأنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (3) ، فمن صام في كلّ عشرة أيّام يوماً واحداً، فكأنّما صام الدهر كلّه، كما

ص:28


1- المجادلة: 4/58.
2- البقرة: 196/2.
3- الأنعام: 160/6.

قال سلمان الفارسيّ رحمة اللّه عليه: صوم ثلاثة أيّام في شهر، صوم الدهر كلّه، فمن وجد شيئاً غير الدهر فليصمه.

فإن قال: فلِمَ جعل أوّل خميس من العشر الأوّل، وآخر خميس في العشر الآخر، وأربعاء في العشر الأوسط؟

قيل: أمّا الخميس فإنّه قال الصادق ( عليه السلام ) : يعرض في كلّ خميس أعمال العباد علي اللّه عزّوجلّ، فأحبّ أن يعرض عمل العبد علي اللّه تعالي وهو صائم.

فإن قال: فلِمَ جعل آخر لخميس؟

قيل: لأنّه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيّام، والعبد صائم كان أشرف وأفضل من أن يعرض عمل يومين وهو صائم، وإنّما جعل الأربعاء في العشر الأوسط، لأنّ الصادق ( عليه السلام ) أخبر: بأنّ اللّه عزّوجلّ خلق النار في ذلك اليوم، وفيه أهلك القرون الأُولي، وهو يوم نحس مستمرّ، فأحبّ أن يدفع العبد عن نفسه نحس ذلك اليوم بصومه.

فإن قال: فلِمَ وجب في الكفّارة علي من لم يجد تحرير رقبة، الصيام، دون الحجّ والصلاة وغيرهما؟

قيل: لأنّ الصلاة والحجّ، وسائر الفرائض مانعة للإنسان من التقلّب في أمر دنياه، ومصلحة معيشته، مع تلك العلل التي ذكرناها في الحائض التي تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة.

فإن قال: فلِمَ وجب عليه صوم شهرين متتابعين، دون أن يجب عليه شهر واحد، أو ثلاثة أشهر؟

قيل: لأنّ الفرض الذي فرض اللّه علي الخلق وهو شهر واحد، فضوعف في هذا الشهر في كفّارته، توكيداً وتغليظاً عليه.

فإن قال: فلِمَ جعلت متتابعين؟

ص:29

قيل: لئلّا يهوّن عليه الأداء فيستخفّ به، لأنّه إذا قضاه متفرّقاً، هان عليه القضاء.

فإن قال: فلِمَ أمر بالحجّ؟

قيل: لعلّة الوفادة إلي اللّه عزّوجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ مااقترف العبد تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر الأنفس عن اللذّات، شاخص في الحرّ والبرد، ثابت ذلك عليه، دائم مع الخضوع، والاستكانة، والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، في شرق الأرض وغربها، ومن في البرد والحرّ ممّن يحجّ، وممّن لا يحجّ، من بين تاجر وجالب، وبائع ومشتري، وكاسب ومسكين، ومكار وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقّه، ونقل أخبار الأئمّ ( عليهم السلام ) : إلي كلّ صُقع وناحية، كما قال اللّه تعالي: ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )(1)

و( لِّيَشْهَدُواْ مَنَفِعَ لَهُمْ ) (2).

فإن قال: فلِمَ أُمروا بحجّة واحدة، لا أكثر من ذلك؟

قيل: لأنّ اللّه تعالي وضع الفرائض علي أدني القوم مرّة، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) (3)، يعني شاة، ليسع القويّ والضعيف، وكذلك سائر الفرائض إنّما وضعت علي أدني القوم قوّة، فكان من تلك الفرائض الحجّ المفروض واحداً، ثمّ رغب بعد، أهل القوّة بقدر طاقتهم.

ص:30


1- التوبة: 122/9.
2- الحجّ: 28/22.
3- البقرة: 196/2.

فإن قال: فلِمَ أُمروا بالتمتّع بالعمرة إلي الحجّ؟

قيل: ذلك تخفيف من ربّكم ورحمة، لأن يسلم الناس من إحرامهم، ولا يطول عليهم ذلك، فتداخل عليهم الفساد، ولأن يكون الحجّ والعمرة واجبين جميعاً، فلا تعطّل العمرة ولا تبطل، ولأن يكون الحجّ مفرداً من العمرة، ويكون بينهما فصل تمييز، و قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : دخلت العمرة في الحجّ إلي يوم القيامة، ولولا أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان ساق الهدي، ولم يكن له أن يحلّ ( حَتَّي يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ و ) (1) لفعل كما أمر الناس؛ ولذلك قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لفعلت كما أمرتكم، ولكنّي سُقتُ الهدي، وليس لسائق الهدي أن يحلّ حتّي يبلغ الهدي محلّه.

فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه! نخرج حجّاجاً! ورؤوسنا تقطر من ماء الجنابة؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّك لن تؤمن بهذا أبداً.

فإن قال: فلِمَ جعل وقتها عشر ذي الحجّة؟

قيل: لأنّ اللّه تعالي أحبّ أن يعبد بهذه العبادة في أيّام التشريق، وكان أوّل ما حجّت إليه الملائكة، وطافت به في هذا الوقت، فجعله سنّة ووقتاً إلي يوم القيامة، فأمّا النبيّون آدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمّد صلّي اللّه عليه وعليهم أجمعين، وغيرهم من الأنبياء، إنّما حجّوا في هذا الوقت، فجعلت سنّة في أولادهم إلي يوم القيامة.

فإن قال: فلِمَ أُمروا بالإحرام؟

قيل: لأن يخشعوا قبل دخول حرم اللّه - عزّوجلّ - وأمنه، ولئلّا يلهوا، ويشتغلوا بشي ء من أمر الدنيا وزينتها ولذّاتها، ويكون جادّين فيما هم فيه، قاصدين نحوه،

ص:31


1- البقرة: 196/2.

مقبلين عليه بكلّيّتهم، مع ما فيه من التعظيم للّه تعالي ولبيته، والتذلّل لأنفسهم عند قصدهم إلي اللّه تعالي، ووفادتهم إليه، راجين ثوابه، راهبين من عقابه، ماضين نحوه، مقبلين إليه بالذلّ والاستكانة والخضوع، وصلّي اللّه علي محمّد وآله وسلّم.

حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ قال: قلت للفضل بن شاذان - لمّا سمعت منه هذه العلل: أخبرني عن هذه العلل التي ذكرتها، عن الاستنباط والاستخراج وهي من نتائج العقل، أو هي ممّا سمعته ورويته؟

فقال لي: ما كنت لأعلم مراد اللّه تعالي بما فرض، ولا مراد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بما شرع وسنّ، ولا أُعلّل ذلك من ذات نفسي؛ بل سمعتها من مولاي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) المرّة بعد المرّة، والشي ء بعد الشي ء، فجمعتها.

فقلت له: فأُحدّث بها عنك عن الرضا ( عليه السلام ) ؟ قال: نعم.

حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوريّ ( رضي الله عنه ) ، عن عمّه أبي عبد اللّه محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان أنّه قال: سمعت هذه العلل من مولاي أبي الحسن ابن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فجمعتها متفرّقة، وألّفتها (1).

ص:32


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 99/2 ح 1. عنه وعن العلل، البحار: 58/6 ح 1 بتمامه، وقطع منه في سائر مجلّداته، وكذا في وسائل الشيعة، ونور الثقلين، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ، والوافي. علل الشرائع: 251 ب 182 ح 9، بتفاوت. من لا يحضره الفقيه، قِطَعٌ منه في المجلّد الأوّل منه. ذكري الشيعة: 247 س 12 قطعة منه. قطعة منه في (حجّ الأنبيا ( عليهم السلام ) : ) و(أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أضاف الركعة والركعتين إلي الصلاة) و(سورة الحمد: 1/1 - 7) و(سورة البقرة: 185/2، و196، و286) و(سورة الأنعام: 160/6) و(سورة التوبة: 122/9) و(سورة الحجّ: 28/22) و(سورة الدخان:4/44) و(سورة المجادلة: 4/58) و(ما رواه عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن سلمان الفارسيّ ؛ ).

الثاني - علّة تشريع الصلاة:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن سنان: إنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

أنّ علّة الصلاة، أنّها إقرار بالربوبيّة للّه عزّوجلّ، وخلع الأنداد، وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة، والخضوع، والاعتراف، والطلب للإقالة من سالف الذنوب.

ووضع الوجه علي الأرض كلّ يوم خمس مرّات إعظاماً للّه عزّوجلّ، وأن يكون ذاكراً غير ناس، ولا بطر، ويكون خاشعاً متذلّلاً، راغباً طالباً للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار، والمداومة علي ذكر اللّه عزّوجلّ بالليل والنهار لئلّا ينسي العبد سيّده، ومدبّره وخالقه، فيبطر ويطغي، ويكون في ذكره لربّه، وقيامه بين يديه، زاجراً له عن المعاصي، ومانعاً من أنواع الفساد (1).

2 - ابن شهرآشوب ؛ : ممّا أجاب ( عليه السلام ) بحضرة المأمون لصبّاح بن نصر الهنديّ، وعمران الصابيّ عن مسائلهما؛...

وسألاه عن علّة الصلاة؟

فقال ( عليه السلام ) : طاعة أمرهم بها، وشريعة حملهم عليها، وفي الصلاة توقير له وتبجيل، وخضوع من العبد إذا سجد، والإقرار بأنّ فوقه ربّاً يعبده، ويسجد له...(2)

ص:33


1- علل الشرائع: 317 ب 2 ح 2. يأتي الحديث بتمامه في رقم 2512.
2- المناقب: 353/4 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 2390.

الثالث - علّة الصوم:

1 - ابن شهرآشوب ؛ : ممّا أجاب ( عليه السلام ) بحضرة المأمون لصبّاح بن نصر الهنديّ، وعمران الصابيّ عن مسائلهما؛... وسألاه عن علّة الصلاة؟

فقال ( عليه السلام ) : طاعة أمرهم بها، وشريعة حملهم عليها، وفي الصلاة توقير له وتبجيل، وخضوع من العبد إذا سجد، والإقرار بأنّ فوقه ربّاً يعبده، ويسجد له.

وسألاه عن الصوم؟

فقال ( عليه السلام ) : امتحنهم بضرب من الطاعة، كيما ينالوا بها عنده الدرجات، ليعرفهم فضل ما أنعم عليهم من لذّة الماء، وطيب الخبز، وإذا عطشوا يوم صومهم، ذكروا يوم العطش الأكبر في الآخرة، وزادهم ذلك رغبة في الطاعة...(1)

الرابع - علّة تحريم الزنا:

1 - ابن شهرآشوب ؛ : ممّا أجاب ( عليه السلام ) بحضرة المأمون لصبّاح بن نصر الهنديّ، وعمران الصابيّ عن مسائلهما؛...

وسألاه: لِمَ حرّم الزنا؟

قال ( عليه السلام ) : لما فيه من الفساد، وذهاب المواريث، وانقطاع الأنساب، لا تعلم المرأة في الزنا مَن أحبلها، ولا المولود يعلم مَن أبوه، ولا أرحام موصولة، ولاقرابة معروفة (2).

ص:34


1- المناقب: 353/4 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 2390.
2- المناقب: 353/4 س 18. يأتي الحديث بتمامه في رقم 2390.

الخامس - علّة تأخير إجابة الدعاء:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطاءها شي ء؛ فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّي يقنطك، إنّ أباجعفر صلوات اللّه عليه كان يقول: إنّ المؤمن يسأل اللّه عزّ وجلّ حاجة فيؤخّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته، واستماع نحيبه، ثمّ قال: واللّه! ما أخّر اللّه عزّ وجلّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم ممّا عجّل لهم فيها، وأيّ شي ء الدنيا؟ إنّ أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدّة، ليس إذا أُعطي فتر، فلا تملّ الدعاء فإنّه من اللّه عزّ وجلّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإيّاك ومكاشفة الناس، فإنّا أهل البيت نصل من قطعنا، ونحسن إلي من أساء إلينا، فنري واللّه! في ذلك العاقبة الحسنة، إنّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطي طلب غير الذي سأل، وصغرت النعمة في عينه فلا يشبع من شي ء، وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك علي خطر للحقوق التي تجب عليه، وما يخاف من الفتنة فيها، أخبرني عنك لو أنّي قلت لك قولاً أكنت تثق به منّي؟

فقلت له: جعلت فداك، إذا لم أثق بقولك، فبمن أثق، وأنت حجّة اللّه علي خلقه؟

قال ( عليه السلام ) : فكن باللّه أوثق، فإنّك علي موعد من اللّه، أليس اللّه عزّ وجلّ يقول: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَ عَانِ ) (1) وقال:

ص:35


1- البقرة: 186/2.

( لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) (1) وقال:

( وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً) (2) فكن باللّه عزّ وجلّ أوثق منك بغيره، ولاتجعلوا في أنفسكم إلّا خيراً، فإنّه مغفور لكم (3) .

السادس - علّة تكبيرات الخمس علي الميّت:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن النضر قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ما العلّة في التكبير علي الميّت خمس تكبيرات؟

قال (4): رووا أنّها اشتقّت من خمس صلوات.

فقال ( عليه السلام ) : هذا ظاهر الحديث، فأمّا في وجه آخر (5)، فإنّ اللّه عزّ وجلّ

قد فرض علي العباد خمس فرائض: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحجّ، والولاية، فجعل للميّت كلّ فريضة تكبيرة واحدة، فمن قبل الولاية كبّر خمساً، ومن لم يقبل الولاية

ص:36


1- الزمر: 53/39.
2- البقرة: 268/2.
3- الكافي: 488/2 ح 1، عنه وعن عدّة الداعي، وسائل الشيعة: 56/7 ح 8710، والبرهان: 185/1 ح 2، ونور الثقلين: 171/1 ح 589، قطعة منه. عدّة الداعي: 200 س 11، قطعة منه، عنه البحار: 374/90 ضمن ح 16. قرب الإسناد: 385 ح 1358، عنه البحار: 367/90 ح 1، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 61/7 ح 8726، و84 ح 8792، قطعة منه. قطعة منه في (سورة البقرة: 2/ 186 و268) و(سورة الزمر: 53/39) و(ما رواه عن الباقر ( عليه السلام ) ) و(سيرة الأئمّ ( عليهم السلام ) : مع المخالفين) و(موعظته ( عليه السلام ) في أمور شتّي).
4- في العلل: قال: قلت: رووا.
5- في العلل: فأمّا باطنه.

كبّر أربعاً، فمن أجل ذلك تكبّرون خمساً، ومن خالفكم يكبّر أربعاً (1).

السابع - علّة التلبية:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن جعفر بن عثمان الدارميّ، عن سليمان بن جعفر قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن التلبية وعلّتها؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ الناس إذا أحرموا ناداهم اللّه عزّ وجلّ فقال: عبادي وإمائي لأحرّمنّكم علي النار كما أحرمتم لي، فيقولون: «لبّيك، اللّهمّ لبّيك»، إجابة للّه عزّ وجلّ علي ندائه إيّاهم (2).

الثامن - حكمة الغسل والمسح في الوضوء:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الحسين بن عبيد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن

ص:37


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 82/2 ح 20. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 76/3 ح 3061، والبحار: 344/78 ح 7. علل الشرائع: 304، ب 245 ح 4. قطعة منه في (عدد التكبيرات في الصلاة علي الميّت).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 83/2 ح 21. عنه الوافي: 200/12 س 18. عنه وعن العلل، البحار: 184/96 ح 10. من لايحضره الفقيه: 127/2 ح 546، وفيه: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) . عنه وعن العيون والعلل، وسائل الشيعة: 375/12 ح 16552. علل الشرائع: 416، ب 157 ح 2.

أبي همّام (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في وضوء الفريضة في كتاب اللّه، قال: المسح والغسل في الوضوء للتنظيف (2).

التاسع - علّة ابتداء الكلام بالسلام:

1 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم، فجمعهم كلّهم والزيديّة، والمعتزلة، وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمّد، فلمّا تكاملوا، ثنّي للرضا ( عليه السلام ) وسادة، فجلس عليها، ثمّ قال: السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام؟

فقالوا: لا.

قال ( عليه السلام ) : لتطمئنّ أنفسكم...(3).

ص:38


1- هو إسماعيل بن أبي همّام الذي تقدّمت ترجمته في (صلاة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في زوايا الكعبة).
2- الاستبصار: 64/1 ح 192. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 420/1 ح 1098، وفيه:عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) . تهذيب الأحكام: 64/1 ح 181. عنه الوافي: 296/6 ح 4328. ذكري الشيعة: 86 س 38.
3- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2389.

العاشر - علّة وجوب غسل الجمعة:

1 - العلّامة المجلسيّ ؛ : العلل لمحمّد بن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن جدّه إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : كيف صار غسل يوم الجمعة واجباً علي كلّ حرّ وعبد، وذكر وأُنثي؟

قال: فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي تمّم صلوات الفرائض بصلوات النوافل، وتمّم صيام شهر رمضان بصيام النوافل، وتمّم الحجّ بالعمرة، وتمّم الزكاة بالصدقة، وتمّم الوضوء بغسل يوم الجمعة (1).

الحادي عشر - علّة تسمية الطائف بالطائف:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : أخبرني عليّ بن حاتم قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، وعليّ بن سليمان قالا: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : أتدري لِمَ سمّيت الطائف طائفاً؟

قلت: لا.

قال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه تعالي لمّا دعاه إبراهيم ( عليه السلام ) أن يرزق أهله من كلّ الثمرات، أمر بقطعة من الأُردن فسارت بثمارها حتّي طافت بالبيت، ثمّ أمرها أن تنصرف إلي هذا الموضع الذي سمّي الطائف، فلذلك سمّي الطائف (2).

ص:39


1- بحار الأنوار: 129/78 ح 16، عنه مستدرك الوسائل: 501/2 ح 2562.
2- علل الشرائع: 442 ب 189 ح 2. عنه نور الثقلين: 124/1 ح 358. تفسير العيّاشيّ: 60/1 ح 97، قطعة منه، وبتفاوت، عنه البرهان: 320/2 ح 10. عنه وعن العلل، البحار: 109/12 ح 31. قرب الإسناد: 361 ح 1291، بتفاوت. المحاسن: 340 ح 130، بتفاوت.

الثاني عشر - علّة تسمية الخيل العراب:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : ... عن عبدوس بن أبي عبيدة، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ... إنّما سمّيت الخيل العراب، لأنّ أوّل من ركبها إسماعيل (1).

الثالث عشر - علّة تسمية إسماعيل ( عليه السلام ) بصادق الوعد

1 - الشيخ الصدوق ؛ : ... عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: أتدري لم سمّي إسماعيل صادق الوعد؟

قال: قلت: لا أدري.

فقال ( عليه السلام ) : وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره (2).

الرابع عشر - علّة غرق فرعون:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن جذان بن سليمان النيسابوريّ قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال:

ص:40


1- علل الشرائع: 393، ب 131 ح 5. تقدّم الحديث في ف 1 - 4 رقم 885.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1 - 4 رقم 886.

قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟

قال: لأنّه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم اللّه تعالي في السلف والخلف؛ قال اللّه عزّ وجلّ: ( فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا) (1)؛

وقال عزّ وجلّ: ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَتِ رَبِّكَ لَايَنفَعُ نَفْسًا إِيمَنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَنِهَا خَيْرًا) (2)؛

وهكذا فرعون لمّا أدركه الغرق قال: ( ءَامَنتُ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءَامَنَتْ بِهِ ي بَنُواْ إِسْرَءِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) (3)؛

فقيل له: ( ءَآلَْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً) (4) وقد كان فرعون من قرنه إلي قدمه في الحديد، وقد لبسه علي بدنه، فلمّا أغرق ألقاه اللّه علي نجوة (5) من الأرض ببدنه، لتكون لمن بعده علامة، فيرونه مع تثقّله بالحديد علي مرتفع من الأرض، وسبيل الثقيل (6) أن يرسب ولايرتفع، وكان ذلك آية وعلامة؛

ولعلّة أُخري أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وهي أنّه استغاث بموسي لمّا أدركه

ص:41


1- غافر: 84/40 و85.
2- الأنعام: 158/6.
3- يونس: 90/10.
4- يونس: 91/10 - 92.
5- النجوة: المرتفع من الأرض. المعجم الوسيط: 905.
6- في بعض النسخ والعلل: التثقيل.

الغرق ولم يستغث باللّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسي! لم تغث فرعون، لأنّك لم تخلقه، ولو استغاث بي لأغثته (1)

الخامس عشر - علّة تسمية الحواريّين بالحواريّين:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : لم سمّي الحواريّون الحواريّين؟

قال ( عليه السلام ) : أمّا عند الناس فإنّهم سمّوا حواريّين لأنّهم كانوا قصّارين (2)،

يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل، وهو اسم مشتقّ من الخبز الحوار (3).

وأمّا عندنا فسمّي الحواريّون الحواريّين، لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير.

قال: فقلت له: فلم سمّي النصاري نصاري؟

ص:42


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 77/2 ح 7. عنه البحار: 47/64 س 15، قطعة منه، ونور الثقلين: 316/2 ح 119، و537/4 ح 119، قطعة منه. عنه وعن العلل، البحار: 23/6 ح 25، قطعة منه، و130/13 ح 34، ووسائل الشيعة: 89/16 ح 21063، قطعة منه. علل الشرائع: 59، ب 53 ح 2. عنه البرهان: 195/2 ح 3. عنه وعن العيون، الجواهر السنيّة: 55 س 15، باختصار. قطعة منه في (سورة الأنعام 158/6) و(سورة يونس 90/10 - 92) و(سورة غافر 84/40 و85).
2- القصّار: المُبَيَّضُ للثياب، وكان يهيّأ النسج بعد نسجه ببلّه ودقّه بالقَصَرَة. المعجم الوسيط: 739.
3- الحُوّاري: الدقيق الأبيض، وهولباب الدقيق. المعجم الوسيط: 206.

قال: لأنّهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسي ( عليهماالسلام ) ، بعد رجوعهما من مصر (1).

السادس عشر - علّة تسمية النصاري بنصاري:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...فلم سمّي النصاري نصاري؟

قال: لأنّهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسي ( عليهماالسلام ) ، بعد رجوعهما من مصر (2).

ص:43


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 10. عنه نور الثقلين: 85/1 ح 223، قطعة منه، و690 ح 435، قطعة منه، والبرهان: 284/1 ح 1، قطعة منه، و511 ح 1. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 132/16 ح 21166، قطعة منه. عنه وعن العلل والمعاني، البحار: 272/14 ح 2. علل الشرائع: 80، ب 72 ح 1. معاني الأخبار: 50 س 12 ضمن ح 1، أورد مضمونه مرسلاً. مقدّمة البرهان: 126 س 24، قطعة منه. قطعة منه في (علّة تسمية النصاري نصاري) و(نزول مريم و عيسي في مدينة ناصرة بعد رجوعهما من مصر).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 79/2 ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 904.

ص:44

الباب الثامن في الاحتجاجات والمكاتيب:

اشاره:

وفيه فصلان

الفصل الأوّل: احتجاجاته ومناظراته ( عليه السلام )

الفصل الثاني: مكاتيبه ورسائله ( عليه السلام )

ص:45

ص:46

الباب الثامن في الاحتجاجات والمكاتيب:

اشاره:

ويشتمل هذا الباب علي فصلين

الفصل الأوّل: احتجاجاته ومناظراته ( عليه السلام )

اشاره:

وفيه سبع عشرة موضوعاً

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي أصحاب المقالات:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن عليّ بن أحمد الفقيه القمّيّ ثمّ الإيلاقيّ ( رضي الله عنه ) قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن عليّ بن صدقة القمّيّ قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاريّ الكَجِّيّ قال: حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئيين، والهِرْبِذِ الأكبر، وأصحاب زَرْدْهِشْت، وقِسطاس الروميّ والمتكلّمين، ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليَّ، ففعل، فرحّب بهم المأمون، ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي، هذا المدنيّ

ص:47

القادم عليَّ، فإذا كان بكرة فاغدوا عليَّ، ولا يتخلّف منكم أحد.

فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين! نحن مبكّرون إن شاء اللّه.

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، إذ دخل علينا ياسر الخادم، وكان يتولّي أمر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال له: يا سيّدي! إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويقول: فداك أخوك! أنّه أجمع إليّ أصحاب المقالات، وأهل الأديان، والمتكلّمون من جميع الملل، فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت ذلك فلاتتجشّم، وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أبلغه السلام، وقل له: قد علمت ما أردت، وأنا صائر إليك بكرة إن شاء اللّه.

قال الحسن بن النوفليّ: فلمّا مضي ياسر، التفت إلينا، ثمّ قال لي: يا نوفليّ! أنت عراقيّ، و رقّة العراقيّ غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمّك علينا، أهل الشرك وأصحاب المقالات؟

فقلت: جعلت فداك!، يريد الامتحان، ويحبّ أن يعرف ما عندك، ولقد بني علي أساس غير وثيق البنيان، وبئس واللّه! ما بني.

فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟

قلت: إنّ أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء، وذلك أنّ العالم لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات، والمتكلّمون، وأهل الشرك، أصحاب إنكار ومباهتة، إن احتججت عليهم بأنّ اللّه واحد قالوا: صحّ وحدانيّته. وإن قلت: إنّ محمّداً رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قالوا: أثبت رسالته، ثمّ يباهتون وهو يبطل عليهم بحجّته ويغالطونه، حتّي يترك قوله، فاحذرهم جعلت فداك.

قال: فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال لي: يا نوفليّ! أفتخاف أن يقطعوا عليّ حجّتي؟

فقلت: لا واللّه، ماخفت عليك قطّ، وإنّي لأرجو أن يظفرك اللّه بهم إن شاءاللّه تعالي.

ص:48

فقال ( عليه السلام ) لي: يا نوفليّ! أتحبّ أن تعلم متي يندم المأمون؟

قلت: نعم.

قال ( عليه السلام ) : إذا سمع احتجاجي علي أهل التورية بتوراتهم، وعلي أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلي أهل الزبور بزبورهم، وعلي الصابئين بعبرانيّتهم، وعلي أهل الهرابذة بفارسيّتهم، وعلي أهل الروم بروميّتهم، وعلي أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كلّ صنف، ودحضت حجّته، وترك مقالته، ورجع إلي قولي، علم المأمون الموضع الذي هو سبيله ليس بمستحقّ له، فعند ذلك يكون الندامة، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.

فلمّا أصبحنا أتانا الفضل بن سهل، فقال له: جعلت فداك! إنّ ابن عمّك ينظرك، وقد اجتمع القوم، فما رأيك في إتيانه؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : تقدّمني فإنّي صائر إلي ناحيتكم إن شاء اللّه.

ثمّ توضّأ وضوءً للصلاة، وشرب شربة سويق وسقانا منه، ثمّ خرج وخرجنا معه، حتّي دخلنا علي المأمون، وإذا المجلس غاصّ بأهله، ومحمّد بن جعفر وجماعة من الطالبيّين، والهاشميّين، والقوّاد حضور.

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون، وقام محمّد بن جعفر وجميع بني هاشم، فما زالوا وقوفاً والرضا جالس مع المأمون، حتّي أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلاً عليه يحدّثه ساعة، ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟

فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين! كيف أحاجّ رجلاً يحتجّ عليّ بكتاب أنا منكره، ونبيّ لا أومن به؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! فإن احتججت عليك بإنجيلك أتقرّ به؟

ص:49

قال الجاثليق: وهل أقدر علي رفع ما نطق الإنجيل؟ نعم، واللّه! أقرّ به علي رغم أنفي.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : سل عمّا بدا لك، واسمع الجواب.

فقال الجاثليق: ماتقول في نبوّة عيسي ( عليه السلام ) وكتابه، هل تنكر منهما شيئاً؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أنا مقرّ بنبوّة عيسي ( عليه السلام ) وكتابه، ومابشّر به أمّته، وأقرّت به الحواريّون، وكافر بنبوّة كلّ عيسي لم يقرّ بنبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وبكتابه، ولم يبشّر به أمّته.

قال الجاثليق: أليس إنّما نقطع الأحكام بشاهدي عدل؟

قال ( عليه السلام ) : بلي.

قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملّتك علي نبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ممّن لاتنكره النصرانيّة، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملّتنا.

قال الرضا ( عليه السلام ) : الآن جئت بالنصفة يا نصرانيّ! ألا تقبل منّي العدل المقدّم عند المسيح عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ؟

قال الجاثليق: ومن هذا العدل، سمّه لي؟

قال ( عليه السلام ) : ماتقول في يوحنّا الديلميّ؟

قال: بخّ، بخّ، ذكرت أحبّ الناس إلي المسيح.

قال ( عليه السلام ) : فأقسمت عليك، هل نطق الإنجيل: إنّ يوحنّا قال: إنّما المسيح أخبرني بدين محمّد العربيّ، وبشّرني به أنّه يكون من بعده، فبشّرت به الحواريّين فآمنوا به؟

قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنّا عن المسيح، وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته ووصيّه، ولم يلخّص متي يكون ذلك؟ ولم تسمّ لنا القوم فنعرفهم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل، فتلا عليك ذكر محمّد، وأهل بيته وأمّته، أتؤمن به؟

ص:50

قال: سديداً.

قال الرضا ( عليه السلام ) لنسطاس الروميّ: كيف حِفظُك للسِفر (1) الثالث من الإنجيل؟

قال: ماأحفظني له، ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال: ألست تقرء الإنجيل؟

قال: بلي لعمري.

قال: فخذ علي السفر، فإن كان فيه ذكر محمّد وأهل بيته وأُمّته فاشهدوا لي، وإن لم يكن فيه ذكره فلاتشهدوا لي، ثمّ قرء ( عليه السلام ) السِفر الثالث حتّي بلغ ذكر النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقف، ثمّ قال: يا نصرانيّ! إنّي أسألك بحقّ المسيح وأُمّه، أتعلم أنّي عالم بالإنجيل؟

قال: نعم، ثمّ تلا علينا ذكر محمّد وأهل بيته وأمّته، ثمّ قال: ماتقول يانصرانيّ! هذا قول عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، فإن كذّبت بما ينطق به الإنجيل، فقد كذّبت موسي وعيسي ( عليهماالسلام ) ، ومتي أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل، لأنّك تكون قد كفرت بربّك، ونبيّك، وبكتابك.

قال الجاثليق: لاأُنكر ما قد بان لي في الإنجيل، وإنّي لمقرّ به.

قال الرضا ( عليه السلام ) : اشهدوا علي إقراره، ثمّ قال: يا جاثليق! سل عمّا بدا لك.

قال الجاثليق: أخبرني عن حواريّ عيسي بن مريم ( عليه السلام ) كم كان عدّتهم؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : علي الخبير سقطت، أمّا الحواريّون فكانوا إثني عشر رجلاً، وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا، وأمّا علماء النصاري فكانوا ثلاثة رجال: يوحنّا الأكبر باج (2) ، ويوحنّا بقرقيسيا (3)، ويوحنّا الديلميّ برجاز(4)، وعنده كان ذكر

ص:51


1- السِفر: الكتاب أو الكتاب الكبير، وجزءٌ من أجزاء التوراة. المعجم الوسيط: 433.
2- في نسخة «باخ» وهو موضع بالبصرة.
3- قَرْقِيسِياء: بلد علي نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق علي ستّة فراسخ، وعندها مصبّ الخابور في الفرات، معجم البلدان: 328/4.
4- اسم موضع.

النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وذكر أهل بيته، وأُمّته، وهو الذي بشّر أمّة عيسي وبني إسرائيل به.

ثمّ قال له: يا نصرانيّ! واللّه! إنّا لنؤمن بعيسي الذي آمن بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وماننقم علي عيساكم شيئاً إلّا ضعفه، وقلّة صيامه وصلاته.

قال الجاثليق: أفسدت واللّه علمك، وضعفت أمرك، وما كنت ظننت إلّا أنّك أعلم أهل الإسلام.

قال الرضا ( عليه السلام ) : وكيف ذاك؟

قال الجاثليق: من قولك: إنّ عيسي كان ضعيفاً، قليل الصيام، قليل الصلاة، وماأفطر عيسي يوماً قطّ، ولانام بليل قطّ، ومازال صائم الدهر، وقائم الليل.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فلمن كان يصوم ويصلّي؟

قال: فخرس الجاثليق وانقطع.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! أسئلك عن مسألة؟

قال: سل، فإن كان عندي علمها أجبتك.

قال الرضا ( عليه السلام ) : ماأنكرت إنّ عيسي ( عليه السلام ) كان يحيي الموتي بإذن اللّه عزّوجلّ.

قال الجاثليق: أنكرت ذلك، من أجل أنّ من أحيي الموتي، وأبرء الأكمه والأبرص، فهو ربّ مستحقّ لأن يعبد.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسي ( عليه السلام ) ، مشي علي الماء، وأحيي الموتي، وأبرء الأكمه والأبرص، فلم تتّخذه أُمّته ربّاً، ولم يعبده أحد من دون اللّه عزّوجلّ، ولقد صنع حزقيل النبيّ ( عليه السلام ) مثل ما صنع عيسي بن مريم، فأحيي خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستّين سنة.

ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت! أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة؟ اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل، حين غزا بيت المقدس، ثمّ انصرف بهم إلي بابل، فأرسله اللّه عزّوجلّ إليهم فأحياهم، هذا في

ص:52

التوراة، لايدفعه إلّا كافر منكم.

قال رأس الجالوت: قد سمعنا به وعرفناه.

قال: صدقت، ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات، فأقبل اليهوديّ يترجّج (1) لقراءته

ويتعجّب! ثمّ أقبل علي النصرانيّ فقال ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! أفهؤلاء كانوا قبل عيسي، أم عيسي كان قبلهم؟ قال: بل كانوا قبله.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد اجتمعت قريش علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فسألوه أن يحيي لهم موتاهم، فوجّه معهم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال له: اذهب إلي الجبّانة (2) فناد بأسماء هؤلاء الرهط (3)الذين يسألون عنهم بأعلي صوتك: يا فلان! ويا فلان! ويا فلان! يقول لكم محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قوموا بإذن اللّه عزّوجلّ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش يسألهم عن أُمورهم، ثمّ أخبروهم أنّ محمّداً قد بعث نبيّاً.

فقالوا: وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الأكمه والأبرص والمجانين، وكلّمه البهايم والطير، والجنّ والشياطين، ولم نتّخذه ربّاً من دون اللّه عزّوجلّ، ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم، فمتي اتّخذتم عيسي ربّاً جاز لكم أن تتّخذوا اليسع وحزقيل ربّاً! لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع عيسي بن مريم ( عليه السلام ) من إحياء الموتي وغيره.

وإنّ قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون، وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم اللّه في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية، فحظروا عليهم

ص:53


1- ارتجّ البحر: اضطرب. المصباح المنير: 218.
2- الجَبّانة: الجَبّان: الصحراء، والمقبرة. المعجم الوسيط: 106.
3- الرهط: مادون عشرة من الرجال ليس فيهم إمرأة، وقيل: من سبعة إلي عشرة ومادون السبعة إلي الثلاثة نفر. المصباح المنير: 241.

حظيرة (1)، فلم يزالوا فيها حتّي نخرت عظامهم، وصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ

من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب منهم، ومن كثرة العظام البالية، فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أتحبّ أن أحييهم لك فتنذرهم؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا ربّ!.

فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية! قومي بإذن اللّه عزّوجلّ، فقاموا أحياءً أجمعون، ينفضون التراب عن رؤوسهم.

ثمّ إبراهيم خليل الرحمن ( عليه السلام ) حين أخذ الطير فقطّعهنّ قطعاً، ثمّ وضع علي كلّ جبل منهنّ جزءً، ثمّ ناداهنّ فأقبلن سعياً إليه، ثمّ موسي بن عمران ( عليه السلام ) وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلي الجبل، فقالوا له: إنّك قدرأيت اللّه سبحانه، فأرناه كما رأيته.

فقال لهم: إنّي لم أره.

فقالوا: لن نؤمن لك حتّي نري اللّه جهرة، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم، وبقي موسي وحيداً فقال: يا ربّ! اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي! فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟ فلوشئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا! فأحياهم اللّه عزّوجلّ من بعد موتهم.

وكلّ شي ء ذكرته لك من هذا لاتقدر علي دفعه، لأنّ التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان، قد نطقت به، فإن كان كلّ من أحيي الموتي، وأبرء الأكمه، والأبرص والمجانين، يتّخذ ربّاً من دون اللّه، فاتّخذ هؤلاء كلّهم أرباباً، ماتقول يايهوديّ؟

ص:54


1- الحظيرة: الموضع يُحاط عليه، لتأوي إليه الماشية يقيها البرد والريح. المعجم الوسيط: 183.

فقال الجاثليق: القول قولك، ولا إله إلّا اللّه، ثمّ التفت إلي رأس الجالوت فقال: يا يهوديّ! أقبل عليّ، أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت علي موسي بن عم ران ( عليه السلام ) ، هل تجد في التوراة مكتوباً بنبأ محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأُمّته؟ إذا جاءت الأُمّة الأخيرة، أتباع راكب البعير، يسبّحون الربّ جدّاً جدّاً، تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد، فليفرغ بنو إسرائيل إليهم، وإلي ملكهم لتطمئنّ قلوبهم، فإنّ بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأُمم الكافرة في أقطار الأرض، أهكذا هو في التوراة مكتوب؟

قال رأس الجالوت: نعم، إنّا لنجده كذلك، ثمّ قال للجاثليق: يا نصرانيّ! كيف علمك بكتاب شعيا ( عليه السلام ) ؟ قال: أعرفه حرفاً حرفاً.

قال ( عليه السلام ) لهما: أتعرفان هذا من كلامه: يا قوم! إنّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب (1) النور، ورأيت راكب البعير، ضوء مثل ضوء القمر؟

فقالا: قد قال ذلك شعيا ( عليه السلام ) .

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! هل تعرف في الإنجيل قول عيسي ( عليه السلام ) : إنّي ذاهب إلي ربّكم وربّي والبارقليطا جاء، هو الذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له، وهو الذي يفسّر لكم كلّ شي ء، وهو الذي يبدأ فضائح الأُمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر؟.

فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئاً من الإنجيل إلّا ونحن مقرّون به.

فقال ( عليه السلام ) : أتجد هذا الإنجيل ثابتاً يا جاثليق؟

قال: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاثليق! ألا تخبرني عن الإنجيل الأوّل حين افتقدتموه عند من وجدتموه، ومن وضع لكم هذا الإنجيل؟

فقال له: ماافتقدنا الإنجيل إلّا يوماً واحداً حتّي وجدناه غضّاً طريّاً، فأخرجه

ص:55


1- الجِلباب: مايُغَطّي به من ثوب وغيره، والجمع الجَلابيب. المصباح المنير: 104.

إلينا يوحنّا ومتّي.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ماأقلّ معرفتك بسنن الإنجيل وعلمائه! فإن كان هذا كماتزعم! فلم اختلفتم في الإنجيل، وإنّما وقع الإختلاف في هذا الإنجيل الذي في أياديكم اليوم، فلو كان علي العهد الأوّل لم تختلفوا فيه! ولكنّي مفيدك علم ذلك، اعلم أنّه لمّا افتقد الإنجيل الأوّل اجتمعت النصاري إلي علمائهم، فقالوا لهم: قتل عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) وافتقدنا الإنجيل، وأنتم العلماء فما عندكم؟

فقال لهم ألوقا ومرقابوس: إنّ الإنجيل في صدورنا، ونحن نخرجه إليكم سِفراً سِفراً في كلّ أحد، فلاتحزنوا عليه، ولاتخلوا الكنائس، فإنّا سنتلوه عليكم في كلّ أحد سِفراً سِفراً، حتّي نجمعه كلّه، فقعد «ألوقا» و«مرقابوس» و«يوحنّا» و«متّي»، فوضعوا لكم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأوّل، وإنّما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ، تلاميذ الأوّلين، أعلمت ذلك؟

فقال الجاثليق: أمّا هذا فلم أعلمه، وقد علمته الآن، وبان لي من فضل علمك بالإنجيل، وسمعت أشياء ممّا علمته، شهد قلبي أنّها حقّ، فاستزدت كثيراً من الفهم.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟

قال: جائزة، هؤلاء علماء الإنجيل وكلّما شهدوا به فهو حقّ.

قال الرضا ( عليه السلام ) للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيره: اشهدوا عليه.

قالوا: قد شهدنا، ثمّ قال ( عليه السلام ) : للجاثليق: بحقّ الابن وأُمّه، هل تعلم أنّ متّي قال: إنّ المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهوذا بن خضرون؟

فقال مرقابوس في نسبة عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) : إنّه كلمة اللّه، أحلّها في جسد الآدميّ، فصارت إنساناً.

وقال ألوقا: إنّ عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) وأُمّه كانا إنسانين من لحم ودم، فدخل فيها الروح القدس، ثمّ إنّك تقول من شهادة عيسي علي نفسه: حقّاً أقول لكم يامعشر

ص:56

الحواريّين! إنّه لا يصعد إلي السماء إلّا من نزل منها إلّا راكب البعير، خاتم الأنبياء، فإنّه يصعد إلي السماء وينزل، فما تقول في هذا القول؟

قال الجاثليق: هذا قول عيسي ( عليه السلام ) لاننكره.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فما تقول في شهادة ألوقا، ومرقابوس، ومتّي، علي عيسي ومانسبوه إليه؟

قال الجاثليق: كذبوا علي عيسي.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا قوم! أليس قد زكّاهم، وشهد أنّهم علماء الإنجيل، وقولهم حقّ؟

فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين! أُحبّ أن تعفيني من أمر هؤلاء.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإنّا قد فعلنا، سل يا نصرانيّ! عمّا بدا لك.

قال الجاثليق: ليسألك غيري، فلا وحقّ المسيح ماظننت أنّ في علماء المسلمين مثلك!

فالتفت الرضا ( عليه السلام ) إلي رأس الجالوت فقال له: تسألني أو أسألك؟

فقال: بل أسألك، ولست أقبل منك حجّة إلّا من التوراة، أو من الإنجيل، أومن زبور داود، أو بما في صحف إبراهيم وموسي.

قال الرضا ( عليه السلام ) : لا تقبل منّي حجّة إلّا بما تنطق به التوراة علي لسان موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، والإنجيل علي لسان عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، والزبور علي لسان داود ( عليه السلام ) .

فقال رأس الجالوت: من أين تثبت نبوّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : شهد بنبوّته موسي بن عمران ( عليهماالسلام ) ، وعيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) ، وداود ( عليه السلام ) خليفة اللّه عزّوجلّ في الأرض.

فقال له: ثبت قول موسي بن عمران.

ص:57

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : هل تعلم يا يهوديّ! أنّ موسي أوصي بني إسرائيل، فقال لهم: إنّه سيأتيكم نبيّ من إخوانكم فيه فصدّقوا، ومنه فاسمعوا، فهل تعلم أنّ لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل، إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل والسبب الذي بينهما من قبل إبراهيم ( عليه السلام ) ؟

فقال رأس الجالوت: هذا قول موسي لاندفعه.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : هل جاءكم من إخوة بني إسرائيل نبيّ غير محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال: لا، قال الرضا ( عليه السلام ) : أوليس قد صحّ هذا عندكم؟ قال: نعم، ولكنّي أُحبّ أن تصحّحه إليّ من التوراة.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: جاء النور من قبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران.

قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات وماأعرف تفسيرها؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أنا أُخبرك به، أمّا قوله: جاء النور من قبل طور سيناء، فذلك وحي اللّه تبارك وتعالي الذي أنزله علي موسي ( عليه السلام ) علي جبل طور سيناء، وأمّا قوله: وأضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي أوحي اللّه عزّوجلّ إلي عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) وهو عليه، وأمّا قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبال مكّه، بينه وبينها يوم، وقال شعيا النبيّ ( عليه السلام ) فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: رأيت راكبين أضاء لهم الأرض، أحدهما علي حمار، والآخر علي جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل؟

قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبّرني بهما؛

قال ( عليه السلام ) : أمّا راكب الحمار فعيسي ( عليه السلام ) ، وأمّا راكب الجمل فمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أتنكر هذا من التوراة؟

قال: لا، ما أُنكره.

ص:58

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : هل تعرف حيقوق النبيّ ( عليه السلام ) ؟

قال: نعم، إنّي به لعارف.

قال ( عليه السلام ) : فإنّه قال: وكتابكم ينطق به، جاء اللّه تعالي بالبيان من جبل فاران، وامتلأت السماوات من تسبيح أحمد وأُمّته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البرّ، يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس، يعني بالكتاب الفرقان، أتعرف هذا وتؤمن به؟

قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقوق النبيّ ( عليه السلام ) ولاننكر قوله.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فقد قال داود في زبوره، وأنت تقرأه: اللّهمّ ابعث مقيم السنّة بعد الفترة، فهل تعرف نبيّاً أقام السنّة بعد الفترة غير محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولاننكر، ولكن عني بذلك عيسي، وأيّامه هي الفترة.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : جهلتَ! إنّ عيسي ( عليه السلام ) لم يخالف السنّة، وكان موافقاً لسنّة التوراة، حتّي رفعه اللّه إليه، وفي الإنجيل مكتوب: إنّ ابن البرّة ذاهب والبارقليطا جاء من بعده، وهو الذي يحفظ الآصار (1) ويفسّر لكم كلّ شي ء،

ويشهد لي كما شهدت له أنا، جئتكم بالأمثال، وهو يأتيكم بالتأويل، أتؤمن بهذا في الإنجيل؟ قال: نعم.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا رأس الجالوت! أسألك عن نبيّك موسي بن عمران ( عليه السلام ) ؟ فقال: سل.

قال ( عليه السلام ) : ما الحجّة علي أنّ موسي ثبتت نبوّته؟

قال اليهوديّ: إنّه جاء بما لم يجي ء به أحد من الأنبياء قبله.

ص:59


1- الأصر، والإصر، والأُصر ج آصار: العهد. المنجد: 12.

قال له: مثل ماذا؟

قال: مثل فلق البحر، وقلبه العصا حيّة تسعي، وضربه الحجر فانفجرت منه العيون، وإخراجه يده بيضاء للناظرين، وعلاماته لايقدر الخلق علي مثلها.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : صدقت في أنّه كانت حجّته علي نبوّته، أنّه جاء بمإ؛»8باااااااااظك لايقدر الخلق علي مثله، أفليس كلّ من ادّعي أنّه نبيّ، ثمّ جاء بما لايقدر الخلق مثله وجب عليكم تصديقه؟

قال: لا، لأنّ موسي ( عليه السلام ) لم يكن له نظير، لمكانه من ربّه، وقربه منه، ولا يجب علينا الإقرار بنبوّة من ادّعاها، حتّي يأتي من الأعلام بمثل ما جاء به.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسي ( عليه السلام ) ، ولم يفلقوا البحر، ولم يفجروا من الحجر إثني عشرة عيناً، ولم يخرجوا أيديهم مثل إخراج موسي يده بيضاء، ولم يقلّبوا العصا حيّة تسعي؟

قال اليهوديّ: قد خبّرتك أنّه متي ما جاؤا علي نبوّتهم من الآيات بما لايقدر الخلق علي مثله، ولو جاؤا بما لم يجي ء به موسي، أو كان علي غير ما جاء به موسي وجب تصديقهم.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : يا رأس الجالوت! فما يمنعك من الإقرار بعيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، وقد كان يحيي الموتي، ويبرء الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثمّ ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن اللّه تعالي.

قال رأس الجالوت: يقال: إنّه فعل ذلك ولم نشهده.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أرأيت ما جاء به موسي من الآيات شاهدته؟ أليس إنّما جاءت الأخبار من ثقات أصحاب موسي أنّه فعل ذلك؟

قال: بلي.

قال: فكذلك أيضاً، أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، فكيف

ص:60

صدّقتم بموسي، ولم تصدّقوا بعيسي؟ فلم يُحِر جواباً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : وكذلك أمر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وما جاء به، وأمر كلّ نبيّ بعثه اللّه، ومن آياته أنّه كان يتيماً فقيراً، راعياً أجيراً، لم يتعلّم كتاباً، ولم يختلف إلي معلّم، ثمّ جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبيا ( عليهم السلام ) : ، وأخبارهم حرفاً حرفاً، وأخبار من مضي، ومن بقي إلي يوم القيامة، ثمّ كان يخبرهم بأسرارهم، وما يعملون في بيوتهم، وجاء بآيات كثيرة لاتحصي.

قال رأس الجالوت: لم يصحّ عندنا خبر عيسي، ولاخبر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولايجوز لنا أن نقرّ لهما بما لايصحّ.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فالشاهد الذي شهد لعيسي ولمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) شاهد زور! فلم يُحِر جواباً؛

ثمّ دعا ( عليه السلام ) بالهربذ الأكبر، فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أخبرني عن زَرْدْهِشْتْ الذي تزعم أنّه نبيّ، ما حجّتك علي نبوّته؟

قال: إنّه أتي بما لم يأتنا أحد قبله ولم نشهده، ولكنّ الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنّه أحلّ لنا ما لم يحلّه غيره فأتبعناه.

قال: أفليس إنّما أتتكم الأخبار فأتبعتموه؟

قال: بلي.

قال: فكذلك سائر الأُمم السالفة، أتتهم الأخبار بما أتي به النبيّون، وأتي به موسي وعيسي ( عليهماالسلام ) ومحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فما عذركم في ترك الإقرار لهم إذ كنتم إنّما أقررتم بزَرْدْهِشْتْ من قبل الأخبار المتواترة، بأنّه جاء بما لم يجي ء به غيره! فانقطع الهربذ مكانه.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا قوم! إن كان فيكم أحد يخالف الإسلام وأراد أن يسأل

ص:61

فليسأل غير محتشم (1).

فقام إليه عمران الصابيّ، وكان واحداً من المتكلّمين فقال: يا عالم الناس! لولا أنّك دعوت إلي مسألتك لم أقدم عليك بالمسائل، فلقد دخلت بالكوفة والبصرة، والشام والجزيرة، ولقيت المتكلّمين، فلم أقع علي أحد يثبت لي واحداً ليس غيره قائماً بوحدانيّته، أفتأذن لي أن أسألك؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إن كان في الجماعة عمران الصابيّ فأنت هو!

قال: أنا هو.

قال: سل يا عمران! وعليك بالنصفة، وإيّاك والخطل (2) والجور.

فقال: واللّه يا سيّدي! ما أُريد إلّا أن تثبت لي شيئاً أتعلّق به فلا أجوزه.

قال ( عليه السلام ) : سل عمّا بدا لك.

فازدحم الناس، وانضمّ بعضهم إلي بعض، فقال عمران الصابيّ: أخبرني عن الكائن الأوّل وعمّا خلق؟

فقال ( عليه السلام ) له: سألت فافهم، أمّا الواحد فلم يزل واحداً كائناً لا شي ء معه، بلاحدود ولا أعراض، ولا يزال كذلك، ثمّ خلق خلقاً مبتدعاً مختلفاً بأعراض وحدود مختلفة، لا في شي ء أقامه، ولا في شي ء حدّه، ولا علي شي ء حذاه ومثله له، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة وغير صفوة، واختلافاً وائتلافاً، وألواناً وذوقاً وطعماً، لا لحاجة كانت منه إلي ذلك، ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلّا به، ولاأري لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصاناً، تعقل هذا يا عمران؟

قال: نعم، واللّه يا سيّدي!.

ص:62


1- احتشم: استحيا. المعجم الوسيط: 176.
2- خَطِلَ في منطقه ورأيه: أخطأ. المصباح المنير: 174.

قال ( عليه السلام ) : واعلم يا عمران! إنّه لو كان خلق ما خلق لحاجة، لم يخلق إلّا من يستعين به علي حاجته، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق، لأنّ الأعوان كلّما كثروا كان صاحبهم أقوي، والحاجة يا عمران! لا يسعها، لأنّه كان لم يحدث من الخلق شيئاً إلّا حدثت فيه حاجة أُخري، ولذلك أقول: لم يخلق الخلق لحاجة، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلي بعض، وفضّل بعضهم علي بعض بلا حاجة منه إلي من فضل، ولا نقمة منه علي من أذلّ، فلهذا خلق.

قال عمران: يا سيّدي! هل كان الكائن معلوماً في نفسه عند نفسه؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّما يكون المعلّمة بالشي ء لنفي خلافه، وليكون الشي ء نفسه بما نفي عنه موجوداً، ولم يكن هناك شي ء يخالفه، فتدعوه الحاجة إلي نفي ذلك الشي ء عن نفسه بتحديد ما علم منها، أفهمت يا عمران؟

قال: نعم واللّه يا سيّدي! فأخبرني بأيّ شي ء علم ما علم؟ أبضمير أم بغير ذلك؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أرأيت إذا علم بضمير هل يجد بدّاً من أن يجعل لذلك الضمير حدّاً تنتهي إليه المعرفة؟

قال عمران: لابدّ من ذلك.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فما ذلك الضمير؟ فانقطع ولم يحِر جواباً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : لابأس، إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر، فإن قلت: نعم، أفسدت عليك قولك، ودعواك يا عمران! أليس ينبغي أن تعلم أنّ الواحد ليس يوصف بضمير، وليس يقال له: أكثر من فعل وعمل وصنع، وليس يتوهّم منه مذاهب وتجزية، كمذاهب المخلوقين وتجزيتهم، فاعقل ذلك وابن عليه ماعلمت صواباً.

قال عمران: يا سيّدي! ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي، ومامعانيها، وعلي كم نوع يكون؟

ص:63

قال ( عليه السلام ) : قد سألت، فاعلم أنّ حدود خلقه علي ستّة أنواع: ملموس وموزون، ومنظور إليه، وما لا ذوق له وهو الروح، ومنها منظور إليه وليس له وزن، ولا لمس، ولا حسّ، ولا لون، ولا ذوق، والتقدير، والأعراض، والصور، والطول، والعرض.

ومنها: العمل والحركات التي تصنع الأشياء، وتعملها وتغيّرها من حال إلي حال، وتزيدها وتنقصها.

فأمّا الأعمال والحركات فإنّها تنطلق لأنّه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فإذا فرغ من الشي ء انطلق بالحركة، وبقي الأثر، ويجري مجري الكلام الذي يذهب ويبقي أثره.

قال عمران: يا سيّدي! ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً لا شي ء غيره، ولا شي ء معه، أليس قد تغيّر بخلقه الخلق؟

قال له الرضا ( عليه السلام ) : قديم لم يتغيّر عزّوجلّ بخلقه الخلق، ولكنّ الخلق يتغيّر بتغيّره.

قال عمران: يا سيّدي! فبأيّ شي ء عرفناه؟

قال ( عليه السلام ) : بغيره.

قال: فأيّ شي ء غيره؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : مشيّته واسمه وصفته، وما أشبه ذلك، وكلّ ذلك محدث مخلوق مدبّر.

قال عمران: يا سيّدي! فأيّ شي ء هو؟

قال: هو نور بمعني أنّه هاد خلقه من أهل السماء وأهل الأرض، وليس لك علي أكثر من توحيدي إيّاه.

قال عمران: يا سيّدي! أليس قد كان ساكتاً قبل الخلق لا ينطق، ثمّ نطق؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : لا يكون السكوت إلّا عن نطق قبله، والمثل في ذلك أنّه لايقال للسراج: هو ساكت لا ينطق، ولا يقال: إنّ السراج ليضي ء فيما يريد أن يفعل بنا،

ص:64

لأنّ الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون، وإنّما هو ليس شي ء غيره، فلمّا استضاء لنا قلنا: قد أضاء لنا، حتّي استضاءنا به، فبهذا تستبصر أمرك.

قال عمران: يا سيّدي! فإنّ الذي كان عندي أنّ الكائن قد تغيّر في فعله عن حاله بخلقة الخلق.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أحلت (1) يا عمران! في قولك، إنّ الكائن يتغيّر في وجه

من الوجوه حتّي يصيب الذات منه ما يغيّره، يا عمران! هل تجد النار تغيّرها تغيّر نفسها؟ وهل تجد الحرارة تحرق نفسها (2) ؟ أو هل رأيت بصيراً قطّ رأي بصره؟

قال عمران: لم أر هذا إلّا أن تخبرني يا سيّدي! أهو في الخلق أم الخلق فيه؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أجلّ (3) ، يا عمران! عن ذلك، ليس هو في الخلق، ولا

الخلق فيه، تعالي عن ذلك، وساء علمك، ما تعرفه، ولا قوّة إلّا باللّه، أخبرني عن المرآة أنت فيها، أم هي فيك؟ فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه فبأيّ شي ء استدللت بها علي نفسك يا عمران؟

قال: بضوء بيني وبينها.

قال الرضا ( عليه السلام ) : هل تري من ذلك الضوء في المرآة أكثر ممّا تراه في عينك؟

قال: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فأرناه. فلم يحر جواباً.

قال: فلاأري النور إلّا وقد دلّك، ودلّ المرآة علي أنفسكما، من غير أن يكون في واحد منكما، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا، لايجد الجاهل فيها مقالاً، وللّه المثل الأعلي.

ص:65


1- أي تكلّمت بالمحال.
2- في بعض النسخ: تغيّر بغير نفسها - تغيّرها بغير نفسها.
3- أي اللّه أجلّ وأعزّ.

ثمّ التفت إلي المأمون فقال: الصلاة قد حضرت.

فقال عمران: يا سيّدي! لا تقطع عليَّ مسألتي فقد رقّ قلبي.

قال الرضا ( عليه السلام ) : نصلّي ونعود، فنهض ونهض المأمون! فصلّي الرضا ( عليه السلام ) داخلاً! وصلّي الناس خارجاً خلف محمّد بن جعفر، ثمّ خرجا، فعاد الرضا ( عليه السلام ) إلي مجلسه، ودعا بعمران فقال: سل يا عمران!

قال: يا سيّدي! ألا تخبرني عن اللّه عزّوجلّ هل يوحّد بحقيقة، أو يوحّد بوصف؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه المبدئ الواحد الكائن الأوّل، لم يزل واحداً لا شي ء معه، فرداً لا ثاني معه، لا معلوماً ولا مجهولاً، ولا محكماً ولا متشابهاً، ولامذكوراً ولا منسيّاً، ولا شيئاً يقع عليه اسم شي ء من الأشياء غيره، ولا من وقت كان ولاإلي وقت يكون، ولا بشي ء قام ولا إلي شي ء يقوم، ولا إلي شي ء استند ولافي شي ء استكن، وذلك كلّه قبل الخلق، إذ لا شي ء غيره، وما أوقعت عليه من الكلّ فهي صفات محدثة، وترجمة يفهم بها من فهم.

واعلم أنّ الإبداع والمشيّة، والإرادة معناها واحد، وأسماؤها ثلاثة، وكان أوّل إبداعه وإرادته ومشيّته الحروف التي جعلها أصلاً لكلّ شي ء، ودليلاً علي كلّ مدرك، وفاصلاً لكلّ مشكل، وبتلك الحروف تفريق كلّ شي ء من اسم، حقّ وباطل، أو فعل أو مفعول، أو معني أو غير معني، وعليها اجتمعت الأُمور كلّها، ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معني غير أنفسها، تتناهي ولا وجود لها، لأنّها مبدعة بالإبداع، والنور في هذا الموضع أوّل فعل اللّه الذي هو نور السموات والأرض، والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها مدار الكلام، والعبادات كلّها من اللّه عزّوجلّ، علّمها خلقه، وهي ثلاثة وثلاثون حرفاً.

فمنها: ثمانية وعشرون حرفاً تدلّ علي لغات العربيّة، ومن الثمانية والعشرين،

ص:66

إثنان وعشرون حرفاً تدلّ علي لغات السريانيّة، والعبرانيّة.

ومنها خمسه أحرف متحرّفة في سائر اللغات من العجم والأقاليم، واللغات كلّها وهي خمسة أحرف، تحرّفت من الثمانية والعشرين حرفاً من اللغات، فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً، فأمّا الخمسة المختلفة ف'«يتجحخ» لايجوز ذكرها أكثر ممّا ذكرناه؛

ثمّ جعل الحروف بعد إحصائها وإحكام عدّتها فعلاً منه، كقوله عزّوجلّ: ( كُن فَيَكُونُ ) (1) ، وكن منه صنع، وما يكون به المصنوع.

فالخلق الأوّل من اللّه عزّوجلّ الإبداع، لا وزن له، ولا حركة، ولا سمع، ولا لون، ولا حسّ، والخلق الثاني الحروف لا وزن لها، ولا لون، وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها.

والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلّها، محسوساً ملموساً، ذا ذوق منظوراً إليه، واللّه تبارك وتعالي سابق للإبداع، لأنّه ليس قبله عزّوجلّ شي ء، ولا كان معه شي ء، والإبداع سابق للحروف، والحروف لا تدلّ علي غير نفسها.

قال المأمون: وكيف لا تدلّ علي غير أنفسها؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه تبارك وتعالي لا يجمع منها شيئاً لغير معني أبداً، فإذا ألّف منها أحرفاً أربعة، أو خمسة، أو ستّة، أو أكثر من ذلك، أو أقلّ، لم يؤلّفها بغير معني، ولم يكن إلّا لمعني محدث لم يكن قبل ذلك شي ء.

قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أمّا المعرفة فوجه ذلك وبيانه: إنّك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير نفسها، ذكرتها فرداً فقلت: أ ب ت ث ج ح خ حتّي تأتي علي آخرها، فلم تجد

ص:67


1- البقرة: 117/2.

لها معني غير أنفسها، وإذا ألّفتها وجمعت منها أحرفاً، وجعلتها اسماً وصفة لمعني ما طلبت، ووجهِ ما عنيت، كانت دليلة علي معانيها، داعية إلي الموصوف بها، أفهمته؟ قال: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : واعلم أنّه لا يكون صفة لغير موصوف، ولا اسم لغير معني، ولا حدّ لغير محدود، والصفات والأسماء كلّها تدلّ علي الكمال والوجود، ولاتدلّ علي الإحاطة، كما تدلّ الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس، لأنّ اللّه عزّوجلّ تدرك معرفته بالصفات والأسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض، والقلّة والكثرة، واللون والوزن، وما أشبه ذلك، وليس يحلّ باللّه وتقدّس، شي ء من ذلك، حتّي يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا، ولكن يدلّ علي اللّه عزّوجلّ بصفاته، ويدرك بأسمائه، ويستدلّ عليه بخلقه حقّ لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلي رؤية عين، ولا استماع أُذن، ولالمس كفّ، ولا إحاطة بقلب، ولو كانت صفاته جلّ ثناؤه لاتدلّ عليه، وأسماؤه لاتدعو إليه، والمعلّمة من الخلق لاتدركه لمعناه، كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته، دون معناه، فلولا أنّ ذلك كذلك لكان المعبود الموحّد غير اللّه، لأنّ صفاته وأسماءه غيره، أفهمت؟

قال: نعم، يا سيّدي! زدني، قال الرضا ( عليه السلام ) : إيّاك وقول الجهّال من أهل العمي والضلال، الذين يزعمون أنّ اللّه جلّ وتقدّس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء، ولو كان في الوجود للّه عزّوجلّ نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبداً، ولكنّ القوم تاهوا وعموا وصمّوا عن الحقّ من حيث لا يعلمون، وقوله عزّوجلّ:

( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ ي أَعْمَي فَهُوَ فِي الْأَخِرَةِ أَعْمَي وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (1) يعني

ص:68


1- الإسراء: 72/17.

أعمي عن الحقائق الموجودة، وقد علم ذووا الألباب أنّ الاستدلال علي ما هناك لا يكون إلّا بما هيهنا، ومن أخذ علم ذلك برأيه، وطلب وجوده، وإدراكه عن نفسه دون غيرها، لم يزدد من علم ذلك إلّا بعداً، لأ نّ اللّه عزّوجلّ جعل علم ذلك خاصّة عند قوم يعقلون، ويعلمون ويفهمون.

قال عمران: يا سيّدي! ألا تخبرني عن الإبداع، أخلق هو، أم غير خلق؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : بل خلق ساكن، لايدرك بالسكون، وإنّما صار خلقاً، لأنّه شي ء محدث، واللّه تعالي الذي أحدثه فصار خلقاً له، وإنّما هو اللّه عزّوجلّ وخلقه، لاثالث بينهما، ولاثالث غيرهما، فما خلق اللّه عزّوجلّ لم يعد أن يكون خلقه، ويكون الخلق ساكناً ومتحرّكاً، ومختلفاً ومؤتلفاً، ومعلوماً ومتشابهاً، وكلّ ما وقع عليه حدّ فهو خلق اللّه عزّوجلّ.

واعلم أنّ كلّ ما أوجدتك الحواسّ فهو معني مدرك للحواسّ، وكلّ حاسّة تدلّ علي ما جعل اللّه عزّوجلّ لها في إدراكها، والفهم من القلب بجميع ذلك كلّه.

واعلم أنّ الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد، خلق خلقاً مقدّراً بتحديد وتقدير، وكان الذي خلق خلقين إثنين التقدير والمقدّر، وليس في كلّ واحد منهما لون، ولا وزن، ولا ذوق، فجعل أحدهما يدرك بالآخر، وجعلهما مدركين بنفسهما، ولم يخلق شيئاً فرداً قائماً بنفسه دون غيره، للذي أراد من الدلالة علي نفسه وإثبات وجوده؛

فاللّه تبارك وتعالي فرد واحد، لا ثاني معه، يقيمه ولا يعضده، ولا يكنّه، والخلق يمسك بعضه بعضاً بإذن اللّه تعالي ومشيّته، وإنّما اختلف الناس في هذا الباب، حتّي تاهوا وتحيّروا، وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة، في وصفهم اللّه تعالي بصفة أنفسهم، فازدادوا من الحقّ بعداً، ولو وصفوا اللّه عزّوجلّ بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين، ولما اختلفوا، فلمّا طلبوا من ذلك ما تحيّروا

ص:69

فيه ارتكبوا، واللّه يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.

قال عمران: يا سيّدي! أشهد أنّه كما وصفت، ولكن بقيت لي مسألة.

قال ( عليه السلام ) : سل عمّا أردت.

قال: أسألك عن الحكيم في أيّ شي ء هو، وهل يحيط به شي ء؟ وهل يتحوّل من شي ء إلي شي ء؟ أو به حاجة إلي شي ء؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أُخبرك يا عمران! فاعقل ما سألت عنه، فإنّه من أغمض مايرد علي الخلق في مسائلهم، وليس يفهمه المتفاوت عقله، العازب حلمه، ولايعجز عن فهمه أولوا العقل المنصفون، أمّا أوّل ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه، لجاز لقائل أن يقول: يتحوّل إلي ما خلق لحاجته إلي ذلك، ولكنّه عزّوجلّ لم يخلق شيئاً لحاجة، ولم يزل ثابتاً لا في شي ء، ولا علي شي ء، إلّا أنّ الخلق يمسك بعضه بعضاً، ويدخل بعضه في بعض، ويخرج منه، واللّه جلّ وتقدّس بقدرته يمسك ذلك كلّه، وليس يدخل في شي ء، ولا يخرج منه، ولا يؤوده حفظه، ولا يعجز عن إمساكه، ولا يعرف أحد من الخلق كيف ذلك إلّا اللّه عزّوجلّ، ومن أطلعه عليه من رسله، وأهل سرّه، والمستحفظين لأمره، وخزّانه القائمين بشريعته، وإنّما أمره كلمح البصر أو هو أقرب، إذا شاء شيئاً فإنّما يقول له: كُن، فيكون بمشيّته وإرادته، وليس شي ء من خلقة أقرب إليه من شيء، ولا شي ء أبعد منه [هو] من شي ء، أفهمت يا عمران؟

قال: نعم، يا سيّدي! قد فهمت، وأشهد أنّ اللّه تعالي علي ما وصفت ووحّدت، وأشهد أنّ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عبده المبعوث بالهدي ودين الحقّ، ثمّ خرّ ساجداً نحو القبلة وأسلم.

قال الحسن بن محمّد النوفليّ: فلمّا نظر المتكلّمون إلي كلام عمران الصابيّ وكان جَدِلاً، لم يقطعه عن حجّته أحد منهم قطّ، لم يدن من الرضا ( عليه السلام ) أحد منهم، ولم يسألوه عن شي ء وأمسينا، فنهض المأمون والرضا ( عليه السلام ) فدخلا وانصرف الناس،

ص:70

وكنت مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إليّ محمّد بن جعفر فأتيته فقال لي: يا نوفليّ! أما رأيت ما جاء به صديقك! لا واللّه ما ظننت أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) خاض في شي ء من هذا قطّ، ولا عرفناه به، أنّه كان يتكلّم بالمدينة، أو يجتمع إليه أصحاب الكلام.

قلت: قد كان الحاجّ يأتونه فيسألونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم، فيجيبهم، وربما كلّم من يأتيه يحاجّه.

فقال محمّد بن جعفر: يا أبا محمّد! إنّي أخاف عليه أن يحسده عليه هذا الرجل فيسمّه، أو يفعل به بليّة، فأشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء.

قلت: إذاً لا يقبل منّي، وما أراد الرجل إلّا امتحانه ليعلم هل عنده شي ء من علوم آبائه ( عليهم السلام ) : .

فقال لي: قل له: إنّ عمّك قد كره هذا الباب، وأحبّ أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتّي، فلمّا انقلبت إلي منزل الرضا ( عليه السلام ) أخبرته بما كان عن عمّه محمّد بن جعفر، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: حفظ اللّه عمّي، ما أعرفني به، لِمَ كره ذلك؟ ياغلام! صر إلي عمران الصابيّ، فأتني به.

فقلت: جعلت فداك، أنا أعرف موضعه، وهو عند بعض إخواننا من الشيعة.

قال: فلا بأس، قرّبوا إليه دابّة، فصرت إلي عمران فأتيته به، فرحّب به ودعا بكسوة فخلعها عليه وحمله، ودعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها.

قلت: جعلت فداك، حكيت فعل جدّك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

قال ( عليه السلام ) : هكذانحبّ، ثمّ دعا ( عليه السلام ) بالعشاء فأجلسني عن يمينه، وأجلس عمران عن يساره، حتّي إذا فرغنا قال لعمران: انصرف مصاحباً، وبكّر علينا نطعمك طعام المدينة؛

فكان عمران بعد ذلك يجتمع إليه المتكلّمون من أصحاب المقالات، فيبطل

ص:71

أمرهم، حتّي اجتنبوه، ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم، وأعطاه الفضل مالاً وحمله، وولّاه الرضا ( عليه السلام ) صدقات بلخ، فأصاب الرغائب (1)،

(2).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي الحسن بن سهل في علم النجوم:

1 - السيّد ابن طاووس ؛ :...قال أبو الحسن صلوات اللّه عليه للحسن بن

ص:72


1- الرغيبة: العطاء الكثير، والجمع (الرغائب)، المصباح المنير: 231.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 154/1 ح 1، قِطَعٌ منه في البحار: 122/6 ح 6، و90/16 ح 21، و173/49 ح 12، ومدينة المعاجز: 191/7 ح 2262، ونور الثقلين: 119/1 ح 334، و241 ح 960، و688 ح 428، و74/3 ح 175، و195 ح 350، و164/4 ح 69، و397 ح 99، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 612/1 ح 966، ومستدرك الوسائل: 337/16 ح 20078، عنه وعن التوحيد، البحار: 47/54 ح 27. التوحيد: 417 ح 1، قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 343/1 ح 148، و601 ح 93، و635 ح 211، و690 ح 434، و76/2 ح 282، و296/79، و313/5 ح 16، والجواهر السنيّة: 47 س 1، والبرهان: 432/2 ح 4، عنه وعن العيون والإحتجاج في البحار: 299/10 ح 1، و226/13 ح 22، و347 ح 34، و386 ح 8، و401 ح 8، و42/14 ح 33، و162 ح 3، و279 ح 12، و331 ح 74، وإثبات الهداة: 164/1 ح 31، و262 ح 92، و255/3 ح 29، قِطَعٌ منه. الإحتجاج: 401/2 ح 307، عنه البحار: 279/63 ح 16، قطعة منه. تحف العقول: 423 س 7، باختصار. المناقب لابن شهرآشوب: 226/1 س 1، و352/4 س 7، و353 س 1، قِطَعٌ منه في البحار: 417/16 س 6. قطعة منه في (خادمه) و(علمه ( عليه السلام ) باللغات) و(علمه ( عليه السلام ) بالصحف السماويّة) و(أحواله ( عليه السلام ) مع المأمون) و(أوصاف اللّه سبحانه وتعالي) و(اهتمامه بأوقات الصلاة) و(سورة الإسراء: 72/17) و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة) و(ما رواه عن موسي ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن نبيّ من الأنبياء) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).

سهل: كيف حسابك للنجوم؟

قال: ما بقي شي ء إلّا تعلّمته.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) له: كم لنور الشمس علي نور القمر فضل درجة؟ وكم لنور القمر علي نور المشتري فضل درجة؟ وكم لنور المشتري علي نور الزهرة فضل درجة؟

فقال: لاأدري.

فقال ( عليه السلام ) : ليس في يدك شي ء، إنّ هذا أيسره (1)

- إحتجاجه ( عليه السلام ) علي سليمان المروزي:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن عليّ بن أحمد الفقيه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن عليّ بن صدقة القمّيّ قال: حدّثنا أبو عمرو محمّد بن عمرو بن عبد العزيز الأنصاريّ الكَجِّيّ قال: حدّثني مَن سمع الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته.

فقال سليمان: يا أمير المؤمنين! إنّي أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص (2) عند القوم إذا كلّمني، ولايجوز الاستقصاء عليه.

قال المأمون إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه

ص:73


1- فرج المهموم: 93 س 19. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 365.
2- في المصدر: فينتقض. وما أثبتناه من التوحيد.

عن حجّة واحدة فقط.

فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ (1) ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: إنّه قدم إلينا رجل من أهل مروز (2)،

وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام، فإن خفّ عليك أن تتجشّم (3) المصير إلينا فعلت، فنهض ( عليه السلام ) للوضوء، وقال لنا: تقدّموني وعمران الصابي معنا، فصرنا إلي الباب فأخذ ياسر وخالد بيدي، فأدخلاني علي المأمون، فلمّا سلّمت قال: أين أخي أبوالحسن أبقاه اللّه تعالي؟

قلت: خلّفته يلبس ثيابه، وأمرنا أن نتقدّم، ثمّ قلت: يا أميرالمؤمنين! إنّ عمران مولاك معي وهو علي الباب.

فقال: ومن عمران؟

قلت: الصابيّ الذي أسلم علي يدك.

قال: فليدخل، فدخل فرحّب به المأمون، ثمّ قال له: يا عمران! لم تمت حتّي صرت من بني هاشم.

قال: الحمد للّه الذي شرّفني بكم يا أميرالمؤمنين!

فقال له المأمون: يا عمران! هذا سليمان المروزيّ متكلّم خراسان.

قال عمران: يا أمير المؤمنين! إنّه يزعم واحد خراسان في النظر، وينكر البداء.

قال: فلم لاتناظروه؟

قال عمران: ذلك إليه، فدخل الرضا ( عليه السلام ) فقال: في أيّ شي ء كنتم؟

ص:74


1- في بعض النسخ: خلّني وإيّاه.
2- في التوحيد: مرو.
3- تجشّم الأمر: قصده وتخيّره. المعجم الوسيط: 124.

قال عمران: يا ابن رسول اللّه هذا سليمان المروزيّ.

فقال له سليمان: أترضي بأبي الحسن وبقوله فيه؟

فقال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء علي أن يأتيني فيه بحجّة أحتجّ بها علي نظرائي من أهل النظر.

قال المأمون: يا أبا الحسن! ماتقول فيما تشاجرا فيه؟

قال: وماأنكرت من البداء يا سليمان؟ واللّه عزّوجلّ يقول: ( أَوَلَايَذْكُرُ الْإِنسَنُ أَنَّا خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيًْا) (1)ويقول عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ و ) (2) ويقول: ( بَدِيعُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ ) (3)ويقول عزّوجلّ: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) (4)

ويقول: ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَنِ مِن طِينٍ ) (5) ويقول عزّوجلّ: ( وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) (6)

ويقول عزّوجلّ: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَايُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ي إِلَّا فِي كِتَبٍ ) (7).

قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئاً؟

قال: نعم، رويت عن أبي، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ للّه عزّوجلّ علمين، علماً مخزوناً مكنوناً لايعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، وعلماً علّمه ملائكته

ص:75


1- مريم: 67/19.
2- الروم: 27/30.
3- البقرة: 117/2.
4- الفاطر: 1/35.
5- السجدة: 7/32.
6- التوبة: 106/9.
7- الفاطر: 11/35.

ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّنا يعلمونه.

قال سليمان: أُحبّ أن تنزعه لي من كتاب اللّه عزّوجلّ.

قال: قول اللّه عزّوجلّ لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِ مَلُومٍ ) (1) أراد هلاكهم، ثمّ بدا للّه تعالي فقال: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (2).

قال سليمان: زدني جعلت فداك؛

قال الرضا: لقد أخبرني أبي، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه عزّوجلّ أوحي إلي نبيّ من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك: أنّي متوفّيه إلي كذا وكذا، فأتاه ذلك النبيّ فأخبره، فدعا إلي الملك وهو علي سريره حتّي سقط من السرير وقال: يا ربّ! أجّلني حتّي يشبّ طفلي، وأقضي أمري، فأوحي اللّه عزّوجلّ إلي ذلك النبيّ أن ائت فلاناً الملك، فأعلم أنّي قد أنسيت في أجله، وزدت في عمره إلي خمس عشرة سنة.

فقال ذلك النبيّ ( عليه السلام ) : يا ربّ! إنّك لتعلم أنّي لم أكذب قطّ، فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: إنّما أنت عبد مأمور، فأبلغه ذلك، واللّه لايسئل عمّا يفعل، ثمّ التفت إلي سليمان فقال: أحسبك ضاهيت (3) اليهود في هذا الباب؛

قال: أعوذ باللّه من ذلك وما قالت اليهود.

قال ( عليه السلام ) : ( قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ) يعنون: أنّ اللّه تعالي قد فرغ من الأمر، فليس يحدث شيئاً، فقال اللّه عزّوجلّ: ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُوا) (4)، ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسي بن

جعفر ( عليهماالسلام ) عن البداء؟

ص:76


1- الذاريات: 54/51.
2- الذاريات: 55/51.
3- ضاهاه: ضاهأه: شابهه. المعجم الوسيط: 546.
4- المائدة: 64/5.

فقال ( عليه السلام ) : وما ينكر الناس من البداء، وان يقف اللّه قوماً يرجيهم لأمره.

قال سليمان: ألا تخبرني عن ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (1) في أيّ شي ء أنزلت؟

قال: يا سليمان! ليلة القدر يقدّر اللّه عزّوجلّ فيها ما يكون من السنة إلي السنة، من حياة أو موت، أو خير أو شرّ، أو رزق، فما قدّره في تلك الليلة فهو من المحتوم.

قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك، فزدني.

قال: يا سليمان! إنّ من الأُمور أُموراً موقوفة عند اللّه عزّوجلّ، يقدّم منها مايشاء، ويؤخّر ما يشاء، ويمحو ما يشاء، يا سليمان! إنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان يقول: العلم علمان: فعلم علّمه اللّه وملائكته ورسله، فما علّمه ملائكته ورسله، فإنّه يكون ولايكذّب نفسه، ولاملائكته، ولارسله، وعلم عنده مخزون لم يطّلع عليه أحداً من خلقه، يقدّم منه مايشاء، ويؤخّر منه مايشاء، ويمحو مايشاء، ويثبت مايشاء.

قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين! لا أُنكر بعد يومي هذا البداء، ولاأكذّب به إن شاء اللّه.

فقال المأمون: يا سليمان! سل أبي الحسن عمّا بدا لك، وعليك بحسن الاستماع والإنصاف.

قال سليمان: يا سيّدي! أسألك؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : سل عمّا بدا لك.

قال: ماتقول فيمن جعل الإراده اسماً وصفة، مثل حيّ وسميع وبصير وقدير.

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّما قلتم: حدثت الأشياء واختلفت، لأنّه شاء وأراد، ولم تقولوا: حدثت الأشياء واختلفت، لأنّه سميع بصير، فهذا دليل علي أنّهما ليستا مثل سميع،

ص:77


1- القدر: 1/97.

ولابصير، ولاقدير.

قال سليمان: فإنّه لم يزل مريداً.

قال ( عليه السلام ) : يا سليمان! فإرادته غيره؟ قال: نعم.

قال ( عليه السلام ) : فقد أثبت معه شيئاً غيره لم يزل، قال سليمان: ماأثبت.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أهي محدثة؟

قال سليمان: لا، ماهي محدثة، فصاح به المأمون! وقال: يا سليمان! مثله يعابا أو يكابر! عليك بالإنصاف، أما تري من حولك من أهل النظر؟ ثمّ قال: كلّمه ياأبا الحسن! فإنّه متكلّم خراسان، فأعاد عليه المسألة.

فقال: هي محدثة يا سليمان! فإنّ الشي ء إذا لم يكن أزليّاً كان محدثاً، وإذا لم يكن محدثاً كان أزليّاً.

قال سليمان: إرادته منه كما أنّ سمعه وبصره وعلمه منه.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فأراد نفسه؟ قال: لا.

قال: فليس المريد مثل السميع والبصير.

قال سليمان: إنّما أراد نفسه كما سمع نفسه، وأبصر نفسه وعلم نفسه.

قال الرضا ( عليه السلام ) : ما معني أراد نفسه؟ أراد أن يكون شيئاً، وأراد أن يكون حيّاً، أو سميعاً بصيراً، أو قديراً؟ قال: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أفبإرادته كان ذلك؟ قال سليمان: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فليس لقولك: أراد أن يكون حيّاً سميعاً بصيراً معنيً، إذا لم يكن ذلك بإرادته؟

قال سليمان: بلي، قد كان ذلك بإرادته، فضحك المأمون ومن حوله، وضحك الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قال لهم: ارفقوا بمتكلّم خراسان يا سليمان! فقد حال عندكم عن حاله وتغيّر عنها، وهذا مالايوصف اللّه عزّوجلّ به، فانقطع.

ص:78

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : يا سليمان! أسألك عن مسألة؟

قال: سل، جعلت فداك؛

قال: أخبرني عنك و عن أصحابك، تكلّمون الناس بما تفقهون وتعرفون؟ أوبما لاتفقهون ولاتعرفون؟ قال: بل بما نفقه ونعلم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فالذي يعلم الناس أنّ المريد غير الإرادة، وأنّ المريد قبل الإرادة، وأنّ الفاعل قبل المفعول، وهذا يبطل قولكم: إنّ الإرادة والمريد شي ء واحد.

قال: جعلت فداك، ليس ذلك منه علي ما يعرف الناس، ولاعلي مايفقهون.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فأريكم ادّعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم علي مالايعرف ولايعقل، فلم يحر جواباً،

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : يا سليمان! هل يعلم اللّه جميع ما في الجنّة والنار؟

قال سليمان: نعم.

قال: أفيكون ما علم اللّه تعالي أنّه يكون من ذلك؟ قال: نعم.

قال: فإذاً كان حتّي لايبقي منه شي ء إلّا كان، أيزيدهم أو يطويه عنهم؟

قال سليمان: بل يزيدهم.

قال: فأراه في قولك قد زادهم مالم يكن في علمه أنّه يكون؛

قال: جعلت فداك، فالمريد لاغاية له.

قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما، إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما، لم يعلم مايكون فيهما قبل أن يكون، تعالي اللّه عزّوجلّ عن ذلك علوّاً كبيراً.

قال سليمان: إنّما قلت: لايعلمه لأنّه لاغاية لهذا، لأنّ اللّه عزّوجلّ وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.

ص:79

قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك، ثمّ يزيدهم، ثمّ لايقطعه عنهم، وكذلك قال اللّه عزّوجلّ في كتابه: ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ ) (1) ، وقال لأهل الجنّة: ( عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (2)، فهو عزّوجلّ يعلم ذلك،

ولايقطع عنهم الزيادة، أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا ليس يخلف مكانه؟ قال: بلي.

قال ( عليه السلام ) : أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال سليمان: لا.

قال ( عليه السلام ) : فكذلك كلّما يكون فيه إذا أخلف مكانه، فليس بمقطوع عنهم.

قال سليمان: بلي يقطعه عنهم ولايزيدهم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : إذاً يبيد فيها، وهذا يا سليمان! إبطال الخلود، وخلاف الكتاب، لأنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) (3)، ويقول عزّوجلّ: ( عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ، ويقول

عزّوجلّ: ( وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) (4)، ويقول عز ّوجلّ:

( خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا) (5)، ويقول عزّوجلّ: ( وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) (6)، فلم يحر جواباً.

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : يا سليمان! ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي، أم غير فعل؟

قال: بلي هي فعل.

قال ( عليه السلام ) : فهي محدثة، لأنّ الفعل كلّه محدث.

ص:80


1- النساء: 56/4.
2- هود: 108/11.
3- ق: 35/50.
4- الحجر: 48/15.
5- المائدة: 119/5.
6- الواقعة: 33/56.

قال: ليست بفعل.

قال ( عليه السلام ) : فمعه غيره لم يزل.

قال سليمان: الإرادة هي الإنشاء.

قال ( عليه السلام ) : يا سليمان! هذا الذي ادّعيتموه (1) علي ضرار وأصحابه من قولهم: إنّ كلّ ما خلق اللّه عزّوجلّ في سماء أو أرض، أو بحر أو برّ، من كلب أو خنزير، أو قرد أو إنسان، أو دابّة إرادة اللّه، وإنّ إرادة اللّه تحيي وتموت وتذهب، وتأكل وتشرب، وتنكح وتلذّ، وتظلم وتفعل الفواحش، وتكفر وتشرك، فيبرأ منها، ويعاد بها، وهذا حدّها.

قال سليمان: إنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : قد رجعت إلي هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم، أمصنوع؟ قال سليمان: لا.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فكيف نفيتموه؟ [فمرّة] قلتم: لم يرد، ومرّة قلتم: أراد! وليست بمفعول له.

قال سليمان: إنّما ذلك كقولنا: مرّة علم، ومرّة لم يعلم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس ذلك سواء، لأنّ نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون، لأنّ الشي ء إذا لم يُرَد لم تكن إرادة، فقد يكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم، بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيراً، وإن لم يكن المُبصَر وقد يكون العلم ثابتاً وإن يكن المعلوم.

قال سليمان: إنّها مصنوعة.

قال ( عليه السلام ) : فهي محدثة ليست كالسمع والبصر، لأنّ السمع والبصر ليسا بمصنوعين

ص:81


1- في المصدر: عبتموه، وفي بعض النسخ: عيّبتموه، وما أثبتناه في المتن عن التوحيد.

وهذه مصنوعة.

قال سليمان: إنّها صفة من صفاته لم تزل.

قال ( عليه السلام ) : فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل، لأنّ صفته لم تزل.

قال سليمان: لا، لأنّه لم يفعلها.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا خراسانيّ! ما أكثر غلطك! أفليس بإرادته وقوله تَكَوُّن الأشياء؟ قال سليمان: لا.

قال: فإذا لم تكن بإرادته ولامشيّته، ولاأمره ولابالمباشرة، فكيف يُكَوَّن ذلك؟ تعالي اللّه عن ذلك، فلم يُحِر جواباً.

ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : ألا تخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا) (1) يعني بذلك أنّه يحدث إرادة؟

قال له: نعم.

قال ( عليه السلام ) : فإذا حدث إرادة كان قولك: إنّ الإرادة هي هو، أو شي ء منه باطلاً، لأنّه لايكون أن يحدث نفسه، ولايتغيّر عن حالة، تعالي اللّه عن ذلك!

قال سليمان: إنّه لم يكن عني بذلك أنّه يحدث إرادة.

قال: فما عني به؟ قال: عني فعل الشي ء.

قال الرضا ( عليه السلام ) : ويلك! كم تردّد في هذه المسألة، وقد أخبرتك أنّ الإرادة محدثة، لأنّ فعل الشي ء محدث.

قال: فليس لها معني.

قال الرضا ( عليه السلام ) : قد وصف نفسه عندكم حتّي وصفها بالإرادة بمالامعني له، فإذا لم يكن لها معني قديم ولاحديث بطل قولكم: إنّ اللّه عزّوجلّ لم يزل مريداً.

ص:82


1- الإسراء: 16/17.

قال سليمان: إنّما عنيت أنّها فعل من اللّه تعالي لم يزل.

قال: ألم تعلم أنّ مالم يزل لايكون مفعولاً، وقديماً وحديثاً في حالة واحدة؟ فلم يُحِر جواباً.

قال الرضا ( عليه السلام ) لابأس أتمم مسألتك.

قال سليمان: قلت: إنّ الإرادة صفة من صفاته.

قال ( عليه السلام ) : كم تردّد علي أنّها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟

قال سليمان: محدثة.

قال الرضا ( عليه السلام ) : اللّه أكبر! فالإرادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل، فلم يرد شيئاً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ ما لم يزل لا يكون مفعولاً.

قال سليمان: ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئاً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : وَسوَستَ يا سليمان! فقد فعل وخلق مالم يزل (1) خلقه

وفعله، وهذه صفة من لايدري مافعل، تعالي اللّه عن ذلك!

قال سليمان: يا سيّدي! فقد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال المأمون: ويلك يا سليمان! كم هذا الغلط والتردّد؟ اقطع هذا، وخذ في غيره، إذ لست تَقْوي علي غير هذا الردّ.

قال الرضا ( عليه السلام ) : دعه يا أمير المؤمنين! لاتقطع عليه مسألته فيجعلها حجّة، تكلّم يا سليمان.

قال: قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : لابأس، أخبرني عن معني هذه، أمعني واحد، أم معان مختلفة؟

ص:83


1- في التوحيد: لم يُرِد.

قال سليمان: معني واحد.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فمعني الإرادات كلّها معني واحد؟

قال سليمان: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن كان معناها معني واحداً، كانت إرادة القيام إرادة القعود، وإرادة الحياة إرادة الموت، إذا كانت إرادته واحدة، لم تتقدّم بعضها بعضاً، ولم يخالف بعضها بعضاً، وكانت شيئاً واحداً.

قال سليمان: إنّ معناها مختلف. قال ( عليه السلام ) : فأخبرني عن المريد، أهو الإرادة أوغيرها؟

قال سليمان: بل هو الإرادة.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فالمريد عندكم مختلف إذا كان هو الإرادة؟

قال: يا سيّدي! ليس الإرادة المريد.

قال: فالإرادة محدثة وإلّا فمعه غيره، افهم وزد في مسألتك.

قال سليمان: فإنّها اسم من أسمائه.

قال الرضا ( عليه السلام ) : هل سمّي نفسه بذلك؟

قال سليمان: لا، لم يسمّ به نفسه بذلك.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه. قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.

قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس صفته نفسه، أنّه مريد، إخبار عن أنّه أراده، ولا إخبار عن أنّ الإرادة اسم من أسمائه.

قال سليمان: لأنّ إرادته علمه.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاهل! فإذا علم الشي ء فقد أراده.

قال سليمان: أجل. فقال ( عليه السلام ) : فإذا لم يرده لم يعلمه.

ص:84

قال سليمان: أجل. قال ( عليه السلام ) : من أين قلت ذاك؟ وماالدليل علي إرادته علمه؟ وقد يعلم مالايريده أبداً؟ وذلك قوله عزّوجلّ: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) (1)، فهو يعلم كيف يذهب به، وهو لايذهب به أبداً.

قال سليمان: لأنّه قد فرغ من الأمر، فليس يزيد فيه شيئاً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : هذا قول اليهود، فكيف قال تعالي: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (2) !

قال سليمان: إنّما عني بذلك أنّه قادر عليه.

قال ( عليه السلام ) : أفيعد مالايفي به؟ فكيف قال: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) (3)وقال عزّوجلّ: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُ الْكِتَبِ ) (4)، وقد فرغ من الأمر، فلم يحر جواباً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا سليمان! هل يعلم أنّ إنساناً يكون ولايريد أن يخلق إنساناً أبداً، وأنّ إنساناً يموت اليوم ولايريد أن يموت اليوم؟ قال سليمان: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فيعلم أنّه يكون مايريد أن يكون، أو يعلم أنّه يكون مالايريد أن يكون، قال: يعلم أنّهما يكونان جميعاً.

قال الرضا ( عليه السلام ) : إذاً يعلم أنّ إنساناً حيّ ميّت، قائم قاعد، أعمي بصير في حالة واحدة، وهذا هو المحال.

قال: جعلت فداك، فإنّه يعلم أنّه يكون أحدهما دون الآخر.

قال: لا بأس، فأيّهما يكون الذي أراد أن يكون، أو الذي لم يرد أن يكون؟

ص:85


1- الاسراء: 86/17.
2- غافر: 60/40.
3- الفاطر: 1/35.
4- الرعد: 39/13.

قال سليمان: الذي أراد أن يكون.

فضحك الرضا ( عليه السلام ) والمأمون وأصحاب المقالات.

قال الرضا ( عليه السلام ) : غلطت وتركت قولك: إنّه يعلم أنّ إنساناً يموت اليوم وهو لايريد أن يموت اليوم، وأنّه يخلق خلقاً، وأنّه لايريد أن يخلقهم، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون، فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون.

قال سليمان: فإنّما قولي: إنّ الإرادة ليست هو ولاغيره.

قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاهل! إذا قلت: ليست هو، فقد جعلتها غيره، وإذا قلت: ليست هي غيره، فقد جعلتها هو.

قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشي ء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال سليمان: فإنّ ذلك إثبات للشي ء.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أحلت، لأنّ الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن، ويحسن الخياطة وإن لم يخط، ويحسن صنعة الشي ء وإن لم يصنعه أبداً، ثمّ قال له: ياسليمان! هل تعلم أنّه واحد لا شي ء معه؟ قال: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) . فيكون ذلك إثباتاً للشي ء.

قال سليمان: ليس يعلم أنّه واحد لاشي ء معه.

قال الرضا ( عليه السلام ) : أفتعلم أنت ذاك؟ قال: نعم.

قال ( عليه السلام ) : فأنت يا سليمان! إذاً أعلم منه.

قال سليمان: المسألة محال.

قال ( عليه السلام ) : محال عندك أنّه واحد لاشي ء معه، وأنّه سميع بصير حكيم قادر. قال: نعم، قال ( عليه السلام ) : فكيف أخبر عزّوجلّ: أنّه واحد حيّ، سميع بصير، حكيم قادر، عليم خبير، وهو لايعلم ذلك، وهذا ردّ ماقال وتكذيبه، تعالي اللّه عن ذلك، ثمّ قال له الرضا ( عليه السلام ) : فكيف يريد صنع مالايدري صنعه؟ ولاماهو؟ وإذا كان الصانع

ص:86

لايدري كيف يصنع الشي ء قبل أن يصنعه؟ فإنّما هو متحيّر، تعالي اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً.

قال سليمان: فإنّ الإرادة القدرة.

قال الرضا ( عليه السلام ) : وهو عزّوجلّ يقدر علي مالايريده أبداً، ولابدّ من ذلك، لأنّه قال تبارك وتعالي: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) ، فلوكانت الإرادة هي القدرة، كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان.

فقال المأمون عند ذلك: يا سليمان! هذا أعلم هاشميّ، ثمّ تفرّق القوم.

قال مصنّف هذا الكتاب ( رضي الله عنه ) : كان المأمون يجلب علي الرضا ( عليه السلام ) من متكلّمي الفرق والأهواء المضلّة كلّ من سمع به، حرصاً علي انقطاع ال رضا ( عليه السلام ) عن الحجّة مع واحد منهم، وذلك حسداً منه له، ولمنزلته من العلم؛

فكان لايكلّمه أحد إلّا أقرّ له بالفضل، والتزم الحجّة له عليه، لأنّ اللّه تعالي ذكره يأبي (1) إلّا أن يعلي كلمته، ويتمّ نوره، وينصر حجّته، وهكذا وعد تبارك وتعالي في كتابه فقال: ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا ) (2)يعني بالذين آمنوا، الأئمّة الهداة، وأتباعهم العارفين بهم،

والآخذين عنهم بنصرهم بالحجّة علي مخالفيهم ما داموا في الدنيا، وكذلك يفعل بهم في الآخرة، وأنّ اللّه عزّوجلّ لايخلف الميعاد.

(3).

ص:87


1- في التوحيد: أبي.
2- غافر: 51/40.
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 179/1 ح 1. عنه البحار: 95/4 ح 2، و177/49 ح 13، و14/94 ح 24، والأنوار البهيّة: 218 س 15، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 370/1 ح 487، والبرهان: 238/4 ح 2، ونور الثقلين: 494/1 ح 316، و649 ح 277، و515/2 ح 173، و520 ح 197، و145/3 ح 112، و219 ح 440، و222/4 ح 9، و532 ح 96، و131/5 ح 54، و630 ح 82. قِطَعٌ منه، عنه وعن التوحيد والإحتجاج، البحار: 329/10 ح 2، و57/54 ح 28، قطعة منه التوحيد: 441 ح 1. عنه الجواهر السنيّة: 123 س 4، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 154/1 ح 70، و222 ح 196، ونور الثقلين: 355/4، ح 50 قِطَعٌ منه. الإحتجاج: 365/2 ح 284، مرسلاً مختصراً. عنه نور الثقلين: 220/3 ح 441. الدرّ المنثور: 28/2 س 5، و33 س 20، قطعتان منه. مختصر بصائر الدرجات: 143 س 5. قطعة منه في و(سورة البقرة: 117/2) و(سورة النساء: 56/4) و(سورة المائدة: 64/5 و(سورة التوبة: 106/9) و119) و(سورة الواقعة: 33/56) و(سورة هود: 108/11) و(سورة الرعد: 39/13) و(سورة الحجر: 48/15) و(سورة الإسراء: 16/17 و86) و(سورة مريم: 67/19) و(سورة الروم: 27/30) و(سورة السجدة: 7/32) و(سورة الفاطر: 1/35 و11) و(سورة غافر: 60/40) و(سورة ق: 35/50) و(سورة الذاريات: 54/51، و55) و(سورة القدر: 1/97) و(ما رواه من الإحاديث القدسيّة) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ) و(مارواه عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ).

- احتجاجه ( عليه السلام ) مع ابن قرّة النصرانيّ علي خلق المسيح:

1 - ابن شهرآشوب ؛ : في كتاب الصفوانيّ: أنّه قال الرضا ( عليه السلام ) لابن قرّة النصرانيّ: ما تقول في المسيح؟

قال: يا سيّدي! إنّه من اللّه.

فقال: ما تريد بقولك مِن، ومِن علي أربعة أوجه، لا خامس لها، أتريد بقولك مِن كالبعض من الكلّ فيكون مبعّضاً، أو كالخلّ من الخمر، فيكون علي

ص:88

سبيل الاستحالة، أو كالولد من الوالد، فيكون علي سبيل المناكحة، أو كالصنعة من الصانع، فيكون علي سبيل المخلوق من الخالق، أو عندك وجه آخر فتعرّفناه، فانقطع (1)

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي عصمة الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق ( رضي الله عنه ) قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثنا القاسم بن محمّد البرمكيّ قال: حدّثنا أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً؛

قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، قال: فما تعمل (2) في قول اللّه عزّوجلّ: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) (3) وفي قوله عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) (4) وفي قوله عزّوجلّ في يوسف ( عليه السلام ) : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا) (5) وفي قوله عزّوجلّ في داود: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّهُ ) (6) وقوله تعالي في نبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم )

( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) (7) ؟

ص:89


1- المناقب: 351/4 س 23. عنه البحار: 349/10 ح 7.
2- في بعض النسخ: فما تقول.
3- طه: 121/20.
4- الأنبياء: 87/21.
5- يوسف: 24/12.
6- ص: 24/38.
7- الأحزاب: 37/33.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ويحك، يا عليّ! اتّق اللّه، ولا تنسب إلي أنبياء اللّه الفواحش، ولا تتأوّل كتاب اللّه برأيك، فإنّ اللّه عزّوجلّ قد قال: ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ و إِلَّا اللَّهُ وَالرَّسِخُونَ ) (1)؛

وأمّا قوله عزّوجلّ في آدم: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) فإنّ اللّه عزّوجلّ خلق آدم حجّة في أرضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنّة، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لافي الأرض، وعصمته تجب أن يكون في الأرض ليتمّ مقادير أمر اللّه، فلمّا أهبط إلي الأرض، وجعل حجّة وخليفة عصم، بقوله عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَي ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَهِيمَ وَءَالَ عِمْرَنَ عَلَي الْعَلَمِينَ ) (2).

وأمّا قوله عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنّما «ظنّ» بمعني استيقن، إنّ اللّه لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول اللّه عزّوجلّ: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و ) (3) أي ضيق عليه رزقه، ولوظنّ أنّ اللّه لا يقدر عليه لكان قد كفر.

وأمّا قوله عزّوجلّ في يوسف ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا) فإنّها همّت بالمعصية، وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته، لعظم ماتداخله، فصرف اللّه عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله عزّوجلّ: ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشَآءَ) (4) يعني القتل والزنا.

وأمّا داود ( عليه السلام ) فمايقول من قبلكم فيه؟

فقال عليّ بن محمّد بن الجهم: يقولون: إنّ داود ( عليه السلام ) كان في محرابه يصلّي فتصوّر له

ص:90


1- آل عمران: 7/3.
2- آل عمران: 33/3.
3- الفجر: 16/89.
4- يوسف: 24/12.

إبليس علي صورة طير أحسن مايكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلي الدار، فخرج الطير إلي السطح، فصعد في طلبه، فسقط الطير دار «أوريا بن حنّان»، فأطلع داود في أثر الطير بامرأة أوريا تغتسل، فلمّا نظر إليها هواها، وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته؛

فكتب إلي صاحبه: أن قدّم أوريا أمام التابوت، فقدّم، فظفر أوريا بالمشركين، فصعب ذلك علي داود، فكتب إليه ثانية: أن قدّمه أمام التابوت، فقدّم، فقتل أوريا، فتزوّج داود بامرأته.

قال: فضرب الرضا ( عليه السلام ) بيده علي جبهته وقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون! لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء اللّه إلي التهاون بصلاته، حتّي خرج في أثر الطير، ثمّ بالفاحشة، ثمّ بالقتل!

فقال: يا ابن رسول اللّه! فما كان خطيئته؟

فقال ( عليه السلام ) : ويحك، إنّ داود ( عليه السلام ) إنّما ظنّ أنّ ماخلق اللّه عزّوجلّ خلقاً هو أعلم منه، فبعث اللّه عزّوجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب، فقالا: ( خَصْمَانِ بَغَي بَعْضُنَا عَلَي بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِ ّ وَلَاتُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَي سَوَآءِ الصِّرَطِ * إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ و تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )

فعجّل داود ( عليه السلام ) علي المدّعي عليه فقال: ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَي نِعَاجِهِ ) (1) ، ولم يسأل المدّعي البيّنة علي ذلك، ولم يقبل علي المدّعي عليه، فيقول له: ما تقول؟

فكان هذا خطيئة رسم الحكم، لاماذهبتم إليه، ألا تسمع اللّه عزّوجلّ يقول:

ص:91


1- ص: 22/38 - 24.

( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَي ) (1) إلي آخر الآية!

فقال: يا ابن رسول اللّه! فما قصّته مع أوريا؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) إنّ المرأة في أيّام داود ( عليه السلام ) كانت إذا مات بعلها، أو قتل، لاتتزوّج بعده أبداً، وأوّل من أباح اللّه له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها، كان داود ( عليه السلام ) ، فتزوّج بامرأة أوريا لمّا قتل، وانقضت عدّتها منه، فذلك الذي شقّ علي الناس من قبل أوريا.

وأمّا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقول اللّه عزّوجلّ: ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) فإنّ اللّه عزّوجلّ عرّف نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في دار الآخرة، وأنّهنّ أمّهات المؤمنين، وإحداهنّ من سمّي له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفي اسمها في نفسه، ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين: إنّه قال في امرأة في بيت رجل إنّها إحدي أزواجه من أمّهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، فقال اللّه عزّوجلّ: ( وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) يعني في نفسك، وإنّ اللّه عزّوجلّ ما تولّي تزويج أحد من خلقه إلّا تزويج حوّا من آدم ( عليه السلام ) ، وزينب من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بقوله: ( فَلَمَّا قَضَي زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَكَهَا) (2) الآية، وفاطمة من عليّ ( عليه السلام ) .

قال: فبكي عليّ بن محمّد بن الجهم فقال: يا ابن رسول اللّه! أنا تائب إلي اللّه

ص:92


1- ص: 38/ 26.
2- الأحزاب: 37/33.

عزّوجلّ، من أن أنطق في أنبياء اللّه ( عليهم السلام ) : بعد يومي هذا، إلّا بما ذكرته (1).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علی المأمون في عصمة الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ، عن عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟

قال: بلي.

قال: فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) (2) ؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي قال لآدم: ( اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا

ص:93


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 191/1 ح 1. وقِطَعٌ منه في البحار: 23/14 ح 2، و217/22 ح 51، و179/49 ح 14، ونور الثقلين: 318/1 ح 42، و328 ح 97، و419/2 ح 41، و404/3 ح 162، و449 ح 136، و281/4 ح 129، و445 ح 20، ووسائل الشيعة: 187/27 ح 33562، و216 ح 33629، وإثبات الهداة: 257/3 ح 30، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 441/1 ح 617، والبرهان: 55/2 ح 1، و250 ح 29، و30، و46/3 ح 1، و44/4 ح 2، و459 ح 1. أمالي الصدوق: 82، المجلس 20 ح 3. عنه وعن العيون، البحار: 72/11 ح 1، و107/89 ح 3، قطعة منه. قصص الأنبياء للجزائري: 11 و344، باختصار. قطعة منه في (قصّة داود ( عليه السلام ) مع أوريا) و(تزويج اللّه فاطمة من عليّ ( عليهماالسلام ) ) و(النهي عن تأويل القرآن) و(سورة آل عمران: 7/3) و(سورة يوسف: 24/12) و(سورة طه: 121/20) و(سورة الأنبياء: 87/21) و(سورة الأحزاب: 37/33) و(سورة ص: 22/38 - 24 و26) و(سورة الفجر: 16/89).
2- طه: 121/20.

مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ) وأشار لهما إلي شجرة الحنطة ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّلِمِينَ ) ، ولم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة، ولا ممّا كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة، ولم يأكلا منها، وإنّما أكلا من غيرها، لمّا أن وسوس الشيطان إليهما، وقال: ( مَا نَهَل-كُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ) وإنّما ينهيكما أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن الأكل منها ( إِلآَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَلِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّصِحِينَ ) ولم يكن آدم وحوّا شاهداً قبل ذلك من يحلف باللّه كاذباً ( فَدَلَّل-هُمَا بِغُرُورٍ) (1) ، فأكلا منها ثقة بيمينه باللّه، وكان ذلك من آدم قبل النبوّة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحقّ به دخول النار، وإنّما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز علي الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلمّا اجتباه اللّه تعالي، وجعله نبيّاً، كان معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة.

قال اللّه عزّوجلّ: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي * ثُمَّ اجْتَبَهُ رَبُّهُ و فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَي ) (2)، وقال عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَي ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَهِيمَ وَءَالَ عِمْرَنَ عَلَي الْعَلَمِينَ ) (3).

فقال له المأمون: فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا جَعَلَا لَهُ و شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَل-هُمَا) .

قال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّ حوّاء ولدت لآدم خمسمائة بطن ذكراً وأُنثي، وإنّ آدم ( عليه السلام ) وحوّاء عاهدا اللّه عزّوجلّ ودعواه وقالا: ( لَل-ِنْ ءَاتَيْتَنَا صَلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّكِرِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا) من النسل خلقاً سويّاً، بريّاً من الزمانة

ص:94


1- الأعراف: 19/7 - 22.
2- طه: 121/20 - 122.
3- آل عمران: 33/3.

والعاهة، وكان ما أتاهما صنفين، صنفاً ذكراناً، وصنفاً أناثاً، فجعل الصنفان للّه تعالي ذكره شركاء فيما آتاهما، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزّوجلّ، قال اللّه تبارك وتعالي: ( فَتَعَلَي اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (1).

فقال المأمون: أشهد أنّك ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حقّاً، فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ في حقّ إبراهيم ( عليه السلام ) : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي ) ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ إبراهيم ( عليه السلام ) وقع إلي ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب (2)

الذي أخفي فيه، ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ ) فرأي الزهرة ( قَالَ هَذَا رَبِّي ) علي الإنكار والاستخبار؛ ( فَلَمَّآ أَفَلَ ) الكوكب ( قَالَ لَآ أُحِبُّ الْأَفِلِينَ ) لأنّ الأفول من صفات المحدث، لا من صفات القدم؛ ( فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي ) علي الإنكار والاستخبار، ( فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَل-ِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ ) يقول: لو لم يهدني ربّي لكنت من القوم الضالّين؛

فلمّا أصبح و( رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ) من الزهرة والقمر علي الانكار والاستخبار لا علي الإخبار والإقرار؛ ( فَلَمَّآ أَفَلَتْ ) قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة، والقمر والشمس: ( قَالَ يَقَوْمِ إِنِّي بَرِي ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (3).

وإنّما أراد إبراهيم ( عليه السلام ) بما قال، أن يبيّن لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم أنّ

ص:95


1- الأعراف: 189/7 - 190.
2- السَرَب: حفير تحت الأرض لامنفذ له، و جُحر الوحشيّ. المعجم الوسيط: 424.
3- الأنعام: 76/6 - 79.

العبادة لا تحقّ لمّا كان بصفة الزهرة، والقمر، والشمس، وإنّما تحقّ العبادة لخالقها وخالق السموات والأرض.

وكان ما احتجّ به علي قومه ممّا ألهمه اللّه تعالي وآتاه، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَهَآ إِبْرَهِيمَ عَلَي قَوْمِهِ ي ) (1).

فقال المأمون: للّه درّك، يا ابن رسول اللّه! فأخبرني عن قول إبراهيم ( عليه السلام ) :

( رَبِ ّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَي قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَي وَلَكِن لِّيَطْمَل-ِنَّ قَلْبِي ) قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي كان أوحي إلي إ براهيم ( عليه السلام ) : إنّي متّخذ من عبادي خليلاً، إن سألني إحياء الموتي أجبته، فوقع في نفس إبراهيم: أنّه ذلك الخليل فقال: ( رَبِ ّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَي قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَي وَلَكِن لِّيَطْمَل-ِنَّ قَلْبِي ) علي الخلقة.

قال: ( قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَي كُلِ ّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (2) فأخذ إبراهيم ( عليه السلام ) نسراً وطاووساً، وبطّاً وديكاً، فقطّعهنّ وخلّطهنّ، ثمّ جعل علي كلّ جبل من الجبل التي حوله - وكانت عشرة - منهنّ جزء، وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ، ووضع عنده حبّاً وماءً، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلي بعض، حتّي استوت الأبدان، وجاء كلّ بدن حتّي انضمّ رقبته ورأسه، فخلّي إبراهيم ( عليه السلام ) عن مناقيرهنّ، فَطِرنَ، ثمّ وَقَْعنَ فشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحبّ وقلن: يا نبيّ اللّه! أحييتنا أحياك اللّه.

فقال إبراهيم: بل اللّه يحيي ويميت، وهو علي كلّ شي ء قدير.

ص:96


1- الأنعام: 83/6.
2- البقرة: 260/2.

قال المأمون: بارك اللّه فيك يا أبا الحسن! فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ:

( فَوَكَزَهُ و مُوسَي فَقَضَي عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ )

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ موسي ( عليه السلام ) دخل مدينة من مدائن فرعون علي حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء ( فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ ي وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ي فَاسْتَغَثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ ي عَلَي الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ي ) ، فقضي موسي علي العدوّ، وبحكم اللّه تعالي ذكره ( فَوَكَزَهُ و ) فمات، ( قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ ) يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لامافعله موسي ( عليه السلام ) من قتله، ( إِنَّهُ و) يعني الشيطان ( عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) (1).

فقال المأمون: فما معني قول موسي ( رَبِ ّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟

قال: يقول: إنّي وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة ( فَاغْفِرْ لِي ) أي استرني من أعدائك لئلّا يظفروا بي فيقتلوني، ( فَغَفَرَ لَهُ و إِنَّهُ و هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .

قال موسي ( عليه السلام ) : ( رَبِ ّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَ ) من القوّة حتّي قتلت رجلاً بوكزة، ( فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ) ؛ بل أجاهد في سبيلك بهذه القوّة حتّي ترضي، ( فَأَصْبَحَ ) موسي ( عليه السلام ) في المدينة ( خَآلِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ و بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ و) علي آخر، ( قَالَ لَهُ و مُوسَي إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ) قاتلت رجلاً بالأمس وتقاتل هذا اليوم لأوذينّك، وأراد أن يبطش به، ( فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا) وهو من شيعته، ( قَالَ يَمُوسَي أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسَام بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) (2).

ص:97


1- القصص: 15/28.
2- القصص: 15/28 - 19.

قال المأمون: جزاك اللّه عن أنبيائه خيراً، يا أبا الحسن! فما معني قول موسي لفرعون: ( فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ )

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ فرعون قال لموسي لمّا أتاه: ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَفِرِينَ ) عن الطريق، بوقوعي إلي مدينة من مدائنك، ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ ال ْمُرْسَلِينَ ) (1)

وقد قال اللّه عزّوجلّ لنبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَأوَي ) ، يقول: ألم يجدك وحيداً فآوي إليك الناس ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا) يعني عند قومك ( فَهَدَي ) أي هديهم إلي معرفتك، ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً فَأَغْنَي ) (2) ، يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً.

قال المأمون: بارك اللّه فيك، يا ابن رسول اللّه! فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَمَّا جَآءَ مُوسَي لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ و رَبُّهُ و قَالَ رَبِ ّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَأنِي ) (3)،كيف يجوز أن يكون كلّم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) لايعلم أنّ اللّه تبارك وتعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتّي يسأله هذا السؤال؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ كليم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، علم أنّ اللّه تعالي أعزّ أن يُري بالأبصار، ولكنّه لمّا كلّمه اللّه عزّوجلّ، وقرّبه نجيّاً، رجع إلي قومه، فأخبرهم: أنّ اللّه عزّوجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي نستمع كلامه كما سمعت، وكان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف، ثمّ اختار منهم سبعمائة، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّهم، فخرج بهم

ص:98


1- الشعراء: 19/21.
2- الضحي: 6/93 - 8.
3- الأعراف: 143/7.

إلي طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل، وصعد موسي إلي الطور، وسأل اللّه تعالي أن يكلّمه ويُسمعهم كلامه.

فكلّمه اللّه تعالي ذكره، وسمعوا كلامه من فوق وأسفل، ويمين وشمال، ووراء وأمام، لأنّ اللّه عزّوجلّ أحدثه في الشجرة، وجعله منبعثاً منها حتّي سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) بأنّ هذا الذي سمعناه كلام اللّه: ( حَتَّي نَرَي اللَّهَ جَهْرَةً) (1) ، فلمّا قالوا هذا القول العظيم،

واستكبروا وعتوا، بعث اللّه عزّوجلّ عليهم صاعقة، فأخذتهم بظلمهم فماتوا.

فقال موسي: يا ربّ! ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم؟! لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة اللّه عزّوجلّ إيّاك، فأحياهم اللّه وبعثهم معه فقالوا: إنّك لو سألت اللّه أن يريك تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته.

فقال موسي: يا قوم! إنّ اللّه تعالي لا يُري بالأبصار، ولا كيفيّة له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه.

فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي تسأله.

فقال موسي: يا ربّ! إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم، فأوحي اللّه جلّ جلاله: يا موسي! سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسي ( عليه السلام ) : ( رَبِ ّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَلنِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ و ) وهو يهوي ( فَسَوْفَ تَرَلنِي فَلَمَّا تَجَلَّي رَبُّهُ و لِلْجَبَلِ ) بآية من آياته ( جَعَلَهُ و دَكًّا وَخَرَّ مُوسَي صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) ،يقول:

ص:99


1- البقرة: 55/2.

رجعت إلي معرفتي بك عن جهل قومي، ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (1) منهم بأنّك لا تُري.

فقال المأمون: للّه درّك، يا أبا الحسن! فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ي ) (2).

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد همّت به، ولولا أن رأي برهان ربّه لهم بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه؛

ولقد حدّثني أبي، عن أبيه الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال: همّت بأن تفعل، وهمّ بأن لايفعل.

فقال المأمون: للّه درّك، يا أبا الحسن! فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ )

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ذاك يونس بن متي ( عليه السلام ) ذهب مغاضباً لقومه، ( فَظَنَ ) بمعني استيقن ( أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن نضيق رزقه، ومنه قوله عزّوجلّ: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و) (3) أي ضيّق وقَتَر ( فَنَادَي فِي الظُّلُمَتِ ) أي ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، ( أَن لَّآ إِلَهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّلِمِينَ ) (4) بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت،

فاستجاب اللّه له، وقال عزّوجلّ: ( فَلَوْلَآ أَنَّهُ و كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ ي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (5) .

ص:100


1- الأعراف: 143/7.
2- يوسف: 24/12.
3- الفجر:16/89.
4- الأنبياء: 87/21.
5- الصافّات: 143/37 - 144.

فقال المأمون: للّه درّك، يا أبا الحسن ( عليه السلام ) ! فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( حَتَّي إِذَا اسْتَيَْسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا ) (1)

قال الرضا ( عليه السلام ) : يقول اللّه عزّوجلّ: ( حَتَّي إِذَا اسْتَيَْسَ الرُّسُلُ ) من قومهم، وظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا، جاء الرسل نصرنا.

فقال المأمون: للّه درّك، يا أبا الحسن! فأخبرني قول اللّه عزّوجلّ: ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَم نبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)

(2).

قال الرضا ( عليه السلام ) : لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنباً من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّهم كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاثمائة وستّين صنماً، فلمّا جاءهم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالدعوة إلي كلمة الإخلاص، كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: ( أَجَعَلَ الْأَلِهَةَ إِلَهًا وَحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْ ءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاصْبِرُواْ عَلَي ءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْ ءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْأَخِرَةِ إِنْ هَذَآ إِلَّا اخْتِلَقٌ ) (3)، فلمّا فتح اللّه عزّوجلّ علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )

مكّة، قال له يا محمّد: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ مكّة فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَم نبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) (4) عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلي توحيد اللّه، فيما تقدّم وماتأخّر، لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكّة، ومن بقي منهم لم يقدر علي إنكار التوحيد عليه، إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم ذلك مغفوراً بظهوره عليهم.

قال: صدقت، يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي

ص:101


1- يوسف: 110/12.
2- الفتح: 2/48.
3- ص: 5/38 - 7.
4- الفتح: 1 - 2.

فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) (1) ؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ في أمر أراده، فرأي امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك! وإنّما أراد بذلك تنزيه الباري عزّوجلّ، عن قول من زعم أنّ الملائكة بنات اللّه، فقال اللّه عزّوجلّ: ( أَفَأَصْفَل-كُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَل-ِكَةِ إِنَثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا) (2)، فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا رآها تغتسل:

سبحان الذي خلقك أن يتّخذ له ولداً يحتاج إلي هذا التطهير والاغتسال، فلمّا عاد زيد إلي منزله، أخبرته امرأته بمجي ء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقوله لها: سبحان الذي خلقك! فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، وظنّ أنّه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلي النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقال له: يا رسول اللّه! إنّ امرأتي في خُلقها سوء، وإنّي أُريد طلاقها؟

فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أمسك عليك زوجك، واتّق اللّه، وقد كان اللّه عزّوجلّ عرّفه عدد أزواجه، وإنّ تلك المرأة منهنّ، فأخفي ذلك في نفسه ولم يبده لزيد، وخشي الناس أن يقولوا: إنّ محمّداً يقول لمولاه: إنّ امرأتك ستكون لي زوجة، يعيبونه بذلك، فأنزل اللّه عزّوجلّ: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) يعني بالإسلام، ( وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) يعني بالعتق، ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) ، ثمّ إنّ زيد بن حارثة طلّقها واعتدّت منه، فزوّجها اللّه عزّوجلّ من نبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنزل بذلك قرآناً، فقال عزّوجلّ: ( فَلَمَّا قَضَي زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَكَهَا لِكَيْ لَايَكُونَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَجِ أَدْعِيَآلِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ

ص:102


1- الأحزاب: 37/33.
2- الاسراء: 40/17.

مَفْعُولًا) ، ثمّ علم اللّه عزّوجلّ أنّ المنافقين سيعيبونه بتزويجها، فأنزل اللّه تعالي: ( مَّا كَانَ عَلَي النَّبِيِ ّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ و ) (1).

فقال المأمون: لقد شفيت صدري يا ابن رسول اللّه! وأوضحت لي ما كان ملتبساً عليّ، فجزاك اللّه عن أنبيائه وعن الإسلام خيراً.

قال عليّ بن محمّد بن الجهم: فقام المأمون إلي صلاة، وأخذ بيد محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) وكان حاضر المجلس وتبعتهما.

فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال له: عالم، ولم نره يختلف إلي أحد من أهل العلم.

فقال المأمون: إنّ ابن أخيك من أهل بيت النبيّ الذين قال فيهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ألا إنّ أبرار عترتي، وأطائب أرومتي، أحلم الناس صغاراً، وأعلم الناس كباراً، فلا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم، لا يخرجونكم من باب هدي، ولا يدخلونكم في باب ضلالة.

وانصرف الرضا ( عليه السلام ) إلي منزله، فلمّا كان من الغد غدوت عليه، وأعلمته ما كان من قول المأمون، وجواب عمّه محمّد بن جعفر له، فضحك ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياابن الجهم! لا يغرّنّك ما سمعته منه، فإنّه سيغتالني، واللّه تعالي ينتقم لي منه (2).

ص:103


1- الأحزاب: 37/33 - 38.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 195/1 ح 1. عنه في البحار: 252/11 ح 3، و335/12 س 6، و387/14 ح 7، و142/16 ح 5، و89/17 ح 20، و179/49 ح 15، ومستدرك الوسائل: 78/16 ح 19203، ونور الثقلين: 59/1 ح 110، و275 ح 1088، و328 ح 98، و735 ح 146، و11/2 ح 34، و64 ح 248، و107 ح 397، و419 ح 42، و479 ح 251، و167/3 ح 219، و197 ح 360، و403 ح 160، و449 ح 137، و48/4 ح 16، و119 ح 32، و281 ح 130، و443 ح 8، و497 ح 100، و56/5 ح 18، و596 ح 18، وإثبات الهداة: 480/1 ح 136، والبرهان: 100/1 ح 2، و249 ح 2، و531 ح 1، و434/2 ح 1، و46/3 ح 2، و183 ح 1، و223 س 29، و325 ح 1، و326 ح 1، و41/4 ح 5، و83 ح 5، و193 ح 2، والأنوار البهيّة: 219 س 2، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 442/1 ح 618، قِطَعٌ منه. الإحتجاج: 423 ح 308، مرسلاً. عنه وعن العيون، البحار: 78/11 ح 8، وقِطَعٌ منه في: 32/13 ح 6، و164 ح 8، و216/22 ح 50، وإثبات الهداة: 257/3 ح 31. التوحيد: 74 ح 28، و121 ح 24، و132 ح 14، قِطَعٌ منه. عنه وعن العيون والإحتجاج، البحار: 63/12 ح 10، و217/13 ح 11، ونور الثقلين: 573/5 ح 15، قِطَعٌ منه. قطعة منه في (أولادآدم ( عليه السلام ) من حوّاء) و(سورة البقرة: 260/2) و(سورة الأنعام: 76/6 - 79 و83) و(سورة الأعراف: 7/ 19 - 22، و143 و189 - 190) و(سورة التوبة: 43/9) و(سورة يوسف: 24/12 و110) و( طه: 121/20) و(سورة الشعراء: 19/26 - 21) و(سورة القصص: 15/28 - 19) و(سورة الأحزاب: 37/33 - 38) و(سورة الصافّات: 143/37 - 144) و(سورة الفتح: 1/48 - 2) و(سورة الضحي: 6/93 - 8) و(ما رواه من الأحاديث القدسيّة) و(ما رواه عن إبراهيم ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن موسي ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).

قال مصنّف هذا الكتاب: هذا الحديث غريب من طريق عليّ بن محمّد بن الجهم مع نصبه وبغضه، وعداوته لأهل البيت ( عليهم السلام ) .

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي المأمون في النسب:

1 - السيّد المرتضي ؛ : حدّثني الشيخ (أي المفيد) أدام اللّه عزّه: روي أنّه لمّا سار المأمون إلي خراسان، وكان معه الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون: يا أبا الحسن! إنّي فكّرت في شي ء ففتح (1) لي الفكر الصواب فيه، فكّرت في أمرنا وأمركم، ونسبنا ونسبكم، فوجدت الفضيلة فيه

ص:104


1- في الكنز: فسخ، والبحار: فنتج.

واحدة، ورأيت اختلاف شيعتنا في ذلك محمولاً علي الهوي والعصبيّة.

فقال له أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ لهذا الكلام جواباً، فإن شئت ذكرته لك، وإن شئت أمسكت.

فقال له المأمون: إنّي لم أقله إلّا لأعلم ما عندك فيه.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : أُنشدك اللّه يا أمير المؤمنين! لو أنّ اللّه بعث نبيّه محمّداً، فخرج علينا من وراء أكمة (1) من هذه الآكام، فخطب إليك ابنتك، أكنت تزوّجه إيّاها؟

فقال: يا سبحان اللّه! وهل أحد يرغب عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : أفتراه يحلّ له أن يخطب إليّ (2) ؟

قال: فسكت المأمون هُنَيئة، ثمّ قال: أنتم واللّه! أمسّ برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رحماً (3).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي المأمون في الفرق بين العترة والأُمّة:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب، وجعفر بن محمّد بن مسرور رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معني هذه الآية: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) .

ص:105


1- الأكمة: تَلّ، وقيل: شُرفَة كالرابية، وهوما اجتمع من الحجارة في مكان واحد. المصباح المنير: 18.
2- في الكنز: ابنتي.
3- الفصول المختارة: 37 س 1. عنه البحار: 349/10 ح 9، و187/49 ح 19. كنز الفوائد: 166 س 6. عنه البحار: 242/25 ح 24، و243/93 ح 11.

فقالت العلماء: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك الأُمّة كلّها.

فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.

فقال المأمون: وكيف عني العترة من دون الأُمّه؟

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّه لو أراد الأُمّة لكانت أجمعها في الجنّة، لقول اللّه عزّوجلّ: ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ي وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ م بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة! فقال عزّوجلّ: ( جَنَّتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) (1) الآية، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.

فقال المأمون: مَنِ العترة الطاهرة؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال عزّوجلّ: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (2) ، وهم الذين قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي مخلف فيكم الثقلين، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، ألاوإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني (3) فيهما، أيّها الناس لا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم.

قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن! عن العترة، أهم الآل، أم غير الآل؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : هم الآل.

ص:106


1- فاطر: 32/35 - 33.
2- الأحزاب: 33/33.
3- في المصدر: فانظروا كيف تخلفون. والصحيح ما أثبتناه.

فقالت العلماء: فهذا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يُؤثر عنه، أنّه قال: «أُمّتي آلي»، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لايمكن دفعه: آل محمّ ( عليهم السلام ) : أُمّته.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبروني، فهل تحرم الصدقة علي الآل؟ فقالوا: نعم.

قال: فتحرم علي الأُمّة؟ قالوا: لا، قال: هذا فرق بين الآل والأُمّة، وَيْحَكُمْ! أين يذهب بكم؟ أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون (1) ؟ أما علمتم أنّه

وقعت الوراثة والطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟

قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟

فقال ( عليه السلام ) : من قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ ) (2)، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم أنّ نوحاً حين سأل ربّه عزّوجلّ: ( فَقَالَ رَبِ ّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَكِمِينَ ) (3) ، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ وعده أن ينجيه وأهله

فقال ربّه عزّوجلّ: ( يَنُوحُ إِنَّهُ و لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ و عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ فَلَاتَسَْلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ ي عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ ) (4) ؟.

فقال المأمون: هل فضّل اللّه العترة علي سائر الناس؟

فقال أبو الحسن: إنّ اللّه عزّوجلّ أبان فضل العترة علي سائر الناس في محكم كتابه.

فقال له المأمون: وأين ذلك من كتاب اللّه؟

ص:107


1- اقتباس من الآية الشريفة في سورة الزخرف: 5/43.
2- الحديد: 26/57.
3- هود: 45/11.
4- هود: 46/11.

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : في قول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَي ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَهِيمَ وَءَالَ عِمْرَنَ عَلَي الْعَلَمِينَ * ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِن م بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (1) ، وقال عزّوجلّ في موضع آخر: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَهِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) ، ثمّ ردّ المخاطبة في أثر هذه إلي سائر

المؤمنين فقال: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (2)، يعني الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما، فقوله عزّوجلّ: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَآ ءَاتَل-هُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي فَقَدْ ءَاتَيْنَآ ءَالَ إِبْرَهِيمَ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَهُم مُّلْكًا عَظِيمًا) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك هيهنا هو الطاعة لهم.

فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطناً وموضعاً:

فأوّل ذلك: قوله عزّوجلّ: ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك المخلصين، - هكذا في قراءة أُبيّ بن كعب، وهي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود - وهذه منزلة رفيعة، وفضل عظيم، وشرف عال حين عني اللّه عزّوجلّ بذلك الآل، فذكره لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فهذه واحدة.

والآية الثانية: في الاصطفاء، قوله عزّوجلّ: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ، وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلاّ معاند ضالّ، لأنّه فضل بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية.

وأمّا الثالثة: فحين ميّز اللّه الطاهرين من خلقه، فأمر نبيّه بالمباهلة بهم في آية

ص:108


1- آل عمران: 33/3 - 34.
2- النساء: 54/4.

الابتهال، فقال عزّوجلّ: يا محمّد! ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن م بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَي الْكَذِبِينَ ) (1)، فبرز النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً والحسن والحسين وفاطمة صلوات اللّه عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون مامعني قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟

قالت العلماء: عني به نفسه.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم، إنّما عني بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حين قال: لينتهينّ بنو وليعة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعني بالأبناء الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وعني بالنساء فاطمة ( عليها السلام ) ، فهذه خصوصيّة لايتقدّمهم فيها أحد، وفضل لايلحقهم فيه بشر، وشرف لايسبقهم إليه خلق، إذ جعل نفس عليّ ( عليه السلام ) كنفسه، فهذه الثالثة.

وأمّا الرابعة: فإخراجه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الناس من مسجده ماخلا العترة، حتّي تكلّم الناس في ذلك، وتكلّم العبّاس فقال: يا رسول اللّه! تركت عليّاً وأخرجتنا؟

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكنّ اللّه عزّوجلّ تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : أنت منّي بمنزلة هارون من موسي.

قالت العلماء: وأين هذا من القرآن؟

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أوجدكم في ذلك قرآناً وأقرأه عليكم؟

قالوا: هات.

قال ( عليه السلام ) : قول اللّه عزّوجلّ: ( وَأَوْحَيْنَآ إِلَي مُوسَي وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) (2)، ففي هذه الآية منزلة هارون من موسي،

ص:109


1- آل عمران: 61/3.
2- يونس: 87/10.

وفيها أيضاً منزلة عليّ ( عليه السلام ) من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ومع هذا دليل واضح في قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين قال: ألا إنّ هذا المسجد لايحلّ لجنب إلّا لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وآله.

قالت العلماء: يا أبا الحسن! هذا الشرح والبيان لايوجد إلّا عندكم معاشر أهل بيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فقال ( عليه السلام ) : ومن ينكر لنا ذلك! ورسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها؟ ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف، والتقدمة، والاصطفاء والطهارة مالاينكره إلّا معاند، وللّه عزّوجلّ الحمد علي ذلك، فهذه الرابعة.

والآية الخامسة: قول اللّه عزّوجلّ: ( وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَي حَقَّهُ و ) (1)

خصوصيّة خصّهم اللّه العزيز الجبّار بها، واصطفاهم علي الأُمّة، فلمّا نزلت هذه الآية علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة!

قالت ( عليها السلام ) : لبّيك، يا رسول اللّه!

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هذه فدك ممّا هي لم يوجف عليه بالخيل ولا ركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك لما أمرني اللّه تعالي به، فخذيها لك ولولدك، فهذه الخامسة.

والآية السادسة: قول اللّه عزّوجلّ: ( قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) (2) ، وهذه خصوصيّة للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي يوم القيامة، وخصوصيّة للآل دون غيرهم، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ حكي في ذكر نوح في كتابه: ( وَيَقَوْمِ لَآأَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي اللَّهِ وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّهُم مُّلَقُواْ رَبِّهِمْ

ص:110


1- الإسراء: 26/17.
2- الشوري: 23/42.

وَلَكِنِّي أَرَلكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) (1) وحكي عزّوجلّ عن هود ( عليه السلام ) ، أنّه قال ( عليهم السلام ) ( يَقَوْمِ لَآأَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) (2)، وقال عزّوجلّ لنبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

( قُل يا محمّد! لَّآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، ولم يفرض اللّه تعالي مودّتهم إلّا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلي ضلال أبداً، وأُخري أن يكون الرجل وادّاً للرجل، فيكون بعض أهل بيته عدوّاً له، فلايسلم له قلب الرجل، فأحبّ اللّه عزّوجلّ أن لا يكون في قلب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي المؤمنين شي ء، ففرض عليهم اللّه مودّة ذوي القربي، فمن أخذ بها، وأحبّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأحبّ أهل بيته، لم يستطع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يبغضه، ومن تركها، ولم يأخذ بها، وأبغض أهل بيته، فعلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يبغضه، لأنّه قد ترك فريضة من فرائض اللّه عزّوجلّ، فأيّ فضيلة، وأيّ شرف يتقدّم هذا أويدانيه، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، فقام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في أصحابه فحمد اللّه، وأثني عليه وقال: يا أيّها الناس! إنّ اللّه عزّوجلّ قد فرض لي عليكم فرضاً، فهل أنتم مؤدّوه؟ فلم يجبه أحد، فقال: يا أيّها الناس! إنّه ليس من فضة ولاذهب، ولا مأكول ولا مشروب.

فقالوا: هات إذاً، فتلا عليهم هذه الآية.

فقالوا: أمّا هذه فنعم، فما وفي بها أكثرهم، ومابعث اللّه عزّوجلّ نبيّاً إلّا أوحي إليه أن لا يسأل قومه أجراً، لأنّ اللّه عزّوجلّ يوفيه أجر الأنبياء، ومحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم )

ص:111


1- هود: 29/11.
2- هود: 51/11.

فرض اللّه عزّوجلّ طاعته، ومودّة قرابته علي أُمّته، وأمره أن يجعل أجره فيهم ليؤدّوه في قرابته، بمعرفة فضلهم الذي أوجب اللّه عزّوجلّ لهم، فإنّ المودّة إنّما تكون علي قدر معرفة الفضل، فلمّا أوجب اللّه تعالي ذلك، ثقل ذلك، لثقل وجوب الطاعة، فتمسّك بها قوم قد أخذ اللّه ميثاقهم علي الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق، وألحدوا في ذلك، فصرفوه عن حدّه الذي حدّه اللّه عزّوجلّ.

فقالوا: القرابة هم العرب كلّها وأهل دعوته، فعلي أيّ الحالتين كان، فقد علمنا أنّ المودّة هي للقرابة، فأقربهم من النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أولاهم بالمودّة.

وكلّما قربت القرابة كانت المودّة علي قدرها، وماأنصفوا نبيّ اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في حيطته ورأفته، وما منّ اللّه به علي أُمّته ممّا تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه، أن لا يؤذوه في ذرّيّته وأهل بيته، وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس، حفظاً لرسول اللّه فيهم، وحبّاً لهم، فكيف والقرآن ينطق به، ويدعو إليه، والأخبار ثابتة بأنّهم أهل المودّة، والذين فرض اللّه تعالي مودّتهم، ووعد الجزاء عليها، فما وفي أحد بها؛

فهذه المودّة لا يأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة، لقول اللّه عزّوجلّ في هذه الآية: ( وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) (1)، مفسّراً ومبيّناً؛

ثمّ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقالوا: إنّ لك

ص:112


1- الشوري: 22/42.

يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! مؤونة في نفقتك، وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت، وأمسك ما شئت من غير حرج.

قال: فأنزل اللّه عزّوجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد! ( قُل لَّآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا. فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا علي قرابته من بعده، إن هو إلّا شي ء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ و فَلَاتَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَي بِهِ ي شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (1) ، فبعث عليهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم )

فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي واللّه يا رسول اللّه! لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الآية، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ي وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (2) ، فهذه السادسه.

وأمّا الآية السابعة: فقول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (3) ، قالوا: يارسول اللّه! قد عرفنا التسليم فكيف الصلاة عليك؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقولون: اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، كما صلّيت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟

فقالوا: لا.

ص:113


1- الأحقاف: 8/46.
2- الشوري: 25/42.
3- الأحزاب: 56/33.

فقال المأمون: هذا ممّا لا خلاف فيه أصلاً، وعليه إجماع الأُمّة، فهل عندك في الآل شي ء أوضح من هذا في القرآن؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : نعم، أخبروني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( يس*وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَي صِرَطٍ مُّ سْتَقِيمٍ ) (1)،

فمن عني بقوله: ( يس ) ؟ قالت العلماء: ( يس ) مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يشكّ فيه أحد.

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فإنّ اللّه عزّوجلّ أعطي محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ لم يُسلّم علي أحد إلّا علي الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالي: ( سَلَمٌ عَلَي نُوحٍ فِي الْعَلَمِينَ ) (2) وقال: ( سَلَمٌ عَلَي إِبْرَهِيمَ ) (3) وقال: ( سَلَمٌ عَلَي مُوسَي وَهَرُونَ ) (4) ولم يقل: سلام علي آل نوح، ولم

يقل: سلام علي آل إبراهيم، ولاقال: سلام علي آل موسي وهارون، وقال عزّوجلّ: ( سَلَمٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ ) (5)يعني آل محمّد صلوات اللّه عليهم.

فقال المأمون: لقد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا وبيانه، فهذه السابعة.

وأمّا الثامنة: فقول اللّه عزّوجلّ: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) (6) ، فقرن سهم ذي القربي بسهمه وبسهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فهذا فضل أيضاً بين الآل والأُمّة، لأنّ اللّه تعالي جعلهم في حيّز، وجعل الناس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه، فبدء بنفسه،

ص:114


1- يس: 1/36 - 4.
2- الصافّات: 79/37.
3- الصافّات: 109/37.
4- الصافّات: 120/37.
5- الصافّات: 130/37.
6- الأنفال: 41/8.

ثمّ ثنّي برسوله، ثمّ بذي القربي في كلّ ما كان من الفي ء والغنيمة، وغير ذلك ممّا رضيه عزّوجلّ لنفسه، فرضي لهم، فقال وقوله الحقّ: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) ، فهذا تأكيد مؤكّد، وأثر قائم لهم إلي يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (1).

وأمّا قوله: ( وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ ) فإنّ اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم، ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم، ولا يحل له أخذه، وسهم ذي القربي قائم إلي يوم القيامة فيهم، للغنيّ والفقير منهم، لأنّه لا أحد أغني من اللّه عزّوجلّ، ولا من رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فجعل لنفسه منها سهماً، ولرسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سهماً، فما رضيه لنفسه ولرسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رضيه لهم، وكذلك الفي ء، ما رضيه منه لنفسه ولنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، رضيه لذي القربي، كما أجراهم في الغنيمة، فبدء بنفسه جلّ جلاله، ثمّ برسوله، ثمّ بهم، وقرن سهمهم بسهم اللّه وسهم رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؛

وكذلك في الطاعة قال: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ، فبدء بنفسه، ثمّ برسوله، ثمّ بأهل بيته، كذلك آية الولاية: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ ) (2)، فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كذلك ولايتهم مع ولاية الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفي ء، فتبارك اللّه وتعالي، ما أعظم نعمته علي أهل هذا البيت!؛

فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ورسوله، ونزّه أهل بيته فقال: ( إِنَّمَا

ص:115


1- فصلّت: 42/41.
2- المائدة: 55/5.

الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (1) فهل تجد في شي ء من ذلك أنّه سمّي لنفسه، أو لرسوله، أو لذي القربي؟ لأنّه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة، ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته، لا، بل حرّم عليهم، لأنّ الصدقة محرّمة علي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وآله، وهي أوساخ أيدي الناس، لا يحلّ لهم، لأنّهم طُهِّروا من كلّ دنس ووسخ، فلمّا طهّرهم اللّه عزّوجلّ، واصطفاهم، رضي لهم مارضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه عزّوجلّ، فهذه الثامنه.

وأمّا التاسعة: فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه عزّوجلّ: ( فَسْئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (2)، فنحن أهل الذكر، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون.

فقالت العلماء: إنّما عني اللّه بذلك اليهود والنصاري.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم ويقولون: إنّه أفضل من دين الإسلام!؟

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : نعم، الذكر رسول اللّه، ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه عزّوجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: ( فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَأُوْلِي الْأَلْبَبِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَتِ اللَّهِ مُبَيِّنَتٍ ) (3) ، فالذكر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ونحن أهله، فهذه التاسعة.

وأمّا العاشرة: فقول اللّه عزّوجلّ في آية التحريم: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَتُكُمْ ) (4) الآية، فأخبروني هل تصلح ابنتي وابنة ابني، وما تناسل

ص:116


1- التوبة: 60/9.
2- الأنبياء: 7/21.
3- الطلاق: 10/65 - 11.
4- النساء: 23/4.

من صلبي لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يتزوّجها لو كان حيّاً؟

قالوا: لا.

قال: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوّجها لو كان حيّاً؟

قالوا: نعم.

قال: ففي هذا بيان، لأنّي أنا من آله، ولستم من آله، ولو كنتم من آله لحرُم عليه بناتكم، كما حرُم عليه بناتي، لأنّي من آله وأنتم من أُمّته، فهذا فرق بين الآل والأُمّة، لأنّ الآل منه، والأُمّة إذا لم تكن من الآل فليست منه، فهذه العاشرة.

وأمّا الحادية عشرة: فقول اللّه عزّوجلّ في سورة المؤمن - حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون - : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَنَهُ و أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِالْبَيِّنَتِ مِن رَّبِّكُمْ ) (1) إلي تمام الآية، فكان ابن خال فرعون، فنسبه إلي فرعون بنسبه، ولم يضفه إليه

بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذ كنّا من آل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بولادتنا منه، وعمّمنا الناس بالدين، فهذا فرق بين الآل والأُمّة، فهذه الحادية عشرة.

وأمّا الثانية عشرة: فقوله عزّوجلّ: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَانَسْئَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَقِبَةُ لِلتَّقْوَي ) (2) فخصّصنا اللّه تبارك وتعالي بهذه الخصوصيّة، إذ أمرنا مع الأُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّصنا من دون الأُمّة، فكان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يجي ء إلي باب عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ، بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول: الصلاة رحمكم اللّه، وما أكرم اللّه أحداً من ذراريّ الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها، وخصّصنا من

ص:117


1- غافر: 28/40.
2- طه: 132/20.

دون جميع أهل بيتهم.

فقال المأمون والعلماء: جزاكم اللّه أهل بيت نبيّكم عن هذه الأُمّة خيراً، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلّا عندكم (1).

ص:118


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/1 ح 1. وقِطَعٌ منه في نور الثقلين: 328/1 ح 99، و349 ح 163، و461 ح 148، و492 ح 310، و505 ح 348، و158/2 ح 110، و234 ح 209، و314 ح 112، و349 ح 60، و369 ح 140، و372 ح 148، و57/3 ح 98، و153 ح 156، و408 ح 186، و68/4 ح 93، و271 ح 85 و86، و300 ح 213، و365 ح 94، و375 ح 14، 431 ح 101، و518 ح 40، و574 ح 76، و9/5 ح 9، و250 ح 104، و275 ح 12، و363 ح 87، وإثبات الهداة: 25/2 ح 102، والبرهان: 289/1 ح 7، و356 ح 2، و376 ح 10، والبحار: 87/16 ح 9، و363 ح 64، و167/23 ح 1، و173 ح 2، و223 ح 32، و105/29 ح 1، و20/39 ح 6، و173/49 ح 11، و196/79 س 7، و51/91 ح 16، والبرهان: 193/2 ح 2، و371 ح 14، و415 ح 2، و49/3 ح 1، و189 ح 1، و310 ح 8، و123/4 ح 9، و299 ح 1، و350 ح 2، ومستدرك الوسائل: 349/5 ح 6061، و117/7 ح 7794. ينابيع المودّة: 38/1 ح 16، و42 ح 22، و131 ح 12، و313 ح 5، ومستدرك الوسائل: 349/5 ح 6061، و117/7 ح 7794، قِطَعٌ منه فيهما. أمالي الصدوق: 421، المجلس 79 ح 1. قِطَعٌ منه في البحار: 220/25 ح 20، و48/78 ح 19، و72/93 ح 1، و196 ح 2، و242 ح 6. وإثبات الهداة: 530/1 ح 300، و67/2 ح 290، وقِطَعٌ منه ومن العيون، في وسائل الشيعة: 207/2 ح 1941، و515/9 ح 12609، و72/27 ح 33233، و188 ح 33565. تحف العقول: 425 س 12، مرسلاً وبتفاوت. قِطَعٌ منه في إثبات الهداة: 562/1 ح 418، و107/2 ح 446 و447. المناقب لابن شهرآشوب: 130/4 س 8، و178 س 21، قطعتان منه. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي ( عليه السلام ) : 228 س 1. مشارق أنوار اليقين: 107 س 18، قطعة منه. تأويل الآيات: 225 س 20، و490 س 8، قطعة منه. سعد السعود: 273 س 3، قطعة منه. قطعة منه في (فاطمة ( عليها السلام ) في آية المباهلة) و(الحسنين ( عليهماالسلام ) في آية المباهلة) و(أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من (أَنفُسَنَا) في آية المباهلة) و(سورة الشوري: 42/ 22 - 23 و25) و(سورة آل عمران: 33/3 - 34 و61) و(سورة النساء: 4/ 23، و54، و59) و(سورة المائدة: 55/5) و(سورة الأنفال: 41/8) و(سورة التوبة: 60/9) و(سورة يونس: 87/10) و(سورة هود: 29/11 و45 - 46 و51) و(سورة الإسراء: 26/17) و(سورة طه: 132/20) و(سورة الأنبياء: 7/21) و(سورة الشعراء: 214/26) و(سورة الأحزاب: 33/33 و56) و(سورة فاطر: 32/35 - 33) و(سورة يس: 1/36 - 4) و(سورة الصافّات: 79/37 و109 و120 و130) و(سورة غافر: 28/40) و(سورة فصّلت: 42/41) و(سورة الأحقاف: 8/46) و(سورة الحديد: 26/57) و(سورة الطلاق: 10/65 - 11) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(ما رواه عن الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) ).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي المأمون في خروج أخيه زيد وزيد بن عليّ:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن يحيي المكتّب قال: أخبرنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا محمّد بن يزيد النحويّ قال: حدّثني ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لمّا حُمل زيد بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) إلي المأمون، وقد كان خرج بالبصرة، وأحرق دور ولد العبّاس، وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، وقال له: يا أبا الحسن! لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل، ولولا مكانك منّي لقتلته، فليس ما أتاه بصغير.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : يا أميرالمؤمنين! لا تَقِسْ أخي زيداً إلي زيد بن عليّ، فإنّه كان من علماء آل محمّد، غضب للّه عزّوجلّ، فجاهد أعداءه حتّي قتل في سبيله.

ولقد حدّثني أبي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد بن عليّ ( عليهم السلام )

ص:119

يقول: رحم اللّه عمّي زيداً! إنّه دعا إلي الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفي بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه، فقلت له: يا عمّ! إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكُناسة فشأنك، فلمّا ولّي، قال جعفر بن محمّد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن! أليس قد جاء فيمن ادّعي الإمامة بغير حقّها ما جاء؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ماليس له بحقّ، وإنّه كان أتقي للّه من ذلك، إنّه قال: أدعوكم إلي الرضا من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وإنّما جاء ما جاء، فيمن يدّعي أنّ اللّه تعالي نصّ عليه، ثمّ يدعو إلي غير دين اللّه، ويضلّ عن سبيله بغير علم، وكان زيد واللّه ممّن خوطب بهذه الآية: ( وَجَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ي هُوَ اجْتَبَل-كُمْ ) (1)(2).

- احتجاجه ( عليه السلام ) مع حاجب المتوكّل بحضرته:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) :إنّ

ص:120


1- الحجّ: 78/22.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 248/1 ح 1،. عنه البحار: 174/46 ح 27، ونور الثقلين: 522/3 ح 227، والوافي: 226/2 س 3، ووسائل الشيعة: 53/15 ح 19974، وإثبات الهداة: 91/3 ح 45، قطعة منه. الصراط المستقيم: 270/2 س 11، قطعة منه. قطعة منه في (أحوال أخيه زيد بن موسي) و(أحواله مع المأمون) و(سورة الحجّ: 78/22)، و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن زيد بن عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ).

الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده...، وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا ( عليه السلام ) ، وحسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا ( عليه السلام ) ... فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستتراً عنّا، يدعو إلي نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافه لنا... ولكنّا نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتّي نصوّره عند الرعايا بصورة من لايستحقّ لهذا الأمر؛ ثمّ ندبّر فيه بما يحسّم عنّا موادّ بلائه.

قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه وأصحابه، وأضع من قدره، فلولا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، وبيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.

قال المأمون: ما شي ء أحبّ إليّ من هذا.

قال: فأجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد، والقضاة، وخيار الفقهاء لأُبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذاً له عن محلّه الذي أحللته فيه علي علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع، قعد فيه لهم، وأقعد الرضا ( عليه السلام ) بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدء هذا الحاجب المتضمّن للوضع من الرضا ( عليه السلام ) .

وقال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات، وأسرفوا في وصفك، بما أري أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.

قال: وذلك إنّك قد دعوت اللّه في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية معجزة لك، أوجبوا لك بها أن لانظير لك في الدنيا، وهذا أمير المؤمنين أدام اللّه ملكه وبقاءه لايوازي بأحد إلّا رجّح به، وقد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت، فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ما أدفع عباد اللّه عن التحدّث بنعم اللّه عليّ، وإن كنت لاأبغي

ص:121

أشراً و لابطراً، وأمّا ماذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، فماأحلّني إلّا المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصديق ( عليه السلام ) ، وكانت حالهما ما قد علمت...(1).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي الفقهاء وأهل الكلام:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! بأيّ شي ء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟

قال ( عليه السلام ) : بالنصّ والدليل.

قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟ قال ( عليه السلام ) : في العلم، واستجابة الدعوة.

قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟ قال ( عليه السلام ) : ذلك بعهد معهود إلينا من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟

قال ( عليه السلام ) له: أما بلغك قول الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه؟ قال: بلي.

قال ( عليه السلام ) : وما من مؤمن إلّا وله فراسة، ينظر بنور اللّه علي قدر إيمانه، ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع اللّه للأئمّة (2) منّا ما فرّقة في جميع المؤمنين، وقال

ص:122


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 167/2، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ج 1 رقم 472.
2- في المصدر: الأئمّة.

عزّوجلّ في محكم كتابه: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (1)،

فأوّل المتوسّمين رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) : إلي يوم القيامة.

قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أبا الحسن! زدنا ممّا جعل اللّه لكم أهل البيت؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ قد أيّدنا بروح منه، مقدّسة مطهّرة، ليست بملك، لم تكن مع أحد ممّن مضي إلّا مع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهي مع الأئمّة منّا، تسدّدهم وتوفّقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين اللّه عزّوجلّ.

قال له المأمون: يا أبا الحسن! بلغني أنّ قوماً يغلون فيكم، ويتجاوزون فيكم الحدّ.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا ترفعوني فوق حقّي، فإنّ اللّه تبارك تعالي اتّخذني عبداً، قبل أن يتّخذني نبيّاً، قال اللّه تبارك وتعالي: ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَبَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّنِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَايَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلَل-ِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (2).

قال عليّ ( عليه السلام ) : يهلك فيّ إثنان ولا ذنب لي، محبّ مفرط، ومبغض مفرط، وأنا أبرء إلي اللّه تبارك وتعالي ممّن يغلو فينا، ويرفعنا فوق حدّنا، كبراءة عيسي بن مريم ( عليه السلام ) من النصاري، قال اللّه تعالي: ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَي ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ

ص:123


1- الحجر: 75/15.
2- آل عمران: 79/3 - 80.

قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَنَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍ ّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ و فَقَدْ عَلِمْتَهُ و تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ ي أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ) (1)، وقال عزّوجلّ: ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ و صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ) (2) ، ومعناه: إنّهما كانا يتغوّطان، فمن ادّعي للأنبياء ربوبيّة، وادّعي للأئمّة ربوبيّة، أو نبوّة، أو لغير الأئمّة إمامة، فنحن منه برءاء في الدنيا والآخرة.

فقال المأمون: يا أبا الحسن! فما تقول في الرجعة؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّها لحقّ قد كانت في الأُمم السالفة، ونطق به القرآن، وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يكون في هذه الأُمّة كلّ ما كان في الأُمم السالفة حذو النعل بالنعل، والقُذّة بالقُذّة (3).

قال ( عليه السلام ) : إذا خرج المهديّ ( عليه السلام ) من ولدي، نزل عيسي بن مريم ( عليهماالسلام ) فصلّي خلفه وقال ( عليه السلام ) : إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبي للغرباء.

قيل: يا رسول اللّه! ثمّ يكون ماذا؟

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ثمّ يرجع الحقّ إلي أهله.

فقال المأمون: يا أبا الحسن! فما تقول في القائلين بالتناسخ؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم، مكذّب بالجنّة والنار.

ص:124


1- النساء: 172/4.
2- المائدة: 75/5.
3- القُذّة: ريشة الطائر كالنسر والصقر، يُضرب مثلاً للشيئين يستويان ولايتفاوتان. المعجم الوسيط: 721.

قال المأمون: ماتقول في المسوخ؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : أولئك قوم غضب اللّه عليهم فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك ممّا وقع عليهم اسم المسوخيّة فهو مثل ما لا يحلّ أكلها والإنتفاع بها.

قال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن! فو اللّه ما يوجد العلم الصحيح إلّا عند أهل هذا البيت، وإليك انتهت علوم آبائك، فجزاك اللّه عن الإسلام وأهله خيراً.

قال الحسن بن جهم: فلمّا قام الرضا ( عليه السلام ) تبعته، فانصرف إلي منزله فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول اللّه! الحمد للّه الذي وهب من جميل رأي أميرالمؤمنين ما حمله علي ما أري من إكرامه لك، وقبوله لقولك.

فقال ( عليه السلام ) : يا ابن الجهم! لا يغرّنّك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي، فإنّه سيقتلني بالسمّ، وهو ظالم إلي أن أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من آبائي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فاكتم هذا ما دمت حيّاً.

قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحداً بهذا الحديث إلي أن مضي ( عليه السلام ) بطوس مقتولاً بالسمّ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلي جانبه (1).

ص:124


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 200/2 ح 1، قِطَعٌ منه في البحار: 320/4 ح 1، و2، و128/24 ح 13، و48/25 ح 7، و271/25 ح 17، و134 ح 6، و284/49 ح 4، و59/53 ح 45، ومقدّمة البرهان: 33 س 35، و65 س 5، و492/1 ح 1، و350/2 ح 8، ونور الثقلين: 357/1 ح 209، و692 ح 442، و24/3 ح 89، ووسائل الشيعة: 341/28 ح 34909، وإثبات الهداة: 266/1 ح 106، و262/3 ح 38، و716 ح 10، و750 ح 25، ومدينة المعاجز: 149/7 ح 2243، وحلية الأبرار: 345/4 ح 3، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 259/1 ح 268. قطعة منه في (مدفنه) و(إخباره ( عليه السلام ) بشهادته) و(ما ورد عن العلماء أو غيرهم في عظمته) و(الغلوّ في الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(أنّهم ( عليهم السلام ) : مؤيّدون بروح من اللّه) و(إنّ رسول اللّه والأئمّ ( عليهم السلام ) : من بعده هم المتوسّمون) و(أنّ عندهم ( عليهم السلام ) : جميع العلوم) و(علائم الإمامة)و(المسوخ) و(القول بالتناسخ) و(الرجعة) و(سورة المائدة: 75/5) و(سورة النساء: 172/4) و(سورة آل عمران: 79/3 - 80) و(سورة الحجر: 75/15) و(ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي أبي قرّه صاحب الجاثليق:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتّب، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي صاحب السابريّ قال: سألني أبو قرّة صاحب الجاثليق أن أُوصله إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنته في ذلك، فقال ( عليه السلام ) : أدخله عليّ، فلمّا دخل عليه قبّل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا، ثمّ قال: أصلحك اللّه، ما تقول في فرقة ادّعت دعوي، فشهدت لهم فرقة أُخري معدّلون؟

قال ( عليه السلام ) : الدعوي لهم.

قال: فادّعت فرقة أُخري دعوي، فلم يجدوا شهوداً من غيرهم!

قال ( عليه السلام ) : لا شي ء لهم.

قال: فإنّا نحن ادّعينا أنّ عيسي روح اللّه وكلمته ألقاها، فوافقنا علي ذلك المسلمون، وادّعي المسلمون أنّ محمّداً نبيّ، فلم نتابعهم عليه، وما أجمعنا عليه خير ممّا افترقنا فيه.

ص:126

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : ما اسمك؟

قال: يوحنّا.

قال: يا يوحنّا! إنّا آمنّا بعيسي بن مريم ( عليه السلام ) ، روح اللّه وكلمته، الذي كان يؤمن بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ويبشّر به، ويقرّ علي نفسه، إنّه عبد مربوب، فإن كان عيسي الذي هو عندك روح اللّه وكلمته، ليس هو الذي آمن بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وبشّر به، ولا هو الذي أقرّ للّه عزّوجلّ بالعبوديّة والربوبيّة، فنحن منه برآء، فأين اجتمعنا!

فقام، وقال لصفوان بن يحيي: قم، فما كان أغنانا عن هذا المجلس (1).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي يحيي بن الضحّاك السمرقنديّ في خلافة الأوّل والثاني:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: يحكي عن الرضا ( عليه السلام ) خبر مختلف الألفاظ، لم تقع لي روايته بإسناد أعمل عليه، وقد اختلفت ألفاظ من رواه، إلّا أنّي سآتي به وبمعانيه، وإن اختلفت ألفاظه:

كان المأمون في باطنه يحبّ سقطات الرضا ( عليه السلام ) ، وأن يعلوه المحتجّ، وإن أظهر غير ذلك، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلّمون، فدسّ إليهم أن ناظروه في الإمامة.

فقال لهم الرضا ( عليه السلام ) : اقتصروا علي واحد منكم يلزمكم ما يلزمه.

فرضوا برجل يعرف بيحيي بن الضحّاك السمرقنديّ، ولم يكن بخراسان مثله.

ص:127


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 230/2 ح 1، عنه البحار: 341/10 ح 3، ونور الثقلين: 312/5 ح 13، ووسائل الشيعة: 228/12 ح 16159، قطعة منه، وإثبات الهداة: 167/1 ح 34، قطعة منه. قطعة منه في (نبوّة عيسي ( عليه السلام ) ).

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا يحيي! سل عمّا شئت.

فقال: نتكلّم في الإمامة، كيف ادّعيت لمن لم يؤمّ، وتركت أُمّ؟ ووقع الرضا به.

فقال ( عليه السلام ) له: يا يحيي! أخبرني عمّن صدّق كاذباً علي نفسه، أو كذّب صادقاً علي نفسه، أيكون محقّاً مصيباً، أو مبطلاً مخطياً؟ فسكت يحيي.

فقال له المأمون: أجبه.

فقال: يعفيني أميرالمؤمنين من جوابه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن! عرّفنا الغرض في هذه المسألة.

فقال ( عليه السلام ) : لابدّ ليحيي من أن يخبر عن أئمّته أنّهم كذبوا علي أنفسهم، أوصدقوا، فإن زعم أنّهم كذبوا فلا أمانة لكذّاب، وإن زعم أنّهم صدقوا، فقد قال أوّلهم: ولّيتكم ولست بخيركم، وقال تاليه: كانت بيعته فلتة، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فو اللّه ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلّا بالقتل، فمن لم يكن بخير الناس، والخيريّة لا تقع إلّا بنعوت: منها العلم، ومنها الجهاد، ومنها سائر الفضائل، وليست فيه، ومن كانت بيعته فلتة، يجب القتل علي من فعل مثلها، كيف يقبل عهده إلي غيره وهذه صورته؟

ثمّ يقول علي المنبر: إنّ لي شيطاناً يعتريني، فإذا مال بي فقوّموني، وإذا أخطأت فارشدوني، فليسوا أئمّة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيي في هذا جواب.

فعجب المأمون من كلامه وقال: يا أبا الحسن! ما في الأرض من يحسن هذا سواك (1).

ص:128


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 231/2 ح 1. عنه وعن المناقب، البحار: 318/27 ح 1. الإحتجاج: 455/2 ح 315، مرسلاً. المناقب لابن شهرآشوب: 351/4 س 10، بتفاوت. عنه البحار: 348/10 ح 6.

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي أهل الأديان والمذاهب في البصرة والكوفة:

1 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال: لمّا توفّي الإمام موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) أتيت المدينة، فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسلّمت عليه بالأمر، وأوصلت إليه ما كان معي وقلت: إنّي صائر إلي البصرة، وعرفت كثرة خلاف الناس، وقد نعي إليهم موسي ( عليه السلام ) ، وما أشكّ أنّهم سيسألوني عن براهين الإمام، فلو أريتني شيئاً من ذلك؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لم يخف عليّ هذا، فأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها، أنّي قادم عليهم، ولا قوّة إلّا باللّه.

ثمّ أخرج إليّ جميع ما كان للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند الأئمّة، من بردته، وقضيبه، وسلاحه، وغير ذلك.

فقلت: ومتي تقدم عليهم؟

قال ( عليه السلام ) : بعد ثلاثة أيّام من وصولك، ودخولك البصرة.

فلمّا قدمتها، سألوني عن الحال؟

فقلت لهم: إنّي أتيت موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قبل وفاته بيوم واحد فقال: إنّي ميّت لا محالة، فإذا واريتني في لحدي فلا تقيمنّ، وتوجّه إلي المدينة بودائعي هذه، وأوصلها إلي ابني عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، فهو وصيّي، وصاحب الأمر بعدي.

ففعلت ما أمرني به، وأوصلت الودائع إليه، وهو يوافيكم إلي ثلاثة أيّام من يومي هذا، فاسألوه عمّا شئتم.

فابتدر للكلام عمرو بن هذّاب من القوم، وكان ناصبيّاً ينحو نحو التزيّد والإعتزال فقال: يا محمّد! إنّ الحسن بن محمّد رجل من أفاضل أهل هذا البيت، في ورعه وزهده، وعلمه وسنّه، وليس هو كشابّ مثل عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، ولعلّه لو سئل عن شي ء من معضلات الأحكام لحار في ذلك.

فقال الحسن بن محمّد - وكان حاضراً في المجلس -: لا تقل يا عمرو ذلك! فإنّ

ص:129

عليّاً علي ما وصف من الفضل، وهذا محمّد بن الفضل يقول: إنّه يقدم إلي ثلاثة أيّام، فكفاك به دليلاً، وتفرّقوا.

فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم.

فجمعهم كلّهم والزيديّة، والمعتزلة، وهم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمّد، فلمّا تكاملوا، ثنّي للرضا ( عليه السلام ) وسادة، فجلس عليها، ثمّ قال: السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته، هل تدرون لِمَ بدأتكم بالسلام؟

فقالوا: لا.

قال ( عليه السلام ) : لتطمئنّ أنفسكم.

قالوا: ومن أنت يرحمك اللّه؟

قال ( عليه السلام ) : أنا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، وابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، صلّيت اليوم الفجر في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مع والي المدينة، وأقرأني - بعد أن صلّينا - كتاب صاحبه إليه، واستشارني في كثير من أُموره، فأشرت عليه بما فيه الحظّ له، ووعدته أن يصير إليّ بالعشيّ بعد العصر من هذا اليوم، ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه، وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.

فقال الجماعة: يا ابن رسول اللّه! ما نريد مع هذا الدليل برهاناً أكبر منه، وإنّك عندنا الصادق القول، وقاموا لينصرفوا، فقال لهم الرضا ( عليه السلام ) : لا تفرّقوا، فإنّي إنّما جمعتكم لتسألوني عمّا شئتم من آثار النبوّة، وعلامات الإمامة التي لا تجدونها إلّا

ص:130

عندنا أهل البيت، فهلمّوا مسائلكم.

فابتدر عمرو بن هذّاب فقال: إنّ محمّد بن الفضل الهاشميّ ذكر عنك أشياء لاتقبلها القلوب.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : وما تلك؟

قال: أخبرنا عنك أنّك تعرف كلّ ما أنزله اللّه، وأنّك تعرف كلّ لسان ولغة!

فقال الرضا ( عليه السلام ) : صدق محمّد بن الفضل، فأنا أخبرته بذلك، فهلمّوا فاسألوا.

قال: فإنّا نختبرك قبل كلّ شي ء بالألسن واللغات، وهذا روميّ، وهذا هنديّ، و هذا فارسيّ، و هذا تركيّ، فأحضرناهم.

فقال ( عليه السلام ) : فليتكلّموا بما أحبّوا، أُجيب كلّ واحد منهم بلسانه، إن شاء اللّه.

فسأل كلّ واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عمّا سألوا بألسنتهم ولغاتهم، فتحيّر الناس وتعجّبوا، وأقرّوا جميعاً بأنّه أفصح منهم بلغاتهم.

ثمّ نظر الرضا ( عليه السلام ) إلي ابن هذّاب فقال: إن أنا أخبرتك أنّك ستبتلي في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك، أكنت مصدّقاً لي؟

قال: لا، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللّه تعالي.

قال ( عليه السلام ) : أوليس اللّه يقول: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ ) (1) فرسول اللّه عند اللّه مرتضي، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطّلعه اللّه علي ما شاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلي يوم القيامة، وإنّ الذي أخبرتك به ياابن هذّاب! لكائن إلي خمسة أيّام، فإن لم يصحّ ما قلت لك في هذه المدّة فإنّي كذّاب مفتر، وإن صحّ فتعلم أنّك الرادّ علي اللّه وعلي رسوله.

ولك دلالة أُخري؛ أما إنّك ستصاب ببصرك، وتصير مكفوفاً فلا تبصر سهلاً ولا

ص:131


1- الجنّ: 26/72 و 27.

جبلاً، وهذا كائن بعد أيّام.

ولك عندي دلالة أُخري: إنّك ستحلف يميناً كاذبة فتضرب بالبرص.

قال محمّد بن الفضل: فواللّه لقد نزل ذلك كلّه بابن هذّاب؛

فقيل له: أصدق الرضا أم كذب؟

قال: لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به، أنّه كائن، ولكنّي كنت أتجلّد (1) ،ثمّ إنّ الرضا ( عليه السلام ) التفت إلي الجاثليق فقال: هل دلّ الإنجيل علي نبوّة مح مّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال: لو دلّ الإنجيل علي ذلك ما جحدناه.

فقال ( عليه السلام ) : أخبرني عن السكتة التي لكم في السِفر الثالث؟

فقال الجاثليق: اسم من أسماء اللّه تعالي، لا يجوز لنا أن نظهره.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فإن قرّرتك أنّه اسم محمّد وذكره، وأقرّ عيسي به، وأنّه بشّر بني إسرائيل بمحمّد، أتقرّ به ولا تنكره؟

قال الجاثليق: إن فعلت أقررت، فإنّي لا أردّ الإنجيل ولا أجحده.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فخذ علي السفر الثالث الذي فيه ذكر محمّد، وبشارة عيسي ( عليه السلام ) بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

قال الجاثليق: هات! فأقبل الرضا ( عليه السلام ) يتلو ذلك السفر - الثالث من الإنجيل - حتّي بلغ ذكر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا جاثليق! من هذا النبيّ الموصوف؟

قال الجاثليق: صفه؛

قال ( عليه السلام ) : لا أصفه إلّا بما وصفه اللّه: هو صاحب الناقة والعصا والكساء، ( النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ و مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَلةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَل-هُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَئِثَ

ص:132


1- تجلّد الشي ء: غشّاه بالجلد. المعجم الوسيط: 129.

وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) (1) يهدي إلي الطريق الأقصد، والمنهاج الأعدل، والصراط الأقوم.

سألتك يا جاثليق! بحقّ عيسي روح اللّه وكلمته، هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبيّ؟

فأطرق الجاثليق مليّاً، وعلم أنّه إن جحد الإنجيل كفر فقال: نعم، هذه الصفة في الإنجيل، وقد ذكر عيسي ( عليه السلام ) هذا النبيّ، ولم يصحّ عند النصاري أنّه صاحبكم.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أمّا إذا لم تكفر بجحود الإنجيل، وأقررت بما فيه من صفة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فخذ عليّ في السفر الثاني، فإنّي أوجدك ذكره، وذكر وصيّه، وذكر ابنته فاطمة، وذكر الحسن والحسين ( عليهم السلام ) : .

فلمّا سمع الجاثليق، ورأس الجالوت ذلك، علما أنّ الرضا ( عليه السلام ) عالم بالتوراة والإنجيل فقالا: واللّه قد أتي بما لا يمكننا ردّه ولا دفعه، إلّا بجحود التوراة، والإنجيل، والزبور، وقد بشّر به موسي وعيسي ( عليهماالسلام ) جميعاً، ولكن لم يتقرّر عندنا بالصحّة أنّه محمّد هذا، فأمّا اسمه محمّد، فلا يجوز لنا أن نقرّ لكم بنبوّته، ونحن شاكّون أنّه محمّدكم أو غيره.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : احتجزتم بالشكّ، فهل بعث اللّه قبل أو بعد من ولد آدم إلي يومنا هذا نبيّاً اسمه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ أو تجدونه في شي ء من الكتب التي أنزلها اللّه علي جميع الأنبياء غير محمّدنا؟

فأحجموا (2)عن جوابه وقالوا: لا يجوز لنا أن نقرّ لكم، بأنّ محمّداً هو محمّدكم، لأنّا إن أقررنا لك بمحمّد، ووصيّه، وابنته، وابنيه، علي ما ذكرت، أدخلتمونا

ص:133


1- الأعراف: 157/7.
2- أحجمت عن الأمر: تأخّرت عنه. المصباح المنير: 123.

في الإسلام كرهاً.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أنت يا جاثليق! آمن في ذمّة اللّه، وذمّة رسوله، إنّه لايبدوك منّا شي ء تكره ممّا تخافه وتحذره.

قال: أمّا إذا قد آمنتني فإنّ هذا النبيّ الذي اسمه «محمّد»، وهذا الوصيّ الذي اسمه «عليّ»، وهذه البنت التي اسمها «فاطمة»، وهذان السبطان اللذان اسمهما «الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) » في التوراة والإنجيل والزبور.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فهذا الذي ذكرته في التوراة، والإنجيل، والزبور، من اسم هذا النبيّ، وهذا الوصيّ، وهذه البنت، وهذين السبطين صدق وعدل، أم كذب وزور؟

قال: بل صدق وعدل، وما قال اللّه إلّا بالحقّ.

فلمّا أخذ الرضا ( عليه السلام ) إقرار الجاثليق بذلك، قال لرأس الجالوت: فاستمع الآن يا رأس الجالوت! السفر الفلاني من زبور داود.

قال: هات بارك اللّه عليك، وعلي من ولّدك.

فتلا الرضا ( عليه السلام ) السفر الأوّل من الزبور حتّي انتهي إلي ذكر محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : فقال: سألتك يا رأس الجالوت! بحقّ اللّه، أهذا في زبور داود؟ ولك من الأمان، والذمّة والعهد، ما قد أعطيته الجاثليق؟

فقال رأس الجالوت: نعم، هذا بعينه في الزبور بأسمائهم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فبحقّ العشر الآيات التي أنزلها اللّه علي موسي بن عمران ( عليه السلام ) في التوراة، هل تجد صفة محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين ( عليهم السلام ) : ، في التوراة منسوبين إلي العدل والفضل؟

قال: نعم، ومن جحد هذا فهو كافر بربّه وأنبيائه.

قال له الرضا ( عليه السلام ) : فخذ الآن علي سفر كذا من التوراة، فأقبل الرضا ( عليه السلام ) يتلو التوراة، وأقبل رأس الجالوت يتعجّب من تلاوته وبيانه، وفصاحته ولسانه، حتّي

ص:134

إذا بلغ ذكر محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال رأس الجالوت: نعم، هذا أحماد، وبنت أحماد، وإليا، وشبّر وشبير، وتفسيره بالعربيّة: محمّد، وعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ( عليهم السلام ) : ، فتلا الرضا ( عليه السلام ) السفر إلي تمامه.

فقال رأس الجالوت - لمّا فرغ من تلاوته -: واللّه يا ابن محمّد! لو لا الرئاسة التي قد حصلت لي علي جميع اليهود لآمنت بأحماد، واتّبعت أمرك، فواللّه الذي أنزل التوراة علي موسي، والزبور علي داود، والإنجيل علي عيسي ( عليهم السلام ) : ، مارأيت أقرأ للتوراة، والإنجيل، والزبور منك، ولا رأيت أحداً أحسن بياناً وتفسيراً وفصاحة، لهذه الكتب منك.

فلم يزل الرضا ( عليه السلام ) معهم في ذلك إلي وقت الزوال، فقال لهم - حين حضر وقت الزوال -: أنا أُصلّي، وأصير إلي المدينة للوعد الذي وعدت به والي المدينة، ليكتب جواب كتابه، وأعود إليكم بكرة، إن شاء اللّه.

قال: فأذّن عبد اللّه بن سليمان، وأقام، وتقدّم الرضا ( عليه السلام ) فصلّي بالناس، وخفّف القراءة، وركع تمام السنّة وانصرف.

فلمّا كان من الغد عاد إلي مجلسه ذلك، فأتوه بجارية روميّة، فكلّمها بالروميّة - والجاثليق يسمع، وكان فهماً بالروميّة - فقال الرضا ( عليه السلام ) - بالروميّة - لها: أيّما أحبّ إليك محمّد، أم عيسي؟

فقالت: كان فيما مضي عيسي أحبّ إليّ حين لم أكن عرفت محمّداً، فأمّا بعد أن عرفت محمّداً، فمحمّد الآن أحبّ إليّ من عيسي، ومن كلّ نبيّ.

فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمّد، فتبغضين عيسي؟

قالت: معاذ اللّه! بل أُحبّ عيسي، وأُومن به، ولكنّ محمّداً أحبّ إليّ.

فقال الرضا ( عليه السلام ) للجاثليق: فسّر للجماعة ما تكلّمت به الجارية، وما قلت أنت لها، وما أجابتك به، ففسّر لهم الجاثليق ذلك كلّه؛ ثمّ قال الجاثليق:

ص:135

يا ابن محمّد! ههنا رجل سنديّ، وهو نصرانيّ، صاحب احتجاج وكلام بالسنديّة؛

فقال له ( عليه السلام ) : أحضرنيه، فأحضره، فتكلّم معه بالسنديّة، ثمّ أقبل يحاجّه، وينقله من شي ء إلي شي ء - بالسنديّة - في النصرانيّة، فسمعنا السنديّ يقول بالسنديّة: بثطي بثطي بثطلة.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : قد وحّد اللّه بالسنديّة.

ثمّ كلّمه في عيسي ومريم ( عليهماالسلام ) ، فلم يزل يدرجه من حال إلي حال، إلي أن قال بالسنديّة: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، ثمّ رفع منطقة كانت عليه، فظهر من تحتها زنّار (1)في وسطه فقال: اقطعه أنت بيدك يا ابن رسول

اللّه! فدعا الرضا ( عليه السلام ) بسكّين فقطعه.

ثمّ قال لمحمّد بن الفضل الهاشميّ: خذ السنديّ إلي الحمّام فطهّره، واكسه وعياله، واحملهم جميعاً إلي المدينة.

فلمّا فرغ من مخاطبة القوم قال: قد صحّ عندكم صدق ما كان محمّد بن الفضل يلقي عليكم عنّي؟

فقالوا بأجمعهم: نعم، واللّه قد بان لنا منك فوق ذلك أضعافاً مضاعفة، وقد ذكر لنا محمّد بن الفضل: أنّك تحمل إلي خراسان.

فقال ( عليه السلام ) : صدق محمّد، إلّا أنّي أُحمَل مكرماً معظّماً مبجّلاً.

قال محمّد بن الفضل: فشهد له الجماعة بالإمامة، وبات عندنا تلك الليلة، فلمّا أصبح ودّع الجماعة، وأوصاني بما أراد ومضي، وتبعته أُشيّعه حتّي إذا صرنا في وسط القرية عدل عن الطريق، فصلّي أربع ركعات.

ص:136


1- الزُنّار: حزام يشدّه النصرانيّ علي وسطه. المعجم الوسيط: 403.

ثمّ قال: يا محمّد! انصرف في حفظ اللّه، غمضّ طرفك.

فغمضته، ثمّ قال: افتح عينيك؛ ففتحتهما، فإذا أنا علي باب منزلي بالبصرة! ولم أر الرضا ( عليه السلام ) .

قال: وحملت السنديّ وعياله إلي المدينة في وقت الموسم.

قال محمّد بن الفضل: كان فيما أوصاني به الرضا ( عليه السلام ) في وقت منصرفه من البصرة، أن قال لي: صر إلي الكوفة، فاجمع الشيعة هناك، وأعلمهم أنّي قادم عليهم، وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكريّ.

فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) قادم عليهم.

فأنا يوماً عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بي سلام خادم الرضا ( عليه السلام ) ، فعلمت أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد قدم، فبادرت إلي دار حفص بن عمير، فإذا هو في الدار، فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: احتشد لي في طعام تصلحه للشيعة.

فقلت: قد احتشدت وفرغت ممّا يحتاج إليه.

فقال ( عليه السلام ) : الحمد للّه علي توفيقك.

فجمعنا الشيعة، فلمّا أكلوا قال: يا محمّد! انظر من بالكوفة من المتكلّمين، والعلماء فأحضرهم، فأحضرناهم.

فقال لهم الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أُريد أن أجعل لكم حظّاً من نفسي، كما جعلت لأهل البصرة، وإنّ اللّه قد أعلمني كلّ كتاب أنزله،

ثمّ أقبل علي جاثليق، وكان معروفاً بالجدل والعلم، والإنجيل، فقال:

يا جاثليق! هل تعرف لعيسي صحيفة فيها خمسة أسماء يعلّقها في عنقه، إذا كان بالمغرب فأراد المشرق فتحها، فأقسم علي اللّه باسم واحد من الخمسة أن تنطوي له الأرض، فيصير من المغرب إلي المشرق، ومن المشرق إلي المغرب في لحظة؟

فقال الجاثليق: لا علم لي بها، وأمّا الأسماء الخمسة، فقد كانت معه بلا شكّ،

ص:137

ويسأل اللّه بها، أو بواحد منها، فيعطيه اللّه جميع ما يسأله.

قال ( عليه السلام ) : اللّه أكبر، إذ لم تنكر الأسماء! فأمّا الصحيفة فلا يضرّ أقررت بها، أوأنكرت، اشهدوا علي قوله.

ثمّ قال: يا معاشر الناس! أليس أنصف الناس من حاجّ خصمه بملّته وبكتابه، وبنبيّه وشريعته؟

قالوا: نعم.

قال الرضا ( عليه السلام ) : فاعلموا أنّه ليس بإمام بعد محمّد، إلّا من قام بما قام به محمّد حين يفضي الأمر إليه، ولا تصلح الإمامة إلّا لمن حاجّ الأُمم بالبراهين للإمامة.

فقال رأس الجالوت: وما هذا الدليل علي الإمام؟

قال ( عليه السلام ) : أن يكون عالماً بالتوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن الحكيم، فيحاجّ أهل التوراة بتوراتهم، وأهل الإنجيل بإنجيلهم، وأهل القرآن بقرآنهم، وأن يكون عالماً بجميع اللغات، حتّي لا يخفي عليه لسان واحد، فيحاجّ كلّ قوم بلغتهم، ثمّ يكون مع هذه الخصال تقيّاً نقيّاً من كلّ دنس، طاهراً من كلّ عيب، عادلاً، منصفاً، حكيماً، رؤوفاً، رحيماً، حليماً، غفوراً، عطوفاً، صدوقاً، بارّاً، مشفقاً، أميناً، مأموناً، راتقاً، فاتقاً.

فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) ؟

فقال ( عليه السلام ) : ما أقول في إمام شهدت أُمّة محمّد قاطبة، بأنّه كان أعلم أهل زمانه!

قال: فما تقول في موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ؟

قال ( عليه السلام ) : كان مثله.

قال: فإنّ الناس قد تحيّروا في أمره.

قال ( عليه السلام ) : إنّ موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، عمّر برهة من دهره، فكان يكلّم الأنباط

ص:138

بلسانهم، ويكلّم أهل خراسان بالدريّة، وأهل الروم بالروميّة، ويكلّم العجم بألسنتهم، وكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصاري، فيحاجّهم بكتبهم وألسنتهم.

فلمّا نفدت مدّته وكان وقت وفاته، أتاني مولي برسالته يقول: يا بنيّ! إنّ الأجل قد نفد، والمدّة قد انقضت، وأنت وصيّ أبيك، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا كان وقت وفاته، دعا عليّاً وأوصاه، ودفع إليه الصحيفة التي كان فيها الأسماء التي خصّ اللّه بها الأنبياء، والأوصياء.

ثمّ قال: يا عليّ! ادن منّي، فدنا منه، فغطّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رأس عليّ ( عليه السلام ) بملاءته، ثمّ قال له: أخرج لسانك، فأخرجه فختمه بخاتمه، ثمّ قال: يا عليّ! اجعل لساني في فيك فمصّه، وابلع كلّ ما تجد في فيك.

ففعل عليّ ( عليه السلام ) ذلك، فقال له: إنّ اللّه قد فهّمك ما فهّمني، وبصّرك ما بصّرني، وأعطاك من العلم ما أعطاني، إلّا النبوّة، فإنّه لا نبيّ بعدي.

ثمّ كذلك إماماً بعد إمام.

فلمّا مضي موسي علمت كلّ لسان، وكلّ كتاب، وما كان وما سيكون بغير تعلّم، وهذا سرّ الأنبياء أودعه اللّه فيهم، والأنبياء أودعوه إلي أوصيائهم، ومن لم يعرف ذلك ويحقّقه، فليس هو علي شي ء، ولا قوّة إلّا باللّه (1) .

ص:139


1- الخرائج والجرائح: 341/1 ح 6، عنه البحار: 73/49 ح 1، ومدينة المعاجز: 200/7 ح 2265، وح 2266، وقِطَعٌ منه في إثبات الهداة: 194/1 ح 104، و196 ح 105، و613 ح 632، و129/2 ح 561، و243/3 ح 64، و300 ح 137، وح 138، وح 139، ونور الثقلين: 79/2 ح 295، و444/5 ح 60، والأنوار البهيّة: 198 س 3. الصراط المستقيم: 195/2 ح 5، و196 ح 6. الثاقب في المناقب: 186 ح 171. قطعة منه في (علائم إمامته) و(ما رواه عن أبيه موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ) و(إنّ الصادق ( عليه السلام ) أعلم اهل زمانه) و(إنّ الكاظم ( عليه السلام ) كان أعلم أهل زمانه) و(وجود اسم النبيّ والأئمّ ( عليهم السلام ) : في التوراة والإنجيل والزبور) و(سورة الجنّ: 26/72 و 27) و( إنّه ( عليه السلام ) عالم بالتوراة والإنجيل) و(تكلّمه ( عليه السلام ) بألسنة مختلفة) و(مشاورة الحكّام معه في عصره) و(علّة ابتداء الكلام بالسلام) و(إخباره ( عليه السلام ) بالوقايع الآتية) و(النصّ علي إمامته عن أبيه الكاظم ( عليهماالسلام ) ) و(عنده جميع ما كان للنّبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) و(طيّ الارض له ( عليه السلام ) إلي البصرة والكوفة).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي الصبّاح بن نصر الهنديّ و العمران الصابيّ:

1 - ابن شهرآشوب ؛ : ممّا أجاب ( عليه السلام ) بحضرة المأمون لصبّاح بن نصر الهنديّ، وعمران الصابيّ عن مسائلهما، قال عمران: العين نور مركّبة، أم الروح تبصر الأشياء من منظرها؟

قال ( عليه السلام ) : العين شحمة، وهو البياض والسواد، والنظر للروح، دليله أنّك تنظر فيه فتري صورتك في وسطه، والإنسان لا يري صورته إلّا في ماء، أومرآة، وما أشبه ذلك؛

قال صبّاح: فإذا عميت العين، كيف صارت الروح قائمة، والنظر ذاهب؟

قال ( عليه السلام ) : كالشمس طالعة يغشاها الظلام.

قال: أين تذهب الروح؟

قال ( عليه السلام ) : أين يذهب الضوء الطالع من الكوّة (1) في البيت إذا سدّت الكوّة؟

قال: أوضح لي؛

قال ( عليه السلام ) : الروح مسكنها في الدماغ، وشعاعها منبثّ في الجسد بمنزلة الشمس دارتها في السماء، وشعاعها منبسط علي الأرض، فإذا غابت الدائرة فلا شمس، وإذا

ص:140


1- الكوّة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء والضوء. المعجم الوسيط: 806.

قطع الرأس فلا روح.

قالا: فما بال الرجل يلتحي دون المرأة؟

قال ( عليه السلام ) : زيّن اللّه الرجال باللحي، وجعلها فضلاً يستدلّ بها علي الرجال من النساء.

قال عمران: ما بال الرجل إذا كان مؤنّثاً، والمرأة إذا كانت مذكّرة؟

قال ( عليه السلام ) : علّة ذلك، أنّ المرأة إذا حملت، وصار الغلام في الرحم موضع الجارية كان مؤنّثاً، وإذا صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكّرة، وذلك أنّ موضع الغلام في الرحم ممّا يلي ميامنها، والجارية ممّا يلي مياسرها، وربّما ولدت المرأة ولدين في بطن واحد، فإن عظم ثدياها جميعاً تحمل توأمين، وإن عظم أحد ثدييها كان ذلك دليلاً علي أنّه تلد واحد، إلّا أنّه إذا كان الثدي الأيمن أعظم، كان المولود ذكراً، وإذا كان الأيسر أعظم، كان المولود أُنثي، وإذا كانت حاملاً، فضمر (1) ثديها الأيمن، فإنّها تسقط غلاماً، وإذا ضمر ثديها الأيسر، فإنّها تسقط

أُنثي، وإذا ضمرا جميعاً تسقطهما جميعاً.

قالا: من أيّ شي ء الطول والقصر في الإنسان؟

فقال ( عليه السلام ) : من قبل النطفة، إذا خرجت من الذكر فاستدارت جاء القصر، وإن استطالت جاء الطول.

قال صبّاح: ما أصل الماء؟

قال ( عليه السلام ) : أصل الماء خشية اللّه، بعضه من السماء، ويسلكه في الأرض ينابيع، وبعضه ماء عليه الأرضون، وأصله واحد عذب فرات.

ص:141


1- ضَمُرَ: هُزِلَ وقَلَّ لَحْمُه. المعجم الوسيط: 543.

قال: فكيف منها عيون نفط وكبريت، ومنها قار (1) وملح، وأشبه ذلك؟

قال ( عليه السلام ) : غيّره الجوهر، وانقلبت كانقلاب العصير خمراً، وكما انقلبت الخمر فصارت خلاًّ، وكما يخرج من بين فرث ودم لبناً خالصاً.

قال: فمن أين أخرجت أنواع الجواهر؟

قال ( عليه السلام ) : انقلبت منها كانقلاب النطفة علقة، ثمّ مضغة، ثمّ خلقه مجتمعة مبنيّة علي المتضادّات الأربع.

قال عمران: إذا كانت الأرض خلقت من الماء، والماء البارد رطب، فكيف صارت الأرض باردة يابسة؟

قال ( عليه السلام ) : سلبت النداوة، فصارت يابسه.

قال: الحرّ أنفع أم البرد؟

قال ( عليه السلام ) : بل الحرّ أنفع من البرد، لأنّ الحرّ من حرّ الحياة، والبرد من برد الموت، وكذلك السموم القاتلة، الحارّ منها أسلم وأقلّ ضرراً من السموم الباردة.

وسألاه عن علّة الصلاة؟

فقال ( عليه السلام ) : طاعة أمرهم بها، وشريعة حملهم عليها، وفي الصلاة توقير له وتبجيل، وخضوع من العبد إذا سجد، والإقرار بأنّ فوقه ربّاً يعبده، ويسجد له.

وسألاه عن الصوم؟

فقال ( عليه السلام ) : امتحنهم بضرب من الطاعة، كيما ينالوا بها عنده الدرجات، ليعرفهم فضل ما أنعم عليهم من لذّة الماء، وطيب الخبز، وإذا عطشوا يوم صومهم، ذكروا يوم العطش الأكبر في الآخرة، وزادهم ذلك رغبة في الطاعة.

وسألاه لِمَ حرّم الزنا؟

ص:142


1- القار: مادّة سوداء تطلي بها السفن، يقال بالفارسيّة: قير.

قال ( عليه السلام ) : لما فيه من الفساد، وذهاب المواريث، وانقطاع الأنساب، لا تعلم المرأة في الزنا مَن أحبلها، ولا المولود يعلم مَن أبوه، ولا أرحام موصولة، ولاقرابة معروفة (1).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي أبي قرّة المحدّث صاحب شبرمة في التوحيد:

1 - أبو منصور الطبرسيّ ؛ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام، حتّي بلغ سؤاله إلي التوحيد، فقال له: أخبرني جعلني اللّه فداك، عن كلام اللّه لموسي ( عليه السلام ) ؟

فقال: اللّه أعلم ورسوله بأيّ لسان كلّمه، بالسريانيّة أم بالعبرانيّة؟

فأخذ أبو قرّة بلسانه فقال: إنّما أسألك عن هذا اللسان؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! عمّا تقول! ومعاذ اللّه! أن يشبه خلقه، أويتكلّم بمثل ما هم به متكلّمون، ولكنّه تبارك وتعالي ليس كمثله شي ء، ولاكمثله قائل، ولا فاعل.

قال: كيف ذلك؟ قال ( عليه السلام ) : كلام الخالق لمخلوق، ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولا يلفظ بشقّ فم ولسان، ولكن يقول له: «كن»، فكان بمشيّته ما خاطب به موسي ( عليه السلام ) من الأمر والنهي، من غير تردّد في نفس.

فقال أبو قرّة: فما تقول في الكتب؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وكلّ كتاب أُنزل، كان كلام اللّه أنزله للعالمين نوراً وهدي، وهي كلّها محدثة، وهي غير اللّه، حيث

ص:143


1- المناقب: 353/4 س 18. عنه البحار: 111/6 ح 6، و335/57 ح 8. قطعة منه في (علّة تحريم الزنا) و(علّة الصلاة) و(علّة الصوم).

يقول: ( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) (1) وقال: ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) (2) ، واللّه أحدث الكتب كلّهاالذي أنزلها.

فقال أبو قرّة: فهل تفني؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أجمع المسلمون علي أنّ ما سوي اللّه فان، وما سوي اللّه فعل اللّه، والتوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، فعل اللّه، ألم تسمع الناس يقولون: «ربّ القرآن»، وأنّ القرآن يقول يوم القيامة: «يا ربّ هذا فلان - وهو أعرف به منه - قد أظمأت نهاره، وأسهرت ليله، فشفّعني فيه»، وكذلك التوراة، والإنجيل، والزبور، وهي كلّها محدثة مربوبة، أحدثها من ليس كمثله شي ء، هدي لقوم يعقلون، فمن زعم أنّهنّ لم يزلن معه، فقد أظهر أنّ اللّه ليس بأوّل قديم، ولاواحد، وأنّ الكلام لم يزل معه، وليس له بدؤ، وليس بإله.

قال أبو قرّة: وإنّا روينا: أنّ الكتب كلّها تجي ء يوم القيامة، والناس في صعيد واحد صفوف قيام لربّ العالمين، ينظرون حتّي ترجع فيه، لأنّها منه، وهي جزء منه، فإليه تصير.

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فهكذا قالت النصاري في المسيح: إنّه روحه وجزء منه، ويرجع فيه، وكذلك قالت المجوس في النار والشمس: إنّهما جزء منه ويرجع فيه، تعالي ربّنا أن يكون متجزّياً أو مختلفاً، وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّي، لأنّ كلّ متجزٍّ متوهّم، والكثرة والقلّة مخلوقة دالّة علي خالق خلقها.

فقال أبو قرّة: فإنّا روينا: أنّ اللّه قسّم الرؤية والكلام بين نبيّين، فقسّم لموسي ( عليه السلام ) الكلام، ولمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الرؤية.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فمن المبلّغ عن اللّه إلي الثقلين، الجنّ والإنس أنّه لاتدركه

ص:144


1- طه: 113/20.
2- الأنبياء: 2/21.

الأبصار، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، أليس محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟

قال: بلي.

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فكيف يجي ء رجل إلي الخلق جميعاً، فيخبرهم أنّه جاء من عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلي اللّه بأمر اللّه ويقول: إنّه لا تدركه الأبصار، ولايحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعينيّ، وأحطت به علماً، وهو علي صورة البشر، أما تستحيون؟

ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتي عن اللّه بأمر، ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر.

فقال أبو قرّة: إنّه يقول: ( وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَي ) (1)؛

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ بعد هذه الآية مايدلّ علي ما رأي، حيث قال: ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي ) (2)؛ يقول: ما كذب فؤاد محمّد ) ( صلي الله عليه وآله وسلم )

ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما رأت عيناه فقال: ( لَقَدْ رَأَي مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي ) (3) ، فآيات اللّه غير اللّه، وقال: ( وَلَايُحِيطُونَ بِهِ ي عِلْمًا) (4)، فإذا رأته الأبصار، فقد أحاط به العلم، ووقعت المعرفة.

فقال أبو قرّة: فتكذب بالرواية؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذّبتها، وما أجمع المسلمون عليه: إنّه لا يحاط به علماً، ولا تدركه الأبصار، وليس كمثله شي ء.

وسأله عن قول اللّه: ( سُبْحَنَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ ي لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا)

ص:145


1- النجم: 13/53.
2- النجم: 11/53.
3- النجم: 18/53.
4- طه: 110/20.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قد أخبر اللّه تعالي: أنّه أسري به، ثمّ أخبر: لِمَ أسري به فقال: ( لِنُرِيَهُ و مِنْ ءَايَتِنَآ) (1) فآيات اللّه غير اللّه، فقد

أعذر وبيّن لِمَ فعل به ذلك، وما رآه، وقال ( عليهم السلام ) ( فَبِأَيِ ّ حَدِيثِ م بَعْدَ اللَّهِ وَءَايَتِهِ ي يُؤْمِنُونَ ) (2) فأخبر أنّه غير اللّه.

فقال أبو قرّة: فأين اللّه؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : الأين مكان، وهذه مسألة شاهدٍ عن غايب، فاللّه تعالي ليس بغائب، ولا يقدمه قادم، وهو بكلّ مكان موجود، مدبّر صانع، حافظ ممسك السماوات والأرض.

فقال أبو قرّة: أليس هو فوق السماء دون ما سواها؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : هو اللّه في السماوات وفي الأرض، وهو الذي في السماء إله، وفي الأرض إله، وهو الذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء، وهو معكم أينما كنتم، وهو الذي استوي إلي السماء وهي دخان، وهو الذي استوي إلي السماء فسوّاهنّ سبع سماوات، وهو الذي استوي علي العرش، قد كان ولا خلق، وهو كما كان إذ لا خلق، لم ينتقل مع المنتقلين.

فقال أبو قرّة: فما بالكم إذ دعوتم رفعتم أيديكم إلي السماء؟

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ اللّه استعبد خلقه بضروب من العبادة، وللّه مفازع يفزعون إليه، ومستعبد فاستعبد عباده بالقول، والعلم والعمل والتوجّه، ونحو ذلك، استعبدهم بتوجّه الصلاة إلي الكعبة، ووجّه إليها الحجّ والعمرة، واستعبد خلقه عند الدعاء والطلب والتضرّع، ببسط الأيدي ورفعها إلي السماء لحال الاستكانة، وعلامة العبوديّة، والتذلّل له.

ص:146


1- الإسراء: 1/17.
2- الجاثية: 6/45.

قال أبو قرّة: فمَن أقرب إلي اللّه، الملائكة، أو أهل الأرض؟

قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن كنت تقول بالشبر والذراع، فإنّ الأشياء كلّها باب واحد هي فعله، لا يشتغل ببعضها عن بعض، يدبّر أعلي الخلق من حيث يدبّر أسفله، ويدبّر أوّله من حيث يدبّر آخره من غير عناء، ولا كلفة، ولا مؤونة، ولامشاورة، ولا نصب، وإن كنت تقول مَن أقرب إليه في الوسيلة؟ فأطوعهم له، وأنتم تروون: أنّ أقرب ما يكون العبد إلي اللّه وهو ساجد؛

ورويتم: أنّ أربعة أملاك التقوا أحدهم من أعلي الخلق، وأحدهم من أسفل الخلق، وأحدهم من شرق الخلق، وأحدهم من غرب الخلق، فسأل بعضهم بعضاً، فكلّهم قال: «من عند اللّه»، أرسلني بكذا وكذا.

ففي هذا دليل علي أنّ ذلك في المنزلة دون التشبيه والتمثيل.

فقال أبو قرّة: أتقرّ أنّ اللّه محمول؟

فقال أبو الحسن: كلّ محمول مفعول، ومضاف إلي غيره محتاج، فالمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل، وهو فاعل، وهو في اللفظ ممدوح، وكذلك قول القائل: فوق، وتحت، وأعلي، وأسفل، وقد قال اللّه تعالي: ( وَلِلَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا) (1) ولم يقل في شي ء من كتبه أنّه محمول؛ بل هو الحامل في البرّ والبحر، والممسك للسماوات والأرض، والمحمول ما سوي اللّه، ولم نسمع أحداً آمن باللّه وعظّمه قطّ، قال في دعائه: «يا محمول».

قال أبو قرّة: أفتكذب بالرواية: إنّ اللّه إذا غضب يعرف غضبه الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله علي كواهلهم (2) ، فيخرّون سجّداً، فإذا ذهب الغضب

خفّ، فرجعوا إلي مواقفهم؟

ص:147


1- الأعراف: 180/7.
2- الكاهل من الإنسان: ما بين كَتِفه أو مَوصل العُنُق في الصلب. المعجم الوسيط: 803.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني عن اللّه تبارك وتعالي منذ لعن إبليس إلي يومك هذا، وإلي يوم القيامة، فهو غضبان علي إبليس وأوليائه، أو عنهم راض؟

فقال: نعم، هو غضبان عليه.

قال ( عليه السلام ) : فمتي رضي فخفّ، وهو في صفتك لم يزل غضباناً عليه، وعلي أتباعه؟ ثمّ قال: ويحك! كيف تجتري أن تصف ربّك بالتغيّر من حال إلي حال، وأنّه يجري عليه ما يجري علي المخلوقين؟ سبحانه! لم يزل مع الزائلين، ولم يتغيّر مع المتغيّرين.

قال صفوان: فتحيّر أبو قرّة، ولم يُحِر جواباً، حتّي قام وخرج (1).

- احتجاجه ( عليه السلام ) علي الفضل بن سهل بحضرة المأمون:

1 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : روي العيّاشيّ في تفسيره بالإسناد عن الأشعث بن حاتم قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا ( عليه السلام ) والفضل بن سهل والمأمون في أيوان الحبريّ بمرو، فوضعت المائدة، فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رجلاً من بني

ص:148


1- الاحتجاج: 373/2 ح 285. عنه البحار: 152/4 ح 4، وقِطَعٌ منه في: 343/10 ح 5، ونور الثقلين: 575/1 ح 681، و752 ح 215، و396/3 ح 124، و412 ح 6، ووسائل الشيعة: 47/7 ح 8684. الكافي: 95/1 ح 2، و130 ح 2، قِطَعٌ منه في نور الثقلين: 103/2 ح 373، و153/5 ح 33، و157 ح 52، و405 ح 27، والبرهان: 546/1 ح 3، والوافي: 378/1 ح 300، و498 ح 397، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 178/1 ح 123، التوحيد: 110 ح 9. عنه البحار: 36/4 ح 14، ونور الثقلين: 194/5 ح 36. روضة الواعظين: 41 س 20. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 125/1 ح 23، و198 ح 155. قطعة منه في (سورة الجاثية: 6/45) و(سورة الإسراء: 1/17) و(سورة النجم: 11/53، و13، و18) و(سورة الأعراف: 180/7) و(سورة الأنبياء: 2/21) و(سورة طه: 113/20، و110) و(إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) هو المبلّغ إلي الثقلين).

إسرائيل سألني بالمدينة فقال: النهار خلق قبل أم الليل، فما عندكم؟

قال: فأداروا الكلام، فلم يكن عندهم في ذلك شي ء.

فقال الفضل للرضا ( عليه السلام ) : أخبرنا بها أصلحك اللّه.

قال ( عليه السلام ) : نعم، من القرآن أم من الحساب؟

قال له الفضل: من جهة الحساب.

فقال: قد علمت يا فضل! أنّ طالع الدنيا السرطان، والكواكب في مواضع شرّفها، فزحل في الميزان، والمشتري في السرطان، والشمس في الحمل، والقمر في الثور، فذلك يدلّ علي كينونة الشمس في الحمل، في العاشر من الطالع، في وسط السماء، فالنهار خلق قبل الليل، وفي قوله تعالي: ( لَاالشَّمْسُ يَنم-بَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَاالَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) (1) أي قد سبقه النهار(2).

ص:149


1- يس: 40/36.
2- مجمع البيان: 425/4 س 12، عنه نور الثقلين: 387/4 ح 53، والبرهان: 11/4 ح 2، عنه وعن كتاب النجوم، البحار: 226/54 ح 187 فرج المهموم: 95 س 5. البحار: 162/55 ح 20، عن كتاب النجوم للسيّد بن طاووس. المناقب لابن شهرآشوب: 353/4 س 8، قطعة منه. قطعة منه في (سورة يس: 40/36).

الفصل الثاني: مكاتيبه ورسائله ( عليه السلام ) :

اشاره:

وفيه موضوعان

(أ) - كتبه ( عليه السلام ) إلي أفراد معيّنة

اشاره:

وفيه تسعة وثمانون شخصاً

- إلي ابنه الجواد ( عليهماالسلام ) :

1 - العيّاشيّ ؛ : عن محمّد بن عيسي بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتاباً ينسخ، فسألت عنه؟ فقالوا: كتاب الرضا إلي ابنه ( عليهماالسلام ) من خراسان. فسألتهم أن يدفعوه إليّ، فدفعوه إليّ، فإذا فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم أبقاك اللّه طويلاً، و أعاذك من عدوّك يا ولدي! فداك أبوك!

قد فسّرت لك مالي، و أنا حيّ سويّ رجاء أن يمنّك [اللّه ] بالصلة لقرابتك، ولموالي موسي و جعفر رضي اللّه عنهما.

فأمّا سعيدة، فإنّها امرأة قويّ الحزم في النحل و الصواب، في رقّة الفطر، وليس ذلك كذلك.

قال اللّه: ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَعِفَهُ و لَهُ و أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصسُ طُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (1).

ص:150


1- البقرة: 245/2.

وقال: ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ي وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ و فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَل-هُ اللَّهُ ) (1).

وقد أوسع اللّه عليك كثيراً، يا بنيّ! فداك أبوك! لايستر (2) في الأُمور بحسبها فتحظّي حظّك، والسلام (3).

2 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...إبراهيم بن أبي محمود قال: دخلت علي أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي كتب إليه من أبيه، فجعل يقرأها، ويضع كتاباً كبيراً علي عينيه ويقول: خطّ أبي واللّه، ويبكي حتّي سالت دموعه علي خدّيه...(4).

3 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : حمدويه، قال: حدّثنا أبو سعيد الآدميّ، عن محمّد بن مرزبان، عن محمّد بن سنان، قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) وجع العين! فأخذ قرطاساً فكتب إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) (5)، وهو أقلّ من نيّتي (6).

فدفع الكتاب إلي الخادم، وأمرني أن أذهب معه، وقال: اكتم!

فأتيناه وخادم قد حمله.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر ( عليه السلام ) .

ص:151


1- الطلاق: 7/65.
2- في البرهان: لا تستردّني، و في البحار: لا تستر دوني الأمور لحبّها فتخطي ء حظّك.
3- تفسير العيّاشيّ: 131/1، ح 436، عنه البرهان: 234/1، ح 5، والبحار: 103/50، ح 18. قطعة منه في (موّدته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ) و(دعاؤه لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) ) و(سورة الطلاق: 7/65) و(سورة البقرة: 245/2).
4- رجال الكشّيّ: 567، ح 1073. يأتي الحديث بتمامه في ف 10 رقم 3432.
5- في إثبات الهداة: أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) .
6- في تنقيح المقال: وهو أوّل ما بدأ، وفي البحار: وهو أقلّ من يدي.

فجعل أبو جعفر ( عليه السلام ) ينظر في الكتاب ويرفع رأسه إلي السماء، ويقول ناج (1) ، ففعل ذلك مراراً.

