عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام رضا علیه السلام المجلد 1/تجميع اللجنة العالمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية ؛ المحترم محمد الحسيني القزويني...[و اخرين].
تفاصيل المنشور: قم: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية، 1429ق.، = 1387.
خصائص المظهر : 8 ج.
ISBN : 50000 ریال:دوره:964-8615-19-5 ؛ 50000 ریال:ج. 1:964-8615-20-9 ؛ 50000 ریال:ج. 2:964-8615-21-7 ؛ 50000 ریال:ج. 3:964-8615-22-5 ؛ 50000 ریال:ج. 4:964-8615-23-3 ؛ 50000 ریال:ج. 5:964-8615-24-1 ؛ 50000 ریال:ج. 6:964-8615-25-X ؛ 50000 ریال:ج. 7:964-8615-26-8 ؛ 50000 ریال:ج. 8:964-8615-27-6
حالة القائمة: الفيفا
لسان : العربية.
مشكلة : علي بن موسى (علیه السلام) الإمام الثامن، 153؟ - 203ق.
المعرف المضاف: حسینی قزوینی، محمد، 1331 - ، مصحح.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية. مجلس المؤلفين.
المعرف المضاف: مؤسسة ولي العصر عليه السلام الدراسات الإسلامية.
ترتيب الكونجرس: BP47/م745 1387
ترتيب الكونجرس: 297/957
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 2 2 4 0 1 6
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
قوله تعالي: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا) : 3/5.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن، فيه تبيان كلّ شي ء...وأنزل في حجّة الوداع وهي آخر عم ره ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا) ...(1).
2 - السيّد ابن طاووس : من كتاب النشر والطيّ رواه عن ال رضا ( عليه السلام ) قال: إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيّام إلي اللّه، كما تزفّ العروس إلي خدرها.
قيل: ما هذه الأيّام؟
قال: يوم الأضحي، ويوم الفطر، ويوم الجمعة، ويوم الغدير.
وإنّ يوم الغدير بين الأضحي والفطر والجمعة، كالقمر بين الكواكب.
وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار، فصامه شكراً للّه.
ص:5
وهو اليوم الذي أكمل اللّه به الدين في إقامة النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عليّاً أمير المؤمنين علماً، وأبان فضيلته ووضاءته، فصام ذلك اليوم...وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) ...(1).
قوله تعالي: ( يَسْئلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) : 4/5
3 - الشيخ الطوسيّ :...زكريّا بن آدم قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الكلب والفهد يرسلان فيقتل؟
قال: فقال ( عليه السلام ) لي: هما ممّا قال اللّه تعالي: ( مُكَلِّبِينَ ) ، فلا بأس بأكله(2).
قوله تعالي: ( وَلَاتَنكِحُواْ الْمَشْرِكَتِ حَتَّي يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَاتُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّي يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَل-ِكَ يَدْعُونَ إِلَي النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُواْ إِلَي الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ي وَيُبَيِّنُ ءَايَتِهِ ي لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) : 5/5.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن جهم قال: قال لي أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : ياأبامحمّد! ماتقول في رجل يتزوّج نصرانيّة علي مسلمة؟ ...
قلت: لايجوز تزويج النصرانيّة علي مسلمة، ولاغير مسلمة.
قال: ولِمَ؟ قلت: لقول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَاتَنكِحُواْ الْمَشْرِكَتِ حَتَّي يُؤْمِنَ )؛
ص:6
قال: فماتقول في هذه الآية ( وَالْمُحْصَنَتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَبَ مِن قَبْلِكُمْ ) ؟ قلت: فقوله: ( وَلَاتَنكِحُواْ الْمَشْرِكَتِ ) نسخت هذه الآية، فتبسّم ثمّ سكت (1).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَي الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَي الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَي الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَي أَوْ عَلَي سَفَرٍ أَوْجَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَآلِطِ أَوْلَمَسْتُمُ النِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ و عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) : 6/5.
5 - العيّاشيّ : عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه: ( فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَي الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَي الْكَعْبَيْنِ ) فقال ( عليه السلام ) : قد سأل رجل أبا الحسن عن ذلك فقال ( عليه السلام ) : سيكفيك أو كفتك سورة المائدة، يعني المسح علي الرأس والرجلين.
قلت: فإنّه قال: اغسلوا أيديكم إلي المرافق، فكيف الغسل؟
قال ( عليه السلام ) : هكذا أن يأخذ الماء بيده اليمني فيصبّه في اليسري ثمّ يفيضه علي المرفق، ثمّ يمسح إلي الكفّ. قلت له: مرّة واحدة، فقال ( عليه السلام ) : كان يفعل ذلك مرّتين. قلت: يردّ الشعر، قال ( عليه السلام ) : إذا كان عنده آخر فعل، وإلّا فلا (2).
ص:7
قوله تعالي: ( يَقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَاتَرْتَدُّواْ عَلَي أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَسِرِينَ ) :21/5.
6 - الراوندي : بإسناده عن ابن أورمة، عن محمّد بن أبي صالح، عن الحسن بن محمّد بن أبي طلحة قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : أيأتي الرسل عن اللّه بشي ء ثمّ تأتي بخلافه؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، إن شئت حدّثتك، وإن شئت أتيتك به من كتاب اللّه، قال اللّه تعالي جلّت عظمته: ( يَقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَ كُمْ ) الآية، فما دخلوها، ودخل أبناء أبنائهم، وقال عمران: إنّ اللّه وعدني أن يهب لي غلاماً نبيّاً في سنتي هذه، وشهري هذا، ثمّ غاب وولدت امرأته مريم، وكفّلهازكريّا، فقالت طائفة: صدق نبيّ اللّه، وقالت الآخرون: كذب، فلمّا ولدت مريم عيسي ( عليه السلام ) قالت الطائفة التي أقامت علي صدق عمران: هذإ ضض ض ض ض ض ض ض ض ض ظ3 الذي وعدنا اللّه (1).
قوله تعالي: ( إِنَّمَا جَزَؤُاْ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَفٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْأَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) :33/5.
7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن عبيداللّه بن اسحاق المدائنيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سئل عن قول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّمَا جَزَؤُاْ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ ) الآية، فما الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع؟
ص:8
فقال ( عليه السلام ) : إذا حارب اللّه ورسوله، وسعي في الأرض فساداً فقتل، قتل به، وإن قتل وأخذ المال، قتل وصلب، وإن أخذ المال ولم يقتل، قطعت يده ورجله من خلاف، وإن شهر السيف فحارب اللّه ورسوله، وسعي في الأرض فساداً ولم يقتل، ولم يأخذ المال، ينفي من الأرض.
قلت: كيف ينفي وماحدّ نفيه؟
قال ( عليه السلام ) : ينفي من المصر الذي فعل فيه مافعل إلي مصر غيره، ويكتب إلي أهل ذلك المصر أنّه منفيّ فلاتجالسوه، ولاتبايعوه، ولاتناكحوه، ولاتؤاكلوه، ولاتشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فإن خرج من ذلك المصر إلي غيره، كتب إليهم بمثل ذلك حتّي تتمّ السنة.
قلت: فإن توجّه إلي أرض الشرك ليدخلها؟
قال ( عليه السلام ) : إن توجّه إلي أرض الشرك ليدخلها قوتل أهلها.
عليّ، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن محمّد بن سليمان، عن عبيد اللّه بن إسحاق، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) مثله إلّا أنّه قال في آخره: يفعل به ذلك سنة، فإنّه سيتوب قبل ذلك وهو صاغر قال: قلت: فإن أَمَّ أرض الشرك يدخلها؟ قال: يقتل (1).
ص:9
قوله تعالي: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ ) : 55/5.
8 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فقول اللّه عزّوجلّ: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) ، فقرن سهم ذي القربي بسهمه وبسهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فهذا فضل أيضاً بين الآل والأُمّة...
وكذلك في الطاعة قال: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) ، فبدء بنفسه، ثمّ برسوله، ثمّ بأهل بيته، كذلك آية الولاية: ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ ) ، فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته...(1).
قوله تعالي: ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) : 60/5.
9 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمر اللّه عزّ وجلّ عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم، وهم النبيّون، والصدّيقون، والشهداء، والصالحون.
وأن يستعيذوا به من طريق الضالّين، وهم الذين قال اللّه تعالي فيهم: ( قُلْ هَلْ
ص:10
أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَإضض ض ض ض ض ض ض ض ض ه قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَنًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَوَةَ وَالْبَغْضَآءَ إِلَي يَوْمِ الْقِيَمَةِ كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَايُحِبُّ المُفْسِدِينَ ) : 64/5.
10 - أبو عمرو الكشّيّ : أبو صالح خلف بن حامد الكشّيّ، عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: مايقول الناس في هذه الآية؟ قلت: جعلت فداك، وأيّ آية؟
قال: قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ) . قلت: اختلفوا فيها.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : ولكنّي أقول نزلت في الواقفة إنّهم قالوا: لا إمام بعد موسي ( عليه السلام ) ، فردّ اللّه عليهم، ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) واليد هو الإمام في باطن الكتاب، وإنّما عني بقولهم: لا إمام بعد موسي ( عليه السلام )(2).
11 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد
ص:11
قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي، عن المَشرِقيّ، عن عبداللّه بن قيس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) ، فقلت له: يدان هكذا، وأشرت بيديّ إلي يده، فقال ( عليه السلام ) : لا، لوكان هكذا، لكان مخلوقاً (1).
12 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء ياسليمان؟...قال ( عليه السلام ) : ( قَالَتِ الْيَهُودُ يَدُاللَّهِ مَغْلُولَةٌ) يعنون: أنّ اللّه تعالي قد فرغ من الأمر، فليس يحدث شيئاً، فقال اللّه عزّوجلّ: ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُوا) ،...(2).
قوله تعالي: ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ و صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْأَيَتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّي يُؤْفَكُونَ ) : 75/5.
ص:12
13 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وأنا أبرء إلي اللّه تبارك وتعالي ممّن يغلو فينا، ويرفعنا فوق حدّنا، كبراءة عيسي بن مريم ( عليه السلام ) من النصاري، قال اللّه تعالي:...( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ و صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ) ، ومعناه: إنّهما كانا يتغوّطان، فمن ادّعي للأنبياء ربوبيّة، وادّعي للأئمّة ربوبيّة، أو نبوّة، أو لغير الأئمّة إمامة، فنحن منه برءاء في الدنيا والآخرة...(1).
قوله تعالي: ( قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَبِ لَاتَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعُواْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السَّبِيلِ ) : 5/ 77.
14 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أمر اللّه عزّ وجلّ عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم، وهم النبيّون، والصدّيقون، والشهداء، والصالحون.
وأن يستعيذوا به من طريق الضالّين، وهم الذين قال اللّه تعالي فيهم: ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ) .
وأن يستعيذوا به من طريق الضالّين، وهم الذين قال اللّه تعالي فيهم: ( قُلْ يَأَهْلَ الْكِتَبِ لَاتَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعُواْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السَّبِيلِ ) ، وهم النصاري.
ص:13
ثمّ قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كلّ من كفر باللّه فهو مغضوب عليه، وضالّ عن سبيل اللّه عزّ وجلّ.
وقال الرضا ( عليه السلام ) كذلك وزاد فيه فقال: ومن تجاوز بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ...
ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : لقد ذكرتني بما حكيته [عن ] قول رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقول زين العابدين ( عليه السلام ) ...
وأمّا قول عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) ، فإنّه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لايغرّنّكم...(1).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) :المائدة:90/5.
15 - العيّاشيّ : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: يق ول ( عليه السلام ) : ( الْمَيْسِرُ) هو القمار (2).
16 - العيّاشيّ : عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ الشطرنج والنرد و أربعة عشر وكلّ ما قومر عليه منها فهو ميسر (3).
ص:14
17 - العيّاشيّ : عن ياسر الخادم، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن ( الْمَيْسِرُ) ؟ قال ( عليه السلام ) : الثقل (1)من كلّ شي ء.
قال: الخبز والثقل ما يخرج بين المتراهنين من الدراهم وغيره.
(2).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتَسْئلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسَْلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْءَانُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) : 101/5.
18 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عافانا اللّه وإيّاك أحسن عافية! إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، ...
فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يفرض علينا الجواب، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا، إيّاكم وذاك! فإنّه إنّما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم قال اللّه: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَاتَسئَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (3).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَبَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن م بَعْدِ الصَّلَوةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ
ص:15
ارْتَبْتُمْ لَانَشْتَرِي بِهِ ي ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَاقُرْبَي وَلَانَكْتُمُ شَهَدَةَ اللَّهِ إِنَّآ إِذًا لَّمِنَ الْأَثِمِينَ ) : 106/5.
19 - الشيخ الصدوق : روي الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عمر (1)قال: سألته عن قول الّله عزّ وجلّ: ( ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) قال ( عليه السلام ) : اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجد من أهل الكتاب فمن المجوس، لأنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: «سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب» وذلك إذا مات الرجل بأرض غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلان من أهل الكتاب (2).
20 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وعلّة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال، لضعفهنّ عن الرؤية، ومحاباتهنّ في النساء الطلاق، فلذلك لا يجوز شهادتهنّ إلّا في موضع ضرورة، مثل شهادة القابلة، وما لايجوز للرجال أن ينظروا إليه، كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، وفي كتاب اللّه عزّوجلّ: ( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ مسلمين أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ) كافرين...(3).
قوله تعالي: ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ
ص:16
الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ) : 117/5.
21 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر:...فإنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء اللّه وحججه للناس، إلّا أمر عيسي بن مريم ( عليه السلام ) وحده، لأنّه رفع من الأرض حيّاً، وقبض روحه بين السماء والأرض، ثمّ رفع إلي السماء وردّ عليه روحه، وذلك قول اللّه تعالي: ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَعِيسَي إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ ) ، وقال عزّ وجلّ حكاية لقول عيسي ( عليه السلام ) يوم القيامه: ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّادُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ) ...(1)
- كيفيّة نزول سورة الأنعام:
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: نزلت «الأنعام» جملة واحدة، ويشيّعها سبعون ألف ملك، لهم زَجل(2) بالتسبيح والتهليل والتكبير، فمن قرأها سبّحوا له
إلي يوم القيامة (3).
قوله تعالي: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) : 19/6.
2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عليّ الخراسانيّ خادم الرضا ( عليه السلام ) قال: قال
ص:17
بعض الزنادقة لأبي الحسن ( عليه السلام ) هل يقال للّه إنّه شي ء؟
فقال ( عليه السلام ) : نعم، وقد سمّي نفسه بذلك في كتابه فقال: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) ...(1).
3 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عيسي بن عبيد، قال: قال لي أبوالحسن ( عليه السلام ) : ماتقول إذا قيل لك: أخبرني عن اللّه عزّ وجلّ شي ء هو أم لا؟
قال: فقلت له: قد أثبت اللّه عزّ وجلّ نفسه شيئاً، حيث يقول: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) ...(2).
قوله تعالي: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ ) سورة
4 - العيّاشيّ : عن هشام المشرقي، قال: كتبت إلي أبي الحسن الخراساني ( عليه السلام ) : رجل يسأل عن معان في التوحيد.
قال: فقال لي: ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن اللّه شي ء هو أم لا شي ء؟
قال: فقلت: إنّ اللّه أثبت نفسه شيئاً، فقال: ( قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهَدَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدُم بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (3) لا أقول شياً كالأشياء، أو نقول: إنّ اللّه
جسم...(4).
ص:18
قوله تعالي: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ ) : 28/6.
5 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن بشّار، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته أيعلم اللّه الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون؟(1).
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء...قال لأهل النار: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ ) ...(2).
6 - أبو عليّ الطبرسيّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أيعرف القديم سبحانه الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال ( عليه السلام ) : ويحك! إنّ مسألتك لصعبة...وقال: ( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْعَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَذِبُونَ ) (3)، فقد علم الشي ء الذي لم يكن لو كان كيف كان يكون...(4) .
7 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: لقيته [أي أباالحسن الرضا] ( عليه السلام ) ...قلت: جعلت فداك، قد بقيت مسألة.
قال: هات للّه أبوك. قلت: يعلم القديم الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال: ويحك! إنّ مسائلك لصعبة، أما سمعت اللّه يقول:...( وَلَوْرُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا
ص:19
نُهُواْ عَنْهُ ) فقد علم الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون...(1).
قوله تعالي: ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَل-ِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّآ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَبِ مِن شَيْ ءٍ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) : 38/6.
8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إنّ اللّه عزّ وجلّ لم يقبض نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) حتّي أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن، فيه تبيان كلّ شي ء، بيّن فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام، وجميع ما يحتاج إليه الناس كمّلاً، فقال عزّوجلّ: ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَبِ مِن شَيْ ءٍ) ...(2).
قوله تعالي: ( قُلْ إِنِّي عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ ي مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ي إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَصِلِينَ ) : 57/6.
9 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا أبي قال: لمّا بويع الرضا ( عليه السلام ) بالعهد، اجتمع الناس إليه يهنّئونه، فأومي ء إليهم فأنصتوا، ثمّ قال بعد أن استمع كلامهم: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء...وأنّه جعل إليّ عهده، والإمرة الكبري إن بقيت بعده...وما أدري ما يفعل بي ولابكم، إن
ص:20
الحكم إلّا للّه، يقضي الحقّ ( وَهُوَ خَيْرُ الْفَصِلِينَ ) (1)
قوله تعالي: ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَآ أُحِبُّ الْأَفِلِينَ * فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَل-ِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ * فَلَمَّا رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يَقَوْمِ إِنِّي بَرِي ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) الانعام: 76/6 - 79 و83.
10 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ في حقّ إبراهيم ( عليه السلام ) : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي ) ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ إبراهيم ( عليه السلام ) وقع إلي ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفي فيه، ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ ) فرأي الزهرة ( قَالَ هَذَا رَبِّي ) علي الإنكار والاستخبار ( فَلَمَّآ أَفَلَ ) الكوكب ( قَالَ لَآ أُحِبُّ الْأَفِلِينَ ) لأنّ الأفول من صفات المحدث، لا من صفات القدم ( فَلَمَّا رَءَا الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي ) علي الإنكار والاستخبار، ( فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَل-ِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ )
ص:21
يقول: لو لم يهدني ربّي لكنت من القوم الضالّين
فلمّا أصبح و( رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ) من الزهرة والقمر علي الانكار والاستخبار لا علي الإخبار والإقرار ( فَلَمَّآ أَفَلَتْ ) قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة، والقمر والشمس: ( قَالَ يَقَوْمِ إِنِّي بَرِي ءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
وإنّما أراد إبراهيم ( عليه السلام ) بما قال، أن يبيّن لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم أنّ العبادة لا تحقّ لمّا كان بصفة الزهرة، والقمر، والشمس، وإنّما تحقّ العبادة لخالقها وخالق السموات والأرض
وكان ما احتجّ به علي قومه ممّا ألهمه اللّه تعالي وآتاه، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَهَآ إِبْرَهِيمَ عَلَي قَوْمِهِ ي ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْأَيَتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ) : 98/6
11 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل (2)، عن أبي
الحسن ( عليه السلام ) في قوله: ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) قال ( عليه السلام ) : ماكان من الإيمان المستقرّ، فمستقرّ إلي يوم القيمة (أو أبداً)، وما كان مستودعاً سلبه اللّه قبل الممات (3).
ص:22
قوله تعالي: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) : 103/6.
12 - البرقيّ : عن محمّد بن عيسي، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: أخبرني الأشعث بن حاتم، أنّه سأل الرضا ( عليه السلام ) عن شي ء من التوحيد؟
فقال: ألا تقرأ القرآن؟
قلت: نعم، قال: اقرأ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) ، فقرأت، فقال: ما الأبصار؟
قلت: أبصار العين، قال: لا، إنّما عني الأوهام، لا تدرك الأوهام كيفيّته، وهو يدرك كلّ فهم (1).
13 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: قال أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) . (2)
قال ( عليه السلام ) : لاتدركه أوهام القلوب، فكيف تدركه أبصار العيون.
14 - العيّاشيّ : الأشعث بن حاتم، قال: قال ذو الرياستين: قلت لأبي
ص:23
الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية؟ ...
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا العبّاس! من وصف اللّه بخلاف ما وصف به نفسه، فقد أعظم الفرية علي اللّه قال اللّه: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) هذه الأبصار ليست هي الأعين، إنّما هي الأبصار التي في القلب لايقع عليه الأوهام، ولايدرك كيف هو (1).
15 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن أبي هاشم الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن اللّه هل يوصف؟ ... قال ( عليه السلام ) : أما تقرء قوله تعالي: ( لَّاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَرَ) ؟ قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلي، قال ( عليه السلام ) : ما هي؟ قلت: أبصار العيون.
فقال ( عليه السلام ) : إنّ أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون، فهو لاتدركه الأوهام، وهو يدرك الأوهام.. (2).
قوله تعالي: ( وَقُلِ اعْمَلُواْفَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) : 105/6.
16 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد اللّه بن أبان الزيّات، وكان مكيناً عند الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة.
قال: فاستعظمت ذلك فقال لي: أما تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ: ( وَقُلِ اعْمَلُواْفَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) قال ( عليه السلام ) : هو واللّه! عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) (3).
ص:24
قوله تعالي: ( وَلَاتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَم ا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِ ّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَي رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) : 108/6.
17 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن أبي محمود، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ... ثمّ قال الرضا: يا ابن أبي محمود! إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا، وجعلوها علي ثلاثة أقسام: أحدها الغلوّ، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلي القول بربوبيّتنا، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسماءنا، وقد قال اللّه عزّوجلّ: ( وَلَاتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوَم ا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَنُقَلِّبُ أَفِْدَتَهُمْ وَأَبْصَرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ ي أَوَّلَ مَرَّةٍ) : 110/6.
18 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن
ص:25
الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.
فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر...قال: فما حاجتك؟
قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.
قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء...وذكر له من تأويل هذه الآية ( وَنُقَلِّبُ أَفِْدَتَهُمْ وَأَبْصَرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ ي أَوَّلَ مَرَّةٍ) حين أخذ الميثاق عليهم...(1).
قوله تعالي: ( وَلِتَصْغَي إِلَيْهِ أَفْئدَةُ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ) : 113/6
19 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً...فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) ...
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللّه وإيّاك...لا يستقيم الأمر إلّا بأحد أمرين: إمّا قبلت الأمر علي ما كان يكو ن عليه، وإمّا أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم، وإلّا فالأمر عندنا معوج، والناس غير مسلّمين ما في أيديهم من مال، وذاهبون به، فالأمر ليس بعقلك، ولا بحيلتك يكون، ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة، ولكنّ الأمر إلي اللّه عزّوجلّ وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشداً.
فقلت: وأعمل في أمرهم، وأحتلّ فيه، وكيف لك الحيلة! واللّه يقول:...
ص:26
( وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ و يَجْعَلْ صَدْرَهُ و ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَآءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَي الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ ) : 125/6.
20 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن حمدان بن سليمان بن النيسابوريّ قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقاً حرجاً، قال: من يرد اللّه أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلي جنّته، ودار كرامته في الآخرة، يشرح صدره للتسليم للّه، والثقة به، والسكون إلي ما وعده من ثوابه حتّي يطمئنّ إليه ( وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ و ) عن جنّته ودار كرامته في الآخرة، لكفره به وعصيانه له في الدنيا، ( يَجْعَلْ صَدْرَهُ و ضَيِّقًا) حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَآءِ حَرَجًا) حتّي يشكّ في كفره، ويضطرب من اعتقاد قلبه حتّي يصير ( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَآءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَي الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ )(2).
ص:27
21 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر...فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل.
فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي:...وقوله: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ و يَشْرَحْ صَدْرَهُ و لِلْإِسْلَمِ ) ...قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها...(1).
قوله تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّتٍ مَّعْرُوشَتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ و وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَبِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ ي إِذَآ أَثْمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ي وَلَاتُسْرِفُواْ إِنَّهُ و لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) : 141/6.
22 - العيّاشيّ : عن الحسن بن عليّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه: ( وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : الضغث (2) والاثنين (3) تعطي من حضرك وقال: نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن الحصاد بالليل (4).
23 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد
ص:28
البرقيّ، عن سعد بن سعد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: ( وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ) فإن لم يحضر المساكين وهو يحصد كيف يصنع؟
قال ( عليه السلام ) : ليس عليه شي ء (1).
24 - المحدّث النوريّ : أحمد بن محمّد السيّاري في التنزيل والتحريف عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ: ( وَءَاتُواْ حَقَّهُ و يَوْمَ حَصَادِهِ ي ) بفتح الحاء، وآتوهنّ الضغث من الزرع، والقبضة من التمر، تعطيه من يحضرك من المساكين (2).
قوله تعالي: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَبَ أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) : 149/6.
25 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان...فرفع إلي المأمون: أنّ رجلاً من الصوفيّة سرق، فأمر بإحضاره... فغضب المأمون غضباً شديداً ثمّ قال للصوفيّ: واللّه لأقطّعنّك!
فقال الصوفيّ: أتقطعني وأنت عبد لي؟
فقال المأمون: ويلك! ومن أين صرت عبداً لك؟
قال: لأنّ أُمّك اشتريت من مال المسلمين، فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتّي يعتقوك، وأنا لم أعتقك، ثمّ بلّعت الخمس وبعد ذلك فلاأعطيت آل الرسول حقّاً، ولاأعطيتني ونظرائي حقّنا، والأخري أنّ الخبيث لايطهّر خبيثاً مثله، إنّما يطهّره طاهر، ومن في جنبه الحدّ لايقيم الحدود علي غيره حتّي يبدأ بنفسه، أما
ص:29
سمعت اللّه تعالي يقول: ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَبَ أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) .
فالتفت المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال: ما تري في أمره؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَلِغَةُ) وهي التي لم تبلغ الجاهل فيعلمها علي جهله كما يعلّمها العالم بعلمه...(1).
قوله تعالي: ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَتِ رَبِّكَ لَايَنفَعُ نَفْسًا إِيمَنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَنِهَا خَيْرًا) : 158/6.
26 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال:
قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟
قال: لأنّه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم اللّه تعالي في السلف والخلف...وقال عزّ وجلّ: ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَتِ رَبِّكَ لَايَنفَعُ نَفْسًا إِيمَنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَنِهَا خَيْرًا) ...(2).
قوله تعالي: ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَايُجْزَي إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَايُظْلَمُونَ ) : 160/6.
ص:30
27 - العيّاشيّ :...أحمد بن محمّد قال: سألته كيف يصنع في الصوم صوم السنة؟
فقال ( عليه السلام ) :...إنّ اللّه يقول: ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَ مْثَالِهَا) ، ثلثة أيّام في الشهر صوم دهر (1).
28 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الصيام في الشهر كيف هو؟
قال ( عليه السلام ) : ثلاث في الشهر في كلّ عشرٍ يوم، إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول:
( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ...(2).
29 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:... فإن قال: فلِمَ جعل في كلّ شهر ثلاثة أيّام، وفي كلّ عشرة أيّام يوماً؟
قيل: لأنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ و عَشْرُ أَمْثَالِهَا) ، فمن صام في كلّ عشرة أيّام يوماً واحداً، فكأنّما صام الدهر كلّه، كما قال سلمان الفارسيّ رحمة اللّه عليه: صوم ثلاثة أيّام في شهر، صوم الدهر كلّه، فمن وجد شيئاً غير الدهر فليصمه...(3)
قوله تعالي: ( وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ) : 164/6.
30 - الشيخ الصدوق : عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لأبي الحسن
ص:31
الرضا ( عليه السلام ) : ياابن رسول اللّه!...قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ) ما معناه؟
قال ( عليه السلام ) : صدق اللّه في جميع أقواله، ولكن ذراريّ قتلة الحسين ( عليه السلام ) يرضون بأفعال آبائهم، ويفتخرون بها ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه، ولو أنّ رجلاً قتل بالمشرق، فرضي بقتله رجل في المغرب، لكان الراضي عند اللّه عزّ وجلّ شريك القاتل...(1).
31 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له:...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
ولا يعذّب اللّه تعالي الأطفال بذنوب الآباء، ( وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ) ...(2).
ص:32
قوله تعالي: ( وَيا ادَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا - إلي قوله - وَنَادَلهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ الشَّيْطَنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) : 19/7 - 22.
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي.
قال: فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي قال لآدم: ( اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ) وأشار لهما إلي شجرة الحنطة ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّلِمِينَ ) ، ولم يقل لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة، ولا ممّا كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة، ولم يأكلا منها، وإنّما أكلا من غيرها، لمّا أن وسوس الشيطان إليهما وقال: ( مَا نَهَل-كُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ) وإنّما ينهيكما أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن الأكل منها ( إِلآَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَلِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّصِحِينَ ) ولم يكن آدم وحوّا شاهداً قبل ذلك من يحلف باللّه كاذباً ( فَدَلَّل-هُمَا بِغُرُورٍ) ، فأكلا منها ثقة بيمينه باللّه، وكان ذلك من آدم قبل النبوّة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحقّ به دخول النار، وإنّما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز علي الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلمّا اجتباه اللّه
ص:33
تعالي، وجعله نبيّاً، كان معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة...(1).
قوله تعالي: ( يَبَنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِ ّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلَاتُسْرِفُواْ إِنَّهُ و لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) : 31/7
2 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه: ( خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِ ّ مَسْجِدٍ ) قال ( عليه السلام ) : هي الثياب (2).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبداللّه بن المغيرة (3)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ:
خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِ ّ مَسْجِدٍ ) قال ( عليه السلام ) : من ذلك التمشّط عند كلّ صلاة (4)
قوله تعالي: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَمَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الأَيَتِ
ص:34
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) : 32/7.
4 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال الشاميّ [ قال: قال أبو الحسن ] عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قلت: جعلت فداك! وما أعجب إلي الناس من يأكل الجشب، ويلبس الخشن ويتخشّع؟
قال: ...إنّ اللّه لم يحرّم طعاماً ولا شراباً من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (1).
5 - الحضينيّ :...محمّد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، ماتقول في المسك؟
فقال لي: إنّ أبي الرضا ( عليه السلام ) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان.
فكتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.
فكتب ( عليه السلام ) : يا فضل! أما علمت أنّ يوسف الصدّيق ( عليه السلام ) كان يلبس الديباج...وإنّ سليمان بن داود ( عليه السلام ) وضع له كرسيّ من الفضّة والذهب مرصّع بالجوهر وعليه علم...فما يضرّه ذلك، ولا نقص من نبوّته شيئاً، ولا من منزلته عند اللّه، وقد قال اللّه عزّوجلّ: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَمَةِ) ...(2).
6 - الإربليّ : ودخل عليه بخراسان قوم من الصوفيّة فقالوا له: إنّ
ص:35
أميرالمؤمنين المأمون نظر فيما ولاّه اللّه تعالي من الأمر...فرأي أن يردّ هذا الأمر إليك، والأئمّة تحتاج إلي من يأكل الجشب، ويلبس الخشن...قال: وكان الرضا متّكئاً فاستوي جالساً، ثمّ قال:...وَيْحَكُم! إنّما يراد من الإمام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا حكم عدل، وإذا وعد أنجز، إنّ اللّه لم يحرّم لبوساً ولامطعماً، وتلا: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ي وَالطَّيِّبَتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (1).
قوله تعالي: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَلنَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآَ أَنْ هَدَلنَا اللَّهُ ) : 43/7.
7 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين:يا يونس!...إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه يا يونس! إنّ القدريّة (2) لم يقولوا...
بقول أهل الجنّة: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَلنَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآَ أَنْ هَدَلنَا اللَّهُ ) ... (3).
ص:36
قوله تعالي: ( وَنَادَي أَصْحَبُ الْجَنَّةِ أَصْحَبَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ م بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الظَّلِمِينَ ) : 44/7.
8 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن محمّد بن الفضيل (1) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: المؤذّن أمير المؤمنين صلوات اللّه
عليه، يؤذّن أذاناً يسمع الخلائق كلّها (2)
قوله تعالي: ( الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِايَتِنَا يَجْحَدُونَ ) :51/7.
9 - الشيخ الصدوق :...عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ:...قال تعالي: ( فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ ) أي
ص:37
نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا...(1) .
قوله تعالي: (انتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) : 71/7.
10 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن شي ء في الفَرَج؟
فقال ( عليه السلام ) : أوليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟ إنّ اللّه يقول ( عليهم السلام ) : (انتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) (2) .
11 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ): جعلت فداك... فقال ( عليه السلام ) : ما أحسن الصبر! وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح:...( انتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) ...(3) .
قوله تعالي: ( وَقَالَ مُوسَي يَفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِ ّ الْعَلَمِينَ ) :104/7.
12 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن معروف، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ذكر قول اللّه: ( يَفِرْعَوْنُ ) يا عاصي (4) .
ص:38
قوله تعالي: ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَمُوسَي ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَل-ِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَءِيلَ ) :134/7.
13 - العيّاشيّ : عن محمّد بن عليّ، عن أبي عبد اللّه، أنبأني عن سليمان، عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله ( لَل-ِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ ) قال ( عليه السلام ) : الرجز هو الثلج، ثمّ قال: خراسان بلاد رجز (1) .
قوله تعالي: ( وَلَمَّا جَآءَ مُوسَي لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ و رَبُّهُ و قَالَ رَبِ ّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَلنِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ و فَسَوْفَ تَرَلنِي فَلَمَّا تَجَلَّي رَبُّهُ و لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ و دَكًّا وَخَرَّ مُوسَي صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) : 143/7.
14 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
قال المأمون:...فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَمَّا جَآءَ مُوسَي لِمِيقَتِنَا وَكَلَّمَهُ و رَبُّهُ و قَالَ رَبِ ّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَلنِي ) ،كيف يجوز أن يكون كلّم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) لايعلم أنّ اللّه تبارك وتعالي ذكره لايجوز عليه الرؤية حتّي يسأله هذا السؤال؟
ص:39
فقال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ كليم اللّه موسي بن عمران ( عليه السلام ) ، علم أنّ اللّه تعالي أعزّ أن يُري بالأبصار، ولكنّه لمّا كلّمه اللّه عزّوجلّ، وقرّبه نجيّاً، رجع إلي قومه، فأخبرهم: أنّ اللّه عزّوجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه، فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي نستمع كلامه كما سمعت، وكان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفاً، ثمّ اختار منهم سبعة آلاف، ثمّ اختار منهم سبعمائة، ثمّ اختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّهم، فخرج بهم إلي طور سيناء، فأقامهم في سفح الجبل، وصعد موسي إلي الطور، وسأل اللّه تعالي أن يكلّمه ويُسمعهم كلامه
فكلّمه اللّه تعالي ذكره، وسمعوا كلامه من فوق وأسفل، ويمين وشمال، ووراء وأمام، لأنّ اللّه عزّوجلّ أحدثه في الشجرة، وجعله منبعثاً منها حتّي سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) بأنّ هذا الذي سمعناه كلام اللّه: ( حَتَّي نَرَي اللَّهَ جَهْرَةً) ، فلمّا قالوا هذا القول العظيم، واستكبروا وعتوا، بعث اللّه عزّوجلّ عليهم صاعقة، فأخذتهم بظلمهم فماتوا.
فقال موسي: يا ربّ! ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم؟! لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة اللّه عزّوجلّ إيّاك، فأحياهم اللّه وبعثهم معه فقالوا: إنّك لو سألت اللّه أن يريك تنظر إليه لأجابك، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته
فقال موسي: يا قوم! إنّ اللّه تعالي لا يُري بالأبصار، ولا كيفيّة له، وإنّما يُعرف بآياته، ويُعلم بأعلامه.
فقالوا: ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) حتّي تسأله
فقال موسي: يا ربّ! إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل، وأنت أعلم بصلاحهم، فأوحي اللّه جلّ جلاله: يا موسي! سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسي ( عليه السلام ) : ( رَبِ ّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَلنِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ
ص:40
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ و ) وهو يهوي ( فَسَوْفَ تَرَلنِي فَلَمَّا تَجَلَّي رَبُّهُ و لِلْجَبَلِ ) بآية من آياته ( جَعَلَهُ و دَكًّا وَخَرَّ مُوسَي صَعِقًا فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَنَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) ، يقول: رجعت إلي معرفتي بك عن جهل قومي، ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) منهم بأنّك لا تُري...(1) .
قوله تعالي: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي ءَاتَيْنَهُ ءَايَتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ و أَخْلَدَ إِلَي الأَْرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَلهُ فَمَثَلُهُ و كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بَِايَتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) :175/7 و176.
15 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه أعطي بلعم بن باعورا الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجاب له، فمال إلي فرعون، فلمّا مرّ فرعون في طلب موسي وأصحابه، قال فرعون لبلعم: ادع اللّه علي موسي وأصحابه ليحبسه علينا، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسي وأصحابه، فامتنعت عليه حمارته، فأقبل يضربها، فأنطقها اللّه عزّوجلّ فقالت: ويلك! علي ما تضربني، أتريد أجي ء معك لتدعو علي موسي نبيّ اللّه وقوم مؤمنين! فلم يزل يضربها حتّي قتلها، وانسلخ الاسم الأعظم من لسانه، وهو قوله: ( فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ و أَخْلَدَ إِلَي الأَْرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَلهُ فَمَثَلُهُ و كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ
ص:41
عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ) وهو مَثَلٌ ضربه، فقال الرضا ( عليه السلام ) : فلايدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاثة، حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف، والذئب، وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً، ليحشر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم، وكان للشرطيّ ابن يحبّه، فجاء ذئب فأكل ابنه، فحزن الشرطيّ عليه، فأدخل اللّه ذلك الذئب الجنّة، لما أحزن الشرطيّ (1) .
قوله تعالي: ( وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَل-ِهِ ي سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) : 180/7.
16 - العيّاشيّ : عن محمّد بن أبي زيد الرازيّ، عمّن ذكره، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا نزلت بكم شدّة، فاستعينوا بنا علي اللّه، وهو قول اللّه: ( وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا) قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : نحن واللّه الأسماء الحسني الذي لا يقبل من أحد إلّا بمعرفتنا، قال: ( فَادْعُوهُ بِهَا) (2).
17 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له،
ص:42
فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...فقال أبوقرّة: أتقرّ أنّ اللّه محمول؟
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : كلّ محمول مفعول، ومضاف إلي غيره محتاج، فالمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل، وهو فاعل، وهو في اللفظ ممدوح، وكذلك قول القائل: فوق، وتحت، وأعلي، وأسفل، وقد قال اللّه تعالي: ( وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا) ولم يقل في شي ء من كتبه أنّه محمول بل هو الحامل في البرّ والبحر، والممسك للسماوات والأرض، والمحمول ما سوي اللّه، ولم نسمع أحداً آمن باللّه وعظّمه قطّ، قال في دعائه: «يا محمول»...(1) .
قوله تعالي: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّل-هَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ي فَلَمَّآ أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَل-ِنْ ءَاتَيْتَنَا صَلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّكِرِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا جَعَلَا لَهُ و شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَل-هُمَا فَتَعَلَي اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) : 189/7 و190.
18 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي....
فقال له المأمون: فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا جَعَلَا لَهُ و شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَل-هُمَا) .
ص:43
قال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّ حوّاء ولدت لآدم خمسمائة بطن ذكراً وأُنثي، وإنّ آدم ( عليه السلام ) وحوّاء عاهدا اللّه عزّوجلّ ودعواه وقالا: ( لَل-ِنْ ءَاتَيْتَنَا صَلِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّكِرِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَل-هُمَا صَلِحًا) من النسل خلقاً سويّاً، بريّاً من الزمانة والعاهة، وكان ما أتاهما صنفين، صنفاً ذكراناً، وصنفاً أناثاً، فجعل الصنفان للّه تعالي ذكره شركاء فيما آتاهما، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزّوجلّ، قال اللّه تبارك وتعالي: ( فَتَعَلَي اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ...(1) .
قوله تعالي: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَهِلِينَ ) : 199/7.
19 - الشيخ الصدوق :...مبارك مولي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: لايكون المؤمن مؤمناً حتّي يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه...وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس، فإنّ اللّه عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس فقال: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَهِلِينَ ) ...(2) .
قوله تعالي: ( قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِ ّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) : 21/8 - 23.
ص:44
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوإ0،ق ض ض ض ض ض ض ض ض ض هه عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم...وقال عزّ وجلّ:...( قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِ ّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) ...(1)
قوله تعالي: ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) : 35/8.
2 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وسمّيت مكّة، مكّة، لأنّ كانوا يمكّون فيها، وكان يقال لمن قصدها: قد مكا، وذلك قول اللّه عزّوجلّ: ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً) ، فالمكاء والتصدية صفق اليدين...(2) .
ص:45
قوله تعالي: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَي عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَي الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ ) : 41/8.
3 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) قال ( عليه السلام ) : الخمس للّه وللرسول وهو لنا (1) .
4 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فقول اللّه عزّوجلّ: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) ، فقرن سهم ذي القربي بسهمه وبسهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فهذا فضل أيضاً بين الآل والأُمّة، لأنّ اللّه تعالي جعلهم في حيّز، وجعل الناس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه، فبدء بنفسه، ثمّ ثنّي برسوله، ثمّ بذي القربي في كلّ ما كان من الفي ء والغنيمة، وغير ذلك ممّا رضيه عزّوجلّ لنفسه، فرضي لهم...(2) .
5 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام )
ص:46
قال:...سئل ( عليه السلام ) عن قول اللّه تعالي: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَمَي وَالْمَسَكِينِ ) ،
فقيل له: فماكان للّه فلمن هو؟
قال ( عليه السلام ) : للرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وما كان للرسول فهو للإمام...(1) .
قوله تعالي: ( فَسِيحُواْ فِي الأَْرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَفِرِينَ ) : 2/9.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...حسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : لأيّ شي ء صار الحاجّ لايكتب عليه الذنب أربعة أشهر؟
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ (أباح للمشركين أشهر الحرم أربعة أشهر) إذ يقول: ( فَسِيحُواْ فِي الأَْرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) ...(2) .
قوله تعالي: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَرَي الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَهِهِمْ يُضَهُِونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ ) : 30/9.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع
ص:47
الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، كذّبتهم واللّه أنفسهم، ومنّتهم الأباطيل، فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً، تزلّ عنه إلي الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، وآراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلّا بعداً، ( قَتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ ) ...
وقال عزّ وجلّ:...( طُبِعَ عَلَي قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَفْقَهُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَيَأْبَي اللَّهُ إِلآَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ و وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ ) : 32/9.
3 - الشيخ الطوسيّ :...محمّد بن سنان قال: ذكر عليّ بن أبي حمزة عند الرضا ( عليه السلام ) فلعنه، ثمّ قال: إنّ عليّ بن أبي حمزة أراد أن لا يعبد اللّه في سمائه وأرضه، فأبي اللّه إلّا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك.
قلت: المشرك؟!
قال: نعم، واللّه! وإن رغم أنفه، كذلك [و] هو في كتاب اللّه: ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ ) (2).
ص:48
وقد جرت فيه وفي أمثاله، إنّه أراد أن يطفي ء نور اللّه (1).
قوله تعالي: ( إِلَّاتَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَحِبِهِ ي لَاتَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ و عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ و بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَي وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) : 40/9.
1 - العيّاشيّ : عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال قال: كنت عند أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) و معي الحسن بن الجهم، قال له الحسن: إنّهم يحتجّون علينا بقول اللّه تبارك وتعالي: ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) .
قال ( عليه السلام ) : وما لهم في ذلك؟! فواللّه! لقد قال اللّه: أنزل اللّه سكينته علي رسوله، وما ذكره فيها بخير، قال: قلت له أنا: جعلت فداك وهكذا تقرؤنها؟ قال ( عليه السلام ) : هكذا قرأتها (2).
2 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) قال: سمعته وهو يقول للحسن: أيّ شي ء السكينة عندكم؟ وقرأ: ف'«أنزل اللّه سكينته علي رسوله»، فقال له الحسن: جعلت فداك، لا أدري، فأيّ شي ء؟
قال ( عليه السلام ) : ريح تخرج من الجنّة، طيّبة لها صورة كصورة وجه الإنسان.
ص:49
قال: فتكون مع الأنبياء.
فقال له عليّ بن أسباط: تنزل علي الأنبياء والأوصياء؟
فقال ( عليه السلام ) : تنزل علي الأنبياء (والأوصياء)، قال: وهي التي نزلت علي إبراهيم ( عليه السلام ) حيث بني الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا، وبني الأساس عليها، فقال له محمّد بن عليّ: قول اللّه: ( فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ) (1)قال ( عليه السلام ) : هي من هذا، ثمّ أقبل علي الحسن فقال: أيّ شي ء التابوت فيكم؟
فقال: السلاح. فقال ( عليه السلام ) : نعم، هو تابوتكم. فقال: فأيّ شي ء في التابوت الذي كان في بني إسرائيل؟
قال ( عليه السلام ) : كان فيه ألواح موسي ( عليه السلام ) التي تكسّرت، والطست التي تغسل فيها قلوب الأنبياء (2).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن الرضا ( عليه السلام ) ( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ و عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ و بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) (3)، قلت:
ص:50
هكذا. قال ( عليه السلام ) : هكذا نقرؤها، وهكذا تنزيلها (1).
قوله تعالي: ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَذِبِينَ ) : 43/9.
4 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) .
قال الرضا ( عليه السلام ) : هذا ممّا نزل بإيّاك أعني واسمعي يا جاره، خاطب اللّه عزّوجلّ بذلك نبيّه وأراد به أمّته، وكذلك قوله تعالي: ( لَل-ِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَسِرِينَ ) ، وقوله عزّوجلّ: ( وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيًْا قَلِيلاً) ...(2).
قوله تعالي: ( إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) : 60/9.
ص:51
5 - الشيخ الطوسيّ :...ابن أبي نصر قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) ...قلت: فرجل أوصي بسهم من ماله.
فقال ( عليه السلام ) : السهم واحد من ثمانية، ثمّ قرأ: ( إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ ) إلي آخر الآية (1).
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عن صفوان...وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، قالا: سألنا أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن رجل أوصي بسهم من ماله، ولايدري السهم أيّ شي ء هو؟...
فقال ( عليه السلام ) : السهم واحد من ثمانية.
فقلنا له: جعلنا فداك، كيف صار واحداً من ثمانية؟....
فقال ( عليه السلام ) : قول اللّه عزّ وجلّ ( إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) ثمّ عقد بيده ثمانية...(2).
7 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فلمّا جاءت قصّة الصدقة نزّه نفسه ورسوله، ونزّه أهل بيته فقال: ( إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ
ص:52
عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فهل تجد في شي ء من ذلك أنّه سمّي لنفسه، أو لرسوله، أو لذي القربي؟ لأنّه لمّا نزّه نفسه عن الصدقة، ونزّه رسوله ونزّه أهل بيته، لا، بل حرّم عليهم، لأنّ الصدقة محرّمة علي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وآله، وهي أوساخ أيدي الناس...(1).
قوله تعالي: ( الْمُنَفِقُونَ وَالْمُنَفِقَتُ بَعْضُهُم مِّن م بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَفِقِينَ هُمُ الْفَسِقُونَ ) : 67/9.
8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عصام قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد المعروف بعلان قال: حدّثنا أبو حامد عمران بن موسي بن إبراهيم، عن الحسين بن القاسم الرقّام، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لا ينسي ولا يسهو، وإنّما ينسي ويسهو المخلوق المحدَث، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (2) وإنّما يجازي من نسيه، ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَاتَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَل-هُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ ) (3)، وقال تعالي: ( فَالْيَوْمَ نَنسَل-هُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ
يَوْمِهِمْ هَذَا) (4)أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.
ص:53
قال المصنف: قوله: نتركهم أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه، لأنّ الترك لا يجوز علي اللّه تعالي، فأمّا قول اللّه تعالي: ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَتٍ لَّايُبْصِرُونَ ) (1) أي لا يعالجهم بالعقوبة، وأمهلهم ليتوبوا (2).
قوله تعالي: ( وَمَا نَقَمُواْ إِلآَّ أَنْ أَغْنَل-هُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) : 74/9.
9 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...فسمعته في بعض الطريق يقول:...إنّ اللّه...الواحد الأحد جلّ جلاله بل كيف يوصف بكنهه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وقد قرن الخليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته، فقال: ( وَمَا نَقَمُواْ إِلآَّ أَنْ أَغْنَل-هُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) ... (3).
ص:54
قوله تعالي: ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَتِ وَالَّذِينَ لَايَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) : 79/9.
10 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المُعاذيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) ، وعن قول اللّه عزّ وجلّ: ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ )(1) ، وعن قوله: (وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ ) (2) ، وعن قوله: ( يُخَدِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَدِعُهُمْ ) ؟(3)
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي لا يسخر ولا يستهزي ء، ولا يمكر، ولا يخادع، ولكنّه عزّ وجلّ يُجازيهم جزاءً السخريّة، وجزاءَ الاستهزاء، وجزاء المكر والخديعة، تعالي اللّه عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً (4).
ص:55
قوله تعالي: ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَاتَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ي وَاللَّهُ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَسِقِينَ ) : 80/9.
11 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) قال: إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) ، فاستغفر لهم مائة مرّة ليغفر لهم، فأنزل اللّه: ( سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) (1) ، وقال: ( وَلَاتُصَلِ ّ عَلَي أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَاتَقُمْ عَلَي قَبْرِهِ ي ) ، فلم يستغفر لهم بعد ذلك، ولم يقم علي قبر أحد منهم (2).
قوله تعالي: ( وَلَاتُصَلِ ّ عَلَي أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَاتَقُمْ عَلَي قَبْرِهِ ي إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ي وَمَاتُواْ وَهُمْ فَسِقُونَ ) : 84/9.
12 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) ، فاستغفر لهم مائة مرّة ليغفر لهم...وقال: ( وَلَاتُصَلِ ّ عَلَي أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَاتَقُمْ عَلَي قَبْرِهِ ي ) ، فلم يستغفر لهم بعد ذلك، ولم يقم علي قبر أحد منهم (3).
ص:56
قوله تعالي: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و) : 105/9.
13 - الحلوانيّ : في بعض الروايات: إنّ بعض الناس سأل ال رضا ( عليه السلام ) ، فقال: ياابن رسول اللّه! أتقول: إنّ اللّه تعالي فوّض إلي عباده أفعالهم؟... فكيف تقول؟
قال ( عليه السلام ) : أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم علي ما أمرهم به، ونهاهم عنه وخيّرهم، فقال عزّ من قائل: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و) ...(1).
14 - الطريحيّ : روي عن الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) حيث قال: أيّها الناس! اعلموا وتيقّنوا، أنّ لنا مع كلّ وليّ لنا أعين ناظرة...وليس يخفي علينا شي ء من أعمالكم، وأقوالكم، وأفعالكم، بدليل قوله تعالي: ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ و وَالْمُؤْمِنُونَ ) ...(2).
قوله تعالي: ( وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) : 106/9.
15 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
ص:57
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟ واللّه عزّوجلّ يقول:...( وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّإ يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) ...(1)
قوله تعالي: ( لَايَزَالُ بُنْيَنُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ) : 110/9.
16 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه...قال: ثمّ قال: مافعل ابن قياما؟ قال: قلت: واللّه إنّه ليلقانا فيحسن اللقاء. فقال: وأيّ شي ء يمنعه من ذلك، ثمّ تلا هذه الآية: ( لَايَزَالُ بُنْيَنُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ) ...(2).
قوله تعالي: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَام بَعْدَ إِذْ هَدَلهُمْ حَتَّي يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) : 115/9.
17 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر. قال: دخلت عل يه ( عليه السلام ) بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك...وقد سألتك منذ سنين - وليس لك ولد - عن
ص:58
الإمامة فيمن تكون من بعدك؟ فقلت: في ولدي.
وقد وهب اللّه لك ابنين، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك؟
فقال لي:...أما علمت أنّ الإمام الفرض عليه، والواجب من اللّه، إذا خاف الفوت علي نفسه أن يحتجّ في الإمام من بعده بحجّة معروفة مبيّنة.
إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول في كتابه: ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَام بَعْدَ إِذْ هَدَلهُمْ حَتَّي يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَي النَّبِيِ ّ وَالْمُهَجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن م بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ و بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) : 117/9.
18 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عن الرضا عليّ بن مو سي ( عليهماالسلام ) أنّه قرأ: لقد تاب اللّه بالنبيّ علي المهاجرين والأنصار الذين اتّبعوه - في الخروج معه إلي تبوك - في ساعة العسرة، وهي صعوبة الأمر (2).
19 - العلّامة المجلسيّ : روي عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال لرجل: كيف تقرأ ( لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَي النَّبِيِ ّ وَالْمُهَجِرِينَ وَالْأَنصَارِ) قال: فقال: هكذا نقرأها؟
قال ( عليه السلام ) : ليس هكذا قال اللّه، إنّما قال: لقد تاب اللّه بالنبيّ علي المهاجرين والأنصار (3).
ص:59
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ):119/9.
20 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قول اللّه عزّوجلّ: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّدِقِينَ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : الصادقون هم الأئمّة، والصدّيقون بطاعتهم (1).
قوله تعالي: ( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَايَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ي ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَايُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَايَطَُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَايَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ ي عَمَلٌ صَلِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) :120/9.
21 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا أبي قال: لمّا بويع الرضا ( عليه السلام ) بالعهد، اجتمع الناس إليه يهنّئونه، فأومي ء إليهم فأنصتوا، ثمّ قال بعد أن استمع كلامهم: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء، لامعقّب لحكمه، ولارادّ لقضائه...أقول وأنا عليّ بن موسي بن جع فر ( عليهماالسلام ) : إنّ أميرالمؤمنين
ص:60
عضده اللّه بالسداد، ووفّقه للرشاد، عرف من حقّنا ما جهله غيره، فوصل أرحاماً قطعت، وآمن نفوساً فزعت بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذا افتقرت، مبتغياً رضي ربّ العالمين، لايريد جزاء إلّا من عنده...و( لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) : 122/9.
22 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: كتب إليّ أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : عافانا اللّه وإيّاك أحسن عافية! إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، ...قال اللّه:...( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ ) الآية...(2).
23 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ أمر بالحجّ؟
قيل: لعلّة الوفادة إلي اللّه عزّوجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ مااقترف العبد تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر الأنفس عن اللذّات، شاخص في الحرّ والبرد، ثابت ذلك عليه، دائم مع الخضوع، والاستكانة، والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، في شرق الأرض وغربها، ومن في البرد والحرّ ممّن يحجّ، وممّن لا يحجّ، من بين تاجر وجالب، وبائع ومشتري، وكاسب ومسكين، ومكار
ص:61
وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقّه، ونقل أخبار الأئمّ ( عليهم السلام ) : إلي كلّ صُقع وناحية، كما قال اللّه تعالي: ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ ّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِ ّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّايَهِدِّي إِلَّآ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) : 35/10.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: يا عبد العزيز!...إنّ الأنبياء والأئمّة
صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه ويؤتيهم من مخزون علمه، و حكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالي: ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِ ّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّايَهِدِّي إِلَّآ أَن يُهْدَي فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) ...(2).
قوله تعالي: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ي فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا
ص:62
يَجْمَعُونَ ) : 58/10.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت: ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ي فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) قال ( عليه السلام ) : بولاية محمّد وآل محمّ ( عليهم السلام ) : خير ممّا يجمع هؤلاء من دنياهم (1).
قوله تعالي: ( ءَامَنتُ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءَامَنَتْ بِهِ ي بَنُواْ إِسْرَءِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) ( ءَآلَْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً) : 90/10 - 92.