فذهب كلّ وجع في عيني، وأبصرت بصراً، لايبصره أحد، قال: فقلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : جعلك اللّه شيخاً علي هذه الأُمّة، كما جعل عيسي بن مريم شيخاً علي بني إسرائيل! قال: ثمّ قلت له: يا شبيه صاحب فطرس!

قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا ( عليه السلام ) أن أكتم.

فما زلت صحيح البصر حتّي أذعت ما كان من أبي جعفر ( عليه السلام ) في أمر عيني، فعاودني الوجع...(2).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

ص:152


1- في دلائل الإمامة: باح، باح، وفي إثبات الوصيّة: قال محمّد بن سنان: فلّما فرغ من قرائته حرّك رجليه علي ظهر موفّق، وقال: تاخ، تاخ، وفي الهداية الكبري: باخ، باخ، حكاية لما يقوله إذا ناغي....
2- رجال الكشّيّ: 582، ح 1092، و583، ح 1093 وفيه: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ومحمّد بن سنان جميعاً قالا:.... بتفاوت واختصار، عنه البحار: 67/50، ح 44، وتنقيح المقال: 127/3، س 16، و الأنوار البهيّة: 253، س 7، والبحار: 66/50، ح 43. دلائل الإمامة: 402، ح 361: حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد اللّه قال: حدّثنا جعفر [بن محمّد] بن مالك الفرازيّ قال: حدّثني عليّ بن يونس الخزّاز، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنت أنا، ومحمّد بن سنان، وصفوان، وعبد اللّه بن المغيرة، عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...، بتفاوت واختصار، عنه إثبات الهداة: 346/3، ح 67، ومدينة المعاجز: 341/7، ح 2370. إثبات الوصيّة: 210، س 18، عن عبد الرحمن بن جعفر الحميريّ، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن سنان قال: كُنَّا مع الرضا ( عليه السلام ) ...، بتفاوت واختصار. الهداية الكبري: 300، س 17، مرسلاً وبتفاوت. إثبات الهداة: 349/3، ح 82، عن قرب الإسناد باختصار - ولم نعثر عليه - . قطعة منه في (الأمر بكتمان المعجزات).

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي جميعاً، عن ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن [الرضا] إلي أبي جعفر ( عليهماالسلام ) : ياأبا جعفر! بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فإنّما ذلك من بخل منهم، لئلاّينال منك أحد خيراً.

وأسألك (1) بحقّي عليك، لايكن مدخلك و مخرجك إلّا من الباب الكبير. فإذا ركبت، فليكن معك (2) ذهب و فضّة، ثمّ لايسألك أحد شيئاً إلّا أعطيته. ومن سألك من عمومتك أن تبرّه فلاتعطه أقلّ من خمسين ديناراً والكثير إليك.

ومن سألك من عمّاتك فلاتعطها أقلّ من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك.

إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك اللّه، فأنفق و لاتخش من ذي العرش إقتاراً(3).

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن موسي بن الحسن،

ص:153


1- في العيون: فأسألك.
2- في العيون: منك.
3- الكافي: 43/4، ح 5. عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) : 8/2، ح 20، بتغيير آخر لم نذكره في المتن، عنه البحار: 102/50، ح 16، باختلاف يسير، و 121/93، ح 24، باختلاف يسير، ووسائل الشيعة: 463/9، ح 12504، والأنوار البهيّة: 263، س 11. قطعة منه في (موعظته في عدم جواز ردّ السائل) و(مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في المعاشرة مع الأقارب).

عن السيّاريّ، عن عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه قال: كتب أبو الحسن ( عليه السلام ) من خراسان إلي المدينة: لاتسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر، فإنّه رديّ للرجال.

وفسّره السيّاريّ عن عبيد اللّه أنّه يكره للرجال، فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكّر (1).

6 - الراونديّ ؛ : عن محمّد بن ميمون، أنّه كان مع الرضا ( عليه السلام ) بمكّة قبل خروجه إلي خراسان قال: قلت له: إنّي أُريد أن أتقدّم إلي المدينة، فاكتب معي كتاباً إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فتبسّم وكتب، فصرت إلي المدينة، وقد كان ذهب بصري، فأخرج الخادم أبا جعفر ( عليه السلام ) إلينا يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال ( عليه السلام ) لموفّق الخادم: فضّه وانشره.

ففضّه ونشره بين يديه، فنظر فيه، ثمّ قال لي: يا محمّد! ماحال بصرك (2) ؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! اعتلّت عيناي، فذهب بصري كما تري.

فقال: أُدن منّي، فدنوت منه، فمدّ يده فمسح بها علي عيني، فعاد إليّ بصري كأصحّ ماكان. فقبّلت يده ورجله، وانصرفت من عنده، وأنا بصير(3).

ص:154


1- الكافي: 307/6، ح 13. عنه البحار: 284/63، ح 29، ووسائل الشيعة: 25/ 19، ح 31026، أشار إليه. قطعة منه في (مراقبته لابنه الجواد ( عليهماالسلام ) في الأكل والشرب)، و(أكل السويق بالسكّر) و(التداوي بالسويق).
2- في الثاقب: ما أصاب بصرك.
3- ( الخرائج والجرائح: 372/1، ح 1. عنه إثبات الهداة: 338/3، ح 24، باختصار، و البحار: 46/50، ح 20، ومدينة المعاجز: 372/7، ح 2381، وحلية الأبرار: 540/4، ح 4. كشف الغمّة: 365/2، س 8. الثاقب في المناقب: 525، ح 462 و200، ح 177، بتفاوت. الصراط المستقيم: 199/2، ح 1. إثبات الوصيّة: 263، س 12 باختلاف.
- إلي أبان بن محمّد:

1 - الكراجكي ؛ : قال: حدّثني أبان بن محمّد قال: كتبت إلي الإمام الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) : جعلت فداك، قد شككت في إيمان أبي طالب.

قال: فكتب ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم، أمّا بعد فمن يبتغ غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّي، إنّك إن لم تقرّ بإيمان أبي طالب، كان مصيرك إلي النار (1).

- إلي إبراهيم بن أبي البلاد:

1 - ابن حمزة الطوسيّ ؛ : عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: كان لي جار يشرب المسكر، وينتهك ما اللّه به أعلم.

قال: فذكرته للرضا ( عليه السلام ) وكان له محبّاً...

قال: فانصرفت، فإذا أنا بكتاب منه قد أتاني فيه حوائج له، فأمرني أن أشتريها بستّين ديناراً...

فلمّا كان من الليل إذا أنا برجل جاءني سكران...

قال: فأخرج يدك وخذ هذه الصرّة، وابعث بها إلي مولاي لينفقها في الحاجة،

ص:155


1- كنز الفوائد: 80 س 3، عنه البحار: 110/35 ح 40، وضمن ح 41، و156 س 17، مرسلاً وبتفاوت. الصراط المستقيم: 336/1 س 12. قطعة منه في (إيمان أبي طالب).

وما يقدر أن يتكلّم من السكر، فأخذت ما أعطاني وانصرفت، فنظرت وزنها فإذا هي ستّون ديناراً...

فاشتريت حوائجه، وكتبت إليه بفعل الرجل فكتب: هذا من ذلك (1).

- إلي إبراهيم بن أبي سمّاك:

1 - الصفّار؛ : حدّثنا معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي سمّاك، قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّا قد روّينا عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : أنّ الإمام لا يغسّله إلّا الإمام، وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟

فكتب إليّ: أنّ الذي بلغك هو الحقّ.

قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت له: أبوك من غسّله، ومن وليه؟

فقال: لعلّ الذين حضروه أفضل من الذين تخلّفوا عنه.

قلت: ومن هم؟

قال: حضروه الذين حضروا يوسف ملائكة اللّه ورحمته (2).

- إلي إبراهيم بن سفيان:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : روي الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن سفيان قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : امرأة طافت طواف الحجّ، فلمّا كانت في الشوط السابع اختصرت فطافت في الحجر، وصلّت ركعتي الفريضة، وسعت

ص:156


1- الثاقب في المناقب: 493 ح 422. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 396.
2- مختصر بصائر الدرجات: 13، س 19. عنه البحار: 288/27، ح 1. قطعة منه في (أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام).

وطافت طواف النساء، ثمّ أتت مني.

فكتب ( عليه السلام ) : تعيد (1).

2 - الشيخ الصدوق ؛ : كتب إبراهيم بن سفيان (2) إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : المحُرم يغسل يده بأشنان فيه الأذخر.

فكتب ( عليه السلام ) : لاأُحبّه لك (3).

- إلي إبراهيم بن شعيب:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : نصر بن الصبّاح قال: حدّثني إسحاق بن محمّد، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن أحمد بن محمّد بن مطر، وزكريّا اللؤلؤيّ قالا: قال إبراهيم بن شعيب: كنت جالساً في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جانبي رجل من أهل المدينة، فحادثته مليّاً، وسألني: من أنت؟

فأخبرته: أنّي رجل من أهل العراق.

قلت له: ممّن أنت؟

قال: مولي لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

فقلت له: لي إليك حاجة؛

ص:157


1- من لايحضره الفقيه: 249/2 ح 1199، عنه وسائل الشيعة: 357/13 ح 17941. قطعة منه في (حكم من طاف واجباً فاختصر في الحجر).
2- غير مذكور في الكتب، روي الصدوق عنه عن أبي الحسن، والرضا ( عليهماالسلام ) ، الفقيه: 224/2 ح 1048 و249 ح 1199.
3- من لايحضره الفقيه: 224/2 ح 1048، عنه وسائل الشيعة: 457/12 ح 16770، والوافي: 619/12 ح 12747. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم غسل الُمحرم يده بأشنان فيه الأذخر).

قال: وماهي؟

قلت: توصل لي إليه رقعة؛

قال: نعم، إذا شئت.

فخرجت وأخذت قرطاساً، وكتبت فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي.

قال: ثمّ ختمت الكتاب ودفعته إليه، فلمّا كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته، فإذا أسفل من الكتاب (1) بخطّ رديّ:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا إبراهيم! إنّ من آبائك شعيباً وصالحاً، وإنّ من أبنائك محمّداً وعليّاً، وفلانة وفلانة، غير أنّه زاد اسماً لانعرفها.

قال: فقال له بعض أهل المجلس: اعلم أنّه كما صدّقك في غيرها، فقد صدّقك فيها فابحث عنها (2).

2 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...عليّ بن خطّاب وكان واقفيّاً، قال:... إبراهيم بن شعيب وكان واقفيّاً مثله، قال: كنت في مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وإلي جنبي إنسان ضخم أدم، فقلت له: ممّن الرجل؟

فقال: مولي لبني هاشم، قلت: فمَن أعلم بني هاشم؟

قال: الرضا ( عليه السلام ) ، قلت: فماباله لايجي ء عنه، كما يجي ء عن آبائه؟

قال: فقال لي: ماأدري ماتقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلّا يسيراً حتّي

ص:158


1- في البحار: فإذا في أسفل من الكتاب.
2- رجال الكشّيّ: 470 رقم 896، عنه البحار: 65/49 ح 82. المناقب لابن شهرآشوب: 371/4 س 9، قطعة منه وبتفاوت. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) باسم آباء رجل وأبناءه).

جاءني بكتاب فدفعه إليّ، فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد، فإذا فيه: يا إبراهيم! إنّك نجل من آبائك، وإنّ لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان، حتّي عدّهم بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة، حتّي عدّ جميع البنات بأسمائهنّ.

قال: وكانت بنت تلقّب بالجعفريّة، قال: فخطّ علي اسمها، فلمّا قرأت الكتاب قال لي: هاته، قلت: دعه، قال: لا، أُمرت أن آخذه منك....(1).

- إلي إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ

(2).

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ (3) قال: وكتب ( عليه السلام )

ص:159


1- رجال الكشّيّ: 469 رقم 895. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 383.
2- كان الرجل من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : ، رجال الطوسيّ: 368 رقم 16، و397 رقم 2، و409 رقم 8. واستظهر المحقّق التستري من الكشّيّ: 608، رقم 1131، أوّلاً كونه وكيلاً عن ناحية أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ومن قبله ثمّ استدرك وقال: صريح الشيخ في غيبته: 257، و25، كونه وكيل الناحية ( عليه السلام ) إلّا أنّ اقتصاره في رجاله علي عدّه من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : غريب، كما أنّ بقائه من زمان الرضا ( عليه السلام ) إلي عصر المهدي ( عليه السلام ) بعيد. قاموس الرجال: 292/1 و295 رقم 205. والظاهر أنّ المراد من النضر في قوله ( عليه السلام ) : «كتبت إلي النضر» هو النضر بن محمّد الهمداني من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 425 رقم 1، الذي عدّه ابن شهر آشوب من ثقات أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ، كما أنّ الظاهر أنّ المراد من أيّوب في قوله ( عليه السلام ) : «وكتبت إلي أيّوب»، هو أيّوب بن نوح بن درّاج الذي كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمّد ( عليهماالسلام ) . رجال النجاشي: 102 رقم 254. وعدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : وله روايات عن أبي الحسن الرضا وأبي الحسن الثالث، وكان للرجل مكاتبة إلي الإمام ( عليه السلام ) في سنة 248، رجال الكشّيّ: 527 رقم 1009، وإلي أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، تهذيب الأحكام: 57/8، ح 186، وإلي أبي الحسن ( عليه السلام ) . تهذيب الأحكام: 207/7، ح 910 و912. فعلي هذا يمكن أن يستظهر كون الكاتب هو أبو الحسن الهادي أو أبو جعفر الثاني ( عليهماالسلام ) وإن كان الأوّل أظهر.
3- كان الرجل من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : ، رجال الطوسيّ: 368 رقم 16، و397 رقم 2، و409 رقم 8. واستظهر المحقّق التستري من الكشّيّ: 608، رقم 1131، أوّلاً كونه وكيلاً عن ناحية أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ومن قبله ثمّ استدرك وقال: صريح الشيخ في غيبته: 257، و25، كونه وكيل الناحية ( عليه السلام ) إلّا أنّ اقتصاره في رجاله علي عدّه من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : غريب، كما أنّ بقائه من زمان الرضا ( عليه السلام ) إلي عصر المهدي ( عليه السلام ) بعيد. قاموس الرجال: 292/1 و295 رقم 205. والظاهر أنّ المراد من النضر في قوله ( عليه السلام ) : «كتبت إلي النضر» هو النضر بن محمّد الهمداني من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 425 رقم 1، الذي عدّه ابن شهر آشوب من ثقات أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) ، كما أنّ الظاهر أنّ المراد من أيّوب في قوله ( عليه السلام ) : «وكتبت إلي أيّوب»، هو أيّوب بن نوح بن درّاج الذي كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمّد ( عليهماالسلام ) . رجال النجاشي: 102 رقم 254. وعدّه الشيخ من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : وله روايات عن أبي الحسن الرضا وأبي الحسن الثالث، وكان للرجل مكاتبة إلي الإمام ( عليه السلام ) في سنة 248، رجال الكشّيّ: 527 رقم 1009، وإلي أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، تهذيب الأحكام: 57/8، ح 186، وإلي أبي الحسن ( عليه السلام ) . تهذيب الأحكام: 207/7، ح 910 و912. فعلي هذا يمكن أن يستظهر كون الكاتب هو أبو الحسن الهادي أو أبو جعفر الثاني ( عليهماالسلام ) وإن كان الأوّل أظهر.

إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة بكذا، فبارك لك فيه، وفي جميع نعمة اللّه عليك.

وقد كتبت إلي النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرّض لك وخلافك، وأعلمته موضعك عندي.

وكتبت إلي أيّوب، أمرته بذلك أيضاً، وكتبت إلي مواليّ بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك، والمصير إلي أمرك، وأن لاوكيل لي سواك (1).

ص:160


1- رجال الكشّيّ: 611، ح 1136. عنه البحار: 108/50، ح 30. تنقيح المقال: 33/1، س 1. قطعة منه في (كتابه ( عليه السلام ) إلي أيّوب) و(إلي النضر)، و(إلي مواليه بهمدان)، وف 3، ب 3 (مدح إبراهيم بن محمّد الهمداني)، وب 4 (وكلائه ( عليه السلام ) )، وف 5، ب 6 (وجوب إيصال الخمس إلي الإمام ( عليه السلام ) )، وف 6، ب 2 (دعاؤه ( عليه السلام ) لإبراهيم بن محمّد الهمداني ولجماعة).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمّد، عن عليّ بن مهزيار، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ، ومحمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن عيسي، عن إبراهيم الهمدانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) وسألته عن امرأة آجرت ضيعتها عشر سنين علي أن تعطي الأجرة في كلّ سنة عند انقضائها، لايقدم لها شي ء من الأجرة مالم يمض الوقت، فماتت قبل ثلاث سنين أو بعدها، هل يجب علي ورثتها إنفاذ الإجارة إلي الوقت؟ أم تكون الإجارة منتقضة بموت المرأة؟

فكتب ( عليه السلام ) : إن كان لها وقت مسمّي لم يبلغ فماتت، فلورثتها تلك الإجارة، فإن لم تبلغ ذلك الوقت وبلغت ثلثه، أو نصفه أو شيئاً منه، فيعطي ورثتها بقدر مابلغت من ذلك الوقت إن شاءاللّه (1).

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : سهل، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : أقرأني عليّ بن مهزيار (2)كتاب

أبيك ( عليه السلام ) فيما أوجبه علي أصحاب الضياع نصف السدس بعد المؤونة، وأنّه ليس علي من لم تقم ضيعته بمؤونته نصف السدس، ولاغير ذلك؛ فاختلف من قبلنا في ذلك؛

فقالوا: يجب علي الضياع الخمس بعد المؤونة، مؤونة الضيعة وخراجها، لامؤونة الرجل وعياله.

ص:161


1- الكافي: 270/5 ح 2. تهذيب الأحكام: 207/7 ح 912، بتفاوت، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 136/19 ح 24311. قطعة منه في ف 5، ب 14، (حكم انقضاء الإجارة بموت الموجر)، وب 18، (حكم ارث أجرة العين المستأجرة بعد موت الموجر).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه ( عليه السلام ) إليه.

فكتب ( عليه السلام ) : بعد مؤونته ومؤونة عياله، و [بعد] خراج السلطان (1).

4 - الشيخ الصدوق ؛ : في توقيعات الرضا ( عليه السلام ) إلي إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ: إنّ الخمس بعد المؤونة (2).

5 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ؛ ، عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ (3) قال: كتبت إلي الرجل يعني أبا الحسن ( عليه السلام ) : أنّ من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد.

فمنهم من يقول: جسم.

ومنهم من يقول: صورة.

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: سبحان من لايحدّ ولايوصف، ليس كمثله شي ء وهو السميع العليم - أو قال: البصير - (4).

ص:162


1- الكافي: 547/1 ح 24، عنه الوافي: 320/10 ح 9636. الاستبصار: 55/2 ح 183، بتفاوت، عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 500/9 ح 12582. تهذيب الأحكام: 123/4 ح 354، بتفاوت، عنه الوافي: 321/10 ح 9637، والبرهان: 85/2 ح 24. قطعة منه في ف 5، ب 6، (إخراج الخمس بعد المؤونة).
2- من لايحضره الفقيه: 22/2 ح 80، عنه وسائل الشيعة: 508/9 ح 12598، والوافي: 321/10 ح 9638. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم إخراج الخمس بعد المؤونة).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه ( عليه السلام ) إليه.
4- التوحيد: 100 ح 9، عنه البحار: 294/3 ح 17. الكافي: 102/1 ح 5، عنه نور الثقلين: 559/4 ح 17. قطعة منه في ف 4، ب 1، (صفات اللّه).

6 - الشيخ الصدوق ؛ : روي عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ (1) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : رجل كتب كتاباً بخطّه ولم يقل لورثته هذه وصيّتي، ولم يقل إنّي قد أوصيت، إلّا أنّه كتب كتاباً فيه ما أراد أن يوصي به، هل يجب علي ورثته القيام بما في الكتاب بخطّه، ولم يأمرهم بذلك؟

فكتب ( عليه السلام ) : إن كان له ولد، ينفذون كلّ شي ء يجدون في كتاب أبيهم في وجه البرّ أو غيره (2).

7 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عمر بن عليّ بن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ (3) قال: كتبت إليه: يسقط علي ثوبي الوبر والشعر ممّا لايؤكل لحمه من غير تقيّة، ولاضرورة؟

فكتب ( عليه السلام ) : لايجوز الصلاة فيه (4).

ص:163


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه علیه السلام إليه.
2- من لايحضره الفقيه: 146/4 ح 507. تهذيب الأحكام: 242/9 ح 936، وفيه: محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عمر بن عليّ، عن إبراهيم بن محمّد الهمداني، عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 372/19 ح 24790، والوافي: 30/24 ح 23607. عوالي اللئالي: 269/3 ح 4. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم جواز الوصيّة بالكتابة).
3- تقدّمت ترجمته في رقم...
4- الاستبصار: 384/1، ح 1455. التهذيب: 209/2، ح 819. عنه وعن الاستبصار ووسائل الشيعة: 346/4، ح 5347، و387، ح 5457. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في ثوب عليه وبر ما لايؤكل لحمه).
- إلي أبي الأسد:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: قرأت في كتاب أبي الأسد إلي أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، وقرأته بخطّه، سأله ماتفسير قوله تعالي: ( وَلَاتَأْكُلُواْ أَمْوَلَكُم بَيْنَكُم بِالْبَطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَآ إِلَي الْحُكَّامِ ) (1).

قال: فكتب ( عليه السلام ) إليه بخطّه: الحكّام القضاة. قال: ثمّ كتب تحته: هو أن يعلم الرجل أنّه ظالم، فيحكم له القاضي فهو غير معذور في أخذه، ذلك الذي حكم له إذا كان قد علم أنّه ظالم (2).

- إلي أبي طاهر بن حمزة:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أبي طاهر بن حمزة (3) ، أنّه كتب إليه: مدين أوقف ثمّ مات صاحبه، وعليه دين لايفي ماله إذا وقف.

ص:164


1- البقرة: 188/2.
2- تهذيب الأحكام: 219/6 ح 518، عنه وسائل الشيعة: 15/27 ح 33087، والبرهان: 188/1 ح 3. تفسير العيّاشيّ: 85/1 ح 206، عنه البحار: 265/101 ح 12، ونور الثقلين: 176/1 ح 613. قطعة منه في (صفات القاضي) و(سورة البقرة: 188/2).
3- قال النجاشي: أبو طاهر بن حمزة بن اليسع أخو أحمد، روي عن الرضا وعن أبي الحسن الثالث ( عليهماالسلام ) . رجال النجاشي: 460، رقم 1256. فالظاهر أنّ المكتوب إليه هو الرضا أو أبو الحسن الثالث ( عليهماالسلام ) .

فكتب ( عليه السلام ) : يباع وقفه في الدين (1)

(2) .

- إلي أبي محمّد المصريّ:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ، عن محمّد بن الوليد بن يزيد الكرمانيّ، عن أبي محمّد المصريّ قال: قدم أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) فكتبت إليه أسأله الإذن في الخروج إلي مصر أتّجر إليها؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: أقم ما شاء اللّه.

قال: فأقمت سنتين، ثمّ قدم الثالثة، فكتبت إليه أستأذنه؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اخرج مباركاً لك، صنع اللّه لك، فإنّ الأمر يتغيّر.

قال: فخرجت فأصبت بها خيراً، ووقع الهرج ببغداد، فسلمت من تلك الفتنة (3) .

ص:165


1- نقول: رواها بعينها أحمد بن حمزة، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، من لايحضره الفقيه: 239/4 ح 5571، وتهذيب الأحكام: 144/9 ح 48. قال النجاشيّ: أبو طاهر بن حمزة بن اليسع أخو أحمد، روي عن الرضا وعن أبي الحسن الثالث ( عليهماالسلام ) ، رجال النجاشي: 460 رقم 1256. فالظاهر أنّ المكتوب إليه هو الرضا أو أبو الحسن الثالث ( عليهماالسلام ) .
2- تهذيب الأحكام: 138/9 ح 576. عنه وسائل الشيعة: 189/19 ح 24411، والوافي: 552/10 ح 10099. قطعة منه في ف 5، ب 11، (بيع الوقف لأداء الدين).
3- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 222/2 ح 41، عنه مدينة المعاجز: 90/7 ح 2193، والبحار: 43/49 ح 33، وإثبات الهداة: 275/3 ح 78. دلائل الإمامة: 364 ح 316، عنه مدينة المعاجز: 27/7 ح 2125. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية).
- إلي أيّوب

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وكتب ( عليه السلام ) إليّ:...وقد كتبت إلي النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرّض لك وخلافك، وأعلمته موضعك عندي...وكتبت إلي أيّوب، أمرته بذلك أيضاً...(1) .

- إلي أحمد بن الحلال:

1 - الصفّار؛ : حدّثنا موسي بن عمر، عن أحمد بن الحلال قال: سمعت الأخرس بمكّة يذكر الرضا ( عليه السلام ) فنال منه، قال: فدخلت مكّة، فاشتريت سكّيناً فرأيته فقلت: واللّه لأقتلنّه إذا خرج من المسجد؛

فأقمت علي ذلك فما شعرت إلّا برقعة أبي الحسن ( عليه السلام ) :

بسم اللّه الرحمن الرحيم، بحقّي عليك لمّا كففت عن الأخرس، فإنّ اللّه ثقتي، وهو حسبي (2) .

بسم اللّه الرحمن الرحيم، بحقّي عليك لمّا كففت عن الأخرس، فإنّ اللّه ثقتي، وهو حسبي (3) .

ص:166


1- رجال الكشّيّ: 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2403.
2- بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 272 ح 6، عنه إثبات الهداة: 295/3 ح 125، والبحار: 47/49 ح 44، و274 ح 22، ومدينة المعاجز: 39/7 ح 2138. قطعة منه في (إخباره عمّا في الضمير) و(نهيه ( عليه السلام ) عن قتل المخالف).
3- بصائر الدرجات، الجزء الخامس: 272 ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2413.
- إلي أحمد بن عمر الحلاّل:

1 - الشيخ حسن بن سليمان الحلّيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي أحمد بن عمر الحلال في جواب كتابته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية! سألت عن الإمام إذا مات بأيّ شي ء يعرف الإمام الذي بعده، الإمام له علامات:

منها أن يكون أكبر ولده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الركب المدينة قالوا: إلي من أوصي فلان؟

قالوا: إلي فلان بن فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، فكونوا مع ا لسلاح أينما كان (1) .

- إلي أحمد بن محمّد بن أبي نصر:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: نسخت من كتاب بخطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) : فلان مولاك توفّي ابن أخ له، وترك أُمّ ولد له ليس لها ولد، فأوصي لها بألف، هل تجوز الوصيّة؟ وهل يقع عليها عتق؟ وما حالها؟ رأيك فدتك نفسي!

فكتب ( عليه السلام ) : تعتق في الثلث، ولها الوصيّة (2) .

ص:167


1- مختصر بصائر الدرجات: 8 س 16. تقدّم الحديث بتمامه في (علامات الإمام).
2- الكافي: 29/7، ح 1. عنه وعن الفقيه والتهذيب، الوافي: 112/24، ح 23744. قرب الإسناد: 388، ح 1363، وفيه: قال أحمد بن محمّد بن أبي نصر: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ... تهذيب الأحكام: 224/9، ح 877. عنه وعن الكافي، وقرب الإسناد، وسائل الشيعة: 415/19، ح 24867. من لا يحضره الفقيه: 160/4، ح 560. قطعة منه في (حكم الوصيّة لأمّ الولد)، و(حكم عتق أُمّ ولد مات مولاها).
- إلي أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ:

1 - العيّاشيّ ؛ : عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كتب إليّ: إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمنّا آمن، قال اللّه: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (1) ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ) (2) الآية؛

فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يفرض علينا الجواب (3) .

2 - العيّاشيّ ؛ : عن أحمد بن محمّد قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عافانا اللّه وإيّاك أحسن عافية! إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف، وإذا أمنّا أمن؛ قال اللّه: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (4) ؛ قال: ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ) (5) الآية؛

ص:168


1- الأنبياء: 7/21.
2- التوبة: 122/9.
3- تفسير العيّاشيّ: 117/2 ح 160، عنه نور الثقلين: 284/2 ح 412، و59/3 ح 103، والبرهان: 173/2 ح 10. قطعة منه في (في معني الشيعة) و(سورة التوبة: 122/9).
4- الأنبياء: 7/21.
5- التوبة: 122/9.

فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يفرض علينا الجواب، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا، إيّاكم وذاك! فإنّه إنّما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم؛ قال اللّه: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتَسْئَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (1) (2).

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) كتاباً، فكان في بعض ما كتبت: قال اللّه عزّوجلّ: ( فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (3)؛

وقال اللّه عزّوجلّ: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (4) فقد فرضت عليهم المسألة، ولم يفرض عليكم الجواب؟

قال ( عليه السلام ) : قال اللّه تبارك وتعالي: ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ ) (5) (6).

ص:169


1- المائدة: 101/5.
2- تفسير العيّاشيّ: 261/2 ح 33، و346/1 ح 212، قطعة منه، عنه البحار: 221/1 ح 2، و183/23 ح 45، ووسائل الشيعة: 76/27 ح 33241، قطعة منه، ونور الثقلين: 681/1 ح 404، والبرهان: 506/1 ح 3. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في النهي عن كثرة السؤال) و(سورة المائدة: 101/5) و(سورة التوبة: 122/9) و(سورة الأنبياء: 7/21).
3- الأنبیاء:7 /21.
4- التوبة: 122/9.
5- القصص: 50/28.
6- الكافي: 212/1 ح 9، عنه نور الثقلين: 56/3 ح 96، والوافي: 529/3 ح 1054. قطعة منه في (سورة القصص: 50/28).

4 - الحميريّ ؛ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وكتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أسأله عن خصيّ تزوّج امرأة، ثمّ طلّقها بعد مادخل بها، وهما مسلمان، فسأل عن الزوج أله أن يرجع عليها بشي ء من المهر؟ وهل عليها عدّة؟ فلم يكن عندنا فيها شي ء، فرأيك فدتك نفسي؟

فكتب ( عليه السلام ) : هذا لا يصلح (1).

5 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: كنت شاكّاً في أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه كتاباً أسأله فيه الإذن عليه، وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها!

قال: فأتاني جواب ما كتبت به إليه: عافانا اللّه وإيّاك، أمّا ما طلبت من الإذن عليّ فإنّ الدخول إليّ صعب، وهؤلاء قد ضيّقوا عليّ في ذلك، فلست تقدر عليه الآن، وسيكون إن شاء اللّه.

وكتب ( عليه السلام ) بجواب ما أردت أن أسأله عنه عن الآيات الثلاث في الكتاب، ولا واللّه، ما ذكرت له منهنّ شيئاً، ولقد بقيت متعجّباً لما ذكرها في الكتاب، ولم أدر أنّه جوابي إلّا بعد ذلك، فوقفت علي معني ما كتب به ( عليه السلام ) (2).

ص:170


1- قرب الإسناد: 388 ح 1361، عنه البحار: 355/100 ح 42، ووسائل الشيعة: 228/21 ح 26959. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم مهر المرأة التي طلّقها الخصيّ بعد الدخول بها).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 212/2 ح 18، عنه إثبات الهداة: 268/3 ح 56. عنه وعن الثاقب، مدينة المعاجز: 66/7 ح 2168، عنه وعن المناقب، البحار: 36/49 ح 17. الثاقب في المناقب: 477 ح 401. قطعة منه في (علمه بالغائب).

6 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، قال: قرأت كتاب أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : أبلغ شيعتنا (1) أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة.

قال: فقلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ألف حجّة؟!

قال: إي واللّه! ألف ألف حجّة لمن زاره عارفاً بحقّه (2).

7 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد (3) قال: سألته عن وقت صلاة الظهر والعصر؟

ص:171


1- في الكامل: شيعتي، وكذا في أمالي الصدوق.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 257/2، ح 10، عنه الأنوار البهيّة: 242، س 12. ثواب الأعمال: 123، ح 3. التهذيب: 85/6، ح 168. أمالي الصدوق: 61، المجلس 15 ح 9، و104، المجلس 25 ح 3. من لايحضره الفقيه: 349/2، ح 599، مرسلاً. بشارة المصطفي: 22، س 15، عنه وعن الأمالي والعيون و ثواب الأعمال والتهذيب، وسائل الشيعة: 566/14، ح 19835. كامل الزيارات: 510، ح 794، عنه مستدرك الوسائل: 358/10، ح 12181. عنه وعن العيون وثواب الأعمال والأمالي، البحار: 33/99، ح 4 و 6. جامع الأخبار: 29، س 18 و32، س 6. روضة الواعظين: 257، س 9. مصباح الزائر: 389، س 5. قطعة منه في (فضل زيارة الرضا ( عليه السلام ) ).
3- تقدّمت ترجمته في (جهاد العدوّ - أحكام الأرضين).

فكتب ( عليه السلام ) : قامة للظهر وقامة للعصر (1).

8 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر - وهو من آل مهران - وكانوا يقولون بالوقف، وكان علي رأيهم، فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل؛

فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي: ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ) (2) ؛ وقوله: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ ) (3) ؛ وقوله: ( إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن

يَشَآءُ) (4) .

قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها، ولم أذكرها في كتابي إليه، فلمّا وصل الجواب، أنسيت ماكنت أضمرته فقلت: أيّ شي ء هذا من جوابي؟ ثمّ ذكرت أنّه ما أضمرته (5).

ص:172


1- التهذيب: 21/2، ح 61. الاستبصار: 248/1، ح 890. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 144/4، ح 4752. قطعة منه في ف 5، ب 3 (وقت صلاة الظهر والعصر).
2- الزخرف: 40/43.
3- الأنعام: 125/6.
4- القصص: 56/28.
5- الغيبة: 71 ح 76، عنه إثبات الهداة: 293/3 ح 118، عنه وعن الخرائج والجرائح، البحار: 48/49 ح 46، ولكن لم نعثر عليه في الخرائج المطبوع. المناقب لابن شهرآشوب: 336/4 س 15، مختصراً وبتفاوت، عنه مدينة المعاجز: 224/7 ح 2276، وإثبات الهداة: 312/3 ح 194. قطعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بما في الضمير) و(سورة الأنعام: 125/6) و(سورة القصص: 56/28) و(سورة الزخرف: 40/43).

9 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: نسخت من كتاب بخطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) : رجل أوصي لقرابته بألف درهم، وله قرابة من قبل أبيه وأُمّه، ماحدّ القرابة يعطي من كان بينه قرابة، أو لها حدّ ينتهي إليه، رأيك فدتك نفسي؟

فكتب ( عليه السلام ) : إن لم يسمّ، أعطاها قرابته (1).

10 - الراونديّ ؛ : إنّ أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: إنّي كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليه السلام ) ، وأشكّ في الرضا ( عليه السلام ) ، فكتبت إليه أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهمّ (المسائل) إليّ، فجاء الجواب عن جميعها؛ ثمّ قال ( عليه السلام ) : وقد نسيت ما كان أهمّ المسائل عندك...(2).

- إلي أحمد بن محمّد بن عيسي بن يزيد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسي بن يزيد (3) قال: كتبت: جعلت لك الفداء! تعلّمني ماالفائدة وماحدّها؟

ص:173


1- تهذيب الأحكام: 215/9 ح 748، عنه الوافي: 153/24 ح 23810، عنه وعن قرب الإسناد، وسائل الشيعة: 401/19 ح 24844. قرب الإسناد: 388 ح 1362، بتفاوت، عنه البحار: 202/100 ح 3. قطعة منه في (حكم من أوصي لقرابته).
2- الخرائج والجرائح: 662/2 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3 رقم 644.
3- قال السيّد الخوئيّ: وفي بعض النسخ أحمد بن محمّد بن عيسي، عن يزيد، ولايبعد صحّة تلك النسخة، وأحمد بن محمّد بن عيسي هو الأشعريّ، معجم رجال الحديث: 318/2، رقم 904. أقول: وأمّا يزيد فلم نجد له ترجمة في الكتب الرجاليّة. قال السيّد البروجردي ( قدس سره ) : لم يعلم طبقته، الموسوعة الرجاليّة: 394/4. وأمّا أحمد بن محمّد بن عيسي عدّه من أصحاب الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) : : رجال الطوسيّ: 366 رقم 3، و397 رقم 6، و409 رقم 3. وروي عن أبي جعفر الثاني وعليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) : معجم رجال الحديث: 318/2، رقم 904. فعلي هذا الظاهر: أنّ المكتوب إليه أبو جعفر الثاني أو الرضا ( عليهماالسلام ) .

رأيك - أبقاك اللّه تعالي - أن تمنّ ببيان ذلك، لكيلا أكون مقيماً علي حرام لاصلاة لي ولاصوم.

فكتب ( عليه السلام ) : الفائدة ممّا يفيد إليك في تجارة من ربحها، وحرث بعد الغرام أوجائزة (1).

- إلي إسماعيل بن سهل:

1 - الراوندي ؛ : عن إسماعيل بن سهل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : علّمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة.

فكتب إليّ: أكثر تلاوة ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) (2) ورطّب شفتيك

بالاستغفار (3).

ص:174


1- الكافي: 545/1، ح 12. عنه الوافي: 309/10، ح 9614، ووسائل الشيعة: 12585 503/9. قطعة منه في ف 5، ب 6 (مايجب فيه الخمس ومالايجب).
2- القدر: 1/97.
3- الدعوات: 49 ح 121، عنه البحار: 284/90 ضمن ح 30. تقدّم الحديث أيضاً في (فضل تلاوة سورة القدر) و(موعظته ( عليه السلام ) في الاستغفار).
- إلي إسماعيل بن مهران:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن حدّ الوجه؟

فكتب ( عليه السلام ) : من أوّل الشعر إلي آخر الوجه وكذلك الجبينين (1)

(2).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن محمّد، ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : ذكر أصحابنا أنّه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر، وإذا غربت دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة إلّا أنّ هذه قبل هذه في السفر والحضر، وإنّ وقت المغرب إلي ربع الليل.

فكتب ( عليه السلام ) : كذلك الوقت، غير أنّ وقت المغرب ضيّق، وآخر وقتها ذهاب الحمرة ومصيرها إلي البياض في أفق المغرب (3).

ص:175


1- في التهذيب: الجبينين حينئذ.
2- الكافي: 28/3 ح 4. عنه الوافي: 279/6 ح 4289. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 404/1 ح 1049. تهذيب الأحكام: 55/1 ح 155. قطعة منه في (حدّ غسل الوجه في الوضوء).
3- الكافي: 281/3 ح 16، عنه وسائل الشيعة: 130/4 ح 4711، و186 ح 4870، تهذيب الأحكام: 260/2 ح 1037، عنه وعن الكافي، الوافي: 276/7 ح 5895. الاستبصار: 270/1 ح 976، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 188/4 ح 4874. قطعة منه في (وقت صلاة الظهرين والعشاءين).
- إلي أيّوب بن يقطين:

1 - السيّد ابن طاووس ؛ : بإسنادنا إلي جدّي أبي جعفر الطوسيّ، بإسناده إلي عليّ بن الحسن بن فضّال من كتاب الصيام.

ورواه أيضاً ابن أبي قرّة في كتابه، واللفظ واحد، فقالا معاً عن أيّوب بن يقطين، أنّه كتب إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يسأله أن يصحّح له هذا الدعاء، فكتب إليه: نعم، وهو دعاء أبي جعفر ( عليه السلام ) بالأسحار في شهر رمضان قال أبي ( عليه السلام ) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند اللّه، وسرعة إجابته لصاحبها، لاقتتلوا عليه ولو بالسيوف، واللّه يختصّ برحمته من يشاء.

وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو حلفت لبررت، أنّ اسم اللّه الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتم فاجتهدوا في الدعاء، فإنّه من مكنون العلم، واكتموه إلّا من أهله، وليس من أهله المنافقون، والمكذّبون، والجاحدون، وهو دعاء المباهلة: تقول: «اللّهمّ! إنّي أسألك من بهائك بأبهاه وكلّ بهائك بهيّ، اللّهمّ! إنّي أسألك ببهائك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من جمالك بأجمله وكلّ جمالك جميل، اللّهمّ! إنّي أسألك بجمالك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من عظمتك بأعظمها وكلّ عظمتك عظيمة، اللّهمّ! إنّي أسألك بعظمتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من نورك بأنوره وكلّ نورك نيّر، اللّهمّ! إنّي أسألك بنورك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من كلماتك بأتّمها وكلّ كلماتك تامّة، اللّهمّ! إنّي أسألك بكلماتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من كمالك بأكمله وكلّ كمالك كامل، اللّهمّ! إنّي أسألك بكمالك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من أسمائك بأكبرها وكلّ أسمائك كبيرة، اللّهمّ! إنّي أسألك بأسمائك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من عزّتك بأعزّها وكلّ عزّتك عزيزة، اللّهمّ! إنّي أسألك بعزّتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من مشيّتك بأمضاها وكلّ مشيّتك

ص:176

ماضية، اللّهمّ! إنّي أسألك بمشيّتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها علي كلّ شي ء وكلّ قدرتك مستطيلة، اللّهمّ! إنّي أسألك بقدرتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من علمك بأنفده وكلّ علمك نافذ، اللّهمّ! إنّي أسألك بعلمك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من قولك بأرضاه وكلّ قولك رضيّ، اللّهمّ! إنّي أسألك بقولك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من مسائلك بأحبّها إليك وكلّ مسائلك إليك حبيبة، اللّهمّ! إنّي أسألك بمسائلك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك من شرفك بأشرفه وكلّ شرفك شريف، اللّهمّ! إنّي أسألك بشرفك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من سلطانك بأدومه وكلّ سلطانك دائم، اللّهمّ! إنّي أسألك بسلطانك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من ملكك بأفخره وكل ملكك فاخر، اللّهمّ! إنّي أسألك بملكك كلّه، اللّهمّ! إنّي أسألك من علوّك بأعلاه وكلّ علوّك عال، اللّهمّ! إنّي أسألك بعلوّك كلّه،. اللّهمّ! إنّي أسألك من منّك بأقدمه وكلّ منّك قديم، اللّهمّ! إنّي أسألك من آياتك بأكرمها وكلّ آياتك كريمة، اللّهمّ! إنّي أسألك بآياتك كلّها، اللّهمّ! إنّي أسألك بما أنت فيه من الشأن والجبروت وأسألك بكلّ شأن وحده وجبروت وحدها، اللّهمّ! إنّي أسألك بما تجيبني به حين أسألك، فأجبني يا اللّه! وافعل بي كذا وكذا». وتذكر حاجتك، فإنّه تُعطاها إن شاء اللّه تعالي (1).

- إلي بكر بن صالح:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد

ص:177


1- إقبال الأعمال: 345 س 12. عنه البحار: 93/95 س 22. قطعة منه في (ما رواه عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ).

بن خالد، عن بكر بن صالح (1) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) إني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين، وذلك أنّ أهلي كرهت ذلك وقالت: إنّه يشتدّ عليّ تربيتهم لقلّة الشي ء، فماتري؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: أطلب الولد، فإنّ اللّه عزّوجلّ يرزقهم (2).

- إلي جعفر بن عيسي بن عبيد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن جعفر الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل، عن جعفر بن عيسي (3) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، المرأة تموت فيدّعي أبوها أنّه كان أعارها بعض ماكان عندها من متاع وخدم، أتقبل دعواه بلابيّنة؟ أم لاتقبل دعواه إلّا ببيّنة؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه: يجوز بلابيّنة.

ص:178


1- عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، قائلاً: بكر بن صالح الضبي الرازي مولي، وأخري فيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) : ، قائلاً: بكر بن صالح الرازي، رجال الطوسيّ: 370 رقم 2، و457 رقم 3. وعدّه البرقيّ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال البرقيّ: 55. وأمّا النجاشيّ فقد قال: بكر بن صالح الرازي، مولي بني ضبة، روي عن أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، رجال النجاشيّ: 109 رقم 276.
2- الكافي: 3/6 ح 7. مكارم الأخلاق: 214 س 15، وفيه: كتبت إلي أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، عنه البحار: 84/101 ح 43. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) في طلب الولد).
3- عدّه الشيخ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 370، رقم 2، وروي الصدوق بإسناده عنه كتاباً إلي أبي الحسن يعني عليّ بن محمّد (عليهماالسلام ) ، في دعوي زوج المرأة الميتة متاعاً أوغيره، من لايحضره الفقيه: 64/3، ح 214.

قال: وكتبت إليه (1) : إن ادّعي زوج المرأة الميتة، أو أبو زوجها، أو أُمّ زوجها في متاعها، أو [في ] خدمها مثل الذي ادّعي أبوها من عارية بعض المتاع، أوالخدم، أتكون في ذلك بمنزلة الأب في الدعوي؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا (2).

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، أسأله في رجل أوصي ببعض ثلثه من بعد موته من غلّة ضيعة له إلي وصيّه، يضع نصفه في مواضع سمّاها له معلومة في كلّ سنة، والباقي من الثلث يعمل فيه بما شاء ورأي الوصيّ، فأنفذ الوصيّ ما أوصي إليه من المسمّي المعلوم؛

وقال في الباقي: قد صيّرت لفلان كذا، ولفلان كذا، ولفلان كذا في كلّ سنة،

ص:179


1- في الفقيه: كتبت إلي أبي الحسن يعني عليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) .
2- الكافي: 431/7 ح 18. من لايحضره الفقيه: 64/3 ح 214. تهذيب الأحكام: 289/6 ح 800، عنه وعن الفقيه والكافي، وسائل الشيعة: 290/27 ح 33777، وفيه: كتبت إلي أبي الحسن عليّ بن محمّد ( عليهماالسلام ) . عوالي اللئالي: 525/3 ح 27. قطعة منه في ف 5، ب 22 (حكم ما لو ادّعي الأب أو غيره أنّه أعار المرأة الميتة بعض المتاع والخدم). ) 2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أسأله عن الدوابّ التي يعمل الخزّ من وبرها، أسباع هي؟ فكتب ( عليه السلام ) : لبس الخزّ الحسين بن عليّ، ومن بعده جدّي ( عليهماالسلام ) . ( الكافي: 452/6 ح 8، عنه وسائل الشيعة: 364/4 ح 5398. قطعة منه في (حكم لبس الخزّ) و(لباس الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(لباسه - الحسين ( عليه السلام ) - ).

وفي الحجّ كذا وكذا، وفي الصدقة كذا في كلّ سنة، ثمّ بدا له في كلّ ذلك.

فقال: قد شئت الأوّل، ورأيت خلاف مشيّتي الأُولي ورأيي، أله أن يرجع فيها، ويصيّر ما صيّر لغيرهم أو ينقصهم، أو يدخل معهم غيرهم إن أراد ذلك؟

فكتب ( عليه السلام ) : له أن يفعل ما شاء، إلّا أن يكون كتب كتاباً علي نفسه (1).

4 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، جعلت فداك، المتاع يباع فيمن يزيد، فينادي عليه المنادي، فإذا نادي عليه بري ء من كلّ عيب فيه، فإذا اشتراه المشتري ورضيه ولم يبق إلّا نقده الثمن، فربّما زهد، فإذا زهد فيه ادّعي فيه عيوباً وأنّه لم يعلم بها، فيقول له المنادي: قد برئت منها، فيقول له المشتري:

لم أسمع البراءة منها، أيصدّق فلا يجب عليه الثمن، أم لايصدّق فيجب عليه الثمن؟

فكتب ( عليه السلام ) : عليه الثمن (2).

5 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن جعفر بن عيسي قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : ماتقول جعلت فداك، في الدراهم التي أعلم أنّها لا تجوز بين المسلمين إلّا بوضيعة تصير إليّ من بعضهم بغير وضيعة لجهلي به، وإنّما أخذته علي أنّه جيّد، أيجوز لي أن آخذه، وأخرجه من يدي إليه علي حدّ ماصار إليّ من قبلهم؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا يحلّ ذلك.

ص:180


1- ( الكافي: 59/7 ح 9، عنه الوافي: 78/24 ح 23686. تهذيب الأحكام: 233/9 ح 914، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 431/19 ح 24890. قطعة منه في (حكم العمل بالوصيّة).
2- تهذيب الأحكام: 66/7 ح 285، عنه وسائل الشيعة: 111/18 ح 23262. قطعة منه في (حكم ما لو ادّعي البائع بالبرائة من العيوب فأنكر المشتري).

وكتبت إليه: جعلت فداك، هل يجوز إن وصلت إليّ ردّه علي صاحبه من غير معرفته به، أو إبداله منه، وهو لا يدري أنّي أُبدّله منه وأردّه عليه؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا يجوز (1).

- إلي جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن خطّاب:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الصفّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن سليمان، عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن خطّاب (2) ، أنّه كتب إليه: يسأله عن ابن عمّ له، كانت له جارية تخدمه، فكان يطأها، فدخل يوماً منزله فأصاب فيها رجلاً يخدمه فاستراب بها، فهدّد الجارية، فأقرّت أنّ الرجل فجر بها، ثمّ أنّها حبلت، فأتت بولد.

ص:181


1- تهذيب الأحكام: 116/7 ح 506، عنه وسائل الشيعة: 187/18 ح 23455. قطعة منه في (حكم الدراهم المغشوشة والناقصة).
2- عدّه الشيخ من أصحاب الهادي ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 411 رقم 1، وقال الأردبيلي باتّحاد من في الخبر مع ما في رجال الشيخ: جامع الرواة: 156/1، وكذا السّيد الخوئي: معجم رجال الحديث: 104/4 رقم 2248، والتستري: قاموس الرجال: 662/3 رقم 1506، وعلي هذا، فالمكتوب إليه هو الهادي ( عليه السلام ) . ولكنّ السيّد البروجرديّ (قده) قال: وفي نسخة: جعفر بن محمّد، عن إسماعيل بن الخطّاب، ترتيب أسانيد التهذيب: 321/2، كذا أورده في الموسوعة: 187/7، وإسماعيل بن الخطّاب من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) كما في رجال الشيخ: 148 رقم 107، وأدرك الكاظم والرضا ( عليهماالسلام ) ، أيضاً الجامع في الرجال: 250/1، وبحار الأنوار: 18/49 ح 19. وعلي القول بصحّة هذا، فالمكتوب إليه هو الكاظم أو الرضا ( عليهماالسلام ) واللّه العالم.

فكتب ( عليه السلام ) : إن كان الولد لك، أو فيه مشابهة منك فلاتبعهما، فإنّ ذلك لايحلّ لك، وإن كان الابن ليس منك، ولافيه مشابهة منك فبعه وبع أُمّه (1).

- إلي الحسن بن الجهم:

1 - الحميريّ ؛ : محمّد بن عبد الحميد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم (2) قال: وكتب إليّ بعد ما انصرفت من مكّة في صفر: يحدث إلي أربعة أشهر قبلكم حدث.

فكان من أمر محمّد بن إبراهيم، وأمر أهل بغداد، وقتل أصحاب زُهَير وهزيمتهم (3).

- إلي الحسن بن الحسين الأنباري:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباري، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:

ص:182


1- الاستبصار: 367/3 ح 1313. تهذيب الأحكام: 180/8 ح 631، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 168/21 ح 26809. قطعة منه في ف 5، ب 9، (حكم من وطأ أمته ووطأها غيره فولدت).
2- تقدّمت ترجمته في (اكتحاله).
3- قرب الإسناد: 393 ح 1375، عنه البحار: 45/49 ح 40. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية).

كتبت إليه أربعة عشر سنة أستأذنه في عمل السلطان، فلمّا كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أنّي أخاف علي خبط عنقي، وأنّ السلطان يقول لي: إنّك رافضيّ، ولسنا نشكّ في أنّك تركت العمل للسلطان للرفض.

فكتب إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) : قد فهمت كتابك، وما ذكرت من الخوف علي نفسك، فإن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ تصير أعوانك وكتّابك أهل ملّتك، فإذا صار إليك شي ء واسيت به فقراء المؤمنين، حتّي تكون واحداً منهم كان ذا بذا، وإلّا، فلا (1)

- إلي الحسن بن شاذان الواسطيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : الحسين بن محمّد، ومحمّد بن يحيي جميعاً، عن محمّد بن سالم بن أبي سلمة، عن الحسن بن شاذان الواسطيّ قال:

كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم عليّ، وكانت عصابة من العثمانيّة تؤذيني.

فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه: إنّ اللّه تبارك وتعالي أخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك، فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: ( يَوَيْلَنَا مَن م بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (2) ) (3) .

ص:183


1- الكافي: 111/5 ح 4، عنه البحار: 277/49 ح 28، والوافي: 167/17 ح 17057. تهذيب الأحكام: 335/6 ح 928، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 201/17 ح 22344. قطعة منه في (حكم قبول الولاية من قبل الجائر مع الضرورة).
2- يس: 52/36.
3- الكافي: 207/8 ح 346، عنه البحار: 89/53 ح 87، ونور الثقلين: 388/4 ح 62، والوافي: 761/5 ح 2998. تأويل الآيات الظاهرة: 481 س 13، وفي ذيله من المؤلّف: يعني بسيّد الخلق القائم ( عليه السلام ) . قطعة منه في (قيام المهدي ( عليه السلام ) ) و(سورة يس: 52/36) و(موعظته ( عليه السلام ) علي الصبر في دولة الباطل).
- إلي الحسن بن العبّاس المعروفيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم،

عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار قال: كتب الحسن بن العبّاس المعروفيّ إلي الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) ، أو قال: الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام، أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه، وينزل عليه الوحي، وربما رأي في منامه نحو رؤيا إبراهيم ( عليه السلام ) .

والنبيّ ربما سمع الكلام، وربما رأي الشخص ولم يسمع، والإمام هو الذي يسمع الكلام، ولا يري الشخص (1) .

- إلي الحسن بن عليّ بن فضّال:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم،

ص:184


1- الكافي: 176/1 ح 2، عنه البحار: 41/11 ح 42، ونور الثقلين: 510/3 ح 188، والوافي: 74/2 ح 517. الاختصاص: 328 س 17. بصائر الدرجات: الجزء الثامن 389 ح 4، عنه البحار: 75/26 ح 28. قطعة منه في (الفرق بين الرسول والنبيّ والإمام).

عن الحسن بن عليّ بن فضّال (1) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) :

الرجل يسلفني في الطعام، فيجي ء الوقت وليس عندي طعام، أعطيه بقيمته دراهم؟

قال ( عليه السلام ) : نعم (2)

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال (3)قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أسأله عن الفقّاع؟

فكتب ( عليه السلام ) : ينهاني عنه (4).

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، أسأله عن الفقّاع؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) يقول: هو الخمر، وفيه حدّ شارب الخمر (5)

4 - الشيخ الصدوق ؛ : روي الحسين بن سعيد، عن ابن فضّال قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أسأله عن قوم عندنا يصلّون، ولا يصومون شهر رمضان، وربّما احتجت إليهم يحصدون لي، فإذا دعوتهم للحصاد لم يجيبوني حتّي

ص:185


1- تقدّمت ترجمته في (قصّة نقل عظام يوسف).
2- الكافي: 187/5 ح 12. تهذيب الأحكام: 30/7 ح 128. الاستبصار: 75/3 ح 253، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 306/18 ح 23728. قطعة منه في (حكم أخذ القيمة بدل الطعام بسعر الوقت).
3- تقدّمت ترجمته في (قصّة نقل عظام يوسف).
4- الكافي: 423/6 ح 5، عنه وسائل الشيعة: 362/25 ح 32130. قطعة منه في (حكم شرب الفقّاع).
5- الكافي: 424/6 ح 15. قطعة منه في (حكم شرب الفقّاع) و(حدّ شرب الفقّاع).

أُطعمهم، وهم يجدون من يطعمهم، فيذهبون إليهم ويدَعُوني، وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان؟

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه أعرفه، أطعمهم (1).

5 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن البرقيّ، عن ابن فضّال قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، في رجل كان خلف إمام يأتمّ به، فركع قبل أن يركع الإمام، وهو يظنّ أنّ الإمام قد ركع، فلمّا ركع رآه لم يركع، فرفع رأسه ثمّ أعاد الركوع مع الإمام، أيفسد عليه ذلك صلاته، أم تجوز تلك الركعة؟

فكتب ( عليه السلام ) : يتمّ صلاته، ولا يفسد ما صنع صلاته (2)

- إلي الحسن بن عليّ بن يحيي:

1 - الراونديّ ؛ : روي محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن يحيي قال: زوّدتني جارية لي ثوبين ملحمين (3) وسألتني أن أُحرم فيهما، فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة، فلمّا انتهيت إلي الوقت الذي ينبغي أن أُحرم فيه، دعوت بالثوبين

ص:186


1- من لايحضره الفقيه: 110/2 ح 469، عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 363/10 ح 13615. تهذيب الأحكام: 314/4 ح 953. قطعة منه في (حكم إطعام المفطر في شهر رمضان).
2- تهذيب الأحكام: 277/3 ح 811، و280 ح 823، عنه وسائل الشيعة: 391/8 ح 10985، والوافي: 1254/8 ح 8185. ذكري الشيعة: 275 س 7، بتفاوت. قطعة منه في (حكم رفع الرأس عن الركوع قبل الإمام).
3- المُلحَم: جنس من الثياب يختلف نوع سداه، ونوع لحمته كالصوف والقطن، أو الحرير والقطن. المعجم الوسيط: 819.

لألبسهما، ثمّ اختلج في صدري فقلت: ما أظنّه ينبغي أن أحرم فيهما، فتركتهما ولبست غيرهما.

فلمّا صرت بمكّة كتبت كتاباً إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وبعثت إليه بأشياء كانت معي، ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحّم؟

فلم ألبث أن جاءني الجواب بكلّ ما سألته عنه، وفي أسفل الكتاب: لا بأس بالملحّم أن يلبسه المحرم (1) .

- إلي الحسن بن عليّ الوشّاء الكوفيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن الوشّاء قال: كتبت إليه - يعني الرضا ( عليه السلام ) - أسأله عن الفقّاع؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) : حرام وهو خمر، ومن شربه كان بمنزلة شارب الخمر.

قال: وقال أبو الحسن الأخير (2)( عليه السلام ) : لو أنّ الدار داري، لقتلت بايعه، ولجلدت شاربه.

وقال أبو الحسن الأخير ( عليه السلام ) : حدّه حدّ شارب الخمر.

وقال ( عليه السلام ) : هي خميرة استصغرها الناس (3) .

ص:187


1- الخرائج والجرائح: 357/1 ح 11، عنه البحار: 50/49 ح 52، و141/96 ح 1، ووسائل الشيعة: 482/12 ح 16840، و كشف الغمّة: 304/2 س 21. الصراط المستقيم: 196/2 ح 8، مرسلاً وباختصار.
2- في الاستبصار: أبو الحسن، وفي التهذيب: أبو الحسن الأوّل ( عليه السلام ) .
3- الكافي: 423/6 ح 9، عنه وعن التهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 365/25 ح 32136. تهذيب الأحكام: 125/9 ح 540. الاستبصار: 95/4 ح 369. الرسائل العشر: 262 س 7، بتفاوت، عنه مستدرك الوسائل: 72/17 ح 20796، و117/18 ح 22235، قطعة منه. قطعة منه في ب 20، (حدّ شارب الفقّاع)، و(ما رواه عن أبي الحسن الأخير ( عليهماالسلام ) ).

2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال:

كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وجمعتها في كتاب ممّا روي عن آبائه ( عليهم السلام ) : وغير ذلك، وأحببت أن أثبت في أمره وأختبره، فحملت الكتاب في كمّي وصرت إلي منزله، وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب، فجلست ناحية وأنا متفكّر في طلب الإذن عليه، وبالباب جماعة جلوس يتحدّثون، فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه، إذ أنا بغلام قد خرج من الدار، في يده كتاب، فنادي أيّكم الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس البغداديّ؟

فقمت إليه فقلت: أنا الحسن بن عليّ، فما حاجتك؟

فقال: هذا الكتاب أُمرت بدفعه إليك، فهاك خذه، فأخذته، وتنحّيت ناحية فقرأته، فإذاً واللّه فيه جواب مسألة مسألة، فعند ذلك قطعت عليه، وتركت الوقف (1) .

ص:188


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 228/2 ح 1، عنه البحار: 44/49 ح 37، ومدينة المعاجز: 113/7 ح 2217، وإثبات الهداة: 279/3 ح 92. الثاقب في المناقب: 479 ح 405. الخرائج والجرائح: 767/2 ح 86. المناقب لابن شهرآشوب: 341/4 س 18 باختصار. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) عن الغائب).

3 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) غلامه ومعه رقعة فيها: ابعث إليّ بثوب من ثياب موضع كذا وكذا، من ضرب كذا.

فكتبت إليه وقلت للرسول: ليس عندي ثوب بهذه الصفة، وما أعرف هذا الضرب من الثياب، فأعاد الرسول إليّ وقال: فاطلبه.

فأعدت إليه الرسول وقلت: ليس عندي من هذا الضرب شي ء، فأعاد إليّ الرسول: اطلبه، فإنّه عندك منه.

قال الحسن بن عليّ الوشّاء: وقد كان أبضع منّي رجل ثوباً منها وأمرني ببيعه، وكنت قد نسيته فطلبت كلّ شي ء كان معي، فوجدته في سفط (1) تحت الثياب كلّها فحملته إليه (2).

4 - الراونديّ ؛ : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: كنّا عند رجل بمرو، وكان معنا رجل واقفيّ، فقلت له: اتّق اللّه، قد كنت مثلك، ثمّ نوّر اللّه قلبي، فصم الأربعاء، والخميس، والجمعة، واغتسل وصلّ ركعتين، وسل اللّه أن يريك في منامك ما تستدلّ به علي هذا الأمر.

فرجعت إلي البيت، وقد سبقني كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) إليّ يأمرني فيه أن أدعو

ص:189


1- السفط: ما يُخبّأ فيه الطيب ونحوه. المصباح المنير: 279.
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 229/2 ح 1. عنه مدينة المعاجز: 114/7 ح 2218، وإثبات الهداة: 279/3 ح 93، والبحار: 44/49 ح 38. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) بالمغيبات).

إلي هذا الأمر ذلك الرجل، فانطلقت إليه، وأخبرته وقلت له: احمد اللّه، واستخره مائه مرّة، وقلت: إنّي وجدت كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) قد سبقني إلي الدار، أن أقول لك، وفيه ما كنّا فيه، وإنّي لأرجو أن ينوّر اللّه قلبك، فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء.

فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي: أشهد أنّه الإمام المفترض الطاعة.

فقلت: وكيف ذلك؟

قال: أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقال: يا إبراهيم! - واللّه! - لترجعنّ إلي الحقّ، وزعم أنّه لم يطّلع عليه إلّا اللّه (1).

5 - حسين بن عبد الوهّاب ؛ : روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء المعروف بابن ابنة إلياس، قال: شخصت إلي خراسان ومعي حلل وشي ء للتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقول بالوقف علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) ، فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهل المدينة فقال لي: يقول لك سيّدي: وجّه إليّ بالحَبِرَة التي معك لأكفّن بها مولي لنا قد توفّي.

فقلت له: ومن سيّدك؟

قال ( عليه السلام ) : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

فقلت:...واللّه لأكتبنّ له مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّه بمسائل سئل أبوه ( عليه السلام ) عنها، وأثبتّ تلك المسائل في درج، وعدت إلي بابه، والمسائل في كمّي ومعي صديق لي مخالف لايعلم شرح هذا الأمر، فلمّا وافيت بابه رأيت العرب والقوّاد والجند

ص:190


1- الخرائج والجرائح: 366/1 ح 23، عنه البحار: 53/49 ح 62، وإثبات الهداة: 302/3 ح 142، ومدينة المعاجز: 120/7 ح 2224. قطعة منه في (علمه ( عليه السلام ) بالغائب) و(إرشاد الرجل الواقفيّ في النوم).

يدخلون إليه، فجلست ناحية داره وقلت في نفسي: متي أنا أصل إلي هذا، وأنا متفكّر وقد طال قعودي وهممت بالانصراف، إذ خرج خادم يتصفّح الوجوه ويقول: أين ابن ابنة إلياس الفسويّ؟

فقلت: ها أنا ذا، فأخرج من كمّه درجاً وقال: هذا جواب مسائلك وتفسيرها، ففتحته وإذا فيها المسائل التي في كمّي وجوابها وتفسيرها...(1).

- إلي الحسن بن محبوب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وسألته عن الرجل يعتق غلاماً صغيراً، أو شيخاً كبيراً، أو من به زمانة، ومن لا حيلة له؟

فقال ( عليه السلام ) : من أعتق مملوكاً لا حيلة له، فإنّ عليه أن يعوله حتّي يستغني عنه، وكذلك كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يفعل، إذا أعتق الصغار، ومن لا حيلة له (2).

2 - العلّامة المجلسي ؛ : الحسن بن محبوب يروي عن ستّين رجلاً من أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، وروي عن الرضا ( عليه السلام ) ، وقد دعا له الرضا ( عليه السلام ) وأثني عليه، فقال فيما كتبه: إنّ اللّه قد أيّدك بحكمة، وأنطقها علي لسانك، قد أحسنت

ص:191


1- عيون المعجزات: 111 س 15. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 408.
2- الكافي: 181/6 ح 1، عنه وسائل الشيعة: 528/21 ح 27769، و30/23 ح 29034. تهذيب الأحكام: 218/8 ح 778، عنه وعن الكافي، الوافي: 586/10 ح 10143، وفيه: عن السرّاد قال: كتبت. قطعة منه في (سيرة عليّ ( عليه السلام ) فيما إذا أعتق المملوك) و(حكم نفقة المملوك لو أعتقه المالك).

وأصبت، أصاب اللّه بك الرشاد، ويسّرك للخير، ووفّقك لطاعته (1).

- إلي الحسين بن إبراهيم الهمدانيّ:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : روي محمّد بن أحمد بن يحيي، عن الحسين بن إبراهيم الهمدانيّ قال: كتبت مع محمّد بن يحيي (2): هل للوصيّ أن يشتري شيئاً من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد يزيد ويأخذ لنفسه؟

فقال ( عليه السلام ) : يجوز إذا اشتري صحيحاً.

(3).

- إلي الحسين بن بشّار الواسطيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشّار الواسطيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ لي قرابة قد خطب إليّ، وفي خُلقه شي ء؛

ص:192


1- بحار الأنوار: 311/85 س 8، عن كتاب غياث سلطان الوري للسيّد ابن طاووس، المطبوع ذيل كتاب نزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني: 6 هامش رقم 1. قطعة منه في (مدح الحسن بن محبوب).
2- الظاهر أنّ المراد من محمّد بن يحيي بقرينة ورود هذا السند في التهذيب: 327/9، ح 1178، و392، ح 1401، هو محمّد بن يحيي الخراسانيّ، قال الأردبيلي في ترجمة محمّد بن يحيي الخراسانيّ: الظاهر أنّ المكتوب إليه الرضا والجواد أو الهادي ( عليهم السلام ) : : جامع الرواة: 215/2.
3- من لا يحضره الفقيه: 162/4، ح 566. التهذيب: 233/9، ح 913، و245، ح 950. الكافي: 59/7، ح 10، عنه وعن التهذيب، والفقيه، وسائل الشيعة: 423/19 ح 2488. قطعة منه في (حكم شراء الوصيّ من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد).

فقال ( عليه السلام ) : لا تزوّجه إن كان سيّي ء الخُلق (1).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم قال: كتب الحسين (2) إلي الرضا ( عليه السلام ) :

جعلت فداك، رجل نذر أن يصوم أيّاماً معلومة، فصام بعضها ثمّ اعتلّ فأفطر، أيبتدي ء في صومه، أم يحتسب بما مضي؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه: يحتسب ما مضي (3).

- إلي الحسين بن خالد الصيرفي:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن عليّ بن أحمد،

ص:193


1- الكافي: 563/5 ح 30، عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 81/20 ح 25086، والوافي: 117/21 ح 20912. من لايحضره الفقيه: 259/3 ح 1228، بتفاوت. مكارم الأخلاق: 194 س 11، وفيه: أبي الحسن ( عليه السلام ) ، عنه مستدرك الوسائل: 192/14 ح 16480، والبحار: 234/100 ح 17. قطعة منه في (موعظته ( عليه السلام ) تزويج سيّي ء الخلق).
2- هو الحسين بن بشّار الواسطيّ (وفي بعض النسخ يسار)، بقرينة رواية عليّ بن أحمد بن أشيم عنه، التهذيب: 26/3 ح 90، وعدم روايته عن رجل باسم الحسين غير الرجل المعنون الذي كان من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، كما ذهب إليه الشيخ في رجاله. عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) ، وتارة من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) قائلاً: الحسين بن يسار المدائنيّ، وأخري من أصحاب الجواد ( عليه السلام ) ، رجال الشيخ: 347 رقم 7، و373 رقم 23، و400 رقم 9.
3- الكافي: 141/4 ح 2، عنه وسائل الشيعة: 371/10 ح 13621، و385 ح 13654. تهذيب الأحكام: 287/4 ح 868. قطعة منه في (حكم من صام بعض أيّام النذر فأفطر لعذر).

عن يونس قال: ذكر الحسين (1) أنّه كتب إليه يسأله عن حدّ القواعد من النساء اللاتي إذا بلغت، جاز لها أن تكشف رأسها وذراعها؟

فكتب ( عليه السلام ) : من قعدن عن النكاح (2).

- إلي الحسين بن سعيد:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : كتب الحسين بن سعيد إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) يسأله عن سرير الميّت يحمل، أله جانب يبدأ به في الحمل من جوانبه الأربع، أو ما خفّ علي الرجل، يحمل من أيّ الجوانب شاء؟

فكتب ( عليه السلام ) : من أيّها شاء (3).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد (4) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : رجل كانت له أمة يطأها فماتت، أو باعها، ثمّ أصاب بعد ذلك أُمّها،

ص:194


1- هو الحسين بن خالد الصيرفي الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم والرضا ( عليهماالسلام ) ، رجال الطوسيّ: 347 رقم 6، و373 رقم 22.
2- تهذيب الأحكام: 467/7 ح 1871، عنه وسائل الشيعة: 203/20 ح 25434. قطعة منه في (حكم القواعد من النساء).
3- من لا يحضره الفقيه: 100/1 ح 465، عنه وعن التهذيب، الوافي: 398/24 ح 24306 و24307، عنه وعن التهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 155/3 ح 3273. تهذيب الأحكام: 453/1 ح 1477، مضمراً. الاستبصار: 216/1 ح 766، نحو التهذيب. تقدّم الحديث أيضاً في (كيفيّة حمل سرير الميّت).
4- قال الشيخ في ترجمته: من موالي عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ثقة، روي عن الرضا وأبي جعفر الثاني، وأبي الحسن الثالث ( عليهم السلام ) : ، الفهرست: 58 رقم 220. فالظاهر، أنّ المراد من أبي الحسن هو الرضا أو الهادي ( عليهماالسلام ) .

هل له أن ينحكها؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا تحلّ له (1)

- إلي الحسين بن عبد ربّه:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحسين بن عبد ربّه، قال: سرّح الرضا ( عليه السلام ) بصلة إلي أبي، فكتب إليه أبي: هل عليّ فيما سرّحت إليّ، خمس؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه: لا خمس عليك فيما سرّح به صاحب الخمس (2).

- إلي (الحسين) ابن قياما:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن جعفر بن يحيي، عن مالك بن أشيم، عن الحسين بن بشّار، قال: كتب ابن قياما (3) إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) (4)كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً، وليس لك ولد؟

فأجابه أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) شبه المغضب: وما علمك أنّه لا يكون لي ولد؟

ص:195


1- الاستبصار: 159/3 ح 577. تهذيب الأحكام: 276/7 ح 1173، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 467/20 ح 26110. البحار: 24/101 ح 41، عن نوادر أحمد بن محمّد بن عيسي. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم نكاح أُمّ ابنة الموطوءة).
2- الكافي: 547/1 ح 23، عنه وسائل الشيعة: 508/9 ح 12596، والوافي: 317/10 ح 9630. قطعة منه في (حكم الخمس فيما سرّح به صاحب الخمس).
3- في الإرشاد: ابن قياما الواسطيّ.
4- في الإرشاد: الرضا ( عليه السلام ) ، وكذا في كشف الغمّة.

واللّه! لا تمضي الأيّام واللياليّ حتّي يرزقني اللّه ولداً ذكراً، يفرّق به بين (1)

الحقّ والباطل.

(2).

- إلي الحسين بن مهران:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : حمدويه قال: حدّثنا الحسن بن موسي قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً، قال: فكان يمشي شاكّاً في وقوفه.

قال: فكتب إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) يأمره وينهاه.

فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بجواب وبعث به إلي أصحابه فنسخوه، وردّ إليه لئلاّيستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سأل عن شي ء فأحبّ ستر الكتاب.

وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللّه وإيّاك، وجاءني كتابك، تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين، تقول: أخذته وتذكر ما تلقاني به، وتبعث إليّ بغيره، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمراً، وأردت الدخول في مثله تقول: إنّه عمل

ص:196


1- في كشف الغمّة: لاتنقضي.
2- الكافي: 320/1، ح 4، عنه مدينة المعاجز: 274/7، ح 6، وإثبات الهداة: 247/3، ح 2، و/322، ح 8، قطعة منه، والوافي: 375/2، ح 852، وحلية الأبرار: 604/4، ح 4. إرشاد المفيد: 318، س 5، عنه كشف الغمّة: 352/2، س 1، مرسلاً. إعلام الوري: 94/2، س 3، عنه وعن الإرشاد، البحار: 22/50، ح 10. الصراط المستقيم: 166/2، س 21. قطعة منه في (النصّ علي امامة ابنه الجواد ( عليه السلام ) قبل ولادته) و(علمه ( عليه السلام ) بالوقائع الآتية).

في أمري بعقله وحيلته، نظراً منه لنفسه، وإرادة أن تميل إليه قلوب الناس، ليكون الأمر بيده وإليه، يعمل فيه برأيه، ويزعم أنّي طاوعته فيما أشار به عليّ، وهذا أنت تشير عليّ فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الأمر إلّا بأحد أمرين:

إمّا قبلت الأمر علي ما كان يكو ن عليه، وإمّا أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم، وإلّا فالأمر عندنا معوج، والناس غير مسلّمين ما في أيديهم من مال وذاهبون به، فالأمر ليس بعقلك، ولا بحيلتك يكون، ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة، ولكنّ الأمر إلي اللّه عزّوجلّ وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشداً.

فقلت: وأعمل في أمرهم، وأحتلّ فيه، وكيف لك الحيلة! واللّه يقول: ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنِهِمْ لَايَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَي وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا) (1) في التوراة والإنجيل إلي قوله عزّوجلّ: ( وَلِيَرْضَوْهُ

وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ) (2)؛

فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا وسلّموا، وقد كان منّي ما أنكروا من بعدي، ومدّ لي لقائي، وما كان ذلك منّي إلّا رجاء الإصلاح، لقول أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه: اقتربوا اقتربوا، وسلوا وسلوا، فإنّ العلم (3)يفيض فيضاً، وجعل يمسح بطنه ويقول: ماملي ء طعام، ولكن ملي ء علم (4)، واللّه ما آية نزلت في برّ ولا بحر، ولا سهل ولا جبل، إلّا أنا أعلمها، وأعلم فيمن نزلت.

وقول أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) : إلي اللّه أشكو أهل المدينة، إنّما أنا فيهم كالشعر أتنقّل، يريدونني علي أن لا أقول الحقّ، واللّه! لا أزال أقول الحقّ، حتّي أموت، فلمّا قلت

ص:197


1- النحل: 38/16.
2- الأنعام: 113/6.
3- في البحار: العليم.
4- في البحار: ملأته علماً.

حقّاً أُريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم، علي ما كنتم عليه أن يكون سرّكم مكنوناً عندكم، غير فاش في غيركم، وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سرّاً أسرّه اللّه إلي جبريل، وأسرّه جبريل إلي محمّد، وأسرّه محمّد إلي عليّ صلوات اللّه عليهم، وأسرّه عليّ ( عليه السلام ) إلي من شاء.

ثمّ قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ثمّ أنتم تحدّثون به في الطريق، فأردت حيث مضي صاحبكم، أن ألّف أمركم عليكم، لئلّا تضيّعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه غير أهله، فتكونوا في مسألتكم إيّاهم هلكتم، فكم دعيّ إلي نفسه ولم يكن داخله.

ثمّ قلتم: لابدّ إذا كان ذلك منه يثبت علي ذلك، ولا يتحوّل عنه إلي غيره.

قلت: لأنّه كان من التقيّة والكفّ أوّلاً، وأمّا إذا تكلّم فقد لزمه الجواب فيمإ؛كاااااااااظَ يسأل عنه، فصار الذي كنتم تزعمون أنّكم تذمّون به، فإنّ الأمر مردود إلي غيركم، وإنّ الفرض عليكم اتّباعهم فيه إليكم. فصيّرتم ما استقام في عقولكم وآرائكم، وصحّ به القياس عندكم بذلك لازماً لما زعمتم، من أن لا يصحّ أمرنا، زعمتم حتّي يكون ذلك عليّ لكم، فإن قلتم: إن لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الأمر أن وقع إليكم، نبذتم أمر ربّكم وراء ظهوركم، فلا أتّبع أهوائكم، قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين.

وما كان بدّ من أن تكونوا كما كان مَن قبلكم، قد أخبرتم أنّها السنن والأمثال، القذّة بالقذّة، وما كان يكون ما طلبتم من الكفّ أوّلاً، ومن الجواب آخراً، شفاء لصدوركم، ولإذهاب شكّكم، وما كان من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم حتّي يذهبه اللّه عنكم، ولو قدر الناس كلّهم علي أن يحبّونا، ويعرفوا حقّنا، ويسلّموا لأمرنا فعلوا، ولكنّ اللّه يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب.

فقد أجبتك في مسائل كثيرة، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبّرها، فإن لم يكن في المسائل شفاء، فقد مضي إليكم منّي ما فيه حجّة ومعتبر، وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة، إنّما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلاً إلي الشبهة والضلالة، ومن أراد لبساً لبّس اللّه عليه، ووكّله إلي نفسه، ولا تري أنت وأصحابك،

ص:198

إنّي أجبت بذلك، وإن شئت صمتُّ، فذاك إليّ، لا ما تقوله أنت وأصحابك، لاتدرون كذا وكذا، بل لابدّ من ذلك، إذ نحن منه علي يقين، وأنتم منه في شكّ (1).

- إلي حكيمة بنت أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) :

1 - أبو جعفر الطبريّ ؛ : حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن عليّ، قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسي ( عليه السلام ) ، قالت: كتبت لمّا علقت أُمّ أبي جعفر ( عليه السلام ) به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ: أنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه.

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد للّه، وصلّي اللّه علي محمّد وعلي الأئمّة الراشدين (2).

- إلي حمدان بن سليمان

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس

ص:199


1- رجال الكشّيّ: 599 رقم 1121، عنه البحار: 350/75 ح 8. قطعة منه في (سورة الأنعام: 113/6) و(سورة النحل: 38/16) و(مواعظه ( عليه السلام ) للرجل الواقفيّ) و(ما رواه عن عليّ ( عليه السلام ) ) و(ما رواه عن الصادق ( عليه السلام ) ).
2- دلائل الإمامة: 383، ح 341، عنه حلية الأبرار: 4/ 527، ح 6، ومدينة المعاجز: 7/ 259، ح 2309. قطعة منه في (كيفيّة ولادة الإمام الجواد ( عليه السلام ) ).

النيسابوري العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن أفعال العباد، أمخلوقة، أم غير مخلوقة؟

فكتب ( عليه السلام ) : أفعال العباد مقدّرة في علم اللّه، قبل خلق العباد بألفي عام (1).

- إلي حمزة الزيّات:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : محمّد بن الحسن، قال: حدّثني أبو عليّ الفارسيّ قال: حدّثني أيوب بن نوح، عن سعيد العطّار، عن حمزة الزيّات قال: سمعت حمران بن أعين يقول: قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أمن شيعتكم أنا؟

قال ( عليه السلام ) : إي واللّه! في الدنيا والآخرة، وما أحد من شيعتنا إلّا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه، إلّا من يتولّي منهم عنّا.

قال: قلت: جعلت فداك! أو من شيعتكم من يتولّي عنكم بعد المعرفة؟

قال ( عليه السلام ) : يا حمران! نعم، وأنت لا تدركهم.

قال حمزة: فتناظرنا في هذا الحديث، فكتبنا به إلي الرضا ( عليه السلام ) نسأله عمّن استثني به أبو جعفر؟

فكتب ( عليه السلام ) : هم الواقفة علي موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) (2).

ص:200


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 136/1 ح 34، عنه البحار: 29/5 ح 35، ونور الثقلين: 752/1 ح 213، و2/4 ح 4. التوحيد: 416 ح 16. قطعة منه في (أفعال العباد، أمخلوقة هي أم غير مخلوقة).
2- رجال الكشّيّ: 462 رقم 882. عنه البحار: 268/48 ضمن ح 28. قطعة منه في (إنّ أسامي الشيعة لمكتوبة عند الأئمّ ( عليهم السلام ) : ) و(ذمّ الواقفة).
- إلي داود بن كثير الرقّيّ:

1 - الحميريّ ؛ : عليّ بن الفضل قال: وحدّثني الحسين بن يسار، قال: قرأت كتابه (1) إلي داود بن كثير الرقّيّ - هو محبوس، وكتب إليه يسأله الدعاء - فكتب ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته، كتبت إليك، وما بنا من نعمة فمن اللّه، له الحمد لا شريك له.

وصل إليّ كتابك يا أبا سلمان! ولعمري! لقد قمت من حاجتك ما لو كنت حاضراً لقصرت، فثق باللّه العظيم الذي به يوثق:

«ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ونسأل اللّه بمنّه وفضله وطوله، يحيي الموتي وهو علي كلّ شي ء قدير، وصلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد، يا اللّه! بحقّ لا إله إلّا اللّه، ارحمني بحقّ لا إله إلّا اللّه» (2).

- إلي الريّان بن شبيب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، قال: كتب إليه الريّان بن شبيب - يعني أباالحسن ( عليه السلام ) -: الرجل يتزوّج المرأة متعة بمهر إلي أجل معلوم، وأعطاها بعض مهرها وأخّرته بالباقي، ثمّ دخل بها، وعلم بعد دخوله بها قبل أن يوفّيهاباقي مهرها، إنّما زوّجته نفسها، ولها زوج مقيم معها، أيجوز له حبس باقي مهرها، أم لا يجوز؟

ص:201


1- في البحار: قرأت كتاب الرضا ( عليه السلام ) ...
2- قرب الإسناد: 394 ح 1384، عنه البحار: 269/49 ح 12. قطعة منه في (تعليمه الدعاء)، و(مدح داود بن كثير الرقّيّ).

فكتب ( عليه السلام ) : لا يعطيها شيئاً، لأنّها عصت اللّه عزّوجلّ (1).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن أحمد قال: كتب إليه الريّان بن شبيب (2): رجل أراد أن يزوّج مملوكته حرّاً، يشترط عليه أنّه متي شاء فيفرّق بينهما، أيجوز ذلك له، جعلت فداك! أم لا؟

فكتب ( عليه السلام ) : نعم، إذا جعل إليه الطلاق (3).

- إلي زكريّا أبي يحيي:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،

ص:202


1- الكافي: 461/5 ح 5. عنه وسائل الشيعة: 62/21 ح 26538. قطعة منه في (حكم مهر المرأة المتمتّع بها ولها زوج).
2- له روايات عن الرضا ( عليه السلام ) كما في معجم رجال الحديث: 209/7، رقم 4637، وفي خبر الكشّيّ في خيران الخادم قال: وكان الريّان بن شبيب، قال له: إن وصلت إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) قل له: مولاك الريّان بن شبيب يقرأ عليك السلام، ويسألك الدعاء له ولولده، فذكرت له ذلك، ولم يدع لولده: رجال الكشّيّ: 608 رقم 1132. وروي المسعودي حديث تزويج المأمون بنته من الجواد ( عليه السلام ) ، وسؤال يحيي بن أكثم عنه ( عليه السلام ) عن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن شبيب، إثبات الوصيّة: 189. وقال الزنجاني: روي الرجل عن الجواد ( عليه السلام ) كما في إرشاد المفيد: 319، الجامع في الرجال: 783/1. فعلي هذا يحتمل أن يكون المكتوب إليه هو الرضا أو الجواد ( عليهماالسلام ) .
3- التهذيب: 341/7، ح 1393، و374، ح 1514، بتفاوت يسير. الاستبصار: 208/3، ح 750، بتفاوت. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 183/21، ح 26852، و302، ح 27133. قطعة منه في (حكم طلاق الأمة المزوّجة حرّاً).

عن بكر بن صالح، عن زكريّا أبي يحيي (1) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أسأله عن الفقّاع، وأصفه له؟

فقال ( عليه السلام ) : لا تشربه.

فأعدت عليه كلّ ذلك أصفه له كيف يعمل؟

فقال ( عليه السلام ) : لا تشربه، ولا تراجعني فيه (2).

- إلي زكريّا بن آدم:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : سأل زكريّا بن آدم أبا الحسن ال رضا ( عليه السلام ) عن التقصير، في كم يقصّر الرجل إذا كان في ضياع أهل بيته، وأمره جائز فيها، يسير في الضياع يومين وليلتين، وثلاثة أيّام ولياليهنّ؟

فكتب ( عليه السلام ) : التقصير في مسيرة يوم وليلة (3).

ص:203


1- عدّه الشيخ في الكني من رجاله من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 396 رقم 12، و200 رقم 75، قائلاً: زكريّا أبو يحيي كوكب الدم، و201 رقم 84، قائلاً: زكريّا أبو يحيي الموصليّ، من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) .
2- الكافي: 424/6 ح 12. الاستبصار: 95/4 ح 366. تهذيب الأحكام: 124/9 ح 537، عنه وعن الكافي والاستبصار، وسائل الشيعة: 360/25 ح 32125. الرسائل العشر: 261 س 7. قطعة منه في (حكم شرب الفقّاع).
3- من لايحضره الفقيه: 287/1 ح 1305، عنه وسائل الشيعة: 452/8 ح 11143، والوافي: 140/7 ح 5631. تقدّم الحديث أيضاً في (حدّ قصر الصلاة للمسافر).
- إلي زياد القنديّ:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيّات قال: كنت مع زياد القنديّ...فكتب زياد إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يسأله عن ظهور هذا الأمر الحديث، أو الإستتار؟

فكتب إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) : أظهر فلابأس عليك منهم...(1).

- إلي سليمان بن جعفر:

1 - الصفّار؛ : حدّثنا الحسين بن عليّ، عن محمّد بن عبد اللّه بن المغيرة، عن سليمان بن جعفر قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عندك سلاح رسول اللّه؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ بخطّه الذي أعرفه: هو عندي (2).

- إلي سليمان بن حفص المروزيّ:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزيّ (3) قال: كتب

ص:204


1- رجال الكشّيّ: 466 رقم 887. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 238.
2- بصائر الدرجات، الجزء الرابع: 205 ح 42، عنه البحار: 211/26 ح 20. قطعة منه في (عنده ( عليه السلام ) سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
3- أدرك الكاظم والرضا والهادي ( عليهم السلام ) : وروي عنهم، معجم رجال الحديث: 244/8 رقم 5428، وقاموس الرجال: 252/5 رقم 3371. إلّا أنّ هذه الرواية وردت بعينها في الفقيه: 218/1 ح 969، وفيه: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) . ووردت بعينها في الكافي: 326/3 ح 18، وفيه: كتبت إليّ أبي الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) . وقال الصدوق - قده - بعد نقل هذه الرواية في العيون، لقي سليمان بن حفص، موسي بن جعفر والرضا ( عليهماالسلام ) جميعاً، ولاأدري هذا الخبر من أيّهما هو. فعلي هذا، الظاهر أنّ المراد من أبي الحسن، إمّا الكاظم أو الرضا أو الهادي ( عليهم السلام ) : وإن كان الأظهر الكاظم والرضا ( عليهماالسلام ) .

إليّ أبوالحسن ( عليه السلام ) : قل في سجدة الشكر مائة مرّة: شكراً شكراً، وإن شئت: عفواًعفواً (1).

- إلي صفوان بن يحيي:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كتبت إليه: أنّ بعض مواليك بالبصرة يحرمون ببطن العقيق، وليس بذلك الموضع ماء ولا منزل، وعليهم في ذلك مؤونة شديدة، ويعجّلهم أصحابهم وجمّالهم، ومن وراء بطن العقيق بخمسة عشر ميلاً منزل فيه ماء، وهومنزلهم الذي ينزلون فيه، فتري أن يحرموا من موضع الماء لرفقه بهم، وخفّته عليهم؟

ص:205


1- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 280/1 ح 23، عنه البحار: 197/83 ح 4. من لايحضره الفقيه: 218/1 ح 969، وفيه: عن الرضا ( عليه السلام ) ، عنه وعن العيون والكافي والتهذيب، وسائل الشيعة: 16/7 ح 8586. الكافي: 326/3 ح 18، وفيه: أبو الحسن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) و344 ح 20، وفيه: كتب إليّ الرجل صلوات اللّه عليه. تهذيب الأحكام: 2/111 ح 417. قطعة منه في ف 5، ب 3، (مايقال في سجدة الشكر).

فكتب ( عليه السلام ) : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقّت المواقيت لأهلها، ولمن أتي عليها من غير أهلها، وفيها رخصة لمن كانت به علّة، فلا يجاوز الميقات إلّا من علّة (1).

- إلي العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألني العبّاس بن جعفر بن محمّد بن الأشعث، أن أسأل الرضا ( عليه السلام ) أن يحرق كتبه إذا قرأها، مخافة أن تقع في يد غيره؟

قال الوشّاء: فابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب قبل أن أسأله أن يحرق كتبه، فيه: أعلم صاحبك، أنّي إذا قرأت كتبه إليّ حرّقتها (2).

- إلي عبد العزيز بن المهتدي:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن عبد العزيز بن المهتدي قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! العصير

ص:206


1- الكافي: 323/4 ح 2، عنه وسائل الشيعة: 331/11 ح 14941، والوافي: 503/12 ح 12420. قطعة منه في (وجوب الإحرام من الميقات لمن مرّ عليه) و(جعل مواقيت الحجّ من قبل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 219/2 ح 33، عنه مدينة المعاجز: 84/7 ح 2184، عنه وعن كشف الغمّة، البحار: 40/49 ح 25، ووسائل الشيعة: 141/12 ح 15885، وإثبات الهداة: 273/3 ح 70. كشف الغمّة: 302/2 س 20. قطعة منه في (إخباره ( عليه السلام ) عمّا في الضمير).

يصير خمراً، فيصبّ عليه الخلّ وشي ء يغيّره حتّي يصير خلّاً؟

قال ( عليه السلام ) : لا بأس به (1).

- إلي عبد اللّه بن جندب:

1 - العيّاشيّ ؛ : عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : ذكرت رحمك اللّه! هؤلاء القوم الذين وصفت: أنّهم كانوا بالأمس لكم إخواناً، والذي صاروا إليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم، والبراءة منكم، والذين تأفكوا به من حياة أبي صلوات اللّه عليه ورحمته.

وذكر في آخر الكتاب: إنّ هؤلاء القوم سنح (2) لهم شيطان اغترّهم بالشبهة،

ولبّس عليهم أمر دينهم، وذلك لمّا ظهرت فريتهم، واتفقت كلمتهم، وكذّبوا علي عالمهم، وأرادوا الهدي من تلقاء أنفسهم، فقالوا: لِمَ؟ ومتي (3)؟ وكيف؟ فأتاهم الهلك من مأمن إحتياطهم، وذلك بما كسبت أيديهم، وما ربّك بظلّام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض عليهم، والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر، وردّ ما جهلوه من ذلك إلي عالمه ومستنبطه، لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه: ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلَي أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنم-بِطُونَهُ و مِنْهُمْ ) (4)

ص:207


1- الاستبصار: 93/4 ح 359، عنه البحار: 526/63 س 21. تهذيب الأحكام: 118/9 ح 509، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 372/25 ح 32155. قطعة منه في (حكم شرب الخلّ).
2- سنح: ظهر. المصباح المنير: 291.
3- في المصدر: ومن.
4- النساء: 83/4.

يعني آل محمّد ( عليهم السلام ) : ، وهم الذين يستنبطون من القرآن، ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجّة للّه علي خلقه (1).

2 - القمّيّ ؛ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) (2) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب: أمّا بعد فإنّ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان أمين اللّه في خلقه، فلمّا قبض النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كنّا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء اللّه في أرضه، عندنا علم المنايا، والبلايا وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وما من فئة تضلّ مائة به، وتهدي مائة به، إلّا ونحن نعرف سائقها، وقائدها، وناعقها، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وحقيقة النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة.

نحن آخذون بحجزة نبيّنا، ونبيّنا آخذ بحجزة ربّنا، والحجزة النور، وشيعتنإ؛ُناااااااااج چ آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، ومن تبعنا نجا، والمفارق لنا، والجاحد لولايتنا كافر، ومتّبعنا وتابع أوليائنا مؤمن، لا يحبّنا كافر، ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو يحبّنا كان حقّاً علي اللّه أن يبعثه معنا.

ص:208


1- تفسير العيّاشيّ: 260/1 ح 206، عنه البحار: 295/23 ح 36، ووسائل الشيعة: 171/27 ح 33519، والبرهان: 397/1 ح 3. قطعة منه في (أنّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : هم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام) و(أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم المراد من (أُوْلِي الْأَمْرِ) في القرآن) و(حكم الرجوع إلي العالم عند التحيّر) و(سورة النساء: 83/4) و(ذمّ الواقفة).
2- النور: 35/24.

نحن نور لمن تبعنا، وهدي لمن اهتدي بنا، ومن لم يكن منّا فليس من الإسلام في شي ء، وبنا فتح اللّه الدين، وبنا يختمه، وبنا أطعمكم اللّه عشب (1) الأرض،

وبنا أنزل اللّه قطر السماء، وبنا آمنكم اللّه من الغرق في بحركم، ومن الخسف في برّكم، وبنا نفعكم اللّه في حياتكم، وفي قبوركم، وفي محشركم، وعند الصراط، وعند الميزان، وعند دخولكم الجنان.

مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة، والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) المصباح محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) من عنصرة طاهرة ( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) لا دعيّة، ولا منكّرة ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ) القرآن ( نُّورٌ عَلَي نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ي مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) ، فالنور عليّ ( عليه السلام ) يهدي اللّه لولايتنا من أحبّ.

وحقّ علي اللّه أن يبعث وليّنا مشرقاً وجهه، منيراً برهانه، ظاهرة عند اللّه حجّته، حقّ علي اللّه أن يجعل أولياءنا المتّقين، والصدّيقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

فشهداؤنا لهم فضل علي الشهداء بعشر درجات، ولشهيد شيعتنا فضل علي كلّ شهيد غيرنا بتسع درجات.

نحن النجباء ونحن أفراط الأنبياء، ونحن أولاد الأوصياء، ونحن المخصوصون في كتاب اللّه، ونحن أولي الناس برسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ونحن الذين شرع اللّه لنا دينه، فقال في كتابه: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ ي نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) (2) يا محمّد! وما وصّينا به إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، قدعلمنا وبلغنا ما

ص:209


1- العُشب: الكلأ الرطب في الربيع. المصباح المنير: 410.
2- الشوري: 13/42.

علمنا، واستودعنا علمهم؛

ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أُولي العلم، وأُولي العزم من الرسل أن أقيموا الدين ( وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (1) كما قال اللّه: ( وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) وإن (كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) (2) من الشرك من أشرك بولاية عليّ ( عليه السلام ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية عليّ ( عليه السلام ) يا محمّد! فيه هدي ويهدي إليه من ينيب، من يجيبك إليّ بولاية عليّ ( عليه السلام ) ، وقد بعثت إليك بكتاب فتدبّره وافهمه، فإنّه شفاء لما في الصدور ونور (3).

ص:210


1- آل عمران: 102/3.
2- الشوري: 13/42.
3- تفسير القمّيّ: 104/2 س 3، قِطَعٌ منه في البحار: 307/23 ح 4، و241/26 ح 5، ونور الثقلين: 514/1 ح 389. تفسير فرات الكوفي: 283 ح 384، بتفاوت، عنه البحار: 322/23 ح 20. تأويل الآيات الظاهرة: 357 س 8، و356 س 8، قطعة منه، و359 س 21. الكافي: 223/1 ح 1، مختصراً وبتفاوت، عنه الوافي: 552/3 ح 1099. بصائر الدرجات الجزء الثالث: 139 ح 3، مختصراً وبتفاوت، والجزء الرابع: 193 ح 9 قطعة منه، و308 ح 2، قطعة منه، و287، الجزء السادس ب 2 ح 5، قطعة منه، عنه البحار: 123/26 ح 17، و127 ح 27، مثله، و146 ح 22. مجمع البيان: 143/4 س 29. مختصر بصائر الدرجات: 174 س 15، مثل ما في الكافي. قطعة منه في (أنّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : هم ورثة رسول اللّه، وأنّ عندهم العلوم) و(أنّ عليّاً ( عليه السلام ) هو المراد من آية النور) و(فضائل الشيعة) و(سورة البقرة: 132/2) و(سورة الشوري: 13/42) و(سورة النور: 35/24).
- إلي عبد اللّه بن محمّد الحضينيّ الأهوازيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار قال: قرأت في كتاب عبد اللّه بن محمّد (1) إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) جعلت فداك! روي عن أبي

عبد ال لّه ( عليه السلام ) أنّه قال: وضع رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الزكاة علي تسعة أشياء، الحنطة والشعير، والتمر والزبيب، والذهب والفضّة، والغنم والبقر والإبل، وعفا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عمّا سوي ذلك.

فقال له القائل: عندنا شي ء كثير يكون أضعاف ذلك؟

فقال ( عليه السلام ) : وما هو؟

فقال له: الأرزّ.

فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : أقول لك: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وضع الزكاة (2) علي تسعة أشياء وعفا عمّا سوي ذلك، وتقول: عندنا أرزّ وعندنا ذرّة، وقد كانت الذرّة علي عهد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فوقّع ( عليه السلام ) : كذلك هو، والزكاة علي كلّ ما كيل بالصاع.

وكتب عبد اللّه: وروي غير هذا الرجل عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه سأله عن الحبوب؟

فقال: وما هي؟

فقال: السمسم، والأرزّ، والدخن (3)، وكلّ هذا غلّة كالحنطة والشعير.

فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : في الحبوب كلّها زكاة.

وروي أيضاً عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: كلّ ما دخل القفيز فهو يجري مجري

ص:211


1- صرّح المحقّق التستري ( قدس سره ) : أنّ المراد من «عبد اللّه» هو «عبد اللّه بن محمّد الحضينيّ الأهوازيّ» وبأبي الحسن هو الرضا ( عليه السلام ) ، قاموس الرجال: 581/6 رقم 4496.
2- في الاستبصار: الصدقة.
3- الدَّخن: الجاورس، لسان العرب: 149/13 .

الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب.

قال: فأخبرني جعلت فداك؛ هل علي هذا الأرزّ وما أشبهه من الحبوب الحمّص، والعدس زكاة؟

فوقّع ( عليه السلام ) : صدقوا، الزكاة في كلّ شي ء كيل (1).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مهزيار قال: كتب عبد اللّه بن محمّد (2) إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّ بعض مواليك يزعم أنّ الرجل إذا تكلّم بالظهار وجبت عليه الكفّارة، حنث أو لم يحنث، ويقول: حنثه كلامه بالظهار، وإنّما جعلت عليه الكفّارة عقوبة لكلامه، وبعضهم يزعم أنّ الكفّارة لا تلزمه حتّي يحنث في الشي ء الذي حلف عليه، فإن حنث وجبت عليه الكفّارة، وإلّا فلا كفّارة عليه.

فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه: لا تجب الكفّارة حتّي يجب الحنث (3).

3 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ

ص:212


1- الكافي: 510/3 ح 3، و511 ح 4، عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 61/9 ح 11521. الاستبصار: 5/2 ح 11، قطعة منه. تهذيب الأحكام: 5/4 ح 11، قطعة منه. قطعة منه في ف 5، ب 5، (ماتجب فيه الزكاة).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه إليه.
3- الكافي: 157/6 ح 19، عنه وعن التهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 312/22 ح 28674. تهذيب الأحكام: 12/8 ح 38، مضمراً. الاستبصار: 259/3 ح 928. قطعة منه في (حكم كفّارة الظهار بالحنث).

ابن مهزيار قال: قرأت في كتاب لعبد اللّه بن محمّد (1) إلي

أبي الحسن ( عليه السلام ) : اختلف أصحابنا في رواياتهم عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) في ركعتي الفجر في السفر، فروي بعضهم: أن صلّهما في المحمل.

وروي بعضهم: أن لا تصلّهما إلّا علي الأرض.

فأعلمني كيف تصنع أنت لأقتدي بك في ذلك؟

فوقّع ( عليه السلام ) : موسّع عليك بأيّة عملت (2).

4 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن محمّد (3)، قال: كتبت إليه: جعلت فداك، روي عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) في

المريض يغمي عليه أيّاماً فقال بعضهم: يقضي صلاة يوم الذي أفاق فيه، وقال بعضهم: يقضي صلاة ثلاثة أيّام، ويدع ما سوي ذلك، وقال بعضهم: إنّه لا قضاء عليه.

فكتب ( عليه السلام ) : يقضي صلاة يوم الذي يفيق فيه (4).

- إلي عثمان بن عيسي:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن

ص:213


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه إليه.
2- تهذيب الأحكام: 228/3 ح 583، عنه وسائل الشيعة: 330/4 ح 5302، و122/27 ح 33377، والبحار: 235/2 ح 16، والوافي: 520/7 ح 6497. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم ركتي الفجر في السفر).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه إليه.
4- الاستبصار: 459/1 ح 1786. تهذيب الأحكام: 305/3 ح 939، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 263/8 ح 10601. قطعة منه في (قضاء صلاة المغمي عليه).

يحيي، عن أحمد بن الحسين، عن محمّد بن الجمهور، عن أحمد بن محمّد قال:

أحد القوم (1) عثمان بن عيسي، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وستّ جوار، فبعث إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فيهنّ وفي المال، وكتب إليه: إنّ أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحّت الأخبار بموته واحتجّ عليه.

قال: فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس من ذلك شي ء، وإن كان قد مات علي ما تحكي، فلم يأمرني بدفع شي ء إليك، وقد اعتقت الجواري (2).

- إلي عليّ بن الحسين بن يحيي:

2 - الراونديّ ؛ : قال عليّ بن الحسين بن يحيي (3) : كان لنا أخ یري رأي الإرجاء يقال له: عبد اللّه، وكان يطعن علينا، فكتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) أشكوا إليه وأسأله الدعاء، فكتب ( عليه السلام ) إليّ: ستري حاله إلي ما تحبّ، وأنّه لن يموت إلّا علي دين اللّه، وسيولد له من أُمّ ولد له - فلانة - غلام.

قال عليّ بن الحسين بن يحيي: فما مكثنا إلّا أقلّ من سنة حتّي رجع إلي الحقّ،فهو اليوم خير أهل بيتي، وولد له بعد - كتاب أبي الحسن ( عليه السلام ) - من أُمّ ولده تلك غلام (4).