3 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال:
قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟
قال: لأنّه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم اللّه تعالي في السلف والخلف...وهكذا فرعون لمّا أدركه الغرق قال: ( ءَامَنتُ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا الَّذِي ءَامَنَتْ بِهِ ي بَنُواْ إِسْرَءِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
فقيل له: ( ءَآلَْنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً) ...(2).
ص:63
قوله تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّي يَرَوُاْ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) : 96/10 - 97.
4 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : إنّ اللّه تعالي ذمّ اليهود [والنصاري ] والمشركين...قالوا: يا محمّد! إنّك تدّعي علي قلوبنا خلاف ما فيها مانكره أن تنزل عليك حجّة تلزم الانقياد لها، فننقاد.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لئن عاندتم هاهنا محمّداً، فستعاندون ربّ العالمين، إذ أنطق صحائفكم بأعمالكم، وتقولون: ظلمتنا الحفظة، فكتبوا علينا مالم نفعل، فعند ذلك يستشهد جوارحكم فتشهد عليكم...فقالوا: يا محمّد! لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدّعي أنّ جوارحنا تشهد بها.
فقال: يا عليّ! هؤلاء من الذين قال اللّه تعالي ( عليهم السلام ) ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَايُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ) .
ادع عليهم بالهلاك، فدعا عليهم عليّ ( عليه السلام ) بالهلاك، فكلّ جارحة نطقت بالشهادة علي صاحبها انفتّت حتّي مات مكانه...(1).
قوله تعالي: ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَي الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ ) : 10/ 99 - 100.
ص:64
5 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه تعالي:... يا ابن رسول اللّه فما معني قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: إنّ المسلمين قالوا لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو أكرهت يارسول اللّه من قدرت عليه من الناس علي الإسلام لكثر عددنا، وقوينا علي عدوّنا.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كنت لألقي اللّه عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئاً، وما أنا من المتكلّفين، فأنزل اللّه تعالي عليه: يا محمّد ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) علي سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثواباً ولامدحاً، لكنّي أُريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين، ليستحقّوا منّي الزلفي والكرامة، ودوام الخلود في جنّة الخلد، ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ )
وأمّا قوله تعالي: ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )
فليس ذلك علي سبيل تحريم الإيمان عليها، ولكن علي معني أنّها ما كانت لتؤمن إلّا بإذن اللّه...(1).
ص:65
قوله تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ و عَلَي الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَل-ِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن م بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) : 7/11.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن عليّ الأنصاريّ، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سأل المأمون أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ و عَلَي الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) .
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السموات والأرض، فكانت الملائكة تستدلّ بأنفسها وبالعرش وبالماء علي اللّه عزّوجلّ، ثمّ جعل عرشه علي الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة، فتعلم (1) أنّه عليكلّ شي ء قدير، ثمّ رفع العرش بقدرته، ونقله وجعله فوق السموات السبع، ثمّ خلق السموات والأرض في ستّة أيّام وهو مستولي علي عرشه، وكان قادراً علي أن يخلقها في طرفة عين، ولكنّه تعالي خلقها في ستّة أيّام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شي ء، فيستدلّ بحدوث مايحدث علي اللّه تعالي مرّة بعد مرّة ولم يخلق اللّه العرش لحاجة به إليه، لأنّه غنيّ عن العرش وعن جميع ماخلق، لايوصف بالكون
ص:66
علي العرش لأنّه ليس بجسم، تعالي عن صفة خلقه علوّاً كبيراً.
وأمّا قوله عزّ وجلّ: ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فإنّه عزّ وجلّ خلقهم ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته، لاعلي سبيل الامتحان والتجربة، لأنّه لم يزل عليماً بكلّ شي ء.
فقال المأمون: فرّجت عنّي يا أبا الحسن ( عليه السلام ) فرّج اللّه عنك، ثمّ قال له: يا ابن رسول اللّه فما معني قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدّثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : قال: إنّ المسلمين قالوا لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : لو أكرهت يارسول اللّه من قدرت عليه من الناس علي الإسلام لكثر عددنا، وقوينا علي عدوّنا.
فقال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ما كنت لألقي اللّه عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إليّ فيها شيئاً، وما أنا من المتكلّفين، فأنزل اللّه تعالي عليه: يا محمّد! ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَأَمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا) علي سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقّوا منّي ثواباً ولا مدحاً، لكنّي أُريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرّين، ليستحقّوا منّي الزلفي والكرامة، ودوام الخلود في جنّة الخلد، ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّي يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) .
وأمّا قوله تعالي: ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) فليس ذلك علي سبيل تحريم الإيمان عليها، ولكن علي معني أنّها ما كانت لتؤمن إلّا بإذن اللّه، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبّدة، وألجأه إيّاها إلي الإيمان عند زوال التكليف
ص:67
والتبعّد عنها.
فقال المأمون: فرّجت عنّي يا أبا الحسن فرّج اللّه عنك، فأخبرني عن قول اللّه تعالي: ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لَايَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا)(1) فقال ( عليه السلام ) : إنّ غطاء العين لايمنع من الذكر، والذكر لايري بالعين، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ شبّه الكافرين بولاية عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) بالعميان، لأنّهم كانوا يستثقلون قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه: فلايستطيعون له سمعاً.
فقال المأمون: فرّجت عنّي فرّج اللّه عنك (2).
قوله تعالي: ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ ي كِتَبُ مُوسَي إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَل-ِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ي وَمن يَكْفُرْ بِهِ ي مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ و فَلَاتَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَايُؤْمِنُونَ ) : 17/11.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد،
ص:68
عن الحسن بن عليّ، عن أحمد بن عمر الحلاّل (1) قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ )
فقال ( عليه السلام ) : أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه الشاهد علي رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ورسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي بيّنة من ربّه (2).
3 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( أَفَمَن كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) قيل: الشاهد منه عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يشهد للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وهو منه، وهو المرويّ عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) (3).
قوله تعالي: ( وَيَقَوْمِ لَآأَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي اللَّهِ وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّهُم مُّلَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَلكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ )
( يَقَوْمِ لَآأَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) :29/11 و51.
4 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس
ص:69
المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...أنّ اللّه عزّوجلّ حكي في ذكر نوح في كتابه: ( وَيَقَوْمِ لَآأَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي اللَّهِ وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّهُم مُّلَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَلكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ) وحكي عزّوجلّ عن هود ( عليه السلام ) ، أنّه قال ( عليهم السلام ) ( يَقَوْمِ لَآأَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَي الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَاتَعْقِلُونَ ) ، وقال عزّوجلّ لنبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) :
( قُل يا محمّد! لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، ولم يفرض اللّه تعالي مودّتهم إلّا وقد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلي ضلال أبداً...(1).
قوله تعالي: ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) : 34/11.
5 - العيّاشيّ : عن ابن أبي نصر البزنطيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال اللّه في قوم نوح: ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ) ، قال ( عليه السلام ) : الأمر إلي اللّه يهدي ويضلّ (2).
6 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!... إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا...بقول نوح: ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ
ص:70
أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ...(1).
7 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعته ( لرضا ( عليه السلام ) ) يقول في قول اللّه تبارك وتعالي:...وقال نوح ( عليه السلام ) : ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) قال: الأمر إلي اللّه يهدي من يشاء (2).
قوله تعالي: ( بِسْمِ اللَّهِ مَجْرلهَا وَمُرْسَل-هَآ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) : 41/11.
8 - محمّد بن يعقوب الكليني :...عليّ بن أسباط، قال: كنت حملت معي متاعاً إلي مكّة فبار عليّ، فدخلت به المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له: إنّي حملت متاعاً قد بار عليّ، وقد عزمت علي أن أصير إلي مصر، فأركب برّاً أو بحراً؟ ...
وإن ركبت البحر فإذا صرت في السفينة، فقل: ( بِسْمِ اللَّهِ مَجْرلهَا وَمُرْسَل-هَآ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ...(3).
قوله تعالي: ( رَبِ ّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَكِمِينَ )
( قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ ) : 45/11 - 46.
9 - الشيخ الصدوق:...الحسن بن موسي بن عليّ الوشّاء البغداديّ قال: كنت
ص:71
بخراسان مع عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في مجلسه وزيد بن موسي حاضر، قد أقبل علي جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأ بوالحسن ( عليه السلام ) مقبل علي قوم يحدّثهم...
قال الحسن الوشّاء: ثمّ التفت إليّ فقال لي: يا حسن! كيف تقرؤون هذه الآية: ( قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ ) ؟
فقلت: من الناس من يقرأ: إنّه عملٌ غيرُ صالح.
ومنهم من يقرأ: إنّه عمِلَ غيرَ صالح.
فمن قرأ إنّه عملٌ غيرُ صالح فقد نفاه عن أبيه.
فقال ( عليه السلام ) : كلّا! لقد كان ابنه، ولكن لمّا عصي اللّه عزّ وجلّ نفاه عن أبيه...(1).
10 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني ياسر: أنّه خرج زيد بن موسي أخو أبي الحسن ( عليه السلام ) بالمدينة وأحرق وقتل... فقال المأمون: اذهبوا به إلي أبي الحسن...
قال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا زيد! أغرّك قول سفلة أهل الكوفة: إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أحصنت فرجها، فحرّم اللّه ذرّيّتها علي النار؟ ذلك للحسن والحسين خاصّة...
فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك.
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أنت أخي ما أطعت اللّه عزّ وجلّ، إنّ نوحاً ( عليه السلام ) قال: ( رَبِ ّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَكِمِينَ ) فقال اللّه عزّ وجلّ: ( قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ ) ، فأخرجه اللّه عزّ
ص:72
وجلّ من أن يكون من أهله بمعصيته (1).
قوله تعالي: ( وَجَآءَهُ و قَوْمُهُ و يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيَِّاتِ قَالَ يَقَوْمِ هَؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَلَاتُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) : 80/11.
11 - الشيخ الطوسيّ :...موسي بن عبد الملك، عن رجل قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها؟
فقال ( عليه السلام ) : أحلّتها آية من كتاب اللّه تعالي قول لوط ( عليه السلام ) : ( هَؤُلَآءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ) وقد علم أنّهم لا يريدون الفَرج (2).
قوله تعالي: ( وَيَقَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَي مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَمِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) : 93/11
12 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن إنتظار الفَرَج؟
فقال ( عليه السلام ) : أوليس تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج؟
ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) (3).
13 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ):
ص:73
جعلت فداك... فقال ( عليه السلام ) : ما أحسن الصبر! وانتظار الفرج! أما سمعت قول العبد الصالح: ( ارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَلِدِينَ فِيهَا مَادَامَتِ السَّمَوَتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) : 108/11).
14 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ....
ثمّ قال الرضا ( عليه السلام ) : يا سليمان! هل يعلم اللّه جميع ما في الجنّة والنار؟
قال سليمان: نعم...
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك، ثمّ يزيدهم، ثمّ لايقطعه عنهم، وكذلك قال اللّه عزّوجلّ في كتابه: ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ ) ، وقال لأهل الجنّة: ( عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ، فهو عزّوجلّ يعلم ذلك، ولايقطع عنهم الزيادة...(2).
ص:74
قوله تعالي: ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ م بَخْسٍ دَرَهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّهِدِينَ ) : 20/12.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (1)، عن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه: ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنِ م بَخْسٍ دَرَهِمَ مَعْدُودَةٍ) قال ( عليه السلام ) : كانت عشرين درهماً، والبخس النقص، وهي قيمة كلب الصيد، إذا قتل كان قيمته عشرين درهماً (2).
قوله تعالي: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ي كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنَّهُ و مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) : 24/12.
2 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه
ص:75
حجّته، كأنّه ألقم حجراً
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قال: فما تعمل...في قوله عزّوجلّ في يوسف ( عليه السلام ) : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا) ...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وأمّا قوله عزّوجلّ في يوسف ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا) فإنّها همّت بالمعصية، وهمّ يوسف بقتلها إن أجبرته، لعظم ماتداخله، فصرف اللّه عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله عزّوجلّ: ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ) يعني القتل والزنا...(1).
3 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...،فقال المأمون: فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ي وَهَمَّ بِهَا لَوْلَآ أَن رَّءَا بُرْهَنَ رَبِّهِ ) .
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لقد همّت به، ولولا أن رأي برهان ربّه لهم بها كما همّت، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه...(2).
قوله تعالي: ( رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) : 33/12.
4 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن
ص:76
الرضا ( عليه السلام ) ، قال:...وشكي يوسف ( عليه السلام ) في السجن إلي اللّه، فقال: يا ربّ بماذا استحققت السجن؟
فأوحي اللّه إليه: أنت اخترته حين قلت: ( رَبِ ّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) هلّا قلت: العافية أحبّ إليّ ممّا يدعونني إليه (1).
قوله تعالي: ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) : 55/12.
5 - الراونديّ : روي عن محمّد بن زيد الرزاميّ، قال: كنت في خدمة الرضا ( عليه السلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، فأتاه رجل من الخوارج...ثمّ قال له: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفّار! وأنت ابن رسول اللّه ماحملك علي هذا؟
فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : أرأيت هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء علي حال يزعمون أنّهم موحّدون وأولئك لم يوحّدوا اللّه ولم يعرفوه؟ ويوسف بن يعقوب نبيّ ابن نبيّ، ابن نبيّ يسأل العزيز وهو كافر فقال: ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ، وكان يجلس مجالس الفراعنة، وإنّما أنا رجل من ولد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أجبرني علي هذا الأمر وأكرهني عليه ما الذي أنكرت ونقمت عليّ...(2).
قوله تعالي: ( اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) : يوسف:
ص:77
55/12.
6 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن موسي قال: روي أصحابنا عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال له رجل: أصلحك اللّه! كيف صرت إلي ما صرت إليه من المأمون؟...قال ( عليه السلام ) : فإنّ العزيز، عزيز مصر كان مشركاً، وكان يوسف ( عليه السلام ) نبيّاً، وإنّ المأمون مسلم، وأنا وصيّ ويوسف سئل العزيز أن يولّيه حين قال: ( اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ...(1).
7 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: دخلت علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) فقلت له: ياابن رسول اللّه! الناس يقولون: إنّك قبلت ولاية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا!
فقال ( عليه السلام ) :...أما علموا أنّ يوسف ( عليه السلام ) كان نبيّاً ورسولاً فلمّا دفعته الضرورة إلي تولّي خزائن العزيز، ( قَالَ اجْعَلْنِي عَلَي خَزَآلِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ) ...(2).
قوله تعالي: ( قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ ي وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ ) : 77/12.
8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ السمرقنديّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه العلويّ قال: حدّثني عليّ بن محمّد العلويّ العمريّ قال: حدّثني إسماعيل بن همّام قال: قال الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ
ص:78
أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ ي وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ) قال ( عليه السلام ) : كانت لإسحاق النبيّ ( عليه السلام ) منطقة يتوارثها الأنبياء الأكابر، وكانت عند عمّة يوسف، وكان يوسف عندها وكانت تحبّه، فبعث إليها أبوه وقال: ابعثيه إليّ وأردّه إليك، فبعثت إليه: دعه عندي الليلة أشمّه، ثمّ أرسله إليك غدوة.
قال: فلمّا أصبحت أخذت المنطقة فربطتها في حقوه، وألبسته قميصاً وبعثت به إليه، فلمّا خرج من عندها طلبت المنطقة وقالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه، وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمن دفع إلي صاحب السرقة، فكان عبده (1).
قوله تعالي: ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِ ّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ِ) : 12/ 77.
9 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول:...كان يوسف ( عليه السلام ) عند عمّته وهو صغير وكانت تحبّه، وكانت لإسحاق ( عليه السلام ) منطقة ألبسها أباه يعقوب، فكانت عند ابنته، وإنّ يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمّته، فاغتمّت لذلك وقالت له: دعه حتّي أرسله إليك فأرسلته، وأخذت المنطقة وشدّتها وسطه تحت الثياب
فلمّا أتي يوسف أباه جاءت فقالت: سرقت المنطقة، ففتّشته فوجدتها في وسطه،
ص:79
فلذلك قال أخوه يوسف، حين جعل الصاع في وعاء أخيه ( إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ )
فقال لهم يوسف: ما جزاء من وجد في رحله؟
قالوا: هو جزاؤه، كما جرت السنّة التي تجري فيهم، ( فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَآءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَآءِ أَخِيهِ ) ، ولذلك قال إخوة يوسف: ( إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ و مِن قَبْلُ ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَعَةٍ مُّزْجَل-ةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ) : 88/12.
10 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سألته عن قوله: ( وَجِئْنَا بِبِضَعَةٍ مُّزْجَل-ةٍ) ؟
قال ( عليه السلام ) : المُقْلُ (2)، وفي هذه الرواية ( وَجِئْنَا بِبِضَعَةٍ مُّزْجَل-ةٍ) ، قال: كانت المقل، وكانت بلادهم بلاد المقل، وهي البضاعة (3).
ص:80
قوله تعالي: ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) : 106/12.
11 - العيّاشيّ : عن محمّد بن الفضيل، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) شرك لا يبلغ به الكفر (1).
قوله تعالي: ( حَتَّي إِذَا اسْتَيَْسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلَايُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) : 110/12.
12 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...،فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( حَتَّي إِذَا اسْتَيَْسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا) .
قال الرضا ( عليه السلام ) : يقول اللّه عزّوجلّ: ( حَتَّي إِذَا اسْتَيَْسَ الرُّسُلُ ) من قومهم، وظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا، جاء الرسل نصرنا...(2).
قوله تعالي: ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَي عَلَي
ص:81
الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّي يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْأَيَتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ) : 2/13.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) فقال ( عليه السلام ) : هي محبوكة إلي الأرض، وشبّك بين أصابعه.
فقلت: كيف يكون محبوكة إلي الأرض، واللّه يقول: ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! أليس اللّه يقول: ( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) ؟ فقلت: بلي، فقال ( عليه السلام ) : ثمّ عمد، ولكن لاترونها. قلت: كيف ذلك جعلني اللّه فداك؟ فبسط كفّه ( عليه السلام ) اليسري ثمّ وضع اليمني عليها فقال: هذه أرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها، فوقها قبّة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبّة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية، والسماء الثالثة فوقها قبّة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة، والسماء الرابعة فوقها قبّة، الأرض الخامسة فوق السماء الرابعة، والسماء الخامسة فوقها قبّة، الأرض السادسة فوق السماء الخامسة، والسماء السادسة فوقها قبّة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قبّة، وعرش الرحمن تبارك اللّه فوق السماء السابعة...(1).
قوله تعالي: ( لَهُ و مُعَقِّبَتٌ مِّن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ي يَحْفَظُونَهُ و مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ ي مِن وَالٍ ) : 11/13.
ص:82
2 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه: ( إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و) فصار الأمر إلي اللّه تعالي (1).
3 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعته (الرضا ( عليه السلام ) ) يقول في قول اللّه تبارك وتعالي: ( إِنَّ اللَّهَ لَايُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و) ، فقال ( عليه السلام ) : إنّ القدريّة يحتجّون بأوّلها، وليس كما يقولون، ألا تري أنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( وَإِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ و) ، وقال نو ح ( عليه السلام ) : ( وَلَايَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) قال: الأمر إلي اللّه يهدي من يشاء (2).
قوله تعالي: ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ) : 12/13.
4 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : في قول اللّه عزّ وجلّ: ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا)
ص:83
قال ( عليه السلام ) : خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم (1).
قوله تعالي: ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ ي أَوْلِيَآءَ لَايَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَي وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ ي فَتَشَبَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ وَهُوَ الْوَحِدُ الْقَهَّرُ) : 16/13.
5 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ماتقول في التفويض؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي فوّض إلي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمر دينه ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ( اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ) ...(2).
6 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: ...وإنّ أفعال العباد مخلوقة للّه تعالي، خلق تقدير لا خلق تكوين، و( اللَّهُ خَلِقُ كُلِ ّ شَيْ ءٍ ) ...(3).
ص:84
قوله تعالي: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ ي أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) : 21/13.
7 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي الوليد بن أبان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: هل علي الرجل في ماله سوي الزكاة؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، أين ما قال اللّه: ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ) (1).
قوله تعالي: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ ال ْكِتَبِ ) :39/13.
8 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: قلت: إنّ الإرادة صفة من صفاته.
قال ( عليه السلام ) : كم تردّد علي أنّها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟
قال سليمان: محدثة.
قال الرضا ( عليه السلام ) : اللّه أكبر! فالإرادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل، فلم يرد شيئاً...قال الرضا ( عليه السلام ) : فليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه. قال: قدوصف نفسه بأنّه مريد.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس صفته نفسه، أنّه مريد، إخبار عن أنّه أراده، ولا إخبار عن
ص:85
أنّ الإرادة اسم من أسمائه.
ص:86
قال سليمان: لأنّ إرادته علمه.
قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاهل! فإذا علم الشي ء فقد أراده.
قال سليمان: أجل. فقال ( عليه السلام ) : فإذا لم يرده لم يعلمه.
قال سليمان: أجل. قال ( عليه السلام ) : من أين قلت ذاك؟ وماالدليل علي إرادته علمه؟ وقد يعلم مالايريده أبداً؟ وذلك قوله عزّوجلّ: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) ، فهو يعلم كيف يذهب به، وهو لايذهب به أبداً.
قال سليمان: لأنّه قد فرغ من الأمر، فليس يزيد فيه شيئاً.
قال الرضا ( عليه السلام ) : هذا قول اليهود، فكيف قال تعالي: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ! قال سليمان: إنّما عني بذلك أنّه قادر عليه.
قال ( عليه السلام ) : أفيعد مالايفي به؟ فكيف قال: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) وقال عزّوجلّ: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ ) ، وقد فرغ من الأمر، فلم يحر جواباً...(1).
9 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: قال عليّ بن الحسين، وعليّ بن أبي طالب قبله، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّ ( عليهم السلام ) : : كيف لنا بالحديث مع هذه الآية ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ ) (2) ، فأمّا من قال: بأنّ اللّه تعالي .
لايعلم بشي ء إلّا بعد كونه، فقد كفر وخرج عن التوحيد (3).
ص:87
قوله تعالي: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَي بِاللَّهِ شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ و عِلْمُ الْكِتَبِ ) : 43/13.
10 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ كَفَي بِاللَّهِ شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ و عِلْمُ الْكِتَبِ ) ، قال: عليّ ( عليه السلام )(1)
قوله تعالي: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَل-ِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَل-ِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) : 7/14.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء تريدون تكونون ملوكاً؟ أيسرّك أن تكون مثل طاهر وهرثمة؟ وإنّك علي خلاف ماأنت عليه، قلت: لا واللّه، مايسرّني أنّ لي الدنيا بما فيها ذهباً وفضّة، وإنّي علي خلاف ماأنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر اللّه، إنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( لَل-ِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ... (2).
ص:88
قوله تعالي: ( قَالَ يَإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّاتَكُونَ مَعَ السَّجِدِينَ ) : 32/15.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلويّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العيّاشيّ، عن أبيه قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن الوليد، عن عبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه ذكر: أنّ اسم إبليس الحارث، وإنّما قول اللّه عزّ وجلّ: ( يَإِبْلِيسُ ) ، يا عاصي، و سمّي إبليس، لأنّه أبلس من رحمة اللّه عزّ وجلّ (1).
قوله تعالي: ( قَالَ رَبِ ّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) : 39/15.
2 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!... إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا...بقول إبليس: ( رَبِ ّ بِمَآ أَ غْوَيْتَنِي ) ...(2).
قوله تعالي: ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَبٍ لِّكُلِ ّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) : 44/15.
ص:89
3 - الشيخ الطوسيّ :...ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) عن رجل أوصي بجزء من ماله؟
فقال ( عليه السلام ) : واحد من سبعة إنّ اللّه يقول: ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَبٍ لِّكُلِ ّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) ... (1).
4 - الشيخ الطوسيّ :...إسماعيل بن همّام الكنديّ، عن الرضا ( عليه السلام ) في رجل أوصي بجزء من ماله قال ( عليه السلام ) : الجزء من سبعة يقول ( لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَبٍ لِّكُلِ ّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ) ... (2).
قوله تعالي: ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَنًا عَلَي سُرُرٍ مُّتَقَبِلِينَ ) : 47/15.
5 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: إنّما قلت: لايعلمه لأنّه لاغاية لهذا، لأنّ اللّه عزّوجلّ وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك، ثمّ
ص:90
يزيدهم، ثمّ لايقطعه عنهم...أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا ليس يخلف مكانه؟ قال: بلي.
قال ( عليه السلام ) : أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال سليمان: لا.
قال ( عليه السلام ) : فكذلك كلّما يكون فيه إذا أخلف مكانه، فليس بمقطوع عنهم.
قال سليمان: بلي يقطعه عنهم ولايزيدهم.
قال الرضا ( عليه السلام ) : إذاً يبيد فيها، وهذا يا سليمان! إبطال الخلود، وخلاف الكتاب، لأنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ، ويقول عزّوجلّ: ( عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ، ويقول عزّوجلّ: ( وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) : 75/15.
6 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوماً، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) ، وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة، فسأله بعضهم...
قال (الرضا) ( عليه السلام ) :...وقال عزّوجلّ في محكم كتابه: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) ، فأوّل المتوسّمين رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من بعده، ثمّ الحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) : إلي يوم القيامة...(2).
ص:91
قوله تعالي: ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلَّا بِالْحَقِ ّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَأَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) : 85/15.
7 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : في قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) قال ( عليه السلام ) : العفو من غير عتاب (1).
قوله تعالي: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) : 16/16.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه تعالي ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ
ص:92
يَهْتَدُونَ ) قال ( عليه السلام ) : نحن العلامات والنجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).
2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : النجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد سمّاه اللّه في غير موضع فقال: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ) وقال: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات الأوصياء، والنجم رسول اللّه...(2).
قوله تعالي: ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنِهِمْ لَايَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَي وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَايَعْلَمُونَ ) : 38/16.
3 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً...فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) ...
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللّه وإيّاك...لا يستقيم الأمر إلّا بأحد أمرين: إمّا قبلت الأمر علي ما كان يكو ن عليه، وإمّا أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم، وإلّا فالأمر عندنا معوج، والناس غير مسلّمين ما في أيديهم من مال، وذاهبون به، فالأمر ليس بعقلك، ولا بحيلتك يكون، ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة،
ص:93
ولكنّ الأمر إلي اللّه عزّوجلّ وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشداً.
فقلت: وأعمل في أمرهم، وأحتلّ فيه، وكيف لك الحيلة! واللّه يقول: ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَنِهِمْ لَايَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَي وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ) في التوراة والإنجيل...(1).
قوله تعالي: ( وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) : 43/16.
4 - الصفّار : حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ (2) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول في قول اللّه
تعالي: ( فَسْئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) قال ( عليه السلام ) : نحن هم (3).
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، ( فَسْئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ ) فقال ( عليه السلام ) : نحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون.
قلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟
قال ( عليه السلام ) : نعم. قلت: حقّاً علينا أن نسألكم؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قلت: حقّاً عليكم أن تجيبونا؟
ص:94
قال ( عليه السلام ) : لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا، وإن شئنا لم نفعل، أما تسمع قول اللّه تبارك وتعالي ( هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1)،(2).
قوله تعالي: ( وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) : 68/16.
6 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليه السلام ) : في هذه الآية [( وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ ) ] قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : عليّ ( عليه السلام ) أميرها، فسمّي أمير النحل (3).
قوله تعالي: ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لَايَقْدِرُ عَلَي شَيْ ءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَي مَوْلَل-هُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَايَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَي صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) : 76/16.
7 - ابن شهرآشوب : حمزة بن عطاء، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله: ( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) قال ( عليه السلام ) : هو عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يأمر بالعدل، وهو علي صراط مستقيم.
ص:95
وروي نحواً منه أبو المضا عن الرضا ( عليه السلام ) (1).
قوله تعالي: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بَِايَتِ اللَّهِ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْكَذِبُونَ ) ) : 105/16.
8 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) أنّه ذكر رجلاً كذّاباً، ثمّ قال: قال اللّه: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ (2)) (3)..
9 - الشيخ الصدوق :...داود بن القاسم، قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من شبّه اللّه بخلقه فهو مشرك ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهي عنه فهو كاذب، ثمّ تلا هذه الآية: ( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بَِايَتِ اللَّهِ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْكَذِبُونَ ) (4).
قوله تعالي: ( سُبْحَنَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ ي لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا الَّذِي بَرَكْنَا حَوْلَهُ و لِنُرِيَهُ و مِنْ ءَايَتِنَآ إِنَّهُ و هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) : 1/17.
ص:96
1 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...وسأله عن قول اللّه: ( سُبْحَنَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ ي لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا)
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : قد أخبر اللّه تعالي: أنّه أسري به، ثمّ أخبر: لِمَ أسري به فقال: ( لِنُرِيَهُ و مِنْ ءَايَتِنَآ) فآيات اللّه غير اللّه، فقد أعذر وبيّن لِمَ فعل به ذلك، وما رآه، وقال ( عليهم السلام ) ( فَبِأَيِ ّ حَدِيثِ م بَعْدَ اللَّهِ وَءَايَتِهِ ي يُؤْمِنُونَ ) فأخبر أنّه غير اللّه...(1).
قوله تعالي: ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الْأَخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا) : 7/17.
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : في قول اللّه عزّ وجلّ: ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) قال ( عليه السلام ) : إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها ربّ يغفر لها (2).
ص:97
قوله تعالي: ( وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَهَا تَدْمِيرًا) : 16/17.
3 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...
قال الرضا ( عليه السلام ) : ألا تخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَإِذَآ أَرَدْنَآ أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا) يعني بذلك أنّه يحدث إرادة؟
قال له: نعم...(1).
قوله تعالي: ( وَلَاتَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّي يَبْلُغَ أَشُدَّهُ و وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) : 34/17.
4 - الإربليّ : في سنة سبعين وستّمأة وصل من مشهده الشريف ( عليه السلام ) أحد قوّامه، ومعه العهد الذي كتبها المأمون بخطّ يده،...
هذا كتاب كتبه عبد اللّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسي بن جعفر وليّ عهده، أمّا بعد:...
ص:98
صورة ما كان علي ظهر العهد بخطّ الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام )
بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء، لا معقّب لحكمه، ولا رادّ لقضائه، يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور...وقد جعلت اللّه علي نفسي، إن استرعاني أمرالمسلمين، وقلّدني خلافته، العمل فيهم عامّة، وفي بني العبّاس بن عبد المطّلب خاصّة، بطاعته وطاعة رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأن لا أسفك دماً حراماً، ولا أبيح فرجاً ولا مالاً، إلّا ما سفكته حدود اللّه، وأباحته فرايضه، وأن أتخيّر الكفاة جهدي وطاقتي، وجعلت بذلك علي نفسي عهداً مؤكّداً يسألني اللّه عنه، فإنّه عزّوجلّ يقول: ( وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) ...(1).
قوله تعالي: ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَبَهُ و بِيَمِينِهِ ي فَأُوْلَل-ِكَ يَقْرَءُونَ كِتَبَهُمْ وَلَايُظْلَمُونَ فَتِيلاً) : 71/17.
5 - العيّاشيّ : عن إسماعيل بن همّام قال: قال الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه: ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) ، فقال ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة قال اللّه: أليس عدل من ربّكم أن تولّوا كلّ قوم من تولّوا؟
قالوا: بلي، قال ( عليه السلام ) : فيقول: تميّزوا فيتميّزون (2).
ص:99
قوله تعالي: ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ ي أَعْمَي فَهُوَ فِي الْأَخِرَةِ أَعْمَي وَأَضَلُّ سَبِيلاً) : 72/17.
6 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ يقول:
لمّا قدم عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) علي المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق...ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي...فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين!...
فلمّا دخل الرضا ( عليه السلام ) قام المأمون...ثمّ التفت إلي الجاثليق، فقال: يا جاثليق! هذا ابن عمّي عليّ بن موسي بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبيّنا، وابن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم، فأحبّ أن تكلّمه أو تحاجّه وتنصفه؟...
قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : إيّاك وقول الجهّال من أهل العمي والضلال، الذين يزعمون أنّ اللّه جلّ وتقدّس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء، ولو كان في الوجود للّه عزّوجلّ نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبداً، ولكنّ القوم تاهوا وعموا وصمّوا عن الحقّ من حيث لا يعلمون، وقوله عزّوجلّ: ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ ي أَعْمَي فَهُوَ فِي الْأَخِرَةِ أَعْمَي وَأَضَلُّ سَبِيلاً) يعني أعمي عن الحقائق الموجودة...(1).
قوله تعالي: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ثُمَّ لَاتَجِدُ لَكَ بِهِ ي عَلَيْنَا وَكِيلاً) : 86/17.
ص:100
7 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: قلت: إنّ الإرادة صفة من صفاته.
قال ( عليه السلام ) : كم تردّد علي أنّها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟
قال سليمان: محدثة.
قال الرضا ( عليه السلام ) : اللّه أكبر! فالإرادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل، فلم يرد شيئاً...قال الرضا ( عليه السلام ) : فليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه.
قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس صفته نفسه، أنّه مريد، إخبار عن أنّه أراده، ولا إخبار عن أنّ الإرادة اسم من أسمائه.
قال سليمان: لأنّ إرادته علمه.
قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاهل! فإذا علم الشي ء فقد أراده.
قال سليمان: أجل. فقال ( عليه السلام ) : فإذا لم يرده لم يعلمه.
قال سليمان: أجل. قال ( عليه السلام ) : من أين قلت ذاك؟ وما الدليل علي إرادته علمه؟ وقد يعلم ما لا يريده أبداً؟ وذلك قوله عزّوجلّ: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) ، فهو يعلم كيف يذهب به، وهو لايذهب به أبداً.
قال سليمان: لأنّه قد فرغ من الأمر، فليس يزيد فيه شيئاً.
قال الرضا ( عليه السلام ) : هذا قول اليهود، فكيف قال تعالي: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) !
قال سليمان: إنّما عني بذلك أنّه قادر عليه.
ص:101
قال ( عليه السلام ) : أفيعد ما لا يفي به؟ فكيف قال: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) وقال عزّوجلّ: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ ) ، وقد فرغ من الأمر، فلم يحر جواباً...(1).
قوله تعالي: ( قُل لَّل-ِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ي وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) : 88/17.
8 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال:...إنّ اللّه تبارك وتعالي أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثمّ قال: ( قُل لَّل-ِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءَانِ لَايَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ي وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) (2).
قوله تعالي: ( قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّلِحَتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا) : 2/18.
1 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليهماالسلام ) في قوله: ( لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ ) البأس الشديد عليّ بن أبي طالب، وهو لدن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يقاتل معه عدوّه (3).
ص:102
قوله تعالي: ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقًا) : 29/18.
2 - الحلوانيّ : في بعض الروايات: إنّ بعض الناس سأل الرضا ( عليه السلام ) ، فقال: ياابن رسول اللّه! أتقول: إنّ اللّه تعالي فوّض إلي عباده أفعالهم؟... فكيف تقول؟ قال ( عليه السلام ) : أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم علي ما أمرهم به، ونهاهم عنه وخيّرهم، فقال عزّ من قائل:...( فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَ لْيَكْفُرْ) (1).
قوله تعالي: ( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَل-هُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا) : 62/18.
3 - الشيخ الصدوق :...أبوالحسين محمّد بن أبي عبّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول يوماً: ياغلام! آتني الغداء، فكأنّي أنكرت ذلك، فتبيّن الإنكار فيّ فقرأ: ( قَالَ لِفَتَل-هُ ءَاتِنَا غَدَآءَنَا) ...(2).
ص:103
قوله تعالي: ( قَالَ لَهُ و مُوسَي هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَي أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَي مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ي خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإ * ِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَاتَسَْلْنِي عَن شَيْ ءٍ حَتَّي أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيًْا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَاتُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَاتُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا * فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَا لَقِيَا غُلَمًا فَقَتَلَهُ و قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةَم بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيًْا نُّكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْ ءِم بَعْدَهَا فَلَاتُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا * فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ و قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا * أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَنًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَوةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَلِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ و عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) : 66/18 - 82.
4 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالِم الذي أتاه موسي ( عليه السلام ) ، أيّهما كان أعلم؟ وهل يجوز أن يكون علي موسي حجّة في وقته، وهو حجة اللّه علي خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا ذلك إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، يسألونه عن ذلك.
ص:104
فكتب ( عليه السلام ) في الجواب: أتي موسي العالم، فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر، إمّا جالساً، وإمّا متّكئاً، فسلّم عليه موسي فأنكر السلام، إذ كان بأرض ليس فيها سلام
قال: من أنت؟
قال ( عليه السلام ) : أنا موسي بن عمران.
قال: أنت موسي بن عمران الذي كلّمه اللّه تكليماً.
قال ( عليه السلام ) : نعم.
قال: فما حاجتك؟
قال: جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً.
قال: إنّي وكّلت بأمر لا تطيقه، ووكّلت أنت بأمر لا أُطيقه، ثمّ حدّثه العالم بما يصيب آل محمّد من البلاء، وكيد الأعداء، حتّي اشتدّ بكاؤهما، ثمّ حدّثه العالم عن فضل آل محمّد، حتّي جعل موسي يقول: يا ليتني كنت من آل محمّد! وحتّي ذكر فلاناً، وفلاناً، وفلاناً، ومبعث رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي قومه، وما يلقي منهم، ومن تكذيبهم إيّاه، وذكر له من تأويل هذه الآية ( وَنُقَلِّبُ أَفِْدَتَهُمْ وَأَبْصَرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ ي أَوَّلَ مَرَّةٍ) حين أخذ الميثاق عليهم.
ف' ( قَالَ لَهُ و مُوسَي هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَي أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) فقال الخضر: ( إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَي مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ ي خُبْرًا) .
فقال موسي ( عليه السلام ) : ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَآ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا) .
قال الخضر: ( فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَاتَسْئَلْنِي عَن شَيْ ءٍ حَتَّي أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا) .
يقول: لا تسألني عن شي ء أفعله، ولا تنكره عليّ حتّي أنا أُخبرك بخبره.
قال: نعم، فمرّوا ثلاثتهم حتّي انتهوا إلي ساحل البحر، وقد شحنت سفينة، وهي تريد أن تعبر، فقال لأرباب السفينة: تحمّلوا هؤلاء الثلاثة نفر، فإنّهم قوم صالحون
ص:105
فحملوهم، فلمّا جنحت السفينة في البحر قام الخضر إلي جوانب السفينة فكسرها، وأحشاها بالخرق والطين، فغضب موسي ( عليه السلام ) غضباً شديداً، وقال للخضر: ( أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيًْا إِمْرًا)
فقال له الخضر ( عليه السلام ) : أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)
قال موسي ( عليه السلام ) : ( لَاتُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَاتُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا.
فخرجوا من السفينة، فمرّوا فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه، كأنّه قطعة قمر في أُذنيه درّتان، فتأمّله الخضر ثمّ أخذه فقتله، فوثب موسي علي الخضر ( عليهماالسلام ) ، وجلد به الأرض فقال: ( أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةَم بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيًْا نُّكْرًا) .
فقال الخضر ( عليه السلام ) : ( أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) .
قال موسي: ( إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْ ءِم بَعْدَهَا فَلَاتُصَحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا * فَانطَلَقَا حَتَّي إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ) بالعشيّ تسمّي الناصرة،
وإليها ينتسب النصاري، ولم يضيفوا أحداً قطّ، ولم يطعموا غريباً، فاستطعموهم فلم يطعموهم ولم يضيفوهم، فنظر الخضر ( عليه السلام ) إلي حائط قد زال لينهدم، فوضع الخضر يده عليه وقال: قم بإذن اللّه! فقام.
فقال موسي: لن ينبغ لك أن تقيم الجدار حتّي يطعمونا ويأوونا، وهو قوله ( لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) .
فقال له الخضر: ( هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا * أَمَّا السَّفِينَةُ) التي فعلت بها ما فعلت، فإنّها كانت لقوم ( مَسَكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم ) أي وراء السفينة ( مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ) صالحة ( غَصْبًا) كذا نزلت، وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئاً.
ص:106
( وَأَمَّا الْغُلَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ) وطبع كافراً، كذا نزلت، فنظرت إلي جبينه، وعليه مكتوب طبع كافراً،( فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَنًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَوةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) فأبدل اللّه لوالديه بنتاً، وولدت سبعين نبيّاً.
( وَأَمَّا الْجِدَارُ) الذي أقمته ( فَكَانَ لِغُلَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَلِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا - إلي قوله ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا) (1).
5 - أبو عمرو الكشّيّ :...داود الرقّيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك! إنّه واللّه! مايلج في صدري من أمرك شي ء إلّا حديثاً سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ( عليه السلام )
قال ( عليه السلام ) لي: وما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء اللّه.
قال ( عليه السلام ) : صدقت، وصدق ذريح، وصدق أبو جعفر ( عليه السلام ) .
فازددت واللّه! شكّاً، ثمّ قال: يا داود بن أبي خالد! (2) أما واللّه! لولا أنّ موسي
قال للعالم: ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِرًا) (3)، ما سأله عن
شي ء...(4).
6 - محمد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن عليّ بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان في الكنز الذي قال
ص:107
اللّه عزّوجلّ: ( وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا) كان فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! وعجبت لمن أيقن بالقدَر كيف يحزن! وعجبت لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها! وينبغي لمن عقل عن اللّه أن لايتّهم اللّه تبارك وتعالي في قضائه، ولايستبطئه في رزقه.
فقلت: جعلت فداك، أريد أن أكتبه.
قال: فضرب واللّه! يده إلي الدواة ليضعها بين يديه، فتناولت يده فقبّلتها وأخذت الدواة فكتبته (1).
7 - الشيخ الطوسي : علي بن الحسن بن فضّال، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعناه وذكر كنز اليتيمين، فقال: كان لوحاً من ذهب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! وعجبت لمن أيقن بالقدَر كيف يحزن! وعجبت لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها! وينبغي لمن عقل عن اللّه أن لا يستبطي ء اللّه في رزقه ولا يتّهمه في قضائه.
فقال له: حسين بن أسباط: فإلي من صار، إلي أكبر هما؟
قال: نعم (2)
ص:108
8 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...وكان في الكنز الذي قال اللّه: ( وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا) لوح من ذهب فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن! وعجبت لمن رأي الدنيا وتقلّبها بأهلها كيف يركن إليها! وينبغي لمن عقل عن اللّه أن لايتّهم اللّه تبارك وتعالي في قضائه، ولايستبطئه في رزقه...(1).
قوله تعالي: ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لَايَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) : 101/18.
9 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سأل المأمون أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه تعالي:...( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لَايَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا) فقال ( عليه السلام ) : إنّ غطاء العين لايمنع من الذكر، والذكر لايري بالعين، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ شبّه الكافرين بولاية عليّ بن أبي طالب ( عليهماالسلام ) بالعميان، لأنّهم كانوا يستثقلون قول النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فيه: فلايستطيعون له سمعاً...(2).
قوله تعالي: ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَِايَتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآلِهِ ي فَحَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ
ص:109
فَلَانُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَزْنًا) : 104/8 - 105.
10 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
والبراءة من الذين ظلموا آل محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وهمّوا بإخراجهم، وسنّوا ظلمهم، وغيّروا سنّة نبيّهم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...والذين حاربوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقتلوا الأنصار والمهاجرين، وأهل الفضل والصلاح من السابقين، والبراءة من أهل الاستيثار، ومن أبي موسي الأشعريّ وأهل ولايته، ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَِايَتِ رَبِّهِمْ ) وبولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( وَلِقَآلِهِ ي ) ، كفروا بأن لقوا اللّه بغيرإمامته، ( فَحَبِطَتْ أَعْمَلُهُمْ فَلَانُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَزْنًا) ، فهم كلاب أهل النار...(1).
قوله تعالي: ( يَيَحْيَي خُذِ الْكِتَبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) : 12/19.
1 - أبو عليّ الطبرسيّ : إنّ الصبيان قالوا ليحيي ( عليه السلام ) : إذهب بنا لنلعب.
فقال ( عليه السلام ) : ما للعب خلقنا، فأنزل اللّه فيه: ( وَءَاتَيْنَهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) ،
ص:110
روي ذلك عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1).
2 - الحسينيّ الإسترآباديّ : محمّد بن العبّاس قال: حدّثنا أحمد بن القاسم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد السيّاري، عن يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ قوماً طالبوني باسم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كتاب اللّه عزّ وجلّ، فقلت لهم: من قوله تعالي: ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) فقال ( عليه السلام ) : صدقت هو هكذا (2).
قوله تعالي: ( وَسَلَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) : 15/19 و33.
3 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن أُمّه فيري الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيري أحكاماً لم يرها في دار الدنيا، وقد سلّم اللّه عزّ وجلّ علي يحيي ( عليه السلام ) في هذه الثلاثة المواطن، وآمن روعته، فقال: ( وَسَلَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) وقد سلّم عيسي بن مريم علي نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: ( وَالسَّلَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (3)، (4).
ص:111
قوله تعالي: ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ و مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) : 64/19.
4 - الشيخ الصدوق :...عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي لا ينسي ولا يسهو، وإنّما ينسي ويسهو المخلوق المحدَث، ألا تسمعه عزّوجلّ يقول: ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) ...(1).
قوله تعالي: ( أَوَلَايَذْكُرُ الْإِنسَنُ أَنَّا خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيًْا) : 67/19.
5 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال: [ابوالحسن الرضا ( عليه السلام ) ]:...وماأنكرت من البداء يا سليمان؟ واللّه عزّوجلّ يقول: ( أَوَلَايَذْكُرُ الْإِنسَنُ أَنَّا خَلَقْنَهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئا) ...(2).
ص:112
قوله تعالي: ( وَيَسَْلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّاتَرَي * فِيهَا عِوَجًا وَلَآ أَمْتًا) : 105/20 - 107.
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن نعمان، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، إنّ بي ثآليل كثيرة، قد اغتممت بأمرها، فأسألك أن تعلّمني شيئاً أنتفع به. فقال ( عليه السلام ) : خذ لكلّ ثؤلول سبع شعيرات، واقرء علي كلّ شعيرة سبع مرّات...وقوله عزّ وجلّ: ( وَيَسَْلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّاتَرَي * فِيهَا عِوَجًا وَلَآ أَمْتًا) ...(1).
قوله تعالي: ( قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتَّي يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَي ) : 91/20.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) :...وأحسنوا الظن باللّه، قال: ثمّ قال: تدري لأيّ شي ء تحيّر ابن قياما؟ قال: قلت: لا. قال: إنّه تبع أباالحسن ( عليه السلام ) ، فأتاه عن يمينه وعن شماله، وهو يريد مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فالتفت إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال:
ص:113
ماتريد حيّرك اللّه! قال: ثمّ قال: أرأيت لو رجع إليهم موسي، فقالوا: لونصبته لنا فاتّبعناه، واقتصصنا أثره، أهم كانوا أصوب قولاً أو من قال: ( قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتَّي يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَي ) ، قال: قلت: لا بل من قال نصبته لنا فاتبعناه واقتصصنا أثره...(1).
قوله تعالي: ( وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) : 113/20.
3 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وكلّ كتاب أُنزل، كان كلام اللّه أنزله للعالمين نوراً وهدي، وهي كلّها محدثة، وهي غير اللّه، حيث يقول: ( أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) وقال: ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) ، واللّه أحدث الكتب كلّهاالذي أنزلها...، فقال أبوقرّة: فإنّا روينا: أنّ اللّه قسّم الرؤية والكلام بين نبيّين، فقسّم لم وسي ( عليه السلام ) الكلام، ولمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الرؤية.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فمن المبلّغ عن اللّه إلي الثقلين، الجنّ والإنس أنّه لاتدركه الأبصار، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، أليس محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: بلي.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فكيف يجي ء رجل إلي الخلق جميعاً، فيخبرهم أنّه جاء من
ص:114
عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلي اللّه بأمر اللّه ويقول: إنّه لا تدركه الأبصار، ولايحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علماً، وهو علي صورة البشر، أما تستحيون؟
ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتي عن اللّه بأمر، ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر.
فقال أبو قرّة: إنّه يقول: ( وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَي )
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ بعد هذه الآية مايدلّ علي ما رأي، حيث قال: ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما رأت عيناه فقال: ( لَقَدْ رَأَي مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي ) ، فآيات اللّه غير اللّه، وقال: ( وَلَايُحِيطُونَ بِهِ ي عِلْمًا) ، فإذا رأته الأبصار، فقد أحاط به العلم، ووقعت المعرفة...(1).
قوله تعالي: ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) : 121/20.
4 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً.
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟
ص:115
قال ( عليه السلام ) : نعم، قال: فما تعمل في قول اللّه عزّوجلّ:...( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) قال الرضا ( عليه السلام ) :...وأمّا قوله عزّوجلّ في آدم: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) فإنّ اللّه عزّوجلّ خلق آدم حجّة في أرضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنّة، وكانت المعصية من آدم في الجنّة لا في الأرض، وعصمته تجب أن يكون في الأرض ليتمّ مقادير أمر اللّه، فلمّا أهبط إلي الأرض، وجعل حجّة وخليفة عصم...(1).
5 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي.
قال: فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَعَصَي ءَادَمُ رَبَّهُ و فَغَوَي ) ؟
فقال ( عليه السلام ) :...وكان ذلك من آدم قبل النبوّة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحقّ به دخول النار، وإنّما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز علي الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلمّا اجتباه اللّه تعالي، وجعله نبيّاً، كان معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة...(2).
قوله تعالي: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَانَسْئلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَقِبَةُ لِلتَّقْوَي ) : 132/20.
ص:116
6 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فقوله عزّوجلّ: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَانَسَْلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَقِبَةُ لِلتَّقْوَي ) فخصّصنا اللّه تبارك وتعالي بهذه الخصوصيّة، إذ أمرنا مع الأُمّة بإقامة الصلاة، ثمّ خصّصنا من دون الأُمّة، فكان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يجي ء إلي باب عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ، بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر، كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة، خمس مرّات فيقول: الصلاة رحمكم اللّه، وما أكرم اللّه أحداً من ذراريّ الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها، وخصّصنا من دون جميع أهل بيتهم... (1).
قوله تعالي: ( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) : 2/21.
1 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، وكلّ كتاب أُنزل كان كلام اللّه أنزله للعالمين
ص:117
نوراً وهدي، وهي كلّها محدثة، وهي غير اللّه حيث يقول:...( مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَ لْعَبُونَ ) ، واللّه أحدث الكتب كلّهاالذي أنزلها...(1).
قوله تعالي: ( وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) : 7/21.
2 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال اللّه تعالي ( عليهم السلام ) ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) وهم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) فعليهم أن يسئلوهم، وليس عليهم أن يجيبوهم، إن شاؤا أجابوا، وإن شاؤا لم يجيبوا (2).
3 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: كتب إليّ أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : عافانا اللّه وإيّاك أحسن عافية! إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، ...قال اللّه: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) ...(3).
4 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن صفوان بن يحيي (4) قال: سألته عن قول اللّه تعالي: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) من هم؟
ص:118
قال ( عليه السلام ) : نحن هم (1).
5 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فنحن أهل الذكر الذين قال اللّه عزّوجلّ: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) (2) ، فنحن أهل الذكر، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون...(3).
6 - الصفّار :...صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال: قلت: يكون الإمام يسئل عن الحلال والحرام، ولايكون عنده فيه شي ء
قال ( عليه السلام ) : لا، قال اللّه تعالي: ( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) هم الأئمّة ( إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) ...(4).
قوله تعالي: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتاَ فَسُبْحَنَ اللَّهِ رَبِ ّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) : 22/21.
7 - أبو عليّ الطبرسيّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: قلت لأبي الحسن
ص:119
الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أيعرف القديم سبحانه الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال ( عليه السلام ) : ويحك! إنّ مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزّ وجلّ: ( لَوْ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) ...(1).
قوله تعالي: ( لَايُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسئَلوُنَ ) : 23/21.
8 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن أبي يعقوب البلخيّ قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: لأيّ علّة صارت الإمامة في ولد ال حسين ( عليه السلام ) ، دون ولد الحسن ( عليه السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه عزّ وجلّ جعلها في ولد الحسين ( عليه السلام ) ، ولم يجعلها في ولد الحسن واللّه ( لَايُسْألُ عَمَّا يَفْعَلُ ) (2).
قوله تعالي: ( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَي وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ ي مُشْفِقُونَ ) : 28/21.
9 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا...قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! فما معني قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَايَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَي ) ؟
ص:120
قال ( عليه السلام ) : لا يشفعون إلّا لمن ارتضي اللّه دينه (1).
قوله تعالي: ( وَوَهَبْنَا لَهُ و إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَلِحِينَ * وَجَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَتِ وَإِقَامَ الصَّلَوةِ وَإِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَكَانُواْ لَنَا عَبِدِينَ ) : 72/21 - 73.
10 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوّة...
ثمّ أكرمه اللّه تعالي، بأن جعلها في ذرّيّته، أهل الصفوة والطهارة فقال: ( وَوَهَبْنَا لَهُ و إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَلِحِينَ * وَجَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَتِ وَإِقَامَ الصَّلَوةِ وَإِيتَآءَ الزَّكَوةِ وَكَانُواْ لَنَا عَبِدِينَ ) ...(2).
قوله تعالي: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَي فِي الظُّلُمَتِ أَن لَّآ إِلَهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّلِمِينَ ) : 87/21.
11 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن
ص:121
موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وأمّا قوله عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنّما «ظنّ» بمعني استيقن، إنّ اللّه لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول اللّه عزّوجلّ: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و ) (1) أي ضيق عليه رزقه، ولو ظنّ أنّ اللّه لا يقدر عليه لكان قد كفر...(2).
قوله تعالي: ( لِّيَشْهَدُواْ مَنَفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَتٍ عَلَي مَا رَزَقَهُم مِّن م بَهِيمَةِ الْأَنْعَمِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآلِسَ ال ْفَقِيرَ ) :28/22.
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ أمر بالحجّ؟
قيل: لعلّة الوفادة إلي اللّه عزّوجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ مااقترف العبد تائباً ممّا مضي، مستأنفاً لما يستقبل، مع ما فيه من إخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر الأنفس عن اللذّات، شاخص في الحرّ
ص:122
والبرد، ثابت ذلك عليه، دائم مع الخضوع، والاستكانة، والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع،...( لِّيَشْهَدُواْ مَنَفِعَ لَهُمْ ) ... (1)
قوله تعالي: ( ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) : 29/22.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد قال: قال أبو الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلْيَطَّوَّفُواْ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) قال ( عليه السلام ) : طواف الفريضة (2) طواف النساء (3).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّا حين نفرنا من مني أقمنا أيّاماً، ثمّ حلقت رأسي طلب التلذّذ، فدخلني من ذلك شي ء.
فقال ( عليه السلام ) : كان أبو الحسن صلوات اللّه عليه إذا خرج من مكّة فأُتي بثيابه حلق رأسه.
قال: وقال في قول اللّه عزّ وجلّ: ( ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ ) قال:
ص:123
«التفث» تقليم الأظفار، وطرح الوسخ، وطرح الإحرام (1).
قوله تعالي: ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَهَا لَكُم مِّن شَعَل-ِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَآفَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) : 36/22
4 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته عن القانع والمعترّ؟
قال ( عليه السلام ) : القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعترّ الذي يعترّ بك (2).