ص:214


1- أي الواقفيّة، كذا في هامش المصدر.
2- رجال الكشّيّ: 598 رقم 1120. قطعة منه في (مطالبته أموال أبيه ( عليهماالسلام ) ).
3- عدّه الشيخ من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، والبرقيّ من أصحاب الكاظم ( عليه السلام ) ، رجال الطوسيّ: 387 رقم 28، ورجال البرقيّ: 51.
4- الخرائج والجرائح: 358/1 ح 12، عنه البحار: 51/49 ح 53. الصراط المستقيم: 197/2 ح 9 مرسلاً وباختصار. تقدّم الحديث أيضاً في (إخباره بالوقائع الآتية).
- إلي عليّ بن الفضل الواسطيّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن عمران بن موسي، عن محمّد بن عبد الحميد، عن عليّ بن الفضل الواسطيّ قال:

كتبت إليه (1): إذا انكسفت الشمس أو القمر، وأنا راكب لا أقدر علي النزول؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) إليّ: صلّ علي مركبك الذي أنت عليه (2).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن الفضل الواسطيّ قال: كتبت إلي ال رضا ( عليه السلام ) : رجل طلّق امرأته الطلاق الذي لا تحلّ له حتّي تنكح زوجاً غيره، فتزوّجها غلام لم يحتلم.

قال ( عليه السلام ) : لا، حتّي يبلغ.

فكتبت إليه: ما حدّ البلوغ؟

فقال ( عليه السلام ) : ما أوجب علي المؤمنين الحدود (3).

ص:215


1- في الفقيه والتهذيب: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) .
2- الكافي: 465/3 ح 7، عنه وعن الفقيه والتهذيب، الوافي: 1370/9 ح 8391. من لا يحضره الفقيه: 346/1 ح 1531. تهذيب الأحكام: 291/3 ح 878. قرب الإسناد: 393 ح 1377، مضمراً، عنه البحار: 96/81 ضمن ح 7، عنه وعن التهذيب والفقيه والكافي، وسائل الشيعة: 502/7 ح 9971. عوالي اللئالي: 104/3 ح 137. قطعة منه في (حكم صلاة الكسوف علي المركب).
3- الكافي: 76/6 ح 6، عنه الوافي: 289/21 ح 21243. تهذيب الأحكام: 33/8 ح 100. الاستبصار: 274/3 ح 975، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 130/22 ح 28195. قرب الإسناد: 394 ح 1382 و1383، عنه وسائل الشيعة: 44/1 ح 77. قطعة منه في (حكم المحلّل الغير البالغ في المطلّقة ثلاثاً) و(حدّ البلوغ).
- إلي عليّ بن يقطين:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عليّ بن الحسن الحنّاط قال: حدّثنا عليّ بن يقطين قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أجد برداً شديداً في رأسي، حتّي إذا هبّت عليَّ الرياح كدت أن يغشي عليَّ.

فكتب لي: عليك بسعوط العنبر، والزنبق بعد الطعام، تعافي منه بإذن اللّه جلّ جلاله (1).

- إلي الفتح بن يزيد الجرجانيّ:

1 - العيّاشيّ ؛ : عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) في مثله (2)، فورد منه الجواب: سئلت عمّن أتي جاريته في دبرها، والمرأة لعبة الرجل لا تؤذي، وهي حرث كما قال اللّه تعالي (3).

ص:216


1- طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : : 87 س 17، عنه البحار: 143/59 ح 3، ومستدرك الوسائل: 431/1 ح 1086، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 196/3 ح 2840. قطعة منه في (برد الرأس).
2- أي مثل ما سئل الراوي في حديث قبله عن الصادق ( عليه السلام ) ، وهو «سألته عن الرجل يأتي أهله في دبرها...
3- تفسير العيّاشيّ: 111/1 ح 336، عنه البحار: 29/101 ح 8، ووسائل الشيعة: 144/20 ح 25257، ونور الثقلين: 217/1 ح 830، والبرهان: 216/1 ح 19. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم إتيان المرأة في دبرها).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار، ومحمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن الحسن العلويّ جميعاً، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: كتبت إليه ( عليه السلام ) أسأله عن جلود الميتة التي يؤكل لحمها إن ذكّي؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا ينتفع من الميتة بإهاب (2) ولا عصب، وكلّ ما كان من السخال (3) (من) الصوف وإن جزّ، والشعر والوبر والأنفحة (4) والقرن، ولا يتعدّي إلي غيرها إن شاءاللّه (5).

3 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ؛ قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل

ص:217


1- قال ابن الغضائري: الفتح بن يزيد الجرجانيّ، صاحب المسائل لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، واختلفوا أيّهم هو: الرضا، أم الثالث ( عليهماالسلام ) ؟ مجمع الرجال: 12/5 -13. واستظهر السيّد الخوئي ( قدس سره ) بأنّ المراد من أبي الحسن الذي روي عنه الفتح بن يزيد الجرجانيّ هو الرضا ( عليه السلام ) . معجم رجال الحديث: 249/13، رقم 9300، كما أنّ المحقّق التستري ( قدس سره ) استظهر كونه الهادي ( عليه السلام ) . قاموس الرجال: 371/8 و375، رقم 5873.
2- الإهاب: الجلد قبل أن يُدبَغ، المصباح المنير: 28.
3- السخلة: ولد الشاة من المعز والضأن. لسان العرب: 332/11.
4- الأنفحة: لاتكون إلّا لذي كرش، وهو شي ء يستخرج من بطن زيه، أصفرٌ يُعصرُ في صوفة مبتلّة في اللبن فيغلظ كالجبن. لسان العرب: 624/2.
5- الكافي: 258/6 ح 6. تهذيب الأحكام: 76/9 ح 323. الاستبصار: 89/4 ح 1، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 181/24 ح 30292. قطعة منه في (ما ينتفع من الميتة وما لاينتفع به).

البرمكيّ قال: حدّثني عليّ بن العبّاس قال: حدّثني جعفر بن محمّد الأشعريّ، عن فتح بن يزيد الجرجانيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن شي ء من التوحيد؟

فكتب ( عليه السلام ) إليّ بخطّه - قال جعفر: وإنّ فتحاً أخرج إليّ الكتاب، فقرأته بخطّ أبي الحسن ( عليه السلام ) - :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، الحمد للّه الملهم عباده الحمد، وفاطرهم علي معرفة ربوبيّته، الدالّ علي وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه علي أزله، وبأشباههم علي أن لاشبه له، المستشهد آياته علي قدرته، الممتنع من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولاغاية لبقائه، لا يشمله المشاعر، و لا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه ممّا يمكن في ذواتهم، ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع، والربّ والمربوب، والحادّ والمحدود؛

أحد لا بتأويل عدد، الخالق لا بمعني حركة، السميع لا بأداة، البصير لا بتفريق آلة، الشاهد لا بمماسّة، البائن لا ببراح مسافة، الباطن لا باجتنان، الظاهر لا بمحاذ، الذي قد حسرت دون كنهه نواقد الأبصار، وامتنع وجوده جوائل الأوهام.

أوّل الديانة معرفته، وكمال المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنّه غير الصفة، وشهادتهما جميعاً علي أنفسهما بالبيّنة الممتنع منها الأزل؛

فمن وصف اللّه فقد حدّه، ومن حدّه فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله، ومن قال: كيف؟ فقد استوصفه، و من قال: علي مَ؟ فقد حمّله، ومن قال: أين؟ فقد أخلي منه، ومن قال: إلي مَ؟ فقد وقّته.

عالم إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، وربّ إذ لا مربوب، وإله إذ لا مألوه،

ص:218

وكذلك يوصف ربّنا، وهو فوق ما يصفه الواصفون (1).

4 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد بن مسعود العيّاشيّ، قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن شجاع، عن محمّد بن عثمان، عن حميد بن محمّد، عن أبي أحمد بن الحسن الصالح، عن أبيه، عن الفتح بن يزيد الجرجانيّ، أنّه كتب إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) يسأله عن رجل واقع امرأة في شهر رمضان من حلال أو حرام، في يوم واحد عشر مرّات.

قال ( عليه السلام ) : عليه عشر كفّارات، لكلّ مرّة كفّارة، فإن أكل أو شرب فكفّارة يوم واحد (2).

- إلي الفضل بن سهل:

1 - الحضينيّ ؛ :...محمّد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ما تقول في المسك؟

فقال لي: إنّ أبي الرضا ( عليه السلام ) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان.

فكتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.

ص:219


1- التوحيد: 56 ح 14، عنه البحار: 284/4 ح 17، وقِطَعٌ منه في نور الثقلين: 16/1 ح 69، و184/4 ح 66، و588 ح 135، و235/5 ح 19، و297 ح 101، و708 ح 58، وإثبات الهداة: 49/1 ح 36. قطعة منه في (توحيد اللّه سبحانه وتعالي).
2- عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 254/1 ح 3. الخصال: 450 س 3، عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 55/10 ح 12817. قطعة منه في ف 5، ب 4، (حكم من واقع امرأة في يوم من شهر رمضان من حلّ أو حرام عشر مرّات)، و(كفّارة الأكل والشرب في شهر رمضان).

فكتب ( عليه السلام ) : يا فضل! أما علمت أنّ يوسف الصدّيق ( عليه السلام ) كان يلبس الديباج (1) مزرّراً (2) بالذهب والجوهر، ويجلس علي كراسيّ الذهب واللُجَين (3)، فلم يضرّه ذلك، ولانقص من نبوّته شيئاً.

وإنّ سليمان بن داود ( عليه السلام ) وضع له كرسيّ من الفضّة والذهب مرصّع بالجوهر وعليه علم، وله درج من ذهب إذا صعد علي الدرج اندرج فتراً (4)، فإذا نزل انتثرت بين يديه. والغمام يظلّله، والإنس والجنّ تخدمه، وتقف الرياح لأمره، وتنسم وتجري كما يأمرها، والسباع الوحوش والطير عاكفةً من حوله، والملائكة تختلف إليه، فما يضرّه ذلك، ولانقص من نبوّته شيئاً، ولامن منزلته عند اللّه، وقد قال اللّه عزّوجلّ: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَمَةِ) (5)، ثمّ أمر أن يتّخذ له غاليةً (6)، فاتّخذت بأربعة آلاف دينار وعرضت عليه، فنظر إليها وإلي سدوها وحبّها وطيبها، وأمر أن يكتب لها رقعة من العين وقال: العين حقّ...(7).

ص:220


1- الديباج: ثوب سَداه من إبريسم، ويقال: هو معرّب. المصباح المنير: 188.
2- زرّ: الرجل القميص زرّاً من باب قتل أدخل الأزرار في العُرا. المصباح المنير: 252.
3- اللُجَين: الفضّة. المنجد: 714.
4- فَتَرَ: عن العمل فُتوراً من باب قعد، انكسرت حِدّته ولان بعد شدّته. المصباح المنير: 461.
5- الأعراف: 32/7.
6- الغالية: أخلاط من الطيب. المصباح المنير: 452.
7- الهداية الكبري: 308، س 2، عنه مستدرك الوسائل: 421/1، ح 1056، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 412/7، ح 2419، بإسناده عن ميسّر، عن محمّد بن الوليد بن يزيد... بتفاوت، وحليةالأبرار: 470/4، ح 3، قطعة منه، وإثبات الهداة: 344/3، ح 50، وح 51، قطعة منه. من لايحضره الفقيه: 225/3، ح 1054، مرسلاً، قطعة منه، عنه وسائل الشيعة: 376/24، ح 30820. الخرائج والجرائح: 388/1، ح 17، مرسلاً، عن محمّد بن الوليد الكرماني.... عنه البحار: 87/50، ح 3، و303/76، ح 15، قطعة منه. الكافي: 516/6، ح 4، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي القاسم الكوفيّ، عمّن حدّثه، عن محمّد بن الوليد الكرمانيّ، قطعة منه، عنه البحار: 103/49، ح 25، ووسائل الشيعة: 146/2، ح 1761، وحليةالأبرار: 469/4، ح 2. مكارم الأخلاق: 132، س 21، قطعة منه، عنه البحار: 430/63، ضمن ح 14. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 440/2، ح 2228، قطعة منه. قطعة منه في (سورة الأعراف: 32/7) و(ما أعطي اللّه لسليمان عليه السلام ) و(طيبه عليه السلام ) و(لباس يوسف عليه السلام ).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

- إلي القاسم الصيقل:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن عبد اللّه الواسطيّ، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فيصيب ثيابي فأُصلّي فيها.

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: اتّخذ ثوباً لصلاتك... (1).

الحديث أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أميرالمؤمنين صلوات

ص:221


1- الكافي: 407/3، ح 16، عنه وسائل الشيعة: 462/3، ح 4181. التهذيب: 358/2، ح 1483، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 489/3، ح 4258. قطعة منه في ف 5، ب 2 (طهارة جلود الحُمُر الوحشيّة المذكّاة)، وب 3، (حكم الصلاة في جلود الميتة).

اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عند موته؟

فأجابه ( عليه السلام ) : النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) طاهر مطهّر، ولكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعل وجرت به السنّة (1)

3 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ ؛ عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن القاسم الصيقل إنّه كتب إليه: يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم يوماً للّه، فوقع في ذلك اليوم علي أهله، ما عليه من الكفّارة؟

فأجابه ( عليه السلام ) : يصوم يوماً بدل يوم، وتحرير رقبة مؤمنة.

(2) .

- إلي القاسم بن أبي القاسم الصيقل:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن القاسم بن أبي القاسم الصيقل (3) قال: كتب إليه: يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم كلّ جمعة دائماً ما بقي، فوافق ذلك اليوم يوم عيد فطر، أو أضحي، أو أيّام التشريق، أو سفر، أو

ص:222


1- التهذيب: 107/1 ح 281. عنه البحار: 540/22، ح 50. الاستبصار: 99/1، ح 323. قطعة منه في ف 4، ب 2 (إنّ النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم طاهر مطهّر)، وب 3 (إنّ عليّاًعليه السلام غسّل النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم )، وف 5، ب 2 (غسل مسّ الميّت).
2- الاستبصار: 125/2 ح 406. تهذيب الأحكام: 286/4 ح 865، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 378/10 ح 13640. قطعة منه في (كفّارة إبطال صوم النذر)
3- يستفاد من السيّد البروجردي قدس سره اتّحاده مع القاسم الصيقل حيث قال في عنوانه: يأتي في أسانيده عن محمّد بن عيسي عدّة روايات له عنه عن القاسم الصيقل، فيحتمل سقوطه من هذا السند، ترتيب أسانيد تهذيب الأحكام: 319/2. فراجع ما قلنا في القاسم الصيقل في الحديث الأوّل من كتبه عليه السلام إليه.

مرض، هل عليه صوم ذلك اليوم؟ أو قضاؤه؟ أو كيف يصنع يا سيّدي!؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه: قد وضع اللّه عنك الصيام في هذه الأيّام كلّها، وتصوم يوماً بدل يوم إن شاء اللّه تعالي (1).

- إلي المأمون:

(2)

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، والريّان بن الصلت جميعاً قال: لما انقضي أمر المخلوع، واستوي الأمر للمأمون، كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يستقدمه إلي خراسان، فاعتلّ عليه أبو الحسن ( عليه السلام ) بعلل، فلم يزل المأمون يكاتبه في ذلك، حتّي علم أنّه لا محيص له، و أنّه لا يكفّ عنه، فخرج ( عليه السلام ) ، ولأبي جعفر ( عليه السلام ) سبع سنين....

فكتب الرضا ( عليه السلام ) : إنّي داخل في ولاية العهد علي أن لا آمر ولا أنهي، ولا أفتي ولا أقضي، ولا أولّي ولا أعزل، ولا أغيّر شيئاً ممّا هو قائم، وتعفيني من ذلك كلّه،فأجابه المأمون إلي ذلك كلّه...(3)

2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار ( رضي الله عنه ) بنيسابور، في شعبان سنة إثنين وخمسين وثلاثمائة قال:

ص:223


1- تهذيب الأحكام: 234/4 ح 686. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 196/10 ح 13205، و514، ح 13991، والدرّ المنثور: 295/2 س 14. الاستبصار: 101/2 ح 328، بتفاوت. قطعة منه في (حكم إبطال صوم النذر لعذر).
2- لم نتعرّض إلي أيّ فرع من فروع هذا الحديث وذالك لكثرتها فيه.
3- الكافي: 488/1 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 782.

حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن الفضل بن شاذان قال: سأل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.

فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً، فرداً صمداً، قيّوماً سميعاً، بصيراً قديراً، قديماً قائماً، باقياً عالماً لا يجهل، قادراً لا يعجز، غنيّاً لا يحتاج، عدلاً لا يجور، وأنّه خالق كلّ شي ء، وليس كمثله شي ء، لا شبه له ولا ضدّ له، ولا ندّ له ولا كفؤ له، وأنّه المقصود بالعبادة والدعاء، والرغبة والرهبة، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وأمينه وصفيّه، وصفوته من خلقه، وسيّد المرسلين، وخاتم النبيّين، وأفضل العالمين، لا نبيّ بعده، ولا تبديل لملّته، ولا تغيير لشريعته، وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (1) ، وأنّه المهيمن علي الكتب كلّها، وأنّه حقّ من فاتحته إلي خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصّه وعامّه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله.

وأنّ الدليل بعده، والحجّة علي المؤمنين، والقائم بأمر المسلمين، والناطق عن القرآن، والعالم بأحكامه، أخوه وخليفته، ووصيّه ووليّه، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسي، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، وأفضل الوصيّين، ووارث علم النبيّين والمرسلين، وبعده الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) سيّدا شباب أهل الجنّة، ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين، ثمّ محمّد بن

ص:224


1- فصلّت: 42/41.

عليّ باقر علم النبيّين، ثمّ جعفر بن محمّد الصادق وارث علم الوصيّين، ثمّ موسي بن جعفر الكاظم، ثمّ عليّ بن موسي الرضا، ثمّ محمّد بن عليّ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن عليّ، ثمّ الحجّة القائم المنتظر صلوات اللّه عليهم أجمعين، أشهد لهم بالوصيّة والإمامة.

وأنّ الأرض لا تخلو من حجّة اللّه تعالي علي خلقه في كلّ عصر وأوان، وأنّهم العروة الوثقي، وأئمّة الهدي، والحجّة علي أهل الدنيا، إلي أن يرث اللّه الأرض ومن عليها، وأنّ كلّ من خالفهم ضالّ مضلّ باطل، تارك للحقّ والهدي، وأنّهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالبيان، ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهليّة.

وأنّ من دينهم الورع والعفّة، والصدق والصلاح، والاستقامة والاجتهاد، وأداء الأمانة إلي البرّ والفاجر، وطول السجود، وصيام النهار، وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن العزاء، وكرم الصحبة.

ثمّ الوضوء كما أمر اللّه تعالي في كتابه، غسل الوجه واليدين من المرفقين، ومسح الرأس والرجلين مرّة واحدة، ولا ينقض الوضوء إلّا غائط، أو بول، أو ريح، أو نوم، أو جنابة، وأنّ من مسح علي الخفّين فقد خالف اللّه تعالي ورسوله، وترك فريضة كتابه.

وغسل يوم الجمعة سنّة، وغسل العيدين، وغسل دخول مكّة والمدينة، وغسل الزيارة، وغسل الإحرام، وأوّل ليلة من شهر رمضان، وليلة سبعة عشرة، وليلة تسعة عشرة، وليلة إحدي وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، هذه الأغسال سنّة، وغسل الجنابة فريضة، وغسل الحيض مثله.

والصلاة الفريضة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان، هذه سبع عشرة ركعة،

ص:225

والسنة أربع وثلاثون ركعة، ثمان ركعات قبل فريضة الظهر، وثمان ركعات قبل العصر، وأربع ركعات بعد المغرب، وركعتان من جلوس بعد العتمة تعدّان بركعة، وثمان ركعات في السحر، والشفع والوتر ثلاث ركعات يسلّم بعد الركعتين، وركعتا الفجر.

والصلاة في أوّل الوقت أفضل، وفضل الجماعة علي الفرد أربع وعشرون، ولاصلاة خلف الفاجر، ولا يقتدي إلّا بأهل الولاية، ولا يصلّي في جلود الميتة، ولا في جلود السباع.

ولا يجوز أن يقول في التشهّد الأوّل: السلام علينا وعلي عباد اللّه الصالحين، لأنّ تحليل الصلاة التسليم، فإذا قلت هذا فقد سلّمت.

والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصّرت أفطرت، ومن لم يفطر لم يجزء عنه صومه في السفر وعليه القضاء، لأنّه ليس عليه صوم في السفر.

والقنوت سنّة واجبة في الغداة، والظهر والعصر، والمغرب والعشاء الآخرة، والصلاة علي الميّت خمس تكبيرات، فمن نقص فقد خالف سنّة، والميّت يسلّ من قبل رجليه، ويرفق به إذا أدخل قبره، والإجهار ببسم اللّه الرحمن الرحيم في جميع الصلوات سنّة.

والزكاة الفريضة في كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، ولا يجب فيما دون ذلك شي ء، ولا تجب الزكاة علي المال حتّي يحول عليه الحول، ولا يجوز أن يعطي الزكاة غير أهل الولاية المعروفين، والعشر من الحنطة والشعير، والتمر والزبيب، إذا بلغ خمسة أوساق، والوسق ستّون صاعاً، والصاع أربعه أمداد، وزكاة الفطرفريضة علي كلّ رأس - صغير أو كبير، حرّ أو عبد، ذكر أو أُنثي، من الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب - صاع، وهو أربعة أمداد، ولا يجوز دفعها إلّا إلي أهل الولاية.

وأكثر الحيض عشرة أيّام، وأقلّه ثلاثة أيّام، والمستحاضة تحتشي، وتغتسل

ص:226

وتصلّي، والحائض تترك الصلاة ولا تقضي، وتترك الصوم وتقضي.

وصيام شهر رمضان فريضة، يصام للرؤية، ويفطر للرؤية، ولا يجوز أن يصلّي التطوّع في جماعة، لأنّ ذلك بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار، وصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر سُنّة في كلّ عشرة أيّام يوم أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان حسن لمن صامه، وإن قضيت فوائت شهر رمضان متفرّقة أجزأ.

وحجّ البيت فريضة علي من استطاع إليه سبيلاً، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحّة، ولا يجوز الحجّ إلّا تمتّعاً، ولا يجوز القِران والإفراد الذي يستعمله العامّة إلّا لأهل مكّة وحاضريها، ولا يجوز الإحرام دون الميقات، قال اللّه تعالي: ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) (1) ، ولا يجوز أن يضحّي بالخصيّ، لأنّه ناقص، ولا يجوز الموجوء (2).

والجهاد واجب مع الإمام العدل، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ولا يجوز قتل أحد من الكفّار والنصّاب في دار التقيّة، إلّا قاتل، أو ساع في فساد، وذلك إذا لم تخف علي نفسك وعلي أصحابك، والتقيّة في دار التقيّة واجبة، ولا حنث علي من حلف تقيّة يدفع بها ظلماً عن نفسه، والطلاق للسنّة علي ما ذكره اللّه تعالي في كتابه، وسنّة نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولا يكون طلاق لغير سنّة، وكلّ طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق، كما أنّ كلّ نكاح يخالف الكتاب فليس بنكاح، ولا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلّقت المرأة للعدّة ثلاث مرّات لم تحلّ لزوجها حتّي تنكح زوجاً غيره.

وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : اتّقوا تزويج المطلّقات ثلاثاً في موضع واحد، فإنّهنّ ذوات أزواج.

ص:227


1- البقرة: 196/2.
2- وجأ يَوجأ وجْأً فلاناً بالسكّين أو يده: ضربه في أيّ موضع كان. المنجد: 887.

والصلاة علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) واجبة في كلّ موطن، وعند العطاس، والذبائح وغير ذلك، وحبّ أولياء اللّه تعالي واجب، وكذلك بغض أعداء اللّه والبراءة منهم ومن أئمّتهم، وبرّ الوالدين واجب، وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية اللّه عزّوجلّ ولا لغيرهما، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وذكاة الجنين ذكاة أُمّه، إذا أشعر وأوبر، وتحليل المتعتين اللتين أنزلهما اللّه تعالي في كتابه، وسنّهما رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، متعة النساء، ومتعة الحجّ، والفرائض علي ما أنزل اللّه تعالي في كتابه، ولا عول فيها، ولا يرث مع الولد والوالدين أحد، إلّا الزوج والمرأة، وذو السهم أحقّ ممّن لا سهم له، وليست العصبة من دين اللّه تعالي، والعقيقة عن المولود للذكر والأُنثي واجبة، وكذلك تسميته، وحلق رأسه يوم السابع، ويتصدّق بوزن الشعر ذهباً أو فضّة، والختان سنّة واجبة للرجال، ومكرمة للنساء.

وإنّ اللّه تبارك وتعالي ( لَايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (1) وإنّ

أفعال العباد مخلوقة للّه تعالي، خلق تقدير لا خلق تكوين، و( اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ ) (2) ولا نقول بالجبر والتفويض، ولا يأخذ اللّه البري بالسقيم، ولا يعذّب اللّه تعالي الأطفال بذنوب الآباء، ( وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ) (3) و( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَنِ إِلَّا مَا سَعَي ) (4) ، وللّه أن يعفو ويتفضّل، ولا يجور ولا يظلم، لأنّه تعالي منزّه عن ذلك، ولا يفرض اللّه عزّوجلّ طاعة من يعلم أنّه يضلّهم ويغويهم، ولا يختار لرسالته، ولا يصطفي من عباده، من يعلم أنّه يكفر به وبعبادته، ويعبد الشيطان دونه.

وأنّ الإسلام غير الإيمان، وكلّ مؤمن مسلم، وليس كلّ مسلم مؤمن، ولايسرق

ص:228


1- البقرة: 286/2.
2- الرعد: 16/13.
3- الأنعام: 164/6، الإسراء: 15/17، فاطر: 35/18، الزمر: 39/7.
4- النجم: 39/53.

السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب الحدود مسلمون، لا مؤمنون ولا كافرون، واللّه تعالي لايدخل النار مؤمناً وقد وعده الجنّة، ولا يخرج من النار كافراً، وقد أوعده النار والخلود فيها، ولا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومذنبوا أهل التوحيد لا يخلدون في النار، ويخرجون منها، والشفاعة جائزة لهم، وأنّ الدار اليوم، دار تقيّة، وهي دار الإسلام، لا دار كفر، ولا دار إيمان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واجبان إذا أمكن، ولم يكن خيفة علي النفس.

والإيمان هو أداء الأمانة، واجتناب جميع الكبائر، وهو معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان، والتكبير في العيدين واجب في الفطر، في دبر خمس صلوات، ويبدأ به في دبر صلاة المغرب ليلة الفطر، وفي الأضحي في دبر عشر صلوات، ويبدأ به من صلاة الظهر يوم النحر، وبمني في دبر خمس عشرة صلاة.

والنفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوماً، فإن طهرت قبل ذلك صلّت، وإن لم تطهّر حتّي تجاوز ثمانية عشر يوماً اغتسلت، وصلّت، وعملت ما تعمل المستحاضة.

ويؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير، والبعث بعد الموت، والميزان والصراط، والبراءة من الذين ظلموا آل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهمّوا بإخراجهم، وسنّوا ظلمهم، وغيّروا سنّة نبيّهم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين، الذين هتكوا حجاب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ونكثوا بيعة إمامهم، وأخرجوا المرأة، وحاربوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقتلوا الشيعة المتّقين رحمة اللّه عليهم واجبة، والبراءة ممّن نفي الأخيار وشرّدهم، وآوي الطرداء اللعناء، وجعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء، مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والبراءة من أشياعهم، والذين حاربوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقتلوا الأنصار والمهاجرين،

ص:229

وأهل الفضل والصلاح من السابقين، والبراءة من أهل الاستيثار، ومن أبي موسي الأشعريّ وأهل ولايته، ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُوْلَئكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَیِات رَبِّهِمْ ) وبولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( وَلِقَآلِهِ ي ) ، كفروا بأن لقوا اللّه بغير إمامته، ( فَحَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فَلَانُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَزْنًا) (1)، فهم كلاب أهل النار، والبراءة من الأنصاب والأزلام،

أئمّة الضلالة، وقادة الجور كلّهم، أوّلهم وآخرهم، والبراءة من أشباه عاقري الناقة، أشقياء الأوّلين والآخرين، وممّن يتولاّهم، والولاية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) والذين مضواعلي منهاج نبيّهم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يغيّروا، ولم يبدّلوا، مثل سلمان الفارسيّ، وأبي ذر الغفاريّ، والمقداد بن الأسود، وعمّار بن ياسر، وحذيفة اليمانيّ، وأبي الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وعبادة بن الصامت، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدريّ، وأمثالهم رضي اللّه عنهم، ورحمة اللّه عليهم، والولاية لأتباعهم وأشياعهم، والمهتدين بهداهم، والسالكين منهاجهم رضوان اللّه عليهم.

وتحريم الخمر قليلها وكثيرها، وتحريم كلّ شراب مسكر قليله وكثيره، وما أسكر كثيره، فقليله حرام، والمضطرّ لا يشرب الخمر، لأنّها تقتله، وتحريم كلّ ذي ناب من السباع، وكلّ ذي مخلب من الطير، وتحريم الطحال، فإنّه دم، وتحريم الجرّيّ، والسمك، والطافي، والمار ماهي، والزمير، وكلّ سمك لا يكون له فلس، واجتناب الكبائر، وهي قتل النفس التي حرّم اللّه تعالي، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلماً، وأكل الميتة والدم، ولحم الخنزير، وما أُهلّ لغير اللّه به من غير ضرورة، وأكل الربوا بعد البيّنة،

ص:230


1- الكهف: 104/8 - 105.

والسحت، والميسر والقمار، والبخس في المكيال والميزان، وقذف المحصنات واللواط، وشهادة الزور، واليأس من روح اللّه، والأمن من مكر اللّه، والقنوط من رحمة اللّه، ومعونة الظالمين، والركون إليهم، واليمين الغموس، وحبس الحقوق من غير العسرة، والكذب والكبر، والإسراف والتبذير، والخيانة، والاستخفاف بالحجّ، والمحاربة لأولياء اللّه تعالي، والاشتغال بالملاهي، والإصرار علي الذنوب.

حدّثني بذلك حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال: حدّثني أبو نصر قنبر بن عليّ بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا ( عليه السلام ) ، إلّا أنّه لم يذكر في حديثه أنّه كتب ذلك إلي المأمون، وذكر فيه: الفطرة مدّين من حنطة، وصاعاً من الشعير والتمر والزبيب.

وذكر فيه: إنّ الوضوء مرّة مرّة فريضة، واثنتان إسباغ.

وذكر فيه: إنّ ذنوب الأنبيا ( عليهم السلام ) : صغائرهم موهوبة.

وذكر فيه: إنّ الزكاة علي تسعة أشياء: علي الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والإبل، والبقر، والغنم، والذهب، والفضّة.

وحديث عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس ( رضي الله عنه ) عندي أصحّ، ولا قوّة إلّا باللّه.

وحدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان ( رضي الله عنه ) ، عن عمّه أبي عبد اللّه محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا ( عليه السلام ) ، مثل حديث عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس (1) .

ص:231


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 121/2 ح 1. عنه البحار: 352/10 ح 1، وقطع منه في سائر مجلّدات البحار وإثبات الهداة، ووسائل الشيعة، ومستدرك الوسائل، ونور الثقلين، والفصول المهمّة للحرّ العاملي. الدرّ المنثور للشهيد الثاني رحمة الله . تحف العقول: 415 س 5، مرسلاً وبتفاوت. قطعة منه في (سورة البقرة: 196/2 و286) و(سورة آل عمران: 97/3) و(سورة الأنعام: 164/6) و(سورة الرعد: 16/13) و(سورة الكهف: 104/8 - 105) و(سورة فصلّت: 42/41) و(سورة النجم: 39/53) و(النصّ علي أمير المؤمنين عليه السلام ) و(النصّ علي الحسن بن عليّ عليهماالسلام ) و(النصّ علي الحسين عليه السلام ) و(النصّ علي عليّ بن الحسين عليهماالسلام ) و(النصّ علي محمّد بن عليّ الباقرعليهماالسلام ) و(النصّ علي جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ) و(النصّ علي موسي بن جعفرعليهماالسلام ) و(النصّ علي محمّد بن عليّ الجوادعليه السلام ) و(النصّ علي عليّ بن محمّد الهادي عليهماالسلام ) و(النصّ علي الحسن العسكري عليه السلام ) و(النصّ علي الحجّة المنتظرعليه السلام ) و(ما رواه عن أمير المؤمنين عليه السلام ).

3 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد الحسني قال: بعث المأمون إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) جارية، فلمّا أُدخلت إليه، اشمأزّت من الشيب، فلمّا رأي كراهتها، ردّها إلي المأمون، وكتب إليه بهذه الأبيات، شعراً:

نعي نفسي إلي نفسي المشيب

وعند الشيب يتّعظ اللبيب

فقد ولّي الشباب إلي مداه

فلست أري مواضعه يؤوب

سأبكيه وأندبه طويلاً

وأدعوه إليّ عسي يجيب

وهيهات الذي قد فات عنّي

تمنّيني به النفس الكذوب

وراع (1) الغانيات بياض رأسي

ومن مدّ البقاء له يشيب

أري البيض الحسان يجدف (2)عنّي

وفي هجرانهنّ لنا نصيب

فإن يكن الشباب مضي حبيباً

فإنّ الشيب أيضا لي حبيب

ص:232


1- في البحار: وداع.
2- في البحار: يحدن.

سأصحبه بتقوي اللّه حتي

يفرّق بيننا الأجل القريب (1).

4 - الشيخ الصدوق ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي بإسناده قال: رُفع إلي المأمون، رجل دفع رجلاً في بئر فمات، فأمر به أن يقتل، فقال الرجل: إنّي كنت في منزلي فسمعت الغوث، فخرجت مسرعاً ومعي سيفي، فمررت علي هذا وهو علي شفير بئر، فدفعته فوقع في البئر.

فسأل المأمون الفقهاء في ذلك؟

فقال بعضهم: يقاد به، وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فسأل أبا الحسن ( عليه السلام ) عن ذلك، وكتب إليه.

فقال ( عليه السلام ) : ديته علي أصحاب الغوث الذين صاحوا: الغوث.

قال: فاستعظم ذلك الفقهاء، فقالوا للمأمون: سله من أين قلت هذا؟

فسأله، فقال ( عليه السلام ) : إنّ امرأة استعدت إلي سليمان بن داود ( عليه السلام ) علي ريح فقالت: كنت علي فوق بيتي، فدفعتني ريح فوقعت إلي الدار، فانكسرت يدي، فدعا سليمان ( عليه السلام ) بالريح فقال لها: ما حملكِ علي ما صنعت بهذه المرأة؟

فقالت الريح: يا نبيّ اللّه! إنّ سفينة بني فلان كانت في البحر، قد أشرف أهلها علي الغرق، فمررت بهذه المرأة وأنا مستعجلة، فوقعت فانكسرت يدها، فقضي سليمان ( عليه السلام ) بأرش يدها علي أصحاب السفينة (2).

ص:233


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 178/2 ح 8، عنه البحار: 164/49 ح 4. إعلام الوري: 79/2 س 1. قطعة منه في (شعره عليه السلام ).
2- من لايحضره الفقيه: 128/4 ح 451، عنه وسائل الشيعة: 265/29 ح 35589. قطعة منه في (حكم من مضي ليغيث مستغيثاً فجني في طريقه) و(ما رواه عن سليمان عليه السلام ) و(أحواله عليه السلام مع المأمون).

5 - الشيخ الصدوق ؛ :...ياسر الخادم قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا، جمع حشمه كلّهم عنده...فبينا نحن عنده يوماً، إذ سمعنا وقع القفل الذي كان علي باب المأمون إلي دار أبي الحسن ( عليه السلام ) .

فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : قوموا تفرّقوا.

فقمنا عنه، فجاء المأمون ومعه كتاب طويل...فقرأ ذلك الكتاب عليه، فإذا هو فَتْحٌ لبعض قري كابل، فيه: إنّا فتحنا قرية كذا وكذا، فلمّا فرغ قال له الرضا ( عليه السلام ) : وسرّك فتح قرية من قري الشرك.

فقال له المأمون: أوليس في ذلك سرور؟...قال المأمون: يا سيّدي فما تري؟

قال: أري أن تخرج من هذه البلاد، وتتحوّل إلي موضع آبائك وأجدادك، وتنظر في أمور المسلمين، ولاتكلهم إلي غيرك، فإنّ اللّه تعالي سائلك عمّا ولّاك.

فقام المأمون فقال: نعم ما قلت يا سيّدي! هذا هو الرأي، فخرج وأمر أن يقدم النوائب، وبلغ ذلك ذا الرياستين، فغمّه غمّاً شديداً، وقد كان غلب علي الأمر ولم يكن للمأمون عنده رأي، فلم يجسر أن يكاشفه، ثمّ قوي بالرضا ( عليه السلام ) جدّاً، فجاء ذو الرياستين إلي المأمون فقال له: يا أميرالمؤمنين! ما هذا الرأي الذي أمرت به؟

قال: أمرني سيّدي أبوالحسن ( عليه السلام ) بذلك، وهو الصواب.

فقال: يا أميرالمؤمنين! ما هذا الصواب...فلمّا كان من الغد جاء أب والحسن ( عليه السلام ) ، فدخل علي المأمون فقال: ياأميرالمؤمنين! ما صنعت؟

فحكي ما قال ذو الرياستين، ودعا المأمون بهؤلاء النفر، فأخرجهم من الحبس...فلمّا قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين أنّه قد عزم علي الخروج...فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا كان بعد ذلك بأيّام ونحن في بعض المنازل ورد علي ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل: إنّي نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم، فوجدت فيه أنّك تذوق

ص:234

في شهر كذا يوم الأربعاء حرّ الحديد، وحرّ النار، فأري أن تدخل أنت والرضا وأميرالمؤمنين الحمّام في هذا اليوم، فتحتجم فيه، وتصبّ الدم علي بدنك ليزول نحسه عنك، فبعث الفضل إلي المأمون وكتب إليه بذلك وسأله أن يدخل الحمّام معه، ويسأل أباالحسن ( عليه السلام ) أيضاً ذلك.

فكتب المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) رقعة في ذلك، فسأله فكتب إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) : «لست بداخل غداً الحمّام، ولاأري لك يا أميرالمؤمنين! أن تدخل الحمّام غداً، ولاأري للفضل أن يدخل الحمّام غداً»، فأعاد إليه الرقعة مرّتين.

فكتب إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) : «لست بداخل غداً الحمّام، فإنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في النوم في هذه الليلة يقول لي: يا عليّ! لاتدخل الحمّام غداً، فلاأري لك يا أميرالمؤمنين! ولاللفضل أن تدخلا الحمّام غداً».

فكتب إليه المأمون: صدقت، يا سيّدي! وصدق رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لست بداخل الحمّام غداً، والفضل فهو أعلم وما يفعله...(1).

6 - الإربليّ ؛ : في سنة سبعين وستّمأة وصل من مشهده الشريف ( عليه السلام ) أحد قوّامه، ومعه العهد الذي كتبها المأمون بخطّ يده، وبين سطوره، وفي ظهره بخطّ الإمام ( عليه السلام ) ماهو مسطور، فقبّلت مواقع أقلامه، وسرّحت طرفي في رياض كلامه، وعدّدت الوقوف عليه من منن اللّه وإنعامه، ونقلته حرفاً فحرفاً، وما هو بخطّ المأمون:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسي بن جعفر وليّ عهده، أمّا بعد: فإنّ اللّه عزّوجلّ اصطفي

ص:236


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 159/2 ح 24. يأتي الحديث بتمامه في ف 3 رقم 789.

الإسلام ديناً، واصطفي له من عباده رسلاً دالّين عليه، وهادين إليه، يبشّر أوّلهم بآخرهم، ويصدّق تاليهم ماضيهم، حتّي انتهت نبوّة اللّه إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي فترة من الرسل، ودروس من العلم، وانقطاع من الوحي، واقتراب من الساعة، فختم اللّه به النبيّين، وجعله شاهداً لهم، ومهيمناً عليهم، وأنزل عليه كتابه العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد بما أحلّ وحرّم، ووعد وأوعد، وحذّر وأنذر، وأمر به ونهي عنه، لتكون له الحجّة البالغة علي خلقه، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، وإنّ اللّه لسميع عليم؛ فبلّغ عن اللّه رسالته، ودعا إلي سبيله بما أمره به، من الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، ثمّ بالجهاد والغلظة، حتّي قبضه اللّه إليه، وأختار له ما عنده ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فلمّا انقضت النبوّة، وختم اللّه بمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الوحي والرسالة، جعل قوام الدين، ونظام أمر المسلمين بالخلافة، وإتمامها وعزّها والقيام بحقّ اللّه فيها بالطاعة، التي بها يقام فرايض اللّه وحدوده، وشرايع الإسلام وسننه، ويجاهد بها عدوّه؛ فعلي خلفاء اللّه طاعته فيما استحفظهم، واسترعاهم من دينه وعباده، وعلي المسلمين طاعة خلفائهم، ومعانتهم علي إقامة حقّ اللّه وعدله، وأمن السبيل وحقن الدماء، وصلاح ذات البين، وجمع الألفة، وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين واختلالهم، واختلاف ملّتهم، وقهر دينهم، واستعلاء عدوّهم، وتفرّق الكلمة، وخسران الدنيا والآخرة.

فحقّ علي من استخلفه اللّه في أرضه، وائتمنه علي خلقه، أن يجهد للّه نفسه، ويؤثر ما فيه رضا اللّه وطاعته، ويعتدّ لما اللّه مواقفه عليه، ومسائله عنه، ويحكم بالحقّ، ويعمل بالعدل، فيما حمله اللّه وقلّده، فإنّ اللّه عزّوجلّ يقول لنبيّه داود ( عليه السلام ) : ( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَاتَتَّبِعِ

ص:236

الْهَوَي فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُم بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ ) (1)وقال اللّه عزّوجلّ: ( فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) (2)، وبلغنا أنّ عمر بن الخطّاب قال: لوضاعت سخلة بشاطي ء الفرات لتخوّفت أن يسألني اللّه عنها، وأيم اللّه أنّ المسئول عن خاصّة نفسه، الموقوف علي عمله فيما بينه وبين اللّه، ليتعرّض علي أمر كبير، وعلي خطر عظيم، فكيف بالمسئول عن رعاية الأمّة، وباللّه الثقة، وإليه المفزع والرغبة، في التوفيق والعصمة، والتشديد والهداية، إلي ما فيه ثبوت الحجّة، والفوز من اللّه بالرضوان والرحمة،

وأنظر الأمّة لنفسه، وأنصحهم للّه في دينه وعباده من خلايقه في أرضه، من عمل بطاعة اللّه وكتابه، وسنة نبيّه ( عليه السلام ) في مدّة أيّامه وبعدها، وأجهد رأيه ونظره فيمن يولّيه عهده، ويختاره لإمامة المسلمين، ورعايتهم بعده، وينصبه علماً لهم، ومفزعاً في جميع ألفتهم، ولمّ شعثهم، وحقن دمائهم، والأمن بإذن اللّه من فرقتهم، وفساد ذات بينهم واختلافهم، ورفع نزع الشيطان وكيده عنهم،

فإنّ اللّه عزّوجلّ جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام وكماله، وعزّه، وصلاح أهله، وألهم خلفائه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم، ماعظمت به النعمة، وشملت فيه العافية، ونقض اللّه بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة، والسعي في الفرقة، والتربّص للفتنة، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة، فاختبر بشاعة مذاقها، وثقل محملها، وشدّة مؤونتها، ومايجب علي من تقلّدها، من ارتباط طاعة اللّه، ومراقبته فيما حمّله منها، فأنصب بدنه، وأشهر عينه، وأطال فكره فيما فيه

ص:237


1- ص: 26/38.
2- الحجر: 92/15 - 93.

عزّ الدين، وقمع المشركين، وصلاح الأمّة، ونشر العدل، وإقامة الكتاب والسنّة، ومنعه ذلك من الخفض والدعة، ومهنؤ العيش علماً بما اللّه سائله عنه، ومحبّة أن يلقي اللّه مناصحاً له في دينه وعباده، ومختاراً لولاية عهده، ورعاية الأمّة من بعده، أفضل من يقدر عليه في ورعه ودينه وعلمه، وأرجاهم للقيام في أمر اللّه وحقّه، مناجياً للّه تعالي بالاستخارة في ذلك، ومسئلته الهامّه ما فيه رضاه وطاعته، في آناء ليله ونهاره؛ معملاً في طلبه، والتماسه في أهل بيته، من ولد عبد اللّه بن العبّاس، وعليّ بن أبي طالب، فكره ونظره، مقتصراً لمن علم حاله ومذهبه منهم علي علمه، وبالغاً في المسئلة عمّن خفي عليه أمره جهده وطاقته.

حتّي استقصي أمورهم معرفة، وابتلي أخبارهم مشاهدة، واستبري ء أحوالهم معاينة، وكشف ما عندهم مسائلة، فكانت خيرته بعد استخارته للّه، وإجهاده نفسه في قضاء حقّه، في عباده وبلاده في البيتين جميعاً، عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : لمّا رآي من فضله البارع، وعلمه الناصع، وورعه الظاهر؛ وزهده الخالص، وتخلّيه من الدنيا، وتسلّمه من الناس، وقد استبان له مالم تزل الأخبار عليه متواطية، والألسن عليه متّفقة، والكلمة فيه جامعة، ولمّا لم يزل يعرفه به من الفضل نافعاً وناشياً، وحدثاً ومكتهلاً، فعقد له بالعهد والخلافة من بعده، واثقاً بخيرة اللّه في ذلك، إذ علم اللّه أنّه فعله إيثاراً له وللدين، ونظراً للإسلام والمسلمين، وطلباً للسلامة وثبات الحقّ، والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لربّ العالمين.

ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته، وخاصّته، وقوّاده، وخدمه، فبايعوا مسرعين مسرورين، عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة اللّه علي الهوي في ولده وغيرهم، ممّن هو أشبك منه رحماً، وأقرب قرابة، وسمّاه الرضا إذ كان رضاً عند أمير المؤمنين، فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين، ومن بالمدينة المحروسة من قوّاده

ص:238

وجنده، وعامّة المسلمين لأمير المؤمنين، وللرضا من بعده.

[كتب بقلمه الشريف بعد قوله: «وللرضا من بعده» بل آل من بعده ] عليّ بن موسي علي اسم اللّه وبركته، وحسن قضائه لدينه وعباده، بيعة مبسوطة إليها أيديكم، منشرحة لها صدوركم، عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها، وآثر طاعة اللّه والنظر لنفسه ولكم فيها، شاكرين للّه علي ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقّه في رعايتكم، وحرصه علي رشدكم وصلاحكم، راجين عايدة ذلك في جمع ألفتكم، وحقن دمائكم، ولمّ شعثكم، وسدّ ثغوركم، وقوّة دينكم ورغم عدوّكم، واستقامة أموركم، وسارعوا إلي طاعة اللّه وطاعة أمير المؤمنين، فإنّه الأمن، إن سارعتم إليه، وحمدتم اللّه عليه، عرفتم الخطّ فيه إن شاء اللّه، وكتب بيده يوم الاثنين بسبع خلون من شهر رمضان، سنة إحدي ومائتين.

صورة ما كان علي ظهر العهد بخطّ الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام )

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، وصلاته علي نبيّه محمّد خاتم النبيّين، وآله الطيّبين الطاهرين، أقول:

وأنا عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : : أنّ أمير المؤمنين عضده اللّه بالسداد، ووفّقه للرشاد، عرف من حقّنا ما جهله غيره، فوصل أرحاماً قطعت، وأمن نفوساً فزعت، بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذ افتقرت، مبتغياً رضا ربّ العالمين، لا يريد جزاء من غيره، وسيجزي اللّه الشاكرين، ولا يضيع أجر المحسنين، وأنّه جعل إليّ عهده، والإمرة الكبري إن بقيت بعده، فمن حلّ عقدة أمر اللّه بشدّها، وفصم عروة أحبّ اللّه إيثاقها، فقد أباح حريمه؛ وأحلّ محرّمه، إذ كان بذلك زارياً علي الإمام، منهتكاً حرمة الإسلام، بذلك جري السالف، فصبر عنه علي الفلتات، ولم يعترض بعدها علي الغرمات، خوفاً من شتات الدين، واضطراب حبل المسلمين، ولقرب أمر

ص:239

الجاهليّة، ورصد فرصة تنتهز، وبايقة تبتدر، وقد جعلت اللّه علي نفسي، إن استرعاني أمر المسلمين، وقلّدني خلافته، العمل فيهم عامّة، وفي بني العبّاس بن عبد المطّلب خاصّة، بطاعته وطاعة رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأن لا أسفك دماً حراماً، ولا أبيح فرجاً ولا مالاً، إلّا ما سفكته حدود اللّه، وأباحته فرايضه، وأن أتخيّر الكفاة جهدي وطاقتي، وجعلت بذلك علي نفسي عهداً مؤكّداً يسألني اللّه عنه، فإنّه عزّوجلّ يقول: ( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئولًا) (1) ، وإن أحدثت، أو غيّرت، أو بدّلت، كنت للغير مستحقّاً؛ وللنكال

متعرّضاً، وأعوذ باللّه من سخطه، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته، والحول بيني وبين معصيته، في عافية لي وللمسلمين.

والجامعة والجفر يدلّان علي ضدّ ذلك، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، إن الحكم إلّا للّه يقضي بالحقّ وهو خير الفاصلين، لكنّي امتثلت أمر أمير المؤمنين، وآثرت رضاه، واللّه يعصمني وإيّاه، وأشهدت اللّه علي نفسي بذلك، وكفي باللّه شهيداً.

وكتبت بخطّي بحضرة أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه، والفضل بن سهل، وسهل بن الفضل، ويحيي بن أكثم، وعبد اللّه بن طاهر، وثمامة بن أشرس، وبشر بن المعتمر، وحمّاد بن النعمان، في شهر رمضان سنة إحدي ومائتين.

الشهود علي جانب الأيمن

شهد يحيي بن أكثم علي مضمون هذ المكتوب ظهره وبطنه، وهو يسأل اللّه أن يعرّف أمير المؤمنين، وكافّة المسلمين، ببركاة هذا العهد والميثاق، وكتب بخطّه في تاريخ المبيّن فيه، عبد اللّه بن طاهر بن الحسين، أثبت شهادته فيه بتاريخه، شهد حمّاد بن النعمان بمضمونه، ظهره وبطنه؛ وكتب بيده في تاريخه، بشر بن المعتمر يشهد بمثل ذلك.

ص:240


1- الإسراء: 34/17.

الشهود علي الجانب الأيسر

رسم أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه قراءة هذه الصحيفة التي هي صحيفةالميثاق، - نرجوا أن يجوز بها الطراط - ظهرها وبطنها، بحرم سيّدنا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بين الروضة والمنبر علي رؤس الأشهاد، بمرأي ومسمع من وجوه بني هاشم، وساير الأولياء والأجناد، بعد استيفاء شروط البيعة عليهم، بما أوجب أمير المؤمنين الحجّة به علي جميع المسلمين، ولتبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين، وما كان اللّه ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه، وكتب الفضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه (1).

7 - الإربليّ ؛ : رأيت خطّه ( عليه السلام ) في واسطٍ، سنة سبع وسبعين وستّمأة جواباً عمّا كتبه إليه المأمون:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، وصل كتاب أمير المؤمنين أطال اللّه بقاءه، يذكر ما ثبت من الروايات، ورسم أن أكتب له ما صحّ عندي من حال هذه الشعرة الواحدة، والخشبة التي لرحا اليد (2) بفاطمة بنت محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليها، وعلي أبيها، وزوجها، وبنيها، فهذه الشعرة الواحدة، شعرة من شعر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لا شبهة ولا شكّ، وهذه الخشبة اليد المذكورة لفاطمة ( عليها السلام ) ، لا ريب ولا شبهة، وأنا قد

ص:241


1- كشف الغمّة: 333/2 س 7، عنه البحار: 148/49 ح 25، وحلية الأبرار: 425/4 س 4. الفصول المهمّة: 257 س 1. تذكرة الخواصّ: 316 س 6، بتفاوت. نور الأبصار: 317 س 16، بتفاوت. تحفة العالم: 43/2 س 8. قطعة منه في (شرائطه لقبول ولاية العهد) و(أحواله عليه السلام مع المامون) و(سورة الإسراء: 34/17).
2- في المصدر: المد.

تفحّصت وتحدّيت، وكتبت إليك، فاقبل قولي، فقد أعظم اللّه لك في هذا الفحص أجراً عظيماً، وباللّه التوفيق، وكتب عليّ بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) وعليّ سنة إحدي ومائتين من هجرة صاحب التنزيل جدّي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).

- الرسالة الذهبيّة:

(2)

1 - التلعكبريّ ؛ : محمّد بن همّام بن سهيل رحمة اللّه عليه قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال: حدّثني أبي، وكان عالماً بأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا صلوات اللّه عليهما، خاصّاً به، ملازماً لخدمته، وكان معه حين حمل من المدينة إلي المأمون إلي خراسان، واستشهد ( عليه السلام ) بطوس، وهو ابن تسع وأربعين سنة.

قال: كان المأمون بنيسابور، وفي مجلسه سيّدي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وجماعة من الفلاسفة والمتطبّبين، مثل يوحنّا بن ماسويه، وجبرائيل بن بختيشوع، وصالح بن بهلمة الهنديّ، وغيرهم من متحلّي العلوم، وذوي البحث والنظر.

فجري ذكر الطبّ، وما فيه صلاح الأجسام وقوامها، فأغرق المأمون ومن كان بحضرته في الكلام، وتغلغلوا في علم ذلك، وكيف ركّب اللّه تعالي هذا الجسد، وجمع فيه هذه الأشياء المتضادّة من الطبائع الأربع، ومضارّ الأغذية ومنافعها، وما يلحق الأجسام من مضارّها من العلل.

قال: وأبو الحسن ( عليه السلام ) ساكت لا يتكلّم في شي ء من ذلك.

فقال له المأمون: ما تقول يا أبا الحسن! في هذا الأمر الذي نحن فيه منذ اليوم؟ فقد

ص:242


1- كشف الغمّة: 339/2 س 1، عنه البحار: 154/49 ح 26، وحلية الأبرار: 433/4 س 16. قطعة منه في (عنده عليه السلام شعر رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم وخشب رحي فاطمةعليهاالسلام ).
2- لم نتعرّض إلي فروع هذا الحديث لكثرتها فيه.

كبر عليّ، وهو الذي لا بدّ منه، ومعرفة هذه الأغذية النافع منها والضارّ، وتدبير الجسد.

فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : عندي من ذلك ما جرّبته، وعرفت صحّته، بالاختبار ومرور الأيّام، مع ما وقفني عليه مَن مضي مِن السلف، ممّا لا يسع الإنسان جهله، ولا يعذر في تركه. وأنا أجمع ذلك لأمير المؤمنين، مع ما يقاربه ممّا يحتاج إلي معرفته.

قال: وعاجل المأمون الخروج إلي بلخ، وتخلّف عنه أبو الحسن ( عليه السلام ) ، فكتب المأمون إليه كتاباً يتنجّز ما كان ذكره له، ممّا يحتاج إلي معرفته علي ما سمعه وجرّبه (من الأطعمة، والأشربة)، وأخذ الأدوية، والفصد، والحجامة، والسواك، والحمّام، والنورة، والتدبير في ذلك.

فكتب إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) كتاباً هذه نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، اعتصمت باللّه، أمّا بعد: فإنّه وصل كتاب أمير المؤمنين فيما أمرني به من توقيفه علي ما يحتاج إليه، ممّا جرّبته، وسمعته في الأطعمة والأشربة، وأخذ الأدوية، والفصد، والحجامة، والحمّام، والنورة، والباه، وغير ذلك ممّا يدبّر استقامة أمر الجسد به.

وقد فسّرت (لأمير المؤمنين) ما يحتاج إليه، وشرحت له ما يعمل عليه، من تدبير مطعمه، ومشربه، وأخذه الدواء وفصده، وحجامته وباهه، وغير ذلك ممّا يحتاج إليه في سياسة جسمه، وباللّه التوفيق.

(اعلم يا أمير المؤمنين!) إنّ اللّه عزّوجلّ لم يبتل البدن بداء حتّي جعل له دواء يعالج به، ولكلّ صنف من الداء صنف من الدواء، وتدبير ونعت. وذلك أنّ هذه الأجسام أسّست علي مثال المَلِك.

فمَلِك الجسد هو ما في القلب. والعمّال العروق في الأوصال والدماغ، وبيت المَلِك قلبه، وأرضه الجسد، والأعوان يداه ورجلاه، وعيناه وشفتاه، ولسانه وأذناه،

ص:243

وخزائنه معدته وبطنه، وحجابه وصدره.

فاليدان عونان يقرّبان ويبعّدان، ويعملان علي ما يوحي إليها الملك.

والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء.

والعينان يدلاّنه علي ما يغيب عنه، لأنّ الملك وراء حجاب لا يوصل إليه إلّا بإذن، وهما سراجاه أيضاً.

وحصن الجسد وحرزه الأذنان، لا يدخلان علي الملك إلّا ما يوافقه، لأنّهما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتّي يوحي الملك إليهما، أطرق الملك منصتاً لهما حتّي يعي منهما، ثمّ يجيب بما يريد (ناداً منه)، ريح الفؤاد، وبخار المعدة، ومعونةالشفتين.

وليس للشفتين قوّة إلّا بإنشاء اللسان. وليس يستغني بعضها عن بعض. والكلام لا يحسن إلّا بترجيعه في الأنف، لأنّ الأنف يزيّن الكلام، كما يزيّن النافخ المزمار.

وكذلك المنخران هما ثقبا الأنف، والأنف يدخل علي الملك ممّا يحبّ من الروائح الطيّبة، فإذا جاء ريح يسوء أوحي الملك إلي اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح.

وللملك مع هذا ثواب وعذاب، فعذابه أشدّ من عذاب الملوك الظاهرة، القادرة في الدنيا، وثوابه أفضل من ثوابها.

فأمّا عذابه فالحزن، وأمّا ثوابه فالفرح.

وأصل الحزن في الطحال، وأصل الفرح في الثرب (1)والكليتين، وفيهما عرقان موصلان في الوجه، فمن هناك يظهر الفرح والحزن، فتري تباشيرهما في الوجه، وهذه العروق كلّها طرق من العمّال إلي الملك، ومن الملك إلي العمّال.

وتصديق ذلك: إذا تناول الدواء، أدّته العروق إلي موضع الداء.

ص:244


1- الثرب: شحم رقيق يُغَشّي الكَرش والأمعاء. المعجم الوسيط: 94.

واعلم (يا أمير المؤمنين)! إنّ الجسد بمنزلة الأرض الطيّبة الخراب، إن تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزاد من الماء فتغرق، ولا تنقص منه فتعطش، دامت عمارتها، وكثر ريعها، وزكا زرعها.

وإن تغافلت عنها فسدت، ونبت فيها العُشب.

والجسد بهذه المنزلة، والتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصحّ، وتزكوا العافية فيه.

وانظر يا أمير المؤمنين! ما يوافقك، و ما يوافق معدتك ، ويقوي عليه بدنك، ويستمرئه من الطعام والشراب، فقدّره لنفسك، واجعله غذاك.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ كلّ واحدة من هذه الطبائع تحبّ ما يشاكلها، فاتّخذ ما يشاكل جسدك، ومن أخذ الطعام زيادة (إلّا بان) لم يفده (1)، ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص، غذّاه ونفعه، وكذلك الماء.

فسبيلك أن تأخذ من الطعام من كلّ صنف منه في إبانه، وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم (2)، فإنّه أصحّ لبدنك، وأذكي لعقلك، وأخفّ علي نفسك إن شاء اللّه.

ثمّ كل يا أمير المؤمنين البارد في الصيف، والحارّ في الشتاء، والمعتدل في الفصلين علي قدر قوّتك وشهوتك، وابدأ في أوّل طعامك بأخفّ الأغذية الذي تغذّي بها بدنك بقدر عادتك، وبحسب وطنك

(3) ونشاطك وزمانك.

والذي يجب أن يكون أكلك في كلّ يوم عندما يمضي من النهار ثمان ساعات، أكلة

ص:245


1- في بعض النسخ: ومن أخذ الطعام زيادة لم ينفعه.
2- قَرِمَ الفحل قَرَماً: صار قَرْماً، اشتدّت إليه شهوته. المعجم الوسيط: 730.
3- في البحار: طاقتك.

واحدة أو ثلاث أكلات في يومين: تتغذّي باكراً في أوّل يوم، ثمّ تتعشّي، فإذاكان في اليوم الثاني عند مضيّ ثمان ساعات من النهار، أكلت أكلة واحدة، ولم تحتجّ إلي العشاء.

وليكن ذلك بقدر لا يزيد ولا ينقص، وتكفّ عن الطعام وأنت مشتهي له، وليكن شرابك علي أثر طعامك، من هذا الشراب الصافي المعتق ممّا يحلّ شربه.

صفة الشراب:

يؤخذ من الزبيب المنقّي عشرة أرطال، فيغسل وينقع في ماء صافيّ غمره، وزايدة عليه أربعة أصابع، ويترك في إنائه ذلك ثلاثة أيّام في الشتاء، وفي الصيف يوماً وليلة، ثمّ يجعل في قدر نظيفة، وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه، وإلّا فمن الماء العذب الصافيّ الذي يكون ينبوعه من ناحية المشرق، ماءاً أبيضاً، براقاً خفيفاً، وهو القابل لما يعترضه علي سرعة من السخونة والبرودة، وتلك الدلالة علي خفّة الماء، ويطبخ حتّي ينتفخ الزبيب ثمّ يعصر ويصفّي ماؤه ويبرد.

ثمّ يردّ إلي القدر ثانياً، ويؤخذ مقداره بعود، ويغلي بنار ليّنة غلياناً رقيقاً،حتّي يمضي ثلثاه ويبقي ثلثه، ثمّ يؤخذ من العسل المصفّي رطل فيلقي عليه،ويؤخذ مقدار الماء ومقداره من القدر، ويغلي حتّي يذهب قدر العسل ويعود إلي حدّه.

ويؤخذ صفيقة (1) ، فتجعل فيها من الزنجبيل وزن درهم، ومن القرنفل وزن درهم، ومن الدارصينيّ وزن نصف درهم، ومن الزعفران وزن درهم، ومن السنبل وزن نصف درهم، ومن العود الني وزن نصف درهم، ومن المَصطَكِيّ وزن نصف درهم بعد أن يسحق كلّ صنف من هذه الأصناف وحده وينخل، ويجعل في الخرقة، ويشدّ بخيط شدّاً جيّداً.

ويكون للخيط طرف طويل تعلّق به الخرقة المصرورة، في عود معارض به علي

ص:246


1- صَفُقَ الثوب صفاقة: كثُف نسجه. المعجم الوسيط: 517.

القدر، ويكون ألقي هذه الصرّة في القدر في الوقت الذي يلقي فيه العسل، ثمّ تمرّس (1) الخرقة ساعة فساعة، لينزل ما فيها قليلاً قليلاً، ويغلي إلي أن يعود إلي

حاله، ويذهب زيادة العسل.

وليكن النار ليّنة، ثمّ يصفّي ويبرد، ويترك في إنائه ثلاثة أشهر مختوماً عليه، لا يفتح، فإذا بلغت المدّة فاشربه، والشربة منه قدر أوقية (2)بأوقيتين ماء.

فإذا أكلت يا أمير المؤمنين! كما وصفت لك من قدر الطعام، فاشرب من هذا الشراب ثلاثة أقداح بعد طعامك، فإذا فعلت فقد أمنت بإذن اللّه يومك من وجع النقرس، والأبردة، والرياح المؤذية.

فإن اشتهيت الماء بعد ذلك، فاشرب منه نصف ما كنت تشرب، فإنّه أصحّ لبدنك، وأكثر لجماعك، وأشدّ لضبطك وحفظك.

فإنّ الماء البارد بعد أكل السمك الطريّ يورث الفالج، وأكل الأُترُج بالليل يقلّب العين، ويورث الحِوَل، وإتيان المرأة الحائض يولد الجذام في الولد، والجماع من غير إهراق الماء علي أثره يورث الحصاة. والجماع بعد الجماع من غير أن يكون بينهما غسل، يورث للولد الجنون، إن غفل عن الغسل.

وكثرة أكل البيض وإدمانه يورث الطُحال (3)، ورياحاً في رأس المعدة.

والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو (4)، والابتهار (5).

ص:247


1- مرست التمر مرساً من باب قتل: دلكته في الماء حتّي تتحلّل أجزاؤه. المصباح المنير: 568.
2- الأوقية: تساوي (323) غراماً تقريباً.
3- الطُحال: داءيصيب الطِحال. المعجم الوسيط: 552.
4- الربو: الرابية. داء نوبيّ تضيق فيه شُعيبات الرئة فيعسر التنفّس. المعجم الوسيط: 326.
5- البُهر: تتابع النفس من الإعياء. المعجم الوسيط: 73.

وأكل اللحم النيء (1) يورث الدود في البطن، وأكل التين يقمّل الجسد إذا أدمن

عليه، وشرب الماء البارد عقيب الشي ء الحارّ، وعقيب الحلاوة، يذهب بالأسنان. والإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر، يورث تيبيس العقل، وتحيير الفهم، وتلبّد الذهن، وكثرة النسيان.

وإذا أردت دخول الحمّام وأن لا تجد في رأسك ما يؤذيك، فابدأ عند دخول الحمّام بخمس حسوات ماءٍ حارّ، فإنّك تسلم بإذن اللّه تعالي من وجع الرأس والشقيقة، وقيل: خمسة أكفّ ماء حارّ تصبّها علي رأسك عند دخول الحمّام.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ تركيب الحمّام علي تركيب الجسد، للحمّام أربعة أبيات، مثل أربع طبائع.

البيت الأوّل: بارد يابس، والثاني: بارد رطب، والثالث: حارّ رطب، والرابع: حارّ يابس.

ومنفعة الحمّام تؤدّي إلي الاعتدال، وينقّي الدرن، ويلين العصب والعروق، ويقوّي الأعضاء الكبار، ويذيب الفضول والعفونات.

وإذا أردت أن لا يظهر في بدنك بثرة (2) ولا غيرها، فابدأ عند دخول الحمّام بدهن بدنك، بدهن البنفسج.

وإذا أردت أن لا يبثر، ولا يصيبك قروح، ولا شقاق، ولا سواد، فاغسل بالماء البارد قبل أن تنوّر.

ومن أراد دخول الحمّام للنورة، فليتجنّب الجماع قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة،

ص:248


1- النِي ء: كلّ شي ء شأنه أن يعالج بطبخ أو شيّ فلم ينضج. يقال: لحمٌ نِي ءٌ. المعجم الوسيط: 966.
2- البَثر: خُراج صغار. المعجم الوسيط: 38.

وهو تمام يوم، وليطرح في النورة شيئاً من الصبر(1) ، والقاقيا، والحضض، أو يجمع ذلك، ويأخذ منه اليسير، إذا كان مجتمعاً أو متفرّقاً.

ولا يلقي في النورة من ذلك شيئاً حتّي تمات النورة بالماء الحارّ الذي يطبخ فيه البابونج، والمرزنجوش، أو وَرْد البنفسج اليابس، وإن جمع ذلك أخذ منه اليسير مجتمعاً، أو متفرّقاً، قدر ما يشرب الماء رائحته.

وليكن زرنيخ النورة مثل ثلثها، ويدلّك الجسد بعد الخروج منها ما يقطع ريحها كورق الخوخ، وثجيرة العصفر، والحنّاء و(السُعد والورد)، ومن أراد أن يأمن النورة ويأمن إحراقها، فليقلّل من تقليبها. وليبادر إذا عملت في غسلها، وأن يمسح البدن بشي ء من دهن ورد، فإن أحرقت والعياذ باللّه أخذ عدس مقشّر فيسحق بخلّ وماء ورد، ويطلي علي الموضع الذي أحرقته النورة، فإنّه يبرأ بإذن اللّه.

والذي يمنع من تأثير النورة للبدن، هو أن يدلّك عقيب النورة بخلّ عنب، ودهن ورد دلكاً جيّداً.

ومن أراد أن لا يشتكي مثانته، فلا يحبس البول، ولو علي ظهر دابّته.

ومن أراد أن لا تؤذيه معدته فلا يشرب علي طعامه ماء حتّي يفرغ منه.

ومن فعل ذلك رطب بدنه، وضعف معدته، ولم تأخذ العروق قوّة الطعام، لأنّه يصير في المعدة فجّاً إذا صبّ الماء علي الطعام أوّلاً فأوّلاً.

ومن أراد أن يأمن الحصاة، وعسر البول، فلا يحبس المنيّ عند نزول الشهوة، ولا يطيل المكث علي النساء.

ومن أراد أن يأمن وجع السفل، ولا يضرّه شي ء من أرياح البواسير فليأكل سبع تمرات هيرون بسمن بقر، ويدهن أنثييه بزئبق خالص.

ص:249


1- الصَبِر: عُصارة شجر مُرّ. المعجم الوسيط: 506.

ومن أراد أن يزيد في حفظه، فليأكل سبع مثاقيل زبيباً بالغداة علي الريق.

ومن أراد أن يقلّ نسيانه ويكون حافظاً، فليأكل في كلّ يوم ثلاث قطع زنجبيل مربّي بالعسل، ويصطنع بالخردل مع طعامه في كلّ يوم.

ومن أراد أن يزيد في عقله فلا يخرج كلّ يوم حتّي يلوك علي الريق ثلاث هليلجات سود مع سكّر طبرزد.

ومن أراد أن لا تشقّق أظفاره، ولا تفسد، فلا يقلّم أظفاره إلّا يوم الخميس.

ومن أراد أن لا يشتكي أذنه، فليجعل فيها عند النوم قطنة.

ومن أراد دفع الزكام في الشتاء أجمع، فليأكل كلّ يوم ثلاث لقم شهد.

واعلم يا أمير المؤمنين! إنّ للعسل دلائل يعرف بها نفعه من ضرره، وذلك أنّ منه ما إذا أدركه الشمّ عطس، ومنه ما يسكر وله عند الذوق حرافة شديدة، فهذه الأنواع من العسل قاتله.

وليشمّ النرجس فإنّه يأمن الزكام، وكذلك الحبّة السوداء.

وإذا جاء الزكام في الصيف، فليأكل كلّ يوم خيارة واحدة، وليحذر الجلوس في الشمس.

ومن خشي الشقيقة، والشوصة، فلا ينم حين يأكل السمك الطريّ، صيفاً كان أم شتاءاً.

ومن أراد أن يكون صالحاً خفيف اللحم، فليقلّل عشاءه بالليل.

ومن أراد أن لا يشتكي كبده عند الحجامة، فليأكل في عقيبها هندباء بخلّ.

ومن أراد أن لا يشتكي سرّته، فليدهّنها إذا دهن رأسه.

ومن أراد أن لا تشقّق شفتاه، ولا يخرج فيها ناسور، فليدهّن حاجبيه.

ومن أراد أن لا يسقط أدناه، ولا لهاته، فلا يأكل حلواً إلّا تغرغر بخلّ.

ومن أراد أن لا يفسد أسنانه، فلا يأكل حلواً إلّا أكل بعده كسرة خبز.

ومن أراد أن لا يصيبه اليرقان، والصفار، فلا يدخلنّ بيتاً في الصيف أوّل ما يفتح

ص:250

بابه، ولا يخرجنّ من بيت في الشتاء أوّل ما يفتح بابه بالغداة.

ومن أراد أن لا يصيبه ريح، فليأكل الثوم في كلّ سبعة أيّام.

ومن أراد أن يمريه الطعام، فليتّكي علي يمينه، ثمّ ينقلب بعد ذلك علي يساره حين ينام.

ومن أراد أن يذهب بالبلغم، فليأكل كلّ يوم جوارشناً حريفاً، ويكثر دخول الحمّام، وإتيان النساء، والقعود في الشمس، ويتجنّب كلّ بارد، فإنّه يذيب البلغم ويحرقه.

ومن أراد أن يطفي ء المرّة الصفراء، فليأكل كلّ بارد لين، ويروح بدنه، ويقلّل الانتصاب، ويكثر النظر إلي من يحبّ.

ومن أراد أن لا تحرقه السوداء فعليه بالقي ء، وفصد العروق، والإطلاءبالنورة.

ومن أراد أن يذهب بالريح الباردة، فعليه بالحقنة، والإدّهان الليّنة علي الجسد، وعليه بالتكميد بالماء الحارّ في الآبزن. ويتجنّب كلّ بارد يابس، ويلزم كلّ حارّ ليّن.

ومن أراد أن يذهب عنه البلغم، فليتناول كلّ يوم من الاطريفل الأصغر مثقالاً واحداً.

واعلم يا أمير المؤمنين! إنّ المسافر ينبغي له أن يحترز في الحرّ أن يسافر وهو ممتلي ء من الطعام، أو خالي الجوف، وليكن علي حدّ الاعتدال، وليتناول من الأغذية إذا أراد الحركة، الأغذية الباردة مثل القريص، والهلام، والخلّ، والزيت، وماء الحصرم، ونحو ذلك من البوادر.

واعلم يا أمير المؤمنين! إنّ السير الشديد في الحرّ ضارّ للأجسام الملهوسة، إذإ؛*ؤي ي ي ي ي ي ي ي ي ظظ كانت خالية من الطعام، وهو نافع للأبدان الخصبة.

فأمّا إصلاح المياه للمسافر، ودفع الأذي عنها، هو أن لا يشرب المسافر من كلّ منزل يرده، إلّا بعد أن يمزجه بماء المنزل الأوّل الذي قبله، أو بشراب واحد غير

ص:251

مختلف، فيشوبه بالمياه علي اختلافها.

والواجب أن يتزوّد المسافر من تربة بلده، وطينه، فكلّما دخل منزلاً طرح في إنائه الذي يكون فيه الماء شيئاً من الطين، (ويمات فيه فإنّه يردّه إلي مائه المعتاد به بمخالطته الطين).

وخير المياه شرباً للمقيم والمسافر، ما كان ينبوعها من المشرق نبعاً أبيضاً، وأفضل المياه التي تجري من بين مشرق الشمس الصيفيّ، ومغرب الشمس الصيفيّ، وأفضلها وأصحّها إذا كانت بهذا الوصف الذي ينبع منه، وكانت تجري في جبال الطين لأنّها تكون حارّة في الشتاء، باردة في الصيف، مليّنة للبطن، نافعة لأصحاب الحرارات.

وأمّا المياه المالحة الثقيلة، فإنّها تيبس البطن، ومياه الثلوج والجليد رديئة للأجسام، كثيرة الإضرار بها.

وأمّا مياه الجبّ، فإنّها خفيفة، عذبة، صافية، نافعة جدّاً للأجسام، إذا لم يطل خزنها، وحبسها في الأرض.

وأمّا مياه البطائح، والسباخ، فحارّة غليظة في الصيف، لركودها ودوام طلوع الشمس عليها، وقد تولد لمن داوم علي شربها المُرّة الصفراء، وتعظم أطحلتهم.

وقد وصفت لك يا أمير المؤمنين! فيما بعد من كتابي هذا ما فيه كفاية لمن أخذ به، وأنا ذاكر من أمر الجماع ما هو صلاح الجسد، وقوامه بالطعام، والشراب، وفساده بهما، فإن أصلحته بهما صلح، وإن أفسدته بهما فسد.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ قوي النفس تابعة لمزاجات الأبدان، ومزاجات الأبدان تابعة لتصرّف الهواء، فإذا برد مرّة، وسخن أخري، تغيّرت بسببه الأبدان والصور.

فإذا استوي الهواء واعتدل، صار الجسم معتدلاً، لأنّ اللّه عزّوجلّ بني الأجسام

ص:252

علي أربع طبائع: علي الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء.

فاثنان حارّان، واثنان باردان، وخولف بينهما، فجعل حارٌّ يابس، وحارٌّ ليّن، وبارد يابس، وبارد ليّن.

ثمّ فرّق ذلك علي أربعة أجزاء من الجسد: علي الرأس، والصدر، والشراسيف، وأسفل البطن.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ الرأس، والأُذنين، والعينين، والمِنخَرين، والأنف، والفم من الدم، وأنّ الصدر من البلغم والريح. وأنّ الشراسيف من المُرَّة الصفراء، وأنّ أسفل البطن من المُرَّة السوداء.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ النوم سلطانه في الدماغ، وهو قوام الجسد وقوّته.

وإذا أردت النوم، فليكن اضطجاعك أوّلاً علي شقّك الأيمن، ثمّ انقلب علي شقّك الأيسر.

وكذلك فقم من مضطجعك علي شقّك الأيمن كما بدأت به عند نومك.

وعوّد نفسك من القعود بالليل مثل ثلث ما تنام، فإذا بقي من الليل ساعتين، فادخل الخلاء لحاجة الإنسان، والبث فيه بقدر ما تقضي حاجتك، ولا تطيل، فإنّ ذلك يورث الداء الدفين.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ خير ما استكتَ به، الأشياء المقبضة التي تكون لها ماء، فإنّه يجلو الأسنان، ويطيب النكهة، ويشدّ اللثّة ويسمنها، وهو نافع من الحفر، إذا كان ذلك باعتدال، والإكثار منه يرقّ الأسنان، ويزعزعها، ويضعف أُصولها.

فمن أراد حفظ أسنانه فليأخذ قرن أيل محرق، وكزمازج، وسُعد، وورد، وسنبل الطيب، أجزاء بالسويّة، وملح أندرانيّ ربع جزء، فخذ كلّ جزء منها، فتدقّ وحده وتستك به، فإنّه ممسك للأسنان.

ومن أراد أن يبيّض أسنانه، فليأخذ جزء ملح أندرانيّ، وجزء من زبد البحر

ص:253

بالسويّة، يسحقان جميعاً، ويستنّ بهما.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ أحوال الإنسان التي بناه اللّه تعالي عليها، وجعله متصرّفاً بها أربعة أحوال:

الحالة الأولي: لخمس عشرة سنة، وفيها شبابه، وصباه، وحسنه، وبهاءه، وسلطان الدم في جسمه.

والحالة الثانية: لعشرين سنة، من خمس عشرة إلي خمس وثلاثين سنة، وفيها سلطان المُرّة الصفراء، وغلبتها، وهو أقوم ما يكون، وأيقظه وألعبه، فلا يزال كذلك حتّي يستوفي خمس وثلاثين سنة.

ثمّ يدخل في الحالة الثالثة: وهي من خمس وثلاثين سنة إلي أن يستوفي ستّين سنة، فيكون في سلطان المُرّة السوداء، ويكون أحكم ما يكون، وأقوله، وأدراه، وأكتمه للسرّ، وأحسنه نظراً في الأُمور، وفكراً في عواقبها، ومداراة لها، وتصرّفاً فيها.

ثمّ يدخل في الحالة الرابعة: وهي سلطان البلغم، وهي الحالة التي لا يتحوّل منها ما بقي، وقد دخل في الهرم حينئد، وفاته الشباب، واستنكر كلّ شي ء كان يعرفه من نفسه، حتّي صار ينام عند القوم، ويسهر عند النوم، ويذكر ما تقدّم،وينسي ما تحدث به، ويكثر من حديث النفس، ويذهب ماء الجسم وبهاؤه، ويقلّ نبات أظفاره وشعره، ولا يزال جسمه في أدبار، وانعكاس ما عاش، لأنّه في سلطان البلغم، وهو بارد جامد، فلجموده ورطوبته في طباعه يكون فناء جسمه.

وقد ذكرت لأمير المؤمنين جملاً ممّا يحتاج إلي معرفته من سياسة الجسم وأحواله، وأنا أذكر ما يحتاج إلي تناوله واجتنابه، وما يجب أن يفعله في أوقاته.

فإذا أردت الحجامة فلا تحتجم إلّا لاثنتي عشر تخلو من الهلال إلي خمسة عشر منه، فإنّه أصحّ لبدنك، فإذا نقص الشهر فلا تحتجم، إلّا أن تكون مضطرّاً إلي إخراج

ص:254

الدم، وذلك أنّ الدم ينقص في نقصان الهلال، ويزيد في زيادته.

ولتكن الحجامة بقدر ما مضي من السنين، ابن عشرين سنة يحتجم في كلّ عشرين يوماً، وابن ثلاثين سنة في كلّ ثلاثين يوماً، وابن أربعين في كلّ أربعين يوماً، وما زاد فبحساب ذلك.

واعلم يا أمير المؤمنين! أنّ الحجامة إنّما يؤخذ دمها من صغار العروق المبثوثة في اللحم، ومصداق ذلك، أنّها لا تضعف القوّة كما يوجد من الضعف عند الفصاد.

وحجامة النقرة تنفع لثقل الرأس، وحجامة الأخدعين يخفّف عن الرأس، والوجه، والعين، وهي نافعة لوجع الأضراس.

وربّما ناب الفصد عن ساير ذلك، وقد يحتجم تحت الذقن لعلاج القلاع في الفم، وفساد اللثّة، وغير ذلك من أوجاع الفم، وكذلك التي توضع بين الكتفين، تنفع من الخفقان الذي يكون مع الامتلاء والحرارة.

والتي توضع علي الساقين قد ينقص من الامتلاء في الكليّ، والمثانة، والأرحام، ويدر الطمث، غير أنّها منهكة للجسد، وقد تعرض منها العشوة الشديدة، إلّا أنّها نافعة لذوي البثور، والدماميل.

والذي يخفّف من ألم الحجامة تخفيف المصّ عند أوّل ما يضع المحاجم، ثمّ يدرج المصّ قليلاً قليلاً، والثوانيّ أزيد في المصّ من الأوائل، وكذلك الثوالث فصاعداً.

ويتوقّف عن الشرط حتّي يحمرّ الموضع جيّداً بتكرير المحاجم عليه، وتلين المشرطة علي جلود ليّنة، ويمسح الموضع قبل شرطه بالدهن.

وكذلك يمسح الموضع الذي يفصد بدهن، فإنّه يقلّل الألم. وكذلك يليّن المشراط والمبضع بالدهن، ويمسح عقيب الحجامة، وعند الفراغ منها الموضع بالدهن.

ولينقط علي العروق إذا فصدت شيئاً من الدهن، كيلا تلتحم، فيضرّ ذلك المقصود، وليعمد الفاصد أن يفصد من العروق ما كان في المواضع القليلة اللحم، لأنّ

ص:255

في قلّة اللحم من فوق العروق قلّة الألم.

وأكثر العروق ألماً إذا كان الفصد في حبل الذراع، والقيفال، لأجل كثرة اللحم عليها.

فأمّا الباسليق، والأكحل، فإنّهما أقلّ ألماً في الفصد، إذا لم يكن فوقهما لحم.

والواجب تكميد موضع الفصد بالماء الحارّ، ليظهر الدم، وخاصّة في الشتاء، فإنّه يليّن الجلد، ويقلّل الألم، ويسهّل الفصد.

ويجب في كلّ ما ذكرنا من إخراج الدم، اجتناب النساء قبل ذلك باثنتي عشرة ساعة، ويحتجم في يوم صاح، صاف، لا غيم فيه، ولا ريح شديدة،وليخرج من الدم بقدر ما يري من تغييره، ولا تدخل يومك ذاك الحمّام،فإنّه يورث الداء، واصبب علي رأسك وجسدك الماء الحارّ، ولا تغفل ذلك من ساعتك.

وإيّاك والحمّام إذا احتجمت، فإنّ الحمّي الدائمة تكون منه، فإذا اغتسلت من الحجامة، فخذ خرقة مِرعزي، فألقها علي محاجمك، أو ثوباً ليّناً من قزّ، أوغيره، وخذ قدر الحمّصة من الدرياق الأكبر فاشربه، وكله من غير شرب إن كان شتاءً، وإن كان صيفاً فاشرب الإسكنجبين المغليّ، فإنّك إذا فعلت ذلك، فقد أمنت من اللقوة، والبهق، والبرص، والجذام، بإذن اللّه تعالي.

ومصّ من الرمّان الإمليسي، فإنّه يقوّي النفس، ويحيي الدم، ولا تأكلنّ طعاماً مالحاً، ولا ملحاً بعده بثلثي ساعة، فإنّه يعرض منه الجرب، وإن كان شتاءً فكل الطياهيج إذا احتجمت، واشرب عليه من ذلك

ص:256

الشراب الذي وصفته لك.

وأدهن موضع الحجامة بدهن الخيريّ، وماء ورد، وشي ء من مسك، وصبّ منه علي هامّتك ساعة تفرغ من حجامتك.

وأمّا في الصيف، فإذا احتجمت فكل السكباج، والهلام، والمصوص، والخامير، وصُبّ علي هامّتك دهن البنفسج، وماء ورد، وشيئاً من كافور، واشرب من ذلك الشراب الذي وصفته لك بعد طعامك.

وإيّاك وكثرة الحركة، والغضب، ومجامعة النساء يومك ذاك.

وينبغي أن تحذر أمير المؤمنين، أن تجمع في جوفك البيض، والسمك، في حال واحدة، فإنّهما إذا اجتمعا ولدا القولنج، ورياح البواسير، ووجع الأضراس.

والتين، والنبيذ الذي يشربه أهله، إذا اجتمعا ولّدا النقرس، والبرص.

وإدامة أكل البصل يولد الكلف في الوجه، وأكل الملوحة، واللحمان المملوحة، وأكل السمك المملوح بعد الحجامة، والفصد للعروق يولدا البهق، والجرب، وإدمان أكل كلي الغنم، وأجوافها، يعكس المثانة، ودخول الحمّام علي البطنة، يولد القولنج.

ولا تقرب النساء في أوّل الليل، لا شتاءً، ولا صيفاً، وذلك أنّ المعدة والعروق تكون ممتلية، وهو غير محمود، يتخوّف منه القولنج، والفالج، واللقوة، والنقرس، والحصاة، والتقطير، والفتق، وضعف البصر، والدماغ.

فإذا أُريد ذلك فليكن في آخر الليل، فإنّه أصحّ للبدن، وأرجي للولد، وأذكي للعقل في الولد الذي يقضي بينهما.

ولا تجامع امرأة حتّي تلاعبها، وتغمز ثدييها، فإنّك إن فعلت، اجتمع ماؤهاوماؤك، فكان منها الحمل، واشتهت منك مثل الذي تشتهيه منها، وظهر ذلك في عينيها.

ولا تجامعها إلّا وهي طاهرة، فإذا فعلت ذلك، كان أروح لبدنك، وأصحّ لك بإذن اللّه.

ولا تقول طال ما فعلت كذا، وأكلت كذا، فلم يؤذني، وشربت كذا، ولم يضرّني، وفعلت كذا، ولم أر مكروهاً، وإنّما هذا القليل من الناس ياأميرالمؤمنين! كالبهيمة، لا يعرف ما يضرّه، ولا ما ينفعه.

ولو أُصيب اللصّ أوّل ما يسرق فعوقب لم يعد، لكانت عقوبته أسهل، ولكن

ص:257

يرزق الإمهال، والعافية، فيعاود ثمّ يعاود، حتّي يؤخذ علي أعظم السرقات فيقطع، ويعظم التنكيل به، وما أودته عاقبة طمعه.

والأمور كلّها بيد اللّه عزّوجلّ، أن يكون له ولداً، وإليه المآب. ونرجوا منه حسن الثواب، إنّه غفور توّاب، عليه توكّلنا، وعليه فليتوكّل المؤمنون، ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.

قال أبو محمّد الحسن القمّيّ: قال لي أبي: فلمّا وصلت هذه الرسالة من أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا - صلوات اللّه عليهما وعلي آبائهما والطيّبين من ذرّيّتهما - إلي المأمون، قرأها وفرح بها، وأمر أن تكتب بالذهب، وأن تترجم بالرسالة الذهبيّة (1).

- إلي محمّد بن إبراهيم:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن مهزيار قال: كتب محمّد بن إبراهيم (2) إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : إن رأيت يا سيّدي! أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي، يجمع اللّه لي به خير الدنيا والآخرة.

فكتب ( عليه السلام ) : تقول: «أعوذ بوجهك الكريم، وعزّتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع منها شي ء من شرّ الدنيا والآخرة، ومن شرّ الأوجاع كلّها» (3).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد قال: قرأت كتاب محمّد بن

ص:258


1- الرسالة الذهبيّة: 3 س 1. عنه البحار: 268/55 ح 52، أشار إليه، و306/59 س 5، بتفاوت، و قطع منه في مستدرك الوسائل.
2- روي الشيخ في التهذيب: 364/2، رقم 1509، مكاتبته مع أبي الحسن الرضاعليه السلام .
3- الكافي: 346/3 ح 28، عنه البحار: 48/83 س 15، ووسائل الشيعة: 471/6 ح 8471. قطعة منه في ب 6، ب 2، (تعليمه عليه السلام الدعاء بعد الصلاة).

إبراهيم إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله عن الصلاة في ثوب حشوه قزّ؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه قرأته: لا بأس بالصلاة فيه (1).

- إلي محمّد بن أحمد الدقّاق البغداديّ:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنا السيّاريّ، عن محمّد بن أحمد الدقّاق البغداديّ قال:

كتبت إلي أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) أسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور(2) ؟

فكتب ( عليه السلام ) : من خرج يوم الأربعاء لا يدور، خلافاً علي أهل الطيرة، وقي من كلّ آفة، وعوفي من كلّ داء وعاهة، وقضي اللّه له حاجته.

وكتبت إليه مرّة أُخري أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور؟

فكتب ( عليه السلام ) : من احتجم في يوم الأربعاء لا يدور، خلافاً علي أهل الطيرة، عوفي من كلّ آفة، ووقي من كلّ عاهة، ولم تخضرّ محاجمه (3).

ص:259


1- تهذيب الأحكام: 364/2 ح 1509، عنه وسائل الشيعة: 444/4 ح 5669، والوافي: 426/7 ح 6256. الكافي: 401/3 ضمن ح 15، عنه وسائل الشيعة: 444/4 ح 5669. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم الصلاة في ثوب حشوه القزّ).
2- «الأربعاء لا يدور» أي آخر أربعاء من الشهر.
3- الخصال: 386 ح 72، عنه وسائل الشيعة: 116/17 ح 22130. من لايحضره الفقيه: 173/2 ح 770، قطعة منه، عنه الوافي: 353/12 ح 12089، عنه وعن الخصال، وسائل الشيعة: 362/11 ح 15022. الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 32 س 14، قطعة منه. مكارم الأخلاق: 231 س 5. قطعة منه في (حكم السفر في يوم الأربعاء الحجامة ووقتها).
- إلي محمّد بن إسماعيل:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل (1) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّي أحضر المساجد مع جيرتي وغيرهم، فيأمرونّي بالصلاة بهم، وقد صلّيت قبل أن آتيهم، وربما صلّي خلفي من يقتدي بصلاتي، والمستضعف والجاهل، وأكره أن أتقدّم، وقد صلّيت بحال من يصلّي بصلاتي ممّن سمّيت لك، فمرني في ذلك بأمرك أنتهي إليه، وأعمل به إن شاء اللّه؟

فكتب ( عليه السلام ) : صلّ بهم (2).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل قال:

كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : هل يجوز للمحرم المتمتّع أن يمسّ الطيب قبل أن يطوف طواف النساء؟

فقال ( عليه السلام ) : لا (3).

ص:260


1- تقدّمت ترجمته في (كان عليه السلام يصلّي صلاة الطواف في النعلين).
2- الكافي: 380/3 ح 5. تهذيب الأحكام: 50/3 ح 174، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 401/8 ح 11018. قطعة منه في (استحباب إعادة الصلاة جماعة، إماماً كان أو مأموماً).
3- الاستبصار: 290/2 ح 1029. تهذيب الأحكام: 248/5 ح 839، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 242/14 ح 19098. قطعة منه في (حكم الطيب للمتمتّع قبل طواف النساء).
- إلي محمّد بن إسماعيل بن بزيع:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : هل يجوز للمُحرم أن يمشي تحت ظلّ المحمل؟

فكتب ( عليه السلام ) : نعم.

قال: وسأله رجل عن الظلال للمُحرم من أذي مطر، أو شمس، وأنا أسمع، فأمره أن يفدي شاة، ويذبحها بمني (1).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي رجل أسأله أن يسأل أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عن البئر تكون في المنزل للوضوء، فتقطّر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شي ء من عذرة كالبعرة ونحوها، ما الذي يطهّرها حتّي يحلّ الوضوء منها للصلاة؟

فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه في كتابي: تنزح منها دلاءً (2).

ص:261


1- الكافي: 351/4 ح 5، عنه وعن التهذيب، الوافي: 602/12 ح 12694. تهذيب الأحكام: 311/5 ح 1065. الاستبصار: 186/2 ح 625، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 524/12 ح 16975، قطعة منه، و155/13 ح 17467، قطعة منه. من لايحضره الفقيه: 226/2 ح 1063، قطعة منه، عنه الوافي: 602/12 ح 12695. قطعة منه في (حكم الاستظلال للمحرم من المطر أو الشمس) و(حكم مشي المحرم تحت ظلّ المحمل).
2- الكافي: 5/3 ح 1. عنه الوافي: 55/6 ح 3744. تهذيب الأحكام: 244/1 ح 705. الاستبصار: 44/1 ح 124. عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 176/1 ح 442، و182 ح 455. عوالي اللئالي: 15/3 ح 28. قطعة منه في (كيفيّة تطهير ماء البئر).

3 - الشيخ الصدوق ؛ :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...قال: وكتبت إليه ( عليه السلام ) : اختلف الناس عليّ في الربيثا، فما تأمرني فيها؟

فكتب: لا بأس بها (1)

4 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلي من يسأله عن الغدير، يجتمع فيه ماء السماء، ويستقي فيه من بئر، فيستنجي فيه الإنسان من بول أو يغتسل فيه الجنب، ما حدّه الذي لا يجوز؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا تتوضّأ من مثل هذا إلّا من ضرورة إليه (2).

5 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: بعثت إلي الرضا ( عليه السلام ) بدنانير من قبل بعض أهلي، وكتبت إليه أُخبره أنّ فيها زكاة خمسة وسبعين، والباقي صلة.

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: قبضت.

وبعثت إليه دنانير لي ولغيري، وكتبت إليه أنّها من فطرة العيال؟

ص:262


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 18/2 ح 44. يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1230.
2- تهذيب الأحكام: 418/1 ح 1319، و150 ح 427. الاستبصار: 9/1 ح 11، عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 163/1 ح 405. ذكري الشيعة: 102 س 29. قطعة منه في (حكم الوضوء والغسل بماء الغدير الذي يستنجي فيه الإنسان).

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: قبضت (1).

- إلي محمّد بن الحسن الأشعريّ:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عليّ بن الحسن بن فضّال، عن محمّد بن أرومة القمّيّ، عن محمّد بن الحسن الأشعريّ (2) قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) :

جعلت فداك، إنّي سألت أصحابنا عمّا أُريد أن أسألك، فلم أجد عندهم جواباً، وقد اضطررت إلي مسألتك، وإنّ سعد بن سعد، أوصي إليّ، فأوصي في وصيته: حجّوا عنّي، مبهماً ولم يفسّر، فكيف أصنع؟

قال ( عليه السلام ) : يأتيك جوابي في كتابك.

فكتب ( عليه السلام ) : يحجّ ما دام له مال يحمله (3).

ص:263


1- تهذيب الأحكام: 60/4 ح 162، و91 ح 266، قطعة منه وبتفاوت، عنه وعن الفقيه، الوافي: 199/10 ح 9435. الاستبصار: 36/2 ح 112. من لايحضره الفقيه: 20/2 ح 68، و119 ح 513، قطعة منه، عنه وعن الاستبصار والتهذيب، وسائل الشيعة: 281/9 ح 12024. الكافي: 174/4 ح 22، قطعة منه، عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 345/9 ح 12190، والوافي: 263/10 ح 9557. المقنعة: 265 س 11. قطعة منه في (حكم دفع القيمة عمّا يجب في الفطرة إلي الإمام عليه السلام ) و(حكم دفع الزكاة إلي الإمام عليه السلام ).
2- عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضاعليه السلام ، قائلاً: محمّد بن الحسن بن أبي خالد القمّيّ الأشعريّ. رجال الشيخ: 391 رقم 51. قال السيّد الخوئيّ: روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، معجم رجال الحديث: 203 رقم 10458.
3- الاستبصار: 137/4 ح 513، عنه وسائل الشيعة: 171/11 س 8 مثله. تهذيب الأحكام: 226/9 ح 888، عنه الوافي: 126/24 ح 23775. قطعة منه في (حكم من أوصي بالحجّ مبهماً).
- إلي محمّد بن سنان:

(1)

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ؛ ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّدبن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان،

وحدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السنانيّ، وعليّ بن عبد اللّه الورّاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب رضي اللّه عنهم قالوا:

حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان،

وحدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ، وعليّ بن عيسي المجاور في مسجد الكوفة، وأبو جعفر محمّد بن موسي البرقيّ بالريّ رحمهم اللّه قالوا:

حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:

علّة غسل الجنابة النظافة، وتطهير الإنسان نفسه، ممّا أصاب من أذاه، وتطهير سائر جسده، لأنّ الجنابة خارجة من كلّ جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده كلّه.

وعلّة التخفيف في البول والغائط، لأنّه أكثر وأدوم من الجنابة، فرضي فيه بالوضوء، لكثرته ومشقّته ومجيئه بغير إرادة منهم ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلّا

ص:264


1- لمّا كانت فروع هذا الحديث كثيرة لم نتعرّض لها.

باستلذاذ منهم، والإكراه لأنفسهم.

وعلّة غسل العيدين، والجمعة، وغير ذلك من الأغسال، لما فيه من تعظيم العبد ربّه، واستقباله الكريم الجليل، وطلب المغفرة لذنوبه، وليكون لهم يوم عيد معروف، يجتمعون فيه علي ذكر اللّه تعالي، فجعل فيه الغسل تعظيماً لذلك اليوم، وتفضيلاً له علي سائر الأيّام، وزيادة في النوافل والعبادة، ولتكون تلك طهارة له من الجمعة إلي الجمعة.

وعلّة غسل الميّت أنّه يغسل لأنّه يطهّر وينظف من أدناس أمراضه، وماأصابه من صنوف علله، لأنّه يلقي الملائكة، ويباشر أهل الآخرة، فيستحبّ إذا ورد علي اللّه، ولقي أهل الطهارة، ويماسّونه ويماسّهم، أن يكون طاهراً نظيفاً، موجّهاً به إلي اللّه عزّوجلّ، ليطلب به ويشفع له.

وعلّة أُخري أنّه يخرج منه المني الذي منه خلق فيجنب، فيكون غسله له.

وعلّة اغتسال من غسّله أو مسّه، فطهارة لما أصابه من نضح (1) الميّت، لأنّ الميّت إذا خرجت الروح منه بقي أكثر آفته، فلذلك يتطهّر منه ويطهّر.

وعلّة الوضوء التي من أجلها صار غسل الوجه والذراعين، ومسح الرأس، والرجلين، فلقيامه بين يدي اللّه عزّوجلّ، واستقباله إيّاه بجوارحه الظاهرة، وملاقاته بها الكرام الكاتبين، فغسل الوجه للسجود والخضوع، وغسل اليدين ليقلّبهما ويرغب بهما، ويرهب ويتبتّل، ومسح الرأس والقدمين، لأنّهما ظاهران مكشوفان يستقبل بهما في كلّ حالاته، وليس فيهما من الخضوع والتبتّل مافي الوجه والذراعين.

وعلّة الزكاة من أجل قوت الفقراء، وتحصين أموال الأغنياء، لأنّ اللّه تبارك

ص:265


1- النَضَح: ما ترشّش من الماء عند نَضحه. المعجم الوسيط: 928.

وتعالي كلّف أهل الصحّة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوي، كما قال اللّه تعالي: ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ) (1)، في أموالكم بإخراج الزكاة، وفي أنفسكم بتوطين الأنفس علي الصبر، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم اللّه عزّوجلّ، والطمع في الزيادة، مع ما فيه من الرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف علي أهل المسكنة، والحثّ لهم علي المواسات، وتقوية الفقراء، والمعونة علي أمر الدين، وهم عظة لأهل الغني، وعبرة لهم ليستدلّوا علي فقراء الآخرة بهم، ومالهم من الحثّ في ذلك علي الشكر للّه تبارك وتعالي لما خوّلهم وأعطاهم، والدعاء والتضرّع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة، في أداء الزكاة والصدقات، وصلة الأرحام، واصطناع المعروف.

وعلّة الحجّ الوفادة إلي اللّه تعالي، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ مااقترف، وليكون تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال، وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذّات، والتقرّب بالعبادة إلي اللّه عزّوجلّ، والخضوع والإستكانة والذلّ، شاخصاً إليه في الحرّ والبرد، والأمن والخوف، دائباً في ذلك دائماً، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة، والرهبة إلي اللّه عزّوجلّ؛

ومنه ترك قساوة القلب، وجسارة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والعمل، وتجديد الحقوق، وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البرّ والبحر ممّن يحجّ، وممّن لا يحجّ، من تاجر وجالب، وبائع ومشتر، وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع، الممكن لهم الإجتماع فيها كذلك، ليشهدوا منافع لهم.

وعلّة فرض الحج مرّة واحدة، لأنّ اللّه عزّوجلّ وضع الفرائض علي أدني القوم

ص:266


1- آل عمران: 186/3.

قوّة، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحد، ثمّ رغّب أهل القوّة علي قدر طاقتهم.

وعلّة وضع البيت وسط الأرض، أنّه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض ، وكلّ ريح تهبّ في الدنيا، فإنّها تخرج من تحت الركن الشاميّ، وهي أوّل بقعة وضعت في الأرض، لأنّها الوسط، ليكون الفرض لأهل الشرق والغرب في ذلك سواء.

وسمّيت مكّة، مكّة، لأنّ الناس كانوا يمكّون فيها، وكان يقال لمن قصدها: قد مكا، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً) (1) ، فالمكاء والتصدية صفق اليدين.

وعلّة الطواف بالبيت، أنّ اللّه تبارك وتعالي قال للملائكة: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ) (2)، فردّوا علي اللّه تعالي هذا الجواب، فندموا ولاذوا بالعرش واستغفروا، فأحبّ اللّه عزّوجلّ أن يتعبّد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش، يسمّي الضراح، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّي المعمور، بحذاء الضراح، ثمّ وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثمّ أمر آدم ( عليه السلام ) فطاف به، فتاب اللّه عزّوجلّ عليه، وجري ذلك في ولده إلي يوم القيامة.

وعلّة استلام الحجر، أنّ اللّه تبارك وتعالي لمّا أخذ ميثاق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثمّ كلّف الناس تعاهد ذلك الميثاق، ومن ثمّ يقال عند الحجر: أمانتي أدّيتها، وميثاق (3) تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة، ومنه قول سلمان: ليجيئنّ الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس، له لسان وشفتان، يشهد لمن وافاه بالموافاة.