قوله تعالي: ( وَجَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ي هُوَ اجْتَبَل-كُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَهِيمَ هُوَ سَمَّل-كُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا
ص:124
لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَي النَّاسِ فَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَاعْتَصِمُواْ بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَل-كُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَي وَنِعْمَ النَّصِيرُ) : 78/22.
5 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي عبدون، عن أبيه قال:...فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وكان زيد (بن عليّ) واللّه ممّن خوطب بهذه الآية: ( وَجَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ي هُوَ اجْتَبَل-كُمْ ) (1).
قوله تعالي: ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ و مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهِ م بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) ( حَتَّي إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِ ّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآلِلُهَا) : 91/23 و100.
1 - أبو عليّ الطبرسيّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ، قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، أيعرف القديم سبحانه الشي ء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟
قال ( عليه السلام ) : ويحك! إنّ مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزّ وج لّ:...( وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ ) (2) ...وقال: ويحكي قول الأشقياء: رَبِ ّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي
ص:125
أَعْمَلُ صَلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآلِلُهَا) ... (1).
قوله تعالي: ( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ ) : 106/23.
2 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين: يا يونس!... إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه.
يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا...بقول أهل النار: ( رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ ) ...(2).
قوله تعالي: ( الزَّانِي لَايَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَايَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ ) : 3/24.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن إسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) وأنا أسمع عن رجل يتزوّج امرأة متعة ...، فقال ( عليه السلام ) : لاينبغي لك أن تتزوّج إلّا مؤمنة أو مسلمة، فإنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( الزَّانِي لَايَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَايَنكِحُهَآ إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ ) (3).
ص:126
قوله تعالي: ( وَأَنكِحُواْ الْأَيَمَي مِنكُمْ وَالصَّلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآلِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ ) : 32/24.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معاوية بن حكيم قال: خطب الرضا ( عليه السلام ) هذه الخطبة «الحمد للّه الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعل الحمد أوّل جزاء محلّ نعمته...
والحمد للّه الذي كان في علمه السابق، وكتابه الناطق، وبيانه الصادق، أنّ أحقّ الأسباب بالصلة والأثرة، وأولي الأُمور بالرغبة فيه سبب أوجب سبباً، وأمر أعقب غني، فقال جلّ وعزّ:...( وَأَنكِحُواْ الْأَيَمَي مِنكُمْ وَالصَّلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآلِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ي وَاللَّهُ وَسِعٌ عَلِيمٌ ) ...(1).
قوله تعالي: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ي كَمِشْكَوةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَي نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ي مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) : 35/24.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن العبّاس بن هلال قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه
ص:127
( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : هاد لأهل السماء، وهاد لأهل الأرض.
وفي رواية البرقيّ: هَدي من في السماء وهَدي من في الأرض (1).
4 - القمّيّ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب:...مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة والمشكاة في القنديل، فنحن المشكاة ( فِيهَا مِصْبَاحٌ ) المصباح محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ) من عنصرة طاهرة ( الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) لا دعيّة، ولا منكّرة ( يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِي ءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ) القرآن ( نُّورٌ عَلَي نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ي مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَلَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) فالنور عليّ ( عليه السلام ) يهدي اللّه لولايتنا من أحبّ...(2).
قوله تعالي: ( وَالْقَوَعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّتِي لَايَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ
ص:128
أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ م بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) : 60/24
5 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وحرّم النظر إلي شعور النساء المحجوبات بالأزواج، وإلي غيرهنّ من النساء لما فيه من تهييج الرجال، وما يدعو التهييج إليه من الفساد، والدخول فيما لا يحلّ ولايجمل، وكذلك ما أشبه الشعور، إلّا الذي قال اللّه تعالي: ( وَالْقَوَعِدُ مِنَ النِّسَآءِ الَّتِي لَايَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَتِ م بِزِينَةٍ) ، أي غير الجلباب، فلا بأس بالنظر إلي شعور مثلهنّ...(1).
قوله تعالي: ( بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَ عِيرًا) : 11/25.
1 - ابن شهرآشوب : عليّ بن حاتم في كتاب الأخبار لأبي الفرج ابن شاذان، أنّه نزل قوله تعالي: ( بَلْ كَذَّبُواْ بِالسَّاعَةِ) يعني كذّبوا بولاية عليّ ( عليه السلام ) ، وهو المرويّ عن الرضا ( عليه السلام ) (2)
ص:129
قوله تعالي: ( وَقَدِمْنَآ إِلَي مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَآءً مَّنثُورًا) : 23/25.
2 - الأسديّ الكوفيّ : وعن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: لايقبل اللّه عملاً لعبد إلّا بولايتنا، فمن لم يوالنا كان من أهل هذه الآية: ( وَقَدِمْنَآ إِلَي مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَآءً مَّنثُورًا) (1).
قوله تعالي: ( الْمُلْكُ يَوْمَل-ِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَي الْكَفِرِينَ عَسِيرًا) : 26/25.
3 - السيّد شرف الدين الإسترآباديّ : محمّد بن العبّاس قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن عليّ، عن أبيه الحسن، عن أبيه عليّ بن أسباط (2)قال: روي أصحابنا في قول اللّه عزّ وجلّ: ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ ) ؟
قال: إنّ الملك للرحمن اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، ولكن إذا قام القائم ( عليه السلام ) لم يعبد [وا] إلّا اللّه عزّ وجلّ (3).
قوله تعالي: ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) : 44/25.
ص:130
4 - عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي : من كتاب الدرّ قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: اتّقوا اللّه أيّهاالناس في نعم اللّه عليكم...والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه. الغوعاء قتلة الأنبياء، والعامّة اسم مشتقّ من العمي، مارضي اللّه لهم أن شبّههم بالأنعام، حتّي قال: ( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) ...(1).
قوله تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) : 54/25.
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معاوية بن حكيم قال: خطب الرضا ( عليه السلام ) هذه الخطبة «الحمد للّه الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعل الحمد أوّل جزاء محلّ نعمته...
والحمد للّه الذي كان في علمه السابق، وكتابه الناطق، وبيانه الصادق، أنّ أحقّ الأسباب بالصلة والأثرة، وأولي الأُمور بالرغبة فيه سبب أوجب سبباً، وأمر أعقب غني، فقال جلّ وعزّ: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) ...(2).
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...بعض أصحابنا قال: كان ال رضا ( عليه السلام ) يخطب في النكاح: «الحمد للّه إجلالاً لقدرته...وصلّي اللّه علي محمّد
ص:131
وآله عند ذكره، إنّ اللّه ( خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَصِهْرًا) » - إلي آخر الآية - (1).
قوله تعالي: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَهِلُونَ قَالُواْ سَلَمًا) : 63/25.
7 - العامليّ الإصبهانيّ : وفي كنز الفوائد وغيره عن الباقر والصادق والرض ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْنًا) (2) قال: هم الأئمّ ( عليهم السلام ) : يتّقون، ومشيهم علي الأرض خوفاً من عدوّهم (3).
قوله تعالي: ( وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) : 67/25.
8 - الشيخ الصدوق :...العيّاشيّ وهو يقول: استأذنت الرضا ( عليه السلام ) في النفقة علي العيال فقال ( عليه السلام ) : بين المكروهين. قال: فقلت: جعلت فداك! لا،واللّه! ما أعرف المكروهين؟
قال: فقال ( عليه السلام ) : بلي، يرحمك اللّه، أما تعرف أنّ اللّه عزّوجلّ كره الإسراف، وكره الإقتار فقال: ( وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (4).
ص:132
قوله تعالي: ( وَالَّذِينَ لَايَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرَامًا) : 72/25.
9 - الشيخ الصدوق :...أبو الحسين محمّد بن أبي عبّاد، وكان مشتهراً بالسماع وبشرب النبيذ قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن السماع؟
قال ( عليه السلام ) : لأهل الحجاز رأي فيه، وهو في حيّز الباطل واللهو، أما سمعت اللّه تعالي يقول: ( وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرَامًا) (1).
قوله تعالي: ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ ) : 4/26.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :...إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة فقيل له: ياابن رسول اللّه إلي متي؟ قال ( عليه السلام ) : إلي يوم الوقت المعلوم، وهويوم خروج قائمنا أهل البيت ( عليه السلام ) ...الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه
يقول: ألا إنّ حجّة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه، فإنّ الحقّ معه وفيه، وهو قول اللّه عزّ وجلّ ( عليهم السلام ) ( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَقُهُمْ لَهَا خَضِعِينَ ) (2).
ص:133
قوله تعالي: ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَفِرِينَ * قَالَ فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) : 19/26 - 21.
2 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
قال المأمون:...فما معني قول موسي لفرعون: ( فَعَلْتُهَآ إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّآلِّينَ ) ؟
قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ فرعون قال لموسي لمّا أتاه: ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَفِرِينَ ) عن الطريق، بوقوعي إلي مدينة من مدائنك، ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ )
وقد قال اللّه عزّوجلّ لنبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فََاوَي ) ، يقول: ألم يجدك وحيداً فآوي إليك الناس ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا) يعني عند قومك ( فَهَدَي ) أي هديهم إلي معرفتك، ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً فَأَغْنَي ) ، يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً... (1).
ص:134
قوله تعالي: ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَلَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) : 166/26 - 165.
3 - المحدّث النوريّ : أحمد بن محمّد السيّاريّ في كتاب التنزيل والتحريف، عن الحسين بن عليّ بن يقطين، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سئل عن إتيان النساء في أدبارهنّ؟
فقال ( عليه السلام ) : ما ذكر اللّه عزّ وجلّ ذلك في الكتاب إلّا في موضع واحد، وهو قوله عزّ وجلّ: ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَلَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) (1).
قوله تعالي: ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) : 214/26.
4 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطناً وموضعاً:...
قوله عزّوجلّ: ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ...عني اللّه عزّوجلّ بذلك الآل، فذكره لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...(2).
ص:135
قوله تعالي: وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَي حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ ي وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ي فَاسْتَغَثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ ي عَلَي الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ - قوله - أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ(القصص: 15/28 - 19).
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
قال المأمون:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( فَوَكَزَهُ و مُوسَي فَقَضَي عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ )
قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ موسي ( عليه السلام ) دخل مدينة من مدائن فرعون علي حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء ( فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ ي وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ي فَاسْتَغَثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ ي عَلَي الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ي ) ، فقضي موسي علي العدوّ، وبحكم اللّه تعالي ذكره ( فَوَكَزَهُ و ) فمات، ( قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَنِ ) يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لامافعله موسي ( عليه السلام ) من قتله، ( إِنَّهُ و ) يعني الشيطان ( عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ) .
فقال المأمون: فما معني قول موسي ( رَبِ ّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) ؟
قال: يقول: إنّي وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة ( فَاغْفِرْ لِي ) أي استرني من أعدائك لئلّا يظفروا بي فيقتلوني، ( فَغَفَرَ لَهُ و إِنَّهُ و هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ص:136
قال موسي ( عليه السلام ) : ( رَبِ ّ بِمَآ أَنْعَمْتَ عَلَيَ ) من القوّة حتّي قتلت رجلاً بوكزة، ( فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ) بل أجاهد في سبيلك بهذه القوّة حتّي ترضي، ( فَأَصْبَحَ ) موسي ( عليه السلام ) في المدينة ( خَآلِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ و بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ و ) علي آخر، ( قَالَ لَهُ و مُوسَي إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ) قاتلت رجلاً بالأمس وتقاتل هذا اليوم لأوذينّك، وأراد أن يبطش به، ( فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا) وهو من شيعته، ( قَالَ يَمُوسَي أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسَام بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّآ أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَجَآءَتْهُ إِحْدَلهُمَا تَمْشِي عَلَي اسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَآءَهُ و وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَلهُمَا يَأَبَتِ اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) : 26/28.
2 - الراوندي : عن ابن بابويه، عن أبيه، حدّثنا سعد بن عبد اللّه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أباالحسن الرضا صلوات اللّه عليه عن قوله تعالي: ( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) (2) أهي التي تزوّج لها؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، ولمّا قالت: ( اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ )
ص:137
قال أبوها: كيف علمت ذلك؟ قالت: لمّا أتيته برسالتك، فأقبل معي قال: كوني خلفي ودلّيني علي الطريق، فكنت خلفه أرشده كراهة أن يري منّي شيئاً.
ولمّا أراد موسي الانصراف قال شعيب: ادخل البيت وخذ من تلك العصيّ عصاً تكون معك تدرأ بها السباع، وقد كان شعيب أخبر بأمر العصا التي أخذها موسي، فلمّا دخل موسي البيت وثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها.
فقال له شعيب: خذ غيرها. فعاد موسي إلي البيت، فوثبت إليه العصا، فصارت في يده فخرج بها. فقال له شعيب: خذ غيرها، فوثبت إليه فصارت في يده. فقال له شعيب: ألم أقل لك خذ غيرها؟ قال له موسي: قد رددتها ثلاث مرّات كلّ ذلك تصير في يدي، فقال له شعيب: خذها.
وكان شعيب يزور موسي كلّ سنة، فإذا أكل قام موسي علي رأسه وكسر له الخبز (1).
3 - الشيخ الصدوق : روي صفوان بن يحيي (2) ، عن أبي
الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( قَالَتْ إِحْدَلهُمَا يَأَبَتِ اسْتَْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) قال: قال لها شعيب ( عليه السلام ) : يا بنيّة! هذا قويّ، قد عرفتيه برفع الصخرة، الأمين من أين عرفتيه؟
قالت: يا أبة! إنّي مشيت قدّامه فقال: امشي من خلفي، فإن ظللت فأرشديني إلي الطريق، فإنّا قوم لا ننظر في أدبار النساء (3).
ص:138
قوله تعالي: ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَي ابْنَتَيَّ هَتَيْنِ عَلَي أَن تَأْجُرَنِي ثَمَنِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ) : 27/28.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : قول شعيب ( عليه السلام ) : ( إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَي ابْنَتَيَّ هَتَيْنِ عَلَي أَن تَأْجُرَنِي ثَمَنِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ) (1) أيّ الأجلين قضي؟
قال ( عليه السلام ) : الوفاء منهما أبعدهما عشر سنين...(2)
قوله تعالي: ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًي مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ ) : 50/28.
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًي مِّنَ اللَّهِ ) قال ( عليه السلام ) : يعني من اتّخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمّة الهدي (3).
ص:139
6 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: كتبت إلي الرضا ( عليه السلام ) كتاباً، فكان في بعض ما كتبت: قال اللّه عزّوجلّ: ( فَسَْلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) ...فقد فرضت عليهم المسألة، ولم يفرض عليكم الجواب؟
قال ( عليه السلام ) : قال اللّه تبارك وتعالي: ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ ) (1).
قوله تعالي: ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) : 51/28.
7 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن حمّاد بن عيسي، عن عبد اللّه بن جندب (2)
قال: سألت أباالحسن ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : إمام إلي إمام (3).
ص:140
قوله تعالي: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللَّهِ وَتَعَلَي عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًي مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ ) : 68/28، 50.
8 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم، والقرآن يناديهم: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَنَ اللَّهِ وَتَعَلَي عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ...وفي كتاب اللّه الهدي والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه ومقّتهم وأتعسهم، فقال جلّ وتعالي: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَلهُ بِغَيْرِ هُدًي مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الظَّلِمِينَ ) ...(1)
قوله تعالي: ( إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) : 56/28.
ص:141
9 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر...فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل.
فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي:...وقوله: ( إِنَّكَ لَاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) .
قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها...(1).
قوله تعالي: ( وَلَاتَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ و لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) : 88/28.
10 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته...وقال عزّ وجلّ: ( كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ و ) ...(2).
ص:142
قوله تعالي: ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ ) : 1/29 و2.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد (1) قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ ) ثمّ قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك، الذي عندنا الفتنة في الدين.
فقال ( عليه السلام ) : يفتنون كما يفتن الذهب ثمّ قال: يُخَلّصون كما يُخَلّص الذهب (2).
2 - الشيخ المفيد :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: لايكون ماتمدّنّ إليه أعناقكم حتّي تميّزوا وتمحّصوا، فلايبقي منكم إلّا القليل ثمّ قرأ: الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَايُفْتَنُونَ ) ...(3).
قوله تعالي: ( أَلِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ي إِلَّآ أَن قَالُواْ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ ) : 29/29.
ص:143
3 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ) هو أنّهم كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء، روي ذلك عن الرضا ( عليه السلام ) (1).
قوله تعالي: ( بَلْ هُوَ ءَايَتُ م بَيِّنَتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بَِايَتِنَآ إِلَّا الظَّلِمُونَ ) : 49/29.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل (2) قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( بَلْ هُوَ ءَايَتُ م بَيِّنَتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : هم الأئمّ ( عليهم السلام ) : خاصّة (3).
5 - ابن شهرآشوب : بريد بن معاوية العجليّ، وأبو بصير، وحمران، وعبد اللّه بن عجلان، وعبد الرحيم القصيريّ، كلّهم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) .
وروي أسباط بن سالم، والحسين بن زياد الصيقل، وحمران بن أعين، والمثنّي الحنّاط، وعبد الرحمن بن كثير، وهارون بن حمزة الغنويّ، وعبد العزيز العبديّ،
ص:144
وسدير الصيرفيّ، كلّهم عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) .
وروي محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قالوا في قوله تعالي: ( بَلْ هُوَ ءَايَتُ م بَيِّنَتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ) : نحن هم، وإيّانا عني (1).
قوله تعالي: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ و وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَي فِي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) : 27/30.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...يقول عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُاْ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ و ) ...(2).
قوله تعالي: ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإِيمَنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِلَي يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَاتَعْلَمُونَ ) : 56/30
ص:145
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...إنّ الإمامة خصّ اللّه عزّ وجلّ بها إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) بعد النبوّة...
ثمّ أكرمه اللّه تعالي، بأن جعلها في ذرّيّته...حتّي ورّثها اللّه تعالي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والإيمان، بقوله تعالي: ( قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإِيمَنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَبِ اللَّهِ إِلَي يَوْمِ الْبَعْثِ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَل-ِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) : 6/31.
1 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) أي باطل الحديث، وأكثر المفسّرين علي أنّ المراد بلهو الحديث الغناء، وهو المرويّ عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (2).
ص:146
قوله تعالي: ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ و مِن م بَعْدِهِ ي سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) : 27/31.
2 - العامليّ الإصبهانيّ : وفي تفسير العيّاشيّ عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( مَّا نَفِدَتْ كَلِمَتُ اللَّهِ ) قال ( عليه السلام ) : نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولاتستقصي (1).
قوله تعالي: ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ ءٍ خَلَقَهُ و وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَنِ مِن طِينٍ ) : 7/32.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟ واللّه عزّوجلّ يقول:...( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَنِ مِن طِينٍ ) ...(2).
ص:147
قوله تعالي: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ي وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ م بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ( جَنَّتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) : 32/32 - 33.
2 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معني هذه الآية: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) .
فقالت العلماء: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك الأمّة كلّها.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.
فقال المأمون: وكيف عني العترة من دون الأُمّه؟
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّه لو أراد الأُمّة لكانت أجمعها في الجنّة، لقول اللّه عزّوجلّ: ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ي وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ م بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ، ثمّ جمعهم كلّهم في الجنّة! فقال عزّوجلّ: ( جَنَّتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) الآية، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم...(1).
ص:148
قوله تعالي: ( ادْعُوهُمْ لِأَبَآلِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُواْ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَنُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَلِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِ ي وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) : 5/33.
1 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وعلّة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه، وليس ذلك للولد، لأنّ الولد مولود للوالد...لقول اللّه عزّوجلّ: ( ادْعُوهُمْ لِأَبَآلِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَهِلِيَّةِ الْأُولَي وَأَقِمْنَ الصَّلَوةَ وَءَاتِينَ الزَّكَوةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) : 33/33.
2 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : فسّر الاصطفاء في الظاهر سوي الباطن في اثني عشر موطناً وموضعاً:...
ص:149
قوله عزّوجلّ: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ، وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلاّ معاند ضالّ، لأنّه فضل بعد طهارة تنتظر...(1).
قوله تعالي: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) : 56/33.
3 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معني هذه الآية: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) .
فقالت العلماء: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك الأمّة كلّها.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.
فقال المأمون: وكيف عني العترة من دون الأُمّه؟
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إنّه لو أراد الأُمّة لكانت أجمعها في الجنّة، لقول اللّه عزّوجلّ:... ( جَنَّتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) الآية، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال عزّوجلّ: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ
ص:150
لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) ...
فقول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَل-ِكَتَهُ و يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِ ّ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) ...(1).
قوله تعالي: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) : 36/33.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم...وقال عزّ وجلّ: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَي اللَّهُ وَرَسُولُهُ و أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) ...(2).
قوله تعالي: ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ
ص:151
زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُ أَن تَخْشَل-هُ فَلَمَّا قَضَي زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَكَهَا لِكَيْ لَايَكُونَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَجِ أَدْعِيَآلِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) : 37/33.
5 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قال: فما تعمل في قول اللّه عزّوجلّ:...وقوله تعالي في نبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) ؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وأمّا محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقول اللّه عزّوجلّ: ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) فإنّ اللّه عزّوجلّ عرّف نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في دار الآخرة، وأنّهنّ أمّهات المؤمنين، وإحداهنّ من سمّي له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفي اسمها في نفسه، ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين: إنّه قال في امرأة في بيت رجل إنّها إحدي أزواجه من أمّهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، فقال اللّه عزّوجلّ: ( وَتَخْشَي النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَل-هُ ) يعني في نفسك...
إنّ اللّه عزّوجلّ ما تولّي تزويج أحد من خلقه إلّا تزويج حوّا من آدم ( عليه السلام ) ، وزينب من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بقوله: ( فَلَمَّا قَضَي زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَكَهَا) ...(1).
ص:152
قوله تعالي: ( ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن م بَعْدِ الْغَمِ ّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَي طَآلِفَةً مِّنكُمْ وَطَآلِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِ ّ ظَنَّ الْجَهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْ ءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ و لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَايُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ مَّا قُتِلْنَا هَهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَي مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمُ م بِذَاتِ الصُّدُورِ) : 38/33.
6 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسين كاتب بقاء الكبير في آخرين: أنّ الرضا ( عليه السلام ) حمّ فعزم علي الفصد، فركب المأمون وقد كان قال لغلام له: فُتّ هذا بيدك، لشي ء أخرجه بَرْنِيّة...ثمّ قال للرضا ( عليه السلام ) : مصّ منه شيئاً...
فمصّ منه ملاعق...فأصبح ( عليه السلام ) ميّتاً، فكان آخر ما تكلّم به ( عليهم السلام ) ( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَي مَضَاجِعِهِمْ ) ( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا) ...(1).
قوله تعالي: ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) : 66/33.
7 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح!...إنّ اللّه جلّ جلاله...يوصف بكنهه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...وقال تبارك اسمه يحكي قول من ترك طاعته ( عليهم السلام ) ( يَلَيْتَنَآ أَطَعْنَا اللَّهَ
ص:153
وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) ...(1).
قوله تعالي: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَنُ إِنَّهُ و كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) : 72/33.
8 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا) .
فقال ( عليه السلام ) : الأمانة الولاية، من ادّعاها بغير حقّ فقد كفر (2).
قوله تعالي: ( وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ و وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) : 10/34.
1 - الراوندي : عن ابن بابويه، حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن
ص:154
أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قوله تعالي لداود: ( وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) قال: هي الدرع، والسرد: تقدير الحلقة بعد الحلقة (1).
قوله تعالي: ( أَنِ اعْمَلْ سَبِغَتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوام صَلِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) : 11/34.
2 - الحميريّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألنا الرضا ( عليه السلام ) هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح؟
فقلت: رجل من أصحابنا زرّاد.
فقال ( عليه السلام ) : إنّما هو سرّاد، أما تقرأ كتاب اللّه عزّ وجلّ في قول اللّه لداود ( عليه السلام ) : ( أَنِ اعْمَلْ سَبِغَتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) الحلقة بعد الحلقة (2).
3 - الشيخ الطوسيّ : روي أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا برسالة.
قال: صدق، لاتقل الزرّاد، بل قل السرّاد، إنّ اللّه تعالي يقول: ( وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) (3).
قوله تعالي: ( اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ال شَّكُورُ) : 13/34.
ص:155
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك، إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء تريدون تكونون ملوكاً؟ أيسرّك أن تكون مثل طاهر وهرثمة؟ وإنّك علي خلاف ماأنت عليه، قلت: لا واللّه، مايسرّني أنّ لي الدنيا بما فيها ذهباً وفضّة، وإنّي علي خلاف ماأنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر اللّه، إنّ اللّه عزّوجلّ يقول:...وقال سبحانه وتعالي: ( اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) ...(1).
قوله تعالي: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَل-ِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَي وَثُلَثَ وَرُبَعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ) ( وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَي وَلَاتَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ي وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَايُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ي إِلَّا فِي كِتَبٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَي اللَّهِ يَسِيرٌ) : 1/35 و11.
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي
ص:156
بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟ واللّه عزّوجلّ يقول:...( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) ...ويقول: عز ّوجلّ ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَايُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ ي إِلَّا فِي كِتَبٍ ) ...(1).
قوله تعالي: ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ و وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيَِّاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَل-ِكَ هُوَ يَبُورُ) : 10/35.
2 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) [ في هذه الآية]: ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) [قول:] لا إله إلّا اللّه، محمّد رسول اللّه، وعليّ وليّ اللّه، وخليفة محمّد رسول اللّه حقّاً، وخلفاؤه خلفاء اللّه، ( وَالْعَمَلُ الصَّلِحُ يَرْفَعُهُ و) علمه في قلبه بأنّ هذا [الكلام ] صحيح كما قلته بلساني (2).
قوله تعالي: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ
ص:157
لِّنَفْسِهِ ي وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقُ م بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) : 32/35.
3 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمان، عن سعيد بن سعد، عن محمّد بن فضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه تعالي: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الآية قال ( عليه السلام ) : السابق بالخيرات هو الإمام (1).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن، عن أحمد بن عمر قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) الآية، قال: فقال ( عليه السلام ) : ولد فاطمة ( عليها السلام ) ، والسابق بالخيرات: الإمام، والمقتصد: العارف بالإمام، والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام (2).
قوله تعالي: ( يس * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَي صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) : 1/36 - 4.
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
ص:158
فقال المأمون:...فهل عندك في الآل شي ء أوضح من هذا في القرآن؟
فقال أبو الحسن: نعم، أخبروني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( يس * وَالْقُرْءَانِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَي صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ، فمن عني بقوله: ( يس ) ؟ قالت العلماء: ( يس ) محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يشكّ فيه أحد.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فإنّ اللّه عزّوجلّ أعطي محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله...(1).
قوله تعالي: ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَهُ مَنَازِلَ حَتَّي عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) : 39/36.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...بعض أصحابنا قال: دخل ابن أبي سعيد المكاريّ علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...فقال: رجل قال عند موته: كلّ مملوك لي قديم، فهو حرّ لوجه اللّه.
قال: نعم، إنّ اللّه عزّ ذكره يقول في كتابه: ( حَتَّي عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) ، فماكان من مماليكه أتي عليه ستّة أشهر فهو قديم وهو حرّ...(2).
3 - المسعوديّ: روي الحميريّ بإسناده قال: اجتمع عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ، وزياد القنديّ، وابن أبي سعيد المكاريّ، فصاروا إلي الرضا ( عليه السلام ) ...فقال له ابن أبي سعيد: أسألك...فقال له: ما تقول في رجل قال: كلّ مملوك قديم في ملكي فهو حرّ، ما يعتق من مماليكه؟
فقال له: إنّه يعتق من مماليكه من مضي له في ملكه ستّة أشهر لقول اللّه عزّوجلّ:
ص:159
( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَهُ مَنَازِلَ حَتَّي عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) وبين العرجون القديم، والعرجون الحديث، ستّة أشهر (1).
قوله تعالي: ( لَاالشَّمْسُ يَنم-بَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَاالَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) : 40/36.
4 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي العيّاشيّ في تفسيره بالإسناد عن الأشعث بن حاتم قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا ( عليه السلام ) والفضل بن سهل والمأمون في أيوان الحبريّ بمرو، فوضعت المائدة، فقال الرضا ( عليه السلام ) :...قد علمت يافضل!...فالنهار خلق قبل الليل، وفي قوله تعالي: ( لَاالشَّمْسُ يَنم-بَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَاالَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) أي قد سبقه النهار (2).
قوله تعالي: ( قَالُواْ يَوَيْلَنَا مَن م بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) : 52/36.
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن شاذان الواسطيّ قال:
كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم عليّ ...
فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه: إنّ اللّه تبارك وتعالي أخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك، فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: ( يَوَيْلَنَا مَن م بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (3).
ص:160
قوله تعالي: ( سَلَمٌ عَلَي نُوحٍ فِي الْعَلَمِينَ ) ( سَلَمٌ عَلَي إِبْرَهِيمَ ) ( سَلَمٌ عَلَي مُوسَي وَهَرُونَ ) ( سَلَمٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ ) : 79/37 و109 و120 و130.
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقال المأمون:...فهل عندك في الآل شي ء أوضح من هذا في القرآن؟...
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فإنّ اللّه عزّوجلّ أعطي محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ اللّه عزّوجلّ لم يُسلم علي أحد إلّا علي الأنبياء صلوات اللّه عليهم، فقال تبارك وتعالي: ( سَلَمٌ عَلَي نُوحٍ فِي الْعَلَمِينَ ) وقال: ( سَلَمٌ عَلَي إِبْرَهِيمَ ) وقال: ( سَلَمٌ عَلَي مُوسَي وَهَرُونَ ) ولم يقل: سلام علي آل نوح، ولم يقل: سلام علي آل إبراهيم، ولاقال: سلام علي آل موسي وهارون، وقال عزّوجلّ: ( سَلَمٌ عَلَي إِلْ يَاسِينَ ) يعني آل محمّد صلوات اللّه عليهم...(1).
قوله تعالي: ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَبُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ ) : 102/37.
ص:161
2 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسين بن عليّ بن الفضّال، عن أبيه: قال: سألت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) عن معني قول ال نبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنا ابن الذبيحين؟
قال: يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وعبد اللّه بن عبد المطّلب، أمّا إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشّر اللّه به إبراهيم ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَبُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) وهو لما عمل مثل عمله، ولم يقل: يا أبت افعل ما رأيت، ( سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) : 107/37.
3 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لمّا أمر اللّه تبارك وتعالي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل، الكبش الذي أنزله عليه، تمنّي إبراهيم ( عليه السلام ) أن يكون يذبح ابنه إسماعيل ( عليه السلام ) بيده...
فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم! قد فديت جزعك علي ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك علي الحسين ( عليه السلام ) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب علي المصائب، فذلك قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَفَدَيْنَهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (2)، ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم (3).
ص:162
قوله تعالي: ( وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّلِحِينَ ) : 112/37.
4 - الحميريّ : محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال (1) قال: وسأله الحسين بن أسباط - وأنا أسمع - عن الذبيح إسماعيل أو إسحاق؟ فقال ( عليه السلام ) : إسماعيل، أما سمعت قول اللّه تبارك وتعالي ( وَبَشَّرْنَهُ بِإِسْحَقَ ) (2).
قوله تعالي: ( فَلَوْلَآ أَنَّهُ و كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ ي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) : 143/37 و144.
5 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ )
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ذاك يونس بن متي ( عليه السلام ) ذهب مغاضباً لقومه، ( فَظَنَ ) بمعني استيقن ( أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن نضيق رزقه، ومنه قوله عزّوجلّ: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و) أي ضيّق وقَتَر ( فَنَادَي فِي الظُّلُمَتِ ) أي ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، ( أَن لَّآ إِلَهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّلِمِينَ ) بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت،
ص:163
فاستجاب اللّه له، وقال عزّوجلّ: ( فَلَوْلَآ أَنَّهُ و كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ ي إِلَي يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( إِذْ دَخَلُواْ عَلَي دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لَاتَخَفْ خَصْمَانِ بَغَي بَعْضُنَا عَلَي بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِ ّ وَلَاتُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَي سَوَآءِ الصِّرَطِ) ، ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَي نِعَاجِهِ ي وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَي بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ و وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) ( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَي فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُم بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ ) : 22/38 و24 و26.
1 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً ؛
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم...فقال: يا ابن رسول اللّه! فما كان خطيئته(داود ( عليه السلام ) )؟
ص:164
فقال ( عليه السلام ) : ويحك، إنّ داود ( عليه السلام ) إنّما ظنّ أنّ ماخلق اللّه عزّوجلّ خلقاً هو أعلم منه، فبعث اللّه عزّوجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب، فقالا: ( خَصْمَانِ بَغَي بَعْضُنَا عَلَي بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِ ّ وَلَاتُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَي سَوَآءِ الصِّرَطِ * إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ و تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ )
فعجّل داود ( عليه السلام ) علي المدّعي عليه فقال: ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَي نِعَاجِهِ ) ، ولم يسأل المدّعي البيّنة علي ذلك، ولم يقبل علي المدّعي عليه، فيقول له: ما تقول؟
فكان هذا خطيئة رسم الحكم، لاماذهبتم إليه ألا تسمع اللّه عزّوجلّ يقول: ( يَدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ ّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَي ) إلي آخر الآية!...(1).
قوله تعالي: ( هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) : 39/38.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الوشّاء قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: ... حقّاً علينا أن نسألكم؟ قال ( عليه السلام ) : نعم. قلت: حقّاً عليكم أن تجيبونا؟ قال ( عليه السلام ) : لا، ذاك إلينا إن شئنا فعلنا، وإن شئنا لم نفعل، أما تسمع قول اللّه تبارك وتعالي ( هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (2).
ص:165
قوله تعالي: ( قَالَ يَإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) : 75/38.
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن محمّد بن عاصم الكلينيّ ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن سيف، عن محمّد بن عبيدة قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ لإبليس: ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : يعني بقدرتي وقوّتي (1).
قوله تعالي: ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ و أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًي لِّلْكَفِرِينَ ) : 32/39.
1 - ابن شهرآشوب : الصادق والرضا ( عليهماالسلام ) ، قالا: [( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَي اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ ) (2) ] إنّه محمّد وعليّ ( عليهماالسلام ) (3).
قوله تعالي: ( وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ي أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) :33/39.
ص:166
2 - ابن شهرآشوب : علماء أهل البيت، عن الباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، وزيد بن عليّ ( عليهم السلام ) : في قوله تعالي: ( وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ي أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) قالوا: هو عليّ ( عليه السلام ) (1).
قوله تعالي: ( قُلْ يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ و هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) : 53/39.
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شي ء فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّي يقنطك...فكن باللّه أوثق، فإنّك علي موعد من اللّه، أليس اللّه عزّ وجلّ يقول:...( لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) ...(2).
قوله تعالي: ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَحَسْرَتَي عَلَي مَا فَرَّطتُ فِي جَنم-بِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّخِرِينَ ) : 56/39.
4 - ابن شهرآشوب : الرضا ( عليه السلام ) ( فِي جَنم-بِ اللَّهِ ) قال: في ولاية عليّ ( عليه السلام ) (3).
ص:167
قوله تعالي: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ و وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَمِلِينَ ) : 74/39.
5 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن عليّ بن بنت إلياس، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) لمّا حضرته الوفاة أُغمي عليه، ثمّ فتح عينيه...وقال: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ و وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَمِلِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَي خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ) : 11/40.
1 - العلّامة المجلسيّ : وجدت بخطّ بعض الأعلام نقلاً من خطّ الشهيد قدّس اللّه روحه قال: روي الصفوانيّ في كتابه بإسناده قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن تفسير ( أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ) الآية؟
قال ( عليه السلام ) : واللّه! ما هذه الآية إلّا في الكرّة (2).
ص:168
قوله تعالي: ( يَعْلَمُ خَآلِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) : 19/40.
2 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا أبي قال: لمّا بويع الرضا ( عليه السلام ) بالعهد، اجتمع الناس إليه يهنّئونه، فأومي ء إليهم فأنصتوا، ثمّ قال بعد أن استمع كلامهم: بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه الفعّال لما يشاء، لامعقّب لحكمه، ولارادّ لقضائه، ( يَعْلَمُ خَآلِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَنَهُ و أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِالْبَيِّنَتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ و وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ) : 28/40.
3 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟...
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) :...فقول اللّه عزّوجلّ في سورة المؤمن - حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون - : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَنَهُ و أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِالْبَيِّنَتِ مِن رَّبِّكُمْ ) إلي تمام الآية، فكان ابن خال فرعون، فنسبه إلي فرعون بنسبه، ولم يضفه إليه بدينه، وكذلك خصّصنا نحن إذ كنّا من آل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بولادتنا منه، وعمّمنا الناس بالدين،
ص:169
فهذا فرق بين الآل والأُمّة...(1).
قوله تعالي: ( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَي كُلِ ّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) : 35/40.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين...رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم...
وفي كتاب اللّه الهدي والشفاء، فنبذوه واتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه ومقّتهم وأتعسهم، فقال:...( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَي كُلِ ّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) ...(2).
قوله تعالي: ( فَوَقَل-هُ اللَّهُ سَيِّأتِ مَا مَكَرُواْ وَحَاقَ بِألِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) : 45/40.
ص:170
5 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الإيمان أربعة أركان: التوكّل علي اللّه عزّوجلّ، والرضا بقضائه، والتسليم لأمر اللّه، والتفويض إلي اللّه. قال عبد صالح: ( فَوَقَل-هُ اللَّهُ سَيِّأتِ مَا مَكَرُوا) (1).
قوله تعالي: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) : 60/40.
6 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: قلت: إنّ الإرادة صفة من صفاته.
قال ( عليه السلام ) : كم تردّد علي أنّها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟
قال سليمان: محدثة.
قال الرضا ( عليه السلام ) : اللّه أكبر! فالإرادة محدثة، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل، فلم يرد شيئاً...قال الرضا ( عليه السلام ) : فليس لك أن تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه. قال: قدوصف نفسه بأنّه مريد.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس صفته نفسه، أنّه مريد، إخبار عن أنّه أراده، ولا إخبار عن أنّ الإرادة اسم من أسمائه.
ص:171
قال سليمان: لأنّ إرادته علمه.
قال الرضا ( عليه السلام ) : يا جاهل! فإذا علم الشي ء فقد أراده.
قال سليمان: أجل. فقال ( عليه السلام ) : فإذا لم يرده لم يعلمه.
قال سليمان: أجل. قال ( عليه السلام ) : من أين قلت ذاك؟ وماالدليل علي إرادته علمه؟ وقد يعلم مالايريده أبداً؟ وذلك قوله عزّوجلّ: ( وَلَل-ِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ ) ، فهو يعلم كيف يذهب به، وهو لايذهب به أبداً.
قال سليمان: لأنّه قد فرغ من الأمر، فليس يزيد فيه شيئاً.
قال الرضا ( عليه السلام ) : هذا قول اليهود، فكيف قال تعالي: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) !
قال سليمان: إنّما عني بذلك أنّه قادر عليه.
قال ( عليه السلام ) : أفيعد مالايفي به؟ فكيف قال: ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَآءُ) وقال عزّوجلّ: ( يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ و أُمُّ الْكِتَبِ ) ، وقد فرغ من الأمر، فلم يحر جواباً...(1).
قوله تعالي: ( فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا) : 84/40 و85.
7 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال:
قلت لأبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لأيّ علّة أغرق اللّه عزّ وجلّ فرعون، وقد آمن به وأقرّ بتوحيده؟
قال: لأنّه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك
ص:172
حكم اللّه تعالي في السلف والخلف
قال اللّه عزّ وجلّ: ( فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ ي مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا) ...(1).
8 - الحلوانيّ : أُتي المأمون بنصرانيّ قد فجر بهاشميّة، فلمّا رآه أسلم، فقال الفقهاء: هدر الإسلام ما قبل ذلك، فسأل المأمون الرضا ( عليه السلام ) فقال: اقتله، فإنّه ماأسلم حتّي رأي البأس، قال اللّه عزّ وجلّ: ( فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ و) إلي آخر الآية (2).
قوله تعالي: ( ثُمَّ اسْتَوَي إِلَي السَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآلِعِينَ ) : 11/41.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : سئل أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) عمّن كلّم اللّه لا من الجنّ، ولا من الإنس؟
فقال ( عليه السلام ) : السماوات والأرض في قوله: ( ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآلِعِينَ ) (3).
ص:173
قوله تعالي: ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) : 42/41.
2 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...فقول اللّه عزّوجلّ: ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ و وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي ) ، فقرن سهم ذي القربي بسهمه وبسهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فهذا فضل أيضاً بين الآل والأُمّة، لأنّ اللّه تعالي جعلهم في حيّز، وجعل الناس في حيّز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه، فبدء بنفسه، ثمّ ثنّي برسوله، ثمّ بذي القربي في كلّ ما كان من الفي ء والغنيمة، وغير ذلك ممّا رضيه عزّوجلّ لنفسه، فرضي لهم...فهذا تأكيد مؤكّد، وأثر قائم لهم إلي يوم القيامة في كتاب اللّه الناطق الذي ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ...(1).
3 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن موسي الرازيّ قال: حدّثني أبي قال: ذكر الرضا ( عليه السلام ) يوماً القرآن فعظّم الحجّة فيه والآية والمعجزة في نظمه قال: هو حبل اللّه المتين...لايخلق علي الأزمنة، ولايغثّ علي الألسنة، لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجّة علي كلّ إنسان ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (2).
ص:174
4 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له: إنّ محض الإسلام شهادة أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي ( لَّايَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ي تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ...(1).
قوله تعالي: ( مَّنْ عَمِلَ صَلِحًا فَلِنَفْسِهِ ي وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) : 46/41.
5 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ...عن اللّه عزّ وجلّ: هل يجبر عباده علي المعاصي؟
فقال ( عليه السلام ) : بل يخيّرهم ويمهلهم حتّي يتوبوا.
قلت: فهل يكلّف عباده ما لايطيقون؟
فقال ( عليه السلام ) : كيف يفعل ذلك وهو يقول: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) ...(2).
ص:175
قوله تعالي: ( فَاطِرُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجًا وَمِنَ الْأَنعَمِ أَزْوَجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) : 11/42.
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: قل للعبّاسيّ يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره...وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ ي شَيْ ءٌ ) ...(1).
قوله تعالي: ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّي بِهِ ي نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ ي إِبْرَهِيمَ وَمُوسَي وَعِيسَي أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) : 13/42.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن عبد اللّه بن إدريس، عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ: ( كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ ) (بولاية عليّ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) يامحمّد من ولاية عليّ، هكذا في الكتاب مخطوطة (2).
ص:176
3 - القمّيّ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب:...ونحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة أُولي العلم، وأُولي العزم من الرسل أن أقيموا الدين ( وَلَاتَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) كما قال اللّه: ( وَلَاتَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ) وإن (كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من الشرك من أشرك بولاية عليّ ( عليه السلام ) ( مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) من ولاية عليّ ( عليه السلام ) يامحمّد!...(1).
قوله تعالي: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن م بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) : 21/42
4 - العامليّ الإصبهانيّ : وفي تفسير العيّاشيّ عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ ) (2) قال ( عليه السلام ) : الكلمة الإمام، والدليل علي ذلك قوله: ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ي ) (3) يعني الإمامة (4).
ص:177
قوله تعالي: ( تَرَي الظَّلِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعُ م بِهِمْ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ و فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) : 22/42 و23.
5 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...قول اللّه عزّوجلّ: ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، وهذه خصوصيّة للنبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إلي يوم القيامة، وخصوصيّة للآل دون غيرهم....والذين فرض اللّه تعالي مودّتهم، ووعد الجزاء عليها، فما وفي أحد بها
فهذه المودّة لايأتي بها أحد مؤمناً مخلصاً إلّا استوجب الجنّة، لقول اللّه عزّوجلّ في هذه الآية: ( وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) ، مفسّراً ومبيّناً...حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! مؤونة في نفقتك، وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت، وأمسك ماشئت من غير حرج.
قال: فأنزل اللّه عزّوجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد! ( قُل لَّآ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا. فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا علي قرابته
ص:178
من بعده، إن هو إلّا شي ء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ و فَلَاتَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَي بِهِ ي شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، فبعث عليهم النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: إي واللّه يا رسول اللّه! لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الآية، فبكوا واشتدّ بكاؤهم، فأنزل عزّوجلّ: ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ي وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَمَآ أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) : 30/42.
6 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : ولمّا جُعِلَ إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ولاية العهد دخل (أي الحاجب) عليه آذنة فقال: إنّ قوماً بالباب يستأذنون عليك، يقولون: نحن من شيعة عليّ ( عليه السلام ) .
فقال ( عليه السلام ) : أنا مشغول فاصرفهم، فصرفهم...ثمّ آيسوا من الوصول، وقالوا للحاجب: قل لمولانا: إنّا شيعة أبيك عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا...فقال عليّ بن موسي [الرضا] ( عليهماالسلام ) : ائذن لهم ليدخلوا.
فدخلوا عليه، فسلّموا عليه، فلم يردّ عليهم، ولم يأذن لهم بالجلوس، فبقوإليض ض ض ض ض ض ض ض ض ظه قياماً، فقالوا: يا ابن رسول اللّه! ماهذا الجفاء العظيم، والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب، أيّ باقية تبقي منّا بعد هذا؟
ص:179
فقال الرضا ( عليه السلام ) : اقرؤا( وَمَآ أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ) مااقتديت إلّا بربّي عزّ وجلّ فيكم، وبرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...(1).
قوله تعالي: ( لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ) : 49/42
7 - الشيخ الصدوق :...عن محمّد بن سنان: أنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) كتب إليه في جواب مسائله:...
وعلّة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه، وليس ذلك للولد، لأنّ الولد مولودللوالد في قول اللّه عزّوجلّ: ( يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُالذُّكُورَ) ، مع أنّه المأخوذ بمؤونته، صغيراً أو كبيراً، والمنسوب إليه، أوالمدعوّ له...(2).
قوله تعالي: ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَبُ وَلَاالْإِيمَنُ وَلَكِن جَعَلْنَهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ ي مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَي صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) : 52/42.
8 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن الحسين، عن عليّ بن أسباط (3) قال: سأله رجال من أهل هيت (4) وأنا حاضر، عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) ؟
ص:180
قال: منذ أنزل اللّه ذلك الروح علي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما صعد إلي السماء، وإنّه لفينا (1).
قوله تعالي: ( سُبْحَنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَي رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) : 13/43 - 14.
1 - محمّد بن يعقوب الكليني :...عليّ بن أسباط، قال: كنت حملت معي متاعاً إلي مكّة فبار عليّ، فدخلت به المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له: إنّي حملت متاعاً قد بار عليّ، وقد عزمت علي أن أصير إلي مصر، فأركب برّاً أو بحراً؟ ...
ثمّ قال لي: لا عليك أن تأتي قبر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فتصلّي عنده ركعتين، فتستخير اللّه مائة مرّة، فما عزم لك عملت به، فإن ركبت الظهر فقل: «الحمد للّه ( الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَي رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) ....(2).
قوله تعالي: ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ي لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) : 28/43
2 - العامليّ الإصبهانيّ : وفي تفسير العيّاشيّ عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي:...( وَجَعَلَهَا كَلِمَةَم بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ي ) يعني الإمامة (3).
ص:181
قوله تعالي: ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَلٍ مُّبِينٍ ) : 40/43.
3 - الشيخ الطوسيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر...فكاتب أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) وتعنّت في المسائل.
فقال: كتبت إليه كتاباً، وأضمرت في نفسي، أنّي متي دخلت عليه، أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن، وهي قوله تعالي: ( أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ ) ...قال أحمد: فأجابني عن كتابي، وكتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها...(1)
قوله تعالي: ( وَإِنَّهُ ْ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) : 44/43.
4 - الصفّار : حدّثنا عبّاد بن سليمة، عن سعيد بن سعد، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه تعالي: ( وَإِنَّهُ ْ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) قال ( عليه السلام ) : نحن هم (2).
ص:182
قوله تعالي: ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) : 4/44.
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:... فإن قال: فلِمَ جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون سائر الشهور؟
قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل اللّه تعالي فيه القرآن، وفيه فرّق بين الحقّ والباطل، كما قال اللّه عزّوجلّ:...( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) ، وهو رأس السنة يقدّر فيها ما يكون في السنة، من خير أو شرّ، أومضرّة أو منفعة، أو رزق أو أجل، ولذلك سمّيت ليلة القدر....(1).
قوله تعالي: ( فَبِأَيِ ّ حَدِيثِ م بَعْدَ اللَّهِ وَءَايَتِهِ ي يُؤْمِنُونَ ) : 6/45.
1 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : قد أخبر اللّه تعالي: أنّه أسري به، ثمّ أخبر: لِمَ أسري به فقال: ( لِنُرِيَهُ و مِنْ ءَايَتِنَآ) فآيات اللّه غير اللّه، فقد أعذر وبيّن لِمَ فعل به ذلك، وما رآه، وقال ( عليهم السلام )
ص:183
( فَبِأَيِ ّ حَدِيثِ م بَعْدَ اللَّهِ وَءَايَتِهِ ي يُؤْمِنُونَ ) فأخبر أنّه غير اللّه...(1).
قوله تعالي: ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) : 29/45.
2 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن بشّار، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته أيعلم اللّه الشي ء الذي لم يكن، أن لو كان كيف كان يكون؟ (2).
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تعالي هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء، قال عزّ وجلّ: ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ...(3).
قوله تعالي: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ و فَلَاتَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيًْا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَي بِهِ ي شَهِيدَم ا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) : 8/46.
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟
ص:184
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه، عن الحسين بن عليّ ( عليهم السلام ) : قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! مؤونة في نفقتك، وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا، فاحكم فيها بارّاً مأجوراً، أعط ما شئت، وأمسك ما شئت من غير حرج.
قال: فأنزل اللّه عزّوجلّ عليه الروح الأمين فقال: يا محمّد! ( قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي، فخرجوا. فقال المنافقون: ما حمل رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي ترك ما عرضنا عليه إلّا ليحثّنا علي قرابته من بعده، إن هو إلّا شي ء افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيماً، فأنزل اللّه عزّوجلّ هذه الآية: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَلهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ و فَلَاتَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيًْا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَي بِهِ ي شَهِيدَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ...(1).
قوله تعالي: ( مَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَ ) : 9/46.
2 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يزعم ابن أبي حمزة أنّ جعفراً زعم أنّ أبي القائم، وما علم جعفر بما يحدث من أمر اللّه، فواللّه لقد قال اللّه تبارك وتعالي يحكي عن رسوله ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( مَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَي إِلَيَ ) ...(2).
ص:185
قوله تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَمُواْ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) : 13/46.
3 - أبو عليّ الطبرسيّ : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَمُواْ) روي محمّد بن الفضيل قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الاستقامة؟ فقال ( عليه السلام ) : هي واللّه! ما أنتم عليه (1).
قوله تعالي: ( فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ) : 47/ 8 - 24.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم...وقال عزّ وجلّ: ( أَفَلَايَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَي قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ) ...وقال: ( فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَلَهُمْ ) ...(2).
ص:186
قوله تعالي: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَم نبِكَ ) : 47/ 19.
2 - ابن فهد الحلّي : عنه [الرضا ( عليه السلام ) ]: الاستغفار وقول «لا إله إلّا اللّه» خير العبادة، قال اللّه العزيز الجبّار: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَم نبِكَ ) (1).
قوله تعالي: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَم نبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ و عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَطًا مُّسْتَقِيمًا) : 1/48 و2.
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
فقال المأمون:...فأخبرني عن قول اللّه عزّوجلّ: ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَم نبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) .
قال الرضا ( عليه السلام ) : لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنباً من رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّهم كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاثمائة وستّين صنماً، فلمّا جاءهم ( صلي الله عليه وآله وسلم ) بالدعوة إلي كلمة الإخلاص، كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا:
ص:187
( أَجَعَلَ الْأَلِهَةَ إِلَهًا وَحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْ ءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاصْبِرُواْ عَلَي ءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْ ءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْأَخِرَةِ إِنْ هَذَآ إِلَّا اخْتِلَقٌ ) ، فلمّا فتح اللّه عزّوجلّ علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مكّة، قال له يا محمّد: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ مكّة فَتْحًا مُّبِينًا * لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَم نبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) عند مشركي أهل مكّة بدعائك إلي توحيد اللّه، فيما تقدّم وماتأخّر، لأنّ مشركي مكّة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكّة، ومن بقي منهم لم يقدر علي إنكار التوحيد عليه، إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم ذلك مغفوراً بظهوره عليهم...(1).
قوله تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) : 10/48.
2 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته...وقال: ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) ...(2).
ص:188
قوله تعالي: ( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ و عَلَي رَسُولِهِ ي وَعَلَي الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَي وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمًا) : 26/48.
3 - الحسينيّ الاسترآباديّ : الحسن بن أبي الحسن ال ديلميّ ( رضي الله عنه ) بإسناده عن رجاله، عن مالك بن عبد اللّه قال: قلت لمولاي الرضا ( عليه السلام ) : قوله تعالي: ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَي وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا) ، قال ( عليه السلام ) : هي ولاية أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) (1).
قوله تعالي: ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ و أَشِدَّآءُ عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَلهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَنًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَلةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئهُ و فَئازَرَهُ و فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَي عَلَي سُوقِهِ ي يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمَام ) : 29/48.
4 - ابن شهرآشوب : فسّر الرضا ( عليه السلام ) قوله تعالي: ( وَالَّذِينَ مَعَهُ و أَشِدَّآءُ عَلَي الْكُفَّارِ) ، إنّ عليّاً ( عليه السلام ) منهم (2).
ص:189
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَايَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَي أَن يَكُونُواْ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَي أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَاتَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ وَلَاتَنَابَزُواْ بِالْأَلْقَبِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَنِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الظَّلِمُونَ ) : 11/49.
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن يحيي بن أبي عبّاد قال: حدّثني عمّي قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يوماً ينشد، وقليلاً ما كان ينشد شعراً:
كلّنا نأمل مدّاً في الأجل
والمنايا هنّ آفات الأمل... فقلت: لمن هذا أعزّ اللّه الأمير؟ فقال: العراقيّ لكم. قلت: أنشدنيه أبوالعتاهية لنفسه. فقال: هات اسمه، ودع عنك هذا، إنّ اللّه سبحانه وتعالي يقول: ( وَلَاتَنَابَزُواْ بِالْأَلْقَبِ )(1) ولعلّ الرجل يكره هذا (2) .
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَي وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآلِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَل-كُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) : 13/49.
2 - الشيخ الصدوق :...أبو عبد اللّه محمّد بن موسي بن نصر الرازيّ قال: سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا ( عليه السلام ) : واللّه ما علي وجه الأرض أشرف منك أباً.
ص:190
فقال ( عليه السلام ) : التقوي شرّفهم، وطاعة اللّه أحظتهم...واللّه! ما نسخت هذه الآية: ( وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآلِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَاللَّهِ أَتْقَل-كُمْ ) (1) .
قوله تعالي: ( وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَرَ السُّجُودِ) : 40/50.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ( وَأَدْبَرَ السُّجُودِ) ، قال ( عليه السلام ) : أربع ركعات بعد المغرب و( وَإِدْبَرَ النُّجُومِ )(2) ركعتان قبل صلاة الصبح (3)
قوله تعالي: ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) : 35/50.
2 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
ص:191
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...
قال سليمان: إنّما قلت: لايعلمه لأنّه لاغاية لهذا، لأنّ اللّه عزّوجلّ وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك، ثمّ يزيدهم، ثمّ لايقطعه عنهم...أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا ليس يخلف مكانه؟ قال: بلي.
قال ( عليه السلام ) : أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال سليمان: لا.
قال ( عليه السلام ) : فكذلك كلّما يكون فيه إذا أخلف مكانه، فليس بمقطوع عنهم.
قال سليمان: بلي يقطعه عنهم ولايزيدهم.
قال الرضا ( عليه السلام ) : إذاً يبيد فيها، وهذا يا سليمان! إبطال الخلود، وخلاف الكتاب، لأنّ اللّه عزّوجلّ يقول:... ( خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا) ، ويقول عزّوجلّ: ( وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) ، فلم يحر جواباً...(1) .
قوله تعالي: ( فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْرًا) : 4/51.
1 - الشيخ الصدوق : قال الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَالْمُقَسِّمَتِ أَمْرًا) قال ( عليه السلام ) : الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم ما بين طلوع الفجر
ص:192
إلي طلوع الشمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه (1) .
قوله تعالي: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) : 7/51.
2 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) فقال ( عليه السلام ) : هي محبوكة إلي الأرض، وشبّك بين أصابعه.
فقلت: كيف يكون محبوكة إلي الأرض، واللّه يقول: ( رَفَعَ السَّمَوَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) ؟
فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! أليس اللّه يقول: ( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) ؟
فقلت: بلي، فقال ( عليه السلام ) : ثمّ عمد، ولكن لا ترونها، قلت: كيف ذلك، جعلني اللّه فداك؟
فبسط كفّه ( عليه السلام ) اليسري ثمّ وضع اليمني عليها فقال: هذه أرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها، فوقها قبّة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبّة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية، والسماء الثالثة فوقها قبّة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة، والسماء الرابعة فوقها قبّة، الأرض الخامسة فوق السماء الرابعة، والسماء الخامسة فوقها قبّة، الأرض السادسة فوق السماء الخامسة، والسماء السادسة فوقها قبّة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قبّة، وعرش
ص:193
الرحمن تبارك اللّه فوق السماء السابعة، وهو قول اللّه: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ ) (1) .
فأمّا صاحب الأمر فهو رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، والوصيّ بعد رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قائم هو علي وجه الأرض، فإنّما يتنزّل الأمر إليه من فوق السماء من بين السماوات والأرضين.
قلت: فما تحتنا إلّا أرض واحدة؟
فقال ( عليه السلام ) : ما تحتنا إلّا أرض واحدة، وإنّ الستّ لهنّ فوقنا (2) .
قوله تعالي: ( وَمِن كُلِ ّ شَيْ ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) : 49/51.
3 - الشيخ الصدوق :...القاسم بن أيّوب العلويّ: إنّ المأمون لمّا أراد أن يستعمل الرضا ( عليه السلام ) جمع بني هاشم فقال لهم: إنّي أُريد أن أستعمل ال رضا ( عليه السلام ) علي هذا الأمر من بعدي، فحسده بنو هاشم وقالوا: أتولّي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة؟ فابعث إليه رجلاً يأتنا، فتري من جهله ما تستدلّ به عليه، فبعث إليه فأتاه، فقال له بنو هاشم: ياأباالحسن اصعد المنبر، وانصب لنا علماً نعبد اللّه عليه.
ص:194
فصعد ( عليه السلام ) المنبر فقعد مليّاً لايتكلّم مطرقاً، ثمّ انتفض انتفاضة، واستوي قائماً، وحمد اللّه تعالي وأثني عليه، وصلّي علي نبيّه وأهل بيته، ثمّ قال: أوّل عبادة اللّه تعالي معرفته، وأصل معرفة اللّه توحيده، ونظام توحيد اللّه نفي الصفات عنه، لشهادة العقول أنّ كلّ صفة وموصوف مخلوق...مؤلّف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها، دالّة بتفريقها علي مفرّقها، وبتأليفها علي مؤلّفها، ذلك قوله تعالي: ( وَمِن كُلِ ّ شَيْ ءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ...(1) .
قوله تعالي: ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ * وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) :54/51 و55.
4 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : وماأنكرت من البداء يا سليمان؟...رويت عن أبي، عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) أنّه قال: إنّ للّه عزّوجلّ علمين، علماً مخزوناً مكنوناً لايعلمه إلاّ هو، من ذلك يكون البداء، وعلماً علّمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّنا يعلمونه.
قال سليمان: أُحبّ أن تنزعه لي من كتاب اللّه عزّوجلّ.
ص:195
قال: قول اللّه عزّوجلّ لنبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ ) أراد هلاكهم، ثمّ بدا للّه تعالي فقال: ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) ...(1) .
قوله تعالي: ( وَمِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَرَ النُّجُومِ ) : 49/52.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...ابن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...( وَإِدْبَرَ النُّجُومِ ) ركعتان قبل صلاة الصبح (2) .
قوله تعالي: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ) :النجم: 1/53
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : النجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد سمّاه اللّه في غير موضع فقال: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ) وقال: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالعلامات الأوصياء، والنجم رسول اللّه...(3) .
ص:196
قوله تعالي: ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي ) ( وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَي ) ( لَقَدْ رَأَي مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي ) : 11/53، و13، و18.
2 - أبو منصور الطبرسيّ : عن صفوان بن يحيي قال: سألني أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة، أن أدخله علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فاستأذنه فأذن له، فدخل، فسأله عن أشياء من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام...
فقال أبوقرّة: فإنّا روينا: أنّ اللّه قسّم الرؤية والكلام بين نبيّين، فقسّم لموسي ( عليه السلام ) الكلام، ولمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الرؤية.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فمن المبلّغ عن اللّه إلي الثقلين، الجنّ والإنس أنّه لاتدركه الأبصار، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، أليس محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ؟
قال: بلي.
قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فكيف يجي ء رجل إلي الخلق جميعاً، فيخبرهم أنّه جاء من عند اللّه، وأنّه يدعوهم إلي اللّه بأمر اللّه ويقول: إنّه لا تدركه الأبصار، ولايحيطون به علماً، وليس كمثله شي ء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علماً، وهو علي صورة البشر، أما تستحيون؟
ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتي عن اللّه بأمر، ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر.
فقال أبو قرّة: إنّه يقول: ( وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَي )
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ بعد هذه الآية مايدلّ علي ما رأي، حيث قال: ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَي ) يقول: ما كذب فؤاد محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما رأت عيناه، ثمّ أخبر بما رأت عيناه فقال: ( لَقَدْ رَأَي مِنْ ءَايَتِ رَبِّهِ الْكُبْرَي ) ، فآيات اللّه غير اللّه، وقال: ( وَلَايُحِيطُونَ بِهِ ي عِلْمًا) ، فإذا رأته الأبصار، فقد أحاط به العلم،
ص:197
ووقعت المعرفة...(1) .
قوله تعالي: ( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَنِ إِلَّا مَا سَعَي ) : 39/53.
3 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سئل المأمون عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) أن يكتب له محض الإسلام علي سبيل الإيجاز والاختصار.
فكتب ( عليه السلام ) له:...وأنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين، والتصديق به، وبجميع من مضي قبله من رسل اللّه وأنبيائه وحججه...
ولا يعذّب اللّه تعالي الأطفال بذنوب الآباء...و( وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَنِ إِلَّا مَا سَعَي ) ...(2) .
قوله تعالي: ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) : 24/54:
1 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي كثير قال: لمّا توفّي موسي ( عليه السلام ) وقف الناس في أمره، فحججت تلك السنة فإذا أنا بالرضا ( عليه السلام ) فأضمرت في قلبي أمراً فقلت: ( أَبَشَرًا مِّنَّا وَحِدًا نَّتَّبِعُهُ ) الآية، فمرّ عليّ كالبرق الخاطف فقال: أنا واللّه البشر الذي يجب عليك أن تتّبعني.
ص:198
فقلت: معذرة إلي اللّه تعالي وإليك، فقال ( عليه السلام ) : مغفور لك (1) .
قوله تعالي: ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ * خَلَقَ الْإِنسَنَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَإٌض ض ض ض ض ض ض ض ض هغ وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّاتَطْغَوْاْ فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَاتُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ * وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِ ّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) :1/55 - 13.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثني أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله: ( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ) ، قال ( عليه السلام ) : اللّه علّم محمّداً القرآن.
قلت: ( خَلَقَ الْإِنسَنَ ) ، قال ( عليه السلام ) : ذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
قلت: ( عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) ، قال ( عليه السلام ) : علّمه تبيان كلّ شي ء يحتاج الناس إليه.
قلت: ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ) ، قال ( عليه السلام ) : هما يعذّبان.
قلت: الشمس والقمر يعذّبان، قال ( عليه السلام ) : سألت عن شي ء فأتقنه، إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه، يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، وحرّهما من جهنّم، فإذا كانت القيامة عاد إلي العرش نورهما، وعاد إلي النار حرّهما، فلايكون شمس ولاقمر، وإنّما عناهما لعنهما اللّه، أو ليس قد روي الناس: إنّ
ص:199
رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ الشمس والقمر نوران في النار؟
قلت: بلي، قال ( عليه السلام ) : أما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسا هذه الأُمّة ونورها، فهما في النار، واللّه! ما عني غيرهما.
قلت: ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ) ، قال ( عليه السلام ) : النجم رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وقد سمّاه اللّه في غير موضع، فقال: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَي ) (1) ، وقال: ( وَعَلَمَتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (2) فالعلامات الأوصياء، والنجم رسول اللّه.
قلت: يسجدان، قال ( عليه السلام ) : يعبدان.
[قلت:] قوله: ( وَالسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) ، قال ( عليه السلام ) : السماء رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) رفعه اللّه إليه، والميزان أميرالمؤمنين ( عليه السلام ) نصبه لخلقه.
قلت: ( أَلَّاتَطْغَوْاْ فِي الْمِيزَانِ ) ، قال ( عليه السلام ) : لا تعصوا الإمام.
قلت ( عليهم السلام ) ( وَأَقِيمُواْ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ) ، قال ( عليه السلام ) : أقيموا الإمام بالعدل.
قلت: ( وَلَاتُخْسِرُواْ الْمِيزَانَ ) ، قال ( عليه السلام ) : لا تبخسوا الإمام حقّه، ولا تظلموه.
[قلت:] وقوله: ( وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ) ، قال ( عليه السلام ) : للناس ( فِيهَا فَكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ) قال ( عليه السلام ) : يكبر ثمر النخل في القَمع، ثمّ يطلع منه.
وقوله ( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ) ، قال ( عليه السلام ) : الحبّ: الحنطة والشعير والحبوب، والعصف: التين والريحان ما يؤكل منه.
وقوله ( عليهم السلام ) ( فَبِأَيِ ّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ، قال ( عليه السلام ) : في الظاهر مخاطبة الجنّ والإنس، وفي الباطن فلان وفلان (3).
ص:200
قوله تعالي: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّايَبْغِيَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) : 55/ 19، 20، و22.
2 - فرات الكوفيّ : قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفزاري زّ معنعناً، عن عليّ بن فضيل، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: سألته عن قول اللّه تبارك وتعالي: ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) قال ( عليه السلام ) : ذلك عليّ وفاطمة ( عليهماالسلام ) ، ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّايَبْغِيَانِ ) قال ( عليه السلام ) : العهد الذي أخذه عليهما النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يعني: لا يزنيان (1) ،
( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) قال ( عليه السلام ) : الحسن والحسين وذرّيّتهم ( عليهم السلام ) : (2).
ص:201
قوله تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ
وَالْإِكْرَامِ ) : 27/55 و44.
3 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قلت لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ياابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: إنّ المؤمنين يزورون ربّهم في منازلهم في الجنّة؟
فقال ( عليه السلام ) : يا أبا الصلت! إنّ اللّه تبارك وتعالي فضّل نبيّه محمّداً ( صلي الله عليه وآله وسلم ) علي جميع خلقه من النبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته...وقال اللّه تعالي: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَلِ وَالْإِكْرَامِ ) ، وقال عزّ وجلّ: ( كُلُّ شَيْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ و ) ... قال اللّه تعالي: ( هَذِهِ ي جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَيَوْمَل-ِذٍ لَّايُسْئَلُ عَن ذَم نبِهِ ي إِنسٌ وَلَا جَآنٌ ) : 39/55.
4 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: ( فَيَوْمَئِذٍ لَّايُسْئَلُ عَن ذَم نبِهِ ي إِنسٌ وَلَا جَآنٌ ) ، والمعني أنّ من اعتقد الحقّ، ثمّ أذنب ولم يتب
ص:202
في الدنيا عذّب عليه في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسأل عنه (1).
5 - الحسينيّ الإسترآباديّ :...ميسرة قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه لايري منكم في النار إثنان، لاواللّه ولاواحد.
قال: قلت: فأين ذلك من كتاب اللّه؟...قال ( عليه السلام ) : في سورة الرحمن وهو قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَيَوْمَل-ِذٍ لَّايُسَْلُ (منكم) عَن ذَم نبِهِ ي إِنسٌ وَلَا جَآنٌّ ) .
فقلت له: ليس فيها منكم، قال ( عليه السلام ) : إنّ أوّل من غيّرها ابن أروي، وذلك أنّها حجّة عليه وعلي أصحابه، ولو لم يكن فيها (منكم) لسقط عقاب اللّه عن خلقه، إذ لم يسئل (عن) ذنبه إنس ولاجانّ، فلمن يعاقب إذاً يوم القيامة؟ (2).
قوله تعالي: ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لَوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنم-بَثًّا) : 56/ 1 - 6.
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن نعمان، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، إنّ بي ثآليل كثيرة، قد اغتممت بأمرها، فأسألك أن تعلّمني شيئاً أنتفع به.
فقال ( عليه السلام ) : خذ لكلّ ثؤلول سبع شعيرات، واقرء علي كلّ شعيرة سبع مرّات
ص:203
( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ - إلي قوله - فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنم-بَثًّا) ...(1).
قوله تعالي: ( وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ * أُوْلَل-ِكَ الْمُقَرَّبُونَ: 10/56 - 11.
2 - أبو عمرو الكشّيّ :...حسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا شاكّ في إمامته...فقلت للرضا ( عليه السلام ) : قد مضي أبوك؟
فقال ( عليه السلام ) : إي واللّه! وإنّي لفي الدرجة التي فيها رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه، ومن كان أسعد ببقاء أبي منّي، ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي يقول: ( وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ * أُوْلَل-ِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) العارف للإمامة حين يظهر الإمام...(2).
قوله تعالي: ( وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) : 32/56 و33.
3 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: إنّما قلت: لايعلمه لأنّه لاغاية لهذا، لأنّ اللّه عزّوجلّ وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.
ص:204
قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنّه قد يعلم ذلك، ثمّ يزيدهم، ثمّ لايقطعه عنهم...أرأيت ما أكل أهل الجنّة وما شربوا ليس يخلف مكانه؟ قال: بلي.
قال ( عليه السلام ) : أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟ قال سليمان: لا.
قال ( عليه السلام ) : فكذلك كلّما يكون فيه إذا أخلف مكانه، فليس بمقطوع عنهم.
قال سليمان: بلي يقطعه عنهم ولايزيدهم.
قال الرضا ( عليه السلام ) : إذاً يبيد فيها، وهذا يا سليمان! إبطال الخلود، وخلاف الكتاب، لأنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) ، ويقول عزّوجلّ: ( عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ، ويقول عزّوجلّ: ( وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) ، ويقول عز ّوجلّ: ( خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا) ، ويقول عزّوجلّ: ( وَفَكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ) : 75/56.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس (2)، عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَلَآ أُقْسِمُ بِمَوَقِعِ النُّجُومِ ) قال: أعظم إثم من يحلف بها قال: وكان أهل الجاهليّة يعظّمون الحرم، ولا يقسمون به، يستحلّون حرمة اللّه فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه، ولا يخرجون منه دابّة، فقال اللّه تبارك وتعالي: ( لَآ
ص:205
أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلُ م بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) (1) قال:يعظّمون البلد أن يحلفوا به، ويستحلّون فيه حرمة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (2).
قوله تعالي: ( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَي ءَاثَرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ وَءَاتَيْنَهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَآءَ رِضْوَنِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فََاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ ) : 27/57.
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معني هذه الآية: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) .
فقالت العلماء: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك الأمّة كلّها.
فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : لا أقول كما قالوا، ولكنّي أقول: أراد اللّه عزّوجلّ بذلك العترة الطاهرة.
فقال المأمون: وكيف عني العترة من دون الأُمّه؟...
ص:206
فقال له الرضا ( عليه السلام ) :...أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة علي المصطفين المهتدين دون سائرهم؟
قالوا: ومن أين يا أبا الحسن؟
فقال ( عليه السلام ) : من قول اللّه عزّوجلّ: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَبَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ ) ، فصارت وراثة النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين...(1).
قوله تعالي: ( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَي ءَاثَرِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَي ابْنِ مَرْيَمَ وَءَاتَيْنَهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَآءَ رِضْوَنِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فََاتَيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَسِقُونَ ) : 27/57.
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن عليّ بن أبي عبد اللّه (2) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَآءَ رِضْوَنِ اللَّهِ ) قال ( عليه السلام ) : صلاة الليل (3).
قوله تعالي: ( شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ
ص:207
سِتِّينَ مِسْكِينًا) : 4/58.
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان:...فإن قال: فلِمَ إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان فلم يخرج من سفره، أو لم يفق من مرضه حتّي يدخل شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأوّل، وسقط القضاء، فإذا أفاق بينهما، أو أقام ولم يقضه وجب عليه القضاء والفداء؟
قيل: لأنّ ذلك الصوم إنّما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر، فأمّا الذي لم يفق فإنّه لمّا أن مرّت عليه السنة كلّها، وقد غلب اللّه تعالي عليه، فلم يجعله له السبيل إلي أدائه سقط عنه، وكذلك كلّما غلب اللّه عليه، مثل المغمي عليه الذي يغمي عليه يوماً وليلة، فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق ( عليه السلام ) : كلّما غلب اللّه عليه العبد فهو أعذر له لأنّه دخل الشهر وهو مريض، فلم يجب عليه الصوم في شهره، ولا سنته، للمرض الذي كان فيه، ووجب عليه الفداء، لأنّه بمنزلة من وجب عليه صوم فلم يستطع أداءه، فوجب عليه الفداء، كما قال اللّه عزّوجلّ: ( شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) ...(1).
قوله تعالي: ( لَّاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و وَلَوْ كَانُواْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَل-ِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ
ص:208
خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَآ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) : 22/58.
2 - العلّامة الحلّيّ : أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جعفر، عن أبي الحسن ( عليهماالسلام ) (1)، قال: لا لوم علي من أحبّ قومه، وإن كانوا كفّاراً.
فقلت له (2): قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَّاتَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْأَخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ و) .
فقال ( عليه السلام ) : ليس حيث تذهب، إنّه يبغضه في اللّه ولا يودّه، ويأكله و لا يطعمه غيره من الناس (3).
قوله تعالي: ( مَآءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) : 7/59.
1 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : ماتقول في التفويض؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي فوّض إلي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمر دينه فقال: ( مَآءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) ...(4).
ص:209
2 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن الحسن الميثميّ: أنّه سأل ال رضا ( عليه السلام ) يوماً وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه...قلت: فإنّه يرد عنكم الحديث في الشي ء عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ممّا ليس في الكتاب، وهو في السنّة، ثمّ يرد خلافه.
فقال ( عليه السلام ) : وكذلك قد نهي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) عن أشياء، نهي حرام، فوافق في ذلك نهيه نهي اللّه تعالي، وأمر بأشياء، فصار ذلك الأمر واجباً لازماً كعِدل فرايض اللّه تعالي، ووافق في ذلك أمره أمر اللّه تعالي، فما جاء في النهي عن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) نهي حرام، ثمّ جاء خلافه، لم يسع استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لأنّا لانرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ولانأمر بخلاف ما أمر رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، إلّا لعلّة خوف ضرورة...لأنّا تابعون لرسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، مسلّمون له، كما كان رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) تابعاً لأمر ربّه عزّ وجلّ مسلّماً له، وقال عزّ وجلّ: ( مَآ ءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ) ...(1).
قوله تعالي: ( وَلَاتَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَل-هُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ ) : 19/59.
3 - الشيخ الصدوق :...عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ:...وإنّما يجازي من نسيه، ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( وَلَاتَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَل-هُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الْفَسِقُونَ ) ...(2).
ص:210
قوله تعالي: ( يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ي وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ ) : 68/61.
1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي - يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته، وإذا صبيح قد خرج فلمّا رآني قال لي: يا هرثمة! ألست تعلم أنّي ثقة المأمون علي سرّه وعلانيته؟ قلت: بلي.
قال: إعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته...فدعا بنا غلاماً غلاماً، وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه...
قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته، فوجدناه مضطجعاً يقلّب طرف يديه ويكلّم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فليس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟
ص:211
قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!... فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد ثمّ قال: من عنده؟
قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا.
قال صبيح: فأسرعنا إلي البيت فإذا سيّدي ( عليه السلام ) جالس في محرابه يصلّي ويسبّح...قال ( عليه السلام ) لي: يا صبيح! قلت: لبّيك، يا مولاي! وقد سقطت لوجهي فقال: قم، يرحمك اللّه، ( يُرِيدُونَ لِيُطْفُِواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ي وَلَوْ كَرِهَ الْكَفِرُونَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَايَهْدِي الْقَوْمَ الْفَسِقِينَ ) : 6/63.
1 - العيّاشيّ : عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ اللّه تعالي قال لمحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) ، فاستغفر لهم مائة مرّة ليغفر لهم، فأنزل اللّه: ( سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) ...(2).
ص:212
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ الْعِدَّةَ وَاتَّقُواْ اللَّهَ رَبَّكُمْ لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِن م بُيُوتِهِنَّ وَلَايَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ و لَاتَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا) : 1/65.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن ابراهيم ، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِن م بُيُوتِهِنَّ وَلَايَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) قال ( عليه السلام ) : أذاها لأهل الرجل وسوء خلقها (1).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : بعض أصحابنا، عن عليّ بن الحسن التيمليّ، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن عليّ بن جعفر قال: سأل المأمون الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِن م بُيُوتِهِنَّ وَلَايَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) قال ( عليه السلام ) : يعني بالفاحشة المبيّنة أن تؤذي أهل زوجها، فإذا فعلت فإن شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدّتها، فعل (2).
ص:213
قوله تعالي: ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و إِنَّ اللَّهَ بَلِغُ أَمْرِهِ ي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدْرًا) : 3/65.
3 - ابن شعبة الحرّانيّ : سأله (أي الرضا ( عليه السلام ) ) رجل عن قول اللّه ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و) فقال ( عليه السلام ) : للتوكّل (1) درجات: منها أن تثق به في أمرك كلّه فيما فعل بك، فما فعل بك كنت راضياً، وتعلم أنّه لم يألك خيراً ونظراً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه.
ومن ذلك الإيمان بغيوب اللّه التي لم يحط علمك بها، فوكلت علمها إليه وإلي أُمناءه عليها، ووثقت به فيها وفي غيرها (2).
4 - الشيخ الصدوق :...عبد السلم بن صالح الهروي ّ قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصلت! إنّ شعبان قد مضي أكثره، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضي منه...وتوكّل عليه في سرّ أمرك وعلانيتك، ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَايَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ و إِنَّ اللَّهَ بَلِغُ أَمْرِهِ ي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدْرًا) ...(3).
قوله تعالي: ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ي وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ و فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَل-هُ اللَّهُ لَايُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَآ ءَاتَل-هَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) : 7/65
ص:214
5 - العيّاشيّ : عن محمّد بن عيسي بن زياد قال: كنت في ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتاباً ينسخ، فسألت عنه؟ فقالوا: كتاب الرضا إلي ابنه ( عليهماالسلام ) من خراسان، فسألتهم أن يدفعوه إليّ، فدفعوه إليّ، فإذا فيه:...قد فسّرت لك مالي، و أنا حيّ سويّ رجاء أن يمنّك [اللّه ] بالصلة لقرابتك، ولموالي موسي وجعفر رضي اللّه عنهما.
فأمّا سعيدة، فإنّها امرأة قويّ الحزم في النحل و الصواب، في رقّة الفطر، وليس ذلك كذلك.
قال اللّه:...( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ي وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ و فَلْيُنفِقْ مِمَّآ ءَاتَل-هُ اللَّهُ ) ، وقد أوسع اللّه عليك كثيراً، يا بنيّ!...(1).
قوله تعالي: ( أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَأُوْلِي الْأَلْبَبِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَتِ اللَّهِ مُبَيِّنَتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ مِنَ الظُّلُمَتِ إِلَي النُّورِ وَمَن يُؤْمِن م بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَلِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ و رِزْقًا) : 10/65 و11.
6 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال: حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان...
فقالت العلماء: فأخبرنا هل فسّر اللّه عزّوجلّ الاصطفاء في الكتاب؟...
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : نعم، الذكر رسول اللّه، ونحن أهله، وذلك بيّن في كتاب اللّه
ص:215
عزّوجلّ، حيث يقول في سورة الطلاق: ( فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَأُوْلِي الْأَلْبَبِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَّسُولًا يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءَايَتِ اللَّهِ مُبَيِّنَتٍ ) ...(1).
قوله تعالي: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِ ّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عِلْمَام ) : 12/65.
7 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ :...الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قلت له: أخبرني عن قول اللّه: ( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) فقال ( عليه السلام ) : هي محبوكة إلي الأرض، وشبّك بين أصابعه.
فقلت: كيف يكون محبوكة إلي الأرض، واللّه يقول: ( رَفَعَ السَّمَوَتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) فقال ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! أليس اللّه يقول: ( بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) ؟ فقلت: بلي، فقال ( عليه السلام ) : ثمّ عمد، ولكن لاترونها. قلت: كيف ذلك جعلني اللّه فداك؟ فبسط كفّه ( عليه السلام ) اليسري ثمّ وضع اليمني عليها فقال: هذه أرض الدنيا، والسماء الدنيا عليها، فوقها قبّة، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبّة، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية، والسماء الثالثة فوقها قبّة، والأرض الرابعة فوق السماء الثالثة، والسماء الرابعة فوقها قبّة، الأرض الخامسة فوق السماء الرابعة، والسماء الخامسة فوقها قبّة، الأرض السادسة فوق السماء الخامسة، والسماء السادسة فوقها قبّة، والأرض السابعة فوق السماء السادسة، والسماء السابعة فوقها قبّة، وعرش الرحمن تبارك اللّه فوق السماء السابعة، وهو قول اللّه: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ
ص:216
سَمَوَتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَل-ِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّايَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) : 6/66.
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) ، قال العبّاس: سمعت رجلاً يخبر أنّ أباالبختريّ كان يحدّث: أنّ النار تستأمر في قرشيّ سبع مرّات.
قال: فقال له أبو الحسن ( عليه السلام ) : قد قال اللّه عزّ وجلّ: ( عَلَيْهَا مَلَل-ِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّايَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )(2) ...(3).
ص:217
قوله تعالي: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) : 30/67.
1 - عليّ بن إبراهيم القمّيّ : حدّثنا محمّد بن جعفر قال: حدّثنا محمّد بن أحمد، عن القاسم بن محمّد قال: حدّثنا إسماعيل بن عليّ الفزاريّ، عن محمّد بن جمهور، عن فضالة بن أيّوب قال: سئل الرضا ( عليه السلام ) عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) فقال ( عليه السلام ) : ماؤكم أبوابكم، أي الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، والأئمّة أبواب اللّه بينه وبين خلقه، ( فَمَن يَأْتِيكُم بِمَآءٍ مَّعِينِ م ) يعني بعلم الإمام (1).
قوله تعالي: ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَنٌ عَلَيْنَا بَلِغَةٌ إِلَي يَوْمِ الْقِيَمَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ * فَلْيَأْتُواْ بِشُرَكَآلِهِمْ إِن كَانُواْ صَدِقِينَ ) : 36/68 - 41.
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضا ( عليه السلام ) بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت علي سيّدي ( عليه السلام ) فأعلمته خوض الناس
ص:218
فيه، فتبسّم ( عليه السلام ) ثمّ قال: ياعبدالعزيز! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم...فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره! هيهات! هيهات! ضلّت العقول...أتظنّون أنّ ذلك يوجد في غير آل الرسول محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ...زيّن لهم الشيطان أعمالهم، فصدّهم عن السبيل، وكانوا مستبصرين.
رغبوا عن اختيار اللّه واختيار رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته إلي اختيارهم...وقال عزّ وجلّ:...( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَبٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَنٌ عَلَيْنَا بَلِغَةٌ إِلَي يَوْمِ الْقِيَمَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ * سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ * فَلْيَأْتُواْ بِشُرَكَآلِهِمْ إِن كَانُواْ صَدِقِينَ ) ...(1).
قوله تعالي: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَي السُّجُودِ فَلَايَسْتَطِيعُونَ ) : 42/68.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتّب ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن جعفر الكوفيّ الأسديّ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ قال: حدّثنا الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن (2) بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَي السُّجُودِ) قال ( عليه السلام ) : حجاب من نور يكشف فيقع
ص:219
المؤمنون سجّداً، وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود (1).
قوله تعالي: ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَي الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَي كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) : 7/69
1 - السيّد ابن طاووس : من كتاب العلل للقزوينيّ عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الأربعاء يوم نحس مستمرّ، لأنّه أوّل الأيّام، وآخر الأيّام التي قال اللّه عزّوجلّ: ( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)(2) (3).
قوله تعالي: ( مِّمَّا خَطِيَتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا) : 25/71.
1 - الصفّار :...سيلمان بن جعفر الجعفريّ قال: كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام )
ص:220
بالحمراء ...، فما لبث أن جاء فصعد إليه، فقال: البشري جعلت فداك، مات الزبيريّ، فأطرق إلي الأرض وتغيّر لونه، واصفرّ وجهه، ثمّ رفع رأسه فقال: إنّي أصبته قد ارتكب في ليلته هذه ذنباً ليس بأكبر ذنوبه!
قال: واللّه ( مِّمَّا خَطِيَتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَارًا) ...(1).
قوله تعالي: ( رَّبِ ّ اغْفِرْ لِي وَلِوَلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَتِ وَلَاتَزِدِ الظَّلِمِينَ إِلَّا تَبَارَم ا) : 28/71.
2 - السيّد ابن طاوس :...أبو شعيب الخراسانيّ قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أيّما أفضل، زيارة قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أو زيارة الحسين ( عليه السلام ) (2) ؟...
قال ( عليه السلام ) : إنّ مسجد الكوفة بيت نوح ( عليه السلام ) ، لو دخله رجل مائة مرّة، لكتب اللّه له مائة مغفرة، لأنّ فيه دعوة نوح ( عليه السلام ) حيث قال: ( رَّبِ ّ اغْفِرْ لِي وَلِوَلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا)
قال: (قلت): لمن عني بوالديه؟
قال ( عليه السلام ) : آدم وحواء (3).
ص:221
قوله تعالي: ( وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ فَلَاتَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) : 18/72.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل (1) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قوله: ( وَأَنَّ الْمَسَجِدَ لِلَّهِ فَلَاتَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) قال ( عليه السلام ) : هم الأوصياء (2)
قوله تعالي: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ و يَسْلُكُ مِن م بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ي رَصَدًا) : 26/72 - 27.
2 - الشيخ الصدوق :...مبارك مولي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: لايكون المؤمن مؤمناً حتّي يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه...فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه، قال اللّه جلّ جلاله: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ ) ...(3).
ص:222
3 - الراونديّ : روي عن محمّد بن الفضل الهاشميّ قال:...فلمّا كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة، إذا الرضا ( عليه السلام ) قد وافي فقصد منزل الحسن بن محمّد، وأخلي له داره، وقام بين يديه يتصرّف بين أمره ونهيه فقال: يا حسن بن محمّد! أحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمّد بن الفضل، وغيرهم من شيعتنا، وأحضر جاثليق النصاري، ورأس الجالوت، ومُر القوم أن يسألوا عمّا بدا لهم...ثمّ نظر الرضا ( عليه السلام ) إلي ابن هذّاب فقال: إن أنا أخبرتك أنّك ستبتلي في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك، أكنت مصدّقاً لي؟
قال: لا، فإنّ الغيب لا يعلمه إلّا اللّه تعالي.
قال ( عليه السلام ) : أوليس اللّه يقول: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ )(1) فرسول اللّه عند اللّه مرتضي، ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطّلعه اللّه علي ما شاء من غيبه...(2).
قوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ الَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِّصْفَهُ و أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً) : 1/73 - 3.
1 - ابن شهرآشوب : رجل حضرته الوفاة فقال عند موته: لفلان عندي ألف درهم إلّا قليلاً، كم القليل؟
ص:223
قال: القليل هو النصف، لقوله تعالي: ( يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ الَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِّصْفَهُ و) . بالأثر عن الرضا ( عليه السلام ) (1).
قوله تعالي: ( وُجُوهٌ يَوْمَل-ِذٍ نَّاضِرَةٌ) : 22/75.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصوفيّ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي الرويانيّ قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : ، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في قول اللّه تعالي: ( وُجُوهٌ يَوْمَل-ِذٍ نَّاضِرَةٌ) ، قال ( عليه السلام ) : يعني مشرقة تنتظر (2)ثواب ربّها (3).
ص:224
قوله تعالي: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ و مُسْتَطِيرًا) :7/76.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّ وجلّ: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) ، الذي أخذ عليهم من ولايتنا (2).
قوله تعالي: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ ي مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) :8/76.
2 - البرقيّ : عن أبيه، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قول اللّه: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ ي مِسْكِينًا) قال: قلت: حبّ اللّه أو حبّ الطعام؟ قال: حبّ الطعام (3).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: ينبغي للرجل أن يوسّع علي عياله كي لايتمنّوا موته، وتلا هذه الآية ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ ي مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (4)... (5).
ص:225
قوله تعالي: ( وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ و وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) : 26/76.
4 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سأله أحمد بن محمّد، عن هذه الآية ( وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) وقال: ما ذلك التسبيح؟
قال ( عليه السلام ) : صلاة الليل (1).
قوله تعالي: ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ إِنَّ اللّهَ كانَ عليماً حَكِيماً) : 30/76.
5 - البرقيّ :...محمّد بن إسحاق قال: قال أبوالحسن ( عليه السلام ) ليونس مولي عليّ بن يقطين:يا يونس!...إنّ اللّه إذا شاء شيئاً أراده، وإذا أراده قدّره، وإذا قدّره قضاه، وإذا قضاه أمضاه يا يونس! إنّ القدريّة لم يقولوا بقول اللّه: ( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ اللَّهُ ) ...(2).
قوله تعالي: ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْأَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) : 16/77 - 18.
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ : روي بحذف الإسناد مرفوعاً إلي العبّاس
ص:226
بن إسماعيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ: ( أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ) قال ( عليه السلام ) : يعني الأوّل والثاني، ( ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْأَخِرِينَ ) قال: الثالث والرابع والخامس.
( كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ) من بني أُميّة (1).
قوله تعالي: ( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) : 7/79.
1 - ابن شهرآشوب : قال الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) زلزلة الأرض. فأتبعتها خروج الدابّة، وقال: ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) قال: عليّ (2).
قوله تعالي: ( كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَل-ِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) : 15/83.
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المُعاذيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن
ص:227
الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَل-ِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه تبارك وتعالي لايوصف بمكان يَحُلّ فيه، فيُحجَب عنه فيه عبادُهُ، ولكنّه يعني: إنّهم عن ثواب ربّهم لمحجوبون (1).
قوله تعالي: ( خِتَمُهُ و مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَفِسُونَ ) : 26/83.
2 - ابن حمزة الطوسيّ : عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: هبط علي الحسين ( عليه السلام ) ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش...فأوحي اللّه تعالي إلي الملك: قل للحسين ( عليه السلام ) خطّ لهم بإصبعك خلف ظهرك يُروّوا.
فخطّ الحسين بإصبعه السبّابة فجري نهر أبيض من اللبن، وأحلي من العسل، فشرب منه هو وأصحابه.
فقال الملك: ياابن رسول اللّه! تأذن لي أن أشرب منه، فإنّه لكم خاصّة، وهو الرحيق المختوم الذي ( خِتَمُهُ و مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَفِسُونَ ) .
فقال الحسين ( عليه السلام ) : إن كنت تحبّ أن تشرب منه فدونك (2).
ص:228
قوله تعالي: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ ي فَصَلَّي ) : 15/87.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن أحمد بن الحسين، عن عليّ بن الريّان، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: ما معني قوله: ( وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ ي فَصَلَّي ) ؟
قلت: كلّما ذكر اسم ربّه قام فصلّي.
فقال لي: لقد كلّف اللّه عزّ وجلّ هذا شططاً (1).
فقلت: جعلت فداك، فكيف هو؟
فقال ( عليه السلام ) : كلّما ذكر اسم ربّه صلّي علي محمّد وآله (2).
قوله تعالي: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و فَيَقُولُ رَبِّي أَ هَنَنِ ) : 16/89.
1 - الشيخ الصدوق :...أبو الصلت الهرويّ قال: لمّا جمع المأمون لعليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات، من اليهود
ص:229
والنصاري، والمجوس والصابئين، وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلّا وقد ألزمه حجّته، كأنّه ألقم حجراً.
قام إليه عليّ بن محمّد بن الجهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أتقول بعصمة الأنبياء؟ قال ( عليه السلام ) : نعم.
قال: فما تعمل في قول اللّه عزّوجلّ:...( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) ...
فقال الرضا ( عليه السلام ) :...وأمّا قوله عزّوجلّ: ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) إنّما «ظنّ» بمعني استيقن، إنّ اللّه لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول اللّه عزّوجلّ: ( وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَل-هُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ و ) أي ضيق عليه رزقه، ولو ظنّ أنّ اللّه لا يقدر عليه لكان قد كفر...(1).
قوله تعالي: ( وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) : 22/89.
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ الهمدانيّ قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) عن قول اللّه عزّوجلّ: ( وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّوجلّ لا يوصف بالمجيي ء والذهاب، تعالي عن الانتقال، إنّما يعني بذلك، وجاء أمرُ ربّك، والملك صفّاً صفّاً (2).
ص:230
قوله تعالي: ( لَآ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلُ م بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَاوَلَدَ) : 1/90 - 3.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...بعض أصحابنا قال: ...، فقال اللّه تبارك وتعالي: ( لَآ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلُ م بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَاوَلَدَ) ، قال ( عليه السلام ) : يعظّمون البلد أن يحلفوا به، ويستحلّون فيه حرمة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) (1).
قوله تعالي: ( فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) : 11/90.
2 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي عن محمّد بن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ لي ابناً شديد العلّة، قال ( عليه السلام ) : مره يتصدّق بالقبضة من الطعام بعد القبضة، فإنّ اللّه تعالي يقول: ( فَلَااقْتَحَمَ العَقَبَةَ) (2).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، قال: كان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) إذا أكل أُتي بصحفة، فتوضع بقرب مائدته فيعمد إلي أطيب الطعام ممّا
ص:231
يؤتي به، فيأخذ من كلّ شي ء شيئاً، فيضع في تلك الصحفة، ثمّ يأمر بها للمساكين، ثمّ يتلو هذه الآية ( فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) ...(1).
قوله تعالي: ( فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَلكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَمٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) : 11/90 - 16.
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) إنّي أصبت بابنين، وبقي لي بُنَيّ صغير.
فقال ( عليه السلام ) : تصدّق عنه...فإنّ كلّ شي ء يراد به اللّه وإن قلّ - بعد أن تصدق النيّة فيه - عظيم.
إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول:...( فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَلكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَمٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)(2) ، علم اللّه عزّ وجلّ أنّ كلّ أحد لا يقدر علي فكّ رقبة، فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك، تصدّق عنه (3).
قوله تعالي: ( وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَي * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَي * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّي
ص:232
* فَأَمَّا مَنْ أَعْطَي وَاتَّقَي * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَي * فَسَنُيَسِّرُهُ و لِلْيُسْرَي * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ و إِذَا تَرَدَّي * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَي ) : 1/92 - 7 و11 و12.
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول في تفسير ( وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَي ) قال: إنّ رجلاً من الأنصار كان لرجل في حائطه نخلة، وكان يضرّ به، فشكا ذلك إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فدعاه فقال: أعطني نخلتك بنخلة في الجنّة، فأبي، فبلغ ذلك رجلاً من الأنصار يكنّي أبا الدحداح، فجاء إلي صاحب النخلة فقال: بعني نخلتك بحائطي فباعه، فجاء إلي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: يا رسول اللّه! قد اشتريت نخلة فلان بحائطي، قال: فقال له رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : فلك بدلها نخلة في الجنّة.
فأنزل اللّه تبارك وتعالي علي نبيّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَي * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّي * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَي (يعني النخلة) وَاتَّقَي * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَي * فَسَنُيَسِّرُهُ و لِلْيُسْرَي *(بوعد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ و إِذَا تَرَدَّي * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَي ) .
فقلت له: قول اللّه تبارك وتعالي: ( إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَي ) .
قال: إنّ اللّه يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء.
فقلت له: أصلحك اللّه، إنّ قوماً من أصحابنا يزعمون أنّ المعرفة مكتسبة، وأنّهم إذا نظروا من وجه النظر أدركوا.
فأنكر ذلك وقال ( عليه السلام ) : فما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم، ليس أحد من الناس إلّا وهو يحبّ أن يكون خيراً ممّن هو خير منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم، موضعهم، وقرابتهم، قرابتهم، وهم أحقّ بهذا الأمر منكم، أفترون أنّهم لا ينظرون لأنفسهم، وقد عرفتم ولم يعرفوا؟
ص:233
قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لو استطاع الناس لأحبّونا (1).
قوله تعالي: ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فََاوَي ) ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا) ( فَهَدَي ) ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً فَأَغْنَي ) : 6/93 - 8
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون، وعنده الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه! أليس من قولك: إنّ الأنبياء معصومون؟
قال: بلي...
قال الرضا ( عليه السلام ) :...قال اللّه عزّوجلّ لنبيّه محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فََاوَي ) ، يقول: ألم يجدك وحيداً فآوي إليك الناس ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا) يعني عند قومك ( فَهَدَي ) أي هديهم إلي معرفتك، ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً فَأَغْنَي ) ، يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً...(2).
ص:234
قوله تعالي: ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا فَهَدَي * وَوَجَدَكَ عَآل-ِلاً فَأَغْنَي ) : 8/93 - 9.
2 - أبو عليّ الطبرسيّ : روي العيّاشيّ بإسناده عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في قوله: ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فََاوَي ) قال ( عليه السلام ) : فرداً لا مثل لك في المخلوقين، فآوي الناس إليك، ( وَوَجَدَكَ ضَآلًّا) أي ضالّة في قوم لا يعرفون فضلك ( فَهَدَي ) هم إليك، ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً) تعول أقواماً بالعلم فأغناهم بك (1).
3 - العاملي الإصبهانيّ : روي العيّاشيّ عن الرضا ( عليه السلام ) في قوله تعالي: ( وَوَجَدَكَ عَآلِلاً فَأَغْنَي ) أي تعول أقواماً بالعلم، فأغناهم اللّه بك .
وفي رواية أخري: فأغناك بالوحي فلا تسأل عن شي ء أحداً (2)
قوله تعالي: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) : 1/94، 2، 4.
1 - ابن شهرآشوب : عبد السلام بن صالح، عن الرضا ( عليه السلام ) : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) يا محمّد! ألم نجعل عليّاً وصيّك، ( وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ) بقتل مقاتلة الكفّار، وأهل التأويل بعليّ، ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) أي رفعنا مع ذكرك يا محمّد! له زينة (3).
ص:235
قوله تعالي: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَنَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَهُ أَسْفَلَ سَفِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَكِمِينَ ) : 1/95 - 8.
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ : محمّد بن العبّاس، عن محمّد بن القاسم، عن محمّد بن زيد، عن إبراهيم بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن فضيل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أخبرني عن قول اللّه عزّ وجلّ: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) إلي آخر السورة؟
فقال ( عليه السلام ) : التين والزيتون، الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) .
قلت: ( وَطُورِ سِينِينَ ) ؟ قال ( عليه السلام ) : ليس هو طور سينين، ولكنّه طور سيناء.
قال: فقلت: وطور سيناء.
فقال ( عليه السلام ) : نعم، هو أمير المؤمنين، قلت: ( وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : هو رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أمن الناس به من النار إذا أطاعوه.
قلت: ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَنَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : ذاك أبو فضيل، حين أخذ اللّه ميثاقه له بالربوبيّة، ولمحمّد بالنبوّة، ولأوصيائه بالولاية، فأقرّ وقال: نعم، ألا تري أنّه قال: ( ثُمَّ رَدَدْنَهُ أَسْفَلَ سَفِلِينَ ) يعني الدرك الأسفل، حين نكص وفعل بآل محمّد ما فعل.
قال: قلت: ( إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : واللّه! هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وشيعته،( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) .
ص:236
قال: قلت: ( فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) ؟
قال ( عليه السلام ) : مهلاً مهلاً، لا تقل هكذا، هذا هو الكفر باللّه، لا واللّه! ما كذب رسول اللّه باللّه طرفة عين.
قال: قلت: فكيف هي؟
قال: «فمن يكذّبك بعد بالدين» والدين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَكِمِينَ (1)) (2).
1 - الراوندي : عن إسماعيل بن سهل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : علّمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة.
فكتب إليّ: أكثر تلاوة ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) ...(3).
1 - ابن فهد الحلّي : عن الرضا ( عليه السلام ) : من أصبح وفي يده خاتم فصّه عقيق
ص:237
متختّماً به في يده اليمني، وأصبح من قبل أن يراه أحد فقلّب فصّه إلي باطن كفّه وقرأ«إِنَّآ أَنزَلْنَهُ» إلي آخرها ثمّ يقول: «آمنت باللّه...
وقاه اللّه تعالي في ذلك اليوم [من ] شرّ ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومايلج في الأرض، وما يخرج منها، وكان في حرز اللّه وحرز رسوله حتّي يمسي (1).
قوله تعالي: ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) : 1/97.
2 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزيّ متكلّم خراسان علي المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمّي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قدم عليّ من الحجاز، وهو يحبّ الكلام ...إنّما وجّهت إليه لمعرفتي بقوّتك، وليس مرادي إلّا أن تقطعه عن حجّة واحدة فقط.
فقال سليمان: حسبك، يا أميرالمؤمنين! اجمع بيني وبينه، وخلّني والذمّ، فوجّه المأمون إلي الرضا ( عليه السلام ) ...قال سليمان: ألا تخبرني عن ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) في أيّ شي ء أنزلت؟
قال: يا سليمان! ليلة القدر يقدّر اللّه عزّوجلّ فيها ما يكون من السنة إلي السنة، من حياة أو موت، أو خير أو شرّ، أو رزق، فما قدّره في تلك الليلة فهو من المحتوم...(2).
ص:238
قوله تعالي: ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَبِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّي تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) : 1/98.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دفع إليّ أبو الحسن ( عليه السلام ) مصحفاً وقال: لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُواْ) ، فوجدت فيها اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم.
قال: فبعث إليّ: ابعث إليّ بالمصحف (1).
قوله تعالي: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ و * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و) : 7/99 - 8.
1 - الحلوانيّ : في بعض الروايات: إنّ بعض الناس سأل الرضا ( عليه السلام ) ، فقال: ياابن رسول اللّه! أتقول: إنّ اللّه تعالي فوّض إلي عباده أفعالهم؟... فكيف تقول؟ قال ( عليه السلام ) : أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم علي ما أمرهم به، ونهاهم عنه وخيّرهم...قال تعالي وعداً ووعيداً: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ و * وَمَن
ص:239
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و) (1).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) إنّي أصبت بابنين، وبقي لي بُنَيّ صغير.
فقال ( عليه السلام ) : تصدّق عنه...فإنّ كلّ شي ء يراد به اللّه وإن قلّ - بعد أن تصدق النيّة فيه - عظيم.
إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ و * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ و) ...(2).
قوله تعالي: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ و كُفُوًا أَحَدُم ) : 112/ 1 - 4.
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...إبراهيم بن مهزم، عن رجل سمع أباالحسن ( عليه السلام ) يقول:...من قدّم ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) بينه وبين جبّار، منعه اللّه عزّوجلّ منه، يقرأها من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه اللّه عزّ وجلّ خيره، ومنعه من شرّه...(3).
ص:240
2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: قل للعبّاسيّ يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره...وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال اللّه عزّوجلّ: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ و كُفُوًا أَحَدُم ) ...(1).
3 - الشيخ الصدوق :... عبد العزيز بن المهتديّ، قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن التوحيد؟ فقال ( عليه السلام ) : كلّ من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) وآمن بها فقد عرف التوحيد...(2).
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسين كاتب بقاء الكبير في آخرين: أنّ الرضا ( عليه السلام ) حمّ فعزم علي الفصد، فركب المأمون وقد كان قال لغلام له: فُتّ هذا بيدك، لشي ء أخرجه بَرْنِيّة، ففتّه في صينيّة ثمّ قال: كن معي ولاتغسل يدك...وقال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك الرمّان، وكان الرمّان في شجرة في بستان دار الرضا ( عليه السلام ) فقطف منه ثمّ قال: اجلس ففتّه، ففتّ منه في جام وأمر بغسله، ثمّ قال للرضا ( عليه السلام ) : مصّ منه شيئاً...
فمصّ منه ملاعق وخرج المأمون، فما صلّيت العصر حتّي قام ال رضا ( عليه السلام ) خمسين مجلساً، فوجّه إليه المأمون وقال: قد علمت أنّ هذه آفة وفُتار للفصد الذي في يدك، وزاد الأمر في الليل، فأصبح ( عليه السلام ) ميّتاً، فكان آخر ما تكلّم به ( عليهم السلام ) ( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي
ص:241
بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَي مَضَاجِعِهِمْ )(1) ( وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا) ...
(2).
1 - الشيخ الصدوق :...أبي الحسن الصائغ، عن عمّه قال: خرجت مع الرضا ( عليه السلام ) إلي خراسان...قال: فصلّينا خلفه أشهراً فما زاد في الفرائض علي ( الْحَمْدُ) ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) في الأولي، وعلي ( الْحَمْدُ) ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) في الثانية (3).
2 - الشيخ الصدوق :...رجاء بن أبي الضحّاك يقول: بعثني المأمون في إشخاص عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) من المدينة...فكنت معه من المدينة إلي مرو...فإذا زالت الشمس قام فصلّي ستّ ركعات، يقرأ في الركعة الأولي «الحمد»، و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) ، وفي الثانية «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ويقرأ في الأربع في كلّ ركعة «الحمد للّه»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ويسلّم في كلّ ركعتين، ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة... ثمّ سجد سجدة الشكر، يقول فيها مائة مرّة: شكراً للّه، فإذا رفع رأسه قام فصلّي ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ...ولم يتكلّم حتّي يقوم ويصلّي أربع ركعات بتسليمتين، ويقنت في كلّ ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة، وكان يقرأ في الأولي من هذه
ص:242
الأربع «الحمد»، و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) ، وفي الثانية «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، ويقرأ في الركعتين الباقيتين «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ...فإذا كان الثلث الأخير من الليل، قام من فراشه بالتسبيح، والتحميد والتكبير، والتهليل والاستغفار، فاستاك ثمّ توضّي، ثمّ قام إلي صلاة الليل، فيصلّي ثمان ركعات، ويسلّم في كلّ ركعتين، يقرأ في الأوليين منها في كلّ ركعة «الحمد» مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ثلاثين مرّة... ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين الباقيتين، يقرأ في الأولي «الحمد»، وسورة «الملك»، وفي الثانية «الحمد للّه»، و( هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَنِ )؛
ثمّ يقوم فيصلّي ركعتي الشفع، يقرأ في كلّ ركعة منهما «الحمد للّه» مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ثلاث مرّات...فإذا سلّم قام فصلّي ركعة الوتر يتوجّه فيها، ويقرأ فيها «الحمد» مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ثلاث مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ ّ الْفَلَقِ ) مرّة واحدة، و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ ّ النَّاسِ ) مرّة واحدة...فإذا قرب من الفجر قام فصلّي ركعتي الفجر، يقرأ في الأولي «الحمد»، و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) ، وفي الثانية «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ...وكان قراءته في جميع المفروضات في الأولي «الحمد»، و( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) ، وفي الثانية «الحمد»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) ، إلّا في صلاة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة، فإنّه كان يقرأ فيهاب' «الحمد»، وسورة «الجمعة»، و«المنافقين»؛
وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الأولي «الحمد»، و«سورة الجمعة»، وفي الثانية «الحمد»، و( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَي ) ؛
وكان يقرأ في صلاة الغداة يوم الإثنين، ويوم الخميس في الأولي «الحمد»، و( هَلْ أَتَي عَلَي الْإِنسَنِ ) ، وفي الثانية «الحمد»، و( هَلْ أَتَل-كَ حَدِيثُ الْغَشِيَةِ) وكان يجهر بالقراءة في المغرب والعشاء، وصلاة الليل، والشفع والوتر والغداة، ويخفي القراءة في الظهر والعصر.
ص:243
وكان يسبّح في الأُخراوين يقول: «سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلّا اللّه، واللّه أكبر»، ثلاث مرّات.
وكان قنوته ( عليه السلام ) في جميع صلاته: «ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عمّا تعلم، إنّك أنت الأعزّ الأجلّ الأكرم»...وكان إذا قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ ) قال سرّاً: «اللّه أحد»، فإذا فرغ منها قال: «كذلك اللّه ربّنا»، ثلاثاً.
وكان إذا قرأ سورة «الجحد» قال في نفسه سرّاً: «يا أيّها الكافرون»، فإذا فرغ منها قال: «ربّي اللّه، وديني الإسلام»، ثلاثاً.
وكان إذا قرأ ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) ، قال عند الفراغ منها: بلي، وأنا علي ذلك من الشاهدين.
وكان إذا قرأ ( لَآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَمَةِ) ، قال عند الفراغ: «سبحانك اللّهمّ»
وكان يقرأ في سورة الجمعة (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَرَةِ للذين اتقوا وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّزِقِينَ ) .
وكان إذا فرغ من «الفاتحة» قال: الحمد للّه ربّ العالمين، وإذا قرأ ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَي ) ، قال سرّاً: «سبحان ربّي الأعلي»، وإذا قرأ ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ) قال: «لبّيك، اللّهمّ لبّيك»، سرّاً...(1).
1 - الشيخ الصدوق :...عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه [أي أبي جعفر محمّد الجواد]، عن جدّه عليّ بن موسي الرض ( عليهم السلام ) : : أنّه كان يلبس ثيابه ممّا يلي
ص:244
يمينه، فإذا لبس ثوباً جديداً، دعا بقدح من ماء، فقرأ عليه: ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) عشر مرّات، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) عشر مرّات، و( قُلْ يَأَيُّهَا الْكَفِرُونَ ) عشر مرّات ثمّ نضحه علي ذلك الثوب...(1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، قال: أمرني أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) فعملت له دهناً فيه مسك وعنبر، فأمرني أن أكتب في قرطاس «آية الكرسيّ» و«أُمّ الكتاب» و«المعوّذتين» وقوارع (2) من
القرآن، وأجعله بين الغلاف والقارورة ففعلت، ثمّ أتيته به فتغلّف به وأنا أنظر إليه (3) .
1 - الشيخ الصدوق : كان الرضا ( عليه السلام ) يقول في دعائه:...