ص:267


1- الأنفال: 35/8.
2- البقرة: 30/2.
3- في البحار: ميثاقي.

والعلّة التي من أجلها سمّيت مني، مني، أنّ جيرئيل قال هناك لإبراهيم ( عليه السلام ) : تمنّ علي ربّك ما شئت، فتمنّي إبراهيم في نفسه، أن يجعل اللّه مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءً له، فأعطي مُناه.

وعلّة الصوم، لعرفان مسّ الجوع والعطش، ليكون العبد ذليلاً، مسكيناً، مأجوراً، محتسباً، صابراً، فيكون ذلك دليلاً له علي شدائد الآخرة، مع ما فيه من الإنكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً علي الآجل، ليعلم شدّة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة، في الدنيا والآخرة.

وحرّم اللّه قتل النفس التي لعلّة فساد الخلق في تحليله لو أحلّ، وفناءهم وفساد التدبير.

وحرّم اللّه عزّوجلّ عقوق الوالدين، لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة اللّه عزّوجلّ، والتوقير للوالدين، وتجنّب كفر النعمة، وإبطال الشكر، وما يدعو في ذلك إلي قلّة النسل وانقطاعه، لما في العقوق من قلّة توقير الوالدين، والعرفان بحقّهما، وقطع الأرحام، والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية، لعلّة ترك الولد برّهما.

وحرّم الزنا، لما فيه من الفساد من قتل الأنفس، وذهاب الأنساب، وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

وحرّم أكل مال اليتيم ظلماً، لعلل كثيرة من وجوه الفساد، أوّل ذلك أنّه إذا أكل الإنسان مال اليتيم ظلماً، فقد أعان علي قتله، إذ اليتيم غير مستغن،

ولامحتمل لنفسه، ولا عليم بشأنه، ولا له من يقوم عليه ويكفيه، كقيام والديه، فإذا أكل ماله فكأنّه قد قتله، وصيّره إلي الفقر والفاقة، مع ما خوّف اللّه عزّوجلّ، وجعل العقوبة في قوله عزّوجلّ: ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً

ص:268

ضِعَفًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ اللَّهَ ) (1)، ولقول أبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّ اللّه

عزّوجلّ وعد في أكل مال اليتيم عقوبتين: عقوبة في الدنيا وعقوبة في الآخرة، ففي تحريم مال اليتيم استبقاء اليتيم، واستقلاله بنفسه، والسلامة للعقب أن يصيبه ما أصابه، لما وعد اللّه فيه من العقوبة، مع ما في ذلك من طلب اليتيم بثأره إذا أدرك، ووقوع الشحناء، والعداوة، والبغضاء، حتّي يتفانوا.

وحرّم اللّه الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين، والإستخفاف بالرسل، والأئمّة العادل ( عليهم السلام ) : ، وترك نصرتهم علي الأعداء، والعقوبة لهم علي إنكار ما دعوا إليه، من الإقرار بالربوبيّة، وإظهار العدل، وترك الجور، وإماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدوّ علي المسلمين، وما يكون في ذلك من السبي والقتل، وإبطال دين اللّه عزّوجلّ، وغيره من الفساد.

وحرّم التعرّب بعد الهجرة، للرجوع عن الدين، وترك مؤازرة الأنبياء والحجج ( عليهم السلام ) : ، وما في ذلك من الفساد، وإبطال حقّ كلّ ذي حقّ، لا لعلّة سكني البدوّ، وكذلك لو عرف بالرجل الدين كاملاً، لم يجز له مساكنة أهل الجهل والخوف عليهم، لأنّه لا يؤمن أن يقع منه ترك العلم، والدخول مع أهل الجهل، والتمادي في ذلك.

وحرّم ما أهلّ به لغير اللّه، للذي أوجب اللّه عزّوجلّ علي خلقه، من الإقرار به، وذكر اسمه علي الذبائح المحلّلة، ولئلّا يسوّي بين ما تقرّب به إليه، وبين ماجعل عبادة للشياطين والأوثان، لأنّ في تسمية اللّه عزّوجلّ، الإقرار بربوبيّته وتوحيده، وما في الإهلال لغير اللّه من الشرك به، والتقرّب به إلي غيره، ليكون ذكر اللّه وتسميته علي الذبيحة، فرقاً بين ما أحلّ اللّه، وبين ما حرّم اللّه.

ص:269


1- النساء: 9/4.

وحرّم سباع الطير، والوحش كلّها، لأكلهامن الجيف، ولحوم الناس، والعذرة، وما أشبه ذلك، فجعل اللّه عزّوجلّ دلائل ما أحلّ من الوحش، والطير، وما حرّم، كما قال أبي ( عليه السلام ) : كلّ ذي ناب من السباع، وذي مخلب من الطير حرام، وكلّ ما كانت له قانصة (1) من الطير فحلال.

وعلّة أُخري، يفرّق بين ما أحلّ من الطير، وما حرّم قوله ( عليه السلام ) : كل ما دفّ، ولا تأكل ما صفّ.

وحرّم الإرنب، لأنّها بمنزلة السنّور، ولها مخاليب كمخاليب السنّور، وسباع الوحش، فجرت مجريها مع قذرها في نفسها، وما يكون منها من الدم، كما يكون من النساء، لأنّها مسخ.

وعلّه تحريم الربا، إنّما نهي اللّه عنه لما فيه من فساد الأموال، لأنّ الإنسان إذا اشتري الدرهم بالدرهمين، كان ثمن الدرهم درهماً، وثمن الآخر باطلاً، فبيع الربا وَكْس (2) علي كلّ حال علي المشتري وعلي البائع، فحرّم اللّه تبارك وتعالي الربا لعلّة فساد الأموال، كما حظر علي السفيه أن يدفع ماله إليه، لما يتخوّف عليه من إفساده، حتّي يُونِسَ منه رُشده، فلهذه العلّة حرّم اللّه الربا، وبيع الدرهم بالدرهمين يداً بيد.

وعلّة تحريم الربا بعد البيّنة، لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرّم، وهي كبيرة بعد البيان، وتحريم اللّه تعالي لها، ولم يكن ذلك منه إلّا استخفاف بالتحريم للحرام، والاستخفاف بذلك دخول في الكفر.

وعلّة تحريم الربا بالنسية، لعلّة ذهاب المعروف، وتلف الأموال، ورغبة الناس في

ص:270


1- القانصة من الطير: جزء عضليّ من المعدة. المعجم الوسيط: 762.
2- وكس الشي ء وكساً: نقص. المصباح المنير: 670.

الربح، وتركهم القرض والفرض، وصنائع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الأموال.

وحرّم الخنزير، لأنّه مشوّه، جعله اللّه عزّوجلّ عظة للخلق، وعبرة وتخويفاً، ودليلاً علي ما مسخ علي خلقته، ولأنّ غذاءه أقذر الأقذار، مع علل كثيرة، وكذلك حرّم القرد، لأنّه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق ودليلاً علي ما مسخ علي خلقته وصورته، وجعل فيه شبهاً من الإنسان، ليدلّ علي أنّه من الخلق المغضوب عليهم.

وحرّمت الميتة، لما فيها من فساد الأبدان والآفة، ولما أراد اللّه عزّوجلّ، أن يجعل تسميته سبباً للتحليل، وفرقاً بين الحلال والحرام.

وحرّم اللّه عزّوجلّ الدم، كتحريم الميتة، لما فيه من فساد الأبدان، ولأنّه يورث الماء الأصفر، ويبخر الفم، وينتن الريح، ويسي ء الخلق، ويورث القسوة للقلب، وقلّة الرأفة والرحمة، حتّي لا يؤمن أن يقتل والده وصاحبه.

وحرّم الطحال لما فيه من الدم، ولأنّ علّته وعلّة الدم والميتة واحدة، لأنّه يجري مجراها في الفساد.

وعلّة المهر، ووجوبه علي الرجال، ولا يجب علي النساء أن يعطين أزواجهنّ، لأنّ للرجل مؤونة المرأة، ولأنّ المرأة بائعة نفسها، والرجل مشتري، ولا يكون البيع إلّا بثمن، ولا الشراء بغير إعطاء الثمن، مع أنّ النساء محظورات عن التعامل والمتجر، مع علل كثيرة.

وعلّة التزويج للرجل أربعة نسوة، وتحريم أن تتزوّج المرأة أكثر من واحد، لأنّ الرجل إذا تزوّج أربع نسوة، كان الولد منسوباً إليه، والمرأة لو كان لها زوجان وأكثر من ذلك، لم يعرف الولد لمن هو، إذ هم مشتركون في نكاحها، وفي ذلك فساد الأنساب، والمواريث، والمعارف.

ص:271

وعلّة التزويج العبد اثنتين لا أكثر منه، لأنّه نصف رجل حرّ في الطلاق والنكاح، لا يملك نفسه، ولا له مال، إنّما ينفق مولاه عليه، وليكون ذلك فرقاً بينه وبين الحرّ، وليكون أقلّ لاشتغاله عن خدمة مواليه.

وعلّة الطلاق ثلاثاً، لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلي الثلاث، لرغبة تحدث، أو سكون غضبه إن كان، وليكون ذلك تخويفاً وتأديباً للنساء، وزجراً لهنّ عن معصية أزواجهنّ، فاستحقّت المرأة الفرقة والمباينة، لدخولها فيما لاينبغي من معصية زوجها.

وعلّة تحريم المرأة تسع تطليقات، فلا تحلّ له أبداً عقوبة، لئلّا يتلاعب بالطلاق، ولا يستضعف المرأة، وليكون ناظراً في أموره، متيقّظاً معتبراً، وليكون يأساً لهما من الاجتماع، بعد تسع تطليقات.

وعلّة طلاق المملوك إثنتين، لأنّ طلاق الأمة علي النصف، فجعله إثنتين احتياطاً لكمال الفرائض، وكذلك في الفرق في العدّة للمتوفّي عنها زوجها.

وعلّة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال، لضعفهنّ عن الرؤية، ومحاباتهنّ في النساء الطلاق، فلذلك لا يجوز شهادتهنّ إلّا في موضع ضرورة، مثل شهادة القابلة، وما لايجوز للرجال أن ينظروا إليه، كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، وفي كتاب اللّه عزّوجلّ: ( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ مسلمين أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) (1) كافرين، ومثل شهادة الصبيان علي القتل إذا لم يوجد غيرهم.

والعلّة في شهادة أربعة في الزنا، واثنين في سائر الحقوق، لشدّة حدّ المحصن، لأنّ فيه القتل، فجعلت الشهادة فيه مضاعفة مغلظة، لما فيه من قتل نفسه، وذهاب نسب ولده، ولفساد الميراث.

ص:272


1- المائدة: 106/5.

وعلّة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه، وليس ذلك للولد، لأنّ الولد مولود للوالد في قول اللّه عزّوجلّ: ( يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ) (1)، مع أنّه المأخوذ بمؤونته، صغيراً أو كبيراً، والمنسوب إليه، أو المدعو له، لقول اللّه عزّوجلّ: ( ادْعُوهُمْ لِأَبَآلِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ) (2)، وقول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت ومالك لأبيك، وليس للوالدة كذلك، لا تأخذ من

ماله إلّا بإذنه، أو بإذن الأب، لأنّ الأب مأخوذ بنفقة الولد، ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها.

والعلّة في أنّ البيّنة في جميع الحقوق علي المدّعي، واليمين علي المدّعي عليه ماخلا الدم، لأنّ المدّعي عليه جاحد، ولايمكنه إقامة البيّنة علي الجحود، ولأنّه مجهول، وصارت البيّنة في الدم علي المدّعي عليه، واليمين علي المدّعي، لأنّه حوط (3) يحتاط به المسلمون، لئلّا يبطل دم امرء مسلم، وليكون زاجراً وتاهياً للقاتل، لشدّة إقامة البيّنة عليه، لأنّ من يشهد علي أنّه لم يفعل قليل.

وأمّا علّة القسامة، أن جعلت خمسين رجلاً، فلما في ذلك من التغليظ والتشديد والإحتياط، لئلّا يهدر دم امرء مسلم.

وعلّة قطع اليمين من السارق، ولأنّه يباشر الأشياء بيمينه، وهي أفضل أعضائه وأنفعها له، فجعل قطعها نكالاً وعبرة للخلق، لئلّا يبتغوا أخذ الأموال من غير حلّها، ولأنّه أكثر ما يباشر السرقة بيمينه.

وحرّم غصب الأموال، وأخذها من غير حلّها، لما من أنواع الفساد، والفساد محرّم لما فيه من الفناء، وغير ذلك من وجوه الفساد.

ص:273


1- الشوري: 49/42.
2- الأحزاب: 5/33.
3- حاط الشي ء: حفظه. المعجم الوسيط: 207.

وحرمة السرقة، لما فيه من فساد الأموال، وقتل الأنفس، لو كانت مباحة، ولما يأتي في التغاصب من القتل، والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلي ترك التجارات والصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال، إذا كان الشي ء المقتني

لايكون أحد أحقّ به من أحد.

وعلّة ضرب الزاني علي جسده بأشدّ الضرب، لمباشرته الزنا، واستلذاذ الجسد كلّه به، فجعل الضرب عقوبة له وعبرة لغيره، وهو أعظم الجنايات.

وعلّة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانين جلدة، لأنّ في القذف نفي الولد، وقطع النفس، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر، لأنّه إذا شرب هذي، وإذا هذي افتري، فوجب عليه حدّ المفتري.

وعلّة القتل بعد إقامة الحدّ في الثالثة علي الزاني والزانية، لاستحقاقهما وقلّة مبالاتهما بالضرب، حتّي كأنّهما مطلق لهما ذلك الشي ء.

وعلّة أخري، أنّ المستخفّ باللّه، وبالحدّ كافر، فوجب عليه القتل، لدخوله في الكفر.

وعلّة تحريم الذكران للذكران، والإناث بالإناث، لما ركّب في الإناث، وماطبع عليه الذكران، ولما في إتيان الذكران الذكران، والإناث الإناث، من إنقطاع النسل، وفساد التدبير، وخراب الدنيا.

وأحلّ اللّه تبارك وتعالي لحوم البقر، والغنم، والإبل، لكثرثها وإمكان وجودها، وتحليل بقر الوحش وغيرها من أصناف مايؤكل من الوحش المحلّلة، لأنّ غذاءها غير مكروه، ولامحرّم، ولا هي مضرّة بعضها ببعض، ولا مضرّة بالإنس، ولا في خلقتها تشويه.

وكره كلّ لحوم البغال والحمير الأهليّة، لحاجة إلي ظهورها واستعمالها، والخوف من قلّتها، لا لقذر خلقتها، ولا لقذر غذائها.

ص:274

وحرّم النظر إلي شعور النساء المحجوبات بالأزواج، وإلي غيرهنّ من النساء لما فيه من تهييج الرجال، وما يدعو التهييج إليه من الفساد، والدخول فيما لا يحلّ ولايجمل، وكذلك ما أشبه الشعور، إلّا الذي قال اللّه تعالي: ( وَالْقَوَعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّتِي لَايَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ م بِزِينَةٍ) (1) ، أي غير الجلباب، فلا بأس بالنظر إلي شعور مثلهنّ.

وعلّة إعطاء النساء نصف ما يعطي الرجال من الميراث، لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت، والرجل يعطي، فلذلك وُفّر علي الرجال.

وعلّة أُخري في إعطاء الذكر مثلي ما يعطي الأُنثي، لأنّ الأُنثي في عيال الذكر إن إحتاجت، وعليه أن يعولها، وعليه نفقتها، وليس علي المرأة أن تعول الرجل، ولا يؤخذ بنفقته إن احتاج، فوفّر اللّه تعالي علي الرجال لذلك، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: ( الرِّجَالُ قَوَّمُونَ عَلَي النِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَي بَعْضٍ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَلِهِمْ ) (2).

وعلّة المرأة أنّها لاترث من العَقار (3) شيئاً إلّا قيمة الطوب (4) والنقض (5)، لأنّ العقار لايمكن تغييره وقلبه، والمرأة يجوز أن ينقطع ما بينها وبينه من العصمة، ويجوز تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك، لأنّه لا يمكن التفصّي منهما، والمرأة يمكن الإستبدال بها، فما يجوز أن يجي ء ويذهب، كان ميراثه فيما يجوز تبديله وتغييره

ص:275


1- النور: 60/24.
2- النساء: 34/4.
3- العَقار مثل سلام: كلّ ملك ثابت له أصل كالدار والنخل. المصباح المنير: 421.
4- الطوب: الآجُرّ. المعجم الوسيط: 573.
5- النُقض: اسم البناء المنقوض إذا هُدم. المصباح المنير: 621.

إذا أشبهه، وكان الثابت المقيم علي حاله كمن كان مثله في الثبات والقيام (1)

2 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القاسم بن ربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان: إنّ

أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

أنّ علّة الصلاة، أنّها إقرار بالربوبيّة للّه عزّوجلّ، وخلع الأنداد، وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة، والخضوع، والاعتراف، والطلب للإقالة من سالف الذنوب.

ووضع الوجه علي الأرض كلّ يوم خمس مرّات إعظاماً للّه عزّوجلّ، وأن

ص:276


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 88/2 ح 1، عنه البحار: 94/6 ح 2، ووسائل الشيعة، والفصول المهمّة للحرّ العاملي، والبرهان، ونور الثقلين. وكذا في أبواب علل الشرائع، ومن لايحضره الفقيه. عوالي اللئالي: 151/2 ح 421، قطعة منه. مختصر بصائر الدرجات: 218 س 15، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: 267/4 س 14، و355 س 13 وس 25، و357 س 3، قطعة منه. تهذيب الأحكام: 300/9 ح 1074، و398 ح 1420، قطعة منه، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 272/26 ح 32987. الاستبصار: 153/4 ح 579، قطعة منه، عنه وعن الفقيه والتهذيب، وسائل الشيعة: 210/26 ح 32849. فقه القرآن: 143/1 س 7، وبتفاوت، و359/2 س 6، قطعة منه. قطعة منه في (سورة البقرة: 30/2) و(سورة آل عمران: 186/3) و(سورة النساء: 9/4 و34) و(سورة المائدة: 106/5) و(سورة الأنفال: 35/8) و(سورة النور: 60/24) و(سورة الأحزاب: 5/33) و(سورة الشوري: 49/42) و(ما رواه عن جبرئيل عليه السلام ) و(ما رواه عن ال نبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم ) و(ما رواه عن الباقرعليه السلام ) و(ما رواه عن أبيه الكاظم عليهماالسلام ).

يكون ذاكراً غير ناس، ولا بطر، ويكون خاشعاً متذلّلاً، راغباً طالباً للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار، والمداومة علي ذكر اللّه عزّوجلّ بالليل والنهار لئلّا ينسي العبد سيّده، ومدبّره وخالقه، فيبطر ويطغي، ويكون في ذكره لربّه، وقيامه بين يديه، زاجراً له عن المعاصي، ومانعاً من أنواع الفساد (1).

3 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد؛ قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان: إنّ أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه يسأله عنه:

جاءني كتابك تذكر: أنّ بعض أهل القبلة يزعم أنّ اللّه تبارك وتعالي لم يحلّ شيئاً، ولم يحرّمه، لعلّه أكثر من التعبّد لعباده بذلك، قد ضلّ من قال ذلك ضلالاً بعيداً، وخسر خسراناً مبيناً، لأنّه لو كان ذلك لكان جايزاً أن يستعبدهم بتحليل ما حرّم، وتحريم ماأحلّ، حتّي يستعبدهم بترك الصلاة والصيام، وأعمال البرّ كلّها، والإنكار له ولرسله وكتبه، والجحود بالزني والسرقة، وتحريم ذوات المحارم، وما أشبه ذلك من الأُمور التي فيها فساد التدبير، وفناء الخلق، إذ العلّة في التحليل والتحريم التعبّد لا غيره، فكان كما أبطل اللّه تعالي به قول من قال ذلك، إنّا وجدنا كلّما أحلّ اللّه تبارك وتعالي، ففيه صلاح العباد وبقائهم، ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها، ووجدنا المحرّم من الأشياء لا حاجة بالعباد إليه، ووجدناه مفسداً داعياً للفناء والهلاك.

ثمّ رأيناه تبارك وتعالي قد أحلّ بعض ما حرّم في وقت الحاجة، لما فيه

ص:277


1- علل الشرائع: 317 ب 2 ح 2، عنه البحار:261/79، ح 10. قطعة منه في (علّة تشريع الصلاة).

من الصلاح في ذلك الوقت، نظير ما أحلّ من الميتة، والدم، ولحم الخنزير، إذا اضطرّ إليها المضطرّ، لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة، ودفع الموت، فكيف، أنّ الدليل علي أنّه لم يحلّ إلّا لما فيه من المصلحة للأبدان، وحرّم ماحرّم، لما فيه من الفساد، ولذلك وصف في كتابه، وأدّت عنه رسله وحججه، كما قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : لو يعلم العباد كيف كان بدء الخلق، ما اختلف إثنان، وقوله ( عليه السلام ) : ليس بين الحلال والحرام إلّا شي ء يسير، يحوّله من شي ء إلي شي ء، فيصير حلالاً وحراماً (1).

- إلي محمّد بن شعيب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أبو عليّ الأشعريّ، عن عمران بن موسي، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن شعيب (2) قال: كتبت إليه: أنّ رجلاً خطب إلي عمّ له ابنته، فأمر بعض إخوانه أن يزوّجه ابنته التي خطبها، وإنّ الرجل أخطأ باسم الجارية فسمّاها بغير اسمها، وكان اسمها فاطمة، فسمّاها بغير اسمها، وليس للرجل ابنة باسم التي ذكرها الزوج (3).

فوقّع ( عليه السلام ) : لا بأس به (4).

ص:278


1- علل الشرائع: 592 ب 385 ح 43. عنه البحار: 93/6 ح 1، ووسائل الشيعة: 51/25 ح 31146، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 293/1 ح 331، قطعة منه. قطعة منه في (الفرق الضالّة) و(في أنّ للّه حلالاً وحراماً) و(ما رواه عن الصادق عليه السلام ) .
2- عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضاعليه السلام ، 392 رقم 69.
3- في الفقيه والوسائل: المزوّج.
4- الكافي: 562/5 ح 24، عنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 297/20 ح 25668. من لايحضره الفقيه: 268/3 ح 1270. قطعة منه في (حكم من أخطأ في اسم الجارية وقت العقد وسمّاها بغير اسمها).
- إلي محمّد بن عبد اللّه الطاهريّ :

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي بن عبيد قال: إنّ محمّد بن عبد اللّه الطاهريّ كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يشكو عمّه بعمل السلطان، والتلبّس به، وأمر وصيّته في يديه.

فكتب ( عليه السلام ) : أمّا الوصيّة فقد كفيت أمرها.

فاغتمّ الرجل، وظنّ أنّها تؤخذ منه، فمات بعد ذلك بعشرين يوماً (1).

- إلي محمّد بن عبيد:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف، عن محمّد بن عبيد قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن الرؤية، وما ترويه العامّة والخاصّة؟ وسألته أن يشرح لي ذلك.

فكتب ( عليه السلام ) بخطّه: اتّفق الجميع لا تمانع بينهم، أنّ المعرفة من جهة الرؤية ضرورة، فإذا جاز أن يُري اللّه بالعين، وقعت المعرفة ضرورة، ثمّ لم تخل تلك المعرفة من أن تكون إيماناً، أو ليست بإيمان، فإن كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية إيماناً، فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بإيمان، لأنّها ضدّه، فلا يكون في الدنيا مؤمن، لأنّهم لم يَرَوا اللّه عزّ ذكره، وإن لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية إيماناً، لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول، ولا تزول في المعاد، فهذا

ص:279


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 204/2 ح 2، عنه البحار: 31/49 ح 4، ومدينة المعاجز: 51/7 ح 2152، وإثبات الهداة: 262/3 ح 40. قطعة منه في (علمه عليه السلام بالآجال).

دليل علي أنّ اللّه عزّوجلّ لا يُري بالعين، إذ العين تؤدّي إلي ما وصفناه (1).

- إلي محمّد بن عمرو:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن الفضيل بن كثير، عن محمّد بن عمرو قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ امرأة من أهلنا أوصت أن تدفع إليك ثلاثين ديناراً، وكان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلي بعض الصيارفة، فقلت: أسلفني دنانير علي أن أعطيك ثمن كلّ دينار ستّة وعشرين درهماً، فأخذت منه عشرة دنانير بمائتين وستّين درهماً، وقد بعثت بها إليك.

فكتب ( عليه السلام ) إليّ: وصلت الدنانير (2).

- إلي محمّد بن عيسي:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسي (3)، قال: كتبت إليه أسأله: يا سيّدي! روي عن جدّك أنّه قال: لا بأس بأن يصلّي الرجل

ص:280


1- الكافي: 96/1 ح 3، عنه نور الثقلين: 754/1 ح 227، والوافي: 379/1 ح 301. التوحيد: 109 ح 8، عنه البحار: 56/4 ح 34. قطعة منه في (رؤية اللّه سبحانه وتعالي).
2- الاستبصار: 95/3 ح 326. تهذيب الأحكام: 101/7 ح 436، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 171/18 ح 23415. قطعة منه في (حكم بيع الصرف).
3- هو محمّد بن عيسي بن عبيد بقرينة رواية محمّد بن عليّ بن محبوب عنه،تقدّمت ترجمته في (لباسه).

صلاة الليل في أوّل الليل؟

فكتب ( عليه السلام ) : في أيّ وقت صلّي فهو جائز إن شاء اللّه (1).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عليّ بن حاتم، عن محمّد بن جعفر، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي(2) قال: كتبت إليه ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ربما غمّ علينا الهلال في شهر رمضان، فنري من الغد الهلال قبل الزوال، وربما رأيناه بعد الزوال، فتري أن نفطر قبل الزوال إذا رأيناه، أم لا؟ وكيف تأمرني في ذلك؟

فكتب ( عليه السلام ) : تتمّ إلي الليل، فإنّه إن كان تامّاً رؤي قبل الزوال (3).

3 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الصفّار، عن محمّد بن عيسي قال: كتب إليه رجل هل يجب الوضوء ممّا خرج من الذكر بعد الاستبراء؟

فكتب ( عليه السلام ) : نعم (4).

- إلي محمّد بن الفضيل:

1 - الحسين بن سعيد؛ : محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كتبت إليه أسأله عن مسألة؟

ص:281


1- التهذيب: 337/2، ح 1393، عنه وسائل الشيعة: 253/4، ح 5072. قطعة منه في (نافلة الليل).
2- تقدّمت ترجمته في (لباسه).
3- الاستبصار: 73/2، ح 221. عنه الدرّ المنثور: 43/2، س 2. تهذيب الأحكام: 177/4، ح 490، بتفاوت يسير، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 279/10، ح 13413. قطعة منه في ف 5، ب 4 (حكم رؤية الهلال قبل الزوال وبعده في أوّل شهر رمضان).
4- الاستبصار: 49/1، ح 138. قطعة منه في (نواقض الوضوء).

فكتب إليّ: أنّ اللّه يقول: ( إِنَّ الْمُنَفِقِينَ يُخَدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ وَإِذَا

إلي قوله: سَبِيلاً ) (1) ليسوا من عترة رسول اللّه، وليسوا من المؤمنين، وليسوا من المسلمين، يظهرون الإيمان، ويسرّون الكفر والتكذيب، لعنهم اللّه (2).

- إلي محمّد بن الفضيل الصيرفيّ:

1 - الراونديّ ؛ : روي عن محمّد بن الفضيل الصيرفيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فسألته عن أشياء، وأردت أن أسأله عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فأغفلته، فخرجت فدخلت إلي منزل الحسين بن بشّار(3) ،

فإذا رسول للرضا ( عليه السلام ) (4) أتي، وكان معه رقعة فيها: بسم اللّه الرحمن

الرحيم، أنا بمنزلة أبي ووارثه، كلّ ما كان عنده، وسلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عندي (5).

- إلي محمّد بن القاسم بن الفضيل البصريّ:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن الحسين، عن محمّد بن القاسم

ص:282


1- نساء: 142/4 - 143.
2- كتاب الزهد: 66 ح 176، عنه البرهان: 424/1 ح 9. الكافي: 395/2 ح 2 بتفاوت، عنه الوافي: 237/4 ح 1873، والبرهان: 424/1 ح 2، ونور الثقلين: 565/1 ح 631. تفسير العيّاشيّ: 282/1 ح 294، وفيه: عن أبي الحسن الرضاعليه السلام ، عنه البحار: 175/69 ح 1، والبرهان: 424/1 ح 8. قطعة منه في (سورة نساء: 142/4 - 143).
3- في البصائر: أبي الحسن بن بشير، وفي دلائل الإمامة: الحسن بن بشير.
4- في إثبات الهداة: غلام الرضاعليه السلام .
5- الخرائج والجرائح: 663/2 ح 6، عنه إثبات الهداة: 303/3 ح 147. بصائر الدرجات: 272 ح 5، وفيه: الهيثم بن النهديّ، عن محمّد بن الفضيل...عنه إثبات الهداة: 295/3 ح 124، ومدينة المعاجز: 287/6 ح 2016، عنه وعن الخرائج والجرائح، البحار: 47/49 ح 43. دلائل الإمامة: 370 ح 327، كما في البصائر، عنه مدينة المعاجز: 50/7 ح 2150. الصراط المستقيم: 198/2 ح 21، بتفاوت واختصار. قطعة منه في (إنّه وارث ما كان عند أبيه وسلاح رسول للّه صلي الله وعليه وآله وسلم )، و(إخباره عليه السلام عمّا في الضمير).

بن الفضيل البصريّ (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: كتبت إليه الوصيّ يزكّي عن اليتامي زكاة الفطرة إذا كان لهم مال.

فكتب ( عليه السلام ) : لا زكاة علي يتيم.

وعن مملوك يموت مولاه وهو عنه غائب في بلد آخر، وفي يده مال لمولاه، ويحضر الفطر، أيزكّي عن نفسه من مال مولاه، وقد صار لليتامي؟

قال ( عليه السلام ) : نعم (2).

- إلي محمّد بن يحيي بن حبيب:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيي بن حبيب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : يكون عليّ

ص:283


1- قال النجاشيّ: محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي، ثقة هو وأبوه...روي عن الرضاعليه السلام ، رجال النجاشيّ: 362 رقم 973، وعدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضاعليه السلام ، قائلاً: محمّد بن القاسم بن الفضيل، رجال الطوسيّ: 391 رقم 55. والبرقيّ من أصحاب الكاظم عليه السلام ، رجال البرقيّ: 52، وقال السيّد الخوئيّ: وصفه الصدوق بالبصريّ وبصاحب الرضاعليه السلام ، معجم رجال الحديث: 160/17 رقم 11597.
2- الكافي: 172/4 ح 13، و541/3 ح 8، قطعة منه وفيه: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 131/2 ح 1455، قطعة منه. تهذيب الأحكام: 30/4 ح 74، قطعة منه، و334 ح 1049، قطعة منه، عنه وعن الكافي، الوافي: 126/10 ح 9288، و240 ح 9514. من لايحضره الفقيه: 115/2 ح 495، قطعة منه، و117 ح 503، قطعة منه، عنه وعن التهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 84/9 ح 1158، و326 ح 12137، عن كتاب المقنع، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 326/9 ح 12138. قطعة منه في (حكم زكاة مال اليتيم) و(حكم إخراج المملوك زكاة الفطرة عن مال مولاه بعد موته).

الصلاة النافلة، متي أقضيها؟

فكتب: أيّة ساعة شئت، من ليل أو نهار (1).

- إلي محمّد بن يحيي الخراسانيّ

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن إبراهيم بن محمّد (2) قال: كتب محمّد بن يحيي الخراسانيّ: أوصي إليّ

رجل ولم يخلّف إلّا بني عمّ، وبنات عمّ، وعمّ أب وعمّتين، لمن الميراث؟

فكتب ( عليه السلام ) : أهل العصبة وبنوا العمّ هم وارثون (3).

- إلي موسي بن عمر بن بزيع:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن الهارون الفاميّ ؛ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن

ص:284


1- الكافي: 454/3 ح 17. تهذيب الأحكام: 272/2 ح 1083، و168/3 ح 370، عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 240/4 ح 5032، والوافي: 355/7 ح 6087. قطعة منه في (وقت قضاء النوافل).
2- قال الأردبيلي رحمة الله : الظاهر أنّ إبراهيم بن محمّد هذا، هو الهمدانيّ، والمكتوب إليه الرضا أو الجواد أو الهادي عليهم السلام ، بقرينة رواية محمّد بن عيسي عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ، وكونه من أصحابهم عليهم السلام ، واللّه العالم. جامع الرواة: 215/2.
3- الاستبصار: 170/4، ح 643. التهذيب: 392/9، ح 1401، وفيه: عن محمّد بن أحمد بن يحيي...، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 192/26، ح 3280. قطعة منه في (حكم ميراث العصبة وبني العمّ).

عبيد، عن موسي بن عمر بن بزيع قال: كان عندي جاريتان حاملتان، فكتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) ، أُعلمه ذلك، وأسأله أن يدعو اللّه تعالي أن يجعل ما في بطونهما ذكرين، وأن يهب لي ذلك.

قال: فوقّع ( عليه السلام ) : أفعل إن شاء اللّه تعالي، ثمّ ابتدأني ( عليه السلام ) بكتاب مفرد نسخته: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرةبرحمته، الأُمور بيد اللّه عزّوجلّ، يمضي فيها مقاديره علي ما يحبّ، يولد لك غلام وجارية إن شاء اللّه تعالي، فسمّ الغلام محمّداً، والجارية فاطمة، علي بركة اللّه تعالي.

قال: فولد لي غلام وجارية، علي ما قاله ( عليه السلام ) (1).

- إلي موسي بن عيسي:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن موسي بن عيسي (2) قال: كتبت إليه، رجل تجب عليه إعادة الصلاة، أيعيدها بأذان وإقامة؟

ص:285


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 218/2 ح 30، عنه البحار: 38/49 ح 23، ومدينة المعاجز: 82/7 ح 2181، وإثبات الهداة: 273/3 ح 68. فرج المهموم: 232 س 3. قطعة منه في (إخباره عليه السلام بالوقائع الآتية) و(مقادير اللّه) و(مدح موسي بن عمر بن بزيع) و(تسميته عليه السلام الأطفال).
2- لم يذكروه في الكتب الرجاليّة، إلاّ أنّ الشيخ روي في التهذيب بإسناده عن محمّد بن عيسي اليقطيني - أخو هذا الرجل - أنّه قال: بعث إليّ أبو الحسن الرضاعليه السلام رزم ثياب وغلماناًوحجّة لي، وحجّة لأخي موسي بن عبيد، وحجّة ليونس بن عبد الرحمن، فأمرنا أن نحجّ عنه...راجع التهذيب: 40/8 ح 121.

فكتب ( عليه السلام ) : يعيدها بإقامة (1).

- إلي موسي بن مهران:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيي العطّار قال: حدّثني أبي، عن محمّد بن عيسي، عن موسي بن مهران أنّه كتب إلي الرضا ( عليه السلام ) يسأله أن يدعو اللّه لابن له!

فكتب ( عليه السلام ) إليه: وهب اللّه لك ذكراً صالحاً، فمات ابنه ذلك، وولد له ابن (2).

- إلي المهلب الدلّال:

1 - العيّاشيّ ؛ : عن هشام المشرقي، قال: كتبت إلي أبي الحسن الخراساني ( عليه السلام ) : رجل يسأل عن معان في التوحيد.

قال: فقال لي: ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن اللّه شي ء هو أم لا شي ء؟

قال: فقلت: إنّ اللّه أثبت نفسه شيئاً، فقال: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ

ص:286


1- تهذيب الأحكام: 282/2 ح 1124، عنه وسائل الشيعة: 446/5 ح 7049، والبحار: 166/81 س 23. قطعة منه في (حكم إعادة الإقامة لمن يعيد الصلاة).
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 221/2 ح 38، عنه مدينة المعاجز: 88/7 ح 2189، والبحار: 42/49 ح 30، وإثبات الهداة: 275/3 ح 75. دلائل الإمامة: 374 ح 336، بتفاوت، عنه مدينة المعاجز: 88/7 ح 2190، وإثبات الهداة: 311/3 ح 189. إثبات الوصيّة: 207 س 14، بتفاوت. قطعة منه في (إخباره بالوقائع العامّة).

شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (1) لا أقول شياً كالأشياء، أو نقول: إنّ اللّه جسم.

فقال: وما الذي يضعف فيه من هذا، إنّ اللّه جسم لا كالأجسام، ولا يشبهه شي ء من المخلوقين؟

قال: ثمّ قال: إنّ للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، ومذهب تشبيه، ومذهب إثبات بغير تشبيه.

فمذهب النفي لا يجوز، ومذهب التشبيه لا يجوز، وذلك إنّ اللّه لا يشبهه شي ء، والسبيل في ذلك الطريقة الثالثة، وذلك أنّه مثبت لا يشبهه شي ء، وهو كما وصف نفسه: أحد، صمد، نور (2).

2 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن عيسي، عن الفضل بن كثير المدائنيّ، عن المهلب الدلّال (3)، أنّه كتب إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّ امرأة كانت معي في الدار، ثمّ إنّها زوّجتني نفسها، وأشهدت اللّه وملائكته علي ذلك، ثمّ إنّ أباها زوّجها من رجل آخر، فما تقول؟

فكتب ( عليه السلام ) : التزويج الدائم لا يكون إلّا بوليّ وشاهدين، ولا يكون تزويج متعة

ص:287


1- الأنعام: 19/6.
2- تفسير العيّاشيّ: 356/1 ح 11. عنه البرهان: 519/1 ح 3. قطعة منه في (سورة الأنعام)، و(إبطال المذهب النفي والتشبيه في التوحيد).
3- لم نجد له ترجمة في الكتب الرجاليّة إلّا أنّ السيّد البروجرديّ قدس سره قال: كأنّه من السادسة أو السابعة، الموسوعة الرجاليّة: 1064/7، وأمّا الراوي عنه أي الفضل بن كثير المدائنيّ هو الذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان الفضل بن كثير البغداديّ، رجال الطوسيّ: 421 رقم 4، كما صرّح به الأردبيليّ، جامع الرواة: 7/2، والسيّد الخوئيّ قدس سره ، معجم رجال الحديث: 312/13 رقم 9380. فالظاهر أنّ المراد من أبي الحسن في الرواية هو الرضا، أو الهادي عليهماالسلام وإن كان الأوّل أظهر، واللّه العالم.

ببكر، استر علي نفسك واكتم، رحمك اللّه (1).

- إلي النضر:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وكتب ( عليه السلام ) إليّ:...

وقد كتبت إلي النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرّض لك وخلافك، وأعلمته موضعك عندي...(2)

- إلي يحيي بن أبي عمران:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : نصر بن صبّاح قال: حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصريّ، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران قال: حدّثني سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) إلي يحيي بن أبي عمران، وأصحابه قال: وقرأ يحيي بن أبي عمران الكتاب فإذا فيه: عافانا اللّه وإيّاكم! انظروا أحمد بن سابق لعنه اللّه، الأعثم الأشجّ، واحذروه.

قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنّه أشجّ، أو به شجّة، حتّي كشف رأسه، فإذا به شجّة.

قال أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة.

ص:288


1- تهذيب الأحكام: 255/7 ح 1100، عنه الوافي: 361/21 ح 21377. الاستبصار: 146/3 ح 529، عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 34/21 ح 26457. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح مهلب الدلّال)، وف 5، ب 9، (شرايط تزويج الدائم)، و(حكم متعة البكر).
2- رجال الكشّيّ: 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2403.

قال: فما مضت الأيّام حتّي شرب الخمر، ودخل في البلايا (1).

- إلي يحيي بن المبارك:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : خلف بن حامد الكشّيّ قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزيّ، عن يحيي بن المبارك قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) بمسائل فأجابني، وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول اللّه عزّوجلّ: ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَآ إِلَي هَؤُلَآءِ وَلَآ إِلَي هَؤُلَآءِ) (2) فقال ( عليه السلام ) : نزلت

في الواقفة.

ووجدت الجواب كلّه بخطّه: ليس هم من المؤمنين، ولا من المسلمين، هم ممّن كذّب بآيات اللّه، ونحن أشهر معلومات، فلا جدال فينا، ولا رفث، ولا فسوق فينا، انصب لهم من العداوة يايحيي! مااستطعت (3).

- إلي يعقوب بن يزيد:

1 - الشيخ الطوسيّ ؛ : روي محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد (4) قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : في هذا العصر رجل وقع علي جاريته، ثمّ

ص:289


1- رجال الكشّيّ: 552 رقم 1043. قطعة منه في (ذمّ أحمد بن سابق).
2- النساء: 143/4.
3- رجال الكشّيّ: 461 رقم 880، عنه البحار: 268/48 ضمن ح 28، ومقدّمة البرهان: 200 س 3. قطعة منه في (ذمّ الواقفة) و(سورة النساء: 143/4) و(أنّهم عليهم السلام الأشهر المعلومات).
4- هو يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري السلمي، أبو يوسف، بقرينة رواية الصفّار عنه. قال النجاشي: روي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، رجال النجاشي: 450 رقم 1215. وعدّه الشيخ من أصحاب الرضا، والهادي عليهماالسلام ، رجال الطوسيّ: 395 رقم 12، و425 رقم 2، كما أنّ البرقي عدّه من أصحاب الكاظم، والهادي عليهماالسلام ، رجال البرقي: 52 و60. وعدّه ابن شهرآشوب من ثقاة أبي الحسن عليّ بن محمّدعليهماالسلام ، المناقب لابن شهر آشوب: 402/4. فالظاهر، أنّ المراد من أبي الحسن إمّا الكاظم، أو الرضا، أو الهادي عليهم السلام .

شكّ في ولده.

فكتب ( عليه السلام ) : إن كان فيه مشابهة منه، فهو ولده (1).

- إلي يونس بن بكير:

1 - السيّد ابن طاووس ؛ : دعاء الرضا ( عليه السلام ) ، من كتاب أصل يونس بن بكير قال: وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاءً أدعوا به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة، تُجاب وتُعطي ما تتمنّاه. ثمّ كتب لي: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك، وحجبتني عن استيهال رحمتك، وباعدَتني عن استيجاب مغفرتك، ولولا تعلّقي بآلائك، وتمسّكي بالدعاء، وما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، وأو عدت القانطين من رحمتك، بقولك: ( يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ و هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (2) ، وحذّرت القانطين من رحمتك، فقلت: ( وَمَن

ص:290


1- الاستبصار: 367/3 ح 1314. تهذيب الأحكام: 181/8 ح 632، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 168/21 ح 26810. قطعة منه في ، (حكم ولد المشكوك).
2- الزمر: 53/39.

يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ ي إِلَّا الضَّآلُّونَ ) (1)، ثمّ ندبتنا برأفتك إلي دعاءك فقلت: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (2)، إلهي لقد كان ذلك الإياس عليّ مشتملاً، والقنوط من رحمتك ملتحفاً،

إلهي لقد وعدت المحسن ظنّه بك ثواباً، وأوعدت المسي ء ظنّه بك عقاباً.

اللّهمّ! وقد أمسك رمقي حسن الظّن بك في عتق رقبتي من النّار، وتغمّد زلّتي، وإقالة عثرتي.

اللّهمّ! قلت في كتابك، وقولك الحقّ، الذي لا خلف له ولا تبديل ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) (3)، وذلك يوم النّشور، إذا نفخ في الصّور، وبعثر ما في القبور.

اللّهمّ فإنّي أُو في وأشهد وأُقرّ، ولا أُنكر ولا أَجحد، وأُسرّ وأُعلن، وأُظهر وأُبطن، بأنّك أنت اللّه لا إله إلّا أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك صلّي اللّه عليه وآله، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين سيّد الأوصياء، ووارث علم الأنبياء، عَلَمُ الدين، ومبير المشركين، ومميِّز المنافقين، ومجاهد المارقين، وإمامي وحجّتي، وعروتي وصراطي، ودليلي وحجّتي، ومن لا أثق بأعمالي ولوزكَت، ولا أراها منجية لي ولو صلحت إلاّ بولايته، والإئتمام به، والإقرار بفضائله، والقبول من حملتها، والتسليم لرواتها، وأُقرّ بأوصيائه من أبنائه، أئمّةً وحججاً، وأدلّةً وسُرُجاً، وأعلاماً ومَناراً، وسادةً

ص:291


1- الحجر: 56/15.
2- المؤمن: 60/40.
3- الإسراء: 71/17.

وأبراراً، وأُومن بسرّهم وجهرهم، وظاهرهم وباطنهم، وشاهدهم وغائبهم، وحيّهم وميّتهم، لا شك في ذلك، ولا ارتياب عند تحوّلك، ولا انقلاب.

اللّهمّ فادعني يوم حشري ونشري بإمامتهم، وأنقذني بهم يا مولاي! من حرّالنيران، وإن لم ترزقني رَوح الجنان، فإنّك إن أعتقتني من النّار كنتُ من الفائزين.

اللّهمّ وقد أصبحت يومي هذا لا ثقة لي ولا رجاء، ولا لجأ ولا مفزع، ولا منجا غير من توسّلتُ بهم إليك، متقرّباً إلي رسولك محمّد صلّي اللّه عليه وآله، ثمّ عليّ أمير المؤمنين، والزهراء سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين، وعليّ ومحمّد، وجعفر وموسي، و عليّ و محمّد، و عليّ والحسن، و مَن بعدهم يقيم المحجّة إلي الحجّة المستورة من ولده، المرجوّ للأمّة من بعده.

اللّهمّ فاجعلهم في هذا اليوم وما بعده حصني من المكاره، ومَعقِلي من المخاوف، ونجّني بهم من كلّ عدوّ، وطاغ، وباغ، وفاسق، ومن شرّ ما أعرف وما أُنكر، وما استتر عنّي، وما أبصر، ومن شرّ كلّ دابّة، ربّي آخذٌ بناصيتها إنّك علي صراط مستقيم.

اللّهمّ بتوسّلي بهم إليك، وتقرّبي بمحبّتهم، وتحصّني بإمامتهم، إفتح عليّ في هذا اليوم أبواب رزقك، وانشر عليّ رحمتك، وحبّبني إلي خلقك، وجنّبني بغضهم وعداوتهم، إنّك علي كلّ شي ء قدير.

اللّهمّ ولكلّ متوسّل ثواب، ولكلّ ذي شفاعة حقّ، فأسألك بمن جعلته وسيلتي إليك، وقدّمته أمام طلبتي، أن تُعرّفني بركة يومي هذا، وشهري هذا، وعامي هذا.

اللّهمّ وهم مفزعي ومعونتي، في شدّتي ورخائي، وعافيتي وبلائي،

ص:292

ونومي ويقظتي، وظعني وإقامتي، وعسري ويسري، وعلانيتي وسرّي، وإصباحي وإمسائي، وتقلّبي ومثواي، وسرّي وجهري.

اللّهمّ فلا تخيِّيني بهم مِن نائلك، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من روحك، ولا تبتلني بانغلاق أبواب الأرزاق، وانسداد مسالكها، وارتياح مذاهبها، وافتح لي من لدنك فتحاً يسيراً، واجعل لي من كلّ ضنك مخرجاً، وإلي كلّ سعة منهجاً، إنّك أرحم الراحمين، وصلّي اللّه علي محمّد وآله الطّيبين الطّاهرين، آمين، ربّ العالمين» (1).

- إلي يونس بن بهمن:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ : عليّ بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشّار الواسطيّ، عن يونس بن بهمن، قال: قال لي يونس: اكتب إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فاسأله عن آدم ( عليه السلام ) ، هل فيه من جوهريّة اللّه شي ء؟

قال: فكتب إليه، فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل علي غير السنّة.

فقلت ليونس: فقال: لا يسمع ذا أصحابنا، فيبرؤون منك، قال: قلت ليونس: يبرؤون منّي أو منك؟ (2).

ص:293


1- مهج الدعوات: 303 س 14، عنه البحار: 346/91 ح 4. المصباح للكفعمي: 370 س 4، بتفاوت. قطعة منه في (الآيات والسور التي أمر بقرائتها في الشدائد) و(تعليمه الدعاء لرفع الشدائد).
2- رجال الكشّيّ: 492 رقم 942، و495 رقم 950 وبتفاوت، عنه البحار: 292/3 ح 12، و11. قطعة منه في (ذمّ يونس بن بهمن).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ لي علي رجل ثلاثة آلاف درهم، وكانت تلك الدراهم تنفق بين الناس تلك الأيّام، وليست تنفق اليوم، فلي عليه تلك الدراهم بأعيانها، أو ما ينفق اليوم بين الناس؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) إليّ: لك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس، كما أعطيته ما ينفق بين الناس (1).

3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد، عن يونس قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) ، أسأله عن رجل تقبّل من رجل أرضاً أو غير ذلك سنين مسمّاة، ثمّ إنّ المقبّل أراد بيع أرضه التي قبّلها قبل انقضاء السنين المسمّاة، هل للمتقبّل أن يمنعه من البيع قبل انقضاء أجله الذي تقبّلها منه إليه، ومايلزم المتقبّل له؟

قال: فكتب ( عليه السلام ) : له أن يبيع إذا اشترط علي المشتري أنّ للمتقبّل من السنين ماله (2).

4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح

ص:294


1- الكافي: 252/5 ح 1. الاستبصار: 100/3 ح 345. تهذيب الأحكام: 116/7 ح 505، عنه وعن الاستبصار والكافي، وسائل الشيعة: 206/18 ح 23503. من لايحضره الفقيه: 118/3 ح 503، بتفاوت كثير في المتن. قطعة منه في (حكم من كان له علي غيره دراهم فسقطت).
2- الكافي: 270/5 ح 1. تهذيب الأحكام: 208/7 ح 914، عنه وعن الكافي وسائل الشيعة: 135/19 ح 24309. قطعة منه في (حكم بيع الأرض قبل انتهاء مدّة الإجارة).

ابن السنديّ، عن يونس قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) : السمك لا يكون له قشر، أيؤكل؟

فقال ( عليه السلام ) : إنّ من السمك ما يكون له زعارة (1) فيحتك بكلّ شي ء فتذهب

قشوره، ولكن إذا اختلف طرفاه، يعني ذنبه ورأسه، فكله (2)

5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن موسي بن جعفر، عن يونس بن عبد الرحمن قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّا نحرم من طريق البصرة، ولسنا نعرف حدّ عرض العقيق؟

فكتب ( عليه السلام ) : أحرم من وجرة (3)، (4).

6 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن يونس قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّه كان لي علي رجل دراهم،وإنّ السلطان أسقط تلك الدراهم، وجاءت دراهم أغلي من تلك الدراهم الأولي، ولها اليوم وضيعة، فأيّ شي ء لي عليه، الأُولي التي أسقطها السلطان، أو الدراهم التي أجازها السلطان؟

ص:295


1- الزعر في شعر الرأس وفي ريش الطائر: قلّة ورقّة وتفرّق، وذلك إذا ذهبت أُصول الشعر وبقي شكيره. لسان العرب: 323/4.
2- الكافي: 221/6 ح 13. تهذيب الأحكام: 4/9 ح 7. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 138/24 ح 30179. قطعة منه في (أكل السمك إذا اختلف طرفاه ولايكون له قشور).
3- وَجرة: موضع بين مكّة والبصرة، بينها وبين مكّة نحو ستّين ميلاً، منها يحرم أكثر الحاجّ. معجم البلدان: 362/5.
4- الكافي: 320/4 ح 8، عنه وسائل الشيعة: 312/11 ح 14889. قطعة منه في (ميقات إحرام أهل البصرة).

فكتب ( عليه السلام ) : الدراهم الأولي (1).

7 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن أشيم، عن يونس قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن الرجل تكون له الجارية اليهوديّة أو النصرانيّة، فيواقعها فتحمل، ثمّ يدعوها إلي أن تسلم فتأبي عليه، فدني ولادتها فماتت وهي تطلّق، والولد في بطنها ومات الولد، أيدفن معها علي النصرانيّة، أو يخرج منها ويدفن علي فطرة الإسلام؟

فكتب ( عليه السلام ) : يدفن معها (2).

- إلي يونس وهشام بن إبراهيم:

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ : حدّثني محمّد بن عليّ بن بلال، عن يونس قال: اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه مو سي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.

ص:296


1- الاستبصار: 99/3 ح 343. تهذيب الأحكام: 117/7 ح 507. من لايحضره الفقيه: 118/3 ح 503، عنه وعن التهذيب والاستبصار، وسائل الشيعة: 206/18 ح 23504. قطعة منه في (حكم من كان له علي غيره دراهم فسقطت).
2- تهذيب الأحكام: 334/1 ح 980، عنه وسائل الشيعة: 205/3 ح 3415، والوافي: 592/25 ح 24743. عوالي اللئالي: 38/3 ح 106. قطعة منه في (حكم دفن الولد المسلم الذي مات في بطن أمّه اليهوديّة أو النصرانيّة).

فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت؟

قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.

قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً؟

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: فما حاجتك؟

قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.

قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه، وذكر له من تأويل هذه الآية ( وَنُقَلِّبُ أَفِْدَتَهُمْ وَأَبْصَرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ ي أَوَّلَ مَرَّةٍ) (1) حين أخذ الميثاق عليهم.

ف' ( قَالَ لَهُ و مُوسَي هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَي أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) فقال الخضر: ( إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَي مَا لَمْ تُحِطْبِهِ ي خُبْرًا) .

فقال موسي ( عليه السلام ) : ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) ، قال الخضر: ( فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَاتَسْئَلْنِي عَن شَيْ ءٍ حَتَّي أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) (2) .

يقول: لا تسألني عن شي ء أفعله، ولا تنكره عليّ حتّي أنا أُخبرك بخبره.

ص:297


1- الأنعام: 110/6.
2- الكهف: 66/18 - 70.

قال: نعم، فمرّوا ثلاثتهم حتّي انتهوا إلي ساحل البحر، وقد شحنت (1) سفينة،

وهي تريد أن تعبر، فقال لأرباب السفينة: تحمّلوا هؤلاء الثلاثة نفر، فإنّهم قوم صالحون فحملوهم، فلمّا جنحت (2) السفينة في البحر قام الخضر إلي جوانب السفينة فكسرها، وأحشاها بالخرق والطين، فغضب موسي ( عليه السلام ) غضباً شديداً، وقال للخضر: ( أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْءًا إِمْرًا)

فقال له الخضر ( عليه السلام ) : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)

قال موسي ( عليه السلام ) : ( لَاتُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَاتُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (3)) .

فخرجوا من السفينة، فمرّوا فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه، كأنّه قطعة قمر في أُذنيه درّتان، فتأمّله الخضر ثمّ أخذه فقتله، فوثب موسي علي الخضر ( عليهماالسلام ) ، وجلد به الأرض فقال: ( أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةَم بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيًْا نُّكْرًا) .

فقال الخضر ( عليه السلام ) : ( أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) .

قال موسي: ( إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْ ءِم بَعْدَهَا فَلَاتُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا * فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ) (4) بالعشيّ تسمّي الناصرة،

وإليها ينتسب النصاري، ولم يضيفوا أحداً قطّ، ولم يطعموا غريباً، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم، فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه وقال: قم بإذن اللّه! فقام.

فقال موسي: لن ينبغ لك أن تقيم الجدار حتّي يطعمونا ويأوونا، وهو قوله

ص:298


1- شحن السفينة وغيرها: حمّلها وملأها. المعجم الوسيط: 474.
2- جمح: مال. المصباح المنير: 107.
3- الكهف: 71/18 - 73.
4- الكهف: 74/18 - 77.

( لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) .

فقال له الخضر: ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا * أَمَّا السَّفِينَةُ) التي فعلت بها ما فعلت، فإنّها كانت لقوم ( مَسَكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم ) أي وراء السفينة ( مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ) صالحة ( غَصْبًا) كذا نزلت، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً.

( وَأَمَّا الْغُلَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ) وطبع كافراً، كذا نزلت، فنظرت إلي جبينه، وعليه مكتوب طبع كافراً،( فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَنًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَوةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) فأبدل اللّه لوالديه بنتاً، وولدت سبعين نبيّاً.

( وَأَمَّا الْجِدَارُ) الذي أقمته ( فَكَانَ لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَلِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا - إلي قوله - ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (1)) (2).

ص:299


1- الكهف: 77/18 - 82.
2- تفسير القمّيّ: 38/2 س 4، عنه البحار: 278/13 ضمن ح 1، ونور الثقلين: 270/3 ضمن ح 128. قطعة منه في (بكاء الخضر وموسي علي مصائب النبيّ وأهل بيته عليهم السلام ) و(سورة الأنعام: 110/6) و(سورة الكهف: 66/18 - 70 و77 - 82) و(ما رواه عن الخضرعليه السلام ) و(ما رواه عن موسي عليه السلام ).

(ب)كتبه ( عليه السلام ) إلي أفراد غير معيّنة:

اشاره:

وفيه أربعة وعشرون مورداً

- إلي بعض أصحابه:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : روي عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أيّوب بن نوح (1) قال: كتب إليه بعض أصحابه: أنّه كانت لي امرأة ولي منها ولد،

وخلّيت سبيلهما.

فكتب ( عليه السلام ) : المرأة أحقّ بالولد إلي أن يبلغ سبع سنين، إلّا أن تشاء المرأة (2).

- إلي بعض فقهاء العامّة:

1 - الشيخ الصدوق ؛ :... أحمد بن محمّد بن إسحاق الطالقانيّ قال: حدّثني أبي قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق، أنّ معاوية ليس من أصحاب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أيّام كان الرضا ( عليه السلام ) بها، فأفتي الفقهاء بطلاقها، فسئل الرضا ( عليه السلام ) ؟ فأفتي: إنّها لاتطلّق.

فكتب الفقهاء رقعة وأنفذوها إليه وقالوا له: من أين قلت يا ابن رسول اللّه إنّها لم تطلّق؟

فوقّع ( عليه السلام ) في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدريّ أنّ

ص:300


1- تقدّمت ترجمته في (ما يقال للإمام عند العطاس).
2- من لا يحضره الفقيه: 275/3 ح 1305، عنه وسائل الشيعة: 472/21 ح 27616. قطعة منه في ف 5، ب 9، (حكم حضانة الولد).

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال لمسلمة (يوم) الفتح وقد كثروا عليه: أنتم خير وأصحابي خير، ولاهجرة بعد الفتح، فأبطل الهجرة، ولم يجعل هؤلاء أصحاباً له.

قال: فرجعوا إلي قوله (1)

- إلي مواليه بهمدان:

1 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وكتب ( عليه السلام ) إليّ:...وكتبت إلي مواليّ بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك، والمصير إلي أمرك، وأن لاوكيل لي سواك (2).

- إلي العمّال في شأن الفضل بن سهل

1 - الشيخ الصدوق ؛ : وجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) إلي العمّال في شأن الفضل بن سهل وأخيه، ولم أُرو ذلك عن أحد: أمّا بعد، فالحمد للّه البدي ء الرفيع، القادر القاهر، الرقيب علي عباده، المقيت علي خلقه، الذي خضع كلّ شي ء لملكه، وذلّ كلّ شي ء لعزّته، واستسلم كلّ شي ء لقدرته، وتواضع كلّ شي ء لسلطانه وعظمته، وأحاط بكلّ شي ء علمه، وأحصي عدده، فلا يؤوده كبير، ولا يعزب عنه صغير، الذي لاتدركه أبصار الناظرين، ولا تحيط به صفة الواصفين، له الخلق والأمر، والمثل الأعلي في السموات والأرض، وهو العزيز الحكيم.

ص:301


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 87/2 ح 34. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1665.
2- رجال الكشّيّ: 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2403.

والحمد للّه الذي شرع للإسلام ديناً، ففضّله وعظّمه، وشرّفه وكرّمه، وجعله الدين القيّم، الذي لا يقبل غيره، والصراط المستقيم الذي لا يضلّ من لزمه، ولا يهتدي من صرف عنه، وجعل فيه النور والبرهان، والشفاء والبيان، وبعث به من اصطفي من ملائكته إلي من اجتبي من رسله في الأُمم الخالية، والقرون الماضية، حتي انتهت رسالته إلي محمّد المصطفي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فختم به النبيّين، وقفي به علي آثار المرسلين، وبعثه رحمة للعالمين، وبشيراً للمؤمنين المصدّقين، ونذيراً للكافرين المكذّبين، لتكون له الحجّة البالغة، وليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بيّنة، وإنّ اللّه لسميع عليم.

والحمد للّه الذي أورد أهل بيته مواريث النبوّة، واستودعهم العلم والحكمة، وجعلهم معدن الإمامة والخلافة، وأوجب ولايتهم، وشرّف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أُمّته مودّتهم، إذ يقول: ( قُل لَّآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) (1) ، وما وصفهم به من إذهابه الرجس عنهم، وتطهيره إيّاهم في

قوله: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَ طْهِيرًا) (2)،

ثمّ إنّ المأمون برّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في عترته، ووصل أرحام أهل بيته، فردّ أُلفتهم، وجمع فرقتهم، ورأب صدعهم (3)، ورتق فتقهم، وأذهب اللّه به

الضغائن والإحن (4) بينهم، وأسكن التناصر والتواصل، والمودّة والمحبّة قلوبهم، فأصبحت بيمنه وحفظه، وبركته وبرّه وصلته أيديهم واحدة، وكلمتهم جامعة، وأهوائهم متّفقة، ورعي الحقوق لأهلها، ووضع المواريث مواضعها، وكافأ إحسان المحسنين، وحفظ

ص:302


1- الشوري: 23/42.
2- الأحزاب: 33/33.
3- رأب الصدع: أصلحه. المعجم الوسيط: 319.
4- أَحِنَ: الرجل (يأحن) من باب تعب، حقد وأضمر العداوة. المصباح المنير: 6.

بلاء المبتلين، وقرب وباعد علي الدين؛

ثمّ اختصّ بالتفضيل والتقديم والتشريف، من قدّمته مساعيه، فكان ذلك ذاالرياستين الفضل بن سهل، إذ رآه له موازراً، وبحقّه قائماً، وبحجّته ناطقاً، ولنقبائه نقيباً، ولخيوله قائداً، ولحروبه مدبّراً، ولرعيّته سائساً، وإليه داعياً، ولمن أجاب إلي طاعته مكافئاً، ولمن عدل عنها منابذاً، وبنصرته متفرّداً، ولمرض القلوب والنيّات مداوياً، لم ينهه عن ذلك قلّة مال، ولا عون (1) رجال، ولم يملّ به طمع، ولم يلفته عن نيّته وبصيرته وجل؛ بل عند ما يهوّل المهوّلون، ويرعد ويبرق له المبرقون والمرعدون، وكثرة المخالفين والمعاندين من المجاهدين والمخاتلين (2)، أثبت ما يكون عزيمة، وأجرئ جناناً، وأنفذ مكيدة، وأحسن تدبيراً، وأقوي في تثبيت حقّ المأمون والدعاء إليه، حتّي قصم (3) أنياب الضلالة،

وفلّ (4) حدّهم، وقلّم أظفارهم، وحصد شوكتهم، وصرعهم مصارع الملحدين في دينهم، والناكثين لعهده، الوانين (5) في أمره، المستخفّين بحقّه، الآمنين لما حذر سطوته وبأسه، مع آثار ذي الرياستين في صنوف الأُمم من المشركين، وما زاد اللّه به في حدود دار المسلمين، ممّا قد وردت أنباؤه عليكم، وقرئت به الكتب علي منابركم، وحملت أهل الآفاق عنكم إلي غيركم، فانتهي شكر ذي الرياستين بلاء أمير المؤمنين عنده، وقيامه بحقّه، وابتذاله مهجته، ومهجة أخيه أبي محمّد الحسن بن سهل، الميمون النقيبة، المحمود السياسة، إلي غاية تجاوز فيها الماضين، وفاز بها الفائزين، وانتهت مكافأة أمير المؤمنين إيّاه إلي ما

ص:303


1- في المطبوعة: عوز، وما أثبتناه من نسخة هو المناسب بالمقام.
2- ختله ختلاً: خدعه عن غفلة. المعجم الوسيط: 218.
3- قَصَمَ الشي ء: كسره كسراً. المعجم الوسيط: 741.
4- فلّ: ذهب. المعجم الوسيط: 701.
5- الونّ: الضعف. القاموس المحيط: 392/4.

حصل له من الأموال، والقطائع والجواهر، وإن كان ذلك لا يفي بيوم من أيّامه، ولا بمقام من مقاماته، فتركه زهداً فيه، وارتفاعاً من همّته عنه، وتوفيراً له علي المسلمين، وإطراحاً للدنيا، واستصغاراً لها، وإيثاراً للآخرة، ومنافسة فيها.

وسئل أمير المؤمنين ما لم يزل له سائلاً، وإليه فيه راغباً، من التخلّي والتزهّد، فعظم ذلك عنده وعندنا، لمعرفتنا بما جعل اللّه عزّوجلّ في مكانه الذي هو به من العزّ والدين، والسلطان والقوّة علي صلاح المسلمين، وجهاد المشركين، وماأري اللّه به من تصديق نيّته، ويمن نقيبته، وصحّة تدبيره، وقوّة رأيه، ونجح طلبته، ومعاونته علي الحقّ والهدي، والبرّ والتقوي، فلمّا وثق أمير المؤمنين وثقنا منه بالنظر للدين، وإيثار ما فيه صلاحه، وأعطيناه سؤله، الذي يشبه قدره، وكتبنا له كتاب حباء وشرط، قد نسخ في أسفل كتابي هذا، وأشهدنا اللّه عليه ومن حضرنا من أهل بيتنا، والقوّاد والصحابة، والقضاة والفقهاء، والخاصّة والعامّة، ورأي أمير المؤمنين الكتاب به إلي الآفاق، ليذيع ويشيع في أهلها، ويقرأ علي منابرها، ويثبت عند ولاتها وقضاتها، فسألني أن أكتب بذلك، وأشرح معانيه.

وهي علي ثلاثة أبواب:

ففي الباب الأوّل: البيان عن كلّ آثاره التي أوجب اللّه تعالي بها حقّه علينا وعلي المسلمين.

والباب الثاني: البيان عن مرتبته في إزاحة علّته في كلّ ما دبّر ودخل فيه، ولا سبيل عليه فيما ترك وكره، وذلك لما ليس لخلق ممّن في عنقه بيعة إلّا له وحده ولأخيه، ومن إزاحة العلّة تحكيمها في كلّ من بغي عليهما، وسعي بفساد علينا وعليهما، وعلي أوليائنا، لئلّا يطمع طامع في خلاف عليهما، ولا معصية لهما، ولااحتيال في مدخل بيننا وبينهما.

والباب الثالث: البيان عن إعطائنا إيّاه ما أحبّ من ملك التحلّي، وحلية الزهد،

ص:304

وحجّة التحقيق، لما سعي فيه من ثواب الآخرة، بما يتقرّب في قلب من كان شاكّاً في ذلك منه، وما يلزمنا من الكرامة والعزّ، والحباء الذي بذلناه له ولأخيه، في منعهما ما نمنع منه أنفسنا، وذلك محيط بكلّ ما يحتاط فيه محتاط في أمر دين ودنيا، وهذه نسخة الكتاب:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب (حباء) وشرط من عبد اللّه المأمون أمير المؤمنين، ووليّ عهده عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، لذي الرياستين الفضل بن سهل في يوم الإثنين، لسبع ليال خلون من شهر رمضان، من سنة إحدي ومائتين، وهو اليوم الذي تمّم اللّه فيه دولة أمير المؤمنين، وعقد لوليّ عهده، وألبس الناس اللباس الأخضر، وبلغ أمله في إصلاح وليّه، والظفر بعدوّه؛

إنّا دعوناك إلي ما فيه بعض مكافاتك علي ما قمت به من حقّ اللّه تبارك وتعالي، وحقّ رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وحقّ أمير المؤمنين، ووليّ عهده عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وحقّ هاشم التي بها يرجي صلاح الدين، وسلامة ذات البين بين المسلمين، إلي أن يثبت النعمة علينا وعلي العامّة بذلك، وبما عاونت عليه أميرالمؤمنين، من إقامة الدين والسنّة، وإظهار الدعوة الثانية، وإيثار الأُولي، مع قمع المشركين، وكسر الأصنام، وقتل العتاة، وسائر آثارك الممثّلة للأمصار في المخلوع وقابل، وفي المسمّي بالأصفر، المكنّي بأبي السرايا، وفي المسمّي (1)

بالمهديّ محمّد بن جعفر الطالبيّ، والترك الحوليّة (2) ، وفي طبرستان وملوكها إلي

بندار هرمز بن شروين، وفي الديلم وملكها (مهورس)، وفي كابل وملكها هرموس (3)، ثمّ ملكها الإصفهبد (4) ، وفي ابن

ص:305


1- في البحار: المتسمّي، وكذا فيما بعده.
2- في البحار: الخزلجيّة.
3- في البحار: المهوزين.
4- في البحار: الاصفهد.

البرم (1)، وجبال بدار بنده، وغرشستان، والغور وأصنافها، وفي خراسان خاقان، وملون صاحب جبل التبّت، وفي كيمان والتغرغر، وفي أرمينيّة والحجاز، وصاحب السرير، وصاحب الخزر، وفي المغرب وحروبه، وتفسير ذلك في ديوان السيرة.

وكان ما دعوناك إليه، وهو معونة مائة ألف ألف درهم، وغلّة عشرة ألف ألف درهم جوهراً سوا ماأقطعك أمير المؤمنين قبل ذلك، وقيمة مائة ألف ألف درهم جوهراً يسيراً عندنا، ما أنت له مستحقّ، فقد تركت مثل ذلك حين بذله لك المخلوع، وآثرت اللّه ودينه، وأنّك شكرت أمير المؤمنين، ووليّ عهده، وآثرت توفير ذلك كلّه علي المسلمين، وجدت لهم به، وسألتنا أن نبلّغك الخصلة التي لم تزل إليها تائقاً من الزهد والتخلّي، ليصحّ عند من شكّ في سعيك للآخرة دون الدنيا، وتركك الدنيا، وما عن مثلك يستغني في حال، ولا مثلك ردّ عن طلبه، ولو أخرجتنا طلبتك عن شطر النعيم علينا، فكيف نأمر رفعت فيه المؤونة، وأوجبت به الحجّة، علي من يزعم أن دعاك إلينا للدنيا لا للآخرة!؛

وقد أجبناك إلي ما سألت به، وجعلنا ذلك لك مؤكّداً بعهد اللّه، وميثاقه الذي لا تبديل له ولا تغيير، وفوّضنا الأمر في وقت ذلك إليك، فما أقمت فعزيز، مزّاح العلّة، مدفوع عنك الدخول فيما تكرهه من الأعمال كائناً ماكان، نمنعك ممّا نمنع أنفسنا في الحالات كلّها، وإذا أردت التخلّي فمكرم مزّاح البدن، وحقّ لبدنك بالراحة والكرامة، ثمّ نعطيك ممّا تتناوله ممّا بذلناه لك في هذا الكتاب، فتركته اليوم، وجعلنا للحسن بن سهل مثل ما جعلناه لك، فنصف ما بذلناه من العطيّة، وأهل ذلك هو لك، وبما بذل من نفسي في جهاد العتاة، وفتح العراق مرّتين، وتفريق جموع الشيطان بيده، حتّي قوي الدين، وخاض نيران الحروب، ووقانا عذاب السموم بنفسه وأهل

ص:306


1- في البحار: ابن المبرم.

بيته، ومن ساس من أولياء الحقّ، وأشهدنا اللّه وملائكته، وخيار خلقه، وكلّ من أعطانا بيعته، وصفقة يمينه في هذا اليوم وبعده، علي ما في هذا الكتاب، وجعلنا اللّه علينا كفيلاً، وأوجبنا علي أنفسنا الوفاء بما اشترطنا، من غير استثناء بشي ء ينقضه في سرّ ولا علانية، والمؤمنون عند شروطهم، والعهد فرض مسؤول، وأولي الناس بالوفاء، من طلب من الناس الوفاء، وكان موضعاً للقدرة، قال اللّه تعالي: ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَهَدتُّمْ وَلَاتَنقُضُواْ الْأَيْمَنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (1).

وكتب الحسن بن سهل توقيع المأمون فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قد أوجب أمير المؤمنين علي نفسه، جميع ما في هذا الكتاب، وأشهد اللّه تعالي وجعله عليه داعياً وكفيلاً، وكتب بخطّه في صفر سنة إثنتين ومائتين، تشريفاً للحباء، وتوكيداً للشروط.

توقيع الرضا ( عليه السلام ) فيه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، قد ألزم عليّ بن موسي الرضا نفسه بجميع ما في هذا الكتاب، علي ما أكّد فيه في يومه وغده، ما دام حيّاً، وجعل اللّه تعالي عليه داعياً وكفيلاً، ( وَكَفَي بِاللَّهِ شَهِيدًا) (2) ، وكتب بخطّه في هذا الشهر، من هذه

السنة، والحمد للّه ربّ العالمين، وصلّي اللّه علي محمّد وآله وسلّم، و( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (3)) (4).

ص:307


1- النحل: 91/16.
2- النساء: 79/4.
3- آل عمران: 173/3.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 154/2 ح 23. عنه البحار: 262/4 ح 10، قطعة منه و157/49 ح 1 بتمامه، ونور الثقلين: 575/4 ح 77، قطعة منه.
- إلي رجل من شيعته:

1 - الحضينيّ ؛ : عن جعفر بن أحمد القصير، عن أبي النضر، عن أبي عبد اللّه، عن جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء رجل من شيعة الرضا ( عليه السلام ) بكتاب منه إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فسألني ان أنفذه إليه، فلمّا أنفذت الكتاب فقال: جعلت فداك، سهوت أن أذكر في الكتاب عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أين هو؟ وعن الإحرام هل يجوز في الثوب الملحّم (1)، أم لا؟

فقلت له: قد أنفذ كتابك، فتذكرني في كتاب آخر، فورد جواب كتابه، وفي آخره: إن كنت نسيت أن تسألنا عن سلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأين هو؟ فنحن لا ننسي، وسلاح رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، والسلاح معنا حيث أردنا، ولا بأس بالإحرام في الثوب الملحّم (2).

- إلي رجال واقفيّ:

1 - الحضينيّ ؛ : عن جعفر بن أحمد القصير، عن أبي النضر، عن أبي عبد اللّه، عن جعفر بن محمّد بن يونس قال: جاء قوم إلي باب أبي الحسن الرضا

ص:308


1- المُلحَم: جنس من الثياب يختلف نوع سداه، ونوع لحمته كالصوف والقطن، أو الحرير والقطن. المعجم الوسيط: 819.
2- الهداية الكبري: 288 س 15. كشف الغمّة: 299/2 س 6، عنه وسائل الشيعة: 481/12 ح 16839، وإثبات الهداة: 305/3 ح 155، والبحار: 142/96 ح 4. قطعة منه في (علمه عليه السلام في الضمير) و(حكم الإحرام في الثوب الملحّم) و(عنده سلاح رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم ).

صلوات اللّه عليه برقاع فيها مسائل، وفي القوم رجل واقفيّ واقف علي باب أبي الحسن بن موسي، فوصلت الرقاع إليه، فخرجت الأجوبة في جميعها، وخرجت رقعة الواقفيّ بلا جواب، فسألته: لِمَ خرجت رقعته بلا جواب؟

فقال لي الرجل: ما عرفني الرضا ولا رآني، فيعلم أنّي واقفيّ، ولا في القوم الذين جئت معهم من يعرفني، اللّهمّ! إنّي تائب من الوقف، مقرّ بإمامة الرضا ( عليه السلام ) ، فما استتمّ كلامه حتّي خرج الخادم، فأخذ رقعته من يده، ودخل بها وعاد الجواب فيها إلي الرجل.

فقال: الحمد للّه، هذان برهانان في وقت واحد (1).

2 - الحافظ رجب البرسيّ: إنّ رجلاً من الواقفة جمع مسايل مشكلة في طومار، وقال في نفسه: إن عرف معناه فهو وليّ الأمر، فلمّا أتي الباب، وقف ليخفّ الناس من المجلس، فخرج إليه خادم وبيده رقعة فيها جواب مسألة بخطّ الإمام ( عليه السلام ) فقال له الخادم: أين الطومار؟ فأخرجه فقال له: يقول لك وليّ اللّه: هذا جواب ما فيه، فأخذه ومضي (2).

- إلي رجل من تجّار فارس:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : سهل، عن أحمد بن المثنّي قال: حدّثني محمّد بن زيد الطبريّ قال: كتب رجل من تجّار فارس من بعض موالي

ص:309


1- الهداية الكبري: 288 س 6. قطعة منه في (علمه عليه السلام بالغائب) و(إرشاد الرجل الواقفيّ علي يديه).
2- مشارق أنوار اليقين: 96 س 11، عنه إثبات الهداة: 304/3 ح 153، والبحار: 71/49 ح 95. تقدّم الحديث أيضاً في (إخباره عمّا في الضمير).

أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسأله الإذن في الخمس؟

فكتب ( عليه السلام ) إليه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، إنّ اللّه واسع كريم، ضمن علي العمل الثواب، وعلي الضيق الهمّ، لا يحلّ مال إلّا من وجه أحلّه اللّه، وإنّ الخمس عوننا علي ديننا، وعلي عيالاتنا، وعلي موالينا، وما نبذله ونشتري من أعراضنا ممّن نخاف سطوته، فلا تزووه عنّا، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فإنّ إخراجه مفتاح رزقكم، وتمحيص ذنوبكم، وما تمهّدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي للّه بما عهد إليه، وليس المسلم من أجاب باللسان، وخالف بالقلب، والسلام (1).

- إلي رجل من العامّة:

1 - الراوندي ؛ : وإليه [أي الحبّ ] أشار الرضا ( عليه السلام ) [بمكتوبه ]: كن محبّاً لآل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وإن كنت فاسقاً، ومحبّاً لمحبّيهم، وإن كانوا فاسقين.

[ومن شجون (2) الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل «كرمند» (3)

ص:310


1- الكافي: 547/1 ح 25، عنه وسائل الشيعة: 538/9 ح 12665، و156/27 ح 33471، قطعة منه. المقنعة: 283 س 14. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 147/2 ح 1498، قطعة منه. تهذيب الأحكام: 139/4 ح 395، عنه وعن الكافي، الوافي: 334/10 ح 9656. الاستبصار: 59/2 ح 195. عوالي اللئالي: 77/2 ح 206، قطعة منه. قطعة منه في (وجوب إيصال الخمس إلي الإمام عليه السلام وعدم جواز التصرّف فيه بغير إذنه).
2- في المثل: «الحديث ذو شجون»: فنون وشعب. المعجم الوسيط: 473.
3- في المستدرك: كومند.

قرية من نواحينا إلي أصبهان، ما هي ورفعته (1): أنّ رجلاً من أهلها كان جمّالاً

لمولانا أبي الحسن ( عليه السلام ) عند توجّهه إلي خراسان، فلمّا أراد الانصراف قال له: يا ابن رسول اللّه! شرّفني بشي ء من خطّك أتبرّك به، وكان الرجل من العامّة، فأعطاه ذلك المكتوب ] (2).

- إلي رجل:

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، قال: قرأت في كتاب رجل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! الرجل يتزوّج المرأة متعة إلي أجل مسمّي فينقضي الأجل بينهما، هل له أن ينكح أختها من قبل أن تنقضي عدّتها؟

فكتب ( عليه السلام ) : لا يحلّ له أن يتزوّجها حتّي تنقضي عدّتها (3).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قطع السدر؟

ص:311


1- في بعض النسخ: ورأيته.
2- الدعوات: 28 ح 52، عنه البحار: 253/66 س 4، ومستدرك الوسائل: 232/12 ح 13970. قطعة منه في (موعظته في الحبّ لآل محمّدعليهم السلام ).
3- ( الكافي: 431/5 ح 5، عنه وعن الفقيه، والتهذيب، الوافي: 193/21 ح 21069. من لايحضره الفقيه: 295/3 ح 1404، عنه وعن الاستبصار والتهذيب والكافي، وسائل الشيعة: 480/20 ح 26143. تهذيب الأحكام: 287/7 ح 1209. الاستبصار: 170/3 ح 622. قطعة منه في (حكم تزويج امرأة قبل انقضاء عدّة أختها).

فقال ( عليه السلام ) : سألني رجل من أصحابك عنه، فكتبت إليه: قد قطع أبوالحسن ( عليه السلام ) سدراً وغرس مكانه (1).

3 - الشيخ الطوسيّ ؛ : الحسين بن سعيد قال: قرأت بخطّ رجل إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : رجل ولد علي الإسلام، ثمّ كفر وأشرك، وخرج عن الإسلام، هل يستتاب، أو يقتل ولا يستتاب؟

فكتب ( عليه السلام ) : يقتل، فأمّا المرأة إذا ارتدّت، فإنّها لا تقتل علي كلّ حال؛ بل تخلد السجن، إن لم ترجع إلي الإسلام (2).

4 - الشيخ الطوسيّ ؛ : سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد (3) قال: كتب رجل إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : هل

يشمّ الصائم الريحان يتلذّذ به؟

فقال ( عليه السلام ) : لا بأس به (4).

ص:312


1- عنباً الكافي: 263/5 ح 7. عنه وسائل الشيعة: 39/19 ح 24015. قرب الإسناد: 368 ح 1317. عنه البحار: 65/100 ح 12. قطعة منه في (حكم قطع شجر الفواكه والسدر) و(سيرة الكاظم عليه السلام في قطع الأشجار).
2- الاستبصار: 254/4 ح 964. تهذيب الأحكام: 139/10 ح 549، بحذف الذيل. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 325/28 ح 34868. تقدّم الحديث أيضاً في (حكم الرجل المرتدّ والمرأة المرتدّة).
3- قال النجاشيّ: سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعريّ القمّيّ، ثقة، روي عن الرضا، وأبي جعفرعليهماالسلام ، رجال النجاشيّ: 179 رقم 470. عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضاعليه السلام ، قائلاً: سعد بن سعد الأحوص بن سعد بن مالك الأشعريّ القمّيّ، ثقة، ومن أصحاب الجوادعليه السلام ، قائلاً: سعد بن سعيد، رجال الطوسيّ: 378 رقم 4، و402 رقم 2، وعدّه البرقيّ من أصحاب الكاظم عليه السلام ، رجال البرقيّ: 51.
4- تهذيب الأحكام: 266/4 ح 803، عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 94/10 ح 12931. الاستبصار: 93/2 ح 298. قطعة منه في (حكم شمّ الريحان للصائم).

5 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الوشّاء قال: دخل رجل علي ال رضا ( عليه السلام ) فقال له: ما لي أراك مصفارّاً؟

قال ( عليه السلام ) : حمّي الربع قد ألحّت عليّ، فدعا بدواة وكتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، باسم اللّه وباللّه، أبجد، هوّز، حُطّي عن فلان بن فلانة بإذن اللّه تعالي» ثمّ تختّم في أسفل الكتاب - سبع مرّات - خاتم سليمان ( عليه السلام ) ...(1).

- إلي امرأة:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : المسعوديّ قال: حدّثنا الحسن بن خالد قال: كتبت امرأة إلي الرضا ( عليه السلام ) تشكو إليه دوام الدم بها، فكتب إليها: تأخذين إن شاءاللّه كفّاً من كزبرة (2)، ومثله سماقاً، فانقعيه ليلة تحت

النجوم،ثمّ اغليه بالنار في خزفة، فاشربي منه قدر سُكرُجَة، يُقطع عنك الدم إلّافي أوان الحيض (3).

ص:313


1- مكارم الأخلاق: 388 س 24. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5رقم 2102.
2- الكُزبرة بضمّ الباء وفتحها: نبات معروف. المصباح المنير: 532.
3- طبّ الأئمّةعليهم السلام : 64 س 2، و101 س 4، بتفاوت، عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 167/3 ح 2794. قطعة منه في (معالجة قطع دوام خروج دم الحيض).
- كتابه ( عليه السلام ) في أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) : عن عليّ بن الحسين:

1 - الصفّار؛ : حدّثنا عبد اللّه بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) رسالة وأقرأنيها، قال: قال عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) : إنّ محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان أمين اللّه في أرضه، فلمّا قبض محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، كنّا أهل البيت ورثته، ونحن أُمناء اللّه في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا، وأنساب العرب، ومولد الإسلام، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.

وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا.

نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، ونحن أبناء الأوصياء، ونحن المخصوصون في كتاب اللّه، ونحن أولي الناس باللّه، ونحن أولي الناس بكتاب اللّه، ونحن أولي الناس بدين اللّه، ونحن الذين شرع لنا دينه، فقال في كتابه: ( شَرَعَ لَكُم ) ياآل محمّد ( مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ ي نُوحًا) ، وقد وصّانا بما أوصي به نوحاً، ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) يامحمّد ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ ي إِبْرَهِيمَ ) وإسماعيل، ( وَمُوسَي وَعِيسَي ) ، وإسحق، ويعقوب، فقد علمنا، وبلغنا ماعلمنا، واستودعنا علمهم؛

نحن ورثة الأنبياء، ونحن ورثة أولي العزم من الرسل، ( أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ ) يا آل محمّد! ( وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) ، وكونوا علي جماعة، ( كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ) مَن أشرك بولاية عليّ ( عليه السلام ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) ، من ولاية عليّ، إنّ اللّه يامحمّد! ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) (1) ، من يجيبك إلي ولاية عليّ ( عليه السلام ) (2).

ص:314


1- الشوري: 13/42.
2- بصائر الدرجات، الجزء الثالث: 138 ح 1، والجزء السادس: 286 ح 3، قطعة منه، و308 ح 5، قطعة منه، وفيه: كتب أبو الحسن الرضاعليه السلام وقرأت رسالته كتب إلي بعض أصحابه. عنه البحار: 142/26 ح 16، و128 ح 28، مثله، و 146 ح 21 قطعة منه، ونور الثقلين: 562/4 ح 32، قطعة منه. تأويل الآيات الظاهرة: 530 س 2. إعلام الوري: 70/2 س 1، قطعة منه. أعلام الدين: 463 س 6. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 227/2 ح 1. عنه البحار: 118/26 ح 2. مقدّمة البرهان: 201 س 1، قطعة منه، و205 س 33، قطعة منه. قطعة منه في (ما رواه عن علي بن الحسين عليهماالسلام ).
- كتابه ( عليه السلام ) في أمواله ومتاعه:

1 - ابن حمزة الطوسيّ ؛ : عن محمّد بن أبي القاسم قال: رواه عامّة أهل المدينة: أنّ الرضا ( عليه السلام ) كتب في أحمال له تحمل إليه من المتاع وغير ذلك.

فلمّا توجّهت وكان يوماً من الأيّام، أرسل أبو جعفر ( عليه السلام ) رسلاً يردّونها.

فلم يدر لم ذلك، ثمّ حسب ذلك اليوم في ذلك الشهر، فوجد يوم مات فيه الرضا ( عليه السلام ) (1).

- كتابته ( عليه السلام ) علي المتاع بالبركة:

1 - الشيخ الصدوق ؛ : وكان الرضا ( عليه السلام ) يكتب علي المتاع: بركة لنا (2).

- كتابه ( عليه السلام ) عند الأمر بالحوائج:

1 - ابن شعبة الحرّانيّ ؛ : قال داود الصرميّ: أمرني سيّدي (3) بحوائج

ص:315


1- الثاقب في المناقب: 517، ح 445. عنه مدينة المعاجز: 7/ 394، ح 2400.
2- من لا يحضره الفقيه: 125/3 ح 546. عنه وسائل الشيعة: 411/17 ضمن ح 22862.
3- المراد من «سيّدي» هو أبو الحسن الثالث عليه السلام كما في كشف الغمّة.

كثيرة...قلت: جعلت فداك، ذكرت حديثاً حدّثني به رجل من أصحابنا عن جدّك الرضا ( عليه السلام ) ، إذا أمر بحاجة كتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم أذكره إن شاءاللّه...(1).

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص:316


1- تحف العقول: 483 س 6. عنه البحار: 50/73 ح 6. كشف الغمّة: 389/2 س 72، بتفاوت، وفيه: عن داود الضرير، ولم نعثر عليه في الكتب الرجاليّة، والظاهر أنّه مصحّف «الصرمي». عنه البحار: 181/50، ضمن ح 56.

الباب التاسع ما رواه عن آبائه ( عليهم السلام ) : أوغيرهم

وفيه فصول

الفصل الأوّل: ما رواه من الأحاديث القدسيّة

الفصل الثاني: ما رواه عن الملائك ( عليهم السلام ) :

الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبيا ( عليهم السلام ) :

الفصل الرابع: ما رواه عن الأئمّ ( عليهم السلام ) :

الفصل الخامس: ما رواه عن غيرهم

ص:317

ص:318

الباب التاسع ما رواه عن آبائه ( عليهم السلام ) : أوغيرهم

اشاره:

ويشتمل هذا الباب علي خمسة فصول

الفصل الأوّل: ما رواه من الأحاديث القدسيّة

اشاره:

وفيه تسعة وأربعون حديثاً

1- العيّاشيّ ؛

: عن معمّر، قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ يونس لمّا أمره اللّه بما أمره...فالتقمه الحوت فطاف به سبعة في البحر...ثمّ لفظه الحوت، وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت اللّه عليه شجرة من يقطين فأظلّته، فلمّا قوي أخذت في اليبس؛

فقال: يا ربّ! شجرة أظلّتني يبست، فأوحي اللّه إليه: يايونس! تجزع لشجرة أظلّتك، ولاتجزع لمائة ألف أو يزيدون من العذاب (1).

2- العيّاشيّ ؛

: عن إسماعيل بن همّام قال: قال الرضا ( عليه السلام ) ...إذا كان يوم القيامة قال اللّه: أليس عدل من ربّكم أن تولّوا كلّ قوم من تولّوا؟

ص:319


1- تفسير العيّاشيّ: 137/2 ح 47. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 903.

قالوا: بلي، قال ( عليه السلام ) : فيقول: تميّزوا فيتميّزون (1)

3- عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛

:...جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه...ثمّ يقول اللّه للملائكة: هلمّوا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها!

قال: فيقرؤونها ثمّ يقولون: وعزّتك إنّك لتعلم أنّا لم نعمل منها شيئاً فيقول: صدقتم، نويتموها فكتبناها لكم...(2).

4- عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛

:..إبراهيم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إذا كان يوم القيامة، أوقف اللّه المؤمن بين يديه، وعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأوّل ما يري سيّئاته، فيتغيّر لذلك لونه، وترتعد فرائصه، ثمّ تعرض عليه حسناته، فتفرح لذلك نفسه، فيقول اللّه عزّوجلّ: «بدّلوا سيّئاتهم حسنات، وأظهروها للناس» فيبدلّ اللّه لهم...(3)

5 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...الحسن بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: ( فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) السكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت لايرجع رجل حتّي يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحي اللّه إلي نبيّهم: أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسي ( عليه السلام ) ، وهو رجل من ولد لاوي بن

ص:320


1- تفسير العيّاشيّ: 304/2 ح 125. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1976.
2- تفسير القمّيّ: 26/2 س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1147.
3- تفسير القمّيّ: 117/2 س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1148.

يعقوب ( عليه السلام ) ، اسمه داود بن آسي...(1).

6 - الحميريّ ؛

:...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...ولقد أوحي اللّه تبارك وتعالي إلي موسي ( عليه السلام ) أن يخرج عظام يوسف منها، فاستدلّ موسي علي من يعرف القبر، فدلّ علي امرأة عمياء زمنة، فسألها موسي أن تدلّه عليه فأبت إلّا علي خصلتين، فيدعو اللّه فيذهب بزمانتها، ويصيرها معه في الجنّة في الدرجة التي هو فيها.

فأعظم ذلك موسي، فأوحي اللّه إليه: ومايعظم عليك من هذا، أعطها ما سألت، ففعل، فوعدته طلوع القمر، فحبس اللّه القمر حتّي جاء موسي لموعده، فأخرجه من النيل في سفط مرمر، فحمله موسي...(2).

7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛

: عليّ بن إبراهيم الهاشميّ، عن جدّه محمّد بن الحسن بن محمّد بن عبيد اللّه، عن سليمان الجعفريّ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: أوحي اللّه عزّوجلّ إلي نبيّ من الأنبياء: إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الوري (3).

8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛

: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ...،

ص:321


1- تفسير القمّيّ: 82/1 س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1898.
2- قرب الإسناد: 374 ح 1330. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1132.
3- الكافي: 275/2 ح 26. عنه البحار: 459/14 ح 15، و341/70 ح 23، ووسائل الشيعة: 307/15 ح 20591، والوافي: 1007/5 ح 3485، والجواهر السنيّة: 280 س 3.

قال اللّه: ياابن آدم! أنا أولي بحسناتك منك، وأنت أولي بسيّئاتك منّي! عملت المعاصي بقوّتي التي جعلتها فيك (1).

9 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛

:...الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ اللّه خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر، فأدبر فقال: وعزّتي وجلالي! ما خلقت شيئاً أحسن منك أو أحبّ إليّ منك، بك آخذ وبك أُعطي (2).

10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛

:...الحسن بن الجهم قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) : يقول: إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبداللّه أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ماأتيتُ إلّا منك، وما الذنب إلّا لك، قال: فأوحي اللّه تبارك وتعالي إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة (3).

11 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛

:...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: أحسن الظنّ باللّه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً (4).

12 - البرقيّ ؛

:...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!...

ص:322


1- الكافي: 157/1 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 849.
2- الكافي: 27/1 ح 32. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2136.
3- الكافي: 73/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2106.
4- الكافي: 72/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2109.

قال اللّه: ياابن آدم بمشيّتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوّتي أدّيت إليّ فرائضي، وبنعمتي قويت علي معصيتي، وجعلتك سميعاً بصيراً قويّاً؛ فماأصابك من حسنة فمنّي، وماأصابك من سيّئة فمن نفسك، وذلك لأنّي لاأسأل عمّا أفعل وهم يسألون...(1).

13 - البرقيّ ؛

:...محمّد بن سليمان، ويونس بن عبد الرحمن قالا: سألنا أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن رجل استغاث به قوم لينقذهم من قوم يغيرون عليهم...فمرّ برجل قائم علي شفير بئر يستقي منها، فدفعه و هو لايريد ذلك، ولايعلم، فسقط في البئر فمات...فقال ( عليه السلام ) : ديته علي القوم الذين استنجدوا الرجل...وذلك أنّ سليمان بن داود ( عليهماالسلام ) أتته امرأة عجوز تستعديه علي الريح فقالت: يا نبيّ اللّه! إنّي كنت قائمة علي سطح لي، وأنّ الريح طرحتني من السطح فكسرت يدي، فأعدني علي الريح.

فدعا سليمان بن داود ( عليهماالسلام ) الريح فقال لها: ما دعاك إلي ما صنعت بهذه المرأة؟

فقالت: صدقت يا نبيّ اللّه! إنّ ربّ العزّة عزّ وجلّ بعثني إلي سفينة بني فلان، لأنقذها من الغرق، وقد كانت أشرفت علي الغرق، فخرجت في سنني و عجلتي إلي ما أمرني اللّه عزّ وجلّ به، فمررت بهذه المرأة وهي علي سطحها، فعثرت بها ولم أردها، فسقطت فانكسرت يدها.

قال: فقال سليمان ( عليه السلام ) : يا ربّ! بما أحكم علي الريح؟

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا سليمان! احكم بأرش كسر يد هذه المرأة علي أرباب السفينة التي أنقذتها الريح من الغرق، فإنّه لايظلم لديّ أحد من العالمين (2).

ص:323


1- المحاسن: 244 ح 238. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 860.
2- الكافي: 369/7 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1874.

14 - ابن شاذان القمّيّ ؛

: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أيّوب الحافظ؛ قال: حدّثني أحمد بن [محمّد بن عبيد اللّه ] بن زياد القطّان قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم، عن أبيه قال: حدّثني أبي (الصلت الهرويّ) قال:

سمعت عليّ بن موسي الرضا يقول: سمعت أبي موسي، يقول: سمعت أبي جعفراً، يقول: سمعت أبي محمّداً، يقول: سمعت أبي عليّاً، يقول: سمعت أبي الحسين، يقول: سمعت أبي عليّاً أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: سمعت جبرائيل ( عليه السلام ) يقول: سمعت اللّه تعالي جلّ جلاله يقول: عليّ بن أبي طالب حجّتي علي خلقي، ونوري في بلادي، وأميني علي علمي، لا أُدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أُدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني (1).

15 - الشيخ الصدوق ؛

:...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...وقال ( عليه السلام ) لي: أحسن باللّه الظنّ، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشرّ...(2).

16 - الشيخ الصدوق ؛

:...عبد اللّه بن عامر قال: حدّثني أبي، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: إذا كان يوم القيامة، زفّت الشهور إلي الحشر، يقدّمها شهر رمضان، عليه من كلّ زينة حسنة، فهو بين الشهور يومئذ كالقمر بين الكواكب، فيقول أهل الجمع بعضهم لبعض: وددنا لو عرفنا هذه الصور، فينادي مناد من عند اللّه جلّ جلاله: يا معشر الخلائق! هذه صور الشهور التي عدّتها عند اللّه اثنا عشر شهراً في كتاب اللّه يوم خلق السموات والأرض، سيّدها وأفضلها شهر رمضان،

ص:324


1- مائة منقبة: 105 المنقبة 46. البحار: 116/27 ح 91، عن كتاب إيضاح دفائن النواصب.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 18/2 ح 44. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1230.

أبرزتها لتعرفوا فضل شهري علي سائر الشهور، وليشفع للصائمين من عبادي وإمائي، وأشفّعه فيهم (1).

17 - الشيخ الصدوق ؛

:...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: إذا نام العبد وهو ساجد قال اللّه تبارك وتعالي: عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (2).

18 - الشعيري ؛

: قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: لكلّ أخوين في اللّه لباس وهيئة يشبه هيئة صاحبه، وهم يعرفون بذلك حتّي يدخلون في دار اللّه عزّ وجلّ، فيقول اللّه تبارك وتعالي: مرحباً بعبيدي وخلقي وزوّاري، والمتحابّين بي في محلّ كرامتي، أطعموهم واسقوهم واكسوهم، فأوّل من يكسي منهم سبعون إلي سبعمائة ألف حلّة إن شاءاللّه تعالي من الحلل ليس منها حلّة تشبه صاحبها، ثمّ يقول: مرحباً بعبيدي وزوّاري وجيراني في محلّ كرامتي، والمتحابّين فيّ، أطعموهم وعطّروهم. فينشر سحاب بالعطر، لم يرون قبله ما يشبهه.

ثمّ يقول لهم: مرحباً، عشر مرّات، حتّي أحلّوهم إلي تحت الأظلال، وفي بين أيديهم مائدة من ذهب وفضّة (3).

19 - الشيخ الصدوق ؛

:...أبي الحسين بن أحمد يقول: سمعت جدّي يقول: سمعت أبي يقول: لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) نيسابور أيّام المأمون....

ص:325


1- فضائل الأشهر الثلاثة: 110 ح 102. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1379.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 280/1 ح 24، و8/2 ح 19، بتفاوت. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2166.
3- جامع الأخبار: 118 س 8. تقدّم الحديث أيضاً في ج 5 رقم 2175.

فقال: حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه أنّه سمع أباه يذكر أنّه سمع أباه يقول: سمعت أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يذكر أنّه سمع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: قال اللّه جلّ جلاله: لا إله إلّا اللّه اسمي، من قاله مخلصاً من قلبه دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من (1)عذابي (2).

20 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ في مسجد الكوفة قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن ظهير قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن الحسين ابن أخي يونس البغداديّ ببغداد قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب النهشليّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللّه تعالي جلّ جلاله أنّه قال: أنا اللّه لا إله إلّا أنا، خلقت الخلق بقدرتي، فاخترت منهم من شئت من أنبيائي، واخترت من جميعهم محمّداً حبيباً، وخليلاً، وصفيّاً، فبعثته رسولاً إلي خلقي، واصطفيت له عليّاً، فجعلت له أخاً، ووصيّاً، ووزيراً، ومؤدّياً عنه من بعده إلي خلقي، وخليفتي إلي عبادي، يبيّن لهم كتابي، ويسير فيهم بحكمي، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابي الذي أوتي منه، وبيتي الذي من دخل كان آمناً من ناري، وحصني الذي من لجأ إليه حصّنته من مكروه الدنيا والآخرة، ووجهي الذي من توجّه إليه لم أصرف وجهي عنه، وحجّتي في السموات والأرض علي جميع من فيهنّ من خلقي.

ص:326


1- ليس في المستدرك «من».
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 137/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 743.

لا أقبل عمل عامل منهم إلّا بالإقرار بولايته مع نبوّة محمّد رسولي، وهو يدي المبسوطة علي عبادي، وهو النعمة التي أنعمت بها علي من أحببته من عبادي، فمن أحببته من عبادي وتولّيته، عرّفته ولايته ومعرفته، ومن أبغضته من عبادي، أبغضته لعدوّ له عن معرفته وولايته، فبعزّتي حلفت، وبجلالي قسمت أنّه لا يتولّي عليّاً عبد من عبادي إلّا زحزحته عن النار، وأدخلته الجنّة، ولايبغضه عبد من عبادي، ويعدل عن ولايته، إلّا أبغضته، وأدخلته النار، وبئس المصير (1).

21 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوريّ بنيسابور قال: حدّثني أبو عليّ الحسن بن عليّ الخزرجيّ الأنصاريّ السعديّ قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهرويّ قال: كنت مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) حين رحل من نيسابور، وهو راكب بغلة شهباء، فإذا محمّد بن رافع، وأحمد بن الحرث، ويحيي بن يحيي، وإسحاق بن راهويه، وعدّة من أهل العلم، قد تعلّقوا بلجام بغلته في المربعة، فقالوا: بحقّ آبائك الطاهرين، حدّثنا بحديث سمعته من أبيك؟

فأخرج رأسه من العماريّة، وعليه مطرف خزّ ذو وجهين، وقال: حدّثنا أبي العبد

ص:327


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 49/2 ح 191. عنه نور الثقلين: 425/1 ح 491، وإثبات الهداة: 29/2 ح 112. أمالي الصدوق: 184، المجلس 39 ح 10، عنه وعن العيون، البحار: 98/38 ح 17. عنه وعن تفسير فرات بن إبراهيم، وسائل الشيعة: 186/27 ح 33561، ولم نعثر عليه في تفسير الفرات. الجواهر السنيّة: 175 س 23، و210 س 1. إرشاد القلوب: 406 س 8، مرفوعاً إلي محمّد بن يعقوب النهشلي وبتفاوت. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 31 س 13. مشارق أنوار اليقين: 118 س 16.

الصالح موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي الصادق جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي أبو جعفر بن عليّ باقر علوم الأنبياء قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين سيّد العابدين قال: حدّثني أبي سيّد شباب أهل الجنّة الحسين قال: حدّثني أبي،

عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: سمعت جبرئيل يقول: قال اللّه جلّ جلاله: إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا، فاعبدوني، من جاء منكم بشهادةأن لا إله إلّا اللّه بالإخلاص، دخل في حصني، ومن دخل في حصني، أمن من عذابي (1).

22 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروروديّ، في منزله بمرورود قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن العامر الطائيّ بالبصرة قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

يقول اللّه عزّوجلّ: لا إله إلّا اللّه حصني، فمن دخله أمن من عذابي (2).

ص:328


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 134/2 ح 1. عنه حلية الأبرار: 351/4 ح 1، والجواهر السنيّة: 121 س 21، و175 س 3. كشف الغمّة: 135/2 س 20. ينابيع المودّة: 168/3 س 3، بتفاوت. قطعة منه في (مركبه عليه السلام ) و(لباسه عليه السلام ).
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 134/2 ح 2. عنه حلية الأبرار: 353/4 ح 3، والجواهر السنيّة: 126 س 13، مثله، وبتفاوت. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 79 ح 1. عنه البحار: 13/3 ح 27. التوحيد: 24 ح 21، بتفاوت في السند. عنه وعن العيون، البحار: 5/3 ح 14. أمالي الطوسيّ: 279 ح 536.

23 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الصوليّ قال: حدّثنا يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال: لمّا وافي أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) نيسابور، وأراد أن يخرج منها إلي المأمون، اجتمع عليه أصحاب الحديث، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك! وكان قد قعد في العماريّة، فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي، موسي بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّد بن عليّ يقول: سمعت أبي عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن عليّ يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : يقول: سمعت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: سمعت اللّه عزّوجلّ يقول: لا إله إلّا اللّه حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي.

قال: فلمّا مرّت الراحلة نادانا: بشروطها، وأنا من شروطها (1).

ص:329


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 135/2 ح 4. عنه حلية الأبرار: 355/4 ح 5، والأنوار البهيّة: 225 س 14، والوافي: 1460/9 س 2. ونور الثقلين: 39/5 ح 49. عنه وعن الأمالي، البحار: 123/49 ح 4. عنه وعن ثواب الأعمال، والمعاني، والتوحيد، البحار: 7/3 ح 16. روضة الواعظين: 51 س 23. أمالي الصدوق: 195 المجلس 41 ح 8. عنه تحفة العالم: 40/2 س 22. معاني الأخبار: 370 ح 1. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 21 ح 1. أعلام الدين: 357 س 1، قطعة منه. التوحيد: 25 ح 23. عوالي اللئالي: 94/4 ح 134، مرسلاً وبتفاوت. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 269 س 4. ينابيع المودّة: 123/3 س 3. قطعة من في (إنّ الإمامة من شروط التوحيد).

24 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان قال: حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسينيّ قال: حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاريّ قال: حدّثنا عبد الرحمن بن بحر الأهوازيّ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن عمرو قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور قال: حدّثنا عليّ بن بلال، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم، قال: يقول اللّه عزّوجلّ: ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي (1).

25 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قال اللّه جلّ جلاله: ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي، وما

ص:330


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 136/2 س 8. عنه إثبات الهداة: 31/2 ح 130. ونور الثقلين: 39/5 ح 50، عنه وعن المعاني وجامع الأخبار والأمالي، البحار: 246/39 ح 1. أمالي الصدوق: 195 المجلس 41 ح 9، بتفاوت. أمالي الطوسيّ: 353 ح 729، بتفاوت. عنه البحار: 247/39 ح 3، ونور الثقلين: 549/5 ح 34، والجواهر السنيّة: 204 س 6. معاني الأخبار: 371 ح 1. عنه وعن الأمالي، مقدّمة البرهان: 134. جامع الأخبار: 13 س 19. المناقب لابن شهر: 101/3 س 12، بتفاوت. تأويل الآيات الظاهرة: 99 س 15.

عرفني من شبّهني بخلقي، وما علي ديني من استعمل القياس في ديني (1).

26 - الشيخ الصدوق ؛

:...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ماكانت؟... إنّ آدم ( عليه السلام ) لمّا أكرمه اللّه تعالي ذكره بإسجاد ملائكته، وبإدخاله الجنّة، قال في نفسه: هل خلق اللّه بشراً أفضل منّي؟

فعلم اللّه عزّ وجلّ ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم! وانظر إلي ساق العرش، فرفع آدم رأسه، فنظر إلي ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة...(2).

27 - الشيخ الصدوق ؛

:...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل، الكبش الذي أنزله

ص:331


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 116/1 ح 4. عنه البرهان: 18/1 ح 4، ومستدرك الوسائل: 327/17 ح 21448. أمالي الصدوق: 15، المجلس 2 ح 3. عنه وعن العيون والتوحيد والاحتجاج، البحار: 297/2 ح 17. التوحيد: 68 ح 23. عنه نور الثقلين: 565/4 ح 38. عنه وعن الأمالي والعيون، البحار: 291/3 ح 9، ووسائل الشيعة: 45/27 ح 33172. الجواهر السنيّة: 107 س 18. الاحتجاج: 383/2 ح 288. عنه وعن العيون، والأمالي، البحار: 107/89 ح 1. مشكاة الأنوار: 9 س 11. كشف الغمّة: 283/2 س 24.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 306/1 ح 67. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ج 2 رقم 880.

عليه...فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! مَن أحبّ خلقي إليك؟

فقال ( عليه السلام ) : يا ربّ! ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! أفهو أحبّ إليك أو نفسك؟

قال ( عليه السلام ) : بل هو أحبّ إليّ من نفسي.

قال: فولده أحبّ إليك أو ولدك؟

قال ( عليه السلام ) : بل ولده.

قال: فذبح ولده ظلماً علي أعدائه أوجع لقلبك، أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟

قال: يا ربّ! بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي.

قال: يا إبراهيم! فإنّ طائفة تزعم أنّها من أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ستقتل الحسين ( عليه السلام ) ابنه من بعده، ظلماً وعدواناً، كما يذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخطي.

فجزع إبراهيم ( عليه السلام ) لذلك، وتوجّع قلبه، وأقبل يبكي، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! قد فديت جزعك علي ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك علي الحسين ( عليه السلام ) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب...(1).

28 - الشيخ الصدوق ؛

:...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل، الكبش الذي أنزله عليه...فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! مَن أحبّ خلقي إليك؟

فقال ( عليه السلام ) : يا ربّ! ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ من حبيبك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! أفهو أحبّ إليك أو نفسك؟

قال ( عليه السلام ) : بل هو أحبّ إليّ من نفسي.

ص:332


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 209/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 885.

قال: فولده أحبّ إليك أو ولدك؟

قال ( عليه السلام ) : بل ولده.

قال: فذبح ولده ظلماً علي أعدائه أوجع لقلبك، أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟

قال: يا ربّ! بل ذبحه علي أيدي أعدائه أوجع لقلبي...(1).

29 - الشيخ الصدوق ؛

:...الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال: احتبس القمر عن بني إسرائيل، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إلي موسي: أن أخرج عظام يوسف ( عليه السلام ) من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه، فسأل موسي ( عليه السلام ) عمّن يعلم موضعه؟

فقيل له: إنّ هيهنا عجوزاً (2)تعلم علمه، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف؟

قالت: نعم.

قال: فأخبريني به.

فقالت: لا، حتّي تعطيني أربع خصال: تطلّق لي رجلي، وتعيد إليّ شبابي، وتردّ إليّ بصري، وتجعلني معك في الجنّة.

قال: فكبر ذلك علي موسي ( عليه السلام ) قال: فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسي! أعطها ما سألت، فإنّك إنّما تعطي عليّ... (3).

30 - الشيخ الصدوق ؛

:...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال:

ص:333


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 209/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 885.
2- في المصدر: عجوزٌ، والصحيح ما أثبتناه.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 259/1 ح 18. تقدّم الحديث بتمامه فی ج 2 رقم 894.

قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟

قال: لأنّه آمن عند رؤية البأس، ...ولعلّة أُخري أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وهي أنّه استغاث باللّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا موسي! لم تغث فرعون، لأنّك لم تخلقه، ولو استغاث بي لأغثته (1).

31 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال اللّه

ص:334


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 77/2 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2376.

تبارك وتعالي: يا بن آدم! لا يغرّنّك ذنب الناس عن ذنبك، ولا نعمة الناس عن نعمة اللّه عليك، ولا تقنّط الناس من رحمة اللّه، وأنت ترجوها لنفسك (1).

32 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا محمّد بن عمر الجعابيّ الحافظ البغداديّ قال: حدّثني أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: حدّثني أبي [عن ] عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي قال: حدّثني أخي إسماعيل، عن عليّ، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عن جبرئيل، عن اللّه تعالي قال: من عادي أوليائي فقد بارزني بالمحاربة، ومن حارب أهل بيت نبيّي فقد حلّ عذابي، ومن تولّي غيرهم فقد حلّ عليه غضبي، ومن أعزّ غيرهم فقد آذاني، ومن آذاني فله النار (2).

33 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: قال اللّه

ص:335


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 27. عنه البحار: 45/68 ح 50، عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 388/67 ح 55. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 87 ح 15. عنه البحار: 359/70 ح 81. الجواهر السنيّة: 118 س 6.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 68/2 ح 315. عنه البحار: 205/27 ح 12، وإثبات الهداة: 485/1 ح 156. الجواهر السنيّة: 197 س 7.

جلّ جلاله: من لم يرض بقضائي، ومن لم يؤمن بقدري، فليلتمس إلهاً غيري.

وقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : في كلّ قضاء اللّه عزّوجلّ خيرة للمؤمن (1).

34 - الشيخ الصدوق ؛

:...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...قال ( عليه السلام ) :...وإنّ نوحاً ( عليه السلام ) لمّا ركب السفينة، أوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرق فهلّلني ألفاً، ثمّ سلني النجاة أنجيك من الغرق، ومن آمن معك ...(2).

35 - الشيخ الصدوق ؛

:...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...قال ( عليه السلام ) : ...

قال:...وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل ( عليه السلام ) فأوحي اللّه عزّ وجلّ: ما يغضبك يا جبرائيل؟

قال جبرائيل: يا ربّ! خليلك، ليس من يعبدك علي وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدوّك وعدوّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: اسكت إنّما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأمّا أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل ( عليه السلام ) ، فالتفت إلي إبراهيم ( عليه السلام ) فقال: هل لك من حاجة؟

ص:336


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 141/1 ح 42. عنه وعن التوحيد، البحار: 138/68 ح 25. التوحيد: 371 ح 11. عنه نور الثقلين: 280/4 ح 124 و125، والجواهر السنيّة: 122 س 22. عنه وعن العيون، مستدرك الوسائل: 410/2 ح 2326. كشف الغمّة: 288/2 س 8. مختصر بصائر الدرجات: 138 س 7. قطعة منه في (ما رواه عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم ).
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 54/2 ح 206. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 879.

قال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عنده خاتماً فيه ستّة أحرف: «لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فوّضت أمري إلي اللّه، اشتدّت ظهري إلي اللّه، حسبي اللّه».

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: أن يتختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك برداً وسلاماً...(1).

36 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أبو الفضل تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ الحميريّ قال: حدّثنا أبي قال: أخبرنا أبو عليّ أحمد بن عليّ الأنصاريّ قال: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: أوحي اللّه عزّوجلّ إلي نبيّ من أنبيائه: إذا أصبحت فأوّل شي ء يستقبلك فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه، والخامس فاهرب منه.

فلمّا أصبح مضي، فاستقبله جبل أسود عظيم، فوقف وقال: أمرني ربّي عزّوجلّ أن آكل هذا، وبقي متحيّراً! ثمّ رجع إلي نفسه وقال: إنّ ربّي جلّ جلاله لا يأمرني إلّا بما أُطيق، فمشي إليه ليأكله، فكلّما دني منه صغر حتّي انتهي إليه، فوجده لقمة فأكلها، فوجدها أطيب شي ء أكله.

ثمّ مضي فوجد طستاً من ذهب فقال له: أمرني ربّي أن أكتم هذا، فحفر له حفرة وجعله فيها، وألقي عليه التراب، ثمّ مضي فالتفت فإذا بالطست قد ظهر، قال: قد فعلت ما أمرني ربّي عزّوجلّ، فمضي فإذا هو بطير، وخلفه بازيّ، فطاف الطير حوله، فقال: أمرني ربّي عزّوجلّ أن أقبل هذا، ففتح كمّه، فدخل الطير فيه، فقال له

ص:337


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 54/2 ح 206. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 879.

البازيّ: أخذت صيدي، وأنا خلفه منذ أيّام.

فقال: إنّ ربّي عزّوجلّ أمرني أن لا أؤيس هذا، فقطع من فخذه قطعة فألقاها إليه ثمّ مضي، فلمّا مضي إذا هو بلحم ميتة منتن مدود، فقال: أمرني ربّي عزّوجلّ أن أهرب من هذا، فهرب منه، ورجع فرأي في المنام كأنّه قد قيل له: إنّك قد فعلت ما أمرت به، فهل تدري ما ذاك كان؟

قال: لا. قيل له: أمّا الجبل فهو الغضب لعبد إذا غضب لم ير نفسه، وجهل قدره من عظم الغضب، فإذا حفظ نفسه، وعرف قدره، وسكن غضبه، كانت عاقبته كاللقمة الطيّبة التي أكلها.

وأمّا الطست فهو العمل الصالح، إذا كتمه العبد، وأخفاه، أبي اللّه عزّوجلّ إلّا أن يظهره، ليزيّنه به مع ما يدّخر له من ثواب الآخرة.

وأمّا الطير فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله، واقبل نصيحته، وأمّا البازيّ فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه.

وأمّا اللحم المنتن فهو الغيبة فاهرب منها (1).

37 - الشيخ الصدوق ؛

: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع

ص:338


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 275/1 ح 12. عنه البحار: 456/14 ح 9، و418/68 ح 47، و18/74 ح 1، ومستدرك الوسائل: 124/9 ح 10429، قطعة منه. عنه وعن الخصال، البحار: 250/72 ح 23، و444/75 ح 1. الخصال: 267 ح 2. مشكاة الأنوار: 308 س 14.

وتسعين ومائة.

وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور، قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقول اللّه تبارك وتعالي: يا ابن آدم! أما تنصفني؟ أتحبّب إليك بالنعم وتتمقّت إليّ بالمعاصي! خيري إليك مُنزل، وشرّك إليّ صاعد! ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كلّ يوم وليلة بعمل قبيح منك! يا ابن آدم! لوسمعتَ وصفك من غيرك، وأنت لا تعلم من الموصوف، لسارعتَ إلي مقته (1).

38 - الشيخ الصدوق ؛

:...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس

ص:339


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 18. عنه وعن الصحيفة وأمالي الطوسيّ، البحار: 352/70 ح 50. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 81 ح 4، بزيادة عن بعض النسخ وفيه: يا ابن آدم تفعل الكبائر وترتكب المحارم، ثمّ تتوب إليّ فأقبل إذا أخلصت بنيّتك، وأصفح عمّا مضي من ذنوبك، فأُدخلك جنّتي، وأجعلك في جواري، سوءة لإقامتك علي قبيح فعلك. عنه وعن الكنز، مستدرك الوسائل: 335/11 ح 13196. كنز الفوائد: 163 س 10. عنه البحار: 365/70 ح 97. أمالي الطوسيّ: 125 ح 197، و570 ح 1181. عنه وعن العيون، البحار: 19/74 ح 2.

المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ...قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي كان أوحي إلي إبراهيم ( عليه السلام ) : إنّي متّخذ من عبادي خليلاً، إن سألني إحياء الموتي أجبته...

قال المأمون:...كيف يجوز أن يكون كلّم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، لايعلم أنّ اللّه تبارك وتعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتّي يسأله هذا السؤال؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ كليم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ...رجع إلي قومه، فأخبرهم: أنّ اللّه عزّوجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي نستمع كلامه كما سمعت، وكان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف، ثمّ اختار منهم سبعمائة، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّهم، فخرج بهم إلي طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل، وصعد موسي إلي الطور، وسأل اللّه تعالي أن يكلّمه ويُسمعهم كلامه؛

فكلّمه اللّه تعالي ذكره، وسمعوا كلامه من فوق وأسفل، ويمين وشمال، ووراء وأمام، لأنّ اللّه عزّوجلّ أحدثه في الشجرة، وجعله منبعثاً منها حتّي سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) بأنّ هذا الذي سمعناه كلام اللّه: ( حَتَّي نَرَي اللَّهَ جَهْرَةً) ، فلمّا قالوا هذا القول العظيم، واستكبروا وعتوا، بعث اللّه عزّوجلّ عليهم صاعقة، فأخذتهم بظلمهم فماتوا.

فقال موسي: يا ربّ! ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم؟! لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة اللّه عزّوجلّ إيّاك، فأحياهم اللّه وبعثهم معه فقالوا: إنّك لو سألت اللّه أن يريك تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته؛

فقال موسي: يا قوم! إنّ اللّه تعالي لا يُري بالأبصار، ولا كيفيّة له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه.

ص:340

فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي تسأله؛

فقال موسي: يا ربّ! إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم، فأوحي اللّه جلّ جلاله: يا موسي! سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم...(1).

39 - الشيخ الصدوق ؛

:...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...

ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...إنّ قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون، وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم اللّه في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية، فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتّي نخرت عظامهم، وصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب منهم، ومن كثرة العظام البالية، فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أتحبّ أن أحييهم لك فتنذرهم؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا ربّ!.

فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية! قومي بإذن اللّه عزّوجلّ، فقاموا أحياءً أجمعون،

ص:341


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 195/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2382.

ينفضون التراب عن رؤوسهم...(1).

40 - الشيخ المفيد؛

: عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عن اللّه عزّوجلّ قال: آمركم بالورع والاجتهاد، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وطول السجود، والركوع، والتهجّد بالليل، وإطعام الطعام، وإفشاء السلام (2).

41 - الشيخ الطوسيّ ؛

: حدّثنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد، قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزوينيّ، قال: حدّثنا داود بن سليمان قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين زين العابدين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قال اللّه عزّوجلّ: يا ابن آدم! كلّكم ضالّ إلّا من هديت، وكلّكم عائل إلّا من أغنيت، وكلّكم هالك إلّا من أنجيت، فاسألوني أكفكم، وأُهدكم سبيل رشدكم.

فإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلّا الفاقة، ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا الصحّة، ولو أمرضته لأفسده ذلك، وإنّ من عبادي من لا يصلحه إلّا المرض، ولو أصححت جسمه لأفسده ذلك.

وإنّ من عبادي لمن يجتهد في عبادتي وقيام الليل لي، فأُلقي عليه النعاس نظراً منّي له، فيرقد حتّي يصبح، ويقوم حين يقوم وهو ماقت لنفسه، زار عليها، ولو خلّيت

ص:342


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 154/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8 رقم 2378.
2- الإختصاص ضمن المصنّفات: 25/12 س 5. عنه مستدرك الوسائل: 426/4 ح 5070، و245/16 ح 19746.

بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله، ثمّ كان هلاكه في عجبه، ورضاه من نفسه، فيظنّ أنّه قد فاق العابدين، وجاز باجتهاده حدّ المقصّرين، فيتباعد بذلك منّي، وهو يظنّ أنّه يتقرّب إليّ.

فلا يتّكل العاملون علي أعمالهم وإن حسنت، ولا ييأس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت، لكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي فليرجوا، وإلي حسن نظري فليطمئنّوا، وذلك أنّي أُدبّر عبادي بما يصلحهم، وأنا بهم لطيف خبير (1).

42 - الشيخ الطوسيّ ؛

: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء، أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا بطوس، سنة ثمان وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن النزال بن سبرة، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقول اللّه عزّوجلّ: من آمن بي وبنبيّي وتولّي عليّاً، أدخلته الجنّة علي ما كان من عمله (2).

43 - الشيخ الطوسيّ ؛

: أخبرنا الحفّار، حدّثنا إسماعيل الدعبليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن عليّ، عن أبيه، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقول اللّه عزّوجلّ: من آمن بي وبنبيّي وبوليّي، أدخلته الجنّة علي ما كان من عمله (3).

ص:343


1- الأماليّ: 166 ح 278، عنه البحار: 140/68، ح 31.
2- الأمالي: 366 ح 778. عنه البحار: 247/39 ح 7، والجواهر السنيّة: 207 س 10.
3- الأمالي: 380 ح 816. عنه البحار: 102/65 ح 10.

44 - الشيخ الطوسيّ ؛

:...أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) لمّا دخل نيسابور... فقال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، عن أبيه أميرالمؤمنين، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: أخبرني جبرئيل الروح الأمين، عن اللّه تقدّست أسماؤه وجلّ وجهه، قال: إنّي أنا اللّه، لا إله إلّا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلّا اللّه مخلصاً بها، أنّه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي...(1).

45 - ابن حمزة الطوسيّ ؛

: عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: هبط علي الحسين ( عليه السلام ) ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش، فقال: إنّ اللّه تعالي يقرؤك السلام ويقول: هل لك من حاجة؟

فقال الحسين ( عليه السلام ) : هو السلام، ومن ربّي السلام، وقال: قد شكا إليّ أصحابي - ما هو أعلم به منّي - من العطش.

فأوحي اللّه تعالي إلي الملك: قل للحسين ( عليه السلام ) خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يُروّوا.

فخطّ الحسين بإصبعه السبّابة فجري نهر أبيض من اللبن، وأحلي من العسل، فشرب منه هو وأصحابه...(2)

46 - أبو عليّ الطبرسيّ:

أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه

ص:344


1- الأمالي: 588 ح 1220. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 744.
2- الثاقب في المناقب: 327 ح 270. تقدّم الحديث في ج 3 رقم 1032.

ابن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبوالقاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقول اللّه عزّوجلّ: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السماوات والأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإنّ دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلّا ضمنت السماوات والأرض برزقه، فإن سألني أعطيته، وإن دعاني أجبته، وإن استغفرني غفرت له (1).

47 - أبو عليّ الطبرسيّ

: بإسناده (2) قال: قال أبي الحسين ( عليه السلام ) : روي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: يقول اللّه عزّوجلّ: لأُقطّعنّ أمل كلّ مؤمن أمّل دوني بالإياس، ولأُلبسنّه ثوب مذلّة بين الناس، ولأُنحينّه من وَصلي، ولأُبعّدنّه من قربي، من ذا الذي أمّلني لقضاء حوائجه فقطعت به دونها [أم من ذا الذي رجاني بعظيم جرمه فقطعت رجاءه منّي، أيَأمَل أحد غيري في الشدائد وأنا الحيّ الكريم،

ص:345


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 82 ح 5. عنه البحار: 143/68 ح 40.
2- تقدّم إسناده و ما بعده في الحديث السابق.

وبابي مفتوح لمن دعاني، يا بؤساً للقانطين من رحمتي، وياشقوةً لمن عصاني ولم يراقبني ] (1).

48 - أبو عليّ الطبرسيّ:

وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : هل تدرون ما تفسير هذه الآية: ( كَلَّآ إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِاْي ءَ يَوْمَلِذِم...) (2)الآية؟

[قالوا: اللّه ورسوله أعلم ].

قال: إذا كان يوم القيامة، تُقاد جهنّم بسبعين ألف زِمام [كلّ زِمام ] بيد سبعين ألف ملك، فتتشرّد شردةً لولا أنّ اللّه يحبسها لأَحرقت السماوات والأرضين (3).

49 - ابن الصبّاغ ؛

: قال المولي السعيد إمام الدنيا محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان، في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة، قال: أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) لمّا دخل إلي نيشابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة، كان في قبّة مستورة بالسقلاط علي بغلة شهباء، وقد شقّ نيشابور، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبويّة، والمشايران علي السنّة المحمّديّة، أبو زرعة الرازيّ، ومحمّد بن أسلم الطوسيّ، ومعهما خلايق لا يحصون من طلبة العلم، وأهل الأحاديث، وأهل الرواية والدراية.

فقالا: أيّها السيّد الجليل ابن السادة الأئمّة بحقّ آبائك الأطهرين، وأسلافك الأكرمين، إلّا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نذكرك به، فاستوقف البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبّة، وأقرّ عيون تلك الخلايق برؤية طلعته المباركة، فكانت له ذؤابتان علي عاتقه، والناس كلّهم قيام علي طبقاتهم ينظرون إليه، وهم بين صارخ وباك، ومتمرّغ في التراب، ومقبّل لحافر بغلته، وعلا الضجيج، فصاحت الأئمّة والعلماء والفقهاء.

معاشر الناس! اسمعوا وعوا، وانصتوا لسماع ما ينفعكم، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم، وكان المستملي أبو ذرعة، ومحمّد بن أسلم الطوسيّ، فقال عليّ بن موس الرضا ( عليهماالسلام ) : حدّثني أبي موسي الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه عليّ زين العابدين، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء، عن أبيه عليّ

ص:346


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 276 ح 20. عنه البحار: 143/68 ح 41، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 221/11 ح 12799.
2- الفجر: 21/89 - 23.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 153 ح 94. أمالي الطوسيّ: 337 ح 684، بتفاوت. عنه وعن الصحيفة، البحار: 126/7 ح 2.

ابن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: حدّثني جبرئيل، قال: سمعت ربّ العزّة سبحانه وتعالي يقول: كلمة لا إله إلّا اللّه حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن عذابي. ثمّ أرخي الستر علي القبّة وسار.

قال: فعدّوا أهل المحابر والدويّ الذين كانوا يكتبون، فأنافوا علي عشرين ألفاً.

قال الأستاذ أبو القاسم التشيريّ: اتّصل هذا الحديث بهذا السند ببعض الأمراء السامانيّة، فكتبه بالذهب، وأوصي أن يدفن معه في قبره، فرؤي بالنوم بعد موته. فقيل له: ما فعل اللّه بك؟

قال: غفر اللّه لي بتلفّظي بلا إله إلّا اللّه، وتصديقي بأنّ محمّداً رسول اللّه (1).

ص:347


1- الفصول المهمّة: 253 س 13. عنه البحار: 126/49 ح 3، وحلية الأبرار: 356/4 ح 6. كشف الغمّة: 307/2 س 21. تحفة العالم: 39/2 س 17، عن كتاب تاريخ النيسابور. الصواعق المحرقة: 205، س 6. قطعة منه في (نزوله عليه السلام بنيسابور وتحديثه للناس) و(شمائله) و(مركبه).

ص:348

الفصل الثاني: ما رواه عن الملائكة

اشاره:

وفيه ثلاثة موارد

(أ) - ما رواه عن الملائكة:

1 - أبو منصور الطبرسيّ ؛ : وقال أبو محمّد ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : أفضل مايقدّمه العالم من محبّينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذلّه ومسكنته، أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبّينا من يد ناصب عدوّ للّه ولرسوله، يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلي موضع محلّه من جنان اللّه، فيحملونه علي أجنحتهم يقولون له: مرحباً، طوباك طوباك، يا دافع الكلاب عن الأبرار! ويا أيّها المتعصّب للأئمّة الأخيار! (1) .

(ب) - ما رواه عن جبرئيل ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...محمّد بن سنان، قال: كنت عند الرضا

ص:349


1- الإحتجاج: 21/1 رقم 18. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2132

صلوات اللّه عليه، فقال لي يا محمّد! إنّه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين، فأتي واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم، فقرع الباب، فخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟ فقال: ليس هو في البيت، فرجع الرجل ودخل الغلام إلي مولاه، فقال له: من كان الذي قرع الباب؟ قال: كان فلان، فقلت له: لست في المنزل، فسكت ولم يكترث، ولم يلمّ غلامه، ولااغتمّ أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلمّا كان من الغد بكّر إليهم الرجل فأصابهم، وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم، فسلّم عليهم وقال: أنا معكم؛ فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه، وكان الرجل محتاجاً ضعيف الحال، فلمّا كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلّتهم، فظنّوا أنّه مطر فبادروا، فلمّا استوت الغمامة علي رؤوسهم، إذا مناد ينادي من جوف الغمامة: أيّتها النار! خذيهم، وأنا جبرئيل رسول اللّه، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر، وبقي الرجل مرعوباً...(1).

2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن إبراهيم، (عن أبيه)، عن ياسر (2)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قال لي حبيبي جبرئيل ( عليه السلام ) : تطيّب يوماً، ويوماً لا، ويوم الجمعة لابدّ منه، ولاتترك له (3) (4).

3 - الشيخ الصدوق ؛ :...موسي بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز

ص:350


1- الكافي: 364/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2358.
2- تقدّمت ترجمته في (حكم السجود علي الكتّان والقطن وما ينبت من الأرض
3- في الوسائل: ولا مترك له.
4- الكافي: 511/6 ح 12. عنه وسائل الشيعة: 365/7 ح 9592، والوافي: 695/6 ح 5304.

فوضعتها في فيها لتأكل فنادي السائل: يا أمة اللّه! الجوع.

فقالت المرأة: أتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها فدفعتها إلي السائل، وكان لها ولد صغير يحطب في الصحراء، فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة فعدت الأُم في أثر الذئب، فبعث اللّه تبارك وتعالي جبرئيل ( عليه السلام ) ، فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلي أُمّه فقال لها جبرئيل ( عليه السلام ) : يا أمة اللّه! أرضيت؟ لقمة بلقمة (1).

4 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم النهاونديّ، عن صالح بن راهويه، عن أبي حيّون مولي الرضا ( عليه السلام ) قال: نزل جبرئيل علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا محمّد! إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر علي الشجر، فإذا أينع (2) الثمر فلادواء له إلاّ اجتناؤه، وإلاّ أفسدته الشمس، وغيّرته الريح، وإنّ

الأبكار إذا أدركن ما يدركن النساء فلا دواء لهنّ إلاّ البعول، وإلاّ لم يؤمن عليهنّ الفتنة، فصعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المنبر فخطب الناس، ثمّ أعلمهم ما أمرهم اللّه به، فقالوا: ممّن يا رسول اللّه؟ فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من الأكفّاء.

فقالوا: ومَن الأكفّاء؟ فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المؤمنون بعضهم أكفّاء بعض، ثمّ لم ينزل حتّي زوّج ضباعة بنت زبير بن عبد المطّلب لمقداد بن أسود.

ثمّ قال: أيّها الناس! إنّما زوّجت ابنة عمّي المقداد ليتّضع النكاح (3).

ص:351


1- ثواب الأعمال: 168 ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2236.
2- ينع الثمر: أدرك وطاب وحان وقت قِطافه. المعجم الوسيط: 1067.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 289/1 ح 37. عنه وعن المعاني، البحار: 437/22 ح 1، و لم نعثر عليه في المعاني. علل الشرائع: 578 ح 4. عنه البحار: 223/16 ح 22. عنه وعن العيون، البحار: 371/100 ح 1، ووسائل الشيعة: 62/1120 ح 25038، والجواهر السنيّة: 116 س 9. قطعة منه في (ما رواه عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم ).

5 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ، بمرو الرود، في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) .

وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : قال: جاء جبرئيل ( عليه السلام ) إلي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: عليكم بالبرنيّ، فإنّه خير تموركم، يقرّب من اللّه عزّوجلّ، ويبعّد من النار (1).

ص:352


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 41/2 ح 135. عنه وسائل الشيعة: 26/25 ح 31065. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 245 ح 153، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 383/16 ح 20259. عنه وعن العيون، البحار: 126/63 ضمن ح 4.

6 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...قال ( عليه السلام ) : ...

قال:...وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل ( عليه السلام ) فأوحي اللّه عزّ وجلّ: ما يغضبك يا جبرائيل؟

قال جبرائيل: يا ربّ! خليلك، ليس من يعبدك علي وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدوّك وعدوّه، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: اسكت إنّما يعجّل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأمّا أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل ( عليه السلام ) ، فالتفت إلي إبراهيم ( عليه السلام ) فقال: هل لك من حاجة؟

قال: أمّا إليك فلا ...(1)

7 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...

والعلّة التي من أجلها سمّيت مني، مني، أنّ جيرئيل قال هناك لإبراهيم ( عليه السلام ) : تمنّ علي ربّك ما شئت، فتمنّي إبراهيم في نفسه، أن يجعل اللّه مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءً له، فأعطي مُناه...(2).

ص:353


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 54/2 ح 206. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 879.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 88/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2511.

(ج) - ما رواه عن رضوان خازن الجنّة:

1 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو عبد اللّه المفيد النيسابوريّ في أماليه، قال الرضا ( عليه السلام ) : عري الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأدركهما العيد فقالا لأُمّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن! فما لك لاتزيّنينا؟

فقالت: ثيابكما عند الخيّاط...فلمّا أخذ الظلام، قرع الباب قارع.

فقالت فاطمة: من هذا؟

قال: يا بنت رسول الله! أنا الخيّاط جئت بالثياب...(1)

ص:354


1- المناقب: 391/3 س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1026.

الفصل الثالث: ما رواه عن الأنبيا ( عليهم السلام ) :

اشاره:

وفيه ستّة عشر مورداً

(أ) - ما رواه عن نبيّ من الأنبياء

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...الحسن بن خالد، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: ( فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) السكينة ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان، فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفّار، فإن تقدّم التابوت لايرجع رجل حتّي يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام، فأوحي اللّه إلي نبيّهم: أنّ جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسي ( عليه السلام ) ، وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوب ( عليه السلام ) ، اسمه داود بن آسي، وكان آسي راعياً وكان له عشرة بنين أصغرهم داود ( عليه السلام ) ، فلمّا بعث طالوت إلي بني إسرائيل، وجمعهم لحرب جالوت، بعث إلي آسي: أن أحضر ولدك، فلمّا حضروا دعا واحداً واحداً من ولده، فألبسه درع موسي ( عليه السلام ) ، منهم من طالت عليه، ومنهم من قصرت عنه، فقال لآسي: هل خلّفت من ولدك أحداً؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، أصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث إليه ابنه فجاء به، فلمّا دعي أقبل ومعه مِقلاع، قال: فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت: يا داود! خذنا، فأخذها في مِخلاته، وكان شديد البطش، قويّاً في بدنه شجاعاً، فلمّا

ص:355

جاء إلي طالوت ألبسه درع موسي ( عليه السلام ) فاستوت عليه، ففصل طالوت بالجنود، وقال لهم نبيّهم: يابني إسرائيل ( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ) في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب اللّه، ومن لم يشرب منه فإنّه من حزب اللّه، إلّا من اغترف غرفة بيده...(1).

(ب) - مارواه عن آدم ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه! أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحوّاء ماكانت؟...فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ شجرة الجنّة تحمل أنواعاً، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وإنّ آدم ( عليه السلام ) لمّا أكرمه اللّه تعالي ذكره بإسجاد ملائكته، وبإدخاله الجنّة، قال في نفسه: هل خلق اللّه بشراً أفضل منّي؟

فعلم اللّه عزّ وجلّ ما وقع في نفسه، فناداه: ارفع رأسك يا آدم! وانظر إلي ساق العرش، فرفع آدم رأسه، فنظر إلي ساق العرش، فوجد عليه مكتوباً: لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وعليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وزوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة.

فقال آدم ( عليه السلام ) : يا ربّ! من هؤلاء؟

فقال عزّ وجلّ: هؤلاء من ذرّيّتك...(2)

ص:356


1- تفسير القمّيّ: 82/1 س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1898.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 306/1 ح 67. تقدّم الحديث بتمامه في رقم ج 2 رقم 880.

(ج) - ما رواه عن يحيي ( عليه السلام ) :

1 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : إنّ الصبيان قالوا ليحيي ( عليه السلام ) : إذهب بنا لنلعب.

فقال ( عليه السلام ) : ما للعب خلقنا ... روي ذلك عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1)

(د) - ما رواه عن شعيب ( عليه السلام ) :

1 - الراوندي ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أباالحسن الرضا صلوات اللّه عليه عن قوله تعالي: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) أهي التي تزوّج لها؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، (2)

ولمّا قالت: ( اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) قال أبوها: كيف علمت ذلك؟ قالت: لمّا أتيته برسالتك، فأقبل معي قال: كوني خلفي ودلّيني علي الطريق، فكنت خلفه أرشده كراهة أن يري منّي شيئاً.

ولمّا أراد موسي الانصراف قال شعيب: ادخل البيت وخذ من تلك العصيّ عصاً تكون معك تدرأ بها السباع، وقد كان شعيب أخبر بأمر العصا التي أخذها موسي، فلمّا دخل موسي البيت وثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها.

فقال له شعيب: خذ غيرها، فعاد موسي إلي البيت، فوثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها، فقال له شعيب: خذ غيرها، فوثبت إليه فصارت في يده، فقال له شعيب: ألم أقل لك خذ غيرها؟ قال له موسي: قد رددتها ثلاث مرّات كلّ ذلك

ص:357


1- مجمع البيان: 506/3 س 13. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1980.
2- القصص: 25/28.

تصير في يدي، فقال له شعيب: خذها...(1).

2 - الشيخ الصدوق ؛ : روي صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( يَأَبَتِ اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) قال: قال لها شعيب ( عليه السلام ) : يا بنيّة! هذا قويّ، قد عرفتيه برفع الصخرة، الأمين من أين عرفتيه؟...(2)

(ه') - ما رواه عن يوسف ( عليه السلام ) :

1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال:...وشكي يوسف ( عليه السلام ) في السجن إلي اللّه، فقال: يا ربّ! بماذا استحققت السجن؟

فأوحي اللّه إليه: أنت اخترته حين قلت: ( رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) هلّا قلت: العافية أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه (3).

2 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال: احتبس القمر عن بني إسرائيل، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إلي موسي: أن أخرج عظام يوسف ( عليه السلام ) من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه، فسأل موسي ( عليه السلام ) عمّن يعلم موضعه؟

ص:358


1- قصص الأنبياء: 152 ح 161. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1992.
2- من لايحضره الفقيه: 12/4 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1993.
3- تفسير القمّيّ: 354/1 س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 892.

فقيل له: إنّ هيهنا عجوزاً تعلم علمه، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء، فقال لها: أتعرفين موضع قبر يوسف؟

قالت: نعم.

قال: فأخبريني به...(1).

3 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ :...الحسن بن عليّ بن إلياس، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: وأقبل يوسف علي جمع الطعام، فجمع في السبع السنين المخصبة، فكبسه في الخزائن؛ فلمّا مضت تلك السنون، وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف علي بيع الطعام، فباعهم في السنة الأُولي بالدراهم والدنانير...لم يبق بمصر وما حولها عبد ولاحرّ إلاّ صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم.

وقال الناس: ما رأينا وما سمعنا بملك أعطاه اللّه من الملك ما أعطي هذا الملك، حكماً وعلماً وتدبيراً.

ثمّ قال يوسف للملك: أيّها الملك! ماتري فيما خوّلني ربّي، من ملك مصر وأهلها؟ أشر علينا برأيك، فإنّي لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء لأكون بلاء عليهم، ولكنّ اللّه أنجاهم علي يدي.

قال له الملك: الرأي رأيك.

قال يوسف: إنّي أُشهد اللّه، وأُشهدك أيّها الملك! أنّي قد أعتقت أهل مصر كلّهم، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك أيّها الملك! خاتمك وسريرك وتاجك، علي أن لاتسير إلّا بسيرتي، ولاتحكم إلّا بحكمي...(2)

ص:359


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 259/1 ح 18. تقدّم الحديث بتمامه ج 2 رقم 894.
2- مجمع البيان: 244/3 س 12. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 891.

(و) - ما رواه عن يونس ( عليه السلام ) :

1 - العيّاشيّ ؛ : عن معمّر، قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ يونس لمّا أمره اللّه بما أمره... فالتقمه الحوت فطاف به سبعة في البحر...ثمّ لفظه الحوت، وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت اللّه عليه شجرة من يقطين فأظلّته، فلمّا قوي أخذت في اليبس؛

فقال: يا ربّ! شجرة أظلّتني يبست...(1).

(ز) - ما رواه عن دانيال ( عليه السلام ) :

1 - الراوندي ؛ :...إسحاق بن إبراهيم، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: إنّ الملك قال لدانيال ( عليه السلام ) : أشتهي أن يكون لي ابن مثلك.

فقال: ما محلّي من قلبك؟ قال: أجلّ محلّ وأعظمه.

قال دانيال ( عليه السلام ) : فإذا جامعت، فاجعل همّتك فيّ... (2).

(ح) - ما رواه عن ابرهيم ( عليهماالسلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟

قال: بلي...

ص:360


1- تفسير العيّاشيّ: 137/2 ح 47. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 903.
2- قصص الأنبياء: 230 ح 274. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 902.

فقال المأمون:...فأخبرني عن قول إبراهيم ( عليه السلام ) ( عليهم السلام ) ( رَبِ ّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَي قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَي وَلَكِن لِّيَطْمَل-ِنَّ قَلْبِي ) قال الرضا ( عليه السلام ) :...فأخذ إبراهيم ( عليه السلام ) نسراً وطاووساً، وبطّاً وديكاً، فقطّعهنّ وخلّطهنّ، ثمّ جعل علي كلّ جبل من الجبل التي حوله، وكانت عشرة منهنّ جزء، وجعل مناقيرهنّ بين أصابعه، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ، ووضع عنده حبّاً وماءً، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلي بعض، حتّي استوت الأبدان، وجاء كلّ بدن حتّي انضمّ رقبته ورأسه، فخلّي إبراهيم ( عليه السلام ) عن مناقيرهنّ، فَطِرنَ، ثمّ وَقَْعنَ فشربن من ذلك الماء، والتقطن من ذلك الحبّ وقلن: يا نبيّ اللّه! أحييتنا أحياك اللّه، فقال إبراهيم: بل اللّه يحيي ويميت، وهو علي كلّ شي ء قدير...(1)

(ط) - ما رواه عن الخضر ( عليه السلام ) :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: قال أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لمّا قبض رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، جاء ال خضر ( عليه السلام ) ، فوقف علي باب البيت...فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآلِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ) إنّ في اللّه خلفاً من كلّ هالك، وعزاء من كلّ مصيبة، ودركاً من كلّ فائت، فتوكّلوا عليه وثقوا به، وأستغفر اللّه لي ولكم...(2)

2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في

ص:361


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 195/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2382.
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 391 ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 896.

وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.

فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت؟

قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.

قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً؟.

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: فما حاجتك؟

قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.

قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه...قال الخضر:...لا تسألني عن شي ء أفعله، ولا تنكره عليّ حتّي أنا أُخبرك بخبره؛

قال: نعم، فمرّوا ثلاثتهم حتّي انتهوا إلي ساحل البحر، وقد شحنت سفينة، وهي تريد أن تعبر، فقال لأرباب السفينة: تحمّلوا هؤلاء الثلاثة نفر، فإنّهم قوم صالحون فحملوهم، فلمّا جنحت السفينة في البحر قام الخضر إلي جوانب السفينة فكسرها، وأحشاها بالخرق والطين، فغضب موسي ( عليه السلام ) غضباً شديداً...فخرجوا من السفينة، فمرّوا فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه، كأنّه قطعة قمر في أُذنيه درّتان، فتأمّله الخضر ثمّ أخذه فقتله، فوثب موسي علي الخضر ( عليهماالسلام ) ، وجلد

ص:362

به الأرض...( فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ) بالعشيّ تسمّي الناصرة،

وإليها ينتسب النصاري، ولم يضيفوا أحداً قطّ، ولم يطعموا غريباً، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم، فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه وقال: قم بإذن اللّه! فقام...(1)

(ي) - ما رواه عن سليمان ( عليه السلام ) :

1 - البرقيّ ؛ :...محمّد بن سليمان، ويونس بن عبد الرحمن قالا: سألنا أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن رجل استغاث به قوم لينقذهم من قوم يغيرون عليهم... فمرّ برجل قائم علي شفير بئر يستقي منها، فدفعه و هو لايريد ذلك، ولايعلم، فسقط في البئر فمات... فقال ( عليه السلام ) : ديته علي القوم الذين استنجدوا الرجل... وذلك أنّ سليمان بن داود ( عليهماالسلام ) أتته امرأة عجوز تستعديه علي الريح فقالت: يا نبيّ اللّه! إنّي كنت قائمة علي سطح لي، وأنّ الريح طرحتني من السطح فكسرت يدي، فأعدني علي الريح.

فدعا سليمان بن داود ( عليهماالسلام ) الريح فقال لها: ما دعاك إلي ما صنعت بهذه المرأة؟

فقالت: صدقت يا نبيّ اللّه! إنّ ربّ العزّة عزّ وجلّ بعثني إلي سفينة بني فلان، لأنقذها من الغرق، وقد كانت أشرفت علي الغرق، فخرجت في سنني و عجلتي إلي ما أمرني اللّه عزّ وجلّ به، فمررت بهذه المرأة وهي علي سطحها، فعثرت بها ولم أردها، فسقطت فانكسرت يدها.

ص:363


1- تفسير القمّيّ: 38/2 س 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2542.

قال: فقال سليمان ( عليه السلام ) : يا ربّ! بما أحكم علي الريح؟...(1)

2 - الشيخ الصدوق ؛ : في رواية محمّد بن أحمد بن يحيي بإسناده قال: رُفع إلي المأمون، رجل دفع رجلاً في بئرفمات...فسأل أبا الحسن ( عليه السلام ) عن ذلك، وكتب إليه.

فقال ( عليه السلام ) : ديته علي أصحاب الغوث الذين صاحوا الغوث.

قال: فاستعظم ذلك الفقهاء، فقالوا للمأمون: سله من أين قلت هذا؟ فسأله،

فقال ( عليه السلام ) : إنّ امرأة استعدت إلي سليمان بن داود ( عليه السلام ) علي ريح فقالت: كنت علي فوق بيتي، فدفعتني ريح فوقعت إلي الدار، فانكسرت يدي، فدعا سليمان ( عليه السلام ) بالريح فقال لها: ماحملكِ علي ماصنعت بهذه المرأة؟

فقالت الريح: يا نبيّ اللّه! إنّ سفينة بني فلان كانت في البحر، قد أشرف أهلها علي الغرق، فمررت بهذه المرأة وأنا مستعجلة، فوقعت فانكسرت يدها، فقضي سليمان ( عليه السلام ) بأرش يدها علي أصحاب السفينة (2)

(ك) - ما رواه عن موسي ( عليهماالسلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول:...أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي ( عليه السلام ) ، وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلمّا لحقت خيل فرعون موسي، تخلّف عنه ليعظ أباه، فيلحقه بموسي، فمضي أبوه، وهو يراغمه حتّي بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعاً، فأتي موسي ( عليه السلام ) الخبر.

فقال ( عليه السلام ) : هو في رحمة اللّه، ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب

ص:364


1- الكافي: 369/7 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1875.
2- من لايحضره الفقيه: 128/4 ح 451. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2497.

دفاع (1)

2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.

فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت؟

قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.

قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً.

قال ( عليه السلام ) : نعم.

قال: فما حاجتك؟

قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.

قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه...( فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ) بالعشيّ تسمّي الناصرة، وإليها ينتسب النصاري، ولم يضيفوا أحداً قطّ، ولم يطعموا غريباً، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم

ص:365


1- الكافي: 374/2، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2125.

يضيفوهم، فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه وقال: قم بإذن اللّه! فقام.

فقال موسي: لن ينبغ لك أن تقيم الجدار حتّي يطعمونا ويأوونا، فقال موسي: لن ينبغ لك أن تقيم الجدار حتّي يطعمونا ويأوونا...(1)

3 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟

قال: بلي...

قال المأمون:...كيف يجوز أن يكون كلّم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، لايعلم أنّ اللّه تبارك وتعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتّي يسأله هذا السؤال؟

فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ كليم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ...رجع إلي قومه، فأخبرهم: أنّ اللّه عزّوجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي نستمع كلامه كما سمعت، وكان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف، ثمّ اختار منهم سبعمائة، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّهم، فخرج بهم إلي طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل، وصعد موسي إلي الطور، وسأل اللّه تعالي أن يكلّمه ويُسمعهم كلامه؛

فكلّمه اللّه تعالي ذكره، وسمعوا كلامه من فوق وأسفل، ويمين وشمال، ووراء وأمام، لأنّ اللّه عزّوجلّ أحدثه في الشجرة، وجعله منبعثاً منها حتّي سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) بأنّ هذا الذي سمعناه كلام اللّه: ( حَتَّي نَرَي اللَّهَ

ص:366


1- تفسير القمّيّ: 38/2 س 4. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2542.

جَهْرَةً) ، فلمّا قالوا هذا القول العظيم، واستكبروا وعتوا، بعث اللّه عزّوجلّ عليهم صاعقة، فأخذتهم بظلمهم فماتوا.

فقال موسي: يا ربّ! ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم؟! لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة اللّه عزّوجلّ إيّاك، فأحياهم اللّه وبعثهم معه فقالوا: إنّك لو سألت اللّه أن يريك تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته؛

فقال موسي: يا قوم! إنّ اللّه تعالي لا يُري بالأبصار، ولا كيفيّة له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه.

فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي تسأله؛

فقال موسي: يا ربّ! إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم، فأوحي اللّه جلّ جلاله: يا موسي! سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم...(1)

4 - الشيخ الصدوق ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ قال: سمعت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له، ثمّ أخذه وطرحه علي طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثمّ جاء يطلب بدمه، فقالوا لموسي ( عليه السلام ) : إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً، فأخبرنا من قتله؟

قال: ايتوني ببقرة...فطلبوها فوجدوها عند فتيً من بني إسرائيل فقال: لاأبيعها إلّا بملاء مسكها ذهباً، فجاؤوا إلي موسي ( عليه السلام ) فقالوا له ذلك؛

فقال: اشتروها، فاشتروها وجاؤوا بها فأمر بذبحها، ثمّ أمر أن يضرب الميّت بذَنَبِها، فلمّا فعلوا ذلك حيّي المقتول وقال: يا رسول اللّه! إنّ ابن عمّي قتلني دون من

ص:367


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 195/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2382.

يدّعي عليه قتلي، فعلموا بذلك قاتله؛

فقال رسول اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) لبعض أصحابه: إنّ هذه البقرة لها نبأ.

فقال: وما هو؟

قال: إنّ فتيً من بني إسرائيل كان بارّاً بأبيه، وإنّه اشتري تبيعاً، فجاء إلي أبيه ورأي أنّ المقاليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه، فترك ذلك البيع، فاستيقظ أبوه فأخبره، فقال له: أحسنت، خذ هذه البقرة فهي لك عوضاً لما فاتك.

قال: فقال له رسول اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) : انظروا إلي البرّ ما بلغ بأهله (1)

5 - الشيخ الصدوق ؛ : روي صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( يَأَبَتِ اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) قال: قال لها شعيب ( عليه السلام ) : يا بنيّة! هذا قويّ، قد عرفتيه برفع الصخرة، الأمين من أين عرفتيه؟ قالت: يا أبة! إنّي مشيت قدّامه فقال: امشي من خلفي، فإن ظللت فأرشديني إلي الطريق، فإنّا قوم لا ننظر في أدبار النساء (2)

6 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق!

ص:368


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 13/2 ح 31. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 898.
2- من لايحضره الفقيه: 12/4 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5رقم 1993.

هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...

ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...ثمّ موسي بن عمران ( عليه السلام ) وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلي الجبل، فقالوا له: إنّك قدرأيت اللّه سبحانه، فأرناه كما رأيته.

فقال لهم: إنّي لم أره.

فقالوا: لن نؤمن لك حتّي نري اللّه جهرة، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم، وبقي موسي وحيداً فقال: يا ربّ! اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي! فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به؟ فلوشئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا! فأحياهم اللّه عزّوجلّ من بعد موتهم...

فقال له الرضا ( عليه السلام ) : هل تعلم يا يهوديّ! أنّ موسي أوصي بني إسرائيل، فقال لهم: إنّه سيأتيكم نبيّ من إخوانكم فيه فصدّقوا، ومنه فاسمعوا...(1)

7 - الراوندي ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن الرضا صلوات اللّه عليه عن قوله تعالي: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) (2) أهي التي تزوّج لها؟ قال ( عليه السلام ) : نعم، ولمّا قالت: ( اسْتَئجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) قال أبوها: كيف علمت ذلك؟ قالت: لمّا أتيته برسالتك،

ص:369


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 154/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2378.
2- القصص: 25/28.

فأقبل معي قال: كوني خلفي ودلّيني علي الطريق، فكنت خلفه أرشده كراهة أن يري منّي شيئاً.

ولمّا أراد موسي الانصراف قال شعيب: ادخل البيت وخذ من تلك العصيّ عصاً تكون معك تدرأ بها السباع، وقد كان شعيب أخبر بأمر العصا التي أخذها موسي، فلمّا دخل موسي البيت وثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها.

فقال له شعيب: خذ غيرها. فعاد موسي إلي البيت، فوثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها. فقال له شعيب: خذ غيرها، فوثبت إليه فصارت في يده. فقال له شعيب: ألم أقل لك خذ غيرها؟ قال له موسي: قد رددتها ثلاث مرّات كلّ ذلك تصير في يدي، فقال له شعيب: خذها...(1) .

(ل) - ما رواه عن يوشع بن نون ( عليه السلام ) :

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...محمّد بن سنان قال: كنت عند الرضا صلوات اللّه عليه، فقال لي يا محمّد! إنّه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين، فأتي واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم، فقرع الباب، فخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟ فقال: ليس هو في البيت. فرجع الرجل ودخل الغلام إلي مولاه...فسكت ولم يكترث، ولم يلمّ غلامه، ولااغتمّ أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلمّا كان من الغد بكّر إليهم الرجل فأصابهم، وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم، فسلّم عليهم وقال: أنا معكم. فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه، وكان الرجل محتاجاً ضعيف الحال، فلمّا كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلّتهم، فظنّوا أنّه مطر فبادروا، فلمّا استوت الغمامة علي

ص:370


1- قصص الأنبياء: 152 ح 161. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1999.

رؤوسهم، إذا مناد ينادي من جوف الغمامة: أيّتها النار! خذيهم، وأنا جبرئيل رسول اللّه، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر، وبقي الرجل مرعوباً...

فرجع إلي المدينة، فلقي يوشع بن نون ( عليه السلام ) فأخبره الخبر، ومارأي وما سمع. فقال يوشع بن نون ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ اللّه سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضياً وذلك بفعلهم بك؛ فقال: ومافعلهم بي؟ فحدّثه يوشع؛ فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حلّ وأعفو عنهم، قال: لوكان هذا قبل لنفعهم، فأمّا الساعة فلا، وعسي أن ينفعهم من بعد (1)

(م) - ما رواه عن عمران ( عليه السلام ) :

1 - الراوندي ؛ :...الحسن بن محمّد بن أبي طلحة قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : أيأتي الرسل عن اللّه بشي ء ثمّ تأتي بخلافه؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، إن شئت حدّثتك، وإن شئت أتيتك به من كتاب اللّه، قال اللّه تعالي جلّت عظمته: ( يَقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَ كُمْ ) ...قال عمران: إنّ اللّه وعدني أن يهب لي غلاماً نبيّاً في سنتي هذه، وشهري هذا...(2)

ص:371


1- الكافي: 364/2 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2358.
2- قصص الأنبياء: 214 ح 280. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1920.

(ن) - ما رواه عن عيسي ( عليه السلام )

1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال عيسي بن مريم صلوات اللّه عليه للحواريّين: يا بني إسرائيل! لا تأسوا علي ما فاتكم من الدنيا، كما لا يأسي أهل الدنيا علي مافاتهم من دينهم إذا أصابوا دنياهم (1) .

(س) - ما رواه عن نبيّ من الأنبيا ( عليهم السلام ) : :

1 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...

ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...إنّ قوماً من بني إسرائيل

ص:372


1- الكافي: 137/2 ح 25. عنه البحار: 80/70 ح 41، والوافي: 401/4 ح 2191. الزهد للحسين بن سعيد الكوفيّ الأهوازيّ: 51 ح 137. عنه البحار: 127/70 ح 127، و304/14 ح 16، عنه وعن الأمالي، البحار: 304/14 ح 16. أمالي الصدوق: 401، المجلس 75 ح 2. عنه البحار: 327/69 ح 8، ووسائل الشيعة: 192/16 ح 21322. مشكاة الأنوار: 269 س 16. روضة الواعظين: 487 س 21.

خرجوا من بلادهم من الطاعون، وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم اللّه في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية، فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتّي نخرت عظامهم، وصاروا رميماً، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل فتعجّب منهم، ومن كثرة العظام البالية، فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أتحبّ أن أحييهم لك فتنذرهم؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، يا ربّ!.

فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أن نادهم.

فقال: أيّتها العظام البالية! قومي بإذن اللّه عزّوجلّ، فقاموا أحياءً أجمعون، ينفضون التراب عن رؤوسهم....(1) .

(ع) - ما رواه عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم )

1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) :...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...حدثني أبي عن جدّي، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنّه قال: ماعرف اللّه تعالي من شبّهه بخلقه، ولايعدله من نسب إليه ذنوب عباده...فقال الرجل: ياابن رسول اللّه! إنّهم يزعمون أنّ عليّاً ( عليه السلام ) لمّا أظهر من نفسه المعجزات التي لايقدر عليها غير اللّه تعالي دلّ ذلك علي أنّه إله...

فقال الرضا ( عليه السلام ) : أوّل ما هاهنا إنّهم لاينفصلون ممّن قلّب هذا عليهم، فقال: لمّا ظهر منه الفقر والفاقة، دلّ علي أنّ من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لاتكون المعجزات فعله...ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : لقد ذكرتني بما حكيته [عن ] قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ... فما حدّثنيه أبي، عن جدّي، عن أبيه، [عن جدّه ]، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه لايقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن [يقبضه ] بقبض

ص:373


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 154/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2378.

العلماء...(1)

2 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : إنّ اللّه تعالي ذمّ اليهود [والنصاري ] والمشركين والنواصب...لايودّون أن ينزّل دليل معجز من السماء يبيّن عن محمّد وعليّ وآلهما، فهم لأجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجّوك مخافة أن تبهرهم حجّتك...قال: فلمّا قرّعهم بهذا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حضره منهم جماعة، فعاندوه وقالوا: يا محمّد! إنّك تدّعي علي قلوبنا خلاف ما فيها مانكره أن تنزل عليك حجّة تلزم الانقياد لها، فننقاد.

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لئن عاندتم هاهنا محمّداً، فستعاندون ربّ العالمين، إذ أنطق صحائفكم بأعمالكم، وتقولون: ظلمتنا الحفظة، فكتبوا علينا مالم نفعل، فعند ذلك يستشهد جوارحكم فتشهد عليكم.

فقالوا: لاتبعد شاهدك فإنّه فعل الكذّابين، بيننا وبين القيامة بعد، أرنا في أنفسنا ما تدّعي لنعلم صدقك، ولن تفعله لأنّك من الكذّابين.

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : استشهد جوارحهم.

فاستشهدها عليّ ( عليه السلام ) ...فقالوا: يا محمّد! لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدّعي أنّ جوارحنا تشهد بها.

فقال: يا عليّ! هؤلاء من الذين قال اللّه تعالي ( عليهم السلام ) ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ) ، ادع عليهم بالهلاك. فدعا عليهم عليّ ( عليه السلام ) بالهلاك، فكلّ جارحة نطقت بالشهادة علي صاحبها انفتّت حتّي مات مكانه.

ص:374


1- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ عليه السلام : 50 رقم 23 - 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1002.

فقال قوم آخرون حضروا من اليهود: ما أقساك يا محمّد! قتلتهم أجمعين.

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كنت لألين علي من اشتدّ عليه غضب اللّه تعالي...(1).

3 - الشيخ الصدوق ؛ :...أحمد بن عمر قال: سألته عن قول الّله عزّوجلّ: ( ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) قال ( عليه السلام ) : اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجد من أهل الكتاب فمن المجوس، لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: «سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب»...(2) .

4 - العيّاشيّ ؛ : عن الحسن بن عليّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن الحصاد بالليل (3) .

5 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ ؛ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...أو ليس قد روي الناس: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ الشمس والقمر نوران في النار؟ قلت: بلي، قال ( عليه السلام ) : أما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسا هذه الأُمّة ونورها،....

(4).

6 - الحميريّ ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول...: إنّ رجلاً من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة، وكان يضرّ به، فشكا ذلك إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فدعاه فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنّة، فأبي، فبلغ ذلك رجلاً من الأنصار يكنّي أبا الدحداح، فجاء إلي صاحب النخلة فقال: بعني نخلتك

ص:375


1- التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ: 488 رقم 310. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4رقم 1891.
2- من لايحضره الفقيه: 29/3 ح 85. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1927.
3- تفسير العيّاشيّ: 377/1 ح 97، و98. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1933.
4- تفسير القمّيّ: 343/2 س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2025.

بحائطي فباعه، فجاء إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا رسول اللّه! قد اشتريت نخلة فلان بحائطي، قال: فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فلك بدلها نخلة في الجنّة...(1)

7 - الصفّار؛ : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن يسار، عن أبي الحسن (2) الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّ أن يحيي حيوتي، ويموت مماتي، ويدخل جنّة عدن التي وعدني ربّي قضيب من قضبانه غرسه بيده، ثمّ قال له: «كن» فكان، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والأوصيا ( عليهم السلام ) : من بعده، فإنّهم لايخرجونكم من هدي، ولايدخلونكم في ضلالة.

حدّثنا عبد اللّه بن محمّد، عن إبراهيم بن محمّد، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم مثله (3).

8 - الصفّار؛ :...يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال:...قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل، حيث مادار دار الأمر...(4)

9 - البرقيّ ؛ :...إبراهيم بن عبد الحميد، وزياد بن مروان كليهما عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: أُهدي للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) سفرجل فضرب بيده علي السفرجل فقطعها، وكان يحبّها حبّاً شديداً، فأكلها وأطعم من كان بحضرته من

ص:376


1- قرب الإسناد: 355 ح 1273، و356 ح 1274. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2054.
2- في المصدر: بن الرضا، والظاهر أنّ لفظة «بن» زائدة.
3- بصائر الدرجات، الجزء الأوّل: 71 ح 15 و16،. عنه إثبات الهداة: 566/1 س 4، وفيه: عن الحسين بن بشّار عن الرضاعليه السلام مثله.
4- بصائر الدرجات، الجزء الرابع: 209 ح 57. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 921.

أصحابه، ثمّ قال: عليكم بالسفرجل، فإنّه يجلو القلب ويذهب بطخاء (1) الصدر(2).

10 - البرقيّ ؛ : عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سئل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يكون المؤمن جباناً؟ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نعم، قيل: ويكون بخيلاً؟ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نعم، قيل: ويكون كذّاباً؟ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا (3).

11 - الحميريّ ؛ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: ...قلنا له (أي للرضا ( عليه السلام ) ): إنّ أهل مصر يزعمون أنّ بلادهم مقدّسة.

قال ( عليه السلام ) : وكيف ذلك؟

قلت: جعلت فداك، يزعمون أنّه يحشر من جبلهم سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب.

قال ( عليه السلام ) : لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب اللّه علي بني إسرائيل إلّا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلّا أخرجهم منها إلي غيرها...ولقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تغسلوا رؤوسكم بطينها، ولا تأكلوا في فخارها، فإنّه يورث الذلّة، ويذهب الغيرة.

قلنا له: قد قال ذلك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم...(4).

ص:377


1- يقال: علي قلبه طخاء: غشية من كرب، أوجهل، أوهمّ.
2- المحاسن: 549 ح 876. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 930.
3- المحاسن: 118 ح 126. عنه وسائل الشيعة: 245/12 ح 16214، والبحار: 262/69 ح 40. روضة الواعظين: 514 س 7، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . مشكاة الأنوار: 174 س 1، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . جامع الأخبار: 148 س 12، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
4- قرب الإسناد: 374 ح 1330. تقدّم الحديث بتمامه في ج4 رقم 1132.

12 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان إذا أصبح قال لأصحابه: هل من مبشّرات، يعني به الرؤيا (1).

13 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيّئة مخذول، والمستتر بالسيّئة مغفور له (2).

14 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام، يضاعف اللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيّئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات، ويكشف فيه الكربات، ويقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد للّه فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وقد عرف حقّه وحرمته إلّا كان حقّاً علي اللّه عزّوجلّ أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه وليلته مات شهيداً، وبعث آمناً، وما استخفّ أحد بحرمته، وضيّع حقّه إلّا كان حقّاً علي اللّه عزّوجلّ أن يصليه نار جهنّم إلّا أن يتوب (3).

ص:378


1- الكافي: 76/8 ح 59. عنه البحار: 177/58 ح 39، ونور الثقلين: 312/2 ح 102، ومقدّمة البرهان: 96 س 20، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 277/3 ح 2941، والبرهان: 305/4 ح 8.
2- الكافي: 428/2 ح 2. عنه الوافي: 1030/5 ح 3527.
3- الكافي: 414/3 ح 5. عنه الوافي: 1081/8 ح 7774. مصباح المتهجّد: 261 س 17. عنه وعن المقنعة والكافي، وسائل الشيعة: 376/7 ح 9621. المقنعة: 153، س 14. عنه وعن مصباح المتهجّد، وجمال الأُسبوع، البحار الأنوار: 274/86 ضمن ح 20. جمال الأُسبوع: 147 س 6، و123 س 7، قطعة منه. مصباح الكفعميّ: 553 س 3، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم ، بتفاوت. روضة الواعظين: 364 س 7، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . جامع الأخبار: 89 س 13، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . تهذيب الأحكام: 2/3 ح 2، عن الكلينيّ.

15 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: إذا أُمّتي تواكلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من اللّه تعالي (1).

16 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المدائنيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي علي الإناث أرأف منه علي الذكور، وما من رجل يدخل فرحة علي امرأة بينه وبينها حرمة إلّا فرّحه اللّه تعالي يوم القيامة (2).

ص:379


1- الكافي: 59/5 ح 13. مشكاة الأنوار: 49 س 18. عنه البحار: 92/97 ح 84. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 304 ح 1. تهذيب الأحكام: 177/6 ح 358. عنه وعن ثواب الأعمال والكافي، وسائل الشيعة: 118/16 ح 21131. أعلام الدين: 407 س 8، مرسلاً.
2- الكافي: 6/6 ح 7. عنه وسائل الشيعة: 367/21 ح 27319.

17 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن موسي بن القاسم، عن محمّد بن عليّ بن جعفر، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: جاء رجل إلي أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال: يا أبا جعفر! ما تقول في الشطرنج التي يلعب بها الناس؟

فقال ( عليه السلام ) : أخبرني أبي عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

من كان ناطقاً فكان منطقه لغير ذكر اللّه عزّوجلّ كان لاغياً، ومن كان صامتاً فكان صمته لغير ذكر اللّه كان ساهياً، ثمّ سكت فقام الرجل وانصرف (1).

18 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لابنة جحش: قتل خالك حمزة.

قال: فاسترجعت، وقالت: أحتسبه عند اللّه، ثمّ قال لها: قتل أخوك، فاسترجعت، وقالت: أحتسبه عند اللّه، ثمّ قال لها: قتل زوجك، فوضعت يدها علي رأسها وصرخت.

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما يعدل الزوج عند المرأة شي ء (2).

19 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، وعدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعاً، عن الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لعن اللّه من قتل غير قاتله، أو ضرب غير

ص:380


1- الكافي: 437/6 ح 14. عنه وسائل الشيعة: 320/17 ح 2265، والوافي:231/17 ح 17178.
2- الكافي: 506/5 ح 2. عنه نور الثقلين: 174/4 ح 24.

ضاربه.

وقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لعن اللّه من أحدث حدثاً، أو آوي محدثاً.

قلت: وما المحدث؟ قال ( عليه السلام ) : من قتل (1).

20 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن سعيد الرقّيّ قال: حدّثني سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لرجل: تزوّجها سوداء ولوداً، ولا تزوّجها حسناء عاقراً، فإنّي مباه بكم الأُمم يوم القيامة، أو ما علمت أنّ الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم، يحضنهم إبراهيم ( عليه السلام ) ، وتربّيهم سارة في جبل من مسك، وعنبر، وزعفران (2).

21 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن مروك بن عبيد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: دخلت عليه، وسلّمت، وقلت: جعلت فداك، ما تقول في رجل مات، وليس له وارث إلّا أخ له من الرضاعة، يرثه؟

قال ( عليه السلام ) : نعم، أخبرني أبي عن جدّي ( عليهماالسلام ) أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من

ص:381


1- الكافي: 274/7 ح 3. عنه وعن المعاني الأخبار، البحار: 373/101 ح 15. معاني الأخبار: 380 ح 6، قطعة منه، بسند آخر. عنه البحار: 276/76 ح 4. ثواب الأعمال وعقاب الأعمال: 328 ح 1، قطعة منه، بسند آخر. عنه وعن الكافي، وسائل الشيعة: 21/29 ح 35051. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 313/1 ح 85، قطعة منه. عنه وعن المعاني وعقاب الأعمال، وسائل الشيعة: 29/29 ح 35072.
2- الكافي: 334/5 ح 4، عنه وسائل الشيعة: 54/20 ح 25019، والوافي: 48/21 ح 20786. عوالي اللئاليّ: 287/3 ح 31، قطعة منه.

شرب من لبننا، أو أرضع لنا ولداً، فنحن آباؤه (1).

22 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...عليّ بن جعفر، يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين، فقال: واللّه! لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) .

فقال له الحسن: إي واللّه! جعلت فداك! لقد بغي عليه إخوته.

فقال عليّ بن جعفر: إي واللّه! ونحن عمومته بغينا عليه.

فقال له الحسن: جعلت فداك! كيف صنعتم، فإنّي لم أحضركم؟

قال: قال له إخوته ونحن أيضاً: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون.

فقال لهم الرضا ( عليه السلام ) : هو ابني.

قالوا: فإنّ رسول اللَّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد قضي بالقافة، فبيننا وبينك القافة...

فبكي الرضا ( عليه السلام ) ، ثمّ قال: يا عمّ! ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم، وَيلَهم لعن اللّه الأُعيبس وذرّيّته، صاحب الفتنة، ويقتلهم سنين وشهوراً وأيّاماً، يسومهم خسفاً، ويسقيهم كأساً مصبّرة. وهو الطريد الشريد الموتور، بأبيه وجدّه صاحب الغيبة. يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك؟!

أفيكون هذا يا عمّ! إلّا منّي؟

فقلت: صدقت، جعلت فداك! (2).

23 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...عن مسافر، أنّ أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال له: يا مسافر! هذا القناة فيها حيتان؟

ص:382


1- الكافي: 168/7 ح 1. عنه الوافي: 949/25 ح 25348.
2- الكافي: 322/1، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 113.

قال: نعم جعلت فداك.

فقال ( عليه السلام ) : إنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) البارحة، وهو يقول: يا عليّ! ماعندنا خير لك (1).

24 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...اليسع بن حمزة، قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُحدّثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام...فقال:...أما سمعت حديث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيّئة مخذول، والمستتر بها مغفور له...(2).

25 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ النجاشيّ لمّا خطب لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) آمنة بنت أبي سفيان، فزوّجه ودعا بطعام، وقال: إنّ من سنن المرسلين، الإطعام عند التزويج (3).

26 - محمّد بن يعقوب الكليني ؛ :...عليّ بن أسباط، قال: كنت حملت معي متاعاً إلي مكّة فبار عليّ، فدخلت به المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له: إنّي حملت متاعاً قد بار عليّ، وقد عزمت علي أن أصير إلي مصر، فأركب برّاً أو بحراً؟ ...

وقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما أجمل في الطلب من ركب البحر ...(4).

ص:383


1- الكافي: 260/1 ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 446.
2- الكافي: 23/4 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 711.
3- الكافي: 367/5 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 875.
4- الكافي: 256/5 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه فی ج 4 رقم 1383.

27 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...إسماعيل بن سعد الأشعريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن رجل حلف في قطيعة رحم؟

فقال ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لانذر في معصية، ولايمين في قطيعة رحم...(1).

28 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...صفوان بن يحيي، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر قالا: ذكرنا له الكوفة وماوضع عليها من الخراج، وماسار فيها أهل بيته، فقال ( عليه السلام ) :...وإنّ أهل مكّة دخلها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عَنوة، فكانوا أُسراء في يده، فأعتقهم وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء (2).

29 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في الرجل يأتي البهيمة...[فقال ( عليه السلام ) :] ذبحت وأحرقت بالنار...فقلت: وما ذنب البهيمة؟

فقال: لا ذنب لها، ولكن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعل هذا، وأمر به...(3)

30 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...معمّر بن خلّاد قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فقال ( عليه السلام ) : لابأس مالم يكن، فظننت أنّه عني الفحش، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يأتيه الأعرابيّ فيهدي له الهديّة، ثمّ يقول مكانه: أعطنا

ص:384


1- الكافي: 440/7 ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1689.
2- الكافي: 512/3 ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1553.
3- الكافي: 204/7، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1867.

ثمن هديّتنا، فيضحك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكان إذا اغتمّ يقول: مافعل الأعرابيّ ليته أتانا (1)

31 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...معمّر بن خلّاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أَدعو لوالديّ إذا كانا لايعرفان الحقّ؟ قال ( عليه السلام ) : اُدع لهما...فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه بعثني بالرحمة لابالعقوق (2).

32 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ ؛ :...الحسن بن جهم قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: الرؤيا علي ما تعبر...إنّ امرأة رأت علي عهد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّ جذع بيتها قد انكسر، فأتت رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقصّت عليه الرؤيا فقال لها النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقدم زوجك، ويأتي وهو صالح، وقد كان زوجها غائباً، فقد كان كما قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ غاب عنها زوجها غيبة أُخري، فرأت في المنام كأنّ جذع بيتها قد انكسر، فأتت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقصّت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك، ويأتي صالحاً، فقدم علي ما قال، ثمّ غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أنّ جذع بيتها قد انكسر، فلقيت رجلاً أعسر، فقصّت عليه الرؤيا، فقال لها الرجل السوء: يموت زوجك.

قال: فبلغ ذلك النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: ألا كان عبّر لها خيراً (3).

33 - أبو عمرو الكشّيّ ؛ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن

ص:385


1- الكافي: 663/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2188.
2- الكافي: 159/2 ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2216.
3- الكافي: 276/8 ح 528. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2257.

السرّاج، وابن المكاريّ، فقال له ابن أبي حمزة: مافعل أبوك؟ قال ( عليه السلام ) : مضي، قال: مضي موتاً؟ قال: نعم.

قال: فقال: إلي من عهد؟ قال: إليّ.

قال: فأنت إمام مفترض طاعته من اللّه؟ قال: نعم...

قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئاً ماكان يظهره أحد من آبائك ولايتكلّم به!

قال ( عليه السلام ) : بلي، واللّه! لقد تكلّم به خير آبائي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لمّا أمره اللّه تعالي أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلاً وقال لهم: إنّي رسول اللّه إليكم، وكان أشدّهم تكذيباً له، وتأليباً عليه عمّه أبولهب، فقال لهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشني خدش فلست بنبيّ...(1)

34 - ابن شاذان القمّيّ ؛ : حدّثني أحمد بن محمّد الحسينيّ ؛ ، حدّثني وريزة بن عليّ قال: حدّثني جدّي وريزة بن محمّد بن العسّال قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أسري بي إلي السماء لقيني أبي، نوح ( عليه السلام ) ، فقال: يا محمّد! من خلّفت علي أُمّتك؟

فقلت: عليّ بن أبي طالب.

فقال: نعم الخليفة خلّفت، ثمّ لقيني أخي موسي ( عليه السلام ) ، فقال: يا محمّد! من خلّفت علي أُمّتك؟

فقلت: عليّاً، فقال: نعم الخليفة خلّفت.

ثمّ لقيني عيسي ( عليه السلام ) فقال: يا محمّد! من خلّفت علي أُمّتك؟

ص:386


1- رجال الكشّيّ: 463 رقم 883. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1067.

فقلت: عليّاً، فقال: نعم الخليفة خلّفت.

فقال لجبرئيل: يا جبريل! ما لي لا أري أبي، إبراهيم؟

قال: فعدل بي إلي حظيرة، فإذا فيها شجرة بها ضروع كضروع الغنم، وإذا ثمّ أطفال كلّما خرج ضرع من فم واحد ردّه إليه.

فقال: يا محمّد! من خلّفت علي أُمّتك؟

فقلت: عليّاً.

فقال: نعم الخليفة خلّفت، وإنّي - يا محمّد - سألت اللّه تعالي أن يولّيني غذاء أطفال شيعة عليّ، فأنا أُغذّيهم إلي يوم القيامة (1).

35 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الجويباريّ ويقال له: الهرويّ، والنهروانيّ، والشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ لا إله إلّا اللّه كلمة عظيمة، كريمة علي اللّه عزّوجلّ، من قالها مخلصاً استوجب الجنّة، ومن قالها كاذباً عُصِمت ماله ودمه، وكان مصيره إلي النار (2).

36 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الجويباريّ ويقال له: الهرويّ، والنهروانيّ، والشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي،

ص:387


1- مائة منقبة: 159 ح 97. عنه البحار: 121/27 ح 102.
2- التوحيد: 23 ح 18. عنه البحار: 5/3 ح 13، ووسائل الشيعة: 213/7 ح 9143.

عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قال لا إله إلّا اللّه في ساعة من ليل أو نهار، طَلَست ما في صحيفته من السيّئات (1)

37 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، عن عليّ بن موسي الرضا،

عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : للّه عزّوجلّ تسعة وتسعون اسماً، من دعا اللّه بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنّة (2).

38 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...

وعلّة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه، وليس ذلك للولد، لأنّ الولد مولود للوالد...لقول اللّه عزّوجلّ: ( ادْعُوهُمْ لِأَبَآلِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ) ، وقول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت ومالك لأبيك...(3).

39 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : ، قال: قام رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ياابن رسول اللّه! صف لنا

ص:388


1- التوحيد: 23 ح 19. عنه البحار: 194/90 ح 7، ووسائل الشيعة: 213/7 ح 9144.
2- التوحيد: 195 ح 9. عنه وسائل الشيعة: 140/7 ح 8946، وفيه: زيادة، قال اللّه عزّوجلّ: «وللّه الأسماء الحسني فادعوه بها» الأعراف: 180/7، والبحار: 187/4 ح 2، ونور الثقلين: 299/5 ح 106، عدّة الداعي: 317 س 6. مصباح الكفعي: 419 س 5. مجمع البيان: 503/2، س 5، عنه نور الثقلين: 373/3 ح 39.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 88/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2511.

ربّك، فإنّ من قبلنا قداختلفوا علينا.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : ... ثمّ قال...: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: ما عرف اللّه من شبّهه بخلقه، ولاوصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده (1).

40 - الشيخ الصدوق ؛ :... عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: أوّل من اتّخذ له الفقّاع في الإسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنه اللّه...فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع، فإنّه من شراب أعدائنا، فإن لم يفعل فليس منّا، ولقد حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتلبسوا لباس أعدائي، ولاتطعموا مطاعم أعدائي، ولاتسلكوا مسالك أعدائي، فتكونوا أعدائي، كما هم أعدائي (2).

41 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) ...فقال ( عليه السلام ) : نعم، أما علمت أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة؟ قلت: بلي...وصعد ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المنبر فقال: من ترك دَيناً أو ضياعاً فعليّ، وإليّ، ومن ترك مالاً فلورثته...(3).

42 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّا روينا

ص:389


1- التوحيد: 47، ح 9 و10. تقدّم الحديث بتمامه في ف ج 2 رقم 810.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 23/2 ح 51. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1829.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 85/2 ح 29. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1003.

عن النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنّ من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحاً.

فقال ( عليه السلام ) : صدقوا...(1).

43 - الشيخ الصدوق ؛ :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ أُمروا بالتمتّع بالعمرة إلي الحجّ؟

قيل: ذلك تخفيف من ربّكم ورحمة، لأن يسلم الناس من إحرامهم، ولا يطول عليهم ذلك، فتداخل عليهم الفساد، ولأن يكون الحجّ والعمرة واجبين جميعاً، فلا تعطّل العمرة ولا تبطل، ولأن يكون الحجّ مفرداً من العمرة، ويكون بينهما فصل تمييز، و قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : دخلت العمرة في الحجّ إلي يوم القيامة، ولولا أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان ساق الهدي، ولم يكن له أن يحلّ ( حَتَّي يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ و ) (2) لفعل كما أمر الناس؛ ولذلك قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو استقبلت من

أمري ما استدبرت، لفعلت كما أمرتكم، ولكنّي سُقتُ الهدي، وليس لسائق الهدي أن يحلّ حتّي يبلغ الهدي محلّه.

فقام إليه رجل فقال: يا رسول اللّه! نخرج حجّاجاً! ورؤوسنا تقطر من ماء الجنابة؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّك لن تؤمن بهذا أبداً... (3).

44 - الشيخ الصدوق ؛ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...إنّه ليس بين اللّه وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية اللّه إلاّ بالطاعة،

ص:390


1- علل الشرائع: 345، ب 52 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7 رقم 2327.
2- البقرة: 196/2.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 99/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2369.

ولقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لبني عبد المطّلب: ايتوني بأعمالكم لابأحسابكم وأنسابكم...(1).

45 - الشيخ الصدوق ؛ :...أبي الصلت الهرويّ قال: قال المأمون يوماً للرضا ( عليه السلام ) : ياأباالحسن! أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين، بأيّ وجه هو قسيم الجنّة والنار...فقال له الرضا ( عليه السلام ) : يا أمير المؤمنين! ألم ترو عن أبيك، عن آبائه، عن عبد اللّه بن عبّاس، أنّه قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: حبّ عليّ إيمان، وبغضه كفر؟...ولقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه، عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنت قسيم الجنّة يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، وهذا لك (2)

46 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد العزيز بن يحيي قال: حدّثني أحمد بن عبد اللّه الكوفيّ، عن سليمان المروزيّ عن الرضا عليّ بن موسي صلوات اللّه عليه، أنّه قال: كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يكثر الصيام في شعبان، ولقد كانت نساؤه إذا كان عليهنّ صوم، أخّرنه إلي شعبان مخافة أن يمنعن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حاجته.

وكان ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: شعبان شهري، وهو أفضل الشهور بعد شهر رمضان، فمن صام فيه يوماً كنت شفيعه يوم القيامة.

ومن صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفرت له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر، وأنّ الصائم لا يجري عليه القلم حتّي يفطر ما لم يأت بشي ء ينقض.

وأنّ الحاجّ لا يجري عليه القلم حتّي يرجع ما لم يأت بشي ء يبطل حجّه.

ص:391


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 235/2 ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2278.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 86/2 ح 30. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1010.

وأنّ النائم لا يجري عليه القلم حتّي ينتبه ما لم يكن يأت علي حرام.

وأنّ الصبيّ لا يجري عليه القلم حتّي يبلغ.

وأنّ المجاهد في سبيل اللّه لا يجري عليه القلم حتّي يعود إلي منزله ما لم يأت بشي ء يبطل جهاده.

وأنّ المجنون لا يجري عليه القلم حتّي يفيق.

وأنّ المريض لا يجري عليه القلم حتّي يصحّ.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ مبايعة اللّه رخيصة، فاشتروها قبل أن تغلو (1).

47 - الشيخ الصدوق ؛ : روي محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن آدم، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : يا عليّ لا تشاورنّ جباناً، فإنّه يضيّق عليك المخرج.

ولا تشاورنّ بخيلاً، فإنّه يقصّر بك عن غايتك.

ولا تشاورنّ حريصاً، فإنّه يزيّن لك شرّها.

واعلم أنّ الجبن، والبخل، والحرص، غريزة يجمعها سوء الظنّ (2).

ص:392


1- فضائل الأشهر الثلاثة: 55 ح 33، و116 ح 111، قطعة منه. عنه البحار: 81/94 ح 9، ووسائل الشيعة: 490/1 ح 13924، و405/10 ح 13706. قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 87/1 ح 49. قطعة منه في (صوم النبي صلي الله وعليه وآله وسلم في شعبان).
2- من لايحضره الفقيه: 293/4 ح 886. عنه الوافي: 582/5 ح 2616. عنه وعن الخصال والعلل، وسائل الشيعة: 46/12 ح 15607. الخصال: 101 ح 57. عنه البحار: 386/67 ح 47. علل الشرائع: 559 ب 350 ح 1. عنه البحار: 304/70 ح 21، و99/72 ح 11. المواعظ: 66 س 2.

48 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إ دريس ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ، عن إبراهيم بن هاشم وغيره، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه قال: نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أن يجيب الرجل أحداً وهو علي الغائط، أو يكلّمه حتّي يفرغ (1).

49 - الشيخ الصدوق ؛ :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟

فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته...

وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من زارني في حياتي أوبعد موتي فقد زار اللّه تعالي...وقد قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة.

وقال: إنّ فيكم من لايراني بعد أن يفارقني...

وقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا عرج بي إلي السماء أخذ بيدي جبرائيل ( عليه السلام ) فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلي الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة ( عليها السلام ) .

ففاطمة حوراء إنسيّ، فكلّما اشتقت إلي رائحة الجنّة، شممت رائحة ابنتي فاطمة ( عليها السلام ) ...(2).

ص:393


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 274/1 ح 8. عنه وعن العلل، البحار: 175/77 ح 17. تهذيب الأحكام: 27/1 ح 69. عنه الوافي: 120/6 ح 3897. علل الشرائع: 283 ب 201، ح 2. عنه وعن العيون والتهذيب، وسائل الشيعة: 309/1 ح 815. عوالي اللئالي: 189/2 ح 76.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 115/1 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 818.

50 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الجويباريّ ويقال له: الهرويّ، والنهروانيّ، والشيبانيّ، عن الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما جزاء من أنعم اللّه عزّوجلّ عليه بالتوحيد إلّا الجنّة (1).

51 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: أخبرني عليّ بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني (2).

52 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران

ص:394


1- التوحيد: 22 ح 17. عنه البحار: 5/3 ح 12. مشكاة الأنوار: 8 س 8. تفسير القمّيّ: 345/2 س 17، مرسلاً وبتفاوت.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 293/1 ح 47. عنه البحار: 211/39 ح 1، وإثبات الهداة: 26/2 ح 105. أمالي الصدوق: 59، المجلس 14 ح 11. عنه البحار: 19/8 ح 5، و4/40 ح 7، وإثبات الهداة: 52/2 ح 224.

الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفيّ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي بن أيّوب الرويانيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ ( رضي الله عنه ) ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنّه قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي ينزل كلّ ليلة جمعة إلي السماء الدنيا؟

فقال ( عليه السلام ) : لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه، واللّه! ما قال رسول اللّه كذلك، إنّما قال: إنّ اللّه تعالي ينزل ملكاً إلي السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أوّل الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير! أقبل، وياطالب الشرّ! أقصر، فلا يزال ينادي بهذا، حتّي يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر، عاد إلي محلّه من ملكوت السماء، حدّثني بذلك أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).

53 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : إنّ

ص:395


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 126/1 ح 21. من لايحضره الفقيه: 271/1 ح 1238. عنه الوافي: 1087/8 ح 7784. عنه وعن العيون والأمالي، والإحتجاج، والتوحيد، وسائل الشيعة: 388/7 ح 9658. أمالي الصدوق: 335، المجلس 64 ح 5. عنه البحار: 163/84 ح 1. الجواهر السنيّة: 114 س 13. التوحيد: 176 ح 7. عنه وعن الإمالي والعيون والإحتجاج، البحار: 314/3 ح 7، و114/80 ح 24. الاحتجاج: 386/2 ح 293. عنه وعن الأمالي، البحار: 265/86 ح 2. عدّة الداعي: 48 س 9. كشف الغمّة: 285/2 س 11. قطعة منه في (ذمّ المحرّفين في الأحاديث).

الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصّبين علي الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) وصار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، واتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!

قال: فمتي تفعل ذلك؟ وكان ذلك يوم الجمعة.

قال: يوم الاثنين...فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاني البارحة في منامي ومعه أميرالمؤمنين عليّ ( عليه السلام ) ، وقال: يابنيّ! انتظر يوم الاثنين فأبرز إلي الصحراء واستسق، فإنّ اللّه تعالي سيسقيهم، وأخبرهم بمايريك اللّه ممّا لايعلمون من حالهم، ليزداد علمهم بفضلك ومكانك من ربّك عزّ وجلّ، فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال:...، وقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في ذلك قولاً ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه إن تأمّله وعمل عليه، قيل: يا رسول اللّه! هلك فلان يعمل من الذنوب كيت وكيت؟!

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بل قد نجي، ولايختم اللّه عمله إلّا بالحسني، وسيمحوا اللّه عنه السيّئات، ويبدّلها من حسنات، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته وهو لايشعر، فسترها عليه، ولم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه، فقال له: أجزل اللّه لك الثواب، وأكرم لك المآب، ولاناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لايختم اللّه له إلّا بخير، بدعاء ذلك المؤمن؛ فاتّصل قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بهذا الرجل، فتاب وأناب، وأقبل علي طاعة اللّه عزّ وجلّ، فلم يأت عليه سبعة أيّام حتّي أُغير علي سرح المدينة، فوجّه رسول

ص:396

اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم...(1)

54 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن الحسين بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أنّه قال...ولقد حدّثني أبي عن جدّي، عن أبيه، عن آبائه: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من زارني في منامه فقد زارني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي، ولا في صورة أحد من أوصيائي، ولافي صورة أحد من شيعتهم، وأنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة (2) .

55 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن أبي مسروق قال: دخل علي ال رضا ( عليه السلام ) جماعة من الواقفة...فقال ( عليه السلام ) :...إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أتاه أبولهب فتهدّده، فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذّاب...(3)

56 - الشيخ الصدوق ؛ :...أبي الصلت الهرويّ قال: إنّ المأمون قال للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! قد عرفت علمك وفضلك وزهدك، وورعك وعبادتك، وأراك أحقّ بالخلافة منّي.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : بالعبوديّة للّه عزّ وجلّ أفتخر...فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه فلابدّ لك من قبول هذا الأمر!

فقال ( عليه السلام ) : لست أفعل ذلك طائعاً أبداً...فقال له: فإن لم تقبل الخلافة، ولم تجب مبايعتي لك، فكن وليّ عهدي له، تكون الخلافة بعدي؛ فقال الرضا ( عليه السلام ) : واللّه! لقد

ص:397


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 167/2، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 472.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 257/2 ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 530.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 213/2 ح 20. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 734.

حدّثني أبي، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي أُخرج من الدنيا قبلك مسموماً مقتولاً بالسمّ مظلوماً، تبكي عليّ مليكة السماء وملائكة الأرض، وأُدفن في أرض غربة إلي جنب هارون الرشيد...(1).

57 - الشيخ الصدوق ؛ :...ياسر الخادم قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا كان خلا، جمع حشمه كلّهم عنده...فبينا نحن عنده يوماً، إذ سمعنا وقع القفل الذي كان علي باب المأمون إلي دار أبي الحسن ( عليه السلام ) .

فقال لنا الرضا ( عليه السلام ) : قوموا تفرّقوا.

فقمنا عنه، فجاء المأمون ومعه كتاب طويل... وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا ( عليه السلام ) ، فلمّا كان بعد ذلك بأيّام ونحن في بعض المنازل ورد علي ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل: إنّي نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم، فوجدت فيه أنّك تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حرّ الحديد، وحرّ النار، فأري أن تدخل أنت والرضا وأميرالمؤمنين الحمّام في هذا اليوم، فتحتجم فيه، وتصبّ الدم علي بدنك ليزول نحسه عنك، فبعث الفضل إلي المأمون وكتب إليه بذلك وسأله أن يدخل الحمّام معه، ويسأل أباالحسن ( عليه السلام ) أيضاً ذلك.

فكتب المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) رقعة في ذلك، فسأله...فكتب إليه أبوالحسن ( عليه السلام ) : «لست بداخل غداً الحمّام، فإنّي رأيت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في النوم في هذه الليلة يقول لي: يا عليّ! لاتدخل الحمّام غداً...(2).

58 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال:

ص:398


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 139/2 ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 758.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 159/2 ح 24. يأتي الحديث بتمامه في ج 2 رقم 790.

حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من كان مسلماً فلا يمكر ولا يخدع، فإنّي سمعت جبرئيل ( عليه السلام ) يقول: إنّ المكر والخديعة في النار.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : ليس منّا من غشّ مسلماً، وليس منّا من خان مسلماً.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل عليّ من عند ربّ العالمين فقال: يا محمّد! عليك بحسن الخلق، فإنّه يذهب بخير الدنيا والآخرة، ألا وإنّ أشبهكم بي أحسنكم خلقاً (1).

59 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفرّاء، عن عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : ، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ موسي بن عمران لمّا ناجي ربّه عزّوجلّ قال: يا ربّ! أبعيد أنت منّي فأُناديك، أم قريب فأُناجيك؟

فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: أنا جليس من ذكرني.

فقال موسي ( عليه السلام ) : يا ربّ! إنّي أكون في حال أُجلّك أن أذكرك فيها!

فقال: يا موسي! اذكرني علي كلّ حال (2).

ص:399


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 50/2 ح 194. عنه البحار: 387/68 ح 35، ووسائل الشيعة: 77/19 ح 24192، بتفاوت، و151/12 ح 15919، قطعة منه. أمالي الصدوق: 223، المجلس 46 ح 5. عنه وسائل الشيعة: 241/12 ح 16198، عنه وعن العيون، البحار: 284/72 ح 2. الجواهر السنيّة: 111 س 9.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 127/1 ح 22، و46/2 ح 175، قطعة منه. عنه البحار: 345/13 ح 29، و153/90 ح 11، و156 ح 25، ووسائل الشيعة: 150/7 ح 8973، مثله، والجواهر السنيّة: 56 س 23، قطعة منه، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 276/3 ح 2938. عنه وعن التوحيد، البحار: 347/13 ح 33، و176/77 س 5، مثله. عنه وعن التوحيد والفقيه، وسائل الشيعة: 311/1 ح 820. التوحيد: 182 ح 17. عنه البحار: 329/3 ح 29، و308/90 ح 5، والأنوار القدسيّة: 46 س 4. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 97 ح 32. عنه البحار: 322/90 ح 34. من لايحضره الفقيه: 20/1 ح 58. كشف الغمّة: 285/2 س 20. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 252 س 1.

60 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزيّ بنيسابور قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن مروان الخوزيّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوزيّ قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الجويباريّ الشيبانيّ، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عل يّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه عزّوجلّ قدّر المقادير، ودبّر التدابير قبل أن يخلق آدم بألفي عام (1).

61 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عليّ بن محمّد، عن أبي أيّوب المدينيّ، عن سليمان الجعفريّ، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول الله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الشيب في مقدّم الرأس يمن، وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب

ص:400


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 140/1 ح 39، و31/2 ح 44. عنه نور الثقلين: 3/4 ح 6. عنه وعن الصحيفة، البحار: 93/5 ح 12. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 151 ح 89. التوحيد: 376 ح 22. عنه نور الثقلين: 4/4 ح 14.

شجاعة، وفي القفاء شؤم (1).

62 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن النعيم الشاذانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي ( عليهم السلام ) : قال: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! لقد عاتبتني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا: خطبناها إليك، فمنعتنا، وتزوّجت عليّاً! فقلت لهم: واللّه! ما أنا منعتكم وزوّجته، بل اللّه تعالي منعكم وزوّجه، فهبط عليّ جبرئيل ( عليه السلام ) فقال: يا محمّد! إنّ اللّه جلّ جلاله يقول: لو لم أخلق عليّاً ( عليه السلام ) ، لما كان لفاطمة ابنتك كفو علي وجه الأرض آدم فمن دونه (2).

63 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : بقمّ في رجب، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمّد البزّاز قال: حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان الغازيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي

محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي

ص:401


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 275/1 ح 11. عنه وعن الخصال، البحار: 106/73 ح 2. الكافي: 493/6 ح 6، وفيه: عنه، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام . عنه الوافي: 663/6 ح 5191. الخصال: 235 ح 76. عنه نور الثقلين: 322/3 ح 16. كشف الغمّة: 293/2 س 18. الفصول المهمّة: 252 س 14. نور الأبصار: 314 س 11.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 225/1 ح 3، وح 4، مثله. عنه البحار: 92/43 ح 3، والجواهر السنيّة: 196 س 12، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 408/1 ح 553 قطعة منه.

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان.

قال حمزة بن محمّد العلويّ ( رضي الله عنه ) : وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: وسمعت أبي يقول وقد روي هذا الحديث: عن أبي الصلت الهرويّ عبد السلام بن صالح، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بإسناده مثله.

قال أبو حاتم: لو قري ء هذا الإسناد علي مجنون لبرأ (1).

64 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن معقل القرميسينيّ، عن محمّد بن عبد اللّه بن طاهر قال: كنت واقفاً علي رأس أبي، وعنده أبو الصلت الهرويّ، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن محمّد بن حنبل، فقال أبي: ليحدّثني رجل منكم بحديث.

فقال أبو الصلت الهرويّ: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، - وكان واللّه رضي

ص:402


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 227/1 ح 5، و28/2 ح 17، بسند آخر. عنه البحار: 67/66 ح 19، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 439/1 ح 614، والبرهان: 214/4 ح 16، و17.. الخصال: 179 ح 242. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 81 ح 3. عنه البحار: 67/66 س 17، وفيه: عنه من آبائه عليهم السلام مثله. أمالي الصدوق: 221، المجلس 45 ح 15. عنه وعن الخصال والعيون، البحار: 63/66 ح 9. كشف الغمّة: 268/2 س 19، مرسلاً بتفاوت. عوالي اللئالي: 83/1 ح 6، بتفاوت. البحار: 366/10 ح 3، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. تاريخ بغداد: 393/9 رقم 4971. أسني المطالب: 125 س 5، بتفاوت. أمالي الطوسيّ: 448 ح 1002 وح 1003 بسند آخر مثله. عنه البحار: 68/66 ح 23. الصراط المستقيم: 175/2 س 2.

كما سمّي - عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان قول وعمل.

فلمّا خرجنا، قال أحمد بن محمّد بن حنبل: ما هذا الإسناد؟

فقال له أبي: هذا سَعوط المجانين، إذا سعط به المجنون أفاق (1).

65 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب قال: حدّثنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الإصفهانيّ قال: حدّثنا عليّ بن أبي عبد اللّه قال: حدّثنا داود بن سليمان، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أربعة أنا شفيعهم يوم القيامة ولو آتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عند ما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه، والدافع عنهم بيده (2).

66 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن عبد الوهّاب قال: أخبرنا أبو نصر منصور بن عبد اللّه بن إبراهيم الإصفهانيّ قال: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه الإسكندرانيّ قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ الرقّيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر

ص:403


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 228/1 ح 6. عنه البحار: 270/49 ح 13، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 440/1 ح 615، والبرهان: 214/4 ح 18. الخصال: 53 ح 68. عنه وعن العيون، البحار: 65/66 ح 12. كشف الغمّة: 291/2 س 14.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 259/1 ح 17. عنه وعن الخصال، البحار: 77/27 ح 10. الخصال: 196 ح 1. بحار الأنوار: 368/10 ح 16، نقلاً عن خطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبائيّ، وبتفاوت. لسان الميزان: 14/3 ضمن رقم 3271.

بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! طوبي لمن أحبّك وصدّق بك، وويل لمن أبغضك، وكذّب بك، محبّوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلي وما بين ذلك، هم أهل الدين والورع، والسمت الحسن، والتواضع للّه عزّوجلّ، خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم لذكر اللّه عزّوجلّ، وقد عرفوا حقّ ولايتك، وألسنتهم ناطقة بفضلك، وأعينهم ساكبة تحنّناً عليك وعلي الأئمّة من ولدك، يدينون للّه بما أمرهم به في كتابه، وجاءهم به البرهان من سنّة نبيّه، عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم، متواصلون غير متقاطعين، متحابّون غير متباغضين، إنّ الملائكة لتصلّي عليهم، وتؤمّن علي دعائهم، وتستغفر للمذنب منهم، وتشهد حضرته، وتستوحش لفقده إلي يوم القيامة (1).

67 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أسري بي إلي السماء، رأيت رحماً متعلّقة بالعرش تشكو رحماً إلي ربّها، فقلت لها: كم بينك وبينها من أب؟

فقالت: نلتقي في أربعين أباً (2).

ص:404


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 261/1 ح 21. عنه البحار: 150/65 ح 3، وإثبات الهداة: 481/1 ح 139، قطعة منه. ينابيع المودّة: 398/1 ح 19 بتفاوت.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 254/1 ح 5. عنه وسائل الشيعة: 507/21 ح 27712، ونور الثقلين: 437/1 ح 30. عنه وعن الخصال، البحار: 91/71 ح 13. الخصال: 540 ح 13. عنه مستدرك الوسائل: 205/15 ح 18024، ونور الثقلين: 122/3 ح 30. كشف الغمّة: 92/2 س 8، مرسلاً. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 252 س 16. نور الأبصار: 314 س 13.

68 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عليّ بن محمّد، عن أبي أيّوب المدنيّ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تعلّموا من الغراب خصالاً ثلاثاً، استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق، وحذره (1).

69 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحسين إبراهيم بن تاتانة قال: حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيمة (2).

70 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين

ص:405


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 257/1 ح 10. عنه وعن الخصال، البحار: 339/68 ح 6، و41/100 ح 3، و285 ح 13، ووسائل الشيعة: 133/20 ح 25227. الخصال: 99 ح 51. كشف الغمّة: 293/2 س 2.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 52/2 ح 201. عنه وعن الأمالي، البحار: 9/65 ح 5. أمالي الصدوق: 295، المجلس 57 ح 13. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 56 س 13.

بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللّه حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي، ثمّ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل.

قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَي ) (1) ؟

قال ( عليه السلام ) : لا يشفعون إلّا لمن ارتضي اللّه دينه (2).

71 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ وعليّ بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول

ص:406


1- الأنبياء: 28/21.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 136/1 ح 35. عنه نور الثقلين: 423/3 ح 48، ومقدّمة البرهان: 168 س 13، قطعة منه، والبرهان: 57/3 ح 4، والبحار: 19/8 ح 4، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، البحار: 34/8 ح 4. أمالي الصدوق: 16، المجلس 2 ح 4. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: 359/1 ح 465. روضة الواعظين: 549 س 14. كشف الغمّة: 286/2 س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 252 س 8، قطعة منه. نور الأبصار: 314 س 6. قطعة منه في سورة الأنبياء: 28/21.

اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّي سألت ربّي عزّوجلّ فيك خمس خصال فأعطاني.

أمّا أوّلها: فإنّي سألته أن تنشقّ الأرض عنّي، ونفض (1) التراب عن رأسي، وأنت معي فأعطاني.

وأمّا الثانية: فإنّي سألته أن يقضي عند كفّة الميزان، وأنت معي فأعطاني.

وأمّا الثالثة: فسألت ربّي عزّوجلّ أن يجعلك حامل لوائي، وهو لواء اللّه الأكبر، عليه مكتوب: المفلحون هم الفائزون بالجنّة فأعطاني.

وأمّا الرابعة: فإنّي سألته أن تسقي أُمّتي من حوضي، فأعطاني.

وأمّا الخامسة: فإنّي سألته أن يجعلك قائد أُمّتي إلي الجنّة فأعطاني، والحمد للّه الذي منّ عليّ به (2) .