اللّهمّ من زعم أننّا أرباب، فنحن منه برآء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق، فنحن إليك منه برآء، كبراءة عيسي ( عليه السلام ) من النصاري.
اللّهمّ إنّا لم ندعهم إلي مايزعمون، فلاتؤاخذنا بمايقولون، واغفرلنا ما يزعمون. ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِ ّ لَاتَذَرْ عَلَي الْأَرْضِ مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَايَلِدُواْ إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) (1).
1 - السيّد ابن طاووس :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: رقعة الجَيب عوذة لكلّ شي ء:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه ( اخْسَئواْ فِيهَا وَلَاتُكَلِّمُونِ ) ، إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً... ( اللَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَاتَأْخُذُهُ و سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ و مَا فِي السَّمَوَتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ و إِلَّا بِإِذْنِهِ ي يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَايُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ ي إِلَّا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ وَلَايَئودُهُ و حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) ...(2).
ص:246
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » :...محمّد بن مسلم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: تكتب هذه العوذة في قرطاس، أو رقّ للحوامل من الإنس والدوابّ:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه، بسم اللّه، بسم اللّه، ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)(1) ، ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَي مَا هَدَلكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (2) ( وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) (3) ...( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلَايُؤْمِنُونَ) (4).
(فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ ي مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَي جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَلهَا مِن تَحْتِهَآ أَلَّاتَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا* فَأَتَتْ بِهِ ي قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ و قَالُواْ يَمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيًْا فَرِيًّا* يَأُخْتَ هَرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا* فَأَشَارَتْ
ص:247
إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَل-نِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَنِي بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرَّم ا بِوَلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ ) (1).
( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن م بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيًْا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَرَ وَالْأَفْئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَي الطَّيْرِ مُسَخَّرَتٍ فِي جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (2)...( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن م بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيًْا)...(وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَرَ وَالْأَفْئدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ...(3).
1 - الكفعمي : ووجد بخطّ الرضا ( عليه السلام ) أنّه تكتب للحمّي علي ثلاث قطع من الكاغذ يكتب علي الأولي: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، ( لَاتَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَي ) .
وعلي الثانية بعد البسملة: ( لَاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ ال ظَّلِمِينَ ) ...،(4).
ص:248
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الوشّاء قال: دخل رجل علي ال رضا ( عليه السلام ) فقال له: مالي أراك مصفارّاً؟ قال ( عليه السلام ) : حمّي الربع قد ألحّت عليّ، فدعا بدواة وكتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم...فعقد من جانب أربع عقد، يقرأ علي كلّ عقدة «فاتحة الكتاب»، و«المعوّذتين»، و«التوحيد»، و«آية الكرسيّ»، وعلي الجانب الآخر ثلاث عقد، يقرأ عليها مثل ذلك، وناوله إيّاه وقال: اربطه علي عضدك الأيمن، واقرأ «آية الكرسيّ» واختم، ولاتجامع عليه.
وفي رواية: ثمّ أدرج الكتاب ودعا بخيط مبلول فقال: ائتوني بخيط يابس، فعقد وسطه، وعقد علي الأيمن أربع عقد، وعلي الأيسر ثلاث عقد، وقرأ علي كلّ عقدة «أمّ الكتاب»، و«المعوّذتين»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، و«آية الكرسيّ» علي الترتيب...(1).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن محمّد بن عيسي قال:...وسأله رجل عن العين فقال ( عليه السلام ) : حقّ، فإذا أصابك ذلك فارفع كفّيك حذاء وجهك، واقرأ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، و«المعوّذتين»، وامسحهما علي نواصيك، فإنّه نافع بإذن اللّه (2).
1 - السيّد ابن طاووس : دعاء الرضا ( عليه السلام ) ، من كتاب أصل يونس بن بكير
ص:249
قال: وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاءً أدعوا به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة، تُجاب وتُعطي ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك، وحجبتني عن استيهال رحمتك، وباعدَتني عن استيجاب مغفرتك، ولولا تعلّقي بآلائك، وتمسّكي بالدعاء، وما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، وأوعدت القانطين من رحمتك، بقولك: ( يَعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ و هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ، وحذَّرتَ القانطين من رحمتك، فقلت: ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ ي إِلَّا الضَّآلُّونَ ) ، ثمّ ندبتنا برأفتك إلي دعاءك فقلت: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ، إلهي لقد كان ذلك الإياس عليّ مشتملاً، والقنوط من رحمتك ملتحفاً، إلهي لقد وعدت المحسن ظنّه بك ثواباً، وأوعدت المسي ء ظنّه بك عقاباً.
اللّهمّ وقد أمسك رمقي حسن الظّن بك في عتق رقبتي من النّار، وتغمّد زلّتي، وإقالة عثرتي.
اللّهمّ قلت في كتابك، وقولك الحقّ، الذي لا خلف له ولا تبديل ( يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ ) ...(1).
ص:250
ص:251
وفيه عشرة موضوعات
وفيه عشرة موارد
1 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إلّا كتب اللّه له بكلّ مؤمن ومؤمنة حسنة، منذ بعث اللّه آدم إلي أن تقوم الساعة (1).
ص:252
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن الحسن بن الجهم (1) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: لا تحقّروا دعوة أحد فإنّه يستجاب لليهوديّ والنصرانيّ فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم (2).
1 - الشيخ الصدوق :...ياسر قال: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا رجع يوم الجمعة من الجامع، وقد أصابه العرق والغبار، رفع يديه وقال: «اللّهمّ إن كان فرجي ممّا ...(3).
2 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن موسي بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كنت معه في الطواف فلمّا صرنا معه بحذاء الركن اليمانيّ أقام ( عليه السلام ) ، فرفع يديه ثمّ قال: «يا اللّه...(4).
3 - الشيخ الصدوق :...ياسر، قال: لمّا ولي الرضا ( عليه السلام ) العهد سمعته وقد رفع يديه إلي السماء وقال: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي مكره مضطرّ،...(5).
ص:253
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: دعوة العبد سرّاً دعوة واحدة، تعدل سبعين دعوة علانية.
وفي رواية أُخري: دعوة تخفيها أفضل عند اللّه من سبعين دعوة تظهرها (1).
1 - الحرّ العامليّ : عن الحسن بن الجهم، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : يجوز أن يدعو اللّه عزّ وجلّ فيحوّل الأُنثي ذكراً، والذكر أُنثي؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه يفعل مايشاء (2).
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، ومحمّد بن
ص:254
أحمد بن حمّاد المروزيّ قال: روي أبي ، عن يونس بن عبد الرحمن قال: رأيت عبد اللّه بن جندب (1) وقد أفاض من عرفة، وكان عبد اللّه أحد المتهجّدين، قال يونس: فقلت له: قد رأي اللّه اجتهادك منذ اليوم، فقال لي عبداللّه: واللّه الذي لا إله إلّا هو! لقد وقفت موقفي هذا وأفضت، ما سمعني اللّه دعوت لنفسي بحرف واحد، لأنّي سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان السماء: لك بكلّ واحدة مائة ألف.
فكرهت أن أدع مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها، أم لا (2).
وفيه خمسة وعشرون مورداً
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم (3) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: إذا
خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: «بسم اللّه، آمنت باللّه، توكّلت علي اللّه، ما شاء اللّه، لاحول ولاقوّة إلّا باللّه» فتلقّاه الشياطين فتنصرف، وتضرب الملائكة
ص:255
وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه، وقد سمّي اللّه وآمن به، وتوكّل عليه وقال: ماشاء اللّه لا حول ولا قوّة إلّا باللّه (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ادع اللّه عزّ وجلّ أن يرزقني الحلال.
فقال ( عليه السلام ) : أتدري ما الحلال؟
قلت: الذي عندنا الكسب الطيّب. فقال ( عليه السلام ) : كان عليّ بن الحسين ( عليهماالسلام ) يقول: الحلال هو قوت المصطفين، ثمّ قال: قل: «أسألك من رزقك الواسع» (2).
ص:256
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن إبراهيم بن أبي إسرائيل، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: خرج بجارية لنا خنازير (1)في عنقها فأتاني آت فقال: يا عليّ! قل لها فلتقل: «يا رؤوف يا رحيم، يا ربّ يا سيّدي» تكرّره.
قال: فقالته فأذهب اللّه عزّ وجلّ عنها قال: وقال: هذا الدعاء الذي دعا به جعفر بن سليمان (2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عليّ بن إسحاق البصريّ قال: حدّثنا زكريّا بن آدم المقري ء، وكان يخدم الرضا بخراسان قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : وقال لي يوماً: يا زكريّا! قلت: لبّيك ياابن رسول اللّه. قال: قل علي جميع العلل: «يامُنزل الشفاء! ومُذهب الداء، أنزل علي وجعي الشفاء»، فإنّك تعافي بإذن اللّه عزّوجلّ» (3) .
ص:257
1 - ابن فهد الحلّي : عن الرضا ( عليه السلام ) : من قال في دبر صلاة الغداة لم يلتمس حاجة إلّا تيسّرت له، وكفاه اللّه ما أهمّه: «بسم اللّه وصلّي اللّه علي محمّد وآله، وأفوّض أمري إلي اللّه إنّ اللّه بصير بالعباد، فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا، لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين، حسبنا اللّه ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل، لم يمسسهم سوء، ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، ما شاء اللّه وإن كره الناس، حسبي الربّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي من كان منذ [قط] كنت لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلّا هو، عليه توكّلت، وهو ربّ العرش العظيم» (1).
2 - الشيخ الطوسيّ : تدعو بالدعاء المرويّ عن الرضا ( عليه السلام ) عقيب الثماني الركعات: «اللّهمّ! إنّي أسألك بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلي عزّك، واستظلّ بفيئك، واعتصم بحبلك، ولم يثق إلّا بك، يا جزيل العطايا، يا مطلق الأساري، يا من سمّي نفسه من جوده وهّاباً، أدعوك رغباً ورهباً، وخوفاً
ص:258
وطمعاً، وإلحاحاً وإلحافاً، وتضرّعاً وتملّقاً، وقائماً وقاعداً، وراكعاً وساجداً، وراكباً وماشياً، وذاهباً وجائياً، وفي كلّ حالاتي، وأسألك أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا» (1).
1 - الشيخ الطوسيّ :...ابن المغيرة، عن الرضا ( عليه السلام ) :
«اللّهمّ صلّ علي محمّد وآله في الأوّلين، وصلّ علي محمّد وآله في الآخرين، وصلّ علي محمّد وآله في الملأ الأعلي، وصلّ علي محمّد وآله في النبيّين والمرسلين.
اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة.
اللّهمّ إنّي آمنت بمحمّد عليه وآله السلام، ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفّني علي ملّته، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً لا أظمأ بعده أبداً، إنّك علي كلّ شي ء قدير.
اللّهمّ كما آمنت بمحمّد ولم أره، فعرّفني في الجنان وجهه.
اللّهمّ أبلغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً» (2).
1 - الحميريّ :...الحسين بن يسار، قال: قرأت كتابه إلي داود بن كثير الرقّيّ
ص:259
- هو محبوس، وكتب إليه يسأله الدعاء - فكتب ( عليه السلام ) :
بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه وإيّاك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته، كتبت إليك، ومابنا من نعمة فمن اللّه، له الحمد لا شريك له
وصل إليّ كتابك يا أبا سلمان! ولعمري لقد قمت من حاجتك ما لو كنت حاضراً لقصرت، فثق باللّه العظيم الذي به يوثق،
«ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه، ونسأل اللّه بمنّه وفضله وطوله، يحيي الموتي وهو علي كلّ شي ء قدير، وصلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد، يا اللّه! بحقّ لا إله إلّا اللّه، ارحمني بحقّ لا إله إلّا اللّه» (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...كتب محمّد بن إبراهيم إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) : إن رأيت يا سيّدي! أن تعلّمني دعاء أدعو به في دبر صلواتي، يجمع اللّه لي به خير الدنيا والآخرة.
فكتب ( عليه السلام ) : تقول: «أعوذ بوجهك الكريم، وعزّتك التي لاترام، وقدرتك التي لايمتنع منها شي ء من شرّ الدنيا والآخرة، ومن شرّ الأوجاع كلّها» (2).
1 - السيّد ابن طاووس : دعاء الرضا ( عليه السلام ) ، من كتاب أصل يونس بن بكير
ص:260
قال: وسألت سيّدي أن يعلّمني دعاءً أدعوا به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، وادع به في كلّ شدّة، تُجاب وتُعطي ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ إنّ ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي عندك، وحجبتني عن استيهال رحمتك، وباعدَتني عن استيجاب مغفرتك، ولولا تعلّقي بآلائك، وتمسّكي بالدعاء، وما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين، وأوعدت القانطين من رحمتك،...» (1).
1 - الشيخ الطوسي : روي ابن مقاتل قال: قال أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : أيّ شي ء تقولون في قنوت صلاة الجمعة؟
قال: قلت ما تقول الناس.
قال ( عليه السلام ) : لا تقل كما يقولون، ولكن قل: «اللّهمّ! أصلح عبدك وخليفتك بما أصلحت به أنبياءك ورسلك، وحُفّه بملائكتك، وأيّده بروح القدس من عندك، واسلكه من بين يديه ومن خلفه رصداً يحفظونه من كلّ سوء، وأبدله من بعد خوفه أمناً يعبدك لايشرك بك شيئاً، ولاتجعل لأحد من خلقك علي وليّك سلطاناً، وائذن له في جهاد عدوّك وعدوّه، واجعلني من أنصاره إنّك علي كلّ شي ء قدير»(2).
ص:261
1 - الشيخ الطوسيّ :...ابن أبي حمزة، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: جاء رجل إلي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: يا ابن رسول اللّه! إنّي ذو عيال وعليّ دين، وقد اشتدّت حالي، فعلّمني دعاءً إذا دعوت اللّه عزّ وجلّ به رزقني اللّه.
فقال ( عليه السلام ) : يا عبد اللّه! توضّأ وأسبغ وضوءك، ثمّ صلّ ركعتين، تتمّ الركوع والسجود فيهما، ثمّ قل:
«يا ماجد ياكريم، يا واحد يا كريم، أتوجّه إليك بمحمّد نبيّك نبيّ الرحمة،
يا محمّد! يارسول اللّه، إنّي أتوجّه بك إلي اللّه ربّك، وربّ كلّ شي ء، أن تصلّي علي محمّد وعلي أهل بيته، وأسألك نفحة من نفحاتك، وفتحاً يسيراً، ورزقاً واسعاً، ألمّ به شعثي، وأقضي به ديني، وأستعين به علي عيالي» (1).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا حزنك أمر شديد فصلّ ركعتين...ثمّ خذ المصحف، وارفعه فوق رأسك وقل: «اللّهمّ بحقّ من أرسلته إلي خلقك، وبحقّ كلّ آية فيه، وبحقّ كلّ من مدحته فيه عليك، وبحقّك عليه، ولا نعرف أحداً أعرف بحقّك منك، «يا سيّدي يا اللّه» عشر مرّات «بحقّ محمّد» عشراً، «بحقّ عليّ» عشراً، «بحقّ فاطمة» عشراً، بحقّ إمام بعد كلّ إمام بعده عشراً...(2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...مقاتل بن مقاتل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) :
ص:262
جعلت فداك علّمني دعاء لقضاء الحوائج؟
فقال ( عليه السلام ) : إذا كانت لك حاجة إلي اللّه عزّ وجلّ مهمّة، فاغتسل والبس أنظف ثيابك، وشمَّ شيئاً من الطيب، ثمّ ابرز تحت السماء، فصلّ ركعتين...ثمّ تسجد فتقول في سجودك: «اللّهمّ إنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلي قرار أرضك فهو باطل سواك، فإنّك [أنت ] اللّه الحقّ المبين، اقض لي حاجة كذا وكذا، الساعة الساعة»...(1)
2 - الشيخ الطوسيّ : روي عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من كانت له حاجة قد ضاق بها ذرعاً، فلينزلها باللّه جلّ اسمه.
قلت: كيف يصنع؟ قال ( عليه السلام ) : فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة...ثمّ يخرّ ساجداً فيقول وهو ساجد يبكي:
«يا جواد يا ماجد، يا واحد يا أحد، يا صمد يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلي قرار أرضك باطل إلّا وجهك جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، ويا مذلّ كلّ عزيز، تعلم كُربتي، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وفرّج عنّي».
ثمّ تقلّب خدّك الأيمن وتقول ذلك ثلاثاً، ثمّ تقلّب خدّك الأيسر وتقول مثل ذلك ثلاثاً؛
قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : فإذا فعل العبد ذلك يقضي اللّه حاجته، وليتوجّه في حاجته إلي اللّه بمحمّد وآله عليه وعليهم السلام ويسمّيهم عن آخرهم (2).
ص:263
وتلحّ فيما أردت (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) يصلّي ركعتين...فإذا فرغ سجد وقال: «اللّهمّ يا فارج الهمّ! ويا كاشف الغمّ! ومجيب دعوة المضطرّين! ورحمن الدنيا ورحيم الآخرة، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارحمني رحمة تطفي ء بها عنّي غضبك وسخطك، وتغنيني بها عمّن سواك»، ثمّ يلصق خدّه الأيمن بالأرض ويقول: «يا مذلّ كلّ جبّار عنيد! ويا معزّ كلّ ذليل! وحقّك قد بلغ المجهود منّي في أمر كذا، ففرّج عني»...فإنّ اللّه سبحانه يفرّج غمّه، ويقضي حاجته (2).
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، كيف صار مهور النساء خمسمائة درهم، إثنتي عشرة أوقية ونشّ؟
قال ( عليه السلام ) : إنّ اللّه عزّ وجلّ أوجب علي نفسه ألّا يكبّره مؤمن مائة تكبيرة، ويسبّحه مائة تسبيحة، ويحمده مائة تحميدة، ويهلّله مائة تهليلة، ويصلّي علي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) مائة مرّة، ثمّ يقول: «اللّهمّ زوّجني من الحور العين» إلّا زوّجه
ص:264
اللّه حوراء...(1)
1 - ابن فهد الحلّي : عن الرضا ( عليه السلام ) : من أصبح وفي يده خاتم فصّه عقيق متختّماً به في يده اليمني، وأصبح من قبل أن يراه أحد فقلّب فصّه إلي باطن كفّه وقرأ ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) إلي آخرها ثمّ يقول: «آمنت باللّه وحده لا شريك له، وكفرت بالجبت والطاغوت، آمنت بسرّ آل محمّد، وعلانيتهم وولايتهم»، قاه اللّه تعالي في ذلك اليوم [من ] شرّ ما ينزل من السماء ...(2)
1 - محمّد بن يعقوب الكليني :...عليّ بن أسباط، قال: كنت حملت معي متاعاً إلي مكّة فبار عليّ، فدخلت به المدينة علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وقلت له: إنّي حملت متاعاً قد بار عليّ، وقد عزمت علي أن أصير إلي مصر، فأركب برّاً أو بحراً؟
فقال:...فإن ركبت الظهر فقل: «الحمد للّه ( الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ و مُقْرِنِينَ * وَإِنَّآ إِلَي رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ) »
وإن ركبت البحر فإذا صرت في السفينة، فقل: ( بِسْمِ اللَّهِ مَجْرلهَا وَمُرْسَل-هَآ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) . فإذا هاجت عليك الأمواج فاتّك علي يسارك، وأوم إلي
ص:265
الموجة بيمينك،وقل: «قرّي بقرار اللّه، واسكني بسكينة اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه [العليّ العظيم ]»...(1).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عليّ بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ماتري آخذ برّاً أو بحراً، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟
فقال: اخرج برّاً، ولاعليك أن تأتي مسجد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة، ثمّ لتستخير اللّه مائة مرّة ومرّة، ثمّ تنظر فإن عزم اللّه لك علي البحر، فقل...«بسم اللّه اسكن بسكينة اللّه، وقرّ بوقار اللّه، واهدء بإذن اللّه، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه»...
ثمّ قال: فإذا خرجتَ من منزلك فقل: «بسم اللّه، آمنت باللّه، توكّلت علي اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه»...(2).
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن عليّ الخزّاز قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) آخر جمعة من شعبان...فقال: معاشر شيعتي هذا آخر يوم من شعبان من صامه احتساباً غفر له...
ثمّ قال ( عليه السلام ) : معاشر شيعتي إذا طلع هلال شهر رمضان فلاتشيروا إليه بالأصابع، ولكن استقبلوا القبلة، وارفعوا أيديكم إلي السماء، وخاطبوا الهلال وقولوا: «ربّنا
ص:266
وربّك اللّه ربّ العالمين، اللّهمّ! اجعله علينا هلالاً مباركاً، ووفّقنا لصيام شهر رمضان، وسلّمنا فيه وتسلّمنا منه في يسر وعافية، واستعملنا فيه بطاعتك، إنّك علي كلّ شي ء قدير»...(1).
سيره
1 - السيّد ابن طاووس :...عبدالرحمن بن نجران، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: تقول بعد الإقامة قبل الاستفتاح في كلّ صلاة:
«اللّهمّ! ربّ هذه الدعوة التامّة، والصلاة القائمة، بلّغ محمّداً الدرجة والوسيلة، والفضل والفضيلة، باللّه أستفتح، وباللّه أستنجح، وبمحمّد رسول اللّه وآل محمّد أتوجّه، اللّهمّ! صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني بهم عندك وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين» (2).
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلم بن صالح الهروي ّ قال: دخلت علي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: ياأبا الصلت! إنّ شعبان قد مضي أكثره، وهذا آخر جمعة منه، فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضي منه...وأكثر من أن تقول فيما بقي من هذا الشهر «اللّهمّ إن لم تكن قد غفرت
ص:267
لنا في ما مضي من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه» فإنّ اللّه تبارك وتعالي يعتق في هذا الشهر رقاباً من النار لحرمة شهر رمضان (1).
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: من قال عند إفطاره:
«اللّهمّ! لك صمنا بتوفيقك، وعلي رزقك أفطرنا بأمرك، فتقبّله منّا واغفر لنا، إنّك أنت الغفور الرحيم» غفر اللّه ما أدخل علي صومه من النقصان بذنوبه (2).
1 - الشيخ الطوسيّ : روي عن الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال: من دهمه أمر من سلطان أو من عدوّ حاسد، فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، وليدع عشيّة الجمعة ليلة السبت، وليقل في دعائه:
«أي ربّاه! أي سيّداه! أي سنداه! أي أَمَلاه! أي رجاياه! أي عماداه! أي كهفاه! أي حصناه! أي حرزاه! أي فخراه! بك آمنت ولك أسلمت، وعليك توكّلت، وبابك قرعت، وبفِنائك نزلت، وبحبلك اعتصمت، وبك استغثت، وبك أعوذ، و بك ألوذ، وعليك أتوكّل، وإليك ألجأ وأعتصم، وبك أستجير
ص:268
في جميع أُموري، وأنت غياثي وعمادي، وأنت عصمتي ورجائي، وأنت اللّه ربّي لا إله إلّا أنت، سبحانك وبحمدك، عملت سوءاً، وظلمت نفسي، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفرلي وارحمني، وخذ بيدي وأنقذني، وقني واكفني، واكلأني وارعني في ليلي ونهاري، وإمسائي وإصباحي، ومقامي وسفري، يا أجود الأجودين! وياأكرم الأكرمين! ويا أعدل الفاصلين! ويا إله الأوّلين والآخرين! ويا مالك يوم الدين! ويا أرحم الراحمين! يا حيّ يا قيّوم! يا حيّ لا يموت! يا حيّ لا إله إلّا أنت! بمحمّد يا اللّه! بعليّ يا اللّه! بفاطمة يا اللّه! بالحسن يا اللّه! بالحسين يا اللّه! بعليّ يا اللّه! بمحمّد يا اللّه! صلوات اللّه عليه وعليهم أجميعن».
قال الحسن بن محبوب: فعرّضته علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فزادني فيه:
«بجعفر يا اللّه! بموسي يا اللّه! بعليّ يا اللّه! بمحمّد يا اللّه! بعليّ يا اللّه! بالحسن يا اللّه! بحجّتك ثمّ خليفتك في بلادك يا اللّه! صلّ علي محمّد وآل محمّد، وخذ بناصية من أخافُه (وتسمّيه باسمه) وذلّل لي صعبه، وسهّل لي قياده، ورُدَّ عنّي نافرة قلبه، وارزقني خيره، واصرف عنّي شرّه، فإنّي بك اللّهمّ أعوذ وألوذ، وبك أثق، وعليك أعتمد وأتوكّل، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، واصرفه عنّي، فإنّك غياث المستغيثين، وجار المستجيرين، ولجأ اللاجئين، وأرحم الراحمين» (1).
ص:269
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني محمّد بن عيسي، عن عبّاس مولي الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: من قال حين يسمع أذان الصبح: « اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال نهارك، وإدبار ليلك، وحضور صلواتك، وأصوات دعائك، أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، وأن تتوب عليّ، إنّك [أنت ] التوّاب الرحيم»
وقال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب، ثمّ مات من يومه أو من ليلته مات تائباً (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا ذهب لك ضالّة، أو متاع فقل: ( وَعِندَهُ و مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ) إلي قوله: ( فِي كِتَبٍ مُّبِينٍ ) (1) ، ثمّ تقول: «اللّهمّ إنّك تهدي من الضلالة، وتنجي من العمي، وتردّ الضالّة، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفر لي، ورُدّ ضالّتي، وصلّ علي محمّد وآله وسلّم» (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: اشتكت جارية لي وكان لها قدر، فأتاني آت في المنام فقال لي: قل لها تقول: «يا ربّاه! يا سيّداه! صلّ علي محمّد وأهل بيته، واكشف عنّي ماأجد» فإنّ فلان بن فلان نجا من النار بهذه الدعوة (4).
2 - أبو نصر الطبرسيّ :عن الرضا ( عليه السلام ) :
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بذكر الرحمن يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم وآل إبراهيم، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وعن فلان بن فلان تطفي بإذن اللّه» وفي نسخة:
ص:271
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بذكر الرحمن قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي إبراهيم وآل إبراهيم، وصلّ علي محمّد وآل محمّد، وعلي فلان بن فلان بإذن اللّه تطفي النار» (1).
وفيه اثنان وعشرون مورداً
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... محمّد بن زيد، قال: جئت إلي الرضا ( عليه السلام ) أسأله عن التوحيد، فأملي عليَّ: «الحمد للّه فاطر الأشياء إنشاءً، ومبتدعها ابتداعاً بقدرته وحكمته، لا من شي ء فيبطل الاختراع، ولا لعلّة فلا يصحّ الابتداع، خلق ما شاء كيف شاء، متوحّداً بذلك لإظهار حكمته، وحقيقة ربوبيّته، لا تضبطه العقول، ولا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأبصار، ولا يحيط به مقدار، عجزت دونه العبارة، وكلّت دونه الأبصار، وضلّ فيه تصاريف الصفات، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، عرف بغير رؤية، ووصف بغير صورة، ونعت بغير جسم، لا إله إلّا اللّه الكبير المتعال» (2).
ص:272
1 - الشيخ الطوسيّ : روي يونس بن عبد الرحمن: أنّ الرضا ( عليه السلام ) كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا:
«اللّهمّ ادفع عن وليّك وخليفتك، وحجّتك علي خلقك، ولسانك المعبّر عنك، الناطق بحكمك، وعينك الناظرة بإذنك، وشاهدك علي عبادك، الجحجاح (1) المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، وأعذه من شرّ جميع ما خلقت وبرأت، و أنشأت وصوّرت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك و آباءه أئمّتك، ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لايخفر، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لايخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيّده بجندك الغالب، وقوّه بقوّتك، وأردفه بملائكتك، ووال من والاه، وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة، وحفّه بالملائكة حفّاً.
اللّهمّ! اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزيّن بطول بقائه الأرض، وأيّده بالنصر، وانصره بالرعب، وقوّ ناصريه واخذل خاذليه، ودمدم من نصب له، ودمّر من غشّه، واقتل به جبابرة الكفر وعُمُدَه ودعائمه، واقصِم به رؤوس الضلالة، وشارعة البدع، ومميتة السنّة، ومقوّية الباطل، وذلّل به الجبّارين، وأَبِر به الكافرين، وجميع الملحدين، في مشارق الأرض ومغاربها، وبرّها وبحرها، وسهلها
ص:273
وجبلها، حتّي لاتدع منهم ديّاراً، ولا تُبقي لهم آثاراً.
اللّهمّ! طهّر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، وأعزّ به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، ودارس حكم النبيين، وجدّد به ما امتُحِيَ من دينك، وبُدِّل من حكمك، حتّي تُعيد دينك به، وعلي يديه جديداً غضّاً، محضاً صحيحاً لا عوج فيه، ولا بدعة معه، وحتّي تُنِير بعدله ظلم الجور، وتطفي ء به نيران الكفر، وتُوضِح به معاقد الحقّ، ومجهول العدل، فإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته علي غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهّرته من الرجس، وسلّمته من الدنس.
اللّهمّ! فإنّا نشهد له يوم القيمة، ويوم حلول الطامّة، أنّه لم يُذنب ذنباً، ولاأتي حُوباً، ولم يرتكب معصية، ولم يُضِع لك طاعة، ولم يَهتِك لك حرمة، ولم يبدّل لك فريضة، ولم يغيّر لك شريعة، وأنّه الهادي المهتدي، الطاهر التقيّ، النقيّ الرضيّ الزكيّ.
اللّهمّ! أعطه في نفسه وأهله، وولده وذرّيّته، وأمّته وجميع رعيّته، ماتُقِرُّ به عينه، وتَسُرُّ به نفسه، وتجمع له ملك المُمَلَّكات كلّها، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتّي يُجري حكمه علي كلّ حكم، وتغلب بحقّه كلّ باطل.
اللّهمّ! اسلك بنا علي يديه منهاج الهدي، والمحجّة العظمي، والطريقة الوسطي التي يَرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقوّنا علي طاعته، وثبّتنا علي مشايعته، وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه، القوّامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتّي تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه، ومُقَوّية سلطانه.
اللّهمّ! واجعل ذلك لنا خالصاً من كلّ شكّ وشبهة، ورياء وسمعة، حتّي لانعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلّا وجهك، وحتّي تُحِلُّنا محلّه، وتجعلنا في
ص:274
الجنّة معه، وأعذنا من السَأمَة والكَسَل والفَترَة، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك، وتعزّ به نصر وليّك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير، وهو علينا كثير.
اللّهمّ! صلّ علي وُلاة عهده، والأئمّة من بعده، وبلّغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعزّ نصرهم، وتمّم لهم ما أسنَدْتَ إليهم من أمرك لهم، وثبّت دعائمهم، واجعلنا لهم أعواناً، وعلي دينك أنصاراً، فإنّهم معادن كلماتك، وخزّان علمك، وأركان توحيدك، ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك، وصفوتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد نبيّك، والسلام عليه وعليهم ورحمة اللّه وبركاته» (1).
1 - البرقيّ :...الحلبيّ، عن أبي عبداللّه ( عليه السلام ) قال: كان أبوجعفر ( عليه السلام ) إذا خرج من بيته يقول: «بسم اللّه خرجت، وبسم اللّه ولجت، و علي اللّه توكّلت، ولاحول ولاقوّة إلّا باللّه العليّ العظيم».
قال محمّد بن سنان: فكان أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول ذلك إذا خرج من منزله (2).
ص:275
1 - الشيخ الصدوق :...أحمد بن موسي بن سعد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كنت معه في الطواف فلمّا صرنا معه بحذاء الركن اليمانيّ أقام ( عليه السلام ) ، فرفع يديه ثمّ قال: «يا اللّه، يا وليّ العافية، ويا خالق العافية، ويا رازق العافية، والمنعم بالعافية، والمنّان بالعافية، والمتفضّل بالعافية عليّ وعلي جميع خلقك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارزقنا العافية، ودوام العافية، وتمام العافية، وشكر العافية في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين» (1).
1 - محمّد بن عليّ الطبريّ :....مسهّر رجل من أصحابنا قال: مرّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بقبر بعض من أهل بيته، فنزل عن دابّته ووضع خدّه علي القبر وهو يبكي ويقول: «إلهي بدت قدرتك ولم تبد واهية (2) فجهلوك وقدّروك، والتقدير علي غير ما قدّروك، وشبّهوك بخلقك، فمن ثمّ لم يعرفوك ولم يعبدوك، فأنا إلهي بري ء من الذين بالتشبيه طلبوك،...(3).
ص:276
1 - السيّد ابن طاووس : عن مولانا عليّ بن موسي الرضا (صلوات اللّه عليه) في يوم عرفة: «اللّهمّ! كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما بدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك بالغفران،... (1).
1 - السيّد ابن طاووس :...محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) ، وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن الرضا ( عليه السلام ) قالا: دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر، فأطال في سجوده، ثمّ رفع رأسه، فقلنا له: أطلت السجود؟
فقال ( عليه السلام ) : من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وسلّم يوم بدر، قالا: قلنا: فنكتبه.
قال: اكتبا: إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا: «أللّهمّ العن اللذَين بدّلا دينك، وغيّرا نعمتك، واتَّهما رسولك صلي اللّه عليه وآله، وخالفا ملّتك، وصدّا عن سبيلك،...(2).
ص:277
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن عليّ ( عليهماالسلام ) : إنّ الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر...فقال للرضا ( عليه السلام ) : قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ وجلّ أن يمطر الناس.
فقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم!...
فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلي الصحراء، وخرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثني عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ! أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، وأمّلوا فضلك ورحمتك، وتوقّعوا إحسانك ونعمتك، فاسقهم سقياً نافعاً عامّاً غير رائث ولا ضائر، وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلي منازلهم ومقارّهم»...(1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبي، عن ياسر، قال: لمّا ولي الرضا ( عليه السلام ) العهد سمعته وقد رفع يديه إلي السماء وقال: «اللّهمّ إنّك تعلم أنّي مكره مضطرّ، فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدك ونبيّك يوسف حين دفع إلي ولاية مصر» (2).
ص:278
1 - الشيخ الصدوق : كان الرضا ( عليه السلام ) يقول في دعائه:
اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من الحول والقوّة، فلا حول ولا قوّة إلّا بك.
اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من الذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحقّ.
اللّهمّ إنّي أبرأ إليك من الذين قالوا فينا مالم نقله في أنفسنا.
اللّهمّ لك الخلق، ومنك الأمر، وإيّاك نعبد، وإيّاك نستعين.
اللّهمّ أنت خالقنا وخالق آبائنا الأوّلين، وآبائنا الآخرين.
اللّهمّ لا تليق الربوبيّة إلّا بك، ولا تصلح الإلهيّة إلّا لك، فالعن النصاري الذين صغّروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.
اللّهمّ إنّا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضرّاً ولانفعاً ولا موتاً ولاحياة ولا نشوراً.
اللّهمّ من زعم أننّا أرباب، فنحن منه برآء، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق، فنحن إليك منه برآء، كبراءة عيسي ( عليه السلام ) من النصاري.
اللّهمّ إنّا لم ندعهم إلي ما يزعمون، فلا تؤاخذنا بما يقولون، واغفرلنا ما يزعمون. ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِ ّ لَاتَذَرْ عَلَي الْأَرْضِ مِنَ الْكَفِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَايَلِدُواْ إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) (1) (2).
ص:279
1 - العلّامة المجلسيّ : الاختيار (1) (لابن الباقي): بعد رفع
الرأس من الركوع يمدّ يديه، ويدعو بما روي عن مولانا الرضا ( عليه السلام ) : «إلهي وقفت بين يديك، ومددت يدي إليك مع علمي بتفريطي في عبادتك، وإهمالي لكثير من طاعتك، ولو أنّي سلكت سبيل الحياء لخفت من مقام الطلب والدعاء، ولكنّي يا ربّ! لمّا سمعتك تنادي المسرفين إلي بابك، وتعدهم بحسن إقالتك وثوابك، جئت ممتثلاً للنداء، ولائذاً بعواطف أرحم الرحماء. وقد توجّهت إليك بنبيّك ( صلي الله عليه وآله وسلم ) الذي فضّلته علي أهل الطاعة، ومنحته بالإجابة والشفاعة، وبوصيّه المختار المسمّي عندك بقسيم الجنّة والنار، وبفاطمة سيّدة النساء، وبأبنائها الأولياء الأوصياء، وبكلّ ملك خاصة، يتوجّهون بهم إليك، ويجعلونهم الوسيلة في الشفاعة لديك، وهؤلاء خاصّتك، فصلّ عليهم وآمنّي من أخطار لقائك، واجعلني من خاصّتك وأحبّائك، فقد قدّمت أمام مسألتك ونجواك مايكون سبباً إلي لقائك ورؤياك، وإن رددت مع ذلك سؤالي، وخابت إليك آمالي، فمالكٌ رأي من مملوكه ذنوباً فطرده عن بابه، وسيّد رأي من عبده عيوباً فأعرض عن جوابه.
يا شقوتاه! إن ضاقت عنّي سعة رحمتك، إن طردتني عن بابك علي باب من أقف بعد بابك، وإن فتحت لدعائي أبواب القبول، وأسعفتني ببلوغ السؤل فمالك بدء بالإحسان، وأحبّ إتمامه، ومولي أقال عثرة عبده، ورحم مقامه، وهناك لاأدري أيّ نعمك أشكر؟ أحين تطوّلت عليّ بالرضا، وتفضّلت بالعفو عمّا مضي، أم حين زدت علي العفو والغفران، باستيناف
ص:280
الكرم والإحسان؟.
فمسئلتي لك يا ربّ! في هذا المقام الموصوف، مقام العبد البائس الملهوف، أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي، وتعصمني فيما بقي من عمري، وأن ترحم والديّ الغريبين في بطون الجنادل، البعيدين من الأهل والمنازل، صِلْ وحدتهما بأنوار إحسانك، وآنس وحشتهما بآثار غفرانك، وجدّد لمحسنهما في كلّ وقت مسرّة ونعمة، ولمسيئهما مغفرة ورحمة حتّي يأمنا بعاطفتك من أخطار القيامة، وتسكنهما برحمتك في دار المقامة، وعرّف بيني وبينهما في ذلك النعيم الرائق، حتّي تشمل بنا مسرّة السابق، واللاحق به.
سيّدي! وإن عرفت من عملي شيئاً يرفع من مقامهما، ويزيد في إكرامهما، فاجعله مايوجبه حقّهما لهما، وأشركني في الرحمة معهما، وارحمهما كما ربّياني صغيراً» ثمّ يدعو لمن يعنيه أمره من موتاه بعد ذلك، إن شاء اللّه (1).
1 - السيّد ابن طاووس : قنوت الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) :
«الفزع، الفزع إليك، يا ذا المحاضرة والرغبة، الرغبة إليك يا من به المفاخرة، وأنت اللّهمّ مُشاهد هواجس النفوس، ومُراصد حركات القلوب، ومُطالع مسرّات السرائر من غير تكلّف ولا تعسّف، وقد تري اللّهمّ ما ليس عنك بمنطوي، ولكنّ حلمك آمن أهله عليه جرئةً وتمرّداً وعتوّاً وعناداً، وما
ص:281
يُعانيه أولياؤك من تعفية آثار الحقّ، ودروس معالمه، وتزيّد الفواحش، واستمرار أهلها عليها، وظهور الباطل، وعموم التغاشم والتراضي بذلك في المعاملات والمتصرّفات، مُذ جَرت به العادات وصار كالمفروضات والمسنونات.
اللّهمّ فبادر الذي من أعنته به فاز، ومن أيّدته لم يخف لَمزَ لمّاز، وخذ الظالم أخذاً عنيفاً، ولاتكن له راحماً، ولابه رؤوفاً.
اللّهمّ! اللّهمّ! اللّهمّ! بادرهم، اللّهمّ! عاجلهم، اللّهمّ! لاتمهلهم، اللّهمّ غادرهم بكرةً وهجيرةً وسحرة وبياتاً وهم نائمون، وضحيً وهم يلعبون، ومكراً وهم يمكرون، وفجأةً وهم آمنون.
اللّهمّ بدّدهم، وبدّد أعوانهم، وافلل أعضادهم، واهزم جنودهم، وافلل حدّهم، واجتثّ سنامهم، وأضعِف عزائمهم.
اللّهمّ امنحنا أكتافهم، وملّكنا أكنافهم، وبدّلهم بالنعم النقم، وبدّلنا من محاذرتهم، وبغيهم السلامة، واغنمناهم أكمل المَغنم.
اللّهمّ لا تردّ عنهم بأسك الذي إذا حلّ بقوم فساء صباح المنذرين» (1).
ص:282
1 - السيّد ابن طاووس : بإسنادنا إلي سعد بن عبد اللّه في كتاب فضل الدعاء، وقال أبو جعفر، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا ( عليه السلام ) ، وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن الرضا ( عليه السلام ) قالا: دخلنا عليه وهو ساجد في سجدة الشكر، فأطال في سجوده، ثمّ رفع رأسه، فقلنا له: أطلت السجود؟
فقال ( عليه السلام ) : من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعاء كان كالرامي مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وسلّم يوم بدر، قالا: قلنا: فنكتبه.
قال: اكتبا: إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا: «أللّهمّ العن اللذَين بدّلا دينك، وغيّرا نعمتك، واتَّهما رسولك صلي اللّه عليه وآله، وخالفا ملّتك، وصدّا عن سبيلك، وكفرا آلاءك، وردّا عليك كلامك، واستهزءا برسولك، وقتلا ابن نبيّك، وحرَّفا كتابك، وجحدا آياتك، وسخرا بآياتك، واستكبرا عن عبادتك، وقتلا أولياءك، وجلسا في مجلس لم يكن لهما بحقّ، وحملا الناس علي أكتاف آل محمّد، اللّهمّ! العنهما لعناً يتلوا بعضه بعضاً، واحشرهمإ،) !ض ض ض ض ض ض ض ض ض ظَ وأتباعهما إلي جهنّم زُرقاً، اللّهمّ! إنّا نتقرّب إليك باللعنة لهما، والبرائة منهما في الدنيا والآخرة، اللّهمّ! العن قتلة أمير المؤمنين، وقتله الحسين بن عليّ، وابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله وسلّم، اللّهمّ! زدهما عذاباً فوق عذاب، وهواناً فوق هوان، وذلاًّ فوق ذلّ، وخزياً فوق خزي، اللّهمّ! دُعَّهما في النّار دَعّاً، واركسهما في اليمّ عقابك رَكساً، اللّهمّ! احشرهما وأتباعهما إلي جهنّم زُمَراً، اللّهمّ! فرّق جمعهم، وشتّت أمرهم، وخالف بين كلمتهم، وبدّد جماعتهم، والعن أئمّتهم، واقتل قادتهم وسادتهم وكبرائهم، والعن رؤسائهم، واكسر رايتهم، وألق البأس بينهم، ولاتبق منهم ديّاراً، اللّهمّ! العن أبا جهل والوليد لعناً يتلو بعضه بعضاً، ويَتْبَع بعضه بعضاً، اللّهمّ!
ص:283
العنهما لعناً يلعنهما به كلّ ملك مقرّب، وكلّ نبيّ مرسل، وكلّ مؤمن امتحنتَ قلبه للإيمان، اللّهمّ! العنهما لعناً يتعوّذ منه أهل النّار، اللّهمّ! العنهما لعناً لم يخطر لأحد ببال، اللّهمّ! العنهما في مستسرّ سرّك، وظاهر علانيتك، وعذَّبهما عذاباً في التقدير، وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما، ومحبّيهما ومن شايعهما، إنّك سميع الدّعاء، وصلّي اللّه علي محمّد وآله أجمعين» (1).
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: وسألته أن يدعو اللّه عزّ وجلّ لإمرأة من أهلنا بها حمل؟
فقال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : الدعاء ما لم يمض أربعة أشهر.
فقلت له: إنّما لها أقلّ من هذا، فدعا لها، ثمّ قال: إنّ النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوماً، وتكون علقة ثلاثين يوماً، وتكون مضغة ثلاثين يوماً، وتكون مخلّقة وغير مخلّقة ثلاثين يوماً، فإذا تمّت الأربعة أشهر، بعث اللّه تبارك وتعالي إليها ملكين خلّاقين، يصوّرانه ويكتبان رزقه وأجله، وشقيّاً أو سعيداً (2).
ص:284
1 - محمّد بن عليّ الطبريّ : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن منصور بن العبّاس قال: حدّثني محمّد بن الفضل الهمدانيّ، قال: حدّثني مسهّر رجل من أصحابنا قال: مرّ أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) بقبر بعض من أهل بيته، فنزل عن دابّته ووضع خدّه علي القبر وهو يبكي ويقول: «إلهي بدت قدرتك ولم تبد واهية (1)فجهلوك وقدّروك، والتقدير علي غير ما قدّروك، وشبّهوك بخلقك، فمن ثمّ لم يعرفوك ولم يعبدوك، فأنا إلهي بري ء من الذين بالتشبيه طلبوك، وبالتحديد وصفوك، ليس كمثلك شي ء
يا إلهي! ولن يدركوك، وظاهر ما بهم من نعمتك، دلّهم عليك لو عرفوك، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك بل سوّوك بخلقك، فمن ثمّ لم يعرفوك، واتّخذوا آياتك ربّاً، فبذلك وصفوك، تعاليت ربّ وتقدّست عمّا به المشبّهون نعتوك».
ثمّ قام فركب دابّته (2).
ص:285
1 - أبو عمرو الكشّيّ : محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن الوليد بن خالد الكوفيّ قال: حدّثنا العبّاس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ طارقاً مولي لبني أميّة نزل ذا المروّة عاملاً المدينة، فلقيه بعض بني أمّية، وأوصاه بسعيد بن المسيّب، وكلّمه فيه، وأثني عليه، وأخبره طارق: أنّه أُمر بقتله، فأَعْلَمَ سعيداً بذلك،
وقال له: تغيّب، وقيل له: تنحّ من مجلسك، فإنّه علي طريقه، فأبي.
فقال سعيد: «اللّهمّ إنّ طارقاً عبد من عبيدك، ناصيته بيدك، وقلبه بين أصابعك، تفعل فيه ما تشاء، فانسه ذكري واسمي».
فلمّا عزل طارق عن المدينة، لقيه الذي كان كلّمه في سعيد من بني أميّة بذي المروّة.
فقال: كلّمتك في سعيد لتشفّعني فيه فأبيت، وشفّعت فيه غيري.
فقال: واللّه ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتّي عدت إليك (1).
2 - الشيخ المفيد : قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الريّان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يدعو بكلمات فحفظتها عنه، فما دعوت بها في شدّة إلّا فرّج اللّه عنّي، وهي:
ص:286
«اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شديدة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من كرب يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، وتعيي فيه الأُمور، ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق، ويشمت فيه العدوّ، أنزلته بك، وشكوته إليك، راغباً إليك فيه عمّن سواك، ففرّجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت وليّ كلّ نعمة، وصاحب كلّ حاجة، ومنتهي كلّ رغبة. فلك الحمد كثيراً، ولك المنّ فاضلاً، بنعمتك تتمّ الصالحات، يا معروفاً بالمعروف معروف، ويا من هو بالمعروف موصوف، أنلني من معروفك معروفاً تغنيني به عن معروف من سواك، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
1 - الشيخ الطوسي : ثمّ تدعو بالدعاء المرويّ عن ال رضا ( عليه السلام ) ، عقيب الثماني الركعات: «اللّهمّ! إنّي أسألك بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلي عزّك، واستظلّ بفَيئِك، واعتصم بحبلك، ولم يثق إلّا بك، يا جزيل العطايا! يا مطلق الأُساري! يا من سمّي نفسه من جوده وهّاباً! أدعوك رغباً ورهباً، وخوفاً وطمعاً، وإلحاحاً وإلحافاً، وتضرُّعاً وتملّقاً، وقائماً وقاعداً، وراكعاً وساجداً، وراكباً وماشياً، وذاهباً وجائياً، وفي كلّ حالاتي، وأسألك أن تصلّي علي
ص:287
محمّد وآل محمّد، وأن تفعل بي كذا وكذا» (1).
1 - الكفعمي : وعن الرضا ( عليه السلام ) قل في طلب الرزق عقيب كلّ فريضة:
«يا من يملك حوائج السائلين! ويعلم ضمير الصامتين، لكلّ مسألة منك سمع حاضر، وجواب عتيد، ولكلّ صامت منك علم باطن محيط، أسألك بمواعيدك الصادقة، وأياديك الفاضلة، ورحمتك الواسعة، وسلطانك القاهر، وملكك الدائم، وكلماتك التامّات، يا من لاتنفعه طاعة المطيعين! ولايضرّه معصية العاصين، صلّ علي محمّد وآله، وارزقني من فضلك، وأعطني فيما ترزقني العافية، برحمتك يا أرحم الراحمين» (2).
1 - الكفعمي : روي عن الرضا ( عليه السلام ) وهو من أدعية الوسائل إلي المسائل: «اللّهمّ! إنّ خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرغائب، وتجزل المواهب، وتغنم المطالب، وتطيّب المكاسب، وتهدي إلي أجمل المذاهب، وتسوق إلي أحمد العواقب، وتقي مخوف النوائب، اللّهمّ! إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني عقلي إليه، فسهّل اللّهمّ! منه ماتوعّر، ويسّر منه ما تعسّر، واكفني فيه المهمّ، وادفع عنّي كلّ ملمّ، واجعل ربّ عواقبه غُنماً، ومخوفه سلماً، وبعده قرباً، وجَدبَه خِصباً، وأرسل اللّهمّ! إجابتي، وأنجح طلبتي، واقض حاجتي، واقطع عوائقها، وامنع بوائقها، وأعطني اللّهمّ! لواء الظفر بالخيرة فيما استخرتك، ووفور الغُنم فيما دعوتك، وعوائد الإفضال فيما رجوتك، واقرنه اللّهمّ! ربّ بالنجاح، وحُطّه بالصلاح، وأرني أسباب الخيرة واضحة، وأعلام
ص:288
غُنْمِها لائحة، واشدد خَناق تعسّرها، وانعش صريع تيسّرها، وبيّن اللّهمّ! ملتبسها، وأطلق محتبسها حتّي تكون خيرة مقبلة بالغُنم، مزيلة للغُرم، عاجلة النفع، باقية الصنع، إنّك وليّ المزيد مبتدي ء بالجود» (1).
2 - الكفعمي : مرويّ عن الرضا ( عليه السلام ) وهو من أدعية الوسائل إلي المسائل:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ! جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك، ومن وعدته بالإجابة أن يرجوك، ولي اللّهمّ! حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلّت فيها طاقتي، وضعفت عن مرامها قدرتي، وسوّلت لي نفسي الأمّارة بالسوء، وعدوّي الغرور الذي أنا منه مبتلي، أن أرغب فيها إلي ضعيف مثلي، ومن هو في النكول شكلي، حتّي تداركتني رحمتك، وبادرتني بالتوفيق رأفتك، ورددت عليّ عقلي بتطوّلك، وألهمتني رشدي بتفضّلك، وأحييت بالرجاء لك قلبي، وأزلت خدعة عدوّي عن لبّي، وصحّحت بالتأميل فكري، وشرحت بالرجاء لإسعافك صدري، وصوّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، والوصول إلي ما أمّلته، فوقفت اللّهمّ! ربّ بين يديك سائلاً
ص:289
لك، ضارعاً إليك، واثقاً بك، متوكّلاً عليك في قضاء حاجتي، وتحقيق أمنيّتي، وتصديق رغبتي، فأنجح اللّهمّ! حاجتي بأيمن نجاح، واهدها سبيل الفلاح، وأعذني اللّهمّ! بكرمك من الخيبة والقنوط والأناة والتثبيط بهنيّ إجابتك، وسابغ موهبتك، إنّك مليّ وليّ، علي عبادك بالمنائح الجزيلة وفيّ، وأنت علي كلّ شي ء قدير، وبكلّ شي ء محيط، وبعبادك خبير بصير»(1).
3 - الكفعميّ : دعاء المناجاة بالشكر عن الرضا ( عليه السلام ) وهو من أدعية الوسائل إلي المسائل:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
«اللّهمّ! لك الحمد علي مردّ نوازل البلاء، وملمّات الضرّاء، وكشف نوائب اللأواء، وتوالي سُبوغ النعماء، ولك الحمد ربّ علي هنييّ عطائك، ومحمود بلائك، وجليل آلائك، ولك الحمد علي إحسانك الكثير، وخيرك العزيز، وتكليفك اليسير، ودفعك العسير، ولك الحمد يا ربّ! علي تثميرك قليل الشكر، وإعطائك وافر الأجر، وحَطِّك مثقل الوزر، وقبولك ضيق العذر، ووضعك باهظ الإصر، وتسهيلك موضع الوعر، ومنعك مقطع الأمر، ولك الحمد علي البلاء المصروف، ووافر المعروف، ودفع المخوف، وإذلال العَسوف، ولك الحمد علي قلّة التكليف، وكثرة التخفيف، وتقوية الضعيف، وإغاثة اللهيف، ولك الحمد علي سعة إمهالك، ودوام إفضالك، وصرف إمحالك، وحميد فعالك، وتوالي نوالك، ولك الحمد علي تأخير معاجلة
ص:290
العقاب، وترك مغافصة العذاب، وتسهيل طرق المآب، وإنزال غيث السحاب، إنّك المنّان الوهّاب» (1).
1 - السيّد ابن طاووس : عن مولانا عليّ بن موسي الرضا (صلوات اللّه عليه) في يوم عرفة: «اللّهمّ! كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما بدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، وكما عرّفتني وحدانيّتك فأكرمني بطاعتك، وكما عصمتني ما لم أكن أعتصم منه إلاّ بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه، يا جواد! يا كريم! يا ذا الجلال والإكرام!» (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن يحيي بن المبارك، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمّه، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: «يامن دلّني علي نفسه، وذلّل قلبي بتصديقه، أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة» (3).
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار
ص:291
النيسابوريّ بنيسابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول في دعائه: «سبحان من خلق الخلق بقدرته، وأتقن ما خلق بحكمته، ووضع كلّ شي ء منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليس كمثله شي ء وهو السميع البصير» (1).
1 - الراوندي : تسبيح عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) في اليوم العاشر والحادي عشر: «سبحان خالق النور، سبحان خالق الظلمة، سبحان خالق المياه، سبحان خالق السماوات، سبحان خالق الأرضين، سبحان [خالق ] الرياح والنبات، سبحان خالق الحياة والموت، سبحان خالق الثري والفلوات، سبحان اللّه وبحمده» (2).
ص:292
وفيه أربعة موارد
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: وكتب ( عليه السلام ) إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك ورضي عنهم، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا، ومن الكسوة بكذا، فبارك لك فيه، وفي جميع نعمة اللّه عليك...(1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد المعروف بعلاّن، عن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: اعلم علّمك اللّه الخير ...(2).
1 - الشيخ الصدوق :...هرثمة بن أعين قال: دخلت علي سيّدي ومولاي -
ص:293
يعني الرضا ( عليه السلام ) - في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) قد توفّي، ولم يصحّ هذا القول، فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلميّ وكان يتوالي سيّدي حقّ ولايته...قال: إعلم يا هرثمة! أنّ المأمون دعاني وثلاثين غلاماً من ثقاته...فدعا بنا غلاماً غلاماً، وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه...فقال: يأخذ كلّ واحد منكم سيفاً بيده وامضوا حتّي تدخلوا علي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في حجرته، فإن وجدتموه قائماً أو قاعداً أو نائماً فلا تكلّموه، وضِعوا أسيافكم عليه، واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخّه...قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته، فوجدناه مضطجعاً يقلّب طرف يديه ويكلّم بكلام لا نعرفه، قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه، وكأنّه قد كان علم مصيرنا إليه، فليس علي بدنه ما لا تعمل فيه السيوف فطووا علي بساطه، وخرجوا حتّي دخلوا علي المأمون فقال: ما صنعتم؟
قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين!... فمشي لينظر إليه وأنا بين يديه، فلمّا دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد ثمّ قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا
يا أمير المؤمنين! فقال: اسرعوا وانظروا...قال صبيح: فدخلت وتولّي المأمون راجعاً، ثمّ صرت إليه عند عتبة الباب، قال ( عليه السلام ) لي: يا صبيح!