72 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إنّ الناس يروون: أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه عزّوجلّ خلق آد م ( عليه السلام ) علي صورته!

فقال ( عليه السلام ) : قاتلهم اللّه! لقد حذفوا أوّل الحديث: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مرّ برجلين يتسابّان، فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبّح اللّه وجهك ووجه من يشبهك!

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) له: يا عبد اللّه! لا تقل هذا لأخيك، فإنّ اللّه عزّوجلّ خلق

ص:407


1- في الخصال وغيره من الكتب: أُنفَضُ.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 277/1 ح 16، و30/2 ح 35. عنه البحار: 4/8 ح 5. عنه وعن الخصال، وصحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 70/40 ح 106. الخصال: 314 ح 93، و94، بسند آخر وبتفاوت . عنه نور الثقلين: 119/5 ح 62، قطعة منه. المناقب للخوارزميّ: 293 ح 280. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 98 ح 34.

آدم ( عليه السلام ) علي صورته (1) .

73- الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : بقمّ، في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: أخبرنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، سنة سبع وثلاثمائة، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقي، ويعتصم بحبل اللّه المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتمّ بالأئمّة الهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه علي الخلق بعدي، وسادة أُمّتي، وقادة الأتقياء إلي الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه عزّوجلّ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (2) .

74 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن بكران النقّاش ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهمدانيّ، عن عليّ بن

ص:408


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 119/1 ح 12. التوحيد: 152 ح 11. عنه الدرّ المنثور: 272/1 س 8. الإحتجاج: 385/2 ح 292. عنه وعن التوحيد والعيون، البحار: 11/4 ح 1. قطعة منه في (ذمّ المحرّفين في الأحاديث).
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 292/1 ح 43. عنه البحار: 144/23 ح 100، ونور الثقلين: 263/1 ح 1056، قطعة منه. عنه وعن الأمالي، إثبات الهداة: 483/1 ح 142. أمالي الصدوق: 26، المجلس 5 ح 5. عنه البحار: 92/38 ح 5، وحلية الأبرار: 440/2 ح 5. كشف الغمّة: 295/2 س 11. شواهد التنزيل: 168/1 ح 177. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 15 س 12. إرشاد القلوب: 424 س 11.

الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف اللّه فيه الحسنات، ويمحو فيه السيّئات، ويرفع فيه الدرجات، من تصدّق في هذا الشهر بصدقة غفر اللّه له، ومن أحسن فيه إلي ما ملكت يمينه غفر اللّه له، ومن حسن فيه خلقه غفر اللّه له، ومن كظم فيه غيظه غفر اللّه له، ومن وصل فيه رحمه غفر اللّه له.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ شهركم هذا ليس كالشهور، إنّه إذا أقبل إليكم، أقبل بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم، أدبر بغفران الذنوب، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلّي منكم في هذا الشهر للّه عزّوجلّ ركعتين يتطوّع بهما غفر اللّه له.

ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ الشقيّ حقّ الشقيّ من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه، فيخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الربّ الكريم (1) .

75 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا الحسين بن أحمد المالكيّ، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يا عليّ! أنت المظلوم من بعدي، فويل لمن ظلمك واعتدي عليك، وطوبي لمن تبعك ولم يختر عليك!

ص:409


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 293/1 ح 46. أمالي الصدوق: 53، المجلس 13 ح 3. فضائل شهر رمضان ضمن كتاب المواعظ للصدوق: 162 ح 53. عنه وعن الأمالي والعيون، وسائل الشيعة: 312/10 ح 13493، والبحار: 361/93 ح 29. كشف الغمّة: 295/2 س 16.

يا عليّ! أنت المقاتل بعدي، فويل لمن قاتلك! وطوبي لمن قاتل معك!

يا عليّ! أنت الذي تنطق بكلامي، وتتكلّم بلساني بعدي، فويل لمن ردّ عليك! وطوبي لمن قبل كلامك!

يا عليّ! أنت سيّد هذه الأُمّه بعدي، وأنت إمامها وخليفتي عليها، من فارقك فارقني يوم القيامة، ومن كان معك كان معي يوم القيامة.

يا عليّ! أنت أوّل من آمن بي وصدّقني، وأنت أوّل من أعانني علي أمري، وجاهد معي عدوّي، وأنت أوّل من صلّي معي، والناس يومئذ في غفلة الجهالة.

يا عليّ! أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض معي، وأنت أوّل من يحوز الصراط معي، وإنّ ربّي عزّوجلّ أقسم بعزّته: أنّه لا يجوز عقبة الصراط إلّا من معه براءة بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك، وأنت أوّل من يرد حوضي تسقي منه أولياءك، وتذود عنه أعداءك، وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود، تشفّع لمحبّينا فتشفع فيهم، وأنت أوّل من يدخل الجنّة، وبيدك لوائي وهو لواء الحمد، وهو سبعون شقّة، الشقّة منه أوسع من الشمس والقمر، وأنت صاحب شجرة طوبي في الجنّة، أصلها في دارك، وأغصانها في دور شيعتك ومحبّيك.

قال إبراهيم بن أبي محمود: فقلت للرضا: يا ابن رسول اللّه! إنّ عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وفضلكم أهل البيت، وهي من رواية مخالفيكم، ولا نعرف مثله عندكم، أفندين بها؟

فقال ( عليه السلام ) : يا ابن أبي محمود! لقد أخبرني أبي، عن أبيه، عن جدّه ( عليه السلام ) : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من أصغي إلي ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن اللّه عزّوجلّ فقد عبد اللّه، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس، ثمّ قال الرضا: يا ابن أبي محمود! إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها علي ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس

ص:410

الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلي القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال اللّه عزّوجلّ: ( وَلَاتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَم ا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (1) .

يا ابن أبي محمود! إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً، فألزم طريقتنا، فإنّه من لزمنا لزمناه، ومن فارقنا فارقناه، إنّ أدني ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة: هذه نواة، ثمّ يدين بذلك، ويبرء ممّن خالفه.

يا بن أبي محمود! احفظ ما حدّثتك به، فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة (2) .

76 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن إسماعيل القرشيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : دبّ إليكم داء الأُمم قبلكم، البغضاء والحسد (3) .

77 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن

ص:411


1- الأنعام: 108/6.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 303/1 ح 63. قِطَعٌ منه في البحار: 115/2 ح 11، و239/26 ح 1، و211/39 ح 2، ونور الثقلين: 758/1 ح 240، و504/2 ح 126، ووسائل الشيعة: 128/27 ح 33394، وإثبات الهداة: 265/1 ح 95، و483 ح 143، و749/3 ح 23. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 220 س 15، و125 س 10، قطعة منه بسند آخر وبتفاوت. عنه البحار: 139/38 ح 101، وإثبات الهداة: 612/1 ح 625، قطعة منه. قطعة منه في (سورة الأنعام: 108/6) و(الوضع في أحاديث الأئمّةعليهم السلام ).
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 312/1 ح 83. عنه وعن المعاني، البحار: 252/70 ح 16، ووسائل الشيعة: 367/15 ح 20764. معاني الأخبار: 367 ح 1.

محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقمّ في رجب، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال: حدّثني أبي، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : يا عليّ! أنت حجّة اللّه، وأنت باب اللّه، وأنت الطريق إلي اللّه، وأنت النبأ العظيم، وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الأعلي.

يا عليّ! أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وخير الوصيّين، وسيّد الصدّيقين.

يا عليّ! أنت الفاروق الأعظم، وأنت الصدّيق الأكبر.

يا عليّ! أنت خليفتي علي أُمّتي، وأنت قاضي ديني، وأنت منجز عداتي.

يا عليّ! أنت المظلوم بعدي، يا عليّ! أنت المفارق بعدي.

يا عليّ! أنت المحجور بعدي، أُشهد اللّه تعالي ومن حضر من أُمّتي، أنّ حزبك حزبي، وحزبي حزب اللّه، وأنّ حزب أعداءك حزب الشيطان (1) .

78 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد الأنصاريّ ( رضي الله عنه ) بسمرقند قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن إسحاق العلويّ الموسويّ قال: حدّثنا أبي قال: أخبرني عمّي الحسن بن إسحاق قال: سمعت عمّي عليّ بن موسي الرضا يقول: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أميرالمؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من دان بغير سماع ألزمه اللّه البتّة إلي الفناء، ومن دان بسماع من غير الباب الذي فتحه اللّه عزّوجلّ لخلقه فهو مشرك،

ص:412


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 6/2 ح 13. عنه البحار: 4/36 ح 11، قطعة منه، و111/38 ح 46، ونور الثقلين: 180/4 ح 45، قطعة منه، و491/5 ح 8، قطعة منه، والبرهان: 420/4 ح 7. ينابيع المودّة: 402/3 ح 4.

والباب المأمون علي وحي اللّه تبارك وتعالي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1) .

79 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لكلّ أُمّة صدّيق وفاروق، وصدّيق هذه الأُمّة وفاروقها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأنّه سفينة نجاتها، وباب حطّتها، وأنّه يوشعها، وشمعونها، وذو قرنيها.

معاشر الناس! إنّ عليّاً خليفة اللّه، وخليفتي عليكم بعدي، وإنّه لأميرالمؤمنين، وخير الوصيّين، من نازعه فقد نازعني، ومن ظلمه فقد ظلمني، ومن غالبه فقد غالبني، ومن برّه فقد برّني، ومن جفاه فقد جفاني، ومن عاداه فقد عاداني، ومن والاه فقد والاني، وذلك أنّه أخي ووزيري، ومخلوق من طينتي، وكنت أنا وهو نوراً واحداً (2) .

80 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه

ص:413


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 9/2 ح 22. عنه وسائل الشيعة: 129/27 ح 33395. الصراط المستقيم: 20/2 س 10.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 13/2 ح 30. عنه البحار: 112/38 ح 47، ونور الثقلين: 82/1 ح 208، قطعة منه، و515 ح 392، قطعة منه، و295/3 ح 210، قطعة منه، وإثبات الهداة: 28/2 ح 109. قصص الأنبياء للراوندي: 173 ح 201. عنه إثبات الهداة: 130/2 ح 563، و239 ح 208، عن كتاب تحفة المطالب للشيخ محمّد بن عليّ العامليّ الشاميّ.

قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا يحدّث عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: لم يبق من أمثال الأنبيا ( عليهم السلام ) : إلّا قول الناس : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت (1) .

81 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه، وأحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم بن تاتانة رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ التميميّ قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: من سرّه أن ينظر إلي القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه اللّه بيده، ويكون مستمسكاً به، فليتولّ عليّاً، والأئمّة من ولده، فإنّهم خيرة اللّه عزّوجلّ وصفوته، وهم المعصومون من كلّ ذنب وخطيئة (2) .

82 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقيّ بفَيْد، بعد منصرفي من حجّ بيت اللّه الحرام، في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن جعفر المدنيّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ قال: حدّثني داود بن سليمان قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم

ص:414


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 56/2 ح 207. عنه وعن الأمالي والقصص، البحار: 333/68 ح 8. أمالي الصدوق: 412، المجلس 77 ح 1. قصص الأنبياء للراوندي: 278 ح 338.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 57/2 ح 211. عنه إثبات الهداة: 484/1 ح 146. عنه وعن الأمالي، البحار: 193/25 ح 2، و244/36 ح 56. أمالي الصدوق: 467، المجلس 85 ح 26. عنه إثبات الهداة: 531/1 ح 304.

القيامة ولّينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين اللّه عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته بينه وبيننا، كنّا أحقّ ممّن عفي وصفح (1) .

83 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد قال: حدّثني عمران، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنت والأئمّة من ولدك بعدي حجج اللّه عزّوجلّ علي خلقه، وأعلامه في بريّته، من أنكر واحداً منكم فقد أنكرني، ومن عصي واحداً منكم فقد عصاني، ومن جفا واحداً منكم فقد جفاني، ومن وصلكم فقد وصلني، ومن أطاعكم فقد أطاعني، ومن والاكم فقد والاني، ومن عاداكم فقد عاداني، لأنّكم منّي، خُلقتم من طينتي وأنامنكم (2) .

84 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ الورّاق قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عنبسة مولي الرشيد قال: حدّثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمّع الصنعانيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن

ص:415


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 57/2 ح 213. عنه البحار: 40/8 ح 24، و98/56 ح 1، والبرهان: 455/4 ح 3.
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 413/2 ح 13. عنه البحار: 97/23 ح 4، واثبات الهداة: 519/1 ح 261، ومقدمة البرهان: 24 س 15.

أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: خلق اللّه عزّوجلّ مائة ألف وصيّ، وأربعة وعشرين ألف وصيّ، فعليّ أكرمهم علي اللّه وأفضلهم (1) .

85 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميريّ، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ منّي وأنا من عليّ، قاتل اللّه من قاتل عليّاً، لعن اللّه من خالف عليّاً، عليّ إمام الخليقة بعدي، من تقدّم علي عليّ فقد تقدّم عليّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومن آثر عليه فقد آثر عليّ، أنا سلم لمن سالمه، وحرب لمن حاربه، ووليّ لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه (2) .

86 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن القرشيّ الحاكم قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن خالد بن الحسن المطوّعيّ البخاريّ قال: حدّثنا

ص:416


1- . الأمالي: 196 ح 11. عنه وعن الخصال، البحار: 30/11 ح 21، و4/38 ح 2، وإثبات الهداة: 58/2 ح 258. الخصال: 641 ح 18. قصص الأنبياء للراوندي: 372، ح 450، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . المناقب لابن شهر: 47/3، س 20، كما في القصص. الصراط المستقيم: 29/2، س 6، كما في القصص. روضة الواعظين: 125، س 4، مجلس في ذكر فضائل عليّ بن أبيطالب. مثل في القصص،
2- الأمالي: 525 ح 12. عنه البحار: 109/38 ح 40، وإثبات الهداة: 71/2 ح 306، قطعة منه. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 209 س 21. إثبات الهداة: 183/2 ح 893، قطعة منه، عن كتاب كنز المطالب للسيّد نعمة اللّه الحسينيّ الحائريّ.

أبو بكر بن أبي داود ببغداد قال: حدّثنا عليّ بن حرب الملاّئيّ قال: حدّثنا أبو الصلت الهرويّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان (1) .

87 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ، بمرو الرود، في داره قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائيّ بالبصرة قال: حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة.

وحدّثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أبوإسحاق إبراهيم بن هارون بن محمّد الخوريّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الهرويّ الشيبانيّ، عن الرضا عليّ

ص:417


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 226/1 ح 1، وح 2 بسند آخر، و227 ح 4، و28/2 ح 17، والبرهان: 214/4 ح 13، و15، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 438/1 ح 610، و611 و439 ح 613. عنه وعن الخصال، البحار: 64/66 ح 11. الخصال: 178 ح 239، و179 ح 241. أسني المطالب: 123 س 7. المجروحين: 106/2 س 8. كشف الغمّة: 307/2 س 9. جامع الأخبار: 36 س 4. ينابيع المودّة: 123/3 س 14. الصواعق المحرقة: 205 س 16.

بن موسي ( عليهماالسلام ) .

وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانيّ الرازيّ العدل ببلخ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزوينيّ، عن داود بن سليمان الفرا، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة، المكرم لذرّيّتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي في أمورهم عند ما اضطرّوا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه (1) .

88 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة، ومعها ثياب مصبوغة بالدم، فتعلّق بقائمة من قوائم العرش فتقول: يا عدل! احكم بيني وبين قاتل ولدي.

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فيحكم اللّه تعالي لابنتي وربّ الكعبة، وإنّ اللّه عزّوجلّ يغضب بغضب فاطمة، ويرضي لرضاها (2) .

ص:418


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 24/2 ح 4، و253/1 ح 2، بتفاوت وسند آخر. عنه وعن الأمالي، البحار: 220/93 ح 10، ووسائل الشيعة: 334/16 ح 21694. أمالي الطوسيّ: 366 ح 779، بتفاوت. كشف الغمّة: 292/2 س 4. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 36 س 2، عنه البحار: 49/8 ح 53. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 79 ح 2، بتفاوت، عنه البحار: 225/93 ح 24. ينابيع المودّة: 115/2 ح 325، و380 ح 79.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 26/2 ح 6، و46 ح 176. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 220/43 ح 3، و19 ح 4، قطعة منه. كشف الغمّة: 269/2 س 4. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 89 ح 21، بتفاوت، و90 ح 23، قطعة منه. ينابيع المودّة: 323/2 ح 935، مرفوعاً عن عليّ عليه السلام ، بتفاوت. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 208 س 14. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 90 ح 3.

89 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أسري بي إلي السماء أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني علي درنوك (1) من درانيك الجنّة، ثمّ ناولني سفرجلة، فأنا أُقبّلها (2) ، إذا انقلقت

فخرجت منها جارية حوراء، لم أر أحسن منها.

فقالت: السلام عليك يا محمّد! فقلت: من أنت؟

قالت: أنا الراضية المرضيّة، خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف: أسفلي من مسك، ووسطي من كافور، وأعلاي من عنبر، وعجنني من ماء الحيوان، وقال لي الجبّار: كوني، فكنت، خلقني لأخيك وابن عمّك، عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (3) .

ص:419


1- الدرنوك: البِساط. لسان العرب: 426/10.
2- في سائر الكتب: أقلّبها.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 26/2 ح 7. عنه نور الثقلين: 122/3 ح 28، ومدينة المعاجز: 379/1 س 9، مثله. عنه وعن الصحيفة، البحار: 229/39 ضمن ح 4 مثله، و178/63 ح 41. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 96 ح 30. أمالي الصدوق: 154، المجلس 34، ح 12، بإساده عن أبي سعيد الخدريّ عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . كشف الغمّة: 138/1، س 12، عن الزمخشريّ، عن كتاب ربيع الأبرار، عن عليّ عليه السلام ، رفعه إلي النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . نوادر المعجزات: 75 ح 39. جامع الأخبار: 172 س 24. المناقب للخوارزميّ: 295 ح 288. ينابيع المودّة: 409/1 ح 2، و179/2 ح 514، بتفاوت. مدينة المعاجز: 377/1 ح 244.

90 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الولد ريحانة، وريحانتاي الحسن والحسين (1) .

91 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّك قسيم الجنّة والنار، وإنّك لتقرع باب الجنّة وتدخلها بلا حساب (2) .

92 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها زجّ (3) في النار (4).

ص:420


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 8. عنه وعن الصحيفة، البحار: 264/43 ح 13. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 92 ح 24. المناقب لابن شهر: 383/3 س 9. عنه البحار: 281/43 ح 49. إحقاق الحقّ: 621/10 كنز العمّال: 667/13، رقم 37699.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 9. عنه وعن الصحيفة، البحار: 193/39 ح 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 115 ح 75. المناقب للخوارزمي: 294 ح 281. الصواعق المحرقة: 126 ب 9، الفصل الثاني س 21.. الأربعون حديثاً للخزاعيّ النيسابوريّ ضمن نوادر المعجزات: 13 ح 10.
3- في بعض المصادر: زخّ ، وكلاهما بمعني واحد.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 10. عنه وعن الصحيفة، البحار: 122/23 ح 45، ونور الثقلين: 360/2 ح 99. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 116 ح 77. عنه إثبات الهداة: 612/1 ح 621.

93 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أتاني ملك فقال: يا محمّد! إنّ اللّه يقرؤك السلام ويقول لك: قد زوّجت فاطمة من عليّ فزوّجها منه، وقد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدرّ والياقوت والمرجان، وإنّ أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منهما ولدان سيّدا شباب أهل الجنّة، وبهما تتزيّن أهل الجنّة، فأبشر يا محمّد! فإنّك خير الأوّلين والآخرين (1).

94 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ستّة من المروّة: ثلاثة منها في الحضر، وثلاثة منها في السفر، فأمّا التي في الحضر فتلاوة كتاب اللّه عزّوجلّ، وعمارة مساجد اللّه، واتّخاذ الإخوان في اللّه، وأمّا التي في السفر فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي (2).

ص:421


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 12. عنه البرهان: 295/2 ح 26. عنه وعن الصحيفة، البحار: 105/43 ح 17. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 172 ح 108، بتفاوت. كشف الغمّة: 353/1، س 7، عن ابن عبّاس. المناقب للخوارزمي: 342 ح 363. الجواهر السنيّة: 227 س 19. روضة الواعظين: 163 س 6، مرسلاً عن النبي صلي الله وعليه وآله وسلم . ينابيع المودّة: 126/2 ح 362. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 106 ح 36.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 13. عنه البحار: 196/89 ح 1. عنه وعن الخصال، البحار: 275/71 ح 1، و1/81 ح 68، ووسائل الشيعة: 436/11 ح 15197. الخصال: 324 ح 11. عنه البحار: 266/73 ح 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 102 ح 48، بتفاوت يسير. عنه وعن العيون والخصال، البحار: 311/73 ح 2.

95 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأُمّتي (1).

96 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أختنوا أولادكم يوم السابع، فإنّه أطهر وأسرع لنبات اللحم (2).

97 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أفضل الأعمال عند اللّه عزّوجلّ، إيمان لا شكّ فيه، وغزو لاغلول (3) فيه، وحجّ مبرور.

وأوّل من يدخل الجنّة شهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربّه، ونصح لسيّده، ورجل عفيف متعفّف ذو عيال.

وأوّل من يدخل النار أمير متسلّط لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقّه، وفقير فخور (4).

ص:422


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 14. عنه وعن الصحيفة، البحار: 309/27 ح 4. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 110 ح 67.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 19. عنه البحار: 112/101 ح 19، ووسائل الشيعة: 439/21 ح 27527. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 82 ح 6، بتفاوت. عنه البحار: 112/101 ح 20. لسان الميزان: 13/3 ضمن رقم 3271.
3- غلَّ غَلولاً: خان. وخصّ بعضهم به الخيانة في الفي ء والمغنم. لسان العرب: 499/11.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 20. قِطَعٌ منه في البحار: 126/69 ح 8، و290/70 ح 10، و144/71 ح 2، و341/72 ح 22، و13/93 ح 22، و16/96 ح 56، و11/97 ح 21، ومستدرك الوسائل: 486/15 ح 18941. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 83 ح 8، بتفاوت. عنه وعن الأمالي، والعيون، البحار: 272/68 ح 17، قطعة منه. أمالي المفيد: 99 ح 1، بحذف الذيل مع تفاوت يسير. عنه مستدرك الوسائل: 20/11 ح 12321.

98 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا يزال الشيطان ذعراً (1) من المؤمن ماحافظ علي الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه، وأوقعه في العظايم (2).

99 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أدّي فريضة فله عند اللّه دعوة مستجابة (3).

100 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال

ص:423


1- الذعر: الخوف. القاموس المحيط: 50/2.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 21. عنه البحار: 13/80 ح 22، ووسائل الشيعة: 112/4 ح 4648. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 84 ح 9. عنه وسائل الشيعة: 432/6 ح 8365.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 22. عنه وسائل الشيعة: 432/6 س 3 مثله، والبحار: 207/79 ح 13. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 84 ح 10. عنه وسائل الشيعة: 433/6 ح 8366. عنه وعن العيون، والطوسيّ، البحار: 321/82 ح 7. أمالي المفيد: 117 ح 1. عنه البحار: 344/90 ح 8. أمالي الطوسيّ: 596 ح 1238. عنه وسائل الشيعة: 432/6 ح 8362. لسان الميزان: 13/3 ضمن رقم 3271. المجروحين لابن حِبّان: 107/2 س 2. تهذيب التهذيب: 340/7 س 1.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : العلم (1) خزائن، ومفاتيحه السؤال، فاسألوا يرحمكم اللّه، فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلّم، والمستمع، والمجيب له (2).

101 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه عزّوجلّ يبغض رجلاً يُدخَل عليه في بيته ولايقاتل (3).

102 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تزال أُمّتي بخير ما تحابّوا وتهادوا، وأدّوا الأمانة، واجتنبوا الحرام، ووقّروا الضيف، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكوة، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين (4).

ص:424


1- في الصحيفة: للعلم.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 23. عنه وعن الصحيفة، البحار: 197/1 ح 3. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 85 ح 11، بتفاوت. البحار: 368/10 ح 12. لسان الميزان: 14/3 ضمن رقم 3271، قطعة منه. حلية الأولياء: 192/3 س 11، بتفاوت.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 28/2 ح 24. عنه وعن الصحيفة، البحار: 196/76 ح 8، ووسائل الشيعة: 123/15 ح 20124. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 86 ح 14. عنه مستدرك الوسائل: 99/11 ح 12519. البحار: 368/10 ح 13، بتفاوت.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 25. عنه البحار: 206/68 ح 11، و352/70 ح 52، و392/71 ح 10، و115/72 ح 7، و207/79 ح 14، و14/93 ح 23، ووسائل الشيعة: 254/15 ح 20434، و318/24 س 9. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 85 ح 12، بتفاوت يسير. عنه البحار: 394/66 ح 76، ومستدرك الوسائل: 258/16 ح 19795. جامع الأخبار: 136 س 3. عنه البحار: 460/72 ح 14.

103 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ليس منّا من غشّ مسلماً أو ضرّه، أو ماكره (1).

104 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ثلاثة أخافهنّ علي أُمّتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج (2).

105 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اللّهمّ ارحم خلفائي، ثلاث مرّات. قيل له (3): ومن خلفاؤك؟

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الذين يأتون من بعدي، ويروون أحاديثي وسنّتي، فيعلّمونها الناس من بعدي (4).

ص:425


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 26. عنه وسائل الشيعة: 283/17 ح 225306. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 285/72 ح 5. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 86 ح 13. عنه مستدرك الوسائل: 82/9 ح 10273، و201/13 ح 15101. البحار: 367/10 ح 4، نقلاً عن خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 28. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 272/68 ح 16. البحار: 368/10 ح 15، نقلاًعن خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. أمالي الطوسيّ: 157 ح 263. عنه وعن العيون، البحار: 451/22 ح 7. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 87 ح 17. أمالي المفيد: 118 ح 1. عنه البحار: 196/69 ح 22، ومستدرك الوسائل: 276/11 ح 12995.
3- في الصحيفة: قيل له: يا نبيّ اللّه، وفي بعض الكتب: يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 94. عنه وسائل الشيعة: 92/27 ح 33298. عنه وعن الصحيفة والعوالي، البحار: 144/2 ح 4. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 115 ح 74، بتفاوت. عنه وعن العوالي، مستدرك الوسائل: 287/17 ح 21365. عوالي اللئاليّ: 64/4 ح 19، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . منية المريد: 192 س 18، نحو العوالي.

106 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا سمّيتم الولد محمّداً فأكرموا، وأوسعوا له في المجالس، ولا تقبّحوا له وجهاً (1).

107 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مامن قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمّد وأحمد، فأدخلوه في مشورتهم إلّا خير لهم (2).

108 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مامن مائدة وضعت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمّد، إلّا قدّس ذلك المنزل في كلّ يوم مرّتين (3).

ص:426


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 29. عنه وعن الصحيفة، البحار: 128/101 ح 8، و9. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 88 ح 18. وسائل الشيعة: 394/21 ح 27390. مجمع البيان: 514/1 س 15.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 30. عنه البحار: 128/101 ح 10، و254/88 ح 6، بتفاوت. مكارم الأخلاق: 211 س 3. عنه البحار: 92/101 ح 21. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 88 ح 19، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: 394/21 ح 27391، والبحار: 129/101 ح 11، مثله. عنه وعن العيون، البحار: 98/72 ح 7.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 31. عنه البحار: 129/101 ح 12. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 88 ح 20. عنه مستدرك الوسائل: 328/16 ح 20050، والبحار: 129/101 ح 13، مثله. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 394/21 ح 27392.

109 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة، وقد أمرنا بإسباغ الطهور، وأن لا نُنزِيَ (1)حماراً علي عتيقه

(2)(3).

110 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مثل المؤمن عند اللّه عزّوجلّ كمثل ملك مقرّب، وإنّ المؤمن عند اللّه أعظم من ذلك، وليس شي ء أحبّ إلي اللّه من مؤمن تائب، أو مؤمنة تائبة (4).

111 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذبهم، ووعدهم

ص:427


1- قال ابن الأثير: في حديث عليّ (أُمرنا أن لاننزي الحمر علي الخيل) أي نحملها عليها للنسل. النهاية: 44/5.
2- قال ابن الأثير: العاتق: الشابّة، أوّل ماتدرك، وقيل: هي التي لم تبن من والديها، ولم تتزوّج وقد أدركت وشبّت. النهاية: 178/3، «عتق».
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 32. عنه البحار: 303/77 ح 6، و59/100 ح 2، و74/93 ح 8، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 488/1 ح 1291. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 93 ح 26. عنه البحار: 365/16 ح 71، و50/27 ح 1، و225/61 ح 11، و270/77 ح 24، ووسائل الشيعة: 270/9 ح 11997، ومستدرك الوسائل: 334/1 ح 766، و186/13 ح 15053. كشف الغمّة: 47/1 س 7.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 29/2 ح 33. عنه، وسائل الشيعة: 75/16 ح 21021. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 21/6 ح 15. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 94 ح 27. عنه البحار: 299/57 ح 6، ومستدرك الوسائل: 125/12 ح 13695. مشكاة الأنوار: 78 س 15، مرسلاً وبتفاوت. عنه البحار: 72/64 ح 41. البحار: 367/10 ح 6، عن نسخة قديمة عنده. جامع الأخبار: 85 س 4، مرسلاً بتفاوت.

فلم يخلفهم، فهو ممّن كملت مروّته، وظهرت عدالته، ووجبت أُخوّته، وحرمت غيبته (1).

112 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أتاني ملك فقال: يا محمّد! إنّ ربّك عزّوجلّ يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكّة ذهباً.

قال: فرفع رأسه إلي السماء وقال: يا ربّ! أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأسألك (2).

113 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياعليّ! إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك علي خيل بُلق (3)، متوّجين بالدرّ والياقوت، فيأمر اللّه بكم إلي الجنّة، والناس ينظرون (4).

ص:428


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 34. عنه نور الثقلين: 93/5 ح 70. عنه وعن الخصال وصحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 1/67 ح 1، و92/72 ح 4، و252 ح 26. الخصال: 208 ح 28. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 396/27 ح 34046، والبحار: 35/85 س 6. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 97 ح 31. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 279/12 س 5 و6. مستدرك الوسائل: 440/17 ح 21808، عن كتاب الأربعين لابن زهرة.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 36. عنه البحار: 64/69 ح 13. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام والأمالي، البحار: 220/16 ح 12. أمالي المفيد: 124 ح 1. عنه حلية الأبرار: 220/1 ح 5. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 116 ح 76. جامع الأخبار: 108 س 14، مرسلاً وبتفاوت.
3- بَلِق الفرس بلقاً: كان فيه سواد وبياض. المعجم الوسيط: 70.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 37. عنه البحار: 26/40 ح 51. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 121 ح 78. عنه البحار: 330/7 ح 7. ينابيع المودّة: 356/2 ح 18. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 159 ح 58.

114 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمّد! نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (1).

115 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كأنّي قد دعيت فأجبت، وإنّي تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من الآخر، كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفونني فيهما (2).

116 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بحسن الخلق، فإنّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة، وإيّاكم وسوء الخلق، فإنّ سوء الخلق في النار لا محالة (3).

ص:429


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 39. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 133 ح 83. عنه البحار: 330/7 ح 8. كشف الغمّة: 376/1 س 7. عنه البحار: 345/37 ح 20. كفاية الطالب: 184 س 13. المناقب للخوارزمي: 294 ح 282. عنه الجواهر السنيّة: 229 س 11. عمدة عيون صحاح الأخبار: 437 ح 670، عن مناقب ابن المغازلي.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 40. عنه البحار: 13/89 ح 2. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 144/23 ح 101. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 135 ح 84. عنه إثبات الهداة: 612/1 ح 622، مختصراً. البحار: 369/10 ح 18، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 41. عنه وسائل الشيعة: 28/16 ح 20881. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 386/86 ح 31، ووسائل الشيعة: 152/12 ح 15920. جامع الأخبار: 107 س 4. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 150 ح 86، بتفاوت يسير. البحار: 369/10 ح 19، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. مجمع البيان: 333/5 س 20، عنه البحار: 383/68 س 2. روضة الواعظين: 414 س 10، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . مشكاة الأنوار: 223 س 12، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .

117 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قال حين يدخل السوق: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو علي كلّ شي ء قدير» أُعطِي من الأجر، عدد ما خلق اللّه إلي يوم القيامة (1).

118 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ للّه عزّوجلّ عموداً من ياقوت أحمر، رأسه تحت العرش، وأسفله علي ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلي، فإذا قال العبد: لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، اهتزّ العرش، وتحرّك العمود، وتحرّك الحوت، فيقول اللّه عزّوجلّ: اسكن ياعرشي! فيقول: يا ربّ! كيف أسكن، وأنت لم تغفر لقائلها؟ فيقول اللّه تبارك وتعالي: اشهدوا سكّان سماواتي، أنّي قد غفرت لقائلها (2).

ص:430


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 42. عنه البحار: 172/73 ح 2، و97/100 ح 26، ووسائل الشيعة: 409/17 ح 22859. البحار: 369/10 ح 21، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 150 ح 87. عنه البحار: 97/100 ح 27، مثله، ومستدرك الوسائل:266/13 ح 15311.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 43. عنه نور الثقلين: 40/5 ح 53. عنه وعن التوحيد، البحار: 193/90 ح 6، ووسائل الشيعة: 213/7 ح 9145. التوحيد: 23 ح 20. الجواهر السنيّة: 125 س 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 151 ح 88. مكارم الأخلاق: 296 س 21.

120 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتضيّعوا صلاتكم، فإنّ من ضيّع صلاته حُشر مع قارون وهامان، وكان حقّاً علي اللّه، أن يدخله النار مع المنافقين، فالويل لمن لم يحافظ علي صلاته، وأداء سنّة نبيّه (1).

121 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ موسي ( عليه السلام ) سأل ربّه عزّوجلّ فقال: يا ربّ! اجعلني من أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: يا موسي! إنّك لا تصل إلي ذلك (2).

122 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء، رأيت في السماء الثالثة رجلاً قاعداً،

ص:431


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 46. عنه وسائل الشيعة: 30/4 ح 4431. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 14/80 ح 23. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 152 ح 91، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 28/3 ح 2933. جامع الأخبار: 74 س 3، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم ، بإختصار. عنه البحار: 202/79 ح 2.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 47. عنه البحار: 344/13 ح 27. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 354/16 ح 39، و268/26 ح 3. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 152 ح 92. الجواهر السنيّة: 56 س 19. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 34 ح 15.

رِجلٌ له في المشرق، ورِجلٌ له في المغرب، وبيده لوح ينظر فيه، ويحرّك رأسه، فقلت: يا جيرئيل! من هذا؟ قال: هذا ملك الموت (1).

123 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه سخّر لي البراق، وهي دابّة من دوابّ الجنّة، ليست بالقصير، ولابالطويل، فلو أنّ اللّه تعالي أذن لها، لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة، وهي أحسن الدوابّ لوناً (2).

124 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عزّوجلّ لملك الموت: يا ملك الموت! وعزّتي وجلالي، وارتفاعي في علوّي، لأُذيقنّك طعم الموت، كما أذقت عبادي (3).

125 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال

ص:432


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 48. عنه البحار: 141/6 ح 3، و353/18 ح 64، ونور الثقلين: 122/3 ح 29. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 153 ح 93. عنه البحار: 252/56 ح 12.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 49. عنه البحار: 316/18 ح 29، وتفسير نور الثقلين: 100/3 ح 13، والبرهان: 404/2 ح 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 154 ح 95، بتفاوت.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 50. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام وأمالي الطوسيّ، البحار: 328/6 ح 7. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 154 ح 96. أمالي الطوسيّ: 336 ح 682، بسند آخر وبتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 142/6 ح 4 و5. الجواهر السنيّة: 127 س 1.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا نزلت هذه الآية ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) (1) ، قلت: يا ربّ! أتموت الخلائق كلّهم ويبقي الأنبياء؟

فنزلت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآلِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) (2) (3) .

126 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اختاروا الجنّة علي النار، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكبّين خالدين فيها أبداً (4).

127 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه أمرني بحبّ أربعة: عليّ ( عليه السلام ) ، وسلمان، وأباذر، ومقداد بن الأسود (5).

128 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلّا وعندنا فيه علم (6).

ص:433


1- الزمر: 30/39.
2- العنكبوت: 57/29.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 51. عنه البحار: 175/79 ح 12، ونور الثقلين: 167/4 ح 87، و486 ح 48. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 328/6 ح 8. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 271 ح 5.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 52. عنه البحار: 120/74 ح 18، ونور الثقلين: 45/5 ح 84. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 174/68 ح 9. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 154 ح 97.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 53. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 326/22 ح 27. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 155 ح 100.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 54. عنه البحار: 19/26 ح 4. البحار: 369/10 ح 23، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 156 ح 101.

129 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة نادي مناديٌ: يا معشر الخلائق! غضّوا أبصاركم حتّي تجوز فاطمة بنت محمّد (1).

130 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما (2).

131 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة تجلّي اللّه عزّوجلّ لعبده المؤمن، فيوقفه علي ذنوبه ذنباً ذنباً، ثمّ يغفر اللّه له، لا يطّلع اللّه علي ذلك ملكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً، ويستر عليه مايكره أن يقف عليه أحد، ثمّ يقول لسيّئاته: كوني حسنات (3).

132 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من استذلّ مؤمناً، أو حقّره لفقره، أو قلّة ذات يده، شهّره اللّه يوم

ص:434


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 32/2 ح 55. عنه وعن الصحيفة، البحار: 220/43 ح 4. كشف الغمّة: 457/1 س 4، عن ابن خالوية مرفوعاً، بتفاوت. عنه البحار: 52/43 ضمن ح 48. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 156 ح 102. عنه البحار: 220/43 ح 5، مثله.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 56. عنه البحار: 264/43 ح 14. عنه وعن صحيفة الإمام الرضاعليه السلام ، البحار: 91/39 س 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 158 ح 103. المناقب للخوارزمي: 294 ح 283.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 57. عنه البحار: 261/66 س 13. عنه وعن الصحيفة، البحار: 287/7 ح 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 170 ح 104، بتفاوت.

القيامة، ثمّ يفضحه (1).

133 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كان وما يكون إلي يوم القيامة مؤمن إلّا وله جار يؤذيه (2).

134 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه عزّوجلّ غافر كلّ ذنب إلاّ من أحدث ديناً (3)، أو أغصب أجيراً أجره، أو رجل باع حرّاً (4).

ص:435


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 58، و70 ح 326، مثله وبتفاوت. عنه البحار: 142/72 ح 4، و143 ح 5، ووسائل الشيعة: 266/12 ح 16271، و267 ح 16272، مثله. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 170 ح 105. عنه البحار: 44/69 ح 52. روضة الواعظين: 497 س 20، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . جامع الأخبار: 111 س 8، مرسلاً وبتفاوت. مشكاة الأنوار: 128 س 5، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 59. عنه وسائل الشيعة: 124/12 ح 15834. عنه وعن الصحيفة، البحار: 226/64 ح 33. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 273 ح 9. عنه البحار: 44/69 ضمن ح 52. كشف الغمّة: 268/2 س 14. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 252 س 12. نور الأبصار: 314 س 9، بتفاوت.
3- في الصحيفة: إلّا من أخّر مَهراً.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 60. عنه البحار: 219/69 ح 1، و128/100 ح 3، بتفاوت يسير، و166 ح 3، بتفاوت يسير، ووسائل الشيعة: 55/16 ح 20964، و108/19 ح 24256. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 171 ح 107. عنه مستدرك الوسائل: 378/13 ح 15653، و29/14 ح 16019، و72/15 ح 17573، والبحار: 129/100 ح 7، و168 ح 11، و350 ح 18.

135 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) (1)؛

قال: يدعي كلّ قوم بإمام زمانهم، وكتاب ربّهم، وسنّة نبيّهم (2).

136 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده، وإنّه لأكرم علي اللّه من ملك مقرّب (3).

137 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من بهت مؤمناً أو مؤمنة، أو قال فيه ما ليس فيه، أقامه اللّه يوم

ص:436


1- الإسراء: 71/17.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 61. عنه البحار: 10/8 ح 2، وتفسير نور الثقلين: 190/3 ح 326، بتفاوت، وإثبات الهداة: 101/1 ح 104، والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 352/1 ح 447، والبرهان: 429/2 ح 5. عنه وعن الصحيفة، البحار: 264/24 ح 24. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 98 ح 35. كشف الغمّة: 269/2 س 10. عنه إثبات الهداة: 137/1 ح 268. مجمع البيان: 430/3 س 1، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة: 133/1 ضمن ح 24، والبحار: 8/8 س 19، والبرهان: 431/2 ح 25. المناقب لابن شهر: 65/3 س 12. عنه البرهان: 431/2 ح 21. تأويل الآيات الظاهرة: 276 س 5. خصائص الوحي المبين: 220 ح 167، عن تفسير الثعلبيّ. عمدة عيون صحاح الأخبار: 413 ح 606، عن تفسير الثعلبيّ.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 62. عنه نور الثقلين: 188/3 ح 313. عنه وعن الصحيفة، البحار: 18/65 ح 26. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 99 ح 36. عنه البحار: 299/57 ح 7.

القيامة علي تلّ من نار، حتّي يخرج ممّا قاله فيه (1).

138 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حرمت الجنّة علي من ظلم أهل بيتي، وعلي من قاتلهم، وعلي المعين عليهم، وعلي من سبّهم، ( أُوْلئکَ لَا خَلَقَ لَهُمْ فِي الْأَخِرَةِ وَلَايُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَايَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَلَايُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَ لِيمٌ ) (2) (3).

139 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه عزّوجلّ يحاسب كلّ خلق إلّا من أشرك باللّه، فإنّه لا يحاسب يوم القيامة ويؤمر به إلي النار (4).

ص:437


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 63. عنه وعن الصحيفة، البحار: 194/72 ح 5، ووسائل الشيعة: 287/12 ح 16323. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 99 ح 37. روضة الواعظين: 516 س 7، مرسلاً.
2- آل عمران: 77/3.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 65. عنه البحار: 222/27 ح 10، ونور الثقلين: 355/1 ح 196، قطعة منه. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 99 ح 39. أمالي الطوسيّ: 164 ح 272، بتفاوت. عنه وعن الصحيفة، البحار: 202/27 ح 1. كشف الغمّة: 389/1 س 16، بتفاوت. تأويل الآيات الظاهرة: 119 س 19، و743 س 4، مرسلاً وبتفاوت عن رسول ال لّه صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه البحار: 224/24 ح 14، و225/27 ح 16. بناء المقالة الفاطميّة: 392 س 1، وزاد فيه بعد قوله: من ظلم أهل بيتي، وآذاني في عترتي، ومن اصطنع صنيعة إلي أحد من ولد عبد المطّلب، ولم يجازه عليها، فأنا أجازيه به غداً إذا لقيني في القيامة.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 66. عنه نور الثقلين: 489/1 ح 293، و497/4 ح 101، و569/5 ح 37، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 351/1 ح 443. عنه وعن الصحيفة، البحار: 260/7 ح 7. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 100 ح 40. جامع الأخبار: 176 س 2.

140 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تسترضعوا الحمقاء، ولا العمشاء (1) ، فإنّ اللبن يعدي (2).

141 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الذي يسقط من المائدة مهور حور العين (3).

142 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ليس للصبيّ لبن خير من لبن أُمّه (4).

143 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

ص:438


1- العمش: ضعف رؤية العين مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها. لسان العرب:320/6.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 67. عنه البحار: 323/100 ح 13، ووسائل الشيعة: 467/21 ح 27603، ونور الثقلين: 228/1 ح 890. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 100 ح 41، بتفاوت. عنه البحار: 323/100 ح 14، مثله.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 68. عنه وعن الصحيفة، البحار: 433/63 ح 20، ووسائل الشيعة: 380/24 ح 30833. مكارم الأخلاق: 132 س 19، مرسلاً. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 101 ح 43، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 291/16 ح 19921، ونور الثقلين: 632/4 ح 50. الدعوات: 139 ح 344 مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 69. عنه البحار: 323/100 ح 15، ونور الثقلين: 228/1 ح 891. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 101 ح 42. عنه مستدرك الوسائل: 156/15 ح 17843، والبحار: 324/100 ح 16 مثله. عنه وعن العيون، وسائل الشيعة: 468/21 ح 27604.

من حسن فقهه فله حسنة (1).

144 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه، فإنّ الذروة فيها البركة (2).

145 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نعم الإدام الخلّ، لا يفتقر أهل بيت عندهم الخلّ (3).

146 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اللّهمّ بارك لأُمّتي في بكورها، يوم سبتها وخميسها (4).

147 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ادّهنوا بالبنفسج، فإنّها بارد في الصيف، وحارّ في الشتاء (5).

ص:439


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 70. عنه البحار: 15/2 ح 32.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 71. عنه البحار: 415/63 ح 16، ووسائل الشيعة: 367/24 ح 30797. عنه وعن الصحيفة، البحار: 79/63 ح 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 101 ح 46. عنه مستدرك الوسائل: 283/16 ح 19892. الدعوات: 141 ح 355، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 72. عنه وسائل الشيعة: 23/25 ح 31036، و90 ح 31279، والبحار: 305/63 ح 23. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 101 ح 45. عنه البحار: 305/63 س 16، ومستدرك الوسائل: 363/16 ح 20182.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 73. عنه وسائل الشيعة: 359/11 ح 15013، بتفاوت، ومستدرك الوسائل: 116/8 ح 9202. عنه وعن الصحيفة، البحار: 47/56 ح 5. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 103 ح 49. عنه مستدرك الوسائل: 59/13 ح 14746. الخصال: 394 ح 98. عنه وسائل الشيعة: 359/11 ح 15011. عنه وعن العيون، البحار: 41/100 ح 1. عنه وعن العيون والصحيفة، البحار: 35/56 ح 3.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 34/2 ح 74. عنه وسائل الشيعة: 162/2 ح 1817. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 103 ح 51. عنه مستدرك الوسائل: 429/1 ح 1079. طبّ النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم : 24 س 16، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه البحار: 294/59 س 12. الدعوات: 156 ح 425، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . المجروحين: 106/2 س 10. تهذيب التهذيب: 339/7 س 21.

148 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : التوحيد نصف الدين، واستنزلوا الرزق بالصدقة (1).

149 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اصطنع الخير إلي من هو أهله، وإلي من هو غير أهله، فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله (2).

150 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رأس العقل بعد الإيمان باللّه التودّد إلي الناس ، واصطناع الخیر

ص:440


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 75. عنه وسائل الشيعة: 371/9 ح 12264، والبحار: 392/71 ح 11، وفيه: التودّد نصف الدين. ونور الثقلين: 39/5 ح 51، قطعة منه. عنه وعن التوحيد، البحار: 121/93 ح 25. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 104 ح 52، وفيه: فاستنزلوا الرزق من قِبل اللّه بالصدقة. عنه البحار: 316/73 ح 5. التوحيد: 68 ح 24. عنه وسائل الشيعة: 371/9 ح 12267، والبحار: 240/3 ح 25، ونور الثقلين: 565/4 ح 39، قطعة منه، و126/5 ح 37. جامع الأخبار: 5 س 24، قطعة منه مرسلاً.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 76، و68 ح 317 بتفاوت. عنه نور الثقلين: 521/3 ح 223. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 295/16 ح 21585، و21587، والبحار: 409/71 ح 12. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 104 ح 53، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 347/12 ح 14254.

إلي كلّ برّ وفاجر (1).

151 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : سيّد طعام أهل الدنيا والآخرة اللحم، ثمّ الأرزّ (2).

152 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كلوا الرمّان، فليست منه حبّة تقع في المعدة إلّا أنارت القلب، وأخرجت الشيطان أربعين يوماً (3).

153 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالزيت، فإنّه يكشف المرّة، ويذهب البلغم، ويشدّ العصب، ويذهب بالضنا (4)، ويحسّن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغمّ (5).

ص:441


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 77. عنه البحار: 392/71 ح 12، ونور الثقلين: 521/3 ح 224. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 295/16 ح 21586، والبحار: 409/71 ح 13. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 105 ح 54. مستدرك الوسائل: 353/8 ح 9643، عن الأربعين لابن زهرة.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 79. عنه وسائل الشيعة: 23/25 ح 31039. عنه وعن الصحيفة، البحار: 58/63 ح 5، و260 ح 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 106 ح 56، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 376/16 ح 20237. مكارم الأخلاق: 145 س 17، مرسلاً وبتفاوت. عنه البحار: 262/63 ضمن ح 7.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 80. عنه وسائل الشيعة: 23/25 ح 31040. عنه وعن الصحيفة، البحار: 154/63 ح 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 106 ح 57. عنه مستدرك الوسائل: 395/16 ح 20301، مثله. الدعوات: 157 ح 428. عنه مستدرك الوسائل: 39/16 ح 20300.
4- في بعض الكتب: بالأعياء.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 81. عنه وسائل الشيعة: 23/25 ح 31041، و31042، وفيه [الزبيب ] بدل [الزيت ]، والبحار: 151/63 ح 2، مثله. عنه وعن الصحيفة، البحار: 179/63 ح 3. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 107 ح 58، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 365/16 ح 20191. الخصال: 343 ح 9، بسند آخر بتفاوت، وفيه: [الزبيب ] بدل [الزيت ]. عنه وسائل الشيعة: 152/25 ح 31486. عنه البحار: 151/63 ح 1. مكارم الأخلاق: 180 س 17، عنه مستدرك الوسائل: 365/16، ح 20193.

154 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كلوا العنب حبّة حبّة، فإنّه أهنأ وأمرأ(1) (2).

155 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن يكن في شي ء شفاء، ففي شَرِطَة حجّام، أو شربة عسل (3)

156 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

ص:442


1- أمرأ الطعام: نفعه. المعجم الوسيط: 860.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 82. عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31043. عنه وعن الصحيفة، البحار: 147/63 ح 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 107 ح 59. عنه مستدرك الوسائل: 312/16 ح 19987. مكارم الأخلاق: 164 س 16. الدعوات: 148 ح 388، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 83. عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31044، والبحار: 116/59 ح 25، ونور الثقلين: 66/3 ح 136. عنه وعن الصحيفة، البحار: 290/63 ح 3. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 107 ح 60، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 368/16 ح 20207. مكارم الأخلاق: 156 س 5. الدعوات: 151 ح 400، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .

لا تردّوا شربة العسل علي من أتاكم بها (1).

157 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا طبختم، فأكثروا القرع، فإنّه يسلّ قلب الحزين (2).

158 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أفضل أعمال أُمّتي انتظار فرج اللّه (3).

159 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ضعفت عن الصلاة والجماع، فنزلت عليّ قدر من السماء فأكلت، فزاد في قوّتي قوّة أربعين رجلاً في البطش والجماع، وهو الهريس (4).

ص:443


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 84. عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31045، والبحار: 290/63 ضمن ح 3، ونور الثقلين: 66/3 ح 137. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 108 ح 61. عنه مستدرك الوسائل: 368/16 ح 20206.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 85، عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31046. عنه وعن الصحيفة، البحار: 225/63 ح 2. مكارم الأخلاق: 167 س 11. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 108 ح 62، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 425/16 ح 20430. الدعوات: 148 ح 390 مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 87. عنه البحار: 122/52 ح 2، والوافي: 441/2 س 16. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 108 ح 63. إكمال الدين وإتمام النعمة: 644/2 ح 3. عنه البحار: 128/52 ح 21. الفرج بعد الشدّة: 111/1 ضمن رقم 20.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 88. عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31048، والبحار: 87/63 ح 6. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 109 ح 64، بتفاوت. عنه البحار: 224/16 ح 27.

160 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ليس شي ء أبغض إلي اللّه من بطن ملآن (1)

161 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! من كرامة المؤمن علي اللّه، أنّه لم يجعل لأجله وقتاً حتّي يهمّ ببائقة، فإذا همّ ببائقة (2).، قبضه إليه.

قال: وقال جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) : تجنّبوا البوائق، يمدّ لكم في الأعمار (3).

162 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا لم يستطع الرجل أن يصلّي قائماً، فليصلّ جالساً، فإن لم يقدر أن يصلّي جالساً، فليصلّ مستلقياً، ناصباً رجليه بحيال القبلة، يؤمي إيماءً (4).

163 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً، أعطي ثواب صيام عشرة

ص:444


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 89. عنه وسائل الشيعة: 24/25 ح 31049، ونور الثقلين: 20/2 ح 71. عنه وعن الصحيفة، البحار: 333/63 ح 14. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 109 ح 66. عنه وعن العيون، مستدرك الوسائل: 212/16 ح 19629.
2- البائقة: الداهية، والشرّ. المعجم الوسيط: 77.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 90. عنه البحار: 19/65 ح 28، ونور الثقلين: 356/4 ح 55، قطعة منه، و582 ح 102، قطعة منه. عنه وعن الصحيفة، البحار: 352/70 ح 53. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 113 ح 70، بتفاوت. قطعة منه في (ما رواه عن الإمام الصادق عليه السلام .
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 91، و68 ح 316. عنه وعن الصحيفة، البحار: 334/84 ح 3، ووسائل الشيعة: 486/5 ح 7130، وح 7131. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 114 ح 71.

أيّام غزّ زهر، لاتشاكل أيّام الدنيا (1).

164 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من ضمن لي واحدة ضمنت له أربعة: يصل رحمه فيحبّه اللّه، ويوسّع عليه في رزقه، ويزيد في عمره، ويدخله الجنّة التي وعده (2).

165 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الخُْلقُ السيّ ء يفسد العمل، كما يفسد الخلّ العسل (3).

166 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال ر سول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ العبد لينال بحسن خلقه درجة الصائم القائم (4).

167 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال

ص:445


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 36/2 ح 92. عنه البحار: 123/94 ح 1. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 412/10 ح 13726. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 72/114، بتفاوت. عنه البحار: 266/93 ح 12.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 93. عنه وعن الصحيفة، البحار: 92/71 ح 16. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 114 ح 73، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 246/15 ح 18130. روضة الواعظين: 426 س 8.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 96. عنه وعن الصحيفة، مستدرك الوسائل: 73/12 ح 13545، ووسائل الشيعة: 152/12 ح 15921، والبحار: 297/70 ح 8. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 226 ح 113.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 97. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 152/12 ح 15922، والبحار: 386/68 ح 32. جامع الأخبار: 107 س 18، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 225 ح 110.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما من شي ء أثقل في الميزان من حسن الخلق (1).

168 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من حفظ من أُمّتي أربعين حديثاً ينتفعون بها، بعثه اللّه يوم القيامة فقيهاً عالماً (2).

169 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ سورة ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ ) أربع مرّات، كان كمن قرأ القرآن كلّه (3).

170 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أقربكم منّي مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً، وخيركم لأهله (4).

ص:446


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 98. عنه نور الثقلين: 392/5 ح 27. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 152/12 ح 15923، والبحار: 386/68 ح 33. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 225 ح 111. مجمع البيان: 333/5 س 19.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 99. عنه وسائل الشيعة: 93/27 ح 33299. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 226 ح 114، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 287/17 س 16، مثله، والبحار: 156/2 ح 8. مستدرك الوسائل: 290/17 ح 21379، عن كتاب الأربعين للشهيد.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 102. عنه وعن الصحيفة، البحار: 333/89 ح 1، ومستدرك الوسائل: 366/4 ح 4953. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 228 ح 118.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 38/2 ح 108. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 153/12 ح 15927، والبحار: 387/68، ضمن ح 34. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 230 ح 124.

171 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أحسن الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي (1).

172 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالعدس فإنّه مبارك مقدّس، يرقّق القلب، ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيّاً، آخرهم عيسي ابن مريم ( عليه السلام ) (2).

173 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: إنّي أخاف عليكم استخفافاً بالدين، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، وأن تتّخذوا القرآن مزامير، وتقدّمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين (3).

ص:447


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 38/2 ح 109. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 153/12 ح 15928، والبحار: 387/68 ضمن ح 34. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 230 ح 125.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 41/2 ح 136. عنه وسائل الشيعة: 26/25 ح 31066، والبحار: 254/14 ح 48. عنه وعن الصحيفة والمكارم، البحار: 257/63 ح 1. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 244 ح 150. عنه مستدرك الوسائل: 378/16 ح 20244. مكارم الأخلاق: 178 س 12. الدعوات: 148 ح 392، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . دعائم الاسلام: 112/2 ح 370، مرسلاً ومختصراً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه مستدرك الوسائل: 378/16 ح 20245، والبحار: 259/63 ح 9.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 42/2 ح 140. عنه مستدرك الوسائل: 274/4 ح 4686، قطعة منه، ووسائل الشيعة: 307/17 ح 22611، والبحار: 452/22 ح 8، و227/69 ح 2، و243/76 ح 15، و72/85 ح 22، و194/89 ح 8. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 248 ح 162، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 106/9 ح 10364، عنه وعن العيون، البحار: 92/71 ح 17.

174 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالزيت فكله وادّهن به، فإنّ من أكله وادّهن به، لم يقرّبه الشيطان أربعين يوماً (1).

175 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : عليك بالملح، فإنّه شفاء من سبعين داء، أدناها الجذام، والبرص، والجنون (2).

176 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من بدء بالملح أذهب اللّه عنه سبعون داء، أقلّها الجذام (3).

177 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] عن عليّ بن

ص:448


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 42/2 ح 141. عنه وسائل الشيعة: 27/25 ح 31069. عنه وعن الصحيفة، البحار: 179/63 ح 1، بتفاوت. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 249 ح 164، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 444/1 ح 1118، و364/16 ح 20190.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 42/2 ح 142. عنه وسائل الشيعة: 27/25 ح 31070. عنه وعن الصحيفة، البحار: 397/63 ح 14. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 249 ح 165، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: 310/16 ح 19982. الدعوات: 145 ح 377، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 42/2 ح 144. عنه وسائل الشيعة: 27/25 ح 31071. عنه وعن الصحيفة، البحار: 397/63 ح 15. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 249 ح 163، وفيه: بإسناده قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال:... عنه وعن العيون، مستدرك الوسائل: 310/16 ح 19983.

الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : أنّه قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أنعم اللّه تعالي عليه نعمة فليحمد اللّه تعالي، ومن استبطأ عليه الرزق فليستغفر اللّه، ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوّة إلّا باللّه (1).

178 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أفتي الناس بغير علم، لعنته ملائكة السموات والأرض (2).

179 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ]، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي سمّيت ابنتي فاطمة، لأنّ اللّه عزّوجلّ فطمها، وفطم من أحبّها من النار (3).

180 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تعالي يغضب لغضب فاطمة، ويرضي لرضاها (4).

ص:449


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 46/2 ح 171. عنه مستدرك الوسائل: 367/5 ح 6106، قطعة منه، والبحار: 45/68 ح 49، و187/90 ح 10، ونور الثقلين: 424/5 ح 12 عنه وعن الصحيفة، البحار: 210/90 ح 5، و277 ح 2. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 258 ح 192، بتفاوت. عنه البحار: 190/90 ح 29، ومستدرك الوسائل: 371/5 ح 6115.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 46/2 ح 173. عنه وسائل الشيعة: 93/27 ح 33300. عنه وعن الصحيفة، البحار: 115/2 ح 12. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 83 ح 7.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 46/2 ح 174. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 89 ح 22. عنه وعن العيون، البحار: 12/43 ح 4. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 131 س 10. عنه البحار: 133/65 ضمن ح 66. إعلام الوري: 291/1 س 2، مرسلاً عن مسند الرضاعليه السلام .
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 46/2، ح 176، عنه البحار: 19/43، ح 4. بشارة المصطفي: 208، س 17. إعلام الوري: 294/1، س 10، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . روضة الواعظين: 166، س 6 مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . مقتل الحسين للخوارزميّ: 90 ح 2.

181 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الويل لظالمي أهل بيتي، كأنّي بهم غداً مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار (1).

182 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ قاتل الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا، وقد شدّت يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكّس في النار، حتّي يقع في قعر جهنّم، وله ريح يتعوّذ أهل النار إلي ربّهم من شدّة نتنه، وهو فيها خالد، ذائق العذاب الأليم، مع جميع من شايع علي قتله، كلّما نضجت جلودهم، بدّل اللّه عزّوجلّ عليهم الجلود، حتّي يذوقوا العذاب الأليم، لايفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنّم، فالويل لهم من عذاب اللّه تعالي في النار (2).

183 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ موسي بن عمران سأل ربّه عزّوجلّ فقال: يا ربّ! إنّ أخي

ص:450


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 177. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 122 ح 80، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 205/27 ح 10. ينابيع المودّة: 326/2 ح 950، مرفوعاً عن عليّ عليه السلام . مقتل الحسين للخوارزميّ: 96/2 ح 2.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 178. عنه نور الثقلين: 495/1 ح 317. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 123 ح 81، بتفاوت. عنه وعن العيون، البحار: 300/44 ح 3. مقتل الحسين للخوارزميّ: 95/2 ح 1.

هارون مات فاغفر له.

فأوحي اللّه تعالي إليه: يا موسي! لو سألتني في الأوّلين والآخرين لأجبتك، ما خلا قاتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) ، فإنّي أنتقم له من قاتله (1).

185 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تختّموا بالعقيق، فإنّه لا يصيب أحدكم غمّ مادام ذلك عليه (2).

186 - الشيخ الصدوق ؛ : بهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّ اللّه تعالي قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك، ومحبّي شيعتك، ومحبّي محبّي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك، بطين من العلم (3).

187 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد

ص:451


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 179. عنه البحار: 345/13 ح 30، والجواهر السنيّة: 57 س 1. عنه وعن الصحيفة، البحار: 300/44 ح 4. تأويل الآيات الظاهرة: 742 س 20. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 263 ح 204. مقتل الحسين للخوارزميّ: 97/2 ح 6 مرفوعاً عن عليّ عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 180. عنه وعن الصحيفة، وسائل الشيعة: 86/5 ح 5997. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 154 ح 98. مكارم الأخلاق: 81 س 19، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 182. عنه البحار: 79/27 ح 13، و52/35 ح 6. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 171 ح 106. عنه البحار: 102/65 س 2، مثله. المناقب للخوارزميّ: 294 ح 284. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 15/1، س 2.

من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله (1).

188 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المغبون لا محمود ولا مأجور (2).

189 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كلوا التمر علي الريق، فإنّه يقتل الديدان في البطن (3).

190 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! لولاك لما عرف المؤمنون بعدي (4).

191 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البَراء الجعابيّ، قال: حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن العبّاس الرازيّ التميميّ، قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثني أبي موسي بن

ص:452


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 183. عنه البحار: 121/37 ح 14، وإثبات الهداة: 29/2 ح 111، بتفاوت. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 172 ح 109. عنه إثبات الهداة: 124/2 ح 523. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 103 س 22. عنه إثبات الهداة: 127/2 ح 540. أمالي الطوسيّ: 343 ح 704. عنه إثبات الهداة: 103/2 ح 425، والبحار: 126/37 ح 24.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 48/2 ح 184. عنه البحار: 94/100 ح 12، ووسائل الشيعة: 455/17 ح 22982. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 102 ح 47. عنه البحار: 94/100 ح 13، ومستدرك الوسائل: 285/13 ح 15367.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 48/2 ح 185. عنه وسائل الشيعة: 28/25 ح 31076. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 103 ح 50. عنه وعن العيون، البحار: 165/59 ح 2، و126/63 ضمن ح 4. الدعوات: 148 ح 389، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 48/2 ح 187. عنه البحار: 26/40 ضمن ح 51. عمدة عيون صحاح الأخبار: 354 ح 502، عن مناقب ابن المغازليّ.

جعفر، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات وليس له إمام من ولدي، مات ميتة جاهليّة، ويؤخذ بما عمل في الجاهليّة والإسلام (1).

192 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا وهذا - يعني عليّاً - يوم القيامة كهاتين، - وضمّ بين إصبعيه - وشيعتنا معنا، ومن أعان مظلومنا كذلك (2).

193 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّ أن يتمسّك بالعروة الوثقي، فليتمسّك بحبّ عليّ، وأهل بيتي (3).

194 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الأئمّة من ولد الحسين ( عليه السلام ) ، من أطاعهم فقد أطاع اللّه، ومن عصاهم فقد عصي اللّه عزّوجلّ، هم العروة الوثقي، وهم الوسيلة إلي اللّه

ص:453


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 214. عنه البحار: 81/23 ح 18، وإثبات الهداة: 484/1 ح 147.) كنز الفوائد: 151 س 10. عنه البحار: 92/23 ح 39، وإثبات الهداة: 141/1 ح 293، ومستدرك الوسائل: 176/18 ح 22432.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 215. عنه البحار: 26/40 ح 52، و19/65 ح 29.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 216. عنه البحار: 79/27 ح 14، وإثبات الهداة: 484/1 ح 148.) المناقب لابن شهر: 76/3 س 12، مرسلاً عن الرضاعليه السلام . عنه البحار: 17/36 ضمن ح 5. الصراط المستقيم: 286/1 س 2. تأويل الآيات الظاهرة: 101 س 15. عنه البحار: 83/24 ح 1. البرهان: 243/1 ح 10، عن كتاب نخب المناقب.

عزّوجلّ (1).

195 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت يا عليّ! وولداي، خيرة اللّه من خلقه (2).

196 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خلقت أنا وعليّ من نور واحد (3).

197 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّنا أهل البيت، حشره اللّه تعالي آمناً يوم القيامة (4).

198 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ: من أحبّك كان مع النبيّين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات وهو يبغضك، فلايبالي مات يهوديّاً أو نصرانيّاً (5)

الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين ( عليهم السلام ) : ، والعبّاس بن عبد

ص:454


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 217. عنه البحار: 244/36 ح 54، ونور الثقلين: 263/1 ح 1057، و626 ح 176، وإثبات الهداة: 484/1 ح 149.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 218. عنه البحار: 145/23 ح 102، بتفاوت، و269/26 ح 4، وإثبات الهداة: 485/1 ح 150.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 219. عنه إثبات الهداة: 29/2 ح 113. عنه وعن الخصال والأمالي، البحار: 34/35 ح 33. الخصال: 31 ح 108. أمالي الصدوق: 196، المجلس 41 ح 10.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 220. عنه البحار: 79/27 ح 15، وإثبات الهداة: 485/1 ح 151.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 58/2 ح 221. عنه البحار: 79/27 ح 16، ومقدّمة 199

المطّلب، وعقيل: أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم (1).

200 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت منّي، وأنا منك (2).

201 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنت خير البشر، لا يشكّ فيك إلّا كافر (3).

202 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما زوّجت فاطمة إلّا لما أمرني اللّه بتزويجها (4).

203 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد: [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، واخذل عدوّه، وكن له ولولده، واخلفه فيهم بخير، وبارك لهم فيما تعطيهم، وأيّدهم بروح القدس، واحفظهم حيث توجّهوا من الأرض، واجعل الإمامة فيهم، واشكر من أطاعهم،

ص:455


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 223. عنه البحار: 286/22 ح 55.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 224. عنه إثبات الهداة: 29/2 ح 115.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 225. عنه إثبات الهداة: 30/2 ح 116. عنه وعن الأمالي، البحار: 4/38 ح 3. أمالي الصدوق: 71، المجلس 18 ح 7، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: 53/2 ح 230. البحار: 308/26 ح 72، عن كتاب المحتضر. مائة منقبة: 134 س 2. التفضيل: 21 س 12، بتفاوت. بحار الأنوار: 306/26 ح 67، عن كتاب ايضاح دفائن النواصب، و308 ح 72، عن كتاب المحتضر.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 226. عنه البحار: 104/43 ح 16.

وأهلك من عصاهم، إنّك قريب مجيب (1).

204 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ أوّل من اتّبعني، وهو أوّل من يصافحني بعد الحقّ (2).

205 - الشيخ الصدوق ؛ : بهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياعليّ! أنت تبرأ ذمّتي، وأنت خليفتي علي أُمّتي (3).

206 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تقوم الساعة حتّي يقوم قائم للحقّ منّا، وذلك حين يأذن اللّه عزّوجلّ له، ومن تبعه نجا، ومن تخلّف عنه هلك، اللّه! اللّه! عباد اللّه، فأتوه ولو علي الثلج، فإنّه خليفة اللّه عزّوجلّ، وخليفتي (4).

207 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) - وهو آخذ بيد عليّ ( عليه السلام ) -: من زعم أنّه يحبّني ولا يحبّ هذا، فقد كذب (5).

208 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : توضع يوم القيامة منابر حول العرش لشيعتي، وشيعة أهل

ص:456


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 227. عنه البحار: 145/23 ح 103، وإثبات الهداة: 485/1 ح 152، و30/2 ح 118.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 228. عنه البحار: 210/38 ح 8.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 229. عنه البحار: 112/38 ح 48، وإثبات الهداة: 30/2 ضمن ح 117.
4- ( عيون أخبار الرضاعليه السلام : 59/2 ح 230. عنه البحار: 65/51 ح 2، وإثبات الهداة: 456/3 ح 87. دلائل الإمامة: 452 ح 428. عنه إثبات الهداة: 572/3 ح 701.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 231. عنه البحار: 79/27 ح 17.

بيتي، المخلصين في ولايتنا، ويقول اللّه عزّوجلّ: هلمّوا يا عبادي! إليّ، لأنشرنّ عليكم كرامتي، فقد أوذيتم في الدنيا (1).

209 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خلقت يا عليّ! من شجرة خلقت منها، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، ومحبّونا ورقها، فمن تعلّق بشي ء أدخله اللّه عزّوجلّ الجنّة (2).

210 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن الحسن بن عليّ، عن أبيه ( عليهماالسلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا يبغضك من الأنصار إلّا من كان أصله يهوديّاً (3).

211 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا يحلّ لأحد يجنب (4) في هذا المسجد إلّا أنا وعليّ

وفاطمة، والحسن والحسين، ومن كان من أهلي، فإنّهم منّي (5).

212 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا يري عورتي غير عليّ، إلّا كافر (6).

ص:457


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 232. عنه البحار: 19/65 ح 30.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 233. عنه البحار: 25/35 ح 20، و38/37 ح 7.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 234. عنه البحار: 301/39 ح 113.
4- في المصادر: أن يجنب.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 236. عنه البحار: 145/23 ح 104. عنه وعن الأمالي، البحار: 20/39 ح 2، ووسائل الشيعة: 207/2 ح 1942. من لايحضره الفقيه: 364/3 ح 1728، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . أمالي الصدوق: 274 ح 5. عنه البحار: 48/78 ح 18.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 237. عنه البحار: 26/40 ضمن ح 52.

213 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ترد شيعتك يوم القيامة رواءً غير عطاش، ويرد عدوّك عطاشاً، يستسقون فلايسقون (1).

214 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بغض عليّ كفر، وبغض بني هاشم نفاق (2).

215 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال عليّ ( عليه السلام ) : دعا لي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: اللّهمّ اهد قلبه، واشرح صدره، وثبّت لسانه، وقه الحرّ والبرد (3).

216 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تعوّذوا باللّه من حبّ الحزن (4).

217 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لايؤدّي عنّي إلّا عليّ، ولا يقضي عداتي إلّا عليّ (5).

218 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال لبني هاشم: أنتم المستضعفون بعدي (6).

ص:458


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 238. عنه البحار: 20/8 ح 10، و19/65 ح 31.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 239. عنه البحار: 302/39 ضمن ح 113، و221/93 ح 11.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 60/2 ح 240. عنه البحار: 26/40 ضمن ح 52.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 242. عنه البحار: 158/70 ح 2.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 243. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52، وإثبات الهداة: 30/2 ح 119.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 244. عنه البحار: 50/28 ح 15.

219 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خير مال المرء وذخائره الصدقة (1).

220 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: عفوت لكم صدقة الخيل والرقيق (2).

221 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: خير إخواني عليّ، وخير أعمامي حمزة، والعباس صنو أبي (3).

222 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: الإثنان وما فوقهما جماعة (4).

223 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: المؤذّنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة (5).

224 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ، عن النبيّ صلوات اللّه عليهما، أنّه قال: المؤمن ينظر بنور اللّه (6).

ص:459


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 245. عنه البحار: 121/93 ح 26، ووسائل الشيعة: 371/9 ح 12265. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 501 س 22.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 246. عنه البحار: 32/93 ح 9، ووسائل الشيعة: 80/9 ح 11573.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 247. عنه البحار: 274/22 ح 19، و286 ح 56.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 248. عنه البحار: 72/85 ح 23، ووسائل الشيعة: 297/8 ح 10714.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 249. عنه البحار: 106/81 ح 4، ووسائل الشيعة: 376/5 ح 6837.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 61/2 ح 250. عنه البحار: 75/64 ح 9.

225 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: باكروا بالصدقة، فمن باكر بها لم يتخطّاه الدعاء (1).

226 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأُمّهما أفضل نساء أهل الأرض (2).

227 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناهنّ (3)علي زوج (4).

228 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من جاءكم يريد أن يفرّق الجماعة، ويغصب الأُمّة أمرها، ويتولّي من غير مشورة فاقتلوه، فإنّ اللّه عزّوجلّ قد أذن ذلك (5) (6).

229 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: نزلت هذه الآية: ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً) (7) في عليّ (8).

ص:260


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 251. عنه البحار: 177/93 ح 7، ووسائل الشيعة: 371/9 ح 12266.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 252. عنه البحار: 272/26 ح 14، و91/39 ح 3، قطعة منه، و19/43 ح 5، و264 ح 15، وإثبات الهداة: 485/1 ح 153.
3- في المصدر: أحناه، والصحيح ما أثبتناه.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 253. عنه البحار: 233/100 ح 13، ووسائل الشيعة: 37/20 ح 24968.
5- في البحار: في ذلك.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 254. عنه البحار: 434/29 ح 21.
7- البقرة: 274/2.
8- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 255. عنه البحار: 35/41 ح 8، والبرهان: 257/1 ح 2.

230 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أوّل ما يسأل عنه العبد حبّنا أهل البيت (1).

231 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي، ولن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض (2).

232 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال لي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فيك مثل من عيسي، أحبّه النصاري حتّي كفروا، وأبغضه اليهود حتّي كفروا في بغضه (3).

233 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار (4).

234 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن

ص:461


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 258. عنه البحار: 260/7 ح 8، 79/27 ح 18، ونور الثقلين: 402/4 ح 18، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 351/1 ح 444.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 62/2 ح 259. عنه إثبات الهداة: 485/1 ح 154. إكمال الدين وإتمام النعمة: 239/1 ح 58. عنه إثبات الهداة: 498/1 ح 205، والبرهان: 13/1 ح 25. عنه وعن العيون، البحار: 145/23 ح 105. ينابيع المودّة: 294/3 س 11، مثله.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 263. عنه البحار: 319/35 ح 15، و302/39 ضمن ح 113، وإثبات الهداة: 750/3 ح 24.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 264. عنه البحار: 20/43 ح 6، و231 ح 5، و223/93 ح 17.

عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : محبّك محبّي، ومبغضك مبغضي (1).

235 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا يحبّ عليّاً إلّا مؤمن، ولا يبغضه إلّا كافر (2).

236 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الناس من أشجار شتّي، وأنا وأنت يا عليّ من شجرة واحدة (3).

237 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقتل عمّاراً الفئة الباغية (4).

238 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من تولّي غير مواليه فعليه لعنة اللّه، والملائكة، والناس أجمعين (5).

239 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الأئمّة من قريش (6).

240 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من كان آخر كلامه الصلاة عليّ، وعلي عليّ دخل

ص:462


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 265. عنه البحار: 302/39 ضمن ح 113.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 266. عنه البحار: 302/39 ضمن ح 113.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 267. عنه البحار: 35/35 ح 34، بتفاوت.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 269. عنه البحار: 326/22 ح 29، وإثبات الهداة: 265/1 ح 97.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 270. عنه البحار: 64/27 ح 2، و362/101 ح 10.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 63/2 ح 272. عنه البحار: 104/25 ح 1، وإثبات الهداة: 485/1 ح 155.

الجنّة (1).

241 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال لي النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما سلكت طريقاً ولا فجّاً إلّا سلك الشيطان غير طريقك وفجّك (2).

242 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده [المتقدّم في الحديث السابق ] عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقتل الحسين شرّ الأُمّة، ويتبرّء من ولده من يكفر بي (3).

243 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ قال: حدّثنا الحسن بن عبد اللّه التميميّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين ( عليهم السلام ) : عن فاطمة بنت رسول اللّه ( عليها السلام ) : إنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال لعليّ ( عليه السلام ) : من كنت وليّه فعليّ وليّه، ومن كنت إمامه فعليّ إمامه (4).

244 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده (5) عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أمرت أن أقاتل الناس حتّي يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها فقد

ص:463


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 273. عنه وسائل الشيعة: 199/7 ح 9107.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 275. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 277. عنه البحار: 300/44 ح 5، وإثبات الهداة: 265/1 ح 99.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 278. عنه البحار: 112/38 ح 49، وإثبات الهداة: 30/2 ح 121 بتفاوت.
5- تقدّم إسناد هذا الحديث و ما يأتي إلي رقم...، في الحديث السابق.

حرم عليّ دماؤهم وأموالهم (1).

245 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : سلمان منّا أهل البيت (2).

246 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أبو ذرّ صدّيق هذه الأُمّة (3).

247 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قتل حيّة، فقد قتل كافراً (4).

248 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! لا تتّبع النظرة النظرة، فليس لك إلّا أوّل نظرة (5).

249 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قرأ «آية الكرسيّ» مائة مرّة، كان كمن عبد اللّه طول حياته (6).

250 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خيركم من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلّي بالليل والناس نيام (7).

ص:464


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 280. عنه البحار: 242/65 ح 2.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 64/2 ح 282. عنه البحار: 326/22 ح 28.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 65/2 ح 283. عنه البحار: 405/22 ح 17.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 65/2 ح 284. عنه البحار: 267/61 ح 22، ووسائل الشيعة: 193/20 ح 25405.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 65/2 ح 285. عنه البحار: 36/101 ح 21، ووسائل الشيعة: 193/20 ضمن ح 25405.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 65/2 ح 289. عنه البحار: 263/89 ح 5.
7- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 65/2 ح 290. عنه البحار: 383/71 ح 93، و142/87 ح 14.

251 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتذهب الدنيا، حتّي يقوم رجل من ولد الحسين ( عليه السلام ) ، يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً (1).

252 - الشيخ الصدوق ؛ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من غشّ المسلمين في مشورة فقد برئت منه (2).

253 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه عزّوجلّ اطّلع علي أهل الأرض (اطّلاعة) فاختارني، ثمّ اطّلع الثانية فاختارك بعدي، فجعلك القيّم بأمر أُمّتي من بعدي، وليس أحد بعدنا مثلنا (3).

254 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عمّار علي الحقّ حين يقتل بين الفئتين، إحدي الفئتين علي سبيلي وسنّتي، والأُخري مارقة من الدين، خارجة عنه (4).

255 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : سدّوا الأبواب الشارعة في المسجد، إلّا باب عليّ ( عليه السلام ) (5).

256 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

ص:465


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 66/2 ح 293. عنه البحار: 66/51 ح 5، بتفاوت، وإثبات الهداة: 456/3 ح 88. دلائل الإمامة: 453 ح 429.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 66/2 ح 296. عنه البحار: 99/72 ح 8.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 66/2 ح 299. عنه البحار: 91/39 ح 4، وإثبات الهداة: 30/2 ح 123.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 66/2 ح 301. عنه البحار: 326/22 ح 30، وإثبات الهداة: 265/1 ح 100.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 302. عنه وعن الأمالي، البحار: 20/39 ح 3. أمالي الصدوق: 274، المجلس 54 ح 6.

إذا متُّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالئون عليك، ويمنعونك حقّك (1).

257 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كفّ عليّ كفّي (2).

258 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ أُمّتي ستغدر بك بعدي، ويتّبع ذلك برّها وفاجرها (3).

259 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من سبّ عليّاً فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ اللّه (4).

260 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنت يا عليّ! في الجنّة، وأنت ذو قرنيها (5).

261 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي أُحبّ لك ما أُحبّ لنفسي، وأكره لك ما أكره لها (6).

262 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ: بشّر لشيعتك أنّي الشفيع لهم يوم القيامة، يوم لا ينفع إلّا شفاعتي (7).

263 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: قال

ص:466


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 303. عنه البحار: 50/28 ح 16، وإثبات الهداة: 265/1 ح 101.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 304. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 307. عنه البحار: 50/28 ح 17، وإثبات الهداة: 266/1 ح 102.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 308. عنه البحار: 312/39 ح 4.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 309. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 68/2 ح 311. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52.
7- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 68/2 ح 313. عنه البحار: 98/65 ح 2.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : وسط الجنّة لي ولأهل بيتي (1).

264 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغداديّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عيينة مولي الرشيد قال: حدّثني دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمّع النهشليّ الصغانيّ (2) بسرّ من رأي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: اصطنع المعروف إلي أهله، وإلي غير أهله، فإن كان أهله، فهو أهله، وإن لم يكن أهله، فأنت أهله (3).

265 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد (4) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أرضي سلطاناً بما يسخط اللّه، خرج عن دين اللّه عزّوجلّ (5).

266 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اغسلوا صبيانكم من الغمر، فإنّ الشيطان يشمّ الغمر، فيفزع الصبيّ في رقاده، ويتأذّي بها الكاتبان (6).

267 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ):

ص:467


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 68/2 ح 314. عنه البحار: 178/8 ح 131، و145/23 ح 106، بتفاوت.
2- في بعض النسخ: الصنعانيّ.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 68/2 ح 317. عنه وسائل الشيعة: 295/16 ح 21587.
4- تقدّم إسناد هذا الحديث و ما يأتي إلي رقم...، في الحديث السابق.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 69/2 ح 318. عنه البحار: 393/70 ح 7، ووسائل الشيعة: 154/16 ح 21228.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 69/2 ح 320. عنه البحار: 187/73 ح 10، و95/101 ح 45، ووسائل الشيعة: 337/3 س 7. مكارم الأخلاق: 213 س 12.

ماأخلص عبد للّه عزّوجلّ أربعين صباحاً، إلّا جرت ينابيع الحكمة من قلبه علي لسانه (1).

268 - الشيخ الصدوق ؛ : بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حسّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً، (وقرأ) واللّه ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) (2)

(3).

269 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف زريق البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة مولي الرشيد قال: حدّثنا دارم، ونعيم بن صالح الطبريّ قالا: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، ومحمّد بن الحنفية، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من حقّ الضيف أن تمشي معه فتخرجه من حريمك إلي الباب (4).

270 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد عيينة قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن العبّاس بن

ص:468


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 69/2 ح 321. عنه البحار: 242/67 ح 10.
2- فاطر: 1/35.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 69/2 ح 322. عنه البحار: 255/76 ح 4، و193/89 ح 6، ونور الثقلين: 350/4 ح 23. ووسائل الشيعة: 212/6 ح 7760، و7759، وفيه: محمّد بن عليّ بن الحسين في (عيون الأخبار) عن محمّد بن عمر الجعابيّ، عن الحسن بن عبد اللّه التميميّ، عن أبيه، عن الرضاعليه السلام ،... بحذف الذيل، ونحن لم نعثر عليه بهذا السند في العيون المطبوع، إلّا في ص 58 ح 214 وهو سند لحديث آخر، فعليهذا لعلّ الأمر اشتبه علي صاحب الوسائل في تطبيق الإسناد، واللّه العالم.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 69/2 ح 323. عنه البحار: 451/72 ح 1، ووسائل الشيعة: 226/12 ح 16154.

موسي بن جعفر العلويّ، ودارم بن قبيصة النهشليّ قالا: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، ومحمّد بن الحنفيّة عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّما سمّوا الأبرار، لأنّهم برّوا الآباء والأبناء والإخوان (1).

271 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ، عن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن العبّاس بن موسي بن جعفر العلويّ، ودارم بن قبيصة النهشليّ قالا: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، ومحمّد بن الحنفيّه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقول: تختّموا بالعقيق، فإنّه أوّل جبل أقرّ للّه تعالي بالوحدانيّة، ولي بالنبوّة، ولك يا عليّ! بالوصيّة، ولشيعتك بالجنّة (2).

272 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أكثروا من ذكر هادم اللذّات (3).

273 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد عيينة قال: حدّثني أبو الحسن بكر بن أحمد محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسي بن مالك الأشجّ العصريّ قال: حدّثتنا فاطمة بنت عليّ

ص:469


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 70/2 ح 324. عنه وسائل الشيعة: 296/16 ح 21588، بتفاوت، ومستدرك الوسائل: 422/12 ح 14500.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 70/2 ضمن ح 324. عنه البحار: 280/27 ح 2، ووسائل الشيعة: 86/5 ح 5998، وإثبات الهداة: 30/2 ح 125.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 70/2 ح 325. عنه البحار: 132/6 ح 28، ووسائل الشيعة: 435/2 ح 2572.

ابن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قالت: سمعت أبي عليّاً يحدّث عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه وعمّه زيد، عن أبيهما عليّ بن الحسين، عن أبيه وعمّه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبي غّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: من كفّ غضبه كفّ اللّه عنه عذابه، ومن حسّن خلقه، بلّغه اللّه درجة الصائم القائم (1).

274 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رجب شهر اللّه الأصمّ، يصبّ اللّه فيه الرحمة علي عباده، وشهر شعبان تنشعب فيه الخيرات، وفي أوّل ليلة من شهر رمضان تغلّ المردة من الشياطين، ويغفر في كلّ ليلة سبعين ألفاً، فإذا كان في ليلة القدر غفر اللّه بمثل ما غفر في رجب، وشعبان، وشهر رمضان إلي ذلك اليوم، إلّا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول اللّه عزّوجلّ: انظروا هؤلاء حتّي يصطلحوا (2).

275 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يوحي اللّه عزّوجلّ إلي الحفظة الكرام البررة: لا تكتبوا علي عبدي وأمتي ضجرهم وعثرتهم بعد العصر (3).

276 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم في الحديث السابق ] قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ للّه عزّوجلّ ديكاً عُرفَه (4) تحت العرش، ورجلاه

ص:470


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 71/2 ح 328. عنه البحار: 388/68 ح 36، و263/70 ح 7.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 71/2 ح 331. عنه البحار: 205/60 ح 32، قطعة منه، و188/72 ح 11، قطعة منه، و366/93 ح 40، و36/94 ح 16، ووسائل الشيعة: 315/10 ح 13495.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 71/2 ح 332. عنه البحار: 250/68 ح 12، بتفاوت، ووسائل الشيعة: 315/10 ح 13496.
4- لحم مستطيل في أعلي رأس الديك. ؟؟؟

في تخوم (1) الأرض السابعة السفلي، إذا كان في الثلث الأخير من الليل، سبّح اللّه تعالي ذكره بصوت يسمعه كلّ شي ء، ما خلا الثقلين الجنّ والإنس، فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا (2).

277 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا الحسن بن سليمان الملطيّ، في مشهد عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن العبّاس بن موسي العلويّ بقصر ابن هبيرة، ودارم بن قبيصة بن نهشل النهشليّ قالوا: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! ما سألت ربّي شيئاً إلّا سألت لك مثله، غير أنّه قال: لا نبوّة بعدك، أنت خاتم النبيّين، وعليّ خاتم الوصيّين (3).

278 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إذا طبخت شيئاً فأكثر المرقة، فإنّها أحد اللحمين، واغرف للجيران، فإن لم يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق (4).

ص:471


1- التخم (ج تخوم): الحدّ الفاصل بين أرضين. المعجم الوسيط: 83.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 72/2 ح 333. عنه البحار: 178/56 ح 14، و181/84 ح 1، ونور الثقلين: 194/5 ح 34.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 73/2 ح 337. عنه البحار: 36/39 ح 5، وإثبات الهداة: 31/2 ح 126.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 73/2 ح 339. عنه البحار: 79/63 ح 2، ووسائل الشيعة: 169/25 ح 31553، بتفاوت. مكارم الأخلاق: 148 س 19.

279 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد [المتقدّم ] عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! خلق الناس من شجر شتّي، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، وشيعتنا أوراقها، فمن تعلّق بغصن من أغصانها أدخله اللّه الجنّة (1).

280 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا الحسن بن سليمان الملطيّ، ونعيم بن صالح الطبريّ، ودارم بن قبيصة النهشليّ قالوا: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد بن عل يّ ( عليهم السلام ) : ، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا خزانة العلم وعليّ مفتاحها، ومن أراد الخزانة فليأت المفتاح (2).

281 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عيينة قال: حدّثني نعيم بن صالح الطبريّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نعم الشي ء الهديّة، وهي مفتاح الحوائج (3).

282 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد (4)قال: قال رسول

ص:472


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 73/2 ح 340. عنه البحار: 25/35 ح 20، و38/37 ح 7.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 341. عنه البحار: 201/40 ح 5، وإثبات الهداة: 31/2 ح 127.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 342. عنه البحار: 45/72 ح 3، ومستدرك الوسائل: 206/13 ح 15120.
4- تقدّم إسناده في الحديث السابق.

اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الهديّة تذهب الضغاين من الصدور (1)

283 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، فإنّ فعالهم أحري أن تكون حسناً (2).

284 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد (3) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا خاتم النبيّين، وعليّ خاتم الوصيّين (4).

285 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تفردو[ا] الجمعة بصوم (5).

286 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : التائب من الذنب كمن لا ذنب له (6).

287 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

ص:473


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 343. عنه البحار: 45/72 ح 4، بتفاوت.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 344. عنه البحار: 187/71 ح 9، ووسائل الشيعة: 59/20 ح 25033.
3- تقدّم إسناد هذا الحديث و ما يأتي إلي رقم...، في الحديث السابق.
4- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 345. عنه البحار: 325/16 ح 20، وإثبات الهداة: 31/2 ح 128.
5- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 346. عنه البحار: 123/94 ح 2، ووسائل الشيعة: 412/10 ح 13727.
6- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 347. عنه البحار: 21/6 ح 16، ووسائل الشيعة: 75/16 ح 21022.

أطفئوا المصابيح بالليل، لا تجرّها الفويسقة، فتحرق البيت وما فيه (1).

288 - الشيخ الصدوق ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الكُمأة من المنّ الذي أنزله اللّه علي بني إسرائيل، وهي شفاء للعين، والعَجوة التي في البرنيّ من الجنّة، وهي شفاء من السمّ (2).

289 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ السمرقنديّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النصر محمّد بن مسعود العيّاشيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن الوليد، عن العبّاس بن هلال، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

خمس لا أدعهنّ حتّي الممات، الأكل علي الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكّفاً، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم علي الصبيان، ليكون سنّة من بعدي (3).

ص:474


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 74/2 ح 348. عنه البحار: 164/73 ح 1، ووسائل الشيعة: 323/5 ح 6679. مكارم الأخلاق: 119 س 22. عنه وسائل الشيعة: 324/5 ح 6682، وفيه: عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 75/2 ح 349. عنه البحار: 127/63 ح 6، و231 ح 1، ومستدرك الوسائل: 423/16 ح 20424، والبرهان: 101/1 ح 2، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 111/3 ح 2687. مكارم الأخلاق: 185 س 13، مرسلاً وبتفاوت.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 81/2 ح 14. عنه البحار: 215/16 ح 3، مثله، و425/63 ح 42، ووسائل الشيعة: 256/24 ح 30479، وحلية الأبرار: 214/1 ح 15. عنه وعن العلل، وسائل الشيعة: 62/12 ح 15651، والبحار: 413/63 ح 12، مثله. علل الشرائع: 130 ب 108 ح 1.

290 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني محمّد بن موسي بن نصر الرازيّ قال: حدّثني أبي قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أصحابي كالنجوم، بأيّهم اقتديتم اهتديتم.

وعن قوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : دعوا لي أصحابي.

فقال ( عليه السلام ) : هذا صحيح، يريد من لم يغيّر بعده، ولم يبدّل.

قيل: وكيف يعلم أنّهم قد غيّروا، أو بدّلوا؟

قال ( عليه السلام ) : لما يروونه من أنّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: ليذادنّ برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي، كما تذاد غرائب الإبل عن الماء، فأقول: يا ربّ! أصحابي، أصحابي، فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: بعداً، وسحقاً لهم! أفتري هذا لمن لم يغيّر ولم يبدّل (1).

291 - الشيخ الصدوق ؛ : وحدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا الحسن بن سليمان الملطيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كاد الحسد أن يسبق القدر (2).

ص:475


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 87/2 ح 33. عنه البحار: 18/28 ح 26، وينابيع المودّة: 397/1 ح 18، قطعة منه، وبتفاوت.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 132/2 ح 16. عنه البحار: 252/70 ح 17، ونور الثقلين: 722/5 ح 32.

292 - الشيخ الصدوق ؛ : وحدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة النهشليّ قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! لا يحفظني فيك إلّا الأتقياء الأنقياء، الأبرار الأصفياء، وما هم في أُمّتي إلّا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، في الليل الغابر (1).

293 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا القاضيّ محمّد بن عمر بن محمّد بن سالم بن البراء الحافظ البغداديّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا الحسين بن عبد اللّه بن محمّد بن عليّ بن العبّاس الرازيّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني سيّدي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الجنّة تشتاق إليك، وإلي عمّار، وسلمان، وأبي ذرّ، والمقداد (2).

294 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن عل يّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : والذي بعثني بالحقّ بشيراً! ليغيبنّ القائم من ولدي بعهد معهود إليه منّي، حتّي يقول أكثر الناس: ما للّه في آل محمّد حاجة، ويشكّ آخرون في ولادته، فمن أدرك زمانه فليتمسّك بدينه، ولا يجعل للشيطان إليه سبيلاً بشكّه، فيزيله عن ملّتي، ويخرجه من ديني، فقد أخرج أبويكم من الجنّة من قبل، وإنّ اللّه عزّوجلّ جعل الشياطين أولياء

ص:476


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 132/2 ح 17. عنه البحار: 51/28 ح 18.
2- الخصال: 303 ح 80. عنه البحار: 324/22 ح 22. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 67/2 ح 306. عنه البحار: 27/40 ضمن ح 52.

للذين لايؤمنون (1).

295 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ العمريّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمركيّ بن عليّ البوفكيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ الإسلام بدء غريباً، وسيعود غريباً كما بدء، فطوبي للغرباء (2).

296 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد،عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّ أن يتمسّك بديني، ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتد بعليّ بن أبي طالب، وليعاد عدوّه، وليوال وليّه، فإنّه وصيّي، وخليفتي علي أُمّتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كلّ مسلم، وأمير كلّ مؤمن بعدي، قوله قولي، وأمره أمري، ونهيه نهيي، وتابعه تابعي، وناصره ناصري، وخاذله خاذلي،

ثمّ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من فارق عليّاً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليّاً حرّم اللّه عليه الجنّة، وجعل مأواه النار، وبئيس المصير، ومن خذل عليّاً خذله

ص:477


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 51/1 ح 13. عنه البحار: 68/51 ح 10، وإثبات الهداة: 459/3 ح 97.
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 201/1 ح 45، و66/1 س 2 مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه البحار: 191/52 ح 23. عوالي اللئالي: 33/1 ح 12، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .

اللّه يوم يعرض عليه، ومن نصر عليّاً نصره اللّه يوم يلقاه، ولقّنه حجّته عند المسألة.

ثمّ قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الحسن والحسين إماما أُمّتي بعد أبيهما، وسيّدا شباب أهل الجنّة، وأُمّهما سيّدة نساء العالمين، وأبوهما سيّد الوصيّين.

ومن ولد الحسين تسعة أئمّة، تاسعهم القائم من ولدي، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، إلي اللّه أشكو المنكرين لفضلهم، والمضيّعين لحرمتهم بعدي، وكفي باللّه وليّاً وناصراً لعترتي، وأئمّة أُمّتي، ومنتقماً من الجاحدين لحقّهم، ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (1) ) (2).

297 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا سيّد من خلق اللّه عزّوجلّ، وأنا خير من جبرئيل وميكائيل، وإسرافيل وحملة العرش، وجميع ملائكة اللّه المقرّبين، وأنبياء اللّه المرسلين، وأنا صاحب الشفاعة، والحوض الشريف، وأنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة.

من عرفنا فقد عرف اللّه عزّوجلّ، ومن أنكرنا فقد أنكر اللّه عزّوجلّ، ومن عليّ سبطا أُمّتي، وسيّدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، ومن ولد الحسين تسعة

ص:478


1- الشعراء: 227/26.
2- إكمال الدين وإتمام النعمة: 260/1 ح 6. عنه البحار: 254/36 ح 70، وإثبات الهداة: 504/1 ح 217. الصراط المستقيم: 126/2 س 15، قطعة منه، وبتفاوت. التحصين ضمن كتاب اليقين: 553 س 4. إثبات الهداة: 745/1 ح 10، عن كتاب فرائد السمطين.

أئمّة، طاعتهم طاعتي، ومعصيتهم معصيتي، تاسعهم قائمهم ومهديّهم (1).

298 - الشيخ الصدوق ؛ : أبي ؛ قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن الحسن بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من صلّي عليّ يوم الجمعة مائة مرّة، قضي اللّه له ستّين حاجة، ثلاثون للدنيا، وثلاثون للآخرة (2).

299 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثني عليّ بن أحمد قال: حدّثني محمّد بن جعفر قال: حدّثني مسلمة بن عبد الملك قال: حدّثني داود بن سليمان، عن أبي الحسن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : صنفان من أُمّتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة والقدريّة (3).

300 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنامحمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولي الرشيد، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: سمعت أبي يحدّث، عن أبيه، عن محمّد

ص:479


1- إكمال الدين وإتمام النعمة: 261/1 ح 7. عنه البحار: 364/16 ح 66، وفيه: أبي الحسن موسي عليه السلام ، و342/26 ح 13، و255/36 ح 71، وإثبات الهداة: 505/1 ح 218، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 410/1 ح 555.
2- ثواب الأعمال: 187 ح 1. عنه البحار: 350/86 ضمن ح 28، و60/91 ح 43، ووسائل الشيعة: 387/7 ح 9653. جامع الأخبار: 61 س 23، وفيه: عن أبي الحسن عليه السلام . عنه البحار: 66/91 ضمن ح 52.
3- ثواب الأعمال: 252 ح 3. عنه البحار: 118/5 ح 52. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 278 ح 29. مختصر بصائر الدرجات: 135 س 9. كنز الفوائد: 50 س 18. عنه البحار: 7/5 ح 8، مثله. جامع الأخبار: 161 س 12.

بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمرّ (1).

301 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد مولي الرشيد، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر (2).

302 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولي الرشيد، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة، ونعيم بن صالح الطبريّ، قالا: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : باكروا بالحوائج فإنّها ميسّرة، وترّبوا الكتاب فإنّه أنجح للحاجة، واطلبوا الخير عند حسان الوجوه (3).

303 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف

ص:480


1- الخصال: 387 ح 73. عنه البحار: 363/11 ح 24، و44/56 ح 6، ووسائل الشيعة: 355/11 ح 15000.
2- الخصال: 390 ح 84. عنه البحار: 59/7 ح 2، بتفاوت، و284/86 ح 29، ووسائل الشيعة: 380/7 ح 9633، ونور الثقلين: 171/4 ح 9، مرسلاً عن عليّ، قال: قال رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- الخصال: 394 ح 99. عنه البحار: 49/73 ح 3، و41/100 ح 2، ووسائل الشيعة: 139/12 ح 15878.

البغداديّ الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عنبسة مولي الرشيد، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمّع الصنعانيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: خلق اللّه عزّوجلّ مائة ألف وصيّ، وأربعة وعشرين ألف وصيّ، فعليّ أكرمهم علي اللّه وأفضلهم (1).

304 - الشيخ الصدوق ؛ : حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن جامع الحميريّ، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ منّي وأنا من عليّ، قاتل اللّه من قاتل عليّاً، لعن اللّه من خالف عليّاً، عليّ إمام الخليقة بعدي، من تقدّم علي عليّ ( عليه السلام ) فقد تقدّم عليّ، ومن فارقه فقد فارقني، ومن آثر عليه فقد آثر عليّ، أنا سلم لمن سالمه، وحرب لمن حاربه، ووليّ لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه (2).

ص:481


1- الأمالي: 196 ح 11. عنه وعن الخصال، البحار: 30/11 ح 21، و4/38 ح 2، وإثبات الهداة: 58/2 ح 258. الخصال: 641 ح 18. قصص الأنبياء للراوندي: 372، ح 450، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . المناقب لابن شهر: 47/3، س 20، كما في القصص. الصراط المستقيم: 29/2، س 6، كما في القصص. روضة الواعظين: 125، س 4، مجلس في ذكر فضائل عليّ بن أبيطالب. مثل في القصص،
2- الأمالي: 525 ح 12. عنه البحار: 109/38 ح 40، وإثبات الهداة: 71/2 ح 306، قطعة منه. بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 209 س 21. إثبات الهداة: 183/2 ح 893، قطعة منه، عن كتاب كنز المطالب للسيّد نعمة اللّه الحسينيّ الحائريّ.

305 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:

لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق، و...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...

فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...

ثمّ قال: يا يهوديّ! خذ علي هذا السفر من التوراة.

فتلا ( عليه السلام ) علينا من التوراة آيات...فقال ( عليه السلام ) : يا نصرانيّ! أفهؤلاء كانوا قبل عيسي، أم عيسي كان قبلهم؟ قال: بل كانوا قبله.

فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد اجتمعت قريش علي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فسألوه أن يحيي لهم موتاهم، فوجّه معهم عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال له: اذهب إلي الجبّانة فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلي صوتك: يا فلان! ويا فلان! ويا فلان! يقول لكم محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : قوموا بإذن اللّه عزّوجلّ، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش يسألهم عن أُمورهم، ثمّ أخبروهم أنّ محمّداً قد بعث نبيّاً...(1).

306 - الشيخ الصدوق ؛ :...أبي حيّون مولي الرضا ( عليه السلام ) قال: نزل جبرئيل

ص:482


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 154/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2378.

علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا محمّد! إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّ الأبكار من النساء بمنزلة الثمر علي الشجر،...فصعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) المنبر فخطب الناس، ثمّ أعلمهم ما أمرهم اللّه به، فقالوا: ممّن يا رسول اللّه؟ فق ال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من الأكفّاء.

فقالوا: ومَن الأكفّاء؟ فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المؤمنون بعضهم أكفّاء بعض، ثمّ لم ينزل حتّي زوّج ضباعة بنت زبير بن عبد المطّلب لمقداد بن أسود.

ثمّ قال: أيّها الناس! إنّما زوّجت ابنة عمّي المقداد ليتّضع النكاح (1).

307 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول:...في كلّ قضاء اللّه عزّوجلّ خيرة للمؤمن (2).

308 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.

فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...لقد أخبرني أبي، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه عزّوجلّ أوحي إلي نبيّ من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك: أنّي متوفّيه إليّ كذا وكذا، فأتاه ذلك النبيّ فأخبره، فدعا

ص:483


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 289/1 ح 37. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2580.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 141/1 ح 42. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2569.