قلت: لبّيك، يا مولاي! وقد سقطت لوجهي فقال: قم، يرحمك اللّه، ...(1).
ص:294
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يزيد بن إسحاق شَعَر...قال: خاصمني مرّة أخي محمّد وكان مستوياً، فقلت له لمّا طال الكلام بيني وبينه: إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو اللّه لي حتّي أرجع إلي قولكم.
قال: قال لي محمّد: فدخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّ لي أخاً وهو أسنّ منّي وهو يقول بحياة أبيك...فإنّي أُحبّ أن تدعو اللّه له.
قال: فالتفت أبو الحسن ( عليه السلام ) نحو القبلة، فذكر ما شاء اللّه أن يذكر، ثمّ قال: «اللّهمّ! خذ بسمعه وبصره، ومجامع قلبه، حتّي تردّه إلي الحقّ»...(1).
وفيه ستّة موارد
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...يونس بن عبد الرحمن في حديث قال: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) ، ووجدت أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها من بعد علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) وقال لي: إنّ أبا الخطّاب كذب علي أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ، لعن اللّه أبا
ص:295
الخطّاب! وكذلك أصحاب أبي الخطّاب يدسّون هذه الأحاديث إلي يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) ...(1).
1 - الشيخ الصدوق : ... عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) ياابن رسول اللّه! إنّ في سواد الكوفة قوماً يزعمون أنّ النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لم يقع عليه السهو في صلاته!
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا لعنهم اللّه! إنّ الذي لا يسهو هو اللّه الذي لا إله إلّا هو ....
قال: قلت: ياابن رسول اللّه! وفيهم قوماً يزعمون أنّ الحسين بن عليّ ( عليه السلام ) لم يقتل ...فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، عليهم غضب اللّه ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبيّ اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) في إخباره بأنّ الحسين بن عليّ ( عليهماالسلام ) سيقتل ...(2).
1 - الشيخ الصدوق : وفي حديث آخر:...وجميع الأئمّة الأحد عشر بعد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قتلوا منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين ( عليهماالسلام ) ، والباقون قتلوا بالسمّ، قتل كلّ واحد منهم طاغية زمانه، وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحّة، لاكما تقوله الغلاة والمفوّضة لعنهم اللّه، فإنّهم يقولون: إنّهم لم يقتلوا علي الحقيقة، وأنّه شبّه للناس أمرهم، فكذبوا عليهم غضب اللّه...
ص:296
ويقولون المتجاوزون للحدّ في أمر الأئمّ ( عليهم السلام ) : : إنّه إن جاز أن يشبّه أمر عيسي ( عليه السلام ) للناس، فلم لايجوز أن يشبّه أمرهم أيضاً؟
والذي يجب أن يقال لهم: إنّ عيسي هو مولود من غير أب، فلم لايجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنّهم لايجترؤن علي إظهار مذهبهم لعنهم اللّه في ذلك...(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن الفضيل، قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك، ما حال قوم قد وقفوا علي أبيك موسي ( عليه السلام ) ؟
فقال: لعنهم اللّه، ما أشدّ كذبهم!...(2).
2 - الشيخ الصدوق :...جعفر بن محمّد النوفليّ قال: أتيت ال رضا ( عليه السلام ) وهو بقنطرة أربق فسلّمت عليه، ثمّ جلست وقلت: جعلت فداك، إنّ أُناساً يزعمون أنّ أباك حيّ.
فقال: كذبوا! لعنهم اللّه...(3).
ص:297
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...ابن سنان، قال:
قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ يونس يقول: إنّ الجنّة والنار لم يخلقا.
قال: فقال: ماله لعنه اللّه، فأين جنّة آدم (1).
1 - الشيخ الصدوق : ... عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: رفع إلي المأمون أنّ أباالحسن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتتنون بعلمه، فأمر محمّد بن عمرو الطوسيّ حاجب المأمون، فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به. فخرج أبوالحسن ( عليه السلام ) من عنده مغضباً وهو يدمدم بشفتيه ويقول: وحقّ المصطفي والمرتضي وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه، ما يكون سبباً لطرد كلاب أهل هذه الكورة إيّاه، واستخفافهم به، وبخاصّته وعامّته.
ثمّ أنّه ( عليه السلام ) انصرف إلي مركزه، واستحضر الميضاة وتوضّأ وصلّي ركعتين وقنت في الثانية فقال:
«اللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية، والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل ولا يمثّل بنظير، ولا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر فأحسن، وصوّر فأتقن، وأجنح فأبلغ، وأنعم
ص:298
فأسبغ، وأعطي فأجزل، يا من سمّا في العزّ ففات خواطف الأبصار، ودني في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه، وتوحّد بالكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه، يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العارفين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين، يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لجلالته، ووجلت القلوب من خيفته، وارتعدت الفرائص من فرقه، يا بدئ يا بديع، يا قوي يا منيع، يا عليّ يا رفيع، صلّ علي من شرّفت الصلاة بالصلاة عليه، وأنتقم لي ممّن ظلمني، واستخفّ بي وطرد الشيعة عن بابي، وأذقه مرارة الذلّ والهوان كما أذاقنيها، واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس»...(1).
ص:299
وفيه أربعة موارد
1 - السيّد ابن طاووس : حرز لمولانا عليّ بن موسي ال رضا ( عليهماالسلام ) تسمّي رقعة الجَيب.
قال عليّ بن عبد الصمد: أخبرني الشيخ جدّي قراءة عليه، وأنا أسمع، في سنة تسع وعشرين وخمسمائة قال: أخبرنا والدي الفقيه أبو الحسن قال: حدّثنا السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الحسنيّ قراءة عليه في سنة أربع عشرة وأربعمائة، قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، عن محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: لمّا نزل أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قصر حميد بن قحطبة، نزع ثيابه وناولها حميداً فاحتملها، وناولها جارية له لتغسلها، فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميداً وقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن ( عليه السلام ) .
فقلت: جعلت فداك، إنّ الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فها هي؟
قال ( عليه السلام ) : يا حميد! هذه عوذة لانفارقها، فقلت: لو شرّفتني بها.
فقال ( عليه السلام ) : هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان البلاء مدفوعاً عنه، وكانت له حرزاً من الشيطان الرجيم، ثمّ أملي علي الحميد العوذة وهي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم،
«بسم اللّه إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً، أو غير تقيّ، أخذت باللّه السميع البصير علي سمعك وبصرك لاسلطان لك عليّ، ولاعلي سمعي،
ص:300
ولاعلي بصري، ولاعلي شعري، ولاعلي بشري، ولاعلي لحمي، ولاعلي دمي، ولاعلي مخّي، ولاعلي عصبي، ولاعلي عظامي، ولاعلي مالي، ولاعلي مارزقني ربّي، سترت بيني وبينك بستر النبوّة الذي استتر أنبياء اللّه به من سطوات الجبابرة والفراعنة، جبرئيل عن يميني، وميكائيل عن يساري، وإسرافيل عن ورائي، ومحمّد صلّي اللّه عليه وآله أمامي، واللّه مطّلع عليّ، يمنعك منّي، ويمنع الشيطان منّي.
اللّهمّ! لايغلب جهله أناتك أن يستفزَّني ويستخفّني.
اللّهمّ! إليك التجأت، اللّهمّ! إليك التجأت، اللّهمّ! إليك التجأت».
قلت: ولهذا الحرز قصّة مونقة، وحكاية عجيبة، كما رواه أبو الصلت الهرويّ.
قال: كان مولاي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ذات يوم جالساً في منزله، إذ دخل عليه رسول المأمون (1)، فقال: أجب أمير المؤمنين! فقام عليّ بن موسي
الرضا ( عليهماالسلام ) فقال لي: يا أباالصلت! إنّه لا يدعوني في هذا الوقت إلّا لداهية، واللّه لا يمكنه أن يعمل بي شيئاً أكرهه، لكلمات وقعت إليّ من جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
قال: فخرجت معه حتّي دخلنا علي المأمون، فلمّا نظر به الرضا ( عليه السلام ) ، قرأ هذا الحرز إلي آخره، فلمّا وقف بين يديه نظر إليه المأمون وقال: يا أباالحسن! قد أمرنا لك بمائة ألف درهم، واكتب حوائج أهلك، فلمّا ولّي عنه عليّ بن موسي بن جعف ( عليهم السلام ) : ومأمون ينظر إليه في قفاه ويقول: أردت وأراد اللّه، و ماأراد اللّه خير (2).
ص:301
1 - السيّد ابن طاووس : حرز آخر للرضا ( عليه السلام ) بغير تلك الرواية:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
«يا من لاشبيه له ولامثال له، أنت اللّه لا إله إلّا أنت، ولاخالق إلّا أنت، تفني المخلوقين، وتبقي أنت، حلمت عمّن عصاك، وفي المغفرة رضاك» (1).
1 - السيّد ابن طاووس : حرز لمولانا عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) تسمّي رقعة الجَيب...ياسر الخادم قال: لمّا نزل أبو الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قصر حميد بن قحطبة، نزع ثيابه وناولها حميداً فاحتملها، وناولها جارية له لتغسلها، فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميداً وقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن ( عليه السلام ) .
فقلت: جعلت فداك، إنّ الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك فها هي؟
قال ( عليه السلام ) : يا حميد! هذه عوذة لانفارقها، فقلت: لو شرّفتني بها.
فقال ( عليه السلام ) : هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان البلاء مدفوعاً عنه، وكانت له حرزاً من الشيطان الرجيم، ثمّ أملي علي الحميد العوذة وهي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم،
«بسم اللّه إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً، أو غير تقيّ، أخذت باللّه السميع البصير علي سمعك وبصرك لاسلطان لك عليّ، ولاعلي سمعي، ولاعلي بصري،...(2).
ص:302
1 - السيّد ابن طاووس : حجاب عليّ بن موسي ( عليه السلام ) :
«استسلمت مولاي لك، وأسلمت نفسي إليك، وتوكّلت في كلّ أموري عليك، وأنا عبدك وابن عبديك، إخبأني اللّهمّ! في سترك عن شرار خلقك، واعصمني من كلّ أذيً وسوء بمنَّك، واكفني شرّ كلّ ذي شرّ بقدرتك، اللّهمّ! من كادني أو أرادني فإنّي أدرأ بك في نحره، وأستعين بك منه، وأستعيذ منه بحولك وقوّتك، وشُدّ عنّي أيدي الظّالمين، إذ كنت ناصري، لا إله إلاّ أنت، يا أرحم الرّاحمين، وإله العالمين، أسألك كفاية الأذي والعافية، والشفاء والنصر علي الأعداء، والتوفيق لما تحبُّ ربّنا وترضي، يا إله العالمين، يا جبّار السماوات والأرضين، يا ربّ محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين» (1).
وفيه خمسة موارد
1 - السيّد ابن طاووس : حدّثني السيّد الإمام أبو البركات محمّد بن
ص:303
إسماعيل الحسينيّ المشهديّ قال: حدّثني المفيد أبو الوفاء عبد الجبّار بن عبد اللّه المقريّ قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ، وأخبرني الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسن بن عليّ بن محمّد الجوينيّ ، وأخبرني الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن أحمد بن محمّد بن طحّال المقداديّ (قدس اللّه روحه)، وأخبرني الشيخ أبو عليّ بن محمّد بن الحسن الطوسيّ، قال: حدّثنا والدي ، وأخبرني شيخي وجدّي قال: حدّثنا والدي الفقيه أبو الحسن، قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ، قال: حدّثنا عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: حدّثنا محمّد بن أورمة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: رقعة الجَيب عوذة لكلّ شي ء:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه ( اخْسَُواْ فِيهَا وَ لَاتُكَلِّمُونِ ) (1)، إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً، أخذت بسمع اللّه وبصره علي أسماعكم وأبصاركم، وبقوّة اللّه علي قوّتكم، لا سلطان لكم علي فلان بن فلانة، ولا علي ذرّيّته، ولا علي أهله، ولا علي أهل بيته، سترت بيني وبينكم بستر النبوّة الذي استتروا به من سطوات الجبابرة والفراعنة، جبرئيل عن أيمانكم، وميكائيل عن يساركم، ومحمّد صلّي اللّه عليه وآله أمامكم، واللّه يطّلع عليكم، بمنعه نبيّ اللّه، وبمنع ذرّيّته وأهل بيته منكم ومن الشياطين، ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، اللّهمّ! إنّه لايبلغ جهله أناتك ولا يبتليه، ولا يبلغ مجهود نفسه، عليك توكّلت وأنت نعم المولي ونعم النصير، حرسك اللّه يا فلان بن فلانة، وذرّيّتك ممّا تخاف علي أحد من خلقه، وصلّي اللّه علي محمّد وآله».
ص:304
ويكتب آية الكرسيّ علي التنزيل:
( اللَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَاتَأْخُذُهُ و سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ و مَا فِي السَّمَوَتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ و إِلَّا بِإِذْنِهِ ي يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَايُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِّنْ عِلْمِهِ ي إِلَّا بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ وَلَايَُودُهُ و حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (1).
ويكتب:
«لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، لا ملجأ من اللّه إلّا إليه، وحسبي اللّه ونعم الوكيل. وأسلم في رأس الشهبا فيها لما لسلسبيلاً».
ويكتب: «وصلّي اللّه علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين» (2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : محمّد بن كثير الدمشقيّ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد الباق ( عليهم السلام ) : قال: هذه عوذة لشيعتنا للسلّ: «يا اللّه! يا ربّ الأرباب! ويا سيّد السادات! ويا إله الآلهة! ويا ملك الملوك! ويا جبّار السموات والأرض! اشفني وعافني من دائي هذا، فإنّي عبدك وابن عبدك، أتقلّب في قبضتك، وناصيتي بيدك» تقولها ثلاثاً، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يكفيك بحوله وقوّته، إن شاءاللّه تعالي (3).
ص:305
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : محمّد بن كثير الدمشقيّ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أخذت هذه العوذة من الرضا ( عليه السلام ) وذكر أنّها جامعة مانعة، وهي حرز وأمان من كلّ داء وخوف.
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه اخسؤا فيها ولا تكلّمون، أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً وغير تقيّ، أخذت بسمع اللّه وبصره علي أسماعكم وأبصاركم، وبقوّة اللّه علي قوّتكم، لا سلطان لكم علي فلان بن فلان، ولا علي ذرّيّته، ولاعلي ماله، ولا علي أهل بيته، سترت بينكم وبينه بستر النبوّة التي استتروا بها من سطوات الفراعنة، جبرئيل عن أيمانكم، وميكائيل عن يساركم، ومحمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته أمامكم، واللّه تعالي مظلّ عليكم، يمنعه اللّه وذرّيّته وماله وأهل بيته منكم من الشياطين، ما شاء اللّه، لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، اللّهمّ! إنّه لا يبلغ حلمه أناتك ما لا يبلغه مجهود نفسك، فعليك توكّلت، وأنت نعم المولي ونعم النصير، حرسك اللّه وذرّيّتك يا فلان! بما حرس اللّه به أولياءه صلّي اللّه علي محمّد وأهل بيته، وتكتب آية الكرسيّ إلي قوله: ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) .
ثمّ تكتب لا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، لا ملجأ من اللّه إلّا إليه، حسبنا اللّه ونعم الوكيل، دل سام في رأس للسما طالسلسبيلا يها (1).
ص:306
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : محمّد بن حامد قال: حدّثنا خلف بن حمّاد، عن خالد العبسيّ قال: علّمني عليّ بن موسي ( عليه السلام ) هذه العوذة وقال: علّمها إخوانك من المؤمنين، فإنّها لكلّ ألم، وهي: «أعيذ نفسي بربّ الأرض وربّ السماء، أعيذ نفسي بالذي لايضرّ مع اسمه داء، أعيذ نفسي بالذي اسمه بركة وشفاء» (1).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أبو يزيد القنّاد قال: حدّثنا محمّد بن مسلم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: تكتب هذه العوذة في قرطاس، أو رقّ للحوامل من الإنس والدوابّ:
«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه، بسم اللّه، بسم اللّه، ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (2)، ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَي مَا هَدَلكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (3) ( وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا) (4) ويهيّي ء لكم من أمركم رشداً، وعلي اللّه قصد السبيل ومنهاجاً، ولو شاء لهداكم أجمعين، ثمّ
ص:307
السبيل يسّره، ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ أَفَلَايُؤْمِنُونَ) (1).
(فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ ي مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَي جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَلهَا مِن تَحْتِهَآ أَلَّاتَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا* فَأَتَتْ بِهِ ي قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ و قَالُواْ يَمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيًْا فَرِيًّا* يَأُخْتَ هَرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا* فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءَاتَل-نِيَ الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَنِي بِالصَّلَوةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرَّم ا بِوَلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ ) (2).
( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن م بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيًْا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَرَ وَالْأَفِْدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَي الطَّيْرِ مُسَخَّرَتٍ فِي جَوِّ السَّمَآءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَأَيَتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (3).
كذلك أيّها المولود اُخرج سويّاً بإذن اللّه عزّ وجلّ، ثمّ تعلّق عليها، فإذا وضعت نزع منها فاحفظ الآية أن لاتترك منها بعضها، أو تقف علي بعض منها حتّي تتمّها وهو قوله تعالي: ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن م بُطُونِ أُمَّهَتِكُمْ لَاتَعْلَمُونَ شَيًْا) فإن
ص:308
وقفت ههنا خرج المولود أخرس، وإن لم تقرأ ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَرَ وَالْأَفِْدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) لم يخرج الولد سويّاً (1).
وفيه أربعة موارد
1 - الكفعمي : ووجد بخطّ الرضا ( عليه السلام ) أنّه تكتب للحمّي علي ثلاث قطع من الكاغذ يكتب علي الأولي: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، ( لَاتَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَي ) (2).
وعلي الثانية بعد البسملة: ( لَاتَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ ) (3).
وعلي الثالثة بعد البسملة: «ألا له الأمر والخلق تبارك اللّه ربّ العالمين».
ثمّ يقرأ علي كلّ قطعة التوحيد ثلاثاً، ويبلعها المحموم ثلاثة أيّام، كلّ يوم واحدة، يبرأ إن شاء اللّه تعالي (4).
ص:309
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الوشّاء قال: دخل رجل علي الرضا ( عليه السلام ) فقال له: ما لي أراك مصفارّاً؟
قال: حمّي الربع قد ألحّت عليّ، فدعا بدواة وكتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، باسم اللّه وباللّه، أبجد، هوّز، حُطّي عن فلان بن فلانة بإذن اللّه تعالي» ثمّ تختّم في أسفل الكتاب - سبع مرّات - خاتم سليمان ( عليه السلام ) ، ثمّ طواه، ثمّ قال: يا معتّب! ائتني بسلك لم يصبه الماء، ولا البزاق، فأتاه به فعقد عليه، ثمّ أدناه من فيه، فعقد من جانب أربع عقد، يقرأ علي كلّ عقدة «فاتحة الكتاب»، و«المعوّذتين»، و«التوحيد»، و«آية الكرسيّ»، وعلي الجانب الآخر ثلاث عقد، يقرأ عليها مثل ذلك، وناوله إيّاه وقال: اربطه علي عضدك الأيمن، واقرأ «آية الكرسيّ» واختم، ولا تجامع عليه.
وفي رواية: ثمّ أدرج الكتاب ودعا بخيط مبلول فقال: ائتوني بخيط يابس، فعقد وسطه، وعقد علي الأيمن أربع عقد، وعلي الأيسر ثلاث عقد، وقرأ علي كلّ عقدة «أمّ الكتاب»، و«المعوّذتين»، و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، و«آية الكرسيّ» علي الترتيب، ثمّ قال: هاك، شدّه علي عضدك الأيمن ولا تجامع (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن محمّد بن عيسي قال: سألت الرضا ( عليه السلام )
ص:310
عن السحر؟
فقال ( عليه السلام ) : هو حقّ، وهو يضرّ بإذن اللّه تعالي، فإذا أصابك ذلك فارفع يدك حذاء وجهك، واقرأ عليها: «باسم اللّه العظيم، باسم اللّه العظيم، ربّ العرش العظيم إلّا ذهبت وانقرضت».
قال: وسأله رجل عن العين؟
فقال ( عليه السلام ) : حقّ، فإذا أصابك ذلك فارفع كفّيك حذاء وجهك، واقرأ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، و«المعوّذتين»، وامسحهما علي نواصيك، فإنّه نافع بإذن اللّه (1).
(2):
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ينظر إلي أوّل كوكب يطلع بالعشيّ فلا تحدّ نظرك إليه، وتناول من التراب وأدلكه بها وأنت تقول: «باسم اللّه وباللّه، رأيتني ولم أرك سوء، عوّد نصرك اللّه، يخفي أثرك، ارفع ثآليلي معك» (3).
1 - الراوندي : تسبيح عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) في اليوم العاشر والحادي عشر:
ص:311
«سبحان خالق النور، سبحان خالق الظلمة، سبحان خالق المياه، سبحان خالق السماوات، سبحان خالق الأرضين،..(1).
1 - السيّد ابن طاووس : حجاب عليّ بن موسي ( عليه السلام ) :
«استسلمت مولاي لك، وأسلمت نفسي إليك، وتوكّلت في كلّ أموري عليك، وأنا عبدك وابن عبديك، إخبأني اللّهمّ! في سترك عن شرار خلقك، واعصمني من كلّ أذيً وسوء بمنَّك، واكفني شرّ كلّ ذي شرّ بقدرتك،..(2).
ص:312
ص:313
الباب السابع: المواعظ وفضائل الشيعة وغيرهما
وفيه خمسة فصول
الفصل الأوّل: مواعظه وحكمه ( عليه السلام )
الفصل الثاني: أشعاره ( عليه السلام )
الفصل الثالث: الطبّ
الفصل الرابع - فضائل الشيعة
الفصل الخامس - علل الأحكام وغيرها
ص:314
ص:315
ويشتمل هذا الباب علي خمسة فصول
وفيه ثمان عشرة موضوعات
وفيه عشر مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن محمّد بن الفضيل (1) قال: سألته عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلي اللّه عزّوجلّ؟
قال ( عليه السلام ) : أفضل مايتقرّب به العباد إلي اللّه عزّ وجلّ، طاعة اللّه، وطاعة رسوله،
ص:316
وطاعة أولي الأمر، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) (1).: حبّنا إيمان، وبغضنا كفر (2).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم (3) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) : يقول: إنّ رجلاً في بني إسرائيل عبداللّه أربعين سنة، ثمّ قرّب قرباناً فلم يقبل منه، فقال لنفسه: ما أُتيت إلّا منك، وما الذنب إلّا لك. قال: فأوحي اللّه تبارك وتعالي إليه: ذمّك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة (4).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنّما العبادة التفكّر في أمر اللّه عزّ وجلّ (5).
ص:317
1 - الشيخ الصدوق : ... عن محمّد بن عبيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: قل للعبّاسيّ يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلّم الناس بما يعرفون، ويكفّ عمّا ينكرون ...
وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال اللّه عزّ وجلّ: ( هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (1) فكلّم الناس بما يعرفون (2).
1 - الراوندي : عن إسماعيل بن سهل قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : علّمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة.
فكتب إليّ: أكثر تلاوة ( إِنَّآ أَنزَلْنَهُ ) ورطّب شفتيك بالاستغفار (3).
1 - العلّامة المجلسيّ : وبخطّ الشيخ محمّد بن عليّ الجباعيّ قال: روي الصفواني في كتابه مرسلاً عن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ العبادة علي سبعين وجهاً، فتسعة وستّون منها في الرضا والتسليم للّه عزّ وجلّ، ولرسوله، ولأولي الأمر صلّي اللّه عليهم (4).
ص:318
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: أحسن الظنّ باللّه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً (1).
1 - الشيخ الطوسيّ : روي عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: لا قول إلّا بعمل، ولا عمل إلّا بنيّة، ولا نيّة إلّا بإصابة السنّة (2).
1 - الشيخ الصدوق : أبي ، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن
ص:319
محمّد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:سمعته يقول: المتحابّين في اللّه يوم القيامة علي منابر من نور، قد أضاء نور وجههم وأجسادهم ونور منابرهم كلّ شي ء، حتّي يعرفوا أنّهم المتحابّون في اللّه عزّوجلّ (2).
1 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال:...فسمعته يقول:...يا فتح! من أرضي الخالق لم يبال بسخط المخلوق، ومن أسخط الخالق فَقَمِن أن يسلّط عليه سخط المخلوق...(1)
2 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...قال لي: يا فتح! من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فليوقن أن يحلّ به سخط المخلوقين...(2).
وفيه سبع مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) عن مسألة، فأبي وأمسك، ثمّ قال: لو أعطيناكم كلّما تريدون كان شرّاً لكم، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر.
ص:321
قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ولاية اللّه أسرّها إلي جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأسرّها جبرئيل إلي محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأسرّها محمّد إلي عليّ، وأسرّها عليّ إلي من شاء اللّه، ثمّ أنتم تذيعون ذلك، مَن الذي أمسك حرفاً سمعه؟
قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه، مقبلاً علي شأنه، عارفاً بأهل زمانه.
فاتّقوا اللّه ولا تذيعوا حديثنا، فلولا أنّ اللّه يدافع عن أوليائه، وينتقم لأوليائه من أعدائه، أما رأيت ما صنع اللّه بآل برمك، وماانتقم اللّه لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وقد كان بنو الأشعث علي خطر عظيم، فدفع اللّه عنهم بولايتهم لأبي ال حسن ( عليه السلام ) ، وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة، وما أمهل اللّه لهم، فعليكم بتقوي اللّه، ولا تغرّنكم الحياة الدنيا، ولا تغترّوا بمن قد أُمهل له، فكأنّ الأمر قد وصل إليكم (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا أبو الخير صالح بن أبي حمّاد، عن الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) وعنده زيد بن موسي أخوه وهو يقول: يا زيد! اتّق اللّه، فإنّه بلغنا ما بلغنا بالتقوي، فمن لم يتّق اللّه، ولم يراقبه فليس منّا، ولسنا منه، يا زيد! إيّاك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك. يا زيد! إنّ شيعتنا إنّما أبغضهم الناس وعادوهم، واستحلّوا دماءهم وأموالهم
ص:322
لمحبّتهم لنا، واعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك، وبطلت حقّك.
قال الحسن بن الجهم: ثمّ التفت ( عليه السلام ) إليّ فقال لي: يا ابن الجهم! من خالف دين اللّه فابرأ منه كائناً من كان، من أيّ قبيلة كان، ومن عادي اللّه فلا تواله كائناً من كان، من أيّ قبيلة كان.
فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ومن الذي يعادي اللّه تعالي؟
قال ( عليه السلام ) : من يعصيه (1).
2 - الشيخ الصدوق :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال:...فسمعته [أي أباالحسن الرضا ( عليه السلام ) ] يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع...(2).
3 - أبو عمرو الكشّيّ :...إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم إسمه قال:
كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة، وابن السرّاج، وابن المكاريّ، فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال ( عليه السلام ) : مضي.
قال: مضي موتاً؟ قال: نعم.
قال: فقال: إلي من عهد؟ قال: إليّ...قال له عليّ: إنّا روينا: إنّ الإمام لايمضي حتّي يري عقبه.
قال: فقال أبوالحسن ( عليه السلام ) : أما رويتم في هذا الحديث غير هذا؟
قال: لا.
ص:323
قال ( عليه السلام ) : بلي واللّه، لقد رويتم فيه، إلّا القائم، وأنتم لاتدرون مامعناه؟ ولِمَ قيل؟
قال له عليّ: بلي واللّه، إنّ هذا لفي الحديث.
قال له أبوالحسن ( عليه السلام ) : ويلك، كيف اجترأت عليّ بشي ء تدع بعضه؟
ثمّ قال: يا شيخ! اتّق اللّه ولاتكن من الصادّين عن دين اللّه تعالي (1).
4 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق لمّا قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتّقي اللّه يتّقي، ومن أطاع اللّه يطاع...(2).
5 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) عن مسألة الرؤية فأمسك، ثمّ قال:...فعليكم بتقوي اللّه، ولاتغرّنّكم الدنيا...(3).
1 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت له (أي الرضا ( عليه السلام ) ): جعلت فداك...فقال ( عليه السلام ) :...فعليكم بالصبر، فإنّه إنّما يجي ء الفرج علي اليأس، وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم....
إنّ هذا الأمر ليس يجي ء علي ما يريد الناس، إنما هو أمر اللّه تبارك وتعالي وقضاؤه والصبر، وإنّما يعجل من يخاف الفوت....
ص:324
أما كان لكم في أبي الحسن صلوات اللّه عليه عظة؟ ما تري حال هشام؟ هو الذي صنع بأبي الحسن ( عليه السلام ) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم، أتري اللّه يغفر له ما ركب منّا؟...(1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدميّ قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن النعمان، عن محمّد بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: سألت الرضا ( عليه السلام ) فقلت له: جعلت فداك، ماحدّ التوكّل؟
فقال ( عليه السلام ) لي: أن لا تخاف مع اللّه أحداً.
قال: قلت: فماحدّ التواضع؟
قال ( عليه السلام ) : أن تعطي الناس من نفسك ماتحبّ أن يعطوك مثله. قال: قلت: جعلت فداك، أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟
قال ( عليه السلام ) : انظر كيف أنا عندك (2).
ص:325
2 - ابن شعبة الحرّانيّ : سأله (أي الرضا ( عليه السلام ) ) رجل عن قول اللّه ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) فقال ( عليه السلام ) : للتوكّل (1) درجات: منها أن تثق به في أمرك كلّه فيما فعل بك، فما فعل بك كنت راضياً، وتعلم أنّه لم يألك خيراً ونظراً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتتوكّل عليه بتفويض ذلك إليه.
ومن ذلك الإيمان بغيوب اللّه التي لم يحط علمك بها، فوكلت علمها إليه وإلي أُمناءه عليها، ووثقت به فيها وفي غيرها (2).
1 - الحميريّ : أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر سمعته قال: وسمعته [أي الرضا ( عليه السلام ) ] يقول: جفّ القلم بحقيقة الكتاب من اللّه بالسعادة لمن آمن واتّقي، والشقاوة من اللّه تبارك وتعالي لمن كذّب وعصي (3).
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن موسي بن نصر الرازيّ قال: سمعت أبي يقول: قال رجل للرضا ( عليه السلام ) : واللّه! ما علي وجه الأرض أشرف منك أباً، فقال ( عليه السلام ) : التقوي شرّفهم، وطاعة اللّه أحظتهم.
ص:326
فقال له آخر: أنت واللّه! خير الناس. فقال له: لا تحلف يا هذا! خير منّي من كان أتقي للّه تعالي وأطوع له، واللّه! ما نسخت هذه الآية: ( وَجَعَلْنَكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآلِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَل-كُمْ ) (1) (2).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قيل له: كيف أصبحت؟
فقال ( عليه السلام ) : أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ولا ندري ما يُفعل بنا (3).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...معمّر بن خلّاد قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) :...من لم يخف إلّا اللّه كفاه (4).
ص:327
وفيه أربع مواعظ
1 - أبو الفضل الطبرسيّ : قال الرضا ( عليه السلام ) : ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسناً استزاد اللّه منه، وإن عمل سيّئاً استغفر اللّه منه وتاب إليه (1).
عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: من نزّه نفسه عن الغناء فإنّ في الجنّة شجرة يأمر اللّه عزّوجلّ الرياح أن تحرّكها، فيسمع لها صوتاً لم يسمع بمثله، ومن لم يتنزّه عنه لم يسمعه (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) وأنا يومئذ واقف...فلمّا ودّعته قال: إنّه ليس أحد من شيعتنا يبتلي ببليّة أو يشتكي فيصبر علي ذلك إلّا كتب اللّه له أجر ألف شهيد...(2).
وفيه ستّ مواعظ
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال له معمّر بن خلّاد: عجّل اللّه فرجك.
ص:329
فقال ( عليه السلام ) : يا معمّر! ذاك فرجكم أنتم، فأمّا أنا فواللّه! ما هو إلّا مِزود (1)
فيه كفّ سويق مختوم بخاتم (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد المداينيّ، عن فضل بن كثير، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: من لقي فقيراً مسلماً فسلّم خلاف سلامه علي الأغنياء لقي اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة وهو عليه غضبان (3).
1 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد قال: كتب إليّ أبو الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : عافانا اللّه وإيّاك أحسن عافية! إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، ...فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يفرض علينا الجواب، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا، إيّاكم وذاك! فإنّه إنّما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم...(4).
ص:330
1 - ابن شهرآشوب : موسي بن سيّار، قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) وقد أشرف علي حيطان طوس، وسمعت واعية فأتبعتها، فإذا نحن بجنازة، فلمّا بصرت بها رأيت سيّدي، وقد ثنّي رجله عن فرسه، ثمّ أقبل نحو الجنازة فرفعها، ثمّ أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأُمّها؛
ثمّ أقبل عليّ وقال: يا موسي بن سيّار! من شيّع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه لاذنب عليه...(1).
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) ...ثمّ التفت ( عليه السلام ) إليّ فقال لي: يا ابن الجهم! من خالف دين اللّه فابرأ منه كائناً من كان، من أيّ قبيلة كان، ومن عادي اللّه فلا تواله كائناً من كان، من أيّ قبيلة كان. فقلت له: ياابن رسول اللّه! ومن الذي يعادي اللّه تعالي؟
قال ( عليه السلام ) : من يعصيه (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أبو عليّ الأشعريّ رفعه قال: قال
ص:331
الرضا ( عليه السلام ) : إسراج السراج قبل أن تغيب الشمس ينفي الفقر (1).
وفيه اثنتا عشرة موعظة
1 - الشيخ الطوسيّ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: من شهر نفسه بالعبادة فاتّهموه علي دينه، فإنّ اللّه عزّ وجلّ يكره شهرة العبادة وشهرة الناس...(2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن محمّد، عن الجعفريّ (3) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: مالي رأيتك
ص:332
عند عبد الرحمن بن يعقوب؟
فقال: إنّه خالي. فقال: إنّه يقول في اللّه قولاً عظيماً، يصف اللّه ولا يوصف، فإمّا جلست معه وتركتنا، وإمّا جلست معنا وتركته؟ فقلت: هو يقول: ما شاء، أيّ شي ء عليّ منه إذا لم أقل ما يقول؟
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً، أما علمت بالذي كان من أصحاب موسي ( عليه السلام ) ، وكان أبوه من أصحاب فرعون، فلمّا لحقت خيل فرعون موسي (1) تخلّف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسي، فمضي أبوه وهو يراغمه (2) حتّي بلغا طرفاً من البحر فغرقا جميعاً، فأتي موسي ( عليه السلام ) الخبر.
فقال ( عليه السلام ) : هو في رحمة اللّه ولكنّ النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمّن قارب المذنب، دفاع (3).
ص:333
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...محمّد بن عاصم، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: يا محمّد بن عاصم! بلغني أنّك تجالس الواقفة!
فقلت: نعم...قال ( عليه السلام ) : لاتجالسهم...(1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ بن بشّار قال: حدّثنا أبو الفرج المظفّر بن أحمد بن الحسن القزوينيّ قال: حدّثنا العبّاس بن محمّد بن قاسم بن حمزة بن موسي بن جعفر ( عليهماالسلام ) قال: حدّثنا الحسن بن سهل القمّيّ، عن محمّد بن خالد، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الغلاة والمفوّضة؟
فقال ( عليه السلام ) : الغلاة كفّار، والمفوّضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم، أوآكلهم أو شاربهم، أو واصلهم أو زوّجهم، أو تزوّج منهم، أو آمنهم أو ائتمنهم علي أمانة، أو صدّق حديثهم، أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية اللّه عزّوجلّ، وولاية رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وولايتنا أهل البيت (2).
2 - أبو الفضل الطبرسيّ : قال الرضا ( عليه السلام ) إنّ للّه مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه.
ص:334
وفي حديث آخر: أولئك عتقاء اللّه من النار (1).
3 - الديلمي : روي محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: إنّ للّه بأبواب السلاطين مَن نوّر اللّه سبحانه وتعالي وجهه بالبرهان، ومكّن له في البلاد، ليدفع به عن أوليائه، ويصلح به أُمور المسلمين، إليه يلجأ المؤمنون من الضرر، ويفزع ذوالحاجة من شيعتنا، وبه يؤمّن اللّه تعالي روعتهم في دار الظلمة، أولئك المؤمنون حقّاً، وأولئك أُمناء اللّه في أرضه، أولئك نورهم يسعي بين أيديهم، يزهر نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدرّيّة لأهل الأرض، وأولئك من نورهم تضي ء القيامة، خُلقوا واللّه للجنّة، وخُلقت الجنّة لهم، فهنيئاً لهم، ماعلي أحدكم إن شاء لينال هذه كلّه؟
قال: قلت: بماذا جعلني اللّه فداك؟ قال: يكون معهم فيسرّنا بإدخال السرور علي المؤمنين من شيعتنا (2).
1 - العلّامة الحلّيّ :...أبي جعفر، عن أبي الحسن ( عليهماالسلام ) ، قال: لا لوم علي من أحبّ قومه، وإن كانوا كفّاراً...(3).
ص:335
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد (1) ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: إذا كان الرجل
حاضراً فكنّه، وإذا كان غائباً فسمّه (2)
1 - أبو عمرو الكشّيّ : ... أبو جعفر محمّد بن عيسي العبيديّ، قال: سمعت هشام بن إبراهيم الجبليّ، وهو المشرقيّ يقول: استأذنت لجماعة علي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستّة عشر رجلاً علي باب أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ، فخرج مسافر فقال: آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن، ويدخل الباقون رجلاً رجلاً... وقال يونس: جعلت فداك! إنّهم يزعمون أنّا زنادقة، وكان جالساً إلي جنب رجل وهو متربّع رِجلاً علي رِجل، وهو ساعة بعد ساعة يمرّغ وجهه، وخديّه علي باطن قدمه الأيسر.
فقال ( عليه السلام ) له: أرأيتك لو كنت زنديقاً فقال لك: هو مؤمن، ماكان ينفعك من ذلك، ولو كنت مؤمناً فقالوا: هو زنديق، ماكان يضرّك منه ...(3).
ص:336
1 - المسعوديّ :...الفتح بن يزيد الجرجانيّ قال: ضمّني وأباالحسن ( عليه السلام ) الطريق...فقلت: يا ابن رسول اللّه! تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري ليلتي الماضية؟
فقال لي: سل واصخ إلي جوابها سمعك، فإنّ العالم والمتعلّم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة...(1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن [الرضا] إلي أبي جعفر ( عليهماالسلام ) : ياأبا جعفر!...فإذا ركبت، فليكن معك ذهب و فضّة، ثمّ لايسألك أحد شيئاً إلّا أعطيته...(2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...بكر بن صالح قال: كتبت إلي أبي الحسن ( عليه السلام ) إني اجتنبت طلب الولد منذ خمس سنين، وذلك أنّ أهلي كرهت ذلك وقالت: إنّه يشتدّ عليّ تربيتهم لقلّة الشي ء، فماتري؟
ص:337
فكتب ( عليه السلام ) إليّ: أطلب الولد، فإنّ اللّه عزّوجلّ يرزقهم (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن شاذان الواسطيّ قال:
كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم عليّ، وكانت عصابة من العثمانيّة تؤذيني.
فوقّع ( عليه السلام ) بخطّه: إنّ اللّه تبارك وتعالي أخذ ميثاق أوليائنا علي الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربّك، فلو قد قام سيّد الخلق لقالوا: ( يَوَيْلَنَا مَن م بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسين بن بشّار الواسطيّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أنّ لي قرابة قد خطب إليّ، وفي خُلقه شي ء فقال ( عليه السلام ) : لا تزوّجه إن كان سيّي ء الخُلق (3).
ص:338
وفيه تسع مواعظ
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن ابن فضّال، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: من واصل لنا قاطعاً، أو قطع لنا واصلاً، أو مدح لنا عائباً، أو أكرم لنا مخالفاً، فليس منّا ولسنا منه (1).
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: رحم اللّه عبداً أحيا أمرنا.
فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟
قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا...(2).
ص:339
1 - الراوندي : إليه أشار الرضا ( عليه السلام ) [بمكتوبه ]: كن محبّاً لآل محمّ ( عليهم السلام ) : ، وإن كنت فاسقاً، ومحبّاً لمحبّيهم، وإن كانوا فاسقين...(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: آذاني محمّد بن الفرات، آذاه اللّه، وأذاقه اللّه حرّ الحديد...واللّه مامن أحد يكذب علينا إلّا ويذيقه اللّه حرّ الحديد...(2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، ومحمّد بن بكران النقّاش، ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : من تذكّر مصابنا فبكي وأبكي، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلب (3).
ص:340
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...صفوان بن يحيي قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) فعطس، فقلت له: صلّي اللّه عليك...وقلت له: جعلت فداك، إذا عطس مثلك، نقول له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك اللّه، أو كما تقول؟
قال ( عليه السلام ) : نعم، أليس تقول: صلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد؟
قلت: بلي. قال ( عليه السلام ) : ارحم محمّداً وآل محمّد.
قال ( عليه السلام ) : بلي، وقد صلّي اللّه عليه ورحمه، وإنّما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة (1).
1 - أبو منصور الطبرسيّ : وقال أبو محمّد ( عليه السلام ) : قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : أفضل مايقدّمه العالم من محبّينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذلّه ومسكنته، أن يغيث في الدنيا مسكيناً من محبّينا من يد ناصب عدوّ للّه ولرسوله، يقوم من قبره والملائكة صفوف من شفير قبره إلي موضع محلّه من جنان اللّه، فيحملونه علي أجنحتهم يقولون له: مرحباً، طوباك طوباك، يا دافع الكلاب عن
ص:341
الأبرار! ويا أيّها المتعصّب للأئمّة الأخيار! (1).
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : قيل للرضا ( عليه السلام ) : ألانخبرك بالخاسر المتخلّف؟ قال: من هو؟
قالوا: فلان باع دنانيره بدراهم أخذها، فردّ ماله من عشرة آلاف دينار إلي عشرة آلاف درهم.
قال ( عليه السلام ) : بدرة باعها بألف درهم، ألم يكن أعظم تخلّفاً وحسرةً؟
قالوا: بلي. قال: ألا أنبّئكم بأعظم من هذا تخلّفاً وحسرةً؟
قالوا: بلي. قال: أرأيتم لو كان له ألف جبل من ذهب باعها بألف حبّة من زيف، ألم يكن أعظم تخلّفاً وأعظم من هذا حسرةً؟
قالوا: بلي. قال: أفلا أنبّئكم بمن هو أشدّ من هذا تخلّفاً وأعظم من هذا حسرةً؟
قالوا: بلي. قال: من آثر في البرّ والمعروف [قرابة أبوي نسبه ] علي قرابة أبوي دينه محمّد وعليّ ( عليهماالسلام ) ، لأنّ فضل قرابات محمّد وعليّ أبوي دينه علي قرابات [أبوي ] نسبه أفضل من فضل ألف جبل [من ] ذهب علي ألف حبّة زائف (2) (3).
ص:342
1 - البرقيّ : عن بكر بن صالح، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: من سرّه أن ينظر إلي اللّه بغير حجاب، وينظر اللّه إليه بغير حجاب، فليتولّ آل محمّ ( عليهم السلام ) : وليتبرّء من عدوّهم، وليأتمّ بإمام المؤمنين منهم، فإنّه إذا كان يوم القيامة نظر اللّه إليه بغير حجاب، ونظر إلي اللّه بغير حجاب (1).
وفيه ستّ مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: صديق كلّ امرء عقله، وعدوّه جهله (2).
ص:343
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أبو عبد اللّه العاصميّ، عن عليّ بن الحسن، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ذكر عنده أصحابنا وذكر العقل. قال: فقال ( عليه السلام ) : لا يعبأ بأهل الدين ممّن لاعقل له. قلت: جعلت فداك، إنّ ممّن يصف هذا الأمر قوماً لا بأس بهم عندنا، وليست لهم تلك العقول. فقال ( عليه السلام ) : ليس هؤلاء ممّن خاطب اللّه، إنّ اللّه خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر، فأدبر فقال: وعزّتي وجلالي! ما خلقت شيئاً أحسن منك أو أحبّ إليّ منك، بك آخذ وبك أُعطي (1).
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سئل ماالعقل؟
فقال ( عليه السلام ) : التجرّع للغصّة، ومداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء (2).
4 - الشيخ الصدوق :... عن أبي يعقوب البغداديّ قال: قال ابن السكّيت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...فما الحجّة علي الخلق اليوم؟
فقال ( عليه السلام ) : العقل يعرف به الصادق علي اللّه فيصدّقه، والكاذب علي اللّه فيكذّبه...(3).
ص:344
5 - الشيخ الطوسيّ : أخبرني أبو حفص عمر بن محمّد قال: حدّثنا عليّ بن مهرويه، عن داود بن سليمان الغازيّ قال: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول: مااستودع اللّه عبداً عقلاً إلّا استنقذه به يوماً (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كنّا عند الرضا ( عليه السلام ) فتذاكرنا العقل والأدب. فقال ( عليه السلام ) : ياأباهاشم! العقل حباء من اللّه، والأدب كلفة، فمن تكلّف الأدب قدر عليه، ومن تكلّف العقل لم يزدد بذلك إلّا جهلاً (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة، إنّ الصمت يكسب المحبّة، إنّه دليل علي كلّ خير (3).
ص:345
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان النيسابوريّ جميعاً، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ من علامات الفقه الحلم والصمت (1).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبيد اللّه قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لا يكون الرجل عابداً حتّي يكون حليماً، وإنّ الرجل كان إذا تعبّد في بني إسرائيل لم يعدّ عابداً حتّي يصمت قبل ذلك عشر سنين (2).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد جميعاً، عن الوشّاء قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين (3).
ص:346
1 - أبو منصور الطبرسيّ : وعنه [أي أبي محمّد ال عسكريّ ( عليه السلام ) ] قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : يقال للعابد يوم القيامة: نعم الرجل كنت همّتك ذات نفسك، وكفيت مؤونتك، فادخل الجنّة. ألا! إنّ الفقيه من أفاض علي الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفّر عليهم نعم جنان اللّه تعالي، وحصّل لهم رضوان اللّه تعالي. ويقال للفقيه: يا أيّها الكافل لأيتام آل محمّد! الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم، قف حتّي تشفع لكلّ من أخذ عنك أو تعلّم منك، فيقف فيدخل الجنّة [و]معه فئاماً وفئاماً وفئاماً - حتّي قال عشراً -. وهم الذين أخذوا عنه علومه، وأخذوا عمّن أخذ عنه، وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلي يوم القيامة. فانظروا كم صرف مابين المنزلتين (1).
ص:347
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: حيلة الرجل في باب مكسبه (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن حمزة الأشعريّ قال: حدّثني ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن أُمّه فيري الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيري أحكاماً لم يرها في دار الدنيا، وقد سلّم اللّه عزّ وجلّ علي يحيي ( عليه السلام ) في هذه الثلاثة المواطن، وآمن روعته، فقال: ( وَسَلَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) (2) ، وقد سلّم عيسي بن مريم علي نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (
وَالسَّلَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (3) (4).
ص:348
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن سعيد بن جناح، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا اكتهل الرجل فلايدع أن يأكل بالليل شيئاً، فإنّه أهدي للنوم، وأطيب للنكهة (1).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: لا تخلونّ جوفك من الطعام، وأقلّ مِن شرب الماء، ولا تجامع إلّا من شَبَق (2) ، ونعم البقلة السلق (3).
ص:349
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم، ونادر، جميعاً قالا: قال لنا أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن قمت علي رؤوسكم وأنتم تأكلون، فلاتقوموا حتّي تفرغوا، ولربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون فيقول: دعهم حتّي يفرغوا (1).
- فيما يسقط من الطعام في الصحراء والمنزل:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: من أكل في منزله طعاماً فسقط منه شي ء فليتناوله، ومن أكل في الصحراء أو خارجاً فليتركه لطائر، أو سبع (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...ياسر الخادم، قال: أكل الغلمان يوماً
ص:350
فاكهةً، ولم يستقصوا أكلها، ورموا بها.
فقال لهم أبو الحسن ( عليه السلام ) : سبحان اللّه! إن كنتم استغنيتم، فإنّ أُناساً لم يستغنوا، أطعموه من يحتاج إليه (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إذا أكلت (شيئاً) فاستلق علي قفاك، وضع رجلك اليمني علي اليسري (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: لا تقطعوا الخبز بالسكّين، ولكن اكسروه باليد، وخالفوا العجم (3).
ص:351
1 - ابن أبي جمهور الإحسائيّ : عنه [الرضا ( عليه السلام ) ] أنّه قال: إنّ في مال اليتيم عقوبتين ثنتين (1) ، أمّا أحدهما فعقوبة الدنيا في قوله تعالي: ( وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَفًا) (2) الآية، أمّا الثانية فعقوبة الآخرة في قوله تعالي: ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَلَ الْيَتَمَي ظُ -لْمًا) (3)الآية (4).
1 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول:...فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع، واللعب بالشطرنج...(5).
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن سنان قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: حرّم اللّه الخمر لما فيها من الفساد...فليجتنب من يؤمن باللّه واليوم الآخر ويتولّانا وينتحل مودّتنا كلّ شراب مسكر، فإنّه لا عصمة بيننا وبين شاربيها (6).
ص:352
1 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) يقول: أوّل من اتّخذ له الفقّاع في الإسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنه اللّه، فأحضر وهو علي المائدة، وقد نصبها علي رأس الحسين ( عليه السلام ) ، فجعل يشربه ويسقي أصحابه ويقول لعنه اللّه: اشربوا فهذا شراب مبارك، ولو لم يكن من بركته إلّا أنا أوّل ماتناولناه، ورأس عدوّنا بين أيدينا، ومائدتنا منصوبة عليه، ونحن نأكله، ونفوسنا ساكنة، وقلوبنا مطمئنّة، فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع، فإنّه من شراب أعدائنا، فإن لم يفعل فليس منّا... (1).
وفيه اثنتا عشرة موعظة
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : لا يتمّ عقل امرء مسلم حتّي تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشرّ منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقلّ كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه، ولايَمَلّ من طلب العلم طول دهره، الفقر في اللّه أحبّ إليه من الغني، والذلّ في اللّه أحبّ إليه من العزّ في عدوّه، والخُمول أشهي إليه من الشهرة.
ص:353
ثمّ قال ( عليه السلام ) : العاشرة. وما العاشرة؟ قيل له: ما هي؟
قال ( عليه السلام ) : لا يري أحداً إلّا قال: هو خير منّي وأتقي.
إنّما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقي، ورجل شرّ منه وأدني، فإذا لقي الذي شرّ منه وأدني قال: لعلّ خير هذا باطن وهو خير له، وخيري ظاهر وهو شرّلي، وإذا رأي الذي هو خير منه وأتقي، تواضع له ليلحق به.
فإذا فعل ذلك فقد علا مجده، وطاب خيره، وحسن ذكره، وساد أهل زمانه (1).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: الأجل آفة الأمل، والعرف ذخيرة الأبد، والبرّ غنيمة الحازم، والتفريط مصيبة ذوي القدرة، والبخل يمزّق العرض، والحبّ داعي المكاره، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف، وإغاثة الملهوف، وتحقيق أمل الآمل، وتصديق رجاء الراجي، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة، والباكين بعد الوفاة (2).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : خمس من لم تكن فيه فلا ترجوه لشي ء من الدنيا والآخرة.
ص:354
من لم تعرف الوَثاقة في أُرومته (1)، والكرم في طِباعه، والرَصانة (2)في خُلقه، والنُبلَ (3) في نفسه، والَمخافة لربّه (4).
2 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذّة، ولا لملول (5) وفاء، ولا لكذوب مروّة (6).
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن السيّاريّ، عن الحارث بن الدلهاث، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أُخري: أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلّي ولم يزكّ لم يقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر اللّه، وأمر باتّقاء اللّه وصلة الرحم، فمن لم يصل رحمه لم يتّق اللّه عزّ وجلّ (7).
4 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل قال: حدّثني
ص:355
مسعر بن عليّ بن زياد المقري ء في مسجد برذعة قال: حدّثنا جرير بن أحمد أبو مالك الأياديّ القاضي قال: سمعت العبّاس بن المأمون قال: سمعت أميرالمؤمنين المأمون يقول: قال لي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : ثلاثة موكّل بها ثلاثة: تحامل الأيّام علي ذوي الأدوات (1) الكاملة، واستيلاء الحرمان علي المتقدّم في صنعته، ومعاداة العوام علي أهل المعرفة (2) (3).
5 - الراوندي : عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن سيف بن عميرة، عن محمّد بن عبيدة قال: دخلت علي الرضا صلوات اللّه عليه فبعث إلي صالح بن سعيد، فحضرنا جميعاً فوعظنا، ثمّ قال: إنّ العابد من بني إسرائيل لم يكن عابداً حتّي يصمت عشر سنين، فإذا صمت عشر سنين كان عابداً.
ثمّ قال: قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كن خيراً لا شرّ معه، كن ورقاً لا شوك معه، ولاتكن شوكاً لا ورق معه، وشرّاً لا خير معه.
ثمّ قال: إنّ اللّه تعالي يبغض القيل والقال، وإيضاع المال، وكثرة السؤال.
ثمّ قال: إنّ بني إسرائيل شدّدوا فشدّد اللّه عليهم، قال لهم موسي ( عليه السلام ) : اذبحوا بقرة قالوا: مالونها؟ فلم يزالوا شدّدوا حتّي ذبحوا بقرة يُملأ جلدها ذهباً، ثمّ قال: إنّ عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه قال: إنّ الحكماء ضيّعوا الحكمة، لمّا وضعوها
ص:356
عند غير أهلها (1) .
6 - عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي : من كتاب الدرّ قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: اتّقوا اللّه أيّها الناس! في نعم اللّه عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه، واعلموا أنّكم لا تشكرون اللّه بشي ء بعد الإيمان باللّه ورسوله، وبعد الإعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمّ ( عليهم السلام ) : ، أحبّ إليكم من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنّات ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة اللّه.
من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف أَمِن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم عقل، وصديق الجاهل في تعب، وأفضل المال ماوقي به العرض، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه.
والمؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حقّ، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر من حقّه، الغوعاء قتلة الأنبياء، والعامّة اسم مشتقّ من العمي، ما رضي اللّه لهم أن شبّههم بالأنعام، حتّي قال: ( بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (2).
صديق كلّ امري ء عقله، وعدوّه جهله، العقل حباء من اللّه عزّ وجلّ. والأدب كلفة، فمن تكلّف الأدب قدر عليه، ومن تكلّف العقل لم يزده إلّا جهلاً.
التواضع درجات: منها أن يعرف المرء قدر نفسه، فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحبّ أن يأتي إلي أحد إلّا مثل ما يؤتي إليه، إن أتي إليه سيّئة درأها بالحسنة، كاظم
ص:357
الغيظ، عاف عن الناس، واللّه يحبّ المحسنين (1).
7 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال لرجل من القمّيّين: اتّقوا اللّه وعليكم بالصمت والصبر والحلم، فإنّه لايكون الرجل عابداً حتّي يكون حليماً.