إلي الملك وهو علي سريره حتّي سقط من السرير وقال: يا ربّ! أجّلني حتّي يشبّ طفلي، وقضي أمري، فأوحي اللّه عزّوجلّ إلي ذلك النبيّ أن ائت فلاناً الملك، فأعلم أنّي قد أنسيت في أجله، وزدت في عمره إلي خمس عشرة سنة.

فقال ذلك النبيّ ( عليه السلام ) : يا ربّ! إنّك لتعلم أنّي لم أكذب قطّ، فأوحي اللّه عزّوجلّ إليه: إنّما أنت عبد مأمور، فأبلغه ذلك، واللّه لايسئل عمّا يفعل...(1).

309 - الشيخ الصدوق ؛ :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟

قال: بلي...

قال:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) ؟

قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ في أمر أراده، فرأي امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك! وإنّما أراد بذلك تنزيه الباري عزّوجلّ...فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لمّا رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتّخذ له ولداً يحتاج إلي هذا التطهير والاغتسال، فلمّا عاد زيد إلي منزله، أخبرته امرأته بمجي ء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقوله لها: سبحان الذي خلقك! فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، وظنّ أنّه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلي النبي ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقال له: يا رسول اللّه! إنّ امرأتي في خُلقها سوء، وإنّي أُريد طلاقها؟

ص:484


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 179/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2379.

فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أمسك عليك زوجك، واتّق اللّه...(1).

310 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم...فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا ترفعوني فوق حقّي، فإنّ اللّه تبارك تعالي اتّخذني عبداً، قبل أن يتّخذني نبيّاً....

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يكون في هذه الأُمّة كلّ ما كان في الأُمم السالفة حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة.

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا خرج المهديّ ( عليه السلام ) من ولدي، نزل عيسي بن مر يم ( عليهماالسلام ) فصلّي خلفه وقال ( عليه السلام ) : إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، فطوبي للغرباء.

قيل: يا رسول اللّه! ثمّ يكون ماذا؟

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ثمّ يرجع الحقّ إلي أهله...(2)

311 - الشيخ الصدوق ؛ :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...قال عليّ ( عليه السلام ) : يهلك فيّ إثنان ولا ذنب لي، محبّ مفرط، ومبغض مفرط...(3).

ص:485


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 195/1 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2382.
2- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 200/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2386.
3- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 200/2 ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في رقم 2386.

312 - الشيخ الصدوق ؛ :...الريّان بن الصلت قال: حضر ال رضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّي مخلف فيكم الثقلين، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، ألاوإنّهما لن يفترقا حتّي يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، أيّها الناس لا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم...(و) قال: «أُمّتي آلي»...

فقال الرضا ( عليه السلام ) ...فهل تدرون مامعني قوله: ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ؟

قالت العلماء: عني به نفسه.

فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : لقد غلطتم، إنّما عني بها عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وممّا يدلّ علي ذلك قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، حين قال: لينتهينّ بنو وليعة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً كنفسي، يعني عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ....

فإخراجه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الناس من مسجده ماخلا العترة، حتّي تكلّم الناس في ذلك، وتكلم العبّاس فقال: يا رسول اللّه! تركت عليّاً وأخرجتنا؟

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكنّ اللّه عزّوجلّ تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : أنت منّي بمنزلة هارون من موسي....

قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حين قال: ألا إنّ هذا المسجد لايحلّ لجنب إلّا لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وآله...

ورسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها....

فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( قُل لَّآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا

ص:486

الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، فقام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في أصحابه فحمد اللّه، وأثني عليه وقال: يا أيّها الناس! إنّ اللّه عزّوجلّ قد فرض لي عليكم فرضاً، فهل أنتم مؤدّوه؟ فلم يجبه أحد، فقال: يا أيّها الناس! إنّه ليس من فضة ولاذهب، ولامأكول ولا مشروب.

فقالوا: هات إذاً، فتلا عليهم هذه الآية...

فقول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) ، قالوا: يارسول اللّه! قد عرفنا التسليم فكيف الصلاة عليك؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تقولون: اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، كما صلّيت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟

فقالوا: لا،...(1)

313 - الشيخ الصدوق ؛ :...عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...أنّ رسول اللّه ( عليهم السلام ) : قال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده اللّه، ومن أدرك ليلة القدر فلم يغفر له فأبعده اللّه، ومن حضر الجمعة مع المسلمين فلم يغفر له فأبعده اللّه، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده اللّه. ومن ذُكِرتُ عنده فصلّي عليّ فلم يغفر له فأبعده اللّه.

قيل: يا رسول اللّه: كيف يصلّي عليك ولايغفر له؟ فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إن العبد إذا صلّي عليّ ولم يصلّ علي آلي لفّت تلك الصلاة فضرب بها وجهه، وإذا صلّي عليّ وعلي آلي غفر له (2).

ص:487


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 228/1 ح 1. يأتي الحديث بتمامه في رقم 2384.
2- فضائل الأشهر الثلاثة: 53 ح 31، و115 ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1412.

314 - الشيخ الصدوق ؛ :...أحمد بن محمّد بن إسحاق الطالقانيّ قال: حدّثني أبي قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق، أنّ معاوية ليس من أصحاب رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أيّام كان الرضا ( عليه السلام ) بها، فأفتي الفقهاء بطلاقها، فسئل الرضا ( عليه السلام ) ؟ فأفتي: إنّها لاتطلّق.

فكتب الفقهاء رقعة وأنفذوها إليه وقالوا له: من أين قلت يا ابن رسول اللّه إنّها لم تطلّق؟

فوقّع ( عليه السلام ) في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال لمسلمة (يوم) الفتح وقد كثروا عليه: أنتم خير، وأصحابي خير، ولا هجرة بعد الفتح...(1)

315 - أبو جعفر الطبريّ ؛ : حدّثني أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسي التلعكبريّ، قال: حدّثني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ، عن أبي أحمد بن عبد اللّه بن عامر، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين بن عليّ، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياعليّ! لمّا عرج بي إلي السماء، سلّم عليّ ملك الموت، ثمّ قال لي: يا محمّد! ما فعل ابن عمّك عليّ؟

قلت: وكيف سألتني عنه يا عزرائيل!؟

قال: إنّ اللّه تعالي أمرني أن أقبض أرواح الخلائق كلّهم إلّا أنت، وابن عمّك،

ص:488


1- عيون أخبار الرضاعليه السلام : 87/2 ح 34. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1665.

فاللّه تعالي يقبض أرواحكما بيده (1).

316 - الشيخ المفيد؛ : قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ يوم الإثنين لخمس بقين من شعبان، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبوجعفر محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: حدّثني الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! بكُم يفتح هذا الأمر، وبكم يختم، عليكم بالصبر، فإنّ العاقبة للمتّقين، أنتم حزب اللّه، وأعداؤكم حزب الشيطان، طوبي لمن أطاعكم، وويل لمن عصاكم، أنتم حجّة اللّه علي خلقه، والعروة الوثقي، من تمسّك بها اهتدي، ومن تركها ضلّ أسأل اللّه لكم الجنّة، لا يسبقكم أحد إلي طاعة اللّه، فأنتم أولي بها (2).

317 - الشيخ المفيد؛ : قال: أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ المالكيّ قال: حدّثنا أبو الصلت الهرويّ، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين زين العابدين، عن أبيه الحسين بن عليّ الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان قول مقول، وعمل معمول، وعرفان العقول.

قال أبو الصلت: فحدّثت بهذا الحديث في مجلس أحمد بن حنبل، فقال لي أحمد: يا

ص:489


1- نوادر المعجزات: 66 ح 30.
2- الأماليّ: 109 ح 9. عنه البحار: 142/23 ح 93، وإثبات الهداة: 634/1 ح 741.

أبا الصلت! لو قرء هذا الإسناد علي المجانين لأفاقوا (1)

318 - الشيخ المفيد؛ : روي أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من صام يوم الشكّ فراراً بدينه فكأنّما صام ألف يوم من أيّام الآخرة، غرّاً زهراً لا يشاكلن أيّام الدنيا (2).

319 - الشيخ المفيد؛ : الرضا ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من صبر علي ما ورد عليه فهو الحليم (3).

320 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا محمّد بن محمّد قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن الحسين البصريّ البزّاز قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حبّنا أهل البيت يكفّر الذنوب، ويضاعف الحسنات، وإنّ اللّه تعالي ليتحمّل عن محبّينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، إلّا ما كان منهم فيها علي إصرار وظلم للمؤمنين، فيقول للسيّئات: كوني حسنات (4).

321 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أبو محمّد الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيي الفحّام قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن عامر قال: حدّثني أبي أحمد بن عامر

ص:490


1- الأماليّ: 275 ح 2. عنه وعن أمالي الطوسيّ، البحار: 67/66 ح 20. أمالي الطوسيّ: 36 ح 39.
2- المقنعة: 298 س 15. عنه وسائل الشيعة: 300/10 ح 13466.
3- الإختصاص ضمن المصنّفات: 246/12 س 1. عنه البحار: 426/68 ح 70.
4- الأمالي: 164 ح 274. عنه البحار: 100/65 ح 5، وتأويل الآيات الظاهرة: 380 س 11، ونور الثقلين: 34/4 ح 121، والبرهان: 176/3 ح 8. إرشاد القلوب: 253 س 23.

الطائيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي أميرالمؤمنين عليه وعليهم السلام قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قال في كلّ يوم مائة مرّة: «لا إله إلّا اللّه الملك الحقّ المبين» استجلب به الغِني، واستدفع به الفقر، وسدّ عنه باب النار، واستفتح به باب الجنّة (1).

322 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أبو محمّد الفحّام، قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيي الفحّام، قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن عامر، قال: حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائيّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليه وعليهم السلام، قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحبّ لأهل بيتي، والموالي لهم والمعادي فيهم، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم فيما ينوبهم من أُمورهم (2).

323 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة ، قال: حدّثني المنذر بن محمّد قراءة، قال: حدّثنا أحمد بن يحيي الضبّيّ، قال: حدّثنا موسي بن القاسم، عن أبي الصلت، عن عليّ بن موسي، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال

ص:491


1- الأمالي: 279 ح 534. عنه البحار: 8/84 ح 13، و206/90 ح 6، و293/92 ح 2، ومستدرك الوسائل: 374/5 ح 6129، ووسائل الشيعة: 222/7 ح 9171. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 288 ح 37.
2- الأمالي: 279 ح 535. عنه البحار: 194/90 ح 10، وفيه:... بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 140 س 10. عنه البحار: 135/65 ح 70.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا قول إلّا بعمل، ولا قول وعمل إلّا بنيّة، ولا قول وعمل ونيّة إلّا بإصابة السنّة (1).

324 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة ، قال: أخبرنا عليّ بن محمّد بن عليّ العلويّ، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : كلّ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي (2).

325 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: حدّثنا ابن عقدة قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عليّ الحسينيّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: إنّي لأعرف حجراً كان يسلّم عليّ بمكّة قبل أن أُبعث، إنّي لأعرفه الآن (3).

ص:492


1- الأمالي: 337 ح 685. عنه البحار: 207/1 ح 5، و207/67 ح 21، ومستدرك الوسائل: 89/1 ح 54. تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 490 س 17. المحاسن: 222 س 2، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . تحف العقول: 43 س 12، وفيه: قال النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . أعلام الدين: 85 س 4، وفيه: قال رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . وسائل الشيعة: 5/6 ح 7199، عن المعتبر وبتفاوت.
2- الأمالي: 340 ح 694. عنه البحار: 238/7 ح 2، و246/25 ح 1، ووسائل الشيعة: 38/20 ح 24969، والفصول المهمّة للحرّ العاملي: 350/1 ح 440.
3- الأمالي: 341 ح 696. عنه وعن الخرائج، البحار: 372/17 ح 26. الخرائج والجرائح: 46/1 ح 58، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .

326 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: حدّثنا ابن عقدة قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن عليّ الحسينيّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، عن عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : : أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال يوم بدر: لا تأسروا أحداً من بني عبد المطّلب، فإنّما أُخرجوا كرهاً (1).

327 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: أخبرنا محمّد بن هارون الهاشميّ قراءة عليه، قال: أخبرنا محمّد بن مالك بن الأبرد النخعيّ قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان الضبّيّ قال: حدّثنا غالب الجهنيّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أسري بي إلي السماء، ثمّ من السماء إلي السماء، ثمّ إلي سدرة المنتهي، أُوقفت بين يدي ربّي عزّوجلّ، فقال لي: يا محمّد! فقلت: لبّيك ربّي وسعديك.

قال: قد بلوت خلقي، فأيّهم وجدت أطوع لك؟

قال: قلت: ربِّ عليّاً.

قال: صدقت يا محمّد، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟

قال: قلت: اختر لي، فإنّ خيرتك خير لي.

قال: قد اخترت لك عليّاً، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً، فإنّي قد نحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقّاً، لم يقلها أحد قبله، ولا أحد بعده.

يا محمّد! عليّ راية الهدي، وإمام من أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي

ص:493


1- الأمالي: 342 ح 698. عنه البحار: 273/19 ح 12.

ألزمتها المتّقين، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشّره بذلك يامحمّد!.

فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ربّ! فقد بشّرته.

فقال عليّ: أنا عبد اللّه وفي قبضته، إن يعذّبني فبذنوبي، لم يظلمني شيئاً، وإن يُتمّ لي ما وعدني فاللّه أولي بي.

فقال: «اللّهمّ اجلُ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان بك».

قال: قد فعلت ذلك به يا محمّد، غير أنّي مختصّه بشي ء من البلاء لم أختصّ به أحد من أوليائي.

قال: قلت: ربّ أخي وصاحبي.

قال: إنّه قد سبق في علمي أنّه مبتلي ومبتلي به، لولا عليّ لم يُعرَف حزبي، ولاأوليائي، ولا أولياء رسلي.

قال محمّد بن مالك: فلقيت عليّ بن موسي بن جعفر، فذكرت له هذا الحديث، فقال: حدّثني به أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا أُسري بي إلي السماء، ثمّ من السماء إلي السماء، ثمّ إلي سدرة المنتهي...وذكر الحديث بطوله (1).

328 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا ابن الصلت، قال: أخبرنا ابن عقدة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عليّ الحسينيّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عليّ، قال: حدّثني عليّ بن موسي، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّ فيك مثلاً من عيسي

ص:494


1- الأمالي: 343 ح 705، و344 ح 707. عنه البحار: 291/37 ح 5، و372/18 س 10، واثبات الهداة: 103/2 ح 426، قطعة منه، ومدينة المعاجز: 427/2 س 1، والجواهر السنيّة: 201 س 22. اليقين للسيّد ابن طاووس: 542 س 4.

ابن مريم، أحبّه قوم فأفرطوا في حبّه فهلكوا فيه، وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا فيه، واقتصد فيه قوم فنجوا (1).

329 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد، قال: حدّثني أبو الفضل عيسي بن المتوكّل علي اللّه، قال: أخبرني أبو عبد اللّه بن نصير، قال: حدّثني محمّد بن عيسي المقري ء، قال: حدّثنا سعيد بن أحمد بن محمّد البزّاز، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد بن محمّد: أنّ أباه أخبره عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما من هدهد إلّا وفي جناحه مكتوب بالسريانيّة: آل محمّد خير البريّة (2).

330 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، [أخبرنا أبو الفتح هلاب بن محمّد بن جعفر الحفّار، قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن عليّ بن عليّ الدعبليّ، قال: حدّثني أبي أبو الحسن عليّ بن عليّ بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمان بن عبد اللّه بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن عليّ الخزاعيّ ببغداد، سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا سيّدي أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة، وفيها رحلنا إليه علي طريق البصرة، وصادفنا عبد الرحمان بن مهديّ عليلاً، فأقمنا عليه أيّاماً، ومات عبد الرحمان بن مهديّ وحضرنا جنازته، وصلّي عليه إسماعيل بن جعفر، ورحلنا إلي سيّدي أنا وأخي دعبل، فأقمنا عنده إلي آخر سنة مائتين، وخرجنا إلي قمّ، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا

ص:495


1- الأمالي: 344 ح 709. عنه البحار: 319/35 ح 14، واثبات الهداة: 758/3 ح 47.
2- الأمالي: 350 ح 723. عنه البحار: 261/27 ح 2، و283/61 ح 45، ونور الثقلين: 644/5 ح 12، وإثبات الهداة: 559/1 ح 407.

أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : ] عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : احفظوني في عمّي العبّاس، فإنّه بقيّة آبائي (1).

331 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، عن عليّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: ما من صباح إلّا ويقطر علي الهندباء قطرة من الجنّة، فكلوه ولا تنفضوه (2).

332 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خير نسائكم الخمس.

فقيل: ما الخمس؟

قال: الهيّنة (3) ، الليّنة، المؤاتية، التي إذا غضب زوجها لم تكتحل عينها بغمض

حتّي يرضي، والتي إذا غاب زوجها حفظته في غيبته، فتلك عاملة من عمّال اللّه، وعامل اللّه لا يخيب (4).

333 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، عن عليّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ بن أبي طالب محنة للعالم، به يميّز اللّه المنافقين من المؤمنين (5).

334 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، عن أمير ال مؤمنين ( عليه السلام ) قال:

ص:496


1- الأمالي: 362 ح 754. عنه البحار: 286/22 ح 53.
2- الأمالي: 362 ح 759. عنه البحار: 210/63 ح 24، و149/77 ح 9، ووسائل الشيعة: 33/25 ح 31085، ومستدرك الوسائل: 417/16 ح 20392.
3- الهُونَةُ من النساء: المُتّئدة، والمطاوعة. المعجم الوسيط: 1001.
4- الأمالي: 370 ح 792. عنه البحار: 231/100 ح 8، وفيه: عن أمير المؤمنين عليه السلام .
5- الأمالي: 363 ح 761. عنه البحار: 39/38 ح 15.

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من سبّ نبيّاً من الأنبياء فاقتلوه، ومن سبّ وصيّاً فقد سبّ نبيّاً (1).

335 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لأُمّ سلمة: اشهدي علي أنّ عليّاً يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (2).

336 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المؤمن ليّن هيّن سمح، له خلق حسن، والكافر فظّ غليظ، له خلق سيّي ء، وفيه جبريّة (3).

337 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قوله عزّوجلّ: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (4).

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نزلت فيّ وفي عليّ بن أبي طالب، وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة شفّعني ربّي، وشفّعك يا عليّ! وكساني وكساك يا عليّ! ثمّ قال لي ولك يا عليّ: ألقيا في جهنّم كلّ من أبغضكما، وأدخلا الجنّة كلّ من أحبّكما، فإنّ ذلك هو المؤمن (5).

338 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما من رمّانة إلّا وفيها حبّة من الجنّة قال: فأنا أحبّ ألّا أترك منها شيئاً (6).

339 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبهذا الإسناد، قال: قال أمير المؤمنين عليّ

ص:497


1- الأمالي: 365 ح 769. عنه البحار: 221/76 ح 5.
2- الأمالي: 366 ح 773. عنه البحار: 291/32 ح 243، واثبات الهداة: 307/1 ح 231.
3- الأمالي: 366 ح 777. عنه البحار: 391/68 ح 53، ووسائل الشيعة: 159/12 ح 15946.
4- ق: 24/50.
5- الأمالي: 368 ح 782. عنه البحار: 338/7 ح 26، و253/39 ح 23، و117/65 ح 43. تأويل الآيات الظاهرة: 590 س 9. عنه البرهان: 227/4 ح 4. المناقب لابن شهرآشوب: 157/2 س 18. عنه البحار: 203/39 س 8.
6- الأمالي: 369 ح 787. عنه البحار: 155/63 ح 6، ووسائل الشيعة: 33/25 ح 31088.

ابن أبي طالب ( عليه السلام ) : قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا خير في علم إلّا لمستمع واع، وعالم ناطق (1).

340 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة قالوا: أخبرنا أبو المفضّل قال: حدّثنا أبو عليّ محمّد بن همّام قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر أبوأحمد المصعبيّ قال: كنت في مجلس أخي طاهر بن عبد اللّه بن طاهر بخراسان، وفي مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظليّ، وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، وجماعة من الفقهاء وأصحاب الحديث، فتذاكروا الإيمان، فابتدأ إسحاق بن راهويه فتحدّث فيه بعدّة أحاديث، وخاض الفقهاء وأصحاب الحديث في ذلك، وأبو الصلت ساكت.

فقيل له: يا أبا الصلت! ألا تحدّثنا؟

فقال: حدّثني الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : وكان واللّه رضاً كما وُسِم بالرضا قال: حدّثنا الكاظم موسي بن جعفر، قال: حدّثنا أبي الصادق، قال: حدّثني أبي الباقر، قال: حدّثنا أبي السجّاد، قال: حدّثني أبي الحسين سبط رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وسيّد الشهداء، قال: حدّثني أبي الوصيّ عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان عقد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان.

قال: فخرس أهل المجلس كلّهم، ونهض أبو الصلت، فنهض معه إسحاق بن راهويه والفقهاء، فأقبل إسحاق بن راهويه علي أبي الصلت وقال له ونحن نسمع: يا أبا الصلت! أيّ إسناد هذا؟

ص:498


1- الأمالي: 369 ح 791. عنه البحار: 68/2 ح 18.

فقال: يا ابن راهويه هذا سُعوط المجانين، هذا عطر الرجال ذوي الألباب (1).

341 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة قالوا: أخبرنا أبو المفضّل قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن راشد الطاهريّ الكاتب، في دار عبد الرحمن بن عيسي بن داود بن الجرّاح وبحضرته إملاءً، يوم الثلاثاء لتسع خلون من جمادي الأُولي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، قال: حمّلني عليّ بن محمّد بن الفرات في وقت من الأوقات برّاً واسعاً إلي أبي أحمد عبيد اللّه بن طاهر، فأوصلته إليه، ووجدته علي إضافة شديدة، فقبله وكتب في الوقت بديهة:

أياديك عندي معظمات جلائل

طوال المدي شكري لهنّ قصير

فإن كُنتَ عن شكري غنيّاً فإنّني

إلي شكر ما أوليتني لفقير

قال: فقلت: هذا - أعزّ اللّه الأمير - حسن. قال: أحسن منه ما سرقته منه.

فقلت: وما هو؟

قال: حديثان حدّثني بهما أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، عن جدّي جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أجمعين قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أسرع الذنوب عقوبة كفران النعمة.

وحدّثني أبو الصلت بهذا الإسناد قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يؤتي بعبد يوم القيامة فيوقف بين يدي اللّه عزّوجلّ فيأمر به إلي النار، فيقول: أي ربّ أمرت بي إلي النار وقد قرأت القرآن! فيقول اللّه: أي عبدي إنّي أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي.

فيقول: أي ربّ أنعمت عليّ بكذا فشكرتك بكذا، وأنعمت عليّ بكذا وشكرتك بكذا؛ فلا يزال يحصي النعمة ويعدّد الشكر، فيقول اللّه تعالي: صدقت عبدي إلّا أنّك

ص:499


1- الأمالي: 449 ح 1004. عنه البحار: 69/66 ح 24.

لم تشكر من أجريت لك نعمتي علي يديه، وإنّي قد آليت علي نفسي أن لا أقبل شكر عبد لنعمة أنعمتها عليه حتّي يشكر من ساقها من خلقي إليه.

قال: فانصرفت بالخبر إلي عليّ بن الفرات، وهو في مجلس أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن الفرات، وذكرت ما جري، فاستحسن الخبر وانتسخه، وردّني في الوقت إلي أحمد أبي عبيد اللّه بن عبد اللّه ببرّ واسع من برّ أخيه، فأوصلته إليه، فقبله وسُرّ به، وكتب إليه:

شكريك معقود بأيماني

حُكّم في سرّي وإعلاني

عقد ضميرٍ وفمٍ ناطق

وفعل أعضاء وأركان

فقلت: هذا - أعزّ اللّه الأمير - أحسن من الأوّل.

فقال: أحسن منه ما سرقته منه.

قلت: وما هو؟

قال: حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بنيشابور، قال: حدّثني أبوالحسن عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي الكاظم قال: حدّثني أبي جعفر الصادق قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ الباقر قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين السبط قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان عقد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان.

قال: فعدت إلي أبي العبّاس بن الفرات فحدّثته بالحديث فانتسخه.

قال أبو أحمد: وكان أبو الصلت في مجلس أخي بنيشابور وحضر مجلسه متفقّهة نيشابور وأصحاب الحديث منهم، وفيهم إسحاق بن راهويه، فأقبل إسحاق علي أبي الصلت فقال: يا أبا الصلت! أيّ إسناد هذا، ما أغربه وأعجبه؟ قال: هذا سُعوط المجانين الذي إذا سعط به المجنون بري ء بإذن اللّه تعالي.

ص:500

قال أبو المفضّل: حدثت عن أبي عليّ بن همّام عمّا تقدّم من حديثه عن أبي أحمد، وسألني في الحديث الثاني أن أُمليه عليه من أجل الزيادة فيه والشعر فأمليته عليه (1).

342 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر العلويّ الحسنيّ ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ اللّه عزّوجلّ بعثني بها، وإنّ من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمّن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده (2).

343 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني محمّد بن محمّد بن مغفل العجليّ بسهرورد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن بنت إلياس قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إيّاكم ومُشارّة (3) الناس، فإنّها تُظهر العُرّة وتدفن الغُرّة (4)،(5).

ص:501


1- الأمالي: 449 ح 1005. عنه البحار: 70/66 ح 25، ووسائل الشيعة: 312/16 ح 21634، و21635 قطعتان منه.
2- الأمالي: 477 ح 1042. عنه البحار: 375/66 ح 24، و420/68 ح 53، ووسائل الشيعة: 173/12 ح 15998، ومستدرك الوسائل: 191/11 ح 12715.
3- المُشارّة بتشديد الراء: المخاصمة، ومنه «إيّاك والمُشارّة فإنّها تورث المعرّة»، والمعرّة: الأمر القبيح المكروه. مجمع البحرين: 345/3.
4- الغُرّة عند العرب أنفس كلّ شي ء يُملك. قالها أبو سعيد الضرير. مجمع البحرين: 422/3.
5- الأمالي: 482 ح 1052. عنه البحار: 131/2 ح 17 و408/70 س 18، و210/72 ح 3، ووسائل الشيعة: 16197 240/12.

344 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرزّاز القرشيّ أبو العبّاس بالكوفة قال: حدّثنا أيّوب بن نوح بن درّاج قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أوحي اللّه عزّوجلّ إلي نجيّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) : يا موسي! أحببني وحبّبني إلي خلقي.

قال: يا ربّ! إنّي أُحبّك، فكيف أُحبّبك إلي خلقك؟

قال: اذكر لهم نعمائي عليهم، وبلائي عندهم، فإنّهم لا يذكرون إذ لا يعرفون منّي إلّا كلّ خير (1).

345 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن الحسنيّ ( رضي الله عنه ) في رجب سنة سبع وثلاثمائة قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: حدّثني الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: طلب العلم فريضة علي كلّ مسلم، فاطلبوا العلم في مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعلّمه للّه حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلي اللّه تعالي، لأنّه معالم الحلال

ص:502


1- الأمالي: 484 ح 1058. عنه البحار: 18/67 ح 12، والجواهر السنيّة: 58 س 7.

والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل في السرّاء والضرّاء، والسلاح علي الأعداء، والزين عند الأخلّاء.

يرفع اللّه به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة، تُقْتَبس آثارهم، ويُهتَدي بفعالهم، ويُنتهي إلي آرائهم، ترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها تمسّهم، وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّي حيتان البحر وهوامّه، وسباع البرّ وأنعامه.

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلي في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يُطاع الربّ ويُعبد، وبه تُوصَل الأرحام، ويُعرَف الحلال من الحرام، العلم إمام العمل والعمل تابعه، يلهم به السعداء، ويحرمه الأشقياء، فطوبي لمن لم يحرمه اللّه منه حظّه (1).

346 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو نصر بشر بن محمّد بن نصر بن الليث البلخيّ العنبريّ قال: حدّثنا أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم الهرويّ سنة إحدي وستّين ومائتين، قال: حدّثنا خالي عبد السلام بن صالح أبو الصلت قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني

ص:503


1- الأمالي: 487 ح 1069، و569 ح 1176، قطعة منه. عنه البحار: 171/1 ح 24، والبرهان: 5/1 ح 1، ووسائل الشيعة: 28/27 ح 33127، قطعة منه. ارشاد القلوب 165 س 1. عدّة الداعي: 72 س 12. منية المريد: 27 س 21. عنه وعن المجمع، وسائل الشيعة: 30/27 ح 33134، قطعة منه. مجمع البيان: 9/1 س 21.

أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تعالي تكفّل لي في أهل بيتي لمن لقيه منهم لا يشرك به شيئاً (1).

347 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعرانيّ بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) :

قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : ، وقالا جميعاً عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : المرء علي دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل (2).

348 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعرانيّ بجرجان قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) :

قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : ، وقالا جميعاً عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يأتي علي الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الآنُك في النار - يعني الرصاص - وما ذاك إلّا لما يري من البلاء والأحداث

ص:504


1- الأمالي: 516 ح 1130. عنه البحار: 146/23 ح 108.
2- الأمالي: 518 ح 1135. عنه البحار: 192/71 ح 12.

في دينهم لا يستطيع له غيراً (1).

349 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو محمّد الفضل بن محمّد بن المسيّب الشعرانيّ بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، عن أبيه أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : ، وقالا جميعاً عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، فليتّق اللّه في النصف الباقي (2).

350 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّما النكاح رقّ، فإذا أنكح أحدكم وليدة فقد أرقّها، فلينظر أحدكم لمن يرقّ كريمته (3).

ص:505


1- الأمالي: 518 ح 1136. عنه البحار: 48/28 ح 13 وفيه: عن الصادق عليه السلام ، ووسائل الشيعة: 140/16 ح 21184.
2- الأمالي: 518 ح 1137. عنه البحار: 219/100 ح 14، وفيه: عن الصادق عليه السلام ، ووسائل الشيعة: 17/20 س 10. مكارم الأخلاق: 187 س 8، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . عوالي اللئاليّ: 289/3 ح 43، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- الأمالي: 519 ح 1139. عنه البحار: 371/100 ح 2، وفيه: عن الصادق عليه السلام ، ووسائل الشيعة: 79/20 ح 25080. عوالي اللئاليّ: 310/3 ح 136 مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .

351 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب إليكم فزوّجوه إلّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (1).

352 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مانع الزكاة يجرّ قُصْبَهُ في النار - يعني أمعاءه في النار - ويمثّل له ماله في صورة شجاع أقرع له زنمتان (2) - أو زبيبتان (3) - يفرّ الإنسان منه وهو

يتّبعه حتّي يقضمه كما يقضم الفجل، ويقول: أنا مالك الذي بخلت به (4).

353 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب البيهقيّ قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ قال:

ص:506


1- الأمالي: 519 ح 1140. عوالي غ اللئاليّ: 340/3 ح 252.
2- الزَنَمَة: ما يُقطَعُ من أُذُن البعير أو الشاة فيُترك معلّقاً. المعجم الوسيط: 403.
3- الزبيبة: نقطة من اثنتين سوداوين فوق عيني الحيّة والكلاب. المعجم الوسيط: 387.
4- الأمالي: 519 ح 1143. عنه البحار: 15/93 ح 29، وفيه: عن الصادق عليه السلام ، ووسائل الشيعة: 30/9 ح 11446.

حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ليّ الواجد بالدين يُحلّ عرضه وعقوبته، ما لم يكن دينه فيما يكره اللّه عزّوجلّ (1)

354 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد البيهقيّ قال: حدّثنا هارون بن عمرو المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد، قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) : ، قال: حدّثني عُمَر وسَلَمَة ابنا أمّ سَلَمة ربيبا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أنّهما سمعا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول في حجّته حجّة الوداع: عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين، عليّ أخي ومولي المؤمنين من بعدي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّ اللّه تعالي ختم النبوّة بي فلا نبيّ بعدي، وهو الخليفة في الأهل والمؤمنين بعدي (2).

355 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد بن المسيّب أبو محمّد البيهقيّ الشعرانيّ بجرجان، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمّد أبو موسي المجاشعيّ قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد ( عليهماالسلام ) قال: حدّثنا أبي أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) . قال المجاشعيّ: وحدّثناه الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن أمير

ص:507


1- الأمالي: 520 ح 1146. عنه البحار: 146/100 ح 4، وفيه: عن الصادق عليه السلام ، ووسائل الشيعة: 333/18 ح 23792.
2- الأمالي: 520 ح 1147. عنه البحار: 256/37 ح 11.

المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات، وإنّ طالب العلم يستغفر له كلّ شي ء حتّي حيتان البحر وهوامّه، وسباع البرّ وأنعامه، فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين اللّه عزّوجلّ، وإنّ طلب العلم فريضة علي كلّ مسلم (1).

356 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده (2) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء، فيرجّح مداد العلماء علي دماء الشهداء (3)

357 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّا أُمرنا معاشر الأنبياء بمداراة الناس، كما أمرنا بإقامة الفرائض (4).

358 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: قال تبارك وتعالي: ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) (5) فإنّ من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرّج كرباً، ويرفع قوماً ويضع آخرين (6).

359 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما عمل امرؤ عملاً بعد إقامة الفرائض خيراً من إصلاح بين الناس، يقول خيراً

ص:508


1- الأمالي: 521 ح 1148. عنه البحار: 172/1 ح 25، و181 ح 71 والبرهان: 5/1 ح 3 وفيهما: عن الصادق عليه السلام ووسائل الشيعة: 28/27 ح 33126. ارشاد القلوب: 165 س 17، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- تقدّم إسناد هذا الحديث و ما يأتي إلي رقم...، في الحديث السابق.
3- الأمالي: 521 ح 1149. عنه البحار: 16/2 ح 35، وفيه: عن الصادق عليه السلام .
4- الأمالي: 521 ح 1150. عنه البحار: 53/72 ح 13، وفيه: عن الصادق عليه السلام .
5- الرحمن: 29/55.
6- الأمالي: 521 ح 1151. عنه البحار: 71/4 ح 17، وفيه: عن الصادق عليه السلام ، والبرهان: 267/4 ح 1.

ويتمنّي خيراً (1).

360 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: عليكم بسنّتي، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في بدعة (2).

361 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده قال: سمعت رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: إصلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصوم (3).

362 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده قال: سمعت رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: من عال يتيماً حتّي يبلغ أشدّه، أوجب اللّه عزّوجلّ له بذلك الجنّة، كما أوجب لآكل مال اليتيم النار (4).

363 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) في رجب سنة سبع وثلاثمائة قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : منذ خمس وسبعين سنة قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي قال: حدّثنا أبي موسي بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: سمعت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول:

ص:509


1- الأمالي: 522 ح 1152. عنه البحار: 43/73 ح 1، وفيه: عن الصادق عليه السلام . ارشاد القلوب: 165 س 22، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- الأمالي: 522 ح 1153. عنه البحار: 261/2 ح 3. ارشاد القلوب: 165 س 24، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- الأمالي: 522 ح 1154. عنه البحار: 43/73 ح 2، وفيه: عن الصادق عليه السلام .
4- الأمالي: 522 ح 1155. عنه البحار: 4/72 ح 8، وفيه: عن الصادق عليه السلام .

التوحيد ثمن الجنّة، والحمد للّه وفاء شكر كلّ نعمة، وخشية اللّه مفتاح كلّ حكمة، والإخلاص ملاك كلّ طاعة (1).

364 - الشيخ الطوسيّ ؛ : وبإسناده (2) قال: قال: سمعت رسول

اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: إنّي (3) سمّيت فاطمة لأنّها فُطِمَت وذرّيّتها من النار، من لقي اللّه منهم بالتوحيد والإيمان بما جئت به (4).

365 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو عليّ أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد العلويّ العُرَيضيّ بحرّان، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسي بن جعفر، قال: حدّثني عمّاي عليّ بن موسي، والحسين بن موسي، عن أبيهما موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: يُوحي اللّه عزّوجلّ إلي الحفظة الكرام: لا تكتبوا علي عبدي المؤمن عند ضجره شيئاً (5).

366 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أحمد بن عيسي بن محمّد بن الفراء الكبير ببغداد سنة عشر وثلاثمائة، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن مسلم اللاحقيّ الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين، قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه

ص:510


1- الأمالي: 569 ح 1178. عنه البحار: 3/3 ح 3، قطعة منه، والبرهان: 271/4 ح 9.
2- تقدّم إسناده في الحديث السابق.
3- في البحار: إنّما.
4- الأمالي: 570 ح 1179. عنه البحار: 18/43 ح 18، والبرهان: 271/4 ح 10.
5- الأمالي: 571 ح 1183. عنه البحار: 305/5 ح 20، و328 ح 24.

الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال لي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا مدينة العلم وأنت الباب، وكذب من زعم أنّه يصل إلي المدينة لا من قبل الباب (1).

367 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن جعفر الحسنيّ، قال: حدّثني محمّد بن عليّ بن الحسين بن زيد بن عليّ، قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سَرْبِه معافياً في جسده، عنده قوت يومه فكأنّما حيزت له الدنيا (2).

368 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا محمّد بن محمّد بن معقل العجليّ الترمسانيّ القرميسينيّ نزيل سهرورد، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن بنت إلياس قال: حدّثني أبي قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يحدّث عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : غريبتان: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفهٍ من حكيم فاغفروها، فإنّه لا حليم إلّا ذو عثرة، ولا حكيم إلّا ذو تجربة (3).

369 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني حنظلة بن زكريّا القاضيّ التميميّ بقزوين قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن حمزة العلويّ

ص:511


1- الأمالي: 577 ح 1194. عنه البحار: 207/40 ح 16. عمدة عيون صحاح الأخبار: 356 ح 509، عن مناقب ابن المغازليّ.
2- الأمالي: 588 ح 1219. عنه البحار: 318/67 ح 30.
3- الأمالي: 589 ح 1221. عنه البحار: 44/2 ح 15.

قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا حسب إلّا بالتواضع، ولا كرم إلّا بالتقوي، ولا عمل إلّا بالنيّة.

قال: وقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حسب المرء ماله، ومروءته عقله، وحلمه شرفه، وكرمه تقواه (1).

370 - الشيخ الطوسيّ ؛ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلويّ النصيبيّ ببغداد قال: حدّثنا عليّ بن حمزة العلويّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: مثل المؤمن إذا عوفي من مرضه مثل البردة البيضاء تنزل من السماء في حسنها وصفائها (2).

371 - الشيخ الطوسيّ ؛ : عن محمّد بن عليّ محبوب، عن محمّد بن عيسي العبيديّ، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي ال (3)

حسن ( عليه السلام ) ، قال:

دخل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي عائشة، وقد وضعت قمقمتها في الشمس، فقال: يا حميراء! ما هذا؟

ص:512


1- الأمالي: 590 ح 1223. عنه البحار: 94/1 ح 25، قطعة منه، و404/66 ح 108، و211/67 ح 37، ووسائل الشيعة: 48/1 ح 91، قطعة منه.
2- الأمالي: 630 ح 1297. عنه البحار: 187/78 ضمن ح 44، ومستدرك الوسائل: 55/2 ح 1390.
3- وثّقه الشيخ وعدّه في رجاله في أصحاب الرضاعليه السلام ، قائلاً: إبراهيم بن عبد الحميد من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، أدرك الرضاعليه السلام . وذكره البرقيّ في أصحاب الصادق والكاظم، والرضاعليهم السلام . معجم رجال الحديث: 241/1، رقم 191.

قالت: أغسل رأسي وجسدي، فقال: لا تعودي فإنّه يورث البرص (1).

372 - الشيخ الطوسيّ ؛ : محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن موسي، عن أبي الحسين الرازيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: أتي رجل إلي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بدينارين فقال: يا رسول اللّه! أُريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه، قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ألك والدان، أو أحدهما؟ قال: نعم.

قال: اذهب، فأنفقهما علي والديك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه. فرجع ففعل، فأتاه بدينارين آخرين قال: قد فعلت، وهذان ديناران أُريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه.

قال: ألك ولد؟ قال: نعم.

قال ( عليه السلام ) فاذهب، فأنفقهما علي ولدك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه، فرجع ففعل، فأتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول اللّه! قد فعلت، وهذان ديناران آخران أُريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه.

فقال: ألك زوجة؟ قال: نعم.

قال: أنفقهما علي زوجتك فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه.

فرجع وفعل، فأتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول اللّه! قد فعلت، وهذان ديناران أُريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه.

فقال: ألك خادم؟ قال: نعم.

ص:513


1- تهذيب الأحكام: 366/1، ح 1113. عنه الوافي: 60/6، ح 3758. وعنه وعن العلل والعيون، وسائل الشيعة: 207/1، ح 503. الاستبصار: 30/1، ح 79. علل الشرائع: ب 281/194، ح 1. عنه وعن العيون: البحار: 30/78، ح .9 عيون أخبار الرضاعليه السلام : 82/2، ح 18.

قال: اذهب، فأنفقهما علي خادمك فهو خير لك من أن تحمل بهما في سبيل اللّه، ففعل، فأتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول اللّه! وهذه ديناران أُريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه.

فقال: احملهما، واعلم بأنّهما ليسا بأفضل ديناريك (1).

373 - الشيخ الطوسيّ ؛ :...محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه...وقال: إنّ عليّاً أمر المقداد أن يسأل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، واستحيي أن يسأله فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فيه الوضوء...(2)

374 - الكراجكي ؛ : حدّثني الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّيّ قال: حدّثنا الفقيه محمّد بن عليّ بن بابويه ؛ قال: أخبرني أبي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني أيّوب بن نوح قال: حدّثني الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول الله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : خمسة لا يطفي ء نيرانهم، ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك، ورجل عقّ والديه، ورجل سعي بأخيه إلي سلطان فقتله، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب ذنباً وحمل ذنبه علي اللّه عزّوجلّ (3).

375 - العلويّ الشجريّ ؛ : أخبرنا زيد بن جعفر بن حاجب قال: أخبرنا أبوالعبّاس محمّد بن عمر بن الحسن بن الخطّاب بن الريّان البغداديّ، قال: حدّثني إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عليّ بن موسي

ص:514


1- تهذيب الأحكام: 171/6 ح 330. عنه وسائل الشيعة: 145/15 ح 20178، والوافي: 439/10 ح 9842. عوالي اللئاليّ: 195/3 ح 10، مرسلاً.
2- الاستبصار: 92/1 ح 296 وح 295. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3رقم 1166.
3- كنز الفوائد: 202 س 8. عنه البحار: 60/5 ح 112، ومستدرك الوسائل: 149/9 ح 10516، و209/18 ح 22522، و213 ح 22533.

الرضا، قال: حدّثني أبي موسي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : ، عن جابر - يعني ابن عبد اللّه -، عن أُمّ سلمة، قالت: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من زارني بعد وفاتي فكأنّما صحبني أيّام حياتي، ومن زار قبر المظلوم من أهل بيتي فكأنّما زارني، ومن همّه مصابي فكأنّما شهد وقائعي، ومن حارب بنيّ بعد موتي فكأنّما حاربني أيّام حياتي، ولا يسلّ (1) السلاح أو يشهره علي أحد من أهل بيتي فكأنّما قاتلني، ومن شهر سيفاً علي أحد من أهل بيتي ليريعه أكبّه اللّه علي سيفه في النار منكوساً (2).

376 - الحلوانيّ ؛ : عن الرضا، عن آبائه، عن أمير ال مؤمنين ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، قال: من أجري اللّه تعالي فرجاً لمسلم علي يديه، فرّج اللّه عنه كرب الدنيا والآخرة (3).

377 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : بإسناده قال: قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (4).

378 - أبو عليّ الطبرسيّ: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد، أبو الفتح عبد اللّه بن عبد الكريم بن هوازن القشيريّ، أدام اللّه عزّه، قراءةً عليه، داخل القبّة التي فيها قبر الرضا ( عليه السلام ) ، غرّة شهر اللّه المبارك رمضان، سنة إحدي وخمسمائة، قال: حدّثني الشيخ الجليل العالم، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ الحاتميّ الزوزنيّ قراءةً

ص:515


1- لعلّ الصحيح: «ومن سلّ السلاح، أو شهره».
2- فضل زيارة الحسين عليه السلام : 82 س 9.
3- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 40 ح 123.
4- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 123 ح 82. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 66/2 ح 298، القطعة الأولي. عنه البحار: 201/40 ح 4، وإثبات الهداة: 30/2 ح 122.

عليه، سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن هارون الزوزنيّ بها، قال: أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن محمّد، حفدة العبّاس بن حمزة النيشابوريّ، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ بالبصرة، قال: حدّثني أبي سنة ستّين ومائتين، قال: حدّثني عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) سنة أربع وتسعين ومائة، قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من سبّ نبيّاً قتل، ومن سبّ صاحب نبيّ جُلِدَ (1)

379 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده (2) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحجزة اللّه عزّوجلّ، وأخذتَ أنت بحُجزتي، وأخذ وُلدَك بحجزتك، وأخذت شيعة ولدك بحُجْزِهِم، أفتري أين يؤمر بنا!.

قال أبو القاسم الطائيّ: سألت أبا العبّاس ثعلباً، عن الحجزة؟

فقال: السبب.

وسألت نِفطَوَيه النحويّ عن ذلك؟

فقال: هي السبب (3).

ص:316


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 87 ح 16. عنه البحار: 222/76 ح 7، ووسائل الشيعة: 213/28 ح 34591، ومستدرك الوسائل: 172/18 ح 22417.
2- تقدّم إسناده وما يأتي إلي رقم...، في الحديث السابق.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 92 ح 25. عنه البحار: 104/65 ح 17، بتفاوت يسير. المناقب للخوارزميّ: 296 ح 289، بتفاوت. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 159 ح 57. البحار: 368/10 ح 17، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ، وبتفاوت.

380 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مرّ علي المقابر، وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) إحدي عشرة مرّة، ثمّ وهب أجره للأموات، أُعطي من الأجر بعدد الأموات (1).

381 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّك سيّد المسلمين، ويعسوب المؤمنين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين.

قال أبو القاسم ( رضي الله عنه ) (وهو أحمد بن عامر الطائيّ): سألت أحمد بن يحيي عن«اليعسوب»؟ فقال: هو الذكر من النحل الذي يتقدّمها، ويحامي عنها (2).

382 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إيّاكم والظلم، فإنّه يخرّب قلوبكم [كما يخرّب الدور] (3).

383 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من

ص:417


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 94 ح 28. جامع الأخبار: 168 س 17، مرسلاً عن رسول اللّه صلي الله وعليه وآله وسلم . مصباح الكفعميّ: 14 هامش رقم 2. البحار: 368/10 ح 8، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
2- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 95 ح 29. عنه البحار: 11/40 ح 25. اليقين باختصاص مولانا عليّ عليه السلام بامرة المؤمنين: 490 س 4، و491 س 4، و492 س 6. عنه البحار: 126/38 ح 73 و74، و24/40 ح 46. أمالي الطوسيّ: 345 ح 710، بتفاوت. المناقب للخوارزميّ: 295 ح 287.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 97 ح 33. عنه البحار: 315/72 ح 34، ومستدرك الوسائل: 103/12 ح 13635.

يحسن النفقة فله حسنة (1).

384 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : سيّد طعام الدنيا والآخرة اللحم، وسيّد شراب الدنيا والآخرة الماء، وأنا سيّد وُلد آدم ولا فخر، [والفقر فخري ] (2).

385 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أفواهكم طرق من طرق ربّكم فنظّفوها [بالسواك ] (3).

386 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ موسي بن عمران سأل ربّه، ورفع يديه فقال: يا ربّ! أين ذهبتُ أُوذيتُ، فأوحي اللّه تعالي إليه: يا موسي! إنّ في عسكرك غمّازاً.

فقال: يا ربّ! دُلّني عليه؟

فأوحي اللّه تعالي إليه: إنّي أبغض الغمّاز فكيف أغمز! (4).

387 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : دعاء أطفال أُمّتي مستجاب ما لم يقاربوا الذنوب (5).

388 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تُحشَرُ ابنتي فاطمة وعليها حُلَّة الكَرامة، قد عُجِنَت بماء الحَيَوان، فينظر إليها الخلائق،

ص:518


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 101 ح 44.
2- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 105 ح 55. عنه مستدرك الوسائل: 5/17 ح 20565، قطعة منه. عنه وعن العيون، البحار: 58/63 ح 4. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 35/2 ح 78. عنه وسائل الشيعة: 23/25 ح 31037، قطعة منه، وح 31038، قطعة منه.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 109 ح 65. عنه البحار: 130/73 ح 19.
4- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 113 ح 68. عنه البحار: 12/13 ح 18، و293/72 ح 1.
5- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 113 ح 69. عنه البحار: 357/90 ح 14.

ويتعجّبون منها، ثمّ تُكسي أيضاً حُلّتين من حُلَل الجنّة، مكتوب علي كلّ حُلّة بخطّ أخضر: أَدخِلوا ابنة محمّد الجنّة علي أحسن الصورة، وأحسن الكَرامة، وأحسن المنظر، فَتَزُفُّ إلي الجنّة، كما تزفّ العروس، [وتتوجّ بتاج العزّ]، ويُوكَل بها سبعون ألف جارية [في (يد) كلّ جارية منديل من استبرق، وقد زُيّن لها تلك الجواري منذ خلق اللّه الدنيا] (1).

389 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو يعلم الخلق ما له في حسن الخلق، لعلم أنّه يحتاج [إلي ] أن يكون له حسن الخلق (2).

390 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حافظوا علي الصلوات الخمس، فإنّ اللّه عزّوجلّ إذا كان يوم القيامة يدعو العبد، فأوّل شي ء يُسأل عنه الصلاة، فإن جاء بها تامّة وإلّا زُخَّ به في النار (3).

391 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اشتدّ

ص:519


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 122 ح 79. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 30/2 ح 38. عنه وعن الصحيفية، البحار: 221/43 ح 6. دلائل الإمامة: 154 ح 69. ينابيع المودّة: 137/2 ح 387، مرفوعاً وبتفاوت. مقتل الحسين عليه السلام للخوارزميّ: 90 ح 4.
2- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 150 ح 85. عنه البحار: 392/68 ح 58، بتفاوت. البحار: 369/10 ح 20.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 151 ح 90. عنه مستدرك الوسائل: 28/3 ح 2932. عنه وعن العيون، البحار: 207/79 ح 15. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 31/2 ح 45، عنه وسائل الشيعة: 29/4 ح 4430. البحار: 369/10 ح 22، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ. جامع الأخبار: 74 س 1، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه البحار: 202/79 ضمن ح 1.

[غضب اللّه و] غضب رسوله علي من أهرق دم ذرّيّتي، أوآذاني في عترتي (1).

392 - أبو عليّ الطبرسيّ: وبإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الدعاء سلاح المؤمن، وعِمارة (2) الدين، ونور السماوات والأرض [فعليكم بالدعاء، وأخلصوا النيّة] (3).

393 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال [لي ] رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إذا صلّيت علي جنازة فقل: «اللّهمّ [إنّ هذا] عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ماض فيه حكمك، [خلقته ] ولم يكن شيئاً مذكوراً. زارك وأنت خير مزور. اللّهمّ لقّنه حجّته، وألحقه بنبيّه، ونوّر له في قبره، ووسّع عليه في مدخله، وثبّته بالقول الثابت، فإنّه افتقر إليك، واستغنيت عنه، وكان يشهد أن لا إله إلّا أنت فاغفر له.

اللّهمّ لاتحرمنا أجره، ولا تُفتنّا بعده».

يا عليّ! إذا صلّيت علي امرأة فقل: «اللّهمّ! أنت خلقتها، وأنت أحييتها، وأنت أمتّها، وأنت أعلم بسرّها وعلانيتها، جئناك شفعاء لها، [فاغفر لها].

اللّهمّ! لاتحرمنا أجرها، ولا تفتنّا بعدها».

ص:520


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 155 ح 99. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 27/2 ح 11، مختصراً. عنه وعن الصحيفة، البحار: 205/27 ح 9. مقتل الحسين للخوارزميّ: 96/2 ح 3.
2- في العيون وغيره: عماد الدين.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 225 ح 112. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 37/2 ح 95، بتفاوت. عنه وعن الصحيفة، البحار: 288/90 ح 1. جامع الأحاديث للقمّيّ: 76. مكارم الأخلاق: 257 س 17، مرسلاً وبتفاوت عن النبي صلي الله وعليه وآله وسلم . عنه البحار: 294/90 ضمن ح 23.

يا عليّ! إذا صلّيت علي طفل فقل: «اللّهمّ! اجعله لأبويه سلفاً، [واجعله لهما فرطاً]، واجعله لهما نوراً ورُشداً، وأعقِب والديه الجنّة، إنّك علي كلّ شي ء قدير» (1).

48-أبو علی ّ الطبرسیّ :و بإسناده قال :قال رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم ): هل تدرون ما تفسیر هذه الآیة :(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *«وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ ...) (2) الآیة؟.

[قالوا :الله و رسوله أعلم ].

قال :إذا کان یوم القیامة ،تُقاد جهنّم بسبعین ألف زِمام [ کلّ زمام ] بید سبعین ألف ملک ، فتتشرّد شردةً لو لا أنّ الله یحبسها لأحرقت السماوات و الأرضین (3).

394 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اشتاقت الجنّة إلي عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وسألت ربّها أن تنظر إليه، وتعوّذت النار من عليّ، وسألت أن يبعّدها منه، الحمد للّه الذي أكرم نبيّه بهذا (4).

395 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : يا عليّ! أنت فارس العرب، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي، ومولي كلّ مؤمن، وسيف اللّه الذي لا يخطي ء، وأنت رفيقي في الجنّة (5).

ص:521


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 262 ح 202. عنه مستدرك الوسائل: 251/2 ح 1893، و272 ح 1945، قطعة منه.
2- الفجر : 21/89-23.
3- صحیحة الإمام الرضا (علیه السلام ):153 ح 94. أمالی الطوسیّ :337 ح 684 بتفاوت عنه و عن الصحیفة ، البحار 126/7 ح 2.
4- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 274 ح 13.
5- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 275 ح 14.

396 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه تعالي جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون نبيّاً (1).

397 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من ترك معصيةً مخافةً من اللّه تعالي، أرضاه اللّه يوم القيامة (2).

398 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : النظر في ثلاثة أشياء عبادة: النظر في وجه الوالدين، وفي المصحف، وفي البحر (3).

399 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أتقي الناس من قال الحقّ فيما له وعليه (4).

400 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بسيّد الخضاب، فإنّه يطيّب البشرة ويزيد في الجماع (5).

401 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إيّاكم ومخالطة السلطان، فإنّه ذهاب الدين، وإيّاكم ومعونته فإنّكم لا تحمدون أمره(6).

ص:522


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 275 ح 15. مكارم الأخلاق: 156 س 15، مرسلاً عن الرضاعليه السلام . عنه البحار: 294/63 ضمن ح 18. الدعوات: 151 ح 406، مرسلاً عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
2- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 275 ح 17. البحار: 368/10 ح 11، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 275 ح 18. البحار: 368/10 ح 10، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
4- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 276 ح 21. عنه البحار: 288/67 ح 15.
5- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 277 ح 24. عنه مستدرك الوسائل: 394/1 ح 958. مكارم الأخلاق: 77 س 10، مرسلاً وبتفاوت عن مولي النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
6- ( صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 277 ح 25. البحار: 368/10 ح 7.

402 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الولد الصالح ريحان من رياحين الجنّة (1).

403 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن، فإنّ البيت إذا قُري ء فيه القرآن آنس علي أهله، وكثر خيره، وكان ساكنيه مؤمنوا الجنّ، والبيت إذا لم يقرأ فيه القرآن وَحُشَ علي أهله وقلّ خيره، وكان ساكنيه كفرة الجنّ (2).

404 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من قاتلنا في آخر الزمان، فكأنّما قاتلنا مع الدجّال.

قال الشيخ أبو القاسم الطائيّ: إنّي سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن من قاتلنا في آخر الزمان؟

قال: من قاتل صاحب عيسي ابن مريم ( عليه السلام ) ، [وهو المهديّ ( عليه السلام ) ] (3).

405 - أبو عليّ الطبرسيّ: بإسناده قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أُعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه

(4).

ص:523


1- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 278 ح 27. البحار: 368/10 ح 12، نقلاً من خطّ الشيخ الشهيد محمّد بن مكّيّ.
2- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 289 ح 40.
3- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 273 ح 8. عنه البحار: 335/52 ح 66، وفيه: قال عليّ بن أبي طالب عليه السلام . عيون أخبار الرضاعليه السلام : 47/2 ح 181، قطعة منه. عنه البحار: 205/27 ح 11. قطعة منه في (المهديّ صاحب عيسي عليهماالسلام ).
4- صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 275 ح 19. عوالي اللئالي: 253/3 ح 1، وفيه: عن أبي هريرة عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .

406 - أبو عليّ الطبرسيّ ؛ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال لرجل: ما ولدك؟

قال: يا رسول اللّه! وما عسي أن يولد لي إمّا غلام وإمّا جارية.

قال: فمن يشبه؟

قال: يشبه أُمّه أو أباه، فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لا تقل هكذا، إنّ النطفة إذا استقرّت في الرحم أحضرها اللّه كلّ نسب بينها وبين آدم، أما قرأت هذه الآية ( فِي أَيِ ّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ ) (1) أي فيما بينك وبين آدم (2).

407 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أتي أخوان إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقالا: يا رسول اللّه! إنّا نريد الشام في تجارة، فعلّمنا ما نقول؟

قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بعد إذ آويتما إلي منزل فصلّيا العشاء الآخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه علي فراشه بعد الصلاة فليسبّح تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ثمّ ليقرأ «آية الكرسيّ» فإنّه محفوظ من كلّ شي ء، وإنّ لصوصاً تبعوهما حتّي نزلا، فبعثوا غلاماً لهم ينظر كيف حالهما، ناموا أم مستيقظون، فانتهي الغلام إليهم وقد وضع أحدهما جنبه علي فراشه وقرأ «آيه الكرسيّ» وسبّح تسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، قال: فإذا عليهما حائطان مبنيّان فجاء الغلام فطاف بهما، فكلّما دار لم ير إلّا حائطين، فرجع إلي أصحابه فقال: لاواللّه ما رأيت إلّا حائطين مبنيّين. فقالوا: أخزاك اللّه لقد كذبت، بل ضعفت وجبنت، فقاموا فنظروا، فلم يجدوا إلّا حائطين مبنيّين، فداروا بالحائطين فلم يروا إنساناً، فانصرفوا إلي موضعهم، فلمّا كان من الغد جاؤوا إليهما، فقالوا: أين كنتما؟

ص:524


1- الانفطار: 82/8.
2- مجمع البيان: 449/5 س 26. عنه البحار: 94/7 س 15، ونور الثقلين: 521/5 ح 9.

فقالا: ما كنّا إلّا ههنا ما برحنا، فقالوا: لقد جئنا فما رأينا إلّا حائطين مبنيّين فحدّثانا ما قصّتكما؟

فقالا: أتينا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعلّمنا «آية الكرسي» وتسبيح فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ففعلنا، فقالوا: انطلقا فواللّه! لا نتّبعكما أبداً ولا يقدر عليكما لصّ بعد هذا الكلام (1).

408 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا أصاب أحدكم صداع أو غير ذلك، فبسط يديه وقرأ «فاتحة الكتاب»، ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، والمعوّذتين، ومسح بهما وجهه، يذهب عنه مايجده (2).

409 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : من كتاب مناقب الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : تختّموا بالزبرجد، فإنّه يسر لا عسر فيه (3).

410 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إذا ركب الرجل الدابّة فسمّي، ردفه ملك يحفظه حتّي ينزل، فإن ركب ولم يسمّ ردفه شيطان فيقول: تغنّ، فإن قال: لا أُحسن، قال: تمنّ، فلايزال يتمنّي حتّي ينزل.

وقال ( عليه السلام ) : من قال إذا ركب الدابّة: «بسم اللّه ولا قوّة إلّا باللّه الحمد للّه الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين» حفظت له نفسه ودابّته حتّي ينزل (4).

ص:525


1- مكارم الأخلاق: 244 س 19. عنه البحار: 252/73 ضمن ح 47. المحاسن: 368 ح 120، بإسناده عن الصادق عليه السلام . عنه مستدرك الوسائل: 40/5 ح 5315، قطعة منه.
2- مكارم الأخلاق: 351 س 6.
3- مكارم الأخلاق: 84 س 4.
4- مكارم الأخلاق: 238 س 7. الكافي: 540/6 ح 17، وفيه: عن أبي الحسن عليه السلام . ثواب الأعمال: 227 ح 1. تهذيب الأحكام: 165/6 ح 309. المحاسن: 628 ح 103. عنه وعن التهذيب وعن ثواب الأعمال وسائل الشيعة: 388/11 ح 15081.

411 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ : عن نادر الخادم، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه قال لبعض من معه:...قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من اكتحل فليوتّر...(1)

412 - أبو نصر الطبرسيّ ؛ :...سليمان بن يحيي، قال: تهيَّأ الرضا ( عليه السلام ) يوماً للركوب إلي باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط.

ثم قال: يا سليمان! أخبرني أبي عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: من أمرّ المشط علي رأسه ولحيته وصدره سبع مرّات لم يقاربه داء أبداً (2)

413 - الراونديّ ؛ : عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : أنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه، وإن شهد فلا تقبلوه، [وإن ذكر فلا تزكّوه ]، وإن خطب فلا تزوّجوه، وإن حدّث فلا تصدّقوه، وإن مات فلا تشهدوه، وشارب الخمر لقي اللّه عزّوجلّ كعابد وثن، إنّ شُرْبَ الخمر ذنب يعلو كلّ ذنب، كما أنّ شجرته تعلو كلّ شجرة (3).

414 - الراوندي ؛ : قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : وجد رجل صحيفة فأتي

ص:526


1- مكارم الأخلاق: 43 س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1841.
2- مكارم الأخلاق: 66 س 23. تقدّم الحديث بتمامه ج 2 رقم 630.
3- الدعوات: 260 ح 743. عنه البحار: 267/78 ضمن ح 25، ومستدرك الوسائل: 157/2 ح 1687، قطعة منه.

[بها] رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فنادي الصلاة جامعة، فما تخلّف أحد [لا] ذكر ولا أُنثي، فرقي المنبر فقرأها، فإذا كتاب من يوشع بن نون وصيّ موسي ( عليه السلام ) ، وإذا فيها:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ ربّكم بكم لرؤوف رحيم،...

فنزل ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد ألحّوا في الدعاء، فصبر هنيئة ثمّ رقي المنبر.

فقال: من أحبّ أن يعلو ثناؤه علي ثناء المجتهدين فليقل هذا القول في كلّ يوم، فإن كان له حاجة قضيت، أو عدوّ كبت، أو دين قضي، أو كرب كشف، وخرق كلامه السماوات السبع حتّي يكتب في اللوح المحفوظ (1)

415 - شاذان بن جبرئيل القمّيّ ؛ : وبالإسناد يرفعه إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يرفعه إلي النسب الطاهر الزكيّ، إلي سيّد الشهداء الحسين بن عليّ قال: قال لي أبي: قال لي أخي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :

من سرّه أن يلقي اللّه تعالي مقبلاً عليه غير معرض عنه، فليوال عليّاً.

ومن سرّه أن يلقي اللّه تعالي وهو عنه راض، فليوال ابنك الحسن ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه تعالي وهو لا خوف عليه، فليوال ابنك الحسين ( عليه السلام ) ومن أحبّ أن يلقي اللّه وهو يمحّص عنه ذنوبه، فليوال عليّ بن الحسين السجّاد ( عليهماالسلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وهو قرير العين، فليوال محمّد الباقر ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وكتابه بيمينه، فليوال جعفر الصادق ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وهو طاهر مطهّر، فليوال موسي الكاظم ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وهو ضاحك مستبشر، فليوال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وقد رفعت درجاته وبدّلت سيّئاته حسنات، فليوال

ص:527


1- الدعوات: 46 ح 114. تقدّم الحديث بتمامه في ج 2 رقم 901.

محمّد الجواد ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يحاسبه اللّه حساباً يسيراً، فليوال عليّ الهادي ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وهو من الفائزين، فليوال الحسن العسكريّ ( عليه السلام ) .

ومن أحبّ أن يلقي اللّه وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه، فليوال الحجّة، صاحب الزمان، القائم المنتظر المهديّ، م ح م د بن الحسن ( عليهماالسلام ) .

فهؤلاء مصابيح الدجي، وأئمّة الهدي، وأعلام التقي، فمن أحبّهم وتولّاهم كنت ضامناً له علي اللّه الجنّة (1).

416 - أبو جعفر الطبريّ ؛ : بالإسناد قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل العلويّ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن مهديّ بن صدقة الرقّيّ، حدّثنا أبي، حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال لي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه اطّلع إلي الأرض فاختارني، ثمّ اطّلع إليها ثانية فاختارك، أنت أبو ولدي، وقاضي ديني، والمنجز عداتي، وأنت غداً علي حوضي، طوبي لمن أحبّك، وويل لمن أبغضك (2)

417 - أبو جعفر الطبريّ ؛ :...عن أبي محمّد الحسن بن عليّ ( عليهماالسلام ) ، قال: كان أبو جعفر شديد الأُدمة ولقد قال فيه الشاكّون المرتابون - وسنّه خمسة وعشرون شهراً-: إنّه ليس هو من ولد الرضا ( عليه السلام ) .

وقالوا لعنهم اللّه: إنّه من شُنَيف الأسود مولاه، وقالوا: من لؤلؤ؛ وإنّهم أخذوه والرضا عندالمأمون، فحملوه إلي القافة، وهو طفل بمكّة في مجمع من الناس

ص:528


1- الفضائل: 487 ح 206، عنه وعن الروضة، البحار: 296/36، ح 125. البحار: 107/27 ح 80 عن كتاب صفوة الأخبار بإسناده عن الكاظم عليه السلام .
2- بشارة المصطفي لشيعة المرتضي عليه السلام : 163 س 15. عنه البحار: 216/39 ح 7.

بالمسجدالحرام فعرضوه عليهم...

قال: وبلغ الخبر الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) ، وما صنع بابنه محمّد.

فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلي بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ماقد رميت به مارية القبطيّة، وما ادّعي عليها في ولادتها إبراهيم ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟! قالوا: لا، يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا لنعلم.

قال: إنّ مارية لمّا أُهديت إلي جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، أُهديت مع جوار قسّمهنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي أصحابه، وظنّ بمارية من دونهنّ، وكان معها خادم يقال له «جريح» يؤدّبها بآداب الملوك، وأسلمت علي يد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسلم جريح معها، وحسن إيمانهما وإسلامهما، فملكت مارية قلب رسول اللّه فحسدها بعض أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .

فأقبلت زوجتان من أزواج رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي أبويهما تشكوان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فعله وميله إلي مارية، وإيثاره إيّاها عليهما، حتّي سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من «جريح»، وكانوا لايظنّون جريحاً خادماً زمناً.

فأقبل أبواهما إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، وقالا: يا رسول اللّه! مايحلّ لنا ولايسعنا أن نكتمك ماظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.

قال: وماذا تقولان؟ قالا: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً يأتي من مارية الفاحشة العظمي، وإنّ حملها من جريح، وليس هو منك يا رسول اللّه!

فأربد (1) وجه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، تلوّن لعظم ماتلقّياه به؛ ثمّ قال: ويحكما!

ص:529


1- أربد وجهه وتربّد: احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب، لسان العرب: 170/3.

ماتقولان؟!

فقالا: يا رسول اللّه! إنّنا خلّفنا جريحاً ومارية في مشربة، وهو يفاكهها (1) ويلاعبها، ويروم منها ماتروم الرجال من النساء، فابعث إلي جريح فإنّك تجده علي هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك وحكم اللّه تعالي.

فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ياأباالحسن! خذ معك سيفك ذاالفقار، حتّي تمضي إلي مشربة مارية، فإن صادفتها وجريحاً كمايصفان، فأخمدهما ضرباً.

فقام عليّ ( عليه السلام ) واتّشح بسيفه، وأخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّي ومرّ من بين يدي رسول اللّه أتي إليه راجعاً، فقال له: يا رسول اللّه! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يري مالايري الغائب؟

فقال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فديتك يا عليّ! بل الشاهد يري مالايري الغائب.

قال: فأقبل عليّ وسيفه في يده حتّي تسوّر من فوق مشربة مارية، وهي جالسة وجريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول اللّه وكنّيه وأكرميه، ونحواً من هذا الكلام حتّي نظر جريح إلي أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح وأتي إلي نخلة في دار المشربة، فصعد إلي رأسها، فنزل أميرالمؤمنين إلي المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحاً، فقال: انزل يا جريح!

فقال: يا أمير المؤمنين! آمن علي نفسي؟ قال: آمن علي نفسك.

قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين، وجاء به إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؛ فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول اللّه! إنّ جريحاً خادم ممسوح.

فولّي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بوجهه إلي الجدار، وقال: حلّ لهما -ياجريح!- واكشف عن نفسك حتّي يتبيّن كذبهما. ويحهما! ما أجرأهما علي اللّه وعلي رسوله!

ص:530


1- فاكهه: مازحه، تفاكه القوم: تمازحوا - أقرب الموارد «فكه».

فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقالا: يا رسول اللّه! التوبة، استغفر لنا، فلن نعود.

فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لاتاب اللّه عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة علي اللّه وعلي رسوله...(1)

418 - ابن إدريس الحلّيّ ؛ : السيّاريّ قال: وسمعته [أي الرضا] ( عليه السلام ) يقول: وجاء رجل إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو في منزل عائشة، فأعلم بمكانه.

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : بئس ابن العشيرة.

ثمّ خرج إليه فصافحه وضحك في وجهه، فلمّا دخل، قالت له عائشة: قلت فيه ما قلت، ثمّ خرجت إليه فصافحته وضحكت في وجهه!

قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ في أشرار الناس من اتّقي لسانه.

وقال: وسمعته يقول: قد كنّي اللّه عزّوجلّ في الكتاب عن الرجل، فسمّاه فلاناً، وهو ذو القوّة، وذو العزّة، فكيف نحن! (2).

419 - ابن حمزة الطوسيّ ؛ : عن محمّد بن عليّ بن عتاب قال: خرجت في الهزيمة مع عبد اللّه بن عزيز، فلمّا صرت بطوس أتيت قبر أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، فإذاً أنا بشيخ كبير هرم، فسألني عن أهل الريّ فأخبرته بما نالهم، وبما رأيت فيهم، وبهدم السور، فقال: حدّثني صاحب هذا القبر عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: كأنّي بأهل الريّ وقد وليهم رجل يقال له: عبد اللّه بن عزيز فيؤسر، فيؤتي به طبرستان، فيضرب عنقه في يوم النحر،

ص:531


1- دلائل الإمامة: 384، ح 342. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 934.
2- السرائر: 568 س 15. عنه البحار: 280/72 ح 6، وفيه: سمعت الرضاعليه السلام ، يقول. ومستدرك الوسائل: 78/12 ح 13563.

ويرفع رأسه علي خشبة، ويطرح بدنه في بئر.

قال: فرجعت إلي الريّ وابن عزيز في البلد، فحدّثته الحديث فتغيّر لون وجهه، وقال لي: قد يكون اسم يوافق اسماً، وأرجو أن يكفيني اللّه ذلك، ولا بدّ من مناصحة من استكفانا أمره.

قال: فكرهت ذلك، وندمت علي قولي، حتّي تبيّن ذلك في وجهي،

فقال: لا عليك، قد أدّيت ما سمعت.

فما عدت إليه حتّي نزل به ما حدّثت به (1)

420 - ابن حمزة الطوسيّ ؛ : عن محمّد بن العلاء الجرجانيّ قال: حججت فرأيت عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يطوف بالبيت، فقلت له: جعلت فداك، هذا الحديث قد روي عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة.

قال: فقال: نعم، حدّثني أبي، عن جدّي، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهليّة...(2).

421 - الشعيريّ ؛ : عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بإسناده عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إذا كان يوم القيامة لا يزول العبد قدماً عن قدم حتّي يسأل عن أربعة أشياء: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيماذا أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت (3).

ص:532


1- الثاقب في المناقب: 100 ح 92.
2- الثاقب في المناقب: 495 ح 424. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 290.
3- جامع الأخبار: 175 س 13. ينابيع المودّة: 335/1 ح 15.

422 - الشعيريّ ؛ : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يزور أهل الجنّة الربّ تعالي في كلّ ليلة جمعة، أي يزورون حملة العرش، وبه المتحابّين في اللّه خاصّة، يزورون في كلّ يوم اثنين وخمسين مرّة (1).

423 - الشعيري ؛ : عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: حدّثني أبي، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً، وإنّما المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه (2).

424 - الشعيريّ ؛ : روي عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) بإسناده عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال: إنّ موسي بن عمران ( عليه السلام ) سأل ربّه زيارة قبره - أي موضع قبر الحسين ( عليه السلام ) - لمّا أخبره ربّه بقتله وفضل زيارته، فأذن له، فزاره في سبعين ألف من الملائكة (3).

425 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ ) (4) الصدق عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (5).

426 - ابن شهرآشوب ؛ : روي أبو المضا صبيح عن الرضا ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) [في قوله تعالي: ( وَبِالْوَلِدَيْنِ إِحْسَانًا)(6) ]: أنا وعليّ الوالدان (7) .

ص:533


1- جامع الأخبار: 118 س 5.
2- جامع الأخبار: 107 س 6.
3- جامع الأخبار: 23 س 10. عنه مدينة المعاجز: 211/4 ح 1235.
4- الزمر: 32/39.
5- المناقب: 92/3 س 7. عنه البحار: 407/35 ضمن ح 1، ومقدّمة البرهان: 215 س 6.
6- البقرة: 83/2.
7- المناقب: 105/3 س 6.

427 - ابن شهرآشوب ؛ : ( قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَحِدَةٍ) (1) قال الرضا ( عليه السلام ) : قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ: بك وعظتُ قريش (2).

428 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو المضا صبيح، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : في هذه الآية: ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَي الْخَشِعِينَ ) (3) عليّ ( عليه السلام ) منهم (4) .

429 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) : إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قرأ: ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَلِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا) (5).

فسئل عن ذلك؟ فأشار ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي الثلاثة فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسألون عن وصيّي هذا، - وأشار إلي عليّ بن أبي طالب - ثمّ قال: وعزّة ربّي إنّ جميع أُمّتي لموقوفون يوم القيامة، ومسؤولون عن ولايته، وذلك قول اللّه تعالي: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئولُونَ (6)) (7) .

430 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : نزلت فيّ، وفي عليّ هذه الآية: ( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) (8) (9).

ص:534


1- سبأ: 46/34.
2- المناقب: 238/3 س 22.
3- البقرة: 45/2.
4- المناقب: 20/2 س 8.
5- الإسراء: 36/17.
6- الصافّات: 24/37.
7- المناقب: 152/2 س 20. عنه البحار: 271/24 ح 47.
8- ق: 24/50.
9- المناقب: 157/2 س 18.

431 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أدخلت الجنّة، وناولني جبرئيل سفرجلة فانفلقت، فخرجت منها جارية فقلت: من أنت؟

فقالت: أنا الراضية المرضيّة، خلقني اللّه لأخيك ولابن عمّك عليّ بن أبي طالب (1).

432 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) : في هذه الآية [وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ ] قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ ( عليه السلام ) أميرها، فسمّي أمير النحل (2)

433 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو عبد اللّه المفيد النيسابوريّ في أماليه، قال الرضا ( عليه السلام ) : عري الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وأدركهما العيد فقالا لأُمّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن! فما لك لاتزيّنينا؟

فقالت: ثيابكما عند الخيّاط...فلمّا أخذ الظلام، قرع الباب قارع...

ففتحت الباب فإذا رجل ومعه من لباس العيد...ودخل رسول اللّه وهما مزيّنان، فحملهما وقبّلهما، ثم قال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : رأيت الخيّاط؟

قالت ( عليها السلام ) : نعم، يا رسول اللّه! والذي أنفذته من الثياب.

قال: يا بنيّة! ما هو خيّاط، إنّما هو رضوان خازن الجنّة.

قالت فاطمة: فمن أخبرك يا رسول اللّه؟

قال: ما عرج حتّي جاءني وأخبرني بذلك (3).

ص:535


1- المناقب: 232/2 س 9. عنه مدينة المعاجز: 376/1 ح 243.
2- المناقب: 315/2 س 11. يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 1972.
3- المناقب: 391/3 س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1026.

434 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا والصادق وأمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : والحديث مختصر: إنّ آدم ( عليه السلام ) أوصي إلي ابنه شيث، وأوصي شيث إلي شبّان، وشبّان إلي مجلث، ومجلث إلي محوق، ومحوق إلي عثميشا، وعثميشا إلي أُخنوخ وهو إدريس، وإدريس إلي ناحور، وناحور إلي نوح، ونوح إلي سام، وسام إلي عثامر، وعثامر إلي برغيشا، وبرغيشا إلي يافث، ويافث إلي بره، وبره إلي جفيسه، وجفيسه إلي عمران، وعمران إلي إبراهيم، وإبراهيم إلي إسماعيل، وإسماعيل إلي إسحاق، وإسحاق إلي يعقوب، ويعقوب إلي يوسف، ويوسف إلي برثيا، وبرثيا إلي شعيب، وشعيب إلي موسي، وموسي إلي يوشع، ويوشع إلي داود، وداود إلي سليمان، وسليمان إلي آصف، وآصف إلي زكريّا، وزكريّا إلي عيسي، وعيسي إلي شمعون، وشمعون إلي يحيي، ويحيي إلي منذر، ومنذر إلي سلمة، وسلمة إلي بردة.

ثمّ قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ودفعها إليّ بردة، وأنا أدفعها إليك يا عليّ! وأنت تدفعها إلي وصيّك، ويدفعها وصيّك إلي أوصيائك من ولدك، واحد بعد واحد، حتّي تدفع إلي خير أهل الأرض بعدك (1).

435 - ابن شهرآشوب ؛ : خطب النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيي بن معين في أماليه، وابن بطّة في الإبانة بإسنادهما عن أنس

ص:536


1- المناقب: 251/1 س 4. كفاية الأثر: 147 س 1، بإسناده عن عليّ ( عليه السلام ) عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ضمن حديث طويل، عنه البحار: 333/36، ح 195. أمالي الطوسيّ: 442، ح 991، بإسناده عن الصادق، عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عنه البحار: 57/23، ح 1. أمال غ الصدوق، المجلس الثالث والستّون: 328، ح 3، بإسناده عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عنه البحار: 571/23، ح 1.

بن مالك مرفوعاً، ورويناها عن الرضا ( عليه السلام ) فقال: «الحمد اللّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه، وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيّه محمّد، إنّ الله تعالي جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، وشجّ بها الأرحام، وألزمها الأنام، قال اللّه تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا) (1) »، ثم إنّ الله تعالي أمرني: أن أزوّج فاطمة من

عليّ ( عليه السلام ) ، وقد زوّجتها إيّاه علي أربعمائة مثقال فضّة، إن رضيت يا عليّ!.

قال ( عليه السلام ) : رضيت يا رسول اللّه! (2).

436 - ابن شهرآشوب ؛ : الرضا ( عليه السلام ) عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : من أحبّ أن ينظر إلي أحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء فلينظر إلي الحسين ( عليه السلام ) (3).

437 - ابن شهرآشوب ؛ : شرف النبيّ، عن الخركوشيّ والفرودس، عن الديلميّ، عن ابن عمر، والجامع عن الترمذيّ، عن أبي هريرة، والصحيح عن البخاريّ، ومسند الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، واللفظ له قال: الولد ريحانة، والحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ريحانتاي من الدنيا (4).

ص:537


1- الفرقان: 54/25.
2- المناقب: 350/3 س 9. عنه البحار: 120/43 س 8، ونور الثقلين: 24/4 ح 79، قطعة منه.
3- المناقب: 73/4 س 14. عنه البحار: 297/43 ح 59.
4- المناقب: 383/3 س 9.

438 - ابن شهرآشوب ؛ : أبو المضا، عن الرضا ( عليه السلام ) قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ ( عليه السلام ) : أنت نجم بني هاشم (1).

439 - ابن شهرآشوب ؛ : حديث سدّ الأبواب رواه نحو ثلاثين رجلاً من الصحابة منهم زيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقّاص، وأبو سعيد الخدريّ، وأُمّ سلمة، وأبو رافع، وأبو الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاريّ، وأبو حازم، عن ابن عبّاس، والعلاء، عن ابن عمر، وشعبة عن زيد بن عليّ، عن أخيه الباقر، عن جابر، وعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) .

وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض: أنّه لمّا قدم المهاجرون إلي المدينة، بنوا حوالي مسجده بيوتاً، فيها أبواب شارعة في المسجد، ونام بعضهم في المسجد، فأرسل النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) معاذ بن جبل فنادي: أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يأمركم أن تسدّوا أبوابكم إلّاباب عليّ ( عليه السلام ) ، فأطاعوه إلّارجل.

قال: فقام رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: (ما حدّثني به أبو الحسن العاصميّ الخوارزميّ، عن أبي البيهقيّ، عن أحمد بن جعفر، عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن محمّد بن جعفر، عن عون، عن عبد اللّه بن ميمون، عن زيد بن أرقم أنّه قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ): أمّا بعد فإنّي أمرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم، فإنّي واللّه ما سددت شيئاً، ولا فتحته، ولكن أُمرت بشي ء فاتّبعته (2).

440 - ابن شهرآشوب ؛ : تاريخ بغداد وكتاب السمعاني وأربعين ابن

ص:538


1- المناقب: 178/4 س 14. عنه نور الثقلين: 45/3 ح 42.
2- المناقب: 189/2 س 23. عنه البحار: 27/39 ح 10.

المؤذّن، ومناقب فاطمة عن ابن شاهين، بأسانيدهم، عن حذيفة، وابن مسعود، قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ فاطمة أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار.

وقال ابن منده: خاصّ الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) .

ويقال: أي مَن ولدته بنفسها، وهو المرويّ عن عليّ بن موسي بن جع فر ( عليهماالسلام ) (1).

441 - أبو الفضل الطبرسيّ ؛ : عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : الإيمان بضع وسبعون باباً، أكبرها شهادة أن لا إله إلّا اللّه، وأدناها إماطة الأذي عن الطريق (2).

442 - أبو الفضل الطبرسيّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لليهوديّ الذي سحره: ما حملك علي ما صنعت؟

قال: علمت أنّه لا يضرّك وأنت نبيّ. قال: فعفا عنه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (3).

443 - أبو الفضل الطبرسيّ ؛ : من مجموع السيّد أبي البركات، عن الرضا، عن أبيه، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لردّ المؤمن حراماً يعدل عند اللّه سبعين حجّة مبرورة (4).

444 - الإربليّ ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) ، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: سمعت

ص:539


1- المناقب: 325/3 س 22. عنه البحار: 232/43 ح 7، ونور الثقلين: 377/5 ح 48. قطعة منه في (ذرّيّة فاطمةعليهاالسلام ).
2- مشكاة الأنوار: 40 س 9. عوالي اللئاليّ: 431/1 ح 130، عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم . جامع الأخبار: 36 س 2، عن النبيّ صلي الله وعليه وآله وسلم .
3- مشكاة الأنوار: 229 س 2. عنه مستدرك الوسائل: 5/9 ح 10037.
4- مشكاة الأنوار: 315 س 17. عنه مستدرك الوسائل: 278/11 ح 13006.

رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقول: عدة المؤمن نذر لاكفّارة لها (1).

445 - الإربليّ ؛ : عن الحافظ عبد العزيز، عن داود بن سليمان، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : مجالسة العلماء عبادة، والنظر إلي عليّ عبادة، والنظر إلي البيت عبادة، والنظر إلي المصحف عبادة؛ والنظر إلي الوالدين عبادة (2).

446 - الإربليّ ؛ : عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لبعض أصحابه: يا عبد اللّه! أحبب في اللّه، وأبغض في اللّه، ووال في اللّه، وعاد في اللّه، فإنّه لاتنال ولاية اللّه إلّا بذلك (3).

447 - السيّد ابن طاووس ؛ : أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد، قال: أخبرنا السيّد أبو الحسن عليّ بن أحمد بن القاسم الحسينيّ، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إبراهيم الخطيب، قال: أخبرنا عليّ بن مهرويه القزوينيّ، قال: أخبرنا داود بن سليمان الغازيّ، عن الرضا عليّ بن موسي، عن أبيه موسي، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّك سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب الدين، وأمير المؤمنين، والصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، وقسيم الجنّة والنار (4).

ص:540


1- كشف الغمّة: 268/2 س 17. عنه البحار: 96/72 ح 17، ومستدرك الوسائل: 459/8 ح 10002.
2- كشف الغمّة: 268/2 س 21. عنه البحار: 204/1 ح 24.
3- كشف الغمّة: 295/2 س 5.
4- اليقين: 467 س 5. عنه البحار: 22/40 ح 39.

448 - السيّد ابن طاووس ؛ : حدّثنا أبو حمزة، وجعفر بن سليمان، ومسلمة بن عبد الملك، وأحمد بن عبد اللّه، وعليّ بن محمّد قالوا: حدّثنا داود بن سليمان قال: حدّثني الرضا ( عليه السلام ) قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في قول اللّه عزّوجلّ ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) (1) قال:

يدعون بإمام زمانهم، وكتاب ربّهم، وسنّة نبيّهم.

وقال: يا عليّ! إنّك سيّد المسلمين، وإمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين (2).

449 - السيّد ابن طاووس ؛ : أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن أيّوب، عن عليّ بن محمّد بن عيينة، عن بكر بن أحمد، وحدّثنا أحمد بن محمّد الجرّاح قال: حدّثنا أحمد بن الفضل الأهوازيّ قال: حدّثنا بكر بن أحمد بن محمّد، عن عليّ، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه، عن محمّد بن عليّ، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها وعمّها الحسن بن عليّ ( عليهم السلام ) : قالا: حدّثنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لمّا دخلت الجنّة رأيت فيها شجرة تحمل الحليّ والحلل، أسفلها خيل بلق (3)،

وأوسطها الحور العين، وفي أعلاها الرضوان، قلت: يا جبرئيل! لمن هذه الشجرة؟

قال: هذه لابن عمّك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإذا أمر اللّه تعالي الخليقة بدخول الجنّة، يؤتي بشيعة عليّ حتّي ينتهي بهم إلي هذه الشجرة، فيلبسون

ص:541


1- الإسراء: 71/17.
2- اليقين: 493 س 5. عنه البحار: 126/38 ح 75.
3- البُلقة: سواد في بياض. والبَلَق مثل ذالك. مجمع البحرين: 140/5.

من الحليّ والحلل، ويركبون الخيل البلوق، وينادي مناد: «هؤلاء شيعة عليّ، صبروا في الدنيا علي الأذي، فحيّوا (1) اليوم بهذا»(2).

450 - السيّد ابن طاووس ؛ : أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، قال: حدّثنا الشريف الجليل أبو عبد اللّه الحسن بن الحسن بن أحمد العلويّ الموسويّ، وحدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد البرسيّ ؛ ، قال: حدّثنا الشريف الجليل أبوالحسين زيد بن جعفر العلويّ المحمّديّ قرائة عليه، قال: حدّثنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن موسي بن أحمد بن عيسي المسيريّ في داره بالبصرة ببني قيس، زكيّة الماء قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه أبي أحمد بن عامر بن سليمان (3) قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا سنة أربع وتسعين ومائة قال: حدّثني موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن عليّ قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه وعليهم السلام، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! إنّك سيّد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجّلين، ويعسوب المؤمنين (4).

451 - السيّد ابن طاووس ؛ : رأيت بخطّ جدّي لأُمّي، ورّام بن أبي

ص:542


1- في البحار: حبوا.
2- اليقين: 540 س 4. عنه البحار: 138/8 ح 51، وفيه: عن محمّد بن عليّ، عن فاطمة بنت الحسين، و120/27 ح 101، وفيه: عن محمّد بن عليّ التقيّ، عن آبائه عليهم السلام .
3- و الصحیح :أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر بن سلیمان بن صالح ، عن أبیه کما فی رجال النجاشیّ :229 ، رقم 606.
4- اليقين: 595 س 8، و596 س 5.

فراس (قدّس اللّه روحه) علي آخر كتاب (المنبي ء عن زهد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) - وليس من الكتاب - ما هذا لفظه:

عن صفوان بن يحيي، وأحمد بن محمّد البزنطيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو أنّ رجلاً خرج من منزله يوم السبت معتمّاًبعمامة بيضاء قد حنّكها تحت حنكه، ثمّ أتي إلي جبل ليزيله عن مكانه لأزاله عن مكانه (1)

452 - ابن فهد الحلّي ؛ : عن الرضا ( عليه السلام ) رفعه إلي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : اجعلوا لبيوتكم نصيباً من القرآن، فإنّ البيت إذا قرأ فيه تيسّر [يسّر] علي أهله، وكثر خيره، وكان سكّانه في زيادة، وإذا لم يقرأ فيه القرآن ضيق علي أهله، وقلّ خيره، وكان سكّانه في نقصان (2).

453 - الحسينيّ الإسترآباديّ ؛ : قال محمّد بن العبّاس ؛ : حدّثنا الحسن بن عليّ بن عاصم، عن هيثم بن عبد اللّه قال: حدّثنا مولاي عليّ بن موسي، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أتاني جبرئيل عن ربّه عزّوجلّ وهو يقول: ربّي يقرئك السلام ويقول لك:

يا محمّد! بشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات، ويؤمنون بك، وبأهل بيتك بالجنّة، فلهم عندي جزاء الحسني، يدخلون الجنّة (3).

ص:543


1- الأمان من أخطار الأسفار والأزمان: 103 س 20. عنه وسائل الشيعة: 453/11 ح 15240.
2- عدّة الداعي: 287 س 6. عنه البحار: 200/89 ضمن ح 17، ووسائل الشيعة: 200/6 ح 7728.
3- تأويل الآيات الظاهرة: 290 س 15. عنه البحار: 269/24 ح 39. عيون أخبار الرضاعليه السلام : 33/2 ح 64، مختصراً. عنه وعن صحيفة الرضاعليه السلام ، البحار: 19/65 ح 27. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 99 ح 38. البحار: 367/10 ح 5 مختصراً عن نسخة قديمة عنده. جامع الأخبار: 85 س 6، مرسلاً عن النبي صلي الله وعليه وآله وسلم .

454 - العلّامة المجلسيّ ؛ :...سهل بن ذبيان قال: دخلت علي الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في بعض الأيّام...

فقال ( عليه السلام ) : يا ابن ذبيان! رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة، فصعدت إلي أعلاه...

فلمّا صعدت إلي أعلي السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يُري ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) جالساً فيها، وإلي يمينه وشماله غلامان حسنان، يُشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة:

«لأُمّ عمرو باللوي مربع».

فلمّا رآني النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال لي: مرحباً بك، يا ولدي! يا عليّ بن موسي الرضا! سلّم علي أبيك عليّ، فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: سلّم علي أُمّك فاطمة الزهراء، فسلّمت عليها، فقال لي: وسلّم علي أبويك الحسن والحسين، فسلّمت عليهما.

ثمّ قال لي: وسلّم علي شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل الحميريّ، فسلّمت عليه وجلست، فالتفت النبيّ إلي السيّد إسماعيل فقال له: عد إليّ ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:

«لأُمّ عمرو باللوي مربع

طامسة أعلامه بلقع»

فبكي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فلمّا بلغ إلي قوله:

ص:544

«ووجهه كالشمس إذ تطلع»

بكي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وفاطمة ( عليها السلام ) معه ومن معه، ولمّا بلغ إلي قوله:

«قالوا له لو شئت أعلمتنا

إلي من الغاية والمفزع»

رفع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يديه وقال: إلهي أنت الشاهد عليَّ وعليهم، أنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلوات اللّه عليه.

قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : فلما فرغ السيّد إسماعيل الحميريّ من إنشاد القصيدة التفت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إليّ وقال لي: يا عليّ بن موسي! احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أنّ من حفظها، وأدمن قراءتها، ضمنت له الجنّة علي اللّه تعالي...(1).

455 - المحدّث النوري ؛ : بعض نسخ الرضويّ عن ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّه ليس من عبد يتوضّأ، ثمّ يستلم الحجر، ثمّ يصلّي ركعتين عند مقام إبراهيم ( عليه السلام ) ، ثمّ يرجع فيضع يده علي باب الكعبة فيحمد اللّه، ثمّ لا يسأل اللّه شيئاً إلّا أعطاه إن شاء اللّه (2).

456 - المحدّث النوريّ ؛ : مجموعة الشهيد نقلاً من كتاب الخصائص العلويّة علي جميع البريّة، والمآثر العلويّة لسيّد الذرّيّة: أُشهد باللّه، وأُشهد اللّه لقد قرأت علي أبي عليّ القرشيّ عن أبي نعيم، عن محمّد بن عبد اللّه بن قضاعة، لقد

ص:545


1- بحار الأنوار: 328/47 س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 7 رقم 22190.
2- مستدرك الوسائل: 383/9 ح 11134.

حدّثني القاسم بن العلاء الهمدانيّ يرفعه إلي عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام ) : : أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: أُشهد باللّه، وأُشهد اللّه، لقد قال لي جبرئيل: يا محمّد! إنّ مدمن الخمر كعابد وثن (1).

457 - المسعوديّ: روي الحميريّ بإسناده قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وزياد القنديّ، وابن أبي سعيد المكاريّ، فصاروا إلي الرضا ( عليه السلام ) ، فدخلوا إليه. فقالوا: أنت إمام؟ فقال: نعم.

فقالوا له: ما تخاف ممّا قد توعّدك به هارون، وما شهر نفسه أحد من آبائك بما شهرتها أنت؟ فقال ( عليه السلام ) لهم: إنّ أبا جهل أتي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: أنت نبيّ؟

فقال ( صلي الله عليه وآله وسلم ) له: نعم، فقال له: أما تخاف منّي؟ فقال له: إن نالني منك سوء، فلست نبيّاً...(2).

458 - القندوزيّ الحنفيّ: ابن المغازليّ: بسنده عن محمّد بن عبد اللّه قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن إمام المتّقين عليّ رضي اللّه عنهم قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يا عليّ! أنا مدينة العلم وأنت بابها، كذب من زعم أنّه يدخل المدينة بغير الباب، قال اللّه عزّوجلّ: ( وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَبِهَا) (3).(4).

459 - القندوزيّ الحنفيّ: موفّق بن أحمد بسنده عن أُمّ سلمة (رضي اللّه

ص:546


1- مستدرك الوسائل: 62/17 ح 20756.
2- إثبات الوصيّة: 206 س 1. تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 291.
3- البقرة: 189/2.
4- ينابيع المودّة: 221/1 ح 42، و220 ح 38، قطعة منه وبتفاوت.

عنها) قالت: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : إنّ اللّه اختار من كلّ [أُمّة نبيّاً، واختار لكلّ ] نبيّ وصيّاً، [فأنا نبيّ هذه الأُمّة]، وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي، وأُمّتي [من ] بعدي.

الحموينيّ أخرج حديث الوصيّة عن عليّ الرضا بن موسي (رضي اللّه عنهما) (1).

460 - القندوزيّ الحنفيّ: عن عليّ مرفوعاً (قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ): إنّ اللّه تعالي حرّم الجنّة علي من ظلم أهل بيتي، أو قاتلهم، أو أغار (2)عليهم، أو سبّهم.

أخرجه الإمام عليّ [بن موسي ]الرضا ( عليهماالسلام ) (3).

461 - القندوزيّ الحنفيّ: عن عليّ مرفوعاً (قال رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ): أتاني ملك فقال: يا رسول اللّه! إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول لك: إنّي قد أمرت شجرة طوبي أن تحمل الدرّ واليواقيت، [والمرجان ]، وأصناف الجواهر، وأن تنثر[ه ] علي الحور العين عند عقد نكاح فاطمة منك بأخيك عليّ، وقد سرّ بذلك [سائر] أهل السماوات، و[إنّه ] سيولد بينهما ولدان، هما سيّدان في الدنيا والآخرة، وقد تزيّن أهل الجنّة لذلك، فأقرّ عيناك يا محمّد! فإنّك سيّد الأوّلين والآخرين.

رواه الإمام عليّ [بن موسي ] الرضا ( عليهماالسلام ) (4).

462 - القندوزيّ الحنفيّ: عن عليّ: إنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: يا فاطمة! إنّ اللّه عزّوجلّ يغضب لغضبك، ويرضي لرضاك.

أخرجه أبو سعد في شرف النبوّة، وأخرج ابن المثنّي في معجمه، ورواه الإمام عليّ

ص:547


1- ينابيع المودّة: 235/1 ح 6. المناقب للخوارزمي: 146 ح 171 في حديث طويل بسند آخر.
2- في رواية أخري: أو أعان.
3- ينابيع المودّة: 119/2 ح 344، و377، ح 72، و192/3 س 12، بتفاوت.
4- ينابيع المودّة: 126/2 ح 362.

الرضا ( عليه السلام ) (1).

463 - القندوزيّ الحنفيّ: وعن عليّ مرفوعاً (قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ): يا عليّ! إنّك أوّل من يدخل الجنّة معي، فتدخلها بغير حساب.

رواه الامام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) (2).

464 - ابن البطريق ؛ : بإسناده (3) قال: أخبرنا يعقوب بن

السريّ، أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن جنيد حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عامر، حدّثني أبي، حدّثنا عليّ بن موسي الرضا، حدثنا أبي موسي بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب - صلوات اللّه عليهم - قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : حرّمت الجنّة علي من ظلم أهل بيتي، وآذاني في عترتي، ومن صنع صنيعة إلي أحد من ولد عبد المطلّب ولم يجازه عليها، فأنا أُجازيه غداً إذا لقيني يوم القيامة (4).

465 - ابن البطريق ؛ : بإسناده قال: حدّثنا إبراهيم بن غسّان البصريّ إجازة، أنّ أبا عليّ الحسن بن أحمد حدّثهم، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ قال: حدّثنا أبي، أحمد بن عامر، قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال:

ص:548


1- ينابيع المودّة: 132/2 ح 375.
2- ينابيع المودّة: 150/2 ح 417.
3- أنظر طريق روايته عن الثعلبيّ: 61، من كتابه.
4- عمدة عيون صحاح الأخبار: 97 ح 55، عن تفسير الزمخشريّ. عنه البحار: 228/26 ح 8. صحيفة الإمام الرضاعليه السلام : 262 ح 201. عنه البحار: 225/93 ح 25، وفيه: قال عليّ بن أبي طالب، ومستدرك الوسائل: 373/12 ح 14332.

حدّثني أبي موسي بن جعفر، قال: حدّثني أبي عليّ بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ، قال: حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لولاك ما عرف المؤمنون من بعدي (1).

466 - الحسكاني: أخبرنا عبد الرحمن بن عليّ بن محمّد بن موسي البزّاز من أصله العتيق قال: أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان ببغداد قال: حدّثنا أبوالقاسم إسماعيل بن عليّ الخزاعيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: أخبرني أبي قال: أخبرنا أبي جعفر بن محمّد قال: أخبرنا أبي محمّد بن عليّ قال: أخبرنا أبي عليّ بن الحسين قال: أخبرني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثنا أبي عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ليلة عرج بي إلي السماء حملني جبرئيل علي جناحه الأيمن فقيل لي: من استخلفته علي أهل الأرض؟

فقلت: خير أهلها لها أهلاً: عليّ بن أبي طالب أخي، وحبيبي، وصهري، يعني ابن عمّي.

فقيل لي: يا محمّد! أتحبّه؟ فقلت: نعم، يا ربّ العالمين!

فقال لي: أحبّه، ومر أمّتك بحبّه، فإنّي أنا العليّ الأعلي اشتققت له من أسمائي اسماً فسمّيته عليّاً، فهبط جبرئيل فقال: إنّ اللّه يقرأ عليك السلام، ويقول لك: اقرأ، قلت: وما أقرأ؟

قال: ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) (2)

(3).

467 - الحسكاني: أخبرنا أبو عليّ الخالديّ كتابة من هراة قال: أخبرنا

ص:549


1- عمدة عيون صحاح الأخبار: 440 ح 675. عنه البحار: 149/38 ضمن ح 117.
2- مريم: 50/19.
3- شواهد التنزيل: 462/1 ح 488.

أبو عليّ أحمد بن عليّ بن مهديّ بن صدقة الرقّيّ سنة أربعين وثلاثمائة قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسي الرضا قال: حدّثني أبي موسي بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه ( عليهم السلام ) : ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لعليّ بن أبي طالب: يا عليّ! قل: «ربّ اقذف لي المودّة في قلوب المؤمنين، ربّ اجعل لي عندك عهداً، ربّ اجعل لي عندك ودّاً».

فأنزل اللّه تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) (1)، فلا تلقي مؤمناً ولا مؤمنة إلّا وفي قلبه ودّ لأهل البيت ( عليهم السلام ) : (2)

55 - ابن حبان : علي بن موسى الرضا بروي عن أبيه العجائب. روى عنه أبو الصلت و غيره، كأنه كان تيم ويخطى.. .. روى عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه على أن رسول الله قال: السبت لنا، والأحد لشيعتناء والانتين لبني أمية، والثلاثاء الشيعتهم، والأربعاء لبني العباس، والخميس الشيعتهم، والجمعة للناس جميعاً، وليس فيه سفر (3)

55 - ابن حبان ، و بإسناده المتقدم ] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما أسري بي إلى السماء. سقط إلى الأرض من عرقي، قدبت منه الورد، فمن أحب أن يشم رائحتي فليشم الورد (4)

56 - ابن حبان وبإستاده [المتقدم ] أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

ص:550


1- مريم: 96/19.
2- شواهد التنزيل: 464/1 ح 489.
3- المجروحین:2/106 س 1.
4- المجروحین: ١٠٦/٢ س ٦.

الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، و عمل بالأركان (1)

57 - ابن حبان وبإستاده [المتقدم ] أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

ادهتوا بالبنفسج ، بارد في الصيف، حاز في الشتاء (2).

58 - ابن حبان : وبإسناده [المتقدم ] أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

من أكل رمانة حتى يشتها، أنار الله قلبه أربعين ليلة (3)

(2999) 59 - ابن حبان و باستاد المتقدم ] أن رسول الله قال : النا . الثورة أمان من الجذام والبرص (4).

٦١ - ابن حبان : وبإستاده [المتقدم ] أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

من أدى فريضة فقله عند الله دعوة مستجابة (5).

ص:551


1- المجروحین: ١٠٦/٢ س 8
2- المجروحین: ١٠٦/٢ س 10
3- المجروحین: ١٠٦/٢ س 12
4- المجروحین 107/2 س 3
5- المجروحين: 107/2 س 7

ص:552

فهرست العناوین و المو ضو عات

ص:553

ص:554

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.