وقال: لا يكون عاقلاً حتّي يكون حليماً (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشميّ الكوفيّ بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفيّ قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمدانيّ قال: حدّثني أبوالفضل العبّاس بن عبد اللّه البخاريّ قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن القاسم بن محمّد بن أبي بكر قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : الحياء من الإيمان (3).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسي، عن
ص:358
محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: لا يجتمع المال إلّا بخصال خمس: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا علي الآخرة (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثني محمّد بن عليّ بن ماجيلويه، عن محمّد بن يحيي العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن عليّ بن أبي الصقر، عن أبي قتادة، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: تجديد الوضوء لصلاة العشاء يمحو «لا واللّه!»، و«بلي واللّه!» (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت ال رضا ( عليه السلام ) يقول: إذا نام العبد وهو ساجد قال اللّه تبارك وتعالي: عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (3).
ص:359
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن الريّان بن الصلت قال: جاء قوم بخراسان إلي الرضا ( عليه السلام ) فقالوا: إنّ قوماً من أهل بيتك يتعاطون أُموراً قبيحة، فلو نهيتهم عنها.
فقال ( عليه السلام ) : لا أفعل. فقيل: ولم؟
قال: لأنّي سمعت أبي يقول: النصيحة خشنة (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من استغفر اللّه تبارك وتعالي في شعبان سبعين مرّة، غفر اللّه له ذنوبه، ولو كانت مثل عدد النجوم (2).
ص:360
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن الجهم (1) قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: لا يأبي الكرامة إلّا حمار، قلت: أيّ شي ء الكرامة؟ قال ( عليه السلام ) : مثل الطِيب وما يكرم به الرجل الرجل (2).
2 - الشيخ الصدوق : أبي قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن أحمد بن محمّد البزنطيّ، قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يأبي الكرامة إلّا حمار.
ص:361
قلت: وما معني ذلك؟
فقال: في الطيب يعرض عليه، والتوسعة في المجلس، من أباهما كان كما قال (1).
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن عليّ بن ميسّر، عن أبي زيد المالكيّ (2) (3)قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: لا يأبي الكرامة إلّا حمار.
يعني بذلك في الطيب والوسادة (4).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوريّ، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: استعمال العدل والإحسان مُؤْذِنٌ بدوام النعمة، ولا حول ولا قوّه إلّا باللّه (5).
ص:362
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنهما قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفريّ قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) يقول: قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (1).
ص:363
وفيه موعظتان اثنتان
1 - الشيخ الصدوق : حدّثني محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثني محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن محمّد، عن محفوظ بن خالد، عن محمّد بن زيد، قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: من استفاد أخاً في اللّه عزّوجلّ استفاد بيتاً في الجنَّة (1).
1 - الشعيري : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: لكلّ أخوين في اللّه لباس وهيئة يشبه هيئة صاحبه، وهم يعرفون بذلك حتّي يدخلون في دار اللّه عزّ وجلّ، فيقول اللّه تبارك وتعالي: مرحباً بعبيدي وخلقي وزوّاري، والمتحابّين بي في محلّ كرامتي، أطعموهم واسقوهم واكسوهم، فأوّل من يكسي منهم سبعون إلي سبعمائة ألف حلّة إن شاءاللّه تعالي من الحلل ليس منها حلّة تشبه صاحبها، ثمّ يقول: مرحباً بعبيدي
ص:364
وزوّاري وجيراني في محلّ كرامتي، والمتحابّين فيّ، أطعموهم وعطّروهم. فينشر سحاب بالعطر، لم يرون قبله ما يشبهه.
ثمّ يقول لهم: مرحباً، عشر مرّات، حتّي أحلّوهم إلي تحت الأظلال، وفي بين أيديهم مائدة من ذهب وفضّة (1).
وفيه ستّ مواعظ
1 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن العبّاس يقول: ما رأيت ال رضا ( عليه السلام ) يسأل عن شي ء قطّ إلّا علم...ومن كلامه ( عليه السلام ) المشهور قوله: الصغائر من الذنوب طرق إلي الكبائر، ومن لم يخف اللّه في القليل لم تخفه في الكثير، ولو لم يخوّف اللّه الناس بجنّة ونار، لكان الواجب أن يطيعوه ولايعصوه، لتفضّله عليهم، وإحسانه إليهم، وما بدءهم به من إنعامه الذي ما استحقّوه (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن عمر الحلاّل، قال: قال ياسر عن بعض الغلمان، عن
ص:365
أبي الحسن ( عليه السلام ) : أنّه قال: لايزال العبد يسرق حتّي إذا استوفي ثمن يده، أظهر(ها) اللّه عليه (1).
1 - الشيخ المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ( رضي الله عنه ) ، قال: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن ياسر، عن أبي الحسن الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: إذا كذب الولاة حبس المطر، وإذا جار السلطان هانت الدولة، وإذا حبست الزكاة ماتت المواشي (2).
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: قال
ص:366
الرضا ( عليه السلام ) : من لم يقدر علي ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة علي محمّد وآله، فإنّها تهدم الذنوب هدماً (1).
1 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ...قال ( عليه السلام ) : من اجتنب ما أوعد اللّه عليه النار إذا كان مؤمناً كفّر عنه سيّئاته (2).
1 - الديلميّ : قيل: قالت المعتزلة يوماً في مجلس الرضا ( عليه السلام ) : إنّ أعظم الكبائر القتل...قال الرضا ( عليه السلام ) : أعظم من القتل إثماً، وأقبح منه بلاءً الزنا، لأنّ القاتل لم يفسد بضرب المقتول غيره، ولابعده فساداً، والزاني قد أفسد النسل إلي يوم القيامة، وأحلّ المحارم...(3).
ص:367
وفيه ستّ مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سهل، عن عبيد اللّه، عن أحمد بن عمر قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك! إنّا كنّا في سعة من الرزق، وغضارة من العيش، فتغيّرت الحال بعض التغيير، فادع اللّه عزّ وجلّ أن يردّ ذلك إلينا؟ فقال ( عليه السلام ) : أيّ شي ء تريدون تكونون ملوكاً؟ أيسرّك أن تكون مثل طاهر وهرثمة؟ وإنّك علي خلاف ماأنت عليه، قلت: لا واللّه، مايسرّني أنّ لي الدنيا بما فيها ذهباً وفضّة، وإنّي علي خلاف ماأنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر اللّه، إنّ اللّه عزّوجلّ يقول: ( لَل-ِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )(1) وقال سبحانه وتعالي: ( اعْمَلُواْ ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (2) وأحسنوا الظن باللّه، فإنّ أباعبد اللّه ( عليه السلام ) كان يقول: من حسن ظنّه باللّه، كان اللّه عند ظنّه به، ومن رضي بالقليل من الرزق قبل اللّه منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفّت مؤونته، وتنعّم أهله، وبصّره اللّه داء الدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلي دار السلام قال: ثمّ قال: مافعل ابن قياما؟ قال: قلت: واللّه إنّه ليلقانا فيحسن اللقاء فقال: وأيّ شي ء يمنعه من ذلك، ثمّ تلا هذه الآية: ( لَايَزَالُ بُنْيَنُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّآ أَن
ص:368
تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ) (1) قال: ثمّ قال: تدري لأيّ شي ء تحيّر ابن قياما؟ قال: قلت: لا.
قال: إنّه تبع أباالحسن ( عليه السلام ) ، فأتاه عن يمينه وعن شماله، وهو يريد مسجد النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، فالتفت إليه أبو الحسن ( عليه السلام ) فقال: ماتريد حيّرك اللّه! قال: ثمّ قال: أرأيت لو رجع إليهم موسي، فقالوا: لو نصبته لنا فاتّبعناه، واقتصصنا أثره، أهم كانوا أصوب قولاً أو من قال: ( قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَكِفِينَ حَتَّي يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَي ) (2). قال: قلت: لا بل من قال نصبته لنا فاتبعناه
واقتصصنا أثره. قال: فقال: من ههنا أتي ابن قياما ومن قال بقوله؟ قال: ثمّ ذكر ابن السرّاج فقال: إنّه قد أقرّ بموت أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وذلك أنّه أوصي عند موته فقال: كلّ ماخلّفت من شي ء حتّي قميصي هذا الذي في عنقي لورثة أبي الحسن ( عليه السلام ) ، ولم يقل هو لأبي الحسن ( عليه السلام ) ، وهذا إقرار، ولكن أيّ شي ء ينفعه من ذلك، وممّا قال؟ ثمّ أمسك (3)
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السنانيّ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب رحمهم اللّه قالوا:
ص:369
حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن محمود بن أبي البلاد قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر اللّه عزّوجلّ (1).
2 - المحدّث النوريّ : الشهيد في الدرّة الباهرة عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: فوت الحاجة أهون من طلبها إلي غير أهلها (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد (3) قال: سمعت أباالحسن صلوات اللّه عليه يقول: من حمد اللّه علي النعمة فقد شكره، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة (4).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال:...إنّ فلاناً أنعم اللّه عليه بنعمة فمنعها أسراءه، وجعلها عند فلان فذهب اللّه بها، قال معمّر: وكان فلان حاضراً (5).
3 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ( عليهم السلام ) : إنّ
ص:370
الرضا ( عليه السلام ) عليّ بن موسي لمّا جعله المأمون وليّ عهده...، ثمّ برز إليهم الرضا ( عليه السلام ) وحضرت الجماعة الكثيرة منهم، فقال: ياأيّهاالناس! اتّقوا اللّه في نعم اللّه عليكم، فلاتنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه.
واعلموا أنّكم لاتشكرون اللّه تعالي بشي ء بعد الإيمان باللّه، وبعدالاعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمّد رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنان ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة اللّه تبارك وتعالي...(1).
4 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: طوبي لمن شغل قلبه بشكر النعمة (2).
5 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن معمّر بن خلّاد قال الرضا ( عليه السلام ) : اتّقوا اللّه وعليكم بالتواضع، والشكر والحمد، أنّه كان في بني إسرائيل رجل فأتاه في منامه من قال له: إنّ لك نصف عمرك سعة، فاختر أيّ النصفين شئت.
فقال: إنّ لي شريكاً، فلمّا أصبح الرجل قال لزوجته: قد أتاني في هذه الليلة رجل فأخبرني: أنّ نصف عمري لي سعة، فاختر أيّ النصفين شئت.
فقالت له زوجته: اختر النصف الأوّل، فقال: لك ذاك. فأقبلت عليه الدنيا، فكان كلّما كانت نعمة قالت زوجته: جارك فلان محتاج فصله، وتقول: قرابتك فلان فتعطيه، وكانوا كذلك كلّما جاءتهم نعمة أعطوا وتصدّقوا وشكروا، فلمّا كان ليلة من الليالي أتاه رجل فقال: يا هذا! إنّ النصف قد انقضي فما رأيك؟
ص:371
قال: لي شريك، فلمّا أصبح الصبح قال لزوجته: أتاني الرجل فأعلمني أنّ النصف قد انقضي.
فقالت له زوجته: قد أنعم اللّه علينا فشكرنا، واللّه أولي بالوفاء.
قال: فإنّ لك تمام عمرك (1).
1 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: صاحب النعمة يجب عليه حقوق، منها: الزكاة في ماله، ومنها: المواساة لإخوانه، ومنها: الصلة لرحمه، والتوسعة لعياله، وغير ذلك من الحقوق.
ثمّ قال ( عليه السلام ) : ربما صارت إليّ النعمة فما أتهنّي ء بها حتّي أعلم أنّي قد أدّيت مايجب عليّ فيها (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن عرفة قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : يا ابن عرفة! إنّ النعم كالإبل المعتقلة في عَطَنها (3) علي القوم ما أحسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها
ص:372
وإنالتها نفرت عنهم (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا ( عليه السلام ) شيئاً فقال ( عليه السلام ) : اصبر، فإنّي أرجو أن يصنع اللّه لك إن شاء اللّه، ثمّ قال: فواللّه ماأخّر اللّه عن المؤمن من هذه الدنيا خير له ممّا عجّل له فيها، ثمّ صغّر الدنيا وقال: أيّ شي ء هي؟... (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن ابن فضّال (1) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: ماالتقت فئتان قطّ إلّا نصر أعظمهما عفوا (2)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد (3) قال: سألت أبا الحسن ( عليه السلام ) فقلت: جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فق ال ( عليه السلام ) : لابأس مالم يكن، فظننت أنّه عني الفحش، ثمّ قال: إنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) كان يأتيه الأعرابيّ فيهدي له الهديّة، ثمّ يقول مكانه: أعطنا ثمن هديّتنا، فيضحك رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وكان إذا اغتمّ يقول: مافعل الأعرابيّ ليته أتانا (4).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عدّة
ص:374
من أصحابه، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال: التواضع أن تعطي الناس ما تحبّ أن تُعطاه.
وفي حديث آخر قال: قلت: ما حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً؟
فقال ( عليه السلام ) : التواضع درجات منها: أن يعرف المرء قدر نفسه، فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا يحبّ أن يأتي إلي أحد إلّا مثل ما يؤتي إليه، إن رأي سيّئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ، عاف عن الناس، واللّه يحبّ المحسنين (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء (2) قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول:
السخيّ قريب من اللّه، قريب من الجنّة، قريب من الناس.
وسمعته يقول: السخاء شجرة في الجنّة، من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة (3).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: السخيّ يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه،
ص:375
والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلاّ يأكلوا من طعامه (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: دخل عليه مولي له فقال له: هل أنفقت اليوم شيئاً؟
قال: لا، واللّه! فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فمن أين يخلف اللّه علينا، أنفق ولو درهماً واحداً (2).
2 - الشيخ الصدوق : قال الرضا ( عليه السلام ) : لا تبذل لإخوانك من نفسك ما ضرره عليك أكثر من نفعه لهم (3).
- في القناعة:
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي،
ص:376
عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: من لم يقنعه من الرزق إلّا الكثير لم يكفّه من العمل إلّا الكثير، ومن كفاه من الرزق القليل فإنّه يكفيه من العمل القليل (1).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : سئل ( عليه السلام ) عن خيار العباد؟
فقال ( عليه السلام ) : الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: حدّثنا إبراهيم بن العبّاس قال: سمعت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: مودّة عشرين سنة قرابة، والعلم أجمع لأهله من الآباء (3).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا الغلابيّ قال: حدّثنا أحمد بن
ص:377
عيسي بن زيد: إنّ المأمون أمر بقتل رجل فقال: استبقني فإنّ لي شكراً. فقال: ومن أنت، وما شكرك؟
فقال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : يا أميرالمؤمنين! أنشدك اللّه تعالي أن تترفّع عن شكر أحد وإن قلّ، فإنّ اللّه تعالي أمر عباده بشكره فشكروه، فعفي عنهم (1).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : يأتي علي الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت (2).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : عونك للضعيف من أفضل الصدقة (3).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال عليّ بن شعيب: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال لي: يا عليّ! من أحسن الناس معاشاً؟ قلت: أنت يا سيّدي! أعلم به منّي.
ص:378
فقال ( عليه السلام ) : يا عليّ! من حسن معاش غيره في معاشه، يا عليّ! من أسوء الناس معاشاً؟ قلت: أنت أعلم، قال ( عليه السلام ) : من لم يُعِش غيره في معاشه.
يا عليّ! أحسنوا جِوار النعم! فإنّها وحشيّة، مانأت (1) عن قوم فعادت إليهم.
يا عليّ! إنّ شرّ الناس من منع رِفده (2)، وأكل وحده، وجلد عبده
1 - الحميريّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال لي: ما تقول في اللباس الخشن؟...فقال ( عليه السلام ) لي: البس وتجمّل... (1).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: من لم يتابعك علي رأيك في إصلاحه، فلا تصغ إلي رأيه لك، وانتظر به أن يصلحه شرّ، ومن طلب الأمر من وجهه لم يزلّ، فإن زلّ لم تخذله الحيلة (1).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : لايقبّل الرجل يد الرجل فإنّ قُبلة يده كالصلاة له (2).
1 - الصدوق : حدّثنا محمّد بن جعفر بن مسرور ( رضي الله عنه ) قال: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن معلّي بن محمّد البصريّ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول: السخيّ قريب من اللّه، قريب من الجنّة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الجنّة، بعيد من الناس، قريب من النار قال: وسمعته يقول: السخاء شجرة في الجنّة، أغصانها في الدنيا، من تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة (1).
1 - الشيخ الصدوق : روي أبو هشام البصريّ، عن ال رضا ( عليه السلام ) أّنه قال: من الفساد قطع الدرهم والدينار وطرح النوي (2).
ص:382
1 - الكراجكي : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمّيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن صالح قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أيّوب بن نوح قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء: من استغفر بلسانه ولم يندم قلبه فقد استهزء بنفسه، ومن سئل اللّه التوفيق ولم يجتهد فقد استهزء بنفسه، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزء بنفسه، ومن سئل اللّه الجنّة ولم يصبر علي الشدائد فقد استهزء بنفسه، ومن تعوّذ باللّه من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزء بنفسه ( ومن ذكر الموت ولم يستعدّ له فقد استهزء بنفسه ) (1)، ومن ذكر اللّه ولم يستبق إلي لقائه فقد استهزء بنفسه (2).
وفيه أربع مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أنّه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟
قال ( عليه السلام ) : الدعاء (3).
ص:383
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: لاتحقّروا دعوة أحد فإنّه يستجاب لليهوديّ والنصرانيّ فيكم، ولايستجاب لهم في أنفسهم (1).
1 - الشيخ الصدوق :...العبّاس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول:...من استغفر اللّه سبعين مرّة في كلّ يوم من شعبان حشره اللّه يوم القيامة في زمرة رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ووجبت له من اللّه الكرامة. ومن تصدّق في شعبان بصدقة ولو بشقّ تمرة حرّم اللّه جسده علي النار... (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت قال: سمعت أباالحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: من قال في كلّ يوم من شعبان سبعين مرّة «أستغفر اللّه وأسأله التوبة» كتب اللّه تعالي له براءة من النار، وجواز علي
ص:384
الصراط، وأحلّه دار القرار (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: مثل الاستغفار مثل ورق علي شجرة تحرّك فيتناثر، والمستغفر من ذنب ويفعله (2) كالمستهزي ء بربّه (3)
2 - الشعيري : قال الرضا ( عليه السلام ) : من استغفر من ذنب وهو يعمله، فكأنّما يستهزي ء بربّه (4).
3 - ابن فهد الحلّي : عنه [الرضا ( عليه السلام ) ]: الاستغفار وقول «لا إله إلّا اللّه» خير العبادة، قال اللّه العزيز الجبّار: ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ و لَآ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَم نبِكَ ) (5) (6).
ص:385
وفيه سبع مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أَدعو لوالديّ إذا كانا لا يعرفان الحقّ؟
قال ( عليه السلام ) : اُدع لهما، وتصدّق عنهما، وإن كانا حيّين لا يعرفان الحقّ فدارهما، فإنّ رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال: إنّ اللّه بعثني بالرحمة لابالعقوق (1).
1 - المحدّث النوريّ : عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده (2).
ص:386
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : قُبلة الأُمّ علي الفم، وقُبلة الأُخت علي الخدّ، وقُبلة الإمام بين عينيه (1).
1 - الشيخ الطوسيّ : عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن الحسن بن عليّ، عن بعض أصحابه، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الأخ الأكبر بمنزلة الأب (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: ينبغي للرجل أن يوسّع علي عياله كي لايتمنّوا موته، وتلا هذه الآية ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ ي مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (3). قال: الأسير عيال الرجل، ينبغي
للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أُسراءه في السعة عليهم. ثمّ قال: إنّ فلاناً أنعم اللّه عليه بنعمة فمنعها أسراءه، وجعلها عند فلان فذهب اللّه بها، قال معمّر: وكان فلان حاضراً (4).
ص:387
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن إسماعيل بن مهران، عن زكريّا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: الذي يطلب من فضل اللّه عزّ وجلّ مايكفّ به عياله أعظم أجراً من المجاهد في سبيل اللّه عزّ وجلّ (1).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة عن عياله (2).
4 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسرالخادم قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ينبغي للمؤمن أن ينقص من قوت عياله في الشتاء ويزيد في وقودهم (3).
ص:388
1 - أبو عمرو الكشّيّ : حدّثني محمّد بن قولويه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن محمّد بن حمزة، عن زكريّا بن آدم قال: قلت للرضا ( عليه السلام ) : إنّي أُريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم؟
فقال ( عليه السلام ) : لا تفعل فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم ( عليه السلام ) (1).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبيد اللّه قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : يكون الرجل يصل رحمه، فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين، فيصيّرها اللّه ثلاثين سنة، ويفعل اللّه ما يشاء (2).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : مانعلم شيئاً يزيد في العمر إلّا صلة الرحم، حتّي أنّ الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وَصولاً للرحم فيزيد اللّه في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثاً وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثاً وثلاثين سنة، فيكون قاطعاً للرحم فينقصه اللّه ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلي ثلاث سنين.
ص:389
الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) مثله (1).
4 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال ( عليه السلام ) : صل رحمك ولو بشربة من ماء. وأفضل ماتوصل به الرحم كفّ الأذي عنها.
وقال: في كتاب اللّه: ( لَاتُبْطِلُواْ صَدَقَتِكُم بِالْمَنِ ّ وَالْأَذَي ) (2) (3).
1 - ابن فهد الحلّي : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: استحسنوا أسماءكم فإنّكم تدعون بها يوم القيامة: قم يا فلان بن فلان! إلي نورك، قم يا فلان بن فلان! لا نور لك (4).
وفيه اثنتان وثلاثون موعظة
1 - أبو عمرو الكشّيّ : عليّ بن محمّد القتيبيّ قال: حدّثني أبومحمّد
ص:390
الفضل بن شاذان قال: حدّثني أبو جعفر البصريّ وكان ثقة فاضلاً صالحاً قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن علي الرضا ( عليه السلام ) فشكي إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا ( عليه السلام ) : دارهم فإنّ عقولهم لا تبلغ (1).
1 - الحميريّ : محمّد بن عبد الحميد، عن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: ماسلب أحد كريمته إلّا عوّضه اللّه منه (الجنّة) (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثني الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن موسي بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: ظهر في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكل فنادي السائل: ياأمة اللّه! الجوع.
فقالت المرأة: أتصدّق في مثل هذا الزمان، فأخرجتها من فيها فدفعتها إلي السائل، وكان لها ولد صغير يحطب في الصحراء، فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة فعدت الأُم في أثر الذئب، فبعث اللّه تبارك وتعالي جبرئيل ( عليه السلام ) ، فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلي أُمّه فقال لها جبرئيل ( عليه السلام ) : يا أمة اللّه! أرضيت؟ لقمة بلقمة (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة، وإنّ المرض لايزال بالمؤمن حتّي لايكون عليه ذنب (1).
1 - الشيخ الصدوق : أبي - - قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن أحمد بن محمّد البزنطيّ قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لايأبي الكرامة إلّا حمار .
قلت: ومامعني ذلك؟ فقال: ذلك في الطيب يعرض عليه، والتوسعة في المجلس، من أباههما كان كما قال (2).
ص:394
1 - الشيخ المفيد : قال الرضا ( عليه السلام ) : لاتمارينّ العلماء فيرفضوك، ولا تمارينّ السفهاء فيجهلوا عليك (1).
1 - الشيخ الطوسيّ : أخبرنا جماعة قالوا: أخبرنا أبو المفضّل قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبيد اللّه بن راشد الطاهريّ الكاتب قال: سمعت الأمير أبا أحمد عبيد اللّه بن عبد اللّه بن طاهر المُصعبيّ يقول: سمعت أباالصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ يقول: سمعت الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) يقول: إذا ولّي الظالم الظالم فقد انتصف الحقّ، وإذا ولّي العادل العادل فقد اعتدل الحقّ، وإذا ولّي العادل الظالم فقد استراح الحقّ، وإذا ولّي العبد الحرّ فقد استُرِقّ الحقّ (2).
1 - الشهيد الأوّل : وقال [الرضا ( عليه السلام ) ]: الأنس يذهب المهابة، والمسألة مفتاح البؤس (3).
ص:395
2 - الديلميّ : قال ( عليه السلام ) : الإسترسال بالأُنس يذهب المهابة (1).
1 - الشيخ أبو عبد اللّه الأسديّ الكوفيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) : تقليم الأظفار يجلب الرزق (2).
1 - الشيخ المفيد : قال الرضا ( عليه السلام ) : من ألقي جلباب الحياء فلا غيبة له (3).
1 - الشيخ المفيد : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: من بارز اللّه بالأيمان الكاذبة
ص:396
بري ءاللّه منه (1).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: الناس ضربان، بالغ لا يكتفي، وطالب لايجد (1).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ] لرجل: لا تختلط بسلطان في أوّل اضطراب الأمور عليه. يعني [أوّل ] المخالطة (2).
1 - الشيخ الصدوق :...ياسر الخادم قال [قال الرضا ( عليه السلام ) :]
أنّ والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط، من أراده أخذه ...(3).
1 - العيّاشيّ : عن سليمان الجعفريّ قال: قلت لأبي الحسن ال رضا ( عليه السلام ) : ماتقول في أعمال السلطان؟
فقال ( عليه السلام ) : يا سليمان! الدخول في أعمالهم، والعون لهم، والسعي في حوائجهم،
ص:398
عديل الكفر، والنظر إليهم علي العمد من الكبائر التي يستحقّ به النار (1).
1 - المحدّث القمّيّ : في الدرّ النظيم، عن يحيي بن أكثم، قال: كنت يوماً عند المأمون، وعنده عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، ...
فقال الرصا ( عليه السلام ) : ما جعل اللّه تعالي لإمام المسلمين وخليفة ربّ العالمين القائم بأُمور الدين، أن يولّي شيئاً من ثغور المسلمين أحداً من سبي ذلك الثغر لأنّ الأنفس تحنّ إلي أوطانها، وتشفق علي أجناسها، وتحبّ مصالحها وإن كانت مخالفة لأديانها.
فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب (2).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، ونشاطاً وفتوراً، فإذا أقبلت أبصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلّت وملّت.
فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها (1).
1 - الحلوانيّ : قال [الرضا ( عليه السلام ) ]: اصحب السلطان بالجدّ (2) ، والصديق بالتواضع، والعدوّ بالتحرّز، والعامّة بالبشر (3).
1 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن عبد اللّه بن أبان، عن ال رضا ( عليه السلام ) قال: يا عبداللّه! عظّموا كباركم، وصلوا أرحامكم، فليس تصلونهم بشي ء أفضل من
ص:400
كفّ الأذي عنهم.(1)
1 - الكفعمي : عن الرضا ( عليه السلام ) : مايؤمن من سافر في يوم الجمعة قبل الصلاة أن لايحفظه اللّه في سفره، ولايخلفه في أهله، ولا يرزقه من فضله، ولا يخرج في اليوم الثالث من الشهر فهو يوم نحس، فيه سُلب آدم ( عليه السلام ) وحوّاء ( عليها السلام ) لباسهما، ولايخرج في الرابع منه فإنّه يخاف علي المسافر فيه نزول البلاء، واتّقه يوم الحادي والعشرين، واتّقه يوم الخامس وعشرين، فهو اليوم الذي ضرب اللّه فيه أهل مصر مع فرعون بالآيات، فإن اضطررت إلي الخروج في واحد ممّا عدّدنا، فاستخر اللّه، واسأله العافية والسلامة، وتصدّق بشي ء واخرج علي اسم اللّه (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعدآباديّ، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن فضّال، عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: من والي أعداء اللّه فقد عادي أولياء اللّه، ومن عادي أولياء
ص:401
اللّه فقد عادي اللّه تبارك وتعالي، وحقّ علي اللّه عزّ وجلّ أن يدخله في نار جهنّم (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن جهم (2) قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام )
يقول: الرؤيا علي ما تعبر.
فقلت له: إنّ بعض أصحابنا روي: أنّ رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام.
فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إنّ امرأة رأت علي عهد الرسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) أنّ جذع بيتها قد انكسر، فأتت رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقصّت عليه الرؤيا فقال لها النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : يقدم زوجك، ويأتي وهو صالح، وقد كان زوجها غائباً، فقد كان كما قال النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، ثمّ غاب عنها زوجها غيبة أُخري، فرأت في المنام كأنّ جذع بيتها قد انكسر، فأتت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقصّت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك، ويأتي صالحاً، فقدم علي ما قال، ثمّ غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أنّ جذع بيتها قد انكسر، فلقيت رجلاً أعسر، فقصّت عليه الرؤيا، فقال لها الرجل السوء: يموت زوجك.
قال: فبلغ ذلك النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فقال: ألا كان عبّر لها خيراً (3).
ص:402
وفيه تسع مواعظ
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد الكوفيّ، عن عليّ بن الحسن الميثميّ، عن العبّاس بن هلال الشاميّ مولي لأبي الحسن موسي ( عليه السلام ) قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: كلّما أحدث العباد من الذنوب مالم يكونوا يعملون، أحدث اللّه لهم من البلاء مالم يكونوا يعرفون (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن عرفة قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : ويحك، يا ابن عرفة! اعملوا لغير رياء ولا سُمعة، فإنّه من عمل لغير اللّه وكله اللّه إلي ماعمل، ويحك! ما عمل أحد عملاً إلّا ردّاه اللّه، إن خيراً فخير وإن شرّاً فشرّ (2).
ص:403
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن معمّر بن خلّاد (1) عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، أنّه ذكر رجلاً فقال: إنّه يحبّ الرئاسة، فقال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرّق رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من الرئاسة (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن العبّاس مولي الرضا ( عليه السلام ) قال: سمعته ( عليه السلام ) يقول: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة، والمذيع بالسيّئة مخذول، والمستتر بالسيّئة مغفور له (3).
ص:404
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الوشّاء (1)، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ اللّه
عزّوجلّ يبغض القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال (2).
1 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) : الغضب مفتاح كلّ شرّ (3).
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : سأله [الرضا ( عليه السلام ) ] أحمد بن نجم عن العُجب الذي يفسد العمل؟ فقال ( عليه السلام ) : العُجب درجات منها: أن يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيُعجبه، ويَحسَب أنّه يحسن صُنعاً.
ومنها: أن يؤمن العبد بربّه فيمنّ علي اللّه، وللّه المنّة عليه فيه (4).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن
ص:405
عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: التثاؤب (1) من الشيطان، والعطسة من اللّه عزّ وّجل (2).
وفيه خمس وعشرون موعظة
1 - ابن شعبة الحرّانيّ : قال الفضيل بن يسار: سألت الرضا ( عليه السلام ) عن أفاعيل العباد مخلوقة هي، أم غير مخلوقة؟
قال ( عليه السلام ) : هي واللّه مخلوقة...ثمّ قال ( عليه السلام ) : إنّ الإيمان أفضل من الإسلام بدرجة، والتقوي أفضل من الإيمان بدرجة، ولم يُعطَ بنو آدم أفضل من اليقين (1).
1 - الشيخ الطوسيّ :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّ اللّه عزّ وجلّ لايعذّب علي كثرة الصلاة والصوم، ولكنّه يعذّب علي خلاف السنّة (2)
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : وقال [عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ] أيضاً: مل ء الأرض من العباد المرائين لا يعدلون عند اللّه شيخاً ضئيلاً زمناً يخلص عبادته (3).
ص:407
1 - الديلمي : قال رجل للرضا ( عليه السلام ) : أوصني قال: احفظ لسانك تعزّ، ولاتمكّن الشيطان من قيادك فتذلّ (1).
1 - الحلوانيّ : وأُتي المأمون برجل أراد أن يقتله، والرضا ( عليه السلام ) جالس فقال: ما تقول ياأباالحسن؟
فقال ( عليه السلام ) : أقول: إنّ اللّه تعالي ما يزيد بحسن العفو إلّا عزّاً، فعفا عنه (2).
1 - الشيخ الصدوق : قال الرضا ( عليه السلام ) : من أصبح معافاً في بدنه، مخلّاً في سَربِه، عنده قوت يومه، فكأنّما حِيزَت له الدنيا (3)
ص:409
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : جماعة، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ قال: سمعته يقول: أذّن (1) .
في بيتك، فإنّه يطرد الشيطان، ويستحبّ من أجل الصبيان (2)
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: الحسنات في شهر رمضان مقبولة، والسيّئات فيه مغفورة، من قرأ في شهر رمضان آية من كتاب اللّه عزّ وجلّ كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور، ومن ضحك فيه في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلّا ضحك في وجهه وبشّره بالجنّة، ومن أعان فيه مؤمناً أعانه اللّه تعالي علي الجواز علي الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن كفّ فيه غضبه كفّ اللّه عنه غضبه يوم القيامة، ومن نصر فيه مظلوماً نصره اللّه علي كلّ من عاداه في الدنيا، ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان، شهر رمضان شهر البركة، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر التوبة والإنابة، من لم يغفر له في شهر رمضان ففي أيّ شهر يغفر له، فاسألوا اللّه أن يتقبّل منكم فيه الصيام، ولايجعله آخر العهد منكم، وأن يوفّقكم فيه لطاعته، ويعصمكم من معصيته، إنّه خير مسؤول (3).
ص:410
1 - الشيخ الصدوق :...عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ، عن ليلة النصف من شعبان، قال: هي ليلة يعتق اللّه فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار...(1)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق (2).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: من ساهم بالعقيق كان سهمه الأوفر (3)
1 - الشيخ الصدوق :...الريّان بن الصلت قال:...وسمعته (أي الرضا ( عليه السلام ) ) يقول: لا تدخلوا بالليل بيتاً مظلماً إلّا مع السراج (4)
ص:411
1 - الشيخ الصدوق : قال الرضا ( عليه السلام ) ...الملائكة تقسّم أرزاق بني آدم مابين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس، فمن ينام فيما بينهما ينام عن رزقه (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...إبراهيم بن موسي، قال: ألححت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) في شي ء أطلبه منه فكان يعدني، فخرج ذات يوم ليستقبل والي المدينة وكنت معه، فجاء إلي قرب قصر فلان، فنزل تحت شجرات ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث.
فقلت: جعلت فداك! هذا العيد قد أظلّنا، ولا واللّه! ما أملك درهماً فما سواه، فحكّ بسوطه الأرض حكّاً شديداً ثمّ ضرب بيده، فتناول منه سبيكة ذهب، ثمّ قال: انتفع بها، واكتم ما رأيت (2).
ص:412
1 - الشيخ الصدوق :...الحسين بن خالد قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : لادين لمن لاورع له، ولاإيمان لمن لاتقيّة له، إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة...(1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن سنان، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أطعموا حبالاكم ذكر اللبان، فإن يك في بطنها غلام، خرج ذكيّ القلب عالماً شجاعاً، وإن تك جارية حسن خلقها (2).، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجها (3).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...لا تجامع إلّا من شَبَق...(4).
ص:413
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : جعلت فداك، إنّي قد سألت اللّه حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطاءها شي ء فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد! إيّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتّي يقنطك...، فلا تملّ الدعاء فإنّه من اللّه عزّ وجلّ بمكان، وعليك بالصبر وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإيّاك ومكاشفة الناس...(1)
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) في بعض الحاجة... فقال: ... واعلم أنّه ما من أحد يعمل لك شيئاً بغير مقاطعة، ثمّ زدته لذلك الشي ء ثلاثة أضعاف علي أُجرته إلّا ظنّ أنّك قد نقصته أُجرته، وإذا قاطعته ثمّ أعطيته أُجرته حمدك علي الوفاء، فإن زدته حبّة عرف ذلك لك، ورأي أنّك قد زدته (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو محمّد جعفر بن نعيم الشاذانيّ ( رضي الله عنه ) قال: أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: من أحبّ عاصياً فهو عاص، ومن أحبّ مطيعاً فهو مطيع، ومن أعان ظالماً فهو ظالم، ومن خذل عادلاً فهو ظالم، إنّه ليس بين
ص:414
اللّه وبين أحد قرابة، ولا ينال أحد ولاية اللّه إلاّ بالطاعة، ولقد قال رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) لبني عبد المطّلب: ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم، قال اللّه تعالي: ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَل-ِذٍ وَلَايَتَسَآءَلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَزِينُهُ و فَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَزِينُهُ و فَأُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ )(1). (2).
1 - ابن شهرآشوب : أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: رفع إلي المأمون أنّ الرضا ( عليه السلام ) يعقد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه، فأنفذ محمّد بن عمرو الطوسيّ فطرد الناس عن مجلسه وأحضره، فلمّا نظر إليه المأمون زبره واستخفّ به فخرج الرضا ( عليه السلام ) يقول: وحقّ المصطفي، والمرتضي، وسيّدة النساء، لأستنزلنّ من حول اللّه عزّ وجلّ بدعائي عليه...
قال: ورأيت المأمون متدرّعاً قد برز من قصر الشاهجان، متوجّهاً للهرب فما شعرت إلّا بشاجرد الحجّام، قد رماه من بعض أعالي السطوح بلبنة ثقيلة، أسقطت عن رأسه بيضته، بعد أن شقّت جلدة هامّته...وطرد المأمون أسوء طرد، بعد إذلال واستخفاف شديد، ونهبوا أمواله، فصلب المأمون أربعين غلاماً وأسلاء دهقان مرو، وأمر أن يطوّل جدرانهم، وعلم أنّ ذلك من استخفاف الرضا ( عليه السلام ) فانصرف
ص:415
ودخل عليه، وحلفه أن لايقوم له، وقبّل رأسه، وجلس بين يديه وقال: لم تطب نفسي بعد مع هؤلاء، فماتري؟
فقال الرضا ( عليه السلام ) : اتّق اللّه في أُمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وماولّاك من هذا الأمر، وخصّك به، فإنّك قد ضيّعت أُمور المسلمين، وفوّضت ذلك إلي غيرك، يحكم فيها بغير حكم اللّه عزّ وجلّ، وقعدت في هذه البلاد، وتركت دار الهجرة ومهبط الوحي، وإنّ المهاجرين والأنصار يُظلمون دونك، ولايرقبون في مؤمن إلاٌّ ولاذمّة، ويأتي علي المظلوم دهر يتعب فيه نفسه، ويعجز عن نفقته، فلايجد من يشكو إليه حاله، ولايصل إليه.
فاتّق اللّه يا أميرالمؤمنين! في أُمور المسلمين، وارجع إلي بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، وموضع المهاجرين والأنصار، أما علمت يا أميرالمؤمنين! أنّ والي المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط، من أراده أخذه...(1).
1 - أبو عمرو الكشّيّ :...أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) كتاباً...فأجابه أبو الحسن ( عليه السلام ) بجواب...
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، عافانا اللّه وإيّاك، وجاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين، تقول أخذته وتذكر ما تلقاني به، وتبعث إليّ بغيره، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمراً، وأردت الدخول في مثله تقول: إنّه عمل في أمري بعقله وحيلته، نظراً منه لنفسه، وإرادة أن تميل إليه قلوب الناس، ليكون
ص:416
الأمر بيده وإليه، يعمل فيه برأيه، ويزعم أنّي طاوعته فيما أشار به عليّ، وهذا أنت تشير عليّ فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الأمر إلّا بأحد أمرين.
إمّا قبلت الأمر علي ما كان يكو ن عليه، وإمّا أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم، وإلّا فالأمر عندنا معوج، والناس غير مسلّمين ما في أيديهم من مال، وذاهبون به، فالأمر ليس بعقلك، ولا بحيلتك يكون، ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة، ولكنّ الأمر إلي اللّه عزّوجلّ وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي اللّه فلا مضلّ له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشداً.
فقلت: وأعمل في أمرهم، وأحتلّ فيه، وكيف لك الحيلة!...
فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا وسلّموا، وقد كان منّي ما أنكروا من بعدي، ومدّ لي لقائي، وما كان ذلك منّي إلّا رجاء الإصلاح...
ثمّ قلتم: لابدّ إذا كان ذلك منه يثبت علي ذلك، ولا يتحوّل عنه إلي غيره
قلت: لأنّه كان من التقيّة والكفّ أوّلاً، وأمّا إذا تكلّم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه، فصار الذي كنتم تزعمون أنّكم تذمّون به، فإنّ الأمر مردود إلي غيركم، وإنّ الفرض عليكم اتّباعهم فيه إليكم. فصيّرتم ما استقام في عقولكم وآرائكم، وصحّ به القياس عندكم بذلك لازماً لما زعمتم، من أن لا يصحّ أمرنا، زعمتم حتّي يكون ذلك عليّ لكم، فإن قلتم: إن لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الأمر أن وقع إليكم، نبذتم أمر ربّكم وراء ظهوركم، فلا أتّبع أهوائكم، قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين.
وما كان بدّ من أن تكونوا كما كان مَن قبلكم، قد أخبرتم أنّها السنن والأمثال، القذّة بالقذّة، وما كان يكون ما طلبتم من الكفّ أوّلاً، ومن الجواب آخراً، شفاء لصدوركم، ولإذهاب شكّكم، وما كان من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم حتّي يذهبه اللّه عنكم، ولو قدر الناس كلّهم علي أن يحبّونا، ويعرفوا
ص:417
حقّنا، ويسلّموا لأمرنا فعلوا، ولكنّ اللّه يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب.
فقد أجبتك في مسائل كثيرة، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبّرها، فإن لم يكن في المسائل شفاء، فقد مضي إليكم منّي ما فيه حجّة ومعتبر، وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة، إنّما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلاً إلي الشبهة والضلالة، ومن أراد لبساً لبّس اللّه عليه، ووكّله إلي نفسه، ولاتري أنت وأصحابك، إنّي أجبت بذلك، وإن شئت صمتُّ، فذاك إليّ، لاماتقوله أنت وأصحابك، لاتدرون كذا وكذا، بل لابدّ من ذلك، إذ نحن منه علي يقين، وأنتم منه في شكّ (1).
ص:418
ص:419
وفيه موضوعان
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكريّ قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل المعروف بابن الخبّاز سنة أربع عشرة وثلاثمائة قال: حدّثنا إبراهيم بن أحمد الكاتب قال: حدّثنا أحمد بن الحسين كاتب أبي الفيّاض، عن أبيه قال: حضرنا مجلس عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) فشكا رجل أخاه، فأنشأ يقول:
أعذر أخاك علي ذنوبه
واستر وغطّ علي عيوبه
واصبر علي بهت السفيه
وللزمان علي خطوبه
ودع الجواب تفضّلاً
وَكِلِ الظلوم إلي حسيبه (1).
ص:420
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد اللّه بن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّك في دار لها مدّة
يقبل فيها عمل العامل
ألا تري الموت محيطاً بها
يكذب فيها أمل الآمل
تعجّل الذنب لما تشتهي
وتأمل التوبة في قابل
والموت يأتي أهله بغتة
ما ذاك فعل الحازم العاقل (1).
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي المتوكّل ( رضي الله عنه ) ، ومحمّد بن محمّد بن عصام الكلينيّ، وأبو محمّد الحسن بن أحمد المؤدّب، وعليّ بن عبدالورّاق، وعليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا محمّد بن يعقوب الكلينيّ (ره) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم العلويّ الجوانيّ، عن موسي بن محمّد المحاربيّ، عن رجل ذكر اسمه، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ المأمون قال له: هل رويت من الشعر شيئاً؟
فقال ( عليه السلام ) : قد رويت منه الكثير، فقال: أنشدني أحسن ما رويته في الحلم.
فقال ( عليه السلام ) :
ص:421
إذا كان دوني من بليت بجهله
أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلّي من النهي
أخذت بحلمي كي أجلّ عن المثل
وإن كنت أدني منه في الفضل والحجي
عرفت له حقّ التقدم والفضل
فقال له المأمون: ما أحسن هذا من قاله؟
فقال: بعض فتياننا، قال: فأنشدني أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل، وترك عتاب الصديق.
فقال ( عليه السلام ) :
إنّي ليهجرني الصديق تجنّباً
فأريه أنّ لهجره أسباباً
وأراه إن عاتبته أغريته
فأري له ترك العتاب عتاباً
وإذا بليت بجاهل متحكّم
يجد المحال من الأمور صواباً
أوليته منّي السكوت وربّما
كان السكوت عن الجواب جواباً
فقال المأمون: ما أحسن هذا! هذا من قاله؟
فقال: لبعض فتياننا، قال: فأنشدني عن أحسن ما رويته في استجلاب العدوّ حتّي يكون صديقاً.
فقال ( عليه السلام ) :
وذي غلّة سالمته فقهرته
فأوقرته منّي لعفو التجمّل
ومن لا يدافع سيّئات عدوّه
بإحسانه لم يأخذ الطول من عل
ولم أر في الأشياء أسرع مهلكاً
لغمر قديم من وداد معجّل
فقال المأمون: ما أحسن هذا! هذا من قاله؟
ص:422
فقال ( عليه السلام ) : بعض فتياننا، قال: فأنشدني أحسن ما رويته في كتمان السرّ.
فقال ( عليه السلام ) :
وإنّي لأنسي السرّ كي لا أذيعه
فيا من رأي سرّاً يصان بأن ينسي
مخافة أن يجري ببالي ذكره
فينبذه قلبي إلي ملتوي الحشا
فيوشك من لم يفش سرّاً وجال في
خواطره أن لا يطيق له حبساً
فقال المأمون: إذا أمرت أن يترّب الكتاب كيف تقول؟
قال: تربّ، قال: فمن السحا؟
قال: سح، قال: فمن الطين؟
قال: طنّ.
قال: فقال المأمون: يا غلام! تربّ هذا الكتاب، وسحه، وطنّه، وامض به إلي الفضل بن سهل، وخذ لأبي الحسن ( عليه السلام ) ثلاثمائة ألف درهم (1).
ص:423
4 - أبو نصر الطبرسيّ : للرضا صلوات اللّه عليه:
أهدت لنا الأيّام بطّيخة
من حلل الأرض ودار السلام
تجمع أوصافاً عظاماً وقد
عدّدتها موصوفة بالنظام
كذاك قال المصطفي المجتبي
محمّد جدّي عليه السلام
ماء وحلواء وريحانة
فاكهة حُرض طعام إدام
تنقي المثانة وتصفّي الوجوه
تطيّب النكهة عشر تمام (1).
5 - الشيخ الصدوق :...عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ ( قدس سره ) [علي ] (2) عليّ موسي الرضا ( عليهماالسلام )
بمرو فقال له: يا ابن رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ! إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت علي نفسي أن لاأُنشدها أحداً قبلك فقال ( عليه السلام ) : هاتها، فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات ...فلمّا انتهي إلي قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكيّة
تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال له الرضا ( عليه السلام ) : أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟
فقال: بلي، يا ابن رسول اللّه! فقال ( عليه السلام ) :
وقبر بطوس يا لها من مصيبة
توقّد في الأحشاء بالحرقات
إلي الحشر حتّي يبعث اللّه قائماً
يفرّج عنّا الهمّ والكربات...(3).
ص:424
6 - ابن شهرآشوب : إبراهيم بن العبّاس: كان الرضا ( عليه السلام ) إذا جلس علي مائدته، أجلس عليها مماليكه حتّي السايس والبوّاب.
وله ( عليه السلام ) :
لبست بالعفّة ثوب الغني
وصرت أمشي شامخ الرأس
لست إلي النسناس مستأنساً
لكنّني آنس بالناس
إذا رأيت التيه من ذي الغني
تهت علي التائه باليأس
ما إن تفاخرت علي معدم
ولا تضعضعت لإفلاس (1).
7 - الصفديّ: دخل يوماً حمّاماً، فبينما هو في مكان من الحمّام، إذ دخل عليه جنديّ فأزاله عن مركزه، وقال: صبّ علي رأسي يا أسود! فصبّ علي رأسه، فدخل من عرفه، فصاح بالجنديّ: هلكت وأهلكت، أتستخدم ابن بنت رسول ال لّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وإمام المسلمين؟! فانثني الجنديّ يقبّل رجليه، ويقول: هلّا عصيتني إذ أمرتك!...
ليس لي ذنب ولاذنب لمن
قال لي: يا عبد! أو يا أسود!
إنّما الذنب لمن ألبسني
ظلمة وهو سنيً لايحمد (2).
8 - الشيخ الصدوق :...إبراهيم بن محمّد الحسني قال: بعث المأمون إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) جارية، فلمّا أُدخلت إليه، اشمأزّت من الشيب، فلمّا رأي كراهتها، ردّها إلي المأمون، وكتب إليه بهذه الأبيات شعراً:
نعي نفسي إلي نفسي المشيب
وعند الشيب يتّعظ اللبيب
فقد ولّي الشباب إلي مداه
فلست أري مواضعه يؤوب
ص:425
سأبكيه وأندبه طويلاً
وأدعوه إليّ عسي يجيب
وهيهات الذي قد فات عنّي
تمنّيني به النفس الكذوب
وراع (1) الغانيات بياض رأسي
ومن مدّ البقاء له يشيب
أري البيض الحسان يجدف (2) عنّي
وفي هجرانهنّ لنا نصيب
فإن يكن الشباب مضي حبيباً
فإنّ الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوي اللّه حتي
يفرّق بيننا الأجل القريب (3).
ص:426
وفيه أربعة موارد
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن الصلت، قال: أنشدني الرضا ( عليه السلام ) لعبد المطّلب:
يعيب الناس كلّهم زمانا
وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا
ولو نطق الزمان بنا هجانا
وإنّ الذئب يترك لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
لبسنا للخداع مسوك طيب
وويل للغريب إذا أتانا (1).
2 - الشيخ الصدوق :حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا محمّد بن يحيي بن أبي عبّاد قال: حدّثني عمّي قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يوماً ينشد، وقليلاً ما كان ينشد شعراً:
كلّنا نأمل مدّاً في الأجل
والمنايا هنّ آفات الأمل
لاتغرّنك أباطيل المُني
والزم القصد ودع عنك العلل
ص:427
إنّما الدنيا كظلّ زائل
حلّ فيه راكب ثمّ رحل
فقلت: لمن هذا أعزّ اللّه الأمير؟ فقال: العراقيّ لكم. قلت: أنشدنيه أبوالعتاهية لنفسه. فقال: هات اسمه، ودع عنك هذا، إنّ اللّه سبحانه وتعالي يقول: ( وَلَاتَنَابَزُواْ بِالْأَلْقَبِ ) (1) ولعلّ الرجل يكره هذا (2).
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...اليسع بن حمزة، قال: كنت في مجلس أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أُحدّثه...إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال:... مصدري من الحجّ وقد افتقدت نفقتي...
فقال له: اجلس رحمك اللّه...فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة، ثمّ خرج وردّ الباب وأخرج يده من أعلي الباب، وقال: أين الخراسانيّ؟
فقال: ها، أناذا.
فقال: خذ...فقال له سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: مخافة أن أري ذلّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته...أما سمعت قول الأوّل:
متي آته يوماً لأطلب حاجة رجعت إلي أهلي ووجهي بمائه (3).
ص:428
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: حدّثني معمّر بن خلّاد وجماعة قالوا: دخلنا علي الرضا ( عليه السلام ) فقال له بعضنا: جعلنا اللّه فداك! ما لي أراك متغيّر الوجه؟
فقال ( عليه السلام ) : إنّي بقيت ليلتي ساهراً متفكّراً في قول مروان بن أبي حفصة:
أنّي يكون وليس ذاك بكائن
لبني البنات وراثة الأعمام.
ثمّ نمت، فإذا أنا بقائل قد أخذ بعضادة الباب، وهو يقول:
أنّي يكون وليس ذاك بكائن
للمشركين دعائم الإسلام
لبني البنات نصيبهم من جدّهم
والعمّ متروك بغير سهام
ما للطليق وللتراث وإنّما
سجد الطليق مخافة الصمصام
قد كان أخبرك القرآن بفضله
فمضي القضاء به من الحكّام
إنّ ابن فاطمة المنوّه باسمه
حاز الوراثة عن بني الأعمام
وبقي ابن نثلة واقفاً متردّداً
يبكي ويسعده ذووا الأرحام (1)
(2).
ص:429
1 - العلّامة المجلسيّ : وجدت في بعض تأليفات أصحابنا أنّه روي بإسناده عن سهل بن ذبيان قال: دخلت علي الإمام عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) في بعض الأيّام، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس، فقال لي: مرحباً بك يا ابن ذبيان! الساعة أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا.
فقلت: لماذا يا ابن رسول اللّه؟
فقال ( عليه السلام ) : لمنام رأيته البارحة، و قد أزعجني وأرقّني، فقلت: خيراً يكون إن شاء اللّه تعالي.
فقال ( عليه السلام ) : يا ابن ذبيان! رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة، فصعدت إلي أعلاه.
فقلت: يا مولاي! أُهنّيك بطول العمر، وربّما تعيش مائة سنة لكلّ مرقاة سنة.
فقال لي ( عليه السلام ) : ما شاء اللّه كان، ثمّ قال: يا ابن ذبيان! فلمّا صعدت إلي أعلي السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبّة خضراء يُري ظاهرها من باطنها، ورأيت جدّي رسول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) جالساً فيها، وإلي يمينه وشماله غلامان حسنان، يُشرق النور من وجوههما، ورأيت امرأة بهيّة الخلقة، ورأيت بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده، ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه القصيدة:
«لأُمّ عمرو باللوي مربع».
فلمّا رآني النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قال لي: مرحباً بك، يا ولدي! يا عليّ بن موسي الرضا! سلّم علي أبيك عليّ، فسلّمت عليه، ثمّ قال لي: سلّم علي أُمّك فاطمة الزهراء، فسلّمت عليها، فقال لي: وسلّم علي أبويك الحسن والحسين، فسلّمت عليهما.
ثمّ قال لي: وسلّم علي شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل الحميريّ،
ص:430
فسلّمت عليه وجلست، فالتفت النبيّ إلي السيّد إسماعيل فقال له: عد إليّ ما كنّا فيه من إنشاد القصيدة، فأنشد يقول:
«لأُمّ عمرو باللوي مربع
طامسة أعلامه بلقع»
فبكي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) فلمّا بلغ إلي قوله:
«ووجهه كالشمس إذ تطلع»
بكي النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) وفاطمة ( عليها السلام ) معه ومن معه، ولمّا بلغ إلي قوله:
«قالوا له لو شئت أعلمتنا
إلي من الغاية والمفزع»
رفع النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) يديه وقال: إلهي أنت الشاهد عليَّ وعليهم، أنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب، وأشار بيده إليه، وهو جالس بين يديه صلوات اللّه عليه.
قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : فلما فرغ السيّد إسماعيل الحميريّ من إنشاد القصيدة التفت النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) إليّ وقال لي: يا عليّ بن موسي! احفظ هذه القصيدة، ومر شيعتنا بحفظها، وأعلمهم أنّ من حفظها، وأدمن قراءتها، ضمنت له الجنّة علي اللّه تعالي.
قال الرضا ( عليه السلام ) : ولم يزل يكرّرها عليَّ حتّي حفظتها منه، والقصيدة هذه:
لأُمّ عمرو باللوي مربع
طامسة أعلامه بلقع
تروح عنه الطير وحشيّة
والأُسد من خيفته تفزع
برسم دار ما بها مونس
إلّا صلال في الثري وقّع
رقش يخاف الموت نفثاتها
والسم في أنيابها منقع
لمّا وقفن العيس في رسمها
والعين من عرفانه تدمع
ذكرت مَن قد كنت ألهو به
فبتّ والقلب شج موجع
كأنّ بالنار لما شفّني
من حبّ أروي كبدي تلذع
ص:431
عجبت من قوم أتوا أحمداً
بخطّة ليس لها موضع
قالوا له: لو شئت أعلمتنا
إلي من الغاية والمفزع
إذا تُوفّيت وفارقتنا
وفيهم في الملك من يطمع
فقال: لو أعلمتكم مفزعاً
كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا
هارون فالترك له أودع
وفي الذي قال: بيان لمن
كان إذا يعقل أو يسمع
ثمّ أتته بعد ذا عزمة
من ربّه ليس لها مدفع
أبلغ وإلّا لم تكن مُبلغاً
واللّه منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبيّ الذي
كان بما يأمره يصدع
يخطب مأموراً وفي كفّه
كفّ عليّ ظاهراً تلمع
رافعها أكرم بكفّ الذي
يرفع والكفّ الذي يُرفع
يقول والأملاك من حوله
واللّه فيهم شاهد يسمع
من كنت مولاه فهذا له
مولي فلم يرضوا ولم يقنعوا
فاتّهموه وحَنَت منهم
علي خلاف الصادق الأضلع
وضلّ قوم غاظهم فعله
كأنّما آنافهم تُجدع
حتّي إذا واروه في قبره
وانصرفوا عن دفنه ضيّعوا
ما قال بالأمس وأوصي به
واشتروا الضُرّ بما ينفع
وقطّعوا أرحامه بعده
فسوف يجزون بما قطّعوا
وأزمعوا غدراً بمولاهم
تبّاً لما كان به أزمعوا
لاهم عليه يردوا حوضه
غداً ولا هو فيهم يشفع
حوض له ما بين صنعا إلي
أيلة والعرض به أوسع
يُنصب فيه علم للهدي
والحوض من ماء له مترع
ص:432
يفيض من رحمته كوثر
أبيض كالفضّة أو أنصع
حصاه ياقوت ومرجانة
ولؤلؤ لم تجنه إصبع
بطحاؤه مسك وحافاته
يهتزّ منها مونق مربع
أخضر ما دون الوري ناضر
وفاقع أصفر أو أنصع
فيه أباريق وقد حانه
يذبّ عنها الرجل الأصلع
يذبّ عنها ابن أبي طالب
ذبّاً كجربا إبل شرّع
والعطر والريحان أنواعه
زاك وقد هبّت به زعزع
ريح من الجنّة مأمورة
ذا هبة ليس لها مرجع
إذا دنوا منه لكي يشربوا
قيل لهم: تبّاً لكم فارجعوا
دونكم فالتمسوا منهلا
يرويكم أو مطعماً يشبع
هذا لمن والي بني أحمد
ولم يكن غيرهم يتبع
فالفوز للشارب من حوضه
والويل والذلّ لمن يُمنع
والناس يوم الحشر راياتهم
خمس فمنها هالك أربع
فراية العجل وفرعونها
وسامريّ الأمّة المشنع
وراية يقدمها أدلم
عبد لئيم لكع أكوع
وراية يقدمها حبتر
للزور والبهتان قد أبدعوا
وراية يقدمها نعثل
لا برّد اللّه له مضجع
أربعة في سقر أودعوا
ليس لها من قعرها مطلع
وراية يقدمها حيدر
ووجهه كالشمس إذ تطلع
غداً يلاقي المصطفي حيدر
وراية الحمد له ترفع
مولي له الجنّة مأمورة
والنار من إجلاله تفزع
إمام صدق وله شيعة
يرووا من الحوض ولم يُمنعوا
ص:433
بذاك جاء الوحي من ربّنا
يا شيعة الحقّ فلا تجزعوا
الحميري مادحكم لم يزل
ولو يقطّع إصبع إصبع
وبعدها صلّوا علي المصطفي
وصنوه حيدرة الأصلع (1)
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقيّ قال: حدّثني محمّد بن يحيي الصوليّ قال: حدّثنا أبو ذكوان قال: حدّثنا إبراهيم بن العبّاس قال: كان الرضا ( عليه السلام ) ينشد كثيراً:
إذا كنت في خير فلا تغترر به
ولكن قل اللّهمّ سلّم وتمّم (2).
2 - ابن شهرآشوب : في كتاب الشعر: إنّه (أي الرضا) ( عليه السلام ) كان يتمثّل:
تضي ء كضوء السراج السل'
يط لم يجعل اللّه فيه نحاساً (3).
3 - ابن شهرآشوب : الحسين بن بشّار، قال الرضا ( عليه السلام ) : إنّ عبداللّه يقتل محمّداً.
قلت: عبد اللّه بن هارون يقتل محمّد بن هارون!
قال: نعم...، وكان ( عليه السلام ) يتمثّل:
ص:434
وإنّ الضغن بعد الضغن يفشو
عليك ويخرج الداء الدفينا (1).
4 - الصفديّ: آل أمره [ أي الرضا ( عليه السلام ) ] مع المأمون إلي أن سمّه في رمّانة علي ما قيل، مداراة لبني العبّاس، فلمّا أكلها، وأحسّ بالموت، وعلم من أين أُتي، أنشد متمثّلاً [من الطويل ]:
فليت كفافاً كان شرّك كلّه
وخيرك عنّي ما ارتوي الماء مرتوي...(2).
ص:435
وفيه موضوعان اثنان
وفيه سبعون مورداً
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه، عن غير واحد، عن أبي طاهر بن أبي حمزة عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: الطبائع أربعة: فمنهنّ البلغم وهو خصم جدل، ومنهنّ الدم وهو عبد زنجيّ، وربما قتل العبد سيّده، ومنهنّ الريح وهو ملك يداري، ومنهنّ المرّة، وهيهات هيهات، هي الأرض إذا ارتجّت ارتجّت بما عليها (1).
ص:436
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أكل الباقلي يمخّخ الساقين ويولّد الدم الطريّ (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسين بن سعيد (2) ، عن عمروبن إبراهيم، عن الخراسانيّ قال: أكل الرمّان الحلو
يزيد في ماء الرجل، ويحسّن الولد (3)
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن زياد القنديّ، قال: دخلت علي ال رضا ( عليه السلام ) وبين يديه تور فيه إجّاص أسود في إبّانة فقال: إنّه هاجت بي حرارة وأري الإجّاص يطفي ء الحرارة، ويسكّن الصفراء، وإنّ اليابس يسكّن الدم، [ويسكّن الداء الدويّ ]،
ص:437
وهو للداء دواء بإذن اللّه عزّ وجلّ (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : من كتاب اللباس، عن عليّ بن موسي ( عليه السلام ) قال: يكره أن يختضب الرجل وهو جنب.
وقال ( عليه السلام ) : من اختضب وهو جنب، أو أجنب في خضابه لم يؤمن عليه أن يصيبه الشيطان بسوء (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل قال: سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول: الهندباء شفاء من ألف داء، ما من داء في جوف ابن آدم إلّا قمعه الهندباء.
قال: ودعا به يوماً لبعض الحشم وكان تأخذه الحمّي والصداع، فأمر أن يدقّ وصيّره علي قرطاس، وصبّ عليه دهن البنفسج، ووضعه علي جبينه .
ثمّ قال: أما إنّه يذهب بالحمّي، وينفع من الصداع، ويذهب به (3)
ص:438
1 - البرقيّ : عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: لابأس بكثرة شرب الماء علي الطعام، وأن لايكثر منه.
وقال: أرأيت لو أنّ رجلاً أكل مثل ذا طعاماً، (وجمع يديه كلتيهما لم يضمّهما، ولم يفرّقهما)، ثمّ لم يشرب عليه الماء، أليس كانت تنشقّ معدته (1).
- ما ينفع للعطاش:
1 - الراونديّ : روي عن أبي هاشم الجعفريّ قال: كنت في مجلس الرضا ( عليه السلام ) فعطشت عطشاً شديداً، وتهيّبته أن أستسقي في مجلسه.
فدعا بماء، فشرب منه جرعة ثمّ قال: يا أبا هاشم! اشرب فإنّه بارد طيّب، فشربت، ثمّ عطشت عطشة أُخري، فنظر إلي الخادم وقال: شربة من ماء وسويق وسكّر، ثمّ قال له: بل السويق، وانثر عليه السكّر بعد بلّه، وقال: اشرب ياأباهاشم! فإنّه يقطع العطش (2).
ص:439
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن نوح بن شعيب النيسابوريّ، عن محمّد بن الحسن بن عليّ بن يقطين فيما أعلم، عن نادر الخادم (1) قال: ذكر أبو الحسن ( عليه السلام ) الكرفس فقال: أنتم تشتهونه،
وليس من دابّة إلّا وهي تحتكّ (2) ، (3)به (4).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: البطّيخ علي الريق يورث الفالج، نعوذ باللّه منه (5).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الحمّص جيّد لوجع
ص:440
الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أحمد، عن إسماعيل الخراسانيّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: ليس الحِميَة (2) من الشي ء تركه، إنّما الحِميَة من الشي ء الإقلال منه (3).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّ الناس يقولون: إنّ من لم يأكل اللحم ثلاثة أيّام ساء خلقه.
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، ولكن من لم يأكل اللحم أربعين يوماً تغيّر خلقه وبدنه، وذلك
ص:441
لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوماً (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل، عن الرضا ( عليه السلام ) ، أو قال: بعض أصحابنا، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: السكّر الطبرزد، يأكل البلغم أكلاً (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض الأهوازيّين، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: قال: إنّ في الجسد عرقاً يقال له: العشاء، فإن ترك الرجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق إلي أن يصبح يقول: أجاعك اللّه كما أجعتني، وأظمأك اللّه كما أظمأتني، فلايدعنّ أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز، أو شربة من ماء (3).
ص:442
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: الخبز اليابس يهضم الأُترج (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: السداب يزيد في العقل، غير أنّه ينثر ماء الظهر (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن خالد قال: قلت لل رضا ( عليه السلام ) : إنّا روينا عن النبيّ ( صلي الله عليه وآله وسلم ) : أنّ من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحاً.
فقال ( عليه السلام ) : صدقوا.
فقلت: وكيف لا تحسب صلاته أربعين صباحاً، لا أقلّ من ذلك ولا أكثر؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّ اللّه تبارك وتعالي قدّر خلق الإنسان، فصيّر النطفة أربعين يوماً،
ص:443
ثمّ نقلها فصيّرها علقة أربعين يوماً، ثمّ نقلها فصيّرها مضغة أربعين يوماً، وهكذا إذا شرب الخمر بقيت في مثانته (1) علي قدر ما خلق منه، وكذلك يجتمع غذاؤه وأكله وشربه تبقي في مثانته أربعين يوماً (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الحمّص جيّد لوجع الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (3)
ص:444
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو حامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبيّ قال: حدّثنا أبو أحمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانيّ قال: قد خرجت قافلة من خراسان إلي كرمان فقطع اللصوص عليهم الطريق وأخذوا منهم رجلاً اتّهموه بكثرة المال فبقي في أيديهم مدّة يعذّبونه ليفتدي منهم نفسه، وأقاموه في الثلج وملؤوا فاه من ذلك الثلج، فشدّوه فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب، فانفسد فمه ولسانه حتّي لم يقدر علي الكلام، ثمّ انصرف إلي خراسان وسمع بخبر عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) وأنّه بنيسابور، فرأي فيما يري النائم كأنّ قائلاً يقول له: إنّ ابن رسول ( صلي الله عليه وآله وسلم ) قد ورد خراسان فسله عن علّتك فربما يعلمك دواء تنتفع به.
قال: فرأيت كأنّي قد قصدته ( عليه السلام ) وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه، وأخبرته بعلّتي فقال لي: خذ من الكمّون (1) والسعتر (2) والملح، ودقّه وخذ منه في
فمك مرّتين أو ثلاثاً، فإنّك تعافي.
فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأي في منامه ولا أعتدّ به حتّي ورد باب نيسابور، فقيل له: إنّ عليّ بن موسي الرضا ( عليه السلام ) قد ارتحل من نيسابور وهو برباط سعد فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع به من الدواء، فقصده إلي رباط سعد فدخل إليه فقال له: يا ابن رسول اللّه! كان من أمري كيت وكيت، وقد انفسد عليّ فمي ولساني حتّي لاأقدر علي الكلام إلّا بجهد فعلّمني دواء أنتفع به.
ص:445
فقال الرضا ( عليه السلام ) : ألم أعلّمك؟ اذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك.
فقال له الرجل: يا ابن رسول اللّه! إن رأيت أن تعيده عليّ.
فقال ( عليه السلام ) لي: خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً فإنّك ستعافي.
قال الرجل: فاستعملت ما وصف لي فعوفيت.
قال أبو حامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبيّ: سمعت أبا أحمد عبد اللّه بن عبد الرحمن المعروف بالصفوانيّ يقول: رأيت هذا الرجل وسمعت منه هذه الحكاية (1).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » :...عليّ بن يقطين قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : إنّي أجد برداً شديداً في رأسي، حتّي إذا هبّت عليّ الرياح كدت أن يغشي عليّ.
فكتب لي: عليك بسعوط العنبر، والزنبق بعد الطعام، تعافي منه بإذن اللّه جلّ جلاله (2)
ص:446
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » :...الحسن بن خالد قال: كتبت امرأة إلي الرضا ( عليه السلام ) تشكو إليه دوام الدم بها، فكتب إليها: تأخذين إن شاءاللّه كفّاً من كزبرة، ومثله سماقاً، فانقعيه ليلة تحت النجوم، ثمّ اغليه بالنار في خزفة، فاشربي منه قدر سُكرُجَة، يُقطع عنك الدم إلّا في أوان الحيض (1).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن عامر الطائيّ قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) يقول: يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ، من احتجم فيه خيف عليه أن تخضرّ محاجمه، ومن تنوّر فيه خيف عليه البرص (2).
2 - الشيخ الصدوق :...محمّد بن أحمد الدقّاق البغداديّ قال:
كتبت إلي أبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) ...أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور؟
فكتب ( عليه السلام ) : من احتجم في يوم الأربعاء لا يدور، خلافاً علي أهل الطيرة، عوفي من كلّ آفة، ووقي من كلّ عاهة، ولم تخضرّ محاجمه (3).
ص:447
1 - البرقيّ : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: التين يذهب بالبخر ويشدّ العظم، وينبت الشعر، ويذهب بالداء حتّي لا يحتاج معه إلي دواء.
وقال: التين أشبه شي ء بنبات الجنّة، وهو يذهب بالبخر (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: عليكم بالسفرجل، فإنّه يزيد في العقل (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال: التفّاح نافع من خصال: من السحر، والسمّ، واللمم، وممّا يعرض من الأمراض، والبلغم العارض، وليس من شي ء أسرع منفعة منه (3).
ص:448
1 - البرقيّ : عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ: إنّ رجلاً كان عند أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) بخراسان، فقدّمت إليه مائدة عليها خلّ وملح، فافتتح ( عليه السلام ) ... فقال ( عليه السلام ) : هذا مثل هذا - يعني الخلّ - يشدّ الذهن، ويزيد في العقل (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : وقال الرضا ( عليه السلام ) : نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة، ويذهب بالبلغم، ويصفّي اللون، ويشدّ العصب، ويذهب بالوصب، ويطفي ء الغضب (2)
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أطعموا حبالاكم اللبان، فإن يكن في بطنهنّ غلام، خرج ذكيّ القلب، عالماً شجاعاً، وإن يكن جارية، حسن خَلقها وخُلقها، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجها (3).
ص:449
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: فضل خبز الشعير علي البرّ كفضلنا علي الناس، وما من نبيّ إلّا وقد دعا لآكل الشعير وبارك عليه، ومادخل جوفاً إلّا وأخرج كلّ داء فيه...(1).
1 - البرقيّ : عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) :...فعليك بالسلق...فيه شفاء من الأدواء، وهو يغلّظ العظم، و ينبت اللحم...
وفي حديث آخر: قال: يشدّ العقل ويصفّي الدم (2).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال:...نعم البقلة السلق (3).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : قال: [و] عليك بالإثمد، فإنّه يجلو البصر، وينبت الأشفار، ويطيّب النكهة، ويزيد في الباه (4).
ص:450
1 - الشيخ الطوسيّ :...الحسين بن أبي غندر، عن أبي الحسن موسي، وأبي الحسن الرضا ( عليهماالسلام ) قالا: الباذنجان عند جِداد النخل لا داء فيه (1).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عن الرضا ( عليه السلام ) أنّه كان يقول لبعض قهارمته: استكثروا لنا من الباذنجان، فإنّه حارّ في وقت البرد، بارد في وقت الحرّ، معتدل في الأوقات كلّها، جيّد في كلّ حال ...(2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : ... محمّد بن عرفة قال: كنت بخراسان أيّام الرضا ( عليه السلام ) والمأمون، فقلت للرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول اللّه! ما تقول في أكل التين؟
قال ( عليه السلام ) : هو جيّد للقولنج، فكلوه (3).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : من كتاب طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال:
ص:451
لاتخلّلوا بعود الرمّان، ولابقضيب الريحان، فإنّهما يحرّكان عرق الجذام...(1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط (2)، رفعه، قال: دهن الحاجبين بالبنفسج يذهب بالصداع (3).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فأُتي بقطاة (4) ، فقال: إنّه مبارك،
وكان أبي ( عليه السلام ) يعجبه، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان يشوي له، فإنّه ينفعه (5).
2 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : حمّاد بن مهران البلخيّ قال: كنّا نختلف إلي الرضا ( عليه السلام ) بخراسان فشكا إليه يوماً من الأيّام شابّ منّا اليرقان.
فقال ( عليه السلام ) : خذ خيار بادرنج فقشّره، ثمّ اطبخ قشوره بالماء، ثمّ اشربه ثلاثة أيّام علي الريق، كلّ يوم مقدار رطل.
فأخبرنا الشابّ بعد ذلك أنّه عالج به صاحبه مرّتين، فبرأ بإذن اللّه تعالي (6)
ص:452
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السيّاريّ، عن إبراهيم بن بسطام، عن رجل من أهل مرو قال: بعث إلينا الرضا ( عليه السلام ) وهو عندنا يطلب السويق، فبعثنا إليه بسويق ملتوت فردّه، وبعث إليّ: أنّ السويق إذا شرب علي الريق وهو جافّ، أطفأ الحرارة، وسكن المرّة، وإذا لُتّ لم يفعل ذلك (1).
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: نعم القوت السويق، إن كنت جائعاً أمسك، وإن كنت شبعاناً هضم طعامك (2)
3 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه قال: كتب أبو الحسن ( عليه السلام ) من خراسان إلي المدينة: لاتسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر، فإنّه رديّ للرجال.
وفسّره السيّاريّ عن عبيد اللّه أنّه يكره للرجال، فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكّر (3).
ص:453
4 - البرقيّ :...النضر بن أحمد، عن عدّة من أصحابنا من أهل خراسان، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: السويق لما شرب له (1) (2)
5 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عليّ بن سليمان قال: أكلنا عند ال رضا ( عليه السلام ) رؤوساً، فدعا بالسويق فقلت: إنّي قد امتلأت، فق ال ( عليه السلام ) : إنّ قليل السويق يهضم الرؤوس، وهو دواءه (3).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...داود بن أبي داود، عن رجل رأي أباالحسن ( عليه السلام ) بخراسان يأكل الكرّاث من البستان كما هو، فقيل له: إنّ فيه السماد.
فقال ( عليه السلام ) : لاتعلّق به منه شي ء، وهو جيّد للبواسير (4).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا عليّ بن موسي بن جعفر بن أبي جعفر الكميدانيّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عبد العزيز بن المهتديّ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: إنّما يغسل بالأشنان خارج الفم، فأمّا داخل الفم
ص:454
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أحمد بن المسيّب بن المستعين قال: حدّثنا صالح بن عبد الرحمن قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) داء بأهلي من الفالج واللقوة (3) فقال: أين أنت من دواء أبي؟
قلت: وماهو؟
قال: الدواء الجامع ( وهي سنبل وزعفران، وقاقلة وعاقر (4) قرحاً، وخربق (5)
أبيض وبنج (6) وفلفل أبيض أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة (7) )، خذ منه حبّة بماء
المرزنجوش واسعطها به، فإنّها تعافي بإذن اللّه تعالي (8).
ص:455
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عبد الرحمن سهل بن مخلّد قال: حدّثني أبي، قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) فشكوت إليه وجعاً في الطحال، أبيت مسهراً منه وأُظلّ نهاري متلبّداً (1) عن شدّة وجعه.
فقال: أين أنت من الدواء الجامع يعني الأدوية المتقدّم ذكرها (وهي سنبل وزعفران، وقاقلة وعاقر قرحاً، وخربق أبيض وبنج وفلفل أبيض أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة)، غير أنّه قال: خذ حبّة منها بماء بارد وحسوة خلّ، ففعلت ما أمرني به، فسكن ما بي بحمد اللّه تعالي (2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : محمّد بن كثير البزوديّ قال: حدّثنا محمّد بن سليمان، وكان يأخذ علم أهل البيت عن الرضا ( عليه السلام ) قال: شكوت إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) وجعاً بجنبي الأيمن والأيسر فقال لي: أين أنت عن الدواء الجامع، فإنّه دواء مشهور، وعني به الأدوية التي تقدّم ذكرها، (وهي سنبل وزعفران، وقاقلة وعاقر قرحاً، وخربق أبيض وبنج وفلفل أبيض أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة).
ص:456
وقال: أمّا للجَنب الأيمن فخذ منه حبّة واحدة بماء الكمون يطبخ طبخاً، وأمّا للجَنب الأيسر فخذه بماء أصول الكرفس يطبخ.
فقلت: يا ابن رسول اللّه! آخذ منه مثقالاً أو مثقالين؟
قال: لا، بل وزن حبّة واحدة، فإنّك تعافي بإذن اللّه تعالي (1).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : محمّد بن عبد اللّه الكاتب، عن أحمد بن إسحاق قال: كنت كثيراً ما أُجالس الرضا ( عليه السلام ) فقلت: يا ابن رسول اللّه! إنّ أبي مبطون منذ ثلاث ليال لا يملك بطنه فقال: أين أنت من الدواء الجامع؟ (وهي سنبل وزعفران، وقاقلة وعاقر قرحاً، وخربق أبيض وبنج وفلفل أبيض أجزاء سواء بالسويّة، وأبرفيون جزءين يدقّ دقّاً ناعماً، وينخل بحريرة ويعجن بعسل منزوع الرغوة).
قلت: لا أعرفه، قال: هو عند أحمد بن إبراهيم التمّار، فخذ منه حبّة واحدة، واسق أباك بماء الآس (2) المطبوخ، فإنّه يبرأ من ساعته .
قال ( عليه السلام ) : فصرت إليه فأخذت منه شيئاً كثيراً، وأسقيته حبّة واحدة، فسكن من ساعته (3)
ص:457
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد أو غيره، عن عليّ بن حديد، عن الرضا ( عليه السلام ) قال: أكثر من يموت من موالينا بالبَطَن الذريع (1)، (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: مادخل جوف المسلول شي ء أنفع له من خبز الأرزّ.
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أحمد بن صالح قال: حدّثنا محمّد بن عبدالسلام قال: دخلت مع جماعة من أهل خراسان علي الرضا ( عليه السلام ) ، فسلّمنا عليه فردّ، وسأل كلّ واحد منّا حاجته، فقضاها.
ص:458
ثمّ نظر إليّ فقال لي: وأنت تسأل حاجتك.
فقلت: يا ابن رسول اللّه! أشكو إليك السعال (1) الشديد.
فقال: أحديث أم عتيق؟ فقلت: كلاهما.
قال: خذ فلفل الأبيض جزءاً، وأبرفيون جزءين، وخربق أبيض جزءاً واحداً، ومن السنبل جزءاً، ومن القاقلة جزءاً واحداً، ومن الزعفران جزءً، ومن البنج جزءً، وتنخل بحريرة، وتعجن بعسل منزوع الرغوة مثل وزنه، وتتّخذ للسعال العتيق والحديث منه حبّة واحدة بماء الرازيانج عند المنام، وليكن الماء فاتراً لا بارداً، فإنّه يقلعه من أصله (2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان : أيّوب بن عمر قال: حدّثنا محمّد بن عيسي، عن كامل، عن محمّد بن إبراهيم الجعفيّ قال: شكا رجل إلي أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) مَغْصاً (3) كاد يقتله، وسأله أن يدعو اللّه عزّ وجلّ له، فقد أعياه كثرة مايتّخذ له من الأدوية، وليس ينفعه ذلك، بل يزداد عليه شدّة.
قال: فتبسّم صلوات اللّه عليه وقال: ويحك! إنّ دعاءنا من اللّه بمكان، وإنّي أسأل اللّه أن يخفّف عنك بحوله وقوّته، فإذا اشتدّ بك الأمر، والتويت منه، فخذ جوزة، واطرحها علي النار حتّي تعلم أنّها قد اشتوي ما في جوفها، وغيّرت النار
ص:459
قشرها كُلْها (1)، فإنّها تسكن من ساعتها .
قال: فواللّه! ما فعلت ذلك إلّا مرّة واحدة، فسكن عنّي المَغْص بإذن اللّه عزّوجلّ (2).
1 - البرقيّ : عن القاسم بن الحسن بن عليّ بن يقطين قال: قال أبوالحسن الرضا ( عليه السلام ) : حطب الرمّان ينفي الهوامّ (3).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : عبد اللّه بن مسعود اليمانيّ قال: حدّثنا الطريانيّ، عن خالد القمّاط قال: أملي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) هذه الأدوية للبلغم قال: تأخذ إهليلج (4) أصفر وزن مثقال، ومثقالين خردل،ومثقال عاقر قرحاً، فتسحقه سحقاً ناعماً، وتستاك به علي الريق، فإنّه ينفي البلغم، ويطيب النكهة، ويشدّ الأضراس، إن شاءاللّه تعالي (5).
ص:460
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : أبو الفوارس بن غالب بن محمّد بن فارس قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد البصريّ من ولد نصر بن سيّار قال: حدّثني معمّر بن خلّاد قال: كان أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) كثيراً ما يأمرني باتّخاذ هذا الدواء ويقول: إنّ فيه منافع كثيرة، ولقد جرّبته في الأرياح والبواسير، فلا واللّه! ما خالف، تأخذ هليلج (1) أسود، وبليلج (2) وأملج (3) ، أجزاء سواء، فتدقّه وتنخله بحريرة، ثمّ تأخذ مثله لوزاً أزرق، وهو عند العراقيّين مقل أزرق، فتنقع اللوز في ماء الكرّاث حتّي يماث (4) فيه ثلاثين ليلة، ثمّ تطرح عليها هذه الأدوية، وتعجنها عجناً شديداً حتّي يختلط، ثمّ تجعله حبّاً مثل العدس وتدهن يدكّ بالبنفسج، أو دهن خيريّ، أو شيرج، لئلاّ يلتزق، ثمّ تجفّفه في الظلّ، فإن كان في الصيف أخذت منه مثقالاً، وإن كان في الشتاء مثقالين، واحتم من السمك، والخلّ والبقل، فإنّه مجرّب (5).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه )
ص:461
قال: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر الحميريّ، عن أحمد بن محمّد السيّاريّ، عن عليّ بن نعمان، عن أبي الحسن عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) قال: قلت له: جعلت فداك، إنّ بي ثآليل (1) كثيرة، قد اغتممت بأمرها، فأسألك
أن تعلّمني شيئاً أنتفع به.
فقال ( عليه السلام ) : خذ لكلّ ثؤلول سبع شعيرات، واقرء علي كلّ شعيرة سبع مرّات ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ - إلي قوله - فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنم-بَثًّا) (2) ،
وقوله عزّ وجلّ: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّاتَرَي * فِيهَا عِوَجًا وَلَآ أَمْتًا)(3)
تأخذ الشعيرة، شعيرة شعيرة، فامسح بها علي كلّ ثؤلول، ثمّ صيّرها في خرقة جديدة، فاربط علي الخرقة حجراً وألقها في كنيف. قال: ففعلت، فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي، وينبغي أن يفعل ذلك في محاق (4) الشهر (5).
ص:462
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن جزك، عن ياسر الخادم (1) قال: كان غلمان لأبي
الحسن ( عليه السلام ) في البيت الصقالبة وروميّة، وكان أبو الحسن ( عليه السلام ) قريباً منهم، فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبيّة والروميّة ويقولون: إنّا كنّا نفتصد في كلّ سنة في بلادنا، ثمّ ليس نفتصد هيهنا، فلمّا كان من الغد وجّه أبو الحسن إلي بعض الأطبّاء فقال له: أفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد فلاناً عرق كذا، وأفصد هذا عرق كذا. ثمّ قال: يا ياسر! لا تفتصد أنت.
قال: فافتصدت، فورمت يدي واحمرّت. فقال لي: يا ياسر! ما لك؟ فأخبرته، فقال: ألم أنهك عن ذلك؟ هلمّ يدك، فمسح يده عليها وتفل فيها، ثمّ أوصاني أن لا أتعشّي، فمكثت بعد ذلك ما شاء اللّه لا أتعشّي، ثمّ أُغافل فأتعشّي فيضرب عليّ (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسي، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال: أطعموا مرضاكم
ص:463
السِلق (1) - يعني ورقه - فإنّ فيه شفاء ولا داء معه، ولا غائلة له، ويهدي ء
نوم المريض، واجتنبوا أصله، فإنّه يهيّج السوداء (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن أسباط، عن خلف قال: رآني أبو الحسن ( عليه السلام ) بخراسان وأنا أشتكي عيني، فقال ( عليه السلام ) : ألا أدلّك علي شي ء إن فعلته لم تشتك عينك؟ فقلت: بلي.
فقال ( عليه السلام ) : خذ من أظفارك في كلّ خميس.
قال: ففعلت، فما اشتكيت عيني إلي يوم أخبرتك (3).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، عن سليمان الجعفريّ قال: مرضت حتّي ذهب لحمي، فدخلت علي الرضا صلوات اللّه عليه فقال: أيسرّك أن يعود إليك لحمك؟ قلت: بلي.
ص:464
قال ( عليه السلام ) : الزم الحمّام غِبّاً (1) ، فإنّه يعود إليك لحمك، وإيّاك أن تدمنه فإنّ إدمانه يورث السلّ.
(2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، ومحمّد بن يحيي، عن عليّ بن محمّد بن سعد، عن محمّد بن سالم، عن موسي بن عبد اللّه بن موسي، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: من أخذ من الحمّام خزفة، فحكّ بها جسده، فأصابه البرص فلايلومنّ إلّا نفسه، ومن اغتسل من الماء الذي قد اغتسل فيه فأصابه الجذام فلايلومنّ إلّا نفسه.
قال محمّد بن عليّ: فقلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ أهل المدينة يقولون: إنّ فيه شفاء من العين، فقال ( عليه السلام ) : كذبوا، يغتسل فيه الجنب من الحرام والزاني والناصب الذي هو شرّهما، وكلّ خلق من خلق اللّه، ثمّ يكون فيه شفاء من العين!! إنّما شفاء العين قراءة الحمد، والمعوّذتين، وآية الكرسيّ، والبخور بالقسط، والمرّ، واللبان (3).
ص:465
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عمرو بن إبراهيم قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) مرّة كنت أجد ممّا يأخذني منها شبيه الجنون وصداع غالب فقال: عليك بهذه البقلة التي تلتفّ، فدقّها فضعها علي رأسك، ومر أهلك فليضعوها علي رؤوس صبيانهم، فإنّها نافعة لهم بإذن اللّه.
ففعلت فسكن عنّي الوجع، وتلك البقلة هي اللبلاب (1)،
وعنه ( عليه السلام ) في الصداع قال: فليختضب بالحنّاء (2) .
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن سليمان بن رشيد، عن مالك بن أشيم، عن إسماعيل بن بزيع، قال: قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إنّ لي فتاة، قد ارتفعت علّتها؟
فقال: اخضب رأسها بالحنّاء، فإنّ الحيض سيعود إليها.
قال: ففعلت ذلك، فعاد إليها الحيض (3).
ص:466
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) : من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود (1)عند منامه من الإثمد، أربعة في اليمني، وثلاثة في اليسري، فإنّه ينبت الشعر، ويجلو البصر، وينفع اللّه بالكحالة منه بعد ثلاثين سنة (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : ومن كتاب طبّ الأئمّ ( عليهم السلام ) : عنه [الرضا ( عليه السلام ) ] قال: السواك يجلو البصر، وينبت الشعر، ويذهب بالدمعة (3).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: لا بأس أن يتدلَّك الرجل في الحمّام بالسويق والدقيق والنخالة، ولا بأس أن يتدلَّك بالدقيق الملتوت بالزيت،
ص:467
وليس فيما ينفع البدن إسراف ، وإنّما الإسراف فيما أتلف المال وأضرّ بالبدن (1).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: الماء المسخّن إذا غليته سبع غليات، وقلّبته من إناء إلي إناء فهو يذهب بالحمّي، وينزل القوّة في الساقين والقدمين (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عليّ بن محمّد بن أشيم قال: شكوت إلي الرضا ( عليه السلام ) قلّة استمرائي (3) الطعام؟
فقال ( عليه السلام ) : كل مخّ البيض.
قال: ففعلت فانتفعت به (4).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن يونس بن بكر قال الرضا ( عليه السلام ) : مالي أراك مصفارّاً؟
ص:468
قال: قلت: وعك (1) أصابني.
قال: كل اللحم، فأكلته، ثمّ رآني بعد جمعة علي حالي مصفارّاً، قال: ألم آمرك بأكل اللحم؟ قلت: ماأكلت غيره منذ أمرتني.
فقال ( عليه السلام ) : كيف أكلته؟ قلت: طبيخاً.
قال: كله كباباً، ثمّ أرسل إليّ بعد جمعة، فإذا الدم قد عاد في وجهي، فقال لي: نعم (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : سأل بعض أصحاب الرضا عنه ( عليه السلام ) عن البهق (3)؟ قال ( عليه السلام ) : فأمرني أن أطبخ الماش وأتحسّاه وأجعله طعامي، ففعلت أيّاماً فعوفيت (4).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : عنه [أي الرضا ( عليه السلام ) ] قال: خذ الماش الرطب في أيّامه، ودقّه مع ورقه، واعصر الماء، واشربه علي الريق، واطله علي البهق.
قال: ففعلت فعوفيت (5).
- معالجة تخلخل الأسنان باستعمال السُعد:
ص:469
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن إبراهيم بن نظّام قال: أخذني اللصوص وجعلوا في فمي الفالوذج (1) الحارّ حتّي نضج، ثمّ حشوه بالثلج بعد ذلك، فتخلخلت أسناني وأضراسي، فرأيت الرضا ( عليه السلام ) في النوم فشكوت إليه ذلك.
فقال ( عليه السلام ) : استعمل السُعد فإنّ أسنانك تثبت، فلمّا حمل إلي خراسان بلغني أنّه مارّ بنا، فاستقبلته وسلّمت عليه، وذكرت له حالي، وأنّي رأيته في المنام وأمرني باستعمال السُعد فقال: وأنا آمرك به في اليقظة، فاستعملته فقويت أسناني وأضراسي كما كانت (2).
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن عليّ بن سليمان قال: أكلنا عند الرضا ( عليه السلام ) رؤوساً، فدعا بالسويق فقلت: إنّي قد امتلأت، فقال ( عليه السلام ) : إنّ قليل السويق يهضم الرؤوس، وهو دواءه (3).
2 - أبو نصر الطبرسيّ : قال الرضا ( عليه السلام ) : السويق إذا غسلته سبع مرّات وقلّبته من إناء إلي إناء يذهب بالحمّي، وينزل القوّة في الساقين والقدمين (4).
ص:470
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: لو أنّ الناس قصروا في الطعام، لاستقامت أبدانهم (1).
وفيه خمسة موارد
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن معمّر بن خلّاد قال: كنت مع الرضا ( عليه السلام ) بخراسان علي نفقاته فأمرني أن أتّخذ غالية، فلمّا اتّخذتها أُعجِبَ بها، فنظر إليها فقال لي: يا معمّر! إنّ العين حقّ، فاكتب في رقعة: ( الْحَمْدُ) ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) والمعوّذتين وآية الكرسيّ، واجعلها في غلاف القارورة (2).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ :...محمّد بن عليّ بن جعفر، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال:...إنّما شفاء العين قراءة الحمد، والمعوّذتين، وآية الكرسيّ..(3).
ص:471
1 - أبو نصر الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) : بسم اللّه الرحمن الرحيم، ( رَبَّنَا لَاتُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَايُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (1).(2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » :...زكريّا بن آدم المقري ء، وكان يخدم الرضا بخراسان قال: سمعت الرضا...قال: قل علي جميع العلل: «يامُنزل الشفاء! ومُذهب الداء، أنزل علي وجعي الشفاء»، فإنّك تعافي بإذن اللّه عزّوجلّ» (3)
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » :...الحسن بن عليّ بن يقطين قال: حدّثنا الرضا عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد الباق ( عليهم السلام ) : قال: هذه عوذة لشيعتنا للسلّ: «يا اللّه! يا ربّ الأرباب! ويا سيّد السادات! ويا إله الآلهة! ويا ملك الملوك! ويا جبّار السموات والأرض! اشفني وعافني من دائي هذا، فإنّي عبدك وابن عبدك، أتقلّب في قبضتك، وناصيتي بيدك» تقولها ثلاثاً، فإنّ اللّه عزّ وجلّ
ص:472
وفيه تسع عشرة موضوعاً
1 - العيّاشيّ : عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: كتب إليّ: إنّما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا أمنّا آمن...فقد فرضت عليكم المسألة والردّ إلينا، ولم يفرض علينا الجواب (1)
1 - الإمام العسكريّ ( عليه السلام ) : ولمّا جُعِلَ إلي عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) ولاية العهد دخل (أي الحاجب) عليه آذنة فقال: إنّ قوماً بالباب يستأذنون عليك، يقولون: نحن من شيعة عليّ ( عليه السلام ) .
فقال ( عليه السلام ) : أنا مشغول فاصرفهم، فصرفهم ... فلمّا كان في اليوم الثاني جاؤوا وقالوا كذلك ... قال [لهم ]:...وَيحَكُم! إنّما شيعته الحسن والحسين ( عليهماالسلام ) ، وسلمان،
ص:474
وأبي ذرّ، والمقداد، وعمّار، ومحمّد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره، ولم يرتكبوا شيئاً من [فنون ] زواجره.
فأمّا أنتم إذا قلتم أنّكم شيعته، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون، مقصّرون في كثير من الفرائض، [و] متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في اللّه، وتتّقون حيث لاتجب التقيّة، وتتركون التقيّة [حيث لابدّ من التقيّة].
لو قلتم أنّكم موالوه ومحبّوه، والموالون لأوليائه، والمعادون لأعدائه لم أنكره من قولكم، ولكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها إن لم تصدّقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلّا أن تتدارككم رحمة [من ] ربّكم...(1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : ... سليمان بن جعفر الجعفريّ، قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) وبين يديه تمر برنيّ، وهو مجدّ في أكله، يأكله بشهوة، فقال لي: يا سليمان! ادن، فكل ... .
وشيعتنا يحبّون التمر، لأنّهم خلقوا من طينتنا، وأعداؤنا يا سليمان! يحبّون المسكر، لأنّهم خلقوا من مارج من نار (2).
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: شيعتنا المسلّمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن
ص:475
لم يكن كذلك فليس منّا (1).
3 - الشيخ المفيد : روي عن عبد العظيم، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: يا عبد العظيم! أبلغ عنّي أوليائي السلام، وقل لهم: أن لايجعلوا للشيطان علي أنفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث، وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت، وترك الجدال فيما لايعنيهم، وإقبال بعضهم علي بعض والمزاورة، فإنّ ذلك قربة إليّ، ولايشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإنّي آليت علي نفسي أنّه من فعل ذلك، وأسخط وليّاً من أوليائي، دعوت اللّه ليعذّبه في الدنيا أشدّ العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين، وعرّفهم أنّ اللّه قد غفر لمحسنهم، وتجاوز عن مسيئهم إلّا من أشرك به، أو آذي وليّاً من أوليائي، أو أضمر له سوءاً، فإنّ اللّه لايغفر له حتّي يرجع عنه، فإن رجع وإلّا نزع روح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيباً في ولايتنا، وأعوذ باللّه من ذلك (2).
4 - الشيخ الصدوق :...الفضل بن شاذان قال: قال عليّ بن موسي الرضا ( عليهماالسلام ) : من أقرّ بتوحيد اللّه، ونفي التشبيه عنه، ونزّهه عمّا لايليق به، وأقرّ بأنّ له الحول والقوّة، والإرادة والمشيئة، والخلق والأمر، والقضاء والقدر، وأنّ أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، وشهد أنّ محمّداً رس ول اللّه ( صلي الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ عليّاً والأئمّة بعده حجج اللّه، ووالي أولياءهم، وعادي أعداءهم، واجتنب الكبائر، وأقرّ بالرجعة والمتعتين، وآمن بالمعراج، والمساءلة في القبر، والحوض والشفاعة،
ص:476
وخلق الجنّة والنار، والصراط والميزان، والبعث والنشور، والجزاء والحساب، فهو مؤمن حقّاً، وهو من شيعتنا أهل البيت (1).
1 - الشيخ الصدوق :...ابن أبي نجران، قال: سمعت أباالحسن ( عليه السلام ) ، يقول:...شيعتنا ينظرون بنور اللّه ويتقلّبون في رحمة اللّه، ويفوزون بكرامة اللّه، مامن أحد من شيعتنا يمرض إلّا مرضنا لمرضه، ولااغتمّ إلّا اغتممنا لغمّه، ولايفرح إلّا فرحنا لفرحه، ولا يغيب عنّا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها، ومن ترك من شيعتنا ديناً فهو علينا، ومن ترك منهم مالاً فهو لورثته، شيعتنا الذين يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجّون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان، ويوالون أهل البيت، يتبرّؤون من أعدائهم، أولئك أهل الإيمان والتقي، وأهل الورع والتقوي، ومن ردّ عليهم فقد ردّ علي اللّه، ومن طعن عليهم فقد طعن علي اللّه لأنّهم عباد اللّه حقّاً، وأولياؤه صدقاً، واللّه إنّ أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومُضَر فيشفّعه اللّه تعالي فيهم لكرامته علي اللّه عزّوجلّ (2).
2 - القمّيّ : في قوله: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ - إلي قوله - وَاللَّهُ بِكُلِ ّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ) حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتبت إلي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) : أسأل عن تفسير هذه الآية؟
فكتب ( عليه السلام ) إليّ الجواب:...وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان، وحقيقة
ص:477
النفاق، وإنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم، وأسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا، ويدخلون مدخلنا، ليس علي ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم إلي يوم القيامة...(1)
1 - الحافظ رجب البرسيّ: في رواية: إنّ رجلاً من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : «إنّ من شيعتكم قوماً يشربون الخمرَ علي الطريق».
فقال:...«وإن فعلَها المنكوبُ منهم، فإنّه يجد ربّاً رؤوفاً، ونبيّاً عَطوفاً، وإماماً له علي الحوض عروقاً، وسادتاً له بالشفاعة وُقوفاً، وتجد أنت روحَكَ في برهوت ملهوفاً» (2).
1 - الشيخ الصدوق :...الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا ( عليه السلام ) وعنده زيد بن موسي أخوه وهو يقول: يا زيد!...إيّاك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك. يا زيد! إنّ شيعتنا إنّما أبغضهم الناس وعادوهم، واستحلّوا دماءهم وأموالهم لمحبّتهم لنا، واعتقادهم لولايتنا، فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك، وبطلت حقّك...(3).
ص:478
1 - أبو عمرو الكشّيّ : خلف بن حمّاد قال: حدّثني أبو سعيد الآدميّ قال: حدّثني أحمد بن عمر الحلبيّ قال: دخلت علي الرضا ( عليه السلام ) بمني، فقلت له: جعلت فداك، كنّا أهل بيت غبطة (1) وسرور ونعمة، وإنّ اللّه قد أذهب بذلك كلّه، حتّي احتجنا إلي من كان يحتاج إلينا.
فقال ( عليه السلام ) لي: يا أحمد! ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر؟!
فقلت له: جعلت فداك، حالي ما أخبرتك.
فقال لي: يا أحمد! أيسرّك أنّك علي بعض ما عليه هؤلاء الجبّارون، ولك الدنيا مملوّة ذهباً؟
فقلت له: لا واللّه! يا ابن رسول اللّه! فضحك.
ثمّ قال: ترجع من هيهنا إلي خلف، فمن أحسن حالاً منك، وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهباً، ألا أُبشّرك!؟
[قلت: نعم،] (2) فقد سرّني اللّه بك وبآبائك .
فقال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) في قول اللّه عزّوجلّ ( وَكَانَ تَحْتَهُ و كَنزٌ لَّهُمَا)(3) : لوح من ذهب فيه مكتوب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلّا
اللّه، محمّد رسول اللّه، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟! ومن يري الدنيا وتغيّر ها بأهلها كيف يركن إليها؟! وينبغي لمن غفل عن اللّه أن لا يستبطي ء اللّه في رزقه، ولا يتّهمه في قضائه.
ص:479
ثمّ قال: رضيت يا أحمد؟!
قال: قلت: عن اللّه تعالي وعنكم أهل البيت (1).
1 - المحدّث النوريّ : أصل لبعض قدمائنا، عن محمّد بن صدقة قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : يا محمّد بن صدقة! طوبي لمؤمن مظلوم مغصوب مستضعف، وويل للذي ظلمه وغصبه واستضعفه، إنّ المؤمن ليظلم المؤمن، ويغصبه ويستضعفه، فعند ذلك فليتوقّع سخط ربّه.
قلت: كيف يا سيّدي! قد أحزنني ما ذكرته، وأنا أبكي؟
قال: أما علمت أنّ اللّه جلّ ذكره خلق الدنيا والآخرة للمؤمنين، فهم فيه شركاء، فمن أعطي شيئاً من حطام الدنيا، ومنع أخاه منه، كان ممّن ظلمه وغصبه واستضعفه، ومن فعل ما لزمه من أمر المؤمنين باهي اللّه تعالي به ملائكته (2).
1 - العلّامة المجلسيّ : [نقلاً عن كتاب الصوري ] بإسناده قال: سئل عن الرضا ( عليه السلام ) ماحقّ المؤمن علي المؤمن؟ فقال ( عليه السلام ) : إنّ من حقّ المؤمن علي المؤمن المودّة له في صدره، والمواساة له في ماله، والنصرة له علي من ظلمه، وإن كان في ء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات فالزيارة إلي قبره، ولايظلمه،
ص:480
ولايغشّه، ولا يخونه ولايخذله، ولا يغتابه، ولا يكذّبه، ولايقول له أُفّ، فإذا قال له أُفّ فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت عدوّي فقد كفّر أحدهما صاحبه، وإذا اتّهمه إنماث (1) الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء.
ومن أطعم مؤمناً كان أفضل من عتق رقبة، ومن سقي مؤمناً من ظمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم، ومن كسي مؤمناً من عُريً، كساه اللّه من سندس وحرير الجنّة، ومن أقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه اللّه عزّ وجلّ، حسب له ذلك بحساب الصدقة حتّي يؤدّيه إليه، ومن فرّج عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، فرّج اللّه عنه كربةً من كرب الآخرة، ومن قضي لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام، وإنّما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد.
وإنّ أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) استقبل الكعبة وقال: الحمد للّه الذي كرّمك، وشرّفك وعظّمك، وجعلك مثابة للناس وأمناً، واللّه لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك، ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلّم عليه، فقال له عند الوداع: أوصني فقال ( عليه السلام ) : أُوصيك بتقوي اللّه، وبرّ أخيك المؤمن، فأحببت له ماتحبّ لنفسك، وإن سألك فأعطه، وإن كفّ عنك فأعرض عليه، لاتملّه فإنّه لايملّك، وكن له عضداً، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتّي تسلّ (2) سخيمته (3) ، فإن غاب فاحفظه
في غيبته، وإن شهد فاكنفه، واعضده وزره وأكرمه، والطف به، فإنّه منك وأنت منه، وفطرك (4) لأخيك المؤمن، وإدخال السرور عليه أفضل من الصيام، وأعظم
أجراً (5).
ص:481
1 - الشيخ الصدوق : قال أبو الحسن الرضا ( عليه السلام ) : من خرج في حاجة، ومسح وجهه بماء الورد، لم يرهق (1)وجهه قتر (2) ولاذلّة، ومن
شرب من سؤر أخيه المؤمن - يريد بذلك التواضع - أدخله اللّه الجنّة البتّة، ومن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كتب اللّه له حسنة، ومن كتب اللّه له حسنة لم يعذّبه (3)
2 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن الرضا ( عليه السلام ) : قال: من فرّج عن مؤمن فرّج اللّه عن قلبه يوم القيامة (1).
1 - محمّد بن يعقوب الكلينيّ : عليّ بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن إسماعيل بن محمّد، عن محمّد بن سنان قال: كنت عند الرضا صلوات اللّه عليه، فقال لي: يا محمّد! إنّه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين، فأتي واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة بينهم، فقرع الباب، فخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟ فقال: ليس هو في البيت. فرجع الرجل ودخل الغلام إلي مولاه، فقال له: من كان الذي قرع الباب؟ قال: كان فلان. فقلت له: لست في المنزل، فسكت ولم يكترث، ولم يلمّ غلامه، ولااغتمّ أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلمّا كان من الغد بكّر إليهم الرجل فأصابهم، وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم، فسلّم عليهم وقال: أنا معكم. فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه، وكان الرجل محتاجاً ضعيف الحال، فلمّا كانوا في بعض الطريق إذا غمامة قد أظلّتهم، فظنّوا أنّه مطر فبادروا، فلمّا استوت الغمامة علي رؤوسهم، إذا مناد ينادي من جوف الغمامة: أيّتها النار! خذيهم، وأنا جبرئيل رسول اللّه، فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر، وبقي الرجل مرعوباً يعجب ممّا نزل بالقوم، ولايدري ما السبب؟ فرجع إلي المدينة، فلقي يوشع بن نون ( عليه السلام ) فأخبره الخبر، ومارأي وما سمع. فقال يوشع
ص:483
بن نون ( عليه السلام ) : أما علمت أنّ اللّه سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضياً وذلك بفعلهم بك. فقال: ومافعلهم بي؟ فحدّثه يوشع. فقال الرجل: فأنا أجعلهم في حلّ وأعفو عنهم. قال: لو كان هذا قبل لنفعهم، فأمّا الساعة فلا، وعسي أن ينفعهم من بعد (1).
1 - الشيخ الصدوق : فقد روي عن الرضا ( عليه السلام ) إنّه قال: إنّ للّه مع السلطان أولياء يدفع بهم عن أوليائه (2).
1 - الصفّار : حدّثنا محمّد بن عيسي، عن سليمان الجعفريّ (3)
قال: كنت عند أبي الحسن ( عليه السلام ) قال: يا سليمان! اتّق فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه، فسكتُّ حتّي أصبت خلوة.
فقلت: جعلت فداك، سمعتك تقول: اتّق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه.
قال ( عليه السلام ) : نعم، يا سليمان! إنّ اللّه خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأُمّه، أبوه النور، وأُمّه الرحمة، وإنّما ينظر بذلك النور الذي خلق منه (4).
ص:484
1 - الحافظ رجب البرسيّ: في رواية: إنّ رجلاً من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني ( عليه السلام ) : «إنّ من شيعتكم قوماً يشربون الخمرَ علي الطريق».
فقال:...«اللّه أكرمُ أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبّنا أهل البيت»...(1)
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، ومحمّد بن أحمد السنانيّ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد المكتّب رحمهم اللّه قالوا: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن محمود بن أبي البلاد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا ( عليه السلام ) : المؤمن الذي إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر، والمسلم الذي يسلم المسلمون من لسانه ويده، ليس منّا من لم يأمن جاره بوائقه (2)،
(3).
ص:485
2 - الشيخ الصدوق : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسي قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الآدميّ، عن مبارك مولي الرضا عليّ بن موسي ( عليهماالسلام ) قال: لايكون المؤمن مؤمناً حتّي يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه، فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه، قال اللّه جلّ جلاله: ( عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَايُظْهِرُ عَلَي غَيْبِهِ ي أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَي مِن رَّسُولٍ )
(1).
وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس، فإنّ اللّه عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس فقال: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَهِلِينَ )(2).
وأما السنّة من وليّه فالصبر في البأساء والضرّاء، يقول اللّه عزّ وجلّ: ( وَالصَّبِرِينَ فِي الْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَل-ِكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُوْلَل-ِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) (3)
(4).
ص:486
3 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن عبيد بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: إنّي أُحبّ أن يكون المؤمن محدَّثاً.
قال: قلت: وأيّ شي ء المحدَّث؟ قال ( عليه السلام ) : المفهّم (1).
4 - أبو الفضل الطبرسيّ : عن الرضا ( عليه السلام ) قال: المؤمن لا يكون ذليلاً، ولا يكون ضعيفاً (2).
1 - الحسينيّ الإسترآباديّ : الشيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه بإسناده عن رجاله، عن حنظلة، عن ميسرة قال: سمعت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) يقول: واللّه لايري منكم في النار إثنان، لاواللّه ولاواحد.
قال: قلت: فأين ذلك من كتاب اللّه؟ قال ( عليه السلام ) : فأمسك عنّي سنة.
قال: فإنّي (كنت) معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي: يا ميسرة! اليوم أذن لي
ص:487
في جوابك عن مسألة كذا.
قال: فقلت: فأين هو من القرآن؟ قال ( عليه السلام ) : في سورة الرحمن وهو قول اللّه عزّ وجلّ: ( فَيَوْمَل-ِذٍ لَّايُسْألُ (منكم) عَن ذَم نبِهِ ي إِنسٌ وَلَا جَآنٌّ ) (1).
فقلت له: ليس فيها منكم. قال ( عليه السلام ) : إنّ أوّل من غيّرها ابن أروي، وذلك أنّها حجّة عليه وعلي أصحابه، ولو لم يكن فيها (منكم) لسقط عقاب اللّه عن خلقه، إذ لم يسئل (عن) ذنبه إنس ولاجانّ، فلمن يعاقب إذاً يوم القيامة؟ (2).
1 - الشيخ الصدوق : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ البصريّ قال: حدّثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الغريانيّ من قري الغازيات قال: حدّثنا زيد بن محمّد البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن أحمد العسكريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود بن قبيصة الأنصاريّ، عن موسي بن عليّ القرشيّ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال: رفع القلم عن شيعتنا.
فقلت: يا سيّدي! كيف ذاك؟
قال ( عليه السلام ) : لأنّهم أخذ عليهم العهد بالتقيّة في دولة الباطل، يأمن الناس ويخوّفون
ص:488
ويكفرون فينا ولا نكفر فيهم، ويقتلون بنا ولا نقتل بهم، ما من أحد من شيعتنا ارتكب ذنباً أو خطأً إلّا ناله في ذلك غمّ يمحّص عنه ذنوبه، ولو أنّه أتي بذنوب بعدد القطر والمطر، وبعدد الحصي والرمل، وبعدد الشوك والشجر، فإن لم ينله في نفسه ففي أهله وماله، فإن لم ينله في أمر دنياه وما يغتمّ به تخايل له منامه ما يغتمّ به، فيكون ذلك تمحيصاً لذنوبه (1).
2 - أبو عليّ الإسكافيّ : عن زكريّا بن آدم قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) فقال: يازكريّا بن آدم! شيعة عليّ ( عليه السلام ) رفع عنهم القلم.
قلت: جعلت فداك، فماالعلّة في ذلك؟ قال ( عليه السلام ) : لأنّهم أُخّروا في دولة الباطل، يخافون علي أنفسهم، ويحذرون علي إمامهم، يازكريّا بن آدم! ماأحد من شيعة عليّ أصبح صبيحة أتي بسيّئة، أو ارتكب ذنباً، إلّا أمسي وقد ناله غمّ، حُطّ عنه سيّئة، فكيف يجري عليه القلم؟! (2).
1 - ابنا بسطام النيسابوريّان » : حدّثنا عبد اللّه بن بسطام قال: حدّثنا محمّد بن خلف، عن الوشّاء قال: قال لي الرضا ( عليه السلام ) : إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه، فإنّه ليس من أحد إلّا وله دعوة مستجابة، ثمّ قال: ياوشّاء! قلت لبّيك! يا سيّدي ومولاي، قال: فهمت ماأخبرتك؟
ص:489
قلت: يا ابن رسول اللّه! نعم، قال: أتدري من الناس؟
قلت: بلي، أمّة محمّد ( صلي الله عليه وآله وسلم ) .
قال: الناس هم الشيعة (1).
ص:490